بسم الله الرحمن الرحيم
وأحمده على أن خوّل جزيلَ الطّوْل وسدَّد للاصابة في الفعل والقَول وأرشد إلى مناهج الهدَى وأنقَذ من مدارج الرّدى حَمْدَ من وُفِّق لإصلاح ما فسد وتنفيق ما كسَد ورَقْعِ ما خرقَت أيدي التحريف وَرْتق ما فتقت ألسُن التصحيف
وأصلي على من ذَرَّت له حَلوبة البلاغة وَغزُرت في عهده أخلافُ الفصاحة حتى استصفَى بعد مَخْضها الزُّبَدَ ونَفَى عن مَحْضها الزَّبد محمدٍ الموصوفِ بالبهجة المخصوصِ بخُلوص اللهجة وعلى آله وأصحابه ذَوي الأوجُه الصّبِاح والألسُن الأفِصاح وأسلم تسليماً كثيراً وقبل وبعد :
فهذا ما سبق به الوعدُ من تهذيب منصَّفي المترجَم ( ( المُعرِب ) ) وتنميقه وترتيبه على حروف المعجم وتلفيقه اختصرتهُ لأهل المعرفة من ذوي الحميّة والأنفة من ارتكاب الكلِم المحرفَّة بعد ما سرّحت الطَّرف في كُتبٍ لم يتعهَّدها في تلك النَّوْبة نظري فتقصَّيتُها (1/19)
حتى قضَيتُ منها وطري كالجامع بشرح أبي بكرٍ الرازي والزيادات بكَشْف الحَلوْائّي ومختَصر الكَرْخيّ بفَسْر أبي الحسين القُدوي والمنتقَى للحاكم الشيهد الشهير وجمع التفاريق لشيخنا الكبير وغيرِها من مصنفَّات فقهاء الأمصار ومؤّلفات الأخبار والآثار
وقد أندرَج في أثناء ذلك ما سألني عنه بعضُ المختلفة إليّ وما أُلِقَي في المجالس المختلفة عليّ ( 2 / ب ) ثم فرّقتُ ما اجتمع لديّ وارتفع إليّ من تتلك الكلمات المُشكِلة والتركيبات المُعضِلة عل ىأخواتٍ لها وأشكال خالعاً عنها ربقة الإشكال حتى أنضوى كلٌّ إلى مَأرزِه واستقرَّ في مركزه ناهجاً فيه طريقا لا يَضّلِ سالكِه ولا تجَهَل عليه مَسالِكه بل يهجُم بالطالب على الطَلبَ عفوا من غير ما تَعب
والذي اتَّجه لتلفيقه اختياري من البين ترتيبتُ كتاب الغريبين (1/20)
إذْ هو الأكثرَ بينهم تَداولاً والأسْهَل عندهم تَناولاً فقدَّمت ما فاؤه همزةٌ ثم ما فاؤه باءُُ حتى أتيتُ على الحروف كلِّهِا وراعيتُ بعد الفاء العينَ ثم اللام ولم أراع فيما عدا الثلاثيَّ بعد الحرفين إلا الحرفَ الأخير الأصليَ ولم أعتدَّ في أوائلِ الكَلمِ بالهمزة الزائدة للقطع أو للوصْلِ ولا بالمبدَلة في أواخرها وإن كانت من حرفٍ أصلٍ ولا بنونِ فَنْعلٍ ولا بالواو وأُختها في فَوعْلِ وفَعْوَل وربما فسَّرت الشيءَ مع لِفقْه في موضع ليس بوفَقْه لئلا ينقطع الكلام ويتضلَّع النظام ثم إذا انتهيتُ إلى موضعه الذي يقتضيه أثبتُّه غير مفسَّر فيه كل ذلك تقريبا للبعيد وتسهيلاً على المستفيد ثم ذَّيلْت الكتاب بذكْر ما وقع في أصل " المُعْرب " من حروف المعاني وتصريف كلماتٍ متفاوتةِ المباني وشيء من مسائل الإعراب بلا إسهاب ولا إغرابٍ في عدّة فصول محكمة الأصول كثيرةِ المحصول وأما ما أتَّفق لي من بسْط التأويل فيما تضَّمن الكتابُ من آي التنزيل وغير ذلك من بثّ ( 3 / أ ) الأسرار وما يختصّ بعلم التاريخ والأخبار فباقيةٌ على سكناتها مترَوكةٌ على مَكنِاتها لم يُرفع عنه الحجابُ ولم يَحْلَ بها هذ االكتاب ولقد تلطفّت في الإدماج والوصل بين الألفاظ المتَّحدة الأصل حتى عادت بعد تباينها ملتئمة وعلى تبدّدها منتظمة وأعرَضتْ لطالبها مُصحَبةً في قِران لا كما يستعصي على قائده في حَرانٍ وترجمتُه بكتاب " المُغْرب في ترتيب المُعْرب " لغرابة تصنيفه ورصانة ترصيفه ولقرابةٍ بين الفرع وَالمَنْمَي والنتيجة المنُتْمَى وإلى الله سبحانه وتعالى أبتهل في أن ينفعني به وأئمةَ الإسلام ويجمعني وإياهم ببركات جمعه في دار السلام (1/21)
باب الهمزة
الهمزة مع الباء
أبب
الإبّان وقتُ تهيئة الشيء واستعدادهِ يُقال كُلِ الفواكِهَ في إبَّانها وهو فِعْلأنٌ من أبَّ له كذا إذا تهيَّأ له أو فِعّالٌ من أَبَّنَ الشيء تأبيناً إذا رقَبَه والأول أصح
أبد
الأبد الدهرُ الطويلُ قال خلف بن خليفة :
( لا يُبعدِ اللهُ إخواناً لنا سلفَوا ... أفناهم حَدَثانُ الدّهرِ والأبدُ )
وقال النابعة :
( يا دارَ مَيَّةَ بالعلياء فالسَنَدِ ... أقوَتْ وطال عليها سالفُ الأبدِ )
قال عليه السلامُ لا صامَ من صامَ الأبدَ يعني صومَ الدهرِ وهو أن لا يُفطرَ في الأيامِ المنهيِّ عنها
وقولهم كان هذا في آباد الدهرِ أي فيما تقادمَ منه وتطاول ومنه قولهُ في السِيرَ قد دُعُوا في آباد الدهرِ ورُوي في بادئٍ الدهر أي في أوّله وأَما آبادي فتحريف (1/22)
وأوابدُ الوحش نُفَّرهُا الواحدةُ آبدةٌ من أبدَ أبُوداً إذا نَفَر من بابَيْ ضَرب وطلَب لنفورها من الإنْسِ ( 3 / ب ) أو لأنها تعيشُ طويلاً وتأبَّد توحَّش
أبر
أبَرَ النخلَ ألقْحهُ وأصْلَحه إباراً وتأبَّرَ قَبِل الإِبار
نافع مولى ابن عمر كان من أبْرَ شَهْرَ هو اسم موضع
أبط
الإبْط بسكون الباء معروفةٌ وهي مؤنثةٌ وتأبَّطَ الشيءَ جعله تحت إبْطهِ ومنه التأبُّط في الصلاة أو في الإحرام وهو أن يُدخِلَ الثوب تحتَ يدهِ اليُمنى فيلقيه على منكبهِ الأيسرِ
أبق
أبَقَ العبدُ هَرَب من بابَيْ ضرَب وطلَب إباقاَ فهو آبق وهم أُبَّاق وإباقُ السمكِ مجازٌ
أبل
أبُلَّهُ البصرةِ موضٌع بها وهي فيما يقال إحدى جِنانِ الأرضِ
أبن
أبَانُ ابنُ عثمان وهو مصروفٌ وأَبانُ أيضاً جبلٌ ويقال هما أبانانِ ومنه عارَ فرسُ ابن عَمر يوم أبانَيْن وهو من أيّام الإسلام (1/23)
وأبنى بوزن حُبلى موضعٌ بالشام
أبه
لا يُؤْبَه له في طم طمر
أبي
أبى الأمرَ لم يرَضه وأبي عليه وتأبى امتنعَ وقد يُقال أبي عليه الأمرَ ومنه قول محمد رحمه الله في السِيَر : لم يسعِ المسلمينَ أن يأبوا على أهلِ الحصنِ ما طلبوا والمصدر الإباءُ على فِعال والإبياء في معناه خطأ
وباسم الفاعل منه لُقِّب آبي اللحمِ الغِفاريّ لأنه كان يِأبى أكلَ اللحمِ وعن ابنِ الكلبيّ كان لا يأكلُ ما ذُبحَ للأصنام واسمه خلف بن مالكِ بن عبد الله وقيل عبدُ الله بن عبد الملك له صحبةٌ ورِوايةٌ قُتِل يوم حُنين رضي الله عنه
الهمزة مع التاء
أتب
ابن الأتَبِيَّةِ هو عبدُ الله عامل النبيّ عليه السلام على الصدقات ويُروى ابن اللتُبيَّةِ باللامِ وهو ( 4 / أ ) الصحيحُ (1/24)
أتم
المأَتمُ عندَ العرب النساءُ يجتمعْنُ في فرحٍ أو حزنٍ والجمع المآتم وعند العامةِ المصيبةُ والنّياحةُ يقال كنا في مأتم بَني فلانٍ قال ابن الأنباريّ هذا غَلط وإنما الصوابُ في مَناحة بني فلانٍ وأنشَد لأبي عطاءٍ لسِّندي في الحزنِ :
( عَشيةَ قام النائحاتُ وشُقّقتْ ... جُيوبٌ بأيدي مأتمٍ وخدودٌ (
ولابنِ مُقْبلٍ في الفرحِ :
( ومأتمٍ كالدُّمى حُورٍ مدامعُها ... لم تبأس العيش أبكاراً ولا عُونا (
أتن
الأتُون مقصورٌ مخَّفف على فَعُول مَوْقِدُ النارِ ويقال له بالفارسيه كُلْحَنْ وهو للَحمَّام ويُسعارُ لما يُطبخُ فيه الآجُرُّ ويقال له بالفارسية تُونَق وداشُوزَنْ والجمعُ أتانينُ بتاءين بإجماع العَربِ عن الفَرَّاءِ
أتي
أتى المكان جاءه وحضره إتياناً وفي حديثه عليه السلامُ أتاني آتٍ أي مَلكٌ وفي حديث علي رضي الله عنه أُتِيَ في شيءٍ أي خُوصم عنده في معنى شَيءٍ
وأتى المرأة جامعها كنايةٌ وأتى عليهم الدهرُ (1/25)
أي أهلَكهم وأفناهم وأصلهُ من إتيان العدوِّ ومنه قولهُ في القَتيلِ عنيتُ أن آتي على نفسهِ بالقتلِ يعني قَتْله بمرّةٍ
وطريقٌ مِيْتاءٌ يأتيه الناسُ كثيراً وهو مِفعالُ من الإتيان ونظيرهُ دارٌ مِحلالٌ لِلتي تُحَلُّ كثيراً وقولهم من ها هنا أتيِتَ أي من ها هنا دخلَ عليك البلاءُ ومنه قولُ الأعرابيّ هو سلمة بن صخر البياضيُّ وهل أُتِيتُ إلا من الصومِ ومن روى وهل أُوْتيِتُ ما أُوتيت إلا من الصومِ فقد أخطأ ( 4 / ب ) من غير وجهٍ على أن روايةَ الحديثِ عن ابن مَندةً وأبي نَعيمٍ وهل أصابني ما أصابني إلا في الصيام
وتأتّى له الأمر أي تهيّأ ومنه هذا مما يَتأتى فيه المضغُ أي يمكنُ ويَسهلُ
والآتِيُّ والأتَاويُّ الغريب ومنه إنما هو أتيُّ فينا
وأطعتم أتاوِيَّ في ست سته
الهمزة مع الثاء
أثث
مِسْطح بن أُثاثَةَ بضم الهمزةِ وفي الكَرْخي :
ما يُتأثَّثُ به يُتَفَعَّلُ من أثاثِ البيت وهذا مما لم أَجدهُ (1/26)
أثر
أثر الحديثَ رواهُ ومنه ما حلفتُ بها ذاكراً ولا آثراً أيْ ما تلفّظتُ بالكلمة التي هي بأبي لا ذاكراً بلساني ذِكراً مجرَّداً عن النيةِ ولا مُخبِراً عن غيري أنه تكلم بها
والمأثُرة واحدةُ المآثرِ وهي المكارمُ لأنها تُؤثَر أي تُروَى
والايثارُ الاختيارُ مصدرُ آثرَ على أفعلَ ومنه قوله في الطلاق على أن تُؤْثِرَ العذابَ على صُحبْتَهِ أي تختارهُ
أثل
الأثْل شجرٌ يُشبه الطَّرفاءَ وبتصغيرهِ سُمِّي الموضع الذي قُتل فيه النضرُ صبرا
وتأثَّل المالَ جَمعهَ واتّخذه لنفسه أثْلَهَ أي أصلاً ومنه الحديث غير مُتأثّلٍ مالاً . وفي صحيح البخاري غيرَ مُتموّل والأوّل أصحُّ لغةً . والآثال بالضم المالُ والمجدُ وبه سُمّيَ والد ثُمامةَ بن أثالٍ الحنفيّ وإيالٌ تصحيف
أثم
المأثَمُ الإثْم
أثي أثى به يأثي ويأثو أثْياً وأثْوا إذا سعَى به وَوَشى ومنه الحديث لأثِيَنَّ بك عليّاً وإنما عدَّاه ( 5 / أ ) إلى المفعول الصحيح بعد تعدّيه بالباء على معنى أُخبِرُ وأُعلِمُ (1/27)
الهمزة مع الجيم
أجر
الإجارةُ تمليكُ المنافع بعِوّضٍ وفي اللغةِ اسمُ للأجرةِ وهي كِراءُ الأجير وقد أجَرَهُ إذا أعطاه أجرتَه مِن بابي طلَبَ وضرَبَ فهو آجِرٌ وذلك مأجورٌ وفي كتاب العين آجرتُ مملوكي أُوجرُه إيجاراً فهو مُؤجَر
وفي الأساس آجرني داره فاستأجرُتها وهو مُؤجرٌ ولا تقل مُؤاجِر فإنه خطأٌ وقبيحٌ قال وليس آجَرَ هذا فاعَلَ ولكن أفْعَلَ وإنما الذي هو فاعَلَ قولك آجَرَ الأجيرَ مؤاجرَةً كقولك شاهرَهُ وعاوَمهُ
وفي المُجْمَل آجرْتُ الرجلَ مؤاجرةً إذا جعلت له على فِعلْهِ أُجرةً وفي باب أفعل من جامعِ الغوري آجره الله لغةٌ في أجره وآجَره من الإجارة وفي باب فاعَلَ آجره الدار وهكذا في ديوانِ الأدب والمصادر
قُلْتُ وفيه نظرٌ وإنما الصوابُ ما أثْبِتَ في العين والتهذيب والأساسِ على أن ما كان من فاعَل في معنى المعاملةِ كالمزَارعة والمشارَكة لا يتعدّى إلا إلى مفعولٍ واحدٍ ومُؤاجرةُ (1/28)
الأجيرِ من ذلك فكان حُكمها حُكمه تعاونَ فيه القياسُ والسماعُ أقوى من غيره
فالحاصلُ أنك إذا قلت آجره الدارَ والمملوكَ فهو من أفْعل لا غير وإذا قلت آجَر الأجيرَ كان موجَّهاً وأما قولهم آجِرتُ منك هذا الحانوتَ شهراً فزيادةُ من فيه عاميّةٌ
واسمُ الفاعلٍ من نحو آجَره الدارَ مُؤجِرٌ والآجر في ( 5 / ب ) معناه غَلطٌ إلا إذا صحَّتْ روايتُه عن السلفَ فحينئذٍ يكونُ نظيرَ قولهِهم مكانٌ عاشِبٌ وبلدٌ ماحلٌ في معنى مُعْشِب ومُمْحِل
واسمُ المفعولِ منه مُؤجر لا مُؤاجَر ومن الثاني من آجر الأجيرَ مُؤجَرٌ ومُؤاجَرٌ ومن قال واجَرَ فَعُذرهُ أنه بناه على يُواجِرُ وهو ضعيف وأما الأجيرُ فهو مثلُ الجليسِ والنديم في أنه فعيل بِمعنى المُفاعِل ومنه لا تجوزُ شهادةُ الأجيرِ لمعلمّه يعني به تلميذَه الذي يُسمّى الخليفة في ديارِنا لأنه يُسْتَأجر
وقوُله بيعُ أرضِ المُزارعَات والإجارات والإكارات والإخاذات جائزٌ يعني الأرضَ المملوكةَ إذا آجرَها أرَبابهُا ممن يَبني فيها والإكاراتُ هي الأراضي التي يدفعُها أربابُها إلى الأكَرَةِ فيزرعونها ويَعمُرونها والإخاذاتُ هي الأراضي الخّرِبَةُ التي (1/29)
يدفعها مالكُها إلى من يَعمرُها ويستخرجُها وعن الغُوريّ الإخاذةُ الأرضُ يأخذهُا الرّجلُ فيُحرِزُها لنفسهِ ويُحْييها . وما تقدّم كلُّه تفسيرُ الفقهاءِ وكأنهم جعلوها أسماءً للمعاني ثم سمَّوا بها الأعيانَ المعقودَ عليها ألا تَراهم قالوا فإن باعَ الذي له إخاذَتُها وإكارتُها ثم قالوا والإكارةُ الأرضُ في يدِ الأكَرَةِ وهذا مما لم أجده
وآجَرُ أمّ إسمعيل عليه السلام والهاء أصحّ وهو فاعَلُ بفتح العين
والآجُرُّ الطينُ المطبوخُ وهو معرَّب
والإجَّارُث السَّطحُ فِعَّال عن أبي عليّ الفارسيِّ . والإنْجارُ لغةٌ فيه وعليه جاء الحديث فتلقَّوه في الأناجير
أجل
قولُه المعنيُّ بقولنا طلاق رجعيُّ أن حكمَه متؤَجّلٌ أي مُؤّجّلٌ إلى زمانِ انقضاءِ العِدَّةِ وهي في الأصلِ خلافُ المتعجّلِ
أجم
( 6 / أ ) الأجَمةُ الشجرُ الملتفُّ والجمع أَجَمَ وآجام وقولُهم بَيْع السّمكِ في الأجمةِ يُريدونَ البطيحةَ التي هي مَنبتُ القصبِ أو اليَراع
وأما الآجام في صلاة المسافر فهي بمعنى الآطام وهي الحصونُ الواحد أُجُمٌ وأُطُمٌ بالضم عن الأصمعيِّ وقيل كلُّ بناءٍ مرتفعٍ أُطُمٌ (1/30)
أجن
ماءُ آجِنٌ وأجْنٌ وقد أجَنَ أُجوناًِ وأجِنَ أجَناً إذا تفيّد طعمُه ولونهُ غير أنه شَروُبٌ وقيل تغّيرت رائحتُه من القِدَم وقيل غَشِيَهُ الطُّحلُبُ والورَقُ
والإجَّانةُ المِركَن وهو شبه لَقَنٍ تُغْسَل فيه الثيابُ والجمع أجاجينُ والإنْجانة عاميّةٌ
الهمزة مع الحاء
أحد
أُحُدٌ جَبلٌ ويجوزُ تركُ صَرْفِه
أحن
الإحْنَةُ الحِقدُ والجمع إحَنٌ والحِنَةُ لُغةٌ ضعيفةٌ ومنه لفظُ الرواية لا تجوزُ شهادةُ ذي حِنَةٍ وأما جِنّة بالجيم والنون المشددةِ فتصحيفٌ
الهمزة مع الخاء
أخذ
الأخذُ من الشاربِ قَصُّه وقَطْعُ شيءٍ من شَعرهِ ومنه قوله في خيار الرُؤية من كتاب المنتَقى الأخذ من عُرْفِ الفَرسِ ليس يُرضَى
والاخاذات في أج أجر
آخر
مُؤخِرٌ العَينِ بضمِّ الميمِ وكسرِ الخاءِ طَرفُها الذي يَلي الصُّدْغَ والمُقْدم خِلافُه والجمع مآخِر (1/31)
وأما مُؤخِرَةُ الرَّحْلِ بالتاء فلُغةٌ في آخرتِه وهي خشبتهُ العريضةُ التي تحاذي رأسَ الراكبِ ومنها الحديثُ إذا وضعَ أحدُكم بين يديه مثِلَ مُؤخِرَةِ الرَّحْل فليُصِلِّ ولا يُبالِ مَن مرَّ وراء ذلك وتشديد الخاء خطأ
وفي حديث ماعزٍ إن الآخِرَ زَنى هو المؤخًّر ( 6 / ب ) المطرودُ وعَنَى به نفسه ومثْله في مختصر الكَرْخيّ عن عليّ رضي الله عنه أنه سمع المؤذّن يقيمُ مَرّةً أَلاّ جَعلتها مَثنْى لا أُمَّ للأخِر وهو مقصورٌ والمدّ خطأٌ والأخيرٌ تحريفٌ
أخو
من أخيه في عف عفو
الهمزة مع الدال
أدب
الأدَبُ أدَب النَّفْسِ والدَّرسِ وقد أَدُبَ فهو أديب وأدَّبه غيرهُ فتأدَّب واستأدَب وتركيبه يدلّ على الجمعِ والدعاءِ منه الأدْبُ وهو أن تجمع الناسَ إلى طعامِك وتدعوَهم ومنه قيل للصنيعِ مَأدُبة كما قيل له مَدْعاةٌ
ومنه الأدَب لأنه يأدِبُ الناسَ إلى المحامد أي يدعوهم إليها (1/32)
عن الأزهري وعن أبي زيد الأدَبُ اسم يقع على كلَّ رياضة محمودة يتخرَّج بها الانسانُ في فضيلة من الفضائل
أدر
الأدَرَرٌ مَصْدَرُ الآدَرِ وهو الأنفَخُ وبه أُدْرةٌ وهي عِظَم الخُصَى
أدم
الأَدَمَ بفتحتين اسمٌ لجمعِ أديمٍ وهو الجِلد المدبوغُ المُصْلَع بالدِّباغِ من الإدام وهو ما يُؤتدَمُ به والجمع أُدُمٌ بضمتين قال ابن الأنباريّ معناه الذي يُطيِّبُ الخُبزَ ويُصْلحه ويلتذٌ به الآكِلُ و الأُدْم مثله والجمع آدام كَحُلمْ وأحلام ومَدارُ التركيبِ على الموافقه والمُلاءمةِ وهو أَعني الإدامَ عامٌّ في المائعٍ وعيرهٍ وأما الصِّبْغُ فمختصٌّ بالمائعِ وكذا الصِّباغُ
أدو
الإداوة المِطْهرة والجمع الأداوَى
الهمزة مع الذال
أذريج
أذْرَبيجان ( 7 / 1 ) بفتح الألف والراء وسكون الذال موضعٌ
أذن
رجلٌ أذَانِيٌّ عظيمُ الأذْن والإذانُ الإيذانٌ وهو الإعلام ومنه لا بأس للنَّاس بالأذان في الجنازة وفي التنزيل وأذانٌ من الله ورسولهِ ومنه حديث الحسن رضي الله (1/33)
عنه إنا جنَزتُموها فآذِنوني وقد جهل مَن أنكر هذا على أبي حنيفة
وأما الأذانُ المتعارفُ فهو من التأذين كالسّلام من التسليم . وفي الواقعات استعار سِتراً للآذين فضاع منه هو بالمدّ الذي يقال له بالفارسية خُوزاهَ وكأنه تعريب آبين وهو أعواد أربعة تنُصَب في الأرض وتُزيَّن بالبُسط والستور والثياب الحِسان ويكون ذلك في الأسواق والصحارىَ وقت قُدوم مَلِكٍ أو عند إحداث أمر من مَعاظم الأمور
أذي
الأَذَى ما يؤذيك وأصله المصدر يقال أذِيَ أذىً وقوله تعالى في المحيض ( قل هو أذىً ) أي شيءٌ يُستَقْذَرُ كأنه يُؤْذِي من يَقْرَبُه نُفرةُ وكراهةً
والتأذِّي أن يؤثر فيه الاذُى وقول عمر رضي الله عنه إياك والتأذّي بالناسِ يراد به النهي عن إظهار أثَره لأنه هو الذي في مَلَكَتِهِ
الهمزة مع الهاء
أرب
في الحديث وكان أمْلَكَكم لإرْبه بكسر (1/34)
الهمزة وسكون الراء بمعنى الإرْبة وهي الحاجةُ وفي غير هذا العُضْوُ عن أبي عُبيدٍ ومنه السجودُ على سبعة آرابٍ وأرْآبٌ مقلوبٌ
ومنه تَأرِيْبُ الشاةِ تَعْضِيَتُها وجعلُها إرْباً إرْباً . وكتفٌ مؤرًّبة موفَّرة لم يؤخَذ من لحمها شيء
وأما الأرَب ( 7 / 2 ) بفتحتين فالحاجةُ لا غير إلا أنه لم يُسْمعَ في الحديث والمرادُ بملْكِه حاجتَه قمعُه الشهوَةَ
وفي الحديث أنه أقْطَع أبيضَ بنَ حمّالٍ مِلْح مأرِبَ هو بكسر الراء موضع من بلاد الأزْدِِ وابن حمّال صحابي معروف . وحمّاد تصحيف
أرخ
التأريخ تعريف الوقت يقال أرَّختُ الكتابَ ووَرَّخْتُه لغةٌ وهو من الأَرْخ وهو ولد البقرة الوحشية وقيل هو قَلْبُ التأخيرِ وقيل ليس بعربي محض
وعن الصّولي تاريخُ كلّ شيءٍ غايتُه ووقتُه الذي ينتهي اليه ومنه قيل فلان تاريخُ قومٍ أي إليه أنتهى شرفُهم
أرش
الأَرْش دِيَةُ الجِراحات والجمع أُرُوش وَإراشٌ بوزن فِراسٍ اسم موضع وهو في حديث أبي جهل من أدب القاضي (1/35)
أرض الأرَضون بفتحتين جمع أرض
أرَف في حديث خيبر الذي قَسمها وأرَّفها عمرُ أي حدّدها وأعلَمها من الأُرْفة وهي الحدّ والعلامة ومنها إذا وقعت الأُرفُ فَلا شُفعة وأيُّ مالٍ اقتُسم وأرِّفَ عليه أي أديرت عليه أُرَفٌ
أرق
الأرَقُ السَّهرٌ والتأريقُ الإسهارُ وباسم الفاعل منه سُمّي مؤرّقٌ العِجلِيُّ وهو من تلامذة الحسن البصريّ
أرك
الأَراك من عظام شجر الشَّوك ترعاه الإبل وألبان الأوارِك أطيبُ الألبان ومنه لا حمِىَ في الأراك
وأما حديث أبيضَ بن حمّال أنه سأل رسول الله عليه السلام ما يُحمَى من الأراك ( 8 / 1 ) فقد قال أبو عُبيد إنما ذلك في أرضٍ يَملِكها
أري
قوله البِناء إذا كان لا يُعدّ زيادةً كالآرِيِّ هو المِعْلَفُ عند العامّة وهو مرادُ الفقهاء
وعند العرب الآرِيُّ الآخيَّةُ وهي عُرْوة حبْلٍ تُشَدُّ إليها الدّابة في مَحْبِسها فاعُولٌ من تَأرَّى بالمكان إذا أقام فيه وقول النابغة إلاّ أوَارِيَّ يشهد للأول (1/36)
وُتستعار الأوَاريُّ لِما يُتَّخذ في الحوانيتِ من تلك الأحياز للحبوبِ وغيرِها كما تُستعارُ لحِياضِ الماء في الحمّام
الهمزة مع الزاي
أزب
الميزاب المِثْعَب وجمعه مآزيبُ عن ابن السكيّت قال الأزهري ولا يقال المرزاب ومن ترك الهمز قال في الجمع ميَازيب ومَوازيب من وزَب الماءُ إذا سال عن ابن الأعرابي وقيل هو فارسي فَعُرِّب بالهمزِ وأنكر يعقوب تَرْكَ الهمزِ أصلاً
أزج
الأُزَجُ بيت يُبنى طُولاً يقال له بالفارسية أُوسْتان وسَغْ وكَمْرَا
أزذ
الأزَاذ ضَرْبٌ من أَجْود التمر
أزر
قولهم اتَّزَر عاميّ والصواب ايتَزَز افتعلَ من الإزار وأصله ائتزر بهمزتين الأولى للوصل والثانية (1/37)
فاءُ افتعلَ وتأزير الحائط أن يُصلَح أسفلُه فيُجعَل له ذلك كالإزار ومنه قوله أزَّر حيطانَ الدار الموقوفةِ
مأزورات في وز وزر
أزز
كان عليه السلام يصّلي ولجوفه أزيز كأزيز المِرْجَل من البكاء هو الغليان وقيل صوته والمِرجل قِدرٌ من نحاس عن الغُوري وقيل كلّ قِدْرٍ
الهمزة مع السين
أسد
( 8 / ب ) أبو سعيد مولى أبي أَسِيدٍ بالفتح وكذا أسيدُ بن عبد الرحمنِ الخثعَميُّ وكذا عتّاب بن أسِيد وأسِيدٌ أبو ثعلبة رُوي فيه الضّم وأُسَيد بن حُضَيْرٍ بالضّم لا غير وكذا أُسَيد بن ظُهِيْرٍ وكذا أبو أُسَيْدٍ الساعديُّ
أسر
استأسر الرجلُ للعدوّ إذا أعطى بيده وانقادَ وهو لازم كما ترى ولم نسمعه متعدّياً إلا في حديث عبد الرحمن وصفوانَ أنهما استأسرا المرأتين اللتين كانتا عندهما من هَوازِن وقوله فأخذها المسلمون أسيراً إنما لم يُقل اسيرة لأن فعيلاً بمعنى مفعول يستوي فيه المذكر والمؤنث ما دام جارياً على الاسم (1/38)
اسكندر
إسكَنْدريَّةُ حِصْن على ساحل بحر الرّوم وثوبٌ إسكندرانيُّ منسوب إليها والألف والنون من تغييرات النَّسَب
أسس
الأُوُّس أصل الحائط والجمع آساسٌ والأساسٌ مثلهُ وجمعه أُسُس
أسف
في الحديث إن أبا بكر رجلٌ أسِيفُ أي سريع الحزن والأسِفُ بغير ياءٍ الغضبانُ ولم يُسمع به هنا
أسك
الإسْكَتان ناحيتا فَرْج المرأة فوق الشُّفْرَيْن . وفي القُدوريّ مكان هذا اللفظ الرَّكبَانِ
أسل
الأسَلُ في ضغ ضغث
أسم أبو أسامة كنية زيِدٍ مُتبنَّى رسول الله عليه السلام
أسن ماءٌ آسِنٌ وأَسِنٌ متغير الرائحة من بابَيْ طلَب ولَبِس
أسو الأسْوَة اسمٌ من أئتْسَى به إذا اقتدى به وأتَّبعه ويقال آسيتُهُ بمالي أي جعلتْه أُسوَةً أقتدِي ( 9 / 1 ) به ويَقتدي هُوَ بي واسيتُ لغةٌ ضعيفة ومنه قوله في باب الأذان فتواسَوه (1/39)
وفي كتاب عمر رضي الله عنه آسٍ بين الناس في وجهك أمرٌ منه ومعناه شارِكْ بينَهم في نظَرك والتفاتك وقيل سَوّ بينَهم ومنْ روى أَسِّ من التأسيةِ التّعزيِةِ فقد أخطأ
وقوله ما سِوَى التراب من الأرض إسوة التراب أي تَبَعٌ له مَجازٌ
الهمزة مع الطاء
أطر
إطار الشَفَةِ مُلتقَى جِلْدتها ولَحمْتها مستعارٌ من إطار المُنخل أو الدُّفِّ . وذكر الأزهريُّ أن أو عمر بن عبد العزيز سُئِل عن السُنَّةِ في قَصِّ الشاربِ فقال أنْ تقُصَّه حتى يَبدُوَ الإطارُ
وإما اللِّيطار كما وقع في بعضِ نُسَخِ أحكام القرآن فتحريفٌ ظاهرٌ
الهمزة مع الغين
أغي
الأوَاغِيْ بتخفيف الياءِ وتشديدهِها مَفاتحُ الماء في الكُرَدِ عن الليث الواحدةُ آغِيةٌ وفي شرح خُواهَرْ زادَه الأواغي هي المكانُ المنخفِضُ في الأرضِ يجتمعُ (1/40)
فيه من الماءِ مما يجتَمعُ في غيرهِ ومن ظن أنها جمع أوغْاءٍ جمعَ وَغىً فقد أخطأ
الهمزة مع الفاء
أفف أُفّ كلمةُ تضجرٍ وقد أَفَّفَ تأفيفاً إذا قال ذلك وأما أَفَّ يؤءُفُ تأفيفاً فالصواب أفّاً
أفق
ألأفُق واحدُ آفاقِ السماءِ والأرضِ وهي نَواحيها وقولهم وَرد آفاقيُّ مكة يعنون به من هو خارجَ المواقيت والصواب أُفُقيٌّ وعن الأصمعي وابن السِّكّيت أَفَقيُّ بفتحتين
وقوله في شرح القُدوريّ آخِرُ وقتِ المغرب حين يغيب الأفق يعني ما فيه من الحمُرة أو البياض
( 9 / ب ) وفي حديث ابن مُغفَّل فاشتريتُ أَفِيقةً أي سِقاءً متَّخذاً من الأفِيقة وهي أخص من الأفِيق كالجِلْدة من الجِلْد وهو الذي لم يُتَمَّ دِباغُه فهو رقيقٌ غيرُ حَصيفٍ
الهمزة مع الكاف
أكر
الإكارات في أج أجر
أكف
قوله لا يَركبُ أهلُ الكتابِ السّروجَ ولكن الأُكُفَ جَمع إكاف الحِمار وهو معروفٌ والسَّرْجُ الذي (1/41)
على هيئته هو ما يُجعل على مقدَّمِه شبهُ الرُّمّانَةِ والوِكافُ لغةٌ ومنه أوْكفَ الحمارَ وآكفَه
أكل
الأكلُ معروفٌ والأَكْلةُ المرّةُ ومنها قوله المعتادُ أكلتانِ الفَداء والعَشاءُ أيْ أَكْلُهما على حذف المضافِ أو على وَهمْ أنَّ الغَداءَ والعَشاءَ مَعنَيانِ لا عيَنْنان
والأُكْلة بالضم اللقْمة والقرُصُ الواحدُ أيضاً ومنها فرقُ ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أُكْلَةُ السَحّرِ هكذا بالضم في صحيح مسلم وأما أكْلةُ السَّحور كما في الشرح فتحريف وإن صحّ فله وجهٌ
وقوله كيلا تأكلها الصَّدقةٌ أي لا تُفنيها مجاز كما في قولهم أكلَ فلانٌ عُمْرَه إذا أفناه وأكلَت النارُ الحطبَ
وأَكِيلةُ السَّبُعِ هي التي منها يأكل ثم تُستنقَذُ منه والأكولة هي التي تُسمَّن للأكل هذا هو الصحيح وعن ابن شُمَيل أنّ أكولةَ الحيّ قد تكون أَكيلةً وهذا إن صحّ عُذْرٌ لِما رُوي عن محمدٍ رحمه الله انه استعمل الأكيلة في معنى السَمينة على أنها قد جاءت في حديث عمر رضي الله عنه من رسالة أبي يوسف رحمه الله ( 10 / 1 ) إلى هارون الرشيد غيرَ مرّة وقال الرُّبَّى التي معها ولَدُها والأكيلةُ التي يسمّنها صاحب الغنم ليأكلها (1/42)
ويأكلان في سَواد في سو سود
الهمزة مع اللام
ألف
آلفَهُ المكانَ فألِفَهُ إلفْاً والإفاً وأَلفّتُ بينهم فتآلفوا وتألَّفه تكلّف معه الإلْفَ والمؤلَّفةُ قُلوبهم قومٌ من اشراف العرب كان عليه السلام يُعطيهم من الصَّدقات بعضَهم دفعاً لأذاه عن المسلمين وبعضَهم طمعاً في إسلامه والبعضَ تثبيتاً لُقرب عهده بالإسلام فلما وَلِيَ أبو بكر رضي الله عنه منعهم ذلك وقال انقطعت الرُّشَا لكثرة المسلمين
ألن
طينٌ آلانِيٌّ منسوبٌ إلى أَلانَ على فعالٍ بالتخفيف وهيَ اسم موضع بين الرَّوسٍ والرومِ وقيل آلانُ على فاعالٍ وهو الصحيح
أله
التَألُّه تَفعُّلٌ من إلهٍ
ألو
قوله لم يَألُ أن يَعدلَ في ذلك أي لم يقصّر في العَدْل والتَّسوية من أَلا في الأمر يألو ألُوّاً وأُليّا إذا قصَّر فيه إلا أنه حُذف في مع أنْ كقوله تعالى ( أطمع أن يغفر ) وأما لفظ الرواية فقسمَاها نصفين ولم يألُوَا مِن العدل فعلَى التضمين وقولهم لا آلوكَ نُصحاً معناه لا (1/43)
أمنعُكَه ولا أنقُصُكَه وهو تضمين أيضاً والألِيَّةُ الحَليفُ يقال آلى يُؤلي إيلاءً مثل أعطى يُعطي إعطاءً والجمعُ ألايَا مِثْل عطِيّة وعَطايا
الهمزة مع الميم
أمر
قوله الأمرُ قريبٌ يَعني قُربَ الساعة وسيجيء في نت نتج
والائتمارُ من الأضدادِ وعليه قول شيخنا رحمه الله في الأساس أمرتُه فائتمرَ وأبى أن يأتَمرِ أي فاستبدَّ ( 10 / ب ) برأيه ولم يمَتثِل والمراد بالمؤتمِر الممتَثِل وهو في خطبة شرح الكافي
والمؤامَرةُ المُشاورةُ ومنها أمِروا النساءَ في بناتهن أي شاوِروهنَ في معناهنّ
والإمارةُ الإمْرة وفي حديث عمر أنه جعل الواديَ بين بني عُذره وبين الإمارة نصفين أي بينهم وبين صاحب الإمارة يعني الامير على المسلمين وقد أمَّره إذا جعله أميراً ومنه قول عَبيدة لرجلين اختصما إليه أتؤمِّرانني أي أتحكّمِانني ورُوي أتُؤامِرانِني من المؤامرة والأول هو الصحيح
والأمَارُ والأمَارةُ العلامة والموعِدُ أيضاً وهو المراد في قولهم يومَ أمارٍ (1/44)
أمم في حديث ابن الحَكَم واثُكْلَ أُمّاهْ وروي أُمّيِاهْ الأولى باسقاط ياء المتكلم مع ألف النُّدبة والثانية باثباتها والهاء للسكت
وكتابُ الأمّ أحسنُ تصانيف الشافعيّ
والأمّيُّ في اللغة منسوبٌ إلى أمّة العربِ وهي لم تكن تَكتب ولا تَقرأ فاستُعير لكل مَن لا يعرف الكتابة ولا القراءة
والإمام من يُؤتَمُّ به أي يُقتدى به ذكراً كان أو أنثى ومنه قامتِ الإمامُ وسطَهنّ وفي بعض النسخ الإمامة وتركُ الهاء هو الصواب لأنه اسمٌ لا وصْف
وأمامُ بالفتحِ بمعنى قُدَّامِ وهو من الاسماء اللازمة للاضافةِ
وقوله عليه السلام الصلاة أمامَك في صل صلو
وأَمَّهُ وأمَّمه وتأمّمه وتيمَّمه تعمّده وقصده ثم قالوا ( 11 / 1 ) تيمّم الصعيدَ للصّلاة ويممتَ المريضَ فتيمّم وذلك إذا مسَح وجَهه ويديه بالتّراب وقد يقال يمّمتُ الميّتَ أيضا
وأمَمتهُ بالعصا أمًّ من باب طلّب إذا ضربتَ أُم رأسه وهي الجِلْدة التي تَجمعُ الدماغ وإنما قيل للشّجَّة آمَّةٌ ومأمومةٌ على معنى ذاتِ أَمٍّ كعيشةٍ راضية وليلة مَزْؤودةٍ (1/45)
من الزُؤد وهو الذّعر وجمعُهما أوامُّ ومأموماتٌ
أمن
يقال ائتمَنه على كذا اتّخذه أميناً ومنه الحديث المؤذّنِ مؤْتَمن أيْ يأتمنُه الناسُ على الأوقاتِ التي يؤذِّن فيها فيعمَلون على أذانه ما أُمروا به من صلاة وصومِ وفِطْرٍ
وأما ما في الوديعة من قوله عليه السلام مَن اؤتُمِن أمانةً فالصواب على أمانةٍ وهكذا في الفردوس وإن صحَّ هذا فعلى تضمين استحُفِظ والأمانةُ خلاف الخيانةِ وهي مصدرُ أمُن الرجلُ أمانةً فهو أمينٌ إذا صارَ كذلك هذا أصلها ثم سُمّي ما تأتَمِنُ عليه صاحبَك أمانةً ومنها قوله تعالى ( وتَخونوا أَماناتِكُم
والأمينُ من صفات الله تعالى عن الحسن رضي الله عنه
وقولهم أمانَهُ الله من إضافة المصدر إلى الفاعل وارتفاعه على الابتداء ونَظيره لَعمرُ الله في أنه قسَم والخبر مقدر ويُروَى بالنصبِ على إضمارِ الفعلِ ومن قال وأمانةِ الله بواو القسم صَحَّ
وآمين بالقصر والمدّ ومعناه استّجِبْ
أمو
الأَمَةُ واحِدةُ الاماءِ وبتصغيرها كُنّي شُرَيحٌ القاضي وهو المراد في قوله أنشدُك اللهَ يا أبا أميّة
أمُوَيهْ في عب عبر (1/46)
الهمزة مع النون
أنث
( 11 / ب ) الأنْثَيان الأذنُانِ والخُصْيان أيضاً ومنه قول شيخنا نزعَ أُنثيَيْه ثم ضرَب تحتَ أُنثَيْيه يعني نزعَ خُصاهُ ثم قتلَه
أنس
الأنْسُ خلافُ الوَحْشَةِ وبتصغيره سُمّي أُنَيس بن الضحاك الاسلمي من الصحابة وهو في قوله ثم أغدُ يا أنَيسُ في الحدود
أنن
ابن مسعود رضي الله عنهما إن طُولَ الصلاة وقِصَر الخطبة مَئِنّةٌ من فِقه الرجل أي مَخْلَقةٌ ومَجدَرة وعن أبي عبيدة معناه أن هذا مم يُعرف به فقهُ الرجل وهي مَفْعلة من إنّ التوكيدية وحقِيقتُها مكانٌ لقول القائل إنه عالم وإنه فقيه
أني الإناء وعاء الماء والجمع القليل آنيةٌ والكثير الأوانِي ونظيره سِوارٌ وأسْورةٌ وأساوِر
والأناةُ الحلِم والوقار يقال تأنّى في الأمر واستأنَى إذا أتّأدَ فيه وتوقّر وتأنّيثُ الرجلَ انتظرتُه ومنه الحديث تألَّفوُهمُ وتأنَّوْهُم ويروى بالتاء والتأتّي قريب من التأنّي يقال تأتّاه وتأتَّى له إذا ترفَّق به (1/47)
وكأن الاصلّ اللامُ والمعنى انتظِروهم ولا تَعجّلوا في أمرهم
واستأنِيتُ به انتظرته ومنه ويُستأنَى بالجِراحات أي ينتظر مآلُ أمرها وأما حديث الأسْود ويُستأنَى الصِغارُ حتى يُدركوا فالصواب بالصغار
وفي حديث عمر رضي الله عنه آنَيْتَ وآذَيْتَ أي أخّرتَ وأبطأتَ كلاهما من باب أَكرمَ
الهمزة مع الواو
أوب
الأوَّاب الرَّجّاعُ التوّاب من آبَ إذا رجَع
أوزجند
أُوزْجَنْدُ من فرغانة
إوز
الإوزّة ( 12 / آ ) من بنات الماء القصيرةُ الدَّخْناءُ وفي الصحاح البَطُّ والجمع إوَزٌّ
أوس
الآسُ شجرةٌ ورقُها عطر
أوق
الأوَقْة حفرة يجتمع فيها الماء والجمع الأُوَقُ على غير قياس ومنها قوله في الواقعات وكذلك الأَوْقَتان
وما روي عن عبد الله بن المبارك أنه سئل عن الماء الجاري (1/48)
يُبال فيه ثم يَخرُج حتى يجتمع في أوقيّة صغيرة فلم يرَ به بأساً تحريف ظاهر
أوزق
الأوَازَقُ تَعريب أوازه وهو مطمئنٌّ من الأرض يجتمع فيها ماء السيل وغيرُه ومنه قوله النهر الصغير ما يَنْفدُ ماؤه ولا يَنْنُذ إلى المَفاوِز والاوازَق
أول
الأوْلُ الرجوع وقولهم آلت الضَّربةُ إلى النّفْس أي رجعت إلى إهلاكها يعني أدّى أثرها إلى القتل ويقال طبخت النبيذ حتى آل المنّانِ مَنّاً واحداً أي صار
وفعلتُ هذا عاماً أَوَّلَ على الوصف وعامَ الأوّلِِ على الإضافة
وقوله أيُّ رجلٍ دخَل أوّلُ فله كذا وكذا مبني على الضم كما في مِن قبلُ ومِن بَعدُ ومعناه دخل أوّلَ كلِّ أحدٍ وقَبلَ كلّ أحدٍ وموضعُه باب الواو
وأُلْنا في فج فجج
أوه
أَوَّهَ وتأوَّه إذا قال أوَّهْ وهي كلمة توجّعٍ ورجل أوّاهٌ كثير التأوّه
أوي
أوَى إليه التجأ وانضمّ أُوِيّا وآواه غيرهُ إيواءً ومنه قوله فإن آواه سقف (1/49)
وقد جاء أَواهُ بمعنى آواهُ ومنه ما في طلاق الكَرْخي واللهِ لا تَجْمَعُ رأسي ورأسَكِ وسادةٌ ولا يَأويني وإياكِ بيتٌ وعليه الحديث لا يَأوي الضالّةَ إلا ضالُّ
( 12 / ب ) و أَوى له إيَّهً ومَأوِيَةً رحمه ومنه إنْ كنّا لنَأوي لرسول الله عليه السلام مما يجُافي يديه أي لنَرحمُه من جهْد الاعتماد وشدّةِ التّفريج
وإيواءُ خشَبِ الفَحم أن يُلْقي عليه الترابَ ويَستُرهَ به مأخوذ منه وعليه قوله ( يحَسْبُ بثمن الحطب وأَجْرِ الإيواء وأَجْرِ الموُقِد وأَجْرِ الأتُونِ
الهمزة مع الهاء
أهب
الإهاب الجِلد غيرُ المدبوغ والجمع أهُبٌ بضمّتين وبفتحتيْن اسمٌ له
أهل محمد رحمه الله أهلُ الرّجل امرأتُه وولَدُه والذين في عياله ونفقته وكذا كلّ أخٍ وأخت أو عمّ أو ابن عمٍ أو صبيٍ أجنبيٍ يَقُوته في منزله قال رضي الله عنه أهلُ الرجل أخصُّ الناس به عن الغوري والأزهري
وقيل الأهلُ المختصُّ بالشّيء اختصاصَ القَرابة وقيل (1/50)
خاصّةُ الشي الذي يُنسب إليه ويُكنى به عن الزوجة ومنه وسار بأهله
وتأهّل تزوَّج وأهلُ البيت سكّانه وأهل الإسلام مَنْ يدين به وأهل القرآن مَنْ يقرؤُه ويَقوم بحقوقه والجمع أَهْلون والأهالي على غير قياس وقوله عليه السلام من قُتل له قتيل فأهله بين خِيرَتَينْ إن أحبّوا قَتلواوإن أحبّوا أخذوا الدّية
الأهل من وضْعِ الظاهر موضعَ الضمير كما في قوله تعالى ( ومَن جاء بالسَّيئة فلا يجُزى الذين عَمِلوا السيئات ) الآية والهاء فيه إلى تعود إلى قتيل تدل عليه الرواية الأخرى من قُتل له قتيلٌ فهو بخِيرْ النظرِ الحديث
الهمزة مع الياء
أيد
رِجلٌ أَيّدٌ قويُّ من الأيْدِ القوّةِ
أيس قوله ولو ذهَب ( 13 / 1 ) هو والمرتهَن و ( أُوْيِسَ ) من أن يبرأ الصواب وأيِسَ من غير واو بعد الهمزة (1/51)
أوْ وَيُئِس من أن يَبرأا على ضمير التثنية يقال يَئِس منه وأَيسَ وأَيأسهُ غيره وآيَسَه والإياسُ بمعنى اليأس وتقريره في يأ يأس
أيل
الأيَّلُ بضم الهمزة وكسرها وتشديد الياء الذكَر من الأوْعال ويقالُ لها بالفارسية كوَزْن والجمع أَيايل
ومسجدُ إيليَا هو المسجدُ الأقصى وإيلِيَا بالقَصْر هي بيت المقدِس
أيم
امرأةٌ أُيّمٌ لا زوجَ لها بِكْراً كانت أو ثَيباً ورجل أَيِّمٌ أيضاً وقد آمتْ أَيْمةً
قال الحماسيّ :
( كلُّ امرىءٍ ستَئِيمُ مِنْ ... العِرْسُ أوْ مِنها يَئيمُ )
وعن محمدٍ رحمه الله هي الثَيّب والأول اختيار الكَرْخي ويشهد للثاني ما رُويَ أن رسول الله عليه السلام قال الأيِّم أحقُّ بنفسها من وَليّها والبِكْرُ تُستَأذنَ في نفسها وإذْنُها صُماتُها ألا ترى كيف قابَلها بالبِكرْ وفي الرواية الأخرى الثَّيِّبُ أحقّ
أيه
الأَياءُ والإيَا ضَوءُ الشمس إذا فَتحتَ (1/52)
مَدَدْتَ وإذا كسرتَ قَصرتَ وربما أدَخلوا الهاء فقالوا إياهٌ قال طرَفة :
( سقته إياهُ الشمس إلا لِثاتهِ ... )
أيي
قوله لأن الوصي أيَّ الأوصياءِ حضَر والوارثَ أيَّ الورثَةِ حضَر فهو خصمٌ الصواب لأن الأوصياء أيُّهم حضر والورثةُ أيُّهم حضَر ولا وجهَ لا نتصاب أيٍّ أصلاً والله تعالى أعلم (1/53)
باب الباء
الباء مع الهمزة
بأر بئارُ بني ( 13 / ب ) شُرَحْبيلٍ على ستّة أميالٍ من المدينة وديار تصحيف
بأس
قولهم عسى الُغوَيْرُ أبْؤسُاً جمعُ بأسٍ أو بؤسٍ وهما الشِّدّة وتمامه في غو غور
ومنه البائسُ الفقيرُ وهو في حديث سَعدٍ من كتاب الوصايا اللهمّ أمْضِ لأصحابي هجرتهَم لكنّ البائسَ سعدُ بن خَوْلة هذا تحزُّن له حيث مات بمكة وتخلَّف عن دار الهجرة
وفي مختصر الكَرْخي رحمه الله أوصى بثُلث ماله للبائس والفقير والمسكين فهو على ثلاثة أجزاء جزءٌ للبائس وهو الذي به الزّمانة إذا كان مُحتاجاً والفقير المُحتاج الذي لا يطوف بالأبواب والمسكين الذي يَسأل ويَطوفُ وعن أبي يوسف على جُزْأين الفقيرُ والمسكينُ واحدٌ (1/54)
الباء مع التاء
بتت
البَتُّ كساءٌ غليظ من وَبرٍ أو صوف وقيل طَيلَسانٌ من خَزٍّ وجمعه بُتوت والبَتّاتُ بائعه
والبَتُّ
الإبْتاتُ القَطْعُ ومنه لا صيام لمن لم يَبُتّ الصيامَ من الليل ولم يُبتّ روي باللغتين أي لم يَقطعه على نفسه بالنيّة ولم يُبِتْ من الإباتة خطأٌ فأمّا لم يُبَيّت من التثّبييتَ فَصحيحٌ ولكنْ في حديثٍ آخر وهو من لم يُبَيّت الصيام قبل الفجر فلا صيام من بيَّتَ الأمر إذا دبَّره ليلاً
ويقال بَتَّ طلاق المرأة وأبتَّه والمبتوتةُ المرأة وأصلها المبتوتُ طلاقُها وقولهم طلاقٌ باتٌّ على الإسناد المجازي أو لانه يَبُتّ عِصْمة النكاح وإن صحّ ما ذكره أبو زيد ( 14 / 1 ) من قولهم بَتَّتْ يمينُه ويمينٌ باتَّةٌ فقد أستغنيت عن التأويل
ويقال طلَّقها بتَّةً أي طَلْقةً مقطوعةً أو قاطعةً على الوجهين
والمُنْبَتُّ المنقطَعُ به يقال سار حتى أنبتَّ . بتر
البَتْر القَطْعُ من باب طلَب ومنه نَهى عن المبتُورة في الضّحايا وهي التي بُتِر ذنَبُها وفي حديث عمر (1/55)
رضي الله عنه ما هذه البُتَيْراءُ تَصغير البَتْراء تأنيث الأبتر وهو في الأصل المقطوعُ الذنَب ثم جُعل عبارةً عن الناقص . ومنه اقتُلوا ذا الطُّفيَتَيْن والأبتَرَ وهو القصيرُ الذنب من الحيّات
بتع
البِتْعُ بكسر الباء وسكون التاء شرابٌ مُسْكِر يُتَّخذ من العسل باليَمن
الباء مع الثاء
بثق
بَثَق الماءَ بثْقاً فتَحه بأن خرَقَ الشَّطَّ أو السِّكْرَ وانبثَق هو إذا جرى بنفسه من غير فَجْرٍ والبَثْق بالفتحِ والكسر الاسم
بثن البَثْنة الأرضُ السهلة وبتصغيرها سُميّت بثينةُ بنتُ الضَحّاك وهي في حديث محمد بن مَسْلَمة أنّه كان يُطالِعُ بُثينةَ تحت إجّارٍ له ورُوي بُنَيّةَ جارٍ لها على تصغير بْنت وكأنه تصحيف
الباء مع الجيم
بجح
التَبجُّحُ التّعظم والافتخار من بَجَحَ إذا عظُم ويقال بحَّحه فتبجَّح أي أفرحه ففرح
بجر
رجلٌ أبجَرُ ناتِيءُ السُّرّة وربه سُمّي والدُ غالِب بن أبجَر وبه بَجَرٌ أي نتُوءٌ في السُرّة وبَجَرةٌ (1/56)
بفتحتين مِثلُه وبها سُمّي والد مِقْسَم بن بَجَرة في حديث رفع اليدين
بجل بَجيِلةٌ ( 14 / ب ) حيٌّ من اليمن إليهم يُنسب جريرُ بن عبد الله البَجَليُّ والبَجالُ بالفتح الشَّيخ الضَّخم وقيل هو الكَهْل الذي تَرى له هيئةً وسِنَّاً ولا يقال للمرأة بَجالةٌ وعن الغوريّ أنّه قد قِيل
الباء مع الحاء
بحت
أدَّهنَ بدُهنٍ بَحْتٍ أي خالصٍ لا يخالطه شيءٌ من الطِيب
بحر
البَحْرانِ على لفظ تثنية البَحر موضعٌ بين البصرة وعُمانَ يقال هذه البَحْرانِ وانتهينا إلى البَحْرين عن الليث والغُوريّ وغيرِهما والنسبةُ إليه بحْرانيّ
وأمّا دَمٌ بَحرانيٌّ وهو الشديد الحُمرة فمنسوب إلى بَحر الرَّحِم وهو عمقها وهذا من تَغييرات النسب وعن القُتَبيّ هو دم الحَيْض لا دَمُ الاستحاضة
وبَحيرةُ بنت هانئ هي التي زوَّجت نفسها من القعقاع ابن شَوْر وهي منقولةٌ من البَحيرة بنت السائبة وهي الناقة إذا تابَعت بين عَشْر إناث سُيِّبتَ فإذا نُتِجَت بعد ذلك أُنثى بُحِرَت أي شُقَّت أُذنها وخُلّيتْ مع أمّها وقيل إذا انُتِجَت خمسة أبطُنٍ نُظِرَ فإن كان الخامسُ ذكراً ذَبحوه فأكلوه وإن كان (1/57)
أنثى بتَكُوا أُذْنَها أي قطعوها وقد قيل إن الناقة إا نُتِجتْ خمسةَ أبطُن وكان آخِرُها أنثى شَقّوا أُذنَها وخَلّوْا عنها فالبحَيرة في القولين البنتُ وفي الثالث الأمُّ
بحن
ابن بُحَينة هو عبد الله بنُ مالك الأسديُّ راوي حديث سجود السهو له صحبة نُسِب إلى أمّه وهي بُحينة بنت الحارث بن عبد المطلب على لفظ تصغير بَحْنةٍ وهي ضَرْبٌ من النَّخل وقيل ( 15 / أ ) المرأةُ العظيمةٌ البطنِ
الباء مع الخاء
بخت
البَخْتُ الجَدُّ والتَّبخيتُ التَّبكيتُ وأن تُكلِّم خصمكَ حتى تنقطع حُجَّته عن صاحب التَّكمِلة
وأما قول بعض الشافعّية في اشتباه القبلة إذا لم يُمْكِنه الاجتهادُ صلّى على التّبخيت فهو من عبارات المتكلمين ويَعنُون به الاعتقادَ الواقعَ على سبيل الابتداءِ من غير نظرٍ في شيء
بختج
البُخْتَجُ تعريب بُختْتَه أي مطبوخ وعن خُواهَرْ زادَهْ هو أسمٌ لِما حُمل على النار وطُبِخ إلى الثلثِ وعن الدينّوَريّ الفُخْتَجُ بالفاء قال وقد يُعيد (1/58)
قومٌ عليه الماءَ الذي ذهَب منه ثم يَطبُخونه بعضَ الطَّبخ ويُودِعونه الأوعية ويُخمِّرونه فيأخذُ أخْذاً شديداً ويسمّونه الجّمْهوريّ
بخخ
دراهمُ بَخّيّةٌ بتشديد الخاء والياء نوعٌ من أجود الدراهم نُسبت فيما زعموا إلى بَخٍَّ أميرٍ ضَربها وقيل كُتِب عليها بخٌّ وهي كلمة استحسانٍ واستجادةٍ أو يقال لصاحبها بَخِّ بَخِّ
بخند
ساقٌ بَخَنْداةٌ وخَبَنْداةٌ أي غليظة ممتلئة لحماً
بخس
البَخْسِيُّ خِلاف السَقّيِ منسوب إلى البَخْس وهو الأرض التي تسقيها السماء لأنها مبخوسةُ الحظَّ من الماء وفي التهذيب البَخْسيّ من الزرع ما لم يُسْقَ بماءٍ عِدٍّ إنما سقو ماء السماء
بخص
بَخَصَ عينَه فقأهَا وعَوّرها بَخْصاً من باب منع
بخع
البَخْع في نخ نخع
بخق البَخْقاءُ في الأضاحي العَوراء وقيل المنخِسفةُ العين وفي المجمَل بَخِقَت العي فهي بَخْقاءُ إذا انخسفَ لحمها أي غار وبَخَقْتُها ( 15 / ب ) أي فقأْتُها (1/59)
الباء مع الدال
بدأ البِداية عامّية والصواب البِداءةُ وهي فِعالة من بدأ كالقِراءة والكِلاءة من قرأ وكَلأَ وان لم يُثْبَت في الأصول والبَدْأةُ أوّلُ الأمر والمرادُ بها في الحديث أنه نَفَّل في البَدْأة الرُبْعَ وفي الرَّجْعة الثُّلثَ ابتداءُ سَفَر الغزو وذلك إذا نَهضت سَريّةٌ من جملة العسكر فأوقَعت بطائفة من العدوّ فما غَنِموا كان لهم الرُبُع ويَشرَكُهم سائر العسكر في ثلاثة أرباع ما غِنموا فإن قَفلوا من الغزو ثم نهضت سَريةٌ كان لهم من جميع ما غنموا الثُلث لان نهوضهم بعد القُفول اشَقّ والخَطر فيه أعظم
ومنها قولهم في الشروط ولا يأخُذ منهم في بَدْأَتِهم ورَجْعتهم أي في ذهابهم ورجوعهم ومن رَوى في بدئهم بغير تاء فقد حرَّف وهي فَعْلَة من بَدأَ بالشيء إذا قدّمه وبدأه إذا أنشأهن ومنه بئرٌ بَدِيءٌ وهي التي أُنشئ حَفْرها وابتُدِئ وليست بعادّية وابتدأ الأمرَ أخذ فيه أو فعله ابتداءً ولا يقال ابتدأَ زيداً ولا بدأه لأنهما لا يُعلَّقان بالأشخاص كالإرادة وقوله فإن كان السَّبُعُ ابتدأه أي ابتدأَ أخْذه أو عضَّه على حذف المضاف ومثله ولا يَبتدئ أباه من المشركين
بدد
التبديدُ التّفريقُ وأبَدّهُم العطاءَ فرٌّقه (1/60)
فيه ولم يجمع بين اثنين وحقيقتُه أعطى كلاًّ منهم بِدَّته أي حِصَّته ومنه حديث أمّ سلمة أبِدّيهم يا جاريةُ تمرةً تمرةً وقولُه اللهم أحصِهم عَدَداً واْلعنهم بِدَداً ( 16 / أ ) ويروى واقتلهم جمعُ بِدَّةٍ والمعنى لعناً أو قتلاً مقسوماً عليهم بالحِصَص
وأبَدَّ يَده إلى الأرض مَدَّها وإبدادُ الضَبْعين تَفريجهما في السجود
واما ما رُوي من من الحديث أنّه كان إذا سجد أبدى ضَبْعيه أو أبَدَّ فلم أجده فيما عندي من كتب الحديث والغريب إلا أن صاحب الصّحيح قال بابُ يُبدي ضَبْعَيه وذكر لفظ الحديث فقال كان إذا صلَّى فرَّج يديه حتى يَبدوا بياضُ إبطَيه ولفظُ المتَّفِق كان إذا سجد فتحَ ما بين مِرفَقيه حتى يُرى بياض إبطَيه وفي التهذيب يقال للمصلّي أبِدَّ ضَبْعَيك ولم يذكر انه من الحديث
قلت وإن صحّ ما رُوي من الإبداء وهو في الأصل الإظهار كان كنايةً عن الإبداد لأنه يَردَفُ ذلك
بدر بَدر إليه أسرعَ ومنه البادِرة وهو ما يبدُر منك عند الغضب
والبَيْدَر الموضع الذي يُداس فيه الطعام وقولُ الكرخي (1/61)
ولو شَرَطا الحصادَ والدياسَة والتّذرية ورَفْعَ البيدَر على المُزارع لم يَجُز أراد بالبيدر ما فيه من الطعام والتِّبْن مجازاً وبرفْعه نقْله إلى موضعه على أن الازهريّ حكى عن ابن الأعرابي أن العَرَمة والكُدْسَ والبيدَر واحدٌ وهذا إن صحَّ من تسمية الحالّ باسم المحلّ
بدع
البِدْعة اسمٌ من ابتدَع الأمرَ إذا ابتدأه وأحْدثه كالرِفْعة من الارتفاع والخِلفة من الاختلاف ( 16 / ب ) ثم غلبتْ على ما هو زيادةٌ في الدين أو نقصان منه
وفي حديث ناجِيَةَ ماذا أصنَعُ بما أُبدِعَ عليَّ منها الاستعمال أُبدِعَ بفلان إذا انقطعَت راحِلتُه عن السّير بكلالٍ أو عَرجٍ ولو رُوي بما أبدَعَتْ مبنياً للفاعل لصحَّ لأن الكسائيّ قال أبدَعتِ الرِكابُ إذا كَلّتْ وعَطِبَت كأنها أحدَثتْ أمراً بديعاً
بدرق
البَدْرَقة الجماعة التي تتقدم القافلة وتكون معها تحرُسها وتمنعها العدوَّ وهي مولَّدة
بدل
البَديلُ البدَلُ ومنه بعَث بديلاً ليغزوَ عنه
بدن
البَدَنة في اللغة من الإبل خاصةً ويَقع على الذكر والأنثى والجمعُ البُدْنُ والقليل البَدَناتُ وأما (1/62)
الحديث أُتيَ ببُدُناتٍ خَمسٍ فالصواب الفتح وهي في الشريعة للجِنسين لقوله عليه السلام البَدَنة عن سبعة وإنما سُميّت بدنة لضخامتها من بَدُنَ بَدانةً إذا ضخُم ورجل بادنٌ وامرأةٌ بادِنة
وأما حديثه عليه السلام إني قد بَدُنْتُ فالصواب عن الأمويّ بَدَّنتُ أي كبِرت وأسْننتُ لان البَدانة والسِّمَنَ خلافُ صفته عليه السلام اللهم إلا أن يُحمل على أن الحركة ثقُلتْ عليه ثِقَلها على البادِن وإن صح ما رُوي أنه حَملَ الشّحمَ في آخر عمره استُغنيَ عن التأويل
والبدَنُ ما سِوى الشَوى من الجِسم وبَدنُ الجُبّة والقميص مستعارٌ منه وهو ما يقع على الظهر والبطن مما سِوى الكُمّين والدَّخاريص
بدو
( 17 / أ ) في حديث أبي ذر أُبْدُ فيها أي أخرُج إلى البَدْو يُقال بدَوتُ أبدُو وباسم الفاعلِ منه سُميت بادية بنت غَيلانَ الثقفية هكذا في معرفة الصحابة وإصلاح جامع الغُوريّ وقد ذكر الازهريّ قصتها في التهذيب فرأيت الاسم فيه هكذا مُقيّداً أيضاً وفي القُدوريّ بَيْدنة ولم يَصحَّ
الباء ما الذال
بذأ
فاطمةُ بنت قيسٍ كانت بّذِيّة اللسان أي (1/63)
فَحّاشة ويقال بذُؤ وبَذُؤَ بالهمزة وغيرها من باب قَرُبَ وبَذا عليه أفْحَش من باب طلب ومنا أنها كانت تبذْو على أحماء زَوْجها وأما تبذَّت فتحريف
بذذ
في الحديث البَذاذَةُ من الإيمان هو التقشَّفُ ورثَاثة الهيئة وقد بَذِذْتَ بعدي بَدذاذةً وبذَاذاً أي رثّتْ هيئتُك والمراد التواضع في اللباس ولُبسُ مالا يؤدي منه إلى الخُيَلاء والكِبْر وأن لذلك مَوقعاً حسناً في الإيمان ورجل باذُّ الهيئة من بَذُّها
بذق
الباذَق من عصير العنب ما طُبخ أدنى طبْخةٍ فصار شديداً وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما انه سُئل عنه فقال سَبق محمد عليه السلام الباذَقَ وما أسكر فهو حرام يعني سَبقَ جوابُ محمد عليه السلام تَحريمَ الباذقَ وهو قوله عليه السالم وما أسْكَر فهو حرام وقولُ من قال معناه أنها كلمة فارسية عُرّبتْ لم يَعرفها النبي عليه السلام أو أنه شيء فلم يكن في أيامه وإنما أحدِث بعده ضعيف
الباء مع الراء
برأ
بَرئَ من الدَّيْن والعَيِب بَراءةً ومنها البراءَةُ لِخَطّ الإبْراءِ والجمع البَراءات بالمدّ والبَرَوات
65 - عاميّ وأبرأتُه ( 17 / ب ) جعلتهُ بريئاً من حقٍّ عليه وبرّأه صحّح براءَته فتَبرَّأ ومنه وتبرّأ من الحَبل أي قال أنا بريءٌ من عَيب الحَبل وبارأ شريكَه أبرأ كلٌّ منهما صاحبه ومنه قولهم المبارأة كالخُلعْ وتركُ الهمز خطأٌ
والباريءُ في صفات الله تعالى الذي خَلق الخَلْق بريئاً من التفاوت
واستبراءُ الجارية طلبُ براءة رَحِمها من الحمْل ثم قيل استبرَاتُ الشيءَ إذا طلبت آخِره لتعرفه وَتقطع الشُبْهة عنك ومنه قولهم في شرح الجامع الصغير الاستبراءُ عبارة عن التعرّف التبصّر احتياطاً
وأما قوله في باب المواقيت ألاّ بقدْر ما يُستَبْرىَ فيه الغروب فالصواب يُسَتبرأ بالهمز أي يُتحقَّق ويُتعرَّف وترك الهمزة فيه خطأٌ وكذا قي قوله حتى يُستَبْريَن وفي قوله كانوا يَسْتنجُون ويَتَستبْرون وإنما الصواب حتى يُستَبرأن ويَستَبرئون
برج
بُرجانُ جِيل من الناس بلادُهم قريبة من قُسطَنطينةَ وبلاد الصقالبة قريبة منهم (1/64)
وأبرأتُه ( 17 / ب ) جعلتهُ بريئاً من حقٍّ عليه وبرّأه صحّح براءَته فتَبرَّأ ومنه وتبرّأ من الحَبل أي قال أنا بريءٌ من عَيب الحَبل وبارأ شريكَه أبرأ كلٌّ منهما صاحبه ومنه قولهم المبارأة كالخُلعْ وتركُ الهمز خطأٌ
والباريءُ في صفات الله تعالى الذي خَلق الخَلْق بريئاً من التفاوت
واستبراءُ الجارية طلبُ براءة رَحِمها من الحمْل ثم قيل استبرَاتُ الشيءَ إذا طلبت آخِره لتعرفه وَتقطع الشُبْهة عنك ومنه قولهم في شرح الجامع الصغير الاستبراءُ عبارة عن التعرّف التبصّر احتياطاً
وأما قوله في باب المواقيت ألاّ بقدْر ما يُستَبْرىَ فيه الغروب فالصواب يُسَتبرأ بالهمز أي يُتحقَّق ويُتعرَّف وترك الهمزة فيه خطأٌ وكذا قي قوله حتى يُستَبْريَن وفي قوله كانوا يَسْتنجُون ويَتَستبْرون وإنما الصواب حتى يُستَبرأن ويَستَبرئون
برج
بُرجانُ جِيل من الناس بلادُهم قريبة من قُسطَنطينةَ وبلاد الصقالبة قريبة منهم (1/65)
برنمج
البارْناَمجُ فارسية وهي اسم النسخة التي فيها مقدار المبعوث ومنه قال السِمْسار إنّ وزن الحُمولة في البارنامج كذا
وعن شيخنا فخر خوارزم أنَّ النسخة التي يَكتُب فِيها المحدِّثُ أسماء روُاته وأسانيدَ كُتبه المسموعةِ تسمى بذلك
برح في كلام عطاء لا أبرح حتى تَقضي حاجتي أى لا أزول ولا أتنحَّى من بَرحِ المكان براحاً إذا زال منه
وأما ما برِح زيدٌ قائماً فذاك من باب كان ومنه قوله تعالى ( لا أبرَح حتى أبلُغ مجمَع البحريْن إلا أن الخبر محذوف ويجوز أن يكون ( 18 / أ ) ما نحن فيه كذلك
ومنه البارحة لِليّلة الماضية والعرب تقول بعد الزوال فعلنا البارحة كذا وقَبْل الزوال فعلنا الليلةَ كذا
والبرَاحُ المكان الذي لا سُترة فيه من شجرٍ أو غيره كأنها زالت ومنه لفظ الكَرْخي حلَف لا يَدخل داراً فدخل بَراحاً لا بناء فيه وفي القُدوري مُراحاً وهو موضع (1/66)
إراحة الإبل وكأنه تصحيف ولفظ السّرخي خراباً والأول أوجَه
وبَيْرَحَى فيعلىَ منه وهي بستان لأبي طلحة الأنصاري بالمدينة مُستقبِلَ مسجد رسول الله عليه السلام كان عليه السلام يدخُله ويشرب من ماءٍ فيه طيبِ وحين نزَل قوله تعالى ( لن تَنالُوا البِرّ حتى تُنفقوا ) قال رسول الله عليه السلام إن أحَبّ أموالي إليّ بَيْرحى وإنها صدَقةٌ لله أرجو بِرَّها وذُخرها عند الله فقال عليه السلام بَخٍّ ذلك مالُ رابحٌ أيْ ذو ربْحٍ ويُرَى رائِح أي قريب المسافةِ يَرُوح خيره ولا يَغرُب وعن شيخنا أنه قال رأيت محدّثي مكّة يَرووُنها بئرُ حاءٍ وحاءُ اسم رجل أُضيف البئر إليه والصواب الرواية الأولى
والتَّبْريحُ الإيذاءُ يقال ضرْبٌ مُبَّرِح والمراد بالتّبريح في الحديث قتْل السَّوْء كإلقاءِ السمك حيّاً في النار وإلقاءِ القمْل فيها
برد
البَريدُ البَغلة المرتّبة في الرِباط تعريب بُرِيدَه دُمْ سُميَّ به الرسول المَحْمول عليها ثم سُميّت المسافة به والجمع بُرُد بضمتين ومنه كان ابن عباس وابن عمر رضي الله عنهما يَقصُران ويُفطِران في أربعة بُردٍ وهي ستّة عشر فَرسخاً وقوله كلُّ بُرُدٍ صوابه كل بَرِيد (1/67)
والبُرْد معروف من بُرود العَصْب والوشْي ( 18 / ب ) ومنه سُمّي بُرْد بن سِنان الشّاميُّ يَرْوي عن مكحول وعنه الثوري وبُرَيدةُ وبشّار كلّه تصحيف
وأما البُرْدَة بالهاءؤ فكساءٌ مربَّع أسود صغير وبها كُني أبو بُرْدة بن نيار صاحبُ الجَذَعَة واسمه هانئ وبتصغيرها سُمّي بُريجة بن الحُصَيب وابنُه سليمان بن بُرَيدة صوابه عن ابن بردة يروي عن أبيه وعنه علقمة وعلى هذا قوله في باب الأذان عن علقمة بن مَرْثَد عن أبي بُريدة أو ابي بُردة أو أبي بَرْزَة كلُّه خطأٌ
وبَرد الحديدَ سَحقَه بالمِبرَد بَرْداً ومنه تَبرُدَ السِّنُّ والبُرادة ما يًسقط منه بالسَحْق
وبَرُدَ الشيءُ بُرودةً صار بارداً ومنه كان إذا ذبح لا يَسلخ حتى تَبردُ الشاةُ ولم يُرِد ذهاب الحرارة لأن ذلك يَطول وإنما أراد سكون اضطرابها وذهابَ ذَمائِها وأبرَد دخل في البَرْد كأصبح إذا دخل في الصباح ومنه أبرِدُوا بالظُّهر والباء للتعدية والمعنى أدخلِوا صلاةَ الظهر في البَرْد أي صَلُّوها إذا سكنتْ شدّة الحرّ
والإبرِدةُ بكسر الهمز والراء علة معروفة من غلبةِ (1/68)
البرد والرطوبة تُفّتِر عن الجماع عن الجوهري ومنه قوله ويستحب النكاح إلا لِلْعِنّين ومن به إبردة والفتح خطأ
حتى يُبرَدوا في قي قيل
برر
البِرّ الصلاح وقيل الخير قال شِمْر ولا أعلم تفسيراً أجمعَ منه قال والحَجّ المبرور الذي لا يخالطه ( 19 / 1 ) شيءٌ من المآثِم والبيعُ المبرور الذي لا شُبهة فيه ولا كذِب ولا خيانة يقال صدَقَت وبَررتَ من باب لبِس ومنه بَرّت يمينُه صدَقَتْ وبَرَّ الحالف في يمينه وأبرَّها أمضاها على الصدق عن ابن فارس وغيره
والبَرْبر قوم بالمغرب جُفاةٌ كالأعراب في رقّة الدين وقلَة العلِم
برز
البَرازُ الصحراء البارزة وكُني به عن النَّجْو كما بالغائط وقيل تبرَّز كتغوَّط
وامرأة
بَرْزَة عفيفة تَبْرُز للرجال وتتحدث إليهم وهي كَهْلة قد أسنّتْ فخرجتْ عن حدّ المحجوبات ومنها ما في وِكالة التجريد إذا كانت بَرْزةً
برنس
البُرْنُس قلنسوة طويلة كان النُسّاك يلبَسُونها (1/69)
في صدر الإسلام وعن الأزهري كلّ ثوب رأسُه منه ملتزق به دُرّاعةً كانت أو جُبّة أو مِمْطَراً
برص
البرَص في عد عدو
برع بَرْوَعُ بفتح الباء والكسرُ خطأٌ عن الغوريّ وهي أبنة واشِقٍ
برذع
البَرذَعة الحِلْس الذي يُلقى تحت رَحْل البعير والجمعُ البَراذِع
برقع
البُرقَع خُرَيقةٌ تُثقَب للعينيْن تُلْبَسُها الدَوابُّ ونساءُ الأعراب واما البُرقعة بالهاء كما في شرح المختصر فأخَصُّ من البُرقٍّع إن صحت الرواية ومنه فَرس أغرّ مبرقَع أي أبيضُ جميعُ وجهه ومُتَرقِّعٌ خطأ
برق
بَرق الشيءُ لمع بَريقاً من باب طلب وباسم الفاعل منه سُمّي بارقٌ وهو جبل إليه يُنسب عُروة ابن الجَعْد البارقِيُّ الذي وكّله عليه السلام في شِرى الأضحيّة
( 19 / ب ) والإبريق إناءٌ له خُرطوم والبَوْرَق بفتح الباء الذي يُجعل في العجين فينتفِخ
برك
البُروك للبعير كالجُثوم للطائر والجُلوس للانسان وهو أن يُلصِق صدْرَه بالأرض والمرادُ بالنهي عنه أن لا يضع المصّلي يديه قبل ركَبتيه كما يفعل البعير (1/70)
برنكان البَرْنَكان ضْربٌ من الأكسية بوزن الزَعفَران عن الغوري والجوهري وعن الفراء يقال للكساء الأسود بَرّكَانٌ وبرَّكانيٌّ ولا يقال بَرْنكان ولا بَرْنكانيّ ولم يذكر أحد منهم بَرَكانٌ بالتخفيف
برم
البُرَمُ والبِرام جمع بُرْمة وهي القِدْر من الحجَر ومنها لا قِطع في الرُّخام ولا في البِرام
برجم البَراجِم مَفاصل الأصابع وهي رؤوس السُلامَيَات إذا قَبض الإنسان كفَّة ارتفعَت الواحدة بُرجُمة بالضم وقولهم الأخذ بالبراجم عبارة عن القبض باليد وفيه نظَرٌ
برسم
بُرسِم الرجلُ على ما لم يسمَّ فاعله فهو مبرسَم بفتح السين إذا أخذه البِرسام بالكسر وفي التهذيب بالفتح وهو معرّب عن ابن دُرَيد
برن
البَرْنيّ من أجود التمر والبَرْنِيّة إناء من خزف وقيل هي من القوراير ومنه كَبَرَانيّ العطّار
برذون
البيِذَوْنُ التركيّ من الخيل والجمع البَراذينُ وخلافها العِراب والأنثى بِرْذَوْنة
بري
البَواريُّ جمع باريٍّ وهو الحَصير (1/71)
ويقال له البُورِياء بالفارسية
برهوية
ابن بَرَهُويَهِ بفتح الباء والراء يروي عن أبيه عن اسحاقَ عن وكيع
الباء مع الزاي
بزر
البَزرْ من الحَبّ ما كان ( 20 / 1 ) للبقل وبَزْر الكتّان حَبّ معروف يقال له بالفارسية زغيره ويقال لبَيْض دُود القّزِ بَزْر على التشبيه ومنه ولو اشترى بَزْراً معه فَراش أي دُود جاز
وأما الناطف المُبَزَّرُ فهو الذي فيه الأبازيرُ وهي التّوابل جمع أبزارٍ بالفتح عن الجوهري
بزز البَزّ عن ابن دريد متاع البيت من الثياب خاصة وعن الليث ضرْب من الثياب ومنه ابتزَّ جاريته إذا جرَّدها من ثيابها وعن ابن الأنباري رجلُ حَسن البَزّ أي الثياب وعن الجوهري هو من الثياب أمتعهُ البَزَّاز والبِزازة حِرفته وقال محمد رحمه الله في السير البَزَّ عند أهل الكوفة ثياب الكتّان والقطن لا ثياب الصوف والخَزّ
والبِزّة بالهاء وبكسر الباء الهيئة من قولهم رجل حَسن البِزّة وقيل هي الثياب والسلاح
بزغ
بَزغ البَيْطارُ الدّابة شقها بالمِبْزَغ وهو (1/72)
مثل مِشْرط الحجّام ومنه حديث عمر بن عبد العزيز وينهاهم ان يَتركوا أحداً يُرَكِّب بِمبْزَغ في سَوط أو يَرْكُز ولو رُوي بالنون من النَزْغ بمعنى النَخْس لكان وَجْهاً والصواب مِبْزغاً بالنصب
بزق
الحَلْوئيُّ في الصوم يُؤْمَر بالتبزّق أي برمي البُزاق
بزل
البازِل من الإبل ما دخل في السنة التاسعة والذكر والانثى فيه سواء
بزم
الإبْزِيم حَلْقةٌ لها لسان تكون في رأس المنطَقة ونحوها يُشَدَ بها
بزيون
البِزْيَوْن بالكسر بوزن الفرْجَوْن وعن الجوهري بالضم من ثياب الروم وقيل هو السُّندس
بزي رجل أبْزَى خَرج صَدْرُه ودخل ظَهره وبه سُمي والد عبد ( 20 / ب ) الرحمن بن أبزى الخُزاعي وعبد الرحمن هذا صَحابي راوي حديث التيمّم إلى المِرفَقين عن عمّار رضي الله عنه
الباء مع السين
بست
قولهم عشْرُ بَسْتات هي بالفارسية مَفاتح الماء في فم النهر أو الجدول الواحد بَسْت وهي بين أهل مَرْو معروفةٌ (1/73)
والبُستان الجَنّة وقوله ووقتُه البستان يعني بستان بني عامر وهو موضع قريب من مكة
بسر
البُسْر غورة خرما وبه سُمّي بُسْر بن أرطاة وبالواحدة منه سميت بُسْرة بنت صفوان تَروي عن رسول الله عليه السلام وعنها عروة بن الزبير
وأما ما ذكر محمد رحمه الله أن بُسْر السُكّر والبُسَر الأحمر فاكهة فكأنه عَنى بالأحمر الذي أزهَى ولمّا يُرطِب أو أراد ضْرباً آخر
الباسور
بالسين والصاد واحِد البواسير وهي كالدَّماميل في المَقْعَدة
الباء مع الشين
بشت
البُشْتِيُّ المٍسنَدة فارسيّ معرّب
بشر
البَشَرة ظاهِر الجِلد ومنها مُباشَرة المرأة ثم قيل المباشرة وهو أن تفعله بيدك والبِشارة من هذا أيضاً ويقال بَشرهُ من باب طلَب بمعنى بشّره وهو متعدٍّ لا غير وقد رُوي لازما إلا أنه غير معروف وأبشَر يتعدّى ولا يتعدى وعلى هذا قولُه ابْشُر فقد أتاك الغوثُِ (1/74)
ضعيف وإنما الفضيح أَبْشِر بقطع الهمزة والبَشيرُ المبشِّر وبه سُمي بَشير بن الخَصاصِيّة وبشير بن نَهِيك عن أبي هريرة وعنه النضرُ بن أنس والنعمان بن بشير وحَزْنُ ابن بشير ومحمد بن بِشْر بن بشير بن مَعْبَد الأسلمّي والنعمان هذا راوي حديث قراءة السورتين في الجمعة والعيدَين سبح اسمَ رّبِك وهل أتاك ( 21 / أ ) حديث الغاشية عن النبي عليه السلام هكذا في شرح السُّنّة
والبِشْر طلاقة الوجه وبتصغيره سُمي بُشَير بن يَسار وسليمان بن بُشَير في كتاب الصرف وفي كِرْ دار الدهّان البُشارة بالضم وهي بَطّة الدهن شيءٌ صُفْريّ له عنق إلى الطول وله عُروة وخُرطوم ولم أجد هذا إلاّ لشيخنا الهَرّاسيّ
الباء مع الصاد
بصر
أبو بَصْرة الغِفاريُّ في حم حمل
وبُصرى بوزن بُشرى وحُبلى موضع وقوله (1/75)
وكلُّ ذاهِب بصَرٍ منهم أو مٌقْعَدٍ يعني الأعمى ويُروى وكلُّ ذاهبٍ بَصرهُ منهم وهو صحيح أيضاً وأمّا ذاهبٍ بِصِرْمتِهم يعني راعي الصِرْمة فتصحيف
وأبصَر الشيءَ رآه وتبصرَّه طلب ان يَراه يقال تُبُصّرِ الهلالُ ومنه قوله إذا كانت السماءُ مُصْحِية أيْ لا غيم بها فتبصَّره جماعة فلم يَروه وقوله تعالى ( بل الإنسانُ على نفْسه بَصيرة ) أي شاهد على نفسه والهاء للمبالغة أو على معنى عينٌ بصيرةٌ
بصل
بصَلٌ الزَعْفَرانِ أصلُه المُنْدَفِن في الأرض كما البصَلُ المعروفُ
الباء مع الضاد
بضض
رجلٌ بَضٌّ رقيق الجلّد ممتلِئُه يؤثّر فيه أدنى شيءٍ وفي الحديث من أراد أن يقرأ القرآن غَضّاً ورُوي بضّاً فليقرأه بقراءَة ابن أمّ عبدٍ يعني ابن مسعودٍ والبَضَاَنية ههنا مجازٌ من الطراوة
بضع
البَضْع الشقّ والقَطْع ومنه مِبضَع الفصّاد وفي الشِجاج الباضِعة وهي التي جَرحت الجلْدة وشقّت اللحم والبَضاعة لأنها قطعة من المال وبها سُميت بئر بِضاعَة (1/76)
والضم فيها لغة وهي بئر قديمة في المدينة وقد استبضعتُ ( 21 / ب ) الشيء أي جعلتُه بضاعة لنفسي وأبضعْتُه غيري فعلى هذا قولهم كالمستبضَع والأجير لحْنٌ وإنما الصواب المُبْضعَ أو المستَبضِع بالكسر
والمباضعَة المباشَرة لمِا فيها من نوع شَقّ والبُضْع اسم منها بمعنى الجِماع وقد كُني بها عن الفرْج في قولهم مَلك فلانٌ بُضع فلانة إذا عقَد لها ومنها تُستأمَر النساءُ في أبضاعهن على لفظ الجمع مثل قُفْل واقفال هذا هو المتداوَل بين العلماء وفي التهذيب في إبضاعهن بالكسر أي في إنكاحهن مصدرُ أبضعتُ المرأة إذا زوّجتَها مثل أنكحتُ وهكذا في الغريبين . والبِضْع بالكسر ما بين الثلاثة إلى العشرة وعن قتادة إلى التسع والسبع مستويا فيه المذكر والمؤنث وهو من البَضْع أيضاً لأنه قطعة من العدد وتقول في العدد المُنيِف بضعة عشَر وبِضْعَ عشْرةَ بالهاء في المذكر وبحذفها في المؤنث كما تقول ثلاثة عشَر رجلاً وثلاثَ عشْرة امرأة وكذا بِضعةٌ وعشرون رجلاً وبضعٌ وعشرون امرأة
الباء مع الطاء
بطح البَطْحاء مَسيلُ ماءٍ فيه رمل وحصى ومنها بَطحاءُ مكة ويقال لها الأبطح أيضاً وهو من البَطْح أي (1/77)
البَسْط ويقال بطَحه على وجهه فانبطَح أي ألقاه فاستلْقى ومنه الحديث ما من صاحب ماشيةٍ يمنع زكاتَها إلاّ بُطِح لها بقاعٍ قَرْقَرٍ ويُروى قَرِقٍ وكلاهما المستوي
بطخ
البِطّيخ الهندي هو الخَرِيُز بالفارسية والمَبْطَخة الموضع
بطش
( 22 / أ ) البَطْش الأخذ الشديد عند الغضب والتناولُ عند الصَّولة يقال بطَشْتُ به وأما قول الحلوائي في شرح الزيادات وما لا تقع عليه العينُ ولا تَبطشهُ الكفّ فهو كالأعيان الهالكة فعلى حذف حرف الجر أو على تضُّمن معنى الأخذ أو التناول
بطط
بَطّ الجُرحَ شقَّه بَطَّأ من باب طلَب والبُطَيطة الصندلة سمعتُه من مشايخ قُمْ
بطرق
البِطْريق واحد البَطارقة وهي للروم كالقُوّاد للعرب وعن قدامة يقال لمن كان على عشرة آلاف رجلٍ بِطْريقٌ
بطل
أبطَلَ كذَب وحقيقته جاءَ بالباطل وتبطَّل من البِطالة ورجل بَطّال ومتبطِّل أي متفرّغ كسلانُ (1/78)
بطن
المَبْطون الذي يَشتكي بطنَه وقوله إن شَهِد لها من بطانتِها أي من أهلها وخاصّتها مستعارة من بِطانة الثوب
بطي
الباطِيةُ بغير همزٍ الناجُودُ عن أبي عَمروٍ وهي شيء من الزجاج عظيمٌ يُملأُ من الشراب ويوضَع بين الشَّرْب يَغرِفون منها
الباء مع الظاء
بظر
عليٌّ رضي الله عنه قال لشُريح أيها العبْد الأبظَر هو الذي في شفته بُظارة وهي هَنة ناتئةٌ في وسَط الشَفة العليا ولا تكون لكل أحدٍ وقيل الأبظر الصَخّاب الطويل اللسان وجعَله عبداً لانه وقع عليه سِباءٌ في الجاهلية
وبَظْرُ المرأةِ هَنةٌ بين شُفْرَيْ فَرجيها وامرأة بَظْراءُ لم تُخثَن ومنه ما يقال في شتائمهم يا بن البَظْراء
الباء مع العين
بعث
البَعْث الإثارة يقال بعث الناقة فانبعثت أي أثارها فثارتْ ونهضت ومنه يومُ البعث يَوُمَ يَبعثنا الله من القبور وبعثه أرسله ومنه ضُرِب عليهم البعثُ أي عُيِّنَ عليهم وأُلزموا أن يُبعثوا إلى ( 22 / ب ) الغزو وقد يُسمّى (1/79)
الجيشُ بَعْثاً لأنه يُبعث ثم يُجمَع فيقال مَرّتْ عليهم البُعوث أي الجيوش
وبُعاثُ موضع بالمدينة ويوُم بُعاثَ وقْعةٌ بين ألاوس والخَزرج والغينُ المْعجَمة تصحيف عن العسكري والأزهري
بعج
في سَرِقَة المختصر ويُبعَجُ بطْنُه أي يُشَقّ وابن بَعْجَة فَعْلةٌ منه وهو عَمْروٌ البارِقيّ
بعد
أخذَه ما قَرُب وما بَعُد في قر
وقوله إن كان ليس بالذي لا بَعْدَ له يعني ليس بنهاية في الجَوْدة وكأن محمداً أخذه من قولهم هذا مما ليس بعدَه غاية في الجودة والرداءة وربما اختَصروا الكلام فقالوا ليس بَعده ثم أدْخل عليه لا النافية للجنس واستعمله استعمال الاسم المتمكّن
وقوله بُوعِدتْ منه جهّنم خمسين عاماّ للراكب المُجِدّ أي الجاّد ويُروى المُجيد وهو صاحب الفَرس الجَواد ومباعَجدة النار مَجاز عن النجاة منها ويجوز أن يكون حقيقةً وانتصابُ خمسين على الظرف ولا بدّ من تقدير الإضافة على معنى مسافَة مسيرةِ خمسين عاماً
بعر
قوله البعير إذا بَعرَ في الحِلاب أي القى البَعْر من باب منَع والبَعْرة واحدة البَعْر وهو لذَوات الأخفاف والأظلاف والحِلابُ اللَبَنُ أو المِحلَب (1/80)
في حديث المعتدّة رمَتْ ببعْرة في المُعْرِب
بعك
أبو السنابل بنُ بَعكَكٍ بكافَيْن رجل من بني عبد الدار
بعل
في الحديث ايامُ أَكْلٍ وشُربٍ وبِعال هو ملاعبة الرجل امرأتَه فِعال من البَعْل وهو الزوج ويستعار للنخل وهو ما يَشرب بعروقه من الأرض فاسَتغنَى عن أن يُسقى ومنه الحديث ما سُقي بَعْلاً ( 23 / ا ) ويروى شُرِب وانتصابه على الحال
الباء مع الغين
بغث
البُغاث مالا يَصيد من صغار الطير كالعصافير ونحوها الواحدة بُغاثة وفي أوله الحركات الثلاث
بغي
بغيتُه طلبته بُغاءً بالضم وهذه بُغْيتي أي مطلوبي ويقال ابغنِي ضالتي أي اطلبها لي ومنه قوله في شروط السير فان بغَى أحدُهما صاحبَه في شيء من هذا الكتاب أي طلب له شرّاً وأراده له ومنه نُهي عن مَهر البَغِيّ أي عن أُجرة الفاجرة والجمع بغايا تقول منه بغَت بِغاءً أي زنَت (1/81)
ومنه قوله تعالى ( ولا تُكْرِهوا فتَياتكم على البِغاء وفي جمع التفاريق البغاء أن يَعلم بفجورها وَيرضى وهذا إن صحّ توسُّع في الكلام
يا بَغا في شخ شخ
الباء مع القاف
بقر
بَقرَ بطنَه أي شقَّه من باب طلَب والباقُور والبَيْقور والأُبقْور البقر وفي التكملة عن قُطرب الباقورةُ البقَر وعلى هذا قوله في الواقعات بقّارٌ ترك الباقورة في الجَبّانة أي في المصلَّى وقوله لا ميراث لقاتل بعد صاحب البقرة يعني به المذكور في قصة البقرة في حديث عائشة رضي الله عنها أغسِلُه تَعني المَنْي من ثوب النبي عليه السلام فيخرُج إلى الصلاة وأثَرُ الغَسْل في ثوبه
بقع
بُقَعُ الماء جمع بُقْعة وهي في الأصل القِطعة من الأرض يخالف لونُها لون ما يَليها ثم قالوا بَقَّع الصبّاغ الثوب إذا ترك فيه بُقَعاً لم يُصِبها الصِبْغُ وبَقَّع الساقي ثوبَه إذا انتضح عليه الماء فابتلَّتْ منه بُقَعٌ والبَقيع مَقْبَرةُ المدينة يقال لا بَقِيعُ الغَرْقَد (1/82)
بقل
البَقْل ما يُنبِت الرّبيعُ من العُشب ( 23 / ب ) وعن الليث هو من النبات ما ليس بشجرٍ دِقٍّ ولاجِلٍّ وفَرْقُ ما بين البقل ودِقِّ الشجر أن البقل إذا رُعي لم يبق له ساقٌ والشجر تبقَى له سُوق وإن دَقّتْ
وعن الدّينَوَري البَقْلة كلّ عشبة تنَبُت من بزّر وعلى ذا يُخرَّج قوله في الإيمان الخيارُ من البقول لا من الفواكة
ويقال كل نبات اخضرَّت له الأرضُ فهو بَقْل وقولهم باع الزرعَ وهو بقلٌ يعنون أنه أخضر لمَا يُدِرك وأبقلَت الأرضُ اخضرّتْ بالنبات ويقال بَقَلَ وجهُ الغلام كما يقال اخضرّ شاربه
والباقِلَّى بالقصر والتشديد او بالمد والتخفيف هذا الحَبّ المعروف والواحدة باقِلاَّة أو باقِلاّءة
وقوله لأن بين الباقلّيين فضاءً ومتَّسعاً غلَط والصواب بن الباقِلاّتين بالتاء وقبلها ألِفٌ مقصورة أو ممدودة
والنسبة على الأول باقِلّيٌّ وعلى الثاني باقلائيٌّ
الباء مع الكاف
بكر
البِكْر خلاف الثَّيّبِ ويقعان على الرجل والمرأة ومنه البِكر بالبِكر جَلْدُ مائةٍ ونَفْي سنة وتقديره حّدُّ زِنى البِكر كذا أو زِنى البِكر بالبِكر حدُّه كذا ونصْبُ جلْدَ مائةٍ ضعيف (1/83)
وابتكر الجاريةَ أخذ بَكارتها وهي عُذْرتها وأصله من ابتكار الفاكهة وهو أكْل باكُورتها ومنه ابتكر الخطبِةَ أدرك أوّلها وبكّر بالصلاة صلاّها في أول وقتها
والبَكْر بالفتح الفَتِيّ من الإبل ومنه استقرضَ بَكْراً وبتصغيره سُمي بُكَير بن ( 24 / ا ) عبد الله الأشَج يَروي عن أبي السائب مولى هشام بن جُمرة عن أبي هريرة والأنثى بَكْرة ومنها كأنها بكْرة عَيْطاءُ وأما البَكْرة في حلْية السيف فهي حلْقَة صغيرة كالخَرزة وكأنها مستعارة من بَكْرة البئر
بكل
البكالى في ود ودك
الباع مع اللام
بلح البَلَح قَبل البُسر وبَعد الخَلاَل
بلد
قوله فإنْ كانت إحدى البِلادَيْنِ خيراً من الأخرى إنما ثنّى الجمع على تأويل البٌقعتيْن أو الجماعتيْن لأنه قال أوّلاً فإن الإمام أراد ان يُحوّلهم عن بلادهم إلى بلادٍ غيرِها ولفظ المفرد لمَ يحسُن هنا ونظيرهُ قوله :
( تبقَّلت في أول التبقُّل ... بين رماحَيْ مالكٍ ونَهْشَلِ ) (1/84)
ومنه قوله عليه السلام مثَلُ المنافق كمثل الشاة العائرة بين غنمين
بلط
البَلّوط ثمر شجرٍ يؤكل وُيدبغ بقشرِه
بلقع بَلاقِعٌُ في غم غمس
بلغ
بلَغ المكانَ بُلوغاً وبلّغتُه المكان تَبليغاً وأبلغته إياه إبلاغاً وفي الحديث على ما أورده البيهقي في السُنن الكبير برواية النعمان بن بشيرٍ مَنْ ضَربَ وفي رواية مَن بلغَ حدّاً في غير حد فهو من المعتدين بالتخفيف وهو السماع وأما ما يجري على ألسِنة الفقهاء من التثقيل إن صحّ فعلى حذف المفعول الأول كما في قوله عليه السلام ألا فليُبلّغِ الشاهدُ الغائبَ وقوله تعالى ( يا أيها الرسولُ بلّغ ما أُنزِل إليك ) على حذْف المفعول الثاني والتقدير مَن بلَّغ التعزيزَ حدّاً أو إنما حسُن الحذف لدلالة قوله في غير حدٍّ عليه
والذي يدّل على هذا التقدير قولهم لا يجوز تبليغُ غيرِ الحّ الحدَّ وقول صاحب المنظومة
( لا يُبلِغُ التغريرُ أربَعينا ... )
لما لم يُمكنه استعمال التّبليغ جاء باللغة الأخرى ومعنى ( 24 / ب ) الحديثِ من أقام حداً في موضع ليس فيه حدّ وإنما نكّره لكثرة أنواع الحدّ
وقولهم لا يُبلَغ بالتعزيز خمسةٌ وسبعون بالرفع من (1/85)
بلغت به المكانَ إذا بلّغتَه إياه وعليه قول الحاكم الجُشمي في جلاءِ الأبصار للامام أن يَبلغُ بالتعزير مَبلغَ الحُدود وفيه دليل على صحة الأوّل وقوله إنما تَبلغُه محَلّه بأن يذبح في الحرم وقوله فله أن يتبلَّغ عليها إلى أهله الصواب بُلوغُه وفله أن يَبلُغ لأن التبلَّغ الأكتفاء وهو غير مُرادٍ فيها . بلعم
البُلْعوم مجرى الطعام
بلم
عبد الرحمن بن البَيْلمَاني مولى عُمر رضي الله عنه سمع ابنَ عُمر وروى عنه سِماك بن الفضل هكذا في الجَرْح
بلي
قوله ما لم يُبْلِ العُذْرَ أي لم يبيّن ولم يُظهر وهو في الأصل مُعدّىً إلى مفعولين يقال أبلَيتُ فلاناً عُذراً إذا بيّنتَه له بيانا لا لوم عليكَ بعده وحقيقته جعلتُه بالياً لعُذْري أي جابراً له عالماً بكُنهِه مِن بَلاهُ إذا خَبره وجرَّبه
ومنه أبلى في الحرب إذا اظهر بأسَه حتى بلاه الناسُ وخبَروه وله يومَ كذا بلاءٌ وقوله أبلى عُذْره إلا أنه مُجارَفٌ أي اجتهد في العمل إلا أنه مَجدوُد غيرُ مرزوق
وقولهم لا أباليه ولا أُبالي به أي لا أهتم به ولا أكتَرِث (1/86)
له وحقيقته لا أخايِره لقلّة اكتراثي له ويقال لم أبالِ ولم أُبَلْ فيحذفون الألف تخفيفاً كما يحذِفون الياء في المصدر فيقولون لا أباليه مبالاة وبالةً وهو في الأصل بالِيَةً كعافاه عافية ومعافاة
الباء مع النون
بنج
البَنْج تعريب فنك وهو نبْت له حَبّ ( 25 / ا ) يُسكر وقيل يُسْبِت ورقهُ وقشْره وَبزرْه وفي القانون هم سمٌّ يخلِّط العقلَ ويُبطل الذِكْر ويُحدث جنوناً وخنُاقاً وإنما قال الكرْخي ولو شَرِب البَنْجَ لأنه يُمزَج بالماء أو على اصطلاح الأطبّاء والمبِنّج الذي يحَتال بطعام فيه البَنْجُ وهو في الرسالة اليوسُفية
بندق
البُنْدُقة طِينةٌ مدوَّرة يُرمَى بها ويقال لها الجُلاهِق ومنها قول الخَصّاف ويُبَنْدِقُها ويخلطها أي يجعلها بنَادِقَ بُنْدُقةً بندْقةَ
بني
بنَى الدار بناءً وقوله وإن كان رجل أخذ أرضاً وبناها أي بنى فيها داراً أو نحوها وفي موضع آخر اشتراها غيرَ مبنيّة أي غير مبنيّ فيها وهي عبارة مُسْتَفْصَحة
وقولهم بنى على امرأته إذا دخل بها أصله أن المُعْرِس كان (1/87)
يَبني على أهله ليلة الزِفاف خبِاءً جديداً أو يُبنَى له ثم كثر حتى كُني به عن الوطْء وعن ابن دريد بنَى بامرأته بالباءِ كأعرَس بها
والابن المتولّدِ من أبويه وجمعه أبناء على أفعال وبنون بالواو في الرفع وبالياء في الجر والنصب
وأما الأَبْنى بوزن الأعمى فاسم جمع وتصغيره الأُبَيْنِي مثل أُعيْمي تصغير أعمى ومنه حديث ابن عباس بعَثنا رسول الله عليه السلام أُغيْلِمةَ بني عبد المطلب ثم جعل يقول أُبَيِنيَّ لا تَرمُوا جمْرةَ العقبة حتى تطلع الشمس وإنما شُدّدت الياء لأنها أُدغمِت في ياء المتكلم
وتصغير الابن بَنيُّ وفي التنزيل يا بُنيّ بالحَركات ومؤنثة الابنة أو البنتُ بإبدال التاء من لام الكلمة وأما الإبِنَتُ بتحريك ( 25 / ب ) الباء فخطأ محض وكأنهم إنما ارتكبوا هذا التّحريف لأن ابنةً قد تُكتب ابنتاً بالتاء على ما قال ابن كيسان
وتُستعار البنت للُّعْبة ومنها ما في جمع التفاريق من حديث عائشة رضي الله عنها أنه عليه السلام كان يُدخل الجَواري عليها يلاعِبنها بالبنات وفي المتفق وبنَى بي وأنا بنتُ تسعٍ وأنا ألعب بالبنات وفي حديثٍ آخر وَزُفَّت إليه وهي بنت تسع سنين ولُعبَهُا معها (1/88)
وبَنات الماء من الطير استعارة ايضاً والواحد ابن الماء كبنات مَخاضٍ في ابن مَخاض
الباء مع الواو
بوأ يقال باءَ يبوء بَوْءاً مثل قال يقول قولاً اذا إذا رجع والباءَة المَباءة وهي الموضع الذي تَبْوء إليه الإبل . هذا أصلها ثم جُعلتْ عبارة عن المنزل مطلقاً ثم كُنِيَ بها عن النكاح في قوله عليه السلام عليكم الباءَة فإنه أغضُّ للبصَر وأحْصَنُ للفَرجْ إما لأنه يكون في الباءة غالباً أو لأن الرجل يتبّوأُ من أهله حينئذ أي يتمكّن كما يَتبوأُ من داره
ويقال بوَّأه منزلاً وبوّأًه منزلاً أي هيّأه له ومنه قوله العبد إذا كانت له امرأةٌ حرّة او أَمَة قد بُوِّئتْ معه بيتاً وتبوّأَ منزلاً أتّخذه
وباءَ فلان بفلان صار كُفْئاً له فقُتِل به وهن وهي وهم وهو بَواءٌ أي أكفاءٌ متساوون ومنه حديث علي رضي الله عنه في الشهود إذا كانوا بَواءً في العَدد والعدالة ومنه قسَم الغنائمَ يومَ بدرٍ عن بَواءٍ أي على السواء والجِراحاتُ بوَاءٌ أي متساوية في القِصاص
وفي حديث آخر فأمرهم عليه السلام ان يتَباوءُوا مثل (1/89)
يتباوَعوا أي يتقاصُّوا في قتلاهم على التسَاوي ( 26 / ا ) ويتباعَوْا من غلط الرواة
وفي الدعاء أَبُوءُ إليك بنعمتك أي أقِرُّ بها وفيه أنا بِكَ ولكَ أي بك أَعُوذ وألُوذ وبك أَعْبُد أي بتوفيقك وتسهيلك ولك اخشع واخضع لا لغيرك
والأبَوْاء على افعال منزلٌ بين مكة والمدينة
بوب
الأبواب في المَزُارعة مَفاتح الماء جمع باب على الاستعارة
بور
بارَت السلعة أي كسَدتْ مْن باب طلَب ومنه الحديث بارت عليه الجُذْعان
والبُويْرة في السِيَر بوزن لفظِ مصغَّر الدار موضعٌ
بوط ابو يعقوب يوسفُ بن يحيى البُوَيطيُّ منسوب إلى بُوَيْط قريةٌ من قرى مصر من كبار أصحاب الشافعي وله مختصَ مستخَرج من كتبه اشتُهِر بنسبته كالقُدوري والاسبيجابي لأصحابنا وقوله ذكر الشافعي رحمه الله في البويطي المرادُ به (1/90)
هذا التصنيفُ والذاكِر المصنّفِ لا الشافعي لمِا أن المذكور فيه قوله كقولهم ذكَر محمد في نَوادر هشام لمِا أن المذكور فيها قولُه
بوق
البُوق شيءٌ يُنفَخ فيه والجمع بيقان وبُوقاتُ
بوك
غَزوة تَبوكَ بأرض الشأم غزاها رسول الله عليه السلام سنة تسعٍ من الهجرة ولم يَلْقَ كيْداً وأقام بها عدة أيامٍ وصالَح أهلها على الجزية سُميّت بذلك لأنهم باتُوا يَبُوكون حِسْيَها بقِدْح أي يُدخِلون فيه السهْمَ ويحرّكونه ليَخرج منه الماء
ومنه باكَ الحمار الأتانَ إذا جامعَها
بوى
جَوْز بَوَّا بالقصر سماعاً عن الأطباء وبالفارسية كوزْ بُويا هكذا في الصَيْدنة وهو في مقدار العفْص سَهْلُ ( 26 / ب ) المَكْسرِ رقيق القِشر طيّبُ الرائحة ومن خصائصه أنه ينفع من اللَقْوة ويُقوّي المِعدة والقلبَ ويُزيل البرودة
باباه
ابن بَابَاه أو بَأْبَى بفتح الباء عن ابن ماكولا اسمه عبد الله يَروي عن جُبير وابن عمر رضي الله عنهما (1/91)
الباء مع الهاء
بهأ بَهأْتُ بالشيء وبَهئْتُ به أي أنِسْت به ومنه حديث عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه لقد خِفْتُ أن يَبهأَ الناسُ بهذا البيت ولفظه في الفائق أرى الناس قد بَهئُوا بهذا المقام يعني أنِسوا به حتى فَلَّت هيبتُه في صدورهم فلم يَهابوا الحَلِف على الشيء الحقيرِ عنده
بهت
قوله الرَوافِضُ قومُ بُهْتٌ جمع بَهُوتٍ مبالغةٍ في باهِتٍ اسمِ فاعل من البُهتان
بهرج
البَهْرجُ الدرهم الذي فِضّته رَدِيَّة وقيل الذي الغلَبةُ فيه للفضة إعرابُ نَبَهْره عن الأزهري وعن ابن الأعرابي المُبْطلُ السِكَّةِ وقد استُعير لكل رَدِيّ باطلٍ
ومنه بُهْرِجَ دَمُه إذا أُهدِرَ وأبْطِلَ وعن اللِحياني دِرهمٌ مبهرَج أي نبهرَج ولم أجِده بالنون إلا له
بهز بَهْزٌ بالزاء حَيٌّ من العرب ومنه فجاء البَهْزيّ فقال هي رَميَّتي
بهق
قوله البَهَق عيبٌ وهو بياض في الجسد لا مِن بَرصٍ (1/92)
بهل
المُباهَلة المُلاعَنة مفاعَلةُ من البُهْلة وهي اللَعنة ومنها قول ابن مسعود مَن شاء باهَلْتُه أنّ سورة النساء القصرى نزلت بعد البقرة ويُروَى لاعنْتُه وذلك أنهم كانوا إذا اختلفوا في شيء اجتمعوا وقالوا بَهْلةٌ الله على الظالم منا
بهم
البَهْمة ولد الشاة أوّلَ ما تضعه أمّه وهي قَبل السَخْلة
( 27 / ا ) وأبهَمَ البابَ أغلَقه وفرَس بَهيم على لون واحد لا يخالِطه غيره وكلامٌ مُبهم لا يَعرف له وجه و أمرٌ مبهَم لا مأْتَى له وقوله عليه السلام أربَع مُبهماتٌ النَّذْر والنكاح والطلاق والعَتاق تفسّره الرواية الأخرى وهي الصحيحة اربع مُقْفَلات والمعنى أنه لا مَخرج منهن كأنها أبواب مُبْهَمة عليها أقفال
وفي حديث أبن عباس رضي الله عنه أبْهمِوا ما أبهم اللهُ ذُكِر في موضعين أما في الصوم فمعناه أن قوله تعالى ( فعِدّةٌ من أيامٍ أخَر ) مطلق في قضاء الصوم ليس فيه تعيينُ أن يُقضَى متفرقّاً أو متتابِعاً فلا تُلْزموا أنتم أحد الأمرين على البتّ والقطع
وأما في النكاح فمعناه أن النساءَ في قوله تعالى ( وأمّهات نسائكم ) مبهمة غير مشروط فيهن الدخولُ بهنّ وإنما ذلك في أمّهات الرَبائب يعني أن قوله تعالى ( اللاتي دخلتم بهنّ ) صفة للنساء الأخيرة (1/93)
فتَخصّص بها فلما كان كذلك تخصصت الرَبائبُ أيضاً لأنها منها بخلاف النساء الأولى فإنها لم تدخل تحت هذه الصفة فكانت مبهمةً وفي امتناعها عن ذلك وجوهٌ ذكرتها في المعرِب
بهرم
البَهْرم والبَهْرمان العُصفُر وعن الليث ضرب من العصفُر وقيل الحِنّاء ومنه قول الكرخي في جامعه الزعفَرانُ إذا كان قليلاً والماء غالب فلا بأس به وأما إذا كان مثل البَهْرمان فلا
بها
في الحديث من توضأ يوم الجمعة فبِها ونِعمتْ في نع نعم
الباء مع الياء
بيت
بَيَّتوا العدوَّ أتَوْهم ليلا والاسم البَيات كالسلام من سَلّم ومنه قوله أهلُ الدار من المشركين يُبَّيتون ليلاً مبنياً للمفعول وقوله وتجوز الإغارةُ عليهم ( 27 / ب ) والتَّبيْيتُ بهم صوابه وتَبِيْيتُهم
والبَيْت اسم لمسقَّف واحد وأصله من بيت الشَعر أو الصُوف سميّ به لأنه يُباتُ فيه ثم استُعير لفَرْشهٍ وهو معروف عندهم يقولون تزوج امرأةً على بيت ومنه حديث عائشة تَزوجني رسول الله عليه السلام على بيتٍ قيمته ستون درهماً (1/94)
والبيُوتات جمعُ بُيوتٍ جمعِ بيت وتُخْتصّ بالأشراف
بيد
بادَ هلَكَ بُيوداً وأبادَه أهلكه ومنه الحديث أُبيدَت خَضْراءُ قريش
والَبيْداء المَفازَة لأنها مَهلكةَ والمراد بها في حديث جابر أنه عليه السلام لمّا استوت به راحلتَه على البيداء أهَلَّ بالحجَّ أرضٌ مستوية قريبة من مسجد ذي الحُلَيْفة وكذا في حديث عمر رضي الله عنه أنه كان يَردُّ المتوفى عنا زوجُها من البيداءِ ويُروى من ذي الحَليَفْة
بيز
قوله أخذ فَهْداً أو بازاً هو لغة في البازي ويجمع على بِيزانٍ وأبْواز
بيسان
بَيْسان في مي ميس
بيض
في حديث موسى بن طلحة انه عليه السلام قال هَلاّ جعلْتَها البِيضَ يعني أيام الليالي البِيض على حذف المضاف والموصوف والمراد بها ليلة ثلاث عشرةَ وأربعَ عشرةَ وخمسَ عشرةَ ومن فسَّرها بالأيام واستدّلَ بحديث آدم عليه السلام فقد أَبْعد
وفي حديث آخر أحَبُّ الثيابِ البَياضُ أي ذو البياض على حذف المضاف يقال فلان يلبس السواد والبياض يَعنون الأسود والأبيض على هذا التقدير (1/95)
والبَيْضة بيضة النَعامة وكلِّ طائر ثم استُعيرت لبيضة الحَديدِ لمِا بينهما من الشبه الشَكْليّ وكذا بيضُ الزعفران لبصَله وقيل بيضةُ الإسلام للشِبه المعنويّ ( 28 / ا ) وهو أنها مجتمَعهُ كما أن تلك مجتمَع الولد
وقول المشِّرع فيما رُوي أنه عليه السلام أوجَب القطعَ على سارق البيْضة والحَبْل لفظ الحديث كما في متّفق الجوزقيّ وغيره من كتب الغريب لعن الله السارقَ يَسرِقُ البيضة فتُقطع يده ويَسرِق الحبل فتُقطع يده قال القُتبي هذا على ظاهر ما نزَل عليه القرآن في ذلك الوقت ثم أعلمَ اللهُ بعدهَ بنصابِ ما فيه يجب القطْع وليس هذا موضع تكثير السرقة حتى تُحمل على بيضةِ الحديد وحَبْل السفينة كما قال يحيى بن أكثَم وإنما هو تعييرٌ بذلك وتنفيرٌ عنه على ما هو مَجرى العادة مثل أن يقال لعن الله فلاناً تعرَّض للقتل في حَبْلٍ رَثٍّ وكُبَّةِ صوفٍ إذْ ليس من عادتهم أن يقولوا قبحَ الله فلاناً عرَّض نفيه للضرب في عِقْد جوهرٍ أو جِراب مِسْكٍ وهذا ظاهر
وحَرّةُ بني بياضة قُرَيّة على مِيلٍ من المدينة
بيع
البَيْع من الأضداد يقال باعَ الشيءَ إذا شَراه أو اشتراه ويُعدَّى إلى المفعول الثاني بنفسه وبحرف الجر تقول باعَه الشيء وباعه منه وعلى الأول مبنياً للمفعول (1/96)
قولُ محمد رحمه الله في البغل والبغلة والفرَس الخَصيّ المقطوع اليد أو الرجل لا بأس بأن تُدخَل دار الحرب حتى يُباعُوْها
وباعَ عليه القاضي إذا كان على كَرْهٍ منه وباعَ له الشيءَ إذا اشتراه له ومنه الحديث لا يَبِعْ بعضُكم على بَيْع أخيه أى لا يشتَر بدليل البُخاري لا يَبتاع الرجل على بيع أخيه والبَيّعِان بالخيار أي البائع والمشتري كل منهما بائع وبَيّع عن الأزهري
وبايعْتُه ( 28 / ب ) وتَبايعْنا واستَبعتُه عبْده وانما جَمع المصدَر على تأويل الأنواع . ِ
وأما قولهم بُيوعٌ كثيرة فبعد تسمية المبيع بَيعاً ومنه وإن اشترى بَيعاً بحنطةٍ أي سِلعةً
ولا صاحِبِ بيعةٍ في سق سقط
بِيعةُ النصارى في كن كنس
بيغ
تَبيَّغ الدمُ وتبوَّغ إذا ثار وغلَب
بين
البان ضرْب من الشجر الواحِدة بانَة ومنه دُهْنُ البانِ
وأما قوله لو قال اشتَرِ لي باناً ثم أخلِطْه بمثقالٍ من (1/97)
مِسك فمعناه دُهَنُ بانٍ على حذف المضاف
وبانَ الشيءُ عن الشيء انقطع عنه وانفصل بَيْنونةً وبُيوناً وقولهم أنت بائنُ مُؤوَّلٌ كحائض وطالق وأما طلَقةٌ بائنة وطلاق بائن فمَجاز والهاء للفصل
ويقال بان الشيء بَياناً وأبان واستَبان وبيَّن وتبيَّن إذا ظهر وأبنتُه واستبْنته وتبيَّنتُه عرفتُه بيّناً وقول الفقهاء كصوتٍ لا يًستبين منه حروف وخّطً مستبين كلُّه صحيح
والبَيّنة الحُجّة فَيْعِلةُ من البينونة أو البيان وفي حديث زيد بن ثابت رضي الله عنه بَيِّنتَك نَصْبٌ على إضمار أحضِرْ
وقوله في إصلاح ذات الَبْين يعني الأحوالَ التي بينهم وإصلاحُها بالتعّهد والتفقّد ولما كانت مُلابِسةً للبين وُصفتْ به فقيل لها ذاتُ البيْن كما قيل للأسرار ذاتُ الصدور لذلك
وبَيْنَ من الظروف اللازمة للاضافة ولا يضاف إلاّ إلى اثنين فصاعداً أو ما قام مقامه كقوله تعالى ( عَوانٌ بين ذلك ) وقد يحذف المضاف إليه ويعَّوض عنه ما أو الألف فيقال بينما نحن كذا وبينا نحن كذا (1/98)
وأبْيَنُ صحَّ بفتح الألف في جامع الغُوري ونفي الإرتياب وهو اسم رجلٍ ( 29 / ا ) من حِمْيَرَ أَضيف عَدَنُ إليه وقد قيل بالكسر عن سيبويه ولم يثبت (1/99)
باب التاء
التاء مع الهمزة
تأد
قوله ولَهُ أن يمشي على تُؤَدةٍ يقال اتّأدَ في مشيته إذا ترفَّق ولم يَعْجَل وفي فلانٍ تؤدة أي تثبُّت ووقار وأصل التاء فيها واوٌ
تأم
التَوْءَمُ اسمٌ للولد إذا كان معه آخر في بطن واحد يقال هما تَوْءَمانِ كما يقال هما زوجان وقولهم هما تَوْءمٌ وهما زوجٌ خطأٌ
ويقال للأنثى تَوْءَمةٌ وبها سميت التَوْءَمة بنتُ أميّة بن خلَف لأنها كانت مها أختٌ في بطن ويضاف إليها أبو محمدٍ صالح ابن نَبهانَ فيقال صالحٌ مولى التَوءمة وهو في نكاح السِيَر والتُؤْمة على فُعْلةَ خطأٌ
التاء مع الباء
تبر التِبْر ما كا غِيرَ مضروب من الذهب والفضة . وعن الزجاج هو كل جَوهر قبل ان يستعمل كالنحاس والصُفر وغيرهما وبه تظهر صحة قول محمدٍ الحديدُ يَنْطَلِق على المضروبِ والتّبْرٍ أي وغير المضروب من التَبار وهو الهلاك (1/100)
تبع
يقال تبعِتُه واتبّعتُه إذا مشيتَ خلفه أو مرَّ بك فمضيتَ معه
وقوله لا يُتْبَع بنارٍ إلى القَبر رُوي بتخفيف التاءِ وتَثقيلها مبنياً للمفعول والباء للتعدية وأتبعْتُ زيداً عَمراً فتبِعه جعلتُه تابعاً وحملتُه على ذلك ومنه الحديث من أُتْبِع على مليء فليتْبَع أي مَن أحيل على غَنىّ مقتدر فليقْبَل الحوالة وإنما عُدّي بعلى لأنه ضُمّن معنى الإحالة
وسمي الحَوْليُّ من أولاد البقر تَبيعاً لأنه يَتْبع أمّه بعدُ ( 29 / ب ) والتَبَع جمع تابعٍ كخادمِ وخدَم وبتصغيره سمي أبو حُمَيْر تُبَيْع بن عامِر الحِميَري ابنُ امرأة كعب وهو في أول السِيَر عن تُبَيع عن كعب وما سواه تصحيف
تبن المَتْبَن والمَتْبنَة بيت التبن والتُبّان فُعّال منه وهو سَراويلُ صغير مِقدارٌ شِبر يستر العورة المغلَّظة يكون مع المَلاحين ومنه لم تر عائشة بالتُبّان بأساً وعن عمّار بن ياسر أنه صلّى في تُبّانٍ وقال إني مَمْثُون أي أشتكي المَثانة
التاء مع الجيم
تجر
قوله رجلٌ يَقْوم بتجارةٍ من المشركين (1/101)
فيبيعُها أي بما يُتاجَر فيه من الأمتعة ونحوِها على تسمية المفعول باسم المصدر
التاء مع الخاء
تختج التَخاِتِجُ جمع تَخْتَج قياساً وهو تعريب تَخته
تخم
يقال هذه الأرض تُتاخِم أرضَ كذا أي تُحادُّها ويتصل حدُّها بحدّها ومنه افتتَحوا حِصناً مُتاخماً لارض الإسلام وهي من التَخوم وهي العلامة والحُدود بالفَتح وقد تُضّم
التخمة في وخ وخم
التاء مع الراء
ترب في مختصر الكرخي في حدود أرض العرب والتُربْة الصواب تُرَبَة بوزن هُمزَة وبغير الألف واللام وادٍ على مسيرة ليالٍ من الطائف وفي نسختي من التهذيب تُرْبَةُ وادٍ من أودية اليمن هكذا مقيّدة بالسكون والمحفوظ الأولُ
تُرْبيِة في رأ رأس (1/102)
ترمذ
تِرْمِذ بالكسر في عب عبر
ترتر
التَرتْرة والتَلْتَلة والمَزْمَرة التحريك الشديد عن عليّ تَرْتِروه وعن ابن مسعود تلْتِلوه ومَزْمِزوه عن كليهما
ترمس
( 30 / ا ) التُرْمُس الجِرْجِر الروميّ يعني الباقلّى وهو من القَطانيّ قال الديِنَوَري ولا أحسَبه عربياً
ترع
التُرْعة في الحديث الروضة على المكان المرتفِع عن أبي عُبيدٍ وأما تُرْعة الحوْض في الحديث الآخر فهي مَفْتَح الماء إليه
ترف
المُتْرَف الذي أبطرتْه النعمة وسَعةٌ العيش والتُرْفة بالضم النَعْمة
ترقوة
التَرْقُوة واحدة التّراقِي وهي عَظْمٌ وصَل بين ثُغْرة النَحْر والعاتِق من الجانبين ويقال لها بالفارسية جَنْبر كردن
ترك
قوله مَن أوصى بالثلث فلم يتَّرِك شيئاً الصواب لم يَتْرُك شيئاً بالتخفيف مع شيئاً أو بالتشديد من غير ذكْر شيئاً وهكذا لفظ عليّ رضي الله عنه من أوصى بالثلث (1/103)
فما أتَّرك وهو من قولهم فَعلَ فما أتّرَك افتعل من الترك غيرَ مُعَدىً إلى مفعول على أنه جاءَ في الشعر مُعدّى والمعنى أنّ من أوصى بالثلث لم يترك فيما أُذِن له فيه شيئاً
ويقال تاركه البيعَ وغيره وتَتاركوا فيما بينهم ويُكنى بالمتارَكة عن المساَلمة والمصالحة
التاء مع السين
تسخن
التساخين في سخ سخن
التاء مع العين
تعتع التَعْتَعة في الكلام التردّد فيه من حَصَرٍ أوْ عِيٍّ وعن الغُوري تكلَّم فيما تَعْتعَ أي لم يَعْيَ ومنه الإمام إذا تَعْتَعَ يْترُك الآية
التاء مع الفاء
تفث التَّفَثُ الوسَخُ والشَعَث ومنه رجل تَفِثٌ أي مغْبَرٌّ شَعِثٌ لم يَدَّهِن ولم يَستَحِدَّ عن ابن شميل وقَضاء التَّفَث قضاءُ إزالتهِ بقصّ الشارب ( 30 / ب ) والأظفار ونَتْف الإبْط والاستِحداد (1/104)
وقولهم التفَث نُسْكٌ من مَناسك الحج تَدريسٌ والتحقيق ما ذكرتُ وهو اختيار الأزهري
تفل
التَفَلُ ان يَترك التطيُّبَ حتى توجد منه رائحة كريهة وامرأةٌ تَفِلةٌ غيرُ متطيّبة ومنها ولْيَخْرُجنَ تَفِلاتٍ
تفه
شيءٌ تافِهٌ وتَفِهٌ حقيرٌ خسيس وقد تَفِهَ تَفَهاً من باب لبِس والتَفاهة في مصدره خطأٌ
التاء مع القاف
تقف التِقْنٌ رُسابةُ الماء في الربيع وهو الذي يجيءُ به الماءُ من الخُثورة عن الليث وفي جامع الغُوري التِقْن تُرنُوق البئر والمَسيل وهو الطين الرقيق يُخالطه حَمْأة ومنه ما في حاشية المسعودي بخط شيْخنا البقالي في كَرْي النهر لأنه طارِحٌ التِقْن في الموضع الذي الماءُ فيه فكان عليه إخراجُه
التاء مع اللام
تلد التِلادُ والتالِد كلُّ مالٍ قديم وخلافهُ الطارِف والطَريف وقوله لا يُفرَّق بين ذَوَيْ رحِم اذا كانا صغيرين أو أحدُهما تَليدَين كانا أو مولَّديْن قال صاحب التكملة التليد الذي له آباءُ عندك والمولّد الذي له أبٌ واحد عندك وقيل (1/105)
التليد الذي وُلد ببلاد العجم ثم حُمل صغيراً إلى بلا العرب
ومنه حديثُ شُرَيْحٍ أنه اشترى رجلٌ جاريةً وشرطُوا أنها مولَّدة فوجدها تليدةً فردّها والمولَّدة التي ولدت ببلاد الإسلام
والمُتْلِد في حديث ابن عُيَيْنة المالِكُ الأوّلُ كناسج الثوب وناتج الناقة ( 31 / 1 ) وحقيقتُه صاحبُ التِلاد وقوله شَهدِتْ إحداهما بالتِلاد أي بالخِلال التي ذكرنا وهي النَسْج والنَتْج والغَوصُ على اللآلىء
الأتْلَدا في نش نشد
تلوا تَلاءّةٌ للقرآن فَعّالٌ من التِلاوة
التاء مع الميم
تمر التَمرْ اليابس من ثمر النخيل كالزبيب من العنب بإجماع أهل اللغة
وأما البيت :
( وما العيش إلا نَوْمةٌ وتشرُّقٌ ... وتمْرٌ على رأس النخيل وماءٌ )
فالرواية المسطورة المثبتة في الحماسة :
( وتمرٌ كأكباد الجرادٍ وماءٌ ... ) (1/106)
وهو أشهر من أن يتطرق إليه النسخ
تمشك
التُمْشُك الصَنْدلة وقد يقال بالجيم
تمم
تَمَّ على أمره أمضاه وأتمّه ومنه قوله فإن نكَل وَتمَّ على الإباء أي مضى على الإنكار وتِمَّ إلى مقصَدك وتِمَّ على أمركَ أَمْضِه ومنه تِمَّ على صومك وفي الكرخي تِمَّ صومَك خطأ واستَتْممتُ الأمرَ أتممتُه وقوله للجهالة المستَتِمّة بالكسر أي المتناهية الصوابُ الفتح لأن فعله متعدٍّ كما ترى وإن كان اللفظ محفوظاً فله تأويل
وفي حديث ابن مسعود إن التَمائم والرُقَى والتِوّلَة من الشِرْك قال الأزهري التَمائم واحدها تَميمة وهي خرَزات كان الأعراب يعلّقونها على أولادهم يَنْفُون بها النَفْس أي العين بزعمهم وهو باطل ولهذا قال عليه السلام مَن تَعلَّق تميمةً فقد أشرك وإياها أراد أبو ذؤيب بقوله :
( وإذا المنيةُ أنشَبت أظفارها ... ألفيْتَ كلّ تميمة لا تَنفعٌ )
قال القُتَبيُّ وبعضهم يتوّهم أن المَعَاذات هي التمائم وليس كذلك إنما ( 31 / ب ) التميمة الخرَزة ولا بأس بالمعَاذاتِ إذا كُتب (1/107)
فيها القرآنُ أو اسماء الله تعالى قال الأزهري ومن جَعل التمائم سُيوراً فغيرُ مُصِيب وأما قول الفرزدق
( وكيف يَضِل العنبريّ ببلدة ... بها قُطعِت عنه سُيور التمائِم )
فإنه أضاف السيور إليها لأنها خَرَزٌ وتثُقَب تُجعل منها سيورٌ أو خيوط تُعَلّق بها
ومن ذلك ما روي أن رسول الله عليه السلام قطَع التميمة من عُنق الفضل وعن النخَعي أنه كان يكره كل شيء يعلَّق على صغيرٍ أو كبير ويقول هو من التمائم
ويقال
رقاه الراقي رَقْياً ورُقْية إذا عوَّذه ونفَث في عُوذته قالوا وإنما تُكره الرُقْية إذا كانت بغير لسان العرب ولا يُدرى ما هو ولعلّه يَدخله سِحْر أو كُفر وأما ما كان من القرآن وشيءٍ من الدَعوات فلا بأس
والتِوَلة بالكسر السِحْر وما يحبّب المرأةَ إلى زوجها وأما التُوَلة بالضم في حديث قريش فالدّاهية
وتميم بن طَرفَة الطائي يَروي عن عدي بن حاتم والضحّاكِ وعنه المسيّب بن رافع فقوله تميم عن النبي عليه السلام الوضوء عن كل دمٍ سائل فيه نظر لأنه لم يُذكر في الصحابة
والتّمْتام الذي يتردد في التاء وعن أبي زيدٍ الذي يَعجل في الكلام ولا يُفْهمِك (1/108)
التاء مع النون
تنخ
تَنُوخ حيّ من اليمن
تنر ذاتُ التَنانير على لفظ جمعِ تَنّورٍ عَقَبة بحذاءِ زُبالةَ وهي من منازل البادية
التاء مع الواو
توت
التُوثُ والتوتُ جميعاً الفِرصاد عن الجاحظ وفي كتاب النَبات ( 32 / ا ) التوت لم يُسمع في الشعر إلا بالثّاء وهو قليل لأنه لا يكاد يأتي إلاّ بذكر الفرصاد وعن بعض أهل البصرة أنهم يُسمّون شجرتَه الفرصاد وحَمْلَه التُوثَ بالثاء
توج
قوله وفيها التماثيل بالتِيجان هي جمع تاج وفيها أي وفي الدراهم لأنهم كانوا يَنقُشون فيها أشكال الأكاسرة وعلى رأس كلٍ منهم تاجُه فالجار والمجرور في موضع الحال ومعناه ملْتبيِسةً بها ومقرونةً معها
توذيج
تُوذيج في عب عبر
تور
التَورْ إناء صغيرٌ يُشْرب فيه ويُتوضأ منهُ ومنه قوله اصطَنِعْ تَوْراً وقوله قِدْرٌ طُوسيّةٌ وتَوْر نُحاسٍ أي وقِدْرُ (1/109)
توق
التَوَقان مصدر تاقَت نفسه إلى كذا إذا اشتاقَت من باب طلب
تول
التَالُ ما يُقطَع من الأمهات أو يُقْلَع من الأرض من صغار النخل فيُغرَس الواحدة تَالةٌ ومنه غصَب تالةً فأبنَتها وقوله التالةُ للأشجار كالبَذْر للخارج منه يعني أن الأشجار تَحصُل من التالَةِ لأنها تُغرسَ فتعظُم فتصير نخلاً كما أن الزَّرْع يحصُل من البَذْر
توي
تَوِيَ المالُ هلَك وذهب تَوىً فهو تَوٍ وتاوٍ ومنه ولا تَوَى على مال امرىءٍ مسلم وتفسيره في حديث عمر رضي الله عنه في المحتال عليه يموت مُفْلِساً قال يعود الدين إلى ذمّة المُحيِل
التاء مع الياء
تيع التَتَايُع التهافُت في الشرّ والتسارع اليه . ومنه حديث المُظاهِر فلما دخَل شهر رمضان خِفتُ أن أصيبَ فَيَتَتَايَع عليَّ حتى أُصبح أي خِفتُ أن أجامعَ مرّةً فيَكثُر عليّ شهوةُ الجِماع وتَلَجُّ قوَّتُها
تيم
تَيماءُ موضع قريب من المدينة
تيه عليٌّ رضي الله عنه قال لابن عباس رضي الله عنه ( 32 / ب ) إنك رجل تائِهٌ ام اعلمت أن النبي عليه السلام حرّم لُحوم الحُمر (1/110)
التِيّهُ
التحيرُّ والذهاب عن الطريق والقَصْد يقال تاهَ في المفازة وإنما خاطبه بهذا حيث اعتقَد أنه استحلّ ما حرّم رسول الله عليه السلام فجعله كالتارك للقصد والمائلِ عنه وتَيّهانٌ فَيْعَلان بالفتح فيه من تاه وبه سمّي والد أبي الهيثم مالك بن التَيَّهان وهو من الصحابة (1/111)
باب الثاء
الثاء مع الهمزة
ثأب
التَثاؤبُ تَفاعُلٌ من الثُوَباء وهي فترةٌ من ثَفَلةٍ النُّعاس يَفتَح لها فاهُ ومنها إذا تثاءَب أحدُكم فليغَطّ فاهُ الهمزةٌ بعد الألف هو الصواب والواو غَلط ومنه ويُكره أن يَفعل كذا وكذا ويتثاءَب فإن غلبه شيء من ذلك كظَمه أي حبَسه وأمسَكه على تكلّف
ثأر
الثأرْ الحِقد ومنه أدرك ثأره إذا قَتل قاتلَ حميمِه
ثأل
الثُّؤْلُول خُرَاجٌ يكون بجسد الإنسان له نُتوءٌ وصَلابة واستِدارة وقد ثُؤْلِلَ الرجلُ يُثألَلُ إذا خرجَت به الثآليل
الثاء مع الباء
ثبت
الثُّبوت والثَبات كلاهما مصدرُ ثبت إذا دام والثَّبتُ بفتحتين بمعنى الحُجّة اسم منه ومنه قوله (1/112)
جاء الثَبَتُ أن رسول الله عليه السلام لم يُحرِق رَحْل رَجُلٍ
وقوله فلان ثَبَتٌ من الأثَبات مَجازٌ منه كقولهم فلان حُجَّةٌ إذا كان ثقةً في روايتهِ ومنه قول عمر بن عبد العزيز إذا جاء به ثَبَتٌ فاقْسِم ميراثه
وأثبَتَ الجريحَ ( 33 / ا ) أوهنَه حتى لا يقدِر على الحَراك ومنه قول محمد رحمه الله أثبتَه الأولُ وذَفَّفَ عليه الثاني وفي التنزيل ( ليُثْبِتوك ) أي ليجْرَحوك جراحةً لا تقَوم معها
ثبج
الأثبج في صه صهب
ثبر
المثابرة المداومة
ثبير
في شر شرق
الثاء مع التاء
ثتل
في ذبائح مختصر الكرخي الثَيْتَلُ المسِنّ من الوعول وقيل هو الذي لا يَبَرح الجَبلَ ولِقَرْنَيْه شُعَب
الثاء مع الجيم
ثجج
الثَجُّ في عج عجج
ثجر
الثَجِير ثُفْل كلِ شيء يُعْصَر وفي حديث (1/113)
الأشَجّ العَبْديّ ولا تَثْجُروا أي لا تَخلِطوا ثُفْل البُسْر بالتمر فتَنْبِذوا
الثاء مع الخاء
ثخن
أثخَتْه الجِراحاتُ أوهنتْه وضعّفته ومنه رمى الصيدَ فأثخَنه وفي التنزيل ( حتى يُثْخِن في الأرض ) أي يُكْثِر القتلَ فيها
الثاء مع الدال
ثدي
في الأمثال تجوع الحُرة ولا تأكل ثَدْيَيْها . أي أُجرةَ ثدييها على حذف المضاف ويُروى بثدييها وهو ظاهر يُضرب في صيانة الرجل نفسَه عن خسيس مَكاسب الأموال
والثَدْيُ مذكرّ وأما قولهم في لقب عَلم الخَوارج ذو الثُدَيّة فإنما جيءَ بالهاء في تصغيره على تأويل البَضْعَة وأما ما رويَ عن عليّ أنه قال يوم قَتَلهم انظُر فإن فيهم رجلا إحدى ثدييه مثلُ ثدي المرأة فالصواب إحدى يديه وذلك أنه كانت مكان يده لَحْمةٌ مجتمِعةٌ على مَنكِبه فإذا مُدّتْ امتدّتْ حتى تُوازي طُولَ يده الأخرى ثم تُتْرَك فَتعود ومن قال هو تصغير الثُنْدُؤَة ففيه نظر (1/114)
الثاء مع الراء
ثرب التثريب اللَّوْم ويَثْرِبُ مدينة النبي عليه السلام يَفعِل منه وهي مخصوصة بالحُمّى
ثرد غيرَ مُثَرّدِ في فر فري
ثري ( 33 / ب ) أثرى الرجلُ من الثَراء والثَرْوة وهما كَثْرة المال ومنه قوله حتى يُثْروا وثَرْوانُ فَعْلان منه وهو والد عبدالرحمن ومروانُ تصحيف وكنيتُه أبو قيسٍ
الثاء مع الطاء
ثطط رجل أثَطُّ كَوْسَجٌ وعارضٌ أثَطُّ ساقِطُ الشَعَرِ
الثاء مع العين
ثعلب
ثعلبة بن صُعِيْرٍ أو أبي صُعيرٍ المازنيُّ العّذْريُّ يَروي حديثَ صدَقةِ الفِطْر عن النبيّ عليه السلام وعنه الزّهري وما ذكّر في شرح الآثار عن الزُهري عن ثعلبة بن أبي صُعير عن أبيه صوابه عن الزهري عن عبد الله بن ثعلبة عن أبيه عن النبي عليه السلام لأن أبا ثعلبة لم يُعَدَّ في الرُواة وابنُه عبد الله وإن كان لقي النبيَّ عليه السلام إلا أن أبا نُعيمٍ الحافظَ ذكرَ أن ثعلبةَ يَروي هذا الحديث عنه عليه السلام (1/115)
والثَعلبيّةُ من منازل البادية ووضْعُها موضع العَلْثِ في حدود السواد خطأٌ
ثعل
رجلُ أثُعَلُ زائِدٌ السنّ وامرأة ثَعْلاء
الثاء مع الغين
ثغر
ثُغِر الصبيُّ فهو مَثغور سقَطت رواضِعُه ومنه لا شيء في سنّ صبيٍّ لم يُثْغَر أي لم تسقُط سِنُّه بعدُ فأما إذا نَبتت بعد السقوط فهو مُتَّغِرٌ بالتاء والثاء وقد اتَّغَر واثغَّر على افتعَلَ
ثغو
ثَغَتِ الشاةُ ثُغاءً صاحتْ من باب طلب
الثاء مع الفاء
ثفر
استَثْفَر المُصارعِ إزاره وبإزاره إذا ائتزَر به ثم ردَّ طرفيْه بين رجْليه فغَرزهما في حَجْزتَه من خلْفه ومنه حديث الحسن وقد قيل له ما يصنع الرجلُ فوق إزار الحائض قال تَستثفِر المرأة إزَارها ( 34 / أ ) استثفاراً ثم يُباشرها أي تشدّه فِعْلَ المُصارع
وأما حديث حَمْنَة استثفري فالاستثفار ثَمّة مثل (1/116)
التلجّم وكيفما كان فهو من الثَفَر بالتحريك وهو من السَرجْ ما يُجعل تحت ذنب الدابّة
ثفرق
قوله في حبّة عِنب إن ابتلعَها فإن لم يكن معها ثُفْرٌوقها فعليه الكفّارة أراد ما يَلْتَزِق بالعنقود من حَب العنيب وثُقْبَتُه مسْدودةٌ به والثُفروق في الأصل قمِعُ البُسرة وهو ما يلتَزق بها من الجانب الأعلى من قِشرةٍ مدوَّرة حَواليَ الخَيْطةِ
ثفل
الثَفال البطيء من الدوابّ والناسِ في التكملة وفي عامّة الكتب الثَفال الجمل البطيءُ ولم أجده أنا جارياً على موصوف
ثفو الثُفّاء بالمّد حبُّ الرَشاد والقَصْرُ خطأٌ وقيل هو الخردل المعالَج الصّبِاغ وفي الحديث ماذا في الأمرّيْن من الشفاءِ الصَبْرِ والثُفّاءِ (1/117)
الثاء مع القاف
ثقب
الَقْب الخَرْقُ النافِذ والثُقْبة بالضم مثلُه وإنما يقال هذا فيما يَقِلّ ويَصغُر ومنه قوله الحيض أقوى مانع لأن الثَقْب في أسفل الرَحِم بخلاف الكُلْية وعلى ذا الصوابُ في الإجارات يَثْقُب الجواهرَ بالثاء
وجِلْدٌ مُثقَّبٌ والنساء ثَقَّبْن البراقع جَعلن فيها ثْقبَاً وأما نَقْبُ الحائط ونحوه بالنون فذاك فيما يَعظُم وتركيبه يدل على النافذ الذي له عُمقٌ ودخولٌ
وقوله جُبّةٌ وُجِدت فيها فأرة ميّتة إن لم : يكن لها نَقْب الصواب ثَقْب بالثاء وأحسنُ من هذا فَتْقٌ وفي الكراهية أن يَنْقُب ( 34 / ب ) أُذن الطِفل من البنات الصوابُ بالثاءِ
ثقف
التَثقيف تقويم المَعْوَجّ بالثِقّاف ويستعار للتأديب والتهذيب وأما قوله تثقيفُ السهم على القوس على معنى تسويتهِ وتسديده نحو الرَمِيّة فغير مستَحسن
وثَقيف حيٌّ من اليمن
ثقل
الثَقَلُ متاع المسافر وحَشَمُه والجمع أثقال
الثاء مع الكاف
ثكل
ثَكِلت المرأةُ ولدَها مات منها ثُكلْلاَ وثَكَلاً (1/118)
الثاء مع اللام
ثلث
قوله ولدُ الزِنَى شرُّ الثلاثة يعني إذا عمِل عَمل أبوْيه لأنه نتيجةُ الخبيثَيْن شعر
( إن السَّرِيَّ هو السَّرِيُّ بنفسهِ ... وابنُ السَّرِيّ إذا سَرى أَسْراهما ) والمثلَّث من عصير العنب ما طُبخ حتى ذهَب ثُلثاه . والمثلَّثة من مسائل الجَدّ هي العثمانية
أحَدُ الثلاثةِ أحمق في قح
شبْهُ العمد أثلاثاً في ذيل الكتاب
الثاء مع الميم
ثمر
لا قَطْع في ثمرٍ ولا في كَثَرٍ يعني الثمَر المعلَّقَ في النخل الذي لم يُجَدَّ ولم يُحرَزْ والكَثَرُ الجُمّار وهو شيءٌ ابيض رَخْصً يخرج من رأس النخل ومن قال هو حَطبٌ (1/119)
أو قال صِغار النخل فقد أخطأ وثَمرةُ السوط مستعارة من واحدة ثمر السجر وهي عَذَبته وذَنبُه وطَرَفُه وفي المجمل ثمرُ السياط عُقَدُ أطرافها ومنه يأمر الإمام بضرْبه بسَوْطٍ لا ثمرة له يعني العُقْدة والأول فكانت أصح لِما ذكر الطَحاويّ أن علياً رضي الله عنه جلَد الوليدَ بسَوطِ له طرفان وفي رواية له ذنبان أربعين جَلْدةً الضربةُ ضربتين
ثمغ
ثَمْغٌ بفتح الأول وسكون الثاني وبالغين المعجمة أرض لعُمر رضي الله عنه وقيل مالٌ له وهما واحد وفي ( 35 / أ ) شرح الآثار موضع بخيبَر
ثمل
الثِمالُ الملْجأ ومنه :
( وأبيضَ يُستسقَى الغَمامُ بوجْهه ... ثِمالُ اليتامى عصمةٌ للأرامل )
والثُمال بالضم الرُغْوة وكذا الثُمالة بالهاء وبها لُقّب البَطن من الأزد المنسوبُ إليه أبو حمزة الثُماليُّ واسمه ثابت بن دينارٍ أبي صَفيّة مولى المهلّب يَروي عن عِكرمة والضحّاك وعنه شريك ووَكيع وهو في مختصر الكرخّي النّضْر بنُ اسمعيل عن أبي حمزة
من
الثُمْن أحد الأجزاء الثمانية والثَمين مثله ومنه : (1/120)
( فإني لستُ منكِ ولست منّي ... إذا ما طار من مالي الثَمينُ )
يعني إذا مت فأخذت امرأتي ثُمن مالي ويقال ثَمَنْت القوْمَ أَثْمنُهم بالضم أخذتُ ثُمْن أموالهم وبالكسر كنتُ ثامنَهم
والثَماني تأنيث الثمانية والياء فيه كهي في الرَبَاعي في أنها للنِسبة كما في اليَماني على تعويض الألف من إحدى ياءيْ النِسبة وهو منصرف وحُكم يائه في الإعراب حكمُ ياء القاضي قال أبو حاتم عن الأصمعي وتقول ثمانية رجال وثماني نسوة ولا يقال ثمانٌ وأما قول القائل :
( لها ثنايا أربَعٌ حِسانُ ... وأربَعٌ فَهْيَ لها ثَمانُ )
فقد أنكره يعني الأصمعي وقال هو خطأ
وعلى ذا ما وقَع في شرح الجامع الصغير للحُسام صلاةُ الليل إن شئتَ كذا وإن شئتَ ثماناً خطأٌ وعُذرهم في هذا أنهم لما رأَوْه حالة التنوين بلا ياء ظنوا أن النون مُعْتَقَبُ الإعراب فأعرَبوا (1/121)
وهو من الضرورات القبيحة فلا يُستعمل حالةَ الاختيار
والثَمَن بفتحتين اسم لِما هو عوِض عن المبيع والأثمان المعلومة ما يجب دَيْناً ( 35 / ب ) في الذمّة وهو الدراهم والدنانير وأما غيرها من العُروض ونحوها فلا وإن أردتَ أن تشتري بعضَها ببعض فما أدخلتَ فيه الباء فهو الثَمن
وأما قوله تعالى ( ولا تشتَروا بآياتي ثمناً قليلاً ) فالإشتراء فيه مستعار للاستبدال فَجُعِل الثَمن اسماً للبَدل مطلقاً لا أنه مشترىً لان الثَمن في الأصل اسم للمشتَرى به كما مرّ آنفاً وهذا الذي يسميه علماء البيان ترشيحَ الاستعارة وبه قد يَدخُل الكَلامُ في باب الإيهام
ويقال أثمنَ الرجلُ بمتاعهِ وأثمنَ له متاعَه إذا سَمّى له ثمناً وجعله له والمُثْمَن هو المبيع وأما المَثْمون كما وقع في غير موضع من المنتقى فممّا لم أسمعه ولم أجِده
وتُدْبِرُ بثَمانٍ في هي هيت
الثاء مع النون
ثند
الثَّنْدُوَة بفتح الأوّل والواو أبو بالضم والهمز مكان الواو والدالُ في الحَالتَيْن مضمومة ثدْيُ الرجل أو لحمُ الثديَيْن
ثني
الثَنْيُ ضمُّ واحدٍ إلى واحِد وكذا التثنية ويقال هو ثاني واحدٍ وثانٍ واحداً أي مُصَيّره بنفسه اثنين (1/122)
وثنَيْتُ الأرض ثَنْياً كربتُها مرتين وثَلَثْتُها كرَبْتُها ثلاثاً فهي مَثْنِيّة ومَثلوثة وقد جاء في كلام محمد رحمه الله التّثنيةُ والثُنيانُ بمعنى الثَنْي كثيراً ومن فسر التثنية بالكِراب بعد الحصاد أو بردّ الأرض إلى صاحبها مكروبةً فقدْ سَها
ومَثْنَى معدول عن اثنين اثنين ومعناه معنى هذا المكرَّر فلا يجوز تكريره وقوله الإقامة مَثْنى مَثْنى تكرير للّفظ لا للمعنى ( 26 / أ ) وقولهم المَثْنى أحوطُ أي الاثنان خطُا وتقريره في المُعرب
والمَثاني عن أبي عُبيدٍ تقع على أشياء ثلاثة على القرآن كلّه في قوله تعالى ( كتاباً متشابهاً مَثانيَ ) وعلى الفاتحة في قوله عز و جل ( ولقد آتيناك سَبْعاً من المثاني ) وعلى سُوَرٍ من القرآن دون المِئينَ وفوق المفصَّل وهي جمع مَثْنىً أو مَثْناةٍ من التثنية بمعنى التكرار
أما القرآن فلأنه يُكررَّ فيه القصصُ والأنباء والوعْد والوعيد وقيل لأنه يُثنّى في التلاوة فلا يُمَلّ وأما الفاتحة فلأنها تُثَنَّى في كل صلاة وقيل لما فيها من الثناء على الله سبحانه وأما السُوَر فلأن المِئينَ مبادىءُ وهذه مثانٍ ومِن هذا الأصل الثَّنِيّةُ (1/123)
لواحدة الثنايا وهي الأسنان المتَقَدّمة اثنتان فوقُ واثنتان أسفلُ لأن كُلاً منها مضمومة إلى صاحبتها
ومنها الثَنِيُّ من الإبل الذي أثْنَى أي القَى ثَنِيّته وهو ما استكمل السنَة الخامسة ودخل في السادسة ومن الظِلْف ما استكمل الثانية ودخَل في الثالثة ومن الحافر ما استكمل الثالثةَ ودخل في الرابعة وهو في كلّها بعدَ الجَذع وقبل الرَبَاعي والجمع ثُنْيانٌ وثِناء
وأما الثَنِيّة للعَقَبة فلأنها تتقدّم الطريق وتَعرض له أو لأنها تَثْني سالِكها وتَصْرِفه وهي المُرادة في حديث أم هانئ بأسفل الثنِيّة والباء تصحيف وفي أدب القاضي فأمر عليه السلام منادياً فنادى حتى بلَغ الثَنية قيل هي اسمُ موضعٍ بعيدٍ من المدينة وكانت ثَمّة عَقبةٌ وقوله :
( أنا ابنُ جلا وطَلاّعُ الثنايا ... متى أضع العمامةَ تَعرفِوني )
معناه رَكّابٌ لمعالي الأمور ومَشاقّهِا ( 36 / ب ) كقولهم طَلاّع أنْجُدٍ
ويقال ثَنَى العُودَ إذا حناه وعَطَفه لأنه ضَمّ أحد طرفيه إلى الآخر ثم قيل ثَناه عن وجهه إذا كفّه وصَرفه لأنه مسببَّ عنه ومنه استثْنيتُ الشيء زوَيْتُه لنفسي والاسم الثُنْيا بوزن الدُنيا ومنه قوله عليه السلام من استثَنَى فله ثُنْياه أي أي ما أستَثناه (1/124)
والاستثناء في اصطلاح النحويّين إخراج الشيء مما دَخَل فيه غيرُه لأن فيه كَفّاً وردّاً عن الدخول
والاستثناء في اليمين أن يقول الحالف إن شاء الله لأن فه ردَّ ما قاله بمشيئة الله
وقوله عليه السلام لا ثِنَى في الصدقة مكسور مقصور أي لا تؤخذ في السنة مرتين وعن أبي سعيد الضرير معناه لا رجوع فيها ولا استِرداد لها وأنكر الأوّلَ
الثاء مع الواو
ثوب
الثياب جمعُ ثوبٍ وهو ما يلبَسه الناس من الكتّان والقطن والصوف والفِراء والخَزّ وأما الستور كذا وكذا فليس من الثياب وقال السَرْخسي ثيابُ البيت وفي الأصل متاع البيت ما يُبْتَذَل فيه من الأمتعة ولا يدخل فيه الثياب المقطَّعة نحو القميص والسَروايل وغيرها
والتَّثويب منه لأن الرجل كان إذا جاء مستصرخاً أي مستغيثاً لمَعَ بثوبه أي حرّكه رافعاً به يده ليَراه المستغاث فيكونَ ذلك دعاءً له وإنذاراً ثم كثر حتى سُمي الدعاء تثويباً فقيل ثَوَّب الداعي . وقيل هو تَرديد الدعاء تفعيل من ثاب يثوب إذا رجع وعاد وهي المَثابة ومنه ثاب المريض إذا أقبل إلى البّرء وسَمِن بعد الهُزال
والتثويبُ القديم هو قول المؤذّن ( 37 / أ ) في صلاة (1/125)
الصبح الصلاةُ خير من النوم المحْدَث الصلاةَ الصلاةَ أو قامتْ قامت وقوله عليه السلام إذا ثُوّبِ بالصلاة فلا تأْتوها وأنتم تَسعَوْن الحديثَ المراد به الإقامةُ
والثيّب من النساء التي قد تزوجت فبانت بوجهٍ عن الليث ولا يقال للرجل وعن الكسائي رجلُ ثيّب إذا دخَل بامرأته وامرأة ثيَّب إذا دُخِل بها كما يقال لها بِكْرٌ وَأيّمٌ ومنه الحديث البِكْر بالبكِر كذا والثّيب بالثيّب كذا وهو فَيْعِلٌ من ثاب أيضاً لمعاودتها التزُّوجَ في غالب الأمر أو لأن الخُطّاب يُثاوبُونها أي يعاوِدونها كما قيل لها مُراسِلٌ لأنهم يُراسلِونها الخِطْبة
وقولهم ثيَّبتْ تثْييباً أي صارت ثيّباً كعجّزت المرأة ونيَّبت الناقة إذا صارتا عجوزاً وناباً مبني على لفظ الثُيَّب توهّماً والجمع ثَيّبات وأما التُيَّب في جمعها والثَيابة والثُيِوبة في مصدرها فليس من كلامهم
وثُوَيْبة تصغيرُ المرّة من الثوب مصدر ثاب وبها سُميتْ مَولاة أبي لهَب التي أرضَعت النبي عليه السلام وحمزَة وأبا سلمة ومنها حديثُ زينب بنتِ أمّ سَلمة أرضعتْني وأباها ثُويْبة تعني بأبِيها (1/126)
أبا سَلمة زوجَ أمّ سلمة قَبل النبي عليه السلام واختُلف في إسلامها
ومنه الثَواب الجَزاء لأنه نفْع يعود إلى المَجْزِيّ وهو اسم من الإثابة أو التثويب ومنه قوله في الهبِة ما لم يُثَبْ منها أي ما لم يُعوّض وكأن الثوب المَلبوس منه أيضاً لِما بينه وبين لابِسه من المُعاودة
كلابِس ثوبَيْ زُور في شب شبع
ثور
ثار ( 37 / ب ) الغبار ثوراً وثوَراناً هاج وانتشَر وأثاره غيرهُ هَيّجه وأثاروا الأرض حَرثوها وزَرعوها وسُميت البقرةٌ المثيرة لأنها تثير الأرض وعليه قوله في الغصب وكذا الدابّةُ المثيرة
وقيل كلُّ ما ظَهر وانتشر فقد ثار ومنه ما في الحديث ثَوْرُ الشفَق وهو انتشاره وثَوَرانُ حُمرتِه وفي حديث آخر ولو من ثَوْرِ أَقِطِ أراد القِطعةَ منه
ثول
الثَوْلاء من الشاء وغيرِها المجنونة وقولهم في تفسيرها التي بها ثُؤْلول غلَطٌ
ثوي ثَوى بالمكان أقام به ثَواءً وثُوِيّاً على فَعالٍ وفُعولٍ ومنه إنّا نُطيل الثُوِيَّ في دار الحرب
والثَوِيُّ بالفتح على فَعيلٍ الضعيفُ والمَثْوى المنزِلُ ومنه وَأَصلِحوا مَثاويَكم (1/127)
الثاء مع الياء
ثيل
عن ابن الفضل حِمارٌ بال على مَثيلَةٍ فوقع الظِلُّ عليها ثلاث مرات والشمس ثلاث مرّات فقد طَهُرَتْ هي مَفْعِلة من الثِيل وهو ضرْب من النبت عن الغُوري ومنه ما ذُكر في كتاب النظم قال شيئان يطُهرانِ بالجَفاف أوّلهما الأرضُ والثاني الثِيْلَةُ
وفي كتاب النبات الثَّبِّل على فَيْعِل عن أبي عمرو وهو النَّجْمة وهو الصحيح ويقال له بالفارسية رِيزُوَباد له ورق كورق البُرّ إلا أنه أقصر ونباتُه فرْش على الأرض يذهب ذهاباً بعيداً ويشتبك حتى يصير كالِلّبْدة وله عُقَد كثيرة وأنابيب قِصار ولا يكاد ينبت إلاّ على ماءٍ أو موضع تحته ماء (1/128)
باب الجيم
لجيم مع الباء
جيب ( 38 / أ ) الجَبَّ القَطْع ومنه المجبُوب الخصيّ الذي استُؤصل ذكَره وخُصياه وقد جَبّ جَبّاً ومنه قوله الجَبَّ والعُنّة في الزوج
جبخ
جَباخانُ من قُرى بَلْخَ
جبذ الجَبْذ بمعنى الجّذْب وكلاهما من باب ضرب
جبر
جَبر الكسر جَبرْاً وجَبرَ بنفسه جُبوراً والجُبْران في مَصادره غير مذكور وانجبرَ غير فصيح وجبَره بمعنى أجبره لغةٌ ضعيفة ولذا قلّ استعمال المجبور بمعنى المُجْبَر واستُضعِف وضعُ المَجْبورة موضعَ المجنونة في كتاب الصوم من الجامع الصَّغير
وجَوَيْبِرٌ في جو جوس
جبلق
قوله حدّ الغيبة المنقطعة من جابَلْقا إلى جابَلْسا قالوا هما قريتان إحداهما بالمغرب والأخرى بالمشرق
جبل
قوله استأجره على أن يَحفِر بئراً في جبَلٍ مَرْوةٍ فاستقبله جبلٌ صَفاً أصمُّ الجبَل الوَتِد من أوتاد الأرض إذا عظم وطال وقد يُجعل عبارة عن الصَّلابة وإن لم يكن جبلاً (1/129)
ومنه أجْبَلَ الحافر وأرِيد هنا الحجرُ لأنه منه وإنما وُصِفَ بالمروة والصفا لتضمّنهما معنى الرقّة والصلابة
جبن
الجَبّانة المصلّى العام في الصحراء ومنها قوله ولو ضحّى بعد صلاة أهل الجبّانة قبل صلاة أهل المصر اختَلف المشائخ فيه
والجُبْنة القُرْص من الجُبْن
جبه
الجَبْهة من الوجه معروف ومنها التَجْبيهُ وهو أن يُحمل الزاني على حمار ويُجعل إلى ذنَبه ومنه حديث اليهود في الزاني إذا أُحصِن قالوا يَحممَّ ويُجَبَّهُ ويُجلَد وفي التكملة التجْبيهُ أن يُحمل الزانيان على حمار يُقابَل بين أقفيِتَهما ويَطاف بهما
وقوله فلان جَبْهة القوم لسيّدهم استعارةٌ كقولهم ( 38 / ب ) وجْهُ القوم والمراد بها في حديث الصدقة الخيلُ لأنها خيار البهائم
جبي
جَبى الخراج جَمعه جِبايَةً ومنه قوله في مختصر القدوري وما جباه الإمام من مال بني تَغْلب وباسم الفاعلة منه سُمّيت جابِية الجَوْلان إحدى كُوَرِ دمشق وهي المذكورة في حدث عمر رضي الله عنه فمَطروا بالجابية
والتَجْبيَةُ الإنحناء والركوع لأن فيها جمعاً بين الأعضاء ومنه على ان لا يُجَبّيي أي أن لا يَركع ويَحْنيَ تصحيف وفي حديث آخر ولا يُجَبَّوا وغَرضُهم أن لا يُصلّوا (1/130)
الجيم مع الثاء
جثم
جُثوم الطائر مثل الجلوس للإنسان من باب ضَرب وفي الحديث نَهى عن المجثَّمة هي بالفتح ما يُجَثَّم ثم يُرمَى حتى يُقتل وعن عكرمة هي الشاة تُرمَى بالنَبْل حتى تقتل وعن شِمْرٍ بالحجارة وعن أبي عبيدٍ هي المَصْبورة ولكنها لا تكون إلا من الطير والأرانب وأشباهها والذي في الشروح أن المجثَّمة بالفتح ما يَجْثِم عليه الكلب فيقتله دَقّاً لا جَرْحاً وبالكسر ما يَجْثِم على الصيْد كالفَهد والأسد ليس بذاك والحق هو الأول وقولهم الجَثْم اللَّبْث خطأٌ لفظاً ومعنىً
ابن جَثّامة في حل حلم
الجيم مع الحاء
جحح في الحديث مرّ عليه السلام بامرأة مَجِحٍّ هي الحامل المُقْرِب
جحر
قوله وكان أبو حنيفة لا يرى بأساً بالفصّ يكون فيه الحَجَرُ فيه مسمارُ ذهب وفي نسخة أخرى لا بأس بمسمار الذهب يُجعل في جُحْر الفص أي في ثَقْبه (1/131)
هذا غلط ( 39 / أ ) لأن الجُحْر جُحر الضبّ أو الحية أو اليربوع وهو غير لائق ها هنا وإنما الصواب الحَجَر كما في الرواية الأخرى وشرح البيهقي ووجْهه على الرواية الأولى أن يجعل في التجريد كما في قوله تعالى ( لقد كان لكم في رسول الله أُسوةٌ ) والمعنى أن الفصّ في نفسه حَجَر كما أن رسول الله عليه السلام في نفسه أسوة لا أنّ في ذلك شيئاً آخر ومنه :
( وفي الرحمن للضعفاء كاف ... )
ونظيرهُ سَرق نُفْرةَ فضةٍ فيها عشرة دراهم تساوي تسعةً لم يُقطع وبهذا صحّ اللفظُ وعادت الروايات على اختلافها متّفقة المعنى وسَلِم كلامُ مثلِ محمدِ من الهُجْنة
جحش جَحَش جِلْدهَ قشَره من باب منع ومنه الحديث فَجُحِش شِقُّه الأيسرُ وقولهُ في الصيد أرأيت إن مرَّ بحائط فجَحش السهمُ الحائطَ في سنَنَه أي أثَّر فيه
وعمرو بن جِحاشٍ بالكسر مخفّفاً رجلٌ همَّ بقتل النبي عليه السلام فاستأجر يامِينُ رجلاً فقتله ورُوي جَحَّاش بالفتح والتشديد
جحف
جَحَفة واجْتَحفه وأجْحَف به أهلكه واستأصله ومنه الجُحْفة لميقات أهل الشام لأن سيلاً (1/132)
فيما يقال اجتَحف أهلها وبتصغيرها كُنيَ والِدُ عَوْن بن أب جُحَيْفة واسمه وهْب بن عبد الله السُّوائي يَروي عن علي رضي الله عنه
جحن
جَيْحون نهرُ بَلْخَ وهو الذي ينتهي إلى خْوارَزْمَ
الجيم مع الخاء
جخي
النبيّ عليه السلام كان إذا سجد جَخَّى يقال جَخَّ وجَخَّى إذا فتح عَضُديه في السجود ورفَع بطنه عن الأرض
الجيم مع الدل
جدح
عمر رضي الله عنه ( 39 / ب ) لقد أستسقيتُ بمَجاديح السماء هي جمع مِجْدَح وهو عند العرب من الأنواء التي لا تكاد تُخطئ وهو ثلاثة كواكب كأنها مِجْدَح وهو خشبة في رأسها خَشبتان معترضتان يُجدَح بها السَّويقُ أي يُضرَب ويُخبط روأراد عمر رضي الله عنه إبطال الأنواء والتكذيب بها لأنه جعل الاستغفارَ هو الذي يُستسقَى به لا المجَاديح والقياس مَجادِحُ زِيدت الياء لإشباع الكسرة وإنما جَمعه لأنه أراده (1/133)
وما شاكَله من الأنواء الصادقة
جدد
الجَدّ العظَمة ومنه وتعالى جَدُّكَ من قولهم جَدّ فلان في عيون الناس وفي صدورهم أي عظُم
والجَدّ الحظّ والإقبال في الدنيا ومنه ولا ينفع ذا الجَدّ منك الجدُّ أي لا ينفع المحظوظَ حظُّه بذلكَ أي بَدلَ طاعتِك يقال جُدَّ بالضم فهو مَجْدود
والجادَّة واحدةِ الجَوادّ وهي مَعظم الطريق ووسطه وقوله أنا وفلانُ على الجادَّة عبارة عن الاستقامة والسداد
والجَدّ في الأصل القطْعُ ونمه جَدَّ النخلَ صرَمه أي قطع ثَمره جِدَاداً فهو جادٌّ وفي حديث ابي بكر رضي الله عنه أنه نَحل عائشة جِداد عشرين وَسْقاً والسماعُ جادَّ عشرين وَسْقاً وكلاهما مؤوّل إلا أن الأوَّل نظير قولهم هذه الدراهم ضرْبُ الأمير والثاني نظير قولهم عيشة راضية والمعنى أنه أعطاها نَخلاً يُجَدُّ منه مقدارُ عشرين وسْقاً ( 40 / أ ) من التمر وعلى ذا قولها نَحلني أبي جِدادَ عشرين وسْقاً
ومنه الجُدّ بالضم لشاطئ النهر لأنه مقطوع منه أو لأن الماء قطَعه كما سُمي ساحلاً لأن الماء يَسْحَله أي يَقْشِره ومنه (1/134)
حديث أنس بن سيرين لو شئنا لخرجنا إلى الجُدّ هكذا رواه الكرخي في مختصره وجامعِه الصغير والقُمّيُّ في شرحه بطريقين وفي الحلوائي كذلك وفي الإرشاد وشرح خُواهَر زاده محمد بن سيرين والأول هو الصحيح
جدر
الجِدار واحد الجُدرُ والجُدْران وبه سُمي والد النَمِر بن جِدار عن أبي يوسف في القسمة وفي نفي الارتياب هكذا قال وهو كوفي يَروي عن يحيى بن يَعْلى الأسْلمي وجُدّان تصحيف
والمجدور واالمجدَّر ذو الجُدَريّ
جدع
الجَدْعاء من الشاء المجدوعةُ الأُذن أي المستأصَلَتُها
جدف
جَدَف السفينةَ من باب ضرب حَرّكها بالمِجْدف جَدْفاً
جدل جادْلةً مُجادلة وجدالاً وهو شدّة الخصام ومراجعة الكلام وفي التنزيل ( ولا جِدالَ في الحَجّ ) أي ولا مِراءَ مع الرُفقاء والمُكارِينَ
جدي
الجَدْيُ من أولاد المَعْز في السنة الأولى وجمعه جِداءٌ وبه سُمّي العاشِر من البروج ويقال لكوكب (1/135)
القِبْلة جَديُ الفَرْقَدِ ومنه قول ابن المبارك في تحرّي القِبلة أهل الكوفة يجعلون الجدْيَ خَلف القَفا والمنجّمون يسمّونه الجُدَيَّ على لفظ التصغير فرقاً بينه وبين البُرج
الجيم مع الدال
جذر
الجَذرْ أصل الحساب كالعشرة تُضرب في عشرة فيكون جذرَ المائة ويسمّى المجتمِع منه مجذوراً وهو نوعان ( 40 / ب ) ناطق وأصم
وفي كلام عائشة رضي الله عنها سبحان من لا يَعرِف الجَذْرَ الأصم إلاَّ هو
جذع
الجَدَّع من البهائم قبل الثَّنِيّ إلا أن من الإبل في السنة الخامسة ومن البقر والشاءِ في السنة الثانية ومن الخيل في الرابعة جُذْعان وجِذاع
وعن الأزهري الجَذعَ من المَعْز لسنةٍ ومن الضأن لثمانية أشهر وعن ابن الأعرابي الإجذاع وقتُ وليس بسنٍّ فالعَناق تُجْذِع لسنةٍ وربما أجذَعت قبل تمامها للخِصْب فتسْمَن فيُسرِعُ إجذاعُها فهي جَذَعة ومن الضأن إذا كان ابنَ شابيْن أجذعّ لستة اشهر إلى سبعة وإذا كان ابن هَرِمْين أجذع لثمانيةٍ إلى عشرة
وفي حديث ابن نِيارٍ عندي عَناقٌ جَذعةٌ قال الخطْابي (1/136)
ولذلك لم تَجْزِ إذْ كان لا يَجري من المَعْز أقل من الثَنِيّ وأما الضأن فالجذَع منها يَجزي
جذم في حديث الأذان جِذْمُ الحائط أصلُه والمجذُوم الذي به جُذام وهو تشقُّق الجلْد وتقطُّع اللحم وتساقُطه والفعل منه جُذِمَ
الجيم مع الراء
جرب
الجَرْبَى جمعُ أجْربَ أو جَرِبٍ والفعل من باب لبِس والجَرِيب ستون ذراعاً في ستّين قال قُدامة في كتاب الخَراج الأشْلُ إذا ضُرب في مثله فهو الجَريِب والأَشْل طول ستين ذراعاً والذراع ستّ قَبضات والقبضة أربع أصابع قال وعُشْر هذا الجَريب يسمى قَفيزاً وعُشر هذا القَفيز عَشيرٌ فالقَفيز عَشرة أعشراء وهي خمسة وعشرون رَطْلاً قالوا والأصل ( 41 / أ ) فيه المِكيالُ ثم سمي به المَبْذَر ونظيره البَريد
جرث
الجِرّيث الجِريُّ وهو ضرْب من السمك وهو تفسير الصَّلَّورْ في حديث عمّار ومنه قول محمد جميعُ (1/137)
السمك حلال غيرَ االجِرّيث والمارَ ما هيج وقولهم الجرّيث من الممسوخات ليس بشيء لأن ما مُسخ لا نسلَ له ولا يبيقى بَعْدَ ثلاثة أيام عن الطحاوي
جرح
الجَوارح الكَواسِب جمع جارحة بَهيمةً كانت أو طائراً قال الليث سميت بذلك لأنه كواسبُ بأنفسها يقال جرَح واجتَرح إذا كسَب وأصله من الجِراحة
جرد
جَريد النخل في سع سعف
جرهد
جَرْهدُ بن خُويَلِد صحابي يُروي حديث مُواراة الفخذ
جرذ
الجَرَذ في الفَرس كل ما حدث في عُرقوبه من تَزيُّدٍ وانتفاخ وهو يكون في عُرض الكعب الظاهر والباطن مُشتقّ من لفظ الجُرَذ واحد الجُرْذان لأنه ورَم يأخذ فيصير كهيئة ذلك الفأر
وفرس جَرِذٌ به هذا الداء وأنكر ابن دُرَيد فيه الدّال غير المعجمة
جرر
الجِرَار جمع جَرّة بالفتح وفي الحديث نهي عن نَبيذ الجَرّ قيل هو كل شيء يُصنَع من مَدَرٍ (1/138)
وجِرّة البعير بالكسر ما يجترّه من العلَف أي يَجرُّه ويُخْرجه إلى الفم ومنها قوله جِرّة البعير بمنزلة بَعْرَهِ في أنه سِرْقين
وفي الحديث ليس في الإبل الجارةّ صدَقة هي العوامل لأناه تُجَرُّ جَرّاً أي تُقاد بأزمَّتها وإنما سميت جارّةً مع أنها مجرورة على الإسناد المجازي كما قلنا في الراحلة والرَّكوب والحَلوب وفي الحديث على ما أثبِت في المتّفِق وأصول الأحاديث ( 41 / ب ) الذي يَشرب في آنية الفضة إنما يُجَرْجِرُ في بطنه نارَ جهنم هذا محفوظنا من الثقات بنصب الراء في النار ومعناه يُردّدها من جَرْجَر الفحلُ إذا ردَّد صوتَه في حَنْجَرته وتفسير الأزهري يجرجر أي يَحْدُر يعني يُرسل وكذا نقَله صاحب الغريبين
وأما ما في الفردوس من رفْع النار وتفسر بُجرجِر ب يُصَوْت فليس بذاك
جرز
الجَرْز القطع ومنه أرضٌ جُرُزٌ لا نبات بها والجُرْزة القُبْضة من القَتّ ونحوه أو الحُزْمةُ لأنها قطعة ومنها قوله باع القَتَّ جُرزَاً وما سواه تصحيف
جربز
الجُرْبِزُ تعريب كُرْبُزِ (1/139)
جرس
الجَرَس بفتحتين ما يُعلّق بعنق البعير وغيره فيصوِّت ومنه اللهم اجعل ظُهورها شديداً وحوافرها حديداً إلاّ ذات الجَرس والوجه في شديداً كهو في
( لعل منايانا قريبٌ ... )
وأما حديداً فمعناه صلبةً كالحديد وأصله من الجَرْس بمعنى الصوت يقال أجرَس إذا صوَّت وجمعه أجراس ومنه لا بأس بأن يُجرَس في سبيل الله تعالى بالأجراس ولو رُوي يُحْرسَ بالجيم لصحّ
وفي حديث العَضْباء ناقة رسول الله عليه السلام وكانت ناقة مجرَّسة أي مجرَّبةً معتادةً للركوب
جرف
الجُرْف موضع قريب من المدينة وهو في السيَر والمُزارَعة
جرم
الجُرمْ اللون والصوت والجسَد
جرمق
الجُرْمُوق ما يلبس فوق الخف ويقال له بالفارسية خَرْكُشْ (1/140)
جرثم الجراثيم في قح قحم
جرهم
جُرْهُم حيّ من العرب وهم أصهار إسماعيل عليه السلام
جرن
الجَرين المِرْبَدُ وهو الموضع الذي يُلقَى فيه الرُطَب ليجفّ وجمعه جُرُن لا جَرائنُ
جرصن
الجُرصُن ( 42 / أ ) دخيل وقد اختلف فيه فقيل البُرْج وقيل مَجرى ماءٍ يُركّب في الحائط وعن البَزْدويّ جِذْع يُخرجه الإنسان من الحائط ليَبني عليه وهذا ممَّا لم أجده في الأصول
جري
جَرْيُ الماء معروف ومنه جَرى الفَرَسُ وأجراهُ صاحبه وفي المثل كلُّ مُجْرٍ في الخَلاء يُسَرُّ ويروى كلُّ مُجيدٍ أي صاحبُ جَوادٍ
والجَريُّ بوزن الوصيّ الوكيل لأنه يجري في أمورِ مُوكِّله أو يجري مجرى الموكّلِ والجمع أجْرياء ومنه الجارية لأنثى الغلام لخفّها وجَريانها بخلاف العجوز وبها سمي جاريةُ بن ظَفَر الحنَفيُّ وهو صحابي وكذا والدُ زيد بن جارية والحاء والثاء تصحيف يَروي في السِيَر عن حبيب بن مَسلمَة وعن مكحُول
وجاراهُ مُجارةً جَرى معه ومنه الدَّيْن والرهن يتَجاريان مُجاراة المبيع والثَمن وأما يتحاذيان مُحاذاة المبيع فليس هذا موضعه (1/141)
الجيم مع الزاي
جزأ جَزأَت الإبلُ بالرُطُبْ عن الماء واجتزأتْ إذا اكتفتْ ومنه لم تَجْتَزِئْ بتلك الحيضة
وأجْزأني الشيءُ كفاني وهذا يُجزِيء عن هذا أي يَقضي أو ينوب عنه ومنه البدَنة تُجزِئ عن سبعة وأجزأَت عنك مُجْزأَ فلان أي كفَيْتُ كِفايَته ونُبْتُ مَنابه وله في هذا غَناءٌ جَزا أي كفاية
وقوله الفارِسُ أجْزَأُ من الراجل أي أكفَى وتَلْيينُ مثل هذه الهمزة شاذٌّ على ما ُحكي عن علي بن عيسى أنه قال يقال هذا الأمر يُجزئ عن هذا فيُهمز ويُليَّن وعن الأزهري ( 42 / ب ) بعضً الفقهاء يقول أجزى بمعنى قضى وعن ذلك قوله أجزى فيه الفَرْكُ أي الدَلْك والحكّ وتقديره أجزى الفَرْكُ على الغَسل أي ناب وأغنى أو أجزاك بمعنى كفاك على حذف المفعول ومثله إذا صَليَّتَ في السفينة قاعداً أجزاك على إضمار الفاعل لِدَلالة ما سبق عليه كأنه قيل أجزاك ما فعلت ونظيره من كذب كان شرّاً له
وأما جزى عنه جزاءً بمعنى قضى فهو بغير همزٍ ومنه ولا تَجزِي عن أحدٍ بعدك أي لا تُؤدّي عنه ولا تَقضي (1/142)
ومنه الجِزيَة لأنها تَجزِي عن الذمّيّ وأما حديث ابن مسعود إنه اشترى من دهقانٍ أرضاً على أن يكفيه جِزيتها فالمراد بها خراجُ الأرض على الاستعارة والمعنى أنه شرط أن يؤدّي عنه الخراج في السنة التي وقع فيها البيعُ وقولهم صلاتُه مَجْزِيَّة إن كان من هذا فالصواب جازية وإلاَّ فهي مُجْزِئة بالهمز أو تركه على ما ذُكر آنفاً
جزر
الجَزرْ القَطعْ ومنه جزَرَ الجَزُور نَحرَها والجَزّار فاعلُ ذلك وبه سمي والد يحيى بن الجزّار الملقَّب بزَبَّان يَروي عن علي رضي الله عنه في اللقيط والقسمة
والمجْزَرة أحد المَواطن التي نُهي عن الصلاة فيها وفي الأضاحيّ عن أجْر جِزارَتِها وهي حرفة الجزّار
والجَزْر انقطاع المدُ يقال جَزرَ الماءُ إذا انفرج عن الأرض أي انكشف حين غار ونقصَ ومنه الجَزيرة والجَزائر ويقال جزِيرة العرب لأرضها ومَحلَّتها ( 43 / أ ) لأن بحر فارسَ وبحر الحبَش ودجلَة والفراتَ قد أحاطت بها وحَدُّها عن أبي عُبيدٍ ما بين جَفَر أبي موسى بفتحتين إلى أقصى اليمن في الطول وأما العرْض فما بين رمل يَبْرينَ إلى مُنقَطع السَماوَة
وقال الأصمعي جزيرة العرب من أقصى عدَن أبْيَنَ إلى ريف العراق وأما العرْض فمن جُدّة وما وَالاها من ساحل البر إلى أَطْرار الشام قالوا ومكّةُ والمدينة واليمامة واليمنُ من الجزيرة (1/143)
وعن مالك أجلى عمر رضي الله عنه أهل نَجْرانَ ولم يُجْلِ أهل تَيْماء لأنها ليست بلاد العرب قال وأما الوادي يعني واديَ القُرى وهو بالشام فأرُى أنه لم يُجْل مَن فيها من اليهود لأنهم لم يَروْها من أرض العرب
وفي كتاب العُشر والخَراج قال أبو يوسف في الأمالي حُدود أرض العرب ما وراء حدود الكوفة إلى أقصى صخرٍ باليمن وهو مَهْرَة
وعن محمدٍ من عدَنِ أبْيَنَ إلى الشام وما وَالاها
وفي شرح القُدوري قال الكرْخي أرض العرب كلّها عُشريّة وهي أرض الحجاز وتِهامةُ واليمنُ ومكةُ والطائف والبَرّية يعني الباديّة قال وقال محمد رحمه الله أرض العرب من العُذيب إلى مكة وعدَن أبْيَنَ إلى أقصى الحَجْر باليمن بمَهْرَة
وهذه العبارات مما لم أجده في كتب اللغة وقد ظهر أنَّ من رَوى إلى أقصى حَجْرٍ باليمن وفَّره بالجانب فقد حّرَّف لوقوع صخرٍ موقعه وكأنهما ذكرا ذلك تأكيدً للتحديد وإلاَّ فهو عنه ( 43 / ب ) مندوحة (1/144)
وفي السير عبدُ الكريم الجَزَريّ منسوب إلى جزيرة ابن عُمر والخاء تصحيف
وجَزَرُ السَّباع اللحم الذي تأكله عن الليث والغُوري وكأنه من الجزَر جمع جَزرَة وهي الشاة السمينة وقيل الجَزر والجَزَرة كلَّ شيءٍ مباحٍ للذَّبح ومنه قولهم صاروا جَزَراً للعّدو إذا اقتتلوا
جزز
الجَزّ قطّع الشيء الكثيف الضعيف وبه سمي والد مَحْمِيَة والحارث ابَنْي جَزٍّ الزُّبَيْديّ وعبد الله بن الحارثِ بن جَزٍّ أحَدُ من لقيه أبو حنيفة من الصحابة هكذا في المتشابة ومعرفةِ الصحابة وأمالي المرْغينانيّ وهو المسموع من شيوخنا وفي نفي الارتياب ابن جَزءٍ الزُبَيدي بالهمزة لا غير وفس المختلَفِ روايتان
ويقال جّزَّ الصوفَ وجّزَّ النخلَ إذا صرَمه والجزِاز كالَجِداد بالفتح والكسر إلاَّ أن الَجِداد خاصّ في النخل والجِزازُ فيه وفي الزرْع والصُوف والشَعرِ وقد فَرق محمد رحمه الله بينهما فَذكرَ الجِداد قبل الإدراك والجِزازَ بعده وهو وإن لم يُثْبَتْ حَسَنٌ وأما جزَّز التمرَ بالتكرير كما في الزيادات فقياس وباسم الفاعل منه سمي المُجزِّزُ المُدْلِجيّ القائف
جزف
في كتاب العين الجُزاف في البيع والشراء (1/145)
وهو بالحَدْس بلا كيل ولا وزن قال والقياس الكسر يعني إذا بُني على الفعل
جزم
قال النخَعيّ التكبير جَزْمٌ والتسليم جَزْمٌ أراد الإمساك عن إشباع الحركة والتعمقَ فيها وقطْعَها أصْلاً ( 44 / أ ) في مواضع الوقف والإضرابَ عن الهمزِ المُفْرِط والمّدِ الفاحش
الجيم مع السين
جسر
الجِسْر ما يُعْبَر به النهر وغيره مبنياً كان أو غير مبنيّ والفتح لغة
جس
الجَسّ اللمس باليد للتعرُّف يقال جَسّه الطبيب إذا مسَه ليعرف حرارته من بُرودته وجَسّ الشاةَ ليعرف سِمنَها من هُزالها من باب طلب والمَجَسَّة موضع الجَسّ
وقوله وإن كانت شاةَ لحمٍ فلا بد من المَجَسّة على حذف المضاف أو على أنها في معنى المصدر وقوله فاجتسَّ لهم أمْرَ القوم أي نظر فيه والتمَسه من الجاسوس ويروى بالحاء من الحاسَّة (1/146)
الجيم مع الشين
جشأ
الجُشاء صوت مع ريح يَخرج من الفم عند الشِبع والتجشُّؤُ تكلُّف ذلك
جشب
في السِيَر عامر بن جَشِيب فَعيل من الجَشْبِ هو الخَشِن
جشر
زيدُ بن ثابتٍ فما جُشِرَ يُطْلَبُ نَسْلُها يقال جشَرنا الدّوابَّ إذا أخرجناها إلى المرعى فلا تروح من باب الطلب
جشن قوله إدا وَلدتْ وخَرج الجَوْشَنُ من الولد وهو الصدر وفي غير هذا الموضع الدِرْعُ
الجيم مع الصاد
جصص
الَجِصُّ بالكسر والفتح تعريب كَجْ ومنه جَصَّص البناءَ طَلاه به
الجيم مع العين
جعب
الجِعاب جمعُ جَعْبةِ السهام وفي شرح القُدوري أن عمر رضي الله عنه قال لحِماسٍ ما مالُكَ فقال (1/147)
الجِعابُ والأَدَم وفي نسخة أخرى الخِفاف جمع خفّ والأول هو الصحيح بدليل الرواية الأخرى وهي ما قرأتُ في الفائق أنه لما قال له ما مالُك فقال أَقْرُنٌ وآدمِةٌ في ( 44 / ب ) المَنيئة وهكذا في الغريبين وهي جمع قَرَنٍ وهو جَعْبة صغيرة تُضَمّ إلى الجَعبة الكبيرة وهو نظيرُ أَجْبُلٍ وأَزْمُن في جبل وزَمن والآدِمة في جمع أديم نظير أكْثِبة وأطْرِقة في كَثيب وطَريق والمَنيئةُ الدَّبِاغ ها هنا
جعد
جَعْدة بن هُبَيْرة بن أبي وهب المخْزوميُّ ابنُ أمّ هانئٍ فاختِة
جَعْداً في صه صهب
جعر
جَعْرُ الفأر نَجوُه وهو للسبع في الأصل ومنه الجُعرور ضرْب من الدَّقَل يحمِل شيئاً صغيراً لا خير فه وقد نُهي عنه في الصدقة
والجِعْرانة موضع قريب من مكة بتخفيف الراء عن الخطَّابي وقد يشدَّد
جعل
الجَعائل جمع جَعيلة أو جُعالة بالحركات الثلاث بمعنى الجُعْل وهو ما يُجعل للعامل على عَمله ثم سمّي (1/148)
به ما يعطَى المجاهدُ ليستعين به على جهاده وأجْعَلتُ له أعطيتُ له الجُعْلَ وأجْتَعله هو أخذَه ومنه أنَّ عبد الله الأنصاري سئل عن الرجل يَجتعل الجُعْل ثم يبدو له فيُجعَل أقلَّ مما اجتعَل قال إذا لم يكن أراد الفضْلَ فلا بأس به وفي الشروح فيَجْعَل بفتح حرف المضارعة وليس بذاك وعليه جاء الحديث إنَّ أبي جعل لقومه مائةً من الإبل على أن يُسْلمِوا وعن النَخَعيّ أنه كان في مَسْلحَة أي في ثغرٍ فضُرِب عليهم البعْثُ أي عُيّن عليهم أن يُبعَثُوا إلى الحرب فجعَل إبراهيم وقَعَدَ أي أعطَى غيره جُعْلاً ليغزوَ عنه وقعَد هو عن الغزو وقوله إذا لم يكن أراد الفضل يعني إذا لم يَقصِد بما فَضلَ وزاد أن يحبسه ( 45 / أ ) لنفسه ويَصرفَه إلى حوائجه
جعن
في الأنفال جَعْوَنة بنُ الحارث من ولاة جيوش الشام ومُعويَة تصحيف
وفي وصايا السِيَر حَرام بن مُعوية وجَعْوَنةُ تصحيف
جعو
الجِعَة شرابٌ يُتّخذ من الشعير
الجيم مع الفاء
جفر
الجَفْر من أولاد المَعْز ما بلغَ أربعة أشهر والأنثى جفْرة (1/149)
جفش
الجِفْشِيش بالكسر وعن العسكري بالفتح والحاء والسين تصحيف وكذا العين وهو لقب مَعْدان بن النعمان الكِنْدي
جفف
جفَّ الشيءُ من باب ضرب جَفافًا إذا يبس ومنه من احتلم ثم أصبح على الجفاف أي أصبح وقد جفَّ ما على ثوبه من المنيّ
والتِجْفاف شيء يُلبس على الخيل عند العرب كأنه درِع تِفْعال من جَفَّ لما فيه من الصلاة واليُبوسة وأما قوله من تقدّم مُتجفّفِاً أي ذا تِجْفاف على فَرسه فقياسٌ
وفي حديث ابن عباس رضي الله عنه لا نفلَ في غنيمة حتى تُقسَم جَفَّةً أي تُقْسَم كلُّها وجملتُها
جفل
في مختصر الكرخي في حديث عدي إني آتي البحرَ وقد أجْفَلَ سمكاً كثيراً فقال ابن عباس كُلْ ما حَسَر عنه ودع ما طَفا عليه
الصواب جَفَلَ من باب ضرب أي ألقاه على الساحل عن الليث وكذا حكاه الأزهري قال رضي الله عنه وكأنه من قولهم الريح تَجْفِلَ الجَهامَ أي تذهب به وطعنه فَجفَله أي قلَعه من الأصل وصرَعه وقوله ما حَسر عنه أي (1/150)
ما نضَب عنه الماء وانكشف والمعنى أنَّ ما مات بسبب نُضوب الماء فهو حلالٌ فكُلْهُ وما مات حَتْفَ أنفه فطفا فوق الماء وارتفع فلا
جفوا
جفا جنْبُه عن الفراش ( 45 / ب ) وتَجافى إذا نبا وارتفع وجفاه صاحبه وجافاه ومنه جافَى عضَديه أي باعدَهما عن جنبيه وكذا قول القُدوري في المناسك فإن أَرسلَتْ شيئاً على وجهها وجافَتْه عنه فلا بأس به
وفي حديث عمر رضي الله عنه إنّي أجفوا عن أشياء من العِلم أي أنبو عنها وأجهلها
والجَفاء غالبٌ على أهل البدْو وهو الغِلَظ في العِشرة والخُرْق في المعاملة وتركُ الرِفق ومنه أربَعٌ من الجفاء وثوبٌ جافٍ غليظٌ
وقوله في الفَرْق بين الذبح والقتل إنَّ الذبح بقطْع الأوداج والقتلَ بإيقاع الفعل في المَحلّ مع التجافي يعني أن القاتِل بَضرب من بعيدٍ مُتجافياً كالناهي عن الشيء لا يدري أيصيب المحَلَّ أم لا
الجيم مع اللام
جلب
جلب الشيءَ جاءَ به من بلد إلى بلد للتجارة جَلْباً والجَلَبُ المجلوب ومنه نهَى عن تلقّي الجَلَب (1/151)
وعبدٌ جَليب جُلب إلى الإسلام ومنه قول شيخنا صاحب الجمع استَوْصفِ العبدَ الجليبَ جُمْلةَ الإسلام فإن لم يَعرِف لم يَحِلَّ
وفي كتاب عمر رضي الله عنه ما أجلَبَ الناسُ عليك من العسكر من كراع أو مالٍ فاقسِمْه الصواب جَلَبَ لأنه من الجَلْب وأما الإجلاب فذلك من الجلَبة الصَّيحة وليس هذا موضعه وقيل هو هو اختلاط الأصوات ورفْعُها ومنه ( وأجْلِبْ عليهم بِخَيْلك ورَجِلِك . )
وقوله في السِيَر إن نزلتْ بهم جلَبة العدو وفي موضع آخر ولا يَقْدِرون على دفْع جلبَة العدوّ ويُروَى ( 46 / أ ) حَلبْة بالحاء وسكون اللام وهي خيل تَجتمع للسِباق من كلّ أوْب وإذا اجتمع القوم من كل وجه لحربٍ قيل أحْلَبوا وربما جمعوا الحَلْبة حَلائبَ ومنه لَبّثْ قليلاً تَلْحَقِ الحَلائب أي الجماعات والرواية الأولى أشهر وأظهر
وأما قوله لا جَلَب ولا جَنب في الإسلام فالجلَب إما بمعنى الجَلْب وهو أن يَجْلبُوا إلى المَصدِّق أنعامَهم في موضعٍ يَنزِله فنُهيَ عن ذلك وأُمِر ان يأتي بنفسه أفْنِيَتهم فيأخذ صدقاتِهم وإما بمعنى الجلَبة الصيحة (1/152)
والجَنْب مصدر جَنبَ الفرسَ إذا اتخذه جَنيبةً والمعنى فيهما في السباق أن يُتْبَعَ فرسَهَ رجلاً يُجْلِب عليه ويَزجُره وأن يَجُنب إلى فرَسه عُرْياً فاذا قَرُب من الغاية انتقل اليه لأنه مستريح فسبَق عليه
والجِلْباب ثوب أوسع من الخِمار ودُون الرداء ومنه قوله تعالى ( يُدْنِين عليهنَّ من جَلابيبهن )
جلح
رجلٌ أجْلَحُ انحسَر مقدَّم شعره وهو فوق الأَنْزع ودون الأجْلى والأجْلَه
جلد
التجليد من الأضداد بمعنى إزالة الجلْد ومنه جَلَّد البعيرَ إذا كشطه وبمعنى وضْعِه ومنه جَوربٌ مجلَّد وُضِع الجلْد على أعلاه وأسفله
والجَلْد ضرب الجِلدْ ومنه جَلدَه الجلاَّد ورجلٌ جَلدْ وجَليد غير بليد
والجَلْمَد والجُلْمود الحجر المستدير وميمه للإلحاق
جلز الجِلْواز عند الفقهاء أمين القاضي أو الذي يسمَّى صاحبَ المجلس وفي اللغة الشُرَْطيُّ والجمع جَلاويز وجَلاوِزة
جلس
جَلِيسَيْها في قب (1/153)
جلق
الجَوالَقُ بالفتح ( 46 / ب ) جمع جُوالِق بالضم والجَواليق بزيادة الياء تسامُح
جلل
الجِلال جمعُ جُلِّ الدابّة وجُلَّة التمر أيضا وهي وِعاؤه وأما جِلالُ السفينة وهو كالسقف لها فهو مفرد
والجِلّ بالكسر قصَب الزرع إذا حُصد وقُطع قال الديِنَوري فإذا نُقل إلى البيّدَر وَديسَ سُمي التِبْن وأما ما في سِيَر شرح مختصر القدوري أن ابن سماعة قال ولو أن رجلاً زرع في أرضه ثم حصَده وبقي من حَصاده وجِلِّه وجِلّهِ مرعىً فله أن يَمنعه وأن يَبيعه ففيه توسُّع كما في الحصاد
والجَلةّ
بالفتح البَعْرة ومنها قوله كانوا يترامَوْن بالجَلّة وقد كُنِيَ بها عن العَذرِة فقيل لأكِلتها جالَّةٌ وجَلاَّلة ومنها إنما نهيتكم عن جَوالِّ القرية بتشديد اللام كدوابَّ في جمع دابَّة ومن روى جوَّالان بتشديد الواو فقد غلِط وفي حديث آخر نَهى عن لحوم الجلاَّلة ولا تَصحَبْني على جَلاَّلة
والجُلْجُل ما يعلّق بعنق الدابّة أو برجْل البازي ومنه وَجد بازياً وفي رجْلَيه سَيْرٌ أو جَلاجل
والجُلْجُلانُ ثمرُ الكُزْبُرة والسِمسمُ أيضاً وهو المراد في حديث ابن عمرأنه كان يَدَّهِن بالجُلجُلان (1/154)
جِلّ في دق دقق
جلو
جَلا لي الشيءُ وتجلَّى وجلَوتُه أنا كشفتُه والجَلا بالفتح والقصْر الإثْمِد لأنه يجلو البصر ويُروى الجِلاء بالكسر ممدوداً ومنه حديث المعتدَّة فسألتها عن كحْل الجِلاء والأول أصحّ
وقولُهم للرجل المشهور هو ابن جلا أي الذي يقال له جلا الأُمُور ( 47 / أ ) وأوضحها أو جلا أمرُه أي وضَح وانكشف وأجْلَوْا عن قتيلٍ انكشفوا عنه وانفَرجوا
والجَلاء بالفتح والمدّ الخروج عن الوطن والإخراج يُقال جلا السلطانُ القومَ عن أوطانهم وأجلاهم فَجَلوْا واجْلَوْا أي أخرجهم فخرجوا كلاهما يتعدى ولا يتعدى ومنه قيل لأهل الذمَّة من اليهود جِاليَة لأن عمر رضي الله عنه أجلاهم عن جزيرة العرب لمِا تقدم من أمر النبي عليه السلام فيهم ثم لَزم هذا الاسمُ كلَّ من لزِمْته الجِزيةُ من أهل الكتاب والمجوس بل بلدٍ وإن لم يَجْلُوا عن أوطانهم ويقال استُعمل فلان على الجاليِة إذا وُلّي أخْذَ الجِزية منهم وإنما أنِّث على تأويل الجماعة والجمع الجَوالي
الجيم مع الميم
جمح
الجَمْحُ بمعنى الجماح غيرُ مسموع وهو أن يَركب الفَرسُ رأسه لا يَثنيه شىء وهو جمَح براكبه غَلبه وهو (1/155)
جَموح وجَامح الذكَرُ والأنثى فيما سَواء وعن الأزهري فرس جَموح له معنيان أحدهما ذمٌّ يُرَدُّ منه بالعيْب وقد ذُكر والثاني أن يكون سريعاً نشيطاً وهو ليس بعيْب
جمر جَمَّر ثوبه وأجْمه بَخَّره والتّجمير أكثر ومنه جنّبوا مساجدنَا صبيانَكم وكذا وكذا وجمّروها في الجُمَع أي طيّبِوها بالمِجْمَر وهو ما يُبخَّر به الثياب من عُودٍ ونحوهِ ويقال لما يُوقد فيه العُود مِجْمَر أيضاً
فمن الأول قوله عليه السلام ومجَامِرُهم الأَلُوَّة أى بخوُرهم العُود الجيّد وقول محمد رحمه الله في السِيرَ ولو وجَد مجِمراً لم يكن له أن يتجمَّر به ولا يُوقِدَه يعني العود
ومن الثاني قوله في امرأةٍ في يدها مِجمر ( 47 / ب ) فصاح عليها وقولهم وتُكره المِجمرةُ دون المِدخَنة لأنها تكون في الغالب من الفضة ولذا قالوا ويُكْره الاستجمار بمجمَر فضَّةٍ وفي جمع التفاريق قيل لا بأس بالمِدخنة بخلاف المِجْمرة
والاستجمار في الاستنجاء استعمالُ الجَمرات والجِمار وهي الصِغار من الأحجار جمع جَمْرة وبها سَمّوا المواضع التي تُرمى جِماراً وجَمراتٍ لما بينهما من الملابسة وقيل لِتَجمُّع ما هنالك من الحصَى من تجمَّر القومُ إذا تجمَّعوا (1/156)
وجَمّر شَعْرَه جَمعه على قفاه ومنه الضافر والملبِّد والجَّمِر عليهم الحَلْقُ ومنه الُجمَّار لرأس النخلة وهو شيء ابيض ليِّنٌ ألا تراهم يسمّونه كَثَراً لذلك ومن قال الجُمَّارُ الوَديُّ وهو التافهِ من النخل فقد أخطأ
وجَمْرُ النار معروف وهو من ذلك أيضاً وقوله فادفَعِ الجَمْرَ بعُودَيْن أي سببَ الجمر وهو الجَوْر بشاهديْن وهذا تمثيل حسن
جمهر
الجُمهوري شراب يرقَّق بالماء ثم يُطبخ وهو اليعقوبيُّ وقد سُمي بذلك لأن جُمهور الناس أي جُلَّهم وأكثرهم يشربونه
جمز
جمَز عَدا وأسرع من باب ضرب ومنه الجمَّازة وأما الحديث فضاق عليه كُمّا جمّارة فهي جُبَّة من صوف قصيرةٌ ضيّقة الكمَّين بالفتح والضم
جمس
الجامِس الجامِد والجاموس نوع من البقر
جمع
الجَمْع الضمّ وهو خلاف التفريق وهو مصدر جمَع من باب منع وباسم الفاعل منه لُقب نوح بن أبي مريم المَرْوَزِيّ يَروي عن الزُهْري وعنه أبو حنيفة ( 48 / أ ) هكذا في مشاهير علماء السلف لأبي محمد الخرِّقيّ وإنما لُقّب بالجامع لأنه فيما يقال أخذ الرأيَ من أبي حنيفة وابن أبي ليلى (1/157)
والحديثَ عن الحجّاج بن أرْطاة ومَن كان في زمانه والمَغازيَ عن محمد بن إسحاق والتفسيرَ عن الكلبي وكان مع ذلك عالماً بأمور الدنيا
والجَمْعُ ايضاً الجماعة تسميةً بالمصدر يقال رأيتُ جَمْعاً من الناس وجُموعاً
والجَمْع الدَّقَل لأنه يُجْمع ويُخلَط من تمر خمسين نخلةً وقيل كلُّ لونٍ من النخل لا يُعرف اسمه فهو جمْع ثم غلَب علىالتمر الرديّ ومنه الحديث بِع الجْمَع بالدّراهم ثم ابتَعْ بالدراهم جَنِيباً والجَنيبُ فَعيل من أجود التمر
وجَمْعٌ اسم للمزدلفة لأن آدم عليه السلام اجتمع فيه مع حوّاء وازدلف إليها أي دنا منها
ويقال فلانة ماتت بِجُمْعٍ بالضم أي مات وولَدُها في بطنها ويقال أيضاً هي من زوجها بِجُمْع أي عذراء لم يمسَّها بعدُ وهو المراد في الحديث المبطونُ شهيد والنُفساءُ شهيدٌ والمرأة إذا ماتت بجُمْعٍ شهيدٌ بدليل الرواية الأخرى
والمراة تموت بجُمْعٍ لم تُطْمَث لأن الطمث الإفتضاضُ وأخْذُ البكارة فهو كالتفسير له
والجُمْعة من الاجتماع كالفُرْقة من الافتراق أضيف اليها اليومُ والصلاة ثم كثر الاستعمال حتى حُذف منها المضاف وجُمعت فقيل جُمُعاتٌ وجُمَعٌ وجمَّعْنا أي شهِدنا الجُمْعةَ أو الجماعة وقضينا الصلاة فيها (1/158)
ويقال أجمعَ المسيرَ وعلى المسير عزَم عليه وحقيقته جَمع رأيَه عليه ومنه الحديث من لم يُجْمِع الصيام ( 48 / ب ) قبل الفجر فلا صيام له وأجْمَعوا على أمرٍ اتفَّقوا عليه
واستجمَع السيلُ اجتمع من كلّ موضع واستجمعَتْ للمرءِ أمورُه اجتمع له ما يحبَّه وهو لازم كما ترى وقولهم استجمَع الفَرسُ جَرْياً نصْبٌ على التمييز وأما قول الفقهاء مستجمِعاً شرائط الجمعة فليس بثَبَتٍ
وأما قول الأبيوردي :
( شآمِيَةٌ تَستَجمع الشَّوْلَ حَرْجَفُ ... )
فكأنه قاسه على ما هو الغالب في الباب أو سَمِعه من اهل الحضر فاستعمله
ويقال رجلُ مجتمِع إذا بلغ أشُدَّه لأنه وقتُ اجتماع القُوى أو لأن لِحْيته اجتمعت وأما الجِماع فكناية عن الوطْء ومعنى الاجتماع فيه ظاهر وعن شُريَح كان اذا أخَذ شاهدَ زور بعث به إلى السوق أجْمَعَ ما كان وانتصابُه على الحال من السوق وإنما لم يقل كانت لأنها قد تُذكّر ويُنشدَ : (1/159)
( بِسُوقٍ كثيرٍ رِيْحُه وأعاصِرُهْ ... )
وفي حديث الإمام وإذا صلَّى جالساً فصلَّوا جلوساً أجمعين وروي وإذا صلىَّ قاعداً فصلُّوا قُعوداً أجمعين هكذا في سنن أبي داود ومتَّفقِ الجَوْزَقيّ وهذا إن كان محفوظاً نصبٌ على توهّم الحال وإلاَّ فالصواب من حيث الصنعةُ أجمعون بالواو تأكيداً للضمير المرفوع المستَكِن في جلوساً أو قعوداً
جمل
الجَمل زوج الناقة ولا يسمَّى بذلك إلاَّ إذا بَزَل والجمع أجمال وجِمال وجِمالة
ويومُ الجمل وقْعةُ عائشة رضي الله عنها ( 49 / أ ) بالبصرة مع علي رضي سميت بذلك لأنها كانت على جَمل اسمه عَسْكَرٌ ومَسْكُ الجَمل كَنْز أبي الحُقَيْق وجَملُ الماءِ اسمه الكَوْسَجُ والكُبَع
والجَميلُ الوَدَكُ وهو ما أُذيب من الشحم والجُمالة صُهارتُه يقال جَمل الشحمَ أي أذابَه جَمْلاً من باب طلَب
وجَمُل جَمالاً حسُن ورجل جميل وامرأة جميلة وبها سُمّيِتْ جميلة بنت ثابت بن أبي الأقلح الأوْسيّ وكنيتُها أمّ عاصم وعاصمٌ ابنُها من عمر رضي الله عنه وكان اسمها عاصية فسمِيّت جميلة
وأما جميلةُ بنتُ سَلُولِ كما في الكَرْخي فالصواب بنت أبي (1/160)
ابن سَلولٍ أختُ عبد الله بن أُبيّ وهي التي قالت لرسول الله عليه السلام ما أعتبُ على ثابتٍ في دِين ولا خُلُق أي لا أحقِد عليه واختلعَتْ منه بحديقةٍ
فتجمَّل في خص خصص
ليس الجمل في يد
جم
جَمَّ الماءُ كثُر جُموما ومنه :
( إنْ تغفر اللهمّ فاغفِرْ جَمّاً ... )
أي ذنْباً جمَّاً كثيراً
والجُمّة بالضم مجتَمع شَعر الرأس وهي أكثر من الوَفْرة وقوله رأى لُمعَةً فغسلها بجُمّتِه أي بِبلَّة جُمّته على حذف المضاف
وجُمام المَكُّوك بالضم ما علا رأسهَ بعد الامتلاء فوق طِفَافِه والفتح والكسر لغة ومنه قوله في الكيل وإن كان يَمسح على الجُمام فكذلك (1/161)
وكبش أجَمّ لا قرَنيْ له والأنثى جَمّاء وجمعها جُمٌّ ومنه تُبنى المساجد جُمّاً أي لا شُرَفَ لجُدْرانها
والجَمْجَمة إخفاء الكلام في الصدر والمَجْمَجة مثلها عن الزوزَني
والجُمْجُمة بالضم عظام الرأس ويُعيَّر بها عن الجُملة فيقال ( 49 / ب ) وضَع الإمامُ الخَراجَ على الجَماجم على كل جُمجمة كذا
الجيم مع النون
جنب
أجْنَب الرجل من الجنابة وهو وهي وهم وهنّ جُنُبٌ وفي حديث صفوانَ بن عسال أنه عليه السلام كان يأمرنا إذا كنا سَفْراً أن لا نَنْزِع خِفافنا ثلاثة أيام وليالِيَهُنّ لا من جَنابةٍ ولكنْ من غائطٍ أو نومٍ أو بَوْل وفي شرح السُّنة إلاَّ من جَنابةٍ لكنْ من بولٍ والأول أحسن وقوله الماء لا يُجْنِب أي لا يَنْجَسُ مجاز
وجُنِبَ
فهو مَجْنوب أصابه ذاتُ الجَنْب وهي علة معروفة
وجَنْبٌ حيٌّ من اليمن إليه يُنسب حُصين بنُ جُنْدَب الجَنْبيُّ وكنيته أبو ظِبْيانَ بالكسر والصواب الفتح عن أهل اللغة وحديثه في السّيرَ (1/162)
ولا جَنب في جل جلب
جَنبياً في جم جمع
جنح
جنَح جُنوحاً مالَ واجتَنح مِثله وفي التنزيل ( وإن جَنحوا للسَّلمْ فاجنَح لها ) وفي حديث علي رضي الله عنه فجاء شيخ كبير قد اجتَنح يَدِفُّ أي مالَ إلى الأرض معتمداً بكفَّيه على رُكبتيه من ضَعفه وعن أبي هريرة أن رسول الله عليه السلام أمر بالتجنُّح في الصلاة فشكا ناسٌ إلى النبي عليه السلام الضعف فأمرهم أن يستعينوا بالرُّكَب
قيل التجنّح والاجتناح هو أن يعتمد على راحتيه في السجود مُجافياً لِذراعيْه غيرَ مفترشهِما الدَّفيف الدبيب من باب ضرب
جند
الجُنْد جمعٌ مُعَدٌّ للحرب وجمعه أجناد وجُنود وبتصغيره سُمِّي والد محمد بن الجُنَيْدِ هكذا في مختصر الكرخي وفي المتشابة محمد بن عبد الله بن الجُنَيْدِ الجُنَيْديّ يَروي عن أبي حَثْمة وعنه شُعبْةُ
( 50 / أ ) وجُنادة بالضم والتخفيف ابن أبي أميّة الدَّوْسِيُّ صحابيٌّ
جنز
الجِنازة بالكسر السَّريِر وبالفتح الميّتُ وقيل هما لغتان وعن الأصمعي لا يقال بالفتح وعن الليث العرب (1/163)
تقول طُعن فلان في جَنازته ورُمي في جِنَازته إذا مات
حديث عديّ الجُذاميّ قلت يا رسول الله كانت لي امرأتان اقتتلتا فرميتُ إحداهما فرُميَتْ في جنازتها فقال عليه السلام اعقِلْها ولا ترثها يعني ماتت هي وإنّما قالوا هذا لأن جنازتها تصير مَرميّاً بها والمراد بالرمي الحمل والوضع
جنس
الجِنْس عن أئمة اللغة الضَّرْبُ من كل شيء والجمع أجناس وهو أعمّ من النوع يقال الحيوان جنس والإنسان نوع لأنه أخصّ من قولنا حيوانٌ وإن كان جنساً بالنسبة إلى ما تحته والمتكلمون على العكس يقولون الألوان نوع والسواد جنس
ويقال فلان يجانس هذا أي يشاكله وفلان يُجانس البهائمَ ولا يُجانس الناس إذا لم يكن له تمييز ولا عقل قاله الخليل
وعن الأصمعي أنّ هذا الاستعمال مولّد والذي أفاد أهلُ اللغة بالجنس أنَّ ما شارَكه فيما لأجله يَستحِقُ الاسمَ كان هو مع ذاك ضَرْباً واحداً والأول مذهب الفقهاء ألا تراهم يقولون في السلَم إنه لا يجوز إلا في جنسٍ مَعلوم ويعنون به كونه تَمْراً أو حنطة وفي نوع مْعلوم ويعنون به التمر كونه بَرْنِيّاً أو مَعْقليّاً وفي الحنطة كونهَا خريفيّةً أو ربيعّية
وأما قوله أوصى بثلث ماله لأهل بيته فهذا على بني أبيه وكذا إذا أوصى لجِنْسه لا يَدخل في ذلك أحد من قرابة الأمّ هذا (1/164)
لفظ رواية الزيادات والقُدوري أيضا وهو الصواب
وفي شرح الحلوائي لِحَسِيبه قال لأن الحَسيِب هو كل من يُنسَب إلى من يُنسَب هو إليه وفيه نظر وتقريره ( 50 / ب ) في حس حسب
جنف
الجَنَف المَيْل ومنه جَنِفَ عليه إذا ظلَم من باب لَبِس وعن بعض الفقهاء يُردّ من جَنَفِ الناحِل ما يُردّ من جَنَف الوصيّ يعني بالناحل من يَنْحَل بعضَ ولَده فيفضّل بعضَهم على بعض بِنُحْلِه فيَجْنَف
وفي الحديث ما تَجانَفْنا لإثم أي لم ننحرف إليه ولم نَمِلْ يعني ما تعمدّنا في هذا ارتكابَ المعصية
جنن
جَنَّه ستَره من باب طلب ومنه المِجَنّ التُّرس لأن صاجبه يتستَّر به وفي رسالة ابي يوسف ولا قطْع فيما دون ثمن المجنّ وهو عشرة دراهم عن ابن عباس ولفظ الحديث في الفردوس عن سعد بن مالك عن النبيّ عليه السلام لا تُقطع اليد إلاّ في ثمن المجنّ قال والمجنّ يومئذ ثمنُه دينارٌ أو عشرة دراهم وفيه عن ابن عُمر وابن مسعود لا قَطْع فيما دون عشرة دراهم
والجَّنةّ البستان ومنها قوله لأنه لا يُستَنْبَتُ (1/165)
في الجِنان أي البساتين والجنّة عند العرب النخل الطِوال قال زهير :
( كأن عينيَّ في غَرَبيْ مُقتَّلةٍ ... مِنَ النَّواضحِ تَسِقي جنّةً سحُقا )
والجنين الولد ما دام في الرَّحِم والجُنون زوال العقل أو فساده
والجِنّ خلاف الإنس والجانُّ أبوهم والجانّ أيضاً حيّة بيضاء صغيرة وفي شرح الجامع الصغير للصدر الشهيد الجِنّيّ من الحيات الأبيضُ وفيه نظر
جني
الجِناية ما تَجنيهِ من شرّ أي تُحْدِثه تسميةً بالمصدر من جَنى عليه شرّاً وهو عامّ إلا أنه خُصّ بما يَحْرمُ من الفعل وأصله من جَنْي الثمر وهو أخْذه من الشجر
الجيم مع الواو
جوب
( 51 / أ ) في الحديث ايُّ الليل أجْوَبُ أيْ أيّ أجزائِه وساعاتهِ أسرع جواباً وهو مجاز فقالَ جوفُ الليل الآخِر أو الغابِر أي الجزء الباقي (1/166)
جوث
جُواثاءُ قرية بالبحْريْن بالمدّ عن الأزهري والقصْر هو المشهور
جوح
الجائحة المصيبةُ العظيمة التي تجتاح الأموال أي تستأصِلها كلَّها وسَنَةٌ جائحة جَدْبةٌ ومنه في السنينَ الجَوائحِ وعن الشافعي هي كل ما أذهب الثمرةَ أو بعضَها من أمرٍ سماويّ ومنه الحديث أمرَ بوضع الجوائح أي بوضْع صدقات ذواتِ الجوائح على حذف الاسمين يعني ما أُصيب من الأموال بآفةٍ سماوية لا تؤخذ منه صدقةٌ
جوخ
في الإباق جَوْخَى بوزن فَوْضَى موضعٌ بالسواد
جود
جَواداً في غذ غذذ
جور جار عن الطريق مال وجار ظلَم
جَوْراً وفي حديث علي رضي الله عنه إنه لَجَوْرٌ أى ذو جَوْرٍ يعني جار فيه الحاكمُ أي مال عن سُرّ القضاء فيه
وأجارهُ يُجيره إجارةً أغاثه والهمزة للسَّلْب ومنه قوله أجِرْني فقال ممّاذا فقال من دمٍ عمد أي من هذه الجناية
والجارالمُجِير والمُجَار والجار أيضاً المجاورِ ومؤنثة الجارَة ويقال للزوجة جارَة لأنها تُجاور زوجَها في محلّ واحدٍ (1/167)
وقيل العرب تَكْني عن الضرّة بالجارة تطيُّراً من الضرر ومنه كان ابن عباس ينام بين جارتيْه وفي حديث حَمَل بن مالك كنتُ بين جارَتَيَّ فضرَبتْ إحداهما الاخرى
جوبر
الجُوَيْبار فارسيّ وهو الجدول ( 51 / ب ) على شَطَّيْه أشجارٌ
جوز جاز المكانَ وأجازه وجاوَزه وتجاوَزه إذا سار فيه وخلَّفه وحقيقُته قطَع جَوْزَه أي وسطَه ونفَذ فيه ومنه جاز النكاحُ أو البيعُ إذا نفذ وأجازه القاضي إذا نفّذهَ وحكَم ومنه المجُيز الوكيل أو الوصيّ لتنفيذه ما أُمِرَ به وهو في اصطلاح أهل الكوفة وعليه حديث شُريَحٍ إنه كان يجيز بيْع كلّ مُجيزٍ وقيل هو العبد المأذون له
وجّوَّز الحكْمَ رآه جائزاً وتجويز الضَّرّاب الدارهَم أن يجعلها رائجة جائزة
وأجازه بجائزة سَنية إذا أعطاه عطيةً ومنها جَوائز الوُفود للتُحَف واللَطفَ وأصله من أجازه ماءًيجُوز بهِ الطريقَ إذا سقاه واسم ذلك الماءِ الجَوازُ وبه سُمِّي صكّ المسافر الذي يأخذه من السلطان لئلا يُتعرَّض له وفي الحديث الضيافة ثلاثة أيام وجائزته يومٌ وليلة أي يُعطَى ما يَجوز به مسافةَ يوم وليلة عن الأزهري وعن مالِك يُكْرمِه ويُتْحِفه ويَحفَظه يوماً وليلة
وتجاوزَ عن المسيء وتجوَّز عنه أغضَى عنه وعفا (1/168)
وتجوَّز
في الصلاة ترخَّص فيها وتساهَل ومنه تجوَّز في أخذ الدراهم إذا روَّجها ولم يَردّها وقوله مَبْنَى الصلح على كذا وكذا وعلى التجّوز بدون الحق كأنه ضمّنه معنى الرضا فعدّاه بالباء
وفي حديث ابن رَواحة هذا لك وتجاوَزْ في القَسْم يعني تجوَّزْ ( 52 / أ ) فيه وهو وإن لم نسمعه جائز لأن الترخُّص والإغضاءَ وهو ترك الاستقصاء من وادٍ واحد
والجَوْز تعريب كوز وإليه نُسب ابراهيم بن موسى الجَوْزيّ يروي عن سفيان بن عُيينة وبفَعَّالٍ منه لُقّب محمد ابن منصور الجّوّاز وفي الجّرحْ محمد بن منصور بن الجَوّاز بن ثابت بن خالد المكّي الخُزاعي عن سفيان بن عيينة أيضا وكلاهما في شرح القُدوري
جوس
جَوْسٌ عن الضحاك لا طَلأق قبل نِكاح هكذا في شرح الجامع الصغير وهو تحريف وإنما الصواب جُوَيْبِرٍ على لفظ تصغير جابرٍ عن الضحاك عن النَزّالِ بن سَبْرةَ عن عليّ عن النبي عليه السلام هكذا في نفي الارتياب وفي الجرح هو جُوَيْبر بنُ سعيد البَلْخي ضعّفه ابن مَعين
جوع
الرَضاعة من المجَاعة أي الرضاعةُ التي تثبتُ بها الحُرْمة ما تكون في صفِر الصبيّ حيث يَسُدُّ اللَّبنُ جَوْعتَه (1/169)
فأما إذا لم يَسدَّها إلا الطعام فلا وصاحِبها حينئذٍ لا يسمّى رضيعا
جوف
الجائفة الطَّعنة التي بلغت الجَوْف أو نفذَتْه وفي الأكمل الجائفة ما يكون في اللبّة والعَانةِ ولا تكون في العُنق والحلْق ولا في الفخذِ والرِجْلين وطعَنه فأجافه وجافه أيضاً ومنه الحديث فَجُوفُوه أي اطْعَنوه في جَوْفه
جول
أبو قتَادة أصاب المسلمين جَوْلةٌ هي كناية عن الهزيمة ولا تستعمل إلاَّ في حقِّ الأولياء وأصلها من الجوَلان
جوم
الجَامُ طَبَقٌ أبيض من زُجاج أو فضة ويشهد له ما أنشَد أبو بكر ( 52 / ب ) الخُوارَزْميُّ لعَضُد الدولة
( بَهَطَّةٌ تَعجِزُ عن وصْفها ... يا مُدَّعي الأوْصاف بالزُّنور )
( كأنها وهي على جامِها ... لآليءٌ في جامِ كافور )
الجيم مع الهاء
جهد
جَهَده حمَّله فوق طاقته من باب منَع ومنه قول عمر رضي الله عنه في المؤذن يَجْهَد نفْسَه وقولُ سعدٍ أو رجلٌ يَجْهد أن يَحمِل سلاحَه من الضعَف على حذف المفعول وتقديره يَجْهَد نفَسه أي يكلّفها مشقّةٍ في حمل السلاح (1/170)
وأجْهَد لغةٌ قليلةٌ والجَهْد والمجهود المشقّة ورجل مَجهود ذو جَهْدٍ واجتَهد رأيَه والجِهاد مصدر جاهَدتُ العدُوَّ إذا قابلتَه في تحمّل الجَهْد أو بَذل كلٌّ منكما جُهْده أي طاقَته في دفع صاحبه ثم غلَب في الإسلام على قتال الكفار ونحوِه
جهز
عثمانُ أُجهِز عليه بضم الأول مبنياً للمفعول من أجهزَ على الجريح إذا أسرعَ قتْلَه وفي كلام محمد جرحه رجلٌ وأجهزَ عليه آخَرُ عبارةٌ عن إتمام القتل
والمُجاهِر عند العامّة الغنيّ من التجّار وكأنه أرُيد المُجهِّز وهو الذي يَبعث التجّارَ بالجِهاز وهو فاخر المتاع أو يسافر به فحرِّف إلى المُجاهز
وأما المهَّزَ في كتاب الحج فإنما عُني به الذي جُهِّز أي هُيّئ له ما احتاجَ اليه من الزاد والعَتاد ليَحُجَّ عن غيره
جهض أجْهَضْتُه عن الأمر أعجلْته وازعجتُه ومنه الحديث طلَبْنا العدوَّ حتى أجهضناهم أي أنهضناهم وأزلْناهُم عن أماكنهم
جم
رجلٌ جَهْمُ الوجهِ عَبوس وبه سُمّي جَهْم بن صفوان ( 53 / أ ) المنسوبُ إليه الجَهْميّةُ وهي فِرْقة شايعتْه على مذهبه وهو القول بأن الجنة والنار تَفنيان وأن الإيمان هو المعرفة فقط دون الإقرار ودون سائر الطاعات وأنه لا فِعل (1/171)
لأحدٍ على الحقيقة إلا لله تعالى وأنَّ العباد فيما يُنسَب اليهم من الأفعال كالشجرة تُحرّكها الريح فالإنسان عنده لا يَقدر على شيء إنما هو مُجْبرُ في أفعاله لا قدرة له ولا إرادة ولا اختيار وإنما يَخلُق الله تعالى الأفعال فيه على حسب ما يَخلُق في الجمادات وتُنسَب إليه مجازاً كما تُنسَب إليها
وقوله في مقدمة المنتقَى لا يجوز الاقتداء بالجَهْميّ ولا المُقاتليّ ولا الرافِضيّ ولا القَدَريّ فالجَهْميّ هذا والمُقاتلي من دان بدين مقاتل بن سليمان وهو من رجال المُرجئة وهم الذين لا يَقطَعون على أهل الكبائر بشيءٍ من عفوٍ أو عقوبةٍ بل يُرْجئون الحكْم في ذلك أي يؤخّرونه إلى يوم القيامة يقال أرجأتُ الأمر وأرجيْتُه بالهز أو الياء إذا أخرّته والنسبة إلى المهموز مُرْجِئيٌّ كمُرْجَعّي وإلى غيره مُرْجيٌّ بياءٍ مشدَّدة عَقيبَ الجيم فقط وقد تفرَّد مقاتل من هؤلاء بأن الله تعالى لا يُدخل أحداً النار بارتكاب الكبائر فإنّه تعالى يَغفر ما دُون الكفر لا محالة وأن المؤمن العاصي ربَّه يعذَّب يوم القيامة على الصراط على متْن جهنم يُصيبه لَفْح النار ولَهبها فيتألم بذلك على مقدار المعصية ( 53 / ب ) ثم يُدخَل الجنة
والرافضيّ منسوب إلى الرافضة وهم فرقة من شيعة الكوفة كانوا مع زيد بن علي وهو ممَّن يقول بجواز إمامة المفضول مع قيام الفاضل فلا سمعوا منه هذه المقالة وعرفوا أنه لا يتَبرّأ من الشيخين رفَضوه أي تركوه فلُقّبوا بذلك ثم لزم هذا اللقب كلَّ من غَلا في مذهبه واستجازَ الطعنَ في الصحابة (1/172)
وأما القَدَريّة فهم الفِرقة المُجْبِرة الذين يُثبتون كلَّ الأمر بقَدر الله ويَنْسبون القبائح إليه سبحانه وتعالى عن ذلك علواً كبيراً . وأما تسميتهم بذلك أنفسَهم أهلَ العدل والتوحيد والتنزيه فمِن تعكيسهم لأن الشيء إنما يُنسَب إليه المُثبِت لا النافي ومن زعَم أنهم يُثبتون القدَر لأنفسهم فكانوا به أولى فهو جاهل بكلام العرب وكأنهم لما سمعوا ما رُوي أنه عليه السلام قال القدَريّة مجُوس هذه الأمة هَربوا من الاسم وإن كانوا قد ارْتكبوا مُسمّاه
وعن الحسن عن حذيفة أن النبي عليه السلام لُعنت القدريةُ والمُرجئةُ على لسان سبعين نبياً قال قيل ومن القدَرية يا رسول الله قال قوم يزعمون أن الله تعالى قدّر عليهم المعاصي وعذّبهم عليها
وفي الأكمل عن مالك يُستتاب قال يعني الجَبرِيّة وعن الحسن رضي الله عنه قال إن الله بعث محمداً إلى العرب وهم قَدَريّة مُجْبِرة يَحملون ذنُوبهم على الله تعالى وتصديقُه في قوله سبحانه ( وإذا فعلوا فاحشةً قالوا وجدنا عليها آباءَنا واللهُ أمرنا بها قل إنّ الله لا يأمر بالفحشاء ) أعاذنا الله من المجُازفة والمُكابرة ( 54 / أ ) والإلحاد في آياته تعالى
ودارُ بني جَهْم مَحلَّة بمكة وبتصغيره كُني أبو جُهَيم الأنصاري ذكره أبو نُعيمٍ الحافظُ فيمن عُرف بالكُنى من الصحابة (1/173)
وقال هو ابن الحارث بن الصّمِة وفي الجَرْح يقال له ابن الحارث ويقال إنه الحارث وفي كتاب الكُنَى للحنظليّ كذلك وذكر خُواهَرْ زاده أن اسمه أيّوب وقد استقصيت أنا في طلبه في جُمْلة من اسمُه أيّوب فلم أجده والظاهر أنه سهْو
جهن
جُهينة في سف سفع
الجيم مع الياء
جيش
الجَيْش الجُنْد يَسيرون لحربٍ من جاشَت العِدْرُ إذا غلَت
جيض
في حديث ابن عمر فجاض المسلمون جَيْضةً وروي فحَاص بالحاء والصاد يقال جاض عنه وحاصَ أي عدَل ومالَ حَذراً
جيف
في حديث عمر رضي الله عنه أتُكلِّم قوماً قد جَيَّفوا أي صاروا جِيَفاً وهي جمع جيِفة وهي جُثَّة الميّت المُنْتِنة (1/174)
باب الحاء
الحاء مع الباء
حبب
الحُبّ خلاف البُغض وبفَعيلٍ منه سُمّي حَبيب بن سُلَيم في الكفالة وكان عَبْدَ شُريحٍ القاضي وبمؤنثه كُنيت أم حَبيبة حَمْنة بنت جحش وهي التي سألت رسول الله عليه السلام في الاستحاضة وأم حَبيبة بنت أبي سفيان في حديث الحِداد
وحَبّان بن منقذ الذي قال له عليه السلام قل لا خِلابَة ومحمّد بن يحيى بن حبّان في السّيَر كلاهما بالفتح وحِبّان بن زيد الشَّرعي بالكسر وزيد بن حيّان تحريف مع تصحيف وأما جعفر بن حبّان عن الحسن ( 54 / ب ) بالباء وكسر الحاء أو بالفتح والياء بنقطتين فمختلف فيه
وفي مختصر الكرخي زيد بن الحُباب بالضم وهو ابو الحسين العُكْليّ يَروي عن سفيان الثوريّ وعنه محمدُ بن العلاء
أمَه الحُباب في سل سلم (1/175)
حبر
الحِبَرةُ على مثِال العِنَبة بُردٌ يَمانٍ والجمع حِبَرٌ وحَبَرات وعن الليث بُرْدٌ حِبَرةٍ وبُرودُ حِمَرةٍ على الإضافة لضرْب من البُرود اليمانية وليس حِبَرةٌ موضعاً أو شيئاً معلوماً إنما هو وشْيٌ مأخوذ من التَحْبيرِ التزيينِ
وباسم المفعول منه سُمّيِ المحبرَّ والدُ سَلمة على زَعم المشرّح وإنما الصواب سَلمةٌ بن المحبِّق بالقاف وكسر الباء
وفي حديث عثمان رضي الله عنه كلّ شيءٍ يحب ولده حتى الحُبارى قالوا إنما خصَّها لأنه يُضرب بها المثَل في الحُمْقُ . فيقول هي على حُمقها تحبّ ولدها وتعلّمه الطيران يَطير يمنةً ويسرةً فيتعلّم
حبس
الحَبْسَُ المنْع وقوله الصومُ محبوس أي موقوفٌ غير مقبول ولا مرفوع
الحُبُس بضمتين جمع حَبِيس وهو كل ما وقفْتَه لوجه الله حيواناً كان أو أرضاً أو داراً ومنه كانت بنُو النَّضِير حُبُساً لنَوائبه أي أموالُ بني النضِير على حذف المضاف (1/176)
ويقال حَبَس فرساً في سبيل الله وأحْبسَ فهو حَبيس ومُحْبَس وقد جاء حبَّس بالتشديد ومنه قوله عليه السلام لعمر رضي الله عنه في نخلٍ له حَبِّس الأصل وسَبِّل الثمرة أي اجعلْه وقفاً مؤبَّداً واجعل ثمرَته في سبيل الخير
وقول شُريح جاء محمد عليه السلام ( 55 / أ ) بإطلاق الحُبُس اراد بها ما كان أهل الجاهلية يَحبِسونه من السَّوائب والبَحائر والحامي فنزل القرآن بإحلال ذلك
واما لا حُبُسَ عن فرائض الله فالصواب لا حَبْس على لفظ المصدر كما في شرح خُواهَرْ زادَه وهكذا أُثبِت في فردوس الأخبار وتقريره في المُعْربِ
والمِحْبَس بكسر الميم ما يُبسط على ظهر فراش النَّوم ويقال له المِقْرَمة
حبش
الحَبَشُ جمع حبَشيّ وبه سمّي الموضع الذي مات به عبد الرحمن بن أبي بكر وهو قريب من مكة ويروى بالحُبْشي وهو أصح من الحَبَش
وبتصغيره سمّي حُبَيْش بن خالد من الصحابة وكُنيِ به والد فاطمة بنت أبي حُبَيْش
حبق
حُبَيْق في عذ عذق
ابن المحبِّق ذُكر آنفاً (1/177)
حبل
الحَبْل رمْل يَستطيل ويمتدّ مستعار من واحد الحِبال ومنه حديث عُروة بن مضرِّس وما تركتُ من حبْلِ إلا وقفتُ عليه
ويَسِرق الحَبْل في بي بيض
والحَبَلَة الكَرْمة وهي شجرة العنب وأما الحديث نهى عن حبَل الحَبلة فالحبَل مصدر حَبِلت المرأة حبَلاً فهي حُبْلَى وهن حَبالَى فسمي به المحمول كما سُمّي بالحَمْل وإنما أُدخلت عليه التاء للإشعار بمعنى الأُنوثة فيه لأن معناه أن يَبيع ما سوف يحمله الجَنين إن كان أنثى ومن روى الحَبلِة بكسرالباء فقد أخطأ
والحُبُليُّ بضمتين وتخفيف الباء واللام وبياءي النسب أبو عبد الرحمن عبدُ الله بن يزيد يَروي عن المعافِريّ وابن عَمرو والمستَورِد بن شدّاد وعن شُرَحْبيل بن شَريك
حبن
الأحْبَن الذي به استسقاء ومنه كُنِيت العَظَاية ( 55 / ب ) بأُمّ حُبَيْن لِعظم بطنها
حبو حَبا الصبيُّ حَبْواً مشى على أربعٍ أو دَبَّ على اسْتِه عن الغوري ومراد الفقهاء الأول ولهذا قال شيخنا في جمع التفاريق فيمن نذر أن يطوف حَبْواً يطوف اسبوعين أسبوعاً لليدين واسبوعاً للرجْلين
ومنه الحَبيّ السحابُ لأنه يَحْبو وقيل هو من حَبَا إذا عرَض كما سمّي عارضاً لذلك (1/178)
والاحتِباء أن يَجمع ظهره وساقيْه بثوب أو غيره ومنه يقعد كيف شاء محتبياً أو متربّعاً
والمُحاباة في البيع معروفة وهي من الحِباء العَطاءِ
الحاء مع التاء
حتت في الحديث حُتّية وأقْرُصيه الحَتّ القَشْر باليد أو العُود والقَرصْ الأخذ بأطراف الأصابع كلاما من باب طلب
أَمَةُ الحُتات في سل سلم
حتف
قولهم مات حَتْفَ أنفه إذا مات على الفِراش قيل هذا في الآدميّ ثم عَمّ في كل حيوان إذا مات بغير سبب
الحاء مع الثاء
حثم سليمان بن أبي حَثْمة بفتح الأول وسكون الثاني واسم ابي حَثْمة عبدُ الله بن حُذيفة وقيل عَديّ بن كعب
حثو
حَثَيْثُ التراب حَثْياً وحَثوْتُه حَثْواً إذا قبضَته ورميتَه وقوله إنما يكفيكِ أن تَحْثي ثلاثَ حَثَياتٍ أراد صبّ الماء في الغُسل ويُروى في السُّنن أن تحفِني من الحَفْنة (1/179)
الحاء مع الجيم
حجب
الحَجْب المنْع ومنه الحِجاب وحاجبُ الشمس أوّلُ ما يبدوا منها مستعار من حاجب الوجه
حجج
الحَجّ القَصْد ومنه المحَجّة الطريق قال المخبَّل السَّعْديّ : ( 56 / أ )
( يَحُجّون سِبَّ الزِبْرقانِ المُزَعفْرا ... )
أي يَقصِدونه ويَختلفون إليه والسِبّ العِمامة والزبرقان لقَب حُصين بن بدرٍ وهو في الأصل القَمرُ وقد غلَب الحجُّ على قصد الكعبة للنُسْك المعروف
والحِجّة بالكسر المرّة والقياس الفتحُ إلا أنه لم يُسمع من العرب على ما حكاه ثعلب يدُلّ على ذلك ذو الحِجّة لشهر الحج ونذَر خمسَ حِجَج
ومنه الحُجّة لأنها تُقصَد وتُعتمد أو بها يُقصدَ الحقّ المطلوبُ قد حاجَّهُ فَحجّه إذا غلَبه في الحُجة وهو حاجٌّ وهو أحَجُّ منه والمحجُوج المغلوب
والحَجّاج في الأعلام مَحتمِلٌ وبه سمي ابنُ يوسف وإليه يُنسب الصاع لأنه اتخذه على صاع عُمر فيقال (1/180)
الصاعُ الحَجّاجيّ والقفيز الحَجّاجيّ وهو تبَعُ الهاشميّ وهو ثمانية أرطال عن محمدٍ رحمه الله
ومن مسائل الجَدّ الحَجّاجيَّة وهي في خر خرق
وأما حديث اللُقَطة أن رجلاً وجدَها يأم الحُجَّاج فذاك بالضم جمع حاجٍّ وقد رُوي أيام الحجّ وفي شرح السعدي أيام الحاجّ وهو بمعنى الُحجَّاج كالسامر بمعنى السُمَّار في قوله تعالى ( سامِراً تَهجُرون )
حجر
الحَجْر المنْع ومنه حَجَر عليه القاضي في ماله إذا منَعه من أن يُفسده فهو مَحجورٌ عليه وقولهم المحجور يفعل كذا على حذف الصلة كالمأذون أو على اعتبار الأصل لأن الأصل حجَره لكن استُعمل في منعٍ مخصوص فقيل حَجر عليه
والحَجْرة الناحية ومنها حديثُ فَرافِصَةَ أنه عليه السلام رأى رجلاً في ( 56 / ب ) حَجْرةٍ من الأرض فقال أعد الصلاة
والحِجْر بالكسر ما أحاط به الحطيمُ مما يلي الميزابَ نم الكعبة وقوله كلّ شوطٍ من الحِجْر إلى الحِجْر ويَعني به هذا سهوٌا إنما الصواب من الحَجَر إلى الحَجَر يعني الحَجر الأسود لأن الذي يَطوف يَبدأُ به فيستلِمه ثم يأخذ عن يمينه على باب الكعبة (1/181)
وحَجِرْ الإنسان بالفتح والكسر حِضْنه وهو ما دُون إبطهٍ إلى الكَشْح ثم قالوا فلان في حَجْر فلان أي في كنَفه ومنَعَتِه ومنه قوله تعالى ( وربَائبكم اللاتي في حُجوركم ) وقولها إن ابني هذا كان له كذا وكذا وحَجْري له حُواءً بالضم أي مكاناً يَحْويه ويْؤويه
والحِجْر بالكسر الحرام والحُجْر بالضم لغة وبه سُمّي والد وائل بن حُجْر وبتصغيرة سمّي والدُ قاضي مصَر ابن حُجَيْر
ومنه تَحَجَّرْتَ عليَّ ما وسَّعه الله أي ضيّقتَ وحَرَّمتَ
واحتَجر الأرضَ أَعْلَم عَلماً في حدودها لِيَحُوزَها ويمنعها ومنه قول عمر رضي الله عنه لبلال بن الحارث إن رسول الله عليه السلام لم يُعطِك العقيقَ وهو موضع لتحْتَجِره عن الناس وفي حديثه أيضا من أحيا أرضاً ميْتةً فهي له وليس لمحتَجِرٍ بعد ثلاث سنين حقٌّ وفي شرح خوُاهَرْ زادَه لمُتَحجّر والأول أصحّ
والحَجَر بفتحتين من هذا الباب لأنه ممتنع لصلابته وبجَمْعه سُمّيت أحجار الزّيْت وهي مَحلّة بالمدينة ويُشتقّ منه فيقال استَحْجَر الطينُ إذا صَلُب كالحجَر والآجُرُّ طين مستَحْجِرٌ بالكسر أي صُلْبٌ (1/182)
والحَنْجَرة مجرى ( 47 / أ ) النفَس من هذا أيضاً لأنه موضعٌ ضيّق
حَجر الفصِّ في جح جحر
أقصى حَجْر في جز جزر
حجز
الحَجْز المنْع والحِجاز موضع معروف لأنه حَجَز أي فَصل بين الغَوْر ونجْدٍ وقل بيْن الغَور والشام وبيْن البادية
وقيل احتَجَز بالحِرار والحبال أي أحاطت به من احتَجز الرجلُ بإزاره إذا شدَّه في وسَطه وعن الأصمعي إذا عرضَتْ لك الحِرارُ بنَجْدٍ فذلك الحجاز
حجل
الحجَلة بفتحتين سِتر العروس في جَوف البيت والجمع حِجال وفي الصحاح بيتٌ يُزيَّن بالثياب والأسِرَّة وبه يُخرَّج قول محمدٍ في عِيدان الحَجَلة وكِسْوتها
والحِجْل بالكسر الخَلْخال والقَيْد والفتح لغة وجمعُه حَجول وأحِجال ومنه فرسٌ محجَّل وهو الذي قوائمه الأربع بِيض قد بلغ البياضُ منه ثُلْثَ الوَظيف أو نِصفَه أوثُلثيْه بعد أن يُجاوِز الأرساغ لأن ذلك موضع الأحْجال
حجم
حَجْمُ الشيء مَلْمَسُه تحت يدك عن الغوريّ وعن الليث الحَجْم وِجْدانُك مَسَّ شيءٍ تحت ثوبٍ يقال مَسِسْتُ الحُبلى فوجدت حجم الصبيّ في بطنها (1/183)
وأحْجَم الثدْيُ على نحر الجارية إذا نَهَد وحقيقتُه صار له حَجْم أي نُتُوءٌ وارتفاع ومنه قوله حتى يَتَبيَّن حجمُ عِظامها وقوله مكّنْ جبهتك من الأرض حتى تجد حجْمَها
والحَجْم أيضاً فَعْلُ الحَجّام من باب طلَب والحِجامة حرفته والمِحْجَمة بالكسر قارورته وكذا المِحْجَم بطرح الهاء
والمَحْجَم بالفتْح من العُنق موضع المِحْحَمة عن الليث ( 57 / ب ) والأزهري ومنه قوله ويجب غَسْل المَحاجم يعني مواضع الحِجامة من البدَن
حجن
المِحْجَن عُود معْوجُّ الرأس كالصَّولجان
حجي
في الحديث من بات علىظهر بيتٍ ليس له حِجَيً فقد برئتْ منه الذمَّة رُوي بالكسر والفتح وهو الحجاب والسِتر
الحاء مع الدال
حدأ
الحِدَأُ بالكسر وقد يُفتح طائر يصيد الجُرذان وعن ابن عباس لا بأس بقتل الحِدَوِّ والأَفْعَوِّ للمُحْرِم ورَوى البخاري الحُديّا قال الأزهري كأن الحُدَيّا تصغير الحِدَوّ لغة في الحِدَأ (1/184)
وعن أبي حاتم أهلُ الحجاز يقولون هذا الطائر الحُدَيّا ويَجمعونه الحَراوَيِ قال وكلاهما خطأٌ
حدب
حَدِب حدَباً فهو أحدبُ من باب لبِس والحُدْبة عينُ ذلك النتوء في الظَهر وقوله في الواقعات الأحدب إذا بلغ حُدوبَتُه الركوع تحريف والصواب حَدَبُه
والحُدَيبيَة بتخفيف الياء الأخيرة وقد تُشدّد موضع قريب من مكة
حدث
الحدوث كون شيءٍ لم يكن يقال حدَث أمرٌ حُدوثاً من باب طلب وقولهم أخَذَه ما قَدُم وما حَدُث بالضم على الازدواج أي قديمُ الأحزان وحديثُها
والحَدث
الحادِث ومنه إياك والحدثَ في الإسلام يعني لا تُحْدث شيئاً لم يُعهد قبلُ وبه سمي الحدَث من قلاع الروم لِحدوثه أو لكونه عُدّةً لأحداث الزمان وصروفه
وحِدْثانُ الأمر أوله ومنه حديث صفيّة وهي عروس بحِدْثان ما دخلتُ عليه عليه السلام وقوله عليه السلام لعائشة رضي الله عنه لولا حِدْثانِ قومكِ بالجاهلية ويُروى ( 58 / أ ) حَداثةُ (1/185)
قومك بالكُفر وهما بمعنىً يقال افعل هذا الأمر بحِدْثانه وبحَداثَتهِ أي في أوّله وطَراءتِه ويُروى لولا أن قومِك حديثُ عهدٍ بالجاهلية والصواب حَديثُو عهدٍ بواو الجمع مع الإضافة أو حديثٌ عهدُهم على إعمال الصفة المشبَّهة كما في الصحيحين
وحَديثةُ المَوْصل قريَةٌ وهي أول حدّ السواد طُولاً وحَديثةُ الفُرات موضع آخر
حدد الحَدّ في الأصل المنْعُ وفعله من باب طلب والحَدّ الحاجِز بين الموضعين تسميةً بالمصدر ومنه حُدود الحرم
وقوله مُسْلِمةٌ موقوفة على حدّ مَحْرَم أي على شرَفِ أن يطأها كافرٌ وكذا مسلْم موقوفٌ على حد كُفْر أي يُلْجأُ بالضرب أو بالقتل كي يكفُر بالله وقول العلماء لحقيقة الشيء حَدٌّ لأنه جامع مانع
والحدّاد البوّاب لمنْعه من الدخول وسميت عقوبة الجاني حَدّاً لأنه تَمنع عن المُعادة أو لأنها مقدَّرة ألا ترى أن التعزير وان كان عقوبة لا يسمَّى حدّاً لأنه ليس بمقدَّر وقول عمر لابن عوف رضي الله عنهما لو رأيته على حدٍّ أي على أمر موجبٍ للحدّ وقيل في قوله إلاّ مَجْلوداً في حدّ أراد حدَّ القذْف
والحدّاد الذي يقيم الحدَّ فَعّال منه كالجّلاَّد من الجَلْد ومنه قوله أُجْرة الحدّاد على السارق وقيل هو السَجّان لأنه في الغالب يتولّى القطْع والأول أقرب وأظهر (1/186)
وحُدود الله أحكامه الشرعية لأنها مانعة عن التخطي إلى ما وراءَها ومنه قوله تعالى ( تلك حُدود الله فلا تَعْتَدُوها ) ويقال لمَحارمه ومناهيه ( 58 / ب ) حُدود لأنها ممنوعٌ عنها ومنه ( تلك حُدود الله فلا تَقْرَبوها ) والمَحْدود خلاف المَجدود لأنه ممنوع عن الرزق
وحِداد المرأة ترْك زينتها وخضابها بعد وفاة زوجها لأنها مُنعت عن ذلك أو منعت نفسها عنه وقد أحدَّت إحْداداً فهي مُحِدٌّ وحدّت تَحِدُّ بضم الحاء وكسرها حِداداً والحِداد أيضا ثياب المأتم السُّود
وأما الاستِحداد لحلْق العانة فمشتقّ من الحديد لأنه يُستعمل في ذلك وكأنه سمي حديداً لأنه منَع نفسه بصلابته ومنه وحَوافِرها حديداً أي صلبة كأنها حديد وبه سمّي والد عُمارة بنِ حَديد البَجَليّ في باب السَرايا والحِدادة بالكسر صناعة الحدّاد وهو الصانع في الحديد وقوله له ان يَعمل فيما بَدا له من الأعمال ما خلا الرحى والحَدّادَ والقصّار الصواب ما خلا الرّحى والحِدادة والقِصارة لأن تلك الأعيان ليست من أعماله
وحُدّان بالضم اسمٌ مرتَجلٌ من حروف الحديد ومنه سعيد بنُ حُدّانَ في السِر يَروي عن علي رضي الله عنه
در
الحَدْر السرعة والتَّوْريم وهو مصدر (1/187)
قولهم هو يَحْدرُ في الأذان وفي القِراءة وضرَبه حتى حَدَّرَ جِلْدَه أي ورَّمَه من باب طلب
وبتصغيره سمي حُدَيْر بنُ كُرَيْب ابو الزاهِريَّة وزيادُ بن حُدَير
حدق
أحْدَقوا به أحاطوا حوله ومنه قوله الدارُ مَحْدِقة بالبستان أي محيطة وحَدَّق إليه تَحديقاً شدَّد النظَر إليه وقول ( 59 / أ ) الحجّاج وقد أُرْتِج عليه قدْ هالَني كثرة رؤُوسكم وإحداقكم إليّ بأعينكم الصواب تحديقُكم إلي
حدل
ذات أحْدالٍ موضع بالصَّفْراء وهي وادٍ في طريق مكة مات به عبيدة بن الحارث وفي السِّيَر بالجيم والحاء
حدم
دمٌ محتَدمِ شديد الحمرة إلى السواد وقيل شديدُ الحرارة من احتدام النار وهو الْتهابها ومنه احتَدم الشراب إذا غَلا
حدو
حَدا الإبلَ ساقَها حَدْواً وحَدا لها غنّى لها والحاوي مثل السائق
الحاء مع الذال
حذر
الحذَر الخوف وفي المثَل أحذَر من (1/188)
الغراب وباسم المفعول منه كُنِي أبو مَحذورة المؤذّن واسمه سَمُرة أو أوسُ بن مِعْير مِفْعل بالكسر من عيار الميزان
حذف
الحَذْف القطع والإسقاط ومنه فرَسٌ محذوف الذنَب أو العُرْف أي مقطوعُه ويُجَعل عبارةً عن ترك التطويل والتمطيط في الأذان والقراءة وهو من باب ضرَب
وتَحذيف الشَّعر تطريره وتسويته تفْعيل من الطُرّة وهو أن يأخذ من نواحيه حتى يَستوي ومنه الأخذ من عُرف الدابّة وقصُّ الحافر ليس برِضىً كتقليم الأظفار والتحذيف في الجارية
حُذافة في خر خرج
حذق
التَحذيق من الحِذْق قياس لا سَماع
حذم
فاحذِم في رس رسل
حذلم تَميم بن حَذْلَمٍ بوزن سَلْجَم يَروي عن علي رضي الله عنه
حذو
قولهم حِذاءَ أُذنيه وحَذْوَ مَنْكبيه كلاهما صحيح ويقال حَذوْته وحاذَيْته أي صِرْتُ بحذائه ومنه قول الحلوائي ما يَحْذُو رأسَها أي ما يُحاديه من الشَعر ( 59 / ب ) ولا يَسترسِل
وحّذا النعْلَ بالمثال قطَعها به وحَذا لي (1/189)
نعلاً عملها وفي المنتقَى القولُ فيها قولُ المحذُوّةِ له الصواب المحذُوِله أ والمحذُوَّةِ له النّعْلُ كما في المقطوعةِ يدُه
وفي حديث مسّ الذكَر هل هذا إلا بَضْعةٌ منك أو حِذوةٌ ويُروى حِذْية بالكسر فيهما وهم القطعة من اللحم إذا قُطعت طُولاً
والحُذيْا العطيّة وأحْذَيته أعطيتُه ومنه الحديث كان يُحذي النساء والصبيانَ من المَغْنم وحذَيْتُه لغة ومنه حديث شُقْران فحذاهُ كلُّ رجلٍ من الأُسارى أي أعطاه شيئاً وكان على أُسارى بَدْر
وحذا الشرابُ أو الخلُّ لسانه إذا قَرصَ وهذا لبَنٌ قارص يَحّذي اللسان وهو أن يفعل به شبْه القَطْع من الإحراق
الحاء مع الراء
حرب
حُرِب الرجل وحَرِبَ حَرَباً فهو حَريب ومَحروب إذا أُخِذَ مالُه كلّه ومنه قول صفيّة حين بارَز الزبيرُ رضي الله عنه واحَرَبي وهي كلمة تأسّفٍ وتلهّف كقولهم يا أسَفي يُروى أنها قالت واحِدِي أي هذا واحِدِي على سبيل الاستعطاف لأنه ما كان لها أبنٌ سِواه (1/190)
والحَرْب بالسكون معروفة وقوله تعالى ( فإن لم تفعلوا فأْذَنوا بحربٍ من الله ورسوله ) أي فإن لم تفعلوا التَّركَ والانتهاء عن المطالبة فاعلموا أن الحرب تأتيكم من قِبَل الرسول والمؤمنين وتفسير مَن قال إنهم حَرْبٌ لله أي أعداءٌ محاربون تَردُّه كلمة مِن
وقوله ويُكره إحراقُ المشرِك بعد ما يُقْدر عليه فأمّا وهو في حَرْبه أي وهو مُحارب ويُروى في حِزْبه أي في جماعته وقومه لكليهما ( 60 / أ ) وجهٌ
وعن أبي حنيفة كانت مة إذ ذاك حَرْباً أي دارَ حربٍ
حرث حرَث الأرض حَرْثاً أثارها للزراعة ومنه أفرأَيتم ما تَحرثون والحَرْث ما يُستنْبَت بالبَذْر والنَوى والغَرْسِ تسميةًٌ بالمصدر وهو مجاز وقوله تعالى ( نساؤكم حَرْثٌ لكم ) مجاز من طريق آخر وذلك أنهن شُبهّن بالمَحارث وما يُلقى في أرحامهن من النَطَف بالبُذور وقوله ( أنّى شئتم ) أي من أيّ جهة أردتم بعد أن يكون المأتَى واحداً وهو موضع الحرث
وباسم الفاعل منه سمي الحارثُ بن لقيط النَخَعيُّ في (1/191)
الصيد والحارثُ بن قيس في النكاح وقيس بن الحارث أو قيس بن ثابت كلاهما سهوٌ فيه
حرج
حَرِجَ صدرُ ه ضاق حَرَجاً من باب لبِس ومنه الحَرَجٌ ضِيقُ المأثَم وتحرّج من كذا تأثَّم وحقيقته جانَبَ الخَرَجِ وفي أضاحي الخمير الخَوارزميّ فتحرّجت أو حرّكتْ ذنَبها أنّ ذلك ذَكاتُها كأنه استعار التحرُّج للتحرّك على بُعْدٍ والظاهر أنه تحريفُ فتحركت أو فتحوّزتّ من تحوّزتِ الحيّةُ إذا تَلوَّت وتَرحَّتْ من الرَّحى
حرح
الحِرُ بالتخفيف وقد حكى الأزهريُّ التشديد والأصل حِرْجٌ بدليل أَحْراح في جمعِه
حرد الحَرَدُ أن يَيْبس عصَبُ يد البعير من عِقالٍ أبو يكون خِلْقة فتَخْبِطَ إذا مَشى وبعيرٌ أحْرَدُ المذكور في الرواية هذا والجيم والذال في الشرح
والحَرَدايُّ ما يُلقى على خشَب السقف من أطنان القصَب عن الأعرابي الواحد حُرْدَيُّ وهو نَبَطيّ قال ابن السكيت ولا تقُل هُرْديّ وفي العين الهُرْديّة قصَبات نُغم مَلْويّةً بطاقات الكَرْم ( 60 / ب ) تُرسَل عليها قُضبانُ الكَرْمِ والحَرْدِيّة حِياصة الحَظيرة التي تُشَدُّ على حائط من قصَبٍ عَرضاً (1/192)
حرر
الحَرّ خلاف البَرْد وقولهم وَلِّ حارَّها من تولّى قارَّها أي وَلِّ شرَّها من تولّى خيرَها تمثَّل به الحسن رضي الله عنه حين أمره عليّ أن يَحُدَّ الوليد بن عُقْبة بشُرب الخمر أيام عثمان رضي الله عنه والمعنى أنه إنما يتولّى إقامة الحِّد من يتولّى منافع الإمارة
والحَرّة الأرض ذات الحجارة السُود والجمع حِرار ويوم الحَرّة يومٌ كان ليزيدَ على أهل المدين قُتل فيها خلْق كثير من أبناء المهاجرين والأنصار وقوله وبه قضى زيدٌ في قتلى الحَرّة الصواب ابنُه خارجةٌ لأنه رضي الله عنه مات سنة خمسٍ وأربعين أو خمسين ويومُ الحَرّةِ كان سنة ثلاث وستين وهي تُعرف بحَرّة وَاقِم بقُرب المدينة
والحُرّ خلاف العبد وتُستعار للكريم كما العبدُ للَّئيم وبه سميّ الحُرُّ بن الصَيّاح
والحُرّة خلاف الأمَة وبها كُني أبو حُرّة واصل بن عبد الرحمن عن الحسن البَصْري في السِيرَ وفتح الحاء خطأٌ . وقولهم أرض حُرّة لا رَمل فيها وأما قولهم للتي لا عُشْر عليها حُرَّة فمولَّد (1/193)
والحُرّيّة مصدر الحُرّ وحقيقتها الخَصلة ( 61 / ا ) المنسوبة إلى الحُرّ ويقال لجماعة الأحرار حُرّيّةٌ نسبةً إليها ومنها قول محمد فصالَحوهم على أن يُؤمِنُوا حُرّيَّتَهم من رجالهم ونسائهم
وحّرَّ المملوكُ عَتَقَ حَراراً من باب لبِس وحرَّره صاحبه ومنه ( فتَحْرير رقَبةٍ ) وتحَرَّر بمعنى حَرَّ قياسٌ وقوله تعالى ( إنّي نذرتُ لك ما في بطْني مَحرَّراً ) أي مُعْتَقاً لخدمة بيت المقدِس
والحَرُوريّة اسم بمعنى الحُرّيّة وفتح الحاء هو الفصيح وأما الحَرُوريّة لِفرْقةٍ من الخوارج فمنسوبة إلى حَرْوُراء قريةٍ بالكوفة كان بها أوّلُ تحكيمهم واجتماعهم عن الأزهري وقول عائشة رضي الله عنه لامرأةٍ أحُروريّةٌ انت المراد أنها في التعمّق في سؤالها كأنها خارجيّة لأنهم تعمّقوا في أمر الدين حتى خرجوا منه
والحَرير الإبريسم المطبوخ وسمّي الثوب المتَّخذ منه حَريراً وفي جمع التفاريق الحريرُ ما كان مُصمَتاً أولحمتُه حرير وفي كراهَيِة شرح الجامع الصغير الحُسامي : سِتْرُ الحرير وتعلِيقُه على الأبواب وسِتر الخِدْر تصحيف . وحَرّانُ من بلاد الجزيرة إليه تُنسَب ثياب الحَرّانيَّة
حرز
أحرَزه جعله في الحِرْز والحِرز (1/194)
الموضع الحَصين وباسم فاعله سمّي مَحْرِزُ بن جعفر أبو هريرة مولى أبي هريرة يَروي عن صالح بن كَيْسان في السِيَر هكذا في المشَتبهِ عن عبد الغنيّ وعن الدارَقُطْني كذلك وفي النفي مُحَرَّزٌ براءٍ مشدّدةٍ مفتوحةٍ مكرَّرةٍ أكثر
واسم المفعول منه مُحْرَز وحَريزٌ وبه سمي حَريزٌ بن عثمان في السِيَر يَروي عن عبد الله بن بُسْرٍ قال في الجَرْح هو ثقة وقيل كان يُرمَى ( 61 / ب ) بالانحراف عن علي رضي الله عنه وعن الحلوائي هو مطعون فيه
وقوله ما تمّت سَرقَتُه في مالٍ محْرُوز صوابه مَحرَزٍ وإن صحّ ما في كتاب المقاييس من حَرَزْتُه كان هذا اسم مفعولٍ منه وبتصغيره سمّي والد عبد الله بن مُحَيْريز الجُمَحيّ في حديث الأذان والتَّرجيح فيه
وحَراز بالتخفيف على فَعالٍ منه قلْعةٌ إليها يُنسب أزهر بن عبدالله الحَرَازيّ في السيَر
حرس
حرَسه حِراسةً حِفظه والحَرْس في مصدره قياسٌ لا سماع وقد وقع في كلام محمد رحمه الله كثيراً
والحَرَس بفتحتين جمع حارس كخادم وخدَم وقول عمر رضي الله عنه ألا أُنبئِكم بليلةٍ هي أفضلُ من ليلة القدر حارسٌ حرَس في سبيل الله لعله لا يؤوب إلى رَحْله أي ليلةُ حارس (1/195)
كقوله أفضل الأعمال الحالُّ المرتحِل أي عمل الحالّ لعله لا يؤوب إلى رحله أي لا يرجِع إلى منزله في موضع الحال وتقديره يائساً من الحياة غيرَ راجٍ إياها
وحَريسة الجبل هي الشاة المسروقة مما يُحرَس في الجبل وقيل هو من قولهم للسارق حارس على طريق التعكيس وفي التكملة حرَسني شاةً سرقها حَرْساً
حرص
حرص القصّارُ الثوبَ شقَّه في الدقّ ومنه الحارصة في الشِجاج وهي التي تَحرِص الجِلْد أي تشُقّه
حرض الحَرْض الأُشْنان والمَحْرُضَة وعِاؤه
حرف
الحرْف الطَرف ومنه الانحراف والتَحرُّف الميلُ إلى الحَرْف وفي التنزيل ( مُتَحرِفّاً لقتال ) أي مائلاً له وأن يصير بحرفٍ لأجله وهو من مَكائد الحرب يُري العدوَّ أنه منهزم ثم يَكُرّ عليه ومنه الحرْف ( 62 / أ ) في اصطلاح النحويين
وأما قوله نزَل القرآن على سبعة أحرفٍ فأحسنُ الأقوال (1/196)
أنها وجوه القراءة التي اختارها القُراء ومنه فلان يقرا بحرف ابن مسعود
وقيل للمحروم غير المرزوق مُحارَفٌ لأنه بحِرْفٍ من الرزْق وقد حُورِف والاسم الحُرْفة بالضم
والحِرفْة بالكسر اسم من الاحتراف الاكتساب وحَريف الرجل مُعامِله ومنه رجل له حَريف من الصيارفة أمَره أن يعطي رجلاً ألف درهمٍ قضاءً عنه أو لم يذكر قضاء عنه ففعَل فإنه يرجع على الآمِر وإن كان غيرَ حرَيف فإن قال قضاء عنّي رَجع وإلاّ فلا
حرق
ضالّة المؤمن حَرقُ النار هو اسم من الإحراق كالشفَق من الإشفاق ومنه الحَرقُ والغرَق والشرَقُ شهادة وعن ابن الأعرابي المراد به في الحديث اللهبُ نفسُه
وأما الثَقْب في الثوب فإن كان من النار فهو بسكون الراء وإن كان من دَقّ القصّار فهو محَّرك وقد رُوي فيه السكون والمعنى أنّ من أخذ الضالّة للتملّك فإن ذلك يؤدّيه إلى الحَرْق
والحُراقة بالضم والتخفيف ما يَبقى من الثوب المحترِق والحريق النار وأما الحديث والحَريق شهيد والغَريق شهيد فالمراد المُحرَق وإن لم أجده ونظيره الكتاب الحَكيم بمعنى المُحْكمَ على أحد القولين وفي كلام محمد رحمه الله ولن وُجد مَن في المعركة حريقاً أو غريقاً لم يُغسَل والحَرْقَى في جمعهِ مبنيٌّ عليه وهو مثل قَتْلىَ وجَرْحى في قتيل وجريح (1/197)
وأما الحُرَقَة بفتح الراء فلقَب لبطنٍ من جُهِينة منهم عبد الرحمن بن العلاء الحُرَقي وهو الذي بقي في بكن أمه أربع ( 62 / ب ) سنين عن الحَلْوائي
حرم
حَرُم الشيءُ فهو حَرامٌ وبه سمّي حَرام ابن معاوية وحَرام بن عثمان الأنصاري عن عبد الرحمن بن جابر وعنه أبو بكر بن عياش وبنو حَرام قوم بالكوفة نُسبت إليهم المحَلّة الحَراميّة
والحُرْمة اسم من الاحترام وقوله :
( اليومَ يومُ الملْحَمهْ ... تُهْتَك فيه الحُرُمَهْ )
يعني حُرمة الكفار وإنما حُرّكَ الراءُ بالضم لإتْباع ضمّة الحاء
والمَحْرَم الحَرام والحُرمة ايضاً وحقيقته موضع الحُرْمة ومنه هي له مَحْرم وهو لها محرم وفلان مَحرمٌ من فلانة و ذو رَحِمٍ مَحْرمٌٍ بالجّر صفة للرَّحِم وبالرفع لِذو
وأما قوله وإنْ وَهبَها لأجبيّ أو ذي رَحم ليس بمحرم أو لذي محرم ليس برحم فالصواب أو لمَحرْمٍ ليس بذي رَحِم
حرن
حرَن الفرَس وقف ولم ينقد حُروناً وحِراناً من باب طلب وهو حَروُن والحَرنُ في معنى الحِران غير مسموع
حري
التَحرّي طلب أحْرى الأمريْن وهو أَوْلاهما تفعُّل منه وقيل أصله قصْدُ الحَرَى وهو جَناب القوم ثم استعير فقيل تحرَّيت مرضاتَك وهو يتحرّى الصّواب أي (1/198)
يتوخّاه وقوله الجنة المتَحرّى إليها صوابه المتَحرّاةُ
وحِراءٌ بغير حرف التعريف مكسوراً ممدوداً والقصر خطأٌ علَمٌ لجبلٍ بمكّة ومن فسره بجبل في طرَف المفازة وأخَذَ التحرّي منه فقدْ سَها وفي الحديث أُسكُنْ حِراءُ على حذف حرف النداء
الحاء مع الزاي
حزب
الحِزْب واحد الأحزاب وهو الجماعة ومنه قرأ حِزْبه من القرآن أي وِرْدَه ووظيفته ونُهي عن تَحزيب القرآن وهو أن يُجعل حِزباً حزباً كلُّ شيءٍ لعمل معيّن من صلاة أو غيرها
ويوم الأحزاب هو يومُ الخندق لأن الكفّار تخرّبوا على أهل المدينة حتى خنْدَقوا . ( 63 / 1 )
وحَزَبَهُم أمرٌ أصابهم من باب طلَب
حزر الحَزْر التقدير ومنه فأنا لي أَحَزْرَ النخْل ويُروى جِزاز النخل بالجيم والزاء المكرّرة
وحَزْرة المال خيِارهُ يقال هذا حَزْرة مالِه وحَزْرة قَلْبه وحَزرة نفْسِه لأنه يُقدِّرهُ في نفسه ويُعدِدّه ومنه الحديث لا تأخذ من حَزَرات أنفُس الناس شيئاً خُذ الشارِفَ أي المُسنّة والفَتيّة (1/199)
وغُلامٌ حَزوَّرٌ احتلم واجتمعت قُواه
حزز
الحَزّ القطع ومنه الإثم حَوازُّ القلوب على فَواعلَ جمعُ حازّة كدابّة ودوابّ وهي الأمور التي تخُزّ في القلوب أي تَحُكّ وتُوهِمُ أن تكون معاصيِّ لفَقْد الطُمأنينة إليها
وأما حَزّاز على فَعّال منه فلم يَرْوهِ أحدٌ وعن شِمْر حَوّاز على فَعّال من الحَوْز الجْمع أي يَحوز القلوبَ ويَغلِب عليها والأوّل أشهر
حزم
الحَزْم شَدُّ الحِزامِ ومنه الحَزْمُ جودة الرأي وبه سمّي جَدَّ أبي بكر بن حزم لأنه ابنُ محمد ابن عمرو بن حزم إلا أنه سُب إلى الجَدّ فاشتُهِر به وهو ممن اسمُه كنُيتُه
وباسم الفاعل سمي والد جَرير بن حازم وإسحاق بن حازم وكُني به والدُ قيس بن أبي حازم وكلّهم في السِيَر
حزي
الحازي في عر عرف
الحاء مع السين
حسب
حَسَب المالَ عّدّه من باب طلب حَسْباً وحُسْباناً ومنه أحسنت إليه حَسَبَ الطاقة وعلى حَسَبها أي قَدْرَها
وحسَبُ الرجل مآثِرُ آبائه لأنه يُحسَب به من (1/200)
المنَاقب والفضائل له وعن شِمْر الحسَب الفَعَالُ الحسَن له ولآبائه ومنه من فاتَه حسَبُ نفسِه لم ينتفع بحسَب أبيه قال الأزهري ويقال للسخّى الجَواد حَسيبٌ وللذي يكثرُ عَدد أهلِ ( 63 / ب ) بيته حَسيبٌ قال وللحسيب معنى آخر وهو عددُ ذوي قَرابة الرجل من أولاده وغيرهم ويُفسّر ذلك حديثُ الزُهْريّ عن عروة أن هوازن أتوا النبي عليه السلام فقالوا أنت أبَرُّ الناس وأوْصُلهم وقد سُبي أبناؤُنا ونساؤُنا وأُخِذت أموالنا . فقال عليه السلام اختاروا إحدى الطائفيتن إما المالَ وإما السَبْي فقالوا أمّا إذ خيّرتَنا بين المال وبين الحسَب فإنّا نختار الحسَب فاختاروا أبناءهم ونساءهم فقال عليه السلام إنّا خيّرناهم بين المال والأحساب فلم يَعْدِلوا بالأحساب شيئاً فأطلَق لهم السْبيَ
قال فبيَّن هذا الحديث أنَّ عدد أهل بيت الرجل يسمى حسَباً
قلت وعلى ذلك مسألة الزيادات أوصى بثُلث ماله لأهل بيته أو لحسَبه وهو من الأول على حذف المضاف لأن الأبناء ذَوُو الحسَب والعدد من المآثر والمناقب أو على أن الآباء يكثرُ عددهم بالبنين أو لأن الذبّ عن حريم الأهل من المآثر فَسُمّوا حسباً لهذه الملابسة وأما من روَى لحسيبه فله وجْه
وقوله عليه السلام الحسَب المالُ والكرَم التقْوى هَدْم لقاعدة العرب ومعناه أن الغني يعظَّم كما يعظمَّ الحَسيب وأن التقيّ (1/201)
هو الكريم لا من يجود بماله ويبذّره ويُخْطِر بنفسه ليُعَدّ جواداً شجاعاً
واحتسَب بالشيء اعتدَّ به وجعله في الحساب ومنه احتسَب عند الله خيراً إذا قدّمه ومعناه اعتدّه فيما يُدّخَر عند الله وعليه حديث أبي بكر رضي الله عنه إني أحتَسِب خُطايَّ ( 64 / أ ) هذه أي أعْتدُّها في سبيل الله ومن صام رمضان إيماناً واحتساباً أي صام وهو مؤمن بالله ورسوله ويَحتَسِب صومَه عند الله
واحتسَب ولدَه إذا مات كبيراً ومعناه اعتدَّ أجْرَ مُصابه فيما يُدَّخَر ومنه أريد أن أحتَسِب ابني وأُوجَر فيه
والحِسْبان بالكسر الظن والحُسْبان بالضم سهامٌ صغارٌ يُرمَى بها عن القِسيّ الفارسية الواحدة حُسْبانة وإنما قال محمد رحمه الله يُرمَى به اعتاراً للَّفظ
حسر
حسَره فانَحسر أي كشفَه فانكشف من باب ضرب ومنه الحاسر خلافُ الدارع وخلاف المقنَّع أيضاً
وحَسر الماءُ نضَب وغارَ وحقيقته انكشف عن الساحل ومنه حديث ابن عباس كُلْ ما حسَر عنه البحرُ ودَعْ ما طفا عليه
وحَسَّره أوقعه في الحسْرة وباسم فاعله سمي والِدُ قيس بن المحسِّر ووادي مُحسِّر وهوَ بين مكة وعرفات
حسس
الحِسّ والحَسِيس الصوتُ الخَفِيّ (1/202)
حسك
الحسَك عُشْبةٌ شوْكُها مدَحْرج الواحدة حَسكة وبها كُنيت أمُّ حسكة وهي التي أعطاها رسول الله عليه السلام السُدُسَ
حسل
الحِسْل ولَد الضبّ وبه سمي حِسْل بن خارجة الأشجعّي وقيل حُسَيْل على التصغير
حسم
الحَسْم قطْع الشيء استئصالاً ومنه قوله عليه السلام في السارق اقطعوه ثم احسِمُوه أي اكْوُوه لينقطع الدّمُ
وحِسْمى بالكسر ماءٌ لكلبٍ قيل هو بقية ماءِ الطوفان وقيل بلدُ جّذامَ
حسن
حَسُن الشيءُ فهو حسَنٌ وبه سمّي الحسن بن المعتَمِر وبمؤنثّه سُمّيت أم شُرَحْبيل بن حسَنة
الحاء مع الشين
حشر
في حديث عمر ( 64 / ب ) لا يُعطَى من الغنائم إلا راعٍ أو سائقٌ أو حارسٌ وفي الحلوائي حاشِرٌ قال وهو الذي يجمع الغنائم من الحَشْر الجمع
والحَشرات صغار دوابّ الأرض وَقيل هي الفار واليَرابِيع والضِباب
حشش
الحَشيش من الكلأ اليابسُ ويستعار للولَد إذا يَبِس في بطن أمّه ومنه الحديث فألقَتْ حشيشاً أي ولداً يابساً (1/203)
وحشَشْت الحشيشَ قطعتُه واحتَشَشْتُه جمعتُه عن الجوهري وفيه نظر وعليه قول القُدوري في الكلأ ليس له أن يمنعه ولا أن يبيعه حتى يَحْتَشّه فيحْرزه
والحَشُ البستان ويكنى به عن المُسْتَراح لأنهم كانوا يتغوّطون في البساتين ومنه الحديث إن هذه الحُشوش محتَضَرة فإذا أتى أحدُكم الخلاءَ فلْيقُل أعوذ بالله من الخُبْثُ والخَبائث وهما جَمْعا خَبيثٍ وخَبيثة والمراد شياطينُ الجن والإنس ذُكْرانهُم وإناثهم
والمَحَشّة كناية عن الدُبْرُ ومنها الحديث أن النبي عليه السلام نَهى أن تُؤتَى النساء في مَحاشِّهن ورُوي بالسين وعن ابن مسعود مَحاشُّ النساء عليكم حرام يعني أدبارَهنّ
حشف
الحَشفَة ما فوق الخِتان من رأس الذكَر وأحْشَفَت النْخلةُ صارت ذات حشَفٍ وهو أردأُ التمر
واستَحْشفَت الأذُن يَبِست فهي مستحشِفة وأنفٌ مستحشِف صار بحيث لا يتحرّك غُضْروفه
حشم
الحِشْمة الانقباض من أخيك في المَطْعم وطلَبِ الحاجة اسمٌ من الاحتشام يقال احتشَمه واحتَشم منه إذا انقَبض منه أو استحيا وقيل هي عاميَّة لأن الحِشمة عند العرب الغضَبُ لا غير
ومنها حَشَمُ ( 65 / أ ) الرجل لقَرابته وعياله ومن يَغضب له إذا أصابه أمْر عن ابن السكيت وهي كلمة في معنى الجمع لا واحد لها من لفظها وقيل جُمعت على أحشام هكذا في جامع الغوري (1/204)
حشو
الحشْو مصدر حَشا الوسادةَ فسمّي به الثوبُ المحشوّ ومنه قولهم ويُنْزَع عنه الحشْوُ
واحْتَشَت الحائضُ بالكُرْسُف إذا أدخلتْه في الفرْج وقوله احتشَى كُرسْفاً على حذف الباء أو على التضمين
وقوله خذ من حَواشي أموالهم أي من عُرْضها يعني من جانبٍ من جوانبها من غير اختيار وهي في الأصل جمعُ حاشية الثوب وغيره لجانبِه
الحاء مع الصاد
حصب
المحصَّب موضع الجِمار بِمِنىً وأما التَحْصيب فهو النوم بالشِعْب ساعة من الليل ثم يَخرُج إلى مكة ومنه قول عائشة رضي الله عنها ليس التحصيب بشيء وعن ابن عباس كذلك وعن نافع ان ابن عمر كان يرى التحصيب سُنّةً وكان يصلّي الظُهر يوم النَفْر بالحَصْبة وهو موضعٌ ثَمّةَ
حصد
حصدَ الزرعَ جزّه حَصْداً وحصاداً من بابي طلب وضرب وفي الواقعات أُشعِل في حصائد الزرْع جمْع حَصيدٍ وحَصيدة وهما الزرع المحصود وأريدَ ههنا ما يبقى في الأرض من أصول القصب المحصود ومثله في شرح الجامع الصغير استأجر أرضا فأحرقَ الحصائدَ فاحتَرق شيء في أرض غيره لا يَضمَن
وأما ما ذكر في شرح القُدوري أن ابنَ سَماعة قال ولو أن (1/205)
رجلاً زرَع في أرضه ثم حصدَه وبقي من حصاده وجِلّه مَرعىً فله أن يمنع هذا ويَبيعه لأن الحصاد نبَت بزرعِه ففيه توسُّع وذلك أن الحصاد مصْدر في الأصل كما ذكرتُ وقد نطق به التنزيل ( 65 / ب ) في قوله سبحانه ( وآتُوا حقَّه يومَ حصاده ) ثم سمي به الزرع المحصود قال الأعشى :
( له زَجَلٌ كحفيفِ الحصَا ... دِ صادَف بالليل ريحاً دَبُوراً )
ثم سمّي به ههنا ما بقي في الأرض وأما الأول فمتوجِّه كالجِلّ
وأحْصَد الزرعُ واستحصَد حان له أن يُحصَد فهو مُحْصِد ومستحصِد بالكسر والفتحُ خطأٌ
حصر
الحَصْر المنْع من باب طلب ومنه الحُصْر بالضم من الغائظ كالأُسْر من البول وهو الاحتباس
والحَصَر بفتحتين العِيُّ وضيق الصدر
والفعل من الأول حُصِر مبنياً للمفعول فهو محصور ومن الثاني حَصِرَ مثل لبِس فهو حَصِرٌ ومنه إمامٌ حَصِرَ فلم يَستطع أن يقرا وضمُّ الحاء فيه خطأٌ
ويقال أُحصِر الحاجُّ إذا منَعه خوف أوْ مرض من الوصول لإتمام حجّه أو عُمرته وإذا منعه سلطان أو مانعٌ قاهرٌ في حَبْسٍ أو مَدِينةٍ قيل حُصِر هذا هو المشهور وقول ابن عباس (1/206)
لا حَصْرَ إلاّ حَصْرُ العدوّ قال الأزهري فَجَعَله بغير ألف جائزاً بمعنى قوله تعالى ( فإن أُحصِرتُم فما استَيْسَر من الهَدْي )
والحَصير المَحْبِس ورجل حَصور لا يأتي النساء كأنه حُبس عما يكون من الرجال
حصص
حَصَّني من المال الثُلثُ أبو الرُبع أي أصابني وصار في حِصَّتي وأخذتُ ما يَحُصُّني ويخُصّني وتحَاصَّ الغَريمان أو الغُرمَاء أي اقتسموا المالَ بينهم حِصصاً
ورجل أحَصُّ لا شَعْر له وحُصَاص الحمار شدّة عَدْوِه وقيل ضُراطُه
حصرم
في جمع التفاريق الكِشْمِش زَبيبٌ لا حِصْرِم له أي لا عَجَم له وفيه نظر لأن الحِصْرِم أول العنب النِيءُ الحامضُ باتفّاق ( 61 / أ ) أهل اللغة
حصن
الحُصْن بالضم العِفةّ وكذا الإحصان وأصل التركيب يدل على معنى المنْع
ومنه الحَصْن بالكسر وهو كل مكان مَحْميّ مَحْرَزٍ لا يُتوصَّل إلى ما في جَوفه وبه سمي والد عُيينة بنِ حِصنٍ الفَزاريّ وكَنّاز بن حِصنٍ الغنَويّ (1/207)
وبتصغيره سمّي حُصَين بن عبد الله في حديث القَرطَا وحُضَير تصحيف
وأما سفيان بن حُصَين كما ذكر خُواهَرْ زاده في حديث صوم التطوع وقال ضعّفه الشافعي فالصواب سفيان بن حسين بالسين كما في تاريخ البخاري وهو مؤدَب المَهْديّ وقال صاحب الجَرْح عن يحيى بن مَعين هو ثقة وعن والده هو صالح الحديث يُكْتَب حديثُه ولا يُحتجّ به
وقد حَصُنَ المكانُ حَصانةً فهو حَصِين وبه كُني أبو حَصين عثمان بن عاصم بن حَصِين الأسديُّ يروي عن ابن عباس وابن الزبير النخَعي وعنه الثوريُّ وشُعبة وشَريكٌ وضم الحاء تحريف عن ابن ماكولا وغيره وفي نسخةِ سَماعي من السِيَر ومتْن الأحاديث أبو الحُصَيْن عن الشَعْبي وعنه الثوريُّ وهو من باب مَبْعث السرايا
وحصَّنه صاحبه وأحْصنه ومنه ( لنُحصنكم من باسكم ) أي لِنَمْنعكم ونحرّركم
وإنما قيل للعفّة حُصْنٌ لأنها تُحصِن من الريبة وامرأَة حاصِنٌ وحَصانٌ بالفتح وقد أحْصنَت إذا عَفَّت وأحْصَنها زوجُها أعفَّها فهي مُحصنة بالفتح وأحْصَنت فرْجها فهي مُحصَنة بالكسر (1/208)
وأريد بالمحصَنات ذواتُ الأزواج في قوله تعالى ( والمحصَناتُ من النساء إلا ما ملَكتْ أَيمانكم ) والحرائرُ في قوله ( ومن لم يَستطع منكم طَوْلاً أن يَنكِح المحَصنات ) والعَفائفُ في قوله ( والمحصنات من المؤمنات والمحصَنات ( 66 / ب ) من الذين أُوتوا الكِتاب ) يعني الكِتابيّات
وشرائط الإحصان في باب الرَجْم عند أبي حنيفة ستّ الإسلام والحريّة والعقل والبلوغ والتزوّج بنكاح صحيح والدخول وفي باب القذف الأربَعُ الأُوَلُ والعفّة
والحِصان بالكسر الذكَر من الخيل إمّا لأن ظهره كالحِصْن لراكبه ومنه :
( أنّ الحُصونَ الخيلُ لا مَدَرُ القُرى ... )
وإمّا لأن ماءه مُحصَن مُحْرزٌ يُضَنّ به فلا يُنزَى إلاّ على حِجْر كريمةٍ والجمع حُصُنٌ بضمَّتين
حصي
في الحديث من أحصاها دخل الجنة أي من ضَبطها علماً وإيماناً
بيعُ الحصاة في نب نبذ (1/209)
الحاء مع الضاد
حضر
حضَر المكانَ واحتضَره شهِده والحاضِر والحاضِرة الذين حضروا الدارَ التي بها مجتَمعهم ومنه حضيرة التمر للجَرِين عن الأزهري عن ابن السكّيت عن الباهلي لأنه يُحْضَرُ كثيراً وهكذا في زكاة التجريد لأبي الفضل الكرماني وحصولهِ في الحَضائر وفي الكرخي بالظاء وهو تصحيف وفي الصحاح وجامعُ الغُوري بالصاد غيرَ مْعجمة من الحَصْر الحَبْس وله وجْه إلا أن الأوّل أصح
واحتُضِر مات لأن الوفاة حضرتْه أو ملائِكة الموت ويقال فلان مُحْتَضَر أي قريب من الموت ومنه إذا احتُضر الإنسان وُجِّه كما يوجَّه في القبر
وحَضُورُ من قُرى اليمن
حضرم
الحَضْرَميّ منسوب إلى حضْرَموت وهي بُلَيدة صغيرة في شَرقيّ عدَنَّ
حضن الحِضْن ما دون الإبط ومنه حديث أُسيد ابن حَضَيْر لولا رسول الله عليه السلام لأنفَذْتُ حِضْنَيك أي لخرقَّت جَنبيْك وخُصْيَيْك تصحيف (1/210)
والحاضنة المرأة توكَّل بالصبي فترفعه وتُربيّه وقد حضَنَت ولدَها ( 67 / ا ) حضَانةً من باب طلب
وحضَن الطائر بيضَه حَضناً إذا جَثم عليه يكْنفُه بحضْنَيه وحمامةٌ حاضِنٌ وفي بُرجْ الحمام مَحاضِنُ وهي مواضعها التي تَبيض فيها جمع مَحْضَنٍ قياساً
واحتَضَنت الدجاجةُ غيرُ مسموع وأما قوله ولو غَصب بَيْضةً وحضَنَها تحت دجاجة له حتى أفرخَت أي وضَعها تحتها وأجلسها عليها فإن كان محفوظاً فعلى الإسناد المجازي كما في بنى الأمير المدينة وإلا فالصواب التشديد
الحاء مع الطاء
حطب
الحطَب معروف وقوله ما رزع وغَرس فهو بينهما نِصفان كذا وكذا وأصولُ الكرم وعِيدانُه وحطَبُه أي ما يَبسَ منه أو مالا يُنتفَع به إلا في النار
وحَطَبه جَمعه من باب ضرَب وباسم فاعله سمّي حاطب ابن أبي بَلتْعَة وكان حازماً وفيه جرى المثَل صَفْقةٌ لم يَشْهَدها حاطب وقوله رُخِّص في دخول مكّة للحطّابة أي للجماعة الذين يَحطبون
وحطَب بفلان سعَي به ووشَى من الحَطَب بمعنى النميمة في قوله تعالى حَمّالةَ الحطَب على أحد القولين
وحطَب عليه بخَيْر أوْردَ عليه خيراً وعلى ذا قولُه في (1/211)
كتاب أمان السلطان بِسَعْي واشٍ وحاطبٍ عليك إمّا تضمين أو سْهو
حطط حَطَّ من الثمن كذا أسْقط واسمُ المخطوط الحَطيطةُ
الحاء مع الظاء
حظر الحَظْر المنْع والحَوْز ومنه حظيرة الإبل
والمحَظُور خِلاف المُباح لأنه ممنوع منه ويقال احتظَر إذا اتّخذ حظيرةً لنفسه وحَظَر لغيره وقولهم كان هذا زمانَ التحظير إشارةٌ ( 67 / ب ) إلى ما فعل عمر رضي الله عنه من قسمة وادي القُرى بين المسلمين وبين بني عُذرة وذلك بعد إجلاء اليهود وهو كالتاريخ عندهم
الحاء مع الفاء
حفد
الحَفْدُ الإسراع في الخدمة ومنه نسعى ونَحفِد أي نعمل لله بطاعته
والحفَدة الخدَم والأعوان ومنه قيل لأولاد الابن أوْ لولد الولد حَفدة
حفر
الحَفْر مصدر حفَر النهرَ ومنه فم فلانٍ محفورٌ حفَره الأُكالُ (1/212)
وحَفَرتْ أسنانُه فسَدتْ وتأكلَّت وحَفِرت حفَراً لغةٌ
والحَفِيرة الحُفْرة وقوله حفَر موضعاً من المعدِن ثم باع الحَفِيرة أي ما حُفِر منه
وحَفِيرٌ وحَفيرةٌ موضعان عن الأزهري وقيل بين الحفير وبين البصرة ثمانيةَ عشر ميلاً وعن شيخنا الحُفَيْرة بالضم موضع بالعراق في قولهم خَرج من القادسية إلى الحُفَيْرة
والمْحفُوريّ منسوب إلى محفور بلَيدةٍ على شطّ بحر الروم يُنسج فيها البُسُط والعَين تصحيف
أو حافرٍ في خف خفف
حفز
في الحديث اذا صلّت المرأة فلتَحْتَفِز أي فلتَتَضامَّ كتَضامّ المحتفِز وهو المستوفِز افتعال من حفَزه إذا حرّكه وأزعجه
حفش
الحِفْش البيت الصغير وهو في حديث المتوفَّى عنها زوجُها دخلتْ حِفشاً وفي حديث عامل الصدقة هلاّ جلَس في حِفش أمّه وهو مستعار من حِفْش المرأَة وهو دُرْجها
حفظ
حَفِظَ الشيءَ حِفظاً منعَه من الضياع وقولهم الحِفظ خلافُ النسيان من هذا
وقد يُجعل عبارةً عن الصَوْن وتركِ الابتذال يقال فلان يحفظ (1/213)
نفسه ( 68 / أ ) ولسانه أي لا يبتذلِه فيما لا يَعنيه وعليه قوله تعالى ( ذلك كفّارةُ أيْمانكم إذا حَلَفْتم واحفظوا أيمانكم ) في أحد الأوجُه أي صُونوها ولا تبتذِلوها والغَرض صَونُ المُقْسَم به عن الابتذال وبيانُه في قوله تعالى ( ولا تجعلوا الله عُرضةً لأيمانكم ) أي معرَّضا لها فتبتذلوه بكثرة الحلِف به لأنه امرٌ مذموم ولذا قال الله تعالى ( ولا تُطع كلَّ حلاّفٍ مهَين . فجعل الحَلاّف عنوانَ الأوصاف المذمومةِ ويعضُد هذا الوجه مجيئه بالواو دون الفاء وعليه بيت كُثّير :
( قليلُ ألالاَيا حافظّّ ليمينهِ ... وإن بدَرتْ منه الأليّة بَرَّتِ )
أي لا يُولي أصلاً بل يتحفَّظ ويَتصوَّن الا تَرى كيف قّررَ بذلك أن القِلة فيه بمعنى العدَم كما في بيت الحماسة :
( قليلُ التشكّي للمُهِمّ يُصيبه ... كَثيرُ الهوى شَتىَّ النوى والمسَالِك )
وبهذا دخل البيتان في باب المدح على أنك لو حَملْت القلّة على الإثبات والحِفظَ على مراعاة اليَمين لأداء الكفَّارة كما زعموا لم تَحْلَ بطائل قطّ من قوله وإن بدَرتْ وهذا ظاهر لمن تأمل وبدرت بالباء من قولهم بدَر منه كلام أي سَبَق والبادرة البديهة (1/214)
حفف
حفَّت المرأة وجههَا نَتفتْ شعْرَها حَفّاً ومنه حديث عائشة أنّه سألتها امرأةٌ عن الحّفّ فقالت أميطي الأذّى عن وجهِك
حفل
المحفَّلة الناقة أو البقرة أو الشاة التي حُفّل اللَبنُ في ضرعها أي جُمع بتَرك حَلْبها ليغترّ بها المشتري فيزيدَ في الثمن
حفن
الحَفْنة ملء الكفّ
حفي حَفِيَ مشى بلا خُفّ ولا نعْل حَفاءً بالمّد وأما الاحتفاءُ في معناه كما جاء في حديث عمر رضي الله عنه فلم أجده أنا والحافي خلاف الناعل والجمع حُفاةٌ وحَفِيَ قَدمُه رقَّت من كثرة المشي حَفاً بالقصر فهو حَفٍ
وحَفِي به ( 68 / ب ) حَفاوةً أشفق عليه وبالَغ في إكرامه وهو حَفِيٌّ به ومنه حديث عمر رضي الله عنه في الحجر الأسود رأيت أبا القاسم بك حَفِيّاً
وأحفَى شاربه بالَغ في جَزّه ومنه احتَفى البقْلَ إذا أخذه من وجه الأرض بأطراف أصابعه من قِصَره وقلَّته
وأحفَى شاربه بالَغ في جَزّه ومنه احتَفى البقْلَ إذا أخذه من وجه الأرض بأطراف أصابعه من قِصَره وقلَّته
وعليه حديث المضطر الذي سأل رسول الله عليه السلام متى تَحِلّ لنا الميْتة فقال ما لم تَحْتَفُوا بها بقْلاً فشأنكُم بها وروي تحتَفئوا بالهمز من الحَفأ وهو اصل البَردِيّ أي (1/215)
تقْتلعوه بعينه فتأكلوه وروي تَحْتَفوا من حف الشعرَ وروي تَجتفِئوا بالجيم مهموزاً من اجتفأتُ الشيءَ إذا قلعتَه ورميتَ به ومنه الجُفاء وروي تَخْتَفُوا من اختفى الشيءَ إذا استخرجه ومنه المختَفي النَبّاش
وأنكر أبو سعيد الهمزةَ مع الجيم والحاءِ وقال الاجتفاء كَبُّكَ الآنية وأما الاحتفاء من الحَفأ فالبّرديّ ليس من البقول وهو لا يكون ببلاد العرب أصلاً
وتمام الحديث بتفسيره في صب
الحاء مع القاف
حقف
الحِقْف الرمْل المعوجّ ومنه ظَبْيٌ حاقفٌ أي مُنطَوٍ منعَطِفٌ وقيل في أصل الحِقف
حقق هو حقيق بكذا وأنت حقيق بأن تفعل كذا ومحقوق به أي خَليق وقوله إنّ ديناً يكون العدل فيه بهذه المنزلة لحقيق ان يكون حقاً على حذف الباء
والحِقّ من الإبل ما استَكْمَل ثلاث سنين ودخل في الرابعة والحقة الأنثى والجمع حِقاق وفي الحديث وشرُّ السَيْر الحَقْحَقة وهي أرفع السير وأتعبه للظَهر (1/216)
حقل
( 69 / أ ) المحاقَلة بيع الطعام في سُنبله بالبُرّ وقيل اشتراء الزرع بالحنطة وقيل بيعُ الزرع قبل بُدُوِّ صلاحه من الحَقْل وهو الزرع وقد أحْقَل إذا طلع رأْسُه ونَبتَ وقيل المُزارَعة بالثُلث والربع وغيرهما وقيل كراءُ الأرض بالحنطة
حقن
حَقن اللبنَ جَمعه في السِقاء ومنه حقن دمه إذا منعه أن يُسفَك وذلك إذا حلّ به القتْلُ فأنقْذه
وحَقْن بَولَه حبَسه وجمعه ومنه الحديث لا رأْيَ لحاقنٍ ولا حاقبٍ ولا حازق هكذا في غريب القُتَبي فالحاقن الذي به بَول كثير والحاقب المحصور والحازق الذي ضاقَ خُفّه فحزَق قدَمه أي ضغظها وأما الحاقِز كما في الأكمل فليس بشيء
وحقن المريضَ داواه بالحُقْنة وهي دواء يُجعل في خريطة من أدَمٍ يقال لها الْمِحْقَنة وقوله في الواقعات رجل أدخل الحُقْنة ثم أخرجها لا وُضوء عليه أراد أنبوب المِحقنة فتوسَّع في الكلام
واحتقَن بنفسه تَداوى بها وقوله لا بأس أن يُبدي ذلك الموضع للمحتقِن صوابه للحاقِن وقولهم احتقَن الصبيُّ بلَبن أمه بعيدٌ واحتُقِن بالضم غيرُ جائز وإنما الصواب حٌقِنَ أو عُولِجَ بالحُقْنة
الحاء مع الكاف
حكر
الاحتكار حَبْس الطعام للغلاء والاسم الحُكْرة (1/217)
حكك
الحَكّ القشْر ومنه الحِكّة بالكسر وهي كل ما تحُكُّه كالجرب ونحوه وقد جُعلت في باب الطهارة عبارةً عن القَمَل أو كنايةً عن القمْل وقولهم الإثم ما حَكَّ في صدرك أي أثّر فيه وأوْهَم أنه ذنْب لعدم انشراح الصدر به ومن روى صَدْرَكَ فقدْ سَها
حكم
حكم له عليه بكذا حَكْماً وقوله في الدار يرتدّ أهلها ( 69 / ب ) فتصير محكومةً بأنها دار الشِرك الصواب محكوماً عليها والحَكَم بفتحتين الحاكم وبه سمي الحَكَم بن زهير خليفةُ أبي يوسف
وحكَّمه فوّض الحكْم إليه ومنه المحكَّم في نفسه وهو الذي خُيّر بين الكفر بالله والقتْل فاختارَ القتْلَ وحَكَّمَتِ الخَوارج وقالوا إن الحُكم إلاّ لله وهو من الأول
والحِكْمة ما يمنَعُ من الجهْل واريدَ بها الزبَور في قوله تعالى ( وآتيناه الحِكْمة ) وقيل كلُّ كلامٍ وافق الحقّ
وأحْكَمَ الشيءَ فاستحكَم وهو مستحكِم بالكسر لا غير ومنه النوم في الركوع لا يَسْتَحْكِمُ
الحاء مع اللام
حلب
حلَب الناقة حَلْباً وأحْلَبه أعانه (1/218)
في الحَلْب ثم عَمّ والحَلَبُ محرَّكاً لا غير اللبَنُ المَحْلوب والحلوبة ما يُحلَب وناقة حَلُوبٌ
والحُلبْة هذا الحَبّ المعروف
والحَلبْة في جل جلب
حلس
الحِلْس كساءٌ يكون على ظهر البعير تحت البَرْذعة ويُبسَط في البيت تحت حُرّ المتاع ومنه اسحلَس الخوفَ لزِمه
حلف
ذو الحُليَفة ميقات أهل المدينة حِلْفُ أبينا في نش نشد
حلق
الحَلْقة حَلْقة الدِرع وغيرها وفي حديث الزُهْرِي وعلى ما حَملتِ الإبلُ إلا الحلقة السلاحُ كلّه وقيل الدروع خاصةً وقوله :
( نٌقْسم بالله نُسْلِمُ الحَلَقةْ ... )
فالتحريك ضرورة وقيل لغة
حَلْقَى في عق عَقر
حلل
حلَّ المنزلَ حُلولاً وحالَّ صاحبَه حلَّ معه ومنه الحَليلةُ الزوجةُ لأنها تُحالُّ زوجَها في فراش (1/219)
وحلَّ العُقْدة حَلاَّ من باب طلَب وقوله الشفعة كحلّ العِقال مَثَلٌ في قِصَر المدّة لأنه سهل الانحلال ومعناه أنها تَحْصُل في أدنى مدّة كمقدار حَلّ العقال وقد أبْعَد ( 70 / أ ) من قال إنها تذهب سريعاً كالبعير إذا حُلّ عِقالُه
وحلَّل يمينه تحليلاً وتَحِلّة إذا حَلّها بالاستثناء أو بالكفَّارة وتَحِلّهُ القَسَم واليمين مَثلٌ في القِلّة ومنها فتمسُّه النار إلاّ تَحِلّةُ القَسَم أي مَسّةً يسيرةً
وتحَّل من يمينه خرج منها بكفّارة وتحلّل فيها استثنى وقول الأشعري ما تحَلَّلَ يميني على خَدْعة الجار إن كان الحديث محفوظاً فعلى تضمين ما انحلّ
وحّلَّ له الشيء حِلاّ فهو حِلٌّ وحَلالٌ من باب ضرب ومنه الزوج أحقَّ برجعتها ما لم تَحِلَّ لها الصلاةُ
والحَلالُ مما يَستوي فيه المذكر والمؤنث والواحدُ والجمع . وأما قوله في الحجّ على أهل المدينة إن صادُوا وهم مُحْرِمون فحكْمهم كذا وإن صادوا وهم أحِلّةٌ فحكمهم كذا فكأنه قاسه على زمان وأزمنةٍ ومكانٍ وأمكِنةٍ
وأحَلّه غيرُه وحلَّله ومه لعَن الله المحِلّلَ والمحلَّل له وروي المُحِلَّ والمُحَلَّ له وفي الكرخي الحالَّ وهو مِن حَلَّ العقْدةَ وإنما سمي مَحلِّلاً لقصده التحليلَ وإن كان لا يحصُل به وذلك إذا شَرطا الحلَّ للأول بالقول على قول (1/220)
أبي يوسف ومحمدٍ رحمهما الله وقولهم ولو قال أحْلَلْتك منه فهو بَراءةٌ مَبنيّ على لغة العَجم
وحَلّ عليه الدَيْنُ وجَب ولزِم حُلولاً ومنه الدَيْن الحالُّ خلافُ المؤَجَّل
الحُلَّة إزارٌ ورداء هذا هو المختار وهي من الحُلول او الحَلّ لما بينهما من الفُرجة
فاحتلّ في جل
حلم
الحَلَمة واحدة الحَلَم وهو القُراد الضخْم العظيم ويقال لرأس الثدي حَلَمة عل التشبيه ويشهد له بيت الحماسة
( كأن قُرادَيْ زَوْرِه طبَعتْهما ... بِطِينٍ من الجَوْلان كُتَّاب أعجَمِ . )
( 70 / ب ) وحلَم الغلام احتلم حُلْماً من باب طلب والحالم المحتَلِم في الأصل ثم عمَّ فقيل لمن بلَغ مبلغ الرجال حالِم وهو المراد به في الحديث خذ من كل حالم وحالمةٍ ديناراً
والحليم ذو الحِلْم وبمؤنثه سميت حَليمةٌ بنت أبي ذؤيب عبد الله بن الحارث بن سعد بن بكر ظئرُ رسول الله عليه السلام وقد حلُمَ حِلْماً من باب قرُب وحلَّمه نسبَه إلى الحِلْم وباسم الفاعل منه سمي محلِّم بن جَثّامة وهو الذي قتل رجلاً بذَخْل الجاهليّة بعدما قال لا إله إلا الله فقال عليه السلام (1/221)
اللهم لا ترحَم محلِّماً فلما مات ودُفن لفظَتْه الأرض ثلاث مرّات
حلقم
الحُلْقوم مجرى النفَس وعن الحسن أنه بلغه أن الحجاج وضَع الجمعة بالأهواز فقال لعن الله الحجاج يتركُ الجمعة بالأمصار ويُقيمها في حَلاقيم البلاد أي في مضائقها لأن الأهواز بالنسبة إلى غيرها من الأمصار بلد ضيّق
حلو
الحَلواء بالمدّ والقصر والجمع الحلاوَى وحُلْوان الكاهن أُجْرته فُعْلان من الحَلاوة
والحُلِيّ على فُعول جمع حَلْي كَثُديّ في جمع ثَدْيٍ وهي ما تتحلّى به المرأة من ذهَبٍ أو فِضّة وقيل أو جوهرٍ
والحِليْة الزينة من ذهب أو فضة يقال حِلْية السيف أو السَرْج وغيره وفي التَنْزيل ( وَتسخرِجون حِليةً تلبَسونها ) اللؤلؤُ والمَرْجان
وحِلْية الإنسان صِفته وما يُرى منه من لون وغيره والجمع حُلِىً بالكسر والضم
الحام مع الميم
حمد
الحَمْد مصدر حَمِد وبتصغيره سمي حُمَيْد بن هانئ وكُني ابو حُمَيْد الساعدي ( 71 / أ ) ونُسِب إليه الحُمَيْديّ وهو نوع مع الأشربة لأنه محمودٌ عندهم
والمَحْمِدة بفتح العيْن وكسرها ما يُحْمَد بِه (1/222)
حمر
فرَسٌ مِحْمَرٌ إذا كان هجيناً واليَحْمور في ذبائح مختصر الكرخي ضرْب من الوحش وقيل الحمار الوحشي
وحُمْر النَعَم كَرائمها وهي مثَلٌ في كل نفيس وقيل الحسنُ أحمر
وحُمْرانُ مولى عثمانَ مرتجَل أو منقول من جمع أحْمر كعُمْيان في جمع أعمى
حُمَيِرّاتٌ في الذَيْل
حمز
أفضلُ الأعمال أحْمزُها أي أمَضُّها وأشَقُّها من قولهم لَبنٌ ونبيذٌ حامِزٌ يَحمِز اللسانَ أي يَحرِقه بشدّته وحِدّته
ومنه الحَمْزة بقلةٌ في ذَوْقها لذْعٌ للّسان وبها سمي حمزةٌ بن مالكٍ أبي أُسَيْدٍ الساعديُّ لا مالكُ بن حمزة راوي قوله عليه السلام إذا كَثَبوكم وتقريره في المُعرِب
حمس
الحُمْسُ قُريشٌ ومَن دان بدينهم الواحد أحْمَسُ وسمّوا بذلك لأنهم تحمسّوا في دينهم أي (1/223)
تشددا فكانوا لا يستظِلّون أيام مِنىً ولا يدخُلون البيوت من أبوابها ولا يَخرجون أيام الموسِم إلى عرفات وإنما يقِفون بالمزدلفة ولهذا قال جُبَير بنُ مطعِم حين رأى رسول الله بعرفَة هذا من الحُمْسِ فما بالُه خرج من الحَرم
حمش
حمش في صه صهب
حمض
الحَمْضَة واحدةُ الحَمْض خِلاف الخُلّة وبها كُني والد المنذر بن أبي حَمْضة وفي السِيَر على لفظ التصغير
حمق
الحُمْق نقصانُ العقل عن ابن فارس وعن الأزهري فسادٌ فيه وكسادٌ ومنه انْحَمق الثوبُ إذا بَلي وانْحمَقت السوقُ كسَدَت
وقد حَمِقَ فهو حَمِقٌ وحَمُقَ فهو أحمَق وإنما قيل لصوْتَي النِّياحة ( 71 / ب ) والتَرنّم في اللعب أحْمقان لحُمْق صاحبهما
وأما قول عمر رضي الله عنه لُعبادة بن الصامت يا أحمق فإنما خاطبه بهذا اللفظ الخِشن لاعتراضه على إمامٍ مثلهِ في شيء مجتَهَدٍ فيه وقد قيل فيه تأويل آخر إلاَّ أنه باردٌ مستبعد
واستَحْمقَه عدَّه أحمقَ وعن الليث استحمَق الرجلُ فعَل فِعْل الحمقى حكاه الأزهري وعليه حديث ابن عمر أرأيت إن عَجَز واستَحمَق هكذا قرأته في الفائق (1/224)
ويُروى ومالي لا أحتسب بها وإن استحمقْتُ ونظيره وزناً ومعنىً استَنْوَك إذا فَعل فعْل الأنْوَك
والأُحمْوقة من أفاعيل الحَمقى
حمل
الحَمْل بالفتح مصدر حَمَلَ الشيءَ ومنه ماله حَمْل وَمؤُونة يعنون ماله ثِقَل يُحتاج في حَمْله إلى ظهرٍ أو أجرة حمّال وبيانه في لفظ الأصل ماله مؤونة في الحمل وقيل في قوله تعالى ( وحَمْلُه وفِصالُه ) أريدَ الحملُ على اليد دون البطن وليس بشيء
وباسم فاعله على المبالغة سمي والد أبيض بن حمّال والدال تصحيف
والحَمْل أيضاً ما كان في بطنٍ أو على راس شجرة وامرأةٌ وناقة حامل والجمع حَوامل
والحِمْل بالكسر ما يُحمل على ظهرٍ أو على راس والجمع أحمال وعن الكرخي هو ثلاثمائة بالعراقيّ
والحَمَل ولد الضائنة في السنة الأولى وبتصغيره سمي أبو بصْرة حُمَيْل بن بصْرة الغِفاري والجمعُ حُمْلان (1/225)
ويقال لما يُحمل عليه من الدوابّ في الهبة خاصةً حُمْلان ويكون مصدراً بمعنى الحَمْل واسماً لأجرةِ ما يُحمل وقوله ليس للإمام أن يُعطِيَهُما نفقةً ولا حُملاناً يحتمل الوجهين الدابَة المحمولَ عليها وأجرة ( 72 / ا ) الحَمْل وكذا قوله ما أنفق عليها وفي كسوة الرقيق وحملانهم وأما قوله في باب الاستئجار ولا أجْر له في حُملانهم فالمراد به المصدر وكذا قوله استأجر إبلاً بأعيانها فكفَل له رجل بالحُمْلان يعني بالحَمْل
وحُمْلان الدّراهم في اصطلاحهم ما يُحمل عليها من الغِشّ تسميةٌ بالمصدر
والمحْمِل بفتح الميم الاولى وكسر الثاني أو على العكس الهَوْدجَ الكبير الحجّاجيّ وأما تسمية بَعير المْحمل به فَمجاز وإن لم نسمعه ومنه قوله في الإيضاح في استطاعة السبيل ما يُكترى به شِقٌّ مَحْمِلٍ أي نصفُه أو رأسُ زامِلة
والحَمولة بالفتح ما يُحمل عليه من بعير أو فرس أو بغل أو حمارٍ منها وفضْلُ الحَمولة أي ما فضَلَ من حاجته ومنها قوله فيعطَى أجرةً للذَهاب دون الحَمولة والرَجْعة يعني دون إعماله الحَمولة
والحُمولة بالضم الأحْمال منها قوله وقد عقَرها الرُكوُب والحُمولة ولفظ الرواية أسلم وأظهرُ ومنها ما في مختصر الكرخي ولو تَقبّلا حُمولةً بأجْر ولم يُؤجِرا البغلَ والبعير (1/226)
فحمَلا الحُمولة على ذلك فالأجر بينهما نصفان
وأما قوله في إجارة الفسطاط فإنْ خَلّفه بالكوفة فالحُمولة على المستأجر فمعناه فمؤونةُ الحمولة أو فحَمْلُ الحُمولة على حذف المضاف والحَمِيل في حديث عمر رضي الله عنه الذي يُحمل من بلده إلى بلاد الإسلام وتفسيره في الكتاب أنه صبيٌّ مع امرأةٍ تَحمله وتقول هذا ابني وفي كتاب الدعوى الحَميل عندنا كلُّ نَسبٍ كان في أهل الحرب
والتَحامُل في المشي أن يتكلّفه ( 72 / ب ) على مشقّة وإعياء يقال تحاملتُ في المشي ومنه ربّما يتَحامل الصيدُ ويطير أي يتكلّف الطيرانَ والتَحاملُ أيضاً الظُلْم يقال تحاملَ على فلانٍ إذا لم يَعْدِل
كلاهما من الحَمْل إلا أن الأول يَحمل نفسه على تكلّف المشي والثاني يَحمل الظُلْمَ على الآخر
حمم الحَميم الماء الحارّ ومنه المِحَمّ القُمْقْمة ومثَلُ العالِم كمثل الحَمَّة وهي العين الحارّةُ الماءِ والحَمّام تذكّره العرب وتؤَنثه والجمع الحمّامات والحَمّاميّ صاحبه
واستحَمّ دخل الحمّام وفي الحديث لا يبَولنّ أحدكم في مستَحَمّه ثم يتوضأٌ فيه ويروى في مغتَسله وتحمَّم غيرُ ثَبَتٍ (1/227)
وحمّامُ أعْيَنَ بستان قريب من الكوفة
وحُمّ من الحُمّى ومنه حديث بلال أمحمومٌ بيتكُم أو تحوّلتِ الكعبة في كِنْدة كأنه رأي فيهم بيتاً مزيّناً بالثياب من خارج فكرِهَه وقال استهزاءً أصابتهُ حُمّى حيث أُلقي عليه الثياب أم انتقَلتِ الكعبة إليكم وذلك لأن مثل هذا التزيين مختصُّ بالكعبة
والحُمَم الفحْم وبالقطعة منه سمي والد جَبَلة بن حُمَمَة يروي عن علي رضي الله عنه وحُمَيْدٌ تصحيف
ومنه حُمِّمَ وجْهُ الزاني وسُخِّمَ أي سُوِّدَ من الحُمَم والسُخام ومنه الحديث رأى يهوديّيْن مُحمَّمَي الوجه وعن أنس أنه كان بمكة فكان إذا حُمّم رأْسُه خرج فاعتمر أي اسودَّ بعد الحلْق وهو من الحُمَم أيضاً
وأما التّحميم في متعة الطلاق خاصةً فمن الحَمّة أو الحميم لأن التمتيع نفْعٌ وفيه حرراةُ شفقةٍ
قوله عليه السلام في شعارهم ليلة الأحزاب إنْ بُيِّتُّمْ فقولوا حِمْ لا يُنْصَرون ( 73 / ا ) عن ابن عباس رضي الله عنه أنه من أسماء الله تعالى وقال أبو عبيدٍ معناه اللهم لا يُنصَرون وعن ثعلب واللهِ لا ينصَرون وهو كالأول
وفي هذا كلّه لأن حم ليس بمذكور في أسماء الله تعالى المعدودة ولأنه لو كان اسماً كسائر الأسماء لأُعرِب لخلُوّه من عِلل البناء (1/228)
قال شيخنا والذي يؤدي إليه النظر أن السُورَ السبعَ التي في أوائلها حم سُوَرٌ لها شأن فنبّه النبي عليه السلام على أنّ ذكْرها لشَرف مَنزلتها وفخامةِ شأنها عند الله مما يُستَظهر به على استِنزال رحمةِ الله في نُصْرة المسلمين وفَلِّ شَوكة الكفّار وقوله لا يُنصَرون كلام مستأنَف كأنه حين قال قولوا حِمْ قال له قائل ماذا يكون إذا قِيلت هذه الكلمة فقال لا ينصَرون
حمي
حَماه حِمايةً منَعه ودفَع عنه وحامية القوم الذي يَحميهم ويذُبّ عنهم والهاء للمبالغة
والحامي في القرآن الفحْل إذا ألْقَحَ ولدَُ ولَدِه لا يُركَب ولا يُمنَع من مَرعىً
والحِمَى موضع الكلأ يُحْمَى من الناس فلا يُرعى ولا يُقْرَب وكان ذلك من عادات الجاهلية فنفاه عليه السلام فقال لا حِمى إلاّ لله ولرسوله أي إلا ما يُحمَى لخيل الجهاد وَنعَم الصدَقة
ولقّب عاصم بن أبي الأقلَح بحَمِيِّ الدَبْر وهو جماعة النحل لأنها حَمْت فهو فَعيل بمعنى مفعول
والحَمِيّة الأنَفة لأنها سبب الحِماية وقوله لئلا تحمله حميّة الشيطان إنما أضافها إليه لأنها منه والمَحْميَة مثلُها وبها سمّي محمِيَةُ بن جَزٍ أو جَزْءٍ وهو صحابي
وأحمى المِيسَم وأحْمى عليه أوقد النار عليه (1/229)
وأحماءُ المرأة ذوو قَرابة زوجها ( 73 / ب ) ومنه كانت فاطمة بنت قيس تَبْذو على أحماء زوجها أي على قومه وهو إما من الأوّل لأنهم الحامُون والذابّون أو من الثاني لحرارة شفَقتهم والواحد حماً كعصاً وحَمٌ كأخ وحَمْءٌ كَخَبْءٍ
فعَلى الأول تثنيته حَموان وحَمويْن ومنه أجَرْتُ حَمويْن في حديث امّ هاني وعلى الثاني كذلك وعلى الثالث ظاهر وأما قوله
( فإني حَمُها وجارُها ... )
فبترك الهمزة كما قرئ يُخْرج الخَبَ
الحاء مع النون
حنس
يُحَنَّسُ بضم الياء وفتح النون المشددة عتيقُ عمرَ رضي الله عنه وهو أعجمي أو يُفَعَّلُ من الخَنَ وهو لزوم وسَط المعركة
حنش
الحَنَش واحِد الأحناش وهو كل ما أشبهَ رأسُه رأسَ الحيّات كالحَرَابيّ وسَوامِّ أبرصَ وقد يقال للحيّة حنَش ولما يُصاد من الطير أيضاً وبه سمي حنَشُ بن الحارث (1/230)
ابن لقيطٍ الكوفيُّ وحنَش بن المعتَمِرَ الكناني والحَسنُ تصحيف
حنط
الحَنّاط بائع الحِنطة وبه لقّب أبو ثمامة الحَنّاط عن كعب بن عُجْرة في تَشبيك اليدين في الصلاة
و ( والحنّاطين ) في ( نق ) نقل
حنف
الأحنَف الذي أقبلتْ إحدى إبهامَيْ رجليه على الأخرى وعن ابن دريد الحَنفُ انقلاب ظهْر القدم حتى يصير بطناً وأصله المَيَلُ
وبتصغيره سمي والدُ سَهْلٍ وعثمانَ ابنيْ حُنيف وحَنيفةُ تحريف
ومنه الحنيف المائل من كل ديِن باطل إلى دين الحق وقولهم الحَنيفُ المسْلم المستقِيم تَدريسٌ وقد غلَب هذا الوصف على إبراهيم عليه السلام حتى نُسب إليه مَن هو على دينه
ومنه حديث عمر رضي الله عنه للنَّصْراني وأنا الشيخ الحَنِيفيّ
حنق
بالحنِق وصوابه بالخَنِق في غو غول
حنك تحنيك الميت ( 74 / ا ) إدارة الخِرْقة تحت الحنَك وهو ما تحت الذقَن عن الجوهري وعن ثعلب عن ابن (1/231)
الأعرابي الحنَك الأسفل والفُقْم الأعلى من الفم وعن الغوري الحنَك سقْفُ أعلى الفم ومنه تحنيك الصبي وهو أن تمضَغَ تمراً أو غيره ثم تَدلكَه بحنكِه داخل فمه وفي الحديث كان عليه السلام يُحنّك أولاد الأنصار
حنتم
الحَنْتَم الخَزف الأخضر أو كلّ خزف وعن أبي عُبيدٍ هي جِرارٌ حُمْر تُحمل فيه الخمر إلى المدينة الواحدة حَنْتَمة
حنن حُنين وادٍ قِبَلَ الطائف قريبٌ من مكة كانت بها وقعةٌ و عامُ حُنين أو يومُ حُنين في حديث سَهْلة وهو الصواب وخَيْبَر تصحيف
حنو
حِنْوُ السَرْج اسم لكِلا القرَبُوسَيْن المقدَّم والمؤَخَّر والجمع أحناء وحِناءٌ خطأ
والحانوت يذكّر ويؤنّث وهو فَعَلُوت على طريقة طاغوت وقيل هو من تركيب حانة الخمّار والأصل حانُوَةٍ كترقُوَةِ فلما سُكّنت الواوُ انقلبت الهاء تاءً والأولّ هو الصحيح
الحاء مع الواو
حوج المَحاويج المُحتاجون عامّي (1/232)
حور الَحَورُ نوع من الشجر وأهلُ الشام يسمّون الدُلْبَ حَوَراً وهو بفتحتين ومنه قول الراعي أنشده صاحب التكملة
( كالجَوْز نُطِّقَ بالصفصاف والحَوَرِ ... ) ومنه مافي الهبة فلو كانت الشجرة شجرةً لا يُقصَد منها الاّ الخشب كشَجر الحَور وفي مفردات القانون الحَوَر شجرة يقال إن الرّوميّ منها صَمْغُها الكهَرباء والجوَز والحوَز كلاهما تصحيف و حاورتُ فلاناً محاورةً وحِواراً راجعتُه الكلام وفي شرح القُدوري عن طاوس أنه كان يرفع يديه حتى يعْلُوَ بهما مَحارةَ الرأس الصواب مَحارةَ الأذن وهي جوفها ومتَّسعها حول الصماخ وأصلها صدّفة اللؤلؤ وإن صحّ مافي الشرح فعلى المجاز والسَعة
حوز
الحيّزُ كلّ مكان فيعل من الحوْز الجمعِ ومُراد الفقهاءِ به بعض النواحي كالبيت من الدار مثلاً وقوله واذا أحيا مَواتاً اعُتِبر اليّزُ عند أبي يوسف ( 74 / ب ) والماءُ عند محمد رحمه اللّه وقولهم في حيّز التّواتُر أي في جِهته ومكانه وهو مجاز (1/233)
ونحيَّز
مالَ الى الحيّز وفي التّنزيل أو متحِيّزاً الى فئة أي مائلاً الى جماعةِ المسلمين سوى التي فرّ منها
حوص
الحوْصُ الخِياطة وبتصغير لفظ المرّة منه سمّي والد إبراهيم بن حويصة عن خاله معنٍ وفي السِيرَ حُوَيْصة أخو محُيْصَة ابنا أبي مسعودٍ الأنصاري
والحَوَص بفتحين ضِيقُ إحدى العينَين دون الأخرى عن الليث وقال الأزهري هو عندهم جميعَهم ضيقٌ في العينين معاً فأما مافي الإيضاح أنّ الحوص اتّساع احدى العينين فسهْو
ويقال رجل أحْوَص وبه سمّي أحوص بن حَكيم يَروي عن أبيه حَكيم بن عُمير وأبوه يَروي عن عُمر وجَابر والعِربْاض بن سارية
وما وقَع في شرح القُدوري في تجصيص القبور أحْوص بن حكيم عن أبيه عن النبي عليه السلام سهْو
حوط
الحائِط البستان وأصله ما أحاط به وهو في حديث رافع وحديث كشْف الفخِذ واختصام أُبَيّ بن كعب إلى زيد حيث قال أُبَيُّ حائِطي أي أدّعي حائطي أو حائطي الذي تَعرفه مِلْكي
وقولهم هذا أحْوَطُ أي أدخَلُ في الاحتياط شاذّ ونظيره أخصَر من الاختصار (1/234)
حوك
الحاكَة والحوَكة جمع حائك
حول
حال الحَوْلُ دارَ ومضى وتحوّل في هذا المعنى غيرُ مسموع
وحالَت النخْلةُ حَملتْ عاماً وعاماً لا وأحالت لغةٌ ومنه قول محمد رحمه الله فإن أحال فلم يُخرج شيئاً
وحال بينهما حائل حُؤولاً والحيْلولة في مصدره قياسٌ كالكَيْنونة في كان
( 75 / ا ) وحال الشيء تغيّر عن حاله ومنه حال مُحُّها دماً
وأحَلْتُ زيداً بما كان له عليّ وهو مائة درهمٍ على رجل فاحتال زيدٌ بِه على الرجل فأنا مُحيل وزيدٌ مُحَال والمالُ مُحَالٌ به والرجل مُحالٌ عليه ومُحتالٌ عليه وقول الفقهاء للمُحال المحتال له لغوٌ لأنه لا حاجة إلى هذه الصلة
ويقال للمحتال حَوِيلٌ قياساً على كفيل وضمين ومنه قول شيخنا البقالي الحوالة تصحّ بالمحيل والحَويل
وأصل التركيب دالّ على الزوال والنقل ومنه التحويل وهو نقل شيءٍ من مَحٍّل إلى آخر وإنما سمي هذا العَقدُ حَوالةً لأن فيه نقْلَ المطالبة أو نقْل الدّين من ذمّةٍ إلى ذمّة بخلاف الكفالة فإنّ فيها ضمَّ ذمَّة إلى ذمَّة
وقولهم في المُزارعة الحوالة زيادةُ شرطٍ على العامل يَعنون (1/235)
بها التحويل المعتاد في بعض النبات كالأرُزّ والبَاذنجان والغَرْس
وتحويل الرداء أن يتجعل اليمينَ على الشمال والحَوَل أن تميل إحدى الحدقتين إلى الأنف والأخرى إلى الصُدْغ وصاحبه أحْوَلُ
الحاء مع الياء
حير
الحَيْرة التحيّر وفعلُها من باب لبِس وقوله بحيثُ لا تَحارُ فيه العينُ أي ذهَب ضوءُها فلا يتحيّر فيه البصَر
والحيرة بالكسر مدينة كان يسكنها النعمان بن المنذر وهي على رأس مِيلٍ من الكوفة
حيس
الحَيْس تمرٌ يُخلط بسمن وأَقِطٍ ثم يُدْلكُ حتى يَختلِط
حيض
حاضت المرأة حَيْضاً ومَحيضاً خرج الدّم من رحِمها وهي حائض وحائضة وهن حَوائضُ وحُيَّضٌ وقوله لا يقْبَل الله تعالى ( 75 / ب ) صلاة حائضٍ إلاّ بخِمار أراد البالغة مبْلغَ النساء كما قلنا في الحالِم
واستُحيضت بضم التاء استمرّ بها الدم وتحيَّضتْ قعَدت وفَعلت ما تفعل الحُيَّضُ ومنه تَحيَّضِي في علم الله (1/236)
والحَيْضة المرّة وهي الدُفعة الواحدة من دُفَعات دم المَحيض وعندا الفقهاء اسم للأيّام المعتادة منها طَلاق الأمة تَطليقتان وعِدّتُها حَيْضتان
والحِيضة بالكسر الحالة من تجنُّب الصلاة والصوم ونحوه ومنه ليست حِيضَتُك في يدك ويقال للخِرْقة حِيضةٌ أيضاً ومنها قول عائشة رضي الله عنها ليتني كنتُ حِيضةً مُلقاة وقوله في بئرِ بِضُاعة يُلقَى فيها الجِيَف والمَحِيض ويروى والمَحائض أي الخِرَق أو الدماء وروي والحَيْض وطريقُه طريقُ المحيَض
ومنه حَيْض السَمُر وهو شيءٌ يَسيل منه كدم الغزال وقيل في قوله تعالى ( ويسألونك عن المحيض ) هو موضع الحَيْضَ وهو الفرْج وقيل هو مصدر وهو الصحيح
حيف
الحَيْف الظُلْم
حيل
حِيالَه أي قُبالته وأَعْطى كلّ واحد على حِياله أي بانْفِراده
حين
الحِين كالوقت في أنه مُبهم يقع على القليل والكثير ومنه قول النابغة يصف حيّةً
( تناذَرها الرّاقُون من سُوء سَمّها ... تُطلّقِه حيناً وحيناً تُراجِعُ ) (1/237)
يعني أن السمّ يَخِفّ ألمه وقتاً ويعود وقتاً
وقوله تعالى ( ولتعلَمُنّ نبأهَ بعد حين ) أي بعد قيام الساعة وقولُه ( تُؤتي أُكُلَها كلَّ حين ) مختلَف فيه
حيي
حَيِيَ حياةً فهو حَيٌّ وبه سمي جدُّ جدٍّ الحسن بن صالح بن صالح بن مسلم بن حَيّ وبتصغيره سمي حُيَيّ بن عبد الله المعَافِريُّ وبتأنيثه على قلب الياء واواً حَيْوة بن شُريح ( 76 / ا )
واستحياه تركه حيّاً ومنه واستحيُوا شَرْخهم وحياة الشمس بقاء ضوئها وبياضها وقيل بقاء حرّها وقوّتها والأول أظْهر يدلّ عليه العرفُ وقول ذي الرمّة يصف حمار وحشٍ
( فلما استبان الليلُ والشمس حيّةٌ ... حياةَ التي تَقضي حُشاشة نازعِ )
الا ترك كيف شبّه حالة الشمس بعدما دنت للمغيب بحال نفسٍ شارفتْ أن تموت فهي كأنها تقضي دَينَ الحياة وتؤدي ما عندها من وديعة الرَمَق بعد أن ذكر مُشافَهة طلائع الليل ومُشاهدَة أوائله فأين هذه الحالة من بقاء قوّتها وحرارتها
وحَييَ منه حياءً بمعنى استحيا فهو حَيِيٌّ وقول (1/238)
ابن عباس رضي الله عنه اللهُ حَيِيٌّ أي يعامِل مُعاملة من له حياء لأن حقيقة الحياء انكسار وآفةٌ تُصيب الحَياة وذلك لا يصح فيه تعالى
وحيّاه بمعنى أحْياه تحيّةً كبقّاه بمعنى أبقاه تَبقِيةً هذا أصلها ثم سمّي ما يُحيّا به من سَلام ونحوه تحيّةً قال تعالى ( تحيّتُهم يومَ يلقَونه سلام ) ولذا جُمعت فقيل تحيّاتٌ وتَحايا وحقيقة حيَّيتُ فلاناً قلتُ له حيّاك الله أي عمّرك وأحياك وأطال حياتك كقولهم صلى الله على النبي عليه وسلم إذا دعا له معناه قاله له صلى الله عليك
ومن فسر التحيّة في قوله تعالى ( وإذا حُيّيتم بتحيّة ) بالعطية فقدْ سها وكذا من ادّعى أن حقيقتها المُلك وإنما هي مجاز وذلك أن أهل الجاهلية يحيّون الملوك بقولهم أبَيْتَ اللعْنَ ولا يخاطِبون به غيرَهم حتى إن أحدهم إذا تولّى الإمارة والملك قيل له فلان نال التحيّة ومنه بيت ( 76 / ب ) الإصلاح
( ولكُلُّ ما نال الفتى ... قد نِلتُه إلاّ التحيُةْ )
أي إلا المُلْك
وأما التحيّات لله فمعناها أن كلمات التّحايا والادعية لله تعالى وفي مَلكَتِه لا أن هذا تحيّة له وتَسليم عليه فإن ذلك مَنهيّ عنه على ما قرأتُ أن ابن مسعود قال كنَّا إذا صلَّينا خلف رسول الله (1/239)
عليه السلام قلنا السلام على الله من عباده السلام على فلان السلام على فلان فقال عليه السلام لا تقولوا السلام على الله ولكنْ قولوا التحيات لله والصلوات والطيبات إلى آخره وحّيَّ من أسماء الأفعال ومنه حيَّ على الفلاح أي هلُمّ وعجّلْ على الفوز (1/240)
باب الخاء
الخاء مع الباء
خبأ خبَأه فاختبَأ أي سَتره فاستَتر ومنه الخِباء الخيمة من الصوف والمختَبِيء الذي يَستتِر حتى يَشهد حيث لا يَعلم المشهودُ عليه
خبب الخَبَب ضرْب من العَدْوِ دُون العَنَق لأنه خَطْو فَسيحٌ وبتصغيره سمي خُبيب بن عديّ صحابي وهو الذي أُسِرَ وصُلِب
خبث الأخبثان في الحديث الغائط والبول يقال خَبُث الشيءُ خُبْثاً وخبَاثةً خلافُ طاب في المعنيين
يقال شيءٌ خَبيث أي نَجس أو كرِيهُ الطعم والرائحة هذا هو الأصل ثم استُعمل في كل حرام ومنه خَبُثَ بالمرأة إذا زَنى بها وفي التنزيل ( الخَبيثات للخبيثين )
من الخُبُث والخَبائث في حش حشش
ولا خِبْثةَ في عد عدو
لم يَحِمل خَبَثاً قي قل قلل (1/241)
خبر نَهى عن المُخابرة وهي مُزارَعة الأرض على الثُلث والرُبع عن أبي عبيدٍ ( 77 / أ ) من الخَبِير وهو الأكّار لُمعالجه الخَبار وهو الأرض الرِخْوة وقيل من الخُبْرة النصيب وعن شِمْر من خَيْبَر لأنها أول ما دُفِعت إليهم كذلك
وعن ابن عمر رضي الله عنه عنهما كنا لا نَرى بالخَبْر بأساً حتى زعم رافعُ بن خَديجٍ أنه عليه السلام نهى عنه
خبط تخبَّطه الشيطان أفسده وحقيقتُه أن يخبِطه أي يَضرِبه وهو من زَعمات أهل الجاهلية
الخاء مع التاء
ختل خَتله خدعه ومنه أختلُ من ذئب
ختم
خَتم الشيءَ وضع عليه الخاتَم ومنه خَتْمُ الشهادة وذلك على ما ذكَر الحلوائي أن الشاهد كان إذا كتب اسمه في الصِكّ جَعل اسمه تحت رصاصٍ مكتوباً ووضَع عليه نقشَ خاتمِه حتى لا يَجري فيه التزوير والتبديلُ
وعن الشعبي أن رجلاً قال أرى نقش خاتَمي في الضك ولا أذكُر الشهادة قال لا تَشهدْ إلا بما تعرِف فإن الناس ينقُشون في الخواتيم (1/242)
وأما خَتْم الأعناق فقد ذُكر في الرسالة اليوسفيّة أن عمر رضي الله عنه بعث ابنَ حُنَيفٍ على ختْم عُلوج السَواد فختَم خمسمائة ألفِ عِلْجٍ حُنَيفٍ بالرصاص على الطَبقات أي أَعْلمَها اثني عشر درهماً وأربعةً وعشرين وثمانيةً وأربعين وصورته أن يُشَدّ في عنقه سَيْر ويوضَع على العُقدة خاتَمُ الرصاص
والمختوم الصاع بعينه عن أبي عبيدٍ ويَشهد له حديث الخُدْريّ الوَسْقُ ستّون مختوماً
وختَم القرآنَ أَتمّه وقوله كان سليمان الأعمش يقرأ خَتْماً أي يَختم خَتْماً مرّةً بحرف ابن مسعود ومرةً من مصحف عثمان رضي الله عنهما
ختن
ختَنَتُ الصبيَّ خَتْناً واختتَن هو ( 77 / ب ) خُتِنَ أو ختَن نفسَه والخِتان الاسم والخِتان أيضاً موضع القَطْع من الذكَر والأنثى والتقاؤهما كنايةٌ عن الإيلاج لطيفةٌ
وعن ابن شميل سمّيت المُصاهرة مخاتنَةً لالتقاء الختانين منها ومنه الخَتنَ وهو كل من كان من قِبل المرأة مثلُ الأب والأخ وهكذا عند العرب وعند العامّة خَتَنُ الرجل زوجُ ابنتِه
وعن الليث الخَتَن الصِهر وهو الرجل المتزوّج في القوم (1/243)
قال المصنف والأبوان خَتنَا ذلك الزوج وعلى ذا أبو بكر وعمر خَتَنا رسولِ الله عليه السلام هكذا عن ابن الاعرابي وعن أيوب سألتُ سعيد بن جُبير أينظرُ الرجل إلى شَعر خَتَنَتِه فقرأ ولا يُبْدِين زينتَهن الآية فقلت لا أراها فيهنَّ أراد بخَتنتَه أمَّ امرأته
وقال الأزهري الختون والخُتونة المخاتَنة وهي تجمعُ المصاهرةَ بين الرجل والمرأة وأهلُ بيتها أَختْانٌ وأهل بيت النروج أختانُ المرأة
والصهر حرمةُ الخُتونة وخَتَنُ الرجل فيهم صِهرهُ والمتزوَّج فيهم أصهارُ الخَتَن
وعن الليث لا يقال لأهل بيت الختَن إلاّ أخْتانٌ وأهلُ بيت المرأة أصهارٌ ومن العرب من يجعلهم كلَّهم أصهاراً وصِهْراً والفعلُ المصاهرةُ وأصْهرَ بهم الخَتنُ صار فيهم صِهراً
وعن الأصمعي الاحماءُ من قِبل الزوج والأخَتْانُ من قِبَل المرأة والأصهارُ تَجمعهُما قال ولا يقال غيرُ ذلك عن ابن الأعرابي نحوه
وقال الفراء في قوله تعالى ( وهو الذي خلَق من الماء بشَراً فجعله نَسباً وصِهراً ( 78 / أ ) النسَبُ ما لا يَحِلّ نكاحه (1/244)
كبنات العمّ والخال وأشباهِهنّ من القرابة التي يَحلّ تزوُّجها
وقال الزجَّاج الأصهار من النَسب لا يَجوز لهم التزويج والنَسبُ الذي ليس بصهر من قوله تعالى ( حُرّمت عليكم أمّهاتكم ) إلى قوله ( وأن تجَمعوا بين الأُختيْن )
وعن ابن عباس في تفسير النَسب والصهر خلافُ ما قاله الفراء جُملةً وخلاف بعض ما قاله الزّجاج قال حرّم الله من النسب سبعاً ومن الصهر سبعاً ( حرمت عليكم أمهاتكم ) إلى قوله ( بنات الأخت ) ومن الصهر ( وأمّهاتكم اللاتي أرضعْنكم ) إلى قوله ( أن تَجمعوا بين الأُختين ) ( ولا تنكحوا ما نكَح آباؤكم )
قال الأزهري وهذا هو الصحيح الذي لا ارتياب فيه هذا هو المذكور في كتب اللغة وفي شرح الزيادات أوصى بثُلث مثاله لأختانه هم أزواج البنات والأخوات والعمّات والخالات وكل امرأةٍ ذاتِ رحمٍ محرَم من المُوصي ومن كان من قِبَل هؤلاء الأزواج من ذَوي الرحِم المحرَم من رجالٍ ونساءٍ والأصهار من كان مِن قِبَل (1/245)
الزوج
وقال الحَلْوائيّ الأصهار في عُرفهم كلُّ ذي رَحم محرم من نسائه اللاتي يموت هو وهنّ نساؤهُ أو في عدِّةٍ منه وفي عرفنا أبو المرأة وأمها ولا يسمى غيرُهما صِهراً
الخاء مع الثاء
خثر
لبَنٌ خاثِر غليظ وقد خَثُر خثُورةً ومنه خَثُرت نفسُه إذا غَثَتْ واستيقظ فلان خاثِرَ النفس إذا لم تكن طّيبةً
خثعم
الخَثْعمية في الزكاة وهي أسماء ( 78 / ب ) بنت عُمَيس من المهاجرات
خثي
الاخثاء جمع خِثْيٍ وهو للبقر كالرَّوث للحافر
الخاء مع الجيم
خجل الخجالة من خطأ العامّة والصواب الخَجْلة أو الخَجَلُ
الخاء مع الدال
خدج
في الحديث كلّ صلاة لم يُقرأ فيها بأمّ الكتاب فهي خِداج أي ناقصةٌ وحقيقتُه ذاتُ خِداجٍ وهو في الأصل النقصان اسم من أخدجَت الناقة إخداجاً إذا ألقت (1/246)
ولدَها ناقصَ الخلْق ومنه حديث علي رضي الله عنه في ذي الثُدَيّة مُخْدَجٌ اليَدِ أي ناقِصُها
خدلج
خِدَلَّج في صه صهب
خدر
خُدرةُ بالسكون حيّ من العرب إليهم ينسب أبو سعيد الخُدْريُّ
خدش الخَدْش مصدر خدَش وجهَه إذا ظَفَره فأدماه أو لم يُدمِه ثم سمي به الأثَرُ ولهذا جُمع في الحديث جاءت مسْألتُه خُدوشاً
خدع
خدعَه ختَله خَدْعاً ورجل خَدوع كثير الخَدْع وقوم خُدُعٌ
والخَدْعة المرّة والبضم ما يُخَدع به وبفتح الدال الخَدّاع
قال ثعلب والحديث باللغات الثلاث فالفتْح على أن الحرب يَنقضي أمرُها بخَدْعة واحدة والضمّ على أنها آلةُ الخِداع وأما الخُدَعَة فلأنها تَخدَع أصحابها لكثرة وقوع الخداع فيها وهي أجود معنىً والأوُلى أفصح لأنها لغة النبي عليه السلام
والأَخْدعان عِرقان في موضع الحِجامة من العنق (1/247)
خدم
الخادم واحد الخَدَم غلاماً كان أو جاريةً إلا أنه كثُر في كلام محمدٍ رحمه الله بمعنى الجارية منه فمتَّعها بخادمٍ سَوداء والتخديم أن يَستدير البياضُ بأرساغ رجْلي الفرس دون يديْه من الخَدَمةِ الخلخالِ وفَرَسٌ مخدَّمٌ وأخْدَمَ
خدن
الخِدْن واحد الأخدان وهو الصديق في السرّ ( 79 / ا ) والمخادَنة المصادَقة والمكاسَرة بالعينين في المغازلة أيضاً وقوله لا تجوز شهادة صاحب الغناء الذي يُخادِن عليه بكسرالدال يعني به المغنيّ الذي اتّخذ الغناءِ حرفةً فهو يُصادق بذلك الناسَ ويَجمعهم له
الخاء مع الدال
خذف الخَذْفُ أن تَرمي بحصاةٍ أو نواة أو نحوها تأخذه بين سبّابتيْك وقيل ان تضع طرف الإبهام على طرف السبّابة وفِعله من باب ضرب
خذم
خِذَامُ بن خالدٍ الأنصاري بالكسر له صُحبة ولابنتهِ خنساء وهي التي رَدّت نكاحَها بإذن رسول الله عليه السلام فتزوّجها أبو لُبابة رضي الله عنه
الخاء مع الراء
خرء خَرِيَ خَرِاءة تغوّط من باب لبس (1/248)
والخَرْءُ واحد الخُروء مثل قَرْءٍ وقُروءٍ وعن الجوهري بالضم كجُنْدٍ وجُنود والواو بعد الراءِ غلط
خرب
خَراب الأرض فَسادها بفَقْد العِمارة ومنه شهادة الرجل جائزة ما لم يُضْرب حدّاً أو لم يُعَلم منه خَربْة في دِينه أي عَيب وفساد والزاء والياء تصحيف
الخُرْبة
بالضم عُروة المَزادة ومنها قول الشافعي رضي الله عنه وإن كان الهَدْيُ شاةً فَقلّدْها خُرْبة ولا تُشعِرْها
والخَرّوب نبْت وقيل شجر الخَشْخاش وهو الذي تشاءَم به سليمان عليه السلام والخُرنْوب نفة
خرث الخُرثِيُّ مَتاع البيت وعند الفقهاء سقَطُ متاعِه ومنه حدث عُمير أعطاه من خُرْثيّ المتَاع قال يعني به الشفَقَ منه هكذا جاء موصولاً به وهو الرديّ من الأشياء يقال ثوبٌ شَفَفٌ أي رديء رقيق
خرج
الخُروج معروف وباسم الفاعلة منه سمي خارجة ( 79 / ب ) ابن حُذافةَ العدَويُّ راوي حديث الوتر صحابي
والخَراج ما يَخرج من غَلّة الأرض أو الغُلامِ ومنه الخَراجُ بالضّمان أي الغلّةُ بسببِ أنْ ضَمِنْتَه ثم سُمّي ما يأخذُ السلطانُ خَراجاً فيقال أدّى فلان خَراج أرضه وأدّى أهلُ الذمة خراجَ رُءوسهم يعني الجِزْية (1/249)
وعبدٌ مُخارَجٌ وقد خارجه سيّدهُ إذا أتفقا على ضَريبه يردُّها عليه عند انقضاءِ كل شهر
والخُرَاج بالضم البَثْر الواحدة خُرَاجة وبَثْرةٌ وقيل هو كل ما يَخرج على الجسد من دُمَّلٍ ونحوه
خرفج
ويُكره السَراويل المُخَرْفَجةٌ هي الواسعة التي تقَع على ظهرْ القَدم
خرخر
الخَيْراخَرِيُّ منسوب إلى خَيْراخَر بالفتح من قرى بُخاري
خرص
خَرص النخلَ حزَر ما علهيا خَرْصاً والخِرْص بالكسر المخْروص
خرط
اختَرط السيفَ سلّه من غمِده
خرف عائدُ المريضِ على مَخارِف الجنة حتى يرجع جمع مَخْرَفٍ وهو جَنَى النخلِ وقيل النخلُ والبستان ومنه حديث أبي قتادة فابتعْتُ مَخْرَفاً فإنه لأوّلُ مالٍ تأثَلتُه وقيل الطريق وتَشهد للأول الروايةُ الأخرى على خُرفة الجنّة وهي جَناها وكذا الخرافةُ وحقيقتها ما اختُرِف منها
ومنه الخُرافات الأحاديث المستملحَة ومثلها الفُكاهة من الفاكهة وبها سمي خُرافةُ رجلٌ استهوتْه الجنّ كما (1/250)
تزعم العرب فلما رجع أخبرَ بما نال فكذبَّوه حتى قالوا لمِا لا يمكن حديثُ خُرافة
وعن النبي عليه السلام أنه قال وخُرافةُ حقٌّ يعني ما يحدِّث ( 80 / ا ) به عن الجنّ وفي شرح الحَلْوائي اسم المفقود خُرافةُ يعني في حديث ابن أبي ليلى وهو بعيد لأنه كان في عهد عمر رضي الله عنه وخُرافةُ كان في عهد عليه السلام
والخريف أحد فصول السنة سمي بذلك لأنه يُختَرف فيه الثمار ثم أُريدَ به السنةُ كلّها ي قوله من صام يوماً في سبيل الله باعَده الله من النار أربعين خريفاً أو سبعين أي مسافةَ هذه المدّة
وهذا هو التأويل في حديث ابن مسعود يُدفَع القاضي في مَهْواةِ سبعين خريفا أيْ في هُوَّةٍ عميقة مقدارُ عمقها مسيرةُ هذا المقدار ولا يُراد حقيقةُ الأربعين أو السبعين وإنما يراد المبالغة على عادة العرب ويجوز أن تُراد
خرق
الخَرْف مصدر خرَق الثوبَ والخُفّ ونحوهما من باب ضَرب ثم سمي به الثُقبةُ ولذا جُمع فقيل خُروق وإنما وحَّدَه في قوله فآثار الأشاِفي خَرْقٌ فيه نظراً إلى الأصل ومثلهُ ويُجمع في خفٍّ واحد
والمتخَارِقُ المعتادةُ في البدنَ مثل الفم والأنف والأذن والدُبر ونحوها جمع مَخْرَق وإن لم نسمعه (1/251)
وخَرَق المفازة قطَّعها حتى بلغ أقصاها واخْتَراقها مرّ فيها عَرْضاً على غير طريقٍ ومنه لا تختَرقِ المسجد أي لا تجعلْه طريقاً واختَرق الحِجْرَ دخل في جوفه ولم يَطُفْ حول الحَطيم
والخُرْق بالضم خلاف الرفْق ورجل أَخْرق أي أحمق وامرأة خَرقْاء وبها سميت إحدى مسائل الجَدّ الخرقاء لكثرة اختلاف الصحابة فيها وهي الحَجّاجية
وأما الخرقاء من الشاءِ للمثقوبة الأذن فذلك من الأول
خربق
( 80 / ب ) الخِرْباق اسم ذي اليدين
خرنق
خُرَيْنِق على لفظ تصغير ولد الأرنب أختُ عمرانَ بن الحُصين يَروي عنها عبد الملك بن عُبيد في السِيَر
خركاه
الخَرْكاهْ بالفارسية القُبَّة التركيَّة ويقال في تعريبِها خَرْقاهَةٌ
الخاء مع الزاي
خزر في حديث المفقود أكلتُ خَزيراً الخَزيرة مرَقةٌ تُطبَخ بما يُصفّى به من بُلالة النُخالة تسمّيه الفرس سَبُوسْبَا
والخَزرَ ضِيق العين وصِغرها من الخنزير الخَنازير (1/252)
غُددَ في الرقبة وفي الأجزاءِ الرخوة كالإبط لكنّ وقوعها في الرقبة أكثر
الخِيْزَراناتُ بالكسر جمع خِيْزرَان فارسيٌّ وهو ما يُجعل فيه الفُقّاعُ ويُحمل على العاتِق
خزز
الخَزّ اسم دابّة ثم سمي الثوب المتَّخذ من وبَره خّزّاً
خزق في حديث النخعي إذا خَزَق المِعراضُ فكُلْ أي نَفذ يقال سهمٌ خازِقٌ أي مٌقَرْطيسٌ نافذ والمِعراض السهم الذي لا ريش عليه يَمضي عَرْضاً فيصيب بعرض العود لا بحدّه
وفي حديث عديّ أنه قال للنبي عليه السلام أَرمي بالمعِراض فيَخْزِق قال إنْ خزَق فكُلْ وإن أصاب بعَرْضه فلا تأكلْ
وفي حديثٍ آخر ما خزَقْتم فكُلوه إذا ذكرتُم اسم الله عليه والسين لغة والراء تصحيف
وعن الحسن لا تأكلْ من صَيد المِعراض إلا أن يَخزِق
خزم
خَزَم البعيرَ ثقَب أنفه للخِزامة من باب ضرب وكلُّ مثقوبٍ مخزومٌ ومنه قوله في كتاب القاضي إلى القاضي يَخزِمه ويَختمِه لأن ذلك الكتاب يُثقب للسِحاءة ثم يُختَم وكتابٌ مخزوم والحاء من الحزم بمعنى الشدّ ( 81 / ا ) تصحيفٌ (1/253)
وباسم الفاعل منه يُكنى أبو خازم القاضي وهو عبد الحميد ابن عبد العزيز قاضي بغداد
خزي في حديث الشعبي ووقعْنا في خَزْيةٍ لم نكن فيها برَرة أتقياء هي الخَصْلة التي يَخْزَى فيها الإنسان أي يَذِلّ من الخِزْي أو يستَحْييي من الخَزَاية
الخاء مع السين
خسرو
إناءٌ خُسْرَواني منسوب إلى خُسْرَو ملكٍ من ملوك العجم
خسس
خَسائس الأشياءِ مُحقَّراتها جمع خَسيسة تأنيث خَسيس وأخَسَّه وخَسَّه جعله خَسيساً
خسف
خَسفَت الشمسُ وكَسفَت بمعنىً واحد وفي حديث أسماء بنت أبي بكر أتيتُ عائشةَ حين خَسفتِ الشمسُ فإذا الناس قيام يصلّون الحديث وقوله ولو اشترى بئراً فانخسفت أو انهدمت أي ذهبت في الأرض بطَيّها من الحِجارة أو الخشَب وهو فوق الانهدام من قولهم انخسفَت الأرض إذا ساخت بما عليها وخَسفها الله
وخَسفت العينُ وانخسفت غابت حَدقتُها في الرأس وهي خاسِفة وخَسيفة وعن محمد رحمه الله لا قِصاص في العين القائمة وإن رضي الله عنه أن تُخسَف ولا تُقلعَ (1/254)
وأما قوله في الأُذُن إذا يَبِست أو انخسفَت فهو تحريف استحَشفَت وقد سبَق وأما انخَنَست فإن كان محفوظاً فمعناه انقبضَت وانزوَت وهو وإن كان التركيب دالاًّ على التأخر صحيحٌ لأن الجلْد الرطْب يبس تقبَّض وتقلّص وإذا تَقبَّض تأخر
الخاء مع الشين
خشب
ذو خُشُبٍ بضمتين جبل في نخ نخس
خشك
الخُشْكَنانَجُ السُكّريّ
خشمر خُشْمُران قرية ببخارَى
خشش في حديث عمر رضي الله عنه ( 81 / ب ) رَميتُ ظَبياً وأنا مُحْرم فأصبتُ خُشَشَاءَهُ هي العظم الناتئ حول الأذُن
خشف
في حديثه عليه السلام لبلالٍ فسمعت خَشْفةً من أمامي فاذا أنت هي الصوت ليس بالشديد ويروى خَشْخَشةً وهي حركة فيها صوت
والخِشْف ولَد الظبْية وبه سمي خِشْفُ بن مالك عن ابن مسعود في الديات (1/255)
خشم
الخَشَم داءٌ يكون في الأنف يتغيّر منه رائحته عن الزّجاج من باب لبِس
وفي التكملة رجل أَخْشَمُ أي مُنتِن الخَيْشوم وقيل الأخشَم الذي لا يجد رائحةَ طِيبٍ أو نَتنٍ عن الأزهري وغيره وهو المراد بقول الفقهاءِ الأخشم كالشامّ في وجوب الدّيةَ
خشرم
علي بن خَشْرَم بفتح الخاء نشأ في عهد أبي يوسف
الخاء مع الصاد
خصر
نهى عن التخصّر في الصلاة وروي أن يُصليّ الرجل مختَصِراً أو متخصِّراً التخصُّر والاختصار وضعْ اليد على الخَصْر وهو المستَدَقّ فوق الوَرِك أو على الخاصرة وهي ما فوق الطَفْطَفة والشَراسيف ومنه قوله عليه السلام الاختصار في الصلاة راحة أهل النار معناه أن هذا فعْل اليهود في صلاتهم وهم أهل النار لا أنّ لهم راحةً فيها
وقيل التخصر أخْذ مِخْصرة أو عصاً باليد يَتَّكئ عليها ومنه قوله عليه السلام لابن أُنَيس وقد أعطاه عصاً تخَصَّرْ بها افإن المتخَصِّرين في الجنة قليل ولقّب بذلك فقيل عبدُ الله المتخصِّرُ في الجنة ومن روى المختَصِرَ فقد حرّف
وقوله نهى عن اختصار السجدة قال الأزهري (1/256)
هو على ضربين الأول أن يَختصِر الآية التي فيها السجود فيسجدَ بها ( 22 / 1 ) والثاني أن يقرأ السورة فإذا انتهى إلى السجدة جاوزَها ولم يسجُد لها وهذا أصح ُوأما المتخّصرون في الصلاة على وجوههم النُور فهم الذين يتهجَّدون فإذا تعبوا وضعوا أيديهم على خواصرهم وقيل المعتمدون على أعمالهم يوم القيامة
خصص الخَصاصة الفقر والضيق من خَصاصات المنخل أي ثقْبه ومنها قوله
( وإذا تُصيِبْك خَصاصةٌ فتجمّل ... )
أي فتصبَّر من الجَمال الصبرِ
والخُصوصيّة بالفتح الخصوص وقد روي فيه الضم والخُصّ بيتٌ من قصَب
خصف
في الحديث فتردّى في بئرٍ عليها خصَفة هي جُلّة التمر وبتصغيرها سمي والدُ يزيدَ بن خُصَيْفة
وفرَسٌ أخصَفٌ جَنْبُه أبيض وبتصغيره على الترخيم (1/257)
سمي خُصَيف بن عبد الرحمن أبو عْون عن سعيد بن جُبَير وعنه الثوريّ وخُصَيف بن زياد بن أبي مريم في القسامة
خصم خاصمته فخصَمْته أخصُمه بالضم غلبتُه في الخصومة ومنه ومَن كنتُ خَصْمَه خَصمْتُه وقول ابن عباس أما إنّها لو خاصَمْتكم لخصَمْتكم يعني قوله تعالى ( وحَمْلُه وفِصالُه ثلاثون شهراً ) أي مدّةُ حمَله وفِصاله وقوله تعالى ( وفِصاله في عاميْن ) أي في انقضاء عامَيْن
خصي
الخُصية واحدة الخُصَى وتثنيتها خُصْيان بغير تاء وقد جاء خُصْيتان
وخَصاه نزع خُصْييه يَخصيه خِصاءً على فِعال والإخصاء في معناه خطأ
وأما الخَصْيُ كما جاء في حديث الشعبي على فَعْل فقياسٌ وإن لم نسمعه والمفعول خَصِيٌّ على فَعيلٍ والجمع خِصْيان
الخاء مع الضاد
خضر
الخَضْروات بفتح الخاء لا غير الفَواكهُ ( 82 / ب ) كالتفاح والكُمثرى وغيرهما أو البقول إلكرّات والكَرفْس والسَذاب ونحوِها وقد يُقام مُقامَها الخُضَرُ
قال الكرخي ليس في الخُضَرِ شيء جمع خُضْرة وهي في الأصل لون الأخضر فسمي به ولذا جُمع (1/258)
وفي الرسالة اليوسفية عن علي رضي الله عنه ليس في الخُضَرْ زكاةٌ البَقْلِ والقثّاءِ والخِيار والمَباطخ وكلّ شيءٍ ليس له أصل وعن موسى بن طلحة مثلُه
والمخاضَرة بيعُ الثمار خُضْراً لما يبْدُ صَلاحُها وفي حديث أبي حَدْرَدٍ فسمعتُ رجلاً يَصرُخ يا خَضِراه فتفاءَلتُ وقلت لأُصِيبَنّ خيراً كأنه نادى رحلاً اسمه خَضِرٌ على طريقة النُدْبة كما يَفعل المتلهّف وإنما تفاءَل بذلك لأنه من الخَضُرْة وهي من أسباب الخِصْب الذي هو مادّة الخير ومنه من خُضِّرَ له من شيءٍ فلْيلْزَمْه أي بُورك له ويروى يا خاضِرةُ ويا خاضِراهْ والأول أصحّ
الخاء مع الطاء
خطأ
في حديث ابن عباس خَطّأ اللهُ نَوهاءْ ألاّ طلّقَتْ نفسَها أي جعله مخطئاً لا يُصيبُها مَطَرهُ وهو دعاء عليها إنكاراً لفعلها ويقال لمن طلب حاجةً فلم ينجَح أخطأ نوءُك
ويُروى خَطَّى بالألف اللينة من الخَطيطة وهي الأرض التي لم تُمطْرَ بين أرضَيْن ممطورتين وأصله خَطّط فقلبت الطاء الثالثة ياءً كما في التّظنّي وأمْليتُ الكِتابَ فأمَّا خطّ فلم يصحّ والنوء واحِد الأنواء وهي منازل القمر وتسمى (1/259)
نُجومَ المطر وتحقيق ذلك في شرحِنا للمقامات
خطب
الأخْطَب الصُرد وقيل ( 83 / ا ) الشِقِرّاق وأما قوله فيما لا دمَ له من الحَشرات الصَرّارُ الأخطَب فهو دُويبّة خضراء أطْول من الجَراد لها أرجُل ستٌّ ويقال لها بالفارسية شش بايَه وسَبوشِكَنكْ والصَرّار هو الجُدْجُد وهو أكبر من الجُنْدَب ويقال له صَرّار الليل وبعضهم يسمّيه الصدى
والخَطّابيّة طائفة من الرافضة نُسبوا إلى أبي الخطّاب محمد بن أبي وهب الأجْدع قال صاحب المقالات وهم كانوا يَدينون بشهادة الزّور لِمُوافقِيهم وعن القُتَبي كذلك ويقال إنما يُرَدّ شهادة الخطّابي لأنه يشهد للمدّعي إذا حلَف عنده فتتمكّن شُبهةُ الكذب
خطر
الخَطَر الإشراف على الهلاك ومنه الخطَرُ لِما يُتراهَن عليه
وخَطَر البعيرُ بذَنبه حرّكه خَطْراً وخَطَراناً من باب ضرب
وخطَر بباله أمْرٌ وعلى باله خُطوراً من باب طلب وقوله في الواقعات الخَطَران بالبال تحريف
خطط الخِطّة المكان المختَطّ لبناء دارٍ وغير ذلك من العمارات وقولهم مسجدُ الخِطّة يراد به ما خَطّه الإمام حين فتح البلدة وقسمها بين الغانِمين (1/260)
والخَطّ في حديث أنس بن سيرين في الصلاة في السفينة موضعٌ قريب من الكوفة وموضعٌ باليمامة إليه تنسب الرماح الخطية وعن ابن دريد سيف البحرين وعمان وقيل كل سيف خط
خطف الخُطّاف طائر معروف وروي نهَى عن كل خَطْفة ونهَبْةٍ هي المرّة من خَطَفَ الشيءَ بمعنى اختَطفه إذا استلَبه بسرعة فسمي به المخطوف والمراد النهْي عن صيد كل جارحٍ يخَتطَف الصَيدِ ويذهب به ولا يمُسكه على صاحبه ( 83 / ب ) وقيل أراد ما يخَطَفه بمخلبه كالبازي وأراد بذي النَهْبة ما ينَتهِب بنابِه كالفهد ونحوه
والمحفوظُ والذي هو المثبت في الأصول نهى عن الخطْفة وهي ما اختطفه الذئب من أعضاء الشاة وهي حيّة أو اختطفه الكلب من أعضاء الصَيد من لحم أو غيره وهو حيُّ لأن ما أبِينَ من الحيّ فهو مَيْته
ومن روى الخَطَفة والنَهَبة على فَعَلةٍ بالتحريك جمعي خاطفٍ وناهب فقد أخطأ في الرواية
خطل
الأخطل الذي في أذنية طُول واسترخاء
خطم
الخِطام حبْل يجُعل في عنق البعير ويثُنىْ في خَطْمه أى أنفِه وفي حديث علي رضي الله عنه تَصدَّقْ بجِلالها وخُطُمها على الجمع وهو الصواب روايةً
والخَطْميّ منسوب إلى خَطْمة بفتح الخاء قبيلة من (1/261)
الأنصار وهو يزيد بن زيد بن حِصنٍ الخطْميُّ
الخاء مع الفاء
خفر
خَفَر بالعهد وفّى به خِفارةً من باب ضرب وأخْفَره نَقضه إخفاراً الهمزةُ للسلْب
خفس الخُنْفُساء بالضم دُويبّة سَوداء تكون في أصول الحيطان وثلاث خُنْفُساوات والكثيرُ الخَنافِس ولا يقال خُنفُساءة وقيل هي لغة وبالفتح القصيرُ
خفض
الخَفْض للجارية كالخَتْن للغلام وجارية مخفوضة مختونة
خفف في الحديث لا سَبْقَ إلاّ في خُفّ أو حافر يعني الإبلَ والخيل وقوله يُحْمَى من الأراك ما لم تَنلْه أخفاف الإبل يعني أن الإبل تأكل مُنتهَى رُؤوسها ويُحْمَى ما فوقها
خفق
خَفْقُ النعال صوتُها من خَفَقَه إذا ضربه بالمِخْفَق وهو كل شيءٍ عريضٍ أو بالمِخفقَة وهي الدِرّة
ومنه قوله الخَفْق يوجب الجَنابة ( 84 / ا ) يعني الإيلاج وعن الأزهري أنه من خفق النجم إذا غاب ومنه الخافقان للمشرق والمغرب (1/262)
وأخفَق الغازي لم يَغنَم وخفَق نَعَس ومنه حديث ابن عباس وجَب الوضوءُ على كل نائم إلاّ من خفَق براسه خفقةً أو خفقَتيْن
حفي
الخَفاء من الأضداد يقال خَفِيَ عليه الأمرُ إذا استتر وخَفِي له إذا ظَهر ومنه قول محمد رحمه الله فأصابوا يعني المسلمين غنائم فَخِفيَ لهم أن يذهبوا بها ويَكتموها أهلَ الشِرك أي ظهر وكذا قوله فأصاب القومُ كلّهم غنائمَ فأخذها المسلمون فَخِفي لهم أن يُخرجوها إلى دار الإسلام
وإنما يقال ذلك فيما يظَهر عن خفاء أو عن جهةٍ خفيةٍ
الخاء مع القاف
خقق في أَخاقيق في وق وقص
الخاء مع اللام
خلب في الحديث نَهى عن كل ذي مِخلَب أي عن أكلِه والمِخلَب للطائر كالظُفر للإنسان والمراد به مِخلَبٌ هو سلاح وهو مِفْعَلٌ من الخَلْب وهو مَزْقُ الجلْد بالناب وانتِزاعُه
قال الليث والسَبُع يَخِلْب الفريسةَ إذا شَقّ جلدَها بنابه أو فَعلَه الجارحةُ بِمخلبه ومنه المِخلَب المنجل بلا أسنان قال ابن فارس هذا التركيب يدلُّ على الإمالة لأن الطائر (1/263)
يَخلِب به الشيءَ إلى نفسه ثم قال ومن الباب الخِلابةُ الخِداعُ يقال خلَبه بمَنْطِقه إذا أمال قلبَه بألْطف القول من باب طلب والأول من باب ضرب وقيل هُما من كلا البابيْن
خلج المُخالجة والمنازعة بمعنىً ومنه علمت أن بعضكم خالَجنيها يعني سورة ( سبّح اسم ربّك ) ويُروى مالي أُنازَع القرآنَ وأما في القرآن أو في القراءة فغير مسموع
وفي كتاب عمر رضي الله عنه الفهمَ عندما يتَخالج في صدرك أي يَخدِش ويقَع ويُروى يَختلِج أي يضطرب ( 84 / ب ) من اختلاج الأعضاء ويُروى يَتخلّج من تخلُّج المجنون وهو تمايله في المشي ويُروى يَتَلجْلج أي يتردَّد والأول هو الصحيح
خلد
التَخليد تفعيل من الخُلود وباسم المفعول سمي والد مَسْلمة بنِ مَخلَّدٍ في السِيَر
خَلاّد في سي سيب
ومُخلّد في سل
خلس
الخَلْس أخْذ الشيء من ظاهرٍ بسرعة وبتصغيره سمي والد عيَّاش بن خُلَيسٍ والحاء مع الباءِ أو الياء تصحيف (1/264)
والخَلْسة المرّة والخُلْسة بالضم ما يُخلَس ومنها لا قَطْع في الخُلسْة وقوله عليه السلام تلك خلَسْة يختلسها الشيطان إن صحت روايتُها كانت بمعنى الخُلْسة
وشَعرٌ مُخْلِسٌ وخلَيس غلب بياضه كأنه أختُاس السوادُ وتشديد اللام خطأ
خلص الخُلوص الصفاء ويستعار للوصول ومنه قوله والغدير العظيم الذي لا يَخِلّص بعضُه إلى بعض
وخلَصت الرَمْيةُ إلى اللحم وفي حديث ابن المسيَّب في يوم الأحزاب حتى خلَص الكرْبُ إلى كل امرئ أي وصَل وأصاب
والتخليص التصفية ومنه استأجره ليخلَّص له تُرابَ المعدِن
خلط
المخالطة مصدر خالَط الماءُ اللبنَ إذا مازَجه ويستعار للجِماع ومنه قوله في الصائم فخالَط فَبقي وخالَطه في أمْر
ومنه خالطه شاركَه وهو خَليطه في التجارة وفي الغنم وهم خُلطاؤُه وبينهما خُلطْة أي شركة
وقوله في الشُفْعة الخليط أحق من الشريك والشريك أحق من الجار والجار أحق من غيره أراد به مَن شارَك في نفس المبيع وبالشريك الشريكَ في ( 85 / ا ) حقوقه وبالجار الملازِقَ المجاوِرَ مطلْقاً (1/265)
ومثله قول محمد رحمه الله في الكتاب ولو قال لشريكه أو خليطه وقيل أراد به ههنا مَن بينك وبينه أخْذٌ وإعطاء ومُدايَنات ولم يُرد الشريكَ
وفي أشربة المجرّد الخَليطان الزَبيب والتمر أو التمر والبُسْر إذا أنضجتْه النارُ وفي الأجناس الخليطان اسم لتمْرٍ وعنبٍ يُخلطان ثم يُطبخان جميعاً
وأما الحديث لا خِلاطَ ولا وِراط فهو أن يخالط صاحبُ الثمانين صاحبَ الأربعين في الغنم وفيهما شانان حالةَ التفرّقِ لتُؤخَذَ واحِدةٌ والوِراط أن يكون له أربعون فيعطِيَ صاحبته نصفَها لئلا يأخذ المصدِّق شيئاً
خلع خلْع الملبوس نَزْعه يقال خلَع ثوبه عن بدنه وخلع نعله عن رجْله وقوله يُخلعَ الميّتُ لأجل اللُمْعة أي يُنزَع عنه الكفن
وخالعَتِ المرأَةُ زوجَها واختلعت منه إذا افتدت منه بمالِها فإذا أجابَها إلى ذلك فطلّقها قيل خلعها والاسم الخُلْع بالضم وإنما قيل ذلك لأن كلاًّ منهما لِباس لصاحبه فإذا فَعلا ذلك فكأنهما نزعا لباسَهما
ويقال خلَع الفرَسُ عِذارَه إذا ألقاه فهام على وجهه (1/266)
ومنه فلان خَليعٌ أي شاطر وبيان أصله في المُعِرب قد أعيا أهله خُبْثاً وعَدا على الناس كأنه خلَع عِذارَه ورسَنه أو لأن أهله خلعوه وتبرؤوا منه وعليه قوله ونَخلَع ونترُك من يَفْجُرك أي نتبرّأُ منه
وقوله المرأة في الغُربة تكون خليعةَ العِذار أي مخلاّةً لا آمِر لها ولا ناهي فتفعل ما تشاء والصواب خليعَ ( 85 / ب ) العِذار لأنه فَعيل بمعنى مفعول أو خليعةً من غير ذكر العِذار من خَلعُ خلاعة كظريفة ولطيفة من فَعُل فَعالة
وانخلع فؤاد الرجل إذا فزع وحقيقتُه انتُزع من مكانه ومنه قوله انخلع قِناعُ قلبه من شدّة الفزع وأصل القِناع ما تقنِّع به المرأةُ رأسها أي تغطّيه فاستُعير لغشاء القلب وغلافِه
ومن كلام محمد في السِيَر وتخلَّعت السفينة أي تفكّكت وانفصلَت مَواصلها
خلف
خلَف فلانٌ فلاناً جاءَ خلْفه خَلْفاً خِلْفةً
ومنها خِلْفةَ الشَجرَ وهي ثمر يَخرج بعد الثمر الكثير وخِلْفةُ النبات ما ينبتُ في الصيف بعدما يبس العُشب الربْعي قال الأزهري وكذلك ما زُرع من الحبوب بعد إدراك الأولى يسمى خِلْفة (1/267)
وأما ما في فتاوي أبي الليث دفَع أرضه ليَزرع فيها القُطنَ فأكله الجَراد فأراد أن يزرَع الخَلفَ في بقيّة السنة فالصواب الخِلْفةَ كما ذكرت أو الخِلَفَ بكسر الخاء وفتح اللام على لفظ الجمع
وخلَفتُه خِلافةً كنتُ خليفَته وكانت مدة خلافة الأئمة الأربعة الراشدين ثلاثين سنةً إلا ستّة أشهرٍ لأبي بكرٍ سنتان وثلاثة أشهر وتسعُ ليالٍ ولعمر رضي الله عنه عشرُ سنين وستة أشهر وخمس ليالِ ولعثمان اثنتا عشرة سنةُ إلا اثنتيْ عشرة ليلةً ولعليّ رضي الله عنه خمسُ سنين إلا ثلاثة أشهرٍ
وتخلَّف عنه بَقي خلْفه وفي الإيضاح في الجمعة لأن الشرط ما يَسبقه ولا يتخلفه الصواب ولا يتخلَّف عنه
وخلَف فُوه تغيّرت رائحته خُلوفاً بالضم لا غيرُ
وأخلفني ( 86 / ا ) موعدَه إخلافاً نقَضه ومنه أخلَفت الحمّى إذا كانت غِبّاً أو رِبْعاً فلم تجيء في نَوْبتها
وخالَفني في كذا خِلافاً ضِدُّ وافقني وخالَفني عن كذا وَلّى عنه وأنت قاصِده وخالفني إلى كذا قصَده وأنت مُوَلٍّ عنه ومنه ما من رجل يخالِف إلى امرأةِ رجلٍ من المجاهدين أي يذهب إليها بعده
واختلفوا وتخالفوا بمعنى وقوله اختلفا ضربةً أي (1/268)
ضرب كلٌّ منهما صاحِبه على التعاقب وهو من الخِلْفة لا من الخلاف كقوله تعالى ( واختلافٍ الليل والنهار )
وفي حديث علي رضي الله عنه فاختلفَتْ بين عُبيدةَ بن الحارث والوليد بن عُتْبة ضربتان فأثخَن كل واحد منهما صاحبَه وفي حديث أم صَبيّةِ الجُهَنيّة اختلفت يدي ويدُ رسول الله عليه السلام في إناءٍ واحد والمعنى اجتمعتا
والخَلِفة الحامِل من النوق وجمعها مَخاضٌ وقد يقال خَلِفات
والمِخْلاف الكُورة بلغة اليمن
خلق
خلَقه الله خلْقاً أوجَده وانْخلَق في مُطاوِعه غير مسموع والخِلْقة التركيب وقوله في مَسْلَكٍ هو خِلْقةٌ أي في طريقٍ خَلْقيّ أصليّ
والخَلُوق ضرْب من الطِّيب ماتِعٌ فيه صُفرة
خلل
الخَلّ ما حَمُض من عصير العنب خَلَّل الشرابُ صار خَلاًّ وخلَّلتُه أنا جعلتُه خصلاًّ يتعدّى ولا يتعدّى والتخلُّل في معنى الصيرورة من كلام الفقهاء والخَلّ أيضاً مصدر خَلَّ الرداءَ إذا ضمّ طرفيه بخِلال
والخَلّة الخَصْلة ومنها خير خِلال الصائم السِواك (1/269)
وأخَلّ الفارسُ بمَركزِه إذا ترك موضعَه الذي عيّنه له الأمير وقوله ولم يكن في ذلك خلَلٌ بمراكزهم الصواب إخلالٌ وقولهم أجزاءُ الرَوْث متَخلْخِلة ( 86 / ب ) أي في خِلالها فُرَجٌ لرخاوتها كوْنها مجوَّفةً غير مُكتنِزة
وخالَّهُ صادَفه فهو خَليله وبه سمي والد عبد الله ابن الخليل الهمْداني وكُنِي هوَ بِه يَروي عن عليّ وعنه الشعبي
خلو
خلا الإناءُ ممّا فيه صَفِرَ فهو خالٍ وأنا خَلِيّ من الهمّ أي خالٍ ومنه أنتِ خَليّة أي خالية من الخير وأما الخلية لِمُعَسَّل النّحل فعلى الصفة المُشارفِة
والخَلَى الرَطْبُ من المَرعى وخَلاه واختَلاه قطعَه ومنه لا يُختَلى خَلاها قال محمد هو كل ما يُعتلَف وليس على ساق
الخاء مع الميم
خمر
الخُمْرة المِسْجَدة وهي حَصيرٌ قدرُ ما يُسجَد عليه سميت بذلك لأنها تستُر الأرضَ عن وجه المصلّي وتركيبها دالّ على معنى السَتر
ومنه الخِمار وهو ما تغطّي به المرأة رأسَها وقد اختَمرت وتخمَّرت إذا لبست الخِمار والتَخمير التغطية ومنه الحديث (1/270)
لا تخمّروُا وَجْهه ولا رأسَه وقوله سَواء كان التنّورُ مفتوحَ الراس أو مخمَّراً
والخَمَرُ ما واراكَ من شجرٍ وغيره وقد خَمَر شهادَته إذا كتَمها ومنه المُخامَرة المخالطة لأن فيها استِتاراً والخَمْر لِسَتْرِها العقلَ هي النِّيءُ من ماء العنب إذا غَلا واشتدّ وقَذف بالزَبد أي رَماه وأزالَه فانكشف عنه وسكَن وقد اختَمرتْ إذا أدرَكتْ وأما خَمَّر العصيرَ فتَخمَّر فمما لم أجده
وأخْمَره سقاه الخمر وخُمِر من الخُمار والقاسم بن مُخَيمِرة على لفظ تصغير مَخْمَرةٍ من التابعين وأما استَخمَرهُ بمعنى استعْبَده فكلمةٌ يمَانِيَة
خمس
خَمَس القومَ أخذ خُمس أموالهم من باب طلب ( 87 / 1 ) وخَمَسهُم صار خامِسهم من بابي ضرب وطلب وصَبيّ خُماسيّ بلَغ طُوله خمسةَ أشبار والخميس ثوبٌ طوله خمسُ أذرع ومنه الحديث ايتُوِني بخميسٍ أوْ لَبِيسٍ ويعني به الصغيرَ من الثياب
خمص
الخميصة في الحديث كساء أسود مربّع له علَمان
خمل
المُخْمَل كساءٌ خَمْلٌ وهو كالهُدْب (1/271)
في وجهه
الخاء مع النون
خنث
نَهى عن اختِناث الاَسْقِية يقال خنَثتُ السِقاءَ وأخْنثْتُه إذا كسرتَ فمه وثَنيته إلى خارج فشربتَ منه وإن ثنيتَه إلى داخل فقد قَبَعْتَه
وتركيبُ الخَنَثِ يدلّ على لِين وتكسُّر ومنه المخنَّث وتخنَّث في كلامنه والخُنْثى الذي له ما للرجال والنساء والجمع خَناثَى بالفتح كَحُبْلَى وحَبالى
والقاضي الذي رُفع إليه هذه الواقعة في الجاهلية عامِرُ بن
الظَرِب العَدْواني ولمّا اشتبه عليه حُكْمها قالت له خُصَيْلة وهي أَمَة له أَتْبِع الحُكْمَ المَمَالَ ويُروى أنها قالت حَكِّم المَبالَ أي اجعل موضعَ البَوْل حاكماً وعلى ذلك قوله عليه السلام يورّث من حيثُ يَبُول
خنجر
الخِنْجَر سِكّين كبير ويقال له بالفارسية دَشْنَه
خنس خَنَسه فَخَنَس أي أخَّره فتأخّر وقبضَه فانقَبض من باب ضرب يتعدّى ولا يتعدّى ومنه حديثُه عليه السلام وخنَس إبهامَه أي وقبضَها وحديث عائشة رضي الله عنها فكان إذا سجد خنَستُ رجْليَّ (1/272)
وانخنَستِ الأذن في خس خسف
خنف
عبد الرحمن بن مِخْنَف بكسر الميم وفتح النون استعمله علي رضي الله عنه على الرَيّ فأخذ الماّلَ وتوارى عند نُعيم بن دَجاجة الاسديّ
خنق
الخَنِق بكسر النون قال الفارابي ولا يقال بالسكون وهو مصدر حَنقَه ( 87 / ب ) إذا عصَر حَلْقه والخَنّاق فاعِله
والخِناق بكسر الخاء وتخفيف النون ما يُخنَق به من حبل أوْ وَتَرٍ او نحوه ومنه قوله في السَرِقة خنَق رجلاً بخِناق ويُروى بِمخْنَقةِ خَنّاقٍ وهي في الأصل هذه القلادة المعروفة التي تُطيف بالعنق واستعارها للخِناق
وقول مورِّق العجلي خنقَتْه العَبْرةُ يعني غصّ بالبكاء حتى كأن الدموع أخذت بِمُخنَّقه
خنبق
الخَنْبَق تعريب خَنْبَه هي الأنَبار تُتَّخذ من الخَشب معلَّقةً بالسقف
خندم
الخَنْدَمة موضع قريب بمكة كانت به وقعةٌ لخالد بن الوليد على قريشٍ (1/273)
الخاء مع الواو
خوخ
الخَوْخة الكُوّة في الجِدار وهي المرادة في قوله عليه السلام بابٌ مفتوح أو خَوخةٌ وأما قوله عليه السلام سُدّوا عني كلَّ خَوخةٍ في المسجد غيرَ خوخة أبي بكر رضي الله عنه فالمراد بها البُوَيْب بدليل الرواية الأخرى سُدّوا هذه الأبواب إلا باب أبي بكر
خور
خارَ الثورُ خُواراً صاح وفي الصحيح ( بقرة لها خُوار ) والجيم تصحيفٌ
وطَيْلسانٌ خُواريّ منسوب إلى خُوارِ الرَيّ
خوص
الخَوْص غُؤوُر العين وبالحاء ضِيقُها وقد خَوِصَت عينُه وحَوِصت وهي خَوْصاء والرجل أخْوَص
خوض المَخاضة في حديث عمر رضي الله عنه موضع الخَوْض في الماء وهو الدخول فيه
وخُضْتُ السَوِيقَ بالمِخْوَض جدَحْتُه وهو أن تصُبّ فيه ماءً وتضرِبه ليَختلِط وسَويقٌ مَخُوضٌ
خوف خافه على ماله خَوفاً وتخوّفه عليه مثلُه وهذا أمرُ مَخُوف وقوله عليه السلام إن أخْوَف ما أخاف على أمتي الشِركُ والشَهوة الخفيّة فُسّر الشِركُ بالرَّياء (1/274)
( 88 / 1 ) والشهوةُ الخفيّة بأن تَعرِض للصائم شهوةٌ فيواقِعها ويدعَ صومَه وأَخْوفُ أفْعلُ من المفعول كَ أشغلُ من ذات النِحْيَيْن وقوله فإن أوصى إلى فاسق مَخوفٍ على مالِه أي يُخاف أن يُهِلك مالَه ويُنفِقه فيما لا ينبغي
خون الخِيانة خلاف الأمانة وهي تدخُل في أشياءَ سوى المال من ذلك قولُه عليه السلام لا تجوز شهادةُ خائن ولا خائنةِ وأُريدَ بها في قوله تعالى ( وإما تخافَنّ من قومٍ خيانةً ) نكْثُ العهد ونقْضُه
وقد خانَه ومنه تقول النعمةُ كُفِرْتُ ولم أُشكَر وتقول الأمانة خُنِت ولم أُحفَظ وهو فُعِلْتُ على ما لم يسمَّ فاعِله
وخائنةُ الأعيُن مُسارقَة النظَر ومنه الحديث ما كان لنبي أن تكون له خائِنةُ الأعين
والخِوان ما يؤكل عليه والجمع خُونٌ وأَخْوِنة
خوي
خَوَى المكانُ خَلا خَيّاً من باب ضَرب وخَوِيَ البطنُ خلا من الطعام خَوىً من باب لبِس ويقال أصابه الخوَى أي الجوع
وقولهم خَوَّى في السّجود تخّوْيةً إذا جافَى عضُديه مأخوذ من ذلك لأنه حينئذ يَبقى بين العضد والجنب خَواءٌ ومنهُ الحديث إذا صلى الله عليه و سلم الرجل فلْيُخَوِّ (1/275)
الخاء مع الياء
خير
خَيّره بين الشيئين فاختار أحدَهما وتخيّره بمعنىً ومنه فتخيَّر الحَرْبيُّ أيَّ الصبيّين شاءَ وفي حديث غَيلان خيّره عليه السلام منهن أربعاً إن كان محفوظاً فانتصاب أربعاً بفعل مضمر وإلا فالصواب خيَّره بين أربَعٍ ويشهد له حديث أبي مسعود الثَقفي أنه أسلم وله ثمانيِ نسْوة فخُيّر بينهن فتخيَّر أربعاً
( 88 / ب ) والخِيَرة الاختيار في قوله فأهله بين خِيَرتين كما في قوله تعالى ( ما كان لهمُ الخِيَرةُ ) وفي قوله محمدُ خِيَرةُ الله بمعنى المختار وسكون الياء لغة فيهما
والخِيار اسم من الاختيار ومنه خِيار الرؤية والخيِار أيضاً خلاف الأشرار ومنه قوله كذا وكذا بِرّذَوناً ذكراً خِيراً فُرْهةً وإنما جمعَ حمَلاً على المعنى وقال ذكراً حملاً على اللفظ والفُرْهة جمع فارهٍ وهو الكَيّس كصُحْبة في صاحب والخِيار بمعنى القَثَد معرّب
خيس
التَخييس التذليل ومنه ما أنشدَ الخَصّافُ لعلي رضي الله عنه
( بَنيْتُ بعد نافعٍ مخيَّسا ... ) (1/276)
وهو اسم سجْنٍ له وحقيقته موضعُ التَخييس
خيش
الخَيْش بالفتح الكتّان الغليظ
خيط الخَيْط الأبيض ما يبدو من الفجر الصادق وهو المستطير والخيط الأسود ما يمتدّ معه من ظُلمة الليل وهو الفجر المستطيل وهو استعارة من الخيط الذي يُخاط به ويُقال له الخيّاط أيضاً وهو المراد في قوله عليه السلام أدّوا الخِياطَ والمِخْيَطَ وأما قوله تعالى ( في سَمّ الخِياط ) فالمراد به المَخْيَط وهما الإبرة
خيف
الخَيَف اختلافٌ في العينَينْ وهو أن تكون إحداهما زرقاءَ والأخرى كحلاء وفَرس أخْيَف ومنه الأخياف وهم الإخوة لآباءٍ شتّى يقال إخوةٌ أخيافٌ وأما بنو الأخياف فإن قاله مُتقِن فعلى إضافة البيان
والخَيْف بالسكون المكان المرتفع نحو خَيْف مِنىً أو الذي اختلفَت ألوان حجارته ومنه حديثه عليه السلام نحن نالزلون بِخَيْفِ بني كِنانة يعني المحصَّب وفي حديث مَسيرهِ عليه السلام إلى بدْرٍ أنه مضى قطَع الخيُوفَ على الجمع
خيل
الخَيْل اسم جمعٍ للِعراب والبَراذين ذُكورِها وإناثِها (1/277)
وأخالَ ( 89 / 1 ) عليه الشيءُ اشتَبه وأَشْكَل وكلامٌ مُخِيلٌ مُشْكِل
ورجل أخْيَل في وجه خالٌ وهو بَثْره إلى السواد تكون في الوجه والجمع خِيلانٌ
خيم
الخَيمة بالفارسية خَرْبُشْتَه عن أبي حاتم وعن ابن الأعرابي الخيمة عند العرب لا تكون إلا من أربعة أعواد ثم نُسقَف بالثُمام ولا تكون من ثيابٍ والتفسير الأول هو المعْنِيُّ ههنا
279
- باب الدال
الدال مع الهمزة
دأل
أبو حاتِم سمعت الأخفش يقول الدُئِل بضم الدال وكسر الواو المهموزة دُويبّة صغيرة شبيهةٌ بابن عرس قال ولم أسمع بِفُعِل في الأسماء والصفات غيرَه وبه سميت قبيلة أبي الأسود الدُؤَلي وإنما فُتحت الهمزة استثِقالاً للكسرة مع ياءَي النسَب كالنَمَري في نَمِر
والدُولُ بسكون الواوِ غَيرُ مهموزٍ في بني حنيفة وإليهم يُنسب الدُوليُّ
والدِيلُ بكسر الدال في تغْلِبَ وفي عبد القيس أيضاً وإليهم يُنسب ثَور بن يزيد الدِيلي وسنانُ بن أبي سنان الديلي وكلاهما في السِيَر وفي نفي الارتياب سنان بن أبي سنان الدُوْليّ وفي متّفَق الجوزَقيّ كذلك وفي كتاب الكُنى للحَنْظلي أبو سنان الدُولي ويقال الديِلّي وسيجيء في باب السين
الدال مع الباء
دبب
الدَبّابة الضَبْرُ وهو شيءٌ يُتّخذ في الحروب (1/278)
يدخُل في جوفِه الرجال ثم يُدفع في أصل حِصنٍ فينقُبونه
وأما قوله وتُكْره الدبّابات والطُبول والبُوقات فلا آمَنُ من أن يكون تحريفَ الدَبادِب جمع دَبْدَبة وهو شِبْه الطَبْل
دبج
الديباج ( 89 / ب ) الثوب الذي سَداهُ وُلحْمته إبْرَيْسمٌ وعِندهم اسم للمنقَّش والجمع دَبابِيج وعن النخعي أنه كان له طَيْلَسانٌ مُدبَّج أي أطرافه مزيّنة بالديباج
وفي الحديث نَهى أن يُدَتِّج الرجلُ في ركوعه وهو أن يُطأطِئ رأسه حتى يكون أخفضَ من ظهره
وقل تَدبيجُ الحمار أن يُركَب وهو يشتكى ظهرَه من دَبَرٍ فيُرخي قَوائمه ويُطأمِن ظهرَه وقد صح بالدال غيرَ معجمة والذالُ خطأ عن أبي عُبيدٍ والأزهري
دبر
التدبير الإعتاق عن دُبْرٍ وهو ما بعد الموت وتدبَّر الأمرَ نظر في أدباره أي في عَواقبه
وأما قوله في الأيمان من الجامع وإن تدبّر الكلام تدبّراً قال الحلوائي يعني إن كان حلَف بعد ما فعَل وأنشد
( ولا يعرفون الأمر إلا تدبّرا ... ) (1/280)
أي في الأَخَرة بعد ما مضى وهو صحيح لأن تركيبه دالّ على ما يُخالف الاستقبال أو يكون خلْفَ الشيء
من ذلك قولهم مضَى أمسِ الدابِرُ ألا ترى كي أُكّد بِه الماضي والأصلُ في ها الدُبُر بخلاف القُبلِ
وقولهم وّلاه دُبْرَهُ كنايةٌ عن الانهزام ويقال لِمن الدَبْرة أي مَن الهازم وعلى مَن الدَبْرة أي مَن المهزوم
والدَبَرة بالتحريك كالجِراحة تَحدث من الرَحْل أو نحوه وقد دَبِرَ البعيرُ دَبَراً وأَدْبَره صاحبُه والدَبْرة بالسكون المَشارة وهي بالفارسية كُرْد والجمع دُْبرٌ ودِبارٌ
ومدابرة في شر
حَمِيُّ الدَبْر في حم حمي
دبس
الدِبْس عصير الرُطَب وتركيبه يَدُلّ على لونٍ ( 90 / أ ) ليس بناصعٍ ومنه فرَس أدْبَسُ بينَ السواد والحُمرة والدُبْسيّ من الحَمام لأنه يكون بذلك اللون والأنثى دُبْسِيّة وبالفارسية مُوسِيجَه
دبغ
دَبغ الجِلْدَ يدْبَغ بالحركات الثلاث دَبْغاً ودِباغاً والدِباغ أيضاً ما يُدبَغ به (1/281)
دبق
دابَقٌ بلَدٌ بوزن طابَق وفي التهذيب بالكسر وهو مذكّر مصروف
دبل
الدَبْل الجدول وجمع دُبول كَطبْل وطُبول والدُبَيْلة داء فيه البطن من فسادٍ يَجتمع فه
الدال مع الثاء
دثر
الدِثار خلاف الشِعار وهو كل ما القيتَه عليك من كساءٍ أو غيره والجمع دُثُر
الدال مع الجيم
دجج
الدُّجُج جمع دَجاج والواحدة دجاجة وبها سمي والد نُعيم بن دَجاجة الأسديّ
دجل
دِجْلة بغير حرف التعريف نهر ببغداد وقوله أرضٌ غلَب عليها الماءُ فصارت دِجلةً أي مثْلَها قيل وإنما سميت بذلك لأنها تُدَجِّل أرضَها أي تغطيها بالماءِ إذا فاضت
دجن
شاةٌ داجِنٌ أَلِفت البيوت وعن الكرخي الدَواجِن خلافُ السائمة (1/282)
الدال مع الحاء
دحدح
ثابت بن الدَّحْداح هو الذي سأل النبيَّ عليه السلام عن المحييض ومات في عهد النبي عليه السلام أتِيّاً أي غريباً لم يَعرِفوا له نسباً
دحل
في حديث عمر لا تَدْحَلْ ويُروى بالهاء أى لا تخَفْ بالسُرْيانّية
دحي دِحْيَةُ الكلْبيّ بالكسر والفتح وعن الأصمعي بالفتح لا غير
الدال مع الخاء
دخس
الدَّخَس داء يأخذ في قوائم الدابّة يقال فرَس دَخِسٌ به عَنَتٌ وفي الصحاح ورَمٌ حَوالّي الحافر وأما الدَحَس بالحاء غيرَ معجمةٍ فمن الداحسِ وهو تشعُّب الإصبَع ( 90 / ب ) وسقوط الظُفْر
دخرص
دِخريصُ القميص ما يوسّع به من الشُّعَب وقد يقال دِخْرِصٌ ودِخْرصةٌ والجمع دَخاريص (1/283)
دخل
الدُّخول بالمرأة كنايةٌ عن الوَطْء مباحاً كان أو محظوراً وهي مدخولٌ بها وأما المدخولة فخطأ
وداخلِة الإزار ما يلي جَسدك منه
وعن الجرجاني اتصال المُداخَلة أن يكون آجرٌّ الحائط مُداخِلاً لحائط المدّعي
دخن
تدَخَّن من الدُخْنة وهي بَخُور كالذَرِيرة يُدَخّن بها البيوت
والمِدْخَنة بكسر الميم في جم جمر
الدال مع الراء
درء
الدَّرْء الدَفْع ومنه كان بين عُمر ومعاذ بن عَفْراء درْءٌ أي خُصومة وتدافُع ودَرا عنه الحدَّ دفعه من باب منَع وقولهم الحدود تَندَرِئ بالشبهات قياسٌ لا سماع
درب
الدَّرْب المَضيق من مضائق الروم وعن الخليل الدَرْب البابُ الواسع على رأس السِكّة وعلى كل مَدْخَل من مداخل الروم دَربٌ من دُروبها والمراد به في قوله زُقاق أو دَرْبٌ غير نافذٍ السكة الواسعةٌ نفسها
درج
دَرَجُ السُلَّم رُتَبُه الواحدة دَرَجة ومنها قوله في الجنائز شِبْه الدَرَج ويسمّى بها هذا المَبنيُّ من خشب أو مَدَرٍ مُركّباً على حائط أو نحوه تسميةَ الكُلّ باسم البعض (1/284)
وصَبيٌّ دارِجٌ إذا دَبّ ونَما
درد
رجلٌ أدْرَدُ ذهبَت أسنانه وقد دَردَ دَرَداً ومنه حتى خشيت لأَدْرَدَنَّ ويروى حتى خشيتُ أن أدْرَدَ أسناني ولم أسمعه
درر
الفارسية الدَّريّة الفصيحة نُسبت إلى دَرْ وهو الباب بالفارسية وتحقيقُها في المعرِب
درز
الدَّرْزُ الارتفاع الذي يحصُل في ( 91 / أ ) الثوب إذا جُمع طَرفاه في الخياطة وقوله فآثار الدُروز والأشافي خَرْق إنما أراد به الثُقَب وكان من حقه أن يقول فآثار الغَزْر أو الخُرَزِ
درس
مِدْراسُ اليهود مدْرستُهم ومرداس تحريف وقوله مُواريثُ دَرَستْ أي تقادمَتْ
درع
دِرْع الحديد مؤنّث والدّارِع ذو الدِرع ودِرْع المرأة ما تلبَسه فوق القميص وهو مذكّر عن الحَلْوائيّ هو ما جَيْبُه إلى الصدر والقميص ما شقُّه إلى المَنْكِب ولم أجده أنا في كتب اللغة
فادَّرَعَهما موضعه ذو ذرع
درغ دَرْغانُ في عب عبر
درق
الدَّرقة تُرس يُتّخذ من جلودٍ ليس فيها خشَب ولا عَقَبٌ وأما قوله في شِرْب الواقعات فإصلاحُ الدَرَقة على صاحب النهر الصغير فهي تعريب دَربْجَهْ (1/285)
والدَوْرق مكيال للشراب وهو أعجمي
درك أدركتُ الفائتَ وفي الشروط فما أدرَك فلاناً من دَرَكٍ
وقوله الاجتهاد جُعل مَدْرَكاُ من مَدارِك الشَرْع الصواب قياساً ضمّ الميم لأن المراد موضع الإدراك
دركل
الدِرَكْلة لُعبة من لُعَب الصبيان بوزن رِبَحْلة أو شِرْذمِة
درغم
دَرْغم ناحيةٌ من نواحي سَمرقنْدَ
درهم
الدِرهم اسم للمضروب المدوَّر من الفضة كالدينار من الذهب وقوله المعتَبر من الدنانير وزنُ المثَاقيل وفي الدَارهم وزونُ سَبعة قال الكَرْخي في مختصره وهو أن يكون الدرهُم أربعة عشَر قيراطاً وتكون الشرةٌُ العشَرةُ سبعةِ مثاقيلَ والمائتان وزن مائةٍ وأربعين مِثقالاً وكانت الدارهم في الجاهلية ( 91 / ب ) ثِقالاً مثاقيلَ وخِفافاً طَبَريّةَ فلما ضُربت في الإسلام جَمعوا الثقيلَ والخفيف فجعلوهما درهَمين فكانت العشرة من هذه الدراهم المتخذة وزنَ سبعة مثاقيلَ وذكر أبو عبيدٍ في كتاب الأموال أن هذا الجْمع والضَرْب كان في عهد بني أميّة وطَوَّل القولَ فيه وهو في المعرِب
دري
المُدَاراة المُخاتَلة وبالهمز مُدافعة ذي الحقّ عن حقّه وبيانها في شر شري (1/286)
الدال مع السين
دستج
الدَّسَاتِج جمع دَسْتَجةٍ تعريب دَستْه
دستواء
هِشامٌ الدَسْتَوائيُّ منسوب إلى دَسْتوَاء بالمدّ من كُوَرِ الأهواز بفاس وهو من فقهاء التابعين
دسر
ابن عبّاس في العنبر إنه شيء دَسَره البحر أي دفعه وقذَفه من باب طلب
دسكر
الدَّسْكَرة بناءٌ شِبْهُ القصر حوالَيه بُيوت يكون للمُلوك
دسس الدَّسّ الإخفاء يقال دَسَّ الشيءَ في التراب وكلُّ شيءٍ أخفيتَه تحت شيء فقد دسَسْتَه ومنه قوله يَدُسّه البائعُ فيه
دسع
الدَسْعة القَيْئةُ يقال دستع الرجلُ إذا قاء مِلّءَ الفمِ وأصل الدَسْع الدفْعُ
دسم
الدُسومة مصدر قولهم شيءٌ دَسِمٌ أي ذُو دَسَمٍ وهو الوَدَك من شحمٍ أو لَحْمٍ
وعن ابن عباس أن النبي عليه السلام خطب الناسَ وعليه عِمامةٌ دَسْماءٌ أي سوداء عن الأزهري (1/287)
ومنها قول عثمان رأى غلاماً مليحاص دَسِّموا نُونَته أي سَوِّدوا النُقْرةَ التي في ذَقَنه لئلا تُصيبه العَين
الدال مع العين
دعب
دَعِبَ يدعَب دُعابة مزَحَ من باب منَع ولبِس
دعر
الداعِر الخبيثُ المفِسد ومصدره ( 92 / أ ) الدَعارة وهي من قولهم عُودٌ دَعِرٌ أي كثير الدُخان
دعمص
الدُّعْموص دويبَّة سوداء تَسبَح فوق الماء
دعم
مالَ حائطه فدَعَمه بدِعامة وهي كالعمِاد يُسنَد إليه ليَستمسِك به وباسم الآلة منه سمي مِدْعَمٌ الأسود مولى رسول الله عليه السلام وهو في السِيَر
وادّعَم عليها اتكأ على افتعَل ومنه ادَّعَم على راحتيْه في السجود
دعو
دعوت فلاناً ناديتُه وهو داعٍ هم دُعاةٌ وقال عمر إنّا بعثناك داعياً لا راعياً أي للأذان وإعلام الناس لا حافظاً للأحوال وقولُ النَهْديّ كنّا ندْعو ونَدَعُ أي نَدعوهم إلى الإسلام مرّةً وندَعُ أي ونتركُ الدعوةَ أخرى
وادّعَى زيدٌ على عَمرِوٍ مالاً فزيدٌ المدّعي وعَمْروٌ (1/288)
المدَّعَى عليه والمالُ المدَّعى والمدَّعَى به لغوٌ والمصدر الادّعاء والاسم الدَعْوى وأَلِفُها للتأنيث فلا تُنوَّن يقال دَعْوى باطلة أو صحيحة وجمعها دعاوَى بالفتح كفتوى وفَتاوي
والتّداعي أن يَدعوَ بعضُهم بعضاً وقد تَداعَوا الشيءَ إذا ادَّعَوْه ومنه باب الرجلين يتَداعيان الشيءَ بالأيدي ومثله تَبايعاه وتَراءَوُا الهلالَ
ويقال تَداعت الحِيطانُ وتَداعى البنيانُ إذا بَليَ وتصدَّع من غير أن يسقُط وأما قوله وإن تَداعت حَوائطُ المقبُرة إلى الخراب فعاميّ غيرُ عربي
وفلان دَعِيٌّ بيّن الدِعْوة بالكسر إذا ادّعى غيْرَ أبيه وداعيةُ اللبن ما يُترك في الضَرْع ليدعُوَ ما بعدَهُ وقد يقال بغير هاءٍ ومنه الحديث دَعْ داعيَ اللبَن لا تَجْهَدْه أي لا ( 92 / ب ) تَستقْصِ
الدعَة موضعها في ود ودع
الدال مع الغين
دغل
دَغَلٌ في نغ نغل
دغم فرَس أدغَم دَيْزَجٌ بالفارسية وهو الذي لونُ وجهه وخَطْمه يخالف لون سائر الجسد ولا يكون إلا سواداً وبالعين غيرِ المعْجَمة الذي في صدره بياض
290
- الدال مع الفاء
دفء
الدِفءْ السُخونة والحَرارة من دَفِيءَ من البَرْد ثم سمي به كلُّ ما يُدْفئ أي يُسْخِن من صوف أو نحوه ومنه لكم فيها دِفءٌ وهو عند العرب اسمٌ لكل ما يُنتفَع به من نِتاج الإبل وألبانها
وقد تدفَّأ بالثوب واستَدْفأ به إذا طلبَ به الدِفْءَ وعن الحسن في قوله عليه السلام للرجل من امرأتِه ما فوق المِئْزر قال أراد أن تتدفَّأ بالإزار ويَقضيَ هو حاجته منها فيما دون الفَرْج أي تتأزَر به وتتستَّر وحقيقتُه ما ذكرتُ واستعماله من الحَسنَ في هذا المقام حسنٌ
دفر
الدَفَرُ مصدر دَفِرَ إذا خَبُثت رائحتُه وبالسكون النَتْنُ اسم منه وفي الدعاء دَفْراً له أي نَتْناً ويقال للأَمة يا دَفارِ أي ما مُنْتِنةُ وهو في حديث عمر رضي الله عنه
وأما الذَفَر بالذال المعْجَمة فبالتحريك لا غيرُ وهو حِدّة الرائحة أيَّما كانت ومنه مِسكٍ أَذْفَر وإبْطٌ ذَفْراء ورجلٌ ذَفِرٌ به دَفَرٌ أي صُنان وهو مراد الفقهاء في قولهم والذفَر والبَخَر عيبٌ في الجارية وهكذا في الرواية
دفتر الدفتر الكتاب المكتوب وقوله وهَب دَفاتِر فكتَب فيها يحتمل أن يراد فزاد فيها فوائدَ وحواشيَ وأن يُستعار لما (1/289)
لا كتاب فيه كما في قوله ولو سَرق دفتراً أبيضَ قيمتُه عشَرةٌ ( 91 / 1 ) قُطعت يدُه
وقول الشافعي خرجتُ من مكة وخلّفتُ بها دُفَيْتِرات على تصغير دفاتر وزُفيراتٍ بالزاي على تصغير زِفْر وهو الحِمْل تصحيفٌ وتحريف
دفع
الدَّفْع معروف وفي حديث ابن أُنَيْسٍ وأنا أمشي حتى أُدْفع إلى راعيةٍ له ورُوي حتى أُرفع والأصح حتى دُفِعتُ
دفف
الدُّفّ بالضم والفتح الذي يُلعب به وهو نوعان مدوَّرٌ ومربّع ومنه قول الكرخي لا يجوز كذا وكذا ولا الدفُّ المربّع ولا بأس ببيع المدوّر
والدَفّ بالفتح لا غير الجّنْب والدَّفّة مثلُه ومنها دَفّتا السَرج للَّوْحيْن اللَّذين يقعان على جنْبي الدابّة ودَفتّا المصْحف ضامّاه من جانِبيْه
دفق
دَفَق الماءَ دَفْقا صبَّه صبّاً فيه دفعٌ وشدّة وماءٌ دافقٌ ذُو دَفْقٍ على طريقة النَسب وعن الليث أنه لازم وقد أُنكِر عليه
دفن
شُريحٌ كان لا يَرُدُّ العبدَ من الادِّفان ويَردُّ من الإباق الباتِّ الادِّفْانُ هو افتِعالٌ من الدَفْن لا افِّعال وذلك أن يَرُوغَ عن مَواليه اليومَ واليوميْن ولا يغيَبُ عن المِصر كأنه يدفُنِ نفْسه في أبيات المِصر خوفاً من عقوبة ذنْبٍ فعلَه (1/291)
وعبدُ دَفونٌ عادتُه ذلك
الدال مع القاف
دقق
المِدَقّ والمِدَقّة بكسر الميم والمُدُقّ بضمتين اسمٌ لما يُدقّ به وذلك عامّ وأما المخصوص بالقَصّارين فيقال له الكُذيِنَقُ والبَيْزَرُ والميجَنَةُ
وقوله أسلَم رجلٌ إلى رجل في حُلَلِ دِقٍّ فلم يَجدْ فأراد أن يعطيه حُلَل جلٍّ حُلّتْين بحُلّة الدِقُّ في الأصل الدَقيق والجِلُّ الغليظ ثم جُعل كلٌّ منهما اسماً لنوعٍ من الثياب فأضيفتِ ( 93 / ب ) الحُلَلُ إليهما
دقل
الدَّقَل نوع من أردأ التمر ودَقَلُ السفينة حشَبتُها الطويلة التي يُعلّق بها الشِراعُ
الدال مع الكاف
دكك
في حديث الأشعري خَيلاً عِراضاً دُكَّاً جمع أَدَكَّ وهو العريض الظَهْرِ القصيرُ
الدال مع اللام
دلب
الدُّلْب شجر عظيم مفرَّض الورَق لا نَوْر له ولا ثمر يقال له بالفارسية الصِنارُ (1/292)
والدَّوْلاب بالفتح المَنْجَنُون التي تُديرها الدابَّة وبها سمي الموضعُ المنسوُب إليه محمد بنُ الصَبّاح البَزّازُ الدَوْلابيُّ هكذا في المتفق والناعور ما يُديره الماءُ والدالية جِذْع طويل يُركّب تركيبَ مَداقّ الأزرَ وفي رأسه مِغْرفة كبيرة يُستقَى بها
وفي شُروط الحاكم ويدخُل في البيع الدَوْلاب من غير ذكرٍ ولا تدخُل الدالِية لأن هذا معلَّق بغيرها وكذا جذوعها وهكذا أيضاً في جمع التَفاريق
دلس
التَدليس كتمانُ عيبِ السِلْعة عن المشتري والمُدالسُة كالمخادَعة ومنها حديث عثمان لا إلاّ نِكاحَ رَغْبةٍ لا مُدالَسةٍ
دلك
دَلَكتِ الشمسُ زالت أو غابت وقولُه تعالى ( أَقِم الصلاةَ لدِلُوك الشمسِ ) أي أَدِمْها لوقت زَوال الشمس وبذلك تكون الآية جامعةً للصلوات الخمس
دلل التَّدلُّل تفعُّل من الدَلال والدالّة وهما الجُرأة ودُلْدُلُ بوزن بُلبل بَغْلة النبي عليه السلام
دلهم اِدْلَهمَّ الليلُ اشتدّ ظلامُه (1/293)
دلو أدلَيتُ الدَلْو أرسلتُها في البئر ومنه أدلَى بالحُجّة أحضَرها وفي التنزيل ( وتُدْلُوا بها إلى الحُكّام ) أي لا تُلقوا أمرها والحُكومَة فيها وفي كتاب عُمر رضي الله عنه فافْهَم إذا أُدْلِيَ إليك أي تَخوصِمَ إليك وفلان يُدْلي ( 94 / أ ) إلى الميّت بذكرٍ أي يتصل
ودلاّه من سطحٍ بحبل أي أرسَله فتدلّى ومنه حديث ابن المغفَّل دُلّي عليّ جِراب من شحم من بعض حُصون خَيبَر وحديث بُنانةَ أنها دَلْتّ رحىً على خَلاّدٍ أي أرسلَت حَجراً ودّلّى رجْليه من السرير
وقد جاءَ أدلى ومنه وقد أدْلى ركْبته يعني رسول الله عليه السلام في رَكيّة إذْ دخل أبو بكر رضي الله عنه أي أرسَل رجْله فيها
وأما الحديث الآخَر أن قوماً وَردُوا ماءً فسألوا أهله أن يُدْلُوهم عن الماء فإن صحّ فهو من أدْلى الدلو بمعنى دلاَها إذا نزَعها وفيه اختصار والمعنى يُدْلُوَا لَهم أبو يُدْلُوا دَلْوَهم على حذف الجار أو المضاف
الدالية ذُكرت في دلب (1/294)
الدال مع الميم
دمث
في الحديث فأتى دَمِثاً في أصل جدارٍ فبالَ وفي حديث آخر بينما هو يمشي في طريق إذء مال إلى دَمِثٍ فبالَ فيه
يقال دَمِثَ المكانُ دمَثاً إذا لان وسهُل فهو دَمِثٌ ودَمْثٌ بكسر الميم وسكونها وقد رُوي الحديث بهما وسَماعي في الفائق دَمَثٍ بفتحتين ولم أجدْه فيما عندي من أصول اللغة وإن صحّ كان تسميةً بالمصدر ويؤيّده روايةُ الغريبين إلى دَمَثٍ من الأرض ثم قال الدَمَثُ الأرضُ السهْلة فجعله كالاسم
ومنه الدَماثة سُهولة الخُلْقُ وفي صَفته عليه السلام دَمِثٌ ليس بالجافي وعنه عليه السلام من كَذب عليَّ فإنما يُدمِّث مجلسه من النار أي يُسهّله ويُوطّئه بمعنى يهيّئه للجلوس فيه
دملج
الدُّمْلوج من الحُلِيّ المِعْضَد
دمر
دَمَّر عليه أهْلكَه
دمعة
( 94 / ب ) الدامِعة من الشِجاج التي يَسيل منها الدمُ كدمع العين وقَبْلها الدامِيةُ وهي التي تَدْمَى من غير أن يَسيل منها دم
دمغ
دمَغ رأسَه ضربَه حتى وصلت الضرْبة إلى (1/295)
دماغه وشَجّةٌ دامِغة وهي بعد الآمّةِ
دمل
اندَملت القَرْحة بَرأت وصَلحت من دَمَلَ الأرضَ إذا أصلحها بالدَمال وهو السَماد ومنه الدَّمال في آفات النخل وهو فَساد طَلْعها وخَلالِها قبل الإدراك ومثله الدَمانُ من الدِمَن وهو السِرْقِينُ
دمي
في الحديث ألا إنّ كلذ دمِ وكلّ وكذا تحت قدميّ إلاّ دمٍَ ربيعةَ بن الحارث قُتل له ابنٌ صغير في الجاهلية فأضيف إليه الدم لأنه وليّه
الدُّمْية الصُورة المنقَّشه وفيها حُمرة كالدم والجمع الدُمَى
الدامية ذُكرت آنفاً
الدال مع النون
دنأ
في كَسْب الحجّام أنه يُدَنّئ المرءَ ويُخِسُّه وهو بالهمزة من الدَناءة أي يَجعله دَنيئاً وخَسيساً
دنر
فرَسٌ مدنَّر به نُكتٌ سُودٌ وبِيض كالدنانير
دنف
أَدْنَف المريضُ ودَنِفَ ثقُل من المرَض ودنا من الموت كالحَرَض وادنفَه المرض أثقَله ومريضٌ مُدْنِفٌ
دنق
الدانَقُ بالفتح والكسر قِيراطان والجمع (1/296)
دَوانِقُ ودَوانيِق وعن الحسن رحمه الله لعن الله الدانِقَ ومن دَنّق به ويُروى وأوَّلَ من أحدَث الدانقَ يعني الحجّاج والتَّدنيق المُداقّةُ ولُقّب أبو جعفر المنصور وهو الثاني من خلفاء بني العباس بالدَوانِقيّ وبأبي الدوانِيق لأنه لما أراد حفْر الخندق بالكوفة قسَّط على ( 95 / أ ) كلٍّ منهم دانقَ فضّةٍ وأخذه وصَرفه إلى الحَفْر
دنل
دانِيال النبي عليه السلام بكسر النون وُجد خاتَمُه في عهد عمر رضي الله عنه وكان على فَصِّه أسَدان وبينهما رجل يَلْحَسانه وذلك أن بُخْتَ نُصَّرَ لما أخذ في تتبُّع الصِبيان وقتْلهم وَوُلِد هو ألْقَتْه أمّه في غَيضةٍ رجاءَ أن ينجوَ منه فَقيّض الله سبحانه أسداً يحفَظه ولبْؤُةً تُرضِعه وهما يَلحَسانه فلمّا كبر صَوّر ذلك في خاتَمه كي لا ينسى نعمة الله عليه
دنو
دَنا منه قرُب وأدناه غيرهُ ومنه أدْنتِ المرأةُ ثوبَها عليها إذا أرْخَتْه وتستّرت به وفي التنزيل ( يُدنِين عليهن من جلابيبهن ذلك أدْنَى ) أي أوْلَى من أن يُعرفْن فلا يُتعّرضَ لهن
ورجل دَنيٌّ خَسيس والدَنيّة النقيصة ومنها قول عمر رضي الله عنه إنّ الله أعزَّ الإسلامَ فلَم نُعطَ الدنيّةَ في ديننا
الدال مع الواو
دوأ
الداء العِلّة وعينه واوٌ ولامه همزة ومنه (1/297)
أيُّ داءٍ أَدْوَأُ من البُخْل أيْ أشَدّ وفي حديث شُريح وإلا فَيمينُه أنه ما باعَك داءً أي جاريةً بها داءٌ وعيبٌ ومثُله رُدَّ الداءَ بدائِه أي ذا العيْبِ ولك الغَلّة بالضمان
لا داءَ ولا خِبْثةَ في عد عدو
دود
داوُدُ بنُ كُردوسٍ هو الذي صالَح عمر رضي الله عنه عن بني تغلب كذا ذُكر في كتال الأموال
دوذ حَبُّ الدّاذيّ هو الذي يُصلَّب به النَبيذ وقول الفقهاءِ نَبيذُ التمر يُجعل فيه الداذيُّ صحيح أيضاً
دور
الدار اسمٌ جامع للبناء والعَرْضَة والمحَلة وقيل للبلاد دِيارٌ لأنها جامعةٌ لأهلها كالدار ومنها ( 95 / ب ) قولهم ديار ربيعة وديار مُضر وقيل للقبائل دُور كما قيل لها بيوت ومنها ألا أنبئّكم بخير دُور الأنصارِ الحديث
وقوله ودارُ الرقيق محلَةٌ ببغداد ودار عَمرو ابن حُرَيث قصرٌ معروف بالكوفة
استأجَر رحى ماءٍ فانكسرت الدَوّارةُ هي الخشَبات التي يُديرها الماء حتى تدُور الرحى بدَوَرانها
دوار في عن عنن
دوس
الدِّياسة في الطعام أن يُوطأ بقوائم الدوابّ أو يكرّرَ عليه المِدْوَسُ يعني الجَرْجَر حتى يَصير تِبْناً (1/298)
والدِياس صَقْل السيف واستعمالُ الفقهاءِ إياه في موضع الدِياسة تسامُح أو وَهْمٌ وأصل الدَّوْس شدّة وطْء الشيء بالقَدم وبه سمى أبو حيٍّ من العرب دَوْساً
دوك
المَداك مَفْعَل الصَّلابة
دوم
أَسْتَدِيمُ الله نعْمتك أي أطلب دَوامها وهو متعدٍّ كما ترى وقولهم استدامَ السَفرُ غير ثَبَتٍ وماءٌ دائم ساكنٌ لا يَجري
ودُومة الجَنْدل بالضم والمُحدّثون على الفتح وهو خطأٌ عن ابن دُريد وهي حِصن على خمسَ عشرةَ ليلةً من المدينة ومن الكوفة على عشْر مَراحل
دون
الدّيوان الجريدة مِن دوَّن الكتبَ إذا جَمعها لأنها قِطَعٌ من القراطيس مجموعةٌ ويُروى أن عمر رضي الله عنه أوَّل من دوّن الدَواوين أي رتَّب الجرائد للولاة والقضاة ويقال فلان من أهل الديوان أي ممَّن أُثبت اسمُه في الجريدة
وعن الحسن رحمة الله عليه هجْرةُ الأعرابيّ ( 96 / أ ) إذا ضمّهم ديوانُهم يعني إذا أسلم وهاجر إلى بلاد الإسلام فهِجرتُه إنما تصحّ إذا أُثبت اسمهُ في ديوان الغُزاة
الدال مع الهاء
دهر قوله عليه السلام لا تَسبّوا الدهَر فإن الدهر (1/299)
هو الله ويُروى فإن الله هو الدهر الدهر والزمان واحدٌ ويُنشَد
( إن دهراً يلفّ شَمْلي بجُمْلٍ ... لَزمانٌ يهمٌّ بالإحسان )
وقيل الدهر الزمانُ الطويل وتحقيق ذلك في المعرِب وكانوا يعتقدون فيه أنه الطارق بالنوائب وما زالوا يشْكُونه ويَذُمّونه فنهاهُم رسول الله عليه السلام عن ذلك وبيّن لهم أن الطوارق التي تَنزِل بهم مُنْزِلهُا الله دون غيره
وفي الحديث أنه عليه السلام سئل عن صوم الدهر فقال لا صامَ ولا أفطرَ قيل إنما دعا لئلاّ يَعتقِد فَرْضيّته أو لئلا يعجِزَ فيَتْرك الإخلاص أو لئلا يسْرُد صيامَ أيام السنة كِلّها فلا يُفطِر في الأيام المنهيّ عنها عن الخطَّابيّ
دهل
لا تَدْهَلُ سبق في دح دحل
دهم
فرَس أدهَم أسْود
دهن
الدُّهن دُهن السِمْسِم وغيره وبه سمي دُهن بَجيلَة حيٌّ منهم وإليه يُنسب عَمّارٌ الدُهنْيّ
وقد دَهَن رأْسَه أو شاربِهَ إذا طَلاه بالدُهن وادَّهن على افتعل إذا تولّى ذلك بنفسه من غير ذكر المفعول فقوله ادّهن شارِبَه خطأٌ
دهقن الدِهْقان عند العرب الكبير من كفّار (1/300)
العجَم وكانت تَستنكَف عن هذا الاسم ومنه حديث عمر بارزْتُ رجلاً دِهْقاناً وقد غلَب على أهل الرَساتيق منهم ثم قيل لكل من له عَقار كثيرٌ دِهْقان واشتقوّا منه الدَّهْقَنة وتدَهْقَن ( 96 / ب ) ويقال للمرأة دِهْقانة على القياس
الدال مع الياء
ديث الدَّيُّوث الذي لا غَيرة له ممن يدخُل على امرأته
دير
الدَيْر صَومعة الراهب ودَيْرَ زُورَ موضع وإليه يُنسب فيقال مِلْحفةٌ دبْرَ زُوربّة
دين
ديَّنه وكلَه إلى دينِه وقولهم يديَّن في القضاء أي يصدَّق تَدْريِسٌ والتَحقيقُ ما ذكرتُ
ودِنْتُ واستدَنْت استْقرَضتُ ومثله ادَّنْتُ على افتعَلْتُ ودِنْتُه وأدَنْتُه ودَيَّنته أقرضتُه ورجلٌ دائِن ومدْيُون
وفي حديث الجهاد هل ذلك مكفِّر عنه خطاياه يعني هل يكفِّر القتْلُ في سبيل الله ذنوبَه فقال نعَم إلاّ الدَيْن يعني إلاّ ذنْبَ الديْن فإنه لا بدّ من قَضائه
فادّان في سف سفع (1/301)
باب الذال
الذال مع الهمزة
ذأب
الذِئبْة من أدواء الخيل وقد ذُئِب الفَرسُ فهو مَذْؤوب إذا أصابه هذا وحنيئذ يُنقَب عنه بحديدةٍ في أصل أُذْنه فيُستخرَج عُدٌ صغارٌ بِيض أصغر من حَبّ الجاوَرس
وفي التكملة حمارٌ مذْؤوب ومذيُوب قُلتُ الهمز هو المُجَمعُ عليه وكأنه قلَب الهمزة في الذئبة ياءً ثم بن الفعلَ على ذلك ثم جاء باسم المفعول منه على طريق مَخْيوطٍ ومَزيُوتٍ وعليه ما في المنتقَى استكْرى حماراً فأصابه ذئبة فَبُطَّ عنه قال يَضمن ما نقَصه البَطُّ مَذْيُوباً
الذال مع الباء
ذبب
في الحديث إنما النَّحْل ذُبابُ غَيثٍ أي يَتَربّى بسببه لأن الغيث ( 97 / أ ) سبب النبات وبالنّبات يتغذّى هو وَيتَربىَّ وإنما سمّاه ذباباً استِحقاراً لشأنه وتَهويناً لشأنه وتَهويناً لمِما يحصُل منه
وذَبْذَبِه في لق لقلق (1/302)
ذبح
الذَّبائح جمع ذَبيحة وهي اسمُ ما يُذْبَح كالذِبْح وقوله إذا ذَبحتُم فأحسنِوا الذَبيحة خطأٌ وإنما الصواب الذِبْحة لأن المراد الحالةُ أو الهيئة
والذَبْح قطْع الأوداج وذلك للبقر والغنم ونحوهما وعن الليث الذَبْح قطْع الحُلقوم من باطنٍ عند النَصِيل وهو أظهر وأسْلم وقوله عليه السلام من جُعل قاضياً بين الناس فكأنما ذُبح بغير سكين مثَلٌ في التحذير عن القَضاء وتفسيرهُ في المعرِب
الذال مع الحاء
ذحج
مَذْحِجٌ من قبائل الأنصار
ذحل
الذَّحْل بفتح الذال الحِقد والجمع أذْحال وذُحول
الذال مع الخاء
ذخر
الإذْخِرُ نبات كهيْئة الكَوْلان ذَفِرُ الرائحة والطاقةُ الواحدةُ إذْخِرةٌ ومنها فأمِطْهُ ولو بإذْخِرةٍ
الذال مع الراء
ذرر ذُرّيّة الرجل أولاده وتكون واحداً (1/303)
وجمعاً ومنه هبْ لي من لدنْك ذريّةً طيِّبة وفي حديث ابن عمر رضي الله عنه فجَعلني في الذرّية يعني في الصغار وفي حديث عمر رضي الله عنه حُجّوا بالذُرّية يعني النساء ذرع
الذِّراع من المِرفَق إلى أطراف الأصابع ثم سُمّي بها الخشَبةُ التي يُذرع بها والمذروع أيضاً مجازاً وهي مؤنثَةٌ ومنها لفظ الرواية دفَع إليه غَزْلاً على أن يَحُوك سبعاً في أربعة أي سبَع أذرُع طولاً وأربعة أشبار عرضاً فإنما قال سبعاً ( 97 / ب ) لأن الذراع مؤنثة وقال أربعة لأن الشِبْر مذكّر
وفي شرح الكافي سبعاً في أربع وهو ظاهر وفي موضع آخر ستةَ أذرُع في ثلاثةٍ والصواب ستٌ في ثلاثٍ
والذراع المكسَّرةُ ستّ قَبضاتٍ وهي ذِراع العامّة وإنما وُصفت بذلك لأنها نقَصت عن ذراع الملِك بقَبضةِ وهو بعض الأكاسرة لا الأخير وكانت ذراعه سبْعَ قَبضات
وفي الحديث وعليه جبّة ضيّقةُ الكُمَّين فادَّرَعَهما ادّرِاعاً أي نزَع ذِراعيه عن الكّمين وهو افتعل من الذَرْع كادَّكر من الذِكر ويروى أَذْرَعَ ذراعيه بوزن أكْرمَ
و ذَرَعه القَيىْءُ سبق إلى فيه وغلبَه فخرج منه وقيل غشِيَة من غير تعمّد من باب منع
وأَذْرِعاتٌ بلادُ الشام تُنسب إليها الخَمْرُ وهي منوّنة كعرفاتٍ (1/304)
ذرق
ذرَق الطائرُ يَذرُقِ بالضم والكسر ذَرْقاً سلَح والذَرْقُ السُلاح تسميةً بالمصدر
الذال مع العين
ذعر في حديث عمر رضي الله عنه فذعرَها ذلك أى خَوّفها إرسالُه إليها والذُّعر بالضم الخَوف
ذعف يقال لسمّ الساعة سُمُّ ذُعاف
الذال مع الفاء
ذفر الذّفِرْىَ بالكسر ما خَلفَ الأُذن
الذَفَرُ ذكر في دف دفر
ذفف
ذَفّف على الجريح بالدال والذال أسرَع قتْله وفي كلام محمدٍ رحمه الله عبارةٌ عن إتمام القتل
الذال مع الكاف
ذكر قطع مَذاكيرَهُ إذا استأصل ذكَرَه وإنما جمُع ما حَوْلَه الله عبارة عن إتمام القتل
الذال مع الكاف
ذكر قطع مَذاكيرَهُ إذا استأصل ذكَرهَ وإنما جمُع على ما حَوْلَه كقولهم شابت مفارق رأسه
وأذكَرت المرأةُ ولّدت ذُكوراُ وقول عمر هَبِلتَ ( 98 / 1 ) الوادعِيَّ أمُّه لقد أَذْكرت به أي جاءت به ذَكراً ذكيّاً داهياً (1/305)
ولا ذاكراً في أث أثر
ذكي
الذكاة الذَبْح اسم من ذكَّى الذبيحة تَذكيةً إذا ذبَحها وشاة ذكيٌّ أُدرِكت ذَكاتُها
وقوله ذكاةُ الجنين ذكاةُ أُمّه نظيرُ قولهم أبو يوسف أبو حنيفة في أن الخبر منزَّل منزلة المبتدأ لا أنه هُوَ هوَ والنصب في مثله خطأٌ
وقولُ محمد بن الحنفية ذكاة الأرض يُبْسُها أي إنها إذا يبست من رطوبة النجاسة طَهُرتْ وطابت كما بالذكاة تطْهُر الذبيحةُ وتَطيب ومنه أيُّما أرضٍ جفَّت فقد ذكَتَ أي طهُرت وهذا مما لم أجده في الأصول وأما قوله غصَب جلْداً ذكيّاً فمعناهُ مسلوخاً من حيوان ذكيّ على المجاز وأصل التركيب يدل على التّمام ومنه ذكاءُ السنّ بالمد لنهاية الشبابِ وذَكاء النارِ بالقَصْر لتمام اشتعالها
الذال مع اللام
ذلف
رجلٌ أَذْلَفُ قصير الأنف لَطيفُه وامرأة ذلْفاء
ذلق
في حديث ماعزٍ فلما أذلَقتْه الحجارةُ أي أصابته بذَلْقها وهو حَدُّها جمز أي أسرع ومنه الجّمازة (1/306)
ذلل
حائطٌ ذليل أي قصير دقيق على الاستعارة
الذال مع الميم
ذمم الذّم اللَوْم وهو خلاف المدح أو الحمد يقال ذَممتُه وهو ذميم غيرُ حميد ومنه الذَّمّة بالفتح البئر القليلةُ الماء لأنها مذمومة بذلك وفي الحديث أتَينا على بئرٍ ذَمّةٍ على الوصف
والتَذمّم الاستنكاف وحقيقتهُ مجانَبة الذم والذِمام الحُرمة والذِمّة العَهْد لأن نقْضَه يُوجب الذَّم وتُفسَّر بالأمان ( 98 / ب ) والضمان وكلُ ذلك مُتقارِب ومنها قيل للمُعاهد من الكفّار ذِمّي لأنه أُومِنَ على ماله ودمِه بالجزية
وقوله جَعل عمر رضي الله عنه أهل السَواد ذِمّةً أي عاملَهم معاملة أهل الذّمة ويسمّى مَحلُّ التزام الذمّة بها وقولُهم ثبتَ في ذمّتي كذا ومن الفقهاء من يقول هي مَحلّ الضمان والوجوبِ ومنهم من قال هي معنىً يصير بسببه الآدميُّ على الخصوص أهلاً لوجوب الحقوق له وعليه والأول هو التَحقيق
وفي فتاوى أبي الليث عن علي رضي الله عنه أن رجلاً أتاه وقال يا أمير المؤمنين قُضيتْ عليّ قضيّةٌ ذهبَ فيها أهلي ومالي فخرَج إلى الرَحْبة فاجتمع عليه الناس فقال ذمّتي بما أقول رهينةٌ وأنا به زعيم أنّ من صرَّحتْ له العِبَرُ عمّا بين يدَيه من المَثُلات حَجزه التقوى عن تقحمّ الشُبهات وإن أشقى الناس (1/307)
رجل قمشَ علماً في أوباش الناس بغير علْم ولا دليل بكَّر فاستكثَر مما قلَّ منه خيرٌ مما كثُر حتى إذا ارتوى من آجنٍ واكْتنَز من غير طائلٍ جلَس للناس مُفتياً لتخليص ما التبس على غيره فهو من قطْع الشُبهات في مثل نسْج العنكبوت لا يَدري أصابَ أم خطأ خَبّاطُ عَشَواتٍ رَكّابُ جَهالات لم يَعضَّ على العلْم بضرسٍ قاطع فيَغنَمَ ولم يسكت عما لم يعلم فيسلَمَ تصْرخُ منه الدماءُ وتبكي منه المواريثُ ويُستَحلُّ بقضائه الفَرْجُ الحرامُ أولئك الذين ( 99 / أ ) حَلَّت عليهم النياحةُ أيام حياتهم
قرأْتُ هذا الحديث في كتاب نهج البلاغة أطْولَ من هذا وقرأتُه في الفائق بروايةٍ أخرى فيها تفاوتٌ ولا أشرح إلا ما نحن فيه
يقال هو رهن بكذا ورهينُه أي مأخوذ به يقول أنا بالذي أقوله مأخوذ وزعيم أي كفيلٌ فلا أتكلم إلا بما هو صِدْق وصوابٌ والمعنى أن قولي هذا حقّ وأنا في ضمانة فلا تَعدِلَنّ عنه
ثم أخذ في تقريره فقال إن من صرّحتْ له العِبَرُ أي ظَهرت أو كُشِفت لأن التصريح يتعدى ولا يتعدى يعني أن اعتَبر بما رأى وسمعَ من العقوبات التي حلّت بغيره فيما سلف حَجزه التقوى بالزاي أي منَعه الاتقاءُ عن الوقوع فيما يَشتَبه ويُشْكل أنه حقّ أو باطل صِدْق أو كِذْبٌ حلال أو حرام فيحتَرِسُ ويحتَرِز (1/308)
ويقال تقحّم في الوهدة إذا رمى بنفسه فيها على شدّةٍِ ومشقّة والقَمْش الجمعْ من هنا وهنا وأوباش الناس أخلاطُهم ورُذَالُهم ولم أسمعه في هذا الحديث
وقوله بكَّر أي ذهَب بُكْرة يعني أخَذ في طلب العلم أوّلَ شيءٍ فاستَكْثر أي أكْثر وجمَع كثيراً مما قلَّ منه الصواب ما قلّ منه كما في الفائق
وسماعي في النَهْج فاستَكْثر من جمْع ما قلَّ منه على الإضافة وصوابه من جمْعِ بالتنوين أي من مجموعٍ حتى يرجع الضمير في منه إليه أو إلى ما على رواية الفائق
والارتواء افتِعال من رَوِيَ من الماء رِّياً والآجِن الماء المتغيّر وهذا من المجاز المرشَّح وقد شَبَّه علْمَه بالماء الآجن في أنه لا نفْع فيه ولا محصولَ عنده والاكتناز الامتلاء والطائل الفائدة ( 99 / ب ) والنفع ونسْجُ العنكبوت مثَلُ في كل شيءٍ واهٍ ضعيف
والعَشْوة الظُلْمة بالحركات الثَلاث ومنها قولهم ركبَ فلانٌ عَشْوةً إذا باشر أمراً من غير أن يَبِين له وجْهُه ويقال أوطْأتُه العَشْوةَ إذا حملَته على أمرٍ ملْتبِسٍ وربما كان فيه هَلاكه والخَبْط في الأصل الضرْب على غير استواءٍ ومنه فلان يَخبِط عشواءَ شبَّهه في تحيُّره في الفتوى بواطئ العَشْوة وراكبِها
وقوله لم يَعضَّ على العْلم بضِرس أي لم يتقِنه ولم يُحْكه وهذا تمثيل (1/309)
وفي الحديث يُذْهِب مَذِمَّة الرَضاع الغُرّةُ وهي بالكسر الذِمامُ والفتحُ لغةٌ وذلك أنهم كانوا يَستحبّون عند فطام الصبيّ أن يُعطوا المرضِعة شيئاً سوى الأُجرة والمعنى أن الذي يُسْقِط حقَّ مَن أرضعتْك غُرّةٌ عبدٌ أو أَمَةٌ
الذال مع النون
ذنب
بُسْرٌ مُذنِّبٌ بكسر النون وقد ذَنَّب إذا بدا الإرطابُ من قِبَل ذنَبه وهو ما سَفُل من جانب القِمَع والعِلاقة وذنَبُ السوْطِ وثمرتُه طرَفُه
وذنَبةُ بزيادة الهاء من قُرى الشام
الذال مع الواو
ذوب
ذاب لي عليه حَقٌّ أي وَجب مستعار من ذَوْبِ الشحْم
ذود
الذَوْد من الإبل من الثلاث إلى العَشر وقيل من الثِنْتَين إلى التِسْع من الإناث دون الذكور وقوله في خمس ذَوْدٍ شاةٌ بالإضافة كما في تسعةُ رهطٍ
ذو
ذو بمعنى الصاحب يَقتَضي شيئين موصوفاً ومضافاً إليه تقول جاءني رجل ذو مالٍ بالواو في الرفع وبالألف في النصب (1/310)
وبالياء في الكسر ومنه ذو بَطْنِ بنتِ خارجة جاريةٌ أي جَنينُها وألقَتِ الدجاجةُ ذا ( 100 / أ ) بَطْنِها أي باضت أو سلَحت
وأما حديث ابن قُسَيط أن أَمةً له قد أبَقَتِ فتزوّجها رجل فنثَرت له ذا بطنِها فالاستعمال نثَرتْ بطْنَها إذا أكثَرت الولد وإن صحّ هذا فله وجْه
وتقول للمؤنث امرأة ذات مالٍ وللْثِنتَين ذواتا مالٍ وللجماعة ذَوات مالٍ هذا أصل الكلمة ثم اقتطَعوا عنها مقتضَييْها وأجرَوْها مُجرى الأسماءِ التامة المستقلّة بأنفسها غيرِ المقتضية لِما سواها فقالوا ذاتٌ متميّزة وذواتٌ قديمة أن مُحْدَثة ونسبوا إليها كما هي من غير تغييرِ علامة التأنيث فقالوا الصفات الذاتّيةُ واستعملوها استعمال النفس والشيء
وعن أبي سعيد كلُّ شيءٍ ذاتُ وكل ذاتٍ شيءٌ وحكى صاحب التكملة قول العرب جعل اللهُ ما بيننا في ذاتِه وعليه قول أبي تمام
ويَضْرب في ذات الإله فيوجِعُ (
أي لأجل الإله قال شيخنا إن صحّ هذا فالكلمة إذاً (1/311)
عربيةٌ وقد أسْمَن المتكلمون في استعمالهم القِدْوة وأما قوله تعالى ( عليمٌ بذاتِ الصّدور ) وقولهم فلان قليلُ ذاتِ لليد وقلَّتْ ذاتُ يده فمن الأول لأن المعنى الاملاكُ المصاحِبةُ اليد وكذا قولهم أصلَح الله ذاتَ بينِهم وذو اليدِ أحقُّ (1/312)
باب الراء
رأس
رجل أَرْاَسُ عظيم الرأس والرَآس بائع الرؤوس والواو خطأ
والاعضاء الرئيسةٌ عند الأطبّاء أربعةٌ وهي القلب والدماغ والكبد والرابع الأنثيان ويقال للثلاثة المتقدمة ريئسةٌ من حيث الشخصُ على معنى أنّ ( 100 / ب ) وجوده بدونها أو بدون واحدٍ منها لا يمكن والرابع رئيس من حيث النوع على معنى إذا فات فات النوعُ وما ذكر في مختصر الجَصّاص أن الاعضاء الرئيسة الانفُ واللسان والذَكَر سهوْ
وقوله أقرضْتني عشَرةً برؤوسها أي قَرضاً لا رِبح فيها إلا رأسَ المال
وقوله عليه السلام واجعلوا الرأَس رأسين في فر فرق
رأي
صوموا لرؤْيته اللام للاختصاص أي لوقت رؤيته يعني إذا رأيتموه
ورأَتِ المرأةُ تَرِيّةً بتشديد الياء وتخفيفها بغير همزٍ وتَريئةً مثل تَريعة وتَرْئيَةً بوزن تَرْعية وهو لون خفيّ يَسيرٌ أقلُّ من صُفرة وكُدرة وقيل هي من الرئة لأنها على لونها (1/313)
والتُربيّة على النسبة إلى التُرْب بمعنى التراب وقوله أما تَريْ يا عائشةُ الصواب أما تَرَيْن
وحتى ترين في قص قصص
ومن راءى راءى الله به أي من عمَل عملاً لكي يراه الناس شهّر الله رياءه يوم القيامة ورايا بالياء خطأ
والرأْي ما ارتآه الإنسان واعتقده ومنه ربيعةُ الرأْي بالإضافة فقيهُ أهل المدينة وكذلك هلالُ الرأْي بن يحيى البَصْري صاحب الوقف والرازي تحريف هكذا صحّ في مسند أبي حنيفة ومناقب الصَيْمري وهكذا صححه الإمام عبد الغني في مُشتَبه النسبة ونقله عن شيخنا إلى المتشابه كذلك
وما أُراه يفعل كذا أي ما أظنّه ومنه البِرّ تُرَوْنَ بهنّ و ذو بطنِ بنتٍ خارجَة أُراها جاريةً أي أظنّ أنّ ما في بطنها أنثى
وأرأيت زيداً وأرأيتَكَ زيداً بمعنى أخبرني وعلى هذا قول محمد رحمه الله ( 101 / أ ) في المبسوط قلتُ أرأيتَ الرجلَ بالنصب ومنه فمَهْ أرأَيت إن عَجَز وفيه حذف وإضمار كأنه قيل أجبِرني أيُسقِط عنه الطلاقَ ويُبْطله عَجْزُه وهذا استفهامُ انكارٍ
الراء مع الباء
ربب
رَبَّ ولده ربّاً وربَّبه تَربيباً بمعنى (1/314)
رباه ومنه الرَبِيبِةُ واحدة الربَائب لبنت امرأةِ الرجل أنه يَرُبُّها في الغالب والرُبَّى الحديثة النِتّاج من الشاء وعن أبي يوسف التي معها ولَدُها والجمع رُبَاب بالضم وقوله ولو دفع إليه سِمْسِماً وقال قَشِّره ورَبّهِ يُروى بالفتح من التَربية وبالضم من الربّ على المجاز
ربث
في الأمان برواية أبي حفص جِرّيّاً أو رَبيثاً قيل الرَبيت والرَبيثة الجرّيث وفي جامع الغوري الرِّبّيثي بكسر الراء وتشديد الباء ضرب من السمك
ربح
ربح في تجارته ربْحاً وهو الرِبْح والربَاحُ أيضاً وبه سمي ربَاح مولى أم سلمَة وهو في حديث النفْخ في الصلاة وأرْبَحه أعطاه الربح وأما ربَّحه بالتشديد فلم نسمعه
ربد
المِرْبَد بكسر الميم الموضع الذي يُحبَس فيه الإبلُ وغيرها والجَرينُ أعني موضع التمر يسمى مِرْبداً أيضاً ربذ
الرَبَذة بفتحتين قَرية بها قبر أبي ذرِّ الغِفاري وإليها يُنسب موسى بن عُبيدةَ الرَبَذِيّ
ربض
الرُبوض للشاة كالجلوس للانسان والمَرْيضِ موضعه والرَبَض ما حول المدينة من بيوت ومساكنَ ويقال لحريم المسجد ربَضٌ أيضاَ وأصله المَرْيضِ وجمعُهما المَرابض والأَربْاض وأما ما روي عن ابن أبي ليلى إذا وجد قَتيل في دَربٍ من دُروب الأرْباض فقد قال الكرخي هي المَحالّ وفي (1/315)
( 101 / ب ) الأجناس أنشد ابن جنّي
( جاء الشتاء ولمّا أتَّخِذْ ربَضاً ... يا ويْح كَفّي من حفْر القَراميص )
أي مأوىً والقُرموص حفرة يَحفرها الرجل يقعُد فيها من البرد
ربط
ربَط الدابّة شدّه والمَرْبِط موضع الربْط والرِباط ما يُربَط من حبْل وقد يسمّى به الحِبَالةُ ومنه المثل إن ذَهب عَيْر فَعَيْرٌ في الرِباط يُضرب في الرضا بالحاضر وتركِ الفائت ورباط الحائض ما تُشَدُّ به الخرقةُ
ورَابَطَ الجيشُ أقام في الثغر بإزاء العدوّ مُرابطةً ورِباطاً ومنه قوله تعالى ( اصبِروا وصابروا ورابطوا ) جاء في التفسير اصبروا على دينكم وصابروا عدوّكم ورابطِوا أي أقيموا على جهاده بالحرب وقوله تعالى ( ومن رِباط الخيل ) جمع رَبِيط بمعنى مَرْبوط كفَصيل وفَصال على أحد الاوجُه والمُرابِطة الجماعة من الغزاة
وأما ما ذكر القُدوري من الحديث في كل فرسٍ دينارٌ وليس في الرابِطة شيء ويروى في المرابطة فالمعنى ما يُربَط في (1/316)
البلد وحقيقتُها ذات الربْط كعيشة راضية
ربع
الرِباع والرُبوع
جمعُ رَبْع وهو الدار حيث كانت والرَبيع أحد الفصول والنَهرُ أيضاً ومنه الحديث وما سَقَى الرَبيعُ وبه سمي الرَبيع بن صَبيح وبتصغيره سُميت الرُبَيّع بنتُ مُعوّذ بن عَفراء والرُبَيِّع بنت النَضْر عمّةُ أنَسٍ
والرَباعِي بتخفيف الياء وفتح الراء بعد الثَنِيّ وهو من الإبل الذي دخل في السابعة ومنه استقرَض بَكْراً وقَضاه رَباعِياً والرَبَاعِيَات من الأسنان التي تلي الثنايا
والرُبْع أحد الأجزاءِ الأربعة ( 102 / أ ) والرُبع الهاشمي صوابه ورُبع الهاشميّ على الإضافة مع حذف الموصوف أبي ورُبع القَفيز الهاشميّ هو الصاع لأن القَفيز اثنا عشر مَناً وأما قوله لكل مسكين رُبعان بالحجّاجي أي مُدّان وهما نصف صاع مقدَّران بالصاع الحجّاجيّ فإنما قال ذلك احترازاً عن قول ابي يوسف في الصاع وسيجيءُ بعدُ
ويقال رجلٌ رَبْعة بفتح الراء وسكون الباء أي مربوع الخَلْق وكذا المرأة ورجالٌ ونساء رَبَعاتٌ بالتحريك
والرَبْعة الجُونة وهي سُلَيلة تكون للعطّارين مغشّاةٌ (1/317)
أَدَماً وبها سميت رَبْعة المصحف وذِكْرها فيما يَصلح للنساء من امتعة البيت فيه نظرٌ
ربغ
المُرْبَغة بفتح الباء وبالغين المعجمة الناقة السمينة ومنها حديث عمر رضي الله عنه هل يُرضيك من ناقتِك ناقتان عُشَراوانِ مُرْبَغتان يقال أربغتُ الإبلَ أي أرسلتُها على الماء تَرِدهُ متى شاءَت فربَغتْ هي ومن روى مُرْبَعتان بالعين من الربيع أو الرُبَع فقد صحّف
ربو
رَبا المالُ زاد ومه الرِبا وقول الخُدْريّ الثَمر رِباً والدراهم كذلك أراد أنهما من أموال الربا ويُنسب إليه فيقال رِبَويّ بكسر الراءِ ومنه الأشياء الرِبَوِيّة وفتح الراء خطأ
ورَبَّى الصبيَّ وتَربّاه غذّاه وتربَّى بنفسه ومنه لأن الصِغَار لا يتَربَّوْن إلاّ بلَبن الآدميّة
رُبَيّه في ري ريب
الراء مع التاء
رتت
رجلٌ أرَتُّ في لسانه رُتّة وهي عَجلة في الكلام وعن المبّرد هي كالرَتجِ تمنع الكلامَ فإذا جاء منه شيء اتصل وهي غريزة تكثُر في الأشراف وعن عبد الرحمن الأرتُ (1/318)
الذي ترتَدّ كلمته ويسبِقه نَفَسُه
رتج
أرتَج البابَ أغلَقه ( 102 / ب ) إغلاقاً وثيقاً عن الليث والأزهري وفي الحديث إن أبواب السماءِ تُفتح فلا تُرتَج أي فلا تُطْبَق ولا تُغلق وفي أجناس الناطفيّ ولو كان على الدار بابٌ مُرتَج غير مُغلَقٍ فدفَعه ودخل خفِياً قُطِع فقد جعل ردَّ الباب وإطباقه إرتاجاً على التوسّع ويشهد لصحته ما مرّ في تفسير الحديث
والرتاج الباب المغلَق ويقال للباب العظيم رتاج أيضاً أنشد الليث
( ألم ترَني عاهدتُ ربّي وإنني ... لبَين رتاج مُقْفَلٍ ومَقامٍ )
يعني باب الكعبة ومقامَ إبراهيم وفي الحديث أن فلاناً جعل مالَه في رِتاج الكعبة قالوا لم يُرد البابَ بعينه وإنما اراد أنه جعَله لها يعني النَذْرَ
وقولهم أُرْتِجَ على الخطيب أو على القارئ مبنياً للمفعول إذا استَغلَق عليه القراءةُ فلم يقدِر على إتمامها وهو من الاول ألا تراهم قالوا للمرشِد فتَح على القارئ قال شيخنا والعامّة تقَول ارْتُجّ بالتشديد وعن بعضهم أنّ له وجهاً وأنّ معناه وقعَ في رَجّةٍ وهو الاختلاط
قلت ويَعضُده قولُهم ارتجَّ الظلام إذا تراكبَ (1/319)
والتَبس وأظَهرُ منه ما يحكي الأزهري عن عمرو عن أبيه الرَتَج استِغلاق القراءة على القارئ قال ويقال أُرتِجَ عليه وارتُجَّ واستُبْهِم عليه بمعنىً
رتق
امرأة رَتْقاءُ بَيّنة الرَتق إذا لم يكن لها خَرْقٌ إلا المَبالُ
رتل
الترتيل في الأذان وغيره أنا لا يَعْجَل في إرسال الحروف بل يتثبَّت فيها ( 103 / أ ) ويبيّنها تَبييناً ويوفّيها حقّها من الإشباع من غير إسراع من قولهم ثَغْر مرتَّل ورَتِلٌ مفلَّج مستوي النِّبْتة حَسن التَنْضِيد
رتم
الرَتيمةِ خَيط التذكِرة يُعقد بالإصبع وكذا الرَتَمة وأَرتَمتُ الرجلَ إرتاماً وارتَتَم هو بنفسه قال
( إذا لم تكن حاجاتُنا في نفوسكم ... فليس بمُغْنٍ عنك عَقْدُ الرتَائِم )
والرَتَم ضرْب من الشجر وأنشَد ابن السِكّيت
( هل ينفعَنك اليومَ إن همَّت بهم ... كثرةُ ما تُوصي وتَعقادُ الرَتَم )
وقال معناه أن الرجل كان إذا خرج في سَفرٍ عَمد إلى هذا الشجر فشدّ بعض أغصانه ببعض فإذا رجع وأصابه على تلك الحال قال لم تخُنّي امرأتي وإن أصابه وقد انحلَّ قال خانتْني (1/320)
هكذا قرأتُه على والدي في إصلاح المنطق وهو المشهور والمرويُّ عن الثقات إلا أن الليث ذكر الرتَم بمعنى الرَتيمة وأبو زيد ذكر الرَتَمة في معناها وأنشد هذا البيت استشهاداً به للخيط فكأنه جعَله جمعاً لها وكيفما كان فهو حُجّة كافية للفقهاء
الراء مع الثاء
رثأ
الرَثيئة لبن حَليب يُصّب على حامضٍ
رثث
رَثّ الثوبُ بلَي وثوبٌ رَثٌّ وهيئةٌ رَثّة ورَثاثة الهيئة خُلوقة الثياب وسُوء الحال
ورثّة المتَاع بالكسر أسقاطه وخُلقْاته ويقال رِثَّة الناس لضعفائهم على التشبيه ومنها قولهم اُرْتُثَّ الجريحُ إذا حُمل من المعركة وبه رمَق لأنه حينئذ يكون ضعيفاً أو مُلقىً ( 103 / ب ) كرِثّة المتاع
وتحديد الارتِثاث شرْعا في كتب الفقه
رثم
فرس أَرْثَم شفَتُه العُليا بيضاء
الراء مع الجيم
رجأ
في الحديث فأمر بأن يُقوّمه ويُرْجئَه أي يؤخِّره ومنه المُرْجِئة لإرجائهم حكم أهل الكبائر إلى يوم القيامة وتمام الشرح في جه جهم (1/321)
رجب
الرَجبيّة من ذبائح الجاهلية في رجَبٍ نسَخها الأضحى
ولا رُجَبيّةٍ في عر عرو
رجز
الرِجْز العذاب المُقْلِق وبه سمي الطاعون والمرتَجِز من أفراسه عليه السلام
رجع
رجَعه ردّه ومنه حديث النُعمان بن بشير أنه عليه السلام قال له أكُلَّ أولادك نحلتَ مثلَ هذا قال لا فقال عليه السلام فارجِع إذاً فرجَع فردَّ عطيّته وقول ابن مسعود للجلاد اضرِب وارجِع يديك كأنه أمَره أن لا يرفَعهما ولا يمدَّ بهما بل يقتصِر على أن يَرجعهما رجْعاً
ورجَع بنفسه رجوعاً ورجّعه ردَّه ومنه التَرجيع في الأذان لأنه يأتي بالشهادتين خافضاً بهما صوته ثم يَرجِعهُما رافعاً بهما صوتَه وله على امرأَته رَجْعةٌ ورِجْعة والفتح أفصح ومنها الطلاق الرجعي
وارتَجع الهبةَ ارتدَّها وارتجع إبلاً بإبلِه استبدَلها وقيل هو أن يأخذ واحداً مكان اثنين بالقيمة
والرِجْعة بالكسر اسم المُرْتَجعَ والرَجيِع كنايةٌ عن ذي البطن لرجُوعه عن الحالة الأولى ومنه نَهى عن الاستنجاء بالرَّجيع أو العظم وبه سمي الموضع المعروف بناحية الحجاز (1/322)
رجل
الرجال جمع رَجُلٍ خلاف المرأة وهو في معنى الرَجْلِ أيضاً وبه كُنِيَ والد عبد الرحمن ( 104 / أ ) بن أبي الرجال في السِيَر
والرِجْل من أصل الفخذ إلى القَدم وقرئ ( وأرجُلِكم ) بالجرّ والنصب وظاهر الآية متروك بالإجماع والسُنّة المتواترة ويروى أن الصَعْب بن جَثّامة أهدَى رِجْلَ حمارٍ ورُوي فَخِذَ وعَجُزَ وتفسيرها بالجماعة خطأٌ
والمِرْجَل قِدْر من نحاس وقيل كلُّ قدْر يُطبخ فيها
ورَجَّل شَعره أرسله بالمِرجْل هو المُشْط وترجَّل فَعل ذلك بشعْر نفسه ومنه حتى في تنعُّله وترجُّله ونَهى عن الترجُّل إلاّ غِبّاً وتفسيره بنزْع الخفّ خطأٌ
رجم
المُراجَمة مُفاعلة من الرَجْم بالحجارة وباسم الفاعل منه سمي والد العوّام بن مُراجِم هكذا صحّ عن ابن ماكُولا وغيره
الراء مع الحاء
رحب
الرُحْب بالضم السعة ومنه قول زيد بن ثابت لعمر رضي الله عنه ههنا بالرُحْب أي تقدّمْ إلى السَعة والرَحْبة بالفتح الصحراء بين أفْنية القوم عن الفرّاء قال الليث ورَحْبة المسجد ساحته (1/323)
قلت وقد يسمى بها ما يُتّخذ على أبواب بعض المساجد في القُرى والرَساتيق من حظيرةٍ أو دكّان للصلاة ومنها قول أبي علي الدَقّاق لا ينبغي للحائض أن تدخُل رَحْبة مسجد الجماعة متصلة كانت الرحبة أو منفصلةً وتحريكُ الحاء أحسنُ
وأما ما في حديث علي رضي الله عنه أنه وصَف وُضوء رسول الله عليه السلام في رَحْبة الكوفة فإنها دكّان وَسْطَ مسجد الكوفة كان يقعُد في ويعِظ ومنها أنه ألقى ما أصاب من أهل النَهْرَوان في الرَحْبة ( 104 / ب ) يعني غنائم الخوارج
ومَرْحَبٌ اسم رجل ومنه
( هذا سيفُ مَرحَبْ ... من يذُقْه يَعْطَبْ ) وأرحَبُ حيٌّ من هَمْدان
رحض
المِرْحاض موضع الرَخْص وهو الغَسْل فكُني به عن المُستراح ومنه فقدِمْنا الشام فوجدنا مَراحيضهم قد بُنيت قِبَلَ القِبْلة
رحل
رحَل عن البلد شخَص وسار ورحّلته أنا وأرحلْته أشخصتُه ومنه قول محمد رحمه الله في السير فكان يَقْوى على المرأة إذا أصابهم هزيمة أن يُرْحلها معه حتى يُدْخلها (1/324)
أرض الإسلام روي بالتخفيف والتشديد
ورَحل البعيرَ شدّ عليه الرَحْل من باب منَع ومنه حديث الأسود مولى رسول الله عليه السلام أنه أصابه سهْم وكان يَرْحَلُ له والرَحْل للبعير كالسَرْج للدابّة ومنه فرَس أرْحَلُ أبيض الظهر لأنه موضع الرَحْل ويقال لمنزِلة الإنسان ومأواه رَحْل أيضاً ومنه نسي الماءَ في رَحْله وفي السَيِر ولعلّه لا يَؤوب إلى رَحْله والجمع أرْحُل ورِحال ومنه فالصلاة في الرحال
وأرحلَه أعطاه راحلةً وهو النَجيب والنَجيبة من الإبل ومنه تجدون الناسَ كالإبل المائة ليس فيها راحلة وهو مثَل في عزّة كل مَرْضيٍّ وقيل أراد التَساوي في النسب وأُنكِر ذلك
رحم
الرَحِم في الأصل مَنْبِت الولد ووعاؤه في البطن ثم سميت القرابة والوُصْلة من جهة الوِلادِ رَحماً ومنها ذو الرَحِم خلاف الأجنبيّ وفي التنزيل ( وأولو الارحام بعضُهم ( 105 / أ ) أولى ببعض
رحي
الرَّحى مؤنث وتثنيتُها رحَيان والجمع أرحاءُ وأَرْحٍ وأنكر أبو حاتم الأَرْحِية وقوله ما خلا الرَحَى أي وَضْعَ الرحى وتستعار الارحاء للأضراس وهي اثنا عشَر (1/325)
الراء مع الخاء
رخج
الرُخَج إعراب رُخَذَ بوزن زُفَرَ اسم كُورةٍ استولى عليه التركُ وقد جاء في الشعر منصرفاً ضرورةً
رخم
قوله لا قِطع الرُخام هي الحجارة البِيض الرِخْوة الواحدةُ رُخامة وفرسٍ أَرخَمُ وجهه أبيض
الراء مع الدال
ردأ ردَأه أعانه رَدْءاً والرِدْء بالكسر العَوْن
ردد
رَدَّ عليه الشيءَ ردّاً ومَرَدّاً وردَّ البابَ أصْفقه وأطْبقه وباب مردُود مُطبَق غير مفتوح وسيجيءُ في غل والرِدّيدَي أبلغ من الرَدّ ودرهمٌ رَدٌّ زَيْفٌ غير رائج ومنه من أدخل في دِيننا ما ليس منه فهو رَدٌّ أي رَدِيٌّ
ويُردّ عليهم في كف كفأ
ردع
الرَدْع أثرُ الطِيب والحنّاء وقد ردَعه بالزعفران أو الدم رَدْعاً أي لطَخه وقولهم ركِب رَدْعَه معناه جُرح فسال دمه فسَقط فوقه
ردغ
الرِداغ الطين الرقيق وقيل هو جمع الرَدْغة ومكانٌ رَدِغٌ بالكسر (1/326)
الراء مع الذال
رذن
راذانُ موضع قريب من بغداد بيومين ومنه ما ذكر القُدوري في بيع أرض الخَراج أن ابن مسعود اشترى أرضاً بِراذانَ
الراء مع الزاي
رزأ
ما رزأْتُه شيئاً أي ما نقَصتُه ومنه الرُزْء والرَزِيئة المصيبة العظيمة
رزب
المِرْزَبة المِيتَدة قال الشاعر
ضَرْبك بالمِرزَبة العُودَ النَخِرْ ... )
وعن الكسائي تشديد الباء
والمَرْزُبان معرّب وهو الكبير ( 105 / ب ) من الفُرْس والجمع المَرازِية ويقال للأسد مَزرْزُبانُ الزَأرة على الاستعارة لأن الزأرة الأجَمةُ وهي فَعْلة من زَئير الأسد وهو صياحه الألِفُ فيها همزةٌ ساكنةٌ وقد تُلَيَّن وذكرها الغُوري في باب فَعَل من المعتلّ العين (1/327)
وأما ما في السير من حديث البراء بن أنس أنه بارزَ مَرزُبانَ الزأرةِ فهو إما لقَبٌ لذلك المبارِز كما يلقّب بالأسد او مضاف إلى الزَأرة قرية بالبَحْرين والأول أصح
رزح
بَعير رازِحٌ سقَط من الإعياء وقد رزَح رُزوحاً ورُزاحاً وقيل هو الشديد الهُزال وإبِلٌ رَزْحَى كهالكٍ وهَلْكَى وفي الزيادات المَهازيلُ الرُّزَّحُ وهو قياس
رزز في الحديث من وجد في بطنه رِزّاً فليتوضأ هو الصوْت وعن القُتَبيّ غَمْرُ الحدَث وحركتُه
رزغ
عن ابن عباس رضي الله عنه أنه خطَب في يومٍ ذي رَزَغٍ هو بالتحريك والتسكين الوَحَلُ ومنه حديث عبد الرحمن بن سَمُرة وقيل له ما جّمعتَ فقال منعَنا هذا الرَزَغُ وعن الليث الرَزْغة أشدّ من الرَدْغة
رزق
الرِزْق ما يُخْرَج للجنديّ عند راس كل شهرٍ وقيل يوماً بيوم والمُرْتزِقة الذين يأخذون الرِزقَ وإن لم يُثْبَتوا في الديوان وفي مختصر الكرخي العطاءُ ما يُفرَض للمقاتِلة والرزقُ للفقراء
رزدق
الرَزْدَق الصَفّ وفي الواقعات رَسْتَقُ الصَفّارين والبيّاعين وكلاهما تعريب رَسْتَهْ (1/328)
رزم
الرِزْمة بالكسر الثياب المجموعة ( 106 / أ ) وغيرها والفتح لغةٌ وعن شِمْر هي نحو ثُلْث الغِرارة وربُعْها وفي التكملة الرِزَمُ الغَرائر التي فيها الطعامُ ومنها رِزَمُ الثياب
رزن
الرَوازِن جمع رَوْزَنٍ وهو الكُوّة معرَّب
الراء مع السين
رسب
رسَب في الماء سَفَل رسوباً من باب طلب
رسح
الأرسح الأزَلُّ في صه صهب
رسع
المُرَيْسيع ماءُ بناحية قُديَدْ بين مكة والمدينة رُوي بالعين والغين وغزوة المُريَسْيع وهي غزوة بني المصطَلَق كانت قبل غزوة الخندق وبعْددَومة الجَنْدَل
رسل
قوله أدّى إلى الحرَج وانقطاع السُبُل والرُسل جمع رَسول وسبيل والنَسْلُ والرِسْلُ بالكسر وهو اللَبن تصحيف والرَسَل بفتحتين الجماعةُ ومنه وكان القومُ يأتونه أرسالاً أي مُتتابعين جماعةً جماعةً
والأملاك المُرٍْسَلة هي المطْلَقة التي تُثْبَت بدون أسبابها من الإرسال خِلاف التقْييد ومنه الوصيّة بالمال المرسَل يعني المَطْلَق غيرَ المقيَّد بصفة الثلث أو الربُع (1/329)
والحديث المرسَل في اصطلاح المحدّثين ما يَرويه المحدّثون بإسناد متصل إلى التابعي فيقول التابعي قال عليه السلام ولم يذكر من بَيْنَه وبين الرسول كما يفعَل ذلك سعيدُ بن المسيّب ومكحولٌ والنَخَعي والحسَن رحمهم الله ومنه المرَاسيل حُجّةٌ وهو أسمُ جمعٍ له كالمناكير للمُنْكَر
وشعر مسترسِل بكسر السين أي سَبِطٌ غير جَعْدٍ وقوله لا يحب غَسل ما استَرسل من اللحْية أى تدلىّ ونزلَ من الذقن
ويقال ( 106 / ب ) على رِسْلك أى اتَّئِدْ ومنه ترسَّل في قراءته إذا تمهَّل فيه وتوقَّر وفي الحديث إذا أذَّنْتَ فترسَّلْ وإذا أقمت فاحذِمْ من الحَذْم وهو السرعة وقطعُ التطويل والتمطيط
رسم أرتس في صل صلو
رستم ابن رُسْتُمَ عن محمد رحمه الله بضم التاء وفتحها وهو معرب
الراء مع الشين
رشد الرُشْدْ خلاف الغيّ وبتصغيره سمي والد أبي الفَضْل داود بن رُشَيْد بن محمد الخُوارَزمّي يَروى عن أبي حنيفة وأبي يوسف رحمها الله (1/330)
رشن في المنتفى قوله روشَنٌ وقع لصاحب العِلْو مُشْرِفٌ على نصيب الآخر هو الرَفُّ عن الأزهري وعن القاضي الصَدْرِ المَمَرُّ على العِلوْ وهو مُثل الرَفّ
رشو الرِشاء حْبلُ الدَلْو والجمع أَرْشِيةٌ ومنه الرُشُّوة بالكسر والضم والجمع الرُشَى وقد رَشاء إذا أعطاه الرُّشِوة و أرتشَى منه أخَذ
الراء مع الصاد
رصد في جمْع التفاريق ويُصْرَف من الخَراج إلى أرزاق القُضاة والعمال والرَصَدة والمتعلّمين هي جمعُ راصدٍ وهو الذي يَقْعُد بالمِرصاد للحِراسة وهذا قياس وإنما المسموع الرَصَدُ ونظيرهُ الحرس والخَدم في حارِسِ وخادمٍ
رصص
رصَّ الشىءَ ورصَّصه أَلْزَق بعضَه ببعض لئلا يكون في خَللٌ ومنه رصص القُمْقُمة إذا سَدّ فَمها محُكْمَاً وبنُيان مَرصوص ومُرصَّص ومنه تَراصُّوا في الصفوف إذا انضّموا وتلاصَقوا
والرَّصاص ( 107 / ا ) العُلاّب ( 7 ) وفي الزُيوف من الدراهم هو المموَّه (1/331)
الراء مع الضاد
رضخ
رضَخ رأْسَه كسَره ومنه رضَخ له إذا أعطاه قليلاً رضْخاً واسم ذلك القليل رَضْخَة ورَضيخة ورَضْخٌ أيضاً ومنه قولُه وإمّا سَهماً أو رَضْخاً أي نصيباً وافياً او شيئاً يسيراً
رضع
المَراضِع في القرآن جمع مُرضِع اسم فاعلة من الإرضاع وفي قوله فإن جاؤوا بمَراضِعَ أو فُطُمٍ جمعُ اسمِ مفعولٍ منه وفُطُم جَمْع فَطيم وهو نظير عقيم وعُقُم كما ذكر سيبويه
رضف
الرَضْف الحجارة المُحْماة الواحدة رَضْفة
الراء مع الطاء
رطب
الرُطْب بالضم الرَطْب مما تَرعاه الدوابُّ والرَطْبة بالفتح الإسْفِسْتُ الرَطْبُ والجمع رِطاب ومنه حديث حُذيفة وابن حُنيَف وَظّفَا على كل جَريب من أرض الزَرع درهماً من أرض الرَطْبة خمسةَ دراهم
وفي كتاب العُشْر البُقولُ غير الرِطاب فإنما البقول مثل الكُرّات ونحو ذلك والرِطاب هو القِثّاء والبِطّيخ والباذِنجان (1/332)
وما يَجري مجراه والأول هو المذكور فيما عندي من كتب اللغة فحسبُ والرُطَب ما أَدْرك من ثمر النَخْل الواحدةُ رُطَبة
رطل
الرِطْل بالكسرِ والفتْحٌ لغةٌ نصف مَتاً وعن الأصمعي هو بالكسر الذي يُوزَن به أو يُكال به قال أبو عُبيدٍ وزنه مائة درهم وثمانيةٌ وعشرون درهماً وزن سبعةٍ وفي تهذيب الأزهري عن المنذر عن إبراهيم الحَرْبيّ السُنةّ في النِكاح رِطْل والرِطْلُ ( 107 / ب ) اثنتا عشرة أوقيّةً والاوقيّة أربعون درهماً فتلك أربع مائةٍ وثمانون درهماً
قلت ومنه المُراطَلة وهي بيع الذهب بالذهب مُوازنةً يقال راطَل ذهباً بذَهبٍ أو ورِقاً بوَرِق وهذا مما لم أجده إلا في الموطّأ
الراء مع العين
رعز
المِرْعِزَّى إذا شدَّدت الزايَ قصَرْت وإذا خفَّفت مدَدْت والميم والعين مكسورتان وقد يقال مَرْعِزَاء بفتح الميم مخفّفاً ممدوداً وهي كالصُوف تحت شعر العَنْز
رعش
الرِعْشة الرِعْدة والمَرْعَش الحَمام الأبيض وعن الجوهري هو الذي يحلّق في الهواءِ قال وبعضهم يضُمّ الميمَ والعينُ مفتوحةٌ في كلتا الحالتين (1/333)
رعع
صبيّ متَرعْرِعٌ إذا كان يُجاوز عشر سنين أو قد جاوَزها
رعف
رَعُف أنفُه سال رُعافه وفتْح العين هو الفصيح وقول الحلوائي في الشهيد لو كان مَرْعُوفاً مبنيٌّ على رُعِف بضم الراء وهو لَحْن
رعل
رِعْلٌ وذَكْوان بكسر الراء وفتح الذال من أحياء بني سُليمٍ
رعي
الرَعْي مصدر رَعتِ الماشية الكلأَ والرِعْيَ بالكسر الكلأُ نفسه ومنه قوله التمسوا فيه الرِعْيِ وأما قوله نَوَوْا أن يُقيموا فيه للرَعْي فالفتح أظهر وقولُ عائشة رضي الله عنها فإن كانت اليدُ تَرْعى ما هنالك كنايةٌ عن مسّ الفَرْج نفسِه وقولُ الكرخي في جامعه الصغير باع طيراً على أنه راعٍ من الرِعاية بمعنى الوفاء وذلك في الحَمام معروف حتى قال أحمد ( 108 / أ )
( يالائمي في اصطناعي للحَمام لقد ... خابت ظنُونك في هذا ولم أَخِبِ )
( رعايةٌ لوْ غَدا في الناس أيَسُرها ... لم يُعرفِ الغدْرُ في عُجْم ولا عرَب )
وفي أمثال العرب أهدضى من حَمامة والهداية بالرعاية
والحَمام بأرض العراق والشآم تُشترَى بالأثمان الغالية وتُرسَل من الغايات البعيدة بكُتب الاخبار فتؤدّيها وتعودُ بالأجْوبة عنها قال (1/334)
الجاحظ لولا الحَمامُ الهُدَّى لمَا عُرف بالبصرة ما حدَث بالكوفة في بَياض يومٍ واحد
وفي بعض نسخ المنتقى علىأنه راعِيّ مكان راعٍ وكأنه هو الصواب وقال الجوهري هو جنس من الحمام والانثى راعبيّة وقال الليث الحَمام الراعبيّ يُرعّب في صوته ترعيباً وهو شدة الصوت كذا حكاه الأزهري
الراء مع الغين
رغب
في الشيء رَغباً ورَغْبة إذا أراده ورَغِب عنه لم يُردْه
وفي تلبية ابن عمر لبّيك وسعدَيك والخيرُ بيدَيك والرَغْباء إليك هي بالفتح والمدّ أو بالضم والقصْر الرَغْبةُ وقوله وإن أُعطُوا رَغْبةً أي مالاً كثيراً يُرْغَب فيه ومنها قوله وإن أُرغِب المسلمون
والرَغائب جمع رَغيبة وهي العطاء الكثير وما يُرْغَب فيه من نفائس الأموال واما قوله قَلَّت رغائب الناس فيه فالصواب رغَباتُ جمع رَغْبة في معنى المصدر (1/335)
رغف
الرُغْفان جمع رَغيف وهو خلاف الرقيق من الخُبز
رغل
أو رِغالٍ صحّ بالكسر وهو المرجوم قَبْرُه
رغم
قوله ترغيماً للشيطان أي إذلالاً يقال رَغَّم أنفَه وأَرْغَمه والرُغْم الذلّ ومنه قوله حتى يَخرُج منه الرُغْم يعني حتى يَخضعَ ويّذِلّ ويَخرجَ منه كِبْرُ الشيطان
وقد راغَمه إذا فارقه على رغْمه ومنه إذا خرج ( 108 / ب ) مُراغِماً أي مَغاضِباً والمُراغَم المَهْربَ
رغو
رَغا البعيرُ رُغاءً صاح
الراء مع الفاء
رفأ
رفأ الثوبَ لأم خَرْقَه بِنسَاجةٍ رَفْئاً من باب منع وبمضارعه سمي يَرْفَأُ مولى عمر رضي الله عنه
وفي معناه رَفأ رَفْواً من باب طلَب ومنه هذه خرُوق وإن كانت مرفُوّة أو مخيطة أو مرقُوعة وَمَرْفيّةٌ خطأ إلا على قول من يجعل مَدْعيٌّ ومَشِيْبٌ وفي مدعوّ ومَشُوبٍ والرَفاء بالفارسية رَفُوكَرْ وهو يَحتمل أن يكون من البابين
ورفَأ السفينةَ وأرفأها قرَّبها من الشَطّ وسَكّنها وهو (1/336)
مُرْفَأ السُفن للفُرْضة ومنه لا يُترك أن يُرْفِئ إلى شيء من فُرَض المسلمين وقوله في كِراء السفينة ويَرقَى إذا رَقِيَ الناسُ ويَسير إذا ساروا والصواب يُرْفِئ أو يَرفَأُ بالفاء والهمز والقافُ تصحيف
رفث
الرَفَث الفُحْش في المنطِق والتصريحُ بما يجب أن يُكْنَى عنه من ذِكر النكاح ورَفَث في كلامه وأَرْفَث وقيل لابن عباس وقد أنشد
( فهنّ يَمشين بنا هَمِيسا ... إن تَصْدُقِ الطَيْرُ نَنِكْ لِميسا )
أتَرْفُث وأنت مُحرمِ فقال إنما الرفَث ما خُوطِبَ به النساءُ وقد جُعل عبارة عن الإفضاءِ الجِماع في قوله تعالى ( ليلةَ الصيام الَرفَثُ ) حتى عُدّي بإلى
والضمير في هن للابل والهمَيس صوتُ نَقْلِ أخفافها وقيل المشي الخَفِيّ ولميس اسم جارية والمعنى نَفعل بها ما نريد إن صدَق الفأل
وقيل في قوله تعالى ( فلا رفَثَ ) فلا جماع وقيل فلا فُحْش من الكلام وقيل الرَفَثُ بالفرج ( 109 / أ ) الجمِاعُ (1/337)
وباللسان المُواعدة للجماع وبالعين الغَمْزُ للجماع
رفد
رفَده وأرفدَه أعانه بعطاءٍ أو قول أو غير ذلك ومنه الرِفادة لإطعام الحاج ورفادة السَرْج مثلُ جَدْيَتِه وروافِد السقف خُشُبُه
رفض الرَفْض التَرْك وهو من بابي طلَب وضرب ومنه الرافضةً لتركِهم زيدَ بن علي حين نهاهم عن الطعن في الصحابة
وقوله العَوْد إلى تلك السجدة لا يَرفُض الركوعَ وقول خواهر زاده فيمن صلّى الجمعة بعدما صلَّى الظُهر إنه يَرتَفِض ظهرهُ أي تذهب وتصير مرفوضةً متروكًة وهو قياسُ لا سماع
رفع
الرفع خلاف الوضْع وبتصغيره سمي أبو العالية رُفَيْعٌ الرياحي ووالدُ ثابتِ بن رُفَيعٍ الأنصاريُّ في حديث ربا الغُلول وباسم الفاعل منه كُني أبو رافع مولى رسول الله عليه السلام وبتصغيره سمي رُوَيْفِع بن ثابت
ويقال ارفَع هذا أي خذه والرَّفاع أن يُرفَع الزرعُ إلى البَيْدر بعد الحصَاد والكسْر لغةٌ يقال هذه أيام الرِفاع وقوله واختلفوا فقال بعضُهم نَرْفَع طريقاً وقال بعضهم لا نَرفع أي لا نُخْرِج من بين قسمة الأرض أو الدار
وقوله رُفِع القلم عن ثلاثِ هكذا أثبت في الفردوس عن عليّ وابن عبّاس وعائشة عن النبي عليه السلام وإنما قيل ثلاثٍ على تأويل الأنفُس معناه أنهم لا يُخاطَبون ولا يُكتب لهم ولا عليهم (1/338)
ونَفْي الرفْعِ للعصا في حديث فاطمة الفِهْريّةِ أما أبو جَهْم فإنه لا يَرفع عصاه عن عاتقه أو عن أهله ( 109 / ب ) وأما معاوية فصُعْلوك عبارةٌ عن التأديب والضرب وبيانه في الرواية الأخرى أنّ معاوية خفيفُ الحاذِ أي فقير وأبو الجَهْم يضرب النساء
والمُرافَعة مصدر رافَع خصمَه إلى السلطان أي رفع كلُّ منهما صاحبه إليه بمعنى قربّه
ويقال دخلت على فلانٍ فلم يَرفَع بي رأساً أي لم ينظُر إليَّ ولم يلتفِت
رفغ
عَشْرٌ من السُنّة منها كذا وكذا ونتْفُ الرُفْغَيْن قالوا يعني الأبطين
ورَفْعُ أحدِكم في وه وهم
رفف
كعبٌ بن الأشرف أَما إن رِفَافي تَقَصَّفُ تمراً أي تتكَسّر من كثرة التّمر والرِفافُ جمع رَفٍّ والمحفوظ رُفوف ومنها رُفوف الخشب لألواح اللحْد على أن فِعالاً في جمع فَعْلٍ كثيرٌ
رفق
رفق به وترفَّق تلطّف به من الرِفْق خلاف الخُرْق والعُنْف وأرتفق به انتفَع وعلى هذا قولهم ترفَّقَ بِنُسْكين غيرُ سديدٍ وكذا الترفُّق بلُبْس المَخيط والدمُ إنما يجب بالترّفق بإزالة التفَث
ومَرافِق الدار المَتوضَّأ والمطَبخ ونحو ذلك والواحد (1/339)
مِرفَق بكسر الميم وفتح الفاء لا غير وفي مرفق اليد العكس لغةً وهو مَوْصل العَضُد بالساعد ومنه المِرفَقة لوسادة الاتكاء ومنها قوله في الإيلاء على أن لا يجتمعا في مِرفقة واحدة ومَرْقفة تصحيف إلا أن تصحّ روايتُها والرُفقة المترافقون والجمع رِفاق
رفه
رجلٌ رافِهٌ ومتَرفِّةٌ مستريح ومنه التمتُّع الترفُّه بإسقاط ( 110 / أ ) إحدى السَفْرتين ورفَّه نفسه أراحها تَرفيهاً ومنه التخيُّم ليس بشرطٍ إنما هو ترفيهٌ أي تَخفيف وتَوْسعة أو من قولهم رفَّه عن الغريم إذا نفَّس عنه وأنَظره
ويقال أيضاً رَقِّهْ عليّ أي أَنظِرني وأصله من الرِفْه وهو أن تَرِد الإبل الماءَ متى شاءت وقد رَفَهَتْ من باب منع ثم قيل عيش رافِهٌ أي واسعٌ وقد رَفُهَ بالضم رفاهةً ورَفاهِيةً
الراء مع القاف
رقأ
رَقأَ الدمُ أو الدمعُ رَقْئاً ورُقوءاً إذا سكَن ومنه قوله جُرحان لا يَرقأ ان أي لا يسكُن دمُهما
رقب
رقَبه رِقْبةً انتظَره من باب طلب ورقبَبه مثلُه ومنه راقَب الله إذا خافه لأن الخائف يرقُب العقاب ويتوقَّعه (1/340)
وأرقَبه الدارَ قال له هي لك رُقْبَى وهي من المراقَبة لأن كلاً منهما يَرقُب موت صاحبه واشتقاقُها من رقَبة الدار غيرُ مشهور
ورجل رَقَبانيّ عظيم الرقَبة واستعمالُ الرقَبة في معنى المملوك من تسمية الكلّ باسم البعض ومنها أفضل الرِقاب أغلاها ثمنًا وهو من الغلاء وقوله تعالى ( وفي الرقاب ) يعني المُكاتبين
رقع
ثوب مرقَّع كثير الرِقاع وبه سمي مرقَّع ابن صَيفّيٍ أخو أكثم
وغَزوةُ ذاتِ الرِقاع سميت بذلك لأنهم شَدّوا الخِرَق على أرجلهم لِحَفاها وعدم النِعال وقيل هو جبل قريب من المدينة فيه بُقَعُ حمرةٍ وسوادٍ وبياض كأنها رِقاع
وفي الحديث لقد حكْمتَ بحكم الله من فوق سبعةِ أرقِعَةٍ هي السموات لأن كل طبَقٍ ( 110 / ب ) رَقيعٌ للآخر والمعنى أنّ هذا الحُكْمَ مكتوب في اللوح المحفوظ وهو في السموات
ويقال رُقعة هذا الثوب جيّدةٌ يُراد غلِظُه وثخانته وهو مجاز قال (1/341)
( كرَيْط اليَماني قد تَقادمَ عهْدُه ... ورُقعَتُه ما شئتَ في العين واليَدِ ) رقق
رَقَّ الشيءُ رِقَّة وثوبٌ رَقيق وخُبزٌ رُقاقٌ والقُرصُ الواحد رُقاقة بالضم والرَقيق العَبْدُ وقد يقال للعَبيد ومنه هؤلاء رَقيقي ورَقَّ العبدُ رقاً صار أو بقيَ رقيقاً ومنه قولهم عَتق ما عَتق ورَقّ ما رَقّ والمعْتَقُ بعضُه يَسعى فيما رَقَّ منه
واسترقَّه اتّخذه رقيقاً وأعتق أحدَ العبديْن وأرَقَّ الآخَر وأما ذاتٌ مرموقةٌ أو عبدٌ مرقُوق كما حكى ابن السكّيت فوجُهه أن يكون من رقَّ له إذا رَحِمه فهو مرقُوق له ثم حذفت الصلة كما في المندوب والمأذون لأن أصل الرِقّ من الرقّة التي بمعنى الضَعْيف ومنه إن أبا بكر رجلٌ رقيق أي ضعِف القلب وكذا قوله فلما سمع ذكْرَ النبيّ عليه السلام رقَّ أي رقّ قلبُه واستَشْعر الخشيةَ
والرَقّ بالفتح الصحيفة البيضاء وقيل الجِلْد الذي يُكتب فيه والرَقّيّات مسائل جَمعها محمد رحمه الله حين كان قاضياً بالرَقّة وهي واسطة ديار ربيعة
الرِقَةُ موضعها الواو ورق (1/342)
رقم
رقَمَ الثوبَ وشّاهُ رَقْماً ومنه بُرود الرَقْم وهو نوع منها مَوْشِيٌّ والتاجر يَرْقم الثيابَ أي يُعْلمها بأن ثمنها كذا ومنه لا يجوز الشيء برَقمه والأرقَم من الحيّات الأرقَش وبه سمي أرقَمُ ( 111 / أ ) ابن أبي الأرقَم وهو الذي استُعمل على الصدقات فاستَتْبع أبا رافعٍ واسم أبي الأرقم عبدُ مَنافٍ رقي
رَقِيَ في السُّلّم رُقِيّاً من باب لبِس وفي القرآن ( أو تَرْقَى في السماء ) وارتقى فيه مثلُه ورَقِيَ السطْحَ وارتَقاه بغير في ومنه لقد ارتقيتَ مُرتقىً صعباً بضم الميم والفتحُ خطأ ورَقاه الراقي رُقْيةً ورَقْياً عَوَّذَهُ ونفَث في عُوذته من باب ضرَب وقوله في الواقعات قال له إرْقِ على رأسي من الصُداع أي عَوِّذْني إنما عدّاه بعلى لأنه كأنه ضمّنه معنى اقْرأْ وانفُثْ
الراء مع الكاف
ركب
ركبَ الفرسَ رُكوباً وهو راكب وهم رُكوب كراكِع ورُكوع ومنه صَلَّوْا رُكوباً أي راكبين والمَرْكَب السفينة لأنه يُرْكَب فيها ومنه انكسَرت بهم مَراكِبُهم أي انكسرت سُفنهم وهم فيها (1/343)
وتَرْكيب فَسيلٍ النَخْل نَقْله إلى موضع آخر يُغرَس فيه وذلك أقوى له ومنه ولو دفع نخلاً على أن يَسقيه ويُلقّحه ويُركّبه وقيل التركيب التَّشذيب وهو على هذا تصحيف التكريب يقال كَرَّب النَخْلَ إذا شذَّبهُ وقَطعَ كَرَبَهُ وهو أصل سَعَفِه والرَكَب بفتحتين مَنْبت شَعْر العانة من المرأة والرجل وقيل هو للمرأة خاصّة والجمع أركاب
ركز
ركز الرُمح غرَزه رَكْزاً فارتكز وشيءٌ راكِزٌ ثابت ومنه الرِكازُ المَعدِنُ أو الكَنْز لأن كلاً منهما مَركُوز في الأرض وإن اختلف الراكِزان والأَرْكِزَةُ في جمعه قياس لا سماع وفي الحديث فلما وقع ( 111 / ب ) الفرَسُ على عُرقوبه ارتكز سَلَمةُ على رُمحِه في الماء أي تَحامل على رأسه معتمِداً عليه ليموت
ركس قوله في الرَوْث إنه رِكْسٌ أي رِجْس وهو كلُّ ما تستقذِره
ركض الرَكْض أن تَضرب الدابّة برجليك لتَسْتحِثّها ويستعار للعَدْو ( ومنه إذا هم منها يَركُضون ) وقوله في الإسِتحاضة إنما هذه ركْضة من رَكَضات الشيطان فإنما جعلها كذلك لأنها آفة وعارضٌ والضرْب والإيلام من أسباب ذلك وإنما أضيفت إلى الشيطان وإن كانت من فعْل الله سبحانه لأنها ضَرر وسيّئة والله تعالى يقول ( وما أصابك (1/344)
من سيِّئةٍ فمن نفسك ) أي بفعِلك ومثل هذا يكون بوسوسة الشيطان وكيده وإسنادُ الفعل إلى المسبِّب كثيرٌ ومه ( وما أنسانيهُ إلا الشيطان ) ركع
الركوع الانحناء قال لبيد
( أَدِبّ كأني كلما قمتُ راكِعُ ... ) أي منحنٍ ومنه ركوع الصلاة ويقال ركع إذا صلّى ومنه ( واركعوا مع الراكعين ) وأما قوله تعالى ( فاستغفَر ربَّه وخَرّ راكِعاً وأناب ) فمعناه ساجداًشُكراً ورَكْعة الصلاة معروفة
وأما ركَعت النخلةُ إذا مالت فلم أجده وإن كان يصحّ لغةً ركن
الرُكون المَيْل يقال ركَن إليه إذا مال إليه وسكَن والمِرْكَن الإجَّانة وبالفارسية تغَارَهْ ورُكانة مُصارعُ النبيّ عليه السلام الذي طلٌّق امرأتَه سُهَيْمَة البتّةَ ابنُهُ وهو يزيد بن رُكانة بن عبد يزيدَ بن هاشم ومن ظنّ أن المطَلِّقَ الأبُ فَقدْ سَها وتقريره في المعرِب (1/345)
ركو
( 112 / أ ) الرَكْوة بالفتح دلو صغير والجمع رِكاءٌ
الراء مع الميم
رمس
رمَس الميّت دفَنه من باب طلب ومنه حديث زيد بن صُوحانَ ثم أرْمُسوني رَمْساً ويحتمل أن يُراد اكْتُموا قبري وسَوُّوه بالأرض والرَمْس تراب القبر تسميةٌ بالمصدر
والارْتِماس في الماء مثل الإنقِماس وهو الإنغِماس ومنه ما روي عن الشعبي أنه كَره الصائم يَرتمس وعنه يَكتَحِل للصائمُ ويَرُتَمِس ولا يَغتَمِس قال علي بن حُجْر الارتماس أن لا يطيل اللَبْث في الماء والإغتمِاسُ أن يطيل اللبثَ فيه وعنه أيضاً إذا ارتمسَ الجنُب في الماء أجزأَه من غُسْل الجَنابة
رمص
رجل أَرْمَصُ وفي عينيه رَمَصٌ وهو ما جَمدَ من الوسخ في المُوق
رمض
الرَمْضاء الحجارة الحارّة الحامية من شدّة حر الشمس والرمضاء أيضاً الرَمَضُ وهو شدة الحرّ
وعلى اختلاف القولين جاءت الروايتان شكَوْنا إلى رسول الله عليه السلام حَرَّ الرَمْضاء فلم يُشْكِنا أي لم يُزِل شِكايتَنا ورُوي الرَمضاء (1/346)
وقد رَمِضَت الأرضُ والحجارة إذا اشتدّ وَقْعُ الشمس عليها ورَمِضَ الرجل رمضَاً احترقت قدَماه من شدّة الحر ومنه صلاةُ الأوّابين إذا رَمِضَت الفِصالُ من الضّحى وروي حين تَرْمَضُ أي أصابتها الرَمضاءُ فاحترقتْ أخفافُها ومنه شهر رمضان وقد جاء محذوفَ المضاف لشُهرته ومنه الحديث من صام رمضان وستّاً بعده وأما تَعليلهم في عدم الجواز فَعَلِيلٌ والرمَضان خطأٌ
رمق
رمقه أطال النظَر إليه من باب طلب ومنه فرمَقَه الناسُ بأبصارهم في حديث التَشميت
والرَمَق بقيّة الرُوح
رم
الأرماك جمع رَمَكة على تقدير حذف الهاء وهي الفَرس والبِرْذَوْنَةُ تُتّخذ للنَسْل والرِماكُ قياس
رمل
أَرْملَ افتقَر من الرَمْل كأدْقَع من الدَقْعاء وهي التراب ومنه الأرملة المرأة التي مات زوجُها وهي فقيرة وجمعُها أَرامل قال الليث ولا يقال شيخ أرْمَلٌ إلا أن يشاء شاعر في تمليح كلامه كقول جريرٍ يخاطبُ عمر بن عبد العزيز
( هذي الأرامِلُ قد قضيّت حاجتها ... فمَن لحاجة هذا الأرمْل الذكَرِ )
وفي التهذيب يقال للفقير الذي لا يقدِر على شيء من رجل أو امرأةِ أرملةٌ ولا يقال للتي لا زوج لها وهي مُوسِرةٌ أرملةٌ (1/347)
ابن السكيت الأراملُ المساكين من الرجال والنساء ويقال جاءت أرملةٌ وأراملُ وإن لم تكن فيهم نساء
وعن شِمْر يقال للذكَر أرْملٌ إذا كان لا امرأةَ له وقال القُتَبيّ كذلك
وقال ابن الأنباري سميت أرملةً لذهاب زادها وفَقدها كاسِبَها من قول العرب ارملَ الرجلُ إذا ذهب زادهُ قال ولا يقال له إذا ماتت امرأته أرملٌ إلا في شذوذ لأن الرجل لا يذهب زاده بموت امرأته إذا لم تكن قَيّمةً عليه
وردَّ عليه القُتَبيّ قوله فيمن أوصى ( 113 / أ ) بماله للأرامل أنّه يُعطَى منه الرجالُ الذين ماتت أزواجهم ولأنه يقال رجل أرملٌ قال وهذا مثل الوصيّة للجواري لا يُعطى منه الغلمان ووصيّةُ الغلمان لا يُعطَى منه الجَواري وإن كان يقال للجارية غُلاَمة ورَمل في الطواف هَرْول يَرْمُل بالضم رَمَلاً ورَمَلاناً بالتحريك فيهما
رمم
رَمَّ العَظْمُ بَليَ من باب ضرَب والرِمّة بالكسر ما بَليَ من العظام ومنها الحديث نَهى عن الاستنجاء بالرَوْث والرِمَّة
ورَمَّ البناءَ أصلحه رَمّاً ومَرمَّةً من باب طلب واستَرمَّ الحائطُ حان له أن يُرَمّ
رمن
طين أرْمَنيٌّ منسوب إلى أرمنَ جيلٍ من الناس سمي به بَلدُهم (1/348)
رمي
رماه عن القوس وعليها وبها عن الغوري رَمْياً ورمايةً والرَمْيَة المرّة ومنها قوله إذا أدْماه وخلصت الرَمْيةَ إلى الصيد فعليه الجَزاء
والرَمِيّة ما يُرمَى من الحيوان ذكراً كان أو أنثى ومنها حديث بَهْزٍ هي رِميَّتي والتشديد في الأول والتخفيف في الثاني كلاهما خطأٌ
والمِرْماة سهْمُ الهَدف وفي حديث عطاءٍ المَنْجَنيقُ على المجاز لأن كلاً منهما آلة الرمي وأما حديثه عليه السلام لو أن أحدكم دُعي إلى مِرماتَيْن لأجاب وهو لا يُجيب الجماعةَ ففُسّر فيه المرِماةُ بظِلْف الشاة لأنه مما يُرمَى وعن أبي سعيد أن المراد بها في الحديث السْهمُ وقوله في الرواية الأخرى إلى مرماتَين أو عَرْقٍ لا يساعد عليه
وفي حديث ( 113 / ب ) ابن الحكم فرماني القومُ بأبصارهم أني نظَروا إليّ شَزْراً أو نظراً بتحديقٍ
وأَرْمَى الشيءُ زاد إرماءً ومنه إني أخاف عليكم الإرماءَ ورُوي الرَماء وهو الزيادةُ ويعني به الرِبا
الراء مع النون
رنب
الأرنبة لغة في الأرنب وأرْنَبةُ الأنف طرَفُه
رنج
الرانِجُ بالكسر الجَوْز الهنديّ وقيل نوع من التَمْر أمْلَس (1/349)
رنز
الرُنْزُ لغة في الأرُزّ
الراء مع الواو
روأ
روّاْتُ في الأمر تَرّوِيةً فكّرتُ ونظرت ومنه يوم التَروِية للثامن من عشر ذي الحجة وأصلهُا الهمز وأخْذُها من ا لرُؤية خطأٌ ومن الرِيّ منظر فيه وقوله إلا بعد أن يُروِّي النظرَ فيه منتصِب على المصدر
روب
الرائبُ من اللبَن الخاثِر يلزمُه هذا الاسمُ وإن مُخِض أي أُخِذ زُبْده أنشد الأصمعي
( سَقاك أبو ماعزٍ رائباً ... ومَن لك بالرائب الخاثرِ )
وقد راب يَرُوب رَوْباً ورُؤُوباً والرُؤْبة خَميرتُه التي تُلقَى فيه ليَرُوب وبتصغيرها سمي والدُ عُمارةَ بن رُوَيْبة الثقَفي
وقومُ رَوْبَى جمع رائبٍ وهو الخاثِر النفْس من مخالطة النعاس وقيل جمع أرْوَب كأنْوَك ونَوْكَى وقيل في قول بشر
( فأما تميمٌ تميمُ بنُ مُرٍّ ... فألفاهُم القومُ رَوْبَى نِياما )
إنهم شَربوا الرائب فسَكِروا
روث
الأرْواث جمع رَوِثٍ وهو لكل حافِر روح
الريح هي التي تَهُبّ والجمع أرواح (1/350)
ورياح أيضاً وبه سمي رياح بن الربيع ( 114 / أ ) ورياحٌ من قبائل بني يربوعٍ منهم سُحيم بن وَثيلٍ الرياحيُّ اليربوعيُّ وكذا أبو العالية الرياحيُّ وعليه قول ابن مسعودٍ أو ابن عباس متى اقْتَنَتْ بَنُو رياحٍ البقَرَ
ويومٌ راحٌ شديدُ الرّيح وريِّحٌ طيّبُ الريح وقيل شديد الريح الأوّلُ هو المذكور في الأصول ولم أعثُر على هذا الثاني إلا في كتاب التَذْكِرة لأبي عليٍ الفارسيّ وعليه قول محمد فإن بال في يومٍ رَيّحٍ
والريّح والرائحة بمعنىً وهي عَرَضٌ يُدرَك بحاسة الشَمّ ومنها قوله الروائح تُلقْى في الدُهن فتصيرُ غاليةً أي الأخْلاط ذَوات الروائح وفي الحَلْوائي الأراييح وهي جمع أريْاح على من جعل الياءَ بدلاً لازماً وفي الحديث لم يَرَحْ رائحة الجنّة ولم يُرح أي لم يُدرِك بوزن لم يخَف ولم يُرِدْ
ويقال أتانا فلان وما في وجهه رائحةُ دمٍ أي فَرِقاً خائفاً وقد يُترك ذكر الدم وعليه حديث أبي جهل فخرَج وما في وجهه رائحةٌ
والريَاحين جمع رَيْحان وهو كل ما طاب ريحه من النبات أو الشاهَسْفُرُم وعند الفقهاء الريحان مالِساقه رائحة (1/351)
طيّبة كما لوَرقه كالآس والوَرْد مالِورَقه رائحة طيّبة فَحسْبُ كالياسمَينِ وراحَ خلاف غدا إذا جاء أو ذهَب رَواحاً أي بعد الزوال وقد يُستعمل لمطلَق المضيّ والذهاب منه الحديث ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قَرَّب بقرةً وقول محمدٍ حتى تَرُوحَ إلى مِنىً ( 114 / ب ) قيل أراد حتى تَغْدو وأراح الإبلَ رَدّها إلى المُراح وهو موضع إراحة الإبل والبقَر والغنَم وفتْح الميم فيه خطأ وروَّحها كذلك
وروَّحْتُ بالناس صلَّيت بهم التَروايح وهي جمع تَرويحةَ وأصلُها المصدر وعن أبي سعيد سميت التَرويحة لاستراحة القوم بعد كل اربع ركَعات
وراوَح بين رجْليه قام على إحداهما مرّة وعلى الأخرى مرةً ومنها المراوَحة بين العَملين وهي أن تقرأ مرّةً وتكتُب مرة مثلاً والرَوَحُ سَعة الرجْلين وهو دون الفَحَج وعن الليث هو انبساطٌ في صُدور القدمين وقدَمٌ رَوْحاء وقيل الأرْوحُ الذي تَتباعدُ قدمَاه ويَتدانى عَقبِاه وبتأنيثه سميت الرَوْحاء وهي بين مكّة والمدينة
رود أرادَ منه كذا إرادةً وأرادَه على الأمر حَمله عليه ومنه أراد الملكُ الأميرَ على أن يكتب
ورَادَ جاء وذهب ومنه المِرْودَ المِكْحال (1/352)
ورادَ الكلأَ طلبه ومنه الرائد لا يَكْذِب أهلَه وهو رسول القوم يبعثونه أمامهم لِيَرُود الكلأَ والماءَ وقوله الحُمَّى رائدُ الموت أي مُقدّمتُه لشدّتها على التشبيه
وارتاد الكلأَ بمعنى رادَهُ ومنه حديث عثمان كانا يُعِدّان لهذا المقام مَقالاً ورُوي يَرْتادان ومنه إذا بال أحدُكم فلْيَرْتَدْ لِبوْلهِ أي ليطُلب مكاناً ليّناً وفي حديث خَولة وروادَني عن نفسه أي خادعني عنها
روذ
رُوذْبار في عب
روز
الرازي منسوب ( 115 / أ ) إلى الرَيّ وهي من بلاد العراق ومنه عيسى بن أبي عيسى الرازيّ والداريُّ تصحيف يَروي عن الربيع بن أنَس
روض
المُراوضَة المُدارة والمخاتَلة كفِعْل الرائضِ بالرَيِّض ومنها بيعُ المُراوضَة لبيع المُواصَفة عن الأزهري لأنه لا يخلو من مُداراةٍ ومُخاتَلة وفي الإجارات البائعُ والمشتري إذا تَراوضا السِلْعة أي تَداريَا فيا وتركُ حرف الجرّ فيه نَظرٌ
روع
فرَسٌ رائع جميلٌ يَروُع الرائي بجماله أي يخوِّفه (1/353)
روغ
رَوَغانُ الثعلب أن يَذهب هكذا وهكذا مكراً وخديعة
روق
الرِواق كٍساءٌ مرسَل على مقدَّم البيت من أعلاه إلى الأرض ويقال رَوْقُ البيت وِرواقُه مقدَّمه ورجُل أرْوَقُ طويل الثَنايا
روم
رُومَةُ بالضم بئرٌ معروفة على نصف فرسخٍ من المدينة وبئرُ رُومة إضافةُ بيانٍ
روي
الرِيّ بالكسر خلاف العطَس يقال رَوِيَ من الماءِ فهو رَيّانُ وهي رَيّا وهُم وهنّ رِواءٌ
والراوِيةُ
المَزادةُ من ثلاثة جلود ومنها قوله اشترى روايةً فيها ماء وشقّ راويةً لرجلٍ وفي السِيَر ظفِروا بروَايا فيها ماءٌ وأصلها بَعير السَقّاء لأنه يَروي الماءَ أي يحمله ومنه راوي الحديث وراويَتُه والتاء للمبالغة يقال روَى الحديثَ والشِعر روايةً وروَّيتُه إياه حَملْتُه على روايته ومنه إنّا رُوِّينا في الأخبار
الراء مع الهاء
رهب
رهَبَةُ خافَه رَهْبةً والله تعالى مرهُوب ومنه لبّيْك مرهوبٌ ومَرغُوب إليك وارتفاعُه على أنه ( 115 / ب ) خبر مبتدأ محذوف (1/354)
والراهب واحد الرُهْبان وهو عابد النصارى وهي الرَهبْانيّة وتحقيقها في شرح المقامات
رهج
أَرهَج الغُبارَ أثاره الرَهَج ما أُثير منه وقوله وعليه رَهَجُ الغُبار من إضافة البيان وأما رَهْجَةُ الغبار فليس بشيءٍ
رهص
الرِهْص بالكسر العَرقَ الأسفل من الحائط وقيل الطين الذي يُجعَل بعضُه على بعض وهو المراد في قوله من الَلِبن والآجُرّ والرِهْصِ ومنه الرَهّاصُ لعامله ورُهِصَت الدابّة فهي مَرْهُوصة شَدَخ باطِنَ حافرِها حَجرٌ فأدْوَاهُ وبه رَهْصَةٌ شيءٌ من كَسْر
رهق
رَهِقَه دنا منه رَهقاً ومنه إذا صلّى أحدكم إلى سُتْرةٍ فَلْيَرْهَقْها ورَهِقه دَيْنٌ غَشِيه ورَهِقَتْنا الصلاة غَشِتَنْنا وأرْهقْناها أي أخرناها حتى تكا تَدنو من الأخرى وصَبيّ مُراهِق مُدانٍ للحُلْم والرَهَق أيضاً غِشْيان المَحارم ومنه لا تُقبل شهادتهما لَرهقِهِما أي لكذبِهِما وقوله وإن كان مسلماً يُرَهَّق بالتشديد أي يُنسَب إلى الرَهَق وفي حديث آخر أنه صلّى على امرأةٍ تُرهَّق وقيل المرهَّق المجهَّل المتَّهَم في دِينه وأرْهقه عُسْراً كلّفه إياه (1/355)
رهن
رهنتُ الرجلَ الشيءَ ورهنْتُه عنده واستَرهَتي كذا فرَهنْتُه عنده وارتَهنه اخذه رهناً والرَهْن المرهُون والجمع رُهون ورِهان ورُهُن وأنا رَهْنٌ بكذا أو رَهين ورَهينةٌ أي مأخوذ به وأصل التركيب دالٌّ على ( 116 / أ ) الثبات ومه الراهِنُ الثابت الدائمُ ورَهن بالمكان أقام وأرهنْتُه أنا وطعام راهِنٌ دائم
ولا رَهْوُ ماءٍ في نق نقع
الراء مع الياء
ريب
رابَهُ رَيْباً شكَّكه والرِيبة الشكّ والتُهْمَة ومنه الحديث دع ما يَريبك إلى ما لا يَريُبك فإن الكذب رِيبةٌ وإن الصدق طُمأْنينة أي ما يُشَكِّك ويصحِّل فيك الريبة وهي في الأصل قلَق النفس واضطرابُها ألا تَرى كيف قابلَها بالطمأْنينة وهي السكون وذلك أن النفس لا تستقرّ متى شكّتْ في أمرٍ وإذا أيقنته سكَنتْ واطمأنّت
وقوله نَهى عن الرِبا والريِبة إشارةٌ إلى هذا الحديث وكذا حديث شُريَحٍ أيّما امرأةٍ صُولحتْ عن ثُمْنها لم يُبيَّن لها كم تَرك زوجُها فتلك الرِيبةُ
ومن روى الرُبَيَّة في الحديثين على حِسْبانَ أنها تصغير (1/356)
الرِبا فقد أخطأ لفظاً ومعنى وكذا ما في جمع التفاريق قَفيزُ دقيقٍ معه درهم بقَفيزيْ حنطةٍ قال الشعبي إن لم يكن رباً فهو رُبَيَّةٌ تحريفٌ وإن كانت اللفظ محفوظةً من الثقات فوجهها أن تكون تصغيرَ الرُبْيَة بمعنى الرِبا على ما جاء في حديث صُلْح نَجْرانَ ليس عليهم رُبْيَة ولا دمٌ
والمحدِّثِون يَروونها رُبّيّة بتشديد الباء والياء على فُعّولة من الربا وعن الفرّاء رُبْيَة وشبَّهها بِحُبْيَة من الاحِتباء سماعاً من العرب وأصلها واوٌ
ريث
راث أبطأ رَيْثاً وقولهم أمهلْتُه رَيْثما فعل كذا أي ساعةَ فعْلِة وتحقيقه في ( 116 / ب ) شرحنا للمقامات
ريش
لَعن الله الراشي والمرتَشي والرائِش هو الذي يَسعى بينهما ويُصْلح أمْرَهما من رَيْشِ السْهم وهو إصلاحه بوضع الريش عليه
ريط
الرَيْطة كل مُلاءةٍ لم تكن لِفْقَيْن أي قِطْعتيْن متضامَتيْن وقيل كلّ ثوب رقيقٍ ليّنٍ رَيْطةٌ وبها سميت رَيْطةٌ امرأة ابن مسعود رضي الله عنه وأما رائطةُ فهي بنت سفيان لها صُحبة
ريع
الرَيْع الزيادة يقال هذا طعامٌ كثير الرَيْع وقوله إذا أَخرَجت الأرضُ المرهونة رَيْعاً أي غَلّة لأنها زيادةٌ (1/357)
ريكستان
رِيكِسْتانِ قُوت بظاهر بلَد بُخارى
ريم
رام مكانَه يَرِيمُه زال منه وفارَقه
رين
رِيْنَ به في سف سفع
ريي
الرّاية علَم الجيش وتُكْنى أُمَّ الحرب وهي فوق اللواء قال الأزهري والعرب لا تَهمِزها وأصلها الهمز وأنكر أبو عبيدٍ والأصمعي الهمْز
واما رايةُ الغلام وهي العلامة التي تُجعل في عنقه ليُعلَم أنه أبَق فإنها من الأولى وفي المجمل رَيَّيْتُ الغلام برايةٍ قال وهي غُلّ يُجعل في عُنقه وأما داية بالدال فخطأ (1/358)
باب الزاي
الزاي مع الهمزة
زأر
الزَأْرة قرية كبيرة بالبَحْرين صار إليها الفُرْس يوم انهزمتْ من العَلاء بن الحَضْرَميّ وقد سبق ذكرها في رز رزب
الزاي مع الباء
زبب
الزَبيب معروف والشراب المتَّخذ منه زَبيبيّ وزبَّبتُ العنبَ جعلتُه زبيباً وتَزبَّب بنفسه قياسٌ زَبيبتان في شج شجع
زبد
الزُبْد ما يُستخرج من اللبَن بالمَخْض وزَبَدَهُ زَبْداً رفَدَه من باب ضرَب وحقيقته أعطاه زُبْداً ومنه نَهى عن زَبْد المشركين بالفتح أي عن رِفْدهم وعَطائهم زَبدتان في شج شجع
زبر
الزَبْر الزَجْرَ والمنْع من باب طلب وبتصغيره سمي الزُبَير بن ا لعوّام وابنُه المنذر بن الزُبير زَوَّجته عائشةُ رضي الله عنها حفصة بنتَ عبد الرحمن بن أبي بكرٍ
وفي حديث رفاعة فتزوْجتْ عبدَ الرحمن بن الزَبِير (1/359)
بفتح الزاء فَعيل منه وهو رِفاعةُ بن زَنْبَرٍ فَنْعَل منه
والزَبور كتاب داود عليه السلام وقوله سيفُ مَرْحَبٍ عندنا فيه كتابٌ كنّا لا نَعرِفُه فيه بالزبور أي لا نَعرِفه مكتوباً بلغة الزَبُور يعنى يعني بالسُريانية
زبق
زأبق الدراهَم طَلاها بالزِئْبِق يكسر الباء بعد الهمزة الساكنة وهو الزَاوُوق ودرهم مُزَأبَقٌُ والناس يقولون مزبَّق حكاه الأزهري ومنه كرِه أبو يوسف الدراهم المزبَقة
زنبق
الزنبق دُهن الياسمين
زبرقان الزِبْرِقان لُقب ابن بدرٍ واسمه الحُصَين أو حِصْنٌ والدرهم الزِبْرِقانيّ درهم أسود كبير
زبل
المَزْبَلة موضع الزِبْل وهو السِرْقينُ
وزابُلُ من حصون سِجِسْتان ولفظ محمدٍ رحمه الله زابُلُسْتان وكلاهما صحيح
زبن
الزَبْن الدَفْع وناقة زَبُون تَزْبِنُ حالِبَها ومنه الزَبُون للأَبْله الذي يُغْبَن كثيراً على الإسناد المجازي واستَزْبنَه وتَزبَّنه اتّخذه زَبوناً والمُزابَنة (1/360)
بيع التمر في رؤوس النخل بالتمر كيْلاً من الزَبْن أيضاً لأنها تؤدّي إلى النزاع والدفاع
زبي
الزُبيَة ( 117 / ب ) حُفرة في موضعٍ عالٍ يُصاد بها الذئبُ أو الأسد وتَزبّاها اتخذها ويُنشدَ
( ولا تكوننَّ من اللذَه كِيْدَا ... حينَ تزبَّى زُبْيةً فاصِطيدا )
وفي حديث الأعرابي ترَدّى في زُبْية أي رَكِيّةٍ
الزاي مع الجيم
زجج
زُجُّ لاوَةَ موضع
زجر
زَجره عن كذا وازدجَرهُ منعه وازدجَر بنفسه وانزجَر زجَر الراعي الغنَمَ صاح بها فانزجرت ومنه ويَصيح مجوسيٌّ فينزَجِر له الكلب أي ينساق له ويهتاج ويمضي إلى الصيد وحقيقتُه قَبِلَ الزَجْرة وهي الصَيحة
الزاي مع الحاء
زحزح
زَحْزحه فتَزحْزَح أي باعدَه فتباعَد ودخلتُ على فلانٍ فتزحزَح لي عن مجلسه أي تنحّى
زحف
الزَحْف الجيش الكثيرُ تسميةً بالمصدر (1/361)
لأنه لكثرته وثِقَل حركته كأنه يزحف زحفاً أي يَدِبّ دَبيباً ومنه حديث ابن عباس النَفَل قبل أن يلتقي الزَحْفان أي حالَ قيام القتال وفي حديث الأسلمّي سائق بُدُنِ رسول الله عليه السلام أرأيت إن أُزِحِفَ عليّ منها شيء بالضم مبنياً للمفعول والصواب الفتح يقال زحفَ البعيرُ وأَزْحَف إذا أعيا حتى جرّ فِرْسِنَهُ وهذا اللحن وقع في الفائق أيضاً
وازْحَلَفَّ عن كذا وازلَحفَّ عنه إذا تنحى عنه وبَعُدَ ومنه ما رُوي أنه عليه السلام قال ما ازْلَحفَّ ناكِحُ الأَمَة عن الزِنا إلاَّ قليلاً
زحم
في حديث شُريح فقال الحمّال زَحَمني الناسُ أي دافَعوني في مِضيقٍ ( 118 / أ ) وعلى ذا قول محمد في الأصل رجلٌ صلّى خلف الإمام فزَحمه الناسُ وفي شرح شيخ الاسلام المعروف بخَواهَرهْ زادَه فازدحمه الناسُ وهو خطأٌ
الزاس مع الراء
زردج
ماءُ الزَردج وهو ماء يخَرُج من العُصفر المنقُوع فيُطرح ولا يُصبغ به
زرجن
الزَّراجين جمع زَرَجُون بفتحتين وهو شجر العنب وقيل قَضْبانُه (1/362)
زرد
زَرِد الماءَ وازدرَده إذا ابتلَعه
زرر
زَرَّ القميصَ زَرّاً وزرَّره تَزريراً شدَّ زِرَّه وأدخَله في العُرْوة
زرع
زَرَع الله الحَرْث أنبتَه وأنْماه وقولهم زرَع الزرّاع الارضَ أثارها للزراعة من إسناد الفعل إلى السبَب مجازاً ومنه إذا زَرعت هذه الأمّة نُزع منها النَصْر أي اشتغلتْ بالزراعة وأمور الدنيا وأعرضت عن الجهاد بالكلّيّة وأما من جضمع بينها فقد أخذ بالسُنّة والمراد بنَزْع النضْر الخِذلانُ والزَرْع ما استُنبِت بالبَذرْ مسمَّى بالمصدر وجمعه زُروع وبتصغيره سمي والدُ يزيد بن زُرَيع يَروي عن سعيد بن أبي عُروة والمُزارعة مفاعَلة من الزِراعة زرف
الزَرافات الجماعات والزُرَافة بالفتح والضم من السباع يقال له بالفارسية أُشْتُرْ كاوْبَلَنْك وقوله خلَطوها بما أخَذوا من أموال الغصب والمصادرة وتَزْريفات الضعفاء والفقراء أي وزيادةِ مْؤَنِهم وعَوارضهم من زَرَّف الرجلُ في حديثه إذا زاد فيه أو إتْعابهم فيما يُحمَّلون من المشاقّ من قولهم خِمْسٌ مزرِّف أي مُتعِب
والزُرْفين بالضم والكسر حَلْقة الباب (1/363)
زرق المِزْراق
( 117 / ب ) رُمْح صغير أخفّ من العنَزة ومنه الحديث وفيه مِزراقي وزَرقه رَماه به أو طعَنه مصدره الزَرْق وبتصغيره سمي مَن أضيفَ إليه بنو زُرَيق وهم بطن من الأنصار إليهم يُنسب أبو عيّاشٍ الزُرَقيُّ
زرنق
عِكْرمةُ قيل له الجُنب يَغتمِس في الزُرنوق أيُجْزيه عن غُسْل الجَنابة قال نعم هو النهر الصغيرِ عن شِمْر وأصلُه واحدُ الزُرْنُوقَين وهما مَنارتان تُبنيان على رأس البئر أو حائطان أو عُودان تُعرَض عليهما خَشبةٌ ثم تُعلَّق منها البَكْرَةُ ويُستقى بها
قال شيخنا وكأن عِكرمة أراد جدْول السانية لاتّصالٍ بينهما في أنه آلة الاستقاء
ومنه الزَرْنَقة السّقْي بالزُرْنوق وفي حديث علي لا أدَع الحجّ ولو تَزَرْنَقْتُ قيل معناه ولو استَقْيت وحَججْتُ بأجرة الاستِقاء وقيل ولو تَعيَّنتُ من الزُرْنُقة بمعنى العِينةَ ومنها قول ابن المبارك لا بأس بالزَرْنَقة والأول أشَبَهُ عن الخطابي (1/364)
زري
الازدِراء الاستِخفاف افتعال من الزِراية يقال أَزْرَى به وازْدَراه إذا احتقره وزَرَى عليه فِعْلَه زِرايةً عابَهُ
الزاء مع الطاء
زطط
الزُطُّ جِيل من الهند إليهم تُنسب الثياب الزُطّيّة
الزاي مع العين
زعر
الزُعْرور ثمر شُجرٍ منه أحمر وأصفر له نَوى صُلبٌ مستدِير
الزاي مع الغين
زغب
في الحديث لعلها دِرعِ أبيك ( 119 / أ ) الزَغْباءُ هي َعلَم لتلك الدِرع
الزاي مع الفاء
زفت
المزفَّت الوعاء المَطْليّ بالزِفْت وهو القار وهذا مما يُحْدث التغيُّر في الشراب سريعاً
زفن
الزَفْن الرقْص من باب ضرب
الزاي مع القاف
زقق
الزُقاق دون السِكّة نافذة والجمع أَزِقّة (1/365)
الزاي مع الكاف
زكر
الزُكْرة زُقَيْق صغير للشراب والرَكَوَةُ مكانَها تصحيف
زكن
الزَكَنُ الفِطْنَهَ وفي حديث ماعز ما زَكِنتْ نفْسُه حتى جاء واعترف أي ما فَطَنتْ وكأنّ الصوابَ مارَكَنَتْ بالراء أي ما مالتْ
زكو
الزَكاة التَزْكية في قوله تعالى ( والذين هم للزكاة فاعِلون ) ثم سمي بها هذا القَدرُ الذي يُخْرَج من المال إلى الفقراء والتركيب يدلّ على الطهارة وقيل على الزيادة والنَماء وهو الظاهر
وزكَّى ماله أدّى زكاتَه وزكّاهْم أخذَ زَكواتِهم وهو المزكّي وزكَّى نفسَه مدحَها وتَزْكية الشهود من ذلك لأنها تعديلُهم ووصْفُهم بأنهم أزكياء ومنه إثبات الصغير إذا زُكّيتْ بَيّنتهُ ومن قال زُكّت بغير ياءُ فقد غَلِطَ
الزاي مع اللام
زلف
الزُلْفة والزُلفى القُرْبة وأَزْلفه (1/366)
قرَّبه وازْدَلف إليه اقترب ومه المُزْدَلِفةُ الموضعُ الذي ازدلَف فيه آدمُ إلى حواءَ ولذا سمي جَمْعاً
زلق أَزْلَقتِ الأنثى ألقَتْ ولَدها قبل تَمامه
زلل
مَن أُزِلَّتْ إليه نِعمةٌ فلْيشكُرْها أي أُسدِيَت وأُهدِيَتْ ومنه الزَلّة
زلم
الأزلام جمع زَلَمٍ وهو القِدْح وضمُّ الزاي لغةٌ وكانت العربُ في الجاهلية يكتبون عليها ( 119 / ب ) الامْرَ والنَهْيَ ويضعونها في وعاءٍ فإذا أراد أحدُهم سفَراً أو حاجةً أدخَل يدَه في ذلك الوعاء فإن خَرج الأمِرُ مضى وإن خَرج الناهي كَفَّ
الزاي مع الميم
زمرذ
الزُمُرّذ بالضم وبالذال المعجمة معروف
زمع
أَزْمَع المسِيرَ عزم عليه ورجل زَميِع ماضي العزيمة وهو أَزْمَعُ منه وبه سمي والد الحارث بن الأزْمَع الوادِعيّ يَروي عن عمر رضي الله عنه
والزَمَعة بفتحتين وهي زوائد خلْفَ الأرساغ وبها سمي والد سَوْدة بنت زَمعة وأخوها عبدُ بن زَمعة (1/367)
وزَمَعةُ ايضاً أبو وهبٍ إليه يُنسب موسى بنُ يعقوبَ الزَمَعيُّ
زمل
زَمَّله في ثيابه لِيَعْرَق أي لَفّه وتَزمّل هو وازَّمّل تلفَّف فيها وفي الحديث زَمّلوهم بدمائهم وفي الفائق في دمائهم وثيابهم والمعنى لُفّوهم متلطّخين بدمائهم
وزَملَ الشيء حَمَله ومنه الزامِلةُ البعير يَحمل عليه المسافرُ متاعَه وطعامَه ومنها قوله تَكارَى شِقَّ مَحْمِلٍ أو رأسَ زامِلةٍ هذا هو المثْبَت في الأصول ثم سمي بها العِدْلُ الذي فيه زادُ الحاجّ من كعْكٍ وتمرٍ ونحوه وهو متعارف بينهم أخبرنيَ بذلك جماعة من أهل بغداد وغيرهِم وعلى ذا قولُ محمدٍ اكتَرى بعيرَ محملٍ فوضَع عليه زاملةً يَضْمَن لأن الزاملة أضَرّ من المَحْمِل ونظيرها الراويةُ وعكسُها مسألةُ المَحْمِل
والزَمِيل الرَديف الذي يُزاملُك أي يُعادلك في المَحمِل ( 120 / أ ) ومنه الحديث ولا يُفارِق رجلٌ زَميلَه أي رفيقَه
زمم
زِمامُ النعل سَيْرهُا الذي بين الإصْبع الوسطَى والتي تلَيها يُشَدّ إليه الشِسْع مستعار من زمام البعير وهو الخيط الذي يُشدّ في البُرَةِ أو في الخِشَاش ثم يُشَدّ إليه المِقْوَدُ وقد يسمّى بهِ المِقْودُ نفسه وقد أحسن المتنبي في وصف النَعْل حيث قال (1/368)
( شِراكُها كُورُها ومِشْفَرُها ... زِمامُها والشُّسوع مِقْوَدُها )
خلا أنه كان من حقه أن يقول وزِمامها مِشْفرها كما فعلَ قبلُ وبعدُ
وزمَّ النعلَ وأزَمَّها مستعارٌ من زمَّ البعيرَ إذا وضع عليه الزِمام وقوله زَمَّ نفسَه وكسَر شهوته أي منَعها مأخوذ منه
وزَمْزَمَ المجُوسيُّ تكلَّف الكلامَ عند الأكل وهو مُطْبِقٌ فَمه ومنه وانهرهم عن الزمزَمة
زمن
الزَمِنُ الذي طال مَرضُه زماناً
الزاي مع النون
زنب
زَينبُ بنت أبي معاوية الثقَفيّةُ امرأَةُ ابن مسعود روَى عنها زوجُها وأبو هريرة وعائشةُ
زند
الزَنْدانِ عظْما الساعد وقوله كُسرتْ إحْدى زنْدَيْ عليٍ رضي الله عنه يوم خَيبَر الصواب كُسِر أحَدُ لأنه مذكر والأصل زَنْد القَدْح وبجمعهِ كُني والد
370 - عبد الرحمن بن أبي زِناد
370
- زندن
الزَنْدَنِيجيّ منسوب إلى زَنْدَنَة قريةٍ ببخارى
زندق
قال الليث الزِنْديق معروف وزندقَتُه أنه لا يؤمن بالآخرة ووحدانيّةِ الخالق وعن ثعلب ليس زِنْديق ( 120 / ب ) ولا فِرْزين من كلام العرب قال ومعناه على ما يقوله العامّةُ مُلحِدٌ ودَهْرِيّ وعن ابن دريد أنه فارسيٌّ معرَّب وأصله زنْدَهْ أي يقول بدَوام بقاء الدهر
وفي مفاتيح العلوم الزَنادقة هم المانَويَّة وكان المَزْدَكِّة يسمَّون بذلك ومَزْدك هو الذي ظهر في أيام قُباذَ وزعم أن الأموال والحُرَمَ مشتركة وأظهر كتاباً سماه زِنْدَاً وهو كتاب المجُوس الذي جاء به زَرُدَشْت الذي يزعمون انه نبيٌّ فنُسِب أصحاب مَزْدك إلى زِنْدَا وأُعربت الكلمة فقيل زِنديق
زنم
الزَنيم الدَّعِيّ وفي الحَلْوائي كان عليه السلام إذا مرَّ بزَنيمٍ سجَد لله شُكراً ثم قال الزَنيم المُقْعَد المشوَّه وهذا مما لم أسمعه وأرى أنه تصحيف زَمِنٍ والذي يدل على ذلك حديث السِيَر أن النبي عليه السلام مرّ برجلٍ به زَمانةٌ فسجد
على أن الصحيح ما ذكر الإمام أبو بكر أحمد بن الحسين البَيْهقي في كتاب السُنَن الكبير بإسناده إلى محمد بن علي قال رأى رسول الله (1/369)
عليه السلام رجلاً نُغاشِيّاً يقال له زُنَيْم فخّر ساجداً وقال أسأل الله العافية
فهو على هذا اسمٌ لرجل بعينه والزاي فيه مضمومة ولمّا ظنّوه وصْفاً فتَحُوا زايَهُ وفسّروه بما ليس تفسيراً له وإنما هو هيئة ذلك الرجل المسمّى بِزُنَيْم
زني
زنَى يَزني زِنىً وزِناءً وقوله وإن شهدوا على زِناءَيْن مخَتلِفَين أوزِنَيَيْن الصواب زَنْيَتَيْن مختلِفتين
وزَاناها مُزاناةً وزَنّاه تَزنيةً نسبهِ إلى الزنَى وهو ولَدُ زِنْيةٍ ولِزِنَيْةٍ بالفتح والكسر وخِلافه ولَدُ رَشِدْةٍ ولرَشِدْةٍ
وأما قوله كلُّ درهمٍ من الرّبا أَشدُّ من كذا زَنْية فبالفتح لا غير
ومن المهموز زَنأ المكانُ ضاق زُنوءاً والزنَاء الضِيق والضيّق ايضاً ومنه نهَي أن يصلّي الرجل وهو زنَاءٌ ورُوي لا يُقْبَل صلاة زانىءٍ مهموزاً وهو الحاقِنُ
وزَنَأَ عليه ضيَّق وزَنَأَ في الجبل زَنْئاً صَعِدَ وقول محمد في هذه المسألة هو الظاهر وقوله للمرأة يا زانيَ على وجه الترخيم فيه صحيح وقول محمدٍ رحمه الله في يا زانيةُ للرجل إن الهَاء للمبالغة قويٌّ (1/371)
الزاي مع الواو
زوج
الزَوْج الشكلُ عن علي بن عيسى وقال الغُوري الزوج شَكْلٌ له قرينٌ من نَظيرٍ كالذكر والأنثى أو نَقيضٍ كالرَطْب واليابس وقيل كلّ لونٍ وصِنْفٍ زَوْجٌ وهو اسم للفرد
وقال ابن دريد كل اثنين زوجٌ ضدُّ الفرد وقال أبو عُبيدٍ الزوج واحد ويكون اثنين
وحكى الأزهري عن ابن شُمَيْل أنه قال الزوْج اثنان ثم قال وأنكر النحويون ما قال
وعن عليّ بن عيسى أنه إنما قيل للواحد زوج وللاثنين زوج لأنه لا يكون زوج إلاّ ومعه آخر له مثل اسمِه
وقال ابن الأنباري العامّة تُخطئ فتظن أن الزوج اثنان وليس ذلك من مذاهب العرب إذ كانوا لا يتكلَّمون بالزوج موحّداً في مثل ( 121 / ب ) قولهم زوجُ حَمامٍ ولكن يثنُّونه فيقولون عندي زَوْجانِ من الحمَام وزَوجان من الخِفاف ولا يقولون للواحد من الطير زوْج كما يقولون للاثنين ذكرِ وأنثى زوجان بل يقولون للذكر فَرْد ولِلأنثى فَرْدة
وقال شيخنا الواحدُ إذاكان وحده فهو فرد وإذا كان معه غيرهُ من جنسه سمي كل واحدٍ منهما زوجاً وهما زوجان بدليل (1/372)
قوله تعالى ( خلَق الزوجَيْن الذكَرَ والأنثى ) وقوله تعالى ( ثمانية أزواج ) ألا ترى كيف فُسِّرتْ بقوله ( من الضأن إثنين ومن المعز اثنين ) ( ومن الإبل اثنين ومن البقر اثنين )
قال ونحو تسميتهم الفردَ بالزوج بشرطِ أن يكون معه آخر من جنسه تسميِتُهم الزجاجةَ كأساً بشرطٍ أن يكون فيها خمر
وعند الحُسّاب الزوج خلاف الفرد كالأربعة والثمانية في خلاف الثلاثة والسبعة مثلاً يقولون زوج أو فرد كما يقولون خَساً أوْ زكاً شَفْعٌ أوْ وِتْرٌ وعلى ذا قول أبي وجْزة السَعْديّ
( ما زِلْن يَنسُبْن وهْناً كلَّ صادقةٍ ... باتَتْ تُباشِر عُرْماً غيرَ أزواج )
لأن بيض القطاةِ لا يكون إلا وِتْراً
ويقال هو زوجُها وهي زوجُه وقد يقال زوجتُه بالهاء وفي جمعه زَوْجات قال الفرزدق
( وإن الذي يَسعى ليُفْسِد زوجتي ... كساعٍ إلى أُسْدٍ الشَرَى يستَبِيلُها )
وأنشد ابن السكّيت (1/373)
( يا صاحِ بلّغْ ذوي الزَوْجات كلِّهُم ... أنْ ليس وصْلٌ إذا انحلَّت عُرى الذَنَبِ )
والأول هو الاختيار ( 122 / أ ) بدليل ما نطَق به التنزيل ( أمسِكْ عليك زوجَك ) إلى غير ذلك من الآيات
قال يونس وابن السكيت وتقول العرب زوّجتُه إيّاها وتزوّجْتُ امرأةً وليس في كلامهم تزوّجْتُ بامرأةٍ ولا زوْجْت منه امرأةً وأما قوله تعالى ( وزوَّجناهم بُحورٍ عينٍ ) فمعناه قَرنّاهم وقال الفراء تزوّجت بامرأة لغةٌ في أَزْدِ شَنُوءة وبهذا صحّ استعمال الفقهاء
زور
الزَّوَرُ مَيَلٌ في الزَوْرِ وهو أعلى الصدْر
وفي الصحاح الزَوَرُ في صدْر الفَرس دخولُ إحدى الفَهْدتيْن وخُروج الأخرى وهما لحمتان في زَوْرِه ناتئتان مثل الفِهْرَيْنِ
وفي الجامع الازَوْرَ من الرجال الذي نَتأَ أحدُ شِقَّي صدرهِ وبمؤنثه سمّيت دار عثمان بالمدينة ومنها قولهم أَحْدَثَ الأذانَ على الزَوْراء (1/374)
الزاء مع الهاء
زه
زِهْ كلمة استعجابٍ عند أهل العراق وإنما قالها أبو يوسف تهكّماً وقيل الصواب زُهْ بالضم والزاي ليست بخالصة
زهد
زَهِد في الشيء وعن الشيء زُهداً وزهادة إذا رَغِب عنه ولم يُرِدْه ومن فَرَقَ بين زَهِد فيه وزَهِد عنه فقد أخطأ
زهر أبو الزاهِريَّة كُنية حُدَيْرِ بن كُرَيْب
زهق
زَهَقِت نفسُه بالفتح والكسر زُهوقاً خَرجت رُوحُه وأزهَقها الله وقولهم القتلُ إزهاقُ الحياة يريدون إبطالها وإذْهابها على طريقة التَسبيب
وأما انزَهقت نفسُه وانزِهاق الرُوح فليس من كلامهم
وسهمٌ زاهق جاوز الهدفَ فوقع خلْفَه ومنه قوله في الواقعات اتّخذ هدفاً ( 122 / ب ) في دارِهِ فزهَق سهمٌ ممّا رمَى أي جاوز هدفَه مستمرّاً على وجهه حتى خرج من داره
زهو
هم زُهاءُ مائة أي قَدْرُهم وزَها البُسْرُ وأَزْهى احمرَّ واصفرَّ ومنه الحديث نهَى عن بيع ثمر النخل حتى يَزهُوَ ويروى يُزْهِيَ
والزَهْوُ الملوَّن من البُسْر تسميةً بالمصدر (1/375)
الزاي مع الياء
زيت
الزَيْتون من العِضاهِ ويقال لثَمرِه الزيتونُ أيضاً ولدُهنْه الزيتُ
زيد
زاد الشيءُ يَزيدُ زَيْداً بمعنى ازداد
وممن سمي بمضارعه يَزيد بن رُكانة ومن حديثه أنه كان يصلِّي وله بُرْنُس وابن أبي سفيان أخو معاوية من أُمراء جيوش أبي بكرٍ رضي الله عنه
وبمصدره ابن صُوحان وقد استُشهد بصفّين وجُدعان تحريف وابن حارثة أبو أسامة متبنَّى رسول الله عليه السلام
وكُني باسم الفاعلة منه والدُ عمر بن أبي زائدةَ حامل كتاب قاضي الكوفة إلى إياس ابن معاوية
ويقال ازدَدْتُ مالاً أي زِدْتُه لنفسي ومنه قوله وإذا ازداد الراهِنُ دَراهَم من المرتَهِن أي أخذها زيادةً على رأس المال واستَزدْتُ طلبتُ الزيادة
زيغ
الزاغ غُراب صغيرٌ إلى البياض لا يأكل الجِيَف والجمع زِيغان
زيف
زافَتْ عليه دَراهمُه أي صارت مردودةً عليه لِغشٍّ فيها وقد زُيّفَتْ إذا رُدَّت (1/376)
ودرهمٌ زَيْفٌ وزائِفٌ ودراهمُ زُيوفٌ وزُيّف وقيل هي دون البَهْرج في الرَداءة لأن الزيف ما يردُّه بيت المال والبهرَجُ ما يردُّه التِجارُ
وقياسُ مَصدرِه الزيّوف وأما الزَيافة فمن لغة الفقهاء (1/377)
باب السين
السين مع الهمزة
سأر الآسْآر على أفعالٍ جمع سُؤْر وهو بقيّة الماء التي يبقّيها الشارب في الإناء أو في الحوض ثم استُعير لبقية الطعام وغيره
السين مع الباء
سبب
السِبُّ في حج حجج
سبت
السَبْت القَطْع ومنه سَبَت رأسه حلقَه
والسِبْت بالكسر جُلودُ البقَر المدبوغةُ بالقَرظِ ومنه النعال السِبْتيّة قال الأزهري لأن شَعْرها قد سُبِتَ عنها أي حُلِق بالدباغ فَلانَتْ وهي من نِعال أهل التنعّم وأما حكاية أبي يوسف في المنتقَى ففيها نظرٌ
سبح
سُبحان عَلم للتسبيح لا يُصْرفُ ولا يُتَصرَّف وإنما يكون منصوباً إلى المصدرية
وقوله سُبحانك اللهُمّ وبحمْدِك معناه سبَّحتُك (1/378)
بجميع آلائِك وبحمدك سبّحتُك وسَبَّح قال سُبحان الله وسبَّح اللهَ نزَّهه والسُبّوح المتزَّه عن كلّ سُوءٍ
وسَبَّح بمعنى صلّى وفي التنزيل ( فلولا أنه كان من المسبِّحين ) قيل من المصلّين والسُبْحة النافِلة لأنها مسبَّحٌ فيها
سبد
سَبَدٌ في فق فقر
سبر سَبَر الجُرح بالمِسْبار قَدَّر غَوْرَه بحديدةٍ أو غيرها والسَبَرات جمع سَبْرة وهي الغداة الباردة وبها سمي والد الربيع بن سَبْرة الجُهَنيّ والنَزّال بن سبرة والسابِريّ ضرْب من الثياب يُعمل بِسابور موضعٍ بفارس وعن ابن دريد ثوب سابِريٌّ رقيق
سبط
( 123 / ب ) السُّباطة الكُناسة والمراد بها في الحديث مُلْقَى الكُناسات على تسمية المحلّ باسم الحالّ عن الخَطّابيّ
والساباطُ سَقِيفةٌ تحتها مَمّر
وأسباط على لفظ جمع سِبْط هو أبو يوسف بن نصْرٍ الهمْدانيّ يَروي عن سِماكٍ عن عكرمة (1/379)
سبع السَبْعة في عدد المذكّر وبتصغيرها سمّيت سُبَيعة بنت الحارث الأسْلمّية وضَعت بعد وفاة زوجها بسبعة ايام وقيل بأربعين ليلة وقيل ببضعٍ وعشرين
وَزْن سبعةٍ في در درهم
والسُبْع جزء من سبعة أجزاءٍ ومنه أَسباع القرآن وفي الواقعات الأسباع مُحدثة والقراءةُ في الأسباع جائزة
والأُسبوع من الطواف سبعة أطواف ومنه طاف أُسبوعً وأُسبُوعاتٍ وأَسابيعَ
وأرض مَسْبقَةٌ كثيرة السبِاع
سبغ سابغ الأليتين في صه صهب
سبق
التَسبيق من الأضداد يقال سَبّقه إذا أخذ منه السَبَقَ وهو ما يُتَراهن عليه وسَبَّقه أعطاه إياه ومنه حديث رُكانة المُصارعِ ما تُسِبّقُني أي ما تَعطيني فقال ثُلْثَ غَنمي
وأما حديث عمر رضي الله عنه أَجْرى وَسبَّق فقد روي بالتشديد وفُسِّر بالتزام السَبَقِ وأدائه وروي بالتخفيف أي وسَبَقَ صاحبَه والأول أصحّ
سبك
سَبك الذهَب أو الفضّةَ أذَابَها وخلَّصها من الخَبَث سَبْكاً والسَبيكة القطعةُ المُذابة منها أو غيرها إذا استَطالت (1/380)
سبل
السَبيل يذكّر ويؤنث والمراد به في حديث عُبادة خذوا عنّي خّذوا عني فقد جعل الله لهن سبيلاً ( 24 / أ ) ما في قوله تعالى ( حتى يتوفّاهن الموت أو يَجعلَ اللهُ لهنّ سبيلاً ) وذلك أن تَخْليدهنّ في الحبْس كان عُقوبتَهنّ في بدء الإسلام ثم نُسخ بالجَلْد والرَجْم
ويقال للمسافر ابن السبيل لملازمته إياه والمراد به في الآية المسافرُ المنقطعُ عن ماله والسابِلةُ المختلِفة في الطُرقات في حَوائجهم عن علي بن عيسى وإنما أُنِّثَتْ على تأويل الجماعة بطريق النَسب
وسَبَّل الثمرةَ جَعلها في سُبل الخير والسَبَل بفتحتين غِشاءٌ يغطّي البصَر وكأنه من إسبال السِتْر وهو إرساله
والسُنْبُل معروف وبجمعه كُني ابن بَعْكَكٍ أبو السَنابِل وسَنْبَل الزَرْعُ خرج سُنبلُه وأما تَسَنْبلَ فلم أجده
وسُنْبُلُ بلَدٌ بالرّوم وأما سُنبُلانُ فبلَدٌ آخَر بها أيضاً وبينهما عشرون فرسخاً عن صاحب الأَشْكال ومنها الحديث وعليَّ شُقَيْقَةٌ سُنبلانيّة
السين مع التاء
ستر
السُتْرة السِتْر وقد غلَبت على ما يَنْصِبُه (1/381)
المصلّي قُدّامَه من سَوْط أو عُكّازة
وسُتْره السطح ما يُبنى حوله ومنها قوله استأجَر حائطاً ليَبني عليه سُترةً ومثله حائط بين اثنين لأحدهما عليه خشَبٌ ولآخر عليه حائطُ سُترةٍ وعن الحلوائي أراد بها الظُلّة وهي شيء خفيف لا يمكِن الحملُ عليها
ستق
السَتُّوق بالفتح أردأُ من البَهْرج وعن الكرَْخي السَتّوق عندهم ما كان الصُفْرُ أوالنحاسُ هو الغالب الأكثر
وفي الرسالة اليوسفية البَهْرَجة إذا غلبها النُحاس لم تُؤخذ وأما السَتّوقة فحرامٌ أخْذُها لأنها فلوس وقيل هي تعريب سَهْ تُو
سته
( 24 / ب ) العَينانِ وِكاءُ السَّهِ المثْبَتُ في الأصول العَينُ على الإفراد والسَّهُ بتخفيف الهاء الإِسْتُ وأصلاه سَتَهٌ بدليل أستاهٍ في الجمع
ورجل أَسْتَهُ وسُتاهيٌّ عظيمُ الإسْت ويُروى وكاءُ السَّتِ على حذْف لامِ الكلمة والأول على حذْف عينها
ويقال باسْتِ فلان إذا استخفّوا به ومعناه لَصِق العارُ بذلك الموضع ومنه قول عصماءَ (1/382)
( فبِاسْتِ أبي مالكِ والنَّبيتِ ... وعَوفٍ وبِاسْتِ بني خَزرجِ )
( أَطعْتُم أَتاويَّ من غيرِكم ... فَلا مِنْ مُرادٍ ولا مَذْحِج )
( وتَرجُونه بعد قتل الرُءوسِ ... كما يُرتَجى مَرَقُ المُنْضِج )
( ألا إنما نَبتغي غِرَّةً ... فنَقطع عن أمَل المُرتجي )
وهمزُتها للوصل وإثباتها في الخط هو الصواب ولمّا وقع في النُسخ فَبِسْتِ بإسقاط الهمزة على لفظ الواصِل صُحِفّتْ إلى فَبُسَّتْ وفَبِئْسَتْ ثم فُسِّرت بتفسيرات عجيبة
والنَبيت اسم قبيلة والثاء المثلّثة خطأٌ والآتيُّ والأتاويّ الغَريبُ وإنما لم ينوِّنه ضرورةً وعَنتِ الملعونةُ به رسول الله عليه السلام وبالنَبِيت ومَذحِج قبائلَ الأنصار
ويُروى تُرَجُّونه بالتشديد تقول تَرْجُون منه خيراً بعد ما قتَل رؤَساءكم
السين مع الجيم
سجسج
يومٌ سَجْسَجٌ إذا لم يكن فيه حَرٌّ مُؤْذٍ ولا قُرٌّ وكذا الليلُ
سجد
السُجود وضْع الجبهة بالأرض وعن أبي عمروٍ أَسْجَد الرجلُ إذا طأْطأَ رأْسَه وانحنى وسَجد وضع جبهته بالأرض ومنه سجد البعيرُ إذا خفص رأسه ليُركَب وسجدت النخلةُ مالَت من كثرة حَمْلها (1/383)
وكل هذا مجاز بدليل التشبيه في قول حُميد بن ثور
( فَضُولَ أزِمّتها أَسْجَدتْ ... سُجود النصارى لأربابها )
وفي قول الأخْزَر الحِمّاني
( وكلتاهما خَرَّتْ وأسْجَد رأْسُها ... كما سَجدت نَصْرانةٌ لم تَحنَّف )
والمسجد بيت الصلاة والمسجدان مسجِدا مكّة والمدينة والجمع المساجد
وأما في قوله ويُجعل الكافورُ في مَساجده فهي مواضع السجود من بَدن الانسان جمع مَسْجَد بفتح الجيم لا غير قال السَرخْسي في شرح الكافي يعني بها جبهتَه وأنفه ويديه ورُكْبتيه وقَدميه ولم يذكر القُدوريُّ الأنفَ والقدَمين
والسَجّادة الخُمْرة وأثَرُ السجود في الجبهة أيضاً وبها سمي سَجِّادة صاحبُ أبي حنيفة رحمه الله
سجر
سجَر التنّورَ ملأَه سُجوراً وهو وَقُوده وسَجَره أيضاً أوقده بالمِسْجر وهي المِسْعَر من باب طلب ومنه الحديث فإنها تُسْجَر فيها جهنّمُ أي تُوقَد (1/384)
وقوله في الغَصْب جاء إلى تنُّورِ رَأسٍ وقد سُجّرتْ بالتشديد للمبالغة والصواب ترك التاء لأن التنّور مذكر
سجل
السِجلّ كتاب الحُكْم وقد سَجَّل عليه القاضي
سجن
السجن واحد السُّجون وفي حديث عمر رضي الله عنه أن رجلاً قال له أَجِرْني من دمٍ عَمْدٍ فقال السِجْن رُوي بالنصب والرفع على تقدير أُدخِلُك ( 125 / ب ) أَوْلَكَ
وفي حديث المَقْبُريّ عن جدّه قال شهدت عِليّاً رضي الله عنه بالكوفة يَعرِض السُجونَ أي يَعرِضَ من فيها من المسجونين يعني يُشاهدهم ويُفحّص عن أحوالهم
سجو
سَجَّى الميّتَ بثوبٍ ستَره تَسجِيةً
السين مع الحاء
سحب
السحاب معروف وبه سُمّي عِمامتُه عليه السلام
سحر
السَحْرَ الرِئة بفتح السين وسكون الحاء (1/385)
وفتحها والمراد به في قول عائشة الموضعُ المحاذي للسَحْرَ من جَسدها
وسَحَره خدَعه وحقيقتُه أصاب سَحْرَهُ وهو ساحرٌ وهم سَحَرة وقول عمر رضي الله عنه أسَحَرةٌ أنتم سألتموني عن ثلاثٍ ما سألتُ عنه رسول الله عليه السلام الصواب ما سُئِلْتُ عنها منذُ سَألتْ عنها رسول الله عليه السلام أو سألتُموني عما سألتُ عنه رسول الله عليه السلام وإنهم جعلَهم سَحَرةً لحِذْقهم في السؤال وأنهما سأَلوه على الوجه الذي سأل هو عليه رسولَ الله عليه السلام
والسَحَر آخر الليل عن الليث قالوا هو السُدس الآخِر وهما سَحَران السَحَرُ الأعلى قبل انصداع الفجْر والآخرُ عند انصِداعه
والسَحُور ما يؤكل في ذلك الوقت وتسحَّر أكل السَحور وسَحَّرُهم غيرُهم أعطاهم السَحُورَ أوْ أطعمهم ومثْله عَدّاهم وعَشّاهم من الغداء والعَشاء
سحق
سحَق الدواء دقَّه ومسْكٌ سَحيق ومنه المجبوب يُسْحَقُ فيُنزِل
ولعن الله السّحَاقات وقيل مساحَقة النساء لفظٌ مولَّد
وثوبٌ سَحْقٌ بَالٍ ويضاف للبيان فيقال سَحْقُ بُرْدٍ وسَحْقَ عمامةٍ وعليه قوله اشترى سَحْق ثوبٍ وقولُه من كان له سَحْقُ درهمٍ ( 126 / أ ) أي زائفٍ على الاستعارة (1/386)
سحل
كُفّن رسول الله عليه السلام في ثلاثة أثواب بِيضٍ سَحُوليّة هي منسوبة إلى سَحُولَ قريةٍ باليمن والفتحُ هو المشهور وعن الأزهري بالضم وعن القُتَبيّ بالضم أيضاً إلا أنه قال هو جمع سَحْلٍ وهو الثوب الأبيض وفيه نظر
سحم
الأسْحَم الأسْود وبتأنيثه سمّيتْ أمّ شريك ابن سحماء في حديث المُلاعنة
سحن
سَحْنُون بنونَين عن ابن ماكُولا قال هو أبو سعيد التنوخيُّ قاضي إفِريقيَة وفَقِيهُها توفي سنة أربعين ومائتين
السين مع الخاء
سخب السَخّاب والصَخّاب الصَيّاح من السخَب والصَخَب وهما اختلاط الأصوات والأصلُ السين
سخت
في الأكمل عن سفيان بن سَخْتان من قال إن المعوّذتين ليستا في القرآن لم يَكْفُر لتأويل ابن مسعودٍ رضي الله عنه صحّ على فَعْلان بفتح الفاءِ على لفظ جمع سَخْتٍ وهو الصُلْب بالفارسية كذا أُثبِت في النفي عن المستَغفريّ ولم أَجده في غيره (1/387)
سخخ
السُّخّ في غو غور
سخر
السُخْرِيُّ من السُخْرة وهو ما يُتَسَخَّر أي يُستعمل بغير أجْرٍ
سخبر
عبد الله بن سَخسَرَة ابو مَعْمَرٍ الرازيُّ هكذا صحّ وصَخْبَرةُ وشَجَرةُ خطأ
سخف
رجلٌ سَخيف وفيه سُخْفٌ وهو رقة العقل من قولهم ثوب سَخيف إذا كان قليلَ الغَزْل
وقد سُخفَ سَخافةً وسَخَّفْتُه نسبتُه إلى السُخْف قياساً على جَهَّلْتُه وفسَّقْتُه ومنه قول المتكلمين في أن النبي عليه السلام مُنَزّهٌ عن الصغائر المسخِّفة كما عن الكبائر
وعليه ما في المختصر لا تَجوز شهادة من يفعل الأفعال المُسَخِّفة وهكذا بخط شيخنا وتصحيحه ويدل على صحة ذلك ما ذكره النضرويُّ في شرحه لا يجوز مَن ومن أي من يأكل الربا ويقامر ولا من يفعل أفعالَ السُخف ويشهد له قول مشرِّحٍ آخر لأن هذه أمور تدلّ على قُصور عقِله وأما المسخَّفِة بكسر الخاء وفتحها ففي كلِّ منهما تمحُّلٌ
سخل
السَخْلة قيل البَهْمَة
سخم
يُسخَّم وجهُه أي بُسوَّد من السُخام وهو سَواد القِدر وأما بالحاء من الأسْحَم الأسْودِ فقد جاءَ (1/388)
سخن
ماءُ سُخْنٌ بضم السين وسكون الخاء أي حارٌّ وسَخِينٌ مثْله وأما السَخيِنة بالهاءِ فالحَسَاء
والتَساخينُ الخِفافُ واحدها تَسْخانٌ وتَسْخَنٌ عن المبرّد والتاء فيهما مفتوحة وعن ثعلب لا واحِدَ لها
السين مع الدال
سدد
سَدَّ الثُلْمة سَدّاً ومنه سِداد ( 126 / ب ) القارورة بالكسر
والسّدّة البابُ أو الظُلّة فوقَه ومنها قول أبي الدرداء من يأتِ سُدَدَ السلطان يَقُم ويَقعُد
وعن شُريح ما سدَدْتُ على لهوَات خصْمٍ قطّ أي لم أَسْدُد عليه طريق الكلام وما منعْتُه أن يتكلم بما في ضميره وفي الفائق عن الشعبي ما سَددْتُ على خصمٍ قطّ أي ما قطَعْتُ عليه
ورُوي الأول بالشين المعجَمة وفُسّر بالتَقْوية وهو خطأ إلا أن يُقام مُقامَ لهوات عَضُدٌ كما في قول محمد رحمه الله وليس ينبغي أن يَشُدّ على عضُده ولا يُلقِّنَه حُجَّته
سدر
السِدْر شجر النَبِق والمراد به في باب الجنازة ورَقُه (1/389)
سدس
السَّدَس والسَّدِيس البعير في السنة الثامنة وأصلهما السِنُّ
سدل
سَدل الثوبَ سَدْلاً من باب طلب إذا أرسلَه من غير أن يَضُمّ جانبيْه وقيل هو أن يُلقيه على رأسه ويُرْخيَه على مَنكِبيه
وأَسْدَل خطأٌ وإن كنتُ قرأْته يف نهج البلاغة لأنّي كنت استقريتُ الكتُب فلم أجِده وإنما الاعتماد على الشائع المستفيض المحفوظ من الثقات من ذلك حديث ابن عمر أنه كان إذا اعَتَّم سَدَل عِمامتَه بين كَتِفيه هكذا رُوي بطُرق كثيرة
سدن
سِدانة الكعبة خِدْمتها وهو سادنٌ من السَدَنة وهو في أولاد عثمان بن طلْحة بن أبي طلحة
السين مع الراء
سرب
سَربَ في الأرض مضى وسَربَ الماءُ جرى سُروباً ومنه السَّرْب بالفتح في قولهم خَلّ سَرْبَهُ أي ( 127 / أ ) طريقَه ومنه قوله في السِير إذا كان مُخلَّى السَّرْب أي موسَّعاً علي غير مضيَّقٍ عليه وقبله فإذا جاءَ مع المسلم وهو مكتوفٌ أي مَشدود (1/390)
والسِرْب بالكسر الجماعة من الظِباء والبقر والسُّرْبة بالضم القطعة منها ومنها سَرَّب عليَّ الخيلَ إذا أرسلها سُرَباً
والسَّرَب بفتحتين بيتٌ في الأرض فإذا كان له مَنْفَذٌ سمي نَفَقاً
والمَسْرُبة بضم الراء الشعر السائل من الصدر إلى العانة ومنها الحديث كان عليه السلام دَقيقَ المَسْرُبة والمَسْرَبة بالفتح مَجرى الغائط ومَخرجه ومنها أنه عليه السلام سُئل عن الاستِطابة فقال أوَ لا يَجِد أحدُكم ثلاثة أحجارٍ حجريْن للصَفْحتين وحَجراً للمَسْرَبة الصفحتان جانِبا المخرَج
سرج
قوله الصُوَرُ على المسَارِج جمع مِسْرَجة او مَسرجة بالفتح ما فيه الفَتيلة والدُهْن وبالكسر التي تَوضَع عليها وقيل على العكس
والسَرْج واحد السُروج وبتصغيره سمي والِد أبي العباس أحمد بن سُرَيْجٍ وهو إمام أصحاب الشافعي في وقته وسُرَيج بن النعمان أبو الحسين البغدادي صاحبُ اللُّؤلُؤ يَروي عن حمّاد بن سلمَة وعنه سعيد بن أَشْوَع
وفي المنتقَى سُريج بن النعمان عن أبي يوسف واما شُريح ابن النعمان بالشين المعجمَة والحاء فهو يَروي عن علي بن أبي طالب هكذا في الجَرْح والتعديل (1/391)
وسَرُوج بلد
سرح
السَرْح المال الراعي ومنه أغار المشركون على سَرْحٍ وفيها ناقة رسول الله عليه السلام العَضْباء وهو تسميةٌ بالمصدر يقال سَرَحَتِ الإبلُ ( 127 / ب ) إذا رعَتْ وسَرَحَها صاحبُها سَرْحاً فيهما وسَرَّحهما أيضاً تسريحاً إذا أرسلها في المرعى ومنه وسَرّحوا الماءَ في الخندق
وتَسريح الشعر تخليص بعضِه من بعض وقيل تَخليلُه بالمشط وقيل مَشْطُه
والسِرْحان الذئب ويقال للفجر الكاذب ذَنَبُ السِرحانْ على التشبيه
سرر
السِرّ واحد الأسرار وهو ما يُكْتم ومنه السِرّ الجِماعُ وفي التنزيل ( ولكنْ لا تُواعِدُوهنّ سِرّاً )
وأسَرّ الحديثَ أخفاه وقوله ويُسِرُّهما يعني الاستعاذة والتسمية وأما يُسِرُّ بهما بزيادة الباءِ فسهْو
وسارَّهُ مُسارَّةً وسِراراً وفي المنتقَى بَيْعُ السِرارِ أن يقول أُخرِجُ يدي ويدَك فإن اخرجتُ خاتمي قبْلك فهو بَيع بكذا وإن أخرجت خاتمَك قبْلي فبكذا فإن أخرَجا معاً أو لم يُخرِجا جميعاً عادا في الإخراج
والسُرّيّة واحدة السَراري فُعْليّة من السرِّ (1/392)
الجِماعِ أو فُعُّولة من السَرْوِ السِيادةِ والتَسرّي كالتَظنّي على الأول وعلى الثاني ظاهر والأول أشهرَ
وفي حديث عائشة أنه عليه السلام دخل عليها تَبْرُق أسارير وجهِه جمْع أسرارٍ جمْع سِرَرٍ أوسِرٍّ وهو ما في الجبهة من الخُطوط والمعنى أن وجهه يلمع ويُضيءُ سروراً
سرط
سَرِطَ الشيءَ واستَرطه ابتلَعه
سرع
الإسراع من السرعة وفي حديث الزُهْري كان رجلٌ مِنّا نازلاً وقومٌ يَرْعَون حوله فطردَهم فنهاه رجلٌ من ( 128 / أ ) المهاجرين فأسرع إليه أي الرجلُ النازلُ غَضِبَ على المهاجريّ حين نهاه يعني أسرع في الغضب أو اللَوْم أو الشَتْم
وفي حديث ذي اليدَيْن فخرج سَرَعانُ الناس أي أوائلهم فَعَلانُ بفتحتين من السرعة
سرف
قوله تعالى ( فلا يُسْرِفْ في القَتْل ) أي الوَلِيُّ لا يَقتُل غيرَ القاتل ولا اثنْين والقاتلُ واحدٌ وقيل الإسْراف المُثْلة
وسَرِفٌ بوزن كَتِفٍ جبلٌ بطريق المدينة
سرق
سَرَق منه مالاً وسرَقَه مالاً سَرِقاً وسَرِقةً إذا أخذه في خفاءٍ وحِيلةٍ وفتْح (1/393)
الراء في السَّرِق لغةٌ وأما السكون لم نسمعه ويسمّى الشيءُ المسروق سَرِقة مجازاً ومنه قول محمد وإذا كانت السَرِقةُ صُحفاً
وسُرَّقٌ على لفظ جمْع سارق اسم رجل وهو الذي باعه رسولُ الله عليه السلام في دَيْنه وهو حُرّ
سردق
السُرادِق ما يُدار حول الخَيْمة من شُقَقٍ بلا سَقْف
سرول
حَمامٌ مُسَرْوَلٌ في رجلَيه رِيش كأنه سَراوِيلُ
سرو السَرْوُ سَخاءٌ في مُروءة وقد سَرُوَ فهو سَرِيّ وهم سَراة وسَروَاتٌ أي ساداتٌ ويُنشَد
( وهانّ علي سَراة بني لُؤَيّ ... حَريقٌ بالبُوَيْرة مُستطيرُ )
عنَى ببني لؤَيّ قريشاً والبُوَيرة موضع وحريق مستطير مرتَفِع أو منتشِر
وسَراة الطريق مُعظَمه ووسَطُه ومنها الحديث ليس للنساء سَرواتُ الطريق
وسَرَوْت عنه الثوبَ كشفتُه من باب طلَب ومنه الحديث فلما سُرِيَ عنه عليه السلام بُرحَاءُ الوحي وثِقَلُه (1/394)
وسَرى بالليل سُرىّ من باب ضربَ بمعنى سار ليلاً وأسْرى مثلُه ومنه السَريّة لواحدة السَرايا لأنها ( 128 / ب ) تَسري في خُفْية ويجوز أن تكون من الاستِراء الاختيار لأنها جماعة مُسْتَراةٌ من الجيش أي مختارةٌ يقال استراه إذا اختاره ولم يَرِد في تحديدهِا نصٌّ ومحصولُ ما ذكَر محمد رحمه الله في السِيَر أن التِسعة فما فوقَها سَريّةٌ والثلاثةُ والأربعة ونحوُ ذلك طَليعةٌ لا سَريّة وما روي أن رسول الله عليه السلام بعث أُنَيْساً وحدَه سَرِيّة يخالف ذلك
وقوله إذا تَسَّرت السَّرِيَّة تفَعُّل من السُرَى ورُوي سُرِّب من التَسْريبِ الإرسالِ وله وجه والأول أشْبَهُ وإن لم يُذكر في اللغة وقولهم العفو عن القطع لا يكون عفواً عن السِراية
وسَرى الجرْحُ إلى النفس أي أثّر فيها حتى هَلكتْ لفظةُ جارية على ألسِنة الفقهاء إلاأن كُتب اللغة لم تَنطق بها
السين مع الطاء
سطح
المِسْطَح عمود الفُسْطَاط وفي حديث المغيرة فضربتْ إحداهما الأخرى بعمودِ مِسْطَحٍ إن صحّ فالإضافة للبيان
والسَطِيحة المزَادة تكون من جِلْدَين لا غيرُ (1/395)
ومنها اختلَفا في الدابّة وأحدُهما راكُبها وللآخَر عليها سَطيحةٌ
يسطع
يَسْطعَ منه ريحُ الطّيبِ أي يرتفع ويَنتشِر
السين مع العين
سعد
السّعْد مصدر سُعِدَ خلاف نُحِسَ وبه سمي سَعد بن الربيع الذي قُتل يوم أُحد ويوم بدر سَهْو
والسَّعْدان في كتاب الصرف سعدُ بن مالك وابن أبي وقّاص وفي الموادَعة يوم الخنْدق سعدُ بن عُبادة وابنُ معاذ وهما المُرادان في اصطلاح المحدِّثين إذا أُطلِقا
وباسم المفعول منه ( 129 / أ ) كُني أبو مسعود البَدْريُّ واسمه عُقْبة بن عَمْرو الأنصاريُّ
وسَعْدَيك في لب
والسَّواعد جمعُ ساعد وهو من اليد ما بين المرفق والكفّ ثم سمي بها ما يُلْبَس عليها من حديث أو صُفْر أو ذهب
سعتر
السَّعْتَر من البقُول ويقال لحبّه سَعتَرٌ أيضاً قال الجوهري وبعضهم يكتُبه في كِتاب الطب بالصّاد لئلا يَلْتبِس بالشعير (1/396)
قلتُ أما صاحب القانون فلم يُثْبِته إلا في باب السين من الأدوية المُفْردة وفي التهذيب بالصاد عن أبي عمرو لا غير وهكذا في كتاب الليث وفي جامع الغُوري بالسين والصاد
سعط
السَّعُوط الدواء الذي يُصبّ في الأنف وأسْعَطتُه إياه واسْتَعَط هو بنفسه ولا تقلْ استُعِط مبنياً للمفعول
سعف
السَّعَف وَرَقُ جَريد النَخل الذي يُسَفُّ منه الزُبُل والمَرواح وعن الليث أكثَرُ ما يقال له السَّعفُ إذا يَبِس وإذا كانت رطبة فهي الشَطْبة وقد يقال للجَريد نفسِه سَعَفٌ الواحدةُ سَعفةٌ
سعي السَّعي الإسراع في المشي وبالمرّة منه سمّي والدُ ثعلبةَ وأَسِيد ابَنْي سَعْيَةً وبالنون زيدُ بن سَعْنة والياء في تصحيف كان من الأَحبار فحسُن إسلامُه
السين مع الفاء
سفتج
السُّفْتَجة بضم السين وفتح التاء واحِدة السَّفاتج وتفسيرها عندهم معروف
سفر
السَّفْر المسافرون جمع سافِر كرَكْب وصَحْب في راكِب وصاحِب وقد سافر سفَراً بعيداً (1/397)
والسَفِير الرسول المصْلِح بين القوم ومنه الوكيل سَفير ومُعبّر يعني إذا لم يكن العقدُ معاوضةً كالنكاح ( 129 / ب ) والخلع والعتق ونحوها فلا يتعلّق به شيء ولا يُطالَب بشيء وجمْعه سُفَراء وقد سَفر بينهم سِفارةً
وسفَرت المرأةُ قِناعها عن وجهها كشفتْه سُفوراً فهي سافِروقول الحَلْوائي المُحْرِمة تَسفِر وجهَها ضعيف وأما ضم تاء المضارعة فلم يَصِحّ
وأسفَر الصبحُ أضاء إسفاراً ومنه أسفَر بالصلاة إذا صلاّها في الإسفار والباء للتعدية
سفط
السَفَط واحد الأسْفاط وهو ما يُعبّأ فيه الطِيبُ وما أشبَهه من آلات النساء ويستعار للتابوت الصغير ومنه ولو أن صبيّاً حُمِل في سَفَطٍ
سفع
عمر رضي الله عنه ألا إن الأُسَيْفِعَ أُسيفعَ جُهَيْنة قد رضي من دِينه وأمانته بأن يقال سبَق الحاجَّ فادّان مُعرِضاَ فأصبح قَدْ رِينَ به الحديث
الأُسَيْفُع تصغير الأسْفع صفةً أو علَماً من السُفْعة وهي السواد وتأنيثه السَفْعاء وقوله عليه السلام أنا وسَعْفاء الخدَّين الحانِيةُ على ولدها كهاتَيْن أراد شُحوبها وتغيُّر لونها ما تُقاسي من المَشاقّ
وجُهَينة بطْن من قضاعة وادّان بمعنى استدان (1/398)
افتعل من الدَيْن ومُعْرَِضاً من قولهم طَأْ مُعْرِضاً أي ضع رجَليكْ حيث وقعَتْ ولا تتّقِ شيئاً
وريِنَ به عُلِب فُعِل من رانَ الذنْبُ على قلبه إذا غلَبه وعن أبي عُبيد كلُّ ما غَلبك فقد رانَ بك ورانك ورانَ عليك وعن أبي زيد يقال رينَ بالرجل إذا وقَع فيما لا يسَتطيع الخروجَ منه
والمعنى انه استَدان ما وَجد ممن وجد غيرَ ( 130 / أ ) مبالٍ بذلك حتى أحاط الدينُ بماله فلا يَدري ماذا يَصنَع
سفف
سَف الدواءَ والسَوِيق وكلَّ شيءٍ يابس أكلَه من باب لَبِس ومنه لأَن أَسَفَّ التُرابَ وقولُ عمْرو بن كلثوم
( تَسَفُّ الجِلّةُ الخُورُ الدَرِينا ... )
أي تأكل المَسانُّ من الإبل الغِزارُ الحشيشَ البالي
وفي الحديث إن الله يحبّ معالي الأمور ويُبغض سَفْسافَها أي ما دَقَّ منه ولَؤُم من سَفْساف التُراب وهو دُقاقهُ ومنه سَفْساف الشِّعر
سفل
السُفْل خلاف العُلْو بالكسر والضمّ فيهما وقوله قلْبُ الرداء أن يُجعل سُفْلاه أعلاه الصواب أسْفَلهُ (1/399)
وسفل سُفولاً خلافُ عَلا من باب طلب ومنه بنتُ بنتِ بنتٍ وإن سَفَلت وضمّ الفاءُ خطأٌ لأنه من السَفالة الخسَاسِة ومنه السَفِلة لخِساس الناس وأراذلِهم وقيل استُعيرت من سَفِلة البعير وهي قوائمه
ومن قال السِفْلة بكسر السين وسكون الفاء فهو على وجهين أن يكون تخفيفَ السَفِلة كالِلبْنة في اللَّينة وجمْعَ سَفيل كعِلْية في جمع عليّ والعامة تقول هوسِفْلةٌ من قوم سِفَل وقد أُنكِر
وقوله ووجهِ الله وأمانةِ الله من أَيْمان السَفِلة يعني الجَهَلة الذين يذكُرونه قال أبو حنيفة يَعني الخارجة أي الجماعة الخارجة وفي المنتقَى إن كنتُ سَفِلةً فأنتِ طالق قال هو النّذْل في عَقْله ودِينه وأما الساقط فيكون على الحسَب وعلى ما وصفتُ لك من النَذالة في العقل والدِين
سفن
السَفَن بفتحتين جلْدُ الأَطُومِ ( 130 / ب ) وهي سمكة في البَحر وهو جِلْدٌ أخْشَنُ يُحَكُّ به السِّهام والسِّياط ويكون على قوائم السُّيوف
سفو
السَفَا خِفَّةُ الناصِية وهو محمودٌ في البِغال والحمير مَذموم في الخيل يقال فرَسٌ أسْفَى وبغْلةٌ سَفْواء (1/400)
وسَفَتِ الريحُ التُرابَ ذَرَتْه ورمَتْ به وقوله تَسفي به على زيادة الباءِ أو على تضمين معنى الرَمي ولفظ الحَلْوائي فتَنْسِفُه من المِنْسَف
السين مع القاف
سقب
السَّقَبُ القُرْب والصاد لغةٌ وهما مصدرا سَقِبَتِ الدارُ وصَقِبت والصاقِب القريب ومنه حديث علي رضي الله عنه حمَله على أصْقَب القَرْيتين ومعنى الحديث الجار أحق بسَقَبه أي أن الجار أحقّ بالشُّفْعة إذا كان جاراً مُلاصقاً والباء من صِلة أحقُّ لا للتَّسبيب وأريدَ بالسَّقَب الساقبُ على معنى ذُو السَّقَب أو تسميةٌ بالمصدر أو وصْفٌ به ومنه قولهم داري سَقَبٌ من داره أي قريبةٌ
ويُروى في حديث عَمرو بن الشريد أنه عليه السلام لما قال ذلك قيل وما سَقَبُه قال شُفْعَتُه وهذا يشهَد لصحّة ما ذكرتُ
سقلب
السَّقْلَبِيَّةُ مما لم أسمعه إنما المحفوظ الصِقلابيّة بالصاد والسين منسوبةٌ إلى الصَّقالبة جيلٍ من الناس حُمْرِ الألوان يُتاخِمون الخَزَرَ
سقلت
السَّقْلاتُونيُّ الصواب بالطاء منسوبٌ إلى (1/401)
سقلاطون من أعمال الروم يُتَّخذ فيها الثياب المنقَّشة
سقد
أُسَقِّدُ في كف
سقط
سقَط الشيءُ سقوطاً ( 131 / ب ) وقع على الأرض وسقط النجم أي غاب مجاز ومنه قوله حين يسقط القمر والسَواقِط في حديث الحسن بن علي ما يَسقُط من الثمار قبل الإدراك جمعُ ساقِطة وفي الحديث الآخر أنه عليه السلام أعطى خَيْبَر بالشَّطْر وقال لكم السَّواقِط أي ما يسقُط من النخل فهو لكم من غير قسْمةٍ وعن خُواهَرْ زاده أنّ المراد ما يُسقط من الأغصان لا الثِمار لأنها للمسلمين
ويقال أسقطتُ الشيءَ فسقَط وأسقَطَتِ الحامِلُ من غير ذكر المفعول إذا ألقَت سُقِطاً وهو بالحركات الثلاث الوَلدُ يُسقط من بطن أمّه ميّتاً وهو مُستَبِين الخَلْق وإلاّ فليس بسِقْط وقولُ الفقهاء أَسْقَطَتْ سِقْطاً ليس بعربّي وكذا فإن أُسقِط الولدُ سِقْطاً
والسَّقَط بفتحتين الخطأُ في الكتابة ومنه سَقطُ المصْحَف
ورجلٌ ساقطٌ لئيم الحسَب والنفسِ والجمعُ سُقّاط ومنه ولا أن يلعَبوا مع الأراذِل والسُّقّاط والسَقاطة في مصدره خطأٌ وقد جاء بها على المزواجَة من قال والصبيُّ يُمنَع عما يُورث الوَقاحة والسَّقاطة (1/402)
وسَقطُ المتاعِ رُذَاله ويقال لبائعه سَقَطيٌّ وأنكر بعضهُم السَّقّاط في معناه وقد جاء في حديث ابن عمر أنه كان يغدُو فلا يمّر بسَقّاطٍ ولا صاحب بِيعةٍ إلاّ سلِّم عليه والبِيعة من البَيْع كالرِكْبة من الرُكوب والجِلْسة من الجُلوس ويقال إنه لحسَنُ البِيعة كذا فسّرها الثِقات
سقمونيا
السَّقْمُونِياء بالمد سُريانيّةٌ
سقي
( 131 / ب ) سقاهُ الماءَ سَقْياً والسِقاية ما يُبنى للماء وفي قوله سبحانه وتعالى ( أجعَلْتم سِقايةَ الحاجّ ) مصدر وفي قوله عزَّ وجل ( جعَل السِقايةَ في رَحْل أخيه ) مِشْرَبةُ المَلِك
والسَّاقية واحدِة السَّواقي وهخي فوق الجدْول ودُون النهر والسَّقِيُّ بوزن الشَّقيّ والصبيّ ما يُسقَى سَيْحاً فعيل بمعنى مفعول والبَخْسيّ خِلافه ومثلهما في المعنى المَسْقَوِيُّ والمظْمَئيُّ في الحديث
وقوله السَّقَّيُّ بتشديد القاف مع النَخْشبيّ كلاهما خطأ (1/403)
السين مع الكاف
سكب
السَّكْب مصدر سكَبْتُ الماء إذا صببتَه ومنه فرسٌ سَكْبٌ كثيرُ الجَرْي وبه سمي فرسُ رسول الله عليه السلام وفي الحديث هنا تُسكَب العَبراتُ أي هو مَوضعٌ لأن يُبكَى فيها طلباً للمغفرة
سكبج
ابن عمر كان يأكل السِّكْباج الأصفَر في إحرامه وهو بكسر السين وتخفيف الكاف الساكنة مرَقٌ معروف وكان فيه زَعْفرانٌ فلهذا قال الأصفر
سكر
سَكَر النهرَ سدَّهُ سَكْراً والسِّكْر بالكسر الاسم وقد جاء فيه الفتح على تسميته بالمصدر وقوله لأن في السِّكْرِ قَطْعَ منفعةِ الماء يحتمل الأمرين
والسَّكَر بفتحتين عصير الرُّطَب إذا اشتدّ وهو في الأصل مصدر سَكِر من الشراب سُكْراً وسَكْراً وهو سَكْرانُ وهي سَكرى كلاهما بغير تنوين ومنه سَكْرةٌ شديدةٌ ومنها سَكَرات الموت لشدائده
والسُّكَّر بالتشديد ضرْبٌ من الرُطَب مشبَّه بالسُّكّر ( 132 / أ ) المعروف في الحلاوة ومه بُسْرُ السُّكّر ومن فسَّره بالغضّ من قصَب السُّكّر فقد ترك المنصوصَ عليه (1/404)
والسكركة بضم الكاف شراب تتَّخذه الحبشةُ من الذُرَة وهي معرَّبة
سكك
السَّكَكُ صِغَر الأُذن ورجل أَسَكُّ وعَنزٌ سَكّاءُ وهي عند الفقهاء التي لا أُذْنَي لها إلا الصِّماخ
وعن هشام سألت أبا يوسف عن السَّكّاء والتي لا قَرنْ لها فقال تَجْزِي التي لا قَرن لها فأما السَّكّاء فإن كانت لها أُذنُ فهي تَجزي وإن كانت صغيرةَ الأذن فإن لم يكن لها أُذنٌ فإنها لا تَجزي
ولفظ القُدوريّ فأما السَّكّاءُ فهي التي لا أُذُن لها خِلْقةً ومن قال هي التي لا قَرْنَيْ لها فقد أخطأ
والسِّكّة الزُقاقُ الواسع والسِّكّة أيضاً دار البريد وأصحابُ السِّكَك في كتاب عُمر بن عبد العزيز هم البُردُ المرتَّبون بها ليُرسَلوا في المُهِمّات
والسِّكّين يذكّر ويؤنث فِعْلِين من السَّكّ أو فِعّيل من السُّكون
والسُّكّ بالضم ضربٌ من الطِيب
سكن
سَكَن المتحرِّك سُكوناً ومنه المِسكين لِسُكونه إلى الناس قال الأصمعي هو أحسن حالاً من الفقير وهو الصحيح (1/405)
وقوله عليه السلام أحْيني مِسكيناً قالوا أراد التواضُع والإخباتَ وألاّ يكون من الجبَّارين
والسُّكّان ذنَب السفينة لأنها به تُقَوَّم وتسكَّن
والسُكْنى مصدرُ سكَن الدارَ وفيها ( 132 / ب ) إذا أقام واسمٌ بمعنى الإسكان كالرُقْبى بمعنى الإرقاب وهي في قولهم داري لك سُكْنَى في محل النصب على الحال على معنى مُسْكَنةً أو مَسْكوناً فيها
السين مع اللام
سلأ
سَلأَ السَّمْنَ بالهمز سَلْئاً طبَخه وعالجه حتى خَلصَ وقوله ولو حَلف لا يأكل زُبْداً فَسُلِىءَ سَمْناً أي عُمل وصُنِع واستعماله في دُهن السِمْسِم مما لم أجِده
سلب
سلَبه ثوبَه أخذه سَلْباً والسَّلَبُ المسلوبُ وعن الليث والأزهري كلُّ ما على الإنسان من اللباس فهو سلَبٌ وللفقهاء فيه كلام
سلت
سَلَت العرَقَ أو الخِضابَ ونحوَه أخَذه ومسحَه من باب طلب ومنه حديث ابن عباس أنه عليه السلام دعا بناقةٍ فأشْعرَها في صفْحة سَنامها الأيمن وسَلَتَ الدَم (1/406)
والسُّلْت بالضم شَعير لا قِشْر له يكون بالغَوْر والحجاز ومنه صدَقةُ الفِطر صاع من شَعير أو سُلْتٍ أو تَمْرٍ
سلح
السِلاح عن الليث ما يُعَدّ للحرب من آلة الحديد والسيفُ وحدَه يسمى سِلاحاً وفي السيَر تَفصيل
والسالِح ذو السِلاح والمَسْلَحةُ الجماعة وقول عمر رضي الله عنه خيرُ الناس رجل فَعل كذا فكان مَسْلَحةً بين المسلمين وعدوّهم نظير قوله تعالى ( إنّ إبراهيم كان أُمّةً )
والمسلحة أيضاً موضع السلاح كالثَغْر والمَرْقَب ومنها كان مَسالحُ فارسَ إلى العرب العُذَيْبَ وهو موضع قريب من الكوفة وحديث النَخعي أنه كا في مَسْلَحةٍ فضُرب عليهم البعثُ يحتمل الأمرين
والسَلْحُ التغوُّط وفي المثل ( 133 / أ ) أسلَح من حُبارى وقول عمرَ لزيادٍ في الشهادة على المُغيرة قُم يا سَلْحَ الغَراب معناه يا خبيث
والسالِحُونَ موضِع على أربعة فَراسخ من بغداد إلى المغرب وهو المراد في يجيء من السالحين وأما السَيْلَحُون فهي مدينة باليمن وقول الجوهري سَيْلَحُونُ قرية والعامّة تقول سالِحون فيه نظر (1/407)
سلخ
المسْلوخة الشاة المسلوخُ جِلُدها بلا رأْسٍ ولا قوائم ولا بطنٍ صفةٌ غالبة لها
سلط
السُلْطان التسلُّط أو الحُجّة وقد فُسّر بهما قوله تعالى ( فقد جَعلْنا لِوليِّه سُلطاناً ) وفي الحديث إلا أن تسأل ذا سلطانٍ هو أن تسأل الوالي أو الملِك حقَّك من بيت المال
وقوله لايَؤُمَّ الرجلَ في سلطانه أي في بيته وحيثُ تسلطُّه ولا يَجلسْ على تكْرِمَته أي وسادته فإنّ فيه ازدراءً به أي تحقيراً له
سلع
السِلْعة بلفظ سِلْعة المتاع لَحْمةٌ زائدة تحدُث في الجسَد كالغُدّة تَجيءُ وتَذهب بين الجلْد واللحم
والسَلْعة بالفتح الشَجّة والأسْلَع الأبرصُ وبه سمي أسلعُ بن شريكٍ راوي حديث التيمّم
سلف
سَلَّف في كذا وأسْلَف وأْسلَم إذا قدّم الثَمن فيه والسَلفُ السَلَم والقَرْضُ بلا منعفةٍ أيضاً يقال أسلَفه مالاً إذا أقرضَه
وقوله لو كان لليتيم وديعةٌ عند رجل فأمرَه الوصي أن يُقْرضها أو يَهبها أو يُسْلِفَها أي يقدِّمَها ثمناً في بيعٍ وتفسيرُه بالإقراض لا يستقيم (1/408)
والسلاف والسُّلافة ما تَحلَّبَ وسال قبْل العصر وهو أفضل الخمر ( 133 / ب ) والسالِفة جانب العُنق
سلحف
السُّلَحْفاة من حَيوان الماء
سلك
السِّلْك الخيط وبتصغيره سمي سُلَيك الغَطَفانيُّ في حديث الصلاة في خطبة الجمعة وسِلْكان بنُ سَلامةَ بكسر السين لا غيرُ
سلل
السَّلُّ إخراج الشيء من الشيء بجَذْبٍ ونَزْعٍ كسَلّ السيف من الغِمد والشَّعْرةِ من العجين يقال سَلَّه فانسلَّ ومنه سُلَّ رسولُ الله من قِبَل رأْسه أي نُزِع من الجِنازة إلى القبر
وفي النكاح المسلُول الذي سُلّ أُنْثَياه أي نُزِعتْ خُصْياهُ وانسلَّ قِيادُ الفَرس من يده أي خرج ومنه قوله في أم الولد انسلَّ جزءٌ منها
والسُّلالة الخلاصة لانها تُسَلّ من الكَدَر ويُكنى بها عن الولد وأسَلَّ من المغنَم سَرق منه لأن فيه إخراجاً
والمِسَلَّة بكسر الميم واحده المَسَالّ وهي الإبرة العظيمة
والسِلْسِلة واحدةُ السَلاسِل ومنها شَعرٌ مُسَلْسَل أي جَعْدٌ وسلسِلة بني إسرائيلَ كانت تنزِل من السماء فتأخذ بعُنق الظالم
410
- وفي شروط الحاكم السَّمرقندي أنه كان في بدء أمرِ داود يقع القضاء بالسِلسلة التي كانت عُلِّقتْ بالهواء فكان الخَصمانَ يمُدّان أيديَهما إليها فكانت تصِل يدُ المظلوم إليها وتقصُر يدُ الظالم دون وُصولها إليها إلى أن احتالَ واحدٌ كان عليه حقٌّ لآخر فاتخذ عصاً وغيَّب الذهب الذي كان لخصْمه في رأس تلك العصا بحيث لا يظهر ذلك لأحدٍ فلمّا تَحاكما إلى السلسلة دفَع العصا إلى صاحب الحق ومَدّ يدَه إلى ( 134 / أ ) السلسلة فوصَل إليها فلما فرَغا استَردّ العصا منه فارتفعت السلسلة وأنزل الله تعالى القضاءَ بالشهود والأيمان
وفي مختصر الكَرْخي كان مسروقٌ على السِلسلة سنتَين يَقُصر الصلاةَ هي التي تمد على نهر أو طريق يُحبَسُ السُّفن أو السابِلةُ ليؤْخذ منهم العُشور وتسمّي المَأْصِرَ بهمزٍ وبغير همْز
عن الليث وعلي بن عيسى وقد تولى هذا العملَ مسروق على ما ذكر أبو أحمد العسْكري في كتاب الزواجر عن الشعبي أن زياداً بعثه عاملاً على السلسلة فلما خَرج شيَّعه قُرّاء الكوفة وكان فيهم فتىً يَعِظُه فقال ألا تُعيِنني على ما أنا فيه فقال والله ما أرضاه لك فكيف أعينك عليه
قال ولمَّا رجَع مسروقٌ من عمله ذلك قال له أبو وائلٍ ما حَملك على ذلك قال اكْتَنَفني شُريَح وزيادٌ والشيطانُ ويُروى أنه كان أبداً يَنْهى عن عَمل السُّلطان فلما ولاّه زيادٌ (1/409)
السِلسلة قيل له في ذلك فقال اجتمع عليَّ زياد وشُريحٌ والشيطانُ وكنتُ واحداً وهم ثلاثة فغلَبوني
وعن أبي وائلٍ كنتُ معه وهو أميرٌ على السِلسلة فما رأيت رجلاً أعَفَّ منه ما كان يُصيب إلاّ الماء من دِجْلةَ وكان من كبار التابعين رأَى أبا بكر وَروى عن عُمر وابن مسعود توفي سنة ثلاثٍ وستين
سلم
سَلِمَ من الآفات قوله سَلِمَتْ له الضَيْعةُ أي خلَصت وبمصدره سمّيْت سَلامةُ بنت مَعقِلٍ أمَةُ الحُتاتِ بضم الحاء وبالتاءين بنقطتين ( 134 / ب ) من فوقُ وقيل بالباءين بنقطةٍ والسارقة في حديث أبي الدرداء
وباسم الفاعل منه سمي سالمُ بن عبد الله بن عمر راوي حديث رفْع اليدين
وبفَعّال المبالغة سمّي والدُ أبي عبيدٍ القاسم بن سَلاّم وأبي نصرٍ محمد بن سَلاّم
وبفَعلان منه سمي سَلْمان الفارسيّ وسَلْمان بن ربيعة الباهليُّ قاضي الكوفة وسَلْمان أيضاً حيّ من العرب إليه يُنسب عَبِيدةُ السَلْمانيُّ من التابعين والمحدِّثون على التحريك وأنكره السِيرافي وأما سُلَيمانُ فأعجميّ
والسَلَم بفتحتين من العِضَاهِ وبواحدته سمي سَلَمةُ بن صخرٍ البَيَاضيُّ وكُني أبو سلمةَ زوجُ أُمّ سلمة قبْل النبيّ عليه السلام وأبو سلَمة بنُ عبد الرحمن بن عوفٍ الزُّهري (1/411)
وقوله السُّلّم لا يَدخُل في البيع من غير ذكرٍ سواءٌ كان من خشَب أو مدَرٍ يعني المعراجَ وهو ما يُعْرَج فيه ويُرتقى عليه وقد يؤنث قال الليث يقال هي السُّلَّم وهو السُّلَّم والجمع السَلالِمُ قال الزجّاج سمّي بهذا لأنه يُسلِّمك إلى حيث تريد
وأَسْلَم الثوبَ إلى الخّياط وأَسْلَم في البُرّ أَسْلَف من السَلَم وأصلُه أسْلم الثمنَ فيه فَحُذِف وقد جاء على الأصلِ منه قولُه إذا أسْلَم صُوفاً في لبْدٍ أو شَعْراً في مِسْح لم يَجُز
وسلَّم إليه وَديعتَه تسليماً وأما قولُه لا يَتِمُّ الرهنُ حتى يقول الراهن بعدما خَرج من الدار سلَّمتُكها ( 135 / أ ) على حذف الجار فسهْو
والسَّلام اسمٌ من التَسليم كالكَلام من التَكليم وبه سمّي والد عبد الله بن سَلاَم وكذا سَلاَم بن مِشْكَمٍ عن الأزهري وغيره وهو أبو زَينب وكان من اليهود ويُنشَد لأبي سفيان
( سَقاني فَروّاني كُمَيْتاً مُدامة ... على ظمأٍ منّي سَلامُ بنُ مِشْكَمِ )
واستلَم الحجَر تَناوله باليد أو بالقُبْلة أو مَسحه بالكف من السَلِمة بفتح السين وكسر اللام وهي الحجَر وبها سُمّي بنو سَلِمةَ بطنٌ من الأنصار (1/412)
السين مع الميم
سمت
السَّمْتُ الطريق ويُستعار لهيئة أهل الخير فيقال ما أحسن سمتَ فلان وإليه يُنسب يوسف بن خالدٍ السّمْتيّ من أصحاب أبي حنيفة
سمح
السَّمْح الجَواد وقوله تسليمُ المشتَري سَمْحاً بغير كذا أي مُسامِحاً مُساهِلاً وقول عمر بن عبد العزيز أَذِّنْ أَذاناً سَمْحاً أي من غير تطريبٍ ولا لَحْن
ويقال أسْمَح وسَمَّح إذا ساهل في الأمر ومنه حديث ابن عباس أنه سئل عن الوضوء باللبَن فقال ما أباليه بالةً أَسْمِحْ يُسْمَحْ لك أيْ سَهِّلْ يسهّلْ عليك
سمد
السامِد القائم في تحيُّر ومنه حديث علي رضي الله عنه مالي أراكم سامِدين قال ابو عُبيدٍ أنكر عليهم قيامهم قبل أن يَروا إمامهم
والسَّماد بالفتح ما يُصْلَح به الزرعُ من ترابٍ وسِرْجينٍ
وعن النَسَفي إذا قرأَ الصَمَدُ بالسين ( 135 / ب ) لا تَفسد صلاته لأن السَمَد السيّدُ وكذا في فتاوي أبي بكر الزَرَنْجَريّ وفي زلّة القاري للقاضي الصدْر تَفسد صلاته بالإجماع لأنه شيءٌ يوضع على أعناق الثيران للزراعة (1/413)
قال المصنف كِلا التفسيرين مما لم أجده في الأصول وإنما المثْبَت في التَكمِلة قال اللحْياني يقال هُو لكَ أبداً سمَداً سَرْمداً بمعنىً واحدٍ وعن الزِياديّ كذلك وقال الفرّاء مثْلَه وفي التهذيب كذلك وعلى ذلك لا تَفسد صلاته لأنه مما يَصِحّ أن يُوصَف به كما بالأَبد والسَّرْمد
سمر
سَمّر البابَ أوثَقه بالمِسمار وهو وَتِدٌ من حديد وسَمَر بالتخفيف لغةٌ يقال بابٌ مسمَّر ومسمُور ومنه وإن كانت السلاسلُ والقناديل مسمورةً في السقوف فهي للمشتري
وسَمَرَ أعيُنَهم أَحْمى لها مساميرَ فكَحّلها بها
والسَّمُر من شجر العِضاهِ الواحدة سَمُرةٌ وقوله عليه السلام يا أصحاب الشجرة يا أصحاب السَّمُرة عَنى بهم الذين في قوله تعالى ( لقد رضي الله عن المؤمنين إذْ يُبايعونك تحت الشجرة )
والسَّمّور دابّة معروفة
والسِّمسار بكسر الأول المتوسط بين البائع والمشتري فارسية معرّبة عن الليث والجمع السَّماسِرة وفي الحديث كنا نُدعَى السماسرة فسمّانا رسول الله عليه السلام تِجاراً (1/414)
ومصدرها السْمْسَرة وهي أن يتوكّل الرجلُ من الحاضرة للبادية فيبيعَ لهم ما يَجلبونه
قال الأزهري وقيل في تفسير قوله عليه السلام لا يبيع حاضِرٌ لبَادٍ إنه لا يكون سمساراً ( 136 / أ ) ومنه كان أبو حنيفة يكره السَّمْسَرة
سمط
السِّمْط الخيطُ ما دام فيه الخَرَزُ أو اللُؤلؤُ وإلا فهو سِلْك وبه سمي والد شُرَحْبيلَ بنِ السِّمْط وما وقع في السير من فتْح السين وكسر الميم سهْو
وفي حديث نافعٍ لُبْس الحرير والمسمَّط والديباج حرام تصحيف وإنما الصواب المُصْمَت
سمع
يقال فعل ذلك رياءً وسُمْعةً أي لِيُرِيَه الناس ويُسمِعَه من غير أن يكون قصَد به التحقيقَ
وسمَّع بكذا شَهّره تسميعاً ومنه الحديث من سمَّع الناسَ بعَمله سمَّع الله به أسامِعَ خلْقه وحقَّره وصغّره أي مَن نَوَّه بعمله وشهَّره ليراه الناس ويَسْمعوا به نوَّه الله برِيائه وملأَ به أسماعَ خَلقه فتعارفُوه فيَفْتَضِحُ
والأسامع جمعُ أسْمُعٍ جمع سَمْعٍ وهو الأذنُ وأصله المصدر
والسِّمْع بالكسر ولَد الذئب من الضبع وبتصغيره سمي والِد إسماعيل بن سُمَيعٍ الحنَفي يَروي عن مالك بن عُميرٍ (1/415)
الحنفي وعنه الثوريُّ
سمفع
محمّد بن السَمَيْفَع بالفاء بعد الياءِ الساكنة أحَد القُرّاء
سمحق
السِمْحاق جلْدة رقيقة فوق قِحْفِ الرأس إذا انتَهت إليها الشجَّة سُميّت سِمْحاقاً
سمك
في الحديث والمسجد قريبُ السَّمْك أي السَّقْف
سمل
سَمَل أعْيُنَهم أي فقأهَا وقلَعها
سمم
سامُّ أبرصَ من كبار الوزَغ وجمعه سَوامُّ أبرصَ
والمَسامُّ المنَافِذِ من عبارات الأطبّاء وقد ذكرها الازهري في كتابة
سمن
السَّمْن ما يخرجُ من الزُبْد ( 136 / ب ) وهو يكون لألبان البقَر والمْعَز
وسِمْنان بالكسر موضع وهو من أعمال الريّ وهو في (1/416)
شعر الحماسة
السين مع النون
سند
السَّنَد بفتحتين ما استندْتَ إليه من حائطِ أو غيره والمرتفِع من الأرض أيضاً
والسِّنْد بالكسر جيل من الناس يُتاخمون الهند وألوانُهم إلى الصُفرة والقَضَافة غالبةٌ عليهم
والسَّنْدان بالفتح معروف
سنط
السِّناط الكَوْسَجُ أو الخفيفُ العارضَيْن أو الذي لا لِحْية له
سنم
قَبْرٌ مسنَّم مرتفِعٌ غير مسطَّح وأصله من السَّنام
سنن
السُّنّة الطريقة ومنها الحديث في مجوس هَجَر سُنُّوا بِهم سُنّة أهل الكتاب أي اسلكُوا بِهم طريقَهم يعني عامِلوهم معاملة هؤلاء في إعطاء الأمان بأخْذ الجِزْية منهم
وسَنَنُ الطريق مُعْظَمُه ووَسطُه وقوله فمرَّ السهمُ في سَنَنه أي في طريقه مستقيماً كما هو لم يتغيّر أي لم (1/417)
يرجع عن وجهه وبتصغيره سمّي سُنَيْنٌ وكنيته أبو جميلة وهو في حديث اللقيط وسُنِّيُّ بن جميلة أو سُنَيُّ كلّه خطأ
وسَنَّ الماءَ في وجهه صَبّه صَبّاً سْهلاً من باب طلَب
والسِّن هي المعروفة ثم سمي بها صاحِبُها كالنَّاب للمُسِنّة من النُّوق ثم استعيرت لغيره كابن المخَاض وابن اللَبُون
ومن المشتقّ منها الأسنانُ وهو في الدَّوابّ أن تَنْبت السن التي بها يَصير صاحِبها مسنّاً أي كبيراً وأدْناه في الشاء والبقر ( 137 / أ ) الأثناءُ وأفصاه فيهما الصُلوغُ وفي الإبل البُزولُ ومنه حديث ابن عمر يُتَّقى في الضحايا التي لم تُسْنِن أي لم تُثْنِ ورُوي بفتح النون وأُنِكر
وفي الزيادات فإن كانت الغَنمُ أربعين أُخذت المسنّةُ الفتيّةُ والقاف والنون تصحيف
وسِنانُ الرُّمْحِ معروف وبه سمي سِنان بن أبي سِنانٍ الدُّؤلي ووالد معقل بن سِنان الأشجعيّ احتجم في شهر رمضان وُقتل يوم الحَرّة وهو الراوي للنكاح بغير مَهْر ويسار تصحيف وبُرْد بن سِنان الشاميّ في السير وبشّار تصحيف
سنو
السَّنة والحَول واحدٌِ وجمعها سِنُون وسنَواتٌ وقد غَلبتْ على القَحْط غلبةَ الدابّة على الفرَس ومنها حديث عُمر رضي الله عنه لا قطْع في عامِ (1/418)
سنة على الإضافة أي لا يُقْطع السارق في القحط وفي الحديث كَسِني يوسفَ
والسانية البَعير يُسْنَى عليه أي يُستقَى من البئر ومنها سَيْرُ السواني سَفرٌ لا يَنْقَطع ويقال للغَرْب مع أدواته سانية أيضاً
والمُسَنَّاة ما يُبنى للسَيْل لِيَرُدَّ الماء
السين مع الواو
سوء
السَّوْءة العَوْرة
سوج
الساج شجرٌ يَعظُم جِداً قالوا ولا ينبُت إلا ببلاد الهند ويُجْلَب منها كلُّ ساجةٍ مشَرْجَعةً مربّعةً
وقوله استعار ساجةً ليقيم بها الحائط الذي مال يَعني الخشبة المنحُوتةَ المهيَّأة للأساس ونحوه
سود السيّد ذو السُّودَد ومنه السيّدُ من المعْز وهو المُسنِّ أو الثَنِيّ والسَّواد خلاف البيَاض وفي الحديث ( 137 / ب ) يمشِيان في سَواد ويأكلان في سَواد يريد سواد قوائمهما وأفواههما
واسْوِداد الوجه في قوله تعالى ( ظلَّ وجهُه (1/419)
مسودا ) وهو عبارة عن الحزن أو الكراهة
وسمّي سَواد العراق لخضرة أشجاره وزروعه وحدُّه طُولاً من حَديثَةَ المَوْصل إلى عَبّادانَ وعَرْضاً من العُذَيْب إلى حلُوان وهو الذي فُتح على عهد عمر رضي وهو أطْول من العراق بخمسةٍ وثلاثين فرسخاً وسَواد المسلمين جماعتهم
والأَسْود ذو السَواد وبه سمّي الأسود بن يزيدَ النَخعي وتأنيثُه السَّوداء وبتصغيرها سميت السويداء وهي بقْعةٌ بينها وبين المدينة ستة وأربعون ميلاً وقيل عشرون فرسخاً
وقوله اقتُلوا الأسْودَين في الصلاةِ الحيّةَ والعقرب هكذا في حديث أبي هريرة عن النبي عليه السلام
وفي حديث عائشة رضي الله عنها وما لنَا طعامٌ ولا شراب إلاّ الأسودَيْن يعني التمر والماء
ويصغَّر تصغيرَ الترخيم في معنى الماء خاصّةً ومنه قولهم ما سَقاني من سُوَيْدٍ قَطْرةً قال أبو سعيد هو الماء بعينه وبه سمي سُوَيد بن قيس وهو الذي قال عليه السلام في حديثه زِنْ وارْجِحْ
وسُوَيد بن مُقَرِن وابنُ النعمان وابن حنظلة كلُّهم من الصحابة وأما سُوَيد بن سُوَيد عن النبي عليه السلام فلم أجده (1/420)
وقوله صلى الله عليه وآله وسلم اقتُلوا الكلْبَ الأسْود البَهيمَ فإنه شيطانٌ قال الجاحظ إنما قال ذلك لأن عُقُرَها أكثرُ ما تكون سُوداً ( 138 / أ ) ويقال شيطان لِخُبْثه لا أنه من ولد إبليس
والسُّوادنيّة طُوَيّرَةٌ طويلةُ الذنَب على قَدْر قُبْضة الكفّ وقد تُسمّى العصفورَ الأسْودَ وهي تأكل العنبَ والجَراد
سور
سارة سَوْرةً وثَب ورجلٌ سَوّارٌ مُعربِدٌ وبه سمي والد أشعث بن سَوّار الأَثْرمَ عن الشعبيّ وشُريحٍ القاضي وعنه الثوريُّ وشعبةُ
وسُور المدينة معروف وبه سمي والد كعب بن سُورٍ الأَزْديّ والشين تصحيف وكعبٌ هذا وَليَ قضاءَ البصرة لعمر رضي الله عنه وقُتل يوم الجَمل
سوس
السُّوس نبات معروف يُغَمَّى به البُيوتُ ويُجعل ورَقُه في النَبيذ فيشتدّ كالدّاذيّ ولفظُ الرواية أرأيت الخَمْرَ يُطرح فيها رَيحانٌ يقال له السُّوس كأنه تحريف السُّوسَنِ بزيادة النون لأنه من الرياحين وذاك ليس منها
والسُّوسة العُثّة وهي دودة تقَع في الصوف والثياب والطعام ومنه قوله حنطة مُسوِّسة بكسر الواو المشدَّدة
ويقال الرجل يَسُوس الدَّوابّ إذا قام عليها وراضَها ومنه الوالي يَسُوس الرعيِّةِ سياسةً أي يَلي أمرَهم (1/421)
سوط
ضربتُه سَوْطا أي ضَرْبةً واحدةً بالسَّوْط
سوغ
ساغ الطعامُ سَوْغاً سَهُل دخولُه في الحلْق وأسغْتُه أنا أي ساغَ لي ومنه فأخذ منها لُقمة فجعل يَلُوكُها ولا يُسيغها وأما ولا تُسِيغه فخطأٌ
سوف
الساف الصَّفّ من اللَّبِن أو الطين ومنه قوله الكَرْمَ بحائطٍ مبنيّ بِسَافٍ أو ثلاثِ مسافاتٍ
سوق
السَّوْق الحَثُّ ( 138 / ب ) على السير يقال ساق النَّعَم يسُوقها وفلان يسوق الحديث أحسنَ سِياقٍ
والسُّوقة خلال المَلِك تاجراً كان أو غير تاجرٍ ويقع على الواحد والاثنين والجمع وبها سمي والد محمد بن سوقة عن سعيد بن جُبَير وعنه الثوريُّ وفي السِيَر أبو حنيفة
والسُّوق معروفة هي موضع البِيَاعات وقد يذكَّر والسوق أيضاً جمع ساق الرِجْل ثم سمي بها ما يُلبَس عليها من شيء يتّخذ من حديدٍ أو غيره
وساقَةُ العسكر آخِره وكأنها جمع سائق كقادةٍ في قائد
والسَّوّاق بائع السّوِيق أو صانعِه ومنه قوله وكذا مَقالي السَّوّاقِين (1/422)
سوك السِّواك المِسْواك والمراد به في الحديث خيرُ خِلال الصائم السِّواكُ استعمالهُ على تقدير المضاف إلا أنه حُذِف لأمن الإلْباس
سوم
سامَ البائعُ السِّلْعة عرَضها وذكَر ثمنها وسامَها المشتَري بمعنى استامها سَوْماً ومنه لا يَسومُ الرجلُ على سَوْم أخيه أي لا يشتري وروي لايَستام ولا يَبْتاع
وسامَت الماشيةُ رَعت سَوماً وأسامَها صاحِبُها إسامة
والسائمة عن الأصمعي كلُّ إبل تُرسَل تَرعَى ولا تُعلَف في الأهل وعن الكرخي هي الراعيةُ إذا كانت تكتفي بالرَعْي ويَمُونها ذلك او كان الأغلَبُ من شأنها الرَعْيَ
وقوله يَنْويها للسائمة والصواب لِلإسامة والأحسنُ يَنْوي بها السَّوْمَ أو الإسامةَ وقوله النماء بالتجارة أو بالسَّوْم فيها ( 139 / أ ) يُسام الظاهِرُ أن يقال أو بالإسامة والسّامُ الموت
سون
السُّونايا عنَبٌ أسْود مدوَّر
سوي
سَوَّى المعوجَّ فاستوى في الحديث قدِم زيدٌ بشيراً بفتح بدْرٍ حين سَوَّينا على رُقَيَّة رضي الله عنها يعني دَفّنَاها وسَوَّينا ترابَ القبْر عليها وقوله (1/423)
ولما استَوت به راحِلتُه على البيْداء أي علَتْ بها أو قامت مستَويةً على قوائمها
وغلام سَوِيٌّ مستوي الخَلْق لا داءَ به ولا عَيب وقوله سبحانه ( فانبِذْ إليهم على سَواءٍ ) أي على طريق مستَوٍ بأن تُظِهر لهم نَبْذَ العهد ولا تُحارِبَهم وهم على توهُّمِ بقاءِ العهْد أي على استواءٍ في العِلْم بنقض العهد أو في العداوة
وهم سَواسِيةٌ في هذا أي سَواءٌ وهم سيّان أي مِثْلان ومنه رواية يحيى بن مَعين إنما بنو هاشم وبنو عبد المطلب سِيٌّ واحدٌ وفيه نظَر وإنما المشهور شيءٌ واحد
السين مع الهاء
سهل
السَّهْل خلاف الصَعْب أو الحَزْن وبه كُني أبو سهْل الفَرَضيُّ وأبو سهل الزُجاجيّ من تلامذة الكرخي وقيل إن أبا بكر الرازي قرأ عليه
وبتصغيره كُني أبو سُهَيل بن البيْضاء في الجنائز وكُني أبو سُهيل الغزّال وهذا والفرضيّ كلاهما من عُلماء الحيْض
وبتأنيثه سميّت سَهْلةُ بنت سُهيل المستَحاضةُ وهي امرأة أبي حُذيفة وأبوها على لفظ التصغير وسهلةُ بنت سهل السائلةُ عن اغتِسالها إذا احتَلمت والأب على لفظ التكبير وسهلةُ بنت عاصم التي وُلدت يوم حُنين وقسَم لها النبي عليه (1/424)
السلام ( 139 / ب ) يومئذ وأما سِهْلة الزُجاج فبالكسر لا غير وهي رَمْل البحر يُجعل في جَوهره لا محالة
سهم
السَهْم النصيب والجمع أسُهم وسِهام وسُهْمان
وإنما أضيف عُبَيْدُ السهِام إليها لما ذُكِر في كتاب الاستيعاب أن الواقدي قال سألتُ ابن حسَنة لِم سُمّي عُبَيْدُ السِهام فقال أخبرني داود بن الحُصين قال كان قد اشترى من سهام خَيْبَر ثمانية عشرَ سهماً فسمّي بذلك
وفي كتاب الطَلِبة أن النبي عليه السلام لمّا أراد أن يُسْهِم قال لهم هاتوا أصغَر القوم فأُتي بُعبيدٍِ وكان من صبيان الأنصار فدَفع إليه السِهامَ فَعُرِف بذلك وهو عبيدُ بن سُليم بن ضبع ابن عامرٍ شهد أُحداً
والسَهْم أيضاً قِدْحُ القِمار والقِدْح الذي يُقتَرع به ومنه ساهَمه قارعه والأصل سَهْمُ الرَمْي
وبتصغيره مع زيادة الهاء سمّيت سُهيمة امرأة يزيدَ بن رُكانة التي طلقها البتّة وحديثُها في المعرِب (1/425)
السين مع الباء
سيب
سابَ جَرى وذهَب كلَّ مذهب وباسم الفاعل منه سمّي السائب ابن خَلاّد الأنصاريُّ راوي حديث التلبية وقيل خّلاّد بن السائب وهو أصح والسائب بُن أبي السائب المخزومّي شَريكُ النبي عليه السلام قبل البِعثة وابناه عبدُ الله وقيس شَرِكاهُ أيضاً وفي بعض النُسخ سائب بن شَريِك أو السائب بن يزيدَ وكلاهما خطأ
والسائبة أمّ البَحيرة وقيل كلُّ ناقة كانت تُسيّب لِنَذْرٍ ( 140 / أ ) أي تُهمَلُ تَرعى أنّى شاءت ومنه صبيّ مسيَّب أي مُهمَلٌ ليس معه رقيب وبه سمّي والدُ سعيد بن المسيَّب وفي الشعراء مُسيَّب بنُ عَلَس وقيل هذا بالكسر والصواب الفتح
وعبدهُ سائبةٌ أي مُعتَقٌ لا ولاءَ بينهما وعن عمر رضي الله عنه السائبةُ والصدَقةُ ليَوْمهما أي ليوم القيامة فلا يُرجَع إلى الانتفاع بهما في الدنيا وفي حديث ابن مسعود السائبة يضَع مالَه حيث يشاء هو الذي لا وارِثَ له
والسَيْب العطاءُ وأريدَ به الرِكازُ في قوله عليه السلام في السيُّوب الخُمْسُ لأنه من عطاء الله سبحانه (1/426)
وسيابة صحابيّ يَروي قوله عليه السلام أنا ابن العَواتك
سيح
ساح الماءُ سَيْحاً جرى على وجه الأرض ومنه ما سُقي سَيْحاً يعني ماء الأنهار والأودية
وسَيحْانُ فَعْلانُ منه وهو والدُ خالد بن سَيْحان في السِيَر وسَيحانُ أيضاً نهر معروف بالروم
وسَيْحون نهرُ الترك
سير
سار من بلدٍ إلى بلدٍ سَيْراً ومَسيراً والسَيْرورة في مصدَره كالقَيْلولة إلا أنا لم نَسمعها وسَيْر السفينة مجَاز
والسيِرة الطريقة والمذهب وجمعُها سِيَرٌ وقوله ثم تَنُشر الملائكة سِيرتَه أي صحيفة أعماله وطاعاته على حذف المضاف وأصلُها حالةُ السَّير إلا أنها غلَبت في لسان الشرع على أمور المَغازي وما يتعلّق بها كالَمناسك على أمور الحج
وقالوا السِيَر الكبير فوصفوها بصفة المذكر لقيامها مقام المضاف ( 140 / ب ) الذي هو الكتاب كقولهم صلى الظهر وسِيَرُ الكَبير خطأٌ كجامعِ الصَغير وجامعِ الكبيرِ
والسيّارة القافلةُ وحقيقتها جماعةٌ سيارة وبها كُني أبو سيارةَ الذي قال له النبيّ عليه السلام أَدِّ العُشْرَ من العَسل (1/427)
والسيراء ضرْب من البُرود عن الفرّاءِ وقيل بُرْدٌ فيه خُطوط صُفْر وعن أبي عُبَيْدٍ وأبي زَيد بُرود يُخالِطها قَزٌّ وفي الحديث أنه عليه السلام رأى حُلّة سِيَراءَ تُباع عند باب المسجد فقال إنما يَلْبَس هذه من لا خَلاقَ له في الآخرة
سيف
المُسايفَة المضارَبة بالسَيْف
سياكواذه
سِياكُواذَهْ مَسْلَخ الحمّام والمعروفُ سَاكُواذَهْ (1/428)
باب الشين
الشين مع الهمزة
شأن
شؤون الرأْس مَواصل القبائل وهي قِطَعٌ الجُمْجُمة الواحدُ شأْن
الشين مع الباء
شبب
الشابّ بين الثلاثين إلى الأربعين وقد شَبَّ شَباباً من باب ضرَب وقومٌ شَباب أي شُبّانٌ وصْفٌ بالمصدر
وقول ابن سيرين ويُسْتَشَبُّون أي يُطلَبون شُبّاناً بالغِينَ في الشهادة وقيل يُنتظر بهم في الأداء وقْت الشباب
والتَشبيب في اصطلاح عُلماء الفَرائض ذكْرُ البنات على اختلاف الدرجات إمّا من تَشبيب القصيدة وهو تَحسينها وتزيينها بذكر النساء أو مِن شَبَّ النارَ لأن فيه تذكيةً للخواطر أو من شِباب الفَرس لأنه خروج وارتفاعٌ من درجةٍ إلى أخرى كحال الفرس في نزَواته (1/429)
وبنو شَبَابةً قوم بالطائف من خَثعَم كانوا يتخذون ( 141 / أ ) النحلَ حتى نُسب إليهم العسلُ فقيل عسل شَبابيٌّ وشَيابة تصحيف
شبح
شَبَحه بين العُقابيْن مَدَّه والعُقابان عُودان يُنصبان مغروزَين في الأرض يُمَدّ بينهما المضروبُ أو المصلوب
شبر
الشَبَر بتحريك الباء وسكونها العَطاء وبه سمي شَبْر بن علقمة يَروي عن سعد بن أبي وقّاصٍ وعنه الأسْود بن قيس
والشَبُّور شيء يُنفَخ فيه وليس بعربيٍّ محْضٍ
شبع
في الحديث إنها أرضٌ شَبِعَةٌ أي ذاتُ شِبَعٍ يعني ذاتَ خِصْب وسَعةٍ والسّين تصحيف
وفي الحديث المتشبِّع بما لي عنده كلابس ثوبَيْ زورٍ هو الذي يُري أنه شَبْعانُ وليس به والمراد هنا الكاذبُ المتصلِّف بما ليس عنده كلابس ثوبَيْ زُورٍ قال أبو عُبَيدٍ هو المرائي يَلْبَس ثياب الزُهّاد ليُظَنّ زاهداً وليس به
وقيل هو أن يلبس قميصاً يصِلُ بكمَّيه كُميَّن آخَريْن يُري أنه لابسٌ قميصَين وقيل كان يكون في الحي الرجُل له هيئةٌ وصورة حسنة فإذا احتيج إلى شهادة زورٍ شَهِد فلا يُرَدّ لأجل حُسن ثوبه (1/430)
شبق
الشَبَق شدّة الشهوة
شبك
اشتباك النُجوم كثْرتها دخولُ بعضها في بعض مأخوذ من شَبكة الصائد
ومنها قول محمد بن زكرياء كانت الريح شبّكتْهم فأقعدتْهم أي جعلتهم كالشَبَكة في تداخُل الأعضاءِ وانقباضها وعليه قول محمد في السير شبّكتْه الريحُ
شبل
الشِبْل ولدُ الأسد وبه سمي شِبْلُ بن مَعْبَدٍ المُزَنُّي وقيل ابن خُلَيدٍ أو خالدٍ أو حامدٍ واختُلف في صحبته وهو أحد الشهود ( 141 / ب ) على المغيرة بن شُعبة وهم أربعةُ إخوةٍ لأمٍّ اسمها سُمَيّة هو وأبو بَكْرةَ وزيادُ بن أبيه ونافعٌ والقصّةُ معروفة
وبتصغيره سمي والد بُنَانة بنت شُبيلٍ في السِيَر
شبه
الخطوط تَتشابَهُ أي يُشبه بعضها بعضاً
الشين مع التاء
شتر
رجل أشتَرُ انقلَب شُفْرُ عينَيْه من أسفلُ أو أعلى وقيل الشَتَر أن ينشَقَّ الجَفْن حتى ينفصِل شَقُّه وقيل هو انقلاب الجفنِ الأسفل فلا يَلْقى الأعلى فظهرتْ حَمالِيقه (1/431)
الشين مع الثاء
شثث
قوله ولو دَبغه بشيءٍ له قيمةٌ كالشَثّ والقَرَظِ هو بالثاء المثلّثة شجرٌ مثل التفاح الصِغار يُدبغ بورقه وهو كَورق الخِلاف والشبّ تصحيفٌ هنا لأنه نوع من الزاجِ وهو صباغٌ لا دِباغٌ
الشين مع الجيم
شجر
الشجر في العُرف ماله ساقُ عودٍ صُلْبةٌ وفي المنتقَى كل نابتٍ إذا تُرك حتى إذا بزَّر انقطع فليس بشجرٍ وكلُّ شيء يبزِّر ولا يَنقطِع من سَنَتِه فهو شجر
وبالواحدة منه سمي والدُ عبد الله بن شَجرة الأزْديُّ خليفةُ ابن مسعودٍ على بيت المال
والمَشْجَرة موضعُه ومَنْبِته
واشتَجر القومُ وتَشاجَروا اختلفوا وتنازعوا ومنه قوله تعالى ( فيما شَجَر بينهم ) أي فيما وقَع بينهم من الاختلاف
شجع
في أمثال العرب أشجَعُ من ديكٍ
وفي الحديث من آتاه الله مالاً فلم يؤدِّ زكاتَهُ مُثِّل له يوم القيامة شجاعٌ أقرعُ له زَبيبتان يُطوَّقُه يومَ القيامة بأخذ بِلِهْزِمَتِه (1/432)
يَعني شِدْقَه
الشجاع
( 142 / أ ) الذكَر من الحيّات على الاستعارة والأقرع الذي جمع السمَّ في رأسه حتى انحسر شَعرهُ والزَبيبتان بالباءين النكتتان السَّوْداوَانِ فوق عينَيه وقيل هما الزَبَدتان في شِدْقَيه إذا غضِبَ
الشين مع الحاء
شحط
تَشحّط في دمه تلَطَّخ به وتمرَّغ فيه ومنه كالمتشحِّط في دمه يعني كالشهيد الذي تلَطّخ بدمه في سبيل الله
شحم
شَحْمة الأُذن ما لانَ من أسفلها وهو مُعَلَّقُ القُرْط
الشين مع الخاء
شخ
في أجناس الناطفي لو قال يا شُخْ يا مُواجِرُ يا بَغا لا يجب عليه شيء هو في الأصل شُوخ وهو بالفارسية العارِمُ الشَرِسُ الخُلْق والمُواجِر معروفٌ وأما بَغا فهو المأبُونُ وقد يقال باغَا وكأنه انتُزع من البَغِيّ (1/433)
ويدل على هذا ما في لسان أهل بغداد يا بغّاء شخب
شَخَب اللَبَنُ وكلُّ شيء إذا سال يَشخُب شخْباً وشَخبتُه أنا
وقوله وهو يَشخُب دماً على الأول نصْبٌ بالتمييز وعلى الثاني بالمفعولية والأول هو المشهور ومنه وفيه بقيّةٌ تَشْخُبُ منها الأوداجُ
شخص
شَخص بصَرهُ امتدّ وارتفعَ ويُعدّى بالباء فيقال شخَص ببصره
الشين مع الدال
شدد
رجلٌ شديد وشَديدُ القُوى أي قَويّ وقوله اللهم اجعل ظُهورَها شديداً كقوله
لعلّ منايانا قريب
وشديد مُشِدٌّ شديد الدابّة وضعيفُ مُضْعِفٌ خلافُه ومه ويَرُدّ مُشِدَّهم على مُضْعِفهم
والأشُدّ في معنى القوّة جمع شّدّةٍ كأنعُم في نِعمة على تقدير حذْف الهاء وقيل لا واحدَ لها
وبلُوغ الأشُدّ بالإدراك وقيل أن يُؤْنَس منه الرُشْد مع أن يكون بالغاً ( 142 / أ ) وآخِره ثلاثٌ وثلاثون سنة والاستواء أربعون (1/434)
وشد العُقدةَ فاشتدَّت ومنه شدُّ الرِحال وهو كناية عن المُسافرة
وشَدَّ في العَدْو واشتدّ أسرع ومنه رمى صَيْداً فصرعه فاشتدّ رجل فأخَذه أي عَدا
وشدّ على قِرْنه بسكِّين أو عصاً واشتدَّ عليه شَدّةْ أي حَمل عليه حَمْلةً ومنه فإنْ شَدّ العدوُّ على الساقة وفي موضع آخر فاشتدّ على صَيدٍ فادخله دار رجل
شدق
رجلٌ أشْدقُ واسع الشِّدقَين وهما جانبا الفم
الشين مع الذال
شذب
تَشذيبُ الزرَّاجين قَطْع شَذَبِها وهو ما فضَل من شُعبَها
ومنه الشَوْذَب الطويلُ الحسَنُ الخَلْق كأنما شُذّب وبه سمي والد عُمر بن شَوْذَب عن عَمْرة بنت صَبِيح وعَمْرو تحريف
شذذ
شَذّ عن الجماعة انفرد عنهم شُذوذاً
شاذ كونه
الشاذَ كُونه بالفارسية الفِراش الذي يُنام عليه ومنه حلَف لا يبيت على هذه الشاذ كُونه ففُتِقَت أي نُقضت خياطتُها وعُزلت ظِهارتُها من بطانتها (1/435)
الشين مع الراء
شرب
الشَّراب كل ما يُشرب من المائعات والجمع أشْرِبة ومراد الفقهاء بها ما حَرُمَ منه
ويقال شَربَ الماء في كَرّة وتَشرَّبه في مُهلةٍ ومنه الثوب يتَشرَّبُ الصِبْغَ وقد تَشرَّب العرَقَ إذا تَنشَّفه كأنه شَرِبه قليلاَ قليلاً واستعمالهم إياه لازماً ليس من كلام العرب
والشِّرْب بالكسر النصيب من الماء وفي الشريعة عبارة عن نَوْبة الانتفاع بالماء سَقيْاً للمَزارع أو الدَّواب
والشَّرَبَّة بالفتح وتشديد الباء ( 143 / أ ) جانب الوادي ومنها حديث سهل بن أبي حثمة ان أخاه عبد الله ابن سهلِ بن زيدٍ وُجِد قتيلاً في شَرَبَّةٍ
شرج
شَرَجُ العَيْبة بفتحتين عُراها ومنه شَرَجُ الدُّبر حتارُه أي حَلْقتهُ ومنه قوله النَّجاسةُ إذا جاوزت الشَّرَج
وتَشريج اللَبِن تَنضيده وضمُّ بعضه إلى بعض وفي جنائز الإيضاح شَرَّجوا اللَبِن وذلك أن يوضع الميّتُ في اللَّحد ثم يقامَ اللَبنُ قائمةً بينه وبين الشقّ (1/436)
والشريجة شيء يُنسج من سعف النخل يُحمل فيه البِطّيخُ ونحوهُ عن الجوهري والشَريجة أيضاً بابٌ من قصَب يُعمل للدكاكين ومنها قوله وجعَلوا شَريحةَ البقّال حِرزاً للجواهر
ورجل أشرجُ له خُصْية واحدة ودابّة أشْرَجُ إحدى خُصْييه أعظم من الأخرى وشَرْجُ العجوز موضعٌ أنيسٌ يَجتمعون فيه
والشِّراج مجاري الماء من الحِرار إلى السَّهْل ومنه حديث الزبير أنه خاصم رجلاً من الأنصار في سُيول شِراج الحَرّة
والشِّيرَجُ الدُّهنُ الأبيض ويقال للعصير أو النَبيذ قبل أن يتغيَّر شِيَرجُ أيضاً وهو تعريب شيرَهْ
شرح
شرَح اللهُ صدْره للإسلام فسّحه وبتصغيره مصدرهِ سُمّي شُرَيْحٌ القاضي وإليه تُنسَب الشُرَيحيّة من مسائل العَوْل وشُريح بن هانئ الذي دعا له النبي عليه السلام
وباسم المفعول منه مَشْروحُ بن أنَسة مولى رسول الله عليه السلام أو مولى عمر رضي الله عنه
وباسم الآلة مِشْرحَ بن هاعان صاحبُ مَنجَنيق الحجّاج (1/437)
وباسم الفُضالة منه سميت شُرَاحةُ الهَمْدانيّة التي جلَدها علي ابن أبي طالب رضي الله عنه ثم رجَمها
ومَشْرَح المرأة ( 143 / ب ) بالفتح فَرْجُها كأنه موضع شَرْحِها قال دُريد بن الصِمة
( فإنك واعتِذاركَ من سُوَيْدٍ ... كحائضة ومَشْرَحُها يَسيلُ )
يعني أنك مُتَّهم بقتل سُوَيدٍ وأنت تتبرّأ منه فمثَلُك كمثل هذه إذا أنكرت الحيض فالدم يكذبها ويشهد به
شرخ شَرْخُهم في شي شيخ
شرر قوله أسْوأ الطلاق وأشَرُّه الصواب وشَرُّه يقال هذا خيرٌ من ذاك وذاك شرٌ من هذا وأما أخْيَر وأشَرُّ فقياسٌ متْروك
شرز
الشَّواريِزُ جمع شِيراز وهو اللبَن الرائب إذا استُخرج منه ماؤُه
ومُصْحف مشرَّزٌ أجزاؤه مشدودٌ بعضُها إلى بعض من الشِيرازة وليس بعربية
شرس
الشِّرْسُ ما صَغُر من الشَوك
شرط
الشُّرْطة بالسكون والحركة خِيارُ الجند وأوّل كتيبةٍ تحضُر الحربَ والجمع شُرَطٌ (1/438)
وصاحب الشُرْطة في باب الجمعة يُرادُ بها أمير البلدة كأمير بخارى وقيل هذا على عادتهم لأن أمور الدين والدّنيا كانت حينئذٍ إلى صاحب الشُرْطة فأما الآن فلا
والشُّرْطيّ بالسكون والحركة منسوب إلى الشُرْطة على اللغتين لا إلى الشُرَط لأنه جمْع
شرع
الشِرعْة والشَريعة الطريقةُ الظاهرة في الدين
وبيتُ وكَنيفٌ شارِعٌ أي قريب من الشارع وهو الطريق الذي يَشْرَع فيه الناسُ عامّةً على الإسناد المجازي أو من قولهم شَرَع الطريقُ إذا تبيَّن وشَرعتُه أنا
وشَرْعي هذا أي حسْبي وشِراعُ السفينة بالفارسية بادْبَان
شرغ
شَرْغُ من قُرى بخارى تعريب جَرْغ وإليها يُنسب أبو سهلٍ الشَرْغيُّ ( 144 / أ ) في النكاح
شرف
الشَّرف المكان المُشْرِف المرتفع ومدينةٌ شَرْفاء ذات شُرَفٍ ومنها حديث ابن عباس أُمِرنا أن نَبني المَدائن شُرْفاً والمساجدَ جُمّاً أي بلا شُرَفٍ من الشاة الجَمّاء وهي التي لا قَرْن لها وفُعْل في جمع أفْعَل وفَعلاء قياسٌ
وقوله واستَشرِفوا العين والأُذن أي تأمّلوا سَلامتَهُما من آفةِ جَدْعٍ أوْ عَوَرٍ أو اطلبُوهما شَريفتيْن بالتَمام والسلامة (1/439)
وقوله من غير طلبٍ ولا استشراقٍ أي بلا حِرص ولا طَمع من قولهم أشرفَت نفسُه على الشيء إذا اشتدّ حرصُه عليه
ومَشارف الشام قُرى من أرض العرب تَدنو من الريف تُنسب إليها السيوفُ المَشْرَفيّة
شرق
أشْرَق دخل في وقت الشُروق ومنه أَشرِقْ ثَبيرُ كيما نغُير يخاطِب أحد جبال مكة وقد حُذف منه حرف النداء ونغُير نَدفَع في السَير
والتشريق صلاة العيد من شَرَقَت الشمس شُروقاً إذا طَلعت أو من أشرقت إذا ضاءت لأن ذلك وقتُها
ومنها المشرَّق المصلّى
وسميت أيّامُ التشريق لصلاة يوم النَّحْر وصارَما سِواه تبعاً له أو لأن الأضاحي تُشرَّق فيها أي تُقدَّد في الشمس
وتَشريق الشعير إلقاؤه في المَشْرُقةلِيجفّ
والشَّرْقاء من الشاء المشقوقةُ الأُذن
شرك
شَرِكه في كذا شِرْكاً وشَرِكة وباسم الفاعل منه سُمي شَريك بن سَحْماء الذي قذَف به امرأَتَه هلالُ بن أميّة
وشاركَه فيه واشتركوا وتَشاركوا وطريقٌ (1/440)
مشتَرَكٌ ومنه الأجير المشتَرك وهو الذي يعمل ( 144 / ب ) لمن شاء وأما أجيرُ المشتَركِ على الإضافة فلا يصحّ إلا على تأويل المصدر والتَشريك بيعُ بعض ما اشترى بما اشتراه به
والشِّرك النصيبُ تسميةً بالمصدر ومنه بِيْعَ شِرْكٌ من دار وأما في قوله تعالى ( إن الشِّرْك لظُلمٌ عظيم ) فاسمٌ من أَشْرَك بالله إذا جَعَل له شَريكاً وفُسّر بالرياء في قوله عليه السلام إنّ أخْوَف ما أخافُ على أمتّي الشِرْكُ والشهوةُ الخفيّة وهي أن تَعرِض للصائم شَهوةٌ فيُواقِعَها ويَدَع صَومْه
وشَرَّك النعْلَ وضع عليها الشِّراكَ وهو سَيْرها الذي على ظهر القدم وهو مَثل في القلّة وأما حديث أبي أُمامة صلّى بي النبيّ عليه السلام الظُهر حين صار الفيءُ مثل الشِّراك فإنه عَنى به الفيء الذي يصيرُ في أصل الحائط من الجانب الشرقيّ إذا زالت الشمسُ وهذا أقلّ ما يُستَبان به الزوالُ لا أنه تحديدٌ له
شرم
الشَّريمُ المرأة المُفْضاة والشّرْماء في معناها غيرُ مسموع إلا أن صاحب التكملة ذكر أنه يقال ناقةٌ شَرْماء وأتانٌ شَرْماءُ أي مشقوقةُ القُبُل فإن صحّ كان مجازاً من شرَمه قطعه
شره
شَرِهَ على الطعام شَرَهاً اشتدّ حِرصُه عليه (1/441)
شري
شَراه باعه أو اشتَراه شِرىً وشِراءً
والشُراة جمع الشاري بمعنى البائع كالغازي والهادي في الغُزاة والهُداة وهي الخوراجُ كأنهم باعوا أنفسهم لأجل ما اعتقدوه وقيل لأنهم يقولون إن الله تعالى اشترى أنفُسنا وأموالَنا
وشَاراه لاجَّهُ ( 145 / أ ) من استَشْرى الفَرسُ في عَدْوه إذا لَجَّ ومنه حديث السائب كان عليه السلام شريكي فكان خيرَ شريكٍ لا يُشاري ولا يماري ولا يُداري والمماراة المُجادلة والمُدارأة المُشاغَبة والمخالفة وتخفيف الهمز فيها لغةٌ
الشين مع الزاي
شزر
نظَر إليه شَزْراً وهو نَظرٌ في إعراضٍ كنظَر المُبْغِض
شزن
في الحديث فتَشزَّن الناسُ للسجود أي استَوْفَزُوا وتَهَّيؤوا من الشَزَن القَلَقِ
الشين مع الصاد
شصص
الشَصّ بالفتح والكسر حديدة معقَّفة يُصاد بها السَمكُ (1/442)
الشين مع الطاء
شطب
رجل مشطَّبٌ في وجهه أثَرُ السيف
شطر
شَطْر كلّ شيءٍ نصْفُه وقوله في الحائض تَقعُد شَطْرَ عُمْرها على تسمية البعض شطْراً توسُّعاً في الكلام واستِكثاراً للقليل ومنه في التوسع تَعلّموا الفرائض فإنها نِصفُ العلم وتخريج الجُنَيْدي في الأول تمحُّل
وشَطِرَت الدارُ وشَطنتْ بَعُدتْ ومنزل شَطيرٌ بعيد ومنه قول قَتادة في شَهادة القريب إذا كان معه شطير جازت شَهادته أي غريب أجنبي
شطط
الشَّطط مُجاوزةَ القَدْر والحدّ وقول عائشة لقد كلَّفُهنّ شططاً أي أمْراً ذا شَطَطٍ
الشين مع الظاء
شظي
الشَّظى عُظَيْمٌ لاصق بعظْم الذِراع فإذا زال عن موضعه قيل شَظِيَ الفَرسُ وقيل الشَّظى انشقاقُ العصَب والشَّظِيّة شِقّةُ من عُودٍ أو قصبةٍ أو عظَم ومنها قولُه ما أفْرَى الأَوْداجَ من شَظِيّة حَجر وشُطْبَةُ تصحيف إنما هي واحدةُ شُطَب السَنام وهي ان تُقطِّعه قِدداً ولا تَفصِلَها (1/443)
الشين مع العين
شعب
( 145 / ب ) الشُّعْبة واحدة شُعَب الشجرة وبها سمي شعبة بن الحجَّاج بن الورد
ومنها شُعْبتا الرَّحْل شَرْخاه وهما قادِمَتُه وآخِرتُه وقولُه عليه السلام إذا قَعد الرجلُ بين شُعَبها الأربع اغتَسل يعني بين يدَيها ورجلَيها وقيل بين رجلَيها وشُفْرَيْ فَرْجها وهو كناية عن الإيلاج
شعث
الشَّعَث انتشارُ الشعر وتغيُّره لقلّة التعهُّد ورجلٌ أشْعّثُ وبه سمي أشعثُ بن سَوّار في الشفعة عن شُريحٍ القاضي والشَّعبي وعنه الثوريُّ وأشعُ بن سعيدٍ السَمّانُ عن عاصم هكذا في الجَرْح وفي الكُنى أبو الربيع السمّان واسمه أشعث بن سعيدٍ عن عاصم وفي أوّل المختصر أشعب بن الربيع السمّان عن عاصم وهو تصحيف مع تحريف
وبمؤنثه كُني أبو الشعثاء المحاربيّ الكوفي واسمه سُلَيم بن أسْود يَروي عن ابن مسعود وابن عباس وعنه ابنه أشعث وأبو سنانٍ الشَيباني في زلَّة القارئ
والشَّعِثُ مثلا الأشْعث وإلى مصغَّره نُسِب محمد بنُ عُبيد الله الشُّعَيْثيُّ يَروي عن خالد بن مَعْدان وعنه وكيعُ
شعر
الشعار خلاف الدِّثار والشعار (1/444)
والشعيرة العلامة ومنه أشعر البَدَنة أعلَمه أنه هَدْيٌ وشِعار الدم الخِرْقة أو الفَرْج على الكناية لأن كلاً منهما علَمٌ للدم
والشِعار في الحرب نداء يُعرف أهلُها به ومنه أنه عليه السلام جعل شِعارَ المهاجرين يوم بدرٍ يا بَني عبد الرحمن وشِعارَ الخزرج يا بني عبد الله وشِعارَ ( 146 / أ ) الأوْس يا بَني عُبيد الله وشِعارَهم يومَ الأحزاب حمِ لا يُنصرون وهما الحرفان اللذان في أوائل السور السبع ولشرف منزلتها عند الله نبَّه النبيُّ عليه السلام أن ذكرها مما يُستظهر بهِ على استنزال الرحمة في نصرة المسلمين
والمَشْعَر الحَرام جبَل بالمزدَلِفة واسمه قُزَحُ يقفُ عليه الإمام وعليه المِيقَدةُ
شعل في العيوب من خزانة الفقه الإشعال بياضُ الأشفار وإنّما المذكور فيما عندي فرسٌ اشْعلُ بيّن الشَعَل وهو بياَضٌ في طَرف الذنَب وقد اشعالَّ اشِعيلالاً وعن الليث هو بياضٌ في الناصية والذنَب وقيل في الرأس والناصية والاسم الشُعْلة
وعن أبي عُبيدة غُرّةٌ شعلاء تأخُذ إحدى العينَين (1/445)
حتى تدخُل فيها وكأنّ ما ذكر أبو الليث مأخوذ من هذا إلا أن اللفظ لم يُضبَط فوُضِع الإشعالُ موضع الاشْعيلال
الشين مع الغين
شغر
الشِغار أن يشاغر الرجلُ الرجلَ وهو أن يزوّجه حَرِيمتَه على أن يزوّجه الآخرُ حريمتَه ولا مَهْرَ إلا هذا وتحقيقه في المُعْرِب
الشين مع الفاء
شفر
شُفْرُ كلِّ شيءٍ حَرْفُه والتركيب يدل على ذلك ومنه شَفْرَةُ السَّيفِ حدُّه وشَفير البئر أو النهر حَرْفُه ومِشْفَر البعير شفَتُه
وأما قولهم أصغر القوم شَفرتُهم أي خادِمُهم فمستعار من الشَفْرة وهي السكّين العريضة لأنهُ يمتهن في الأعمال كما تُمَتهن هذه في قطْع اللحم وغيره
وعن أبي الهيثم يقال لناحَتي فَرْج المرأة الإسكتان ولطرفَيهما الشُفْران
وشُفْر العين بالضمّ أيضاً مَنبِت الأهداب ومنه قول الناصحيّ وفي أشفار العين الديةُ إذا ذَهب الشَّعْر ولم يَنْبُت وهذا ظاهر
وأما لفظُ رواية المبسوط وفي أشفار العينين الدِيَة ( 146 / ب ) كاملةً إذا لم تَنْبُت فالصواب فيه ضمُّ حرف (1/446)
المضارعة من الإنبات أي إذا لم تُنْبِت الأهدابَ أو الشعرَ وإن صحّ الفتحُ فعلى معنى إذا لم تَنبُت أهدابُها ثم حُذِف المضاف وأُسنِد الفعل إلى ضمير المضاف إليه
وإنما بسطتُ الكلام فيه ليُعلَم أن أحداً من الثِقات لم يَذكُر أن الأشفار الأهدابُ والعَجبُ من القُتَبي أنه بالغَ في ذلك حتى قال تَذهبُ العامّة في أشفار العين إلى أنها الشَعْر وذلك غلَط إنما الأشفار حروف العين التي يَنبُت عليها الشعرُ والشعرُ هو الهُدْبُ ثم لمّا انتهى إلى حديث أم مَعبد في صفة النبي عليه السلام في عينيه دَعَجٌ أي سوادٌ وفي أشفاره غطَفٌ أو عطَفٌ أو وطَفٌ فَسَّر الألفاظ الثلاثة بالطُول ولم يتعرَّض للأشفار أنها حقيقةٌ هنا أو مجاز
قلت والوجه أن يكون على حذف المضاف كأنه قيل وفي شَعر أشفاره وَطَفٌ وإنما حُذف لأمْن الإلباس وأن المدح إنما يكون في الأهداب لا في الأشفار نفِسها أو سمّي النّابِتُ باسم المنَابِت لملابَسةٍ بينهما وذلك غيرُ عزيزٍ في كلامهم
شفع
يُكْرَهُ الصلاةُ بين الأشفْاع يعني التَروايح كأنه جمْعُ الشَفْع خِلاف الوِتْر ومنه شاة شافِعٌ معها ولدُها وناقة شافع في بطنها ولدُها ويَتْلوها آخرُ عن شِمْر عن الفراء (1/447)
والشفعة اسمٌ للمِلْك المشفوع بمِلْككَ منم قولهم كان وِتْراً فشفعْتُه بآخر أي جعلتُه زوجاً له ومنه الحديث ( 147 / أ ) لتَشْفَعَنَّها ونظيرها الأُكْلة واللُقمة في أن كلاَّ منهما فُعْلةُ بمعنى مفعولٍ هذا أصلُها ثم جُعلت عبارةً عن تملّكٍ مخصوص وقد جمعهُما الشعبيّ في قوله مَن بِيعت شُفعتُه وهو حاضِرٌ فلم يَطلُب ذلك فلا شُفْعة له
وعن القتبيّ كان الرجل في الجاهلية إذا أراد بيْعَ منزلٍ أتاه جارُهُ فشَفع إليه أي طَلب فيما باع فشفَّعه وجعله أولى بالمبيع ممَّن بَعُد سَببُه
قلت وكأنه أخَذه من الشَفاعة لأن فيها طلباً والأول هو الأصل ولم نَسمع منها فِعلاً
وأما قوله ولو باع الشفيع ُ دارهَ التي يَشفع بها أو نَصيبه الذي يَشفَع به فمن لغة الفقهاء وعلى ذا قولُه إذا أراد الشفيع أخَذ بعضَ الدار المشفوعة دون بعضٍ والصواب المشفوع بها كما في الموضع الآخر يعني الدار التي أُخذت بالشفعة
شفف
شَفّ الثوبُ رَقّ حتى رأيتَ ما وراءه من باب ضَرب ومنه إذا كانا ثَخينيْن لا يَشِفّان ونَفْيُ الشُّفوفِ تأكيد للثَّخانة وأما يَنْشَفان فخطأ وثوبٌ شَفٌّ رقيقٌ (1/448)
والشِفّ بالكسر الفضْلُ والزيادة ومنه نهَى عن شِفِّ ما لم يُضْمَن أراد الربْح وفي حديث رافعٍ فكان الخلخالُ أشفَّ منها قليلاً أي أفضلَ من الدراهم وأزيدَ منها وفي حديثه عليه السلام لا تبيعوا الذهب بالذهب إلا مثْلاً بمثْلٍ ولا تُشِفّوا بعضَها على بعض أي لا تُفضِّلوا
شفق
الشفق الحُمْرة عن جماعة من الصحابة والتابعين وهو عمرو بن عُمر وابن عباس وعُبادة بن الصامت وشدّاد ابن أَوْسٍ ومن التابعين مكحول وطاوس ومالك والثوري وابن أبي ليلى وهو قول أبي يوسف ومحمد
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه البياض وإليه ذهب أبو حنيفة والأول قولُ أهل اللغة وفي جمع التفاريق قولُ أبي حنيفة آخراً الشفَق الحمرةُ
والشفَق في معنى الرَديّ في خر خرث
شفه
رجلٌ أشْفَهُ وشُفاهيٌّ عظيم الشفتين ويقال هم أهل الشَفةِ أي الذين لهم حقُّ الشُربْ بشفاهِهم وأن يَسقُوا دَاوبَّهم
وصاحبُ المُشافَهات هو علي بن إسحاقَ الحَنْظَليّ لانه زعم أن ما ذَكَر من التفسير كلَّه مُسْنَدٌ إلى رسول الله عليه السلام فكأنه شافَهه به (1/449)
شفي الأَشافي جمع الإشْفَى وهو المِخْرَزُ
الشين مع القاف
شقح
أَشْقَحَ النخلُ وشَقَّح إذا تغيَّر البُسْرُ للإصفرار بعد الاخْضِرار
شقر
الشُّقور الأمورُ المُهِمَّة جمع شَقْرٍ ومنه المثَل أفضَيتُ إليه بشُقُوري والعين تصحيف ومعناه أَبثثتُه سرّي وأخبرتُه بجميع أموري
شقص
الشِّقْص الجزء من الشيء والنصيبُ والشَّقِيص مثلُه ومنه التَّشقيص التَجزِيَةُ
وفي الحديث مَن لعبَ بالنَرْدِ فَلْيُشقِّصِ الخنازيرَ أي فلْيجعَلْها أجزاءً وأعضاءً للأكل والبيْع والمعنى أنّ من فَعل هذا كان كمن فعَل ذلك لأنهما سَواء في التحريم
شقق
الشُّقاق بالضم تشقُّق الجِلْد ومنه طَلى شُقاق رِجْله وهو خاصّ وأما الشَقّ لواحد الشقوق فعامٌّ ومنه شقُّ القَبْرِ لضَرِيحه
وفي التهذيب قال الليث الشُّقاق تشقُّق الجلد من ( 148 / أ ) بَرْدٍ أو غيره في اليدَين والوجه وقال الأصمعي الشُّقاق في اليد والرجْل من بدَن الإنسان والحيوان وأما الشُقوق فهي صُدوع في الجبال والأرض (1/450)
في التكملة عن يعقوب يقال بيد فُلانٍ شُقوق ولا يقال شُقاقٌ لأن الشُقاق في الدَوابّ وهي صُدوع في حوافرها وأرساغها وهكذا في المقاييس وما في خزانة الفقه مُوافِق لقول الليث
وذات الشُقوق موضع بقرب فَيْدٍ وراء الحَرم
والشِّقّ بالكسر الجَنْبُ في قوله فجُحِشَ شِقُّه الأيسر والنِصفُ والجانب في قوله ولها شِقٌّ مائل أي هي مفْلوجَة وكذا في قوله تَكارَى شِقَّ مَحْملٍ ومنه شاقَّه مُشاقّةً إذا خالفَه كأنه صار بِشقٍّ منه
والشِقّ أيضاً من حصون خيَبْرٍ ورُوي بالفتح
والشِقّة القِطعة من كل خشبَةٍ ومنها حديث عَديّ فذَبحه بشِقّة العَصا وبالضم القطْعة من الثوب وبتصغيرها جاء الحديثُ وعليه شُقَيْقةٌ سُنْبُلانيّة وجمعها شُقَقٌ وشِقاق بالكسر يقال فلان يَبيع الشقاقَ الكتّان ومنه قوله في الزيادات اشترى مُلاءً فوجدها شِقاقاً
والشُقّة بالضم أيضاً الطريق يَشقُّ على سالِكه قطْعُه أي يشتدّ عليه وقوله يُستَسعَى العبدُ غيرَ مشقوقٍ على حذف الصلة كما في المندوب والصوابُ إثباتُها (1/451)
الشين مع الكاف
شكر
شكَرهُ لغة في شَكَر لهُ وفي دعاء القنوت نشكرك كما يجري على ألسنة العامّة ليس بِمُثْبَتٍ في الرواية أصلاً
شكك
قوله فشَكَّ رجْلَه مع رِكابه أي شَقَّها ( 148 / ب ) وانتظمها
شكل
الشَّكْل بالفتح المِثْل والشِّبْه والجمع أشكال ومنه أَشْكلَ الأمرُ إذا اشْتَبه ورجلٌ أشْكَلُ العَينِ وأشْهل العين وفيها شُكْلَةٌ وهي حُمرةٌ في بياضها وشُهْلة في سَوادها
وفَرسٍ مَشْكول به شِكالٌ وهو أن يكون البَياضُ في يَدٍ ورجْلٍ من خلاف
شكو
الإشكاء إزالة الشِكاية ومنه شكونا إلى رسول الله عليه السلام حَرَّ الرَّمْضاء فلم يُشكِنا
الشين مع اللام
شلل
شَلَّت يدُه شَللاً من باب لَبِس وهي شَلاّء ومن قال شَلَّ المارنُ وشلَّتِ الأُذنُ فهو عَجميٌّ
شلي
أشلَيتُ الكلبَ للصَيد دعوتُه إشْلاءً (1/452)
أما أشليتُه بالصَّيد وعلى الصيَّد بمعنى أغريتُه فقد أنكَره ثعلبٌ وأجازه غيرُه وعليه ما في الإيضاح مُسلم أرسَل كلْبَه فزجَره مَجوسيّ وأشلاه على الصيد
الشين مع الميم
شمرخ
الشِمْراخ في عث عثكل
شمس
السنة الشَمسيّة ثلاثمائة وخمسةٌ وستّون يوماً وربعُ يومٍ إلا جُزءاً من ثلاثمائة جُزءٍ من يوم والقَمريَّة ثلاثمائةٍ وأربعةٌ وخمسون يوماً وخُمْسُ يومٍ وسُدْسُه وفَضْلُ ما بينهما عشرةُ أيام وثُلْثٌ ورُبْعُ عُشْرِ يومٍ بالتقريب على رأي بَطْلَمْيُوسَ وهو اسم حكيمٍ
وخيلٌ شُمُسٌ بضمتين جمعُ شَمُوسٍ وهو الذي يمنع ظَهْرَه ولا يكاد يَستقرّ
والشَمّاس بتشديد الميم من رؤساء النصارى الذي يَحْلِقُ وَسَطَ رأسه ويكون لازِماً للبيعة وبه سمّي جدُّ ثابتِ بن قيس ( 149 / 1 ) بن شَمّاسٍ في حديث الخُلْع والجمع الشَمامِسَةُ
شمط
رجلٌ أشْمَطُ خالَط شعرَة بياضٌ وبالفارسية دُومُوي (1/453)
وفي أجناس الناطفيّ الشَمَطُ عَيْب قال وهو بياضُ شَعر رأْسه في مكانٍ واحدٍ والباقي أسْود
قال ابن فارس الشَمَطُ اختلاطُ الشيب بسَواد الشباب وكلُّ خِلْطَين خلَطْتَهما فقد شَمطْتهما ومنه قيل للصَباح شَمِيط لاختلاط بياضِه بباقي ظُلمة الليل
وعن الليث الشَمَط في الرجُل شَيبُ اللَّحية وقيل الشَمَطُ بياض شعْر الرأس يُخالِط سَوادَه ولا يقال للمرأة شَيباء ولكنْ شَمْطاء
وتَفصيلُ الناطفيّ لبيان أن الشَمَط متى يكون عيباً لا أنه تحديدٌ لُغَويٌّ
شمل
الشَمْلة كِساء يُشتمل به وقولهم جمع الله شَمْله أي ما تشتَّت من أمره
شمم
شَمُّ الرائحةِ معروف من باب لبِس وقد جاء من باب طلَب وفي الواقعات رجلٌ دخل المُخاطُ أنفَه فاستشَمَّه فأدخلَه في حَلْقه أراد استنشَقه فاستعار ذلك كما استُعير الاستنشاقُ للشَمّ
الشين مع النون
شنأ
شَنأهَ أَبغضَه وهو شانئٌ وهي شانِئة (1/454)
شنج
شَنِجَ جِلْدُه شَنَجاً تقبَّض وانزوَى من مسّ النار وتشنَّج مثْله وقَباءٌ مُشنَّجٌ
وفي المنتقى من استَنْجى ولم يُدخِل إصبَعه فليس بتَنْظيف قال يعني الشَّنَج الظاهرَ وهو ما حولَ المَخْرج من غَضْنٍ نحو تشنُّج القَباء
شنر
الشّنار العَيب
شنز
الشُّوينز نَوع من الحَبّ قيل هو الحَبّة السَّوداء
شنع
الشَّناعة القُبْحُ وعن الهُنْدُوانيّ الصُفرة المشنَّعة تَفوِيتٌ ( 149 / ب ) للجَمال أي القَبيحةُ من شَنَّعتُ عليه الأمرَ إذا قبّحتَه عليه
شنق
الشَنَقُ ما بين الفَريضتين في الزكاة وتمامه في وق وقص
ومنه ولا شِناقَ أي لا يؤخذْ شيءٌ مما زاد على الخَمْس إلى التِسْع مَثلاً وعن أبي سعيد الضرير هو مثل الخِلاط وفيه نظَر
وأما الحديث الآخر فقام إلى قِرْبة فأطلَق شِناقها ثم توضأ فالمراد به الوِكاءُ
شنن
الشَنُّ السِقاء البالي والماءُ يكون فيه أبْرَدُ وجمْعُه شِنانٌ (1/455)
والشن مصدر شَنَّ الماءَ إذا صبَّه متفرقاً من باب طلَب ومنه وشَنّوا الغارة أي فرَّقوها والغارةَ هنا الخيل المُغيرةُ
وفي مثلٍ شِنْشِنةٌ أعرِفها من أَخْزَمَ وهي الطَبيعةُ والعادة يُضرب في قُرْب الشَّبَه وقد تمثّل به عُمر لابن عباس يشبِّهُه بأبيه لأنه فيما يُقال لم يكن لقرشيّ مثلُ رأْي العباس
وأول من قال هذا جَدُّ جَدٍّ حاتِمٍ لأنه ابنُ عبدالله بن سَعد بن الَحشْرَج بن امرئ القيس بن عديّ بن أخزَمَ بن ابي أخزَم الطائي كذا أُثبت نَسبه في النفْي وذلك أن حاتماً حين نشأَ وتقبَّل أخلاق جدّه أخزَم في الجُود قال جَدّه شِنْشِنةٌ أعرفها من أخزَم
وقد تمثَّل به عَقيل بن عُلَّفةَ المُريُّ حين جَرحه بنوه فقال
( إن بَنيَّ ضرَّجوني بالدم ... مَن يلْق آسادَ الرجال يُكْلَم )
( شِنشِنةٌ أعرفها من أخزم ... )
قال الحريريّ من أدّعى أن المثَل له فقدْ سها فيه
الشين مع الواو
شوذ
المَشاوِذ جمع مِشْوَذٍ وهو العِمامة (1/456)
شور
شارَ الدابّة في المِشْوار عرضها للبيع ومنه فحمل عليه رجلاً يشُوره أي يُقبِل به ويُدْبِر لينظُر كيف يَجري وبمصدره سمّي والد القَعقاع بن شَوْرٍ المضروبِ به المثَلُ في حُسن الجِوار
وشاورتُ فلاناً في كذا وتَشاوروا واشْتَورُوا والشُورَى التشاورُ وقوله ترَك عمر رضي الله عنه الخلافةَ شُورى أي مُتَشاوَراً فيها لأنه رضي الله عنه جعلَها في ستّة ولم يُعيِّن لها واحداً وهم عثمانُ وعليّ وطَلْحة والزُبير وعبدُ الرحمن ابنُ عَوف وسعدُ بن أبي وقاص
شوس
الشَّوَسُ مصدر الأَشْوَس وهو أن ينظُر بمؤْخِر عيَنَيْه تكبرّاً أو تغيُّظاً وبتصغيره مرخّماً سمي شُوَيْسٌ في حديث مَيْسان وكنيته أبو الرُقاد
شوص
الشَّوْص الغَسْل ومنه الحديث كان يَشُوص فاهُ أي يُنقّي أسنانَه وَيغسِلها
وفي قوله عليه الصلاة و السلام من شمَّت العاطِسَ أمِنَ مِنَ الشَّوْصِ واللْوص والعِلَّوْص الشَّوصْ وَجَمعُ الضِرس واللَّوْص وَجَعُ الأذن والعِلَّوْص اللَّوَى وهو التّخمة
شوط
الأَشْواط جمْعُ شَوْطٍ وهو جَرْيُ مرّةٍ إلى الغاية (1/457)
شوع سعيد بن أَشْوَعَ قاضي الكوفة من قِبل خالد بن عبدِالله القَسْريّ
شوف المطلّقةُ طلاقاً رجعيّاً تتشوَّف لزوجها أي تتزيّن بأن تَجْلُوَ وجههَا وَتصقُل خدَّيها من شاف الحَلْيَ إذا جَلاه
شوه امرأةٌ شَوْهاءُ قبيحة الوجه وقد شَوِهَتْ شوَهاً والشِياهُ جمع شاةٍ
الشين مع الهاء
شهب الشَّهَبُ أن يَغلب البَياضُ السوادَ وبغلةٌ شهباءُ
شهبن شَهْبانُو وفي أنساب الطالبية شَهْرَبَانُو ( 150 / ب ) بنتُ يَزْدَجِرْدَ بن كِسرى أُمُّ زين العابدين زَوْجُ الحُسين بن علي ويقال لها شَهْرَبَانُويَهْ وَجيْداءُ وَغزالةُ
شهدج الشَّهْدانَجُ بَزْرُ شجَر القِنَّب
شهد شَهِدَ المكانَ حضره شُهوداً ومنه شَهِدَ الجمعةَ إذا أدركها وقول عائشة لأخيها عبدالرحمن لو شَهدتُك ما زُرْتُك أي لو شاهدتك حالة الحياة لمَا زُرتك بعد الوفاة (1/458)
وأما قوله تعالى ( فمن شَهِدَ منكُم الشَّهرَ فلْيصُمه ) فانتِصابُه بالظرف على معنى فمن كان حاضراً مقيماً غير مُسافر في الشهر فلْيَصُمهُ أي فَلْيَصُم فيه
والشهادة الإخبار بصحّة الشيء عن مُشاهدةٍ وعِيان
يقال شَهِدَ عند الحاكم لفلان على فلان بكذا شهادةً فهو شاهدٌ وهم شُهودٌ وأشْهادٌ وهو شَهيدٌ وهم شُهَداء وأما الشَهيد بمعنى المُسْتَشْهَد المقتول فقيل لأنه مشهودٌ له بالجنة أو لأنه حيٌّ عند الله حاضرٌ
وقد تَجْري الشَهادة مُجرى الحَلِف فيما يُراد به من معنى التوكيد يقول الرجل أشهَدُ وأشْهَدُ بالله بفتح الألِف وأَعزِمُ أعزِم بالله في موضع أُقسِم وعليه قوله تعالى ( قالوا تَشْهَدُ إنّكَ لرَسولُ الله في أحد الوجهين وبه استدَلّ أبو حنيفة أن أشهدُ يمين
وأشْهَده على كذا جَعله شاهِداً له واستَشْهدَه طلب منه الشهادة
والإشهاد في الجنايات أن يقال لصاحب الدار إنّ حائطك هذا مائلٌ فاهْدِمْه أو مَخُوف فأصلِحْه
والتَشهُّد قراءة التَحيّات لاشتمالِها على الشهادتَين
شهر شَهَره بكذا شهَّره به وهو مشْهورٌ ومشهَّر وأشْهَره بمعنى شهَّره غيرُ ثَبتٍ (1/459)
وقوله تعالى ( الحَجّ أشْهُرٌ معلوماتٌ ) أي وقتُ الحجّ أشهُر معروفات عند الناس وهي شَوَّالٌ وذو القَعدة وَعشرُ ذي الحِجّة عند أبي حَنيفة وعند الشافعي تسعُ ذي الحجة وليلةُ يومِ النَّحْر وعند مالكِ ذو الحجّة كلُّه وأصلُ الشهر الهلالُ يقال رأيتُ الشهر أي هلاله قال ذو الرمّة
( فأصبح أجلَى الطَّرْفِ ما يَستزيده ... يرى الشهرَ قبل الناس وهو نحيل )
وسُمي بذلك لِمالَه من الشُّهْرة وهي اسم من الاشتِهار
ومنه نَهى عن الشُّهْرتَين وهما الفاخرُ من اللباس المرتَفِعُ في غايةٍ أو الرَذْلُ الدَنيُّ في غايةٍ
والشِهْريّة البَراذين والشَّهَارَى جمعُها
شهرز الشِّهْرِيزُ نوع من التمر جيّدٌ والسين غير المعجَمة أعرَفُ عن الأزهري وغيره
شهل الشِّهْليليُّ من الدَّراهم مقدارُ عَرْض الكفّ
شهن الشّاهين طائرٌ معروف وأما الشاهين في قوله ولو أوصى له بشاهينٍ فهو عَمود الميزان وكلاهما معرَّب (1/460)
الشين مع الياء
شيء الشَيءُ في اللغة ما يُعلم ويُخبر عنه وفي الحساب عَددٌ مجهول يصير في أثناء العمل جَذْراً
وقوله وهل لك مع هذا من شيء في جن
وفي حديث ابن عمر في الصَرف لا بأس إذا افتَرقْتما وليس بينكما شيء أي بينك وبين صاحبك شيء من العمل الواجب بحكْم عَقْد الصَرْف من قبض البَدلَيْن أو أحدِهما
شيب الشَّيْب بياض الرّأس عن الأصمعي وغيره قال عَبيد
( والشيبُ شَيْنٌ لمن يَشيبُ ... )
ورجل أشْيَب على غير قياس والجمع شِيبٌ ويقال لكانون الأوّل شَيبانُ لابْيِضاض الأرض بالجليد والثلْج وبه سمّي والد عليّ بن شَيبان وهو صحابي ( 151 / ب ) يَروي حديث إقامة الصُّلْب في الركوع والسجود (1/461)
شيخ الشَّيْخ لغة في المُسِنّ بعدَ الكَهْل وهو الذي انتهَى شبابُه والجمع أشياخ وشُيوخ وشِيخَة بسكون الياء وفتحها كغِلْمةٍ وعِوَدَةٍ في جَمعيْ غلامٍ وعَوْدٍ ومنه قوله في المنتقى ولو قال للوكيل تصَدَّق بها على الشِيْخَة الضَعْفَى الذين حطَمهم الكِبَرُ أي كَسرهم يعني أسنُّوا والمَشْيَخة اسمُ جمْعٍ له والمشايخ جمعُها
وأما اقتُلوا شُيوخ المشركين واستَحْيُوا شَرْخَهم ففيه قولان أحدُهما أن الشُّيوخَ المَسانُّ الذين بهم جَلَدٌ وقوّةٌ على القتال والشَّرْخَ الصِغارُ الضِعافُ من الشُبّان والثاني أنه أُريدَ بالشيوخ الهَرْمَى الذين لا يُنتفَع بهم وبالشَرْخ الشُبّانُ الأقوياءُ على ظاهر اللغة وهو جمع شارخ كرَكْب في راكب
وتفسير الاستحياء بالاستِرقاق توسُّع ومَجازٌ وذلك أن الغرض من استِبقائهم أحياءً استِرقاقُهم واستخدامُهم
شير في الحديث قَسم الخُمْسَ بشِيرَ شِعْبٍ بالصَفْراء ويُروى بالسين والصواب بِشِيَّر بِكسر الشين (1/462)
وتشديد الياءِ سماعاً من مشايخ الصفراء حين نزلتُ بها مُجتازاً إلى مدينة الرسول
شيز في المنتقَى يُقطَع في الشِيزَي والآبْنُوس هي خشب الجَوْز عن الدِيْنَوَرَيّ وقيل خشبَة سَوداءُ يُتّخذ منها الأمشاط والجِفانُ قال لبيد
( بِجفانِ شيزَى فوقَهنّ سَنامُ ... )
شيط شاطَ دمُه بطَل من باب ضرَب وأشاطَه السلطانُ أَبْطله وأهدره ( 152 / 1 ) ومنه قول بعض الشافعية ويُشاط الدمُ بالقَسامة ويُناط تصحيف
شيع المُشيَّعة الشاة التي لا تَتْبع الغنَم لضَعْفها وعَجفَها بل تحتاج إلى مشيِّعٍ وسائقٍ من شَيَّع الراعي إبِلَه إذا صاح فيها فَتَنساقُ ويُشايع بعضُها بعضاً
وفي الفائق بكسر الياء وهي التي لا تزال تَتْبع الغنمَ ولا تَلْحَقها لِهُزالها من شَيَّع الضَّيْفَ إذا تَبِعه
شيم رجلُ أَشْيَمُ بهِ شامةٌ وهي بَثْرة إلى السَّواد في الجَسد
شيه الشِّياتُ موضعها وش وشي (1/463)
باب الصاد
الصاد مع الياء
صبب فلمّا انصبّت قدماه في الوادي أي استقرَّتا مستعار من انصباب الماء
ابن صُبابة في قي قيص
صبح صَيحَه سَقاه الصَّبُوحَ من باب منَع ومنه قوله
( ألا فاصْبَحاني قبلَ خَيْل أبي بكرِ ... لعلّ منَايانا قريبٌ وما نَدري )
وإنما قال قريبٌ تشبيهاً له بفعيلٍ بمعنى مَفْعول كما في إن رحمة الله قريبٌ من المحسنين على أحد الأوجه
ووجه صَبيح حسنٌ وبه سُمي والد الربيع بن صَبيح يَروي عن الحسن وعطاءٍ وعنه الثوريُّ وكذا والد عَمْرةَ بنت صَبِيح والطبيخ تصحيف
وأما مُسلم بن صُبَيْح فبالضمّ على لفظ تصغير صُبْح وكُنيته أبو الضُّحى يَروي عن النُعمان بن بَشير ومسروقٍ في السير وعنه الأعمش هكذا في النَفْي والجرح والكُنى (1/464)
واستَصبَح بالمصباح واستصبَح بالدُهن ومنه قوله ويُستَصبَحُ به أي يُنوَّر به المِصباحُ والصُباحي بضم الصاد
صبهبذ دراهِمُ إصْبَهْبَذيَّةٌ ( 152 / ب ) نوع من دراهم العراق
صبر الكَلْب مَثلٌ في الصبر على الجِراحة وأصله الحَبْسُ يقال صَبرتُ نفسي على كذا أي حَبستُها ومنه حديث شُريح أصبيرُ لهم نفسي في المجلس وروي أُصيّر من الصَيْرورة وليس بذاك
ويقال للرجل إذا شُدَّتْ يداه ورِجلاه أو أمسَكه رجل آخرُ حتى يُضربَ عنقه قُتل صَبْراً ومنه نَهى عن المصبُورة وهي البَهيمة المحبوسةُ على الموت
ويَمينُ الصَبْرِ ويَمينٌ مصبورة وهي التي يُصْبَر عليها الإنسان أي يُحْبَس حتى يَحْلِف ويقال صَبَرتُ يَمينَه أي حَلَّفتُه بالله جَهْدَ القَسَم ورُوي أن إياساً قضى في يومٍ ثلاثين قضيّةً ما صَبَّر فيها يميناً ولا سأل فيها بيِّنةً أي ما أجبرَ أحداً عليها (1/465)
والصَّبر بكسر الباء هذا الدَواءُ المُرُّ وبوزن القطعة منه سمي والد لَقيط بن صَبِرْة في حديث المضمضَة
والصُنْبور النحاسي في الحمَّام هو قصبَةُ الماء من الحَوْض إلى الحَوض وبالفارسية نَايِزَهْ
صبغ صَبغ الثوبَ بصِبْغٍ حسن وصِباغٍ وهو ما يُصبَغ به ومنه الصِبْغ والصِباغ من الإدام لأن الخُبر يُغمَس فيه ويُلوَّن به كالخلّ والزيت ويقال اصطبغَ بالخلّ وفي الخلِّ ولا يقال اصطبغَ الخبزَ بخلٍّ ورواية المبسوط عن أُم خِداش قال رأيت عليا عليه السلام يخرج الخبز من سلةٍ ويصطبغ بخلّ خمر
وفرس أصبغ ابيضّت ناصيتُه كلُّها وبه سمي والد تُماضر بنت الأَصْبَغ
صبي الصَّبيّ الصغيرُ قبل الغلام وجمعه صِبْيَة وصِبْيَان وبتصغيره مُرخّماً سمي صُبَيّ بن مَعبدٍ التَغْلَبيّ أسلَم ولَقي زيدَ بن صُوحانَ
الصاد مع الحاء
صحب الصاحبة تأنيثُ الصاحب وجمعُها صَواحِب ومنها حديث عائشة رضي الله عنها أنتنّ صَواحبُ (1/466)
يوسفَ ومن رَوى صَواحباتُ فقد قاسَها على جِمالات ورِجالات وذلك قليلٌ
صحر أصْحَر خرج إلى الصحراء وتصحَّر غيرُ مسموع ومنه فإن قَطعتَ عنهم شِرْبَهم أصْحروا ويُروى أُضجِروُا وضَجِرُوا من الضَّجر وله وجه
وصُحارٌ جَدُّ جعفرِ بن زيد بن صُحارٍ ويُروى ابن صُوحان والأول أصحّ
صحف الصَّحيفة قطعةُ قِرطاسٍ مكتوبٍ وجمعُها صُحُف وقد جعَلها محمد رحمه الله اسماً لغيْر المكتوب في قوله فإن كانت السرقة صُحُفاً ليس فيها كتاب أي مكتوب
والنسبة إليها صَحَفي بفتحتين وهو الذي يأخذ العِلم من الصحيفة والمُصْحفَ الكُرّاسة وحقيقتها مَجْمَع الصُّحف
والتَصحيف أن تَقرأَ الشيءَ على خلاف ما أرادَ كاتبُه أو على غير ما اصطَلحوا عليه
والصَّحْفة واحدة الصِّحاف وهي قَصْعة كبيرةٌ منبسِطة تُشْبِع الخمسة
صحن الصِحْناة بالفتح والكسر الصِّير وهي (1/467)
بالفارسية ماهِيابهْ
صحو صَحا السَّكْرانُ صُحُوّاً وصَحْواً زال سُكْرُه ومنه الصَّحْو ذَهاب الغَيم وقد أصْحَت السماء إذا ذَهب غَيمها وانكشَف فهي مُصْحِيةٌ ويومٌ مُصْحٍ وعن الكسائي هي صَحْوٌ ولا تقُل مُصْحِيةٌ
الصاد مع الدال
صدأ صُدَاءٌ حَيّ من اليمن إليهم يُنسب زياد بن الحارث الصُّدائيُّ ومنه إنَّ أخا صُداءٍ
صدد صَديدُ الجُرْح ماؤه الرقيق المختلِطُ ( 153 / ب ) بالدم وقيل هو القَيْح المختلِط بالدم
صدر رجل مصْدُورٌ يَشتكي صدْرَه ومنه المثَل لا بدّ للمصدورِ أن يَنْفِثَ
وعن سفيان وهل يستطيع مَن به صَدْرٌ أن لا ينفِث وهذا إن صحّ على حذف المضاف
صدع الصَّدْع الشَّقُّ ومنه تصدَّع الناس إذا تفرَّقوا ومِصْدَع أبو يحيى الأعرجُ الأنصاريُّ مِفْعَلٌ منه (1/468)
صدغ الصَّديغ الوَليد الذي تمَّتْ له سبعُ ليالٍ لأن صُدْغَه حينئذ يَشتَدّ
الصَدَف مَيْلٌ في الحافِر أو الخُفّ إلى الجانب الوحشيّ وأما الالتِواءُ في العُنق فلم أجِده
وصَدَفُ الدُرَّة غشاؤها وفي كُتب الطِبّ أنه من حيوان البَحر وهو أصنافٌ
صدق صِداقُ المرأَةِ مَهْرُها والكسر أفصح وجمعُه صُدُقٌ والأَصْدِقَةُ قياسٌ لا سَماع
وأَصْدَقَها سَمّى لها الصَداق وقد جاء مُعدَّى إلى مفعولين ومنه الحديث ماذا تُصْدِقُها فقال إزاري
وتَصدَِّق على المساكين أعطاهم الصَدقةَ وهي العَطِيَّةُ التي بها يُبتغي المثُوبةُ من الله وأما الحديث إن الله تعالى تصدَّق عليكم بثلُث أموالكم فإن صَحَّ كان مجازاً عن التفضّل وقوله فَودَاه بمائةٍ من إبِل الصَدَقة ورُوي فَودَاه مِن عنده قال الطحاوي أيْ ممّا يَدُه عليه وإن لم يكن مالِكاً له حتى لا يَتضادَّ الحديثان وهذا أحسن من تأويل من قال أي من الأسنان التي تُؤخذ في الصدَقة
والصِدّيق الكثيرُ الصِدْق وبه لُقّب ( 154 / 1 ) أبو بكرٍ رضي الله عنه وكُني أبو الصدّيقِ الناجيُّ في حديث (1/469)
التشهد واسمه بكْرُ بن عَمْروٍ أوْ ابنُ قيسٍ يَروي عن ابن عُمر وأبي سعيدٍ الخُدْريّ رضي الله عنهم
صدل الصَيادِلة جمعُ الصَيْدلانيّ لغة في الصَّيْدَنانيّ وهو بَيَّاع الأَدوية
صدم الصَّدْم الدَّفْع وأن تَضرِب الشيء بجسدك ومنه الكَلْب إذا قَتل الصيدَ صَدْماً لا يُؤكل والرجلان يَعْدُوانِ فيتَصادمَان واصطدم الفارِسان صدَم أحدُهما الآخر أي ضرَبه بنفسه
صدي صَدِيَ عَطِشَ صَدًى من باب لبِس ومنه قول ابن سِيرينَ طَعامُ الكفّارة أُكْلةٌ مأدوُمةٌ حتى يَصْدَوْا
الصاد مع الراء
صرب الصَّرْبُ اللّبَن الحامض وأما الصِّراب كما هو في بعض شروح الجامع الصغير فتَحريف أو جمعٌ على قياس حَبْلٍ وحِبال ورَمل ورِمال
صرج الصاروج النُورَةُ وأخلاطُها
صرخ صرخ صاح يَستغيث من باب طلَب صُراخاً وصَريخاً ومنه ليس بشَرط أن يَصْرُخ بالتلبية ويَهتِف بها أي يُصوّت صوتاً شديداً واستَصْرخَني فأصرخْتُه أي استَغاثني فأغثْتُه (1/470)
واستِصراخ الحيّ على الميِّت أن يُستعان به ليقُوم بشأن الميّت ومنه حديث ابن عُمر فاستُصْرِخ على امرأَته وبامرأته خطأٌ والمعنى استُعينَ على تَجهيزها ودَفْنها ويجوز أن يُراد أنه أُخبِرَ أنها أشرفَت على الموت فجَدّ في السَير وأسرعَ
صرد الصُّرَدُ طائر أبقَعُ أبيض البطن أخضَر الظهر ولذا يسمّى مجوّفاً ضَخْمُ الرأس ( 154 / ب ) ضَخمُ المنقار وله بُرْثُنٌ وهو مثل القارِيَةِ في العِظَم ويسمى الأخْطَبَ لخُضْرَةِ ظَهره والأَخْيَلَ لاختِلاف لونه لا يكاد يُرى إلا في شُعْبةٍ أو شجرةٍ لا يَقْدِر عليه شيء يَصطاد العصافير وصِغارَ الطَّير ويُتشاءَم به كذا ذكره أبو حاتم في كتاب الطَّير
صرر الصَرّ الشَدَّ ومنه الحديث مصْرُورٌ فلا أقتُله أي مأسورٌ مُوثَقٌ ويُروى مصفَّدٌ من الصَّفَد القَيْدِ
والصَرُورة في الحديث الذي تَرك النّكاح تَبَتُّلاً وفي غيره الذي لم يَحُجَّ كلاهما من الصَرّ لأنه مُمتَنِعٌ كالمَصْرور
وصَرْصَرُ قرية على فَرْسَخَيْن من بغداد إلى المَدائن
الصَرّار في خط خطب
صرف صَرفَ الدراهمَ باعَها بدراهمَ أو دنانيرَ واصطَرفها اشتَراها (1/471)
وللدرِّهم على الدِّرهم صَرْفٌ في الجَوْدة والقِيمة أي فَضْلٌ وقيل لمن يعرفُ هذا الفضل ويُميِّزُ هذه الجَوْدةَ صَرَّافٌ وصَيْرَفٌ وصَيْرَفيٌّ وأصله من الصَرْف النَقْلِ لأن ما فضَل صُرِفَ عن النقصان وإنما سُمي بيعُ الأثمان صَرْفاً إما لأن الغالب على عاقِده طَلَبُ الفَضْل والزيادة أوْ لاختصاص هذا العَقد بنقل كلا البَدليْن من يدٍ إلى يدٍ في مجلس العَقد
والصِرفْ بالكسر الخالِصُ لأنه مصروف عن الكدَر
صرم الصَّرم الجِلْد تَعريبُ جَرْمٍ ومنه الصَرّام وصرَمه قطعَه ومنه الصَرْمة القِطْعة من الإبل وبها سمي صِرْمةُ بن أنس أو ابن قيسٍ وقيل قيسُ ( 155 / 1 ) ابن صِرْمة وكلتا الروايتين عن الواحديّ في سبب نزول قوله تعالى ( حتى يتبيَّن لكم الخيطُ الأبيضُ )
ورجلٌ أصْرَمُ مقطوعُ طرف الأُذنَين وناقة مصرَّمةُ الأَطباء عُولجت حتى انقطَع لبنُها وتصرَّم القِتال انقطع وسكَن
صري الصَراةُ نهر يَسقي من الفرات وصَواريها في قل قلع (1/472)
الصاد مع العين
صعب الصَّعْب خلاف السَّهْل وبه سمي الصَعْب ابن جثّامة وحِصْنُ الصعب بن معاذٍ أحدُ حصون خَيبر
صعد الصَعيد وجهُ الأرض تُراباً كان أو غيره قال الزجّاج لا أعلم اختلافاً بين أهل اللغة في ذلك ومن قال هو فَعيل بمعنى مفعولٍ أو فاعلٍ من الصعود ففيه نظَر
صعر الصَّعَرُ مَيَلٌ في العُنق وانقلابٌ في الوجه إلى أحد الشِقَّين عن الليث
ويقال أصاب البعيرَ صَعَرٌ وصَيَدٌ وهو داءٌ يَلوي منه عُنقَه ويقال للمتكبّر فيه صَعَرٌ وصَيَدٌ ومنه قوله تعالى ( ولا تُصعِّر خَدّك للناس ) أي لا تُعْرِض عنهم تكبراً والظَليم أَصْعَرُ خِلْقَةً
وقوله وفي الصَعَر الدِيَةُ عن المبرّد أنه فَسّره باعوجاجِ الوجْه
صعلك الصُعْلُوك الفقير
صعل رجل صَعْلٌ صغير الرأس وأصعلُ أيضاً وأنكره الأصمعي
صعو الصَّعْوُ صِغار العصافير الواحدة صَعْوة وهو أحْمَرُ الرأْس (1/473)
الصاد مع الغين
صغر صَغُر صُغْراً وصَغاراً إذا ذَلَّ وفي التنزيل وهم صاغِرون أي تؤخَذ منهم على الصَغار والذُلّ وهو أن يأتي بها بنفسه ماشياً غيرَ راكبٍ ويُسلِّمهَا وهو قائم والمتسلِّم ( 155 / ب ) جالِسٌ
والمصغَّرةُ عن شِمْر فيما نُهي عنه في الأضاحي من الصِّغَر أو الصَّغار وعن القُتيبي المصفَّرة بالفاء وهي المهزولة وقيل المستأصَلةُ الأُذُنِ ويُروى بتخفيف الفاء وكلاهما من الصِفْر الخالي
الصاد مع الفاء
صفح صَفْحُ الشيء وصَفْحَتُه جانبُه ووجْههُ ومنه صلّى إلى صَفْحة بَعيرهِ وقولهم صفَح عنه إذا أعرَض عنه وحقيقتُه ولاّهُ صَفْحةَ وجهِه ومنه قوله في طلاق الأصل صفَحتُ عن طَلاقِك
وتصفَّح الشيءَ تأمَّله ونظر إلى صَفحاته ومنها أنه عليه السلام تصفَّح الرَقيقَ فرأى فيهم امرأةً والهةً
وصفَّح بيدَيه ضَرب إحداهما على الأخرى ومنه التَّصفيح للنساء ويُروى التَّصفيق وهما بمعنى (1/474)
والمُصْفَح الذي كأنه مُسح صَفْحا رأسِه أي ناحيتاه فخرج مقدَّمُه ومُؤخّره والصفيحة اللوح وكلُّ شيءٍ عَريضٍ ومنها اشترى داراً فيها صَفائح من فضة وذهب وقوله صُفِّحتْ له صَفائحُ من نارٍ أي جُعِلَت له قِطَعٌ منها مثلُ الصَّفائح
صفد صَفَده أوثقه صَفْداً من باب ضرَب ومنه حديث ابن مسعود ما في هذه الأمَّة صَفْدٌ ولا تَسْييرٌ
صفر الصَّفراءِ وادٍ في طريق مكَّة إلى المدينة وسَماعي على لفظ التصغير ويقال له الأَصَافِرُ
صفف صفَفتُ القومَ أقمتُهم صَفَّا وصَفُّوا بأنفسهم بمعنى اصطفّوا ومنه تَصُفُّ النساءُ خلفَ الرجال ولا تَصُفُّ معهم
والصَفِيف في كتاب الأَيْمان اللَحْمُ ( 156 / 1 ) القَديدُ المجفَّف في الشمس وفي المنتقى لا قَطْع في اللحم طَريّة وَصفيفهِ ومالِحه وفي اللغة ما شُرِحَ وصُفَّ على الجَمْر لينْشَوِي ومنه قول امريء القيس
( صفيفَ شِواءٍ أو قديرٍ معجّلِ ... ) (1/475)
و عن الليث هو القَديدُ إذا شُرِرَ في الشمس وعن الكسائي مثلُه
والصِّفاف في جمع صُفّةٍ البيتُ كقِفاف في جمع قُفّةٍ قياسٌ والسَماع الصُفاّتُ وصُفة السَرْج ما غُشِّيَ به بين القَربُوسَيْن وهما مقدَّمُه ومؤخّره
صفق
الصَّفْقة ضَرْبُ اليَدِ على اليَدِ في البيع والبَيْعة ثم جُعِلَت عبارةً عن العَقْد نفسِه وقول ابن عمر رضي الله عنهما البيع صَفْقةٌ أو خِيارٌ أي بيعٌ باتٌّ أو بيعٌ بخِيار
وثوب صَفيقٌ خلافُ سَخيفٍ وهو أَصْفَقُ منه
صفن
الصُّفْنُ بالضم خَريطة الراعي يكون فيه طعامه وزادُه وما يَحتاج اليه وقيل هو مثلُ الرَكْوة
ومنه حديث عمر رضي الله عنه لئن بقيتُ لأُسوّيَنَّ بين الناس حتى يأتي الراعيَ حقُّه في صُفْنه لم يَعرَق فيه جَبينُه ويُروى حتى يكونوا بَبّاناً واحداً أي ضرباً واحداً في العطاء وهو فَعّالٌ من باب كوْكبٍ عن أبي علي وعن بعضهم بَيَاناً بالياء ولم يَثبْت
صفو
الصفيّ ما يَصطفيه الرئيسُ من الغنيمة قبل القِسمة من فَرس أو سيف أو جارية والجمع صفايا ومنها حديث عمر رضي الله عنه كانت لرسول الله عليه السلام ثلاثُ (1/476)
صفايا بنو النَضير وفَدَكُ وخَيبرُ قال ابن عَنمَة الضبيّ
( لك المِربْاع منها والصفَايا ... وحُكْمُك والنَشيطةُ والفُضولُ )
فالمِرباع الرُبْعُ والنَشيطة ما أصاب الجيشُ في الطريق من الغنيمة قبل أن يَصل إلى بَيْضة العدوّ والفضول ما فضَل منها بعد القسمة
وكانت هذه كلُّها للرئيس فنسَخها الإسلام إلا الصَفِّي فإنه بقي لرسول الله خاصّةً
ويقال أَصْفَى دارَ فلانٍ إذا غصَبها وهو من الصَفْو ومنه قول محمدٍ رحمه الله وإذا أصْفَى أميرُ خراسان شِرْبَ رجلٍ أو أرضَه وأقْطَعها رجلاً لم يَجُزْ وتَمامُه في المُعْرِب
الصاد مع القاف
صقلب
الصَّقالبة في سق سقلب
صقر
الصَّقر دِبْس الرُطَب ومنه ولو جُعل التمرُ صَقْراً
صقع
في الحديث ومن زَنى مِمْ بِكْرٍ فاصقَعُوه واستَوفِضوه ومن زَنى مِمْ ثَيِّبٍ فضَرِّجُوه بالاضاميم أي أضرِبوه وغَرِّبوه من صَقَعه إذا ضَرب أعلى رأسهِ ومنه (1/477)
فرس أصْقَعُ أعلى ( 156 / ب ) رأِسه أبيض والاستيفاض استِفعالٌ من وفَضَ وأوْفَض إذا عَدا وأسرع والتَضريج التَدْمية والأضاميم جماعات الحِجارة جمعُ إضمامة والمراد الرَّجْم
الصاد مع الكاف
صكك
الصَكّاء التي يَصْطكّ عُرقُوبَاها وبها صَكَكٌ وأصله من الصَكّ الضَرْبِ
وأما الصَكُّ لكتاب الإقرار بالمال أو غير فمعرّب
الصاد مع اللام
صلب
الصَّليب شيء مثلَّث كالتِمثال تَعبُده النَصارى ومنه كُرِهَ التَّصليبُ أي تَصويرُ الصَليب لأنه من علامات الكُفْر وفي حديث عائشة أن النبي عليه السلام كان إذا رأى التَصليب في ثوبٍ أي قطَع مَوضِعَه أو نَقْشَه وصُورتَه على التسمية بالمصدر
والصليب الخالِصُ النَسبِ يقال عربيٌّ صَليب أي خالصٌ لم يَلتبِس به غيرُ عربيّ
وصَليبة الرجل مَن كان من صُلْب أبيه ومنه قيل آلُ النبيّ الذين تحرمُ عليهم الصدقةُ هم صَليبةُ بني هاشم وبني عبد المطلب يعني الذين من صُلْبهم
صلح
الصلاح خِلاف الفَساد وصلَح الشيءُ (1/478)
من باب طلَب وقد جاء في باب قَرُب صَلاحاً وصُلوحاً وأصلَحه غيرهُ ومنه عِلكٌ مُصْلَح أي معجونٌ معمول والجيم خطأ وإنما عُدّي بإلى في قوله دابّةٌ أنفَق عليها وأصلَح إليها على تضمين معنى أحسَنَ
والصُّلْح اسمٌ بمعنى المصالحَة والتَصالُحُ خلافُ المخاصمةِ والتَخاصُم وقول علي رضي الله عنه لولا أنه صُلْخ لرددْتُه أي مُصالح فيه أو مأخوذ بطَريق الصُّلح
وقوله كانت تُسْتَرُ صُلْحاً ( 157 / 1 ) في تس ولا صُلحاً في عم
وقوله فإنّ اصطلاح ذلك ودَواءَه على المرتهِن الصواب فإنّ إصلاح ذلك
صلخ
الأصلَخ الشَديد الصَّمَم
صلر
الصِّلَّوْر بوزن البِلَّوْر الجِرِّيّ
صلع
الأصلَع فوق الأجْلهِ وهو الذي انحسَر شعرُ مقدَّم رأسِه
صلغ
الصُلوغ بالصاد والسين في الشاء والبقر كالبُزول في الإِبل
صلو
الصَّلاة فَعَلة من صَلّى كالزكاة من زكَّى واشتقاقُها من الصَلا وهو العَظْم الذي عليه الأَلْيَتَان لأن المصلّي يُحرّك صَلوَيْهِ في الركوع والسجود (1/479)
وقيل للثاني من خيل السِباق المصلّي لأن رأْسه يلي صَلَوَي السابق ومنه قول علي رضي سَبق رسولُ الله عليه السلام وصلّى أبو بكر وثَلَثَ عمرُ
وُسمي الدعاءُ صلاةً لأنه منها ومنه وإذا كان صائماً فلْيُصَلِّ أي فَلْيَدْعُ وقال الأعشى لابنته
( عليكِ مثلُ الذي صَلَّيتِ فاغتَمِضي ... نوماً فإنّ لجنْبِ المرء مُضطَجعَا )
يعني قولها
يا رَبّ جنّبْ أبي الأَوْصابَ والوجَعا ... )
لأنه دعاءٌ له منها وقال أيضاً
( وأقبَلها الريحَ في دَنّها ... وصلَّى على دَنّها وارْتسَمْ )
أي استَقبلَ بالخمر الريحَ ودَعا وارتَسم من الرَّوْسَم وهو الخاتَمُ يعني خَتمها ثم سمي بها الرحمةُ والاستِغفار لأنهما من لَوازم الداعي
والمصلَّى موضع الصلاة أو الدعاءِ في قوله تعالى ( واتخِذوا من مَقام إبراهيمَ مُصلّى )
وقوله عليه السلام حكايةً عن الله قسَمتُ الصلاةَ يعني سورةَ الصلاة وهي الفاتحة لأنها بقراءتها تكون فاضلةً أومُجْزِئةً وقوله عليه السلام لأسامة الصلاة أمامك أي وقتُ الصلاة أو مَوضعُها ( 157 / ب ) يعني بها صلاةَ المغرِب (1/480)
وقوله عَبيدُ فلانٍ يُصَلّون أي هم بالغون ومنه حديث ابن الزبير أقرعَ بينَ من صلّى من رَقيقِه حين أعتَقهم من بعده أي مَن بلغ وادرك
صلي
الصَّلاءةُ والصَّلايةُ الحجَر يُسْحَق عليه الطِيبُ أو غيرهُ ومنها أخرجَ جُرصناً أو صَلايةً أي حَجراً وقوله في الواقعات حدّادٌ ضربَ حديدةً بِمطرقةٍ على صَلايَةٍ يعني السَنْدان وهذا وهْمٌ
والصَلَى بالفتح والقصر أو بالكسر والمدّ النار
الصاد مع الميم
صمت
صمَت صَمْتاً وصُموتاً وصُماتاً أطال السكوتَ ورُوي إذْنُها صُماتها ومنه الصامِتُ خلافُ الناطِق
وبابُ مُصْمَت مغلَق ومنه حرمةُ الكفرِ حرمةٌ مُصْمَتةٌ أي مقطوعٌ بها لا طريقَ إلى هَتْكها وحقيقة المُصْمَت ما لا جَوْفَ له ومنه صلَّى وبينه وبين الإمام حائطٌ مُصْمَتٌ أي لا فُرْجة فيه
وثوب مُصْمَتٌ على لون واحدٍ وفي باب الكراهية الذي سَداهُ ولحمته إبْرَيْسَم وقيل هو ما يُنسَج من إبريسمٍ غير (1/481)
مطبوخ ثم يُطَبخ ويُصبَغ على لون واحدٍ وإناءٌ مُصْمَتٌ خلاف مفضَّض
صمخ
الصِمَاخ خَرْقُ الأُذن
صمد
الصَمْد القَصْدُ من باب طلَب ومنه حديث المقداد ما رأيتُ رسول الله صَلّى إلى عُودٍ أو عَمودٍ إلاّ جعَله على حاجبه الأيمن أو الأيسر ولا يَصْمُد له صَمْداً أي لا يُقابِله مستوياً مستقيماً بل كان يَميل عنه
وقوله صَمدَ لُجبّة خَزٍّ أي قصَدَ بالإشارة إليها
صمر
صَيْمَرةُ بفتح الميم والضمُّ خطأٌ أرضُ مِهْرَجانَ كورةٍ من كُوَرِ الجِبال
وإليها يُنسَب أبو القاسم عبدُ الواحِد ( 158 / 1 ) بنُ الحسين الصَّيْمَريُّ صاحب التصانيف من فُقهاء خراسانَ سكَن البَصْرة وكذا الشيخ أبو عبد الله الحسين بن عليٍّ الصَّيْمَريُّ مصنّفُ منَاقب أَبي حنيفة
والجُبن الصَّيْمريُّ معروف
صمع
الأَصْمع الصَّغير الأُذنَين والمؤنث صَمْعاءُ
صمم
الأصَمّ الذي لا يسمع من كل حيوان والمؤنث صَمّاء (1/482)
ومنه لِبْسَةُ الصمّاء وهي عند العرب أن يشتمل بثوبه فَيْجَلِّلَ جسَده كلّه به ولا يَرفعَ جانباً يُخرِجُ منه يدَه وقيل أن يشتمل بثوبٍ واحدٍ وليس عليه إزار وعن أبي حنيفة هي كالاضطباع
وعن هشام سألت محمداً عن الاضطباع فأراني الصَمَّاء فقلت هذه الصمّاءُ فقال إنما تكون الصمَّاءُ إذا لم يكن عليك إزار وهو اشتمال اليهود
وقولهُ تعالى ( نساؤكم حَرْثٌ لكم ) الآية أي من أيّ جهةٍ أردتم غيرَ أن ذلك في صِمامٍ واحد هو ما يُسَدُّ به الفُرجْة كصِمَام القارورة لِسِدَادها فسُمي به الفَرْج ويجوز أن يكون معناه في مَوضعِ صِمام
صمي
في الحديث كُلْ ما أصْمَيْتَ ودعَ ما أنْمَيْت الإصماء أن يَرمِيَه فيموتَ بين يديه سريعاً والإنماء أن يَغيب بعدمَا أصابه ثم يموتَ
الصاد مع النون
صنج
الصَّنْجُ ما يُتَّخذ من صُفْرٍ مدوَّراً يُضرب أحدُهما بالآخر ومنه قوله وتُكره الصُنوج والكُوباتُ (1/483)
ويقال لمِا يُجعَل في إطار الدُفّ من الهَنات المدوَّرة صُنوجٌ أيضاً وهذا مما تَعرفه العرب وأما الصَّنْجُ ذو الأوتار فمختَصٌّ به العجَمُ وكلاهما معرَّبٌ
وكذا الصَنَجات بالتحريك في جمع صَنْجة بالتسكين وعن الفراء السينُ أفصَح وانكره القُتبيّ أصْلاً
صنبح
صُنابح بضم ( 158 / ب ) الصاد اسم بطنٍ من العرب إليهم يُنسب عبد الله الصُنابِحيّ
صنر
الصِنَارُ في دل دلب
صنبر
الصَنَوْبَر شجرٌ مثلّ اللَّوْز الصِغار وورقُه هَدَبٌ يُتَّخذ من عروقه الزِّفْتُ
صنع
الصِّناعة حِرْفة الصانع وهو الذي يَعمل بيده وعن علي رضي الله عنه يُؤخذ من كل ذي صناعةٍ صناعتُه معناه إن صحّ الحديث يؤخَذ من كل ذي صناعةٍ مَصْنُوعُه
واستَصنَعه خاتماً مُعدًّى إلى مفعولين معناه طلَب منه ان يَصنعَه واصطَنع عنده صَنيعةً إذا أحسَن إليه (1/484)
وقول السّرخْسي رحمه الله وإذا استَصنع عند الرجل قَلَنْسُوةً ولفظ الرواية وإذا اصطنَع عند الرجل تَوْراً في الأول عنْدَ زيادةٌ وفي الثاني الاستعمالُ لا في محلّه
ورجل صَنَعٌ بفتحتين وَصَنعُ اليدَين أي حاذِقُ رقيق اليدَين وامرأة صَناعٌ وخلافُها الخَرْقاء وأما قوله في زينبَ امراةِ عبد الله بن مسعود إنها كانت صَنَعِةَ اليد فكأنه لمّا سمع في المذكّر صَنَعاً وصَنِعاً وأراد وصْف المؤَنث زاد الهاءَ قياساً على ما هو الأغلب في الصفات ولم يَهِمْ أن القياس يتضاءَل عند السَماع
وصانَعَه بالمال رَشاه والمَصنْعةُ كالحوض يُتخذ لماءِ المطَر
وصَنْعاءُ اليَمن قَصبتُها
الصاد مع الواو
صوب
الإصابة الإدراكُ وقول عائشة أصابَني ما أصابني إشارةٌ إلى حديث الإفك وهو مشهور وقولُها كان عليه السلام يُصيب منّي كنايةٌ عن التَّقبيل وفي حديث حنظلة قالت زوجته إنه أصاب منّي أي جامَعَني ومنه حديث البيَاضيّ كنتُ رجلاً أصيب من النساءِ ما لا يُصيب ( 159 / 1 ) غيري أي أُجامِع كثيراً
وصَوَّب رأسه خفَضه وصَوَّب الإناءَ أَماله إلى اسفلَ ليَجريَ ما فيه ومنه قوله الإنسان لا يَجعَل تَصويِبَ (1/485)
سطحه إلى الميزاب إلا أن يكون له حقّ التسييل أراد تَسفُّله وانحطاطَه لسَيلان الماء
ورايٌ صَيِّبٌ أي صائبٌ وهذا مما لم أجِده
صوح
جَعفر بنُ زيدِ بن صُوحان بَعث إليه مُصعبٌ الثقَفي بجارِيتين وسَيْحان خطأٌ وفي متن الأحاديث جعفر بنُ زيد بن صُحارٍ وكأنه الصواب
وزَيد بن صُوحان من أصحاب علي رضي الله عنه قُتل معه يومَ الجمَل وكان قد قُطعتْ يدُه يومَ القادسيّة ومن ظنّ أنه قُتل يوم صفّين فقدْ سَها
صور
الصورة عامّ في كل ما يصوَّر مشبَّهاً بخلْق الله من ذوات الرُّوح وغيرها
وقولهم وتكره التَّصاوير والمراد التَّماثيلُ يدلّ عليه ما في المتّفق إنّ أصحاب هذه الصور يوم القيامة يعذَّبون ويقال لهم أحُيوا ما خلَقتْم ثم قال البيتُ الذي فيه الصورة لا تدخله الملائكة
ابن صُورِيا بالقصر اسمٌ أعجميّ
صوع
الصاع ثمانية أرطالٍ عند أهل العراق وعند أهل الحجاز خمسةُ أرطالٍ وثلُث رطلٍ وعن مالكٍ صاعُ المدينة تَحرّي عبد الملك فالمصير إلى صاع عُمر رضي الله عنه أوْلى وجمعُه أصْوُعٌ وصِيعانٌ وأما آصُعٌ فقلَبُ (1/486)
أصوع بالهمزة لِضمّة الواو كآدُرٍ في أدْؤُر جمع دارٍ عن أبي عليّ الفارسي
صوم
الصوم في اللغة ترْك الإنسان الأكلَ وإمساكُه عنه ثم جُعل عبارة عن هذه العبادة المخصوصة يقال صامَ صَوْماً وصِياماً فهو صائمٌ وهم صُوَّمٌ وصُيَّمٌ وصِيامٌ وفي حديث عُمر رضي الله عنه إنا نَصنع شراباً ( 159 / ب ) في صَومنا أي في زمن صَومنا
ومن مَجازه صامَ الفرسُ على آرِيّةٍ إذا لم يكن يعتلف ومنه قول النابغة
( خَيْلٌ صيام وخيلٌ غير صائمة ... تحت العجاج وأخرى تعلك اللجُما )
وقول الآخر
( والبَكرَاتث شرُّهنّ الصائمه )
يعني التي سَكنت فلا تَدُور وهي جمع بَكْرة البئر
وصام سَكتَ وماءٌ صائمٌ وقائم ودائم ساكن وصام النهارُ إذا قام قائِمُ الظَّهيرة
الصاد مع الهاء
صهب الصَّهَب والصُّهْبة والصُّهوبة حُمرة في شعر الراس واللحْية وهي إذا كان في الظاهر حُمرة وفي الباطن أسوِدادٌ وهو أصْهب وهي صَهباء والفعل صَهِبَ بكسر الهاء (1/487)
والأصيهب تصغير الأَصْهَب وفي حديث هلال بن أمية إنْ جاءت به أُصيْهِبَ أُثَيْبِجَ ورُوي أُرَيْصِحَ حَمْش الساقْين فهو لزوجها وإن جاءت به أوْراق جعْداً جُمالِيّاً خدَلَّجَ الساقين سابغ الأْلْيتَيْن فهو للذي رُميتْ به
والأَثْبَج الناتِئُ الثَبَج والأرْسحُ بالسين والصاد الأزَلُّ وهو الذي لا لحم على كفَله والحَمْش الدقيق والأوْرق الآدَمُ والخدلَّج الخَدْل أي الضخم والجعْد خلاف السَّبِط والجُمالي بضم الجيم العظيم الخَلْق كالجَمل والسابغ الألْيتَين خلاف الأزلّ
صهر
الصهر في خت ختن
الصاد مع الياء
صيح
في حديث العَبْد الأسْود يا رسول الله إن هذه الغَنم عندي فقال أخرِجْها من العَسكر وصِحْ بها أمْرٌ من الصَّيْحة وضَحِّ من التَضحية تصحيف
وابن الصَّيّاح في حر حرر
والصَّيْحانيُّ ضرْبٌ من تَمر المدينة أسْود صُلْبُ ( 160 / 1 ) المَمْضغة
صيد
الصَّيْد مصدر صاده إذا أخَذه فهو صائد وذاك مَصِيد
والمِصْيَدة بالكسر الآلة والجمع مَصائد ويسمّى المَصيِدُ صيْداً فيُجمع صُيوداً وهو كل ممتنع متوحّش طبعاً (1/488)
لا يمكن أخْذُه إلاّ بجبلة والاصطياد افتعال منه
صير
الصِّير في صح صحن
صيف
الصائفة الغزوة في الصيف وبها سميت غزوة الروم لأن سُنّتهم أن يغزُوا صيفاً ويُقْفل عنهم في الشتاء ومن فسَّرها بالموضع أو بالجيش فقد وَهِمَ وأما قول محمد إذا كانت الصَّوائف ونحوُها من العساكر لا بأس بإخراج النساء معهم فعلى التوهُّم أو التوسُّع (1/489)
فريد محمود جبران عبد الوهاب المغرب الامام اللغوي أبي الفتح ناصر الدين المطرزي (2/1)
2 (2/1)
باب الضاد
( ض ) :
الضاد مَخرجُها من أوَّل حافَّة اللسّان وما يليها من الأضراسِ ولا أخْت لها عند سيبويْه . وقال صاحب العين : هي أحد الأحرف الشَّجْريةِ والشَّجْر مَفْتَح الفمِ والظّاءُ مَخْرجها من طرف اللسان وأصول الثنايا العُلىِ وهي أخت الذّال والثاءِ بالاتّقانِ وتُسمَّى هذه الثلاثُ الأحرفَ الِلثويّة لأن مَبْدأهَا اللّثَة وإتقانُ الفَصل بينهما واجبٌ لأن الأئمَّة المُتْقِنين على انَّ وضْعَ إحدِاهما موضعَ الأخرى مُفْسِدٌ للصَّلاة
[ الضاد مع الباء ]
( ضبب ) :
( الضَّباب ) جمعُ ( ضَبابةٍ ) وهي نَدىً كالغُبار يُغشِّي الأرضَ بالغَدوَات و ( الضِبّاب ) بالكسر جمعُ ( ضَبٍ ) وقد جاء ( أضُبٌّ ) وعليه حديث ابن عباس رضي الله عنهما : " أنَّ خالَته أهْدتْ إلى رسول الله عليه السلام سَمْناً وأضُبَّاً واقِطاً " (2/3)
وبابٌ ( مُضبَّبٌ ) مشدودٌ ( بالضَبَّات ) جمع ( ضَبّة ) وهي حديدتُه العريضة التي يُضبَّب بها على الاستعارة . ومنه : ( ضبَّبَ ) أسنانَه بالفضّة : إذا شدَّها بها
( ضبر ) :
( الضَّبائر ) جمع ضِبارَةٍ ( 160 / ب ) بالكسر لغةٌ في إضبْارَةٍ وهي الحزمة من الكتُبِ وجمعُها أضابير
( ضبط ) :
( الأضْبَط ) الذي يعمل بكلتا يَدَيْهِ وهو الذي يُقالَ له : أعْسَرُ يَسَرٌ
( ضبع ) :
( الضّبعُ ) بضمّ الباء : واحدةُ الضِبَاع وهي اخبثُ السِباع ِ و ( الضِّبْعانُ ) : الذكرُ منه
و ( الضَبْع ) بالسكون لا غيرُ : العَضُد وقيلَ وسطُه وباطنُه . ومنه ( الاضْطِباع ) وهو أن يُدخِل ثوبَه تحت يده اليمنى ويُلقيَه على عاتِقِه الأيْسرِِ يُقال : ( اضْطَبعَ ) بثوبه وتابَّط به ِ وقولُه : " اضطبع رداءَه " سهوٌِ وإنما الصواب : بردائِه
( ضُبَاعةُ ) بنتُ الزُبير بن عبد المُطَّلب عمِّ النبي عليه السلامِ وقولُه : " ضُبَّاعةُ عمةُ رسول الله " سهوٌ
[ الضاد مع الجيم ]
( ضجر ) :
( الضّجَر ) : قلَقٌ من غَمٍِّ وضِيقُ نَفْسٍ مع كلامٍ وقد ضَجِر من كذا وتَضجَّر منه وأضْجَره غيرُه
( ضجع ) :
( التَّضْجِيع ) : في النّية وهو التردّد فيها وأن لا يَبُتَّها ِ من ( ضجَّع ) في الأمر إذا وَهَن فيه وَقصّرِ (2/4)
وأصلُه من ( الضُّجوِع ) ِ و ( الاضْطِجاعُ ) في السجود : أن لا يتجافى فيه ِ ومنه : كره ابنُ مسعود أن يَسجُد الرجلُ مضْطِجعاً او متَوِرِّكاً
( ضجم ) :
( رجلٌ أضجم ) مائلُ الفم إلى أحد شِقّيه
[ الضاد مع الحاء ]
( ضحك ) :
( الضَّحِك ) : مصدر ضَحِك ِ من باب لَبِس ومنه ( الضَّواحِك ) لما يلي الأنيابَ جمع ضاحِكٍ وضاحِكةٍ و ( الضَّحَّاك ) فَعّالٌ منه وبه سُمّي الضَّحَّاك بن مُزاحِم الذي وُلدَ لأربعِ سنين وقيلَ لستةَ عشَر شهراًِ والضّحاك بن فَيروزَ الدّيْلَميُّ يَروي عن ابيه : " انه أسلم وتحته أختُه " . الحديثَ ومَنْ قال : بأن الابن هو صاحبُ الواقعة فقدْ سَهَا
( ضحا ) :
( الأضَاحيُّ ) : جمع أُضْحيَّة ويُقال : ( 161 / أ ) ضَحِيَّةٌ وضَحَايا ِ كهَديّة وَهَدَاياِ وأضْحاةٌ وأضْحى كأرْطأةِ وأرْطَى وبه سُمّي يومُ الأَضْحَى ويُقال : ( ضَحَّى ) بكبشِ او غيره إذا ذبحه وقتَ الضُّحى من أيام الأضْحى ثم كثُر حتى قيل ذلك ولو ذبَحَ آخر النهار ومَن قال هو من التضحيِة بمعنى الرِّفْق فقد أبْعَد وتمامُه في المُعْرِب
[ الضاد مع الراء ]
( ضرب ) :
( ضَرَبه ) بالسَّيْف و ( ضارَب ) فلانٌ (2/5)
فلاناً . و ( تضارَبُوا ) و ( اضْطَربُوا ) ِ ومنه : " ولو اضْطَرب العَبْدانِ بالعصَوَيْن " ِ أي : ضَرَب كلٌّ منهما صاحبَه بعصاهِ وقوله : " يُحْبَس عن منزلِه والاضطرابِ في أموره " يعني تردُّدَه ومجيئَه وذهابَه في أمور مَعاشِه
و ( ضَرَب ) القاضي على يده : حَجَره . و ( ضَرَب ) في الأرض : سارَ فيها ِ ومنه : " وآخرون يَضْربون في الأرض " ِ يعني الذين يُسافرون للتجارةِ ومنه : ( المُضارَبةُ ) لهذا العَقْد المعروفِ لأنَّ المُضارِب يسيرُ في الأرض غالباً طلباً للربحِ و ( ضارَبَ ) فلانٌ لفلان في ماله : تَجَر له وقارَضَه أيضاً قال النَّضرُ : فكلا الشريكين مُضارِبُِ و ( ضَرَب ) الخيمَةِ وهو ( المَضْرِبُ ) للقُبّةِ بفتح الميم وكسْر الراءِ ِ ومنه : " كانت مَضَارِبُ الحِلِّ ومُصَلاّه في الحَرَم " . و ( ضَربَ ) الشَّبكة على الطائر : ألقاها عليهِ ومنه : نَهى عن ضَرْبة القانص وهو الصائد ِ وفي تهذيب الأزهريْ : عن ضربة الغائِصِ وهوالغوّاصُ على اللآليءِ وذلك أن يقول للتاجر : أغوصُ لك غَوْصة فما أخرجتُ فهو لك بكذا ِ وقوله : " لا آخذُ مالي عليك إلاّ ضَرْبةً واحدةً " ِ أي دفعهً
و ( ضُربت ) عليهم ضَريبةٌ وضرائبُ من الجِزيْة وغيرِها : أي أوجِبتْ ومنه قوله : " لأن المسلمين لم يضْرِبُوا ( 161 / ب ) على النساء بَعْثاً " ِ أي لم يُلْزموهنَّ أن يُبْعَثن إلى الغزوِ (2/6)
وضرب ( ضَرَب ) له أجَلاً : عيَّن وبيَّن ن وأما قولهُم : ( يَضرِب ) فيه بالثُّلُث أو الرُّبْعُِ فمن ضَرْبِ سِهام القمار وهو إجالَتُهاِ يقال : ( ضرَبَ ) بالقداح على الجَزورِ و ( ضَرّب ) في الجَزور بسهمِ : إذا شَرِكَ فيها وأخَذمنها نصيباَِ وعلى ذا قول امرىءِ القيس :
( وما ذرفتْ عَيناكِ إلاَّ لتَضرِبي ... بسهمَيْكِ في أعشارِ قَلبٍ مُقتَّل )
قالوا : أراد بالسّهميْن : المعلَّىِ وله سبعة أنصبِاء من الجزُورِ والرّقيبَ : وله ثلاثةِ والجَزور تُقسّم عشَره أجزاءِ فكأنه قال : وما بكيت إلا لتمِلكي قلبي كلَّه وتفوزي بجميع أجزائهِ والباءُ فيه للأداةِ هذا هو الأصلِ ثم تصَّرفوا في استعماله وتوسّعوا فيه بعدما استعاروا السّهم للنَّصيبِ حتى قال الحريري : وضَربْتُ في مرعاها بنصيب
وقال الفقهاء : فلان يَضرِب فيه بالثُّلث : أي يأخذ منه شيئاً بحكم مالَه من الثُّلث . وقالوا ضرَب في مالي سهماً : أي جَعل . وعلى ذا قولُه في المختَصر : " أبو حنيفة : لا يَضرِب للمُوصَى له فيما زاد على الثُّلُث " ِ على حذف المفعول الصحيحِ كأنه قيل : لا يجعل له شيئاً فيه ولا يُعطيِه
و ( الضَّرْب ) في اصطلاح الحُسَّاب : تَضعيفُ احدِ العددَين بقَدْر ما في العدد الآخر من الآحاد . ( وَضَرب ) النجَّادُ المُضَرَّبةَ : خاطها مع القُطْنِ ومنه : بساطٌ ( مُضرَّب ) إذا كان مُخيَّطاً (2/7)
( ضرج ) :
( التَّضرِيج ) : في ( صق ) . [ صقع ]
( ضرح ) :
( الضريح ) الشَّقُّ المستقيم في وَسْط القبر
( ضرر ) :
الحديثُ كما أُثبِتَ في الفردوس : " لا ضَرَر ولا ضِرارَ في الإسلام " ِ أي : لا يَضُرُّ الرجلُ أخاه ابتداءًولا جزاءً ( 162 / 1 ) لأن الضَّررِ بمعنى الضرِ وهو يكون من واحدِ ِ والضِّرارُ من اثنين بمعنى المضار " ة ِ وهو أن تضضُرّ مَنْ ضرَّكِ وفي الحديث " فإنكم لا تُضَارُّون في رؤيته " . وُروي : ط تُضارُون " و " تُضامُون " بالتخفيفِمن الضَّيْر والضَّيْم وهما الظُّلْمِ أي تَسْتوون في الرؤية حتى لا يَضيم بعضُكم بعضاً ولا يَضيرُه ِ وَروي : " لا تُضَامُّون " بفتح التاء وضمّها مع تشديد الميمِ من التضام ّ والمضامّ والمُضامَّةِ أي لا يزاحِمُ بعضُكم بعضاً فيقول له : أرِنيه ِ كما في رؤية الهلال
ويجوز أن يُراد بالضِّرار والضَّيْم والضَّير : الاختلافُ الذي هو سَببُ الظلم ِ يعني : لا تختلِفون في ذلك حتى يَقعَ بينكم ضِرارٌ أو يلحقَ بكم ضَررٌ وَمَشقُةٌ في رؤيتهِ لوضوحه
( ضرس ) : ( الأضراسُ ) : ما سِوى الثنايا من الأسنانِ الواحد ( ضِرْسٌ ) وهو مذكرِ وقد يؤنَّث
( ضرع ) :
( الضَّرع ) بفتحتين : الضعيفُ
( ضرم ) :
( في حديث ) أبي بكِر رضي الله عنه : " ولحيته (2/8)
كأنها ( ضِرامُ ) عَرْفَجٍ " هو اللهّبِ والمَرْفَج : من دِقّ الحطبِ سريعُ الالتهاب لا يكون له جَمْرٌ
( ضري ) :
( ضَرِي ) الكلبُ بالصيد ( ضَراوةَ ) : تعوّدهِ وكلبٌ ( ضارِ ) و ( أضْراه ) صاحبُه ( إضراءً ) و ( ضَرّاه تَضْرِيةّ )
[ الضاد مع الزاي ]
( ضزز ) :
( الأضَزُّ ) : الذي لَصِقٌ حنَكُه الأعلى بالأسفل ِ فإذا تكلّم كادَت أضراسُه العليا تمسْ السُّفلى
[ الضاد مع العين ]
( ضعف ) :
في مختصر الكَرْخيِّ عن أبي يوسف : " عليَّ لفلان دراهمُ مضاعَفةٌ " فعليه ستةُ دراهمِ وإن قال : أضعافٌ مضاعَفةٌِ فله عليه ثمانيةَ عشرِ لأن ضعف الثلاثة ثلاثةٌ ثلاثَ مرّاتِِ ثم أضْعَفْناها مرةً أخرى لقوله ( 162 / ب ) : مضاعَفةٌ
وعن الشافعيّ رحمه الله في رجل أوصى فقال : أعْطُوا لفلان ضِعْفَ ما يُصيبُ ولَديِ فقال يُعْطَى مِثْلَه مرَّتينِ ولو قال : ضِعْفَيْ ما يُصيب ولَديِ يُنْظر إن كان اصابَه مائةُ أعطيْتَهُ ثلاثمئة
ونظيرُه ما رَوى أبو عمرِ و عن أبي عُبيدة في قوله : " يُضاعَفْ (2/9)
لها العذاب ضِعفَيْن " قال : معناهُ يحُمل الواحدُ ثلاثة أي تُعذّبُ ثلاثةَ أعْذِبةٍ
وأنكره الأزهري وقال " هذا الذي يَستَعْمله الناسُ في مَجاز كلامهم وتعارُفهم ِ وإنما الذي قال حُذّاق النحويين أنها تُعذّب مِثلَيْ عذابِ غيرهاِ لأن الضِّعف في كلام العرب المِثْلُ إلى ما زادِ وليست تلك الزيادةُ بمقصورة على مثلَيْن فيكون ما قَاله أبوعبيدة صواباً " وبهذا عُلم أن ما قاله الفقهاء عُرفٌ عامِّي
( على مضْعَفِهم ) : في ( كف ) . [ كفأ ]
( فعرَّفْتُها ضَعيفاً ) :
في ( نف ) . [ نفر ]
[ الضاد مع الغين ]
( ضغث ) :
( الضِّغْث ) مِلْء الكف من الشجر والحشيشِ أو الشَّماريخِ ِ وفي التنزيل " وخُذْ بيدك ضغْثاً " ِ قيل : إنه كان حُزمْةّ من الأسَلِ وهو نبات له أغْصان دقاق لا ورَق لها
( ضغط ) :
( الضَّغْط ) : العَصْر ِ ومنه ( ضَغْطةُ القَبر ) لتَضْييقهِ و ( الضُغْطة ) بالضم : القهْر والإلجْاء ِ ومنه حديث شُرَيْح : " كان لا يُجيز الضُغْطَة " وهو أن يُلْجِيء غريمَه ويُضيّقَ عليه ِ وقيل : هي أن يقول : لا أعطيك أو تدع منْ مالك عليَّ شيئاً . وقيل : هي أن يكون للرجل على الرجل دراهمُ فجَحده (2/10)
فصَالحه على بعض مالهِ ثم وَجَد البيّنةَ فأخذه بجميع المال بعد الصُّلح
[ الضاد مع الفاء ]
( ضفر ) :
الضَفْرُ : فَتْلُ ( أ / 163 ) الشَّعْر وإدخالُ بعضِه في بعضِ معرَّضاً . وأرادَتْ بقولها : " أشُدُّ ضَفْرَ رأسي أفأنْقُضُه : ( الضَّفيرةَ ) وهي الذؤابَةُ ِ تسميةٌ بالمصدرِ و ( الضَّفِير ) حْبل من شَعرِ ومنه : فليّبِعها ولو بضَفيرِ ِ ( والضَّفير ) أيضاً المُسَنّاةُ
( ضفف ) :
( ضِفَّة النهر ) : جانبُهِ بالكسر والفتح
[ الضاد مع اللام ]
( ضلع ) :
( الضِّلْعُ ) بتحريك اللام وسكونهاِ والجمع : ( أضْلاع ) و ( ضُلوع ) ِ وهي عظام الجَنْبَيْن
و ( اضْطَلع ) بحَمْلِه : أطاقَهِ وقولُ الخصّاف في ملازَمة الغريم بالدّين : " له ذَلك إذا كان مُضطلعاً على حقّه " ِ كأنه ضَمَّنه معنى : قادِراً أو مُقْتدِراًِ فَعدّاه بعلى
وأما قوله : " مُوسِراً لذلك " فمعناه مُطيقاً لهِ ولو أُطلِق لكان أحسن
و ( الضَّلَع ) بفتحتين : الاعوِجاجُِ من باب لبِسَ ِ وقوله : (2/11)
" لا يُضحَّى بالمريضة البيّنِ ضَلَعُها " : الصواب " ظَلْعها " بالظاء المفتوحة وسكون اللام وهو شَبيه بالعَرج ِ من باب منَع
( ضلل ) :
( ضلّ ) الطريقَ وعنه ( يَضَلّ ) و ( يَضِلُّ ) : إذا لم يَهتدِ إليه ِ و ( ضلّ ) عني كذا أي ضاع ِ ومنه : ّقد تَضِلّ البراءةُ عنه " أي يضيع المكتوبِ و ( ضَلَلتُ ) الشيءَ نسيتهِ ومنه قولهم : امرأة ( ضالّة ) ِ و ( ضلّت ) أيامَ حيضها و ( أضلَّتْها )
[ الضاد مع الميم ]
( ضمخ ) :
( ضمَّخه ) بالِطّيب ( فتضمّخ ) أيْ لطّخه فتلطَّخ
( ضمر ) :
( ضمُرَ ) الفرسُ : لَحِق بطنُه من الهزال ( ضُمْراً وضُموراً ) . ومنه : " الحِنْطة إذا قُليتْ رطبةً انتفختِ وإذا قُليتْ يابسةً ضَمُرَت " أي انضمَّت ولطُفت . وحَبُّ ( ضامِر ) : دقيق لطيف
والمالُ الضِّمارُ : الغائبُ الذي لا يُرجى ِ فإذا رُجيَ فليس بضِمارٍِ عن أبي عبيدة ِ وأصلُه من ( الإضْمار ) وهو التغييب والاختفاء ِ ومنه : ( أضمر ) في قلبه شيئاً واشتقاقُه من البعير الضامربعيدٌ ونظيرهُ في الصفات : رجلٌ هِدَانٌ أي أحمق وناقةٌ كِنازٌ سمينةٌ ِ وكل شيء لستَ منه على ثقة فهو ضمار . و ( ضُمَيْر ) على لفظ تصغيرِ الضُّمْر : من قرى الشامِ و ( ضَمْرةُ ) ( 163 / ب ) (2/12)
بوزن المرَّة منه : حيُّ من العرب إليهم يُنسب عمرُو بن أميّة الضَّمْريِّ والصَّخْريّ تصحيف
( ضمم ) :
( الأضاميم ) : في ( صق ) . [ صقع ] . ( لا تُضامون ) : في ضر . [ ضرر ]
( ضمن ) :
( الضَّمان ) : الكفالةُ . يُقال : ( ضَمِنَ ) المال منهِ إذا كَفَل له بهِ و ( ضمَّنَه ) غيرُه . وقوله عليه السلام حكايةً عن الله سبحانه : " مَنْ خرج مجاهِداً في سبيلي وابتغاء مرضاتي فأنا عليه ضامن " ِ أو " هو عليّ ضامِن " . شكَّ الراويِ والمعنى اني في ضمانِ ما وعدْتهُ من الجزاء حَيّاً وميّتاً وعُدّي بعلى لأنه يتضمَّن معنى مُحامٍ ورقيبٍِ وقوله : " هو عليَّ ضامِنٌ " قريبُ المعنى من الأولِ إلا انه يُؤوَّل الضامنُ بذي الضمانِ فيعود إلى معنى الواجب ِ كأنه عليَّ واجبُ الحفظ والرعاية كالشيء المضمونِ
وأما الحديث المشهور : " الإمام ضامنٌ والمؤذِّن مؤتمَن " فمعناه عن الطحاوي : أنّ صلاة المؤتمّين به متضمنةٌ لصلاته في صحتِّها وفسادها وفي سَهوه فيهاِ وقيل إنما كان ضامناً لأنه يتحمل عنهم القراءة والقيام عمَّن أدركه راكعاً . وفي " الإيضاح " : " موجَبُ الاقتداء صيرورةُ صلاةِ المقتدي في ضمن صلاة الإمام صحةً وفساداً لا أداءً " . قال : وهو معنى قوله : " الإمام ضامن " . والضمان لا يتحقق إلا بالالتزام . " المضامينُ " :
في ( لق ) (2/13)
[ الضاد مع النون ]
( ضنن ) :
( ضَنَّ ) عليه بكذا : بَخِلَ ( يضِنُّ ضِنّاً وضَنانةً ) ِ وهو ( ضَنينٌ ) أي بخيل . ( والضِنَّة ) الاسم ِ ومنها قوله : " وضَّنةً منه بشَعْره " ِ والظاء تصحيف
( ضني ) :
( أضناه ) المرضُ ِ من ( الضَّنا ) وهو الهُزال . ومنه قوله : " ولو أُلقي في النار فخرج مُضْنىً وبه رَمقٌ "
[ الضاد مع الياء ]
( ضير ) :
( ضَارَه ) ضَيراً : أضرَّ به
" لا تُضارُون " في ( ضر ) . [ ضرر ]
( ضيع ) :
( ضَاعَ ) الشيءُ ( أ / 164 ) ( ضَيعةً وضَياعاً ) بالفتحِ وهو ( ضائِعٌ ) ِ وهم ( ضُيَّع ) ِ وفي الحديث : " من تَرك مالاً فلْيَرثْه عصَبَتُه من كانوا ِ ومَنْ ترك دَيناً أو ضياعاً ِ - ورُوي ضَيعةً - فلْيأتني به فأنا مولاه " . كلاهما على تقديرِحَذْف المُضاف او تسميةٌ بالمصدرِ والمعنى أن مَن تركَ عيالاً ضُيَّعاً ِ أو من هو بعرَضِ أن يضَيعِ كالذُّرّية الصِّغار والزَّمْنَى الذين لا يقومون بشأن أنفسهم ِ فأنا وليُّهم والكافل لهم ارزقُهم من بيت المال . ولو رُوي بكسر الضاد لكان جمعَ ضائعِ كجياعِ في جمْع جائع
و ( المَضِيعة والمَضْيَعةُ ) بوزن المَعِيشة والمَطْيَبة كلاهما بمعنى (2/14)
الضَّياعِ يقال تركَ عيالَه بمَضْيعَةِ ومنها قوله : " السارق لا يُقطع في مالِ بمَضْيَعةٍ "
( ضيف ) :
( ضافَتِ ) الشمسُ و ( ضَيَّفَت وتَضيَفَّت ) مالت للغروبِ وفي حديث عُقْبة : " وحين تَضَيَّفُ الشمسُ " : أي تَتَضَيَّفِ و ( تَصيّفُ ) ِ بالصاد غيرَ معجمة تصحيف
و ( ضافَ ) القومَ وتضيَّفهم نَزَل عليهم ضَيْفاً و ( أضافوه ) و ( ضيَّفوه ) : أنزلوه . وعلى هذا حديث ابن المسيّب : " أن رجلاً ضيَّفَ أهلَ بيتِ باليمن " ِ الصواب فيه : تَضَيَّف أو ضافَ ِ لأن المراد النزول عليهم
( ضيم ) :
( لا تُضامون ) : في ( ضر ) . [ ضرر ] (2/15)
باب الطاء
الطاء مع الباء
( طبهج ) :
( الطَّباهَج ) بفتح الهاء : طعامٌ من لحم وبيض . قال الكرخيّ : " لا يكون طَبيخاًِ لأن الطبيخ ماله مرَقٌ وفيه لحمٌ أو شحم فأما القَلِيَّة اليابسة ونحوُها فلا ) . ( طبخ )
( المِطَبْخَ ) موضع الطَّبْخِ بفتح الميم وكسِرهاِ والضمُّ خطأٌ والباءُ مفتوحةٌ لا محالة . ( طبر ) :
دراهم ( طَبريّةٌ ) :
منسوبة إلى طَبرِيَّةِ وهي قَصَبةُ الأُردنّ بالشامِ وُيسمّى ( 164 / ب ) ينَصِيبينَ ثُلُثا الدرهم الذي هو أربعة دَوانِق ِطَبرياً فيقولون : زِنْ طَبريا . وفي كتاب " المُشْبع " : الدرهمُ بَطبَرسِتْان وزنُ خمسةٍِ وهو نصفُ مِثْقال ِ قال : وهي التي تُسمّى الطَبَريّة والشَّهْريَّةَ
( طبع ) :
( الطبَّعْ ) ابتداءُ صَنْعة الشيءِِ يُقال ( طبَعَ ) اللّبِن والسيفَ : إذا عَمِلهما وطبعَ الدراهمَ : ضرَبَهاِوقولُ السرَخسيّ : " مايذوبُ وينْطَبع " أي يقْبلُ الطَّبْعِ وهذا جائز قياساً ِ وإن لم نسمعه
وفي الصحاح : " الَّطبْعُ " الخَتْمِ وهو التأثير في الطين (2/16)
ونحوه " ِ يُقال : ( طَبَع ) الكتابَ وعلى الكتاب إذا ختَمهِ و ( الطَّابَع ) الخاتَم ومنه : طَبَع اللهُ على قلبه : إذا خَتَم فلا يَعي وَعْظاً ولا يُوفَّق لخيرٍ
( طبق ) :
( أطْبَق ) الحُبَّ وضَع عليه الطَّبَق ِ وهو الغِطاء ِ ومنه ( أطْبقوا ) على الأمر : أجمعوا عليه ِ و ( أطْبَقت ) عليه الحُمَّىِ وُحمّى ( مُطْبِقةٌ ) ِ وجُنونٌ ( مُطْبِقٌ ) بالكسرِ وَمجْنونةٌ ( مُطْبَقٌ ) عليها ِ بالفتح ِ ( أطْبَقَ ) الغيمُ السماءَ و ( طَبَّقَها ) ِ و ( طَبَّق ) الراكعُ كفَّيْه جعلَهما بين فَخِذيْهِ ومنه : نُهِي عن ( التَّطْبيق ) . وقول الغياثي : " المرأة إذا اسْتُحِيضَت فَطبَّقَت بين القرَْأين " أي جَمَعتْ بينهماِ إمَّا مِنْ تَطْبيق الراكِعِ لِما فيه من جمع الأصابع والكفينِ أو مِن طابَق الفرسُ في جَرْيه إذا وضَع رِجْليه مَوْضع يَديه
والطابَق العظيمُ من الزُّجاج واللَّبن تعريبُ تَابَه ومنه بيتُ الطابَق والجمع ( طَوابِق ) و ( طَوابيق )
( طبي ) :
( الأَطْباء ) جمعُ طُبِيْ وهو الضَّرْعِ وأكثر ما يكون للسِّباع
[ الطاء مع الحاء ]
( طحن ) :
( الطَّاحُونة ) و ( الطَّحَّانةُ ) : الرَّحَى التي يُديرها الماءُِ عن الليثِ وفي جامع الغوري اختلافٌِ وفي كتب الشروط : الطَّحَّانة : ما تُديره الدابَّةن والطَّاحُونة ما يُديره الماءُ ودَلْوهاك ما يُجعْل فيه الحَبُّ (2/17)
[ الطاء مع الخاء ]
( طخر ) :
طَيلَسانٌ ( طُخاريّ ) منسوب الى طُخَارَ سْتانِ وقد يُقال : طُخَيرِ سْتان ( أ / 165 ) : وهي بلد معروف
( طخي ) :
( الطَّخْياء ) ظُلمة الغيمِ ويُقال ليلةٌ طَخْياء : أي شديدةُ الظُّلمة . وأما " طخياءُ مظلمةٌ " في حديث ابن عامرِ عن ابيه : فهي إما تفسيرٌ أو زيادةٌ
[ الطاء مع الراء ]
( طرأ ) :
شيءٌ ( طَرِيءٌ ) بَيّنُ الطَّراوةِ وقد ( طَرُؤ ) و ( طَرُوَ )
و ( طَرَأ علينا ) فلانٌ : جاء علينا من بعيدِ فَجأةً ِ من باب مَنع ومصدرُه الطُّروءِ وقولهم : ( طَرَى ) الجنونٌِ و ( الطاري ) خلافُ الأصْليِّ والصوابُ الهمْزُ . وأما ( الطَّريان ) فخطأٌ أصلاً
( طرح ) :
( الطّرْح ) ان ترميَ بالشيء وتُلْقِيَه ِ من باب منَعَ يقال : ( طَرَح ) الشيءَ من يده ِ و ( طَرَح ) به . وبذا صَحَّ قوله : " وَضْعُ الجِمار لا ينُوب عن الرمي ِ والطَّرْحُ قد ينوب "
( طرد ) :
( الطَّرْد ) الإبعاد والتَّنْحيةِ يُقال : ( طَرَدَه ) إذا نَحّاهِ و ( أطْردَه ) السلطانُ جَعَله طريداً لا يأمَنِ وقولُه : " لا بأس بالسباق ما لم تطْرده ويُطْرِدْك " قال أبو (2/18)
عبيد : " الإطْراد أن يقول : إن سَبَقتَنى فعليَّ لك كذا ِ وإن سَبقتُك فلي عليك كذا "
و ( المِطْرَد ) الرُّمْح القصيرُِ لأنه يُطْرد به الوحشُِ و ( الطِرّاد ) مثلُهِ ومنه قول محمد في تفصيل السلاح : " الأعْلامُ والطّرَادات " وقوله : " إنَّ من الأئمة الطَّرّادين " ِ أي إنّ منهم من يَطْرُد الناسَ بطولِ قيامه وكثرةِ قراءَتهِ وإنَّ منهم من طالت قراءتُه واطرَّدتْ : أي تتابَعتِ من قولهم : ( يومٌ طرّادٌ ) اي : طويل ِ والأول مَرْويٌّ عن قَتَادة
( طرر ) : الطَّرَّار الذي يَطِرُّ الهَايين أي يشقُّها ويقْطَعُها
طرز
( الطِّيراز ) بالكسر : عَلَم الثّوبِ وثوبٌ طِرازيّ : منسوبٌ إلى طِرازَِ وهو اسمُ موضعِِ وبمَرْوَ مَحَلَّةٌ يقال لها : ( طِراز ) ايضاً ِ واما ( الطُّرازَذانُ ) لغِلاف الميزان فمُعَرَّب
( طرسوس ) :
( طَرَسوُسُ ) من بلاد ( 165 / ب ) ثَغْر الرّوم
( طرش ) : ( الطَّرَش ) : كالصَّممِ وقد طَرِش من باب لَبِس . ورجلٌ ( أُطْروش ) : به وَقْر ِ ورجال ( طُرْشٌ ) ِ وعن ابن دريد : أنه ليس بعربيّ صحيح ِ وفي " الأجناس " في حكاية (2/19)
أبي خازم القاضي في حكومة امرأةٍ : " فتَطارَشَتْ " أي ارَت أنَّ بها طَرَشاً
( طرف
:
في حديث سعد بن الرُّبيع : " لا عُذْر لكم إن وُصِل إلى عينٌ تَطْرِف " ِ ورُوي : " شُفْرٌ " أي ذو عَيْنٍ وشُفْرٍ ِ ( الطَّرْف ) : تحريك الجفن بالنَّظرِ والمعنى : وجودُ الحيّ وكونُه بينهم
( طرق ) :
( المِطْرَقة ) : ما يُطرق به الحديد ِ أي يُضرب ومنه : " وإن قالوا لنَطْرُقَنَّك ِ او لَنشتِمنَّك " ِ وقيل : لَنقرُصنَّكِ أصحِّ من قَرَصه بظُفرَيْه : إذا أخذهِ ومنه القارصة : الكلمة المؤذية
( والطَّرْقُ ) الماءُ المُستنقِع الذي خَوَّضَتْه الدوابُّ وبَولَّت فيهِ ومنه قول النخعّي : " الوضوء بالطَّرْق أحبُّ إليّ من التيمّم وقول خُوَاهَرْ زَاده : " بحيث لا يمكن الاستطراق ُ بين الصفوف " أي الذهاب بينها ن استفعالٌ من الطريقِ وفي القُدوريّ : " من غير أَن يستَطْرِق نصيبَ الآخر " ِ أي يتَّخذه طريقاً
( طرم ) : ( الطَّارِمة ) : بيتٌ كالقُبَّة من خشبٍ ِ والجمع الطَّارِمات )
[ الطاء مع السين ]
( طست ) :
( الطَّسْتُ ) : مؤنثة ِ وهي اعجميَة و ( الطّسُّ ) تعريبُها ِ والجمع ( طِساس ) و ( طُسوس ) وقد يقال : ( طُسُوت ) (2/20)
( طسج ) :
( الطَّسُّوج ) الناحية ِ كالقريةِ ونحوِهاِ مُعَرَّب . يُقال : أرْدَبيل من ( طَسَاسِيج ) حُلْوانَ
[ الطاء مع العين ]
( طعم ) :
( الطَّعام ) اسمِ لما يُؤكل ِ كالشرابِ لما يُشْربِ وجمعُها أشربة وأطْعِمةِ وقد غلب على البُرِّ ومنه حديثُ ابي سعيدِ : " كنّا نُخْرِج على عهد النبي في صدقة الفِطر ( أ / 166 ) صاعاً من طعام أو صاعاً من شَعيرٍ " . وفي حديث المُصرّاة : " رُدَّها ورُدَّ معها صاعاً من طعام لا سمراء " ِ أي من تمرٍ لا حنطةٍ . وقوله في باب الأذان : " وكان ذا طعامِ " أي : أكولاً
و ( الطُّعْمة ) بالضم : الرِّزْقِ يُقال : جعَل السلطانُ ناحيةَ كذا طُعمةَ لفلان . وقول الحسن : " القِتالُ ثلاثةٌ : قتالٌ على كذا وقتال لكذا وقِتال على هذه الطُّعْمة " يعني الخراجَ والجِزيةَ والزكوات . وفي السير " أطْعمَهم رسول الله " وفي موضعِ : " طُعَما " على الجمع ِ وفي آخر : " طُعْماِ وطعاماً " وهما بمعنىّ . وعن أبي حنيفةَ : " أن الإطعام مختصٌ بإعارة الأرضِ للزراعة " . وعن معاوية انه اطْعَم عَمْراً خَراج مِصْر أي أعطاه طُعمْة
و ( طَعِم ) الشيءَ : أكلَه وذاقه طُعُماً بالفتح ِ والضم ِ إلا أن الجاريَ على ألسنتهم في علّةِ الّربا الفتحُِ ومرادُهم كونُ الشيء مطعوماً أو مما يُطعَم . وفي كلام الشافعيّ : " الأَكْل مع الجنس عِلة " (2/21)
وربما قال : الطُّعْم مع الجنس . وقد ( تَطعَّمه ) : إذا ذاقَه ومنه : المثل : " تَطَعَّمْ تَطعَمْ " أي ذُقْ تَشْتَهِ
و ( استَطعمَه ) : سأل إطعامه ِ وقولُه : " إذا استَطعَمكُم الإمام فأطِعموه " أي إذا أُرْتج عليه واسْتَفتَحكم فافْتَحوا عليه ِ مجاز
و ( أطْعَمَتِ ) الثمرةُ : أدْركتِْ ومنه : نَهى عن بَيْع الثمر حتى يُطْعِم ِ وشجرٌ ( مُطْعِم ) أي مُثْمِرِ ومنه : " هل أطْعَم نَخْلُ بَيْسانَ ؟ "
[ الطاء مع الفاء ]
( طفر ) :
( طَفَر ) طُفوراً وطَفْراً ِ من باب ضَربَِ إذا وَثَب في ارتفاعِ كما يَطْفِر الإنسانُ حائطاً إلى ما وراءه ِ عن الليث . ويدُلّ على أنه وثْبٌ خاصٌّ قولهم : إذا زالَتْ بكارتها ( 166 / ب ) بوثبةِ أو طَفْرة . وقِيل : الوَثْبة من فوقِ والطَّفْرة إلى فوق
( طفف ) :
( طَفُّ ) الصاعِ و ( طَفَفُه ) و ( طِفَافُه ) : مقدارُه الناقصُ عن مِلْئه وقوله : عليه السلام " كلُّكم بنو آدم طَفُّ الصاعِ " ِ معناه أن كلَّكم في الانتساب إلى أبٍ واحدٍ بمنزلةٍ ِ ثم شَبَّهم في نُقصانهم بالمَكيل الذي لم يبلغ أن يمَلأَ المِكيالَ . وعن الأزهري : " أي كلكم قريبٌ بعضُكم من بعضِ (2/22)
لأن طفَّ الصاع قريبٌ من مِلْئه "
( طفق ) :
( طَفِقَ ) يفعَل كذا : أي أخَذ وابتدأ
( طفل ) : ( الطّفْل ) الصبيّ حين يسقُط من البطنِ إلى ان يحتلم ِ ويُقال : جاريةٌ طِفْلٌ وطِفلةٌ
( طفو ) :
( طَفَا ) الشيءُ فوق الماءِ ( يْطفُو طُفُوّاً ) : إذا عَلا . ومنه : السمَك الطَّافيِ وهو الذي يموت في الماء فيعلو ويظهر . و ( الطُّفْية ) خُوصة المُقْل ِ ومنه الحديث : " اقتلوا ذا الطُّفْيتين والأبتر " وهو من الحيات ما على ظَهْره خطّان اسودان كالخُوصَتين ِ والأبترُ : قَصيرُ الذنب
[ الطاء مع اللام ]
( طلب ) :
( الطّلَب ) : الطَّالِبون ِ تسميةً بالمصدرِ أو جمع طالبٍ كَخدَمِ في جمع خادم
( طلح ) :
( الطَّليح ) : التَّعِب المُعْيي ِ وَأصلُه الهزيلِ فَعيلٌ بمعنى مفعول
( طلس ) :
( الطَّيْلَسان ) : تعريب تالَشانِ وجمعه ( طَيَالِسةٌ ) ِ وهو من لباس العَجم مُدَوّرٌ أسودِ ومنه قولهم في الشتم : يابنَ الطَّيْلَسان : يُراد أنَّكَ أعجميْ . وعن أبي يوسف في قلْب الرداء في الاستسقاء : " أن يُجْعَل اسْفلُه أعلاهِ فإن كان طيلَساناً لا أسْفَل له او خميصةً - أي كساء - يَثْقُل قلبُها ِ حوَّل يمينَه (2/23)
على شِماله " . وفي " جمع التفاريق " : الطَّيالِسة لُحْمتُها وسَداها ( أ / 167 ) صوفٌ . و ( الطَّيْلَسُ ) لغةٌ فيه . قال مَرَّار بن مُنْقذٍ
( فرفعتُ رأسي للخيال فما أرى ... غيرَ المَطيّ وظُلْمةَ كالطَّيلَسِ )
( طلع ) :
( طُلوُع ) الشَّمس معروفِ وقال أبو زيدٍ : كلُّ ما بدا لك من علوٍّ فقد طلَع . وقول عمر رضي الله عنه : " حتى تَطلُع الدرْبَ قافلاً " أي تَخرُج منهِ على حذف حرف الجارِّ أو من ( طَلعَ ) الجبلَ إذا علاه ِ و ( أطْلعَ ) من باب أكْرم لغةٌ في ( اطلَّع ) بمعنى أشرفَ . ومنه قوله : " التي اطَّلَعت فهي طالقٌ " بالتشديد والتخفيف
و ( الطليعةُ ) واحدة ( الطَّلائع ) في الحربِ وهم الذين يُبعثون ليطَّلعوا على أخبار العدو ويتعرَّفوها . قال صاحبُ العيْن : " وقد يُسمى الرجلُ الواحد في ذلك طليعةَ والجميع أيضاً إذا كانوا معاً " وفي كلام محمدٍ : " الطَّليعةُ : الثلاثةُ والأربعةُ ِ وهي دون السَّريّة "
و ( الطَّلْع ) : ما يَطلُع من النخل ِ وهو الكِمُّ قبل أن يَنشقَّ ِ ويُقال لما يبدو من الكِمّ : طَلْعٌ أيضاً ِ وهو شيء أبيض يُشبَّه بلونه الأسْنانُ ِ وبرائحتِه المَنِيُّ . وقوله : ( طَلْع الكُفَرَّى ) : إضافةُ بيان . و ( اطلعَ ) النخلُ : خَرَجَ طَلْعُهِ وأطْلَع نَبْتُ الأرض : خَرَج (2/24)
و ( طِلاَعُ ) الإناءِ : مِلْؤهِ لأنه يطلُع من نواحيه عند الامتلاء
( طلق ) :
( الطَّلاق ) : اسم بمعنى ( التَّطليق ) كالسلام بمعنى التَّسليم . ومنه قوله تعالى : " الطَّلاق مرتان " مصدرٌ من ( طَلُقَت ) بالضم والفتحِ كالجمَال والفساد من جَمُل وفَسَدِ وامرأةٌ ( طَالِقٌ ) ِ وقد جاء : ( طَالقةٌ ) ِ والتركيب يدل على الحَلٍ والانحلال ِ ومنه : ( أطْلَقتُ ) الأسيرَ إذا حَللتَ إساره وخَليّتَ عنه و ( أطَلقْتُ ) الناقة ( 167 / ب ) من العِقال فطلَقَتْ ِ بالفتح
ورجُلٌ ( طَلْقُ ) اليدين : سَخيٌّ ِ وفي ضدّه : مَغلولُ اليدينِ وبه سُمّي والد قيس بن طَلْق . و ( يومٌ طَلْقٌ ) وليلةٌ طلْقَةٌ : إذا لم يكن فيهما قُرٌّ ولا حَرّ
وشيءٌ ( طِلْقٌ ) بالكسر : أي حلال مُطْلَق ِ و ( طَلاقة الوجه ) من هذا أيضاً لأنها خلاف التقبُّض والعُبوس ِ يقال : ( تَطلَّق ) وجهُه و ( انطلَق ) ِ ومنه قوله : " ويَنبغي للقاضي أن يُنصفَ الخصمين ولا يَنطلِقَ بوجهه إلى أحدهما في شيءُ من المنطق مالم يَفعلْه بالآخر " ِ يعني ليس له أن يكلِم أحدَهما بوجهِ طَلْق وبمنطقِ عَذْب ولا يفعلَ هذا بصاحبهِ ويجوز أن يكون من الانطلاق : الذهابِ على معنى : ولا يَلْتفتُ إلى أحدهما
وأمَّا ( الطَّلْق ) بالفتحِ لوجَع الولادة : فعلى التفاؤل ِ والفعلُ منه ( طُلِقَتْ ) بضم الطاء فهي ( مَطْلوقة ) . ومنه قول ابن عُمَر رضي الله عنه : " لا ولو بطَلْقةٍ " على لفظ المرّة ِ وقولُها : " لتُطَلّقنِّي او لأقتُلنّك " بنون التاكيد الخفيفة مُدْغمةً في نون العماد (2/25)
( طلل ) :
( طَلَلُ ) السفينة : جِلاتَها ِ وهو غِطاء تُغشّى به ِ كالسقف للبيتِ والجمع ( أطلال ) . ومنه : " ومن وقَف على الأطلال يقتدي بالإمام في سفينةٍ "
و ( طُلَّ ) دمُ فلانِِ على البناء للمفعولِ إذا أهُدرَِ ومنه : " ومثْل دمِه يُطَلّ "
( طلو ) :
في الحديث : " إنَّ للقرآنِ ( لَطلاَوة ) أي بهجةً وحُسناً وقبولاً في القلوب
( طلي ) :
( طَلَيّته ) بالنُّوْرَة وغيرِها : لَطخْتُهِ و ( اطَّلَيتُ ) على افْتعَلتُ ِ بترك المفعولِ إذا فعلتَ ذلك بنفسكِ وعلى ذا قولُه : اطَّلى شُقاقَ رِجْلهِ خطأ ِ وإنما الصواب ( أ / 168 ) طَلى ِ و ( الطَّلْيةَ ) المرّةِ ومنها : استأجره على أن يُنِوّره في الحْمام عَشْر طلَيات . ( والطِّلاءُ ) : كلُّ ما يُطْلى به من قَطِرَانٍ أو نحوِهِ ومنه حديث عُمرَ رضي الله عنه : " ما أشبه هذا بطِلاء الإبل " . ويُقال لكلّ ما خَثُر من الأَشربة : طِلاء ِ على التشبيهِ حتى سُمّي به المُثَلَّث
[ الطاء مع الميم ]
( طمث ) :
( طَمَث ) المرأة : افتضَّها بالتَّدمية ِ أي أَخذ بَكارتَهاِ من باب ضَرب ِومنه : " تموتِ بجُمْعِ لم تُطْمَث " : أي عذراء (2/26)
( طمر ) :
في الحديث " رُبَّ ذي ( طِمْرين ) لا يُوْبَهُ له لو أقسم على الله لأبرَّه " . ( الِطمْر ) الثَّوبُ الخَلَقُِ والجمع ( أَطْمار ) . ويقال : ما وَبِهْتُ لهِ أي ما فَطِنتُ له ِ ومعنى " لا يُوْبَه له " لِذلّتهِ ولا يبالَى به لحقارتهِ وهو مع ذلك من الفَضْل في دينه والخضوع لرّبه بحيث إذا دَعاه استجابَ دُعاءهِ والقسَمُ على الله أن يقول : بحِقّكَ فافعلْ كذاِ وإنما عُدّيَ بعلى لأنه ضُمّن معنى التحكّم
و ( المطِامير ) جمع ( مَطْمُورِةٍ ) وهي حُفْرة الطعامِ وعن ابن دريد : " بَنَى فلانٌ مَطْمُورةً إذا بَنَى داراً في الأرض أو بيتا " ِ وهو الذي أراده محمد رحمه الله في السير
( طمس ) :
( الطَّمَاسةُ ) : الحَزْرُ ِ عن الفَرَّاء ِ من باب ضَرَب ِ وتحقيقُها في المُعْرِب
( طمم ) :
( طَمَّ ) النَهرَ او البئرَ بالتّراب : حتى سَوّاها بالأرضِ من باب طَلبَ و ( انْطَمَّ ) النهرُِ في مُطاوِعهِ قياسُ
( طمن ) : ( الطُّمأنينَة ) : السكونُ ِ اسمٌ من ( اطمأنَّ ) : إذا سَكنِ فهو مُطمئنّ ِ و ( المُطمأنّ ) من الأرض : المنْخَفِضِ لأنه موضع الطُّمأنْينَة ِ ومنه : مكانُ مُطمئنّ (2/27)
[ الطاء مع النون ]
( طنجر ) :
( الطِّنْجِير ) بالكسر : باتِيلَهْ
( طنن ) :
( الطُّنُّ ) بالضمّ : الحُزمة من القَصَب
[ الطاء مع الواو ]
( طوف ) :
( 168 / ب ) نهَى عن المتحدِّثيْن على ( طَوْفِهما ) ِ هو الغائِطِ يُقال : ( طاف طَوْفاً ) إذا أحدَث
( طول ) :
قوله تعالى : " ومن لم يستّطع منكم ( طَوْلاً ) أن يَنْكِحَ المحْصَناتِ " . ( الطَّوْل ) الفَضْلِ يُقال : لفلانٍ عليَّ طَوْل : أي زيادةٌ وفضل . ومنه الطُّول في الجسم لأنه زيادة فيه كما أن القِصَر قصورٌ فيه ِ والمعنى : ومَنْ لم يستطع زيادةً في الحال وسَعةً يبْلغُ بها نكاح الحُرَّة فلْينكحْ أَمَةًِ وهذا تفسير قول الزجّاج : " إن الطّوْل القدرةُعلى المَهْر " ِ وقد قيل : هو الغِنَى ِ وفُسِّر بغنى المالِ فيصير إلى الأوّل ِ وتكون الحرّة تحتهِ وفيه نَظرٌ . ومحلُّ " أن ينكح " النصبُ او الجرُّ على حذف الجارّ أو إضماره ِ وهو على او إلى ِِ ونظيرُه : ( لا جُناح عليكم أن تنكحوهن ) والإضْمار قولُ الخليل ِ واليه ذهب الكسائيّ . وعن الشَّعبيّ : إذا وجَد الطَّولَ إلى الحرّة بَطل نكاح الأمةِ فعدّاه بإلىِ وكذا عن ابن عبّاسِ وجابرٍ وسعيد بن جُبيرٍ رضي الله عنهم : " لا يتزوّجُ الأمة إلا من لا يجدُ طوْلاً إلى الحرّة " ِ وأما قولهم : طَوْلُ الحرّةِ فمَّتسَعٌ فيه (2/28)
[ الطاء مع الهاء ]
( طهر ) :
( الطَّهارة ) : مصدر ( طَهَرَ ) الشيءُِ و ( طَهُر ) خلاف نَجِسَِ و ( الطُّهْر ) خلاف الحَيْضِ و ( التطَهُّر ) الاغتسالِ يقال : ( طَهَرَتْ ) إذا انقطع عنها الدمِ و ( تطَّهرتْ ) و ( اطَّهرَتْ ) اغتسلتْ ِ وقوله : " خُذي فِرْصَة مُمسَّكةَ فَتَطهَّري بها " : أي امسحي بها أثر الدم ِ من تَطَهَّر إذا تنزَّه عن الأقذار وبالغ في تطهير النفْس ِ وفي التنزيل : " رجالٌ يُحبّون أن يتطَّهروا " ِ قيل : أريدَ الاستنجاء
و ( الطَّهُور ) بالفتح مصدرٌ بمعنى التطُّهر . يقال : تطهَّرتْ طَهُورً حسناًِ ومنه : " مِفْتاح الصلاة ( 169 / أ ) الطهَّور " ِ " طَهوراً إناء أحدِكم حتى يضَعَ الطَّهُورَ موضِعَه " ِ واسمٌ لما يُتطَّهر به كالسَّحور والفَطورِ وصِفةٌ في قوله تعالى : ( ماءً طَهوراً ) . وما حُكي عن ثعلب : " أن الطَّهور ما كان طاهراً في نفسِه مُطهِرّاً لغيره " : إنْ كان هذا زيادةَ بيان لنهايته في الطّهارة فصوابٌ حَسن وإلا فليس فَعُول من التفعيل في شيءٍ ِ وقياسُ هذا على ما هو مشتقّ من الأفعال المتعدية كَقَطوع ومَنوع غيرُ سديدٍ . و ( الطُّهْرَة ) اسمٌ من التطهيرِ و ( المِطْهَرة ) الإداوة ِ وكذا كل إناء يُتطَهَّر به ِ وفتح الميم لغة
[ الطاء مع الياء ]
( طيب ) :
( الطِيّب ) : خلاف الخُبْث في المعنيين ِ يقال : (2/29)
شيءُ طيّبٌِ أي طاهر نظيف أو مُستَلذُّ طعماً وريحاًِ وخبيثٌ أي نجِسٌ أو كريهُ الطَعْم والرائحةِ قال [ الله تعالى ] : ( فتَيمَّموا صَعيداً طَيّباً ) أي طاهراً ِ عن الزَجّاج وغيره ِ ومنه : ( والبلدُ الطيّبُ يَخرُج نباتُه باذْن ربّه والذي خَبُثَ " ِ يعني الأرضَ العذاةَ الكريمةَ التُّربةِ والذي خَبُث : الأرضُ السَّبِخةُ التي لا تُنبت ما يُنتفعُ به ِ وقوله [ تعالى ] : ( قُلْ مَنْ حرَّم زينَة الله التي أخرج لعباده والطّيباتِ من الرزقِ ) ِ يعني المُسْتلذَّاتِ من المآكل والمشارب . وقوله [ تعالى ] : ( ويُحرِّمُ عليهم الخَبائث " يعني كلَّ شيءٍ نجِس كالدَّم والميْتة ونحوهماِ وفي الحديث : " من أكل من هذه الشجرةِ الخبيثة فلا يقْربَنَّ مسجدنَا " ِ قيل : هي الكُرَّاث والثُّومُ والبَصَل ِ هذا أصلهما ثم جُعلا عبارتين عما يُقارِب ذلك من الحِلّ والحُرْمةِ والصلاحِ والفساد والجَوْدة والرَّدَاءة قال [ تعالى ] : ( 169 / ب ) ( فانْكِحوا ما طاب لكم من النِساء ) ِ أي ما حلَّ لكم . وقال عز و جل : ( أنفقوا من طَيِّبات ما كَسبتم ) ِ أي من جيادِ مكسُوباتكم او من حَلالهاِ وفي ضِدّه : ( ولا تيمَّموا الخبيث ) أي الرّدِيّ أو الحرامَ ِ يعني لا تقِصدوا مِثْله فتَصدَّقُوا بهِ وقوله [ تعالى ] ( لا يستوي الخبيثُ والطيِّب ) : عامٌّ في حَلال المال وحرامه ِ وصالِح العمل وطالِحه ِ وصحيحِ المذاهب وفاسدِها ِ وجيّد الناسِ ورديّهم
( طير ) :
( الطَّيْر ) : اسمُ جمْعٍ مؤنثٌ ِ وقد يقال للواحدِ (2/30)
عن فُطْربِِ وكذا رَوَاه ثعلب عن أبي عُبيدة أيضاً ِ وجمعُه طيورِ وعليه قول محمد في المُحْرِم : " يَذبحُ الطيرَ المُسَرْول " وقوله : " اشترى بازياً على أنه صَيودٌ او طيراً على أنه راعٍ "
وقولهم : " طارَ له من نصيبه كذا : أي صارَ وحصَل ِ مجازِ وأنشد ابن الأعرابي :
( فإني لسْتُ منكِ ولسْتِ مني ... إذا ما طار من مالي الثمينُ )
يقول لامرأته : إذا هَلَكتُ وصار لكِ الثُّمْن من مالي فلستِ حينئذٍ منّي ولا أنا منك (2/31)
باب الظاء
[ الظاء مع الهمزة ]
( ظأر ) :
( الظِّئْز ) : الحاضِنة والحاضِن أيضاًِ وجمعُه ( أظْآر ) ِ و ( الظُّؤرَة ) في مصدره مما لم أسمعه ِ و ( ظأرَ الناقةَ ) عطَفَها على غير ولدهاِ ومنه قوله : " من أوامرك التي تَظأرُنا عليك " أي تَعِطفنا وتُميلنا
[ الظاء مع الباء ]
( ظبي ) :
( أبو ظَبْيانَ ) : في جن . [ جنب ]
[ الظاء مع الراء ]
( ظرب ) :
( الظَّرِب ) بفتح الظاء وكسر الراء : واحدُ ( الظِّراب ) وهي الرَّوابي الصَّغار ومنه : " خطَبَنا عليٌّ رضي الله عنه بذي قارٍ ( أ / 170 ) على ظَرِب " ِ وقولهم : حتى ملأ الظلامُ الظِّرابَ
( ظرر ) : ( الظُّرَر ) : حَجرٌ صُلب مُحدَّد ِ وجمعُه ( ظِرارٌ ) و ( ظِرّانٌ ) ِ وعن النضر : الظِرارُ واحدِ وجمعه (2/32)
أظِرَّةٌ ِ قال و ( الظُّرر ) حجَر أملس عريض يكسره الرجل فَيجزُر به الجَزورَ ِ ويُقال للْكِسْرة منه : ( مَظَرَّة ) وجمعها ( مَظارّ ) وهي كالسكاكين للعرب
( ظرف ) :
( الظَّرْف ) و ( الظَّرافة ) الكَيْس والذكاءِ وعن ابن الأعرابيّ : " الظَّرْف في اللسان " ومنه حديث عُمر رضي اللّه عنه : " إذا كان اللصُّ ظريفاً لا يُقطع " أي كَيِّسا " جيّدَ الكلام يَدْرأُ الحدَّ عن نفِسه باحتجاجه . وقد ( أظرْفَ ) : إذا جاء بأولادِ ظِرافٍ ِ وقولهم : " أظرفَ محمد في العبارة حيث قال : الكعبةُ يُبنَى " : إن كانتِ الرواية محفوظةَ عن الثقات خُرّج له وجْهِ وإلا فالصوابُ أطرَفَ بالطاء غيرَ مُعجمةٍِ أي جاء بطُرْفَةِ وهي كل شيء استَحدثْتَه فأعجبكَِ والعبارةُ عن الانهدام بالبناء طُرْفة مُعِجبةٌ كما ترَى . و ( الظَّرْف ) : الوعاءُ وجمعه ( ظُروف ) ِ والأظراف تحريف
[ الطاء مع العين ]
( ظعن ) :
( الظَّعينة ) المرأةِ وأصلها الهَوْدَج ِ والجمع ( ظُعُن ) و ( أظعان ) و ( ظعَائنُ )
[ الظاء مع الفاء ]
( ظفر ) :
( الأظَافير ) : جمع أُظفورٍ لغةٌ في الظُفْر (2/33)
قال ابو نواس :
( كأنَما الأُظفورُ في قِنابِه ... موُسَى صَناعٍ رُدَّ في نِصابِه )
و ( الظَّفَرة ) بفتحتين : جُلَيدة تَنْبُت في بياض العين ويسمّيها الأَطبّاء ( الظُّفْرَة والظُّفْر ) ويقال : عينٌ ( ظَفِرةٌ ) ِ ورجل ( مَظفور ) . وأنشد ابو الهيثم :
( ما القَولُ في عُجِيّزٍ كالحُمرَّهْ ... بعينها من البكاء ظَفَرهْ ) ( 170 / ب )
( حلَّ ابنُها في الحَبْس وَسْطَ الكَفَرهْ ... )
و ( الأظفار ) : شيء من العِطْر شبيهٌ بظُفْرِ مُقلَّفِ من أصله . قال الأزهري : " ولا يُفْردُ منه واحدُ وإن أُفرِد ينبغي أن يكونَ ظُفراً يُجمعَ على ( أظافيرَ ) " . و ( ظَفارِ ) مبنيُّ على الكسرِ مدينةٌ باليمنِ إليها يُنسب الجَزْع الظَّفاري
( أظفار ) : في نب . [ نبذَ ]
[ الظاء مع اللام ]
( ظلع ) :
( الظَّلْع ) بسكون اللام : عَرّجٌ ضعيف من باب مَنَع ِومنه : " رَخَّص في يَسير الظَلْع " . " البيّنِ ظَلعْهاّ : في ( ضل ) . [ ضلع ]
( ظلل ) :
( الظُّلَّة ) كلّ ما أظلَّك من بناءٍ أو جبلِ (2/34)
أو سحابٍ أي سَتَرك وألقى ظِلَّه عليك ِ ولا يُقال : أظلَّ عليه . وأما قوله : " ولو كان لأحدهما مَشجَرةٌ أغصانُها مُظِلّةٌ على نصيب الآخر " فعاميٌّ ِ وكأنهم لما استفادوا منه معنى الإشراف عَدّوْه تعديتهُ . ولو قالوا بالطاء غير المعجمة لصحّ
وقولُ الفقهاء ( ظُلّة الدار ) : يريدون بها السُدَّة التي فوق البابِ وعن صاحب الحصْر : " هي التي أحدُ طرفي جذوعِها على هذه الدارِ وطَرَفُها الآخر على حائط الجار المقابِل "
( ظلم ) :
( المَظْلِمة ) : الظُّلْم في قول محمدٍ : " في هذا مَظْلِمةٌ للمسلمين " ِ واسمٌ للمأخوذ في قولهم : عند فلانٍ مَظلِمتي وظُلامتيِ أي حقي الذي أُخِذ منى ظُلْماً ِ وأما في ( يوم المظالم ) فعلى حذف المضاف وقوله " فَظنَّ النَّصرانيّ انه لم يلتفت إلى ظُلامته " يعني شكايتَهِ وهو توسُّع
[ الظاء مع النون ]
( ظنن ) :
( الظَّنّ ) : الحِسْبانِ وقد يُستعمل في معنى العلم مجازاً ِ منه ( المَظِنَّة ) المَعْلَم ِ ومنها قولهم في البيضة المَذِرة ( أ / 171 ) : " جازَ لأنه في معِدنه ومَظانِّه " والضادُ خطأ
ويُقال : ( ظنَّه ) و ( أظنَّه ) إذا اتَّهمه ( ظِنَّةَ ) . وقوله : في المناسك : ( ظِنَّةَ ) منه بشَعره " إنما هي بالضادِ وكذا قوله : (2/35)
والظاهرُ في الماء عدم الظِنَّة " لأن المراد البخلُ والمنْع لا التُّهْمة
و ( الظَّنِين ) : المُتَّهمِ ومنه : " لا تجوز شهادةُ خائنٍ ولا خائنةٍ ولا ظَنينٍ في ولاءٍ ولا قرابة " . قال ابو عُبَيدٍ : " المرادُ ان يُتَّهم المُعتَق بالنسبة إلى غير مَواليهِ او الولدُ بالدعوة إلى غير أبيهِ أو يُتَّهم في شهادتِه لقريبه كالوالد للولّد "
[ الظاء مع الهاء ]
( ظهر ) :
( الظَّهر ) : خلاف البطنِ وبتصغيره سُمي والد أُسَيد بن ظُهَيرِ ويستعار للدابّة أو الراحلة ومنه : " ولا ظَهراً أبقى " وكذا قول محمد : " وإذا كان رجلاً معه قوةٌ من الظَّهر والعبيد " وأما : " لا صدَقة إلا عن ظَهْر غنىَ " أي صادرة عن غِنىً ِ فالظَّهر فيه مُقحَم كما في : ظهْر القلبِ وظهر الغيب
و ( ظاهَر ) من امراته ( ظِهاراً ) و ( تظاهرَ ) و ( اظَّاهَر ) بمعنىِّ وهو : أن يقول لها : أنتِ عليّ كَظهْر أمي
و ( ظاهَره ) : عاونهِ وهو ظهيرُه . و ( ظاهَر ) بين ثوبين ودرْعَين : لِبس أحدَهما على الآخر ِ وقوله : ظاهَر بدرعين : فيه نظرٌ ِ ووجهُه أن تُجعل الباء للملابسةِ لا من صلة المُظاهرة
و ( ظَهَر ) عليه : غَلب ِ ومنه : " ولمّا ظَهروا على كَسْري ظِفروا بمطبخه " . و ( ظُهِر على اللص ) : غُلِب ِ وهو من قولهم : (2/36)
ظَهر فلانٌ السّطحَ إذا عَلاهُ وحقيقتُه : صار على ظَهْرهِ وأصل ( الظُّهُور ) خلاف الخَفاء ِ وقد يُعبَّر به عن الخروج والبروز لأنه يَرْدَف ذلكِ وعليه حديث عائشة : " أن رسول الله صلّى العصَر والشمسُ ( 171 / ب ) في حُجرْتها قبل ان تظهر " ِ وتصديقُه في الرواية الأخرى : " والشمسُ لم تخرج من حُجْرتها " . وأما ما رُوي : لم يظهر الفيءُ من حُجرتها ِ أو : والشمسُ طالعةفي حُجْرتي لم يظهُر الفيءُ " بعدُ : فعَلى الكِناية . وعن الشافعي : إن هذا أبْينُ ما رُوي في أول وقت العصر لأن حُجَر أزواج النبي عليه السلام في موضعِ مُنخِفض من المدينة وليست هي بالواسعة وذلك اسرع لأرتفاع الشمس عنها
والمستحاضة ( تَسْتَظِهر ) بكذا أي تَسْتوثق . و ( الظُّهر ) ما بعد الزوالِ وأما : أبرِدوا بالظُهرِ وصلّى الظُهرِ فعلى حذف المضاف (2/37)
باب العين
[ العين مع الباء ]
( عبب ) :
( العَبُّ ) من باب طلَب : أن يَشرب الماء بمّرةِ من غير أن يَقطع الجَرْع قال ابو عَمرٍو : " والحَمام يَشرب هكذاِ بخلاف سائر الطير فإنها تشرب شيئاً شيئاً "
( عبث ) :
( العَبَثُ ) من باب لِبس : هو اللِعب وتخليطُ ما لا فائدة فيه من الأعمال
( عبد ) : في الحديث : كُنْ في الفتنة حِلسْاً - أي مُلازماً لبيتِك - وإن دُخل عليك فكُن عبّدالله المقتولَ " هكذا صحَِّو " عنْدَ " بالنون : تصحيف
و ( ابنُ ام عَبْد ) هو عبد الله بن مسعود . وفي كراهية رفْعِ الصوت عند الجنائز : ( قيس بن عُبادٍ ) وهو صحابيِ وعُبادة تحريف . و ( عَبيدة ) السَّلمانيُّ من التابعين ِ بفتح العين ِ ووابِصة بن ( مَعْبدٍ ) مَفْعَل من العبدِ ومَعدٌّ تحريف . وفي السِّيَر : أن ( عَبادَى ) نصْرانياً اهدى إلى النبي عليه السلام ِ بوزن حَبَالَى
وقوله في الإحصار : مَذهبنُا مَرويّ عن ( العبّادلة ) (2/38)
الثلاثة : ابن مسعودِ وابن عمرِ ( أ / 172 ) وكذا قوله : لا مَهْر أقلّ من عشرةِ يَرويهما هؤلاء الثلاثة . هذا رأى الفقهاءِ وأما في عُرف المحدّثين : فالعَبادلة أربعة : ابن عُمرِ وابن عباسِ وابن الزُّبيرِ وابن عمْروِ ولم يُذكر فيهم ابن مسعود لأنه من كبار الصحابة . وعن طاووُس في الإقعاء : " رأيتُ العَبادلة يفعلون ذلك : عبدَ الله بن عُمر ِ وابنَ عباس وابنَ الزّبير " : وهي إما جمع عَبْدلٍ في معنى عَبدٍ ِ كَزيْدلٍ في زَيدٍِ أو اسمُ جمعٍ غيرُ مبنيٍّ على واحدِه
وقوله : أقبلوا ( عَباديدَ ) أي متفرِّقين . و ( عبّادان ) حصن صغير على شط البحر
( عبر ) :
( عَبر ) النهرَ وغيرَه : جاوزَه ِ من باب طلَب . ومنه : " حَلف لا يدخل هذه الدارَ إلاّ عابرَ سبيل " أي إلا مارّاً فيها ومُجتازاً من غير وقوف ولا إقامةِِ وعابري : خطأٌ
( والمَعْبَر ) بالفتح : موضعُ العبورِ ومنه ( مَعابِر ) جَيحْون : لمواضِع المَكَّاسين ِ منها : دَرْغانُ وهي حَدُّ خُوارَزمِ ثم آمُويةُ وهي قلعةٌ معروفةٌِ ثم كَرْكُويَهُ ثم بَلْخُ . وفي الجانب البُخاريّ : كَلاةِ ثم فِرَبْرُ بكسر الفاء وفتح الراءِ ثم نَرَزْمُ بفتحتين وسكون الزاي ِ ثم نُوِذيجُِ ثم تِرْمِذ
( عبس ) : ( العَبَس ) : ما جَفَّ على أفخاذ الإبل من أبعارها وأبوالهاِ وبتصغيره كُنيتْ أمُّ عُبَيسِ مولاةُ أبي بكر رضي الله عنهِ وهي إحدى المُعذَّبات في اللهِ وبالقطْعة منه سُمّي والد عمْروبن عَبَسة راوي قوله : " تُسْجَر فيها جهنم " (2/39)
( عبط ) :
( دَمٌ عَبيطٌ ) : طَريّ
( عبق ) :
( عَبِق ) به الطيبُ ( عَبَقاً ) من باب لَبِس ( 172 / ب ) : أي لزمه ولَصِقتْ به رائحتُه
( عبي ) :
( العَبَايَة ) : كساء واسع مخطَّطٌ ِ وبها سمي عَبايةُ بن رِفاعة بكسر الراء . و ( العَباءة ) لغةٌ فيهاِ والجمع ( عَباءٌ )
[ العين مع التاء ]
( عتب ) : قوله : " لو وقف على ( عَتبة ) الباب " : يَعني الأُسْكُفّة ِ ومنها حديث الكعبة : " لفعلتُ كذا وألصقتُ العتَبةَ على الأرض "
و ( العَتْبُ ) : المَوْجِدة والغضب ِ من باب ضَربِ ومنه حديث جميلة : " ما أعتِبُ على ثابتِ في دين ولا خلُق " . و ( عُتْبةُ ) فُعْلة منهِ وبها سمي أخو ابنِ مسعودِ ومنه حديثه : " أنه بعث بهَدْي مع عَلقَمة وأمره أن يتصّدق بالثُّلثِ ويأكل الثُّلثَ ويَبعث بالثلث إلى آل عُتبة بن مسعود " . وأما " " بِئر آل عُتبة " فقد رُوي في شرح الكافي هكذا ِ وفي الأحكام والسُّنن : " بئرُ أبي عِنَبة " بلفظ الحبَّة من العِنَب ِ وكلاهما صحيح ِ وهي بئر تَقرُب من المدينة لا يمكن الاستقاءُ منها للصغير
( عتد ) : قوله : " وعَتيدَةً بمِرآتها " : هي طَبْل العَرائسِ ( أُعتِدتْ ) أي هُيَّئت لِما تحتاج إليه من طِيبِ ومُشْطِ ومرآة وغيرها (2/40)
و ( العَتود ) من أولاد المَعْز : كالبَذَج من أولاد الضأنِ وهو ما قوِي ورَعى
( عتر ) :
( العَتيرة ) : ذبيحة كانت تُذبح في رجبٍ يتقرب بها أهلُ الجاهلية والمسلمون في صدر الإسلامِ فنُسِخَ
( عترس ) :
( العِتريس ) : المتكبِّر الغضبانِ فِعْليلٌ بالكسرِ من العَتْرسة وهي الأخذ بشدةِ وبه سُمي عِتْريسُ بن عُرقوبِ أسلم إليه زيدُ بن خُليدة ( 173 / أ ) في قلائص
( عتق ) :
( العِتْق ) : الخروج من المملوكية ِ يُقال : ( عَتَق ) العبدُ ( عِتْقاً ) و ( عَتَاقةً ) و ( عَتَاقاً ) ِ وهو ( عتيق ) وهم ( عُتَقاء ) ِ و ( أعتَقه ) مولاهِ وقد يقام العِتْق مُقام الإعْتاق ومنه قوله : " مع عِتْق مولاك إياك " ِ هذا هو الأصل ثم جُعل عبارةَ عن الكرم وما يتّصل به كما الحرّيةُِ فقيل : فرسٌ عتيقٌ أي رائع ِ و ( عِتاق ) الخيل والطير : كراثمُها ِ وقيل : مدارُ التركيب على التقدّم ِ منه : ( عَتَق ) الفرسُ الخيلَ إذا تقدَّمها فَنَجا منها
و ( العاتِق ) لما بين المنَكِب والعُنق لتقدّمهِ و ( العَتيق ) القديمِ وقد ( عَتُق ) بالضم ( عَتاقةً ) ومنه : الدراهم ( العُتُق ) بضمتين ِ والتشديد خطأ ِ لأنه جمع عتيقِ وتمام الشرح في المُعرب . ( عتو ) : في الحديث : " ألا إنَّ ( أعتى ) الناسِ ثلاثةٌ " (2/41)
هو أفعل التفضيل من العاتيِ وهو الجبَّار الذي جاوز الحدّ في الاستكبار
( عته ) : ( المعتُوه ) : الناقصُ العقل ِ وقيل : المدهوش من غير جُنون ِ وقد ( عُتِه عَتَهاً وعَتاهةً ِ وعَتاهةَِ وعتَاهِيةً )
[ العين مع الثاء ]
( عثر ) : ( عثَر عِثاراً ) : سقَط ِ من باب طلَب ِ ومنه قوله في الكراهية : " وقد عثَر على فلوس أُمِهِ أي اطّلع عليها وظفر بها لأن العاثِر على الشيء مطّلعٌ عليه التنزيل : " فإن عُثِر على أنهما استحقّا إثماً " أي اطلُّع على خيانتهما
( عثكل ) : في حديث المُخْدَج : " اضربوه ( بعِثْكالِ ) فيه مائةُ شِمْراخ " : ( العِثْكال ) و ( العُثْكول عُنقود النخلِ والشّمراخ شُعبةٌ منه
( عثم ) :
( العُثْمان ) : ولد الحية ( 173 / ب ) ِ وبه سُمي عثمان بن حُنَيف ِ وهو الذي ولاّه عمر الكوفة وأمره أن يمسَح سَوادها ِ عن أبي نُعيم وغيره ِ ومن قال : هو أخو سَهلٍِ فقد سَها
وأما ( العُثْمانية ) من مسائل الجَدّ فتلك منسوبةٌ إلى أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنهِ وتُسمّى الحَجاجيّة أيضاً (2/42)
( عثن ) :
( العُثَان ) : الدُخان ِ وأكثر ما يستعمل فيما يُنبخَّر به ِ ومنه ( عَثَّتُ ) الثوبَ : دخَّنْتهِ وقد يُستعار للغُبارِ
[ العين مع الجيم ]
( عجج ) : " أفضل الحجّ ( العَجُّ ) والثَّجّ " : أي أفضل أعمال الحجّ ِ وهو رَفْع الصوت بالتلبيةِ ( عجَّ ) يِعجّ ) بالكسر عَجّاً وعَجيجاًِ وثجّ الماءَ يثُجّه بالضم : سيَّلهِ ثجَّاً ِ واراد به إراقةَ دماء الأضاحيّ
( عجر ) :
( العُجْرة ) : بضم الأول وسكون الثاني واحدة ( العُجَر ) ِ وهي العُقَد في عودِ أو غيرهِ وبها سُمي والد كعب ابن عُجْرةَ
و ( الاعْتِجار ) : الاختمار والاعتمام أيضاً ِ وأما الاعتجار المَنْهيُّ عنه في الصلاة فهو لَيُّ العمامة على الرأس من غير إدارةٍ تحت الحَنَك ِ كالاقتِعاطِ عن الغوريّ والأزهريّ ِ وتفسيرُ مَن قال : هو أن يَلُفّ العِمامة على رأسه ويُبدي الهامة ِ أقرَبُ ِ لأنه مأخوذ من ( مِعْجَر ) المراة : وهو ثوبٌ كالعِصابة تلُفّه المراةُ على استدارة رأسها . وفي الأجناس عن محمدٍ رحمه الله : " المُعتجِر المُنْتقِب بعمامته وقد غَطَّى أنفه " . وأنا لم أجده فيما عندي
( عجز ) :
( عجزَ ) عن الشيء ( عَجْزاً ومَعْجَزةً ) بفتح الجيم وكسرها ِ ومنها : " لا تُلِثّوا بدارِ مَعْجَزَة " أي لا تقيموا . و ( أعْجَزه غيرُه إعجازاً ) . و ( المُعْجِزة ) في اصطلاح المتكلمّين معروفةٌ ِ وبيان إعجاز ( 174 / أ ) القرآن في المُعرِب (2/43)
و ( العَجيزةُ ) : للمرأة خاصةً وقد تستعار للرجل ِ وأما ( العَجُز ) فعامٌّ ِ وهو ما بين الوَرِكين
( عجل ) :
( العِجْل ) : من أولاد البقر حين تضعه أمه إلى شهرٍِ والجمع : ( عِجَلةٌ ) ِ وأما ( العِجَال ) في جمعه فلم أسمعهِ و ( العِجَّوْل ) مثلُه والجمع ( ( عَجاجيل ) . و ( العَجَل ) بفتحتين : جمع عَجَلة وهو ما يؤلف مثل المِحفَّة يُحمل عليها الأثقال
و ( عَجِل ) : أسرَع ( عَجَلاً وعَجَلة ) وهو ( عَجْلانُ ) أي مستعجِل . ومنه : " لا تُبايعوا الدرهمين بالدرهم فإنه رِبا العَجْلان " ِ وبه سُميت القبيلة المنسوبُ إليها عُوَيْمِرٌ العَجلانيّ الذي نزلت فيه آية اللِعّان
و ( أعْجَله ) : حَمله على أن يَعْجَل ِ وقولهم : " أعجلتُه عن استلال سيفه " معناه عجلتُ به وأزعجته فلم يقدر على أن يستلَّ سيفه ِ وعلى ذا قوله : " رأى صيداً فركب فرسَه وعَجِل عن حرْبته أوسَوطه " سهوٌ ِ إنما الصواب : وأُعِجلِ بالألف مبنياً للمفعول ِ وقوله : " هلاك المال أعجله عن أدائها " أي مَنعه عن أداء الزكوات توسّعٌِ وفي حديث عمر : " كانت لأُبيّ نخلٌ تُعْجِل " أي يُدِرك ثمرُها قبل إناه
و ( عجَّله ) من الكراء ( فتعجَّلُه ) كذاِ أي أعطاه إياه عاجِلاً فأخذهِ ومنه : تعَّجل من المُسْلَم إليه فضْلَ درهم (2/44)
وأما قوله في الإجارات : " ضَرَب له أجلاً وتعَّجل له الثمنَ " فالصواب : عجَّلِ لأن المراد الإعطاءُ لا الأخذ . وقوله : " وقد يتقدّم الإدراكُ إذا تعَّجل الحَرُّ " أي أتى عاجلاً ِ من ( تعَّجل ) في الأمر و ( استعجل ) بمعنى عجل
( عجم ) :
( عَجَمُ ) الزَّبيبِ ِ بالتحريك ِ حَبُّه ِ وكذا عَجَمُ العنبِ والتمر والرُمّان ونحوهِ الواحدُ عَجَمةٌ
و ( العَجّمُ ) جمع العَجميّ وهو خلاف العربي وإن كان فصيحاًِ ( 174 / ب ) والأعجميُّ الذي في لسانه عُجمْةٌ أي عدم إفصاح بالعربيةِ وإن كان عربياً . وقولُه : " ولو قال لعربيّ يا عَجميُّ لم يكن قاذفاً لأنه وصْفٌ له باللُّكْنة " فيه نظرٌ . و ( الأعْجَم ) مثل الأعجميّ ِ ومؤنثه ( العَجْماء ) وقد غلَب على البهيمة غَلبَة الدابّة على الفرس ِ قال عليه السلام : " العَجمْاءُ جُبَار " وفي شرح السنة : " جَرْح العَجْماء جُبَارٌ " . ومنها : " صلاة النهار عَجْماء " أي لا تُسمع فيها قراءةٌ
( عجو ) :
( العَجْوة ) : أجود التمر
( عجي ) :
( العُجَابَة ) عَصَبةٌ في قوائم الخيل والإبل منتهاها الرُّسْغ
[ العين مع الدال ]
( عدد )
: ( العَديد ) : العَددُ . وفلانٌ عديدُ بني فلان : أي (2/45)
يُعدّ فيهمِ والأيام المعدودات : أيام التشريق
( عدس ) :
( وكيع بن عُدُسٍ ) بضمتين [ يروي عن أبي رزين العقيلي ]
و ( عدل ) :
( عِدْل ) الشيءِ ِ بالكسرِ مثلُه من جنسه وفي المقدار أيضاً ِ ومنه : عِدْلا الجمَل . و ( عَدْله ) بالفتح : مثلُه من خلاف جنسهِ ومنه قوله : " أو عَدْلَه مَعافِر " أي مثلَه وهذا ( عَدْلٌ ) بينَهما : أي متعادلٌ متساوٍِ لا في غاية الجَوْدة ولا في نهاية الرداءَة
( عدَّل ) الشيءَ ( تعديلاً ) سوّاهِ وباسم المفعول منه لُقِّب عمرو بن جعفرٍ ( المُعدَّل ) مولى الدَّوْسيّين . والمراد بتعديل أركان الصلاة تسكينُ الجوارح في الركوع والسجودِ والقَوْمة بينهماِ والقَعْدة بين السجدتين
( عدن ) :
( عَدَن ) بالمكان : أي أقام به ومنه ( المَعْدِن ) لِما خلقه الله في الأرض من الذهب والفضة لأن الناس يقيمون به الصيفَ والشتاء وقيل : لإثبات الله فيه جوهرَهما وإثباتِه إياه في الأرض حتى عَدَن فيها أي ثَبَت
( عدو ) :
( العَدْوُ ) : السرعة ِ وفرسٌ ( أ / 175 ) عّداءِ على فَعَّال ِ وبه سُمي ( العَدَّاء ) الذي كَتب له رسول الله المشهور وهو : " بسم الله الرحمن الرحيم ِ هذا ما اشترى ( العَدّاء ) ابنُ خالد بن هَوْذَة من محمدِ منه عْبداً (2/46)
أو أمةًِ شكَّ الراويِ لا دَاءَ ولا غِائلةَ ولا خِبْثَةَ ِ بَيْعَ المسلم للمسلم "
قلتُ : المشتري العدَّاء ِ لا رسولُ الله ِ هكذا قرأتُه في الفائق ِ أُثبت في مُشكل الآثار ونفي الارتياب ن ومعظم الطَبرانيِّ ومعرفة الصحابة لابن مسَنْده ِ ومعرفة الصَحابيّ للدَّغُوليّ ِ وهكذا في الفردوس أيضاً أيضاً بطرق كثيرة
وفي شروط الخّصاف وشروط الطَّحاويّ بتعليق أبي بكر الرازيّ : أن المُشتري رسولُ الله وتابَعَهما في ذلك الحاكمُ السمَّرقَنْدي ِ والأوّل هو الصحيح ِ وليس في شيء مما رَوَيْتُ ورأيتُ ن ولا عَيبَ ولا لَفظَهُ فيه
قالوا : " الداء " : كل عيب باطن ظهَر منه شيٌ أوْ لا ِ وهو مثْلُ وجَعَ الطِحالِ والكبدِ والسّعالِ وكذاِ والجُذامِ : وهو ما يبدو في الأعضاء من القُروحِ والبَرصِ وهو البياضُ في ظاهرِ الجلدِ وريحِ الرحم : وهيَ على ما زعم الأطباءُ مادَّة نفَّاخَة فيها بسبب اجتماع الرطوبات اللزجَة . " والغائلةُ " : الإباق والفُجور . و " الخِبْثةُ " : أن يكون مَسْبيّاً من قوم لهم عَهْد . والكَيَّة : ليس بداءٍ ولا غائلةِ ولكنها عيب
و ( عَداه ) : جاوَزهِ ومنه : " اتّجِرْ في البَزْ في البَزّ ولا تَعْدُ إلى غيره " أي لا تُجاوِز البَزَّ . ( 175 / ب ) . و ( عَدا عليه ) جاوَز الحدّ في الظُلم ( عَدْواً وعَداءً ) بالفتح والمدِّ ومنه وَصْفُ رسول الله عليه السلام
48
- السُبعَ بالعَداء ِ فقال : " السَبُع العادي " . وفي حديث عثمان : " أن أعرابياً قال له : إن بني عمَّك عَدَْوا على إبلي "
و ( استعدى ) فلان الأميرَ على مَن ظلمّه : أي استعان به فأعداهُ ِ أي أعانه عليه ونَصره ِ ومنه : " فَمنْ رجُلٌ يُعذبني ؟ " أي يَنصُرني ويُعينني . و ( الاستِعداء ) طلبُ المعونة والانتقام ِ والمعونة ُ نفسها أيضاً ِ ومنها قوله : " رجل ادّعى على آخر عند القاضي وأراد عنه عَدْوى " أي عن القاضي نصرة ومعونة على إحضار الخصْمِ فإنه يُعْديه أي يَسمع كلامه ويأمر بإحضار خصمه
وكذا ما رُوي : " أن امرأة الوليد بن عُعبة استْعدتْ فأعطاها من ثوبه كهيئة العَدْوَى " أي كما يُعطي القاضي الخاتَم أو الطِينة ليكون علامة في إحضار المطلوب
وأما قول محمد رحمه الله : " ولو سُبيت امرأةٌ بالمشِرق فعلى أهل المغرِب استعداؤها ما لم تُدخَل دارَ الحَرْب " ففيه نظر
[ العين مع الذال ]
( عذر ) :
( عِذارا اللّحية ) : جانِباها ِ استُعيرا من عِذارَيْ الدابّة ِ وهما ما على خّديه من اللِّجام ِ وعلى ذلك قولهم : " أمّا البياضُ الذي بين العِذار وَشحمة الأذُن " صحيحٌ ِ وأما من فسّره بالبياض نفسه فقد أخطأ (2/47)
السُبعَ بالعَداء ِ فقال : " السَبُع العادي " . وفي حديث عثمان : " أن أعرابياً قال له : إن بني عمَّك عَدَْوا على إبلي "
و ( استعدى ) فلان الأميرَ على مَن ظلمّه : أي استعان به فأعداهُ عليه أي أعانه عليه ونَصره ِ ومنه : " فَمنْ رجُلٌ يُعْدبني ؟ " أي يَنصُرني ويُعينني . و ( الاستِعداء ) طلبُ المعونة والانتقام ِ والمعونة ُ نفسها أيضاً ِ ومنها قوله : " رجل ادّعى على آخر عند القاضي وأراد عنه عَدْوى " أي عن القاضي نصرة ومعونة على إحضار الخصْمِ فإنه يُعْديه أي يَسمع كلامه ويأمر بإحضار خصمه
وكذا ما رُوي : " أن امرأة الوليد بن عُقبة استْعدَتْ فأعطاها رسول الله من ثوبه كهيئة العَدْوَى " أي كما يُعطي القاضي الخاتَم أو الطِينة ليكون علامة في إحضار المطلوب
وأما قول محمد رحمه الله : " ولو سُبيت امرأةٌ بالمشِرق فعلى أهل المغرِب استعداؤها ما لم تُدخَل دارَ الحَرْب " ففيه نظر
[ العين مع الذال ]
( عذر ) :
( عِذارا اللّحية ) : جانِباها ِ استُعيرا من عِذارَيْ الدابّة ِ وهما ما على خّديه من اللِّجام ِ وعلى ذلك قولهم : " أمّا البياضُ الذي بين العِذار وَشحمة الأذُن " صحيحٌ ِ وأما من فسّره بالبياض نفسه فقد أخطأ (2/48)
و ( أعذَر ) بالَغ في العُذْر يُقال : " أعذَر مَنْ أنذر " ومنه : كان أبو يوسف يعمل ( بالإعذار ) وذلك ( أ / 176 ) إذا كان قِبَلَ السلطان حقٌّ لإنسان وهو لايُجيبه إلى القاضي ِ فإنه رحمه الله كان يبعث إليه من قِبَله رسولاً ينادي على بابه أنّ القاضي يقول : أجِب ِ ينادي بذلك أياماً ِ فإن أجاب وإلا جَعل لذلك السلطان وكيلاً فيخاصمه هذا المدّعِي
و ( عُذْرة المرأة ) : بَكارتها ِ و ( العُذرة ) أيضاً وجَع في الحلْق من الدمِ وبها سُميت القبيلة المنسوبُ إليها عبُد الله بن ثَعلبة ابنِ صُعَيْرِ أو أبي صُعَير ِ العُذْري . ومن رَوى " العَدَويّ " فكأنه نسبه إلى جَدّه الأكبر وهو عديّ بن صُعَير ِو " العَبْديُّ " : في معرفة الصحابة لأبي نُعيم ِ والأول هو الصحيح
( عذق ) :
( العَذْق ) : بالفتح النخلةِ ومنه : عَذْقُ حُبَيْقٍ . وحديث أنَيس : " فتَوارى القوم إلى ظهر عَذْقٍ " ِ وكذا قوله : " والعَذْق احبّ إليهم من الوَصيف "
وأما ( العِذْق ) بالكسر : فالكِباسة وهو عنقود التمر ومنه حديث عمر رضي الله عنه : " لا قَطْع في كذا ولا في عِذْقٍ معلَّق " ِ و " عَرْقٍ " تصحيفٌ (2/49)
[ العين مع الراء ]
( عرب ) :
( العَربيّ ) : واحد العَرب وهم الذين استوطنوا المُدن والقُرى العربية . و ( الأعراب ) أهل البَدْوِ واختُلف في نِسبتهم والأصح أنهم نُسبوا إلى ( عَرَبة ) بفتحتين وهي من تِهامة لأن اباهم اسمعيل عليه السلام نشأ بهاِ ويقال ( فَرس عرَبيّ ) و ( خَيلٌ عِراب ) فرَقوا في الجمع بين الأناسيّ والبهائم
وعن أنس عن النبي عليه السلام : " لا تَستضيئوا بنار المشرِكين ولا تَنقُشوا في خَواتمكم عربّياً " أيْ نقشأ عربياً يعني لا تُشاوروهم ولا تكتبوا فيها : " محمدٌ رسول الله " عن الحسنِ وعن عمر : " لا تَنقشوا فيها بالعربية " وعن ابن عمر : " أنه كَرِه أن يُنقَش ( 176 / ب ) عليه بالقرآن "
وفي الحديث " لا تَعَرُّب بعد الهِجرة " أي لا رجوع إلى البدْو وأن يصير أعرابياً ِ وذلك أنه كان رِدَّةً في ذلك الزمان فنُهي عنه
و ( الإعراب ) و ( التعريب ) الإبانة . ومنه : " الثَّيِّب يُعرِب عنها لسانُها " ِ وقول ابن سَوّار لشُريح وقد فَةَّ صاحبُه عن حُجّتهِ أي عَيِيَ وضعُف : أتَفْسُد شَهادتي إن أعربتُ عنه ؟ فقال : لا . أي إنْ تكلّمتُ عنه واحتججتُ ِ والتعريب في هذا المعنى أشهر
و ( العُرْبانُ ) و ( العُربون ) والأرُبْان والارُبْون : الذي تقول لها العامة الزَبُونِ وهو أن يَشتري السلعة ويَدفع شيئاً ِ ديناراً (2/50)
أو درهماً أو أقلّ أو أكثرِ على أنه إن تَمَّ البيعُ حُسِب ذلك من الثمنِ وإن لم يَتِمّ كان للبائع . وفي الحديث : " نُهَي عن بيع العُربان " . قال أبو داود ِ قال " ابو مالك : هو أن يَشتري الرجلُ العبدَ او يتكارَى الدابّة ثم يقول : أعطيتُك ديناراً على أني إن تركت السلعة او الدابة فما أعطيتُك فلَكً "
و ( أعَرَب ) و ( عَرَّب ) إذا أعطى العُربانِ عن الفرّاء . وعن عطاءٍ " أنه كان ينتهى عن الإعراب في البيع "
( عرقب ) :
( العُرقوب ) : عصَب موتَّر خلفَ الكعبيْن . وقوله عليه السلام : " ويلٌ للعراقيب من النار " ِ تحذيرٌ من تَرْكها غيرَ مغسولة
( عرج ) :
( العَرْج ) بسكون الراء : من مراحل طريق المدينةِ ويقال : مررت به فما ( عرّجت عليه ) أي ما وقفت عنده ِ ومنه : " المعتكِف يمرّ بمريض فيَسأل عنه ولا يعَرّج عليه "
و ( انعَرج ) عن الطريق : مال عنهِ ومنه ( العُرجون ) أصلُ الكِباسةِ لا نعِراجه ( 117 / أ ) واعوجاجه
( عرفج ) :
( العَرْفَج ) : نبتْ ِ وهو من دِقّ الحَطَب سريعُ الالتهابِ ولا يكون له جَمْرِ وبواحده سُمي ( عَرْفَجةُ ) ابن أسعدَ بنِ كرِبٍ الذي أصيب أنفه يوم الكُلابِ بالضم
( عرر ) :
( المَعَرَّة ) : المَساءة والأذى ِ مَفْعَلةٌ ِمن (2/51)
حذف 1
52
- أو درهماً أو أكثرِ على أنه إن تَمَّ البيعُ حُسِب ذلك من الثمنِ وإن لم يَتِمّ كان للبائع . وفي الحديث : " نُهَي عن بيع العُربان " . قال أبو داود ِ قال " ابو مالك : هو أن يَشتري الرجلُ العبدَ أو يتكارَى الدابّة ثم يقول : أعطيتُك ديناراً على أني إن تركت السلعة او الدابة فما أعطيتُك فلَكَ "
و ( أعرَب ) و ( عَرَّب ) إذا أعطى العُربان ِ عن الفرّراء . وعن عطاءٍ " أنه كان ينهّى عن الإعراب في البيع "
( عرقب ) : ( العُرقوب ) : عصَب موتَّر خلفَ الكعبيْن . وقوله عليه السلام : " ويلٌ للعراقيب من النار " ِ تحذيرٌ من تَرْكها غيرَ مغسولة
( عرج ) :
( العَرْج ) بسكون الراء : من مراحل طريق المدينةن ويقال : مررت به فما ( عّرجت عليه ) أي ما وقفت عندهِ ومنه : " المعتكِف يمرّ بمريض فيَسأل عنه ولا يعرّج عليه "
و ( انعرَج ) عن الطريق : مال عنهِ ومنه ( العُرجون ) أصلُ الكياسةِ لا نعِراجه ( 117 / أ ) واعوجاجه
( عرفج ) :
( العَرْفَج ) : نبتِْ وهو من دِقّ الحطَب سريعُ الالتهابِ ولا يكون له جَمْر ِ وبواحده سُمي ( عَرْفَجةُ ) ابن أسعدَ بنِ كَربٍ الذي أصيب أنفه يوم الكُلاب ِ بالضم
( عرر ) :
( المَعَرَّة ) : المَساءة والأذىِ مَفْعَلةٌ ِ من (2/52)
( العَرّ ) وهو الجَربِ أو من ( عَرّه ) إذا لطَخه بالعُرّة وهي السرقِين ِ ومنها الحديث " لعَن الله بائع العُرّة ومشترِيَها "
ويقال : ( عَرَّ الأرضَ ) إذا أصلحها بالعُرَّة ِ ومنه : كان ابن عمر يخابِر أرضَه وَيشترط على أن لا يَعُرّهاّ
( عرس ) :
( أعرَسَ ) الرجلُ بالمرأة : بنَى عليهاِ ومنه حديث ابن عمر في متعة الحجُ : " علمت أن رسول الله ذلك ولكنى كرهتُ ان يظلوا بهنّ مُعْرِسين " هكذا بالتخفيفِ يعني مُلمّين . و ( العُرْس ) بالضم : الاسم ِ ومنه : " إذا دُعي أحدكم إلى وليمةِ عُرْس فليُجِبِ أي إلى طعام إعْراس
و ( عِرْسُ ) الرجل ) بالكسر : امرأته ِ ومنها ( ابن عِرْس ) وهو بالفارسية راسُو وأما ( عرَّس بها ) في حديث ميمونة بمعنى ( اعْرَس ) فخطأٌ ِ إنما ( التّعريس ) نُزول المسافر في آخر الليلِ وكذا حديث ابي سعيد مولى أبي أسِيد : " عرِستُ وأنا عبْد " وأخذه من ( عَرِسَ ) الرجل بقِرنه في القتال إذا لزِمهُ أو من عَرس الصبيُّ أمّة إذا ألِفها ن خطأٌ آخرِ لأن المراد في الحديث اتّخاذ العُرْس أو العِرْس وذلك من باب " افعَل " لا غيرُ
( عرش ) :
( العَرْش ) السقّف في قوله : " وكان عرش المسجد من جَريد النخل " أي من أفنانه وعِيدانه . وفي قوله : " لابَل عَرْشٌ كَعُرْشِ ( 177 / ب ) موسى " : المِظَلُّة تُسوَّى (2/52)
من الجرّيد ويُطرح فوقه الثُمام ِ ومنه حديث ابن عمر : " أنّه كان يقطع التّلبية إذا نظر إلى عُروش مكة " يعني بيوت أهل الحاجة منهم
و ( عَريشُ الكَرْم ) : ما يُهيّأ ليرتفِع عليهِ والجمع عَرائش
( عرض ) :
( العَرْض ) خلاف الطوُل ِ وشيء ( عَريض ) . ويُقال : إنه لعَريض القَفا أي احمق . ولقد ( أَعْرَضْتَ ) المسألةَ أي جئتَ بها عريضةً واسعةِ و ( المِعْراض ) : السّهم بلا رِيش يَمضي عَرْضاً فيصيب بعَرْضه لا بحدّه . و ( العَرْض ) أيضاً خِلاف النقد
و ( العُرْض ) بالضم : الجانب . ومنه : " أوصَى أن يُنفَق عليه من عُرْض مالِه " أي من ايّ جانب منه من غير تعيين . وفلان من ( عُرْض العشيرة ) أي من شِقّها لا من صَميمها ِ ومراد الفقهاءِ أبَعد العَصبات
و ( استعرَض ) الناسُ الخوارجَ و ( اعترَضوهم ) إذا خرجوا لا يبالون من قَتلواِ ومنه قول محمد : " إذا دخل المسلمون مدينة من مدائن المشركين فلا بأس بأن يعتَرضوا مَن لَقُوا فيَقُتلوا " أي يأخذوا مِن وجدوا فيها من غير أن يميّزوا مَن هو ؟ ومَن اين هو . وأما ما في المنتَقى : " رجل قالت له امرأته : ابغضُتك وعَرِضْتُ منك " فالصواب : غرضِتِ بالغين المعجمة وكسر الراء ِ من قولهم : غَرِضَ فلان من كذا إذا مَلّه وضِجِر منه . قال أبو العلاء :
( إني غَرِضتُ من الدنيا فهل زَمني ... مُعطِ حياتي لِغرٍّ بعدُ ما غَرِضا ) (2/53)
ومنه : " فادّان مُعْرِضاً " أي استَدان ممن أمكنه الاستِدانةُ منه
وقولهم : " عَرض عليه المتاعَ " إما لأنه يُريه طُولَه وعَرْضه ( أ / 178 ) أو عُرْضاً من أعراضه ِ ومنه ( اعترَض ) الجندُ للعارِضِ و ( اعترَضهم ) العارضُ إذا نظر فيهم . ومنه قوله : " عرضَ على رجل جِرابَ هَرَويِّ فاشتراه الذي اعترض الجِرابَ "
و ( التَّعريض ) خلاف التصريح . والفرق بينه وبين الكناية أن التعريضَ تضمين الكلام دلالة ليس لها فيه ذِكرِ كقولك : ما أقبح البخلِ تُعرِّض بأنه بخيلِ والكنايةَ ذِكرُْ الرَديف وإرادةُ المَردوفِ كقولك : فلان طويل النّجادِ وكثيرُ رمادِ القِدر ِ تعني أنه طويل القامة ومِضياف
و ( العَرض ) بفتحتين : حُطام الدنياِ ومنه : " الدنيا عَرضٌ حاضر " ِ وهو في اصطلاح المتكلمين : ما لا بَقاء له . وقولهم : " هو على عَرض الوُجود " أي على إمكانه ِمن ( أعَرض له كذا ) إذا أمكَنهِ وحقيقته : أبدى عُرْضَه
( عرف ) :
( عَرف ) الشيءَ و ( اعترفَه ) بمعنى ِ ومنه حديث عمر رضي الله عنه : " فما اعتَرفه المسلمون " . وكذا قولُ محمد في اللُقطة : " فإن أكلها أو تصَّدق بها ثم جاء صاحبُها فاعتَرفها " أي عَرف أنه أكلها أو أنها هي التي تصدَّق بها . وأما ( الاعتراف ) بمعنى الإقرار بالشيء عن مَعْرفِة فذاك يُعدَّى بالباء (2/54)
و ( المعروفُ ) : خلاف المُنْكر ِ وقوله في الوقف : " أن يأكل بالمعروف " أي بقْدر الحاجة من غير سرَف
( العرَّاف ) : الحازي والمنِجمّ الذي علمَ الغيْب ِ وهو المراد في الحديث : " من أتى عَرَّافاً " . و ( العِرافة ) بالكسر : الرِياسَة ِ و ( العَريف ) : السيّد لأنه عارِفٌ بأحوال مَنْ يَسودهم ويسوسهم
و ( عرفاتٌ ) : علم للموقف ( 178 / ب ) وهي مُنوَّنة لا غيرِ ويُقال لها عَرفةُ أيضاً . و ( يومُ عَرَفة ) التاسع من ذي الحجَّةِ وفي حديث ابن أنَيْس : " بعَثه عليه السلام بعرَفة " . والقافُ تصحيف
و ( عرّفوا تعريفاً ) : وقفوا بعرفات . وأما ( التعريفُ ) المُحْدَث فهو التشُّبه بأهل عرفة في غيرها من المواضع ِ وهو أن يَخرُجوا إلى الصحراء فيدعُوا ويتضرَّعوا ِ وأولُ مَنْ فعل ذلك بالبصًرة ابن عباس رضي الله عنهما . وقوله : " ليس عليه أن يُعرّفَ بالهدْي " أي أن يَأتيَ به إلى عرفاتِ
و ( عُرْف ) الفرس : شَعر عُنقه . و ( المَعرَفَة ) بفتح الميم والراء مثلهِ ومنها ِ " الأخْذ من مَعْرفة الدابّة ليس برضىً " يعني قَطْعَ شيءٍ من عُرفه . و ( المَعْرفة ) في غير هذا : مَنْبِت العُرْف . وفرسٌ ( أعرَف ) وافر العُرْفِ والمؤنث عرفاءُ
( العارِف ) في كتاب الدعوى : في ( نت ) . [ نتج ] (2/55)
" عَرَف عُمَر " : في ( سن )
" ولا اعترافاً " : في ( عق ) . [ عقل ]
( عرق ) :
( العَرْق ) بفتح العين وسكون الراء : العظمُ الذي عليه لحمٌ والذي لا لحم عليهِ وقيل : الذي أُخذ أكثرُ ما عليه وبقي عليه شيءٌ يسيرِ ومنه حديثُ جابر : " رأى عَرقاً فأكل منه " والجمع ( عُراق )
و ( العِرْق ) بالكسِر : عرْق الشجرِ وقوله : " ليس لِعرْقٍ ظالمٍ حقٌّ " أي ليس لذي عرْق ظالم وهو الذي يَغْرِس في الأرض غرساً على وجه الاغتصاب ليستوجَبها ِ ووَصْف العِرْق بالظلم الذي هو صفةُ صاحبه على هذا الوجه من المجاز حسَنٌ وأما ما قال فيه بعضُهم فتَمحُّل . وفي الواقعات : رجلٌ له شجرٌ ( تعرَّقَتْ ) في ملك غيره ِ أي سرى فيه عِرْقُها : صوابُه عَرَّقَتْ
و ( ذات عِرْقٍ ) : ميقاتُ أهل العراق . و ( العَرَق ) بفتحتين : مِكْتَل عظيم يُنْسَج من خُوص النخْلِ ( أ / 179 ) يَسعُه ثلاثون صاعاً ِ وقيل خمسة عشر
( عرزل ) : خُواهَر زاده : " السجود على العِرْزال " قالوا : هو الخَوازه بالفارسية ِ وعن الغُوري : " هو موضع يَتَّخذُه الناظرُ فوق أطرافِ الشجر يكون فيه فراراً من الأسد " (2/56)
( عرم ) : في حديث عمر رضي الله عنه : " إن لِنبيذِ الزبيب عُرَاماً ِ أي حدَّة وشدة ِ مستعارٌ من عُرام الصبيِّ وهو شِرَّته
( عرن ) :
( عُرَنَة ) : واد بحذاء عرفاتٍ ِ وبتصغيرها سُميت ( عُريَنْة ) : وهي قبيلة يُنسب إليها العُرَنيّون في الحديث المعروف ن يَدُلّ على هذا روايةُ أنس : " أنه قدم قومٌ من عُكلِ أو عُرَيْنة " الحديث
( عرو ) :
( العُرْوَة ) : عُروة القميص والكوز والدلَّوِ وتُستعار لما يُوثف به ويُعوَّل عليهِ منها العُروة من الكلأ ِ لبقيّةِ تَبْقى منه بعد يُبْس النباِت لأنَّ الماشية تتعلق بها فتكون عصْمة لهاِ ولهذا تُسمّى عُلْقةً . وعن الأزهري : هي مِن دِقّ الشجر : ماله أصل باق في الأرض مثل العَرْفج والنَّصِيِّ وأجناسِ الخُلَّة والحَمْض ِ فإذا أمْحل الناسُ عَصَمتِ الماشية
و ( العُرْوة ) أيضاً من أسماء الأسد وبها سُميّ ابنُ الجَعْد البارِقيُّ ِ وكنىَ بها العباسُ رضي الله عنه . ويُقال : ( عراه ) مُهِمٌّ و ( اعتَراه ) أي أصابه
و ( عَروْت ) الرجَل : أتيتُه طالباً معروفَة ( عَرْواً ) ومنه : ( العَرِيَّةُ ) وهي النخلة يُعرْيها صاحبُها رجلاً محتاجاً ِ أي يجعَل له ثمرتَها عامَهاِ لأنها تُؤتَى للاجِتناء ِ ولذا قالوا للمُعْرَى : العاري والمُعْترِي ِ وقيل لأنها عُرِيَتْ من التحريم ِ أو لأنه لمّا وهب (2/57)
ثمرتَها فكأنه جرَّدها ( 179 / ب ) من الثمرةِ فعلى الأول فعيله بمعنى مفعوله وهي الصحيحِ وعلى الثاني بمعنى فاعله . وإنما رخَّص عليه السلام في ( العَرايا ) بعد نهْيه عن المُحاقَلة والمُزابَنة في أن يَبْتاع المُعرِي ثمرتَها من المُعْرَى بثمرِ لمكان حاجته . وقد قيل في العَريّة تفسيرآخرُ إلا أن هذا هو المختارِ يشهد له الحديث الآخر : " خَفّفوا في الخُرص فإن في المال العَريّة والوصيّة " . وقولُ سُوَيْد بن الصامت :
( وليست بسَنْهاءٍ ولا رُجَبيّةٍ ... ولكنْ عَرايا في السنين الجوائحِ )
أقوى شاهد ِ لأنه لو كان الأمر كما زعموا لما كان هذا مدحاً . والسَّنْهاءُ : النخلة التي تحمل سنةْ ِ وسنةً لا ِ والرُّجَبيّة بضم الراء وفتح الجيم : التي تُبْنى حولها رُجْبة : وهي جدارٌ أو نحوُه لتعتمد عليها لثِقَلها أو لضعْفها . والجوائحُ : جمع جائحة وهي السنة المُجْدبة
ومن ذوات الياء : ( العُرْى ) مصدر ( عَري ) من ثيابه فهو ( عارٍ ) و ( عُريان ) وهي ( عارية ) و ( عُرْيانة ) ِ وفرسٌ عُرْي : لا سَرْج عليه ولا لِبْد ِوجمعه ( أعْراء ) ولا يُقال : فرسٌ عُرْيانِ كما لا يُقال : رجل عُرْي . وعلى ذا قوله في الأيمان : " ولو ركب دابة عُرْياناً " صوابُه عُرْياً ِ وقوله في السير : " وساقوها عُرْياً " صوابه أعْراء لأن المراد الدوابُّ (2/58)
و ( اعْرورى ) الدابةَ : ركبها عُرْياً ِ ومنه : " كان النبي عليه السلام يَركْب الحمارَ مُعْرَوْرياً ِ وهو حال من ضمير الفاعل المُستكِنَّ ولو كان من المفعول لقيل مُعْرَوْرَى
[ العين مع الزاي ]
( عزب ) :
رجل ( عَزَب ) بالتحريك : لا زْوَج له ولا يُقال أعْزبُ ِ وقد جاءً ( أ / 180 ) في حديث النوم في المسجد عن نافع قال : " أخبرني عبدُ الله أنه كان ينام في مسجد النبي وهو شاب ( أعْزب ) " . وفي مختصر الكرخي : " ألاّيم من النساء مثل الأعْزب من الرجال " . ويُقال امرأة عَزبٌ أيضاً ِ أنشد الجَرْميُّ :
( يامَنْ يَدلُّ عزَباً على عَزَبْ ... على ابنةِ الحُمارِ س الشيخ الأزَبّْ )
ولك أن تقول : امرأة عَزَبةٌ
( عزر ) :
( التعزير ) تأديبٌ دون الحَدِّ وأصله من ( العَزْر ) بمعنى الردّ والرَدْع ِ و ( العَيْزارُ ) فَيْعال منه ِ وبه كُني والد عقبة بن أبي العَيْزار في الفرائض . و ( عَزْوَرَى ) موضعٌ بين مكة والمدينة
( عزز ) :
( عَزَّ ) عليَّ أن تفعل كذا : أي اشتدَّ ( يعَزّ ) (2/59)
بالفتح عن الأزهريِ وبالكسر عن الغوريِ الأول من باب لِبسِ والثاني من باب ضَرب . ومنه حديث ابي بكر : " إن أحبَّ الناس إليَّ غِنىً انتِِ وأعزَّهم فقراً أنتِ " أي أشدَّهم ِ يعني مَنْ يشتد عليَّ فقْرُه وتَشُقّ عليَّ حاجتُه
( عزف ) :
" أمرَ بكسْر ( المعازف ) " : هي آلاتُ اللهو التي يُضرب بهاِ الواحدُ ( عَزْفٌ ) روايةً عن العربِ وإذا أُفرِد ( المِعْزف ) فهو نوع من الطنابير يتخّذه أهلُ اليمن
( عزل ) :
( العَزْل ) من الجارية : معروف : وفرس ( أعْزَلُ ) : به ( عَزَلٌ ) وهو ميْلُ الذنب إلى أحد شِقّيه . و ( العَزْلاء ) فمُ المزادة الأسفلُ ِ والجمع ( العَزالَي ) . وقوله في السحابة : أرْخَتْ عَزاليِهَا إذا أرسلتْ دُفَعها ِ مجاز
( عزم ) :
ابن مسعود رضي الله عنه : " إن الله يُحب أن يُؤتَى برُخَصه كما يُحب أن يُؤتى بعزائمِه " أي بفرائضه التي عزَم سبحانه على العباد وجوبَها . وفي حديث عليّ ( 180 / ب ) : " عزائم القرآن أربع " وفي الجَامع : عزائم السجود أي فرائضُه ِ وهي : " ألم تنزيل " ِو " حم " السجدة ِ و " اقرأ باسم ربك "
( عزو ) : في الحديث : " من تَعزَّى بَعزاءِ الجاهلية فأعِضّوه (2/60)
بِهَنِ أبيه ولا تَكْنُوا " يُقال : ( تعزَّى واعتزَى ) إذا انتسبِ و ( العزاءُ ) اسم منهِ والمراد به قولهم في الاستغاثة : يا لَفُلان . " فأعِضّوه " : أي قولوا له : اعْضَضْ بأير أبيك ِ ولا تَكْنوا عن الأيْر بالهَنِِ وهذا أمر تأديبٍ ومبالغةٍ في الزَجْر عن دعوى الجاهليّةِ
[ العين مع السين ]
( عسب ) :
نَهى عن ( عَسْب ) الفحل : هو ضِرابهِ يُقال : ( عَسَب ) الفحلُ الناقَة ( يعْسِبُها عَسْباً ) إذا قرَعها ِ والمراد : عن كِراء العَسْب ِ على حذف المضاف
( عسج ) :
( العَوْسَج ) من شجر الشوكِ له ثمرٌ مُدوَّر كأنه خَرَز العقيقِ فإذا عظُم فهو الغَرْقَد
( عسر ) :
( الإعسار ) : مصدر ( أعْسرَ ) إذا افتقرِ و ( العَسَار ) ِ في معناه ِ خطأٌ مَحْضٌ . و ( العَسَر ) : مصدر الأعْسَر ِ وهو الذي يَعمل بيَساره
( عسكر ) :
( العسْكر ) : تعريبُ لشكر
" عَسْكر " : في ( حم )
( عسس ) :
في الحديث : " أُتي ( بعُسٍّ ) من لَبن " ِ وهو القدَح العظيم ِ والجمع ( عِساسٌ ) (2/61)
( عسف ) :
( العَسْفُ ) : الظُلم ِ وسلطانٌ ( عَسُوفٌ ) : ظَلومِ ومنه ( العَسيف ) : الأجيرِ وبجمعه جاء الحديث : " نَهى عن قتْل ( العُسَفاء ) والوُصفاء " . وأصله من ( عَسف ) الفلاة و ( اعتسفها ) إذا قطعها على غير هداية ولا طريق مسلوكِ ومنه قولهم : هذا كلام فيه تعسُّف
و ( عُسْفانُ ) : موضع على مرحلتين من مكة
( عسل ) :
في حديث امراة ( أ / 181 ) رِفاعة : " أنه عليه السلام قال لها : أتريدين أن ترجعي إلى رفاعَة ؟ لاِ حتى تذُوقي عُسَيْلته ويذُوقَ من عُسَيْلتك ِ قالت : فإنه يا رسول الله قد جاءني هَبَّةَ " :
( العُسَيْلة ) تصغير ( العَسَلة ) ِ وهي قطعة من العسل كاللحْمة والشحْمة للقطعة منهماِ وقد ضَرَب ذَوْقَها مثلاً لإصابة حَلاوة الجماع ولذّتهِ وإنما صُغّرتْ إشارة إلى القَدْر الذي يحلُّ . وارادتْ " بالهبَّة " المرَّة ِ وأصلها من قولهم : " احذْر هبَّة السيف " أي وقْعَته ِ يعني : أن العُسَيْلة قد ذِيقت بالوِقاع مرة
و ( عَسِليُّ اليهودِ ) : علامتُهم
( عسم ) :
( العَسَمُ ) : اعوجاجٌ في اليد من يُبْس في الرُسْغ أو في المِرفقين
[ العين مع الشين ]
( عشر ) :
( في الحديث ) : " نَهى عن قضاءِ الصوم في أيام (2/62)
العَشْر " أي في أيام الليالي العشرِ على حذف الموصوف . و ( العُشْر ) بالضّم : أحد أجزاء العَشَرة . ومن مسائل الجَدّ : ( العُشْرّية ) . و ( العَشِيْر ) في معناه ِ ومنه الحديث : " أنَّ بعيراً تردّى في بئر في المدينة فَوُجِىءَ في خاصرته فأخذ فأخذ منه ابنُ عمر عَشِيْراً بدرهمين " أي نصيباً ِ والجمع ( أعْشِراء ) كأنْصِباءِ يعني اشترى منه هذا القدْر مع زُهده ِ فدلّ على حِلّهِ ومن رَوى " عُشَيْراً " بالضم على التصغير فقد أخطأ
و ( العُشَراءُ ) الناقةُ التي أتي عليها من حين حْملها عشرةُ أشهر : وثوب ( عُشَارِيٌّ ) : طوله عَشْرُ أذرعِ وكذا الخُماسيّ والتُسَاعُّي
( عشش ) :
( عُشّ ) الطائر : الذي يجمعُه على الشجر من حُطام العِيدان فيَبيض فيه . والجمع ( عِشاشٌ ) و ( عِشَشَةٌ ) ز
( عشي ) :
( العَشِيُّ ) : ما بين زوال الشمس إلى غروبهاِ والمشهور ( 181 / ب ) أنه آخر النهارِ وعن الأزهري : " صلاتا العَشيِّ الظهرُ والعصرُ " . وفي حديث أُنَيْس : " فأقبلْت عُشَيْشِيَةً أي عِشاءً ِ وهو من شواذ التصغيرِ وترك الياء الأخيرة خطأ
( العَشاء ) : في ( أك ) . [ أكل ] ِ وفي ( غد ) . [ غدو ]
[ العين مع الصاد ]
( عصب ) :
( العَصْب ) الشَدُِّ ومنه ( عِصَابةُ ) (2/63)
الرأس لما يُشَدّ بهِ وتُسمّى بها العِمامةُ ِ ومنها قوله : " المْسحُ على العَصائب " . و ( العَصْب ) من بُرود اليمن معروفِ لأنه يُعْصَب غَزْله ثم يُصبْغ ثم يُحاكِ ويُقال بُرْدُ عَصْبٍ ِ وبُرودُ عَصْبٍ . وتقريُره في المُعْرب
و ( العَصَب ) بفتحتين : الأصفر - بالفاء - من أطناب المفاصل والعَقَبُ : الأبيضُ منهاِ الصاد مع الصاد ِ وجمعها أعصاب وأعقاب
و ( العَصَبة ) : قرابة الرجل لأبيهِ وكأنه جمع 0 عاصب ) ِ وإن لم نَسْمَع به من ( عَصَبوا ) به : إذا أحاطوا حولهِ ثم سُمّي به الواحد والجمع والمذكّر والمؤنث للغلبة ِ وقالوا في مَصْدرها : ( العُصوبةُ ) . والذكر ( يُعَصِّبُ ) الأنثى : أي يجعلها عَصَبة
( عصر ) :
( العَصْر ) : مصدر ( عَصر ) العَنبَ وغيرهِ و ( العصير ) ما عُصِر . وفي الحديث : " لعن الله في الخمر عشْر أنفُسٍ ِ عاصِرَها ومُعْتِصرَها " أي مَنْ عَصرها لنفسه ولغيره
وأُريد ( بالمعتَصِر ) في حديث بلال : المُتَغوِّط ِ واتُّسِع في الاعتصار فقيل : ( اعتصر ) النخلَة إذا استردَّها وارتجعها ومنه حديث عمر : " أن الوالد يَعْصِر ولدَه فيما أعطاه وليس للولد أن يعتصِر من والده " يعني ان الوالد إذا نَحَله شيئاً فله ان يأخَذهُ منهِ شُبِّه أخذُ المال منه ( 182 / أ ) واستخراجُه من يده ِ بالاعتصار (2/64)
وأما حديث الشعبيّ : " يعتِصر الوالدُ على ولده " . فإنما عَّداه بعلى لأنَّه ضمَّنه مَعنى يَرْجع ويعود كما ضُمّن معنى الأخذِ فيما قبلُ ِ فعُدِّيَ بمن
وأما قول محمد رحمه الله في الموطَّأ : " لا سبيلَ للوالد إلى الرجعة فيها ولا إلى اعتصارها " فالمراد بعد الاشهاد
( عصفر ) : ( العُصْفور ) هو الطُّوَيّر المعروفِ وبه سُمّي بعيرٌ لعلي رضي الله عنه ِ وهو في حديثه أنه باعَ بعيراً يقال له عُصفورٌ بعشرين بعيراً ِ وقيل : ( عُصَيْفير ) على لفظ التصغير
( عصعص ) : ( العَصْعَص ) بالفتح والضم : عَجْم الذنب وهو الُعَظْيم بين الأَلْيَتين ِ ومراد الفقهاء في البيوع : ما في وسط أَلْيَة الشاةِ
( عصف ) :
( العَصْف ) وَرق الزرع ِ والعَفْص بتقديم الفاء : ثمرٌ معروفٌ كالبُنْدُقة يُدبَغ به
( عصم ) :
( عصَمه ) الله من السوء وَقاه ( عصْمة ) ِ وباسم الفاعل منه كُنيِت جميلةُ بنت ثابتِ بن ابي الأقلح . و ( اعتصَم ... ) بحبله : تمسَّك به ِ ومنه : (2/65)
( وسعدُ بباب القادسيّة مُعْصِمُ ... ) . مُتَمسّك به وفتح الصاد فيه وتفسيرُه بالمُعصَّب العين خطأٌ في خطأ
( عصي ) : في حديث ابي بكر لأخي معاويةَ ِ وكان أميرَ جَيشِه : " يا يزيد لا تفعلْ كذا وكذا ولا تَعْصِينَّ " أراد معصيةَ الله ومعصيةَ الإمام ِ ويُروى : " ولا تَقْصَينَّ " بالقاف وفتح الصادِ من " قَصِي " بوزن رَضِي إذا بَعُد ِ والمراد الإبعاد في السَّيْر عن جماعة المسلمين
و ( تعصَّى ) ضرب بالعصاِ و ( اعتصى ) عليها : توكَّأ عليها . وقوله : " حتى لا يمكنَ التَعَصِّي بها " يعني استعمالها والضربَ بها ( 182 / ب )
[ العين مع الضاد ]
( عضب )
: ( العَضْب ) : القَطْع ِ ومنه : رجل ( معضوبٌ ) أي زمِنٌ لا حَراك بهِ كأنَّ الزَّمانَة ( عَضَبتْه ) . وشاة ( عَضْباء ) مكسورةُ القَرْن الداخل أو مشقوقةُ الأذن ِ ومنه الحديث : " نَهى أن يُضحَّى بالأعْضَبِ القَرْنِ أو الأذن " . وأما ( العَضْباء ) لناقةِ رسول الله لقبٌ لها لا لشَقِّ في أذنها
( عضد ) :
( العَضْد ) : قَطعْ الشجر ِ من باب ضَرب ِ ومنه : (2/66)
" ولا يُعْضَد شجرُها " . و ( المِعْضَد ) كالسيف يُمْتَهن في قطْع الأشجار
( عضض ) :
( العَض ) : قبْض بالأسنانِ من باب لبِس و ( عضَّ ) في العِلْم بناجِذهِ : إذا أتْقنَه ِ مجاز . والناجذ : ضِرْس الحُلمْ [ لأنه ينبت بعدما تمَّ عقله ] . وقوله عليه السلام : " عليكم بسُنَّتي وسنّةِ الخلفاءِ من بعديِ عَضُّوا عليها بالنواجذ " أمْرٌ بالتزام السُنَّة والاعتصام بهاِ وفيه تأكيد لقوله عليه السلام : " عليكم بسُنَّتي "
( فأعضُّوه ) : في عز . [ عزو ]
[ العين مع الطاء ]
( عطب ) :
( العَطب ) بفتحتين : الهلاك ِ من باب ليس
( عطش ) : قوله : " يُخْرِجُ بعضُه حَبّاً ضامراً عطِشاً " أي دقيقاً مُحتاجاً إلى الماء ويُروى عطشانَ ِ والأول أوْجه
( عطف ) :
( عَطَفه ) عَطْفاً : أمالهِ و ( ( استعطفه ) كذلك . ومنه ( استعطف ناقتَه ) : أي عَطفها بأن جذَب زِمامها لتُميلَ رأسَها ِ و ( عَطف ) بنفسه عُطُوفاًِ ومنه قوله في الدِيات : " فإن عَطَفتْ يميناً وشِمالاً " أي انعطفتْ ومالتِ وقولهم : ( عطَف ) عليه بمعنى رحم ِ من ذلك : لأن في الرحمة مَيْلاً وانعطافاً إلى المرحوم ِ ومنه حديث الحارِث : " فَعَطفُوا عليه " أي رَحِموه فاحتَملوه ِ ويُروى : ففِظعوا عليه ِ وهو تصحيف (2/67)
( وِعطْف ) الإنسان بالكسر : جانِبُه ( أ / 183 ) من رأسه إلى وَرِكه او قدمهِ ومنه : " هم أَلْينُ عِطْفاً "
وأما : زُقاق فيه ( عَطِفْ ) ِ أي اعوجاج ِ فقد رُوي بالفتح والكسرِ تسميةَ بالمصدرِ أو فعْلاً بمعنى مفعول
( عطن ) :
( العَطَنُ ) ِ ( المَعْطِن ) : مُنَاخُ الإبل ومَبْركها حولَ الماءِ والجمع ( أعْطانٌ ومَعاطنُ )
( قوله : " حريمُ بئرٍ العَطَنِ أربعون ذراعاً وحريمُ بئر الناضح ستون " فإنما أضاف لُيفْرَقَ بين ما يُسْتَقى منه باليد في العَطنِ وبين ما يُسْتَقى منه بالناضحِ وهو البعير
( عطو ) :
( العَطاء ) : إسم ما يُعطى ِ والجمع ( أعْطيِة ) و ( أعطيات ) وبه سُمِّي عَطَاء بن أبي رَباح
( وقوله : " لا يجوز بيع العَطاء والرزق " ِ ففرْق ما بينهما أنَّ العطاء : ما يُخْرَج للجُندي من بيت المال في السنة مرة أو مرتين والرزق ما يُخْرجله كلَّ شهرِ وعن الحلوائي : كلَّ سنة أوشهر ِ والرزق يوماً بيوم
( وفي شرح القُدوري في العاقلة : " الدِّيَةُ في أعْطياتهم ثلاث سنين ِ فإن لم يكونوا أهلَ عطاء وكانت لهم أرزاق جُعلت الديةُ في أرزاقهم " ِ قال : " والفرق بينهما أن العطيّة ما يُفْرض للمُقاتِلة والرزق ما يُجْعل لفقراء المسلمين إذا لم يكونوا مُقاتِلة "
و ( العطيَّة ) : مثله والجمع ( عَطَايا ) وبها كُنيت أمُّ عَطيّة الأنصارية (2/68)
[ العين مع الظاء ]
( عظم ) :
( أعْظَمه ) : رآه عظيماً ِومثله أكْبَره واستكبره . و ( عُظْم ) الشيء وجُلُّه وكُبْرُه واحدٌ
[ العين مع الفاء ]
( عفج ) :
( المَعْفُوج ) : كناية عن الموطوء ِ من ( العَفْج ) ِ واحد ( الأَعفاج ) وهي الأمْعاء
( عفر ) :
( العَفَر ) : وجهُ الأرض ِ وبتصغيره ( 183 / ب ) كُني أبو عُفَيْر محمد بن سْهل بن أبي حَثمة الأنصاريّ ِ ومنه : ( عَفّره ) بالتراب لَطَّخه ِ وعليه الحديث : " ويُعفِّر الثامنةَ بالتراب " أي المرَّة الثامنة
و ( العُفْرة ) : بياضٌ ليس بالخالص ولكن كلَوْن العَفْرِ ومنه : ظَبْيٌ ( أعفر ) ِ وبتأنيثه سُمّيت أم مُعَوّذ بن عَفْراء ومعاذ بن عفراءِ راوي حديث النهي عن الصلاة بعد الفجر . ومنه : ( اليَعْفور ) لتَيْس الظباء أو لولد البقرة الوحشيّةِ وبه لُقِّب حمارُ النبي عليه السلام
وثوبٌ ( مَعافريٌّ ) منسوبٌ إلى مَعافِر بنُ مُرٍِّ أخي تميم بن مُرّ ِ عن سيبويه ِ ثم صار له اسماً بغير نسبةٍ ِ عن الأصمعّي . وعليه حديثُ معاذٍ : " أو عدْلَه مَعافِرَ " أي مِثَله بُرْداً من هذا الجنس (2/69)
و ( معافيرَ ) بزيادة الياءِ و ( مُعَافِريَّ ) بالضمِ و ( مَعافِريَّ ) غير مُنوَّنِ : كلُّه لَحْنٌ
( عفص ) :
( العِفاص ) : الوعاء الذي تكون فيه النَفقةُ ِ من جلدٍ أو خِرْقة أو غير ذلكِ ولهذا سُميّ الجِلدُ الذي تُلبِسُه رأسَ القارورة : العِفاصِ لأنه كالوعاء لهاِ وقيل : هي الصِّمامُِ وعن الغوري : غلافُها ِ والأولُ الاختيارُ
( عفل ) :
( العَفَل ) عن الشيباني : شيءٌ مُدوَّر يخرُج بالفْرج ِ ولا يكون في الأبْكار وإنما يُصيب المرأةَ بعد ما تَلِد
وعن الليث : ( عَفِلت ) المرأةُ ( عَفَلاً ) فهي ( عَفْلاء ) وكذا الناقةُ ِ والاسم ( العَفَلةُ ) وهي شيء يخرُج في فرْجها شِبْه الأُدْرة
( عفن ) :
( عَفِن ) الشيء ( عَفَناً ) من باب لبِس : إذا بَلِي في نُدُوَّةِ . وقوله : " أصاب الثمرَ العَفَنُ " فهو فساد واسترخاء ِ وهو من الأول
( عفو ) : يُقال ( عَفوْتُ ) ( 184 / أ ) عن فلانٍ أو عن ذنبه : إذا صفحتَ عنه وأعرضتَ عن عقوبته . وهو كما ترى يُعدَّى بعن إلى الجاني وإلى الجنايةِ فإذا اجتمعا عُدّيَ إلى الأول باللامِ فقيل : ( عَفوْتُ ) لفلانٍ عن ذنبه . وعلى ذا قولُه : عفوتُك عن القطع أو عن الشجَّةِ خطأ . وباسم الفاعلة منه سُمّي ( عافيةُ ) القاضي الأَوديّ ِ كذا صحَّ في مناقب أبي حنيفة (2/70)
و ( التعافي ) تفاعُلٌ ِ منه ِوهو أن يعفُو بعضُهم عن بعض . وأما : " ( تعافَوْا ) الحدودَ فيما بينكم " ِ فالأصل : تعافَوْا عن الحدودِِ أي لِيَعْفُ كلُّ منكم عن صاحبهِ إلا أنه حُذِف " عَنْ " وأُوصِلَ الفعلُ ِ أو ضُمّن معنى التِرك فُعدّي تعديته . وقد جعل صاحبُ المقاييس هذا التركيبَ دالاً على أصلين : تَرْكٍ وطلبٍِ إلا ان ( العفو ) غلَب على تَرْك عقوبةِ من استحقَّها ِ و ( الإعفاءُ ) على الترك مطلقاً ِ منه إعفاء اللحية وهو تَرْك قطْعها وتوفيرُها وقولهم : " أعفِني من الخروج معك " أي دعْني عنه واتركني ِ ومنه حديث محاكمة عُمَر رضي الله عنه وأُبيّ بن كعب إلى زيد بن ثابت في الحائط : " وإن رأيتَ أن تُعْفي اميرَ المؤمنين من اليمن فأعْفِهِ فقال أُبي : بل نُعْفيه ونُصدقّه " . ومن رَوى : " أو عَفوْت أميرَ المؤمنين عن اليمين ِ فقدْ سها
وقولهم : ( العَفْو ) : الفضلُ ِ صحيح لأن الشيء إذا تُرِك فضَلَ وزاد . ومنه حديث علي رضي الله عنه : " أُمرنا أن لا ناخُذ منهم إلا العَفْو "
وخُذْ ما صَفا وعَفا : أي فضَل وتسَهّلِ ومنه قول عمر بن عبد العزيز : " ولعَمري ما البَراذينُ ( 184 / ب ) بأعفَى من الفَرس فيما كان من مَؤونةِ وحَرْسٍ " يعني ليس هذا بأسهل مَؤونة ّ من ذاك
وأختُلِفَ في تفسير قوله تعالى : " فمَنْ عُفِي له من أخيه شيء فاتّباعُ بالمعروف " : فأكثرهم على أنه من العَفْو خلافِ العقوبةِ وأن معناه : فمن عُفِي له من جهة أخيه شيء من العَفْو أي بعضُه بأن (2/71)
يُعْفى عن بعض الدم ِ أو يعفو بعضُ الورثةِ والأخُ وليُّ المقتولِ و " مَنْ " هو القاتل ِ والضمير في " له ِ وأخيه " لِمَنْ ِ وفي " إليه " للأخِ أو للمُتَّبع الدالّ عليه " فاتّباعُ " لأن المعنى فليْتبَّع الطالبُ بالمعروف ولْيُؤدَّ إليه المطلوبُ بإحسانٍ
وقيل : عُفِي : تُرِك ومُحيِ وقيل : أعطي والأخُ : القاتلِ و " مِن " للتبعيض او للبدل وقد أُنْكر . وقوله تعالى ( إلاّ أن يعفُون او يعفُوَ الذي بيده عُقْدةُ النكاح ) : العفو فيه مُستعار للتجافي عن الحق وطلِبه ِ كما في قوله عليه السلام : " عَفْونا لكم عن صدقة الخيل والرقيقِ فهاتُوا صدقة الرِّقَة " . والذي بيده عقدةُ النكاح : الزوجُ ِ وقيل : الوليّ وقد أنْكر تفسيرُ العفو بالإعطاء . وتمام التفسير للآيتين في المُعْرِب
[ العين مع القاف ]
( عقب ) :
( العَقَب ) بفتحتين : في ( عص ) . [ عصب ] . و ( العَقِب ) بكسر القاف : مؤخَّر القدَمِ و ( عَقِبُ ) الشيطان : هو الإقعاء . و ( عِقب ) الرجل : نَسْلهِ وفي الأجناس : هم أولاده الذكورِ وعن بعض الفقهاء : أولادُ البنات عَقِبٌِ لقوله تعالى : ( وجعلها كلمةً باقية في عَقِبه )
و ( عَقَبهُ ) : تبِعه ِ من باب ( أ / 185 ) طلبَِ وهو ( مَعْقوب ) وبتصغيره سُمّي مُعَيْقيبُ بن أبي فاطمة الدَّوسيِ (2/72)
وترْك الياء الثانية خطأٌ . و ( تَعقَّبه ) : تتبَّعه وتَفحّصهِ واستعمالهم إياه في معنى " عقَبه " غير سديد
و ( اعتقب ) البائع المبيعَ : حَسَبه حتى يأخذ الثمن . وعن النخعيّ : " المُعْتقِب ضامنٌ لما اعتَقب " يعني إن هلَك في يده فقدْ هلَك منه لا من المشتري
و ( أعْقَبه ) ندماً : أوْرَثَه : وقولهم : " الطلاقُ يُعْقِب العِدّةِ والعِدّةُ تعْقُبُ الطلاق " : الأول من باب اكْرَم ِ والثاني من باب طَلب . و ( العُقْبةُ ) النَّوْبةُِ ومنها : ( عاقَبة مُعاقبةً وعقاباً ) : ناوَبَهِ و ( عُقْبَة ) الأجير : أن يَنْزِل المستأجرُ صباحاً مثلاً فيركَبَ الأجيرُز وقول صاحب الإيضاح : " فإن أمكنه أن يمشي او يَكْتري عُقْبةً فليس عليه الحج " : فيه توسّعٌ
و ( العُقابان ) : عُودان يُنصِبان مَغْروزَيْن في الأرض يُشْبَحُ بينهما المضروب أو المصلوب ِ أي يُمَدّ
و ( اليعاقيب ) جمع ( يعقوب ) ِ وهو ذكرَ القبْج واما ( يعقوب ) اسمُ رجلٍ فأعجميِ وبه سُمّي أبو يوسفَ ِ وإليه يُنسب النبيذ اليَعْقوبيّ الذي يُسمى الجُمْهوري
( عقد ) :
( عقَد ) الحبْل ( عَقْداً ) ِ وهي ( العُقدة ) ِ ومنها : عُقْدة النِكاح ِ و ( العَقْد ) : العَهد (2/73)
و ( عاقَده ) : عاهدهِ وقُرِىء : " والذين عاقَدتْ أيمانُكم " . و " عَّقدتْ " و " عقدت " : وهم مَوالي المُوالاة وكانوا يتماسَحون بالأيدي . و ( مَعقِد العزّ ) موضعُ عَقْده ِ وتقديم القاف تصحيف
و ( اعتقد ) مالاً : اتَّخذه وتأثَّله
( عقر ) :
( عقَره ) عْقراً : جرحَه و ( عَقر ) الناقةَ بالسيف : ضربَ قوائمهاِ وبعير ( عَقِيرٌ ) والجمع ( عَقْرى ) ِ ومنه : ولا تَعِقْرَنَّ شجراً " ِ أي لا تقطعنَّ
وفي حديث صَفيَّة : " عَقْرى حَلْقَى " على فَعْلىِ وقيل الألف للوقفِ وهو ( 185 / ب ) دعاء بقطع الحَلْق والرِجْل أو بحلْق الراسِ وعن ابي عبيدٍ : " عُقِر جسدُها وأُصيبت بداءٍ في حلقها "
و ( العُقْر ) : صَدَاق المرأة إذا أتيت بشبْهة ِو ( عَقْر الدار ) بالفتح والضم : أصل المُقام الذي عليهُ مُعوّلُ القومِ ومنه حديث علي : " ما غُزِي قومٌ في عُقْر دارهم إلا ذَلّوا "
و ( العَقار ) الضَّيْعة ِ وقيل : كل مالٍ له أصل من دارٍ أو ضيعة
( عقص ) :
( العَقْص ) من باب ضرَب : جمْعُ الشعر على الراس ِ وقيل : لَيُّهُ وإدخالُ أطرافه في أصوله
و ( العِقَاص ) : سَيْرٌ يُجمع به الشَعَرِ وقيل : ( العُقُص ) (2/74)
حذف (2/74)
خيوط سود تصل بها المرأة شعرهاِ وعن الحلوائي في حديث عمر : " يجوز الخُلُع بكل ما تَملِك الا العِقاص " لم يُرِد عينَ العِقاص وإنما أراد به الذوائب ِ لأن الرجل ربما قطع شعرَها وذلك لا يَحِلُّ
( عقق ) :
( العَقُّ ) : الشّقُ والقطعِ ومنه ( عقيقةُ ) المولود وهي شَعْره لأنه يُقطع عنه يوم أُسبوعهِ وبها سُمّيت الشاةُ التي تذبح عنهِ وإنما قال عليه السلام فيها : " قولوا نَسِيكةٌ ولا تقولوا عَقيقةُ " كراهَة الطّيَرة . وقد قررتُ هذا في رسالة لي
و ( العَقيق ) : موضع بحذاءِ ذات عِرْقِ وهو الذي في حديث ابن عباس ( أ / 186 ) : " أنه عليه السلام وَقَّت لأهل العراق بَطْن العقيق " وفي كلام الشافعي : " ولو اهلَّ ( بالعقيق ) كان أحبَّ إليّ " وأصله كل مَسيلٍ شَقُّه السْيل فوسَّعه
( عقل ) :
( عَقل ) البعيرَ ( عَقْلاً ) شدَّه بالعِقالِ ومنه ( العَقْل والمَعْقُلة ) : الدّيَةُِ و ( عَقلْتُ ) القتيلَ : أعطيتُ دِيتَهِ و ( عقلْتُ ) عن القتال : لِزمَتْه ديةٌ فأدَّيتُها عنهِ ومنه الدية على ( العَاقلة ) وهي الجماعةُ التي تَغْرم الديةَِ وهم عشيرة الرجل أو أهل ديوانهِ أي الذين يرتزِقون عن ديوان ٍ على حدةٍ
وعن الشعبيّ : " لا تعقِلُ العاقلةُ عمْداً ولا عبْداً ولا صُلْحاً ولا اعترافاً " يعني : أن القتل إذا كان عمداً محْضاً أو صُولح الجاني من الدية على مالٍ أو اعترف لم تَلْزم العاقلةَ الديةُِ وكذا إذا جنى عبدُ لحرٍّ على إنسان لم تَغْرم عاقلَة ُ المولى جنايتَه (2/75)
وعن ابن المسيّب : " المرأة ( تُعاقِل ) الرجلَ إلى ثلث ديتها " أي تُساويه في العْقلِ تأخذ كما يأخذ الرجلُ
وفي حديث أبي بكر : " لو منعوني قِقالاً " قيل : هو صَدقهُ عام وقيل : هو الحَبْل المعروف ِ وقيل : أراد الشيءَ الحقير فضَرب العِقال مثلاً وهو المُلائم لكلامه ( 186 / ب ) : وتَشهْد له روايةُ البُخاري : " عَنَاقاً " وهي الأنثى من أولاد المَعْزِ وفي روايةٍ أخرى : جَدْياً أذْوَط " وهو القصير الذقنِ وكلاهما لا يُؤخذ في الصدقات فدَّل أنه تمثيلٌ
و ( تعَّقلَ ) السَرْجَ و ( اعتقله ) : ثنى رِجْله على مُقدّمه . وقوله " نصب شبكة فتعقَّلَ بها صيدٌ " أي نَشِب وعلق : مصنوعٌ غير مسموع : و ( اعتُقل ) لسانُه بضم التاءِ : إذا احتُبس عن الكلام ولم يَقْدر عليه
و ( المَعْقِل ) : الحصن والملْجأ و وبه سُمّي والدُ عبد الله بن معْقِل بن مُقرِنٍ المُزَنيِ ومَعقْل بن يَسار المزني الذي يُضاف إليه النهرُ بالبصرة ن ويُنسب إليه التمْر المَعْقليّ
[ العين مع الكاف ]
( عكر ) :
( عَكَر ) إذا كَرَّ ورجَع ِ من باب طَلبِ ومنه الحديث : " بل أنتم العَكَّارُون " أي الكرَّارون
و ( العَكَر ) بفتحتين : دُرْديّ الزيتِ ودُرديذ النبيذ في قوله : " وإن صبَّ العَكَر فليس بنبيذٍ حتى يتغيَّر "
( عكبر ) :
( عُكْبُراء ) : موضع بسواد بغداد ِ وقد يُقْصرِ (2/76)
ويُقال في النسبة : عُكْبُراويٌّ وعُكْبُريّ
( عكش ) :
( عُكَّاشة ) صحَّ بالتشديد سماعاً عن الثقاتِ والمُحدّثون على التخفيفِ وعن الفارابي بالتشديد لا غيرُ ِ وهو عُكَّاشة بن محْصَنِ الغَنْمِيُّ الأسديُّ . قال
( عَشِيَّة إذ رَيْتُ ابنَ أقْرم ثابتاً ... وعُكَّاشةَ الغَنْميَّ عند صِيَال )
وهو الذي قال فيه عليه السلام : " سَبقك بها عُكَّاشة " يعنى بالدَعْوة التي دعا له
( عكف ) :
( الاعتكاف ) : افتعال من ( عكَف ) إذا دامِ من باب طَلَب و ( عكَفه ) حَبسهِ ومنه : " والهدْيَ معكوفاً " . وسُمي به هذا النوع من العبادة لأنه إقامة ( 187 / أ ) في المسجد مع شرائطز وقوله " قال لله عليَّ اعتكافُ رمضانَ فصامه ولم يعتكف " إنما حذف حرف الظرف على التوسع
( عكم ) :
( العِكْمُ ) : العِدْل ِ وبتصغيره سُمّي والد عبد الله بن عُكَيم الليْثيِّ راوي قوله : " لا تنتفعوا من الميْتة بإهابِ "
( عكن ) :
( العُكَنُ ) جمع ( عُكْناء ) وهو الطيّ الذي في البِطن من السِّمَن ) (2/77)
[ العين مع اللام ]
( علث ) :
( العَلْث ) بفتح العين وسكون اللام : قريةٌ موقوفةً على العَلويَّة ِ وهي أول العراق ِ شَرْقيَّ دجْلة
( علج ) :
( العِلْج ) : الضَخْم من كفّار العجمِ وإنما قال الحسن : " عُلُوجٌ فُرَّاغٌ لا يصلّون إلا في الوقت " ِ استخفافاً بهم وبفعلهم والمعنى : أن أذان بلالٍ كان قبل طلوع الفجر لتنبيه مَنْ كان مُهتمَّاً بإقامة النوافل ِ أما هؤلاء فليس من هَمّهم ذلكِ وإنما يُصلّون المكتوبةَ فحسْبُ
( علهز ) :
( العِلْهِزُ ) : الوَبر مع دم الحَلَم يُؤكل في المجاعة ِ وقيل : شيءٌ يَنْبُت في بلاد بني سُلَيْم له اصلٌ رَخْصٌ كأصل البَرْديّ
( علس ) :
( العَلَس ) بفتحتين ِ عن الغوري والجوهري : حَّبة سوداء إذا أجدَب الناسُ طحنوها وأكلوها ِ وقيل : هو مثل البُرّ إلا أنه عَسِر الاستنقاء ِ يكون في الكِمامَة حبتانِ وهو طعام أهل صَنْعاء
( علص ) :
( العِلَّوص ) : في ( شو ) . [ شوص ]
( علف ) :
( عَلَف ) الدابَّةَ في المِعْلفِ بكسر الميم ( علْفاً ) : أطعمها العَلفَ و ( أعْلَفها ) لغة . ومنه قوله : " فإن أعلف السائمة " . وقوله في العرجاء : فإنها لا تَعْلَف ما حولها - بوزن (2/78)
تلبَس - خطأٌ ِ ولا تُعْلَف مبنيّاً للمفعول فاسدٌ معنىَ وإنما الصواب : لا تَعْتلِف
و ( العَلُوفة ) : ما يَعْلِفون من الغنم وغيرهاِ الواحد والجمع سواء . و ( العُلوفة ) بالضم جمع عَلَف ِ و ( التعلُّف ) تطلُّبُ ( 187 / ب ) العلَف في مظانِّه
و ( العَلاَّفة ) : أصحابُ العلَف وطَلَبتُه ِ كالحمَّارة والبغَّالة لأصحابهما ِ ومنه قوله في السير : " وليْبَعْث الأميرُ قوماً يتَعلَّفون أو يخْرُجون مع العلاَّفة يكونون رِدْءاً لهم وعَوْناً
و ( العِلافة ) كالصِناعة : وهي طلب العَلف وشراؤه والمجيء به . وأما قوله : " في طلب العِلافة " فالصواب : العَلاَّفةِ وهي موضع العَلف ومعدِنُهِ كالملاَّحة لمعدِنِ المِلح ومَنْبِته
( علق ) :
( عَلَّق ) الشيءَ بالشيء فتعلَّق بهِ ويُقال : ( علَّق ) باباً على داره : إذا نصبه ورَكَّبه . وقوله : " المشركون إذا نقَبُوا الحائطَ وعلَّقوه " أي حَفروا تحته وتركوه مُغَلَّقاً . و ( عَلِقَ ) بالشيء مثلُ ( تعلَّق ) به ِ ومنه : ( عَلِقت ) المرأة إذا حبلت ( عُلُوقاً ) . وقوله : " الغِراس تَبدَّل بالعلوق " مجازٌ منه ِ والمعنى : أن ما يُغرس يصير مُتَبدّلاً لأنه ينمو ويسمو إذا عَلِق بالأرضِ و ( تعلَّق ) بها أي ثبَت ونبَت
و ( وعِلاقَة ) السوطِ بالكسر : معروفةٌ ِ وبها سُمّي والدُ زياد بن عِلاقَة الغَطَفانيّ . و ( المِعْلاق ) : ما يُعلَّق به اللحمُ وغيرهِ (2/79)
والجمع ( المَعاليق ) ِ ويُقال لما يُعلَّق بالزامِلة من نحو القِرْبة والمِطْهرة والقُمْقُمة : معالِيقُ ايضاً
و ( العَلَق ) شبيه بالدود أسودُ يتعلَّق بحنَك الدابة إذا شَرِب ِ ومنه : " بيْعُ العَلق يجوز " . و ( العَلق ) أيضاً الدم الجامدُ الغليظُ لتعلُّق بعضِه ببعض ِ والقطعة منه : ( عَلَقةٌ ) ومنه قول بعضهم : " ودم مُنْجمِدٌ مٌنْعَلِق " ِ وهو قياسٌ لا سماع
( علك ) :
( حنطةٌ ( عَلِكةٌ ) : تَتَلزَّج كالعِلْك من جَوْدتها ( 188 / أ ) وصلابتها
( علل ) :
( رجل عَليلٌ ) : ذو علّة ِ و ( معلولٌ ) مثلُهِ عن شيخنا ابي عليّ ِ وامرأةٌ ( عليلة ) ِ وبها سُمّيت عَلِيلةُ بنت الكُمَيْت
" بنو العلاَّت " : في ( عي ) . [ عين ]
( علم ) : ( الأيام المعلومات ) : عشْر ذي الحِجّة . وقوله : " وبعد إعلام الجنس جَهالةُ الوصف " هو من قولهم : ( أعْلمَ ) القصَّارُ الثوبَ إذا جعله ذا علامةٍ ِ وذلك أن يُقال : دارٌ بمحَلّة فلانٍ ِ وجَهالةُ الوصف أن لا يذكر ضيقَها ولا سَعَتها
ورجل ( أعْلَم ) : مشقوقُ الشفَة العُليا
( علو ) :
( تعلَّتِ ) المرأةُ من نِفَاسهاِ و ( تعالَتْ ) : خرجَتْ وسَلِمَتْ ِ تفعَّلتْ وتفاعَلْت من العُلوّ : الارتفاع ِ ومنه (2/80)
" إلى أن تتعالى من نِفَاسها " . و ( عَلِي ) في الشرف علاءً من باب لِبس ِ وبمضارعه كُني أبو يَعْلى بن منصور من تلامذة أبي يوسف ِ واسمه المُعلَّى ِ بلفظ السابع من سهام المَيْسر
و ( العالية ) من فوق نجدٍ إلى تِهامةِ وأما ما رُوي في حديث أبي بكر رضي الله عنه " أنه نحَل عائشة رضي الله عنها كذا وَسْقاً بالعالية ِ فالصواب بالغابة على لفظ غابة الأسدِ ( العَوالي ) موضعٌ على نصف فرسخِ من المدينة
و ( العَلاة ) السِنْدان وبتصغيرها سُمّيت . أم اسماعيل بن عُلَيّة في تكبيرة الافتتاح
و ( العِلاوَة ) ما عُلِّق على البعير بعد حمْله من مثل الإداوة والسُفْرةِ وقوله : فضرب 0 عِلاوَة رأسه ) مجاز
[ العين مع الميم ]
( عمد ) :
( العَمود ) ما يُتَّخذ من الحديد فيُضرب به وجمعه ( أعمِدَة ) ومنه قوله : " الصورة على الأعمدة والمسارج " والغين المعجمة تصحيفِ و ( العمود ) أيضاً عمود الخيمة وفي حديث عمر رضي الله عنه : " أيُّما جالبٍ جَلب على عمود بطْنِه فإنه يبيع أنَّى شاءَ ومتى ( 188 / ب ) شاء " يعني الظَّهْر لأنه قِوام البطن ومِسَاكُهِ وعن الليث : هو عِرْقٌ يمتد من الرَّهابة إلى السُّرة ِ قال أبو (2/81)
عُبَيد : هذا مثلُ والمراد أنه يأتي به في تَعبٍ ومشّقة لا أنه يحمله على الظهر او على هذا العرق
و ( المَعْمُوديّة ) ماءٌ للنصارى أصفر كانوا يغمِسون به أولادهم ويعتقدون أن ذلك تطهيرٌ للمولود كالخِتان لغيرهم ِ ولم أسمع هذا إلا في التفسير
( عمر ) :
( العُمرْ ) بالضم والفتح : البقاءِ إلا أن الفتح غلَب في القسمِ حتى لا يجوز فيه الضم ِ ويُقال لعَمْرُك ِ ولعمر الله لأفعلَّنِ وارتفاعُه على الابتداءِ وخبره محذوف ِ وبتصغيره سُمّي عُمَيَر مولى آبي اللحم ِ أي عَتيقُه ِ وبه كُنِي أبو عُمَير أخو أنسٍ لأمّه وهو الذي قال فيه عليه السلام : " يا أبا عُمَير ما فعل النُغَيْر " . يُرى أنه كان يمازِحه بهذا ِ وذلك أنه رآه يوماً حزيناً فقال : ماله ؟ فقيل مات نُغَيْره وهو تصغير نُغَرٍ وهو فرْخ العُصفورِ وقيل طائر شِبْه العُصفورِ وجمعه نِغْران كصُرَد وصِرْدان
و ( أعْمَره الدارَ ) َ قال له : هي لك عُمْرَك ِ ومنه : " أمسكوا عليكم أموالكم لا تُعْمِروها فمن اُعْمِر شيئاً فهو له " ومنه : العُمْرَى ِ وعن جابر " أنه عليه السلام اجاز العُمْرى والرُّقْبَى " وعنه : " لا عُمْرَى ولا رُقبى " وعن شُريح : " أجاز العُمْرى وردٌّ الرُّقبَى " وتأويل ذلك أن يُراد بالردّ إبطالُ شَرْط الجاهلية ِ وبالإجازة أن يكون تمليكاً مطلقاً (2/82)
و ( عِمَارة ) الأرض : معروفة وبها سُمّي والد أُبيّ بن عِمارة الأنصاري من الصحابة ِ هكذا صحَّ في النفي وغيرِه ِ يَرْوي عنه عبَّادٌ
و ( العُمْرة ) اسم من الاعتمار ( أ / 189 ) وأصلها القصد إلى مكان عامرٍ ثم غلَبتْ [ على الزيارة على وجه مخصوص ] و ( أعمَره ) أعانه على أداء العمرةِ وهو قياس لا سماعٌ ِ ومنه حديث عائشة رضي الله عنها : " أمر أخاها أن يُعْمِرها من التَنْعيم " وهو موضع بمكة عند مسجد عائشة
و ( عَمّوريّة ) بتشديدتين : من بلاد الشام
( عمس ) :
( عَمْواسُ ) بالفتح من كُوَر الرَّملة مدينة فِلسطين ِ أحدُ أجناد الشام ِ و ( طاعون عَمْواسَ ) وقع أيام عمرَ رضي الله عنه
( عمل ) :
( عَمِلْتُ ) على عهد النبي عليه السلام ( فعَمَّلني ) : أي فأعطاني ( العُمالة ) وهي أُجرة العامل
( يَعْمَلة ) : في ( نك ) . [ نكح ]
( عمم ) :
من خطبته عليه السلام : " كان أهل الجاهلية يَدْفعُون من عَرفة قبل غروب الشمس إذا تعمَّمتْ ) رؤوس الجبال " أي وقع عليها ضوءها حتى يصير لها كالعِمامة (2/83)
( عمي ) :
( عَمِيَ ) عليه الخبرُ أي خَفِي ِ مجاز من عَمَى البصر
[ العين مع النون ]
( عنت ) :
( العَنَتُ ) المشقَّة والشدة ِ ومنه : " الأسير من المسلمين في دار الحرب إذا خشي العَنتَ على نفسه والفجورَ لا باس بأن يتزوّج امرأة منهم " وتفسيره بالزنا تدريس
و ( أعْنَته إعْناتاً ) أوقعه في العَنت وفيما يَشُقَّ عليه تحمُّلهِ ومنه ( تعنَّته ) في السُّؤال إذا سأله على جهة التلبيس عليهِ و ( تعنُّتُ ) الشاهِد أن تقول له : اين كان كذا ؟ ومتى كان هذا ؟ وأيُّ ثوب كان عليه حين تحمَّلْتَ الشهادة ؟ ِ وحقيقتُه طلب العَنت له ِ ومنه : " ولا ينبغي للقاضي أن يتعنَّتُ الشهودَ " ِ هذا لفظ الرواية وأماما في شرح القاضي الصَدْر : " يُعنِّتٌ الشُّهودَ ويتعنَّتُ على الشهود " ِ فيه نظر
( عند ) :
( رجل ( عانِدٌ وعنيد ) يَعرف الحقَّ ويأباه ِ ومنه : " عِرْقٌ ( 189 / ب ) عاند " : لا يرقأ دمُه ولا يسكن
( عنبر ) :
( العَنْبر ) معروفِ وبه سُمّي السَّمكةُ التي تُتخَّذ من جلدها التِّرَسةُ ِ ومنه الحديث " فألقى البحرُ دابةً يُقال لها العنْبر "
( عنز ) :
( العَنَزة ) شبيهُ العُكَّازةِ وهي عصاً ذاتُ (2/84)
زُجٍّ . ومنه : " صلى عليه السلام إلى عَنَزةٍ " بالتنوينِ عن بعض التابعين
( عنس ) :
العُذْرةُ يُذْهبها ( التَّعْنيس ) وهو مصدر عنَّسَتِ ) الجاريةُ بمعنى ( عنَسَتْ عُنُوساً ) إذا صارت عانساً أي نَصَفاًِ وهي بِكرٌ لم تتزوّج ِ و ( عنسَّها ) أهلُها ِ عن الليْث
وعن الأصمعيّ : " لا يُقال عَنَستْ ولا عَنَّستْ ولكن عُنّسِتْ فهي مُعنَّسة . "
( عنط ) :
بَكْرةٌ ( عَنَطْنَطةٌ ) أي ناقة طويلة العنق مع حُسْن القَوام
( عنف ) :
( العُنْف ) خلاف الرِّفْق ِ يُقال : ( عَنُف ) به وعليه ( عُنْفاً وَعنافةً ) من باب قَرُب ِ وسائق ( عنيف ) غير رفيق ِ ومنه قوله : " إذا عَنُف عليْها في السَّوْق " وقوله : " وإذا استعار دابةً فأزْلَفتْ من غير أن يعنُف عليقها " ِ والتشديد خطأٌ
( عنفق ) :
( العَنْفَقَة ) شَعْر الشفة السُّفلىِ وقوله " بادي العَنْفَقة " أراد الموضع
( عنق ) :
( في الحديث : " دَفع النبي عليه السلام من عرفات فكان يسير ( العَنقَ ) فإذا وجَد فجوة ً نَصَّ " ِ ( العنَقُ ) سيرٌ فسيحٌ واسع ِ ومنه : " أعنَقوا إليه إعنْاقاً " أي أسرعوا . وقوله في المنذر بن عمْرِو : " وأعنَق ليموتَ " اللام فيه للتعليل ِ والنَّصُّ أرْفَعُ (2/85)
العَدْو وشدَّةُ السير والفَجْوة : الفُرْجة والسَعَة
و ( العنَاقُ ) الأنثى من أولاد المَعْز ِ و ( عنَاقُ الأرض ) بالفارسية سِيَاه قُوشْ ( 190 / أ )
( عنن ) :
( العُنَّة ) على زُعمْهم : اسم من ( العِنّين ) وهو الذي لا يَقْدِر على إتيان النساء ِ من ( عُنَّ ) إذا حُبِس في ( العُنَّة ) وهي حظيرة الإبل ِ أو من ( عَنَّ ) إذا عرَض ِ لأنه يَعُنّ يميناً وشِمالاً ولا يقْصِدهِ ولم أعثر عليها إلا في صِحاح الجوهريّ
( وفي البصائر لأبي حيَّانّ التَّوْحيدي : " قُلْ فلانٌ عِنّين بيْن التَّعْنينِ ولا تقلْ بيْن العُنَّة كما يقوله الفقهاء فإنه كلام مرذول "
و ( شِركةُ العِنان ) أن يشتركا في شيء خاصّ معلوم ِ قال ابن السكّيت : " كأنه عنَّ لهما شيء فاشتركا فيه " وأنشد لأمرىء القيس :
( فعَنَّ لنا سِربٌ كأنَّ نِعاجَه ... عَذارى دَوَارِ في مُلاءٍ مُذَيّلِ )
( السِّرْب : الجماعة من الظِباء والبقر والجمع أسْرابٌِ والنِعّاج : جمع نعْجة وهي الأنثى من بقر الوحش ِ والعَذَارى : جمع عَذْراء من النساءِ والدَّوَار : صنم كانت تنصبهُ العرب وتدور حوله والمُلاء جمع مُلاءة والمُذيَّل الطويل الذيل وإنما ذَكَّره حمْلاً على اللفظ (2/86)
وقيل : هو مأخوذ من عِنَان الفرسِ إمّا لأن كلاً منهما جَعل عِنان التصُّرف في بعض المال إلى صاحبه ِ أولأنه يجوز أن يتفاوتا تفاوُت العِنان في يد الراكب حالةَ المدّ والإرخاء
و ( عَنَان السماء ) بالفتح : ما علا منها وارتفع
( عني ) :
( العَناء ) المشقةِ اسم من ( عَنَّاه تعْنيهً ) ِ وفلان ( عَانٍ ) من العُناة ) أسيرٌ ِ وامرأة ( عانية ) من النساء ( العَواني ) ِ ومنها قوله عليه السلام : " اتَّقوا الله في النساء فإنَّهن عندكم عَوانٍ " أي أي بمنزلة الأسرى
وقوله : " يَرِثُ مالَه ويَفُكُّ عانَه " الصواب : عانِيَه . ويُروى : عُنُوَّهُ ( 190 / ب ) وهو مصدر العاني وأصله من ( عنَا عُنُوّاً ) إذا ذلَّ وخضَع والاسم ( العَنْوة ) ومنها قولهم : " فُتحت مكة عَنْوةً " أي قَسْراً وقهراً
[ العين مع الواو ]
( عود ) :
( العيدان ) جمع ( عُودٍ ) وهو الخشبِ وخَرِبٌ ( عادِيٌّ ) : قديمٌ
و ( العَوْد ) الصَيْرورة ابتداءً أو ثانياًِ فمن الأول : ( حتى عاد كالعُرْجُون ) ِ ومن الثاني : ( كما بدأ كم تَعودون ) . ويُعدّى بنفسه وبحرف الجرِّ بإلى وعلى وفي وبالّلام : كقوله تعالى : ( ولو رُدُّوا لَعادُوا لما نُهوا عنه ) ِ
88
- وقوله تعالى : " ( ثم يعودون لما قالوا ) ِ أي يُكرِّرون قولهم ويقولونه مرةً أخرى على معنى أن الذين كانوا يقولونه في الجاهلية ثم يعودون لمثله في الإسلام فتحرير رقبة قبل التماسِّ ويَحتْمل أن يُراد لنقْضه او تداركه أو لتحليل ما حَرَّموا ِ على حذف المضافِ وتنزيل القول منزلة المقول فيه وهو المُظَاهَر منهاِ كما في : " ونَرِثُه ما يقول " وهو معنى قول الفقهاء : العَوْد اسْتِباحة وطئها واللفظ يحتمل تكرار الظِّهار في الإسلام إلا أنه ليس بمذهبٍ ِ وأما حَمْله على السكوت عن الطلاق عَقيبَ الظِهار فليس من مفهوم اللفظ
( عوذ ) :
( مُعَوّذ ومُعَاذ ) ابنا عَفْراء ِ قُتلا يومَ بدر ومعاذُ بن عمرو بن الجَموح المقطوعُ يدُه ِ عاش إلى زمن عثمان
( عور ) :
( العَوار ) بالفتح والتخفيف : العَيْب ِ والضم لغة
وقوله في الشروط : ماوراء الداء عيْبٌ كالإصبع الزائدة وكذا وكذا ِ وأما العَوار فلا يكون في بني آدم وإنما يكون في أصناف الثيابِ وهو الخَرْق والحَرق والعَفَن " . قلت لم أجد في هذا النفي نصاً ِ غير ان أبا سعيدٍ قال : العَوار ( 191 / 1 ) العيب ِ يُقال : بالثوب عّوارٌ ِ وعن أبي حاتم مثلُه ِ وفي الصحاح : " سِلعة ذاتُ عَوار " ِ وعن الليث : " العَوار خَرْقٌ أو شَقّ يكون في الثوب " (2/87)
و ( عوَّر الركيَّة ) : دفنها حتى انقطع ماؤها ِ مأخوذ من تعوير العين المُبْصِرَة ِ ومنه قول محمد : " عوَّرُوا الماء " أي أفْسَدوا مجاريَه وعيُونه حتى نضب . و ( تعاورُوا ) الشيءَ و ( اعتَوروه ) تداولوهِ ومنه قوله : " اعتورَ القتيلَ رجلان " أي ضربه كلٌّ منهما
و ( العَارِيّة ) فَعليّة ِ منسوبةٌ إلى ( العارة ) ِ اسم من ( الإعارة ) كالغارة من الإغارة ِ وأخذُها من العارِ العَيْب ِ أو العُرْي / خطأٌ
ويُقال : ( استعرْتُ ) منه الشيءَ فأعارَنِيه و ( استعرتُه ) إيّاه : على حذف الجارّ
( عوز ) :
( العَوَز ) الضيقِ وأن ( يُعْوِزَك ) الشيءُ : أي يَقلَّ عندك وأنت محتاج إليه ِ ومنه قولهم : " سِدادٌ من عَوَز " ويُقال أيضاً ( أعْوَزني ) المطلوب : أي أعجزني واشتدَّ عليَّ ِ وهو قريب من الأول ومنه قوله : " مسألةٌ يختلف فيها كبارُ الصحابةِ يُعْوِزُ فِقْهُها " أي يشتد علمها وَيعسُر
( عوق ) :
محمد بن سعيدٍ ( العَوَقيّ ) منسوبٌ إلى العَوَقة بفتحتين : وهي حيٌّ من عبْد القيْس ِ يَروي عن هَمّام بن يحيى
( عول )
: ( العِيَال ) جمع ( عَيِّل ) كجياد في جيّدِ و ( عال عِيالَه ) : قَاتَهم وأنفق عليهم ِ ومنه : " ابدأْ بنفسك ثم بمن تعُول " ِ و ( أعَال ) كثُر عيالُه (2/89)
و ( عال ) الحاكمُ مالَ وجارَ ِ ومنه : " ذلك أدنى ألاَّ تعُولوا "
و ( عالَ ) الميزانُ : مالَ وارتفع ِ ومنه " عالت الفريضةُ عَوْلاً " : وهو أن ترتفع السهام وتزيدَ فيدخُلَ النقصانُ على أهلها كانها مالتْ عليهم فنَقصَتْهُم . ويُقال : ( 191 / ب ) عالَ زيدٌ الفرائضَ وأعالها " أي جعلها عائلةً
( عوم ) :
( عامَ ) في الماء سَبَح ِ ومنه الحديث : " إنه ليَعُوم في الجنّة عَوْم الدُعْمُوص " . وبفَعّال منه سمّي العَوّام ابن مُراجمِ بالراء والجيم ِ عن خالد بن سَيْحان ِ بالياء بنقطتين من تحت بين السين والحاءِ غير مُعْجمتينِ وعنه سَمُرةُ . قال محمد رحمه الله : " كلاهما غيرُ معروف " . وفي الجَرْح عن يحيى بن مَعين " عَوَّامُ ثقةٌ "
( عون ) : في حديث بني قُرَيظة : " من كانت له ( عَانةٌ ) فاقتُلوه " هي الشعْر النابتُ فوق الفرجِ وتصغيرها عُوَيْنة ِ وقيل هي المَنْبِت ِ وإنما اسم النابت : الِشعْرة بالكسر ِ وهو الصواب عن الأزهري ِ وحينئذٍ يكون في الحديث توسُّع ِ ومعناه : ان منْ دَلَّ الإنباتُ على بلوغه فاقتُلوه " (2/90)
و ( استعنْتُه فأعانني ) والاسم ( العَوْن ) ِ وبه كُني ابو عَوْن الثقفّي ِ واسمه محمد بن عُبَيْد الله الأعْور الكوفي ِ يَروي حديثَ السجود على الحَصير عن أبيه عن المغيرة بن شُعْبة عن النبي عليه السلامِ وما وقع في شرح مختصر الكرخي : أبو عمْرِو عن أبيه عن النبي عليه السلام سَهوٌ إن كان على ظنِّ الاسنادِ وإن كان على ظن أنه مُرسْل فصواب
و ( المَعُونَة ) العَوْن أيضاً ِ وبها سُمِّيت بئر مَعُونَة ِ وهي قريبة من المدينة
[ العين مع الهاء ]
( عهد ) :
( العَهْد ) الوصيّة ِ يُقال : ( عَهِد ) إليه إذا أوصاه ِ وفي حديث سُويْد بن غَفَلة : " عهدي أن لا آخذ من راضعٍ شيئاً " أي فيما كُتب من العهد والوصيةِ فاختُصر ( 192 / أ ) مجازاً
( والعَهْد : العَقْد والميثاقِ ومنه : " ذو العهد ِ للحربّي يَدْخُل بأمانٍ
و ( عَهِدَه ) بمكان كذا لِقيَهِ وُيقال : متى عَهْدُك بفلان ؟ أي متى عَهِدْته ِ ومنه : " متى عَهْدك بالخُفّ " أي بلبسهِ يعني متى لِبسْتَه
و ( تعهَّد ) الضَّيعةَ و ( تعاهدها ) أتاها وأصلحهاِ وحقيقتُه جدَّد العَهْد بهاِ وقولهم : " عُهْدَته على فلان " فُعْلة بمعنى مفعولٍِ (2/91)
من ذلك لأن معناه : ما أدرك فيه من دِرْكِ فإصلاحه عليهِ هكذا عن الغوريِّ ومثُله عن ابي الهيثم : بَرئتُ إليك من عُهدْةِ هذا العبد أي مما ادركتُ فيه من عيبٍ كان معهوداً عندي . وعن الطحاوي : إنها من العَهْد بمعنى العَقد والوصيّة
( عهر ) :
( وللْعاهِر ) : في ( فر ) . [ فرش ]
[ العين مع الياء ]
( عيب ) :
( ولا عيب ) : في ( عد ) . [ عدو ]
( عير ) :
( العِير ) : الحُمر أو الإبل تَحمِل الطعامَ ِثم غلَبتْ على كلُ قافلة . و ( عَارَ ) الفرسُ ( يَعيرُ ) ذهبَ هنا وهناِ من نشاطهِ أو هام على وجهه لا يَثْنيه شيءٌ ِ ومنه قوله فيما لا يجوز بيعه : " كذا وكذا والفرسُ العائر " . والعانِد من العناد تصحيف . ويُقال ( سَهْمٌ عائر ) لا يُدري مَنْ رماه
ورجلٌ ( عَيَّار ) : كثير المجيء والذهابِ عن ابن دريد . وعن ابن الأنباريّ : " العَيّار من الرجال الذي يُخلّي نفسَه وهواها لا يَرْدعها ولا يزجرُها " . وفي أجناس الناطفيّ : " الذي يتردّد بلا عمل " وهو مأخوذ من قولهم : " فرسٌ عائر وعَيّار "
وقوله : " استعار دراهم لُيَعيِرّ بها صَنجايِه " أي ليُسوّيَ الصوابُ : ليُعاير ِ يقال : ( عَايَرْتُ ) المكاييل والموازين : إذا قايستَها ِ و ( العِيار ) المِعْيار الذي يُقاس به غيرُه ( 192 / ب ) ويُسوّىِ و ( عيارُ الدراهم والدنانير ) : ما جُعل فيها من الفضّة الخالصة (2/92)
أو الذهب الخالص ِ ومنه " ويُقدِّر أمرَ العِيار الذي وقع الاتفاقُ عليه " ِ و ( مِعْيَر ) : مِفْعَل منه بكسر الميمِ وهو جَدْ ابي مَحْذورةَ المؤذّن . ومعين : تصحيف
( عيش ) :
( مَعِيشةُ ) الإنسان : ما يُعِيْشُه من مَكْسَبه ِ و ( عَيّاش ) فعّال منهِ وبه كُني أبو عيّاش الزَّرَقيِ مختلَف في اسمه ونسبهِ والأكثر أنه زيد بن الصامت صحابيٌّ يَروي حديث صلاة الخوف في ذات الرقاع ِ وفيه يقول أبو حنيفة رحمه الله : " لا أقْبل حديث زيدٍ أبي عيّاش " يعني حديث بيع الرُّطَب بالتمرِ وسُمّي به والد القاسم بن عيّاشُ بن خُلَيِّس ِ بضم الخاء ِ وهما في السيرِوعبّاس بن الحَلْبس تصحيف
( عيط ) :
( امرأة عَيْطاء ) : طويلةُ العُنق
( عيف ) :
( عاف ) الماءَ كرهه ( عِيَافاً ) من باب لبِس ِ ومنه قولهم : هذا مما يعافُه الطبْع
( عيل ) :
( عالَ عَيْلةً ) افتقرِ من باب ضَربِ وهو ( عائل ) وهم ( عَالة )
( عين ) :
( العَيْن ) : هي المُبْصِرة ِ وجمعها ( أَعْيُنٌ ) و ( أعْيانٌ ) ِ ومنها حديث عليّ رضي الله عنه : " أنه قاس عيناً (2/93)
ببيضةٍ جعَل عليها خطوطاً "
وعن ابن عباس : " لا يُقاس العَيْنُ في يوم غَيْم " . وإنما نَهى عن ذلك لأن الضوء يختلف في الساعة الواحدة فلا يصح القياس . وبتصغيرها سُمّي عُيَيْنة بن حصن الفَزاري وبنتُه أمّ البنينِ وهو الذي قال له أُسَيْد بن حُضَيْر وقد رآه مادّاً رجليْه بين يدي النبي عليه السلام : " يا عَيْنَ الهِجْرِس " أي يا صَغيرِ ويا عُيَيْن : تحريف . ( 193 / أ )
ورجل ( أَعْيَنُ ) : واسع العينينِ وبه سُمّي من اُضيف إليه حَّمام أعْيَنَِ وهو بستان قريبٌ من الكوفة
و ( العَينُ ) : المضروب من الذهب ِ خلافُ الوَرِقِ و ( العيْنُ ) أيضاً النقد من الدراهم والدنانير ليس بعَرْض . قال : " وعيْنُه كالكالىء الضمارِ يهجو رجلاً بأن عطاءَه النقدَ الحاضرَ كالغائب الذي لا يُرجى
ومنها ( عَيْن الشيء ) نفسُهِ يُقال خذ دراهمك بأعيانهاِ ولا يُقال فيها : أعْيُنِ ولا عيون . وعين المتاع : خِيارُه ِ و ( أعْيان ) القوم : أشرافهمِ إمّا لأنه لا يُنظر إلا إليهم أو لأنه كأنهم عيونهم المُبْصِرة ِ ومن ذلك قولهم للأخوة لأبٍ وأمٍ ( بنو الأعيان ) ِ ومنه حديث علي رضي الله عنه : " أعيان بني الأم يتوارثون دون بني (2/94)
العَلاّت " . فالأعيان : ما ذُكِر وبنو العَلاّت : الإخوة لأبِ واحدِ وامهات شتّى ِ وأما الحديث الآخر : " الأنبياء بنو علاَّت " فمعناه انهم لأمهات مختلِفة ودينُهم واحدٌ
و ( العَلَّة ) : الضَّرَّةِ وقيل : الرّابّة وكلا التفسيرين صحيح نسبةً إلا ان الأول اصحُِّ وحقيقتُها المَرَّة من العَلَل ِ وهو الشُرْب الثانيِ كأنَّ مَنْ تزوّجْها بعد ضَرُتها نَهِل من الأولى ِ وعَلَّ من الثانية
وقولهم : " وإن كان البئر مَعيناً لا يُنزح " أي ذاتَ عينِ جاريةٍِ من قولهم : " عَيْن مَعْيُونةٌ ِ حكاه الأزهري . وكان القياس أن يُقال : مَعينة لأن البئر مؤنثة ِ وإنما ذكَّرها حمْلاً على اللفظ أو توهَّم انه فعيل بمعنى مفعول ِ أو على تقدير ذات معينٍِ وهو الماء يجري على وجه الأرض ( 193 / ب ) وفيه كلام ذكرْتُه في الإيضاح
و ( العِيْنة ) السَلفُِ ويُقال : " باعهِ بِعينةٍ " أي بنسيئة من عَيْن الميزان ِ وهي مَيْلُهِ عن الخليل ِ لأنها زيادةِ وقيل لأنها بَيْع العين بالربحِ وقيل : هي شِرَى ما باع بأقل مما باع
و ( اعْتَانَ ) : أخذ بالعِيْنة . ومنه قول ابن مُقْبل : (2/95)
( وكيف لنا بالشُّرْب إن لم يكن لنا ... دراهُم عند الحانَوِيّ ولا نَقْدُ ) ( أنَدَّان أم نَعْتانُ أم يَنْبري لنا ... أغرُّ كنصل السيف أبرزه الغِمْد )
وقول ابن عمر : " إذا تبايَعْتم بالعِيَن وأتَّبعتم أذناب البقر " ِ الحديثَِ ( العِينَ ) : ما ذُكِرِ واتّباع أذناب البقر : كنايةٌ عن الحراثةِ والمعنى : إذا اشتغلتم بالتجارة والزراعة وتركتم الجهاد ذَللْتم وطمع الكفّارُ في أموالكم
وأما قوله : ( تَعيَّنْ ) عليَّ حريراً : أي اشتراه ببيع العِيْنةِ فلم اجده
( عيه ) :
( العَاهة ) : الآفة
( عيي ) :
( العِيُّ ) العَجْزِ من باب لبِس ِ و ( الإعياء ) التعبِ ومنه : " فيعتَمِد إذا أعيا ويقعُد إذا عَجَز "
وقوله : " الرجلُ يصلّي تطوعاً وقد افتتح قائماً ثم يَعْيا " ِ الصواب : أعياِ أو يُعْيي (2/96)
باب الغين
[ الغين مع الباء ]
( غبر ) :
( الغابر ) الماضي والباقي ِ وقوله : " جوفُ الليل الغابر " أي الجزءُ الأخير منه . و ( الغُبَيْراء ) السُّكُرْكَةِ ومنه الحديث " إياكم والغُبيراء فإنهما خْمر العالَم " أي هي مثل الخمر التي يتعارَفها جميعُ الناس لا فصل بينهما ِ وفي حديث مُعاذ : " أنْهَهُم عَن غُبَيْراءِ السَكرَ " . وإنما أُضيف لئلا يَذهب ( 194 / أ ) الوهُم إلى غُبَيراء الثمر
( غبس ) :
( الأغْبَسُ ) على لون الرَّمادِ وفي شِيَات الخيل وَرْدُ أغْبَسُ سَمَنْد
( غبش ) :
( غَبَشُ الصُّبح ) البقية من الليلِ والجمع أغْباش
( غبن ) :
( مغَابِن البدن ) هي الأرْفاغ والآباطِ جمع (2/97)
( متغْبِن ) بكسر الباء عن الليث وغيرهِ من ( مغَبَن ) الشيءَ إذا غَيَّبةِ أو من غَبن الثوبَ إذا ثناه ثم خاطَه ِ مثل خَبَنه وكَبَنه
[ الغين مع التاء ]
( غتم ) :
( الغُتْمة ) عُجْمةٌ في المنطق ورجل ( أغتم ) لا يُفصِح شيئاًِ وقومٌ 0 ( غُتْمٌ وأغتْامٌ )
[ الغين مع الدال ]
( غدف ) :
( الغُدَاف ) غُراب القيظ ِ ويكون ضخماً وافيَ الجناحين
( غدو ) :
( الغُدوُّ ) : الذهاب ( غُدْوةً ) ِ ثم عمَّ ِ ومنه الحديث : " ثم اغْدُ يا أُنَيْس " ِ و ( غاديةُ ) اليهود : الجماعة التي تغدو منهمِ وبها كُنى أبو الغادية المُزَنيّ
و ( الغَداء ) طعامُ الغَداة ِ كما أن العَشاء طعام العَشيِِّ هذا هو المثبت في الأصول
وأما قوله في المختصر : " الغَداءُ : الأكلُ من طلوع الفجر إلى الظهرِ والعَشاءُ : من صلاة الظهر إلى نصف الليلِ والسُّحورُ من نصف الليل إلى طلوع الفجر " فتوسُّعٌ . ومعناه أكلُ الغَداء والعَشاء والسُّحورِ على حذف المضاف
[ الغين مع الذال ]
( غذذ ) :
( الإغْذاذ ) الإسراع ِ ومنه : فأقبل خالدٌ ( مُغِذّاً ) جواداً : أي مسرعاً مثلَ فرسِ جوادٍِ ومثله حديث سليمان بن صُرَد : " فسِرتُ إليه جَواداً " (2/98)
( غذو ) :
( الغَذِيُّ ) الجملُ أو الجَدْيُ يُعلَّل بلبنِ غيرأمْه أو بشيء آخرِ والجمع ( غِذاء ) وإنما ذكَّر الضميرَ في إنَّا نعْتَدُّ بالِغذاءِ كله " لأنه على وزن المفرد
[ الغين مع الراء ]
( غرب ) :
( الغَرْب ) الدلْوُ العظيم من مَسْك ثَوْرٍ ومنه قوله : " فيما يُسقى بالغُروب "
و ( الغَرْب ) أيضاً عِرق في مجْرى الدمع يَسقي فلا ينقطعُ مثل الناسورِ وعن الأصمعي : بعينه غَرْبٌِ إذا كانت تسيل فلا تنقطع دموعُها . و ( ( الغَرَب ) بالتحريك ورَمٌ في المآقيِ وعلى ذلك صحَّ التحريك والتسكين في العيوب
و ( سهمُ غَرْبٍ ) بالإضافة وغير الإضافة : وهو الذي لا يُدْرى مَنْ رماه ِ ويقال ( غرَّبه ) إذا أبعده ِ ومنه : جَلْد مائةٍ وتَغْريبُ عامٍ . و ( غرَّب ) بنفسه : بَعُدَ ومنه : " هل من مُغَرِبّةِ خبرِ " على الإضافةن وهو الذي جاءَ من بعيد
و ( الغارب ) ما بين العنق والسَّنام ِ وفي أمثالهم : " حَبْلُكِ على غاربك " إي اذهبي حيث شئتِ وأصله في الناقة
( غرقد ) :
( الغَرْقد ) : في عس . [ عسج ] (2/99)
( غرر ) :
( فرس ( أغَرُّ ) وبه ( غُرَّة ) وهي بياضٌ في جبهته قَدْر الدرهم . و ( غُرَّة المال ) خِياره كالفرس والبعير النَّجيب والعبِد والأمَة الفارهة ومنها الحديث " وجَعل في الجنين غُرَّةًِ عبداً أو أمة " أي رقيقاً او مملوكاً ثم أبدل عنه عبداً أو أمةً ِ وقيل : أطْلَق اسمَ الغُرّة وهي الوجه على الجملة كما قيل رقبةٌ ورأس ِ فكأنه قيل : وجَعل فيه نسمةً عبداً أو أمةِ وقيل ِ اراد الخيارَ دون الرُّذال ِ وعن أبي عمرو بن العلاء : " لولا أنّ رسول اللهَ بالغُرّة معنىً لقال : " في الجنين عبداً او أمة " ولكنّه عنَى البياضَ فلا يُقبل في دية الجنين إلا غلامٌ أبيض أو جاريةٌ بيضاء "
والغِرَّة ) بالكسر الغَفْلة ومنها : أتاهم الجيشُ وهم ( غَارُّون ) أي غافلون ِ و ( أغرَّ ما كانوا ) أي أغفَل ( 195 / أ ) أفعلُ التفضيل منهِ وقوله " لَغِرَّتُه بالله أعزُّ عليَّ من سَرقته " أي لَجرأتُه على الله تعالى أشدُّ من سرقتهِ وفي الحديث " نَهى عن بَيْع الغَرَر " وهو الخَطرالذي لا يُدْرى أيكون أم لاِ كبيْع السمك في الماء والطير في الهواءِ وعن عليّ رضي الله عنه " هو عمل مالا يُؤمن عليه الغُرور " . وعن الأصمعي : " بيْع الغَرَر أن يكون على غير عُهْدة ولا ثقة " . قال الأزهري : " وتدخُل البُيوعُ المجهولة التي لا يُحيط بها المتبايعان
و ( الغِرَارة ) بالكسر واحدة الغَرائر (2/100)
( غرز ) :
( الغَرْز ) مصدر ( غَرَز ) عوداً في الأرض إذا أدخله وثبَّته ومنه ( الغَرْزُ ) : رِكابُ الرَّحْلِ وقيسُ بن غَرَزَة الغِفاريُّ بفتحتينِ وهو في حديث السمْسارِ وغَزْرةُ : تصحيف
( غرس ) :
( غَرَس ) الشجر ( غَرْساً ) ِ ومنه : أُذِن له في البناء والغَرْس ِ وقوله : " أتأخُذ غَرْسَة " أراد المَغْروس وقد جاء فيه الكسرِو ( الغِرَاس ) ما يُغْرسِ مثلُ الغَرْس
وفي قوله : " الغِراسُ تَبدَّلُ بالعُلوق " جمع ( غِراسةٍ ) أو أراد الجنس فأنَّث
( غرش ) :
( غُرْوَاش ) يُستعمل بدل الهُلْبِ ِ وهو نبات له عروق طويلة تمتدُّ في الرمل وتذهب فيه بعيداً فتُنتزع منه وتُقْتلعِ ويُتَّخذ منها مَراسٌّ الحاكَة
( غرض ) :
( الأغراض ) جمع ( غَرض ) ِ وهو الهدف ِ و ( غَرِضْتُ ) منك : في ( عر ) . [ عرض ]
( غرف ) :
( الغُرْفة ) بالضم الماءُ المَغْروف ِ وبالفتح المرَّة من ( الغَرْف )
( غرق ) :
( الغَرَق ) بفتحتين مصدر ( غَرق ) في الماء : (2/101)
إذا غَار فيه ِ من باب لِبس ِ فهو ( غريق ) وهم ( غَرْقَى )
( الغارِيقونُ ) من الأدوية : شيء يُشبه الأَنْجُذَان ِ وهو ذكرٌ وأنثى ِ ( 195 / ب ) وفي مرارته حلاوةٌ
( غرم ) :
( الغُرْم ) و ( المَغْرَم ) و ( الغَرامة ) : أن يلتزم الإنسان ما ليس عليهِ و ( غرَّمه ) و ( أغرمه ) أوْقعه في الغَرامةِ ومنه قوله في الإقرار : " لو قال أغرمْتَني وأغممتَني " والصواب غَمَمْتَني بغير ألف
غري الغِراء ما يُلصق به الشيءُ يكون من السَمَك والغَرا بالفتح والقَصْر
[ الغين مع الزاي ]
( غزر ) :
( غَزُر الماءُ ) كَثُر ( غُزْراً ) و ( غَزارة ) ِ و ( قناة غزيرةٌ ) كثيرة الماء ِ وناقةٌ ( غزيرةٌ ) أيضا
( غزو ) :
( غزوتُ العدَّو ) قصدته للقتال ( غَزْواً ) ِ وهي ( الغَزْوة ) و ( الغَزَاة ) و ( المَغْزاة ) ِ و ( الغَزَواتُ ) و ( المغَازي )
و ( الغازي ) واحدُ ( الغُزَاة ) ِ وبه سُمّي والدُ هشام بن الغازِِ إلا أن الياء لم تثبُتْ كما في العاصِ والكبيرِ المُتعَال (2/102)
و ( أَغْزى ) الأميرُ الجيش إذا بعثَه إلى العدو و ( أغْزت ) المرأةُ إذا غَزَا زوجُهاِ وهي ( مُغْزِيةٌ )
[ الغين مع السين ]
( غسل ) :
( غَسْلُ ) الشيء : إزالةُ الوسخ ونحوه عنه بإجراء الماء عليه ِ و ( الغَسْل ) بالضم اسم من الاغتسال ِ وهو تمام غَسْلِ الجسدِ واسمٌ للماء الذي يُغتْسَل به أيضاً ِ ومنه : " فسَكبْتُ له غُسْلاً " ِ وفي حديث ميمونة : " فوضعْتُ غُسْلاً للنبي عليه السلام ِ وفي حديث زيد بن حارثة : " أَقسَم لا يَمسُّ رأسَه غُسْلٌ "
و ( الغِسْل ) بالكسر : ما يُغْسل بِه الراسُ من خِطْميّ ونحوه ِ كطينة الرأسِ و ( الغِسْلَة ) بالهاء ِ مثلُه ومنها قوله : " المرأة يُسَرَّحُ راسُها بالغِسْلة "
و ( المُغتَسَل ) موضع الاغتسال وفي الواقعات : " وقف جَنازة ومُغْتَسلاًِ ( 196 / أ ) قال : هو بالفارسية حوض مِسِين
وفي الحديث : " مَنْ غسَّل يوم الجمعة واغْتسل وبَكَّر وابتكر فبها ونِعْمَتْ " أي غسَل أعضاءَه متوضئاًِ والتشديد للمبالغة فيه على الإسباغ والتثليث ثم اغتَسل للجمعة
وعن القتبيّ : " أنّ أكثرهم يذهبون إلى أن معنى غسَّل جامَع أهلَهِ مخافَة أن يرى في طريقه ما يشغَل قلبَه " قال الأزهري : (2/103)
" وكأن الصواب في هذا المعنى التخفيف كما رواه بعضُهم ِ من قولهم : غَسَل امرأته وعَسَلهاِ بالغين والعين ِ إذا جامعها . ومنه فَحْلٌ غُسَلة "
وبَكَّر : بالتشديد والتخفيف أتى الصلاةَ في أول وقتهاِ ومنه : " بَكِّرُوا بصلاة المغرب " أي صَلّوها عند سقوط القُرْصِ وابْتَكر : أدرك اول الخُطْبةِ من الابتكار : وهو أكْل باكورةِ الفاكهةِ ومن فسَّر التَّغْسيل بحمْل المرأةِ على الغُسْل بأنْ وطِئَها حتى أجْنَبتْ فقد ابْردَ وأبعد مع ترْك المنصوص عليه
[ الغين مع الشين ]
( غشمر ) :
( تَغشْمَرَتْ ) : في ( نك ) . [ نكح ]
( غشش ) :
( لَبن مَغْشُوشٌ ) مخلوطٌ بالماء
( غشي )
( الغُشْي ) تَعطُّل القُوى المحرّكة والحسَّاسة لضعف القلب واجتماعِ الروح إليه بسببٍ يُخْفيه في داخلٍ فلا يجد مَنْفذاً ِ ومن اسباب ذلك : امتلاءٌ خانقٌ ِ أو مُؤذٍ باردٌ ِ أو جوعٌ شديدٌ ِ أو وجعٌ شديدٌ أو آفةٌ في عضو مشارَك كالقلب والمَعدة ِ والفرق بينه وبين الإغماء أن والغُشْيَ ما ذُكرِ والإغماء امتلاُء بطون الدماغ من بلغمٍ باردٍ غليظٍ ِ هكذا في ( 196 / ب ) رسالة ابن مَنْدَوَيْه الأصبهانيّ والقانونِ وفي حدود المتكلمين : الإغماء سَهْوٌ يلحق الإنسانَ مع فتورِ الأعضاء لعلّةٍ ِ وهو الغُشْي واحدٌ والفقهاء يَفْرقُون بينهما كما الأطباء . والغينُ فيه مضمومة ِ وفي (2/104)
( الغَشْيَة ) على لفظ المرّة مفتوحةٌ ِ وهو مصدر ( غُشِيَ ) عليه فهو0 ( مَغْشيٌّ ) عليه
والغِشْيان ) بالكسر : الإتيانُِ يقال : ( غَشِيه ) إذا أتاهِ ثم كُنِي به عن الجماع ِ كما بالإتيانِ وَمنْ فسَّره بالتغطية فقد سَها
[ الغين مع الصاد ]
( غصب ) :
( الغَصْب ) أخْذ الشيء ظُلماً وقهراً ِ ويُسمى المغصوبُ ( غَصْباً ) ِ ويقال : " اغُتصِبَتْ فلانةُ نفسَها " إذا وُطِئت مقهورةً غيرَ طائعة
[ الغين مع الضاد ]
( غضر ) :
( الغَضائر ) جمع غَضارة وهي القَصْعة الكبيرة
( غضض : )
( الغَضاضة ) المذَلَّة والمَنْقَصة
( غضف ) :
( الأَغْضَف ) المنكسِرُ الأُذْن خِلْقَةً
( غضن ) :
( الغُضون ) مَكاسِر الجلد ِ جمع ( غَضْنَ ) بسكون الضاد وفتحها
[ الغين مع الطاء ]
( غطف ) :
( الغَطَف ) مصدر ( الأَغْطف ) وهو الأَوْطَف ِ وبتصغيره سُمّي والد عبد الله بن غُطَيْفٍ الثقفيّ (2/105)
( غطرف ) :
في الواقعات : " الزكاة تَجِب في ( الغطارفة ) " ِ يعني الدراهَم الغِطْريفيّة ِ وهي كانت من أعز النقود ببخارى ِ وفي مختصر التاريخ : أنها منسوبةٌ إلى غطريف بن عطاء الكِنْدي ِ أمير خراسان أيامَ الرشيد
[ الغين مع الفاء ]
( غفر ) :
( المِغْفَر ) ما يُلْبس تحت البَيْضة ِ والبيضة أيضاً ِ وأصل ( الغَفْر ) السَّتْرِ ومنه قول عمر رضي الله عنه في تحصيب المسجد : " هو اغْفَر للنُّخامة " ِ أي أستر ( 197 / أ )
و ( غِفارٌ ) حيٌّ من العربِ إليهم يُنسب أبو ذرٍّ الغِفاريِّ وأبو بَصْرة الغِفاريّ
وفي كتاب الخراج : " البطّيخ و ( الغَوْفَر ) مما لا يجب فيه العُشُر " وهو نوعٌ من البطيخ الخريفيّ
( غفل ) :
( غَفَّل ) الشيءَ كتَمهِ ورجل ( مُغفَّل ) على لفظ اسم المفعول من التغفيل وهو الذي لا فطْنة لهِ وبه سُمّي والدُ عبد الله بن المُغفَّل ِ من الصحابة ِ وتَرْك حرف التعريف في مثله جائْز . وقوله في امتحان السمع : " يتغفَّلُه ثم يُنادي " أي يطلب غَفْلته ويُراعيها . و " يتغافل " في معناه خطأ (2/106)
[ الغين مع اللام ]
( غلب ) :
( غُلِبَ ) فلانٌ على الشيء إذا أُخذ منه بالغَلبة ِ قال :
( فكنتُ كمغلوبٍ على نَصْل سيفه ... وقد حَزَّ فيه نَصْلُ حَرّانَ ثائرُ )
ومنه قوله : " فإن استطعْتم أن لا تُغْلَبوا على صلاةٍ قبل طلوع الشمس وقبل غروبها " ِ وهو حثٌّ على أن يجتهدوا في أدائها حتى لا يفوتَهم ذلك فيفوزَ به غيرُهم
و ( بنو تغِلبَ ) : قومٌ من مشركي العربِ طالبَهم عمرٌ رضي الله عنه بالجزية فأبوْاِ فصُولحوا على أن يُعْطوا الصدقة مضاعفةً فرضُوا فقيل : المصالِحُ كُرْدوسٌ التغلبيُِّ وقيل : ابنه داود . هكذا في كتاب الأموال لأبي عُبيد ِ وهو أقرب ِ وقيل : زُرْعَة ابن النُعمان أو النُعمان بن زُرعة
( غلس ) :
( التغليس ) : الخروجُ ( بغَلسٍ ) وهو ظلمة آخر الليل ِ ويقال : ( غَلّس ) بالصلاة إذا صلاها في الغَلس
( غلظ ) :
( الغِلَظ ) خلافُ الدِقّة والرِقّة ِ يقال : ( غلُظَ ) جسمُه ِ وثوبٌ وجِلدٌ ( غليظٌ ) ِ ثم استُعير لما هو مسبَّب عنهِ وهو القوة والشدة ِ فقيل : ميثاقٌ غليظٌ وعذاب غليظِ ومنه ( 197 / ب ) قوله تعالى : ( ولْيجدوا فيكم غِلْظة ) أي شدّة في العَداوة والقتل والأسر (2/107)
حذف 1
107
- [ الغين مع اللام ]
( غلب ) :
( غُلِبَ ) فلانٌ على الشيء إذا أُخذ منه بالغَلبة ِ قال : فكنتُ كمغلوبٍ على نَصْل سيفه وقد حَزَّ فيه نَصْلُ حرّان ثائرُ
ومنه قوله : " فإن استطعتم ان لا تُغْلَبوا على صلاةٍ قبل طلوع الشمس وقبل غروبها " ِ وهو حثٌّ على أن يجتهدوا في أدائها حتى لا يفوتَهم ذلك فَيفوزَ به غيرُهم
و ( بنو تغِلبَ ) : قومٌ من مشركي العربِ طالبَهم عمرُ رضي الله عنه بالجزية فأبوْا ِ فصُولحوا على أن يُعْطوا الصدقة مضاعفةً فرضُواِ فقيل : المصالِحُ كُرْدوسٌ التغلبُّ ِ وقيل : ابنه داود . هكذا في كتاب الأموال لأبي عُبيدِ وهو أقرب ِ وقيل : زُرْعَة ابن النُعمان او النُعمان بن زُرعة
( غلس ) :
( التغليس ) : الخروجُ ( بغَلسٍ ) وهو ظلمة آخر الليل ن ويقال : ( غَلّس ) بالصلاة إذا صلاها في الغَلس
( غلظ ) :
( الغِلَظ ) خلافُ الدِقّة والرِقّة ِ يقال : ( غلُظ ) جسمُهِ وثوبٌ وجِلدٌ ( غليظٌ ) ِ ثم استُعير لما هو مسبَّب عنه ِ وهو القوة والشدة ِ فقيل ميثاقٌ غليظٌ وعذاب غليظِ ومنه ( 197 / ب ) قوله تعالى : " ( وليْجدوا فيكم غِلْظة " أي شدّة في العَداوة والقتل والأسر (2/107)
و ( أغْلَظ ) له بالقول إذا عَنُف ِ وأما ما رُوي في حديث عائشة رضي الله عنها : " فأغْلظ عليها أبو بكر " فإن صحَّ فعلى التضمين
وقوله : " المقصودُ تَغلُّظُ الجريمة " : أي غِلَظُها أو عِظَمُها ِ قياسٌ لا سماعٌ
( غلف ) :
( الغُلْفة ) والقُلْفة : الجُليَدة التي يَقطعها الخاتن من غلاف رأس الذكر . ومن ذلك ( الأَغْلف ) والأقلف : للذي لم يُختنَ
وقوله : " الحِنّاءُ يُغلِّف الرأس " أي يغشّيه ويغطّيهِ يقال : ( غَلَف ) لحيتَه بالغاليةو ( غلَّفها ) . وعن ابن دريد : الصواب غلاَّها وغَلَّلها . وأما أَغلف لحيتَه ِ كما في جمع التفاريقِ فلم أجده فيما عندي
( غلق ) :
( الإغْلاق ) : مصدر ( أغْلق ) البابَ فهو ( مُغلَق ) ِ و ( الغَلْق ) بالسكون : اسم منهِ أنشد الجوهريّ :
( وباب إذا ما لُزَّ للغَلْق يَصرِفُ ... )
أي يَصِرُّ وبُصوِّت وعليه ما في السرقة من جمع التفاريق (2/108)
" ولا يُعتبر الغَلْق إذا كان مردوداً " أي إذا كان البابُ مُطْبَقاً غير مفتوح
و ( الغَلَق ) بالتحريك : المِغلاق وهو ما يُغْلَق ويُفتح بالمفتاحِ ومنه : " فإن كان للبستان بابٌ وغَلَقٌ فهو خَلْوةٌ "
و ( الغَلَق ) أيضاً : الرِّياج وهو الباب العظيمِ ومنه قولهم في الشروط : " ومفاتيحُ أغْلاقِها " يعني الأبواب . وفي الحديث : " لا طَلاق في إغلاق " أي في إكراه ِ لأن المكرهَ مُغلَق عليه أمرُه . وعن ابن الأعرابي : " أَغْلَقه على شيء أكرهه " . ومَنْ أوَّله بالجُنون وأن المجنون هو المُغْلَق عليه فقد أبعَد . على أني لم أجده ( 198 / أ ) في الأصول
وفي سُنن أبي داود : " الإغلاق اظنّه الغضبَ " ومنه : " إياك والغَلَق " أي الضجَر والقلَق ِ وقيل : معناه لا تُغْلَق التطليقاتُ كلُّها دَفْعةً حتى لا يَبقى منها شيءِ ولكن تُطلّق طلاقَ السُنَّة
و ( غَلِق الرهْنُ ) من باب لِبس : إذا استحقَّه المرتهنِ ومنه : " أذِن لعبده في التجارة وَغلِقت رقبتُه بالدَّيْن " أي استُحقَّتْ به فلم يُقْدَر على تخليصها . ويُنشَد لزهيرٍ :
( وفارقتْكَ برهْنٍ لا فِكَاكَ له ... يومَ الوداع فأمْسى الرهْنُ قد غَلِقا )
أي ارتهنتْ قلبَه فذهبت به (2/109)
وفي الحديث : " لا يَغْلَقُ الرهْنُِ لصاحبه غُنْمُه وعليه غُرْمُه : تفسيرُه عن أبي يوسف : أن الفضل في قيمة الرهن لرَبّ الرهنِ ولا يكون مضموناً ولا يَغلَقِ وإن كان فيه نقصانٌ رجَع بالفضل . وعن أبي عُبيد : أنَّهما بمعنى واحد ِ يقول ِ يرجع الرهنُ إلى ربّه فيكون غُنْمُه لهِ ويرجع ربُّ الحق عليه بحقّه فيكون غُرْمه عليه
وعن النّخعي في رجل دفع إلى رجل رَهْناً وأخذ منه درهماً فقال : إن جئتُك بحقّك إلى كذا وكذا ِ وإلا فالرَّهن لك بحقّكِ فقال إبراهيم : لا يغلَقُ الرهْن . فجعله جواباً للمسألة
( غلل ) :
( الغَلَّة ) كلُّ ما يحصُل من رَيْع أرض أو كِرائها أو أُجرة غلام أو نحو ذلك ِ وقد ( أَغَلَّت ) الضيعةُ فهي ( مُغِلَّة ) أي ذات غلَّة ِ وأما ( الغَلَّة ) من الدراهم فهي المُقطَّعةِ التي في القِطعة منها قِيراطٌ أو طَسُّوج أوحبَّةٌ ِ عن أبي يوسف في رسالته ِ ويشهد لهذا ما في الإيضاح : " يُكْرَه أن يُقْرضه غَلّة لِيَرُدَّ عليه صحاحاً " . وفي الحديث : " إنه ليُحرَّق ( 198 / ب ) في النار على شَمْلة غلَّها يوم خَيْبر " أي أخذها في خُفْيةِ من قولهم : ( غَلَّ ) فلان كذا ( غَلاًّ ) من باب طلب : إذا أخذه ودسَّه في متاعهِ وقد نُسِي مفعوله في قولهم : " غَلَّ من المَغْنَم غُلولاً " : إذا خان فيهِ وقالوا : الغُلول والإغلال : الخيانةُ ِ إلا أنَّ الغُلول في المَغْنم خاصةًِ والإغلالَ عامٌّ ِ ومنه : " ليس على المستعير غيرِ المُغِلِّ ضمان " أي غير الخائن (2/110)
( غلم ) :
( الغُلام ) : الطَارُّ الشاربِ ِ والجاريةُ أنثاهِ ويُستعارانِ للعبد والأمَة . و ( غلامُ القصَّار ) : أجيرهِ والجمع ( غِلْمة وغِلْمان ) . وقول ابن عباس رضي الله عنه : " : " بعثَنا رسول الله بني عبد المطَّلب " : تصغير ( أَغْلِمة ) على القياس المتروكِ وعليه قوله : " ولو كانوا ( أَغْلِمةً عُجْماً ) واشتقاقه من غُلْمة الفحل واغتِلامه ِ وهو شدة شهوته وهيجانه ِ ومنه : ( اغْتلَم ) الشَرابُ إذا اشتدَّت سَوْرته . و ( سِقاءٌ مُغتَلِم ) اشتدَّ شرابه ِ من مستعار المجاز
( غلو ) : ( الغَلْوةُ ) : مقدار رَمْيةٍ ِ وعنِ الليث : " الفَرْسخُ التامُّ خمسٌ وعشرون غَلْوةً ويُقال ( غَلا ) بسهمه ( غَلْواً ) و ( غالَى ) به ( غِلاءً ) : إذا رمى به أبعدَ ما قَدر عليه
وفي الأجناس عن ابن شجاع في خراجِه : " الغلوةُ قدر ثلاثمائة ذراعِ إلى أربعمائة ِ والميل : ثلاثة آلاف ذراع إلى أربعة آلاف "
و ( غَلا ) السعرُ ( غَلاءً ) بالفتح : ارتفع ِ ومنه : " أفضل الرقاب أغْلاها ثمناً "
وفي المنتقى : " حَمامةٌ تغَالى بها أهل السَّفة " أي اشتروها (2/111)
بثمنٍ غالٍ ِ يُقال ( غَالى ) باللحم و ( تغَالَوْا به ) : المُفاعَلة من واحدٍ والتفاعل من جماعة
[ الغين مع الميم ]
( غمد ) :
( الغامِديَّة ) : امرأةٌ من غامدٍ ِ حيٌّ من الأَزْد ِ وفي حديثها : " لقد تابت توبةً لو تابَها صاحب مَكْسٍ لغُفِر له " يعني المكَّاس وهو العشَّارِ والمَكْسُ : ما يأخذه . والعامريّة ِ في موضعها - كما في شرح الإرشاد - تصحِيفٌ
( عَمر ) :
( الغَمَر ) بفتحتين : ريحُ اللحّمِ وسَهَكُه ومنه منديل الغَمَر . و ( الغِمْر ) : الحقد
( غمز ) :
( غمَزه ) بالعين وبالحاجبِ من باب ضَربِ إذا أشار إليهِ ومنه حديث ابن عباس حين احتُضِر عمر رضي الله عنه : " فغمزني عليّ رضي الله عنه أنْ قُل نعم " ِ وأهل المَغرب يقولون : غمزه فلانٌ بفلان ِ إذا كسر جفنَه نحوه ليُغريَه به أو ليلتجىءَ إليه او ليستعين به . وهو المراد في حديث أبي البَخْتَريّ : " فغمزه بعضُ القوم بابن مسعود " ِ قالوا وإنما غَمَزه لما بينه وبين عثمان رضي الله عنه من الوَحْشة بسبب إحراق مُصْحَفه بين المصاحف
وأصل الغمز : العَصْرِ منه ( غَمَز ) الثِّقافُ القناةَ : إذا عَضَّها وعَصرها ِ ومنه قوله : " ما فيه غَمِيزةٌ ولا مَغْمَز " أي (2/112)
عَيْبٌ وقوله : " أن أذكُر نُكتة لا مغمزَ لقناتها ولا مقْرَع لصَفاتها " نفْيٌ لاعوجاجها وإثباتٌ لاستقامتهاِ واستعارةُ القناة للنُكْتة : ترشيحٌ للمجازِ والمَقْرَع : إما مصدر أو اسمٌ لموضعٍ . القَرْعُ : الضَّرْب والصَّفاةُ : الصخرةِ وهذا مستعار من قولهم : " قَرَع صَفاتَه " ِ وهو مثل في الطعْن والقَدْح
( غمس ) :
( غمَسه ) في الماء : غطَّه فيه وأدخله ( 199 / ب ) ( فانْغمَس ) فيه بنفسه و ( اغتْمَس )
وفي الحديث : اليمين الغَمُوس تدَع الديارَ بلاقِع " ورُوي : الفاجرةِ أي الكاذبة . وسُميت غَموساً لأنها تغمِس صاحبها في الإثم ثم في النار . والبَلقَع : المكان الخاليِ والمعنى : أنه بسبب شُؤمها تَهِلك الأموالُ وأصحابُها فتَبقَى الديارُ بلاقِعِ فكأنها هي التي صَيَّرتها كذلك . وفي بعض النُسخ : يمينُ الغَمُوس أو يمين الفاجرةِ وهو خطأ لغةً وسماعاً
" ولا يغتمس " : في ( رم ) . [ رمس ]
( غمص ) :
( الأَغْمَصُ ) : الذي في عينيه ( غَمَصٌ ) ِ وهو ما سال من الوسخ في المُوق وبتصغير تأنيثه سُميت الغُمَيْصاء مُطلٌّقة عَمْرو بن حزم
و ( الغَمْص ) : الاستحقار من باب ضَرب ِ ومنه " أتَغِمصُ الفُتْيا وتَقتلُ الصيدَ وأنت مُحرِم " في حديث عمBه (2/113)
( غمض ) :
( أغمَض ) عينيه و ( غمَّضهما ) إذا أطبق أجفانَهماِ وعلى ذلك قوله " وينبغي أن لا يَستقِصيَ في غمْض عينيه في الوضوء " ِ صوابُه : إغماض أو تغميض . وفي الحديث : " أن رسول الله أبا سَلَمة حين شقَّ بَصَرُه وماتَ " أي : ضمَّ اجفانه وأطبقَها بعد الموت
ومن المجاز ( أَغَمَضَ عنه ) إذا أغْضَى عنه وتغافل ِ ومنه قوله : " مَبْنَى الصُّلح على الحَطّ والإغماض " يعني التسامُح
( غمم ) :
في الحديث : " فإن غُمَّ عليكم " . ورُوي ( غُمِيَ ) بالتخفيف مثل رُميِ و ( أُغْمِي ) مثل أُعطِيَ ِ ومعناها واحد وهو غُطّي وسُتر . وفي " غُمَّ " ضميرُ الهلالِ ويجوز أن يكون مُسنداً إلى الجارّ والمجرور
و ( الغَمْغَمةُ ) : اصوات الأبطال عند القتال
( غمي ) :
( الإغماء ) : ضَعْف القُوى لغلبة الداء ِ يقال : ( أُغْمِي ) عليه ( 200 / أ ) فهو ( مُغْمىَ ) عليه . وتفسير الأطّباء في : ( غش ) . [ غشي ]
[ الغين مع النون ]
( غنم ) :
( الغَنيمة ) عن أبي عُبيد : ما نيلَ من أهل الشرك عَنْوةً والحربُ قائمةٌ ِ وحُكمُها أن تُخْمَس ِ وسائرُها بعد الخمْس للغانمين خاصةًِ والفيءُ ما نِيل منهم بعد ما تضعُ الحربُ أوزارَها (2/114)
وتصير الدارُ دارَ الإسلامِ وحكمه أن يكون لكافة المسلمين ولا يُخْمَسِ والنَفَل : ما يُنفَّلُه الغازي : أي يُعطاه زائداً على سهْمه ِ وهو ان يقول الإمام أو الأمير : من قتل قتيلاً فله سلَبه ِ أو قال للسَريَّة : ما أصبتُم فهو لكم أو رُبْعه او نصفه ولا يُخْمس ِ وعلى الإمام الوفاءُ به
وعن علي بن عيسى : " الغنيمةُ أعمُّ من النَفَل والفيءُ أعمُّ من الغنيمة لأنه اسمٌ لكل ما صار للمسلمين من أموال أهل الشرك " . قال أبو بكر الرازيّ " فالغنيمة فيءٌ ِ والجزية فيءٌ ِ ومال أهل الصلح فيءٌ والخراج فيءٌ ِ لأن ذلك كله مما أفاء الله على المسلمين من المشركين " ِ وعند الفقهاء كل ما يَحلُّ أخذُه من أموالهم فهو فيءٌ
( غنن ) :
( الغُنَّة ) صوت من اللهّاة والأنفِ مثلُ نون منك وعنك ِ لأنه لا حظَّ لها في اللسانِ والخُنَّةُ أشد منها ِ قال أبو زيد : " الأغَنُّ الذي يجري كلامه في لهاته ِ والأخَنُّ السَادَّ الخياشيم "
و ( الغُنَّة ) أيضاً ِ ما يعتري الغلامَ عند بُلوغه ِ إذا غَلُظَ صوتُه
( غني ) :
( الغَنَاء ) بالفتح والمدّ : الإجْزاء والكِفايةُِ يُقال : ( أغنيْتُ ) عنك ( مُغْنَى ) فلانٍِ و ( مُغْناتَه ) إذا أجزأتَ عنهِ ونُبْتَ منابَهِ وكفَيْتَ كِفايته (2/115)
ويُقال : أغْنِ عني كذا أي نَحّهٍ عنى وبَعِّدْه . قال ( 200 / ب ) :
( لتُغْني عني ذا إنائكَ أجمعا ... )
وعليه حديث عثمان رضي الله عنهِ في صحيفة الصدقة التي بعثها عليّ رضي الله عنهِ على يدِ محمد بن الحنفيّة : " أغْنِها عنّا " . وهو في الحقيقة من باب القَلْب كقولهم : عَرض الدابَّة على الماء
[ الغين مع الواو ]
( غوث ) :
( أغاثَه إغاثةً ) من ( الغَوْث ) ِ وباسم الفاعل منه سُمّي مُغيثٌ زوجُ بريرةَ ِ ومُغيثُ بن سُمَيٍّ الأوزاعيّ ِ ومعْبدَ المُراديّ تحريف ِ ومن حديثه : " إذا زَرَعتْ هذه الأمَّة " ِ وباسم الفاعلة منه سُمّيت إحدى قُرى بَيْهق من أعمال نَيْسابور المنسوبُ إليها القاضي المُغيثيُّ
( غور ) :
( الغارة ) اسم من ( أغَار ) الثعلبُ أو الفرس ( إغارةً ) و ( غارةً ) إذا اسرع في العَدْو ِ ومنه " كيما نُغير " ِ ثم قيل للخيل المُغيرة المسرعِة غارةٌِ ومنه : " وشَنّوا الغارَة " أي وفرَّقوا الخيلَ
و ( أغَار ) على العدوِّ : أخرجه من جَنابه بهجومه عليهِ ومنه : (2/116)
" ولو أغار إنسانٌ من اهل المقاصير على مقصورة " وفي رواية محمد : " وإن أعان إنسانٌ من أهل المقاصير إنساناً على متاع مَنْ يَسْكن مقصورةً أخرى " وكأنه أصح وإن كان الأول أكثَر ِ وفي مختصر الكرخي : " وكذلك إن أغار بعضُ أهل تلك المقاصير على مقصورةٍ فسرق منها وخرج بها منه إلى صَحْن الدار قُطِع " والمقصورةُ حُجْرة من حُجَر دارِ واسعة مُحصَّنةٍ بالحيطان
و ( الغارُ ) الكهف وجمعه ( غِيران ) وبتصغيره جرى المثل " عسى الغُوَيْر أبْؤساً " وقيل : هو ماء لكلبٍ ( 201 / 1 ) يُضرب لكل ما يُخاف أن يأتي منه شرٌّ ِ وقد تمثَّل به عمر رضي الله عنه حين أتاه سُنَيْنٌ أبو جميلةَ بمنبوذٍ ومرادُه اتِّهامُه إياه أن يكون صاحبَ المنبوذِ ويَدُلُّ عليه أنه لما قال ذلك ِ قال عريفُه أي الذي بينه وبينه معرفةٌ : " إنَّه وإنَّه " فأثنى عليه خيراً ِ اراد أنه أمينٌ وأنه عفيفٌ ِ والبأسُ : الشدة ُ . وقصّةُ المثل وتمام شرْحه في المُعْربِ وفيه :
( ما للجمال مَشْيِها وئَيِدا ... )
بالجرّ على البدل ِ والمعنى : " ما لمشْي الجمال ثقيلاً " هكذا رُوي عن القُتبيّ
و ( الغار ) شجرٌ عظيمِ ورقُه أطول من ورق الخِلافِ طيّبُ الريحِ ِ وحَمْله يقال له الدَهْمُسْتُ (2/117)
و ( الغارُ ) ايضاً مِكْيال لأهل نَسَف ِ وهو مائة قفيزٍ ِ و ( الغُور ) لأهل خُوارزمَ وهو اثنا عشر سُخّاً ِ والسُّخّ أربعة وعشرون مَناً ِ وهو قفيزان ِ والغار عشرة أغوار
( غوص ) :
( الغَوْص ) استخراج اللآلىء من تحت الماءِ واراد به الموضعَ مَنْ قال : " والجوهر يستخرِجه من الغَوْص "
( غول ) :
( غالَه غَوْلاً ) أهلكهِ ومنه : ( المِغْوَل ) وهو سكّين يكون السوطُ غلافاً له ِ ومنه : " فذكرْتُ مِغْولاً في سيفي " . أي في غمده . وبه سُمِّي والدُ مالك بن مِغْول البَجليّ من أصحاب ابي حنيفة
و ( الغِيلَةُ ) القتل خُفْيةً . وقوله : " والذي يُقْتل غيلةً بالحنَق " . أي بالغيظ ِ والصواب : بالخَنِقِ بالخاء المعجمة وكسر النون وهو عصْر الحَلْق . و ( اغتاله ) قَتله غِيلةً ِ ومنه قوله : " إن كان لا يَزال يغتال رجلٌ من المسلمين "
( غَوْلها ) : في ( دو ) ( 201 / ب )
( ولا غائلة ) : في ( عد ) . [ عدو ]
( غوي ) :
مَنْ حفر ( مُغَوَّاةً ) وقع فيهاِ بضم الميم وتشديد الواو ِ وهي حفرة يُصاد بها الذئبِ ثم سُمّي بها كلُّ مَهْلَكة (2/118)
[ الغين مع الياء ]
( غيب ) :
( غابَ ) عنه : بَعُدَ ( غَيْبَةً ) ِ و ( غابت ) الشمسُ ( غِياباً وغَيْبوبةً ) ِ ( وغَيْبةً ) ِ أيضاً ومنها قوله : " وغَيْبة الشفق
ورجل ( غَائبٌ ) وقومٌ ( غَيَبٌ ) بفتحتين ِ ومنه حديث أم سلمة : " أوليائي غَيَبٌ " ِ وقوله : " وإن كان أصحاب الوصيّة غَيبَاً " ِ وهو مثل خادم وخَدَم ِ واما ( غُيَّب ) فقياس . وامرأة ( مُغِيبة ومُغيب ) : غاب عنها زوجُها ِ وتصحيح الياء لغة ِ ومنه : " لا يَخْلُوَنَّ رجلٌ بمُغِيبة وإن قيل حَمُوها
و ( الغَيْب ) : ما غاب عن العيون ِ وإن كان مُحصَّلاً في القلوبِ ومنه قوله : " ولا أكلِّفهم أنه لا وارثَ له غيره من قِبَل أن هذا غَيْبٌ يحملهم القاضي عليه . وعَيْبٌ وعبَثٌ : تصحيف
( بالغابة ) : في ( جد )
( غائب ) : في ( نج ) . [ نجز ]
( غير ) :
( الغِيار ) : علامة أهل الذمةِ كالزُنَّار للمجوس ونحوه . وقوله في السِّيَر : " وهم يُعلَمون بذلك ولا يُغيِّرونه " ِ ويُروى بالعين غير معجمة من التعيير اللَّوْم ِ والأول اصح (2/119)
و ( غَار ) على أهله من فلان ( غَيْرة ) من باب لبِسِ ومنه : " غارَتْ أمُّكمِ غارتْ أمُّكم "
( غيض ) :
( مَغِيض ) الماء : مَدْخله ومُجْتمعهِ والجمع : ( مَغَائض ) ِو ( الغَيْضة ) : الأَجمَةِ وهي الشجر الملتفِ وجمعها : ( غِياض ) . و ( غَيْضَةُ طَبْرَسْتان ) : موضع معروف بالسعة
( غيل ) :
في الحديث : " نَهى عن الغِيْلَة . ثم ذكرت أن فارس والروم يفعلون ذلك فلا يَضرُّهم " . قال أبو عُبيدِ قال أبو عبيدة : " هي الغَيْل وذلك أن يُجامع الرجلُ المرأة وهي مُرْضِع " ( 202 / أ ) . يُقال : ( أغال وأَغْيَل ) . وعن الكسائي : " الغَيْل ان تُرضع المرأةُ ولدها وهي حامل " . يُقال : ( أغالتْ وأَغْيلتْ ) وهي : ( مُغِيل ومُغْيِل ) ِ والولدُ : ( مُغَال ومُغْيَل )
و ( الغَيْل ) أيضاً : الماء الذي يجري على وجه الأرضِ ومنه : " وما سُقي بالغَيْل أو غَيْلاً ففيه العُشْر "
و ( غَيْلان ) بن سلمةِ اسلم وله عشر نسوة أو ثمان . و ( أم غَيلان ) ضرْبٌ من العِضَاه
( غيي ) : قوله : " الغايةُ لا تدخل في المُغيّا " أي في الموضوعِ له الغايةُ (2/120)
باب الفاء
[ الفاء مع الهمزة ]
( فأفأ ) :
( الفأفاء ) : الذي لا يقدِرُ على إخراج الكلمة من لسانه إلا بجهدِ يَبتدىء في أول إخراجها بشبه الفاء ثم يُؤدي بعد ذلك بالجَهد حروفَ الكلمة على الصحة
( فأم ) :
( الفِئام ) جماعةٌ من الناس
[ الفاء مع التاء ]
( فتت ) :
في كراهية الواقعات : ( الفَتِيتة ) تأكلها المرأة لتسمَنِ هي أخصُّ من الفَتيت : وهو الخُبز المفتوت كالسَّويقِ ومثله : ( الفَتُوت ) . وأُخبِرتُ أن الخبز إذا فُتَّ في الماء البارد يُورث سِمَناً
( فتح ) :
ما سُقي ( فَتْحاً ) : نصب على المصدرِ أي : ما فُتح إليه ماء الأنهار من الزرع ِ والياء تصحيف
( فتخ ) : في الحديث : " وفتَخ أصابعَ رجليه " ِ أي أمال رؤوسها الى ظاهر القدم (2/121)
( فتق ) :
( الفَتْق ) : داءَ يُصيب الإنسان في أمعائهِ وهو أن ( يَنْفَتِق ) موضعٌ بين أمعائه وخُصْييهِ فتجتمع ريحٌ بينهما فتعظُمانِ فيقال : أصابته ريحُ الفَتْقِ وقيل : أن ينقطع الشحم المشتَمِل على الأُنثَييْن . وفي الغريبين : الفَتَقِ بفتح التاء
وأما ( الفَتْقاءُ ) من النساءِ وهي : المُنْفِتقَةُ الفَرْجِ فمصدره بالفتح ( 202 / ب ) لا غيرُِ وليس هذا بمراد الفقهاء . وفي الناطفي : " الفَتْق انشقاق العانة " ِ وليس بشيءٍ
( فتل ) :
( انفَتل ) من الصلاة : انصرف عنها
( فتي ) :
( الفتى ) من الناس الشابُّ القويُّ الحدَثِ والجمع ( فِتْية ) و ( فِتْيان ) ويُستعار للملوك وإن كان شيخاً كما الغلامُ . ورُوي أنه عليه السلام قال : " لا يَقُل أحدكم : عبدي وَأمَتيِ ولكن ليقل : فتَايَ وفتاتي " . وعن أبي يوسف : " أن مَنْ قال أنا فتى فلان كان إقراراً منه بالرقّ "
واشتقاقُ ( الفَتْوى ) من الفتى لأنها جوابٌ في حادثة أو إحْداثُ حُكْمِ أو تقويةٌ لبيانٍ مُشكْل
و ( الفَتيُّ ) من الدوابِّ على فَعيل : الحديثُ السنِّ وهو خلاف المُسنّ ِ والجمع ( أَفناء ) والأنثى ( فَتيّة ) ِ وقوله في الغنم : " إن كان فيها واحدةٌ مُسِنّة فَتيّةِ وما سواها سِخالٌ حُسِبتْ على صاحبها : " هكذا صحَّ لأن أدنى الأسنان فيها الإثْناء وهو حالة الفتاءِ وقول الحلوائي : " الفَتيّة المُسنّة هي التي تمَّ لها (2/122)
حولان وطعنت في الثالثة " تفسير الثَنِيَّة بعينه . وبذا عُرف أن قِنْيةً بالقاف والنون تصحيف
[ الفاء مع الجيم ]
( فجأ ) :
في حديث ابن عباسِ في الرجل تَفْجؤُه الجِنازةِ يقال : ( فَجِئَه وفاجأه ) إذا أتاه ( فُجاءة ) أي بغْتة من غير توقع ولا معرفة ِ وبها سُمّي مُصدِّقُ بني سُليم : الفُجَاءةَ بن عبد يا ليل
( فجج ) :
( في الحديث : " كان عليه السلام قائماً ( فتفاجَّ ) ليُبولَ حتى ألنَّا له " أي فَرَّج بين رجليهِ وهو تفاعَل من ( الفَجَج ) وهو أبلغ من الفَحَجِ والصواب في " ألَنَّا " : أُلْنَا ِ من آل إليه وعليهِ مثل قُلناِ من قال يقول ( 203 / أ ) إذا أشفق عليه وعطَفِ وإنما عدَاه باللام على تضمين معنى الرقة
( فجر ) :
( الفَجْر ) : الشَّقُّ والفَتْح ِ يُقال ( فَجَر ) الماءَ اذا فتحه ِ و ( مَفاجِر الدِّبار ) مفاتح الماء في الكُرَدِ جمع الدَّبْرة بالسكونِ وهي الكُرْدَة
و ( الفَجْر ) ضوء الصبحِ لأنه انصداعُ ظلمة عن نورِ ولهذا يُسمّى الصديع ِ وهو فجران : كاذبٌ وهو المستطيلِ وصادقٌ وهو المُستطيرِ هذا أصلهِ ثم سُمي به الوقت (2/123)
وقولهم : " الفجر ركعتان " على حذف المضافِ ومنه ( الفُجور ) : الفُسوق والعصيانِ كأنَّ الفاجِر يَنْفتح معصيةً ويتسع فيها
وفي دعاء القنوت : " ونترك مَنْ يَفْجُرُك " أي يَعْصيك ِ و ( اليمين الفاجرة ) على الإسناد المجازيّ
( فجو ) :
( الفَجْوة ) : الفُرْجة والسَعة بين الشيئينِ ومنها حديث ابن مسعود : " إذا صلى أحدُكم فلا يُصليَّن وبينه وبين القِبلة فجوةٌ "
[ الفاء مع الحاء ]
( فحج ) :
( الفَحَج ) : تباعُد ما بين أوساط الساقين من الإنسان والدابة والنعتُ ( أفحج ) و ( فحجاء )
( فحش ) :
( أفحشَ ) في الكلام : جاء بالفُحْشِ وهو السَّيىء من القول ِو ( فحَّش ) مثله ِ ومنه ما في المنتقَى : " ثم فحَّشْنَا عليه " أي اوْردنا على أبي يوسف ما فيه غَبْنٌ فاحش او ذكْرنا ما يَقُبح في العادة كَشِرى مثلِ دارِ بَني حُرَيْث بدرهم
ورجل ( فاحِشٌ ) و ( فحَّاش ) سيّىءُ الكلام ِ وأمر ( فاحش ) قبيحٌ ِ قالوا : و ( الفاحشة ) ما جاوز حدَّه في القبح ِ وعن الليث : كل أمر لم يكن موافقاً للحقّ ِ وقيل في قوله تعالى : ( إلاّ أن يأتين بفاحشة ) : إلا أن يزنين فيُخْرَجْن للحَدّ ( 203 / ب ) ِ وعن إبراهيم : إلا إذا ارتكبن الفاحشة بالخُروج بغير الإذن (2/124)
( فحص ) :
( مَفْحَص ) القَطاة بفتح الميم والحاء : ( أُفْحوصُها ) ِ وهو الموضع الذي ( تَفْحَص ) التراب عنه أي تكشِفه وتُنحِّيه ِ لتبيض فيه
( فحل ) :
( الفُحَّال ) واحد ( فحاحيل ) النخْل خاصةِ وهو ما يُلقَّح به من ذكَر النخْلِ و ( الفَحْل ) عامّ فيها وفي الحيوان وجمعه 0 فحول ) و ( فحُولة ) ومنه : " وإن كان في نخيلها فُحولةٌ تَفْضُل من لَقاحها
وفي حديث عثمان رضي الله عنه : " لا شفعة في بئرٍ ولا فَحْلٍ " أراد الفُحّالِ وذلك أنه ربما كان بين جماعةٍ فَحْلُ نخلٍِ يأخذ كلٌّ من الشركاء فيه زمنَ تأبير إناث النخل ما يُحتاج إليه من الحِرْق ِ فإذا باع واحد من الشركاء نصيبه من ذلك الفَحْل رجلاً آخر فلا شُفعَة للشركاء فيه لأنه لا ينقسم . وهذا مذهب أهل المدينة
[ الفاء مع الخاء ]
( فخت )
( فاخِتَه ) : في ( حم )
( فخّتجّ ) :
( الفُخْتَجُ ) بفتح التاء وضمّها : المثلَّثِ وهو تعريب بُخْتَه
( فخذ ) :
الفخذ ( الفخِ ) : ما بين الرُكبة والوَرِك ِ وهي (2/125)
مؤنثةِ ومنها : ( تَفخَّذ ) المرأةَ إذا قعد بين فخذيها او فوقهما . و ( الفَخِذ ) : دون البطن وفوق الفَصِيْلةِ ومنها : ( فخَّذ عشيرته ) إذا دعاهم فخِذاً فخِذاًِ وهو مذكَّرٌ . وعلى ذا قوله : " وينْسُبُه إلى فخِذه التي هو منها " صوابه : الذي هو منه
( فخر ) :
( الفَخَّار ) الطين المطبوخ
[ الفاء مع الدال ]
( فدح ) :
( فَدَحه ) الأمرُ : عاله واثقله . وخَطْبٌ ودَيْنٌ فادِح . ومنه الحديث : " وعلى المسلمين أن لا يَتْركوا مَفْدوحاً في فِداءٍ او عَقْل "
( فدد ) :
في جمع التفاريق ( 204 / أ ) : " وآلاتُ الفَدَادين " يعني الحَرثةِ جمع ( فَدَّاد ) فَعّال من ( الفديد ) وهو الصوتُ ِ لكثرة أصواتهم في حُروثهم ِ وأما ( الفَدن ) بالتخفيف والتشديد ِ فالنون فيه لام الكلمةِ وهو اسم للثورين اللذين يُحْرث بهما في القِرانِ أو لأداتهما ِ جمع المخفَّف ( أفدِنة ) و ( فُدنُ ) وجمع المشدَّدة ( فَدادين )
( فدع ) :
( الفَدَع ) : اعوجاجٌ في الرُّسْغ من اليد والرجلِ وقيل : ان يَصْطكّ كَعْباه ويتباعدَ قدماهِ وعن ابن الأعرابي : " الأفْدَع الذي يمشي على ظهْر قدمه "
( فدق ) :
في الواقعات : " الأَفْدقُ جدول صغير " وهو مُعّربِ وفي الكرخيّ : " الشفعة في الحوانيت والخانات والفَنادِق " (2/126)
وهي جمع ( فُنْدقٍ ) بلفظ الجَوْز البُلْغَرِيِّ وهو بلغة أهل الشام خانٌ من هذه الخانات التي ينزلها الناس مما يكون في الطريق والمدائن
( فدك )
( فَدَك ) بفتحتين : قرْية بناحية الحجازِ أفاءها الله تعالى على نبيّه عليه السلامِ وقد تنازعها عليٌّ والعباسُ ِ فسلَّمها إليهما عمر رضي الله عنه
( فدن ) :
( الفَدّان ) : ذُكر آنفاً
( فدي ) :
( فَداه ) من الأسْر ( فداءً وفدىً ) : استنقذه منه بمالِ و ( الفِدية ) اسم ذلك المالِ وجمعها ( فِدىً ) و ( فِدْيات ) ز وأمّا ما في الواقعات : " شيخٌ فإن اجتَمع عليه فَدَايا الصيام " فتحريف
و ( المُفاداة ) بَين اثنين ِ يقال ( فاداه ) إذا أخذ فديته وأطلقه وعن المبّرد : المُفاداة أن تدفع رجلاً وتأخذ رجلاً والفداء ان تشتريهِ وقيل : هما بمعنىً
والمرادُ بقوله في الديات : " وإن أحبّوا فَادَوْا " إطلاقُ القاتل او وليَّه وقبُولُ الدية لأنها عوض الدمِ كما أن الفدية ( 204 / ب ) عوض الأسير
[ الفاء مع الذال ]
( فذذ ) :
( الفَذُّ ) : الفَرْد
[ الفاء مع الراء ]
( فرجب ) : ( الفِريجابُ ) بالفارسية : نَدَى الليلِ (2/127)
بُخاريةٌ ِ والمعروف : " شَبْ نَمْ "
( فرت ) :
( الفُرات ) : نهرُ الكوفة وقوله : " على أن يشتريَ حِنطةَ من الفرات " . يعني : من ساحلهِ أو من فرْضَته
( فرج ) :
( الفَرْج ) : قُبلُ الرجل والمرأة باتّفاق أهل اللغة . وقوله : " القُبُل والدُّبُر كلاهما فرج " ِ يعني في الحكم
و ( أَفْرَجوا ) عن القتيل : أجْلَوا عنه وانكشفوا ِ و ( المُفْرَج ) في حديثه عليه السلام : " العَقْلُ على المسلمين عامةًِ ولا يُترك في الإسلام مُفْرَج " ِ قال محمد رحمه الله : " هو القتيل الذي وُجد في أرضٍ فلاةٍ لا يكون عند قرية فإنه يُوْدى من بيت المال ولا يُبْطَلُ دمُه " . وعن أبي عُبيدة : " هو أن يُسْلِم الرجلُ فلا يُوالي أحداً ِ فإذا جنى جنايةً كانت على بيت المال " . وعن ابن الأعرابي : " هو الذي لا عشيرة له "
وأما المُفْرَح بالحاء في الحديث الآخر : فهو الذي أثقله الدَّيْنِ عن الأصمعيِ والهمزة في كليهما للسَّلْب ِ وقيل : بالجيم من أفرج الولدُ الناقةَ ففرِجت ِ وذلك أن تَلد أوَّل بطْنٍ حملتْه فتَنْفَرج في الولادةِ وذلك مما يَجْهَدُها غاية الجُهْد ِ ومنه قيل للمجهود : الفارِج
و ( الفُرُّوج ) : ولد الدجاجة خاصةً ِ وجمعه : ( فَراريج ) ِ وكأنه استُعير للقَباء الذي فيه شَقٌّ من خَلْفه ِ ومنه : " أُهدِي إلى رسول عليه السلام فَرُّوجُ خَزٍّ فلبسهُ وصلَّى فيه " (2/128)
( فرخ ) :
و ( الفَرْخ ) بالخاء عامٌّ في ولد كل طائرِ والجمع : ( أفْرُخٌ ) ِو ( أفراخ ) ِ و ( فِراخ ) . و ( فِراخُ الزَّرْع ) : شاخاته استعارة ِ ومنه : " ولو دَفَع إليه رَطْبةً قد صارت فِراخاً " ِ ( 206 / أ ) وقِداحاً تصحيف
ومن مسائل العَوْل : ( اُمُّ الفُروخ ) ِ لكثرة الاختلاف فيهاِ ولم يُسمع هذا الجمعُ إلا هنا
و ( أفْرخَ ) البيضُ : خرج فَرْخُهِ و ( افْرخ ) الطائرُ و ( فرَّخ ) صار ذا فرْخ ِ وعلى ذا قوله في الطائر : إذا فُرِّخ بالضمِ خطأ
( وفَرُّخُ ) : اسم أعجميِ وهو والد رستَم صاحبِ جيش العجم يومَ القادسيَّة ِ وفي الفُتوح : رُستُم بن فَرُّخْرَاذَ ولقبُه هُرْمُزان رَمى هلالَ بن علقمة بسهمٍ فشكَّ قدمه مع ركابه فضربَه هلالٌ على تاجه فقتَله ِ وقال شعْراً منه
( فأَضَرْبُ بالسيف يَافُوخَه ... فكانت لَعَمْرُكَ فَتْحَ العَجَمْ )
وفي بعض الشروح : " وكان لعمري وَقيحَ العَجم " وهو (2/129)
خطأ لغةً وروايةً ِ والضمير في " فكانت " للضربة الدالّ عليها " فأضْرِبُ "
( فرشح ) :
في الحديث : " كان لا يُفَرْشح رجليه ولا يُلْصِقهما " : ( الفَرْشَحة ) ان يُفرّج بين رجليه ويباعد بَينهما
( فرخ ) :
( الفرخ ) ذكر آنفاً
( فرسخ ) :
( الفرسخ ) : في ( غل ) . [ غلو ]
( فرصد ) :
( الفِرْصاد ) : الخَرْتُوت ِ موورقُه يأكله دود القزّ ببلاد المغرب . وفي الصحاح : الفِرْصاد التوتِ وهو الأحمر منهِ قال الأسود بن يَعْفُر :
( يسعى بها ذو تُومَتَين مُشَمِّرٌ ... قَنأتْ أنامِلُه من الفرصاد )
وفي التهذيب : " قال الليث : الفرصادُ شجرٌ معروفٌ ِ وأهل البصرة يُسمون الشجرة فِرْصاداً وحَمْله التوتَ " . وفي كتاب النبات كذلك إلا أنه قال : والحمْل التوثُ بالثاء المثلَّثة
( فربر ) :
( فِرْبِر ) : في ( عب ) . [ عبر ]
( فرز ) :
( فَرَز ) له نصيبه : عزله وفصَله ( فرْزاً ) من باب ضَرب و ( أفرَزه إفْرازاً ) لغةِ وهو ( مَفْروزٌ ومُفْرَز ) (2/130)
و ( إفريز الحائط ) معرَّب وهو جَناحٌ ( 205 / ب ) نادر منهِ ومنه قوله في المنتَقى : " أخرج من حائطه إفريزاً في الطريق "
( فَيْروزُ الدَّيْلَميُّ ) ابن أخت النجاشيّ قاتِلُ الأسود العَنْسيّ خدَم النبي عليه السلام وسأله عن الأشربة ِ وأسلم وتحته أختان ِ فقال له عليه السلام : " طلِّق أيَّتهما شئت " . وما وقع في الشَّرْح سَهْو
( فرس ) :
( الفَرْس ) : دَقٌّ العُنقِ ثم صُيّر كل قتْلٍ فرْساً ِ ومنه : ( فَريسة ) الأسدِ وفي الحديث : " نهى عن الفَرْس في الذَّبْح " ِ وهو أن يَكسِر عظْمَ الرَّقبة ِ قبل أن تَبرُد الذّبيحةُ
و ( الفَرَس ) بفتحتين : معروفِ وجمعه ( أفْراسٌ ) . وهو يقع على الذكر والأنثى ِ عربياً كان او غير عربيّ . وعن محمدٍ رحمه الله : أنه اسم للعربيّ لا غير . ولم اعثُرعلى نصٍّ من أهل اللغة في ذلك ِ إلا أن ابن السكيت قال : " إذا كان الرجلُ على حافرٍ : برذَوْناً كان أو فرساً ِ أو بغلاً ِ أو حماراً قلتَ : مرَّ بنا فارسٌِ او مرَّ بنا فارسٌ على حمار "
و التمْر ( الفارسيُّ ) : نوعٌ منهِ منسوبٌ إلى فارِسَ جيلٍ من الناس
( فرش ) : ( الفِراش ) : ما يُفْرَش أي يُبْسط على الأرض . وقوله " باع قُطناً ِ أو صوفاً في فراشٍ " يعني المثالَ (2/131)
الذي يُنام عليهِ ومنه : " الوَلدُ للفِراش ِ وللعاهِر الحَجر " . أي لصاحب الفِراش على حذف المضاف ِ والعاهِر : الزانيِ ويُقال : عَهَرَ إلى المراة عَهْراً ِ وعُهوراً ِ من باب مَنع : إذا أتاها ليلاً للفُجور بها
قال أبو عبيدٍ : معنى قوله " وللعاهِر الحجَر " ِ أي لا حقَّ له في النسب ِ كقولهم : له الترابُ ِ أي لا شيء له ( 206 / أ ) ِ وبعضُهم حمله على الظاهر والرجْم بالحجارة
و ( افترَش ذراعيه ) : ألقاهُما على الأرض . و ( الفَرْش ) في قوله تعالى : ( حمولةً وفَرْشاً ) : ما يُفرَش للذبْح أي يُلقى من صغار الإبل والبقر والغنمِ ويَستوي فيه الواحد والجمع
و ( الفرَاش ) بالجمع : غَوْغاء الجرادِ وهي ما يُتفرَّش أي يَبسط جنَاحيْه ويركب بعضُه بعضاً ِ وكأنَّ دودَ القزّ سُمّيت فَراشاً لأنها تصير كذلك إذا خرجت من الفَيْلَقِ ومنه : " ولو اشترى بَزْراً معه فَراش "
( فرص ) :
في الحديث : " خُذي ( فِرْصةً ) مُمَسّكةً فتطهَّري بها ويُروى " فتمَّسكي " . الفِرْصَة ِ قطعة من قُطن أو صوف ِ والمُمسّكة : الخَلق التي أُمْسِكتْ كثيراً ِ أو المُطيَّبةُ من المِسك وكذا " فتمسكي " من التمسك الأخذِ والطِّيب جميعا . ويشهد للثاني حديث عائشة : " أن النبي عليه السلام قال للسائلة : خُذي (2/132)
فِرْصةً من مِسْكٍ " ومعنى فتطهَّري أي تتبعي آثار الدم يعني الفَرْج هكذا في الحديث وقد ذكره البيْهقيّ في السُّنن
و ( فُرافِصَة ) بالضم : ابنُ عُمَيْرٍ الحنفيِّ يَروي عن عثمان رضي الله عنه
( فرض ) :
( فَرْض ) القوسِ : حَزُّها للوترِ وجمعه ( فِراض ) و ( فُرْضة النهر ) مَشْرَعتهِ وهي الثُلْمة التي ينحدر منها إلى الماء ومُرْفأ السُفن أيضا
و ( فَرَض ) الله الصلاة و ( افْترَضها ) اوْجَبها ِ ومنه : " هذه القرابة يُفْترض وَصْلُها " مبنياً للمفعولِ و ( الفريضة ) : اسم ما يُفْرض على المكلَّف
و ( فرائض الإبل ) : ما يُفْرض فيهاِ كبنت المخاض في خمس وعشرين ِ وبنت اللَبُون في ستٍ وثلاثينِ وقد سُمّي بها كل مُقدَّر ( 206 / ب ) فقيل لأنصباء المواريث ( فَرائض ) لأنها مُقدَّرة لأصحابهاِ ثم قيل للعِلم بمسائل الميراث ( علم الفرائض ) ِ وللعالِم به ( فَرَضيٌّ وفارضٌ وفَّراضٌ )
وقوله عليه السلام : " أفْرَضُكم زيدٌ " أي أعلمكم بهذا النوع ِ وفي الحديث : " تعلَّموا الفرائضَ وعلِّموها الناسَ فإنَّها نصف العلم " تأنيث ُ الضمير كما في ألسنة العوامِ هو الظاهرِ والتذكير - كما في الفردوس - على اعتبار حُكم المضاف ِ وإنما سَّماه (2/133)
نصفَ العلم إما توسُّعاً في الكلام أو استكثاراً للبعض ِ كما في " شَطر عُمْرِها " أو اعتباراً لحالتي الحياة والممات
( فرط ) : " اللهم اجْعله لنا فَرَطاً " : أي أجراً يتقدَّمُنا . وأصل ( الفارِط ) و ( الفَرَط ) فيمن يتقدَّم الوارِدة
( فرع ) :
( الفَرَع ) : اول ما تلِده الناقةِ وكانوا يذبحونه لآلهتهمِ و ( الفَرَعة ) مثلهِ ومنه الحديث : " لا فَرَعة ولا عَتِيْرة " . وبتصغيرها سُميّت فُرَيْعَة بنت مالك ابن سِنان
( فرقع ) :
قوله : " التَفَرْقُع عبثٌ " صوابه ( الفَرْقَعة ) وهي تَنقيض الأصابع بان يَغْمِزها أو يَمُدّها حتى تُصوِّت يُقال : ( فَرْفَعهما فتَفرْقعت ) و ( التَفْقيع ) مثل الفَرْقعة
( فرق ) :
( الفَرَق ) بفتحتين : إناء يأخُذ ستة عشر رطْلاً ِ وذلك ثلاثة أصْوُعٍ على قول ابي يوسف هكذا في التهذيب عن ثعلبٍ وخالد بن يزيدِ قال الأزهري : " والمُحدِّثون على السكون وكلامُ العرب على التحريك . وفي الصحاح : " الفَرْق مِكيالٌ معروف بالمدينة وهو ستة عشر رطلاً " قال : " وقد يُحَّرك " . وأنشد (2/134)
لخِداش بن زُهير :
( ياخذون الأَرْشَ في إخوتهم ( 07 / أ ) ... فَرَقَ السَمْنِ وشاةً في الغنم )
والجمع ( فُرْقانٌ ) وهذا يكون لهما جميعاً : كَبطْن وبُطنانِ وحَمَل وحُمْلان
وفي التكملة : " وفَرق بينهما القُتَبيّ فقال : الفَرْق ِ بسكون الراءِ من الأواني والمقادير ستة عشر رطلاً والصاع ثلث الفَرْقِ وبالفتح مِكْيال ثمانون رطلاً " قال : " وبعضهم يقول : الفَرْق بسكون الراء أربعة أرطال "
قلت : وفي نوادر هشام عن محمد رحمه الله : الفَرْق ستةٌ وثلاثون رطلاًِ ولم أجد هذا فيما عندي من الأصول . وكذا ما في المحيط أنه ستون رطلاً
ويُقال : ( فَرَق ) لي هذا الأمرُ ( فُروقاً ) من باب طلَب إذا تَبَيَّن ووضَح ِ ومنه : " فإن لم يَفْرُق للإمام رأيٌ " . و ( فَرَق ) بين الشيئين ِ و ( فرَّق ) بين الأشياء
وذكر الأزهري : فَرَقْتُ بين الكلام أَفرُق بالضم وفرَّقْتُ بين الأجسام تفريقاً " قال : وقول النبي عليه السلام : " البَيّعان بالخيار ما لم يتفرّقا " : بالأبدانِ لأنه يُقال فرَّفْتُ بيتعنل فتفرَّقا
قلتُ : ومن هذا ذكرَ الخَطّابيّ : أنَّ ( الافتراق ) بالكلام والتَفرُّق بالأجسام ِ لأنه يُقال : فرَقْتُه فافترقِ وفرَّقته فتفرَّق (2/135)
وفي حديث عمر رضي الله عنه : " فرِّقوا عن المنيّة ِ واجعلوا الرأسَ راسينِ ولا تُلِثُّوا بدار مَعْجَزةِ وأصْلحوا مثَاوِيَكمِ وأضيِفوا الهوامَّ قبل ان تُخيفكم واخشَوْشِنواِ واخْشَوشِبوا وتَمَعْدَدوا " : أي فَرِقوا أموالكم عن المنيّة بان تشتروا بثمن الواحد من الحيوان اثنين حتى إذا مات أحدُهما بقي الثاني
في قوله : " واجعلوا الرأس راسين " : بيانٌ لهذا المُجْملِ " والإلْثاثُ " : الإقامة ( 207 / ب ) و " المَعْجزة " بفتح الجيم وكسرها العَجْز يعني سِيْحوا في الأرض ولا تُقيموا بدارٍ تعْجزون فيها عن الكسب او عن إقامة أسباب الدّينِ " المثاوي " : جمع مَثْوىً وهو المنزل : العقارِب والحيّات ِ أي اقتلوها قبل أن تقتلكمِ و " الاخْشيشان " و " الاخشيشابُ " : استعمالُ الخشونة في المَطْعم والملبسِ و " التَّمَعْدُد " : التشبُّه بمَعدٍّ وهي من قبائل العرب . يقول تشبَّهوا بهم في خشونة عيْشهم واطرّاح زيَّ العجم وتنعُّمِهم
و ( إفريقيةُ ) بتخفيف الياء وتشديدها : من بلاد المغرب
وفي الواقعات : " وَسْط الصفوف فجوةٌ أي سَعةٌ مقدارُ حَوْضٍ أو ( فارَقِيْن ) " هو تعريب بارَكينِ وهو شيء [ يضرب ] إلى السَعة كالحوض الواسع الكبير يُجْمع فيه الماء للشتاء ِ وأكثر ما يكون هذا بما وراء النهرز
( المفَارِق ) في ( وب ) . [ وبَص ] (2/136)
( فرك ) :
( فَرَك ) المنيَّ عن الثوب ( فَرْكاً ) : دلَكُهِ وهو أن يغمِزَه بيده ويُحكّه ويَفْركه حتى يتفتَّت ويتقشَّر ِ من باب طلَب
( فرتن ) :
( فَرْتَنى ) : في ( قر ) . [ قرب ]
( فرجن ) :
( الفِرْجين ) بوزن السِرْجين والغِرزَين تعريب بَرْجينِ وهو الحائط من الشوك يُدارٌحول الكرْم أو المَبْطخَة ونحوها
وفي الناطفي : " لأحد الجارين ان يَنْصِب الفِرْجِينَ في مِلْكه ويجعلَ القُمُط إلى جانب جاره " ِ وكأنه أراد به هنا ما يُتَّخذ من الخُصّ ونحوه
( فرو ) :
( فَرْوة ) الرأس جِلْدته بشَعْرها ِ وهي في حديث عمر رضي الله عنه : " الأمَةُ ألقَتْ فَرْوَتها من وراءِ الدار " مُسْتَعارة لخمارها أو قِناعها ِ والمراد أنها تبرَّزتْ ( 208 / أ ) من البيت مكشوفة الرأس غير متقنّعة
وبها سُمّي فَرْوة بن عُمَيْر في الدعوىِ وفَرْوة بن مُسَيْكِ وفَرْوة بن عمْرٍو البَياضيّ في قِسْمة خَيْبر وكُنيت أم فَرْوة بنت ابي [ قحافة أخت أبي ] بكر رضي الله عنه وهي التي تزوَّجها (2/137)
أشعْث بن قيس [ بَعد رجوعهِ وإسلامه ] بعد ارتداده
( فره ) :
( الفُرْهَةُ ) : في ( خي ) . [ خير ]
( فري ) :
سُئل ابن عباس عن الذبيحة بالعُود فقال : " كُلْ ما ( أفْرَى ) الأوْداج غيرَ مُثرِد " أي قطعَها وشقّها فأخرج ما فيها من الدمِ عن ابي عبيد
والفَرْق بين الإفراء والفَرْي أنه قَطْعٌ للإفساد وشَقٌّ كما يُفْرِي الذابحُ والسبعُِ والفَرْي قطعٌ للإصلاح ِ كما يَفري الخرّازُ الأَديمَ وقد جاء بمعنى افرى أيضاً إلا أنه لم يُسمعْ به في الحديث . و " التَثْريد " : أن يَغمِز الأوداجَ ويَعْصرها من غير قطع وتَسْييل دمٍ ِ واصله من الثَرْد ِ وهو الهَثْم والكسرُ ِ ومنه " الثَرْد في الخِصاء "
و ( افْترى ) عليه كِذباً : اخْتلقه والأسمُ ( الفِرْية ) وأريد بها القَذْفُ في قوله : " فيما أصاب في دار الحرب من فِرْية على صاحبِه أو سرقةٍ
[ الفاء مع السين ]
( فسط ) :
( الفُسْطاط ) : الخيمة العظيمة ِ وعن الليث : هو ضَرب من الأبنية
والفُسْطاط أيضاً : مُجْتمع أهل الكُورَة حوالي مسجد جماعتهم (2/138)
وفي الحديث " يد الله على الفُسطاط " يريد المدينةِ عن الأزهري قال : " وكلُّ مدينة فُسطاط "
ومنه ما روَى الشعبيُّ في العبد الآبق : " إذا أخذ في الفُسْطاط ففيه عشرة دراهم "
وبه سُمّي مدينةُ مِصْرَ التي بناها عمْرو بن العاصِ وكسر الفاء فيه لغةٌ . ( 208 / ب )
( فسق ) : ( الفُسوق ) : الخروجُ من الاستقامةِ وقوله [ تعالى ] : ( ولا فُسوق ) أي : ولا خُروج من حدود الشريعةِ وقيل : هو التَّسابُّ والتنابُز بالألقابِ وقيل للعاصي : ( فاسق ) لخروجه مما أُمر به
وسُمّيت هذه الحيواناتُ الخمس ( فواسق ) ِ استعارةً لِخبثهنَّ ِ وقيل لخروجهنّ من الحُرمةِ بقوله " خمسٌ لا حُرْمةَ لهن " وقيل أراد بتَفْسيقها تحريمَ اكلهاِ كقوله تعالى ( ذلكم فِسْق ) بعدما ذكرَ ما حرَّم من المَيتْة والدم (2/139)
( فسل )
( الفَسيل ) : ما يُقطع من الأمهات ِ أو يُقلع من الأرض من صغار النخل فيُغرس
[ الفاء من الشين ]
( فشش ) : في المنتقَى : " الفَشَّاش إذا فشَّ باباً في السوق لا يُقْطع " ِ قال : " وهو الذي يُهيّىء لغَلَق الباب ما يفتحه به " وهو من ( فَشَّ ) السِقاءَ : إذا حلَّ وِكاَءه وفتح فاه بعد النفخ فيه فخرجت منه الريح
و ( انْفشَّتِ ) الرياحُ : تفرَّقت عند المسِّ ومنه قوله في شبهة الحَمْل : " كانت ريحاً انفشَّتْ "
( وفي كتاب اللصوص للجاحظ : " الفَشُّ : معالجةُ دَوَّارة الباب " ِ وعن الليث : " هو تتبُّع السّرِقةِ الدُّوْنِ " . والأول الوجْه
( فشغ ) :
عمر رضي الله عنه قال لزيد : : أي عدوَّ نفسِك ما هذه الفُتْيا التي ( تفشَّغتْ ) منك " أي انتشرت وظهرت من ( الفَشاغ ) وهو نبْتٌ يعلو الأَشجار ويركبها ويلتوي عليها لا ورق له
[ الفاء مع الصاد ]
( فصل ) :
( فَصَل ) الرضيعَ عن أمه ( فَصْلاً وفِصالاً ) ومنه ( الفَصيل ) لواحد ( الفِصْلان )
و ( فصَل ) العسكرُ عن البلد ِ ومنه : قوله عليه السلام ( 209 / أ ) في ابن رَواحة : " كان أوَّلَنا فُصولاً وآخرَنا قُفولاً " أي انفصالاً من داره وأهله ورجوعاً إليهم
و ( الفصيلة ) : دون الفخِذ . و ( فَصْل الخطابِ ) : الكلامُ (2/140)
البيّن الملخَّص الذي يتبيَّنه مَنْ يُخاطَب به ِ ولا يلتبس عليه ِ أو الفاصل بين الحقّ والباطل والصحيح والفاسد
و ( المُفصَّل ) : هو السَّبُعُ السابع من القرآن سُمّي به لكثرة فُصُولهِ وهو من سورة محمد عليه السلام ِ وقيل : من سورة الفتحِ وقيل : من سورة قاف إلى آخر القرآن
[ الفاء مع الضاد ]
( فضخ ) :
( الفَضْخُ ) : كَسْر الشيء الأجوفِ ومنه ( الفَضيخُ ) : لشرابٍ يُتَّخذ من البُسرْ المفَضُوخ المشْدوخ ومنه حديث ابن عمر رضي الله عنه : " سُئل عنه فقال : ليس بالفضيخ ولكنه الفَضُوحِ بفتح الفاء وبالحاء المهملةِ والمعنى أنه يُسْكر شاربَه فيفضحُه
( فضض ) :
( الفَضُّ ) : كسْرٌ بتفْرقةٍ ِ يُقال ( فضَّ ) الختامَ ( فانفضَّ ) أي كسَره فانكسر . و ( انفضَّ ) القومُ : تفرَّقوا ِ و ( انقَّضْت ) عُراها انكسرتْ وتفرَّقت
وقول عمر لعليّ رضي الله عنهما : " عزمتُ عليكَ لا تجلسُ حتى تفُضَّ ذلك على قومك " أي تُفرِّقه وتقِسمَه ِ و " تقصَّ " من القصصِ تصحيف ِ ورُوي " حتى تقضيَ ذلك عنّي " من القضاء
وقوله عليه السلام في المتوفَّى عنها زوجُها : " ثم تُؤتى بعد (2/141)
مُضِيّ السنة بدابّةِ حمارٍ أو شاةٍ أو ظَبْيٍ فتفْتضُّ به أي تكسِر به عِدَّتهاِ وقيل تتطهَّر بهِ مأخوذ من الفضّة لنقائها وقيل : " إنها كانت تمسحُ به قُبْلها فلا يكاد يعيش " أي ذلك الحمار او الدابةز ويُروى " فتقبِصُ " من القَبْص : الأخِذ بأطراف الأصابع
( فضل ) ( 209 / ب )
( الفَضْل ) : الزيادةِ وقد غلب جمعُه على ما لا خيرَ فيه ِ حتى قيل :
( فُضولٌ بلا فَضْلٍ ِ وسِنٌّ بلاسَناً ... وطُولٌ بلاَ طْولِ وعَرْضٌ بلا عِرْضِ )
ثم قيل لمن يَشْتغل بما لا يَعْنيه : ( فُضُوليّ ) وهو في اصطلاح الفقهاء : مَنْ ليس بوكيلِ وفتح الفاء خطأ
وقول عبد الله بن الأنصاريّ فيمن يُجْعل أقل مما اجْتَعل : " إذا لم يكن أراد الفَضْل فلا بأس به " ِ يعني إذا لم يَقْصِد بما فضَل منه وزادَ أن يحبِسه لنفسه ويَصْرِفه إلى حوائجه
ويقال ( ثوبٌ فُضُلٌ وامراة فُضُل ) أي على ثوبٍ واحدٍ مِلْحفة أو نحوِها تتوشَّح به ِ ومنه حديث سَهْلة : فيَراني فُضُلاً " . وأما حديث عائشة رضي الله عنها في أفْلَح " وأنا في ثيابٍ فُضُلٍ " ففيه نظر (2/142)
و ( الفُضول ) : في ( رب )
( فضي ) :
( الفَضاء ) : المكان الواسع ِ وقولهم : " أفْضى فلانٌ إلى فلان " إذا وصَل إليه : حقيقتُه : صار في فضائهِ وفي التنزيل : ( وقد أفضى بعضُكم إلى بعض ) كناية عن المُباشرة ِ ومن قال : هو عبارة عن الخَلْوة فقد نظر إلى أصل الاشتقاق
ومنه ( المُفْضاة ) : المرأةُ التي صارَ مَسْلكاها واحداً ِ يعني مَسْلك البول ومسلك الغائط وذلك أن ينقطع الحِتَارُ بينهما ِ وهو زِيْقُ الحلْقة ِ وقد ( أفضاها ) الرجلُ إذا جعلها كذلكِ وزيادة البيان في المعرب
[ الفاء مع الطاء ]
( فطر ) : ( الفَطْر ) : إيجاد الشيء ابتداءً وابتداعاًِ يقال : ( فطَر ) اللهُ الخلقَ
( فَطْراً ) إذا ابتَدعهم . و ( الفِطْرةُ ) : الخِلْقةِ وهي من الفطْر كالخِلْقة من الخَلْق في أنها اسم للحالة ( 210 / أ ) ثم إنها جُعلت اسما للخِلْقة القابلة لدِين الحق على الخُصوصِ وعليه الحديث المشهور : " كلُّ مولودٍ يُولد على الفِطْرة " . ثم جعل اسماً لملَّة الإسلام نفسهاِ لأنها حالة من أحوال صاحبهاِ وعليه قوله : " قَصَّ الأظفار من الفِطْرة " (2/143)
وأما قوله في المختصر : " الفِطْرة نصفُ صاع من بُرّ " فمعناه0 صدقة الفِطْر ) ِ وقد جاءت في عبارات الشافعي وغيره ِ وهي صحيحةٌ من طريق اللغةِ وإن لم أجِدْها فيما عندي من الأصول
ويقال : ( فَطّرتُ ) الصائمَ ( فأفطر ) نحو بشَّرته فأَبشر . وقوله في المختصر : " وإن ابتلع حصاة فَطَّر " ِ أي : فطَّره ابتلاعهاِ وكذا قوله : " وإن ذَرَعه القيءُ لم يُفَطِّر أي لم القيءُِ وهذا إن صحَّت الروايةُ ِ وإلا فالصوابُ أفطر ولم يُفْطِر ِ وأما " لم يَفطَّر " مبنياً للمفعول فركيكٌ
ورُوي رسول الله أن : " إذا أقبل الليلُ من هنا وأدبر النهار من هنا فقد أفطَر الصائم " أي دخل في وقت الفِطْرِ كأصبح وأمسى : إذا دخَل في الوقتين وعليه مسألة الجامع : إن أفطْرتُ بالكوفة فعبدي حُرٌّ . فكان بالكوفة يومَ الفِطْر إلا أنه لم يأكل حَنِث
( فطس ) :
( الفِطّيس ) بكسر الفاء وتشديد الطاء : المِطرْقة العظيمة
[ الفاء مع العين ]
( فعل ) : يقال للذين يعملون بأيديهم في طين أو بناءٍ أو حَفْر : ( الفَعَلة ) والعمَلةِ ومنه : أحضَر فَعَلةً لهدم دارهِ وتًسخَّر الأميرُ العمَلة
( وافتعل ) كَذِباً : اختلقَه ِ ومنه : الخطوطُ تُفْتَعل : (2/144)
أي تُزوّر وكتابٌ ( مُفْتَعل )
[ الفاء مع الغين ]
( فغر ) :
( فَغَر ) فاه : أي فتحهِ و ( فغَر ) فوه بنفسه يتعدّى ولا يتعدّى
( ففل ) :
في الواقعات : ( الفَغالُ ) والقَلْتَبانُ : ( 210 / ب ) الذي يعلم فجور امرأته وهو راض
[ الفاء مع القاف ]
( فقأ ) :
( الفَقءُ ) الشَّقُّ يقال : ( فقأَتُ ) البَثْرة ( فانفقأتْ ) و ( تفقَّأ ) الدُّمَّل : تشقَّق ِ ومنه حديث عمر رضي الله عنه : " مَنْ وافاك من الجُند مالم يَتفقَّأ القتلى فأشرِكه في الغنيمة " . يعني : إن حضر وقتَ الحرب في فَوْر القتالِ أما بعد أن وضعتِ الحربُ أوزارَها وتشقَّقت جِيَف القتلى فلا وهذه عبارةٌ عن تطاول الزمان بعد الحربِ ورُوي : " مالم يتَقفْ " أي مالم يجيء خلفهمِ يعني : بعد انقضاء الحرب
و ( فقَأ ) العينَ : عَارَها ِ بان شَقَّ حدقَتها وقولهم : أبو حنيفة سَوَّى بين الفَقْء والقلعْ " أرادوا التسوية حُكماً لا لغهًِ لأن الفقْءَ ما ذكر ِ والقَلْع أن ينزِع حدقَتها بعروقها (2/145)
( فقد ) :
( فَقدْتُ ) الشيءَ : غاب عنّي ِ وأنا ( فاقدٌ ) ِ والشيءُ ( مفقود ) . و ( تفقّدتُه ) و ( افتقدتُه ) : تطلبَّتُهِ و ( افتقدته ) بمعنى : ( فَقَدْته ) ِ ومنه : الخطوطُ تُفْتَقد " . أي تُفْقَد وتَفوتُ
وأما قوله : " الجنون يُفْقِد شهوةً الجِماع " . فالصواب : يُعدِم أو يُزيلِ لأن الإفقاد غير ثَبَت
( فقر ) :
( الفقيرُ ) احسنُ حالاً من المسكينِ وقيل : على العكس لأن الله تعالى قال : ( أما السَّفينة فكانت لمساكين ) فأخبَر أن لهم سفينة ِ وهي تُساوي جُملة ِ وقال : ( للفقراء الذين أُحصِروا في سبيل الله لا يستطيعون ضَرباً في الأرض ) الآية . وأما قول الراعي : (
أمَّا الفقيرُ الذي كانت حَلُوبَتُه ... وَفْقَ العيال فلم يُتْرك له سَبَدُ )
فمعناه : كانت له حَلُوبةٌ فيما مضىِ فالآن ما بقيت له تلك . والحلوبةُ : الناقةُ التي تُحلبِ وقوله : " لم يُترك له سَبَدٌ " مثَلِ ( 211 / أ ) العربِ في النفي العام ما له سَبَدٌ ولا لَبَدٌ شيء قليل . والسَبَد في الأصل : الشَّعْر واللَّبَد : الصوفِ وفْق العِيال أي لبنُها يكفيهم
و ( الفقير ) : البئرِ وجمعه : ( فُقُرٌ ) . و ( أفقرتُ ) (2/146)
فلاناً بعيرا : اعرْتُه إياه ليركبه مأخوذ من ( فَقار ) الظهرِ وهي خَرَزاتهِ الواحدة ( فَقارة )
( وأفقر ) : في ( نج ) . [ نجد ]
( فقم ) :
( تفاقَم ) الأمْر : اشتدَّ وعَظُم
( فقه ) :
( فَقِهَ ) المعنى : فَهمَهِ و ( أفقَهه ) غيرهُ
[ الفاء مع الكاف ]
( فكك ) :
( الفَكَّان ) : اللَّحْيانِ و ( فكَّ ) العظَم : أزاله من مَفْصِلهِ ( وانفكَّ ) بنفسه و ( تفكَّك ) إذا انفرج وانفصلِ ومنه قول محمد رحمه الله : " تفكَّكَ السَّرج "
و ( فَكُّ ) الخِتام : فَضُّه وكْسرُه
وقوله في كتاب القاضي : " ولا يفْتكُّه إلا بحضرة الخصْم " ِ أي : لا يَفُكّ خاتَمهِ وإن لم نسمعه
و ( فكَّ الرَّهنَ وافتكَّه ) : إذا أخرجه من يد المرتهِن وخلَّصه
و ( فَكُّ الرَّقَبةِ ) : في ( فص )
( فكل ) :
في الحديث : " وجدتُني أُفْكَلُ " ِ أي تُرْعد فرائصي ِمن ( الأَفْكَلِ ) وهو الرِّعدَةِ وفيه نظر لأنهم قالوا لا فعلَ له (2/147)
( فكه ) :
( الفاكِهة ) : ما يتُفكَّه به أي ما يُتنعَّم بأكله ويُتلذذ ِ ومنها : ( الفُكاهة ) : المُزاحِ ورجلٌ ( فكِهٌ ) : طيِّب النفس مَزَّاح ضحوكٌ ِ وقد ( فَكِه ) بالكسر ( فَكَاهة ) بالفتحِ وفي التنزيل : " فَكِهين " ِ أي أشِرينَ بَطِرينِ و " فاكهين " : أي ناعمين
[ الفاء مع اللام ]
( فلت ) :
( الانفلات ) : خُروج الشيء ( فلْتة ) ِ أي بغْتةِ وكذا ( الإفْلات ) و ( التَفَلَّتُ ) . ومنه : " الدَّابة إذا أفْلَتت من المُشْرِك وليس لها سائق ولا قائد " ِ أي خرجت من يده ونفَرتْ ِ ويُروى : " انفلتت " ِ وأجير القصَّار إذا انفلتت منه المِدَقَّةُ ِ أي خرجت من يده
و ( افْتُلِتَتْ ) ( 211 / ب ) فلانةُ نفْسَها إذا ماتت فُجاءة . و ( تفلَّتَ ) علينا فلانٌ ِ أي : تَوثَّب ِ ومنه حديث أُم هانيء : " فتفَلَّتَ عليهما ليقتُلهما "
( فلج ) :
( الفالَج ) بالفتح : خُمْسا الكُرٍّ المُعدَّلِ عن شيخنا أبي علي ِ وعن علي بن عيسى : " هو أكبر من الفِلْج " . وفي التهذيب : الفالَج نصفُ الكُرِّ الكبير . و ( الفِلْج ) المكيال الذي يُقال له بالسُّريانية : فَالَغَا ِ ومنه حديث عمر رضي الله عنه : (2/148)
" أنه بعث حُذَيفةَ وابنَ حُنَيْف إلى السَّوادِ ففلَجا الجِزْيةَ على أهله " . أي فَرضاها وقسَماهاِ وإنما أخذوا القِسْمة من هذا المكيالِ لأن خراجَه كان طعاماً
وقيل : ( الفَلْج ) : القِسْمة ِ عن شِمْرِ يُقال : ( فَلَجْتُ ) المالَ بينهم : أي قسمتُه
و ( فلجْتُ ) الشيءَ ( فلْجين ) : أي شَققتُه نصفينِ ومنه : ( الفالِج ) في مصدر المَفْلوجِ لأنه ذهاب النصفِ عن ابن دريد
و ( الأفلج ) : المتباعدُ ما بين الرجلين ِ وأما ( المُفلَّج ) الأسنانِ فلا يُقال إلا ( أفْلَجُ ) الأسنان
( فلح ) :
ابن مسعود : " اسْتَفْلحي بأمرك " أي فُوزي بأمرِك واستَبِدّي به ِ من ( الفلاح ) وهو الفَوْز بالمطلوب ِ ومَدارُ التركيب على الشَّقّ والقطْع ِ ومنه : " الحديدُ بالحديد يُفْلح "
و ( الأفلحُ ) : المشقُوق الشفةِ السفلىِ وبه سُمّي أفْلحُ أبو القُعَيْس ِ أو أخو أبي القُعَيْس ِ عَمُّ عائشة رضي الله عنها من الرِّضاعة
وفي غير الحديث : استَفْلجيِ بالجيم من الفُلْجِ : وهو الظَفر
( فلس ) :
فرسٌ ( مُفَلَّسٌ ) : في جلْدِه لُمَعٌ كالفُلوس
( فلسط ) :
( فِلَسْطين ) : من أجناد الشام (2/149)
( فلع ) :
( تَفلَّع رأسُه ) : تَشقَّقِ وأما " تفلَّعَتِ اليدُ " إذا تشقَّقت : فهو بالقاف
( فلق ) :
عن الغُوريّ : ( الفَلْق ) : الشَقُّ ِ من باب ضرب ( 212 / أ ) . يُقال : ( فَلَقه فانْفَلق ) . ومنه قول محمد رحمه الله : " وتَفَلَّقَت القَصْعةُ " . وتقلَّعَت : تصحيف ِ و ( الفِلْقَة ) : القِطْعةِ ومنها قوله : " كأنها فِلْقة قمر وفِلْق من مدر "
و ( الفَيْلَق ) : الكتيبةُ العظيمةِ وأما ( الفَيْلق ) لما يُتّخذ منه القَزُّ : فتعريبُ ( بَيْلَه ) ِ والفاء فيهما مفتوحة
( فلك ) :
في حديث عائشة رضي الله عنها : " ولو بفَلْكة مِغْزَل " ِ هذا على حذف المضاف ِ وقد جاء صريحاً في شرح الإرشاد : " ولو بدَوْرِ فَلْكِه مغزَل " ِ وهذا مثلٌ في الدورانِ والغرضُ تقليل المدة
( فلل ) :
( الفَلُّ ) : المنهزمونِ من ( فَلَّه ) إذا كَسرهِ و ( الفَلُوّ ) : المُهْر والجمع ( أفْلاء ) كعَدُوّ وأعداء
( فلي ) :
( فَلَي ) رأسَه وثيابه ( فَلْياً ) : فتِّش عن القَمْل ِ ومنه : " دفع إلى رجل ثوباً ليَفْلِيَه "
[ الفاء مع النون ]
( فنج ) :
( الفِنْجان ) : تعريب بِنْكانَ (2/150)
( فنق ) :
في خزانة الأكمل : سعد بن أبي وقّاصِ وسعيد ابن زيدٍ سكناً ( بالفَنِيْق ) : وهو موضع على عشرة أميالٍ من المدينة
( فني ) :
الشيخ ( الفاني ) : الذي فنِي قُواهِ و ( الفِناء ) : سَعةٌ امام البيوت وقيل : ما امتدَّ من جوانبها
[ الفاء مع الواو ]
( فوت ) :
( الافْتِياتُ ) : الاستبداد بالراي ِ افتعال من 0الفَوْت ) : السَبْقِ ومنه : " خشي ان يكون أفتَاتَ على رسول الله عليه السلام " . وفي حديث عبد الرحمن [ بن أبي بكر ] : " أمِثْلي يُفْتاتُ عليه في بناته " ِ مبنياً للمفعول : أي لا يُصلَح أمرُهنَّ بغير إذني
( فود )
( فادَ يَفُود ) : مات ِ وباسم الفاعل منه سُمّي والد عمرو بن فائد في زلّة القارىء
( فور ) :
( فار ) الماءُ من الأرض ( يفورُ فوَراناً ) : نَبَع وخَرَجِ وقول الفقهاء : " الأمر على الفَوْر لا على التراخي " أي على الحالِ وهو في الأصل ( 212 / ب ) مصدر ( فارَتِ ) القِدرُ : إذا غَلَتِْ فاستُعير للسُرعةِ ثم سُمّيت به الحالةُ التي لا رَيْثَ فيها ولا لَبْث فقيل : جاء فلان وخرج من فَوْرهِ أي من ساعته (2/151)
وفي التكملة : " فعل ذلك من فَوْره وفَوْرَته : إذا وصل الفِعْلَ بالآخر " وفي الصحاح : " ذهبتُ في حاجة ثم أتيتُ فلاناً من فَوْري أي قبل أن أسْكُن " والتحقيقُ الأوَّل
( فوض ) :
( التفويض ) : التسليمُ وترْك المنازعةِ ومنه ( المُفوِّضة ) في حديث ابن مسعود : وهي التي فوَّضتْ بُضْعَها إلى زوجهاِ أي زوَّجتْه نفسَها بلا مَهْرِ ومن رَوى بفتح الواوِ على معنى : أن وليَّها زوّجَها بغير تسمية المَهْرِ ففيه نظَر
ويُقال : ( فاوَضه ) في كذا إذا جَاراه وفَعل مثَل فِعْله . والناسُ ( فَوْضى ) في هذا الأمر : أي سواء لا تبايُن بينهمِ وكانت خَيْبر ( فَوْضى ) أي مُختلطة مشْتركة
ومنها ( شِرْكة المفاوضة ) ِو ( تفاوَض ) الشريكان : تساويَا . واشتقاقُها من ( فيْض ) الماء . واستفاضَةُ الخبر خطأ
( فوق ) :
( فوقُ ) : من ظروف المكان نقيضُ " تحتُ " ِ يُقال : زيدٌ فوق السطحِ والعِمامةُ فوق الرأس . وعليه قوله تعالى : ( فاضرِبوا فوقَ الأعناق ) . وقد استُعير لمعنى الزيادةِ فقيل : هذا فوقَ ذلك ِ أي زائدٌ عليه ِ والعشَرة فوق التسعةِ ومنه : ( بَعوضة فما فوقها ) . أي فما زاد عليها في الصغر أو الكِبَرِ . وعليه قوله تعالى : ( فإن كُنَّ نساءً فوق اثنتين ) وهي في كلتا الآيتين في (2/152)
موضعهاِ ولم يذكر أحد من المحققين ( 213 / أ ) أنها صِلةٌ
ومن المشتق منها : ( فاقَ ) الناسَ : إذا فضَلَهمِ وهو ( فائقٌ ) في العلم والغِنى . و " قسَم غنائم خَيْبر عن ( فُواق ) " أي صادراً عن سرعةِ يعني قسَمها سريعاً ِ وتمام التحقيق في المُعرب
( فوم ) :
( الفاميّ ) بتشديد الياء : السُكَّريُِّ وهو الذي يُسمّيه العوامُّ البيَّاع
( فوه ) : ( الفُوه ) بالضم : الطِّيبُ ِ والجمع ( أفواهٌ ) ِ و ( أفاويهُ ) جمعُ الجمع . ومنه : " لو أنَّ رجلاً اتَّخذ من الخمر عِطْراً وألقى فيه أَفاويه " . وقيل : ما يُعالج به كالتوابل من الأطعمةِ يُقال : هو من أفواه الطيب وأفواه البقولِ لأصنافها واخْلاطها
[ الفاء مع الهاء ]
( فهد ) :
( الفَهْد ) ِ بالفارسيّة : يُوزِ والجمع ( فُهود )
( فهر ) :
في الحديث : " كأنهم اليهودُ خرجوا من ( فُهْرِهم ) ِ بضم الفاء : أي من مِدْراسهم . " أوْفِهْر " : في ( مر ) . [ مرر ]
( فهه ) : " ( فهَّ ) صاحبُه " : في ( عَر ) . [ عرب ]
[ الفاء مع الياء ]
( فيأ ) :
( الفَيء ) ِ بوزن الشيء : ما نسَخ الشمسَِ (2/153)
وذلك بالعَشيِّ والجمع ( أفياء ) و ( فُيوء ) . والظِلُّ : ما نسختْه الشمسُ وذلك بالغَداة . وأما ( الفيء ) في معنى الغنيمة : فقد ذُكر في ( غن ) ِ [ غنم ] ِوالهمزة بعد الياء في كليهماِ والتشديد لَحْنٌ
( فيح ) :
( فَيح جهنم ) : شدّةُ حَرّها
( فيد ) :
( أفادني ) مالاً : أعطاني ِ و ( أفادهُ ) بمعنى ( استفاده ) ِ ومنه : " بعدما أفدْتُ الفَرَس " أي وجَدْتُه وحَصّلتْه ِ وهو أفصح من : استفدْتُ
( فيض ) :
( فاض ) الماء : انصبَّ عن امتلاءٍ ِ ومنه : ( فاضَتْ ) نفسُه : إذا مات ِ وفاظ بالظاءِ من غير ذكْر النفْسِ و ( أفاضَ ) الماءَ : صبّه بكثرة
ومنه : " أفاضُوا من عرفاتٍ " إذا دَفعوا بكثرةٍ ِ وطواف ( الإفاضة ) : هو طواف الزيارة
( فيم ) :
في حديث ابن مسعود رضي الله عنه : " جاء بأبَّاقِ مَن الفَيّوم " وهي من كُورَ مصْرَِ قريبةٌ من عين شمسٍِ بلدةٍ
( فيمن ) :
( الفَيْمان ) : تعريب بَيْمان ِ ومنه : " اشترى كذا فَيْماناً من صُبْرَه " . ( 213 / ب ) (2/154)
باب القاف
[ القاف مع الباء ]
( قبب ) :
( القُبَّة ) : الخَرْقَاهةِ وكذا كل بناءٍ مُدَّورٍِ والجمع ( قِباب )
و ( قَبْقَبِه ) : في ( لق ) . [ لقلق ]
( قبر ) :
( قَبَر ) الميّت : دفَنَه ( قَبْراً ) ِ من بابي طَلب وضَرب و0أقبره ) : صّيره ذا قَبْرٍِ أو أمر بأن يُقْبر
و ( القابِر ) : الدافن بيدهِ و ( المُقْبِر ) : هو الله تعالىِو ( القَبْر ) واحد القُبورِ و ( المَقْبرة ) ِ بضم الباءِ : موضع القبرِ والفتح لغةٌِ و ( المَقْبَر ) بالفتح لا غيرِ و ( المقابِر ) جمعٌ لهماِ وهو ( المَقْبُريّ )
( قبس ) :
( أبو قُبَيْس ) : جبل بمكةز
( قبض ) :
( القَبْض ) : خلافُ البسط . ويقال : ( قَبض ) عليه بيده : إذا ضمَّ عليه أصابعه ِ ومنه ( مَقْبِض ) السيفِ و ( قَبض ) الشيءَ : أخذه ِ وأعطاني ( قُبْضةً ) من كذا ِ وهذا (2/155)
الشيءُ في ( قَبْضة ) فلان : أي في مَلَكِتِه وتصرّفه . " وأطْرَحْهُ في القَبَض " أي في المقبوض ِ فَعَلٍ بمعنى مفعولٍِ والمراد به في الحديث : ما قُبِض من الغنائم وجُمِع قبل أن تُقْسَمِ ومنه : " جُعِل سَلْمانُ على قَبَضٍ " أي وُلّي حِفْظهُ وقِسْمتَه
( قبط ) :
( القَبَاطيّ ) : ثيابٌ بيض دقيقة رقيقة تُتَّخذ بمصرِ الواحدُ ( قُبطِيٌّ ) بالضمِ نُسبتْ إلى القِبْطِ والتغيير للاختصاص كدُهْرِيّ ورجل ( قِبْطيّ ) وجماعة 0 قِبْطية ) بالكسرِ على الأصل
( قبطق ) :
( القَباطَاقُ ) : تعريب القَباء
( قبل )
عائشة رضي الله عنها : " لو استقبَلْنا من أمرنا ما استدْبَرنا ما غسَل رسول الله نساؤُه " أي لو أدركنا أولاً ما أدركنا آخِراً ِ تعني لو علمنا أن رسول الله بعد الوفاة لما غسَله إلاّ نحنِ من ك ( اقتَبل ) الامر و ( استقبله ) إذا استأنَفه وأبتدأه . وأفعَلُ هذا لِعَشْرٍ من " ذي ( 214 / أ ) قَبَلٍ " ِ بفتحتين ِ أي من وقتٍ مستقَبلٍ . ووجدتُ هذا من ( قِبَلك ) بكسر القاف : أي من جهتك وتلقائكِ ومنه قولهم : ثَبت لفلانٍ قِبَلي حقٌّ
و ( القَبِيل ) : الكفيل والجمع ( قُبُل ) و ( قُبَلاء ) ومَنْ ( تقبَّل ) بشيءٍ وكتَب بذلك عليه كتاباً فاسم ذلك الكتاب المكتوبِ عليه : ( القَبالةُ ) (2/156)
و ( قَبالَة ) الأرض : أن يتقبَّلها إنسانٌ فيُقبِّلهَا الإمامُ : أي يُعطيَها إياه مُزارعةً أو مساقاةً ِ وذلك في الأرض المَوات أو ارض الصلح ِ كما كان رسول الله خَيْبَر من أهلها . كذا وذكر في الرسالة اليوسُفيّةِ وسُميّت ( شركة التَّقُّبل ) من تَقَبُّل العملِ
ورجلٌ ( أقْبَلُ ) وامرأة ( قَبْلاء ) وبه ( قَبَلٌ ) : وهو أن تُقْبِل حَدقتاه على الأنفِ وخلافُه : الحوَل ِ وهو أن تتحوّل إحداهما إلى الأنف والأخرى إلى الصُدْغ
و ( القِبالُ ) زِمام النعلِ وهو سَيْرها الذي بين الإصبع الوُسْطى والتي تليها
و ( القَبَليّة ) بفتحتين : موضعٌ بناحية الفُرْعِ وهو من أعْراض المدينة
ومنها الحديث : " أقْطَع رسولُ الله بلالَ بن الحَارث معادن القَبَليّة " هكذا صحَّ بالإضافة
( قبو ) :
( تَقَبَّى ) : لبِس ( القَباء ) و ( قُباء ) بالضم والمد : من قُرى المدينة ِ يُنوّن ولا يُنّون
[ القاف مع التاء ]
( قتت ) :
( القَتُّ ) : اليابس من الإسْفِسْتِ ودهنٌ (2/157)
( ( مُقَتَّتٌ : وهو الذي يُطْبخ بالرياحين حتى يَطيبِ والفاء تصحيف
( قتل ) :
( قَتلَه قَتْلاً ) و ( القَتْلة ) : المرَّة وبالكسر : الهيئة والحالة و ( القَتْلى ) جمع ( قتيل ) و ( قاتَله ) مقاتلةً وقِتالاً
و ( المُقاتِلة ) المقاتلون والهاء للتأنيث على تأويل الجماعةِ والواحد ( مقاتِل ) ِ وبه سُمّي مقاتِل بن سليمان الرازيّ صاحب التفسير وقد سبق ( 214 / ب ) ذكرُه في ( جه ) . [ جهم ]
و ( اسْتَقتل ) الرجلُ ِ أسلمَ نفسَه للقتل ووَطَّنها ولم يُبال بالموت ِ ومنه حديث جعفرٍ الطيّار : " أنه لما استَقْتَل يومَ مُؤْتَة عقَر فرسَه " وضمُّ التاء خطأ
[ القاف مع الثاء ]
( قثأ ) :
( القِثّاء ) : معروف
( قَثد ) :
( القَثَد ) : الخيار عن ابن الأعرابي . وتفسير القِثّاء بالخيار تسامُح
( قثم ) :
( قُثَم ) ابن عم النبي عليه السلام : يعني قُثَم بن العّباس بن عبد المطلب ِ وبه سُمّيت المحَلّةُ بسمرقنْد ِ لأنه دُفن فيها وبها مدرسة قُثَم
[ القاف مع الحاء ]
( قحط ) :
في الحديث : " من أتى أهله فأقْحط فلا يغتَلْ " يعني لم يُنزِل ِ وأصله من ( أقْحَط ) القومُ إذا ( قَحِط ) (2/158)
عنهم المطُر أي انقطع واحتَبس ِ ومثله في المعنى : " الماءُ من الماء " . وكلاهما منسوخٌ بقوله [ عليه الصلاة و السلام ] : " إذا التقى الختانان "
( قحم ) :
( القُحْمة ) : الشدّة والوَرْطة . ومنها حديث علي رضي الله عنه في الخُصومة : " وإن لها لَقُحَماً " و " فتح " القاف خطأ
و ( اقْتَحم ) عَقَبةً أو وَهْدةً : رمى بنفسه فيها على شدّة ومشقّة ِ ومنه حديث كعب بن الأشرف : " فلما اقتحمنا الحائطَ ونَزَلْنا واقتحم رسول الله دابته " أي نزل فُجاءَةً . و ( التقحُّم ) : مثل الاقتحام ومنه : " من سرَّه أن يتقحّم جراثيمَ جهنم " أي مَعاظِم عذابِها جمع جُرثومة وهي أصل كل شيء ومجتمعُه
و ( أقحم ) الفرسَ النهرَ : أوقعه فيه وأدخله بشدة ِ وقوله : " ليس ممن يُقحِم بهم في المهالك " صوابه يَتقحَّم بهم أو يُقْحِمهمِ والمعنى ان هذا الأمير ليس من جملة مَنْ يُوقع أتباعه وأهل جُنده في المتاعب والمصاعب
[ القاف مع الدال ]
( قدح ) :
( القَدْح ) ِ عن الليث : أُكَالٌ يقع في الشجر والأسنان . و ( القادِحةُ ) : ( 215 / أ ) الدودة التي تأكل الشجر والسِنّ . وعن الغوري والجوهري : " القادح سَوادٌ يظهر في الأسنان " . وانشدا بيت جميل :
160
- ( رمى اللهُ في عَيْني بُثَيْنةَ بالقَذى ... وفي الغُرِّ من أنيابها بالقَوادحِ )
وفي عيوب خزانة أبي الليْث : " القَوادح التي تَقْدَح الفم " ِ الصواب : في الفم ِ والمراد به الأسنانِ كما في قولهم : " لا فَضَّ اللهُ فاك "
و ( قِدْح السهم ) ِ بالكسر : عُوده المَبْرِيُّ قبل ان يُراشَ ويُتصَّلِ والجمع ( قِداح ) . ومنه الحديث : " ما اقتطعْتَ من شجر ارض العدوّ فعملْتَ قِدْحاً أو مِرْزَبة فلا بأس به "
و ( القَدَح ) بفتحتين : الذي يُشرب بهِ والجمع 0 ( أقداح ) . وقوله : [ صلى الله عليه وآله وسلم ] : " لا تجعلوني كقَدَح الراكب " معناه : لا تُؤخّروني في الذكر ِ لأن الراكب يُعلِّق قَدَحه في آخِرة الرحْل بعد فراغه من التَعْبئة . وعلى ذا قول حسَّان :
( وأنتَ زنيمٌ نِيْطَ في آل هاشمٍ ... كما نيطَ خلْفَ الراكبِ القَدَح الفَرْدُ )
( قدد ) :
( قُدَيْد ) ِ والكُدَيْدُ : من منازل طريق مكة إلى المدينة
( قدر ) : قوله : " فإن عُمَّ عليكم ( فاقْدِروا ) " ِ بكسر الدال ِ والضم خطأ روايةً : أي فقدِّروا عدَدَ الشهر حتى تُكمِّلوه ثلاثين يوماً (2/159)
( رمى اللهُ في عَيْني بُثَيْنةَ بالقَذى ... وفي الغُرِّ من أنيابها بالقَوادحِ )
وفي عيوب خزانة أبي الليْث : " القَوادح التي تَقْدَح الفم " ِ الصواب : في الفم ِ والمراد به الأسنانِ كما في قولهم : " لا فَضَّ اللهُ فاك "
و ( قِدْح السهم ) ِ بالكسر : عُوده المَبْرِيُّ قبل ان يُراشَ ويُنصَّلِ والجمع ( قِداح ) . ومنه الحديث : " ما اقتطعْتَ من شجر ارض العدوّ فعملْتَ قِدْحاً أو مِرْزَبة فلا بأس به "
و ( القَدَح ) بفتحتين : الذي يُشرب بهِ والجمع 0 ( أقداح ) . وقوله : [ صلى الله عليه وآله وسلم ] : " لا تجعلوني كقَدَح الراكب " معناه : لا تُؤخّروني في الذكر ِ لأن الراكب يُعلِّق قَدَحه في آخِرة الرحْل بعد فراغه من التَعْبئة . وعلى ذا قول حسَّان :
( وأنتَ زنيمٌ نِيْطَ في آل هاشمٍ ... كما نيطَ خلْفَ الراكبِ القَدَح الفَرْدُ )
( قدد ) :
( قُدَيْد ) ِ والكُدَيْدُ : من منازل طريق مكة إلى المدينة
( قدر ) :
قوله : " فإن غُمَّ عليكم ( فاقْدِروا ) " ِ بكسر الدال ِ والضم خطأ روايةً : أي فقدِّروا عدَدَ الشهر حتى تُكمِّلوه ثلاثين يوماً (2/160)
و ( قَدَرُ ) اللهِ ِ و ( قَدْرُه ) : تقديره ِ و ( قَدْرُ ) الشيء : مبلغُه وأن يكون مساوياً لغيره من غير زيادة ولا نقصان
وقولهم : " علّة الربا القَدْر والجنس " : يعنون الكيلَ والوزن فيما يُكال ويُوزن . وقولهم : " القُدْرة تُذكر ويُراد بها التقدير " فيه نظر
( قدس ) :
( القادسيّة ) : موضعٌ بينه وبين الكوفة خمسةَ عشر ميلاً
( قدم ) :
( قدَّم ) و ( تقدَّم ) بمعنىً ومنه : مُقدِّمة البيت . ومُقدِّمة الكتاب ( 215 / ب ) بالكسر . و ( أقدمَ ) : مثلُه ِ ومنه الإقدام في الحرب . و ( مُقْدِم العين ) : ما يلي الأنف خلاف مُؤْخِرها ِ و ( قَدَمَ ) : مثله ِ قال الله جلَّ وعز : ( يقدُم قومَه يوم القيامة ) . ومنه ( قادِمَة الرَّحْل ) خلاف آخرِته
و ( قَدِم ) البلَد : أتاه من باب لبِس ِ ومنه : رجل ( يَقْدَم ) بتجارة
و ( قدُم ) من باب قَرُبِ وخلافُه : حدَثَ ِ من باب طلَبِ وقولهم : " اخَذهُ ما حدُث وما قدُم " إنما ضُمّ للازدواجِ ومعناه : عاوده قديمُ الأحزان وحَديثها (2/161)
ومثله : أخذَه ما قرُب وما بعُدِ وأخَذه المقيمُ والمُقْعِد ِ أي الهمُّ القريب والبعيد الذي يُقْلق صاحَبه فلا يستقرُّ بل يقوم ويقعُد بسببه . ومنه قول أبي الدرداء رضي الله عنه : " مَنْ يأتِ سُدَد السُّلطان يَقُمْ ويقعد " . وهذه كلُّها كلمات تقولها العرب للرجل يَتَبالغ همُّه وغمّه
ويُقال : تقدَّم إليه الأمير بكذا ِ أو في كذا : إذا أمرَه به ِ ومنه قوله : وإن عَصاه عاصٍ فليتقدَّم إليه الأميرُِ أي فلْيأمُرْه وليُنذرهِ ثم قال : ولو عصاه بعد ذلك فما أحسن أدبه ِ أي لم يُحسن تأديبه ولم يُبالغ في زَجْره حتى لا يَعْصيه ثانياً . ويَحتمل أن يكون هذا تعجّباً من عصيان المأمور على وجه الهُزْء والسُّخريةِ ومَنْ قال : هو تعجّبٌ من الآمرِ وإن المعنى : ما أحسنَ هذا لو أدَّبَه ن لم يَبْعُد من الصواب
وفي حديث عمر رضي الله عنه : " لو كنتُ تقدَّمتُ في المتعة لرجمْتُ " أي لو سَبق مني أمرٌ إليهم في معنى المُتْعة ثم أقدموا عليها وفعلوها لرجمتُهم ِ وليس هذا على التحديد ِ وإنما هو مبالغة في التهديد ِ وقوله : " إذا تقُدِّمَ إلى ( 216 / أ ) المُشتري للدار في حائط منها مائل " : أي اُوذِن وأُخبِر أنَّ هذا قد مال
و ( القدَم ) من الرجْل : ما يَطأ عليه الإنسان من لَدُن الرُسْغ إلى ما دون ذلك . وقولهم : " هذا تحتَ قدميَّ " : عبارة عن الإبطال والإهدار
و ( قَدُوم ) : بلدٌ بالشام وأما ( القَدُوم ) من آلات النَجَّار : فالتشديد فيه لغةٌ (2/162)
[ القاف مع الذال ]
( قذر ) :
( القَذَر ) و ( القَذَارة ) : خِلافُ النظافةِ يقال : ( قَذِر ) الشيءُ فهو ( قَذْرٌ ) أي غير نظيف ِ و ( قَذِرتُه ) أنا : استقذرتُه وكرهته ِ ومنه الحديث : " قَذِرْتُ لكم جَوالَّ القُرى " أي كرِهت البقر التي تأكل النجاسات فلا تأكلوها
ورجل ( قاذورة ) : فاحش سيىء الخُلُق " . وأما قوله : " كان عليه السلام قاذورةً لا يأكل الدجاج حتى يُعْلَف " ِ فالمراد أنه كان مُتَقذِّراًِ من ( تقذَّرْتُ ) الشيء و ( استقذرتُه ) إذا اجتنبتَه كراهةً لهِ ويُقال لكل ما يُستفحَش ويُحَقُّ بالاجتناب : قاذورة ِ ومنه : " اجتنِبوا هذه القاذورات التي نَهى الله عنها " ِ والمراد بها في حديث ماعِز : " الزنا " . وهذا من تسمية الشيء بصفة صاحبه
( قذف ) : " وقَذف بالزبد " : في ( خم ) . [ خمر ]
( قذل ) :
( القَذَالان ) ِ عن ابن دريد ك ما اكتنفا فأس القَفا من عن يمينٍ وشمالِ وعن الغوري : " القَذال ما بين نُقْرة القَفا إلى الأذُن " . والجمع ( أقْذِلةٌ ) و ( قُذلٌ ) ِ و ( المَقْذول ) : المشْجوج في قَذاله (2/163)
[ القاف مع الراء ]
( قرأ ) :
( قرأ ) الكتابَ ( قراءَة ) و ( قُرآناً ) . وهو ( قارىء ) وهم ( قُراءُ وقَرَأَةٌ ) و ( اقْرَأْ ) سلامي على فلانِ وقولهم : " أقْرِئْهُ سلامي " عاميٌّ
و ( القرآن ) اسم لهذا المقروء المجموع بين الدَفّتين على هذا التأليف ( 216 / ب ) وهو مُعجِزٌ بالاتفاق إلا أن وجه الإعجاز هو المختلَفُ فيه وأكثرُ المحققين على أن الوجه هو اختصاصه برتبةٍ من الفصاحة خارجةٍ عن المعتاد . وتقريره في المعرب
و ( القُُرء ) بالضم والفتح : الحيضِ في قول الأكثرينِ وقيل إنه يصلُح لهما ِ وعن أبي عمْرٍو : أنه في الأصل اسم للوقت
قال القُتَبيّ : وإنما قيل للحيض والطُّهر قَرْء لأنهما يجيئان في الوقت ِيقال : هّبت الريحُ لقَرْئها ولقارِئها أي لوقتها ِ وأنشد :
( يا رُبَّ مولىً حاسدٍ مُباغِضِ ... عليَّ ذي ضغْنِ وضَبِّ فارضِ )
( له قُرُوء كقُروء الحائض ... )
أي : لهذا الضعْن أوقاتٌ يَهِيج فيها ويشتدُّ كَهيْج دم المرأة في أوقات حَيْضها (2/164)
وعليه قول الأعشى :
( أفي كل عامِ أنت جاشِم غَزْوةٍ ... تَشدُّ لأقصاها عَزيمَ عزائكا )
( مُورَّثةً مالاً وفي الحيْ رفعةً ... لِما ضاع فيها من قُروء نسائِكاً )
أي من مدة طويلةٍِ كالمدة التي تعتدُّ فيها النساء ِ أو أراد : من أوقات نسائك . وتمام الشرح في المُعرِب
( قرب ) :
( قَرُبَ ) : خلاف بَعُد ( قُرْباً ) و ( قُرْبةً ) وقُرْبَى ) و ( مَقْرُبَةً ) . وقيل : القُرب في المكان ِ والقُرْبة في المنزلة ِ والقَرابة والقُرْبى في الرحم . وقولهم في الوقف : " لو قال على قرابتي " ِ تناول الجمعِ والواحد صحيحٌِ لأنها في الأصل مصدر كما ذُكِر آنفاًِ يقال : هو قرابتي وهم قرابتي ِ على ان الفصيح : ذو قرابتي للواحدِ وذوا قَرابتي للاثنينِ وذوو قرابتي للجمعِ وأهل القرابة هم الذين يُقدَّمونِ الأقربَ فالأقربَِ من ذوي الأرحام
وبتصغير القُرْبة : سُمّيت قَيْنة عبد الله بن خَطل وهي ( 217 / أ ) وفَرتَنيِ بالفاء والتاءِ والنون قبل الألف ِ كانتا تُغنّيان بهجاء النبيّ عليه السلام فأمر بقتْلهما يومَ الفتح
( قرح ) :
( قَرَحه قَرْحاً ) : جَرحه ِ وهو ( قَريحٌ ) و ( مَقْروح ) : ذو قَرْح وفرسٌ ( أَقرحُ ) : في جبهته 0 قُرْحَةٌ ) وهي بياض قَدْر الدرهم أو دونه (2/165)
وماءٌ ( قَراحٌ ) : خالص لا يشوبُه شيء من سَويقٍ أو غيره
و ( القَراح ) من الأرض : كلُّ قطعةٍ على حِيالها ليس فيها شجر ولا شائبُ سَبِخ وقد يُجمع على ( أقْرِحة ) كمكان وأمكنة وزمان وأزمنة
( قرد ) :
( قَرَّد ) بعيرَه : نزع عنه ( القُراد ) ومنه حديث عمر رضي الله عنه : " أنه كان يُقَرِّد البعيرَ بالسُقْيا وهو مُحْرِم " وهي قرية قريبةٌ من الأَبواء
و ( أقرَدَ ) : سكت من عِيِّ وذل ِ ومنه الحديث : " إياكم والإقرادِ إياكم والإقراد " قالوا : يا رسول الله وما هو ؟ قال : الرجلُ يكون أميراً أو عاملاً فيأتيه المسكينُ والأرملة فيقول لهم : مكانَكم حتى أنظر في حوائجكمِ ويأتيه الشريفُ والغنيُّ فيُدنيهِ ويقول عجِّلوا قضاء حاجته ويُترك الآخرون مُقْرِدين "
وفي السِير : " أنه صلّى - عليه السلام - إلى صَفْحة بعيره إذا بقَردةٍ من وَبرٍ " وفي نسخةٍ : " إلى صفحةٍ لعبده إذا بُغَرْيزةٍ " وكلُّه تصحيف ظاهر ِ وأراد ( بالقَرَدة ) : القِطعةَ من ( القَرَد ) وهو ما تساقط من الصوف والوبرِ وبه سُمّي ( ذو قَرَدٍ ) : وهو موضع قريب من المدينة كانت به غَزوةٌ ِ ومنه الحديث : " صلَّى بذي قَردٍ صلاة الخوف بكل طائفة رَكعةً فكانت له ركعتان ِ ولكل طائفة ركعةٌ " (2/166)
( قرر ) :
رجل ( مَقْرور ) : أصابَه ( القُرُّ ) وهو البرْد ِ ويوم ( قارٌّ ) : باردٌ ِ وفِعله من بابي ( 217 / ب ) لبِس وضرَب
ومنه المثل : " وَلِّ حارَّها مَنْ تولَّى قارَّها " أي : ولِّ شرَّها مَنْ تولْى خيْرَهاِ أو حَمِّلْ ثقلَك مَنْ ينتفع بك وقد تمثَّل به الحسن بن علي رضي الله عنه حين أُمِر أن يَحُدَّ ابن عُقبة بشرب الخمرِ والمعنى أنه يُقيم الحدَّ من يتولْى منافعَ الإمارة
و ( قرَّ ) بالمكان قراراً . و ( يومُ القَرْ ) بعد يوم النحر لأن الناس يَقِرُّون فيه في منازلهم . و ( قُرَّانُ ) فُعْلان منه ِ وهو والد دَهْثمِ
و ( الإقْرار ) : خلاف الجحود ِ ومنه : " فإن أتاه أمرٌ لا يَعرفه فلْيُقىّ ولا يَسْتَحْى " . و " فَلْيَقِرَّ " من القرارِ و " ليَفِرّ " من الفرار من النار كلاهما ضعيف
وفي حديث ابن مسعود : " قارُّوا الصلاةَ " أي قِدُّرا فيها واسكُنوا ولا تعبَثوا ولا تَحرَّكواِ ( قارَرْتُ ) فلاناً : إذا أقْرَرْتَ معه
و ( الفُرْفُور ) : سفينة طويلة
( قرش ) :
( قُريش ) : مَنْ وَلَده النَضْرُ بن كنانةِ ومَنْ لم يَلِده فليس بقُريشٍ ِ وعن ابن عباس أنهم سُمّوا بدابّةٍ . وأنشد للمُشَمْرَجٍ (2/167)
( وقُريشٌ هي التي تسكن البَحْرَ بها سُمّيت قُريشٌ قُرَيْشا ... )
وقيل : لجمْع قُصّيٍ إياهمِ ولذا سُمّي مُجمِّعاًِ و ( التَقرُّش ) التجمُّعِ وهو أول من سُمّي القُرشيّ
ومن قبائلهم : بنو عامر بن لُؤيّ بن غالب بنِ فهْرِ وبنو كعبِ ابن لؤيّ وهم ثلاثة : مُرَّة وعَدِيّ وهُصَيْص ِ فبنو عدِيّ : رَهْطُ عمر بن الخطاب ِ ومن بني مُرَّة : تَيْمٌ ومخزومٌِ فمن تَيْمٍ : ابو بكر الصديق وطلْحةُ بن عُبَيد الله ِ وبنو قُصيّ أربعةٌ : عبدُ منافٍِ وعبْدُ العُزَّى ِ وعبدُ الدارِ وعبد قُصَيّ . وبنو عبد منافٍ : اربعةٌ : هاشمِ والمطَّلِب وعبد شمس ِ ونَوْفل
وبنو هاشم : هم ولَد عبد المطَّلب ( 218 / أ ) بن هاشم منهم : عبدُ اللهِ ابو النبي عليه السلامِ وحَمْزة ِ وأبو طالبِ والعبَّاس
وأما بنو عبد شمسٍ : فأمُيَّةِ وعبْدُ العُزَّىِ وحَبيبٌ ِ وربيعةَ . أما أُميّة فصِنْفان : الأعْياصُ ِ والعنابس . فالأعياص : العاصُِ وأبو العاصِ والعِيصُِ وأبو العِيص . والعَنابِس : حَرْبٌِ وأبوحربٍ وسُفْيانُ . وأبو سفيان ومن الأعياص : عثمانُ رضي الله عنهِ ومن العنابس : أبو سُفيان
قال الجاحظ : " عَنْبَسَة : اسم حَرْب بن أميَّة ِ وحرْبٌ لقبُه ِ ولذا سَمَّى أبو سفيانَ ابنَه عنبسةِ وسَمَّى سعيدُ بن العاص ابنَه عَنْبسةِ والعربُ قد تجمعُ العَدد الكثيرَ على اسم أشهرهم "
( قرص ) :
( القَرْص ) : الأخْذ بأطراف الأصابع ِ ومن (2/168)
باب طَلَبِ ومنه : " حُتِّيه واقرُصِيه " . وقوله : " أَنْهِر الدمَ بما شئتَ إلا ما كان قَرْضاً بِسنّ " الصواب : قَرْضاً ِ بالقاف والصاد
وفي حديث عليّ رضي الله عنه : " أنه قضى في القارصةِ والقامصةِ والواقصةِ بالدية أثلاثاً : " هُنَّ ثلاثُ جَوارٍ كنَّ يلعبْن فتراكبْنِ فقرَصت السُفلى الوُسْطىِ فقمَصت أي وثَبتِْ فسقطت العُليا فوُقِصَتْ عنقُهاِ أي اندقَّتِْ فجعل ثُلْثي الدية على الثِنْتينِ وأسقط ثلث العليا لأنها أعانت على نفسهاِ وإنما قيل : الواقِصَةِ والقياسُ : الموقوصةِ محافظةً على المشاكلة
( قرض )
( القَرْض ) : القطعِ يُقال : ( قَرض ) الثوبَ بالمِقْراض ِ و ( قَرَضَتْه ) الفأرةُِ وهي ( القُرَاضة ) ِو ( القَرْض ) : واحد القروضِ تسميةً بالمصدرِ قالوا : هو مالٌ يقطِّعه الرجلُ من امواله فيُعطيه عَيناًِ فأما ( 218 / ب ) الحقُّ الذي ثَبت له عليه ديناً فليس بقَرْضٍ
و ( استقرَضني فأقرَضْتُه ) و ( قارَضْتُه مقارضةً ) : أعطيته مُضاربةً
( قرط ) :
( القُرْط ) : واحد ( القِرَطة ) و ( الأقْرِطة ) وهو ما يُعلِّق في شحمة الأذنِ وبه سُمّي والد عبد الله بن قُرْطٍ الأزديّ وقيل الثُماليّ (2/169)
و ( القُرْطاطُ ) ِ ( القُرْطانُ ) : بَرْذعةُ ذوات الحَوافرِ عن أبي عبيدٍ ِ عن الأصمعيّ
( قَرْطاجَنَّةٍَ ) بالفتح : مدينة كبيرةٌ على ساحل بحر الروم مما يلي إفريقيَّة ِ وإنما أُضيفَتْ إلى " جنَّةٍ " لنزاهَتها وحُسْنها
( قرظ ) :
( القَرَظ ) : ورق السَّلَم يُدْبغ به ِ وقيل : شجرٌ عِظامٌ لها شوك غِلاظ كشجر الجوز ِ وإليه أُضيف سَعْدُ القَرَظ المؤذِّنُِ لأنه كان يَتَّجِر فيه . وبواحدته سُمّي قَرَظةُ بن كعب ِ وهو الذي أرسله ابنُ مسعود إلى ابن النوَّاحة . وبتصغيرها سُمّيت إحدى قبائل يهود خَيْبر المنسوبُ إليها محمد بن كعبٍ القُرَظيّ . وبوزن اسم الفاعل منه سُمّي والد خالد بن قارِظ بن شَبَّة ابن أخي عُمَر بن شبّةِ وإليه يُنسب سعيد بن خالدٍ القارظيّ في السير
( قرع ) :
( قَرَعه ) بالمِقْرَعة ( قَرْعاً ) : ضربَه بهاِ من باب منَع . و ( قارِعَة ) الطريق : أعلاه وموضعُ قَرْع المارّة . ومنها : " وتكرارُ الجماعة في مسجد القوارع " وُيروى : الشوارع . و ( القارعة ) : الدّاهيِة والنكبة المُهْلِكة
و ( تقارعَوا ) بينهم و ( اقترعوا ) من ( القُرْعة ) و ( أقرَعْتُ ) بينهم : أمرتُهم أن يقْترعوا على شيء وقارعتُه فقَرعْتُه أصابتْني القُرْعَةُ دونه ومنه حديث عائشة رضي الله عنها : " أن رسول الله عليه السلام ( 219 / أ ) أقْرَع بين نسائه فقَرعْتُ في السَّفْرة التي أصابني فيها ما أصابني " وهو إشارة إلى حديث الإفْك . وقول علي (2/170)
رضي الله عنه في الشهود : " استْحِلفِ الذي قَرَع " أي خرجتْ له القُرعة
و ( قَرِعَ ) الفِناءُ : خلا من النَعَم . ومنه قوله : " نعوذ بالله من صَفَر الإناءِ وقَرَع الفِناءِ "
و ( القَرع ) أيضاَ ِ في العيوب : مصدر ( الأقرع ) من الرجالِ وهو الذي ذهبتْ بَشْرة رأسه من علّة . و ( الأقرع ) أيضاً من الحيات : الذي قَرَى السَّمَّ أي جَمعهُ في راسه فذهب شعرُه . ومنه حديث مانعِ الزكاة : " مُثِّلَ له شُجاعاً أقرع "
( قرف ) :
( قرفَه ) : قشَره ( قَرْفاً ) : و ( القِرْفَة ) : قِشْر شجرٍ يُتداوى بها " . وبها كُنيت أم قِرْفةِ امراةُ مالك بن حُذَيْفة بن بدرِ التي يُضرب بها المثلُ في العزّ والمَنَعة . وفي حديث ابن الزُبَيْر : " ما على احدِكم إذا أتى المسِجدَ أن يُخرِج قِرْفةَ أنفه " أي لا ضررَ عليه في أن يُنِّقي أنفَه مما لزِقَ به من المُخاط
و ( فارَفَه ) : قارَبه وخالطه ( مُقارَفة ) و ( قِرافاً ) . ومنه قِرافُ المرأة : جِماعُها وخِلاطُها . وفي حديث عمر رضي الله عنه في الكَوَادِن : " فما قارَف العِتاقَ منها " أي قارَبها في السرعة
و ( أُقرِفَ ) الفرسُ : أُدني للهُجْنة فهو ( مُقْرَف )
( قرطق ) :
( القُرْطُق ) : قَباء ذو طاقٍ واحد (2/171)
( قرطل ) :
( القِرْطالة ) : كِبَارَجَةْ
( قرم ) :
( القِرَام ) : السِتْر المُنقَّش ِ و ( المِقْرَمة ) : " المِحْبَسُ " وهو ما يُبْسط فوق المِثال ِ وقيل : هما بمعنى
( قرطم ) :
( القُرْطُم ) بالضم والكسر : حَبُّ العُصفُر . و ( قَرْطَمَ ) للطائر : ألقى له القُرْطُم . وقول ابن شُبْرُمَة في ابي حنيفة رحمه الله : " لقد قُرْطِم له وقُرْطِم ( 219 / ب ) لنا فلقَطْنا ورفع هو راسَه " : مَثلٌ في الاستزلال والتغرير بحطام الدنيا
( قرن ) :
( القَرْن ) : قرن البقرة وغيرهاِ و ( شاةٌ قَرْناءُ ) خلاف جمّاء . و ( قَرْن الشمسِ ) : اول ما يَطْلعُ منها
و ( قَرْنا الرأسِ ) : فَوْدَاه أي ناحيتاه . ومنه قوله : " ما بين قَرْني المشْجُوج " . وفي الحديث : " الشمس تَطْلُع بين قرني الشيطان " . وقيل : إنه يقابِل الشمسَ حين طلوعها فينتصِب حتى يكون طلوعُها بين قَرنْيهِ فينقلب سجودُ الكفّار للشمس عبادةً له . وقيل : هو مثل . وعن الصُّنابحيّ : أن الشمس تَطلع ومعها قرنُ الشيطان فإذا ارتفعت فارقَهاِ الحديث ِ قيل : هو حزبه وهم عبدة الشمس فإنهم يسجدون له في هذه الساعات
و ( القَرْن ) : شعر المراة خاصَّةً ِ والجمع ( قُرون ) . ومنه : " سبحان من زَيَّن الرجال باللحى والنساءَ بالقُرون " . و ( القَرْن ) في الفَرْج : مانع يمنع من سلوك الذكَر فيه إما غُدَّة غليظة أو لَحمَةٌ (2/172)
مُرْتَتِقةٌ أو عظمٌ . وامرأةٌ ( قَرْناء ) : بها ذلك
و ( القَرْن ) : ميقاتُ أهل نجدِ جبلٌ مشرف على عرفاتٍِ قال :
( ألم تسالِ الرَّبْعَ أن ينطِقا ... بقَرْن المنَازِل قد أخْلَقا )
وفي الصحاح بالتحريكِ وفيه نظر
و ( القَرَن ) بفتحتين : حيّ من اليمن إليهم يُنْسَب أُوَيْسٌ القَرَنيّ
و ( القَرَن ) : الجَعْبَة الصغيرة تُضم إلى الكبيرةِ ومنه : " فاحتَلَّ قَرَناً له " ِ ورُوي : فنَثَل ِ أي أخرج ما فيه من السهام . و ( القَرَن ) : الحبل ( يُقرَن ) به بَعيران ( القرَن ) : مصدر الأقرن وهو ( 220 / أ ) المقْرون الحاجبين . و ( القِران ) : مصدر ( قَرَن ) بين الحج والعمرة إذا جمع بينهما ِ وهو ( قارِنٌ )
و ( القَربْان ) : نعتُ سوءٍ في الرجل الذي لا غَيْرة له ِ عن الليث . وعن الأزهري : " هذا من كلام الحاضرة ولم ار البوادِيَ لفظُوا به ولا عرفوه " ومنه ما في قذفْ الأجناس : يا كَشْخانُ يا قَرْبان
( قرو ) :
( القَرَوْ ) تعريب غَرَوِْ وهو الأجوف من القَصب (2/173)
[ القاف مع الزاي ]
( قزح ) :
( قَزَح القِدْرَ ) بالتخفيف والتشديد : بزرَّهاِ و ( المُقزَّح ) : من غريب شجر البَرّ ِ وهو على صورة شجر التين له غِصِنةٌ قصارٌ في رؤوسها مثل بُرْثُن الكلبِ عن ابن الأعرابي . ومنه ما رَوى الشعبي عن ابن عباسِ رضي الله عنهما : " أنه كره أن يُصلّي الرجلُ إلى الشجرة المُقَزَّحة " . هكذا حكاه الأزهريّ " ويحتمل أنه كرِه صلاته إلى أصل شجرةٍ بالَتِ الكلابُ والسباع عليهاِ من ( قَزَح ) الكلبُ ببوله إذا رمى به
( قُزَح ) : في ( شع ) . [ شعر ]
( قزز ) :
( التَقزُّز ) : التباعُد والتجنّب من كل ما يُستقذَر ويُستَخبث ِ يقال : هو ( يتقزَّز ) من أكل الضَبّ . و ( القازُوزة ) : إناء يُشَرب به الخمرُ ِ و ( القاقوزَة ) مثلُها ِ وبعضهم أنكر القاقُزَّة
وأما ( القَزّ ) لضربٍ من الإبْرَيْسَم : فمعَرَّب . قال الليث : هو ما يُسوّى منه الإبرَيْسَمِ وفي جمع التفاريق : ( القَزُّ ) والإبرَيسْم كالدقيق والحنطة
( قزع ) :
4 - في الحديث : " نَهى عن ( القَزَع ) " : يُحلقُ الراسُ ويُترك شَعرٌ مُتفرِّق في مواضعَ ِ فذلك الشَعَر قَزَعٌ . و ( قَزَّع ) رأسَه ( تقزيعاً ) : حلقَه كذلكِ وكأنه من ( قَزَعِ ) السحاب : وهو قطع منه مُتفرِقة صغارٌ ( 220 / ب ) جمْع ( قَزَعة ) ِ (2/174)
ومنها الحديث : " كانت السماء كالزُجاجة ليست فيها قَزَعة "
[ القاف مع السين ]
( قسب ) :
( القَسْبُ ) : تمر يابسٌ بتفتَّتُ في الفمِ صُلْبُ النواة . والصاد فيه خطأ
( قسر ) :
( القَسْر ) : القَهْر ِ وبه سُمّي البطْنُ من بَجيلَةِ الذي يُنسب إليه خالد بن عبد الله بن يزيد البَجلّي ثم القَسْرِيِّ ولِيَ العراقَ بعد الحجّاج وبعد عُمَر بن هُبَيْرةِ ولاّه ذلك هشام بن عبد الملك سنةَ ستٍ ومائة ِ وكانت وفاة الحجّاج سنة خمس وتسعين
( قسس ) : يومُ ( قُسِّ الناطفِ ) : على الفُرْس فُتِل فيه عُبيدٌ الثقفيِّ وقُسْطٌ تصحيف . وأما ( قَسٌّ ) بالفتح : فمن بلاد مصرِ يُنسب إليه الثيابُ القَسّية ومنه : " نَهى عن لُبْس القَسِّيّ " . وقيل لعلي رضي الله عنه : " ما القَّسّيْة ؟ فقال : " ثيابٌ تأتينا من الشام أو مصر مُضلَّعة " أي مُنقَّشة على شكل الأضلاع فيها أمثال الأتْرُجّ
( قسط ) :
( قَسَط ) : جارَ ( قَسْطاً ) و ( قُسوطاً ) . ومنه قوله تعالى . ( وأما القاسطون فكانوا لجهنَّم حطباً ) . وقد (2/175)
غلَب هذا الاسمُ على فرقِة مُعاويةِ ومنه الحديث : " تُقاتِل الناكثين والقاسطين والمارقين "
و ( أقْسَط إقساطاً ) : عَدَل ِ ومنه : ( وإن خِفتم ان لا تُقْسِطوا ) والاسم ( القِسْط ) وهو العَدْل والسَويّة وبتصغيره سُمّي جَدُّ يزيد بن عبد الله بن قُسَيْطٍ اللبثي في الدعوى . وفي التنزيل : ( كونوا قوَّامين بالقِسْط ) أي مجتهدين في إقامة العدل حتى لا تجورواِ ومنه ( القِسْط ) في المكاييل وهو نصف صاعٍ
و ( قَسَّط ) الخراج ( تقسيطاً ) ( 221 / أ ) وظَّفه عليهم بالقِسْط والسويّةِ و ( القُسْط ) بالضمّ : من الطِّيب ِ يُتَبخَّر به
و ( قُسْطنطِينَةُ ) وقسطنطينيَة : مدينةُ الروم
( قسم ) :
( القَسمْ ) بالفتح : مصْدرُ ( قسَم القسَّامُ ) المالَ بين الشركاء : فرَّقه بينهمِ وعيَّن أنصباءهم . ومنه : القَسْم بين النساء
وقولُه : " قَسم الأميرُ الخُمْسَ فعزَلَه " : لم يُرِد به تفريقه على المساكين وإنما أراد أنه ميَّزه من الأخماس الأربعة وعيَّنه ِ ولهذا قال : فعزَلهِ وفي الحديث : " خيرُ السرايا زيدُ بن حارثة : أقسَمُه بالسويّة وأعدَلُه في الرعية " : مِثل هذا إن صحّ مؤوَّلٌِ كأنه قيل : أقسَمُ مَنْ ذُكِر وأعْدَلُه (2/176)
و ( القِسْم ) بالكسر : النصيبِ وكذا ( المَقْسِم ) وقوله في الشَمْلة التي أخذها يوم خَيْبر من المغانم : " ولم يُصبها من المَقْسِم " أي القِسمةِ " ومن " زيادةٌ وقعت في النُسخة ِ وفي المتْن : " لم يُصِبها المقاسم " على لفظ الجمع . و ( صاحبُ المَقاسِم ) نائب الامير ِ وهو ( قسَّام ) الغنائم . وفي إجناس الناطفي : " نَهْرٌ له مَقْسِمٌ ليس فوقه مَقْسِم " كأنه أراد موضع القَسْم وهو موضع السِّكْر المعهودِ وفي التهذيب : المِقْسَم بكسر الميم وفتح السين وبه سُمّي مِقسْم ابن بَجَرة في رفع اليدين
و ( القِسْمة ) : اسم من الاقتسامِ ويقال : ( تقسَّموا ) المال بينهم و ( تقاسموه ) و ( اقتسموه ) ِ و ( قاسمْتُه ) المالَ ِ وهو ( قَسِيْمي ) أي مُقَاسميِ ومنه قول محمد رحمه الله : " فإذا أراد صاحب النهْر أن يَمُرَّ إلى نهره في ارض قَسيمِهِ " يعني به ( 221 / ب ) شريكه الذي وقعت المُقاسَمة معه . و " قَسيمةٍ " و " قِسْمةٍ " : كلاهما غلط
و ( خَراج المُقاسَمة ) : أن يوظِّف الإمام في الخارج من الأرض شيئاً مُقدَّراً : عُشْراً أو ثلثاً أو رُبعاً (2/177)
و ( الاستقسام ) بالأزلام : طلَب معرفةٍ ما قُسِم له ممّا لم يقُسم
و ( القَسَم ) : اليمينِ يُقال : أقسم بالله إقساماً . وقولهم : حَكمَ القاضي ( بالقَسامة ) : اسمٌ منه وُضِع موضع الإقسام ِ ثم قيل للذين يُقْسمونك قَسامةٌ ِ وقيل : هي الأَيمان تُقْسم على أولياءِ الدمِ عن الأزهري . وبها سُمّي قَسامة بن زُهير في نكاح السِّير
" لو أقسَم على الله " : في ( طم ) . [ طمر ]
( قسي ) :
( دِرْهم قَسِيّ ) : أي رديء ِ من نحاس وغيره ذو غشٍّ ِ وجمعه ( قِسْيان ) كصَبيِّ وصِبْيان
[ القاف مع الشين ]
( قشب ) :
( القَشْب ) : الخَلْط . ومنه0 القِشْب ) السّمّ لأنه أشياء تُخلَط ِ ثم قيل لكل ما يُستَقْذر : قِشْبٌِ ومنه : ( قَشَبه ) و ( قشّبه ) إذا آذاه . وعن عمر رضي الله عنه " انه وجَد من معاويةَ ريحَ طيبٍ وهو محرِمِ فقال : مَنْ قَشَبنا ؟ " . أي من أصابنا بهذه الرائحة ِ والذي له استخبَثها من معاوية َ : مخالفَتُه السُنَّةَ وتَطَيُّبه وقتَ الإحرام
( قشر ) : مِسْحٌ ( قُشَاسَارِيٌّ ) ِ بضم القاف (2/178)
وبالشين المعجمة قبل السين : منسوبٌ إلى قُشَاسارَ ِ وهي من بلاد الرومِ وقيل : بينها وبين الشام
( قشع ) :
( انقشَعَ ) السحابُ و
( تقشَّع ) و ( أقْشَع ) إذا زال وانكشف ِ و ( قشَعتْهُ ) الريحُ : كشَفتْه
( قشف ) :
( المُتَقشّفَةُ ) : المُتعمِقة في الدينِ وأصل ( 122 / أ ) ( المُتَقشِّف ) : الذي لا يتعاهد النظافةَ ِ ثم قيل للمتزهِّد الذي يقنَع بالمُرَّقع من الثياب والوَسِخ : مُتَقشِّفٌ ِ من ( القَشَف ) وهو شدة العيش وخُشونته
( قشم ) :
( القُشَام ) : ان يَنْتقِضَ ثَمَرُ النخلة قبل إدراكه
[ القاف مع الصاد ]
( قصب ) :
( القَصب ) : كل نباتٍ كان ساقُه انابيبَ وكعوباًِ والواحدة ( قَصَبةٌ ) ِو ( القَصْباء ) واحدٌ وجمع عن سيبويهِ وقيل هي ( القصَب ) الكثير النابِتُ في المَقْصَبة ومنها : " ولو اشترى أجَمةً وفيها قَصْباء " ِ و ( المَقْصَبة ) : مَنْبِتُه ومَوْضعِه . وقوله : " وإذا اتَّخذ الأرضَ مَقْصَبةً فالخراجُ على القاصِب " أي على مستنبت القَصَب وهو من باب : لابنٍ وتامر
وأنواعُ القصِب : الفارسيُِّ وهو ما يُتَّخذ منْه الأقلام . ومنها : ( قصَبُ ) السكَّرِ وهو اسودُ وأبيض وأصفرُ ِ وإنما يُعْتَصر النوعان دون الأسودِ ويُقال لتلك العُصارة عسَل القَصَبِ (2/179)
و ( قَصب الذَّرِيرة ) : ضرْبٌ منه متقارِب العُقَد ِ يَتكَسّر شظاياً كثيرةًِ وأنبوبُه مَمْلوٌّ من مثل نسْج العنكبوتِ وفي مَضْغه حَرافةٌِ ومسحوقُه عِطرٌ إلى الصُفْرة والبياض
و ( القُصْبُ ) بالضم المِعَىِ والجمع ( أقْصاب ) . ومنه : ( القصَّاب ) لأنه يعالج الأقصاب أي الامعاء
( قصر ) :
( القَصْر ) : الحَبْس ِ ومنه ( مَقْصورةُ ) الدارِ : لِحجرةٍ من حُجَرهاِ و ( مقصورةُ ) المسجدِ : مَقامُ الإمام
و ( قَصْر الصلاة ) في السفر : أن يُصِلّي ذاتَ الأربع ركعتين
و ( قَصْر الثياب ) : أن ( 222 / ب ) يجْمَعها القَصّار فيغِسلَهاِ وحِرْفته ( القِصَارة ) بالكسر
و ( القُصور ) : العَجْز ِ ومنه حديث عائشة رضي الله عنها في حِجْر الكعبة : " قَصَرتْ بهم النفقةُ " . ويشهدُ لهذا لفظُ مُتّفق الجَوْزَقيّ : " عجزَتْ بهم النفقة ُ " والباء فيهما للتعدية ِ والمعنى : عَجزوا عن النفقة كما في الرواية الأخرى ِ والفعل منها كلها من باب طَلب
و ( القِصَر ) : خلاف الطول ِو ( القُصْرى ) تأنيث الأقصر : تفضيل القصيرِ وأُريد بسورة النساء القُصْرى : ( يا أيّها (2/180)
النبيّ إذا طلَّقتم النساء ) وفيها : ( وأُولاتُ الأحمْال أَجَلُهنَّ ) الآية . والمشهورة : ( يا أيها الناسُ اتقَّوا ربّكم الذي خلقَكم ) ِ وبالطُّولى : سورةُ البقرة ِ وفيها : ( يتربَّصن أربعةَ أشهر وعشراً ) والغرضُ من نزول تلك بعد هذه بيانُ حُكْم هاتين الآيتين ِ وأما " القصوى " بالواو فتصحيف و " أُمِرْنا بإقصار الخُطب " أي بجعلها قصيرةًِ ومنه : " لئن أقصرتَ الخُطبةَ لقد أعْرضتَ المسألة " أي جئتَ بهذه قصيرةً موجزةً وبهذه عريضةً واسعةً و " الحَلْق أفضل من ( التقصير ) " وهو قَطْع أطراف الشَعْر ِ وفي التنزيل : " مُحِلِّقين رؤوسكم ومُقِصّرين
و ( القَصْر ) واحد القُصورِ و ( قَصْر ابن هبيرة ) على ليلتين من الكوفة ِ وبَغدادُ منه على ليلتين
و ( القُصَارة ) : ما فيه بقيّةٌ من السُنْبُل بعد التَنْقيةِ وكذا ( القِصْريُّ ) بكسر القاف وسكون الصاد . و ( القُصَرَّى ) بوزن الكُفَرَّى : السنابلُ الغليظة ( 223 / أ ) التي تبقى في الغربال بعد الغَرْبلة
و ( القَوْصَرَّة ) بالتشديد والتخفيف : وعاء التمر يُتخذ من قَصبٍ ِ وقولهم : " وإنما تُسمَّى بذلك ما دامَ فيها التمرُ وإلا فهي زَبِيل " مَبنيٌّ على عُرفهم (2/181)
( قصص ) :
( القَصُّ ) : القَطْعِ و ( قُصَاص ) الشعر : مَقْطعه ومُنْتهى مَنْبِته من مُقدَّم الرأس أو حَوالَيْهِ والفتح والكسر لغة في بالضم . و ( القُصَّة ) الضم الطُرَّة وهي الناصية تُقصُّ حِذاء الجَبْهة ِ وقيل : كل خُصْلةٍ من الشعرِ وقوله : " يجعل شَعره قُصَّةً " كما يَجعل أهلُ الذِمة
ومنه : ( القِصاص ) وهو مُقاصَّة وليّ المقتولِ القاتلَِ والمجروحِ الجارحَِ وهي مساواته إياه في قتلٍ أو جَرْحٍ ثم عَمَّ في كل مساواةٍ ومنه ( تقاصُّوا ) إذا قاصَّ كلٌّ منهم صاحبَه في الحساب فحبَس عنه مثل ما كان له عليه
وفي الحديث : " نَهى عن تقصيص القبور " . أي عن تجصيصها من ( القَصَّة ) بالفتح وهي الجَصَّة ِ ومنها حديث عائشة رضي الله عنها للنساء : " لاتغتسلْنَ حتى تَرَيْنَ القَصَّة البيضاء " . قال أبو عبيدٍ : معناه ان تخرُج القُطْنةُ او الخِرْقة التي تحتَشي بها المرأة كأنها قَصَّة لا تخالطها صُفْرةٌ ولا تَرِيّةٌ ِ وقيل : إن ( القَصَّة ) شيء كالخيط الأبيض يخرُج بعد انقطاع الدم كلهِ ويجوز أن يُراد انتفاءُ اللون كله وأن لا يبقى منه أثرُهُ البتَّةِ فضَربَتْ رُؤيةَ القَصَّة مثلاً لذلكِ لأن رائي القَصَّة غيرُ راءٍ شيئاً من سائر ألوان الحيض
( قصع ) :
أنس رضي الله عنه : " كنت آخذاً بزمام ناقة رسول الله ( تَقْصَع ) بِجِرّتها ولُعابُها على ( 223 / ب ) (2/182)
كتفيَّ " . الجِرَّة : ما يَجْترُّه البعيرُ أي يجرُّه من بطنه ويُخرجه إلى الفمِ و ( يَقْصَعه ) أي يمضغه ثم يبتلعه ِ واللُعاب مستعار لِلغُّام أو تصحيف ِ وكلاهما واحدٌ إلا ان هذا للبعير وذاك للصبيّ
( قصف ) :
( قصَف ) العودَ 0فقَصِف ) و ( انْقَصف ) أي كَسره فانكسر
تقصَّفُ : في ( رف ) . [ رفف ]
( قصل ) :
( القَصْل ) : قطع الشيء ِ ومنه ( القَصيل ) وهو الشعير يُجزُّ أخضَر لعلَف الدواب ِ والفقهاء يُسَمُّون الزَرْع قبل إدراكه قَصيلاً ِ وهو مجاز ِ وقولُ ابي نَصْرٍ : " كأنها أكلت القصيلَ " إنكارٌ لخُضْرة الدم
( قصو ) :
( القَصْواءُ ) : المقطوعةُ طَرف الأذُن ِ وأما ما في ناقة رسول الله لقَبٌ لها
( الأقصى ) : في ( أي ) . [ أيل ]
لاتقْصَيَنَّ " : في ( عص ) . [ عصي ]
[ القاف مع الضاد ]
( قضب ) :
( القَضْب : القطْعِ من باب ضَرب ِ ومنه ( القَضْبُ ) الإسْفِسْتُ لأنه يُجَزُّ . ومنه حديث مِساحة الكوفة : " فوضع عثمانُ بن حُنَيْفٍ على جريبٍ الكَرْم كذا وعلى جَريب القَضْب ستةَ دراهم " (2/183)
( قضض ) :
( انقضَّ ) الطائرُ : سقط من الهواء بسرعة و ( اقتضَّ ) الجاريةَ ذهب ( بقِضّتها ) وهي بكارتُها ومدار التركيب يدل على الكسْر
( قضم ) :
( القَضْم ) : الأكل بأطراف الأسنان ِ من باب لبِس ِ ومنه " فإن قَضِم حنطةً فاكلها " أي مضَغَها وكسرهاِ وفي الحديث : " أيدَعُ يدَه في فيكَ فتَقْضَمها كأنها في فيْ فخلٍ "
( قضي ) :
( قضَى ) القاضي له عليه بكذا ( قضاءً ) ِ و ( قاضَيْتُه ) حاكمتُه . وفي حديث الحُديبية : " وقاضَاهم على ان يَعُود " أي صالَحهم . و ( قاضي الحَرَميْن ) : هو ابو الحسين تلميذ الكرخيّ ( 224 / أ ) وأبي طاهرِ الدبّاسِ هكذا في كتاب الفقهاءِ واسمُ القاضي في " الخُنْثى " : عامر بنُ الظَرِب العَدْوانيِّ وقِصّتُه مُسْتقصاةٌ في المُعْرب
و ( قَضَيْتُ ) دَيْنهَ و ( تقاضَيْتُه ) ديْني وبدَيْنيِ و ( أستقضَيْتُه ) طلبتُ قَضاءه ِ و ( اقتَضيْتُ ) منه حقْى اخذْتُه
[ القاف مع الطاء ]
( قطر ) :
( قطَّر ) الماء : صَّبه ( تقطيراً ) و ( قَطَره ) مثلُه ( قَطْراً ) ِ و ( أَقْطَره ) لغةٌ . و ( قَطَر ) بنفسه : سال ( قَطْراً ) و ( قَطَراناً ) . وفي حديث ابن أُنَيْسٍ : " فلما رأيتُه وجدْتُني أقْطُر " أي أقْطُر عَرقاً أو بولاً من شدّة الهَيْبة ِ وانتصابُه على النمييزِ ويُقال : به ( تَقْطير ) إذا لم يستَمْسك بْوله (2/184)
و ( القِطَار ) : الإبل تُقطَّر على نسقٍ واحدٍِ والجمع ( قُطُر ) . و ( القِطْر ) بالكسر : النحاس وقيل الحديد المُذاب ِ وكل ما يَقْطُر بالذوب كالماء . و ( القِطْر ) أيضاً : نوعٌ من البُرود ِ وكذا ( القِطْريّةُ ) ِ ومنه حديث أنس رضي الله عنه : " رأيتُ رسول الله وعليه عِمامةٍ قِطْريةٌ "
( قنطر ) :
( القَنْطرة ) : ما يُبْنى على الماءِ للعُبورِ و " الجسرُ " عامٌّ
( قطع ) :
( قطَع ) الشيء بحديدةٍ ( قَطعْاً ) فانقطعَ ( انقطاعاً ) . ويقال : ( انقطع ) السيفُ إذا انكسر ِ وهو من الفاظ المغازي . ولقد احسن محمد رحمه الله حيث قال : " انقصف الرُمح وانقطع السيف " . وعن جعفرٍ الطيار : " انقطعتً في يدي يومَ مُؤتَة تسعةُ اسياف "
و ( انقُطع ) بالمسافر مبنياً للمفعول إذا عَطبِتً دابتُهِ أو نَفِد زادُه فانقطع به السَّفَر دون طيَّته ِ فهو ( مُنْقَطَعٌ ) بهِ ويُقال : حاجٌّ منقطِعِ بالكسرِ إذا حُذِف الجارُّ . و ( قُطِع ) بالرجل ( 224 / ب ) إذا انقطع رجاؤه او عَجز . و ( مَقْطَع ) كلِّ شيء : آخرهِ و ( مَقاطِع القرآن ) : وقُوفُه ِ ومرادُ المُشرِّح بها في حديث الفاتحة : الفواصلُِ وهي أواخر الآي
و ( القِطْعة ) : الطائفة من الشيءِ والجمع ( قِطَع ) . وقوله في الدراهم : " قِطاعٌ صُفْر " جمع قِطْعة كلِقْحة ولقاحِ وإن لم (2/185)
نسمعه . و ( القطيعة ) الطائفة من ارض الخراج يُقطِعها السلطانُ مَنْ يُريد ِ وفي القُدوري : " هي المواضع التي اقطعها الإمام من المَوات قوماً فيتملَّكونها " . وهو المرادُ في قوله : " ويجوز بيع أرض القطيعة "
والدراهم ( المُقَطَّعة ) : الخِفاف فيها غِشٌّ ِ وقيل المُكسَّرة ِ وقوله : " ثيابُ البيت لا تدخُل فيها الثياب المُقَطَّعة وغيرها " أراد بها التي تُقَطَّع ثم تُخاط ِ كالقُمُص والجِباب والسَراويلات ِ و " بغيِرها " : ما لا يُقَطَّع كالأرْدية والأكْسية والعَمائم ونحوها . وعن يَعْلى بن أُمّية : " كنّا عند رسول الله فأتاه أعرابيٌّ وعليه مُقَطَّعةٌ ِ أي جُبَّة ورأسُه مُضمَّخٌ بالخَلُوق " أي مُلَطَّخ بهذا النوع من الطيب ِ ذكره شيخ الإسلام المعروف خواهَر زاده في باب لُبْس المُحْرِم
وقيل : المُقطَّعات : القِصار من الثياب ِ ومنه قول ابن عباس في وقت الضحى : " إذا تَقطَّعتِ الظِلالُ " أي قَصُرت لأنها تكون مُمتدَّة في اول النهار فإذا ارتفَعت الشمسُ قصُرت . قالوا : وهو واقعٌ على الجنس ولا يُفْرَد ِ فلا يُقال للجُبّة مُقطَّعةٌ ولا للقميص مُقَطَّع . وأما الحديث : " نَهى عن لُبْس ( 225 / 1 ) الذهب إلا مُقَطَّعاً " فعن الخطَّابي أن المراد الشيءُ اليسير منه كالشَنْف والخاتَم
" تقطَّعُ الأعناق " : في ( دل ) (2/186)
( قطف ) :
( قطَف ) العنب : قطعه عن الكرم ( قَطْفاً ) و ( قِطافاً ) أيضاً ِ وقد يُجعل اسماً للوقتِ ومنه : " باعه إلى القِطاف " والفتح فيه لغة
و ( القَطيفة ) : دِثارٌ مُخْمَلٌِ والجمع ( قَطائف ) و ( قُطُف )
( قطربل ) :
( قُطْرُبُّل ) بالضم فتشديد الباء او اللام : موضع بالعراق تُنْسب إليه الخمور ِ قال :
( سقتْني بها القُطْرُ بَّليَّ مليحةٌ ... على صادقٍ من وعدها غيرٍ كاذِب )
( قطن ) :
( القِطْنيَّة ) بكسر القاف وتشديد الياء بعد النون ِ وحكى الازهريّ الضمَّ عن المبرّد : وهي من الحُبوب ماسِوي الحنطة والشعيرِ وهي مثل العَدَس والماشِ والباقِليَّ واللُوبياء والحِمَّص والأرُزّ والسِّمسِم والجُلْبان ِ عن الديْنوريّ
وعن أبي مُعاذٍ : ( القَطَانيُّ ) : خُضَر الصَيْف . وقال غيره : هي اسم جامع لهذه الحبوب التي تُدَّخَر وتُطْبخ ِ سُمّيت بذلك لأنه لا بد منها لكل مَنْ ( قَطَن ) بالمكان أي اقامِ وقيل : لأنها تُحصَد مع القُطْن
[ القاف مع العين ]
( قعد ) :
( قعدَ قُعوداً ) خلاف قامِ ومنه : " استأجر (2/187)
داراً على ان يَقعُد فيها قصّاراً ِ فإن قَعَد فيها حداداً . . " ِ وانتصابُهما على الحال
وأما ما في إجارة الرقيق : " ليس له أن يُقْعِده خيّاطاً " فذاك بضم الياء لأنه من ( الإقعاد ) ِ وانتصاب ط خياطاً " على الحال أيضاْ
و ( المَقْعَد ) : مكان القعودِ ومنه : " ستلْقَون قوماً مَحلوقةً أوساطُ رؤوسهم فاضربوا مقاعِدَ الشيطان منها " أي من الأوساط . وإنما جعَلها ( 225 / ب ) كذلك لأن حَلْقها علامة الكفر . و ( المقاعِدُ ) في حديث حُمْران : موضعٌ بعينه و ( المَقْعَدة ) السافلة وهي المحلّ المخصوص ِ ومنها قوله : " المُتَسانِد إذا ارتفعت ْ مَقْعَدتُه "
و ( قَعَد ) عن الأمر : تركه ِ وأمرأة ( قاعدٌ ) : كبيرةٌ قَعدتْ عن الحيض والولدِ ومنه وقوله تعالى : ( والقواعدُ من النساء ) . ( وتقاعد ) عنهِ ومنه " البَلْوى فيه متقاعدة " أي مُتقَاصِرة عن الضرورة في غيرها ِ وقول الحلوائيّ رحمه الله : " الزيادة تتقاعَد في حق الشفيع ولا تتساند لأنه يتضرَّرُ بذلك " أي يَقتصِر على حالة الزيادة في حق الشفيع فلا تلزمه ولا تَسْتند إلى أصل العقد
و ( المُقْعَد ) الذي لا حَراك به من داءٍ في جسدِهِ كأنَّ الداء اقْعده ِ وعند الأطباء هو الزَّمِنُ ِ وبعضهم فرَق فقال : " المُقْعد المُتشنّج الأعضاء ِ والزَّمِن الذي طال مرضه "
( قعس ) :
( ابو القُعَيْس ) : في ( فل ) . [ فلح ]
189
- ( قعط ) :
( الاقتعاط ) ك في ( لح ) : [ لحي ]
( قعقع ) : قوله : " ويَحِلُّ أكل
( القُعْقُع ) لأنه من الصُيود ولكن يُكره لأكْله الجِيَفَ " هو بالضم : ( العَقعَقَ ) عن ابي عمرو . وعن الليث : هو من طير البَرّ ضخمٌ طويل المنقار أبْلق بسواد وبياض وهو اللَّقْلَقُ
و ( قُعَيْقِعانُ ) : موضع بمكْة ِعن الغوريّ . وفي التهذيبِ عن السُدّي : " سُمّي الجبلُ الذي بمكْة قُعَيْقِعان لأن جُرْهماً كانت تجعل فيه قِسيَّها وجِعَابها ودَرقَها فكانت تَقَعْقَع " أي تُصوِّتِ وأمْا " قَيْقُعان " كما في بعض النسخ فليس بشيءٍ
( قعي ) :
( الإقعاء ) : أن يُلْصِق ألْيتَيه بالأرض وينصِب ساقيه ويضع يديه على الأرض كما يُقعي الكلبُِ وتفسير الفقهاء : أن يضع ألْيتيه على عَقبَيه بين السَجْدتين ِ وهو عَقِبُ ( 226 / أ ) الشيطان
[ القاف مع الفاء ]
( قفد ) :
( القَفَد ) : أن يَميل خُفُّ البعير إلى الجانب الأيسر
( قفز ) :
المسح على ( القُفّازِين ) : هما شيء يتَّخِذه الصائد في يديه من جلدٍ أو لِبْد . وعن عائشة رضي الله عنها : " أنَّها رخَّصَتْ للمُحْرِمة في القُفَّازين " قال شِمْر : " هما شيءٌ تتخَّذه نساء الأعراب في أيديهنّ تُغطْي أصابعها ويَديْها مع الكف (2/188)
و ( القَفيز ) مكيال وجمعه ( قُفْزانٌ ) . وقفيز الطحَّان : معروف
( قفع ) :
عمر رضي الله عنه : " ليت لنا قَفْعَةً من جرادٍ فنأكلَه أو فنلعَقه " : هي مثل القُفَّة تُتَّخذُ واسعةَ الأسفل ضيْقةَ الأعلىِ ومنها : ( قَفَعات الدهَّانين ) ِ وإنما قال : " فنلْعَقَه " استطابةً لإدامِهِ أو تمليحاً لكلامهِ وإلا فالجراد كما هو لا يَصْلُح لِلعْقٍ ِ اللهم إلا أن يُدقَّ ويُخْلَط بمائع فيصير كاللَّعُوق
( قفف ) :
في المنتقى : " القَفَّافُ لا يُقْطَع " وهو الذي يُعْطَى الدراهَم لينقُدَها فيسِرقُها بين أصابعه ولا يَشعُر به صاحبُه
( قفل ) :
" قُفولاً " : في ( فص ) . [ فصل ]
( قفن ) :
في الذبائح : ( القَفيْنَة ) المُبَانة الرأس ِ وقيل المذبوحة من قِبَل القَفَا ِ والقَنِيفة والقَفيَّةُ مثلُها
( قفي ) : ( قافِية ) الرأس : هي القَفَا
[ القاف مع اللام ]
( قلب ) :
( قلبَ الشيءَ ) : حَوَّله عن وجههِ ومنه قول ابي يوسف في الاستسقاء : " قَلبَ رداءَه فجعل أسفلَه أعلاه " : وسريرٌ ( مَقْلوبٌ ) : قوائمُه إلى فوق
و ( القَليبُ ) : البئر التي لم تُطوَ ِ والجمع ( قُلُب ) ِ وما به ( قَلَبة ) أي داء (2/190)
وفي يدها ( قُلْبُ فضّةٍ ) : أي سِوارٌ غير مَلْوِيِّ مستَعارٌ من ( قُلْب النخلة ) وهو جُمارها لما فيهما من البياضِ وقيل على العكس
و ( أبو قِلابة ) بالكسر من التابعينِ واسمه عبد الله بن زيْد . ( 226 / ب )
( قلت ) :
( القَلَت ) : الهلاك ِ من باب لِبس
( قلح ) ( الأقْلح ) : الذي بأسنانه ( قَلَحٌ ) أي صُفْرة أو خُضْرة وبه كُني جدُّ عاصم بن ثابتِ أبو الأقلح
( قلد ) :
( تَقْليدُ ) الهَدْي : أن يُعلَّق بعنق البعير قطعةُ نعلٍ أو مَزادةٍ ليُعْلَم انه هَدْيٌ
( قلس ) :
( القَلْس ) بالسكون : واحد ( القُلوس ) وهو الحبل الغليظ ِو ( القَلْس ) أيضاً : مصدر ( قَلَس ) إذا قاءَ مِلْءَ الفم ن ومنه : " القَلْس حَدثٌ " . وأما ( القَلَسُ ) مُحرّكاً فاسمُ ما يخرُج
( قلص ) :
( قلَص ) الشيءُ : ارتفع وانزوى ِ من باب ضَربِ ومنه رجل ( قالِصُ ) الشفةِِ انْدَر جَخيذهِ و ( قلَّص (2/191)
وتقلَّص ) مثلُه ومنه : " حتى يتقلَّص لبنُها " أي يَرْتَفع ِ و ( قلُص الظلُّ وتقلَّص )
و ( القَلوص ) من الإبل : بمنزلة الجارية من النساءِ والجمع ( قُلُص ) و ( قلائص )
( قلع ) :
( قلَع ) الشجرةَ : نزعَها من أصلها ِ و ( اقْلَع ) عن الأمر تركه ِ ومنه : " صائمٌ جامعَ نهاراً فذكر فأقْلع " أي أمْسَك عنه
و ( القَلَعيُّ ) : الرصاصُ الجيّدِ وعن الغُوريّ : السكُون غلَط . و ( القَلعَةُ ) : الحصن في أعلى الجبل ِ والسكون لغة
و ( القِلاعُ ) : شراع السفينة والجمع ( قُلُع ) ِ و ( القِلْع ) مثله والجمع ( قِلاع ) عن الغُوريِ و ( قُلوع ) عن السيرافيّ
ومنه قوله في شِرَى السفينة بجميع ألواحها : " وكذا وكذا وقُلُوعِها وقلوسِها وصَواريها " وهي جمع الصاري وهو الملاَّحِ والدَقَلُ أيضاً لغة أهل الشام ِ عن الغُوري ِ إلا ان شِرَى الملاحين غيرُ معتاد ِ وتفسيره بالدَقَل وإن كان صحيحاً إلا أن لفظ الجمع لا يساعدُه عليه مع أنه صرَّح بذكره بعدُ ِ فقال : وسُكَّانِها ودَقلِها ( 227 / أ ) ِ ولا آمن أن يكون توهُّماً أو تحريفاً لِمَراديّها جمع مُرْديّ ِ بضم الميم وتشديد الياء ِ وهو عودٌ من أعواد السفينة التي تُحرّك بها ِ وهو الصواب
( قلف ) :
( القُلْفَة ) والأقلف ) : في ( غل ) . [ غلف ] (2/192)
( قلل ) : في الحديث : " إذا بلغ الماءُ ( قُلَّتين ) لم يحْمل خَبَثاً " ورُوي " نَجَساً " : ( القُلَّة ) حُبٌّ عظيم ِ وهي معروفة بالحجاز والشام . وعن الأزهريّ : " قِلال هَجَر معروفةٌ تأخذُ القُلّة مَزادةً كبيرة وتملأ الراويةُ قُلَّتين ِ قال : وأزاهاسُمّيت قِلالاً لأنها تُقَلُّ أي تُرفع إذا مُلِئتْ "
وقدَّر الشافعيُّ القُلَّتين بخمس قِرَبِ وأصحابُه بخمس مائة رطل وزناً كلُّ قِرْبة مائة رطل
و " الخَبَثُ " في الأصل : خَبثُ الحديد والفضّة وهو ما نفاه الكِيْر ِ ثم كُني به عن ذي البطْنِ و " النَجَس " بفتحتين : كل ما استقذرْتَه
وقوله : " لم يحمل خَبَثاً " . أي يدفَعُه عن نفسه ِ يُقال : فلانٌ لا يحمل الضيْمِ إذا كان يأبى الظلم ويدفعه عن نفسهِ وفي التنزيل : ( فأبيْنَ أن يَحْملْنَها واشفقْنَ منها وحَملَها الإنسان ) ِ أي التزمها في أحد الوجهين
( قلم ) :
( القَلم ) : ما يُكتب بهِ ويقال للأزلام ( أقلام ) أيضاً
( قلن ) :
في حديث شُريح : " قالونْ " أي أصبْتَِ بالرُّوميّة (2/193)
( قلي ) :
( قلَى البُرَّ ) بالمِقْلَى والمِقْلاة ( يَقْلي ) و ( يَقْلوا قلْياً ) و ( قَلْواً ) إذا شَواه ِ وهي ( القِلاءة ) ِ وحنطةٌ ( مَقْليْة ) و ( مَقْلُوّة ) ِ وما ذُكر من الطعن على محمد رحمه الله جَهْلٌ ِ وقوله : " الحنطة تُغْلى وتؤكل " بالغَيْن تصحيف
[ القاف مع الميم ]
( قمح ) :
( القَمْح ) : البُرُِّ بفتح القاف لا غيرُ
( قمر ) :
ليلة ( قَمْراءُ ) : مُضيئةٌ ِ عن الجوهري . وعن الليث : " ليلة مُقْمِرةِ وليلةُ القَمْراء ِ بالإضافة ِ لأن القَمْراء الضوءُ نفسُه وفرسٌ ( أقمَر ) ماء رَنْك ( 227 / ب ) ِ وبه سُمِّي والد كلثوم بن الأقمرِ وعليّ بن الأقمر الوادعيّ . وأرقم تحريف ِ وكذا عليٌ الأقمر
( قمطر ) :
( القِمَطْر ) و ( القِمَطْرة ) بكسر القاف وفتح الميم وسكون الطاء فيهما : ما يصان فيه الكتب وهو شبه سفطٍ يُسفً . وفي ملحقات جامع الغوري خريطة كتب ديوان القاضي وجرائده وهو المعنيّ عند الفقهاء
( قمص ) :
( القَمُوص ) : من حصون خَيْبرِ والحاء موضع الصاد تحريف
( القميص ) : في ( بر ) . [ درع ] (2/194)
( القامصة ) : في ( قر ) : [ قرص ]
( قمط ) :
( القُمُطُ ) : جمع ( قمِاط ) ِ وهو الحبْل الذي تُشدُّ به قوائم الفرسِ والخِرْقة التي تُلَفُّ على الصبيّ إذا شُدَّ في المهْدِ والمرادُ بها في حديث شُريح : " شُرُطُ الخُصّ التي يُوثَق بها " جمع شريط وهو حَبْل عريض يُنْسج من ليفٍ أو خُوصِ وقيل : ( القُمُط ) هي الخُشُب التي تكون على ظاهر الخُصّ او باطنه يُشدّ إليها جَراديّ القصبِ
وأصل ( القَمْط ) الشَّدّ ِ يُقال ( قَمط ) الأسيرَ او غيره إذا جمع يديه ورجليه بحبل ِ من باب طلَب ِ ومنه قوله : " قَمط رجُلاً وألقاه في النار او بين يدي السَبُع "
( قمع ) :
( قِمَعُ ) البُسْرَة : ما يلتزِق بها حول عِلاقتهاِ ومنه : قِمَعُ الباذنجانِ وأصله من ( القِمَع ) وهو ما يُصبُّ فيه الدُهنِ ومنه : " ويْلٌ لأقماعِ القول " وهم الذين يَسمعون ولا يَعُون
( قمن ) : هو ( قَمِنٌ ) بكذاو ( قمينٌ به ) أي خليقِ والجمع ( قَمِنون ) و ( قُمَناء ) . وأما ( قَمَنٌ ) بالفتح : فيستوي فيه المذكر والمؤنث والاثنان والجمع ِ وعلى ذا قوله في السير : " فإذا فعلوا ذلك كانوا قَمِناً من أن يَنْتصف منهم عَدوُّهم " . صوابه : قَمَناً بالفتح أو قُمَناء (2/195)
[ القاف مع النون ]
( قنب ) :
الكرخيُّ : " لا شيء في ( القِنَّب ) لأنه لحاء خشب ِ ويجبُ في حَبّه وهو الشَهْدَانَجُ " . قال الدِينوَري في كتاب النَبات : ( القِنّب ) فارسيّ وقد جاء في كلام العربِ وهو نبات تُدَقُّ سُوقه حتى ينتثِر حَشاه ِ أي تِبْنُه ويَخْلُص لِحاؤه ( 228 / أ ) ويُقالُ حبال القِنْب
( قنت ) :
( القُنوت ) : الدعاء والطاعة والقيامُ في قوله عليه السلام : " أفضل الصلاة طول القُنوت " . والمشهور الدعاء
وقولهم : " دعاء القنوط " إضافةُ بَيانٍ وهو : اللهمَّ إنا نستعينُك ونستغفرُك ِ ونؤمن بك ونتوكَّل عليكِ ونُثْني عليك الخيرَ ِ ونشكرك ولا نَكْفُركِ ونخْلَع ونتْرُك مَنْ يفْجُركِ اللهمّ إياكَ نعبدِ ولك نصلّي ونسجُد ِوإليك نسعى ونَحْفِدِ نرجو رحمتك ونخشى عذابك ِ إن عذابك بالكفّار مُلْحِق "
المعنى : يا ألله نطلب منكَ العونَ على الطاعة وترْكِ المعصيةِ ونطلب المغفرة للذنوب ِ و " نُثني " : من الثناءِ وهو المدحِ وانتصابُ " الخيرَ ) على المصدرِ و " الكفرُ " : نقيض الشكر ِ وقولهم : كفرْتُ فلاناً على حذف المضاف ِ والأصل : كَفرْتُ نعمتَه و " نخلع " : من خَلَع الفرسُ رسَنه إذا ألقاه وطرحَه ِ والفِعْلان مُوجَّهان إلى (2/196)
" مَنْ ) والمُعْمَل منهما نَتْرُك . و " يَفجرُك " : يَعْصيك ويخُالفكِ و " السعي " : الإسراع في المشيِ و " نَحْفِد " : أي نعمل لك بطاعتكِ من الحَفْد وهو الإسراع في الخدمةِ و " ألْحَق " : بمعنى لحِقِ ومنه : " إن عذابِك بالكفار مُلحْق " أي لاحقِ عن الكسائيِ وقيل : المراد مُلحِقٌ بالكفار غيْرَهمِ وهذا أوْجَهِ للاستئناف الذي معناه التعليل
( قنع ) :
( القانع ) السائل من ( القُنوع ) لا من القَناعةِ وقوله : " لا يجوز شهادة الذي والذي ِ ولا القانع مع أهل البيت لهم " . قيل : أراد مَنْ يكون مع القوم كالخادم والتابع والأجير و نحوه ِ لأنه بمنزلة السائل يطلب معاشَه منهم
و ( تقنَّعت ) المرأةُ : لبِست القِناع ( 228 / ب ) . و ( قِناع القلب ) : في ( خل ) . [ خلع ]
وقوله : ( تُقْنِع ) يَديْك في الدعاءٍ : أي ترفَعُهما وبطونُهما إلى وجهكِ ومنه : ( فمٌ مُقْنَع الأضراس ) أي مُمَالُها إلى داخلِ وفي التنزيل : ( مُقْنِعي رؤوسهم ) أي رافِعيِها ناظرين في ذُلٍّ
( قنن ) :
( القِنّ ) من العبيد : الذي مُلِك هو وأبواهِ وكذلك الاثنان والجمعُ والمؤنث ِ وقد جاء ( قِنّانٌ ) ِ ( أقنانٌ ) ِ ( أقِنّةٌ ) . وأما ( أمةٌ قِنَّةٌ ) فلم أسمعه
وعن ابن الأعرابي : " عْبدٌ قِنٌّ " أي خالص العُبودةِ وعلى هذا صحّ قول الفقهاء ِ لأنهم يَعْنون به خلافَ المدبِّر والمكاتَب (2/197)
( قنو )
: ( قَنَوْتُ ) المالَ : جمعته ( قَنْواً ) و ( قِنْوةً ) و ( اقتَنيْتُه ) : اتخّذتُه لنفسي ( قِنْيةً ) أي أصْلَ مالٍ للنسل لا للتجارة . و ( أقناه ) : أغناه وأرضاه ِ ومنه : " الإثم ماحَكَّ في صدرك وإن أقناك الناسُ عنه واقْنَواك " : أي وأرْضَوْك
و ( القَناة ) : مجري الماء تحت الأرض ِ وأصلها من قناة الرماح وهي خَشَبَها ِ قال الحماسِيُّ :
( ورُمحاً طويلَ القناةِ عَسُولاً ... )
ومنها قوله : " لا قَطْع في الخشب إلا في الساج والصندل والآبَنُوس والقَنا والدَارَصِيْنيٍ "
[ القاف مع الواو ]
( قوت ) :
( قاتَه ِ فاقتاتَ ) نحو رَزَقه ِ فارتزق ِ وهم ( يَقْتاتون ) الحبوبَ أي يتَّخذونها ( قُوتاً ) . ومنه قولهم : " عِلّةُ الربا عند مالك الجنس والأقتِيات والادّخار "
( قوح ) : " احْتَجَم رسول الله ( بالقاحَة ) وهو صائم مُحرمٌ " : هي موضع بين مكة والمدينة
( قود ) :
( قادَ ) الفرسَ ( قَوْداً ) و ( قِياداً ) و ( القيادُ ) ما يُقاد به من حَبْل أو نحوهِ و ( المِقْوَد ) مثلُه وجمعه ( مَقاوِد )
و ( القائِدُ ) خلاف السائق ِ ومنه : القائدُ لواحد ( القُوّادِ ) (2/198)
و ( القادَةٍ ) ِ وهو ( 229 / أ ) من رؤساء العَسْكرِ ومَصدَرُه ( القيادِة ) : ومنها قول الكرخيّ في الدِيات : " وإن كانت دَواوينهم على غير القبائل فعلى القِيادات والرّايات " أي على أصحابها ِ ويُروى : " القادات " ِ على جمع " القادة " ِ والمعنى أن الدِية على الذين تجمَعهم رايةٌ واحدةِ وقائدٌ واحدِ أو علامة واحدة ِ لأنهم يتناصرون بها
وقولهم : " هذا لا يستقيم على ( قَوْد ) كلامك " بالسكون لا غيرُ لأنه مصدر قادَ ِ كما مر آنفاًِ وإنما ( القَوَد ) بالتحريك القِصاص ِ يقال : " استقدْتُ الأميرَ من القاتل فأقادني منه " أي طلبت منه ان يقتله ففعل ِ و ( أقادَ ) فلاناً بفلان قَتَله به ِ وعلى ذا رواية حديث عمر رضي الله عنه : لولا أن تكون سُنَّةً لأقدْتُكَ منه " سهوٌ وإنما الصواب : " لأقدْتُه منك " ِ أو " لأَقدْتُكَ به " به "
( قور ) :
( قورَّ ) الشيءَ ( تَقْويراً ) : قطَع من وَسْطه خَرْقاً مستديراً كما يُقوَّر البِطّيخُ ِ ومنه : " في العين القِصاصُ إذا ذهب ضوءُها وهي قائمةٌ وإن قَوَّرَها " ِ فيه روايتان
و ( ذو قارٍ ) موضعٌ خطب به علي رضي الله عنه و ( القارَة ) : قبيلةٌ يُنسب إليها عبدُ الرحمن بن عْبدٍ القارِيّ ِ والهْمزُ كما وقع في متشابه الأسماءِ سهْوٌ
( قوس ) : " رَمَوْناً عن ( قوسٍ ) واحدٍ " : مَثلٌ في الاتفاق (2/199)
( قوق ) :
دنانير ( قُوقِيّة ) : منسوبة إلى ( قُوقَ ) ملكٍ من ملوك الروم
( قول ) :
( قالَ ) بيديه على الحائط : أي ضرَب بهما . ومنه الحديث : " أنه عليه السلام قالَ بيده في مُقدَّم الخفّ إلى الساق " . وقوله : " البِرَّ تقولون بهنَّ ؟ " ( 229 / ب ) : أي أتظُنّون بهنَّ الخيرِْ و ( القَوْلُ ) بمعنى الظن مُختَصّ بالاستفهام
( قوم ) :
( قامَ قِياماً ) : خلاف قعَد ِ واسم الفاعل منه ( قائِم ) والجمع 0 ( قائمون ) و ( قُوّام ) . وأمَّا ما في الإيضاح والتجريد : " وليس في رقيق الأخماس ولا في رقيق القُوام صدقةُ الفطر " فتحريفٌ ظاهر ِ وإنما الصواب : " ولا في رقيق العوامّ " هكذا في مختصر الكرخي وجامِعه الصغير ِ وهكذا في القُدوريّ أيضاً ِ وتفسيرُهم يدلّ على ذلك لأنهم قالوا جميعاً : هم الذين يقومون على مرافق العوامّ مثلُ زمزم وأشباههاِ وكذا رقيقُ الفيء . لأن هؤلاء ليس لهم مالكٌ مُعَيّنٌِ على أن رقيق القُوَّام خطأٌ لغةً لما فيه من إضافة الموصوف إلى الصفة
( وصلاةُ الفجر ( قَوْمتان ) ِو ( المَقام ) بالفتح موضع القيامِ ومنه : مقَام إبراهيمِ وهو الحجَرُ الذي فيه أثرُ قدمَيْه ِ وموضعه أيضاً . وأما ( المُقَام ) بالضم فموضع الإقامة ِ و ( قامَتْ ) عليه الدابةُ : كَلَّتْ حتى وقفت فلم تبرح مكانَها (2/200)
و ( قائم ) السيف و ( قائِمتُه ) : مَقْبِضُهِ وقد يقال لِمَدَقّ الهرَّاس قائمةٌ أيضاً . وعينٌ ( قائمة ) غيرُ منُخْسفةٍ وهي التي ذهبَ بصرهُا وضوءُها والحدَقةُ على حالها
" المُقِيمُ المُقْعِد " : في ( قد ) . [ قدم ]
( قوه ) :
( ثوبٌ قُوْهِيّ ) : منسوب إلى ( فُوهَسْتانَ ) : كورةٍ من كُوَرفارس
( قوي )
: ( قَوِيَ قُوّة ) فهو 0قوِيّ ) ِ و ( قَوِيَ ) على الأمر أطاقهِ ومنه : " فإن كان له قّوةٌ من ظهْر أو عبيدٍ يَقْوَى على المراةِ أن ( 230 / أ ) يُرَحّلَها "
و ( أقوى القومُ ) فنىَ زادُهم ِ و ( أقْوَوْا ) : نزلوا ( بالقَواء ) و ( القِييِّ ) وهو المكان القَفْر الخالي ِ ومنه : " ومَنْ أذَّن وصلَّى في ارضٍ قِيّْ " الحديثَِ وقولَه تعالى : ( ومتاعاً للمُقْوين ) يعني المسافرِين
و ( أقْوَتِ ) الدارُ : خلَت
[ القاف مع الياء ]
( قيأ ) :
( قاءَ ) ما أكل ( يقيءُ قَيْئاً ) : إذا ألقاه ِ و ( قَيَّأة ) غيرُه ِ و ( استقَاء وتَقيَّأ ) تكلَّف ذلك ِ وقوله : " تقيَّأ البلغَم " فيه نظر (2/201)
( قيس )
: ( القَيْس ) مصدر ( قاسَ ) . وبه سُمّيت القبيلةُ المنسوب إليها ابن أبي نَجِيح القَيْسيِّ والعين تصحيف
( قيص ) :
( مِقْيَصُ ) بن صُبابة بالصاد غير المعجمة فيهماِ عن الغوريّ والجوهريّ وغيرهماِ وهو الذي قتلَه رسول الله الفتحِ وأخوه هشامُ بن صُبابَة قُتِل خطأ فودَاه عليه السلامِ والمُحدّثون يقولون : مِقْيَسٌ بالسين . وعن ابن دريد : مَقْيسٌ بوزن مَرْيَمِ وضُبابة بالضاد معجمة
( قيض ) :
( قَيّض ) له كذا : قَدَّره ِ ومنه : " مَلكاً مُفَيَّضاً " . و ( قابَضه ) بكذا : عاوَضَه ِ ومنه : " بيع المُقايَضة " وهو بيْع عَرْض بعَرْض
( قيل ) :
( قال قَيْلولة ) : نامَ نصفَ النهارِ و ( القائلةُ ) القَيْلولة ِ ومنها : " استعينوا بقائلة النهار " ِ و ( القَيلولة ) في معنى الإقالة : مما لم أجده
و ( قَيْلتُه ) و ( أقلْتُه ) : سَقيْته ( القَيْلَ ) وهو شُربُ نصف النهار ِ ومنه : " قَيّلوهم حتى يَبْرُدوا " ويُروى : " اقيلوهم " ِ وعلى رواية مَنْ روى : " أقيلوهم واسْقُوهم " يَحتمل أن يكون من ( إقالة ) العثْرةِ على معنى اترُكوهم عن القَيْل حتى يمضي عليهم وقتُ الحرِّ ( 230 / ب ) وحينئذ لا يكون " واسْقوهم " تكراراً ِ وقولهم : " حتى يَبْردُوا " صوابه " حتى يُبْرِدُوا " بضم الأول ِ ويشهد له : " فَقيَّلوهم حتى أبْرَدوا " أي دخلوا في البرْد (2/202)
[ باب الكاف ]
[ الكاف مع الهمزة ]
( كأس ) :
( الكأس ) : الإناء إذا كانت فيه خمْرٌ ِ وهي مؤنثة ِوجمُعها ( أكْؤُسٌ ) و ( كُوؤس )
[ الكاف مع الباء ]
( كبب ) :
( كَبَّ الإناءَ ) : قلبَه ِ من باب طلَبِ و ( الكُبَّة ) من الغزْل بالضم : الجرَ وْهَقِ وفي مسألة الحجَّام : المِحّجَمةُ
( كبت ) :
( كبتَه ) اللهُ : أهْلَكهِ من باب ضَرب
( كبح ) :
( كبح الدابَّةَ ) بلجامها ردَّها ِ وهو أن يجذِبَها إلى نفسه لتقِفَ ولا تجري . و ( الكُبْح ) : الرَّخْبينُ بضم الأول وسكون الثاني ِ والخاء المعجمة تصحيف
( كبد ) :
في حديث العّباس : " ولا تشتري ( ذات كبدٍ ) رَطْبٍ " ِ الصواب : رَطْبة لأن الكبد مُؤنَّث ِ والمراد نفسُ الحيوان (2/203)
( كبر ) :
( كُبرَ ) في القَدْر من باب قَرُب ِ و ( كير ) في السنّ من باب لبِس ( كِبَراً ) وهو ( كبيرٌ )
و ( كُبْرُ ) الشيء و ( كِبْرُه ) : مُعظمهِ وقولهم : " الولاء للكُبْر " أي لأكْبر أولاد المُعِتق ِ والمرادُ أقربُهم نسباً لا أكبرُهم سِنّاً
و ( كبرياءُ الله ) عظَمتُه ِ و ( الله أكبر ) أي أكبر من كل شيءِ وتفسيرُهم إياه بالكبير ضعيفِ و ( الكَبَر ) بفتحتين : اللَّصَفِ بالعربيّة . ومنه : " أرأيت شراباً يُصنَع من الكَبَر والشعير ؟ " والثاء المثلثة تصحيف
( كبس ) :
( كَبسَ ) النهرَ فانكبسِ وكذا كل حُفرة إذا طمَّها أي ملأها بالتراب ودفنَهاِ ومنه : " وما كُبِس به الأرضُ من التراب " أي طُمَّ وسُوِّي ِ واسمُ ( 231 / أ ) ذلك : الترابُ ( الكِبْسُ ) و ( الكَبيْسُ )
وقوله : " ليس عليه وَضْع الجُذوع وكَبْسُ السُطوح وتطيينُها " يعني به إلقاء التراب السطح وتسْويتَه عليه على قبل أن يُطيَّن ِ مستعارٌ من الأول
وقوله في المختصر : " حلَف لا يأكل الرؤوس ِ فيمينُه على (2/204)
ما يُكبْسُ في التنانير " أي يُطمُّ به التنْورُ أو يُدْخَل فيه ِ من ( كَبسَ ) الرجلُ رأسَه في جَيْب قميصه : إذا أدخله
و ( الكبيس ) : نوعٌ من أجود التمر . ومنه قوله : " لم يكن ليُعطيَه صاعاً من العجْوة بصاعٍ من الحَشَفِ وإنما أعطاه لفضْل الكبيس " . و ( الكِياسَة ) : عُنقود النخْلِ ِ والجمع ( كَبائسُ )
( كبع ) :
( الكُبَع ) : جَمل الماء
( كبل )
: " إذا وقعت السُهْمان فلا ( مكابلة ) " : أي لاممانعةِ من ( الكَبْل ) واحدِ ( الكُبول ) ِ وهو القيد ِ ومنه : " لو عَنَى بقوله : أنت طالق من الوَثاق أو من الكبلِ لم يُدَيّنْ " ِ والمعنى أن القسمة إذا وقعتْ وحصلَت لا يُحبس عن حقه
و ( كابُلُ ) بالضم : من بلاد الهند
[ الكاف مع التاء ]
( كتب ) :
( كتبَه كِتْبةً ) و ( كِتاباً ) و ( كِتابةً ) . وقوله : : " وإذا كانت السرقة صُحُفاً ليس فيها كتابٌ " أي مكتوبٌ . وفي حديث أُنيس : " واحكمْ بكتاب الله " أي بما فرَض ِ مِنْ ( كَتب ) عليه كذا : إذا أوجبه وفرَضه ِ ومنه : الصلواتُ المكتوبة . وأما قوله عليه السلام : " ما بال أقوامٍ يَشْتَرطون شروطاً ليست في كتاب الله " ِ فقيل : المراد قوله تعالى : ( ادعوهم لآبائهم ) إلى أن (2/205)
قال : " ومواليكم " ِ فيه أنه نسبَهم إلى مواليهم كما نسبهم إلى آبائهم ِ فكما لم يَجُز التحوّلُ عن الآباء لم يَجُز ذلك عن الأولياء . ويجوز ان يُراد بكتاب الله قضاؤُه وحكمُه على لسان النبي عليه السلام " أن الولاء لمن أَعتَق "
و ( أكتَب ) الغلامَِ و ( كَتَّبه ) : عَلمَّه الكتابَة ِ ومنه سلَّم ( 231 / ب ) غُلامَة إلى ( مُكَتِّبٍ ) أي إلى مُعلّم الخطِّرُوي بالتخفيف والتشديد . وأما ( المَكتَب ) و ( الكُتَّاب ) : فمكان التعليم وقيل : ( الكُتَّاب ) الصِبْيَانُ )
و ( كاتبَ ) عبده ( مكاتبةً ) : قال له : حَرَّرْتُك يداً في الحال ورقبةً عند أداء المالِ ومنه قوله تعالى : ( والذين يبتغون الكتابَ ) . وقد يُسمّى بدلُ الكتابة مكاتبةً ِ وأما ( الكِتابة ) في معناها فلم أجدْهُ إلا في الأساس ِ وكذا ( تكاتَب العبدْ ) إذا صار مُكاتباً . ومدار التركيب على الجمع
ومنه : ( كتَب ) الفعلَ والقِرْبة : خرّزها . و ( الكُتَبُ ) : الخُرَزُ الواحدة ( كُتْبَة ) . ومنه : ( كَتب البغلة ) وعليها : إذا جمع بين شُفريها بحلْقَة
و ( الكتيبة ) : الطائفةُ من الجيش مجتمعةًِ وبها سُمْي احد حصون خيْبر ِ وقولهم : " سُمّي هذا العَقْد مُكاتبةً لأنه ضمُّ (2/206)
حُرْية اليد إلى حرية الرقبةِ أولأنه جَمْعٌ بين نجمين فصاعداًِ ضعيفُ جداً . وإنما الصحيح أن كلاً منهما كتَب على نفسه أمراً ك هذا الوفاء ِ وهذا الأداء
( كتف ) :
( الكَتِف ) : عَظْم عريضٌ خلْف المنكب . و ( كَتَفه ) : شدَّ يديه إلى ما خلْف أكتافهماِ من باب ضَربِ ومنه قوله : " ولو كان جاء مع المسلم وهو مكتوف " . و ( الكِتاف ) : الشَدُّ والحبل أيضاً ِ ومنه : " أنت طالق من قَيْد أو غُلٍّ او كِتافٍ "
( كتل ) :
( المِكْتَل ) : الزَّبِيلِ ومنه : " كان سليمان عليه السلام يصنعُ المَكاتِل " . و " المكائيل " تصحيف . و ( الكُتْلَة ) القِطعة من كَنِيز التمرِ وقد استعارها من قال : " كُتْلَةُ عَذِرةٍ أو دمٍ "
( كتم ) :
( الكَتْم ) : إخفاء ما يُسَرُّ ( 232 / أ ) ِ وفعلُه من باب طَلب ِ وهو يتعدَى إلى مفعولينِ ومنه كتَمها الطلاقَ وباسم المفعول منه : " كُنِيت والدة جَدّ ابن أمّ مكتوم خليفة النبي عليه السلام على الصلاة بالناس في بعض المغازي وكان اعمى
و ( الكَتَم ) بفتحتين من شجر الجبال ِ ورَقُه كورق الآس وهو شِباب للحِنّاء وعن الأزهري : نبْت فيه حُمرة " . ومنه (2/207)
حديث أبي بكر رضي الله عنه : " كان يَخْضٍب بالحِنّاء والكَتَمِِ ولحيتُه كانها ضِرامُ عَرْفَج "
( كتن ) :
( الكَتْان ) : ما يتَّخذ منه الحبالِ تُدَقّ عيدانه حتى تلين ويذهبَ تِبْنُه ثم يُستعمل ِ ( وبَزْره ) يُقال له بالفارسية : زَغيره . وفي المنتقى : " الكَتْان فيه العُشر وكذا بَزْره والقِنَّبُ في بزره عُشْر لا في قشره لأنه كالخشب " فرَق بين الكَتْان والقِنَّب ِ وفي التهذيب : " القِنَّب من الكتَّان "
[ الكاف مع الثاء ]
( كثب ) :
إذا ( كَثَبوكم ) " : هكذا في نسخة سَماعيِ والصواب : " أكْثَبوكم " ِ من قولهم : " اكْثَبَك الصيدُ فارْمه " أي دنا منكَ وأمكنك ِ ومنه : ( رَماه من كَثَبِ ) أي من قُرْب ِ ورُوي : " إذا كَثبوكم الخيْلَ " وهو إن صَحَّ على حَذف حرف الجر ِ لأنه يُقال : " كثَبوا الخيْلَ على القوم من قُرْب " أي أرسلوها عليهم ِ من باب ضَرب
( كثكث ) :
( الكِثْكَث ) بالفتح والكسر : فُتات الحجارة والتراب ِ ويقال في الدعاء بالخيبة : " بغيه الكَثْكَث " كما يُقال : بقيه البَرَى . وقال :
( كلانا يا مُعاذ نحبّ ليلى ... بفيَّ وفيكَ من لَيْلى الترابُ ) (2/208)
أي : كلانا خائب من وَصْلها
( كثر ) :
( الكَثْرة ) : خلاف القِلّة ِ وتُجعل عبارةً عن السعة . ومنها قولهم : " الخَرْقُ الكثيرُ " . والفَرْق ( 232 / ب ) بين القليل والكثير ثلاثُ أصابع . وبه سُمِّي كَثير بن مُرّة الحَضْرميّ : يُكنى ابا إسحاق ِ أدرك سبعين بدْرِيّاً
( الكَثَرُ ) : في ( ثم ) . [ ثمر ]
( كثم ) :
رجلٌ ( اكْثَم ) : واسعُ البطن عظيمُه ِ وبه سُمِّي اكثم بن صَيْفيْ
[ الكاف مع الحاء ]
( كحل ) :
( المُكْحُلة ) بضمتين : وعاء الكُحْل ِ والجمع ( مَكاحل ) . و ( كَحل ) عينَه ( كَحْلاً ) من باب طلَب ِ و ( كَحّلها تكحيلاً ) مثله
( ومنه الدراهم ( المُكَحَّلة ) : وهي التي يُلْصَق بها الكُحْلُ فيزيد منه الدراهم دانِقاً أو دانقين . قال أبو يوسف في الرسالة : " الواجب أن يُحَتَّ عنه الكُحلُ "
ورجل ( أكحل ) ِ وعين ( كحلاءُ ) : سوداء خِلْقةً كانها كُحِلت . و ( تكحَّل واكتحل ) : تولْى الكَحْل من نفسهِ ومنه : (2/209)
( لأن حِلْمك حِلْمٌ لا تُكلِّفه ... ليس التكحُّل في العينين كالكحِلِ )
و ( اكتحال السُهاد ) : عبارة عن الأرق وذهاب النوم
[ الكاف مع الدال ]
( كدح ) :
( الكَدْح ) : كل أثرٍ من خَدْشٍ أو عضٍِّ والجمع ( كُدوح ) ِ وقيل : هو فوق الخَدْش
( كدد ) :
والكُدَيد " بالضمِ في : ( قد ) . [ قدد ]
( كدر ) :
( أُكَيْدِر ) بن عبد الملك ِ على لفظ تصغير ( أكْدَر ) : صاحبُ دوْمةِ الجَنْدل ِ كاتَبه النبيُّ عليه السلام فأهدى إليه حُلّةً سِيَراء ِ فبعث بها إلى عمرَ رضي الله عنه
والأَكْدَريّة من مسائل الجَدّ لُقِّبت بذلك لأنه تكدَّر فيها مذهبُ زيدٍ رضي الله عنه وقيل : لأن عبد الملك القاها على فقيهٍ اسمه او لقبُه : أكدَر ِ وقيل باسم الميّت
( المُنْكَدِر ) : في ( هد ) . [ هدر ]
( كدور ) : الكَديوَرُ ) في اصطلاح أهل ما وراء النهر : الذي يعمل في الكرم والمَبطَخة ويأخذ النصيب ِ هكذا بفتح الكاف وكسر الدال
( كدس ) :
( الكُدسش ) بالضم : واحد ( الأكداس ) ِ (2/210)
وهو ما يُجمع من الطعام في البيدر ( 233 / أ ) فإذا دِيس ودُقّ فهو العَرمَة
وقوله في باب سجدة التلاوة : " وكذا عندَ الكُدْس وتَسْدية الثوب " معناه : في الدوران عند الكُدْس وحولَه إلا أنهم توسّعوا في ذلك لأمن الإلْباس ِ ومن قاله بالفتح ِ على ظنّ أنه مصدر في معنى الدياسةِ فقد غلط لأنه لم يُسمع به في هذا المعنى
( كدم ) :
( الكَدْم ) : العَضُّ بمُقدَّم الأسنانِ كما يكدُم الحمارِيُقال : ( كدَمه يكِدمه ويكدُمه ) ِ وكذلك إذا أثرُّ فيه بحديدةٍ عن الجوهري ِ ثم سُمّي الأثرُ فيه ِ فجُمع على ( كُدوم ) . ومنه : ما رُوي في خزانة الفقه : " ومن العيوب : كَدْمُ السيوف والقَتِير " وهو رؤوس مسامير الدروع
( كدن ) :
( الكَوْدَن ) : البِرْذَوْنُ الثقيل ِ و ( الكَوْدَنة ) : البطء في المشي
( كدي ) : في حديث الفتح " أمر رسول الله خالدَ بن الوليد أن يدخل من اعلى مكة من ( كَدَا ) " ِ و " يدخل النبيُّ عليه السلام من ( كُدَا ) " الصواب عن الأزهريّ والغوري : ( كَداء ) بالفتح والمد ِ وهو جبل بمكة ِ عن ابن الأنباري . و ( كُدَيّ ) على لفظ تصغيره : جبل بها آخر . قال ابن الرُقيْات يخاطب عبدَ الملك بن مروان :
( أنتَ ابن مُعْتِلجِ البِطا ... ح كُديِّها وكَدائها ) (2/211)
وأنشد الغوري :
( أقفَرتْ بعد عَبْد شمسٍ كَداءُ ... فكُدَيٌّ فالرُكنُ والبَطْحاءُ )
وأما حديث فاطمة رضي الله عنها : " لعلَّلكِ بلغتِ معهم الكُدَى " فهي القبور . ورُوي بالراء ِ وأنكره الأزهري
[ الكاف مع الذال ]
( كذب ) :
( أكْذبَ ) نفسَه : بمعنى كذَّبها ِ الليثِ والمعنى أنه اقرَّ بالكذب
( كذنق ) :
( الكُذِينَقُ ) ِ بضم الكاف وكسر الذال : مِذَقُّ القَصَّار
( كذي ) :
( الكاذي ) ( 233 / ب ) بوزن القاضي : ضَرْبٌ من الأدهان معروف ِعن الأزهري ِ ومنه ( اشتريتُ كاذيِاً من السُفن فحملتُ خوابِيَ منها " . وزيادة الشرح في المُعْرِب
( كذا ) : من أسماء الكنايات ِ وإدخال الألف واللام فيه لا يجوز
[ الكاف مع الراء ]
( كرب ) :
( كَربَتِ ) الشمسُ : دَنَتْ للغروبِ ومنه ( الكَرُوِبيُّون ) و ( الكرُوبيّة ) بتخفيف الراء : المُقرَّبون من الملائكة (2/212)
و ( كَرَب ) الأرض ( كِراباً ) : قلَبها للحَرْث ِ من باب طَلَبِ و ( تكريبُ النخل ) : تَشْذيبهِ و " التركيب " في معناه : تصحيف
( كرت ) :
قَطِيفةٌ ( تَكْريتيّة ) : منسوبةٌ إلى تكْريتِ بفتح التاء ِ بُلَيْدةٍ بالعراق
( كرث ) :
أمْرٌ ( كارِثٌ ) : ثقيل ِ ومنه : فلان ( لا يَكْتَرِث ) لهذا الأمر ِ أي لا يَعْبأ به ولا يُبَاليه
( كرد ) : الكَلْب ( الكُرْدِيُّ ) : منسوب إلى الكُرْدِ وهم جيلٌ من الناس لهم خَصُوصيَّةٌ في اللَّصوصيّة ِ وكلابُهم موصوفةٌ بطول الشعر وكثرته وليس فيها من أمارات كلاب الصيَّادينِ بل هي من كوادنها . ولما عَرف محمد رحمه الله بالإخبار أو بالاختبار أنها ليست من كلاب الصيدِ وسمع في الأسْود أنه شيطانٌ أشفق أن يَظُنَّ ظانٌّ أن صَيْدَهما لا يَحِلُّ ِ فخصَّهما بالذكر حيث قال : " ألكلْبُ " الكُرْديّ والأسودُ سواء في الإصطياد بهما " . وتمام الفصل في المعرب
( كردر ) :
( الكِرْدار ) بالكسر : فارسيِّ وهو مثْل البناء والأشجار والكِبْس إذا كَبَسَه من ترابِ نقَله من مكانٍ كان يملكه . ومنه : " يجوز بيع الكِرْدار ولا شفعةً فيه لأنه مما يُنْقل " (2/213)
( كرر ) :
( كَرَّهُ ) : رَجَعَه ( كَرّاً ) ِو ( كَرَّ ) بنفسه ( كُروراً ) ( 234 / أ ) ِ و ( الكَّرة ) : الحملةِ ومنها قوله عليه السلام : " الله الله والكَرَّة على نبيّكم " أي اتقوا اللهَ وكُرُّوا الكرة إليه : أي ارجِعوا إليه
و ( الكُرُّ ) : مِكيالٌ لأهل العراقِ وجمعه ( أكرْار ) ِ قال الأزهري : ( الكُرُّ سِتّون قفيزاً ِ والقفيزُ ثمانية مكاكيكِ والمَكُّوكُ صاعٌ ونصفِ وهو ثلاث كِيلَجات " ِ قال : " وهو من هذا الحساب اثنا عشر وَسْقاًِ كل وَسْق ستون صاعاً "
وفي كتاب قُدَامة : الكُرُّ المُعدَّلُ ستون قفيزاً ِ والقفيز عَشرةُ أعشِراء ِ والكُرُّ المعروف بالقَنْقَل كُرّان بالمُعدَّل : وهو بقُفْزانٍ المُعدَّل مائة وعشرون قَفيزاًِ وهذا الكُرُّ للخَرْص ِ ويُكال به البُسْر والتمر والزيتون بنواحي البصرةِ وقفيزُ الخَرص خمسة وعشرون رطْلاً بالبغداديِّ فكُرُّ القَنْقَل ثلاثةُ آلافِ رطل والكُرُّ المعروف بالهاشميّ ثلثُ المُعدَّل ِ وهو بالمُعدَّل عشرون قفيزاًِ وهذا الكُرُّ يُكال به الأرُزّ ِ والكُرُّ الهارونيّ مساوٍ لهِ والأهوازيُّ مُساوٍ لهماِ والمختوم سُدْس القفيزِ والقفيز عُشْر الجريبِ
وقوله : " استأجره للكُرّ بدرهم ِ أي لحمْل الكُرِّ على حذف المضاف
( كرز ) :
( الكَريِزُ ) : الأَقِطِ بوزن الكريم ِ وبه سُمِّي جَدّ طلحة بن عبد الله بن كَريز الخُزاعيِّ في السِيَرِ (2/214)
تابعيُّ يَروي عن ابن عُمَر وأبي الدرداء ِ وعنه حُمَيْدٌ الطويل . هكذا في النفي
( كرس ) :
( الكِرْيَاسُ ) : المُسْتَراح المُعلّق من السطح
( كردس ) :
( كُردوسٌ ) : في ( غل ) . [ غلب ]
( كرش ) :
( الكَرِش ) لذي الخفّ والظِلْف وكلٍّ مُجترّ : كالمَعِدَة للإنسانِ وقد يكون ( 234 / ب ) لليَرْبُوع . وقوله عليه السلام : " الأنصار كَرِشي وعيْبَتي " أي أنهم مَوْضع السر والأمانة ِ كما أن الكَرِش مَوْضع عَلَف المُعْتلِف وعن أبي زيد : جماعتي الذين أثِق بهم
ويقال : " هو يَجُرُّ كَرِشَه " أي عيالهِ وهم " كَرِشٌ منثورة " أي صبيانٌ صِغار . ومنه ما ذُكِر في القسمة من شرح النَّضْرَوِيّ : " أنه فُرِض لأبي بكر رضي الله عنه في بيت المال درهمٌ وثُلُثا درهمِ فقال : زيدُوني للكَرِش فإني مُعيلٌ "
( كرع ) :
( ألكُراع ) : ما دون الكَعْب من الدوابّ ِ وما دون الرُكبة من الإنسانِ وجمعه ( أكْرُع ) و ( أكارِع ) ثم سُمِّي به الخيلُ خاصَّة . ومنه : " وكذلك يُصْنع بما قام على المسلمين من دوابِّهم وكُراعهم " ِ اراد بها الخيول ِ وبالدوابِّ ما سواها . وعن محمد : " الكُراع : الخيلُ والبغال والحمير " (2/215)
و ( الكَرْع ) : تناول الماء بالفم من موضعهِ يقال : ( كَرَع ) الرجلُ في الماء وفي الإناءِ : إذا مدَّ عنقَه نحوه ليشربه . ومنه : " كَرِه عِكْرمة الكَرْعَ في النهر لأنه فِعْل البهيمة يُدخل فيه اكارِعه "
( كرسف ) :
( الكُرْسُف ) : القطنِ وبه سُمِّي رجلٌ من زهّاد بني إسرائيل ِ كان يقوم الليل ويصوم النهار فكفر بسبب امرأة عشِقها ثم تداركه الله بما سلَف منه فتابَ عليه . كذا في الفردوس الحديث : " صواحبات يوسفَ صواحباتُ كُرْسُفِ "
( كرم ) :
" الخِتان سُنَّة للرجالِ ( مَكْرُمة ) للنساء " أي محلٌّ ( لكرمهنّ ) ِ يعني بسببه يَصِرْن ( كرائم ) عند أزواجهنّ
وقوله : " نَهى عن اخذ ( كرائم ) أموال الناس " ( 235 / أ ) : هي خيارُها ونفائسها على المجاز
و ( التَكْرِمة ) : بمعنى التكريم وقولهم : " ولا يَؤُمّ الرجلَ في سلطانه ولا يَقْعُد في بيته على تكْرِمته " . قالوا : هي الوِسادةُ تُجْلِس عليها صاحبَك إكراماً لهِ وهذا مما لم اجده
و ( الكَرّامِيّة ) : فرقة من المشبّهة نُسبت إلى إبي عبد الله محمد بن كَرّامِ وهو الذي نص على أن معبوده على العرشِ (2/216)
استقراراً ِ وأطلق اسم الجوهر عليه . تعالى الله عما يقول المبطلون عُلّواً كبيراً
( كرو ) :
( الكَرَوان ) : طائر طويل الرجلين أغْبر دون الدجاجة في الخلْقِ والجمع ( كِرْوانٌ ) بوزن قِنْوان . و ( الكَرَوْيا ) : تَابَلٌ معروف
و ( أكْراني ) دارَه أو دابته : آجَرَنيها . و ( اكتَرَيْتها ) و ( استكريتُها ) : استأجرْتُها وعن الجوهري : 0تكاريْتُ ) بمعنى استكريتُ وهو كثير في كلام محمدٍ رحمه الله
و ( الكَرِيُّ ) : المُكْتَرِي والمُكْرِي و ( الكِراء ) : الأجرة وهو في الأصل مَصْدر ( كارَى ) . ومنه : ( المُكارِي ) بتخفيف الياء وهؤلاء ( المُكارون ) ورأيت ( المُكارِيين ) ولا تقل المكاربّين بالتشديد فإنه غلَط . وتقول في الإضافة إلى نفسك : هذا مُكارِيَّ وهؤلاء مُكارِيَّ : اللفظ واحدٌ والتقدير مختلِف
( كره ) :
( كرِهتُ ) الشيءَ ( كراهةً ) و ( كراهيةً ) فهو ( مكروه ) : إذا لم تُرِدْه ولم ترضه . و ( أكرهتُ ) فلاناً ( إكراهاً ) إذا حملتُه على أمرٍ يكرهه . و ( الكَرْه ) بالفتح : الإكراهِ ومنه : " القَيْد كَرْهٌ "
و ( الكُرْه ) بالضم : الكراهة . وعن الزجّاج : " كلُّ ما في (2/217)
القرآن من الكُرْه فالفتح فيه جائزٌ إلا قولَه تعالى : " ( وهو كُرْه لكم ) " في سورة البقرة . وقوله : " شهادتُهم تَنفي صفة الكراهة عن الرجل " ِ الصواب : صفة الإكراه ( 235 / ب ) . و ( استُكْرِهتْ ) فلانةُ : غُصبَتْ نفسَها أي أُكرِهتْ على الزنا
( كري ) :
( كَريْتُ ) النهرَ ( كَرْياً ) : حفرتُه
[ الكاف مع الزاي ]
( كزبر ) :
( الكُزْبُرَةُ ) : الكِشْنيز
[ الكاف مع السين ]
( كسج ) :
( الكَوْسَج ) : معرَّب وهو الذي لحْيته على ذقنه لا على العارضَيْن . وعن الأصمعي : هو الناقص الأسنانِ وهو المحكيّ عن أبي حنيفة رحمه الله
( كسّيج ) :
( الكُسْتِيج ) عن ابي يوسف : خَيْطٌ غليظ بقدْر الإصبع يشُدُّه الذمِّيُّ فوق ثيابه دون ما يتزيّنون به من الزنانير المُتَّخَذَة من الإبرَيْسم . ومنه " أمر عمر رضي الله عنه اهل الذمّة بإظهار الكُسْتيجات "
( كسح ) :
( كَسْحُ ) البيتِ : كَنْسُه ثم استُعير لتنْقية البئر وحَفْر النهر وقَشْر شيء مِن تراب جداولٍ الكرْم بالمِسْحاة (2/218)
( كسد ) :
( كسَد ) الشيء ( يكْسُد ) بالضم ( كساداً ) ِ وسوق ( كاسدٌ ) بغير هاء
( كسر ) :
في الحديث : " مَنْ ( كُسِر ) أو عرَج حَلّ " أي انكسرَتْ رجلُه . وناقةٌ وشاةٌ ( كسيرٌ ) : مُنْكِسرةُ إحدى القوائمِ فعيلٌ بمعنى مفعول . ومنه : " يجوز في الأضاحي الكسيرُ البيِّنةُ الكِسْر " قالوا : هي الشاة المنكِسرةُ الرجل التي لا تقدر على المشي وفيه نظر . و
( كَسْرى ) بالفتح أفصحُِ مَلِكُ الفرس
( الذراع المكسَّرة ) : في ( ذر ) . [ ذرع ]
( كسكر ) :
( كَسْكَرُ ) : من طَساسيج بغدادِ يُنسب إليها البَطُّ الكَسْكَريِّ وهو مما يُستأنس به في المنازلِ وطَيرانه كالدّجاج
( كسس ) :
( رجل أكَسُّ ) : قصير الأسنان
( كسع ) :
" ليس في الجَبْهة ولا في الكُسْعَة ولا في النَخَّة صدقَةٌ " : ( الكُسْعة ) الحمير وقيل : صغار الغنم عن الكرخيّ في مختصره . والجَبْهة : الخيْل والنُخَّة بالضم والفتح : الرقيق وعن الكسائي ( 236 / أ ) : العوامِلُ من البقر من النَخّ وهو السَوْق
( كسف ) :
يقال ( كسَفَتِ ) الشمسُ والقمرُ جميعاً عن الغوري . وقيل : الخسوف ذهابُ الكلّ و ( الكُسوف ) ذهاب (2/219)
البعض ِ وكيفما كان فقول محمد رحمه الله : " كسوف القمر " صحيحِ واما الانكساف فعاميٌّ . وقد جاء في حديثه عليه السلام : " أن الشمس والقمر آيتان لا ينكسفان لموت أحدكم ولا لحياتِه " الحديثَ
( كسل ) :
( الإكْسَال ) : أن يُجامِع الرجلُ ِ ثم يفترُ ذكرَه بعد الإيلاج فلا يُنْزِل
( كسو ) :
( الكِسْوة ) : اللِباس والضم لغةِ والجمعُ ( الكُسَا ) بالضمِ يقال : ( كَسوْتُه ) إذا ألبسْتَه ثوباً . و ( الكاسي ) : خلاف العَاريِ وجمعه ( كُسَاةٌ ) . ومنه : " أمَّ قوماً عُراةً وكُساة "
وفي الحديث : " إن الكاسياتِ العاريات المائلات المُميلات لا يدْخُلن الجنَّة " قال ابن الأنباري : إنهنَّ اللواتي يلبسْنَ الرقيق الشَّفاف فهن كاسياتٌ في ظاهر الأمر عارياتٌ في الحقيقة . و " المائلاتُ ) : اللاتي يَمِلْنَ في التَّبختُر من الخُيَلاءِ أو اللواتي يمتشطن المَيْلاء وهي مِشْطةُ البغايا . و " المُمِيلات " : اللاتي يُملْنَ الرجالَ إلى نفوسهن
ومَنْ رَوى : المائلات المتمائلات أراد بها المائلة الخُمُر والذوائب وبالمتمائلات : اللائي يتبخْتَرْن فتَتمايَل أكفالُهنَّ ويَعْضُده قولُه " كأسْنِمة البُخْتِ "
[ الكاف مع الشين ]
( كشش ) :
( الكَشُوث ) بالفتح والتخفيف : نبت يتعلّق باغصان الشجر من غير أن يضْرِب بعرْقٍ في الأرض . ويقال أيضاً : ( الكَشُوثاء ) بالمد والقَصْرِ وقد يُضم الكاف فيهما (2/220)
( كشح ) :
( الكاشح ) : العدوُّ الذي أعرض وولاَّك ( 236 / ب ) كَشْحَة
( كشخ ) :
( الكَشْخَان ) الدَيُّوث الذي لا غَيْرةَ له . و ( كَشخه ) و ( كَشْخَنه ) : شتمهِ وقال له : يا كَشْخان . ومنه ما في المنتقى : قال : " إن لم أكن كَشْخَنْتُ فلاناً أو جامعْتُ امراته "
( كشف ) :
( الأكْشف ) : الذي انحسر مُقَدَّم رأسه . وقيل : ( الكَشَفُ ) انقلابٌ في قُصاص الشعر . وهو من العيوب
( كشك ) :
( الكَشْكُ ) : مَدْقوق الحنطة أو الشعيرِ فارسيّ مُعَرَّبٌ . ومنه : ( الكَشْكيَّةُ ) من المَرق
( كشن ) :
( الكاشانةُ ) : الطَّزر وقيل : بيت الصيفِ بالفارسية كالقَيْطون الصَيْفي عندنا
[ الكاف مع الظاء ]
( كظظ ) :
( يُنَهى ) القاضي عن القضاء إذا كان جائعاً أو كظيظاً " : أي مُمْتلئاً من الطعام من ( الكِظَّة ) وهي الامتلاء الشديد
[ الكاف مع العين ]
( كعب ) :
( الكَعْب ) : العُقْدة بين الأنبوبَين في (2/221)
القصب . و ( كَعْبا ) الرِجْل : هما العَظمان الناشِزان من جانبي القدم . وأنكر الأصمعي قولَ الناس : إن الكعب في ظهر القدم
وبه سُمّي كعبُ بن عمْرِو من الصحابة وأما عمرو بن كعبٍ المعافريّ في السيَر فهو يَروي عن عليٍّ مُرْسَلاً وعنه حَيْوَةُ بن شُرَيْحٍ
( كعت ) :
( الكُعَيتُ ) : البُلبلِ والجمع ( كِعْتان )
( كنعد ) :
( الكِنْعَد ) : صرْبٌ من السمك . وفتح النون وسكون العين لغةٌ
( كعم ) :
" نهى عن ( المكاعَمة ) والمُكامَعَة " أي عن مُلاثمة الرجُلِ الرجُلِ ومضاجعَتِه إياه في ثوبٍ واحدٍ لا سِتْر بينهما . هذا هو المراد بهما في الحديث عن أبي عُبَيْدٍ القاسم بن سلام وابن دريد وغيرهما . وهكذا حكاه الأزهري والجوهري . ومأخَذُهما من ( كِعَام ) البعير : وهو ما يُشدّ به فمُه إذا هاجَ - ومنه : ( كعَمَ ) المرأة و ( كاعمَها ) : ( 237 / أ ) إذا التقم فاها بالتقبيل - ومنَ ( الكِمْع ) و ( الكَمِيع ) بمعنى الضجيع
[ الكاف مع الفاء ]
( كفأ ) :
( الكُفء ) : النظير ومنه : ( كافأه ) : سَاواه و ( تكافؤُوا ) : تساوَوْا
وفي الحديث : " المؤمنون تتكافأ دماؤهم ويَسْعى بذمَّتهم أدناهمِ ويَردّ عليهم أقصاهمِ وهم يَدٌ على مَنْ سِواهمِ يَردُّ مُشِدُّهم (2/222)
على مُضعِفهمِ ومُتَسرِّيهم على قاعدهم لا يُقتل مسلم بكافرٍ ولا ذو عَهدٍ في عَهده " أيْ : تتساوى في القصاص والدِّيات لا فضْل لشريفٍ على وضيعِ وإذا أعْطَى أدنى رجلٍ منهم أماناً فليس للباقين نَقْضُه . " ويَردُّ عليهم أقصاهم " : أي إذا دَخل العَسكرُ دارَ الحرب فوجَّه الإمام سَريّةً فما غنِمتْ جِعل لها ما سَمّى وردَّ الباقي على العسكر لأنهم ردْءٌ للسَرايا . " وهم يَدٌ " : أي يتناصرون على المِلَل المُحاربة لها . و " المُشِدُّ " : الذي دَوابُّه شديدةٌ أي قوية . و " المُضْعِف " : بخلافه . و " المُتَسِّري " : الخارج في السَريّة . أي لا يُفضَّل في المَغْنم هذا على هذا وإذا بعث الإمامُ سريةً وهو خارجٌ إلى بلاد العدوْ فغنِموا أشياء كان ذلك بينهم وبين العسكر . " ولا يُقْتل مسلم بكافر " : أي بكافرِ محاربِ وقيل بذمّي وإنْ قتله عَمْداً وهو مذهب أهل الحجاز . و " ذو العهد " : الحَرْبيّ يدخُل بأمانٍ لا يُقتل حتى يرجع إلى مأمنهِ لقوله تعالى : ( وإن أحدٌ من المشركين استجارك فأجِرْه حتى يسمَع كلام الله ثم ابلغه مأمنه ) وقيل : ولا ذو عهدٍ في عهده بكافر
وفي الحديث وفي العقيقة شاتان مُتكافِئتان ويُروى مُكافئتان ومكافَأتان ومُكافِئتان أي متساويتان في السن والقدْر
وفي حديث الأزديّ : " أنه اشترى ( 237 / ب ) رِكازاً بمائةِ شاةٍ مُتْبعٍِ فقالت أمُّه : إن المائة ثلاثمائةٍِ أُمَّهاتُها مائةٌ وأولادها مائةِ و ( كُفأتُها ) مائة " أي أولادها التي في بطونها (2/223)
قال الخارَزنْجِي : " الكُفْأة : الولدُ في بطن الناقة "
و ( أكفأتُهُ ناقةُ ) : أعطيتُه إياها يشرب لبنَها وينتفع بوبرها ونتاجها . وفي هذا الحديث تأويلٌ آخر ذكرتُه في المُعْربِ إلا أن هذا أظهر
و ( كَفأ ) الإناءَ : قلبه ليُفرغ ما فيه . و ( أكفأه ) لغةٌ ومنه الحديث في لحوم الحُمُر : " وإن القُدور لتَغْلي بها فقال : أكْفِئُوها " ورُوي : فأكْفِئتْ ورُوي : فكفأناها
وعن الكسائي : ( كَفأتْه ) كببتُهِ و ( أكفأته ) أمَلَتُهِ ومنه : " كان يُكْفىءُ لها الإناء " إي يُميله . وأما حديث عائشة رضي الله عنها : " فدعا بماءٍ فأكْفأه على يدْيه " فمعناه أنه صبَّه بأنْ أمال إناءَه . وهذا توسعٌ
و ( أكتفأَ ) الإناء : كَفاه لنفسه . وفي الحديث : " لا تسالُ المرأةُ طلاقَ اختها لتكتفِىء ما في صَحْفَتها : ِ ويُروى : لِتكتفِىءَ إناءها . ويُروى : لتُكْفأ ما في إنائها . والمعنى : لتختارَ نصيب أختها وتَجترَّه إلى نفسها
( كفر ) :
( الكَفْر ) في الأصل : السَّتْر . يُقال : ( كفَره ) و ( كفَّره ) إذا سترهِ ومنه الحديث في ذكر الجهاد : " هل ذلك مُكفِّر عنه خطاياه " ؟ يعني : هل يُكَفِّر القتْلُ في سبيل الله ذنوبه ؟ فقال : " نعم إلا الدَّين " أي إلا ذنْب الدَّين فإنه لا بد من قضائه (2/224)
و ( الكَفَّارة ) : منه لأنها تُكفِّر الذنْبَ . ومنها : ( كفرَّ ) عن يمينه . وأما " كفَّر يمينَه " : فعامّيُّ
و ( الكافور ) و ( الكُفَرّى ) بضم الكاف وفتح الفاء وتشديد الراء : كِمُّ النخل لأنه ( 238 / أ ) يستُر ما في جوفه
و ( الكُفْر ) اسمٌ شرعي ومأخَذُه من هذا أيضاً . و ( أكْفَرَه ) : دعاء كافراًِ ومنه : " لا تُكفْرْ أهل قبلتك " . وأما " لا تُكفِّروا أهلَ قِبْلتكم " فغير ثبَتٍ رواية وإن كان جائزاً لغة . [ أكفَر وكفّر واحد ] قال الكميت يخاطب اهل البيت وكان شيعياً :
( وطائفةٌ قد اكْفروني بِحُبّكم ... وطائفةٌ قالوا مُسيءٌ ومُذنبُ )
ويُقال : ( أكْفَرَ ) فلانٌ صاحبَه : إذا الجأه بسوءِ المعاملة إلى العصيان بعد الطَّاعة ومنه حديث عمر رضي الله عنه : " ولا تَمْنَعوهم حقوقَهم فتُكفِروهم " . يريد : فتُوقِعوهم في الكُفْر لأنهم ربما ارتدّوا عن الإسلام إذا مُنِعوا الحقَّ
و ( كافَرَني ) حّقي : جَحَده . ومنه قول عامر : " إذا أقرَّ عند القاضي بشيء ثم كافَرَ " . وأما قول محمد رحمه الله : " رجل له على آخر دَين فكافَرَه به سنين " فكأنه ضمَّنه معنى المماطلة فعدّاه تعديته
وقوله عليه السلام : " إذا أصبح ابنُ آدم كَفَّرتْ جميع أعضائه للقلب " فالصواب : للسانِ أي تواضَعتْ ِ من ( تكفير ) الذمّيّ (2/225)
والعِلْج للملِك : وهو أن يطأطىء راسَه وينحني واضعاً يَده على صدره تعظيماً له . ولفظ الحديث لأبي سعيد الخُدريّ موقوفاً كما قراتُه في الفائق : " إذا اصبح ابنُ آدم فإن الأعضاء كلَّها تُكفِّر للّسان " الحديثَ
و ( الكَفْر ) : القرية . ومنه قول معاوية : " أهل الكُفور هم اهل القبور " . والمعنى : أن سُكان القرى بمنزلة الموتى لا يُشاهدون الأمصارَ والجُمَع
" ولا نكفُرك " : في ( قن ) . [ قنت ]
( كفف ) ( الكَفَّ ) :
مصدر ( كفَّة ) إذا منعهِ و ( كفَّ ) بنفسه : امتنع وأريد بكفِّ الشَّعْر ( 238 / ب ) والثوب : القَبْصُ والضمُّ وأن يرفعه من بين يديه أو من خَلفْه إذا أراد السجود وعن بعضهم : الائتزازُ فوق القميص من الكفِّ
وقوله العِدَّة فرضُ كَفٍّ أي امتناعٍ عن التبرّج والتزوّج كالصوم في أنه كَفٌّ عن المُفطّرات
وقوله ( المُكافَّة ) : المحاجَزة لأنها كفٌّ عن القتال
و ( كَفَّ ) الخياطُ الثوبَ : خاطه مرةً ثانية . ومنه قول أبي حنيفة في قميص الميت : " أحبُّ إليّ أن يُقْطع مُدوَّراً ولا يُكَفَّ و ( كِفَافُه ) : موضع الكَفّ منهِ وذلك في مَواصل البدن والدَّخاريص أو حاشية الذيل . و ( ثوبٌ مكَفَّفٌ ) كُفَّ جيبُه وأطراف كُمَّيْه بشي من الديباج (2/226)
و ( استكَفَّ الناسَ ) و ( تكفَّفَهم ) : مدَّ إليهم كفَّه يسألُهم . ومنه : " إنك إنْ تترُكْ أولادكَ أغنياءَ خيرٌ من أن تترُكهم عالة يتكفَّفُون الناس " ومأخذه من الكفاية خطأ
و ( كِفَّة الميزان ) معروفة . وقوله صلى الله عليه وآله وسلم " الذهبُ بالذهبِ الكِفَّة بالكِفَّة " عبارةٌ عن المساواة في الموازنة
( كفل ) :
( الكفيل ) : الضامن وتركيبه دالٌّ على الضم والتضمُّن . ومنه ( الكِفْل ) : وهو كِساء يُدار حول سنام البعير كالحَوِيَّة ثم يُركب ِ ومنه ( كِفْل الشيطان ) أي مَرْكبه
و ( الكَفالةُ ) : ضمُّ ذِمَّة إلى ذمة في حق المطالبة . ويُقال للمرأة : ( كفيل ) أيضاً . وقد ( كفَل ) عنه لغريمه بالمال أو بالنفس كفالةً ( تكفَّل ) به و ( أكْفَله ) الماَل و ( كَفَّله ) : ضَمَّنه
و ( تكفيل ) القاضي : أخذهُ الكفيلَ من الخصم . ومنه حديث الأسلمي : " أنه كَفَّل رجلاً في تُهمةٍ " واستصْوَبه ( 239 / أ ) عمرُ رضي الله عنه وابن مسعود رضي الله عنه لما استتابَ أصحابَ ابن النَّواحة كفَّلَهم عشائرَهم ونفاهم إلى الشام . واسم ابن النوَّاحة : عبد الله صاحب مُسَيْلمةَ الكذّاب وحديثه في المُعْرب
[ الكاف مع الكاف ]
( ككب ) :
رجلُ ( مُكَوْكَبُ ) العين بالفتح : فيها ( كوْكَبٌ ) أي نُقْطة بيضاء (2/227)
حذف 1
227
- و ( استكَفَّ الناسَ ) و ( تكفَّفَهم ) : مدَّ إليهم كفَّه يسألُهم . ومنه : " إنك إنْ تترُكْ أولادكَ أغنياءَ خيرٌ من أن تترُكهم عالة يتكفَّفُون الناس " . ومأخذه من الكفاية خطأ
و ( كِفَّة الميزان ) معروفة . وقوله صلى الله عليه وآله وسلم " الذهبُ بالذهبِ الكِفَّة بالكِفَّة " عبارةٌ عن المساواة في الموازنة
( كفل ) : ( الكفيل ) : الضامن . وتركيبه دالٌّ على الضم والتضمُّن . ومنه ( الكِفْل ) : وهو كِساء يُدار حول سنام البعير كالحَوِيَّة ثم يُركب ِ ومنه ( كِفْل الشيطان ) أي مَرْكبه
و ( الكَفالةُ ) : ضمُّ ذِمَّة إلى ذمة في حق المطالبة . ويقال للمرأة : ( كفيل ) أيضاً . وقد ( كفَل ) عنه لغريمه بالمال أو بالنفس كفالةً و ( تكفَّل ) به و ( أكْفَله ) المالَ و ( كَفَّله ) : ضَمنَّه
و ( تكفيل ) القاضي : أخذُه الكفيلَ من الخصم . ومنه حديث الأسلمي : " أنه كَفَّل رجلاً في تهمةٍ " واستصْوَبه ( 239 / أ ) عمرُ رضي الله عنه وابن مسعود رضي الله عنه لمّا استتابَ اصحابَ ابن النَّوَّاحة كفَّلهم عشائرَهم ونفاهم إلى الشام . واسم ابن النَّواحة : عبد الله صاحب مُسَيْلمةَ الكذّاب ِ وحديثه في المُغرب
[ الكاف مع الكاف ]
( ككب ) : رجلٌ ( مُكَوْكَبُ ) العين ِ بالفتح : فيها ( كوْكبٌ ) أي نُقْطة بيضاء (2/227)
( كلأ ) :
( كَلأ ) الدَّينُ : تأخَّر ( كُلوءاً ) فهو ( كاليءٌ ) . ومنه : " نَهى عن بيع الكالىءبالكالىء " أي النَّسيئة بالنسيئة وهو أن يكون على رجلٍ دَيْنٌ فإذا حَلَّ أجلُه استباعَكَ ما عليه إلى أجلٍ
و ( الكَلأ ) : واحد ( الأكْلاء ) وهو كلّ ما رعتْه الدوابُّ من الرَّطب واليابس . وذكر الحلوائي عن محمد رحمه الله : أن الكَلأ ما ليس له ساقٌ وما قام على ساقٍ فليس بكلأ مثل الحَاجِ والعَوْسجُ والغَرْقَدُ من الشجر لا من الكلأ لأنه يقوم على ساق . قلت : لم أجد فيما عندي تفصيل مسمّى الكلأإلا في التهذيبِ وقبل أن أذكرُ ذلك فالذي قالوه مُجْملاً : هو أنه اسمٌ لما ترعاه الدواب رَطْباً كان أو يابساً . والظاهر أنه يقع على ذي الساق وغيره . يدلُّ على هذا أن أبا عُبيدٍ ذكر في كتاب الأموال قولَه عليه السلام : " الناسُ شركاء في الماء والكلأ والنار " . ثم قال عَقيبَه : " وعن قَيْلة أنها سمِعت رسول الله يقول : " المسلم أخو المسلم يَسعُهما الماءُ والشجرُ " . قال : وفي حديث أبيض بن حمّالٍ المأربيّ " أنه سأل رسولَ الله عليه السلام : ما يُحمَى من الأراك " فقال : ما لم تنله أخفافُ الإبل " . قال أبو عُبيد : " فليس لهذا وجهٌ إلا أن ذلك في أرض يملِكهاِ ولولا الملك ( 239 / ب ) ما كان له أن يحمي شيئا دون الناس ما نالته الإبل وما لم تنله " (2/228)
قلت : ووجه الاستدلال أنه ذكر الشجرَ في أحد الحديثين وهو في العُرف : ماله ساقُ عودٍ صُلْبةٌ وفي الثاني ذكَر الأراكَ : وهو بالاتفاق من عظام شجر الشوك يُتَّخذ من عروقه وفروعه المساويكُ وترعاه الإبل
قالوا : وأطيب الألبان ألبانُ الأراكِ قال الدِينَوريّ : قال أبو زيادٍ : وقد يكون الأراك دوحةً مِحْلالاً ِ أي يَحُلّ الناس تحتها لسعَتها . ويُقال لثمر الأراك : المَرْدُ والبَريرُ والكَبَاثُ قال : وعنقودُ البَرير أعظمُه يملأ الكفَّ وأما الكَباث فيملأ الكفَّيْنِ فإذا التقمه البعيرُ فضَل عن لقمتِه
وأظهرُ من هذا قوله تعالى : " ( هو الذي أنزل من السماء ماءً لكم منه شرابٌ ومنه شجرٌ فيه تُسيمون ) يعني الشجر الذي ترعاه المواشي . وعن عكرمة : " لا تأكلوا ثمن الشجر فإنه سُحْتٌ " . قال أبو عُبيد : يعني الكلأ والذي يدُلُّ على أن المراد بالشجر في الآية المرْعى قوله ( فيه تسيمون ) وهو من سامت الماشيةُ إذا رعَت وأسامَها صاحبُها وعن النَضْر : أمْرَعتِ الأرض إذا أكْلأتْ في الشجر والبَقْل
قال الأزهري : " الكلأ يَجمْع النَّصيَّ والصِليّان والحَلَمة والشّيح والعَرْفَج " قال : " وضروبُ العُرَى داخلة في الكلأ " (2/229)
قال : " والعُرْوةُ من دقْ الشجر ماله أصل باقٍ في الأرض مثل العَرْفج والنَصيّ وأجناس الخُلَّة والحَمْض " . وعن الأصمعي هي من الشجر : الذي لا يزال باقياً في الأرض لا يذهبُ
وذكر خُواهَر زاده في اختلاف أبي حنيفة رحمه الله ( 240 / أ ) أنه إذا باع القصَب في الأجمة هل يجوز بيعُه ؟ قال : إن كان في مِلْكه كان بمنزلةِ ما لوْ باعَ حشيشاً أو كلأ في أرضه ثم قال : فإن قيل : القَصَب له ساق فكان بمنزلة الشجر قُلنا : القصبُ له ساق إلا أنه لا يبقى سنةً بل يَيبس فكان كالكلأ من هذا الوجه والشجر ما له ساق ويبقى سنةً ولا يَيْبَس . ثم قال : هكذا ذَكرَه أبو حَلْبَسٍ البغدادي في تفسيره في تحديد الشجر
قلتُ : والأول أشهر وأظهر
( كلب ) :
صائدٌ ( مكلِبٌ ) : مُعلِّمٌ للكلاب وسائر الجوارح . وقوله تعالى : ( وما علّمتُم من الجوارح مُكلِّبين ) معناه : أُحِلّ لكم الطيّباتُ وصيْدُ ما علَّمتم
و ( الكَلُّوب ) و ( الكُلاَّب ) : حديدةٌ معطوفةُ الرأس أو عُودٌ :
و ( الكَلُّوب ) في رأسه عُقَّافَةٌ منه أو من الحديد يُجرُّ به الجَمْر وجمعُها ( الكلاليب )
و ( يوم الكُلاب ) بالضم والتخفيف : من أيام الجاهلية . وقد سبق في ( عر ) . [ عرفج ]
( كلف ) :
( كلِف ) وجهُه ( كلَفاً ) : عَلَتْه حُمْرةٌ كدرةٌ وهو ( أكلف ) . ومنه : ( كَلِف ) بالمرأة ( كلَفاً ) : أشتدَّ (2/230)
حبُّه لها . وأصله لزوم الكَلَفِ الوجهَ وهو ( كَلِف ) بها . ومنه حديث عثمان رضي الله عنه : " كَلِفٌ بأقاربه "
( كلل ) :
( الكَلالة ) : ما خلا الوالدَ والولدَ ِ ويُطْلق على المورِث والوارث ِ وعلى القرابة من غير جهةِ الوالد والولد . فمن الأول : ( قُلِ اللهُ يُفتيكم في الكلالة ) . ومن الثاني ما يُروى أنَّ جابراً قال : " إني رجلٌ ليس يَرِثُني إلاّ كلالةٌ : " . ومن الثالث قولهم : " ما ورِث المجدَ عن كلالةٍ "
وقوله تعالى : ( وإن كان رجلٌ يُورث كَلالةً ) يحتمل الأوجه على اختلاف القراءات والتقديرات وهي من ( الكَلالِ ) : الضَعْفِ أو من ( الإكْليلِ ) : العِصَابةِ ومنه : السحاب ( المُكلَّل ) : المستدير ( 240 / ب ) أو ما تكلَّله البرْقُ
و ( الكَلُّ ) : اليتيم ِ ومَنْ هو عيال وثِقْلٌ على صاحبه . ومنه الحديث : " وَمنْ تركَ كلاًّ فعليَّ وإليَّ " . والمُثبت في الفردوس برواية أبي هريرة : " فإلينا " . والمعنى : أن من ترك ولداً لا كافِيَ له ولا كافِلَ فأمرُه مفوَّص إلينا نُصْلح أحواله من بيت المال
( كلم ) : في الحديث :
اتَّقوا الله في النساء فإنما أخذْتموهنّ بأمانة الله واستحللْتم فروجَهنَّ ( بكلمة ) الله : هي قوله تعالى : ( فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان ) . ويجوز أن يُراد إذنُه في النكاح والتَسرّي (2/231)
( كلثم ) :
رجلٌ ( مُكَلْثَمٌ ) : مستدير الوجه كثيرُ لحمه . ( وأم كلثوم ) : كُنية كلٍّ من بنْتَيْ عليٍّ رضي الله عنه : الكبرى من فاطمة وقد تزوَّجها عُمَر والصغرى من أمّ ولدٍ له
( كلا ) :
( كِلا ) : اسم مفردُ اللفظ مثنّى المعنى وهو من الأسماء اللازمة للإضافة ولا يُضاف إلا إلى مثنّىً مُظَهرٍ أو مضمَرٍ وتأنيثه ( كلتا ) . والحملُ على اللفظ هو الشائع الكثير قال :
( كلا الرجلين أفَّاك أثيمُ ... )
( وفي التنزيل : ( كلتا الجنتين آتتْ أُكُلَها ) . وقد جاء الحمل على المعنى منه قول الفرزدق :
( كلاهما حين جدّ الجريُ بينهما ... قد أقلعا وكلا أنفيهما رابي )
وعلى ذا قول أبي يوسف : " كلاهما نَجِسان " صحيح وإن كان الفصيح الإفراد
( كلاة ) : في ( عب ) . [ عبر ]
[ الكاف مع الميم ]
( كمت ) :
( الكُمَيْتُ ) من الخيل : بين السواد والحُمرة عن سيبويه . وعن أبي عُبيد : " الفرقُ بين الأشقر والكميت بالعُرْف والذنبِ فإن كانا أحمريْن فهو أشقر وإن كانا أسودَيْن فهو كُمَيْتٌ "
( كمخ ) :
( الكواميخ ) : جمع كامَخ تعريب كامَهِ وهو الرديء من المُرّيْ (2/232)
( كمع ) :
( المُكامعة ) : في ( كع ) . [ كعم ]
( كمل ) :
( كمل ) الشيء : تَمَّ ( كمالاً ) . و ( كُمِل ) بالضم والكسر ( 241 / أ ) لغةٌ والفصيح الأول . وباسم الفاعل منها سُمّي كامل بن العلاء السَّعدي
ويقال أعطيتُه حقَّه ( كَمَلاً ) . قال الليث : " هكذا يُتكلَّم به وهو في الجميع والوُحْدانِ سواءٌ . وليس هذا بمصدر ولا نعتٍ إنما هو كقولك أعطَيْتُه كلَّه "
( كمم ) :
و ( الكُمُّ ) : السَتْر ومنه كِمُّ الثمرةِ بالضم غِلافُها و ( الكُمَّة ) بالضم لا غير : القلنسوة المُدوَّرة ومنها قوله : " يُنزَع عنه الحشْوُ والكُمَّة "
( كمن ) :
( كمَن كُموناً ) : توارى واستخفى . ومنه ( الكَمِين ) من حِيَل الحرب : وهو أن يستَخْفوا في مَكمَنِ لا يُفْطن لهم . وأما ( تكمَّن ) في معنى كَمن فغير مسموع إلا في السِّير . و ( الإستِكمان ) في الصيد : تحريف الاستمكان
[ الكاف مع النون
( كنب ) :
في حديث سعد بن مُعاذٍ : " أنه ( أكْنَبَتْ ) يداه أي غَلُظتا من العَمَل
( كنز ) : ( كنَز ) المال ( كنْزاً ) : جمعه من باب ضربَ (2/233)
و ( الكَنْز ) : واحد الكنوزِ وهو المال المدفون ِ تسميةً بالمصدر . وبفَعَّالٍ منه : سُمّي أبو مَرْثَدٍ الغَنوِيّ كَنّارُ بن حصْنٍ او حُصَين ِ يَروي عن النبي عليه السلام . وعنه واثِله بن الأسْقَعِ والنون تصحيف
و ( اكتنَز ) الشيءُ ( اكتنازاً ) اجتمَع وامتلأ
( كنس ) :
( كَنسَ ) البيتَ : كسحَه بالمِكْنَسة ( كنساً ) من باب ضرب . و ( الكُناسة ) الكُساحةِ وموضعُها أيضاً . وبها سُمّيت ( كُنَاسةُ كُوفانَ ) : وهي موضعٌ قريب من الكوفةِ قُتل بها زيدُ بن عليّ رضي الله عنهِ وهي المُرادة في الأجارات والكفالةِ والصوابُ ترك حرف التعريف
و ( كنَسَ ) الظبيُ : دخل في الكِناس ( كُنوساً ) من باب طلبِ و ( تكنَّس ) مثلُه ومنه " الصيد إذا تكَنَّس في أرض إنسانٍ " ِ أي استتر . ويُروى : تكسَّر وانكسر
و ( الكَنيسة ) في الأجارات : ( 241 / ب ) شِبْه الهَوْدَج يُغرز في المَحْمِل أو في الرحل قضبانٌ ويُلْقى عليها ثوبٌ يَستظِلُّ الراكبُ ويستترُ به فَعلية من الكنُوس وأما كنيسة اليهود لمُتَعبَّدهم : فتعريب كُنِشْتْ عن الأزهري وهي تقع على بِيْعة النَصارى وصلاة اليهود
( كنف ) :
( الكَنَف ) بفتحتين : الناحية . وبه كُنِي ( أبو كَنَفٍ ) الذي طلَّق امراته وغاب (2/234)
و ( الكِنْف ) بكسر الكاف وسكون النون وعاءٌ يَجعل فيه الراعي أداته . ومنه حديث عمر في ابن مسعود رضي الله عنهما : " كُنَيْفٌ مُلِىء علماً " والتصغير للمدح . و ( الكَنيف ) : المُسْتراح
( كنن ) :
( الكانون ) : المُصْطلى
( كني ) :
( الكناية ) : في ( عر ) . [ عرض ]
[ الكاف مع الواو ]
( كوب ) :
( الكُوب ) : كوز لا عُروة له والجمع ( أكواب ) . و ( الكُوبَة ) : الطبل الصغير المُخصَّر وقيل النَرْد . ومنها الحديث : " إن ربّي حرّم عليَّ الخمرَ والكُوبةَ " . وعن أبي سعيد " " هي قصَباتٌ تُجمع في قطعة أديمِ تُخْرز عليهن ثم يَنْفخ اثنان يزمُران فيها "
وقولُه : " ويُكره الصُّنوجُ والكوباتُ " محتمَلٌ
( كور ) :
( كارَ ) العِمامةَ و ( كوَّرها ) : أدارها على رأسه ِ وهذه العمامة عشرة ( أكوارِ ) وعشرون ( كَوْراً ) . و ( كُور الحدَّاد ) : مَوقِد النار من الطين . و ( الكِيرُ ) : زِقُّه الذي يَنفُخ فيه
و ( الكُوَّارة ) بالضم والتشديد عن الغوري : مُعَسَّل النحل إذا سُوِّي من طين . وفي التهذيب : " العَمِيرَةُ كُوَّارة (2/235)
النحل وكُوارة محففة ِ وفي باب الكاف الكِوارُ والكِوارَة هكذا مقيّدان بالكسر من غير تشديد شيءٌ كالقِرْطالة يُتَّخذ من قُضبانٍ ضيّقُ الرأس إلا أنه يُتَّخذ للنحل "
و ( كارَة ) القصَّار : ما يُجمع من الثياب في واحد
( كوس ) :
( كاسَ ) العقيرُ مشى على ثلاثِ قوائم ( كوْساً ) من باب طلَب . و ( ابنُ كاسٍ ) هو علي بن محمد ( 242 / أ ) ابن كاسٍ النّخعي يَروي عن محمد بن علي العامريّ وعنه المِسْكُّي أستاذُ أستاذِ الصَّيْمَريّ
( كوع ) :
( الكَوَع ) : أن يعظم الكُوع ِ وهو طرف الزَّند الذي يلي الإبهام وقيل التِواؤُه وقيل : يُبْس في الرسغين وإقبال إحدى اليدين على الأخرى
( كوم ) :
( الكُوَمة ) بالضم والفتح : القطعة من التراب وغيره . ومنها حديث عثمان : " أنه كَوَّم كُومةً من الحصى " أي جَمعَها ورفع رأسها
( كوي ) :
( كَواه ) بالنار : أحرقه ( كَيّاً ) وهي ( الكَيَّةُ ) و ( اكْتَوى ) : كَوى نفسه . وعن أبي حنيفة : " لا أكرَه الكيَّ والا كتواء "
و ( الكُوَّة ) ثَقْب البيت والجمع ( كُويً ) . وقد يُضمّ الكاف في المفرد والجمع . ويُستعار لمفاتح الماء إلى المزارع او الجداوِل فيقال : كِوى النَّهر (2/236)
[ الكاف مع الهاء ]
( كهر ) :
( الكَهْر ) : الزَجْر وقيل : أن تستقبِله بوجهٍ عابس . ومنه ما في حديث التشميت : " فما شتَمني ولا كَهَرني " . ورُوي : ولا كَبَهني وكانه إبدال : جَبَهني
( كهل ) : ( الكَهْل ) : الذي انتهى شبابُه وذلك بعد الأربعين
( كهن ) :
( الكاهن ) : واحد الكُهَّان ) و ( الكَهَنةِ ) . قالوا : إن الكِهانة كانت في العرب قبل المَبْعَث يُروى أن الشياطين كانت تسْتَرِق السمع فتُلْقيه إلى الكَهنة فتزيدُ فيه ما تُريد وتقبلُه الكُفّار منهم فلما بُعث عليه السلام وحُرِست السماء بطلَت الكِهانة
[ الكاف مع الياء ]
( كيس ) :
( الكَيْس ) : الظَرْف وحُسْن التأنّي في الأمور . ورجل ( كَيّسٌ ) من قوم ( أكياس ) . وأنشد الخصَّاف لعلي رضي الله عنه "
( أما تَراني كَيِّساً مُكيَّساً ... بَنَيْتُ بعد نافعٍ مُخَيَّسا ) وهما سجْنان كانا له رضي الله عنه . و ( المُكيَّس ) : المنسوب إلى الكَيْس . وقوله : " دَلْوٌ كَيّسةٌ " سُخرية منه
و ( كَيْسان ) : من أسماءِ ( 242 / ب ) الرجال وإليه (2/237)
يُنْسب أبو عمرٍ وسليمان بن شُعيب الكَيْسانيُّ وهو من أصحاب محمدٍ ومُسْتَمْليه ومنه قولهم : ذكر محمد في ( الكَيْسانيات ) أو في إملاء ( الكيسانيّ ) (2/238)
باب اللام
[ اللام مع الهمزة ]
( لأم ) :
قوله : " إذا كان العِلْك مُصْلَحاً مُلْتاماً " الصواب : مُلْتئماً بالهمزة المكسورة . وفي الإيضاح : " إذا كان معجوناً أما إذا كان عِلْكاً لم يلتئم بعدُ وذلك لأنه في أول الأمر يكون دُقاقاً يتفتَّتُ ويتكسَّر ثم يُعْجن ويُصْلَح فيلتئِم " : أي يَنْضَمّ ويلتصقُ ويُسمَّى حينئد مَعْمولا
[ اللام مع الباء ]
( لي ) :
( التَّلبية ) : مصدرُ ( لبَّى ) : إذا قال ( لبَّيكَ ) والتثنية للتَّكريرِ وانتصابه بفعل مضمر ومعناه : " إلْباباً لك بعد إلباب " أي لزوماً لطاعتك بعد لزومِ من ( ألبَّ ) بالمكان إذا أقام
و ( اللَّبَّةُ ) : المَنحَر من الصدر و ( لبَبُ الدابَّة ) : من سُيور السَّرْج ما يقع على لَبَّتِه . و ( لبَّبَ ) خصمَه فَعَتلَه إلى القاضي : أي أخذ بتَلْبيبه بالفتح وهو ما على موضع اللَّببَ من ثيابه . وفي الحديث : " أنه صلّى في ثوبٍ واحد متلبّباً " أي : مُتحزِّماً . وأما قوله : " إذا لبَّب قميصَه حريراً " ز فمن استعمال الفقهاء ومعناه : خاط الحرير على موضع اللَّبَب منه (2/239)
و ( لُبابَة ) بنتُ الحارث العامرية : امُّ الفضلِ زوْجة العبَاس عم النبي عليه السلام
( لبد ) :
( المُلَبِّد ) : الذي يَجعَل في رأسه لَزوقاً من صَمْغ أو نحوه ليتلبَّد شعرُه أي يتلصَّق فلا يَقْمَل : عن محمد رحمه الله
( لبس ) :
قميصٌ هارُونيّ ( لَبيْسٌ ) : أي خَلَقٌ فعيل بمعنى مفعول وقد سبق في : ( خم ) . [ خمس )
( لبن ) :
( لبَنُ ) الفحل يُحرِّم : هو الرجل تكون له المرأةُ وهي مُرضِعٌ بلبَنه ِ فكلّ مَنْ أرضعتْه فهو ولدُ زوجها مُحرَّمون عليه وعلى ولده . و ( ابن اللبُون ) أولاد الإبل ما استكْمَل سنتين ودخل في الثالثة والأنثى بنت اللَّبُون وجمعُهما جميعاً ( بنات اللَّبون )
و ( المُلبَّن ) بفتح الباء المشدّدة : الفُرانِق ِ ومنه قوله : " صنع من المُثلَّث مُلَبَّنا . و ( التَّلْبينة ) بالفتح : حِساءٌ من دقيق أو نُخالة وقد يُقال لها بالفارسية سَبُوسَبا يُجعل فيها عسل وكأنها سُميّت بذلك لأنها تشبه اللبَن في بياضها . وفي الحديث : والتَّلْبِينةُ مجمةٌ لفؤادٍ المريض " أي راحةٌ
و ( اللَّبنَة ) بوزن الكَلمِة : واحدة ( اللَّبِن ) وهي التي (2/240)
تُتَّخذ من طين ويُبنى بها وتُخفف مع النقل فيقال : ( لِبْنَةٌ ) ومنه : " كان قاعداً بين لِبنْتين " . ويُقال : ( لِبْنَة القميص ) على الاستعارةِ و ( اللبَّان ) و ( المُلبِّن ) : صانعها . و ( المِلْبَن ) أداته . و ( لَبَّن اللَّبِن ) : ضربَه وصنعه ( تلبيناً ) ومنه لفظ الرواية : " فإن لَبَّنه فأصابه مطرٌ قبل أن يرفعه فأفسده " والهاءُ لِلَّبن
[ اللام مع التاء ]
( لتب ) :
( ابن اللُّتْبيَّة ) : في ( أت ) . [ أتب ]
( لتت ) :
( لَتَّ ) السَّويق : خَلطه ِ من باب طلب
[ اللام مع الثاء ]
( لثث ) :
( ألَثَّ ) بالمكان : أقام . " ولا تُلِثّوا " : في ( فر ) . [ فرق ]
( لثغ ) :
( الألْثَغ ) الذي يتحوّل لسانُه من السين إلى الثاء وقيل : من الراء إلى الغين او الياء
( لثم ) :
( التلثُّم ) : شدُّ اللِثامِ وهو ما على الفم من النِّقاب
[ اللام مع الجيم ]
( لجأ ) :
( ألجأه ) إلى كذا و ( لجَّأه ) : اضطرَّه (2/241)
وأكرهه . و0التَّلْجئة ) : أن يُلجئك إلى أن تاتي امراً باطنه خلافُ ظاهره ِ والتَّلْجِئة أيضاً : أن يَجعَل ماله لبعض ورثته دون بعض : كأنه ( 243 / ب ) يتصَدّق به عليه وهو وارثُه . ومنه : " لا تَلْجِئةَ إلا من وارثٍ "
( لجلج ) :
( تلجْلَج ) في صدره شيءٌ : تردَّد
( لجم ) :
( التَلجُّم ) : شَدُّ ( اللِّجام ) و ( اللُّجْمَةِ ) وهي خرقة عريضة طويلة تشدها المرأة في وسطها ثم تشُدُّ ما يفْضُل من احد طرفيها ما بين رجليها إلى الجانب الآخر وذلك إذا غلب سَيلانُ الدم وإلا فالاحْتشاء
و ( المِكْيال المُلْجَم ) : صاعان ونصف وهو عَشرة امدادٍ
[ اللام مع الحاء ]
( لحد ) :
( اللَّحْد ) : الشَّقُّ المائل في جانب القَبْر . و ( لَحَد ) القبْرَ و ( ألْحدَه ) وقبْرٌ ( مَلْحودٌ ) و ( مُلْحَدٌ ) و ( لَحَد ) للميِّت و ( ألْحَد له ) : حفَر له لَحْداً و ( لَحَد الميِّتَ وألْحَده ) : جعله في اللَّحد
( لحس ) :
( لَحِسَ ) القَصْعة وغيرَها أخذ ما عليها بلسانِه او إصبعه . و ( لَحِس ) الدودُ الصوفَ : أكله ِ ( لَحْساً ) بالسكون من باب لَبِس . ومنه قوله في الأجارات " ولو أصاب الثوبَ لَحْسٌ " . وفي حديث سعيد : " فَلَحِسْتِه بلسانك " والفتح خطأ (2/242)
( لحظ ) :
( اللِّحاظ ) مُؤخِر العين إلى الصُّدغ
( لحف ) :
( المِلْحَفة ) : المُلاءة وهي ما تلتحف به المرأة . و ( اللِّحاف ) : كل ثوب تغطَّيْتَ بهِ ومنه حديث عائشة : " كان عليه السلام لا يُصلّي في شُعُرنا ولا في لُحُفنا "
ورُوي أن النبي عليه السلام قال لجابر في الثوب الواحد : " إن كان واسعاً فالتَحِفْ به وإن كان ضِّيقاً فائتَزرْ به " : أراد بالالتحاف الاشتمالَ به مخالفا بين طرفيه على عاتقيه . والمراد بالمخالفة : أن لا يشُدَّ الثوبَ على وسطه فيصلّي مكشوفَ المَنْكبين بل يأتزر به وبرفع طرفيه فيخالف بينهما ويشدّه على عاتقهِ فيكون ( 244 / أ ) بمنزلة الإزار والرداء
و ( اللَّحيفُ ) : لَقبُ فرس رسول الله عليه السلام
( لحق ) :
( مُلْحِق ) : في ( قن ) . [ قَنَت ]
( لحك ) :
( اللُّحَكَةُ ) والحُلَكَة : دُويَّبة تُشبه العَظايَةِ وربما قالوا : اللُّحَكَى
( لحم ) :
( لَحْمتُ ) العظمْ : عَرقْتُه أي أخذت ما عليه من اللحم . ومنه حديث الزهريّ : " فلما رأتْ يهودُ بني النَّضير ما رأتْ ولَحْمها من الشرّ ما لَحمَها " : أي أصابها وأضرَّ بها كأنه عَرَقها
و ( لُحْمةُ ) الثوب : خلاف سَداه . وفي مَثل : " الحمْ ما أسديتَ " يُضرب في إتمام الأمر . و ( المُلْحَم ) من الثياب : ماسَداه (2/243)
إبْر يْسَم ولُحمته غير إبرَيْسَمِ ومنها : " الولاء لُحمةٌ كلُحْمة النَّسب " أي تشابكٌ ووُصلة كوُصلَته . والفتح لغة
( التْحَم ) القتالُ بينهم : أي اشتبك واختلط . و ( المَلْحَمة ) الوقعة العظيمة ِ و ( المتلاحمة ) من الشِّجاج : التي تشُقُّ اللحم دون العظمِ ثم تتلاحَم بعد شقّها أي تتلاءم وتتلاصَق . قال الأزهري : " الوجهُ أن يقال : اللاَّحِمةُ ِ أي القاطعة للّحمِ وإنما سُمّيت بذلك على ما تؤُول إليهِ أو على التَفاؤل " . وعن محمد رحمه الله : هي قبْل الباضِعةِ وهي التي يتلاحم فيها الدم ويَسْوَدُّ ويحْمرُّ ولا تبْضَع اللحمَ
( لحن ) :
( لَحَّن ) في قراءته ( تلْحيناً ) طَرَّبَ فيها وترنَّمِ مأخوذ من ألحان الأغاني . وقوله عليه السلام : " لعلَّ بعضَكم ألْحَنُ بحُجّته من بعض " أي أعلَم وأفْطنُ من ( لَحِن لَحناً ) إذا فَهم وفطِن لما لا يفْطن له غيرُه
( لحي ) :
( اللَّحيُ ) العظم على الاسنانِ ومنه : رماه بِلَحْيَ جملٍ . وقوله : " باضطراب لَحْيَيْه " على لفظ التثنية ِ الصواب : لِحْيتَه . وفي الحديث : " أمر ( بالتّلحّي ) ونهى عن الاقتِعاط " : هو إدارة العمامة تحت الحَنك ( 244 / ب ) والاقْتِعاطُ ترْكُ ذلك اللام مع الخاء
لخن في العيوب اللَّخَن النَّتَن يقال أمَةٌ (2/244)
( لَخناء ) مُنتِنة المغابن
[ اللام مع الزاي ]
( لزج ) :
( لَزِج الشيءُ ) : إذا كان يتمدَّد ولا ينقطعِ وعن الحلوائي :
البلغم لزِجٌ دسمٌ لا يمازجه نجاسة
ومنه قولهم :
لاتعلقُ به نجاسةٌ لِلزُوجتِه " . وتقديم الزاي خطأ
( لزم ) :
( المُلْتَزَم ) بين الباب والحجر الأسود
[ اللام مع الطاء ]
( لطح ) :
( اللَطْح ) بالحاء غير معجمة : ضَرْبٌ ليّنٌ ببطن الكفّ ِ من باب مَنَع . ومنه الحديث : " ثم جعل يَلطَح أفخاذَنا "
( لطع ) : رجلٌ أَلْطع أبيض الشّفَة
لطم :
( اللطيم ) من الخيل : الذي احدُ شِقَّيْ وجهه أبيضُِ كأنه ( لُطِم ) بالبياض
[ اللام مع العين ]
( لعس ) :
رجلٌ ( ألْعَسُ ) : في شفتيه سُمْرة . ومنه حديث الزبير : " أبْصَر بخَيْبَر فِتْيةً لُعْساً " . ويُنشَد لذي الرُّمّة
( لَمياءُ في شَفَتيها حُوَّةٌ لَعَسٌ ... وفي الِلّثاتِ وفي أنيابها شَنَبُ ) (2/245)
اللمَى : سُمْرةٌ دون اللَّعَس . والحُوَّة : السّواد ِ الشَّنَب : بَرْد الفم والأسنان وقيل : العذوبة والرقة
( لعق ) :
( فنلعَقَه ) : في ( قف ) . [ قفع ]
( لعن ) :
( لعَنَه لَعْناً ) و ( لاعَنه مُلاعنة ) و ( لِعاناً ) و ( تلاعنوا ) : لَعَن بعضُهم بعضا . وأصله الطَّردُ
( لعو ) :
سعيد بن ذي ( لَعْوَةَ ) في السِّير : بفتح اللام وسكون العين
[ اللام مع الغين ]
( لغط ) :
( اللَّغط ) : أصواتٌ مُبهَمة لا تُفهم . وقد ( لَغط ) القومُ ( يلغَطون ) و ( ألْغَطوا إلْغاطاً )
( لغو ) :
( اللَّغو ) : الباطلُ من الكلام . ومنه : " اللَّغوُ في الأيْمان " لِما لا يُعقد عليه القلب . وقد ( لغَا ) في الكلام ( يلْغو ) و ( يَلْغَى ) ِ و ( لَغِيَ يَلْغَى ) . ومنه : ( فقد لَغوْتَ ) ويُروى : " لَغيْتَ "
[ اللام مع الفاء ]
( لفع ) :
( تلفَّعتِ ) المرأةُ بالثوبِ ( 245 / أ ) : إذا اشتمَلتْ به . و ( اللِّفاع ) : ما يُتلفَّع به من ثوبٍ . ومنه : " رِيح لِفاعِها "
( لفف ) :
( اللّفيف ) : من وجوه الطلاق (2/246)
( لفي ) : في الحديث : " لا ( أُلْفيَنَّ ) أحدَكم يومَ القيامة وعلى عاتقه شاةٌ تَيْعَر " . ( ألْفاه ) : وَجَده . والعاتِق : ما بين المَنكِب والعُنق . ويُعَارُ الشاة : صِياحُها . وقوله : " لا أُلْفِيَّن " ظاهره نَهيُ نفسهِ عن الإلْفاء والمراد نَهْي المخاطَب عن أن يكون بهذه الحالة إذا منَع الصَّدقة
[ اللام مع القاف ]
( لقح ) :
( اللَّقاح ) بالفتح : مصدر ( لقِحَت ) الناقةِ فهي ( لاقِح ) : إذا عَلِقت . ومنه قوله : " اللُّقاحُ واحد " يعني سببَ العُلوق
( لقط ) :
( اللَّقيط ) : ما يُلْقَط أي يُرفع من الأرضِ وقد غلب على الصبيّ المنبوذ لأنه على عَرَض أن يُلْقط . و ( اللُّقطة ) الشيء الذي تجده مُلْقىً فتأخذُه . قال الأزهري : " ولم أسمع اللُّقطة ِ بالسكون ِ لغير الليث "
( لقف ) :
( تلقَّفْتُ ) الشيءَ : إذا أخذَته من يَدِ رامِ رماك به . ومنه : تَلقَّف مِن فيه كذا : إذا حَفِظه
وبفَعَّالة منه : كُني البدويُّ الذي قال له أبو بكرٍ رضي الله عنه : " أبالَقَّافَةَ هل تبيع هذا البعير بمائة ؟ قال : لا عافاك الله فقال له : لا تقل هكذا ولكن قل : عافاك اللهِ لا " (2/247)
( لقلق ) : في الحديث : " مَنْ وقي شرَّ لقْلَقِه وقَبْقَبه وَذْبذَبه فقد وِقي " : هكذا في الفِردوس يعني لسانه وبطْنه وفَرْجَه
( لقن ) :
( لَقِنَ ) الكلام من فلان ِ و ( تَلقَّنَه ) : أخذَه من لفظه وفَهِمه . وأما : " تلَقَّن من المُصحف " فلم نسمعه
( لقي ) :
( لقِيَه ) لقاءً و ( لُقْياناً ) . وقد غلب اللِّقاء على الحربِ و ( ألْقى ) الشيءَ : طرَحه على الأرض " : ومعنى قوله تعالى : " ( إذْ يُلْقون اقلامهم ) : ما كانت الأمم تفعلُه ( 245 / ب ) من المساهمة عند الاختلاف فيطرحون سهاماً يكتبون عليها أسماءهم فمن خرج له السهمُ سُلِّم له الأمرُ . والأزلام والأقلام : القِداح
و ( الإلْقاءُ ) : كالإملاء والتعليم . ومنه الحديث : " ألْقها على بلالٍ فإنه أمدُّ صوتاً " أي أرفعُ من قولهم : قَدٌّ مَديدٌ أي طويل مرتفع واشتقاقه من المَدى خطأ
[ اللام مع الكاف ]
( لكأ ) :
( تلكَّأ ) عن الأمر : تباطأ وتوقَّف . ومنه قوله في الطلاق : " فتلكَّأتِ المرأة " . و " فَتلَكَّت " : لحنٌ
( لكز ) :
( اللَّكْز ) : الضْرب بجُمْع الكفّ " على الصدر من باب طَلب . ومنه : " ليس في اللَّطمه ولا في اللَّكْزة قِصاص " (2/248)
( لكع ) :
( رجل ألْكَع ) : لئيم أو أحمقُِ و ( امرأة لكْعاءُ ) . و ( لَكاعِ ) بالكسر : مختَصٌّ بِنداء المرأة . وأما حديث سعدٍ : " أرأيت إنْ دخَل رجلٌ بيتَه فرأى لكاعاً وقد تفخَّذَ امرأته " : فقال الأزهري : جعل " لكاعاً " صفة للرجل على فَعال . وقول الحسن لإياسٍ : ( يا مَلْكَعانُ ) : أي يا لئيم
( لكن ) :
( الألْكَنُ ) : الذي لا يُفْصح بالعربية . وقيل : ( اللَّكَن ) ثِقْل اللسان كالعُجْمة
[ اللام مع الميم ]
( لمس ) : بَيع ( المُلامَسَة ) و ( اللِّماس ) أن يقول لصاحبه : إذا لمستُ ثوبك أو لمستَ ثوبي فقد وجب البيع " . وفي المنتقى عن أبي حنيفة : هي أن يقول : أبيعك هذا المتاعَ بكذا ِ فإذا لمستُك وجَب البيْعُ . أو يقول المشتري كذلك . " والمُنابذة " : أن تقول : إذا نَبذْتُه إليك أو يقول المشتري : إذا نبذتَه إليَّ فقد وجب البيعُ و " إلقاء الحجر " : أن يقول المشتري أو البائع : إذا القيتُ الحجرَ وجَب البيعُ ( 246 / أ ) . وفي سُنن أبي داود : " الملامسة ان يمسَّه بيده ولا ينشُرَه ولا يَقْلِبه "
( لمظ ) :
( تلمَّظَ ) الرجلُ : تتبَّع بلسانه بقية الطعام بين اسنانه بعد الأكل . وقيل : التلمظ أن يخرج لسانه فيمسحَ به (2/249)
شفتيه و ( الألْمَظُ ) من الخيل : الذي شفتُه السفلى بيضاء
( لمم ) :
( ألمَّ ) بأهله : نزل . وهو يزورنا ( لِماماً ) أي غِبَّاً و ( اللِّمَّة ) : دون الجُمَّة ) وهي ما ألمَّ بالمنكِب من شعر الرأس وجمعها ( لِمَم )
و ( اللَّمَم ) بفتحتين : جنونٌ خفيف ومنه : " صلى ركعْةً ثم غُشِي عليهِ أو أصابه لَممٌ " وفي قوله : " وبعدَه ينْفي اللَمَم " : ما دُون الفاحشة من صغار الذنوب . ومنه :
( إنْ تَغفِر اللهمَّ تغفِرْ جَمَّا ... وأيُّ عبدٍ لكَ لا المَّا ) أي لم يُذنب . ( يَلَمْلَم ) : موضعه ( بل ) . [ بَلَمْلَم ]
[ اللام مع الواو ]
( لوب ) : قوله : " ما بين لابَتَيْ المدينة أفقرُ مني " : ( اللاَّبَة ) و ( اللُّوبة ) الحَرَّةِ وهي الأرض ذاتُ الحجارة السُّود . ومنه : أسْودُ ( لُوبيٌّ ) و ( نوبيٌّ ) . والمعنى ليس بالمدينة أحوج مني . وإنما قيل ذلك لأن المدينة بين حَرّتين ِ ثم جرى على أفواه الناس في كل بلدة ِفيقولون : ما بين لا بتَيْها مثْلُ فلانِ من غير إظهار صاحب الضمير
( اللُوبياء ) بالمدّ : حَبٌّ معروف وهو نوعان : أبيض وأسود
( لوَّثَ ) :
( لوَّتَ ) الماءَ : كدَّره . و ( لوَّث ) ثيابَه بالطين أي لطَّخها فتلوَّثت . وقول الفقهاء : " باطن الخُفّ لا يخلو عن لَوْثٍ " (2/250)
أي عن دنس ونجاسة ِ كأنه مأخوذ من هذا . ومنه : " " بينهم لَوْثٌ وعداوةٌ " أي شرٌّ أو طلبٌ بحقد . وعن مالك في القسامة : " إذا كان هناك : لَوْثَة استُحلِف الأولياءُ خمسين يميناً واقتُصَّ من المدَّعي عليه ( 246 / ب ) . قال : واللَّوْثة أن يكون هناك علامة القتل في واحد بعينهِ أو تكون هناك عداوةٌ ظاهرةٌ وكأنها من الأول بزيادة الهاء . وأما ( اللُّوثة ) بالضم : فالاسترخاء والحُبْسة في اللسان
( لوح ) :
( ألاح ) بثوبه و ( لوَّح ) به : إذا لمع به . ومنه الحديث : " إلى أن طلَع الزُّبير في النِّيل يُليح بثوبه أو يلوّحِ يعني انه كان يرفعه ويحرّكه لِيَلُوح للناظر . و " يَلْمح " : تصحيف
( لوص ) :
( اللَّوْص ) : في ( شو ) . [ شوص )
( لوق ) :
في حديث عُبادة بن الصامت : " ولا آكل إلا ما ( لُوِّقَ ) لي : أي لُبِّن من طعامي حتى حصل في لين ( اللُّوْقَة ) وهي الزُبْدة
( لوك ) :
( اللَّوْك ) : مضْغ الشيء الصُّلب وإدارتُه في الفم . يُقال : ( لاكَ ) اللقمةَ ولاك الفرسُ اللجام . ومنه الحديث في الشاة المَصْليّة : " فأخذ منها لُقمةً فجعل يلُوكها ولا يُسيغها " . وقوله : " حلف لا يأكل عِنباً " فلاكَه وابتلع ماءه ورمى بقِشره وحَبَّه لم يَحنث " أراد : أنه عَصره باللِّثات لا بالأسنان
( لوم ) :
( التلوُّم ) : الانتظار . ومنه : " أصبحوا مفْطرين مُتَلوِّمين " أي منتظرين (2/251)
( لون ) :
( اللوْن ) بفتح اللام : الرديء من التمر . وأهل المدينة يُسمُّون النخل كلَّه - ما خلا البَرْنيَّ والعجْوة - الألوانَ . ويُقال للنخلة : ( اللِّيْنَة ) و ( اللُونَة ) بالكسر والضم
( لوو ) :
( اللَّوّ ) : باطن الشيء . ومنه المثَل : لا يَعرف الحَوَّ من اللَّوّ " . وقوله : " لأن الموجود من الحنطة لَوُّها وهو ما يصير بالطَّحْن دقيقاً " : وهو - وإن كان صحيحاً - نادرٌ غريبِ ولا آمنُ أن يكون الصَّوابَ : لُبُّها لأني رأيتُ في مختصر شرْحَيْ الكافي ( 247 / أ ) والمبسوط : " أن أكل الحنطة في العُرْف يُراد به باطنُ الحنطة ن وهو اللُبُّ ِ وهو يصير بالطَّحْن دقيقاً "
( لوي ) :
( لوَى ) الحبْل : فتَله ( لَيّاً ) . ومنه ( اللّواء ) : علَم الجيش وهو دون الرايةِ لأنه شُقّةُ ثوبٍ تُلوى وتُشدُّ إلى عود الرمح . ( ولوى ) عنقَه أو رأسَه : فَتلَه وأمالَه . و ( لَوَّوْا ) رؤوسَهم . وقوله تعالى : ( وإن تَلْوُوا أو تُعرِضوا ) " عن ابن عباس : أنَّ الآية واردةٌ في الشاهد مانعةٌ أن يَلْوي لسانه فيُحرّف أو يُعْرِض فيَكْتُمَ
و ( لَوى ) الغريمَ ) : مطلَه ( لَيَّاً ) و ( ليَّاناً ) . ومنه : " لَيُّ الواجِد يُحلُّ عِرْضَه وعقوبته " : وجَد وُجْداً وجِدةً استغنى وعِرْض الرجل : ما يصونه من قَدْره وأصلِه . والمعنى أنّ مَطْل الغنيّ يُحِلّ ذمَّ عِرْضهِ وأن يقال له : يا ظالمُ . وعن سُفيان أنه يُغْلَظ له وعقوبته الحبْس (2/252)
ومرَّ ( لا يَلْوي ) على احد : أي لا يُقيم عليه ولا ينتَظره . ومنه قول أنس في يوم حُنين : " فولَّوْا منهزمين لا يَلْووُن على شيء " . و ( تلوَّثٌ ) الحيّةُ : تَرَحّت . وفي العيوب : التَلوّي في الأسنان أي الاعوجاجُِ فالصواب : الالتواء
[ اللام مع الهاء ]
( لهج ) :
( اللَّهْجة ) بالتحريك والسكون : اللسان وقيل : طرفه . وعن الأزهري : " يُقال : فلان فصيح اللَّهْجة : وهي لغته التي جُبل عليها واعتادها "
( لهزم ) :
( بلهْزِمَتِه ) : في ( شج ) . [ شجع ]
( لهو ) :
( اللَّهاة ) لحْمةٌ مشرِفة على الحَلْق . ومنها قوله : " من تسحَّر بسَويق لا بدَّ أنْ يبقى بين أسنانه ولهَاتِه شيءٌ " . وأما اللِثات : فهي لحماتُ أصولِ الأسنان
( لهنَّك ) :
( لَهِنَّكِ ) : في الذَيْل
[ اللام مع الياء ]
( ليط ) :
( ليطَةُ ) القصب ( 247 / ب ) : قِشْره . ومنها : يجوز الذَّبح ( باللِّيطة ) (2/253)
( ليل ) :
في حديث أبي بكر : " ما لَيْلكَ بلَيْلِ سارقٍ " : إنما قال ذلك لأنه كان يصلّي بالليل ثم سَرَق
( اللّيلة ) : في ( بر ) . [ برحَ ]
( لين ) :
( ألَنَّا لهُ ) : في ( فج ) . [ فجج ] (2/254)
باب الميم
[ الميم مع الهمزة ]
( مات ) :
( مُؤْتة ) : بالهمزِ عن ثعلب : من قرى البلقاء بالشامِ قُتِل بها جعفر الطيّار رضي الله عنه . ويجوز قلب مثل هذه الهمزة واواً ِ عن أبي الدُّقَيْش
( مأق ) :
( المُؤْقُ ) : مُؤْخِر العينِ و ( المأقُ ) : مُقْدمِها . وعلى ذا ما رُوي : " أنه عليه السلام كان يكتحل من قِبَل مُؤْقِه مرةً ومن قِبَل مأقِه أخرى " . قال الأزهري : " هذا الحديث غير معروف " . وإجماع أهل اللغة : أنهما بمعنى المُؤخِرِ وكذا ( المَأْقِي ) ومنه : " كان عليه السلام يمسح المأقِيَيْن "
( مأن ) :
( المَؤُونة ) الثِقْل فَعولة من ( مأنْتُ ) القوم : إذا احتملتَ مَؤُونَتهم وقيل العُدَّة من قولهم : " أتاني هذا الأمرُ وما مأنْتُ له مأنْاً " إذا لم تستعدّ له . وقيل إنها من ( مُنْتُ ) الرجلَ ( امُونُه ) والهمزة فيها كهيّ في ادْؤُرٍ . وقيل : هي مفْعُلة من الأيْن او الأبْنِ والأول أصح
( مأي ) عمر رضي الله عنه كتب إلى سعدٍ : " لا تَخْصِيَنَّ (2/255)
فرساً ِ ولا تُجْريَنَّ فرساً من المِائتَيْن " قال : يعني الأبْواع والأذْرُع إذا كان للتلهّي . ويروى : " من مَأتين " . قال الحلوائيّ : هو اسم موضع . والمعنى : لا تُجاوزْ به هذا الموضَع . وفي هذا كِلّه نظَرٌ
[ الميم مع التاء ]
( متع ) :
( المتاع ) في اللغة : كل ما انتُفِع به وعن علي ابن عيسى : " مَبيع التِّجار مما يَصْلُح للاستمتاع به . فالطعام متاعٌ والبَزُّ متاع وأثاث البيت متاع " . قال : وأصله النفع الحاضر ( 248 / أ ) وهو مصدرُ ( أمتعه إمتاعاً ) و ( مَتَاعاً ) . قلتُ : والظاهر أنه اسمٌ من ( مَتَّع ) ِ كالسلام من سلَّم . والمراد به في قوله تعالى : " ولما فتحوا مَتَاعهم " : أوعيةُ الطعام . وقد يُكنى به عن الذكر . وما قاله محمد في تفسير المتاع مُثَبت في السِّيَر
و ( متعة ) الطلاقِ ومتعة الحجّ ومتعة النكاح : كلُّها من ذلك لما فيها من النفْع أو الانتفاع
( مثل ) :
( جَوْزُ مَاتُلٍ ) : بالكسر والضم سماعاً عن الأطباء : سَمٌّ مُخدّر شبيهٌ بالجوز عليه شَوك غِلاظ قصار وحَبُّه مثل حَبّ الأتْرجّ والعوامُّ يقولون : مَهَاتُل وليس بشيء
( متن ) :
( مَتُنَ الشيءُ ) : اشتدَّ وقويَ ( متَانةً ) (2/256)
ومنه : ( مَتُن الشرابُ ) : إذا اشتدَّ . و ( متَّنَه ) غيرُه : قَوَّاه بالأفاوية . وأما " أمْتَنه " فلم اسمعه
[ الميم مع الثاء ]
( مثل ) :
( المِثْل ) : واحد ( الأمثال ) . وقوله تعالى : ( فجَزَاءُ مثْلُ ما قَتَل من النَّعَم ) " : أي فعليه جزاءٌ مماثلٌ لما قتَل من الصَّيْدِ وهو قيمة المَصيد عند أبي حنيفة رحمه الله وعند محمدٍ والشافعي رحمة الله عليهما : " مِثْلُه " : نظيرُه من النَّعمِ فإن لم يوجَد عُدِل إلى مذهب ابي حنيفة . فمن النَّعم على الأول : بيانٌ للهَدْي المُشْتَرى بالقيمة ِ وعلى الثاني : للمِثل . والأول الوجهِ لأن التخيير بين الوجوه الثلاثة عليه ظاهر . وانتصابُ " هدياً " على أنه حال عن " جزاءٌ " لأنه موصوف أو مضاف على حسب القِراءتين أو عن الضمير في " به "
و ( مثَل ) به ( مُثْلةً ) : وذلك أن يُقْطَع بعضُ أعضائه أو يُسوَّد وجهُه . و ( التِمثال ) : ما تصنَعُه وتصوِّره مُشتبَّهاً بخلق الله تعالى من ذوات والصورة عامٌّ ويشهد لهذا ( 248 / ب ) ما ذكر في الأصل : أنه صلّى وعليه ثوبٌ فيه ( تماثيلُ ) كُرِه له قال : وإذا قُطع رؤُوسها فليست بتماثيل
وفي متفق الجَوْزقيّ أن عائشة رضي الله عنها قالت : " قدِم رسول (2/257)
الله عليه السلام وقد سَتْرتُ سَهْوةً لي بِقرامٍ فيه تماثيلُ فلما رآه هتكه " الحديثَ . ومن ظنَّ أن الصُّوَر المَنْهيَّ عنها ما له شخصٌ دون ما كان منسوجاً أو منقوشاً في ثوبٍ أو جدارٍ فهذا الحديث يُكذِّب ظنَّه وقولُه عليه السلام : " لا تدْخُل الملائكةُ بيتاً فيه تماثيلُ أو تصاوير " : كأنه شَكٌّ من الراوي . وأما قولهم : " ويُكْره التّصاويرُ والتماثيل " : فالعطف للبيان . وأما ( تماثيل شجر ) : فمجاز إنْ صحَّ
و ( المِثال ) : الفِراش الذي يُنَام عليه . و ( امتثل امره ) : احتَذاه وعمل على مِثاله . وقوله : " من عادةِ محمدٍ في تصانيفه أن يَمْتَثِل بكتاب الله " فكأنه ظنَّ أنه بمعنى يَقْتدي فعدّاه تعديتَه
( مثن ) :
( المَمْثُون ) : الذي يشتكي مَثانتَه
[ الميم مع الجيم ]
( مجج ) :
( مَجَّ ) الماءَ من فيه : رمَى بهِ من باب طَلَب . و ( المُجاج ) : الرَّيق . و ( مَجْمَجَ ) الخطَّ : خلَطه وأفسده بالقلم وغيره
( مجر ) : في القُدُوريّ : " نهى عن بيع ( المَجْرِ ) " ِ لفْظُ الحديث كما أثبت في الأصول : " نَهى عن المَجْر " بسكون الجيم : وهو ما في بطن الحامل . وعن ابي زيد هو أن يُباع البعيرُ بما في بطن الناقة (2/258)
وأما ( المَجَرُ ) مُحَّركاً : فأنْ يَعظُم بطنُ الشاة الحامل فتُهزل يقال : شاة ( مُمْجِرٌ ) وغنم ( مَمَاجِرٌ ) بفتح الميمين
( مجس ) :
( المجوس ) على قول الأكثرين ليسوا من أهل الكتاب ِ ولذا لا تُنكح نساؤُهم ولا تُؤكل ذبائحهمِ وإنما ( 249 / أ ) أخذت الجزية منهم لأنهم من العَجم لا لأنهم من أهل الكتاب ِ قاله الطحاوي . ويدل على أنهم ليسوا منهم قولُه تعالى ( إنما أنزل الكتاب على طائفتين من قَبلنا ) وحديثهم في المُعْرِب
( مجل ) :
( مجَلتْ ) يدُه ( مَجْلاً ) و ( مَجِلَتْ مَجَلاً ) لغةٌ : وهو أن يجتمع بين اللحم والجلد ماءٌ من كثرة العمل
( مجن ) :
( الماجن ) : الذي لا يُبالي ما صنَع وما قيل له ومصدره ( المُجون ) . و ( المَجَانة ) اسمٌ منهِ والفعل من باب طلب . و ( المُماجِن ) من النوق : المُمارِن وهي التي يَنْزو عليها غيرُ واحدٍ من الفُحولة فلا تكاد تَلْقح . و ( المَنْجنون ) : الدولاب وعن الدينوريّ : كلُّ ما يَغْرِف بالدّوْر فإنها المَنْجنونات وأما ( أرُزُّ المَجَّان ) : فمعروفٌ ببخارى
[ الميم مع الحاء ]
( محح ) :
( مُحُّ ) البيضة : صُفْرَتها
( محق ) :
( المَحْقُ ) : النقصان وذهاب البركة وقيل : هو أن يذهَب الشيء كله حتى لا يُرى منه أثرٌ ومنه : " يَمحَقُ (2/259)
الله الرِبا " : أي يستأصله ويَذهب ببركته ويُهلك المالَ الذي يَدخل فيه
( محل ) :
( تمحَّله ) : طلبَه بحيلةٍ وتكلّفٍ
[ الميم مع الخاء ]
( مخر ) :
( مَخَرْتُ ) الأرضَ ( مَخْراً ) : ارسلتُ الماء فيها ليُطيّبها . ومنه قول محمد رحمه الله : " وإذا سقى ارضاً ومَخرَها "
( مخض ) :
( مَخَض ) اللبنَ في ( المِمْخَضة ) : وهو الإناء الذي ( يُمْخَض ) فيه اللبن أي يُضرب ويُحرَّك حتى يَخرُج منه الزُبْدُ
ومخضَت الحاملُ ( مخَاضاً ) : أخذها وجَعُ الوِلادة ومنه قوله تعالى ( فأجاءها المخاضُ إلى جذع النخلة )
و ( المَخاض ) ايضاً : النوق الحوامِل الواحدةُ خَلفَةٌ . ويقال لولدها إذا استكمل سنةً ودخل في الثانية : ابنُ مخاضٍ لأن أمه لحِقت بالمخَاض ( 249 / ب ) من النوق
[ الميم مع الدال ]
( مدد ) : ( مَدَّ ) الحبْل ( مداً ) . وقوله : " مدَّ صوتِه " : يجيء بُعَيْدَ هذا . ( وأمَدُّ صوتاً ) : في ( لق ) [ لقي ] (2/260)
و ( مدَّ النهرُ ) : زاد ماؤه . ومنه : مدَّتْ دِجْلةُ من مطرٍ و ( مدَّه ) نهرٌ آخر ِ و ( المدُّ ) : واحد المدُود وهو السيل ومنه ( ماءُ المدّ ) وإنما خُصَّ بالذِكر لأنه يجيء بغُثاءٍ ونحوه . و ( المدَدُ ) : ما يُمَدُّ به الشيءُ : أي يُزاد ويُكثَّر . ومنه : أمدَّ الجيشَ بمدَدٍ : إذا أرسل إليه زيادةً
و ( المُدُّ ) : ربُع الصَّاع . وفي خطبة عُبادة : ألا والحنطةُ بالحنطة مُدّيْن بمُدّين " خطأٌ وإنما الصواب : مُدْيٌ بمُدْيٍ وهو مِكْيال بالشام يسع خمسة عشر مكُّوكاً والمكّوك صاعٌ ونصف صاع ِ عن الخطابيّ
( مدي ) :
و ( المُدْيَة ) : واحدة المُدَى وهي سكِّينُ القَصَّاب ومنها : " أما الظُّفْر فمُدْي الحبشة " . و ( المَدَى ) بفتحتين : الغاية . ومنه ( التمادي ) في الأمرِ وهو بلوغ المدى . وأما الحديث : " يَشْهد للمؤذّن مَنْ يَسمع صوته ويَستغفر له مَدى صوته " وفي شرح السنّة : قال عليه السلام : " المؤذّن يُغْفر له مَدَى صوته ويَشهد له كلُّ رطْبٍ ويابس " - فالمعنى : أنه يُغفر له مغفرةً طويلةً عريضةً على طريق المبالغة وكذا على رواية من رَوى : " مدَّ صوتِه " . ويحتمل أن يراد : أنه لو كانت هذه المسافة مملُوَّةً ذنوباً لغُفرت و " المَدى " على الأول : نصْبٌ وعلى الثاني : رَفْعٌ بالفاعليّة وإن صح ما في شرح الكافي فانتصابُه على الظرف والفاعل ضمير مَن في يَستغفر (2/261)
[ الميم مع الذال ]
( مذر ) :
بَيْضةٌ ( 250 / أ ) مَذرَةٌ : فاسِدةٌ من باب لبِس
( مذن ) :
( الماذِيانات ) : جمع ( الماذِيان ) وهو اصغر من النهر وأعظم من الجدْول فارسيّ معرَّب . وقيل : ما يجتمع فيه السَّيْل ثم يُسْقَى منه الأرض
( مذي ) :
( المَذْيُ ) الماء الذي يخرج من الذَّكر عند الملاعبة يقال ( مَذَى ) و ( أمذى ) و ( مَذَّى ) . وفي حديث علي رضي الله عنه : " وكنتُ رجلاً ( مَذَّاءً ) : أي كثير المَذْي وهو فعّالٌ من الأول
[ الميم مع الراء ]
( مرأ ) :
( المرأة ) : مؤنَّث ( المرء ) وهو الرجل ِ وهي اسمٌ للبالغة كما الرجلُ والفقهاء فرَقوا في الحَلِف بين شِرَى المرأة ونكاحَها . و ( المروءةُ ) : كمال الرُجوليّة ِ ومنها : " تجافَوْا عن عقوبة ذي المروءةِ ( مَرُؤَ ) الرجلُ ( مُروءة ) وطعامٌ ( مَرِيءٌ ) هنيءٌ على فعيل وقد ( مَرؤَ مراءةً ) . ومنه ( المَرِيء ) لمجرى الطعام والشراب ِ وهو رأس المعدة والكَرِش اللازِق بالحُلقْوم
( مرخ ) :
( مَرَّخ ) أعضاءه بالدُهن : لطَّخها بكثرة (2/262)
( مرد ) :
( ومَرادِيَّها ) : في ( قل ) . [ قلع ]
( مرب ) :
( مأْرِب ) : موضعه في ( أر ) . [ أرب ]
( مرر ) :
( مرَّ ) الأمرُ و ( استمَّر ) : أي مضى . وقوله : " استمرَّ بها الدم " يعني دام واطَّرد . وكل شيء انقادتْ طريقتُه ودامت حالُه قيل فيه : قد استمرَّ ومنه : هذه عادةٌ مُسْتمِرّة . وفي التنزيل : " سحْرٌ مُسْتَمِرّ " على احد الأوجه
و ( المِرَّة ) : القوة والشدة . ومنها : " ولا لذي مِرَّةٍ سَويّ " أي مَسْتوي الخَلْق . و ( مُرَّة ) بالضم : قبيلة إليها يُنسب أبو غطفان يزيد بن طريف المرّي والمُزَنيّ تحريف . و ( المَرُّ ) بالفتح في وقْف المختصر : الذي يُعْمل به في الطين و ( بطن مَرِّ ) : موضع بمكة على ( 250 / ب ) مرحلةٍ
وعن الشافعي في حَصَى الرَمْي : " ومن حيثُ أخذَ أجزْأه إذا وقع عليه اسمُ الحجرِ ( مَرْمَرٍ ) أو بِرامِ أو كَذَّانٍ أو فِهْرٍ وإن رمى فوقعت حصاتُه على مَحْمِلٍ فاستنَّتْ فوقعت في موضع الحصاة أجزأه "
قلت : " المرمر " : الرُخامِ وهو حجر أبيض رِخْو . " والبِرام " بالكسر : جمع بُرْمَةٍ وهي في الأصلِ : القُدورُ من الحجارة إلا أنه اراد هنا الحجارَة أنفسها . و " الكَذَّان " بالفتح (2/263)
والتشديد : الحجارة الرخْوة . و " الفِهْر " : الحجَر مِلْء الكفّ والجمع أفهار وفُهور وبتصغيرها سُمّي فُهَيْرة والد عامرٍ المعذَّب في الله تعالى . و " استِنانُ الفرسِ " : عَدْوُه إقبالاً وإدباراً من نشاط وأُريد به هنا نُبوُّهُ وارتفاعه واندفاعه بكرَّةٍ وإن لم نسمعه مستعملاً في هذا المقام
( مرس ) :
( المَرْسُ ) والمَرْدُ : أن يُبَلّ الخبز أو نحوُه في الماء ويُدْلك بالأصابع حتى يلينِ ويُقال للتمر إذا مُرس في ماءٍ أو لَبنٍ : ( مَرِيسٌ ) ومَريد
( مرض ) :
( مَرَّضه ) تمريضاً : قام عليه في مرضه
( مرط ) :
( المَرَط ) : سقوط أكثر الشعر ِ ومنه : حاجبٌ أمْرَط . و ( المُرَيْطاء ) على لفظ تصغير المَرْطاء : ما بين السُّرْة والعانة ِ وقيل : جلدةٌ رقيقة في الجَوْف . وعن شمر : المُرَيْطاوان : جانباً عانةٍ الرجل اللذان لا شَعْر بهما . و ( المُروط ) جمع مِرْطٍ وهو كساءُ من صوف أو خزٍّ يؤتَزرُ به وربما تُلقيه المرأة على رأسها وتتلفَّع به
( مرتك ) :
( المِرْتَكُ ) بفتح الميم وكسرها : المُرْدَاسَنْجُ ِ ذكر الغوريُّ المكسور ( 251 / أ ) في باب مِفْعَلِ والمفتوحَ في باب فَعْلَلِ وفي التكملة : في فَعْلَل لا غير : وهو الصحيح لأنه مُعرَّب . وتشديد الكاف خطأ
( مرن ) :
( المارِن ) : ما دون قصَبةِ الأنف وهو ما لانَ منه (2/264)
( مرو ) :
( المَرْوة ) : حَجر أبيض رقيق يُجعل فيه المَظَارْ وهي كالسكاكين يُذبح بها وقد سُمّي بها الحبلُ المعروف . و ( المَرْوانِ ) : مَرْو الرُّوذِ ومَرْو الشَّاهَجَانِ وهما بخراسان . وعن خواهر زاده : الثياب المَرْويَّةُ بسكون الراء : منسوبة إلى بلدٍ بالعراق على شَطّ الفرات
( مري ) :
وفي الحديث : " أمْرِ الدَم بما شئت " أي سَبِّلْهِ بكسر همزة الوصل : أمْرٌ من ( مَرَى ) الناقةَ بيده إذا مسح أخلافها لِتدُرّ مثْلُ : اِرم من رمَى يرمي . ويُروى : أمِرْ بقطع الهمزة من " أمارَ الدمَ " إذا أجراه و " مار بنفسه يَمور "
( لا يُمارِي ) :
في ( شر ) . [ شري ]
[ الميم مع الزاي ]
( مزر ) :
( المِزْرُ ) : شرابٌ يُتَّخذ من الحنطة وقيل من الذُّرة والشعير
( مزمز ) :
( المَزْمَزة ) : في ( تر ) . [ تَرْتَر ]
( مزق ) :
( مُزَيْقِيَاء ) : هو عمْرو بن عامرٍ الذي خرَج ومعه مالك بن فَهِيم بن عقيم الأزدي من اليمن حين أحسُّوا بسيْل العَرِم لُقِّب بذلك لأنه كان يُمزِّق كل يوم حُلَّتين يَلبَسُهما ويَكره أن يعود فيهما ويأنفُ أن يلبَسهما غيرُه وابوه كان يُلقَّب بماءِ (2/265)
السماء لأنه وقتَ القحط كان يُقيم مالَه مَقام المطر . وأما أمّ المنذر ابن امرىء القيس فكانت تُسمى ماء السماء لجمالها وحُسنها وربما نُسب المنذر إليها وهو جدُّ النعمان بن المنذر بن ماء السماء صاحب النابغة وعَبيْد ابن الأبرص ( 251 / ب ) هكذا عن القُتبيّ
[ الميم مع السين ]
( مسح ) :
( المسح ) : إمْرارُ اليد على الشيء . يقال : ( مَسَح ) رأسَه بالماء أو بالدهن ( يَمْسَحُه مَسْحاً ) . وقولهم : " مَسح اليد على رأس اليتيم " : على تضمين معنى أمرَّ وأما : " مسَح برأسه " فعلى القلبِ أو على طريق قوله تعالى : ( وأصْلِح لي في ذُرْيتي )
و ( المِسْح ) بالكسر : واحد المُسوح وهو بَلاس الرهبانِ وبتصغيره : سُمّي والد تميم بن مُسَيْح الغَطَفانيّ الذي وُجِد لقيطاً وقيل : مُسْلِم بن مُسَيْح ولم يصِحّ . و ( التِمْساح ) : من دوابّ البحر شبيهٌ بالسُّلحْفاةِ إلا أنه أضخم ِ وهو مَثلٌ في القُبح
( مسس ) :
( مسَّ ) الشيءَ ( مسّاً ) و ( مَسِيْساً ) : من باب لِبس ِ و ( أمْسَسْتُه ) مكَّنْتُه من مسِّه . وقولهم أمسَّ وجهَه الماءَ وأمَسَّه الطيبَ . إذا لطخَه مجاز ومنه : لم يكن عليه أن يُمِسَّ شيئاً من ذلك الماء " . وفي حديث أم حَبيبة : " دَعتْ بطِيبٍ بعد ثلاثة أيام فأمسَّتْها عارِضَيْها " . الصواب لغةً : فأمسَّتْهُ . والرواية : ثم مَّستْه بعارضيها ِ ويُكنى ( بالمسٍّ والمسيس ) عن الجماع (2/266)
ورجل ( مَمْسُوسٌ ) : مجنون . وبه ( مَسٌّ ) وهو من زَعَمات العرب : تزعُم أن الشيطان يَمسُّه فيختلط عقلُه
( مستق ) :
( المُسْتُقة ) بضم التاء وفتحها : فروٌ طويلُ الكُمَّيْن عن ابن الأعرابي والأصمعي . وعن ابن شُميْل : هي الجُبَّة الواسعةِ وجمعها ( مَساتِق )
( مسك ) :
( المِسْك ) : واحد ( المُسوك ) . و ( أمسك ) الحبلَ وغيرَه : أخذه و ( أمسك ) بالشيء و ( تمسَّك ) به و ( استمسك ) : اعتصم به
و ( أمسك ) عن الأمر و ( استمسك عنه ) : كفّ عنه وامتنع . ومنه ( استمساكُ البول ) : امتناعُه عن الخروج . وقولهم : " لا يَستمسك بولَه " بمعنى : لا يُمسِكه : خطأٌ وإنما الصواب : بولُه بالرفع لأن الفعل لازم كما ترى . ومنه قوله : " وإنه لا يستمسك على الراحلة " : أي لا يَقدر على إمساك نفسه وضَبْطها والثبات عليها
وقوله : " لأن في الآلة الماسكة " أي المُمْسِكةِ من عبارات الأطباء . و ( المُسْكَة ) : التماسُك . ومنها قوله : " زوالُ مُسْكة اليقظة " وقوله في الديات : " أزال مُسْكة الأرض والآدميُّ لا يَسْتمسك إلا بمُسْكةٍ " : هي الصلابةُ من الأرضِ وحقيقتُها ما يُتمسَّك به . ومنها قولهم : " بلغْتُ مُسكةَ البئرِ إذا حفرْتَ فبلغتَ موضعاً صُلبْاً يصعب حفرُه
وقولهم للفرس إذا كان مُحَجَّلَ يَدٍ ورجْلٍ : " مُمْسَكُ الأيامن مُطْلَقُ الأياسِر " أو على العكس وفيه اختلاف والصحيحُ (2/267)
أن ( الإمساك ) : التَحْجيلُ لأنه من ( المَسَك ) جمع ( مَسَكة ) وهي السوار ِ كما أن التَّحجيل من الحِجْل وهو الخَلْخالِ إلا أنهما استُعيرا للقيدِ ولذا استُعمل الإطلاق في مقابَلتهما وفي الحديث : " وفي يدها مَسَكتان غليظتان من ذهب "
( مسي ) :
( المساءُ ) : ما بعد الظهر إلى المغربِ عن الأزهري . وعلى ذا قول محمد رحمه الله : " المساءُ مَساءان إذا زالت الشمس وإذا غربتْ "
[ الميم مع الشين ]
( مشتْ ) :
( مُشْت ) بالفارسية : جُمْع الكفّ . ومنه اصطلاح أهل مَرْوَ في قسمة الماء : " كلُّ مُشْتٍ ستُّ بَسْتاتٍ "
( مشش ) :
( المُشَاش ) : رؤوس العظام التي تُمشّ أي تُمَصُّ وفي قوله : " فإن بلغ الكسْرُ المُشاشَ لا يُجْزيه " يُراد به عَظْم داخل القَرْن . و ( المَشَش ) : شيء في الدابّة يَشخَص في حتى يكون له حجم وليس له صلابةُ العظم الصحيح وقد ( مَشِشَتْ ) باظهار التضعيف . وفي أجناس الناطفي : " المَشَش عيبٌ وهو نَفْخٌ ( 252 / ب ) متى وضعْتَ الإصبعَ عليه دَمِيَ وإذا رفعتَها عاد "
( مشق ) :
ثوب ( مُمشَّق ) : مصبوغ ( بالمِشْق ) أي بالمَغْرَة وهي طين أحمر . و ( المُشَاقة ) : ما يبقى من الكَتّان بعد المَشْقِ (2/268)
وهو أن يُجْذَب في ( مِمْشَقَةٍ ) : وهي شيء كالمُشْط حتى يَخلُص خالصُه ويبقى فُتَاتُه وقشورهِ فتلك المُشَاقة تصلُح للقَبَس وحَشْو الخَفْتان
( مشي ) :
( المَشْي ) : السير على القدم سريعاً كان أو غير سريعِ والسعي : العَدْو . ومنه : " إذا أتيتم الصلاة فأتوها وأنتم تسعَوْن "
و ( استمشى ) : شرب ( مَشُوّاً ) أو مَشياً ) : وهو الدواء الذي يُسِهْل . وقوله : " وكذلك إذا دخل المْخرَج أو جامع أو استمشى " ِ قالوا : ( الاستمشاء ) كناية عن التغوُّط وهو وإن كان متوجِّهاً إلا أن روايةَ مَنْ رَوى : " استَمْنى " أوْجَهُ
و ( مشَتِ المرأةُ مشاءً ) كثر أولادُها . وناقةٌ ( ماشِيةٌ ) : كثيرة الأولاد . ومنه ( الماشيةُ ) و ( المواشي ) على التفاؤل : وهي الإبل والبقر والغنم التي تكون للنَّسْل والقِنْيةِ
[ الميم مع الصاد ]
( مصر ) :
( المصَارين ) الأمعاء ِ جمْع ( مُصْران ) جمع ( مَصِير ) على توهم أصالة الميم . وقوله : " ولو صلّى ومعه أصارينُ ميتةٍ " تحريف . و ( مُصْران الفأر ) ضرْبٌ من رديء التمر
( مصص ) :
( مَصيصَة ) : بفتح الميم وتخفيف الصاد : من ثغور الشامِ والنسبة إليها مَصيصيّ (2/269)
[ الميم مع الضاد ]
( مضر ) :
في طلاق المريض : تُماضِر الكلبِيَّة امرأة عبد الرحمن بن عوف " : وهي بنت الأصْبَغ بن عمرو بن ثعْلَبة من بني كلب
( مضي ) :
في الوقعات : " قيل لأحمد بن ( مَضى ) : إن الرَحَبيّ يقول : إني رأيت الله في المنام [ فقال : ذلك وهم ليس كمثله شيء ] "
[ الميم مع الطاء ]
( مطي ) :
يكْره ( أن يتمطَّى ) : أي يتمدّد ( 253 / أ )
[ الميم مع العين ]
( معد ) :
( تمَعْددوا : في ( فر ) . [ فرق ]
( معز ) :
في الكفالة : ( ابن مُعَيْزٍ ) : على لفظ تصغير " مَعْز " عن ابن ماكُولا
( معط ) :
( المَعْط ) : سقوط الشَعْر . وقد ( تمعَّط ) الذئبُ : إذا سقط شَعرُه وذهب
( معمع ) :
( المَعْمعة ) : اختلافُ الأصوات وأصلها في التهاب النار . ومنها قوله : " استامن المشركون من المسلمين في مَعْمعة القتال " أي في شدّته
( معك ) :
عمّار رضي الله عنه : " ( فتمعّكْتُ ) في التراب " أي تمرَّغْتُ فيه ولطَّخت نفسي به " . ولفظ الحديث : " فتمرَّغْتُ في الصعيد كما يتمرَّغ الدابةُ " (2/270)
( معن ) :
( أمْعَنوا ) : أبعَدوا ومنه : " لاتُمعِنْوا في الطلَب " : أي لا تُبالغوا في طلبهم ولا تُبْعِدُوا فيه
[ الميم مع القاف ]
( مقل ) :
( المَقْل ) : الغَمْس . وفي الحديث : " إذا وقع الذبابُ في إناء أحدكم ( فامْقُلوه ) فإنَّ في أحد جناحيْه سَمّاً وفي الآخر شِفاء " . هكذا في الأصول وأما : " فامْقُلوه ثم انقلوه " فمصنوع قال أبو عبيدٍ : " أي اغمِسُوه في الطعام أو الشراب ليُخْرِج الشفاء كما اخرج الداءَ وذلك بإلهام الله تعالى كما في النحل والنمل "
و ( المُقْلة ) : شحمة العين التي تجمع سوادَها وبياضها . وعن ابن مسعود - في مسح الحصى في الصلاة - قال : " مرة وتركُها خيرٌ من مائة ناقة لمُقلة " أي مُختارةٍ يختارها الرجلُ على مُقْلته أي على عَيْنِه ونظرِه كما يُريد . وقال الأوْزاعيّ : " معناه أنه يُنْفقها في سبيل الله " . قال ابو عُبيَد : " هو كما قال ولا يُريد أنه يَقْتَنيها "
[ الميم مع الكاف ]
( مكث ) :
( المُكْثُ ) بفتح الميم وضمها : مصدر ( مكَث ) و ( مَكُث ) إذا أقام وانتظر ورجل مَكيث ( 253 / ب ) : رزينٌ لا يَعْجل وبه سُمّي والدُ رافعٍ وجُنْدَبٍ ابْنَيْ مَكيثٍ في السِّيرَ وكلاهما من الصحابة
( مكس ) :
( المَكْسُ ) في البيع : استنقاصُ الثمنِ من باب ضَرب . و ( المُماكسة ) و ( المِكاس ) في معناه . و ( المَكْس ) أيضاً : الجبايةِ وهو فعْلُ ( المكَّاسِ ) : العَشّار ومنه : (2/271)
" لا يدخل صاحبُ مكْس الجنَّةَ " . و ( المَكْس ) : واحد المُكُوس وهو ما يأخذه تسميةً بالمصدر
( مكك ) :
( المَكْوك ) : في ( مد ) . [ مدد ]
( مكن ) :
( مَكَّنه ) من الشيء و ( أمْكَنه ) منه : أقدره عليه ومنه الحديث : " ثم أمْكَن يديه من ركبتيه " أي مكَّنهما من أخذهما والقبضِ عليهما
[ الميم مع اللام ]
( ملأ ) :
( المُلاءَة ) : واحدة ( المُلاء ) : وهي الرَيْطة و ( المُلَيَّة ) : تصغير ترخيم . وعليه حديث بنت مَخْرَمة : " رأيت رسول الله وعليه أسْمالُ مُلَيَّتيْن " : جمع سَمَل وهو الثوب الخَلَق والإضافة للبيان
و ( مِلْءُ الإناء ) ما يَمْلؤُه . و ( مالاه ) : عاونَه ( ممالأة ) ومنه حديث عليّ : " واللهِ ما قتلتُ عُثمانَ ولا مَالأتُ على قتله " . و ( تمالؤوا ) : تعاونوا ومنه : " ولو تمالأ عليه أهلُ صنعاء لقتلتُهم " وأصل ذلك : العَونُ في المَلْء ثم عمَّ
و ( المَلي ) : الغنيّ المقتَدِر وقد ( مَلُؤَ مَلاءة ) وهو أملأ منه على أفعل التفضيل . ومنه قول شريح : " اختَرْ أمْلأهم " أي أقدَرهم . وأما قوله : " واحتال على إنسان أمْلى من الغريم " بترك الهمزِ فقبيحٌ
( ملج ) :
( مَلجَ ) الصبيُّ أمه رضَعها ( مَلْجأ ) من (2/272)
باب طلَب . و ( أملَجتْه ) هي ( إملاجاً ) : أرضعته ومنه : " لا تُحرِّم الإمْلاجةُ ولا الإملاجتان "
( ملح ) :
( الملاَّحَة ) : مَنبِت الملح . ومنها قوله : " حمارٌ ماتَ في ( 254 / أ ) الملاَّحة " . ورُوي : " في المَمْلَحة " . وكلاهما بمعنىً إلا أن الثانية قياس لا سماع . وماءٌ ( ملْحٌ ) وسمكٌ ( مَليحٌ ) وماءٌ ( مملوح ) ولا يقال مالِح إلا في لغةٍ رديّةٍ - وهو المقدَّد الذي جُعل فيه مِلْح
ومن المجاز : " وجه مليح " و " فيه ملاحة " . وبه كُني أبو المَليح بن أسامة راوي كتاب عمر رضي الله عنه إلى الأشعريْ في أدب القاضي . و " كانت جُوَيْريةُ امرأةً مُلاحةً " بالضم والتخفيف : أي مليحةً في الغاية
و ( الممالَحة ) : المؤاكلة . ومنها قولهم : " بينهما حرمةُ المِلْح والممالحةِ " وهي المراضَعة ز وقد ( مَلحَتْ ) فلانةُ لفلان : أي أرضَعتْ لهِ من باب منعِ ومنه : " لو مَلَحْنا للحارث بن شِمْر " . وفي الحديث الآخر : " ألا لا تُحرِّم المَلْحة " وروي بالجيم . وكبشٌ ( أمْلح ) : فيه ( مُلْحةٌ ) وهي بياضٌ تشقّه شُعيراتٌ سُود وهي من لون المِلْح
( ملص ) :
عمر رضي الله عنه سأل عن ( إمْلاص ) المرأةِ الجنينَ فقال المغيرةُ : قَضَى عنه رسول الله بُغرّةٍ : ( الإملاصُ ) الإزلاقِ أراد المرأةَ الحامل تُضرَب ( فتُملِص ) (2/273)
جنينَها : أي تُزْلقه وتُسْقِطه قبل وقت الولادة ِ فعلى الضارب غُرَّةٌ . ومَن فسَّر الإملاص بالجنين فقدْ سها
( ملط ) :
( المِلْطا ) و ( المِلْطاة ) و ( المِلطاء ) بالمدّ : القشرةُ الرقيقة التي بين عظم الرأس ولحمهِ وبها سُمّيت الشَّجةُ التي تَقطع اللحم كله وتبلُغ هذه القشرةِ ومنها الحديث : " يُقضَى في المِلْطا بدَمها " : أي يُحكم فيها بالقصاص أو الأرْش ساعة تُشجِّ لا يُنتظر مصيرُ أمرها . وقوله : " بدمها " في موضع الحال كأنه قيل : مُلْتَبسَة بدمها وذلك في حال الشجّ ( 254 / ب ) وسيلان الدم . والميم فيه أصليةِ وعن الليث وزائدة على قياس قول أبي زيد وابن الأعرابي
و ( مَلَطيَّة ) : من ثغور الشام وقد تخفف الياء
( ملك ) :
عمر رضي الله عنه : " إذا أوصى الرجل بوصيّتين فآخرُهما ( أَمْلَكُ ) : " أي أضبط لصاحبها وأقوى أفعل من ( المِلْك ) كأنها ( تمِلكه ) وتُمسكه ولا تُخلّيه إلى الأولى . ونظيره " الشَرْط أملك " في المثل السائر
قال ابن فارس : " أصل هذا التركيب يدل على قوةٍ في الشيء وصحة " منه قولهم : " مَلَكتُ العجين " إذا شددْتَ عَجْنه وبالغتَ فيه . و ( أملكتُ ) لغةٌ . والفقهاء يستشهدون بقوله :
( ملكْتُ بها كفّي فأنْهَرْتُ فَتْقَها ... يَرىقائِمٌ مِن دونها ما وراءَها ) (2/274)
البيت لقيس بن الخطيم في الحماسة وقبله :
( طعنْتُ ابنَ عبدِ القيس طعنةَ ثائرٍ ... لها نَفَذٌ لولا الشَّعاعُ أضاءَها )
الإنْهار : التوسعة . والفَتْق : الشقْ والخَرْقُ . يقول : شددتُ بهذه الطعنة كفِّي ووسَّعت خَرْقَها حتى يَرى القائمُ من دونها أي قُدَّامها الشيء الذي وراءها أي خلفها
و ( مَلَك ) الشيءَ ( مِلْكاً ) وهو ( مِلْكه ) وهي ( أملاكه ) قال : " لأنَّ يد المالك قوية في المملوك " . و ( أملكته ) الشيءَ و ( ملَّكْتُه ) إياه بمعنىَ ومنه مُلِّكَتِ المرأةُ أمرها : إذا جُعل أمرُ طلاقها في يدها وأُملِكت . والتشديد أكثر . و ( أمْلكه ) خطيبة : زوّجه إياها . وشهدنا في ( إملاك ) فلانٍ و ( مِلاكِه ) : أي في نكاحه وتزويجه ومنه : " لا قَطْع على السارق في عُرْسٍ ولا خِتان ولا مِلاكٍ . والفتح لغة عن الكسائي ( 255 / أ ) . وفي الصحاح : جئنا من إملاك فلان ولا تقُل : من مِلاكه "
( ويُقال : " فلان ما تمالكَ أن قال ذاك وما تماسك " . لم يستطع أن يَحبِس نفسه ومنه هذا الحائط لا يتمالك ولا يتماسك وأما ما رُوي في حديث الظِّهار عن سَلَمة بن صَخْر : " فلم أتمالك نفسي فالصواب لغةً : " فلم أملك نفسي " . على ان الرواية : " فلم ألْبث أن نزوْتُ عليها " هكذا في سنن أبي داود ومعرفة الصحابة لأبي نُعَيم (2/275)
( ملي ) :
( المَليُّ ) : من النهار : الساعة الطويلةِ عن الغوريّ . وعن ابي عليّ الفارسي : " المَليُّ المُتَّسع " يقال : انتظرته ( مَلِيّاً ) من الدهر : أي مُتَّسعاً منه . قال : " وهو صفةٌ استُعملت استعمال الأسماء " . وقيل في قوله تعالى : " واهجرني مليَّا " أي دهراً طويلاً عن الحسن ومجاهد وسعيد بن جُبير
والتركيب دالّ على السَّعة والطُول . منه ( المَلا ) : المتَّسَع من الأرض والجمع ( أمْلاء ) . ويقال : ( أمليت ) للبعير في قيده وسَّعتُ له . ومنه : " فأمليت للكافرين " أي أمهلتُهم . وعن ابن الأنباريّ : أنه من ( المَلاوة ) و ( المِلْوَة ) : وهما المدة من الزمان وفي أولهما الحركات الثلاث و ( تَملَّ حبيبَك ) : عِشْ معه مِلاوة . وأما ( الإملاء ) على الكاتب : فأصله إملالٌ فقُلِب
[ الميم مع النون ]
( منح ) :
( المَنْح ) : أن يُعطي الرجلُ الرجلَ ناقةً أو شاة يشرب لبنَها يردُّها إذا ذهب دَرُّها . هذا اصله ثم كثُر حتى قيل في كل مَنْ أعطى شيئاً : منَح . ومنه قوله : " وإن قال : قد منحتُك هذه الجارية أو هذه الدار فهي له " . و ( المِنْحة ) و ( المَنِيحَة ) : الناقة الممنوحة وكذلك الشاةُ . ثم سُمي بها ( 255 / ب ) كلُّ عطيّة . و ( مَنَّاح ) : فعَّال منه . وبه سُمّي جَدُّ موسى بن عمران بن مَنَّاح
( منذ ) :
( مَوانِيذُ ) الجزية : بقاياها جمع ( مانيذٍ ) وهو مُعرَّب (2/276)
( منع ) :
( المَنْع ) : خلاف الإعطاء . ويقال فلان في عزٍّ ومَنَعةٍ أي تمنُّعٍ على مَنْ قصَدَه من الأعداء وقد يُسَكّن النون . وقوله في غنائم بدر : " إنها كانت بمَنَعة السماء " أي بقوة الملائكةِ لأن الله أمدّهم في ذلك بجنود السماء ِ كما قال سبحانه وتعالى : ( ولقد نصرَكم الله ببدرٍ وأنتم أذِلْةٌ )
( مني ) :
( مِنىً ) : اسم لهذا الموضع المعروف . والغالب عليه التذكير والصرف وقد يكتب بالألف واشتقاقه في المُعرِب . و ( المُنْية ) و ( الأمْنيَّة ) : واحدٌ وجمعهما ( مُنىً ) و ( أمانيُّ ) وقد ( تَمنَّاها )
و ( المُتَمنِّية ) : امرأة مدنيّة عشقت فتىً من بني سُلَيم يُقال له نصر بن حَجَّاجِ لُقّبت بذلك لقولها :
( ألا سبيلَ إلى خمرٍ فأشرَبَها ... أم لا سَبيلَ إلى نصر بن حَجَّاج )
وقيل : هي الفُرَيْعة بنت هّمام أم الحجَّاج بن يوسف . قال حمزة الأصبهاني : " وكما قيل بالمدينة : أصبُّ من المتمنِّية قالوا بالبصرة : " أدنَفُ من المتمنّي " . وقصتهما في المُعْرِب
[ الميم مع الواو ]
( موت ) :
( المَوات ) : الأرض الخَراب . وخلافُه : العامر . وعن الطحاوي : هي ماليس بملك لأحدٍ ولا هي من مَرافِق (2/277)
البلدِ وكانت خارجة البلد سواء قربت منه أو بعُدت في ظاهر الرواية . وعن أبي يوسف : أرضُ المَوات : هي البقعة التي لو وقف رجلٌ على ادناه من العامر ونادى بأعلى صوته لم يسمع أقربُ مَنْ في العامر إليه
( موز ) :
( المَوْز ) : شجر معروف . قال الدَّيَنَوريّ ( 256 / أ ) : " تَنْبُتُ الموزةُ نباتَ البرْديّ وورقتهُ طويلةٌ عريضة تكون ثلاثَ أذرعٍ في ذراعين ِ ويكون في القِنْو من اقنائه ما بين ثلاثين موزةً إلى خمسمائةِ وإذا كان هكذا عُمِدَ القِنْو "
( مول ) :
( المال ) : النصابِ عن الغوري . وعن الليث : " مال أهل البادية النَّعم " . وعن محمد رحمه الله : " المال كلّ ما يتملَّكه الناس من دراهم او دنانير أو ذهب أو فضة أو حنطة او شعير او خبز او حيوان او ثياب أو سلاح أو غير ذلك " . و ( المالُ العَيْنُ ) : هو المضروب وغيرُه من الذهب والفضّةِ سوى المُمَوَّه . والصفراءُ والبيضاء والصامت : مثلُه وفي اصطلاح الحُسَّاب : المال اسمٌ للمجتمع من ضَرْب العدد في نفسه
و ( مال يمول ) و ( يَمال ) و ( تموَّل ) بمعنىً : إذا صار ذا مال ويُقال : ( تموَّل ) الشيءَ إذا اتَّخذَه مالاً وقنْية لنفسه . ومنه : " الخمر مُتَموَّل " بفتح الواوِ والتذكير على تأويل : شيءٌ متموَّل
( مون ) :
( مانَه يمُونه ) : قام بكفايته . ومنه قول (2/278)
الكرخيّ في زكاة السائمة : " فإن كانت ترعَى حيناً وحيناً تُمان وتُعْلَف " وأما قوله : " السائمةُ هي الراعية إذا كانت تكتفي بالرّعْي ويَمونها ذلك " فمجازٌ
( موه ) :
( مَوَّه ) الشيءَ : طلاه بماء الذهب او الفضةِ وما تحت ذلك حديد أو شَبَهٌ ومنه قوله : ( مُموَّه ) أي مزخْرف . و ( ماء السماء ) : في ( مز ) . [ مزق ]
و ( الماهُ ) قصَبة البلد عن الأزهري . ومنه قولهم : ضُرِب هذا الدرهم بماهِ البصرة او بماه فارس قال : وكأنه معرَّب . و ( ماه دينار ) : حصن قديمٌ بين خَيْبر والمدينة
[ الميم مع الهاء ]
( مهر ) :
( الماهر ) : الحاذِق . وقد ( مَهر ) في صناعته ( مهارةً ) و ( مَهرَ ) المرأةَ : أعطاها المَهْر . ومنه المثل : " أحمقُ من المَمْهورة إحدى خَدمتَيْها " وأمْهرها ( 256 / ب ) : سَمَّى لها مَهراً وتزوَّجها به . ومنه ما رُوي " أن النجاشي أمهر امَّ حبيبة أربعمائة دينارٍ وأدَّاها عن النبي عليه السلام الصواب بدليل الرواية الأخرى أنه زوّجها النبيَّ عليه السلامفبلَغه ذلك فأجاز النكاح " . ونَهى عن ( مَهر ) البَغيّ : أي عن أجرة الفاجرة
( مهق ) :
أبيض ( أمْهَق ) : شديد البياض كلَون الجصّ
( مهل ) :
( أمهلتُه ) و ( مهَّلتُه ) : أنظرته ولم أعاجِلْه (2/279)
والاسم : ( المُهْلَة ) من ( المَهْل ) بالسكون وهو التُؤدَة والرِفْق . و ( تمهَّل ) في الأمر : اتَّاد فيه . و ( تمهَّل ) ايضاً : تقدَّم ( بالمَهَل ) بالتحريك وهو التقدّم وبه كُني ابو مَهْلٍ عُروة بن عبد الله بن قُشَيْرِ الجعْفيِّ عن ابن سيرين ِ وعنه الثوريُّ . وما وقع في بعض نسخ السير : " سفيان الثوري عن أبي سهل فتحريف
وفي حديث أبي بكر رضي الله عنه : " أدفِنُوني في ثوبَيّ هذين فإنهما للمُهْل والصديد " الرواية في جميع الأصول : " فإنهما للمُهْل والتراب " . ويُروى : " للمَهْلة " بالفتح والكسر والأول بالضم لا غير وثلاثتها : الصديد والقيح
( مهن ) :
( المِهَنة ) بفتح الميم وكسرها : الخْدمة والابتذال ويقال للأمَة : " إنها الحسنةُ المِهْنة " أي الحلْب . والمرأة تقوم ( بمهنة ) بيتها : أي بإصلاحها . وأنكر الأصمعي الكسر
[ الميم مع الباء ]
( ميد ) :
( مادَ مَيَداناً ) : مال . ومنه حديث تُبَيْع : " المائِدُ فيه كالمتشَحِّط في دمه " أي : مَنْ غَزا في البحر ومادت به السفينة من جانبٍ إلى جانب كالشهيد الذي تلطَّخ بالدم في سبيل الله
( مير ) :
( مارَ ) أهَلَه : أتاهم بالمِيرة وهي الطعام و ( امتارها ) لنفسه
( ميس )
أبو الرُّقاد : " لقد خَشِيتُ أن يكون من صُلْبي (2/280)
( بميْسانَ ) رجالٌ ونساء " : هي من كُوَر العراق . وإنما قال ذلك لأنه سَبى جاريةً من أهل مَيْسان ( 257 / أ ) وقد وطِئها زماناً ِ ثم لمّا أمرهم عمر رضي الله عنه بتخْلية السَّبْي خلَّى هو تلك الجارية ولم يدرِ أكانت حاملاً أم لا . وأما ( بَيْسان ) بالباء : فبالشأم
( ميط ) :
( اماط ) الأذى عن الطريق ( إماطةً ) : نجّاه وأزاله . ومنه : " أمِطْه ولو بإذْخِرَةٍ "
( ميف ) :
( المِيْف ) بكسر الميم : المِنْسَغةِ وهي قُبْضة من الريش يُنْسَغ بها القُرْصُ
( ميل ) : عن الأزهري : " المِيْل في كلام العرب : مقدار مدى البصر من الأرض " . قال : " وقيل للأعلام المبنيّة في طريق مكة ( أميالٌ ) لأنها بُنيت على مقادير مدى البصر من الميل إلى الميل وكل ثلاثة أميال فرسخ "
قلت : وعن أبي عليّ أستاذ والدي : أنهم قالوا المِيل الهاشميّ لأن بني هاشم حدَّدُوه وأعلموه . وأما ( المِيْلان الأخْضَران ) : فهما شيئان على شكل الميلين منحوتان من نقش جدار المسجد الحرام لا أنهما منفصلان عنه وهما علامتان لموضع الهَرْولة في ممرّ بطن الوادي بين الصفا والمروة
( المائلات المُميلات ) : في ( كس ) . [ كسو ] (2/281)
باب النون
[ النون مع الباء ]
( نبب ) :
( الأنبوب ) : ما بين الكعبين من القَصب وفي الواقعات : " وأنبوب حوض الحمّام " وهو مستعارٌ لمسيل مائه لكونه اجوف مستديراً كالقَصب
( نبت ) :
( في الحديث : " من اشكل بلوغه ( فالإنبات ) دليله " : هو مصدر ( أنْبَتَ ) الغلامُ إذا نبتتْ عانتُه ومنه قوله في الحَجْر : " ولا اعتبارَ بالنُّهود والإنبات "
( النَّبيت ) :
في ( ست ) . [ سته )
( نبج ) :
كساء ( أنْبَجانيّ ) و ( مَنْبَجانيّ ) بفتح الباءِ وكلاهما منسوب إلى مَنْبجِ بكسر الباء موضع بالشام
( نبح ) :
ابن ( 257 / ب ) النبّاح : مؤذّن علي رضي الله عنه فَعَّال من نُباح الكلب
( نبذ ) :
( نَبَذ ) الشيءَ من يده : طرحه ورمى به ( نَبْذاً ) وصبيٌّ ( منبوذ ) ومنه : " إلى قبرِ منبوذٍ وصلّى " : هكذا على الإضافة ورُوي : " إلى قبرٍ منبوذٍ " على الوصف أي بعيد من (2/282)
القبورِ من ( انتَبَذ ) إذا تنحّى ومنه : " فانتبذتْ به مكاناً قصيّا " وفي الحديث : " لا صلاة لمُنْتَبِذٍ " أي لمنفردٍ من الصفِّ ولفظ الحديثِ كما هو في الفردوس وكتاب السُّنن الكبير : " لاصلاة لفرْدٍ خلْف الصف "
وجلس ( نَبْذَةً ) أي ناحية وفي حديث المعتدّة : " ألاَّ نَبْذةً قُسْطٍ " : أي قطعةً منه . وفي حديث آخر : " رخَّص لنا عليه السلام إذا اغتسلتْ إحدانا من المَحيض في ( نَبْذَه ) من كُسْتِ أظفارٍ " هو القُسْط بإبدال الكاف من القافِ والتاء من الطاء . والباءُ - بنقطة من تحت - تصحيفٌ وأظفار : موضعٌ اضيف الكُسْت إليه . ويُقال : الحائض تَستعمل شيئاً من قُسْطٍ وأظفارِ وهما مما يُتبخَّر به ولا آمن ان يكون ما في الحديث كذلك وتكون الإضافة من تحريف النَّقَلة
و ( بيع المُنابذَة ) وبيع الحصاة وبيع إلقاء الحجر : واحدٌ وهي في ( لم ) . [ لمس ] . و ( نَبْذُ العهد ) : نُقضُه وهو من ذلك لأنه طَرْح له و ( النبيذ ) : التمر يُنْبذ في جرْة الماء أو غيرها أي يُلقى فيها حتى يَغْلي وقد يكون من الزَّبيب والعسل
( نبش ) :
( النَّبْش ) : استخراجُ الشيء المدفونِ من باب طلَب ومنه ( النبَّاش ) : الذي ينبُش القبور . وقوله : " وإن كانوا دفنوه لم يُنْشَر عنه القبر " تصحيف : يُنْبَش . وبتصغير المرَّة منه سُمّي ( نُبَيْشةُ الخير ) الهُذليّ من الصحابة (2/283)
( نبض ) :
في الحج ( 258 / أ ) : ( النابضُ ) : الراميِ وحقيقتُه : ذو الأنباضِ كقولهم : بلدٌ عاشبٌ وماحِلٌ . يُقال : " أنْبَض الرامي القَوْسَِ وعن القوسِ وأنبض بالوتر " : إذا جَذَبه ثم ارسله ليُصوِّت
( نبط ) :
( النَبَط ) : جيلٌ من الناس بسواد العراقِ الواحد ( نبَطيّ ) ِ وعن ثعلبٍ عن ابن الأنباري : " رجل نُباطيّ ولا تقل نَبَطي " . وقوله : " الواقفُ اراد الصرف إلى كذا وكذِ وإلى العَلويّ والنَبَطيّ " قيل : كأنه عنى العامِّيّ . وفرسٌ ( أنبطُ ) : أبيض الظهر
( نبع ) :
( نَبع ) الماءُ ( ينبُع ) : خرَج من الأرض ( نُبوعاً ) و ( نَبْعاً ) و ( نَبَعاناً ) . ومنه قول ابي يوسف رحمه الله : " فتوضَّأ في نَبعَانِه "
( نبل ) :
( النَبْل ) : السّهام العربيةِ اسمٌ مفردُ اللفظ مجموعُ المعنى ِ وجمعه ( نِبال ) والنُّشَّاب التركيةِ الواحدة نُشَّابة . ورجلٌ ( نابلٌ ) وناشِبٌ : ذو نَبْل وذو نُشَّاب . وفي الحديث : " اتَّقوا المَلاعِنَ وأعِدّوا النَيْل " هي بالضم والفتح : حجارة الاستنْجاء والضم اختيار الأصمعي جمع ( نَبْلة ) وهي ما تناولْتَه من حجرٍ أو مَدَر
[ النون مع التاء ]
( نتأ ) :
( نتَأ ) : خرج وارتفع منه قولهم : الكعبُ عظمٌ ناتىء (2/284)
( نتج ) :
( النِّتاج ) : اسمٌ يَجمع وَضْع الغَنم والبهائم كلها عن الليثِ ثم سمّي به المنتوج ومنه ما في المختصر : " لا يجوز بيع الحمل ولا النتاج " يعني نتاجَ الحملِ وهو حبَل الحبلة في الحديث المشهور . ومن قال : المراد بالحمل ما في بطون النساءِ وبالنتاج ما في بطون البهائم فبعيد . ومن روى : " عن بيع الحمل قبل النتاج " فضعيف
وقد ( نَتج ) الناقةَ ( يَنْتِجها نَتجاً ) إذا وَلِي نتاجها حتى وضعتْ فهو ( ناتج ) وهو للبهائم كالقابلة للنساء والأصل ( نتَجها ولداً ) مُعدّىً إلى مفعولين وعليه بيت الحماسة :
( همُ نَتَجوكَ تحت الليل سَقْباً ... خبيثَ الرّيح من خَمْرٍ وماءِ )
( فإذا بُني للمفعول الأول قيل : ( نُتِجَتْ ولداً ) : إذا وضعتْه . وعليه حديث الحارث : " كُنّا إذا نُتِجت فرسُ أحدِنا فَلُوّاً أي مُهْراً ذبحناه وقلنا : الأمر قريب . فبلغ ذلك عمر رضي الله عنه فقال : لا تفعلوا فإن في الأمر تراخياً " يعني أمر الساعة ( 258 / ب ) والتراخي البُعد . ثم إذا بُني للمفعول الثاني قيل : نُتِجَ الولدُ وعليه قول أبي الطيب المتنبي
( فكأنما نُتِجَت قِياماً تحتهم ... وكأنهمْ وُلِدوا على صَهَواتها )
ومنه قول الفقهاء : " ولو أقام البيّنة في دابة أنها نُتِجَت عنده " أي (2/285)
وُلِدت ووُضِعت . وهذا التقرير لا يَعرِفه إلا هذا الكتاب
( ومن الناتج قول شُريحٍ : " الناتج أوْلى من العارف " : عنى به من نُتِجت عنده أو نتَجها هو وبالعارف : الخارج الذي يدّعي مِلْكاً مطلقاً دون النِتاج . وإنما سمي عارفاً لأنه قد كان فقَده فلما وجَده عرفه
وفرسٌ ( نَتوج ) و ( منْتِج ) : دَنا نِتاجُها وعظُم بطنُها وكذا كل ذات حافر . وقد ( أنتجَتْ ) إذا صارت كذلك ومنه : " استعار دابةً نَتوجاً فأزلقَت من غير أن يعنُف عليها " : من باب قرُب
( نتر ) :
( ( النَتْر ) : الجذب في جَفْوةِ من باب طلَب . ومنه : " إذا بال أحدُكُم فليْنتُر ذكرَه ثلاث نَتَرات "
( نتف ) :
( نَتْفَ ) : الشعر والريش ونحوَه : نزَعه . و ( المَنْتوف ) : المولَع بنَتف لحيته . ويُكنى به عن المُخنَّث لأن ذاك من عادته . ومنه : " ولو قال يا مَنْتوف لا يُعزَّر "
[ النون مع الثاء ]
( نثر ) :
( نَثْرُ ) : اللؤلؤ ونحوه معروفٌ . ومنه : ( نَثَرتِ ) المرأةُ للزوْج ذا بَطنِها ونثرت بطنها : إذا أكثرت الولدَ وامرأة ( نَثُور ) : كثيرة الأولاد
و ( الاستنثار ) : الاستنشاق . ولم يُسمع به متعدّياً إلا في (2/286)
حديث الحسن بن علي رضي الله عنهما : " أنه استنثر أنفَه " وكأنه نُظر فيه الأصلُ أو ضُمْن معنى " نَقَّى " فُعدّي تعديتَه . وعن الفراء : ( نثَر ) الرجلُ و ( انتثرَ ) و ( استنثر ) : استنشق وحرَّك ( النَّثْرة ) وهي طرف الأنفِ وقيل ( 259 / أ ) : الاستنثاروالنَّثْر : أن يَستنشِق الماءَ ثم يَستخرج ما فيه من أذىً أو مُخاطٍ . وعن الجوهري : الانتثار والاستنثار : نَثْر ما في الأنف بنَفَسٍ
ومما يدل على أنه غير الاستنشاق ما رُوي : " أنه عليه السلام كان إذا توضأ يستنشق ثلاثاً في كل مرة يَسْتَنْثر " . وعن ابي هريرة عن النبي عليه السلام قال : " إذا توضَّأ أحدُكم فليَجْعل الماء في أنفه ثم لينثُرْ "
وفي حديث آخر : " إذا استَنْشقتَ فانثر " بوصل الهمزة وقطعها . وقد أنكر الأزهري القطع بعدما رواه عن أبي عُبَيْدٍ
( نثل ) :
( نَثَل ) كِنانَته : استخرج ما فيها من النَّبْل من باب طَلَب
[ النون مع الجيم ]
( نجب ) :
المسيَّبُ بن ( نَجَبةَ ) الفَزَاريّ ِ بفتحتين : تابعيٌّ
( نجد ) :
( النَّجْدة ) الشجاعة . و ( أنجده ) : أعانه و ( استَنْجده ) : استعانه . وفي الحديث : " نِعْم المالُ الأربعون (2/287)
والكُثْر ستَّون والوَيْل لأصحاب المِئين إلا من أعطى في ( نَجْدتها ) ورِسْلها وأطرَق فحلَها وأفقَر ظهرَها وأطعم القانِع والمعترَّ " . قال أبو عُبيد : قال أبو عبيد : نجْدَتها : أن تكثُر شحومُها حتى يمنع ذلك صاحبَها أن ينحَرها نَفاسةً بها ِ فصار ذلك بمنزلة الشجاعة لها تمتنع بذلك من ربّها . ومن أمثالهم : " أخذَتْ أسلحتَها وتترَّسَتْ بتِرَسَتِها "
وقالت ليْلى الأخْيَليَّةُ :
( ولا تأخذ الكُوْمُ الصَّفايا سلاحَها ... لتوبةَ في نَحْس الشتاءِ الصَّنَابِر )
قال : ورِسْلها : أن لا يكون لها سِمَنٌ فيهونَ عليه إعطاؤها فهو يُعْطيها على رِسْله أي مُسْتهيناً بها . وقيل : النَّجْدة : المكروه والمشقَّةِ يقال : لاقى فلانٌ نَجْدةً . ورجلٌ منجود : مكروبٌ والرِّسْل : السُهولة من قولهم : على رِسْلك : أي على هِينَتك أراد : إلاّ مَنْ أعطى على كُرْه ( 239 / ب ) النفس ومشقَّتها وعلى طيبٍ منها وسُهولةٍ وهذا قريب من الأول . وأنشد أبو عَمرٍو للمرَّار :
( لهم إبل لا من ديات ولم تكن ... مُهوراً ولا من مكسبٍ غير طائل )
( مُخَيَّسةً في كل رِسْلٍ ونجْدةٍ ... وقد عُرِفتْ ألوانُها في المعاقل ) (2/288)
وفسَّر الرِسْلَ بالخِصبِ والنجدةَ بالشدةِ فقد رَوى أبو هريرة رضي الله عنه التفسيرَ موصولاً بالحديثِ قال : قال رسول الله عليه السلام : " نَجْدتُها عُسْرُها ورِسْلُها يُسْرها " . والافقار : الإعارة للركوبِ وإطراقُ الفحل : إعارته ليَطْرُق إبله أي لينزُوَ عليها . والقانعُ : السائل . والمعترُّ : الذي يتعرّض للسؤال ولا يسَأل
و ( التنجيد ) :
التزيين ِ ويقال : ( نجَّدْتُ البيتَ ) إذا بسطْته بثيابٍ مَوْشِيَّةٍ . و ( نُجود البيت ) : ستورُه التي تُشَدّ على حيطانه يُزيّن بها . و ( الناجود ) : من أواني الخمر
( نجذ ) :
( النواجذ ) أضراسُ الحِلْم الواحد ( ناجِذ )
( نجر ) :
( النَجْر ) : مصدر ( نَجر ) الخشبَة إذا نَحتَها من باب طَلب . وبتصغيره سُمّي أحد حصون حضْرَموتِ ومنه ( يوم النُّجَيْر ) من أيام أبي بكرٍ رضي الله عنه لزِياد بن لبيدٍ على الأشعث ابن قيس
و ( نجران ) بلادٌ وأهلها نصَارى
( نجز ) :
( أنجزَ ) الوعد ( إنجازاً ) : وَفى به . و ( نجَز ) الوعدُ وهو ( ناجزٌ ) : إذا حصل وتمَّ ِ ومنه : " بعته ناجِزاً بناجز " أي يداً بيدٍ و " لايُباع غائبٌ بناجِز " : أي نسيئةٌ بنقدٍ
و ( استنجز ) الوعدَ و ( تنجزَّه ) طلب إنجازه ومنه : تنجُّزُ البراءةِ ِ وهو طلبُها وأخذُها (2/289)
و ( المناجَزة ) في الحرب : المُبارزة والمقاتلة . ومنه : " فإن تُناجِزْهم لم تُطِقهم "
( نجس ) :
( نجَساً ) : في ( قل ) . [ قلل ) . ( 260 / أ )
( نجش ) : ( النَجَش ) بفتحتين : أن تَسْتام السلعةَ بأزْيد من ثمنها وأنت لا تُريد شراءها ليراك الآخر فيقعَ فيه ِ وكذلك في النكاح وغيره ومنه الحديث : " نهى عن النَّجْش " ورُوي بالسكون . و ( لا تناجَشوا ) : لا تفعلوا ذلكِ وأصله من ( نَجْشِ ) الصيدِ وهو إثارته
و ( النَجاشِي ) :
ملك الحبشةِ بتخفيف الياء سماعاً من الثقات وهو اختيار الفارابيِّ وعن صاحب التكملة بالتشديد وعن الغوري كلتا اللغتينِ وأما تشديدُ الجيم فخطأ واسمه أصْحَمة والسين تصحيف
( نجع ) :
( النُّجْعَة ) اسم من الانتجاع وهو طلب الكلأِ ومنه : " أبعْدتَ في النُجْعةِ ومن أجدَبَ جَنَابُه انتجع "
( نجف ) :
( النَّجَف ) بفتحتين : كالمُسنَّاة بظاهر الكوفة على فرسخين منها يمنعُ ماءَ السيل أن يعلو منازلها ومقابرها . ومنه قول القدوري : " كان الأسودُ إذا حجَّ قصَر من النجفِ وعلقمةُ من القادسيّة "
( نجل ) :
( المِنْجَل ) : ما يُحصد به الزرعُ ومنه : " يكره الاصطياد بالمناجيل التي تقطع العراقيب " والياء لإشباع الكسرة (2/290)
وقوله : " القَيْلولة المستحبَّة ما بين المِنْجلين " أي بين دَاسِ الشعير وداس الحنطة هكذا في الواقعات
( نجم ) :
( النجم ) : هو الطالعِ ثم سُمي به الوقتُ ومنه قول الشافعي : : " أقلُّ التأجيل نجمان " أي شهران ثم سُمّي به ما يؤدي فيه من الوظيفة
ومنه حديث عمر : " أنه حطَّ من مُكاتَبٍ له أول نجم حلَّ عليه " أي أول وظيفةٍ من وظائف بدل الكتابة ثم اشتقوا منه فقالوا : ( نجَّم ) الديةَ : أدَّاها نجوماً ومنه قوله : " التنجيم ليس بشرط " . ودَيْنٌ ( مُنِجَّم ) : جُعل نجوماً وأصل هذا من نُجوم الأنواء لأنهم كانوا لا يعرفون الحساب وإنما ( 260 / ب ) يحفظون أوقات السنة بالأنواء . و ( النَجْم ) : خلاف الشجر
( نجو ) :
( النَجْو ) : ما يخرج من البطن وبتصغيرِه سُمّي والدُ عبدِ الله بن نُجيِّ قسَّامِ عليّ رضي الله عنه . يُقال : ( نجا ) و ( أنجى ) إذا أحْدث وأصله من ( النَّجوة ) لأنه يَستتِر بها وقتَ قضاءِ الحاجةِ ثم قالوا : ( استنجى ) إذا مسح موضع السَّجو أو غسلهِ وقيل : هو من ( نَجَا ) الجلدَ إذا قشره
وباسم الفاعلة منه سُمّيت ناجِيَةُ قبيلةٌ من العرب نُسب إليها أبو المتوكل الناجِيّ في حديث التعوُّذ من شرح المختصر وكذا أبو الصدّيق الناجِيّ في حديث التشهَّد
[ النون مع الحاء ]
( نحب ) :
( نحَب ) : بكى ( نحيباً ) ِ من باب ضَرب وعن (2/291)
أبي عمْرو : ( النَحْب ) صوتٌ . وفي الصحاح : ( النحيب ) رفع الصوت بالبكاء ومنه الحديث : " فسِمع نحيبَه "
( نحر ) :
( النَحْر ) : الطعن في نَحْر البعيرِ من باب مَنع . ومنه : " يوم النحر " على التغليب وقيل : لأن إبراهيم هَّم بنَحْر ولده وهذا مجاز . وعليه حديث ابن عمرَ : " أنَّ امرأةً سالتْهُ : إني جعلتُ ولدي نحيراً " أي نذَرْتُ أن أنحرهِ وهو فعيل بمعنى مفعول وإن لم نسمعه
( نحز ) :
( النَّحْز ) الدَّقُّ في السَّحْق ومنه ( المِنْحاز )
( نحل ) :
( نحَله ) كذا : أي أعطاه إيّاه بطيبةٍ من نفسه من غيرِ عِوَض . ومنه حديث أبي بكر رضي الله عنه : " انه نحَل عائشة جِدَاد عشرين وَسْقاً " . وقيل : المراد التسميةُ لا التسليمِ لأنه قال بعدُ : " لم تكوني قَبضْتِه " و ( النُّحْلى ) و ( النُّحْل ) و ( النِحْلة ) : العَطِيَّة ومنها : ( وآتوا النساءَ صَدُقاتِهنَّ نِحْلة )
( نحم ) :
( النَّحَمة ) بفتحتين : الصوت ومنها لُقِّب نُعيم : ( النَّحَّامُ ) احد الصحابة [ رضي الله عنهم وإنما لقِّب به لأنه النبي قال : دخلت الجنة فسمعت نحمةً من نُعيم ] . ( 261 / أ ) (2/292)
[ النون مع الخاء ]
( نخخ ) :
( النَّخَّة ) : في ( كس ) . [ كسع )
( نخر ) :
( المَنْخِر ) : خَرْق الأنف وحقيقتُه موضع ( النَّخير ) وهو مدّ النفَس في الخياشيم
( نخس ) :
( نخَس ) الدابَّةَ ( نَخْساً ) من باب مَنع : إذا طعنَها بعودٍ او نحوه ومنه ( نخّاس ) الدوابِّ : دلالُها . وفي الحديث : " إن قدَرْتُم على فلانٍ فأحْرقوه بالنار فإنه نَخَسَ بزينبَ بنت رسول الله أي نخَس دابَّتها . ويُنْشد
( للناخِسين بمرْوانٍ بذي خُشُبٍ ... والمُقحِمين على عثمانَ في الدار )
أي نخسوا بهِ من خلفه وأزعجوه حتى سَيّروه في البلاد مطروداً . و " ذو خُشُبٍ " بضمتين : جَبل
( نخع ) :
( النِّخَاع ) : خيطٌ أبيض في جوف عظم الرقبة يمتدّ إلى الصُّلْب والفتح والضم لغة في الكسر . ومَن قال : هو عِرْق فقدْ سها إنما ذاك البِخاع بالباء يكون في القفا ومنه : بخَع الشاة إذا بلغ بالذبح ذلك الموضعَ والبَخْع أبلغ من النَخْع
( نخل ) :
( بطْن نَخْلة ) : موضع بالحجاز وهي في الأصل واحدة ( النخل ) وتصغيرها ( نُخيْلة ) وبها سُمّي موضعٌ آخرُ بالبادية
ورأيت في كتب الأخبار : " النُّخيلة موضع قريب من الكوفة " (2/293)
وهي التي في مسألة الجامع الصغير : شهد اربعة أنه زنى بالنُّخيلة عند طلوع الفجرِ وأربعة أنه زنى بها بدَيْر هندَ . والباء والجيم تصحيف لأنها اسمُ حيٍّ من اليمنِ ودَيْر هند لا يُساعِد عليهِ وأما ضم الباء فتحريف أصلاً
وفي حديث المفقود : " أتعرفُ النَّخيل ؟ وهو اسم جمع ويُرْوى : " النَّخْلَ " وهي تكثر حوالَى المدينة
( نخم ) :
( تَنخَّم ) وتنخَّع : رمى بالنُّخامة والنُّخاعةِ وهي ما يَخرج من الخيشوم عند التنخُّع . و ( الناخِم ) : المغنّي
[ النون مع الدال ]
( ندح ) :
( المَنْدُوحة ) : السَّعة والفُسْحة
( ندد ) :
( النَّدّ ) : العود الذي يُتبخَّر به . و ( نَدَّ ) البعيرُ : نفرَ ( نُدوداً ) و ( نَدّاً ) و ( نداداً ) ايضاً من باب ضرَب
( ندر ) : قوله : " المَنْدور الذي تَنْدُر خُصْيته " أي تخرُج وتسقُط ( 261 / ب ) من شدة العَضْب من غير أن تُقطَعِ والصواب : " المندور منه " لأن الندر لازم . ويقال : " ضرب رأسَه فأندره " أي أسقطه (2/294)
( ندل ) : وقوله :
الماجِنُ يلبَس قَباطاقاً ( ويتَمنْدل ) بمنديلِ خَيْشٍ " : أي يشدّه برأسه ويعتَمُّ به . ويقال : ( 0تندَّلْتُ ) بالمنديل و ( تمنْدلت ) أي تمسَّحتُ به . وعن بعض التابعين : " أنه كانت له بِضاعة يتصَّرف فيها ويتَّجِر فقيل له في ذلك فقال : لولاها لتمنْدلَ بي بنو العباس " أي لا بْتَذلوني بالتردّد إليهم والدخول عليهم وطَلَب ما لديهم
( ندم ) :
وما أنشدته عائشة رضي الله عنها هو لمتمِّم بن نُوَيْرة قاله في أخيه مالكٍ حين قتله خالد بن الوليد :
( وكُنّا كَندْ مانَي جَذيمةَ حقْبةً ... من الدهر حتى قيل لن يَتصدَّعا )
( فلمّا تفرَّقْنا كأني ومالكاً ... لطول اجتماعٍ لم نبتْ ليلةً مما )
هو جَذيمة الأبرش ملكُ الحيرةِ ونديماهُ مالِكٌ وعَقيلِ قيل : بَقيا مُنادِمَيْه أربعين سنة . والقصَّة في المُعرِب
( ندو ) :
( النادي ) : مجلس القوم ومتحدَّثُهم ما داموا ( يَنْدُون ) إليه ( نَدْواً ) أي يجتمعون . ( والنَدْوةُ ) : المرَّة ومنها ( دار النَّدْوَة ) لدار قُصَيّ بمكةِ لأن قريشاً كانوا يجتمعون فيها للتشاور ثم صار مثلاً لكل دار يُرجع إليها ويُجتمع فيها
ويقال : هو ( أندى ) صوتاً منك : أي أرفع وأبعد . وعن الأزهري : ( الإنْداءُ ) : بُعد مدى الصوت وعنه أيضاً : ( نَدَى ) الصوتِ : بُعد مذهِبه . وقوله : " فإنه أندى لصوتك " أي ابعد (2/295)
وأشدّ وهو من ( النُدُوَّة ) : الرُطوبةِ لأن الحلْق إذا جفَّ لم يمتدَّ صوتُه
[ النون مع الراء ]
( نرس ) :
( النِّرْسيانُ ) ( 262 / أ ) بكسر النون : ضرْب من التمرِ عن الأزهري عن ابي حاتم عن الأصمعي . وفي مَثَل : " أطيبُ من الزُّبْد بالنِّرسيان " . ويُقال : تمرةٌ نرْسيانّية
( نرمق ) :
( النَّرمَقُ ) : اللِّينُ تعربُ نَرْمه
( نرزم ) :
( نَرزمُ ) : في ( عب ) . [ عبر ]
[ النون مع الزاي ]
( نزح ) :
( نزَحْتُ ) البئر ونزحتُ ماءها : استقَيْتُه أجمع و ( نَزَحَتِ ) البئرُ : قلَّ ماؤُها ( نزْحاً ) و ( نُزوحاً ) فيهما جميعاً . وقوله : " كلّما نُزح الماء كان أطهرَ للبئر " أي كان النَّزْح ابلغ طهارة
( نزز ) :
( النَّزُّ ) : ما تحلَّب من الأرض من الماء وقد ( نَزَّت ) الأرضُ : إذا صارت ذات نَزّ أو تحلَّبَ منها النَّزُّ . ومنه : " رجل اتَّخذ بالوعة فنَزَّ منها حائط جاره "
( نزع ) :
( النَّزْع ) : الجذب وكذلك ( الانتزاع ) (2/296)
وقد جُمع بين اللغتين في قوله : " نزَع سِنَّ رجل فانتزع " . ( المنزوعةُ ) سِنُّه سِنّ النازعِ ويجوز : المنزوعُ سِنُّه . و ( النُّزوع ) : الكفُّ . ومنه : " فواقعَ فنَزع " : أي كفَّ وامتنع عن الجماع
و ( نازَعه ) في كذا : خاصَمه من نازَعه الحبلَ : إذا جاذَبه إيّاهِ وعلى ذلك قولُه : " الحائطُ المنازَعُ " صوابُه : " المنازَعُ فيه "
و ( نَزِع ) الرجلُ ( نَزَعاً ) فهو انزع : إذا انحسر الشعرُ عن جانبيْ جبهتهِ ويقال لهذين الجانبين ( النَّزَعتان )
( نازَعه ) القرآنَ : في ( خل ) . [ خلج ]
" نُزِع منها النصرُ " : في ( زر ) . [ زرع ]
( نزف ) :
( نزَفه ) الدمُ ( نَزْفاً ) : سال منه دمٌ كثير حتى ضَعُف من باب ضرَب . ومنه الحديث : " نزَف الحارِثَ الدمُ " . وقوله : " نُزِف حتى ضَعُف " بضم النون : أي خرج دمُه
( نزل ) :
( المنزِل ) : موضعُ النزولِ وهو عند الفقهاء دون الدار وفوق البيتِِ وأقلُّه بيتان أو ثلاثة . و ( النُّزْل ) طعام النَّزِيل وهو الضيف ( 262 / ب ) وطعامٌ كثير ( النَّزَلِ ) و ( النُّزْل ) وهو الزيادة والفَضْلِ ومنه قوله : " العسل ليس من انزال الأرض " أي من رَيْعها وما يحصُل منها وعن الشافعي : " لا يجِبُ فيه العُشْر لأنه نُزْلُ طائرٍ " (2/297)
وفي الفرائض : " أهل التنزيلِ : الذين يُنزِلون المُدْلي من ذوي الأرحام منزِلة المُدْلَى به في الاستحقاق "
( نزو ) :
( النَّزْو ) و ( النَّزوان ) : الوثب . وقوله : " تَنْزُو وتلين " من أمثال العرب . ولعل غرض ابي يوسف بضرْب هذا المثل أنه عن قريب يَفْترُ عن مباشرتها وإن كان قد نَشط لذلك
( نزه ) :
( نزَّهَ ) اللهَ عن السوء ( تنزيهاً ) : بعَّده وقدَّسَه ولا يقال : أنْزهه . وقوله : " التسبيحُ إنزاهُ اللهِ سهوٌ . ويُقال : فلانٌ ( يتنَزَّه ) عن المطامع الدَّنيَّة والأقذار أي يُباعد نفسَه ويتَصوَّن . ومنه الحديث : " تنزَّهوا عن البول " . وقوله : " إذا وقع الشكُّ فالأوْلى الأخذُ بالتَّنزُّه " يعني الاحتياطَ والبعدَ عن الرِّيب . والأسم ( النُّزْهَة ) . ومنه قوله : " ونُزْهَةٌ عن الطمع " أي تنزُّهٌ وتصوُّن
و ( الاستنزاه ) بمعنى التنزُّه : غير مذكور إلا في الأحاديث . في متَّفق الجَوْزَقيّ : " كان لا يستنزه عن البول " وفي سُنن ابي داود وشرح السنة : " مِن " مكان " عن " والأول أصح . أما قوله : " استنْزِهوا البولَ " فلَحْننٌ
[ النون مع السين ]
( نسأ ) :
( النَّسَاء ) بالمدّ لا غير : التأخير يقال : (2/298)
بعتُه ( بنَسَاءٍ ) و ( نَسيءٍ ) و ( نسيئةٍ ) بمعنىً . ومنه : " نَسَأ اللهُ في أجلك "
( نسب ) :
( النِّسْبة ) : مصدر ( نَسَبه ) إلى ابيه . وبتصغيرها سُمّيت أم عطيَّة بنتُ كعبٍ الأنصاريّة وفي نفي الارتياب : ( نَسيبة ) بالفتح بنت كعبٍ وكُنيتُها ( 263 / أ ) أم عُمارة . وفي معرفة الصحابة أن أمّ عَطيّة تُكنى أيضاً أُم عُمارة . وفي معرفة الصحابة لابن مَندة ما يدل على أنهما واحدة
ويقال : " نسَبني فلانٌ فانتسبتُ له " أي سألني عن النسب وحملني على الانتساب ففعلت . ومنه حديث ابن انيس : " فجاء فسلّم ثم نسبني " والتشديد خطأ
( نسخ ) :
( انتسخ ) : فعل متعدٍّ كنَسَخ يقال : ( نسَخَتِ ) الشمسُ الظلَّ و ( انتَسخْته ) : أي نفته وأزالته وعلى ذا قوله : " انتَسخ بهذا حكمُ الكفّارة " صوابه : " انتُسخ " بضم التاء مبنّياً للمفعول لأن المراد صَيرورته منسوخاً
وقوله : " وإذا باع جاريةً وتناسخَها رجال " يعني : تداولتْها الأيدي بالبياعات وتناقلتها . وعلى ذا قوله في الإيضاح : " ولو تناسخَ العقودَ عشرةٌ " . وفي التجريد : " وتناسخها عقود " وهو من الأولِ وكذا ( المناسخة ) في الفرائض
و ( تناسُخُ ) الورثة : أن تموت ورثةٌ بعد ورثةٍ وأصل الميراث قائم لم يُقْسم (2/299)
( نسطر ) :
( النَّسْطوريّةُ ) : من فرق النصَارى أصحاب نَسْطور الحكيم الذي ظهر في زمان المأمونِ وتصَّرف في الإنجيل بحُكْم رأيهِ وقال إن الله تعالى واحدٌ ذو اقانيمَ ثلاثةٍ . وبينهم وبين المَلْكانيّة واليَعْقوبّية تقاربٌ في التثليث
( نسف ) :
( نسَف ) الحبَّ بالمِنْسف ( نَسْفاً ) ومنه ( نسَفَت ) الريحُ التراب إذا ذَرَتْه
( نسق ) :
و ( النَّسْق ) : مصدر ( نسَق ) الدُرَّ : إذا نظمه . وقولهم : " حروف النَّسْق " أي العطف مجاز . وقوله : " هذا نَسْقُ هذا " وصْفٌ بالمصدر على معنى : مَعْطوف وأما ( النَّسَق ) محركاً فاسمٌ للمنظوم
( نسك ) :
( نسَك ) لله ( نُسْكاً ) و ( مَنْسيكاً ) : إذا ذَبح لوجههِ و ( النَّسيكة ) الذبيحة و ( المَنْسِك ) ( 263 / ب ) بالكسر : الموضع الذي يُذبَح فيه . وقد تُسمى الذبيحة ( نُسْكاً ) يقال : " مَنْ فعل كذا فعليه نُسْكٌ " أي دمٌ يُهْرَيقه بمكةِ ثم قالوا لكل عبادةٍ : نُسُك . ومنه : ( إن صلاتي ونُسُكي ) . و ( الناسك ) : العابد الزاهد . و ( مناسك ) الحج : عباداتُه وهذا من الخاصّ الذي صار عامّاً . وقوله في أضاحيّ خِمْيَر الخُوارَزميّ : " وليُحِدَّ شفرَته ويُريحَ مَنْسَكه " الصواب : ويُرحْ نُسْكه أو نَسيكته " على أن المذكور في الأصل : ذبيحَتهِ والمعنى الحثُّ على إسراع الذبح . وقيل : المراد أن يؤخِّر سلْخَه حتى يَبرُد (2/300)
( نسل ) :
( انقطاع النَسْل ) : في ( رس ) . [ رسل ]
( نسم ) :
( النَّسمة ) : النَّفس من نسيم الريحِ ثم سُمّيت بها النَّفْس ومنها : أعْتِق ( النسَمة ) والله بارىء ( النَّسَم ) . وأما قوله : " ولو أوصى أن يُباع عَبْدُه نسَمةً صحّتِ الوصية " فالمراد أن يُباع للعِتْق أي لمن يريد أن يُعتِقه . وانتصابُها على الحال على معنى : معرَّضاً للعِتق . وإنما صحَّ هذا لأنه لما كَثر ذكرها في باب العِتْق - وخصوصاً في قوله عليه السلام : " فُكَّ الرقبةَ وأعتِق النَسَمة " - صارت كأنها اسم لما هو بعرَض العِتْق فعُوملت معاملةً الأسماء المتضمنة لمعاني الأفعال
( نسي ) :
( النِّسْيُ ) : المَنْسيِّ وبتصغيره سُمّي والد عُبادة بن نُسِيّ قاضي الأردنّ ِ عن أبيّ بن عِمارة بالكسر ِ وعن أبي عُمارة تحريف . وهو في حديث المسْح
( نُسيٌّ ) :
في ( سن ) . ( سورة النساء ) : في ( قص ) . [ قصر ]
[ النون مع الشين ]
( نشأ ) :
( النَّشْءُ ) : مصدر ( نشَأ ) الغلام : إذا شبَّ وأيفعِ فهو ( ناشىءٌ ) وحقيقته : الذي ارتفع عن حدّ الصِبا وقَرُب من الإدراكِ من قولهم : ( نشَأ ) السحابُ إذا ارتفعِ ثم سُمّي به النَّسْلِ فقيل : هؤلاء نَشْءُ سوءٍ وفلان من نشْءِ صِدْقٍ (2/301)
ومنه قوله : قطَع النَّشْء . وقد جاء ( النشُّوء ) في مصدره أيضاً على فُعول ( 264 / أ ) . وقوله : " حُرمةُ الرضاع إنما تثبتُ باللبن الذي يشْربه الصغار لمعنى النشوّ والنموّ " على القلب . والإدغامُ للازدواج
( نشب ) :
قولهم : ( ما نَشِب ) أن فعل كذا و ( لم يَنْشَب ) أن قال ذاك : أي لم يلبث وأصله من نَشِب العظمُ في في الحَلْقِ والصيْدُ في الحبالة : إذا عِلق
( النُشَّاب ) و ( الناشب ) : في ( نب ) . [ نبل ]
( نشد ) :
( نشَد ) الضالّةَ : طلبها ( نِشْداناً ) من باب طلَب . ومنه قولهم في الاستعطاف : ( نشَدْتُك ) بالله واللهَ و ( ناشدْتُك ) اللهَ وباللهِ أي سألتك باللهِ وطلبت إليك بحقّه . وأما : " أنشَدْتُك " و " أُنشِدكَ " من باب أكرَم فخطأ . و ( نِشْدَكَ اللهَ ) : بمعنى نشَدْتُك اللهَ
وقوله عليه السلام : " إني أَنشُدكَ عهدَك ووعْدَكَ " أي أذكِّرك ما عاهدْتَني به ووعدتَني ِ وأطلبه منك . وقال عمرو بن سالم الخُزاعيّ :
( لا هُمَّ إني ناشِدٌ محمَّدا ... حِلْفَ أبينا وأبيكَ الأ تَلدَا )
( إن قريشاً أخلفوكَ الموعدا ... هم بيَّتونا بالوَتِين سُجَّدا )
يعني أذْكُر له الحلفَ وهو العهد : " والأتْلد " : أفعل التفضيل من التالد بمعنى القديم . وإنما قال ذلك لأنه كان بين عبد المطَّلب (2/302)
وبين خُزاعة حِلفٌ قديم . ويقال : أخلَفَني موعدَه أي نقضَه . والوتير : بالراء ماءٌ بأسفل مكة عن الغوريّ وفي بالنون ويُقال بيّتهم العدوُّ إذا أتاهم ليلاً وفي : " لنُبَيِّتَنَّه " أي لنقتُلنَّه ليلاً
وقوله لتُطلِّقنّي أو لأقتلنَّك فناشَدها الله أي أن تقتُلَه
( نشر ) :
( النَّشْر ) الطيّ ومنه كان عليه السلام يُكبِّر ناشرَ الأصابع قالوا هو أن لا يجعلها مُشْتاً
والنَّشَر بفتحتين المنشور كالقَبض بمعنى المقبوض ومنه ومَنْ ( 264 / ب ) يملك نَشَر الماء يعني ما انتضح من رشَاشِه والإنشار الإحياء وفي التنزيل إذا شاء أنشَره ومنه لا رضاعَ إلا ما أنشر العظمَ وأنْبَتَ اللحم أي قوّاه وشدَّه كأنه أحياه ويُروى بالزاي
نشز : النَّشَزْ بالحركة والسكون : المكان المرتفع ِ والجمع ( نُشوزٌ ) و ( أنشاز ) . وقوله : " أو كان على موضع نَشْزٍ " ضعيفٌ سواء وصفْت أو أضفت . ومنه " رأى قبوراً مسنَّمةً ناشِزةً " أي مرتفعة من الأرض
( ومنه : ( نشزتِ المرأةُ ) على زوجها فهي ( ناشِزةٌ ) إذا استعصَتْ عليه وأبغضتْه . وعن الزجّاج : " النُّشوز : يكون من الزوجين وهو كراهة كل واحدٍ منهما صاحبَه " (2/393)
( نشش ) :
( النَشُّ ) : نصف أوقية . وكذلك نصفُ كل شيءٍ يُقال : نَشُّ الدرهمِ ونَشُّ الرغيفِ كذا حكاه الأزهري عن شمر عن ابن الأعرابي . و ( النَشِيش ) : صوت غليان الماء يقال : " نَشَّ الكوزُ الجديدُ في الماء " إذا صوَّتِ من باب ضرب . ومنه قوله في الشراب : " إذا قذَف بالزبد وسكن نَشِيشُه " أي غليانه
( نشط ) :
( نَشَط ) العُقدةَ : شدَّها ( أُنشوطةَ ) وهي كعُقدةِ التِّكّة في سهولة الإنحلالِ و ( أنشَطها ) حلّها . ومنه : " كأنما أُنشِط من عِقال " أي حُلَّ وهو مَثلٌ في سرعةِ وقوع الأمر . وقوله : " الشُّفعة كنَشْطَة العِقال " تشبيهٌ لها بذلك في سرعة بُطلانها وهي فَعْلة من الإنشاط أو من نَشَط بمعنى أنْشَط وقيل : اراد : كعَقْد العِقال يعني مدةً يسيرة والأول أظهرُ
ويقال : انتشَط العُقدةَ : بمعنى أنشَطها وقول عليّ رضي الله عنه : " العِنّين يؤجَّل سَنةً فإن انتشَط فسبيل ذلك وإلا فُرِّق بينهما " أي انحلَّت عُقَدُه ( 265 / أ ) وقَدَر على المباشرة . ورُوي : " فإن انبسط " وله وجه . والأول أعرب وإن لم أجده في متن اللغةِ وكأن الحريريَّ سمع هذا فاستعمله حيث قال : " انتشَط من عُقْلَة الوُجوم "
( نشف ) :
( نَشَف ) الماءَ : أخذه من أرض أو غدير بِخرْقةٍ أو غيرها من باب ضَرب . ومنه : " كان للنبي عليه السلام خِرْقةٌ يَنْشِف بها إذا توضّأ " . وبهذا صحَّ قوله في غسل الميت : " ثم يَنْشِفه بثوبٍ " أي ينشِف ماءَه حتى يجفَّ (2/304)
و ( نَشِف ) الثوبُ العرقَ : تشرَّبهِ من باب لبِس . ومنه : " السيفُ يطهرُ بالمَسْح لأنه لا يَنْشَف منها شيء " قوله وإن كانت النجاسة عَذرِةً لا يُنْشَف منها شيء لفظ المبنيّ للمفعول ِ ومصدرهما جميعاً ( النَّشْف )
( ينْشَفان ) : في ( شف ) . [ شفف ]
[ النون مع الصاد ]
( نصب ) :
( النَّصيب ) من الشيء : معروف وعند ابي حنيفة السُّدْس ولم أجده
( نصت ) :
( أنْصَت ) : سكت للاستماع
( نصر ) :
( النَّصْر ) : خلاف الخذلان . وبه سُمّى نَصْر بن دَهْمان المنسوبُ إليه مالكُ بن عمْرٍو النّصريُّ . والحارثُ النصريُّ مختلَف في صحبته . " فلو أنَّ نصراً : في ( صح )
و ( الناصُور ) : قَرْحة غائرة قلمَّا تندمل ومنه حديث عمران ابن حُصين قال : " كان بي الناصور فسألتُ رسول الله فقال : صلِّ قائماً فإن لم تستطع فقاعداً وإن لم تستطع فعلى جَنب " هكذا في سنن ابي داود
( نصص ) :
( النَّصُّ ) : الرفعِ من باب طلَبِ يقال : (2/305)
" الماشِطة تَنُصُّ العروسَ فتُقْعدها على المنصَّة " بفتح الميم وهي كرسيُّها لتُرى من بين النساء . ومنه : ( نَصصْتُ ناقتي ) أي رفعتُها في السَّير . و ( نَصُّ ) الحديث : إسنادُه ورفعُه إلى الرئيس الأكبر
( نصَّ ) : في ( عن ) [ عنق ] . ( 265 / ب )
( نصف ) :
( النِّصْف ) أحد جُزاي الكمال . ومنه ( الإنصاف ) لأنه تسويةٌ . ومنه : " وينبغي للقاضي ان يُنْصِف الخصمين في مجلسه " أي يُسوّي بينهما عنده . و ( مَنْصِف ) الطريق : نِصْفه بفتح الصاد وكسرها والميم مفتوحة لا غير . ومنه : " قصر ابن هُبَيرة مَنْصَفٌ بين بغداد والكوفة " . و ( المُنصَّف ) من العصير : ما طُبخ على النِّصف
( فإنه نصف العلم " : في ( فر ) . [ فرض ]
( نصل ) :
( نَصْل ) السيفِ : حديدتُه . وكذلك ( نصل ) السهمِ والجمع ( نُصول ) و ( نِصال ) . وأما قوله : " لا سَبْق إلا في كذا أو كذا أو نصْلٍ " : فالمراد به المُراماة ِ والضاد المعجمة تصحيف ِ إنما ذاك المناضلةُ والنِّضال
وفي خزانة الفقه : " ويجوز السَّلَم في كل ما يمكن ضَبْطُهِ كالحنطة كذا وكذا ونصول القَبيعَة " : اراد جمْع نَصْل السيف والقَبيعةُ : ما على رأس مَقْبض السيف من فضّة او حديدة او غيرها وإنما اضيفت إليها ليُفْرَق بذلك بين السُيوف والسِّهام (2/306)
( نصو ) :
( نصَوْتُ ) الرجُلَ ( نَصْواً ) : أخذتُ ناصيَته ومْددتُها . وقول عائشة : " علامَ تَنْصُون ميتكم " كأنها كرهت تسريح راس الميت وأنه لا يحتاج إلى ذلك فجعلته بمنزلة الأخذ بالناصيةِ واشتقاقُه من منصّة العروس خطأ
[ النون مع الضاد ]
( نضب ) :
( نضَب ) الماءُ : غار وسَفَلِ من باب طلَب . وفي الحديث في السمك : : " ما نضَب عنه الماءُ فكلُوا " أي انحسر عنه وانفرَج
( نضح ) :
( النَّضْح ) : الرشُّ والبَلُّ . يقال : ( نضَح ) الماءَ ونضحَ البيتَ بالماء ومنه : " يُنْضح ضرعُ الناقة " أي يُرشّ بالماء البارد حتى يتَقلَّص قال الخطابي ( 266 / أ ) : " والمراد بنَضْح البول إمرارُ الماء عليه برفق من غير دَلْكٍ " . و ( انتضح ) البولُ على الثوب ترشَّش عليه . و ( النَّضُوح ) من الطيب : ما يُنضَح به أي يُرشّ . و ( النَّضْح ) رَشاش الماء ونحوهِ تسمية بالمصدر . ومنه قول بلال
( وابتلَّ من نَضْح دمٍ جبينُه ... )
ومعناه ليتَه قُتِل . وكذا النَّضْح في قوله : " ما يُسقى نَضْحاً او بالنَّضْح " وهو الماء يُنضح به الزرع أي يُسقى ( بالناضح ) وهو السانية (2/307)
( بئر الناضح ) :
في ( عط ) . [ عطن ]
( نضد ) :
( النَّضْد ) ضمُّ المتاع بعضه إلي بعض متَّسِقاً أو مركوماً ِ من باب ضرَبِ و ( النَّضَد ) محركاً : المتاع المنضودِ وكذا الموضعِ يعني السريرِ عن الليث . وعن القُتبيّ : " إنما سُمي السَّرير نَضَداً لأن النضَد يكون عليه " . ومنه الحديث : " وكان الكلْب تحت نَضَدٍ لهم " أي سريرٍ او مِشْجَب . وعليه قوله : " ويدخل في الشفعة التَّنُّور وكذلك النَّضَد "
( نضر ) :
( النَّضْر ) الذهب وبه سُمّي النَّضْر بن أنسٍ يَروي عن بشير بن نَهيك عن أبي هريرة عن النبي عليه السلام وفي المتشابه : النَّضْر بن شُمَيْل وهو سهو وفي شرح الجامع : النَّضْر ابن أنس ِ وهو الصواب
و ( النَّضْرة ) : الحُسنِ وبها كُني أبو نضْرة مُنذر بن قِطعة العَبْديّ . و ( نَضَر ) وجهُه : حَسُن و ( نضَره اللهُ ) ِ يتعدى ولا يتعدىّ ومنه الحديث : " نضَر اللهُ عبداً سمع مقالتي فوعاها " وعن الأزديّ : " وليس هذا من الحُسن في الوجه وإنما هو في الجاه والقَدْر " وعن الأصمعي بالتشديد أي نعَّمه
( نضض ) :
( نضيضُ ) الماء : خروجُه من الحجَر أو نحوه وسَيلانُه قليلاً قليلاً من باب ضَرب . ومنه : خُذْ ما نضَّ لك من (2/308)
دَينك " أي تيسرَّ وحصل . وفي الحديث : خُذوا صدقة ما نضَّ من اموالهم " أي ما ظهر وحصَل . وفي الزيادات : " يملك من التَّصرّف ( 266 / ب ) ما ينضُّ به المالُ " . وفي الحديث : " يقتسمان ما نَضَّ بينهما من العَيْن " ِ أي صار وَرِقاً وعيْناً بعد ان كان متاعاً . و ( الناضُّ ) عند أهل الحجاز : الدراهم والدنانير
( نضل ) :
في مختصر الكرخيّ : عُبيد بن ( نُضيلةَ ) الخُزاعي عن المغيرة " : على لفظ تصغير ( نضلةٍ ) مرةٍ من النَّضْل ) بمعنى الغلبة في النِضال والمراماة . وفي الجرح : " عُبيد بن نَضْلة " وهو الصواب يَروي عن ابن مسعود والمغيرة بن شعبة وعنه النَخَعيّ
( نضو ) :
في حديث عُروْة بن مُضّرسٍ : " أتعبتُ نفسي و ( أنضيتُ ) راحلتي " : أي جعلتها ( نِضواً ) أي مهزولة
[ النون مع الطاء ]
( نطح ) :
في الأمثال : " لا ينتَطح فيها عنْزان " يُضرب في أمرٍ هيّن لا يكون له تعبيرٌ ولا نكير . قال الجاحظ : " اولُ مَنْ تكلم به النبي عليه السلام قاله حين قُتل عُمير بن عَديّ بن عصماء "
( نطع ) :
( النِّطَع ) بوزن العِنَب هذا المُتَّخذ من الأدَمِ ويقال ايضاً : ( نِطْعٌ ) و ( نَطْع ) و ( نَطَعٌ ) فهذه أربع لغاتٍ (2/309)
و ( النِّطَع ) أيضاً الغار الأعلى ومنه الحروف النِّطَعيّة : الطاء والدال والتاء
( نطف ) :
قوله : " ينطُف منها القَدر " أي من الخِرْقه . يقال : ( نَطَف ) الماءُ او نحوه ( نَطفَاناً ) إذا سال من باب طَلَب . ومنه ( الناطِف ) للقُبَيْطَى . وقوله : " كان الرجلُ يُكري أرضه ويشترط ما سقاه الربيعُ والنُّطَف " . قال السَّرخْسي : هي جوانب الأرض " وأنا لا أحُقُّه ِ إنما النُّطَف جمع ( نُطْفة ) ِ وهي الماء الصافي قلَّ او كثُر
( نطق ) :
( النِطاق ) و ( المِنْطَق ) كلٌّ ما تشدُّ به وسْطَك . و ( المِنْطَقةُ ) اسم خاصِ ومنها حديث عمر رضي الله عنه في أهل الذمة : " ويشدُّوا مناطِقهم وراء ثيابهم " . وفي موضع آخر : " يتَنطَّقون " أي يشُدّون في موضع المِنطقة ( 267 / أ ) زنانير فوق ثيابهم
( نطو ) :
( النَّطاة ) بوزن القَطاة : أحد حصون خَيبر
[ النون مع الظاء ]
( نظف ) :
( التنظُّف ) : كناية عن الاستنجاء وهو من النَّظافة كالاستطابة من الطيب . ومنها قولهم : " استنظف الوالي الخراجَ " إذا استوفاه وأخذه كلَّه . ونظيره : استصفى الخراجِ من الصفاء
[ النون مع العين ]
( نعر ) :
( الناعُور ) : ما يُديره الماءُ من المَنْجَنُوتاتِ من ( النّعير ) : الصوتِ
( نعش ) :
في حديث فاطمة رضي الله عنها : " سُجِّيَ قبرُها بثوبٍ ونُعِشَ على جِنازتها " : أي اتُّخذ لها نعْش وهو شبْه المِحفَّة مشبَّك يُطبْق على المرأة إذا وضعت على الجِنازة
( نعل ) :
رجلٌ ( ناعِلٌ ) : ذو ( نَعْل ) وقد نَعَل ) من باب منَع . ومنه : حديث عمر : " مُرّهُم ( فلْيَنْعَلوا ) وليحتَفوا " : أي فلْيمشوا مرة ناعلين ومرة حافين ليتعودوا كلا الأمرين
و ( أنْعَل ) الخُفَّ و ( نعَّله ) : جعل له ( نَعْلاً ) . وجَوْربٌ ( منعَّل ) و ( مُنْعَل ) : وهو الذي وُضع على اسفله جلدة كالنعل للقدم . وفرَسٌ ( مُنْعَل ) : أبيضُ مؤخَّر الرُّسغ مما يلي الحافر . وأما قوله : " إذا ابتلَّت النعالُ فالصلاة في الرحال " فهي الأراضي الصُلْبة . و ( في تَنعُّله ) : في ( رج ) . [ رجل ]
( نعثل ) :
( نَعْثَلُ ) : اسمُ رجلٍ من مصر أو من من أصبهان كان طويل اللحية فكان عثمانُ إذا نِيل منه شُبّه بذلك الرجل لطول لحيته ِ ولم يجدوا به عيباً سوى هذا فإنه كان معروفاً بالجمال
( نعم ) :
( النِّعمة ) واحدة ( النِّعم ) و ( النَّعمة ) بالفتح (2/310)
التنعُّم يقال : " كم ذي نِعمة لا نَعمة له " أي : كم ذي مالٍ لا تنعّم له . ويقال : نَعِم عيشُه : إذا طاب . وفلان يَنْعم نَعْمةً : أي يتنعَّم من باب لبِس . وقولهم : " نَعِمتُ بهذا عيناً " أي سُررتُ به وفرحتِ وانتصاب عيناً على التمييز من ضمير الفاعل ولما كثُر استعماله في هذا المعنى صار مثلاً في الرضى ( 267 / ب ) حتى قيل : " نَعِمَ الله بك عَيْناً قيل يدُ الله بُسْطانٌ لما صارت بَسْطة اليد عبارةً عن الجود لا أن لله عيناً ويداً تعالى الله عن الجوارح عُلوّاً كبيراً
وأما قول مُطرّفٍ لا تقل نَعِمَ الله بك عَيْناً الله لا يَنْعَم باحدٍ عيناًِ ولكن قل انعم الله بك عَيْناً " : فإنكار للظاهر واستبشاع له . على أنك إن جعلت الباء للتعدية - ونصبتَ عيناً على التمييز من الكاف الذي هو ضمير المفعول - صحَّ ِ وخرَج عن ان تكون العين لله تعالى وصار كأنك قلت : نعَّمك اللهُ عيناً أي نعَّم عينَك وأقرَّها . وأما " أنعم الله بك عيناً " فإما ان يكون " أنعم " بمعنى " نعَّم " فتكون الباء مزيدةًِ أو يكون بمعنى دخَل في النعيم فتكون صلةً مثلها في سُرَّ به وفرحِ وانتصاب العين على التمييز من المفعول في كلا الوجهين
وقال صاحب التكملة : " إنما أنكرَ مطّرِفٌ لأنه ظنَّ أنه لا يجوز " نَعِمَ " بمعنى " أنعم " وهما لغتانِ كما يقال ك نَكِرْتُه وأنكرته وزَكِنْته أي علمتُه وألِفتُ المكان وآلفْتُه " قال : (2/312)
روى ذلك كله أبو عُبيدٍ " . ويشهد له ما في تهذيب الأزهري : " قال اللِّحيانيّ : نَعِمَك اللهُ عيناً ِ ونَعِم الله بك عيناً وأنعم الله بك عيناً . وعن الفراء : قالوا : نزلوا منزلاً ينْعَمهُم ويُنْعِمهم أربعُ لغات . وعن الكسائي كذلك "
و ( التنعيم ) : مصدر تعَّمة إذا تَرَّفة . وبه سُمّي ( التنعيم ) : وهو موضعٌ قريب من مكة عند مسجد عائشة رضي الله تعالى عنها . والتركيب دالّ على اللين والطيب . منه : نَبْتٌ وشعْرٌ ( ناعم ) : أي لَيّن وعيشٌ ناعمٌ طيّب . وبه سُمّي ( ناعمٌ ) أحد حصون خَيْبر . و ( النَّعامة ) ( 268 / أ ) منه للين ريشها
ومن ذلك ( الأنْعام ) للأزواج الثمانيةِ إمّا للِين خَلْقها بخلاف الوحشِ وإمّا لأن أكثر نِعَمِ العرب منها وهو اسم مفرد اللفظ وإن كان مجموعَ المعنى ولذا ذُكِّر ضميرهُ في قوله تعالى : ( وإن لكم في الأنعام لَعِبرةً نُسقيكم مما في بطونه ) . هكذا قال سيبويه في الكتابِ وقرَّره السيرافيّ في شرحه . وعليه قوله في الصيد : " والذي يحلُّ من المستأنِس الأنعامُ وهو الإبل والبقر والغنمِ والدجاجُ " ألا ترى كيف قال : " هو " ولم يقل : " هي " والدجاجُ : رَفْعٌ عطفاً على الأنعام لا على ما وقع تفسيراً له لأنه ليس منه . وعن الكسائي : " أن التذكير على تأويل ما في بطون ما ذكرنا ِ كقول من قال (2/313)
" مثْل الفِراخ نُتِفتْ حواصلُه "
وعن الفرّاء : " أنه إنما ذُكْر على معنى النَّعَم " وهو يُذكَّر ويؤنَّث . وأنشد أبو عُبيدٍ في تذكيره
( أكلَّ عامٍ نَعَمٌ تَحْوُونَه ... يُلقِحه قومٌ وتَنْتِجونهُ )
قالوا : والعرب إذا أفردت النَّعم لم يريدوا به إلا الإبل . وأما قوله عز و جلَّ : " فجزاءُ مثلُ ما قَتل من النَّعم " : فالمفسّرون على أن المراد به الأنعامُ . وبتصغيره سُمّي نُعَيْم بن مسعود مصنِّف كتاب الحِيَل
و ( نِعْم ) :
أخو بئس في أن هذا للمبالغة في المدحِ وذلك للمبالغة في الذمّ وكلٌّ منهما يقتضي فاعلاً ومَخْصوصاً بمعنى احدهما . قولهم : " فبها ونِعمتْ " : المقتضَيان فيه متروكان والمعنى : فعليك بها او فبالسُّنَّة اخذتَِ ونعمتِ الخَصلةُ السُنَّةُِوتاؤُه ممطوطة والمُدوَّرةُ خطأ وكذا المدُّ مع الفتح في " بِها "
( نعي ) :
( نَعى ) الناعي الميتَ ( نَعيّاً ) : أخبر بموتهِ وهو ( مَنْعيّ ) . ومنه الحديث : " إذا لبستْ أمتي السوادَ فانْعوا الإسلامِ ( 268 / ب ) . وإنما قال ذلك تعريضاً بمُلْك بني العبَّاس لأنه من أشراط الساعة . وفي تصحيفه إلى " فابغوا " حكاية مستطرَفة تركتُها لشهرتها (2/314)
[ النون مع الغين ]
( نغج )
( النَغْنَجَة ) : مكيال لأهل بُخارى يسعُه خمسةٌ وسبعون مَنَاً حنطةً
( نغر ) :
( النُّغَيْر ) : في ( عم ) . [ عمر ]
( نغش ) :
في الحديث : " أنه عليه السلام مرَّ ( بنُغاشِيٍّ ) ( ورُوي : برجلٍ ( نُغاشٍ ) - فخرَّ ساجداً " . ورُوي أنه عليه السلام رأى ( نُغاشاً ) فسجدَ شكراً " : هو القصيرُ في الغايةِ الضعيف الحركة
( نغنغ ) :
في خزانة الفقه : " النَّغانغُ " عيبٌِ وهي لَحَماتٌ في الحلْق " . قال جرير :
( غمزَ ابنُ مُرَّةَ يا فرزدق كَيْنَها ... غَمْزَ الطبيب نغانِغَ المعذور )
الواحدُ ( نُغْنُغٌ ) بضمّ النون
( نغل ) :
وفي الأكمل : " لو قال : ( يا نَغْل ) لزمه الحدُّ لأنه بلغة عُثمان : يا زاني " : المُثبت فيما عندي ان ( النَّغْل ) تخفيفُ ( النَّغِل ) وهو ولد الزنا وأصله من ( نَغَلِ ) الأديمِ وهو فساده . وفي الناطفيّ عن أبي حنيفة رحمه الله : " من قال : عليّ رضي الله عنه أحبُّ إليَّ من الجميع فهو رجلٌ نَغْلٌ " وفي موضع آخر : دغْل وهو أيضاً تخفيفُ " دَغِل " : وهو الذي فيه دَغَل أي فسادٌ وريبة (2/315)
[ النون مع الفاء ]
( نفح ) :
( نفَحتْه ) الدابةُ : ضربتْه بحَدّ حافِرها . و ( إنْفَحة ) الجَدْي : بكسر الهمزة وفتح الفاء وتخفيف الحاء او تشديدها وقد يقال ( مِنْفَحة ) أيضاً : وهي شيء يُستخرج من بطن الجَدْيِ أصفر يُعصر في صوفة مبتلَّة في اللبن فيغلُظ كالجُبن ولا يكون إلا لكل ذي كَرِش ويقال : هي كَرِشهُ إلا أنه ما دام رضيعاً سُمّي ذلك الشيء إنْفَحة فإذا فُطِم ورَعَى في العُشْب قيل : استكرشِ أي صارت إنْفَحته كَرِشاً
( نفخ ) :
( نفَخ ) في النار ( بالمِنْفَخ ) و ( المِنفاخ ) : وهو شيء طويل من حديدٍ ( 269 / أ ) . و ( نفَخ في الزقّ ) وقد يقال : ( نفَخ الزقَّ ) . وعليه حديث أصحمة النجاشي : " أنهم نفخوا للزُّبير قِرْبةً فعبرَ النيل " أي نفخوا فيها فركب حتى جاوزَ نهر مصر . وعن أم سلمة : " قلنا : مَنْ رجلٌ يعلم لنا عِلمَ القوم - أيْ أيّ رجلٍ يُحصِّل لنا خبرَهم - إلى ان طلعَ الزبير في النيل يُليح بثوبه او يلوّح " أي يَلمع بهِ ومعناه أنه كان يرفع ثوبه ويحرّكه ليلُوح للناظر
وقوله : " أصاب الحنطةَ مطرٌ فنفخَ فزاد " الصواب : فانتفخ ِ أو فتنفَّخ
( نفذ ) :
رميته ( فأنفذتُه ) أي خزَقتُه ِ ومنه : " لولا رسول الله لأنفذتُ حِضنَيْك "
( نفر ) :
( نفَرت ) الدابةُ ( نفوراً ) و ( نِفاراً ) (2/316)
و ( نَفَر ) الحاج ( نَفْراً ) . ومنه : " انتِ طالق في نَفْرٍ الحاج " . و ( يومُ النَفْر ) : الثالث من يوم النحر لأنهم ينفِرون من من مِنَى . و ( نفر ) القومُ في الأمر أو إلى الثَغْر ( نَفْراً ) و ( نفيراً ) ومنه ( النفير العامُّ ) . و ( النفير ) ايضاً : القوم النافرون لحربٍ أو غيرها
ومنه قولهم لمَنْ لا يصلح لمِهمٍّ : " لا في العِير ولا في النفير " : والأصل عِير قُريش التي اقبلت مع ابي سفيان من الشامِ و " النَّفير " : مَن خرج مع عُتبة بن ربيعة لاستنقاذها من ايدي المسلمين فكان ببدرٍ ما كان وهما الطائفتان في قوله تعالى ( وإذ يعدكم اللهُ إحدى الطائفتين انها لكم ) . وأول من قال ذلك ابو سفيان لبني زُهْرة حين صادَفهم منصرِفين إلى مكة قال الأصمعي : يُضرب للرجل يُحطّ أمرُه ويصغَّر قدْرُه
و ( استنفر ) الإمامُ الناسَ لجهاد العدوّ : إذا حثَّهم على النفير ودعاهم إليه . وأما ما رُوي " أن رجلاً وَجد لُقطة حين أنفر عليٌّ رضي الله عنه الناسَ إلى صفّين " فالصواب : استنفرِ لأن الإنفار هو التنفيرِ ولم يُسمع بهذا المعنى وفيه قال : ( 269 / ب ) فعرَّفتُها ضعيفاً أي سراً ولم أُعِلن به في نادي القوم ومجتمعهم فأخبرت علياً فقال : أنك لعريضُ القَفا أي أبلهِ حيث لم تُظهر التعريفَ
و ( النَّفَر ) بفتحتين : من الثلاثة إلى العشرة من الرجال . وقول الشعبي : " حدَّثني بضعة عشرَ نفراً " فيه نظر لأن الليث قال : " يُقال هؤلاء عشرة نفرٍ أي رجَالٌ ولا يقال فيما فوق العشرة (2/317)
( نفس ) :
( النِّفاس ) : مصدر ( نُفِست ) المرأةِ بضم النون وفتحها إذا وَلدت فهي ( نُفَساء ) وهنّ ( نِفاس ) . وقول أبي بكر رضي الله عنه : " إن أسماء نَفِست " أي حاضت والضم فيه خطأ . وكل هذا من ( النَّفْس ) : وهي الدم في قول النَخعيّ : كلّ شيء ليست له نفْسٌ سائلة فإنه لا يُنجِّس الماء إذا مات فيهِ وإنما سمي بذلك لأن النفْس التي هي اسم لجملة الحيوان قِوامُها بالدم
وقولهم : " النِّفاس هو الدم الخارج عَقيب الولدِ " تسمية بالمصدر كالحيض سواء وأما اشتقاقه من تنفُّس الرَّحم أو خَروج النَّفْس بمعنى الولدِ فليس بذاك
و ( النَّفَس ) بفتحتين : واحد الأنفاس وهو ما يخرُج من الحيّ حال التنفُّس . ومنه : " لك في هذا نفَسٌ " أي سَعةِ و ( نُفْسةٌ ) أي مُهْلة
و ( نفَّس الله كُربتك ) أي فرَّجها . ويقال : ( نفَّس عنه ) إذا فرَّج و ( نفّس ) عنه : إذا أمْهلهِ على ترك المفعول . وأما قوله في كتاب الإفراز : " لو قال نَفّسْني " فعلى تضمين معنى أمْهلنيِ او على حذف المضافِ أي نَفِّسْ كربي أو غمّي
وشيء ( نفيسٌ ) و ( مُنْفِسٌ )
( نفض ) :
( النَّفْض ) : تحريك الشيء ليسقُط ما عليه من غُبارٍ أو غيره . يُقال : ( نَفَضه فانتفَض ) . ومنه الحديث : " ينتفِض به الصراطُ انتفاضةً " ( 270 / أ ) أي يُحرِّكه ويزعزعه او (2/318)
يُسقطه . وثوب ( نافضٌ ) أي ذهب بعضُ لونه من حمرة او صفرةِ وقد ( نُفِض نُفوضاً ) ِ وحقيقته : نَفّض صبْغَه
و ( النَّفْض ) عند الفقهاء : التناثرِ وعن محمد رحمه الله " أن لا يتعدّى أثرُ الصِبْغ إلى غيره أو تفوحَ منه رائحةُ الطيب " . ومنه قوله : وما لم يكن نَفْضٌ ولا رَدْع " . وقوله : " إلا أن يكون غسيلاً لا ينْفُض "
و ( الاستنفاض ) :
( الاستخراجِ ويُكنى به عن الاستنجاء . ومنه حديث ابن مسعود : " ائتني بثلاثة أحجارٍ أستنفِضْ بها " والقاف والصاد غير المعجمة تصحيف
( نفط ) :
( النفّاطة ) : مَنْبِت ( النِّفْط ) ومَعدِنهِ كالملاحة والقيّارة لمَنْبِت المِلح والقار . و ( النفّاطة ) أيضاً : مِرْماة النِّفط . يقال : " خرَج النفَّاطون بأيديهم النَّفَّاطات " . و ( النَّفِطة ) بوزن الكَلِمة : الجُدَري . و ( النِّفْطة ) و ( النَّفْطة ) لغةٌ . وفي التهذيب : " ( النَّفْط ) بالفتح بلا هاء : بَثْرٌ يخرُج باليد من العملِ ملآنُ ماءً "
( نفع ) :
( نافع ) : في ( كي ) . [ كيس ]
( نفق ) :
( نَفاقُ السِّلعة ) بالفتح : رَواجُها . و ( نُفوقُ ) الدابة : موتُها وخروج الروح منها والفِعل من باب طلَب
( نفل ) :
( الأنفال ) : جمع ( النَّفَل ) وهو الزيادة يقال : " لهذا على هذا نَفَلٌ " أي زيادة . ومنه ( النافلة ) في (2/319)
المعنيين . والنفَل : الغنيمةِ وتمامه في ( غن ) . [ غنم ] . وفي الحديث : " تنفَّل النبيُّ عليه السلام يومَ بدرٍ سيفَ ابن الحجّاج " أي اخذه نَفلاً . ويقال : " تنفَّل فلان على أصحابه " أي اخذ من الغنيمة أكثر مما أخذوا
وأما قولهم : " لا تَنزلِنَّ في الخيل النُّفل " ورُوي " النُّفَّل " بالتشديد ِ ويُروى " النَّفَل " بفتحتينِ فقد قالوا : هم الذين يقولو للإمام لا نُقاتل حتى تُنفِّل لنا أي تعطينا شيئاً زائداً ( 271 / ب ) على سهام الغانمينِ وقيل : هم العددُ القليل يخرُجون من دار الإسلام متلصِّصين بغير أمر الإمام . وتقريُره في المُعْرِب
( نفي ) :
( النَّفْي ) : خلاف الإثبات . وقوله : " المنفيّةُ نسبُها " الصواب : " المنِفيُّ نسبُها " . ويقال نُفي فلانٌ من بلده إذا أُخرج وسيّر . ومنه قوله تعالى : ( أو يُنفَوْا من الأرض ) . وعن النَّخعي : " النَّفيُ : الحبْس " . وعن مجاهد : " يُطلبُ أبداً لإقامة الحدّ عليه حتى يخرُج عن دار الإسلام "
[ النون مع القاف ]
( نقب ) :
( النَّقْب ) في الحائط ونحوه معروف . وقوله : " المشركون نقَبوا الحائط وعلّقوه " : أي نقَبوا ما تحته وتركوه مُعلَّقاً . وكذا قوله : " ولو أمر أن يَجعلَ له باباً في هذا الحائط ففعل فإذا هو لغيره ضَمِن الناقبُ " (2/320)
( نقر ) :
( نقَر ) الطائرُ الحبَّ : التقطه بمنْقارهِ من باب طلَب . ومنه حديث ابن عباس : " أنه سُئل عن صلاة الأعراب الذين يَنْقُرون نقْراً " أي يُسرِعون في الركوع والسجود يخفّفون كنَقْر الطائر . وفي حديثٍ آخر : " نهى عن نَقْرة الغُراب "
و ( نقَر ) الخشبةَ : حفرها ( نقْراً ) وهو ( النَّقِير ) . ومنه : " نهَى عن الشُّرْب في ( النَّقير ) والمُزفَّت والحَنْتم والدُّباء وأباح ان يُشرب في السِّقاء المُوْكَى " . " فالنقِير " : الخشبة المنقورةِ والمزفَّت " : الوعاء المَطْليّ بالزِّفِت وهو القار . و " الحَنْتَم " : جرارٌ حُمر وقيل خُضْر يُحمل فيها الخمر إلى المدينة والواحدة حَنْتَمة . " والدُّبّاء وهذه أوعية ضارية تُسرع بالشدّة في الشراب وتُحدِث " : فيها التَغيّر ولا يشعر به صاحبه فهو على خطرٍ من شُرْب المُحَّرم . وأما " المُوْكَى " : فهو السِّقاء الذي ( 271 / أ ) يُنتبذ فيه ويُوكى رأسُه أي يُشدّ فإنه لا يشتدّ فيه الشراب إلا إذا انشقَّ فلا يخفى تغيُّره . وعن ابن سيرين : " مَنْ أوكى السِّقاء لم يبلغ السُّكرَ حتى ينشقّ "
و ( النُّقْرة ) : القطعة المَذابة من الذهب او الفضة ويقال : ( نُقْرةُ فضةٍ ) على الإضافة للبيان
( نقس ) :
( الناقوس ) : خشبة طويلة يَضرِبها النصارى لأوقات الصلاة . يقال : " ( نَقَس ) بالوَبيل الناقوسَ ( نَقْساً ) " من باب طلَب . ومنه : " كانوا يَنقُسون حتى راى عبد الله بن زيد الأذانَ في المنام " (2/321)
( نقص ) :
( نقصَهُ ) حقَّه ( نَقْصاً ) . و ( انتقصه ) مثلُه . و ( نقَص ) بنفسه ( نُقْصاناً ) ِ و ( انتقص ) مثلُهِ كلاهما يتعدّى ولا يتعدّى . وفي الحديث : " شَهْرا عيدٍ لا يَنقُصان رمضانُ وذو الحجَّة " قيل : أي لا يجتمع نقصانهُما في عامٍ واحدٍ . وأنكره الطحاوي . وقيل : إنهما وإن نقَصا او نقصَ أحدُهما إلا ان ثوابَهما متكامل . وفيه أن العمل في عَشْر ذي الحجّة لا يَنقُص ثوابُه عمّا في شهر رمضان
وقوله : " في الدراهم الكوفيَّة المُقطَّعةِ ( النُقَّصِ ) " : أي الخِفاف الناقصة . و " فُعَّل " في جمع " فاعلٍ " قياسٌ
( نقض ) :
( نقَض ) البناءَ والحَبْل ( نقْضاً ) و ( انتقض ) بنفسهِ و ( ناقَض ) آخر قوله الأول و ( تناقضَ ) القولان وفي كلامه ( تناقُض ) . وقوله : " فالتقيا فتناقَضا البيعَ " أي نقضاه كأنه قاسه على قولهم : " تراءَوْا الهلالَ " أي رأوْه وتداعَوْا القومَ وتساءلُوهم : أي دعَوهم وسألوهم وإلا فالتناقض لازم
و ( النُقْض ) : البناءُ المنقوضِ والجمع ( نُقوض ) . وعن الغوري : ( النِّقْض ) بالكسر لا غير
( نقع ) :
( نقَع ) الماءُ في الوَهْدة و ( استنقع ) : أي ثبَت واجتمع . وقوله : " يُكره للصائم أن ( يستنقِع ) في الماء " : من قولهم ( استنقعتُ ) في الماء : أي مكثتُ فيه اتبرَّد . هكذا ذكره شيخُنا في اساس البلاغة ( 271 / ب ) وهو مجازٌ من ( استنقاع ) الزَّبيب حسَنٌ متمكِّن وهو من الفاظ المُنْتقى والواقعات . ومن أنكره وقال : الصواب " ينغمِس " أو يَشْرَع " فقدْ سها (2/322)
و ( مُستنقَع ) الماء بالفتح : مجتمعُه وكل ماءٍ مستنقِعٍ بالكسر : ( ناقِعٌ ) و ( نَقْعٌ ) . ومنه : " نهى عن بَيْع نَقْع البئر " . والرواية : " لا يُمنع نَقْعُ البئر " . وفي الفردوس عن عائشة رضي الله عنها : " لا يُباع نَقْع بئرٍ ولا رَهْوُ ماءٍ " قال ابو عُبيدة : " هو فَضْل مائها الذي يُخرَج منها قبل أن يُصيَّر في إناء أو وعاء " قال : " وأصله في البئر يحفِرها الرجل بالفلاة يَسقي منها مواشيه فإذا سقاها فليس له ان يمنع الفاضلَ غيرَه " و " الرَهْو " : الجَوْبَة تكون في مَحلَّةِ القوم يسيل فيها ماء المطر وغيرهُ . وعنى بالجَوْبةِ : المتَّسعَ في انخفاضٍ
و ( أنقع ) الزبيبَ في الخابيةِ و ( نَقَعه ) : ألقاه فيها ليبتلّ وتخرج منها الحلاوةُ . وزبيب ( مُنْقَعٌ ) بالفتح مخففاً . واسم الشراب : ( نَقيع ) وبه سُمّي الموضعُ المذكور في الحديث : " حمى رسول الله غَرَزَ النَّقيعِ لخيل المسلمين " : وهي بين مكة والمدينة . والباء تصحيف قديم و " الغَرَزَ " بفتحتين : نوع من الثُّمام
( نقف )
: في الصَوم : " ( نَقَف ) الجوزة " : أي كسرها وشقَّها . ورواية من رَوى : " مضَغ الجَوْزة " اجْود
( نقل ) :
( النَّقْل ) : معروف . وقوله في المأذون له : " اعمَلْ في ( النقَّالين ) والحنَّاطين " أي في الذين ( ينقلون ) الخشب من موضع إلى موضعِ وفي الذين ينقلون الحنطةَ من السفينة إلى البيوت . وهذا تفسير الفقهاء (2/323)
و ( المَنْقَلة ) مثل المَرْحَلة وزناً ومعنى . و ( المنقِّلة ) من الشِّجاج : التي ينتقل منها فَراشُ العِظامِ وهو رِقاقها في الرأس
( نقم ) :
في السِّيَر ( 272 / أ ) : " فإن كانوا اسروهم أو ( نقمُوا ) أهلَ دَارهِم فحاربوهم " : إن صحَّت الرواية هكذا كان على التضمين أو حذف المضاف وإلا فالصواب : " نقَموا على أهل دارهم " يقال : ( نقَم ) منه وعليه كذا : إذا عابه وأنكره عليهِ ( ينْقِم نقْماً ) . و ( نَقِم ) بالكسر لغةٌ . وفي التنزيل : ( هل تَنقِمون منْا إلا أن آمنّا ) . وقال أبو العلاء المعرّيّ :
" نَقِمتُ الرِّضا حتى على ضاحكِ المُزْنِ "
( نقي ) :
شيءٌ ( نقيّ ) : نظيف . وقوله عليه السلام : " كقُرصة النَّقيّ " يعني الحُوّارَى . وأما النَّفِيُّ بالفاء - وهو ما نفتْه الرحى وترامَتْ به - فصحيحٌ لغةَ إلا أن الرواية في الحديث صحَّت بالقاف . و ( التَّنْقِية ) : التنظيفِ و ( الإنقاء ) لغة . و ( الاستنقاء ) : المبالغة في تنقية البدن قياس . ومنه قوله : " فإذا رأيتَ أنكَ طَهَرتَ واستنقَيتَ فصلّ " . والهمزة فيه خطأُ
و ( النِّقْي ) : المُخُّ . ومنه : " نهى أن يُضحَّى بالعجفاء التي لا تُنْقى " أي ليس بها نِفْيٌ من شدة عجَفِها (2/424)
[ النون مع الكاف ]
( نكأ ) :
الحلوائيّ : في الحديث : " بئس الشيءُ البُندُقةُِ تفقَأ العين ولا ( تنْكأ ) عدواً ولا تُذكي صَيداً " يقال : ( نَكأْتُ ) القَرْحة : قشَرتُها . و ( نكأتُ ) في العدوّ ( نَكْئاً ) قال الليث : ولغة أخرى ( نكيتُ ) في العدوّ نِكايةَ . وعن أبي عمْرِو : ( نكيْتُ ) في العدوّ لا غيْرُ . وعن الكسائي كذلك . ولم اجده معدّىً بنفسه إلا في الجامع . قال يعقوب : ( نَكَيْت العدوَّ ) إذا قتلتَ فيهم وجرحت قال عديّ ابن زيد
( إذا أنت لم تنفَعْ بودّك اهلَه ... ولم تَنْكِ بالبُؤسى عدوَّكَ فابْعَدِ )
( نكب ) :
( تنكَّب ) القوسَ : ألقاها على منكبه
( نكت ) :
في الحديث : " ( نكَتَتْ ) خِدْرَها بإصبعها " : أي نقرَتْه وضربتهُ . و ( النُكتْة ) كالنُقْطة ( 272 / ب ) . ومنها النُكْتة من الكلام : وهي الجملة المُنقَّحة المحذوفةُ الفُضول . وأما قوله : " النُّكات الطَّرديَّة " فإنه أراد النّكتِ ووجهُه أن يُجعل الألِفُ للأشباعِ كما في مُنْتَزاح يُقال : ( النِّكات ) بالكسر قياساً على نُطْفة ونِطاقِ وبُقعة وبِقاع ورُقعة ورِقاع وبُرمة وبِرام
( نكث ) :
في الحديث : " تُقاتل ( الناكِثين ) والقاسطين والمارقين " : هم الذين ( نكثوا ) البيعةَ أي نقضُوها ِ واستنزلوا عائشة رضي الله عنها وساروا بها إلى البصرة على جمَلٍ اسمه عَسْكر (2/325)
ولذا سُميّت الوقعةُ يومَ الجملِ و " القاسطون " : معاويةُ وأشياعُه لأنهم قسَطوا أي جاروا حين حارَبوا إمام الحق " . والوقعةُ تُعرف بيوم صِفّين . وأما " المارقون " : فهم الذين مرقوا أي خَرجوا من دين الله واستحلّوا القِتال مع خليفة رسول الله وهم : عبدُ الله بن وَهْبٍ الراسبيِّ وحُرقوصُ بن زهيرٍ البَجَلىّ المعروف بذي الثُّدَيَّة . وتُعرف تلك الوقعةُ بيوم النَهْروان وهي من ارض العراق على أربعة فراسخَ من بغداد
( نكح ) :
أصل ( النكاح ) الوطْءُ ومنه قول النجاشيّ " :
( والناكحين بشطَّيْ دِجْلة البقَرا ... ) وقول الأعشى :
( ومنكُوحةٍ غيرٍ ممْهورة ... وأخرى يُقال لها فادها )
يعني المَسبيْةَ الموطوءة ثم قيل للتزوّج ( نِكاحٌ ) مجازاً لأنه سبب للوطء المباح . قال الأعشى :
( ولا تنكحنَّ جارةً إن سِرَّها ... عليك حرامٌ فانِكحَنْ أو تأبَّدا )
أي فتزوَّجْ أو توحَّشْ وتعفَّف . وعليه قوله تعالى : ( إذا نكحتم المؤمناتِ ثم طلقتموهنَّ من قبل أن تمسّوهن ) وقوله عليه السلام " أنا من نكاحٍ ولستُ من سِفاح " وقال الزجّاج ( 273 / أ ) في قوله عز و جل ( الزاني لا ينكِح إلا زانية ) أي لا يتزوّجِ وقيل : لا يطأ ِ قال : وهذا يَبعُد لأنه لا يُعرف شيء من ذِكْر (2/326)
النكاح في كتاب الله تعالى إلا على معنى التزوّج . وايضاً فالمعنى لا يقوى عليه لأنه يصير إلى معنى : الزاني لا يزني إلا بزانيةٍ وهذا ليس فيه طائل وعن بعضهم : إنها منسوخة بقوله : ( وأنكِحوا الأيامى منكم ) وقوله : ( حتى تنكح زوجاً غيره ) أي تتزوج
وقوله : " النِّكاح : الضمّ " مجازٌ أيضاً إلا ان هذا من باب تسمية المسبَّب باسم السببِ والأول على العكس . ومما استشهدوا به قولُ المتنبي :
( أنكحْتُ صُمَّ حَصاها خُفَّ بَعْمَلةٍ ... تغشْمَرتْ بي إليك السهلَ والجبلا )
يقال : " أنكَحوا الحصا أخفافَ الإبل " إذا ساروا و " اليَعْمَلة " : الناقة النجيبة المطبوعة على العمل . و " التغشمُر " : الأخذ قهراً . يعني أخذَتْ بي في طُرُق السهولة والحُزونة
ويقال :
( نكَح ) الرجلُ و ( نكحت ) المرأةُ من باب ضرَب و ( أنكحها ) وليُّها وفي المثل : " أنكَحْنا الفَرا فسنرى " قاله رجل لأمرأته حين خطَب إليه ابنتَه رجلٌ وابى ان يزوجه إياها ورضيت الأم بتزويجه فغلبتِ الأبَ حتى زوّجتْ إيّاه بكرْهٍ منه وقال : " أنكَحْنا الفَرا فسنرى " ثم اساء الزوجُ العِشْرة فطلَّقها . يُضرب في التحذير من العاقبة . وإنما قلَب الهمزة الفاً للزَّواج . والفَرا في الأصل : الحمارُ الوحشيّ ِ فاستعارَه للرجل استخفافاً به (2/327)
وفي الحديث : " لا يَنكِح المحرِم ولا يُنكِح ِ وهذا خبر في معنى النهي وفي حديث الخنساء : " انكِحي منْ شئت " بكسر الهمزةِ وامراة ( ناكحٌ ) في بني فلان : أي ذاتُ زوج
( نكر ) :
( التنكُّر ) : أن يتغيَّر الشيء عن حاله حتى يُنْكَر . وقوله : " وإياك والتنكُّر " : يعني سوء الخُلق
( نكس ) :
الطَّواف ( المنكوسُ ) : أن يَستلم الحجرَ الأسود ثم يأخذَ عن ( 273 / ب ) يساره . سمّي بذلك لأنه ( نُكِس ) أي قُلِب عما هو السُنَّة
( نكص ) :
( الانتِكاس ) : افتعال من ( النُكوص ) بمعنى الرجوع على العَقِبيْن وإن لم نسمعه
( نكه ) :
( استنكهتُ ) الشاربَ و ( نَكهْتُه ) : تشمَّمتُ نَكْهَتة أي ريح فمه . و ( نكَه ) الشاربُ في وجهي أيضاً إذا تنفَّسِ يتعدَّى ولا يتعدّى . وهو من باب . منَع . ويُنشد :
( يقولون لي أنكهْ قد شربتَ مُدامةً ... فقلت لهم : إني اكلت سفَرْجلا )
[ النون مع الميم ]
( نمذج ) :
( النَموذج ) بالفتح ِ و ( الأُنموذج ) بالضم : تعريب نَمُوذه
( نمر ) :
( النَّمِر ) سَبُعٌ أخبَث من الأسد وهو بالفارسية بَلَنْك . وبه سُمّي النَّمِر بن جدارٍ - وقد سَبق في الجيم - ووالدُ (2/328)
تَوْبة بن نمرٍ الحَضْرميّ قاضي مصرَ قبل ابن لَهِيعة و ( " تميمٌ ) و " يَمْر " تصحيف والجمع ( نُمور ) وقد يُقال ( أنمار ) . وبه سُمّي ابو بطنٍ من العرب غزاهم رسول الله بعد غزوة بني النَضير ولم يكن بينهم قِتال . وفي دلائل النبوة : " غزوة أنمار هي غزوة ذات الرِقاع "
و ( النَّمِرة ) :
( كساءٌ فيه خطوطٌ سود وبيض . و ( نِمْران ) ابن جاريةَ الحنفيّ بوزن عِمْرانِ رَوى عنه دَهْثم بن قُرّان في حديث الدّيات
( نمس ) :
قضيتَ فينا ( بالناموس ) : أي بالوحي . وهو في الأصل صاحب سر الملكِ ولذا كان اهل الكتاب يُسمّون جبريل ( الناموس ) ِ وكأن ما في الحديث على تقدير المضاف
( نمش ) :
رجل ( أنْمَشُ ) : به ( نَمَش ) أي نُقَط سُود وبيض
( نمص ) : " لعن الله ( النامِصَة ) و ( المتنمِّصَة ) والواشِرةِ والمؤتَشِرةِ والواصِلةِ والمستَوْصلةِ والواشِمةِ والمستَوْشِمة " : ( النَّمْصُ ) : نَتْف الشعرِ ومنه ( المِنْماص ) : المِنْقاش ( 274 / أ ) . و " أشَر " الأسنانَِ ووَشرَها : حدَّدهاِ و " ائتَشرتْ " هي : فَعلت ذلك بنفسها . و " الوَصْل " هنا : أن تصِل شعْرها بشعر غيرها من الآدميين و " الوَشْم " : تقريحُ الجلد وغرزُه بالإبرة وحشْوُه بالنِيْل أو الكُحْل او دُخان الشحم (2/329)
وغيره من السواد . لعن النبي عليه السلام الفاعِلة أولاً ثم المفعولَ بها ثانياً
( نمط ) :
( النَّمط ) : ثوب من صوف يُطرح على الهودج . ومنه حديث عائشة : " أخذتُ نمطاً فسترتُه على الباب فلما قدم عليه السلام هتكَه " . وفي السِّيَر : ( الأنماط ) جمع ( نَمطٍ ) وهو ظِهارة المِثال الذي يُنام عليه . ومنه حديث جابر رضي الله عنه أنه قال : " لما تزوّجت قال لي رسول الله : هل اتخذتم أنماطاً ؟ قلت : وأنَّى لنا أنماطٌ ؟ قال : أما إنها ستكون "
و ( النَّمَط ) ايضاً : الطريقة والمذهب ومنه : تكلموا على نَمطٍ واحد . وفي حديث علي رضي الله عنه : " خير هذه الأُمَّة النَّمطُ الأوسطُ " يعني الجماعة قال أبو عُبيد : " كرِه رضي الله عنه الغلوَّ والتقصير " . وعندي متاع من هذا النمَط : أي من هذا النوع
( نمل ) :
( الأَنْمُلة ) : بفتح الهمزة والميمِ وضمُّ الميم لغةٌ مشهورة . ومن خطَّأ راويها فقد أخطأ . وقول الناصحيّ : " وفي كل أنمُلةٍ من الإصبع التي فيها ثلاثُ انامل ثُلْثُ عُشْرِ الديةِ وإن كان فيها أنْمُلتان ففي إحداهما نصفُ عُشر الدية " هذا كلُّه توهمّ منه . وإنما الصواب : في كل مَفْصِل ومفاصِل ومَفْصِلان
( نمي ) :
( النَّماء ) بالمدّ : الزيادة والقَصْر بالهمزة خطأ . يقال ( نمى ) المالُ ( يَنمِي نماءً ) و ( ينمو نُموّاً ) و ( أنماه ) الله ( 274 / ب ) و ( نَمى ) الرجلَ إلى أبيه ( نمْياً ) : نسبَه إليه (2/330)
و ( انتمى ) هو إليه : انتسب . ومنه حديث ابن قُسَيْط : " إنَّ أَمةً أبَقَتْ فأتتْ بعض القبائل فانتمت إليها فتزوَّجها رجلُ من عُذْرة فنثرتْ له ذا بطنها "
" ودَعْ ما أنْمَيْتَ " : في ( صم ) . [ صمي ]
[ النون مع الواو ]
( نوأ ) :
( النَّوْء ) النُّهوض . و ( المناوأة ) : المعاداةِ مفاعَلة منه : لأن كُلاً من المُتَعاديَيْن ينوء إلى صاحبهِ أي ينهض . ومنه : " كان عليّ رضي الله عنه يَقْنُت على مَنْ ناوأه في صلاة الفجر "
( خطَّأ اللهُ نَوْءك ) : في ( خط ) . [ خطأ ]
( نوب ) :
( نابَه ) أمرٌ : أصابهِ ( نَوْبةً ) من باب طلَب . ومنه : " إذا نابكم في صلاتكم شيء فليسبِّح الرجالُ وليصفِّح النساء " . وسُئل عليه السلام " عن الحياض في الفَلوات تنوبُها التباع " أي تَنْتابها أي ترجع إليها مرةً بعد أخرى
و ( النائبة ) : النازلةِ و ( نوائب ) المسلمين : ما يُنوبهم من الحوائج كإصلاح القناطر وسدّ البُثوق ونحو ذلك . وقوله : " كانت بنو النَّضِير حُبُساً لنوائبه " : أي لمن ينتابه من الرُسل والوفود والضيوف
( نوح ) :
( ناحت ) المرأة على الميت : إذا ندبته ِ وذلك أن (2/331)
تبكي عليه وتُعدّد محاسِنَهِ و ( النِّياجة ) الاسمِ ومنها الحديثِ على ما قرأته في الفائق : " ثلاثٌ من أمرْ الجاهليْة : الطعن في الأنساب والنياحةُ والأنواءِ : فالطعنُ معروف ِ والنياحة ما ذُكرِ والأنواء : جمع نَوْء وهي منازل القمر . والعرب كانت تعتقد ان الأمطار والخير كله يجيء منها
وقيل : ( النَّوح ) بكاء مع صوت . ومنه ( ناح ) الحمامُ ( نَوْحاً ) . ولما كانت النوائح يقابل ( 275 / أ ) : بعضُهن بعضاً في المناحة قالوا : الجبلان ( يتناوحان ) ِ والرياح ( تتناوح ) : اي تتقابل ِ وهذه ( نَيِّحةُ ) تلك : أي مُقابِلتها . ومن قال : الأصل التقابل فقد عكس
( ابن النَّوَّاحة ) : في كف . [ كفل ]
( نور ) :
( التنوير ) : مصدر ( نوّر ) الصبحُ : بمعنى أضاءِ ثم سُمّي به الضوء نفسُه . ويقال : " نوَّر بالفجر " إذا صلاها في التنويرِ والباء للتعدية كما في " أسفر بها " و " غلَّس بها " . وقوله : " المستَحبُّ في الفجر تنويرُها توسُّع
ويقال : بينهم ( نائرة ) أي عداوة وشَحْناء . وإطفاءُ ( النائرة ) عبارة عن تسكين الفتنة وهي فاعلة من النار
و ( تنوَّر ) :
اطَّلَى ( بالنُّورة ) . ومنه قوله في المناسك : " لأن ذلك مقصود بالتنُّور " . و ( نوَّره ) غيرُه : طلاهُ بها . ومنه قوله : " على أن يُنوِّره صاحبُ الحمّام عشْر طلياتٍ " وهمْزُ واو النُّورَة خطأ (2/332)
( نوس ) :
( الناووس ) : على فاعول : مقبَرُة النصارى . ومنه ما في جمع التفاريق : النواويسُ إذا خَرِبتْ قبل الإسلام جاز أخذُ ترابها للسَّماد وهو ما يُصلَح به الزرعُ من تراب ونحوه
( نوش ) :
( التناوش ) : التنازل . ومنه : ( ناوَشوهم ) بالرماح
( نوق ) :
( الناوَقُ ) : معْرب والجمع ( الناوَقات ) وهو الخشبة المنقورة التي يجري فيها الماء في الدواليبِ أو تُعرض على النهر أو على الجدول ليجري الماءُ فيها من جانب إلى جانب
( نوم ) :
( النّوم ) : خلاف اليقظة . يقال : ( نام ) فهو ( نائم ) من باب لبِس . ورجل ( نَؤُوم ) و ( نَؤُومة ) كثير النوم . ويقال للخامل الذكر الذي لا يُؤبَه له : ( نُومَه ) ِ وللمضطجع : ( نائم ) على المجاز والسَّعة . ومنه الحديثمن صلَّى قاعداً فله نصف أجر القائم : " من صلّى نائماً ( 275 / ب ) فله نصف أجر القاعد " : هكذا في سنن أبي داود والسُنن الكبير والفردوس
ويقال : " نام فلانٌ عن حاجتي " إذا غَفَل عنها ولم يهتم بها . ومنه حديث ابن عمر رضي الله عنه : " إنَّ بلالاً أذَّن قبل طلوع الفجر فأمره رسول الله أن يرجِع فينادي : إلا إن العبد نام ألا ان نام أراد أنه غفَل عن الوقت وقيل معناه أنّه قد عاد لنومه إذا كان عليه بقيّة من الليلِ يُعلِم الناس ذلك لئلا يَنْزعِجوا عن نومهم وسكونهم . والأول أوجه
و ( تنَاوم ) :
أرى من نفسه أنه نائم وليس به . و ( تُنوِّمت (2/333)
المرأةُ ) : أُتيت وجُومعت وهي نائمةِ هكذا في حديث عمر رضي الله عنه . وإنامة الزَّرَاجِين : دفْنُها وتغطيتُها بالتراب ِ مجاز
( نوه ) :
( التنْويه ) : الرفع : يقال : ( نوَّه ) بفلانٍ إذا رفع ذِكْره وشهَره . ومنه : " نوَّه رسول الله بذكر اسم زيد " وحديث عائشة رضي الله عنها في بنت شُبَيْل القُرظيّة : " إلى أن نوَّه إنسان باسمها " أي رفع اسمها ومدحَها حتى أقرَّت أنها دلَّت رحى على خلاّد
( نوي ) :
( النَّوى ) حَبُّ التمر وغيره الواحدة ( نواة ) . ومنها قوله : " كان الدرهم في عهد رسول الله على هيئة النواة المنقُورة " . وأما حديث عبد الرحمن بن عوف : " تزوَّجتُ امرأةً على نواةٍ من ذهب " : فهي اسم لخمسة دراهم كالأوقيّة للأربعين والنُّشّ للعشرين . كذا رُوي عن العرب وأصحاب الغريب " وهو قول مجاهد واختيار أبي عُبَيد والمبرّد . وأصحاب الحديث يقولون : " على قَدْر نواةٍ من ذهب كانت قيمتها خمسة دراهم " . قال المبرّد : وهو خطأ وغلط . وقال أبو عُبيد : " لم يكن ثَمَّ ( 276 / أ ) ذهبٌ " . قال الأزهري : " اللفظ يدلُّ على ما قاله المحدِّثونِ فلا أدري لم أنكره أبو عُبَيد ؟ "
[ النون مع الهاء ]
( نهب ) :
( النُّهْبةُ ) و ( النُّهْبَى ) : الشيء المنْتَهبِ (2/334)
و ( الانتهاب ) أيضاً . وقوله : " فهذه رخصة " يحتمل الوجهين إلا أن المصدر أحسن
( نهى عن ذي نَهْبةٍ ) : في ( خط ) . [ خطف ]
( نهد ) :
( نهَد ) الثديُ ( نُهوداً ) : كَعَب وأشرفِ من باب طلَب . وجاريةٌ ( ناهِدٌ ) وقد يقال : ناهدة . و ( تناهدَ ) القومُ من ( النَّهْد ) : وهو أن يُخرِجوا نفقاتهم على قدْر عدد الرُّفقة
( نهر ) :
في الحديث " ( اَنْهِرِ ) الدمَ بما شئتَ إلا ما كان من سنِّ أو ظُفْر " : ( الإنْهار ) الإسالة بسَعة وكثرةِ من ( النَهْر ) وهو المجرى الواسع واصله في الماء . و ( نَهَرُ المَلِك ) : على طريق الكوفة من بغداد وهو يَسْقي من الفرات
ومنه ( النَّهارُ ) لأنه اسم لضوءٍ واسع ممتد من طلوع الشمس إلى غروبها ِ لا يثنّى ولا يُجمعِ وربما جُمع على تأويل اليوم . أنشد أبو الهيثم :
( لولا الثَّريدانِ هلَكْنا بالضُمُرْ ... ثريدُ ليلٍ وثريدٌ بالنُهُرْ )
وعليه قول الفقهاء : " وجودُ الصوم في النُّهُر " . ويقال : ( نَهَره ) و ( انتهره ) إذا زجَره بكلام غليظٍ
( يوم النَهْرَوان ) : في ( نك ) . [ نكث ]
( نهس ) :
( نهسَه ) الكلبُ : عضَّه بأن قبض على لحمه ومدَّه بالفم (2/335)
( نهش ) :
و ( نهشَتْه ) الحيةِ بالشين المعجمة
( نهض ) :
( نَهض ) إليه : قامِ نُهوضاً و ( ناهضَ ) قِرْنه : قاومه . ومنه قوله في السِّيَر : " أتَوْا حِصْناً فناهضوه " . و ( تناهضوا ) في الحرب . وقولهُم : نهض الطائرُ إذا نشَر جناحيه ليطير . وفرخ ( ناهضٌ ) : وفَرَ جناحاه للنهوض وقدَر على الطيرانِ مجازِ ومنه ما في المنتقى : " أُغلِق البابُ على النواهض والحمامِ على مَنْ تَرَى الفِداء ؟ "
( نهم ) :
قوله : قضيْتُ ( نَهْمتي ) : أي ( 276 / ب ) شهوتي وحاجتي . وقيل ( النَّهْمة ) : بُلوغ الهمّة في الأمر . ومنها ( المَنْهوم ) بالشيء : المولَع به
[ النون مع الياء ]
( نيأ ) :
لحمٌ ( نِيءُ ) مثل نِيْعٍ : أي غير نَضيجٍ ويجوز أن يقال ( نِيٌّ ) بالتشديد على القلب والإدغام . ومنه : " الخمر هي النِّيءُ من ماء العنب إذا كان كذا وكذا " . والفعل ( ناءَ يَنِيء ) مثل جاء يجيء
( نيب ) :
( النابُ ) : واحدُ الأنياب : من الأسنانِ وهي تلي الرَّباعِياتِ وتُستعار للمُسنْة من النُوق . ويقال : ( نَيَّبتْ ) إذا صارت ناباً كعجزَّت المرأة : إذا صارت عجوزاً
( نير ) :
( انار الثوبَ ونَيَّره ) : خلاف أسْداه وسدَّاهِ (2/336)
من ( النِّيْر ) وهو اللُّحْمة . ومنه ما في واقعات الناطِفي : " وإن كان الحائك ( نَيَّره ) وأخرج الآخرُ النير "
( نيف ) :
( النَّيّف ) بالتشديد : كل ما بين عَقْدين وقد يُخفَّف وأصله من الواو . وعن المبرّد : النَّيف من واحدة إلى ثلاثٍ . والبضع من اربع إلى تسع
وفي الحديث : " أنه عليه السلام ساق مِائة بدنةٍ نحَر منها نَيْفاً وستينِ وأعطي عليّاً الباقي " . وفي شرح الآثار : " ثلاثاً وستين ونحر عليُّ سبعة وثلاثين "
( نيك ) :
( النَّيْك ) : من ألفاظ التصريح في باب النكاح . ومنه حديث ماعِزٍ : " أنِكْتَها ؟ قال : نعم " . وقولهم : " حتى ذكَر الكافَ والنون " كنايةٌ عنه حسَنةٌ إلا أني لم أجده فيما عندي من كتب الأحاديث
( نيل ) :
( النِّيْل ) : نهرُ مِصر . وبالكوفة نهر يقال له النيل أيضاً وهو فيما ذكر الناطفيُّ : " خرَج من النيل يُريد كذا "
( نالَ ) من عدوّه ك أضرَّ به . ومنه قوله تعالى : ( ولا ينالون من عدوٍّ نَيْلاً ) . وباسم الفاعلة منه سُمّيت ( نائلةُ ) بنت الفُرافِصة الكلبيّة تزوّجها عثمانُ رضي الله عنه على نسائه وهي نَصْرانيّةٌ ( 277 / أ ) (2/337)
باب الواو
[ الواو مع الهمزة ]
( وأد ) :
( وأدَ ) ابنتَه : دفَنها حيّة ( وأدً ) ِ من باب ضَرب . ومشى مشياً ( وئيداً ) : أي على تُؤدة . ومنه :
( ما للجمال مشْيِها وئيدا " ... )
بالكسر على البدل . قال القُتبيّ : " تريد : ما لمشيها ثقيلاً " . و ( الوأد ) الثِقْلِ يقال ( وَأَده ) إذا اثقله . ومنه ( المَوْءُودة ) . و ( أتَّأد ) في الأمر : تأنّى فيه وتثَّبت . وهي ( التُّؤدَة ) والتاء من الواو
( وأل ) :
( وأل ) : نجاِ وُؤُولاً و ( وألَ ) إليه : التجأ من باب ضَرب . وباسم الفاعل منه سُمّي ( وائل ) بن حُجرٍ وهو صحابيّ وابنه عبد الجبار يَرْوي حديثَ " رفع اليدين حَذوَ الأذنين " . هكذا في شرح السُنّة . وما وقع في مختصر الكرخي : " عبدُ الجبّار ابن وائل بن الوليد عن أبيه : أن النبي عليه السلام كان يرفع يديه حَذْوَ شَحْمة أُذنيه " : فذِكْر الوليد فيه سهو ظاهر . وفي الجَرْح أنه رَوى عن ابيه مرْسَلاً ولم يَسمع منه (2/338)
[ الواو مع الباء ]
( وبأ ) :
( الوباء ) بالمدّ : المرض العامِْ وأرض ( وبيئةٌ ) و ( وَبئَة ) و ( مَوْبُوءة ) : كثُر مرضُها وقد ( وَبئتْ ) و ( وُبثتْ ) وَبئاً
( وبخ ) :
( التوبيخ ) : التعيبر من باب اللوم
( وبر ) :
( الوَبْر ) : دُوبيّة على قدر السِّنور غبراء صغيرة الذنب حسنة العينين شديدة الحياء تُدْجَن في البيوت أي تُحبس وتُعلَّم الواحدة ( وَبْرة ) قال في جمع التفاريق : " تُؤكل لأنها تَعْتلِف البقول "
( وبص ) :
( الوَبيص ) : البريق واللَّمعان . يقال : ( وَبَص وَبيصاً ) إذا لَمع . ومنه : " كنت ارى وبيصَ المسك على مفارق رسول الله عليه السلام " . ولفظ الحديث كما في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها : ( 277 / ب ) " كاني انظر إلى وَبيص الطِّيب في مفْرِق رسول الله بعد ثلاثٍ من إحرامه "
( وبق ) :
( وبَق ) : هلَكِ ( وُبوقاً ) و ( اوبقتْه ) ذنوبُه : أهلكته . وفلان يرتِكب ( المُوبقات ) وقوله تعالى : ( وجعلنا بينهم مُوْبقاً ) أي مَهْلِكاً من اودية جهنَّم أو مسافةً بعيدة
( وبه ) :
( لايُوبَه له ) : في ( طم ) . [ طمر ] (2/339)
[ الواو مع التاء ]
( وتد ) :
( وتَد الوَتَدَ ) : ضربه ( بالميتَدَة ) وأثبته . ومنه : " ليس لصاحب السِّفْل ان يَتِد في حائط شريكه بغير رضاه "
( وتر ) :
( الوِتْر ) : خلافُ الشَّفع . و ( أوتَر ) : صلّى الوِتر . وفي الحديث : " إذا استجمرتَ فأوْتِر " ويقال : هم على ( وتيرةٍ ) واحدة أي طريقةٍ وسجيّة وأصلها من التواتُر : التتابع ِ ومنه : " جاءوا تَتْرى " أي متتابعين وِتراً بعد وتر
و ( وَترتُه ) : قتلتُ حميمَه وافردته منه . ويقال : ( وتَره ) حقَّه أي نقصَهِ ومنه : " مَنْ فاتته صلاةُ العصر فكأنما وُتِر أهلَه ومالَه " بالنصب
وفي باب كراهية السِّيَر : " قلِّدوا الخيل ولا تُقلِدوها الأوتار " جمع وَتَر القوس ِ قيل : كانوا يُقلِّدونها مخافةَ العين فنَهى عن ذلك . وقيل : لئلا يختنِق المقلِّد . وقيل : هي الذحُول والأحقادِ أي لا تطلبوا عليها الأوتار التي وُتِرْتُم بها في الجاهلية ِ يعني : لا تقاتِلوا بحميّة الجاهلية . وهذا التأويل - وإن كنا سمعناه وقرأناه - غيرُ مستحسَنِ في هذا الباب
[ الواو مع الثاء ]
( وثأ ) :
( وُثئتْ ) رِجلُه فهي ( موثوءة ) و ( وثأتُها ) أنا ( وَثُئاً ) : وهو أن يُصيب العظمَ وَهْنٌ ووَصْم لا يبلغ الكسْرَ (2/340)
( وثب ) :
وقوله : " الشُّفعة لمن ( واثَبها ) " : أي لمن طلبها على وجه المسارعة والمبادرة مُفاعَلة من الوثوب على الاستعارة
( بوَثْبةٍ ) : في ( طف ) . [ طفر ] . ( 278 / أ )
( وثر ) :
فراشٌ ( وثير ) : أي وطيء . ومنه ( المِيثَرة ) : وهي شبه مِرفَقةٍ تُتَّخذ كصُفَّة السَّرْج والجمع ( مَيَاثر ) و ( مَواثِر )
( وثق ) :
( وَثِقَ ) به ( ثِقةً ) و ( وثُوقاً ) : ائتمنهِ وهو ثِقةٌ من الثقات وأنا بهِ ( واثقٌ ) و ( موثوق به ) و ( عقد وَثيق ) أي مُحْكم وقد ( وَثُق وثَاقةً ) . و ( أوثَقه ) و ( وثَّقه ) : احكمه وشدَّه بالوِثَاق بالقيد . وكسرُ الواو لغة
و ( المَوْثِق ) و ( الميثاق ) : العهد " واثَقَني بالله ليْفعَلن " أي عاهدني يعني حلَف . وإنما سُمّي الحَلِفُ موثِقاً لأنه مما تُوثَق به العهود وتؤكَّد . وقوله تعالى : ( قال لن أُرسله معكم حتى تُؤتونِ مَوْثِقاً من الله ) . قال الإمام خُواهر : " رَوى ابنُ عباسٍ أنه قال : نفسَه ولم يُرِد أنه استحلفهم على ردّه إليهم ألا ترى أنه : " من الله ولو أراد اليمين لقال : بالله فلما قال : " من الله " علمنا أنه اراد الكفالة " . قال شيخنا صاحب جمع التفاريق : قد قيل ذلكِ ولكنه بعيد وإنما المراد اليمين كما قال عامة المفسرين ويشهد له قولُه " لتأتُنَّني به لأنه جواب اليمين والمعنى : لن ارسله معكم حتى تحلِفوا لتأتُنَّني به ولتَرُدُّنَّه إليَّ إلا أن يحاط بكم (2/341)
أي إلا أنْ تُغلبوا فلم تُطيقوا الإتيان بهِ أو إلا ان تَهلِكوا . ويَعْضُده قوله : ( اللهُ على ما نقول وكيل ) لأنه أراد به طلَب الموْثِق وعَطاءه ِ وذلك من باب القول . وإنما قيل : ( من الله ) لأنه تعالى أذِن له في ذلك فهو إذَنْ منه . وبذا عُرف أن ما قاله المُشرِّح غير سديد
( وثن ) :
( الوَثَن ) : ماله جُثّة من خشب أو حجر أو فضّة أو جوهرٍ يُنحت والجمع ( أوثان ) . وكانت العرب تَنصِبُها وتَعبدها
[ الواو مع الجيم ]
( وجأ ) :
( الوَجْء ) : الضَرْب ( 278 / ب ) باليد أو بالسكين ِ يقال : ( وَجَأه ) في عنقهِ من باب منَع . ومنه : " ليس في كذا وكذا ولا في الوَجْأة قِصاص "
و ( الوِجَاء ) على فِعالٍ : نوع من الخِصاء وهو أن تَضرِب العُروقَ بحديدةٍ وتَطعُن فيها من غير إخراج البيضتينِ يقال : كبشٌ مَوْجوء إذا فُعِل به ذلك . وفي الحديث : " ضَحّى بكبشين مَوْجُوءَين " . وأما " مَوْجِيين " أو " مُوجَيَيْن " فخطأ . وقوله : " الصوم وجاءٌ " أي يَذهب بالشهوة ويَمنع منها
( وجب ) :
الوجوب ) : اللزوم . يقال : ( وَجَب ) البيعِ ويقال : ( أوجبَ ) الرجلُ إذا عمِل ما تَجب به الجنةُ أو النار . ويقال للحسَنة موجِبةٌ وللسيئة موجبة (2/342)
و ( الوَجْبة ) :
السُّقوط يقال : وَجَب الحائطُ . ومنه قوله تعالى : ( فإذا وجَبَت جُنوبُها ) أي إذا وقعت على الأرض . والمعنى أنها إذا فعلت ذلك وسكَنت نفوسُها بخروج بقية الروح حلَّ لكم الأكلُ منها والإطعام . و ( الوَجْب ) في معناها غير مسموع
( وجر ) :
( الوَجُور ) : الدواء الذي يُصبُّ في وسط الفم . يقال : ( أوْجرتُه ) و ( وَجرْتُه )
( وجف ) :
( وجَف ) البعيرُ أو الفرس : عَدا ( وَجيفاً ) و ( أوجَفه ) صاحبُه ( إيجافاً ) . وقوله : " وما أوجف المسلمون عليه " أي أعمَلوا خيلهم أو رِكابهم في تحصيله
( وجن ) :
( المِيجَنَة ) : مِدَقُّ القصَّار
( وجه ) :
( قوله : " ( يؤُمُّهم ) أحسنُهم وجهاً " قيل : معناه أحسنهم خِبرَةً لأن حُسن الظاهر يُستدل به على حُسن الباطن
و ( شركة الوجوه ) : شركة المفاليس . وإنما اضيفت إلى الوجوه لأنها تُبتذل فيها لعدم المالِ والإضافة فيه بمعنى الباء كما في شركة الأبدان وذلك أنهما اشتركا في الشِّرى والبيع بوجوههما وابتذالها لا بشيء آخر وقيل ( 279 / أ ) : هو أن يشتريا من الوجه الذي لا يُعرف وقيل : لأن كلاً منهما ينظر في وجه صاحبه إذا جلسا يدبّران أمرَهما ولا مال لهما وقيل : لأنهما يَشتريان بجاههما وهو من " الوجه " (2/343)
على القلبِ بدليل العبارة الأخرى : لأنه لا يَشتْري بالنسيئة إلا مَنْ له وجاهة عند الناس أي قدْرٌ وشرف . والأول هو الوجهِ ويشهد لصحتّه قول محمد بن بشير رحمه الله :
( طلبتُ فلم أُدرِك بوجهي وليتني ... قعدتُ فلم ابغِ النَّدى بعد سائب )
أي ببذل وجهي يعني توليّتُ الطلب بنفسي ولم أتوسل فيه بغيري
وقوله تعالى : ( فثَمَّ وجهُ الله ) أي جهته التي أمر بها تعالى ورضيها عن ابن عمر رضي الله عنهما : " انها نزَلتْ في الصلاة على الراحلة " وعن عطاء : " في اشتباه القِبلة "
[ الواو مع الحاء ]
( وحد ) :
أجيرُ ( الوَحْدِ ) على الإضافة : خلاف الأجير المشتركِ فيه من ( الوَحْد ) بمعنى الوحيد ومعناه أجيرُ المستأجِر الواحدِ وفي معناه : الأجيرُ الخاصّ . ولو حُرّك الحاءُ لصحَّ لأنه يقال : رجل ( وَحَدٌ ) أي منفرد . ومنه قول النابغة :
( كأن رلي وقد زال النهارُ بنا ... بذي الجَليل على مُستَأنِسٍ وَحَد )
( وحر ) :
الهديَّةٌ تُذهِب ( وَحَر ) الصدر " : وهو غِشُّه ووساوسه وقيل : هو أشد الغضب
( وحي ) :
( الإيحاءُ ) و ( الوَحْي ) : إعلامٌ في خفاءِ وعن الزجاج : " الإيحاء يُسمّى وَحْياً " ِ يُقال : ( أوحى ) إليه و ( وَحَى ) بمعنى أومأ (2/344)
و ( الوَحَى ) بالمد والقصر : السرعة ومنه : موتٌ ( وَحِيٌّ ) وذكاةٌ ( وَحِيّةٌ ) : سريعة . و " القتل بالسيف اوحى " أي أسرع . وقولهم : " السمُّ يَقتُل إلا أنه لا يُوحي " صوابه : لا يَحي من ( وَحَى ) الذبيحة : إذا ذبحها ذبْحاً وَحيّاً ولا ( 279 / ب ) يقال : أوْحى
[ الواو مع الخاء ]
( وخم ) :
طعامٌ ( وخيمٌ ) : غيرُ مَريء ورجلٌ ( وَخِمٌ ) و ( وَخْم ) و ( وخيم ) : ثقيل ومنه : " حلف أن فلاناً وَخْمٌ "
( وخي ) :
( توخَّى ) مَرْضاته : تحرّاها وتطلبَّها ويقال " توخَّيْتُ هذا الأمر " أي تعمَّدته دون ما سواه
[ الواو مع الدال ]
( ودج ) :
( ودَج ) الدابةَ ( وَدْجاً ) قطع ( أوداجها ) : وهي عروق الحلْق في المَذْبَح الواحد ( وَدَجٌ ) . و ( ودَّجَها توديجاً ) . ومنه : " قال للبيطار تُودّجُ لي دابةً وتأخُذ من مَعْرَفَتِها بدانِقٍ "
( ودع ) :
( لاتدعُه ) ولا تَذَرُه : أي لا تترُكهِ قالوا : ولا يُستعمل منه ماض ولا مصدرِ وقد جاء ذلك نادراً . أنشد الأصمعي لأنس بن زُنَيْمٍ :
( ليت شِعري عن اميري ما الذي ... غالهُ في الحبْ حتى ودَعهْ ) (2/345)
وعن عُروة بن الزبير ومجاهد أنهما قرأا : ( ما ودَعَك ربُّك ) بالتخفيفِ وعن ابن عباس : أن النبي عليه السلام قال : " ليَنْتهِينَّ أقوامٌ عن وَدعِهم الجُمُعاتِ أو ليُختَمَنَّ على قلوبهم وليُكتَبُنَّ من الغافلين " أي عن تركهم إياها . قال شِمْرٌ : زعمت النحويةُ أن العرب أماتوا مصدر " يَدعُ " والنبيُّ عليه السلام أفصح العرب وقد رُويتْ عنه هذه الكلمة
ومنه ( المُوادَعَة ) : المُصالحة لأنها متارَكةٌِ و ( الوديعة ) لأنها شيء يُترك عند الأمين . يقال : ( أودَعتُ ) زيداً مالاً و ( استودعتُه ) إياه : إذا دفعتَه إليه ليكون عنده فأنا ( مودعِ ) و ( مستودع ) بالكسرِ وزيد ( مودَع ) و ( مستَودَع ) بالفتحِ والمالُ ( مودَع ) و ( مُستودَع ) أيضاً أي وديعةٌ
و ( الدَّعَةُ ) :
الخَفْض والراحة . ومنها قوله في العُشر : " يُنقَص للعَناء ويُتَمُّ للدَّعةّ " ِ وقد ( وَدُعَ دَعةً ) و ( وداعة ) . وبها سُمّي والد عَكَّاف ( 280 / أ ) بن وَدَاعة الهِلاليّ . وباسم الفاعلة منه سُمّي الحيُّ من هَمْدانِ وهي التي يُنسب إليها المنذر بن ابي حَمْضَة الوادِعيّ في السِّيَرِ في حديث عمر رضي الله عنه
( ودك ) :
( الوَدَك ) من الشحم او اللحم : ما يَتحلَّب منه . وقول الفقهاء : " ودَكُ الميتةِ " من ذلك . و ( أبو الودَّاك ) : فعَّالٌ منهِ واسمه جَبْر بن نَوفٍ البِكاليُّ : هو نَوْف بن فَضَالة فيما " لا أخ له . وبِكالِ بكسر الباء وتخفيف الكاف : حيّ من العرب ِ عن الغوري والجوهري وغيرهما . البِكاليُّ يَروي عن الخُدْريّ : " الذهبُ بالذهب ِ الكِفَّة بالكِفَّة " (2/346)
و ( دي ) :
( الدِّيَة ) : مصدرُ ( وَدَى ) القاتلُ المقتولَ : إذا أعطى وليَّه المالَ الذي هو بدل النفسِ ثم قيل لذلك المال ( الدِّيَةُ ) تسميةً بالمصدر ولذا جُمعت . وهي مثل " عِدَة " في حذف الفاء . وفي حديث قَتْلى بني جَذيمة : " فبعث عليه السلام عليّاً فوَدَى إليهم كلَّ شيء أُصيب لهمِ حتى وَدى إليهم مِيْلَغة الكلب " . وإنما عُدّي بإلى على تضمين معنى أدَّى واستُعمل في المِيْلَغة - وهي إناء الوُلوغ فيه - على طريقة المشاكلة
وأصل التركيب يدل على معنى الجَرْي والخروج . منه ( الوادي ) لأن الماء ( يدِي ) فيه أي يجري ويسيل ومنه ( وادي القُرَى ) وهو موضع قريب من المدينةِ فتحه رسول الله عَنْوةِ وعامَل مَنْ فيه من اليهود معاملةَ أهل خَيبرِ ثم بعد ذلك أجلاهم عمر رضي الله عنهِ وقسَم الواديَ بين الإمارة وبين بني عُذْرةِ أي بين مَنْ إليه الإمارةُ ونيابةُ المسلمين . وقولُ الأعرابي في حديث عثمان رضي الله عنه : " إذن تموتُ فُصْلانُها حتى تبلُغ واديَّ " بالتشديدِ لأنه مضاف إلى ياء المتكلم
ومنه ( الوَدْيُ ) :
( 280 / ب ) وهو الماء الرقيق يخرج بعد البول . وقد ( وَدَى ) الرجلُ و ( أوْدى ) : إذا خرج منه
وإنما طوّلتُ تنبيهاً على أن ( الدّيَة ) ليست بمشتقة من الأداء "
وتقول في الأمر من ( يَدي ) : ( دِهْ دِيَا دُوا ) . وفي الحديث : " قوموا فَدْوهُ وقوله عليه السلام لعمْرانَ أنْ : " قُمْ فَدِهْ " . وعلى ذا قوله عليه السلام لعلي رضي الله عنه : (2/347)
" أخرُج إلى هؤلاء فَودٍ دماءهم " صوابه : " فَدِ " يرويه - في مختصر الكرخي - حكيم بن حكيم بن عُباد بن حُنيف عن أبي جعفر ابن محمد بن علي في فتح مكة
وأما ( الوَدِيّ ) - وهو الفسيل - فلأنه غصن يخرج من النخلِ ثم يُقطع منه فيُغرس . وقولهم : ( أودى ) إذا هلك : مأخوذ من ذلك أيضاً ألا ترى إلى قولهم : " سال بهم الوادي " إذا هلكوا . ومنه قول عمر رضي الله عنه : " أوْدَى رُبْعُ المُغِيرة "
[ الواو مع الذال ]
( وذح ) :
في المنتقى : " شاةٌ وقعت في البئر مع ما عليها من ( الوَذَج ) " : هو ما يتعلّق بأصواف الشاء من البَعْر والبَوْل
( وذر ) :
عِكْراشٌ : " فأُتينا بجَفْنةٍ كثيرة ( الوَذَر ) " : جمع ( وَذْرَة ) وهي القطعة من اللحم . ( الوِذاريّ ) : ثوبٌ منسوب إلى ( وَذارَ ) قريةٍ بسمرقنْد
[ الواو مع الراء ]
( ورأ ) :
( الوراء ) فَعَال ولامُه همزة عند سيبويه وأبي علي الفارسي وياء عند العَامّة . وهو من ظروف المكان بمعنى خلف وقُدَّام . وقد استعير للزمان في قوله : " إنّ ما تطلب وراءك " يعني أن الذي تطلبُه من ليلة القدر يجيء بعد زمانك هذا . وللنافلة : وهو في حديث الشعبيّ : " أنه قيل له : أهذا ابنك ؟ فقال : نعمِ من من الوراء " وكان ( 281 / أ ) ولدَ ولدِه . وللبعد في قوله : (2/348)
" شهدوا أنهم إنما سمِعوه من وراءُ وراءُ " أي من بعيد أو ممن سمع ممن سَمع من المُقرِّ . وبناؤه على الضم والثاني تكريرِ وذا تصحيف
وأما حديثه عليه السلام : " إن الله وراء لسان كل مسلم فلينْظُر امرؤٌ ما يقول " فتمثيلٌ . والمعنى أنه تعالى يعلم ما يقوله الإنسان ويتفوّه به كمن يكون وراء الشيء مُهَيْمناً لديه ومحافظاً عليه
( ورث ) :
( وَرِث ) أباه مالاً ( يرِث وِراثةً ) وهو ( وارثٌ ) والأبُ والمال كلاهما ( موروث ) . منه : " إنْا معاشِرَ الأنبياء لا نُورَث " . وكسر الراء خطأٌ روايةً ِ وانتصاب " معاشِر " على الاختصاص
و ( ورَّثه ) أشركه في المال . و ( أورثَه ) مالاً : تركه ميراثاً لهِ و ( الإرْث ) و ( التُراث ) : الميراث . والهمزة والتاء بدل من الواو
( ورد ) :
( ورَد ) الماءَ أو البلدَ : أشرف عليهِ أو وصَل إليه - دخلَه أو لم يدخله - ( ورُوداً ) و ( استورد ) مثلُه . وباسم الفاعل منه سُمّي المستورِد بن الأحنف العِجليُّ وهو الذي قتَله عليّ رضي الله عنه بالرِدّة وقسَم ماله بين ورثتِه
و ( الوِرْد ) : المَوْرِدِ ومنه ( الورْد ) من القرآن : الوظيفة وهي مقدارٌ معلوم : إما سُبع أو نصف سُبعِ أو ما أشبه ذلكِ يقال قرأ فلانٌ ورْدَه وحِزْبه بمعنىًِ ورُوي " أن الحسن وابن سيرين كانا يكرهان الأوراد " . قال أبو عُبيد : " كانوا أحدثوا أن جعلوا السورة الطويلة مع أخرى دونها في الطول ثم يزيدون دونَه كذلك حتى يتمَّ الجزء ولا تكون فيه سورةٌ منقطعة ولكن تكون كلها سُوراً تامة (2/349)
و ( الوَرْدُ ) :
هذا النَّوْر الذي يُشمُِّ قالوا : سُمّي بذلك ( 281 / ب ) لحمرته . و ( الوُرودَة ) في ألوان الدوابّ : لون يَضْرِب إلى الصُّفرة الحسنة . وفَرسٌ ( وَرْد ) والأنثى ( وَرْدة ) وقد ( وَرُدَ ورودةً ) . وفرسٌ ( وَرْد ) : أغْبس سَمَنْد
و ( وَرْدَانُ ) : غلامُ عَمرو بن العاصِ و ( بنات وَرْدَان ) : دودُ العَذِرة
( ورس ) :
مِلحفةٌ ( مورَّسة ) : مصبوغة بالوَرْسِ وهو صِبْغ أصفرِ وقيل نَبْت طيّب الرائحة . وفي القانون : " الوَرْس شيء أحمر قانيء يُشبه سَحيق الزعفران وهو مجلوب من اليمنِ ويقال إنه يَنحَتُّ من أشجاره "
( ورش ) :
( الوَرَشانُ ) : طائر وعن أبي حاتم : " الورَاشِين من الحَمام "
( ورط ) :
( ورَاط ) : في ( خل ) . [ خلط ]
( ورق ) :
( الوَرَق ) بفتحتين : جمع ( ورَقة ) : جلودٌ رِقاق يُكتب فيها . ومنها ( ورَق المُصحف ) وهو المراد في قوله : " لا يجوز السَّلَمُ في الورَق " وهو مستعار من ورق الشجر
و ( الوَرِق ) بكسر الراء : المضروبُ من الفضةِ وكذا الرِّقةَ وجمعها ( رِقُون ) ومنها الحديث : " وفي الرِّقة رُبْع العُشْر " . وعَرْفجةُ اتَّخذ أَنْفاً من وَرِق
وجَمل ( أورَقُ ) : آدَمُ . وفي التهذيب : " الأوْرَق من كل شيء : الذي يكون لونُه لونَ الرماد " (2/350)
( ورك ) :
( الوَرِكان ) : هما فوق الفخِذَينِ كالكتفين فوق العَضُدين . ويقال : نام ( متورِّكاً ) أي متّكئاً على إحدى وَرِكيه . و ( التورُّك ) في التشهّد : وَضْع الوَرِك على الرجل اليُمنى . ومنه حديث مجاهد : " أنه كان لا يرى بأساً بالتورك في الأرض المستحيلة في الصلاة " أي المعوَجَّة غيرِ المستوية . وأما حديث النَّخعيّ : " أنه كان يكره التورُّكَ في الصلاة " فإنما يريد وضع الألْيَتين أو إحداهما ( 282 / أ ) على الأرض
( ورم ) :
( الوَرَامُ ) : عبارة فارسية تجري على ألسنة التُجّار
( وري ) :
في حديث جَرْهَدٍ : " فَخذِك " أي غَطّها واستُرها أمرٌ على فاعِل من المواراة
[ الواو مع الزاي ]
( وزر ) :
( الوِزْر ) الحِمْل الثقيلِ و ( وَزَرَه ) حملَه . ومنه : ( ولا تَزِرُ وازِرةٌ وِزْرَ أُخرى ) أي حِملَها من الإثم . و ( وَزَر ) فهو ( مَوْزور ) . وفي التكملة : " المَوْزور ضدُّ المأجور "
وأما الحديث : " انصرِفْنَ مأزوراتٍ غيرَ مأجورات " فإنما قُلب فيه الواو همزةً للأزدواج . وقولهم : " وضعتِ الحربُ ( أوزارها ) عبارةٌ عن انقضائها لأن أهلها يضعون أسلحتهم حينئذ . وسُمّي السلاح ( وِزْراً ) لأنه ثِقْلٌ على لابسهِ قال الأعشى :
( وأعددْتُ للحرب اوزارَها ... رِماحاً طِوالاً وَخيلاً ذُكورا ) (2/351)
( وزز ) :
( الوَزُّ ) : لغة في الإوزّ . ومنه : " بَيضُ الوَزّ ببيض الدجاج في السَّلَم جائز "
( وزع ) :
( توزَّعوا ) المالَ بينهم : أي اقتسموه . ومنه : " الميراث إنما يُتوزَّع على الأحْوال بضم الأول وفي الحديث : " فخرجَتِ الخيلُ تتوزَّعُ كلَّ وجه " : هكذا في متن أحاديث السِّيَرِ أي تفرَّقتْ في الجهات كأنها اقتسمتْها ومن رَوى : " في كل وجه " فقد ْسها
( وزغ ) :
( الوَزغَة ) : سَامُّ أبرصَ والجمع ( وَزَغٌ ) قال الكسائي : " هو يخالف العقرب لأن له دماً سائلاً " ومحمد رحمه الله الحقه بالفأر في السؤْر
( وزن ) :
( الاتّزان ) : الأخْذ بالوزنِ يقال : " وَزنْتُ له الدراهَم فاتَّزنَها " كقولك : نقدتُها له فانتقدها . وفي حديث أنس : " فأُعطيتُ بها وزْنَه وزيادةْ " أي اشتُري مني ذلك الإناء بمثل وزنه ( 282 / ب ) ذهباً أو فضة وزياةً ِ لجودته وإحكام صنعته
( وزْنُ سبعةٍ ) : في ( در ) . [ درهم ]
[ الواو مع السين ]
( وسوس ) :
( الوسوسة ) : الصوت الخفيّ . ومنها ( وَسْواس الحُليّ ) لأصواتها . ويقال : ( وسْوَس ) الرجلُ بلفظ ما سُمّي فاعله : إذا تكلَّم بكلامٍ خفيٍّ يُكرّره وهو فعل (2/352)
لازم كَوْلولتِ المرأةُ ووَعوعَ الذئبُ . و ( رجلٌ موسْوِس ) بالكسرِ ولا يُقال بالفتحِ ولكن ( مُوَسْوَسٌ له أو إليه ) أي تُلقى إليه ( الوَسْوَسة ) . وقال الليث : " الوسْوسة حديثُ النفسِ وإنما قال : مُوسوِس لأنه يُحدّث بما في ضميره " . وعن أبي الليث : " لا يجوز طلاق الموسوِس " ِ قال " يعني المغلوب " أي المغلوب في عقله وعن الحاكم : هو المصاب في عقلهِ إذا تكلم بغير نظام
و ( الوَسْواس ) : اسم بمعنى الوَسْوسةِ كالزَّلْزال بمعنى الزَّلزلة . والمراد به الشيطان في قوله تعالى : " ( مِن شرِ الوسْواس ) . كأنه وسْوسةٌ في نفسه . وفي الحديث : " إن للوضوء شيطاناً يُقال له الوَلهانُ فاتَّقوا وسْواسَ الماء " : فيجوز ان يُراد به الوسوسةُ التي تقع عند استعمال الماء وأن يُراد الولهانُ نفسُه على وضع الظاهر موضع الضمير
( وسط ) : "
( الوسَط ) بالتحريك : اسمٌ لعيْنِ ما بيْن طرفي الشيء كمركز الدائرة . وبالسكون اسمٌ مبهمٌ لداخل الدائرة مَثلاً ولذا كان ظرفاً . فالأول يُجعل مبتدأ وفاعلاً ومفعولاً به وداخِلاً عليه حرفُ الجرِّ ولا يصح شيء من هذا ( 283 / أ ) في الثاني تقول : وسَطُه خيرٌ من طَرفهِ واتَّسع وسَطُه وضربتُ وسَطَهِ وجلست في وسَط الدارِ وجلست وَسْطها بالسكون لا غير . ويُوصف بالأول مستوياً فيه المذكر والمؤنث والاثنان والجمعِ قال الله تعالى : ( جعلناكم أمَّةً وَسطاً ) . وفي مسألة الجامع : " لو قال : لله عليَّ أن (2/353)
أُهدي شاتَيْن وسَطاً إلى بيت الله او اُعتِق عبدين وسَطاً "
وقد بُني منه أفعلُ التفضيلِ فقيل للمذكر : ( الأوْسط ) ِ وللمؤنث : ( الوُسْطى ) قال تعالى : ( مِن أوسطِ ما تُطعمون ) يعني المتوسِّط بين الإسراف والتقتير . وقد أكثروا في ذلك وهو في محل الرفع على البدل من " إطعامُ " . " أو كِسْوتُهم " : عطف عليهِ و ( الصلاةٌ الوُسْطى ) : العصرُ عن جماعة من الصحابةِ والظهرُ عن زيد بن ثابت ِ والمغرب عن قَبيصة بن ذُؤيبٍ . وفي روايةٍ عن ابن عباس : الفجرُ . والأول المشهورُ
( وسع ) :
قوله : " نيَّة العدوّ ( لاتَسعُ ) في هذا " : الصواب طَرْح " في . وكذا قوله : " إذا اجتمعوا في أكبر مساجدهم لم يَسعوا فيه " صوابه : " لم يَسعُوه " أو " لم يَسعْهم " لأنه يقال : ( وَسِع ) الشيءُ المكانَ ولا يقال : في المكان وفي معناه : ( وَسِعه ) المكانُ وذلك إذا لم يضِقْ عنه
ومنه قولهم : " لا يسَعُك أن تفعل كذا " أي لا يجوز لأن الجائز موسَّعٌ غير ضيّقٍ . ومنه : " لا يسَعُ امرأتيه أن تُقيما معه " أي لا يجوز لهما الإقامة . ومثله : " لا يَسعُ المسلمين أن يأبَوْا على أهل الحصن "
( وسق ) :
( الوَسْقُ ) : ستّون صاعاً بصاع رسول الله وهو خمسة أرطال وثُلْثٌ ِ ( 283 / ب ) عن الحسن (2/354)
وابن سيرين . قال الأزهري : " الوَسْق ستّون صاعاً بصاع النبي عليه السلام " والخمسةُ الأوْسُق ثلاثُ مائةِ صاع والصاع ثمانية أرطالٍ وهو مثل القَفيز الحَجّاجيّ ومثل رُبْع الهاشمي
( وسم ) :
( مَوْسِم ) الحُجْاج : سُوقهم ومجتمعهمِ من ( الوَسْم ) وهو العلامة . و ( الوَسْمة ) بكسر السين وسكونه : شجرةٌ ورقُها خِضابٌ وقيل : هي الخِطْر وقيل : هي العِظْلمِ يُجفَّف ويُطحن ثم يُخلط بالحنّاء فيَقْنأُ لونُه ِ وإلا كان أصفرَ
( وسو ) :
( وإسْوة ) : في ( أس ) . [ أسو ]
[ الواو مع الشين ]
( وشح ) :
قوله : " العُنق موضعُ القِلادةِ والوِشاحِ " فيه نظرِ لأن ( الوشاح ) كما في تهذيب التقفِية : هو قِلادة البطنِ قلت : ووجهُه أنه قد يطول فيُلقَى فُضولُ طرفيه على المنكبين فيقرُب من العنُق . ويَشهد له ما ذكر الليث أن الوشاح من حِلْية النساء كِرْسانِ أي نَظْمان من لؤلؤٍ وجوهرٍ مُخالَفٌ بينهما معطوفٌ أحدُهما على الآخرِ تتوشَّح به المرأةُ والجمع ( وُشُح )
ومنه ( توشَّح ) الرجل بالثوبِ و ( اتَّشَح ) : وهو أن يُدخله تحت يده اليمنى ويُلقيَه على منكبه الأيسر كما يفعله المُحِرمُِ وكذلك الرجل ( يتوشَّح ) بحمائل سيفه فتقع الحمائلُ على عاتقه اليسرى ِ وتكون اليمنى مكشوفةً ومنه حديثه عليه السلام في السِّيَر : " وعلى (2/355)
ابن عوفٍ السيف مُتوشِّحَه " وهو نصبٌ على الحال أي متوشّحاً إياه . وقال لبيد في توشُّحه باللجام :
( ولقد حميْتُ الحيَّ تحمِل شِكَّتي ... فُرُطٌ وشاحي إذ غَدوتُ لجامُها )
وقول الإمام السرخسّي : " التوشُّح ان يفعَل بالثوب ما يفعل القصَّار في ( 284 / أ ) المِقْصَرة " قريبٌ مما ذكرتُ . وأما ما ذكر الإمام خُواهر زاده أن المعنى : يتوشَّح جميعَ بدنه كنَحْو إزار الميت أو قميص واحدٍ فبعيدٌ . على أن استعمال " توشَّح " مُتَعدّياً هكذا غيرُ مسموع
( وشم ) :
( الواشمة ) و ( المستوشِمة ) : في ( نم ) . [ نمَصَ ]
( وشي ) :
( الوَشْيُ ) : خلْط اللون باللون . ومنه : ( وشَى ) الثوبَِ إذا رقَمه ونقشه و ( الوَشْي ) : نوع من الثياب المَوْشيّةِ تسميةً بالمصدر يقال : فلان يلبَس الوشيَ وقال طرفة :
( من وشْي عَبْقَر تجليلٌ وتنجيدُ ... )
و ( الشِّيات ) :
جمع ( شِيَة ) بحذف الواو ِ كما في الرِّقَةِ وهي في ألوان البهائم سوادٌ في بياض او بياضٌ في سواد
[ الواو مع الصاد ]
( وصف ) :
( بيْع ( المواصفة ) : أن يبيع الشيءَ بالصفة من (2/356)
غير رؤية ِ وقيل : أن يبيعه بصفته وليس عندهِ ثم يبتاعه ويدفعه . وفي المنتقى : " كان أبو حنيفة يكره المُواصَفة وهي أن لا يكون عند البائع شيء " . وفي الإيضاح : لايجوز بيْع الأوصاف والأتباع من الحيوانِ أما بيعُ الأوصاف فكَبيْعِ الأَليْة من الشاة الحيّةِ والأتْباع : كِنتاج الفرس واللبن في الضَرْع والثوبُ الرقيق يصف ما تحته كما يصف الرجل سلعته
و ( الوَصيف ) :
الغلامِ والجمع ( وُصَفاء ) والجاريةُ ( وَصيفة ) وجمعها ( وَصائف ) . وقد ( أوصفَ ) : إذا تمَّ قدُّه وبلغ أوان الخِدْمة و ( استوصف ) كذلك وكلاهما مبنيٌّ للفاعل . " فإنه يَصفُ " : في " شف )
( وصل ) :
( كُرِه ( صومُ الوصال ) : هو أن لا يُفطر ليلاً ولا نهاراً . و ( الوَصيلة ) : الشاة إذا اتْأمَتْ عشْرَ إناث متتابعات في خمسةِ أبطنٍ ليس فيهنَّ ذكَر فيُقال : قد وصَلتْ فكان ما ولدَت بعد ذلك للذكور دون ( 284 / ب ) البنات وقيل كانوا إذا ولَدت ذكراً قالوا : هذا لآلهتنا فيتقرَّبون بهِ وإذا ولدت أنثى قالوا : هذه لناِ وإذا ولدت ذكراً وأنثى قالوا : وَصَلت أخاها فلم يذبحوهِ لمكانِها
( وصم ) :
( الوَصْمة ) في حديث عمر بن عبد العزيز : العَيْب والنقصِ وأصلها الكسرُ اليسير
( وصي ) :
( أوصى ) فلانٌ إلى زيدٍ لعْمرٍو بكذا ( إبصاءً ) و ( وصَّى ) به توصية . و ( الوصيّة ) و ( الوَصَاة ) اسمان في (2/357)
معنى المصدر . ومنه قوله تعالى : ( حين الوصية اثنان ) " ثم سُمّي المُوصَى به وصيّةً . ومنه : ( مِن بعد وَصيّةٍ تُوصون بها )
و ( الوِصاية ) بالكسر : مصدر الوَصيّ . وقيل : ( الإيصاء ) طلب شيء من غيره ليفعله على غيْبٍ منه حالَ حياته وبعد وفاته
وفي المثل : " إن المُوصَّيْن بنو سَهْوَان " قيل : معناه انه إنما يَحتاج إلى الوصيّة مَنْ يسهو ويَغفلِ فأما انت فلا تحتاج إليها لأنك لا تسهو . وقيل : أُريد بهم جميعُ الناس لأن كُلاَّ يسهو . وقيل : الصواب أن يقول : إن الذين يُوصَّوْن بالشيء يستولي عليهم السهْو حتى كأنه مُوكَّل بهم يُضرب لمن يسهو عن طلبِ شيءٍ أُمر بهِ والسَهْوان على هذا بمعنى السَهْوِ وقيل : هو الساهيِ والمراد به آدم عليه السلام
وفي حديث الظِّهار " استوصي بابن عمِّك خيراً " أي اقبلي وصيَّتي فيه وانتصاب " خيراً " على المصدر ِ أي استيصاءَ خيرٍ
[ الواو مع الضاد ]
( وضأ ) :
( الوَضيء ) : الحسَن النظيف . وقد ( وضُؤَ وَضَاءةً ) و ( توضأ وُضُوءاً ) حسناً ( بوَضُوء ) طاهر : بالضم : المصدرُ ( 285 / أ ) وبالفتح : الماء الذي يُتوضَّأ به عن ثعلب وابن السكّيت وابن الأعرابي وأنكر أبو عبيدٍ الضمّ وتبعه أبو حاتمٍ ولم يعرفه أبو عمرو بن العلاء أصلاً (2/358)
والمراد به في قول الحسن رحمه الله : " الوُضوء قبل الطعام يَنْفي الفقرَ " غسْلُ اليد فحسبِ وعليه الحديث : " توضَّؤوا مما غيَّرتِ النارُ " أي نظِّفوا أيديكم ِ هكذا في الغريبين
و ( المِيْضَأة ) و ( المِيضَاءة ) على مِفْعَلة ومِفْعالة : المِطْهرة التي يُتوضّأ منها أو فيها
( وضح ) :
( وَضَح ) الشيءُ : ظهر ( وُضوحاً ) و ( أَوْضَحتُه ) أنا ( إيضاحاً ) : أظهرته . ومنه ( المُوضِحة ) من الشِّجاج : وهي التي تُوضِح العظم . ويقال ( أوضَحَتِ ) الشجَّةُ في رأسهِ و ( أوْضَح ) فلانٌ في رأس فلانٍ : إذا شجَّ هذه الشَجَّة . وأما قول أبي يوسف : " شجَّه فأوضحه " فلم أجده إلا في رسالته
و ( الأوْضاح ) :
حُليٌّ من فضةٍ جمع ( وضَحٍ ) وأصله البياض
( وضع ) :
( وضَعَ ) الشيءَ : خلاف رفعَه . ومنه قوله " الوَضْع لا ينوب عن الرمي لأنه طَرْحٌ في إبعاد . و ( وضَع البعيرُ ) عَدا ( وضْعاً ) و ( أوضعتْهُ ) أنا ( إيضاعاً ) ومنه ما رُوي : أنه عليه السلام أفاض من عَرفة وعليه السِّكينةُ وأوضَع في وادي مُحِّيرٍ
و ( وُضِعَ ) في تجارته ( وَضِيعةً ) خَسِرَ ولم يربحِ و ( أُوضِع ) : مثلُهِ بضم الأول فيهما ومنه قول الإمام أبي الفضل في الإشارات : " فإن كان الإيضاعُ قبل الشِّرَى " (2/359)
و ( الوضيعة ) :
في معنى الحَطيطة والنقصانِ تسميةً بالمصدر . و ( بيع المُواضعة ) : خلاف بيع المرابحة . و ( اتضعتِ ) السوق : كسَدت وانحطَّ السعر فيها . و ( وَضْع العصا ) : كناية عن الإقامةِ و ( وضْع السلاحِ ) ( 285 / ب ) في العدوّ : كنايةٌ عن المقاتَلة
[ الواو مع الطاء ]
( وطأ ) :
( وَطىءَ ) الشيءَ برِجْله ( وَطْئاً ) . ومنه : ( وِطىءَ المرأة ) جامعها . و ( أوطأتُ ) فلاناً الدابَّة فوطِئتْه : أي ألقيتُه لها حتى وضعتْ عليه رجلها . وعلى ذا قوله : " ولو سقَط فأوطأه رجلٌ من المشركين بدابّته " : سهوٌ ِ وإنما الصواب : " دابّتَه " . وكذا قوله : " فأوطأتْ في القتال مُسلماً فقتَلْته " الصواب : " فوطِئتْ "
وأما قوله عليه السلام يومَ أُحد : " وإن رأيتمونا هَزَمْنا القومَ وأوطأناهم فلا تبرحوا مكانَكم " فقيل : غلبناهم فهزمناهم وحقيقته : أوطأناهم خيلَنا أي جعلناهم تحتَ حوافرها . وقولهم : " وَطِئهم العدوُّ وطأةً مُنكَرةً " : عبارةٌ عن الإهلاك وأصله في البعير المقيّدِ ومنه : اللهم اشدُد وطأتك على مُضَرِ واجعلها سِنينَ كسِنِي يوسف " يعني خُذْهم أخذاً شديداً وعَنَى بسني يوسفَ السَّبْعَ الشداد . والضمير في " واجْعلها " للوطأة وعلى رواية مَنْ رَوى : " واجعلها عليهم سنينَ " مبهمٌ تفسيرُه سنينَ والأول هو الصحيح
و ( الوِطاء ) : المِهاد الوَطيء المُذلَّل للتقلّب عليه
( وطح ) :
( الوطيح ) : من حصون خَيْبر والنّطيح تصحيف
( وطس ) :
( الوَطِيس ) التَّنّورِ ومنه قوله : " كانُون (2/360)
ذو وَطيسٍ " وعن الغوري : " حُفْرةٌ يُختَبز فيها ويُشتوى " . ومنه قولهم : " حَمِيَ الوطيسُ " إذا اشتدَّت الحرب
و ( أوطاسٌ ) :
موضع على ثلاث مراحل من مكة كانت به وقْعة للنبي عليه السلام
( وطف ) :
( وَطَفٌ ) : في ( شف ) . [ شفر ]
( وطن ) :
( الوطَن ) : مكان الإنسان ومَحلُّهِ و ( أوْطَنَ ) أرضَ كذا و ( استوطَنها ) و ( توطَّنها ) : اتَّخذَها ( 286 / أ ) محلاً ومَسْكَناً يقيم فيه وقوله : " أَوطَن بالكوفة " على حذف المفعول أو على زيادة الباء
و ( المَوْطِن ) :
كل مقام قام به الإنسان لأمْرٍ ومنه : " إذا أتيتَ مكة ووقفْتَ في تلك المواطن فادْعُ الله لي ولإخواني " . وكذا قوله : " تُرفع الأيدي في سبعةِ مواطنَ "
[ الواو مع الظاء ]
( وظف ) :
( وظيف ) البعير : ما فوق الرُّسغ من الساق . ( خَراجُ الوظيفة ) : في ( قس ) . [ قسط ]
[ الواو مع العين ]
( وعز ) :
( أوْعز ) إليه بكذا : أي تقدَّم وأمرِ ( إيعازاً )
[ الواو مع الغين ]
( وغل ) :
في الحديث : " إن هذا الدين متينٌ ( فأوغِلْ ) فيه برِفْق ولا تُبغِّض إلى نفسك عبادةَ الله فإن المُنْبتَّ لا ارضاً (2/361)
قطَع ولا ظَهْراً أبقى " . يقال : ( أوغلَ ) في السَّير و ( توغَّل ) : إذا أسرع فيه وأمعن و ( أوغل ) في الأرض : أبعَدَ فيها . والمعنى : أمض فيه وابلُغْ منه الغايةَ ولا يكُن ذلك منك على سبيل الخُرْق والتسرّع ولكن بالرفق والهُوَيْنِى ورياضةِ النفس شيئا فشيئاً حتى تبلُغ المبلغ الذي ترومه وأنت مستقيمٌ ثابتُ القدَم ولاتُتعِب نفسَك فيكونَ مثلُك مثلَ مَنْ أسرع السير وبالغَ فيه فبقي مُنبتَّاً أي مُنقَطعاً به ولم يقضِ سفَره وأهلَك راحلته
[ الواو مع الفاء ]
( وفد ) :
( الوَفْد ) : القوم يَفِدون على المِلكِ أي يأتون في أمرٍ : فَتْحٍ أو تهِنيةٍ أو نحو ذلك . وجمعه ( وفود )
( وفر ) :
( وفَرْتُ ) على فلان حقَّه ( فاستوفَره ) نحو وفَّيْتُه إياه واستوفاه . و ( توفَّر ) على كذا : أي صرَف همَّته إليه . وأما قوله : " لا براءةَ ولا خَلاصَ بدون توفُّرِ ذلك كله عليه " فالصواب : توفير . و ( الوَفْرة ) والجُمَّة : الشَعْر إلى ( 286 / ب ) الأذنَين لأنه ( وفَر ) وجَمّ على الأذن : أي اجتمع
( وفز ) :
( استوفَز ) في قِعْدته : قَعدَ منتصباً غير مطمِئنّ
( وفض ) :
( استوْفِضُوه ) : في ( صق ) [ صقع ] (2/362)
( وفق ) :
( وَفْقَ العيالِ ) : في ( فق ) . [ فقر ]
( وفي ) :
( وَفَى ) الشيءُ : تمَّ ( وفِيّاً ) وكيْلٌ ( وافٍ ) و ( اوفاه ) : أتمَّه ( إيفاءً ) . ومنه قوله : ( أوفى ) العملَ و ( وفاه ) حقَّه و ( اوفاه إياه ) : أعطاه وافياً تاماً . و ( استوفاه ) و ( توفّاه ) : أخذه كله ِ ومنه حديث عاصم بن عديّ : " وأتَوفّى تمرَك بخيبَر "
و ( وفَى ) بالعهدو ( أوفَى ) به ( وفاءً ) وهو ( وَفيٌّ ) . ومنه قولهم : " هذا الشيء لا يَفي بذاك " أي يَقْصُر عنه ولا يُوازيه . و " المُكاتِب مات عن وفاءٍ " أي عن مالٍ يفي بما كان عليه . و " الجَذَعُ من الضّأن يَفي بالسَيّد من المَعْز " ِ ومن قال : " يَفي السَيّدَ " وفَّسره بيُكافىء فقد ترك الفصيح . وفي مختصر الكرخي عن النبي عليه السلام : " الجَذع من الضأن يُوفي به الثَّنيُّ من المَعْز " وهو مثل الأول
و ( وافاه ) :
أتاه مُفاعَلة من الوفاء . ومنه : " كَفَل بنفسِ رجلٍ على أن يُوافيَ به المسجدَ الأعظم " فإنما خصَّه لأن القاضي كان يجلس في المسجد للحكم
وفي المنتقى : واللهِ لأوافينَّك فهذا على اللقاء . قلت : هو صحيح لأن التركيب دال على التمام والكمالِ والإتيان إنما يتمُّ باللقاء
[ الواو مع القاف ]
( وقت ) :
( الوقت ) : من الأزمنة المبهمة . و ( المواقيت ) : (2/363)
جمع ( الميقات ) وهو الوقت المحدود فاستُعير للمكان . ومنه ( مواقيت ) الحجّ : لمواضع الإحرام . وقد فُعل بالوقت مثل ذلك فقال أبو حنيفة : " من تعدَّى وقتَه إلى وقتٍ اقرب منه أو ابعدَ فإنه يُجزِئه " . وفي الجامع الصغير : " ووقتُه ( 287 / أ ) البستانُ " أي ميقاته بستان بني عامر . ثم استُعمل في كل حَدٍّ ومنه قوله : " هل في ذلك وقت " أي حدٌّ بين القليل والكثير
وقد اشتقّوا منه فقالوا : ( وقَتَ ) اللهُ الصلاةَِ و ( وقتُّها ) : أي بيْن وقتها وحدَّده ثم قيل لكل محدود ( موقوتٌ ) و ( موقَّتٌ ) . ومنه حديث عليّ رضي الله عنه : " فإنَّ رسول الله لم يَقِتْ فيه شيئاً " أي لم يَفرِض في شُرْب الخمر مقداراً معيَّناً من الجَلْد
( وقح ) :
( توقيحُ ) الدابة : تصليب حافره بالشحم المُذاب إذا حَفي أي رقَّ من كثرة المشي والراء خطأ . وحافِرٌ ( وَقاحٌ ) صُلبٌ خِلقةً
و ( وقد ) :
( الوُقود ) بالضم : مصدر ( وقَدتِ ) النارُ وبالفتح : ما توقد به من الحطَب . وباسم الفاعل منه كُني ( أبو واقدٍ ) الليثيِّ واسمه الحارث بن عوفٍ له صحبةٌ وهو الذي بعثه عمر رضي الله عنه إلى المرأة التي رُميتْ بالزنا وواقِد بن عمْرو بن سعْدٍ يَروي عن أنس بن مالك وابن جُبير
و ( المِيقَدة ) :
بالمَشعر الحرام على قُزَحَ كان أهل الجاهلية يُوقدون عليها النار (2/364)
( وقر ) :
قوله : " السَّلَمُ في الحطب أَوْقاراً اوْ أحمالاً " : إنما جَمع بينهما لأن الحِمْل عامِّ و ( الوِقْرُ ) أكثر ما يُستعمل في حِمْل البغل أو الحمارِ كالوَسْق في حِمل البعير
( وقص ) :
( الوَقصُ ) : دَقُّ العُنق وكسرُها . ومنه الحديث : " فوَقَصتْ به ناقتُه في أخاقِيق جِرْذان " . الأخْقوق : الشَّقُّ في الأرضِ والجُرَذ : نوع من الفأر
و ( الوَقَص ) بالتحريك : قِصَر العنقِ يقال : " رجل أوْقص " . ومنه حديث جابرٍ في الصلاة في بُرْدة : " فتواقَصْتُ عليها لئلا تسقُط " أي تشبَّهتُ بالأَوْقصِ وأراد أنه أمسك عليها بعُنقه كي لا تسقط . و ( الوَقْص ) أيضاً : ما بين الفريضتين ( 287 / ب ) كالشَّنَق وقيل : ( الأَوقاص ) في البقر والأَشْناق في الإبل . وعن أبي عمرو : ( الوقَص ) : ما وجَبتْ فيه الغنم من الإبل في الصدقة . وأُنِكر عليه
و ( الواقُوصة ) : موضع بالشام . والسين تصحيف
( الواقِصة ) : في ( قر ) . [ قرص ]
( وقع ) :
( وقَع ) الشيءُ على الأرض ( وقوعاً ) . و ( وَقَع ) بالعدوِّ ( وأوقَع بهم ) في الحرب . وهي ( الوَقْعة ) و ( الوقيعة ) . و ( وَقَع في الناس ) من الوقيعة : إذا عابهم (2/365)
واغتابهم . وقوله : " التزكيةُ في العلانية جَوْرٌ ومُعاداة ووقيعةٌ على الناس " : إما سهوٌ أو تضمين . و ( المواقَعة ) و ( الوِقاع ) : من كنايات الجماع
( وقف ) :
( وقفَهُ ) : حبسهِ ( وَقْفاً ) و ( وقَف ) بنفسه ( وقوفاً ) يتعدىّ ولا يتعدّى . وهو ( واقِف ) وهم ( وقوف ) . ومنه : وقَفَ دارَه أو أرضه على ولدهِ لأنه حَبْسُ المِلْك عليه . وقيل للموقوف : ( وَقْفٌ ) تسميةً بالمصدر ولذا جُمع على ( أوقاف ) كوقت وأوقات
قالوا : ولا يُقال ( أوقفه ) إلا في لغة رديّة . وقيل : يُقال ( وقفَه ) فيما يُحْبَس باليدِ و ( أوقفه ) فيما لا يُحبس بها . ومنه : " أوقفْتُه على ذنْبه " أي عرَّفتُه إياه والمشهور : وقفْته . وما رُوي أنه عليه السلام قال : " مَنْ وهَب هِبةً ثم أراد أن يرجِع فيها فليُوقَفْ وليُعَّرف قُبْح فعلِه " : يَحتمل أن يكون من البابين وقوله :
" قلتُ لها : قفي فقالت لي قافْ "
أي وقفْتُ فاختصره . وقوله : " حين وقَّفه " أي عرَّفه إياه ِ من قولهم : ( وقَّفتُ ) القارِيء ( توقيفاً ) : إذا علَّمتَه مواضع الوقوف
( وقي ) :
" ( وقاك ) اللهُ كلَّ سوءٍ ومن السُوء " : أي صانك وحفِظك . و ( الوقاية ) و ( الوِقاء ) : كلّ ما وَقيْتَ به شيئاً . ومنها ( 288 / أ ) : ( الوقاية ) في كِسوة النساء وهي المِعْجرَ سمّيت (2/366)
بذلك لأنها تَفي الخمارَ ونحوه . وعلى ذا قولُه في المحيط : " كما لو مسحتْ على الوِقاية "
و ( التَّقيِّة ) : اسم من ( الاتّقاء ) وتاؤها بدل من الواو لأنها فَعيلةِ من ( وقَيْتُ ) وهي أن يقيَ نفسَه من اللائمة أو من العقوبة بما يُظهرِ وإن كان على خلاف ما يضمر . وعن الحسن : " التَّقيّة جائزةٌ إلى يوم القيامة "
و ( الأوقيّة ) بالتشديد : أربعون درهماً ِ وهي أُفعولة من ( الوقاية ) لأنها تَقي صاحبها من الضُرّ . وقيل فُعليّةِ من ( الأَوْق ) : الثِقْلِ والجمع ( الأواقي ) بالتشديد والتخفيف . في كتاب الخراج في حديث أهل نجران : " الحُلل ثلاثة أنواع : حُللُ دِقٍّ وحُلل جِلٍّ وحُلل أواقٍ " . وإنما أُضيفتْ إليها لأن ثمن كل حُلَّة منها كان أوقيَّةً . وعند الأطباء : " الأوقيّة وزن عشرة مثاقيل وخمْسة أسباعٍ درهمِ وهو إستَارٌ وثلثا إسْتار "
وفي كتاب العين : " الوُقيّة وزن على أوزان الدُّهنِ وهي سبعة مثاقيلَ " . وفي شرح السنّة في عدة أحاديث : ( وُقِيَّة ) ثم يُحرّف إلى ( وَقْية ) . قال الأزهري : " واللغة الجيدة اوقيّة "
قلت : وكأنهم جعلوا الخاصَّ عامّاً في مَكاييل الدُّهن فقيل : أُوقيَّة عُشْريّةِ وأُوقيّة رُبْعيّة وأوقيّة نِصفيّة . ومنها قوله في الفتاوى لأبي الليث : " ما يجتمع للدَّهّان من دُهْن يَقْطُر من الأوقيّة هل يَطيبُ له أم لا ؟ " . وعن أبي حنيفة : " ما رأينا قاضياً يَكيل البولَ بالأواقي " (2/367)
[ الواو مع الكاف ]
( وكد ) :
( الوَكادة ) بمعنى ( التوكيد ) : غير ثَبَتٍ
( وكر ) :
قوله في الحمامة : " ( أوكرتْ ) على باب الغار " الصواب : ( وَكَرَتْ ) أو ( وَكَّرتْ ) ( 288 / ب ) بالتخفيف والتشديد أي اتَّخذتْ ( وَكْراً )
( وكس ) :
( وَكَسه ) : نقصَهِ ومنه : " لا وَكْسَ ولا شطَطَ أي لا نقْص ولا مُجاوزةَ حدٍّ . وقوله في قسمة البناء : " يُنْظَر إلى صاحب الأوْكس " يعني الذي يُصيبه موضعٌ أقلّ قيمةً وأنقص من الآخر
( وكع ) :
( الوكَع ) : ركوب الإبهام على السَّبَّابة من الرجْل قال الليث : " وربما كان ذلك في اليد . ورجلٌ ( أوْكع ) وامرأة ( وَكْعاء ) " قال : " وأكثر ما يكون ذلك للإماء اللواتي يُكدَدْنَ في العمل "
( وكف ) :
( وكَفَ ) البيتُ ( وكيفاً ) : قطَر سقفُه . ومنه : " ناقةٌ أو شاةٌ وَكُوفٌ " أي غزيرةُ الدّرِ كأنها تَكِفُ به . و ( استوكف ) : سأل الوكيفَ . وفي الحديث : " توضأ فاستَوْكف ثلاثاً " أي فاستقطر الماء يعني اصْطَبَّه على يديه ثلاث مرات فغسلهما قبل إدخالهما في الإناءِ وقيل : بالَغ في غسل اليدين حتى وكَفَ منهما الماء
( الوِكاف ) و ( أَوْكَف ) : في ( أك ) . [ أكف ]
( وكل ) :
( الوكيل ) : القائم بما فُوِّض إليه والجمع (2/368)
( الوكلاء ) فكأنه فعيل بمعنى مفعولٍ لأنه موكول إليه الأمر أي مُفوَّض إليه . و ( الوِكالة ) بالكسر : مصدر الوكيلِ والفتْحُ لغةٌ ومنه : ( وكّله ) بالبيع فتوكَّلَ بهِ أي قبِل الوِكالة له . وقوله : " للمأذون له أن يتوكَّل لغيره " أي يتولْى الوكالة لهِ وهو قياس على على التكفُّل من الكَفالة
وقولهم : " الوكيل : الحافظِ والوِكالة : الحِفْظ " فذاك مُسبَّبٌ عن الاعتماد والتفويض . ومنه : رجلٌ ( وَكَلٌ ) : ضعيفٌ جبان يَكِل أمره إلى غيره . وقوله تعالى : ( وما أنت عليهم بوكيل ) أي إليك التبليغُ والدعوةِ وأما القيام بأمورهم ومصالحهم فليس إليك ( 289 / أ )
( وكي ) :
( أوْكى السِّقاءَ ) : شدَّه ( بالوِكاء ) وهو الرِّباطِ ومنه السِّقاء ( المُوْكَى )
[ الواو مع اللام ]
( ولد ) :
( الولد ) : يقع على الذكر والأنثى والواحد والجمع . و ( الوَليد ) : الصبيّ وجمعه ( وِلْدان ) . و ( الوَليدة ) : الصبيّة وجمعها ( ولائد ) . ويقال للعبد حين يستَوْصِف قبل أن يحتلم : ( وَليدٌ ) وللأَمَة ( وليدةٌ ) وإن أسنَّتْ . ومنها حديث عمر رضي الله عنه : " مَن وَطىء وليدةً فالولَد منه والضَّياع عليه " . وفي الرواية الأخرى (2/369)
" أَيُّما رجلٍ وطىء جاريةً " . ومن قال هي أمُّ الولدِ فعيلة بمعنى مفعولةِ فقد أخطأ لَفظاً ومعنىً
وقد ( ولَدت وِلاداً ) و ( وِلادةً ) و ( وَلَّدتِ الشاةُ ) : حان وِلادها ِ ولا يقال : أولدَ الجاريةَ بمعنى استولدها . و ( المَوْلِد ) الموضعِ والوقت . و ( الميلاد ) : الوقت لا غير . وقوله : " ولو اشترى إلى الميلاد " قيل : المراد نِتاج الإبلِ وقيل : اراد وقتَ وِلادةِ عيسى عليه السلام لأنهُ وُلِد في أطول ليلةٍ من السنة إلا أن المسلمين لا يَعرفون تلك الليلة
ويقال للصغير ( مَوْلود ) وإن كان الكبيرُ مولوداً أيضاً لقرب عهده من الولادةِ كما يقال لَبنٌ حليبٌ ورُطَب جنيٌّ : للطريّ منهما . ومنه : " لا تَقتلْ مولوداً ولا شيخاً فانياً "
و ( المُولِّدة ) :
القابلةِ وقيل : التوليد للغنمِ والنَّتْج للإبل . ومنه قوله في راعي الغنم : " ولو اشتُرط عليه أن يُولِّدها " أي يَنْتِجها ويعينها ويَكفي أمرها عند الولادة
( المُولَّدة ) :
في ( تل ) . [ تلد ]
( ولم ) :
في المنتقى : " والله لا آكل وليمةَ فلانِ ولا عُرْس فلانِ فهذا على بعضه " . قلت : هما جميعاً طعام الزّفاف وقيل الوليمة اسمٌ لكل طعام والعُرْس في الأصل ( 289 / ب ) : اسم من الإعراس ثمَّ سُمّي به الوليمةُ ويذكْر ويؤنَّث
وله يقال وَلِه الرجلُ على ولَده ووَلِهت المرأةُ عليه تَوْلَهُ وتَلَهُ فهي والهةٌ ووالِهٌ إذا اشتدَّ حزنها حتى ذهب عقلُها وولَّها الحزنُ على ولدها وأَوْلَهها (2/370)
وأما تعديته بعن فعلى تضمين معنى العَزْل . ومنه : " لا تُولَّه والدةُ عن ولَدها " . ومن روى : " لا تُولِّهنّ ولداً عن والدهِ " فقد أخطأ وإنما الصواب : والداً عن ولدهِ أي لا تعْزلنَّه عنه فتجعلَه والهاً أي ثاكلاً حزيناً بفقده إياه . وتفسير التَّوْلِيْةِ بالتفريق تدريسٌ والتحقيق ما ذكرت
و ( الوَلهان ) : شيطان الماء يُولعُ الناسَ بكثرة استعمال الماء . هكذا رأيته في نُسختي من التهذيب مقيَّداً بفتحتين
( ولي ) :
( المَوْلى ) على وجوه : ابن العمِّ والعصَبَة كلُّها ومنه : ( وإني خِفتُ المَواليَ ) " . والربُّ والمالكِ في قوله تعالى : ( ثم رُدّوا إلى الله مولاهُم الحقِّ ) . وفي معناه : ( الوليُّ ) . ومنه : " أيُّما امرأةٍ نكحَتْ بغير إذن مولاها " ويُرْوى : وليّها . والناصرِ في قوله تعالى : ( ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولَى لهم ) . والحليف : وهو الذي يُقال له ( مَوْلى الموالاة ) . قال :
( مَواليَ حِلْفٍ لا مَوالي قرابةٍ ... )
والمُعتِق : وهو مَوْلى النِعْمة . والمُعتَق في قوله عليه السلام : " مَوْلَى القوم من أنفُسهم " يعني مواليَ بني هاشم في حُرْمة الصدقة عليهمِ وهو مَفْعَل من ( الوَلْي ) بمعنى القُرْب (2/371)
وعن علي بن عيسى : ( الوَلْيُ ) : حصولُ الثاني بعد الأول من غير فصْلٍ فالأول يلي الثاني والثاني يلي ( 290 / أ ) الثالثَ . يقال : ( وَليَ ) الشيءُ الشيءَ ( يَلِيه وَليْاً ) . ومنه : " لِيَلِني أولو الأحلام " . ويقال : ( وَليَ ) الأمرَ و ( تولاه ) : إذا فعله بنفسه . ومنه قوله في باب الشهيد : " لُوا أخاكم " أي تولَّوْا أمره من التجهيز
و ( وَليُّ ) اليتيم أو القتيلِ و ( وَالي ) البلد : أي مالك أمرِهما . ومصدرُهما : ( الوِلايةَ ) بالكسر . و ( الوَلايةُ ) بالفتح : النُّصْرة والمحبَّةِ وكذا ( الوَلاء ) إلا أنه اختُصّ في الشرع بَولاء العتق وولاء المُوالاة . وأما قولهم : " هم وَلاءٌ " أي مُوالونِ فعلى حذف المضافِ أو وَصْفٍ بالمصدر
و ( التَوْليةُ ) : أن تجعله والياً . ومنها بيع التولية . و ( المُوالاةُ ) : المُحاماةِ والمُحابَّةِ والمتابَعة أيضاً . و ( الوِلاء ) بالكسر : في معناهاِ يقال : ( والَى ) الكُتْبَ ( فتوالتْ ) أي تتابعت
وتمامُ تقرير الكلمة اشتقاقاً وتصريفاً في مكتُوبنا الموسوم برسالة المَوْلى . والذي هو الأهمُّ فيما نحن فيه : أن المواليِ بمعنى العُتقاءِ لمَّا كانت غير عربٍ في الأكثر غلبَتْ على العجم حتى قالوا : الموالي أكفاءُ بعضُها لبعضِ والعرب أكفاءٌ بعضُها لبعض . وقال عبد الملك في الحسن البصريّ : " أمولىً هو أم عربيٌّ ؟ " فاستعملوها استعمال الاسمين المتقابلين (2/372)
( رباط وَلِيَان ) :
في ظاهر بخارى وأصل الياء فيها مشدَّدة
[ الواو مع الميم ]
( ومأ ) :
( الإيماء ) : أن تُشير برأسك أو بيدك أو بعينك أو حاجبك . تقول : ( أومأتُ ) إليه ِ ولا تقل : أوميْتُ . هكذا قرأته في الإصلاح . قال الحماسيّ
( فأومأتُ إيماءً خَفيّاً لِحَبْتَرٍ ... ولله عينا حَبتَرٍ أيَّما فتى )
وفي التهديب :
" وقد تقول العرب أوْمَى برأسه أي قال : لا " يعني بترك الهمزة
( ومس ) :
( المُومِسَة ) و ( المُومِس ) : الفاجرة الزانيةِ من ( الوَمْس ) : وهو ( 290 / ب ) الاحتكاك
[ الواو مع الهاء ]
( وهب ) :
( الهِبة ) : هي التبرّع بما ينفع الموهوبَ له . يقال : ( وهَبَ ) له مالاً ( وَهْباً ) و ( هِبةً ) و ( مَوْهبةً ) . وقد يقال : ( وهبَه ) مالاًِ ولا يقال : وهَب منه . وعلى ذا قوله : " وهبتُ نفسي منك " صوابه : " لك " . ويُسمّى الموهوب ( هِبةً ) و ( موهبة ) ِ والجمع ( هِباتٌ ) و ( مَواهب ) (2/373)
( وهد ) :
( الوَهْدة ) : المكان المطمئِنْ وتُسمّى بها غَدِيرة الحائكِ وهي الحفرة التي يجعل فيها رِجْليه
( وهط ) :
( الأوهاط ) : جمع ( وَهْط ) وهو المطمَئنُّ من الأرض . وبه سُمّي مالٌ كان لعمْرو بن العاص بالطائف
( وهق ) :
( توهَّقه ) : جعل ( الوَهَق ) في عنقه وأعلقه بهاِ وهو الحبلْ الذي في طرفيه أُنشوطة تطرح في أعناق الدواب حتى تُؤخذ
( وهم ) :
( وَهَمْتُ ) الشيءَ ( أهِمه وَهْماً ) من باب ضرَب : أي وقع في خَلَدي . و ( الوَهْم ) : ما يقع في القلب من الخاطر . ومنه : " متى اقتَنَتْ بَنُو رياحٍ البقرَ ؟ إنما وَهْمُ صاحبكم الإبلُ " أي ما ذهب إليه وَهْمُه . و ( وَهِمَ ) في الحساب : غلِط من باب لبسِ و ( أوْهَم ) فيه : مثلُه . ومنه قوله : " فإن قال : أوْهَمتُ أو أخطأتُ أو نسيتُ " . وفي حديث علي رضي الله عنه : " قال الشاهدان : أوْهَمْنا أنما السارق هذا " ويُروى : وَهِمْنا
و " أوْهمَ من الحساب مائةً " : أي أسقط . وأوهَم من صلاته رَكعةً . وفي الحديث : أنه عليه السلام صلّى وأَوْهم في صلاتهِ فقيل له : كأنك أَوْهمتَ في صلاتك . فقال : وكيف لا أُوهِم ورَفْغُ أحدكم بين ظُفْره وأَنْمُلتِه " : أي أخطأ فأسقط ركعةً . ورَوى ابن الأنباريّ : " وَهِمْتَِ فقال : فكيف لا ( 291 / أ ) إيهَمُ " ِ على لغة من قال : تِعْلَمُ . وأما حديث عطاءٍ : " إذا أَوْهَم في الثانية والثالثة لم يُعِدْ " فمعناه : إذا شكَّ (2/374)
والرُّفْغُ بالضم والفتح : أصل الفخذ . وعن الأصمعي " الأرفاغ : الآباطُ والمغابن من الجسد " . قال أبو عبيد : " والمرادُ به في الحديث : ما بين الأَليتَينْ وأصول الفَخِذينِ وهو من المغابن " . والمعنى : أن أحدكم يَحُكُّ ذلك الموضع من جسده فيعلَق درَنُه ووسخُه بأصابعه فيبقى بين الظُّفْر والأنملة . والغرض إنكار طول الأَظفار وتركُ قصّها
( وهن ) :
في الحديث : " ( وَهنَتْهم ) الحُمّى " : أي أضعفتهمِ من ( الوَهْن ) : الضعف . يقال : ( وهَن ) إذا ضَعُفِ و ( وَهَنَه ) اللهِ يتعدَّى ولا يتعدَّى
( وهي ) :
قوله : " فإن حاضَتْ في حال ( وَهاءٍ ) المِلْك لا يُعتدُّ به " : الوَهاءِ بالمدِّ خطأ . وإنما هو ( الوَهْيُ ) مصدر ( وَهَى ) الحبلُ ( يَهي وَهْياً ) إذا ضَعُف . ومنه : " إن أصاب السهمُ الشجرَ وَهَى عنها يميناً وشمالاً " أي ضعُف بإصابته الشجرَ فانحرف عنها ِ أي عن الشجر (2/375)
باب الهاء
[ الهاء مع الهمزة ]
( هاء ) :
في حديث عمر رضي الله عنه : " لا تشتروا الذهب بالفضَّةِ إلاّ يداً بيدٍ : ( هاءَ وهاءَ ) إني أخاف عليكم الرَّمَاء " : ( هاءَ ) بوزن ( هاعَ : بمعنى خُذْ . ومنه : ( هاؤُمُ اقرؤوا كتابيَهْ )
أي : كلّ واحد من المتعاقَديْن يقول لصاحبه : هاءَ فيتقابضان . وهو تأكيد لقوله : " إلاّ يداً بيد " " ِ كأنه قال : إلا نقداً مع التقابُض . والقصرُ ِ وتفسيرهُم إياه بقولهم : هذا بهذا غير صواب والرَّمَاء الإرماءُ ( 291 / ب ) وهو الزيادة أن الرِّبا في كون أحدهما نسيئةً فأما التفاضل في بيع الذهب بالفضة فلا كلام فيه
[ الهاء مع الباء ]
( هبب ) :
( هَبَّة ) : في ( عس ) . [ عسل ]
في حديث رفاعة : " فإنه قد جاءني هَبَّةّ " يعني مرَّةً وأصلها من قولهم : احذرْ ( هَبَّة ) السيفِ أي وقْعَته (2/376)
( هبط ) :
( الهَبْطة ) : ما اطمأنَّ من الأرض ومنها قوله : " إن كانت أرضُ الساقي في صَعْدةٍ وأرضُ جارِه في هَبْطةٍ " ِ واراد بالصَّعْدة : خلاف الهَبْطةِ وهذا - وإن لم أجده - متوجِّهٌ
( هبل ) :
يقال : فلانٌ ( هَبِلتْه ) أمُّه : إذا مات . ثم قالوا في دعاء السّوء : " هَبِلتْك أمُّك " ثم استُعمل في التعجّب كقاتَلك الله وتَرِبَتْ يداك . فقول عمر رضي الله عنه : " هَبِلَتِ الوداعيَّ أمُّهُ " مدْح له وتعجُّب منهِ ألا ترى إلى قوله : " لقد أذكرَتْ به " أي جاءت به ذكراً شَهْماً داهياً
[ الهاء مع التاء ]
( هتر ) :
( تهاتَرتِ ) الشهاداتُ : تساقطتْ وبطلَتْ . و ( تَهاتَر ) القومُ : ادَّعى كلٌ منهم على صاحبه باطلاً مأخوذ من ( الهِتْر ) السَّقَطُ من الكلام والخطأُ فيه . وقيل : كلٌّ بيّنةٍ لا تكون حُجَّة شرعاً فهي من التهاتر
( هتف ) :
( الهَتْف ) الصوت الشديد من باب ضَرب . و ( هَتف ) به : صاحَ به ودَعاه ِ ويقال : سمعتُ ( هاتفاً يَهتِف ) : إذا كنت تسمع الصوتَ ولا تُبصر أحداً
( هتم ) :
( الأهْتَم ) : السّاقِطُ مقدَّمِ الأسنان ِ وهو فوق الأثْرم ومنه : " نَهى عن الهَتْماء والثَّرْماء " (2/377)
[ الهاء مع الجيم ]
( هجر ) :
( الهَجْر ) : خلاف الوصل يقال : ( هجَر أخاه ) إذا صرَمه وقطع كلامَهِ ( هَجْراً ) و ( هِجرْاناً ) ِ فهو ( هاجر ) والأخ ( مهجور
وفي باب الحظر ( 292 / أ ) والإباحة في شرح القُدروي : " أن خادِم مَيْمونة رأتْ فِراشَ امرأة ابن عباس ناحيةً من فراشه فقالت : ( هَجْرَى ) أنتِ ؟ فقالت : لاِ ولكنّي إذا حِضْتُ لم يقرب فراشي " كأنها جعلته صفةً لهاِ كَعَقْرى وحَلْقَى في أحد الأوجهِ وإن لم أجده
و ( الهَجْر ) بالفتح أيضاً : الهَذَيانُ . ومنه قوله تعالى : ( سامراً تَهْجُرون ) . و ( الهُجْر ) بالضم : الفُحش اسم من ( أَهْجَرَ ) في منطِقِه : إذا أفْحش
و ( الهِجْرة ) : ترْك الوطن ومفارقتُه إلى موضع آخر اسمٌ من ( هاجَر ) من بلد إلى بلدٍ ( مهاجَرةً ) . وقولُ الحسن : " هِجْرةُ الأعرابيّ إذا ضَمَّهم ديوانُهم " يعني إذا أسلم وهاجَر إلى بلاد المسلمين فهِجْرتُه إنما تصح إذا أُثبِت اسمُه في ديوان الغُزاةِ أي في جريدتهم
ويقال :
( هَجَّر ) إذا سار في الهاجرة وهي نصف النهار في القَيْظ خاصةً ثم قيل : ( هَجَّر إلى الصّلاة ) إذا بكرَّ ومضى (2/378)
إليها في أول وقتها . ومنه الحديث : " لويعلم الناس ما في التهجير لاستَبقوا إليه " . وفي الحديث : " المُهجِّر إلى الجُمْعة كالمُهدي بَدنةً " قال ابن شُمَيْل : المراد التبكير إليها ِ وهذا تفسير الخليل
( هجرس ) :
( الهِجْرِس ) : في ( عي ) . [ عين ]
( هجع ) :
( هجع ) : نام ليلاً ( هُجوعاً ) . وجئتُه بعد ( هَجْعةٍ ) من الليل : أي بعد نَوْمةٍ خفيفة
( هجم ) :
( الهجوم ) : الإتيان بغتةً والدخول من غير استئذانِ من باب طلَبِ يقال : ( هجم عليه )
( هجن ) :
جملٌ وناقةٌ ( هِجَانٌ ) : أبيضُ سواء فيه الواحد والجمع والمذكَّر والمؤنث . ويستعار للكريم كما الأبيضُِ فيقال : رجلٌ وامرأةٌ هيجان وقوم هِجانٌ
و ( الهَجين ) : الذي ولدتْه أمةٌ أو غيرُ عربيةٍ وخلافُه المُقْرَفُ والجمع ( هُجُن ) . قال المبرد : " واصله بياض ( 292 / ب ) الروم والصَّقالبة " . ويقال للَّئيم ( هجينٌ ) على الاستعارة . وقد ( هَجُن هَجانةً ) و ( هُجْنة ) . ومنها قوله : " الصبي يُمنع عما يُورث الهُجْنةَ والوقاحة " يعني العيب . وقد ( هَجَّنه تهجيناً )
( هجو ) :
( هَجَّى ) الحروف : عدَّدَها . ومنه : " النفخ المَسْموع المُهجَّى " (2/379)
[ الهاء مع الدال ]
( هدأ ) :
( الهدوء ) : السكون من باب منعِ يقال : ( أهدأه فهَدأ ) أي سكنَّه فسكَن . ومنه ما في سَرقة الأجناس : " فإن دخل ليلاً والبابُ مفتوح أو مردودٌ بعدما صلَّى الناسُ العِشاء وهَدؤُوا " الهمز بعد الدال أي سكنوا وناموا . و " هَدَوْا " : تحريف
( هدب ) :
رجل ( أهدب ) : طويل ( الأهداب ) . وهو شعْر أشفار العين
( هدبد ) :
( الهُدَبدُ ) : اللبن الخائِر والأصل ( هُدَابِدٌ ) فقَصَر
( هدر ) :
( الهَدْر ) : مصدر ( هَدر ) البعيرُ والحمامُ إذا صوَّت من باب ضرَب . وبتصغيره سُمّي والد عبد الله . ابن ( الهُديْر ) التَيْميُّ القُرشيّ في السِّير وهو جَدُّ المُنْكَدِر وَربيعةَ ابني عبد الله . والمُنْكدِر هذا يَروي عن النبي عليه السلام . قال صاحبُ الجَرْح : " ولا تثبتُ له صُحبة "
وأما هُرَيْر " براءٍ مُكرّرة فهو ابن عبد الرحمن بن رافع بن خَدِيج يَروي عن أبيه عن جدّه
( هدل ) :
رجل ( أهْدَلُ ) : مُسترخي الشّفةِ السفلى
( هدم ) :
( الهَدْم ) : مصدر ( هدَم ) البناءَ . و ( الهَدَم ) بالتحريك : ما انهدم من جانب الحائط والبئر . وأما ( الهَدْمى ) فلم أجدهِ ووجهُه أن يكون جمع ( هَديم ) بمعنى مهدوم عليهِ وكأنه (2/380)
سهَّل لهم استعمالَ مثلِ هذا طلَبُ الزِّواج كما في قولهم : آتيك بالغَدَايا والعَشايا
( هدن ) :
( هادَنه ) : صالحهِ ( مهادَنةً ) . و ( تهادَنوا ) : تصالحوا . و ( الهُدنة ) الاسمِ ومنها : " هُدْنة على دَخَنٍ " ( 293 / أ ) أي صُلح على فساد وأصلها من ( هَدَن ) إذا سكن ( هُدوناً )
( هدي ) :
( الهَدْي ) : السيرةُ السَّويّة . و ( الهُدَى ) بالضم : خلاف الضَّلالة . ومنه حديث ابن مسعود : " عليكم بالجماعات فإنها من سُنن الهُدَى " . ورواية من رَوى بفتح الهاء وسكون الدال لا تحسُن . وفي احديث أبي بكر رضي الله عنه : " فخرج يُهادَى بين اثنين " أي يُمشَّى بينهما معتمِداً عليهما لضَعْفه
و ( الهَدْيُ ) : ما يُهدى إلى الحرَم من شاةٍ أو بقرة أو بعيرٍ الواحدة ( هَدْية ) كما يقال : جَدْيٌ في جَدْيةِ السَّرْجِ ويقال : ( هَدِيٌّ ) بالتشديدِ على فعيلٍ الواحدةُ ( هَديّة ) كمطيّة ومَطيّ ومَطَايا
[ الهاء مع الراء ]
( هرد ) :
( الهُرْديّة ) عن الليث : " قصَباتٌ تُضمّ مَلْويّة بطاقاتٍ من الكَرْم تُرسل عليها قُضبان الكَرْم " . وقال ابن السكيت : " هو الحُرْديّ ولا تقل هُرْدِيٌّ " (2/381)
( هرر ) :
( الهِرُّ ) : دعاء الغنمِ وهو أحد الأقوال في المثل السّائر : " لا يَعرِف هِرّاً من بِرٍّ "
( هرس ) :
( المِهراس ) : حَجرٌ منقور مستطيل ثقيل شِبْهُ تَوْرٍ يُدقُّ فيه ويُتوضأ منه . ومنه حديث قَيْنٍ الأشجعيّ لأبي هريرة رضي الله عنه : " إذا أتْينا مِهْراسَكم بالليل ما نَصنَعُ ؟ " . وقد استُعير للخشبيّ وهو مِفعال من ( الهَرْس ( : الدَّقّ لأنه يُهْرس فيه الحب . ومنه ( الهريسة ) . و ( الهَرَّاس ) صانعها وبائعها
و ( الهَرَاس ) من الشوكِ بالفتح والتخفيف . وبالواحدة منه سُمّي والد إبراهيم بن ( هَرَاسة ) وهو شيخ كوفيّ يَروي عن الثوريّ ومغيرةَ بن زياد وعنه عليُّ بن هاشم
( هرش ) :
( الهِراش ) : المُهارشة بين الكلاب وهي تهييجُها وإغراؤها على بعض . ويُستعار للقتال ومنه قوله : " لأن المقصود من الجارية الاستفراشُ ( 293 / ب ) ومن الغلام الهِراشُ "
( هرمز ) :
( هُرْمُزان ) : لقب رُسْتم بن فَرُّح زاذَ صاحب جيش العجمِ قُتل يومَ القادسيّة على يد هلالٍ العُقيليّ . و ( الهُرْمُزان ) : مَلك الأهواز ِ أسلمَ وقتلَه عُبيد الله بن عمر اتّهاماً أنه قاتلُ أبيه أو الآمرُ به (2/382)
( هرق ) :
( هَراقَ ) الماءَ : بمعنى أراقهِ أي صبَّهِ ( يُهَريق ) بتحريك الهاءِ و ( أَهراقَ يُهْريقُ ) بالسكون الهاء في الأول بدل من الهمزة ِ وفي الثاني زائدة . ومنه حديث الجُهَنيّ : " مُرْها فلْتركَبْ ولتُهرِقْ دماً "
وأما ( انْهَراق ) في حديث أبي طلحة : " كَسرتُ جِرارَ الفضيخ حتى انهراقَ ما فيها " فليس من العربيّة في شيء ِ الصوابُ : " حتى هُرِيق " أو " اهَرِيقَ "
( هرول ) :
( الهَرْولة ) : ضرْب من العَدْوِ وقيل : بين المشي والعَدْو
( هرم ) :
( الهَرَمُ ) : كِبَر السنِّ من باب لبِس . وباسم الفاعل منه سُمّي هَرِم بن حيّان . قال القُتَبيّ : وإنما سُمّي هَرِماً لأنه بقي في بطن أمّه اربع سنين
( هرو ) :
ثوبٌ ( هَرَوِيٌّ ) بالتحريكِ ومَرْويٌّ بالسكون : منسوبٌ إلى ( هَراةَ ) ومَرْو : قريتان معروفتان بخراسان . وعن خواهر زادَه : " هما على شَطّ الفرات " . ولم نسمع ذلك لغيره . وفي الأَشْكال - سوى هراةِ خراسان - هَراةٌ أخرى وهي بنواحي اصطَخْر من بلاد فارس (2/383)
[ الهاء مع الزاي ]
( هزز ) :
عمر رضي الله عنه : " علامَ ( أهُزُّ ) كَتفي وليس هنا أحدٌ أُرِيه : ( الهَزُّ ) التحريكِ من باب طلَب . وهَزُّ المَنكِب والكتف : كنايةٌ عن التبختر والخُيَلاء . والمفعول الثاني من " أُريه " محذوف ِ وهو الجَلَد أو القُوَّة ( 294 / أ )
( هزع ) :
جاء بعد ( هَزيعٍ ) من الليل أي بعد ساعة
( هزل ) :
( الهَزْل ) : خلاف الجِدّ . وبفَّعالٍ منه : سُمّي ( هَزّال ) بن يزيد الأسلميِّ في حديث ماعزٍ رضي الله عنه . و ( الهُزال ) خلاف السِّمَن . وقد ( هُزِل ) بضم الهاء ِ فهو ( مهزول ) والجمع ( مهازيل )
( هزم ) :
( الهَزْم ) : الكسر من باب ضَرَب ويقال لِما اطمأنَّ من الأرض : ( هَزْمٌ ) وجمعه ( هُزوم ) . ومنه حديث كعب بن مالكٍ : " أول مَنْ جمَّع بنا اسعدُ بن زُرارة في هَزْم البنيَّة من حَرّة بني بياضَةً على ميل من المدينة "
وفي أدب القاضي للخصَّاف : أبو المُهزَّم علىمُفعَّلٍ من الهَزْم بضم الميم وتشديد العين المفتوحةِ عن ابن ماكُولا . واسمه يزيد بن سفيان وقيل عبد الرحمن بَصرِيٌّ حدَّث عن أبي هريرةِ وعنه شُعبةُ
[ الهاء مع الشين ]
( هشش ) :
عمر رضي الله عنه : " هَشِشْتُ وأنا صائم فقبَّلتُ " : أي اشتهيْتُ ونَشِطتُ . وإن صحَّ ما في الشرح : " هَشِشْتُ إلى (2/384)
امرأتي " فعلى تضمين معنى : المَيْل او الخفَّةِ
( هشم ) :
( الهَشْم ) : كسْر الشيء الرِّخْو من باب ضرَب . ومنه : " وجَد في القلب هَشْماً " . وباسم الفاعل منه لُقّب عمْرٌو لأنه أوّل من هَشم الثريد لأهل الحَرم
و ( بنو هاشم ) هم وَلد عبد المطلب بن هاشم : عبدُ الله أبو النبي عليه السلام وحمْزةُ وابو طالب والعبَّاس وضِرارٌ والفَيْداقُ والزُّبيرِ والحارثِ والمُقوِّم وجَحْلٌ وأبو لهبٍ وقُثَمُ
وفي الشِّجاج : الهاشِمة وهي التي تَهْشِم العظمَ
[ الهاء مع الصاد ]
( هصر ) :
( هَصَر ) الغصن : ثناه ومدَّه إلى نفسه من باب ضرَب . وفي حديث الركوع : " ثم هصَر ظهرَه " يعني ( 294 / ب ) ثناه ثنياً شديداً في استواءٍ بين رقبته وظهره (2/385)
[ الهاء مع الضاد ]
( هضب ) :
( الهَضْبة ) : الجبل المنبسط على وجه الأرضِ وجمعها ( هِضاب )
( هضم ) :
( الهَضم ) : مثل الهَشْم . ومنه : ( هَضَم ) حقَّه نقَصه . وتقول للغريم : هَضمْتُ لك من حقّي طائفةً ِ أي تركتها لك وكسرتُها من حقّي . وفي حديث صالح السَّمَّان : " أنه سألَ عليّاً عن الدراهم تكون معي : أأنفِق في حاجتي أم أشتري بها دراهم تُنفق في حاجتي وأهْتَضِم منها ؟ " أي انْقصُ منها شيئاً
[ الهاء مع الفاء ]
( هفت ) :
في حديث ابن عُجْرة : " والقَمْلُ ( تَتهافت ) على وجهه " أي تتساقَط من قولهم : تهافتَ الفَراشُ في النار "
[ الهاء مع القاف ]
( هقع ) :
( المَهْقوع ) من الخيل : الذي به ( الهَقْعَة ) وهي دائرةٌ في جَنبه حيث يكون رَحْل الراكب . وعن الغوري : في أعلى صدرهِ وعن ابن دُرَيدٍ : بياضٌ في جانبه الأيسر يُتشأم بها وفي المنتقى : " المَهْقُوع : الذي إذا سار سُمع ما بين الخاصرة وفرْجِه . صوتٌ وهو عيب " (2/386)
[ الهاء مع اللام ]
( هلج ) :
( الهَلِيلَجُ ) : معروفِ عن الليثِ وهكذا في " القانون " . وعن أبي عبيد عن الأحمر : ( الإهْليلِجةُ ) : بكسر اللام الأخيرةِ وكذا عن شمر ولا تقل : هَلِيلَجةٌ وكذا قال الفرَاء
( هلك ) :
( الهَلاك ) : السقوط وقيل : الفساد وقيل : هو مصير الشيء إلى حيث لا يُدرى أين هو ؟ و ( الهَلَكة ) : مثله
وقوله عليه السلام : " ما يُعارُ على رُسُلي فهَلك على أيديهم " أي استهلَكوهِ قال : يقال : ( هلَك ) الشيءُ في يده : إذا كان بغير صُنعهِ و ( هلَك على يده ) : إذا استهلكه . قلتُ : كأنه قاسَه على قولهم : قُتل فلان على يد فلانٍ ومات في يده ولا يقال : مات على يده . ويقال لمن ارتكب أمراً عظيماً : " هَلكْت واهلكْتَ "
وفي حديث عمر : " لا تستعمِلوا البَراءَ على جيش ( 295 / أ ) المسلمين فإنه ( هُلَكةٌ ) من الهُلَكِ " : رُوي بالتحريكِ بوزن هُمَزة ولُمَزةِ أي يُهلِك أتباعه لجراته وشجاعته . ورُوي بالسكونِ أي يَهْلِكون منه يعني بسببه كالضُّحْكة لمن يَضحكون منه . وفي نسخة سماعي : " هلَكَة " بفتحتين كأنه جعل جملَته هلاكاً مبالغةً في ذلك
وكل هذا تصحيحٌ للرواية وتخريج لها ولم يُذكر في أصول اللغة إلا ( الهِلْكة ) بكسر الهاء وسكون اللام . قال الأزهري (2/387)
" فلانٌ هِلْكَةٌ من الهِلَكِ أي ساقطةٌ من السَّواقطِ يعني هالك " . وهذا - إن صحَّ - غريبِ والمعنى أنه جريء مقدامٌ يُقدِم بالمسلمين في المهالك والمتالف
( هلل ) :
( أهلّوا ) الهلالَ و ( استَهلّوه ) : رفعوا أصواتهم عند رؤيته . ثم قيل : ( أُهِلّ ) الهلالُ و ( استُهِلّ ) مبنياً للمفعول فيهما إذا أُبصر . و ( استهلالُ الصبيّ ) : أن يَرفع صوتَه بالبكاء عند ولادته . ومنه الحديث : " إذا استهلَّ الصبيُّ وَرِث " . وقول مَنْ قال : " هو ان يقع حياً " تدريسٌ
ويقال : ( الإهلال ) رفْع الصوت بقول : لا إله إلا الله . ومنه قوله تعالى : ( وما أُهِلَّ به لغير الله ) . و ( أَهَلَّ ) المحرِمُ بالحجّ رفَع صوتَه بالتلبية
[ الهاء مع الميم ]
( همج ) :
( الهمَج ) : ذباب صغير كالبعوض يسقط على وجوه الغنَم والحمير واعْيُنها الواحدةُ ( هَمَجة )
( هملج ) :
( الهَمْلَجة ) : مَشْي ( الهِمْلاج ) من البراذينِ وهي مَشْيٌ سهْلٌ كالرَّهْوَجة
( همد ) :
( قوله ) : " هذا إذا كانت الرياح هامدةً " أي ساكنةً استعارةٌ من ( هُمود ) النار : وهو أن يَطْفأ جمرُها البتَّة لأن فيه سكونَ حَرّها (2/388)
( همس ) ( 295 / ب ) : ( هَمِيسٌ هَميسا ) : في ( رف ) . [ رفث ]
( همل ) :
( همَل ) الماءُ ( هَمَلاناً ) : قاضَ وانصبَّ ِ من باب طلَب . و ( انهَمَل ) مثلُه ( انهمالاً )
( همم ) :
( هَمَّ ) الشحمَ ( فانهمَّ ) أي أذابه فذابَ . وقوله في الطلاق : " كلُّ مَن همَّه امرٌ استوى جالساً واستوْفَز " الصواب ( أهمَّه ) يقال : أهمَّه الأمرُ إذا اقلقه وأحزنه . ومنه قولهم : " همَّك ما أهمَّك " أي أذابك ما أحزَنك . ومنه قيل للمحزون المغموم : ( مهموم ) . و ( الهِمُّ ) : الشيخ الفانيِ من ( الهَمّ ) : الإذابةِ أو من ( الهَميم ) : الدبيب
و ( هَمَّ بالأمر ) : قصَده . و ( الهَمُّ ) واحد ( الهُموم ) وهو ما يَشغل القلبَ من أمرٍ يَهُمُّ به . ومنه : " اتَّقوا الدَّيْن فإنّ أوّله همٌّ وآخرَه حَرَبٌ " : هكذا حكاه الأزهريّ عن ابن شُميْل . والحَرَب بفتحتين : أن يُؤخذ مالُه كله . ورُوي : " حُزنٌ " وهو غَمٌّ يصيب الانسان بعد فوات المحبوب
و ( الهَميم ) : الدبيب . ومنه ( الهامَّة ) من الدوابّ : ما يقتُل من ذوات السُّموم كالعقارب والحيّات . ومنه حديث عمر رضي الله عنه : " وأخيفوا الهوامَّ قبل ان تُخيفكم " أي اقتُلوها قبل أن تقتلكم . ومثله حديثه عليه السلام : " لعل بعض الهوامّ أعانك عليه " . وأما حديث ابن عُجْرةَ : " أيؤذيك هَوامُّ رأسك " فالمراد بها القْملُ على الاستعارة (2/389)
في الحديث " أن رجلاً قال : يا رسول الله إنّا نُصيب ( هَوامِيَ الإبل ) فقال ضالَّةُ المؤمن حَرَقُ النارِ " : هي المُهمَلة التي لا راعيَ لها ولا حافِظ من ( هَمَى ) على وجهه ( يَهْمي هَمْياً ) إذا هام . والحَرَق : اللهب . والمعنى : أنه أذا أخذها ليتملَّكها أدَّته إلى النار
[ الهاء مع النون ]
( هنأ ) :
( هَنَأه ) : أعطاهِ ( هَنْئاً ) من باب ضرَب وباسم الفاعل منه ( 296 / أ ) كنيت فاختِةُ بنت أبي طالب ِ ومن حديثها : " أجرْتُ حَمويْن " . وابنُها جَعْدَةُ بن هُبيرة وما وقع في معرفة الصحابة لأبي نُعيم وابن مَنْدَة : أنه ابن بنت أم هانىءِ سهْو . وأما أم هانىء الأنصاريّة التي سألت النبي عليه السلام عن تزاوُر الموتىِ فتلك امرأةٌ أخرى
( هنم ) :
( الهَيْنَمة ) : الصوت الخفيِّ وقيل : كلام لا يُفهم و ( هَنَّامٌ ) : فعّال منها وهو اسم رجل جَمع بين أُختين في الجاهلية
( هنو ) :
( الهَنُ ) : كنايةٌ عن كلّ اسم جنس . وللمؤنث : ( هَنَةٌ ) . ولامُه ذاتُ وجهين : فمن قال : " واوٌ " قال في الجمع ( هَنَوات ) وفي التصغير ( هُنَيَّة ) ومن قال : " هاءٌ " قال ( هُنَيهةٌ ) ومنها قوله : " مكث هُنَيهةً " أي ساعةً يسيرة
( هني ) :
ابن مسعود : " أتى علينا حينٌ لَسْنا نُسأل (2/390)
ولسنا هنالك " يعني : ولسنا بأهلٍ للسؤال . وأراد بالحِين زمنَ النبي عليه السلام أو زَمَن الخلفاء
[ الهاء مع الواو ]
( هوذ ) : ( هَوْذَةُ ) بفتح الهاء وسكون الواو : في ( عد ) . [ عدو ]
( هوع ) :
في حديث السِّواك : ( التهوُّع ) التقيُّؤ
( هون ) :
امش على ( هينَتك ) : أي على السكينة والوقارِ فِعْلةُ من ( الهَوْن )
( هوي ) :
( هَوَى ) من الجبل وفي البئر : سقطِ ( هَويّاً ) بالفتحِ من باب ضَرب . ومنه : " فأقبل يَهْوي حتى وقع في الحصن " أي يذهب في انحدار . و " كان عليه السلام يكبِّر حين يَهْوي إلى الركوع " أي يذهب ويَنحَطّ . و ( المَهْواة ) ما بين الجبلينِ وقيل : الهُوَّةِ وهي الحفرة . وقول ابن مسعود في أدب القاضي : " دفَعه في مَهْواةِ أربعين خريفاً " على الإضافة يعني في حفرةٍ عمقُها مسافة أربعين سنةً
و ( الإهواء ) : التناول باليد . ومنه حديث عمر رضي الله عنه : " أهوى بيده فضربه بالدِّرّة " أي : جافَى يده ورفَعها إلى الهواءِ ومدَّها ( 296 / ب ) حتى بقي بينها وبين الجَنْب هواءٌ أي خَلاء . ومثله : أهْوى بخشَبةٍ فضرَبها (2/391)
و ( الهوى ) :
مصدر ( هَويَه ) إذا أحبَّه واشتهاه . ثم سُمّي به ( المَهْوِيُّ ) المُشتَهىِ محموداً كان أو مذموماً ثم غلب على غير المحمود فقيل : فلان اتَّبع هواهِ إذا أُريد ذمُّه . وفي التنزيل : ( ولا تَّتبعِ الهوى فيُضلَّكَ ) " ( ولا تتّبعوا أهواءَ قومٍ ) ومنه : فلانٌ من ( أهل الأهواء ) : لمن زاغَ عن الطريقةِ المثلى من أهل القِبلة كالجبَرية والحَشْوّية والخوارج والروافض ومَنْ سار بسيرتهم
[ الهاء مع الياء ]
( هيأ ) :
( الهيئة ) : هي الحالة الظاهرة للمتهيّىء للشيء . وقوله : " أقيلوا ذوي الهيئات عثراتِهم " . وقال الشافعيّ رحمه الله : " ذو الهيئة مَنْ لم يظهر منه ريبةٌ " . و ( ( التَّهايُؤ ) تفاعُلِ منها وهو أن يتواضَعوا على أمرٍ فيتراضَوْا به وحقيقتُه أن كلاً منهم يرضى بحالةٍ واحدة ويختارها يقال : ( هَايأ ) فلاناً فلاناً و ( تهايأ ) القومُ . ومنه : " المُودَعان يتهايأانِ . وأما ( المُهايَاة ) بإبدال الهمزة ألفاً فلُغةٌ
( هيب ) :
( ابن الهَيَّبَان ) بفتح الهاء والياء المشددةِ فَيْعَلانُ من ( الهَيْبَة ) : الخوف . وقوله في أدب القاضي : " ليكون أَهْيَب للناس " أي أبلغَ وأشدَّ في كونه مَهيباً عندهم . ونظيره : " أشغَلُ من ذات النِّحيَيْن " في أنه تفضيل على المفعول (2/392)
( هيت ) :
( هَيْتُ ) : من مُخنَّثي المدينة . ومن حديثه في في باديةَ بنتِ غَيْلان : " تُقْبل بأربع وتُدْبر بثمانٍ " عَنَى بالأربَع : عُكن البطنِ وبالثماني : أطرافَها لأن لكل عُكْنه طرفين إلى جنبيها . وقيل : هو تصحيف " هِنْبٍ " بالنون وبالباءِ وخُطّىء قائلُه
( هيج ) :
( هاجَه فهاج ) : أي هيَّجه وأثاره فثار ِ وبعثه فانبعثِ يتعدَّى ولا يتعدّى
و ( الهَيْج ) : اسم للحربِ تسميةً بالمصدرِ وقيل هو اختلاط الأصوات في حرب وغيرهاِ ومنه : " فإن هاجَهم هَيْجٌ من الليل كانوا مستعدّين " . وقوله : " وإن لم يَهِج الدابَّةَ بشيء " أي لم يحرّكها بضربٍ أو نَخْس أو نحو ذلك
( هيد ) :
في الحديث : " ألا نَهِيدُ مسجِدَك " - وسماعي : " يا رسولَ الله هِدْهُ " . قالوا : معناه أصلِحهِ وقيل : أهدِمْه ثم أَصْلحْ بناءَهِ من ( هادَ ) السقفَ ( هيْداً ) إذا حرَّكه للهَدْم - فقال عليه السلام : " لا بل عرشٌ كعرش موسى " . ورُوي : " عِرِيش " وهُما ما يُستظلُّ به
( هيع ) :
( ابن هاعان ) : في ( شر ) . [ شرح ] . وكأنه فَعْلانُ من ( الهَيْعة ) : الصوتِ المُفْزع ِ أو من ( الهَوْع ) : الحزنِ (2/393)
باب الياء
[ الياء مع الهمزة ]
( يأس ) :
( اليأس ) : انقطاع الرجاء . وتقول : ( يَئِس ) منهِ فهو ( يائسٌ ) وذلك ( مَيْئوس ) منه . و ( أيأسْتُه ) أنا ( إيئاساً ) : جعلتُه يائساً . وفيه لغة أخرى : ( أَيِسَ ) و ( آيسْتُه ) أنا
وأما ( الإياس ) في مصدر ( الآيسة ) من الحَيْض فهو في الأصل : ( إيئاسٌ ) بوزن إيعاسِ كما قرّره الأزهريِ إلا أنه حُذف منه الهمزة التي هي عين الكلمة تخفيفاً وليس بمصدرِ " أيِسَ " كما ظنه بعضهم . وتمام الفصل في المُعْرِب
[ الياء مع الباء ]
( يبس ) :
قولهم : " المفلوجُ ( اليابسُ ) الشِّقّ " : يُراد ( باليُبْس ) بُطْلان حسّه وذهاب حركته لا أنه ميّتٌ حفيقةً
[ الياء مع التاء ]
( يتم ) :
( اليُتْم ) في الناس : من قبل الأب ِ وفي البهائم : من قبل الأم . وقد ( يَتِم ) الصبيُّ من أبيه ( يُتْماً ) و ( يَتْماً ) (2/394)
و ( يَتُم ) بالضم لغة . و ( اليتامى ) : جمع ( يتيمٍ ) و ( يتيمةٍ ) والأصل " يتائِم " فقُلِب . وأما ( 297 / أ ) ( ايتام ) فجمع ( يتيم ) لا غيرُ كشريف واشراف
وفي حديث أنس رضي الله عنه : " أن جدَّته دعتْ رسول الله لطعامِ صنَعتْه ثم قال قوموا لأصلّي بكم " إلى أن قال : " فقام عليه السلام وصفَفْتُ أنا واليتيمُ وراءه والعجوز وراءنا " : ذُكِر تمام الحديث في الصحيحين وسنن أبي داودِ وشرحه الخَطّابيّ في " الأعلام " وأثبته البيهقيُّ في سُننه في باب " الرّجل يأتَمُّ بالرجل ومعهما صبيٌّ وامرأة " وبهذا عرف أن ما رواه بعضُهم أنه عليه السلام صلّى بأنسٍ ويتيمٍ تحريفٌ وتصحيف
[ الياء مع الثاء ]
( يثرب ) :
( يثرب ) : موضعه ( ثر ) . [ ثرب ]
[ الياء مع الدال ]
( يدي ) :
( اليَدُ ) : من المَنْكِب إلى أطراف الأصابعِ والجمع ( أَيْدٍ ) و ( الأيادي ) جمعُ الجمع إلا أنها غلبت على جمع ( يَدِ ) النِّعمة ) ومنها قولهم : " الأيادي قُروض "
و ( ذو اليَديْن ) : لَقب الخِرْباقِ لُقّب بذلك لطولهما . وقولهم : " ذَهبوا أيدي سَبَا وايادي سَبَا " أي متشتّتين . وتحقيقه في " شرح المقامات " . ويقال : " مالك عليه يدٌ " أي وِلايةٌِ و " يدُ (2/395)
الله مع الجماعة " أي حِفْظهِ وهو مَثلٌ و " القومُ عليَّ يدٌ واحدة " إذا اجتمعوا على عَداوتِه . ومنه الحديث : " وهم يدٌ على مَن سِواهم "
و ( أَعطى بيده ) : إذا انقاد . ومنه قوله : ( حتى يُعطوا الجزية عن يَدٍ ) أي صادرةً عن انقيادٍ واستسلامِ أو نَقْداً غيرَ نسيئةٍ . و ( بايعتُه يداً بيدٍ ) أي بالتعجيل والنقدِ والاسمان هكذا في موضع الحالِ ولا يجوز فيهما إلا النصبُِ عن السيرافي
( ذو اليُديَّة ) : في ( ثد ) . [ ثدي ]
[ الياء مع الذال ]
( يذكر ) :
( يا ذِكارُ الباعةِ ) : جريدةُ التَّذْكرة للمُبْتاعين
[ الياء مع الراء ]
( يرمك ) :
( يَرْموك ) : موضعه " رم " ( 298 / أ )
[ الياء مع السين ]
( يسر ) :
( اليُسْر ) خلاف العُسر . وبتصغيره سُمّي والد سليمان بن ( يُسَيْر ) في كتاب الصَرْفِ ورُوي : أُسَيْرٌ . وبُشَيْرٌ : تصحيف (2/396)
و ( اليَسار ) :
اسم من ( أيْسَر إيساراً ) إذا استغنى . وبه سُمّي والد مَعْقِل بن ( يَسار ) المُزَنيُّ الذي نزل فيه : ( ولا تعضلوهن ) . وسليمانُ بن يَسار أخو عطاء بن يسار من فقهاء المدينة
و ( التَّيسير ) :
التسهيلِ ومنه قوله في الدعوى : " ليست بمُهيَّأةٍ أو بميسَّرةٍ " . و " مُصيَّرةٌ " ركيك . وبغير الهاء : ( المُيَسَّر ) : الزُّمَّاوَرْدُ وهو الذي يقال له بالفارسية نَواله وكأنه مولَّد وإنما سُمّي به لأن اتّخاذه سهل ميسَّرٌ . وعليه مسألة الواقعات : " حلف لا يأكل خُبزاً فأكل مُيَسَّراً "
و ( اليَسار واليُسرى ) خلاف اليمين واليُمنى . ومنه : رجل ( أعْسَرُ يَسَرٌ ) : يعمل بكلتا يديه . وبه كُني أبو اليَسَر كعبُ بن عمْرٍ و من الأنصار ممن شهِد بدْراً وأخوه الحُتَاتُ ابن عمْرو
و ( الميْسِر ) : قمار العرب بالأزلام . وتفصيله في المُعرِب
[ الياء مع الشين ]
( يشب ) :
( اليَشْبُ ) : حجر إلى الصُّفرةِ يُتّخذ منه خاتمِ ويُجعل في حِمالة السيف فينفع المَعدة . وعن ابن زكرياء في (2/397)
" الصَّيْدَنة " :
" اليَشْفُ " بالفاءِ وكذا في " القانون وفي بعض النسخ بالميم . وتحريك الشين خطأ
[ الياء مع العين ]
( يعر ) :
( يُعَارُ ) الشاة : صياحُها من باب منَع . ( تَيْعر ) : في ( لف ) . [ لفي ]
( يعلى ) :
( يَعْلى ) بن مُنْيَة : موضعه ( عل )
[ الياء مع الفاء ]
( يفع ) :
( غلامٌ ( يافعٌ ) و ( يَفَعةٌ ) : تَحرَّك ولمّا يبْلُغ . وغلمانٌ ( أيفاعٌ ) و ( يفَعة ) . وفي التكملة : غلامٌ ( يَفاعٌ ) بمعنى يافع وهو في حديث عمر رضي الله عنهِ وجمعه ( يُفْعَان ) . ( 298 / ب )
[ الياء مع القاف ]
( يقظ ) :
( اليقَظة ) بفتحتين لا غيرُ : خلاف النوم . و ( أيقظَ ) الوسنانَ : نَبَّههِ ( يُوقظه ) إيقاظاً ( فاستيقظ ) استيقاظاً
[ الياء مع اللام ]
( يلملم ) :
( يَلَمْلَمُ ) : ميقاتُ أهل اليمنِ و ( أَلَمْلَمْ ) كذلك (2/398)
[ الياء مع الميم ]
( يمم ) :
( تَيمَّم ) : في ( أم ) . [ أمم ]
( يمن ) :
( اليُمْن ) : البركة . ورجلٌ ( ميمون ) . و ( تيمَّن به ) : تبرَّك
و ( اليمين ) : خلاف اليسار . وإنما سُمّي القَسَم ( يميناً ) لأنهم كانوا يتماسحون بأيمانهم حالةَ التحالُف . وقد يُسمّى المحلوفُ عليه ( يميناً ) لتلبُّسه بها . ومنه الحديث : " مَنْ حلَف على يمينٍ فرأى غيرَها خيراً منها " . وهي مؤنَّثة في جميع المعاني . وقولهم : " الأيْمان ثلاثة " الصواب : ثلاثٌ وإن كانت الرواية محفوظةً فعلى تأويل الأقسام . ويُجمع على ( أَيْمُنٍ ) كرغيف وأرغُفٍ
و ( أيْمُ ) : محذوف منهِ والهمزة للقطع . وهذا مذهب الكوفيّين وإليه ذهب الزجَّاج . وعند سيبويه : هي كلمةٌ بنفسها وُضِعَتْ للقسَم : ليست جمعاً لشيء والهمزةُ فيها للوصل
ومن المشتق منها : ( الأيمَن ) لخلاف الأيسر وهو جانب اليمين أو مَنْ فيه . ومنه حديث أنس : " أن رسول الله أتي بلبنٍ قد شيبَ بماءٍ وعن يمينه أعرابيّ وعن يساره أبو بكرٍ فشرِب ثم أَعطى الأعرابيَّ وقال : الأيمَنَ الأيمَنَ " : هكذا في المُتّفِق ورُوي : " الأيمنَ " بالإفرادِ وفي إعرابه النصبُ والرفع (2/399)
بإضمار الفعل أو الخبر . وبه سُمّي أيمنُ بن أمّ أيمن حاضنةِ النبيّ عليه السلام وهو أخو أسامة بن زيدٍ لأمِّه
و ( يامَنَ ) و ( تيَامنَ ) : أَخذ جانب اليمين . ومنه : " كان عليه السلام يحبُّ التَّيامُن في كل شيء " . ورُوي : " التيمُّن " . وفيه نظر لأني لم أجده ( 299 / أ ) إلا في معنى التبرّك
ومن المأخوذ منها : ( اليمَنُ ) لخلاف الشامِ لأنها بلاد على يمين الكعبة . والنِسبة إليها ( يَمنيٌّ ) بتشديد الياءِ أو ( يَمانٍ ) بالتخفيف على تعويض الألف من إحدى ياءي النسبة . ومنه طاووسٌ اليَماني
وأما ( يامِيْنُ ) فاسمٌ أعجمي ِ وهو يامينُ بن وَهْبٍ في السِّيَرِ أسلمَ ولقي النبيَّ عليه السلام
[ الياء مع النون ]
( ينق ) :
( يَنَاقُ ) البطْريقُ : بتخفيف النون بعد الياء المفتوحة كذا قرأناه . وفي معرفة الصحابة مُقيَّد بالتشديد ِ وهو الذي أُتِي أبو بكرِ رضي الله عنه برأسه
[ الياء مع الواو ]
( يوم ) :
( ليومِها ) : في ( سي ) . [ سيب ] . والله أعلم بالحقيقة (2/400)
اذيل الكتاب ا
رسالة في النحو
ذيّلتُ بها كتابي هذا مضمِّناً إياها ما تشتَّت في أصل المُعرب من الأدوات وشيءٍ من مسائل الإعرابِ وجعلتُها أربعة أبواب مفصَّلة :
الأول : في المقدّمات
الثاني : في شيء من تصريف الأسماء
الثالث : فيما لا يتصرَّف من الأفعالِ وما يجري مجرى الأدوات
الرابع : في الحروف
وربما ذكرتُ في أثناء ذلك ما لم يقع في الأصل ِ كما قد يُذكر الشيءُ بالشيء تأنيساً بالسابق أو تأسيساً للاحقِ والله أستعين (2/401)
الباب الأول : في المقدمات
( الكلمة ) :
لفظةٌ دالة على معنىً بالوضعِ وهي إسمٌ : كرجلٍ وفعلٌ : كنصَرِ وحرف : كهلْ
و ( الكلام ) :
هو المفيد فائدةً مستقلّةِ ( 299 / ب ) وأدناه مسندٌ ومسند إليه . وللمتكلّمين والفقهاء في تحديده كلماتٌ لا تخلو عن نظرٍ فيها
( ومما يُعرَف به الاسم ) :
أن يصحّ الحديث عنه نحو : نَصر زيدٌ ِ وزيدٌ ناصِرٌ وأن يدخله التنوين وحرف التعريفِ نحو : غلامٌِ والغلام وحرْف الجر نحو : بِزَيْدٍ . وهو نوعان : مُظْهَرِ ومُضْمَر
فالمُظهر : هو الاسم الصريح . وله أنواعِ منها : ( الجنس ) وهو اسم عينٍ : كرجل وفرسِ أو اسم معنىً : كعِلْم وجهل . ومنها : ( العَلَم ) وهو إما منقول : كزيد وعَمرو وثور والعبّاس ِ وإما مرتجل : كسُفيان وعِمران . ومنها : ( المبهم ) وهو نوعان : أسماء الإشارة " ذا " وتَا وهؤلاء والموصولات : كالذي ِ والتي ِ وماِ ومَنْ
والمضمر :
هو الكناية . وهو نوعان : متَّصلِ ومنفصل
فالمتصل : مالا يَستغني عن اتصاله بشيءِ وهو مرفوع ومنصوب ومجرور . وكلٌّ من هذه يكون بارزاً فحسبِ إلا مرفُوعه فإنه يجيءُ بارزاً ومستكنّاً : فالبارز : ما لُفِظ بهِ كقولك في المرفوع : نَصرتُ (2/402)
نصرْنا ونَصرتَ " إلى : نصرتُنّ . ونصرَ إلى : نَصْرنَ . وفي المنصوب : نصَرنيِ ونصرَنا ونصرَكِ إلى نصرَكُنَّ ِ ونصرَهِ إلى : نصرَهُنَّ . وفي المجرور : غلامي غلامُنا وغلامُكِ إلى : غلامكنَّ . وغلامُهِ إلى : غلامهنّ . والمستكنّ : ما نُوِي نحو : زيد نصَرِ وهند نصَرتْ وأنا أنصُر ونحن ننصرِ وتنصر أنت أيها الرجل
والمنفصل : ما يَستغني عن اتصاله بشيءٍ كالمُظْهر . وهو مرفوع ومنصوبِ ولا مجرور له . فالمرفوع : أنا نحن وأنتِ إلى أنتَنِ وهوِ إلى : هنَّ . والمنصوب ( 300 / أ ) : إيّايِ إياناً وإيّاك إلى : إياكنَّ وإياهِ إلى : إياهنّ
( ومما يُعَرف به الفعل ) : أن يَدخُلَه قدْ وحرفا الاستقبال نحو : قد قام وسيقومِ وسوف يقوم وأن يتصل به ضميرُ المرفوع نحو : نصرِ أو نصَروا وتاء التأنيث الساكنة نحو : نِعمَتْ وبئسَتْ . وله ثلاثة أمثلة : ماضٍ ومضارعٌ وأمر :
فالماضي : ما دل على حدثٍ في زمان قبل زمانٍ الإخْبارِ وهو مبنيّ للفاعل ومَبنيّ للمفعول ويقال للأول : ما سُمّي فاعلُهِ وللثاني : ما لم يُسمَّ فاعلُهِ والمجهول . فالمبنيّ للفاعل : ما أوله مفتوح : كفَعل وفَعْلَل وأفعلَ أو أوّل متحرّكاتِه : كافْتَعلِ أول متحرّكاتهِ التاء . وكذا كل ما في أوّلِه همزةُ الوصل ولا يُعتدّ بها . والمبني للمفعول : ما أوله مضموم ضمّهً أصلية : كفُعِل ِ وفُعْلِل (2/403)
وأفْعِلِ وفُوعِل أو أول متحرّكاتِه : كافتُعِل وأخواته . وهمزةُ الوصل تتبع المضمومَ في الضمّة
والمضارع : ما تتَعاقبُ على أوله الزوائدُ الأربعِ نحو : يفعل هو وتفعل أنت أو هيِ وأفعلُ أنا ونفعل نحن . وهو مشترك بين الحاضر والمستقبل . تقول : هو يفعل وهو مُشْتغِلٌ بالفعل ويَفعل غداً . فإذا أدخلتَ عليه السينَ أو " سوف " خلَص للمستقبل . وهو أيضاً على ضربيْن :
مبنيٌّ للفاعل : وهو ما أوله مفتوح إلا أربعةَ أبواب فإن أوائلها مضمومةِ وعلامة بنائها للفاعل انكسارُ الحرف الرابعِ وهو اللام الأولى في يُفعْلِل والعينُ في يُفاعِلِ والعين الثانية في يُفَعِّلِ والعين ُ في يُفعِلِ وهي في التقدير رابعةٌ لأن الأصل : يُؤَفْعِل
ومبني ( 300 / ب ) للمفعول : وهو ما اوله مضمومِ إلا في الأبواب الأربعة : فإن علامةَ بنائها للمفعول انفتاحُ الحرف المكسور
والأمر : وهو أفْعَل ِ وكلُّ ما اشتُقَّ من المضارع على طريقته ِ وذلك أن تحذف الزّائد وتُسكّن الآخر ولا تُغيّر من البناء شيئاً ِ كقولك في " يَعِد " : عِدْ وفي " يضع " : ضَعْ وفي " يُدحرج " : دَحرِجْ . وأما " يُكْرم " فأصله " يُؤكْرِم " فجاء " أكرِمْ " على قياس الأصل . هذا إذا كان ما بعد الزائد متحركاً فأما إذا كان ساكناً كضاد " يَضْربُ " وحاء " يحْمدُ " فزِدْ همزةً مكسورة في جميع المواضع إلا فيما انضمَّتْ منه العين : كصادِ " ينصُر " ورَاء " يقرُب " فإنك تضمُّ الهمزةَ إتْباعاً لضمَّة العين (2/404)
والأفعال الحقيقية : على ضربين : ( لازم ) : وهو ما تخصَّص بالفاعلِ نحو : قمتُ وقعدتُ . ( ومتعدِّ ) : وهو ما تَجاوزَ الفاعلَ فنصب المفعول به أو شبْهه نحو : نصرْتُ زيداً وأحدثْتُ الأمر لأنه لا يحدث بالأمر فعل بل يحدُث هو بنفسه . وهو يتعدّى إلى مفعول واحدٍ كما مرّ آنفاً وإلى اثنين ِ نحو : أعطيتُ زيداً درهماً وعَلمْته فاضلاً وإلى ثلاثة نحو : أعلَمَ اللهُ زيداً عَمْراً فاضلاً
وأسباب التعدية ثلاثة : الهمزة في : " أجلَسْتُه " وتضعيف العين في : " فرَّحتُه " وحرف الجرّ في : " ذَهب به " أو " إليه " . وكلٌّ من اللازم والمتعدي يكون علاجاً نحو : قمتُ وقعدتُ وقطعْتُهِ ورأيتُه وغيرَ علاجٍ نحو : حسُنِ وقَبُح وعَدِمتُه وفقدْته . وأما أفعال الحواسّ فكلُّها متعدية
( والحرف ) :
ما دلَّ على معنىً في غيره
فصل
( الإعراب ) :
اختلاف آخِر الكلمة باختلاف العوامل ( 301 / أ ) . وألقابُ حركاته : الرفع ِ والنصب ِ والجرُّ . ويُسمّى السكون فيه جَزْماً
والمعرب من الكلام شيئان : الاسم المتمكّنِ والفعل المضارع . وما أُعرب من الأسماء ضربان : مُنْصرف : وهو ما تدخله الحركات (2/405)
والتنوين وغيرُ منصرفٍ : وهو ما مُنع التنوينَ والجرَّ وكان في موضع الجرّ مفتوحاً
( وأسباب منْع الصرف تسعةٌ ) : العلميةِ التأنيثِ وَزْن الفعلِ الوصف العدل الجمعِ التركيبِ العجمة في الأعلام خاصةِ الألف والنون المضارِعتان لألفي التأنيث . متى اجتمع في الاسم اثنان منهاِ أو تكرَّر واحدِ لم ينصرف وذلك في أحد عشر اسماً : خمسةٌ حالةَ التنكيرِ وهي " أفعلُ " صفةًِ نحو : أحمرِ وأصفرِ ومَثْنى وثلاث ورباعِ في قوله تعالى : ( أُولي أجنحةٍ مثنى وثُلاثَ ورُباع ) فيها العَدْل والوصفِ وقيل : العَدْل المكرَّر لأنها عُدِلتْ عن صِيَغها وعن التكريرِ لأن الأصل : أولي أجنحةٍ اثنين اثنين وثلاثةٍ ثلاثةٍ وأربعةٍ أربعة . وتمام التقرير في المعرِب . و " فَعْلان " الذي مؤنثه " فعلَى " كعطشان وريّان وما فيه ألف التأنيثِ مقصورةً نحو : حبلىِ وبُشرىِ والدّعوى والفَتوى والفُتيا . أو ممدودةً نحو : حمراء وصحراء . والجمع الذي ليس على زِنَته واحدٌ ك كمساجدً ومصابيحِ وفتاوَى وسَرارِيَّ وعواريَّ ونحو جوارٍ ومواشٍ في آخره ياء - تُحذف ياؤه في الرفع والجر ويُنوَّن الاسم لخروجه عن حَدّ : مساجد . وأما في النصب فلا يُنوَّن لثبات الياء فيه
( وأما الستة التي لا تَنْصرف في العلميّة ) فهي : الأعجمي : كإبراهيم وإسماعيل . وما فيه وزن الفعل : كيزيد وأحمد . والتأنيثِ لفظاً : كطلحةً وحمزة أو معنىً : ( 301 / ب ) كسعاد وزينب . والمعدول : كعُمَر وزُفَرِ عُدلا عن عامر وزافر . والتركيب : كمعدِيْ كَرِبَِ وبعْلَبَكَّ . والألف والنون : كمروانَ وسُفيانَ . وهذه الستة إذا نُكِّرت انصرفتْ (2/406)
وفي نحو : نوحٍ ولوطٍ وهندٍ ودعدٍ : يجوز الصرف فيه استحساناً وتركُه قياساً . وكلّ ما لا ينصرف : إذا أُضيفِ أو دخله حرف التعريفِ انْجرَّ . تقول : مررتُ بالأحمرِ والحمراءِ وبعُمَرِكمِ وبعثمانِنا
فصل
وما لا يظهر فيه الإعراب : قُدّر في محلِّه ِ وذلك في نحو : العَصاِ وسُعْدى - مما حرفُ إعرابه ألف مقصورة - والقاضيِ والعَمِي : في حالتي الرفع والجر
فصل
والإعراب كما يكون بالحركات قد يكون بالحروف : وذلك في ( الأسماء الستة ) مضافةً وهي : أبوه وأخوه وفوه وحَموُها وهَنُوه وذو مالٍ . تقول : جاءَني أبوه ورأيت أباه ومررت بأبيه
وفي ( كلا ) مضافاً إلى مُضمر . تقول جاءني كلاهماِ ورأيتُ كليهماِ ومررتُ بكليهما . وأما إذا أُضيف إلى مُظْهر فحكمه حكْم الرْحى والعصا . تقول : جاءني كلا الرجلين ورأيت كلا الرجلينِ ومررت بكلا الرجلين بالألف في الأحوال الثلاثة
( وفي التثنية والجمع بالواو والنون ) . تقول : جاءني مسلمان ومسلمون ومررت بمسلمَيْن ومسلمين ورأيتُ مسلِمَيْن ومسلمِين (2/407)
حذف 1
408 (2/408)
فصل
واعلم أن الرفع عَلَمُ الفاعليةِ والنصب علَمُ المفعوليةِ والجرّ علَمُ الإضافة :
( فالفاعل ) : ما أُسند الفعل إليه مقدَّما عليهِ ويكون مُظهراً : نحو : نصرَ زيدٌ ومُضمراً نحو : نَصرتُ وزيدٌ نَصَر . ومما أُلحق به : " المبتدأ والخبر " وهما الاسمان المرفوعان المجرَّدان من العوامل اللفظية للإسناد ورافعُهما الابتداء وهو جعل الاسم أولاً لثانٍ ذلك الثاني حديث ( 302 / أ ) عنهِ نحو : زيدٌ منطلق واللهُ إلهُنا ومحمدٌ نبيُّنا
و ( المفعول ) :
ما أحدثه الفاعلِ أو فَعل بهِ أو فيهِ أوْ له أوْ معه . تقول : قمت قياماً وضربتٌ زيداً وخرجتُ يومَ الجمعة وصليّتُ أمام المسجد وضربتُه تأديباً . وكنتُ وزيداً . ويُسمى المنصوبُ في المثال الأول المفعول المطلق لكونه غير مقيدٍ بالجار وفي الثاني : ( المفعولَ به ) . وفي الثالث والرابع : ( المفعول فيه ) : وهو الظرف الزمانيّ والمكانيّ . وفي الخامس : ( المفعولَ له ) . وفي السادس : ( المفعول معه )
و ( المفعولُ به ) :
هو الفارق بين اللازم والمتعدي ومما أُلحق به : ( الحالُ ) : وهي هيئه بيان الفاعل أو المفعولِ و ( التمييزُ ) نحو : " طاب زيدٌ نفْساً واشتعل الرأس شيباً
و ( الإضافة ) :
نسبة شيء إلى شيء وذلك على ضربين إضافةُ (2/0)
فعلٍ أو معناه إلى اسمِ وذلك لا يكون إلا بواسطة حرف الجرِ نحو : مررتُ بزيدٍ وزيدٌ في الدار . والثاني : إضافة اسم إلى اسمِ وذلك أن تجمع بينهما فتجُرَّ الثانيَ منهما بالأول وتُسقط التنوين ونوني التثنية والجمع من الأولِ فتقول : غلامُ زيدٍ وصاحباك وصالحو قومِك . ويُسمى الأول مضافاً والثاني مضافاً إليهِ وهو لا يكون إلا مجروراً
وهذه الإضافة تُسمْى ( معنوية ) وحكمها تعرُّف المضافِ ولهذا لا يجوز فيه الألف واللام فلا يقال : الغلامُ زيدٍ
وأما ( اللفظية ) : فهي إضافة الصفة إلى فاعلها أو مفعولها . وحُكمها التخفيفِ لا التعريف ولهذا يجوز الجمع بينها وبين الألف واللامِ نحو : الحَسنُ الوجهِ والضاربُ الرجُلِ . وفي التنزيل : ( والمُقيمي الصَّلاةِ )
فصل
وللمعرب توابع وهي خمسة :
( التوكيد ) ِ نحو ( 302 / ب ) : جاءني زيدٌ زيدٌ وزيدٌ نفسُه والقومُ كلهُّم وأجمعون . ولا تُؤكَّد النكرات
والثاني :
( البدل ) وهي أربعة : " بدل الكل من الكل " نحو قوله عز و جل : ( لَنسْفَعنْ بالناصيةِ ناصية كاذبةٍ خاطئةٍ ) (2/409)
و " بدل البعض من الكل " نحو : مررتُ بالقومِ ثلثَيْهم . و " بدل الاشتمال " نحو سُلب زيدٌ ثوبُه . وفي التنزيل : ( يسألونَكَ عن الشهرِ الحرامِ قتالٍ فيه ) و " بدل الغلط " نحو مررتُ برجلٍ حمارٍ
وتُبدل النكرةُ من المعرفة وعلى العكس . وشرط النكرة المبْدَلة ان تكون موصوفةً
والثالث : ( عطف البيان ) وهو أن يُتبَع المذكورُ بأشهرِ اسميْه كقوله : " أقسمَ بالله أبو حفْصٍ عُمَرْ "
والرابع :
( العطف بالحرف ) نحو : جاءني زيدٌ وعَمْرو . وحروفه تُذكر في بابها
والخامس :
( الصفة ) وهي الاسم الدال على بعض أحوال الذاتِ وهي تتبع الموصوف في إعرابه وإفراده وتثنيته وجمعه وتعريفه وتنكيره وتذكيره وتأنيثهِ إذا كانت فعلاً له . تقول : رجلٌ صالحٌ ورجلان صالحانِ ورجال صالحون والرجلُ الصالحِ والمرأة الصالحة والنساء الصالحات
وقوله : " إذا كانت فعلاً له " احتراز عن وصف الشيء بفعلِ (2/410)
سبَبَهِ كقولك : رجلٌ حسنٌ وجهُه وكريمٌ آباؤهِ ومؤدَّبٌ خُدّامُه . فإن ذلك يتبعه في الإعراب والتعريف والتنكير فحسب . ومنه قوله تعالى : ( القرية الظالمِ أهلُها )
فصل
( وإعراب الفعل ) :
على الرفعِ والنصبِ والجزم . فارتفاعه : بالمعنى وهو وقوعه موقع الاسمِ نحو : زيد يَضرب . وانتصابه وانجزامه : بالحروفِ وستُذكر . وأما نحو : تفعلان وتفعلون وتفعلين : فعلامة الرفع فيه ثبات النون وسقوطها علامة الجزم والنصب
( والمبني ) :
مالزم وجهاً واحداً وهو جميع الحروف وأكثر الأفعال ِ وهو الماضيِ وأمرُ المخاطب ِ وبعضُ ( 303 / أ ) الأسماء نحو : مَنِْ وكيفِ وأين ِ وما أشبه الحرف : كالذي ِ والتيِ ومَنِْ وماِ في معنى الذي أو تضمن معناه
والبناء لازم وعارضِ فاللازمِ ما ذُكر . والعارضِ في نحو : غلاميِ ولا رجلَ في الدارِ ويا زيدُ ِ وخمسة عشَرِ من الأسماء . ومن الأفعال : المضارعُ إذا اتصل به ضمير جماعة المؤنث ِ نحو : هُنَّ يفعلْنَ ونون التأكيد نحو : هل يفعلَنَّ
فصل
" الساكنان لا يجتمعان " . والساكن إذا حُرّك حُرّك إلى (2/411)
الكسر أو حُذِف : قل الحقَِّ ومررتُ بغلاميَ الحسَنِ وجاءني غلاما القاضي وصالحو القوم وبصالحي القومِ بإسقاط الألف والواو والياء لفظاً لا خطاً
فصل
كل كلمة إذا وقفْتَ عليها أسكنْتَ آخرها إلا ما كان مُنَوناً فإنك تُبدِل من تنوينه ألفاً حالة النَّصْب نحو : رأيتُ زيداً (2/412)
الباب الثاني : فيما يختص بالأسماء
التثنية
إذا ثني الاسم أُلحق بآخره ألف أو ياءٌ مفتوحٌ ما قبلها ونون مكسورة : الألفُ حالةَ الرفع علامة التثنيةِ والياءُ حالةَ الجرّ والنصب كذلكِ والنون عوضٌ عن الحركة والتنوين
ولا تسقُط تاء التأنيث إلا في كلمتين : " خُصْيان " و " أليان " . وقد جاءَتا على الأصل وهو القياس لأن حق المثنّى أن تكون صيغةُ المفرد فيه محفوظةَ إلا ما في آخره ألف . وذلك أنها إن كانت ثالثةً رُدّت إلى أصلها نحو : عصَوانِ ورحَيان . وإن كانت رابعةَ فصاعداً لم تُقلب إلا ياءً نحو : أعْشَيانِ وحُبْلَيانِ والأولَيان . وعلى ذا قولهم : " الأخراوان " لحنٌ وإنما الصواب : " الأُخْريَان " . ( 303 / ب ) كانت ممدودةً للتأنيث كحمراء وصحراء قُلبت واواً نحو : حمراوانِ وصحراوان . وما عداها باقٍ على حاله
ويُثنّى الجمع على تأويل الجماعتين والفرقتين . ومنها الحديث : " مَثَل المنافق كالشاة العائرة بين الغنمين " . وقال أبو النجم : (2/413)
( بينَ رِماحَيْ مالكٍ ونَهْشلِ ... )
وعليه قول محمد رحمه الله : " فإن كانت إحدى البلادَيْن خيراً من الأخرى "
الجمع
( الجمع ) على ضربين : مصحَّح : وهو ما صحَّ بناءُ واحِدهِ ( مُكسَّر ) : وهو خلاف ذلك . والأول على ضربين : مذكر ومؤنث
( فالمذكّر ) : يلحق آخرَه واو مضمومٌ ما قبلها أو ياء مكسورٌ ما قبلها ونون مفتوحة . فالواو حالةَ الرفع علامةُ الجمع والياء حالةَ الجر والنصب كذلكِ والنون عوضٌ من الحركة والتنوين
والاسم الذي في آخره ألفٌ : إذا جُمع بالواو والنون حُذفت ألفُه وتُرك ما قبلها على الفتح ِ كقولك : هُم الأعلَوْنِ ومررت بالأعلَيْنِ ورأيت الأعلَيْن ِ وكذلك : المصطفَوْن والمُرضَوْنِ والمصطَفَيْن والمُرضَيْن . وعلى ذا قولهم : " هذا ما شِهد عليه الشهودُ المسمَّوْن " بفتح الميم
وإذا كان في آخره ياء مكسورٌ ما قبلها : كالقاضِي والغازيِ حُذفت ياؤه وُضمّ ما قبل الواو ِ وكُسر ما قبل الياء ِفقيل : هم قاضُون وغازُون ِ ومررتُ بقاضِين وغازِين . وكذا المصطفُوْنَ والمُرضُونِ والمُصطفِين والمُرضِين (2/414)
( وأما المؤنث ) :
فتلحق آخرَه ألف وتاء . وهذه التاء مرفوعةٌ حالة الرفعِ مكسورةٌ حالةَ الجرّ والنصب
والألف الثالثة لاماً تُردُّ إلى اصلها : كصلواتِ وزكَواتِ وحَصيات . وأما حَصايات كما في السِّيرِ فخطأ . والرابعة فصاعداً - لاماً كانت أو زائدةً - لا تُقلب إلا ياءً : كمَوْلَياتٍ وحُبلَياتِ والفُضْلَيات ( 304 / أ ) . والممدودة : إذا كانت زائدةً للتأنيث قُلبت واواً : كصحراواتِ وبَيْداواتٍ . وأما في الصفات فالتكسير لا غيرُ : كحُمْرٍ وصُفْر . وأما الخَضْراواتِ في الحديثِ فلجرْيها مَجرى الأسماء
" والأول " :
مُختصٌّ بأولي العِلْم في أسمائهم وصفاتِهم : كالمسلمين والزيدين إلا ما جاء من نحو : أرضين وسنين . " والثاني " : عامٌّ فيهم وفي غيرهم : كالمسلماتِ والهِنْدات والحمَّاماتِ والراياتِ . وكذا المكسَّرُِ كرجالٍ وجِمالٍ وظِرافِ وأشراف . والجمع المصحَّحُ وما كان من المكسّر : على أفعُلٍ كأفلُسٍ وأفعال كأفراخٍ وأفعِلة كألسِنة وفعْلة كغِلْمة : جمعُ قلّة وما عدا ذلك جمعُ كثرة . والمراد بجمع القِّلة العشَرة فما دونها
وكل اسمٍ على فَعْلة : إذا جُمع بالألف والتاء حُرّكتْ عينُه بالفتح : كتَمَراتٍ ونَخَلات ورَكَعاتِ وسجَدات . وما كان صفةً أو مضاعفاً أو معتلَّ العين : باقٍ على السكون : كَعْبلاتِ وضَخْماتِ وجدَّاتِ وجوْزات وبَيْضات
ويُجمع الجمعِ فيقال : أكلُبٌ وأكالِبُ وأَعرابٌ وأعاريب وأَسْوِرة وأساورِ وآنيةٌ وأوانٍ . وقالوا : جِمالاتِ ورجالات وبُيوتات وطُرُقات في جمع : جمالٍ ورجالِ وبيوتِ (2/415)
وطُرُق . وليس ذلك بقياس . وأما المَوالياتُ فخطأِ والأربعيناتِ والخمسينات : إن كان استعمالُها عن عِلْمٍ خُرِّج لها وجْه . وأما رُكوعاتِ وسجودات : فللفرق بينها وبين الرَّكعات العُرْفيّة
فصل
الاسم المفرد الذي يقع على الجمع فيُميَّز بينه وبين واحِده بالتاء : غالبٌ في الأشياء المخلوقة دون المصنوعة ( 304 / ب ) وذلك نحو : تَمْرةِ وتمْرِ ونَخْلةٍ ونخْلِ وبقَرة وبقَرِ وحمامة وحمامِ ودجاجة ودجاج . ونحوُ : سَفينة وسَفينِ ولَبِنةٍ ولَبِن قليلٌ
التصغير
الاسم المعرب إذا صُغّر ضُمَّ أوّله وفُتح ثانيه وأُلحِق ياءً ثالثةَ ساكنةً نحو : فُعَيل كفُلَيس وفُعيْلِلٌ كدُريْهمِ وفُعيليل كدُنَيْنير
وقالوا : أُجَيمالِ وحُبيلىِ وحُميراء وسُكيران للمحافظة على الألِفات . وتقول في ميزانٍ وبابِ ونابٍ : مُوَيزينٌ وبُوَيب ونُيَيب . وفي عدة وزنة : وُعيدةٌ ووُزَينة . وفي أخٍ وابنٍ : أُخَيٌّ وبُنيّ يُرجَع بها إلى الأصل (2/416)
" وتاء التأنيث المقدَّرة " في الثلاثيِ تثبت في التصغير : كيُديَّة وعُيينة ونُويرة ودُويرةِ في : يدِ وعَينِ ونارِ ودارِ إلا ما شذَّ من نحو : عُرَيْس وعُريْب . ولا تثبُت في الرباعي : كعُقَيربٍ إلا ما شذَّ من نحو : قُدَيْديمةٍ ووُرَيّئةٍ في تصغير : قُدّام ووراء
" وجمع القلّة " : يُصغر على بنائه كأُجَيْمالٍ وأُلَيْسِنة . " وجمع الكثرة " : يُرد إلى واحدهِ ثم يجمع جمع السلامة نحو : شُوَيْعِرون ومُسَيْجِدات ودُرَيْهمات في : شُعراء ومساجد ودراهم . وعلى ذا : دُفَيْتِرات وحُمَيّراتِ في : دفاتر وحَمير . وإن كان له جمع قلّة رُدَّ إليهِ نحو غُليَمْة في : غلمانِ وإن شئت : غُلِيّمون
و " تصغير الترخيم " : أن تَحْذِف الزائدةَ نحو زُهَيرٍ في : أَزهَر وحُرَيْثٍ في : حارث
التذكير والتأنيث
" علامة التأنيث " في الأسماء المتمكنة شيئان : التاء التي تنقلب هاء في الوقف والألف الزائدة المقصورة في : حُبلى وبُشرى أو الممدودة في : حمراء وصحراء (2/417)
والمذكر والمؤنث كلاهما : حقيقي ولفظي . والأول هو الخِلْقي : كالرجل والمرأةِ والثاني نحو : الثوب ( 305 / أ ) والعمامة . والحقيقي أقوى ولهذا أُنِّث فعلُهِ تقدَّم أو تأخّر نحو : حَسُنت المرأةُ والمرأة حسنت . ولم يجز : حَسُن المرأةُ . وجاز : حَسُن العِمامةُ
ولحاق العلامة - للفرق بين المذكّر والمؤنث في الصفات 0 هو الأصلِ نحو : صالحٍ وصالحةٍ وكريم وكريمةٍ وسَكرانَ وسكرىِ وعطشان وعطشى وأحمَر وحمراء وأبيض وبيضاء . وأما حائض وطالقٌ ومرضع وامرأة عاشق وناقةٌ بازل : فعلى تأويل شخصٍ أو شيء
فصل
ومن الأسماء المؤنثة ما لا علامة فيه . وهي أنواع منها : النفس والسنُّ والناب من الإبلِ واليدِ والرجْل والقدَم والساقِ والعَقِب والعَضُد والكفِّ واليمين والشِّمال والذراع والكُراعِ والإصبع والبِنْصِر والخِنْصرِ والإبهامِ والضِّلعِ والكَبد والكَرِش والوَرِك والفخذِ والاسْتُ والسَّهُ
ومنها : القِدْر والطباعِ والنار والدار والفأس والكأس والنَّعْل والفِهْر : والسُّوق والبئر والعِير والحال والأرض والشمس والسماء والربحِ وأسماؤها - إلا الإعصار (2/418)
والحربُ والقوسُ والسراويلِ والعَروض والذَّنوبِ وموسى الحديدِ والمنجنُون والعقربِ والأرنب والعُقاب والمنجنيق والعَناقِ والرَّحْل والضبُعِ والأفعى والعنكبوت
ومن محاسن هذا الباب مسألة الشروط في تذكير الدار
ومما يُذكر ويؤنث : الهُدى والنَّوى والسُّرى والقَفاِ والعُنقِ والعاتقِ والإبط واللسان والسلطان بمعنى الحُجّة والسِّلْم والسُّلَّم والسِلاحِ ودِرْع الحديدِ والسكّينِ والصاع والدلو والسَّبيلِ والطريقِ والمَنون والفُلك ( 305 / ب ) والمِسْكِ والحانوت وسِقط النّار
فصل
وممّا ذُكّر لكونه مخصوصاً بالرجال دون النساء : أميرٌ ووكيل ووَصّي وشاهِدٌ ومؤذِّن . و " الألْف " : مُذكّر من عدد المؤنث وغيره بدليل : ثلاثةِ آلافٍ " ومن أَنَّثَ جاز على تأويل الدراهم
فصل
وكلُّ جمعِ مؤنَّثٌ إلا ما صحَّ بالواو والنون فيمن يَعْلَم (2/419)
تقول : جاء الرجال والنساء ِ وجاءت الرجال والنساء . وفي التنزيل : ( إذا جاءك المؤمناتُ ) . وأسماء الجموع مؤنَّثة نحو : الإبلِ والذَّوْدِ والخيل والوحشِ والغنمِ والعَربِ والعَجم . وكذا كلُّ ما بينه وبين واحده التاءُ أو ياء النسب : كتمْرٍ ونخلٍ ورُمّانِ في : تمْرةٍ ونخلةِ ورمّانة وروميّ ورومٍ وبُخْتيّ وبُخْت
فصل
الأعداد تأنيثها على عكس تأنيث ما عليه أكثر الكلامِ فالتاء فيها علامة التذكيرِ وسُقوطها وعلامة التأنيث وذلك من الثلاثة إلى العشرة . تقول : ثلاثةُ رجالٍ وثلاثُ نسوة . وفي التنزيل : ( في أربعة أيام ) ( وثلاثَ ليالٍ ) . وفي الشعر
( أرمي إليها وهي فرعٌ أجمعُ ... وهي ثلاث أذرعٍ وإصبعُ )
وما قبل الثلاثة : باقٍ على القياس . تقول : واحد وواحدةِ واثنان واثنتان . وإذا جاوزت العشرة أسقطتَ التاء من العشرة في المذكر وأثبتَّها في المؤنثِ وكسرتَ الشين أو سكَّنتها وما ضمَمْت إلى العشرة باقٍ على حاله إلا الواحدةَ . تقول في المذكر : أحدَ عشَر واثنا عشَر وثلاثَة عشر إلى : تسعةَ عشَر . وفي المؤنث : إحدى عَشْرة (2/420)
واثنتا عشْرة وثلاث عَشرة
وما في آخره الواو والنون : مُسْتَوِ فيه المذكر والمؤنثِ نحو : العشرون والثلاثونِ والأربعون . ( 306 / أ ) . وكذا المائة والألف
وقالوا : الأول والأولى والثاني والثانيةِ والعاشر والعاشرة : فعادوا إلى أصل القياس . والحاديَ عشْرَ عشرةَ والثانِيَ عَشَر والثانيةَ عشْرةَ عشَرَ والتاسعة عشْرَة : تبني الاسمين على الفتح كما في : أحدَ عشَرَ
فصل
ولكون الأعداد مبهمةِ تحتاج إلى مُميّز وهو على ضربينِ مجرورٍ ومنصوب :
" فالمجرور " على ضربين : مجموع ومفرد . " فالمجموع " . مُميّز الثلاثة إلى العشرةِ وحقه أن يكون جمع قلَّةٍ نحو : ثلاثة أفلُسٍ واربعة غِلْمةٍ وخمسة أثواب إلا إذا لم يوجد نحو : ثلاثة شُسوعٍ وعشرة رجالٍ . وأما : ( ثلاثة قُرُوء ) مع وِجْدان " أقْراءٍ " فلكونه أكثر استعمالاً . " والمفرد " : مميّز المائة والألف وما يتضاعف منها
" والمنصوبُ " : مميّز أحدَ عشر إلى تسعةٍ وتسعينِ ولا يكون إلا مفرداً . تقول أحدَ عشرَ رجلاً وإحدى عشْرة امرأةً ( واثنتا (2/421)
عشْرةَ عيناً ) و ( تسعٌ وتسعون نعجةً )
وإن أردت التعريف قلت فيما أُضيف : ثلاثة الأثوابِ ومائة الدينارِ وألف الدرهم على تعريف الثاني . وفيما سواه : الأحدَ عشرَ درهماً ِ والعشرون ديناراً على تعريف الأول
( النسبة )
إذا نسبتَ إلى اسمٍ زدتَ في آخره ياء مشدّدة مكسوراً ما قبلها وذلك على ضربين : حقيقي : كهاشميّ وبصْريّ . ولفظيِ نحو : كرسيِّ وحُرديّ وهُرديّ
وتغييرات هذا الباب كثيرة وهي على ضربين : قياسيّ وشاذ :
فالأول : حذف تاء التأنيثِ ونوني التثنية والجمع : كبَصْريِّ وكُوفيّ وقِنَّسريِ ونَصيبيّ . وعلى ذا السجدةُ الصلاتيَّةِ والأموال الزكاتيّة والحروف الشفتيَّة : كلّها لحنٌ وأما التاء المبدلة من الواو في نحو : بنتٍ وأختٍ ففيها ( 306 / ب ) مذهبان : إبقاؤُها على حالهاِ والثاني : الحذف والرجوع إلى الأصل . تقول : بنتيٌّ وأُختِيُّ وبَنوِيٌّ وأخَويّ . وعلى ذا قولُ الفقهاء : " الأُخْتيَّة " صحيح . وأما قولهم : علْمٌ ذاتيِّ وقُدرة ذاتيَّة فقد ذُكر في باب الذال (2/422)
ومن القياسيّ : فتح المكسور : كنَمَريِّ ودُؤليِّ في : نَمِر ودُئِل . وحذف ياء " فَعِيلة " : كحنَفيّ ومدنيّ إلى حنيفة والمدينة والفَرضيّ : إلى الفريضة . إلا ما كان مُضاعفاً أو معتلَّ العين : كشَدِيدِيّ وطَويليّ . وكذا " فُعَيْلة " بالضم كجُهَني في جُهينة وعُرنيّ في عُرَينه وهما قبيلتان
وأما " فَعِيلٌ " بلا هاء فلا يُغير : كحَنِيفيّ إلى الحنيف . وعليه حديث عمر رضي الله عنه : " وأنا الشيخ الحَنيفيّ " . وكذا " فُعيلٌ " بالضم : كهُذيْليّ إلى هُذيل . و " فَعيل " إذا كان معتلّ اللام غُيِّر : كعَلَويّ وعَدويّ : إلى عليّ وعَديّ . وكذا " فُعيل " و " فُعَيلة " من المعتلّ : كقُصَوِيْ وأُمويّ : إلى قُصَيّ وأُميّة
ومن الخطأ الظاهر في هذا الباب قولهم : " اقتداء حَنيفيٍّ المذهب بشَفْعَويّ المذهب " وإنما الصواب : " حَنَفيٌّ " كما مر آنفاً و " شافعيُّ المذهب " : في النسبة إلى الشافعيّ المَوْلَدِ ِ على حذف ياء النَّسَب من المنسوب إليه
فصل
والألف الثالثة تُقلب واواً سواءٌ كانت من ياء أو واو : كَرَحَويّ وعَصَوِيّ . والرابعة المنقلبة من حَرْفٍ أصلٍ تُقلب : كمعنويّ ومَولَويّ . وفي الرابعة الزائدة : الحذفُ والقلْب : كحُبليّ وحُبْلَويِّ ودُنييّ ودُنْيويّ . وأما " دُنياويّ " بزيادة الألف فللفصل بين الياء والواو . وليس فيما وراء الرابعة إلاّ الحذفُ (2/423)
والألف الممدودة تثبُت ولا تُقلب إلا ما للتأنيث : كحَمْراويّ وصحراويّ
ومن التغيير الشاذ : ثقفيْ وقُرَشيِّ وأنْبَجانيِ ومَنْبِجانيّ إلى مَنْبِج ( 307 / أ ) وإسكندرانيّ إلى إسكندريَّةِ وحَروريّ إلى حَروراءِ ودمٌ بَحْرانيٌّ إلى بحر الرَّحمِ وأما البحرانيُِّ إلى البحرين : فعلى قول مَنْ جعل النون مُعتَقَب الإعراب
ومما غُيِّر للفرْق : الدّهريُّ للقائل بِقدَم الدهر والدُّهريّ للمُسنّ
( فصل )
ويُنسب إلى الصدر من المركَّبةِ فيقال : حَضْريّ ومَعْديِّ في : حضْرَموتِ ومَعْدِيكرِب . وكذا في نحو : خمسة عشر واثنا عشرِ اسمي رجلٍ : خَمْسيٌّ واثْنِيٌّ أو ثَنَوِيّ . وأما إذا كان للعدد فلا يجوز لأدائه إلى اللَّبس . وهكذا نصَّ سيبويه وأبو علي الفارسي
وعن ابي حاتم أنه أجاز النسبة إليهما مُنفردَيْن فراراً عن اللَّبس فقال : ثوبٌ أَحَدِيُّ عَشْرِيّ ِ أي : طوله أحدَ عشَر شِبْراً وفي اثنا عشر : اثنيٌّ عشَريٌّ أو ثَنوِيٌّ عَشَريٌّ . وكأنه قاسَه على ما أنشد السِّيرافيّ :
( تزوجتُها راميَّةً هُرْمُزِيّة ... بفَضْل الذي أعطى الأميرُ من الرزْق ) (2/424)
وعلى ذا لو قيل في تلك المسألةِ : الاثنِيّةُ العَشَريّةُِ أو الثَّنَويّةُ العشَريّةِ لجاز
( فصل )
وللعرب في النسبة إلى الأسماء المضافة مذهبان . تقول في مثل أبي بكرٍ وابن الزبير : بكْرِيٌّ وزُبيريّ . وفي مثل امريء القيس وعبد شمس : مَرْئيٌّ وعَبْديّ . وربما أخذَتْ بعضَ الأول وبعض الثاني وجعلتْ منهما اسماً واحداً فتقول في عبد القيس وعبد الدار : عَبْقَسيّ وعبْدَريِّ وهذا ليس بقياس وإنما يُسمع فحسب . ومن ذلك قولهم : عُثمانُ عَبْشَميٌّ
( فصل )
إذا نُسب ( 307 / ب ) إلى الجمع رُدَّ إلى واحدهِ فقيل : فَرَضيٌّ وصَحَفيّ ومَسجديّ : للعالم بمسائل الفرائضِ وللذي يقرأ من الصُّحف ويُلازم المساجدَ . وإنما يُردْ لأن الغرض الدَّلالة على الجنس ِ والواحد يكفي في ذلك . وأما ما كان علماً : كأنماريِّ وكِلابيِّ ومَعافِريّ ِ ومَدائنيّ : فإنه لا يُردّ . وكذا ما كان جارياً مَجْرى العلم : كأنصاريّ وأعرابي (2/425)
( فصل )
والأسماء المتصلة بالأفعال :
( المصدر ) : وهو الاسم الذي يصدُر عنه الفعل . وبناؤه من الثلاثي المجرّد يتفاوت كثيراً إلا أن الغالب في متعدّي " فَعَلَ " : " فَعْلٌ " وفي لازِمه : " فُعُولٌ " . وفي لازم " فَعِلَ " بالكسر : " فَعَلٌ " . وفي " فَعُلَ " بالضم : " فَعالةٌ "
وأما الرباعية وذوات الزوائد فقياسه فيها مطَّرِد إلا أنهم قالوا في المعتل العين من " أفعلَ " و " استفعل " : أقام إقامةً واستقام استقامةً معوِّضِين التاء من ألف المصدر أو العين
وبناء ( المرَّة ) من الثلاثي : " فعْلة " نحو : ضَرب ضَرْبةً وشربَ شَرْبة وقام قَوْمة ورمى رَمْيةً . ومنها : الرَّكعة والسَّجْدة والطَّلْقة والحَيْضة
وبناء ( الضَرْب والحال ) : " فِعْلة " بالكسر : كالقِعْدة والرِّكْبة والجِلْسة العُمَريّة . وتجيء لغير الحال : كالدِّرْية والحِجّة . كما تجيء " فَعْلة " لغير المرَّة : كالرَّغْبة والرَّهْبة
( واسم الفاعل ) : بناؤه من " فَعَلَ " على " فاعِلٍ " متعدياً كان أو لازماً ومن " فَعِلَ " إذا كان متعدياً : " فاعِلٌ " أيضاً : كحامِدِ وعامِل وعالِم (2/426)
وإذا كان لازماً : على " أَفْعَلَ " كأَنْجلَ وأَحْولَ ومؤنثة " فعْلاء وجَمْعهما جميعاً : " فُعْلٌ " إلا ما عَينُه ياءٌ فإنه يُكْسَر الفاءُ لأجل الياء : كعِينٍ وجِيدٍ . وعلى " فَعِلٍ " : كفَرِقٍ وحَدِبٍ . وقد يجتمعان : كحَدِبٍ وأحدبَ وكدرٍ وأكدَرَ
وعلى " فَعْلانَ " كعَطْشانَ وريّانَ ومؤنثة ( 308 / أ ) " فَعْلى " : كعَطْشى وريّا وجمعهما " فِعال " : كعِطاش ورِواء . وعلى " فَعيلٍ " : كسعيدٍ وشقيّ
ومن " فَعُلَ " على " فَعيلٍ " : كظريفٍ وشريف . وعلى " فَعْلٍ " كسَهْل وصَعْب . وعلى " فَعَلٍ " كحسَنٍ وعلى " فَعِلٍ " و " أفعَلَ " : كخشِنٍ وأسمرَ وآدمَ
ومن الرُّباعي والمزيد فيه : على وزن مضارِعه . لا تصنع شيئاً غير أن تضع الميمَ موضعَ الزائدة إلا في ثلاثة أبواب : " تفعَّلِ وتفاعلِ وتفعلَل " : فإنك تكسر الحرف الرابع في الفاعل وهو مفتوح في المضارع . كمتجنِّب ومتماثِل ومتدحرِج
( واسم المفعول ) من الثلاثي : على وزن " مفعول " : كمنصور ومشدود ومَقُولٍ ومبيعٍ والأصل : مَقْوُول ومَبْيُوع . واسم المفعول من الرباعي وذوات الزوائد : على لفظ مضارعِها المبني (2/427)
للمفعول بعد وضع الميم موضع الزائدة . ويُقال لما يجري على " يَفْعِلُ " من فعْلِه : اسمُ الفاعل ولما يجري على " يُفْعَلُ " : اسمُ المفعول ولما يجري على واحد منهما : الصفةُ المشبهةِ نحو : شريفٍ وكريمِ وحسَنٍ وجَرِبٍ وأَجربِ وسهْلٍ وصعْب
وهذه الأربعةُ تعمل عمل أفعالها . تقول : عجبتُ من ضرْب زيدٍ عمْراً وزيدٌ ضاربٌ غلامُه عمْراً وزيدٌ مضروبٌ غلامُهِ وحَسنٌ وجهُه وكريمٌ آباؤُه
( وأفعل التفضيل ) : لا يعمل وحكمه حكم فعل التعجب في أنه لا يُصاغ إلا من ثلاثيّ مجردٍ مما ليس بلون ولا عيب . وقد شذَّ : " هو أعطاهُم للدّينار " و " هذا الكلام أخْصَر " . وعلى ذا قولُ الفقهاء : " المَشْي أحْوط " وأحمقُ من هَبنَّقَة " . ولا يُفضَّل على المفعول وقد شذَّ قولُهم : " أشغل من ذات النِّحْيَيْن و " هو أشهر منه وأعرف "
ويستوي فيه المذكّر والمؤنثِ والاثنان ( 308 / ب ) والجمع ما دام مُنكَّراً مقروناً بمن . وإذا عُرّف أُنِثّ وثُنّي وجُمع . تقول : هو الأفضل وهما الأفضلان وهم الأفضلون والأفاضل وهي الفُضْلىِ وهما الفُضْليانِ وهنّ الفُضليات والفُضَلُ
وإذا أُضيف جاز الأمران . وقد تُحذَف " مِن " وهي مقدَّرةِ (2/428)
من ذلك قوله تعالى ( يعلم السِّرَّ وأخفى ) أي وأخفى من السرّ . قال الفرزدق :
( إنَّ الذي سَمَك السماءَ بنى لنا ... بيتاً دعائمُه أعزُّ وأطوْل )
وعلى ذا قولك : " الله أكبر " أي أكبرُ من كل شيء
ومنها " المَفْعَل " . وقياسه : أن كل ما كان على " يَفْعَلُ " بفتح العين أو " يفعُل " بالضمِ فالمصدر واسماء الزمان والمكان على " مَفْعَل " بالفتحِ نحو : ذهب يذهب ذهاباً ومَذْهباً وهذا مذهبهِ وقتَل يقتُل قتْلاً وهذا مَقْتَلُه أي زمانُ ذهابه وقتْله او مكانُهما . إلا أسماءً شذَّتْ عن القياس منها : المَنْسِك والمَجزرُ والمَشرِقِ والمَغرِب
وأما " يفعِلُ " بالكسر : فالمصدر منه مفتوحِ وأسماء الزمان والمكان بالكسر . تقول : ضربته ضرْباً ومَضْرَباً وهذا مضرِبُهِ وفرَّ فراراً ومفَرّاً وهذا مَفِرُّه
والمعتل العين منه يجيء بالفتح والكسرِ نحو : المَعاشِ والمَحِيض والمجيء . وأما الزمان والمكان : فبالكسر لا غيرِ نحو : المَقِيل والمَبيت
و " المُفْعَل " من الرباعيّة والمزيد فيه : على لفظ اسم المفعول منها : كالمُدَحْرَج والمُدْخَلِ والمُخرَج والمُقام . وعليه قوله : " لقد ارتقيْتَ مُرْتَقىً صعباً " (2/429)
( واسم الآلة ) : هو اسمُ ما يُعْتمل به ويُنقل . ويجيء على " مِفْعَل ومِفْعَلةِ ومِفْعال " بكسر الميم فيها : كالمِثْقَبِ والمِكْسَحةِ والمِصْفاةِ والمِقْراض ِ والمِفتاح . أما نحو : المُسعُطِ والمُنخُل والمُدهُن : فغير مبنيٍ على الفعل . والله أعلم ( 309 / أ ) (2/430)
الباب الثالث
في الأفعال غير المتصرفة وما يجري مجرى الأدوات
منها : ( فعلا التعجب ) وهما ما أفعَلَه وأفْعِلْ به . تقول : ما أكرَم زيداً وأكرِم بزيدٍ . ولا يُبنيان إلا من ثلاثيّ ليس فيه معنى لونٍ أو عيبٍ . ويُتوصَّل إلى التعجب مما وراء ذلك بنحو : أشدّ وأحسَن وأبلَغ . تقول : ما أشدَّ انطلاقَهِ وما أحسنَ اقتدارَهِ وما أبلغَ سُمْرتَهِ وما أقبَح عَوَره
ومن المبنيّ للمفعول : ما أشدَّ ما ضُرِب زيدٌ أو ضَرْبَ زيدٍ وقد شذَّ : ما أعطاه للمعروفِ وما أَشْهاها
( فعلا المدح والذم ) وهما : نِعْمَ وِبئسَ يدخلان على اسمين مرفوعين يُسمّى الأول الفاعلَ والثاني المخصوصَ بالمدح أو الذم . وحقُّ الأول التعريف بلام الجنس وقد يُضمر ويُفسَّر بنكرة منصوبة . تقول : نِعْم الرجلُ زيدٌ : وبئس الرجل عمْرٌو ونِعْم رجلاً زيدٌ . ومنه : " فِنعمّا هي " . وقد يُحذف المخصوص كما في قوله تعالى : ( نعم العبدُ ) و " فبئس المصيرُ " (2/431)
( أفعال المقاربة ) وهي : " عسى وكاد وكرَب وأوشك " . تقول : عسى زيد أن يخرُجِ بمعنى : قارَبَ زيدٌ الخروج . ومنه : " عسَى الغُوَيْرُ أَبْؤُساً " كأنَّها لمّا تخيَّلتْ آثار الشرّ من ذلك الغار قالت : قارَب الغُوير الشِّدةَ والشرَّ وعن سيبويه أنه بمنزلة قولك : كان الغُوَيْرُ
والغرضُ أنَّ " عسى " يرْفع وينصِب ِ كما أن " كاد " كذلك . ويقال : " عسى أن يخرج زيدٌ " بمعنى : قرب خروج زيدِ و " كاد زيد يخرج " . و " أوشك " : يُستعمل استعمال " عسى " مرَّةً واستعمالَ " كاد " أخرى . والجيّد في " كرَب " استعمالُ " كاد "
( الأفعال الناقصة ) وهي : " كانَ وصار وأصبح وأمسى وأضحى وظَلَّ وبات وما زال وما بَرِح وما فَتىء وما ( 309 / ب ) انفكَّ وما دام وليس " : ترفع الاسم وتنصب الخبر . تقول كان زيدٌ منطلِقاً وصار زيدٌ غنياً . ويجوز في هذا الباب تقديمُ الخبر على الاسم . تقول : كان منطلِقاً زيدٌ وكان في الدار زيدٌ . وفي التنزيل : ( وكان حقاً علينا نصرُ المؤمنين ) ( وكان له ثمر ) ( ولم تكن له فئةٌ ) . وعلى ذا قولهم : " كان في الدار زيداً " بالنصب خطأ . وكذا قوله : " ولو كان مكانَ البغداديّ خُراسانياً "
وتجيء " كان " تامةً بمعنى حَدث وحصَل . ومنه : كانت (2/432)
الكائنةُ . وفي التنزيل : ( وإن كان ذو عُسْرَةٍ ) . ويُستعمل في معنى : صحَّ وثبت . ثمَّ لما أرادوا نفي الأمر بأبلغ الوجوه قالوا : ما كان لك أن تفعل كذاِ حتى استُعمل فيما هو مُحال أو قريب منهِ فمن الأول قوله تعالى : ( ما كان لله أن يتّخذ من ولد ) " . ومن الثاني قوله سبحانه : ( وما كان لمؤمنٍ أن يَقتُل مؤمناً إلا خطأً ) والمعنى : ما صحَّ له ولا استقام أن يقتُل مؤمناً ابتداءً غيرَ قصاص
( أفعال القلوب ) وهي : " حَسِبتُ وخِلْتِ وظننت وأُرى بمعنى أظُنُّ وعلمتُ ورأيتُ ووجدتُ وزعمتُ إذا كنّ بمعنى معرفة الشيء بصفةٍ تنصِب الاسم والخبر على المفعوليّة . تقول : حسبت زيداً منطلقاً وعلمتُ زيداً فاضلاً وأُرى زيداً قائماً . ومنه : " آلِبرَّ نُرَوْنَ بهنَّ "
ويقال : ارأيتَ زيداً ما شأنُه وأرأيتَك زيداً بمعنى أخبرني . وعليه قول محمد رحمه الله : " أرأيت الرجلَ يفعل " . وفي الحديث : " أرأيت إنْ عَجَز واستَحْمَق " (2/433)
الباب الرابع : في الحروف
وهي أنواع : عامل وغير عامل ومختلَف فيه ومنظور فيه :
( فالأول ) ضربان : عامل في الاسمِ وعامل في الفعل . والعامل في الاسم صنفان : عامل في المفردِ وعامل في الجملة
" فالأول " : ( 310 / أ ) ما يجر الاسم وهو سبعة عشرَ : " مِنْ " : لابتداء الغاية نحو : خرجتُ من البصرة . وللتبعيضِ نحو : أخذتُ من الدراهم . وللبيانِ نحو : عَشرة من الرجال . وزائدة نحو : ما جاءني من أحد . و " إلى " لانتهاء الغايةِ نحو : وصلت إلى الكوفة . وتفسيرُها بمعنى " مع " مَرْويٌّ عن المبرّد ومنه قوله تعالى : ( ولا تأكلوا أموالَهم إلى أموالكم ) . و " في " : للظرفية نحو : المال في الكيس . وأما : " نظرت في الكتاب " فمجاز . و " الباء " : للإلصاق والالتباس نحو : مسحَ برأسه وبه داء . و " اللام " : للاختصاص نحو : المال لزيدٍ والسَّرج للدابّةِ وهو ابنٌ له وأَخٌ لهِ وأصلها الفتح وإنما كُسرت مع المُظْهَر فرقاً بينها وبين لام الابتداء . و " رُبَّ " : للتقليلِ وتُختصّ بالنكرة نحو : ربَّ رجلٍ لقيته . وتُضمر بعد الواو نحو . " وبلدةٍ ليس بها أنيسُ " (2/434)
و " واو القسم وتاؤه " نحو : واللهِ وتاللهِ . وهي - أعني الواو - بدل من الباء ولذا لا تَدخُل إلاّ على المُظهَراتِ ولا يستعمل معها الفعل . والتاء بدلٌ من الواو ولا تُستعمل في غير اسم الله تعالى . و " حتى " : بمعنى إلى ِ نحو : أكلتُ السمكةَ حتى رأسِها ونمتُ البارحة حتى الصباح
و " على " : للاستعلاءِ نحو : زيد على السرير وعليه ثوب . و " عن " : للبُعد والمجاوزةِ نحو : سمعتُ عن الغائب كذا ورميتُ عن القوس . و " الكاف " : للتشبيهِ نحو : جاءني الذي كزيدٍ . و " مُذْ " و " منذُ " : لابتداء الغاية في الزمان ك " مِن " في المكان نحو : ما رأيتُه مذ يوم الجمعةِ ومنذ يوم الجمعة . وهذه الخمسة تكون اسماء أيضاً
و " حاشا " و " خَلا " و " عَدا " : بمعنى إلاّ نحو : أساؤوا حاشا زيدٍ وجاؤوا خلا زيدٍ وعَدا زيدٍ . ويجوز : خلا زيداً بالنصب فإذا وَصْلتَ بهما " ما " المصدريّة فالنصب لا غير نحو : جاؤوا ما خلا زيداً وما عدا زيداً
و " الصنف الثاني " : " إنَّ " و " أنَّ " : للتوكيد . و " كأن " : للتشبيه . و " لكنَّ " للاستدراك . و " ليت " : للتمنّي . و " لعلَّ " : للترجّي . تنصب هذه ( 310 / ب ) الستةُ الاسم وترفع الخبر . تقول : إن زيداً منطلقِ وبلغني أنَّ زيداً ذاهبٌ وكأنَّ زيداً الأسدُ وما جاءني زيدٌ لكنَّ عمْراً جاءنيِ وجاءني زيد لكنَّ عمْراً لم يجيء وليت عمْراً حاضر ولعل بكراً خارجٌ (2/435)
والفرق بين " إنَّ " و " أنَّ " هو أنَّ المكسورة مع ما في حيّزها جملةٌ والمفتوحة مع ما في حيّزها مفردِ ولذا تحتاج إلى فعل أو اسم قبلها حتى تكون كلاماً تقول : علمتُ أنَّ زيداً فاضل وحَقٌّ أنَّ زيداً ذاهب
ولا يجوز تقديم الخبر على الاسم في هذا الباب كما جاز في " كان " إلا إذا وقع ظرفاً نحو : إنَّ في الدار زيداً وإن أمامك راكباً . وفي التنزيل : ( إن في ذلك لعبرةً ) ( إنَّ إلينا إيابَهم ) ( إنَّ لدينا أنكالاً ) . ويُبطل عملَها الكفُّ والتخفيف وحينئذ كانت داخلة على الأسماء والأفعال . قال تعالى : " ( إنما إلهكم إلهٌ واحد " ( إنما يتقبَّل اللهُ من المتقين ) ِ وإنْ زيدٌ لذاهبٌ وإنْ كان زيدٌ لكريماً
والفعل الذي تدخل عليه " إنْ " المخففة يجب أن يكون مما يدخل على المبتدأ والخبرِ واللام لازمة لخبرها وهي التي تسمى الفارقة لأنها تَفْرُق بينها وبين إنْ النافية
" ومن الداخلة على الجملة " : " لا " لنفي الجنسِ تنصِب المنفيَّ إذا كان مضافاً أو مضارِعاً لهِ وإذا كان مفرداً فهو مفتوح والخبر في جميع الأحوال مرفوع . تقول : لا غلام رجلٍ كائنٌ عندنا ولا خيراً من زيد جالسٌ عندنا ولا رجلَ أفضلُ منك . ومنه كلمة الشهادة (2/436)
وأما ( العامل في الفعل ) فصنفان :
أولهما : ما ينصب المضارع وهو ثلاثة أحرف " أنْ " المصدريةِ و " لنْ " لتوكيد نفي المستقبل و " إذن " جواب وجزاء . تقول : أُحِبّ أن تقوم ولن تخرجَ ِ وإذن أكرمَك
و " أنْ " من بينها : تدخل على الماضي وتُضمَر بعد ستة أحرف وهي : " حتى " نحو : سرت حتى أدخلَها . و " لام كي " : جئتُك لتُكرمَني . و " لام الجحد " في قوله تعالى ( 311 / أ ) : ( ما كان الله ليَذَر المؤمنين ) ( وما كان ليعذبهم ) . و " أو " بمعنى " إلى " أو " إلا " ِ نحو : لألزَمنَّك أو تعطيَني . و " واو الجمع " نحو : لا تأكلِ السمكَ وتشربَ اللبنِ أي لا تجمعْ بينهماِ وتُسمّى واو الصرف لأنها تصرِف الثانيَ عن إعراب الأول . " والفاء " : في جواب الأشياء الستةِ وهي " الأمر " : زُرْني فأُكرِمَكَ . و " النهي " : لا تَدْنُ من الأسد فيأكلَك . وفي التنزيل : ( لا تطغَوْا فيه فيَحلَّ ) و " النفي " : ( لا يُقْضى عليهم فيَموتوا ) . و " الاستفهام " : ( فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا ) . و " التمني " : ( يا ليتني كنت معهم فأفوزَ ) . و " العَرْض " : الا تنزِلُ فتُصيبَ خيراً . وعلامة صحة ذلك أن يكون المعنى : إن فعلْتَ فعلْتُ (2/437)
والصنف الثاني : حروف تجزم المضارع وهي : " لم " و " لما " : لنفي الماضي وفي " لمّا " توقّعٌ . و " لام " الأمر . و " لا " في النهي . و " إنْ " في الشرط والجزاء . تقول : لم يخرجْ ولمّا يركبْ وليضرِبْ زيدٌ ولا تفعلْ وإن تكرمْني أشكُرْك
وتُضمر " إنْ " مع فعل الشرط في جواب الأشياء التي تُجاب بالفاء إلا النفَي مطلقاً والنهيَ في بعض المواضع . تقول : زُرني أُكرمْكِ وأين بيتُك أَزُرْكَ وليت لي مالاً أُنفِقْهِ وأَلا تنزلُ تُصبْ خيراً . ولا يجوز : ما تأتينا تحدثْنا ولا تدنُ من الأسد يأكلْك لأن النفي لا يدل على الإثبات . وجاز : لا تفعلْ يكنْ خيراً لك لأن المعنى : إن لم تفعل يكنْ خيراً لك
( والنوع الثاني : في غير العوامل ) : وهي أصناف منها :
( حروف العطف ) وهي تسعة : " الواو " : للجمع بلا ترتيب . و " الفاء " و " ثُمَّ " و " حتى " : للجمع مع الترتيب وفي " ثُمَّ " تراخٍ دون الفاء وفي " حتى " معنى الغاية . تقول : جاءني زيدٌ وعمْرو وخرج زيد فعمْرو وقام زيد ثم عمْرو وقدم الحاجُّ حتى المشاةُ . و " أو " : لأحد الشيئين أو الأشياء ( 311 / ب ) نحو : جاءني زيدٌ أو عَمرٌو وأَزَيدٌ عندك أو عمْرٌو وجالس الحسن أو ابن سيرين وكُلِ السمكَ أو اشربِ اللبن
و " أم " : للاستفهامِ متَّصلةً نحو أزيدٌ عندك أم عمرو بمعنى : أيُّهما عندك ؟ . ومنقطعةً نحو : أزيدٌ عندك أم عندك عمْرٌو (2/438)
وإنها لإبلُ أم شاءٌ بمعنى : بل أهي شاءٌ و " لا " : لنفي ما وجَب للأولِ نحو : جاءني زيدٌ لا عمْرو . و " بل " : للإضراب عن الأول والإثبات للثانيِ نحو : جاءني زيدٌ بل عمرو . و " لكنْ " : للاستدراك بعد النفيِ نحو : ما جاءني زيد لكنْ عمْرٌو وهي في عطْف المفردات نقيضةُ " لا " وفي عطف الجمل نظيرة " بل " في مجيئها بعد النفي والإثبات
ومنها ( حروف التصديق ) وهي : " نَعَم " و " بَلى " و " أَجَلْ " و " إيْ " : " فنَعَم " : تصديقٌ لما تقدّمها من كلام مُثبتٍ أو مَنْفيِّ خبراً كان أو استفهاماً كما إذا قيل لك : قام زيدِ فقلتَ : نعم كأنَّ المعنى : قامِ أو قيل : لم يقم فقلتَ : نعمِ فالمعنى لم يقم وكذا إذا قيل : أقام زيدٌ أوْ ألم يقم ؟ وقد قالوا : إنَّ " نَعَمْ " تصديقٌ لما بعد الهمزة
و " بَلَى " : إيجابٌ لما بعد النفي . كما إذا قيل : لم يقم زيدٌ أو : ألم يقم زيدٌ ؟ فقلت : بلى . كأنَّ المعنى : قد قام . و " أجَلْ " : يختص بالخبر نفياً وإثباتاً . و " إيْ " لا تُستعمل إلا مع القسم
ومنها ( حروف الصلة ) أي الزيادة :
" إنْ " في : " ما إنْ رأيتُ " (2/439)
و " أنْ " في : ( فلمّا أَن جاء البشيرُ ) . و " ما " في قوله : ( فبما رحمةٍ من الله ) . و " لا " في : ( لِئلاّ يعلم أهلُ الكتاب )
ومنها ( حرفاً الاستفهام ) : " الهمزة " و " هل " نحو اقام زيدٌ ؟ وهل خرج عمرو ؟
ومنها ( المفردات ) : " أمَّا " : لتفصيل المُجْمَلِ وفيها معنى الشرط . ولذا وجب الفاءُ في جوابها نحو : أمَّا زيد فذاهب . وأمّا عمرو فمقيم . و " إمّا " بالكسر : لأحدِ الشيئين أو الأشياء نحو : جاءني إمّا زيدٌ وإما عمْرو وخُذْ إمّا هذا وإمّا ذاك ( 312 / أ ) . و " إنْ " النافيةِ نحو : إنْ زيدٌ منطلق . وفي التنزيل : ( وإنْ أدري أقريبٌ ) ( ولقد مكَّنَّاهم فيما إنْ مكنّاكم فيه ) ( إنِ الحكْمُ إلا لله ) . وفي أحاديث السِّير : " والله إنْ رأيتُ مثلَه قطُّ " . وفيها : " وإنْ شعْرنا إلا بالكتائب " . و " قد " : للتقريب في الماضي نحو : قد قامتِ الصلاةُ وللتقليل في نحو قولهم : إنَّ الكذوب قد يَصدُق
و " كلاّ " : للرَّدْع والتنبيهِ نحو : ( كلاً سيعلمون )
و " لو " : لامتناع الثاني لامتناع الأول ِ نحو : لو أكرمتَني لأكرمتُك . " لولا " : لامتناع الثاني لوجود الأول نحو : لولا عليٌّ لهلَك عُمر (2/440)
" اللامات " : " لام التعريف للجنس " نحو : الرجل خير من المرأة . " وللعهد " ِ نحو : ما فعل الرجلُ ؟ . و " لام جواب القسم " ِ نحو : واللهِ لأفعلنَّ . و " اللام الموطئة للقسم " أي المؤكدة لهِ نحو : لئن أكرمتَني لأُكرمنَّكَ . و " لام جواب لو ولولا " ويجوز حذفها . و " اللام الفارقة " بين إنْ المخفَّفة والنافية نحو : إنْ زيدٌ لمنطلقِ " ( وإن كادوا ليَفْتِنُونك ) ( وإن كنا لمُبتَلين )
" ما " المصدرية : في قوله تعالى : ( ضاقتْ عليهم الأرضُ بما رَحُبتْ ) أي بُرْحبها . و " الكافّة " في " إنما " وأخواتها وفي : ربّما وكَمَا وبعدَما وبينَما
( المختلف فيه ) : نوعان :
" الأول " : " ما " و " لا " بمعنى " ليس " عند أهل الحجاز ترفعان الاسم وتنصبان الخبر نحو : ما زيدٌ منطلقاً وما رجلٌ ولا رجلٌ أفضلَ منك . وعند بني تميم لا تعملان . وإذا تقدَّم الخبرُ أو انتقض النفي ب " إلا " لم تعملا بالاتفاق
والثاني " : " إنْ و " أنْ " و " كأنْ " المخففة : لا تعمل وعند بعضهم تعمل . تقول : إنْ زيدٌ لذاهبٌ وإنْ زيداً ذاهبٌ (2/441)
( المنظور فيه ) : هو ما تعارض فيه أقوال النحويين وهو تسعة أحرفٍ
ثمانية منها تُختصّ بالاسم وهي " حروف النداء " : " يا " و " وأياً " ( 312 / ب ) و " هَيا " و " أيْ " و " الهمزة " و " وَا " للندبة . والمنادى يَنْتصب بعدها إذا كان مضافاً نحو : يا عبدَ الله . أو مضارِعاً لهِ نحو : يا خيراً من زيدٍ ويا حَسناً وجهَ الأخ . أو نكرةً كقول الأعمى : يا رجلاً خُذْ بيدي . وأمْا المفرد المعرفة فمضموم ولكن محله النصبِ نحو : يا زيدُ ويا رجلُ . وكذا المندوبِ نحو : وأزيدُ أو يا زيدُ . ويجوز حذف حرف النداء عن العلَمِ كقوله تعالى : ( يوسفُ أعرِضْ عن هذا ) . وفي الحديث : " اسكُنْ حِراءُ "
و " الواو " بمعنى " مع " : ينتَصب بعدها الاسم إذا كان قبلها فِعْل نحو : استوى الماءُ والساحلَ أو معنى فعلٍ نحو : ما شأنُك وزيداً لأن المعنى : ما تصنع ؟ وما تُلابِس ؟
و " إلا " في الاستثناء : وهو إخراج الشيء من حُكْمٍ دخل فيه غيره . والمستثنى بإلا على ثلاثة أضرب : " منصوب " أبداً وهو ما استُثني من كلامٍ موجَب نحو : جاءني القومُ إلا زيداً . وما قُدِّم على المستثنى منهِ نحو : ما جاءني إلا زيداً أحدٌ . وما كان استثناؤه منقطعاً نحو : ما جاءني أحدٌ إلا حماراً . " والثاني " : جائز فيه البدل والنّصب وهو المستثنى من كلام غير موجَب نحو : ما جاءني أحدٌ إلا زيدٌ وإلا زيداً . و " الثالث " : جارٍ على (2/442)
إعرابه قبل دخول إلاِ نحو : ما جاءني إلا زيدٌ وما رأيتُ إلا زيداً وما مررتُ إلا بزيد
و " التاسع " : غير مختص بالاسم وهو : " كي " ومعناها التعليل . يقول الرجلُ : قصدتُك فتقول له : كَيْمَهْ ؟ مثلُ : لِمَهْ ؟ فيقول في الجواب : كي تُحسنَ إلىّ . والفعل بعدها منصوبٌ لا محالة إلا أن الكلام في انتصابه : أَبِها نفسِها أم بإضمار أَنْ ؟
فصل
وعلى ذكر حروف المعانيِ تُذكر ( الحروفُ المُقطَّعة ) لافتقار الفقيه إلى معرفتها في بابي زلّة القارىء والجناياتِ ثم ما يُزاد منها ويُبدل ( 313 / أ ) . وهي في الأصل تسعة وعشرون حرفاً وترتيبُها
الهمزةِ والألفِ والهاءِ والعينِ والحاءِ والغينِ والخاءِ والقافِ والكافِ والجيمِ والشينِ والياءِ والضّادِ والّلامِ والرّاء والنّونِ والطاءِ والدّال والتاء والصادِ والزايِ والسينِ والظاءِ والذال والثاءِ والفاءِ والباءِ والميمِ والواو
ولها ستة عشرَ مَخْرجاً وبعضُها أرفعُ من بعضٍ في حَيِّزه وأَمكنُِ فبذلك مُيّز بعضُ الحروف من بعض :
وللحلْقِ ثلاثةُ مخارجَ : من أقصَى الصَدْرِ : الهمزةِ ثم الألف ثم الهاءِ ومن وسطه : العينُ والحاءِ ومن آخره : الغين والخاء (2/443)
ومن أقصى اللسان وما فوقه من الحنك : القاف ثم الكاف . ومن وسط اللسان وما يُحاذيه من الحنك الأعلى : الجيم والشين والياء . ومن أول حافَة اللسان وما يليها من الأضراس : الضاد . ومن حافَة اللسانِ من أدناها إلى منتهى طرفهِ وما يُحاذي ذلك من الحنك الأعلى مما فُوَيْق الضاحك والناب والرَّباعيَة والثنيّة : اللامُ . ومن طرف اللسان بينه وبين ما فُوَيْق الثنايا : النون . ومن مخرج النون - غير أنه أدخَلُ في ظهر اللسان قليلاً - : الراءُ
ومن بين طرف اللسان وأصول الثنايا العُلى : الطاءُ والدالِ والتاءِ ومن بين الثنايا وطرف اللسان : الصادُ والزاي والسينِ ومما بين طرف اللسان وأطراف الثنايا العُلى : الظاءُ والذال والثاء . ومن باطن الشفة السفلى وأطراف الثنايا العُلى : الفاءُ . ومن بين الشفتين : الباءُ والميم والواو
وعن الخليل أنه كان ينسبها إلى أحْيَازهاِ وهي ثمانية : فيُسمّي أخوات العينِ سوى الهَمزة والألف : " حَلْقية " . والقاف والكاف ( 313 / ب ) : " لهَويَّتين " . والجيم والشين والضاد : " شجْريّة " لأن مبْدأها من شَجْر الفم وهو مَفْرَجُه . والصاد والسين والزّاي :
" أسَليّةً " لأن مبدأها من أسَلة اللسانِ وهي مُستدَقُّ طرَفه . والطاء والدال والثاء : " نَطْعيّة " لأن مبدأها من النِّطْع وهو الغار الأعلى الذي هو سقف الفم . والظاء والذال والثاء : " لِثَويّه " . والراء واللام والنون : " ذَوْلقيّة " لأن مبدأها من ذَوْلق اللسان وهو تحديدُ طرفه . والفاء والباء والميم : " شَفويّة " أو " شَفهَّية " (2/444)
وشَفتيّة : خطأ . والهمزة والألف والواو والياء : جُوفاً " و " هوائية " على معنى أنها تخرج من الجَوْف أو تذهب في هواءٍ ولا تفع في حيّز
فصل
ويتفرع منها أربعة عشر حرفاً :
" ستةٌ منها مستحسنةٌ " يؤخذ بها في التنزيل وكلِّ كلام فصيح " أولها " : ألف الإمالةِ نحو : عالم عابد وتُسّمى أيضاً الف الترخيم . " والثاني " : ألف التفخيم نحو : الصلاة ِ والزكاة . " والثالث " : الصاد التي كالزاي في صَدَرَ : " حتى يَصْدُر . " والرابع " : الشين التي كالجيم في نحو : أشْدَق . " والخامس " : الهمزة المخففة الكائنة بين بين أي بين الهمزة وبين الحرف الذي منه حركتها . " والسادس " : النون الخفيَّة التي هي غُنَّة في الخيشوم نحو : منك وعنك
" والثمانية المستقبَحة " التي لا يُؤخذُ بها في التنزيل ِ ولا في كلامٍ فصيح :
" الكافُ " التي كالجيم . و " الجيمُ " التي كالكاف . و " الجيمُ " التي كالشين . و " الضادُ " الضعيفةُ . و " الصّادُ " التي كالسين . و " الطاءُ " التي كالتاء . و " الظاءُ " التي كالثاء . " والياءُ " التي كالفاء (2/445)
فصل
ولها انقسامات كثيرةٌ . وأنا لا أذكر ههنا إلا ما هو الأشهر والأكثرِ وهو انقسامها إلى : المجْهورةِ والمهموسة ( 314 / أ ) والشديدة والرِّخوة وما بين الشديدة والرِّخوةِ والمُطْبَقة والمنفتِحة والمُسْتَعليةِ والمنخفضة
" فالمجهورة " : ما عدا المجموعة في قوله : " حثَّه شخصٌ فسكت " . والجَهْر : إشباعُ الاعتماد في مَخْرَج الحرفِ ومَنْعُ النَّفس أن يجري معه . و " الهَمْس " : بخلافه
و " الشديدة " : ما في قولك : " أجِدُك قَطَبْتَ " . و " الرِّخْوة " : ما عداها . و " التي بين الشديدة والرخوة " : ما في قولك : " لمَ تَرُوعُنا " . والشَّدة : أن ينحصر صوت الحرف في مَخرجه فلا يَجري والرَّخاوة : بخلافها . والكَوْن بين الشدة والرخاوة : أن لا يتمّ لصوته الانحصار ولا الجرْي كوقْفك على " العين " وإحساسك في صوتها بشبه انسلالٍ من مخرجها إلى مخرج الحاء
و " المُطْبَقة " : الصاد والضادِ والطاء والظاء . و " المنفتحة " : ما عداها . والإطباق : أن تُطبقَ على مخرج الحرف من اللسان ما حاذاه من الحنك . و " الانفتاح " بخلافه
و " المُسْتَعلية " : الأربعة المُطْبَقةِ والخاء والغينِ والقاف . و " المنخفصة " : ما عداها . والاستعلاء : ارتفاع اللسان إلى الحنك (2/446)
فصل
و ( حروف الزيادة ) : من جملة ذلكِ عشرةٌ يجمعها قولك : " اليومَ تنْساهُ أو " سألتُمونيها "
ومعنى كونها زوائد : أن كلَّ حرف وقع زائداً في بعض الكلم يكون منها لا أنها أبداً تقع زوائد . ألا ترى أنه ما من حرف منها إلا ويكون أصلاً في الكلام : " كالهمزة " في : أخذ وسأل . و " الألف " في : هاتِ وذا . و " الياء " في : اليُسْرِ والسَّيْرِ والسَّبْي . و " الواو " في : الولدِ والدَّوْلةِ والدلْو . و " النون " في : نطق : وقَنِطِ وقَطَن . و " التاء " في : تَفَلِ وقَتَلِ ولفَت . و " الهاء " في : هربِ وبَهرَ وأَبْرَهَ . و " السين " في سالبٍ وباسلٍ ( 314 / ب ) ولابسٍ
فلا يُراد بذلك ما زيد للتكرير : كالراء في جرَّب والباء في جَلْبب فإن ذلك عامّ في الحروف كلِّها غيرُ مختصّ بشيءٍ من هذه العشرة
ومعرفة الزائد من الأصل : طريقها الاشتقاق . وميزان ذلك حروف " فعَلَ " فكلّ ما وقع بإزاء الفاء والعين واللام يُحكم بأصالتهِ وما لا فلاز وربما صَعُب الحكم على المرتاضِ فكيف على الرَّبِّض ؟ . ومما ليس فيه صعوبةٌ : " الهمزة " إذا وقعت بعدها ثلاثة أحرفِ أصولٍ يُحكم بزيادتها : كأرنبٍ وأجْدلٍ في الأسماء . وأكرَمَ في الأفعال (2/447)
وزيادتها على ضربين : للقطع - كما ذكرت - وللوصلِ في أحد عشر اسماً : اسمٌِ اسْتٌ ابن ابنةٌ ابْنُمِ اثنان اثنتان امرؤِ امرأة ِ ايْمُ الله ِ ايمُن الله . وفي هذين الأخيرين قول آخر . ومن الأفعال : في " انفعل " وأخواته وفي مصادرها والأمر منها . وكذا في الأمر من الثلاثي المجرّد نحو : اضربْ ِ واذهبْ والبَسْ وأطلُبْ
و " الألف " : لا تُزاد أوّلاً لسكونها ولكن تُزاد غيرَ أولٍ : كخاتَمِ وكتاب وحُبْلى
و " الياء " : إذا كانت معها ثلاثةُ أصولٍ فهي زائدة أينما وقعتْ : كَيلْمَعٌ : ويضربُِ وعِشْيرٌِ وزبنية
و " الواو " : كالألف لا تُزاد أوّلاً ولكنْ غيرَ أولٍ : كعوْسَجٍ ِ وتَرْقُوة
و " الميم " : كالهمزة إذا وقعت اوّلاً وبعدها ثلاثة أصول : كمُقْبلٍ ومُكْرمِ . ومن ذلك : مُوسى الحديد على أحد القولين . وأما " مَلَك " فالميم فيه زائدة لأن الأصل " مَلاك " بدليل : الملائكة في الجمع . أنشد سيبويه
( فلسْتَ لإنْسيٍّ ولكنْ لملأكٍ ... تنزَّل من جوّ السماءِ يَصُوبُ ) (2/448)
والميم في مَنْجنون ومَنجنيق أصل . وقولهم : " جَنَقُونا " بمعنى رَمَوْنا بالمَنْجنيق نظير الَّلأل من اللُّؤلؤ ولا تُزاد في الفعل . وأما نحو : تمسكنَ وتمَدرعَِ وتَمنْدَل فشاذّ
و " النون " في : نفعل ( 315 / أ ) نحن ِ و " انفعَل " ِ وسكران ِ وعطشان
و " التاء " : تُزاد أوّلاً في المضارع نحو : تَفْعلِ وفي " تفعيل " مصدر فعَّل و " تفعَّل " و " تفاعل " وحشواً نحو : " افتعَل " وآخراً للتأنيثِ والجمعِ : كمُسلمةٍ ومسلماتِ وفي نحو : جَبَروتٍ وعنكبوت وحانوت
و " الهاء " : زيدت زيادة مطردة في الوقف نحو : كتابِيَه وثَمَّةَ ووازَيْداه . ومنه : واثُكْلَ أُمّياهِ وتحريكها لحنٌ . وأما ثمَّت بالتاء فمن غلطِ العامة . وغير مطَّرِدة في : أمهاتٍ جمع أمّ . وقد جاءَ أُمّاتٌ بغير هاءٍ ِ وقيل : غلبت الأمّهات في الأناسيّ والأُمّات في البهائم
و " السين " : أطرَّدَتْ زيادتُها في " استفعل " نحو : استفتَح واستخرج
و " اللام " : جاءت مزيدة في : هنالك وذلك وفي : عَبْدلٍ وزَيْدلٍ
والزيادة بهذه الحروف ضربان : ما يُفيد معنىً في المزيد فيه : كألف ضارِب وميم مضروب . والآخر لمجرد البناءِ : كألِف كتابٍِ وواوِ عجوزٍ وياء نَصيبٍ (2/449)
وأما " الزيادة الإلحاقية " : فإنها تضرب بعرْق في كلا الضربين على ما قال الإمام المحقق عبد القاهر الجرجاني رحمه الله
فصل
و ( حروف البدل ) أربعة عشر : حروف الزيادة - ما خلا السّينَ - والجيمُ والدالُ والطاء والصاد والزاي . ويجمعها قولك : " أنجدْتهُ يومَ صالَ زُطٌّ " والمراد بالبدل أن يوضع لفظ موضعَ لفظِ كوَضْعك الواو موضع الياء في مُوقِنِ والياء موضع الهمزة في ذيبِ لا ما يُبدل لأجل الإدغام أو للتعويض من إعلال
وأكثر هذه الحروف تصرفاً في البدل حروف اللين وهي تُبدل بعضُها من بعضِ وتُبدل من غيرها :
أما " الألف " : فتُبدل من أختيها ومن الهمزة والنون . فإبدالها من أختيها في نحو : قال وباع ودعاِ ورمى . ومن الهمزة في نحو : آدم لأن أصله أادَمُ " أَفْعَلُ " من الأدْمة . ومن النون : في الوقف خاصة ِ في نحو : ( لنَسْفَعا ) واللهَ ربَّك فاعبُدا ( 315 / ب ) . وكذا المنصوبُ المنوّن نحو : رأيتُ زيداً (2/450)
و " الياء " : تُبدل من أختيها ومن الهمزة وأحدٍ حرفَيْ التضعيفِ والنون والباء والعين والسين والثاء
فإبدالها من الألف في نحو : مُصَيْبِيح ومصابيح . ومن الواو في نحو : ميقاتٍ وميعاد " مفعال " من الوقت والوعد . ومن الهمزة في نحو : " إيْذَنْ " أمرٍ من أذِنَ يأذَن . الأصل : " اِأذِن " بهمزتين الأولى للوصل والثانية فاء الفعل
ومن أحد حرفي التضعيف في نحو : أمليتُ الكتابَ لأن الأصل أمْللتُ . ومنه : ( وليُمْلِلِ الذي عليه الحقُّ ) وتَقضّي البازيِ أو التسرّي في أحد القولين
ومن النون في : أَناسِيَّ وظَرابِيَّ جمع إنسان وظَرِبانٍ . ومن العين في قوله :
( ولِضَفادي جَمّةِ نقانقُ ... )
ومن الباء في قوله :
( من الثَّعالي ووخزٌ من أرانِبها ... )
أراد الثعالبَ والأرانب (2/451)
ومن السين في قوله :
( إذا ما عُدّ أربعةٌ فسالٌ ... فزوجُكِ خامسٌ وأبوكِ سادي )
ومن الثاء في قوله :
( قد مرَّ يومان وهذا الثالي ... )
أراد : الثالث : وهذه الأربعة شاذَّة
و " الواو " : تُبدل من أُخْتَيْها ومن الهمزة فإبدالها من الألف في نحو : حوائض وطوالق . ومن الياء في : موقن ومُوسرِ " مُفْعِلٌ " من أيقن وايسر . ومن الهمزة في : أنا أُومِنُ " أُفعِلُ " من الأمن وأُؤمِّنُ " أُفعِّل " منه أيضاً
و " الهمزة " : تُبدل من حروف اللينِ ومن الهاء والعين . فإبدالها من الألف في نحو : حمراء وصحراء وفي نحو : رسائل وشأبّة ودأبّة . وعلى ذا قُرىء : ( ولا الضالين ) بالهمز . ومن الواو والياء في نحو : قائل وبائع . ومن الهاء في : ماء الأصل : " ماهٌ " بدليل قولهم في تصغيره : مُوَيْهٌ وفي جمعه : أمواه . ومن العين في : " أُبابِ " الأصل : عُبابٌ
و " التاء " : تُبدل من الواو في أتَّعد ( 316 / أ ) " افتعل " من الوعدِ وفي : تُجاهِ وتُراثٍ من الوَجْه والوراثة . ومن الياء في : اتَّسر (2/452)
من المَيْسِر . ومن السين في : سِتّ وطَسْتٍ والأصل : سِدْسٌ وطَسٌّ بدليل : طُسِيْسَة وطُسوسٍ في التصغير والجمع
و " الهاء " : تُبدل من التاءٍ ِ والهمزة ِ وحروف اللين . فإبدالها من التاء : في كل تاء تأنيث وقفْتَ عليها في اسمٍ مفرد نحو : طلحَةْ وحمزهً في : طَلْحَةَ وحمزةَ . ومن الهمزة في : هِيَّاكِ وهَنرْتُ الثوب . الأصل : إياك وأنرْتُ الثوبَ من النِّيرِ : العَلَمِ . ومن ذلك قوله :
( لَهِنَّكِ من عَبْسِيّةٍ لكريمةٌ ... )
يعني : " لإنَّكِ " في أحد الأوجه . ومن الياء في : هذه أَمَةُ الله . الأصلُ : هذي
و " الميم " :
تُبدل من النون والواو واللام والباء . فإبدالها من النون في نحو : عَمْبَر " ممّا وقعت فيه ساكنةً قبل الباء . ومن ذلك : " مَنْ زنَى مِمْ بكرٍ " . ومن الواو في : " فمٍ " وَحْدَه . ومن اللام في لغة طيٍ في نحو ما رَوى النَّمر بن تَوْلَبٍ عن النبي عليه السلام : " ليس من أمْبر امْصيامُ في امْسِفَر " . ومن الباء في قوله : رماه من كثَمٍ وكَثَبٍ أي قُرْبٍ (2/453)
و " النون " : تُبدل من اللام والواو . فإبدالها من اللام في قولهم : لعنَّ في " لعلَّ " . ومن الواو في : صَنْعانيِّ وبَهْرانيِّ في النسبة إلى : صنعاء وبَهراءِ والأصل : صَنْعاويّ وبَهْراويّ
و " اللام " : تُبدل من النون شاذّاًِ وذلك قولُهم : أُصَيْلالِ في : " أُصَيْلانٍ " تصغير " أُصْلانٍ " جمع أًصيلٍ وهو المساء
و " الطاء " و " الدال " : تُبدلان من تاءِ الافتعالِ في نحو اصطَبِرْ وازدَجِرْ ومن تاء الضمير في : فَحَصْطُ برجْلي . وقرىء : ( فَرَّطْطُ في جنْب الله )
و " الجيم " : تُبدل من الياء المشددة في الوقف نحو : سَعْدِجِِّ في : " سَعْديِّ " وقد أِجْرى الوصلَ مُجرى الوقف مَنْ قال
( خالي عُوَيْفٌ وأبو عَلجٍّ ... المُطْعِمَان اللَّحمَ بالعَشِجِّ )
( وبالغداة كُتَلَ البَرْنِجِّ ... )
أراد : أبو عليّ والعشيِّ والبَرْنيِّ وهو نوع من أجود التمر (2/454)
( 316 / ب ) وقد أُبدلتْ من غير المشدّدة فيما أنشد أبو زيد :
( لا هُمَّ إن كنتَ قبِلتَ حِجَّتِجْ ... فلا يزالُ شاحِجٌ يأتيك بِجْ )
و " الصاد " : قد تُبدل من السينِ إذا وقعت قبل قافٍ أو غَين أو خاء أو ظاء . يقولون في : سُقْتُ وسَويق : صُقتُ وصَويق . وفي سالغٍِ وسالخٍ : صالغٌ وصالخٌ . وفي سراط : صراطٌ
و " الزاي " : تُبدل من الصادِ إذا وقعتْ قبل الدال ساكنةً . يقولون : " يَزْدُر " في " يَصْدُر " و " لم يُحْرَم مَنْ فُزْدَ له " في " فُصْدَ " من الفَصيد . ولم يَعُدّ أبو عليّ الفارسيّ الصادِ والزايِ في حروف البدل . وقالوا : إنما أُبْدلتا في هذه الكَلِم تحسيناً للّفظ والسينُ لم يُعَدَّ
وأما ما يُروى من إبدال الشين سيناً في بيت عبد بني الحسحاس :
( فلو كنتُ وَرْداً لونُه لعسِقْنَني ... ولكنَّ ربّي شانني بسواديا )
ففيه نظر
ومن الشواذ المذمومة : إبدال الشين في الوقف من كاف الضمير المكسورة في : أَعْطيتُش . وتُسمى كشْكَشةَ ربيعة . وكذا (2/455)
إبدالُ العين من الهمزة في : " أعَنْ تَرسَّمْت " ولله عَنْ يَشْفيَك . وتُسمّى عنعنةَ تميم . وهذا الفصل له شرحٌ فيه طولٌ وفيما ذكرت ههنا مَقْنَعٌ . ومن الله التوفيق
قلتُ : قد أنجزتُ الموعودِ وبذلتُ المجهودِ في إتقان ألفاظ هذا الكتاب وتصحيحها وتهذيبها بعد الترتيب وتنقيحهاِ وبالغتُ في تلخيصها وتخليصهاِ وتسهيل ما استَصعَب من عَويصهاِ بتفسيرٍ كاشفٍ عن أسرارهاِ رافعٍ لحجُبها وأستارهاِ وتعمَّدتُ في حذف الزوائد ِ مع استكثار الفوائد مُناصحةً لمن قصد صحّةَ المعنى فأتقنِ وتحرّى الصوابَ كي لا يَلْحَن إذْ لا صحّة للمعنى مع فساد البيانِ كما لا مُروّة للعالِم ( 317 / أ ) اللحّان . قال يونس بن حبيب : " ليس للاحن مروّة ولا لتاركِ الإعراب بَهاءِ وإن حَكَّ بيافُوخِه عَنان السماء " . وقيل للحسن : " إنّ إمامنا يَلْحَن " فقال : " أخِّروه " . وكثيرٌ من اللَّحْن يقطع الصلاةِ وإن تعمَّده قارئُه - والعياذُ بالله - كفر
اللهم كما وفَّقْتنا لإصلاح الأقوال فوفِّقنا لإصلاح الأعمال وكما هَديْتنا للتمييز بين الصحيح والسقيم من الكلام فاهدِنا لتمييز الحلال من الحرام فإنّ الخطأ في العلْم عند ذوي اليقين أهْونُ من الخِطْءِ (2/456)
في باب الدِّين . اللهم إني لم أتعقَّبْ عثراتِ العلماء ليُقالِ ولكن لأستقيل في تداركها عثَراتي فتُقالِ وقد علمتَ ما عانيتُ في التقويم والتثقيفِ لِما وقع في الكُتب من التحريف والتصحيف فأقِلْني عثْرتيِ واستُر عَوْرتيِ وآمنْ رَوْعتيِ برحمتك يا رحيمِ وبفضلك يا كريم
" والحمد لله حقَّ حمدِه وكفىِ والصلاة على محمدٍ رسوله المصطفى
تم الكتاب بتاريخ سَلْخ شهر رمضان سنة ثمان وتسعين وخمسمائة (2/457)