عَن مُسلم أَنا أَبُو حسن الْقَوْم بِالْوَاو وخفض الْمِيم على الْإِضَافَة أَي رجل الْجَمَاعَة وَذُو رأيها وَكَانَ أَبُو بَحر يرفع الْمِيم وَيجْعَل الْقَوْم مُبْتَدأ لما بعده وَإِنَّمَا قَالَ هَذَا عَليّ لأَنهم خالفوه فِي سُؤال النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) مَا سَأَلُوهُ مِمَّا أعلمهم أَنه لَا يجبيهم إِلَيْهِ فَكَانَ كَمَا قَالَه وَفِي حَدِيث الْعِيدَيْنِ فِي مُسلم فَجعل النِّسَاء يلقين من أقرطتهن كَذَا جَاءَت الرِّوَايَة قَالَ بَعضهم وَالصَّوَاب قرطتهن جمع قرط قَالُوا وَيجمع القرط قرطة وأقراطا وقراطا وقروطا وَلم يذكرُوا اقرطة إِلَّا أَنه حِين جَاءَ مرويا فِي الحَدِيث فَلَا يبعد صَوَابه أَن يكون جمع قراط جمع جمع وَقَوله نهى عَن الْقُرْآن فِي التَّمْر جَاءَ فِي كثير من الْأَحَادِيث فِي الصَّحِيح الإقران وَلَا يُقَال أقرنت إِنَّمَا يُقَال قرنت جَاءَ فِي البُخَارِيّ حِين أقرعت الْأَنْصَار على سكني الْمُهَاجِرين وَكَذَا للنسفي فِي بَاب مقدم النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) الْمَدِينَة قيل صَوَابه اقترعت لِأَنَّهُ إِنَّمَا يُقَال اقترع الْقَوْم وتقارعوا وَكَذَا للجرجاني فِي هَذَا الْبَاب
قَالَ القَاضِي رَحمَه الله لَكِن هَذِه الرِّوَايَة تخرج لِأَنَّهُ يُقَال أقرعت بَين الْقَوْم وقارعت إِذا أَمرتهم بالإقراع أَو توليت لَهُم ذَلِك فَيكون هَذَا على فعل رُؤَسَائِهِمْ بجماعتهم وَفِي رِوَايَة الْمروزِي هُنَا قرعت الْأَنْصَار وَلَا وَجه لَهُ هُنَا وَقَوله فِي حَدِيث أبي مُوسَى خُذ هاذين القرينين وهاذين القرينتين كَذَا للْجَمِيع وَفِي بعض الرِّوَايَات عَن ابْن ماهان وَهَاتين الْغِرَارَتَيْنِ فِي الثَّانِي وَهُوَ تَصْحِيف قَبِيح بِدَلِيل قَوْله سِتَّة أَبْعِرَة ابتاعهن وَقَوله فِي حَدِيث عمر فِي بَاب من لم ير بَأْسا أَن يَقُول سُورَة الْبَقَرَة فَقَالَ يَا هِشَام اقرأها فقرأها الْقِرَاءَة الَّتِي سمعته كَذَا لَهُم وَقَالَ فِيهِ بَعضهم عَن بعض شُيُوخ أبي ذَر فقراءتها وَهُوَ خطأ وَقَوله فِي بَاب الضِّيَافَة حَتَّى لَا يجد مَا يقريه بِهِ كَذَا هُوَ الْمَعْرُوف من الْقرى وَعند رُوَاة ابْن ماهان يقوته بِهِ من الْقُوت وَفِي حَدِيث سَلمَة أَنهم ليقرون بِأَرْض غطفان كَذَا لرواة مُسلم وَالْبُخَارِيّ عِنْد كَافَّة شُيُوخنَا من الْقرى على مَا لم يسم فَاعله وَفِي بعض الرِّوَايَات عَن ابْن الْحذاء وَكَذَا للمستملي والحموي ليفرون من الْفِرَار وَهُوَ تَصْحِيف وَالصَّوَاب الأول وَبَقِيَّة الحَدِيث تدل عَلَيْهِ وَفِي حَدِيث الْفَتْح فَكَأَنَّمَا يقْرَأ فِي صَدْرِي ذَكرْنَاهُ وَالْخلاف فِيهِ فِي حرف الْغَيْن وَالرَّاء وَفِي بَاب رجم الحبلى أَن الْمَوْسِم يجمع رعاع النَّاس وهم الَّذين يغلبُونَ على قربك كَذَا لَهُم وَعند الْمروزِي قرنك بالنُّون وَالْأول الصَّحِيح
الْقَاف مَعَ الزَّاي
(ق ز ع) قَوْله نهى عَن القزع بِفَتْح الْقَاف وَالزَّاي هُوَ أَن يحلق من رَأس الصَّبِي مَوَاضِع وتترك مَوَاضِع مَأْخُوذ من قزع السَّحَاب وَهِي قطعه الرقَاق المتفرقة وَفِي الاسْتِسْقَاء وَمَا فِي السَّمَاء قزعة بِفَتْح الزَّاي أَي سَحَابَة صَغِيرَة وَمثله فَجَاءَت قزعة
الْقَاف مَعَ الطَّاء
(ق ط ب) قَوْله فقطبت عَائِشَة فِي السَّلَام على الْيَهُود أَي أظهرت فِي وَجههَا الْكَرَاهَة لما قَالُوهُ يُقَال قطب وقطب مخففا ومثقلا إِذا جمع بَين حاجبيه ذَكرْنَاهُ وَالْخلاف فِيهِ وَأكْثر الرِّوَايَة ففطنت أَي لقَولهم
(ق ط ر) قَوْله فِي النَّاقة العمياء يقطرونها بِالْإِبِلِ يرْوى بِفَتْح الْقَاف وَكسر الطَّاء وبتخفيفهما وَضم الطَّاء أَي يشدونها مَعَ الْإِبِل والقطار الْإِبِل يشد بَعْضهَا إِلَى بعض على نسق وأقطار السَّمَاء نَوَاحِيهَا وَكَذَلِكَ أقطار الأَرْض وَقَوله وَعَلَيْهَا درع قطر هُوَ ضرب من ثِيَاب الْيمن فِيهِ حمرَة تقدم ذكره فِي الْفَاء وَالْخلاف فِيهِ وَقَوله فِي الْحَج ننطلق إِلَى منى وَذكر أَحَدنَا يقطر فَقَالَ (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) مَعْنَاهُ مَا جَاءَ فِي بعض الرِّوَايَات يقطر منيا يَعْنِي لقرب عَهدهم بِالنسَاء وَكَانَ الْحَرْف فِي كتاب(2/182)
الْأصيلِيّ ثمَّ ضرب عَلَيْهِ وألحقه فِي كتاب عَبدُوس
(ق ط ط) قَوْله لَيْسَ بالجعد القطط وجعد قطط بِفَتْح الطَّاء وَكسرهَا هُوَ الشَّديد جعودة الشّعْر كالسودان وَقَوله فَلم أر منْظرًا قطّ بتَشْديد الطَّاء إِذا كَانَت ظرفا زمانية بِمَعْنى الدَّهْر وبفتح قافها هَذَا الْأَشْهر وَقيل بتَخْفِيف الطَّاء وَفِي صفه جَهَنَّم فَتَقول قطّ قطّ بِسُكُون الطَّاء وَكسرهَا وَفتح الْقَاف وَفِي رِوَايَة قطي قطي وَفِي أُخْرَى قطني قطني كُله بِمَعْنى حسبي وكفاني إِذا خففت الطَّاء فتحت الْقَاف وَهُوَ بِمَعْنى التثقيل أَيْضا وَقد قيل فِي الأولي الزمنية تَخْفيف الطَّاء أَيْضا وَحكى فِيهَا تَخْفيف الطَّاء وَضم الْقَاف ثَلَاث لُغَات وحكاها يَعْقُوب وَأَجَازَ الْكسَائي مَعَ فتح الْقَاف فتح الطَّاء وَكسرهَا وَحكى أَيْضا قطّ بِالضَّمِّ وَالتَّشْدِيد وَرويت عَن أبي ذَر قطّ قطّ بِكَسْر الْقَاف والسكون
(ق ط ن) القطنية جرى ذكرهَا فِي الزَّكَاة
(ق ط ع) قَوْله وَعَلِيهِ مقطعات قَالَ أَبُو عبيد هِيَ قصار الثِّيَاب قَالَ الْأَنْبَارِي وَلَيْسَ لَهَا وَاحِد وَقَالَ غَيره هُوَ مَا يقطع من الثِّيَاب من قمص وَغَيرهَا بِخِلَاف الإزر والأردية وَقَوله فَإِذا هِيَ تقطع من دونهَا السراب أَي تسرع إسراعا جدا وَأَنَّهَا تقدّمت وفاتت حَتَّى أَن السراب يظْهر دونهَا أَي من وَرَائِهَا لدخولها فِي الْبَريَّة وَمثله قَوْله وَلَيْسَ فِيكُم من تقطع الْأَعْنَاق إِلَيْهِ مثل أبي بكر قيل لَيْسَ فِيكُم سَابق إِلَى الْخيرَات مثله حَتَّى لَا يلْحق يُقَال للْفرس الْجواد تقطعت أَعْنَاق الْخَيل عَلَيْهِ فَلم تلْحقهُ وَيُقَال الْجواد يقطع الْخَيل إِذا خلفهَا وَمضى وطير قطع إِذا أسرعت فِي طيرانها وَقَالَ بَعضهم فِي خبر أبي بكر هُوَ من قَوْلهم فلَان مُنْقَطع القرين أَي لَيْسَ لَهُ من يقارنه وَقَوله إِذا أَرَادَ أَن يقطع بعثا أَي يُخرجهُ من النَّاس والقطعة والقطعة بِالضَّمِّ وَالْكَسْر الطَّائِفَة وَكَذَلِكَ القطيع وَهُوَ طَائِفَة من النعم وَالْغنم والمواشي وَقَوله لَا يدْخل الْجنَّة قَاطع فسره فِي الحَدِيث ابْن عُيَيْنَة أَي قَاطع رحم وَفِي الحَدِيث الآخر وخشينا أَن نقطع دُونك أَي يحوزنا الْعَدو عَنْك من جملتك وَكَذَلِكَ قَوْله تقتطع دُوننَا أَي تسلب ويحال بَيْننَا وَبَيْنك وَقَوله القطيعاء ممدودا مُصَغرًا جنس من التَّمْر يُقَال أَنه الشهريز وَقَوله اراد أَن يقطع من الْبَحْرين للْأَنْصَار فَقَالُوا حَتَّى تقطع لأخواننا الْمُهَاجِرين وَذكر القطائع الإقطاع تسويغ الإِمَام من مَال الله شَيْئا لمن يرَاهُ أَهلا لذَلِك يُقَال مِنْهُ أقطع بِالْألف وَأَصله من الْقطع كَأَنَّهُ قطعه لَهُ من جملَة المَال وَقد جَاءَ فِي حَدِيث بِلَال بن الْحَارِث قطع لَهُ معادن الْقبلية وسنذكره آخر الْحَرْف إِن شَاءَ الله وَقَوله كَانَ وَجهه قِطْعَة قمر أَي كَأَنَّهُ من الْقَمَر فِي ضيائه وَشبهه بِهِ فِي حسنه ونوره وَأكْثر مَا يسْتَعْمل فِي إقطاع الأَرْض وَهُوَ أَن يخرج مِنْهَا شَيْئا لَهُ يحوزه أما أَن يملكهُ إِيَّاه فيعمره أَو يَجْعَل لَهُ غَلَّته مُدَّة وَالَّذِي فِي هَذَا الحَدِيث لَيْسَ من هَذَا لِأَن الْبَحْرين كَانَت صلحا فَلم يكن لَهُ فِي أرْضهَا شَيْء وَإِنَّمَا هم أهل جِزْيَة فَإِنَّمَا مَعْنَاهُ عِنْد الْعلمَاء من أيمتنا إقطاع مَال من جزيتهم يأخذونه وَقَوله كَانُوا أهل ديوَان أَو مقطعين بِفَتْح الطَّاء ويروى مقتطعين يَعْنِي كَانَ لَهُم رزق يأخذونه مُرَتبا لَهُم فِي ديوَان أَوَّلهمْ أقطاع يستغلونه إِذا لأجناد المرتزقة على هذَيْن الْوَجْهَيْنِ وَقَوله قطعت ظهر الرجل عبارَة عَن الْمُبَالغَة فِي أَذَاهُ كمن قتل وَقطع فقار ظَهره الَّذِي هُوَ من الْمقَاتل وَمثله قطعت عنق أَخِيك وَقَوله تقطع الصَّلَاة الْمَرْأَة وَكَذَا مَعْنَاهُ عِنْد الكافة يشغل عَنْهَا عبارَة عَن الْمُبَالغَة فِي الْخَوْف على فَسَادهَا عِنْد بعض الْعلمَاء على ظَاهره أَي تفسدها وتقطع اتصالها كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث الآخر لَا يقطع الصَّلَاة شَيْء
(ق ط ف) قَوْله فرس يقطف وقطوف وَبِه قطاف وبعير لي قطوف وَبِه قطاف وَهُوَ المتقارب(2/183)
الخطو بِسُرْعَة هُوَ من عُيُوب الدَّوَابّ وَقيل هُوَ البطئ المتقارب الخطو السيء الْمَشْي وَهُوَ يرجع إِلَى معنى لِأَن سرعَة تقَارب خطوه لَيست بموجبة لسرعة مَشْيه وَقَوله وأتيت بقطاف من قطافها يَعْنِي الْجنَّة وَفِي الحَدِيث الآخر قطفا كُله بِكَسْر الْقَاف وَهُوَ العنقود من الْعِنَب ويفسره الحَدِيث الآخر فتناولت مِنْهَا عنقودا وَمِنْه فِي الحَدِيث الآخر حَتَّى يجْتَمع النَّفر على القطف فيشبعهم وَمثله وَبِيَدِهِ قطف من عِنَب وَقَوله على قطيفة هُوَ كسَاء ذُو خمل وَجمعه قطائف وَهِي الخميلة أَيْضا.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
فِي الْمُوَطَّأ أَنه (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) قطع لِبلَال ابْن الْحَارِث معادن الْقبلية كَذَا روينَاهُ عَن جَمِيع شُيُوخنَا وَكَذَا وَقع فِي جَمِيع الْأُصُول والمعلوم فِي هَذَا الْحَرْف اقْطَعْ رباعي وَالِاسْم الإقطاع وَهُوَ تسويغه إِيَّاهَا أما تأبيدا أَو للِانْتِفَاع بهَا مُدَّة وللفقهاء فِي الإقطاع وَمَا يجوز مِنْهُ وَمَا لَا يجوز اخْتِلَاف فسرناه فِي شرح مُسلم وَغَيره لكنه يخرج من بَاب الْقطع كَأَنَّهُ قطع لَهُ هَذَا من الأَرْض وَقَوله فِي حَدِيث المشعان وَجعل قطعتين كَذَا للعذري وَهُوَ خطأ وَالصَّوَاب مَا لغيره قصعتين أَي جفنتين وَقَوله فِي عيب الرَّقِيق مثل الْقطع والعور كَذَا ضبطناه عَن عَامَّة شُيُوخنَا فِي الْمُوَطَّأ بالإسكان اسْم الْفِعْل من قطع بِالْفَتْح وقيدناه عَن التَّمِيمِي عَن الجياني الْقطع بِفَتْح الطَّاء يُرِيد صفة الْعُضْو الْمَقْطُوع أَو اسْم الْفِعْل من قطع بِالْكَسْرِ يُقَال لبَقيَّة يَد إِلَّا قطع قِطْعَة وَقطعَة وَقَالَ صَاحب الْأَفْعَال قطعت الْيَد بِالْكَسْرِ قِطْعَة وقطعا إِذا سَقَطت من دَاء عرض لَهَا
الْقَاف مَعَ اللَّام
(ق ل ب) وَقَوله فَجعلت الْمَرْأَة تلقي قَلبهَا
الْقلب بِضَم الْقَاف السوار وَقيل هُوَ مَا كَانَ إدارة وَاحِدَة وَقيل إِنَّمَا الْقلب سوار من عظم والقليب مَذْكُور فِي حَدِيث بدر وَغَيره هِيَ البير غير مطوية وَقَوله فَقَامَ يقلبها بِفَتْح الْيَاء أَي يصرفهَا إِلَى بَيتهَا ويرجعها إِلَيْهِ يُقَال مِنْهُ قلبت ثلاثي وانقلب هُوَ إِذا رَجَعَ بِنَفسِهِ وَلَا يُقَال انقلبت أَنا وَقَوله فِي صفة أهل الْجنَّة قُلُوبهم قلب وَاحِد يفسره مَا قبله لَا اخْتِلَاف بَينهم وَلَا تباغض وَقَوله فِي الحَدِيث الآخر على خلق رجل وَاحِد وَقَوله وَمَا بِي قلبة وَمَا بِهِ قلبة بِفَتْح الْقَاف وَاللَّام أَي دَاء وَأَصله دَاء يكون بِالْإِبِلِ فَاسْتعْمل فِي كل دَاء
(ق ل ت) قَوْله وقلات السَّيْل بِكَسْر الْقَاف جمع قلت بِفَتْحِهَا وَهِي حُفْرَة فِي حجر يجْتَمع فِيهَا المَاء إِذا نضب السَّيْل
(ق ل د) ذكر الأقاليد هِيَ المفاتيح وَاحِدهَا إقليد وَهُوَ لُغَة يَمَانِية وَقيل ذَلِك فِي قَوْله مقاليد السَّمَاوَات وَالْأَرْض وَقيل خزائنها وتقليد الْهدى وقلائد الْهَدْي هُوَ أَن يعلق فِي عُنُقه نعل أَو جلدَة أَو شبه ذَلِك عَلامَة لَهُ وَقَوله لَا يبْقين فِي رَقَبَة بعير قلادة من وتر أَو قلادة إِلَّا قطعت قَالَ مَالك أرى ذَلِك من الْعين وَقيل ذَلِك فِي الْوتر وَشبهه لَيْلًا يختنق بِهِ وَقيل ذَلِك لأَنهم كَانُوا يجْعَلُونَ فِيهَا الْأَجْرَاس وَمِنْه قَوْله قلدوا الْخَيل وَلَا تقلدوها الأوتار قيل هُوَ من هَذَا أَي لَا تجْعَلُوا فِي عُنُقهَا وتر قَوس وَشبهه لَيْلًا سيختنق بِهِ وَقيل مَعْنَاهُ لَا تَطْلُبُوا عَلَيْهَا الدُّخُول وأوتار الْقَتْلَى
(ق ل ل) قَوْله حَتَّى يسْتَقلّ الظل بِالرُّمْحِ كَذَا ذكره مُسلم وَمَعْنَاهُ يكون مثله وَهُوَ الْقَامَة وَكَذَا جَاءَ فِي كتاب أبي دَاوُود مُفَسرًا حَتَّى يعدل الرمْح ظله وَهَذَا هُوَ آخر وَقت الظّهْر حَيْثُ لَا ظلّ للقائم فِي بعض الْأَزْمَان فِي بِلَاد الْحجاز وَفَسرهُ الْخطابِيّ قَالَ مَعْنَاهُ وقُوف الشَّمْس وتناهى نُقْصَان الظل وَهَذَا عِنْدِي معنى الحَدِيث وَدَلِيله فِي وَقت صَلَاة الظّهْر وَكَانَ عِنْد الطَّبَرِيّ هُنَا حَتَّى يستقيل وَلَا وَجه لَهُ وَقَوله مثل قلال هجر جمع قلَّة وَهِي حب المَاء سميت بذلك لِأَنَّهَا تقل بِالْأَيْدِي أَي ترفع وَقَوله كَانَ الرجل يتقالها بتَشْديد اللَّام كَذَا(2/184)
ليحيى والقعنبي أَي يَرَاهَا قَليلَة وَجَاء هُنَا بِهَذِهِ اللَّفْظَة بِصِيغَة فَاعل من الْوَاحِد وَقد رَوَاهُ ابْن بكير يتقللها بلامين بِمَعْنَاهُ وَهُوَ أوجه
(ق ل م) قَوْله تقليم الإظفار هُوَ قصها
وألقوا الأقلام وعالى قلم زَكَرِيَّاء
الأقلام هُنَا القداح الَّتِي يقترع بهَا سمي بذلك لِأَنَّهُ يبري كبرى الْقَلَم عِنْد تسديده وتقويمه
(ق ل ص) قَوْله فقلص دمعي أَي انقبض وارتفع وَقَوله وتقلصت عَلَيْهِ الْجنَّة وتقلصت عني أَي انضمت وانقبضت وَقَوله وقلضت شفته من هَذَا أَيْضا كُله بِفَتْح اللَّام أَي انقبضت وَارْتَفَعت وظل قالص إِذا انقبض وانضم وَنقص وَقَوله لتدعن القلاص ولحوقها بالقلاص وتعدوا بك قلوصك وَثَلَاثَة عشر قلوصا بِفَتْح الْقَاف فِي الْوَاحِد وبكسرها فِي الْجمع وَهِي فتيات النوق وَجَمعهَا قَلَائِص وَمِنْه قَوْله فِي خبر عِيسَى ولتتركن القلاص فَلَا يسْعَى عَلَيْهَا أَي لَا يخرج ساع لجمع الزكوات من الْإِبِل وَغَيرهَا لقلَّة حَاجَة النَّاس لِلْمَالِ واستغنائهم عَن ذَلِك كَمَا قَالَ آخر الحَدِيث ولتدعون إِلَى المَال فَلَا يقبله أحد
(ق ل ع) قَوْله وَكَانَ بِلَال إِذا أقلع عَنهُ يَقُول على مَا لم يسم فَاعله وَقد ضَبطه بعض شُيُوخنَا بِالْفَتْح يُقَال أقلعت عَنهُ الْحمى إِذا ذهبت عَنهُ وَقَوله فِي خبر المزادتين لقد أقلع عَنْهَا أَي كف وأقلع الْمَطَر كف قَالَ الله تَعَالَى) وَيَا سَمَاء أقلعي
(وَقَوله المنشئات مَا رفع قلعه من السفن بِكَسْر الْقَاف هُوَ شراع السَّفِينَة
(ق ل ف) قَوْله فِي ذَبِيحَة الأقلف وَرَوَاهُ بَعضهم الأغلف وهما بِمَعْنى لم يختتن وَقد ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْغَيْن
(ق ل ق) وَقَوله وَنَفسه تقلقل فِي صَدره أَي تتحرك بِصَوْت شَدِيد والقلقلة التحرك والقلقلة أَيْضا الصَّوْت الشَّديد والقلقلة القلق أَيْضا قَالَ الْخَلِيل القلقلة شدَّة الِاضْطِرَاب وَالْحَرَكَة
(ق ل س) قَوْله يقلس مرَارًا فِي الْمَسْجِد وَمن قلس طَعَاما
القلس بِفَتْح الْقَاف وَسُكُون اللَّام مَا يخرج من الْحلق من المَاء ورقيق الْقَيْء وَقَوله لَيْسَ مَعنا إخفاف وَلَا قلانس القلنسوة مَعْلُومَة إِذا فتحت الْقَاف ضممت السِّين وقلته بِالْوَاو وَإِذا ضممت الْقَاف كسرت السِّين وقلته بِالْيَاءِ قلنسية وَأنكر يَعْقُوب ضم اللَّام وَقَالُوا فِي الْجَمِيع أَيْضا قلاس مثل جوَار وقلنس وَقَالُوا فِي الْوَاحِد قلنساة أَيْضا قَالَ ابْن دُرَيْد وأراها مُشْتَقَّة من قلنس الرجل الشَّيْء إِذا غطاه وستره النُّون زَائِدَة وَقَالَ ابْن الْأَنْبَارِي فِيهَا سبع لُغَات الثَّلَاثَة الْمُتَقَدّمَة وقليسية بِالْيَاءِ وقلينسة وقليسة وقلساة فَأَما الثَّلَاث الَّتِي بِالْيَاءِ فمصغرة وَمَا عَداهَا فمكبر
(ق ل ي) قَوْله وَأَن قُلُوبنَا لَتَقْلِيهِمْ أَي تبغضهم وَمثله وَمَا قلى أَي أبْغض.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
قَوْله فِي سَاعَة الْجُمُعَة وَأَشَارَ بِيَدِهِ يقللها كَذَا هِيَ فِي جَمِيع الرِّوَايَات والأمهات وَعند السَّمرقَنْدِي يقلبها وَهُوَ وهم وَقد فَسرهَا فِي الحَدِيث الآخر يزهدها بِمَعْنى يقللها وَفِي حَدِيث الْمُنْذر بن أبي أسيد حِين ولد فاقلبوه وَفِيه أقلبناه يَا رَسُول الله كَذَا جَاءَت فِيهِ الرِّوَايَات فِي كتاب مُسلم صَوَابه فِي كل هَذَا قلبناه أَي رددناه وصرفناه وَلَا يُقَال فِيهِ اقلب وَفِي بَاب دُعَاء الإِمَام على من نكث عهد أَن فلَانا يزْعم أَنَّك قلت بعد الرُّكُوع كَذَا لَهُم وَعند الْقَابِسِيّ وعبدوس أَنَّك قنت
الْقَاف مَعَ الْمِيم
(ق م ح) قَوْله أشْرب فاتقمح فِي رِوَايَة من رَوَاهُ بِالْمِيم قَالَ البُخَارِيّ وَهُوَ أصح يُرِيد من رِوَايَة النُّون وَكِلَاهُمَا صَحِيح وَمَعْنَاهُ لَا يقطع على شربي أَي أَنَّهَا تشرب حَتَّى تروى وَقد يكون من الشّرْب فَوق الْحَاجة كَمَا يَجِيء فِي تَفْسِيرا تقنح بالنُّون
(ق م ط) قَوْله القمطريز الشَّديد وَيَوْم قماطر بِضَم الْقَاف شَدِيد
(ق م م) قَوْله يقم الْمَسْجِد أَي يكنسه ويزل قمامته وَهِي الزبل وَمَا يجْتَمع فِيهِ والمقمة المكنسة
(ق م ن) قَوْله فَإِنَّهُ قمن أَن يُسْتَجَاب لكم أَي جدير يُقَال قمن وقمن وقمين بِكَذَا أَي أهل لَهُ وخليق بِهِ قَالَ ثَعْلَب فَمن قَالَ قمن(2/185)
بِفَتْح الْمِيم لم يثن وَلم يجمع وَمن قَالَ قمن وقمين ثنى وَجمع
(ق م ع) قَوْله فينقمعن من رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَي يتغيبن ويدخلن الْبَيْت هَيْبَة لَهُ (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَرَوَاهُ بَعضهم يتقنعن بالنُّون وَالْمَعْرُوف الأول وَهُوَ أشبه بِالْمَعْنَى وَالْحَال.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
قَوْله كَمَا يغلى الْمرجل بالقمقم كَذَا وَقع عندنَا من جَمِيع الرِّوَايَات وَذهب بَعضهم إِلَى أَن فِيهِ تغييرا وتكلف من ذَلِك مَا يبعد وَرَأَيْت ابْن الصَّابُونِي قد ذكره فِي شَرحه كَمَا يغلى الْمرجل والقمقم وَإِذا كَانَ هَذَا فَلَا أشكال فِيهِ إِن كَانَ ساعدته رِوَايَة والقمقم فارسى مُعرب صَحِيح مَعْرُوف وَقَوله فِي حَدِيث أبي ذَر فِي لَيْلَة قَمْرَاء أضحيان أَي ذَات قمر وَإِنَّمَا يمسى الْقَمَر قمرا من اللَّيْلَة الثَّانِيَة إِلَى أَن يبدر فَإِذا أَخذ فِي النَّقْص قيل لَهُ قمير مُصَغرًا قَالَه ابْن دُرَيْد وَجَاء فِي بعض الرِّوَايَات لَيْلَة قمر على الْإِضَافَة وهما بِمَعْنى وَتقدم تَفْسِير أضحيان فِي الضَّاد وَفِي بَاب الصَّلَاة فِي كسوف الْقَمَر حَدِيث أبي بكرَة انكسف الْقَمَر على عهد رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كَذَا للجرجاني قَالَ الْأصيلِيّ وَهُوَ مُوَافق للتَّرْجَمَة ولجميعهم انكسفت الشَّمْس
قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَقد تكون رِوَايَة الْجَمَاعَة أصح إِذْ هُوَ الْمَعْرُوف فِي الحَدِيث ويوافق التَّرْجَمَة لِأَن فِي بَاقِي الحَدِيث وَإِن لم يذكرهُ من هَذَا السَّنَد فَقَالَ أَن الشَّمْس وَالْقَمَر الحَدِيث وَقد كرر الحَدِيث بِكَمَالِهِ هَكَذَا بعد هَذَا الأول الْمُخْتَصر فِي أَكثر النّسخ فَدلَّ أَن تِلْكَ الزِّيَادَة مُرَادة وَهُوَ مُطَابق للتَّرْجَمَة لَكِن فصلت فِي رِوَايَة الْأصيلِيّ بَين الْحَدِيثين تَرْجَمَة بَاب صب الْمَرْأَة المَاء على رَأسهَا فِي الْكُسُوف وَلَيْسَ فِي الحَدِيث الَّذِي أدخلهُ مَا يدل عَلَيْهِ وَجَاءَت التَّرْجَمَة فِي رِوَايَة غَيره بعد الْحَدِيثين فارغة دون حَدِيث وَإِنَّمَا يصلح أَن يدْخل تحتهَا حَدِيث أَسمَاء وَقَول البُخَارِيّ فِي تَفْسِير القمطرير الشَّديد وَيَوْم قماطر كَذَا لَهُم بِالضَّمِّ وَعند أبي ذَر قماطر بِالْفَتْح وبالضم حَكَاهُ أهل اللُّغَة وقاموس الْبَحْر ذَكرْنَاهُ وَالْخلاف فِيهِ فِي حرف التَّاء
الْقَاف مَعَ النُّون
(ق ن أ) قَوْله فِي خضاب اللِّحْيَة حَتَّى قنألونها أَي اشتدت حمرتها يُقَال احمر قانئيي للشديد الْحمرَة
(ق ن ت) قَوْله قنت شهرا ويقنت والقنوت وَأفضل الصَّلَاة طول الْقُنُوت
هِيَ كلمة تتصرف تقع على الدُّعَاء وَالْقِيَام والخشوع وَالصَّلَاة والخضوع وَالسُّكُوت وَإِقَامَة الطَّاعَة فَقَوله قنت شهرا يدعوا من الدُّعَاء وَمثله الْقُنُوت فِي الصَّلَاة وَقَوله طول الْقُنُوت أَي الْقيام أَو الصَّلَاة
(ق ن ح) قَوْله اشرب فاتقنح هُوَ بِمَعْنى الأول وَكَذَا رِوَايَة مُسلم وَالْبُخَارِيّ فِيهِ بالنُّون إِلَّا مَا زَاده البُخَارِيّ فِي قَول بَعضهم فِيهِ بِالْمِيم وَالْمِيم وَالنُّون تتواردان كثيرا كَقَوْلِهِم امتقع لَونه وانتقع وَهُوَ تكاره الشّرْب وتقطيعه لريها وَأخذ حَاجَتهَا مِنْهُ وَلذَلِك قيل فِيهِ هُوَ الَّذِي بعد الرّيّ وَالشرب فَوق الرّيّ وَقيل الشّرْب على مهل
(ق ن ط) قَوْله مَا قنط من جنته أحد أَي يئس والقنوط إلْيَاس من الْخَيْر يُقَال مِنْهُ قنط يقنط وَقَنطَ يقنط ويقنط جَمِيعًا وَقد قيل قنط يقنط بِالْفَتْح فيهمَا وَذكر القنطار وَاخْتلف فِي قدره وَتَفْسِيره وَأَصله عِنْد الْعَرَب الْجُمْلَة الْكَثِيرَة من المَال قيل وَلِهَذَا سميت القنطرة لتكاثف بنائها بعضه على بعض قيل هُوَ ثَمَانُون ألفا وَقيل ملْء مسك ثَوْر ذَهَبا وَقيل أَرْبَعُونَ أُوقِيَّة من ذهب وَقيل ألفا وَمِائَتَا دِينَار وَفِي بَاب الصَّلَاة فِي السطوح ذكر الصَّلَاة على القناطير تحتهَا النَّجس جمع قنطرة وَفِي رِوَايَة بعض شُيُوخ أبي ذَر فِيهِ القناطير وَلَيْسَ مَوْضِعه هُوَ وهم وَبَنُو قنطورا هم التّرْك والصين وَقد ذَكَرْنَاهُمْ فِي الْأَسْمَاء وقنطورا اسْم أمّهم مَقْصُورا قيل كَانَت جَارِيَة لإِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام
(ق ن ع) قَوْله(2/186)
متقنعا والتقنع هُوَ تَغْطِيَة الرَّأْس بالرداء وَنَحْوه ومقنع بالحديد كَذَلِك أَي مغطى الرَّأْس بدرعه أَو مغفر أَو بَيْضَة وَقَوله الثِّقَات وَأهل القناعة وَمن لَيْسَ بِثِقَة وَلَا مقنع يُرِيد الثِّقَات الَّذين يقنع بروايتهم ويكتفي بهَا ويحتج وَمِنْه القناعة وَهُوَ الرضي بِمَا أعْطى الله يُقَال مِنْهُ قنع بِالْكَسْرِ قناعة وَأما بِمَعْنى السُّؤَال فقنع بِالْفَتْح قنوعا وَمِنْه القانع والمعتر أَي السَّائِل
(ق ن و) فِيهَا ذكر القنو وتعليقه فِي الْمَسْجِد بِكَسْر الْقَاف وَهُوَ عذق النَّخْلَة وَهُوَ العرجون وَالْجمع إقناء وقنوان وَقد فسره البُخَارِيّ فِي التَّفْسِير
(ق ن ى) قَوْله من أقتنى كَلْبا أَي اكْتَسبهُ وقنيته وقنيته بِالضَّمِّ وَالْكَسْر مَا اتخذ أصلا ثَابتا يُقَال مِنْهُ قنيت وقنوت أَيْضا وَقَوله وَأعْطى وأقنى أَي أرْضى وَأعْطى من المَال مَا يقتني كَذَا فِي رِوَايَة الْهَوْزَنِي وَفِي رِوَايَة الْحَمَوِيّ وَأعْطى فأقنى وَأنْكرهُ بَعضهم وَله وَجه أَي ادخر أجره للآخرة
الْقَاف مَعَ الصَّاد
(ق ص ب) قَوْله بِبَيْت من قصب قد ذكر ابْن وهب فِي رِوَايَته تَفْسِيره فِي الحَدِيث نَفسه قَالَت يَا رَسُول مَا بَيت من قصب قَالَ هُوَ بَيت من لؤلؤة مجبأة قَالَ ابْن وهب أَي مجوفة ويروى مجوبة بِمَعْنَاهُ قَالُوا الْقصب هوا للؤلؤ المجوف الْوَاسِع كالقصر المنيف قَالَ الْخَلِيل الْقصب مَا كَانَ من الْجَوْهَر مستطيلا أجوف وَيُؤَيّد تفسيرهم قَوْله فِي الحَدِيث الآخر ذقباب اللُّؤْلُؤ وَفِي الآخر قصر من درة مجوفة وَقَوله يجر قصبه فِي النَّار بِضَم الْقَاف وَسُكُون الصَّاد هِيَ الأمعاء وَقَوله غُلَام قصاب أَي جزار وَأَصله مِمَّا تقدم أَو من التقصيب وَهُوَ التقطيع قصبت الشَّاة قطعتها أَعْضَاء وَقَوله الثَّوْب القصبي بِفَتْح الْقَاف وَالصَّاد هِيَ نوع من الثِّيَاب من كتَّان ناعمة
(ق ص د) قَوْله كَانَ أَبيض مقصدا هُوَ الْقصر من الرِّجَال قيل فِي الْقد نَحْو الربعة وَقيل الَّذِي لَيْسَ بجسيم وَلَا قصير قَالَه الْحَرْبِيّ وثابت وَقيل المتناسب الْأَعْضَاء فِي الْحسن وَرَوَاهُ ابْن معِين معضدا أَي موثق الْخلق وَالْمَعْرُوف الأول وَقَوله الْمُخَالف للقصد أَي للاعتدال والاستقامة وَقَوله كَانَت خطبَته قصدا وَصلَاته قصدا أَي لَيست طَوِيلَة وَلَا قَصِيرَة
(ق ص ر) قَوْله أقصرت الصَّلَاة أم نسيت يرْوى بِضَم الْقَاف وَبِفَتْحِهَا على مَا لم يسم فَاعله مَعْنَاهُ نقصت وَمِنْه التَّقْصِير فِي السّفر وَهُوَ ضد الْإِتْمَام وَقَوله اقتصروا على قَوَاعِد إِبْرَاهِيم واستقصرت فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى أَي نَقَصُوا مِنْهَا وحبسوه عَن الْبناء وقنعوا بِمَا بنوه يُقَال قصر من الشَّيْء نقص مِنْهُ وَقصر وَاقْتصر كف وَقيل اقصر عَنهُ إِذا تَركه عَن قدرَة وَقصر عَنهُ ضعف وكل شَيْء حَبسته فقد قصرته وَيُقَال اقْتصر على هَذَا أَي لَا تطلب سواهُ واقنع بِهِ وَمِنْه قَوْله ثمَّ قصرت الدعْوَة على بني الْحَارِث بن الْخَزْرَج أَي خصت بهم وَلم يدع سواهُم وَقَوله فِي تَفْسِير المرسلات نرفع الْخشب بقصر ثَلَاثَة أَذْرع ونرفعه للشتاء فنسميه الْقصر كَذَا لَهُم وَمَعْنَاهُ
وَعند أبي ذَر بقصر ثَلَاثَة أَذْرع وَلَا وَجه لَهُ وقصرك وقصاراك وقصارك من كَذَا مَا اقتصرت عَلَيْهِ أَي غايتك وَفِيه قصرت بهم النَّفَقَة أَي نقصتهم وَقَوله التَّقْصِير فِي الْحَج وَيرْحَم الله المحلقين قَالُوا والمقصرين هم الَّذين قصروا من شُعُورهمْ وَقَطعُوا أطرافها وَلم يستأصلوا حلقها وَهُوَ من الْقصر الَّذِي هُوَ ضد الطول وَمِنْه فأقصر الْخطْبَة أَي قصرهَا وَقَوله إِذا هلك قَيْصر فَلَا قَيْصر بعده قيل بِالشَّام وَقيل تَجْتَمِع كلمتهم عَلَيْهِ وَكَذَلِكَ كسْرَى حَتَّى يضمحل أَمر قَيْصر بِالْكُلِّيَّةِ كَمَا اضمحل أَمر كسْرَى والقصرى نذكرهُ بعد هَذَا آخر الْحَرْف وَقَوله نزلت سُورَة النِّسَاء الْقصرى بعد الطولي بِضَم الْقَاف أَي القصيرة يُرِيد سُورَة الطَّلَاق
(ق ص م) قَوْله فَمَا لبث أَن قَصم الله عُنُقه أَي أهلكه قَالَ الله تَعَالَى) وَكم قصمنا من ((2/187)
قَرْيَة أَي أهلكناها وَقَوله فِي الأوزة حَتَّى يقصمها الله أَي يكسرها وَقَوله فِي بَاب من تسوك بسواك غَيره فقصمته ثمَّ مضغته أَي شبققته ثمَّ لينته بأسناني وَفِي كتاب التَّمِيمِي فقضمته بالضاد الْمَكْسُورَة أَي قطعت رَأسه بأسناني والقضم العض وَفِي البُخَارِيّ فِي الْوَفَاة مثله للقابسي وَابْن السكن وَكَذَلِكَ اخْتلف فِيهِ عَن أبي ذَر
(ق ص ص) قَوْله حَتَّى تَرين الْقِصَّة الْبَيْضَاء بِفَتْح الْقَاف كِنَايَة عَن النَّقَاء الْقِصَّة مَاء أَبيض يخرج آخر الْحيض وَعند انْقِطَاعه كالخيط الْأَبْيَض وَقَالَ الْحَرْبِيّ الْقِصَّة الْقطعَة من الْقطن لِأَنَّهَا بَيْضَاء تَقول تخرج بَيْضَاء غير متغيرة وَيدل عَلَيْهِ قَوْله فِي الحَدِيث الآخر حَتَّى تَرين الْقِصَّة بَيْضَاء وَقيل هُوَ من خُرُوج مَا تحتثى بِهِ أَبيض كالقصة وَهُوَ الجير لَا تَغْيِير فِيهِ وَمِنْه النَّهْي عَن تقصيص الْقُبُور أَي بنائها بالقصة وَهُوَ الجير وَمثله تجصيص الْقُبُور وَقد ذَكرْنَاهُ وَمثله وبنائها بِالْحِجَارَةِ المنفوشة والقصة وَقد ذَكرْنَاهُ وَمِنْه وَإِن كَانَت الْحَصْبَاء والقصة وَقَوله وَتَنَاول قصَّة من شعر بِضَم الْقَاف هُوَ مَا أقبل على الْجَبْهَة من شعر الرَّأْس سمي بذلك لِأَنَّهُ يقص وَقَالَ ابْن دُرَيْد كل خصْلَة من الشّعْر قصَّة وَقَوله فشق من قصه إِلَى كَذَا بِفَتْح الْقَاف القص وسط الصَّدْر وَهُوَ الْقَصَص أَيْضا وَقيل هُوَ المشاش المغروزة فِيهِ أَطْرَاف الأضلاع فِي وسط الصَّدْر وَقَوله قصّ الله بهَا خطاياه أَي أَخذ وَنقص وحوسب بِقَدرِهَا وَمِنْه الْقصاص وَهُوَ من الْأَخْذ لِأَنَّهُ يَأْخُذ مِنْهُ حَقه وَقيل من الْقطع لِأَن أَصله فِي الْجرْح يقطع كَمَا قطع جارحه وَقَوله وَبَعْضهمْ أوعى لحديثها اقتصاصا أَي تحديثا وإيرادا لَهُ وَفِي الحَدِيث يقتصه وفقصها عَلَيْهِ وقصصت كُله من إِيرَاد الحَدِيث وَالْخَبَر وتتبعه شَيْئا بعد شَيْء وَمِنْه قصصت أَثَره ويقتص أَثَرهم وَمِنْه وَقَالَت لأخته قصيه أَي أتبعي أَثَره والقصص الْخَبَر نَحن نقص عَلَيْك أحسن الْقَصَص وَقَوله إِنَّمَا أَنْت قاص مشددا أَي صَاحب خبر يُرِيد لست بفقيه وَلَا تسْجد لسجود الْقَاص يَعْنِي الْقَارئ الَّذِي يقص وَكَانَ مَرْوَان بَعثه يقص فِي الْمَسْجِد وَقد ذَكرْنَاهُ
(ق ص ف) قَوْله فتنقصف عَلَيْهِ النِّسَاء وَفِي رِوَايَة الْقَابِسِيّ تنقصف أَي يزدحمن وَمِنْه لما يهمني من انقصافهم على بَاب الْجنَّة أَي ازدحامهم ودفعتهم وَمِنْه فَإِذا أَنا بِالنَّاسِ منقصفين على رجل
(ق ص ع) قَوْله فِي الْحيض فقصعته بظفرها أَي فركته وقطعته وَمِنْه قَوْلهم قصعت القملة إِذا قتلتها والقصع فضخ الشَّيْء بَين الظفرين وَذكر الْقَصعَة فِي غير حَدِيث بِفَتْح الْقَاف هِيَ الصحفة
(ق س ي) قَوْله أقْصَى بَيت بِالْمَدِينَةِ أَي بعده وَمِنْه الْمَسْجِد الْأَقْصَى لبعده من مَكَّة والقصواء نَاقَة النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَقد ذَكرنَاهَا.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
قَوْلهَا فِي السِّوَاك فقصمته ثمَّ مضغته كَذَا هُوَ بالصَّاد الْمُهْملَة عِنْد أَكْثَرهم وَضَبطه ابْن السكن وَالْمُسْتَمْلِي والحموي بِالْمُعْجَمَةِ وَكِلَاهُمَا لَهُ وَجه صَحِيح قصمته بِالْمُهْمَلَةِ كَسرته وبالمعجمة قطعت طرفه بأسنانها وسوته ثمَّ مضغته بعد هَذَا لتلينه كَمَا فسرته فِي الحَدِيث الآخر وَقَوله بأشد مناشدة فِي استقصاء الْحق بالصَّاد الْمُهْملَة لكافة رُوَاة مُسلم وَعند بَعضهم هِيَ بالضاد الْمُعْجَمَة وَعند السَّمرقَنْدِي فِي استيضاء وَلَا وَجه لَهُ وَعند العذري والسجزي اسْتِيفَاء وَالرِّوَايَة الأولى أوجه وأليق بِالْمَعْنَى وَفِي بَاب ذهَاب مُوسَى إِلَى الْخضر فِي الْبَحْر فِي كتاب الْعلم فَكَانَ من شَأْنهمَا الَّذِي قصّ الله تَعَالَى فِي كِتَابه كَذَا لَهُم وَعند الْقَابِسِيّ قضى وَالْأول الْمَعْرُوف وَالَّذِي جَاءَ فِي غير هَذَا الْبَاب وَقَوله فِي نَاقَة النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم)(2/188)
الْقَصْوَاء بِالْفَتْح وَالْمدّ هِيَ المقطوعة الْأذن وَقَالَ الدَّاودِيّ سميت بذلك من السَّبق لِأَنَّهَا كَانَت لَا تكَاد تسبق كَانَ عِنْدهَا أقصا الجري وَقد ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْعين وَضَبطه العذري فِي حَدِيث جَابر فِي كتاب مُسلم القصوى بِالضَّمِّ وَالْقصر وَهُوَ خطأ وَقَوله فِي الْمُزَارعَة فنصيب من الْقصرى بِكَسْر الْقَاف وَالرَّاء وَسُكُون الصَّاد هُوَ مَا يصاب من بقايا السنبل وَتسَمى القصارة بِالضَّمِّ أَيْضا وَكَذَا جَاءَ فِي حَدِيث آخر قَالَ أَبُو عبيد هِيَ مَا بَقِي فِي السنبل من الْحبّ قَالَ وَأهل الشَّام يسمونه الْقصرى وَقَالَ نَحوه ابْن دُرَيْد قَالَ وَيُقَال لَهُ الْقصرى بِكَسْر الْقَاف وَفتح الصَّاد وَشد الرَّاء وَفِي رِوَايَة الطَّبَرِيّ عندنَا فِيهِ الْقصرى بِفَتْح الْقَاف وَالرَّاء مَقْصُورا وَفِي بعض نسخ ابْن الْحذاء بِالضَّمِّ وَلَا وَجه لَهما وَقَوله فِي الْمحرم فاقعصته أَو قَالَ فأقصعته كَذَا ذكره فِي بَاب الحنوط على الشَّك وَذكره فِي بَاب الْكَفَن فأوقصته أَو قَالَ فوقصته وَفِي الْبَاب بعده فوقصه بعيره وَفِي الحَدِيث الآخر بعده قَالَ أَيُّوب فوقصته وَقَالَ عَمْرو فأقصعته كَذَا للمروزي والجرجاني والهروي وَعند النَّسَفِيّ فأقعصته وَكَذَا للجرجاني فِي بَاب الْمحرم يَمُوت وَذكره مُسلم من حَدِيث الزهْرَانِي فأوقصته أَو فاقعصته والرقص كسر الْعُنُق وَذكر مُسلم فِي رِوَايَة ابْن نَافِع وَابْن بشار فأقصعته بِدُونِ شكّ وَذكروا فِي سَائِر الرِّوَايَات فأوقصته وقصته أَو بِالشَّكِّ وفوقص وسنذكره فِي مَوْضِعه وَقد ذكرنَا الْخلاف فِي قَوْله فِي الْحيض فقصعته فِي حرف الْمِيم وَالْوَجْه فِي هَذَا فقعصته ثلاثي بِتَقْدِيم الْعين والقعص الْمَوْت الْوَحْي وَإِن كَانَ بِتَقْدِيم الصَّاد فَكَذَلِك ثلاثي أَيْضا بِمَعْنى شدخته من قَوْلهم قصعت القملة والقصع فضخ الشَّيْء بَين الظرفين
الْقَاف مَعَ الضَّاد
(ق ض أ) قَوْله قضئ الْعين ممدودا مهموزا أَي فأسدها يُقَال تقضأ الثَّوْب إِذا تشقق وقضوء الشَّيْء دخله عيب وقضيء الشَّيْء فسد
(ق ض ب) قَوْله لَا زَكَاة فِي القضب بِسُكُون الضَّاد هِيَ الفصفصة الَّتِي تأكلها الدَّوَابّ وَقيل كل نبت اقتضب وَأكل رطبا فَهُوَ قضب وَقد روينَا هَذَا الْحَرْف فِي الْمُوَطَّأ فِي التَّرْجَمَة وداخل الْبَاب الْقصب أَيْضا بالصَّاد الْمُهْملَة الْمَفْتُوحَة وضبطناه بِالْوَجْهَيْنِ مَعًا
(ق ض م) قَوْله يقضمهاكما يقضم الْفَحْل أَي يعضها بِفَتْح الضَّاد فِي الْمُسْتَقْبل وَتقدم تَفْسِير قَوْلهَا فِي السِّوَاك فقضمته وَالْخلاف فِيهِ
(ق ض ض) قَوْله لَو أَن أحدا انقض لما فعل بعثمان أَي انهار وتصدع وتفرق وتفتت ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْفَاء وَالْخلاف فِيهِ قَالَ أَبُو عبيد انقض الْجِدَار انقضاضا وانقاض انقياضا إِذا تصدع من غير أَن يسْقط فَإِن سقط قيل تقيض وتقوض الْبَيْت مثله وَكَذَلِكَ فِي الْمُعْتَدَّة على من رَوَاهُ كَذَلِك بِالْقَافِ كَأَنَّهَا تكسر عَنْهَا الْعدة ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْفَاء واقتضاض الْجَارِيَة كسر طَابع الله عَلَيْهَا
ق ض ي) قَوْله هَل يقْضى أَن أحج عَنهُ أَي يَجْزِي وَعمرَة فِي رَمَضَان تقضي حجَّة أَي تجزي عَنْهَا فِي الْأجر وَقَوله من أفطر رَمَضَان من غير عذر لم يقْض عَنهُ صِيَام الدَّهْر أَي لم يجز عَنهُ وَقَوله فَلَمَّا قضى صلَاته أَي أتمهَا وَفرغ مِنْهَا وَكَذَلِكَ فَلَمَّا قضينا مناسكنا وَقضى الله حجنا وَقَوله تقضي الْحَائِض الْمَنَاسِك كلهَا إِلَّا الطّواف أَي تفعلها وتحكم عَملهَا وَقَوله الْحَائِض تقضي الصَّوْم وَلَا تقضي الصَّلَاة وتقضي إحدانا الصَّلَاة وتقضي الصَّلَوَات الأولى فَالْأولى هُوَ غرم مَا ترَتّب عَلَيْهَا مِنْهَا وَالْخُرُوج عَنهُ وَمِنْه قضى دينه أَي خرج عَنهُ واستقصى طلب ذَلِك مِنْهُ قَالَ وَقضي فِي اللُّغَة على وُجُوه مرجعها إِلَى انْقِطَاع الشَّيْء وَتَمَامه والانفصال مِنْهُ قضي بِمَعْنى ختم وَمِنْه ثمَّ قضى أَََجَلًا أَي أتمه وختمه وَمِنْه قَوْله فَإِن الله قضى على لِسَان نبيه سمع الله لمن حَمده أَي(2/189)
خَتمه وَحكم بسابق قَضَائِهِ بإجابة قَائِله وَمِنْهَا الْأَمر كَقَوْلِه) وَقضى رَبك أَلا تعبدوا إِلَّا إِيَّاه
(أَي أَمر وَمِنْه فِي حَدِيث النُّطْفَة فَيَقْضِي رَبك مَا شَاءَ وَيكْتب الْملك وَتَكون هُنَا بِمَعْنى الْإِعْلَام بِقَضَاء الله وَقدره لما يكون من أمره سَابق وَبِمَعْنى أعلم كَقَوْلِه وقضينا إِلَى بني إِسْرَائِيل أَي أعلمناهم وَكَقَوْلِه وقضينا إِلَيْهِ ذَلِك الْأَمر أَي أَوْحَينَا إِلَيْهِ وأعلمناه وَبِمَعْنى فصل فِي الحكم وَمِنْه يقْضِي بَينهم وَمِنْه قضى الْحَاكِم وَقضى دينه وكل مَا أحكم عمله فقد قضى وَمِنْه إِذا قضى أمرا أَي أحكمه وقصاهن سبع سماوات وَقضى عَلَيْهِ أَي قَتله وَقضى نحبه أَي مَاتَ وَبِمَعْنى الْفَرَاغ مِنْهُ قَوْله عِنْد بَعضهم ثمَّ اقضوا إِلَيّ وَلَا تنْظرُون أَي أفرغوا وَلَا توخروا من أَمركُم وَقيل مِنْهُ فَلَمَّا قضى أَي فرغ من تِلَاوَته وَمِنْه انْقَضى الشَّيْء إِذا أتم وَمِنْه فَلَمَّا قضى صلَاته وَبِمَعْنى أنفذ وأمضى كَقَوْلِه فَاقْض مَا أَنْت قَاض وَبِمَعْنى الْخُرُوج من الشَّيْء والانفصال مِنْهُ وَمِنْه قضى الدّين أَي خرج وانفصل مِنْهُ وَمِنْه فَإِذا قضيت الصَّلَاة وَمِنْه فَلَمَّا قضى مُوسَى الْأَجَل وَقَوله من بَاب نَحْو دَار الْقَضَاء فَسرهَا بَعضهم أَنَّهَا دَار الْإِمَارَة وَهُوَ خطأ وَإِنَّمَا هِيَ دَار عمر بن الْخطاب سميت دَار الْقَضَاء لِأَنَّهَا بِيعَتْ فِي قَضَاء دين عمر بن الْخطاب فِيمَا أنفقهُ من بَيت المَال فسميت بذلك وَهِي دَار مَرْوَان وَمن هُنَا دخل الْوَهم فِيهَا وَقَوله وَلَا تعدل فِي الْقَضِيَّة أَي فِي الحكم أَو النَّازِلَة المقضى فِيهَا وَقَوله فقاضاهم رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وعام الْقَضِيَّة وَعمرَة الْقَضِيَّة وَقَضِيَّة الْمدَّة كُله من الْقَضَاء وَهُوَ الْفَصْل يُرِيد فأصلهم بِهِ من الْمُصَالحَة والقضية اسْم ذَلِك الْفِعْل وَفِي كتاب الْعين قاضاهم عاوضهم فقد سميت بذلك لمعاوضته هَذِه الْعمرَة بِالَّتِي فِي السّنة الْمُقبلَة وَقَالَ الدَّاودِيّ أقاضيك أعاهدك واعاقدك وَالْأول أصح وَأعرف وَأما عمْرَة الْقَضَاء فَهِيَ اعتمار النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) الْعمرَة الَّتِي اتَّفقُوا عَلَيْهَا يحْتَمل أَن تكون من ذَلِك لِأَنَّهَا الْعمرَة الَّتِي تفاصلوا عَلَيْهَا وَيحْتَمل أَنَّهَا قَضَاء عَن الْعمرَة الَّتِي فَاتَتْهُ وَإِن لم تلْزم شرعا لمن صد لَكِن لما كَانَت بعْدهَا فَكَأَنَّهَا عوض عَنْهَا وَقَوله يتقاضاها مِنْهُ متقاض أَي يَطْلُبهُ بهَا وَقَوله كَانَ ابْن لبَعض بَنَات النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) يقْضى أَن يُنَازع الْمَوْت وينقضي أَجله قَالَ الله تَعَالَى) فَمنهمْ من قضى نحبه
(وَضَبطه الْأصيلِيّ رَحمَه الله يقْضِي.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
فِي الضَّحَايَا فِي بَاب اسْتِقْبَال النَّاس الإِمَام وَلَا تقضى عَن أحد بعْدك أَي لَا تجزي وَعند الْقَابِسِيّ والأصيلي هُنَا تفي وَهُوَ بِمَعْنَاهُ أَي تجزي وَيتم بهَا نسكك وأصل الْوَفَاء التَّمام وسنذكره فِي بَابه وَذكره لجميعهم فِي بَاب الْخطْبَة بعدا لعيدين وَتُوفِّي بِمَعْنى مَا تقدم يُقَال وَفِي ووفى الشَّيْء إِذا تمّ وَفِي الْعَهْد كَذَلِك وأوفى وَكله من التَّمام أَي أتمة وَلم ينقصهُ وَقَوله فِي بَاب من اشْترى هَدِيَّة فِي الطَّرِيق وَرَأى أَن قد قضى طَوَافه الْحَج وَالْعمْرَة كَذَا للقابسي أَي أجزت عَنْهَا وَعند الْأصيلِيّ فقد قضى طَوَافه لِلْحَجِّ وَالْعمْرَة وَهُوَ صَحِيح أَيْضا وَمَعْنَاهُ أتمه وَفرغ مِنْهُ أَن نصب قَضَاهُ وَإِن رَفعه كَانَ بِمَعْنَاهُ وَبِمَعْنى أَجْزَأَ أَيْضا وَعند ابْن السكن فقد قضى طواف الْحَج وَالْعمْرَة بِمَعْنى ذَلِك أَيْضا على الْوَجْهَيْنِ من الْأَعْرَاب والمعنيين مَعًا وَقَوله فِي اجْتِهَاد الْقَضَاء بِمَا أنزل الله كَذَا لجميعهم وَعند النَّسَفِيّ الْقُضَاة وَهُوَ أوجه
الْقَاف مَعَ الْعين
(ق ع ب) ذكر الْقَعْب فِيهَا وَهُوَ بِفَتْح الْقَاف وَهُوَ إِنَاء من خشب ضخم مدور مقعر تشبه بِهِ حوافر الْخَيل وَغير ذَلِك لتدويره
(ق ع د) قَوْله على قعُود بِفَتْح الْقَاف هُوَ من الْإِبِل مَا اقتعد للرُّكُوب وَأمكن(2/190)
ركُوبه يُقَال ذَلِك للذّكر وَالْأُنْثَى وَلَا يُقَال القلوص إِلَّا فِي الْأُنْثَى وَيُقَال قعودة أَيْضا وقعدة وَقَوله قعد لَهَا بقاع قرقر على مَا لم يسم فَاعله أَي حبس ويروى قعد بِالْفَتْح وَقَوله إِنَّمَا نهى عَن الْقعُود على الْقُبُور فِيمَا نرى وَالله أعلم للمذاهب بِهَذَا فسره مَالك يُرِيد الْحَدث وَقيل إِنَّمَا هَذَا الْإِحْدَاد للنِّسَاء وَهُوَ ملازمته وَالْمَبِيت والمقيل عَلَيْهِ وَقيل بل على ظَاهره لِأَن الْجُلُوس عَلَيْهِ تهاون بِالْمَيتِ وَالْمَوْت
ذُو الْقعدَة الشَّهْر الْمَعْلُوم بِفَتْح الْقَاف وَحكى فِيهِ الْكسر وَقَوله فَلَمَّا كَانَ عِنْد الْقعدَة هِيَ هُنَا بِالْفَتْح أَي الْجُلُوس وَيُرِيد بهَا الْقعدَة الْوَاحِدَة فَإِذا أَرَادَ الْهَيْئَة كسر الْقَاف وَقَوله فِي حَدِيث قيام النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فِي رَمَضَان فَلَمَّا علم بهم جعل يقْعد قيل مَعْنَاهُ يُصَلِّي قَاعِدا لَيْلًا يرَوا قِيَامه من وَرَاء الحاجز للحجرة فيصلوا بِصَلَاتِهِ كَمَا فعلوا قبل وَالْأَظْهَر أَنه ترك الْقيام فِي حجرَة الْمَسْجِد وَقعد فِي بَيته على عَادَته فِي غير رَمَضَان كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيث الآخر جلس فَلم يخرج وَقَوله هَذَا مَقْعَدك حَتَّى يَبْعَثك الله قيل مستقرك وَمَا تصير إِلَيْهِ يَوْم الْقِيَامَة
(ق ع ر) قَوْله نَار تخرج من قَعْر عدن وَفِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى قعرة عدن أَي أقْصَى أرْضهَا وَفِي الْأَوْقَات وَالشَّمْس لم تخرج من قَعْر حُجْرَتهَا أَي من داخلها وأرضها
(ق ع ص) قَوْله كقعاص الْغنم قَالَ أَبُو عبيد هُوَ دَاء يَأْخُذ الْغنم لَا يلبثها وَيُقَال بِالسِّين أَيْضا وَقيل هُوَ دَاء يَأْخُذ فِي الصَّدْر كَأَنَّهُ يكسر الْعُنُق وَقَوله وَقع عَن رَاحِلَته فاقعصته أَي أجهزت عَلَيْهِ يُقَال ضربه فاقعصه أَي مَاتَ مَكَانَهُ ويروى على الشَّك أوقال فاقصعته ذكره البُخَارِيّ بِتَقْدِيم الصَّاد وَيحْتَمل أَن يكون مَعْنَاهُ أَيْضا مِنْهُ أَي قتلته وَمِنْه قصعت القملة وَقد يكون على هَذَا بِمَعْنى شدخته وكسرته والقصع فضخ الشَّيْء بَين الظفرين وَقد ذَكرْنَاهُ قبل هَذَا والقعص الْمَوْت الْمُعَجل وَمِنْه مَاتَ فلَان قعصا إِذا أَصَابَته رمية فَمَاتَ مَكَانَهُ وَفِي غسل دم الْحيض فقعصته بظفرها هَكَذَا جَاءَ فِي رِوَايَة الْحميدِي وَكَذَا ذكره البرقاني هُوَ من هَذَا كَأَنَّهَا فركته وقطعته بَين أظفارها كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيث الآخر تقرصه أَي تقطعه ويروى قصعته وَقد ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْمِيم
(ق ع ق) قَوْله فَرفع إِلَيْهِ الصَّبِي وَنَفسه تقَعْقع أَي تضطرب وتتحرك بِصَوْت قَالَ أَبُو عَليّ كل مَا سَمِعت لَهُ عِنْد حركته صَوتا فَهُوَ قعقعة كالسلاح والجلود
(ق ع س) قَوْله فَتَقَاعَسَتْ أَي امْتنعت وكرهت الدُّخُول فِي النَّار
(ق ع ي) وَقَوله الإقعاء فِي الصَّلَاة وَقَول ابْن عَبَّاس هِيَ السّنة قَالَ أَبُو عبيد هُوَ أَن يلصق آليتيه فِي الأَرْض وَينصب سَاقيه وَيَضَع يَدَيْهِ بِالْأَرْضِ كَمَا يقعى الْكَلْب قَالَ وَتَفْسِير الْفُقَهَاء أَن يضع آليتيه على صُدُور عَقِبَيْهِ وَالْقَوْل هُوَ الأول وَقَالَ ابْن شُمَيْل الإقعاء أَن يجلس على وركيه وَهُوَ الاحتفاز والاستيفاز.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
وَفِي الْجُلُوس على الطرقات قَوْله إِنَّمَا قعدن لغير بَأْس قعدن نتحدث ونتذاكر كَذَا عِنْد جَمِيع شُيُوخنَا عَن مُسلم وَفِي بعض النّسخ بعدن نتذاكر بِالْبَاء وَضم الْعين وَهُوَ تَصْحِيف قَبِيح وَفِي مَانع الزَّكَاة قعد لَهَا بقاع قرقر كَذَا لَهُم وَعند التَّمِيمِي قعد على مَا لم يسم فَاعله وَهُوَ وهم وَإِنَّمَا يُقَال مِنْهُ أقعد
الْقَاف مَعَ الْفَاء
(ق ف د) قَوْله قفدني قفدة مَعْنَاهُ الضَّرْب بالكف على الرَّأْس وَقيل فِي القفاء وَهُوَ الصفع
(ق ف ر) قَوْله كَأَنَّك مقفر بِتَقْدِيم الْقَاف الساكنة وَكسر الْفَاء بعْدهَا وَهُوَ الَّذِي لَا ادام مَعَه أَو لم يَأْكُل إدَامًا الْخبز القفار بِفَتْح الْقَاف الْمَأْكُول وَحده بِغَيْر أدام وَقَوله فِي أَرض قفر هِيَ الَّتِي لَا أنيس بهَا يَصح بِالتَّنْوِينِ على الْوَصْف وَبِغَيْرِهِ على الْإِضَافَة
(ق ف ز) ذكر القفازين للمحرمة بِضَم الْقَاف هُوَ شَيْء يلبس للأيدي(2/191)
يغشى بهَا وتستر هَذَا الْمَعْرُوف وَقَالَ ابْن دُرَيْد هُوَ ضرب من الحلى لِلْيَدَيْنِ وَقَالَ ابْن الْأَنْبَارِي لِلْيَدَيْنِ وَالرّجلَيْنِ وَالْأول معنى الحَدِيث لَا غَيره
(ق ف ل) قَوْله انا قافلون وأردنا الإقفال وَحين قفل الْجَيْش وَفِي بعض الحَدِيث حِين أقفل الْجَيْش وفلما أقفلنا ويروى أَقبلنَا بِالْبَاء يُقَال قفل الْجَيْش والرفقة قفولا وأغفلهم الْأَمِير وَقيل فِي هَذَا قفل أَيْضا إِذا رجعُوا إِلَى مَنَازِلهمْ وَاسم الْجَمَاعَة الْقَافِلَة وَلَا تسمى قافلة وَلَا قافلين إِلَّا فِي رجوعهم وَقيل سميت بذلك أَولا تفاولا لرجوعها وَيكون معنى أقفلنا أردنَا الإقفال وَالْإِذْن بالقفول أَو جعلناهم يقفلون أَو تكون الْألف فِي أقفل الْجَيْش وأقفلنا فِي الْحَدِيثين الآخرين مَضْمُومَة على مَا لم يسم فَاعله أَي أمرنَا بالقفول وَأمر بِهِ الْجَيْش أَو يكون الْجَيْش مَنْصُوبًا بأقفل مَفْعُولا أَو أقفلنا بِفَتْح اللَّام وَالْفَاعِل مُضْمر وَهُوَ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَو يكون على وَجهه بِأَمْر بَعضهم بَعْضًا بذلك لأمر النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بِهِ وَلَا يحْسب فِي الرِّوَايَة وهم على مَا قَالَ بَعضهم صَوَابه قَفَلْنَا وقفل الْجَيْش ومقفله من حنين بِفَتْح الْمِيم وَالْفَاء أَي مرجعه وَوقت قفوله
(ق ف ف) قَوْله لقد قف شعري مِمَّا قلت ثلاثي لَا غير أَي أَقَامَ وانقبض من إنكاري لما قلته واستعظامي لَهُ والقفوف القشعريرة من الْبرد وَشبهه وَقَوله فَجَلَسَ على القف وَحَتَّى توَسط قفها ألقف وَحَتَّى توَسط قفها القف الْبناء حول البير وَقيل حَاشِيَة البير والقف أَيْضا حجر فِي وسط البير وَهُوَ أَيْضا شفتها وَهُوَ أَيْضا مصب المَاء من الدَّلْو وَمِنْه يمْضِي إِلَى الضفيرة وَأما قَوْله فِي حَائِط بالقف فموضع نذكرهُ
(ق ف ع) قَوْله لَيْت عندنَا مِنْهُ قفعة هِيَ مثل الزبيل والقفة تعْمل من الخوص لَيْسَ لَهُ عرى وَقيل تكون وَاسِعَة الْأَسْفَل ضيقَة الْأَعْلَى
(ق ف ى) قَوْله على قافية أحدكُم أَي قَفاهُ وَمِنْه قافية الشّعْر لِأَنَّهَا آخر الْبَيْت وَخَلفه وَقَوله وَأَنا المقفى قيل الَّذِي لَيْسَ بعده نَبِي وَقيل المتبع آثَار من قبلي مِنْهُم وَقد جَاءَ فِي الحَدِيث مُفَسرًا الَّذِي لَيْسَ بعده نَبِي وَذكر الْقَائِف هُوَ الَّذِي يعرف الْأَشْيَاء والْآثَار ويقفوها أَي يتبعهَا فَكَأَنَّهُ مقلوب من القافي وَهُوَ المتبع للشَّيْء وَقَالَ الْأَصْمَعِي يُقَال فِيهِ هُوَ يقوف الْأَثر ويقتافه وَقَوله فَلَمَّا قفى الرجل وَلما قفى إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام أَي ولى قَفاهُ منصرفا وَمِنْه فِي حَدِيث الْخوَيْصِرَة أَيْضا فَنظر إِلَيْهِ وَهُوَ مقف وَمِنْه قَوْله ذَيْنك الراكبين المقفيين وَقَوله فَانْطَلق يقفوه أَي يتبعهُ يُقَال قفوته اقفوه وقفيته مخففا وقفته أقوفه إِذا تبِعت أَثَره وَمِنْه قَوْله فِي الصَّيْد نقتفي أَثَره.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
قَوْله نرمي الصَّيْد فنقتفر أَثَره كَذَا عِنْد أبي ذَر والأصيلي وَعند الْقَابِسِيّ فنقتفي وهما بِمَعْنى وَتقدم فِي حرف الْفَاء قَوْله يقتفرون الْعلم وَاخْتِلَاف الرِّوَايَة وَالتَّفْسِير فِيهِ وَفِي حرف الْبَاء قَوْله اقتفينا وَالْخلاف فِيهِ
الْقَاف مَعَ السِّين
(ق س ر) فِي تَفْسِير المدثر قَوْله تَعَالَى قسورة ركز النَّاس وأصواتهم وكل شَدِيد قسورة وقسور
(ق س ط) قَوْله يخْفض الْقسْط وَيَرْفَعهُ قيل الْقسْط هُنَا الرزق أَي يضيقه ويوسعه والقسط الْحصَّة والمقدار وَقيل الْقسْط هُنَا الْمِيزَان وَقد جَاءَ كَذَلِك فِي حَدِيث آخر بِيَدِهِ الْمِيزَان وَهُوَ تَمْثِيل لما يقدره لما يرفع إِلَيْهِ من أَعمال الْعباد وَينزل من أَرْزَاقهم والقسط الْعدْل أَيْضا وَبِه سمي الْمِيزَان لِأَن بِهِ يَقع الْعدْل والقسطاس بِضَم الْقَاف وَكسرهَا أقوم الموازين وَذكر البُخَارِيّ عَن مُجَاهِد أَنه الْعدْل بالرومية قَالَ وَيُقَال الْقسْط مصدر المقسط وَهُوَ الْعَادِل وَقَوله فِي عِيسَى حكما مقسطا أَي عدلا وَقَوله المقسطون على مَنَابِر من نور هم الْأَئِمَّة الْعَادِلُونَ يُقَال أقسط إِذا عدل فَهُوَ(2/192)
مقسط وقسط إِذا جَار وظلم فَهُوَ قاسط قَالَ الله تَعَالَى) وَأما القاسطون فَكَانُوا لِجَهَنَّم حطبا
(وَقَول البُخَارِيّ الْقسْط الْهِنْدِيّ البحري والكست يُرِيد أَنَّهُمَا لُغَتَانِ فِي هَذَا البخور الْمَعْلُوم
(ق س م) قَوْله فِي قسم يقسم بِهِ وَالْقسم بِفَتْح السِّين الْحلف يُقَال من فعله أقسم والقسامة مِنْهُ بِفَتْح الْقَاف لتردد الْإِيمَان بَين المتحالفين فِيهَا فَكَانَت مفاعلة لذَلِك لِأَنَّهَا لَا تكون إِلَّا من اثْنَيْنِ فَصَاعِدا وَمِنْه وقاسمهما إِنِّي لَكمَا لمن الناصحين وَأما الْقسم بِسُكُون السِّين فتميز النَّصِيب يُقَال من فعله قسم وَاسم مَا يُؤْخَذ على ذَلِك من أجر الْقسَامَة بِالضَّمِّ وَقَوله واستقسمت بالأزلام وَمِنْه وَإِن تستقسموا بالأزلام وَهُوَ الضَّرْب بهَا لإِخْرَاج مَا قسم الله لَهُم من أَمر وتمييزه بزعمهم وَقَوله لَو أقسم على الله لَأَبَره قيل لَو دعى لأجابه وَقيل على ظَاهره وَقد تقدم فِي حرف الْبَاء وَالرَّاء
(ق س ي) قَوْله الثِّيَاب القسية بتَشْديد السِّين وَفتح الْقَاف وَنهى عَن لبس القسي فسره فِي كتاب البُخَارِيّ بِأَنَّهَا ثِيَاب يُؤْتى بهَا من الشَّام أَو من مصر مضلعة فِيهَا حَرِير فِيهَا أَمْثَال الأترج قَالَ صَاحب الْعين القس مَوضِع تنْسب إِلَيْهِ الثِّيَاب القسية وَقَالَ ابْن وهب وَابْن بكير هِيَ ثِيَاب مضلعة بالحرير تعْمل بالقس من بِلَاد مصر مِمَّا يَلِي الفرما قَالَ أَبُو عبيد وَأَصْحَاب الحَدِيث يَقُولُونَهُ بِكَسْر الْقَاف وَأهل مصر يَقُولُونَهُ بِالْفَتْح قَالَ وَهِي ثِيَاب يُؤْتى بهَا من مصر فِيهَا حَرِير وَأما الدِّرْهَم القسي بتَخْفِيف السِّين فالردئة.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
فِي الْمُوَطَّأ فِي السّلف فِي الثِّيَاب مثل القسي كَذَا رِوَايَة الْمُهلب ابْن أبي صفرَة وَعند كَافَّة الروَاة هُنَا الْقَيْسِي بِزِيَادَة يَاء قَول البُخَارِيّ والقسوم الْمصدر كَذَا لأبي زيد وَلغيره الْقسم وَهُوَ الصَّوَاب وَإِنَّمَا القسوم الْجمع وَقَوله فِي حَدِيث بدر عَن الزبير قسمت سِهَامهمْ فَكَانُوا مائَة كَذَا للنسفي وَبَعْضهمْ وَعند الْأصيلِيّ وَأبي ذَر قسمت على مَا لم يسم فَاعله وَالْأول أصوب بِدَلِيل قَوْله بعد ضربت يَوْم بدر للمهاجرين بِمِائَة سهم
الْقَاف مَعَ الشين
(ق ش ب) قَوْله فِي الَّذِي ينجوا من جَهَنَّم قشبني رِيحهَا مَعْنَاهُ سمني وَآذَانِي والقشب السم والقشب خلطه وَقيل أَخذ بكظمي يُقَال قشبه الدُّخان إِذا مَلأ خياشيمه وَيُقَال قشبني الشَّيْء أهلكني مَأْخُوذ من السم
(ق ش م) قَوْله فِي بيع الثَّمر أَصَابَهُ قشام بِضَم الْقَاف مخفف الشين هُوَ نفضه وَهُوَ بسر قبل البلح هَذَا قَول الْأَصْمَعِي وَقَالَ غَيره القشام أكال يَقع فِي التَّمْر
(ق ش ع) قَوْله فنفلني جَارِيَة عَلَيْهَا قشع أَي جلد ألبسته يُقَال بِفَتْح الْقَاف وبكسرها
الْقَاف مَعَ الْهَاء
(ق هـ ر) قَوْله كتب إِلَى قهرمانه هُوَ كالخازن والقائم بأموره والقهرمان بِفَتْح الْقَاف المتعاهد الحفيظ على مَا تَحت يَده قَالُوا وَهُوَ الْوَكِيل بلغَة الْفرس
(ق هـ ق ر) قَوْله رجعُوا بعْدك القهقرا وَرجع يقهقر قَالَ أَبُو عبيد هُوَ الرُّجُوع إِلَى خلف وَفِي الْعين الرُّجُوع على الدبر وَحكى أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو الْقَهْقَرِي الْإِحْضَار كَذَا رَوَاهُ ابْن دُرَيْد فِي المُصَنّف وَكَذَا روايتنا فِيهِ من طَرِيق ابْن دُرَيْد وَفِي رِوَايَة غَيره القهمزي الْإِحْضَار قَالَ أَبُو عَليّ رَحمَه الله وَهُوَ الصَّوَاب
الْقَاف مَعَ الْوَاو
(ق وب) قَوْله قاب قَوس أحدكُم من الْجنَّة أَي قدر طولهَا وَيحْتَمل قدر رميتها يُقَال هُوَ قاب رمح وقاد رمح وَقيد رمح وقدى رمح وقدة رمح كُله بِمَعْنى وَقيل فِي قَوْله قاب قوسين الْقوس هُنَا الذِّرَاع بلغَة ازدشنوءة وَقيل قدر قوسين وَقيل القاب ظفر الْقوس وَهُوَ مَا وَرَاء معقد الْوتر إِلَى طرفها
(ق وت) قَوْله اللَّهُمَّ اجْعَل رزق آل(2/193)
مُحَمَّد قوتا الْقُوت بِالضَّمِّ مَا يمسك رَمق الْإِنْسَان وَهِي الغنية أَيْضا قَالَ صَاحب الْعين هُوَ المسكة من الرزق قَالَ ابْن دُرَيْد يُقَال قات أَهله قوتا بِالْفَتْح وأقاتهم أَيْضا وَهِي الْبلْغَة من الْعَيْش
(ق ود) قَوْله وَأما أَن يقيدوا وَذكر الْقود هُوَ قتل الْقَاتِل بِمن قَتله يُقَال أقاده الْحَاكِم واستقاد من قَاتل وليه وَقَوله اقتادوا أَي قادوا رواحلهم افتعلوا من ذَلِك
(ق ول) قَوْله الْبر تَقولُونَ بِهن أَي تظنون وترون وَقَوله فَشَتْ القالة أَي القَوْل وَمِنْه فِي الحَدِيث الآخر النميمة القالة بَين النَّاس أَي نقل القَوْل وَالْكَلَام بَينهم وَمِنْه قَوْله وتلا قَول إِبْرَاهِيم رب إنَّهُنَّ أضللن كثيرا من النَّاس وَقَالَ عِيسَى أَن تُعَذبهُمْ فَإِنَّهُم عِبَادك كَذَا فِي الْأُصُول وَهُوَ هُنَا اسْم لَا فعل مَعْنَاهُ وتلا قَول عِيسَى يُقَال كثر القَوْل والقال والقيل والقيل والقالة وَقيل يكون القالة مَكَان القائلة أَي الْجَمَاعَة القائلة والقال مَكَان الْقَائِل يُقَال أَنا قَالَهَا أَي قَائِلهَا وَمِنْه نهى عَن قيل وَقَالَ يحْتَمل أَن يحْكى الْفِعْلَيْنِ وَأَن يَقُول قَالَ فلَان كَذَا وَقيل كَذَا فيكونان على هَذَا منصوبين وَقد يكونَانِ اسْمَيْنِ كَمَا تقدم فتكسرهما وتنونهما وَمعنى ذَلِك الحَدِيث فِيمَا يَخُوض النَّاس فِيهِ من قَالَ فلَان كَذَا وَقَالَ فلَان أَن فلَانا صنع كَذَا وَقَوله النميمة القالة بَين النَّاس مِمَّا ذكرنَا أَي نقل الْكَلَام بَينهم وَمثله ففشت فِي ذَلِك القالة أَي الحَدِيث وَالْقَوْل وَقَوله فِي حَدِيث الْخضر فَقَالَ بيدَيْهِ فأقامه يَعْنِي الْحَائِط أَي أَشَارَ بِيَدِهِ أَو تنَاول وَقَوله فِي الْوضُوء فَقَالَ بِيَدِهِ هَكَذَا وَجعل يَقُول بِيَدِهِ فسره فِي الحَدِيث بِمَعْنى ينفضه قَوْله فَقَالَ بإصبعيه السبابَة وَالْوُسْطَى أَي أَشَارَ وَحكى وَقَوله فِي بَاب التَّشَهُّد فِي كتاب مُسلم قَالَت أَبُو إِسْحَاق قَالَ أَبُو بكر بن أُخْت أبي النَّضر فِي هَذَا الحَدِيث معنى قَالَ فِيهِ طعن فِيهِ وَقَوله فَلْيقل إِنِّي صَائِم قيل يَقُول ذَلِك لنَفسِهِ ليمتنع من قَول الرَّفَث لَا أَنه يَقُوله بِلِسَانِهِ وَقَوله فِي قِيَامه فَيُقَال لَهُ فَيَقُول أَفلا أكون عبدا شكُورًا معنى يُقَال أَي يلام فِي ذَلِك لما أجهده وَقَوله فِي حَدِيث بعض أَزوَاج النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فتقاولتا أَي تشارتا وَقَالَت كل وَاحِدَة مِنْهُمَا قولا أغلظت فِيهِ وَقَوله تقولوه التقول الْكَذِب وَقَوله مَا تقاولت بِهِ الْأَنْصَار أَي قَالَه بَعضهم فِي بعض من الشّعْر
(ق وم) قَوْله كَمثل الصَّائِم الْقَائِم الدَّائِم يُرِيد قيام اللَّيْل أَو قيام الصَّلَاة ومداومة ذَلِك وَسقط من رِوَايَة ابْن وضاح لَفْظَة الْقَائِم وَقَوله لأبي أَيُّوب قوما على بركَة الله على طَرِيق التَّأْكِيد أَي قُم قُم وَفِي رِوَايَة أبي ذَر قَالَ قوما على بركَة الله فَظَاهره أَنه قَول أبي أَيُّوب للنَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَأبي بكر وَقَوله حَتَّى يجد قواما من عَيْش أَي مَا يُغني مِنْهُ وَفِي الدُّعَاء أَنْت قيام السَّمَاوَات وَالْأَرْض بتَشْديد الْيَاء كَذَا رِوَايَة الْجَمَاعَة وَعند ابْن عتاب بِكَسْر الْقَاف وَتَخْفِيف الْيَاء وَالْقِيَام والقيوم والقوام والقيم الْقَائِم بِالْأَمر وَكَذَلِكَ الْقيم وَأما الْقيام والقوام فَجمع وَقَوله أريته فِي مقَامي هَذَا وَعَن مقامك وَذَلِكَ الْمقَام الْمَحْمُود هُوَ حَيْثُ يقوم الْمَرْء وَيكون مصدر قِيَامه أَيْضا يُقَال فِيهِ مقَاما ومقاما وَقَالَ صَاحب الْعين الْفَتْح الْموضع وَالضَّم اسْم الْفِعْل وَقَوله حَتَّى قَامَ قَائِم الظهيرة هُوَ كِنَايَة عَن وقُوف الشَّمْس فِي الهاجرة حَتَّى كَأَنَّهَا لَا تَبْرَح فَيكون قِيَامهَا كِنَايَة عَنْهَا أَو عَن الظل لوقوفه ح حَتَّى يَأْخُذ فِي الزِّيَادَة عِنْد ميلها وَقَوله يؤم الْقَوْم اقرأهم الْقَوْم الْجَمَاعَة وَهِي مُخْتَصَّة عِنْد الْأَكْثَر بِالرِّجَالِ دون النِّسَاء كَمَا قَالَ
أقوم آل حصن أم نسَاء
وكما قَالَ(2/194)
تَعَالَى) لَا يسخر قوم من قوم
(ثمَّ قَالَ وَلَا نسَاء من نسَاء ففصل بَين الْقَوْم وَالنِّسَاء وَذكر يَوْم الْقِيَامَة قيل سميت بذلك لقِيَام النَّاس فِيهَا كَمَا قَالَ تَعَالَى) يَوْم يقوم النَّاس لرب الْعَالمين
(وَقَوله تَسْوِيَة الصُّفُوف من إِقَامَة الصَّلَاة أَي من تَمامهَا وتحسينها وَالْقِيَام بِحَقِّهَا كَمَا جَاءَ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى من حسن الصَّلَاة وَمن تَمام الصَّلَاة وَمعنى الْإِقَامَة فِي الصَّلَاة وَقد قَامَت الصَّلَاة أَي قَامَ أَهلهَا للصَّلَاة أَو حَان قيامهم وَقَوله فَمَا زَالَ يُقيم لَهَا ادمها أَي يهيئها وَيقوم بهَا وَمِنْه قوام الْعَيْش وَقَوله مازال قَائِما أَي دَائِما أَو كَافِيا قَوْله لَو تركتهَا مازال قَائِما أَي دَائِما ثَابتا وَقَوله لَو لم تكله لقام لكم أَي لدام ويروى بكم أَي استعنتم بِهِ مَا بَقِيتُمْ وَقَوله فِي خبر مُوسَى فَقَامَ لحجر حَتَّى نظر إِلَيْهِ أَي ثَبت وَقد تقدم أَن صَوَابه حِين لَا حَتَّى عِنْد بَعضهم مَا ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْبَاء وحرف الْحَاء وَفِي حَدِيث التَّيَمُّم فِي بَاب فضل أبي بكر أَقَامَت برَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وبالناس وَلَيْسَ مَعَهم مَاء كَذَا رَوَاهُ أَبُو ذَر وَهُوَ الْمَعْرُوف وَعند الْمروزِي والجرجاني وَبَعض شُيُوخ أبي ذَر فِي بعض الرِّوَايَات قَامَت وَهُوَ يخرج على مَا تقدم أَي ثبتَتْ وَفِي حَدِيث أُمَامَة أبي بكر قُم مَكَانك ويروى أقِم مَكَانك هُوَ مِمَّا تقدم وَقَوله إِقَامَة الصَّفّ من حسن الصَّلَاة وَكَذَلِكَ قَوْله تَسْوِيَة الصُّفُوف من إِقَامَة الصَّلَاة وَإِلَّا تقيمون الصُّفُوف إِقَامَة الصَّفّ تسويته وَإِقَامَة الصَّلَاة تحسينها وإتمامها
(ق وض) قَوْله أَمر بِالْبِنَاءِ فقوض وبخبائه فقوض أَي أزيل وَنقض قوضت الخباء أزلت عمده وَأَصله الْهدم
(ق وس) قَوْله قاب قَوس أحدكُم ذَكرْنَاهُ وَالْخلاف فِي مَعْنَاهُ هَل هُوَ من قَوس الرَّمية أَو الذِّرَاع.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
قَوْله فِي خطْبَة الْفَتْح أما أَن يعقل وَأما أَن يفادي ذَكرْنَاهُ وَالْخلاف فِيهِ فِي الْفَاء قَالَ بَعضهم وَصَوَابه مَا جَاءَ فِي غير هَذَا الْموضع وَأما أَن يُقَاد أَي يعقل الْمَقْتُول وَقَوله فَقَامَ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بَين خَيْبَر وَالْمَدينَة عِنْد الْأصيلِيّ وَالصَّوَاب فَأَقَامَ وَكَذَا جَاءَ فِي حَدِيث التَّيَمُّم على الصَّوَاب
قَالَ القَاضِي رَحمَه الله تَعَالَى قد جَاءَ قَامَ بِمَعْنى ثَبت وَأقَام كَمَا تقدم وَفِي بَاب صَلَاة الْمَرْأَة فِي ثوب حَاضَت فِيهِ فَإِذا أَصَابَهُ شَيْء من دم قَالَت بريقها فمصعته كَذَا فِي رِوَايَة جَمِيع شُيُوخنَا وَرَوَاهُ البرقاني بلته بريقها وَهُوَ أبين وَيحْتَمل إِن قَالَت تَغْيِير مِنْهُ وَفِي سَلام النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) على أهل الْقُبُور قَالَ وَلم يقم قُتَيْبَة قَوْله وأتاكم كَذَا عِنْد السَّمرقَنْدِي وَغَيره وَعند العذري وَلم يقل بِاللَّامِ وَعند ابْن الْحذاء يقص وَالْأول الصَّوَاب وَالْآخر وهم وَالصَّاد مُغيرَة من الْمِيم وَنقل لَهُ وَجه لَكِن الأولى مَا ذَكرْنَاهُ وَقَوله فِي حَدِيث جَابر الطَّوِيل آخر مُسلم أَي رجل مَعَ جَابر فَقَامَ جَبَّار بن صَخْر كَذَا لكافة شُيُوخنَا وَفِي رِوَايَة فَقَالَ بِاللَّامِ وَكِلَاهُمَا لَهُ وَجه وَفِي حَدِيث الحلاق فَقَالَ بِيَدِهِ عَن يسَاره ويروي رَأسه أَي أَشَارَ وَجعل وَقد ذَكرْنَاهُ فِي الرَّاء وَقَوله فِي الصّرْف فِي حَدِيث أبي قلَابَة كنت بِالشَّام فِي حَلقَة فجَاء أَبُو الْأَشْعَث فَقَالُوا لَهُ حدث أخانا كَذَا لجميعهم وَعند السَّمرقَنْدِي فَقلت لَهُ وَهُوَ خطأ وَالصَّوَاب الأول وَأَبُو قلَابَة هُوَ الْمخبر عَن نَفسه بِهَذَا الْخَبَر عَن أبي الْأَشْعَث وَله سَأَلَ الْقَوْم أَبَا الْأَشْعَث أَن يُحَدِّثهُمْ وَفِي حَدِيث الْإِفْك فِي بَاب لَا يَأْتَلِ أولُوا الْفضل مِنْكُم فِي التَّفْسِير قَالَت لما ذكر من شأني الَّذِي ذكر وَمَا علمت بِهِ قَامَ رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فِي خَطِيبًا كَذَا لكافتهم وَفِي أصل الْأصيلِيّ وَمَا علمت بمقام رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) ثمَّ كتب عَلَيْهِ قَامَ وَمَا فِي أَصله تَصْحِيف وَالله أعلم وَقَوله فِي حَدِيث سبيعة فَقَالَت(2/195)
وَالله مَا يصلح أَن تنكحه كَذَا لَهُم عِنْد البُخَارِيّ إِلَّا ابْن السكن فَعنده فَقَالَ وَالله وَهُوَ الصَّوَاب قَائِله أَبُو السنابل والْحَدِيث مبتور وَقد ذكرنَا صَوَابه وَتَمَامه آخر الْكتاب فِي بَاب مَا بتر وَنقص مِنْهَا وَقَوله فِي بَاب من أهل فِي زمن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كإهلال النَّبِي بَعَثَنِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) إِلَى قومِي بِالْيمن حَدِيث معَاذ كَذَا لَهُم وَرَوَاهُ بَعضهم قوم وَفِي حَدِيث مَتى تحل الْمَسْأَلَة حَتَّى يقوم ثَلَاثَة من ذوى الحجا لقد اصابته فاقة يَعْنِي يشْهدُونَ لَهُ كَذَا لكثير من الروَاة وَلمُسلم وَعند ابْن الْحذاء حَتَّى يَقُول وَكِلَاهُمَا صَحِيح وَقَوله فِي حَدِيث ابْن الدخشم فِي البُخَارِيّ فِي بَاب المتأولين أَلا تقولوه يَقُول لَا إِلَه إِلَّا الله كَذَا الرِّوَايَة وَمَعْنَاهُ أَلا تظنونه يَقُولهَا كَمَا قَالَ
فَمَتَى تَقول الدَّار تجمعنا
أَي تظن فِي الظَّاهِر أَنه خطاب للْجَمِيع فَإِن كَانَ على هَذَا فَهُوَ وهم وَصَوَابه أَفلا تقولونه قَالَ بَعضهم وَيحْتَمل أَن يكون خطابا للْوَاحِد فأشبع الضمة وَهِي لُغَة كَمَا قَالَ أدنوا فانظور يُرِيد انْظُر وَمثله مَا رُوِيَ فِي أَذَان بِلَال الله إكبار فاشبع الفتحة وَقَوله فِي حَدِيث لتسئلن عَن نعيم هَذَا الْيَوْم لأبي بكر وَعمر قومُوا فقاما مَعَه كَذَا فِي جَمِيع نسخ مُسلم وَوَجهه قوما وَقَوله فِي قتل ابْن الْأَشْرَف أَنِّي قَائِل بِشعرِهِ أَي آخذ بِهِ وَيحْتَمل أَن يُرِيد غَالب لَهُ بِهِ وَعَلِيهِ وَمِنْه الحَدِيث الآخر سُبْحَانَ من تعطف بالعز وَقَالَ بِهِ قَالَ الْأَزْهَرِي أَي غلب بِهِ وَرَأَيْت ابْن الصَّابُونِي فِي شَرحه ذكر هَذِه الْكَلِمَة قَابل بِهِ بِالْبَاء لَا غير وَمَا رَأَيْت أحدا من شُيُوخنَا ضَبطهَا علينا كَذَلِك لكني وَجدتهَا كَذَلِك عِنْد بعض الروَاة فَإِن صحت فَمَعْنَاه يرجع إِلَى هَذَا أَي أَخَذته من قبلت الْقَابِلَة الصَّبِي إِذا تَلَقَّتْهُ وأخذته وَقبلت الدَّلْو من المستقي فَأَنا قَابل إِذا أَخَذته مِنْهُ وصببته فِي القف وَبِنَحْوِ من هَذَا فسره لَكِن لَا يتَعَدَّى قبل هُنَا بِحرف جر وَقد جَاءَ فِي الحَدِيث بِهِ وَمثله فِي حَدِيث الصَّدَقَة وبلال قايل بِثَوْبِهِ بياء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا أَي باسطه كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيث الآخر باسط ثَوْبه ليلقين فِيهِ الصَّدَقَة وَرَوَاهُ بَعضهم بِالْبَاء من الْقبُول على نَحْو مَا تقدم وَفِي حَدِيث إِذا فتحت عَلَيْكُم فَارس وَالروم قَالَ ابْن عَوْف نقُول كَمَا أمرنَا الله كَذَا فِي جَمِيع نسخ مُسلم قَالَ الوقشي أرَاهُ نَكُون وَبِه يسْتَقلّ الْكَلَام أَلا ترى جَوَابه (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَو غير ذَلِك تنافسون الحَدِيث وَفِي الدُّعَاء وأمتعني بسمعي وبصري وقوتي كَذَا لرواة الْمُوَطَّأ وَضَبطه بَعضهم وقوني وَالْأول أصوب بِدَلِيل مَا قبله وَفِي حَدِيث عَائِشَة فانتهرتها فَقَالَت لَاها الله ذَا كَذَا الرِّوَايَة وَصَوَابه فَقلت لِأَن عَائِشَة أخْبرت عَن هَذَا وَهِي قائلة هَذَا الْكَلَام وَفِي حَدِيث الْأُخْدُود احموه فِيهَا أَو قيل لَهُ اقتحم قيل صَوَابه قُولُوا لَهُ اقتحم وَتقدم الْكَلَام على احموه وَقَول من قَالَ لَعَلَّه أقحموه بِدَلِيل مَا بعده وَفِي بَاب السّلم إِلَى أجل مَعْلُوم أَرْسلنِي أَبُو بردة وَعبد الله بن شَدَّاد إِلَى عبد الرَّحْمَن بن أَبْزَى وَعبد الرَّحْمَن بن أوفى فَسَأَلتهمَا عَن السّلف فَقَالَ كُنَّا نصيب الْمَغَانِم مَعَ رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كَذَا عِنْدهم وَعند الْأصيلِيّ فَقَالَا على التَّثْنِيَة وَهُوَ وهم لَا يَصح إِنَّمَا هُوَ فَقَالَ مُفْرد من قَول ابْن أبي أوفى وَحده فَإِن ابْن أَبْزَى لم يدْرك النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَكَذَلِكَ الْخلاف بعد فِي قَوْله فَقَالَ مَا كُنَّا نسألهم عَن ذَلِك فَإِنَّمَا سَأَلَ ابْن أَبْزَى عَن الْمَسْأَلَة فَوَافَقَ جَوَاب مَا قَالَه ابْن أبي أوفى كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيث الآخر وَفِي الْأَدَب قَالَ أَبُو كريب وَابْن أبي عمر قَالَ أَبُو كريب أَنا وَقَالَ ابْن أبي عمر نَا وَاللَّفْظ لَهُ قَالَا نَا مَرْوَان كَذَا فِي الْأُصُول صَوَابه(2/196)
قَالَا عَن مرون أَو قَالَا مَرْوَان أَو قَالَ يَا مَرْوَان وَرجع إِلَى قَول ابْن أبي عمر وَكَذَا كَانَ أَيْضا فِي حَاشِيَة كتاب القَاضِي التَّمِيمِي وَلَا يَصح أَن يَقُول لَهما لِأَن أَبَا كريب قد قَالَ أَنا وَلم يقل نَا لِأَنَّهُ قد تقدم لفظ كل وَاحِد فِي رِوَايَته وَقَوله فِي كتاب الْأَنْبِيَاء فِي خبر ثَمُود ذُو عزة ومنعة فِي قومه كَذَا للجرجاني وللباقين فِي قُوَّة وَالْأول أظهر وأوجه وَفِي أول الْبَاب تركته بِمن مَعَه لأَنهم قومه كَذَا عِنْد الْأصيلِيّ وللباقين قوته وَهَذَا هُنَا أوجه من الأول وَفِي كتاب الْأَنْبِيَاء فِي خبر مَرْيَم وَعِيسَى فِي حَدِيث ابْن مقَاتل أَن رجلا من أهل خُرَاسَان قَالَ لِلشَّعْبِيِّ فَقَالَ الشّعبِيّ كَذَا لكافة الروَاة وَعند الْأصيلِيّ سَأَلَ الشّعبِيّ فَقَالَ الشّعبِيّ وَهُوَ الْوَجْه وَقَوله إِذا كَانَ يَوْم الْقِيَامَة سميت بذلك لقِيَام النَّاس فِيهَا قَالَ الله) يَوْم يقوم النَّاس لرب الْعَالمين
(
الْقَاف مَعَ الْيَاء
(ق ي أ) قَوْله استقاء واستقاءه ممدودا أَي تعمد الْقَيْء واستدعاه استفعل مِنْهُ فَأَما استقى مَقْصُورا فَمن استقى المَاء استقاء السِّين أَصْلِيَّة وقاء إِذا خرج مِنْهُ الْقَيْء وتقيأ مثله مَهْمُوز كُله وَكَذَلِكَ كَالْكَلْبِ يعود فِي قيئه وَالِاسْم الْقَيْء والقياء مَمْدُود مضموم الأول وَمِنْه فِي النَّهْي عَن الشّرْب قَائِما فَمن نسي فليستقيء مَهْمُوز الآخر وَأما قَوْله فِي الْبَاب شرب من مَاء زَمْزَم قَائِما واستقى مَقْصُورا وَصَوَابه واستسقى على مَا عِنْد أَكثر الروَاة وَسَيَأْتِي فِي حرف السِّين
(ق ي د) قَوْله قيد شبر وَمَوْضِع قيد سَوْطه من الْجنَّة كَذَا ذكره البُخَارِيّ فِي الْجِهَاد أَي قدره وكما تقدم فِي قاب قوسه
(ق ي ر) ذكر فِي الظروف المقير وَهُوَ بِمَعْنى المزفت فِي الحَدِيث الآخر والمقير المطلي بالقار وَهُوَ الزفت وَهُوَ القير أَيْضا وَقد جَاءَ فِي الحَدِيث ذكر القار وَفَسرهُ الزفت
(ق ي ل) قَوْله وَهُوَ قَائِل السقيا أَي ينزل للقائلة بالسقيا قَرْيَة نذكرها فِي السِّين وَمِنْه فِي حَدِيث الْمُلَاعنَة أَنه قَائِل أَي نَائِم بالقائلة وَمِنْه لم يقل عِنْدِي وَقَالَ فِي بَيتهَا وَمِنْه يقيلون قائلة الضحاء أَي ينامون حِينَئِذٍ وَمِنْه وأتانا فَقَالَ عندنَا ثلاثي يُقَال مِنْهُ قَالَ يقيل قيلا وقائلة وقيلولة فَأَما من البيع فأقال يقيل اقالة رباعي وَقيل فِي البيع قَالَ وَهُوَ قَلِيل
(ق ي ن) قَوْله الأذخر فَإِنَّهُ لِقَيْنِهِم أَي لصائغهم كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيث الآخر لصاغتهم وَقَوله وَكَانَ ظئره قينا هُوَ الْحداد وَكَذَلِكَ قَول خباب كنت قينا أَي حدادا وَهُوَ اصله ثمَّ اسْتعْمل فِي الصَّائِغ وَقَوله وَعِنْدهَا قينتان تُغنيَانِ وَمَعَهُ قينة تغنيه الْقَيْنَة الْمُغنيَة والقينة الْأمة أَيْضا والقينة الماشطة وَمِنْه فَمَا كَانَت امْرَأَة تقين بِالْمَدِينَةِ أَي تمشط وتزين وَقيل تجلى على زَوجهَا وهما متقاربان وَفِي رِوَايَة أبي ذَر للمستملي تقين تزفن لزَوجهَا كَذَا عِنْده وَلَعَلَّه تزين وَفِي الفاخر التقين إصْلَاح الشّعْر
(ق ي ع) قَوْله فأجلسني فِي قاع وَقَوله إِنَّمَا هِيَ قيعان وبقاع قرقر القاع المستوى الصلب الْوَاسِع من الأَرْض وَقد يجْتَمع فِيهَا المَاء وَجمعه قيعان قيل هِيَ أَرض فِيهَا رمل وَتقدم تَفْسِير القرقر
(ق ي ف) ذكر الْقَائِف فِي حَدِيث عمر هُوَ الَّذِي يعرف بالأشباه والقرابات وَفِي حَدِيث الْعرنِين هُوَ الَّذِي يُمَيّز الْآثَار
(ق ي ي) قَوْله وَألقى القفر بِكَسْر الْقَاف مشدد الآخر وَأَصله من الْوَاو وَمِنْه قَوْله تَعَالَى) ومتاعا للمقوين
(والقواء مَمْدُود.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
فِي غَزْوَة الْفَتْح قَوْله فِي الأذخر لَا بُد مِنْهُ للقين والبيوت كَذَا لكافتهم وَشك أَبُو زيد هَل هُوَ للقين أَو للقبر والبيوت وَقد جَاءَ الْوَجْهَانِ جَمِيعًا فِي الحَدِيث وَقد نبه عَلَيْهِ البُخَارِيّ وَذكر اخْتِلَاف الرِّوَايَة فِيهِ فِي كتاب الْجَنَائِز فَذكر عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس لصاغتنا وَقُبُورنَا ثمَّ قَالَ وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَة لِقُبُورِنَا وَبُيُوتنَا قَالَ وَقَالَ طَاوُوس عَن ابْن عَبَّاس(2/197)
لِقَيْنِهِم وَبُيُوتهمْ وَقد اخْتلف فِي تَأْوِيل الْبيُوت هُنَا فَقيل المُرَاد بهَا الْقُبُور وَالْأولَى أَنَّهَا الْبيُوت الْمَعْلُومَة لقَوْله لِقُبُورِنَا وَبُيُوتنَا وَقَوله فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى لظهر الْبَيْت والقبر
فصل تَقْيِيد أَسمَاء الْمَوَاضِع
فِيهِ
(قبا) بِضَم أَوله مَعْرُوفَة بِالْمَدِينَةِ على ثَلَاثَة أَمْيَال مِنْهَا ويضاف إِلَيْهِ مَسْجِد قبا يقصر ويمد وَالْمدّ أشهر وَيصرف وَلَا يصرف وَأنكر الْبكْرِيّ الْقصر فِيهِ وَلم يحك أَبُو عَليّ فِيهِ وَلَا فِي الَّذِي فِي طَرِيق مَكَّة إِلَّا الْمَدّ وَقَالَ الْخَلِيل قبا مَقْصُور قَرْيَة بِالْمَدِينَةِ وَحكى ثَابت فِي قبا الْوَجْهَيْنِ
(القاحة) بِفَتْح الْحَاء الْمُهْملَة مُخَفّفَة وَاد بالعبادير على ثَلَاث مراحل من الْمَدِينَة قبل السقيا بِنَحْوِ ميل كَذَا قيدها ابْن السكن وَأَبُو ذَر والأصيلي بِالْقَافِ وَهِي للهمداني والقابسي بِالْفَاءِ وَفِي كتاب الْقَابِسِيّ فِيهَا أشكال وَالصَّوَاب الْقَاف
(الأَرْض المقدسة) قيل هِيَ فلسطين ودمشق
(قناة) بِفَتْح الْقَاف وَتَخْفِيف النُّون مَقْصُورَة وأدمن أَوديَة الْمَدِينَة عَلَيْهِ حرث وَمَال وَهُوَ مُفَسّر فِي حَدِيث الاسْتِسْقَاء وَجَاء فِي بعض حَدِيث وَادي قناة على الْإِضَافَة
(قصر بني خلف) مَوضِع بِالْبَصْرَةِ مَنْسُوب إِلَى بني خلف الْخُزَاعِيّ جد طَلْحَة الطلحات تقدم فِي حرف الْخَاء
(قديد) بِضَم الْقَاف وَفتح الدَّال قَرْيَة جَامِعَة وَبَين قديد والكديد سِتَّة عشر ميلًا الكديد أقرب إِلَى مَكَّة وَسميت قديدا لتقدد السُّيُول بهَا وَهِي لخزاعة
(سوق قينقاع) بِكَسْر النُّون ويروى بضَمهَا وَفتحهَا وَبَنُو قينقاع شعب من يهود الْمَدِينَة أضيفت السُّوق إِلَيْهِم
(الْقبلية) الَّتِي تُضَاف إِلَيْهَا الْمَعَادِن بِفَتْح الْقَاف وَالْبَاء وَتَشْديد الْيَاء جَاءَ فِي الحَدِيث وَهِي من نَاحيَة الْفَرْع
(الْقدوم) جَاءَ فِي حَدِيث إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام اختتن بالقدوم وَفِي حَدِيث الفريعة حَتَّى إِذا كَانُوا بِطرف الْقدوم وَفِي حَدِيث أبي هُرَيْرَة تدلى علينا من قدوم ضان وَقد اخْتلف فِي حَدِيث إِبْرَاهِيم هَل هِيَ الْآلَة أَو الْموضع وَقد ذكرنَا ضبط هَذِه الْحُرُوف فِي مُسلم بِفَتْح الْقَاف فِي جَمِيعهَا وَتَخْفِيف الدَّال إِلَّا الْأصيلِيّ فِي حَدِيث أبي هُرَيْرَة فَإِنَّهُ ضَبطه بِخَطِّهِ قدوم ضان بِضَم الْقَاف وَحكى الْبَاجِيّ فِي حَدِيث إِبْرَاهِيم بتَشْديد الدَّال أَيْضا وَهِي رِوَايَة الْأصيلِيّ والقابسي فِي حَدِيث قُتَيْبَة قَالَ الْأصيلِيّ وَكَذَا قرآها علينا أَبُو زيد وَأنكر يَعْقُوب بن شيبَة التَّشْدِيد فِيهِ وَذكر البُخَارِيّ عَن شُعَيْب التَّخْفِيف فِيهِ قَالَ الْبكْرِيّ وهوقول أَكثر اللغويين قَالَ الْهَرَوِيّ هِيَ قَرْيَة بِالشَّام وَأما الَّذِي فِي حَدِيث الفريعة فَلم يخْتَلف فِي فتح الْقَاف فِيهِ أَيْضا وقالوه بتَخْفِيف الدَّال وتشديها وبالتشديد قَالَه أَكْثَرهم إِلَّا أَحْمد بن سعيد الصَّدَفِي من رِوَايَة الْمُوَطَّأ فضبطه بِضَم الْقَاف وَتَشْديد الدَّال وَلَا يَصح قَالَ ابْن وضاح هُوَ جبل بِالْمَدِينَةِ وَقَالَ ابْن دُرَيْد قدوم مخففا ثنية بالسرات وَكَذَا قَالَ الْبكْرِيّ قَالَ والمحدثون يشددونه وَأما الَّذِي فِي حَدِيث أبي هُرَيْرَة قدوم ضان مَفْتُوح مخفف فثنية بجبل بِلَاد دوس وضان اسْم الْجَبَل قَالَه الْحَرْبِيّ قَالَ وَهُوَ غير مَهْمُوز وَقد ذكرنَا أَن الْأصيلِيّ ضَبطه بِالضَّمِّ وبالفتح حَكَاهُ الْحَرْبِيّ وَهِي رِوَايَة الكافة وَحكى الْحَرْبِيّ عَن مُحَمَّد بن جَعْفَر اللّغَوِيّ أَن الْمَكَان مشدد معرفَة لَا تدخله الْألف وَاللَّام وَمن رَوَاهُ فِي خبر إِبْرَاهِيم بِالتَّخْفِيفِ فَإِنَّمَا عَنى الْآلَة وَاخْتلف على أبي الزِّنَاد فِي ضَبطه فِي كتاب البُخَارِيّ فروى قُتَيْبَة عَنهُ التَّشْدِيد وروى غَيره التَّخْفِيف وَقد ذكرنَا فِي حرف الضَّاد من رَوَاهُ قدوم ضال بِاللَّامِ وَمَا قيل فِيهِ فأغنى عَن إِعَادَته
(قرن) الْمنَازل
(وَقرن) غير مُضَاف
(وَقرن) الثعالب كُله وَاحِد(2/198)
فِي الْمَوَاقِيت بِفَتْح الْقَاف وَسُكُون الرَّاء وَقرن الثعالب هُوَ قرن الْمنَازل وَهُوَ قرن غير مُضَاف وَهُوَ مِيقَات أهل نجد تِلْقَاء مَكَّة وعَلى يَوْم وَلَيْلَة مِنْهَا وَأَصله الْجَبَل الصَّغِير المستطيل المقنطع عَن الْجَبَل الْكَبِير وَرَوَاهُ بَعضهم بِفَتْح الرَّاء وَهُوَ غلط وَفِي تَعْلِيق عَن الْقَابِسِيّ من قَالَ قرن بالإسكان أَرَادَ الْجَبَل المشرف على الْموضع وَمن قَالَ قرن بِالْفَتْح أَرَادَ الطَّرِيق الَّتِي تفترق مِنْهُ فَإِنَّهُ مَوضِع فِيهِ طرق مفترقة
(القف) بِضَم الْقَاف وَاد من أَوديَة الْمَدِينَة عَلَيْهِ مَال
(الْقَادِسِيَّة) قَالَ الْبكْرِيّ قادس من أَرض خُرَاسَان ثمَّ قَالَ وَسميت الْقَادِسِيَّة بالعراق لِأَن قوما من أهل قادس نزلوها وَقيل إِنَّمَا سميت بقادس رجل من أهل هراة قدم على كسْرَى فأنزله مَوضِع الْقَادِسِيَّة بالعراق
(أَبُو قبيس وقعيقعان) جبلان مشهوران بِمَكَّة بِضَم الْقَاف من أبي قبيس وصم الأول وَكسر الثَّانِي فِي قعيقعان
(قسطنطينة) بِضَم أَوله وَسُكُون السِّين الْمُهْملَة وَضم الطَّاء الأولى وَسُكُون النُّون وَكسر الطَّاء الثَّانِيَة كَذَا قيدناها وَكَذَا قيدها أهل هَذَا الشَّأْن قَالَ ابْن مكي وَلَا يُقَال بِفَتْح الطَّاء الأولى وَلَا بطاء وَاحِدَة وَفِي رِوَايَة السجْزِي قسطنطينة بِزِيَادَة يَاء مُشَدّدَة فِي آخِره
(قزَح) بِضَم الْقَاف وَفتح الزَّاي من الْمزْدَلِفَة وَهُوَ كَانَ موقف قُرَيْش وَكَانَت لَا تقف إِلَّا فِي الْحرم
(قصر بني خلف) مَوضِع بِالْبَصْرَةِ مَنْسُوب إِلَى بني خلف الْخُزَاعِيّ جد طَلْحَة الطلحات
فصل مشتبه الْأَسْمَاء وَتَقْيِيد مهملها
فِيهِ مُحَمَّد بن عبد الله بن قهزاذ بِضَم الْقَاف وَسُكُون الْهَاء وزاي وَآخره ذال مُعْجمَة كَذَا قيدناه عَن حفاظ شُيُوخنَا ومتقنيهم وَوَجَدته فِي كتب بَعضهم بِضَم الْهَاء وَتَشْديد الزَّاي وقزعة ابْن يحيى مولى زِيَاد وَهُوَ قزعة عَن أبي سعيد وَيحيى بن قزعة وَحَيْثُ وَقع بِفَتْح الْقَاف وَالزَّاي وَبَعْضهمْ يَقُوله بِسُكُون الزَّاي وَهُوَ الَّذِي صوب ابْن مكي قَالَ بعض شُيُوخنَا وَكَذَا وجدته بِخَط الْأَنْبَارِي وَعبيد الله بن الْقبْطِيَّة بِكَسْر الْقَاف وَكَذَلِكَ قبط مصر وَأَبُو القعيس بِضَم الْقَاف وَفتح الْعين مصغر وقربة بنت أبي أُميَّة بِفَتْح الْقَاف وبالباء الْمُوَحدَة وَبَعض شُيُوخ أبي ذَر ضمهَا وَالْفَتْح الصَّوَاب وقرة حَيْثُ وَقع بِضَم الْقَاف وبالراء مُشَدّدَة والنعمان ابْن قوقل بِفَتْح القافين وَكَذَلِكَ قَاتل بن قوقل الْمَذْكُور فِي الحَدِيث وَابْنَته قرظة بِفَتْح الْقَاف وَالرَّاء والظاء الْمُعْجَمَة وَكَذَلِكَ مُسلم بن قرظة وقرظة بن كَعْب وَكَذَلِكَ سعد الْقرظ على الْإِضَافَة وَمِنْهُم من يَجعله لَهُ وَصفا وَأَصله أَنه كَانَ تجربة وَعبد الْملك بن قرير بِضَم الْقَاف وَفتح الرَّاء الأولى مصغر شيخ مَالك كَذَا فِي جَمِيع نسخ الْمُوَطَّأ وَهُوَ صَحِيح مدنِي مَشْهُور وَزعم ابْن معِين أَن مَالِكًا وهم فِيهِ وَإِنَّمَا هُوَ ابْن قريب يَعْنِي الْأَصْمَعِي وَغلط الدَّارَقُطْنِيّ وَغَيره ابْن معِين فِي قَوْله هَذَا وَنصر وَأَقُول مَالك وَأما ابْن وضاح فوهمه فِي الِاسْم وحرفه وَقَالَ أَنهم يَقُولُونَ أَنه عبد الْعَزِيز بن قرير وَلم يقل شَيْئا وَعبد الْملك هُوَ أَخُو عبد الْعَزِيز وَأما الشَّافِعِي فَذكر عَنهُ أَبُو عبد الله الْحَاكِم أَنه قَالَ صحف مَالك فِي عبد الْعَزِيز بن قرير وَإِنَّمَا هُوَ عبد الْملك بن قريب وَالْخَطَأ فِي كل هَذَا من جَمِيعهم لَا من مَالك على مَا قَالَه الْحفاظ وَمُحَمّد بن زيد بن قنفذ بِضَم الْقَاف وَالْفَاء وذال مُعْجمَة وَأما اسْم الْبَهِيمَة الْمُسَمّى بهَا فَيُقَال فِيهَا بِفَتْح الْفَاء وبالضاد مَكَان الذَّال أَيْضا وبالوجهين وَسليمَان بن قرم بِفَتْح الْقَاف وَسُكُون الرَّاء وَقثم بن الْعَبَّاس بِضَم الْقَاف وَفتح الثَّاء وَقد ذَكرْنَاهُ وَابْن قمعة بِكَسْر الْقَاف وَتَشْديد الْمِيم مَفْتُوحَة كَذَا ضبطناه فِي الصَّحِيح عَن بَعضهم وَقيل فِيهِ قمعة مثل حفدة بِفَتْح الْجَمِيع وَتَخْفِيف(2/199)
الْمِيم وَكَذَا ضبطناه عَن آخَرين وَهُوَ قَول أَكثر النقاد وَفِي رِوَايَة الْبَاجِيّ عَن ابْن ماهان قمعة بِكَسْر الْقَاف وَالْمِيم وتشديدها وَابْن قعنب وقعنب عَن عَلْقَمَة بِفَتْح الْقَاف وقطن وَابْن قطن بِفَتْح الْقَاف والطاء وَقُطْبَة عَن الْأَعْمَش مكبرا بقاف مَضْمُومَة وباء مُوَحدَة وَعند الْهَوْزَنِي قطيبة مصغر وَالْمَعْرُوف الأول وَهُوَ قُطْبَة بن عبد الْعَزِيز كُوفِي وَإِبْرَاهِيم ابْن قارظ وَكَذَلِكَ مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم ابْن قارظ وَأم حَكِيم ابنت قارظ وَأَبُو نوح قراد بِضَم الْقَاف وَتَخْفِيف الرَّاء وَهُوَ لقب واسْمه عبد الرَّحْمَن بن غَزوَان وَقُدَامَة بن مَظْعُون بِضَم الْقَاف وَأَبُو حرزة الْقَاص وبالمدينة قاص يُقَال لَهُ عبد الرَّحْمَن بن أبي عمْرَة وَسَعِيد بن حسان قاص أهل مَكَّة كلهم بصاد مُهْملَة مُشَدّدَة وَكَانَ فِي نُسْخَة ابْن عِيسَى من مُسلم بِخَطِّهِ قَاضِي وَاخْتلف فِيهِ عَن البُخَارِيّ فِي التَّارِيخ بِالْوَجْهَيْنِ وَذكر عَن حَمَّاد قاص أَو قَاضِي بِالشَّكِّ وَذكر عَن ابْن إِسْحَاق وَكَانَ قَاصا قَالَ قصصت على عمر بن عبد الْعَزِيز فِي إمارته بِالْمَدِينَةِ وَهَذَا يصحح إِحْدَى الرِّوَايَتَيْنِ وَسيد القارة بتَخْفِيف الرَّاء قَبيلَة مَعْرُوفَة وَبَنُو الْقَيْن بِفَتْح الْقَاف قَبيلَة أَيْضا من الْيمن وَهُوَ الْقَيْن بن فهم بن أراش بن الْحَارِث بن قحطان وَفِي قيس أَيْضا الْقَيْن بن فهم بن عَمْرو بن سعيد بن قيس غيلَان بَنو قنطورا كَذَا بِفَتْح الْقَاف وَسُكُون النُّون وَضم الطَّاء الْمُهْملَة مَقْصُور قيل هم التّرْك وَبَنُو قينقاع بِفَتْح الْقَاف وَالنُّون كَذَا ضبطناه عَن أبي بَحر وَغَيره فِي مُسلم وضبطناه عَلَيْهِ أَيْضا فِي السّير بِكَسْر النُّون وَضَبطه بَعضهم بضَمهَا وَالَّذِي قيدناه فِي الْعين الْكسر على كل حَال فِي قَوْله أقِيمُوا قينقاع ورويناه عَن بَعضهم بِالضَّمِّ هُنَا
فصل الْأَنْسَاب
عبد الرَّحْمَن الْقَارئ بتَشْديد الْيَاء وَكَذَلِكَ يَعْقُوب بن عبد الرَّحْمَن الْقَارئ وَهُوَ ابْن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الْقَارئ مَنْسُوب إِلَى القارة وهم بَنو الهوز بن خُزَيْمَة وَأَبُو جَعْفَر الْقَارئ مَهْمُوز من الْقِرَاءَة وَكَذَلِكَ مُوسَى الْقَارئ وثعلبة بن أبي مَالك الْقرظِيّ بِفَتْح الْقَاف وَفتح الرَّاء وظاء مُعْجمَة وَمثله مُحَمَّد بن كَعْب الْقرظِيّ وَرِفَاعَة الْقرظِيّ وخَالِد بن مخلد الْقَطوَانِي بِفَتْح الْقَاف والطاء الْمُهْملَة بعْدهَا وَاو بعد الْألف نون قَالَ البُخَارِيّ والكلابادي مَعْنَاهُ الْبَقَّال كَأَنَّهُ نسبوه إِلَى بيع القطنية وَقَالَ أَبُو ذَر الْهَرَوِيّ وَأَبُو الْوَلِيد الْبَاجِيّ ينْسب إِلَى قَرْيَة بِبَاب الْكُوفَة وَفِي تَارِيخ البُخَارِيّ أَيْضا قطوان مَوضِع وَكَانَ يغْضب مِمَّن يَقُوله قطواني وَهِشَام القردوسي بِضَم الْقَاف وَسُكُون الرَّاء وَضم الدَّال وبالسين الْمُهْملَة وقردوس قيل من دوس وَقيل من الأزد وَالْأول أصح وَهِشَام ابْن العتيك من الأزد وَمُسلم الْقرى بِضَم الْقَاف وَتَشْديد الرَّاء ذَكرْنَاهُ فِي الْعين وَمَا يشْتَبه بِهِ وَالْحكم بن مُوسَى الْقَنْطَرِي بِفَتْح الْقَاف وبالنون مَنْسُوب إِلَى قنطرة بردَان بشرقي بَغْدَاد وَعبد الله بن عمر القواريري مَنْسُوب إِلَى قَوَارِير الزّجاج وَأَبُو عبد الله الْقَرَّاظ بتَشْديد الرَّاء وظاء مُعْجمَة ودينار الْقَرَّاظ كَذَلِك وَأَبُو حَمْزَة القصاب بِالْقَافِ وَالصَّاد الْمُهْملَة وَالْبَاء بِوَاحِدَة وَعَمْرو بن حَمَّاد بن طَلْحَة القناد بالنُّون وَهُوَ الَّذِي يَبِيع القند وَهُوَ يصنعه وَهُوَ عصارة السكر وَهُوَ صفة لطلْحَة جد عَمْرو لَا لعمر والأعلى تجوز وفرات الْقَزاز من عمل القز وتجارته وَأَبُو الْمُنْذر الْقَزاز وَهُوَ إِسْمَاعِيل بن عمر الوَاسِطِيّ وَرَوَاهُ الجلودي الْبَزَّاز وَقد تقدم ذكره فِي الْبَاء وَيحيى بن سعيد الْقطَّان وَكَذَلِكَ غَالب الْقطَّان وَهُوَ ابْن خطَّاف وَهُوَ ابْن غيلَان الرابسي وَعَيَّاش بن عَبَّاس الْقِتْبَانِي بِكَسْر الْقَاف وَسُكُون التَّاء بِاثْنَتَيْنِ فَوْقهَا وَفتح الْبَاء وَبعد الْألف نون وقتبان قبيل(2/200)
من رعين والقشيري بِضَم الْقَاف من قيس مِنْهُم مُسلم بن الْحجَّاج وَأَبُو يُونُس الْقشيرِي روى عَنهُ الْقطَّان وَيشْتَبه بِهِ القسيري بِفَتْح الْقَاف وسين سَاكِنة مُهْملَة وسنذكره بعد والقيسيون ذَكَرْنَاهُمْ مَعَ أشباههم فِي حرف الْعين والقمي بِضَم الْقَاف ذكره البُخَارِيّ فِي كتاب الطِّبّ وَلم يسمه واسْمه يَعْقُوب بن عبد الله بن سعد وقم الَّذِي ينْسب إِلَيْهَا بلد بِجِهَة وَقد ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْعين مَعَ أشباهه وَذكرنَا هُنَاكَ الْقَرنِي والفرني والعرنيون وَمُحَمّد بن يحيى بن مهْرَان الْقطعِي وَعَمه حزم بن أبي حزم الْقطعِي بِضَم الْقَاف وَفتح الطَّاء وَكَذَلِكَ أَبُو قطن عمر بن الْهَيْثَم الْقطعِي وجده قطن بن كَعْب الْقطعِي وَقَطِيعَة فَخذ من ذبيان.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
ذكر أم قتال كَذَا بِكَسْر الْقَاف وَتَخْفِيف التَّاء بِاثْنَتَيْنِ فَوْقهَا للمروزي وبفتح وَتَشْديد التَّاء لِابْنِ السكن وللباقين وقبال بِكَسْر الْقَاف وباء خَفِيفَة وجندب الْقَسرِي بِفَتْح الْقَاف وَسُكُون السِّين كَذَا للجلودي وَقد جَاءَ نسبه فِي بَاب من صلى الصُّبْح فَهُوَ فِي ذمَّة الله من كتاب مُسلم وَسقط النّسَب لغيره قَالُوا هُوَ وهم وَلَيْسَ بقسرى وَإِنَّمَا هُوَ علقى بطن من بجيلة وقسر وعلقة إخْوَان وَقد جَاءَ نسبه علقى فِي كتاب مُسلم أَيْضا فِي كتاب الزّهْد وَقَوله فِي حَدِيث هِنْد ابْنة الْحَارِث القرشية كَذَا عِنْد الْجِرْجَانِيّ وَلم ينسبها غَيره ونسبها أَيْضا البُخَارِيّ فِي تَارِيخه الفراسية والوجهان فِيهَا وَقد ذَكرنَاهَا فِي الْفَاء وَفِي بَاب جوائز الْوَفْد وَفِي بَاب مرض النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) نَا قبيصَة نَا سُفْيَان بن عيينه كَذَا لجميعهم الْأصيلِيّ والقابسي والنسفي والهروي فِي الْبَابَيْنِ وَفِي بعض نسخ البُخَارِيّ فيهمَا نَا قُتَيْبَة وَكَذَا لِابْنِ السكن وخرجه الْأصيلِيّ فِي حَاشِيَة كِتَابه وَقَالَ من نُسْخَة وَفِي غَزْوَة حنين سمع الْبَراء وَسَأَلَهُ رجل من قيس كَذَا لجميعهم وَعند ابْن السكن وَحده من قُرَيْش وَفِي بَاب الْخطْبَة على الْمِنْبَر نَا يَعْقُوب بن عبد الرَّحْمَن وَمُحَمّد بن عبد الله بن عبد الْقَارِي الْقرشِي كَذَا لبَعض رُوَاة البُخَارِيّ وَسقط الْقرشِي للأصيلي وَكِلَاهُمَا صَحِيح هُوَ قاري النّسَب حَلِيف بني زهرَة من قُرَيْش
حرف السِّين
(السِّين مَعَ الْهمزَة)
(س أ) قَوْله فَقَالَ سألعنك الله كَذَا فِي كتاب التَّمِيمِي بِالْمُهْمَلَةِ مَهْمُوز وَخرج عَلَيْهِ سر وَكَذَا عِنْد العذري بالراء وَعند بَعضهم بالشين الْمُعْجَمَة هِيَ كلمة تزجر بهَا الْإِبِل وَفِي الْعين سأسأ وشأشأ زجر للحمار بِالسِّين ليحتبس وبالشين الْمُعْجَمَة ليسير قَالَ الْحَرْبِيّ سأسأ وشأشأ زجر للحمار فَإِذا دَعوته ليشْرب قلت تشؤ وَقَالَ أَبُو زيد تشاتشا وَحكى الْهَرَوِيّ جَاءَ فِي زجر الْجمل أَيْضا
(س أت) قَوْله بسبئة قوسه يهمز وَلَا يهمز قَالَ أَبُو مَرْوَان بن سراج رُؤْيَة يهمزها وَغَيره لَا يهمزها وَهِي طرف الْقوس المنعطف قَالَ ابْن السّكيت السبئة والتندوة همزهما رُؤْيَة وَالْعرب لَا تهمز وَاحِدًا مِنْهُمَا
(س أر) قَوْله أَن جَابِرا صنع لكم سؤرا قَالَ الطَّبَرِيّ أَي اتخذ طَعَاما لدَعْوَة النَّاس وَهِي كلمة فارسية وَكَذَا وَقع نَحْو هَذَا التَّفْسِير فِي بعض نسخ البُخَارِيّ وَقيل السؤر الصَّنِيع بلغَة الْحَبَشَة وَأما قَوْله فِي حَدِيث أبي طَلْحَة فَأَكَلُوا وَتركُوا سؤرا فَهَذِهِ الْكَلِمَة الْعَرَبيَّة الْمَعْرُوفَة وَهِي بَقِيَّة المَاء فِي الْحَوْض وَبَقِيَّة المَاء وَالطَّعَام وكل شَيْء
(س ال) قَوْله وَكَثْرَة السُّؤَال قيل هِيَ مَسْأَلَة النَّاس أَمْوَالهم وَقيل كَثْرَة الْبَحْث عَن أَخْبَار النَّاس وَمَا لَا يَعْنِي وَقيل يحْتَمل كَثْرَة سُؤال النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) عَمَّا لَهُم يَأْذَن فِيهِ قَالَ الله تَعَالَى) لَا تسألوا عَن أَشْيَاء إِن تبد لكم تَسُؤْكُمْ
(وَقيل يحْتَمل النَّهْي عَن التنطع وَالسُّؤَال عَمَّا لم(2/201)
ينزل من الْمسَائِل وَيحْتَمل كَثْرَة السُّؤَال للنَّاس عَن أَحْوَالهم حَتَّى يدْخل الْحَرج عَلَيْهِم فِيمَا يُرِيدُونَ ستره مِنْهَا وَقَوله فَلَا تسْأَل عَن حسنهنَّ وطولهن يَعْنِي الرَّكْعَتَيْنِ أَي أَنَّهُنَّ فِي ذَلِك على غَايَة الْكَمَال حَتَّى لَا يحْتَاج إِلَى السُّؤَال عَنْهُن وَهَذَا النَّوْع من الْكِنَايَات مُسْتَعْمل فِي كَلَام الْعَرَب للإبلاغ قَالَ الله تَعَالَى) وَلَا تسْأَل عَن أَصْحَاب الْجَحِيم
(على قِرَاءَة من فتح
(س أم) قَوْله فِي سَلام الْيَهُود إِنَّمَا يَقُولُونَ السام عَلَيْكُم فِيهِ تأويلات أَحدهَا السئامة وَهِي الْملَل وَهُوَ مصدر سئم يسأم يُقَال سئامة وسئاما قَالَه الْخطابِيّ وَبِه فسره قَتَادَة فَهَذَا مَهْمُوز وَفِيه تَأْوِيل آخر وَهُوَ أَنه الْمَوْت وَعَلِيهِ يدل قَوْله فَقَالُوا وَعَلَيْكُم وَمثله جَاءَ مُفَسرًا فِي الحَدِيث الآخر إِلَّا السام والسام الْمَوْت وَقَوله مَخَافَة السئامة علينا مَمْدُود أَي الْملَل وَمِنْه حَتَّى أكون أَنا الَّذِي أسأم أَي أمل وَمثله أَن الله لَا يسأم حَتَّى تسأموا بِمَعْنى قَوْله لَا يمل حَتَّى تملوا وَقد تقدم فِي الْمِيم.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
فِي بَاب التَّعَوُّذ من الْفِتَن عَن أنس سَأَلَ رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) حَتَّى أجفوه كَذَا للمروزي وَلغيره سُئِلَ وَهُوَ الصَّوَاب وَكتبه بِأَلف فَوَهم فِيهِ وَفتح الْهمزَة وَكَذَا جَاءَ فِي حَدِيث أبي مُوسَى سَأَلَ رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) على مَا لم يسم فَاعله أَو يكون أسقط اسْم السَّائِل أَي سَأَلَ نَاس أَو سائلون كَمَا قَالَ فِي حَدِيث يُوسُف بن حَمَّاد عَن أسرار النَّاس سَأَلُوا رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) حَتَّى أجفوه وَفِي حَدِيث الْإِفْك فِي كتاب الْأَنْبِيَاء فِي البُخَارِيّ فِي قصَّة يُوسُف عَن مَسْرُوق سَأَلت أُمِّي أم رُومَان وَفِي الْمَغَازِي وَفِي تَفْسِير يُوسُف حَدَّثتنِي أم رُومَان وَذكر الحَدِيث هَذَا عِنْدهم وهم وَلِهَذَا لم يخرج هَذَا اللَّفْظ مُسلم قَالُوا لِأَن مسروقا لم يدْرك أم رُومَان والْحَدِيث مُرْسل قَالُوا وَلَعَلَّه مغير من سَأَلت على مَا لم يسم فَاعله وَكَذَا رَوَاهُ أَبُو سعيد الْأَشَج وَقد ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْحَاء وَمَا قيل فِيهِ فَانْظُرْهُ هُنَالك فِي حَدِيث بدر قَوْله لقتلاها أيسؤكم أَنكُمْ أطعتم الله وَرَسُوله كَذَا للحموي وللباقين أيسركم وَهُوَ الْوَجْه لَكِن قد يخرج لرِوَايَة الْحَمَوِيّ وَجه حسن أَي أَن ذَلِك لم يسؤكم عَمَّا كُنْتُم تعتقدون وَإِنَّمَا ساءكم طَاعَة غَيره توبخا لَهُم وتقريعا وحسرة كَمَا قَالَ آخر الحَدِيث وَفِي بَاب كَلَام الرب مَعَ الْأَنْبِيَاء ذَهَبْنَا إِلَى أنس وذهبنا مَعنا بِثَابِت الْبنانِيّ يسْأَله عَن حَدِيث الشَّفَاعَة كَذَا للأصيلي وَأبي ذَر ولغيرهما فَسَأَلَهُ وَهُوَ وهم لِأَن بعده فَإِذا هُوَ فِي قصره وَبعده فَقُلْنَا لَهُ أَنْت سَله وَفِي حَدِيث فتح مَكَّة وَأَن أصيبوا أعطينا الَّذِي سَأَلنَا كَذَا لكافتهم وَعند السَّمرقَنْدِي سلبنا وَلَيْسَ بِشَيْء وَلَا هُوَ مَوْضِعه
السِّين مَعَ الْبَاء
(س ب أ) سبأ مَهْمُوز مَصْرُوف الْمَذْكُور فِي الْقُرْآن والْحَدِيث وَهُوَ اسْم رجل كَذَا جَاءَ مُفَسرًا فِي حَدِيث النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَكَذَا أجمع عَلَيْهِ أهل الْخَبَر وَالنّسب وَهُوَ أَبُو الْيمن قيل سمي بذلك لِأَنَّهُ أول من سبأ السبايا فَسمى بنوه باسمه قَالَ الله تَعَالَى) لقد كَانَ لسبإ فِي مسكنهم
(الْآيَة
(س ب ب) قَوْله سَبَب وأصل أَي حَبل قَالَه الخشنى وَمثله قيل فِي قَوْله فليمدد بِسَبَب إِلَى السَّمَاء وَقَالَ الْهَرَوِيّ يُقَال للطريق الْموصل إِلَى الشَّيْء سَبَب وللحبل سَبَب وللباب وَلكُل شَيْء يتَوَصَّل بِهِ إِلَى شَيْء سَبَب وَمِنْه قَوْله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كل سَبَب يَنْقَطِع إِلَّا سببي أَي وصلتي وَمِنْه قَوْله وتقطعت بهم الْأَسْبَاب أَي المواصل والمودات وَقَوله أسلم فِي سبائب قَالَ مَالك هِيَ غلائل رقائق يَمَانِية وَقَالَت غَيره عمائم وَقَالَ صَاحب الْعين السب بِكَسْر السِّين الثَّوْب الرَّقِيق وَقيل هِيَ مقانع وَقيل السب الْخمار وَقَوله ساببت رجلا(2/202)
والمستبان مَا قَالَا فعلى البادي وسباب الْمُؤمن فسوق وَهُوَ من السباب وَهِي المشاتمة وَذكر السبابَة وَأَشَارَ بالسبابة وَهِي المسبحة من الْأَصَابِع
(س ب ت) قَوْله أروني سبتى ورأيتك تلبس النِّعَال السبتية بِكَسْر السِّين وَكَذَلِكَ يَا صَاحب السبيتين أَخْلَع سبتيتيك وَرَوَاهُ صَاحب الْفرس أَيْضا الستيين
السبت جلد الْبَقر المدبوغة بالقرظ تتَّخذ مِنْهَا النِّعَال وَقَالَ أَبُو عمر وكل جلد مدبوغ فَهُوَ سبت وَقَالَ أَبُو زيد السبت جُلُود الْبَقر خَاصَّة دبغت أَو لم تدبغ وَقَالَ ابْن وهب هِيَ السود الَّتِي لَا شعر لَهَا وَقيل هِيَ الَّتِي لَا شعر عَلَيْهَا وَاحْتج هَذَا بقول ابْن عمر حجَّة لذَلِك بَان رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كَانَ يلبس النِّعَال الَّتِي لَيْسَ عَلَيْهَا شعر وَقَالَ الْأَزْهَرِي كَأَنَّهَا تسبتت بالدباغ أَي لانت وَقيل أَنه من السبت وَهُوَ الْحلق لحاق الشّعْر عَنْهَا يُقَال سبت رَأسه إِذا حلقه وَقد قَالَ بَعضهم كَانَ يجب أَن يُقَال على هَذَا فِيهَا سبتية بِالْفَتْح وَلم نروها إِلَّا بِالْكَسْرِ وَقَالَ الدَّاودِيّ نسبت إِلَى مَوضِع يُقَال لَهُ سوق السبت وَقَوله فَمَا رَأينَا الشَّمْس سبتا أَي مُدَّة قَالَ ثَابت وَالنَّاس يحملونه أَنه من سبت إِلَى سبت وَإِنَّمَا السبت قِطْعَة من الدَّهْر بِفَتْح السِّين وَرَوَاهُ الْقَابِسِيّ وعبدوس وَأَبُو ذَر لغير أبي الْهَيْثَم سبتنا وَالْمَعْرُوف الأول وَكَانَ هَذِه الرِّوَايَة مَحْمُولَة على مَا أنكرهُ ثَابت أَي جمعتنَا وَذكره الدَّاودِيّ سِتا وَفَسرهُ بِسِتَّة أَيَّام من الْجُمُعَة إِلَى الْجُمُعَة وَهُوَ وهم وتصحيف وَقَوله فِي مَسْجِد قبا عَن ابْن عَمْرو كَانَ يَأْتِيهِ كل سبت ظَاهره الْيَوْم الْمَعْلُوم وَقيل المُرَاد حِين من الدَّهْر كَمَا يُقَال كل جُمُعَة وكل شهر وَلم يرد يَوْمًا مِنْهُ معينا كَأَنَّهُ ذهب إِلَى مَا تقدم أَي يَجعله وقتا من الدَّهْر وَخَصه بأيام الْجُمُعَة كَمَا يُقَال لَهَا الْجُمُعَة وَفِيه نظر
(س ب ح) قَوْله لَا حرقت سبحات وَجهه مَا انْتهى إِلَيْهِ بَصَره قيل نور وَجهه وَقيل جمال وَجهه وَمَعْنَاهُ جَلَاله وعظمته وَقَالَ الْحَرْبِيّ سبحات وَجهه نوره وجلاله وعظمته وَقَالَ النَّضر بن شُمَيْل سبحات وَجهه كَأَنَّهُ ينزهه يَقُول سُبْحَانَ وَجهه نور وَجهه وَالْهَاء على هَذَا عَائِدَة على الله تَعَالَى وَقيل هِيَ عَائِدَة على الْمَخْلُوق أَي لَا حرقت النَّاس سبحات وَجه من كشف الْحجب عَنهُ وَقَوله سبوح قدوس بِفَتْح السِّين وَالْقَاف وضمهما وَلم يَأْتِ فعول بِالضَّمِّ مشدد الْعين فِي كَلَام الْعَرَب إِلَّا فِي هذَيْن الحرفين وهما بِمَعْنى التَّنْزِيه والتطهير من جَمِيع النقائص والعيوب وَقد فسرنا القدوس وَقَوله سُبْحَانَ الله أَي تَنْزِيها لَهُ عَن الأنداد وَالْأَوْلَاد والنقائص وَهُوَ مَنْصُوب عِنْد النُّحَاة على الْمصدر الكفران والعدوان أَي أسبحك تسبيحا وسبحانا أَو سبح الله سبحانا وتسبيحا وَمَعْنَاهُ التَّنْزِيه أَي أنزهك يَا رب وأعظمك عَن كل سوء سوء وأبريك من كل نقص وعيب وَقيل أَنه من قَوْلهم سبح الرجل فِي الأَرْض إِذا دخل فِيهَا وَمِنْه فرس سابح وَقيل هُوَ الِاسْتِثْنَاء من قَوْلهم ألم أقل لكم لَوْلَا تسبحون قيل تستثنون كَأَنَّهُ نزه وَاسْتثنى من جملَة الأنداد وَقَوله سبْحَة الضُّحَى بِضَم السِّين وَسُكُون الْبَاء وَهِي صلاحتها ونافلتها وَمِنْه وَكنت أسبح وأقضى سبحتي وَصلى فِي سبحته قَاعِدا ويتحرى مَكَان الْمُصحف يسبح فِيهِ وَمِنْه قَوْله وَاجْعَلُوا صَلَاتكُمْ مَعَ سبْحَة أَي نَافِلَة وَقَوله فِي البُخَارِيّ فِي صَلَاة الْعِيد وَذَلِكَ حِين التَّسْبِيح أَي صَلَاة سبْحَة الضُّحَى ونافلتها وَسميت الصَّلَاة سبْحَة وتسبيحا لما فِيهَا من تَعْظِيم الله وتنزيهه قَالَ الله تَعَالَى) فلولا أَنه كَانَ من المسبحين
(أَي الْمُصَلِّين وَذكر المسبحة هِيَ السبابَة من الْأَصَابِع سميت بذلك لِأَنَّهُ يشار بهَا فِي الصَّلَاة للوحدانية والتنزيه وَفِي حَدِيث آخر(2/203)
ذكرهَا فَقَالَ السباحة بِمَعْنَاهُ وسبحا طَويلا قيل تَصرفا فِي حوائجك وَقيل فراغا لنومك بِاللَّيْلِ والسبح أَيْضا السَّعْي كسبح السابح فِي المَاء قَالَ الله تَعَالَى) وكل فِي فلك يسبحون
(وَقَوله وَإِذا ذَاك السابح يسبح أَي العائم
(س ب خَ) قَوْله أَرض سبخَة بِكَسْر الْبَاء وسبخت الجرف وَهل يتَيَمَّم بالسباخ السبخة بِالْفَتْح الأَرْض المالحة وَجَمعهَا سباخ وَإِذا وصفت بهَا الأَرْض قلت أَرض سبخَة وَاخْتلف الْفُقَهَاء فِي التَّيَمُّم عَلَيْهَا فَمن يشْتَرط التُّرَاب المنبت ويتأول أَنه معنى قَوْله تَعَالَى) صَعِيدا طيبا
(لَا يرى التَّيَمُّم عَلَيْهَا وَمن يتأوله طَاهِرا يُجِيزهُ
(س ب د) قَوْله فِي صفة الْخَوَارِج وعلامتهم التسبيد هُوَ الحلاق للرؤوس كَمَا جَاءَ فِي اللَّفْظ الآخر أيتهم التحليق قيل التسبيد الْحلق واستيصال الشّعْر وَهَذَا قَول الْأَصْمَعِي وَقيل ترك التدهن وَغسل الرَّأْس وَهَذَا قَول أبي عبيد وَالْأول أظهر لموافقة الرِّوَايَة الْأُخْرَى بالتحليق
(س ب ر) قَوْله كَذَا وَكَذَا ريطة سابرية هُوَ جنس مِنْهَا قَالَ ابْن دُرَيْد ثوب سابري رَقِيق وكل رَقِيق سابري والسابري من الدروع الرقيقة السهلة وَأَصله سابوري مَنْسُوب إِلَى سَابُور فثقل عَلَيْهِم فَقَالُوا سابري قَالَ ابْن مكي السابري من الثِّيَاب الرَّقِيق الَّذِي لابسه بَين العاري والمكتسي
(س ب ط) قَوْله سبط جسيم وَأَن جَاءَت بِهِ سبطا بِسُكُون الْبَاء وَكسرهَا وَيُقَال بِفَتْحِهَا أَيْضا أَي فريد الْقَامَة سبط الْعِظَام وَحكى الْحَرْبِيّ سبط وَهُوَ فِي حَدِيث اللّعان يحْتَمل هَذَا وَيحْتَمل سبوطة الشّعْر فَإِنَّهُ قَالَ فَإِن جَاءَت بِهِ جَعدًا والجعودة أَيْضا مُحْتَملَة للوجهين وَقد ذكرناهما وَقَوله كَانَ سبط الْكَفَّيْنِ ويروى بسيط من هَذَا وَقد ذَكرْنَاهُ فِي الْبَاء وَقَوله لَيْسَ بالسبط وَلَا بالجعد القطط الشّعْر السبط الَّذِي لَيْسَ فِيهِ تكسر كشعر الْعَجم وَقَالَ صَاحب الْأَفْعَال سبط الْجِسْم سباطة وَالشعر سبوطة فالجسم سبط وَالشعر سبط وَقَوله حَتَّى أَتَى سباطة قوم بِضَم السِّين وَتَخْفِيف الْبَاء هِيَ المزبلة وَأَصلهَا الكناسة الَّتِي يلقى فِيهَا وَقَوله سبط من بني إِسْرَائِيل والسبط وَاحِد الأسباط وهم أَوْلَاد إِسْرَائِيل قيل هم فِي بني إِسْحَاق كالقبائل فِي بني إِسْمَاعِيل والسبط جمَاعَة لَا يُقَال للْوَاحِد وَلَا يَصح على هَذَا قَول من يَقُول فِي الْحسن وَالْحُسَيْن سبطا رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) إِنَّمَا يُقَال فيهمَا سبط رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَي وَلَده حكى هَذَا ابْن دُرَيْد وَقد جَاءَ فِي الحَدِيث سبطا رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَقيل السبط خَاصَّة الْأَوْلَاد وَقيل معنى سبطا رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَي طَائِفَتَانِ مِنْهُ وقطعتان قَالَه ثَعْلَب كَأَنَّهُ يشر إِلَى نسلهما وعقبهما
(س ب ل) قَوْله السَّبِيل والسبل هِيَ الطّرق واستعيرت لكل مَا يُوصل إِلَى أَمر وَابْن السَّبِيل قيل الْحَاج الْمُنْقَطع بِهِ وَقيل كل غَرِيب مُنْقَطع بِهِ من خرج عَن بِلَاده سمى بِالطَّرِيقِ الَّتِي يسْلك عَلَيْهَا قَوْله وَاجْعَلْهَا فِي سَبِيل الله أَي الْجِهَاد وَأكْثر مَا يَأْتِي فِيهِ وكل مَا هُوَ لله فَهُوَ فِي سَبيله وَقطع السَّبِيل أَي الطَّرِيق وَقَوله فِي الْمَشْي إِلَى الْجُمُعَة من أغبرت قدماه فِي سَبِيل الله حرمه الله على النَّار فَدلَّ أَنه هُنَا عِنْدهم على عُمُوم سَبِيل الله وطاعته وَقَوله ثَلَاثَة لَا يكلمهم الله فَذكر المسبل إزَاره هُوَ الَّذِي يجره خُيَلَاء يُقَال أسبل ثَوْبه وشعره أَي أرخاه
(س ب ع) قَوْله طَاف سبوعا وَصلى لكل سبوع وَحَتَّى يتم سبوعه بِضَم السِّين وَطَاف سبعا أَي سبع مرار وَيُقَال طَاف بِالْبَيْتِ سبعا بِالْفَتْح وَسُكُون الْبَاء وسبوعا بضمهما وبالضبطين وَقع فِي الحَدِيث لَكِن ابْن وضاح وَكثير من رُوَاة الْمُوَطَّأ روى قَالُوا حَتَّى يتم سبعه بِضَم الْبَاء وَفِي رِوَايَة الْمُهلب عَن أبي عِيسَى(2/204)
سبوعه وَكَذَلِكَ ضبط بَعضهم طَاف سبعا والسبع إِنَّمَا هُوَ جُزْء من سَبْعَة وَالْمَعْرُوف عِنْد أهل اللُّغَة إِذا ضممت أدخلت الْوَاو وَهُوَ جمع سبع مثل ضرب وضروب عِنْد بَعضهم وَقَالَ الْأَصْمَعِي جمع السَّبع أَسَبْعٌ قَوْله سَابِع سَبْعَة أَي أَنا سابعهم وهم سَبْعَة بِي وَمِنْه سبعت سليم يَوْم الْفَتْح أَي كَانَت سَبْعمِائة وَقَوله كل حَسَنَة بِسبع أَمْثَالهَا إِلَى سَبْعمِائة ضعفا وَسَبْعُونَ حِجَابا وَمثل هَذَا مِمَّا جَاءَ فِي الحَدِيث من ذكر السَّبْعَة وَالسبْعين والسبعمائة وَنَحْوهَا قيل هُوَ على ظَاهره وَحصر عدده فِيمَا وَقع فِيهِ وَقيل هُوَ بِمَعْنى التكثير والتضعيف لَا حصر عدده قَالَ الْهَرَوِيّ وَالْعرب تضع التسبيع مَوضِع التكثير والتضعيف وَإِن جَاوز عدده قَوْله أمرنَا أَن نسجد على سَبْعَة أعظم قَالَ ابْن مزين يُرِيد الْوَجْه وَالْكَفَّيْنِ والركبتين وَالرّجلَيْنِ وَسمي كل وَاحِد مِنْهَا عظما وَإِن كَانَت عظاما لاجتماعها فِي ذَلِك الْعُضْو وَقَوله للبكر سبع وللثيب ثَلَاث أَي سبع لَيَال لَا يحسبها عَلَيْهَا ضرائرها وَذَلِكَ لتتانس بِالرجلِ وَيَزُول عَنْهَا خفر الْبكارَة وفحدتها أَيْضا للزَّوْج وَقُوَّة شَهْوَته إِلَيْهَا على من عَهده قبل وَالثَّيِّب دون ذَلِك بِزَوَال الْحيَاء عَنْهَا بالثيوبة فاحتاجت إِلَى تأنيس دن ذَلِك وَقَوله فِي خبر الذيب من لَهَا يَوْم السَّبع كَذَا روينَاهُ بِضَم الْبَاء قَالَ الْحَرْبِيّ ويروى بسكونها يُرِيد السَّبع قَرَأَ الْحسن وَمَا أكل السَّبع بِالسُّكُونِ وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي السَّبع الْموضع الَّذِي عِنْد الْمَحْشَر يَوْم الْقِيَامَة أَرَادَ من لَهَا يَوْم الْقِيَامَة وَبَعْضهمْ يَقُول السَّبع فِي هَذَا بِالسُّكُونِ وَأَنه يَوْم الْقِيَامَة وَأنكر بَعضهم هَذَا وَقيل يحْتَمل أَنه أَرَادَ يَوْم السَّبع يَوْم أكلى لَهَا يُقَال سبع الذيب الْغنم أكلهَا وَقيل يَوْم السَّبع يَوْم الإهمال قَالَ الْأَصْمَعِي المسبع المهمل وأسبع الرجل غُلَامه إِذا تَركه يفعل مَا يَشَاء وَقَالَ الدَّاودِيّ مَعْنَاهُ إِذا طردك عَنْهَا السَّبع فَبَقيت أَنا فِيهَا أتحكم دُونك لفرارك مِنْهُ وَقيل يَوْم السَّبع بِالسُّكُونِ عيد كَانَ لَهُم فِي الْجَاهِلِيَّة يَجْتَمعُونَ فِيهِ للهوهم ويهملون مَوَاشِيهمْ فيأكلها السَّبع قَالَ بَعضهم إِنَّمَا هُوَ السيع بِالْيَاءِ بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا أَي يَوْم الضّيَاع يُقَال أسبعت وأضعت بِمَعْنى وَقَوله صلى النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) سبعا جَمِيعًا وثمانيا جَمِيعًا يُرِيد جمع الْمغرب وَالْعشَاء وَجمع الظّهْر مَعَ الْعَصْر
(س ب غ) قَوْله سابغ الآليتين قَالَ صَاحب الْعين أَي قبيحهما يُقَال عجيزة سابغة وآلية سابغة أَي قبيحة
قَالَ القَاضِي رَحمَه الله تَعَالَى وَقد يكون سبوغ الآليتين هُنَا كبرهما أَو سعتهما وَمِنْه ثوب سابغ أَي كَامِل وعدة سابغة أَي متسعة وَقَوله أَسْبغ الله عَلَيْك نعمه أَي كثرها ووسعها وَيدل عَلَيْهِ قَوْله فِي بعض الرِّوَايَات عَظِيم الآليتين وَفِي أُخْرَى أَن جَاءَت بِهِ مستها الاستة والمستة الْعَظِيم الآليتينوقد يكون سابغ الآليتين أَي شَدِيد سوادهما لِأَنَّهُ قد جَاءَ فِي صفته فِي بعض الرِّوَايَات أسود يُقَال فِي الصّباغ بالصَّاد وَالسِّين وَقد يكون سابغ الآليتين أَي عَلَيْهِمَا شعر كَمَا يُوجد فِي بعض الْأَطْفَال يُقَال سبغت النَّاقة إِذا ولدت وَلَدهَا حِين يشْعر وَقَوله أسبغه ضروعا أَي أتمه وأعظمه لِكَثْرَة لَبنهَا وَقد وَقع عِنْد بعض رُوَاة مُسلم أشبعه بالشين الْمُعْجَمَة وَالْعين الْمُهْملَة وَهَذَا خطأ وَقَوله فِي الْمُنفق الأسبغت عَلَيْهِ أَي امتدت وطالت بِفَتْح الْبَاء وَضَبطه الْأصيلِيّ بِالضَّمِّ وَلَا يعرف وَقَوله أَسْبغ الْوضُوء وأسباغ الْوضُوء أَي إكماله وإتمامه وَالْمُبَالغَة فِيهِ وَقَالَ ابْن عمر إسباغ الْوضُوء الإنقاء ذكره البُخَارِيّ وَأما قَوْله فِي حَدِيث الشّعب فَتَوَضَّأ وَلم يشْبع الْوضُوء قيل مَعْنَاهُ استنجي وَلم يتَوَضَّأ للصَّلَاة وَالْأولَى أَن مَعْنَاهُ تَوَضَّأ وضُوءًا خَفِيفا كَمَا جَاءَ هَكَذَا مُفَسرًا فِي حَدِيث قُتَيْبَة وبدليل قَوْله فِي الحَدِيث الآخر وَلَا يُصَلِّي حَتَّى يَجِيء جمعا وَبِقَوْلِهِ الصَّلَاة أمامك وَيكون بِمَعْنى(2/205)
قَوْله بعد فجَاء الْمزْدَلِفَة فَتَوَضَّأ فأسبغ الْوضُوء فصلى أَي كَرَّرَه لحَدث عراه أَو أكمل فضيلته بتكراره تَمام الثَّلَاث لاقتصاره أَولا على وَاحِدَة وَالله أعلم وَقَوله فِي حَدِيث الزَّكَاة إِلَّا سبغت عَلَيْهِ أَي كملت واتسعت كَمَا قَالَ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى إِلَّا انبسطت عَلَيْهِ
(س ب ق) قَوْله فَانْطَلَقت فِي سباق قُرَيْش جمع سَابق وسابق بَين الْخَيل أَي أجراها ليرى أَيهمْ يسْبق وَالسَّابِق والسبق الِاسْم وَقَوله أَخذ السَّبق بِفَتْح السِّين وَالْبَاء اسْم الرَّهْن الَّذِي يَجْعَل للسابق وَقَوله سبقت رَحْمَتي غَضَبي اسْتِعَارَة لشمولها وعمومها كَمَا قَالَ غلبت فِي الحَدِيث الآخر وَقد تقدم الْكَلَام عَلَيْهِ فِي حرف الْغَيْن وَقَوله فِي مَاء الرجل وَالْمَرْأَة فَأَيّهمَا سبق قيل غلب كَمَا قَالَ فَإِن علا مَاء الرجل وَقيل هُوَ على ظَاهره أَي أَيهمَا كَانَ أَولا وَقيل الْغَلَبَة للشبه والسبق والتقدم للأذكار وَالْإِنَاث
(س ب ي) قَوْله كَانَت فيهم سبية فأصبنا سَبَايَا جمع سبية غير مَهْمُوز مَا غلب عَلَيْهِ من بني آدم واسترق.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
قَوْله فِي صَلَاة الضُّحَى وَأَنِّي لأسبحها أَي أصليها كَذَا رَوَاهُ أَكثر رُوَاة البُخَارِيّ وَمُسلم وَعبيد الله عَن أَبِيه يحيى فِي رِوَايَة أبي عمر الْحَافِظ وَأكْثر شُيُوخنَا فِي الْمُوَطَّأ يَرْوُونَهُ استحبها من الْمحبَّة وَكَذَا رَوَاهُ ابْن السكن والنسفي وَابْن ماهان وَرَوَاهُ بَعضهم فِي الْمُوَطَّأ استحسنها وَقَوله فِي لبس الْمحرم المنطقة إِذا جعل فِي طرفها سبورة كَذَا عِنْد أَكْثَرهم بِضَم السِّين وَالْبَاء بِوَاحِدَة وَرَوَاهُ بَعضهم سيورا بياء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا بِغَيْر هَاء وَهَذَا أشبه أَي شركا وَاحِدهَا سير وَقَوله فِي الْمَيِّت يعذب ببكاء أَهله عَلَيْهِ قَالَ البُخَارِيّ إِذا كَانَ النوح بِسَبَبِهِ كَذَا هُوَ لبَعض رُوَاته بباءين بِوَاحِدَة أَي من أَجله وَأمره وَعند أَكثر الروَاة من سنته بالنُّون وَالتَّاء أَي مِمَّا سنه واعتاده وَكِلَاهُمَا يرجع إِلَى معنى وَتَأْويل البُخَارِيّ هَذَا هُوَ أحد التأويلات فِيهِ وَقد ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْعين لِأَن عَادَة الْعَرَب أَنَّهَا كَانَت تَأمر بذلك يدل عَلَيْهِ أشعارها وأخبارها فِي حَدِيث أبي هُرَيْرَة فِي كتاب الْإِيمَان الْإِيمَان بضعَة وَسَبْعُونَ كَذَا هُنَا لأبي أَحْمد الْجِرْجَانِيّ وَابْن السكن وَهُوَ الَّذِي لَهما ولغيرهما فِي سَائِر الْأَحَادِيث وَهُوَ الْمَعْرُوف الصَّحِيح وَعند الكافة فِي حَدِيث أبي هُرَيْرَة بضعَة وَسِتُّونَ وَعند مُسلم فِي حَدِيث زُهَيْر بضع وَسَبْعُونَ أَو بضع وَسِتُّونَ وَقَوله يَا معشر الْقُرَّاء اسْتَقِيمُوا فقد سبقتم سبقا بَعيدا كَذَا عِنْد ابْن السكن بِفَتْح السِّين وَلغيره سبقتم بِضَم السِّين على مَا لم يسم فَاعله وَالْأول الصَّوَاب بِدَلِيل سِيَاق الحَدِيث وَقَوله بعد وَإِن أَخَذْتُم يَمِينا وَشمَالًا فقد ضللتم وَفِي التَّوْحِيد فِي بَاب وَلَا تَنْفَع الشَّفَاعَة عِنْده اذا تكلم الله بِالْوَحْي سبح أهل السَّمَاوَات كَذَا هُنَا لِابْنِ السكن وَكَذَا للكافة بِغَيْر خلاف فِي غير هَذَا الْبَاب وَهُوَ الصَّوَاب الْمَحْفُوظ وَعند بَقِيَّة الروَاة فِي هَذَا الْبَاب سمع أهل السَّمَاوَات وَضَبطه عَبدُوس سمع وَقَوله فِي حَدِيث قسطنطينة فَتَقول الرّوم خلوا بَيْننَا وَبَين الَّذين سبوا منا كَذَا للسجزي وَأَكْثَرهم على مَا لم يسم فَاعله وَعند بَعضهم سبوا بِفَتْح السِّين وَالْبَاء وَالصَّوَاب الأول وَقَوله تَحَيَّنُوا لَيْلَة الْقدر فِي الْعشْر الْأَوَاخِر والسبع الْأَوَاخِر كَذَا هُوَ الْمَعْرُوف السَّبع فِي الْأَحَادِيث الْأُخَر وَجَاء فِي مُسلم فِي زَاوِيَة الطَّبَرِيّ فِي التسع الْأَوَاخِر وَقَوله فِي حَدِيث الْمَرْأَة سَائِلَة رِجْلَيْهَا كَذَا للعذري وَهُوَ غلط إِنَّمَا يُقَال مسبلة يُقَال أسبل الرجل إزَاره إِذا أرخاه وجره وَرِوَايَة الْجَمَاعَة سادلة بِمَعْنَاهُ أَي مُرْسلَة
السِّين مَعَ التَّاء
(س ت ت) قَوْله من صَامَ رَمَضَان ثمَّ أتبعه سِتا من شَوَّال أَي صَوْم سِتَّة أَيَّام هَذَا الْمَعْرُوف وَرِوَايَة الْجُمْهُور وَرَوَاهُ بعض الْمَشَايِخ وَأتبعهُ شيا بشين مُعْجمَة وياء وَهُوَ وهم
(س ت ر)(2/206)
قَوْله إِذا أرخيت الستور عَلَيْهَا هِيَ عبارَة عَن الدُّخُول وَالْخلْوَة وَإِن لم يكن ثمَّ ستر قَوْله لَا يسْتَتر من بَوْله تقدم فِي حرف الْبَاء وَالْخلاف فِيهِ.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
فِي بَاب من كره الْقعُود على الصُّور أَن عَائِشَة اشترت نمرقة فِيهَا تصاوير كَذَا للجرجاني وَلغيره استترت وَالْمَعْرُوف سترت إِلَّا أَنه قد جَاءَ والستارة استارة قَالَ شمر وَلم نَسْمَعهُ إِلَّا فِي الحَدِيث وَلَعَلَّ استتر افتعل من هَذَا
السِّين مَعَ الْجِيم
(س ج ح) قَوْله ملكت فاسجح أَي أحسن وأرفق وأعف وَقيل سهل والاسجاح حسن الْعَفو
(س ج د) قَوْله فِي صَلَاة الْكُسُوف من رِوَايَة أبي نعيم فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ فِي سَجْدَة أَي فِي رَكْعَة وَكَذَلِكَ قَوْله فصلى أَربع رَكْعَات فِي سَجْدَتَيْنِ يَعْنِي رَكْعَتَيْنِ وَله فِي الحَدِيث الآخر مُفَسرًا صلى أَربع رَكْعَات فِي رَكْعَتَيْنِ وَأَرْبع سَجدَات وَمثله قَوْله فِي الْوتر فَإِذا خشِي أَن يصبح سجد سَجْدَة فأوترت لَهُ مَا صلى وَكَذَلِكَ قَوْله صليت مَعَ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) سَجْدَتَيْنِ قبل الظّهْر وسجدتين بعد الظّهْر الحَدِيث وَكَانَ يُصَلِّي سَجْدَتَيْنِ خفيفتين بعد الْفجْر وَكم صلى يَعْنِي فِي الْكَعْبَة من سَجْدَة وَكَذَلِكَ قَوْله إِذا أدْرك أحدكُم سَجْدَة من صَلَاة الْعَصْر كُله بِمَعْنى وَأهل الْحجاز يسمون الرَّكْعَة سَجْدَة وأصل السُّجُود الْميل والانحناء سجدت النَّخْلَة مَالَتْ وَمثله قَوْله فِي بَاب تَعْجِيل السّحُور فِي البُخَارِيّ إِن أدْرك السُّجُود مَعَ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَي الصَّلَاة كَذَا لجميعهم وَعند النَّسَفِيّ وَالْمُسْتَمْلِي أدْرك السّحُور بالراء وَهُوَ وهم قَوْله فِي حَدِيث مَيْمُونَة فِي الْحيض هَذَا مَسْجِد رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) تُرِيدُ مَوضِع سُجُوده وَصلَاته وَتَفْسِيره قَوْله فِي الْبَاب الْآخرَانِ أدْرك الْفجْر مَعَ رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَقَوله حَتَّى تكون السَّجْدَة الْوَاحِدَة لأَحَدهم خيرا من الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا يحْتَمل أَن يُرِيد بِهِ السَّجْدَة نَفسهَا وَيحْتَمل أَن يُرِيد بهَا الصَّلَاة وَذَلِكَ أَن المَال حِينَئِذٍ لَا قدر لَهُ عِنْد النَّاس وَلَا طَاعَة فِي بذله وَالصَّدَََقَة بِهِ وَقَوله أَنَّهَا تكون حَائِضًا لَا تصلي وَهِي مفترشة بحذاء مَسْجِد رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَهُوَ يُصَلِّي على حبرَة فَإِذا سجد أصابني بعض ثَوْبه يُرِيد بِالْمَسْجِدِ مَوضِع صلَاته وَسُجُوده
(س ج ر) قَوْله وتيممت بِهِ التَّنور فسجرته أَي أوقدته فِيهِ وأحرقته وَقَوله حِين تسجر جَهَنَّم أَي توقد يُقَال فِيهِ أسجرت رباعي أَيْضا
(س ج ل) قَوْله صبوا عَلَيْهِ سجلا أَو سَجْلَيْنِ بِالْفَتْح وَنَزَعْنَا سجلا أَو سَجْلَيْنِ أَي دلوا أَو دلوين من مَاء وَلَا تسمى الدلوا سجلا إِلَّا إِذا كَانَت ملئى وَقَوله الْحَرْب سِجَال بِالْكَسْرِ أَي مرّة على هَؤُلَاءِ وَمرَّة على هَؤُلَاءِ من مساجلة المستقين على البير بالدلاء
(س ج ن) قَوْله فَيذْهب بِهِ إِلَى سِجِّين قيل هُوَ فعيل من السجْن وَقيل هُوَ حجر تَحت الأَرْض السَّابِعَة وَقيل السجين الأَرْض السَّابِعَة وَقيل السجين محبس كِتَابهمْ حَتَّى يجازي بِعَمَلِهِ فعيل من سجنت أَي حبست
(س ج ف) قَوْله كشف سجف حجرته يُقَال بِفَتْح السِّين وَكسرهَا هُوَ السّتْر قَالَ الطَّبَرِيّ هُوَ الرَّقِيق مِنْهُ يكون فِي مقدم الْبَيْت وَلَا يُسمى سجفا إِلَّا إِذا كَانَ مشقوق الْوسط كالمصراعين وَقَالَ الدَّاودِيّ هُوَ الْبَاب وَلَعَلَّه أَرَادَ أَنه بَابه (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كَانَ من مسح وَإِلَّا فَلَا يُسمى الْبَاب سجفا
(س ج ى) قَوْله سجى بِبرد حبرَة ومسجى بِثَوْبِهِ هُوَ المغطى كُله رَأسه وَرجلَاهُ كتسجية الْمَيِّت وَهُوَ ستره بِثَوْب وَمِنْه وَاللَّيْل إِذا سجى قيل سكن وَقيل غطى النَّهَار بظلمته.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
قَوْله آئبون تائبون عَابِدُونَ ساجدون كَذَا لَهُم وَعند القعْنبِي وَحده سائحون(2/207)
مَعْنَاهُ هُنَا صائمون إِذْ لَا سياحة فِي شرعنا قَوْله فَقَالَ إِلَى سجف مَاء كَذَا عِنْد الطَّبَرِيّ فِي حَدِيث ابْن عَبَّاس بِالسِّين والحاء الْمُهْمَلَتَيْنِ وَالصَّوَاب المعجمتين وسنذكره فِي الشين وَهُوَ الشن الْبَالِي فِي الْمُوَطَّأ فِي سُجُود الْقُرْآن عَن عُرْوَة إِن عمر سجد وسجدنا مَعَه كَذَا لِعبيد الله عَن يحيى وَهُوَ وهم لِأَن عُرْوَة إِنَّمَا ولد بعد موت عمر فِي خلَافَة عُثْمَان وَرَوَاهُ ابْن وضاح وَسجد النَّاس مَعَه وَعند ابْن بكير وسجدوا مَعَه إِلَّا أَنه يخرج قَول عُرْوَة سجدنا مَعَه يَعْنِي الْمُسلمين لَا نَفسه وَقَوله فِي تَفْسِير الَّذين يصلونَ على أوراكهم يَعْنِي الَّذين يَسْجُدُونَ وَلَا يرتفعون عَن الأَرْض يسْجد وَهُوَ لاصق بِالْأَرْضِ كَذَا للْجَمِيع وَهُوَ الصَّوَاب وَفِي رِوَايَة عَن ابْن أبي عِيسَى ليسجد بلام الْأَمر وَهُوَ وهم إِنَّمَا جَاءَ بالْكلَام الآخر تَفْسِير الأول
السِّين مَعَ الْحَاء
(س ح ب) قَوْله ثمَّ سحبوا إِلَى القليب أَي جروا وَمن يسحبك بقرونك أَي يجرك بشعرك وكل مجرور مسحوب وَمِنْه سمي السَّحَاب لانجراره
(س ح ت) قَوْله فَإِنَّهَا سحت السُّحت والسحت الْحَرَام سمي بذلك لِأَنَّهُ يسحت المَال أَي يذهب ببركته قَالَ الله تَعَالَى) فيسحتكم بِعَذَاب
(يُقَال مِنْهُ سحته الله وأسحته
(س ح ح) قَوْله سَحا اللَّيْل وَالنَّهَار أَي صبا والسح الصب وسنذكره وَالْخلاف فِيهِ
(س ح ر) قَوْله بَين سحرِي وَنَحْرِي السحر الرية تُرِيدُ وَهُوَ مُسْتَند لصدري مَا بَين جوفي وَنَحْرِي يُقَال للرية سحر وسحر بِالْفَتْح وَالضَّم وَقَالَ الدَّاودِيّ سحرِي مَا بَين ثديي وَهُوَ تَفْسِير على الْمَعْنى والتقريب وَإِلَّا فَهُوَ مَا قدمْنَاهُ وَقَالَ بَعضهم شجري بالشين وَالْجِيم وَقَالَ مَعْنَاهُ هَكَذَا وَشَبك أَصَابِعه يَعْنِي بَين ذراعي وَضمّهَا لَهُ إِيَّاه إِلَى صدرها وَقَوله أَن من الْبَيَان لسحرا فِيهِ وَجْهَان أَحدهمَا أَنه أوردهُ مورد الذَّم فشبهه بِعَمَل السحر لغلبته الْقُلُوب وجلبة الأفئدة وتزيينه الْقَبِيح وتقبيحه الْحسن وأصل السحر فِي كَلَام الْعَرَب الصّرْف وَمِنْه سحرك فلَان أَي صرفك وصيرك كمن سحر وَيشْهد لَهُ قَوْله وَلَعَلَّ بَعْضكُم أَن يكون الحن لحجته من بعض فَمن قضيت لَهُ بِشَيْء من حق أَخِيه فَإِنَّمَا أقطع لَهُ قِطْعَة من النَّار أَو يكْتَسب بِهِ من الْإِثْم صَاحبه مَا يكتسبه السَّاحر بِعَمَلِهِ الْوَجْه الثَّانِي أَنه أورد مورد الْمَدْح أَي تمال بِهِ الْقُلُوب ويرضى بِهِ الساخط وَيُسْتَنْزَلُ بِهِ الصعب وَلذَلِك قَالُوا فِيهِ السحر الْحَلَال وَيشْهد لَهُ قَوْله فِي نفس الحَدِيث أَن من الشّعْر لحكمة وَذكر السّحُور هُوَ بِفَتْح السِّين اسْم مَا يُوكل ح وَكَذَلِكَ الفطور اسْم مَا يفْطر عَلَيْهِ ح وبالضم الْفِعْل وَأَجَازَ بَعضهم أَن يكون اسْم الْفِعْل بِالْوَجْهَيْنِ وَالْأول أشهر وَأكْثر وَالسحر الْوَقْت الْمَعْرُوف من آخر اللَّيْل مَتى جَاءَ سحر غير معِين صرف كَمَا قَالَ تَعَالَى) نجيناهم بِسحر
(وَقَالَ ثَابت وَيُقَال بِسحر أَيْضا غير مَصْرُوف فَإِذا أردْت سحر يَوْمك لم تصرفه جملَة وَقَوله كَانَ فِي سفر فأسحر أَي قَامَ فِي السحر وَسَار فِيهِ
(س ح ك) قَوْله فِي حَدِيث المحرق اسحكوني أَو قَالَ اسحقوني كَذَا فِي بعض الرِّوَايَات وَفِي رِوَايَة عَن أبي ذَر أَو قَالَ اسهكوني وَفِي بَاب آخر اسكهوني بِتَقْدِيم الْكَاف
(س ح ل) قَوْله كفن فِي ثَلَاثَة أَثوَاب بيض سحُولِيَّة بِفَتْح السِّين وَضم الْحَاء قيل هِيَ منسوبة إِلَى قَرْيَة بِالْيمن يُقَال لَهَا سحول وَقَالَ ابْن حبيب وَابْن وهب السحول الْقطن وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي هِيَ بيض نقية من الْقطن خَاصَّة قَالَ والسحل الثَّوْب النقي من الْقطن وَقد جَاءَ فِي البُخَارِيّ فِي بَاب الْكَفَن بِغَيْر قَمِيص مُفَسرًا بِهَذَا فَقَالَ ثَلَاثَة أَثوَاب سحول كُرْسُف وَهُوَ الْقطن وَقَالَ القتبى(2/208)
سحول بِالضَّمِّ جمع سحل وَهُوَ ثوب أَبيض وَوَقع فِي كتاب مُسلم من رِوَايَة السَّمرقَنْدِي أَثوَاب سحول فَمن فتح السِّين أضَاف الأثواب وَأَرَادَ الْموضع وَمن ضمهَا نون وَأَرَادَ صفة الأثواب أَنَّهَا قطن أَو بيض وَقَوله سَاحل الْبَحْر هُوَ شطه وشاطئه وساحله وسيفه
(س ح م) قَوْله إِن جَاءَت بِهِ أسحم أَي أسود شَدِيد السوَاد قَالَ الْحَرْبِيّ هُوَ الَّذِي لَونه كلون الْغُرَاب وَقَوله احملني وسحيما عرض بِأَنَّهُ اسْم رجل وَأَرَادَ الزق فَقَالَ لَهُ عمر نشدتك الله اسحيم زق قَالَ نعم سمي الزق بِهَذَا لسواده والسحمة والسحام السوَاد وَقَوله ابْن السحماء وَقَالَ بَعضهم أَي ابْن سَوْدَاء وَإِنَّمَا هُوَ اسْم أمه
(س ح ن) فِي تَفْسِير سِيمَاهُمْ فِي وُجُوههم السحنة بِكَسْر السِّين وَسُكُون الْحَاء كَذَا قَيده أَبُو ذَر الْهَرَوِيّ وَقَيده الْأصيلِيّ وَابْن السكن بِفَتْح السِّين والحاء مَعًا وَهَذَا هُوَ الصَّوَاب عِنْد أهل اللُّغَة وَكَذَا حَكَاهُ صَاحب الْعين وَغَيره قَالَ ابْن دُرَيْد وَغَيره السحنة مَفْتُوحَة الْحَاء لَا يُقَال بإسكانها قَالَ ابْن قُتَيْبَة وَهُوَ مِمَّا جَاءَ متحركا والعامة تسكنه وَهِي لينَة الْبشرَة وَالنعْمَة فِي المنظر وَقيل الْهَيْئَة وَقيل الْحَال وَيُقَال لَهَا السحناء سَاكِنة الْحَاء ممدودة أَيْضا وَعَن اللحياني يُقَال السحنة والسحنة والسحنا بِالْفَتْح فِي الْجَمِيع وَحكى الكساءي السحنة بِالْكَسْرِ والسكون وَحكى أَبُو عَليّ عَن غَيره السحناء بِفَتْحِهَا ممدودا وَحَكَاهُ أَبُو عبيد عَن الْفراء وَرَوَاهُ هُنَا الْقَابِسِيّ وعبدوس السَّجْدَة يُرِيد أَثَرهَا فِي الْوَجْه هُوَ السيما وَعند النَّسَفِيّ السبحة
(س ح ق) قَوْله فَأَقُول سحقا سحقا بِضَم السِّين منونان أَي بعدا قَالَ الله تَعَالَى) فسحقا لأَصْحَاب السعير
(أَي بعدا وَفِي حَدِيث المحرق فاسحقوني أَي دقوني إِذا أحرقتموني بِدَلِيل بَقِيَّة الحَدِيث ليذري رماده فِي الرّيح كَمَا قَالَ فَإِذا كَانَ يَوْم ريح عاصف فأذروني فِيهَا.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
قَوْله يَمِين الله ملئاسحا كَذَا عِنْد جَمِيع شُيُوخنَا فِي الصَّحِيح منونا على الْمصدر أَي تسح سَحا إِلَّا عِنْد القَاضِي الشَّهِيد أبي عَليّ فِي مُسلم وَابْن عِيسَى فعندهما سحاء مَمْدُود على النَّعْت أَي دائمة الْعَطاء والسح الصب وَلَا يُقَال إِلَّا فِي الْمُؤَنَّث لم يَأْتِ لَهُ مُذَكّر مثل هطلا لم يَأْتِ فِيهِ أهطل وَبعده لَا يغيضها شَيْء اللَّيْل وَالنَّهَار منصوبين على الظّرْف أَي لَا ينقصها وَقد فسرناه وَفِي الحَدِيث الآخر عِنْد مُسلم لَا يقبضهَا سَحا اللَّيْل وَالنَّهَار وَالْخلاف فِيهِ كَمَا تقدم لَكِن عِنْد الطَّبَرِيّ هُنَا سح اللَّيْل وَالنَّهَار بِرَفْعِهِ على الْفَاعِل بيغيض وَكسر اللَّيْل وَالنَّهَار للإضافة والسح الصب سحت السَّمَاء تسح بِالضَّمِّ وَكَذَلِكَ الشَّاة بِاللَّبنِ لَكِنَّهَا تسح بِالْكَسْرِ
السِّين مَعَ الْخَاء
(س خَ ب) قَوْله فِي الصَّائِم وَلَا يسخب وَحَتَّى استخبنا وَفِي صفته (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَلَا سخاب فِي الْأَسْوَاق والسخب الصياح واختلاط الْأَصْوَات يُقَال بالصَّاد وَالسِّين وَالصَّاد أشهر وَقد تقدم مِنْهُ فِي غير حَدِيث ولغة ربيعَة فِيهِ السِّين وَجَاء هُنَا بِالسِّين وَفِي مَوَاضِع فِي بَعْضهَا بالصَّاد وَقَوله تلقى سخابها وألبسته سخابها بِكَسْر السِّين قَالَ البُخَارِيّ هِيَ القلادة من طيب أوسك قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي هُوَ خيط ينظم فِيهِ خرز ويلبسه الصّبيان والجواري وَقَالَ غَيره هُوَ من المعاذات قَالَ ابْن دُرَيْد هِيَ قلادة من قرنفل أَو غَيره والجميع سخب وَقَالَ غَيره هِيَ قلادة تتَّخذ من ترنفل وسك ومحلب لَيْسَ فِيهِ من الْجَوْهَر شَيْء
(س خَ ر) قَوْله تسخر مني وَأَنت الْملك السخرية بِكَسْر السِّين من الِاسْتِهْزَاء والاستجهال وَبِضَمِّهَا من السخرة والتسخير وَقُرِئَ ليتَّخذ بَعْضكُم بَعْضًا سخريا بِالْوَجْهَيْنِ على الْمَعْنيين والسخرية فِي حق الله تَعَالَى لَا تجوز على وَجههَا لِأَنَّهُ متعال عَن الْخلق(2/209)
فِي أَقْوَاله ومواعده وَمعنى قَوْله تسخر بِي وَأَنت الْملك أَي تطمعني فِيمَا لَا أرَاهُ من حَقي فَكَأَنَّهَا صُورَة السخرية وَقد يحْتَمل أَن قَائِل هَذَا أَصَابَهُ من الدهش والحيرة لما رآ من سَعَة رَحْمَة الله تَعَالَى بعد إشرافه على الْهَلَاك وَمَا خايله من السُّقُوط والزحف على الصِّرَاط وَمَا لقِيه من حر النَّار وريحها وانفهاق الْجنَّة بعد بعده عَنْهَا مَا لم يحتسبه وَلم يطْمع فِيهِ فَلم يضْبط من فرحه ودهشته لَفظه وأجرى كَلَامه على عَادَته مَعَ الْمَخْلُوق مثله كَمَا قَالَ الآخر من الدهش والفرح أَنْت عَبدِي وَأَنا رَبك وَقيل معنى أَتسخر بِي أَي أَنْت لَا تسخر بِي وَأَنت الْملك وَأَن الْهمزَة هُنَا لَيست للاستفهام وَلَا تَقْرِير للسخرية بل لنفيها كَمَا قَالَ تَعَالَى) أتهلكنا بِمَا فعل السُّفَهَاء منا
(أَي أَنَّك لَا تفعل ذَلِك وَقيل قد يكون هَذَا الْكَلَام على طَرِيق الْمُقَابلَة من جِهَة الْمَعْنى والمجانسة كَمَا قَالَ تَعَالَى) فيسخرون مِنْهُم سخر الله مِنْهُم
(ويستهزءون الله يستهزئ بهم وَذَلِكَ لما أخلف هُوَ مواعيد الله غير مرّة أَلا يسْأَله شَيْئا غير مَا سَأَلَهُ أَولا فَلَمَّا رآ ذَلِك خشِي أَن يكون ذَلِك إطماعا لَهُ بِمَا رَآهُ ثمَّ يمْنَع مِنْهُ معاقبة لإخلافه وغدره ومكافأة لَهُ على ذَلِك سَمَّاهُ سخرية مُقَابلَة لِمَعْنى مَا فعل وَفِي هَذَا عِنْدِي بعد على أَنِّي قد بسطت فِيهِ من الْبَيَان مَا لم يبسطه قَائِله فَإِن الْآيَة سمي فِيهَا الْعقُوبَة سخرية واستهزاء مُقَابلَة لِمَعْنى مَا فعل وَفِي هَذَا عِنْدِي مُقَابلَة لأفعالهم وَلَا عُقُوبَة هُنَا إِلَّا بتصوير الأطماع وَهُوَ حَقِيقَة السخرية الَّتِي لَا تلِيق بِاللَّه وَخلف الْوَعْد وَالْقَوْل الَّذِي هُوَ منزه عَنهُ فَإِن قبله أَدخل الْجنَّة
(س خَ ط) قَوْله فَهَل يرجع أحد سخطه لدينِهِ وَلَا يسخطه أحد السخط والسخط لُغَتَانِ مثل السقم والسقم وَهُوَ الْكَرَاهَة للشَّيْء وَعدم الرضى بِهِ وَقَوله إِن الله يسْخط مِنْكُم كَذَا وَسخط الله عَلَيْهِ هُوَ فِي حق الله تَعَالَى مَنعه من إِبَاحَة فعله وَنَهْيه عَن ذَلِك ومعاقبة فَاعله عَلَيْهَا وإرادته عُقُوبَته
(س خَ ل) قَوْله فِي الزَّكَاة يعد علينا السخل ويعد عَلَيْهِم السخلة يحملهَا الرَّاعِي هِيَ الصَّغِيرَة من ولد الضَّأْن حِين يُولد ذكرا أَو أُنْثَى والجميع سخل
(س خَ م) قَوْله نسخم وجوهها أَي نسودها والسخام سَواد الْقدر والسخام أَيْضا الفحم
(س خَ ف) قَوْله وَمَا على كَبِدِي سخْفَة جوع بِفَتْح السِّين هُوَ رقته وهزاله قَالَ الْهَرَوِيّ عَن أبي عَمْرو السخف رقة الْعَيْش بِالْفَتْح وبالضم رقة الْعقل وَقد ضبطناه هَذَا الْحَرْف فِي الحَدِيث الْمُتَقَدّم بِالْوَجْهَيْنِ
(س ح و) قَوْله فَمن أَخذه بسخاوة نفس أَي بطيبها وتنزهها عَن التشوف والحرص عَلَيْهِ وَهُوَ من السخاء يمد وَيقصر يُقَال سخا الرجل يسخوا سخاء وسخاوة إِذا جاد وتكرم حكى الْقصر عَن الْخَلِيل وَلم يذكرهُ أَبُو عَليّ فِي الْمَقْصُور وَقد تكون سخاوة النَّفس بِمَعْنى تَركهَا الْحِرْص عَلَيْهِ من قَوْلهم سخيت نَفسِي وبنفسي عَن الْأَمر أَي تركته فَكَأَنَّهُ مِمَّا تقدم أَي نزهتها عَنهُ.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
فِي الصَّائِم فَلَا يرْفث وَلَا يسخب وَعند الطَّبَرِيّ يسخر وَقد فسرناهما وَالْبَاء هُنَا أوجه وَأظْهر وأوفق ليرفث ويجهل
السِّين مَعَ الدَّال
(س د د) قَوْله سددوا وقاربوا أَي اقصدوا السداد واطلبوه وَاعْمَلُوا بِهِ فِي الْأُمُور وَهُوَ الْقَصْد فِيهَا فَوق التَّفْرِيط وَدون الغلو والسداد بِالْفَتْح الْقَصْد وَقَوله فِي الدُّعَاء سددني أَي وفقني للقصد واستعملني بِهِ وَقَوله وَاذْكُر بالسداد سدادك السهْم تقويمك الرَّمْي بِهِ وَقصد الرَّمية وَمِنْه قَوْله فسدد لَهُ مشقصا أَي قوم رميه وقصده بِهِ وَمِنْه قَوْله فقد سددناها بَعْضهَا فِي وُجُوه بعض يَعْنِي السِّهَام فِي الْفِتَن أَي قصدنا الرَّمْي بهَا بَعْضنَا لبَعض وَفِي بعض الرِّوَايَات شددناها بالشين الْمُعْجَمَة وَفِي أُخْرَى بَعْضهَا بِالْهَاءِ وَكله خطأ وَقَوله حَتَّى يُصِيب سدادا من عَيْش هَذَا بِكَسْر السِّين أَي بلغَة يسد بهَا خلته وكل شَيْء سددت بِهِ خللا فَهُوَ سداد بِالْكَسْرِ(2/210)
وَمِنْه سداد الثغر وسداد القارورة وَمِنْه قَوْلهم سداد من عوز أَي مَا تسد بِهِ الْحَاجة وسد الروحاء وسد الصَّهْبَاء ممدودان قَالَ أَبُو عَمْرو يُقَال لكل جبل سد وسد لُغَتَانِ والسد الرَّدْم أَيْضا وَقيل السد بِالضَّمِّ خلقَة المسدود والسد بِالْفَتْح فعل الْإِنْسَان وَقَالَ الْكسَائي هما وَاحِد وَقَوله قبَّة على سدتها حَصِير بِضَم السِّين أَي على بَابهَا وَمِنْه قَوْله الَّذين لَا تفتح لَهُم السدد أَي الْأَبْوَاب مثل قَوْله فِي الحَدِيث الآخر رب أَشْعَث مَدْفُوع بالأبواب وَقَوله فلقينا رجل عِنْد سدة الْمَسْجِد وَقَوله فَكنت أَقرَأ على أبي فِي السدة هِيَ الظلال والسقائف الَّتِي حوله وَمِنْه سمي إِسْمَاعِيل السدى لِأَنَّهُ كَانَ يَبِيع فِي سدة الْجَامِع الْحمر
(س د ر) قَوْله غسله بالسدر واغسلنها بِمَاء وَسدر يُرِيد ورق تمر السدر وَهُوَ النبق والواحدة سِدْرَة وَقَوله حَتَّى انْتَهوا بِي إِلَى سِدْرَة الْمُنْتَهى قَالَ الْمُفَسِّرُونَ هِيَ شَجَرَة فِي السَّمَاء السَّابِعَة أَسْفَل الْعَرْش لَا يجاوزها ملك وَلَا نَبِي قد أظلت السَّمَاوَات وَالْجنَّة وَفِي الْأَثر إِلَيْهَا يَنْتَهِي مَا يخرج بِهِ من الأَرْض وَمَا يهْبط من السَّمَاء فَيقبض مِنْهَا
(س د ل) قَوْله يسدل رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) ناصيته وَكَانَ يسدل شعره وَكَانُوا يسدلون بِفَتْح الْيَاء سدلت الْمَرْأَة ثوبها وشعرها إِذا أَرْسلتهُ وَمِنْه السدل فِي الصَّلَاة وَهُوَ إرخاء الثَّوْب من الْمَنْكِبَيْنِ إِلَى الأَرْض وَلَا يضم جوانبه وَهُوَ جَائِز عِنْد مَالك وَأَصْحَابه إِذا كَانَ عَلَيْهِ مئزر وَفِي حَدِيث الْمَرْأَة سادلة رِجْلَيْهَا أَي مرسلتهما على جملها ويروي سَائِلَة وهما بِمَعْنى إِلَّا أَنه إِنَّمَا صَوَابه مسبلة وَقد ذَكرْنَاهُ فِي السِّين وَالْبَاء.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
قَوْله فِي المساقات وسد الحظار أَي إصْلَاح زربها أَو حائطها الَّذِي يمْنَعهَا وحظر عَلَيْهَا بِهِ وسده لخلله وَكَذَا رَوَاهُ يحيى بن يحيى والقعنبي وَمن وافقهم وَابْن بكير بِالسِّين الْمُهْملَة وَرَوَاهُ ابْن الْقَاسِم بالشين الْمُعْجَمَة قَالَ ابْن باز وَهُوَ أَجود يُرِيد مَعَ الحظار وَهُوَ الزرب فاستعمال الشد فِيهِ أَجود من السد
قلت قد يكون الحظار زر بقضبان وخشب كَمَا قَالَ وكما فسرناه فِي مَوْضِعه وَقد يكون بحائط وتل تُرَاب وَيكون السد بِالْمُهْمَلَةِ فِيهِ لثلمه وردم خلله أَيْضا والسد الرَّدْم وَكِلَاهُمَا صَوَاب وبالوجهين قيدناهما فِي الْمُوَطَّأ من رِوَايَة يحيى عَن أبي مُحَمَّد بن عتاب وَفِي الرِّوَايَات فَشدد إِلَيْهِ شِقْصا كَذَا للأصيلي وَأبي ذَر وَعند الْحَمَوِيّ وبقيتهم شدد بالشين الْمُعْجَمَة وَهُوَ وهم وَالصَّوَاب الأول وَفِي تَفْسِير سباسيل العرم مَاء أَحْمَر أرْسلهُ الله من السد ثمَّ قَالَ وَلم يكن المَاء الْأَحْمَر من السد كَذَا لَهُم وَعند الْحَمَوِيّ من السَّيْل مَكَان السد فيهمَا وَالصَّوَاب السد فِي الأول والسيل فِي الثَّانِي وَفِي حَدِيث الْخضر فِي السَّفِينَة مِنْهُم من يَقُول سدوها بقارورة وَمِنْهُم من يَقُول بالقار وَهُوَ الصَّوَاب وَضَبطه الْأصيلِيّ سدوها بِضَم السِّين وَهُوَ وهم وَصَوَابه الْفَتْح على الْخَبَر
السِّين مَعَ الرَّاء
(س ر ب) قَوْله فَكَانَ يسر بِهن إِلَى أَي يوجههن ويسرحهن يُرِيد صواحبها وَقَوله سربا أَي طَرِيقا لوجهه ومذهبا والسرب أَيْضا بِالسُّكُونِ الطَّرِيق وَالْمذهب وبكسر السِّين النَّفس والبال وَمِنْه فِي الحَدِيث من أصبح آمنا فِي سربه أَي فِي نَفسه رخى البال وَمن قَالَه هُنَا فِي سربه بِفَتْح السِّين يُرِيد فِي مذْهبه ومسلكه قَالَ الْخطابِيّ أجمع أهل الحَدِيث واللغة على كسر سين سربه بِمَعْنى نَفسه إِلَّا الْأَخْفَش فَإِنَّهُ فتحهَا قَوْله فِي النَّاقة تقطع دونهَا السراب وَيَزُول بهم السراب هُوَ مَا يظْهر نصف النَّهَار فِي الفيافي كَأَنَّهُ مَاء والآل مَا يكون فِي طرفِي النَّهَار يُشِير إِلَى بعد سير الناقية حَتَّى ظهر مَا بَينه وَبَينهَا السراب ويقطعه أَي ذهبت وأبعدت حَتَّى صَار بَين طالبها وَبَينهَا السراب وَتقدم فِي الْقَاف
(س رج)(2/211)
قَوْله أَمْثَال السرج أَي أَمْثَال المصابيح والسراج الْمِصْبَاح
(س ر ح) قَوْله نزل تَحت سرحة وَهُنَاكَ سرحة بِفَتْح السِّين وَسُكُون الرَّاء هُوَ شجر طوال لَهَا منظر من الطّعْم لَا يَأْكُلهُ المَال وَجمعه سرح وسرحات بِفَتْح الرَّاء قيل أَنه الآلاء وَقيل الدفلى وَقَوله قليلات المسارح أَي المراعي وتعود عَلَيْهِم سارحتهم أَي ماشيتهم السارحة للمرعى بِالْغَدَاةِ وَقَوله ثمَّ تسرح يَعْنِي غنمه سرحت الْإِبِل مخففا فسرحت هِيَ اللَّازِم وَالْوَاقِع سَوَاء قَالَ الله تَعَالَى) وَحين تسرحون
(قيل يُرِيد أَن إبِله لَا تغيب وَلَا تسرح إِلَى المرعى كثيرا وَلَا بَعيدا ليجدها قريبَة للضيفان فيحلبها وينحرها وَقيل بل المُرَاد أَنَّهَا لكثر مَا ينْحَر مِنْهَا لَا يبْقى مَا يسرح مِنْهَا إِلَّا قَلِيلا وَقد ذكرنَا من هَذَا فِي حرف الْبَاء وبسطنا مَعَانِيه فِي كتاب البغية فِي شرح هَذَا الحَدِيث والسرح الْإِبِل والمواشي الَّتِي تسرح للرعي بِالْغَدَاةِ وَهِي السارحة وَمِنْه أغار على سرح رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَقَوله تسرح من الْجنَّة حَيْثُ تشَاء وَنحن نَسْرَح فِي الْجنَّة أَي ننعم ونردد فِي ثمارها كسرح الْإِبِل فِي المرعى قَوْله عَلَيْهِم بسارحة لَهُم أَي بماشية سرحت فِي مرعاها
(س ر د) قَوْله أسرد الصّيام أَي أواليه وأتابعه وَمِنْه قَوْله تَعَالَى) وَقدر فِي السرد
(أَي فِي مُتَابعَة الْخلق شَيْئا بعد شَيْء حَتَّى تتناسخ وَمِنْه فلَان يسْرد الحَدِيث وَمِنْه قَول عَائِشَة لم يكن رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) يسْرد الحَدِيث كَسَرْدِكُمْ وَمِنْه سميت حلق الدرْع سردا لتناسقها بَعْضهَا بِبَعْض وَقيل السرد سمر طرفِي الْحلقَة وَمِنْه قَوْله وَقدر فِي السرد أَي لَا تجْعَل المسامير رقاقا وَلَا غلاظا وَذكر السرادق وَهُوَ الخباء وَشبهه وَأَصله كل مَا أحَاط بالشَّيْء وَقيل هُوَ مَا يدار حول الخباء كالظلة وَنَحْوهَا
(س ر ر) قَوْله هَل صمت من سرر هَذَا الشَّهْر بِفَتْح السِّين وَالرَّاء الأولى كَذَا للكافة وَعند العذري وَبَعْضهمْ بِضَم السِّين قَالَ أَبُو عبيد سرار الشَّهْر آخِره حَيْثُ يسْتَتر الْهلَال وسرر الشَّهْر مثله وَأنْكرهُ غَيره قَالَ وَلم يَأْتِ فِي صَوْم آخر الشَّهْر حض وسرار كل شَيْء وَسطه وأفضله فَكَأَنَّهُ يُرِيد الْأَيَّام الغر من وسط الشَّهْر وَقَالَ ابْن السّكيت سرار الشَّهْر وسراره بِالْفَتْح وَالْكَسْر قَالَ الْفراء وَالْفَتْح أَجود وَقَالَ الْأَزْهَرِي سرر الشَّهْر وسراره وسراره ثَلَاث لُغَات وَقَالَ الْأَوْزَاعِيّ وَسَعِيد ابْن عبد الْعَزِيز سره أَوله وَقد جَاءَ هَكَذَا فِي مُصَنف أبي دَاوُود وَغَيره وَأثبت بَعضهم سره وَلم يعرفهُ الْأَزْهَرِي قَالَ أَبُو دَاوُود وَقيل سره وَسطه وَقيل آخِره وسر كل شَيْء جَوْفه وَأنكر هُنَا الْخطابِيّ أَن سره أَوله وَذكر قَول الْأَوْزَاعِيّ سره آخِره وَقَالَ سمي آخِره سر الاستسرار الْقَمَر فِيهِ وَذكر مُسلم فِي حَدِيث عمرَان بن حُصَيْن أصمت من سرة هَذَا الشَّهْر وَهَذَا يدل أَنه وَسطه وَقَوله تبرق أسارير وَجهه هِيَ خطوط الْجَبْهَة وتكسرها وأحدها سرا وسرر وَالْجمع أسرار والأسار ير جمع الْجمع قَالَ الْأَخْفَش أسرار الْوَجْه محاسنه وخطوطه وَقَوله حَدثنِي عَنْبَسَة بِحَدِيث يتسار إِلَى فِيهِ بتَشْديد الرَّاء وَفتح أَوله يتفاعل من السرُور أَي يسر بِهِ وَقَوله وَإِذ يُقَال لَهُ السرر بِضَم السِّين لأكثرهم وَضَبطه الجياني بِالضَّمِّ وَالْكَسْر مَعًا وَقَوله سر تحتهَا سَبْعُونَ نَبيا قيل هُوَ من السرُور أَي بشروا بالنبوءة وَقيل ولدُوا تحتهَا وَقطعت سررهم والسر بِكَسْر السِّين وَضمّهَا مَا تقطعه الْقَابِلَة من الْمَوْلُود عِنْد الْولادَة من المشيمة قيبين وأحدها سر بِالْكَسْرِ وَمَا بَقِي من أَصْلهَا فِي الْجوف فَهُوَ السُّرَّة وَتَسْمِيَة الْوَادي بِمَا تقدم يعضد هَذَا التَّأْوِيل وَقَالَ الْكسَائي قطع سره وسرره بِالضَّمِّ فيهمَا وَلَا يُقَال قطعت سرته وَذكره ثَعْلَب فِي نوادره سر بِالْكَسْرِ لَا غير وَقَوله فَمَا كَانَ يكلمهُ إِلَّا كَأَخِي السرَار هِيَ النَّجْوَى(2/212)
وَالْكَلَام الْمُسْتَتر بِهِ وَمِنْه قِرَاءَة السِّرّ فِي الصَّلَاة والتسري فِي النِّكَاح لِأَنَّهُ من التسرر وَأَصله من السِّرّ وَهُوَ الْجِمَاع وَيُقَال لَهُ الاستسرار أَيْضا وَمِنْه السّريَّة من التَّسَرِّي والسراري جمع سَرِيَّة بتَشْديد الرَّاء وَالْيَاء وَضم السِّين وَفِي حَدِيث مَانع الزَّكَاة فِي الْإِبِل تَأتي كاسر مَا كَانَت أَي أسمنه كَمَا جَاءَ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى قَالَ الْفراء السِّرّ من كل شَيْء الْخَالِص وَقَالَ ثَعْلَب السِّرّ بِالضَّمِّ السرُور
(س رع) قَوْله فَخرج سرعَان النَّاس وَولى سرعَان النَّاس بِفَتْح السِّين وَالرَّاء أَي إخفائهم والمسرعون المستعجلون مِنْهُم كَذَا المتقني شُيُوخنَا وَهُوَ قَول الْكسَائي وَهُوَ الْوَجْه وَضَبطه بَعضهم بِسُكُون الرَّاء وَله وَجه وَحَكَاهُ الْخطابِيّ عَن غير الْكسَائي وَالْأول أَجود وَضَبطه الْأصيلِيّ وعبدوس وَبَعْضهمْ سرعَان بِضَم السِّين وَسُكُون الرَّاء وَالْأول أوجه لَكِن يكون جمع سريع أَيْضا مثل قفيز وقفزان وَحكى الْخطابِيّ أَن عوام الروَاة تَقوله سرعَان بِالْكَسْرِ قَالَ وَهُوَ خطأ قَالَ الْخطابِيّ فَأَما قَوْلهم سرعَان مَا فعلت فَفِيهِ ثَلَاث لُغَات كسر السِّين وَضمّهَا وَفتحهَا وَالرَّاء فِيهَا سَاكِنة وَالنُّون مَنْصُوب أبدا قَوْله فِي بَاب تَأَخّر السّحُور فَكَانَت سرعتي أَن أدْرك الصَّلَاة مَعَ رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) يُرِيد إسراعي أَي غَايَة مَا يفِيدهُ إسراعه إِدْرَاك الصَّلَاة يُرِيد لقرب سحوره من طُلُوع الْفجْر قدر مَا يصل من منزله إِلَى الْمَسْجِد وَفِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى ثمَّ تكون سرعَة فِي قبله وَرفع سرعَة على اسْم كَانَ وَقَوله وَالنَّاس إِلَيْهِ سراع أَي مبادرون وَقَول عَائِشَة مَا اسرع النَّاس قيل إِلَى إِنْكَار مَا لَا يعلمونه وَقد جَاءَ كَذَا فِي مُسلم مُفَسرًا وَقيل مَا أسْرع نسيانهم وَكَذَا جَاءَ فِي مُسلم تَعْنِي مَا نسي النَّاس فِي رِوَايَة العذرى
(س ر ف) قَوْله أَن رجلا أسرف على نَفسه أَي أَخطَأ وَزَاد وغلا فِي ذَلِك والسرف مُجَاوزَة الْقَصْد والسرف أَيْضا الْخَطَأ قَوْله كره الْإِسْرَاف فِي الْوضُوء هُوَ مُجَاوزَة الْحَد الشَّرْعِيّ فِيهِ من إكثار المَاء أَو فَوق ثَلَاث أَو زِيَادَة الْحَد فِي المغسول وَقَوله فِي اللبَاس مَا لم يكن سَرفًا وَفِي غير إِسْرَاف وَلَا مخيلة الْإِسْرَاف الغلو فِي الشَّيْء وَالْخُرُوج عَن الْقَصْد وَهُوَ من السَّفه وإضاعة المَال وَتقدم تَفْسِير المخيلة والسرف أَيْضا مَا قصر بِهِ أَيْضا عَن حق الله وَقيل السَّرف وضع الشَّيْء فِي غير مَوْضِعه
(س ر ق) قَوْله فِي سَرقَة حَرِير بِفَتْح السِّين وَالرَّاء قيل هُوَ الْأَبْيَض مِنْهُ وَجمعه سرق وَقيل هِيَ شققه الْبيض وَقيل الْجيد مِنْهُ قَالَ أَبُو عبيد واحسب الْكَلِمَة فارسية قَالَ ابْن دُرَيْد وَأَصله سره أَي جيد وَقَوله وفيهَا السرقين فسره البُخَارِيّ بزبل الدَّوَابّ وَهُوَ بِكَسْر السِّين وَسُكُون الرَّاء وَهِي فارسية السرجين بِالْجِيم وَكَذَا قَالَه ابْن قُتَيْبَة وَهَذِه الْكَلِمَات العجمية فِيهَا حُرُوف لَيست بمحضة خَالِصَة لألفاظ الْعَرَبيَّة فينطق بهَا وتكتب بالحروف الَّتِي تقرب مِنْهَا وَقَوله وأسوأ السّرقَة الَّذِي يسرق صلَاته كَذَا الرِّوَايَة عِنْد الكافة بِكَسْر الرَّاء وَخبر الْمُبْتَدَأ مُضْمر تَقْدِيره سَرقَة الَّذِي يسرق صلَاته وَعند ابْن حمدين وَبَعْضهمْ السّرقَة بِفَتْح الرَّاء جمع سَارِق مثل كَاتب وكتبة وَعِنْدهم أَيْضا الْوَجْه الأول مَعًا وَالَّذِي هُنَا على هَذِه الرِّوَايَة الْأُخْرَى خبر أَسْوَأ
(س ر و) قَوْله فِي التلبين يسروا فؤاد الحزين وفؤاد السقيم قَالَ أَبُو عبيد أَي يكْشف عَن فُؤَاده وَقَوله سر وَالشرب أَي كنسه وتنقيته مثله وَالشرب كالحوض فِي أصل النَّخْلَة وَيَأْتِي بَابَيْنِ من هَذَا فِي مَوْضِعه وَالْخلاف فِي ضَبطه يُقَال سروت الثَّوْب وسريته إِذا نحيته وَمِنْه قَوْلهم ثمَّ سرى عَنهُ يَعْنِي الْوَحْي أَي يكْشف عَنهُ مَا أَصَابَهُ من غشية أَو خوف أَو غَيره بِالتَّخْفِيفِ وبالتشديد رَوَاهُ الشُّيُوخ وَهُوَ صَحِيح كُله(2/213)
وَقَوله سراة النَّاس وسرواتهم وسروات بني لؤَي وسر وات الْجِنّ ونكحت بعده رجلا سريا كلهَا بِفَتْح السِّين أَي ساداتهم وأشرافهم من السرو وَهِي المرؤة والسخاء مَعًا يُقَال مِنْهُ سرى الرجل سريا وسر وسرو أَو سراوة والواحدة سرى وَجمعه سريون وأسرياء وسرات والسروات جمع سرات
(س رى) قَوْله أسرينا وسرينا مَعَ رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) ويسري وَلَيْلَة الْإِسْرَاء أَي سرينا لَيْلًا يُقَال مِنْهُ سرى وَأسرى وَقد قرئَ بهما جَمِيعًا فاسر بأهلك رباعي وثلاثي وَالِاسْم السّري وَمِنْه مَا السرى يَا جَابر أَي مَا أوجب سراك ومجيئك لَيْلًا قَوْله بعث سَرِيَّة قَالَ يَعْقُوب هِيَ مَا بَين خَمْسَة أنفس إِلَى ثَلَاثمِائَة وَقَالَ الْخَلِيل هِيَ نَحْو الأربعمائة والسرية الْجَارِيَة تتَّخذ للوطئ ذَكرنَاهَا قبل لِأَن أَصْلهَا من السِّرّ وَهُوَ النِّكَاح.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
قَوْله بالسُّرْيَانيَّة بِسُكُون الرَّاء وَتَشْديد الْيَاء الْآخِرَة هِيَ اللُّغَة الأولى الَّتِي تكلم بهَا آدم عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام والأنبياء صلوَات الله عَلَيْهِم أَكثر الشُّيُوخ يَقُولُونَهُ بتَشْديد الرَّاء ومتقنوهم يَقُولُونَهُ بسكونها وَكَذَا قَيده الْأصيلِيّ وَقَوله مَا السرى يَا جَابر فسرناه وَهُوَ الْمَعْرُوف وَفِي بعض النّسخ مَا السِّرّ وَالْأول الْمَعْرُوف وَفِي كتاب الْأَنْبِيَاء فِي ذكر زَكَرِيَّاء حَدثهمْ عَن لَيْلَة أسرى بِهِ ثمَّ صعد حَتَّى أَتَى السَّمَاء كَذَا فِي رِوَايَة أبي نعيم وَفِي بعض رِوَايَة أبي ذَر وَفِي بَعْضهَا بِي وَسَقَطت الْكَلِمَة جملَة عِنْد الْأصيلِيّ وَبَعْضهمْ فَيجب على سُقُوطهَا أَن يَقُول لَيْلَة أسرى ثمَّ صعد بِفَتْح الْهمزَة فيستقيم الْكَلَام وَفِي حَدِيث الْهِجْرَة فأحيينا وسرينا ليلتنا ويومنا كَذَا فِي جَمِيع النّسخ وَفِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى أسرينا ليلتنا وَمن الْغَد مثله والسرى لَا يسْتَعْمل إِلَّا بِاللَّيْلِ وَلكنه لما ذكره مَعَ اللَّيْل ضم النَّهَار مَعَه وَغلب أَحدهمَا على الآخر كَمَا قَالَ شراب البان وتمر واقط وَقد تكون هَذِه اللَّفْظَة أسأدنا ليلتنا ويومنا يُقَال أسادت سرت اللَّيْل وَالنَّهَار وَفِي غَزْوَة الخَنْدَق فساررته كَذَا لكفاتهم وَهُوَ الْوَجْه وَفِي نسخ النَّسَفِيّ فشاورته من الشورة وَالْمَعْرُوف وَدَلِيل الحَدِيث تصويب الأول من السرَار وَقَوله وَلَا تنتهب نهبة ذَات شرف أما روايتنا فِيهَا فِي الصَّحِيح فبالشين الْمُعْجَمَة وَفِي غَيرهَا بِالْمُهْمَلَةِ وَبهَا ذكرهَا الْحَرْبِيّ وفسرها بِذَات قدر كَبِير وَقد قَيده بَعضهم فِي مُسلم بِالْمُهْمَلَةِ وَبهَا يُفَسر أَيْضا رِوَايَة الْمُعْجَمَة وَكِلَاهُمَا بِمَعْنى وَقيل ذَات شرف أَي يستشرف النَّاس إِلَيْهَا كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث يرفع النَّاس إِلَيْهَا أَبْصَارهم وَهَذَا يحْتَمل الْوَجْهَيْنِ الْمُتَقَدِّمين
السِّين مَعَ الطَّاء
(س ط ت) قَوْله فَقَامَتْ امْرَأَة من سطة النَّاس كَذَا هُوَ فِي جَمِيع نسخ مُسلم وَكَذَا قيدناه عَن شُيُوخنَا بِكَسْر السِّين وَتَخْفِيف الطَّاء وَأَصله من الْوسط من ذَوَات الْوَاو وَفِي رِوَايَة الطَّبَرِيّ من وَاسِطَة فسره بَعضهم أَن مَعْنَاهُ من علية النِّسَاء وخيارهم وَكَانَ القَاضِي الْكِنَانِي يَقُول أرى اللَّفْظ مغيرا وَأَحْسبهُ من سفلَة النِّسَاء فَكَأَنَّهُ اخْتَلَط رَأس الْفَاء مَعَ اللَّام فجَاء طاء قَالَ ويعضده أَن ابْن أبي شيبَة وَالنَّسَائِيّ روياه كَذَا من سفلَة ويروى أَيْضا فَقَامَتْ امْرَأَة من غير علية النِّسَاء وَحقّ هَذِه الْكَلِمَة أَن تكْتب فِي حرف الْوَاو وَلكنه ذَكرنَاهَا هُنَا لاشتباه صورتهَا بِالصَّحِيحِ وَلِأَنَّهَا مُغيرَة
(س ط ح) قَوْله بَين سطيحتين هُوَ إِنَاء من جلدين قَالَ ابْن الْأَعرَابِي هِيَ المزادة إِذا كَانَت من جلدين سطح أَحدهمَا على الآخر قَوْله فَضربت إِحْدَاهمَا الْأُخْرَى بمسطح هُوَ عود من عيدَان الخباء وَهُوَ نَحْو قَوْله فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى بعمود وَقيل هُوَ حَصِير نسف من خوص الدوم وَالْأول الصَّوَاب هُنَا
(س ط ر) قَوْله وَكَانَ الْبَيْت على سِتَّة أعمدة سطرين كَذَا هُوَ بِالسِّين الْمُهْملَة(2/214)
لجماعتهم وَعند الْأصيلِيّ شطرين بِالْمُعْجَمَةِ وَهُوَ تَصْحِيف وَالْأول الصَّوَاب أَي صفّين يُقَال سطر وسطر وَمِنْه أساطير الْأَوَّلين أَي مَا كتبوه وزخرفوه وَقَوله وَإِلَّا فاسطكتا يَعْنِي أُذُنَيْهِ كَذَا لِابْنِ الْحذاء وَلغيره فاستكتا وهما بِمَعْنى وسنذكره فِي السِّين وَالْكَاف
(س ط ع) قَوْله غُبَار موكبه ساطعا أَي مرتفعا عَالِيا وَمِنْه فِي حَدِيث وَقت الصُّبْح لَا يصدنكم الساطع المصعد أَي الْمُرْتَفع وَمِنْه إِذا انْشَقَّ مَعْرُوف من الْفجْر سَاطِع وكل منتشر منبسط كالبرق وَالرِّيح الطّيبَة فَهُوَ سَاطِع
السِّين مَعَ الْكَاف
(س ك ب) قَوْله فَقَامَ إِلَى الْقرْبَة فسكب مِنْهَا أَي صب وَجعلت أسكب عَلَيْهِ ويسكب رَأسه أَي يقطر كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث الآخر والسكب الصب
(س ك ت) قَوْله وَسكت الْقَوْم قيل هُوَ بِمَعْنى سكتوا يُقَال سكت وأسكت بِمَعْنى وَقيل اطرقوا قَوْله فأسكت النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) قيل فِيهِ مَا تقدم وَقيل اعْرِض عَنهُ وَقَوله فِي الصَّلَاة كَانَ يسكت اسكاتة بِكَسْر الْهمزَة وَفِي رِوَايَة الْأصيلِيّ أسكاتة بِالضَّمِّ فَقُلْنَا يَا رَسُول الله اسكاتتك هَذِه وَفِي الْبكر سكاتها أذنها بِضَم السِّين قَالَ أَبُو زيد سكت سكتا وسكوتا وسكاتا وأسكت إسكاتا وَاخْتلف الْفُقَهَاء فِي السكتة بعد التَّكْبِيرَة الأولى وَبعد أم الْقُرْآن للْإِمَام هَل هِيَ مَشْرُوعَة أَو مَكْرُوهَة وَجَاء اسْكُتْ بِمَعْنى اعْرِض وَبِمَعْنى اطرق وَجَاء سكت بِمَعْنى سكن وَمِنْه فَلَمَّا سكت عَن مُوسَى الْغَضَب وَقَوله فِي حَدِيث سلوني فَلَمَّا قَالَ عمر ذَلِك سكت رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) يكون مِنْهُ هَذَا كَمَا قَالَ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى وَسكن غَضَبه وَيحْتَمل ن يكون صمت عَمَّا كَانَ يَقُوله قبل وَيكون سكت بِمَعْنى مَاتَ وَمِنْه قَوْله فِي المرجوم فرجمناه بجلاميد الْحرَّة حَتَّى سكت أَي مَاتَ وَقَوله كَانَ يُصَلِّي يُرِيد من اللَّيْل إِحْدَى عشرَة رَكْعَة فَإِذا سكت الْمُؤَذّن من صَلَاة الْفجْر قَامَ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ هُوَ على وَجهه وَكَذَا روينَاهُ بِالتَّاءِ من السُّكُوت فِي هَذَا الحَدِيث على اخْتِلَاف أَلْفَاظه فِي جَمِيع الْأُمَّهَات أَي إِذا أكمل أَذَانه ورويناه عَن الْخطابِيّ سكب بِالْبَاء قَالَ وَمَعْنَاهُ اذن والسكب الصب اسْتِعَارَة للْكَلَام وحدثونا عَن أبي مَرْوَان بن سراج وَوَجَدته بِخَط الجياني عَنهُ إِن سكت وسكب بِمَعْنى وَاحِد
(س ك ر) قَوْله سكر الْأَنْهَار بِسُكُون الْكَاف وَفتح السِّين هُوَ سدها وَحبس مَائِهَا لتأْخذ مجْرى آخر وَالسكر بِكَسْر السِّين اسْم ذَلِك السداد الَّذِي يَجْعَل هُنَاكَ وَقَوله أَو شرب سكرا وَمن شرب السكر وَذكر السكر والمسكر فالسكر بِالْفَتْح هُوَ اسْم مَا يسكر من الْأَشْرِبَة وَكَذَا فِي رِوَايَة الطَّبَرِيّ الْمُسكر مَكَان السكر قَالَ الله تَعَالَى) تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سكرا
(قَالُوا كَانَ هَذَا قبل تَحْرِيمه وَقيل فِي الْآيَة السكر للطعام وَقَالَهُ أَبُو عبيد وَأهل اللُّغَة ينكرونه وَمِنْه قَول ابْن مَسْعُود فِي السكر أَي الْمُسكر وَقَوله إِن للْمَوْت لسكرات جمع سكرة قَالَ الله تَعَالَى وَجَاءَت سكرة الْمَوْت بِالْحَقِّ وَهِي غَلَبَة الكرب على الْعقل واختلاطه لِشِدَّتِهِ وَقَول أبي بكر رَضِي الله عَنهُ وَجَاءَت سكرة الْحق بِالْمَوْتِ أَي سكرة الْموعد الْحق بِانْقِضَاء الْأَجَل وَقَوله وَلَا آكل فِي سكرجة بِضَم السِّين وَالْكَاف وَتَشْديد الرَّاء وَفتح الْجِيم كَذَا قيدناه وَقَالَ أَبُو مكي صَوَابه فتح الرَّاء هِيَ قصاع يُوكل فِيهَا صغَار وَلَيْسَت بعربية وَهِي كبرى وصغرى الْكُبْرَى تحمل سِتَّة أواقي وَالصُّغْرَى ثَلَاثَة أواقي وَقيل أَرْبَعَة مَثَاقِيل وَقيل مَا بَين ثَلَاثِينَ أُوقِيَّة وَمعنى ذَلِك أَن الْعَجم كَانَت تستعملها فِي الكواميخ وأشباهها من الجوارشنات على الموائد وحول الْأَطْعِمَة للمشتهي والهضم فَأخْبر أَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) لم يَأْكُل على هَذِه الصّفة قطّ وَقَالَ الدَّاودِيّ وَهِي الْقَصعَة الصَّغِيرَة المدهونة وَذكر فِي تَفْسِير الغبيراء السكركة وَهِي(2/215)
خمر الذّرة بِضَم السِّين وَضم الْكَاف وَسُكُون الرَّاء وَيُقَال أَيْضا الأسكركة بِضَم الْهمزَة وَسُكُون السِّين ويروى جَمِيعًا وَالْأول أشهر
(س ك ك) قَوْله فجرت فِي سِكَك الْمَدِينَة ويسعون فِي السكَك ويتبعها فِي سِكَك الْمَدِينَة ولقيه فِي بعض سِكَك الْمَدِينَة ويسعون فِي السِّكَّة وسكة بني غنم السكَك هِيَ الطّرق والأزقة أَصْلهَا الطَّرِيقَة المصطفة من النّخل فسميت الطّرق فِي المدن بذلك لاصطفاف الْمنَازل بجنبيها وَقَوله جدي اسك قيل هُوَ الصَّغِير الْأُذُنَيْنِ الملتصقهما وَهُوَ أَيْضا الَّذِي لَا أذنان لَهُ وَالَّذِي قطعت أذنَاهُ سككته اصطلمت أُذُنَيْهِ وَهُوَ أَيْضا الْأَصَم الَّذِي لَا يسمع وَمِنْه قَوْله سمعته مِنْهُ وَإِلَّا فاستكتا أَي صمتا والإسكاك الصمم والسكك ضيق الصماخ وَمن رَوَاهُ فاصطكتا بِمَعْنَاهُ أبدل التَّاء طاء من افتعل كَمَا قَالُوا اصطاد لقرب مخرجها من السِّين وَالصَّاد وَقَوله ثمَّ جمعته فِي سك وقلادة من سك هُوَ طيب مَصْنُوع مَجْمُوع مَعْلُوم
(س ك ن) قَوْله وَنزلت عَلَيْهِم السكينَة وَتلك السكينَة نزلت لقِرَاءَة الْقُرْآن قيل هِيَ الرَّحْمَة وَقيل هِيَ الطُّمَأْنِينَة وَقيل الْوَقار وَمَا يسكن بِهِ الْإِنْسَان مُخَفّفَة الْكَاف هَذَا الْمَعْرُوف وَحكى الْحَرْبِيّ عَن بعض اللغويين فِيهَا التَّشْدِيد وَذكر عَن الْفراء وَالْكسَائِيّ وَيحْتَمل أَن الَّتِي نزلت لقِرَاءَة الْقُرْآن السكينَة الَّتِي ذكر الله بقوله فِيهِ سكينَة من ربكُم فقد قيل أَنَّهَا شَيْء كَالرِّيحِ وَقيل خلق كالهر وَقيل خلق لَهُ وَجه كوجه الْإِنْسَان وَقيل روح من الله تكلمهم وَتبين لَهُم إِذا اخْتلفُوا فِي شَيْء وَقيل فِيهِ غير هَذَا وَفِيمَا ذَكرْنَاهُ مَا يحْتَمل أَن ينزل مثل هَذَا على من يقْرَأ الْقُرْآن أَو يجْتَمع للذّكر لِأَنَّهَا من جملَة الرّوح وَالْمَلَائِكَة وَالله أعلم وَأما قَوْله فِي الصَّلَاة فأتوها وَعَلَيْكُم الْوَقار والسكينة فَهُوَ هُنَا بِمَعْنى الْوَقار والسكون وَكرر للتَّأْكِيد وَقَوله السكن بِفَتْح الْكَاف مَا يسكن إِلَيْهِ من منزل أَو أهل وَذكر فِي الحَدِيث السكين وَهِي المدية وَذكر صَاحب الْعين أَنَّهَا تذكر وتؤنث وَقد جَاءَ فِي بعض الْأَحَادِيث فِي الْإِسْرَاء فِي غير هَذِه الْأُمَّهَات سكينَة بهَا وَقَالَ الْهَرَوِيّ أَكثر الْعَرَب لَا يعْرفُونَ إِدْخَال الْهَاء فِيهَا وَقَوله فَكَانَ الرجل استكان أَي خضع هُوَ افتعل من السّكُون يُقَال استكان واستكن وأسكن وتمسكن وَمِنْه وَأما صَاحِبَايَ فاستكانا أَي خضعا لي وَقيل استكان استفعل من الكنية بِالْكَسْرِ وَهِي الْحَال السَّيئَة وَقَالَ الْأَزْهَرِي إِنَّمَا هُوَ من السّكُون ومدت الْألف كَمَا قَالُوا ينباع فِي يَنْبع والمسكين مَأْخُوذ من هَذَا لضَعْفه وذلته وَأما قَوْله فِي حَدِيث الْغَار الآخر فيستكنا لشربتها ضَبطه الْأصيلِيّ بتَخْفِيف النُّون وَغَيره بتشديدها وهما بِمَعْنى الأول من استكان وَالثَّانِي من استكن أَي يُضعفَانِ لعدم شربتهما وَقَوله فيسكن جأشه أَي يطمئن قلبه وَمثله قَوْله تَعَالَى) إِن صَلَاتك سكن لَهُم
(أَي طمأنينة يسكنون إِلَيْهَا.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
قَوْله فَمَا زَالَ يحفضهم حَتَّى سكتوا وَكَذَا للمستملي بِالتَّاءِ وَلغيره سكنوا بالنُّون وَكَذَلِكَ فِي حَدِيث مَاعِز فرميناه بجلاميد الْحرَّة حَتَّى سكت كَذَا لكافتهم عَن مُسلم وَلابْن ماهان سكن بالنُّون وهما بِمَعْنى وَقد فسرناه فِي حَدِيث قتل أبي عَامر الْأَشْعَرِيّ فَلَمَّا رَآنِي رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) سَاكِنا كَذَا لأكْثر شُيُوخنَا بالنُّون وَرَوَاهُ بَعضهم ساكتا بِالتَّاءِ وَعند ابْن الْحذاء شاحبا وَقد يتَوَجَّه هُنَا الشحوب وَهُوَ تَغْيِير اللَّوْن من مرض أَو جزع فِي كَفَّارَة الْأَذَى فِي حَدِيث معقل من رِوَايَة ابْن أبي شيبَة أَو تطعم سِتَّة مَسَاكِين لكل مِسْكين صَاع كَذَا للعذري وَهُوَ وهم وَصَوَابه مَا للْجَمَاعَة لكل مسكينين كَمَا جَاءَ فِي غير هَذِه الرِّوَايَة وَقَوله فِي تَفْسِير وَقومُوا لله قَانِتِينَ قَالَ فَأمرنَا بِالسُّكُونِ كَذَا للجرجاني بالنُّون وللباقين بِالسُّكُوتِ بِالتَّاءِ وَقد تقدم فِي(2/216)
تَفْسِير الْقُنُوت المعنيان فِي التَّوْحِيد فِي بَاب وَلَا تَنْفَع الشَّفَاعَة عِنْده حَتَّى إِذا فزع عَن قُلُوبهم وَسكن الصَّوْت كَذَا لأبي ذَر وَلغيره وَسكت الصَّوْت وهما بِمَعْنى أَي صَوت الْمَلَائِكَة لقَوْله قيل سبح أهل السَّمَاوَات وَقد ذَكرْنَاهُ فِي النُّون وَالصَّاد وَفِي الْجَنَائِز أَن مسكينة مَرضت كَذَا هُوَ منون صفة بِدَلِيل قَوْله آخر الحَدِيث وَكَانَ يعود الْمَسَاكِين وَقد حكى عَن بَعضهم أَنه اسْم غير منون علم وَهُوَ خطأ
السِّين مَعَ اللَّام
(س ل ب) قَوْله من قتل قَتِيلا فَلهُ سلبه السَّلب مَا أَخذ عَن الْقَتِيل مِمَّا كَانَ عَلَيْهِ من لِبَاس أَو آلَة وسلب الشَّاة جلدهَا إِذا سلخ كُله بِفَتْح اللَّام
(س ل ت) قَوْله فِي الزَّكَاة ذكر السلت وَفِي الْبيُوع سُئِلَ عَن بيع الْبَيْضَاء بالسلت فكرهه وسقنا سويق سلت هُوَ حب بَين الْبر وَالشعِير لَا قشر لَهُ وَقَوله وأمرنا أَن نسلت الْقَصعَة أَي نمسحها بالإصبع مثل اللعق وَمِنْه سلت الدَّم عَن وَجهه إِذا مَسحه بِيَدِهِ وَمثله فِي الْبدن وسلت الدَّم عَنْهَا أَي أزاله وَمثله تسلت الْعرق فِيهَا أَي تَأْخُذهُ بإصبعها من النطع وتجعله فِيهَا
(س ل ح) قَوْله فَتَلقاهُ المسالح مسالح الدَّجَّال جمع مسلحة بِفَتْح الْمِيم وَاللَّام وهم الْقَوْم يعدون بِالسِّلَاحِ فِي طرف الثغر والمواضع لذَلِك لثغور وَتسَمى أَيْضا مسالح لذَلِك وَمِنْه فِي حَدِيث الْهِجْرَة فَكَانَ مسلحة لَهُ وَذكر السلحفات بِضَم السِّين وَاللَّام كَذَا جَاءَ عِنْدِي عَن الْأصيلِيّ وَعند عَبدُوس السلحفا وَقَالَ أَبُو عَليّ القالي هِيَ السلحفا بِغَيْر هَاء مَقْصُور مَفْتُوحَة اللَّام وَغير الْأَصْمَعِي يَقُول سلحفات فيسكن اللَّام ويحرك الْحَاء وَيزِيد هَاء وَذَلِكَ غير مَعْرُوف قَالَ وَيُقَال سلحفية مثل بلهنية
(س ل خَ) قَوْله سلخ حَيَّة بِفَتْح السِّين هُوَ جلدهَا الَّذِي تسلخه عَنْهَا قَوْله فِي شِرَاء حب اللبان بالسليخة قيل هُوَ زَيْت اللبان قبل أَن يطيب
(س ل ك) قَوْله سلك يَده فِي فِيهِ أَي أدخلها قَالَ الله تَعَالَى) مَا سلككم فِي سقر
(
(س ل ل) قَوْله فانسل بعيره أَي خرج وَلم يحس بِهِ وَمثله فِي الْجنب فانسل مِنْهُ وَمِنْه السلَّة السّرقَة لأخذها فِي خُفْيَة ورفق وَمثله لأسلنك مِنْهُم كَمَا تسل الشعرة من الْعَجِين وَمِنْه سل السَّيْف لإخراجه بِرِفْق وَمِنْه قَول عَائِشَة فِي الْحيض فانسللت من الخميلة فَأخذت ثِيَاب حيضتي أَي خرجت مِنْهَا بِرِفْق كَمَا قَالَت فِي الحَدِيث الآخر فأكره أَن أستقبله فانسل انسلالا وَمِنْه قَوْله فِي حَدِيث الْجنب فانسللت فَأتيت الرجل فاغتسلت أَي انقبضت عَنهُ وانصرفت يُرِيد من حَيْثُ لم يشْعر وَقَالَ بعض الشَّارِحين مَعْنَاهُ أسرعت من النسلان وَهُوَ تقَارب الخطو مَعَ الْإِسْرَاع وَلم يقل شَيْئا لِأَن النُّون هُنَا أَصْلِيَّة وَاللَّام غير مضاعفة
(س ل م) قَوْله فَأَخذهُم سلما بِفَتْح السِّين وَاللَّام كَذَا ضَبطه بَعضهم وضبطناه عَن الْأَكْثَر بِسُكُون اللَّام وَالْأول أشبه وَمَعْنَاهُ أسرى وَالسّلم بِالْفَتْح الْأَسير لِأَنَّهُ أسلم وَترك وَأما السّلم بِسُكُون اللَّام وَفتح السِّين وَكسرهَا فَالصُّلْح وَكَذَا السَّلَام وَقَوله أقدمهم سلما أَي إسلاما وَالسّلم فِي البيع السّلف بِالْمِيم وَالْفَاء مَفْتُوح اللَّام بِمَعْنى وَهُوَ مَذْكُور فِي الحَدِيث وَهُوَ تَقْدِيم رَأس المَال فِي مَضْمُون مَوْصُوف إِلَى أجل مُشْتَقّ من الدّفع وَالتَّسْلِيم يُقَال فِيهِ أسلم وَسلم وأسلف وَسلف وأرهن كُله بِمَعْنى وَالسَّلَام اسْم من أَسمَاء الله تَعَالَى قيل مَعْنَاهُ ذُو السَّلامَة أَي من كل عيب وَنقص وَهُوَ اخْتِيَار ابْن فورك وَغَيره وَقيل الَّذِي سلم عباده من ظلمه حَكَاهُ الْخطابِيّ وَقَالَ الْحَرْبِيّ مَعْنَاهُ مُسلم عباده من هَلَاكه وَقَالَ الْقشيرِي مُسلم الْمُؤمنِينَ من عَذَابه قَالَ وَقيل الْمُسلم على عباده بقوله وَسَلام على عباده الَّذين اصْطفى أَي ذُو السَّلَام وَقيل الْمُسلم على الْمُؤمنِينَ فِي الْجنان بقوله سَلام قولا من رب رَحِيم وَأما السَّلَام من الصَّلَاة وَالسَّلَام من التَّحِيَّة فَقيل معنى ذَلِك السَّلامَة لَك وَلكم وَالسَّلَام والسلامة سَوَاء كالرضاع وَالرضَاعَة فَكَانَ الْمُسلم(2/217)
إِذْ اسْلَمْ على الآخر أعلمهُ أَنه مسالم لَهُ لَا يخَاف مِنْهُ وَقيل مَعْنَاهُ الدُّعَاء أَي السَّلامَة لكم وَقيل معنى السَّلَام عَلَيْكُم أَي الله مَعكُمْ كَمَا يُقَال الله حافظك وحائطك أَو حفظ الله عَلَيْكُم وَفِي خبر السَّلَام اسْم من أَسمَاء الله فأفشوه بَيْنكُم وَقَوله مَا مِنْكُم أحد الا وَقد وكل بِهِ قرينه قيل وَأَنت قَالَ وَأَنا إِلَّا أَن الله أعانني عَلَيْهِ فَأسلم روينَاهُ بِالضَّمِّ وَالْفَتْح فَمن ضم رد ذَلِك إِلَى النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَي فَأسلم أَنا مِنْهُ وَمن فتح رده إِلَى القرين أَي أسلم من الْإِسْلَام وَقد روى فِي غير هَذِه الْأُمَّهَات فاستسلم وَقَوله مَا كَانَ من أَرض سلم فَفِيهَا الزَّكَاة كَذَا لجمهورهم بِفَتْح السِّين وَمَعْنَاهُ أَرض إِسْلَام وَعند أبي ذَر السَّلَام معرفَة وَكَذَا جَاءَ فِي رِوَايَة النَّسَفِيّ أَرض الْإِسْلَام وَعند الْجِرْجَانِيّ أَرض مُسلم وَقَوله أسلم سَالَمَهَا الله من مجانسة الْكَلَام لِأَن من سالمته لم يرمنك مَا يكره فَإِنَّهُ دَعَا لَهَا بِأَن يصنع الله بهَا مَا يُوَافِقهَا وَيكون سَالَمَهَا بِمَعْنى سلمهَا وَجَاء بفاعل كَمَا قَالَ قَاتله الله بِمَعْنى قَتله وَقَوله أَن سيد الْحَيّ سليم أَي لديغ يُقَال لمن لدغه ذَوَات السمُوم سليم على معنى التفاؤل بسلامته من ذَلِك وَقيل سمي بذلك لاستسلامه لما بِهِ وَقَوله أسلم تسلم الأول بِكَسْر اللَّام من الْإِسْلَام وَالثَّانِي بِفَتْحِهَا من السَّلامَة وأصل الْإِسْلَام الانقياد وَفرق فِي حَدِيث جِبْرِيل بَينه وَبَين الْإِيمَان فَجعل الْإِيمَان بَاطِنا بِمَا تعلق بِعَمَل الْقلب وَالْإِسْلَام ظَاهرا بِمَا تعلق بِعَمَل الْجَوَارِح وَهَذَا نَحْو قَوْله تَعَالَى) قل لم تؤمنوا وَلَكِن قُولُوا أسلمنَا
(فَفرق بَينهمَا وَقد جَاءَ أَيْضا بِمَعْنى وَاحِد وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فأخرجنا من كَانَ فِيهَا من الْمُؤمنِينَ فَمَا وجدنَا فِيهَا غير بَيت من الْمُسلمين وأصل الْإِسْلَام الطَّاعَة والانقياد وَمِنْه قَوْله تَعَالَى واجعلنا مُسلمين لَك وأصل الْإِيمَان التَّصْدِيق وَمِنْه قَوْله تَعَالَى وَمَا أَنْت بِمُؤْمِن لنا وَلَو كُنَّا صَادِقين فَإِذا جاآ مفترقين فعلى أصل الْوَضع فِي اللُّغَة وَإِذا جاآ مُجْتَمعين فعلى مشاركتهما فِي مَعْنَاهُمَا لِأَن الْعَمَل فِي الْجَوَارِح طَاعَة لله وتصديق لأوامره ووعده ووعيده وإيمان بذلك وَلِأَن الْإِيمَان بِالْقَلْبِ طَاعَة لله وانقياد لأوامره وَقَوله أَن الرجل ليسلم وَمَا يُرِيد إِلَّا الدُّنْيَا فَمَا يسلم حَتَّى يكون الْإِسْلَام أحب إِلَيْهِ من الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا مَعْنَاهُ ينقاد ظَاهرا طلبا للدنيا أَو يحب الدُّخُول فِي الْإِسْلَام طلبا للدنيا فَمَا يلتزمه وينقاد لشرائعه ويتمكن فِي قلبه حَتَّى يصرفهُ عَن الدُّنْيَا إِلَى الْآخِرَة وَقَوله فِي الْإِمَامَة فأقدمهم سلما بِكَسْر السِّين كَذَا رَوَاهُ مُسلم فِي حَدِيث ابْن أبي شيبَة أَي إسلاما وَفِي رِوَايَة غَيره أقدمهم سنا وَفِي الحَدِيث الآخر أكبرهم سنا وَهَذِه تعضد الرِّوَايَة الثَّانِيَة وَقَوله فاستلم الْحجر قَالَ الْأَزْهَرِي هُوَ افتعل من السَّلَام بِالْفَتْح كَأَنَّهُ حَيَّاهُ بذلك وَقَالَ القتبي هُوَ افتعل من السَّلَام بِالْكَسْرِ وَهِي الْحِجَارَة وَمَعْنَاهُ لمسه كَمَا يُقَال اكتحل من الْكحل وَقَوله عَن سلمات الطَّرِيق بِكَسْر اللَّام وَأُولَئِكَ السلمات مثله كَذَا ضَبطه الْأصيلِيّ فيهمَا قيل حجارها جمع سَلمَة بِالْكَسْرِ وَضَبطه غير الْأصيلِيّ فيهمَا بِفَتْح اللَّام جمع سَلمَة وَهِي شجر من العضاه وَهِي شجر الْقرظ وَقَالَ الدَّاودِيّ سلمات الطَّرِيق الَّتِي تتفرع من جوانبه وَهَذَا غير مَعْرُوف لُغَة وَقَوله على كل سلامي من النَّاس صَدَقَة أَي فِي كل عظم ومفصل وَأَصله عِظَام الْكَفّ وَإِلَّا كارع وَقد جَاءَ هَذَا فِي الحَدِيث مُفَسرًا فَذكر ثَابت فِي دلائله عَنهُ (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) لِابْنِ آدم ثَلَاثمِائَة مفصلا وَسِتُّونَ مفصلا على كل مفصل صَدَقَة قَالُوا وَمن يَسْتَطِيع ذَلِك قَالَ ينحى أحدكُم الْأَذَى عَن الطَّرِيق ويبزق فِي الْمَسْجِد فيدفنه فَإِن لم يسْتَطع فَإِن رَكْعَتي الضُّحَى تجزآنه وَفِي مُسلم فِي كل تَسْبِيحَة صَدَقَة وكل تَحْمِيدَة صَدَقَة وكل تَكْبِيرَة صَدَقَة وكل تَهْلِيلَة صَدَقَة وَأمر بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَة وَنهى عَن الْمُنكر صَدَقَة وتجزئ عَن ذَلِك رَكْعَتَانِ(2/218)
من الضُّحَى وَقَوله فِي كتاب التَّفْسِير فِي البُخَارِيّ فِي حَدِيث كَعْب فَلَا يكلمني أحد مِنْهُم وَلَا يسلمني كَذَا رِوَايَة الْقَابِسِيّ فِيهِ وَسَقَطت اللَّفْظَة عِنْد الْأصيلِيّ وَالْمَعْرُوف أَن السَّلَام إِنَّمَا يتَعَدَّى بِحرف جر إِلَّا أَن يكون اتبَاعا ليكلمني فَلهُ وَجه أَو يرجع إِلَى معنى من فسر السَّلَام بِأَنَّهُ سلم منى فَلهُ وَجه أَيْضا
(س ل ف) قَوْله من سلف فليسلف فِي كيل مَعْلُوم بِمَعْنى سلم وَقد ذَكرْنَاهُ وَمِنْه السلفة فِي الطَّعَام وَأَصله من التَّقَدُّم سمي بذلك لتقدم رَأس المَال فِيهِ وَمِنْه سلف الرجل مُتَقَدم آبَائِهِ يُقَال فِيهِ سلفت وأسلفت وَالِاسْم السّلف بِفَتْح اللَّام وَكَذَلِكَ من الْقَرْض وَمِنْه نهي عَن سلف جر مَنْفَعَة أَو عَن سلف وَبيع وَقَوله أسلمت على مَا سلف لَك من خير أَي تقدم وَمضى وأسلفت قدمت وَالسَّلَف كل عمل صَالح تقدم للْعَبد وَمِنْه قَوْله فِي الدُّعَاء للطفل اجْعَلْهُ لنا فرطا وسلفا أَي مُتَقَدما نجده فِي الْآخِرَة وَالسَّلَف أَيْضا من تقدمك من آبَائِك وقرابتك وَقَوله حَتَّى تنفرد سالفتي أَي تَنْقَطِع عنقِي وتنفرد عَن رَأْسِي والسالفة أَعلَى الْعُنُق وَقيل السالفتان جانبا الْعُنُق وَقيل السالف حَبل الْعُنُق وَهُوَ الْعرق الَّذِي بَينه وَبَين الْكَتف
(س ل ق) قَوْله أَنا بَرِيء من السالقة والحالقة وَلَيْسَ منا من حلق وسلق مخفف اللَّام أَي رفع صَوته عِنْد الْمُصِيبَة وَحلق شعره عِنْدهَا وَقَالَ ابْن جريج هِيَ خَمش الْوَجْه وصكه والسلق القشر وَمِنْه فِي حَدِيث آخر لعن الله السالقة فِيهِ المعنيان وَيُقَال فِي هَذَا كُله أَيْضا بالصَّاد من أجل الْقَاف وَمن هَذَا قَوْله تَعَالَى) سلقوكم بألسنة حداد
(أَي جهروا فِيكُم بالسوء من القَوْل وَقَوله فِي حَدِيث الْعَجُوز وأصل سلق بِكَسْر السِّين بقلة مَعْرُوفَة
(س ل ى) قَوْله أَيّكُم يَجِيء بسلا جزور بني فلَان بِفَتْح السِّين وَتَخْفِيف اللَّام مَقْصُور هُوَ الْجلْدَة الَّتِي يكون فِيهَا الْوَلَد وَهِي فِي الْمَاشِيَة كالمشيمة لبني آدم وَمِنْه قَول البُخَارِيّ فِي تَفْسِير الإقراء مَا قَرَأت يَعْنِي النَّاقة سلاقط أَي مَا جمعت.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
(ف س ر) وَذكر عَن أهل الْكتاب أَنهم كَانُوا يفسرونها يَعْنِي الثوراة بِالْعَرَبِيَّةِ لأهل الْإِسْلَام كَذَا لأكثرهم وَعند الْجِرْجَانِيّ لأهل الشَّام أَو أهل الْإِسْلَام على الشَّك وَلَا وَجه لأهل الشَّام هُنَا وَفِي الْمَلَاحِم ويجتمعون لأهل الْإِسْلَام وَيجمع لَهُم أهل الْإِسْلَام كَذَا للسجزي والسمرقندي وَعند ابْن ماهان الشَّام فِي الأول وَالْإِسْلَام فِي الآخر وَعند العذري فيهمَا أهل الشَّام وَالْإِسْلَام فيهمَا وَهُوَ أشبه وَقَوله فضل الْمَدِينَة فَيَقُول الدَّجَّال اقتله فَلَا يُسَلط عَلَيْهِ كَذَا لَهُم وَعند النَّسَفِيّ وَبَعْضهمْ وَلَا أسلط وَهُوَ وهم وَفِي كتاب الْأَنْبِيَاء فِي قَوْله وَقدر فِي السرد وَلَا تدق المسامير فتسلسل كَذَا عِنْد الْأصيلِيّ بالراء وَمَعْنَاهُ تخرج من الثقب بِرِفْق ولين أَو تتحرك لرقتها حَتَّى يلين خُرُوجهَا وَعند غَيره فتسلسل بِمَعْنَاهُ السلسال والسلسلة من اللين وَقد قَالُوا فِي تَفْسِير السلسبيل هِيَ اللينة السهلة فِي الْحلق الَّذِي تسلسل فِيهِ وأصل السلسلة الِاتِّصَال وَمِنْه سميت السلسلة وَقَوله فِي حَدِيث الدَّجَّال اقتله وَلَا أسلط كَذَا لبَعض الروَاة للْبُخَارِيّ وَعند الْقَابِسِيّ والأصيلي وَلَا يُسَلط وَهُوَ الصَّحِيح الْمُفَسّر فِي غَيره من الْأَحَادِيث وَقَوله فِي الْمُوَطَّأ فِي بَاب الدّين والحول وَإِنَّمَا فرق بَين أَن لَا يَبِيع إِلَّا مَا عِنْده وَأَن يسلف الرجل فِي شَيْء لَيْسَ عِنْده اصله كَذَا لِعبيد الله بِكَسْر اللَّام وَفِي بعض نسخ ابْن بكير يسلف بِفَتْحِهَا وَفِي رِوَايَة الْمُهلب يتسلف لِعبيد الله ولبعض رُوَاة الْمُوَطَّأ بالراء وَالصَّوَاب رِوَايَة غير عبيد الله
قَالَ القَاضِي رَحمَه الله بل هِيَ الْخَطَأ إِلَّا من قَالَ بِفَتْح اللَّام أَو كَمَا قَالَ عِنْد عبيد الله وَقَوله فِي حَدِيث الْإِفْك وَكَانَ على مُسلما فِي شَأْنهَا يَعْنِي عَائِشَة كَذَا رَوَاهُ الْقَابِسِيّ وعبدوس والأصيلي وَكَذَا قيد فِي أصولهم(2/219)
ولاكثر رُوَاة الفربرى بِكَسْر اللَّام من التَّسْلِيم وَترك الْكَلَام فِي إِنْكَاره وَفتحهَا الْحَمَوِيّ وَبَعْضهمْ من السَّلامَة من الْخَوْض فِيهِ وَرَأَيْت مُعَلّقا عَن الْأصيلِيّ أَنا كَذَا قرأناه قَالَ وَلَا أعرف غَيره وَرَوَاهُ النَّسَفِيّ وَابْن السكن مسيئا من الْإِسَاءَة فِي الْحمل عَلَيْهَا وَترك التحزب لَهَا وَكَذَا رَوَاهُ ابْن أبي خَيْثَمَة وَعَلِيهِ تدل فُصُول الحَدِيث فِي غير مَوضِع لكنه منزه أَن يَقُول مقَال أهل الْإِفْك كَمَا نَص عَلَيْهِ فِي الحَدِيث وَلكنه أَشَارَ بفراقها وشدد على بَرِيرَة فِي أمرهَا
السِّين مَعَ الْمِيم
(س م ت) قَوْله تسميت الْعَاطِس فسمتوه وسمت عاطسا يُقَال بِالسِّين والشين مَعًا وَأَصله السِّين فِيمَا قَالَه ثَعْلَب قَالَ وَأَصله من السمت وَهُوَ الْهَدْي وَالْقَصْد وَأكْثر رِوَايَات الْمُحدثين فِيهِ وَقَول النَّاس بالشين الْمُعْجَمَة قَالَ أَبُو عبيد وَهِي أعلا اللغتين وَأَصله الدُّعَاء بِالْخَيرِ وَقَالَ بعض المتكلفين إِنَّمَا أَصله الشين من شماتته بالشيطان وقمعه بِذكر الله وحمده وَقَوله أقرب سمتا بِفَتْح السِّين هُوَ حسن الْهَيْئَة والمنظر فِي الدّين وَالْخَيْر لَا فِي الْجمال والملبس والسمت أَيْضا الْقَصْد وَالطَّرِيق والجهة وَمِنْه سمت الْقبْلَة قَالَ الْخطابِيّ وأصل السمت الطّرق المنقاد
(س م ح) قَوْله كَانَ أسمح لِخُرُوجِهِ أَي أسهل وَمِنْه السماحة فِي البيع أَي التسهيل وَمثله السماح والسموحة والسمح بِفَتْح الْمِيم قَالَ ابْن قُتَيْبَة يُقَال مِنْهُ سمح واسمح وَرجل سمح بِسُكُون الْمِيم وَمِنْه قَوْله رحم الله عبدا سَمحا إِذا بَاعَ الحَدِيث
(س م ر) قَوْله فِي الْمُحَاربين وَسمر أَعينهم بتَخْفِيف الْمِيم قيل مَعْنَاهُ كحلها بالمسامير المحماة وضبطناه عَنْهُم فِي البُخَارِيّ بتَشْديد الْمِيم وَالْأول أوجه ويروى سمك بِاللَّامِ وسنذكره وَمَعْنَاهُ مُتَقَارب وَقَوله فِي الطَّعَام السمراء هُوَ الْبر الشَّامي وينطلق على الْبر جملَة وأنثها على معنى الْحِنْطَة أَو الْحبَّة وَمِنْه قَوْله فِي حَدِيث الْمُصراة ورد مَعهَا صَاعا من طَعَام لَا سمراء يفسره قَوْله فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى صَاعا من تمر قَوْله السمر بعد الْعشَاء كَذَا الرِّوَايَة وَقَالَ أَبُو مَرْوَان الْأَحْسَن بِسُكُون الْمِيم هُوَ اسْم الْفِعْل وَكَذَا ضَبطه بَعضهم وبالفتح هُوَ الحَدِيث بعْدهَا وَأَصله لون ضوء الْقَمَر لأَنهم كَانُوا يتحدثون إِلَيْهِ وَمِنْه سمي الأسمر اسمر لشبهه لذَلِك اللَّوْن وَقَوله لأسمر السمراء الْبر وأنثها على معنى الْحِنْطَة أَو الْحبَّة
(س م ط) قَوْله مَا أكل شَاة سميطا وَفِي الحَدِيث الآخر شَاة مسموطة هُوَ مَا شوى بجلده بعد أَن نزع عَنهُ صوفه أَو شعره
(س م ل) قَوْله سمل أَعينهم قيل فقاها بالشوك وَقيل هُوَ أَن يُؤْتى بحديدة محماة وتقرب من الْعين حَتَّى يذهب نظرها وعَلى هَذَا تتفق مَعَ رِوَايَة من قَالَ سمر بالراء إِذْ قد تكون هَذِه الحديدة مسمارا وَكَذَلِكَ أَيْضا على الْوَجْه الأول وَقد يكون فقؤها بالمسمار وسملها بِهِ كَمَا فعل ذَلِك بالشوك
(س م م) قَوْله وَمن قتل نَفسه بِسم يُقَال بِفَتْح السِّين وَضمّهَا وَالْفَتْح أفْصح وَقَوله السمُوم بِالْفَتْح هُوَ شدَّة الْحر وَقَوله سم الْخياط أَي ثقب الإبرة بِالْفَتْح وَالضَّم أَيْضا وكل ثقب ضيق فَهُوَ سم
(س م ن) قَوْله كُنَّا نسمن الْأُضْحِية وَكَانَ الْمُسلمُونَ يسمنون ظَاهره يعلفونها وَقد يحْتَمل أَن يختاروا سمنها وَقَوله ويفشوا فيهم السّمن وَيُحِبُّونَ السمانة يُرِيد كَثْرَة اللَّحْم وَأَنه الْغَالِب عَلَيْهِم وَإِن كَانَ فِيمَن تقدم قَلِيلا الأتراه قَالَ فِي رِوَايَة يكثر فيهم وَأَيْضًا فَهُوَ لَا يستحسنونه ويستجلبونه خلاف من هُوَ فِيهِ خلقه كَمَا قَالَ وَيُحِبُّونَ السّمن وَلِأَنَّهُ من كَثْرَة الْأكل وَلَيْسَت من صِفَات الكرماء وَالرِّجَال
(س م ع) قَوْله وَمن سمع سمع الله بِهِ قيل مَعْنَاهُ من رَأيا بِعَمَلِهِ وَسمع بِهِ النَّاس ليعظموه شهره الله يَوْم الْقِيَامَة وَقيل من أذاع على مُسلم عَيْبا وشنعه عَلَيْهِ أظهر الله عيوبه وَقيل سمع بِهِ أسمعهُ الْمَكْرُوه(2/220)
وَقَوله كَانَ إِذا كَانَ فِي سفر وأسحر يَقُول سمع سامع بِحَمْد الله وَحسن بلائه أَي بلغ سامع قولي وَقَالَ مثله ودعى بِهِ تَنْبِيها على الذّكر فِي السحر وَالدُّعَاء ح وَضبط الْخطابِيّ سمع سامع قَالَ وَمَعْنَاهُ شهد شَاهد أَي ليسمع سامع وَيشْهد شَاهد بِحَمْد رَبنَا على نعْمَته وَقَوله سمع الله لمن حَمده قيل مَعْنَاهُ أجَاب الله دُعَاء من حَمده قيل ذَلِك على الْخَبَر وَقيل على الحض وَالتَّرْغِيب وَمِنْه فِي الحَدِيث وَأَعُوذ بك من قَول لَا يسمع تَفْسِيره الحَدِيث الآخر من دَعْوَة لَا تستجاب وَمِنْه أَي السَّاعَات اسْمَع قَالَ جَوف اللَّيْل الآخر يَعْنِي أرجي للإجابة وَقيل أولى بِالدُّعَاءِ وأوقع للسمع وَقَالَ الْجَوْهَرِي سمع الله لمن حَمده مَعْنَاهُ تقبل الله وَقَوله فِي خبر عُثْمَان وَأُسَامَة أَتَدْرُونَ أَنِّي لَا ُأكَلِّمهُ إِلَّا سمعكم كَذَا للأصيلي بِفَتْح السِّين وضبطناه بِالْوَجْهَيْنِ بِالْفَتْح وَالْكَسْر على أبي الْحُسَيْن شَيخنَا أَي حَتَّى تَسْمَعُونَ وَوَقع لغير الْأصيلِيّ أَلا أسمعكم ولبعضهم أَلا سَمِعْتُمْ والسمع بِالْفَتْح سمع الْإِنْسَان هُوَ الْمَكَان الَّذِي يسمع مِنْهُ وَهُوَ المسمع بِفَتْح الميمين أَيْضا من قَوْلهم هُوَ منى بمرأى ومسمع والمسمع بِكَسْر الْمِيم الأولى الصماخ وَقيل الْأذن والسمع بِالْفَتْح وَالْكَسْر اسْم السماع للشَّيْء ورياء وَسُمْعَة أَي أرى فعله وَسمع بِهِ
(س م س ر) قَوْله يكون لَهُ سمسار أَي دلال وَذكر السمسرة وَأجر السمسار والسماسرة أَصله الْقيم بِالْأَمر الْحَافِظ لَهُ وَلذَلِك قَالَ لَهُم النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) يَا معشر التُّجَّار ثمَّ اسْتعْمل فِي متولى البيع وَالشِّرَاء لغيره
(س م ي) قَوْله وَهِي الَّتِي كَانَت تساميني أَي تضاهيني وتعاندني وتطاولني وَأَصله من السمو والارتفاع يُقَال فلَان يسموا إِلَى الْمَعَالِي أَي يَتَطَاوَل إِلَيْهَا وَرَأَيْت بَعضهم فسره من سوم الْخَسْف وَهُوَ تجسم الْإِنْسَان مَا يشق عَلَيْهِ ويكرهه وملازمة ذَلِك عَلَيْهِ كَأَنَّهُ ذهب إِلَى أَن مَعْنَاهُ تؤذيني وتغيظني وَلَا يَصح على هَذَا من جِهَة الْعَرَبيَّة أَن يُقَال فِي المفاعلة مِنْهُ سامني إِنَّمَا يَصح فِيهِ ساوم وَالْوَجْه مَا قُلْنَاهُ وَقَوله بِاسْمِك أَحْيَا وباسمك أَمُوت أَي بِذكر اسْمك حَياتِي وَعند مماتي وَقد يكون مَعْنَاهُ بك أَحْيَا وَبِك أَمُوت أَي أَنْت تحييني وتميتني وَقَوله سِيمَاهُمْ التحليق أَي علامتهم بِكَسْر السِّين وَفِي حَدِيث الْحَوْض لكم سِيمَا أَي عَلامَة يُقَال سِيمَا مَقْصُور وسيماء مَمْدُود وسيمياء وَوجدت بِخَط شَيخنَا القَاضِي الشَّهِيد أبي عبد الله بن الْحَاج عَن أبي مَرْوَان بن سراج سومى أَيْضا وَهُوَ من السمة أَي الْعَلامَة وَأَصلهَا سومة والسومة الْعَلامَة وَقَوله فِيمَا سقت السَّمَاء الْعشْر المُرَاد بِهِ الْمَطَر وَإِضَافَة إِلَى السَّمَاء لِأَنَّهُ مِنْهَا وَمن جِهَتهَا ينزل قَالَ الله تَعَالَى) وأنزلنا من السَّمَاء مَاء طهُورا
(وكل مَا علاك فأظلك فَهُوَ سَمَاء والمطر يُسمى سَمَاء وَمِنْه قَوْله على أثر سَمَاء كَانَت من اللَّيْل قَالَ الشَّاعِر
(إِذا نزل السَّمَاء بِأَرْض قوم)
وَقَوله طوله فِي السَّمَاء أَي فِي الِارْتفَاع.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
قَوْله فِي الجهنميين كَأَنَّهُمْ عيدَان السماسم كَذَا فِي جَمِيع النّسخ من مُسلم وَلَا معنى لهَذَا اللَّفْظ ينفهم هُنَا قَالَ بَعضهم السماسم كل نَبَات ضَعِيف كالسمسم والكزبرة وَقَالَ بَعضهم وَالْأَشْبَه أَنه عيدَان السماسم وَهُوَ الأبنوس مَهْمُوز يَعْنِي من سوادهم كَمَا قَالَ فصاروا حمما وَقَالَ فِي الحَدِيث نَفسه فَيدْخلُونَ أَنهَار الْجنَّة فَيخْرجُونَ كَأَنَّهُمْ الْقَرَاطِيس وَقَوله فِي بَاب هَدِيَّة الْعَرُوس فعمدت إِلَى تمر وَسمن وأقط كَذَا لَهُم وَلابْن السكن سويق مَكَان سمن وَقَوله يحبونَ السمانة كَذَا لأكْثر الروَاة وَمَعْنَاهُ كَثْرَة حرصهم على الدُّنْيَا والتمتع من طيباتها والسرف فِي عرضهَا وَعند بَعضهم الشَّهَادَة وكلتا الرِّوَايَتَيْنِ صحيحتان فقد جَاءَ فِي الحَدِيث نَفسه من الرِّوَايَة الْأُخْرَى ويفشوا فيهم السّمن وَفِيه يشْهدُونَ وَلَا يستشهدون وَتقدم فِي حرف الْبَاء وَقَوله سمع أُذُنِي(2/221)
وَفِي تَفْسِير سُورَة الحجرات فَمَا كَانَ عمر يسمع من رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بعد هَذِه الْآيَة حَتَّى يَسْتَفْهِمهُ كَذَا لَهُم بِضَم الْيَاء وَهُوَ الصَّوَاب وَعند الْأصيلِيّ بِفَتْحِهَا وَهُوَ وهم وقلب للمعنى وضده وَفِي قتل الْحَيَّات وَذكر الأبتر وَذَا الطفيتين فَإِنَّهُمَا يلتمسان الْبَصَر ويسقطان الْحَبل وَذَلِكَ من سميهما كَذَا للكافة وَعند ابْن الْحذاء من شيمتهما وَالْأول أوجه وَكِلَاهُمَا مُحْتَمل فقد يكون ذَلِك من خواصهما وشيمتهما وَقد يكون من قُوَّة سمهما يعدوا فيفعل هَذَا بِمَشِيئَة الله تَعَالَى كَمَا يفعل عين العائن وَالله أعلم وَقَوله فِي حَدِيث الْخَوَارِج من رِوَايَة مُحَمَّد بن الْمثنى سماتهم كَذَا للْقَاضِي الصَّدَفِي فِي مُسلم بِزِيَادَة تَاء وَلغيره سِيمَاهُمْ كَمَا تقدم وَلم نر من ذكره بِالتَّاءِ وَقد ذكرنَا الْوُجُوه الْمَعْلُومَة الْمَذْكُورَة فِيهِ وَقَوله فِي حَدِيث كَعْب فَلَمَّا اسْتمرّ بِالنَّاسِ الْجد أَي الْإِسْرَاع فِي السّير كَذَا لمُسلم وَعند البُخَارِيّ اشْتَدَّ بِالنَّاسِ الْجد كَذَا لِابْنِ السكن وَعند الْأصيلِيّ أَشد النَّاس الْجد بِرَفْع النَّاس وَنصب الْجد وَهُوَ أَضْعَف الْوُجُوه
السِّين مَعَ النُّون
(س ن و) قَوْله اصابنا عَام سنة أَي عَام شدَّة ومجاعة كَذَا ضبطناه على الْإِضَافَة وَهُوَ الصَّوَاب وَضَبطه بَعضهم سنة بِالرَّفْع وَالْأول الصَّوَاب وَإِذا سافرتم فِي السّنة وأخذتم سنة وَلَيْسَت السّنة إِلَّا تمطر كُله بِمَعْنى الجدب وَمِنْه قَوْله تَعَالَى) وَلَقَد أَخذنَا آل فِرْعَوْن بِالسِّنِينَ
(أَي بالقحوط وَأَصلهَا سنوة وَلذَلِك تجمع السّنة سنوات وَقيل سنهة وَالتَّاء فِيهِ زَائِدَة لكنه كثر اسْتِعْمَالهَا كَذَلِك فقر بِنَا ذكرهَا فِي هَذِه التَّرْجَمَة وَمِنْه وَاجْعَلْهَا عَلَيْهِم سِنِين كسنى يُوسُف وَأَن لَا يُهْلِكهُمْ بِسنة عَامَّة وعام سنة وَقَوله نهى عَن بيع السنين وَهِي المعاومة وَهُوَ بيع الثَّمر سِنِين وَهُوَ من الْغرَر وَمن بيع مَا لَيْسَ عنْدك وَمن بيع الثَّمر قبل وجوده وطيبه وَقد جَاءَ مُفَسرًا فِي رِوَايَة ابْن أبي شيبَة نهى عَن بيع الثَّمر سِنِين
(س ن ح) قَوْله فَكرِهت أَن أسنحه أَي أَسِير أَمَامه وأقوم فِي وَجهه فأقطع صلَاته بِدَلِيل قَوْلهَا فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى وأكره أَن أستقبله وَفِي الْأُخْرَى ان أَجْلِس فأوذيه فانسل انسلالا وَقد اخْتلف إِعْرَاب أهل الْحجاز وَأهل نجد فِي السانح والبارح والتيمن والتشاؤم بِأَحَدِهِمَا وَقد يكون اسنحه هُنَا أتعرض لَهُ فِي صلَاته يُقَال سنح لي أَمر أَي عرض لي
(س ن خَ) قَوْله وإهانة سنخة أَي سم متغير الرَّائِحَة يُقَال سنخ الطَّعَام ورنخ بِكَسْر النُّون
(س ن د) قَوْله فأسند فِي الْجَبَل ويسندون فِي الْجَبَل وأسندوا إِلَيْهِ فِي مشربَة لَهُ كُله أَي صعدوا والسند مَا ارْتَفع من الأَرْض وَقَوله مُسْتَند ويروى مُسْتَند إِلَى صدرها ومسند ظَهره إِلَى الْبَيْت الْمَعْمُور وَقَوله وَأسْندَ ظَهره إِلَى قبَّة وَأسْندَ إِلَى رَاحِلَته كُله أَي أسْند ظَهره إِلَيْهَا وأضاف ظَهره إِلَيْهَا وَمِنْه يُقَال لعميد الْقَوْم والداب عَنْهُم والقائم بأمرهم سندهم أَي الَّذِي يضافون إِلَيْهِ ويعتمدون عَلَيْهِ فِي مهماتهم ويسند الحَدِيث رِجَاله الَّذين رَوَوْهُ وَإِسْنَاده أَيْضا أَصله وَرَفعه وجبة السندس هُوَ رَقِيق الديباج قَوْله كيل السندرة بِفَتْح السِّين هُوَ مكيال وَاسع وَقد فسرناه فِي الْكَاف وَقيل السندرة العجلة وَالْجد وَقيل السندرة شجر يعْمل مِنْهُ النبل فَلَعَلَّ هَذَا الْكَيْل سمي بِهِ لِأَنَّهُ عمل مِنْهَا وَقَوله بالسندوق كَذَا هُوَ فِي الْمُوَطَّأ بِالسِّين وَالْمَشْهُور بالصَّاد وَهُوَ مثل التابوت
(س ن ن) قَوْله فاستنت شرفا أَو شرفين أَي جرت طلقا أَو طلقين وَقيل لجت فِي عودهَا وإتبالها وإدبارها وَقيل الاستنان يخْتَص بالجري إِلَى فَوق وَقيل مَعْنَاهُ مرحت ونشطت والاستنان كالرقص من البارع وَقَالَ ابْن وهب أفلتت وَيحْتَمل أَن يكون مَعْنَاهُ رعت على مَا يتفسر بعد هَذَا فِي الحَدِيث الآخر وَقيل الاستنان جريها بِغَيْر فَارس(2/222)
وسنفسر الشّرف بأشبع من هَذَا فِي مَوْضِعه وَقَوله وَأَن يستن وَهِي تستن وَسَمعنَا استنانها والاستنان وَالطّيب بِمَعْنَاهُ يستاك والاستنان ذَلِك الْأَسْنَان وحكها بسواك وَنَحْوه وَقَوله أعْطوا الركب أسنتها قيل جَمِيع الْأَسْنَان وَالسّن الرَّعْي أَي أتركوها ترعى بهَا هَذَا قَول أبي عُبَيْدَة وَقد انتقد عَلَيْهِ وَقيل لَا تعرف الأسنة إِلَّا جمع سِنَان إِلَّا أَن تكون الأسنة جمع أسنانها فَيكون جمع جمع قَالَه الْخطابِيّ وَأنكر أَبُو مَرْوَان هَذَا وخطاه وَقَالَ أسنة من الْجمع الْقَلِيل وَلَا يكون جمع جمع وَقيل جمع سِنَان وَهُوَ الْقُوَّة أَي اتركوها ترعى لتقوى وَقيل السّنَن الْأكل الشَّديد بِالْكَسْرِ وَيُقَال أصَاب الْإِبِل الْيَوْم سنا من الرَّاعِي إِذا مشقت فِيهِ مشقا صَالحا وَيجمع على هَذَا أسنانا ثمَّ أسنة مثل أكنان وأكنة وَهَذَا مِمَّا يحْتَملهُ الحديثان مَعًا وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي مَعْنَاهُ أَحْسنُوا رعيها حَتَّى تسمى وتحسن فِي عين النَّاظر فتمنعه من نحرها فَكَأَنَّهَا استترت مِنْهُ بسنان وَأنْشد
لَهُ إبل فرش ذَوَات أسنة
وَفِي هَذَا التَّأْوِيل تكلّف شَدِيد وَقَوله فسنها فِي الْبَطْحَاء أَي صبها وَمِنْه فسن عَلَيْهِ المَاء وَسن المَاء على وَجهه أَي صبه والشن بالشين الْمُعْجَمَة والمهملة الصب وَهُوَ المُرَاد هُنَا وَمِنْه فسنوا على التُّرَاب سنا أَي أسيلوه وصبوه صبا سهلا ويروى بالشين الْمُعْجَمَة وَقيل هُوَ بِالْمُعْجَمَةِ فِي المَاء تفريقه ورشه وَمِنْه فِي حَدِيث ابْن عمر كَانَ يسن المَاء على وَجهه وَلَا يشنه وَقَوله لتتبعن سنَن من كَانَ قبلكُمْ بِفَتْح السِّين وَالنُّون روينَاهُ هُنَا أَي طريقهم وَسنَن الطَّرِيق نهجه وَيُقَال سنَنه بضمهما وسننه بِفَتْح السِّين وَضم النُّون وَكَانَ هَذَا جمع سنة وَهِي الطَّرِيقَة أَيْضا وَقَوله فَهِيَ السّنة أَي الطَّرِيقَة الَّتِي سنّهَا النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَأمر بهَا وَمِنْه من س نسنة حَسَنَة أَو سَيِّئَة أَي من فعل فعلا سلك فِيهِ سَبيله وامتثل فِيهِ طَرِيقه وَقَوله أَن رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) علمنَا سنَن الْهدى وَأَنه شرع سنَن وَإِن من سنَن الْهدى روينَاهُ عَنْهُم بِالْفَتْح وَالضَّم وَعَن العذري فِي الأول بِالضَّمِّ وَهُوَ بِمَعْنى مَا تقدم قَوْله فِي الْيَتِيمَة سنة مثلهَا أَي صدَاق مثلهَا يُرِيد عَادَة مثلهَا وَقَوله جَذَعَة خير من مُسِنَّة وَفِي أَرْبَعِينَ مُسِنَّة قَالَ الدَّاودِيّ هِيَ الَّتِي بدلت أسنانها وَقد اخْتلف فِي الْجَذعَة وَهِي الثَّنية فَقيل هِيَ ابْنة ثَلَاث سِنِين وَدخلت فِي الرَّابِعَة وَقيل هِيَ ابْنة اثْنَيْنِ وَدخلت فِي الثَّالِثَة وَقَوله فِي الزَّكَاة لَيْسَ السن وَالظفر يُرِيد وَاحِد الْأَسْنَان وَذكر أَسْنَان الرمْح وأسنة الرماح جمعه وَهُوَ حديدته ونصله وَفِي حَدِيث أم خَالِد سنه سنة وَفِي رِوَايَة أُخْرَى سناه سناه وَفِي أُخْرَى سنا سنا كلهابفتح السِّين وَتَشْديد النُّون إِلَّا عِنْد أبي ذَر فَإِنَّهُ يُخَفف النُّون من سنه والقابسي بِكَسْر السِّين من سناه والمسنة من الْبَقر الثَّنية فَمَا زَاد وَفَسرهُ فِي الحَدِيث فِي البُخَارِيّ أَن مَعْنَاهُ حَسَنَة بالحبشية قَالَ وَقَالَ عِكْرِمَة سنا الْحسن وَقَوله لَا كبر سنك سنّ الْإِنْسَان بِالْكَسْرِ وَقَوله بِالْفَتْح وَلدته مثله فِي السن والمولود وَقَوله فَإِذا أَسْنَان الْقَوْم أَي مشايخهم وذووا أسنانهم وَقَوله فِي تَفْسِير العرم المسناة بلحن أهل الْيمن أَي بلغتهم
(س ن م) قَوْله وَاجِب اسنمتهما وذروة سنامه وكأسنمة البخت وشويت لَهُ من سنامها هِيَ حدبة الْجمل وأحدها سَنَام بِفَتْح السِّين وَيجمع أسنمة وَقَوله وَرَأَيْت قبر النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) مسنما وَهُوَ الَّذِي رفع على وَجه الأَرْض وَأظْهر مأخوذا من السنام الْمُتَقَدّم
(س ن و) قَوْله وَمَا سقِِي بالسانية فَفِيهِ نصف الْعشْر وَفِي بقر السواني الزَّكَاة
السانية الدَّلْو الْكَبِير وأداتها الَّتِي يَسْتَقِي بهَا وَبِه سميت الدَّوَابّ سانية لاستقائها بهَا وَكَذَلِكَ المستقى بهَا سانية أَيْضا يُقَال مِنْهُ سنوت اسنوا سناية وسناوة وسنوا
(س ن ي) قَوْله(2/223)
العرم المسناة بلحن حمير هِيَ كالضفائر تبنى للسيل ترده.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
قَوْله فِي مَانع الزَّكَاة فِي حَدِيث مُحَمَّد بن عبد الْملك وحَدثني إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم تسبتن عَلَيْهِ يَعْنِي الْإِبِل كَذَا عِنْد السمر قندي والتميمي فيهمَا وللطبري فِي حَدِيث إِسْحَاق وَحده وَهُوَ بِمَعْنى مَا تقدم أَي ترد عَلَيْهِ مقبلة ومدبرة على مَا فسرناه قبل هَذَا وَرَوَاهُ الْبَاقُونَ تسير عَلَيْهِ وَهُوَ الْأَشْهر كَقَوْلِه كلما مرت عَلَيْهِ فِي الحَدِيث نفس وَقَوله فِي الْعَزْل هِيَ خادمنا وسانيتنا كَذَا روايتنا وَرِوَايَة الْجَمَاعَة أَي الَّتِي تستقي لنا وَعند ابْن الْحذاء سائسنا أَي خَادِم فرسنا وَفِي طَلَاق الثَّلَاث وسنتين من خلَافَة عمر كَذَا هُوَ على التَّثْنِيَة عِنْدهم وَعند الطَّبَرِيّ سِنِين على الْجَمِيع وَهُوَ الصَّوَاب بِدَلِيل قَوْله فِي الحَدِيث الآخر وَثَلَاثًا من إِمَارَة عمر وَقَوله فِي الْمَيِّت يعذب ببكاء أَهله عَلَيْهِ إِذا كَانَ النوح عَلَيْهِ من سنته ذَكرْنَاهُ فِي السِّين وَالْبَاء وَقَوله فَرَأَيْت النِّسَاء يسندن فِي الْجَبَل أَي يصعدن بالنُّون وَالسِّين الْمُهْملَة كَذَا للقابسي فِي الْجِهَاد وَلابْن السكن فِي كتاب الْفَضَائِل وَفِي الْجِهَاد وَعند الْأصيلِيّ والنسفي يَشْتَدُّونَ بالشين الْمُعْجَمَة وَالتَّاء أَي يجرونَ والشد الجري وَعند أبي الْهَيْثَم فِي الْجِهَاد يشتددن ولبقية شُيُوخ أبي ذَر والمروزي هُنَا بالشين وَالتَّاء وَكَذَا اخْتلفُوا فِيهِ فِي بَاب مَا يكره من التَّنَازُع فَكَانَ عِنْد الْأصيلِيّ يشتدن وَعند غَيره يسندن بالنُّون وَعند أبي ذَر يشتددن وَفِي بَاب الْوَفَاء بالأمان إِذا اسندن فِي الْجَبَل كَذَا رَوَاهُ أَكثر شُيُوخنَا فِي الْمُوَطَّأ بِالسِّين الْمُهْملَة وَالنُّون وَعند ابْن فطيس اشْتَدَّ بالشين وَالتَّاء وَشد الدَّال كُله بالمعنيين الْمُتَقَدِّمين وَفِي الْوكَالَة فِي قَضَاء الدُّيُون قَالُوا إِلَّا أمثل من سنه كَذَا لَهُم وللجرجاني من مُسِنَّة وَالْأول الصَّوَاب وَهَذَا وهم قَوْله فِي الضَّحَايَا يبْقى من الضَّحَايَا وَالْبدن الَّتِي لم تسن كَذَا لأكْثر شُيُوخنَا فِي الْمُوَطَّأ وَعند أَحْمد بن سعيد الصَّدَفِي بِكَسْر السِّين وَكَذَا سمعناه من شَيخنَا أبي إِسْحَاق وَعند الجياني عَن أبي عمر النمري تسنن بِفَتْح النُّون وَكَذَا ذكره الْهَرَوِيّ وَذكر القتبي تسنن بِكَسْر النُّون وَقَالَ ابْن قُتَيْبَة هِيَ الَّتِي لم تنْبت أسنانها كَأَنَّهَا لم تعط أسنانا وَيُقَال سنت إِذا أنبتت أسنانها وَهَذَا مثل نَهْيه عَن الهتماء قَالَ الْأَزْهَرِي وَقد وهم وَالْمَحْفُوظ تسنن بِكَسْر النُّون أَي لم تسن يُقَال لم تسنن وَلم تسن يُرِيد لم تثن وَقَوله فِي حَدِيث بَوْل الْأَعرَابِي فسنه عَلَيْهِ يَعْنِي المَاء كَذَا عِنْد الطَّبَرِيّ بِالْمُهْمَلَةِ وَلغيره فشنه بِالْمُعْجَمَةِ وهما بِمَعْنى وَقد فرق بَينهمَا وَالْأول هَا هُنَا أَنه بِمَعْنى الصب
السِّين مَعَ الْعين
(س وع) قَوْله على سَاعَتِي هَذِه من الْكبر أصل الْكَلِمَة الْوَاو وَيحْتَمل أَن يُرِيد على حالتي فِي وقتي وزمني وَقد يحْتَمل أَن يُرِيد مُنْتَهى حَالي وسني واتساع الْكبر بِي وَأَخذه مني وَقَوله فِي حَدِيث الْجُمُعَة من رَاح فِي السَّاعَة الأولى الحَدِيث وَذكر فِيهِ الثَّانِيَة إِلَى الْخَامِسَة ذهب مَالك إِلَى أَن السَّاعَة هُنَا جُزْء من الزَّمَان وَأَن المُرَاد بِهَذِهِ السَّاعَات كلهَا أَجزَاء سَاعَة وَاحِدَة وَهِي السَّادِسَة الَّتِي تَزُول فِيهَا الشَّمْس وَأَنه لَيْسَ المُرَاد بذلك سَاعَات النَّهَار الْمَعْلُومَة المنقسمة على اثنى عشرَة سَاعَة وَذهب غَيره إِلَى أَن المُرَاد بذلك سَاعَات النَّهَار الْمَعْلُومَة وَالِاخْتِلَاف فِي ذَلِك مبْنى على الِاخْتِلَاف فِي معنى قَوْله رَاح وَقد ذَكرْنَاهُ فِي حرف الرَّاء وَقَوله من أَشْرَاط السَّاعَة سميت يَوْم الْقِيَامَة السَّاعَة لِأَنَّهَا كلمح الْبَصَر وَلم يكن فِي كَلَام الْعَرَب فِي المدد أقصر من السَّاعَة فسميت بذلك وَقَوله أَن يَعش هَذَا الْغُلَام لَا يُدْرِكهُ الْهَرم حَتَّى تقوم عَلَيْكُم سَاعَتكُمْ وَفِي الْأُخْرَى السَّاعَة فسره فِي حَدِيث هِشَام يَعْنِي موتكم يُرِيد إعدام أم الْقرن كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث الآخر لَا يبْقى مِمَّن هُوَ الْيَوْم على وَجه الأَرْض أحد
(س ع د) قَوْله لبيْك وَسَعْديك(2/224)
أَي ساعدت طَاعَتك يارب مساعدة بعد مساعدة وَقيل وَسَعْديك أَي وسعادتك أَي قد سعدت والسعد الْحَظ الْمُوَافق قَالَ وثنى لمتابعة لبيْك وَقد تقدم تَفْسِير لبيْك وَقَوله أسعدتني فُلَانَة أَي أعانتني فِي النِّيَاحَة على الْمَيِّت وَمِنْه قَوْله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فِي تَمام هَذَا الحَدِيث فِي غير هَذِه الْأُمَّهَات لَا إسعاد فِي الْإِسْلَام وَهَذَا يدل أَن الحَدِيث على النَّهْي لَا الْإِبَاحَة وعَلى التوبيخ لَا التسويغ قَالَ ابْن سُلَيْمَان فالإسعاد فِي هَذَا خَاصَّة وَأما المساعدة فَفِي كل مَعُونَة يُقَال أَنَّهَا مَأْخُوذَة من وضع الرجل يَده على ساعد الآخر إِذا ماشاه فِي حَاجَة
قَالَ القَاضِي رَحمَه الله الإسعاد المعونة فِي كل شَيْء والمساعدة الْمُوَافقَة وَقَالَ الْخَلِيل لَا يُقَال أسعد إِلَّا فِي النوح والبكاء وَقَوله وَوضع رَأسه على ساعده وَوَضعه على ساعديه أَي ذِرَاعَيْهِ والساعد مَا دون الْمرْفق إِلَى الْكَفّ وَقَوله مثل شوك السعدان وَهُوَ نبت ذُو شوك من أحسن مرَاعِي الْإِبِل وَهُوَ الَّذِي يضْرب بِهِ الْمثل مرعى وَلَا كالسعدان
(س ع ر) وَقَوله سعروا الْبِلَاد بشد الْعين قَالَ الْخَلِيل لَا يُقَال فِيهِ سعرت وَلَا أسعرت وَحكى أَبُو حَاتِم التَّخْفِيف وَحكى أَبُو زيد وَغَيره أَسعر فِي ذَلِك أَي الهبوها شرا وضرا كثيرا كالتهاب النَّار والسعير النَّار وسعارها بِالضَّمِّ حرهَا والسعر بِالْفَتْح وَسُكُون الْعين اتقادها وويل أمه مسعر حَرْب بِكَسْر الْمِيم أَي يوقدها والمسعار والمسعر الْعود الَّذِي تحرّك بِهِ النَّار وَذكر السّعر بِالْكَسْرِ فِي الطَّعَام وَهُوَ الثّمن الَّذِي تقف فِيهِ الْأَسْوَاق والتسعير إيقافها على ثمن مَعْلُوم لَا يُزَاد عَلَيْهِ
(س ع ط) قَوْله ويستسعط بِهِ من الْعذرَة أَي يَجْعَل مِنْهُ سعوط بِفَتْح السِّين وَهُوَ مَا يَجْعَل فِي الْأنف من الأودية يُقَال فِيهِ سعطته وأسعطته حَكَاهُمَا أَبُو زيد وَصَاحب الْأَفْعَال وَغَيرهمَا
(س ع ل) قَوْله وَأخذت النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) سعلة بِفَتْح السِّين
(س ع ي) قَوْله الأرده على ساعيه قيل رئيسه وَقيل واليه وَيبْعَث سعاته السعاة وُلَاة الصَّدَقَة قَالَ أَبُو عبيد وكل من ولي شَيْئا على قوم فَهُوَ ساع عَلَيْهِم وَأكْثر مَا يسْتَعْمل فِي وُلَاة الصَّدَقَة وَبِهَذَا يتَأَوَّل قَوْله فِي بَاب الْحَج فَلَمَّا قدم على من سعايته أَي ولَايَته لَا سِعَايَة الصَّدَقَة إِذْ كَانَ مِمَّن لَا يصلح أَن يكون من العاملين عَلَيْهَا الَّذين تحل لَهُم وَقَوله وَلَا تأتوها وَأَنْتُم تسعون من السَّعْي الَّذِي هُوَ الجري والاشتداد أَو دونه شَيْئا وَالسَّعْي بَين الصَّفَا والمروة مِنْهُ وَقد سمي فِي بعض الحَدِيث الطّواف بِالْبَيْتِ سعيا لِأَنَّهُ قد سمي الْمَشْي والمضي سعيا قَالَ الله تَعَالَى) ثمَّ ادعهن يأتينك سعيا
(قَالَ بَعضهم وَالسَّعْي إِذا كَانَ بِمَعْنى الجري وَبِمَعْنى الْمُضِيّ تعدى بالي وَذَا كَانَ بِمَعْنى الْعَمَل تعدى بِاللَّامِ كَقَوْلِه تَعَالَى) وسعى لَهَا سعيها
(وَقد فسر مَالك قَوْله تَعَالَى فاسعو إِلَى ذكر الله إِنَّه السَّعْي على الْأَقْدَام وَلَيْسَ بالاشتداد وَإِلَى تَأتي بِمَعْنى اللَّام فِي الْمُعْتق بعضه وَفِي الْمكَاتب يستسعى على مَا لم يسم فَاعله واستسعى فِيمَا عَلَيْهِ أَي أتبع بِهِ وَطلب بالسعي فِي فكاك مَا بَقِي من رقبته أَو مِمَّا ادّعى عَنهُ أَي يُكَلف الطّلب وَالْكَسْب وَالْعَمَل فِي ذَلِك على من يَقُول بذلك من الْعِرَاقِيّين وَخَالفهُم الحجازيون وَلم يرَوا عَلَيْهِ استسعاء وَمِنْه السَّاعِي على عِيَاله وعَلى الأرملة واليتيم أَي الْعَامِل ليقوتهم وَقَوله فسعوا لَهُ بِكُل شَيْء طلبُوا وجدوا وَالسَّعْي الْعَمَل وَقَوله فسعوا عَلَيْهَا حَتَّى لغبوا أَي جدوا حَتَّى أعيوا وَقَوله ولتتركن القلاص فَلَا يسْعَى عَلَيْهَا أَي لَا تَأْخُذ زَكَاتهَا ذَكرْنَاهُ فِي الْقَاف وَقَوله يسعون فِي السكَك أَي يجرونَ.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
فِي كَلَام الرب مَعَ أهل الْجنَّة يَا ابْن آدم لَا يسعك شَيْء كَذَا للأصيلي من السعَة(2/225)
وَلغيره لَا يشبعك وَهُوَ الصَّوَاب وَفِي بَاب رَحْمَة الْوَلَد فَإِذا امْرَأَة من السَّبي قد تحلب ثديها تسْعَى إِذا وجدت صَبيا أَخَذته كَذَا للأصيلي وَعند الْقَابِسِيّ تسقى وَهُوَ وهم وَعند مُسلم تبتغي وَالْوَجْه تسْعَى وَقَوله فِي الملدوغ فسعوا لَهُ بِكُل شَيْء ويسعوا لَهُ بِكُل شَيْء وفسعينا لَهُ بِكُل شَيْء كَذَا فِي نسخ البُخَارِيّ وَقَوله طلبُوا وجدوا فِيمَا ينْتَفع بِهِ أَو بَادرُوا وجدوا فِي ذَلِك وَأتوا بِهِ قَالَ بَعضهم لَعَلَّه شفوا بالشين الْمُعْجَمَة وَالْفَاء فشفينا لَهُ بِكُل شَيْء وَكَذَا ذكر هاذين اللَّفْظَيْنِ فِي هَذَا الحَدِيث أَبُو دَاوُود أَي طلبُوا لَهُ الشِّفَاء وَمَا يشتفى بِهِ وَقَوله يتبع بهَا شعف الْجبَال هَذَا هُوَ الْمَشْهُور بالشين الْمُعْجَمَة وَالْفَاء مفتوحتين وَهِي رؤوسها وأطرافها وَكَذَا لِابْنِ الْقَاسِم ومطرف والقعنبي وَابْن بكير وكافة رُوَاة الْمُوَطَّأ غير يحيى بن يحيى فَإِنَّهُم رَوَوْهُ بِالْبَاء وَاخْتلف الروَاة عَنهُ فأكثرهم يَقُول شعب بِضَم الشين الْجبَال أَي أطرافها ونواحيها وَمَا انفرج مِنْهَا والشعبة مَا انفرج بَين الجبلين وَهُوَ الْفَج وَعند ابْن المرابط بِفَتْح السِّين وَهُوَ وهم وَعند الطرابلسي سعف بِالسِّين الْمُهْملَة الْمَفْتُوحَة وَالْفَاء وَهُوَ أَيْضا بعيد هُنَا وَإِنَّمَا هُوَ جرائد النّخل
السِّين مَعَ الْفَاء
(س ف ح) قَوْله فِي سفح الْجَبَل بِفَتْح السِّين عرضه وصفحه بالصَّاد جَانِبه
(س ف ر) قَوْله بَعْدَمَا أَسْفر أَي أَضَاء الْوَقْت وابتدأ الْأَسْفَار وَالْأَصْل فِيهِ الْبَيَان يُقَال مِنْهُ أَسْفر وسفر وَمِنْه أسفروا فِي الْفجْر أَي صلوها أَي بعد تبين وَقتهَا وسطوع ضوء الْفجْر وَلَا تبَادرُوا بهَا أول مبادئ الْفجْر قبل تبينه هَذَا مَذْهَب الْحِجَازِيِّينَ فِي تَقْدِيم وَقتهَا وَأَنَّهَا أفضل والعراقيون يذهبون إِلَى صلَاتهَا عِنْد الْأَسْفَار الْبَين من آخر وَقتهَا وَأَنه أفضل وَقَوله أَنا قوم سفر بِفَتْح السِّين أَي مسافرون وسفر جمع سَافر كراكب وَركب لكنه لم يتكلموا بسافر وَالْفِعْل من سَافر أَيْضا شَاذ اللَّفْظ مِمَّا وَقع فِي بَاب فَاعل من فعل وَاحِد والمطرد مِنْهُ من اثْنَيْنِ وَقَوله وعملت لَهُ سفرة
السفرة طَعَام الْمُسَافِر وَمِنْه سميت الْآلَة الَّتِي يعْمل فِيهَا سفرة إِذا كَانَت من جلد وَمِنْه قَوْله أَنهم يَأْكُلُون على السّفر
(س ف ل) قَوْله الْيَد الْعليا خير من الْيَد السُّفْلى فَسرهَا فِي الحَدِيث أَنَّهَا السافلة وَرُوِيَ عَن الْحسن أَنَّهَا الْمَانِعَة وَمذهب المتصوفة أَنَّهَا المعطية وَقد فسرناه فِي العلى وَكَذَلِكَ ذكرنَا تَقْيِيد قَوْله وَنزل رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فِي السّفل وَقَول من أنكر فِيهِ بِالضَّمِّ
(س ف ن) قَوْله فَأَلْقَتْنَا سَفِينَتنَا إِلَى النَّجَاشِيّ كَذَا فِي رِوَايَة بَعضهم عَن الْقَابِسِيّ ولسائرهم سفينتها
(س ف ع) قَوْله سفعاء الْخَدين هُوَ شحوب وَسَوَاد فِي الْوَجْه وَفِي البارع هُوَ سَواد الْخَدين من الْمَرْأَة الشاحبة قَالَ الْأَصْمَعِي هِيَ حمرَة يعلوها سَواد يُقَال فِيهِ بِفَتْح السِّين وَبِضَمِّهَا وَفِي الحَدِيث الآخر أرى بِوَجْهِك سفعة غضب يُقَال بِفَتْح السِّين وَضمّهَا وَفِي الحَدِيث الآخر وَعِنْدهَا جَارِيَة بوجهها سفعة روينَاهُ بِالْوَجْهَيْنِ وفسرها فِي الحَدِيث صفرَة وَهَذَا غير مَعْرُوف فِي اللُّغَة وَقيل مَعْنَاهُ عَلامَة من الشَّيْطَان وَقيل ضَرْبَة وآخذة من الشَّيْطَان من قَوْله لنسفعا بالناصية سفعت بالناصية قبضت عَلَيْهَا وسفعة لطمة وسفعته بالعصا ضَربته وَقَوله لنسفعا من هَذَا لنأخذن بهَا ونجرنه بهَا وأصل السفع الْأَخْذ بالناصية ثمَّ اسْتعْمل فِي غَيرهَا وَقيل لنعلمه بعلامة أهل النَّار وَمن اسوداد وَجهه وزرقة عينه فَاكْتفى بالناصية عَن ذكر الْوَجْه وَقيل لنذلنه وَقيل غير ذَلِك وَقَوله بَعْدَمَا مسهم مِنْهَا سفع يَعْنِي النَّار أَي سَواد من لفحها وَقيل عَلامَة من النَّار
(س ف ف) قَول البُخَارِيّ أكلا لَهَا السف هُوَ الْإِكْثَار وَالْأكل الشَّديد فَقَوله السف إِشَارَة إِلَى هَذَا وَإِنَّمَا يسْتَعْمل السف فِي الشّرْب وَقَوله إِذا شرب استف كَذَا عِنْد مُسلم والأصيلي بِالسِّين(2/226)
الْمُهْملَة وَهُوَ الْإِكْثَار من الشّرْب قَالَ أَبُو زيد سففت المَاء إِذا أكثرت من شربه وَلم ترو وَرَوَاهُ بعض رُوَاة البُخَارِيّ اشتف بِالْمُعْجَمَةِ وَهُوَ قريب من الأول وَهُوَ الِاسْتِقْصَاء فِي الشّرْب مَأْخُوذ من الشفافة وَهِي الْبَقِيَّة تبقى فِي الْإِنَاء فَإِذا شربهَا صَاحبهَا قيل اشتف
(س ف ق) قَوْله السفق بالأسواق فِي الْحَدِيثين جَاءَ فِي بعض الْمَوَاضِع بِالسِّين وَفِي بَعْضهَا بالصَّاد وَالصَّاد أَكثر وَعرف فِي الحَدِيث وَكتب اللُّغَة وَهِي الْمُبَايعَة فِيهَا وَأَصله عِنْد البيع ضرب يَد الْمُتَبَايعين بَعْضهَا بِبَعْض وَهِي صَفْقَة البيع وَلَكنهُمْ قَالُوا ثوب صفيق وسفيق وَهَذَا لَا يُنكر من أجل الْقَاف
(س ف هـ) قَوْله سفه الْحق بِكَسْر الْفَاء أَي جهل نَفسه وَلم يفكر فِيهَا وَقيل مَعْنَاهُ سفه الْحق مشدد الْفَاء أَي رَوَاهُ سفها وجهلا وَالسَّفِيه الْخَفِيف الْعقل وَقيل الْجَاهِل.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
قَوْله فِي حَدِيث الَّذِي كَانَ يصل رَحمَه وهم يقطعونه كَأَنَّمَا تسفهم المل بِضَم التَّاء وَكسر السِّين أَي تسقيهم التُّرَاب أَو الرماد الْحَار وَقد ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْمِيم كَذَا روايتنا فِيهِ عَن شُيُوخنَا فِي صَحِيح مُسلم وَرَوَاهُ بَعضهم كَأَنَّمَا تسفيهم المل بِفَتْح التَّاء وَسُكُون السِّين أَي ترمي التُّرَاب والرماد المحمي فِي وجههم وَعند بعض الروَاة تسقيهم المَاء وَهُوَ تَصْحِيف وَخطأ قَبِيح قَوْله فِي بَاب الصّيام فِي السّفر عَن أنس بن مَالك سافرنا مَعَ رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فَلم يعب الصَّائِم على الْمُفطر كَذَا رِوَايَة يحيى بن يحيى وَجَمَاعَة رُوَاة الْمُوَطَّأ عَن مَالك وَكَذَا قَالَه الْحفاظ من أَصْحَاب حميد أَبُو إِسْحَاق الْفَزارِيّ والثقفي والأنصاري وَغَيرهم وَعند ابْن وضاح سَافر رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَفِي رِوَايَة أُخْرَى سَافر أَصْحَاب رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) قَالُوا وَرِوَايَة الْجَمَاعَة الصَّوَاب وَلم يقل مَا قَالَ ابْن وضاح إِلَّا يحيى بن سعيد الْقطَّان عَن حميد
السِّين مَعَ الْقَاف
(س ق ط) قَوْله عَن النَّار لَا يدخلني إِلَّا ضعفاء النَّاس وَسَقَطهمْ بِفَتْح السِّين وَالْقَاف السقط من كل شَيْء مَا لَا يعْتد بِهِ وَسقط الْمَتَاع رديه وَكَذَلِكَ كل شَيْء وسقاطته مثله والساقط والساقطة الرجل السفلة من النَّاس واللئيم وَقَوله فِي حَدِيث التَّوْبَة سقط على بعيره قد أضلّهُ مَعْنَاهُ صادفه ووجده من غير قصد وَفِي الْمثل سقط الْعشَاء بِهِ على سرحان وَقَوله فَسقط فِي نَفسِي من التَّكْذِيب وَلَا إِذْ كنت فِي الْجَاهِلِيَّة كَذَا قيدناه عَن شُيُوخنَا سقط على مَا لم يسم فَاعله وَمَعْنَاهُ تحيرت يُقَال سقط فِي يَده إِذا تحير فِي أمره وَقيل ذَلِك فِي قَوْله تَعَالَى) سقط فِي أَيْديهم
(وَقيل ندموا وَقَوله وَلَا يُصَلِّي على من لَا يستهل أَنه سقط هُوَ مَا ولد مَيتا يُقَال مِنْهُ أسقطت الْمَرْأَة وَسقط جَنِينهَا وَلَا يُقَال فِي هَذَا وَقع وَقَالَ أَبُو حَاتِم إِذا ولد الْمَوْلُود قبل تَمام شهوره فَهُوَ سقط وَفِيه ثَلَاث لُغَات ضم السِّين وَفتحهَا وَكسرهَا وَكَذَلِكَ سقط الرمل وَهُوَ منقطعه وَكَذَلِكَ سقط النَّار وَهُوَ شعلة الزند قبل اتقاده وَقَوله يسقطان الْحَبل أَي يطرحانه من أَجْوَاف النِّسَاء فِي حَدِيث الْإِفْك حَتَّى أسقطوا لَهَا بِهِ ذَكرْنَاهُ فِي حرف اللَّام وَالْخلاف فِي تَفْسِيره وَرِوَايَته
(س ق ف) قَوْله وَكَانَ ابْن الناطور سقف على نَصَارَى الشَّام كَذَا هُوَ بِضَم السِّين وَكسر الْقَاف مُشَدّدَة وَفتح الْفَاء على مَا لم يسم فَاعله فِي رِوَايَة أبي ذَر والمروزي من رِوَايَة الْأصيلِيّ وَعند الْجِرْجَانِيّ سقفا بِضَم السِّين وَالْقَاف وتنوين الْفَاء وَعند الْقَابِسِيّ أسقفا بِضَم الْهمزَة وَسُكُون السِّين وَهَذَا هُوَ الْمَعْرُوف فِي هَذَا الْحَرْف بِالْهَمْزَةِ مشدد الْفَاء وَحكى بَعضهم أَسْقُف وسقف مَعًا وَهُوَ لِلنَّصَارَى الرءيس فِي مَا قَالَه صَاحب الْعين وسقف قوم لذَلِك وَقَالَ غَيره(2/227)
يحْتَمل أَنه إِنَّمَا سمي بذلك لانحنائه وخضوعه لتدنيه عِنْدهم وَأَنه قيم شريعتهم وهوذون القَاضِي والأسقف الطَّوِيل فِي انحناء فِي الْعَرَبيَّة وَالِاسْم مِنْهُ السّقف والسقيفي وَقَالَ الدَّاودِيّ هُوَ الْعَالم
(س ق ي) قَوْله ادْع الله أَن يسقينا وأسقاني سويقا وَمَا سقِِي بالنضح يُقَال سقِِي وأسقى بِمَعْنى وَاحِد عِنْد بَعضهم قَالَ الله تَعَالَى) وسقاهم رَبهم شرابًا طهُورا
(و) نسقيكم مِمَّا فِي بطونها
(وَقُرِئَ بِالضَّمِّ وَكَذَا ذكره الْخَلِيل وَصَاحب الْأَفْعَال فِي بَاب فعل وأفعل بِمَعْنى وَكَذَلِكَ سقى الله الأَرْض وأسقى وَقَالَ غَيرهمَا سقيته ناولته مَا يشربه وأسقيته جعلت لَهُ سقيا يشرب مِنْهُ وَيُقَال فِيهِ سقيا وَقَوله بَاعَ سِقَايَة من ذهب بِكَسْر السِّين هِيَ الْآنِية يسقى فِيهَا المَاء وَيشْرب قَالَه ملك قَالَ يبرد فِيهَا المَاء قَالَ ابْن وهب بَلغنِي أَنَّهَا كَانَت قلادة خرز وَذهب وورق وَوهم فِي هَذَا وَقيل فِي الساقيات الْمَذْكُورَة فِي الْقُرْآن أَنَّهَا مكيال وَقَوله استسقى على الْمِنْبَر وَصَلَاة الاسْتِسْقَاء هُوَ الدُّعَاء لطلب السقيا وَالصَّلَاة لذَلِك وَالِاسْتِسْقَاء طلب ذَلِك واستسقى فجلبنا لَهُ شَاة أَي طلب منا نسقيه وَقَوله وَهُوَ قَائِل بالسقيا وَدخل على عَليّ بالسقيا اسْم مَوضِع أَخذ القائلة فِيهِ وسنذكره وَقَوله أعجلتهم أَن يشْربُوا سقيهم كَذَا هُوَ بِالْكَسْرِ لأكْثر الروَاة وَهُوَ اسْم الشَّيْء المسقى وَضَبطه الْأصيلِيّ بِالْفَتْح وَالْأول الصَّوَاب.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
فِي بَاب الشّرْب قَائِما شرب رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) من زَمْزَم فَشرب قَائِما واستسقى كَذَا لَهُم وَعند ابْن الْحذاء واستقى وَالْأول الصَّوَاب لِأَنَّهُ قد جَاءَ فِي الحَدِيث أَنه لم يستق وَاعْتذر عَن ذَلِك بقوله لَوْلَا أَن يغلبكم عَلَيْهَا النَّاس لفَعَلت أَي استنوا بِفِعْلِهِ فَتخرج السِّقَايَة من أَهلهَا وَفِي خبر المزادتين فسقى من سقِِي كَذَا عِنْد الْأصيلِيّ وَأبي ذَر وَعند الْقَابِسِيّ وَابْن السكن فسقى من شَاءَ وَكِلَاهُمَا صَوَاب أَي سقى من سقى دَابَّته وَهُوَ الَّذِي شَاءَ أَن يسْقِي وَفِي حَدِيث الْحُدَيْبِيَة فِي الْفَضَائِل فِي مُسلم حَتَّى استسقى النَّاس وَفِي رِوَايَة حَتَّى أشفى النَّاس أَي أبلغهم من الرّيّ آمالهم وَيكون النَّاس هُنَا نصبا وَالصَّحِيح الأول وَفِي الْأَشْرِبَة فِي ذكر الأوعية فِي البُخَارِيّ فِي حَدِيث عبد الله بن عمر وَمن رِوَايَة سُفْيَان عَن سُلَيْمَان الْأَحول لما نهى النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) عَن الأسقية قيل لَيْسَ كل النَّاس يجد سقاء ذكر الأسقية هُنَا وهم وَصَوَابه نهى عَن الأوعية والظروف كَمَا جَاءَ فِي غير هَذَا وَقد قيل قَوْله لَيْسَ كل النَّاس يجد سقاء يدل على إِبَاحَة الأسقية وكما قَالَ فِي حَدِيث عبد الْقَيْس قَالَ فَفِيمَ تشرب قَالَ فِي أسقية الآدم وَأرى أَن هَذَا الْفَصْل نقص على رَاوِي هَذَا الحَدِيث وَقيل لَعَلَّه نهى إِلَّا عَن الأسقية بِدَلِيل قَوْله نَهَيْتُكُمْ عَن النَّبِيذ إِلَّا فِي سقاء وَقَوْلهمْ بعده أَو كل النَّاس يجد سقاء وَقَوله فِي الحَدِيث الآخر فِي مُسلم نَهَيْتُكُمْ عَن النَّبِيذ إِلَّا فِي سقاء وَاشْرَبُوا فِي الأسقية قيل لَعَلَّه فِي الأوعية أَو الظروف لِأَنَّهُ نسخ بقوله إِلَّا فِي سقاء وَلقَوْله فِي الحَدِيث الآخر الْمَذْكُور نَهَيْتُكُمْ عَن الظروف لِأَن السقاء لرقته يسْرع التَّغْيِير لما فِيهِ بإسعافه وانتفاخه وَيبين هَذَا كُله قَوْله فِي الحَدِيث الآخر الْمَذْكُور ونسخه بقوله انتبذو كل مُسكر حرَام وَهَذَا بِمَعْنَاهُ وَقَوله فِي حَدِيث أنس فِي التَّوْبَة من رِوَايَة هداب لله أَشد فَرحا بتوبة عَبده من أحدكُم إِذا اسْتَيْقَظَ على بعيره قد أضلّهُ كَمَا جَاءَ فِي جَمِيع النّسخ لمُسلم هُنَا قَالَ بَعضهم لَعَلَّه سقط وَكَذَا ذكره البُخَارِيّ وَقد فسرناه
قَالَ القَاضِي رَحمَه الله تَعَالَى قد روى الحَدِيث البُخَارِيّ أَيْضا من رِوَايَة ابْن مَسْعُود فَنَامَ نومَة ثمَّ رفع رَأسه فَإِذا رَاحِلَته عِنْده فَهَذَا نَحْو قَوْله اسْتَيْقَظَ لَكِن مساق حَدِيث أنس وَوَجهه سقط(2/228)
السِّين مَعَ الْهَاء
(س هـ ك) قَول المحروق أسحقوني أَو أسهكوني بِفَتْح الْهَاء هما بِمَعْنى وَاحِد وَفِي كتاب التَّوْحِيد قَالَ فاسحكوني وَلأبي ذَر فاسكهوني وَقد تقدم
(س هـ ل) قَوْله إِلَّا أسهلن بِنَا أَي أفضين بِنَا إِلَى سهل من الأَرْض وَهُوَ ضرب مثل واستعارة أَي فرجن عَنَّا مَا نَحن فِيهِ كَالَّذي يخرج من الْحزن إِلَى السهل وَقَوله ويسهل مِنْهُ يُقَال أسهل الْقَوْم إِذا صَارُوا إِلَى السهل وَقَوله فِي الْجَمْرَتَيْن تقدم مُسْتَقْبل الْقبْلَة ويهل
(س هـ م) قَوْله فِي الْأَذَان ثمَّ لم يَجدوا إِلَّا أَن يستهموا عَلَيْهِ لاستهموا أَي يقترعوا بِالسِّهَامِ قَالَ الله تَعَالَى) فساهم فَكَانَ من المدحضين
(وَخرج بسهمي والسهم النَّصِيب وَمثله قَوْله إذهبا فَتَوَخَّيَا ثمَّ اسْتهمَا أَي تحريا الصَّوَاب واقتسما بِالْقُرْعَةِ
(س هـ و) قَوْله فِي الحَدِيث على سهوة سترا قَالَ أَبُو عبيد هُوَ كالصفة بَين يَدي الْبَيْت وَقيل بَيت صَغِير شبه المخدع وَقَالَ الْخَلِيل عيدَان يُعَارض بَعْضهَا على بعض يوضع عَلَيْهَا الْمَتَاع فِي الْبَيْت وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي السهوة الكوة بَين الدَّاريْنِ وَقَالَ غَيره هُوَ أَن يبْنى بَين حائطي الْبَيْت حَائِط صَغِير وَيجْعَل السّقف على الْجَمِيع فَمَا كَانَ وسط الْبَيْت فَهُوَ سهوة وَمَا كَانَ دَاخله فَهُوَ مخدع وَقيل هِيَ شَبيه بالرف والطاق يوضع فِيهِ الشَّيْء وَقيل هِيَ شبه دخلة دَاخِلَة الْبَيْت وَقيل بَيت صَغِير منحدر فِي الأَرْض سمكه مُرْتَفع شَبيه بالخزانة وَقيل صفة بَين بَيْتَيْنِ قَوْله سَهَا والسهو فِي الصَّلَاة قيل هُوَ بِمَعْنى النسْيَان وَقيل بِمَعْنى الْغَفْلَة
السِّين مَعَ الْوَاو
(س وَا) قَوْله وأسوءتاه السوءة الفعلة القبيحة أَو الْكَلِمَة القبيحة وَمِنْه سمي الْفرج بذلك من الرجل وَالْمَرْأَة قَالَ الله تَعَالَى) فبدت لَهما سوآتهما
(وسوءة أَخِيه وَقَوله وَمن أَسَاءَ فِي الْإِسْلَام أَخذ بِالْأولِ وَالْآخر قيل مَعْنَاهُ ارْتَدَّ وَقيل أَسَاءَ إِسْلَامه فَلم يخلصه وَلم يكن مِنْهُ على يَقِين وَقَوله إِحْدَى سوءاتك يَا مقداد أَي أفعالك القبيحة وَقد ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْحَاء وَفِي كتاب الْفِتَن عائذا بِاللَّه من سوء الْفِتَن وَعند أبي زيد سَوَاء وَالسوء الْبلَاء والهلاك وكل مَا يسوء وَيكرهُ وعَلى رِوَايَة سَوَاء أَي قبائح وَمِنْه السَّيئَة وَهُوَ كل مَا قبحه الشَّرْع وَنهى عَنهُ قَالَ الله تَعَالَى) كل ذَلِك كَانَ سيئه عِنْد رَبك مَكْرُوها
(وَهِي ضد الْحَسَنَة
(س وَج) قَوْله وسقفه بالساج وَهُوَ ضرب من الْخشب يُؤْتى بِهِ من الْهِنْد الْوَاحِدَة ساجة وَفِي حَدِيث جَابر نصلي فِي ساجة الساجة ضرب من الثِّيَاب وَهِي الطيالسة الْخضر وَقيل المقورة وَقد ذَكرْنَاهُ وصحفه فِي رِوَايَة الْفَارِسِي فَقَالَ نساجة وَقد ذَكرْنَاهُ فِي النُّون
(س وح) قَوْله إِنَّا إِذا نزلنَا بِسَاحَة قوم أَي بفنائهم ودارهم والساحة الفضاء وَجَمعهَا سوح وَهِي الساحة والسحسحة والباحة كلهَا عَرصَة الدَّار
(س ود) قَوْله وَإِن تسع سوادى بِكَسْر السِّين أَي سراري وَمِنْه ومنكم صَاحب السوَاد أَي السِّرّ يَعْنِي عبد الله بن مَسْعُود وَقد جَاءَ فِي الْأَحَادِيث الآخر صَاحب النَّعْلَيْنِ وَالطهُور والوساد وسنذكره فِي حرف الْوَاو وَقَوله لَا يُفَارق سوَادِي سوَاده وَأَنت السوَاد الَّذِي رَأَيْت أَمَامِي وَعَن يَمِينه أَسْوِدَة وَعَن يسَاره أَسْوِدَة وَرَأَيْت سوادا كثيرا واسودة بالسَّاحل كُله بِمَعْنى الشَّخْص والشخوص وَالْجَمَاعَات وَمِنْه عَلَيْكُم بِالسَّوَادِ الْأَعْظَم أَي الْجَمَاعَة الْعُظْمَى المجتمعة على طَاعَة الإِمَام وسبيل الْمُؤمنِينَ دون من شدّ وَخَالف وَسَوَاد كل شَيْء شخصه والأسودة جمع سَواد من النَّاس وَهِي الْجَمَاعَة أَو جمع سَواد وَهُوَ الشَّخْص وَقَوله أهل السوَاد هُوَ مَا حول كل مَدِينَة من الْقرى أَي كَأَنَّهَا الْأَشْخَاص والمواضع العامرة بِالنَّاسِ والنبات بِخِلَاف مَا لَا عمَارَة فِيهِ وَقَوله فِي الأزودة وَاجْعَلُوا سوادا(2/229)
حَيْسًا أَي شَيْئا مجتمعا وَقد تقدم تَفْسِير الحيس فِي بَابه وَقَوله فَأتى بسواد بَطنهَا فشوى قيل هُوَ الكبد خَاصَّة وَقيل حشْوَة الْبَطن كلهَا وَقَوله لتعوذن أساود صبا أَي حيات قَالَ أَبُو عبيد الْأسود حَيَّة فِيهَا سَواد وَهِي أَخبث الْحَيَّات وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي مَعْنَاهُ جماعات جمع سَواد من النَّاس يَعْنِي فرقا مُخْتَلفين وَتقدم تَفْسِير صبا فِي الصَّاد وَهِي الَّتِي تنهش ثمَّ تعود وتنصب للنهش ثَانِيَة وَقَوله أَنا سيد ولد آدم السَّيِّد الَّذِي يفوق قومه وَهِي السيدة والسؤدد وَهِي الرياسة والزعامة ورفعة الْقدر لِأَنَّهُ (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) سيد ولد آدم فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة وَمِنْه قَوْله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) قومُوا إِلَى سيدكم أَي زعيمكم وأفضلكم وَمِنْه قَوْله أَن ابْني هَذَا سيد وَقيل هُوَ الْحَلِيم الَّذِي لَا يغلبه غَضَبه وَسيد الْمَرْأَة بَعْلهَا وَالسَّيِّد أَيْضا العابد وَالسَّيِّد الْكَرِيم وَقَوله الْحبَّة السَّوْدَاء جَاءَ فِي الحَدِيث تَفْسِيرهَا بالشونيز وَحكى الْحَرْبِيّ عَن الْحسن أَنه الْخَرْدَل وَقَالَ ابْن الْأَنْبَارِي عَن بَعضهم أَنَّهَا الْحبَّة الخضراء قَالَ وَالْعرب تسمي الْأَخْضَر الْأسود وَالْأسود الْأَخْضَر والحبة الخضراء ثَمَرَة البطم والبطم شجر الضّر وَفِي الحَدِيث مَا لنا طَعَام إِلَّا الأسودان هما المَاء وَالتَّمْر وَقَوله يطَأ فِي سَواد وَينظر فِي سَواد الحَدِيث أَرَادَ ان الْأَعْضَاء الَّتِي يفعل بهَا هَذَا سود وَفِي فضل ابْن مَسْعُود فِي حَدِيث سُلَيْمَان بن حَرْب فِي البُخَارِيّ ومنكم صَاحب السوَاد أَو السوَاد بِكَسْر السِّين سمي عبد الله بذلك وبصاحب النَّعْلَيْنِ والمطهرة لِأَنَّهُ كَانَ يحمل ذَلِك مَعَ رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فِي تَصَرُّفَاته فَمَتَى احْتَاجَ إِلَيْهِ وجده وَأما السوَاد بِالْكَسْرِ فَهُوَ السرَار قيل لَهُ ذَلِك لقَوْله لَهُ أُذُنك على أَن ترفع الْحجاب وَتسمع سوَادِي
(س ور) قَوْله فكدت أساوره قَالَ الْحَرْبِيّ أَي آخذ بِرَأْسِهِ وَقَالَ غَيره أَو أثبه وَهُوَ أشبه بمساق الحَدِيث قَالَ النَّابِغَة
(فَبت كَأَنِّي ساورتني ضئيلة من الرقش فِي أنيابها السم ناقع
) أَي وأثبتني وَرَوَاهُ بَعضهم عَن الْقَابِسِيّ أثاوره بالثاء وَالْمَعْرُوف الأول وَقَوْلها فِي زَيْنَب مَا خلى سُورَة حِدة أَي ثورة وعجلة من حِدة خلق وَقيل شدَّة غضب قَالَ الْحَرْبِيّ كَأَنَّهُ يُصِيبهَا عِنْد الْجرْح مَا يُصِيب شَارِب الْخمر والسوار بِالضَّمِّ دَبِيب الشَّرَاب فِي الرَّأْس وَقَوله وَرَأَيْت فِي يَدي أسوارين من ذهب وَفِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى سواري وهما بِمَعْنى يُقَال سوار وسوار وأسوار بِالْكَسْرِ لَا غير وَهِي حلى الذراعين مَعْرُوف وَأما أسوار من أساورة فَارس هم رماتها وَقيل قوادها فبالضم وَالْكَسْر مَعًا وَقَوله فتساورت لَهَا وَجَاء أَن ادّعى لَهَا أَي تطاولت وَقَوله تسورت جِدَار حَائِط أبي طَلْحَة أَي علوته وَدخلت الْحَائِط مِنْهُ وَمثله قَوْله من تسور ثنية المرار أَي علاها كَمَا قَالَ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى من صعد وَمثله فِي النُّطْفَة ثمَّ يتسور عَلَيْهَا الْملك كَانَ نُزُوله عَلَيْهَا ودخوله لَهَا تسور وَلَا يكون التسور إِلَّا من فَوق
(س وط) قَوْله فِي التَّفْسِير وسياط بالحميم أَي يخلط قَالُوا وَمِنْه سمي السَّوْط لخلطه اللَّحْم بِالدَّمِ وَالسَّوْط اسْم الْعَذَاب قَالَ الله تَعَالَى) فصب عَلَيْهِم رَبك سَوط عَذَاب
(قَالَه الْفراء
(س ول) قَوْله تسول إِلَيّ نَفسِي أَي تزين قَالَ الله تَعَالَى) بل سَوَّلت لكم أَنفسكُم أمرا
(والشيطان سَوَّلَ لَهُم
(س وم) قَوْله فِي سَائِمَة الْغنم الزَّكَاة هِيَ الراعية سامت إِذا رعت وسومتها واسمتها انا قَالَ الله تَعَالَى) فِيهِ تسيمون
(وَقَوله وَلَا يسم على سوم أَخِيه هُوَ أَن يزِيد عَلَيْهِ أَو يخبب عَلَيْهِ وَذَلِكَ بعد التراكن إِلَى تَمام مَا بَينهمَا لَا فِي الِابْتِدَاء وَأَصله من الطّلب وَقيل ذَلِك فِي قَوْله تَعَالَى) يسومونكم سوء الْعَذَاب
(أَي يحملونكم عَلَيْهِ ويطلبونه مِنْكُم وَقد يكون من الْعرض أَيْضا وَمِنْه آكل وَمَا سامني أَي مَا عرض على(2/230)
كَأَنَّهُ يعرض على المُشْتَرِي سلْعَة أُخْرَى أَو يطْلب مِنْهُ شِرَاء غير الَّتِي سَام فِيهَا عِنْد غَيره وَتقدم فِي السِّين والهمزة ذكر السام
(س وغ) قَوْله فَلم يجد مساغا أَي مسلكا سَاغَ شرابه وَطَعَامه لَهُ سوغا وسيغا إِذْ تهناه واستمراه وأساغه هُوَ وشراب سَائِغ عذب طيب قَالَ الله تَعَالَى) سائغا للشاربين
(وَلَا يكَاد يسيغه واسغت لَهُ كَذَا وسوغته لَهُ إِذا تركته لَهُ وهناته إِيَّاه
(س وق) قَوْله كم سقت إِلَيْهَا أَي كم أمهرتها وَقيل للمهر سوق لِأَن الْعَرَب كَانَت أَمْوَالهم الْمَوَاشِي فَكَانَت تسوقها للزَّوْجَة وَقَوله وسواق يَسُوق بِهن أَي حاد يحدوا بِهن ويسوقهن بحدائه أَمَامه وسواق الْإِبِل الَّذِي يقدمهَا ويسوقها أَمَامه للمرعى وَالْمَاء وَمِنْه رويدا سوقك بالهوادي وريدك سوقك بِالْقَوَارِيرِ أَي ارْفُقْ فِي سوقك وَتقدم فِي الْقَاف مِنْهُ وسائق الدَّابَّة مثله الَّذِي يقدمهَا أَمَامه فِي السّير وَقَوله يرى مخ سوقها جمع سَاق وَقَوله ذُو السويقين تَصْغِير ساقين صغرهما لرقتهما وحموشتهما وَهِي صفة سوق السودَان غَالِبا وَقَوله فِي الْحَشْر هَل بَيْنكُم وَبَينه عَلامَة قَالُوا السَّاق وَهُوَ قَوْله فَيكْشف عَن سَاق وَعَن سَاقه قَالَ ابْن عَبَّاس وَغَيره فِي قَوْله يَوْم يكْشف عَن سَاق وَهُوَ الْأَمر الشَّديد وَقَالَهُ أهل اللُّغَة وَقَوله بسويق هُوَ الْقَمْح المقلي يطحن وَرُبمَا ثرى بالسمن قَالَ أَبُو زيد وَقيل بالصَّاد لُغَة لبني العنبر من بني تَمِيم وَقَوله فِي حَدِيث الْجُمُعَة إِذا جَاءَت سويقة هُوَ بِمَعْنى قَوْله عير فِي الحَدِيث الآخر وَهُوَ تَصْغِير سوق وَإِنَّمَا سميت السُّوق لما يساق إِلَيْهَا من بضائع ومبيعات
(س وس) قَوْله وَكَانَت بَنو إِسْرَائِيل تسوسهم الْأَنْبِيَاء كلما هلك نَبِي خَلفه نَبِي يدبر أُمُورهم والسياسة الْقيام على الشَّيْء وَالتَّدْبِير لَهُ وَمثله فَكنت أسوس فرسه وكفتني سياسة الْفرس هُوَ الْقيام عَلَيْهِ وَالنَّظَر فِيمَا يحْتَاج إِلَيْهِ من خدمته وسقيه وعلفه
(س وى) سَوَاء وَسوى وَسوى غير منون جَاءَ فِي غير حَدِيث فالسواء مَمْدُود بِمَعْنى مثل وَمِنْه سَوَاء عَلَيْهِم آنذرتهم أم لم تنذرهم وَبِمَعْنى وسط قَالَ الله تَعَالَى) فِي سَوَاء الْجَحِيم
(وَبِمَعْنى حذاء وَبِمَعْنى قصد وَبِمَعْنى مستو وَبِمَعْنى عدل وَمِنْه سَوَاء السَّبِيل وَيُقَال فيهمَا أَيْضا سوى مكسور منون وَسَوَاء بِمَعْنى مستوى وَسوى مَقْصُور بِمَعْنى غير وَسَوَاء أَيْضا مَفْتُوح مَمْدُود بِمَعْنى غير وانشد أَبُو عَليّ
(وَمَا قصدت من أَهلهَا لسوائكا)
وَقَوله حَتَّى سَاوَى الظل الثلول يحْتَمل أَن مَعْنَاهُ سَاوَى امتداده ارتفاعها وَهُوَ قدر الْقَامَة وَقَالَ الدَّاودِيّ مَعْنَاهُ أَن الظل غطى الْمَكَان كُله وارتفع من الْجَانِب الآخر وَهَذَا وهم مَعَ هَذَا إِنَّمَا يكون بعد الْعَصْر وَقَوله فَلَمَّا اسْتَوَت على الْبَيْدَاء أَي اسْتَقَلت قَائِمَة كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث الآخر أَي انبعثت بِهِ قَائِمَة وَقَوله ثمَّ اسْتَوَى على الْعَرْش قَالَ ابْن عَرَفَة الاسْتوَاء من الله الْقَصْد للشَّيْء والإقبال عَلَيْهِ وَمعنى قَوْله هَذَا فعل يَفْعَله بِهِ أَو فِيهِ وَهُوَ نَحْو قَول الْأَشْعَرِيّ فعل فِيهِ فعلا سمى نَفسه بذلك وَقَالَ بَعضهم هُوَ إِظْهَار لآياته لَا مَكَان لذاته وَقَول آخَرين فِي تَأْوِيله يفعل الله مَا يَشَاء وَقد نقل مثل هَذَا عَن سُفْيَان وَقَالَ هُوَ اسْتِوَاء عَلَاء وَقَالَ أَبُو الْعَالِيَة اسْتَوَى ارْتَفع وَقيل اسْتَوَى بِمَعْنى الْعُلُوّ بالعظمة وَقيل اسْتَوَى على الْعَرْش أَي هُوَ أعظم مِنْهُ شانا وَقيل اسْتَوَى قهر وَقيل اسْتَوَى على الْعَرْش أَي علا بِذَاتِهِ وَقيل قدر وَقيل استولى وَأنكر هاذين الْقَوْلَيْنِ غير وَاحِد لِأَن الْقُدْرَة من صِفَات الذَّات وَلَا يَصح فِيهَا دُخُول ثمَّ إِذْ هِيَ لما لم يكن بِخِلَاف صِفَات الْأَفْعَال وَقَالَ ابْن عَبَّاس اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء صعد أمره وَكَذَلِكَ قَوْله ثمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء أَي قصد كَمَا قَالَ ابْن عَرَفَة وَقيل الْعَرْش هُنَا الْملك أَي احتوى عَلَيْهِ وحازه وَقيل اسْتَوَى رَاجع إِلَى الْعَرْش أَي بِاللَّه وسلطانه اسْتَوَى وَقيل اسْتَوَى من الْمُشكل الَّذِي(2/231)
لَا يعلم تَأْوِيله إِلَّا الله وعلينا الْإِيمَان بِهِ والتصديق وَالتَّسْلِيم وتفويض علمه إِلَى الله تَعَالَى وَهُوَ صَحِيح مَذْهَب الْأَشْعَرِيّ وَعَامة الْفُقَهَاء والمحدثين وَالصَّوَاب إِن شَاءَ الله وَقَوله سوي أَو غير سوي السوي المعتدل الْخلق المستوي التَّام وَهُوَ ضد المعوج والناقص.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
قَوْله فِي بَاب سبع رضين من أَخذ سَوْطًا من أَرض كَذَا للجرجاني وَلغيره شبْرًا وَهُوَ الْمَعْرُوف فِي تَفْسِير الرّوم السوأى قَالَ مُجَاهِد السوأى الإساء جَزَاء المسيئين كَذَا لَهُم وَعند الْأصيلِيّ الْإِسَاءَة وَقَوله يسْتَحبّ للَّذي يطوف إِذا وصل الرُّكْن الْيَمَانِيّ أَن يمسهُ بِيَدِهِ ويضعها على فِيهِ كَذَا رِوَايَة يحيى وَابْن الْقَاسِم وَابْن وهب وَابْن بكير وَأكْثر رُوَاة الْمُوَطَّأ وَرَوَاهُ القعْنبِي ومطرف الْأسود مَكَان الْيَمَانِيّ وَكَذَا رده ابْن وضاح
السِّين مَعَ الْيَاء
(س ي ب) قَوْله أول من سيب السوائب وَفِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى السُّيُوب وَإِن أهل الْإِسْلَام لَا يسيبون السوائب من قَوْله تَعَالَى) مَا جعل الله من بحيرة وَلَا سائبة وَلَا وصيلة
(كَانُوا فِي الْجَاهِلِيَّة إِذا نذر وأنذرا قَالَ نَاقَتي سائبة تسرح وَلَا تمنع من مرعى وَلَا مَاء وَقيل لَا ينْتَفع بهَا وَقيل كَانَت النَّاقة إِذا تابعت اثْنَتَيْ عشرَة أُنْثَى لَيْسَ فِيهَا ذكر سيبت وَلم تركب وَلم يجزو برهَا وَمَا نتجت بعد ذَلِك فَهِيَ الْبحيرَة وَقَوله مِيرَاث السائبة هُوَ الَّذِي يعْتق سائبة يَقُول أَنْت سائبة وَيُرِيد بذلك عتقه أَو أعتقت سائبة فأجمع الْفُقَهَاء على أَنه عَتيق لكِنهمْ اخْتلفُوا فِي كَرَاهَته أَو إِبَاحَته وَفِي ولائه هَل هُوَ لمعتقه أَو لجَماعَة الْمُسلمين وكافتهم على أَن ولاءه لجَماعَة الْمُسلمين كَأَنَّهُ قصد عتقه عَنْهُم
(س اج) قَوْله ملتحفا فِي ساجة قيل هُوَ الطيلسان وَيُقَال لَهُ سَاج وَيجمع سيجان وَقيل هِيَ الْخضر مِنْهَا وَقَالَ الْأَزْهَرِي هُوَ طيلسان مقور ينسج كَذَلِك وَقيل الطيلسان الخش وَقد اخْتلف فِي ضَبطه وَقد ذَكرْنَاهُ فِي حرف النُّون وَقَوله وسقفه الساج ضرب من الْخشب يُؤْتِي بِهِ من الْهِنْد الْوَاحِدَة ساجة وَيجمع أَيْضا سيجان وَبَعْضهمْ يَجْعَل هَذِه التَّرْجَمَة فِي حرف الْوَاو
(س ي ح) قَوْله آئبون عَابِدُونَ سائحون على رِوَايَة من رَوَاهُ فسرناه قبل وَالْأولَى هُنَا صائمون كَمَا تقدم والسياحة فِي غير هَذَا الذّهاب فِي الأَرْض الْعِبَادَة وَمَا سقى بالسيح أَي بالأنهار والسواني وَالْمَاء الْجَارِي وَهُوَ من الذّهاب على وَجه الأَرْض والانبساط إِلَى غير حد
(س ي خَ) قَوْله فانساخت عَلَيْهِم الصَّخْرَة أَي انحطت عَن موضعهَا وانخسفت فِي الأَرْض وَكَذَلِكَ قَوْله ساخت يدا فرسى أَي دخلت فِيهَا وَسَاخَتْ وانخسفت بِمَعْنى
(س ي ر) قَول بسيرا وخيط السّير الشرَاك وَكَذَلِكَ قَوْله وشاج من سيور احمر وَفِي طرفيها سيور وَقَوله حلَّة سيراء بِكَسْر السِّين وَفتح الْيَاء مَمْدُود ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْحَاء وَقَوله من رآ سيرا أَو شَيْئا يكرههُ فِي الطّواف وَمن ربط يَده بسير كُله بِفَتْح السِّين هُوَ الشرَاك وَقَوله والأسيرتني شَهْرَيْن وَلَك تسيير أَرْبَعَة أشهر أَي أمانها تسير فِيهَا آمنا كَمَا قَالَ الله تَعَالَى فسيحوا فِي الأَرْض أَرْبَعَة أشهر قيل اذْهَبُوا آمِنين وَقَوله أَن لله مَلَائِكَة سيارة أَي يَسِيرُونَ فِي الأَرْض كَقَوْلِه سياحون فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى وَقَوله لَا تسير بالسرية وَلَا تعدل فِي الْقَضِيَّة ظَاهره أَنه زعم لَا يخرج مَعَ سراياه قَالَ بَعضهم وَيحْتَمل أَنه أَرَادَ إِنَّك لَا تسير بسيرة حَسَنَة فَقَالَ السّريَّة لازدواج الْكَلَام مَعَ الْقَضِيَّة كَمَا قَالُوا الغدايا والعشايا والسيرة الطَّرِيقَة وَهَذَا عِنْدِي بعيد وَالْأول أظهر وَقد كذب على سعد فِي الْوَجْهَيْنِ قَائِل هَذَا الْكَلَام وَذكر السّير قيل مَعْنَاهَا مَذْهَب الإِمَام فِي رَعيته وَالرجل فِي أَهله فِيمَا يَأْخُذهُمْ بِهِ ويعاملهم عَلَيْهِ والسيرة الطَّرِيقَة والهيئة
(س ي ل) قَوْله عِنْد مسيل بِفَتْح الْمِيم هُوَ مسيل مياه(2/232)
الأمطار من الْجبَال وَقَوله سَالَ بهم الْوَادي أَي ملئوه كالسيل من كثرتهم وَسُرْعَة مشيهم
(س ي ف) قَوْله غَزْوَة سيف الْبَحْر بِكَسْر السِّين هُوَ ساحله.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
فِي حَدِيث سعد من رِوَايَة قُتَيْبَة أَنه أَخذ من الْخمس سَيْفا كَذَا للعذري والهوزني ولغيرهما شَيْئا وَالْأول الصَّحِيح وَكَذَا جَاءَ فِي غير رِوَايَة قُتَيْبَة بعير خلاف وَفِي ذكر المنطقة للْمحرمِ إِذا جعل فِي طرفها سيورا ويروى سيورة وَهَذِه رِوَايَة أَحْمد بن سعيد وَكَذَا عِنْد جمَاعَة من شُيُوخنَا وَكَذَا لِابْنِ وَصَاح وَابْن الْقَاسِم ولغيرهم سيورا قَالُوا وَهِي رِوَايَة يحيى وَعند ابْن بكير سِيرِين
استقاء ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْقَاف
فصل تَقْيِيد أَسمَاء البقع والمواضع الْوَاقِعَة فِيهِ
(س ر ف) بِفَتْح السِّين وَكسر الرَّاء قَرْيَة على سِتَّة اميال من مَكَّة وَقيل سَبْعَة وَقيل تِسْعَة وَقيل اثنى عشر وَهُوَ الْموضع الَّذِي ذكر فِي الْحَج وَفِي بِنَاء النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بزوجه مَيْمُونَة وَفِي وفاتها وَأما الَّذِي فِي حمى عمر فَهِيَ الَّتِي بِالْمَدِينَةِ وَجَاء فِيهَا أَنه حمى السَّرف والربدة كَذَا عِنْد البُخَارِيّ بسين مُهْملَة كالأولى وَفِي موطأ ابْن وهب الشّرف بالشين الْمُعْجَمَة وَفتح الرَّاء وَكَذَا رَوَاهُ بعض رُوَاة البُخَارِيّ أَو أصلحه وَهُوَ الصَّوَاب قَالَ الْحَرْبِيّ فِي تَفْسِير الحَدِيث مَا أحب أَن أنفخ فِي الصَّلَاة وَإِن لي حمر الشّرف كَذَا ضَبطه وَقَالَ خصّه لجودة نعمه قَالَ والمشارف من قرى الْعَرَب مَا دنا من الرِّيف وأحدها شرف مثل خَيْبَر ودومة الجندل وَذي الْمَرْوَة وَقَالَ أَبُو عبيد الْبكْرِيّ الشّرف مَاء لبني كلاب وَقيل لباهلة قَالَ وَأما سرف فَلَا تدخله الْألف وَاللَّام
(السقيا) بِضَم السِّين مَقْصُور قَرْيَة جَامِعَة من عمل الْفَرْع بَينهَا وَبَين الْفَرْع مِمَّا يَلِي الْجحْفَة سَبْعَة عشر ميلًا ذكر فِي حَدِيث عَليّ فِي الْحَج وَفِي الْجِهَاد
(س رغ) مَوضِع بِالشَّام مَفْتُوحَة السِّين سَاكِنة الرَّاء آخِره غين مُعْجمَة وضبطناه عَن ابْن عتاب وَغَيره بتحريك الرَّاء أَيْضا قَالَ ابْن وضاح بَينهَا وَبَين الْمَدِينَة ثَلَاث عشرَة مرحلة قَالَ ابْن مكي الصَّوَاب السّكُون قَالَ الْجَوْهَرِي عَن مَالك قَرْيَة بوادي تَبُوك من طَرِيق الشَّام وَقيل هِيَ آخر عمل الْحجاز الأول
(السرر) وَاد على أَرْبَعَة أَمْيَال من مَكَّة عَن يَمِين الْجَبَل بِضَم السِّين وَفتح الرَّاء الأولى كَذَا روينَاهُ عَن جمَاعَة المتقنين والشيوخ بِغَيْر خلاف فِي ضَبطه إِلَّا عَن الجياني فضبطه بِضَم السِّين وَكسر الرَّاء وَقَالَ الرياشي المحدثون يضمونه وَإِنَّمَا هُوَ السرر بِالْفَتْح هُوَ الَّذِي ذكره فِي الحَدِيث أَن بِهِ سرحة سر تحتهَا سَبْعُونَ نبيئا وَقد فسرنا مَعْنَاهُ فعلى قَول من فسره أَنَّهَا قطعت سررهم يتَرَجَّح الْكسر
(السمرَة) الَّذِي جَاءَ ذكرهَا فِي قَوْله نَادَى أَصْحَاب السمرَة هِيَ الشَّجَرَة الَّتِي كَانَت عِنْدهَا بيعَة الرضْوَان الْمَذْكُورَة فِي سُورَة الْفَتْح
(سلع) بِفَتْح أَوله وَسُكُون ثَانِيه وَآخره عين مُهْملَة جبل مَعْرُوف بِالْمَدِينَةِ وَقد فسره البُخَارِيّ فَقَالَ الجبيل الَّذِي بِالسوقِ وَهُوَ سلع وَكَذَا قيدناه وَهُوَ الْمَعْرُوف وَوَقع عِنْد القَاضِي ابْن سهل فِي الْمُوَطَّأ سلع بِفَتْح اللَّام وسكونها مَعًا وَذكر انه رَوَاهُ بَعضهم بالغين الْمُعْجَمَة وَكله خطأ
(السنح) بِضَم السِّين وَالنُّون مَعًا وَآخره حاء مُهْملَة وَكَانَ أَبُو ذَر يَقُولهَا بِإِسْكَان النُّون منَازِل بني الْحَارِث بن الْخَزْرَج بعوالي الْمَدِينَة وَفِيه نزل أَبُو بكر الصّديق وَبَينه وَبَين منزل النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) ميل
(سبخَة الجرف) الجرف مَوضِع بِالْمَدِينَةِ تقدم ذكر الجرف فِي بَابه والسبخة الأَرْض المالحة
(سرخس) بِفَتْح السِّين وَالرَّاء مَعًا وَسُكُون الْخَاء الْمُعْجَمَة آخِره سين مُهْملَة ذكره مُسلم فِي ذكر وَفَاة أبي حَمْزَة وَكَذَا قيدناه عَن كَافَّة شُيُوخنَا وَكَذَا قَيده الجياني وَغَيره وَكَذَا قَيده القَاضِي أَبُو عبد الله(2/233)
التَّمِيمِي بِخَطِّهِ عَن الجياني وَقَالَهُ لنا بَعضهم بِكَسْر السِّين وَكَذَا قيدناه عَن أبي بَحر وَكَذَا سمعناه من القَاضِي أبي بكر الْمعَافِرِي عَن البغداديين
مَدِينَة من مدن خُرَاسَان إِلَيْهَا ينْسب أَبُو مُحَمَّد بن حموية السَّرخسِيّ شيخ أبي ذَر فِي البُخَارِيّ
(سد الروحاء) جبلها يُقَال بِالضَّمِّ وَالْفَتْح وسد الصَّهْبَاء مثله وَقيل مَا كَانَ خلقَة فبالضم وَقد ذَكرْنَاهُ
(سيحان) بِفَتْح السِّين وَسُكُون الْيَاء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا وحاء مُهْملَة كَذَا جَاءَ فِي الحَدِيث وَكَذَا يُقَال أَيْضا سيحون بِالْوَاو وَاحِد الْأَنْهَار الْأَرْبَعَة الَّتِي جَاءَ فِي الحَدِيث أَنَّهَا من الْجنَّة هُوَ نهر مَدِينَة بَلخ من بِلَاد خُرَاسَان
(سجستان) بِفَتْح السِّين الأولى وَفتح الْجِيم من بِلَاد سرخسان
(السَّنَد) بِكَسْر السِّين
فصل مشتبه الْأَسْمَاء والكنى فِي حرف السِّين
فِيهَا عبد الله بن سَلام الصَّحَابِيّ مخفف اللَّام وَحده وَمن عداهُ فسلام بتشديدها وفيهَا سليم بن حَيَّان بِفَتْح السِّين وَكسر اللَّام وَحده وَمن عداهُ سليم بِضَم السِّين وَفتح اللَّام وفيهَا سلم ابْن زرير بِفَتْح السِّين وَسُكُون اللَّام وضبطنا اسْم أَبِيه فِي بَابه وَسلم بن قُتَيْبَة أَبُو قُتَيْبَة وَسلم بن أبي الديال وَسلم بن عبد الرَّحْمَن وَمن عداهم سَالم بِكَسْر اللَّام قبلهَا ألف وَفِي بعض الرِّوَايَات عَن أبي الْحذاء سلم بن نوح الْعَطَّار وَهُوَ غلط وَصَوَابه سَالم كَمَا لغيره وَلَعَلَّه كتب بِغَيْر ألف وتصحف وَفِيه سُرَيج بن يُونُس بِضَم السِّين الْمُهْملَة وبالجيم وَكَذَا سُرَيج بن النُّعْمَان وَأحمد بن أبي سُرَيج وَمن عداهم شُرَيْح بالشين الْمُعْجَمَة والحاء فِي الْأَسْمَاء والكنى وَأما أَبُو سريحَة بِالتَّاءِ فَيفتح السِّين والحاء الْمُهْملَة وَأَبُو الطَّاهِر أَحْمد بن السَّرْح وَيُقَال ابْن سرح مثله وَكَذَلِكَ ابْن أبي سرح وَعمر بن سَواد بتَشْديد الْوَاو وَآخره دَال وَبكر بن سوَادَة مخفف الْوَاو وَكَذَلِكَ عبد الله بن سوَادَة وَهَذَا الِاسْم حَيْثُ وَقع وَأَبُو السَّوَارِي عَن عمرَان بن حُصَيْن مشدد الْوَاو وَآخره رَاء وشبابة بن سوار مثله وَأَشْعَث بن سوار وَمن عداهم شَدَّاد بالشين الْمُعْجَمَة ودالين وسلمان الْفَارِسِي بِفَتْح السِّين وَسُكُون اللَّام وَكَذَلِكَ عبد الرَّحْمَن بن سلمَان الحجري وَكَذَلِكَ سلمَان الْأَغَر وسلمان بن عَامر الضَّبِّيّ وسلمان بن ربيعَة وسلمان أَبُو حَازِم الْأَشْجَعِيّ وسلمان أَبُو رَجَاء مولى أبي قلَابَة وَمن عداهم سُلَيْمَان بِضَم السِّين وَفتح اللَّام مُصَغرًا وَاخْتلف فِي سيف ابْن أبي سُلَيْمَان فَذكر البُخَارِيّ من رِوَايَة أبي نعيم كَذَلِك مُصَغرًا وَكَذَا يَقُوله ابْن الْمُبَارك وَكِيع إِلَّا أَن وكيعا قَالَ ابْن سُلَيْمَان وَقَالَ يحيى بن سعيد الْقطَّان وَغَيره ابْن سلمَان اسْما مكبرا وَذكر ذَلِك كُله البُخَارِيّ فِي تَارِيخه وَاخْتلف فِيهِ فِي بَاب الْإِنَاء المفضض فَقَالَ فِيهِ الْأصيلِيّ ابْن سُلَيْمَان وَقَالَ غَيره ابْن أبي سُلَيْمَان وَسيف حَيْثُ وَقع بِفَتْح السِّين مِنْهُم الْمَذْكُور وَهُوَ أَبُو سيف الْقَيْن وَأم سيف ضئر إِبْرَاهِيم بن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وخَالِد بن الْوَلِيد سيف الله وخَالِد بن المُهَاجر سيف الله كَذَا ذكره مُسلم وَهُوَ خَالِد بن المُهَاجر بن خَالِد بن الْوَلِيد الْمَذْكُور وَبَنُو سَلمَة قبيل من الْأَنْصَار حَيْثُ وَقع بِكَسْر اللَّام وَمِنْه يَا بني سَلمَة أَلا تحتسبون آثَاركُم وَأَن بني سَلمَة ارادوا أَن يَتَحَوَّلُوا عَن مَنَازِلهمْ وَعَمْرو بن سَلمَة الْجرْمِي أَمَام قومه وَسَائِر الْأَسْمَاء فِيهَا والآباء والكنى سَلمَة بِالْفَتْح وَاخْتلف فِي عُمَيْر بن سَلمَة الضمرِي فَهُوَ عِنْد الكافة بِفَتْح اللَّام وَفِيه عَن يحيى بِكَسْر اللَّام وَهُوَ وهم عِنْد الْحفاظ وَكَانَ فِي كتاب شَيخنَا التَّمِيمِي وَحده فِي الْمُوَطَّأ بِالْوَجْهَيْنِ وَعبد الْخَالِق بن سَلمَة وَهُوَ ابْن روح الشَّيْبَانِيّ خرج عَنهُ مُسلم ضبطناه عَن شُيُوخنَا بِالْوَجْهَيْنِ فتح اللَّام وَكسرهَا وبالوجهين(2/234)
ذكر البُخَارِيّ فِي التَّارِيخ وَغَيره من أَصْحَاب المؤتلف والمختلف وَأم سليط وَإِسْحَاق بن عَمْرو بن سليط بِفَتْح السِّين وسليك الْغَطَفَانِي بِضَم السِّين وَآخره كَاف وَابْن سوقة بِضَم السِّين وشرحبيل بن السمط بِفَتْح السِّين وَكسر الْمِيم كَذَا قَيده الجياني وقيدناه عَن أَكثر شُيُوخنَا السمط بِكَسْر السِّين وَسُكُون الْمِيم والسميط عَن أنس بِضَم السِّين مُصَغرًا وَسَهْم بن منْجَاب بِفَتْح السِّين وَكَذَا بَنو سهم وَمُحَمّد بن عبد الرَّحْمَن بن سهم وَمُحَمّد بن سَوَاء كَذَلِك مَمْدُود مخفف الْوَاو وسراقة بن مَالك بِضَم السِّين وَعبد الله بن سَخْبَرَة بِفَتْح السِّين وَسُكُون الْخَاء وَفتح الْبَاء بِوَاحِدَة بعْدهَا رَاء وَعبد الله بن أبي بن سلول بِفَتْح السِّين غير مَصْرُوف وسلول اسْم امرة قيل هِيَ جدته وَقيل أمه وَإِذا كَانَت أمه فَيجب كتبهَا ابْن سلول بِأَلف لِأَنَّهُ بدل وَلَيْسَ بِصفة وَكَذَلِكَ إِن كَانَت جدته وأجرى إعرابها على اسْم عبد الله لَا على اسْم أبي وَأَبُو السكين مصغر هُوَ زَكَرِيَّاء ابْن يحيى الطاءي وَمَيْمُون بن سياه بِكَسْر السِّين وياء بعْدهَا بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا مُخَفّفَة وَكَذَلِكَ عبد الْعَزِيز بن سياه وآخرهما هَاء وَشريك بن سَحْمَاء مَمْدُود مَفْتُوح السِّين سَاكن الْحَاء الْمُهْملَة وسعير بن الْخمس بِضَم السِّين وَفتح الْعين الْمُهْملَة مصغر آخِره رَاء وَابْنه ملك بن سعير وَقد ذكرنَا أَبَاهُ وسبرة بن معبد الْجُهَنِيّ وَابْنه الرّبيع بن سُبْرَة وابناه عبد الْملك وَعبد الْعَزِيز وَابْن أبي سُبْرَة الْجعْفِيّ واسْمه خَيْثَمَة بن عبد الرَّحْمَن والنزال بن سُبْرَة وحصين بن سُبْرَة وَمُعَاوِيَة بن سُبْرَة كلهم بِفَتْح السِّين وباء بعْدهَا وَسمرَة بن جُنْدُب بِضَم الْمِيم وَكَذَلِكَ جَابر بن سَمُرَة كَمَا يَقُوله الْأَكْثَر وَهِي لُغَة بني تَمِيم وَقيل بِسُكُون الْمِيم وَهِي لُغَة الْحِجَازِيِّينَ وبالوجهين قيدناه عَن التَّمِيمِي عَن أبي مَرْوَان وَأم سِنَان بِكَسْر السِّين وَنون بعْدهَا وَأحمد بن سِنَان وَسنَان ابْن أبي سِنَان الدؤَلِي مثله وَكَذَلِكَ سِنَان أَبُو ربيعَة وَسنَان بن سَلمَة وَمُحَمّد بن سِنَان وَأَبُو سِنَان الشَّيْبَانِيّ وَمن عداهم شَيبَان وَابْن شَيبَان وسيار بياء مشدودة وَآخره رَاء روى عَن الشّعبِيّ وَيزِيد الْفَقِير وَهُوَ سيار بن أبي سيار وَهُوَ أَبُو الحكم رُوِيَ عَنهُ هشيم وَشعْبَة وسيار بن وردان وسيار بن سَلامَة وسيار عَن أبي حَازِم أرَاهُ الأول وَأَبُو سيارة مثله بِزِيَادَة تَاء وَسماك حَيْثُ وَقع بِكَسْر السِّين وَالْمِيم المخففة وَفِي لعن آكل الربى عَن مُغيرَة سَالَ شباك إِبْرَاهِيم بالشين الْمُعْجَمَة مَكْسُورَة وَالْبَاء بِوَاحِدَة وَهُوَ شباك الضَّبِّيّ كَذَا لكافة رُوَاة مُسلم وَهُوَ الصَّوَاب عِنْدهم وَعند ابْن ماهان عَن مُغيرَة سَأَلت إِبْرَاهِيم وَأَبُو السنابل جمع سنبلة وسبيعة الأسْلَمِيَّة بِضَم السِّين مصغرة وَإِسْمَاعِيل بن سبيع بِضَم السِّين أَيْضا كَذَلِك والنواس بن سمْعَان بِفَتْح السِّين وَسُكُون الْمِيم كَذَا ضبطناه عَن أَكْثَرهم وضبطناه عَن القَاضِي التَّمِيمِي عَن أبي مَرْوَان بِالْفَتْح وَالْكَسْر مَعًا وَكَذَلِكَ عبد الله ابْن سمْعَان فَأكْثر النَّاس كَذَلِك يَقُولُونَهُ مَفْتُوحًا وَكَذَا ضَبطه الشُّيُوخ وسمعناه من كافتهم وَحكى ابْن مكي أَنه غلط وَالصَّوَاب بِالْكَسْرِ وَأخْبرنَا القَاضِي أَبُو عَليّ الْحَافِظ أَن شَيْخه أَبَا بكر بن عبد الْبَاقِي والحافظ الْبَغْدَادِيّ كَانَ يَقُوله بِكَسْر السِّين فَمن كسر ذهب إِلَى أَنه جمع سمع اسْم السَّبع الْمُتَوَلد بَين الذيب والكلبة وَمن فتح جعله فعلان من السَّبع وَبَنُو سدوس بِفَتْح السِّين وَعبيد بن السباق وَآخره قَاف وَأَبُو صَالح السمان آخِره نون وَسمي مولى أبي بكر بِضَم السِّين مُصَغرًا والسائب وَأَبُو السَّائِب حَيْثُ وَقع فِيهَا بسين مُهْملَة وَآخره بَاء وَكَذَلِكَ سائبة مولاة عَائِشَة بِزِيَادَة هَاء وَعبد الله بن سرجس بسينين مهملتين مفتوحتين وَرَاء سَاكِنة وجيم مَكْسُورَة وسلموية بِفَتْح السِّين وَاللَّام وَضم الْمِيم وَفتح الْيَاء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا بعد الْوَاو وَكَذَا(2/235)
ضبطناه عَن شُيُوخنَا وَضَبطه أَبُو نصر الْحَافِظ بِسُكُون اللَّام وَمِنْهُم من يفتح الْمِيم وَالْوَاو ويسكن الْيَاء واسْمه سَلمَة وَقيل سُلَيْمَان أَبُو صَالح وَسليمَان بن سحيم وجبلة ابْن سحيم بِضَم السِّين وَفتح الْحَاء الْمُهْملَة مُصَغرًا وَأَبُو السَّلِيل بِفَتْح السِّين ظريف ابْن نفير وسفينة مولى النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَقيل اسْمه مهْرَان وَقيل رَبَاح وَابْن سفينة وَمعمر بن يحيى بن سَام بِالْمُهْمَلَةِ وَتقدم الْخلاف فِي معمر فِي بَابه وسيدان بن مضَارب بِكَسْر السِّين بعْدهَا يَاء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا ودال مُهْملَة أَبُو صَالح مولى السفاح بتَشْديد الْفَاء وَآخره حاء مُهْملَة وسباع بن أَنْمَار وَعَطَاء مولى السبَاع بِكَسْر السِّين جمع سبع وَقيس بن سكن بِفَتْح السِّين وَالْكَاف وَمُحَمّد بن سوقة بِضَم السِّين وَسعد بن الْخمس وَملك بن سعين بِضَم السِّين وَعين مُهْملَة وَمثله عبد الله بن ثَعْلَبَة ابْن صَغِير إِلَّا أَن هَذَا بالصَّاد الْمُهْملَة والوليد بن سريع بِفَتْح السِّين وَإِبْرَاهِيم بن زِيَاد سبلان بِفَتْح السِّين وَالْبَاء بِوَاحِدَة مُخَفّفَة وشقيق بِالْقَافِ والشين فيهمَا أَبُو وَائِل مَعْرُوف عَن ابْن مَسْعُود وَكَذَلِكَ عبد الله بن شَقِيق عَن أبي هُرَيْرَة وَكَذَلِكَ قَول مُسلم إيَّاكُمْ وشقيقا وَكَانَ شَقِيق يرى رَأْي الْخَوَارِج وَلَيْسَ بِأبي وَائِل قَالَه مُسلم وَمن عداهم سُفْيَان بسين مُهْملَة وَفَاء وَنون.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
سِنِين أَبُو جميلَة بِضَم السِّين وَفتح النُّون وَشد الْيَاء من تحتهَا وَكَذَا قَيده الْأصيلِيّ بِخَطِّهِ فِي صَحِيح البُخَارِيّ قَالَ البُخَارِيّ هَكَذَا يَقُول سُفْيَان بن عُيَيْنَة وَضَبطه غير الْأصيلِيّ بِالسُّكُونِ سِنِين وَقَول البُخَارِيّ يدل على الْخلاف وَقد بَينه فِي التَّارِيخ فَقَالَ وَقَالَ ابْن عُيَيْنَة سِنِين وَقَالَ ابْن أويس سِنِين كَذَا وجدته مُقَيّدا فِي التَّارِيخ بِخَط القَاضِي أبي عَليّ وَهَذَا يدل على أَن ضبط غير الْأصيلِيّ عَن ابْن عَيْنِيَّة إِنَّمَا هُوَ بِالسُّكُونِ وَأَنه أصوب من ضبط الْأصيلِيّ وَلم يذكر فِيهِ الدَّارَقُطْنِيّ وَلَا عبد الْغَنِيّ وَلَا الْأَمِير أَبُو نصر غير سُكُون الْيَاء وَيشْتَبه شُتَيْر بن شكل بِضَم الشين الْمُعْجَمَة بعْدهَا تَاء بِاثْنَتَيْنِ فَوْقهَا وَآخره رَاء وَأَبُو السّفر وَعبد الله بن أبي السّفر وَاسم أَبِيه أبي السّفر سعيد بن يحمد قَيده عبد الْغَنِيّ وَابْن مَاكُولَا بِفَتْح الْفَاء وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ فِيهِ بِفَتْح الْفَاء على مَا يَقُوله أَصْحَاب الحَدِيث
قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وقيدناه عَن شُيُوخنَا بِفَتْح الْفَاء وسكونها وَلم يذكر أهل المؤتلف فِي الكنى أَبُو السّفر بِالسُّكُونِ وَإِنَّمَا ذَكرُوهُ فِي الْأَسْمَاء وَقَول الدَّارَقُطْنِيّ يشْعر أَن غير أَصْحَاب الحَدِيث يخالفون فِيهِ وَأَبُو سروعة بِفَتْح السِّين وَسُكُون الرَّاء وَفتح الْعين الْمُهْملَة كَذَا قيدناه عَن أَكثر شُيُوخنَا والمحدثون يَقُولُونَهُ بِكَسْر السِّين قَالَ الْحميدِي وَكَذَا وجدته بِخَط الدَّارَقُطْنِيّ وَيُقَال أَيْضا بِفَتْح السِّين وَضم الرَّاء بِالْوَجْهَيْنِ الْأَوَّلين ضَبطنَا على الْحَافِظ أبي الْحُسَيْن وَرِفَاعَة بن سموال روينَاهُ فِي الْمُوَطَّأ عَن شُيُوخنَا بِفَتْح السِّين وَكسرهَا وَالْمِيم سَاكِنة وَكَانَ بعض شُيُوخنَا من النُّحَاة يُنكر الْفَتْح فِيهِ ويحتج بقول سِيبَوَيْهٍ لَيْسَ فِي الْكَلَام فعوال وَأكْثر الرِّوَايَة فِيهِ الْفَتْح وَعِنْدِي أَنه لَا حجَّة لَهُ فِي هَذَا وَلَا يلْزم لِأَنَّهُ لَيْسَ باسم عَرَبِيّ وَإِنَّمَا هُوَ اسْم عبراني من أَسمَاء الْيَهُود وَفِي الصّرْف أَمر رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) السعدين كَذَا لجميعهم على التَّثْنِيَة بِفَتْح الدَّال وَعند ابْن وضاح السعديين بِكَسْر الدَّال وَتَشْديد الْيَاء على النِّسْبَة وَهُوَ خطأ إِنَّمَا هما سعد بن عبَادَة وَسعد بن أبي وَقاص وَأما الَّذِي فِي الدِّيات أَن عمر قضى بِالدِّيَةِ على السعديين فَهَذَا على النِّسْبَة لَا غير بِكَسْر الدَّال وَالْيَاء نِسْبَة الْجمع وَغَيره هُنَا خطأ وَكَذَلِكَ من قَالَ فِيهِ السعديين نِسْبَة اثْنَتَيْنِ وَالصَّوَاب نِسْبَة جمع
فصل مِنْهُ من الِاخْتِلَاف فِي سعد وَسَعِيد وَالوهم فِي ذَلِك
فِي بَاب الْمَيِّت يعذب ببكاء أَهله قَالَ أَبُو بكر(2/236)
ابْن أبي شيبَة نَا وَكِيع عَن سعد بن عبيد الطاءي كَذَا رَوَاهُ ابْن الْحذاء وَهُوَ وهم وَصَوَابه سعيد كَمَا روته الكافة وَهُوَ أَبُو الْهُذيْل وَمثله فِي الْقسَامَة نَا ابْن نمير نَا أبي نَا سعيد بن عبيد كَذَا للكافة وَعند ابْن الْحذاء سعد قَالَ الجياني الْمَحْفُوظ سعيد وَفِي بَاب يعذب الَّذين يُعَذبُونَ النَّاس وأميرهم يَوْمئِذٍ عُمَيْر بن سعد كَذَا لكافة رُوَاة مُسلم من شُيُوخنَا وَكَانَ فِي كتاب القَاضِي أبي عَليّ عُمَيْر بن سعيد قَالَ لنا وَهُوَ خطأ وَفِي بَاب الضَّرْب بِالْجَرِيدِ نَا أَبُو حُصَيْن نَا عُمَيْر بن سعيد كَذَا لِابْنِ السكن وَأبي ذَر والجرجاني والنسفي وَعند الْمروزِي ابْن سعد قَالَ الْأصيلِيّ فِيمَا قرأته بِخَطِّهِ وَالصَّوَاب سعيد قَالَ وَهُوَ أَبُو يحيى النَّخعِيّ وَفِي حَدِيث الْمَسْجِد وَكَانَ اليتيمين فِي حجر سعد بن زُرَارَة كَذَا لجميعهم وَصَوَابه أسعد وَهُوَ أَبُو أُمَامَة وَإِنَّمَا سعد أَخُوهُ وَقد جَاءَ ذكره فِي الْمُوَطَّأ فِي الْجَامِع أَيْضا باخْتلَاف وهم فَقَالَ أَن سعد بن زُرَارَة اكتوى وَكَذَا عِنْد أَكثر شُيُوخنَا وَكَانَ عِنْد الْبَاجِيّ وَأبي عمر أسعد وَهُوَ الصَّوَاب وَكَذَا رَوَاهُ ابْن بكير وَجَاء ذكر أَخِيه سعد فِي الْمُوَطَّأ فِي بَاب الْخلْع فِي نسب عمْرَة بنت عبد الرَّحْمَن بن سعد بن زُرَارَة ثَبت نَسَبهَا هَكَذَا لِابْنِ بكير وَمن وَافقه من رُوَاة الْمُوَطَّأ وَلابْن وضاح من رِوَايَة يحيى وَلم يرفع نَسَبهَا عبيد الله عَن أَبِيه وَفِي الْمُوَطَّأ أَيْضا فِي بَاب الغيلة وَالسحر مثله فِي نسب أخي عمْرَة مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن سعد بن زُرَارَة وَفِي حَدِيث يحيى بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن سعد بن زُرَارَة فِي كتاب مُسلم فِي بَاب مَا يَقُول فِي الْخطْبَة وَهُوَ الصَّوَاب لَكِن الوقشي قَالَ صَوَابه أسعد وَاعْتمد فِي ذَلِك على قَول الْحَاكِم فِي الْمدْخل فِيمَا نَقله عَن البُخَارِيّ أَنه سعد قَالَ وَمن قَالَ أسعد فقد وهم
قَالَ القَاضِي وَقد وهم الْحَاكِم فِيمَا قَالَ سعد وَإِنَّمَا ذكر البُخَارِيّ فِي التَّارِيخ ضِدّه فَقَالَ يحيى بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن ابْن سعد بن زُرَارَة وَقَالَ بَعضهم أسعد وَهُوَ هم وَكَذَا هُوَ فِي أصل شَيخنَا القَاضِي أبي ع لي وَفِي مقَام المتوفي عَنْهَا زَوجهَا ملك عَن سعد بن إِسْحَاق بن عجْرَة كَذَا رَوَاهُ يحيى بن يحيى وَمن وَافقه وَكَذَا قَالَه معمر وَالثَّوْري وَأكْثر رُوَاة الْمُوَطَّأ القعْنبِي وَابْن بكير وَابْن الْقَاسِم وَغَيرهم يَقُولُونَ سعد بن إِسْحَاق وَكَذَا قَالَه شُعْبَة وَغَيره وَكَذَا رَوَاهُ ابْن وضاح قَالَ أَبُو عمر وَهُوَ الصَّوَاب وَلم يذكر البُخَارِيّ فِيهِ غير سعد وَفِي بَاب الضواري عَن حرَام بن سعيد بن محيصة كَذَا لِعبيد الله عَن يحيى وَعند جمَاعَة من شُيُوخنَا فِي الْمُوَطَّأ وَأَصْلحهُ ابْن وضاح سعد وَكَذَا كَانَ عِنْد أبي جَعْفَر من شُيُوخنَا فِيهِ وَعند ابْن عِيسَى عَن ابْن المرابط وَهُوَ الصَّوَاب وَسَعِيد عِنْدهم وهم وَكَذَا قَالَه البُخَارِيّ سعد قَالَ وَيُقَال حرَام بن سَاعِدَة وَفِي بَاب من لم ير الْوضُوء إِلَّا من المخرجين وَفِي الْجِهَاد فِي بَاب النَّفَقَة فِي سَبِيل الله نَا سعد بن حَفْص نَا شَيبَان كَذَا عِنْدهم وَعند الْقَابِسِيّ سعيد بن حَفْص فِي الْمَوْضِعَيْنِ وَهُوَ وهم وَسعد بن حَفْص هَذَا هُوَ أَبُو مُحَمَّد الطلحي قَالَه البُخَارِيّ وَقَالَ سمع شَيبَان وَفِي صَدَقَة الْحَيّ على الْمَيِّت ملك عَن سعيد بن عَمْرو بن شُرَحْبِيل كَذَا قَالَه يحيى وَأكْثر الروَاة ابْن الْقَاسِم وَابْن وهب وَابْن بكير وَأَبُو مُصعب وَكَذَا سَمَّاهُ البُخَارِيّ وَقَالَ القعْنبِي فِيهِ سعد وَكَذَا قَالَ ابْن البرقي وَالصَّوَاب سعيد وَكَذَا قَالَ الْجَوْهَرِي فِيهِ عَن القعْنبِي كَقَوْل الْجَمَاعَة وَفِي الطَّلَاق ملك عَن سعد بن سليم الزرقي كَذَا رِوَايَة يحيى وَعند ابْن وضاح سعيد بن عَمْرو وَكَذَا قَالَه غير وَاحِد من رُوَاة الْمُوَطَّأ وَكَذَا قَالَه البُخَارِيّ وَقَالَ كَذَا قَالَه ملك وَهَذَا يشْعر بِالْخِلَافِ فِيهِ وَقَالَ الْأصيلِيّ وَيُقَال فِيهِ سعد وَفِي مَنَاقِب عمر نَا عَبْدَانِ أَنا عبد الله أَنا عمر بن سعيد كَذَا لَهُم وَعند الْقَابِسِيّ عمر بن سعد وَعند الْأصيلِيّ عمر بن سعيد(2/237)
ابْن أبي حسن الْمَكِّيّ وَهُوَ الصَّوَاب وَإِنَّمَا نبه البُخَارِيّ وَرفع فِي نسبه ليفرق بَينه وَبَين عمر بن سعيد أخي سُفْيَان بن سعيد الثَّوْريّ رَضِي الله عَنهُ
فصل مِنْهُ
فِي بَاب الْمُفلس نَا زُهَيْر بن حَرْب نَا إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم نَا سعيد كَذَا لَهُم وَعند ابْن ماهان نَا شُعْبَة قَالَ الْحَافِظ أَبُو عَليّ الغساني وَهَذَا وهم وَالصَّوَاب سعيد وَهُوَ ابْن أبي عرُوبَة وَفِي بَاب الْعَائِد فِي هِبته نَا مُحَمَّد بن مثنى قَالَ نَا ابْن أبي عدي عَن سعيد عَن قَتَادَة كَذَا لكافة شُيُوخنَا وَفِي بعض النّسخ عَن شُعْبَة وَكَانَا مَعًا فِي كتاب شَيخنَا القَاضِي التَّمِيمِي وَفِي بَاب نِكَاح الْمحرم فِي مُسلم نَا مُحَمَّد بن سَوَاء نَا سعيد عَن مطر كَذَا لَهُم وَهُوَ الصَّوَاب وَعند الْهَوْزَنِي نَا شُعْبَة مَكَان سعيد وَسَعِيد هَذَا هُوَ ابْن أبي عرُوبَة
وَفِي فَضَائِل النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) نَا مُحَمَّد بن مثنى نَا مُحَمَّد بن جَعْفَر نَا سعيد كَذَا للسجزي والسمرقندي وَعند العذري نَا شُعْبَة قَالَ القَاضِي أَبُو عَليّ هُوَ وهم وَالصَّوَاب سعيد وَكَذَا ذكره البُخَارِيّ بِغَيْر خلاف عَنهُ وَفِي حَدِيث قُرَيْش وَالْأَنْصَار وَمُزَيْنَة موَالِي دون النَّاس نَا عبيد الله بن معَاذ نَا أبي نَا سعيد عَن سعد بن إِبْرَاهِيم بِهَذَا الْإِسْنَاد ثمَّ قَالَ قَالَ سعد فِي بعض هَذَا فِيمَا أعلم كَذَا لَهُم وَعند العذري قَالَ شُعْبَة وَهُوَ خطأ وَالصَّوَاب الأول وَفِي بَاب شغلونا عَن الصَّلَاة الْوُسْطَى نَا مُحَمَّد بن مثنى نَا ابْن أبي عدي عَن سعيد كَذَا لأكثرهم وَعند الخشنى وَبَعض الروَاة عَن شُعْبَة وَهِي رِوَايَة ابْن ماهان وَتقدم فِي اللَّام الحَدِيث لشعبة عَن قَتَادَة وَذكره أَيْضا بعد لسَعِيد عَن الْحَاكِم بِغَيْر خلاف وَفِي بَاب الْجنب يخرج وَيَمْشي فِي السُّوق نَا يزِيد بن زُرَيْع نَا سعيد عَن قَتَادَة كَذَا للجرجاني وَابْن السكن والنسفي وَأبي ذَر وَقد اخْتلف فِيهِ عَن الْمروزِي فَوَقع لَهُ فِي عَرصَة مَكَّة شُعْبَة وَفِي البغدادية سعيد قَالَ الْأصيلِيّ وَسَعِيد الصَّوَاب وَفِي صفة أَصْحَاب النَّار قَول مُسلم قَالَ شُعْبَة قَالَ قَتَادَة سَمِعت مطرفا كَذَا رِوَايَة الجلودي وَعند ابْن ماهان قَالَ سعد مَكَان شُعْبَة قَالَ الجياني هُوَ ابْن أبي عرُوبَة وَفِي بَاب هَل لَك من مَالك إِلَّا مَا أكلت نَا ابْن مثنى وَابْن بشار نَا مُحَمَّد ابْن جَعْفَر نَا شُعْبَة وَقَالا جَمِيعًا نَا ابْن أبي عدي عَن سعيد كَذَا لَهُم وَلابْن الْحذاء عَن شُعْبَة وَالْأول الصَّوَاب وَهُوَ ابْن أبي عرُوبَة
فصل آخر
فِي بَاب مثلي ومثلكم كَمثل رجل استوقد نَارا نَا مُحَمَّد بن حَاتِم نَا ابْن مهْدي نَا سليم بِفَتْح السِّين وَعند الصَّدَفِي سُلَيْمَان وَهُوَ وهم وَهُوَ سليم بن حَيَّان وَكَذَا فِيهِ فِي الْحَج فِي بَاب إهلال النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) نَا سُلَيْمَان بن حَيَّان كَذَا لِابْنِ ماهان وَهُوَ وهم وَالصَّوَاب مَا للكافة سليم وَقد وَقع لمُسلم فِيهِ الْخلاف فِي مَوَاضِع غَيرهَا وسليم بن حَيَّان آخر هُوَ أَبُو خَالِد الْأَحْمَر تكَرر ذكره فِي الصَّحِيحَيْنِ وَكَذَا ذكره البُخَارِيّ فِي بَاب الصَّلَاة فِي مَوَاضِع الْإِبِل سُلَيْمَان بن حَيَّان قَالَ الْقَابِسِيّ صَوَابه سليم وَفِي بَاب كَرَاهِيَة الشكال سُفْيَان عَن سلم بن عبد الرَّحْمَن وَحكى بَعضهم أَن أَبَا عبد الله الْحَاكِم قَالَ فِيهِ سُلَيْمَان بن عبد الرَّحْمَن وَلم ير ذَلِك فِي كتاب الْحَاكِم وَلَا ذكره إِلَّا فِي بَاب سلم وَفِيه ذكره البُخَارِيّ وَسليمَان بن عبد الرَّحْمَن آخر ذكره الْحَاكِم مِمَّن انْفَرد بِهِ البُخَارِيّ وَهُوَ أَبُو أَيُّوب الدِّمَشْقِي وَذكر هَذَا فِيمَن انْفَرد بِهِ مُسلم وَفِي حَدِيث ذِي الْيَدَيْنِ فَقَالَ رجل من بني سليم وَعند العذري فِي حَدِيث إِسْحَاق بن مَنْصُور من بني سلم وَهُوَ خطأ وَالصَّوَاب مَا للْجَمَاعَة اولا وَفِي بَاب من نَام عِنْد السحر نَا مُحَمَّد كَذَا هُوَ مهمل لأكثرهم وَعند ابْن السكن مُحَمَّد بن سَلام وَعند الْحَمَوِيّ مُحَمَّد بن سَالم قَالَ أَبُو ذَر أرَاهُ ابْن سَلام وَوهم الْحَمَوِيّ فِي قَوْله فِي الاسْتِسْقَاء فِي حَدِيث هَارُون بن سعيد عَن ابْن وهب حَدثنِي(2/238)
أُسَامَة بن حَفْص أَن حَفْص بن عبيد الله بن أنس حَدثهمْ كَذَا لَهُم وَعند العذري حَدثنِي سَلمَة فَكَانَ أُسَامَة وَفِي حَدِيث انجشة كَانَت أم سليم مَعَ نسَاء النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَعند السَّمرقَنْدِي أم سَلمَة وَهُوَ وهم وَفِي حَدِيث إِذا رَأَتْ الْمَرْأَة مَا يرى الرجل فِي حَدِيث عَيَّاش بن الْوَلِيد فَقَالَت أم سليم فَاسْتَحْيَيْت من ذَلِك كَذَا لرواة مُسلم وَصَوَابه أم سَلمَة وَكَذَا فِي أصل الجلودي مصلحا لِأَن أم سليم هِيَ السائلة أَولا عَن الْغسْل وَأما المستحيية والمنكرة عَلَيْهَا والسائلة بعد هَل يكون ذَلِك فَهِيَ أم سَلمَة وَكَذَا جَاءَ بعد فِي حَدِيث يحيى بن يحيى فَقَالَت أم سَلمَة أَو تحتلم الْمَرْأَة وَفِي الْأَحَادِيث الآخر أَن القائلة هَذَا عَائِشَة وكلا الطَّرِيقَيْنِ صَحِيح عَن عُرْوَة عَنْهُمَا وَعَن أنس ابْن مَالك أَيْضا وَيحْتَمل أَنَّهُمَا جَمِيعًا قَالَتَا ذَلِك وأنكرتاه ثمَّ حدثت كل وَاحِدَة مِنْهُمَا بِالْحَدِيثِ وَحدث بِهِ أنس مرّة عَن قَول هَذِه وَمرَّة عَن قَول هَذِه وَفِي تَفْسِير إِنَّمَا جَزَاء الَّذين يُحَاربُونَ الله وَرَسُوله ابْن عون حَدثنِي سلمَان أَبُو رَجَاء مولى أبي قلَابَة كَذَا لكافتهم وَعند الْقَابِسِيّ سُلَيْمَان وَهُوَ وهم قَالَ وَالصَّوَاب سلمَان
فصل آخر
فِي آخر الصّيام نَا أَبُو بكر بن نَافِع الْعَبْدي نَا عبد الرَّحْمَن نَا سُفْيَان عَن الْأَعْمَش كَذَا عِنْد أَكثر رُوَاة مُسلم وَعند الْقَابِسِيّ عَن شُعْبَة مَكَان سُفْيَان وَالْأول أصح وَفِي قدر الطَّرِيق نَا خَالِد الْحذاء عَن سُفْيَان بن عبد الله عَن أَبِيه كَذَا لِابْنِ ماهان وَصَوَابه مَا لغيره وَعَن يُوسُف بن عبد الله مَكَان سُفْيَان قَالَ البُخَارِيّ يُوسُف بن عبد الله بن الْحَارِث هُوَ ابْن أُخْت ابْن سِيرِين سمع أَبَاهُ روى عَنهُ خَالِد الْحذاء وَعَاصِم الْأَحول وَفِي الْجَيْش الَّذِي يخسف بِهِ دخل الْحَارِث بن أبي ربيعَة وَعبد الله بن صَفْوَان على أم سَلمَة كَذَا فِي رِوَايَة مُسلم عَن قُتَيْبَة وَابْن أبي شيبَة وَإِسْحَاق ثمَّ ذكر مُسلم الحَدِيث بعد هَذَا عَن حَفْصَة مَكَان أم سَلمَة وَذكر أَيْضا عَن أم الْمُؤمنِينَ غير مُسَمَّاة قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ يُرِيد عَائِشَة قَالَ القَاضِي أَبُو الْوَلِيد الْكِنَانِي لَا يَصح أم سَلمَة لِأَنَّهَا مَاتَت أَيَّام مُعَاوِيَة قبل هَذَا
قَالَ القَاضِي أَبُو الْفضل رَحمَه الله قد قيل أَنَّهَا مَاتَت أَيَّام يزِيد ابْنه فعلى هَذَا يَسْتَقِيم الْخَبَر وَيصِح إِدْرَاكهَا زمن ابْن الزبير قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ الحَدِيث مَحْفُوظ عَن أم سَلمَة وَقَالَ أَيْضا هُوَ مَحْفُوظ عَن حَفْصَة وَقد رَوَاهُ سَالم بن أبي الْجَعْد عَن عبد الله بن صَفْوَان عَنْهُمَا مَعًا وَفِي بَاب الْقِرَاءَة فِي صَلَاة الصُّبْح سَمِعت مُحَمَّد بن عباد بن جَعْفَر يَقُول أَخْبرنِي أَبُو سَلمَة بن سُفْيَان كَذَا فِي جَمِيع نسخ مُسلم وَوجدت شَيخنَا القَاضِي التَّمِيمِي كتب عَلَيْهِ شَقِيق بشين مُعْجمَة وقاف وَفِي التَّفْسِير فِي بَاب وَلَا يَأْتَلِ أولُوا الْفضل فِي حَدِيث الْإِفْك فَقَامَ سعد ابْن عبَادَة فَقَالَ إيذن لي يَا رَسُول الله أَن نضرب أَعْنَاقهم فَقَامَ رجل من الْخَزْرَج كَذَا وَقع هُنَا وَهُوَ غلط بَين من وُجُوه أَحدهَا أَن الْمَحْفُوظ فِي غير هَذَا الحَدِيث حَيْثُ تكَرر فِي الصَّحِيحَيْنِ أَن الْقَائِل لهَذَا سعد بن معَاذ والراد عَلَيْهِ وَسعد بن عبَادَة وَيدل عَلَيْهِ قَوْله لَو كَانَ من الْأَوْس مَا أَحْبَبْت أَن نضرب أَعْنَاقهم قَالَه سعد بن عبَادَة لسعد بن معَاذ لِأَنَّهُ من الْأَوْس وَلَا يتسقيم أَن يُقَال لسعد بن عبَادَة لِأَنَّهُ لَيْسَ من الْأَوْس إِنَّمَا هُوَ من الْخَزْرَج وَقد كَانَ بعض شُيُوخنَا مِمَّن يَعْنِي بِهَذَا يَقُول إِن ذكر سعد بن معَاذ أَيْضا وهم لِأَن سعد بن معَاذ مَاتَ عَام الخَنْدَق من رميته فِيهِ وَهِي سنة أَربع وغزوة الْمُريْسِيع الَّتِي فِيهَا حَدِيث الْإِفْك سنة سِتّ فِيمَا قَالَ ابْن إِسْحَاق ونبهني على ذَلِك فذاكرت بذلك غَيره فنبهني على الْخلاف فِي غَزْوَة الْمُريْسِيع وَابْن أبي عقبَة يَقُول أَنَّهَا سنة أَربع وَقد ذكر البُخَارِيّ ذَلِك عَنهُ فَإِذا كَانَ هَذَا سلمت رِوَايَة سعد بن معَاذ(2/239)
من الطعْن واحتملت أَن تكون قبل الخَنْدَق وَقد ذكر الطَّبَرِيّ عَن الْوَاقِدِيّ أَنَّهَا سنة خمس قَالَ وَالْخَنْدَق بعْدهَا وَذكر القَاضِي إِسْمَاعِيل أَنه اخْتلف فِي ذَلِك قَالَ وَالْأولَى أَن يكون الْمُريْسِيع قبل الخَنْدَق قَالَ فعلى هَذَا يَسْتَقِيم ذكر سعد بن معَاذ فِيهِ وَأما قَول من قَالَ أَن الْمُتَكَلّم أَولا سعد بن معَاذ فخطا بِلَا مرية وَقد ذكر الْخَبَر ابْن إِسْحَاق وَلم يسم فِيهِ سعد بن معَاذ وَقَالَ مَكَان سعد بن معَاذ أسيد بن حضير وَأَنه الْمُتَكَلّم أَولا والمراجع سعد بن عبَادَة آخرا وَقَوله فِي الحَدِيث الصَّحِيح فَقَامَ أسيد بن حضير وَهُوَ ابْن عَم سعد يصحح أَن الْمُتَكَلّم أَولا سعد بن معَاذ وَأَنه لَا وهم فِيهِ وَالله أعلم وَفِي بَاب كنية النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) نَا حَفْص بن عمر نَا شُعْبَة عَن حميد كَذَا لجميعهم وَفِي كتاب ابْن أَسد نَا سُفْيَان مَكَان شُعْبَة وَفِي صَلَاة الْكُسُوف نَا سُوَيْد بن سعيد نَا حَفْص بن ميسرَة كَذَا لَهُم وَعند الْهَوْزَنِي نَا هَارُون بن سعيد قَالَ بعض شُيُوخنَا هُوَ وهم وَفِي الْأَدَب فِي حَدِيث رِفَاعَة وَسَعِيد جَالس بِبَاب الْحُجْرَة كَذَا للأصيلي وَلغيره وَابْن سعيد بن العَاصِي جَالس وَكَذَا جَاءَ فِي غير هَذَا الْموضع خَالِد بن سعيد بن العَاصِي وَفِي حَدِيث الْعدة فِي رِوَايَة مُحَمَّد بن الْمثنى توفّي حميم لأم سَلمَة فدعَتْ بصفرة كَذَا رَوَاهُ ابْن الْحذاء وَرِوَايَة غَيره لأم حَبِيبَة قَالَ الجياني وَهُوَ الصَّوَاب وَرِوَايَة ابْن الْحذاء وهم وَفِي بَاب من وَإِلَى غير موَالِيه نَا إِبْرَاهِيم بن دِينَار نَا عبيد الله بن مُوسَى نَا سُفْيَان عَن الْأَعْمَش كَذَا لِابْنِ ماهان وَعند ابْن سُفْيَان نَا شَيبَان قَالَ الجياني وَالصَّوَاب وَاحِد شَيبَان وَكَذَا جَاءَ فِي المناقب على الصَّوَاب وَفِي بَاب أَتَى رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بحمارنا مُسلم نَا ابْن نمير نَا أبي نَا سُفْيَان كَذَا فِي جَمِيع النّسخ قَالَ وَهُوَ وهم وَصَوَابه سيف وَهُوَ يُوسُف بن أبي سُلَيْمَان وَقيل ابْن سُلَيْمَان وَفِي التَّفْسِير فِي بَاب وَلَوْلَا فضل الله عَلَيْكُم وَرَحمته نَا مُحَمَّد بن كثير نَا سُلَيْمَان عَن حُصَيْن كَذَا لَهُم وَعند الْجِرْجَانِيّ سُفْيَان وَكتب عَلَيْهِ الْأصيلِيّ سُلَيْمَان لأبي زيد وَصَوَابه سُلَيْمَان وَهُوَ ابْن كثير أَخُو مُحَمَّد بن كثير وَفِي بَاب قَتْلَى بدر نَا إِسْحَاق بن عمر ابْن سليط الْهُذلِيّ نَا سُلَيْمَان بن الْمُغيرَة عَن ثَابت عَن أنس قَالَ ونا شَيبَان بن فروخ أَنا سُلَيْمَان نَا ثَابت كَذَا لَهُم وَعند ابْن الْحذاء نَا شَيبَان بن عبد الرَّحْمَن نَا سُلَيْمَان وَهُوَ خطأ فَاحش وشيبان بن عبد الرَّحْمَن هُوَ النَّحْوِيّ لَيْسَ من طَائِفَة شُيُوخ مُسلم هُوَ أكبر وَفِي صِيَام الْعشْر حَدثنَا عبد الرَّحْمَن نَا سُفْيَان عَن الْأَعْمَش كَذَا عِنْد العذري وَعند السَّمرقَنْدِي شُعْبَة مَكَان سُفْيَان وَكَذَا كَانَ فِي كتاب ابْن أبي جَعْفَر وَفِي تَحْرِيم الْمُتْعَة فِي حَدِيث سَلمَة بن شبيب حَدثنِي الرّبيع بن سُبْرَة الْجُهَنِيّ كَذَا لرواة مُسلم وَعند العذري ابْن أبي سُبْرَة وَهُوَ خطأ وَالصَّوَاب ابْن سُبْرَة كَمَا جَاءَ فِي حَدِيث حَرْمَلَة قبله وَكَذَا ذكره البُخَارِيّ فِي التَّارِيخ فِي بَاب ربيع وَفِي بَاب سُبْرَة وَإِنَّمَا سُبْرَة بن أبي سُبْرَة آخر جعفى ذكره أَيْضا
فصل فِي مشتبه الْأَنْسَاب
ذكر فِيهِ السلميون منسوبون إِلَى بني سليم بِضَم السِّين وَفتح اللَّام من قيس عيلان مِنْهُم أَبُو عبد الرَّحْمَن السّلمِيّ وعباس بن مرداس السّلمِيّ وَصَفوَان بن الْفضل بن الْمُعَطل السّلمِيّ وَأحمد بن إِسْحَاق السّلمِيّ وَصَالح بن مِسْمَار السّلمِيّ ومجاشع بن مَسْعُود السّلمِيّ وَعَمْرو بن مَسْعُود السّلمِيّ وَعَمْرو بن عبسة السّلمِيّ وَعمر بن عبد الله بن كَعْب السّلمِيّ وَيُقَال فِيهِ عَمْرو وَسعد بن عُبَيْدَة السّلمِيّ وَيحيى بن عبد الله السّلمِيّ وَمُعَاوِيَة بن حكم السّلمِيّ وَخَوْلَة بنت حَكِيم السلمِيَّة هَؤُلَاءِ كلهم ذكرت أنسابهم فِي الصَّحِيحَيْنِ فَأَما من ينتسب بِهِ مِمَّن ذكر فِيهَا وَلم يذكر نسبه فَلم يذكرهُ على شرطنا وَذكر إِبْرَاهِيم بن سُفْيَان فِي(2/240)
تقريباته فِي كتاب مُسلم فِي الْجِهَاد أَحْمد بن يُوسُف الْأَزْدِيّ السّلمِيّ كَذَا جَاءَ وَلَا أَدْرِي كَيفَ يجْتَمع سلميا وإزديا وَالْأَشْبَه هُنَا لَو كَانَ سلميا بِفَتْح السِّين من بني سَلمَة من الْأَنْصَار وهم من الأزد إِلَّا أَن يكون لَهُ حلف فِي بني سليم أَو جوَار وَاخْتلف فِي أبي النَّضر وَيُقَال ابْن النَّضر السّلمِيّ فضبطناه من طَرِيق يحيى بن يحيى بِالْفَتْح وَكَذَا ذكره أَبُو عمر وقيدناه من طَرِيق القعْنبِي وَابْن الْقَاسِم بِالضَّمِّ وَكَذَا قَيده الْجَوْهَرِي وَهُوَ مَجْهُول لَا تتَحَقَّق صِحَة اسْمه وَلَا نسبه وَأما من فِي هَذِه الْكتب من النِّسْبَة سلمي بِفَتْح السِّين وَفتح اللَّام وَكسرهَا أَيْضا مِمَّن ينْسب إِلَى بني سَلمَة من الْأَنْصَار فجماعة مِنْهُم جَابر بن عبد الله السّلمِيّ كَذَا ضَبطه الْأصيلِيّ بِالْفَتْح فِيهَا وَرَوَاهُ رُوَاة الْمُوَطَّأ بِكَسْر اللَّام وَعمر بن عبد الله بن كَعْب السّلمِيّ وَعَمْرو بن الجموح وَعبد الله بن عمر والأنصاريين ثمَّ السلميين كَذَا ضَبطه أَكثر رُوَاة الْمُوَطَّأ بِالْكَسْرِ فِي اللَّام وَقَيده الجياني بِالْفَتْح وَمِنْهُم معبد بن كَعْب السّلمِيّ بِالْكَسْرِ وَأَبُو قَتَادَة السّلمِيّ وَابْنه عبد الله وَهَكَذَا يَقُول فِي النِّسْبَة إِلَى بني سَلمَة أَصْحَاب الحَدِيث بِكَسْر اللَّام وَأهل الْعَرَبيَّة يَقُولُونَهُ بِفَتْحِهَا لكراهية توالي الكسرات كَمَا قَالُوا فِي النِّسْبَة إِلَى نمر وصدف نمري وصدفي وَقد ذَكرْنَاهُ قبل السعديين والسعدين والسعديين
فصل مِنْهُ
مُحَمَّد بن عرْعرة السَّامِي بِالسِّين الْمُهْملَة مَنْسُوب إِلَى سامة بن لؤَي هَذَا هُوَ الْمَعْرُوف وَالصَّوَاب الَّذِي لكافة الروَاة وَعند بَعضهم بِالْمُعْجَمَةِ وَعند السَّمرقَنْدِي بِالْمُعْجَمَةِ والمهملة مَعًا وَإِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد السَّامِي بِالْمُهْمَلَةِ وَعبد الْأَعْلَى بن عبد الْأَعْلَى السَّامِي وَذكر مُسلم فِي صدر كِتَابه عبد القدوس الشَّامي هَذَا بِالْمُعْجَمَةِ وَرَوَاهُ العذري بِالْمُهْمَلَةِ وَهُوَ تَصْحِيف وَعبد الله بن هُبَيْرَة السبإي بِفَتْح السِّين الْمُهْملَة وَالْبَاء الْوَاحِدَة مَهْمُوز مَقْصُور مَنْسُوب إِلَى سبأ وَمثله عبد الله ابْن وَعلة السبإي وَعلي بن وَعلة السبإي وحنش بن عبد الله السبإي وَيشْتَبه بِهِ سُفْيَان بن أبي رهير الشنإي بِفَتْح الشين الْمُعْجَمَة وَالنُّون مَهْمُوز مَقْصُور أَيْضا مَنْسُوب إِلَى أَزْد شنُوءَة مَمْدُود وَفِي رِوَايَة السَّمرقَنْدِي وعبدوس فِيهِ شنوى مثله إِلَّا أَنه بِالْوَاو وَكِلَاهُمَا صَحِيح قَالَه ابْن دُرَيْد وَعند الْأصيلِيّ شنون بِضَم النُّون وَلَا وَجه لَهُ إِلَّا أَن يكون ممدودا على الأَصْل وَكلما فِيهَا بعد هَذَا الشَّيْبَانِيّ بالشين الْمُثَلَّثَة وَالْبَاء بِوَاحِدَة وَلَيْسَ فِيهَا مَا يشْتَبه من غَيرهم
فصل
وَعبيدَة السَّلمَانِي بِفَتْح السِّين وَاللَّام كَذَا يَقُوله أَصْحَاب الحَدِيث وَأهل النّسَب والعربية يَقُولُونَهُ بِسُكُون اللَّام مَنْسُوب إِلَى سلمَان حَيّ من قضاعة وَقيل من مُرَاد وَأحمد بن إِسْحَاق السرماري بِسُكُون الرَّاء الأولى وَفتح السِّين وَيُقَال بِكَسْر السِّين من شُيُوخ البُخَارِيّ مَنْسُوب إِلَى قَرْيَة ببخارى وفيهَا السدى وَهُوَ إِسْمَاعِيل مَشْهُور بِضَم السِّين وبالدال الْمُهْملَة مَنْسُوب إِلَى سدة الْجَامِع وَهِي السَّقِيفَة الَّتِي بَين يَدَيْهِ كَانَ يجلس فِيهَا يَبِيع الْخمر وَأما السرى فاسم بِفَتْح السِّين وَآخره رَاء وَهُوَ هناد بن السرى وَأَيوب السّخْتِيَانِيّ بِفَتْح السِّين وَسُكُون الْخَاء الْمُعْجَمَة وَفتح التَّاء بِاثْنَتَيْنِ فَوْقهَا وَبعدهَا يَاء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا وَآخره نون وياء النِّسْبَة قَالَ الْجَوْهَرِي سمي بذلك لِأَنَّهُ كَانَ يَبِيع الْجُلُود وَأَبُو حَمْزَة السكرِي وَبشر بن مُحَمَّد السكرِي وَعقبَة بن خَالِد السكونِي والوليد بن شُجَاع السكونِي أَبُو همام وَأَبوهُ شُجَاع بن الْوَلِيد وجده الْوَلِيد بن قيس هَؤُلَاءِ بِفَتْح السِّين وَضم الْكَاف وَآخره نون وَأَبُو إِسْحَاق السبعي بِفَتْح السِّين وَكسر الْبَاء بِوَاحِدَة وَعين مُهْملَة نسب لحي من هَمدَان وَمُحَمّد ابْن إِسْحَاق الْمسَيبِي بِضَم الْمِيم وَفتح السِّين وَتَشْديد الْيَاء بعْدهَا والسهمي حَيْثُ وَقع بِفَتْح السِّين وَعلي بن حجر السَّعْدِيّ(2/241)
بِالْفَتْح وَآخره دَال وَمثله هَاشم بن هَاشم السَّعْدِيّ وَعبد الله بن السَّعْدِيّ وَهُوَ ابْن السَّاعِدِيّ أَيْضا كَذَا قَالَه مرّة مُسلم ابْن السَّاعِدِيّ الْمَالِكِي وَإِسْحَاق بن سعيد السعيدي عَن أَبِيه بِكَسْر الْعين وَآخره دَال وَهُوَ السعيدي الَّذِي حدث عَنهُ سُفْيَان فِي هِجْرَة الْحَبَشَة وَحدث سُفْيَان أَيْضا فِي الْجِهَاد فِي خبر ابْن نَوْفَل عَن السعيدي عَن جده عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ البُخَارِيّ عَنهُ فِي الأَصْل السعيدي هُوَ عَمْرو بن يحيى بن سعيد بن عَمْرو بن سعيد بن العَاصِي وَيشْتَبه بِهِ مخلد ابْن خَالِد الشعيري بالشين الْمُعْجَمَة وَآخره رَاء ذكره مُسلم فِي بَاب الْمُؤَلّفَة قُلُوبهم كَذَا قَيده أَكثر شُيُوخنَا وَكَذَا جَاءَ فِي أَكثر النّسخ وَفِي نُسْخَة ابْن الْحذاء بِخَط ابْن الْعَسَّال السعتري بسين مُهْملَة بعْدهَا تَاء بِاثْنَتَيْنِ فَوْقهَا وَسُكُون الْعين وَوَقع فِي النُّسْخَة عَن ابْن الْحذاء فِيهِ خَالِد بن مخلد وَقد ذكر الْحَاكِم خَالِد بن مخلد فِي رجال مُسلم وَالْبُخَارِيّ وَلَعَلَّه الْقَطوَانِي وَمَا ذكر أحد مِنْهُم مخلد بن خَالِد الشعيري وَلَا السعتري وَلَا مخلد بن خَالِد غير مَنْسُوب فِي شُيُوخ مُسلم وَلَا البُخَارِيّ وَلَا ذكر أحد من أَصْحَاب المؤتلف هاذين الاسمين وَقد روى أَبُو دَاوُود عَن مخلد بن خَالِد الشعيري وَفِي شُيُوخ البُخَارِيّ أَبُو قُتَيْبَة سلم بن قُتَيْبَة الْخُرَاسَانِي الشعيري لم ينْسبهُ البُخَارِيّ فِي الصَّحِيح وَنسبه فِي التَّارِيخ قيل نسب إِلَى الشعيرة إقليم بِالشَّام بحمص وَأَبُو نعْمَان السدُوسِي بِفَتْح السِّين وَهُوَ مُحَمَّد بن الْفضل بن عَارِم قَالَ ابْن الْكَلْبِيّ وسدوس بِالْفَتْح فِي ذهل وبالضم فِي طَيء وَكَذَلِكَ السَّلُولي بِفَتْحِهَا أَيْضا وَكَذَلِكَ السكْسكِي وَأَبُو جُحَيْفَة السوَائِي بِضَم السِّين مَمْدُود مَهْمُوز الآخر وَكَذَلِكَ أَبُو الْحسن السوَائِي ينْسب إِلَى سواة بن عَامر بن صعصعة وَعبد الرَّحْمَن السراج بتَشْديد الرَّاء وَأَبُو قدامَة السَّرخسِيّ وَأَبُو مُحَمَّد السَّرخسِيّ بِفَتْح السِّين وَالرَّاء وفرقد السبخي بِفَتْح السِّين وَالْبَاء بِوَاحِدَة وخاء مُعْجمَة وَيشْتَبه بالسنجي
حرف الشين مَعَ سَائِر الْحُرُوف
الشين مَعَ الْهمزَة
(ش أ) قَوْله شألعنك الله زجر لِلْإِبِلِ وَيُقَال بِالسِّين الْمُهْملَة وبالجيم وَقد ذَكرْنَاهُ فِي السِّين
(ش أم) قَوْله الشؤم فِي ثَلَاث وَمَا يَتَّقِي من الشؤم مَهْمُوز وَمَعْنَاهُ مَا كَانَت عَادَة الْجَاهِلِيَّة تتطير بِهِ وَقيل معنى الحَدِيث إِن كَانَ فِي شَيْء فَفِي هَذِه الثَّلَاثَة وَقيل مَعْنَاهُ أَن النَّاس يَعْتَقِدُونَ ذَلِك فِيهَا وَتَفْسِير مَالك لَهُ فِي غير الْمُوَطَّأ على ظَاهره وَذَلِكَ بجري الْعَادة من قدر الله فِي ذَلِك وَهُوَ ظَاهر تَرْجَمته لَهُ فِيهِ وَقد سمي كل مَكْرُوه ومحذور شُؤْم ومشاءمة والمشأمة أَيْضا والشؤمى بِالضَّمِّ الْجِهَة الْيُسْرَى وَالْيَد الْيُسْرَى قَالَ الله تَعَالَى) وَأَصْحَاب المشأمة
(قيل الَّذين سلك بهم طَرِيق النَّار لِأَنَّهَا على الشمَال وَقيل لأَنهم مشائم على أنفسهم وَقيل لأَنهم أخذُوا كتبهمْ بشمائلهم وَقَوله إِذا نشأت بحريّة ثمَّ تشاءمت أَي أخذت نَحْو الشأم تشاءم الرجل أَخذ نَحْو الشأم وأشام أَتَاهُ والشأم يهمز وَلَا يهمز
(ش أَن) قَوْله فِي الْغسْل فتدلكه حَتَّى يبلغ شئون رَأسهَا أَي بالدلك وَالْمَاء وَأَصلهَا الخطوط الَّتِي فِي عظم الجمجمة وَهُوَ مجمع شعب عظامها وأحدها شَأْن وَقَوله مَا شَأْنك وَمَا شَأْنكُمْ ولشأني كَانَ أَحْقَر عِنْدِي وَقَوْلها أَنِّي لفي شَأْن وَأَنت فِي شَأْن أَي خطب وَأمر وَمَا أَمرك وقصتك وَالْجمع أَيْضا شئون وَقَول الله تَعَالَى) كل يَوْم هُوَ فِي شَأْن
(مِنْهُ وَبِمَعْنَاهُ وَتَقْدِير مَا يرجع إِلَى كَلَام الْمُفَسّرين وَأهل الْعلم فِيهِ أَنه رَاجع إِلَى تَنْفِيذ مَا قدره وَخلق مَا سبق فِي علمه وإعطائه وَمنعه لَا إِحْدَاث حَال أَو أَمر لَهُ أَو علم لم يتَقَدَّم بل كل(2/242)
ذَلِك سَابق فِي علمه وَقدره وإرادته مظهر بعد ذَلِك مِنْهُ شَيْئا شَيْئا على مَا سبق فِي علمه وَقَوله ثمَّ شَأْنك بِأَعْلَاهَا أَي أَمرك فِيهِ غير محرم عَلَيْك يُرِيد فِي الِاسْتِمْتَاع بِأَعْلَاهَا وشأنك هُنَا مَنْصُوب على إِضْمَار فعل أَو على الإغراء أَي استبح أَعْلَاهَا أَو اقْضِ أَمرك بِأَعْلَاهَا وَيصِح رَفعه على الْمُبْتَدَأ وَالْخَبَر مَحْذُوف أَي مُبَاح أَو جَائِز وَنَحْوه وَمثله فِي اللّقطَة وشأنك بهَا قيل فِي الِاسْتِمْتَاع وَقيل فِي الْحِفْظ وَالرِّعَايَة وَالْأول أظهر لمجيئه بعد التَّعْرِيف سنة
(ش اه) قَوْله شاه شاه فسره فِي الحَدِيث مَالك الْمُلُوك وَهُوَ كَلَام فَارسي وَجَاء فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى شاهان شاه قَالَ بَعضهم صَوَابه شاه شاهان أَي مَالك الْمُلُوك وَهَذَا لَا يحْتَاج إِلَيْهِ إِنَّمَا قاسه على كَلَام الْعَرَب وَكَلَام الْعَرَب بِخِلَافِهِ وعَلى عَكسه من تَقْدِيم الْجمع وَالنِّسْبَة وَغير ذَلِك كَأَنَّهُ يَقُول الْمُلُوك هَذَا ملكهم وَقد تقدم الْكَلَام على معنى الحَدِيث فِي حرف الْخَاء
(ش أَو) قَوْله ارْفَعْ فرسي شأوا وأسير شأوا بِفَتْح الشين أَي طلقا من الجري وَالسير وشأوت الْقَوْم سبقتهم
الشين مَعَ الْبَاء
(ش ب ب) قَوْله يشبب بِأَبْيَات لَهُ أَي يتغزل وَقَوله وَنحن شببة مثل كتبة جمع شَاب وَقَوله وشب الْغُلَام أَي كبر وَقَوله فِي حَدِيث كَعْب بن مَالك كنت أشب الْقَوْم أَي أَصْغَرهم سنا وَقَوله فِي صفة أهل الْجنَّة أَن تشبوا فَلَا تهرموا أَي تدوموا فِي حَالَة الشَّبَاب والفتوة وَقَوله وشب ضرامها أَي عظم شؤمها وَهُوَ اسْتِعَارَة من وقود النَّار إِذا اشْتَدَّ اشتعالها وَقَوله فَجعل سوادها يشب بياضه بِضَم الشين أَي يُحسنهُ ويتممه وَمثله فِي الْكحل للحادة أَنه يشب الْوَجْه
(ش ب ح) فِي حَدِيث الدَّجَّال خذوه وأشبحوه فيأمر بِهِ فيشبح أَي يمد للضرب قَالَ الْهَرَوِيّ والشبح مدك شَيْئا بَين أوتاد وَكَذَلِكَ الْمَضْرُوب إِذا مد للجلد وَفِي رِوَايَة السَّمرقَنْدِي والماهاني فشجوه ويشج بِمَعْنى يجرح وَهُوَ وهم هُنَا
(ش ب ع) قَوْله المتشبع بِمَا لم يُعْط كلابس ثوبي زور أَي المتكثر بِأَكْثَرَ مِمَّا عِنْده وَقد فسرناه فِي الثَّاء وَفِي الزَّاي وَمثله قَوْله هَل لي أَن أتشبع من مَال زَوجي بِمَا لم يُعْطِنِي وَأَصله كُله من إِظْهَار الشِّبَع وَهُوَ جيعان فِي حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَكَانَ يلْزمه لشبع بَطْنه يرْوى بِاللَّامِ وبالياء أَي ليشبعه وَهُوَ مثل قَوْله فِي الحَدِيث الآخر وَكنت ألزمهُ لملء بَطْني وَمثله فِي حَدِيث مُوسَى فِي أجر نَفسه بشبع بَطْنه يُقَال بِالسُّكُونِ فِي بَابه اسْم مَا يشبعك من طَعَام وبالفتح مصدر فعلك مِنْهُ أَو فعله وَفِي دُعَائِهِ (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَنَفس لَا تشبع أَي من أُمُور الدُّنْيَا استعاذة من الْحِرْص والاستكثار مِنْهَا وَتعلق النَّفس بالآمال
(ش ب هـ) قَوْله من أَيْن يكون الشّبَه بِفَتْح الشين وَالْبَاء وبكسر الشين وَسُكُون الْبَاء يُقَال شبه وَشبه وشبيه كَمثل وَمثل ومثيل وَبدل وَبدل وَبُدَيْل وَمثله رجل نكل وَنكل قَالَ أَبُو عبيد وَلم يَأْتِ على فعل وَفعل غير هَذِه الْحُرُوف الْأَرْبَعَة وَقَالَ غَيره قد جَاءَ مِنْهَا غير هَذَا مثل صغر وَصغر وحرج وحرج وعشق وعشق وغمر وغمر للحقد وَقَوله اتَّقوا المشتبهات وَبَينهمَا أُمُور مُشْتَبهَات وَعند السَّمرقَنْدِي فِيهَا مشبهات وَعند الطَّبَرِيّ متشبهات وَكله بِمَعْنى أَي مشكلات قَالَ صَاحب الْعين المشبهات من الْأُمُور المشكلات وَذَلِكَ لما فِيهِ من شَبيه طرفين متخالفين فَيُشبه مرّة هَذَا وَمرَّة هَذَا وَيشْتَبه يفتعل مِنْهُ وَيُشبه غَيرهَا بذلك وَمِنْه أَن الْبَقر تشابه علينا أَي اشْتبهَ وَقَوله كتابا متشابها من هَذَا لَكِن مَعْنَاهُ يشبه بعضه بَعْضًا فِي الْحِكْمَة والصدق وَلَا يتناقض وَمِنْه فِي طَعَام أهل الْجنَّة وَأتوا بِهِ متشابها أَي فِي الْجَوْدَة وَقيل فِي المنظر وَيخْتَلف فِي الطّعْم
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم(2/243)
فِي بَاب كَيفَ كَانَ عَيْش النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) قَول أبي هُرَيْرَة مَا أسأله إِلَّا ليشبعني كَذَا لِابْنِ السكن والنسفي والحموي ولبقيتهم يستتبعني أَي يَقُول اتبعني أَي فيطعمني وَهُوَ الْمَعْرُوف فِي الرِّوَايَة وَإِن كَانَا يرجعان إِلَى معنى مُتَقَارب وَفِي بَاب كَلَام الرب مَعَ أهل الْجنَّة يَا ابْن آدم أَنه لَا يشبعك شَيْء كَذَا لأبي الْهَيْثَم هُنَا وَغَيره وَعند بَقِيَّة شُيُوخ أبي ذَر والأصيلي لَا يسعك وَالْأول الْمَعْرُوف فِي الرِّوَايَة وَكَذَا جَاءَ فِي غير هَذَا الْموضع
الشين مَعَ التَّاء
(ش ت ت) قَوْله وَيَصْدُرُونَ أشتاتا أَي مُتَفَرّقين ومختلفين الْوَاحِدَة شت وَمثله قَوْله وأمهاتهم شَتَّى وَمِنْه قَول الشَّاعِر
(تخذته من نعجات شت)
أَي مُخْتَلفَة كَذَا أنْشدهُ أَبُو إِسْحَاق الْحَرْبِيّ وَهُوَ الصَّحِيح لَا كَمَا صحفه بَعضهم سِتّ من الْعدَد وَمعنى قَوْله فِي الْأَنْبِيَاء عَلَيْهِم السَّلَام أمهاتهم شَتَّى كِنَايَة عَن أزمانهم وَاخْتِلَافهمْ كالأخوة إِذا كَانَت أمهاتهم مُتَفَرِّقَة وَقد فسرناه فِي حرف الْعين
(ش ت ر) قَوْله فِي شتر الْعين الِاجْتِهَاد هُوَ انقلاب جفنها وانشقاقها
(ش ت و) قَوْله فِي يَوْم شَاة أَي فِي زمن الشتَاء وَيكون أَيْضا يَوْم نُزُوله.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
فِي حَدِيث ابْن أبي فِي الْإِفْك فَغَضب لعبد الله رجل من قومه فشتما كَذَا لَهُم وَلابْن السكن فشتمه وَهُوَ الْوَجْه
الشين مَعَ الثَّاء
(ش ث ن) فِي صفته (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) شثن الْكَفَّيْنِ والقدمين أَي غليظهما وَزعم أَبُو عبيد أَنه مَعَ قصرهما وَقد رد هَذَا عَلَيْهِ غَيره وَإِنَّمَا هُوَ غلظهما دون قصر وَقد جَاءَ فِي صفة بقيتهما ضد مَا قَالَ أَبُو عبيد وَقَوله سَائل الْأَطْرَاف وَلَيْسَ الشثن فِي الرِّجَال بِعَيْب خلاف النِّسَاء
الشين مَعَ الْجِيم
(ش ج ب) قَوْله فِي عزلاء شجب وَقَامَ إِلَى شجب مَاء بِسُكُون الْجِيم وَفتح الشين هُوَ مَا قدم من الْقرب مثل الشن كَمَا قَالَ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى إِلَى شن وَقد ذكرنَا فِي حرف السِّين من وهم فِيهِ وَقَوله تبرد لرَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) المَاء فِي أشجاب لَهُ مثله جمع شجب وَفَسرهُ بَعضهم بِأَنَّهَا الأعواد الَّتِي يعلق مِنْهَا المَاء وَهَذَا صَحِيح فِي الْعَرَبيَّة لكنه لَا يصلح فِي هَذَا الحَدِيث لقَوْله بعد على حمارة لَهُ وَهَذِه هِيَ الأعواد الَّتِي تسمى أَيْضا بالأشجاب وَاحِدهَا شجب وَتسَمى الحمارة أَيْضا فَإِنَّمَا أَرَادَ فِي هَذَا الحَدِيث قربا بالية لَهُ معلقَة على هَذِه الحمارة وَقَوله وَإِن ثِيَابهمْ لعلى المشجب وَرِدَاؤُهُ على المشجب هِيَ أَعْوَاد تُوضَع عَلَيْهَا الثِّيَاب وَيُقَال لَهَا الشجاب أَيْضا
(ش ج ج) قَوْله شجك أَو فلك أَي جرحك والشجة مُخْتَصَّة بجراح الرَّأْس وَجَمعهَا شجاج ولادية مُؤَقَّتَة إِلَّا فِيهَا وَفِي الْجَائِفَة وَأَصله من الِارْتفَاع شج الْبِلَاد علاها وَمِنْه شجوا نَبِيّهم
(ش ج ر) قَوْله وَمَا الَّذِي شجر بَين وَبَيْنكُم وَإِن اشتجروا فالسلطان ولي من لَا ولي لَهُ تشاجر الْقَوْم واشتجروا وَشَجر وأشجروا أَي اخْتلفُوا قَالَ الله تَعَالَى) حَتَّى يُحَكِّمُوك فِيمَا شجر بَينهم
(وَالشَّجر بِالْفَتْح فيهمَا الْأَمر الْمُخْتَلف وَقَوله فشجروهم بِالرِّمَاحِ أَي شبكوهم بهَا وَقيل مدوها إِلَيْهِم وَقيل طعنوهم وَالرمْح شَاجر أَي مَمْدُود وَقَوله شجروا فاها بعصى أَي فتحوه بهَا وَالشَّجر بِالْفَتْح وَسُكُون الْجِيم الْفَتْح وَلَا تعضد شجراؤها مَمْدُود كَذَا فِي حَدِيث إِسْحَاق بن مَنْصُور وَعند الطَّبَرِيّ شَجَرهَا كَمَا فِي سَائِر الْأَحَادِيث وهما متقاربان الشجراء جمع شَجَرَة قَالَ امْرُؤ الْقَيْس
(وَترى الشجراء فِي رِيقهَا
)
والشجراء الأَرْض الْكَثِيرَة الشّجر وَالشَّجر كل مَا طلع على سَاق وأغصان وَيبقى إِلَى المصيف فيورق قَوْله ونئابي الشّجر أَي بعد فِي المرعى فِي الشّجر
(ش ج ن) قَوْله الرَّحِم شجنة بِضَم الشين وَكسرهَا وَحكى فِيهِ(2/244)
الْفَتْح أَيْضا وَمَعْنَاهُ قرَابَة مشتبكة كاشتباك الْعُرُوق والأغصان وأصل ذَلِك الشّجر الملتف عروقه وأغصانه وَمِنْه قَوْلهم الحَدِيث شجون أَي يتداخل ويمسك بعضه بَعْضًا ويجر بعضه إِلَى بعض
(ش ج ع) قَوْله شُجَاع أَقرع هُوَ الْحَيَّة الذّكر وَقيل كل حَيَّة شُجَاع بِضَم الشين وَقيل بِكَسْرِهَا وَالْجمع شجعان وشجعان وأشجعة وَيُقَال لواحدها أَيْضا أَشْجَع كَذَا ضَبطه غير وَاحِد بِالضَّمِّ وَهِي رِوَايَة الطرابلسي فِي الْمُوَطَّأ على مَا لم يسم فَاعله وَلغيره شجاعا وَكَذَا جَاءَ فِي غير حَدِيث على أَنه مفعول ثَانِي وَالْأول الْكَنْز الْمَذْكُور قيل وَهُوَ أظهر وَيكون معنى مثل هُنَا صير وَجعل كنزه بِهَذِهِ الصّفة كَمَا قَالَ فِي رِوَايَة أُخْرَى يَجِيء كنز أحدهم شُجَاع أَقرع.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
قَوْله فِي أم سعد شجروا فاها بعصى كَذَا روينَاهُ عَن شُيُوخنَا وَقد فسرناه وَجَاء فِي بعض الرِّوَايَات شحوا بحاء مُهْملَة مَفْتُوحَة وَهُوَ بِمَعْنَاهُ أَي وسعوه وَمِنْه دَابَّة شحواء أَي وَاسِعَة الخطو قَالَ ثَعْلَب شحا الرجل فَاه فَتحه وشحا فوه انْفَتح وَقَالَ صَاحب الْأَفْعَال شحا فَاه يشحوه ويشحاه وَرَوَاهُ بَعضهم شحنوا فاها وَالْوَجْه مَا تقدم وَقَوله فِي حَدِيث جَابر فشحت فبالت ذَكرْنَاهُ وَالِاخْتِلَاف فِيهِ فِي التَّاء وَقَوله وَالرجل يُقَاتل شجاعة وحمية كَذَا جَاءَ فِي غير مَوضِع وَفِي كتاب التَّوْحِيد للقابسي وعبدوس والحموي شجاعا وَهُوَ وهم وَصَوَابه مَا لغَيرهم شجاعة كَمَا فِي سَائِر الْأَبْوَاب وَقَوله وَلَقَد سبقت كلمتنا وَالرجل يُقَاتل شجاعة كَذَا للأصيلي وَلغيره شجاعا وَالْأول وَجه الْكَلَام وَالْمَعْرُوف فِي غير هَذَا الْبَاب
الشين مَعَ الْحَاء
(ش ح ب) قَوْله شاحبا هُوَ تَغْيِير اللَّوْن من هزال أَو مرض أَو جوع وَلَا يُقَال ذَلِك من الشَّمْس يُقَال شحب لَونه يشحب بِالْفَتْح فيهمَا قَالَ أَبُو زيد وَلَا يُقَال بِالضَّمِّ شحب
(ش ح ح) قَوْله ويلقى الشُّح وَخير الصَّدَقَة وَأَنت صَحِيح شحيح وَهُوَ الْبُخْل وَكَثْرَة الْحِرْص على إمْسَاك مَا فِي الْيَد وَغَيره وَرجل شحيح وشحاح بِفَتْح الشين وَتَخْفِيف الْحَاء وَيُقَال مِنْهُ شححت أشح وأشح شحا بِالْفَتْح وَالِاسْم مِنْهُ بِالضَّمِّ وَقيل الشُّح عَام كالجنس وَالْبخل خَاص فِي إِفْرَاد الْأُمُور كالنوع لَهُ
(ش ح ذ) قَوْله اشحذيها بِحجر أَي حديها شحذت السكين بِالْفَتْح شحذا حددته
(ش ح ط) قَوْله يَتَشَحَّط فِي دَمه أَي يضطرب فِيهِ
(ش ح م) قَوْله يبلغ شحمة أُذُنَيْهِ وَهُوَ طرفها الْأَسْفَل اللين
(ش ح ن) قَوْله إِلَّا من كَانَت بَينه وَبَين أَخِيه شَحْنَاء مَمْدُود هِيَ الْعَدَاوَة
(ش ح و) فِي حَدِيث سعد شحوا فاها فسرناه أَي فتحوه وَتقدم الْخلاف فِيهِ وَمِنْه الحَدِيث أربى الربى تشحى الرجل فِي عرض أَخِيه قَالَ ثَابت أَي إسهابه فِيهِ كَأَنَّهُ شحا فَاه وفغره بذلك أَي فَتحه
قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَقد يكون عِنْدِي من توسعه فِيهِ وإمعانه من قَوْلهم دَابَّة شحواء أَي وَاسِعَة الخطو
الشين مَعَ الْخَاء
(ش خَ ب) قَوْله يشخب فِيهِ مِيزَابَانِ يصبَّانِ بِصَوْت وَقُوَّة دفع شخب اللَّبن من الضَّرع إِذا صَوت وَهُوَ صَوت وقعه بعضه فِي بعض عِنْد الْحَلب والشخب مِنْهُ الصبة الْوَاحِدَة وَمِنْه فِي الْمثل شخب فِي الأَرْض وشخب فِي الْإِنَاء وَفِي الحَدِيث الآخر الَّذِي قتل نَفسه فشخبت يَدَاهُ مِنْهُ أَي سَالَ دَمهَا بِقُوَّة
(ش خَ ص) قَوْله شخص بَصَره وأشخص بَصَره يُقَال شخص الْبَصَر بِالْفَتْح إِذا ارْتَفع وَقيل امْتَدَّ وَلم يطْرق وأشخص هُوَ بَصَره مده كَذَلِك وَكَذَلِكَ شخص فِي الْحَاجة إِذا خرج إِلَيْهَا بِالْفَتْح قَالَ أَبُو زيد شخص الْبَصَر يشخص بِالْفَتْح فيهمَا شخوصا وَلم يعرفهُ بِالْكَسْرِ وَإِنَّمَا شخص بِالْكَسْرِ إِذا عظم جِسْمه وَقَوله لم يشخص رَأسه أَي لم يرفعهُ وأصل الشخوص الرّفْع وَقَوله لَا شخص أغير من الله قيل مَعْنَاهُ(2/245)
لَا يَنْبَغِي لشخص أَن يكون أغير من الله إِذا الشَّخْص إِنَّمَا هُوَ الْجِسْم وَمَا لَهُ ارْتِفَاع وتجسم فِي علو وَالله تَعَالَى منزه عَن الجسمية وصفات الْمَخْلُوقَات وَهُوَ كالاستثناء من غير الْجِنْس وَقد تقدم معنى غيرَة الله فِي الْغَيْن وَقد رَوَاهُ البُخَارِيّ أَيْضا فِي بَاب الْغيرَة لَا شَيْء أغير من الله وَلَعَلَّ شخص مصحف من شَيْء
الشين مَعَ الدَّال
(ش د خَ) قَوْله يشدخ بِهِ رَأسه أَي يكسرهُ ويفضخه وَمثله شدخ الرَّأْس أَي كسر وفضخ
(ش د د) قَوْله لن يشاد هَذَا الدّين أحد إِلَّا عَلَيْهِ بتَشْديد الدَّال أَي يغالبه يُقَال شاد فلَان فلَانا إِذا غالبه وَالْمعْنَى بذلك النَّهْي عَن التعمق والغلو فِيهِ ويروى بِرَفْع الدّين ونصبه وَقد فسر فِي حرف الْغَيْن وَقَوله قلت لأنس عَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) يَعْنِي الحَدِيث الَّذِي ذكره قَالَ شَدِيدا عَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) يَعْنِي حَقًا صَحِيحا وَقَوله بعد مَا اشْتَدَّ النَّهَار أَي ارْتَفع ويروى امْتَدَّ وَقد ذَكرْنَاهُ قَوْله اللَّهُمَّ أشدد وطاتك على مُضر أَي خذهم أخذا شَدِيدا وَبَالغ فِي النقمَة مِنْهُم وَقَوله لَيْسَ بالسعي على الْأَقْدَام والاشتداد وَلَا يجوزها الأشد أَو رَأَيْت النِّسَاء يشتددن وَاشْتَدَّ رجال إِلَى رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَيخرج يشْتَد وَاشْتَدَّ وَرَاءه كُله بِمَعْنى الجري والإحضار وَقَوله بلغ أشده قَالَ البُخَارِيّ قَالَ بَعضهم وأحدها شدّ بِالضَّمِّ كَذَا لَهُم وَفِي رِوَايَة ابْن أبي صفرَة شدّ بِالضَّمِّ وبالفتح حَكَاهَا أَبُو عُبَيْدَة وَلَا يُنكر الْفَتْح وَقَالَ الْهَرَوِيّ هُوَ جمع شدَّة أَي قوته وغايته قَالَ ابْن عَبَّاس الأشد ثَلَاث وَثَلَاثُونَ سنة والاستواء أَرْبَعُونَ وَقيل الأشد بُلُوغ الْحلم وَقيل أَوله من خَمْسَة عشر عَاما وَقيل ثَمَان عشرَة وَقَوله فِي التَّوْبَة كَيفَ ترَوْنَ يفرح الرجل الحَدِيث إِلَى قَوْله قُلْنَا شَدِيدا يَا رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) هَذَا رَاجع إِلَى مَا تقدم مِمَّا سَأَلَهُمْ عَنهُ أَي نرَاهُ يفرح فَرحا شَدِيدا أَو نرَاهُ فَرحا شَدِيدا وَتقدم فِي حرف الْهمزَة الِاخْتِلَاف فِي معنى قَوْله شدّ مِئْزَره وَقَوله فَمَا ريء يَوْمئِذٍ أَشد مِنْهُ أَي أَشْجَع وَأقوى قلبا وَقَوله أَلا تشد فنشد مَعَك أَي تحمل على الْعَدو كَذَا روينَاهُ بِضَم الشين فِي الْمُسْتَقْبل وَقَالَ ثَعْلَب فِي نوادره شدّ فِي الْحَرْب يشد بِالْكَسْرِ وَشد الشَّيْء يشده بِالضَّمِّ وَمِنْه ثمَّ شدّ عَلَيْهِ فَكَانَ كامس الذَّاهِب وَقَوله رَأَيْت كَأَن رَأْسِي قطع فاشتددت على أَثَره أَي أسرعت جَريا أَثَره وَعند الطَّبَرِيّ وبعضم فاستدرت بِالسِّين الْمُهْملَة وَالرَّاء وَهُوَ وهم وَقَوله فِي الْحَشَفَة فشدت فِي مضاغي أَي اشتدت مُدَّة مضغه لَهَا يسبها وَقَوله فَشد أمثل الصقرين أَي حملا ونهضا.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
قَوْله فِي حَدِيث الْفِتْنَة فِي كتاب مُسلم قلت مَا مربد قَالَ شدَّة الْبيَاض فِي سَواد كَذَا فِي جَمِيع النّسخ وكتبنا فِيهِ عَن بعض شُيُوخنَا المتقنين لَعَلَّه شبه الْبيَاض فِي سَواد وَالَّذِي فِي الْكتاب مغير مِنْهُ وَمَا قَالَه صَحِيح لِأَن شدَّة الْبيَاض فِي السوَاد إِنَّمَا هُوَ البلق لِأَن الاربداد والربدة إِنَّمَا هُوَ بَيَاض يعلوه سَواد وغبرة كلون الرماد وَمِنْه قَوْله اربد وَجهه إِذا أظلم وَتغَير بغضب وَقيل للنعامة ربداء لِأَنَّهُ لَوْنهَا وَتقدم فِي حرف الْمِيم قَوْله اشْتَدَّ النَّهَار وَالْخلاف فِيهِ وَقَوله فِي بَاب قسْمَة الإِمَام مَا يقدم عَلَيْهِ وَكَانَت فِي خلقه شدَّة كَذَا لكافتهم وللمروزي شَيْء
الشين مَعَ الذَّال
(ش ذ ذ) قَوْله لَا يدع شَاذَّة وَلَا فاذة هما بِمَعْنى والشذوذ الِانْفِرَاد أَي لَا يسلم مِنْهُ أحد إِلَّا قَتله وَهِي كلمة تقال للشجاع لَا يدع شَاذَّة وَلَا فاذة وَقد ذَكرْنَاهُ فِي الْفَاء وَقَوله يشرشر شذقه أَي يشق شذقه والشذق جَانب الْفَم بِكَسْر الشين والذال الْمُعْجَمَة
(ش ذ ك) قَوْله أَو الشاذ كَونه فرَاش النّوم مَعْلُوم بِكَسْر الذَّال الْمُعْجَمَة
الشين مَعَ الرَّاء
(ش ر ءب) قَوْله فَيَشْرَئِبُّونَ إِلَيْهِ مشدد الْبَاء وَهُوَ مد الْعُنُق للنَّظَر مثل التطاول لذَلِك وَقَالَ الْأَصْمَعِي هُوَ(2/246)
رفع الرَّأْس
(ش ر ب) قَوْله مشربَة لَهُ وتؤتي مشْربَته يُقَال بِفَتْح الرَّاء وَضمّهَا هِيَ كالغرفة وَقَالَ الطَّبَرِيّ كالخزانة يكون فِيهَا الطَّعَام وَالشرَاب وَلِهَذَا سميت مشربَة وَقَالَ الْخَلِيل هِيَ الغرفة وَقَالَ يحيى بن يحيى هِيَ الْمسكن وَكله قريب بعضه من بعض وَقَوله وسرو الشّرْب بِفَتْح الشين وَالرَّاء هُوَ كنس الحفير الَّذِي حول النَّخْلَة وتنقيته وَهُوَ كالحوض تشرب مِنْهُ وَاحِدهَا شربة بفتحهما أَيْضا وَفِي حَدِيث الْقَتِيل فَوجدَ فِي شربة وَفِي حَدِيث الْمحرم اذْهَبْ إِلَى شربة فادلك رَأسك كُله من هَذَا وَقد فسره مَالك بِهِ وَضَبطه ابْن قُتَيْبَة فِي غَرِيبه سرو الشّرْب كَذَا ضبطناه بِالْوَجْهَيْنِ عَنهُ على القَاضِي أبي عبد الله التجِيبِي قَالَ يُرِيد تنقية أَنهَار الشّرْب قَالَ وسالت الْحِجَازِيِّينَ عَنهُ فَقَالُوا تنقية الشربات وَقَوله أَيَّام أكل وَشرب وَفِي رِوَايَة ابْن الْأَنْبَارِي شرب بِالْفَتْح قَالَ وَهُوَ بِمَعْنى الشّرْب يُقَال فِيهِ شرب بِالضَّمِّ وَشرب بِالْكَسْرِ وَشرب بِالْفَتْح وَهُوَ أقلهَا وَقد قرئَ شرب الهيم بِالْفَتْح وَالضَّم وَقَوله فِي خبر حَمْزَة وَهُوَ فِي شرب من الْأَنْصَار بِالْفَتْح وَسُكُون الرَّاء جمع شَارِب وَالشرب بِالْكَسْرِ الْحَظ والنصيب من المَاء وَقَوله فِي حَدِيث الْإِفْك وأشربته قُلُوبكُمْ أَي حل فِيهَا مَحل الشَّرَاب وقبلوه وَقَوله فِي الْمُزَارعَة مَا اجاء فِي الشّرْب بِكَسْر الشين أَي الحكم فِي قسْمَة المَاء والسقي مِنْهُ وَضَبطه الْأصيلِيّ الشّرْب بِالضَّمِّ وَضبط غَيره أولى
ش ر ج) قَوْله اخْتَصَمُوا فِي شراج الْحرَّة وَإِذا شرجة من تِلْكَ الشراج هِيَ مسَائِل المَاء مِنْهَا إِلَى السهل وأحدها شرج بِسُكُون الرَّاء وَمثله فِي الحَدِيث الآخر فَتنحّى السَّحَاب فأفرغ مَاؤُهُ فِي شرجة من تِلْكَ الشراج
(ش ر ح) قَوْله فِي حَدِيث الْإِسْرَاء فشرح صَدْرِي أَي شقَّه وَأما قَوْله فِي جمع الْقُرْآن حَتَّى شرح الله صَدْرِي فَمَعْنَاه وَسعه لي بِالْبَيَانِ والوضوح لذَلِك وَاصل الشَّرْح التَّوسعَة وَمن هَذَا قَوْله تَعَالَى) أَفَمَن شرح الله صَدره لِلْإِسْلَامِ
(و) ألم نشرح لَك صدرك
(و) اشرح لي صَدْرِي
(وشرحت الْأَمر بَينته وأوضحته وَقَوله كَانَ قُرَيْش يشرحون النِّسَاء شرحا هُوَ مِمَّا تقدم من التَّوسعَة والبسط وَهُوَ وَطْء الْمَرْأَة وَهِي مستلقية على قفاها
(ش ر د) قَوْله فَلَا يبْقى إِلَّا الشريد أَي الطريد الذَّاهِب على وَجهه
(ش ر ر) قَوْله فِي التَّلْبِيَة وَالشَّر لَيْسَ إِلَيْك قيل لَا يَبْتَغِي بِهِ وَجهك وَلَا يتَقرَّب بِهِ إِلَيْك وَقيل لَا يصعد إِلَيْك وَإِنَّمَا يصعد إِلَيْك الْكَلم الطّيب أَي إِلَى مُسْتَقر الْأَعْمَال الطّيبَة من عليين وسدرة الْمُنْتَهى وَحَيْثُ جعلت مُسْتَقر كتبهَا وَقَوله فِي ابْن الزبير أَن أمة أَتَت شَرها وَعند السَّمرقَنْدِي أشرها وَقَالَ ابْن قُتَيْبَة لَا يُقَال أشر وَلَا أخير وَإِنَّمَا يُقَال شَرّ وَخير قَالَ الله تَعَالَى) أَنْتُم شَرّ مَكَانا
(وَقد جَاءَ فِي الحَدِيث خلاف مَا قَالَ وَقد ذكرنَا مِنْهُ فِي حرف الْخَاء
(ش ر ط) قَوْله فيتشرط الْمُسلمُونَ شرطة للْمَوْت وتفنى الشرطة بِضَم الشين وَسُكُون الرَّاء والشرطة أول طَائِفَة من الْجَيْش تشهد الْوَقْعَة وتتقدمه وَمِنْه سمي الشرطان لتقدمهما أول الرّبيع وأشراط الْأَشْيَاء أوائلها وَمِنْه أَشْرَاط السَّاعَة أَي مقدماتها وَقيل علامتها وأشرط نَفسه للشَّيْء أَي أعلمها وَمِنْه سمي الشَّرْط لِأَن لَهُم عَلَامَات يعْرفُونَ بهَا هَذَا قَول أبي عبيد وَأنكر غَيره هَذَا وَقَالَ إِنَّمَا جمع الشَّرْط شُرُوط وَإِنَّمَا الأشراط جمع شَرط بِفَتْح الرَّاء وَهُوَ الردئ من كل شَيْء قَالَ فأشراط السَّاعَة مَا يُنكره النَّاس من صغَار أمورها قبل قِيَامهَا وَقد يحْتَمل عِنْدِي هَذَا الْمَعْنى الحَدِيث الأول فِي شرطة الْمُسلمين أَي يتعالمون بَينهم بعلامة يختصون بهَا وَقيل سمي الشَّرْط شرطا من الشَّرْط وَهُوَ ردال المَال لاستهانتهم بِأَنْفسِهِم وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة سموا شرطا لأَنهم أعدُّوا وَقَالَ الْأَصْمَعِي الشرطة هُوَ الشَّرْط أَي مَا شارطوا عَلَيْهِ فسموا بِهِ وَالشّرط فِي البيع(2/247)
وَغَيره قَالُوا هُوَ من هَذَا لِأَنَّهُ عَلَامَات جعلهَا النَّاس بَينهم وَعِنْدِي أَنه تَأْكِيد من العقد والشد من الشريطة وَهُوَ شبه الْحَبل يفتل وَقَوله اشترطي لَهُم الْوَلَاء من هَذَا قيل أعلميهم بِهِ وبحكمه وأظهريه لَهُم كالعلامة ويعضد هَذَا التَّأْوِيل رِوَايَة الشَّافِعِي عَن مَالك فِي الْمُوَطَّأ وأشرطي لَهُم الْوَلَاء قَالَ الطَّحَاوِيّ أَي اظهري لَهُم حكمه وَقيل أشرطيه عَلَيْهِم كَمَا قَالَ الله تَعَالَى) فَلهم عَذَاب جَهَنَّم
(أَي عَلَيْهِم وَقيل على وَجهه فِي اللَّفْظ على وَجه الزّجر كَمَا قَالَ واستفزز من اسْتَطَعْت مِنْهُم بصوتك الْآيَة وَالله لَا يَأْمر بِهَذَا وَقيل بل على طَرِيق التوبيخ والتقريع وَإِن ذَلِك لَا يَنْفَعهُمْ إِذْ قد بَين النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) حكمه لَهُم قبل فَكَأَنَّهُ قَالَ لَهَا اشْترِي لَهُم أَولا فَذَلِك لَا يَنْفَعهُمْ وَهُوَ اخْتِيَار أبي بكر بن دَاوُود الْأَصْبَهَانِيّ قَالَ وَلَيْسَ المُرَاد أَنه أمرهَا بذلك ثمَّ يبطل الشَّرْط وَلكنه كَقَوْلِه تَعَالَى) قل ادعوا شركاءكم ثمَّ كيدون
(اسْتِخْفَافًا وتعجيزا إِن دعوتموهم أَولا لم ينفعوكم ويعضد هَذَا رِوَايَة البُخَارِيّ من حَدِيث أَيمن عَن عَائِشَة وَفِيه ودعيهم يشترطون مَا شَاءُوا واشترتها وأعتقتها وَاشْترط أَهلهَا الْوَلَاء فَقَالَ (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) إِنَّمَا الْوَلَاء لمن أعتق وَقَوله فِيهِ شَرط الله أَحَق قَالَ الدَّاودِيّ يحْتَمل قَوْله فأخوانكم فِي الدّين ومواليكم
قَالَ القَاضِي عِيَاض رَحمَه الله وَيحْتَمل عِنْدِي وَهُوَ الْأَظْهر مَا أعلم بِهِ (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) من حكم الله أَن الْوَلَاء لمن اعْتِقْ وَقيل بل فعل ذَلِك عُقُوبَة فِي الْأَمْوَال لمخالفتهم أمره وَهُوَ ضَعِيف
(ش ر ك) ذكر الشّركَة بِفَتْح الشين وَكسر الرَّاء والشرك فِي البيع وَغَيره مَعْلُوم وَقَوله فِيهِ شرك بِكَسْر الشين من الِاشْتِرَاك والشرك وَالشَّرِكَة والاشتراك وَاحِد والشرك أَيْضا النَّصِيب والشرك أَيْضا الشَّرِيك قَالَه الْأَزْهَرِي فِي تَفْسِير يستفتونك فِي النِّسَاء فأشركته فِي مَا لَهُ كَذَا لَهُم يُقَال شركته وأشركه وأشركته أشركه
(ش ر ع) قَوْله فأوردها حوضا فشرعت فِيهِ وفانتهينا إِلَى مشرعة بِفَتْح الْمِيم وَفِيه فَقَالَ أَفلا تشرع بِضَم التَّاء رباعي وروى بِفَتْحِهَا ثلاثي وَفِيه فأشرعت وأشرع نَاقَته كُله بالشين الْمُعْجَمَة جَاءَ هُنَا فعله رباعيا فِي رِوَايَة وَالْمَعْرُوف شرعت ثلاثي وَهُوَ وُرُود المَاء وَكَذَا جَاءَ فِي الحَدِيث الآخر فشرعت فِيهِ إِلَّا إِذا عداهُ فِي غَيره كَقَوْلِه فأشرع نَاقَته فَهَذَا رباعي وعَلى هَذَا يحمل مَا جَاءَ فِي الحَدِيث أَي تسقى نَاقَتك وَقيل مَعْنَاهُ الشّرْب بالفم من المَاء من غير آلَة والمعنيان جَمِيعًا صَحِيحَانِ والمشرعة والشريعة حَيْثُ يتَوَصَّل من حافة النَّهر إِلَى مَائه ويورد فِيهِ وَالْجمع شرائع ومشارع وَمِنْه شَرِيعَة الدّين لِأَنَّهَا مدخلة إِلَيْهِ وَقيل من الْبَيَان والظهور وَهُوَ أَيْضا الشَّرْع والشرعة بِالْكَسْرِ وَشرع لكم من الدّين أَي بَينه وأظهره قَالُوا وَمِنْه سميت المشرعة والشريعة للْمَاء لِأَنَّهَا ظَاهِرَة ومكانها مَعْلُوم وعَلى هَذَا يَأْتِي تَفْسِير من قَالَ فِي قَوْله شرعا أَي رَافِعَة رؤوسها لِأَنَّهَا ظَاهِرَة وَقَول البُخَارِيّ فِي تَفْسِيرهَا شرعا شوارع وَقَالَ ابْن قُتَيْبَة أَي شوارع فِي المَاء جمع شَارِع كَأَنَّهُ يُرِيد شَاربه وَهُوَ قَول بَعضهم خافظة رؤوسها للشُّرْب قَالَ الْخَلِيل يُقَال شرع شروعا وَشرعا إِذا ورد المَاء قَالَ صَاحب الْأَفْعَال شرعت فِي المَاء شربت مِنْهُ بفيك وَأَيْضًا دخلت فِيهِ وَقَوله فِي المركن فيشرع فِيهِ جَمِيعًا أَي يتَنَاوَل مَاؤُهُ للْغسْل وَقَوله فِي الْوضُوء حَتَّى أشرع فِي الْعَضُد وَحَتَّى أشرع فِي السَّاق أَي أحل الْغسْل فيهمَا وَأدْخل بعضهما فِي مغسوله وَقَوله فِي الْوَلَاء شرع سَوَاء بتحريك الرَّاء مَفْتُوحَة أَي مثلان كَمَا قَالَ سَوَاء
(ش ر ف) قَوْله فِي حَدِيث عَليّ وَحَمْزَة أصبت شارفي وَعمد إِلَى شارفي وأصابني شَارف وَإِلَّا يَا حَمْزَة للشرف الشّرف بِضَم الشين وَالرَّاء جمع شَارف وَهُوَ المسن من النوق وَفَسرهُ مُسلم الشارف المسن الْكَبِير وَالْمَعْرُوف فِي ذَلِك أَنه من النوق لَا من الذُّكُور وَلم يَأْتِ فعل جمعا لفاعل إِلَّا نَادرا(2/248)
وَقَالَ الْحَرْبِيّ يُقَال للذّكر وَالْأُنْثَى وَحَكَاهُ عَن الْأَصْمَعِي وَقَوله وَلَا ينتهب نهبة ذَات شرف بِفَتْح الشين وَالرَّاء قيل ذَات قدر كَبِير وَقيل يستشرفها النَّاس كَمَا قَالَ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى يرفع النَّاس إِلَيْهِ فِيهَا أَبْصَارهم وَالْمعْنَى مُتَقَارب وَقد روى بِالسِّين وَفسّر بِذَات الْقدر أَيْضا وَقد تقدم فِي حرف السِّين وَقَوله فَمن استشرف لَهَا استشرفته قيل هُوَ من الْأَشْرَاف استشرفت الشَّيْء علوته وشرفت عَلَيْهِ وأشرفت يُرِيد من انتصب لَهَا انتصبت لَهُ وتلته وصرعته وقتلته وَقيل هُوَ من المخاطرة والتغرير والإشفاء على الْهَلَاك أَي من خاطر بِنَفسِهِ فِيهَا أهلكته يُقَال أشرف الْمَرِيض إِذا أشفى على الْمَوْت وهم على شرف من كَذَا أَي خطر ورويناه فِي مُسلم من تشرف لَهَا تستشرفه وَهُوَ من معنى مَا تقدم كَمَا ضبطناه على القَاضِي أبي عَليّ وضبطناه على أبي بَحر من يشرف بِضَم الْيَاء وَهُوَ أَيْضا يرجع إِلَى مَا تقدم وَقَوله أشرف على أَطَم أَي علا وَمِنْه قَوْله لَا تشرف يصبك سهم بِفَتْح التَّاء والشين وَتَشْديد الرَّاء كَذَا قَيده بَعضهم أَي لَا ترفع رَأسك لتنظر وَقَيده غَيره تشرف أَي يتعلا ينظر كَمَا جَاءَ فِي أول الحَدِيث ويشرف إِلَى ينظر وَقَوله فِي الْخَيل فاستنت شرفا أَو شرفين قيل طلقا أَو طلقين وَقيل الشّرف هُنَا مَا علا من الأَرْض وَتقدم تَفْسِير استنت وَقَوله فِي الَّذِي ضلت نَاقَته فسعى شرفا فَلم ير شَيْئا يحْتَمل الْوَجْهَيْنِ وَالْأَظْهَر هُنَا شرف الأَرْض وَقَوله فَمن أَخذه بإشراف نفس قَالَ الْحَرْبِيّ بِطَلَب لذَلِك وارتفاع لَهُ وَتعرض إِلَيْهِ وَقَوله مشرف الجبين ومشرف الوجنتين وَالرِّوَايَة الْأُخْرَى أَي ناتئها ومرتفعها كَمَا قَالَ ناتئ فِي الحَدِيث الآخر وَقَوله وتخلص بِأَهْل الْفِقْه وأشراف النَّاس أَي كبرائهم وَأهل الإحساب مِنْهُم وَشرف الرجل حَسبه بِالْآبَاءِ قَالَ يَعْقُوب لَا يكون الشّرف وَالْمجد إِلَّا بِالْآبَاءِ وَيكون الْحسب وَالْكَرم بِنَفس الْإِنْسَان وَإِن لم يكن ذَلِك بئابائه
(ش ر ق) قَوْله شَرق بذلك بِكَسْر الرَّاء ضَاقَ صَدره حسدا كمن غص بِشَيْء والشرق بالمشرب والغصص بالمطعوم وَقَوله يؤخرون الصَّلَاة إِلَى شَرق الْمَوْتَى شَرق الْمَيِّت غصصه بريقه عِنْد الْمَوْت يُرِيد أَنهم يصلونَ وَلم يبْق من الشَّمْس إِلَّا بِقدر مَا بَقِي من حَيَاة الْمَيِّت إِذا بلغ هَذَا لمبلغ وَقيل شَرق الْمَوْتَى اصفرار الشَّمْس عِنْد غُرُوبهَا وَقيل هُوَ ارْتِفَاع الشَّمْس على الْحِيطَان وَكَونهَا بَين الْقُبُور آخر النَّهَار كَأَنَّهَا لجة يُرِيد أَنهم يؤخرون الْجُمُعَة إِلَى ذَلِك الْوَقْت وَيُقَال شَرق الْمَوْتَى إِذا ارْتَفَعت الشَّمْس على الطُّلُوع يُقَال تِلْكَ السَّاعَة سَاعَة الْمَوْتَى وَقَوله أشرق تبير كَيْمَا نغير أَي أَدخل يَا جبل فِي الشروق وَيُقَال شَرقَتْ الشَّمْس وأشرقت وشروقها طُلُوعهَا وإشراقها إضاءتها وامتداد ضوءها وَمِنْه النَّهْي عَن الصَّلَاة حَتَّى تشرق الشَّمْس وَضَبطه بَعضهم تشرق من شَرقَتْ أَي طلعت وَيُؤَيِّدهُ مَا فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى حَتَّى تطلع الشَّمْس وكيما نغير أَي ندفع للنحر وَمَعْنَاهُ الْإِسْرَاع وَأَيَّام التَّشْرِيق قَالَ ملك الْأَيَّام المعدودات هِيَ أَيَّام التَّشْرِيق وَقَالَ فِي مَوضِع آخر هِيَ الْأَيَّام الَّتِي نهى النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) عَن صيامها وَقَالَ غَيره سميت بذلك لأَنهم كَانُوا يشرقون فِيهَا لُحُوم الْأَضَاحِي أَي يقطعونها ويقددونها وَقيل من أجل صَلَاة الْعِيد صلَاتهَا وَقت شروق الشَّمْس قَالَ أَبُو عبيد فَصَارَت هَذِه الْأَيَّام تبعا ليَوْم النَّحْر وَقَالَ أَبُو حنيفَة التَّشْرِيق التَّكْبِير دبر الصَّلَوَات قَالَ أَبُو عبيد وَلم أجد أحدا يعرف أَن التَّكْبِير يُقَال لَهُ التَّشْرِيق وَقيل أَيَّام التَّشْرِيق أَيَّام منى وَهِي أَيَّام مَعْلُومَات وَقَوله فِي الْبَقَرَة وَآل عمرَان كَأَنَّهُمَا ظلتان سُودًا وَأَن بَينهمَا شَرق بِفَتْح الشين وَسُكُون الرَّاء قيل نور وضوء كَذَا ضبطناه عَن بعض(2/249)
شُيُوخنَا وَكَذَا كَانَ فِي كتاب التَّمِيمِي وَكَذَا قيدناه عَن أبي الْحُسَيْن ابْن سراج فِي كتاب اللُّغَة وقيدناه عَن أبي بَحر بِفَتْح الرَّاء وَفِي مُسلم بِالسُّكُونِ ذكره الْهَرَوِيّ قَالَ والشرق الضَّوْء والشرق الشَّمْس والشرق الشق وَقَالَ ثَعْلَب الشرق الضَّوْء الَّذِي يدْخل من شقّ الْبَاب وَضَبطه بَعضهم شَرق وَقَوله فِي الْفِتْنَة من قبل الْمشرق وَكَذَلِكَ قَوْله فِي الحَدِيث الآخر الْكفْر وَفِي الآخر غلظ الْقلب وَفِي الآخر من حَيْثُ يطلع قرن الشَّيْطَان إِلَّا ظهر هُنَا قَول من قَالَ أَنه مشرق الأَرْض وبلاد فَارس وكسرى وَمَا وَرَاءَهَا بِدَلِيل قَوْله من حَيْثُ تطلع الشَّمْس وبدليل مَعَاني الحَدِيث من طُلُوع الْفِتَن والبدع مِنْهَا الَّذِي يدل عَلَيْهِ قَوْله قرن الشَّيْطَان وَقد فسرناه وَقيل أَرَادَ بِلَاد نجد وَرَبِيعَة وَمُضر بِدَلِيل أَنه قد جَاءَ ذَلِك مُبينًا فِي حَدِيث آخر فالوجهان صَحِيحَانِ ونجد وبلاد مُضر وَرَبِيعَة وَفَارِس وَمَا وَرَاءَهَا كُله مشرق من الْمَدِينَة والشرق والمشرق سَوَاء وَقَوله أريت مَشَارِق الأَرْض وَمَغَارِبهَا الْمَشَارِق مطالع الشَّمْس كل يَوْم ومشرقاها مطْلعهَا فِي الشتَاء ومطلعها فِي الصَّيف وَكَذَلِكَ مغاربها والمغربان قَالَ الله تَعَالَى رب المشرقين وَرب المغربين وَقيل فِي قَوْله تَعَالَى بعد المشرقين أَنه أَرَادَ الْمشرق وَالْمغْرب
(ش ر ش) قَوْله يشرشر شدقه أَي يقطع ويشق والشرشرة أَخذ السَّبع أَو الْحَيَّة الشَّاة أَو غَيرهَا بِفِيهِ ويعضها حَتَّى تطاير قطعا
(ش ر هـ) قَوْله وشره بِفَتْح الشين وَالرَّاء هُوَ شدَّة الْحِرْص
(ش ر ى) قَوْله ركب شريا أَي فرسا يستشري فِي جريه ويلج ويتمادى وَقَالَ يَعْقُوب يَعْنِي فرسا شريا خيارا فائقا وشراة المَال وسراته بالشين وَالسِّين خِيَاره.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
قَوْله فِي حَدِيث جَابر قَطْرَة فِي عزلاء شجب لَو أَنِّي أفرغه لشربه يابسه كَذَا ضبطناه وأتقناه على شُيُوخنَا وَمَعْنَاهُ لشرب قَطْرَة ذَلِك المَاء يَابِس الشجب لقلته وَبَعض الشُّيُوخ يرويهِ لشربة يابسة وَهُوَ خطأ وَفِي مُسلم فِي حَدِيث محيصة فَوجدَ فِي شربة روى عِنْد ابْن الْحذاء مشربَة وَالصَّحِيح شربة وَكَذَلِكَ فِي خبر مُوسَى أَنه اغْتسل عِنْد مشربَة على رِوَايَة أَكْثَرهم وَالْمَعْرُوف فِي كل هَذَا شربة إِلَّا أَن يكون مفعلة من الشّرْب مِنْهَا والسقى مثل قَوْلهم مشرعة من ذَلِك وَجَاء فِي كتاب التَّفْسِير فِي البُخَارِيّ فِي خبر الزبير شريج من الْحرَّة وَهُوَ تَغْيِير وَالصَّوَاب مَا فِي غير هَذَا الْبَاب شراج وَقد ذَكرْنَاهُ وَإِنَّمَا الشريج الْمثل إِلَّا أَن يكون سمع فَيكون جمع شرج كَمَا قَالُوا فِي كُلَيْب جمع كلب وَفِي الْمُزَارعَة عَامل أهل خَيْبَر بِشَرْط مَا يخرج مِنْهَا كَذَا عِنْد الْجِرْجَانِيّ فِي هَذَا الْبَاب وَهُوَ خطا وَصَوَابه مَا لغيره وَجَاء فِي سَائِر الْأَبْوَاب وَالْأَحَادِيث بِشَطْر أَي نصف وَفِي شرب المَاء بِاللَّبنِ بالراء وَكَذَا للقابسي وَعند الْأصيلِيّ يشوب بِالْوَاو أَي خلطه وَكِلَاهُمَا يرجع إِلَى معنى وَاحِد صَحِيح إِن شَاءَ الله وَفِي بَاب اسْتِعْمَال فضل وضوء النَّاس ثمَّ تَوَضَّأ فَشَرِبت من وضوئِهِ وَعند الْأصيلِيّ فَشرب وَهُوَ وهم وَالْأول الصَّوَاب وَفِي حَدِيث العرنيين فِي بَاب من لم يسق الْمُحَاربين فأتوها يَعْنِي الْإِبِل فَشَرِبُوا من أبوالها وَأَلْبَانهَا حَتَّى صحوا كَذَا لَهُم وَعند الْجِرْجَانِيّ يشْربُوا على الْمُسْتَقْبل وَالْوَجْه الأول
الشين مَعَ الطَّاء
(ش ط ب) قَوْله مضجعه كمسل شطبة قَالَ أَبُو عبيد وَغَيره هُوَ مَا شطب من جريد النّخل وَهُوَ سعفه يُرِيد أَنه ضرب اللَّحْم دَقِيق الخصر شبهته بالشطبة وَهُوَ مَا شقق من جريد النّخل وعملت مِنْهُ قضبان رقاق تنسج مِنْهُ الْحصْر وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي أَرَادَ سَيْفا سل من غمده شبهته بِهِ والشطب من السيوف مَا فِيهِ طرق وسيوف الْيمن كَذَلِك وَقَالَ ابْن حبيب الشطبة العويد المجدد(2/250)
كالمسلة
(ش ط ر) قَوْله شطر وسق من شعير وَشطر شعير وساقاهم بِشَطْر مَا يخرج مِنْهَا وأرجوا أَن تَكُونُوا شطر أهل الْجنَّة الشّطْر والشطير النّصْف مثل نصف ونصيف وَمثله فِي الحَدِيث الآخر وَلَو بِشَطْر كلمة أَي بِنِصْفِهَا وَمعنى شطر شعير أَي شطر وسق مِنْهُ وَمِنْه سميت ضروع النَّاقة لِأَن الحالب يحلب أَولا الْجِهَة الْوَاحِدَة ثمَّ يعود إِلَى النّصْف الآخر وأشطر الدَّهْر أُمُوره استعيرت من أشطار النَّاقة وَهِي أَطْرَاف ضرْعهَا والشطر أَيْضا النَّاحِيَة وَمِنْه فول وَجهك شطر الْمَسْجِد الْحَرَام
(ش ط ط) قَوْله شط النَّهر أَي ناحيته وشطاه ناحيتاه وشط الْبَحْر ساحله وَقَوله لَا وكس وَلَا شطط أَي لَا بخس وَلَا نقص وَلَا زِيَادَة وَلَا مُجَاوزَة للقدر والشطط مُجَاوزَة الْقدر وَمِنْه شط إِذا بعد وشط إِذا جَار قَالَ الله تَعَالَى وَلَا تشطط قيل هُوَ من هَذَا أَي لَا تجر وَلَا تبعد عَن الْحق يُقَال شط وأشط إِذا جَار
(ش ط ن) قَوْله مربوطة بشطنين أَي بحبلين والشطن الْحَبل الطَّوِيل المضطرب والشطن العَبْد وَقيل مِنْهُ سمي الشَّيْطَان لبعده عَن الْخَيْر وَطول شَره واضطرابه وَقَوله فليقاتله فَإِنَّمَا هُوَ شَيْطَان أَي يفعل فعل الشَّيْطَان فِي الإحالة لما بَيْنكُم وَبَين الْقبْلَة وَقيل مَعْنَاهُ فَإِنَّمَا يحملهُ على ذَلِك الشَّيْطَان وَقيل هُوَ على وَجهه وَالْمرَاد بالشيطان هُنَا الشَّيْطَان نَفسه وَهُوَ قرين الْمَار كَقَوْلِه فِي الحَدِيث الآخر فَإِن مَعَه القرين وَقَوله وَكَانَ نخلها رُءُوس الشَّيَاطِين قيل نبت مَعْرُوف عِنْدهم وَقيل مثل لما يستقبح وكل مستقبح فِي صُورَة أَو عمل يشبه بالشيطان وَقَوله الشَّيْطَان يجْرِي من ابْن آدم مجْرى الدَّم قيل هُوَ على ظَاهره وَقيل هُوَ مثل لتسلطه عَلَيْهِ لِأَنَّهُ يدْخل جَوْفه.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
قَوْله فِي الصَدَاق والحباء إِن فَارقهَا قبل أَن يدْخل بهَا فلهَا شطر الحباء كَذَا الجمهورهم وَعند ابْن المرابط وَابْن حمدين وَأبي عمر شَرط بِتَقْدِيم الرَّاء وَالْأول الصَّوَاب وَهُوَ الَّذِي عِنْد ابْن بكير وَغير يحيى من رُوَاة الْمُوَطَّأ وَفِي بَاب أكل الربى فِي البُخَارِيّ وعَلى وسط النَّهر رجل بِيَدِهِ حِجَارَة كَذَا لَهُم وَعند ابْن السكن على شط وَهُوَ الصَّوَاب الَّذِي يسيح فِي النَّهر هُوَ آكل الربى وَالرجل الَّذِي يرميه على شطه وَفِي بَاب إِذا لم يشْتَرط السنين فِي الْمُزَارعَة عَامل أهل خَيْبَر بِشَطْر مَا يخرج مِنْهَا كَذَا لكافتهم وَعند الْجِرْجَانِيّ بِشَرْط وَالْأول الصَّوَاب وَالْمَعْرُوف
الشين مَعَ الظَّاء
(ش ظ ظ) قَوْله فنحرها بشظاظ وَفِي الحَدِيث الآخر فِي الشَّاة فذكاها بشظاظ قَالَ القتبي هُوَ الْعود الَّذِي يدْخل فِي عُرْوَة الجواليق وَقَالَ غَيره الشظاظ فلقَة الْعود وَهَذَا كُله صَحِيح فِي النَّحْر يتهيأ بِعُود الجواليق إِذا كَانَ محدد الطّرف وَفِي الشَّاة لَا يتهيأ بِهِ إِلَّا أَن يكون فلقَة عود محددة الْجَانِب يُمكن الذّبْح بهَا
الشين مَعَ الْكَاف
(ش ك ر) قَوْله فَشكر الله ذَلِك لَهُ يحْتَمل ثناءه عَلَيْهِ بذلك وَذكره بِهِ لملائكته وَقيل إثابة عَلَيْهِ وزكى ثَوَابه وضاعف جزاءه وَقيل قبل عمله والأولان أصح والشكور من أَسْمَائِهِ تَعَالَى وَصِفَاته قيل مَعْنَاهُ الَّذِي يزكوا عِنْده الْقَلِيل من أَعمال عباده فيضاعف لَهُم الثَّوَاب وَقيل الراضي بِيَسِير الطَّاعَة من العَبْد وَقيل مَعْنَاهُ الْمجَازِي عباده من قبل شكرهم إِيَّاه فَيكون الِاسْم على معنى الازدواج والتجنيس وَقيل الشكُور معطى الجزيل على الْعَمَل الْقَلِيل وَقيل الْمثنى على عبَادَة المطيعين وَقيل الراضي باليسير من الشُّكْر المثيب عَلَيْهِ الجزيل وَقَوله أَفلا أكون عبدا شكُورًا أَي مثنيا على الله تَعَالَى بنعمته عَليّ ومتلقيا لَهَا بالازدياد من طَاعَته وَالشُّكْر الثَّنَاء على صَنِيعَة يؤتاها الْمَرْء وَالْحَمْد الثَّنَاء وَإِن لم تكن عَارِية وَلَا مُوجب للمكافأة على ذَلِك قَالَ الْأَخْفَش الشُّكْر الثَّنَاء بِاللِّسَانِ للعارية يؤتاها وَقَالَ غَيره الشُّكْر معرفَة الْإِحْسَان والتحدث بِهِ وَقيل(2/251)
الشُّكْر وَالْحَمْد بِمَعْنى لَكِن الْحَمد أَعم فَكل شَاكر حَامِد وَلَيْسَ كل حَامِد شاكرا قَالَ بَعضهم الشُّكْر بِالْقَلْبِ وَهُوَ التَّسْلِيم قَالَ الله تَعَالَى) وَمَا بكم من نعْمَة فَمن الله
(وباللسان وَهُوَ الِاعْتِرَاف قَالَ الله تَعَالَى) وَأما بِنِعْمَة رَبك فَحدث
(وشكر الْعَمَل هُوَ الدَّوَام على طَاعَة الله قَالَ الله تَعَالَى) اعْمَلُوا آل دَاوُد شكرا
(وَقَالَ (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَقد عوتب فِي كَثْرَة الْعَمَل وأتعاب نَفسه أَفلا أكون عبدا شكُورًا والشكور بِالضَّمِّ الْمصدر وَيكون جمع شكور
(ش ك ك) قَوْله فشكت عَلَيْهَا ثِيَابهَا أَي جمعت أطرافها لتستر وخللت عَلَيْهَا بعيدان وَشَوْك وَنَحْوهمَا يُقَال شككته بِالرُّمْحِ إِذا نظمته بِهِ وَقَوله شاكي السِّلَاح أَي جَامع لَهَا يُقَال شائك وشاك إِذا جمع عَلَيْهِ سلاحه والشكة السِّلَاح التَّام بِكَسْر الشين وَسلَاح شَاك بالصم وَفِي المُصَنّف الشاك اللابس السِّلَاح التَّام والشاكي والشائك ذُو الشَّوْكَة وَالْحَد فِي سلاحه وَقَوله نَحن أَحَق بِالشَّكِّ من إِبْرَاهِيم لَيْسَ على ظَاهره وَإِثْبَات الشَّك لَهما بل هُوَ نفي الشَّك عَنْهُمَا أَي أَنه لم يشك وَنحن كَذَلِك وَقيل ذَلِك على سَبِيل التَّوَاضُع أَنه لم يشك وَلَو شكّ لَكُنْت أولى بِالشَّكِّ إعظاما لإِبْرَاهِيم وتنزيها لَهُ عَن الشَّك وتواضعا مِنْهُ (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كَأَنَّهُ قَالَ أَنا لَا أَشك فَكيف إِبْرَاهِيم وَقيل قَالَ ذَلِك جَوَابا لقوم قَالُوا شكّ إِبْرَاهِيم وَلم يشك نَبينَا مُحَمَّد (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فَقَالَ هَذَا على سَبِيل التَّنْزِيه لَهُ والتعظيم على مَا تقدم
(ش ك ل) قَوْله فِي صفته (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أشكل الْعَينَيْنِ هِيَ حمرَة فِي بياضهما وَتسَمى الشكلة والسحرة أَيْضا بِالضَّمِّ وَقد جَاءَ تَفْسِيره فِي كتاب مُسلم بوهم نذكرهُ بعد وَكره الشكال فِي الْخَيل جَاءَ تَفْسِيره فِي الحَدِيث أَن يكون فِي رجله الْيُمْنَى وَيَده الْيُسْرَى بَيَاض أَو فِي يَده الْيُمْنَى وَرجله الْيُسْرَى وَقَالَ أَبُو عبيد هُوَ أَن يكون ثَلَاث قَوَائِم مِنْهُ مُطلقَة وَوَاحِدَة محجلة أَو ثَلَاث قَوَائِم محجلة وَوَاحِد مُطلق قَالَ وَلَا يكون الشكال إِلَّا فِي الرجل تكون هِيَ الْمُطلقَة أَو المحجلة أخذا من الشكال لِأَنَّهُ كَذَلِك يكون وَقَالَ ابْن دُرَيْد الشكال أَن يكون تحجيله فِي يَد وَرجل من شقّ وَاحِد فَإِن تخالفا قيل شكال مُخَالف وَذكر المطرزي فِيهِ سِتَّة أَقْوَال غير هَذِه قيل هُوَ بَيَاض الْيَد الْيُمْنَى وَالرجل الْيُمْنَى وَقيل هُوَ بَيَاض الْيَد الْيُسْرَى وَالرجل الْيُسْرَى وَقيل بَيَاض الْيَدَيْنِ وَقيل بَيَاض الرجلَيْن وَيَد وَاحِدَة وَقيل بَيَاض الْيَدَيْنِ وَرجل وَاحِدَة وَقَول البُخَارِيّ فِي التَّفْسِير الشكلة بِكَسْر الْكَاف فِي وصف النِّسَاء هِيَ الغزلة والشكل بِالْكَسْرِ الدل يُقَال أَنَّهَا لحسنة الشكل وَذَات دلّ وَذَات شكل والشكل بِالْفَتْح الْمثل والشكل أَيْضا الْمَذْهَب والنحو وَكَذَلِكَ الشاكلة
(ش ك و) قَوْله فِي شكواه الَّذِي قبض فِيهِ وَعند الْأصيلِيّ فِي شكوه وَلغيره شكوته وَمَا لِابْنِ أَخِيك يشكوك وَقَوله وَهُوَ شَاك أَي مَرِيض واشتكى سعد شكوا مَقْصُور وَنظر فِي المرآت لشكوى أَصَابَته ويروى لشكو يُقَال شكوى منون أَيْضا وتشتكي عينهَا الشكاة والشكوى مَقْصُور والشكوى الْمَرَض يُقَال شكى يشكوا واشتكى شكاية وشكاوة وَشَكوا وشكوى قَالَ أَبُو عَليّ التَّنْوِين ردي جدا وَقل ابْن دُرَيْد الشكو مصدر شكوته وَقَوله يكثرون الشكاة وَشَكتْ مَا تلقى من الرَّحَى هُوَ من التشكي بالْقَوْل وَهُوَ من الشكوى أَيْضا يُقَال مِنْهُ شكى واشتكى قَالَ الله تَعَالَى) وتشتكي إِلَى الله
(وَمِنْه شَكَوْنَا إِلَى رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) حر الرمضاء فَلم يشكنا أَي حرهَا فِي إقدامهم لبعدهم عَن الْمَسْجِد ليعذرهم بذلك عَن التَّخَلُّف عَن صَلَاة الظّهْر جمَاعَة أَو يؤخروها إِلَى آخر النَّهَار فَلم يشكهم أَي فَلم يُحِبهُمْ إِلَى ذَلِك وَقيل لم يحوجنا إِلَى الشكوى بعد رَفعه الْحَرج عَنَّا يُقَال أشكيت فلَانا الجاته إِلَى الشكاية واشتكيته أَيْضا نزعت عَن أشكائه(2/252)
وَفِي خبر ابْن الزبير وَتلك شكاة ظَاهر عَنْك عارها قَالَ القتبي الشكاة الدَّم وَالْعَيْب وَحكى ابْن دُرَيْد أَنه من التشكي وَأول الْبَيْت يدل عَلَيْهِ وَظَاهر أبي زائل وَقد ذَكرْنَاهُ فِي بَابه وَعند الْأصيلِيّ فِي بَاب لبس الْحَرِير فِي الْحَرْب شكينا إِلَى رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بِالْيَاءِ.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
فِي بَاب الشكوى عَن عباد بن تَمِيم عَن عَمه أَنه شكى إِلَى رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كَذَا للأصيلي وَأبي ذَر والنسفي وَعند الْقَابِسِيّ شكى بِضَم الشين قَالَ الْقَابِسِيّ الْمَعْرُوف شكا يُقَال مِنْهُ يشكوا وَمِنْه فِي حَدِيث مَرْوَان مَا لِابْنِ أَخِيك يشكوك وَفِي رِوَايَة بَعضهم يشتكيك وَكِلَاهُمَا صَحِيح مِمَّا تقدم وَعند الطَّبَرِيّ يشكيك ذكر مُسلم عَن سماك فِي تَفْسِير أشكل الْعَينَيْنِ أَي طَوِيل شقّ الْعَينَيْنِ وَكَذَا ذكره عَنهُ التِّرْمِذِيّ وَغَيره وَفِي بعض نسخ مُسلم طَوِيل شفر الْعين وَالْمَعْرُوف عَن سماك مَا تقدم وَلم يقل سماك فِي هَذَا التَّفْسِير كُله شَيْئا وَالْوَجْه فِيهِ مَا اتّفق عَلَيْهِ أَئِمَّة اللُّغَة أَنَّهَا حمرَة فِي بَيَاض الْعين تخالطها كَمَا قدمْنَاهُ والشهلة حمرَة تخالط سوادها هَذَا قَول أبي عبيد وَغَيره
الشين مَعَ اللَّام
(ش ل ل) قَوْله شلت يَده وَقد شلت تشل وشل الْمَجْرُوح كُله بِفَتْح الشين وَهُوَ يبس الْيَد وَلَا يُقَال شلت بِالضَّمِّ وَالِاسْم الشلل وَيُقَال فِيمَا لم يسم فَاعله من ذَلِك أشلت يَده وأشلها الله
(ش ل و) قَوْله شلو ممزع قَالَ أَبُو عبيد الشلو بِكَسْر الشين الْعُضْو من اللَّحْم والممزع المقطع وَقَالَ الْخَلِيل الشلو الْجَسَد من كل شَيْء وَقيل الشلو الْقطعَة وَمِنْه قيل للعضو شلو
قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَالَّذِي هُنَا يجب أَن يكون الْجَسَد لقَوْله أوصال شلو يَعْنِي أَعْضَاء جَسَد وَلَا يُقَال أَعْضَاء عُضْو
الشين مَعَ الْمِيم
(ش م ت) قَوْله وَمن شماتة الْأَعْدَاء قيل هُوَ فَرح الْعَدو ببلية عدوه وَقَالَ الْمبرد هُوَ تقلب قلب الْحَاسِد فِي حالاته بَين الْحزن والفرح وَقَوله تشميت الْعَاطِس وشمته وفليشمته هُوَ الدُّعَاء لَهُ وأصل التشميت الدُّعَاء وَيُقَال بِالسِّين الْمُهْملَة وَقد ذَكرْنَاهُ
ش م ر) قَوْله وأنهما لمشمرتان أَي رافعتا إزرهما بِدَلِيل قَوْله أرى خدم سوقهما
(ش م ط) قَوْله شمط رَأسه بِفَتْح الشين وَكسر الْمِيم وَلَيْسَ فِي أَصْحَابه أشمط هُوَ اخْتِلَاط الشيب بالشعر قَالَه الْخَلِيل وَقَالَ أَبُو حَاتِم هُوَ أَن يَعْلُو الْبيَاض فِي الشّعْر السوَاد وَقَالَ ابْن الانباري هُوَ عِنْد الْعَرَب اخْتِلَاط الْبيَاض بِالسَّوَادِ وَقَالَ الاصمعي اذا رآ الرجل الْبيَاض فِي رَأسه فَهُوَ أشمط وَقَوله لَو شِئْت أعد شمطاته بِفَتْح الْمِيم أَي شيباته وَهَذَا تَصْحِيح قَول الْأَصْمَعِي الْمُتَقَدّم وَقَالَ ثَابت كل لونين اختلطا فَهُوَ شمط
(ش م ل) قَوْله عَلَيْهِ شملة هُوَ كسَاء يشْتَمل بِهِ وَقيل إِنَّمَا الشملة إِذا كَانَ لَهَا هدب وَقَالَ ابْن دُرَيْد هُوَ كسَاء يؤتزر بِهِ وَقَالَ الْخَلِيل المشملة بِالْكَسْرِ كسَاء لَهُ خمل متفرق يلتحف بِهِ دون القطيفة وَفِي البُخَارِيّ فِي الحَدِيث الْبردَة الشملة وَقيل الشملة كل مَا اشْتَمَل بِهِ الْإِنْسَان من الملاحف وَالْبرد وَقَوله نهى عَن اشْتِمَال الصماء هُوَ إدارة الثَّوْب على جسده لَا يخرج مِنْهُ يَدَيْهِ وَالِاسْم مِنْهُ الشملة وَيُقَال لَهَا الشملة الصماء وَهُوَ التلفع أَيْضا وَأما الاشتمال على الْمَنْكِبَيْنِ الَّذِي ذكره فِي البُخَارِيّ الزُّهْرِيّ فَهُوَ التوشيح وَلَيْسَ من هَذَا وَيَأْتِي مُفَسرًا فِي حرف الْوَاو وَنهى الشَّرْع عَنهُ لوَجْهَيْنِ أَحدهمَا أَنه إِن أَتَاهُ مَا يكرههُ ويؤذيه لم يُمكنهُ إِخْرَاجه يَدَيْهِ بِسُرْعَة وَقيل إِنَّمَا نهى عَنْهَا فِي الصَّلَاة لِأَنَّهُ إِذا أخرج يَدَيْهِ فِي الصَّلَاة انكشفت عَوْرَته فَإِذا كَانَ مؤتزرا لم ينْه عَنْهَا وَقيل أَيْضا أَنَّهَا الاشتمال بِهِ وَرَفعه من أحد جانبيه على أحد مَنْكِبَيْه وَلَيْسَ عَلَيْهِ غَيره فتنكشف عَوْرَته وَقَوله يُصَلِّي فِي ثوب(2/253)
وَاحِد مُشْتَمِلًا بِهِ وَاضِعا أحد طَرفَيْهِ على عَاتِقيهِ هَذَا لَيْسَ باشتمال الصماء وَهُوَ الاضطباع أَو التوشح كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث الآخر ملتحفا بِهِ وَقَوله فَهبت ريح الشمَال بِفَتْح الشين وَالْمِيم هِيَ الرّيح الجوفية الَّتِي تَأتي من دبر الْقبْلَة مُقَابلَة الْجنُوب وَيُقَال فِيهِ شَمل أَيْضا بِغَيْر ألف وشمأل بِسُكُون الْمِيم وهمز الْألف وشأمل بِتَقْدِيم الْهمزَة وشمول بِضَم الْمِيم
(ش م س) قَوْله كَأَنَّهَا أَذْنَاب خيل شمس بِضَم الْمِيم وإسكانها مَعًا هِيَ الَّتِي لَا تَسْتَقِر إِذا نخست وَهُوَ فِي النَّاس الْعسر يُقَال فِي جمعه شموس وَفِي الدَّوَابّ شمس أَيْضا وَقد شمس والشماس فِي الدَّوَابّ كالقماص وَقَوله شمس نَاسا فِي أَدَاء الْجِزْيَة مَعْنَاهُ مَا جَاءَ فِي الحَدِيث الآخر يقيمهم فِي الشَّمْس وَقد صب على رؤوسهم الزَّيْت يعد بهم بذلك.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
قَوْله فِي حَدِيث زُهَيْر بن حَرْب وأخفى الصَّدَقَة حَتَّى لَا تعلم يَمِينه مَا تنْفق شِمَاله كَذَا فِي جَمِيع نسخ مُسلم وَهُوَ مقلوب وَصَوَابه بِتَقْدِيم الشمَال وَكَذَا جَاءَ فِي الْمُوَطَّأ وَالْبُخَارِيّ وَسَائِر الْمَوَاضِع وَهُوَ من وهم الروَاة عَن مُسلم بِدَلِيل تسويته إِيَّاه بِحَدِيث مَالك وَقَوله فِيهِ بِمثل حَدِيث عبيد الله وَلَو خَالفه فِي هَذَا لبينه كَمَا بَين الْفَصْل الآخر فِيهِ
الشين مَعَ النُّون
(ش ن أ) قَوْله شنئان هُوَ البغض وَيُقَال فِيهِ شنئان أَيْضا وَهُوَ مصدر وَيكون بالإسكان اسْما
(ش ن ج) قَوْله وتشنجت الْأَصَابِع أَي تقبضت
(ش ن ر) قَوْله فِي الْغلُول نَار وشنار هُوَ الْعَيْب والعار
(ش ن ظ) وَقَوله الشنظير وَصله فِي الحَدِيث بقوله الفحاش وَكَذَا فسره صَاحب الْعين وَقد يحْتَمل أَنه فِي الحَدِيث وصف آخر قَالَ الْهَرَوِيّ هُوَ السيء الْخلق وَقَالَ صَاحب الْعين الشنظير الْفَاحِش من الرِّجَال القلق وشنظر الْقَوْم شتم إعراضهم
(ش ن ن) قَوْله تَوَضَّأ من شن مُعَلّق وشنة مَاء وَحَتَّى صَار شنا وَكَأَنَّهُ فِي شنة وَذكر الشن والشنان والشنة فِي غير حَدِيث الشن والشنة بِالْفَتْح الْقرْبَة البالية وَجَمعهَا شنان بِالْكَسْرِ وكل سقاء خلق شن وشجب وضبطها بعض الروَاة بِكَسْر الشين وَلَيْسَ بِشَيْء وش القارة أَي فرقها وصبها كصب المَاء وتفريقه
(ش ن ف) قَوْله وَقد شنفوا لَهُ بِكَسْر النُّون أَي تجهموا لَهُ وأبغضوه والشنف البغض بِفَتْح الشين وَالنُّون والمشنف الْمُبْغض بِكَسْرِهَا وَقد شنف لَهُ وشنف مَعًا
(ش ن ق) قَوْله فَحل شناقها يَعْنِي الْقرْبَة قَالَ أَبُو عبيد هُوَ الْخَيط الَّذِي تعلق بِهِ يُقَال اشنقها إِذا علقها وَقَالَ ابْن دُرَيْد كل شَيْء علقته فقد شنقته وشنقت الْقرْبَة ربطت طرف وكائها بِيَدَيْهَا بوتد إِلَى جِدَار وَقَالَ غَيره حل شناقها أَي ربطها والشناق الْخَيط الَّذِي يشد بِهِ قَالَ أَبُو عبيد وَهَذَا أشبه وَقَوله فشنق للقصواء وشنق لَهَا يُقَال شنقت النَّاقة وأشنقتها إِذا كففتها وعطفت رَأسهَا بالزمام حَتَّى يُقَارب قفاها قادمة الرحل.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
قَوْله فِي حَدِيث بَوْل الْأَعرَابِي فشنه عَلَيْهِ يَعْنِي المَاء كَذَا لكافتهم وَعند الطَّبَرِيّ فسنه بِالْمُهْمَلَةِ وهما بِمَعْنى مُتَقَارب وَقيل بِمَعْنى الصب مَعًا وَقد ذَكرْنَاهُ فِي حرف السِّين
الشين مَعَ الْعين
(ش ع ب) قَوْله إِذا جلس بَين شعبها الْأَرْبَع يَعْنِي الْمَرْأَة قيل مَا بَين يَديهَا ورجليها وَقيل مَا بَين رِجْلَيْهَا وشفريها والشعب النواحي وَجَاء فِي كتاب مُسلم فِي حَدِيث زُهَيْر وَأبي غَسَّان بَين أشعبها الْأَرْبَع وَقَوله حَتَّى إِذا كَانَ فِي الشّعب بِالْكَسْرِ هُوَ مَا انفرج بَين الجبلين وَمِنْه يتبع بهَا شعب الْجبَال على رِوَايَة من رَوَاهُ كَذَلِك وَهِي فجوجها وَمَا انفرج مِنْهَا وَقد ذَكرْنَاهُ فِي حرف السِّين وَالِاخْتِلَاف فِيهِ وَمِنْه فِي الحَدِيث الآخر فِي شعب من الشعاب يعبد ربه وَقَوله وَلَو سلكت الْأَنْصَار(2/254)
وَاديا أَو شعبًا مِنْهُ وَقَالَ يَعْقُوب الشّعب الطَّرِيق فِي الْجَبَل وَقَوله الْإِيمَان كَذَا وَكَذَا شُعْبَة أَي فرقة وخصلة بِضَم الشين وَأما الشّعب بِالْفَتْح وَحكى فِيهِ الْكسر فواحد الشعوب قَالَ الله تَعَالَى) وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا
(قَالَ صَاحب الْعين وَيَعْقُوب الشّعب الْقَبِيلَة الْعَظِيمَة وَقَالَ ابْن دُرَيْد هُوَ الْحَيّ الْعَظِيم نَحْو حمير وقضاعة وجرهم وَقَالَ صَاحب الْعين والقبيلة دونهَا وَهَذَا قَول ابْن الْكَلْبِيّ وَقَالَ الزبير الْقَبَائِل ثمَّ الشعوب وَقَالَ غَيره هُوَ الْحَيّ الْعَظِيم يتشعب من الْقَبِيلَة وَقد ذكرنَا من هَذَا فِي حرف الْبَاء والطاء بأوسع من هَذَا شَيْئا وَقَوله اتخذ مَكَانا الشّعب سلسلة هَذَا بِالْفَتْح هُوَ الصدع فِي الشَّيْء يُقَال شعبت الشَّيْء شعبًا لأمته وشعبته أَيْضا إِذا فرقته مخففا وَقَالَ الْهَرَوِيّ هُوَ من الأضداد وَقَالَ ابْن دُرَيْد لَيْسَ من الأضداد وَلكنهَا لُغَة لقوم
(ش ع ث) قَوْله أَشْعَث وَحَتَّى تمتشط الشعثة وشعث رَأسه وَلنْ يزِيدهُ المَاء إِلَّا شعثا ويأتون شعثا يُقَال رجل شعث وَشعر شعث وَأَشْعَث فيهمَا وَامْرَأَة شعثاء وشعثة وَهُوَ المتلبد الشّعْر المغير وَقَوله أَسأَلك رَحْمَة تلم بهَا شعثي أَي تجمع بهَا مفترق أَمْرِي
(ش ع ر) قَوْله أشعرنها إِيَّاه أَي اجعلنه مِمَّا يَلِي جَسدهَا والشعار من الثِّيَاب مَا يَلِي الْجَسَد لِأَنَّهُ يَلِي شعره والدثار مَا على الشعار وَفِي البُخَارِيّ فَسرهَا فِي الحَدِيث الفقها فِيهِ وَقَالَ ابْن وهب اجعلن لَهَا مِنْهُ شبه المئزر وَذكر الْمشعر الْحَرَام ومشاعر الْحَج وشعائر الله وشعائر الْحَج المشاعر وأحدها مشْعر والشعائر وأحدها شعيرَة وَيُقَال شعارة وَهِي أُمُوره ومناسكه وَمَعْنَاهُ علاماته وَقيل الشعائر الذَّبَائِح وَقَالَ الْفراء والأخفش هِيَ أُمُور الْحَج وَقَالَ الزّجاج الشعائر كلهَا مَا كَانَ من موقف ومسعى وَذبح من قَوْلهم شَعرت بِهِ أَي علمت وَقَالَ الْأَزْهَرِي الشعائر المعالم وَقَالَ غَيره فِي المشاعر مثله وَذكر أشعار الْبدن وَهُوَ من هَذَا وَهُوَ تعليمها بعلامة وَذَلِكَ شقّ جلد سنامها عرضا من الْجَانِب الْأَيْمن فيدمي جنبها فَيعلم أَنَّهَا هدى عِنْد الْحِجَازِيِّينَ وَأَشْعَارهَا عِنْد الْعِرَاقِيّين تقليدها بقلادة وَقَوله لم أشعر فنحرت قبل أَن أرمي وَمَا شَعرت أَي أعلمت قَالَ الله تَعَالَى) وَمَا يشعركم أَنَّهَا إِذا جَاءَت لَا يُؤمنُونَ
(وَقَوله أَلا لَيْت شعري من هَذَا أَي لَيْتَني أعلم وليت علمي هَل يكون كَذَا قَالَ ثَابت وأصل الْكَلِمَة بِالْهَاءِ يُقَال شَعرت شَعْرَة فحذفوا الْهَاء من لَيْت شعري قَالَ من يوثق بمعرفته وَأنكر أَبُو زيد شَعْرَة وَقَالَ فِيهِ شعرًا وشعرا وَقَوله فشق من قصه إِلَى شعرته بِكَسْر الشين هُوَ شعر الْعَانَة والجميع شعر بِالْكَسْرِ وأحدها شَعْرَة وَيُقَال شعرًا أَيْضا
(ش ع ل) قَوْله واشثد اشتعال الْقِتَال وَقَوله حَتَّى إِذا اشتعلت وشب ضرامها يَعْنِي الْحَرْب أَي عظم أمرهَا واحتد شبهها باشتعال النَّار وَهُوَ التهابها وَيسْتَعْمل أَيْضا فِي الْحَرْب وَقَوله يَتبعني بشعلة من نَار وانطفت شعلة كِلَاهُمَا بِضَم الشين الشعلة مَا اتَّخذت فِيهِ النَّار والتهبت فِيهِ من شَيْء وأشعلتها ألهبتها
(ش ع ن) قَوْله فجَاء رجل مشعان الرَّأْس بِضَم النُّون وَسُكُون الشين وَتَشْديد النُّون أَي متفشة قَالَ الْأَصْمَعِي رجل مشعان وَشعر مشعان ثَائِر مفترق وَهُوَ المنتفش هَذَا الْمَعْرُوف وَقَالَ الْمُسْتَمْلِي هُوَ الطَّوِيل جدا الْبعيد الْعَهْد بالدهن الشعث
(ش غ ف) قَول البُخَارِيّ فِي التَّفْسِير وَأما شغفها من الشغوف لم تزل الْعَرَب تَقول فلَان مشغوف بفلانة أَي برح بِهِ حبها وَمِنْه قَوْله تَعَالَى) قد شغفها حبا
(وَتَأْتِي بعد فِي الشين وَالْعين بِتَمَامِهِ وَقَوله يتبع بهَا شعف الْجبَال أَي رؤوسها وأطرافها وَقد مر فِي السِّين.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
قَوْله فِي الْحَج فِيمَن طَاف حل مَا فِي هَذِه الْفتيا الَّتِي تشغفت أَو تشغبت بِالْفَاءِ وَالْبَاء وروى بِالْعينِ الْمُهْملَة فِي الآخر أَيْضا أَي تَفَرَّقت وَاخْتلفت واختلطت وَقد(2/255)
ذَكرنَاهَا وَجُمْلَة الِاخْتِلَاف فِي لَفظهَا وَمَعْنَاهَا فِي حرف الْفَاء وَكَذَلِكَ الْخلاف فِي قَوْله يتبع شعف الْجبَال وَقد فسرناها وَقَوله لَو سلكت الْأَنْصَار وَاديا أَو شعبًا لَسَلَكْت وَادي الْأَنْصَار أَو شِعْبهمْ وَفِي رِوَايَة مَنْصُور وَاديا وشعبا كَذَا للعذري وَلغيره وشعبه وَالصَّوَاب رِوَايَة العذري وَالْأول رب أَو بِدَلِيل آخر الحَدِيث وَقَوله كلف بِأَن يعْقد بَين شعيرتين من نَار كَذَا لَهُم وللنسفي وَابْن السكن شعرتين وَهُوَ وهم وَالْمَعْرُوف وَالْمَحْفُوظ الْمَذْكُور فِي الْأَحَادِيث شعيرتين وَقَوله فَقَالُوا حَبَّة فِي شَعْرَة كَذَا فِي كتاب الْأَنْبِيَاء
الشين مَعَ الْغَيْن
(ش غ ر) قَوْله نهى عَن نِكَاح الشّغَار بِكَسْر الشين فسره فِي الحَدِيث قيل أَصله من النِّكَاح سمي بِهِ وَقيل من رفع الرجل لِأَنَّهُ من هَيئته وَقيل من رفع الصَدَاق قيه وَبعده مِنْهُ
(ش غ ف) قَوْله شغفني رَأْي من رَأْي الْخَوَارِج ضبطناه بِالْعينِ والغين مَعًا أَي لصق بقلبي وداخله والشعاف حجاب الْقلب وَقيل سويداؤه وَهُوَ أَيْضا الشغف وَيكون شغفي أَيْضا أَي علق بِي وَقيل ذَلِك مَعًا فِي قَوْله تَعَالَى قد شغفها حبا وعَلى رِوَايَة الْعين الْمُهْملَة يكون بِمَعْنى مَا تقدم أَي لصق بأعلا قلبِي شعفته أَعْلَاهُ وَهُوَ مُعَلّق النياط قَالَ أَبُو عبيد المشغوف بِالْمُعْجَمَةِ الَّذِي بلغ حبه شغَاف قلبه وبالمهملة الَّذِي خلص الْحبّ إِلَى قلبه فأحرقه وَيكون أَيْضا بِمَعْنى أفزعني وراعني قَالَ الْهَرَوِيّ الشغف الْفَزع حَتَّى يذهب بِالْقَلْبِ وَقد مر تَفْسِير الشعف بِالْعينِ الْمُهْملَة
الشين مَعَ الْفَاء
(ش ف ر) قَوْله فَأخذت الشَّفْرَة هِيَ بِفَتْح الشين السكين نَفسهَا وشفرة السَّيْف حَده وشفير جَهَنَّم حرفها وَكَذَلِكَ شَفير الْوَادي وشفير الْعين منبت الشّعْر فِي الجفن وَهُوَ حرفه بِضَم الشين وَفتحهَا
(ش ف ع) قَوْله قَامَ فِي الشفع وَإِن كَانَ صلى خمْسا شفعن لَهُ صلَاته وشفعها بِهَاتَيْنِ السَّجْدَتَيْنِ وَذكر الشفع وَالْوتر قَالَ القتبي الشفع الزَّوْج وَأما فِي الْآيَة فَقيل الْوتر الله وَالشَّفْع جَمِيع الْخلق وَقيل الشفع يَوْم النَّحْر وَالْوتر يَوْم عَرَفَة وَقيل الشفع وَالْوتر الإعداد كلهَا وَقيل الْوتر آدم شفع بزوجه حَوَّاء وَقَوله الشُّفْعَة فِي كل شرك وَفِي كل مَا لم يقسم من أَرض بِسُكُون الْفَاء قَالَ ثَعْلَب الشُّفْعَة اشتقاقها من الزِّيَادَة لِأَنَّهُ يضم مَا شفع فِيهِ إِلَى نصِيبه وَذكر الشَّفَاعَة فِي الآخر وادخرت دَعْوَتِي شَفَاعَة لأمتي يَوْم الْقِيَامَة مَعْنَاهَا الرَّغْبَة وَهِي من الزِّيَادَة فِي الرَّغْبَة وَالْكَلَام وشفع أول كَلَامه بِآخِرهِ وَأما قَوْله فِي أبي طَالب لَعَلَّه تَنْفَعهُ شَفَاعَتِي يَوْم الْقِيَامَة على سَبِيل التَّجَوُّز لِأَن الله قد نهى عَن الاسْتِغْفَار لمثله وأعلمه أَنه لَا تنفعهم شَفَاعَة الشافعين لَا يشفع فيهم وَلَا لَهُم شُفَعَاء وَأَنَّهَا شَفَاعَة بِالْحَال أَي بركتي وَكَونه من سببى فيخفف عَنهُ وَيكون فِي ضحضاح من نَار كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيث وَهُوَ الشَّيْء الْقَلِيل مِنْهُ وضحضاح المَاء الَّذِي على وَجه الأَرْض وَهُوَ كَمَا قَالَ الشَّاعِر
(فِي وَجهه شَافِع يمحوا أساءته)
أَي بِحَالهِ وجماله لَا بمقاله وَقَوله اشفعوا توجروا يحْتَمل أَنه فِي حوائج الدُّنْيَا وَهُوَ ظَاهره بِدَلِيل آخر الحَدِيث وَيحْتَمل أَنه فِي المذنبين مَا عدا الْحُدُود المحدودة فقد جَاءَ النَّهْي عَن الشَّفَاعَة فِيهَا
(ش ف ف) قَوْله أَلا يشف فَإِنَّهُ يصف بِفَتْح الْيَاء مشدد الآخر أَي يُبْدِي مَا وَرَاءه من الْجِسْم ويظهره لرقته والشف الثَّوْب الرَّقِيق بِفَتْح الشين وَكسرهَا مَعًا وَقَوله وَلَا تشفوا بَعْضهَا على بعض بِضَم التَّاء أَي لَا تفضلوا وَلَا تَزِيدُوا والشف بِالْكَسْرِ الزِّيَادَة وَالنُّقْصَان أَيْضا وَهُوَ من الأضداد والشف بِالْفَتْح اسْم الْفِعْل من ذَلِك شف هَذَا على هَذَا أَي زَاد وَقَوله وَإِذا شرب اشتف على رِوَايَة من رَوَاهُ استقصى وَلم يبْق شَيْئا وَقد ذَكرْنَاهُ فِي السِّين
(ش ف ق) قَوْله حِين غَابَ الشَّفق والشفق الْحمرَة الَّتِي تبقى فِي السَّمَاء بعد مغيب الشَّمْس وَهِي بَقِيَّة شعاعها هَذَا قَول أهل اللُّغَة وفقهاء(2/256)
أهل الْحجاز وَقَالَ بَعضهم هُوَ الْبيَاض الَّذِي يبْقى بعد الْحمرَة وَهُوَ قَول الْفُقَهَاء من أهل الْعرَاق وَحكى عَن مَالك الْقَوْلَانِ وَالْأول مَشْهُور قَوْله وَقَالَ بعض أهل اللُّغَة الشَّفق ينْطَلق على الْبيَاض والحمرة لَكِن تعلق الْعِبَادَة بِأَيِّهِمَا هَل هُوَ بمغيب أول مَا ينْطَلق عَلَيْهِ الِاسْم أَو آخِره وَهُوَ مَوضِع اخْتِلَاف الْفُقَهَاء فِي هَذَا الأَصْل وَقَالَ بعض أهل اللُّغَة الشَّفق من الألوان الْأَحْمَر غير القاني والأبيض غير الناصع
(ش ف هـ) قَوْله فَإِن كَانَ الطَّعَام مشفوها فليضع فِي يَده مِنْهُ أَكلَة أَو أكلتين المشفوه الْكثير الأكلين وَكَذَلِكَ مَاء مشفوه إِذا أَكثر عَلَيْهِ النَّاس كَأَنَّهُ من كَثْرَة الشفاه عَلَيْهِ وَمِنْه بير شفة أَي بير شرب وَقيل مشفوه مَحْبُوب وَقَوله حَتَّى تشافهني أَي تُخبرنِي بِهِ من فِيهَا وشفتيها وَمِنْه فَأَحْبَبْت أَن أشافه بِهِ سَعْدا أَي اسْمَعْهُ مِنْهُ والمشافهة الْكَلَام بِغَيْر وَاسِطَة وَقَوله حَتَّى قَامَ على شفة الركي أَي حاشيتها وجانب فمها والركي البير اسْتعَار لَهُ الشّفة وَبَعْضهمْ ضبط شقة البير بِكَسْر الشين وَالْقَاف الْمُشَدّدَة يُرِيد أحد ناحيتها وَالْأول الصَّوَاب
(ش ف ي) قَوْله فِي حَدِيث أبي ذَر مَا شفتيني أَي مَا بلغت مرادي من شرح الْأَمر وَإِزَالَة مَا بِي من شغل سرى بِهِ وأرحتني مِنْهُ والشفاء الرَّاحَة والشفاء الدَّوَاء وَقَوله الله يشفيك اللَّهُمَّ اشف أَنْت الشافي لَا شِفَاء إِلَّا شفاؤك مَمْدُود مِنْهُ أَي اكشف الْمَرَض وارح مِنْهُ يُقَال شفى الله الْمَرِيض وأشفيته طلبت لَهُ شِفَاء وَقَوله عَن حسان حِين هجا الْمُشْركين فشفى واستشفى أَي شفى قُلُوب الْمُؤمنِينَ بِمَا أَتَى بِهِ من هجومهم واشتفى هُوَ مِمَّا فِي نَفسه من ذَلِك وَقَوله أشفيت مِنْهُ على الْمَوْت يُرِيد اشرفت وَقربت قَالَ القتبي وَلَا يُقَال أشفى إِلَّا فِي الشَّرّ وَقَوله إِذا أشفى ورع وَقع هَذَا الحَدِيث عَن عمر فِي موطأ ابْن بكير وَلَيْسَ عِنْد يحيى وَمَعْنَاهُ إِذا أشرف على مَا يَأْخُذهُ كف أَو على مَعْصِيّة ورع أَي تورع عَنْهَا وكف وَقَوله بأشفى تقدم فِي الْهمزَة.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
قَوْله فِي بَاب الْحَلْوَاء وَالْعَسَل وَكَانَ يخرج إِلَيْنَا العكة مَا فِيهَا شَيْء فنشتفها كَذَا لَهُم أَي نتقضى مَا فِيهَا من بَقِيَّة كَمَا قَالَ فنلعق مَا فِيهَا وَقد فسرنا هَذَا الْمَعْنى وَرَوَاهُ الْمروزِي والبلخي بِالسِّين وَلَا وَجه لَهُ هُنَا وَعند ابْن السكن والنسفي فيشتقها بِالْقَافِ وَالْيَاء وَهُوَ أوجه الرِّوَايَات مَعَ قَوْله فنلعق مَا فِيهَا
الشين مَعَ الْقَاف
(ش ق ح) قَوْله فِي النَّهْي عَن بيع الثِّمَار حَتَّى تشقح بِضَم التَّاء وَفتح الشين وَآخره حاء مُهْملَة فَسرهَا فِي الحَدِيث حَتَّى تحمار وتصفار يُقَال شقحت النَّخْلَة مشددا وأشقحت إِذا تغير بسرها الْأَخْضَر إِلَى الْأَصْفَر وَقيل إِلَى الاحمرار وَضَبطه أَبُو ذَر بِفَتْح الْقَاف فَإِذا كَانَ هَذَا فَيجب أَن تكون مُشَدّدَة وَالتَّاء مَفْتُوحَة تفعل مِنْهُ وَقد جَاءَ فِي حَدِيث آخر بِالْهَاءِ مَكَان الْحَاء وَهُوَ صَحِيح بِمَعْنَاهُ مُفَسّر فِي الحَدِيث أَيْضا
(ش ق ص) قَوْله من أعتق شِقْصا لَهُ من عبد كَذَا رِوَايَة ابْن ماهان فِي حَدِيث ابْن معَاذ وَلغيره شقيصا فِي كتاب مُسلم وَرِوَايَة الكافة فِي البُخَارِيّ فِي كتاب الشّركَة فِي حَدِيث أبي النُّعْمَان وللجرجاني هُنَا شركا وَرِوَايَة جَمَاعَتهمْ فِي البُخَارِيّ فِي حَدِيث بشر بن مُحَمَّد فِي كتاب الشّركَة وَفِي كتاب الْعتْق لجمهورهم شقيصا وَكَذَلِكَ لرواة مُسلم فِي غير حَدِيث ابْن معَاذ وَكِلَاهُمَا صَحِيح والشقص بِالْكَسْرِ والشقيص النَّصِيب مثل النّصْف والنصيف وَفِي الجمهرة الشقيص الْقَلِيل من كل شَيْء وَقَوله كواه بمشقص بِكَسْر الْمِيم وبمشاقص هُوَ نصل السهْم الطَّوِيل غير العريض وَقَالَ ابْن دُرَيْد هُوَ الطَّوِيل العريض وَجمعه مشاقص وَقَالَ الدَّاودِيّ المشقص السكين واراه فسره على الْمَعْنى وَلَا يَصح وَفِي رِوَايَة الطَّبَرِيّ فِي حَدِيث حميد فَشدد إِلَيْهِ بمشقاص
(ش ق ق) قَوْله فشق(2/257)
فِي الْوَفَاة فشق بَصَره بِفَتْح الشين بِمَعْنى شخص فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى وَقد فسرناه وَقَوله وَمن يشاق يشقق الله عَلَيْهِ قيل يحْتَمل أَن يُرِيد بِهِ الْخلاف وشق الْعَصَا وَيحْتَمل أَن يُرِيد أَنه يحمل النَّاس على مَا يشق عَلَيْهِم وَقَوله لَوْلَا أَن أشق على أمتِي لأمرتهم بِالسِّوَاكِ أَي أثقل عَلَيْهِم وَمِنْه لقد شقّ عَلَيْهِ اخْتِلَاف أَصْحَاب مُحَمَّد (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَي ثقل وَعظم على يُقَال مِنْهُ شققت عَلَيْهِ شقا بفتحهما إِذا دخلت عَلَيْهِ مشقة وَثقل وَمِنْه وَمَا أُرِيد أَن أشق عَلَيْك وبالكسر الْجهد وَمِنْه قَوْله تَعَالَى إِلَّا بشق الْأَنْفس وَقَوله فِي العَبْد غير مشقوق عَلَيْهِ من هَذَا أَي غير مجهود وملتزم مَا يثقل عَلَيْهِ وَقَوله جئْنَاك من شقة بعيدَة أَي من مسير بعيد فِيهِ مشقة وَقَوله فِي الْقَمَر كَأَنَّهُ شقّ جفْنه بِالْكَسْرِ أَي نصفهَا وشق كل شَيْء نصفه وَقَوله يشق عصاهم أَي يفرق جَمَاعَتهمْ وَقد تقدم فِي الْعين وَقَوله فَتنحّى لشق وَجهه الَّذِي أعرض عَنهُ بِالْكَسْرِ أَي بجانبه والشق بِالْكَسْرِ الْجَانِب
(ش ق هـ) قَوْله نهى عَن بيع الثِّمَار حَتَّى تشقه بِمَعْنى تشقح فِي الحَدِيث الآخر وَقد ذَكرْنَاهُ وَقيل هُوَ على الْبَدَل كَمَا قَالُوا مدحه ومدهه وَقيل الْمَعْرُوف بِالْحَاء وضبطناه على أبي بَحر تشقه بِسُكُون الشين وَقدمنَا أَنه يُقَال شقحت وأشقحت وَهَذَا مثله
(ش ق ي) قَوْله أعوذ بك من دَرك الشَّقَاء وشقى وَلَا يشقى بهم جليسهم وَقيل فِي التَّعَوُّذ من دَرك الشَّقَاء أَنه قد يكون فِي أُمُور الدُّنْيَا وَالْآخِرَة وَيكون فِي سوء الخاتمة عِنْد الْمَوْت أَو فِي الْآخِرَة من الْعقُوبَة أَو يكون من الْجهد وَقلة الْمَعيشَة فِي الدُّنْيَا والشقاء مَمْدُود والشقوة بِالْفَتْح وَالْكَسْر والشقاوة بِالْفَتْح لَا غير ضد السَّعَادَة وَأَصله بِمَعْنى الخيبة يُقَال لمن سعى فِي أَمر يبطل سَعْيه شقى بِهِ وضده سعد بِهِ.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
قَوْله وجدني فِي أهل غنيمَة بشق بِالْكَسْرِ قَالَ أَبُو عبيد كَذَا يَقُول المحدثون قَالَ الْهَرَوِيّ وَالصَّوَاب بشق قَالَ أَبُو عبيد هُوَ بِالْفَتْح مَوضِع بِعَيْنِه وَقَالَ ابْن الْأَنْبَارِي هُوَ بِالْفَتْح وَالْكَسْر مَوضِع وَقَالَ ابْن حبيب وَابْن أبي أويس يَعْنِي بشق جبل لقلتهم وَقلة غَنمهمْ وَهَذَا يَصح على رِوَايَة الْفَتْح أَي شقّ فِيهِ كالغار وَنَحْوه على رِوَايَة الْكسر أَي فِي ناحيته وَبَعضه وَالْفَتْح على هَذَا التَّفْسِير أظهر وَقَالَ القتبي ونفطويه أَن الشق بِالْكَسْرِ هُنَا الشظب من الْعَيْش والجهد وَهُوَ صَحِيح وَهُوَ أولى الْوُجُوه عِنْدِي قَالَ الله تَعَالَى) إِلَّا بشق الْأَنْفس
(أَي بجهدها قَوْله فِي خبر مُوسَى هوى شقي كَذَا لكافتهم وَرَوَاهُ بَعضهم شقي وَالْمَعْرُوف الأول إِلَّا على لُغَة طَيء وَقَوله ينظر من صائر الْبَاب شقّ الْبَاب بِالْفَتْح للْجَمَاعَة وَضَبطه الْأصيلِيّ شقّ بِكَسْر الشين وَصحح عَلَيْهِ وَقَالَ صَحَّ لَهُم وَهُوَ وهم
الشين مَعَ السِّين
(ش س ع) قَوْله شاسع الدَّار أَي بعيدها قَوْله إِذا انْقَطع شسع نعل أحدكُم أَي الشّرك الَّذِي يدْخل بَين أَصَابِع الرجل وَهُوَ القبال
الشين مَعَ الْهَاء
(ش هـ ب) قَوْله وَأرْسلت عَلَيْهِم الشهب وبشهاب من نَار الشهَاب الْكَوْكَب الَّذِي يَرْمِي بِهِ وَجمعه شهب وشهاب النَّار كل عود شعلت فِي طرفه النَّار وَهُوَ القبس والجذوة وَقَوله تَعَالَى بشهاب قبس من بَاب إِضَافَة الشَّيْء إِلَى نَفسه فِي قِرَاءَة من لم ينون
(ش هـ د) قَوْله كنت لَهُ شَهِيدا أَو شَفِيعًا يَوْم الْقِيَامَة كَذَا جَاءَ فِي هَذَا الْكتاب قيل هُوَ على الشَّك وَيبعد عِنْدِي لِأَن هَذَا الحَدِيث رَوَاهُ نَحْو الْعشْرَة من أَصْحَاب النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بِهَذَا اللَّفْظ وَيبعد تطابقهم فِيهِ على الشَّك وَالْأَشْبَه أَنه صَحِيح وَأَن أَو للتقسيم فَيكون(2/258)
شَهِيدا لبَعْضهِم شَفِيعًا للآخرين أما شَهِيدا لمن مَاتَ فِي حَيَاته كَمَا قَالَ (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أما أَنا شَهِيد على هَؤُلَاءِ
شَفِيعًا لمن مَاتَ بعده أَو شَهِيدا على المطيعين شَفِيعًا للعاصين وشهادته لَهُم بِأَنَّهُم مَاتُوا على الْإِسْلَام ووفوا بِمَا عَاهَدُوا الله عَلَيْهِ أَو تكون أَو بِمَعْنى الْوَاو فَيخْتَص أهل الْمَدِينَة بِمَجْمُوع الشَّهَادَة والشفاعة وَغَيرهم بِمُجَرَّد الشَّفَاعَة وَالله أعلم وَقد روى حَدِيث فِيهِ لَهُ شَهِيدا وشفيعا قَوْله اللاعنون لَا يكونُونَ شُفَعَاء وَلَا شُهَدَاء يَوْم الْقِيَامَة يحْتَمل أَن يُرِيد لَا يشْهدُونَ فِيمَن يشْهد مَعَ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) يَوْم الْقِيَامَة على الْأُمَم الخالية وَلَا يشفعون معاقبة لَهُم بلعنهم وَقد قيل هَذَا فِي معنى الشَّهِيد الْمَقْتُول أَو تكون شَهَادَتهم هُنَا أَن يرَوا ويشاهدوا مَا لَهُم من الْخَيْر والمنازل حِين مَوْتهمْ وَقيل هَذَا أَيْضا فِي معنى تَسْمِيَة الشَّهِيد وَقيل سمي الشَّهِيد شَهِيدا لِأَن الله وَمَلَائِكَته شهدُوا لَهُ بِالْجنَّةِ وَقيل لِأَنَّهُ شَاهد مَا لَهُ وأحيى كَمَا قَالَ الله تَعَالَى) أَحيَاء عِنْد رَبهم يرْزقُونَ
(وَقَوله الشُّهَدَاء سَبْعَة المبطون شَهِيد قيل سمي الشَّهِيد وَهَؤُلَاء شُهَدَاء وَغَيرهم مِمَّن سمي بذلك لأَنهم أَحيَاء قَالَ ابْن شُمَيْل الشَّهِيد الْحَيّ كَأَنَّهُ تَأْوِيل قَوْله أَحيَاء عِنْد رَبهم أَي أحضرت أَرْوَاحهم دَار السَّلَام من حِين مَوْتهمْ وَغَيرهم لَا يحضرها إِلَّا يَوْم دُخُولهَا كَمَا جَاءَ فِي أَرْوَاح الشُّهَدَاء أَنَّهَا فِي حواصل طيور خضر تسرح فِي الْجنَّة وتأوى إِلَى قناديل تَحت الْعَرْش وَقيل فِي مَعْنَاهُ مَا تقدم فَيكون شَهِيد هُنَا بِمَعْنى شَاهد وَقيل سمي بذلك لِأَنَّهُ شهد لَهُ بِالْإِيمَان وَحسن الخاتمة لظَاهِر حَالَته فَيكون هُنَا بِمَعْنى مشهود لَهُ وَقيل سمي بذلك لجرى دَمه على الأَرْض وَالشَّهَادَة وَجه الأَرْض وَقيل بل لِأَن الْمَلَائِكَة تشهد لَهُ وَقيل لِأَنَّهُ شهد لَهُ بِوُجُوب الْجنَّة وَقيل سمي بذلك من أجل شَاهده على قَتله فِي سَبِيل الله وَهُوَ دَمه كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيث فِيمَن يكلم فِي سَبِيل الله والشهيد من أَسمَاء الله تَعَالَى قَالَ الْقشيرِي مَعْنَاهُ الْمَشْهُود أَي كَانَ الْعباد يشهدونه ويعرفونه ويحققون وجوده وَقيل هُوَ بِمَعْنى الْمُبين الدَّلَائِل والحجج وَقد قيل فِي قَوْله تَعَالَى) شهد الله أَنه لَا إِلَه إِلَّا هُوَ
(أَي يبين قَالَه ثَعْلَب وَمِنْه سمي الشَّاهِد لِأَنَّهُ يبين الحكم وَقيل مثله فِي قَوْله تَعَالَى) إِنَّا أَرْسَلْنَاك شَاهدا
(أَي مُبينًا وَقيل شَاهدا على أمتك بتبليغك إِلَيْهَا وَقيل الشَّهِيد مَعْنَاهُ الَّذِي لَا يغيب عَنهُ شَيْء شَاهد وشهيد كعالم وَعَلِيم وَقيل الشَّاهِد للمظلوم الَّذِي لَا شَاهد لَهُ والناصر لمن لَا نَاصِر وَقَوله يشْهد إِذا غبنا أَي يحضر وَقَوله حَتَّى يطلع الشَّاهِد فسره فِي الحَدِيث النَّجْم وَبِه سميت الْمغرب صَلَاة الشَّاهِد وَقيل لِأَنَّهَا لَا تقصر فِي السّفر كَمَا تصلي فِي الْحَضَر وَهِي كَصَلَاة الْحَاضِر أبدا بِخِلَاف غَيرهَا وَقَوله يشْهدُونَ وَلَا يستشهدون بِالْبَاطِلِ وَبِمَا لم يشْهدُوا بِهِ وَلَا كَانَ وَقيل مَعْنَاهُ هُنَا يحلفُونَ كذبا وَلَا يستحلفون كَمَا قَالَ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى تسبق شَهَادَة أحدهم يَمِينه وَيَمِينه شَهَادَته وَالْحلف يُسمى شَهَادَة قَالَ الله تَعَالَى) فشهادة أحدهم
(الْآيَة وَقَوله كَانُوا ينهوننا عَن الشَّهَادَة والعهد وَنحن صغَار قيل هُوَ أَن يحلف بِعَهْد الله أَو يشْهد بِاللَّه كَمَا قَالَ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى أَن يحلف بِالشَّهَادَةِ والعهد وَقيل مَعْنَاهُ أَن يحلف إِذا شَاهد وَإِذا عهد فَإِذا كَانَ هَذَا فَتكون الْوَاو بِمَعْنى مَعَ وَيكون الْفَاء بِمَعْنى فِي أَي فِي الشَّهَادَة والعهد قَول أبي هُرَيْرَة فِي قَوْله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وددت أَنِّي أقَاتل فِي سَبِيل الله فأقتل ثمَّ أَحْيَا ثمَّ أقتل وَكَانَ أَبُو هُرَيْرَة يَقُول ثَلَاثًا أشهد بِاللَّه أَن رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) قَالَهَا ثَلَاثًا أَي الْحلف وَقَوله شَاهِدَاك أَو يَمِينه كَذَا الرِّوَايَة وَهُوَ كَلَام الْعَرَب قَالَ سِيبَوَيْهٍ مَعْنَاهُ مَا قَالَ شَاهِدَاك ارتفعا بِفعل مُضْمر
(ش هـ ر) قَوْله إِنَّمَا الشَّهْر تسع وَعِشْرُونَ قيل المُرَاد بالشهر هُنَا الْهلَال وَبِه سمي الشَّهْر لاشتهاره أَي إِنَّمَا فَائِدَة ارتقاب الْهلَال لتسْع(2/259)
وَعشْرين ليعرف نقص الشَّهْر قبله لَا فِي إكماله وَلذَلِك جَاءَ بإنما وَقَالَ الشَّاعِر
والشهر مثل قلامة الظفر
(ش هـ ق) قَوْله شَوَاهِق الْجبَال أَي طوالها وجبل شَاهِق طَوِيل مُمْتَنع.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
قَوْله فِي حَدِيث عَمْرو النَّاقِد وقنت بعد الرُّكُوع شهرا يدعوا على رعل الحَدِيث كَذَا ذكره ابْن الْحذاء عَن غَيره فِي كتاب مُسلم وَعند كَافَّة الروَاة يَسِيرا وَهُوَ وهم وَالصَّوَاب الأول وَهُوَ الْمَعْرُوف فِي غير هَذَا الحَدِيث وَقد جَاءَ فِي بَعْضهَا ثَلَاثِينَ صباحا وَقد يخرج وَجه ليسير فِي هَذِه الْمدَّة لِأَنَّهُ يسير فِي مُدَّة صلَاته وحياته (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم)
الشين مَعَ الْوَاو
(ش وب) قَوْله شوب المَاء بِاللَّبنِ وَلبن قد شيب بِمَاء ومحض لم يشب وشبته بِمَاء أَي خلط بِمَاء ومزج وَقَوله إِنِّي لأرى أشوابا أَي أخلاطا وَقد ذَكرْنَاهُ وَالْخلاف فِيهِ فِي حرف الْهمزَة
(ش ار) قَوْله وَعَلِيهِ شارة حَسَنَة وحليتهم وشارتهم وَذُو شارة
الشارة الْهَيْئَة واللباس يُقَال لَهُ حسن الشارة إِذا كَانَ حسن البزة والهيئة وَمَا أحسن شوار الرجل بِالْفَتْح وشارته أَي لِبَاسه وهيئته وَرجل شير مشدد الْيَاء مثل قيم والشورة أَيْضا الْجمال بِضَم الشين الخجل وشوار الْبَيْت مَتَاعه وشوار الرجل مذاكيره وَقَوله فِي الصَّلَاة وَأَشَارَ إِلَيْهِم إِن أمكثوا أَي أَوْمَأ بِيَدِهِ ذَكرُوهُ فِي بَاب الْوَاو وَكَذَلِكَ فَجعل النِّسَاء يشرن إِلَى آذانهن وحلوقهن أَي يذْهبن بأيديهن لأخذ مَا فِيهَا وَكَذَلِكَ أَشَارَ من الشورى
(ش وط) وَذكر الأشواط فِي الطّواف قَالَ الْخَلِيل الشوط جرى مرّة إِلَى الْغَايَة وَجمعه أَشْوَاط وَهُوَ الطلق والغلوة وَهُوَ فِي الْحَج إِكْمَال طواف وَاحِد حول الْبَيْت
(ش وظ) الشواظ اللهب من النَّار الَّذِي لَا دُخان مَعَه قَالَ الله تَعَالَى) يُرْسل عَلَيْكُمَا شواظ من نَار ونحاس
(والنحاس هُنَا الدُّخان
(ش وك) قَوْله شاكي السِّلَاح أَي جَامع لَهَا يُقَال رجل شائك وشاك بِالْكَسْرِ إِذا جمع عَلَيْهِ سلاحه والشكة السِّلَاح التَّام بِكَسْر الشين وَقَالَ ابْن دُرَيْد رجل ذُو شَوْكَة أَي حَدِيد السِّلَاح وشاكي السِّلَاح وشائك وَسلَاح شَاك بِالضَّمِّ والشوكة أَيْضا السِّلَاح وَقيل ذَلِك فِي قَوْله تَعَالَى غير ذَات الشَّوْكَة أَي الشكة وَقَوله لَا يشاك الْمُؤمن من شَوْكَة وَلَا توشكه وَإِذا شيك مَعْنَاهُ أَصَابَته فِي رجله أَو غَيره شَوْكَة وَكَذَلِكَ قَوْله حَتَّى الشَّوْكَة يشاكها أَي يصاب بهَا وَقَوله كواه من الشَّوْكَة بِالْفَتْح هُوَ دَاء كالطاعون
(ش ول) قَوْله أَتَى بشائل هِيَ جمع شَائِلَة من النوق وَهِي هُنَا الَّتِي شال لَبنهَا أَي ارْتَفع فَلم يبْق لَهَا لبن وكل مَا ارْتَفع فَهُوَ شائل وَجَمعهَا شول وَيكون أَيْضا الَّتِي شالت بذنبها بعد اللقَاح وَجَمعهَا شول وَيكون أَيْضا الَّتِي الصق بَطنهَا بظهرها
(ش ون) ذكر فِي تَفْسِير الْحبَّة السَّوْدَاء فِي الحَدِيث أَنَّهَا الشونيز بِفَتْح الشين كَذَا قيدناه عَن جَمِيعهم فِيهَا وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي إِنَّمَا هُوَ الشئنيز كَذَا تَقوله الْعَرَب يُرِيد بِكَسْر الشين مهموزا وَقَالَ غَيره شونيز بِضَم الشين وَقد تقدم الْخلاف فِي معنى الْحبَّة السَّوْدَاء فِي السِّين
(ش وص) قَوْله كَانَ يشوص فَاه بِالسِّوَاكِ قَالَ الْحَرْبِيّ يستاك بِهِ عرضا وَقَالَ غَيره يشوص يغسل قَالَ أَبُو عبيد شصت الشَّيْء نقيته
قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَأَصله التَّنْظِيف والشوص الْغسْل شصت أَي غسلت وَكَذَلِكَ مصت وَمَا قَالَه الْحَرْبِيّ عرضا هُوَ قَول أَكثر أهل اللُّغَة وَالْفُقَهَاء وَحكى عَن وَكِيع أَن الشوص بالطول والسواك بِالْعرضِ وَعرض الْفَم من الأضراس إِلَى الأضراس وَقَالَ ابْن حبيب يشوص فَاه أَي يحكه قَالَ ابْن الْأَعرَابِي الشوص الدَّلْك والموص الْغسْل
(ش وف)(2/260)
قَوْله متشوفين لشَيْء أَي متطلعين لَهُ متطاولين للنَّظَر فِيهِ
(ش وق) قَوْله فَإِنَّهُ إِلَى خبركم بالأشواق أَي بِحَال شدَّة شوق
(ش وه) قَوْله شَاهَت مَعْنَاهُ قبحت وَرجل أشوه وَامْرَأَة شوهاء من الْقبْح وَهُوَ أَيْضا من الأضداد والشوهاء أَيْضا الْحَسَنَة والشوهاء أَيْضا الواسعة الْفَم والشوهاء أَيْضا الصَّغِيرَة الْفَم والشوهاء أَيْضا الَّتِي تصيب بِعَينهَا كُله مَمْدُود.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
قَوْله فِي مُسلم فِي حَدِيث كَعْب بن عجْرَة فِي الْفِدْيَة من رِوَايَة عبد الله بن مُغفل عَنهُ اتخذ شَاة كَذَا لعامة الروَاة وَعند ابْن ماهان شَيْئا وَهُوَ وهم وَبَاقِي الحَدِيث يدل على صِحَة الرِّوَايَة الأولى مَعَ اتِّفَاق الروَاة على ذَلِك فِي غَيره وَغير هَذَا الطَّرِيق وَقَوله فِي مُسلم فِي رِوَايَة أبي الطَّاهِر فِي حَدِيث مَا يُصِيب الْمُسلم مُصِيبَة حَتَّى الشَّوْكَة يشاكها كَذَا لَهُم وَعند أبي بَحر يشاكه وَهُوَ وهم وَالصَّوَاب يشاكها أَي يصاب بهَا أَو تشوكه أَي تصيبه وَفِي البُخَارِيّ قَوْله وَإِذا شيك فَلَا انتقش أَي أَصَابَته شَوْكَة وَقد فسرناه فِي حرف النُّون وَعند الْمروزِي فِي رِوَايَة الْأصيلِيّ هناشيت بِالتَّاءِ وَهُوَ خطا قَبِيح
الشين مَعَ الْيَاء
ش ي ت) قَوْله لَيْسَ فِيهَا شيت أَي لون يُخَالف سَائِر الألوان وَقَالَ الله تَعَالَى) لَا شية فِيهَا
(وَأَصله أَن يكون فِي حرف الْوَاو لِأَن أَصله وشية من وشى الثَّوْب وَشبهه إِذا كَانَ مُخْتَلف اللَّوْن وَقَالَ نفطويه الشية اللَّوْن وَقَوله خير من شاتي لحم أَي المتخذة للْأَكْل والمعلوفة لتوكل
(ش ي ح) قَوْله ثمَّ أعرض وأشاح لَهُ أَرْبَعَة معَان إِحْدَاهَا جد وانكمش على الْوَصِيَّة باتقاء النَّار وَالثَّانِي حذر من ذَلِك كَأَنَّهُ ينظر إِلَيْهَا والمشيح بِضَم الْمِيم الحذر وَقيل الهارب وَقيل أشاح أَي أقبل وَقيل قيض وَجهه قَالَ الْحَرْبِيّ أشبه الْوُجُوه هُنَا التنحية وَهَذَا أوفق للأغراض الْمَذْكُور مَعَه
(ش ي خَ) قَوْله مشيخة قُرَيْش كَذَا عِنْد كَافَّة شُيُوخنَا بِكَسْر الشين فِي الْمُوَطَّأ وَالْمَعْرُوف فِي كَلَام الْعَرَب مشيخة بِسُكُون الشين
(ش ي ق) قَوْله تدهن الْمُعْتَدَّة بالشيرق بِكَسْر الشين بعْدهَا يَاء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا وَآخره قَاف وَيكْتب بِالْجِيم أَيْضا وَهُوَ زَيْت الجلجلان
(ش ي ز) قَوْله من الشيز بِكَسْر الشين مَقْصُورَة هِيَ الجفان بِعَينهَا مِمَّا كَانَت وَقيل خشب مَخْصُوص تصنع مِنْهُ الجفان وَمعنى قَوْله
وماذا بالقليب قليب بدر من الشيزا
أَي من المطعمين فِيهَا وَقيل بل المُرَاد لما قتل أَصْحَابهَا وَعدم الْقيم بهَا فَكَأَنَّهُ كفيت مَعَه فِي القليب وَنَحْو هَذَا
(ش ي م) قَوْله فَشَام سَيْفه فِي حَدِيث الْأَعرَابِي مَعْنَاهُ أغمده هُنَا وَهُوَ من الأضداد يُقَال شامه يشميه إِذا أغمده وشامه أَيْضا إِذا سَله وَقَوله شيمته الْوَفَاء أَي خلقه وطبيعته
(ش ي ن) قَوْله مَا شَأْنه الله ببيضاء وَمَا كَانَ الْخرق فِي شَيْء إِلَّا شَأْنه أَي عابه والشين ضد الزين
(ش ي ص) قَوْله فَخرجت ثمرتهم شيصا بِكَسْر الشين هُوَ فَاسد التَّمْر الردي الَّذِي لم يتم وييبس قبل تَمام نضجه وَلم يعْقد نواره وَهُوَ نَحْو الحشف
(ش ي ع) قَوْله شيعًا أَي فرقا مُخْتَلفين.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
قَوْله وَإِنَّمَا بَنو هَاشم وَبَنُو الْمطلب شَيْء وَاحِد كَذَا روينَاهُ فِيهَا بِغَيْر خلاف وَهِي رِوَايَة الكافة وَقد رَوَاهُ بَعضهم فِي غير الصَّحِيح سيء وَاحِد بِكَسْر السِّين الْمُهْملَة وَتَشْديد الْيَاء أَي مثل سَوَاء يُقَال هم سيان أَي مثلان وَهُوَ الَّذِي صَوبه أَبُو سُلَيْمَان الْخطابِيّ وَقَالَ كَذَا رَوَاهُ لنا أَبُو صَالح عَن ابْن الْمُنْذر أَي مثل سَوَاء قَالَ وَهُوَ أَجود
قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَالصَّوَاب عِنْدِي رِوَايَة الكافة بِدَلِيل قَوْله وَشَبك بَين أَصَابِعه وَهَذَا دَلِيل على الِاخْتِلَاط والامتزاج كالشيء الْوَاحِد لَا على التَّمْثِيل والتنظير وَفِي أول الْوَصَايَا مَا ترك رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) عِنْد مَوته درهما(2/261)
إِلَى قَوْله وَلَا شَيْئا كَذَا لكافتهم وللمروزي شَاة وَكِلَاهُمَا صَحِيح الْمَعْنى وَحقّ هَذَا أَن يكون فِي الشين وَالْوَاو لَكِن اثبتناه هُنَا على لَفظه
فصل أَسمَاء الْمَوَاضِع فِي هَذَا الْحَرْف
(شامة وطفيل) ذكرنَا طفيل فِي حرف الطَّاء
(الشَّام) مَعْرُوف يُقَال بِالْهَمْز وبالتسهيل وَأَجَازَ فِيهِ بَعضهم شئام وَذكر لنا شَيخنَا أَبُو الْحسن عَن وَأَكْثَرهم يأباه إِلَّا فِي النّسَب
(الشَّجَرَة) الَّتِي ذكر ولادَة أَسمَاء عِنْدهَا هِيَ الشَّجَرَة الْمَذْكُورَة فِي الْحَج فِي الإهلال وَهِي الَّتِي بَقِي مَكَانهَا بِمَسْجِد ذِي الحليفة الَّتِي كَانَ ينزل النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) مخرجه من الْمَدِينَة وَيحرم مِنْهَا وَمِنْهَا يحرم النَّاس الْيَوْم على سِتَّة أَمْيَال من الْمَدِينَة وَقيل سَبْعَة
(الشَّجَرَة) الَّتِي بوادي السرر الَّتِي سر تحتهَا سَبْعُونَ نَبيا تقدم ذكرهَا وَمعنى هَذَا وَالْخلاف فِيهِ وَهِي على أَرْبَعَة أَمْيَال من مَكَّة
(الشّعب) بِكَسْر الشين هُوَ الشّعب الَّذِي فِي خبر بني هَاشم فِي الصَّحِيفَة وَغَيرهَا هُوَ بِمَكَّة وَهُوَ كَانَ مسكن بني هَاشم وَبِه كَانَت مَنَازِلهمْ وَهُوَ الَّذِي يعرف بشعب أبي يُوسُف وَكَانَ لهاشم بن عبد منَاف قسْمَة عبد الْمطلب بَين بنيه حِين ضعف بَصَره وصير للنَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فِيهِ حق أَبِيه عبد الله
(الشوط) بِفَتْح الشين اسْم حَائِط بِالْمَدِينَةِ جَاءَ فِي حَدِيث الْجَوْنِية
(الشّرف) ذَكرْنَاهُ فِي السِّين وَالْخلاف فِيهِ وَهُوَ من الْحمى الَّذِي حماه عمر وَشرف الْبَيْدَاء الْمَذْكُور فِي الْحَج هُوَ مَا اشرف من بيداء الْمَدِينَة وَقد ذَكرْنَاهُ فِي الْبَاء
فصل مُشكل الْأَسْمَاء
فِيهِ شريك حَيْثُ وَقع بِفَتْح الشين وَآخره كَاف وَمثله عَمْرو بن الشريد وَعَن الشريد غير أَن آخر هَذَا دَال مُهْملَة وَكَذَلِكَ الْأَخْنَس بن شريق وَأَبُو الشموس وَشَيْبَة حَيْثُ وَقع كَذَلِك وثابت بن قيس بن شماس مشدد الْمِيم وَسَالم بن شَوَّال مشدد الْوَاو كاسم الشَّهْر وَأَبُو الشعْثَاء مَمْدُود وَكَذَلِكَ شهر بن حَوْشَب كل هَؤُلَاءِ بِفَتْح الشين والشفاء أم سليم بِكَسْر الشين مَمْدُود مخفف الْفَاء كَذَلِك ضبطناه بِغَيْر خلاف وَهُوَ الْمَشْهُور وَحكى الدَّارَقُطْنِيّ فِي كتاب الْعِلَل أَن ابْن عفير قَالَ إِنَّمَا هُوَ الشِّفَاء بِفَتْح الشين مشدد الْفَاء وَقَالَ هِيَ جدتي وَرَافِع بن إِسْحَاق مولى لآل الشِّفَاء مثل ذَلِك مكسور مَمْدُود وَأَبُو شبْل بِكَسْر الشين وَكَذَلِكَ شبْل بن معد وَكَذَلِكَ شباك سَالَ إِبْرَاهِيم فِي الصّرْف بِكَسْر الشين وَتَخْفِيف الْبَاء بِوَاحِدَة بعْدهَا وَكثير بن شنظير بِكَسْر الشين وَسُكُون النُّون بعْدهَا وظاء مُعْجمَة وَآخره رَاء وَأَبُو شمر الضبعِي بِسُكُون الْمِيم وَقيل بِفَتْح الشين وَكسر الْمِيم وَابْن الشخير بتَشْديد الْخَاء الْمُعْجَمَة جَمِيع هَؤُلَاءِ أَيْضا بِكَسْر الشين وشتير بِضَم الشين وَفتح التَّاء بِاثْنَتَيْنِ فَوْقهَا وَآخره رَاء وَابْن شكل بِفَتْح الشين حَيْثُ وَقع وَكَذَلِكَ أَسمَاء بنت شكل وشبيب حَيْثُ وَقع بِالْفَتْح مكبرا وشبابة بِفَتْح الشين وبائين بِوَاحِدَة مَعًا بَينهمَا ألف حَيْثُ وَقع وَعبد الرَّحْمَن بن شماسَة بشين مَضْمُومَة ومفتوحة أَيْضا وبميم مُخَفّفَة وَآخره سين مُهْملَة وشاذان بذال مُعْجمَة واسْمه أسود بن عَامر وَابْن شَاة بِالْمُعْجَمَةِ وشنوءة بِفَتْح الشين وَضم النُّون مَهْمُوز مَمْدُود قيل من الْعَرَب من الأزد مَعْلُوم وهم إزدشنوءة وَالنضْر بن شُمَيْل بِضَم الشين وَفتح الْمِيم والْحَارث بن شبيل مثله إِلَّا أَنه بِالْبَاء مَكَان الْمِيم وشبل بن عباد وَكَذَا أَبُو شبْل الْمَذْكُور فِي حَدِيث السَّهْو فِي الصَّلَاة وَهُوَ عَلْقَمَة ابْن قيس صَاحب ابْن مَسْعُود وثمامة بن شفى بِضَم الشين وَفتح الْفَاء وَبعدهَا يَاء مُشَدّدَة وَشُرَيْح وشريج وشيبان وسيار وَسنَان ذكرُوا فِي حرف السِّين وَعُثْمَان الشحام مَنْسُوب إِلَى(2/262)
الشَّحْم أَو مَوْصُوف بِهِ وَذَكَرْنَاهُ فِي حرف النُّون
فصل الْوَهم وَالِاخْتِلَاف فِي ذَلِك
فِي الصَّيْد وَقَالَ شريج صَاحب النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كَذَا لكافة الروَاة قَالَ الْفربرِي وَكَذَا فِي أصل البُخَارِيّ وَفِي أصل الْأصيلِيّ وَقَالَ أَبُو شُرَيْح وَالصَّوَاب مَا عِنْدهم وَقَالَ شُرَيْح وَهُوَ من أَصْحَاب النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَأَبُو شُرَيْح أَيْضا وَهُوَ من أَصْحَاب النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَهُوَ الْخُزَاعِيّ خرج عَنهُ مُسلم وَقد ذكر البُخَارِيّ فِي التَّارِيخ شريحا وَذكر لَهُ هَذَا الحَدِيث فِي نِكَاح الْمحرم حَدِيث ابْنة شيبَة بن جُبَير كَذَا جَاءَ فِي حَدِيث مَالك وَغَيره يَقُول ابْنة شيبَة بن عُثْمَان وصوبوا قَول مَالك وَفِي بَاب الْمَشِيئَة والإرادة نَا إِسْحَاق بن أبي عِيسَى نَا يزِيد بن هَارُون أَنا شُعْبَة عَن قَتَادَة كَذَا لَهُم وَهُوَ الصَّوَاب وَوَجَدته فِي كتاب شُعَيْب وَهُوَ وهم وَفِي كتاب مُسلم فِي قَتْلَى بدر نَا شَيبَان بن فروخ وَاللَّفْظ لَهُ قَالَ أَنا سُلَيْمَان كَذَا لَهُم وَعند ابْن ماهان ناشيبان بن عبد الرَّحْمَن وَهُوَ وهم وَقد ذَكرْنَاهُ فِي أمثلته فِيمَا تصحف من اسْم شَيبَان أَو بِهِ وَكَذَلِكَ بشعبة أَو مَا اخْتلف فِيهِ من ذَلِك فِي حرف السِّين الْمُهْملَة
فصل مُشكل الْأَنْسَاب
الشَّيْبَانِيّ فِيهَا حَيْثُ وَقع بِالْمُعْجَمَةِ وَلَيْسَ فِيهَا مَا يشْتَبه بِهِ مِمَّا نَص فِيهِ شيبَة وَإِن كَانَ فِي بعض أَنْسَاب من سمي وَلم ينْسب وَلَيْسَ ذكر ذَلِك من شرطنا والشنإي والسبإي والشعيري والسعيدي ذَكَرْنَاهُمْ فِي حرف السِّين مَعَ مَا يشْتَبه بهم وَالشعْبِيّ بِالْفَتْح فَخذ من هَمدَان وَذكرنَا السَّامِي والشامي وَلَك فِي النّسَب إِلَى الشَّام شئامي مَهْمُوز وشامي غير مَهْمُوز وشئامي مَمْدُود بِغَيْر يَاء النِّسْبَة وَاخْتلف فِي إِدْخَال يَاء النِّسْبَة مَعَ الْمَدّ فالأكثر عِنْد أهل الْعَرَبيَّة أَنه لَا يجوز لِأَن الْهمزَة عوض من يَاء النِّسْبَة وَكَذَلِكَ يمَان فَأجَاز ذَلِك بَعضهم وَحكى عَن سِيبَوَيْهٍ جَوَازه تَقول يماني وشئامي
حرف الْهَاء مَعَ سَائِر الْحُرُوف
الْهَاء مَعَ الْهمزَة
(هـ اهـ ا) قَوْله فِي الصّرْف هَاء وهاء كَذَا قيدناه عَن متقني شُيُوخنَا وَكَذَا يَقُوله أَكثر أهل الْعَرَبيَّة وَأكْثر شُيُوخ أهل الحَدِيث يَرْوُونَهُ هَا وَهَا مقصورين غير مهموزين وَكثير من أهل الْعَرَبيَّة ينكرونه ويأبون إِلَّا الْمَدّ وَقد حكى بَعضهم الْقصر وَأَجَازَهُ وَاخْتلف فِي معنى الْكَلِمَة فَقيل مَعْنَاهَا هاك فابتدلت الْكَاف همزَة وألقيت حركتها عَلَيْهَا عِنْد من مداوها عِنْد من قصر أَي خُذ كَانَ كل وَاحِد مِنْهُمَا يَقُول ذَلِك لصَاحبه أَي خُذ وَقيل مَعْنَاهُ هاك وهات أَي خُذ واعط قَالَ صَاحب الْعين هِيَ كلمة تسْتَعْمل عِنْد المناولة وَيُقَال للمؤنث على هَذَا هَاء بِالْكَسْرِ كَمَا تَقول هاك وَفِيه لُغَة ثَالِثَة هَا مَقْصُور غير مَهْمُوز مثل خف وللأنثى هاءي كَأَنَّهَا صرفت تصريف فعل معتل الْعين مثل خَافَ ولغة رَابِعَة هَاء بِالْكَسْرِ للذّكر وَالْأُنْثَى إِلَّا أَنَّك تزيد للْأُنْثَى يَاء فَتَقول هائي مثل هَات وهاتي للمؤنث كَأَنَّهَا صرفت تصريف فعل معتل اللَّام مئل راعي ولغة خَامِسَة تَقول هاك مَمْدُود بعده كَاف وتكسرها للمؤنث ولغة سادسة أَن تصرفها تصريف فعل مَحْذُوف مثل وهب فَتَقول هايا رجل مَهْمُوز سَاكن وللمرأة هائي وتثنى وَتجمع ولغة سابعة مثلهَا لَكِنَّهَا للذّكر وَالْأُنْثَى وَالْوَاحد وَغَيره سَوَاء قَالَ السيرافي كَأَنَّهُمْ جعلوها صَوتا مثل صه وَقَوله تَعَالَى) هاؤم اقرؤوا كِتَابيه
(من هَذَا أَي خُذُوا على لُغَة الْمَدّ وَالْفَتْح وَفِي الاستيذان قَول عمر لأبي مُوسَى هَا وَإِلَّا جعلتك عظة كَذَا ضبطناه غير مَمْدُود وَهُوَ عِنْدِي من هَذَا أَي هَات من يشْهد لَك كَمَا جَاءَ مَعْنَاهُ مُفَسرًا فِي غَيره يُقَال هَات يَا رجل وهاتي يَا امْرَأَة وَقَوله لَا هَا الله إِذا كَذَا روينَاهُ فِيهَا بقصرها وَإِذا بِهَمْزَة قَالَ إِسْمَاعِيل القَاضِي عَن الْمَازِني أَن الرِّوَايَة خطأ وَصَوَابه لَاها الله إِذا أَي يَمِيني قَالَ أَبُو زيد(2/263)
لَيْسَ فِي كَلَامهم لَاها الله إِذا وَإِنَّمَا هُوَ لَاها الله ذَا وَلَا هَاء الله ذَا وَذَا صلَة فِي الْكَلَام قَالَ أَبُو حَاتِم يُقَال فِي الْقسم لَاها الله ذَا وَالْعرب تَقول لَا هَاء الله إِذا بِالْهَمْز وَالْقِيَاس ترك الْهَمْز وَالْمعْنَى لَا وَالله هَذَا مَا أقسم بِهِ وَأدْخل اسْم الله بَين هَا وَذَا وَقَالَ الْخَلِيل هَا بتفخيم الْألف تَنْبِيه وبإمالتها حرف هجاء.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
فِي حَدِيث زُهَيْر ابْن حَرْب فِي كتاب مُسلم فِي خبر عَمْرو بن لحى أَبُو بني كَعْب هاؤلاء يجر قصبه فِي النَّار كَذَا لجميعهم وَعند السَّمرقَنْدِي هُوَ يجر وَهُوَ وهم
الْهَاء مَعَ الْبَاء
(هـ ب ب) قَوْله فِي الصَّلَاة إِلَى الرَّاحِلَة إِذا هبت الركاب مَعْنَاهُ هُنَا ثارت وَتَأْتِي بِمَعْنى أسرعت وَضَبطه الْأصيلِيّ هبت على مَا لم يسم فَاعله وَالصَّوَاب الأول على مَا ضَبطه غَيره وَقَوله حَتَّى يهب من نَومه وهب من نَومه أَي انتبه مِنْهُ وَقَوله فَلم يقربنِي إِلَّا هبة وَاحِدَة كَذَا لِابْنِ السكن يُرِيد مرّة وَاحِدَة وَقيل الْهِبَة الْوَقْعَة يُقَال احذر هبة السَّيْف أَي وقعته فَهُوَ من هَذَا وَقيل هُوَ كِنَايَة عَن الْجِمَاع من هباب الْجمل أَو التيس إِذا اهتاج للجماع وهما بِمَعْنى مُتَقَارب وهب التيس يهب هبيبا إِذا صَاح عِنْد الضراب وَعند الكافة هنة بالنُّون قَالَ ابْن عبد الحكم مرّة
(هـ ب ل) قَوْله وَالنِّسَاء لم يهبلن أَي لم يغشهن اللَّحْم بِضَم الْبَاء بِوَاحِدَة أَي لم يرهلهن اللَّحْم وتكثر شحومهن وَمثله فِي غير هَذِه الرِّوَايَة يهيجهن اللَّحْم بِمَعْنَاهُ وَرَوَاهُ بعض رُوَاة مُسلم يهبلهن اللَّحْم وَهُوَ بِمَعْنَاهُ وَهُوَ كالتورم من السّمن يُقَال مِنْهُ رجل مهبل ومهبج قَالَ الْخَلِيل التهبل كَثْرَة اللَّحْم وَقد هُبل الرجل بِضَم الْبَاء وضبطناه أَيْضا من طَرِيق الطَّبَرِيّ بِفَتْح الْبَاء وَهُوَ بعيد وضبطناه من طَرِيق العذري يهبلن بِضَم الْيَاء أَولا وَفتح الْهَاء وَتَشْديد الْبَاء على مَا لم يسم فَاعله وَقد رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي بعض رواياته يثقلن وَهُوَ كُله بِمَعْنى وَاحِد يَعْنِي من كَثْرَة اللَّحْم وَقَوله أَو هبلت أجنة وَاحِدَة هِيَ بِفَتْح الْوَاو وَالْهَاء وَكسر الْبَاء أَي ثكلت ابْنك وفقدته هَذَا أصل الْكَلِمَة فِي اللُّغَة وَضَبطه بعض الروَاة بِفَتْح الْبَاء وَلَا يَصح والهابل الَّتِي مَاتَ وَلَدهَا قَالَ أَبُو زيد وَلَا يُقَال ذَلِك إِلَّا للنِّسَاء وَقيل يُقَال أَيْضا للرِّجَال وَمَعْنَاهُ عِنْدِي هُنَا لَيْسَ على أصل الْكَلِمَة وَإِنَّمَا مَفْهُومه أفقدت ميزك وعقلك مِمَّا أَصَابَك من الثكل بابنك حَتَّى جهلت صفة الْجنَّة وثكلت ذَلِك مَعَ من ثكلته وَهُوَ نَحْو مَا تقدم من اخْتِلَاف التَّأْوِيل فِي تربت يداك والاهتبال تحين الشَّيْء والاعتناء بِهِ وَمِنْه قَوْله فاهتبلت غفلته أَي تحينتها واغتنمتها وَقَوله أعل هُبل اسْم صنم كَانَ فِي الْكَعْبَة
الْهَاء مَعَ التَّاء
(هـ ت ك) وَقَوله فِي الغرام فهتكه النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَي جذبه وقطعه قَالَ الْخَلِيل الهتك جذب الشَّيْء فتنقطع طَائِفَة مِنْهُ أَو تشتق
(هـ ت ف) قَوْله فَهَتَفَ بِي البواب أَي ناداني وَدَعَانِي البواب مُعْلنا وَمثله قَوْله يَهْتِف بِهِ أَي يَصِيح
الْهَاء مَعَ الْجِيم
(هـ ج د) قَوْله التَّهَجُّد هُوَ قيام اللَّيْل وَهُوَ من الأضداد وتهجد إِذا نَام وتهجد إِذا اسْتَيْقَظَ لصَلَاة أَو لسَبَب قَالَ الله تَعَالَى) وَمن اللَّيْل فتهجد بِهِ نَافِلَة لَك
(
(هـ ج ر) قَوْله وَلَا تَقولُوا هجرا بِضَم الْهَاء أَي فحشا والهجر الْفُحْش وَمِنْه رِوَايَة بَعضهم فِي حَدِيث امْرَأَة رِفَاعَة قَول خَالِد أَلا تزجر هَذِه عَمَّا تهبر بِهِ عِنْد رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَالْمَشْهُور تجْهر وَقد تقدم فِي حرف الْجِيم يُقَال اهجر الرجل إِذا قَالَ الْفُحْش وَقَوله اهجر رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كَذَا هُوَ الصَّحِيح بِفَتْح الْهَاء أَي هذي والهجر الهذيان وككلام المبرسم والنائم وَكَذَلِكَ يُقَال فِيمَن كثر كَلَامه وَجَاوَزَ حَده يُقَال مِنْهُ هجر(2/264)
وَقَول هَذَا فِي حَقه (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) على طَرِيق الِاسْتِفْهَام التقريري وَالْإِنْكَار لمن ظن ذَلِك بِهِ إِذْ لَا يَلِيق بِهِ (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) الهذيان وَلَا قَول غير مضبوط فِي حَال من حالاته (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَإِنَّمَا جَمِيع مَا يتَكَلَّم بِهِ حق وصحيح لَا سَهْو فِيهِ وَلَا خلف وَلَا غَفلَة وَلَا غلط فِي حَال صِحَّته ومرضه ونومه ويقظته وَرضَاهُ وغضبه إِلَّا أَن يتَأَوَّل هجر أَيْضا على الْمَعْنى الأول وَحذف ألف الِاسْتِفْهَام وَسَنذكر اخْتِلَاف الروَاة فِيهِ بعد هَذَا وَقَوله لَو يعلمُونَ مَا فِي التهجير وَذكر الصَّلَاة بالهاجرة والمهجر كالمهدي بَدَنَة قَالَ الْخَلِيل وَغَيره الهجر والهجير والهاجرة نصف النَّهَار واهجر الْقَوْم وهجروا ارتحلوا بالهاجرة وَقَالَ غَيره هُوَ شدَّة الْحر وَاخْتلف فِي معنى قَوْله التهجير وَالْمرَاد بِهِ عِنْد جَمِيعهم إِلَى الْجُمُعَة على ظَاهره ثمَّ اخْتلفُوا فَحَمله شُيُوخنَا المالكيون على أَنه السَّعْي إِلَيْهَا فِي الهاجرة على مَا تقدم من ظَاهر اللُّغَة وَحمله غَيرهم على أَنه التبكير إِلَيْهَا وَإِن ذَلِك لَا يخْتَص بالهاجرة قَالُوا وَهِي لُغَة حجازية وَكَذَلِكَ تأويلهم فِي قَوْله المهجر إِلَيْهَا وَعَلِيهِ الِاخْتِلَاف فِي أَيهمَا الْفضل الْمَذْكُور هَل للمبكر أَو للآتي فِي سَاعَة السَّاعَات السَّادِسَة والتبكير أَولهَا وَقد يحْتَمل عِنْدِي محمل الحَدِيث فِي الْجُمُعَة وَغَيرهَا من الْأَيَّام لصَلَاة الظّهْر وَقد سَمَّاهَا فِي الحَدِيث الهجير لصلاتها فِيهِ وبدليل قَوْله شَكَوْنَا إِلَيْهِ حر الرمضاء فَلم يشكنا فرغبهم فِي فضل التهجير وَقَوله هجرت إِلَى رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) مشددا أَي جِئْته فِي الهاجرة قَوْله مهاجرة إِلَى الْمَدِينَة بِضَم الْمِيم وَفتح الْجِيم أَي وَقت هجرته وَقَوله لَا هِجْرَة بعد الْفَتْح وَحَدِيث الْهِجْرَة وامض لِأَصْحَابِي هجرتهم والمهاجرون وَلَوْلَا الْهِجْرَة كُله من هِجْرَة النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) إِلَى الْمَدِينَة وَأَصْحَابه من مَكَّة وَأَصله من هجر الوطن وَتَركه وَقَوله هَاجر إِبْرَاهِيم أَي خرج عَن وَطنه إِلَى غَيره وَقَوْلها مَا كنت أَهجر إِلَّا اسْمك وَفِي رِوَايَة أُهَاجِر كَذَا فِي كتاب الْأَدَب إِلَّا لِابْنِ السكن فَعنده اهجر كَمَا فِي سَائِر الْأَحَادِيث وَكِلَاهُمَا بِمَعْنى أَي اترك ذكره لَا على معنى البغض والعداوة إِذْ لَو كَانَ ذَلِك لَكَانَ كفرا وَلَكِن على معنى مُوجب الْغيرَة الَّتِي جبل عَلَيْهَا النِّسَاء والدل الَّذِي طبع عَلَيْهِ المحبوبات مِنْهُنَّ وَقَوله لَا يحل لمُسلم أَن يهجر أَخَاهُ فَوق ثَلَاث وَلَا تهاجروا من الهجران وَهُوَ إِظْهَار الْعَدَاوَة وَقطع الْكَلَام وَالسَّلَام عَنهُ كَذَا لأكثرهم بِفَتْح التَّاء وَكَذَا لِابْنِ ماهان فِي كتاب مُسلم فِي حَدِيث الدَّرَاورْدِي وَكَانَ عِنْد أَكثر الروَاة فِيهِ تهتجروا من المهاجرة أَيْضا وَمن الهجر وَكَذَا فِي رِوَايَة قُتَيْبَة عِنْده إِلَّا المهتجرين كَذَا لكافتهم وَعند ابْن ماهان المتهجرين وَكَذَا رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَفَسرهُ المتصارمين وَهُوَ بِمَعْنى مَا ذَكرْنَاهُ وَفِي غير حَدِيث قُتَيْبَة إِلَّا المتهاجرين على مَا تقدم وَقَوله لَيْسَ لَهُ هجيري بِكَسْر الْهَاء وَالْجِيم مُشَدّدَة مَعْنَاهُ عَادَته ودابه وَيُقَال اهجراه أَيْضا بِكَسْر الْهمزَة
(هـ ج م) قَوْله وهجمت عَيْنك بِفَتْح الْجِيم مُخَفّفَة أَي غارت وانهجمت دَمَعَتْ وَقَوله فانهجم الْغَار عَلَيْهِم أَي سقط وانهار وَقَول مُسلم كَذَلِك يهجم على الْفَائِدَة ويروى يتهجم عَلَيْهَا أَي يَقع
(هـ ج ن) وَذكر الهجن من الْخَيل وأحدها هجين وَهُوَ الَّذِي أَبوهُ عَرَبِيّ وَأمه غير عَرَبِيَّة وَقد يسْتَعْمل ذَلِك فِي غير الْخَيل أَيْضا
(هـ ج ع) قَوْله ويهجع هجعة أَي ينَام نومَة وَقَوله بعد هجع من اللَّيْل أَي بعد سَاعَة وَقدر نومَة مِنْهُ.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
قَوْله مَا شَأْنه هجر وَإِن رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) يهجر كَذَا جَاءَ فِي بعض الرِّوَايَات وَكَذَا عِنْد أبي ذَر وَفِي بَاب جوائز الْوَفْد هجر على مَا لم يسم فَاعله وَعند غَيرهَا هجر بِفَتْحِهَا وَعند مُسلم فِي حَدِيث إِسْحَاق يهجر وَفِي رِوَايَة قبيصَة هجر وَأكْثر الرِّوَايَات فِيهِ اهجر(2/265)
بِأَلف الِاسْتِفْهَام على مَا قَرَّرْنَاهُ قبل وَهُوَ الْأَظْهر وَالْأولَى وَكَذَا جَاءَ فِي بعض رِوَايَات سعيد بن مَنْصُور وقتيبة وَابْن أبي شيبَة والناقد فِي كتاب مُسلم فِي حَدِيث سُفْيَان وَغَيره وَكَذَا وَقع عِنْد البُخَارِيّ من رِوَايَة ابْن عَيْنِيَّة وَجل الروَاة فِي حَدِيث الزُّهْرِيّ وَفِي حَدِيث مُحَمَّد بن سَلام عَن ابْن عُيَيْنَة وَكَذَا ضَبطه الْأصيلِيّ بِخَطِّهِ فِي كِتَابه من هَذِه الطّرق وَهَذَا أرفع للأشكال وَأقرب لفظا للصَّوَاب وَقد يتَأَوَّل هجر على مَا قدمْنَاهُ وَقد يكون ذَلِك من قَائِله دهشا لعَظيم مَا شَاهد من حَال النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) واشتداد الوجع بِهِ كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيث وعظيم الْأَمر الَّذِي كَانَت فِيهِ الْمُخَالفَة حَتَّى لم يضْبط كَلَامه وَلَا ثقفه كَمَا اتّفق لعمر من قَوْله أَنه لم يمت الحَدِيث وَقَوله لَيْسَ لَهُ هجيري إِلَّا يَا عبد الله قَامَت السَّاعَة كَذَا روينَاهُ من طَرِيق الشَّاشِي وَكَذَا عِنْد التَّمِيمِي مثل خليفي ورويناه من طَرِيق العذري هجير وَالصَّوَاب الأول وَقَالَ ابْن دُرَيْد يُقَال مازال ذَلِك هجيراه واهجيراه أَي دَابَّة وشأنه وَقَالَ أَبُو عَليّ القالي الهجير أَي الْعَادة والهجير أَيْضا كَثْرَة القَوْل وَالْكَلَام بالشَّيْء قَالَ وَهُوَ رَاجع إِلَى الأول
الْهَاء مَعَ الدَّال
(هـ د ا) قَوْله بعد هدء من اللَّيْل أَي بعد نَومه وهدوء النَّاس وسكوتهم وَالْأَصْل فِيهِ السّكُون يُقَال فِيهِ هدأ يهدأ إِذا سكن وَقَوله فِي بِلَال فَلم يزل يهدئه كَمَا يهدأ الصَّبِي أَي يسكنهُ وينومه من هدأت الصَّبِي إِذا وضعت يدك عَلَيْهِ لينام وَفِي رِوَايَة الْمُهلب يهديه غير مَهْمُوز على التسهيل وَيُقَال فِي ذَلِك أَيْضا يهدئه ويهدهده وَقد روى هدهده فِي حَدِيث بِلَال وَقيل هُوَ الأصوب من هدهدت الْأُم وَلَدهَا لينام أَي حركته وَقَوله فِي حَدِيث أبي طَلْحَة أَن الصَّبِي هدأت نَفسه من هَذَا أَي سكنت تعرض لَهُ بِالنَّوْمِ ومرادها الْمَوْت وَمِنْه فِي خبر حراء اهدأ فَإِنَّمَا عَلَيْك نَبِي وصديق وشهيد أَي أسكن
(هـ د ب) قَوْله ثِيَاب مهدبة والإزار المهدب بتَشْديد الدَّال الَّذِي لَهُ هدب وَهِي أَطْرَاف من سداه لم تلحم تتْرك فِي طَرفَيْهِ وَرُبمَا فتلت يقْصد بهَا بَقَاءَهُ قَالَه الْحَرْبِيّ وَقد يقْصد بِهِ جماله أَيْضا وَفَسرهُ بَعضهم بِمَا لَهُ خمل وَلم يقل شَيْئا وَهِي الْأَهْدَاب والهدب واحدتها هدبة وَمِنْه إِنَّمَا مَعَه مثل هَذِه الهدبة يُرِيد الْخصْلَة الْوَاحِدَة من الهدب ومثلت ذكره هدبة الْإِزَار وهدبة الثَّوْب وَقَوله أينعت لَهُ ثَمَرَته فَهُوَ يهد بهَا بِكَسْر الدَّال وَضمّهَا أَي يجنيها يُقَال مِنْهُ هدب يهدب ويهدب وَهُوَ نوع من الاحتلاب حِين جمعهَا وهدب النَّاقة حلبها
(هـ د ج) قَوْله احْمِلْ فِي هودج ويحملون هُوَ دجى بِفَتْح الدَّال هُوَ مثل المحفة عَلَيْهِ قبَّة وَهُوَ من مراكب النِّسَاء وَأَصله من الهدج بِسُكُون الدَّال وَهُوَ الْمَشْي الرويد
(هـ در) قَوْله فاهدر ثنيته أَي أبطلها وَلم يَجْعَل فِيهَا قصاصا وَلَا دِيَة يُقَال مِنْهُ هدر يهدر بِالضَّمِّ هدرا بِالْفَتْح
(هـ د ل) قَوْله هدل
(هـ د م) عِنْد هدم لَهُ بِفَتْح الدَّال أَي بِنَاء مهدم وَمثله وَصَاحب الْهدم شَهِيد وَالْهدم شَهِيد كَذَا ضبطناه بِكَسْر الدَّال أَي الَّذِي مَاتَ تَحت مَا انْهَدم مثل الحرق وَمن رَوَاهُ صَاحب الْهدم بِالسُّكُونِ فاسم الْفِعْل
(هـ دن) قَوْله سَتَكُون بَيْنكُم هدنة وَبَين بني الْأَصْفَر هدنة وهدنة على دخن أَي صلح وَسُكُون وهدنت الْمَرْأَة وَلَدهَا لينام مثل هدات كُله بِمَعْنى سكنت وَأَرَادَ أَن ظَاهرهَا بِخِلَاف بَاطِنهَا وَإِن قُلُوب أَهلهَا لَيست مؤتلفة فِي الْبَاطِن وَلَا خَالِصَة والدخن كدورة فِي اللَّوْن وَقد ذَكرْنَاهُ فِي حرف الدَّال
(هـ د ف) قَوْله إِلَى هدف أَو حايش تحل بِفَتْح الدَّال الهدف مَا علا من الأَرْض وَسمي قرطاس الرَّمْي هدفا لانتصابه وارتفاعه
(هـ دى) قَوْله أشبه هَديا مِنْهُ بِالنَّبِيِّ (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَي أَن أحسن الْهَدْي هدي مُحَمَّد (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) الْهَدِيَّة بِفَتْح الْهَاء وَسُكُون الدَّال الطَّرِيقَة(2/266)
وَالْمذهب والسمت وَرَوَاهُ بَعضهم الْهدى هدى مُحَمَّد (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بِضَم الْهَاء وَفتح الدَّال وَهُوَ ضد الضَّلَالَة وَكَذَلِكَ فِي الحَدِيث الآخر يَهْتَدُونَ بِغَيْر هدى وَضَبطه الْأصيلِيّ مرّة والقابسي مرّة بِغَيْر هدى بِضَم الْهَاء وَفتح الدَّال بِالْوَجْهَيْنِ الْمُتَقَدِّمين وَكَذَلِكَ فِي الحَدِيث الآخر لَا يَهْتَدُونَ بهدى كَذَا لِابْنِ الْحذاء ولسائرهم بهدى وَقَوله فِي الدُّعَاء اهدني أَي بَين لي ودلني عَلَيْهِ وَقيل فِي قَوْله تَعَالَى) اهدنا الصِّرَاط الْمُسْتَقيم
(أَي ثبتنا وَقَوله فِي حَدِيث الْهِجْرَة هُوَ يهديني السَّبِيل أَي يدلني على غرضي بطرِيق الأَرْض وَالْمرَاد طَرِيق الْآخِرَة وهداية الْجنَّة وَجَاء فِي الْقُرْآن والْحَدِيث بِمَعْنى هَذَا وَمِنْه قَوْله تَعَالَى) إِن علينا للهدى
(وَأما ثَمُود فهديناهم أَي دللناهم وَبينا لَهُم وَجَاء بِمَعْنى التَّوْفِيق والتأييد وَمِنْه قَوْله تَعَالَى) إِنَّك لَا تهدي من أَحْبَبْت وَلَكِن الله يهدي من يَشَاء
(وَمِنْه فِي الحَدِيث أَن الله هُوَ الْهَادِي والفاتن وَقَوله يهادي بَين اثْنَتَيْنِ أَي يمشي بَينهمَا مُتكئا عَلَيْهِمَا والتهدي الْمَشْي الثقيل مَعَ التمايل يَمِينا وَشمَالًا وَقد رَوَاهُ بَعضهم يتهادى وَقَوله كَالَّذي يهدي هَديا لهدى وَالْهدى بالتثقيل وَالتَّخْفِيف مَا يهدي إِلَى بَيت الله من بَدَنَة وَأهل الْحجاز يخففونه وَهِي لُغَة الْقُرْآن وَتَمِيم وسفلى قيس يثقلونه وواحدها هَدِيَّة وهدية مثقلة ومخففة وَمِنْه فِي الحَدِيث فَقَالَت امْرَأَة مَا هَدْيه ويروى هَدْيه بِالْوَجْهَيْنِ وَالتَّخْفِيف لِابْنِ وضاح وَكَذَلِكَ بَاب من اشْترى هَدْيه كَذَا للأصيلي وَلغيره هَدِيَّة منونة التَّاء مثقله على مَا قدمْنَاهُ وَاخْتلف الْفُقَهَاء على مَا ينْطَلق هَذَا الِاسْم فمذهبنا أَنه لَا يَقع إِلَّا على مَا سيق من الْحل قَالَ ابْن الْمعدل وَمَا لم يسق من الْحل فَلَيْسَ بهدى وَقَالَ الطَّبَرِيّ سمي الْهدى لِأَن صَاحبه يتَقرَّب بِهِ ويهديه إِلَى الله كالهدية يهديها الرجل لغيره فتأول بَعضهم أَن ظَاهره ترك اشْتِرَاط الْحل يُقَال مِنْهُ هديت الْهدى وَكَذَلِكَ هَدِيَّة الْمَرْأَة إِلَى زَوجهَا وَقيل أهديت وَأما من الْهَدِيَّة وَالْهدى فأهديت من الْبَيَان وَالْهدى هَدِيَّة وَقَوله هادية الشَّاة أَي أَولهَا يَعْنِي عُنُقهَا لِأَنَّهَا تتقدمها
الْهَاء مَعَ الذَّال
(هـ ذ د) قَوْله هَذَا كَهَذا الشّعْر أَي سرعَة بِالْقِرَاءَةِ وعجلة وَلِهَذَا السرعة وَفِي الحَدِيث الآخر تقرءون خلف أمامكم قُلْنَا هَذَا قيل هُوَ بِمَعْنى مَا تقدم وَقيل جَهرا حَكَاهُ الْخطابِيّ وَقَوله فِي حَدِيث أبي لَهب وشقيت فِي مثل هَذَا الْإِشَارَة بذلك إِلَى نقرة مَا بَين إبهامه وسبابته وَقد جَاءَ مُفَسرًا فِي الحَدِيث من رِوَايَة الثِّقَات.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
قَوْله فِي بَاب الْوضُوء قبل الْغسْل هَذَا غسله من الْجَنَابَة كَذَا للقابسي وَابْن السكن وَعند الْأصيلِيّ وَأبي ذَر والنسفي هَذِه غسله وَمَعْنَاهُ هَذِه الْهَيْئَة أَو الصّفة غسله وَقَول الْمُنَافِق فِي كتاب التَّفْسِير لَئِن رَجعْنَا من هَذِه ليخرجن الْأَعَز مِنْهَا الْأَذَل كَذَا للجرجاني وَلغيره لَئِن رَجعْنَا من عِنْده وَالْأول الصَّوَاب وَقَوله عِنْده تَصْحِيف
الْهَاء مَعَ الرَّاء
(هـ ر ج) قَوْله وَيكثر الْهَرج بِفَتْح الْهَاء وَسُكُون الرَّاء فسره فِي الحَدِيث الْقَتْل وَفِي بعض الرِّوَايَات الْهَرج الْقَتْل بلغَة الْحَبَشَة وهم من قَول بعض الروَاة وَإِلَّا فَهِيَ عَرَبِيَّة صَحِيحَة والهرج أَيْضا الِاخْتِلَاط وَمِنْه قَوْله فَلَا يزَال الْهَرج إِلَى يَوْم الْقِيَامَة وَمِنْه الْعِبَادَة فِي الْهَرج كهجرة وَمِنْه قَوْله تتهارجون تهارج الْحمر أَي تختلطون رجَالًا وَنسَاء فِي الزِّنَى وَالْفساد وتتناكحون والهرج كَثْرَة النِّكَاح هرجها إِذا نَكَحَهَا يهرجها وَقَالَ ابْن دُرَيْد الْهَرج الْفِتْنَة آخر الزَّمَان
(هـ ر د) قَوْله فِي خبر عِيسَى فَينزل فِي ثَوْبَيْنِ مهرودتين قيل فِي شقتين أَو حلتين قَالَ ابْن قُتَيْبَة مَأْخُوذ من الهرد وَهُوَ الشق أَي فِي شقتين والشقة نصف الملاءة وَقَالَ أَبُو بكر إِنَّمَا يُسمى الشق هردا إِذا كَانَ للإفساد لَا للإصلاح وَقَالَ ابْن السّكيت هرد الْقصار الثَّوْب(2/267)
وهردته إِذا خرقته وَقيل أصفرين كلون الحوذانة وَهُوَ مَا صبغ بالورس والزعفران فَيُقَال لَهُ مهرود وَقَالَ ابْن الْأَنْبَارِي يُقَال مهرودتين بِالدَّال والذال مَعًا أَي مُمَصَّرَتَيْنِ كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيث الآخر وَقَالَ غَيره الثَّوْب المهرود الَّذِي يصْبغ بالعروق الَّتِي يُقَال لَهَا الهرد بِضَم الْهَاء وَقَالَ أَبُو الْعَلَاء المعري هرد ثَوْبه صبغه بالهرد وَهُوَ صبغ يُقَال لَهُ الْعُرُوق وَقَالَ الجياني يُقَال هُوَ الكركم وَقَالَ ابْن قُتَيْبَة مَا ذكر عِنْدِي خطأ من النقلَة وَأرَاهُ مهرودتين أَي صفراوين وَخطأ ابْن الْأَنْبَارِي قَوْله هَذَا وَقَالَ إِنَّمَا يَقُوله الْعَرَب هريت لَا هروت وَلَا يَقُولُونَ ذَلِك إِلَّا فِي الْعِمَامَة خَاصَّة
(هـ ر م) قَوْله أعوذ بك من الْهَرم وكبيرا هرما وهرمة هُوَ غَايَة الْكبر وَضعف الشَّيْخ وَإِنَّمَا استعاذ (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) من هَذَا كَمَا قَالَ وَإِن أرد إِلَى أرذل الْعُمر يُقَال هرم الرجل يهرم هرما وَرِجَال هرمى وَامْرَأَة هرمة وَنسَاء هرمى وهرمات
(هـ ر س) قَوْله فَقُمْت إِلَى مهراس فكسرتها بِهِ هُوَ الْحجر الَّذِي يهرس بِهِ الشَّيْء أَي يدق
(هـ رول) قَوْله أَتَيْته هرولة وأهرول ويهرولون قَالَ وَكِيع مَعْنَاهُ فِي سرعَة وَإجَابَة قَالَ الْخَلِيل الهرولة بَين الْمَشْي والعدو
قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَمَعْنَاهُ فِي حق الله تَعَالَى الَّذِي لَا تجوز عَلَيْهِ الْحَرَكَة والانتقال سرعَة إجَابَته لعَبْدِهِ وَقرب تقريبه من هدايته وَرَحمته
الْهَاء مَعَ الزَّاي
(هـ ز ا) قَوْله أتهزأ بِي وَأَنت رب الْعَالمين الْكَلَام فِيهِ مثل مَا قدمْنَاهُ فِي قَوْله أَتسخر مني فِي حرف السِّين فأنظره هُنَاكَ
(هـ ز ز) قَوْله فَإِذا هِيَ تهتز من تَحْتَهُ خضراء وَإِلَى أَرض تهتز زرعا هُوَ مثل قَوْله تَعَالَى) فَإِذا أنزلنَا عَلَيْهَا المَاء اهتزت وربت
(قَالَ الْخَلِيل اهتز النَّبَات طَال وهزته الرّيح واهتزت الأَرْض إِذا أنبتت وَقَالَ غَيره تحركت بالنبات عِنْد وُقُوع الْمَطَر عَلَيْهَا وَأما قَوْله فِي قَول مثل الْمُنَافِق لَا يَهْتَز حَتَّى يستحصد فَمَعْنَاه هُنَا على اصله أَي لَا يَتَحَرَّك وَقَوله اهتز الْعَرْش لمَوْت سعد قيل مَعْنَاهُ ارْتَاحَ بِرُوحِهِ واستبشر بصعوده لكرامته وكل من خف لأمر واستبشر بِهِ فقد اهتز لَهُ وَقيل المُرَاد مَلَائِكَة الْعَرْش وَقد ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْعين قَول من قَالَ أَنه على وَجهه وَأَن المُرَاد سَرِير الْجِنَازَة وَمن رد هَذَا القَوْل ورده هُوَ الصَّحِيح وَقد ذكر البُخَارِيّ ذَلِك
(هـ ز ل) إِنَّمَا كَانَت هزيلة من أبي الْقَاسِم
تَصْغِير الْكَلِمَة من الْهزْل الَّذِي هُوَ ضد الْجد.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
قَوْله فِي بَاب كَلَام الرب مَعَ الْأَنْبِيَاء ثمَّ يَهُزهُنَّ آخِره نون مثل يضمهن مُسْتَقْبل من الهز كَذَا للجرجاني عَن الْمروزِي والكافة وللأصيلي ثمَّ يهزهز مثل يجمجم وهما بِمَعْنى قَالَ الْخَلِيل يُقَال هززت وهزهزت الشَّيْء بِمَعْنى وَفِي حَدِيث الرُّؤْيَا رَأَيْت أَنِّي هززت سَيْفا ثمَّ قَالَ هززته أُخْرَى كَذَا لَهُم وَعند السَّمرقَنْدِي هزت سَيْفا وهزته أُخْرَى بزاي وَاحِدَة مُشَدّدَة وهما بِمَعْنى هَذَا على الْإِدْغَام على لُغَة بكر ابْن أَوَائِل يُقَال مدت بِمَعْنى مددت وَهُوَ على قَوْلهم مص وَأَصله مصص وَفِي الْحَج لَا يَسْتَطِيعُونَ يطوفون من الْهزْل رَوَاهُ بعض الروَاة من طَرِيق أبي بَحر من الْهزْل وَهُوَ وهم وَلَعَلَّ الْألف سَقَطت وَإِنَّمَا هُوَ الهزال الَّذِي هُوَ ضد السّمن والهزل ضد الْجد
الْهَاء مَعَ اللَّام
(هـ ل ب) قَوْله فِي حَدِيث الْجَسَّاسَة فَإِذا بدبة أهلب أَي كَثِيرَة الشّعْر قد فسره فِي الحَدِيث يُقَال أهلب كثير الشّعْر لَا يدْرِي مَا قبله من دبره
(هـ ل ك) قَوْله إِذا قَالَ الرجل هلك النَّاس فَهُوَ أهلكهم روينَاهُ بِضَم الْكَاف وَقد قيل فتحهَا أهلكهم وَنبهَ على الْخلاف فِيهِ ابْن سُفْيَان قَالَ لَا أَدْرِي هُوَ بِالْفَتْح أَو بِالضَّمِّ قيل مَعْنَاهُ(2/268)
إِذا قَالَ ذَلِك استحقارا لَهُم واستصغارا لَا تحزنا وإشفاقا فَمَا اكْتسب من الذَّنب بذكرهم وعجبه بِنَفسِهِ أَشد وَقيل هُوَ أنساهم لله وَقَالَ مَالك مَعْنَاهُ أفلسهم وأدناهم وَقيل مَعْنَاهُ فِي أهل الْبدع والغالين الَّذين يؤيسون النَّاس من رَحْمَة الله ويوجبون لَهُم الخلود بِذُنُوبِهِمْ إِذا قَالَ ذَلِك فِي أهل الْجَمَاعَة وَمن لم يقل ببدعته وعَلى رِوَايَة النصب مَعْنَاهُ أَنهم لَيْسُوا كَذَلِك وَلَا هَلَكُوا إِلَّا من قَوْله لَا حَقِيقَة من قبل الله وَقَول بِأَرْض دوية مهلكة بِفَتْح الْمِيم وَاللَّام كَذَا ضبطناه أَي هلك فِيهَا سلاكها بِغَيْر زَاد وَلَا مَاء وَلَا رَاحِلَة قَالَ ثَعْلَب يُقَال مهلكة ومهلكة وَالْكَلَام مهلكة بِالْكَسْرِ
(هـ ل ل) قَوْله فَلَمَّا أهل الْهلَال وَفِي الحَدِيث الآخر اسْتهلّ علينا الْهلَال بِضَم الْهمزَة إِذا طلع وَأهل أَيْضا بِفَتْحِهَا واستهل بِفَتْح التَّاء وَيُقَال اسْتهلّ وَأهل إِذا رئ بِكَسْر الْهَاء وأهللنا الْهلَال واستهللناه رَأَيْنَاهُ وَلَا يُقَال هَل الْهلَال عِنْد الْأَصْمَعِي وَقَالَهُ غَيره وَحَكَاهُ ابْن دُرَيْد وَصَححهُ وَقَالَ هَل هلا وَأهل إهلالا وَحَكَاهُ عَن أبي زيد وأهللنا الشَّهْر أَيْضا صرنا فِي أَوله وَلَا يُسمى الْقَمَر هلالا إِلَّا فِي الثَّلَاث لَيَال الأول وَجمعه أهلة وَقَوله وَجهه يَتَهَلَّل أَي يظْهر فِيهِ السرُور ونوره حَتَّى كَأَنَّهُ الْهلَال وَقَوله وأهللنا بِالْحَجِّ والإهلال بِالْحَجِّ وَبِمَا أَهلَلْت وإهلال كإهلال النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) هُوَ رفع الصَّوْت بِالتَّلْبِيَةِ عندا لدُخُول فِيهِ أَو فِي الْعمرَة وَقَوله فِي الْمَوْلُود إِذا اسْتهلّ صَارِخًا إِذا رفع صَوته وصرخ وكل شَيْء ارْتَفع صَوته فقد اسْتهلّ وَمِنْه الْهلَال فِي الْحَج وَمِنْه سمي الْهلَال لِأَن النَّاس يرفعون أَصْوَاتهم بالأخبار عَنهُ وَمَا أهل بِهِ لغير الله أَي مَا رفع الصَّوْت بِذكر غير الله عَلَيْهِ ثمَّ اسْتعْمل فِي كل مَا ذبح لغير الله وَإِن لم يرفع بِهِ صَوت وَمِنْه فِي الذّكر بعد الصَّلَاة وَكَانَ رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) يهلل بِهن دبر كل صَلَاة أَي يعلن بذلك وَيرْفَع بِهِ صَوته وَقَوله فمنا المكبر وَمنا الْمهل كَذَا فِي الْمُوَطَّأ وَفِي مُسلم فِي حَدِيث يحيى بن يحيى بلام وَاحِدَة أَي منا الرافع صَوته بِذكر الله أهل الرجل إِذا رفع صَوته بِذكر الله وَجَاء فِي كتاب مُسلم فِي حَدِيث مُحَمَّد بن حَاتِم وسريج بن النُّعْمَان وَمنا المهلل بلامين وَهُوَ عِنْدِي أولى هُنَا لقَوْله فمنا المكبر وَمَعْنَاهُ هُنَا أَي الْقَائِل لَا إِلَه إِلَّا الله لِأَن المكبر أَيْضا رَافع صَوته بِذكر الله فَلَا وَجه لذكر رفع الصَّوْت فِي غَيره بِالذكر دونه وَقَوله فِي الاسْتِسْقَاء فألف الله بَين السَّحَاب وهلتنا السحابة أَي أمطرتنا بِقُوَّة يُقَال هَل الْمَطَر هلا وهللا أنصب بِشدَّة وانهل إنهلالا وكل شَيْء انصب فقد أنهل وَلَا يُقَال أهلت وَقد ذكرنَا الْخلاف فِيهِ فِي حرف الْمِيم وَمن قَالَ فِيهِ ملتنا بِالْمِيم وَتقدم تَفْسِير حَيّ هلا فِي الْحَاء
(هـ ل م) قَوْله أناديهم أَلا هَلُمَّ يَا باغي الْخَيْر هَلُمَّ وهلم أحَدثك وهلمي يَا أم سليم أَي تعالي مِنْهُم من لَا يثنيه وَلَا يجمعه وَلَا يؤنثه وَهِي لُغَة الْحِجَازِيِّينَ وَمِنْهُم من يفعل ذَلِك ويصرفه وَهِي لُغَة تَمِيم قَالَ صَاحب الجمهرة وهما كلمتان جعلتا وَاحِدَة كَأَنَّهُمْ أَرَادوا هَل أَي أقبل وَأم أَي أقصد وَقيل بل أَصْلهَا هَل أم ثمَّ ترك الْهَمْز وَكَانَت كلمة تستفهم بهَا من تُرِيدُ أَن يَأْتِي طَعَام قوم ثمَّ كثر حَتَّى تكلم بِهِ الدَّاعِي وَقَوله هَلُمَّ جرا ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْجِيم
(هـ ل ل) قَوْله فَهَلا بكرا تلاعبها وتلاعبك هِيَ هُنَا بِمَعْنى التحضيض واللوم وَنصب بكرا على إِضْمَار فعل أَي هلا تزوجت بكرا وَذكرنَا فِي حرف الْحَاء حَيّ هلا
(هـ ل ع) قَوْله لما فِي قُلُوبهم من الْجزع والهلع هما بِمَعْنى قيل الْهَلَع قلَّة الْبَصَر وَقيل الْحِرْص يُقَال رجل هلع وهلوع وهلواع(2/269)
وهلواعة جزوع حَرِيص وَقيل ذَلِك فِي قَوْله تَعَالَى) إِن الْإِنْسَان خلق هلوعا
(والهلع أَيْضا والهلاع الْجُبْن عِنْد ملاقات الأقران والهلائع اللَّئِيم وَفِي الحَدِيث الآخر أَخَاف هلعهم كَذَا لِابْنِ السكن أَي قلَّة صبرهم وَلغيره ظلعهم وَهُوَ قريب مِنْهُ وَقد فسرناه فِي حرفه.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
قَوْله فِي الْكُسُوف فِي حَدِيث القواريري وَنَحْمَد ونهلل وَعند العذري ونهل وَالرِّوَايَة الأولى أشبه بالْكلَام مَعَ تَخْصِيص ذكر الْحَمد أَولا كَمَا ذكرنَا فِي التَّكْبِير قبل
الْهَاء مَعَ الْمِيم
(هـ م ز) قَوْله وَمن همزات الشَّيَاطِين أَن يحْضرُون
(هـ م ل) قَوْله همل النعم
(الهمل بِفَتْح الْمِيم الْإِبِل بِغَيْر رَاع وَهِي الهاملة أَيْضا والهوامل وَذَلِكَ يكون فِي ليل أَو نَهَار وَالْوَاحد هامل وَلَا يُقَال ذَلِك فِي الْغنم والهامل أَيْضا من الْإِبِل الضال وَجمعه همل
(هـ م م) قَوْله إِذا هم أحدكُم بِأَمْر أَي قَصده وَاعْتَمدهُ بهمته وَهُوَ بِمَعْنى عزم وَمِنْه لقد هَمَمْت أَلا أتهب إِلَّا من قرشي الحَدِيث أَي عزمت على ذَلِك وَقَوله ويهمون بذلك على رِوَايَة بَعضهم وَحَتَّى يهموا بذلك من الْهم يُقَال أهمني الْأَمر هما أحزنني وغمني وهمني إِذا بَالغ فِي ذَلِك بِمَعْنى أذاني وَمِنْه قَوْلهم مهموم وَقَوله حَتَّى يهم رب المَال من يَأْخُذ صدقته أَي يغمه ذَلِك لعدمه ويحزنه ويهمه بِضَم الْيَاء وَكسر الْهَاء من أهم وَقَوله فِي التَّعَوُّذ وَمن كل شَيْطَان وَهَامة بتَشْديد الْمِيم ويقيك من هوَام الأَرْض قيل الهامة هِيَ الْحَيَّة وكل ذِي سم يقتل وَجمعه هوَام فَأَما مَا لَا يقتل ويسم فَهِيَ السوام بتَشْديد الْمِيم أَيْضا كالزنبور وَغَيره وَيُقَال الْهَوَام دَوَاب الأَرْض الَّتِي تهم بالإنسان وَمِنْه قَوْله طرق الدَّوَابّ ومأوى الْهَوَام وَقَوله أَيُؤْذِيك هوامك وهوام رَأسك فِي الحَدِيث الآخر جمع هَامة وَهُوَ ينْطَلق على مَا يدب من الْحَيَوَان كالقمل والخشاش وَشبهه وَخص هُنَا الْقمل من أجل الرَّأْس وَقد جَاءَ مُفَسرًا وَالْقمل يَتَنَاثَر على وَجْهي وَقيل بل لَا يوائها فِي الرَّأْس يُقَال هُوَ يتهمم بِرَأْسِهِ أَي يفليه وَقَوله أعوذ بك من الْهم والحزن تقدم فِي حرف الْحَاء وتفريق من فرق بَينهمَا
(هـ م س) قَوْله يهمس أَي يسر كَلَامه والهمس الْكَلَام الْخَفي.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
قَوْله فِي حَدِيث أنس فِي صَحِيح البُخَارِيّ فِي بَاب كَلَام الله لقد حَدثنِي وهم جَمِيع كَذَا للجرجاني وَهُوَ وهم وَصَوَابه وَهُوَ جَمِيع كَمَا جَاءَ فِي غير هَذَا الْموضع وَسَائِر الرِّوَايَات وَقد فسرناه فِي الْجِيم وَقَوله فِي حَدِيث كَعْب حضرني همي وعندا لحموي همتي وَالْأول الصَّوَاب فِي كم بَين الْأَذَان وَالْإِقَامَة قَامَ نَاس يبتدرون السَّوَارِي حَتَّى يخرج (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وهم كَذَلِك كَذَا للكافة وَعند أبي الْهَيْثَم هِيَ وَالْأول الْوَجْه وَقد يخرج لرِوَايَة أبي الْهَيْثَم وَجه أَي والسراري بِتِلْكَ الْحَالة بصلاتهم إِلَيْهَا وَقَوله فِي حَدِيث سَلمَة وبيننا وَبَين بني لحيان جبل وهم الْمُشْركُونَ كَذَا عِنْد بَعضهم وضبطناه عَن آخَرين وهم الْمُشْركُونَ أَي غم أَمرهم رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَالْمُسْلِمين لَيْلًا يبيتوهم لقربهم مِنْهُم
الْهَاء مَعَ النُّون
(هـ ن ا) قَوْله يهنأ بَعِيرًا لَهُ وَإِن كنت تهنأ جَرْبَاهَا يُقَال هنأت الْبَعِير أهنأه وأهنئه إِذا طليته بالقطران والهناء القطران وَقَوله جَاءَهُ الشَّيْطَان فهناه ومناه أَي أعطَاهُ الْأَمَانِي وَسَهل هَناه لمتابعة مناه وَأَصله الْهَمْز يُقَال هنأني إِذا أَعْطَانِي مَهْمُوز وَمثله قَوْلهم هنأني الطَّعَام ومرأني مخففين مهموزين هَنأ وَلَا يُقَال مرأني أَي طَابَ لي واستمريته فَإِذا قلته بِغَيْر هناني قلت امراني رباعي وَمِنْه قَوْله تَعَالَى) هَنِيئًا مريئا
(أَي طيبا سائغا وَحكى ثَعْلَب(2/270)
عَن ابْن الْأَعرَابِي هناني وأهناني وأمراني وأمراني كُله بِفَتْح النُّون وَالرَّاء وَقد هنئ بِالْكَسْرِ وهنؤ بِالضَّمِّ هناءة وهناء وَقَوله فهناني وَجَاءَنِي النَّاس يهنئونني ولتهنك تَوْبَة الله يهمز ويسهل
(هـ ن) قَوْله لَهُنَّ مثل الْخَشَبَة خَفِيفَة النُّون اسْم لِلْفَرجِ والهن والهنة وَذكر هنة من جِيرَانه قَالَ الْخَلِيل هِيَ كلمة يكنى بهَا عَن اسْم الشَّيْء وَالْأُنْثَى هنة بِفَتْح النُّون وَحكى الْهَرَوِيّ عَن بَعضهم أَن هن وهنة مُشَدّدَة النُّون وَأنْكرهُ الْأَزْهَرِي وَقَالَ الْخَلِيل من الْعَرَب من يسكنهُ فَجعله مثل من وَمِنْهُم من ينونه فِي الْوَصْل والتنوين أحسن وَمعنى هنة من جِيرَانه أَي حَاجَة وفاقة وَقَوله يَا هنتاه وَأي هنتاه بِفَتْح الْهَاء وَسُكُون النُّون مِمَّا تقدم بِمَعْنى يَا هَذِه أَو يَا شَيْء كِنَايَة عَن كل مَا يكنى عَنهُ قَالَ الْخَلِيل إِذا أدخلُوا التَّاء فِي هن فتحُوا النُّون فَقَالُوا هنة فَذا أدخلت التَّاء وأدرجتها فِي الْكَلَام سكنت النُّون فَقلت هَذِه هنت جَاءَت فَإِذا دَعَوْت امْرَأَة فكنيت عَن اسْمهَا قلت يَا هنة فَإِذا وصلتها بِالْألف وَالْهَاء وقفت عِنْدهَا فِي النداء فَقلت يَا هنتاه وَلَا يُقَال هَذَا إِلَّا فِي النداء وَفِي اللُّغَة الْأُخْرَى يَا هنتوه قَالَ أَبُو حَاتِم وَيُقَال للْمَرْأَة يَا هنت أقبلي اسْتِخْفَافًا فَإِذا ألحقت الزَّوَائِد قلت يَا هَناه للرجل وَيَا هنتاه للْمَرْأَة قَالَ أَبُو زيد وتلقى الْهَاء فِي الأدراج فَتَقول يَا هُنَا هَلُمَّ وَقَوله أسمعنا من هناتك على جمع هنة وَفِي رِوَايَة من هنياتك على التصغير أَي من أخبارك وأمورك وأراجيزك وأشعارك كِنَايَة عَن ذَلِك وَفِي الطَّلَاق الثَّلَاث هَنَات من هناتك أَي من أخبارك الْمَكْرُوهَة وفتاويك الْمُنكرَة وَيُقَال فِي فلَان هَنَات أَي أَشْيَاء مَكْرُوهَة وَلَا يُقَال ذَلِك فِي الْخَيْر إِنَّمَا يُقَال فِيمَا يكنى عَنهُ وَفِي بَاب من فرق بَين الْأمة أَنَّهَا سَتَكُون هَنَات وهنات أَي أُمُور تنكر وَقَوله إِذا كبر سكت هنيَّة أَي شَيْئا يَسِيرا وَغير هنيَّة فِي أُذُنه مثله كُله بِضَم الْهَاء وَفتح النُّون تَصْغِير هنة أَي شَيْء وضعوه لِأَنَّهُ قَلِيل وَأثر يسير كنى عَنهُ بذلك وَقَوْلها لم يقربنِي إِلَّا هنة وَاحِدَة على رِوَايَة من رَوَاهُ بالنُّون أَي مرّة وَاحِدَة يُقَال ذهبت فهنت كِنَايَة من هن وَقَوْلها هَا هُنَا هَا تَنْبِيه وَهنا اسْم للمكان وَكَذَلِكَ هُنَاكَ لَكِن هُنَا أقرب وَهُنَاكَ أبعد وَقَوله فِي حَدِيث تَقْرِير الله عباده على نعمه فِي الَّذِي يَقُول آمَنت وتصدقت فَيَقُول هَا هُنَا قيل مَعْنَاهُ أثبت مَكَانك حَتَّى تعرف بفضائحك
(هـ ن ي) قَوْله فمشي هنيهة وَسكت هنيهة فِي رِوَايَة من رَوَاهُ هُوَ مِمَّا تقدم تَصْغِير هنة ثمَّ زيدت فِيهَا هَاء وَكَذَلِكَ جَاءَ فِي حَدِيث جُبَير أسمعنا من هنيها تَكُ.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
قَوْله فِي خبر ولد جَابر فَإِذا هُوَ كَيَوْم وَضعته يَعْنِي فِي الْقَبْر غير هنيَّة فِي أُذُنه يُرِيد غير أثر وَشَيْء يسير غيرته الأَرْض من أُذُنه كَذَا رِوَايَة ابْن السكن والنسفي وَعند الْمروزِي والجرجاني وَأبي ذَر كَيَوْم وَضعته هنيَّة غير أُذُنه وَهُوَ تَغْيِير وَصَوَابه مَا تقدم بِتَقْدِيم غير وَقَوله إِذا كبر سكت هنيَّة كَذَا لرواة مُسلم وَكَذَا للْبُخَارِيّ فِي بَاب مَا يقْرَأ بعد التَّكْبِير وَعند الْأصيلِيّ وَابْن الْحذاء وَابْن السكن هنيهة وَعند الطَّبَرِيّ هنيئة مَهْمُوز وَلَا وَجه لَهُ وَفِي مُسلم فِي حَدِيث ابْن مَسْعُود هنيَّة ويروى هنيهة وَقَوله فِي الضَّحَايَا وَذكر هنة من جِيرَانه كَذَا لِابْنِ السكن وَأكْثر رُوَاة مُسلم وَهُوَ مِمَّا تقدم وَعند الْأصيلِيّ وابي الْهَيْثَم بِالْمِيم وَلم يضبطه الْأصيلِيّ وَعند الْفَارِسِي هَيْئَة بِالْيَاءِ وَبعدهَا همزَة وَقد ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْمِيم وَكَذَلِكَ ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْهَاء وَالْيَاء وَإِنَّمَا الِاخْتِلَاف فِي قَوْله لم يقربنِي إِلَّا هنة بالنُّون وَإِلَّا هبة بِالْبَاء
الْهَاء مَعَ الصَّاد
(هـ ص ر) قَوْله وهصر ظَهره بتَخْفِيف الصَّاد أَي ثناه للرُّكُوع(2/271)
وَعطفه والهصر عطف الشَّيْء الرطب وَمِنْه فِي حَدِيث الإعجاز فتهصرت أَغْصَان الشَّجَرَة أَي مَالَتْ وانعطفت
الْهَاء مَعَ الضَّاد
(هـ ض ب) قَوْله هضبة بِسُكُون الضَّاد قَالَ صَاحب الْعين الهضبة الصَّخْرَة الراسية الْعَظِيمَة وَجَمعهَا هضاب وَقيل هُوَ كل جبل خلق من صَخْرَة وَاحِدَة وَقَالَ الْأَصْمَعِي الهضبة الْجَبَل ينبسط على الأَرْض
الْهَاء مَعَ الْفَاء
(هـ ف ت) قَوْله تتهافت الْقمل على وَجهه ويتهافتون على النَّار تهافت الْفراش التهافت التساقط
الْهَاء مَعَ الشين
(هـ ش م) قَوْله هشمت الْبَيْضَة على رَأسه أَي كسرت والهاشمة من الشجاج الَّتِي هشمت الْعظم
(هـ ش ش) فِي خبر عُثْمَان قَول عَائِشَة دخل أَبُو بكر فَلم يهش لَهُ فَدخل عمر فَلم يهش لَهُ كَذَا للعذري وَلغيره يهتش وهما بِمَعْنى وَمَعْنَاهَا استبشر وهش للمعروف نشط وخف وَرجل هش ضحاك وَالِاسْم مِنْهُ الهشاشة والبشاشة المبرة والملاطفة وَإِظْهَار المسرة والنشاط لذَلِك.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
قَوْله فَلَمَّا رَأينَا جدر الْمَدِينَة هششنا لذَلِك بِكَسْر الشين أَي نشطنا وخففنا فِي السّير يُقَال مِنْهُ هش يهش بِفَتْح الْهَاء فِي الْمُسْتَقْبل وَأما من قَوْله تَعَالَى) وأهش بهَا على غنمي
(وَهُوَ من خبط ورق الشَّجَرَة ليتناثر لَهَا فهششت بِالْفَتْح أهش بِالضَّمِّ فِي الْمُسْتَقْبل وَكَذَا الرِّوَايَة فِي الحَدِيث الْمُتَقَدّم عِنْد السجْزِي وَكَانَ عِنْد أبي بَحر هشنا بِفَتْح الْهَاء وَتَشْديد الشين على إدغام المثلين ولغة بعض الْعَرَب فِي نقل الْحَرَكَة ثمَّ إدغامها وَهِي لُغَة بكر بن وَائِل كَمَا قدمْنَاهُ فِي الْهَاء وَالزَّاي وعَلى نَحْو قَوْلهم عض ومص وَأَصله مصص وعضض وَلغيره هشنا بِسُكُون الشين وهاء مَفْتُوحَة على التَّخْفِيف ولغة من قَالَ ظلت أَيْضا كَذَلِك وكما قَالَ لم يلده أَبَوَانِ وَكله صَوَاب وَكَانَ عِنْد العذري هشنا بِكَسْر الْهَاء وَسُكُون الشين وَوَجهه من هاش بِمَعْنى هش قَالَ الْهَرَوِيّ يجوز هاش بِمَعْنى هش قَالَ شمر هاش بِمَعْنى طرب وَمِنْه قَول الرَّاعِي
(فَكبر للرؤيا وهاش فُؤَاده وَبشر نفسا كَانَ قبل يلومها
)
وَقد تكون من هش أَيْضا على لُغَة من قَالَ ظلت أفعل كَذَا حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ فِي الشاذ
الْهَاء مَعَ الْهَاء
(هه هه) قَوْله فَقلت هه هه حَتَّى ذهب نَفسِي بِفَتْح الأولى وَسُكُون الثَّانِيَة هِيَ حِكَايَة صَوت المبهور من تَعب أَو حمل ثقل أَو جري
الْهَاء مَعَ الْوَاو
(هـ ود) قَوْله فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَو ينصرَانِهِ أَو يُمَجِّسَانِهِ قيل يعلمَانِهِ ذَلِك ويحملانه عَلَيْهِ وَقيل يكونَانِ سَبَب الحكم لَهُ فِي الدُّنْيَا بحكمهما مادام صَغِيرا والهوادة الْمُحَابَاة وَأَصله من التهويد وَهُوَ السّكُون أَي لَا يسكن وَيَقْضِي على ترك حق الله وَتقدم تَفْسِير الهودج
(هـ ور) قَوْله حَتَّى تهور اللَّيْل أَي ذهب أَكْثَره وانهدم كَمَا ينهدم الْبناء وَمِنْه شفا جرف هار فانهار بِهِ أَي سقط وَيُقَال جرف هار بِالرَّفْع كَأَنَّهُ من هائر بترك الْهمزَة وَيُقَال توهر اللَّيْل أَيْضا بِتَقْدِيم الْوَاو مثل تهور وتهور الْبناء سقط
(هـ ول) قَوْله خَنْدَقًا من النَّار وَهُوَ لَا أَي أمرا يهول وَيخَاف مِنْهُ وأصل التهول الْخَوْف
(هـ وم) قَوْله لَا هام وَلَا صفر وَكَيف حَيَاة أصداء وهام الْهَام طَائِر يألف الْمَوْتَى والقبور وَهُوَ الصدأ أَيْضا وَهُوَ مِمَّا يطير بِاللَّيْلِ وَهُوَ غير البوم يُشبههُ وَكَانَت الْعَرَب تزْعم أَن الرجل إِذا قتل فَلم يدْرك بثاره خرج من هامته وَهُوَ أعلا رَأسه طَائِر يَصِيح على قَبره اسقوني فَأَنا عطشان حَتَّى يقتل قَاتله وأشعارهم فِي هَذَا كَثِيرَة وَقَالَ بَعضهم تخرج من رَأسه دودة فتنسلخ على طَائِر يفعل ذَلِك فَنهى النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم)(2/272)
يحْتَمل أَنه عَن هَذَا وَإِلَيْهِ ذهب غير وَاحِد وَإِلَيْهِ نحا الْحَرْبِيّ وَأَبُو عبيد وَقَالَ مَالك فِي تَفْسِيره أَرَاهَا الطَّيرَة الَّتِي يُقَال لَهَا الهامة
قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَقد يحْتَمل أَنه أَرَادَ التطير بهَا فَإِن الْعَرَب كَانَت تتطير بالطائر الْمُسَمّى الْهَام وَمِنْهُم من كَانَ يتيامن بِهِ وَإِلَى هَذَا ذهب شمر بن حمدوية وَحَكَاهُ عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ أَبُو عبيد كَانَت الْعَرَب تزْعم أَن عِظَام الْمَوْتَى تصير هَامة تطير يسمون الطَّائِر الَّذِي يخرج من هَامة الْمَيِّت إِذا بلَى الصدأ
(هـ ون) قَوْله فَمشى على هنيَّة بِكَسْر الْهَاء أَصله الْوَاو من الْهون بِالْفَتْح الرِّفْق والدعة يُقَال امْضِ على هنيتك وَهُوَ الرِّفْق والتثبت وَمِنْه قَوْله تَعَالَى) الَّذين يَمْشُونَ على الأَرْض هونا
(قيل بسكينة ووقار وَقَالَ شمر الهنية بِالْكَسْرِ والهون بِالْفَتْح الرِّفْق والدعة يُقَال امْضِ على هنيتك وَقَالَ بَعضهم الهوينا تَصْغِير الهونا بِالضَّمِّ وَهُوَ تَأْنِيث الْهون أَي الأرفق قَالَ ابْن الْأَعرَابِي الْعَرَب تمدح بالهين واللين مخففا لِأَنَّهُ عِنْده من الرِّفْق والتثبت وَقَالَ تذم بالهين واللين مثلا لِأَنَّهُ عِنْده من الْهون بِضَم الْهَاء وَهُوَ الهوان وَقد قيل أَيْضا بِالضَّمِّ من الرِّفْق قَالُوا وَمِنْه الهوينا وَقَالَ غَيره هما سَوَاء مُثقلًا ومخففا وَالْأَصْل فِيهِ التثقيل وَقَوله هوني عَلَيْك أَي حقري هَذَا الْأَمر وَلَا تعظميه
(هـ وع) قَوْله يتهوع قَالَ فِي البارع تهوع الرجل وهاع يهوع بِمَعْنى وَهُوَ تكلّف الْقَيْء وهاع يهاع إِذا جَاءَهُ من غير تكلّف وَفِي الجمهرة هاع الرجل يهوع ويهاع إِذا قاء وَالِاسْم الهواع والهوع وَقَالَ أَبُو عبيد هاع يهاع إِذا تهوع
(هـ وش) قَوْله إيَّاكُمْ وهيشاة الْأَسْوَاق بِفَتْح الْهَاء وَأَصله الْوَاو وَقد روى هُوَ شات بِالْوَاو وَقَالَ أَبُو عبيد الهوشة الْفِتْنَة والاختلاط هُوَ من الْقَوْم إِذا اختلطوا وقيدناه على أبي بَحر بِسُكُون الْيَاء وَقَيده التَّمِيمِي عَن الجياني بِفَتْحِهَا
(هـ وى) قَوْله فهوى رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَي أحبه بِكَسْر الْوَاو وَاسْتَحْسنهُ والهوى الْمحبَّة وَمِنْه قَوْله أَن رَبك يُسَارع فِي هَوَاك وَقَوله حَتَّى هويت إِلَى الأَرْض أَي سَقَطت يُقَال هويت إِذا سَقَطت بِفَتْح الْوَاو وَهوى أَيْضا بِمَعْنى هلك وَمَات وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فقد هوى وَزعم بَعضهم أَن صَوَاب هَذَا الْحَرْف أَهْوى إِلَى الأَرْض وكما جَاءَ فِي البُخَارِيّ فِي الوفات وَلم يقل شَيْئا إِنَّمَا يُقَال من السُّقُوط هوى وَمِنْه فَهُوَ يهوي فِي النَّار أَي ينزل سَاقِطا كَمَا جَاءَ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى فِي الحَدِيث بِعَيْنِه فَهُوَ ينزل بهَا فِي النَّار لِأَن دركات النَّار إِلَى أَسْفَل فَهُوَ نزُول سُقُوط وَقيل أَهْوى من قريب وَهوى من بعيد وَقَوله فَجعل النِّسَاء يهوين بأيديهن إِلَى آذانهن أَي يتناولن ويأخذن ويملن بهَا كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث الآخر يشرن وَكَذَلِكَ قَوْله أَهْوى ليَأْكُل وأهوت إِلَى حُجْرَتهَا وأهوى إِلَى الْحَصْبَاء وأهوى ليسجد وأهويت بيَدي إِلَى كِنَانَتِي يُقَال أَهْوى بِيَدِهِ وأهوى يَده للشَّيْء تنَاوله وَقَالَ صَاحب الْأَفْعَال هوى إِلَيْهِ بِالسَّيْفِ وأهوى أماله إِلَيْهِ وَمِنْه فَأَهْوَيْت نَحْو الصَّوْت أَي ملت وَمِنْه أَهْوى يَده إِلَى الضَّب وَمِنْه يهوى بالصخرة لرأسه وَمِنْه فِي حَدِيث الْإِفْك وَهوى حَتَّى أَنَاخَ أَي أسْرع وَعند الْأصيلِيّ أَهْوى أَي مَال وَيكون أَيْضا أسْرع وَمِنْه قَوْله حَتَّى أهويت لأناولهم أَي أملت يَدي أسقيهم وَقَوله حَتَّى يهوى بِفَتْح الْيَاء وَكسر الْوَاو والهوى والهوى بِالْفَتْح وَالضَّم الْمُضِيّ والإسراع وأهوت النَّاقة والوحشية أسرعت وَمِنْه قَوْله تهوى بِهِ الرّيح أَي تمر بِهِ فِي سرعَة وَفِي حَدِيث الْبراق ثمَّ انْطلق يهوى بِهِ مِنْهُ أَي أسْرع وهوت الْعقَاب انْقَضتْ على الصَّيْد فَإِذا راوغته قيل أهوت لَهُ وَيُقَال فِي الصعُود والهبوط هوى يهوي هوى بِالْفَتْح إِذا هَبَط وَهُوَ يَا بِالضَّمِّ إِذا صعد وَلم(2/273)
يفرق بَينهمَا صَاحب الْعين وجعلهما لغتين وَقَالَ صَاحب الْأَفْعَال هُوَ الطَّائِر ترفق فِي انقضاضه والنجم أسْرع فِي انكداره وَالدَّوَاب فِي سَيرهَا بِاللَّيْلِ والهوى والهوى قِطْعَة من اللَّيْل بِفَتْح الْهَاء وَضمّهَا وَكسر الْوَاو وَشد الْيَاء.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
فِي بَاب من بنى بِامْرَأَة وَهِي بنت تسع سِنِين كَذَا لَهُم وَعند الْقَابِسِيّ وَهُوَ ابْن تسع سِنِين وَهُوَ خطأ وَقَوله فَمَكثْنَا على هينتنا بِكَسْر الْهَاء وَفتح النُّون وَقد فسرناه كَذَا لأبي ذَر ولكافة الروَاة هيئنا بِفَتْحِهَا مَهْمُوز مَكَان النُّون وَفِي حَدِيث ابْن عَبَّاس فَمَا زَالَ يسير على هينته بِكَسْر الْهَاء وَالنُّون مثل مَا تقدم وَرَوَاهُ بَعضهم هُنَا هَيْئَة بِفَتْحِهَا وهمزة وَالصَّوَاب هُنَا الْوَجْه الأول وَفِي بَاب مسح الْحَصْبَاء رَأَيْت عبد الله بن عمر إِذا أَهْوى ليسجد كَذَا عِنْد جَمِيع شُيُوخنَا وَفِي أصولهم وَفِي بعض الرِّوَايَات عِنْد غَيرهم إِذا هوى وَكَذَا رَأَيْته فِي غير رِوَايَة يحيى وَهُوَ الْوَجْه على مَا تقدم وَمَعْنَاهُ مَال وَفِي حَدِيث الْمُتْعَة فِي مُسلم فَقَالَ ابْن أبي عمْرَة مهلا قَالَ مَا هِيَ كَذَا الرِّوَايَة عِنْد الكافة قَالَ بَعضهم صَوَابه قَالَ مَا مهل وَهَذَا لَا يحْتَاج إِلَيْهِ وَالرِّوَايَة صَحِيحَة إِن شَاءَ الله تَعَالَى أَي مَا هِيَ الْمُتْعَة أَو مَا يُنكر مِنْهَا وَقَوله فِي حَدِيث الحديات وَهُوَ ذَا هُوَ كَذَا الرِّوَايَة فِيهِ قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي هَذَا قَول الْحِجَازِيِّينَ وَهُوَ خطأ وَكَلَام الْعَرَب هَا هُوَ ذَا وَقَوله فِي الَّذِي يصبح حنبا كَذَلِك حَدثنِي الْفضل بن عَبَّاس وَهُوَ أعلم كَذَا للمروزي والجرجاني وَأبي ذَر وَعَامة الروَاة وَفِي رِوَايَة ابْن السكن وَهن أعلم وَهُوَ الصَّوَاب يَعْنِي أُمَّهَات الْمُؤمنِينَ وَهُوَ بَين فِي غير هَذَا الحَدِيث وَقَوله مَا لنا طَعَام إِلَّا الحبلة وَهَذَا السمر كَذَا عِنْد التَّمِيمِي والطبري وَعند عَامَّة رُوَاة مُسلم وَهُوَ السمر وَعند البُخَارِيّ وورق السمر وَالصَّوَاب قَول من قَالَ وَهُوَ لِأَن الحبلة ثَمَر السمر وَقد ذَكرْنَاهُ وَالْخلاف فِيهِ فِي بَابه وَقَوله اخسا أَن يكن هُوَ فَلَنْ تسلط عَلَيْهِ وَإِن لم يكن هُوَ كَذَا فِي الْأُصُول لكافتهم وَعند الْأصيلِيّ أَن يكنه فيهمَا وَهُوَ الْوَجْه وَفِي بَاب إِلْقَاء النَّوَى قَالَ شُعْبَة هُوَ ظَنِّي وَهُوَ فِيهِ إِن شَاءَ الله كَذَا لَهُم وَعند السَّمرقَنْدِي وهم فِيهِ وَهُوَ خطأ وتصحيف وَالصَّوَاب الأول
الْهَاء مَعَ الْيَاء
(هـ ي ب) قَوْله تهبنني وَلَا تهبن رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَي توقرنني عَن اللّعب بحضرتي والهيبة وَالْوَقار والمكانة من النُّفُوس فِي التَّعْظِيم
(هـ ي ج) قَوْله فِي خامة الزَّرْع حَتَّى تهيج أَي تَجف وتيبس قَالَ الله تَعَالَى ثمَّ يهيج فتراه مصفرا وَقَوله وهاجت السَّمَاء فمطرنا وَقَوله وَمَا يهيجهم على ذَلِك شَيْء أَي مَا يُحَرك عَلَيْهِم شرا هاج الشَّرّ وهاجه النَّاس ثلاثي كُله
(هـ ي ل) قَوْله فَصَارَ كثيبا أهيل أَي سيالا ككثيب الرمل يُقَال تهيل الرمل وانهال إِذا سَالَ وهلته أهيله إِذا نثرت الشَّيْء وصببته وهيلته أَرْسلتهُ إرْسَالًا فَجرى وَمِنْه كيلوا وَلَا تهيلوا وأهلته لُغَة أَيْضا
(هـ ي م) قَوْله بَاعَ أبلا هيما وَشِرَاء الْإِبِل الهيم هِيَ الَّتِي أَصَابَهَا الهيام وَهُوَ دَاء الْعَطش لَا تروى من المَاء بِضَم الْهَاء وَاسم الْفِعْل مِنْهُ هياما بِكَسْرِهَا وَقد قيل أَنه معنى قَوْله تَعَالَى شرب الهيم وَقيل فِي الْآيَة غير هَذَا وَقيل هُوَ دَاء يكون مَعَه الجرب وَلِهَذَا ترْجم البُخَارِيّ عَلَيْهِ شِرَاء الْإِبِل الهيم والأجرب وَيدل عَلَيْهِ قَوْله ابْن عمر حِين تبرا إِلَيْهِ بَائِعهَا من عيبها قَالَ فرضيه بِقَضَاء رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) لَا عدوى وَفِي كتاب البُخَارِيّ فِي بَاب غَزْوَة الخَنْدَق فَعَاد كثيبا أهيل أَو أهيم بِالْمِيم وَاللَّام على الشَّك وهما صَحِيحَانِ بِمَعْنى هيال الرمل الَّذِي ينهال وَلَا يتماسك وَكَذَا هيامه قَالَه أَبُو زيد قَوْله(2/274)
ففلق بِهِ هام الْمُشْركين أَي رُءُوسهم وَهَامة كل حَيَوَان رَأسه مخفف الْمِيم
(هـ ي ع) قَوْله كلما سمع هيعة طَار إِلَيْهِ بِفَتْح الْهَاء قَالَ أَبُو عبيد هِيَ صَيْحَة الْفَزع وَالْخَوْف من الْعَدو قَالَ أَبُو عبيد الهايعة الصَّوْت الشَّديد
(هـ ي ش) قَوْله هيشات الْأَسْوَاق أَي اختلاطها وَيُقَال هُوَ شَاة وَقد ذَكرْنَاهُ
(هـ ي هـ) قَوْله هيه وَهِي يَابْنَ الْخطاب استطعام للْحَدِيث قَالَ ثَابت تَقول للرجل إِذا استزدته هيه وأيه وَقد ذكرنَا من هَذَا فِي الْألف أول الْكتاب وَفِي حَدِيث الْمَرْأَة وسألوها عَن المَاء فَقَالَت هَيْهَات هَيْهَات هِيَ كلمة بِمَعْنى الْبعد وَفِيه لُغَات وَقد ذَكرنَاهَا فِي حرف الْألف.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
قَوْله فَمَكثْنَا على هيئتنا كَذَا لَهُم وَعند أبي ذَر وهينتنا وَكِلَاهُمَا صَحِيح وَفِي الدّفع من الْمزْدَلِفَة فمازال يسير على هينته مثله كَذَا ضبطناه عَن شُيُوخنَا وَفِي رِوَايَة هَيْئَة والهيئة الرِّفْق والتثبت وَهُوَ أوجه فِي هاذين الْحَدِيثين من الهيئات
فصل مُشكل الْمَوَاضِع وتقييدها
(هرشي) بِفَتْح الْهَاء وَسُكُون الرَّاء مَقْصُور وشين مُعْجمَة جبل من جبال تهَامَة على طَرِيق الشَّام وَالْمَدينَة قرب الْجحْفَة
(هجر) مَدِينَة مَشْهُورَة بِالْيمن وَهِي قَاعِدَة الْبَحْرين بِفَتْح الْهَاء وَالْجِيم وَقيل فِيهَا لهجر وَجَاء ذَلِك فِي الْهِجْرَة بِالْألف وَاللَّام وَبَينهَا وَبَين الْبَحْرين عشر مراحل
(الهداة) بِفَتْح الْهَاء وَسُكُون الدَّال مَهْمُوز كَذَا ذكره البُخَارِيّ فِي قتل عَاصِم قَالَ وَهِي بَين عسفان وَمَكَّة وَكَذَا ضَبطه الْبكْرِيّ وَقَالَ أَبُو حَاتِم يُقَال لموْضِع بَين مَكَّة والطائف الهداة وَالنِّسْبَة إِلَيْهِ هدوى
قَالَ القَاضِي أَبُو الْفضل عِيَاض رَحمَه الله وَهَذَا الْموضع غير الهداة ذَكرْنَاهُ لَيْلًا يتَوَهَّم فِيهِ مَا قَالَه أَبُو حَاتِم وَيُقَال فِي هَذَا أَيْضا الهدة بِضَم الْهَاء
فصل مُشكل الْأَسْمَاء والكنى
فِي هَذَا الْحَرْف هدبة بن خَالِد بِضَم الْهَاء وَهُوَ هداب بن خَالِد بِفَتْح الْهَاء وَتَشْديد الدَّال وَآخره بَاء بِوَاحِدَة اسْمه هدبة وهداب لقب وهزال بتَشْديد الزَّاي وَهَبَّار بن الْأسد بتَشْديد الْبَاء وَآخره رَاء وَهَمَّام وَأَبُو همام وَابْن همام بتَشْديد الْمِيم وكل هَؤُلَاءِ بِفَتْح الْهَاء وهشيم بن بشير بِضَم الْهَاء وَكَذَلِكَ هريم بن سُفْيَان وبراء غير مُعْجمَة لَا غير وَكَذَلِكَ هريم بن عبد الله الْأَسدي وَابْن هُبَيْرَة بِفَتْح الْبَاء وَرَبِيعَة بن عبد الله ابْن الهدير بِضَم الْهَاء وَفتح الدَّال وَآخره رَاء وهنيا صَاحب حَدِيث الْحمى بِفَتْح النُّون بعْدهَا يَاء مُشَدّدَة بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا وهزيلة بنت الْحَارِث بِفَتْح الزَّاي كل هَؤُلَاءِ بِضَم الْهَاء وَكَذَلِكَ كسْرَى بن هُرْمُز بِضَم الْهَاء وَالْمِيم وَآخره زَاي والهرمزان اسْم بعض قواده مثنى مِنْهُ وهدد بن بدد بِضَم أول الاسمين وَفتح الثَّانِي ودالين غير معجمتين ذكره فِي حَدِيث الْخضر وهالة بنت خويلد بِفَتْح اللَّام وَابْن الْهَادِي وَوَقع عِنْد أَكثر شُيُوخ الموطا بِغَيْر يَاء وَكَذَا قَيده الْأصيلِيّ وَالْأول الصَّوَاب وهقل بن زِيَاد بِكَسْر الْهَاء وَسُكُون الْقَاف وَكَذَلِكَ هِرقل بِكَسْر الْهَاء وَفتح الرَّاء وَسُكُون الْقَاف وَمُسلم بن هَيْصَم بصاد مُهْملَة وهاء مَفْتُوحَة.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
هزيل بن شُرَحْبِيل كَذَا لَهُم بِضَم الْهَاء وَفتح الزَّاي بعْدهَا وَعند الطَّبَرِيّ والمهلب هُذَيْل وَهُوَ خطأ وَلَيْسَ فِيهَا بالزاي سواهُ وَفِي حَدِيث خُرُوج الْخَطَايَا مَعَ الْوضُوء نَا مُحَمَّد بن معمر بن ربعي الْقَيْسِي نَا أَبُو هَاشم المَخْزُومِي عَن عبد الْوَاحِد بن زِيَاد كَذَا لَهُم وَعند السجْزِي نَا أَبُو هِشَام وَكَذَا فِي كتاب ابْن عِيسَى وَقد قيل قَالَ البُخَارِيّ أَبُو هِشَام الْمُغيرَة ابْن سَلمَة المَخْزُومِي سمع عبد الْوَاحِد بن زِيَاد وَكَذَا ذكره الْحَاكِم فِي رجال مُسلم وكناه بِأبي هِشَام وَذكره الْبَاجِيّ فِي رجال(2/275)
البُخَارِيّ وكناه بِأبي هَاشم فِي بَاب فَضَائِل فَاطِمَة أَن بني هِشَام بن الْمُغيرَة كَذَا لَهُم وَعند ابْن الْحذاء بني هَاشم وَهُوَ خطأ وَفِي بَاب بيعَة الرضْوَان مُسلم نَا رِفَاعَة بن الْهَيْثَم قَالَ أَنا خَالِد يَعْنِي الطَّحَّان كَذَا لجميعهم وَهُوَ الصَّوَاب وَرَوَاهُ بَعضهم رِفَاعَة بن الْقَاسِم وَهُوَ خطأ وَفِي بَاب تَسْمِيَة بزَّة نَا عَمْرو النَّاقِد نَا هَاشم بن الْقَاسِم حَدثنَا اللَّيْث كَذَا الصَّحِيح وَكَذَا فِي أَكثر الْأُصُول وَعند بعض شُيُوخنَا فِيهِ حَدثنَا هِشَام بن الْقَاسِم وَهُوَ وهم وَفِي بَاب صَلَاة الْقَاعِد نَا ابْن علية عَن الْوَلِيد بن هِشَام كَذَا لِابْنِ الْحذاء وَرِوَايَة الْجَمَاعَة ابْن أبي هِشَام قَالَ الجياني وَهُوَ الصَّحِيح فِي بَاب يقل الرِّجَال نَا حَفْص بن عمر الحوضي نَا هِشَام عَن قتاة كَذَا عِنْد الْقَابِسِيّ والنسفي والهروي وَعند الْأصيلِيّ نَا همام بِالْمِيم قَالَ الْأصيلِيّ عِنْد بعض أَصْحَابنَا عَن أبي زيد هِشَام وَمَا أرَاهُ إِلَّا صَحِيحا وَفِي حَدِيث الْحُدَيْبِيَة عِنْد مُسلم نَا رِفَاعَة بن الْهَيْثَم كَذَا لَهُم وَهُوَ الصَّوَاب وَرَوَاهُ بعض رُوَاة مُسلم ابْن الْقَاسِم وَهُوَ وهم وَفِي التَّفْسِير قَوْله ويدرا عَنْهَا الْعَذَاب أَن هِلَال بن أُميَّة قذف امْرَأَته قَالُوا وَهُوَ وهم من هِشَام بن حسان لم يقلهُ غَيره وَإِنَّمَا الْمَعْرُوف عُوَيْمِر الْعجْلَاني وَفِي بَاب الْمُطلقَة ثَلَاثًا تتَزَوَّج نَا أَبُو أُسَامَة عَن هِشَام بن سعد عَن أَبِيه كَذَا عِنْد أبي بَحر عَن العذري وَسقط ابْن سعد لغيره وسقوطه الصَّوَاب إِنَّمَا هُوَ هِشَام ابْن عُرْوَة وَفِي بَاب نَفَقَة الْمُطلقَة أَن مُعَاوِيَة وَأَبا جهم بن هِشَام كَذَا عِنْد يحيى وَابْن الْقَاسِم وَهُوَ وهم وَسَائِر الروَاة لَا ينسبونه وَيَقُولُونَ أَبُو جهم فَقَط وَلَا يعرف فِي الصَّحَابَة أَبُو جهم بن هِشَام وَإِنَّمَا هُوَ أَبُو جهم بن حُذَيْفَة وَطرح ابْن وضاح ابْن هِشَام من رِوَايَة يحيى وَفِي بَاب الصَّلَاة قَاعِدا نَا إِسْمَاعِيل بن علية عَن الْوَلِيد ابْن أبي هَاشم عَن أبي بكر بن مُحَمَّد كَذَا للرواة وَفِي كتاب ابْن الْحذاء ابْن هِشَام قَالَ الجياني كَذَا رده وَوهم فِيهِ وَالصَّوَاب الأول وَهِي رِوَايَة الجلودي وَابْن ماهان وَهُوَ مولى عُثْمَان بن عَفَّان مكي والوليد بن هِشَام شَامي معيطي من رُوَاة مُسلم
فصل مُشكل الْأَنْسَاب
الْهَمدَانِي بِسُكُون الْمِيم ودال مُهْملَة فِيهَا جمَاعَة مِنْهُم من نصت على أنسابهم فَذَلِك منسوبون إِلَى قبيل من هَمدَان مِنْهُم مرّة الْهَمدَانِي والْحَارث الْأَعْوَر وَالضَّحَّاك المشرقي وَابْن نمير الْهَمدَانِي وَأَبُو كريب مُحَمَّد بن الْعَلَاء فِي آخَرين وعَلى الْجُمْلَة فَلَيْسَ فِيهَا بِغَيْر هَذَا الضَّبْط من نَص على نسبه وَإِن كَانَ فِيهَا أَسمَاء جمَاعَة مِمَّن ينْسب إِلَى همذان بِفَتْح الْمِيم والذال الْمُعْجَمَة مَدِينَة من بِلَاد الْجَبَل لَكِن لم تقع أنسابهم منصوصة فِيهَا فَلم نذْكر ذَلِك على شرطنا لَكِن جَاءَ فِي البُخَارِيّ نَا أَبُو فَرْوَة مُسلم بن سَالم الْهَمدَانِي كَذَا نسبه فِي جَمِيع النّسخ وَضَبطه الْأصيلِيّ بِسُكُون الْمِيم نِسْبَة إِلَى الْقَبِيل وَوَجَدته فِي بعض نسخ النَّسَفِيّ بِفَتْح الْمِيم وبذال مُعْجمَة نسبه إِلَى الْبَلَد وَإِنَّمَا نسبه نهدي وَيعرف بالجهني كَذَا قَالَه البُخَارِيّ وبالجهني يعرف لِأَنَّهُ كَانَ نازلا فيهم وَأما أَبُو فَرْوَة الْهَمدَانِي فَغَيره هُوَ أَبُو فَرْوَة الْأَكْبَر الْهَمدَانِي اسْمه عُرْوَة بن الْحَارِث وَفِي سَنَد شُيُوخنَا عَن البُخَارِيّ أَحْمد بن صَالح الْهَمدَانِي عَن الْفربرِي هَذَا مَنْسُوب إِلَى الْمَدِينَة وَيحيى بن يزِيد الهناءي بِضَم الْهَاء وَنون مَمْدُود وَآخره همزَة وَفِي بعض شُيُوخ مُسلم الْهَرَوِيّ مِنْهُم أَحْمد بن أبي رَجَاء الْهَرَوِيّ بِفَتْح الْهَاء وَالرَّاء الْمُهْملَة وَمثله أَبُو ذَر عبد ابْن أَحْمد الْهَرَوِيّ الْحَافِظ أحد رُوَاة كتاب البُخَارِيّ مَشْهُور وَلَيْسَ فِيهَا مَا يشْتَبه بِهِ وَفِي سندنا عَن مُسلم أَيْضا الْهَوْزَنِي(2/276)
وَرُبمَا اشْتبهَ بِهِ وَهُوَ أَبُو حَفْص عمر بن الْحسن الأشبيلي وهوزن قبيل نَا عَنهُ بِالْكتاب من شُيُوخنَا من ذَكرْنَاهُ أَوله
حرف الْوَاو مَعَ سَائِر الْحُرُوف
الْوَاو مَعَ الْهمزَة
(وَاد) ذكر فِي الحَدِيث فِي الْعَزْل ذَاك الوأد الْخَفي بِسُكُون الْهمزَة وَفِيه نهى عَن وأد الْبَنَات وَهُوَ قتلهن كَمَا كَانَت الْعَرَب تفعل ذَلِك غيرَة وأنفة أَو تَخْفِيفًا للمؤنة وَمِنْه قَول الله تَعَالَى) وَإِذا الموؤودة سُئِلت بِأَيّ ذَنْب قتلت
(وَقَالَ تَعَالَى) وَلَا تقتلُوا أَوْلَادكُم خشيَة إملاق
(وأصل الوأد دفنهن أَحيَاء وَشبه الْعَزْل بِهِ لِأَنَّهُ إبِْطَال للْوَلَد كَمَا قَالَ فِي الرِّيَاء الشّرك الْأَصْغَر
(واه ا) وَقَوله واها لريح الْجنَّة كلمة تشوق واستطابة وَقَوله وإهاله قيل هُوَ بِمَعْنى الاستهانة للشَّيْء وَقيل بِمَعْنى التَّعَجُّب وويها بِمَعْنى الإغراء وَقد مر فِي الْهمزَة
(واي) قَوْله من كَانَ لَهُ عِنْد رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَأي أَو عدَّة وَمَا لم يكن واي وَشرط الواي الْعدة الْمَضْمُونَة وَقيل الواي الْعدة من غير تَصْرِيح وَالْعدة التَّصْرِيح بِالْعَطِيَّةِ.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
قَول البُخَارِيّ فِي تَفْسِير الْكَهْف وأل يئل نجا ينجوا انتقده بَعضهم وَقَالَ صَوَابه لَجأ يلجأ
قَالَ القَاضِي رَحمَه الله كِلَاهُمَا صَوَاب وَمَا قَالَه البُخَارِيّ صَحِيح قَالَ فِي الجمهرة وأل الرجل يئل مثل وجد يجد إِذا نجى فَهُوَ وَائِل وَقَالَ مثله فِي الغربيين قَالَ وَبِه سمى الرجل وائلا وَكَذَا صححنا هَذَا التَّفْسِير على شَيخنَا أبي الْحُسَيْن رَحمَه الله قَالَ أَبُو بكر وَتقول لَا والت إِن والت أَي لَا نجوت أَن نجوت وَقَالَ فِي الغربيين فوألنا إِلَى حراء أَي لجانا وَبِهَذَا التَّفْسِير فسر الْكَلِمَة وَصَاحب الْعين وَبِه فسر الْآيَة مكي لَا غير وَقَالَ صَاحب الْأَفْعَال والت إِلَى الشَّيْء لجأت إِلَيْهِ والموئل الملجأ وَلَا وأل من كَذَا أَي نجا وَالله سُبْحَانَهُ أعلم
الْوَاو مَعَ الْبَاء
(وب ا) قَوْله أَن الوباء وَقع بِالشَّام مَهْمُوز مَقْصُور وَقَوله الْمَدِينَة وبئة مِنْهُ يُقَال وبئت الأَرْض توبأ على مَا لم يسم فَاعله فَهِيَ موبوءة وَهِي وبيئة مثل مَرِيضَة وَكَذَا إِذا كثر مَرضهَا والوبأ الْمَرَض وَيُقَال وبثت الأَرْض بِكَسْر الْبَاء تيبأ بِكَسْر التَّاء وأوبات أَيْضا فَهِيَ موبئة ووبئة مَقْصُور مثل غرقة
(وب ر) قَوْله وَاعجَبا لَو برتد لي علينا بِفَتْح الْوَاو وَأكْثر الرِّوَايَات فِيهِ بِسُكُون الْبَاء وَهِي دويبة غبراء وَقيل بَيْضَاء على قدر السنور حَسَنَة الْعَينَيْنِ من دَوَاب الْجبَال قَالَه احتقار لَهُ وَضَبطه بَعضهم وبر بِفَتْح الْبَاء وتأوله من الْوَبر جمع وبرة وَهُوَ صوف الْإِبِل تحقيرا لَهُ كشان الْوَبرَة الَّتِي لَا خطر لَهَا وَتَأَول قدوم ضان على ضان قادمة وَهَذَا تكلّف وَالْأول أشهر وأوجه وَقَوله وَتَنَاول وبرة هَذَا بِفَتْح الْبَاء من وبر الْإِبِل وَكَذَا قَوْله الْفَخر وَالْخُيَلَاء فِي أهل الْوَبر يُرِيد أَصْحَاب الْإِبِل قيل يُرِيد ربيعَة وَمُضر
(وب ل) قَوْله مطر وإبل هُوَ الْمَطَر الْعَظِيم الْقطر جمع وبل مثل سَافر وسفر وراكب وَركب يُقَال مِنْهُ وبلت السَّمَاء وأوبلت وَأما الوبال فالمكروه وَسُوء العقبى
(وب ص) قَوْله وبيص خَاتمه ووبيص الطّيب فِي مفرقه ووبيص سَاقيه أَي بريقهما وبياضهما يُقَال وبص الشَّيْء وبيصا وبص بصيصا بِمَعْنى برق
(وب ق) قَوْله الموبقات أَي المهلكات وموبقها مهلكها وَمِنْهُم من يوبق بِعَمَلِهِ والموبق بِعَمَلِهِ وبذنوبه أَي المعاقب الْمَحْبُوس بهَا قَالَ الله تَعَالَى أَو يوبقهن بِمَا كسبوا أَي يحبسهم وَيكون الموبق المعاقب المهلك يُقَال مِنْهُ وبق يبْق إِذا هلك وَقد ذكرنَا فِي حرف الْبَاء الِاخْتِلَاف فِي هَذَا الْحَرْف
(وب ش) قَوْله أَن قُريْشًا وبشت لِحَرْب رَسُول الله(2/277)
(صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أوباشا بشد الْبَاء أَي جمعت جموعا من قبائل شَتَّى وهم الأوباش والأشواب أَيْضا وَمِنْه هَل ترَوْنَ أوباش قُرَيْش قَالَ ابْن دُرَيْد هم الأخلاط من النَّاس السفلة وَقد غلطوا ابْن مكي قي قَوْله أَنه يَقع على الْجُمُعَات من قبائل شَتَّى وان كَانَ فيهم رءوساء وأفاضل وَقَالُوا إِنَّمَا يسْتَعْمل فِي مَوضِع الذَّم والاحتقار.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
قَوْله فِي بَاب التَّوْبَة نزل منزلا وَبِه مهلكة كَذَا لجميعهم فِي البُخَارِيّ هُنَا وَصَوَابه مَا فِي مُسلم منزلا دوية مهلكة وَالْأول تَصْحِيف وَقد ذَكرْنَاهُ فِي حرف الدَّال
الْوَاو مَعَ التَّاء
(وت ر) قَوْله إِن الله وتر يحب الْوتر الْوتر الْفَرد وَالله تعلى وَاحِد لَا ثَانِي لَهُ فِي ملكه وَلَا سُلْطَانه وَهُوَ وَاحِد فِي أَنه لَا شريك لَهُ وَوَاحِد فِي أَنه لَا مشبه لَهُ وَوَاحِد فِي أَنه لَا يقبل الانقسام وَيُحب الْوتر أَي يثيب على مَا حد مِنْهُ وَيُرِيد فعل مَا حَده من الْعِبَادَات وَمِنْه قَوْله أوتروا ويفضل كَونه على ذَلِك وَقيل ذَلِك رَاجع إِلَى ذكر أَسْمَائِهِ الَّتِي ذكر أول الحَدِيث تِسْعَة وَتسْعُونَ وَله فضل الْوتر فِيهَا ليدل على الوحدانية وَقيل ذَلِك رَاجع إِلَى صفة من يعبد الله بالوحدانية وَالْإِخْلَاص وَلَا يُشْرك مَعَه أحدا وَالْعرب تَقول فِي الْوَاحِد وتر ووتر بِالْفَتْح وَالْكَسْر وَقد قرئَ بهما جَمِيعًا قَالَ الْحَرْبِيّ أهل الْحجاز يَقُولُونَهُ بِالْفَتْح فِي الْعدَد وَفِي الرجل بِالْكَسْرِ وَتَمِيم وَبكر وَقيس يَقُولُونَ بِالْكَسْرِ وَحكى الْوَجْهَيْنِ فيهمَا قَوْله إِذا استجمرت فأوتر ي ليكن عَددهَا وترا وَصَلَاة الْوتر من هَذَا لكَونهَا رَكْعَة عِنْد الْحِجَازِيِّينَ أَو ثَلَاثًا عِنْد الْعِرَاقِيّين وَبَعض الْحِجَازِيِّينَ وَبِكُل حَال فعددها فَرد وَقَوله فَكَأَنَّمَا وتر أَهله وَمَاله أَي نقص يُقَال وترته أَي نقصته وَقيل مَعْنَاهُ أَصَابَهُ مَا يُصِيب الموتور وَقَالَ ملك مَعْنَاهُ ذهب بهم انتزعوا مِنْهُ وَقيل أُصِيب بهم إِصَابَة يطْلب فِيهَا وترا يجْتَمع عَلَيْهِ غمان غم الْمُصِيبَة وغم الطّلب ومقاساته وَأَهله وَمَاله مَنْصُوب على الْمَفْعُول الثَّانِي وعَلى من فسره بِذَهَب يَصح رفعهما على مَا لم يسم فَاعله وَقَوله فَإِن الله لن يتْرك من عَمَلك شَيْئا بِكَسْر التَّاء وَفتح الرَّاء مُسْتَقْبل وتر أَي لن ينْقصك قَالَ الله تَعَالَى وَلنْ يتركم أَعمالكُم وَيكون بِمَعْنى يظلمك يُقَال وتره إِذا ظلمه وَقَوله قلدوا الْخَيل وَلَا تقلدوها الأوتار قيل مَعْنَاهُ جمع وتر من الذحل أَي لَا تَطْلُبُوا عَلَيْهَا الأوتار وَهِي الذحول كَمَا كَانَت تَفْعَلهُ الْجَاهِلِيَّة وَقيل لَا تقلدوها أوتار القسي فتنخنق بهَا مهما رعت وعلقت بغص وَهُوَ تَأْوِيل مُحَمَّد بن الْحسن وَقيل مَعْنَاهُ الْعين وَهُوَ تَأْوِيل ملك وَمِنْه لَا تبقين فِي رَقَبَة بعير قلادة من وتر إِلَّا قطعت على أحد التَّأْويلَيْنِ وَقَوله فِي قَضَاء رَمَضَان أحب إِلَيّ أَن يواتر يَعْنِي يوالي ويتابع قَالَ الْأَصْمَعِي لَا تكون المواترة متواصلة حَتَّى يكون بَينهمَا شَيْء وَلِهَذَا ذهب بَعضهم إِلَى أَن معنى قَول ابْن مَسْعُود ويواتر قَضَاء رَمَضَان أَن يَصُوم يَوْمًا وَيفْطر يَوْمًا أَو يَوْمَيْنِ ويومين وَاحْتج أَيْضا بقوله فِي حَدِيث آخر لَا بَأْس أَن يواتر قَضَاء رَمَضَان فَدلَّ أَنه أَرَادَ تفريقه إِذْ لَا يخْتَلف فِي جَوَاز مُتَابَعَته
قَالَ القَاضِي رَحمَه الله تَعَالَى مَا قَالَه الْأَصْمَعِي فِي المواترة إِنَّهَا لَا تكون مُوَاصلَة حَتَّى يكون بَينهَا شَيْء من تَفْرِيق فَصَحِيح لَكِن هَذَا مَوْجُود فِي مُتَابعَة الصَّوْم ومواترته على مَا قَالَه مَالك وَغَيره لِأَن فطر اللَّيْل فرق بَين صَوْم الْيَوْمَيْنِ وَلَا يُقَال لمن وَاصل وَلم يفْطر واتر وَمِنْه قَوْله جَاءَت الْخَيل تترا إِذا جَاءَت متقطعة كَمَا قَالَ الله تَعَالَى) ثمَّ أرسلنَا رسلنَا تترا
(أَي شَيْئا بعد شَيْء مُتَقَارِبَة الْأَوْقَات.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
قَوْله فِي الْمُوَطَّأ فِي المساقات بِعَين واتنة غزيرة ثمَّ قَالَ الواتنة الثَّابِت مَاؤُهَا(2/278)
الَّذِي لَا يغور وَلَا يَنْقَطِع كَذَا عِنْد الْأصيلِيّ وَابْن عتاب بتاء بِاثْنَتَيْنِ فَوْقهَا بعْدهَا نون وَكَذَا كَانَ عِنْد الطلمنكي ولسائر الروَاة واثنة بثاء مُثَلّثَة وهما صَحِيحَانِ وَالْأَشْهر الأول وبالوجهين قَرَأَهَا ابْن بكير وَالْمَاء الدَّائِم وتن يتن دَامَ ووتن الرجل بِالْمَكَانِ أَقَامَ قَالَ ابْن دُرَيْد وَقَالَ قوم فِيهِ وثن بالثاء مثل وتن وَلَيْسَ يثبت وَقَوله لَا تبقين فِي رَقَبَة بعير قلادة من وتر كَذَا عِنْد يحيى عِنْد جَمِيع شُيُوخنَا وَعند القعْنبِي وَابْن الْقَاسِم بِالتَّاءِ بِاثْنَتَيْنِ فَوْقهَا وَعند مطرف وبر بِالْبَاء وَحكى بَعضهم أَنَّهَا رِوَايَة يحيى وَعند ابْن بكير وَبرا ووتر على الشَّك من ابْن بكير وَفِي نُسْخَة عَنهُ إِسْقَاط اللَّفْظَة
الْوَاو مَعَ الثَّاء
(وثا) قَوْله وثيت رجْلي على مَا لم يسم فَاعله مثل كسرت والوثؤ بِفَتْح الْوَاو وَسُكُون الثَّاء وَآخره مَهْمُوز وصم يُصِيب الْعظم لَا يبلغ الْكسر
(وث ب) قَوْله وثب قَائِما أَي نَهَضَ للْقِيَام بِسُرْعَة وَقَوله اتخشى أَن أثب عَلَيْك أَي القي نَفسِي عَلَيْك وانهض إِلَيْك وَقَوله وَثَبت إِلَيْهِ أَي نهضت بِسُرْعَة وَقَوله وهموا أَن يتواثبوا أَي ينْهض بَعضهم لقِتَال بعض وضرابه وَقَوله وَهُوَ يثب فِي الدرْع أَي يمشي فِيهَا بِقُوَّة وطاقة وينزوا فِي مَشْيه
(وث ر) نهى عَن المياثر وَعَن ميثرة الأرجوان بِكَسْر الْمِيم غير مَهْمُوز قَالَ الْحَرْبِيّ عَن ابْن الْأَعرَابِي هِيَ كالمرفقة تتَّخذ كصفة السرج قَالَ الْحَرْبِيّ إِنَّمَا نهى عَنْهَا إِذا كَانَت حمرا وَذكر البُخَارِيّ عَن عَليّ أَنَّهَا كأمثال القطائف يضعونها على الرّحال وَذكر عَن بُرَيْدَة أَنَّهَا كجلود السبَاع وَهَذَا عِنْدِي وهم إِنَّمَا يجب أَن يرجع هَذَا على تَفْسِير النمور وَقَالَ غَيره هِيَ غشاء السُّرُوج من الْحَرِير وَقَالَ النَّضر هِيَ مرفقة محشوة ريشا أَو قطا تجْعَل فِي وَاسِطَة الرحل وَقيل روج تتَّخذ من الديباج والميثرة أَيْضا الحشية وَهِي الْفراش المحشو ويأوها منقلبة عَن وَاو وَأَصلهَا من الشَّيْء الوثير وَهُوَ الْوَطْء وَقد قَالُوا فِي مَعْنَاهَا مواثر أَيْضا على الأَصْل
(وث ن) ذكر فِيهَا الْأَوْثَان والوثن قيل الْأَوْثَان الْأَصْنَام وَقَالَ نفطويه مَا كَانَ صُورَة من حِجَارَة أَو جص أَو غَيره فَهُوَ وثن قَالَ الْأَزْهَرِي مَا كَانَ لَهُ جثة ينحت وَينصب فَهُوَ وثن وَمَا كَانَ صُورَة بِغَيْر جثة فَهُوَ صنم
(وث ق) ذكر الْمِيثَاق وتواثقنا على الْإِسْلَام وَأخذ مواثيقهم الْمِيثَاق الْعَهْد وَأَصله موثاقا وَهُوَ بِمَعْنى الِاسْتِحْلَاف والموثق من ذَلِك وَقَوله فَمر بِهِ وَهُوَ فِي وثاق أَي فِي ثقاف والوثاق بِالْفَتْح كل مَا أوثقت بِهِ شَيْئا قَالَ الله تَعَالَى) فشدوا الوثاق
(.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
قَوْله فِي حَدِيث كَعْب حَتَّى تواثقنا على الْإِسْلَام كَذَا لرواة الصَّحِيحَيْنِ كلهم إِلَّا الْجِرْجَانِيّ فَعنده توافقنا من الْمُوَافقَة وَقد فسرناه
الْوَاو مَعَ الْجِيم
(وَج ا) قَوْله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) عَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وَجَاء بِكَسْر الْوَاو مَمْدُود هُوَ نوع من الخصاء قيل هورض الانثيين وَقيل غمز عروقهما والخصاء شقّ الخصيتين واستيصالهما والجب قطع ذَلِك بشفرة محماة من أَصله شبه مَا يقطع الصَّوْم من النِّكَاح وَيكسر من غلمته بذلك لِأَنَّهُ إِذا صنع بالفحل انْقَطع ذَلِك عَنهُ وَقَوله فَوَجَأْت فِي عُنُقهَا أَي دفعت فِيهِ وَهُوَ كالطعن فِيهِ بِالْيَدِ وَمِنْه وجأه بالخنجر وَغَيره وَقَالَ الْخَلِيل وجأه ضرب عُنُقه وَمِنْه قَوْله ويجابها وَمِنْه يتوجا بهَا فِي بَطنهَا أَي يطعن ويشق وَقَوله فِي الثَّمر فليجاهن بنواهن أَي يدقهن
(وَج ب) قَوْله فَإِذا وَجب فَلَا تبكين باكية فسره فِي الحَدِيث إِذا مَاتَ وَقَوله فقد أوجب وأوجبوا أَي وَجَبت لَهُ الْجنَّة أَو النَّار وموجبات رحمتك أَي مَا أوجب الله عَلَيْهِ الْجنَّة وَكَذَلِكَ مُوجبَات نقمتك وَإِن صَاحب النَّار أوجب أَي كسب خَطِيئَة يسْتَوْجب بهَا عُقُوبَة(2/279)
النَّار قَالَ أَبُو عبيد هَذَا من أعجب مَا يَجِيء من الْكَلَام يُقَال للرجل قد أوجب وللحسنة والسيئة قد أوجبت وَقَوله فِي الَّذِي قَرَأَ قل هُوَ الله أحد وَجَبت فسره فِي الحَدِيث وَجَبت لَهُ الْجنَّة وَفِي الْمَيِّت الَّذِي أثنى عَلَيْهِ وَجَبت قيل الْجنَّة وَقيل الشَّهَادَة الَّتِي شهِدت لَهُ وَمثله فِي الَّذِي أثنى عَلَيْهِ بشر وَقَوله إِذا سمع وجبة وسمعتم وجبتها بِسُكُون الْجِيم هِيَ صَوت الْوَقْعَة والهدة وَقيل مَعْنَاهُ سُقُوطهَا من قَوْله فَإِذا وَجَبت جنوبها وَقَوله إِذا وَجَبت الشَّمْس يُقَال مِنْهُ وجبا ووجوبا إِذا غَابَتْ وَسَقَطت فِي الْمغرب وَوَجَب الشَّيْء وجو بالزم وَالْوَاجِب من أوَامِر الله وَرَسُوله مَا توعد على تَركه بالعقاب وَغسل الْجُمُعَة وَاجِب على كل محتلم أَي متأكد ولازم وَقَوله كَغسْل الْجَنَابَة أَي كصفة غسل الْجَنَابَة لَا كوجوبه فِي الْإِلْزَام وَكَذَلِكَ قَوْله وَالْوتر لَازم أَي وَاجِب هُوَ عِنْد قوم من الْعلمَاء على وَجهه من اللُّزُوم وَعند مَالك وكافة فُقَهَاء الْأَمْصَار على التَّأْكِيد فِي السّنَن بِدَلِيل ذكر السِّوَاك وَالطّيب وعطفهما عَلَيْهِ فِي الحَدِيث وَوَجَب بَينهمَا البيع انْعَقَد وَلزِمَ قَالَ صَاحب الْأَفْعَال وَجب الْحق وَالْبيع جُبَّة وجوبا لزم وَالشَّيْء وجبا سقط وَأوجب الرجل عمل عملا مُوجبا للجنة أَو النَّار والحسنة والسيئة كَذَلِك
(وَج د) قَوْله موجدة بِكَسْر الْجِيم وَفتح الْمِيم وَكنت أوجد عَلَيْهِ يُقَال وجدت عَلَيْهِ وجدا وموجدة فِي نَفسِي أَي غضِبت عَلَيْهِ وَوجدت عَلَيْهِ وجدا حزنت وَوجدت من الْحبّ وجدا أَيْضا كُله بِالْفَتْح وَوجد من الْغنى جدة ووجدا بِالضَّمِّ ووجدا بِالْكَسْرِ لُغَة وَقد قرئَ اسكنوهن من حَيْثُ سكنتم من وجدكم بِالْكَسْرِ وَمِنْه لي الْوَاجِد أَي الْغنى وَوجدت مَا طلبت وجدانا ووجودا وَمِنْه أَيهَا الناشد غَيْرك الْوَاجِد وَمعنى كنت أوجد عَلَيْهِ أَي أَكثر موجدة وَقَوله فِي الْأَنْصَار كَأَنَّهُمْ وجدوا إِذْ لم يصبهم مَا أصَاب النَّاس أَي غضبوا كَذَا عِنْد كافتهم وَكرر الْكَلَام مرَّتَيْنِ وَعند أبي ذَر فِي الأولى كَأَنَّهُمْ وجد أَي غضاب وَبِه تظهر فَائِدَة التّكْرَار وَفِي نُسْخَة فِي الثَّانِي إِن لم نصبهم بالنُّون فعلى هَذَا تكون للتكرار فَائِدَة أَيْضا وَتَكون أَن هُنَا مَفْتُوحَة يَعْنِي من أجل وَقَوله فَمن وجد مِنْكُم بِمَالِه شَيْئا فليبعه مَعْنَاهُ اغتبط بِهِ وأوجبه وَقَوله من موجدة أمه بِهِ أَي حبها إِيَّاه وحزنها لبكائه وشغل سرها لذَلِك
(وَج ر) قَوْله فأوجروها هُوَ مَا يُصِيب من الدَّوَاء وَشبهه فِي فَم الْمَرِيض واللدود مَا يصب فِي أحد جَانِبي الْفَم يُقَال مِنْهُ وَجَرت وأوجرت مَعًا وَالِاسْم الوجور بِالْفَتْح
(وَج م) قَوْله وجما أَي مُتَّهمًا وجم بِالْفَتْح يجم وجوما وَهُوَ ظُهُور الْحزن وتقطيب الْوَجْه مِنْهُ مَعَ ترك الْكَلَام
(وَج ن) قَوْله مشرف الوجنة أَي عالي عِظَام الْخَدين يُقَال وجنة بِضَم الْوَاو وَفتحهَا وَكسرهَا وأجنة بِضَم الْهمزَة ووجنة بِفَتْح الْوَاو وَكسر الْجِيم وفتحهما مَعًا أَيْضا
(وَج ع) قَوْله أَن ابْن أُخْتِي وجع ووجع أَبُو مُوسَى وجعا وَاشْتَدَّ بِهِ الوجع ويريني فِي وجعي وَمن وجع اشْتَدَّ بِي وَفِي حَدِيث آخر أَن ابْن أُخْتِي وَقع وَكَذَا رَوَاهُ ابْن السكن فِي هَذَا الحَدِيث فِي بَاب اسْتِعْمَال فضل وضوء النَّاس وجع بِالْجِيم وسنفسر وَقع فِي مَوْضِعه وَالْخلاف فِيهِ وَهُوَ بِمَعْنى وجع
(وَج ف) قَوْله مِمَّا لم يوجف عَلَيْهِ أَي مِمَّا يُؤْخَذ بِغَلَبَة جَيش وَلَا بِحَرب وأصل الإيجاف الْإِسْرَاع فِي السّير
(وَج هـ) قَوْله والطائفة الْأُخْرَى وجاه الْعَدو بِضَم الْوَاو وَكسرهَا قَوْله وَعمر وجاهه أَي فِي مُقَابلَته وتلقائه وَفِي وَجهه والوجاه والتجاه اسْتِقْبَال الشَّيْء وَقد ذكرنَا قَوْله وَعمر تجاهه فِي التَّاء قَوْله وجهت لي الأَرْض أَي أريت وَجههَا وَأمرت باستقبالها وقصدها والجهة النَّحْو والمقصد ووجهت إِلَى الشَّيْء استقبلته وقصدته وَمِنْه(2/280)
قَوْله وَجه نَحْو الْكَعْبَة والجهة والوجهة كل مَا استقبلته وَمِنْه قَوْله وَجه هَا هُنَا وَوجه نَحْو وَاد الْقرى أَي توجه وَقَيده بعض شُيُوخنَا وَجه بِالسُّكُونِ أَي هَذِه الْجِهَة وَرجحه بَعضهم وَقَوله أَيْن كنت توجه قَالَ حَيْثُ وجهني رَبِّي أَي تصلي وَتوجه وَجهك وَقَوله هَذَا وَجْهي إِلَيْك أَي قصدي وَقَوله ذُو الْوَجْهَيْنِ لَا يكون عِنْد الله وجيها هُوَ الَّذِي يعرض لكل طَائِفَة أَنه مَعهَا وَأَنه عَدو لِلْأُخْرَى ويبدي لَهُم مساويهم ووجيها ذَا قدر ومنزلة عِنْد الله يُقَال من هَذَا وَجه الرجل بِالضَّمِّ وجاهة بِالْفَتْح وَقَوله وَكَانَ لعلى حَيَاة فَاطِمَة وَجه فِي النَّاس أَي جاه زَائِد على قدره لأَجلهَا فَلَمَّا مَاتَت فقد ذَلِك لفقدها وَمِنْه قَوْله أرى لَك وَجها عِنْد هَذَا الْأَمِير وَقَوله فَمَا يَشَاء أحد منا أَن يقتل أحدا إِلَّا قَتله مَا أحد مِنْهُم يُوَجه إِلَيْنَا شَيْئا أَي يَأْتِي بِهِ ويقصدنا من مدافعة وقتال وَقَوله يُصَلِّي فِي السّفر على رَاحِلَته يَعْنِي النَّافِلَة حَيْثُ تَوَجَّهت أَي ولت وَجههَا أَو قصدت بسيرها وَافق الْقبْلَة أم لَا وَمثله قَوْله وَهُوَ مُتَوَجّه إِلَى خَيْبَر كَذَا روينَاهُ فِيهَا أَي قَاصِدا ومستقبلا بِوَجْهِهِ لَهَا وَمثله قَوْله موجه فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى وموجه نَحْو الْمشرق ومتوجه إِلَى غير الْقبْلَة أَي مُسْتَقْبل بِوَجْهِهِ غَيرهَا وَيُقَال فِي هَذَا موجه أَي مُقَابل بِوَجْهِهِ خَيْبَر وَرجح بَعضهم هَذَا وَمِنْه فِي إِشْعَار الْهدى موجه إِلَى الْقبْلَة كَذَا لأبي عِيسَى وَلغيره من شُيُوخنَا من رُوَاة الْمُوَطَّأ موجه للْقبْلَة بِالْفَتْح وَقَوله وَأخْبرهمْ بِوَجْهِهِ الَّذِي يُرِيد أَي بمقصده ويروى بوجههم بِمَعْنَاهُ وَفِي بعض الرِّوَايَات بوجهتهم بِكَسْر الْوَاو بِمَعْنَاهُ أَي بنحوهم ومقصدهم.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
قَوْله مَا رَأَيْت أحدا أَشد عَلَيْهِ الوجع من رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) قَالَ فِي رِوَايَة عُثْمَان وجعا كَذَا جَاءَ وَفِيه اشكال وَبَيَانه ان وجعا مَكَان عَلَيْهِ الوجع وَبِه يسْتَقلّ الْكَلَام وينفهم فَيكون مَا رَأَيْت أحدا اشد وجعا من رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَقَوله إِذا تواجه المسلمان بسيفهما أَي ضرب كل وَاحِد مِنْهُمَا وَجه صَاحبه كَذَا الرِّوَايَة الْمَعْرُوفَة وَعند العذري إِذا توجه وَله إِن صحت رِوَايَته وَجه أَي قصد وَجه صَاحبه واستقبله بِهِ وَقد فسرنا هَذَا الْمَعْنى وَقَوله فَقَالُوا خرج وَجه هَا هُنَا كَذَا ضَبطه أَكْثَرهم أَي توجه وضبطناه عَن الْأَسدي وَجه بِالسُّكُونِ وَهُوَ الْوَجْه أَي جِهَة
الْوَاو مَعَ الْحَاء
(وح د) قَوْله وَحدك مَنْصُوب بِكُل حَال عِنْد الْكُوفِيّين على الظّرْف وَعند الْبَصرِيين على الْمصدر أَي يوحد وَحده وَالْعرب تنصب وَحده أبدا إِلَّا قَوْلهم نَسِيج وَحده وعيير وَحده وجحيش وَحده وَقَوله تِسْعَة وَتسْعُونَ اسْما مائَة إِلَّا وَاحِدَة كَذَا جَاءَ فِي بعض الرِّوَايَات وَالْمَعْرُوف وَاحِدًا وَوجه وَاحِدَة أَنه رَاجع إِلَى الْكَلِمَة أَو التَّسْمِيَة
(وح ر) قَوْله كَأَنَّهُ وحرة بِفَتْح الْحَاء قيل هُوَ الوزغة وَقيل نوع من الوزغ يكون فِي الصَّحَارِي
(وح ش) قَوْله فوحشوا برمامهم بتَشْديد الْحَاء أَي رموابها بَعيدا بِدَلِيل قَوْله بعده واستلوا السيوف وَفِي الحَدِيث الآخر واعتنق بَعضهم بَعْضًا وَقَوله فِي الْمَدِينَة فيجدانها وحشا كَذَا لمُسلم أَي خلاء الْوَحْش من الأَرْض الْخَلَاء وَمَكَان وَحش بالإسكان وَيُقَال وَحش وَالْأول أَعلَى وأفصح وَمِنْه فِي حَدِيث فَاطِمَة بنت قيس كَانَت فِي مَكَان وَحش وَقد روى وحوشا وَكَذَا روى فِي البُخَارِيّ وَله معنى يدل عَلَيْهِ أَيْضا غَيره من الْأَخْبَار وكلا الْمَعْنيين صَحِيح
(وح ي) الْوَحْي أَصله الْإِعْلَام فِي خَفَاء وَسُرْعَة وَهُوَ فِي حق النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَغَيره من الْأَنْبِيَاء على ضروب فَمِنْهُ أَعْلَام بِسَمَاع الْكَلَام الْعَزِيز كموسى (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كَمَا دلّ عَلَيْهِ(2/281)
الْكتاب وَنَبِينَا مُحَمَّد (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بِمَا ذكر ودلت عَلَيْهِ الْأَخْبَار فِي لَيْلَة الْإِسْرَاء ووحي رِسَالَة وواسطة بِالْملكِ كأكثر حالات نَبينَا وحالات سَائِر الْأَنْبِيَاء عَلَيْهِ وَعَلَيْهِم أفضل الصَّلَاة وَالسَّلَام ووحي يلقى فِي الْقلب وَقد ذكر انه كَانَ حَال وَحي دَاوُود عَلَيْهِ السَّلَام وَجَاء فِي غير أثر عَن نَبينَا مُحَمَّد (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وعَلى آله نَحوه كَقَوْلِه ألْقى فِي روعي وَالْوَحي إِلَى غير الْأَنْبِيَاء بِمَعْنى الإلهام كَقَوْلِه تَعَالَى) وَأوحى رَبك إِلَى النَّحْل
(وَإِن رَبك أوحى لَهَا وَبِمَعْنى الْإِشَارَة فَأوحى إِلَيْهِم أَن سبحوا بكرَة وعشيا وَبِمَعْنى الْكِتَابَة وَقيل فِي هَذَا مثله وَبِمَعْنى الْأَمر كَقَوْلِه وَإِذ أوحيت إِلَى الحواريين قيل أَمرتهم وَقيل ألهمتهم يُقَال مِنْهُ وَحي وَأوحى وَفِي صدر كتاب مُسلم عَن الْحَارِث الْأَعْوَر فِيمَا انتقد عَلَيْهِ تعلمت الْقُرْآن فِي ثَلَاث سِنِين وَالْوَحي فِي سنتَيْن وَقَوله الْقُرْآن هَين وَالْوَحي أَشد فَظَاهر تَأْوِيل منكريه عَلَيْهِ أَنه أَرَادَ بِهِ سوءا لما علمُوا من غلوه فِي التشييع وادعائهم علم سر الشَّرِيعَة لعلى وتحزبهم من ذَلِك بِمَا أنكرهُ عَليّ وكذبهم فِيهِ وَالظَّاهِر أَنه لم يرد هَذَا وَإِنَّمَا أَرَادَ الْكِتَابَة وَإِن الْقُرْآن كَانَ يحفظ عِنْدهم تلقينا فَكَانَ أَهْون من تعلم الْكِتَابَة والخط وَبِهَذَا فسره الْخطابِيّ وَالله تَعَالَى أعلم
الْوَاو مَعَ الْخَاء
(وخ ذ) قَوْله أيؤخذ الرجل عَن امْرَأَته أَي يحبس بِشَيْء يصنع لَهُ ذَكرْنَاهُ فِي الْهمزَة
(وخ م) قَوْله فِي العرنيين فاستوخموها بِعني الْمَدِينَة وَقَوله أَن الْمَدِينَة وخمة هِيَ الَّتِي يُوَافق نازلها هَواهَا وَلَا ينجع كلاها ومرعى وخيم لَا تنجع عَلَيْهِ الْمَاشِيَة وَطَعَام وخيم لَا يُوَافق آكله
(وخ ي) قَوْله يتوخى مناخ رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) ويتوخى الْمَكَان وليتوخ الَّذِي نسى من صلَاته ويتوخى الْأَحَادِيث كُله من التَّحَرِّي وَالْقَصْد وَيُقَال يتاخى أَيْضا مبدلة من الْوَاو وأذهبا فَتَوَخَّيَا أَي تحريا بِالْحَقِّ واقصداه دون غَيره يُقَال وأخيت وتوخيت إِذا قصدت الشَّيْء وَقيل سمي الْأَخ أَخا لمقصد كل وَاحِد مِنْهُمَا مقصد أَخِيه وتحريه وموافقته
الْوَاو مَعَ الدَّال
(ود د) قَوْله كَانَ ودا لعمر بِضَم الْوَاو وَكسرهَا كَذَا ضبطناه يُقَال هُوَ وده بِالْكَسْرِ وود يَده مثل حبه وحبيبه وَيحْتَمل أَن يكون مَعْنَاهُ بِالضَّمِّ أَي ذُو وده من الوداد كَقَوْلِه أهل ود أَبِيه وَلَا نراوده يُقَال وددت الرجل أوده ودا وودا وودادا ومودة وموددة وودادة وودادة وَقَوله وعلقها على ود بِفَتْح الْوَاو أَي وتدلغة تَمِيم وَقَوله مثل الْمُسلمين فِي توادهم أَي ود بَعضهم لبَعض وَأَصله تواددهم
(ود ن) قَوْله مودون الْيَد أَي ناقصها ذَكرْنَاهُ وَالِاخْتِلَاف فِيهِ فِي حرف الْهمزَة وَفِي حرف الثَّاء
(ود ع) قَوْله من ودعه النَّاس لشره ولينتهين أَقوام عَن ودعهم الْجُمُعَة يَعْنِي تَركه وتركهم وَأهل الْعَرَبيَّة يَقُولُونَ أَنهم أماتوا من يدع ماضيه ومصدره وَاسْتغْنى عَنهُ بترك وَقد جَاءَ فِي هَذِه الْأَحَادِيث الصَّحِيحَة مُسْتَعْملا وَقد قَرَأَ بَعضهم مَا وَدعك رَبك بِالتَّخْفِيفِ وَطواف الْوَدَاع بِفَتْح الْوَاو لِأَنَّهُ مُفَارقَة الْبَيْت وأصل الْوَدَاع الْفِرَاق وَالتّرْك وَمِنْه قَوْله فِي آخر الطَّعَام غيرمودع رَبنَا وَلَا مكفور أَي غير مَتْرُوك ومفقود يُرِيد الطَّعَام هَذَا مَذْهَب الْحَرْبِيّ وَذهب الْخطابِيّ إِلَى أَن المُرَاد الدُّعَاء لله وَقَالَ غَيره مُودع بِكَسْر الدَّال وَقَالَ مَعْنَاهُ غير تَارِك طَاعَة رَبِّي قَالَ ويروى غير مُودع وَمعنى هَذَا على هَذِه الرِّوَايَة كَمَا قَالَ غير مستغني أَي غير مَتْرُوك الطّلب لله وَالرَّغْبَة وَقد ذكرنَا من هَذَا فِي حرف الْكَاف وَالرَّاء وَهُنَاكَ تَمام الْكَلَام عَلَيْهِ وإعراب رَبنَا
(ودى) قَوْله أما ان يدوا صَاحبكُم أَي يؤدوا دِيَته وَكَذَلِكَ ودي رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَي أعْطى دِيَته وَفِي رِوَايَة القعْنبِي فعقله(2/282)
رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) من عِنْده وَقَوله سرق وديا هُوَ فسيل النّخل الَّذِي يخرج فِي أُصُوله فينقل ويغرس وأحدها ودية وَذكر الودي بِالدَّال الْمُهْملَة الساكنة وَهُوَ المَاء الْأَبْيَض الَّذِي يخرج بأثر الْبَوْل وَيُقَال فِيهِ الوذي بِالذَّالِ الْمُعْجَمَة ايضا وَالدَّال أشهر عِنْد أهل اللُّغَة وَيُقَال فِيهِ الودي بِكَسْر الدَّال الْمُهْملَة وَتَشْديد الْيَاء وَيُقَال مِنْهُ ودي وأودي حَكَاهُمَا الْمبرد وَغَيره وودي أَكثر
الْوَاو مَعَ الذَّال
(وذ ر) قَوْله أَخَاف أَن لَا أذره أَي أَن لَا أذر صفته وَألا أقطعها من طولهَا قَالَ ابْن السّكيت وَقَالَ ابْن نَاصح أَخَاف أَن لَا أقدر على فِرَاقه لما أوجب ذَلِك بَينهمَا
(وذ ف) قَوْله فَأقبل يتوذف أَي يتبختر قَالَه أَبُو عمر وَقَالَ أَبُو عبيد يسْرع وَالتَّفْسِير الأول أولى بِالْحَدِيثِ قَالَ يَعْقُوب عَن أبي عمر وذاف يذوف إِذا مَشى مشْيَة فِيهَا تقَارب وتحريك الْمَنْكِبَيْنِ وتفجج قَالَ بعض شُيُوخنَا وَهَذَا إِنَّمَا يَصح كَون يتوذف مِنْهُ على الْقلب وَحَقِيقَته على مَا قَالَ يتذوف
الْوَاو مَعَ الرَّاء
(ورد) فِي حَدِيث من بَايع تَحت الشَّجَرَة وَقَول حَفْصَة وَإِن مِنْكُم إِلَّا واردها فَقَالَ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فقد قَالَ الله تَعَالَى ثمَّ) ننجي الَّذين اتَّقوا
(اخْتلف النَّاس فِي معنى قَوْله تَعَالَى فِي هَذِه الْآيَة وَأظْهر التأويلات فِيهِ قَول من قَالَ أَنه الموافاة قبل الدُّخُول وَقد يكون مَعَه دُخُول وَقد لَا يكون وَيدل عَلَيْهِ حَدِيث عَائِشَة أَنه لَيْسَ بِدُخُول وَالْمرَاد بِهِ الْجَوَاز على الصِّرَاط وَالله أعلم وَيدل على هَذَا قَوْله تَعَالَى) إِن الَّذين سبقت لَهُم منا الْحسنى أُولَئِكَ عَنْهَا مبعدون
(وَمثله وَلما ورد مَاء مَدين أَي بلغ وَلم يسق فِيهِ وَلَا لابسه بعد وَقَوله فِي حق الْإِبِل حلبها يَوْم وردهَا بِكَسْر الْوَاو وَهُوَ الْيَوْم الَّذِي ترد فِيهِ المَاء كَمَاء جَاءَ فِي الحَدِيث الآخر حلبها على المَاء وَذَلِكَ لأجل المحتاجين النازلين حول المَاء وَمن لَا لبن لَهُ وَقد تسمى الْإِبِل الَّتِي ترد المَاء أَيْضا وردا فِي غير هَذَا الحَدِيث وَمِنْه قَوْله تَعَالَى ونسوق الْمُجْرمين إِلَى جَهَنَّم وردا يَعْنِي كهذه الْإِبِل العطاش وَهَذَا كَمَا قيل قوم صَوْم وزور أَي صوام وزوار وَذكر الثَّوْب المورد هُوَ الْأَحْمَر المشبع وَقَوله هَذَا أوردني الْمَوَارِد أَي أوقعني فِي الْأَشْيَاء الْمَكْرُوهَة وَبَلغنِي إِيَّاهَا بجناياته أما من أُمُور كرهها فِي الدُّنْيَا أَو خوف تباعات اللِّسَان فِي الْآخِرَة وَهُوَ أظهر وَحذف وصف الْمَوَارِد بِالْكَرَاهَةِ لدلَالَة الْحَال عَلَيْهِ
(ورط) قَوْله ورطات الْأُمُور بِسُكُون الرَّاء أَي شدائدها وَمَا لَا يتَخَلَّص مِنْهُ وكل شَيْء غامض ورطة قَالَ الْخَلِيل الورطة البلية يَقع فِيهَا الْإِنْسَان
(ورك) قَوْله لَعَلَّك من الَّذين يصلونَ على أوراكهم الورك مَعْرُوف وَيُقَال لَهُ الورك والورك بِكَسْر الْوَاو وَفتحهَا وَسُكُون الرَّاء أَيْضا فسره مَالك قَالَ هُوَ الَّذِي يسْجد وَلَا يرْتَفع عَن الأَرْض يسْجد وَهُوَ لاصق بِالْأَرْضِ يُرِيد وَلَا يُقيم وركه وَإِنَّمَا فرج رُكْبَتَيْهِ فَكَأَنَّهُ اعْتمد على وركيه وَقَوله حَتَّى أَن رَأسهَا ليصب مورك رجلَيْهِ بِفَتْح الْمِيم
(ورم) قَوْله ثمَّ ورمت أَي صَارَت ورما وَانْتَفَخَتْ وَمثله قَوْله حَتَّى تورمت قدماه أَي تنتفخ وتتقرح
(ورع) قَوْله إِذا أشفى ورع الْوَرع التحرج عَن الشُّبُهَات وَأَصله الْكَفّ يُقَال ورع الرجل يرع بِكَسْر الرَّاء ورعا فَهُوَ ورع بَين الْوَرع والرعة
(ورق) قَوْله هَل فِيهَا من أَوْرَق وَأَن فِيهَا لورقا الورقة من الألوان فِي الْإِبِل الَّذِي يضْرب إِلَى الخضرة كلون الرماد وَقيل غبرة تضرب إِلَى السوَاد وَقَوله وَلَيْسَ فِيمَا دون خمس أَوَاقٍ من الْوَرق صَدَقَة وَلَا تَبِيعُوا الْوَرق بالورق إِلَّا مثلا بِمثل قَالَ الْهَرَوِيّ الْوَرق وَالْوَرق والرقة الدَّرَاهِم خَاصَّة وَالْوَرق بِالْفَتْح المَال كُله وَقَالَ غَيره الْوَرق المسكوك خَاصَّة والرقة الْفضة مسكوكة أَو غير مسكوكة وَقيل(2/283)
كِلَاهُمَا ينْطَلق على المسكوك وعَلى غير المسكوك والرقة هِيَ الْوَرق نَفسهَا لَكِنَّهَا منقوصة أَصْلهَا ورقة وَقَوله كَانَ وَجهه ورقة مصحف تُرِيدُ فِي حسنه ووضاءته كَمَا فِي الحَدِيث الآخر كَأَنَّهُ مذهبَة وَقيل هِيَ إِشَارَة إِلَى مَا فِيهِ من بَيَاض وصفرة كلون الدرة
(ورس) وَقَوله مَا صبغ بالورس هُوَ صبغ أصفر مَعْلُوم
(ورى) قَوْله إِذا أَرَادَ غَزْوَة ورى بغَيْرهَا أَي سترهَا وأوهم بغَيْرهَا وَأَصله من الوراء أَي ألْقى الْبَيَان من وَرَاء ظَهره وَقَوله إِنَّمَا كنت خَلِيلًا من وَرَاء وَرَاء أَي من غير تقريب وَلَا إدلال بخواصها وَقَوله فِي الإِمَام وَيُقَاتل من وَرَائه قيل مَعْنَاهُ من أَمَامه وَهُوَ عِنْد بَعضهم من الأضداد قَالُوا وَمِنْه قَوْله تَعَالَى وَكَانَ وَرَاءَهُمْ ملك يَأْخُذ كل سفنة غصبا وَإِنَّمَا كَانَ أمامهم وَكَذَلِكَ قيل فِي قَوْله وَمن وَرَائه عَذَاب غليظ وَالْأَظْهَر عِنْدِي فِي هَذَا الحَدِيث أَنه على وَجهه لِأَنَّهُ قَالَ الإِمَام جنَّة فَجعله للْمُسلمين كالترس الَّذِي يقيهم المكاره ويحتمي بِهِ وَيُقَاتل من وَرَائه وَفِي ظله وسلطانه كَمَا يُقَاتل من وَرَاء الترس الَّذِي شبهه فِي الحماية بِهِ التَّوْرَاة ذكرانها وورات أبدلت الْوَاو يَاء من وريت الزند إِذا استخرجت مِنْهُ النَّار وَقَوله فَمَا وارت يدك من شَعْرَة مَعْنَاهُ وأرت وسترت وَقَوله فِي الَّذِي لم يقْرَأ أم الْقُرْآن فِي صلَاته فَلم يصلها إِلَّا وَرَاء الإِمَام أَي أَنَّهَا لَا تُجزئه إِلَّا أَن يكون مَأْمُوما فِيهَا فَكَأَنَّهُ لم يصلها إِذا لم تُجزئه وَقَوله لِأَن يمتلئ جَوف أحدكُم قَيْحا حَتَّى يرِيه قَالَ أَبُو عبيد هُوَ من الورى بِسُكُون الرَّاء وَهُوَ أَن يروي جَوْفه قَالَ الْخَلِيل هُوَ قيح يَأْكُل جَوف الْإِنْسَان وَقَوله إِنِّي لَا أَرَاكُم من وَرَاء ظَهْري أَي من خَلْفي اخْتلف فِي مَعْنَاهُ وَأَكْثَرهم أَنه على وَجهه وَإِن الله تَعَالَى يُقَوي بَصَره وإدراكه حَتَّى يرى ذَلِك كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيث الآخر أَنِّي أبْصر من ورائي كَمَا أبْصر من خَلْفي وَمن بَين يَدي وَأَنه على ظَاهره وَقيل مَعْنَاهُ التفاته يَسِيرا لذَلِك وَقيل مَعْنَاهُ أعلم بذلك وَلَا يخفى عني بِعلم أعلمهُ الله بِهِ واطلعه الله عَلَيْهِ ويخبره عَنهُ وَقيل مَعْنَاهُ أَنِّي اسْتدلَّ بِمَا أرى أَمَامِي على مَا وراءي وَالْأول أصح وَأظْهر لفظا وَمعنى وَذَلِكَ غير بعيد فِي صفته (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وعَلى آله
الْوَاو مَعَ الزَّاي
(وز ر) قَوْله أنصرك نصرا مؤزرا ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْهمزَة وَالْخلاف فِي مَعْنَاهُ وَأَصله
(وز ن) قواه لَو وزنت بِمَا قلت لَو زنتهن أَي عدلتهن فِي الْمِيزَان يُقَال وزن الشَّيْء وزنا ثقل وزنته عادلته بِغَيْرِهِ وَمِنْه قَوْله لَا يزن عِنْد الله جنَاح بعوضة أَي لَا يعدل ي لَا قدر لَهُ وَقَوله وزنة عَرْشه أَصله وزنة أَي عدله ومقداره وَثقله وَقَوله نهى عَن بيع الثِّمَار حَتَّى توزن مَعْنَاهُ حَتَّى تخرص وتقدر فَجعل ذَلِك مَحل الْوَزْن
(وزع) قَوْله وَإِذا النَّاس أَو زاع متفرقون أَي جماعات مفترقة وضروب وأقسام مجتمعة بَعْضهَا دون بعض للصَّلَاة وَأَصله من التَّوْزِيع وَهُوَ الانقسام وَمِنْه قَوْله إِلَى غنيمَة فتوزعوها أَي اقتسموها وَقَوله وَهُوَ يَزع الْمَلَائِكَة قَالَ مَالك يَكفهمْ وَقَالَ غَيره يكف يَأْمر وَيُنْهِي أَن يتَقَدَّم هَذَا أَو يتَأَخَّر هَذَا وَاسم الْفَاعِل مِنْهُ وازع
(وزغ) قَوْله أَمر بقتل الوزغ وَفِي رِوَايَة الأوزاغ وَفِي الحَدِيث الآخر الوزغان هُوَ جمع وزغة وَهُوَ سَام أبرص والوزغ الذّكر وَيجمع ايضا أوزاغ
(وز ى) قَوْله وازينا الْعَدو أَي قربنا مِنْهُ وقابلناه واصله الْهمزَة
-
(الْوَاو مَعَ الطَّاء
-
(وط أ) قَوْله اللَّهُمَّ اشْدُد وطأتك على مُضر أَي عُقُوبَتك وأخذك قَالَ الْخطابِيّ الْوَطْأَة هن الْعقُوبَة وَالْمَشَقَّة وَأَرَادَ بهَا ضيق الْمَعيشَة وَهِي مَأْخُوذَة من وَطْء الدَّابَّة للشَّيْء وركضها إِيَّاه برجلها قَالَ الْخَلِيل يُقَال وطأنا الْعَدو وطئة شَدِيدَة يُرِيد إِذا أتخن فيهم وَمِنْه فِي الْخَبَر الآخر وطئناهم قَالَ الدَّاودِيّ وطأتك يُرِيد الأَرْض(2/284)
فَأَصَابَتْهُمْ الجدوبة وَقَوله وَلَا يوطئن فرشكم غَيْركُمْ أَي لَا يبحن الِاضْطِجَاع فِيهَا ووطأها برجليه لذَلِك غَيْركُمْ وَهُوَ كِنَايَة عَن جماع النِّسَاء هُنَالك لكَون أَكثر ذَلِك فِي الْفرش وَلِأَن الْمَرْأَة تسمى بذلك على طَرِيق الِاسْتِعَارَة وَقد يكون على ترك الْهَمْز لَا تجْعَلُوا فرشكم لغيركم موطنا يُقَال أوطن فلَان مَوضِع كَذَا اتَّخذهُ موطنا وأوطنته إِيَّاه وَقَوله وآثار مَوْطُوءَة أَي مسلوك عَلَيْهَا بِمَا سبق بِهِ الْقدر من ذَلِك يُقَال وطئ بِرجلِهِ على كَذَا يطأه وطئا والموطء مَهْمُوز الآخر مخفف مَوضِع الْوَطْء وَقَوله هَزَمْنَا الْقَوْم وأوطاناهم أَي الْخَيل أَو يكون بِمَعْنى غلبناهم وقهرناهم وَقَوله فتواطيت أَنا وَحَفْصَة أَي توافقنا وَأَصله الْهَمْز وَقَوله أَنِّي أرى رؤياكم قد تواطأت على الْعشْر الْأَوَاخِر أَي توافقت وَجَاء فِي عَامَّة نسخ البُخَارِيّ والموطأ وَمُسلم تواطت وَكَذَا فِي المخلص وَعند ابْن الْحذاء تواطأت مَهْمُوز وَكَذَا للقابسي مرّة بِالْهَمْز وَكَذَا قيدنَا فِي الْمُوَطَّأ على شَيخنَا أبي إِسْحَاق ولعلهم لم يكتبوا الْهمزَة ألفا فَترك بَعضهم ذكرهَا جهلا وَقَوله لَيْسَ بالمجع عَلَيْهِ وَلَا الْمُوَطَّأ مَهْمُوز يَعْنِي الْمُتَّفق عَلَيْهِ وَمِنْه سمي كتاب الْمُوَطَّأ أَي الْمُتَّفق على أَحَادِيثه وَصِحَّته وَقَوله وأوطأناهم ويواطئني كُله من الْمُوَافقَة
(وط ب) قَوْله وإلاوطاب تمخض جمع وطب وَهُوَ سقاء اللَّبن خَاصَّة وَجمعه على أوطاب من الشاذلان فعلا لم يَأْتِ على أَفعَال إِلَّا نَادرا وبابه فعال وَقد جَاءَ فِي بعض الرِّوَايَات فِي مُصَنف النَّسَائِيّ الوطاب على الأَصْل وَكَذَا ذكره ابْن السّكيت فِي بعض نسخ الْأَلْفَاظ وَكَذَا كَانَ فِي كتاب شَيخنَا أبي عبد الله بن سُلَيْمَان أصل خَاله غَانِم بن الْوَلِيد اللّغَوِيّ
(وط ر) قَوْله الطَّلَاق عَن وطر
(وط ن) قَوْله فِي المواطن كلهَا وَفِي موطن من المواطن الوطن مَحل الْإِنْسَان ومسكنه والموطن كل مقَام أَقَامَ بِهِ الْإِنْسَان لأمر ووطنت بِالْمَكَانِ وأوطنت والرباعي أَعلَى
(وط س) قَوْله حمى الْوَطِيس هُوَ التَّنور واستعاره لشدَّة الْحَرْب وَيُقَال أَنه من كَلَامه الَّذِي لم يسْبق إِلَيْهِ (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وعَلى آله.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
قَوْله قربنا لَهُ طَعَاما ووطئة بِكَسْر الطَّاء وهمزة بعْدهَا مَمْدُود هُوَ التَّمْر يخرج نَوَاه ويعجن بِاللَّبنِ قَالَ ابْن دُرَيْد هِيَ عصيدة التَّمْر وَفَسرهُ ابْن قُتَيْبَة بالعزارة وَقد تقدم فِي حرف الرَّاء وَالِاخْتِلَاف وَالوهم فِيهِ فِي بعض الروَاة وَالصَّحِيح هَذَا وَقَوله كن أمهاتي يواطئنني على خدمَة رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كَذَا للقابسي من المواطأة والموافقة وَعند الْأصيلِيّ وَابْن السكن يواظبنني من الْمُوَاظبَة والملازمة وَالْأول أوجه ورويناه فِي غير هَذَا الْكتاب يعاطينني أَي يناولنني والمعاطاة المناولة وَفِي الْعبارَة فِي بَاب التواطئ على الرُّؤْيَا كَذَا لَهُم وَصَوَابه التواطؤ بِضَم الطَّاء
الْوَاو مَعَ الظَّاء
(وظ ب) وَذكر الْمُوَاظبَة على الصَّلَاة أَي الْمُلَازمَة
الْوَاو مَعَ الْكَاف
(وك ب) قَوْله موكب جِبْرِيل
(وك ت) قَوْله فيظل أَثَرهَا مثل الوكت بِسُكُون الْكَاف هُوَ الْأَثر الْيَسِير يُقَال وكتت البسرة إِذا ظَهرت فِيهَا نُكْتَة من الأرطاب
(وك ز) قَوْله فوكزه من خَلفه أَي طعنه وَقد ذَكرْنَاهُ
وك ل) قَوْله ووكل بِلَالًا أَن يوقظهم للصَّلَاة روينَاهُ بتَخْفِيف الْكَاف وتشديدها أَي استكفاه ذَلِك وكفله إِيَّاه وَكَذَا قَوْله قد وَكلهمْ بتسوية الصُّفُوف وَأكل قوما إِلَى كَذَا وَقَوله عَن فَاطِمَة ووكلها إِلَى الله بِالتَّخْفِيفِ أَي صرف أمرهَا إِلَيْهِ قَوْله من توكل لي مَا بَين رجلَيْهِ وَمَا بَين لحييْهِ توكلت لَهُ بِالْجنَّةِ كَذَا جَاءَ(2/285)
فِي كتاب البُخَارِيّ فِي كتاب الْحُدُود وَهُوَ بِمَعْنى تكفل فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى
(وك ف) قَوْله وكف الْمَسْجِد أَي قطر سقفه بِالْمَاءِ وأوكف أَيْضا
(وك س) قَوْله لَا وكس وَلَا شطط أَي لَا نقص وَلَا زِيَادَة على الْقيمَة وَلَا مُبَالغَة فِي الثّمن
(وك ى) قَوْله احفظ وكاءها مَمْدُود وَلم تحلل أوكيتهن وَلَيْسَ عَلَيْهِ وكاء هُوَ خيط الْقرْبَة الَّذِي تشد بِهِ وَاسْتعْمل فِي كل مَا يرْبط بِهِ من صرة وَغَيرهَا وَقَوله فِي الْقرب أوكئوا أفواهها وأوكى أفوهها وأوكئوا السقاء وأوكيه وأغلقه واشرب فِي سقائك وأوكه وأوكيت بِهِ سقاء رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَي ربطته كُله بِمَعْنى الرَّبْط بالوكاء الَّذِي ذَكرْنَاهُ وَقَوله لَا آكل مُتكئا تقدم فِي حرف التَّاء وَقَوله لَا توكي فيوكي الله عَلَيْك أَي لَا تشتد وتضيق على نَفسك فِي نَفَقَتك وَعبر عَنهُ بالربط على مَا فِي الوكاء وَقد روى لَا توعي فيوعى عَلَيْك بِمَعْنَاهُ وسنذكره كَمَا قَالَ اعط ممسكا تلفا وَقَوله عَلَيْكُم بالموكأ مضموم الْمِيم سَاكن الْوَاو مَقْصُورا أَي السقاء المربوط قَالَ الْخطابِيّ وَإِنَّمَا المُرَاد بِهِ السقاء الرَّقِيق الْجلد الَّذِي لم يريب فِيهِ فَإِذا انتبذ فِيهِ وأوكا لم يدْرك الشَّرَاب فِيهِ وَلم يشْتَد حَتَّى يشق السقاء فَلَا يخفى تغيره روى هَذَا عَن ابْن سِيرِين
الْوَاو مَعَ اللَّام
(ول ج) قَوْله فَلَنْ يلج النَّار أَي يدخلهَا وَقَوله فولجت عَلَيْهِ أَي دخلت وفليلج النَّار وولج النَّار أَي فَلْيدْخلْ وَقد دخل وَقَوله وَعرض على كل شَيْء تولجونه بِفَتْح اللَّام أَي تدخلونه وتصيرون إِلَيْهِ من جنَّة ونار كَمَا جَاءَ مُفَسرًا فِي الحَدِيث الثَّانِي وولج عَلَيْهِ شَاب من الْأَنْصَار وَكنت أول من ولج إِذْ ولجت امْرَأَة من الْأَنْصَار أَي دخلت كُله من الدُّخُول وَقَوله وَلَا يولج الْكَفّ أَي لَا يدْخل يَده جسمها للاستمتاع بهَا على من رَآهُ ذماله وَقيل لَا يكْشف عَن عيب جسمها وداء فِيهِ وَلَا يدْخل يَده لَهُ على من رَآهُ مدحا لَهُ وَالْأول أبين وَقد فصلنا الْكَلَام وَالْخلاف فِيهِ فِي كتاب بغية الرائد لما تضمن حَدِيث أم زرع من الْفَوَائِد
(ول د) قَوْله فولد هَذَا بِالتَّشْدِيدِ أَي ولد أَوْلَاد مَاشِيَة والمولد للمواشي والناتج لِلْإِبِلِ كالقابلة للْمَرْأَة وَقد جَاءَ فِي هَذَا الحَدِيث ولدت وولدتك بِمَعْنى ربيتك قَالَ صَاحب الْأَفْعَال ولدت كل أُنْثَى ولادَة وولادا بِالتَّخْفِيفِ ثلاثي وأولد الْقَوْم صَارُوا فِي زمن الْولادَة والماشية آن زمن وِلَادَتهَا وَقَوله شَاة وَالِدَايَ مَعهَا وَلَدهَا وَلَا تقتلن وليدا أَي صَغِيرا وَنهى عَن قتل الْولدَان مثله وَقَوله مَا بِهِ إِلَّا وليدتهم أَي أمتهم وَإِن ابْن وليدة زَمعَة وَإِن وليدة سَوْدَاء وَهِي كِنَايَة عَمَّا ولد من الْإِمَاء فِي ملك الرجل
(ول م) قوقه أَو لم وَلَو بِشَاة والوليمة وَكَانَت وَلِيمَة رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) هُوَ طَعَام الْعرس والابتناء والنقيعة طَعَام الإملاك قَالَ صَاحب الْأَفْعَال الْوَلِيمَة طَعَام النِّكَاح وَقَالَ صَاحب الْعين هُوَ طَعَام الْأَمْلَاك وَقَالَ غَيره هُوَ طَعَام الْأَمْلَاك والعرس خَاصَّة
(ول غ) قَوْله إِذا ولغَ الْكَلْب إِذا شرب وَكَذَلِكَ السبَاع ولوغا بِالضَّمِّ قَالَ الْخطابِيّ فَإِذا كثر قيل ولوغاب الْفَتْح وولوغ الْكَلْب أَخذ المَاء بِلِسَانِهِ وَيُسمى شربا وَمِنْه حَدِيث ملك إِذا شرب الْكَلْب انْفَرد بِهِ مَالك بِلَفْظ الشّرْب وكل ولوغ شرب وَلَيْسَ كل شرب ولوغا فالشرب أَعم وَلَا يكون الولوغ إِلَّا للسباع وكل مَا يتَنَاوَل المَاء بِلِسَانِهِ دون شفته فَأذن الولوغ صفة من صِفَات الشّرْب تخْتَص بِاللِّسَانِ وَالشرب عبارَة عَن توصيل المشروب إِلَى مَحَله أَلا ترى أَنه يُقَال شربت الثِّمَار والشجرة وَالْأَرْض
(ول ق) الولق بِفَتْح الْوَاو وَسُكُون اللَّام الْكَذِب يُقَال ولق يلق ولقا فَهُوَ والق
(ول ول) قَوْله فانصر فتا تُوَلْوِلَانِ قَالَ الْخَلِيل ولولت الْمَرْأَة دعت بِالْوَيْلِ
(ول ى) قَوْله مزينة وجهينة(2/286)
موَالِي دون النَّاس وَلَيْسَ لَهُم مولى دون الله وَرَسُوله أَي أوليائي المختصون بِي وَهَذَا مثل الحَدِيث الآخر من كنت مَوْلَاهُ فعلى مَوْلَاهُ أَي وليه وَهَذَا مثل قَوْله تَعَالَى) ذَلِك بِأَن الله مولى الَّذين آمنُوا وَأَن الْكَافرين لَا مولى لَهُم
(أَي لَا ولي وَيحْتَمل لَا نَاصِر لَهُم وَقيل الْوَلِيّ هُنَا الْقَائِم بأمورهم الكافل لَهُم وَقد قيل مَعْنَاهُ أَن الْخلق كلهم ملك لله تَعَالَى ثمَّ يوالي تَعَالَى ويعادي من يَشَاء واختصاص تِلْكَ الْقَبَائِل بِولَايَة الله وَرَسُوله دون الْمُسلمين أما لأَنهم لم تكن لَهُم حلفاء من الْعَرَب كَمَا كَانَ لغَيرهم أَو لأَنهم أَسْلمُوا أَولا وفارقوا أصُول قبائلهم وعادوهم فوالاهم الله وشرفهم بذلك وَقد يكون تَخْصِيصًا لَهُم وسمة كَمَا قيل للْأَنْصَار أنصار وَإِن كَانَ قد نصر غَيرهم وَفِي رِوَايَة الْجِرْجَانِيّ موَالِي بِغَيْر يَاء النّسَب كَأَنَّهُ قَالَ أنصار الله وأولياء الله وَرَسُوله وَالْأول أظهر وَالله أعلم بِمُرَاد نبيه (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَقَوله أَنا أولى النَّاس بِعِيسَى أَي أخصهم بِهِ وأقربهم إِلَيْهِ وَقَوله فِي الْمَوَارِيث فَلَا ولي عصبَة ذكر أَي لاقعدهم بِالْولَايَةِ وأقربهم وَقد ذَكرْنَاهُ فِي الْألف وَالْخلاف فِيهِ والتغيير وَالْمولى يَقع على الْمولى بِالنّسَبِ وَالِاسْم مِنْهُ الْولَايَة بِالْفَتْح وعَلى الْقيم بِالْأَمر وَالِاسْم مِنْهُ الْولَايَة بِالْكَسْرِ وعَلى الْمُعْتق من فَوق الْمُنعم بِهِ وعَلى الْمُعْتق وَالِاسْم مِنْهُ الْوَلَاء وعَلى النَّاصِر وعَلى الحليف وعَلى بني الْعم والعصبة والأولياء والأقارب قَالَ الْفراء الْمولى وَالْوَلِيّ وَاحِد وَأَصله من الْوَلِيّ بِالسُّكُونِ الْقرب وَالْولَايَة بِالْفَتْح النّسَب والنصرة وبالكسر من الْإِمَارَة وَفِي مُسلم لَا يحل أَن يتوالى مولى لرجل هُوَ مفاعلة من الْوَلَاء وَقَوله من تولى قوما من غير إِذن موَالِيه أَي انتسب إِلَيْهِم وَفِي اشْتِرَاطه بِغَيْر إِذن موَالِيه حجَّة لمن أجَاز شِرَاء الْوَلَاء وهبته وَالْأَكْثَر على مَنعه وَقَوله فَلَمَّا ولى أَي انْصَرف وَمِنْه قَوْله يولونكم الأدبار وَقَوله من أبر الْبر صلَة الرجل أهل ود أَبِيه بعد أَن يولي أَي يَمُوت وَهُوَ مِمَّا تقدم وَقد يكون التولي بِمَعْنى الِاسْتِقْبَال وَمِنْه قَوْله تَعَالَى) فأينما توَلّوا فثم وَجه الله
(أَي تستقبلوا وَقَوله وَكَانَ الَّذِي تولي كبره أَي وليه وتقلد إشاعته ورضيه يُقَال ولي بِمَعْنى تولى وَقيل ذَلِك فِي قَوْله تَعَالَى) وَلكُل وجهة هُوَ موليها
(أَي متوليها وَقَوله وَلَا بَأْس بالشرك وَإِلَّا قالة وَالتَّوْلِيَة فِي الطَّعَام وَغَيره وَالتَّوْلِيَة فِي البيع مَذْكُورَة فِي غير مَوضِع من الْمُوَطَّأ وَغَيره مَأْخُوذَة من التولي الَّذِي هُوَ الِانْصِرَاف والأعراض كَأَنَّهُ صرفه عَنهُ لغيره وَأعْرض عَنهُ وَقَوله أولى لَهُ وَأولى وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ قيل أَصْلهَا من الويل فَقلب وَقيل من الْوَلِيّ وَهُوَ الْقرب أَي قَارب الهلكة وَقيل هِيَ كلمة تستعملها الْعَرَب لمن رام أمرا ففاته بعد أَن يُصِيبهُ وَقيل كلمة تقال عِنْد المعتبة بِمَعْنى كَيفَ لَا وَقيل مَعْنَاهَا التهديد والوعيد وَقيل تحذير أَي قاربت الهلكة فاحذر وَقد ذَكرنَاهَا فِي الْهمزَة.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
قَوْله فِي كتاب الْأَطْعِمَة تولى الله ذَلِك من كَانَ أَحَق بِهِ مِنْك كَذَا لَهُم وَعند النَّسَفِيّ تولى وَالله وَعند ابْن السكن ولى الله ذَلِك وهما وَجه الْكَلَام وَمعنى ولي جعله يتَوَلَّى صنعه وإحسانه وَمثله أولاه خيرا وإحسانا أَي صنعه لَهُ وَجَاء فِي غير مَوضِع الْمولى عَلَيْهِ يُرِيد الْمَحْجُور بِضَم الْمِيم وَفتح اللَّام كَذَا يَقُوله الروَاة وَالْفُقَهَاء وَكَذَا ضبطناه فِي الْمُوَطَّأ وَكتب الْفِقْه عَن عامتهم وَكَذَا سمعناه مِنْهُم وَذكر صَاحب تَقْوِيم اللِّسَان أَن صَوَابه الْمولى بِفَتْح الْمِيم وَكسر اللَّام وَكَذَا ضبطناه فِي الْمُوَطَّأ عَن ابْن عتاب وَهُوَ وَجه الْعَرَبيَّة لِأَنَّهُ مفعول لَا مفعل لِأَنَّهُ من ولى عَلَيْهِ أمره لكنه قد يُقَال أولى عَلَيْهِ السُّلْطَان أَي صير أمره إِلَى من يَلِيهِ فعلى هَذَا يَصح(2/287)
مَا قَالَه الكافة وَقَول ابْن عَبَّاس لِابْنِ أبي مليكَة ولد نَا صَحَّ كَذَا فِي الصَّحِيح وَرِوَايَة الْجَمَاعَة وَعند العذري وَلَك مَا صَحَّ وَلَيْسَ بِشَيْء وَفِي تَفْسِير الْكَهْف وَالْولَايَة مصدر ولى كَذَا للأصيلي وَعند الْمُسْتَمْلِي مصدر الْوَلَاء وَعند غَيرهمَا مصدر الْوَلِيّ مَقْصُور وَالصَّوَاب مَا تقدم للأصيلي والنسفي وَقد فسر الْولَايَة قبل قَوْله فِي زَكَاة السخل فتوالد قبل أَن يَأْتِيهَا الْمُصدق بِيَوْم فتبلغ مَا فِيهِ الصَّدَقَة بولادتها كَذَا عِنْد أبي إِسْحَاق بن جَعْفَر وَعند غَيره فتولد بتَشْديد اللَّام وتبلغ بوالدتها والاول أوجه فِي الْكَلَام وَكَذَا بعده قَوْله وَذَلِكَ أَن ولادَة الْغنم مِنْهَا ولبعضهم وَالِدَة الْغنم أَي مولودة وَقد تقدم أَن الوالدة هِيَ الَّتِي مَعهَا وَلَدهَا فَسُمي الْوَلَد أَيْضا بذلك وَأما من قَالَ فتولد من معنى قَوْلهم ولدت الْمَاشِيَة إِذا حانت وِلَادَتهَا وَقَوله بَاب تَقْدِيم النِّسَاء وَالصبيان أَن مولاة لأسماء كَذَا ليحيى وَصَوَابه مولى لأسماء وَكَذَا ذكره البُخَارِيّ فِي الحَدِيث وَسَماهُ عبد الله وَفِي بَاب مَا يجب فِيهِ الْقطع من الْمُوَطَّأ وَمَعَهَا مولاتان رَوَاهُمَا الْأصيلِيّ مولتان وَالصَّوَاب الأول وَكَذَا قَول البُخَارِيّ فِي بَاب المراضع من المواليات وهم
الْوَاو مَعَ الْمِيم
(وم ا) قَوْله فأومأت برأسها ويومئ فِي الصَّلَاة وَيُصلي إِيمَاء كُله بِمَعْنى وَالْإِشَارَة الْخَفِيفَة إِلَى الشَّيْء يُقَال مِنْهُ ومأواومأ
(وم ق) قَوْله المقة من الله المقة الْمحبَّة يُقَال ومقت فلَانا بِكَسْر الْمِيم أمقه مقة مثل زنة من وزنت وعدة من وعدت
(وم س) الميامس بتَخْفِيف الْيَاء الفواجر وَكَذَلِكَ الموسسات بِضَم الْمِيم وَهن المجاهرات بذلك وأحدها مومسة كَذَا روينَاهُ عَن جَمِيعهم وَكَذَا ذكر أَصْحَاب الْغَرِيب واللغة فِي الْوَاو وَالْمِيم وَالسِّين من ومست أَي جاهرت وَرَوَاهُ ابْن الْوَلِيد عَن ابْن السماك المآميس مَهْمُوز فَإِن صَحَّ فَهُوَ من قَوْلهم مَاس الرجل إِذا لم يلْتَفت إِلَى موعظة وَهَذَا بِمَعْنى المجاهرة والاستهتار وَيكون وَزنه على هَذَا فعاليل
الْوَاو مَعَ النُّون
الْوَاو مَعَ الصَّاد
(وص ب) قَوْله وَلَا وصب فِيهِ وَلَا نصب بِفَتْح الصَّاد أَي لَا مرض وَيُقَال وصب بِالْكَسْرِ يوصب فَهُوَ وصب إِذا ألزمهُ الوجع
(وص ل) قَوْله لعن الله الْوَاصِلَة وَالْمسْتَوْصِلَة وَفِي الحَدِيث الآخر والموصولات ويروي الموصلات هِيَ الَّتِي تصل شعرهَا بِشعر غَيرهَا فالواصلة والموصلة الَّتِي تفعل ذَلِك والمتوصلة الَّتِي تستدعي من يفعل ذَلِك لَهَا وَهُوَ الموصولة وَذكر صلَة الرَّحِم وَمن وَصلهَا وَصله الله الصِّلَة أَيْضا من الْأَسْمَاء المنقوصة كالزنة وَالْعدة وصلَة الرَّحِم برهَا قَالَ صَاحب الْأَفْعَال وصلت الْإِنْسَان أَصله بررته وَأَيْضًا أَعْطيته وَكَأَنَّهُ فِي الرَّحِم مَعَ الْوَجْهَيْنِ من الِاتِّصَال بهَا بِمَا يَفْعَله من ذَلِك كَمَا سمي عَكسه قطعا وَقَوله نهى عَن الْوِصَال ورأيناك تواصل هُوَ مُتَابعَة الصَّوْم دون الْإِفْطَار بِاللَّيْلِ وَذكر فِي خبر عَمْرو بن لحى الوصيلة وَهِي الَّتِي ذكر الله فِي كِتَابه فِي قَوْله مَا جعل الله من بحيرة وَلَا سائبة وَلَا وصيلة هِيَ الشَّاة إِذا ولدت سِتَّة أبطن عناقين عناقين وَولدت فِي السَّابِعَة عنَاقًا وجديا قَالُوا وصلت أخاها فاحلوا لَبنهَا للرِّجَال وحرموه على النِّسَاء فَإِذا ولدت فِي السَّابِع ذكر أذبحوه فَأَكله الرِّجَال دون النِّسَاء قَالَ قَتَادَة فَإِن ولدت مَيتا أكله جَمِيعهم وَإِن كَانَت أُنْثَى تركت فِي الْغنم وَقَوله الْأَسْبَاب الوصلات أَي الْوُجُوه الَّتِي يتَوَصَّل للشَّيْء مِنْهَا وَقَوله إيَّاكُمْ والوصال وَإنَّك تواصل هُوَ صلَة صِيَام الْأَيَّام لَا يفْطر فِي اللَّيْل فِيهَا قَوْله ونكص أَبُو بكر ليصل الصَّفّ
(وص م) قَوْله فِيهِ وصمة أَي عيب قَالَ الْخَلِيل الوصم صدع أَو كسر غير بَائِن(2/288)
وَقَالَ النَّضر الوصم الْعَيْب
(وص ف) قَوْله وَالْمنصف الوصيف من الغلمان هُوَ الَّذِي قَارب الْبلُوغ وَلم يبلغ بعدو الْأُنْثَى وصيفة وَكَذَا جَاءَ عِنْد الْأصيلِيّ فِي فَضَائِل عبد الله بن سَلام قَالَ وَقَالَ وصيفة مَكَان منصف يُقَال أوصف الْغُلَام وَالْجَارِيَة إِذا بلغا ذَلِك وَقَوله أَلا يشف فَإِنَّهُ يصف أَي أَن الثَّوْب الرَّقِيق وَإِن لم يكن خَفِيفا يرى مَا وَرَاءه فَإِنَّهُ يصفه بانضمامه إِلَيْهِ ويبديه للناظرين كَمَا يصف الواصف ذَلِك بقوله
الْوَاو مَعَ الضَّاد
(وض ا) قَوْله فليغسل يَده قبل أَن يدخلهَا فِي وضوءه بِالْفَتْح ويأتون غرا محجلين من الْوضُوء وَمن آثَار الْوضُوء بِالضَّمِّ وَالْفَتْح وَالْتمس النَّاس وضُوءًا فَلم يجدوه وأتى بِوضُوء بِالْفَتْح فيهمَا وَلَا يحافظ على الْوضُوء بِالضَّمِّ إِلَّا مُؤمن وَمن قبْلَة الرجل امْرَأَته الْوضُوء وَمن مس الذّكر الْوضُوء أَو مَا يجْزِيك الْغسْل من الْوضُوء وأسبغوا الْوضُوء وَأحسن وضوءك وَمَا هَذَا الْوضُوء بِالضَّمِّ فِي هَذَا كُله هَذَا هُوَ الِاخْتِيَار إِذا كَانَ المُرَاد المَاء الْمُسْتَعْمل فِي ذَلِك فبالفتح وَإِذا أردْت الْفِعْل فبالضم وَقَالَ الْخَلِيل الْفَتْح فِي الْوَجْهَيْنِ وَلم يعرف الضَّم وَكَذَلِكَ عِنْدهم الطّهُور وَالطهُور وَالْغسْل وَالْغسْل وَحكى الْأَصْمَعِي غسلا وغسلا مَعًا قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي وَالْوَجْه الأول يَعْنِي التَّفْرِيق هُوَ الْمَعْرُوف وَالَّذِي عَلَيْهِ أهل اللُّغَة قَالَ وَالضَّم مصدر التوضي يُقَال وضوء يوضأ وضُوءًا ووضاءة واشتقاق الْوضُوء من الْوَضَاءَة وَهِي النَّظَافَة وَالْحسن لِأَنَّهُ يحسن الْإِنْسَان وينظفه وَقَوله الْوضُوء مِمَّا مست النَّار بِالضَّمِّ من هَذَا لِأَنَّهُ تنظيف فَحَمله كثير من السّلف وَبَعض العماء على الْوضُوء الشَّرْعِيّ وَحمله آخَرُونَ على اللّغَوِيّ وَهُوَ غسل الْيَد وَمَا أَصَابَت من زهمه وَمِنْه الْوضُوء قبل الطَّعَام وَبعده وَكَذَلِكَ اخْتلفُوا فِي معنى أمره الْجنب بِالْوضُوءِ قبل أَن ينَام فَقيل المُرَاد بِهِ الْوضُوء الشَّرْعِيّ وَهُوَ مَذْهَب كَافَّة الْعلمَاء على اخْتلَافهمْ فِي وُجُوبه واستحبابه وَقيل المُرَاد الْوضُوء اللّغَوِيّ وَهُوَ غسل مَا بِهِ من أَذَى إِذا أَرَادَ أَن ينَام أَو يطعم وَقَوله خذي فرْصَة ممسكة فتوضئي بهَا ويروى فتطهري يفسره فِي الحَدِيث تتبعي بهَا أثر الدَّم أَي تطيبي بهَا وتنظفي وَمر فِي بَاب الْمِيم وَقَوله فَأتى بميضاة هِيَ المطهرة الَّتِي يتَطَهَّر مِنْهَا مفعلة من الْوضُوء وَالْمِيم زَائِدَة وَقَوله إِن كَانَت جارتك أوضأ مِنْك أَي أحسن وَكَذَا قَوْله وَكَانَ الْفضل رجلا وضيئا وَكَذَلِكَ قَوْله لقل مَا كَانَت امْرَأَة وضيئة أَي حَسَنَة وَقد يسهل وَيتْرك همزه وتشد ياؤه للإدغام فَيُقَال وضية وَقد ذكرنَا الْخلاف فِي هَذَا الْحَرْف فِي الْحَاء والوضاءة النَّظَافَة وَالْحسن وَقَوله فِي حَدِيث المطهرة فَتَوَضَّأ مِنْهَا وضُوءًا دون وضوء وَفِي حَدِيث الشّعب فَبَال فَتَوَضَّأ دون وضوء أَرَادَ تَوَضَّأ وضُوءًا خَفِيفا وَكَذَلِكَ جَاءَ مُفَسرًا فِي حَدِيث قُتَيْبَة فَتَوَضَّأ وضُوءًا خَفِيفا فِي حَدِيث الشّعب وَقيل استنجي وَلم يتَوَضَّأ للصَّلَاة وَقيل وضُوءًا دون استنجاء أَي اقْتصر على الِاسْتِجْمَار وَالْأولَى أَنه كَمَا قَالَ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى فَتَوَضَّأ وَلم يسبغ الْوضُوء وَهُوَ عِنْدِي أظهر فيهمَا وَأولى بِمَا ذكرنَا وَقد تقدم فِي حرف السِّين فِي قيام اللَّيْل فَتَوَضَّأ وضُوءًا بَين الوضوءين فسره فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى فَتَوَضَّأ وَلم يكثر المَاء وَلم يقصر وَفِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى وضُوءًا حسنا بَين الوضوءين وَقَوله ثمَّ تَوَضَّأ وضُوءًا هُوَ الْوضُوء أَي أسبغه وَبَالغ فِيهِ وَفِي تكراره وَالله أعلم
(وض ح) قَوْله قتل جَارِيَة على أوضاح لَهَا قَالَ أَبُو عبيد يَعْنِي حلى فضَّة وَوَاحِدَة وضح وَكَذَلِكَ قَوْله فَأخذُوا وضاحا وَقيل هِيَ حلى من حِجَارَة وَقَالَ الْحَرْبِيّ الأوضاح الخلاخل وَقَوله فِي السُّجُود حَتَّى نرى وضح إبطَيْهِ بِالْفَتْح أَي بياضهما كَمَا قَالَ بَيَاض(2/289)
إبطَيْهِ فِي الحَدِيث الآخر وَمِنْه وضح الصُّبْح إِذا بَان بياضه والوضح بَيَاض الصُّبْح وَمِنْه قَوْله من وَجه النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) حِين وضح لنا أَي ظهر واستبان ووضح لي الْأَمر مِنْهُ مَأْخُوذ من وضح الصُّبْح وَقَوله وتركتم على الْوَاضِحَة أَي على الطَّرِيق الْبَيِّنَة وَعند القعْنبِي الْوَاضِح أَي الطَّرِيق الْبَين لسالكه
(وض ر) قَوْله رآبى وضرا من صفرَة بِفَتْح الضَّاد أَي لطخا من الطّيب وَقَوله فَجعل يتبع وضر الصحفة أَي لطخ الدسم فِيهَا وَالسمن وأصل الوضر الْوَسخ المتلطخ بِالْإِنَاءِ فَاسْتعْمل فِي كل مَا أشبهه من دسم وَطيب وَغَيره
(وض ع) قَوْله البرليس بالإيضاح أَي الْإِسْرَاع فِي السّير وَمثله أوضع نَاقَته إِذا رآ دوحات الْمَدِينَة وَقَوله هُوَ وضع عِنْده على الْعَرْش أَن رَحْمَتي تغلب غَضَبي كَذَا ضَبطه الْقَابِسِيّ وَغَيره بِفَتْح الْوَاو وَسُكُون الضَّاد وَعند بَعضهم عَن أبي ذَر وضع بِفَتْح الضَّاد وَالْعين فعل قَالَ الْأَصْمَعِي الوضائع كتب تكْتب فِيهَا الْحِكْمَة وَقَوله فقد وَضعته تَحت قدمي أَي أبطلته وهدرته وَقَوله ليستوضع الآخر أَي يطْلب مِنْهُ أَن يضع لَهُ من دينه أَي ينقصهُ وَقَوله أَو دَخلته يَعْنِي المَال وضيعة أَي نقص وَقَوله وَيَضَع الْعلم أَي يهدمه وَقَوله للْغَرِيم أَي ضع الشّطْر أَي حط النّصْف والوضع من الدّين الْحَط مِنْهُ وَقَوله فِي عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام وَيَضَع الْجِزْيَة قيل مَعْنَاهُ يُسْقِطهَا وَلَا يقبل من أحد إِلَّا الْإِيمَان وَقيل يفرضها على من عَصَاهُ لظُهُوره على الْكَفَرَة وقهره لَهُم وَقيل يقتل من كَانَ يُؤَدِّيهَا لنبذهم الْعَهْد وخروجهم مَعَ الدَّجَّال وَقَوله إِن كنت وضعت الْحَرْب بَيْننَا وَبينهمْ أَي أسقطتها وَمِنْه وَيَضَع الْعلم أَي يهده ويهدمه ويلصقه بِالْأَرْضِ وَقَوله لَا يضع عَصَاهُ عَن عَاتِقه قيل هِيَ كِنَايَة عَن كَثْرَة ضربه نِسَاءَهُ ويفسره قَوْله فِي الحَدِيث الآخر ضراب للنِّسَاء وَقيل هِيَ كِنَايَة عَن كَثْرَة أَسْفَاره وَمَا جَاءَ فِي الحَدِيث مُفَسرًا أولى وَقَوله ثمَّ يوضع لَهُ الْقبُول فِي الأَرْض أَي يَجْعَل وَينزل وَمثله فِي الرَّحْمَة يوضع يَعْنِي جُزْءا وَاحِدًا بَين خلقه وَقَوله من أنظر مُعسرا أَو وضع عَنهُ أَي أسقط عَنهُ.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
فِي بَاب فضل الْوضُوء رقيت مَعَ أبي هُرَيْرَة على ظهر الْمَسْجِد تَوَضَّأ قَالَ أَنِّي سَمِعت رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم)
قَالَ القَاضِي رَحمَه الله كَذَا عِنْد رُوَاة الْفربرِي من غير خلاف وَهُوَ وهم وَالصَّوَاب رِوَايَة النَّسَفِيّ يَوْمًا مَكَان تَوَضَّأ وَالله تَعَالَى أعلم
الْوَاو مَعَ الْعين
(وع ث) قَوْله من وعثاء السّفر أَي شدته ومشقته وَأَصله من الوعث بِسُكُون الْعين وَهُوَ الْمَكَان الدهس الَّذِي يشق الْمَشْي فِيهِ فَجعل مثلا لكل مَا يشق
(وع د) قَوْله الْحَمد لله الَّذِي أنْجز وعده هُوَ وَالله أعلم مَا وعده بِهِ (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) ربه عز وَجل من إِظْهَار دينه وإتمام كَلمته كَمَا قَالَ تَعَالَى) وعد الله الَّذين آمنُوا مِنْكُم وَعمِلُوا الصَّالِحَات
(الْآيَة وَقيل فِي حَيَاته وَقيل بعد مَوته وَقَالَ الله تَعَالَى هُوَ الَّذِي أرسل رَسُوله بِالْهدى وَدين الْحق لِيظْهرهُ على الدّين كُله وَقَوله فِي الْمُنَافِق وَإِذا وعد أخلف قيل هُوَ على وَجهه وَإِنَّهَا من خِصَال النِّفَاق الَّذِي هُوَ كفر وَإِن كَانَ بِمَعْنى النِّفَاق من الخديعة وَقَول أبي هُرَيْرَة والموعد الله أَي عِنْد الله الْمُجْتَمع أَو اليه أَي الْموعد موعد الله أَي هُنَاكَ تفتضح السرائر أَي يجازي كل وَاحِد بقوله ينصف من صَاحبه وَيحْتَمل أَن يُرِيد بقوله وَالله الْموعد أَي جَزَاؤُهُ أَو لقاؤه وواعدت صواغا أَي وافقته على وعد وواعده غَار ثَوْر مثله أَي جعلاه ميعاد اجْتِمَاعهم مَعَه وَقَوله وَإِذا وعد أخلف يُقَال وعدت(2/290)
فلَانا فِي الْخَيْر وَعدا وَالِاسْم مِنْهُ الْعدة والموعدة وأوعدته فِي الشَّرّ إيعادا وَالِاسْم مِنْهُ الْوَعيد إِذا لم يذكرَا فَإِذا ذكرا قلت فيهمَا وعدته خيرا ووعدته شرا ووعدته بِخَير ووعدته بشر واوعدته شرا وَبشر لَا غير وتوعدته تهددته قَالَ أَبُو عبيد الْوَعْد والميعاد والوعيد وَاحِد فالعدة اسْم مَنْقُوص من الْوَعْد
(وع ز) ذكر مُسلم فِي حَدِيث الْإِفْك من رِوَايَة يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم ابْن سعد وَقد نزلُوا موعزين فِي حر الظهيرة بِالْعينِ الْمُهْملَة وَالزَّاي وَرَوَاهُ بَعضهم بالراء وَلَا وَجه لَهُ هُنَا وَصَوَابه مَا فِي الرِّوَايَات الْأُخْرَى موغرين بالغين الْمُعْجَمَة وَالرَّاء وَقد فسره عبد الرَّزَّاق الوغرة شدَّة الْحر أَي نزلُوا فِي الهاجرة
(وع ظ) قَوْله السعيد من وعظ بِغَيْرِهِ أَي من اعْتبر بِمَا يحل بسواه من سوء حَاله أَو معاقبه فَلم يفعل فعله لَيْلًا يحل بِهِ مثله وَقَوله وَهُوَ يعظ أَخَاهُ فِي الْحيَاء أَي يؤنبه ويزجره فِي كَثْرَة ذَلِك وَمثله وَوعظ الْقَوْم بِمَا وعظوا أَي عوتبوا ووبخوا
(وع ك) قَوْله وعك سهل ووعك أَبُو بكر ووعكت وَجعل يعوك مضموم الأول على مَا لم يسم فَاعله وعكا شَدِيدا سَاكن الْعين وتفتح وَمن وعكها قَالَ أَبُو حَاتِم الوعك الْحمى وَقَالَ غَيره هُوَ ألم التَّعَب وَقَالَ يَعْقُوب وعكة الشَّيْء دَفعته وشددته وَقَالَ غَيره هُوَ إزعاج الْحمى الْمَرِيض وتحريكها إِيَّاه وَقَالَ الْأَصْمَعِي الوعك شدَّة الْحر فَكَأَنَّهُ حر الْحمى وشدتها
(وع ى) قَوْله فِي الْأنف إِذا استوعى جدعا على هَذِه الرِّوَايَة أَي استوصل كَمَا قَالَ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى استوعب بِالْبَاء وَفِي الْمُوَطَّأ إِذا أوعى جرعا وَعند بَعضهم وعى وَكِلَاهُمَا نَحْو مَا تقدم وَمثله قَوْله فِي حَدِيث الزبير فاستوعى للزبير حَقه أَي استوعبه وَقَوله فَلَعَلَّ بَعْضكُم أوعى لَهُ من بعض وأوعاهم للأحاديث أَصْحَاب النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) ووعيت مَا قَالَ وأعي مَا تَقول أَي حفظت يُقَال وعيت الْعلم وأوعيته إِذا حفظته وَجمعته وَقَالَ صَاحب الْأَفْعَال وعيت الْعلم أَي حفظته والاذن سَمِعت وأوعى الْمَتَاع جمعه فِي الْوِعَاء وَقَوله لَا توعى فيوعى الله عَلَيْك مَعْنَاهُ مَا تقدم فِي توكي أَي لَا تشحى وتجمعيه فِي الأوعية جمع شح وتحفظيه وَلَا تنفقيه فيشح عَلَيْك أَي يقتر رزقك وَلَا يخلف لَك وَلَا يُبَارك يُقَال من هَذَا أوعيت الْمَتَاع أَي جمعته وأوعيته جعلته فِي وعَاء وَلَا يُقَال فِيهِ وعيت وَقَوله أعرف عفاصها أَو قَالَ وعاءها مَمْدُود فِي رِوَايَة من رَوَاهُ كَذَا هُوَ مثل قَوْله عياصها والوعاء والعفاص الشَّيْء الَّذِي يحفظ فِيهِ غَيره وَقَوله الْجوف وَمَا وعي أَي جمع قيل يَعْنِي الْبَطن والفرج وهما يسميان الأجوفين وَقيل أَرَادَ مَا حشوته فِيهِ وَجمعته من طَعَام وشراب حَتَّى يكون من وَجهه وعَلى وَجهه وَقيل أَرَادَ الْقلب والدماغ لِأَنَّهُمَا مجمعا الْعقل عِنْد قَائِل هَذَا وَقَول أبي هُرَيْرَة حفظت عَن رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وعَاء يَعْنِي من الْعلم على طَرِيق الِاسْتِعَارَة من الْوِعَاء الَّذِي يحمل فِيهِ الْمَتَاع.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
قَوْله فِي قتل أبي رَافع حَتَّى اسْمَع الواعية أَي الصارخة وَرَوَاهُ بَعضهم الواعية وَلَيْسَ بِشَيْء الوعي مَقْصُور بِالْعينِ الْمُهْملَة الْمَفْتُوحَة الصَّوْت الشَّديد قَالَه أَبُو عبيد وَكَذَلِكَ الهايعة وَكَذَلِكَ بِالْمُعْجَمَةِ أَيْضا قَالَ أَبُو عَليّ سَمِعت وعي الْحَرْب ووغاها أَي صَوتهَا وجلبتها قَالَ الْخَلِيل الوعا بِالْمُهْمَلَةِ الصَّوْت والواعية الصارخة قَالَ ابْن دُرَيْد الوغى اخْتِلَاط الْأَصْوَات فَكثر حَتَّى سميت بِهِ الْحَرْب وغى وَكَذَلِكَ روى بَعضهم فِي الحَدِيث الْمُتَقَدّم فَلَعَلَّ بَعْضكُم أرعى لَهُ من بعض بالراء وَهُوَ وهم وَالْمَشْهُور مَا ذَكرْنَاهُ أَولا ومساق الحَدِيث عَلَيْهِ يدل وَالله تَعَالَى أعلم(2/291)
الْوَاو مَعَ الْغَيْن
(وغ ر) قَوْله فِي حَدِيث الْإِفْك الْقَوْم موغرون فِي الظهيرة أَي نازلون فِي الهاجرة والوغرة شدَّة الْحر فسره عبد الرَّزَّاق فِي الحَدِيث وَمِنْه وغر الصَّدْر أَي شدَّة غيظه وحره وَضَبطه ابْن أبي صفرَة موغرين وَالْأول أوجه وَذكر مُسلم قَول يَعْقُوب بن سعد وَفِيه موعزين بِالْعينِ الْمُهْملَة وَلَيْسَ بِشَيْء وَقد ذَكرْنَاهُ فِي الْعين
(وغ ل) قَوْله فِي حَدِيث الْمِقْدَاد فَلَمَّا وغلت فِي بَطْني يَعْنِي شربة اللَّبن أَي حصلت دَاخله والوغول الدُّخُول فِي الشَّيْء
الْوَاو مَعَ الْفَاء
(وف د) قَوْله جَاءَهُ وَفد بني فلَان ووفد عَلَيْهِ فلَان وتلبسها للوفد هُوَ جمع وَافد مثل زور وزائر ووفود أَيْضا وهم الْقَوْم يفدون على السُّلْطَان أَو من لَهُ الْأَمر إِذا أَتَوا ركبانا وَقد وفدوا وَفْدًا ووفادة كَذَا قَالَ صَاحب الْأَفْعَال
(وف ر) قَوْله وفروا اللحى أَي لَا تنقصوها وتقصوها كَمَا سنّ لكم فِي الشَّوَارِب وكما قَالَ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى اعْفُوا اللحى وَقد ذَكرنَاهَا قَالَ الله تَعَالَى) جَزَاء موفورا
(أَي غير مَنْقُوص والوفر المَال الْكثير وَقَوله رَأس المَال وافر عِنْدِي أَي لم ينقص وَقَوله فِي الْمُنفق إِلَّا سبغت عَلَيْهِ ووفرت أَي امتدت وطالت كَمَا قَالَ حَتَّى تخفى بنانه ضبط الْأصيلِيّ هاذين الحرفين بِضَم الْبَاء وَالْفَاء وَصَوَابه فيهمَا فتحهما
(وف ق) قَوْله فِي حَدِيث طَلْحَة فوفق من أكله بتَشْديد الْفَاء مَعْنَاهُ قَالَ لَهُ قد وفقك الله أَو وفقت أَي صوب فعله وَقَوله فَمن وَافق قَوْله قَول الْمَلَائِكَة غفر لَهُ قيل مَعْنَاهُ مُوَافقَة قَوْله قَول الْمَلَائِكَة فِي الزَّمَان وَكَانَت القولتان مَعًا كَمَا قَالَ قيل إِذا قَالَ آمين قَالَت الْمَلَائِكَة آمين وَقيل أَن تكون مُوَافَقَته تأمينهم فِي الصّفة من لخشوع وَالْإِخْلَاص وَقيل من وَافق دعاءه للمأمومين كدعاء الْمَلَائِكَة لَهُم وَقيل الْمُوَافقَة هُنَا الْإِجَابَة فَمن اسْتُجِيبَ لَهُ كَمَا يُسْتَجَاب للْمَلَائكَة وَهَذَا يبطل معنى الحَدِيث وَفَائِدَته وَقيل هِيَ إِشَارَة إِلَى الْحفظَة وشهودها الصَّلَاة مَعَ الْمُؤمنِينَ فيؤمنون إِذا أَمن الإِمَام فَمن فعل فعلهم وَحضر حضورهم للصَّلَاة وَقَالَ قَوْلهم غفر لَهُ وَالْأول أولى وَمَفْهُوم المُرَاد من الحَدِيث
(وف ى) قَوْله قد أوفى الله ذِمَّتك أَي أتمهَا وَلم ينقضها نَاقض وأصل الْوَفَاء التَّمام يُقَال وَفِي بعهده وأوفى وَفَاء مَمْدُود ووفى الشَّيْء ووفى تمّ وَقَوله وفت ذِمَّتك تمت واستوفيت حَقي أَخَذته تَاما وأوفيته حَقه أتممته لَهُ وَمِنْه أوفيتني أوفاك الله ووفيته لَا غير وَكَذَلِكَ الْكَيْل وَلَا يُقَال فيهمَا وَفِي بِالتَّخْفِيفِ وَقَوله فوفى شعري جميمة أَي طَال وَبلغ ذَلِك وَقَوله فأوفى على ثنية أَي علاها وَكَذَلِكَ قَوْله أوفى على رَأس الْجَبَل وأوفى بِذرْوَةِ جبل وَقَوله خرجنَا موافين لهِلَال ذِي الْحجَّة أَي مقاربين لِأَن خُرُوجهمْ كَانَ لخمس بَقينَ من ذِي الْقعدَة وَالله أعلم.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
قَوْله فِي عمْرَة الْقَضَاء يقدم عَلَيْكُم وَفد وهنتهم حمى يثرب هَذَا الصَّوَاب بِالْفَاءِ وَقد فسرناه وَرَوَاهُ ابْن السكن وَقد بِفَتْح الْقَاف وَالْأول أوجه قَوْله فِي الضَّحَايَا وَلَا تفي عَن أحد بعْدك كَذَا عِنْد الْقَابِسِيّ والأصيلي فِي بَاب اسْتِقْبَال النَّاس للأمام مَعْنَاهُ تجزي عَنْك وَيتم بهَا نسكك كَمَا جَاءَ فِي غير حَدِيث وَلَا تجزي عَن أحد بعْدك وَعند البَاقِينَ هُنَا وَلَا تقضي وَهُوَ بِمَعْنى تجزي ولجميعهم فِي بَاب الْخطْبَة بعد الْعِيدَيْنِ لن توفى وَقد فسرنا هَذَا الْحَرْف قبل فِي حرف الْقَاف وَقَوله فِي نِكَاح الْمُتْعَة أَيّمَا رجل وَامْرَأَة توافقا بِتَقْدِيم الْفَاء من الِاتِّفَاق كَذَا لَهُم وَعند الْحَمَوِيّ وَالْمُسْتَمْلِي تواقفا بِتَقْدِيم الْقَاف وَهُوَ وهم وَقد يخرج لَهُ وَجه بِمَعْنى الأول أَي وقف كِلَاهُمَا على مَا ذكرَاهُ واتفقا عَلَيْهِ وَالله تَعَالَى أعلم
الْوَاو مَعَ الْقَاف
(وق ب)(2/292)
قَوْله فاغترفوا من وَقب عَيْنَيْهِ بِفَتْح الْوَاو وَسُكُون الْقَاف هِيَ حُفْرَة الْعين فِي عظم الْوَجْه
(وق ت) قَوْله وَقت لأهل الْمَدِينَة ذَا الحليفة أَي حد وَجعله لَهُم ميقاتا وحد الْحَد الَّذِي يحرمُونَ مِنْهُ وَمِنْه الْوَقْت والمواقيت كلهَا حُدُود الْعِبَادَات وَيكون وَقت بِمَعْنى أوجب أَي أوجب عَلَيْهِم الْإِحْرَام مِنْهُ قَالَ الله تَعَالَى) إِن الصَّلَاة كَانَت على الْمُؤمنِينَ كتابا موقوتا
(وَقَوله وَلَيْسَ فِي ذَلِك أَمر موقوت إِلَّا اجْتِهَاد السُّلْطَان أَي مُقَدّر مَحْدُود وَقَوله فِي زَكَاة الْحبّ وَبَين فِي ذَلِك وَوقت أَي قدر وحد
(وق د) قَوْله كَمثل رجل استوقد نَارا فَجعلت الْفراش الحَدِيث استوقد بِمَعْنى أوقد وَقَوله وقود مجامرهم الألوة بِفَتْح الْوَاو مَعْنَاهُ مَا يُوقد بِهِ أَي حطبها قَالَ الله تَعَالَى) وقودها النَّاس وَالْحِجَارَة
(وبضم الْوَاو اسْم الْفِعْل من وقدت ومصدره
(وق ذ) قَوْله فَإِنَّهُ وقيذ أَي ميتَة قَتِيل دون ذَكَاة من قَوْله تَعَالَى) والمنخنقة والموقوذة
(وَهِي المقتولة بعصى أَو بِحجر وَمَا لأحد لَهُ يُقَال وقذته إِذا اتخنثه ضربا وَقَالَ أَبُو سعيد الضَّرِير أصل الوقذ الضَّرْب على فاس الْقَفَا فتصل هدتها إِلَى الدِّمَاغ فتذهب الْعقل
(وق ر) قَوْله وقر الْإِيمَان فِي قلبِي أَي تمكن وَوقر فِي أَنفسكُم مثله وَقَوله رب زِدْنِي وقارا وَالْوَقار وَعَلَيْكُم السكينَة وَالْوَقار وهما بِمَعْنى أَي التشمت وَأَصله الثّقل والاستقرار وَمِنْه وقر يقر وَالْوَقار العظمة أَيْضا وَمِنْه لَا ترجون لله وقارا
(وق ص) قَوْله فِي حَدِيث الْمحرم فوقص وقصا وَفِي الحَدِيث الآخر فوقصته أَو قَالَ فأوقصته وَمَعْنَاهُ أوقعته فَكسرت عُنُقه والوقص بِسُكُون الْقَاف الْكسر والأقاص والوقص كسر الْعُنُق وقصه وأوقصه مَعًا وَمِنْه الأوقص الْقصير الْعُنُق وَالِاسْم مِنْهُ الوقص كَأَنَّهُ وقص فَدخل عُنُقه فِي جِسْمه وَلم يذكر صَاحب الْأَفْعَال وَغَيره فِيهِ إِلَّا وقصه لَا غير وَقد روى بروايات أخر ذَكرنَاهَا فِي حرف الْقَاف وَمِنْه فِي حَدِيث الْغَزْو فِي الْبَحْر فوقصت بهَا دابتها فَسَقَطت عَنْهَا فَمَاتَتْ وَقد ذَكرْنَاهُ وَالْخلاف فِيهِ فِي حرف الرَّاء وَقَوله فتواقصت عَلَيْهَا أَي أَمْسَكتهَا بعنقي يَعْنِي الْبردَة لضيقها
(وق ع) قَوْله إِن مَا قَالَ وَاقع أَي كَائِن حَقًا فِي حَدِيث زَيْنَب وَعَائِشَة ثمَّ وَقعت فِي واستطالت على وَفِيه فَلَمَّا وَقعت بهَا بِمَعْنَاهُ أَي ألحت عَليّ بالْكلَام ولزمتني بِهِ وَمِنْه وَقع الْحسن بالقوم إِذا أثر فيهم وَقَوله عِنْد الوقاع كِنَايَة عَن الْجِمَاع وَقَوله فِي حَدِيث السَّائِب أَن ابْن أُخْتِي وَقع بِكَسْر الْقَاف أَي مَرِيض وَقد مر فِي رِوَايَة وجع وهما بِمَعْنى وَكَذَا رَوَاهُ ابْن السكن هُنَا والوقع المشتكي الْمَرِيض مثل الوجع وَأَصله وَهن الرجل ومرضها من حِجَارَة أَو حفاء يُصِيبهَا وروى بَعضهم عَن أبي ذَر هَذَا الْحَرْف فِي بَاب خَاتم النبوءة وَقع على الْفِعْل الْمَاضِي وَالْوَجْه مَا تقدم وَفِيه ذكر الوقيعة وَقَوله فَوَقع النَّاس فِي شجر الْبَوَادِي أَي ذهبت أفكارهم إِلَى ذَلِك وَصَارَت إِلَيْهِ ولزموا ذكرهَا كَمَا يَقع الطَّائِر على الْغُصْن وَقَوله فَوَقع فِي نَفسِي أَنَّهَا النَّخْلَة أَي ألْقى فِيهَا وَقَامَ بهَا وَقَوله عِنْد الوقاع فَوَقع وأيقع الرجل امْرَأَته فِي الْعمرَة مَعْنَاهُ فِي الْجِمَاع الوقاع بِالْكَسْرِ الْجِمَاع وَقَوله حِين وَقع الشَّفق وَحين وَقعت الشَّمْس مَعْنَاهُ غَابَ كَأَنَّهُ سقط فِي ذَلِك وَقَوله فَلَمَّا وَقعت بَين رِجْلَيْهَا أَي نزلت وتمكنت وَمِنْه وَقع الطَّائِر على الشَّجَرَة
(وق ف) ذكر الْوَقْف وَهل ينْتَفع الْوَاقِف بوقفه هُوَ المَال يُوقف وَيحبس مؤبد الْوَجْه من وُجُوه الْخَيْر أَو على قوم مُعينين وَالْوَقْف وَالْحَبْس بِمَعْنى عِنْد الْمَالِكِيَّة وَجَاء فِي تَرْجَمَة البُخَارِيّ إِذا أوقف الرجل كَذَا وَالصَّوَاب وقف ثلاثي لَكِن قيل أوقف فِي لُغَة قَليلَة ردية عِنْدهم وَحكى صَاحب الْأَفْعَال أوقفت الدَّار(2/293)
وَالدَّابَّة لُغَة بني تَمِيم وَعند الْأصيلِيّ فِي بَعْضهَا وقف على الصَّوَاب وَكَذَا عِنْده قَوْله وقف عمر وَلغيره أوقف قَول أبي قَتَادَة أَنِّي أستوقف لكم النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فأدركه فحدثه الحَدِيث
(وق ى) قَوْله مِنْكُم وقاء بِكَسْر الْوَاو مَمْدُود قَالَ أَبُو عَليّ الوقاء مَا يوقي بِهِ الشَّيْء وَقد قَالُوا الوقايا بِالْفَتْح أَيْضا وَالْأول أفْصح قَالَ اللحياني وقيته مَا يكره وقيا ووقاية ووقاية ووقاية ووقاء مَمْدُود وَقَوله يَتَّقِي بجذوع النّخل أَي يسْتَتر عَنهُ بهَا ويجعلها وقاية بَينه وَبَينهَا
فصل الْوَهم والتغيير
قَوْله فِي التَّفْسِير وَقَالَ مُجَاهِد قوا أَنفسكُم وأوقفوا أهليكم بتقوى الله كَذَا لِابْنِ السكن وللقابسي وَعند الْأصيلِيّ أوقفوا أَنفسكُم وأهليكم قَالَ الْقَابِسِيّ وَصَوَابه قوا أَنفسكُم وقوا أهليكم قَوْله الْمَسْجُور الموقد كَذَا لجميعهم وَلأبي زيد عِنْد الْأصيلِيّ الموقر بالراء وَفسّر بَعضهم المملو وَالْقَوْلَان معروفان فِي تَفْسِير الْمَسْجُور مُجَاهِد يَقُول الموقر بالراء وَقيل المملو وَالله تَعَالَى أعلم
الْوَاو مَعَ السِّين
(وس د) قَوْله إِذا وسد الْأَمر إِلَى غير أَهله كَذَا لكافة الروَاة أَي أسْند وَجعل لَهُم وقلدوه يَعْنِي الْإِمَارَة وَعند الْقَابِسِيّ أوسدو قَالَ الَّذِي أحفظ وسد قَالَ وَفِيه عِنْدِي أشكال بَين وسد وَأسد قَالَ وهما بِمَعْنى
قَالَ القَاضِي رَحمَه الله هُوَ كَمَا قَالَ وَقد قَالُوا وسَادَة واسادة واشتقاقهما وَاحِد وَالْوَاو هُنَا بعد الْألف ولعلها صُورَة الْهمزَة وَالله أعلم وَقَوله جَعلتهَا تَحت وِسَادَتِي وَأُلْقِي لَهُ وسَادَة ونام فِي عرض الوسادة ويروى الوساد هُوَ مَا يتوسد عَلَيْهِ عِنْد النّوم وَيجْعَل عَلَيْهِ الرَّأْس أَو يتكأ عَلَيْهِ يُقَال فِيهِ وسَادَة ووسادة واسادة بِالْهَمْز لُغَة هذلية وَقيل فِي قَوْله فِي عرض الوسادة أَن المُرَاد هُنَا الْفراش وَقَوله أَن وِسَادك لَعَرِيض يُرِيد إِن كنت توسدت تَحت رَأسك الْخَيط الْأَبْيَض وَالْخَيْط الْأسود الَّذِي أَرَادَ الله تَعَالَى بقوله) حَتَّى يتَبَيَّن لكم الْخَيط الْأَبْيَض من الْخَيط الْأسود
(فَإِن وسادا يكونَانِ تَحْتَهُ وهما اللَّيْل وَالنَّهَار الآخذان بأقطار الدُّنْيَا لَعَرِيض قَالَه لَهُ على طَرِيق التبكيت لما تأولهما عِقَالَيْنِ وجعلهما تَحت رَأسه وَكَانَ يَأْكُل حَتَّى يتَبَيَّن لَهُ الْأَبْيَض مِنْهُمَا من الْأسود وَقيل مَعْنَاهُ تَعْرِيض بالبلادة وكنى بالوسادة عَن الْقَفَا كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث الآخر أَنَّك لَعَرِيض الْقَفَا وَمثل هَذَا يعرض بِهِ للبليد الغبي يُرِيد لسوء تَأْوِيله فِي الْآيَة وَبعد فهمه لمعناها وَقيل بل يكون مَعْنَاهُ على وَجهه أَي غليظ الرَّقَبَة سمين لِكَثْرَة أكله إِلَى بَيَاض النَّهَار وَالْأول أولى وَهُوَ بَين من لفظ الحَدِيث وسياقه وَإِلَيْهِ يرجع قَوْله أَنَّك لَعَرِيض الْقَفَا لِأَن وساد الْمَرْء من قدره فَمن يتوسد اللَّيْل وَالنَّهَار وَيحْتَاج قفا من جنس ذَلِك وَقد ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْعين وَقيل الوساد هُنَا النّوم أَي أَن نومك كثير وَقيل اللَّيْل كَأَنَّهُ يَقُول أَن من لَا يعد النَّهَار حَتَّى يتَبَيَّن لَهُ العقالان نَام كثيرا وَطَالَ ليله وهما بعيدان فِي التَّأْوِيل وَقَوله صَاحب الوساد والمطهرة يَعْنِي عبد الله ابْن مَسْعُود كَذَا جَاءَ فِي البُخَارِيّ من غير خلاف فِي كتاب الطَّهَارَة وَفِي رِوَايَة مَالك ابْن إِسْمَاعِيل ويروى الوسادة وَفِي حَدِيث سُلَيْمَان بن حَرْب صَاحب السوَاد أَو السِّوَاك بِكَسْر السِّين فيهمَا وَكَانَ عبد الله بن مَسْعُود يمشي مَعَ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) حَيْثُ تصرف ويخدمه وَيحمل مطهرته وسواكه ونعليه وَمَا يحْتَاج إِلَيْهِ فَلَعَلَّهُ أَيْضا يحمل وسَادَة إِذا احْتَاجَ إِلَيْهَا وَأما أَبُو عمر فَقَالَ كَانَ يعرف بِصَاحِب السوَاد والسواك بِكَسْر السِّين وَمعنى السوَاد السرَار لقَوْله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) إذنك على أَن ترفع الْحجاب وَتسمع(2/294)
سوَادِي
(وس ط) قَوْله فِي الْجِنَازَة فَقَامَ وَسطهَا وَفِي الحَدِيث الآخر فَوَجَدته فِي وسط النَّاس كَذَا ضَبطنَا هَذَا الْحَرْف بِسُكُون السِّين على أبي بَحر وَغَيره وَبَعْضهمْ بِالْفَتْح قَالَ الجياني وَكَذَا رده عَليّ ابْن صَاحب الأحباس وَقَالَ ابْن دُرَيْد وسط الدَّار وَسطهَا سَوَاء وَقَالَ ثَعْلَب جلس وسط الْقَوْم ووسط الدَّار بِالسُّكُونِ وَاحْتَجَمَ وسط رَأسه بِالْفَتْح وَقَوله من سطة النِّسَاء ذَكرْنَاهُ فِي السِّين وَأَصله الْوَاو وَذكرنَا مَا تعقب فِيهِ والتصحيف فِي حَدِيث آكل الرِّبَا وَمن قَالَ فِيهِ وسط النَّهر فِي حرف الشين وسطة كل شَيْء خِيَاره وأعدله وَمِنْه أمة وسطا وَمِنْه الفردوس أَوسط الْجنَّة وأعلاها قيل أفضلهَا وَيكون أَنه أوسطها مساحة ثمَّ هُوَ مَعَ دلك أرفعها منَازِل وأفضلها مَرَاتِب وَقَوله شغلونا عَن الصَّلَاة الْوُسْطَى سميت بذلك أما لِأَنَّهَا أفضل الصَّلَوَات وَأَعْظَمهَا أجرا وَلِهَذَا خصت بالمحافظة بعد إجمالها فِي عُمُوم الصَّلَوَات أَو لِأَنَّهَا وسط بَين صَلَاتي نَهَار وصلاتي ليل على من جعلهَا الْعَصْر أَو الصُّبْح أَو لِأَنَّهَا فِي وسط النَّهَار لمن قَالَ أَنَّهَا الظّهْر أَو لِأَنَّهَا وسط مَا بَين اللَّيْل وَالنَّهَار لمن جعلهَا الصُّبْح أَو لِأَنَّهَا خمس صلوَات فَكل صَلَاة مِنْهُنَّ وسطا لِأَنَّهَا بَين صَلَاتَيْنِ من كل طرف وَقد بَينا المقالات فِيهَا وَاخْتلف الْعلمَاء فِي تَعْيِينهَا وتعميتها فِي كتاب الْإِكْمَال وَجَاء فِي بعض الرِّوَايَات صلوَات الْوُسْطَى أَي عَن صَلَاة الصَّلَاة الْوُسْطَى أَو من إِضَافَة الشَّيْء إِلَى نَفسه وَقَوله كَانَ يعْتَكف الْعشْر الْوسط من رَمَضَان بِضَم الْوَاو وَالسِّين كَذَا رَوَاهُ القَاضِي أَبُو الْوَلِيد الْبَاجِيّ فِي الْمُوَطَّأ جمع وَاسِط كنازل وَنزل وَرَوَاهُ غَيره من شُيُوخنَا وسط بِفَتْح السِّين جمع وسطى مثل كبرى وَكبر قَالَ الله تَعَالَى) إِنَّهَا لإحدى الْكبر
(وَيصِح بِسُكُون السِّين جمع وسيط مثل كَبِير وَكبر وَيجوز بِفَتْحِهَا مَعًا فَيكون وَاحِدًا لِأَنَّهُ بَين الْعشْرين وَيكون جمعا أَيْضا لوسيط وَفِي أَكثر الْأَحَادِيث الْأَوْسَط
(وس ل) قَوْله آتٍ مُحَمَّدًا الْوَسِيلَة والفضيلة قيل الْقرب مِنْهُ والمنزلة عِنْده وَجَاء فِي الحَدِيث هِيَ دَرَجَة فِي الْجنَّة لَا ينالها الأرحل وَاحِد وأرجوا أَن أكون أَنا هُوَ
(وس م) قَوْله بِيَدِهِ ميسم وَهُوَ يسم إبل الصَّدَقَة وَنهى عَن الوسم فِي الْوَجْه وَلعن الَّذِي وسمه
السمة بِكَسْر السِّين وَتَخْفِيف الْمِيم الْعَلامَة ووسم الْإِبِل أَن تكوى كَيَّة تكون لَهَا عَلامَة والميسم بِكَسْر الْمِيم وَفتح السِّين الحديدة الَّتِي يفعل بهَا ذَلِك كُله بِالسِّين الْمُهْملَة والوشم بالشين الْمُعْجَمَة نَحْو مِنْهُ وسنذكره بعد وَقد فرق بَعضهم بَينهمَا وموسم الْحَج سمي بذلك لِأَنَّهُ معلم يجْتَمع إِلَيْهِ والموسم مَوضِع اجْتِمَاع النَّاس فِيهِ وَيُقَال لِأَن لَهُ سمة وعلامة هِيَ رُؤْيَة الْهلَال الَّذِي يَهْتَدِي بِهِ لَهُ وَقَوله يختضب بالوسمة بِسُكُون السِّين هِيَ شجر يختضب بهَا وَقَالَ أَبُو حنيفَة هُوَ العظلم والنيلج أَيْضا والتنومة وَقيل هُوَ الْخطر أَيْضا وَكله يختضب بِهِ للسواد وَزعم الْبكْرِيّ أَنَّهَا الَّتِي تسمى ببلادنا الْحِنَّاء وضبطها بَعضهم الوسمة بِكَسْر السِّين
(وس ق) قَوْله خَمْسَة أوسق وَفِي رِوَايَة أوساق وَشطر وسق والأوسق الموسقة الوسق بِفَتْح الْوَاو سِتُّونَ صَاعا بِصَاع النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَذَلِكَ ثَلَاثمِائَة رَطْل وَعِشْرُونَ رطلا هَذَا عِنْد الْحِجَازِيِّينَ وَهُوَ الصَّحِيح قَالَ شمر كل شَيْء حَملته فقد وسقته وَقَالَ غَيره الوسق الضَّم وَالْجمع وَمعنى الموسقة المضمومة الْمَجْمُوعَة أَو المحمولة وَقَالَ ابْن دُرَيْد وسقت الْبَعِير مخففا حملت عَلَيْهِ وسْقا وَقَالَ بَعضهم أوسقت وَالْأول أَعلَى وَفِي بَاب الْمُزَارعَة بالشطر فَمنهمْ من اخْتَار(2/295)
الوسق يَعْنِي أَزوَاج النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كَذَا لأكثرهم وَضَبطه بَعضهم الوسق
(وس ع) قَوْله وسعهَا أَي طاقتها وَمَا تسعه قدرتها وتحتمله وسعة رحمت الله فيضها وَكَثْرَتهَا وَمن أَسْمَائِهِ تَعَالَى الْوَاسِع وَمَعْنَاهُ الْجواد وَقيل الْعَالم وَقيل الْغَنِيّ
(وس وس) قَوْله وَمَا وسوست بِهِ أَنْفسهَا وَذكر الوسواس والوسوسة هُوَ مَا يلقيه الشَّيْطَان فِي الْقلب وَهُوَ الوسواس أَيْضا والشيطان وسواس وَأَصله الْحَرَكَة الْخفية ووسواس الْحَيّ صَوت حركته وَمَا وسوست بِهِ أَنْفسهَا أَي حدثتها بِهِ وألقته خواطرها إِلَيْهَا بِالرَّفْع وَعند الْأصيلِيّ بِالنّصب وَله وَجه يكون وسوست بِمَعْنى حدثت وَرجل موسوس إِذا غلب ذَلِك عَلَيْهِ بِكَسْر الْوَاو وَلَا يُقَال بِفَتْحِهَا.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
فِي السَّهْو فِي الصَّلَاة فتوسوس الْقَوْم كَذَا رَوَاهُ ابْن ماهان وَكَذَا الْكثير من شُيُوخنَا وَرَوَاهُ بَعضهم توشوش بِالْمُعْجَمَةِ وَكَذَا قيدناه على أبي بَحر وَغَيره وَكَذَا تقيد عِنْد الخشنى والهوزني وهما بِمَعْنى والشين هُنَا أشهر وأليق والوشوشة بِالْمُعْجَمَةِ هَمس الْقَوْم بَعضهم لبَعض بِكَلَام خَفِي مَعَ حَرَكَة واضطراب والوسوسة بِالْمُهْمَلَةِ الْكَلَام الْخَفي أَيْضا وَالْحَرَكَة الْخفية قَالَ الْخَلِيل الوشوشة كَلَام فِي اخْتِلَاط
الْوَاو مَعَ الشين
(وش ح) قَوْله وشاح أَحْمَر من سيور
وَيَوْم الوشاح
الوشاح كالنظام وَغَيره من خرز وَقَالَ الْخَلِيل هما خيطان من لُؤْلُؤ مُخَالف بَينهمَا تتوشح بِهِ الْمَرْأَة وَقَالَ ابْن دُرَيْد الوشاح خرز تتوشح بِهِ الْمَرْأَة وَالْجمع وشح وهذيل تَقول أشاح وَقَوله هُنَا من سيور أَي من شرك أَحْمَر
وَيَوْم الوشاح الْيَوْم الَّذِي جرت فِيهِ قَضِيَّة بَينهَا فِي الحَدِيث وَقَوله متوشحا بِهِ وَشبه التوشح التوشح بِالثَّوْبِ فسره الزُّهْرِيّ فِي البُخَارِيّ قَالَ هُوَ الْمُخَالف بَين طَرفَيْهِ على عَاتِقيهِ وهوا لاشتمال على مَنْكِبَيْه وَبَيَانه هُوَ أَن يَأْخُذ طرف الثَّوْب الْأَيْسَر من تَحت الْيَد الْيُسْرَى فَيلقى على الْمنْكب الْأَيْمن وَيُؤْخَذ الطّرف الْأَيْمن من تَحت الْيَد الْيُمْنَى فَيلقى على الْمنْكب الْأَيْسَر
(وش ر) قَوْله الواشرة والمؤتشرة ذكرناهما فِي حرف الْهمزَة
(وش ك) قَوْله أوشك أَن يواقع ويوشك أَن يَقع فِيهِ وَأَن ترى كَذَا وأوشكت أَن ترى كَذَا يتكرران فِي الْأَحَادِيث هُوَ فِي الْمَاضِي بِفَتْح الْهمزَة والشين وَفِي الْمُسْتَقْبل بِكَسْر الشين وَمَعْنَاهُ عِنْد الْخَلِيل أسْرع أَن يكون كَذَا وَقرب وَقَالَ أَبُو عَليّ جعلُوا لَهُ الْفِعْل كَأَنَّهُمْ قَالُوا يُوشك الْفِعْل مثل عَسى أَن ينفعل أَي عَسى الْفِعْل قَالَ وَلَا يُقَال يُوشك بِفَتْح الشين فِي الْمُسْتَقْبل وَلَا أوشك فِي الْمَاضِي وَأنكر الْأَصْمَعِي أوشك أَيْضا وَإِنَّمَا يَأْتِي عِنْده مُسْتَقْبلا والوشك والوشك السرعة وَقد جَاءَ فِي الحَدِيث الْمَاضِي فِيهِ كثيرا
(وش م) قَوْله نهى عَن الوشم وَلعن الواشمة والمستوشمة وَالْمُسْتَوْشِمَات وللجرجاني فِي مَوضِع آخر المؤتشمات وَفِي كتاب مُسلم المؤشومات فِي حَدِيث فضل ويروى الموشمات هُوَ كالخيلان تجْعَل فِي الْوَجْه أَو الرقوم فِي الْيَد والمعاصم وَغَيرهَا كَانَت الْعَرَب تفعل ذَلِك فتشق مَكَان ذَلِك بإبرة ثمَّ تملاه كحلا أَو دخانا فيلتئم الْجلد عَلَيْهَا فيخضر مَكَانهَا يُقَال مِنْهُ وشمت تشم وشما فَهِيَ واشمة والمتوشمة الَّتِي تسْأَل أَن يفعل بهَا ذَلِك وَهِي المؤتشمة أَيْضا وَقد روى كَذَلِك وَهِي المتوشمة أَيْضا وَهِي تفعل ذَلِك بِنَفسِهَا وَهِي الموشومة أَيْضا إِذا فعل ذَلِك بهَا وَقد جَاءَ فِي كتاب مُسلم من رِوَايَة شَيخنَا أبي مُحَمَّد الخشنى عَن الْهَوْزَنِي عَن الْبَاجِيّ عَن ابْن ماهان الواشية والمستوشية وَهُوَ قريب مِنْهُ لِأَنَّهَا بِفِعْلِهَا ذَلِك توشي يَديهَا ومعصميها كَمَا يوشي(2/296)
الثَّوْب وَالْمَعْرُوف الرِّوَايَة الأولى وَفِي الحَدِيث من قَول نَافِع الوشم فِي اللثة
(وش ق) قَوْله وشائق أَي شرائح ميبسة كالقديد وَقيل بل الَّذِي أغْلى إغلاءة ثمَّ رفع
(وش وش) قَوْله توشوش الْقَوْم مَعْنَاهُ تحركوا وهمس بَعضهم إِلَى بعض بِكَلَام خَفِي وَقد ذَكرْنَاهُ
(وش ى) قَوْله وَهُوَ الَّذِي كَانَ يستوشيه ويستوشى الحَدِيث أَي يَسْتَخْرِجهُ ويبحث عَنهُ يُقَال وشي واستوشى إِذا علمُوا بِهِ وَقَوله وشوا بِهِ إِلَى عمر أَي نموا بِهِ وَرفعُوا عَلَيْهِ وَالله تَعَالَى أعلم
الْوَاو مَعَ الْهَاء
(وهـ ب) قَوْله هَمَمْت أَلا اتهب إِلَّا من قريشي أَو أَنْصَارِي أَو ثقفي أَي لَا أقبل هبة وهدية إِلَّا مِنْهُم إِذْ كَانُوا أهل حواضر وآداب حَسَنَة وَذَلِكَ بِخِلَاف أهل الْبَوَادِي والأعراب لجفائهم وَغلظ أَخْلَاقهم وجهلهم يُقَال اتهب الرجل إِذا قبض الْهِبَة ووهبت لَهُ الشَّيْء أَعْطيته وأوهبته لَهُ أعددته لَهُ وَلَا يُقَال وهبته كَذَا إِنَّمَا يُقَال وهبت لَهُ وهبا وَهبة وَقَوله فِي الهبات تسأله بعض الموهبة كَذَا عِنْد ابْن عِيسَى فِي كتاب مُسلم وَهِي رِوَايَة أبي الْحذاء وَعند غَيره الْمَوْهُوبَة وَالْمَعْرُوف الموهبة بِكَسْر الْهَاء وَكَذَا ذكر البُخَارِيّ وَتَصِح رِوَايَة الْمَوْهُوبَة أَي بعض الْأَشْيَاء الْمَوْهُوبَة
(وهـ ل) قَوْله فوهل النَّاس فِي مقَالَة النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بِفَتْح الْهَاء وَكسرهَا قيل فزعوا يُقَال وهلت بِالْكَسْرِ أوهل إِذا فزعت قيل وَيكون بِالْفَتْح هُنَا أَيْضا بِمَعْنى غلطوا وَمِنْه فِي الحَدِيث الآخر لم يكذب وَلكنه وَهل بِالْفَتْح أَي ذهب وهمه إِلَى ذَلِك كَذَا ضبطناه وَكَذَا قيدناه على أبي الْحُسَيْن فِي الغريبين وَحَكَاهُ صَاحب المُصَنّف بِكَسْر الْهَاء وَكَذَا قيدناه على أبي الْحُسَيْن هُنَاكَ وَقَالَ صَاحب الْأَفْعَال وَهل إِلَى الشَّيْء وهلا ذهب وهمه إِلَيْهِ ووهل وهلا جبن وَأَيْضًا قلق وَأَيْضًا نسي وَفِي الحَدِيث فَذهب وهلى إِلَى أَنَّهَا الْيَمَامَة أَو هجر أَي ذهب وهمى إِلَى ذَلِك وَهَذَا يصحح كسر الْمَاضِي لِأَن مصدر فعل لَا يَأْتِي على فعل
(وهـ م) قَوْله حَتَّى نقُول قد اوهم وَأَنِّي أوهم فِي صَلَاتي كَذَا لِلْجُمْهُورِ من الروَاة وَعند القليعي أوهم وهما صَحِيحَانِ بِمَعْنى يُقَال وهم بِالْكَسْرِ يُوهم إِذا غلط وَوهم بِالْفَتْح يهم إِلَى كَذَا ذهب وهمه إِلَيْهِ وأوهمت الشَّيْء تركته قَالَه ثَعْلَب وأوهم فِي صلَاته أسقط مِنْهَا شَيْئا
(وهـ ن) فِي صدر مُسلم فِي ذكر المعنعن وَذكر أَسَانِيد واهنة كَذَا عِنْد الطَّبَرِيّ بالنُّون وَلغيره بِالْيَاءِ وَمَعْنَاهَا مُتَقَارب الوهن الضعْف وَفِي الْكتاب وَهن الْعظم مني أَي ضعف ورق وَمثله واهية أَيْضا قَالَ الله تَعَالَى) فَهِيَ يَوْمئِذٍ واهية
(أَي ضَعِيفَة ووهى الشَّيْء يهي ووهن يهن بِمَعْنى وَمثله قَوْله توهين الحَدِيث أَي تَضْعِيفه
(وهـ ص) قَوْله فرميناه حَتَّى وهصناه أَي رميناه حَتَّى أتخناه وَقيل دققناه وأصل الوهص السُّقُوط وَقد رُوِيَ عَن ابْن الْحذاء بالضاد الْمُعْجَمَة والهض الْكسر وَرَوَاهُ بَعضهم فِي غير كتاب مُسلم رهصناه بالراء وَمَعْنَاهُ حبسناه وَأَصله من دَاء يَأْخُذ الدَّوَابّ فِي حوافرها لَا تمشي بِهِ إِلَّا مَعَ غمز وعتار والرهص نَفسه الغمز والعتار
الْوَاو مَعَ الْيَاء
(وي ح) قَوْله وَيحك وويلك وويل أمه ولأمه الويل وأركبها وَيحك أَو وَيلك وويح عمار وويس ابْن سميَّة وتكررت هَذِه الْأَلْفَاظ فِي الحَدِيث قيل وَيْح كلمة تقال لمن وَقع فِي مهلكة لَا يَسْتَحِقهَا فيترحم عَلَيْهِ ويرثى لَهُ وويل تقال لمن يَسْتَحِقهَا وَلَا يترحم عَلَيْهِ وَقَالَ ابْن كيسَان عَن الْمَازِني الويل قبوح والويح ترحم وويس تصغيرها أَي هِيَ دونهَا وَقَالَ سِيبَوَيْهٍ وَيْح زجر لمن أشرف على(2/297)
هلكة وويل لمن وَقع فِيهَا وَعَن عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ الويح بَاب رَحْمَة وَالْوَيْل بَاب عَذَاب وَقيل الويل كلمة ردع وَقد تكون بِمَعْنى الإغراء بِمَا امْتنع من فعله وَقيل الويل الْحزن وَقيل الويل الْمَشَقَّة من الْعَذَاب والويلة مثله يَا ويلتنا وَيَا ويلتي لُغَتَانِ وَقَالَ الْفراء الأَصْل وي أَي حزن وي لفُلَان أَي حزن لَهُ فوصلته الْعَرَب بِاللَّامِ وقدروها مِنْهُ فاعربوها وَقَالَ الْخَلِيل وي كلمة تعجب وَقَالَ الخشنى ويل أمه كلمة تتعجب بهَا الْعَرَب وَلَا يُرِيدُونَ بهَا الذَّم
(وك ا) وَأما قَوْلهم ويكان كَذَا وَمِنْه قَوْله تَعَالَى) ويكأنه لَا يفلح الْكَافِرُونَ
(فَقيل مَعْنَاهُ ألم تَرَ وَقَالَ سِيبَوَيْهٍ وي مفصولة من كَانَ وَذهب إِلَى أَنَّهَا تَشْبِيه وَمَعْنَاهُ عِنْدِي أما يشبه أَن يكون كَذَا وَقيل وي كلمة يَقُولهَا المتندم المستعظم للشَّيْء وَالْمُنكر لَهُ
الْوَاو المفردة
قَوْله سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِك قَالَ الْمَازِني مَعْنَاهُ وَبِحَمْدِك سبحتك وَقَالَ ثَعْلَب مَعْنَاهُ سبحتك بحَمْدك كَأَنَّهُ جعل الْوَاو صلَة وَقد فسرنا معنى سُبْحَانَكَ وَقَوله رَبنَا وَلَك الْحَمد وَفِي بعض الْأَحَادِيث لَك الْحَمد بِغَيْر وَاو وَكَذَا رَوَاهُ يحيى فِي الْمُوَطَّأ وَعند ابْن وضاح وَلَك الْحَمد وَاخْتلفت فِيهِ الْآثَار وَالرِّوَايَات فِي الصَّحِيحَيْنِ وَكِلَاهُمَا صَحِيح فعلى حذف الْوَاو يكون اعترافا بِالْحَمْد مُجَردا ويوافق قَول من جعل سمع الله لمن حَمده خَبرا وبإثبات الْوَاو تجمع مَعْنيين الدُّعَاء وَالِاعْتِرَاف أَي رَبنَا استجب لنا وَلَك الْحَمد على هدايتنا لهَذَا ويوافق من فسر سمع الله لمن حَمده بِمَعْنى الدُّعَاء
فصل مِنْهُ
قد قدمنَا فِي حرف الْهمزَة فصلا فِي أَو الساكنة وَاو الْمَفْتُوحَة أَو وَكَذَا العاطفة وَضبط مَا وَقع من ذَلِك مِمَّا أشكل أَو اخْتلف فِي الْأَحَادِيث وَقد جَاءَت الْوَاو أَيْضا فِي كثير من الْأَسَانِيد مُخْتَلفا فِيهَا بَين أَن تكون عاطفة مثل فلَان وَفُلَان أَو يكون بدلهَا عَن مثل فلَان عَن فلَان ذكرنَا مِنْهُ فصلا فِي حرف الْعين وَمضى من ذَلِك كُله مَا أزاح الأشكال فِي موَاضعه وَيبين الصَّوَاب من رِوَايَته وَقد جَاءَت أَيْضا وأوات فِي أَلْفَاظ من الحَدِيث أثبتها بَعضهم وسقطها آخَرُونَ وَحملهَا بَعضهم على الْوَهم فَمن ذَلِك قَوْله فِي حَدِيث العضباء فَلم ترغ قَالَ وناقة منوقة كَذَا فِي جَمِيع نسخ مُسلم وَصَوَابه سُقُوط الْوَاو وخفضها على النَّعْت أَو تكون وَهِي نَاقَة منوقة كَذَا قَالَ فِي الحَدِيث الآخر وَقَوله فِي النِّسَاء وأنهن أَكثر أهل النَّار فَقيل أيكفرن بِاللَّه قَالَ ويكفرن العشير كَذَا رِوَايَة يحيى بن يحيى الأندلسي عِنْد أَكثر الروَاة عَنهُ وَتَابعه على ذَلِك بعض رُوَاة الْمُوَطَّأ وَالْمَعْرُوف عِنْد عَامَّة رُوَاة الْمُوَطَّأ ابْن الْقَاسِم والقعنبي وَابْن وهب وَغَيرهم قَالَ يكفرن العشير بِغَيْر وَاو وَكَذَا كَانَت فِي رِوَايَة ابْن عتاب من طَرِيق يحيى وَغلط أَكثر الْمُتَكَلِّمين على الحَدِيث والرواة رِوَايَة إِثْبَات الْوَاو لِأَنَّهُ زَعَمُوا أَن فِيهِ إِثْبَات الْكفْر لَهُنَّ وَلم يكفرن كُلهنَّ وَالصَّوَاب غير هَذَا وَإِثْبَات الْوَاو وَالْمعْنَى أَن فِيهِنَّ كافرات استوجبن النَّار بذلك فَلهَذَا أقرّ (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) سُؤال السَّائِل بقوله أيكفرن بِاللَّه فساوين الرِّجَال فِي هَذِه الْخصْلَة ثمَّ زدن عَلَيْهِم بكفرهن العشير فَلهَذَا قَالَ ويكفرن العشير وَلِهَذَا كن أَكثر أهل النَّار وَكَأَنَّهُ قَالَ لَهُ نعم مِنْهُنَّ من يكفر بِاللَّه ومنهن من يكفر العشير فَعِنْدَ الرجل كفر وَاحِد وعندهن كفران وَقد كَانَ بعض شُيُوخنَا يستحسنه ويستصوبه وَقَوله فِي حَدِيث قتل أبي عَامر الْأَشْعَرِيّ فِي الصَّحِيحَيْنِ قَول أبي مُوسَى فَدخلت عَلَيْهِ يَعْنِي النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَهُوَ فِي بَيت على سَرِير مرمل وَعَلِيهِ فرَاش(2/298)
كَذَا فِي جَمِيع النّسخ فِي الصَّحِيحَيْنِ من حَدِيث أبي مُوسَى قَالَ الْقَابِسِيّ الَّذِي أعرف مَا عَلَيْهِ فرَاش
قَالَ القَاضِي أَبُو الْفضل رَحمَه الله وَهَذَا الَّذِي قَالَه صَوَاب وَيدل عَلَيْهِ قَوْله بعد وَقد أثر رمال السرير بظهره وَكَذَا جَاءَ مُبينًا فِي حَدِيث طَلَاق أَزوَاج النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) من كَلَام عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ وَقَوله مَا بَينه وبيني شَيْء وَقَوله فِي بَاب الْمُعْتَمِر إِذا طَاف طواف الْعمرَة هَل يُجزئهُ من طواف الْوَدَاع قَوْله فارتحل النَّاس وَمن طَاف بِالْبَيْتِ قبل صَلَاة الصُّبْح ثمَّ خرجنَا متوجهين إِلَى الْمَدِينَة كَذَا لكافة الروَاة وَعَلِيهِ تدل التَّرْجَمَة وَعند أبي أَحْمد ثمَّ طَاف بِالْبَيْتِ وَقَوله فَلم نغنم ذَهَبا وَلَا وَرقا إِلَّا الْأَمْوَال الثِّيَاب وَالْمَتَاع كَذَا عِنْد يحيى وَمن وَافقه وَعند الشَّافِعِي وَابْن الْقَاسِم إِلَّا الْأَمْوَال وَالْمَتَاع بِزِيَادَة وَاو وَنَحْوه عِنْد القعْنبِي وَقد تقدم الْكَلَام عَلَيْهِ فِي حرف الْمِيم وَكَذَلِكَ الْخلاف فِي قَوْله أعلفه نضاحك ورقيقك وَمن أسقط الْوَاو فِي حرف النُّون قَوْله فِي حَدِيث مُحَمَّد بن منهال فِي سنى النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) امسك أَرْبَعِينَ بعث لَهَا خَمْسَة عشر بِمَكَّة يَأْمَن وَيخَاف وَعشرا مهاجره إِلَى الْمَدِينَة كَذَا عِنْد كَافَّة شُيُوخنَا وَفِي بعض النّسخ وَخمْس عشرَة وَهُوَ الصَّوَاب وَالْوَجْه الأول يخرج بِحَذْف الْوَاو على معنى الْقطع وَفِي بَاب فتح مَكَّة فِي حَدِيث عمر بن سَلمَة وبادر أبي قومِي بِإِسْلَامِهِمْ كَذَا فِي جَمِيع النّسخ وَلَعَلَّه وقومي بِدَلِيل قَوْله قبل بَادر كل قوم بِإِسْلَامِهِمْ وَكَذَا ذكره أَبُو دَاوُود وَنَفر أبي مَعَ نفر من قومه وَفِي الشُّرُوط فِي حَدِيث الْحُدَيْبِيَة مَعَهم العوذ المطافيل عِنْد الْقَابِسِيّ والمطافيل بِالْوَاو وَالْوَجْه سُقُوطهَا وَفِي كتاب التَّوْحِيد فَمَا أَنْت بأشد مناشدة فِي الْحق قد تبين لكم من الْمُؤمن يَوْمئِذٍ للجبار وَإِذا راوا أَنهم قد نَجوا فِي أخوانهم يَقُولُونَ رَبنَا أخواننا كَذَا فِي جَمِيع النّسخ فِي البُخَارِيّ وَفِي رِوَايَة عَن الْهَرَوِيّ من الْمُؤمنِينَ يَوْمئِذٍ للجبار إِذا راوا بِغَيْر وَاو وَهُوَ الصَّوَاب وَكَذَا فِي مُسلم فِي هَذَا الْحَرْف على الصَّوَاب وَفِي حَدِيث حنين فَاقْتَتلُوا وَالْكفَّار كَذَا للسجزي وَرَوَاهُ البُخَارِيّ وَسَقَطت الْوَاو لغيره وَالصَّوَاب إِثْبَاتهَا وَالْكفَّار نصب على الْمَفْعُول مَعَه وبالرفع على الْعَطف على الضَّمِير وَقد ذَكرْنَاهُ وَالِاخْتِلَاف فِيهِ فِي حرف الْقَاف وَقَوله فَيَنْصَرِف النِّسَاء كَذَا للكافة وَعند ابْن السكن فِي رِوَايَة ابْن الْقَاسِم فَيَنْصَرِف وَالنِّسَاء بواو وَهُوَ غلط وَقَوله تولى الله ذَلِك وَرِوَايَة النَّسَفِيّ تولى وَالله وَهُوَ الصَّوَاب وَقد ذَكرْنَاهُ قبل وَمَا فِيهِ من اخْتِلَاف وَتَفْسِير وَفِي قتل كَعْب بن الْأَشْرَف إِنَّمَا هُوَ مُحَمَّد ورضيعه وَأَبُو نائلة كَذَا فِي نسخ مُسلم وَالْوَاو هُنَا خطأ قيل صَوَابه ورضيعه أَبُو نائلة وَفِي البُخَارِيّ ورضيعي أَبُو نائلة وَفِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى وَأخي أَبُو نائلة وَهُوَ أبين فِي الرَّد على أهل الْكتاب فِي الْأَحَادِيث فَقولُوا عَلَيْكُم وَفِي بَعْضهَا وَعَلَيْكُم وَإِثْبَات الْوَاو فِيهَا أَكثر فِي الرِّوَايَات قَالَ الْخطابِيّ هَكَذَا يرويهِ سُفْيَان بِحَذْف الْوَاو وَهُوَ الصَّوَاب لِأَنَّهُ إِذا حذفت كَانَ ردا عَلَيْهِم لما قَالُوهُ وَإِذا أَثْبَتَت دخل الِاشْتِرَاك
قَالَ القَاضِي أَبُو الْفضل رَحمَه الله أما على تَفْسِير من فسر السام بالسآمة وَهُوَ الْملَل أَي تسئمون دينكُمْ فَكَمَا قَالَ وَأما على تَفْسِير السام بِالْمَوْتِ فَلَا تبعد الْوَاو وَلِأَن الْمَوْت على جَمِيع الْبشر فَهُوَ وَجه هَذِه الرِّوَايَة وَهِي صَحِيحَة مَشْهُورَة وَقَوله لَا تغرنك هَذِه الَّتِي أعجبها حسنها وَحب رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) إِيَّاهَا كَذَا جَاءَ فِي غير مَوضِع وَكَذَا للأصيلي وَفِي بَاب حب الرجل بعض نِسَائِهِ وَلغيره حب(2/299)
بِغَيْر وَاو وَوَجهه الْبَدَل من حسها بالاشتمال وَقَوله والحنتم والمزادة المجبولة كَذَا لِابْنِ ماهان ولرواة ابْن سُفْيَان والحنتم المزادة بِغَيْر وَاو وَهُوَ وهم وَقد بَيناهُ فِي الْجِيم وَقَوله فِي حَدِيث الصَّلَاة الْوُسْطَى وَصَلَاة الْعَصْر لَا خلاف بَين أَصْحَاب الْمُوَطَّأ والرواة عَن مَالك فِي إِثْبَات الْوَاو وروى عَن غَيره بإسقاطها وَذكر أَن الْوَاو كَانَت فِي كتاب عبد الْملك بن حبيب من الْمُوَطَّأ محكوكة وَهِي مِمَّا انتقد عَلَيْهِ وَقد رُوِيَ من بعض الطّرق هَذَا الحَدِيث أَلا وَهِي صَلَاة الْعَصْر وَهَذَا مِمَّا يحْتَج بِهِ من يَقُول أَنَّهَا صَلَاة الْعَصْر وَمن أسقط الْوَاو وَقد احْتج لجَمِيع الرِّوَايَات من يَقُول أَنَّهَا الصُّبْح وَقد ذكرنَا ذَلِك فِي حرف الْعين وَالصَّاد وَكَانَ ابْن وضاح يَقُول لأَصْحَابه اضبطوا الْوَاو فَإِنَّهُ سيطرحها عَلَيْكُم أهل الزيغ وَقَوله دَعَا لأحمس وخيلها ذكره البُخَارِيّ فِي بَاب وصل عَلَيْهِم فَدَعَا لأحمس خيلها بِغَيْر وَاو وَفِي رِوَايَة الْأصيلِيّ وَأبي ذَر وَبَعض رُوَاة الْقَابِسِيّ وَرَوَاهُ النَّسَفِيّ وَبَعض رُوَاة الْقَابِسِيّ بِإِثْبَات الْوَاو على الْمَعْرُوف وعَلى مَا جَاءَ فِي غير هَذَا الْبَاب وَالظَّاهِر أَن سُقُوط الْوَاو وهم وَفِي البُخَارِيّ فِي يَوْم حنين قَوْله شهِدت حنين قَالَ قبل ذَلِك كَذَا لكافة الروَاة وَعند الْأصيلِيّ وَقبل بِزِيَادَة وَاو وَالْمعْنَى وَاحِد أَي شهدتها وَمَا قبل ذَلِك وَالْوَاو أبين وَقَوله وَهِي غَزْوَة محَارب خصفة بني ثَعْلَب كَذَا للقابسي وعبدوس وَعند الْأصيلِيّ من بني ثَعْلَبَة وَكله وهم وَصَوَابه مَا لبَعْضهِم وَبني ثَعْلَبَة وَكَذَا ذكره ابْن إِسْحَاق وَعند بعض رُوَاة أبي ذَر وَمن بني ثَعْلَبَة وَكَذَا قَالَ ابْن إِسْحَاق وسنذكره فِي الأوهام بعد
فصل مِنْهُ فِي الْإِسْنَاد
فِي ترجيل عَائِشَة شعر رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَهن حَائِض ذكر مُسلم حَدِيث مَالك عَن ابْن شهَاب عَن عُرْوَة عَن عمْرَة عَن عَائِشَة ثمَّ ذكر حَدِيث اللَّيْث عَن ابْن شهَاب عَن عُرْوَة وَعمرَة قَالَ أَبُو دَاوُد لم يُتَابع ملكا على قَوْله عَن عمْرَة أحد وَفِي ثمن الْكَلْب ابْن شهَاب عَن أبي بكر بن عبد الرَّحْمَن بن الْحَارِث بن هِشَام وَعَن أبي مَسْعُود الْأنْصَارِيّ كَذَا ليحيى وَحده من رِوَايَة ابْنه عبيد الله ورده ابْن وضاح فأسقط الْوَاو وَكَذَا لرواة الْمُوَطَّأ وإثباتها خطأ فَاحش وَفِي بَاب الطَّاعُون مَالك عَن مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر وَعَن سَالم أبي النَّضر صحت لجَمِيع رُوَاة يحيى وَغَيرهم وَسَقَطت عِنْد بعض رُوَاة يحيى وثبوتها هُوَ الصَّوَاب وَفِي الْقسَامَة عَن سهل بن أبي حثْمَة أَنه أخبرهُ رجال من كبراء قومه اخْتلفت فِيهِ رُوَاة الْمُوَطَّأ فَرَوَاهُ هَكَذَا يحيى وَبَعْضهمْ وَرَوَاهُ آخَرُونَ وَرِجَال بِزِيَادَة وَاو وَرَوَاهُ آخَرُونَ عَن رجال وَقد ذكره فِي الْعين مُبينًا وَفِي بَاب هَل يواجه الرجل امْرَأَته بِالطَّلَاق عَن حَمْزَة عَن أَبِيه وَعَن عَبَّاس بن سهل عَن أَبِيه كَذَا لَهُم وَسَقَطت الْوَاو عِنْد الْقَابِسِيّ وَهُوَ وهم وَفِي حَدِيث الْإِسْرَاء حَدثنَا عبد الْعَزِيز بن أبي سَلمَة عَن عبد الله ابْن الْفضل عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة كَذَا لَهُم وَعند السَّمرقَنْدِي وَعَن أبي سَلمَة بِزِيَادَة وَاو وَفِيمَا سقت السَّمَاء الْعشْر عَن سُلَيْمَان بن يسَار وَعَن بسر بن سعيد كَذَا لرواة الْمُوَطَّأ ورده ابْن وضاح عَن بسر بِغَيْر وَاو وَفِي صَدَقَة الرَّقِيق وَالْخَيْل عبد الله بن دِينَار عَن سُلَيْمَان بن يسَار وَعَن عَرك بن مَالك كَذَا عِنْد رُوَاة يحيى وَفِي كتاب ابْن فطيس عَن عرَاك بِسُقُوط الْوَاو وَكَذَا رَوَاهُ القعْنبِي وَأَبُو مُصعب وَابْن الْقَاسِم وَهُوَ الصَّوَاب قَالَ أَبُو عَمْرو هُوَ مِمَّا لم يخْتَلف فِيهِ من غلط يحيى وَفِي رفع(2/300)
الصَّوْت بالإهلال عبد الْمَالِك بن أبي بكر بن الْحَارِث بن هِشَام عَن خَلاد بن السَّائِب كَذَا عِنْد جَمِيعهم وَوَقع فِي أصل ابْن سهل وَعَن خَلاد بِزِيَادَة وَاو وَعلم عَلَيْهِ بعلامة أبي عِيسَى وَلم يكن عِنْد أحد من شُيُوخنَا إِلَّا عِنْد ابْن جَعْفَر عَنهُ وَفِي جَامع الرضَاعَة عَن سُلَيْمَان ابْن يسَار عَن عُرْوَة كَذَا لَهُم وَكَذَا رده ابْن وضاح وَعند يحيى وَعَن عُرْوَة بِزِيَادَة وَاو قَالَ أَبُو عمر لم يُتَابِعه أحد من رُوَاة الْمُوَطَّأ إِلَّا مطرف وَهُوَ غلط وَفِي أَخْبَار بني إِسْرَائِيل مَالك عَن مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر عَن أبي النَّضر كَذَا للقابسي وللأصيلي وَعَن أبي النَّضر بِزِيَادَة وَاو وَفِي بَاب الاستيذان مَالك عَن ربيعَة بن أبي عبد الرَّحْمَن وَعَن غير وَاحِد من عُلَمَائهمْ كَذَا لِابْنِ وضاح وَلغيره من رُوَاة يحيى عَن غير وَاحِد بِغَيْر وَاو وَكَذَا رَوَاهُ ابْن بكير وَغَيره وَفِي حَدِيث استفتاح الصَّلَاة نَا زُهَيْر نَا ابْن مهْدي ونا إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم أَنا أَبُو النَّضر قَالَا نَا عبد الْعَزِيز كَذَا لَهُم وَعند العذري ونا عبد الْعَزِيز وَهُوَ وهم وصواب الْكَلَام إِسْقَاط الْوَاو بِكُل وَجه وَفِي صيد المعراض نَا شُعْبَة نَا عبد الله بن أبي السّفر وَعَن نَاس ذكر شُعْبَة عَن الشّعبِيّ كَذَا لِلْجُمْهُورِ وَعند ابْن أبي جَعْفَر عَن نَاس بِإِسْقَاط الْوَاو وَهُوَ خطأ وَفِي بَاب الدَّجَّال عَن ربعي بن خرَاش عَن عقبَة بن عَامر وَأبي مَسْعُود كَذَا لِابْنِ ماهان وَلغيره عَن عقبَة بن عَمْرو أبي مَسْعُود وَهُوَ الصَّوَاب وَفِي بَاب أنظار الْمُعسر مثله وَفِي حَدِيث أبي سعيد الأسجعي فَقَالَ عقبَة بن عَامر الْجُهَنِيّ وَأَبُو مَسْعُود الْأنْصَارِيّ كَذَا جَاءَ فِي أصُول مُسلم الْوَاصِلَة إِلَى المقرب وَصَوَابه فَقَالَ عقبَة بن عَمْرو أَبُو مَسْعُود بِغَيْر وَاو عطف وَاحِد لَا اثْنَان أَبُو مَسْعُود كنية لعقبة وَذكر الْجُهَنِيّ هُنَا خطأ وَقد ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْعين قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ والْحَدِيث مَحْفُوظ لأبي مَسْعُود عقبَة بن عَمْرو الْأنْصَارِيّ وَحده لَا لعقبة بن عَامر الْجُهَنِيّ وَالوهم فِيهِ من أبي خَالِد الْأَحْمَر وَفِي بَاب من أعتق رَقِيقا لَا يملك غَيرهم ملك عَن يحيى بن سعيد عَن غير وَاحِد عَن الْحسن بن أبي الْحسن الْبَصْرِيّ وَعَن مُحَمَّد بن سِيرِين كَذَا لِابْنِ فطيس وَابْن الشَّاط والمهلب وَابْن وضاح وَأكْثر الرِّوَايَات وَكَانَ عِنْد غَيرهم عَن مُحَمَّد بن سِيرِين بِغَيْر وَاو وَهُوَ خطأ وَكَذَلِكَ فِي أول السَّنَد قَوْله عَن غير وَاحِد كَذَا لِابْنِ عِيسَى قَالَ ابْن وضاح سَقَطت الْوَاو عِنْد يحيى وَهُوَ خطأ قَالَ أَبُو عمر فِي رِوَايَته عَن يحيى خلاف هَذَا وَغير وَاحِد بِالْوَاو قَالَ وتابع يحيى طَائِفَة من رُوَاة الْمُوَطَّأ عَن مَالك عَن يحيى بن سعيد عَن غير وَاحِد بِغَيْر وَاو وَرَوَاهُ ابْن بكير مَالك عَن غير وَاحِد لم يذكر يحيى بن سعيد وَفِي بَاب الْبَخِيل والمتصدق فِي حَدِيث مُسلم عَن عَمْرو النَّاقِد قَالَ عَمْرو نَا سُفْيَان بن عُيَيْنَة وَابْن جريج كَذَا عِنْد العذري وَعند غَيره نَا سُفْيَان بن عُيَيْنَة نَا ابْن جريج وَهُوَ الصَّوَاب وَفِي بَاب التلقي نَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة نَا ابْن أبي زَائِدَة ونا ابْن مثنى كَذَا لكافة الروَاة وَهُوَ الصَّوَاب الْبَين وَسَقَطت الْوَاو عِنْد بعض شُيُوخنَا عَن العذري وسقوطها يدْخل وهما وَلكنه على استيناف ابْتِدَاء الحَدِيث وَفِي بَاب زَكَاة مَا يخرص من الثِّمَار مَالك عَن الثِّقَة عِنْده عَن سُلَيْمَان بن يسَار وَعَن بسر بن سعيد أَن رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) قَالَ فِيمَا سقت السَّمَاء الحَدِيث كَذَا ليحيى من جَمِيع الطّرق وَعند جَمِيع شُيُوخنَا من غير خلاف عَنهُ وَلَا عَن غَيره من أَصْحَاب الْمُوَطَّأ وَكَانَ فِي كتاب شَيخنَا أبي إِسْحَاق رِوَايَته عَن ابْن سهل عَن بسر بن سعيد بِغَيْر وَاو لِابْنِ وضاح وَلم يكن عِنْد غَيره من شُيُوخنَا(2/301)
وَلَا ذكره أَبُو عمر وَلَا الجياني وَلَا غَيرهمَا
فصل مُشكل الْمَوَاضِع فِي هَذَا الْحَرْف
(ودان) بِفَتْح الْوَاو وَتَشْديد الدَّال الْمُهْملَة قَرْيَة جَامِعَة من عمل الْفَرْع بَينهَا وَبَين هرشي نَحْو سِتَّة أَمْيَال وَبَينهَا وَبَين الْأَبْوَاء نَحْو ثَمَانِيَة أَمْيَال قريب من الْجحْفَة
(ثنية الْوَدَاع) بِالْمَدِينَةِ ذَكرنَاهَا وَمعنى اسْمهَا وَالْخلاف فِيهِ فِي حرف التَّاء وَمن قَالَ أَن الْوَدَاع اسْم وَاد بِمَكَّة فَانْظُرْهُ هُنَاكَ
(وَاسِط) مَدِينَة بناها الْحجَّاج
(وَادي الْقرى) من أَعمال الْمَدِينَة بَينه وَبَينهَا
فصل مُشكل الْأَسْمَاء والكنى
وَاقد بن عبد الله بن عمر وَعبد الله بن وَاحِد وواقد ابْن عمر ابْن سعد بن معَاذ بِالْقَافِ وَقَالَ فِيهِ يحيى بن يحيى فِي الْمُوَطَّأ وَاقد بن سعد كَأَنَّهُ نسبه إِلَى جده وَسَائِر رُوَاة الْمُوَطَّأ يَقُولُونَ فِيهِ ابْن عَمْرو وَكَذَا لِابْنِ وضاح وَكَذَا سمعناه على القَاضِي أبي عبد الله الثغلبي وَكَذَا ترْجم عَلَيْهِ البُخَارِيّ وَكَذَا قَالَه اللَّيْث وَحكى البُخَارِيّ عَن ابْن أبي أويس مثل رِوَايَة يحيى وواقد بن مُحَمَّد بن زيد بن عبد الله ابْن عمر مثله وَأَبُو يَعْقُوب واسْمه وَاقد كَذَا ذكره ولقبه وقدان بِسُكُون الْقَاف هَذَا نَص مَا ذكر فِيهِ مُسلم فِي صَحِيحه وَكَذَلِكَ وَاقد حَيْثُ وَقع فِيهَا وَلَيْسَ فِيهَا وَافد بفاء وَجَاء فِي كتاب الدِّيات فِي البُخَارِيّ فِي جَمِيع النّسخ شُعْبَة قَالَ وَاقد بن عبد الله أَخْبرنِي عَن أَبِيه أَنه سمع عبد الله بن عمر وَصَوَابه وَاقد بن مُحَمَّد بن زيد بن عبد الله بن عمر الْمَذْكُور نسبه إِلَى جده وَكَذَا ذكره مُسلم وَغَيره مُبينًا فِي هَذَا الحَدِيث وَابْن وَعلة بِفَتْح الْوَاو وَسُكُون الْعين ووبرة عَن ابْن عَمْرو عَن سعيد بن جُبَير بِسُكُون الْبَاء بِوَاحِدَة وَفتح الرَّاء الْمُهْملَة كَذَا قيدناه عَن شُيُوخنَا فِي مُسلم وَقَيده الجياني بِفَتْحِهَا وَكَذَلِكَ قيدناه فِي البُخَارِيّ وَهُوَ وبرة بن عبد الرَّحْمَن المسلى بِضَم الْمِيم وَسُكُون السِّين مَنْسُوب إِلَى بنى مسلية ووقرة بن نَوْفَل مثل وَاحِد ورق الشّجر وورقاء بن عبد الله بن أبي زيد مَمْدُود وَهُوَ أَيْضا وَرْقَاء بن عمر الْيَشْكُرِي سَمَّاهُ ابْن السكن فِي رِوَايَته وحاتم بن وردان بِفَتْح الْوَاو ووراد كَاتب الْمُغيرَة بِفَتْح الْوَاو وَتَشْديد الرَّاء وَآخره دَال مُهْملَة وَابْن وَدِيعَة بِكَسْر الدَّال وَابْن أبي ودَاعَة بِفَتْحِهَا وتخفيفها وَوَائِل وَابْن وَائِل حَيْثُ وَقع بِالْيَاءِ بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا وَلَيْسَ فِيهَا خِلَافه وَعقبَة بن وساج بِفَتْح الْوَاو وَتَشْديد السِّين وَأَبُو الوداك بِفَتْح الْوَاو وَتَشْديد الدَّال واسْمه جبر بن نوف وَوَحْشِي بِالْحَاء الْمُهْملَة وَأَبُو الطُّفَيْل عَامر بن وَاثِلَة وَيُقَال عَمْرو بثاء مُثَلّثَة وَكَذَلِكَ وَاثِلَة بن الْأَسْقَع وَلَيْسَ فِيهَا خِلَافه وَمولى والبة بباء وَاحِدَة قَبيلَة من بني أَسد إِلَيْهَا ينْسب الوالب وَأَبُو الوزاع بزاي وَعين مُهْملَة
مشتبه الْأَنْسَاب
أَبُو زَكَرِيَّاء يحيى بن صَالح الوحاظي بِضَم الْوَاو وَفتح الْحَاء الْمُهْملَة وظاء مُعْجمَة ووحاظة بطن من حمير فِي ذِي رعين كَذَا قيدناه عَن شُيُوخنَا وَكَذَا قَيده الجياني وَشَيخنَا القَاضِي الشَّهِيد بِخَطِّهِ وَحكى فِيهِ عَن الْبَاجِيّ بِفَتْح الْوَاو وَكَذَا وجدته فِي بعض اصوله بِخَط وَلَده وَأَبُو سعيد الوحاظي وَعلي بن ربيعَة الْوَالِبِي وَهُوَ الْأَسدي آخِره بَاء بِوَاحِدَة نسبه الطَّبَرِيّ فِي رِوَايَته عَن مُسلم وَكَذَا نسبه فِي تَارِيخه البُخَارِيّ الْوَالِبِي الْأَسدي قَالَ ووالبة بن أَسد بن خُزَيْمَة ومساور الْوراق بِالْقَافِ ومطر الْوراق وَإِسْمَاعِيل بن أبان الْوراق وَمُحَمّد بن أبي حَاتِم الْوراق ومطرف بن طهْمَان الْوراق بِالْقَافِ نسبه أَبُو ذَر فِي رِوَايَته وَقد اخْتلف فِي اسْمه على مَا ذَكرْنَاهُ فِي الْمِيم وهلال الْوزان(2/302)
بالزاي وَالنُّون وَأحمد بن عمر الوكيعي بِفَتْح الْوَاو وَعبد السَّلَام الوابصي بباء بِوَاحِدَة مَكْسُورَة وصاد مُهْملَة وهلال بن أُميَّة الوَاقِفِي الْقَاف مُقَدّمَة وواقف بطن من الْأَوْس
حرف الْيَاء مَعَ سَائِر الْحُرُوف
الْيَاء مَعَ التَّاء
(ي ت م) قَوْله فِي خبر الْمَرْأَة وَذكرت أَنَّهَا مؤتمة أَي ذَات أَيْتَام أَي بنُون لَا أَب لَهُم يُقَال أَيْتَام ويتامى جمع يَتِيم وَهُوَ من لَا أَب لَهُ وَهَذَا فِي بني آدم وَأما فِي سَائِر الْحَيَوَان فَهُوَ من لَا أم لَهُ يُقَال يتم الصَّبِي بِفَتْح أَوله وَكسر ثَانِيه ييتم مثل سمع يسمع يتما ويتما جمع فعيل على أَفعَال قَلِيل مِنْهُ هَذَا ويتامى جمع يَتِيم ويتيمة أَيْضا وَهُوَ قَلِيل مثل مَسَاكِين جمع مِسْكين ومسكينة وَالِاسْم ينْطَلق عَلَيْهِ إِلَى الْبلُوغ فَإِذا بلغ زَالَ عَنهُ وَقَوله تَعَالَى
(وَآتوا الْيَتَامَى) فسماهم يتامى بعد بلوغهم ورشدهم للُزُوم الِاسْم لَهُم قبل ذَلِك وَالله أعلم
الْيَاء مَعَ الدَّال
(ي د) قَوْله أَسْرَعكُنَّ لحَاقًا بِي أَطْوَلكُنَّ يدا يُرِيد اسمحكن وأفعلكن للمعروف وأكثركن صَدَقَة يُقَال فلَان طَوِيل الْيَد وطويل الباع إِذا كَانَ سَمحا جوادا وضده قصير الْيَد وجعد البنان وَقَوله يبسط يَده بِاللَّيْلِ ليتوب مسيء النَّهَار من هَذَا أَيْضا وَيكون إِشَارَة إِلَى الْقبُول والأنعام عَلَيْهِ وَمِنْه قَوْله تَعَالَى) بل يَدَاهُ مبسوطتان ينْفق كَيفَ يَشَاء
(وَقَوله كتب التَّوْرَاة بِيَدِهِ وَخلق آدم بِيَدِهِ وَيقبض السَّمَوَات بِيَدِهِ وَمثل هَذَا مِمَّا جَاءَ فِي الحَدِيث وَالْقُرْآن من إِضَافَة الْيَد إِلَى الله تَعَالَى اتّفق الْمُسلمُونَ أهل السّنة وَالْجَمَاعَة أَن الْيَد هُنَا لَيست بجارحة وَلَا جسم وَلَا صُورَة ونزهوا الله تَعَالَى عَن ذَلِك إِذْ هِيَ صِفَات الْمُحدثين واثبتوا مَا جَاءَ من ذَلِك إِلَى الله تَعَالَى وآمنوا بِهِ وَلم ينفوه وَذهب كثير من السّلف إِلَى الْوُقُوف هُنَا وَلَا يزِيدُونَ ويسلمون ويكلون علم ذَلِك إِلَى الله وَرَسُوله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَكَذَلِكَ قَالُوا فِي كل مَا جَاءَ من مثله من الْمُتَشَابه وَذهب كثير من أَئِمَّة الْمُحَقِّقين من الْمُتَكَلِّمين مِنْهُم إِلَى أَنَّهَا صِفَات علمت من جِهَة الشَّرْع فأثبتوها صِفَات زَائِدَة على الصِّفَات الَّتِي يقتضيها الْعقل من الْعلم وَالْقُدْرَة والإرادة والحيوة وَلم يتأولوها ووقفوا هُنَا وَذهب آخَرُونَ مِنْهُم إِلَى تَأْوِيلهَا على مُقْتَضى اللُّغَة الَّتِي أرسل بِالْبَيَانِ بهَا صَاحب الشَّرْع (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كَمَا قَالَ تَعَالَى وَمَا أرسلنَا من رَسُول إِلَّا بِلِسَان قومه ليبين لَهُم فتأولوا الْيَد على الْقُدْرَة وعَلى الْمِنَّة وعَلى النِّعْمَة وَالْقُوَّة وَالْملك وَالسُّلْطَان وَالْحِفْظ والوقاية وَالطَّاعَة وَالْجَمَاعَة بِحَسب مَا يَلِيق تَأْوِيلهَا بالموضع الَّذِي أَتَت بِهِ وَكَذَلِكَ تأولوا غَيرهَا من الْأَلْفَاظ المشكلة وَلكُل قَول من ذَلِك سلف وقدوة وَوجه وَحجَّة وَلَا تخَالف بَينهم فِي ذَلِك إِلَّا من جِهَة الْوُقُوف أَو الْبَيَان وهم متفقون على الأَصْل الَّذِي قدمْنَاهُ من التَّنْزِيه وَالتَّسْبِيح لمن لَيْسَ كمثله شَيْء خلافًا للمجسمة المتبدعة الملحدة وَقَوله بِيَدِك الْخَيْر الْخَيْر بِيَدِك أَي ملكك وقدرتك وَقَوله وهم يَد على من سواهُم أَي جمَاعَة وَالْيَد الْجَمَاعَة أَيْضا يُرِيدُونَ أَنهم يتعاونون على أعدائهم من أهل الْملَل لَا يخذل بَعضهم بَعْضًا وَقيل قُوَّة على من سواهُم وَهُوَ يرجع إِلَى الْمَعْنى الأول وَقَوله تَعَالَى) حَتَّى يُعْطوا الْجِزْيَة عَن يَد وهم صاغرون
(قيل عَن قهر وذل واعتراف وَقيل نَقْدا وَقيل على أنعام عَلَيْهِم بأخذها وَيكون عَن يَد أَي بِغَيْر وَاسِطَة وَقيل تَأَول مثله فِي قَوْله خلق آدم بِيَدِهِ وَكتب التَّوْرَاة بِيَدِهِ وغرس الْجنَّة بِيَدِهِ أَي ابْتِدَاء لم يحْتَج إِلَى مناقل أَحْوَال وتدريج مَرَاتِب وَاخْتِلَاف أطوار(2/303)
كَسَائِر الْمَخْلُوقَات والمغروسات والمكتوبات بل أنشأ ذَلِك إنْشَاء بِغَيْر وَاسِطَة كَمَا وجدت وَهُوَ أولى مَا يُقَال عِنْدِي فِي ذَلِك وَقَول أنس ودسته تَحت يَدي أَي غيبته تَحت إبطي وَقَوله لَا يدين لأحد بقتالهم أَي لَا طَاقَة وَلَا قدرَة وَقَوله وأرعاه على زوج فِي ذَات يَده أَي مَا فِي ملكه وَمَاله
الْيَاء مَعَ الطَّاء
(ي ط ب) قَوْله عَلَيْكُم بالأسود مِنْهُ فَإِنَّهُ أيطبه هِيَ لُغَة صَحِيحَة فِي أطيب يُقَال مَا أطيبه وَمَا أيطبه
الْيَاء مَعَ الْمِيم
(ي م م) قَوْله فَتَيَمَّمت بهَا التَّنور وتيممت النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وتيممت منزلي
كُله بِمَعْنى قصدت وَمِنْه التَّيَمُّم وَمِنْه قَوْله تَعَالَى) فَتَيَمَّمُوا صَعِيدا طيبا
(أَي أقصدوه وَقد جَاءَ بِالْهَمْز وَقد ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْهمزَة وَقَوله كَمَا يدْخل أحدكُم اصبعه فِي اليم هُوَ الْبَحْر قَالَ ابْن دُرَيْد وَزعم قوم أَنَّهَا لُغَة سريانية وَقَالَ السَّمرقَنْدِي أَلِيم النّيل وَقيل أَصله الْبَحْر الَّذِي غرق فِيهِ فِرْعَوْن وَهُوَ الْمُسَمّى اساف وَقَوله وأيم الله ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْهمزَة وَقَوله فِي كفن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فِي حلَّة يَمَانِية منسوبة إِلَى الْيمن وَكَذَا رَوَاهُ العذري عَن الْأَسدي وَعند الصَّدَفِي بيمانية وَلغيره حلَّة يمنة بِضَم الْيَاء وَسُكُون الْمِيم مثل غرفَة وَهُوَ ضرب من ثِيَاب الْيمن قَالَ بَعضهم وَلَا يُقَال إِلَّا على الْإِضَافَة وَمن قَالَ يَمَانِية خفف الْيَاء وَلم يشدها لِأَن الْألف هُنَا عوض عَن يَاء النِّسْبَة فَلَا تجتمعان عِنْد أَكثر النُّحَاة وَحكى عَن سِيبَوَيْهٍ جَوَاز تَشْدِيد الْيَاء أَيْضا فِي يَمَانِية وشآمية وَمثله قَوْله الْإِيمَان يمَان بنُون مُطلقَة وَالْحكمَة يَمَانِية بتَخْفِيف الْيَاء قيل يُرِيد الْأَنْصَار لأَنهم من عرب الْيمن وَقيل قَالَهَا (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَهُوَ بتبوك وَمَكَّة وَالْمَدينَة حِينَئِذٍ مِنْهُ يمن وَبَينه وَبَين بِلَاد الْيمن وَأَرَادَ مَكَّة وَالْمَدينَة لِأَن ابْتِدَاء الْإِيمَان من مَكَّة وظهوره من الْمَدِينَة وَقيل أَرَادَ أَيْضا مَكَّة وَالْمَدينَة لِأَن مَكَّة من أَرض تهَامَة وتهامة من الْيمن وَكَذَلِكَ قَوْله الرُّكْن الْيَمَانِيّ وَمن آدم يمَان مَنْسُوب إِلَى الْيمن وَقد روى يماني بياء النِّسْبَة على مَا تقدم وَقَوله وَيَأْخُذ السَّمَاوَات بِيَمِينِهِ هُوَ من الْمُشكل والتنزيه وَالْكَلَام فِيهِ على مَا تقدم فِي الْيَد وَمن تَأَوَّلَه يَجعله بِمَعْنى الْقُدْرَة وَالْقُوَّة والبطش وَقَوله يَمِين الله مَلِيء من ذَلِك اسْتِعَارَة أَيْضا لما كَانَ مَا يتَقَبَّل وَمَا لَهُ قدر يَأْخُذهُ أَحَدنَا بِيَمِينِهِ استعير ذَلِك لما تقبله الله من عمل وأثاب عَلَيْهِ لحينه وَهَذَا كَقَوْلِه
(إِذا مَا رأية رفعت لمجد تلقاها عرابة بِالْيَمِينِ
) اسْتعَار لخصال الْمجد راية والمبادرة لفعلها أخذا بِالْيَمِينِ وَكَذَلِكَ مَا كَانَ أَكثر الْعَطاء بِالْيَمِينِ استعير لِكَثْرَة الْعَطاء وسعته وَقيل معنى يتقبلها بِيَمِينِهِ أَي أفضل جِهَات الْقبُول وَقيل بفضله وَنعمته تسمى النِّعْمَة يدا وَقَوله المقسطون على مَنَابِر من نور على يَمِين الرَّحْمَن يخرج على مَا تقدم من أهل الْيَمين أَو الْجنَّة أَو الْمنَازل الرفيعة أَو كَثْرَة النِّعْمَة وَالرَّحْمَة وسعتها وَقَوله وكلتا يَدَيْهِ يَمِين تَنْبِيه للعقول القاصرة أَلا يتَوَهَّم أَن المُرَاد بِيَدِهِ وَيَمِينه مَا عقلوه فِي المخلوقين من الْجَوَارِح وَأَن مِنْهَا يَمِينا وَشمَالًا بل نبه أَن الْيَد وَالْيَمِين من صِفَاته الَّتِي لَا تتخيل وَلَا تشتبه وَلَيْسَ بجوارح وَقَوله فَيُؤْخَذ بهم ذَات الْيَمين وَفِي الْأُخْرَى ذَات الشمَال وأدخلهم من الْبَاب الْيَمين وَمن أَبْوَاب الْجنَّة مثل قَوْله تَعَالَى) وَأَصْحَاب الْيَمين مَا أَصْحَاب الْيَمين
(وَأَصْحَاب الشمَال مَا أَصْحَاب الشمَال وَأَصْحَاب الميمنة وَأَصْحَاب المشئمة قيل فِي مَعَاني هَذَا كُله أَنَّهَا الْمنَازل الرفيعة كَأَنَّهَا من الْيمن وخلافها الْمنَازل الخسيسة كَأَنَّهَا من الشؤم وَالْعرب تسمى الشمَال الشؤمى(2/304)
وهما بِمَعْنى وَقيل أهل الْيمن هُنَا والميمنة أهل التَّقَدُّم وبضده الآخر أهل التَّأَخُّر قَالَ أَبُو عبيد يُقَال هُوَ مجتبي بِالْيَمِينِ أَي بالمنزلة الْحَسَنَة وَقيل هِيَ طرق الْيَمين إِلَى الْجنَّة وَالشمَال إِلَى النَّار وَقيل أَصْحَاب الْيَمين والميمنة وَالشمَال والمشئمة الَّذِي أخذُوا كتبهمْ بأيمانهم أَو شمائلهم وَقيل الْيَمين هُنَا الْجنَّة لِأَنَّهَا عَن يَمِين النَّاس وَالشمَال بضدها وَقيل أهل الْيَمين والميمنة الَّذين خلقهمْ الله فِي الْجَانِب الْأَيْمن من آدم وَهُوَ الطّيب من ذُريَّته وَالْآخرُونَ الَّذين خلقهمْ الله فِي الْجَانِب الشمَال وَالله تَعَالَى أعلم
الْيَاء مَعَ النُّون
(ي ن ع) قَوْله وَمن امن أينعت لَهُ ثَمَرَته أَي أدْركْت وَطَابَتْ والينع بِضَم الْيَاء إِدْرَاك الثِّمَار
الْيَاء مَعَ الْعين
(ي ع ر) قَوْله وشَاة تَيْعر اليعار صَوت الْمعز وَفِي الحَدِيث الآخر شَاة لَهَا ثغراء ويعار مثله وَقد ذَكرْنَاهُ فِي حرف الثَّاء وَالْخلاف وَالوهم فِيهِ
(ي ع س) قَوْله كيعاسيب النَّحْل أَي جماعتها وأصل اليعسوب أَمِير النَّحْل وَيُسمى كل سيد يعسوبا وَإِذا صَار أَمِير النَّحْل أتبعته جماعاتها
الْيَاء مَعَ الْفَاء
(ي ف ع) قَوْله غُلَام يفاع وَيدخل عَلَيْك الْغُلَام الأيفع وَنحن غلمة أَي إيفاع الْوَاحِد يفعة ويافع جمع على غير قِيَاس فَمن قَالَ يافع ثنى وَجمع وَمن قَالَ يفعة كالإثنان وَالْوَاحد وَالْجَمَاعَات سَوَاء وَهُوَ الَّذِي شَارف الِاحْتِلَام يُقَال مِنْهُ قد أَيفع وَهُوَ نَادِر واليفاع أَيْضا المشرف من الأَرْض وَيكون غُلَام يفع كَذَلِك أَي أشرف على الِاحْتِلَام
الْيَاء مَعَ الْقَاف
(ي ق ط) قَوْله الدُّبَّاء اليقطين هُوَ القرع الْمَأْكُول وَقيل اليقطين كل شَجَرَة مفرشة على الأَرْض لَيست بِذَات سَاق
(ي ق ظ) قَوْله فَكَأَنَّمَا رَآنِي فِي الْيَقَظَة بِفَتْح الْقَاف أَي فِي حَال الانتباه الْوَاحِد يقظ ويقظ ويقظان وَالْجمع إيقاظ ويقاظى هَذَا هُوَ الْمَعْرُوف وَغلط أهل الْعَرَبيَّة التهامي فِي إسكانها فِي قَوْله والمنية يقظة فَأَما فِي الِاسْم مجزوم ابْن يقظة فبالفتح ضبطناه عَن جَمِيع شُيُوخنَا وَكَذَا قَيده أهل الْعَرَبيَّة وَغَيرهم إِلَّا أَنِّي وجدت ابْن مكي فِي كتاب تَقْوِيم اللِّسَان خطأ ذَلِك وَقَالَ صَوَابه الإسكان وَغير مَا قَالَ أعرف وَأشهر وَالله أعلم
الْيَاء مَعَ السِّين
(ي س ر) قَوْله أتيسر على الْمُوسر أَي أسامحه وأعامله بالمياسرة والمساهلة كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث الآخر أتجاوز وَقَوله وتياسر فِيهِ الشَّرِيك يُرِيد مساهلته وموافقته وَترك مشاحته
الْيَاء مَعَ الْوَاو
(ي وم) قَوْله فَبَيْنَمَا مُوسَى يذكرهم بأيام الله فسره فِي الحَدِيث قَالَ وَأَيَّام الله نعماؤه وبلاؤه وَقَالَ الْأَزْهَرِي أَيَّام الله نقمه وَقَالَ مُجَاهِد نعمه وَمعنى ذَلِك كُله الْأَيَّام الَّتِي انتقم مِمَّن انتقم أَو أنعم فِيهَا على من أنعم.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
قَوْله فَدَعَا بِمَاء فأفرغ على يَده كَذَا لأكْثر شُيُوخنَا فِي الْمُوَطَّأ وَعند بَعضهم يَدَيْهِ وَكَذَلِكَ اخْتلف أَصْحَاب الْمُوَطَّأ فِي اللفظتين وبالتثنية عِنْد ابْن الْقَاسِم وبالأفراد لِابْنِ بكير وَفَائِدَة الْخلاف بَين الْفُقَهَاء مبْنى على اخْتِلَاف الرِّوَايَتَيْنِ فِي اسْتِحْبَاب صب المَاء على الْيَدَيْنِ وغسلهما مَعًا أَو على الْوَاحِدَة ثمَّ يفرغ بهَا على الْأُخْرَى قَوْله فِي بَاب من أفطر فِي السّفر ثمَّ دَعَا بِمَاء فرفعه إِلَى يَده كَذَا للقابسي والأصيلي والهروي وَأكْثر الروَاة وَهُوَ خطأ وَصَوَابه إِلَى فِيهِ وَكَذَا رَوَاهُ ابْن السكن وَفِي الْأَطْعِمَة فِي خبر الْأَعرَابِي وَخبر الْجَارِيَة وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ أَن يَده يَعْنِي الشَّيْطَان لمع يَدهَا كَذَا فِي جَمِيع نسخ مُسلم وَصَوَابه مَعَ أَيْدِيهِمَا وَقَوله فِي الْمُوَطَّأ فِي الْقسَامَة إِذا كَانَ فِي الْإِيمَان كسور إِذا قسمت عَلَيْهِم نظر إِلَى الَّذِي عَلَيْهِ أَكثر الْإِيمَان فتجبر عَلَيْهِ تِلْكَ الْيَمين كَذَا للرواة(2/305)
وَعند ابْن وضاح أَكثر تِلْكَ الْيَمين وَالْأول الصَّوَاب على مَذْهَب مَالك وَهُوَ قَوْله وَأما رِوَايَة ابْن وضاح فَإِنَّمَا هِيَ على مَذْهَب عبد الْملك وَفِي حَدِيث ابْن الزبير فِي صَلَاة جُلُوس النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وفرش يَده الْيُمْنَى كَذَا الرِّوَايَة للْجَمِيع قيل وَهُوَ وهم وَصَوَابه الْيُسْرَى وَقد يخرج صَوَاب الرِّوَايَة أَنه أخبر على افتراشه الْيُمْنَى أَيْضا وَأَنه لم يقمها لَكِن الْمَعْرُوف الأول وَفِي كتاب الْأَطْعِمَة قدمت أُخْتهَا حفيدة من نجد هَذَا الْمَعْرُوف وَعند الْمروزِي فِيهِ أشكال هَل هُوَ نجد أَو يحد بياء مَضْمُومَة وحاء مُهْملَة وقراه بِمَكَّة نجد كَمَا للْجَمِيع وَهُوَ الصَّوَاب وَقَوله فِي النهى عَن أَسمَاء العبيد وَنهى عَن أَن يُسمى بيعلى كَذَا رَوَاهُ بَعضهم عَن مُسلم وَالصَّوَاب بمقبل وَهِي رِوَايَة شُيُوخنَا وَالْمَعْرُوف ويعلى تَصْحِيف مِنْهُ وَقَوله فِي حَدِيث زُهَيْر ابْن حَرْب حَتَّى لَا تعلم يَمِينه مَا تنْفق شِمَاله كَذَا جَاءَ هُنَا فِي كتاب مُسلم والمعرف عكس هَذَا كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيث الآخر وَقد ذَكرْنَاهُ فِي الشين وَالْأَمر فِي ذَلِك كُله على مجَاز كَلَام الْعَرَب وكنى بِهِ عَن السّتْر والكتمان إِذْ الْيَمين وَالشمَال لَا تنْسب إِلَيْهِمَا معرفَة وَإِنَّمَا أَرَادَ ستره حَتَّى لَو كَانَتَا مِمَّن يعرف وَيعْقل لكَتم مَا يفعل بِإِحْدَاهُمَا على الْأُخْرَى وَقَوله فِي الدَّجَّال أَعور الْعين الْيُمْنَى وَفِي حَدِيث آخر أَعور الْعين الْيُسْرَى وَقد ذكر مُسلم الرِّوَايَتَيْنِ وَوجه الْجمع بَينهمَا بِأَن كل وَاحِدَة عوراء من وَجه إِذا صل العور الْعَيْب لَا سِيمَا مَا اخْتصَّ بِالْعينِ فإحداهما عوراء حَقِيقَة ذَاهِبَة وَهِي الَّتِي قَالَ فِيهَا مَمْسُوح الْعين وَالْأُخْرَى مَعِيبَة وَهِي الَّتِي قَالَ فِيهَا عَلَيْهَا ظفرة وَكَأَنَّهَا كَوْكَب وعنبة طافية قَوْله فَكَانَ الْهدى مَعَ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَأبي بكر وَعمر وذوى اليسارة كَذَا فِي النّسخ وَصَوَابه الْيَسَار بِغَيْر هَاء وَهُوَ الْغنى وَأما بِالْهَاءِ فَهُوَ الْقلَّة والتفاهة
فصل تَقْيِيد مُشكل أَسمَاء الْمَوَاضِع والبقع
(يثرب) اسْم مَدِينَة النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بثاء مُثَلّثَة وَرَاء مَكْسُورَة وَقد غير النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) ذَلِك فسماها طابة وطيبة كَرَاهَة لما فِي يثرب من التثريب وَقيل سميت يثرب بِأَرْض بهَا تسمى كَذَلِك الْمَدِينَة بِنَاحِيَة مِنْهَا فَأَما الَّتِي فِي الشّعْر
(مواعد عرقوب أَخَاهُ بِيَثْرِب)
فَقيل هِيَ مثلهَا وَقيل هِيَ قَرْيَة بِالْيَمَامَةِ وَقيل إِنَّمَا هِيَ يترب بتاء بِاثْنَتَيْنِ فَوْقهَا وَرَاء مَفْتُوحَة اسْم تِلْكَ الْقرْيَة وَقيل يترب من بِلَاد بني سعد من تَمِيم كَمَا اخْتلف فِي عرقوب هَذَا فَقيل رجل من الْأَوْس من أهل الْمَدِينَة وَقيل من العماليق أهل الْيَمَامَة وَقيل من بني سعد الْمَذْكُورين
(الْيمن) كل مَا كَانَ على يَمِين الْكَعْبَة من بِلَاد الْغَوْر
(الْيَمَامَة) مَدِينَة بِالْيمن على يَوْمَيْنِ من الطَّائِف وَأَرْبَعَة من مَكَّة وَلها عمائر وقاعدتها حجر الْيَمَامَة وَهِي فِي عداد أَرض نجد وَتسَمى الْعرُوض بِفَتْح الْعين أَيْضا
(يَلَمْلَم) بِفَتْح الْيَاء واللامين أحد الْمَوَاقِيت الْمَشْهُورَة وَهُوَ من كبار جبال تهَامَة على لَيْلَتَيْنِ من مَكَّة وَيُقَال الملم أَيْضا وَهُوَ الأَصْل وَالْيَاء بدل مِنْهَا
(يهاب) أَو أهاب أَو نهاب مَوضِع قرب الْمَدِينَة ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْهمزَة وَالِاخْتِلَاف فِيهِ
(اليرموك) بِفَتْح الْيَاء وَسُكُون الرَّاء ذكره فِي حَدِيث الزبير فِي أَخْبَار بدر
فصل تَقْيِيد الْأَسْمَاء والكنى
ذكرنَا فِي حرف الْبَاء أَبَا يسر وَيسر بن صَفْوَان مَعَ مَا يُشبههُ وَكَذَلِكَ يسَار ويسير هِلَال بن يسَاف كَذَا يَقُوله المحدثون بِكَسْر الْيَاء قَالَ أَبُو عبيد وَيُقَال أساف قَالَ غَيره وَهُوَ كَلَام الْعَرَب وَبَعْضهمْ يَقُول يسَاف بِالْفَتْح لِأَنَّهُ لم يَأْتِ فِي كَلَام الْعَرَب عِنْدهم كلمة أَو لَهَا يَاء مَكْسُورَة إِلَّا قَوْلهم يسَار(2/306)
ويحنس مولى آل الزبير بِضَم أَوله وحاء مُهْملَة مَفْتُوحَة وَكسر النُّون كَذَا ضبطناه على القَاضِي أبي عَليّ وَذكره الْحَاكِم بِالْفَتْح وَكَذَا قيدناه على أبي بَحر كَذَلِك عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن يحنس وَأَبُو ينفور بِفَتْح الْيَاء وَيحيى بن يعمر مثله وَفتح الْمِيم وَمَالك بن يخَامر بِضَم الْيَاء وخاء مُعْجمَة وَمُسلم بن يناق بِفَتْح الْيَاء وَتَشْديد النُّون ويسير بن عَمْرو وَيُقَال أيسر وَيُقَال ابْن جَابر ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْهمزَة ويرفا بِفَتْح الْيَاء بعْدهَا رَاء وَآخره فَاء وَأَبُو الْيَمَان وَحُذَيْفَة بن الْيَمَان الْعَبْسِي بِغَيْر يَاء النّسَب لقب وَالِد حُذَيْفَة بن الْيَمَان واسْمه حسيل مصغر وَقيل اسْم حُذَيْفَة بن حسيل بن الْيَمَان وَقد ذَكرْنَاهُ وَالْخلاف فِيهِ فِي رسم الْحَاء وَقيل لَهُ الْيَمَان باسم جده الْأَعْلَى الْيَمَان بن الْحَارِث بن قطيعة بن عبس وَهُوَ أَيْضا لَهُ لقب واسْمه جروة وَيشْتَبه بِهِ التمار للَّذي يَبِيع التَّمْر وَهُوَ أَبُو نصر التمار ويوشع صَاحب مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام بشين مُعْجمَة مَفْتُوحَة
فصل تَقْيِيد مُشكل الْأَنْسَاب
النَّصْر بن مُحَمَّد اليمامي بميمين مَنْسُوب إِلَى الْيَمَامَة وَكَذَلِكَ عبد الله بن الرُّومِي اليمامي وَمُحَمّد بن مِسْكين بن تُمَيْلة اليمامي هَذَا الصَّحِيح فِيهِ وَهُوَ الَّذِي عِنْد شُيُوخنَا وَجَاء عِنْد ابْن الْحذاء الْيَمَانِيّ وَهُوَ غلط وَإِن كَانَت الْيَمَامَة من قَوَاعِد الْيمن لَكِن الْمَعْرُوف فِي نسبه اليمامي بِالْمِيم وزبيد ابْن الْحَارِث اليمامي وَكَذَلِكَ مُحَمَّد بن طَلْحَة اليمامي مَنْسُوب إِلَى يام بطن من هَمدَان وَقيل فِيهِ الْأَيَامَى وَالصَّوَاب الأول وَقد ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْهمزَة ومرتد بن عبد الله الْيَزنِي بِفَتْح الْيَاء وَالزَّاي وَبعدهَا نون وَلَيْسَ فِي هَذِه الْأُمَّهَات مَا يشْتَبه بِهِ وأخوك اليثربي بالثاء الْمُثَلَّثَة وَكسر الرَّاء مَنْسُوب إِلَى يثرب ومعدان بن طَلْحَة الْيَعْمرِي بِفَتْح الْيَاء وَالْمِيم وَيُقَال بِضَم الْمِيم أَيْضا حَكَاهُمَا البُخَارِيّ وَمُحَمّد بن يحيى ابْن عبد الْعَزِيز الْيَشْكُرِي بِضَم الْكَاف مَنْسُوب إِلَى بني يشْكر
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم فِي هَذَا الْبَاب
فِي بَاب تَحْرِيم الْخمر نَا يحيى بن أَيُّوب نَا ابْن علية كَذَا للكافة وَعند العذري نَا يحيى بن يحيى نَا ابْن علية وَهُوَ وهم وَعند ابْن ماهان نَا ابْن عُيَيْنَة وَهُوَ وهم أَيْضا وَقد ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْعين فِي بَاب الْبكاء عِنْد قِرَاءَة الْقُرْآن فِي حَدِيث يحيى عَن سُفْيَان وَفِي آخِره قَالَ يحيى بعض الحَدِيث عَن عَمْرو بن مرّة كَذَا لرواة البُخَارِيّ وَكَانَ عِنْد الْمُسْتَمْلِي والحموي قَالَ يَجِيء بعض الحَدِيث فعل مُسْتَقْبل وَهُوَ مهمل فِي كتاب الْأصيلِيّ وَالْأول الصَّوَاب وَفِي حَدِيث عَائِشَة فِي الإهلال الْحَج مُفردا نَا يحيى بن أَيُّوب نَا عباد بن عباد كَذَا للفارسي والسجري وَعند العذري نَا يحيى ابْن يحيى وَفِي بَاب من ظلم من الأَرْض شبْرًا أَنا ابان نَا يحيى بن آدم كَذَا عِنْد ابْن ماهان وَهُوَ خطأ فَاحش وَالصَّوَاب مَا لِابْنِ سُفْيَان يحيى غير مَنْسُوب وَهُوَ يحيى بن أبي كثير وَفِي نذر الْمَشْي إِلَى الْكَعْبَة نَا يحيى بن أَيُّوب وقتيبة بن حجر قَالُوا نَا إِسْمَاعِيل كَذَا لجميعهم وَفِي كتاب التَّمِيمِي رَوَاهُ بَعضهم نَا يحيى بن يحيى مَكَان ابْن أَيُّوب وَفِي بَاب إِذا أَخذ أهل الْجنَّة مَنَازِلهمْ نَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة نَا يحيى يَعْنِي ابْن أبي كثير كَذَا فِي أصُول شُيُوخنَا عَن مُسلم وَفِي أصل ابْن عِيسَى عَن بَعضهم عَن ابْن الْحذاء نَا يحيى بن أبي كثير وَفِي بَاب صفة الْقِيَامَة نَا أَبُو بكر بن إِسْحَاق نَا يحيى بن بكير كَذَا لكافتهم وَعَامة شُيُوخنَا وَعند ابْن عِيسَى عَن الجياني أَيْضا رِوَايَة أُخْرَى نَا يحيى بن بكير وَهُوَ وهم وَالْمَعْرُوف الأول وَلَيْسَ فِي الصَّحِيح يحيى بن بكر وَفِي أكل(2/307)
ورق الشّجر حَدِيث سعد
مُسلم نَا يحيى نَا وَكِيع كَذَا لكافة شُيُوخنَا وَعند ابْن الْحذاء نَا يحيى ابْن حبيب نَا وَكِيع وَلم يَخْتَلِفُوا فِي الحَدِيث الَّذِي قبله نَا يحيى بن حبيب الْحَارِثِيّ نَا مُعْتَمر
فصل مِنْهُ
قَوْله فِي بَاب فَضَائِل عَليّ نَا يُوسُف أَبُو سَلمَة الْمَاجشون كَذَا لشيوخنا وَعند بعض الروَاة يُوسُف بن أبي سَلمَة وَكِلَاهُمَا صَوَاب هُوَ أَبُو سَلمَة يُوسُف بن يَعْقُوب بن عبد الله بن أبي سَلمَة واسْمه دِينَار والماجشون هُوَ يَعْقُوب وَالِد يُوسُف وَقد ذكرنَا مَعْنَاهُ وَفِي بَاب الصَّلَاة الْوُسْطَى دَاوُود بن الْحصين عَن ابْن اليربوع المَخْزُومِي كَذَا ليحيى والقعنبي وَعند ابْن بكير مَالك عَن يُونُس بن يُوسُف عَن عَطاء بن يسَار كَذَا ليحيى وَابْن بكير ورواة الموطا كلهم وَهُوَ ابْن حماس الْمَذْكُور فِي الْبَاب قبله وَقيل غَيره وَالصَّحِيح أَنه هُوَ وَكَذَا جَاءَ مُبينًا هُنَا فِي رِوَايَة القعْنبِي وَعَن غَيره فِي الحَدِيث الأول فِي الْبَاب قبله وَلم يسمه يحيى فِي الْبَاب قبله وَسَماهُ أَبُو مُصعب فِي ذَلِك الحَدِيث يُونُس بن يُوسُف ابْن حماس كَمَا قَالَ يحيى وَكَذَا قَالَ معن والتنيسي وَقَالَ ابْن الْقَاسِم يُوسُف بن يُونُس بن حماس وَكَذَا قَالَ ابْن بكير ومطرف وَابْن أبي مَرْيَم وَابْن نَافِع وَعبد الله بن وهب وَابْن عفير وَابْن الْمُبَارك وَابْن برد وَمصْعَب الزبيرِي قَالَ أَبُو عمر اضْطربَ فِي اسْمه رُوَاة الموطا اضطرابا كثيرا وأظن ذَلِك من مَالك وَالله أعلم وَفِي بَاب غسل المنى وَتَركه نَا قُتَيْبَة نَا يزِيد نَا عمر وَكَذَا لأكْثر رُوَاة البُخَارِيّ يزِيد غير مَنْسُوب وَعند ابْن السكن زِيَادَة يَعْنِي ابْن ربيع قَالَ أَبُو مَسْعُود الدِّمَشْقِي هُوَ يزِيد بن هَارُون وَكَذَا قَالَ القَاضِي أَبُو صَخْر
قَالَ القَاضِي أَبُو الْفضل عِيَاض رَحمَه الله تعلى وَإِذا نقضت رسوم الْحُرُوف على مَا رتبناه فلنعج على مَا قبل وعدناه من بَيَان أُمُور مشكلة بقيت فِي هَذَا الْكتاب فِي جملَة كَلَام وَجمع أَلْفَاظ لم يقْتَصر أشكالها على كلمة وَاحِدَة وَلَا لَفْظَة مُفْردَة فَيدْخل تَحت ضبط الْحُرُوف ورتبنا ذَلِك على ثَلَاثَة أَبْوَاب كَمَا نبهنا عَلَيْهِ أول الْكتاب
الْبَاب الأول فِي الْجمل الَّتِي وَقع فِيهَا التَّصْحِيف أَو طمس مَعْنَاهُ التَّغْيِير والتلفيف
وَمَا وَقع فِيهَا الْخلاف من ذَلِك مِمَّا لم يكن فِي تراجم الْحُرُوف فَمن ذَلِك مِمَّا وَقع فِي الْمُتُون فَفِي الْمُوَطَّأ من ذَلِك قَوْله فِي بَاب الْمُسْتَحَاضَة فِي حَدِيث زَيْنَب بنت حجر وَقَوله فِي بَاب صَلَاة النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) الْوتر فَقَامَ رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فصلى رَكْعَتَيْنِ طويلتين طويلتين كَذَا عِنْد يحيى بن يحيى الأندلسي وَخَالفهُ سَائِر رُوَاة الْمُوَطَّأ فَقَالُوا فِي الأولى فصلى رَكْعَتَيْنِ خفيفتين ثمَّ صلى رَكْعَتَيْنِ طويلتين طويلتين طويلتين وَهُوَ الصَّوَاب وَكَذَا لَهُم ذكر طويلتين ثَلَاث مَرَّات فِي بَقِيَّة سَائِر الرَّكْعَات وَاخْتلف على يحيى فِي ذَلِك فَعِنْدَ عَامَّة شُيُوخنَا وشيوخهم كَمَا عِنْد غَيره وَرَوَاهُ ابْن عبد الْبر من طَرِيق عبيد الله مرَّتَيْنِ وَفِي الصَّلَاة فِي السّفر قَوْله رَأَيْت النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) يُصَلِّي على حمَار وَهُوَ مُتَوَجّه إِلَى خَيْبَر كَذَا فِي الْمُوَطَّأ من طَرِيق عَمْرو بن يحيى الْمَازِني قَالَ النَّسَائِيّ لم يُتَابع عَمْرو بن يحيى على قَوْله يُصَلِّي على حمَار وَإِنَّمَا يَقُولُونَ على رَاحِلَته وَفِي كتاب الصَّيْد من حَدِيث أبي ثَعْلَبَة أكل كل ذِي نَاب من السبَاع حرَام كَذَا رَوَاهُ يحيى وَلم يُتَابِعه أحد على هَذَا اللَّفْظ فِي الحَدِيث من اصحاب الْمُوَطَّأ كلهم يَقُولُونَ فِيهِ نهى عَن(2/308)
أكل كل ذِي نَاب من السبَاع وَكَذَا أصلحه ابْن وضاح وَإِنَّمَا اللَّفْظ الأول فِي حَدِيث أبي هُرَيْرَة الَّذِي بعده وَفِي الْعمرَة لَكِن الْفضل أَن يهل من الْمِيقَات الَّذِي وَقت رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَهُوَ أبعد من التَّنْعِيم كَذَا عِنْد يحيى وَأَصْلحهُ ابْن وضاح أَو مَا هُوَ أبعد من التَّنْعِيم وَكَذَا فِي رِوَايَة أَحْمد بن سعيد الصَّدَفِي عَن عبيد الله وَهُوَ الْوَجْه وَفِي نِكَاح الرجل أم امْرَأَة أَصَابَهَا على مَا يكره وَلَو أَن رجلا نكح امْرَأَة فِي عدتهَا نِكَاحا حَلَالا كَذَا عِنْد يحيى بن يحيى وَيحيى بن عمر عَن ابْن بكير وَهُوَ وهم خَالفه فِيهِ أَصْحَاب الْمُوَطَّأ فَعِنْدَ ابْن الْقَاسِم وَابْن بكير فِي رِوَايَة العلاف عَنهُ نِكَاحا حَرَامًا وَعند ابْن وهب وَابْن زِيَاد نِكَاحا لَا يصلح وَعند ابْن نَافِع فِي عدتهَا على وَجه النِّكَاح وَهَذِه كلهَا رِوَايَات صَحِيحَة وَقد تخرج رِوَايَة يحيى على أَنه جهل أَنَّهَا فِي عدَّة فَهُوَ عقد فِيمَا يَظُنّهُ حَلَالا وَفِي بَاب دُخُول الْحَائِض مَكَّة غير أَن لَا تطوفى بِالْبَيْتِ وَلَا فِي الصَّفَا والمروة
وَانْفَرَدَ يحيى من بَين سَائِر الروَاة بِذكر الصَّفَا والمروة وَهُوَ وهم وَفِي كتاب الْجِهَاد مَا يكره من الشَّيْء يَجْعَل فِي سَبِيل الله كَذَا ليحيى وادخل فِيهِ حَدِيث اسحيم زق وَتَابعه على ذَلِك جمَاعَة من الروَاة وَتَأَول الْعلمَاء معنى التَّرْجَمَة ووفقها للْحَدِيث كَرَاهَة استحلال مَا يَجْعَل فِي السَّبِيل وتصريفه فِي غير مَا جعل لَهُ وَرَوَاهُ ابْن بكير والقعنبي بَاب مَا يكره من الرّجْعَة فِي الشَّيْء يَجْعَل فِي سَبِيل الله وَذكر أَنه حَدِيث عمر فِي الْفرس الَّذِي حمل عَلَيْهِ وَفِي بَاب الْمُتْعَة نهى عَن مُتْعَة النِّسَاء يَوْم خَيْبَر وَعَن لُحُوم الْحمر إِلَّا نسية كَذَا وَقع هَذَا الحَدِيث فِي الْمُوَطَّأ وَالْبُخَارِيّ وَمُسلم من جَمِيع الطّرق قَالُوا فِيهِ تَقْدِيم وَتَأْخِير وَوهم فَإِن الْمُتْعَة إِنَّمَا حرمت بِمَكَّة صَحِيحَة تَأْخِير لفظ خَيْبَر وَهِي رِوَايَة جمَاعَة عَن سُفْيَان نهى عَن الْمُتْعَة وَعَن لُحُوم الْحمر يَوْم خَيْبَر فاختصت خَيْبَر بِتَحْرِيم الْحمر
قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَقد صححت هَذِه الرِّوَايَة أَيْضا وَهُوَ الصَّوَاب إِن شَاءَ الله فَإِن تَحْرِيم الْمُتْعَة بِخَيْبَر كَمَا ورد فِي الحَدِيث ثمَّ أحلّت بعد ذَلِك للضَّرُورَة والرخصة بِمَكَّة بِدَلِيل قَوْله فَأذن لنا ثمَّ حرمت بعد فَيكون تحليلها مرَّتَيْنِ وتحريمها مرَّتَيْنِ وَفِي نِكَاح الْمحرم أَن عمر بن عبيد الله أَرَادَ أَن ينْكح طَلْحَة ابْن عمر ابْنة شيبَة ابْن جُبَير كَذَا فِي حَدِيث مَالك وَاللَّيْث بن سعيد وَغَيرهمَا يَقُول ابْنة شيبَة بن عُثْمَان وَقد ذكر ذَلِك مُسلم وَذكر عَن أَيُّوب عَن نَافِع ابْنة شيبَة بن عُثْمَان وَفِي رِوَايَة أُخْرَى ابْن جُبَير وَالصَّوَاب فِي هَذَا رِوَايَة مَالك وَهِي بنت شيبَة بن جُبَير بن عُثْمَان وَلَعَلَّ من قَالَ ابْن عُثْمَان نسب أَبَاهَا إِلَى جده وَاسْمهَا أمة الحميد وَفِي نَفَقَة الْمُطلقَة فِي حَدِيث فَاطِمَة أَن أَبَا عمر بن حَفْص طَلقهَا كَذَا فِي الْمُوَطَّأ وَفِي كتاب أبي دَاوُود من رِوَايَة يحيى ابْن أبي كثير عَن أبي سَلمَة أَن أَبَا حَفْص بن الْمُغيرَة وَهُوَ وهم وَصَوَابه فِي الْمُوَطَّأ هُوَ أَبُو عَمْرو عبيد الحميد بن حَفْص بن الْمُغيرَة بن عبد الله بن عمر ابْن مخزومي وَفِي حَدِيث أم هاني أَنه قَاتل رجلا آجرته فلَان بن هُبَيْرَة كَذَا جَاءَ فِي الْمُوَطَّأ والصحيحين وَفِي أجل الَّذِي لَا يمس امْرَأَته قَالَ يحيى قَالَ مَالك سَأَلت ابْن شهَاب كَذَا عِنْد يحيى فِي أَكثر الرِّوَايَات وَعند بعض رُوَاته سُئِلَ ابْن شهَاب على مَا لم يسم فَاعله وَعند ابْن الْقَاسِم والقعنبي سُئِلَ مَالك لَيْسَ فِيهِ ابْن شهَاب وَكَذَا رده ابْن وضاح وَفِي عدَّة الْأمة إِذا توفى عَنْهَا سَيِّدهَا(2/309)
أَو زَوجهَا كَذَا عِنْد يحيى ابْن يحيى وَلَيْسَ فِي الْبَاب ذكر لما يلْزمهَا من سَيِّدهَا قَالَ أَبُو عمر لَا أعلم أحدا من رُوَاة الْمُوَطَّأ ذكر سَيِّدهَا إِلَّا يحيى إِذْ لَيْسَ عَلَيْهَا من سَيِّدهَا عدَّة وَإِنَّمَا هُوَ اسْتِبْرَاء وَكَذَا قَوْله فِي الْبَاب قبله عدَّة أم الْوَلَد إِذا توفّي عَنْهَا سَيِّدهَا لكنه هُنَا كنى بالعدة عَمَّا يلْزمهَا من اسْتِبْرَاء وَقَوله فِي بَاب الْعَيْب فِي الرَّقِيق فِيمَن بَاعَ عبدا أَو وليدة أَو حَيَوَانا بِالْبَرَاءَةِ كَذَا عِنْد يحيى وَابْن بكير من رِوَايَة يحيى بن عمر وَابْن وهب وَغَيرهم من رُوَاة الْمُوَطَّأ وَسَقَطت لِابْنِ الْقَاسِم فِي رِوَايَة أُخْرَى وطرحها ابْن وضاح وَسَحْنُون وَقد وقف عَلَيْهَا مَالك فَقَالَ إِنَّمَا أَعنِي بذلك الرَّقِيق وَرُوِيَ عَنهُ أَنه أَمر بمحوها من كِتَابه وَفِي المراطلة قَالَ مَالك وَلَو أَنه بَاعَ ذَلِك المثقال مُفردا إِلَى قَوْله فَذَلِك الذريعة إِلَى أكل الْحَرَام وَالْأَمر الْمنْهِي عَنهُ قَالَ مَالك فِي الرجل يراطل الرجل كَذَا هُوَ كُله كَلَام مُتَّصِل وبخفض الْأَمر الْمنْهِي عَنهُ وَعطفه على مَا قبله عِنْد جمَاعَة رُوَاة الموطا وَعند يحيى انْتهى الْبَاب إِلَى قَوْله إحلال الْحَرَام ثمَّ جَاءَ الْأَمر الْمنْهِي عَنهُ عِنْدهم مَرْفُوعا تَرْجَمَة بَاب بِغَيْر وَاو الْعَطف وَوَقع عِنْد أبي عِيسَى من رِوَايَة عبيد الله ابْن يحيى بَاب الْأَمر الْمنْهِي عَنهُ وَالصَّحِيح مَشْهُور رِوَايَة يحيى على الْعَطف والاتصال وَأَنه غير تَرْجَمَة وَفِي بَاب مِيرَاث الْقَاتِل أَن رجلا من الْأَنْصَار يُقَال لَهُ أحيحة بن الجلاح وَوهم بَعضهم هَذَا فَقَالَ أحيحة بن الجلاح جاهلي لم يدْرك الْإِسْلَام وَالْأَنْصَار أسلم إسلامي لِلْأَوْسِ والخزرج فَكيف يُقَال من الْأَنْصَار وَالْوَجْه صِحَّته على تساهل فِي اللَّفْظ وَتجوز لما كَانَ من الْقَبِيل الَّذين سموا بِهَذَا الِاسْم فِي الْإِسْلَام فَصَارَ لَهُم كالنسب ذكر فِي جُمْلَتهمْ لِأَنَّهُ من إِخْوَتهم وَفِي بَاب الصُّور عَن عبيد بن عتبَة بن مَسْعُود أَنه دخل على أبي طَلْحَة يعودهُ كَذَا لجَمِيع الروَاة بِالْفَتْح على الْفِعْل الْمَاضِي قَالُوا هُوَ وهم وَصَوَابه دخل على مَا لم يسم فَاعله وَكَذَلِكَ بَقِيَّة أَلْفَاظ الحَدِيث يُعَاد وفوجد لِأَن عبيد الله لم يدْرك أَبَا طَلْحَة وَكَذَا ابْن وضاح وَأَصْلحهُ فِي كِتَابه وَيُقَال أَن بَين عبيد الله وَأبي طَلْحَة ابْن عَبَّاس فَالْحَدِيث فِي الْمُوَطَّأ مُرْسل وَفِي يَمِين الرجل بِطَلَاق مَا لم ينْكح فِي الرجل يَقُول لامْرَأَته أَنْت الطَّلَاق وكل امْرَأَة أنْكحهَا طَالِق وَمَاله صَدَقَة إِن لم يفعل كَذَا فَحنث قَالَ أما نساؤه فَطلق كَمَا قَالَ وَأما قَوْله كل امْرَأَة أنْكحهَا كَذَا فِي الْأُصُول نساؤه وَقَالَ بَعضهم صَوَابه امْرَأَته كَمَا جَاءَ فِي أول الْمَسْأَلَة
قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَيخرج مَا فِي الأَصْل أَي أَن الْيَمين إِنَّمَا تلْزمهُ فِي نِسَائِهِ الَّتِي يملك إِذا خصص ذَلِك بِخِلَاف إِذا عَم كَمَا قَالَ فِي الْمَسْأَلَة بعْدهَا وَفِي صفة عِيسَى آدم كأحسن مَا أَنْت رائي من آدم الرِّجَال كَذَا فِي الْمُوَطَّأ وَكَذَا جَاءَ من رِوَايَة ابْن عمر فِي الصَّحِيحَيْنِ وَهَذِه إِنَّمَا هِيَ صفة مُوسَى بِدَلِيل الْأَحَادِيث الْأُخَر عَن أبي هُرَيْرَة فِي صفة عِيسَى أَحْمَر كَأَنَّمَا خرج من ديماس وَقد أقسم ابْن عمر فِي الحَدِيث أَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) لم يقل فِيهِ أَحْمَر وَفِي بَاب الْعمريّ قَوْله وعَلى ذَلِك الْأَمر عندنَا أَن الْعمريّ ترجع إِلَى الَّذِي أعمرها إِذا لم يقل هِيَ لَك ولعقبك كَذَا عِنْد يحيى بن يحيى وَلم يقلهُ غَيره ووقفوا كلهم بعد حَدِيث الْقَاسِم عِنْد قَوْله وَذَلِكَ الْأَمر عندنَا وَمَا فِي رِوَايَة يحيى لَيْسَ مَعْرُوف مَذْهَب مَالك وَقد تَأَوَّلَه بعض شُيُوخنَا أَن مَعْنَاهُ وَأما التِّرْمِذِيّ وَأَبُو عبيد فَجعلَا مَذْهَب مَالك ظَاهر هَذَا اللَّفْظ وَأَنَّهَا إِنَّمَا ترجع إِذا(2/310)
لم يقل لَك ولعقبك على ظَاهر الحَدِيث وَهُوَ مَذْهَب وَعَلِيهِ تَأَوَّلَه بعض متأخري شُيُوخنَا وَفِي بَاب مِيرَاث الصلب قَوْله الْأَمر الْمُجْتَمع عَلَيْهِ عندنَا وَالَّذِي أدْركْت عَلَيْهِ أهل الْعلم ببلدنا أَن مِيرَاث الْوَلَد من والدهم أَو والدتهم إِذا توفّي الْأَب أَو الْأُم وتركا أَوْلَادًا رجَالًا وَنسَاء فللذكر مثل حَظّ الْأُنْثَيَيْنِ فَإِن كن نسَاء فَوق اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثلثا مَا ترك إِلَى آخر الْمَسْأَلَة كَذَا هِيَ عِنْد يحيى بن يحيى وَابْن بكير وَمن وافقهم وَقَالَ ابْن وضاح أطرح عندنَا فَلَيْسَ فِيهِ اخْتِلَاف بَين الْأمة
قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَمَا فِي الْأُم صَحِيح لوجوه أَحدهَا أَنه لَيْسَ قَوْله عندنَا مِمَّا يُوجب الِاخْتِلَاف فِيهِ وَيكون قَوْله عندنَا وَأَنه أدْرك عَلَيْهِ أهل الْعلم تَأْكِيدًا لما قَالَه غَيرهم وَاتَّفَقُوا عَلَيْهِ وَالثَّانِي أَن اتِّفَاق الْأمة فِيهِ غير مَوْجُود بل فِيهِ الْخلاف وَقَوله فِي الْبَاب فَإِن كَانَ مَعَ بَنَات الابْن ذكر هُوَ من الْمُتَوفَّى بمنزلتهن إِلَى قَوْله لَكِن أَن فضل بعد فَرَائض أهل الْفَرَائِض فضل كَانَ ذَلِك الْفضل لذَلِك الذّكر وَلمن هُوَ بِمَنْزِلَتِهِ وَمن هُوَ فَوْقه كَذَا فِي الموطئات وَكَذَا رَوَاهُ يحيى بن يحيى وَابْن بكير وَابْن الْقَاسِم وَأنكر سَحْنُون قَوْله وَلمن هُوَ فَوْقه وَطَرحه ابْن وضاح وَزِيَادَة هَذَا اللَّفْظ وهم لِأَن من فَوْقه هُنَا بَنَات وَقد استوعبن فرضهن الْمُسَمّى فَكيف يرد عَلَيْهِنَّ بِالتَّعْصِيبِ مَعَ من دونهن وَهن أهل تَسْمِيَة ولاحظ لَهُنَّ بعْدهَا إِذْ لسن بعصبة وَلَا يُشْرِكْنَ عصبَة وَكَذَلِكَ حكم بَنَات الابْن مَعَ من تحتهن إِذا لم يكن بَنَات لصلب وَفِي بَاب القطاعة فِي الْكِتَابَة وَإِن مَاتَ الْمكَاتب وَترك مَالا فَأحب الَّذِي قاطعه أَن يرد على صَاحبه نصف مَا أَخذ وَيكون الْمِيرَاث بَينهمَا فَذَلِك لَهُ وَإِن كَانَ الَّذِي تمسك بِالْكِتَابَةِ قد أَخذ مثل الَّذِي قَاطع عَلَيْهِ شَرِيكه أَو أفضل فالميراث بَينهمَا لِأَنَّهُ إِنَّمَا أَخذ حَقه هَذِه رِوَايَة يحيى وَهُوَ وهم هَذَا جَوَاب مَالك ومذهبه فِي الْعَجز لَا فِي الْمَوْت وَهُوَ خلاف مَا قَالَه أول الْبَاب وَإِن كَانَ أَشهب قد روى عَن مَالك مثل رِوَايَة يحيى وَقَالَ هُوَ خطأ من قَوْله وَعند ابْن وضاح هُنَا وَإِن مَاتَ الْكَاتِب وَترك مَا لَا استوفى الَّذِي لم يقاطعه مَا بَقِي عَلَيْهِ وَكَانَ مَا يفضل بعد ذَلِك بَينهمَا بنصفين وَهُوَ من إصْلَاح ابْن وضاح من غير رِوَايَة يحيى وَكَذَا عِنْد مطرف وَابْن الْقَاسِم وَسَقَطت هَذِه الْمَسْأَلَة هُنَا وَالْكَلَام فِيهَا عِنْد ابْن بكير وَقَوله فِي التَّرْجَمَة وَلَاء الْمكَاتب إِذا أعتق كَذَا عِنْد شُيُوخنَا على مَا لم يسم فَاعله وَفِي بعض الرِّوَايَات إِذا أعتق عَبده وَأدْخل فِي الْبَاب مسَائِل وَلَاء مَا أعْتقهُ الْمكَاتب قَالَ بَعضهم صَوَابه وَلَاء مُعتق الْمكَاتب وَمَا فِي الرِّوَايَات يخرج وَيرجع إِلَى هَذَا الْمَعْنى على تَأْوِيل وَتجوز وَمن ذَلِك فِي متون صَحِيح البُخَارِيّ فِي كتاب الْعلم فِي بَاب الْغَضَب فِي الموعظة لَا أكاد أدْرك الصَّلَاة مِمَّا يطول بِنَا فلَان كَذَا وَقع فِي الْأُمَّهَات وَفِيه أشكال وَقد رَوَاهُ الْفِرْيَانِيُّ أَنِّي لأتأخر عَن الصَّلَاة فِي الْفجْر مِمَّا يطول بِنَا فلَان وَهَذَا أظهر وَلَعَلَّ الأول مغير مِنْهُ أَو من مَعْنَاهُ وَلَعَلَّه لَا كَاد أترك الصَّلَاة فزيدت بعده ألف وفصلت التَّاء من الرَّاء فَجعلت دَالا وَالله أعلم وَفِي بَاب الْحِرْص على الحَدِيث عَن أبي هُرَيْرَة أَنه قَالَ قيل يَا رَسُول الله من أسعد النَّاس بشفاعتك كَذَا لأبي ذَر وَهُوَ وهم وَصَوَابه سُقُوط قيل لم يكن عِنْد الْأصيلِيّ والقابسي لِأَن السَّائِل هُوَ أَبُو هُرَيْرَة نَفسه بِدَلِيل قَوْله آخر الحَدِيث لقد ظَنَنْت أَن لَا يسألني عَن هَذَا أحد أول مِنْك وَفِي بَاب الْمُرُور فِي الْمَسْجِد فليأخذ على نصالها بكفه لَا يعقر بكفه مُسلما كَذَا للأصيلي(2/311)
وَسقط بكفة الأولى للقابسي وعبدوس وَغير هما وَثَبت الأول وَسقط الآخر لبَعْضهِم وَهُوَ الْوَجْه وَغَيره وهم وَفِي بَاب مَا يسْتَحبّ للْعَالم وَفِي كتاب التَّفْسِير حَدِيث الْخضر فَانْطَلقَا بَقِيَّة ليلهما ويومهما كَذَا وَقع هُنَا وَفِي رِوَايَة الْحميدِي فَانْطَلقَا بَقِيَّة يومهما وليلتهما على الْقلب وَهُوَ الصَّوَاب وَوجه الْكَلَام بِدَلِيل قَوْله بعد فَلَمَّا أصبح وَفِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى حَتَّى إِذا كَانَ من الْغَد وَفِي بَاب الْمَسَاجِد الَّتِي على طَرِيق الْمَدِينَة وَقد كَانَ عبد الله تعلم الْمَكَان الَّذِي صلى فِيهِ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كَذَا للأصيلي بتاء مَفْتُوحَة وَلَام مُشَدّدَة من الْعلم وَلغيره يعلم بِضَم الْيَاء سَاكِنة الْعين من الْعَلامَة ثمَّ قَالَ بعد هَذَا يَقُول ثمَّ عَن يَمِينك وعَلى هَذَا تَأتي رِوَايَة الْأصيلِيّ أوجه وَقَالَ لنا بعض شُيُوخنَا من المتقنين فِي هَذَا الْبَاب صَوَابه يعلم كَمَا قَالَ غير الْأصيلِيّ وَبعده بعواسج كن عَن يَمِينك وَقَالَ كَذَا جَاءَ مُبينًا عِنْد بعض رُوَاة الحَدِيث فِي غير هَذِه المصنفات فتصحف قَوْله بعواسج بقوله يَقُول ثمَّ فَإِن صحت هَذِه الرِّوَايَة فَهَذَا حق لَا غطاء عَلَيْهِ وَقد ذكر أَبُو عبد الله الْحميدِي فِي اختصاره الصَّحِيح هَذَا الْحَرْف فَقَالَ فِيهِ تنزل ثمَّ عَن يَمِينك فرآ أَن يَقُول مُصحفا من تنزل وَلَا بَيَان فِي هَذَا وَمَا ذَكرْنَاهُ بَين وَبعده أَيْضا قَوْله وَأَنت ذَاهِب إِلَى مَكَّة بَينه وَبَين الْمَسْجِد رمية بِحجر كَذَا لأبي ذَر والنسفي وَسَائِر الروَاة وَكَذَا فِي أصل الْأصيلِيّ ثمَّ خطّ على بَينه فَدلَّ على سُقُوطهَا عِنْد بعض شُيُوخه ويختل بسقوطها الْكَلَام وَقَوله اللَّهُمَّ عَلَيْك بِقُرَيْش وسمى فيهم عمَارَة بن الْوَلِيد ثمَّ قَالَ فَلَقَد رَأَيْتهمْ صرعى يَوْم بدر
ذكر عمَارَة بن الْوَلِيد هُنَا غلط وَوهم بَين وَالْمَعْرُوف عِنْد أهل الْأَمر وَالسير أَن عمَارَة لم يحضر بَدْرًا وَأَنه توفّي بِجَزِيرَة من أَرض الْحَبَشَة وَكَانَ النَّجَاشِيّ سحره وَنفخ فِي احليله سحرًا لتهمة لحقته عِنْده فهام على وَجهه مَعَ الْوَحْش وَفِي كتاب مُسلم فِيهِ وهم آخر وَقد ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْعين فِي قَوْله عقبَة بن الْوَلِيد وَفِي بَاب السمر مَعَ الضَّيْف فِي كتاب الصَّلَاة فَهُوَ أَنا وَأبي وَأمي كَذَا للمروزي وَأبي الْهَيْثَم وَسقط أبي للبلخي وَسقط أُمِّي للحموي وَالصَّوَاب إثباتهما وَبِذَلِك يتم الْعدَد أَيْضا لمجيئه بِثَلَاثَة وَفِي بَاب وَاتَّخذُوا من مقَام إِبْرَاهِيم مصلى قلت صلى فِي الْكَعْبَة قَالَ نعم رَكْعَتَيْنِ كَذَا هُوَ فِي حَدِيث يحيى بن سعيد قَالُوا وَذكر رَكْعَتَيْنِ غلط من يحيى بن سعيد الْقطَّان وَقد قَالَ ابْن عمر فنسيت أَن أسئلة كم صلى وَإِنَّمَا دخل الْوَهم من ذكر الرَّكْعَتَيْنِ بعد هَذَا وَقَوله ثمَّ خرج فصلى فِي وَجه الْكَعْبَة رَكْعَتَيْنِ وَفِي بَاب جهر الإِمَام بالتأمين وسمعته مِنْهُ فِي ذَلِك خيرا بياء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا سَاكِنة كَذَا للكافة وَعند الْأصيلِيّ وَسمعت بِغَيْر هَاء وَعند أبي ذَر خَبرا بِفَتْح الْبَاء بِوَاحِدَة وباجتماع هَاتين الرِّوَايَتَيْنِ يَسْتَقِيم الْكَلَام وَيتَّجه الصَّوَاب فِيهِ وَأما بافتراقهما أَو على الرِّوَايَة الأولى فيختل مَعْنَاهُ وَفِي بَاب التَّكْبِير للعيد قَول عبد الله بن بسر إِن كُنَّا قد فَرغْنَا هَذِه السَّاعَة صَوَابه لقد فَرغْنَا أَو إِلَّا قد فَرغْنَا وَفِي بَاب الصَّلَاة فِي كسوف الْقَمَر وَقَالَ أَبُو بكر انكسفت الشَّمْس كَذَا عِنْد أبي زيد وَعند أبي أَحْمد انكسف الْقَمَر وَهُوَ وفْق الْبَاب وَالصَّوَاب عِنْد ابْن السكن خسف الْقَمَر بِمَعْنَاهُ وَفِي حَدِيث القعْنبِي سُقُوط الْقيام الرَّابِع فِي كتاب الْأصيلِيّ وخرجه الْقَابِسِيّ وَصَحَّ لِابْنِ السكن كَمَا فِي الْمُوَطَّأ وسقوطه وهم وَفِي حَدِيث عمر فِي بَاب أَن الله لم يُوجب السُّجُود إِنَّمَا نمر بِالسُّجُود فَمن سجد فقد أصَاب كَذَا للجرجاني وَعند الْمروزِي وَابْن السكن والقابسي إِنَّمَا نمر وَعند بَعضهم عَن أبي ذَر أَنا لم نومر قَالَ(2/312)
الْقَابِسِيّ وَهُوَ الصَّوَاب وَهُوَ معنى الحَدِيث الآخر أَن الله لم يفْرض السُّجُود علينا وَفِي رفع الْأَيْدِي فِي الصَّلَاة لأمر ينزل من نابه فِي شَيْء من صلَاته فَلْيقل سُبْحَانَ الله كَذَا فِي أصل الْقَابِسِيّ وعبدوس وَهُوَ تَغْيِير وَالصَّوَاب مَا لغَيْرِهِمَا هُنَا وَمَا هُوَ الْمَعْرُوف والمتفق عَلَيْهِ فِي غير هَذَا الْبَاب من نابه شَيْء فِي صلَاته فَلْيقل سُبْحَانَ الله وَفِي زَكَاة الْغنم فِي أَربع وَعشْرين فَمَا دونه من الْغنم كَذَا للقابسي والأصيلي وَعند ابْن السكن فَمَا دونهَا الْغنم وَحمل بَعضهم أَن رِوَايَة من وهم
قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَكِلَاهُمَا صَوَاب فَمن أثبتها فَمَعْنَاه زَكَاتهَا من الْغنم وَمن هُنَا للْبَيَان لَا للتَّبْعِيض وعَلى إِسْقَاطهَا العنم مُبْتَدأ وَالْخَبَر مُضْمر فِي قَوْله فِي أَربع وَعشْرين وَمَا بعده وَقَوله فِي بَاب ابْني الْعم أَحدهمَا أَخ لأم فِي حَدِيث أَنا أولى بِالْمُؤْمِنِينَ من أنفسهم فَمن مَاتَ وَترك كلا الحَدِيث كَذَا لَهُم وَعند الْأصيلِيّ من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وَهُوَ وهم وَلَيْسَ من الحَدِيث وَلَا لَهُ فِي هَذَا الْبَاب معنى وَفِي بَاب من سَاق الْبدن فِي آخر الحَدِيث وَفعل مثل مَا فعل رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) من أهْدى أوساق الْهدى من النَّاس كَذَا للمروزي وَسقط للجرجاني وَغَيره من قَوْله من أهْدى إِلَى آخر الْكَلَام وَهُوَ اختلال وَنقص لَا يتم معنى الحَدِيث إِلَّا بِهِ وَمن أهْدى هُوَ الْفَاعِل بِالْفِعْلِ الْمُتَقَدّم وَوَقع عِنْد بعض الروَاة هَذِه الزِّيَادَة تَرْجَمَة وَهُوَ اختلال وَالصَّوَاب رِوَايَة الْمروزِي وَكَون ذَلِك من تَفْسِير الحَدِيث كَمَا جَاءَ فِي غير حَدِيث بِغَيْر هَذَا اللَّفْظ وَمَعْنَاهُ وَفِي بَاب كم اعْتَمر رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) نَا هدبة نَا همام وَفِيه قَالَ اعْتَمر أَربع عمر فِي ذِي الْقعدَة إِلَّا الَّتِي اعْتَمر مَعَ حجَّته عمْرَة من الْحُدَيْبِيَة ثمَّ عدهَا بعد قَالَ الْقَابِسِيّ قَوْله إِلَّا الَّتِي اعْتَمر مَعَ حجَّته كَلَام زَائِد وَصَوَابه أَربع عمر فِي ذِي الْقعدَة عمْرَة من الْحُدَيْبِيَة
قَالَ القَاضِي وَالرِّوَايَة عِنْدِي هِيَ الصَّوَاب وَقد عدهَا بعد فِي الْأَرْبَع آخر الحَدِيث فَكَأَنَّهُ قَالَ فِي ذِي الْقعدَة مِنْهَا ثَلَاث وَالرَّابِعَة عمرته فِي حجَّته أَو يكون صَوَابه كلهَا فِي ذِي الْقعدَة إِلَّا الَّتِي اعْتَمر فِي حجَّته ثمَّ فَسرهَا بعد ذَلِك لِأَن عمرته الَّتِي مَعَ حجَّته إِنَّمَا أوقعهَا فِي ذِي الْحجَّة على مَا ذكر أَنه كَانَ قَارنا أَو مُتَمَتِّعا وَإِنَّمَا قدم مَكَّة لأَرْبَع أَو خمس خلون من ذِي الْحجَّة وَقد ذكر مُسلم الحَدِيث بِنَفسِهِ وَمَتنه عَن هدبة بن خَالِد وَهُوَ هداب وَأرى أَبَا الْحسن إِنَّمَا رآ أَن يعد الرَّابِعَة فِي ذِي الْقعدَة من أجل إِحْرَامه بهَا فِي ذِي الْقعدَة على من جعله قَارنا أَو مُتَمَتِّعا وَيدل على صِحَة الِاسْتِثْنَاء مَا جَاءَ فِي الْأُم قَوْله فِي الْعُمر الثَّلَاث قبل الَّتِي فِي ذِي الْحجَّة فِي ذِي الْقعدَة عِنْد ذكر كل وَاحِدَة مِنْهَا ثمَّ قَالَ وَعمرَة فِي حجَّته لم يزدْ بدل على صِحَة استثنائها مِمَّا اعْتَمر فِي ذِي الْقعدَة وَتَكون عمْرَة مَرْفُوعَة عَنْهَا حَيْثُ وَقعت على الْقطع والابتداء أَو مَنْصُوبَة على الْبَدَل من قَوْله أَربع عمر وَقد يَصح تَخْصِيص الْآخِرَة بِالرَّفْع على خبر الْمُبْتَدَأ الْمَحْذُوف فَكَأَنَّهُ قَالَ وَالرَّابِعَة عمْرَة فِي حجَّته وَفِي بَاب من رَأيا بِقِرَاءَة الْقُرْآن وَمثل الْمُنَافِق الَّذِي لَا يقْرَأ الْقُرْآن بالحنظلة طعمها مر وخبيث وريحها مر كَذَا لجميعهم وَهُوَ وهم وَالصَّوَاب مَا وَقع فِي غير مَوضِع من الصَّحِيحَيْنِ فِي غير هَذَا الْبَاب وَلَا ريح لَهَا وَفِي بَاب إِذا رآ المحرمون صيدا فضحكوا قَوْله فَحملت عَلَيْهِ الْفرس فطعنته فَأَتَيْته فاستعنتهم فَأَبَوا صَوَابه تَقْدِيم الِاسْتِعَانَة على الْحمل عَلَيْهِ كَمَا جَاءَ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى وَفِي بَاب إِذا بَين البيعان هَذَا مَا اشْترى مُحَمَّد(2/313)
رَسُول الله وَكَذَا ذكره التِّرْمِذِيّ وَابْن الْجَارُود والعداء هُوَ المُشْتَرِي
قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَلَا يبعد صَوَاب مَا فِي الْأُم واتفاقه مَعَ مَا فِي المصنفات الآخر إِذا جعلنَا شرى وَاشْترى وَبَاعَ وابتاع بِمَعْنى يستعملان فِي الْوَجْهَيْنِ جَمِيعًا وَفِي بيع الثِّمَار قبل بَدو صَلَاحهَا فِي حَدِيث مَالك أَرَأَيْت إِن منع الله الثَّمَرَة كَذَا لسائرهم وَلأبي ذَر فَقَالَ رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَرَأَيْت إِن منع الله الثَّمَرَة قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ خَالف جمَاعَة فِيهِ مَالِكًا فَقَالُوا قَالَ أنس أَرَأَيْت أَن منع الله الثَّمَرَة الحَدِيث وَفِي بَاب بيع الْحَيَوَان بِالْحَيَوَانِ نَسِيئَة وَقَالَ ابْن سِيرِين لَا بَأْس بِبَعِير ببعيرين وَدِرْهَم بِدِرْهَمَيْنِ نَسِيئَة كَذَا للقابسي والحموي وَأبي الْهَيْثَم وَهُوَ وهم وتأوله الْقَابِسِيّ فِي الدِّرْهَم على الْقَرْض وَأَصْلحهُ الْأصيلِيّ فِي كِتَابه وَدِرْهَم أَو دِرْهَمَيْنِ نَسِيئَة وَقَالَ أَنا أصلحته وَهَذَا صَحِيح لِأَن ابْن سِيرِين قد رُوِيَ عَنهُ أَنه كَانَ يرى جَوَاز بيع الْحَيَوَان بِالْحَيَوَانِ يدا بيد وَدِرْهَم نَسِيئَة وَقَالَ بَعضهم لَعَلَّه كَانَ لَا بَأْس بِبَعِير ببعيرين وَدِرْهَم الدِّرْهَم نَسِيئَة فَسقط الْألف وتصحفت اللَّام بِالْبَاء وَفِي بَاب هِجْرَة الْحَبَشَة قَول عُثْمَان وَذكر أَبَا بكر وَعمر فَلَيْسَ لي عَلَيْكُم من الْحق مثل الَّذِي كَانَ لَهُم كَذَا للأصيلي وَلغيره مثل الَّذِي كَانَ عَلَيْهِم وَهُوَ وهم وَصَوَابه مثل الَّذِي كَانَ لَهُم عَلَيْكُم وَكَذَا نبه البُخَارِيّ على الْوَهم فِيهِ بقوله فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى مثل الَّذِي كَانَ لَهُم وَفِي بَاب طواف النِّسَاء مَعَ الرِّجَال وَقَوله قد طَاف نسَاء النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) مَعَ الرِّجَال ثمَّ قَالَت يخْرجن متنكرات بِاللَّيْلِ فيطفن مَعَ الرِّجَال كَذَا لَهُم وَعند ابْن السكن لم يكن يخْرجن متنكرات وَهُوَ وهم وَمَا قبله وَمَا بعده يناقضه وَفِي بَاب من سَاق الْبدن مَعَه قَوْله وَفعل مثل مَا فعل رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) من أهْدى أوساق الْهدى من النَّاس كَذَا لكافة الروَاة وَهُوَ الصَّحِيح وَتَمام الحَدِيث وَكَانَ عِنْد أبي الْهَيْثَم بعد قَوْله رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بَاب من أهْدى أوساق الْهدى من النَّاس وَجعله تَرْجَمَة وَهُوَ وهم واختلال فِي الْكَلَام وَإِنَّمَا من هُنَا فَاعل بقوله وَفعل مثل مَا فعل رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَبِذَلِك يسْتَقلّ الْكَلَام وَفِي بَاب إِذا أعتق عبدا بَين اثْنَيْنِ فِي حَدِيث عبد الله بن إِسْمَاعِيل يقوم عَلَيْهِ قيمَة عدل على الْعتْق أعتق مِنْهُ مَا أعتق كَذَا عِنْد الْمروزِي وَهُوَ كَلَام مختل وَصَوَابه رِوَايَة ابْن السكن على الْمُعْتق وَإِلَّا أعتق مِنْهُ مَا أعتق وَعند النَّسَفِيّ وابي الْهَيْثَم مثله قَالَا وَعتق مِنْهُ مَا عتق وعَلى الصَّوَاب جَاءَ فِي غير هَذَا الحَدِيث فِي الْأُمَّهَات الثَّلَاث وَفِي بَاب الشَّهَادَة على الْأَنْسَاب عَن عَائِشَة أَنَّهَا سَمِعت صَوت رجل يسْتَأْذن فِي بَيت حَفْصَة قَالَت عَائِشَة فَقلت يَا رَسُول الله أرَاهُ فلَانا لعم حَفْصَة من الرضَاعَة فَقَالَت عَائِشَة يَا رَسُول الله هَذَا رجل يسْتَأْذن فِي بَيْتك فَقَالَ رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أرَاهُ فلَانا لعم حَفْصَة من الرضَاعَة تَقْدِيم هَذَا القَوْل عَن عَائِشَة أول الحَدِيث أرَاهُ فلَانا زِيَادَة وَهُوَ وهم وَهُوَ ثَابت للمروزي والجرجاني والهروي وَأَكْثَرهم وَإِنَّمَا الْكَلَام للنَّبِي كَمَا جَاءَ آخرا جَوَابا القَوْل عَائِشَة آخر لَهُ كَمَا جَاءَ فِي غير هَذَا الحَدِيث فِي سَائِر الْأَبْوَاب فِي الْأُمَّهَات الثَّلَاث وَالصَّوَاب سُقُوط تِلْكَ الزِّيَادَة من قَول عَائِشَة إِلَى قَوْلهَا الثَّانِي وَكَذَا جَاءَت سَاقِطَة لبَعض الروَاة على الصَّوَاب وَفِي بَاب شَهَادَة العبيد وَالْإِمَاء وَقَالَ شُرَيْح كلكُمْ بَنو عبيد وإماء كَذَا لأكثرهم وَعند ابْن السكن كلكُمْ عبيد وإماء وَهُوَ الْوَجْه وَالصَّوَاب وَفِي(2/314)
بَاب إِذا زكى رجل رجلا كَفاهُ وَقَالَ أَبُو جميلَة وجدت منبوذ فَلَمَّا رآ عمر كَأَنَّهُ يتهمني قَالَ عمر يَعْنِي أَنه رجل صَالح قَالَ كَذَلِك اذْهَبْ وعلينا نَفَقَته كَذَا جَاءَ ملففا مُصحفا فِي رِوَايَة الْمروزِي وَفِيه اختلال وَنقص وَنَحْوه لأبي ذَر إِلَّا ان عِنْده مَوضِع فَلَمَّا رآ فَلَمَّا رَآنِي وَصَوَابه مَا عِنْد الْأصيلِيّ فَلَمَّا رآ عمر بِفَتْح الرَّاء كَأَنَّهُ يتهمني قَالَ عريفي أَنه رجل صَالح وَهَذَا كَلَام صَحِيح وَالْفَاعِل برآ مُضْمر وَهُوَ عريفي الْمَذْكُور بعد قَالَ كَذَاك يُرِيد أَن عمر قَالَ كَذَاك تَصْدِيقًا لَهُ وَعند الْهَمدَانِي فَلَمَّا رَآنِي عمر قَالَ عَسى الغوير ابئو سا كَأَنَّهُ يتهمني فَقَالَ عريفي وَهَذَا أبين وَأتم كَلَام وَفِي بَاب الصُّلْح بَين الْغُرَمَاء وَفضل ثَلَاثَة عشر وسْقا سَبْعَة عَجْوَة وَسِتَّة لون أَو سِتَّة عَجْوَة وَسَبْعَة لون كَذَا لَهُم وَهُوَ الْوَجْه وَعند الْجِرْجَانِيّ أَو سِتَّة لون وَسَبْعَة عَجْوَة وَهُوَ تكْرَار كَلَام لَيْسَ فِيهِ سوى التَّقْدِيم وَالتَّأْخِير فَإِن لم يكن تحريا من الرَّاوِي وَإِلَّا فَهُوَ وهم وَفِي كتاب الشُّرُوط فَجَاءَهُ أَبُو بَصِير رجل من قُرَيْش كَذَا جَاءَ هُنَا وَهُوَ وهم إِنَّمَا هُوَ ثقفي حَلِيف لقريش وَفِي آخر الحَدِيث صَوَابه ونسبته ثقيفا مُبينًا وَفِي كتاب الْجِهَاد فِي صفة حور الْعين شَدِيدَة سَواد الْعين شَدِيدَة بَيَاض الْعين كَذَا فِي النّسخ قَالَ بَعضهم صَوَابه شَدِيد سَواد سَواد الْعين شَدِيدَة بَيَاض بَيَاض الْعين وَفِي بَاب الْكَافِر يقتل الْمُسلم ثمَّ يسلم وَذكر حَدِيث أبي هُرَيْرَة قدمت على النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بِخَيْبَر فَقلت يَا رَسُول الله أسْهم لي فَقَالَ بعض بني سعيد بن العَاصِي لَا تسهم لَهُ يَا رَسُول الله فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَة هَذَا قَاتل ابْن قوقل فَقَالَ لَهُ ابْن سعيد ابْن العَاصِي وَاعجَبا لَو يرْتَد لي علينا من قدوم ضان الحَدِيث وَنَحْوه فِي الْمَغَازِي وَفِي حَدِيث ابْن الْمَدِينِيّ عَن سُفْيَان وَفِي هَذَا الْكَلَام قلب وتحريف قَبِيح من الروَاة وَصَوَابه مَا جَاءَ فِي غَزْوَة خَيْبَر فِي حَدِيث الزبيدِيّ عَن الزُّهْرِيّ وَفِي كتاب أبي دَاوُود وَغَيره أَن رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بعث أبان بن سعيد بن العَاصِي على سَرِيَّة من الْمَدِينَة قبل نجد فقدموا عَلَيْهِ بِخَيْبَر قَالَ أَبُو هُرَيْرَة فَقلت يَا رَسُول الله لَا تسهم لَهُ فَقَالَ أبان وَأَنت بِهَذَا يَا وبر تدلي وَذكر الحَدِيث وَعَلِيهِ يدل الْمَعْنى لِأَن هَذِه صفة أبي هُرَيْرَة وبلاده لَا صفة الْقرشِي وقدوم ضان مَوضِع بِبِلَاد دوس قوم أبي هُرَيْرَة وَقد تقدم الْخلاف فِي لَفظه وَمَعْنَاهُ وَمعنى وبر فِي تراجم حروفها قبل وَقَوله فِي بَاب أقركم مَا اقركم الله وَكَانَت الأَرْض لما ظهر عَلَيْهَا للْيَهُود وَللَّه وَلِرَسُولِهِ قَالَ الْقَابِسِيّ لَا أعرف مِمَّن وَقع الْغَلَط فِيهِ يَعْنِي أَنَّهَا صَارَت كلهَا لله وَلِرَسُولِهِ وللمسلمين كَمَا جَاءَ فِي سَائِر الْأَحَادِيث قَالَ أَبُو عبد الله بن أبي صفوة بل الصَّوَاب للْيَهُود لِأَنَّهُ لما ظهر أَولا على مَا ظهر مِنْهَا سَأَلُوهُ الصُّلْح على أَن يسلمُوا لَهُ الأَرْض الَّتِي بقيت بِأَيْدِيهِم فَكَانَت لَهُم فَلَمَّا تمّ الصُّلْح كَانَ ذَلِك كُله بعد لله وَرَسُوله وَالْمُسْلِمين وَفِي بَاب الْكَفَّارَة قبل الْحِنْث كُنَّا عِنْد أبي مُوسَى وَكَانَ بَيْننَا وَبَينه هَذَا الْحَيّ من جرم اخاء ومعروف فَقدم طَعَامه وَقدم فِي طَعَامه لحم دَجَاج كَذَا للأصيلي ولكافتهم مثله إِلَّا أَن عِنْدهم وَكَانَ بَيْننَا وَبَين هَذَا الْحَيّ وَهُوَ الصَّوَاب وَعند عَبدُوس والقابسي فَقدم طَعَام وَقدم فِي طَعَامه على مَا لم يسم فَاعله وللجماعة أبين وَفِي بَاب الْبشَارَة بالفتوح إِلَّا تريحني من ذِي الخلصة وَكَانَ بَيْننَا فِيهِ خثعم يُسمى الْكَعْبَة كَذَا للمروزي وَهُوَ وهم وللجرجاني فِيهِ صنم لخثعم ولبعضهم وَكَانَ فِي خثعم وَكَذَا جَاءَ فِي الْمَغَازِي(2/315)
وَهَاتَانِ الرِّوَايَتَانِ صحيحتان لَكِن تدل أَن رِوَايَة الْمروزِي هِيَ صَحِيح رِوَايَة البُخَارِيّ على وهمها لقَوْله آخر الْبَاب قَالَ مُسَدّد بَيت فِي خثعم قَالَ يَعْنِي البُخَارِيّ وَهُوَ أصح
قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَقد يحْتَمل أَن تكون رِوَايَة الْمروزِي فِيهِ خثعم صَحِيحَة بنته خثعم فتصحف بِفِيهِ وَذكر البُخَارِيّ فِي تَرِكَة الزبير ووصيته فِي بَاب تَرِكَة الْغَازِي وَقَالَ آخرا وَكَانَ للزبير أَربع نسْوَة وَربع الثُّلُث فَأصَاب كل امْرَأَة ألف ألف ألف وَمِائَتَا ألف فَجَمِيع مَاله خَمْسُونَ ألف ألف ومئتا ألف كَذَا فِي جَمِيع النّسخ وَهُوَ عِنْد تَحْقِيق الْحساب وهم وَصَوَابه سَبْعَة وَخَمْسُونَ ألف ألف وسِتمِائَة ألف وَهُوَ مَا يقوم من ضرب ألف ألف ومائتي ألف فِي اثْنَيْنِ وَثَلَاثِينَ من حَيْثُ لَا يقوم ربع الثّمن لكل زَوْجَة وَيحمل على ذَلِك كُله مثل نصفه للْوَصِيَّة وَهُوَ ثلث التَّرِكَة وَهَذَا كُله إِذا لم يحْسب دينه الْمَذْكُور أول الحَدِيث أَنه كَانَ ألفي ألف ومائتي ألف فَجَمِيع مَاله على هَذَا الْمَقْسُوم للدّين وَالْوَصِيَّة والتركة تِسْعَة وَخَمْسُونَ ألف ألف وَثَمَانمِائَة ألف لَكِن مُحَمَّد بن سعد كَاتب الْوَاقِدِيّ ذكر فِي تَارِيخه الْكَبِير أَنه أصَاب كل امْرَأَة ألف ألف وَمِائَة ألف فَيصح على هَذَا قَوْله فِي الْأُم فَجَمِيع المَال خَمْسُونَ ألف ألف لَكِن يبْقى الْوَهم فِي قَوْله وَمِائَتَا ألف وَإِنَّمَا يكون صَوَابه مائَة ألف فَلَعَلَّ الْوَهم فِي الْأُم فِي مِائَتي ألف حَيْثُ وَقع فِي نصيب الزَّوْجَات وَجَمِيع المَال فَإِنَّهُ مائَة ألف وَاحِدَة حَيْثُ وَقع ويستقيم حِسَاب خمسين ألفا على مَا جَاءَ فِي الْأُم وَفِي بَاب صفة الْجنَّة والمنضود الموز والمخضود الموقر حملا فِي هَذَا تَخْلِيط وَنقص وَوهم كَذَا فِي جَمِيع النّسخ وصواب الْكَلَام والطلح المخضود الموز المنضود الموقر حملا الَّذِي نضد بعضه على بعض يُرِيد من كَثْرَة حمله وَفِي بَاب أوقاف أَصْحَاب رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فِي حبس عمر قَوْله تصدق بِأَصْلِهِ لَا يُبَاع ثَمَرَة وَلَكِن ينْفق وَيتَصَدَّق بِهِ كَذَا فِي هَذَا الْبَاب قيل لَعَلَّه وهم وَصَوَابه مَا فِي غير هَذَا الْبَاب أَي تحبيس أَصله وَيصدق بِهِ يُرِيد بثمره وَالْمرَاد بِالصَّدَقَةِ فِي الحَدِيث الأول الْحَبْس فبينه بقوله لَا يُبَاع ثمره وَفِي بَاب أقطاع النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) الْبَحْرين للْأَنْصَار فقالو حَتَّى تكْتب لإِخْوَانِنَا من قُرَيْش بِمِثْلِهَا فَقَالَ ذَلِك لَهُم مَا شَاءَ الله على ذَلِك يَقُولُونَ لَهُ قَالَ فَإِنَّكُم سَتَرَوْنَ بعدِي أَثَرَة الحَدِيث كَذَا لكافة الروَاة وَفِيه تَصْحِيف وتلفيف وَصَوَابه رِوَايَة ابْن السكن فَقَالَ لَهُم رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) مَا شَاءَ الله كل ذَلِك يَقُولُونَ وَيحْتَمل أَن قَوْله ذَلِك لَهُم تَصْحِيف من لَفْظَة النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) من ذكل أَولا وكل مر على ذَلِك وَالله أعلم وَقَوله فِي التَّفْسِير والقطر الْحَدِيد
الْمَعْرُوف أَنه النّحاس وَكَذَا ذكره فِي مَوضِع آخر على الْمَعْرُوف وَفِي الحَدِيث فِي صفة مُوسَى ضرب وَهُوَ ذُو الْجِسْم بَين الجسمين وَقيل الْقَلِيل اللَّحْم وَفِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى بعد إِذا جَعَلْنَاهُ بِمَعْنى كثير اللَّحْم كَانَ بِمَعْنى ضرب وَفِي الآخر مُضْطَرب وَهُوَ ضد الضَّرْب والجعد والمضطرب الطَّوِيل غير الشَّديد وَفِي رِوَايَة أُخْرَى عِنْد مُسلم جسيم سبط فَإِن رددناه إِلَى الطول كَانَ وفَاقا وَلَا يَصح صرف جسيم لِكَثْرَة اللَّحْم لِأَنَّهُ ضد مَا تقدم وَإِنَّمَا جسيم فِي صفة الدَّجَّال وَقد تقدم شرح هَذِه الْأَلْفَاظ فِي حروفها وَفِي حَدِيث السَّقِيفَة لقد خوف عمر النَّاس كَذَا لجميعهم وَكَانَ فِي أصل الْأصيلِيّ أَبُو بكر ثمَّ كتب عَلَيْهِ عمر وَلم يُغير أَبَا بكر والصوب(2/316)
عمر لِأَن ذكر أبي بكر جَاءَ بعد هَذَا وَبعده وَإِن فيهم لنفاقا فردهم الله بذلك كَذَا جَاءَت هَذِه الْجُمْلَة فِي جَمِيع النّسخ الَّتِي وقفنا عَلَيْهَا من البُخَارِيّ وَذكرهَا أَبُو عبد الله بن نصر فِي اختصاره الصَّحِيح بِغَيْر هَذَا اللَّفْظ وَإِن فيهم لتقي فأفردهم الله بذلك فَلَا أَدْرِي أهوَ إصْلَاح مِنْهُ أَو من غَيره أَو رِوَايَة أَو إِحَالَة من الروَاة لَهُ وَكَأَنَّهُ أنكر النِّفَاق عَلَيْهِم حِينَئِذٍ وَلَا يُنكر كَونه فِي زَمَنه (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَبعد مَوته ذَلِك وَقد ظهر فِي أهل الرِّدَّة وَغَيرهم وَلَا سِيمَا عِنْد الْحَادِث الْعَظِيم من مَوته (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) الَّذِي أذهل عقول جلّ الصَّحَابَة فَكيف ضعفاء الْإِيمَان والقلوب من سَواد النَّاس وَالْإِعْرَاب وَالصَّوَاب عِنْدِي مَا فِي النّسخ واتفقت عَلَيْهِ رِوَايَات شُيُوخنَا وَفِي مَنَاقِب سعد مَا أسلم أحد إِلَّا فِي الْيَوْم الَّذِي أسلمت فِيهِ كَذَا فِي جَمِيع النّسخ قَالَ بَعضهم وَهُوَ وهم وَالصَّوَاب إِسْقَاط إِلَّا
قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَكَأَنَّهُ حمل الْكَلَام على ظَاهر عُمُومه وَهُوَ تَأْوِيل بعيد وَالصَّوَاب عِنْدِي مَا جَاءَت بِهِ الرِّوَايَة بإثباتها ومقصده مَا أسلم أحد قبل إسلامي إِلَّا من أسلم معي يَوْم إسلامي وبدليل قَوْله وَلَكِن مكثت سَبْعَة وَإِنِّي لثلث الْإِسْلَام وَفِي حَدِيث حُذَيْفَة فَرَجَعت اولاهم واجتلدت أخراهم كَذَا لَهُم وَعند الْقَابِسِيّ فَرَجَعت أولاهم على أخراهم قَالُوا وصواب الْكَلَام فَرَجَعت أولاهم مَعَ أخراهم وَفِي حَدِيث قتل حَمْزَة أَنه قتل طعيمة بن عدي ابْن الْخِيَار ببدر هَذَا وهم إِنَّمَا هُوَ طعيمة ابْن عدي بن نَوْفَل بن عبد منَاف وَإِنَّمَا طعيمة بن عدي ابْن الْخِيَار ابْن أَخِيه وَفِي غَزْوَة ذَات الرّقاع قَول البُخَارِيّ وَهِي غَزْوَة محَارب خصفة من بني ثَعْلَبَة من غطفان نخلا كَذَا للمروزي والنسفي وَأبي ذَر وَعند الْقَابِسِيّ وعبدوس محَارب خصفة بني ثَعْلَبَة وفيهَا تَخْلِيط وَصَوَابه مَا لبَعض الروَاة هِيَ غَزْوَة محَارب خصفة وَبني ثَعْلَبَة ولبعضهم عَن أبي ذَر وَمن بني ثَعْلَبَة وَمَا قبله أبين وَكَذَا ذكر ابْن إِسْحَاق وغزوة بني محَارب وَبني ثَعْلَبَة وَذَلِكَ أَن مُحَاربًا هُوَ ابْن خصفة وَبَنُو ثَعْلَبَة بن سعد وَكِلَاهُمَا من قيس يُصَحِّحهُ قَوْله بعد هَذَا يَوْم محَارب وثعلبة وَفِي غَزْوَة الطَّائِف فكأنهم وجدوا إِذْ لم يصبهم مَا أصَاب النَّاس أَو كَأَنَّهُمْ وجدوا إِذْ لم يصبهم مَا أصَاب النَّاس كَذَا هُوَ مُكَرر فِي النّسخ وَعند الْأصيلِيّ إِن لم وَكتب على النُّون دَالا فعلى هَذَا يكون التّكْرَار لفائدة اخْتِلَاف هَذِه الرِّوَايَات قَالَ الْقَابِسِيّ لَا يكون مكررا إِلَّا للِاخْتِلَاف فِي قَوْله إِن لم وَإِذ لم وَعند أبي ذَر فِي الأول فكأنهم وجد وَفِي الْأُخْرَى وجدوا فجَاء التّكْرَار للْخلاف وَالشَّكّ فِي هَذَا الْحَرْف وَجَاء وجد هُنَا بِضَم الْوَاو وَسُكُون الْجِيم مُخَفّفَة من الضَّم جمع وَأَجد مثل صابر وصبر وَفِي بَاب بعث على فَقَسمهَا بَين أَرْبَعَة نفر ذكرهم وَقَالَ فِي الرَّابِع أما عَلْقَمَة وَأما عَامر ابْن الطُّفَيْل كَذَا لَهُم فِي البُخَارِيّ وَمُسلم مَعًا وَذكر عَامر هُنَا وَالشَّكّ فِيهِ وهم لِأَنَّهُ لم يسلم وَلَا عد فِي الْمُؤَلّفَة قُلُوبهم وَلَا أدْرك هَذَا الزَّمَان بل مَاتَ قبل وَالصَّحِيح عَلْقَمَة وَهُوَ ابْن عَلامَة وَفِي غَزْوَة أبي عُبَيْدَة فَعمد إِلَى أطول رجل مَعَه وَأخذ رجلا وبعيرا فَمر تَحْتَهُ كَذَا للقابسي بِالْجِيم فيهمَا وَعند غَيره أطول رَحل بِالْحَاء فِي الأول وَعند الْأصيلِيّ مهمل الضَّبْط وَالْأَشْبَه أَنه عِنْده بِالْحَاء وَعِنْده وَاحِد الرجل بَعِيرًا فَمر تَحْتَهُ وَفِي هَذَا اختلال وتقويمه رجل بِالْجِيم فِي الأول كَمَا للقابسي وَالثَّانِي بِالْحَاء كَمَا للأصيلي أَو كَمَا لغَيرهم فَأخذ رحلا وبعيرا فَمر تَحْتَهُ وَكَذَا هُوَ مُبين فِي غير هَذَا الحَدِيث(2/317)
وَفِي كتاب مُسلم بِمَعْنَاهُ وَقد ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْجِيم وَفِي حَدِيث كَعْب بن مَالك حَتَّى اشْتَدَّ النَّاس الْجد كَذَا لجمهورهم وَعند ابْن السكن بِالنَّاسِ وَهُوَ الصَّوَاب وَفِي بَاب تَعْلِيم الصّبيان الْقُرْآن قَول ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنهُ توفّي النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَأَنا ابْن عشر سِنِين وَقد قَرَأت الْمُحكم وَالْمَعْرُوف ابْن عَبَّاس كَانَ عِنْد وَفَاة النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) مختونا وَكَانُوا لَا يختنون إِلَّا من أدْرك وَقد قَالَ فِي الحَدِيث الآخر فِي حَيَاة النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَقد ناهزت الِاحْتِلَام وَكَانَ مولده قبل الْهِجْرَة بِثَلَاث سِنِين فِي الشّعب على الصَّحِيح أَو لَعَلَّ قَوْله وَأَنا ابْن عشر سِنِين رَاجع إِلَى حفظه الْمُحكم لَا إِلَى الْوَفَاة أَي مَاتَ (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَقد جمعت الْمُحكم قبل ذَلِك وَأَنا ابْن عشر وَقَوله فِي بَاب أَيَّام معدودات فيطعمان مَكَان كل يَوْم مِسْكينا كَذَا لجميعهم وَوَقع عِنْد الْأصيلِيّ مَكَان كل مِسْكين يَوْمًا على الْقلب وَهُوَ وهم وَقَوله فِي التَّفْسِير فصرهن قطعهن هَذَا غير مَعْلُوم وَالْمَعْرُوف قَوْله تَعَالَى فصرهن أملهن وَفِي صفته (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فِي حَدِيث ابْن بكير أَزْهَر اللَّوْن لَيْسَ بأبيض أمهق وَلَا أَدَم كَذَا فِي أصل كتاب الْأصيلِيّ وَالْحق أمهق عِنْد قَوْله أَزْهَر اللَّوْن وَقَالَ كَذَا عِنْد أبي زيد أَزْهَر اللَّوْن أمهق لَيْسَ بأبيض وَلَا أَدَم قَالَ وَهُوَ خطأ وَكَذَا عِنْد أَكثر الروَاة كَمَا عِنْد أبي زيد وَكَذَا عِنْد أبي الْهَيْثَم والنسفي قَالَ الْأصيلِيّ لَيْسَ فِي عرضتنا بِمَكَّة أمهق لَا أَولا وَلَا آخرا وَكَذَا عِنْد أبي ذَر وعبدوس وَالصَّوَاب مَا فِي أصل الْأصيلِيّ وَهُوَ الْمَعْرُوف فِي غَيره وَإِثْبَات أمهق أَولا وحذفه آخرا خطأ يخْتل بِهِ الْكَلَام وَفِي تَفْسِير أَزْهَر فِي حرف الزَّاي وَفِي تَفْسِير أمهق فِي حرف الْمِيم وعَلى الصَّوَاب جَاءَ بعد فِي الحَدِيث الآخر وَفِي كتاب الْفِتَن إِنِّي لأرى كَتِيبَة لَا تولى حَتَّى تدبر آخرهَا كَذَا هُنَا فِي جَمِيع النّسخ وَلَا معنى لَهُ وَفِيه تَغْيِير وَصَوَابه مَا جَاءَ فِي كتاب الصُّلْح أَنِّي لأرى كتائب لَا تولى حَتَّى تقتل أقرانها وَعَلِيهِ يدل قَول مُعَاوِيَة فَمن لي بذراري الْمُسلمين وَفِي خبر دَاوُود فِي كتاب الْأَنْبِيَاء صفّين الْفرس رفع أحد رجلَيْهِ حَتَّى تكون على طرف الْحَافِر كَذَا لجميعهم وَالْمَعْرُوف إِحْدَى وَفِي التَّفْسِير أَيْضا قَوْله عَن ابْن عَبَّاس تعضلوهن تنهروهن كَذَا لأكْثر الروَاة وَعند الْمُسْتَمْلِي تقهروهن وَفِي تَفْسِير سُورَة يُوسُف حَتَّى جعل الرجل ينظر إِلَى السَّمَاء كَذَا صَوَاب الرِّوَايَة وَالْكَلَام وَفِيه فِي بعض الرِّوَايَات تكْرَار وتغيير وَفِي تَفْسِير ويدرأ عَنْهَا الْعَذَاب أَن هِلَال بن أُميَّة قذف امْرَأَته بِشريك بن سَحْمَاء كَذَا جَاءَ هُنَا من رِوَايَة هِشَام بن حسان عَن عِكْرِمَة وَلم يقلهُ غَيره وَإِنَّمَا الْقِصَّة لعويمر بن عجلَان فِي حَدِيث ابْن عَبَّاس وَابْن عمر وَلَيْسَ فِيهَا ذكر شريك بن سَحْمَاء لَكِن وَقع فِي الْمُدَوَّنَة فِي حَدِيث الْعجْلَاني ذكر شريك بن سَحْمَاء وَفِي تَفْسِير حم السَّجْدَة يُقَال فَلَا أَنْسَاب بَينهم فِي النفخة الأولى فَصعِقَ من فِي السَّمَوَات وَمن فِي الأَرْض ثمَّ ينْفخ فِي الصُّور فَلَا أَنْسَاب عِنْد ذَلِك كَذَا لجميعهم وَإِدْخَال ثمَّ هُنَا خطأ وَوهم وبسقوطها لَا يَسْتَقِيم الْكَلَام وَبعد هَذَا جَاءَت فِي موضعهَا ثمَّ فِي النفخة الْآخِرَة أقبل بَعضهم على بعض يتساءلون وَفِي تَفْسِير تبَارك ونفور الكفور كَذَا عِنْدهم وَعند الْأصيلِيّ وتفور تَفُور كَقدْر وَهُوَ الصَّحِيح الأولى وَغَيره تَصْحِيف وَإِن كَانَ نفور وتفور فِي السُّورَة فتفسير نفور بالنُّون وبكفور بعيد لَا سِيمَا فِي قَوْله وَإِلَيْهِ(2/318)
النفور فَلَا يَصح تَفْسِيره بكفور بِوَجْه وَفِيه قَول مُجَاهِد روح جنَّة وروخا كَذَا فِي النّسخ وَفِي بَاب وكلم الله مُوسَى تكليما جَاءَهُ ثَلَاثَة نفر قبل أَن يوحي إِلَيْهِ وَذكر الْإِسْرَاء هُنَا فِيهِ وهم والإسراء إِنَّمَا كَانَ بعد الْبعْثَة بسنين قيل وَقد جَاءَت قصَّة شقّ قلبه فِي كتاب البُخَارِيّ وَمُسلم فِي رِوَايَة أنس من طرق فِي قصَّة الْإِسْرَاء وَحَدِيثه وَلَا يَصح وَإِنَّمَا هما قصتان هَذِه قبل الْإِسْرَاء والبعث والإسراء بعد ذَلِك وَقد بَينهمَا وفصلهما مَعًا وَفِي تَفْسِير سبأ وحفر الْوَادي فارتفعتا عَن الجنتين وَعند الْقَابِسِيّ عَن الجنبين وَفِي آخر حَدِيث أم زرع وَقَالَ سعيد بن سَلمَة عَن هِشَام وعشغش بيتنا تغشيشا بالغين الْمُعْجَمَة فِي الْأَخير والمهملة فِي الأولى كَذَا للقابسي وَسقط كُله للأصيلي وَعند الْمُسْتَمْلِي عشعس وَلغيره من شُيُوخ أبي ذَر وَلَا تعشش وَهُوَ الصَّوَاب كَمَا جَاءَ فِي الْأَحَادِيث الآخر وَفِي بَاب الْغيرَة قَول سعد لَو وجدت رجلا مَعَ امْرَأَتي لضربته بِالسَّيْفِ كَذَا لَهُم وَعند الْأصيلِيّ فِي أَصله لَو وجدت رجلا من الْأَنْصَار وَكتب عَلَيْهِ مَعَ امْرَأَتي وَزِيَادَة من الْأَنْصَار وهم وَفِي بَاب هَل يواجه الرجل امْرَأَته بِالطَّلَاق فِي حَدِيث أبي نعيم وأتى بالجوينية فأنزلت فِي بَيت فِي نخل فِي بَيت أُمَيْمَة بنت النُّعْمَان بن شرَاحِيل كَذَا للمروزي وَالْمُسْتَمْلِي وَعند الْجِرْجَانِيّ نخل وَهِي أُمَيْمَة بنت الْحَارِث وَكله وهم وَصَوَابه أُمَيْمَة بنت شرَاحِيل كَمَا جَاءَ بعد فِي الْبَاب من رِوَايَة غَيره حَيْثُ نبه البُخَارِيّ عَلَيْهِ وعَلى الْخلاف فِيهِ وَالوهم بقوله وَقَالَ الْحُسَيْن ابْن الْوَلِيد وَذكر الْخَبَر تزوج أُمَيْمَة بنت شرَاحِيل وَفِي بَاب قبالان فِي نعل أخرج لنا أنس نَعْلَيْنِ لَهما قبالان فَقَالَ ثَابت الْبنانِيّ هَذَا نعل رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كَذَا لكافتهم وَعند الْأصيلِيّ فَقَالَ يَا ثَابت وَهُوَ الصَّوَاب إِن شَاءَ الله وَلم يجد لِثَابِت قبل ذكر فِي الحَدِيث وَلَا يسْتَند الحَدِيث إِلَّا بقول أنس ذَلِك لَا ثَابت وَفِي حَدِيث فَرْوَة بن أبي المغراء أَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) شرب الْعَسَل فِي بَيت حَفْصَة وَإِن المتظاهرة مَعَ عَائِشَة سَوْدَة وَصفِيَّة وَالْمَعْرُوف مَا جَاءَ فِي غير هَذِه الرِّوَايَة أَن المتظاهرتين حَفْصَة وَعَائِشَة وَأَنه إِنَّمَا شرب الْعَسَل عِنْد زَيْنَب وَفِي بَاب الْمَلَائِكَة كَيفَ تركْتُم عبَادي قَالُوا تركناهم يصلونَ وأتيناهم يصلونَ وَبعده بَاب إِذا قَالَ أحدكُم آمين وَالْمَلَائِكَة فِي السَّمَاء آمين الحَدِيث كَذَا هُوَ تَرْجَمَة عِنْد الْمروزِي والنسفي وَعند أبي ذَر كَذَلِك وَلَيْسَ عِنْده لَفْظَة بَاب وَهُوَ من تَفْسِير الحَدِيث عِنْد الْجِرْجَانِيّ والنسفي وَإِذا قَالَ أحدكُم آمين وَكَذَا فِي كتاب عَبدُوس وَزَاد فِيهِ إِذا قَالَ أحدكُم آمين يَعْنِي فِي الحَدِيث وَفِي بَاب هَل تنبش الْقُبُور ذكر إِقَامَة النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فِي بني عَمْرو بن عَوْف عِنْد قدومه الْمَدِينَة أَربع عشر لَيْلَة كَذَا لَهُم وَعند الْحَمَوِيّ وَالْمُسْتَمْلِي بضعا وَعشْرين وَالصَّوَاب الأول وَفِي بَاب يبْدَأ الرِّجَال بالتلاعن أَن هِلَال بن أُميَّة قذف امْرَأَته قَالَ الْمُهلب ذكر هِلَال بن أُميَّة هُنَا غلط من هِشَام بن حسان وَالْمَعْرُوف عُوَيْمِر الْعجْلَاني أَو اسْمه أَو نسبه مُجَردا وَقد تقدم وَفِيه فَأخْبر بِهِ بِالَّذِي وجد عَلَيْهِ امْرَأَته كَذَا لَهُم وَلابْن السكن بِالَّذِي وجد على امْرَأَته وَكِلَاهُمَا صَحِيح الْمَعْنى وَالْأول أصح لقَوْله فِي الحَدِيث الآخر أَنه وجده مَعهَا فِي لِحَاف وَاحِد فَإِنَّمَا أخبر عَن الْحَال الَّتِي وجد عَلَيْهِ امْرَأَته فَالضَّمِير عَائِد على الْحَال والهيئة وَفِي الْإِيمَان أَتَرْضَوْنَ أَن تَكُونُوا ثلث أهل الْجنَّة كَذَا لِابْنِ السكن وَلغيره(2/319)
الم ترْضونَ وَهُوَ وهم لَا معنى لزِيَادَة لم هُنَا وَالْأول الْمَعْرُوف فِي الحَدِيث وَالصَّحِيح وَفِي الْقصاص بَين الرِّجَال وَالنِّسَاء جرحت أُخْت الرّبيع إنْسَانا كَذَا لَهُم وَعند الْأصيلِيّ جرحت الرّبيع وَهُوَ الصَّوَاب وَكَذَا جَاءَ فِي غير هَذَا الْبَاب وَقَوله وَالله لَا تكسر سنّ الرّبيع والْحَدِيث مَشْهُور وَفِي كتاب الرُّؤْيَا فِي بَاب من رءا النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَذكر حَدِيث مُعلى بن أَسد من رَآنِي فِي الْمَنَام فقد رَآنِي فَإِن الشَّيْطَان لَا يتَمَثَّل بِي ورؤيا الْمُؤمن جُزْء من سِتَّة وَأَرْبَعين جُزْءا من النبوءة كَذَا فِي أصل النَّسَفِيّ والقابسي وَبعده حَدِيث يحيى بن بكير وَكَانَ عِنْد الْأصيلِيّ هَذَا الْكَلَام رُؤْيا الْمُؤمن الخ تَرْجَمَة فِي الأَصْل لَيْسَ من نفس الحَدِيث وَتمّ الحَدِيث عِنْده قبل عِنْد قَوْله لَا يتَمَثَّل بِي ثمَّ ألحق مَا عِنْد غَيره وَترك التَّرْجَمَة بِحَالِهَا وَلم يَأْتِ هَذَا اللَّفْظ بعد هَذِه التَّرْجَمَة عِنْده فَدلَّ أَن رِوَايَة غَيره أصح هُنَا وَفِي كتاب الطَّلَاق وَفِي بَاب وَأولَات الْأَحْمَال فِي حَدِيث سبيعة أَن زَوجهَا توفّي عَنْهَا وَهِي حُبْلَى وَإِن أَبَا السنابل ابْن بعلك خطبهَا فَأَبت فَقَالَت وَالله لَا يصلح أَن تنكحيه كَذَا لكافتهم وَفِيه تَغْيِير وَنقص وَعند ابْن السكن قَالَ وَالله وَهُوَ الصَّوَاب وَتَمَامه فِي غير هَذَا الْبَاب فنفست بعد لَيَال فَخَطَبَهَا أَبُو السنابل وَرجل شَاب فحطت إِلَى الشَّبَاب وأبت أَن تنْكح أَبَا السنابل فَقَالَ وَالله مَا يصلح أَن تنكحيه وَفِي بَاب الدَّوَاء بألبان الْإِبِل فِي حَدِيث العرنيين فَلَمَّا صحوا فَقَالُوا إِن الْمَدِينَة وخمة فأنزلهم الْحرَّة الحَدِيث إِلَى قَوْله فَلَمَّا صحوا قتلوا راعي النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) الحَدِيث ذكر فَلَمَّا صحوا أَولا هُنَا وتقديمه وزيادته خطأ وَوهم وَلَيْسَ مَوْضِعه وَإِنَّمَا مَوْضِعه آخر الحَدِيث كَمَا جَاءَ فِي مَوْضِعه وكما جَاءَ فِي سَائِر الْأَبْوَاب فِي الصَّحِيحَيْنِ على الصَّوَاب وَفِيه فِي بَاب من لم يسق الْمُحَاربين أنس ابْن مَالك قدم رَهْط من عكل وَفِي كتاب الْأصيلِيّ أنس عَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) قدم رَهْط وَذكر النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) هُنَا غلط وَقد مرض عَلَيْهِ الْأصيلِيّ فِي كِتَابه وَالصَّوَاب مَا لغيره إِسْقَاطه وكما جَاءَ فِي غير هَذَا الْبَاب فِي الصَّحِيحَيْنِ وَفِي حَدِيث أم عَطِيَّة فِي النوح فَمَا وفت منا امْرَأَة غير خمس نسْوَة أم سليم وَأم الْعَلَاء وابنت أبي سُبْرَة وَامْرَأَة معَاذ وَامْرَأَتَانِ أَو ابْنة أبي سُبْرَة وَامْرَأَة معَاذ وَامْرَأَة أُخْرَى وَالصَّحِيح من هَذَا الشَّك وَذكر حَدِيث بني النَّضِير وَقَالَ وَجعله ابْن إِسْحَاق بعد بير مَعُونَة كَذَا للأصيلي وَابْن السكن وَغَيرهم وَهُوَ الصَّوَاب وَعند الْقَابِسِيّ وَجعله إِسْحَق وَهُوَ وهم وَفِي بَاب السمر مَعَ الضَّيْف والأهل ذكر حَدِيث معمر بن سُلَيْمَان فِي أضياف أبي بكر وَفِيه فَقَالَ كلوا هَنِيئًا فَقَالَ وَالله لَا أطْعمهُ أبدا وأيم الله مَا كُنَّا نَأْخُذ من لقْمَة إِلَّا رَبًّا من أَسْفَلهَا أَكثر مِنْهَا ثمَّ قَالَ بعد ذَلِك فَأكل مِنْهَا أَبُو بكر وَقَالَ إِنَّمَا ذَلِك من الشَّيْطَان فَأكل مِنْهَا لقْمَة وَهَذَا المساق فِيهِ خطأ كَبِير وَتَقْدِيم وَتَأْخِير وَكَذَا جَاءَ أَيْضا فِي بَاب عَلَامَات النبوءة وَكَذَا ذكره مُسلم من حَدِيث مُعْتَمر أَيْضا وَصَوَابه تَقْدِيم أكل أبي بكر بعد حلف الأضياف بعد يَمِينه هُوَ أَلا يطعموها حَتَّى يطعم وَبعد هَذَا يَجِيء قَوْله وَالله مَا كُنَّا نَأْخُذ لقْمَة كَمَا جَاءَ فِي غير رِوَايَة مُعْتَمر من حَدِيث الْجريرِي فِي الصَّحِيحَيْنِ وَفِي خبر أهل خَيْبَر وَكَانَت الأَرْض لما ظهر عَلَيْهَا للْيَهُود وَلِلرَّسُولِ وللمسلمين كَذَا جَاءَ فِي حَدِيث مُوسَى ابْن عقبَة قَالَ أَبُو الْحسن الْقَابِسِيّ لَا أعرف للْيَهُود وَلَا مِمَّن وَقع الْغَلَط فِيهِ قَالَ أَبُو عبيد الله بن أبي صفرَة بل هُوَ صَوَاب(2/320)
وَأَرَادَ لما ظهر عَلَيْهَا بِفَتْح أَكْثَرهَا فاكره قيل صلحه للْيَهُود على الْجلاء وَتَسْلِيم أَرضهم الْبَاقِيَة وَأَمْوَالهمْ فَلَمَّا صَالحه بَقِيَّتهمْ صَارَت كلهَا لله وَلِرَسُولِهِ وللمسلمين وَفِي خطْبَة الْفَتْح وَمن قتل فَهُوَ بِخَير النظرين أما أَن يعقل وَأما أَن يفادي أهل الْقَتِيل كَذَا جَاءَ فِي كتاب الْعلم وَقَالَ البُخَارِيّ يُقَاد بِهِ بِالْقَافِ فِي غير هَذَا الْبَاب وَفِي مُسلم فَمن قتل لَهُ قَتِيل فَهُوَ بِخَير النظرين أما إِن يقتل وَأما إِن يفدى وَفِي مَوضِع آخر فِي البُخَارِيّ يفادي بِالْفَاءِ وَالصَّوَاب الْقَاف مَعَ قَوْله يعقل أَو الْفَاء مَعَ قَوْله يقتل وَأما يعقل مَعَ يفْدي أَو يفادي فَلَا وَجه لَهُ لِأَنَّهَا بِمَعْنى وَقَوله فَمن قتل فَهُوَ بِخَير النظرين أَي وليه بِدَلِيل بَيَانه فِي الحَدِيث الآخر فَمن قتل لَهُ قَتِيل وَقَوله أما أَن يقتل على مَا لم يسلم فَاعله على اخْتِصَار الْكَلَام أَي قَاتله وَفِي كتاب بعض شُيُوخنَا مضبوطا يقتل بِفَتْح الْيَاء وَهُوَ أبين فِي الْبَاب وَفِي بَاب الزَّكَاة فَكَانَت سَوْدَة أَطْوَلهنَّ يدا فَعلمنَا بعد إِنَّمَا كَانَت طول يَدهَا بِالصَّدَقَةِ وَكَانَت أَسْرَعنَا لُحُوقا بِهِ وَكَانَت تحب الصَّدَقَة
ظَاهر هَذَا الحَدِيث إِن المُرَاد بِجَمِيعِهِ سَوْدَة وَفِي الْكَلَام تلفيف وَإِنَّمَا كَانَت سَوْدَة أَطْوَلهنَّ يدا بالجسم والخلقة وَالْمرَاد بقوله فعلما بعد إِنَّمَا كَانَت طول يَدهَا بِالصَّدَقَةِ إِلَى آخر الْكَلَام زَيْنَب بنت جحش لَا سَوْدَة كَمَا جَاءَ فِي غير هَذَا الحَدِيث مُفَسرًا وَفِي آخر بَاب ذكر الْمَلَائِكَة إِلَى قَوْله وتركناهم وهم يصلونَ أهل الحَدِيث عِنْد الْمروزِي والنسفي هُنَا كَمَا انْتهى فِي كتاب الْمُوَطَّأ وَمُسلم بِغَيْر خلاف وَفِي كتاب الْجِرْجَانِيّ وَابْن السكن مُتَّصِلا بِهِ من الحَدِيث وَإِذا قَالَ أحدكُم آمين وَالْمَلَائِكَة فِي السَّمَاء آمين فَوَافَقت إِحْدَاهمَا الْأُخْرَى غفر لَهُ مَا تقدم من ذَنبه وَهَذَا الْكَلَام عِنْد الآخر تَرْجَمَة وَهُوَ أشبه وَلَكِن لم يدْخل تَحْتَهُ حَدِيث يدل عَلَيْهِ ويطابق التَّرْجَمَة لَكِن لَا يستبعد هَذَا على البُخَارِيّ فَإِن كِتَابه لم يتمه كَمَا أَرَادَ حَتَّى اخترمته الْمنية وَفِي تَفْسِير قَوْله تَعَالَى فَمنهمْ من قضى نحبه قَوْله فِي خُزَيْمَة بن ثَابت الْأنْصَارِيّ الَّذِي جعل رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) شَهَادَته شَهَادَة رجلَيْنِ وَفِي الْمُغيرَة لَو رَأَيْت رجلا من الْأَنْصَار مَعَ امْرَأَتي كَذَا كَانَ فِي أصل الْأصيلِيّ وَهُوَ وهم وَهُوَ سَاقِط لغيره وَفِي الْفَرَائِض قَوْله أَنا أولى بِالْمُؤْمِنِينَ من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم فَمن مَاتَ وَترك كلا الحَدِيث كَذَا للأصيلي وَحده وَزِيَادَة قَوْله وأزواجه أمهاتهم هُنَا خطأ وَهُوَ سَاقِط للْجَمَاعَة وَفِي سَائِر الْأَحَادِيث وَلَا معنى لَهُ هُنَا وَفِي حَدِيث أكْرم النَّاس وَقع فِيهَا فِي الْأُمَّهَات اخْتِلَاف رِوَايَات فَفِي بَعْضهَا نَبِي الله ابْن نَبِي الله مرَّتَيْنِ وَفِي بَعْضهَا يُوسُف ابْن نَبِي الله بن نَبِي الله مرَّتَيْنِ بن خَلِيل الله وَفِي بَعْضهَا يُوسُف نَبِي الله ابْن نَبِي الله ابْن نَبِي الله ابْن خَلِيل الله وَهُوَ الصَّوَاب لِأَنَّهُ يُوسُف ابْن يَعْقُوب ابْن إِسْحَاق ابْن إِبْرَاهِيم أَرْبَعَة أَنْبيَاء رابعهم الْخَلِيل عَلَيْهِ السَّلَام وَفِي بَاب أَن رَحْمَتي سبقت غَضَبي قَوْله وَقَالَت النَّار فَقَالَ للجنة أَنْت رَحْمَتي نقص مِنْهُ قَول النَّار مَالِي لَا يدخلني إِلَّا ثمَّ ذكر فِي الحَدِيث فَأَما الْجنَّة فَإِن الله لَا يظلم من خلقه أحدا وَأَنه ينشئ للنار من يَشَاء فيلقون فِيهَا فَتَقول هَل من مزِيد ثَلَاثًا حَتَّى يضع قدمه فِيهَا فتمتلئ قَالَ بعض المتعقبين هَذَا وهم وَالْمَعْرُوف فِي الْإِنْشَاء إِنَّمَا هُوَ للجنة
قَالَ القَاضِي رَحمَه الله لَا يُنكر هَذَا وَأحد التأويلات الَّتِي قدمنَا فِي الْقدَم أَنهم هم قوم تقدم فِي علم الله أَنه يخلقهم لَهَا مُطَابق للإنشاء وموافق مَعْنَاهُ وَهُوَ أشهر التأويلات(2/321)
الَّتِي قدمنَا فِي الْقدَم والمروى عَن الْحسن وَغَيره من السّلف وَالْأمة وَلَا فرق بَين الْإِنْشَاء للجنة أَو النَّار لَكِن ذكر الْقدَم بعد ذكر الْإِنْشَاء هُنَا يرجح أَنِّي يكون تَأْوِيل الْقدَم بِخِلَافِهِ بِمَعْنى الْقَهْر والسطوة أَو قدم جَبَّار وَكَافِر من أَهلهَا كَانَت النَّار تنظر إِدْخَاله إِيَّاهَا بأعلام الله لَهَا أَو الْمَلَائِكَة الموكلين بِمَا أَمرهم كَمَا تقدم فِي حرف الْجِيم وَفِي مَنَاقِب حُذَيْفَة أَي عباد الله أخراكم فَرَجَعت أولاهم فاحتلدت أخراهم كَذَا لأكْثر الروَاة وَعند الْقَابِسِيّ فَرَجَعت أولاهم على آخِرهم وَفِي كتاب عَبدُوس فَرَجَعت أولاهم على أخراهم فاجتلدت أخراهم وَفِي كل هَذَا تَغْيِير وتلفيف وَفِي حَدِيث آخر فَرَجَعت أولاهم فاختلدت هِيَ وأخراهم قيل وَصَوَابه فَرَجَعت أولاهم مَعَ أخراهم وَيخرج مَا فِي غَزْوَة أحد أَي اجتلدت هِيَ وأخراهم مَعَ الْكفَّار وَمن ذَلِك فِي كتاب صَحِيح مُسلم قَوْله فِي خطْبَة كِتَابه وَضعف يحيى بن مُوسَى بن دِينَار كَذَا جَاءَ فِي جَمِيع النّسخ وَفِيه تَغْيِير اسْتمرّ من النقلَة عَن مُسلم وَصَوَابه وَضعف يحيى مُوسَى بن دِينَار
وَيحيى هَذَا هُوَ ابْن سعيد الْقطَّان الْمَذْكُور قيل من قَول مُسلم حَدثنَا بشر بن الحكم قَالَ سَمِعت يحيى بن سعيد الْقطَّان ضعف حَكِيم بن جُبَير وَعبد الْأَعْلَى ثمَّ قَالَ وَضعف يحيى مُوسَى بن دِينَار ثمَّ قَالَ وَضعف مُوسَى بن الدهْقَان وَعِيسَى بن أبي عِيسَى كَذَا ذكرهم مُسلم كلهم من تَضْعِيف يحيى وَكَذَا نقل الْعقيلِيّ كَلَام يحيى فِي مُوسَى وَفِي حَدِيث السَّائِل عَن الْإِسْلَام فِي حَدِيث جرير عَن عمَارَة عَن أبي زرْعَة عَن أبي هُرَيْرَة قَول مُسلم وَأَبُو زرْعَة اسْمه عبيد الله هَذَا رَوَاهُ عَنهُ الْحسن بن عبيد الله وَأَبُو زرْعَة كُوفِي من أَشْجَع ثبتَتْ هَذِه الزِّيَادَة فِي نُسْخَة ابْن ماهان خَاصَّة وَكَذَا قَالَه مُسلم فِي طبقاته أَن اسْمه عبيد الله وَقَالَ فِي كتاب الكنى اسْمه هرم وَهُوَ قَول البُخَارِيّ أَنه هرم بن عمر بن جرير بن عبد الله البَجلِيّ كَذَا ذكره فِي التَّارِيخ الْكَبِير وَقَالَ ابْن معِين اسْمه عَمْرو بن عَمْرو وَكَذَا قَالَ النَّسَائِيّ فِي كتاب الْأَسْمَاء والكنى وَقَوله روى عَنهُ الْحسن فقد وَافقه عَلَيْهِ البُخَارِيّ وَخَالفهُ ابْن الْمدنِي وَابْن الْجَارُود فجعلاهما رجلَيْنِ وَكَذَلِكَ ترْجم النَّسَائِيّ عَلَيْهِمَا ترجمتين وَقَوله من أَشْجَع قد تقدم قَول البُخَارِيّ أَنه بجلى وَفِي لعن الْمُؤمن كقتله فِي حَدِيث أبي غَسَّان المسمعي لَيْسَ على رجل نذر فِيمَا لَا يملك وَلعن الْمُؤمن كقتله وَمن قتل نَفسه بحديدة الحَدِيث وَفِي آخِره وَمن حلف على يَمِين صَبر فاجرة كَذَا لكافة شُيُوخنَا وَهُوَ كَلَام نَاقص لَا خبر للمبتدأ وَلَا تقدمه مَا يضمره على مَعْنَاهُ وَصَوَابه فَاجر وَكَذَا كَانَ فِي أصل كتاب التَّمِيمِي بِخَط ابْن الْعَسَّال من رِوَايَة ابْن الْحذاء وَقَوله فِي أَخْبَار جَابر الْجعْفِيّ وَقَول الرافضة أَن عليا فِي السَّحَاب فَلَا نخرج مَعَ من خرج من وَلَده حَتَّى يُنَادي مُنَاد من السَّمَاء أخرجُوا مَعَ فلَان كَذَا لَهُم وَهُوَ الصَّوَاب وَمَفْهُوم سِيَاق الْكَلَام وَيخرج مضموم الأول على مَا لم يسم فَاعله وَعند ابْن الْحذاء فَلَا نخرجهُ يَعْنِي من خرج وَالْأول الصَّحِيح وَقَوله فِي حَدِيث الشَّفَاعَة نجيء نَحن يَوْم الْقِيَامَة عَن كَذَا وَكَذَا انْظُر أَي ذَلِك فَوق النَّاس كَذَا فِي جَمِيع النّسخ وَفِيه تَغْيِير كثير وتصحيف وتلفيف وَصَوَابه نَحْو يَوْم الْقِيَامَة على كوم أوتل وَنحن نحْشر يَوْم الْقِيَامَة على كوم وَكَذَا جَاءَ فِي غير كتاب مُسلم فَذكر الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره عَن ابْن عمر فيرقى يَعْنِي مُحَمَّدًا (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) هُوَ وَأمته وَأَصْحَابه على كوم فَوق(2/322)
النَّاس وَذكر من حَدِيث كَعْب بن مَالك يحْشر النَّاس يَوْم الْقِيَامَة فَأَكُون أَنا وَأمتِي على تل وَنَحْوه فِي كتاب ابْن أبي خَيْثَمَة وَحَدِيث الطَّبَرِيّ أتقن فَدخل فِي كتاب مُسلم فِيهِ من التَّغْيِير مَا ترَاهُ وَكَانَ مُسلما أَو من قبله وَأقرب رُوَاته شكّ فِي لَفْظَة كوم أَو تل فَعبر عَنهُ بِكَذَا وَكَذَا وحقق أَن مَعْنَاهُ الْعُلُوّ فَقَالَ أبي ذَلِك فَوق النَّاس على تَفْسِير الْمَعْنى ثمَّ كتب عَلَيْهِ انْظُر شَبِيها فَجمع النقلَة الْكَلَام كُله ولفوه على هَذَا التَّخْلِيط قَوْله فِي حَدِيث الشَّفَاعَة أَيْضا من رِوَايَة زُهَيْر فيأتيهم الله فِي صُورَة غير صورته الَّتِي يعْرفُونَ كَذَا للمسرقندي والسجزي وَابْن ماهان والطبري وَعند العذري فِي صُورَة لَا يعرفونها وَهُوَ أصوب الْكَلَام وَأَصَح فِي الْمَعْنى وعَلى الصَّوَاب جَاءَ فِي صَحِيح البُخَارِيّ فِي كتاب الْقِيَامَة والحشر من غير إِضَافَة الصُّورَة إِلَى الله تعلى وَتَكون فِي هُنَا بِمَعْنى الْبَاء أَي بِصُورَة يختبرهم ويفتنهم بهَا من صُورَة المخلوقين وَهِي آخر محن الْمُؤمنِينَ أَلا ترَاهُ قَالَ فِي الحَدِيث نَعُوذ بِاللَّه مِنْك هَذَا مَكَاننَا حَتَّى يأتينا رَبنَا فَإِذا أَتَانَا عَرفْنَاهُ وَفِي الحَدِيث الآخر كَيفَ تعرفونه قَالُوا إِنَّه لَا شَبيه لَهُ وَقد جَاءَ فِي البُخَارِيّ فِي كتاب التَّوْحِيد فِي حَدِيث عَبدة بن عبد الله فِي صورته الَّتِي يعْرفُونَ وَفِي حَدِيث ابْن بكير فِي صُورَة غير صورته الَّتِي رَأَوْهُ فِيهَا وَقيل الصُّورَة هُنَا بِمَعْنى الصّفة كَمَا يُقَال صُورَة هَذَا الْأَمر كَذَا أَي صفته وَهُوَ يرجع إِلَى الْمَعْنى الأول من صفة بعض مخلوقاته أَو أهوال عَظِيمَة وَقد بسطنا هَذَا وأشبعنا الْكَلَام عَلَيْهِ فِي شرح مشكله فِي كتاب شرح مُسلم وَفِي هَذَا الحَدِيث أَيْضا قَوْله فَمَا من أحد مِنْكُم بأشد مناشدة لله فِي استقصاء الْحق من الْمُؤمنِينَ لله لإخوانهم كَذَا عِنْد جَمِيع رُوَاته وَصَوَابه بأشد مناشدة لي وَكَذَا جَاءَ فِي البُخَارِيّ من رِوَايَة ابْن بكير وَفِيه أَيْضا قَوْله يَا رَبنَا فارقنا النَّاس فِي الدُّنْيَا أفقر مَا كُنَّا إِلَيْهِم وَلم نصاحبهم وَنَحْوه فِي البُخَارِيّ من رِوَايَة حَفْص بن ميسرَة قيل صَوَابه أَولا أننا فرقنا لِأَن بعده فَيَقُول إِنَّا ربكُم فَيَقُولُونَ نَعُوذ بِاللَّه مِنْك وَتَمام الْخَبَر وَفَائِدَته فِي كتاب التَّوْحِيد من كتاب البُخَارِيّ فارقناهم وَنحن أحْوج منا إِلَيْهِ الْيَوْم أَي فارقنا النَّاس فِي الدُّنْيَا وَلم نصاحبهم بِتَقْدِيم لَفْظَة نصاحبهم أَي من لم يُؤمن بِاللَّه وَكفر بِهِ كَمَا فارقناهم فِي الْمَحْشَر وَنحن أحْوج إِلَيْهِ الْيَوْم أَي إِلَى الله وَهُوَ بِمَعْنى أفقر فِي حَدِيث مُسلم وَالْبُخَارِيّ الْمُتَقَدّم بهاء الضَّمِير المفردة العائدة إِلَى الله تَعَالَى أَي محتاجون إِلَى رَحمته وفضله وَفِي الزَّكَاة فِي حَدِيث عَمْرو النَّاقِد وهم وقلب كثير وتغيير فَمِنْهُ قَوْله مثل الْمُنفق والمتصدق وَهُوَ وهم وَصَوَابه مثل الْبَخِيل والمتصدق كَمَا جَاءَ فِي الْأَحَادِيث وكما ذكره البُخَارِيّ وَفِيه كَمثل رجل عَلَيْهِ جبتان على الْأَفْرَاد وَهُوَ وهم وَصَوَابه كَمثل رجلَيْنِ عَلَيْهِمَا جبتان كَمَا جَاءَ فِي الرِّوَايَات الْأُخَر وَقَوله جبتان أَو جنتان صَوَابه النُّون كَمَا بَينه فِي الحَدِيث الآخر بقوله من حَدِيد وَقَوله هُنَا وَأخذت كل حَلقَة مَكَانهَا وَقد ذكر البُخَارِيّ الِاخْتِلَاف فِيهِ عَن طَاوس وَغَيره وَمن رَوَاهُ بالنُّون وَمن رَوَاهُ بِالْبَاء وَالنُّون هُوَ الصَّوَاب كَمَا قُلْنَاهُ وَدلّ عَلَيْهِ سِيَاق الحَدِيث وَفِيه سبغت عَلَيْهِ أَو مرت بالراء ويروى مدت أَو مرت وَاخْتلفت الرِّوَايَة فِيهِ فِي البُخَارِيّ فروى مادت بِالدَّال وروى مارت بالراء وَلَعَلَّه أوجه الرِّوَايَات بِمَعْنى سبغت وامتدت وَكَذَا رَوَاهُ الْأَزْهَرِي وَفَسرهُ ترددت وَذَهَبت وَجَاءَت وللروايات الْأُخَر(2/323)
وَجه بَين مدت وامتدت مرت بِالدَّال وَالرَّاء بِمَعْنى مُتَقَارب وَقد ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْمِيم وَفِيه الْبَخِيل وَأخذت كل حَلقَة موضعهَا حَتَّى تجن بنانه وَتَعْفُو أَثَره وَهُوَ وهم وَنقص من الحَدِيث وَتَقْدِيم وَتَأْخِير وَوضع الْكَلَام فِي غَيره مَوْضِعه وَوَجهه أَن الْكَلَام انْتهى فِي صفة الْبَخِيل إِلَى قَوْله موضعهَا وَأما قَوْله حَتَّى تجن بنانه وَتَعْفُو أَثَره فَإِنَّمَا هُوَ مُتَقَدم فِي صفة الْمُتَصَدّق وَبعد قَوْله سبغت عَلَيْهِ وَمَرَّتْ وَكَذَا جَاءَ فِي الْأَحَادِيث الْأُخَر فِي الصَّحِيحَيْنِ وَهُوَ ضد قَوْله أخذت كل حَلقَة موضعهَا ومناقض لَهُ فَأَخَّرَهُ بعض النقلَة إِلَى غير مَوْضِعه وَوَقع فِي هَذَا الْموضع فِي كتاب القَاضِي أبي عَليّ حَتَّى تحز بِالْحَاء الْمُهْملَة وَالزَّاي مَكَان تجن وَهُوَ وهم وَرَوَاهُ بَعضهم ثِيَابه مَكَان بنانه وَهُوَ غلط أَيْضا وبنانه هُوَ الصَّوَاب وَيدل عَلَيْهِ قَوْله فِي الحَدِيث الآخر أنامله وَفِي سَنَده وهم آخر قَالَ العذري رَوَاهُ عمر وَعَن سُفْيَان وَابْن جريج هُنَا وَفِي حَدِيث معَاذ وَالله لَا أسئلهم عَن دنيا وَلَا أستفتيهم عَن دين كَذَا فِي النّسخ وَصَوَابه الْمَعْرُوف وَلَا أسئلهم دنيا وَفِي الصّيام فِي حَدِيث مُوسَى بن طَلْحَة عَن ابْن عمر الشَّهْر هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا عشر أَو تسعا كَذَا عِنْد أَكثر الروَاة وَعند السَّمرقَنْدِي عشرا وَعشرا وتسعا وَفِي حَدِيث عَمْرو بن دِينَار عَن ابْن عمر والشهر هَكَذَا وَهَكَذَا وَقبض إبهامه فِي الثَّالِثَة كَذَا عِنْد جَمِيعهم وَعند السجْزِي هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا ثَلَاث مَرَّات وَذكر رِوَايَات جبلة وَنَافِع وَسعد بن عُبَيْدَة وفيهَا كلهَا قَبضه الْإِبْهَام فِي الثَّالِثَة وأبينها وأصحها لفظا وَمعنى مَا ذكره من رِوَايَة سعيد بن عَمْرو بن سعيد الشَّهْر هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا وَعقد الْإِبْهَام فِي الثَّالِثَة والشهر هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا يَعْنِي تَمام الثَّلَاثِينَ وَنَحْوه فِي رِوَايَة عقبَة بن حَرْب فَإِنَّهُ بَين بِهَذَا أَن الشَّهْر يكون مرّة ثَلَاثِينَ وَمرَّة تسعا وَعشْرين بإشارته بِيَدِهِ فِي كل إِشَارَة بِعشر أَصَابِع وعقده الْإِبْهَام فِي وَاحِدَة مِنْهَا وَكَذَلِكَ وَقع مُبينًا أَيْضا فِي كتاب البُخَارِيّ الشَّهْر هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا يَعْنِي ثَلَاثِينَ وَهَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا يَعْنِي تسعا وَعشْرين وَعَلِيهِ يحمل مَا تقدم من قَوْله عشرا وتسعا يَعْنِي فِي الْمرة الْآخِرَة من إشاراته وَقَوله فِي حَدِيث أبي بكر بن نَافِع ونصوم صبياننا الصغار مِنْهُم إِن شَاءَ الله وَنَذْهَب إِلَى الْمَسْجِد كَذَا فِي الْأُصُول كلهَا من مُسلم وَهُوَ كَلَام مختل لَا ينفهم المُرَاد بِهِ وَلَا شكّ أَن فِيهِ تغييرا وَفِي آخِره ونجعل لَهُم اللعبة من العهن فَإِذا بَكَى أحدهم على الطَّعَام أعطيناه إِيَّاه عِنْد الْإِفْطَار وَهَذَا أَيْضا فِيهِ اختلال وَصَوَابه حَتَّى يكون عِنْد الْإِفْطَار كَذَا ذكر البُخَارِيّ وَنَحْوه فِي كتاب مُسلم فِي الحَدِيث الآخر بعده فِي رِوَايَة يحيى بن يحيى وَحقّ هَذَا الْفَصْل أَن يذكر فِي الْبَاب الآخر فِيمَا بتر وَنقص لَكِن جلبناه هُنَا لذكر أول الحَدِيث وَفِي حَدِيث الْمُفطر فِي رَمَضَان ذكر رِوَايَة ابْن عُيَيْنَة عَن الزُّهْرِيّ ثمَّ ذكر حَدِيث مَالك وَقَالَ بعد ذكر طرف مِنْهُ ثمَّ ذكر مثل حَدِيث ابْن عُيَيْنَة وَهَذَا فِيهِ نظر وَمِمَّا انتقد على مُسلم لِأَن فِي حَدِيث ابْن عُيَيْنَة هَل تَجِد مَا تعْتق وَفِيه قَالَ لَا قَالَ هَل تَسْتَطِيع أَن تَصُوم شَهْرَيْن مُتَتَابعين قَالَ لَا قَالَ فَهَل تَجِد مَا تطعم سِتِّينَ مِسْكينا وَجَاء بالكفارات على التَّرْتِيب وَفِي حَدِيث مَالك أَو أَو على التَّخْيِير فبينهما فرق كَبِير هُوَ سَبَب اخْتِلَاف الْفُقَهَاء فِي ذَلِك قَوْله فِي تَلْبِيَة الْمُشْركين كَانُوا يَقُولُونَ لبيْك لبيْك لَا شريك لَك فَيَقُول النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم)(2/324)
وَيْلكُمْ قد قد إِلَّا شَرِيكا هُوَ لَك تملكه وَمَا ملك فِيهِ تلفيف وخلط كَلَام النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بِكَلَام الْمُشْركين وَقَوله إِلَّا شَرِيكا هُوَ من كَلَام الْمُشْركين فِي تلبيتهم فَكَانَ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) إِذا سمعهم يَقُولُونَ لَا شريك لَك يَقُول وَيْلكُمْ قد قد أَي كفى لَا تَزِيدُوا على هَذَا من قَوْلكُم الْكفْر واستثنائكم فيتمون هم تلبيتهم بالإشراك على مَا ذكر وَفِي الْمَوَاقِيت ومهل أهل الْعرَاق من ذَات عرق جَاءَ بِهِ من قَول النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) انتقذه بَعضهم وَقَالَ لَا يَصح من قَول النَّبِي وَلم يكن عراق حِينَئِذٍ وَالصَّحِيح أَن توقيتها من عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ قَالُوا وَلِهَذَا لم يخرج هَذِه الزِّيَادَة البُخَارِيّ وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ فِيهَا نظر
قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَلَا يبعد أَن يكون من قَول النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) إِخْبَارًا عَمَّا يكون بعده فقد أعلمهم بِفَتْح الْعرَاق وسكناهم بِهِ وخروجهم إِلَيْهَا فَكَذَلِك بَين لَهُم مواقيتهم حِينَئِذٍ فَلَمَّا فتحت أَمرهم بذلك عمر فنسبت إِلَيْهِ وَفِي صفة أهل الْجنَّة وَالنَّار أهل الْجنَّة ثَلَاثَة ذُو سُلْطَان إِلَى قَوْله وَرجل رَحِيم رَقِيق الْقلب لكل ذِي قربى وَمُسلم وعفيف الحَدِيث كَذَا جَاءَ فِي بعض الرِّوَايَات وَظَاهره فِي الْعدَد أَرْبَعَة وَكَذَا عِنْد شَيخنَا أبي بَحر إِلَّا أَنه كَانَ عِنْده وَمُسلم بالخفض عطف على ذِي قربى فَيصح الْعدَد ثَلَاثَة وَكَانَ عِنْد بَعضهم بِالرَّفْع وَإِسْقَاط الْوَاو بعده من وعفيف فَيصح الْعدَد وَهُوَ أوجه فِي الْكَلَام وَسَقَطت لَفْظَة مُسلم وَقَوله هَل رايت رَبك فَقَالَ نور أَنِّي أرَاهُ رفع نور هُنَا بالفاعل ي حجبني نورا وَظهر لي وَلَا يَصح رده على الله وَلَا إعرابه خبر الْمُبْتَدَأ الْمَحْذُوف إِذا لَا نوار مخلوقة من جنس الْأَجْسَام وَفِي حَدِيث جَابر فِي الْحَج كأنني أنظر إِلَى قَوْله بِيَدِهِ يحركها قَالَ فَقَامَ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كَذَا لَهُم وَهُوَ الصَّوَاب وَزَاد فِي رِوَايَة السَّمرقَنْدِي بعد هَذَا قَالَ فَقَالَ يحركها وَهَذَا تكْرَار وتغيير لَا معنى لَهُ وَفِي أسر تمامة حَتَّى كَانَ بعد الْغَد فَقَالَ لَهُ مَا عنْدك كَذَا فِي الأول لأكْثر الروَاة وَفِي الثَّانِي للسجزي وَحده ولغيرهم سُقُوط بعد وَهُوَ الصَّوَاب عِنْدهم وَفِي قِرَاءَة أم الْقُرْآن فَإِذا قَالَ أهدنا الصِّرَاط الْمُسْتَقيم إِلَى آخر السُّورَة قَالَ هَذَا لعبدي ولعبدي مَا سَأَلَ وَهُوَ الْمُتَّفق عَلَيْهِ الصَّحِيح الْمَوْجُود فِي سَائِر الْأُمَّهَات وَعند السَّمرقَنْدِي هَذَا بيني وَبَين عَبدِي ولعبدي مَا سَأَلَ وَهُوَ وهم إِنَّمَا جَاءَ هَذَا فِي الْآيَة قبلهَا وَفِي حَدِيث فَاطِمَة بنت قيس انْتَقِلِي إِلَى ابْن عمك عمر بن أم كلتوم وَفِيه قَول عمر لَا نَتْرُك كتاب الله وَسنة نَبينَا لقَوْل امْرَأَة كَذَا جَاءَ فِي جَمِيع الْأُصُول قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ لَيست هَذِه اللَّفْظَة مَحْفُوظَة قَوْله وَسنة نَبينَا وَجَمَاعَة من الثِّقَات لم يذكروها
قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَالصَّحِيح سُقُوطهَا بِدَلِيل بَقِيَّة الحَدِيث واستشهاده بِالْآيَةِ وَلِأَنَّهُ لَا يُوجد فِي الْبَاب سنة سوى حَدِيث فَاطِمَة هَذَا وَفِي الْعتْق عَن عَليّ بن حُسَيْن فَأعتق عبد اقد أعطَاهُ بِهِ ابْن جَعْفَر عشر آلَاف أَو ألف دِينَار كَذَا روايتنا بِرَفْع ابْن جَعْفَر وَبِزِيَادَة أَو بَين العددين وَعند شَيخنَا الْخُشَنِي قد أعْطى بِهِ ابْن جَعْفَر بِالنّصب وَعند بَعضهم عَن ابْن الْحذاء عشرَة آلَاف ألف دِينَار بِغَيْر أَو وَالرِّوَايَة الأولى اصح وأشبه وَكَذَا روينَاهُ فِي البُخَارِيّ بِغَيْر خلاف وَفِي ذبح الْمَوْت بعد قَول أهل الْجنَّة هَذَا الْمَوْت فَيُؤْمَر بِهِ فَيذْبَح ثمَّ يُقَال يَا أهل النَّار هَل تعرفُون هَذَا الحَدِيث كَذَا عِنْد العذري فِي رِوَايَة وَزِيَادَة فَيُؤْمَر فَيذْبَح هُنَا خطأ وَوهم وَلَيْسَ بموضعه بِدَلِيل مَا بعده وَذكر ذبحه بعد هَذَا(2/325)
وَبعد عرضه على أهل النَّار وَهُنَاكَ مَوْضِعه الَّذِي لم يخْتَلف فِيهِ وعَلى الصَّوَاب وَإِسْقَاط هَذِه الزِّيَادَة رِوَايَة الْجَمَاعَة فِي الصَّحِيحَيْنِ وَفِي خبر سعد بن معَاذ فِي الحكم فِي قُرَيْظَة فَأرْسل إِلَى سعد فَأتى على حمَار فَلَمَّا دنا قَرِيبا من الْمَسْجِد قَالَ رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) للْأَنْصَار قومُوا إِلَى سيدكم كَذَا فِي جَمِيع نسخ مُسلم قَالَ بَعضهم ذكر الْمَسْجِد هُنَا وهم لِأَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) إِنَّمَا كَانَ محاصرا بني قُرَيْظَة وَلَا مَسْجِد هُنَاكَ وَسعد إِنَّمَا جَاءَ من الْمَسْجِد وَالْأَشْبَه أَن الْمَسْجِد تَصْحِيف من لفظ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَإِن صَوَابه فَلَمَّا دنا من النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كَمَا رَوَاهُ أَبُو دَاوُود بِسَنَد مُسلم عَن شُعْبَة وَرَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُسْنده الَّذِي خرجه مُسلم فَلَمَّا دنا من رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَنَحْوه فِي سير ابْن إِسْحَق قَالَ بَعضهم أَو لَعَلَّه مَسْجِد خطه (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) هُنَاكَ لصلاته وَفِي الشّعْر فِي هَذِه الْقِصَّة
إِلَّا يَا سعد سعد بني معَاذ
كَذَا صَوَابه وَكَذَا روينَاهُ إِلَّا من طَرِيق العذري فَرَوَاهُ بِإِسْقَاط إِلَّا وَعَن السَّمرقَنْدِي أَن معَاذًا هُنَا وَفِي الْبَيْت بعده وَكله خطأ لَا يتزن بِهِ الشّعْر وَفِيه فَمَا فعلت قُرَيْظَة والنظير كَذَا الرِّوَايَة وَصَوَابه لما لقِيت وَكَذَا رَوَاهُ ابْن إِسْحَاق وَغَيره وَفِي النَّهْي عَن الصَّلَاة بعد الْعَصْر وَالصُّبْح ابْن عَبَّاس سَمِعت غير وَاحِد من أَصْحَاب رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) مِنْهُم عمر وَكَانَ أحبهم إِلَى عمر ان رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) الحَدِيث كَذَا لَهُم وَهُوَ الصَّوَاب الْمَعْرُوف وَعند الطَّبَرِيّ وَكَانَ أحبهم إِلَى رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) عمر وَهُوَ وهم وَفِي كتاب الْأَشْرِبَة فِي حَدِيث ابْن نمير نَهَيْتُكُمْ عَن النيذ إِلَّا فِي السقاء فَاشْرَبُوا أَي الأسقية كلهَا صَوَابه فِي الأوعية كلهَا كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيث الآخر لِأَن السقاء أَولا مِمَّا أُبِيح فَلم ينْه عَنهُ وَقَوله وَكَانَ تنورنا وتنور رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَاحِدًا سنتَيْن أَو سنة وَبَعض سنة كَذَا لشيوخنا وَعند أبي بَحر سنتَيْن أَو سنة أَو سنة وَبَعض سنة وَله وَجه وَكَانَ الأول أوجه وَفِي صَلَاة الْكُسُوف فِي أول حَدِيث عَن قُتَيْبَة عَن مَالك زِيَادَة لَيست مَحْفُوظَة وَهِي قَوْله بعد ذكر الرُّكُوع الرَّابِع ثمَّ رفع رَأسه فَأطَال الْقيام وَهُوَ دون الْقيام الأول وَهُوَ وهم وَلم يَأْتِ فِي شَيْء من حَدِيث مَالك وَلَا غَيره تَطْوِيل الْقيام قبل الرُّكُوع وَذكر مُسلم فِي حَدِيث جَابر وَوَقع عِنْده أَيْضا فِي الْبَاب فِي حَدِيث ابْن عَبَّاس وَفِي حَدِيث الْخضر فِي قَول مُوسَى مَا أعلم فِي الأَرْض رجلا خيرا مني وَأعلم مني فَأوحى الله إِلَيْهِ أَنا أعلم بِالْخَيرِ من هُوَ أَو عِنْد من هُوَ كَذَا عِنْد بعض شُيُوخنَا وَهُوَ صَوَاب الْكَلَام وَعند كافتهم أَنا أعلم بِالْخَيرِ مِنْهُ هُوَ وَعند من هُوَ وَعند السَّمرقَنْدِي عبد بِالْبَاء وَكله وهم إِلَّا الأول وَمن ذَلِك فِي حَدِيث أبي هُرَيْرَة قَول أبي بكر بن عبد الرَّحْمَن فَذكرت ذَلِك لعبد الرَّحْمَن بن الْحَارِث لِأَبِيهِ فَأنْكر ذَلِك كَذَا فِي الأَصْل عِنْد الصَّدَفِي والخشني من شُيُوخنَا وَوَقع عِنْد التَّمِيمِي فَذكر ذَلِك عبد الرَّحْمَن ابْن الْحَارِث لِأَبِيهِ وَكَذَا عِنْد ابْن ماهان والسجزي وَفِي اصل العذري وَهُوَ وهم وَنبهَ عَلَيْهِ فِي كتاب التَّمِيمِي وَصَوَابه الرِّوَايَة الأولى وَقَائِل ذَلِك هُوَ أَبُو بكر بن عبد الرَّحْمَن بن الْحَارِث لعبد الرَّحْمَن بن الْحَارِث أَبِيه فَقَوله لِأَبِيهِ بدل من قَوْله لعبد الرَّحْمَن تَفْسِير من قَول غَيره كَأَنَّهُ قَالَ هُوَ أَبوهُ أَو يكون فِيهِ تَقْدِيم وَتَأْخِير فَيصح على الرِّوَايَة الْأُخْرَى أَي فَذكرت ذَلِك يَعْنِي لِأَبِيهِ عبد الرَّحْمَن وَفِي الْفَضَائِل فِي حَدِيث أبي كَامِل الجحدري أَن جِبْرِيل كَانَ يُعَارضهُ(2/326)
الْقُرْآن فِي كل عَام مرّة أَو مرَّتَيْنِ كَذَا لرواة مُسلم وَالصَّوَاب سُقُوط أَو مرَّتَيْنِ كَمَا جَاءَ فِي غير هَذَا الحَدِيث وَقد يَسْتَقِيم بِمَا بعده من قَوْله وَأَنه عَارضه الْآن مرَّتَيْنِ وَأَنِّي أرى الْأَجَل قرب وَلَو كَانَت عَادَته لم يرتب بذلك وَلَا اسْتدلَّ بِهِ على وَفَاته وَفِي حَدِيث الَّذِي عض يَد رجل قَوْله ارْفَعْ يدك حَتَّى يعضها ثمَّ انتزعها كَذَا فِي جَمِيع النّسخ قَالَ بَعضهم الَّذِي يَصح بِهِ الْمَعْنى ثمَّ لَا تنزعها على طَرِيق التبكيت لَهُ لِأَنَّهُ لابد لَك من نَزعهَا كَمَا فعل هُوَ وَكَقَوْلِه أتأمرني أَن آمره أَن يضع يَده فِي فِيك
قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَيصِح عِنْدِي مَا جَاءَ فِي الرِّوَايَة على نَحْو هَذَا الْمَعْنى أَي أفعل ذَلِك وانتزعها فَإِن أسقطت ثنيته فَلَا حرج عَلَيْك كَمَا قضى لَهُ وَفِي الْحَج فِي حَدِيث ابْن أبي شيبَة أما شَعرت أَنِّي أمرت النَّاس بِأَمْر فَإِذا هم يَتَرَدَّدُونَ قَالَ الحكم كَأَنَّهُمْ يَتَرَدَّدُونَ احسب وَلَو أَنِّي اسْتقْبلت من أَمْرِي مَا ستدبرت الحَدِيث صَوَابه قَالَ الحكم كَأَنَّهُ يَتَرَدَّدُونَ أَي شكّ فِي هَذِه الْكَلِمَة بِدَلِيل قَوْله بعد إحسب وَبِهَذَا ايستقيم الْكَلَام وينفهم وَكَذَا فِي كتاب ابْن أبي شيبَة كَأَنَّهُ وَيدل لَهُ أَيْضا قَوْله آخر الحَدِيث الآخر بعده وَلم يذكر شكّ الحكم فِي قَوْله يَتَرَدَّدُونَ وَفِي أكل الضَّب وَكَانَ قل مَا يقدم إِلَيْهِ بِطَعَام حَتَّى يحدث بِهِ كَذَا للعذري بِسُكُون الْقَاف وَفتح الدَّال وَعند السجْزِي أقل بِزِيَادَة ألف وَفِي رِوَايَة أُخْرَى بَين يَدَيْهِ وَكله اختلال فِي الرِّوَايَة واضطراب لِأَنَّهُ قد ذكر قبل أَنَّهَا قَدمته لَهُ وَيَقْتَضِي هَذَا اللَّفْظ أَنَّهَا لم تقدمه بعد وَصَوَابه قل مَا يقدم بيدَيْهِ بِفَتْح الْيَاء وَكسر الدَّال لطعام بِاللَّامِ وَكَذَا كَانَ فِي كتاب شُيُوخنَا لغير العذري وَهُوَ مثل قَوْله فِي الحَدِيث الآخر لَا يَأْكُل شَيْئا حَتَّى يعلم بِمَا هُوَ وَفِي أَطْفَال الْمُشْركين سُئِلَ (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) عَن أَوْلَاد أَطْفَال الْمُشْركين كَذَا للسجزي فِي حَدِيث يحيى بن يحيى وَهَذَا على إِضَافَة الشَّيْء إِلَى نَفسه وَعند غَيره عَن أَطْفَال الْمُشْركين فَقَط وَيحْتَمل أَن أَوْلَاد بدل مِنْهُم فِي رِوَايَة فَخرج إِلَيْهِ وَوصل بِهِ غَلطا وَفِي حَدِيث أضياف أبي بكر وَكَانَ بَيْننَا وَبَين قوم عقد فَمضى الْأَجَل فرفعنا مِنْهُ اثنى عشر رجلا مَعَ كل رجل مِنْهُم أنَاس أَي جعلنَا عرفاء كَذَا قيدناه عَن شُيُوخنَا وَهِي رِوَايَة الجلودي وَعند الروَاة عَن ابْن ماهان فِيهِ تَغْيِير وتخليط وَنَصّ مَا عِنْدهم فَمضى الْأَجَل فَعرفنَا الْأَجَل فجَاء اثْنَا عشر رجلا وَكَذَا جَاءَ فِي غير مَوضِع من الصَّحِيحَيْنِ مَعَ اخْتِلَاف هَذَا اللَّفْظ بَين عرفنَا وفرقنا وَقد ذَكرْنَاهُ فِي الْعين وَفِيه فَقَالَت وَلَا قُرَّة عَيْني لَهُنَّ الْآن أَكثر كَذَا للعذري وَهُوَ غلط وَصَوَابه وَلَا قُرَّة عَيْني وَكَذَا للباقين وَفِي النِّكَاح حَضَرنَا جَنَازَة مَيْمُونَة وَفِيه قَالَ عَطاء الَّتِي كَانَ لَا يقسم لَهَا النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) صَفِيَّة بنت حييّ وَهَذَا وهم وَصَوَابه سَوْدَة قَالَه الطَّحَاوِيّ قَالَ وَغلط فِيهِ ابْن جريج وَقَول عَطاء آخر الحَدِيث وَكَانَت آخِرهنَّ موتا يُرِيد مَيْمُونَة الْمَذْكُورَة أول الحَدِيث لَا صَفِيَّة وَقَوله مَاتَت بِالْمَدِينَةِ وهم إِنَّمَا مَاتَت بسرف كَمَا قَالَ أول الحَدِيث وَكَانَت وفاتها سنة إِحْدَى وَخمسين وَقيل سنة سِتِّينَ وَتوفيت صَفِيَّة سنة خمسين وَتوفيت عَائِشَة سنة سبع وَقيل ثَمَان وَخمسين وَهَذَا يعضد من قَالَ أَن وَفَاتَ مَيْمُونَة سنة سِتِّينَ بعْدهَا لقَوْله آخِرهنَّ موتا وَفِي الطَّلَاق فِي حَدِيث عمر فَقلت إِن كنت طلقتهن فَإِن الله مَعَك وَمَلَائِكَته وَجِبْرِيل وميكاءيل وَأَنا وَأَبُو بكر والمؤمنون مَعَك وَقل مَا تَكَلَّمت بِكَلَام(2/327)
وَالْحَمْد لله أَلا رَجَوْت أَن يكون الله يصدق قولي الَّذِي أَقُول وَنزلت هَذِه الْآيَة آيَة التَّخْيِير عَسى ربه أَن طَلَّقَكُن إِلَى قَوْله وَالْمَلَائِكَة بعد ذَلِك ظهير كَذَا فِي جَمِيع النّسخ قيل ذكر آيَة التَّخْيِير هُنَا وهم إِذْ لَيْسَ فِي هَذِه الْآيَة ذكر للتَّخْيِير وبدليل قَوْله آخر الحَدِيث وَأنزل الله آيَة التَّخْيِير
قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَلَعَلَّه سقط وَاو الْعَطف أَي وَآيَة التَّخْيِير ثمَّ كرر ذكرهَا آخر الحَدِيث وَذكر مُسلم حَدِيث مُحَمَّد بن عباد نَا عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد هُوَ الدَّرَاورْدِي عَن حميد عَن أنس أَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) قَالَ يَعْنِي الثَّمَرَة إِن لم يثمرها الله فَبِمَ يسْتَحل أحدكُم مَال أَخِيه كَذَا هُوَ عِنْد مُسلم وَغَيره من هَذَا الطَّرِيق قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ هُوَ وهم من ابْن عباد أَو الدَّرَاورْدِي حِين سمع ابْن عباد مِنْهُ فَإِن إِبْرَاهِيم بن حَمْزَة رَوَاهُ عَن الدَّرَاورْدِي مَفْصُولًا من كَلَام أنس فَقَالَ قلت لأنس مَا زهوه قَالَ يصفر أَو يحمر قَالَ أَرَأَيْت أَن منع الله الثَّمَرَة فَبِمَ يسْتَحل أحدكُم مَال أَخِيه وَهَذَا هُوَ الصَّوَاب وَكَذَا ذكره مُسلم قبل هَذَا الحَدِيث من رِوَايَة إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر عَن حميد عَن أنس وَهُوَ الصَّوَاب وَأما ابْن عباد فأسقط كَلَام النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وأتى بِكَلَام أنس وَرَفعه إِلَى النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ وَهُوَ خطأ قَبِيح وَفِي الْجِهَاد كَانَ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) إِذا أَمر أَمِيرا إِلَى قَوْله فادعهم إِلَى ثَلَاث خِصَال أَو خلال فأيتهن مَا أجابوك فَأقبل مِنْهُم وكف عَنْهُم ثمَّ ادعهم إِلَى الْإِسْلَام وَذكر التَّحَوُّل إِلَى بِلَاد الْمُسلمين وَذكر الْجِزْيَة وَهَذِه الثَّلَاث خلال هِيَ الَّتِي ذكر أَولا دعوتهم إِلَيْهَا فثم فِي قَوْله ثمَّ ادعهم زايدة مقحمة وَالصَّوَاب ادعهم بإسقاطها تَفْسِيرا لقَوْله أَولا ادعهم إِلَى ثَلَاث خلال وَكَذَا رَوَاهُ أَبُو عبيد فِي كتاب الْأَمْوَال وَأَبُو دَاوُود وَغَيرهمَا بِغَيْر ثمَّ وَفِي فتح مَكَّة زِيَادَة للفارسي قَالَ أَبُو سُفْيَان من دخل دَار أبي سُفْيَان فَهُوَ آمن إِلَى قَوْله قَالَ رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) من دخل دَار أبي سُفْيَان فَهُوَ آمن وَهُوَ غلط وَالصَّوَاب مَا لغيره من إِسْقَاط تِلْكَ الزِّيَادَة وَفِي الطّواف بَين الصَّفَا والمروة أَن الْأَنْصَار كَانُوا يهلون فِي الْجَاهِلِيَّة لصنمين على شط الْبَحْر يُقَال لَهما أساف ونائلة كَذَا وَقع عِنْد شُيُوخنَا وَعند ابْن الْحذاء يلهون فِي الْجَاهِلِيَّة لمناة وَكَانَت صنيمين على شط الْبَحْر وَهُوَ كُله وهم وَالصَّحِيح مَا جَاءَ فِي الْأَحَادِيث الآخر وَمَا فِي الْمُوَطَّأ وَالْبُخَارِيّ أَنهم كَانُوا يهلون لمناة وَهِي الطاغية الَّتِي كَانَت بالمشلل حَذْو قديد من نَاحيَة الْبَحْر وَلم يكن صنمين وَأما أساف ونائلة فَلم يَكُونَا قطّ بِنَاحِيَة الْبَحْر وَإِنَّمَا كَانَا بِمَكَّة عِنْد زَمْزَم وَحَيْثُ الْحطيم الْيَوْم وَقيل أَنَّهُمَا جعلا قبل ذَلِك على الصَّفَا والمروة وَقد جَاءَ فِي بعض الحَدِيث أَنهم امْتَنعُوا من ذَلِك إِذا كَانَا على الصَّفَا والمروة وَلَعَلَّ مَعْنَاهُ لفعل الْجَاهِلِيَّة ذَلِك قَدِيما قبل أَن يصرفهَا قصي إِلَى زَمْزَم ولصق الْكَعْبَة وَجَاء الْإِسْلَام وهما عِنْد الْكَعْبَة وَقد ذكرنَا خبرهما وَسبب وضعهما فِي هَذِه الْأَمْكِنَة فِي حرف الْهمزَة وَأما فِي غير هاذين الْمَوْضِعَيْنِ فَلم ينصبا قطّ فِيمَا بلغنَا وَفِي مُسلم فِي فضل جرير بن عبد الله كَانَ يبت يُقَال لَهُ ذُو الخلصة وَكَانَ يُقَال لَهُ الْكَعْبَة اليمانية والكعبة الشامية فَقَالَ لَهُ رَسُول الله هَل أَنْت من يحيي من ذِي الخلصة والكعبة اليمانية والشامية كَذَا فِي النّسخ وَفِيه وهم آخر أَو حذف أَولا وَقد اتّفق البُخَارِيّ وَمُسلم فِي الحَدِيث على قَوْله أَولا وَكَانَ يُقَال لَهُ الْكَعْبَة اليمانية والكعبة الشامية وَهنا حذف وَتَمَامه(2/328)
وللكعبة الْكَعْبَة الشامية أَو وللتي بِمَكَّة الْكَعْبَة الشامية أَو وللكعبة الشامية فالكعبة اليمانية رفع بِالِابْتِدَاءِ غير مَعْطُوف وَأما زِيَادَة مُسلم يعد قَوْله ذِي الخلصة من ذكر الْكَعْبَة اليمانية والشامية فَوَهم بَين لَا معنى لَهُ هُنَا وَلم يزدْ البُخَارِيّ على قَوْله من ذِي الخلصة وَلَكِن أَيْضا فِي بَاب غَزْوَة ذِي الخلصة عِنْد البُخَارِيّ يُقَال ذُو الخلصة والكعبة اليمانية والكعبة الشامية وَصَوَابه على مَا تقدم وَقد جَاءَ فِي البُخَارِيّ فِي هَذَا الْبَاب بَيْتا فِي حَدِيث ابْن الْمثنى قَالَ وَكَانَ يُسمى الْكَعْبَة اليمانية لم يزدْ وَفِي بَاب الْجَيْش الَّذِي يخسف بِهِ دخل الْحَرْث بن أبي ربيعَة وَعبد الله بن صَفْوَان على أم سَلمَة أم الْمُؤمنِينَ فَسَأَلَاهَا عَن الْجَيْش الَّذِي يخسف بِهِ وَذَلِكَ أَيَّام ابْن الزبير قَالَ الوقشي قَوْله وَذَلِكَ فِي أَيَّام ابْن الزبير لَا يَصح لِأَن أم سَلمَة لم تدركها مَاتَت أَيَّام مُعَاوِيَة
قَالَ القَاضِي رَحمَه الله قد ذكر أَبُو عمر بن عبد الْبر أَن أم سَلمَة أدْركْت أَيَّام يزِيد بن مُعَاوِيَة وَإِذا كَانَ هَذَا فَمَا فِي الْأُم صَحِيح فَإِن عبد الله بن الزبير نَازع يزِيد لأوّل مَا بلغته الْبيعَة لَهُ بعد موت مُعَاوِيَة وَوجه إِلَيْهِ يزِيد أَخَاهُ عَمْرو بن الزبير ليقاتله بِمَكَّة وَالْخَبَر بِهَذَا مَعْرُوف ذكره الطَّبَرِيّ وَغَيره وَقَوله فِي فضل فَاطِمَة من رِوَايَة بِي كَامِل كَانَ يُعَارضهُ الْقُرْآن فِي كل سنة مرّة أَو مرَّتَيْنِ وَأَنه عَارضه الْآن مرَّتَيْنِ وَأَنِّي لأرى الْأَجَل اقْترب قَالَ بَعضهم قَوْله أَو مرَّتَيْنِ وهم وَلَو كَانَ صَحِيحا لما اسْتدلَّ بِهِ (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) على أَن أَجله اقْترب بِخِلَاف عَادَته وَالصَّوَاب مَا فِي حَدِيث غَيره بعده وَفِي غير مَوضِع فِي كل عَام مرّة وَأَنه عَارضه الْعَام مرَّتَيْنِ وَفِي خبر الْمُنَافِقين قَول مُسلم وَقَالَ عبد الله بن أبي لأَصْحَابه لَا تنفقوا على من عِنْد رَسُول الله حَتَّى يَنْفضوا قَالَ زُهَيْر وَهِي فِي قِرَاءَة عبد الله من خفض حوله فِيهِ تلفيف وَاخْتِلَاف بَيناهُ فِي حرف الْحَاء
فصل فِيمَا جَاءَ من الْوَهم فِي هَذِه الْأُصُول فِي حرف من الْقُرْآن
واستمرت الرِّوَايَة عِنْد بعض الروَاة على خلاف التِّلَاوَة بهَا وَبَعضهَا اسْتَقَرَّتْ كَذَلِك فِي الْأُصُول أما الْوَهم من الْمُؤلف أَو مِمَّن تقدم من الروَاة فَلم يرد من جَاءَ بعدهمْ تَغْيِير ذَلِك وإصلاحه وإبقاء الرِّوَايَة على مَا جَاءَت عَلَيْهِ على مَذْهَب من كف عَن الْإِصْلَاح فِي كل شَيْء وَهُوَ رَأْي وَإِن كَانَ غَيرهم قد ذهب إِلَى إصْلَاح اللّحن وَالْخَطَأ الْبَين وَقَالَ مَالك أَو إِن أَفْرَاد بَعْضهَا لم يقْصد بِهِ ذاكرة والمحتج بِهِ التِّلَاوَة وَإِنَّمَا أورد مَا أوردهُ على معنى التِّلَاوَة وَقد كَانَ بَعضهم يستعظم ذَلِك وَيَقُول هَذِه كتب قُرِئت كثيرا على مؤلفيها وتكررت عَلَيْهِم فَكيف يُمكن اسْتِمْرَار الْخَطَأ وَالوهم عَلَيْهِم فِي ذَلِك وَلم ينتبهوا لَهُ وَلَا تنبه لَهُ أحد من السامعين لذَلِك عَلَيْهِم وَقد كَانَ كثير مِنْهُم يحفظ كِتَابه وَكَذَلِكَ كثير مِمَّن سَمعه مِنْهُم فَكيف لَا يحفظ مَا احْتج بِهِ من الْقُرْآن وَلَعَلَّ تِلْكَ الْأَلْفَاظ الْمُخَالفَة للتلاوة قراآة شَاذَّة كَانَت قراءتهم وَإِلَى هَذَا كَانَ يذهب بعض مَشَايِخ شُيُوخنَا وَهُوَ تعسف بعيد فَإِن القرآة الشاذة قد جمعهَا أَصْحَاب عُلُوم الْقُرْآن وحصلوها وضبطوا طرقها ومواضعها وَلم يذكرُوا فِيهَا شَيْئا من هَذِه الْحُرُوف وَأَيْضًا فَإِن الْقِرَاءَة الشاذة غَايَة أمرهَا أَن تعلم وَلَا تجوز التِّلَاوَة بهَا وَلَا الصَّلَاة وَلَا الْحجَّة بهَا فمما جَاءَ من ذَلِك فِي الْمُوَطَّأ فِي بَاب مَا يكره أكله من الدَّوَابّ قَوْله تَعَالَى لِيذكرُوا اسْم الله على مَا رزقهم من بَهِيمَة الْأَنْعَام فَكُلُوا مِنْهَا وأطعموا القانع والمعتر كَذَا وَقع فِي الْمُوَطَّأ عِنْد يحيى وَابْن بكير وَابْن عفير وكافتهم وَإِنَّمَا تِلَاوَته وَصَوَابه البائس الْفَقِير وَأرَاهُ سقط على الرِّوَايَة تَمام الْآيَة وَابْتِدَاء الْآيَة الْأُخْرَى الَّتِي فِيهَا ذكر القانع والمعتر وَقَالَ بعد قَوْله(2/329)
البائس الْفَقِير والقانع والمعتر على طَرِيق التَّنْبِيه على مَا فِي الْآيَة الْأُخْرَى لَا على طَرِيق التِّلَاوَة وبدليل أَن ملكا رَحمَه الله فسر بأثر ذَلِك فِي رِوَايَة يحيى وَابْن عفير البائس الْفَقِير والمعتر بالزائر وَلَوْلَا أَنه ذكر البائس قبل لما فسره وَفِي رِوَايَة ابْن بكير اقْتصر على تَفْسِير القانع والمعتر وَفِي كتاب الظِّهَار قَوْله الَّذين يظهرون مِنْكُم من نِسَائِهِم ثمَّ يعودون لما قَالُوا ذَلِك فِي الْأُمَّهَات بِزِيَادَة مِنْكُم وَكَذَا عِنْد عبيد الله بن يحيى عَن أَبِيه وَكَذَا عِنْد ابْن بكير وأسقطه غَيره وقرأه على الصَّوَاب وَفِي الانتعال أَخْلَع نعليك إِنَّك بالواد الْمُقَدّس كَذَا عِنْد يحيى وَابْن بكير والتلاوة فاخلع نعليك وَفِي بَاب مَا لَا يجوز من الْقَرَاض فَإِن تبتم فلكم رُؤُوس أَمْوَالكُم كَذَا فِي كثير من أصُول شُيُوخنَا وَغَيرهم عَن يحيى وَكَذَا لِابْنِ بكير والتلاوة وَإِن بِالْوَاو وَكَذَا فِي كتاب ابْن عتاب وَغَيره على الصَّوَاب وَهَذَا كُله مِمَّا لَا يشك أَن الْوَهم فِيهِ من الروَاة إِذْ لم يكن ملك مِمَّن يجوز عَلَيْهِ هَذَا لَا سِيمَا مَعَ كَثْرَة قِرَاءَة الْكتاب عَلَيْهِ وترداد عرضه من أهل الْآفَاق وسماعهم مِنْهُ وَقد كَانَ يَقُول لَهُم ألم أرد عَلَيْكُم سقطه وَقد كَانَ يحضر قِرَاءَته الْجمع الْعَظِيم من عُلَمَاء الْقُرْآن وحفاظه وَغَيرهم فَلَا يُمكن اسْتِمْرَار الْخَطَأ عَلَيْهِم وَلَا مداهنته فِي السُّكُوت على تَغْيِير حرف من كتاب الله وَقد حكى أَن ابْنَته فَاطِمَة كَانَت تحفظه فَكَانَ إِذا وهم الْقَارئ ضربت من خلف الْحجاب حَلقَة الْبَاب تنبهه فَإِذا كَانَ هَذَا فعل ابْنَته فَمَا ظَنك بغَيْرهَا
وَمن ذَلِك فِي صَحِيح البُخَارِيّ فِي بَاب الْغسْل) يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا لَا تقربُوا الصَّلَاة وَأَنْتُم سكارى
(إِلَى قَوْله غَفُورًا رحِيما كَذَا عِنْد الْأصيلِيّ والنسفي وَغَيرهمَا والتلاوة عفوا غَفُورًا وَكَذَا لأبي ذَر وَفِي بَاب الْيَتِيم فَإِن لم تَجدوا مَاء كَذَا عِنْد أبي ذَر للبلخي والحموي وَكَذَا للنسفي وعبدوس ولغيرهم فَلم تَجدوا على الصَّوَاب وَفِي بَاب فضل الْعَمَل فِي أَيَّام التَّشْرِيق وَقَالَ ابْن عَبَّاس واذْكُرُوا الله فِي أَيَّام مَعْلُومَات أَيَّام الْعشْر والتلاوة ويذكروا الله فِي أَيَّام مَعْلُومَات وَفِي بَاب ركُوب الْبدن كَذَلِك سخرناها لكم لتكبروا الله على مَا هدَاكُمْ كَذَا عِنْد الْأصيلِيّ والتلاوة كَذَلِك سخرها لكم لتكبروا الله وَعند غَيره كَذَلِك سخرناها لكم لَعَلَّكُمْ تشكرون وَهُوَ صَوَاب أَيْضا وَفِي بَاب من اشْترى هَدِيَّة بِالطَّرِيقِ) لقد كَانَ لكم فِي رَسُول الله أُسْوَة حَسَنَة
(وَعند الْقَابِسِيّ لقد لكم وَهُوَ وهم وَالْحق كَانَ وَلَعَلَّه فِي رِوَايَته لم يرد التِّلَاوَة لِلْآيَةِ وَإِنَّمَا ذكره من كَلَامه محتجا بِهِ وَفِي كتاب الْحيض وَيَا أهل الْكتاب تَعَالَوْا الْآيَة ثبتَتْ الْوَاو وَفِي نُسْخَة عَبدُوس والنسفي والقابسي وَسَقَطت للأصيلي وَأبي ذَر وَهُوَ الصَّوَاب وَفِي بَاب دور مَكَّة وَبَيْعهَا يتأولون قَول الله عز وَجل) إِن الَّذين آمنُوا وَهَاجرُوا وَجَاهدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وأنفسهم
(الْآيَة وَسقط مِنْهَا فِي كتاب الْقَابِسِيّ) وَالَّذين آووا ونصروا
(وَفِي بَاب ذَلِك لمن يكن أَهله حاضري الْمَسْجِد الْحَرَام كَذَا قَالَ الله تَعَالَى فَمَا اسْتَيْسَرَ من الْهَدْي فَإِن لم تَجدوا فَصِيَام ثَلَاثَة أَيَّام كَذَا للقابسي وَأبي ذَر وَعند أبي الْهَيْثَم فَإِن لم تَجِد وَعند الْأصيلِيّ فَمن لم يجد على التِّلَاوَة وَلَعَلَّه فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى قصد بقوله فَإِن لم تَجدوا التَّفْسِير والفتيا لَا التِّلَاوَة وَفِي الْحِرَابَة لَيْسَ الْبر وَأُولَئِكَ هم المفلحون كَذَا عِنْد أبي أَحْمد وَإِنَّمَا هُوَ المتقون كَمَا عِنْد غَيره وَفِي الصَّدَقَة من كسب طيب لَهُم أجرهم عِنْد رَبهم وَلَا خوف عَلَيْهِم وَلَا يَحْزَنُونَ كَذَا للأصيلي والتلاوة وَلَا هم يَحْزَنُونَ وَكَذَا لبَقيَّة الروَاة وَفِي الْبيُوع فِي بَاب قَوْله تَعَالَى) أَنْفقُوا من طَيّبَات مَا كسبتم ((2/330)
) عِنْد كافتهم كلوا من طَيّبَات وَعند الْمُسْتَمْلِي أَنْفقُوا على الصَّوَاب وعَلى الْوَهم جَاءَ لجميعهم أول الْأَطْعِمَة وَفِي بَاب مَا ينْهَى عَنهُ من إِضَاعَة المَال وَقَول الله أَن الله لَا يحب الْفساد وَلَا يحب المفسدين كَذَا للأصيلي وَبَعْضهمْ ولغيرهم الصَّوَاب من تِلَاوَة الْآيَة وَالله لَا يحب الْفساد وَلَا يصلح عمل المفسدين وَفِي بَاب شركَة الْيَتِيم سَأَلت عَائِشَة عَن قَول الله تَعَالَى) وَإِن خِفْتُمْ أَلا تقسطوا فِي الْيَتَامَى
(كَذَا للقابسي وَالصَّوَاب مَا لغيره وَإِن بِالْوَاو وَفِي كتاب الْأَنْبِيَاء) قل يَا أهل الْكتاب لَا تغلوا فِي دينكُمْ
(كَذَا عِنْد الْأصيلِيّ وَلَيْسَ فِي التِّلَاوَة قل وَلغيره على الصَّوَاب وَفِي المعجزات قَوْله تَعَالَى) يعرفونه كَمَا يعْرفُونَ أَبْنَاءَهُم
(كَذَا للجرجاني ولجميعهم على الصَّوَاب يعرفونه وَفِي آخر النَّجْم قَوْله) فاسجدوا لله واعبدوا
(عِنْد الْأصيلِيّ هُنَا واسجدوا بِالْوَاو والتلاوة بِالْفَاءِ وَفِي تَفْسِير قَوْله أَيَّامًا مَعْلُومَات فَمن كَانَ مِنْكُم مَرِيضا كَذَا للأصيلي وَالصَّوَاب مَا لغيره معدودات وَفِي بَاب قَوْله) وكلوا وَاشْرَبُوا
(الْآيَة عِنْد الْأصيلِيّ فَكُلُوا وَهُوَ وهم وَقَوله وَقَالَ ابْن عَبَّاس لمستم ولمسوهن كَذَا لأبي الْهَيْثَم وَلغيره لمستم وتمسوهن قَالَ الْقَابِسِيّ لَا أعرف لمسوهن وَإِنَّمَا الْقِرَاءَة لمستم وَلَا مستم وَفِي بَرَاءَة حَتَّى أنزل الله الْوَحْي سيحلفون لكم إِذا انقلبتم إِلَيْهِم كَذَا للأصيلي والتلاوة سيحلفون بِاللَّه لكم وَفِي تَفْسِير سُورَة يُونُس للَّذين أَحْسنُوا الْحسنى وَقع فِي أصل الْأصيلِيّ أحسن هاكذا عِنْده وَهُوَ وهم وَفِي تَفْسِير الْكَهْف فَلَمَّا بلغا مجمع بَينهمَا فِي أصل الْأصيلِيّ بلغ كَذَا عِنْدهم وَهُوَ وهم وَقَوله واصطفيتك لنَفْسي عِنْد الْجِرْجَانِيّ والكافة واصطنعتك لنَفْسي على الصَّوَاب وَفِي تَفْسِير حم السَّجْدَة وَالسَّمَاء إِلَى قَوْله دحاها التِّلَاوَة هُنَا فِي هَذِه الْآيَة فِي النازعات أم السَّمَاء بناها وَفِي الشَّمْس وَضُحَاهَا وَالسَّمَاء وَمَا بناها وَالْأَرْض وَمَا طحاها وَمرَاده هُنَا آيَة النازعات لقَوْله وَالْأَرْض بعد ذَلِك دحاها وَلقَوْله فَذكر خلق السَّمَاء قبل خلق الأَرْض وَفِي قَوْله) برَسُول يَأْتِي من بعدِي اسْمه أَحْمد
(سقط عِنْد أبي أَحْمد يَأْتِي وَفِي كتاب النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ من الْمُؤمنِينَ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيل الله غير أولي الضَّرَر كَذَا فِي جَمِيع النّسخ فَقيل هُوَ على التَّفْسِير لَا على التِّلَاوَة وَمعنى ذَلِك أَنَّهَا نزلت زِيَادَة أولي الضَّرَر فِي الْآيَة الْمَذْكُور فِيهَا المجاهدون والقاعدون وَفِي فضل قل هُوَ الله أحد قَالَ الله الْوَاحِد الصَّمد ثلث الْقُرْآن كَذَا عِنْدهم وَلَعَلَّه على التَّفْسِير وَالْمعْنَى لَا على التِّلَاوَة وَقَوله وَآتوا النِّسَاء صدقاتهن نحلة قَوْله أَو تفرضوا لَهُنَّ فَرِيضَة عِنْد الْأصيلِيّ وَلم تفرضوا لَهُنَّ فَرِيضَة وَفِي التَّوْحِيد) إِنَّمَا قَوْلنَا لشَيْء إِذا أردناه
(كَذَا لأبي ذَر والأصيلي والقابسي والنسفي وَجَمِيع النّسخ وَصَوَابه قَوْلنَا وَهِي التِّلَاوَة وَالَّذِي دلّ عَلَيْهِ منزع البُخَارِيّ أمرنَا لِأَن عَلَيْهِ ادخل أَحَادِيث الْبَاب وَكَأَنَّهُ أَرَادَ أَن يترجم بقوله تَعَالَى) وَمَا أمرنَا إِلَّا وَاحِدَة
(فَوَهم وَوهم عَلَيْهِ وَفِي التَّوْحِيد بَاب قَول الله تَعَالَى ? إِنِّي أَنا الرَّزَّاق ذُو الْقُوَّة المتين ? كَذَا فِي جَمِيع النّسخ والتلاوة) إِن الله هُوَ الرَّزَّاق ذُو الْقُوَّة المتين
(وَكَذَا لبَعض شُيُوخ أبي ذَر وَابْن السكن لَكِن لَعَلَّ البُخَارِيّ أَشَارَ بالترجمة إِلَى حَدِيث وَقع فِيهِ هَذَا اللَّفْظ ذكره أَبَوا دَاوُود فِي كتاب الْحُرُوف وَمن ذَلِك فِي كتاب مُسلم فِي تَخْفيف الْقِرَاءَة فِي حَدِيث قُتَيْبَة اقْرَأ بالشمس(2/331)
وَضُحَاهَا وَسبح اسْم رَبك الْأَعْلَى وَسبح باسم رَبك الْأَعْلَى كَذَا عِنْد السَّمرقَنْدِي وَهُوَ خطأ وَسقط إِلَّا على آخر لغيره وسقوطه الصَّوَاب وَفِي بَاب) وأنذر عشيرتك الْأَقْرَبين
(فِي حَدِيث أبي كريب لما نزلت وأنذر عشيرتك الْأَقْرَبين ورهطك مِنْهُم المخلصين كَذَا فِي أَكثر النّسخ وَعند ابْن الْحذاء أَي رهطك مِنْهُم المخلصين على التَّفْسِير وَهُوَ الصَّوَاب وَكَذَا ذكره البُخَارِيّ أَيْضا فِي التَّفْسِير ورهطك وَفِي الْجِهَاد فِي حَدِيث مُحَمَّد بن مثنى فَنزلت يسئلونك عَن الْأَنْفَال قل الْأَنْفَال لله وَرَسُوله كَذَا للسمرقندي وَهُوَ خطأ وَالصَّوَاب مَا للباقين وَالرَّسُول (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَهُوَ التِّلَاوَة وَفِي آخر الْكتاب وَمن يكرههن فَإِن الله من بعد إكراههن لَهُنَّ غَفُور رَحِيم كَذَا للسمرقندي وَبَعْضهمْ وَعند العذري وَغَيره بِسُقُوط لَهُنَّ على التِّلَاوَة الْمَعْرُوفَة وَلَعَلَّه ورد فِي هَذِه الرِّوَايَة على معنى التَّفْسِير لَا على معنى التِّلَاوَة وقرآة شَاذَّة وَفِي فَضَائِل سعد فَأنْزل الله هَذِه الْآيَة وَوَصينَا الْإِنْسَان بِوَالِديهِ وَإِن جَاهَدَاك على أَن تشرك بِي فَلَا تطعهما وصاحبهما فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفا كَذَا فِي الْأُصُول وَسقط حسنا من بَعْضهَا وَثَبت فِي بَعْضهَا فِيهَا وصاحبهما وَفِي بَعْضهَا على أَن تشرك بِي مَا لَيْسَ لَك بِهِ علم وَكله تَخْلِيط من آيَات من الْقُرْآن لَيست فِي تِلَاوَة آيَة وَاحِدَة وَفِي بَاب وَلَا تجْهر بصلاتك فَإِذا قرآناه فَاتبع قرآنه كَذَا لَهُم وَعند الطَّبَرِيّ فَإِذا قرأته فَاتبع قرءانه وَكَأَنَّهُ لم يرد التِّلَاوَة وَلكنه خطأ بِكُل وَجه وَفِي سُؤال الْيَهُود عَن الرّوح فَلَمَّا نزل الْوَحْي يسئلونك عَن الرّوح إِلَى قَوْله وَمَا أُوتِيتُمْ من الْعلم إِلَّا قَلِيلا وَعند العذري والسجزي والطبري وَمَا أُوتُوا وَهُوَ خلاف التِّلَاوَة وَقد نبه مُسلم على الْخلاف فِيهِ بعد فَقَالَ وَفِي حَدِيث وَكِيع وَمَا أُوتُوا وَفِي كتاب الْمُنَافِقين فَنزلت وَلَا يَحسبن الَّذين يفرحون بِمَا أَتَوا فِي الْحَدِيثين كَذَا فِي بعض أصُول مُسلم وَالَّذِي قيدناه عَن شُيُوخنَا أَتَوا على نَص التِّلَاوَة وَكَذَا قَوْله فِي الحَدِيث لَئِن كَانَ كل وَاحِد فَرح بِمَا أُوتِيَ كَذَا جَاءَ فِي أَكثر النّسخ وَفِي بَعْضهَا أَتَوا وَأما قَوْله وفرحوا بِمَا أَتَوا من كِتَابهمْ فَهَذَا أَيْضا كَذَا بِغَيْر خلاف وَهُوَ الصَّوَاب
فصل فِيمَا جَاءَ من ذَلِك فِي الْأَسَانِيد
فَمن ذَلِك فِي الْمُوَطَّأ سوى مَا دخل فِي تراجم الْحُرُوف فِي سَجْدَة النَّجْم عَن الْأَعْرَج أَن عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ كَذَا عِنْد يحيى وَجَمَاعَة غَيره من رجال الْمُوَطَّأ وَفِي كتاب ابْن عتاب عَن أبي الْقَاسِم الْحَافِظ عَن ابْن المشاط الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَن عمر وَكَذَا عِنْد مطرف وَابْن بكير وَفِي الرُّؤْيَا زفر ابْن صعصعة بن مَالك عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة كَذَا ليحيى وَسقط عِنْد معن وَغَيره عَن أَبِيه وَهُوَ أَيْضا سَاقِط فِي رِوَايَة يحيى فِي كتاب ابْن المرابط وَفِي الْوضُوء من مَاء الْبَحْر الْمُغيرَة بن أبي بردة وَهُوَ من بني عبد الدَّار ثَبت قَوْله وَهُوَ من بني عبد الدَّار عِنْد يحيى والقعنبي وَسقط عِنْد التنيسِي وأسقطه ابْن وضاح وَفِي حَدِيث إِنَّمَا هِيَ من الطوافين حميدة بنت أبي عبيد بن فَرْوَة كَذَا قَالَ يحيى وَحده وَقد ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْحَاء وَالْخلاف أَيْضا فِي اسْمهَا وَأَنه وهم فِي نَسَبهَا وَإِن صَوَابه بنت عبيد بن رِفَاعَة وَهِي زواية جمَاعَة أَصْحَاب الموطئ وَفِي مسح الْخُفَّيْنِ عباد ابْن زِيَاد وَهُوَ من ولد الْمُغيرَة بن شُعْبَة عَن أَبِيه الْمُغيرَة بن شُعْبَة وهم الْعلمَاء هَذَا السَّنَد من وَجْهَيْن أَحدهمَا قَوْله من ولد الْمُغيرَة وَكَذَا قَالَه يحيى وَغَيره وَهُوَ خطأ عِنْد جمَاعَة أهل الحَدِيث وَإِنَّمَا هُوَ عباد بن زِيَاد ابْن أبي سُفْيَان بن(2/332)
وهيب ذكر ذَلِك البُخَارِيّ وَغَيره وَقَالَ البُخَارِيّ وَقَالَ بَعضهم عَن مَالك عَن الزُّهْرِيّ عَن عباد عَن ابْن الْمُغيرَة عَن أَبِيه
قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَهُوَ الصَّوَاب وَالثَّانِي قَوْله عَن أَبِيه لم يقلهُ أحد من أَصْحَاب الْمُوَطَّأ إِلَّا يحيى وَهُوَ خطأ إِنَّمَا يرويهِ عباد عَن حَمْزَة وَعُرْوَة ابْني الْمُغيرَة عَن أَبِيهِمَا وَفِي مَسْجِد قبا مَالك عَن نَافِع عَن عبد الله بن عمر أَن رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) قد كَانَ يَأْتِي قبا رَاكِبًا وماشيا كَذَا للقعنبي وَعند غَيره مَالك عَن ابْن دِينَار مَكَان نَافِع وَفِي صَلَاة الضُّحَى عَن أبي مرّة مولى عقيل كَذَا ليحيى وَلغيره مولى أم هاني وَقد ذكر مُسلم الْوَجْهَيْنِ وَذكره فِي صِيَام أَيَّام منى فَقَالَ مولى أم هاني امْرَأَة عقيل وَهُوَ خطأ إِنَّمَا هِيَ أُخْت عقيل وَكَذَا رَوَاهُ ابْن وضاح وَطرح امْرَأَة عقيل فِي رِوَايَة عَنهُ وَأثبت ابنت أبي طَالب وَأسْقط مَا بَينهمَا ليَصِح الْكَلَام وَهُوَ الَّذِي فِي كتاب ابْن عتاب لِابْنِ وضاح وَله فِي كتاب أَحْمد بن سعيد مولى عقيل بن أبي طَالب وَهَذِه الْوُجُوه كلهَا صَحِيحَة إِلَّا قَوْله امْرَأَة عقيل وَفِي السِّوَاك عَن أبي هُرَيْرَة لَوْلَا أَن أشق على أمتِي كَذَا للقعنبي لم يذكر فِيهِ رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وأسنده ابْن عفير وَسَحْنُون عَن ابْن الْقَاسِم وَغَيرهم أوقفوه على أبي هُرَيْرَة وَقَالَ ابْن وهب لَوْلَا أَن يشق على أمته وَكَذَا قَالَه يحيى وَغَيره عَن مَالك وَفِي الضَّحَايَا مَالك عَن عَمْرو بن الْحَارِث عَن عبيد بن فَيْرُوز عَن الْبَراء بن عَازِب كَذَا رَوَاهُ مَالك قَالَ عبد الْغَنِيّ عمر وَلم يسمع من عبيد شَيْئا إِنَّمَا رَوَاهُ عَمْرو عَن سُلَيْمَان بن عبد الرَّحْمَن عَن عبيد وَفِي الْوضُوء من مَاء الْبَحْر عَن سعيد بن سَلمَة من آل بني الْأَزْرَق كَذَا ليحيى وَلابْن وضاح من بعض الطّرق من آل ابْن الْأَزْرَق كَذَا لِابْنِ الْقَاسِم وَابْن بكير وَعند القعْنبِي من آل الْأَزْرَق وَفِي بَاب إِعَادَة الْجنب هِشَام بن عُرْوَة عَن زبيد بن الصَّلْت كَذَا رَوَاهُ يحيى وَسَائِر الروَاة يَقُولُونَ فِيهِ هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن زبيد وَفِيه عبد الرَّحْمَن بن حَاطِب أَنه اعْتَمر مَعَ عمر كَذَا يَقُوله مَالك وَسَائِر أَصْحَاب هِشَام يَقُولُونَ عبد الرَّحْمَن بن حَاطِب عَن أَبِيه وَلم يدْرك عبد الرَّحْمَن عَن أَبِيه وَلم يدْرك عبد الرَّحْمَن عمرا وَفِي جَامع الْحَيْضَة هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن فَاطِمَة ابْنة الْمُنْذر كَذَا قَالَ يحيى وَوهم وَكَذَا فِي رِوَايَة الدّباغ فِي موطأ ابْن الْقَاسِم وَزِيَادَة أَبِيه هُنَا خطأ لم يقلهُ أحد من رُوَاة الْمُوَطَّأ وَقد أسْقطه ابْن وضاح من رِوَايَته وَعُرْوَة لم يرو عَن فَاطِمَة وَإِنَّمَا روى عَنْهَا زَوجهَا هِشَام وطبقته وَفِي النّظر فِي الصَّلَاة أَن عَائِشَة كَذَا عِنْد يحيى وَسَائِر رُوَاة الْمُوَطَّأ يَقُولُونَ عَن أمه عَن عَائِشَة وَفِي الْجمع بَين الصَّلَاتَيْنِ دَاوُود بن الْحصين عَن الْأَعْرَج أَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كَذَا لكافة الروَاة للموطأ عَن يحيى وَغَيره وَرَوَاهُ ابْن الْقَاسِم فِيمَا حَدثنَا بِهِ ابْن عتاب عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة وَكَذَا عِنْد ابْن حمدين وَلم يكن عِنْد عيرهما من شُيُوخنَا قَالَ أَبُو عَليّ الجياني لَا يَصح عَن يحيى وَلَا غَيره وَقَالَ الْجَوْهَرِي لَا أعلم من قَالَه إِلَّا ابْن الْمُبَارك الصُّورِي وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ أسْندهُ عَن أبي هُرَيْرَة مطرف وَغَيره وَفِي بَاب الْمُرُور بَين يَدي الْمُصَلِّي زيد ابْن أسلم عَن عَطاء بن يسَار عَن أبي سعيد كَذَا لعامة رُوَاة الْمُوَطَّأ إِلَّا ابْن وهب وَحده فَقَالَ زيد بن أسلم عَن عبد الرَّحْمَن بن أبي سعيد عَن أبي سعيد قَالَ النساءي وَهُوَ الصَّوَاب وَعَطَاء بن يسَار(2/333)
خطأ وَفِي صَلَاة النَّافِلَة قَالَ مَالك بَلغنِي عَن نَافِع أَن عبد الله بن عمر كَذَا رَوَاهُ عبيد الله عَن أَبِيه وَلَيْسَ عَن نَافِع عِنْد ابْن وضاح قَالُوا وَذكر نَافِع هُنَا خطأ وَالصَّوَاب سُقُوطه وَفِي حَدِيث أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كَانَ يرغب فِي قيام رَمَضَان هُوَ مُسْند عَن كَافَّة رُوَاة الْمُوَطَّأ وأرسله ابْن وهب ومعن والقعنبي وَاخْتلف فِيهِ عَن ابْن الْقَاسِم فأسنده الْحَارِث عَنهُ وأرسله غَيره وَفِي حَدِيث أَن بِلَالًا يُنَادي بلَيْل ابْن شهَاب عَن سَالم بن عبد الله عَن أَبِيه أَن رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كَذَا عِنْد القعْنبِي مُسْندًا وَغَيره لَا يَقُول عَن أَبِيه وَقد أسْندهُ جمَاعَة عَن مَالك فِي غير الْمُوَطَّأ كَمَا قَالَ القعْنبِي وَفِي قصر الصَّلَاة ابْن شهَاب عَن رجل من آل خَالِد بن أسيد كَذَا قَالَه مَالك وَسَائِر أَصْحَاب ابْن شهَاب يَقُولُونَ عَن عبد الله بن أبي بكر بن عبد الرَّحْمَن عَن أُميَّة عَن عبد الله بن خَالِد بن أسيد قَالَ أَبُو عمر وَهُوَ الصَّوَاب وَفِي فضل قل هُوَ الله أحد عَن عبيد الله بن حنين مولى آل زيد بن الْخطاب كَذَا لجَمِيع الروَاة عَن يحيى وَعند ابْن المرابط مولى عبد الرَّحْمَن بن زيد بن الْخطاب وَقَالَ فِيهِ مُسلم فِي صَحِيحه مولى الْعَبَّاس وَقَالَ البُخَارِيّ فِي بَاب مولى زيد بن الْحطاب وَفِي كتاب الطِّبّ مولى بني زُرَيْق وَقَالَ فِي التَّارِيخ مولى زيد بن الْخطاب وَعَن ابْن عُيَيْنَة مولى آل عَبَّاس وَقد وهموه وَقَالَ مُحَمَّد بن جَعْفَر بن أبي كثير مولى بني زُرَيْق وَقد ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْعين وَفِي بَاب المتحابين فِي الله عَن أبي حَازِم عَن أبي إِدْرِيس الْخَولَانِيّ أَنه قَالَ دخلت مَسْجِد دمشق وَذكر حَدِيث معَاذ قَالَ بَعضهم ذكر أبي إِدْرِيس هُنَا وهم وَإِنَّمَا صَوَابه أَبُو مُسلم الْخَولَانِيّ وَأَبُو إِدْرِيس لم يدْرك معَاذًا وَالوهم فِيهِ من أبي حَازِم وَقَالَ بَعضهم بل من مَالك اسقط مِنْهُ أَبَا مُسلم الْخَولَانِيّ وَأَبُو ادريس إِنَّمَا رَوَاهُ عَن أبي مُسلم قَالَ أَبُو عمر وَهَذَا كُله تخرص وَقد رَوَاهُ جمَاعَة عَن أبي الزِّنَاد كَمَا رَوَاهُ مَالك وَرَوَاهُ من وُجُوه شَتَّى من غير طَرِيق أبي حَازِم وَإِن أَبَا إِدْرِيس لَقِي معَاذًا وَسمع مِنْهُ فَلَا دَرك فِيهِ على مَالك وَلَا شَيْخه عِنْد أهل الْعلم بِالْحَدِيثِ وَفِي بَاب الدُّعَاء عَن عبد الله بن عبد الله بن جَابر بن عتِيك رَوَاهُ ابْن وضاح أَنه قَالَ جَاءَنَا عبد الله بن عمر كَذَا رَوَاهُ يحيى وَابْن بكير وَأَبُو مُصعب وَابْن وهب ومعن والقعنبي على اخْتِلَاف عَنهُ وَكَذَلِكَ عَن ابْن الْقَاسِم وَعند مطرف والقعنبي فِي رِوَايَة عَن عبد الله بن عبد الله بن جَابر بن عتِيك وَرَوَاهُ ابْن وضاح عَن سَحْنُون عَن ابْن الْقَاسِم عَن عبد الله بن عبد الله بن جَابر بن عتِيك عَن عتِيك ابْن الْحَارِث بن عتِيك وَكَذَا رَوَاهُ ابْن وضاح عَن يحيى وَأرَاهُ من إِصْلَاحه قَالَ أَبُو عمر وَقد أَخطَأ فِيهِ على يحيى وَالصَّحِيح مَا تقدم ليحيى وَمن وَافقه وَفِي النَّهْي عَن اسْتِقْبَال الْقبْلَة عِنْد الْحَاجة مَالك عَن نَافِع عَن رجل من الْأَنْصَار أَنه سمع رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كَذَا ليحيى وَعند ابْن الْقَاسِم وَابْن بكير زِيَادَة عَن أَبِيه أَنه سمع وَكَذَا فِي روايتنا عَنهُ بِإِسْقَاط سمع فَقَالَ عَن رجل من الْأَنْصَار أَن رَسُول الله وَكَذَا فِي روايتنا عَن ابْن المشاط وَفِي حَدِيث أَن الله يرضى لكم ثَلَاثًا عَن سُهَيْل عَن أَبِيه أَن رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) مُرْسلا كَذَا ليحيى والصورى ومعن والقعنبي وَابْن وهب وأسنده الْبَاقُونَ فَقَالُوا عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة وَفِي غسل الْمَيِّت جَعْفَر بن مُحَمَّد(2/334)
عَن أَبِيه أَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) غسل فِي قَمِيص كَذَا ليحيى والقعنبي وَسَائِر أَصْحَاب الْمُوَطَّأ مُرْسلا قَالَ الْجَوْهَرِي إِلَّا ابْن عفير فأسنده فَقَالَ عَن أَبِيه عَن عَائِشَة وَقد رَوَاهُ الضباع عَن مَالك فَقَالَ عَن جَابر وَهُوَ عَن عَائِشَة أصح وَفِي النَّهْي عَن أَن تتبع الْجِنَازَة بِنَار هِشَام ابْن عُرْوَة عَن أَسمَاء كَذَا عِنْد جَمِيعهم وَفِي كتاب القَاضِي التَّمِيمِي عَن أَبِيه عَن أَسمَاء وَفِي صِيَام الْجنب أَبُو يُونُس مولى عَائِشَة عَن عَائِشَة كَذَا قَالَه ابْن بكير وَابْن الْقَاسِم والقعنبي وَأَبُو مُصعب وَسَائِر رُوَاة الْمُوَطَّأ وَكَذَا رَوَاهُ ابْن وضاح عَن يحيى واسقط عبيد الله عَن أَبِيه يحيى مِنْهُ عَائِشَة فَأرْسلهُ وَكلهمْ على خِلَافه وَهُوَ مَحْفُوظ عَن عَائِشَة مُسْندًا وَفِي الْبَاب عَن أبي بكر بن عبد الرَّحْمَن بن الْحَارِث بن هِشَام وَسقط ابْن عبد الرَّحْمَن عِنْد ابْن عتاب وَعند ابْن وضاح من رِوَايَة ابْن سهل وإثباته الصَّوَاب لَكِن يخرج صِحَة سُقُوطه على نِسْبَة الرجل إِلَى جده وَفِي الصّيام فِي السّفر هِشَام عَن أَبِيه أَن حَمْزَة الْأَسْلَمِيّ كَذَا رَوَاهُ يحيى وَبَعْضهمْ وَأكْثر رُوَاة الْمُوَطَّأ يَقُولُونَ عَن أَبِيه عَن عَائِشَة أَن حَمْزَة وَكَذَا هُوَ عِنْد ابْن وضاح وَفِي حَدِيث من أنْفق زَوْجَيْنِ فِي سَبِيل الله أسْندهُ جمَاعَة الروَاة وَلم يذكر فِيهِ ابْن بكير أَبَا هُرَيْرَة فجَاء بِهِ مُرْسلا وَفِي فضل الرّقاب هِشَام عَن أَبِيه عَن عَائِشَة كَذَا فِي الْمُوَطَّأ وَقَالَ البُخَارِيّ لَا يَصح عَن عَائِشَة وَطرح ابْن وضاح عَن عَائِشَة وَقَالَ إِنَّمَا هُوَ عَن عُرْوَة عَن أبي مراوح عَن أبي ذَر وَفِي فضل الشَّهَادَة مَالك عَن يحيى بن سعيد عَن سعيد بن أبي سعيد المَقْبُري عَن عبد الله بن أبي قَتَادَة عَن أَبِيه أَن رجلا جَاءَ إِلَى رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كَذَا ليحيى ورواة الْمُوَطَّأ كلهم غير معن والقعنبي فَلم يذكرَا فِيهِ يحيى ابْن سعيد وَفِي بَاب أَسمَاء النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) عَن مُحَمَّد بن جُبَير بن مطعم عَن أَبِيه كَذَا عِنْد مغن والصوري مُسْندًا وَكَذَا رَوَاهُ ابْن وضاح وَهُوَ عِنْد عبيد الله عَن يحيى وَأكْثر رُوَاة مَالك مُرْسلا لَيْسَ فِيهِ عَن أَبِيه وَفِي بَاب الْغلُول يحيى بن سعيد عَن مُحَمَّد بن يحيى بن حبَان أَن زيد بن خَالِد الْجُهَنِيّ قَالَ أَبُو عمو كَذَا فِي كتاب يحيى وَرِوَايَته عَن مَالك وَهُوَ غلط مِنْهُ وَسقط من كِتَابه أَبُو عمْرَة أَو ابْن أبي عمْرَة مَا بَين مُحَمَّد بن يحيى وَزيد بن خَالِد وَكَذَا قَالَه القعْنبِي وَابْن الْقَاسِم ومعن وَأَبُو مُصعب وَابْن عفير وَابْن بكير كلهم قَالُوا عَن أبي عمْرَة وَقَالَ ابْن وهب وَمصْعَب عَن ابْن أبي عمْرَة وَاخْتلف فِيهِ عَن ابْن الْقَاسِم وَابْن بكير أَيْضا وَيحْتَمل أَن مَالِكًا سكت عَنهُ آخرا لما دخله الشَّك فِي اسْمه فَأرْسلهُ وَفِي النَّهْي عَن قتل النِّسَاء نَافِع عَن ابْن عمر ان رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) رآ فِي بعض مغازيه امْرَأَة مقتولة كَذَا لأبي مُصعب مُسْندًا وليحيى وَسَائِر الروَاة مُرْسلا وَلم يذكرُوا فِيهِ ابْن عمر وَفِي غسل الْمحرم رَأسه زيد بن أسلم عَن نَافِع عَن إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن حنين كَذَا رَوَاهُ يحيى وَلم يُتَابِعه أحد على ذكر نَافِع فِيهِ وَهُوَ وهم مِنْهُ وَقد رده عَلَيْهِ ابْن وضاح وَغَيره وَفِي مَا يجوز من الْهدى مَالك عَن نَافِع عَن عبد الله بن أبي بكر بن حزم أَن رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أهْدى جملا لأبي جهل كَذَا قَالَ يحيى وَذكر نَافِع هُنَا خطأ لم يقلهُ حد غَيره وَقد طَرحه ابْن وضاح وَفِي حج الصَّبِي عَن كريب مولى ابْن عَبَّاس عَن ابْن عَبَّاس أَن رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) مر بِامْرَأَة كَذَا قَالَه ابْن وهب وَأَبُو مُصعب مُسْندًا وَاخْتلف فِيهِ عَن أبي الْقَاسِم(2/335)
فَرَوَاهُ عَنهُ سَحْنُون مُرْسلا لم يذكر فِيهِ ابْن عَبَّاس وَهُوَ قَول أَكثر الروات عَن مَالك وَفِي بَاب التَّرْغِيب فِي الصَّدَقَة يحيى بن سعيد عَن أبي الْحباب سعيد ابْن يسَار أَن رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كَذَا ليحيى مُرْسلا وَتَابعه ابْن الْقَاسِم وَابْن وهب ومطرف وَأَبُو مُصعب وَجَمَاعَة غَيرهم وأسنده معن وَابْن بكير فَقَالَا عَن أبي هُرَيْرَة وَفِي بَاب الرَّعْد عَن عَامر بن عبد الله ابْن الزبير أَنه كَانَ إِذا سمع الرَّعْد كَذَا رِوَايَة يحيى وَلغيره من الروَاة زِيَادَة عَن أَبِيه أَنه وَهُوَ الصَّوَاب وَفِي بَاب الْبيعَة عَن أُمَيْمَة بنت رقيقَة أَنَّهَا قَالَت أتيت رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كَذَا لكافة رُوَاة الْمُوَطَّأ إِلَّا مَعنا فَقَالَ فِيهِ عَن أمهَا وَفِي الْقدر عَن عبد الحميد بن عبد الرَّحْمَن بن زيد بن الْخطاب أخبرهُ عَن مُسلم بن يسَار الْجُهَنِيّ أَن عمر بن الْخطاب كَذَا هُوَ فِي الموطئات قَالُوا وَلم يسمع مُسلم بن يسَار عَن عمر وَإِنَّمَا رَوَاهُ مُسلم عَن نعيم بن ربيعَة عَن عمر وَكَذَا ذكره النساءي وَقد ذكرنَا فِي حرف الْجِيم أَن قَوْله الْجُهَنِيّ هُنَا خطأ مِمَّا تعقبه ابْن وضاح وَوهم فِيهِ يحيى فَانْظُر هُنَاكَ وَفِي بَاب صَلَاة منى زيد بن أسلم عَن أَبِيه أَن عمر بن الْخطاب كَذَا ليحيى وَمن وَافقه وَسقط عَن أَبِيه لِابْنِ الْقَاسِم وَابْن بكير وَفِي بَاب فديَة من حلق قبل أَن ينْحَر عبد الْكَرِيم الْجَزرِي عَن عبد الرحمان بن أبي ليلى كَذَا ليحيى وَابْن عفير والقعنبي ومعن والتنيسي وَأبي مُصعب والصوري وَمصْعَب وَخَالفهُم ابْن الْقَاسِم وَابْن وهب فَقَالَا عَن عبد الْكَرِيم الْجَزرِي عَن مُجَاهِد عَن عبد الرَّحْمَن ابْن أبي ليلى وَاخْتلف فِي ذكر مُجَاهِد فِيهِ عَن ابْن بكير وَالصَّوَاب إثْبَاته وَفِي الْبَاب حميد عَن مُجَاهِد عَن عبد الرَّحْمَن ابْن أبي ليلى عَن كَعْب بن عجْرَة كَذَا ليحيى والقعنبي وَالشَّافِعِيّ وَابْن عبد الحكم وَأبي مُصعب وَابْن أبي بكير وَابْن أبي زنير وَأسْقط ابْن وهب وَابْن الْقَاسِم وَابْن عفير ابْن أبي ليلى وَهُوَ وهم وَفِي جَامع الْحَج مَالك عَن إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن أبي عبلة قَالَ يحيى بن يحيى وَهُوَ خطأ إِنَّمَا هُوَ إِبْرَاهِيم ابْن أبي عبلة وَاسم أبي عبلة شمر وَلَيْسَ ابْن عبد الله عِنْد غير يحيى وَطَرحه ابْن وضاح وَفِي نِكَاح الْمُتْعَة عَن عبد الله وَالْحسن ابْني مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي طَالب عَن أَبِيهِمَا على كَذَا رِوَايَة يحيى عِنْد جمَاعَة من شُيُوخنَا وَأَصْلحهُ ابْن وضاح عَن أَبِيهِمَا عَن عَليّ وَكَذَا للقعنبي وَابْن الْقَاسِم وَغَيرهمَا وَهُوَ الصَّوَاب وَكَذَا رَوَاهُ أَبُو عمر بن عبد الْبر وَأكْثر شُيُوخنَا من رِوَايَة يحيى على الصَّوَاب وَإِصْلَاح ابْن وضاح وَفِي الْعَمَل فِي النَّحْر جَعْفَر بن مُحَمَّد عَن أَبِيه عَن عَليّ بن أبي طَالب أَن رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) نحر بعض بدنه الحَدِيث كَذَا قَالَ يحيى عندنَا من طَرِيق أبي عَمْرو بن حمدين وَابْن سهل وَكَذَا فِي كتاب ابْن حوبيل وَهِي صَحِيح رِوَايَة يحيى والقعنبي ورده ابْن وضاح عَن أَبِيه عَن جَابر بن عبد الله وَكَذَا فِي كتاب ابْن عتاب عَن يحيى وَكَذَا رَوَاهُ مطرف وَابْن نَافِع وَابْن بكير وَابْن عفير وَالشَّافِعِيّ وَابْن الْقَاسِم وَأَبُو مُصعب قَالَ الْجَوْهَرِي وَهُوَ الصَّوَاب وَفِي بَاب من وجد مَعَ امْرَأَته رجلا سُهَيْل بن أبي صَالح عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة أَن سعد بن عبَادَة كَذَا هُوَ فِي الْأَقْضِيَة لِابْنِ بكير وَابْن نَافِع ومطرف وَمن تَابعهمْ وَكَذَا لِابْنِ وضاح وَسقط عَن أَبِيه ليحيى عِنْد شُيُوخنَا فِي الْأَقْضِيَة لغير ابْن وضاح وَثَبت فِي كتاب الرَّجْم فِي الحَدِيث بِعَيْنِه لجميعهم وثباته الصَّوَاب وَفِي حَدِيث عمر نذرت رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) زيد ابْن أسلم عَن(2/336)
أَبِيه أَن عمر سُئِلَ رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) عَن الكلايح كَذَا لأبي مُصعب مُسْندًا وَهُوَ عِنْد سَائِر الروَاة مُرْسلا وَلم يَقُولُوا فِيهِ عَن أَبِيه وَفِي الْفَرَائِض زيد ابْن أسلم عَن أَبِيه أَن عمر سَأَلَ رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) عَن الْكَلَالَة كَذَا أسْندهُ القعْنبِي وَابْن الْقَاسِم وأرسله يحيى وسائرهم لم يَقُولُوا عَن أَبِيه وَفِي سُكْنى الْمَدِينَة هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه أَن رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) قَالَ لَا يخرج أحد من الْمَدِينَة الحَدِيث كَذَا جَاءَ عِنْد جَمِيع الروَاة مُرْسلا إِلَّا معن بن عِيسَى فَقَالَ عَن عَائِشَة وأسنده وَفِي الطَّاعُون عَن عَامر بن سعد عَن أييه أَنه سَمعه يسئل أُسَامَة بن زيد كَذَا ليحيى وَأكْثر الروَاة وَسقط عَن أَبِيه فِي رِوَايَة القعْنبِي وَجَمَاعَة مِمَّن تَابعه من الروَاة وَكَذَلِكَ اخْتلف فِيهِ فِي غير الْمُوَطَّأ وَكِلَاهُمَا صَوَاب غير خلاف لِأَنَّهُ ذكر أَولا صُورَة الْحَال وَأَنه سمع أَبَاهُ يسئل أُسَامَة ثمَّ حذف الْقِصَّة فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى وَأسْقط كرّ أَبِيه وَرَوَاهُ عَن أُسَامَة إِذْ قد سَمعه مِنْهُ عِنْد سُؤال أَبِيه إِيَّاه لَهُ وَرَوَاهُ قوم عَن أَبِيه عَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَهَذَا خطأ وَقد تقدم فِي حرف الْعين الْخلاف أول هَذَا الحَدِيث فِي قَوْله مَالك عَن مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر وَسَالم بن أبي النَّضر أَو عَن سَالم فَانْظُرْهُ هُنَاكَ وَبَيَان الصَّوَاب فِيهِ وَفِي بَاب الْغسْل للحمى هِشَام عَن أَبِيه عَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) الْحمى من فيح جَهَنَّم كَذَا لجميعهم مُرْسلا إِلَّا مَعنا فَإِنَّهُ أسْندهُ فَزَاد فِيهِ عَن عَائِشَة وَفِي بَاب الشّرْب قَائِما عَامر بن عبد الله بن الزبير عَن أَبِيه أَنه كَانَ يشرب قَائِما كَذَا لجميعهم عِنْد ابْن حمدين عَلامَة ابْن وضاح على قَوْله عَن أَبِيه وَفِي بَاب نزع المعاليق والجرس أَنه سمع الْجراح مولى أبي حَبِيبَة يحدث عبد الله بن عمر عَن أم حَبِيبَة أَن رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) قَالَ العير الَّتِي فِيهَا الجرس لَا تصحبها الْمَلَائِكَة كَذَا جَاءَ هَذَا الحَدِيث فِي الْمُوَطَّأ عِنْد ابْن عفير وَابْن الْقَاسِم ومعن وَلم يذكر فِيهِ ابْن وهب أم حَبِيبَة فجَاء بِهِ مُرْسلا وَلم يثبت هَذَا الحَدِيث عِنْد يحيى وَلَا جمَاعَة من الروَاة وَفِي بَاب الطَّعَام وَالشرَاب زيد بن أسلم عَن عمر بن سعد ابْن معَاذ كَذَا ليحيى والقعنبي وَعند ابْن وضاح عَن ابْن عَمْرو بن معَاذ واسْمه معَاذ وَفِي رِوَايَة ابْن الْقَاسِم وَابْن وهب عَن معَاذ ابْن عَمْرو بن سعد بن معَاذ وَفِي بَاب عِيَادَة الْمَرِيض بكير بن عبد الله الْأَشَج عَن ابْن عَطِيَّة أَن رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كَذَا لحيى وَعند ابْن وهب عَن ابْن عَطِيَّة عَن أبي هُرَيْرَة وَكَذَا رده ابْن وضاح فأسنده وَهُوَ الصَّوَاب وَفِي بَاب الْحَيَّات عَن نَافِع عَن أبي لبَابَة أَن رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) نهى عَن قتل الْجنان الَّتِي فِي الْبيُوت كَذَا لَهُم إِلَّا ابْن وهب فَإِنَّهُ قَالَ نَافِع عَن ابْن عمر عَن أبي لبَابَة وَالْأول الصَّوَاب وَفِي بَاب الفارة تقع فِي السّمن عَن ابْن عَبَّاس أَن رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) سَأَلَ كَذَا لِمَعْنٍ والقعنبي وَعند يحيى عَن ابْن عَبَّاس عَن مَيْمُونَة وَرَوَاهُ غَيرهم مُرْسلا لم يذكرُوا فِيهِ ابْن عَبَّاس وَفِي حَدِيث الشَّاة عبيد الله بن عبد الله عَن ابْن عَبَّاس مر رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بِشَاة ميتَة كَانَ أَعْطَاهَا مولاة لميمونة كَذَا ليحيى وَابْن الْقَاسِم وَابْن وهب وَابْن عفير ومعن وَابْن برد مُسْندًا وَغَيرهم أرْسلهُ لم يذكرُوا فِيهِ ابْن عَبَّاس وَفِي بَاب التَّرْغِيب فِي الصَّدَقَة زيد بن سَالم عَن عَمْرو بن معَاذ الأسهلي كَذَا ليحيى وَسَائِر الروَاة من طَرِيق ابْن سهل عَن ابْن وضاح عَن ابْن عَمْرو بن معَاذ وَالْأول الصَّوَاب وَفِي بَاب الرُّؤْيَا زفر بن صعصعة بن مَالك عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة كَذَا ليحيى وَأَكْثَرهم وَسقط عَن أَبِيه فِي رِوَايَة يحيى عِنْد المرابط وَكَذَا سقط عِنْد معن والجنيني وَفِي بَاب(2/337)
بيع العربان مَالك عَن الثِّقَة عَن عَمْرو بن شُعَيْب كَذَا عِنْد جَمِيع شُيُوخنَا عَن يحيى وَتَابعه ابْن عبد الحكم وَبَعض رُوَاة الْمُوَطَّأ وَقَالَ القعْنبِي والتنيسي وَابْن بكير فِي آخَرين مَالك أَنه بلغه عَن عَمْرو بن شُعَيْب وَقَالَ مطرف مَالك عَن عَمْرو بن شُعَيْب وَفِي جَامع بيع الطَّعَام مَالك عَن مُحَمَّد بن عبد الله بن أبي مَرْيَم أَنه سَأَلَ سعيد بن الْمسيب كَذَا لكافة الروَاة وَعند القعْنبِي مَالك أَنه بلغه أَن سعيد بن الْمسيب وَفِي بَاب إِذا سَمِعت الرَّعْد عَن عَامر بن عبد الله بن الزبير أَنه كَانَ إِذا سمع الرَّعْد كَذَا ليحيى وَصَوَابه عَن أَبِيه أَنه كَانَ إِذا سمع الرَّعْد وَكَذَا لسَائِر الروَاة وَفِي بَاب مَا يكره من الْكَلَام بِغَيْر ذكر الله مَالك عَن زيد بن أسلم أَنه قَالَ قدم رجلَانِ من الْمشرق كَذَا ليحيى مُرْسلا وَعند سَائِر الروَاة زِيَادَة عَن ابْن عمر فَذكره مُسْندًا أَو كَذَا أسْندهُ البُخَارِيّ عَن التنيسِي عَن مَالك وَفِي الْحجامَة ابْن شهَاب عَن ابْن محيصة الْأنْصَارِيّ أحد بني حَارِثَة أَنه اسْتَأْذن رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كَذَا عِنْد يحيى وَابْن الْقَاسِم وَهُوَ غلط عِنْد الْحفاظ لَا شكّ فِيهِ وَالصَّوَاب مَا عِنْد القعْنبِي وَابْن وهب وَابْن بكير ومطرف وَابْن نَافِع عَن ابْن محيصة عَن أَبِيه وَهُوَ مَعَ هَذَا كُله مُرْسل لَيْسَ لِابْنِ محيصة واسْمه سعد ابْن محيصة صُحْبَة فَكيف لِابْنِهِ واسْمه حرَام وَالَّذِي اسْتَأْذن رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) هُوَ محيصة جده وَلم يَخْتَلِفُوا أَن الَّذِي رُوِيَ عَنهُ ابْن شهَاب هَذَا الحَدِيث هُوَ حرَام بن سعد بن محيصة وَكَذَا أَيْضا فِي بَاب مَا أفسدت الْمَوَاشِي حَدِيث نَاقَة الْبَراء بن شهَاب عَن حرَام بن محيصة أَن نَاقَة الْبَراء كَذَا عِنْد جَمِيعهم مُرْسلا قَالَ الْجَوْهَرِي إِلَّا عِنْد معن فَزَاد عَن محيصة فأسنده
قَالَ القَاضِي رَحمَه الله الحَدِيث مُرْسل بِكُل وَجه وَلَا نعلم لحرام رِوَايَة عَن جده محيصة وَقد قَالَ فِيهِ عبد الرَّزَّاق عَن معمر عَن الزُّهْرِيّ عَن حرَام بن سعد بن محيصة عَن أَبِيه عَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَلم يُتَابع عَلَيْهِ وَهُوَ فِي كل هَذَا مُرْسل وَقَالَ فِيهِ مُحَمَّد بن إِسْحَاق عَن أَبِيه عَن جده وعَلى هَذَا يكون مُسْندًا وَفِي بَاب جَامع الْقَضَاء عَن عبد الرَّحْمَن بن دلاف الْمُزنِيّ أَن رجلا من جُهَيْنَة كَذَا عِنْد يحيى وَمن وَافقه وَغَيره يزِيد عَن أَبِيه وَذكر ابْن وضاح عَن سَحْنُون أَن الْخَبَر لم يكن فِي الْمُوَطَّأ وَإِنَّمَا أدخلهُ ابْن الْقَاسِم وَلَيْسَ عِنْد ابْن بكير وَرِوَايَة يحيى لَهُ تدل أَنه فِي الْمُوَطَّأ وَقَوله فِي أَسَانِيد صَحِيح البُخَارِيّ سوى مَا تقدم فِي الْحُرُوف فِي بَاب ليبلغ الشَّاهِد الْغَائِب حَدثنَا عبد الله بن عبد الْوَهَّاب نَا حَمَّاد عَن أَيُّوب عَن مُحَمَّد عَن ابْن أبي بكرَة عَن أبي بكرَة كَذَا لجَمِيع الروَاة وَسقط من رِوَايَة الْحَمَوِيّ عَن ابْن أبي بكرَة وَفِي بَاب من خص بِالْعلمِ قوما دون قوم البُخَارِيّ نَا مُسَدّد نَا مُعْتَمر كَذَا لَهُم وَسقط للقابسي مُسَدّد وَهُوَ وهم وَفِي بَاب الْجنب يتَوَضَّأ ثمَّ ينَام أَنا عبد الله بن يُوسُف نَا مَالك عَن عبد الله بن دِينَار عَن عبد الله بن عمر كَذَا لجميعهم وَلابْن السكن فَجعله عَن مَالك عَن نَافِع عَن ابْن عمر قَالَ الجياني الْقَوْلَانِ صَوَاب هُوَ مَحْفُوظ عَن مَالك عَنْهُمَا عَن ابْن عمر وَالرِّوَايَة عَن ابْن دِينَار أشهر وَفِي بَاب الطّيب للْمَرْأَة عِنْد غسلهَا نَا حَمَّاد بن زيد عَن أَيُّوب عَن حَفْصَة عَن أم عَطِيَّة كَذَا لجميعهم وَعند الْبَلْخِي زِيَادَة بعد قَوْله عَن حَفْصَة قَوْله قَالَ أَبُو عبد الله أَو هِشَام بن حسان عَن حَفْصَة وَفِي بَاب الْغسْل بالصاع نَا عبد الله بن مُحَمَّد نَا يحيى بن آدم نَا زُهَيْر كَذَا لكافة الروَاة وَسقط يحيى بن آدم للحموي وَهُوَ وهم وَفِي بَاب الصَّلَاة فِي الثِّيَاب نَا عبد الله بن رَجَاء نَا عمرَان كَذَا للمروزي وَلغيره وَقَالَ عبد الله بن رَجَاء وَفِي بَاب الخوخة فِي الْمَسْجِد عَن عبيد الله بن حنين عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ خطب النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كَذَا عِنْد أبي ذَر والمروزي وَعند ابْن(2/338)
السكن عبيد بن حنين عَن بسر بن سعيد وَكتبه الْأصيلِيّ فِي كِتَابه ثمَّ ضرب عَلَيْهِ وَقَالَ لم يكن عِنْد أبي زيد وَقَالَ عَن الْفربرِي كَانَ فِي الأَصْل يَعْنِي أصل البُخَارِيّ مَضْرُوبا عَلَيْهِ وَكَانَ عِنْد النَّسَفِيّ عَن أبي سعيد عَن بسر بن سعيد قَالَ الجياني وَهُوَ الصَّوَاب وَقد وَقع فِي المناقب عَن أبي النَّضر عَن أبي سعيد فَرَوَاهُ عبيد عَنْهُمَا قَالَ الجياني وَهُوَ مَحْفُوظ لسالم عَنْهُمَا جَمِيعًا وَفِي بَاب إِذا ركع دون الصَّفّ وَفِيه حَدِيث الْحسن عَن أبي بكرَة زادك الله حرصا عمزه الدَّارَقُطْنِيّ وَقَالَ إِنَّمَا يرويهِ الْحسن عَن الْأَحْنَف عَن حُصَيْن عَن سَالم وَفِي بَاب التَّكْبِير أَيَّام منى نَا عمر بن حَفْص نَا أبي كَذَا عِنْدهم وَعند أبي ذَر نَا مُحَمَّد نَا عمر بن حَفْص قَالَ أَبُو ذَر يشبه أَن يكون الذهلي وَفِي بَاب خُرُوج الصّبيان للمصلى نَا عَمْرو ابْن عَبَّاس نَا سُفْيَان كَذَا لَهُم وَعند الْأصيلِيّ نَا عَمْرو بن عَبَّاس نَا عبد الرَّحْمَن نَا سُفْيَان وَفِي الْوتر على الدَّابَّة نَا أَبُو بكر بن عمر بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن عمر كَذَا لجميعهم وَسقط عِنْد الْجِرْجَانِيّ ابْن عبد الله وَهُوَ صَحِيح ثَابت فِي نسبه وَفِي بَاب إِذا لم يطق قَاعِدا صلى على جنبه نَا عَبْدَانِ نَا ابْن الْمُبَارك عَن إِبْرَاهِيم بن طهْمَان قَالَ الجياني سقط ابْن الْمُبَارك عِنْد أبي زيد وإثباته الصَّوَاب
قَالَ القَاضِي رَحمَه الله تعلى قَرَأت فِي أصل الْأصيلِيّ بِخَطِّهِ نَا عَبْدَانِ نَا عبد الله عَن إِبْرَاهِيم دون خلاف فِيهِ عِنْده فَالله أعلم وَلَعَلَّه إِنَّمَا سقط عَن بعض رُوَاة أبي زيد أَو رُوَاة الْأصيلِيّ والأصيلي أقعد رُوَاة أبي زيد عندنَا لاكنه وجدته سَاقِطا فِي أصل عَبدُوس ثمَّ الْحق بِغَيْر خطّ عَبدُوس وَكَذَا كَانَ سَاقِطا فِي أصل الْقَابِسِيّ وَكتب عَلَيْهِ أرَاهُ عَن ابْن الْمُبَارك قَالَ وَكَذَا فِي كتاب بعض أَصْحَابنَا عَن أبي زيد وَفِي كَلَام الرب يَوْم الْقِيَامَة نَا مُحَمَّد بن خَالِد كَذَا لَهُم وَعند الْقَابِسِيّ قَالَ مُحَمَّد بن خَالِد وَفِيه عَن مَنْصُور عَن إِبْرَاهِيم عَن عُبَيْدَة وَسقط عِنْد الْقَابِسِيّ عَن إِبْرَاهِيم وثباته الصَّحِيح وَفِي بَاب الصَّدَقَة من كسب طيب وروى مُسلم بن أبي مَرْيَم وَزيد بن أسلم وَسُهيْل عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة كَذَا لجميعهم وَسقط من كتاب الْقَابِسِيّ وَزيد بن أسلم وَكَذَلِكَ من كتاب عَبدُوس وَأَصْحَاب الْمروزِي لكنه كَانَ ثَابتا فِي كتاب الْأصيلِيّ وَخرج قَالَ أَبُو زيد سقط عَليّ فِي السماع وَهُوَ صَحِيح فِي أصل الْفربرِي وَفِي الْحَج فِي بَاب يأتوك رجَالًا أَنا أَحْمد بن عِيسَى كَذَا لأبي ذَر وَهُوَ أَحْمد بن عِيسَى وَعند ابْن السكن نَا أَحْمد بن صَالح وَأحمد بن صَالح هَذَا هُوَ ابْن الطَّبَرِيّ وَعند الْمروزِي نَا أَحْمد غير مَنْسُوب قَالَ الجياني وَقد اخْتلفُوا فِيهِ فِي بَاب مهل أهل نجد فَقَالَ ابْن السكن أَحْمد بن صَالح وَلغيره أَحْمد بن عِيسَى وَفِي بَاب غَزْوَة بني النَّضِير نَا أَبُو عوَانَة عَن أبي بشر عَن سعيد بن جُبَير قَالَ قلت لِابْنِ عَبَّاس كَذَا لَهُم وَسقط من كتاب الْجِرْجَانِيّ ذكر سعيد بن جُبَير وَقَالَ أَظُنهُ عَن سعيد بن جُبَير وإثباته الصَّوَاب وَفِي بَاب من صلى رَكْعَتي الطّواف خَارِجا نَا مُحَمَّد بن زَكَرِيَّاء الغساني عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن زَيْنَب عَن أم سَلمَة كَذَا للأصيلي وَالْمَحْفُوظ سُقُوط زَيْنَب مِنْهُ وَكَذَا لكافتهم وَفِي بَاب السَّعْي بَين الصَّفَا والمروة نَا مُحَمَّد ابْن عبيد نَا عِيسَى بن يُونُس زَاد فِي رِوَايَة الْأصيلِيّ فِي ذكر مُحَمَّد بن عبيد يَعْنِي ابْن حَاتِم وَانْفَرَدَ بهَا وغلطوه فِي هَذِه الزِّيَادَة وَقَالُوا الصَّوَاب أَنه مُحَمَّد بن عبيد بن مَيْمُون وَقد جَاءَ مُبينًا بعد هَذَا الْموضع وَفِي بَاب مبيت أهل(2/339)
السِّقَايَة بِمَكَّة وَفِي بَاب من سَاق الْبدن مَعَه وَعَن ابْن شهَاب عَن عُرْوَة كَذَا لِابْنِ السكن وَسقط عِنْد غَيره ابْن شهَاب وَفِي بَاب إِشْعَار الْبدن نَا عبد الله بن مسلمة نَا أَفْلح بن حميد كَذَا لجميعهم وَعند ابْن السكن نَا أَبُو نعيم نَا أَفْلح وَفِي كتاب الْفِتَن فِي بَاب ظُهُور الْفِتَن نَا مُسَدّد نَا عبيد الله بن مُوسَى عَن الْأَعْمَش حَدِيث أَن بَين يَدي السَّاعَة كَذَا للقابسي وَسقط لغيره ذكر مُسَدّد وسقوطه الصَّوَاب ومسدد هُنَا خطأ وَفِي آخر كتاب التَّوْحِيد فِي بَاب وَالله خَلقكُم وَمَا تَعْمَلُونَ نَا عَمْرو بن عَليّ نَا أَبُو عَاصِم نَا قُرَّة بن خَالِد نَا أَبُو حَمْزَة سقط نَا قُرَّة ابْن خَالِد من كتاب أبي زيد وَثَبت للكافة وثباته الصَّوَاب وَقَالَ أَبُو زيد أَظُنهُ قُرَّة بن خَالِد وألحقه عَبدُوس فِي أَصله وَقَبله وَفِي بَاب رِوَايَة النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) عَن ربه أنس عَن أبي هُرَيْرَة عَن ربه كَذَا فِي جَمِيع النّسخ فِي حَدِيث مُعْتَمر قَالَ الْأصيلِيّ لم يكن فِي كتاب الْفربرِي عَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وألحقه عَبدُوس وَقد قَالَ قبله فِي حَدِيث مُسَدّد بِمَا ذكر النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فَهَذَا يدل أَن أَبَا هُرَيْرَة كَانَ يسْقط ذكر النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) مِنْهُ لدلَالَة الْكَلَام عَلَيْهِ وَأَنه مِمَّا لَا يعرف إِلَّا من طَرِيق النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَفِي بَاب تَقْلِيد النَّعْل نَا مُحَمَّد كَذَا عِنْد ابْن سَلام نَا عبد الْأَعْلَى كَذَا لِابْنِ السكن وَهُوَ وهم وَصَوَابه مُحَمَّد بن الْمثنى وَقد جَاءَ بعد هَذَا مُبينًا وَفِي الْبَاب نَفسه عَن يحيى عَن عِكْرِمَة عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كَذَا هُوَ متقن عَن أبي ذَر والأصيلي وَوَقع عِنْد الْقَابِسِيّ غلط فِي إِلْحَاق أبي هُرَيْرَة وَسُقُوط عَن وَفِي بَاب الْمحصر وَجَزَاء الصَّيْد نَا مُحَمَّد نَا يحيى بن صَالح قَالَ بَعضهم مُحَمَّد هُنَا هُوَ البُخَارِيّ وَقَالَ الْحَاكِم هُوَ الذهلي وَقَالَ الكلابادي هُوَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ وَفِي نُسْخَة عَليّ بن صَالح الْهَمدَانِي من رُوَاة الْفربرِي فَدلَّ أَن الثَّالِث غير البُخَارِيّ وَفِي كتاب الصَّوْم فِي بَاب وعَلى الَّذين يطيقُونَهُ الْآيَة وَقَالَ ابْن نمير كَذَا لجميعهم وَعند النَّسَفِيّ وَقَالَ عَليّ نَا ابْن نمير وَفِي بَاب الأخبية فِي الْمَسْجِد عَن عمْرَة بنت عبد الرَّحْمَن أَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَرَادَ أَن يعْتَكف كَذَا هُنَا للأصيلي والقابسي وَكَذَا فِي الْمُوَطَّأ وَهُوَ مُرْسل وَصَوَابه عَن عمْرَة عَن عَائِشَة مُسْندًا قَالَ الْقَابِسِيّ إِنَّمَا أدخلهُ كَذَا ليدل على الْخلاف فِيهِ وَفِي تَفْسِير وعَلى الَّذين هادوا حرمنا كل ذِي ظفر عَن يزِيد بن أبي حبيب قَالَ عَطاء سَمِعت جَابِرا كَذَا لجميعهم وَسقط عَطاء للأصيلي وَقَالَ سقط عَليّ وَالْحق يَعْنِي عَطاء وَفِي بَاب قَول الإِمَام اذْهَبْ بِنَا نصلح نَا مُحَمَّد بن عبد الله نَا عبد الْعَزِيز إِلَّا وَيسْعَى كَذَا لَهُم وَلَيْسَ عِنْد الْجِرْجَانِيّ والنسفي نَا مُحَمَّد بن عبد الله سقط لَهما وَفِي بَاب إِذا تصدق وأوقف بعض مَاله أَخْبرنِي عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن كَعْب بن مَالك أَن عبد الله ابْن كَعْب قَالَ سَمِعت كَعْب بن مَالك كَذَا لَهُم وَسقط ابْن عبد الله بن كَعْب عِنْد الْجِرْجَانِيّ قَالَ الْأصيلِيّ فِيهِ شكّ عِنْده ثمَّ ذكر البُخَارِيّ أَيْضا فِي بَاب من أَرَادَ غَزْوَة فوري بغَيْرهَا الزُّهْرِيّ أَخْبرنِي عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن كَعْب بن مَالك قَالَ سَمِعت كَعْب بن مَالك وَسقط ابْن عبدا لله هُنَا عِنْد أبي زيد وبإثباته يكون الحَدِيث مُرْسلا فَإِن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله لم يسمع من جده قَالَه الدَّارَقُطْنِيّ قَالَ وَرَوَاهُ سُوَيْد بن نصر فَقَالَ فِيهِ عَن(2/340)
عبد الرَّحْمَن عَن أَبِيه عَن كَعْب وَهُوَ الصَّوَاب وَقَالَ الْأصيلِيّ تصح رِوَايَة أبي زيد فَإِن عبد الرَّحْمَن بن كَعْب يرْوى عَن أَبِيه وَجَابِر وَهُوَ مُوَافق لما قَالَه الدَّارَقُطْنِيّ وَفِي بَاب لَا هِجْرَة بعد الْفَتْح نَا عَليّ بن شَيبَان قَالَ عَمْرو وَابْن جريج كَذَا لَهُم وَوَقع فِي أصل الْأصيلِيّ عَمْرو ابْن جريج ثمَّ كتب عَلَيْهِ وَابْن وَأبقى مَا فِي الْأُم وَكَأَنَّهَا رِوَايَة الْجِرْجَانِيّ وَالله أعلم وَفِي فرض الْخمس نَا إِسْحَاق بن مُحَمَّد الْفَروِي كَانَ فِي أصل الْقَابِسِيّ نَا مُحَمَّد بن إِسْحَاق ثمَّ أصلحه بِمَا للْجَمَاعَة وَنبهَ عَلَيْهِ وعَلى الْوَهم فِيمَا عِنْده وَفِي بَاب قسْمَة الإِمَام مَا يقدم عَلَيْهِ حَدِيث حَمَّاد عَن أَيُّوب عَن أنس بن أبي مليكَة أَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أهديت لَهُ أقبية كَذَا لَهُم كلهم وَعند الْأصيلِيّ عَن ابْن أبي مليكَة عَن الْمسور ابْن مخرمَة ثمَّ حرف عَلَيْهِ وَلم يُصَحِّحهُ وَطَرحه أصح فِي هَذَا السَّنَد لِأَن البُخَارِيّ قد نبه على الْخلاف فِيهِ وَفِي إِسْنَاده عَن حَاتِم عَن أَيُّوب وَمن طَرِيق اللَّيْث وَفِي بَاب مَا كَانَ يُعْطي النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) الْمُؤَلّفَة قُلُوبهم نَا حَمَّاد بن زيد عَن أَيُّوب عَن نَافِع عَن ابْن عمر أَن عمر كَذَا لأبي أَحْمد ولكافتهم عَن نَافِع أَن عَمْرو سقط للمروزي قَوْله عَن ابْن عمر وَانْظُر قَول البُخَارِيّ فِي آخِره وَزَاد جرير عَن أَيُّوب عَن نَافِع عَن ابْن عمر ثمَّ قَوْله وَرَوَاهُ معن عَن أَيُّوب عَن نَافِع عَن ابْن عمر يدل أَن رِوَايَة أبي زيد هِيَ الَّتِي قصد البُخَارِيّ وصواب رِوَايَته هُنَا لينبه على الْخلاف فِي ذَلِك وَفِي كتاب البدء عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ الله يَشْتمنِي ابْن آدم الحَدِيث كَذَا للجرجاني وَعند الْمروزِي والحموي والبلخي عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) يَشْتمنِي ابْن آدم وَعند النَّسَفِيّ وَأبي الْهَيْثَم فَقَالَ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) قَالَ الله تعلى وَهُوَ الصَّوَاب وَرِوَايَة الْجِرْجَانِيّ وهم مَوْقُوفَة وَرِوَايَة الآخر صَحِيحَة على الْمَعْنى أَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) إِنَّمَا حَكَاهَا عَن ربه تَعَالَى وَكثير من مثله فِي الحَدِيث وَإِن لم يقل فِيهِ قَالَ الله لدلَالَة اللَّفْظ عَلَيْهِ وَفِي بَاب غَزْوَة الْفَتْح نَا إِسْحَاق بن مَنْصُور أَنا عبد الصَّمد قَالَ حَدثنِي أبي نَا أَيُّوب كَذَا لجميعهم وَسقط من كتاب الْأصيلِيّ حَدثنِي أبي وَهُوَ وهم وَقد نبه هُوَ عَلَيْهِ وَقَالَ كَذَا وَقع عِنْدِي عبد الصَّمد عَن أَيُّوب وَعند غَيْرِي عَن أَبِيه عَن أَيُّوب وَفِي بَاب الْمَلَائِكَة نَا مُحَمَّد بن عبد الله بن إِسْمَاعِيل نَا مُحَمَّد بن عبد الله الْأنْصَارِيّ كَذَا عِنْد النَّسَفِيّ وَابْن السكن وحرف الْأصيلِيّ فِي كِتَابه على نَا مُحَمَّد بن عبد الله بن إِسْمَاعِيل وَكِلَاهُمَا من شُيُوخ البُخَارِيّ قد رُوِيَ عَنْهُمَا وَقد رُوِيَ أَيْضا عَن رجل من الْأَنْصَار أَي فَلَا يُنكر مَا هُنَا وَفِي بَاب كم التَّعْزِير عَن عبد الرَّحْمَن بن جَابر بن عبد الله عَن جَابر عَن أبي بردة كَذَا فِي أصل الْأصيلِيّ وَسقط عَن جَابر للمروزي وكافتهم وَخط الْأصيلِيّ على مَا فِي أَصله وَالصَّحِيح سُقُوطه وَفِي بَاب وَبث فِيهَا من كل دَابَّة تَابعه يُونُس وَابْن عُيَيْنَة وَإِسْحَاق الْكَلْبِيّ وَكَانَ فِي أصل الْأصيلِيّ تَابعه مُوسَى وَكتب عَلَيْهِ يُونُس وَقَالَ يُونُس فِي عَرصَة مَكَّة وَفِي موت النَّجَاشِيّ آخر الْبَاب وَعَن صَالح عَن ابْن شهَاب أَخْبرنِي أَبُو سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن وَسَعِيد بن الْمسيب كَذَا لأبي أَحْمد وَسقط أَبُو سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن عِنْد غَيره وَفِي إتْيَان الْيَهُود إِلَى النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) نَا أَحْمد أَو مُحَمَّد بن عبيد الله العداني نَا حَمَّاد بن أُسَامَة كَذَا لَهُ هُنَا وَلم يشك فِيهِ فِي التَّارِيخ وَأدْخلهُ فِي بَاب أَحْمد وَكَذَلِكَ فعل مُسلم وَالْحَاكِم وَابْن أبي حَاتِم والكلاباذي(2/341)
وَسَماهُ ابْن عدي مُحَمَّدًا وَسَماهُ أَبُو زرْعَة أَحْمد لكنه قَالَ أَحْمد بن عبد الله وَالصَّوَاب أَحْمد بن عبيد الله وَفِي بَاب فضل من شهد بَدْرًا انا يَعْقُوب نَا إِبْرَاهِيم بن سعد كَذَا للمروزي والنسفي وَعند الْأصيلِيّ والهروي نَا يَعْقُوب ابْن إِبْرَاهِيم بن سعد كَذَا للمروزي والنسفي وَعند الْأصيلِيّ والهروي نَا يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم بن سعد وَعند ابْن السكن نَا يَعْقُوب بن مُحَمَّد وَفِي بَاب مرض النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) نَا البُخَارِيّ نَا مُحَمَّد نَا عَفَّان عَن صَخْر كَذَا للمروزي وَفِي أصل الْأصيلِيّ للجرجاني نَا البُخَارِيّ نَا عَفَّان وَفِي حم السَّجْدَة قَالَ البُخَارِيّ حَدثنِي يُوسُف بن عدي كَذَا للْجَمَاعَة وَهُوَ الصَّوَاب وَوَقع عِنْد الْقَابِسِيّ حَدَّثَنِيهِ عَن يُوسُف بن عدي وَهُوَ وهم قَالَ الْقَابِسِيّ وَلَا أعرف عَن هُنَا وَفِي المرسلات وَقَالَ يحيى بن حَمَّاد نَا أَبُو عوَانَة عَن مُغيرَة كَذَا لَهُم وَفِي نُسْخَة نَا حَمَّاد نَا أَبُو عوَانَة وَهُوَ وهم وَيحيى بن حَمَّاد هَذَا هُوَ أَبُو بكر الشَّيْبَانِيّ مَوْلَاهُم الْبَصْرِيّ وَالِد حَمَّاد وَفِي تَفْسِير إِذا السَّمَاء انشقت عَن عُثْمَان بن الْأسود سَمِعت ابْن أبي مليكَة سَمِعت عَائِشَة كَذَا لَهُم وللقابسي وعبدوس عَن عُثْمَان بن الْأسود قَالَ سَمِعت عَائِشَة وَصَوَابه سَمِعت ابْن أبي مليكَة سَمِعت عَائِشَة وَفِي الحَدِيث الآخر بعده أَيُّوب عَن ابْن أبي مليكَة عَن عَائِشَة كَذَا لجميعهم وللمستملي أَيُّوب عَن ابْن أبي مليكَة عَن الْقَاسِم عَن عَائِشَة وَكَذَا جَاءَ بعد هَذَا فِي حَدِيث حَاتِم ابْن أبي صَغِيرَة وَفِي بَاب لَيْسَ الْمحصر بدل فَقَالَ روح عَن شبْل عَن ابْن أبي نجيح كَذَا للحموي وَأبي الْهَيْثَم وَسقط عَن شبْل لبقيتهم وَقَالَ فِي نُسْخَة النَّسَفِيّ أَظُنهُ عَن شبْل وَكَذَا ذكره البُخَارِيّ بعد فِي الْبَاب الثَّانِي فِي حَدِيث كَعْب بن عجْرَة روح عَن شبْل عَن ابْن أبي نجيح وَفِي بَاب وَالله خَلقكُم وَمَا تَعْمَلُونَ نَا عمر بن عَليّ نَا أَبُو عَاصِم ناقرة بن خَالِد نَا أَبُو حَمْزَة كَذَا لَهُم وَسقط قُرَّة بن خَالِد من كتاب أبي زيد وَقَالَ أَظُنهُ قُرَّة بن خَالِد وإثباته الصَّوَاب وَفِي بَاب الْمَلَائِكَة نَا مُحَمَّد بن عبد الله بن إِسْمَاعِيل نَا مُحَمَّد بن عبد الله الْأنْصَارِيّ عَن ابْن عون نَا الْقَاسِم فِي رُؤْيَة النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) ربه كَذَا للنسفي وعبدوس وَأبي ذَر وَكَذَا كَانَ فِي أصل الْأصيلِيّ محوق عَن مُحَمَّد بن عبد الله بن إِسْمَاعِيل وَقد روى البُخَارِيّ عَن مُحَمَّد بن عبد الله الْأنْصَارِيّ هَذَا وروى أَيْضا عَن غير وَاحِد عَنهُ وَهُوَ ابْن أبي الثَّلج الْبَغْدَادِيّ وَفِي بَاب وَاتخذ الله إِبْرَاهِيم خَلِيلًا فِي كتاب الْأَنْبِيَاء حَدِيث جرير عَن أَيُّوب عَن مُحَمَّد عَن أبي هُرَيْرَة لم يكذب إِبْرَاهِيم إِلَّا ثَلَاث
كَذَا للجرجاني مَوْقُوفا وَصَوَابه مَا للْجَمَاعَة قَالَ رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَكَذَا جَاءَ فِي سَائِر الرِّوَايَات وَفِي حَدِيث حَمَّاد عَن أَيُّوب بعده الحَدِيث أَيْضا مَوْقُوف على أبي هُرَيْرَة عِنْد جَمِيعهم وَسقط الحَدِيث كُله للجرجاني وَفِي بَاب تَزْوِيج الصغار عَن عُرْوَة بن الزبير أَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) خطب عَائِشَة كَذَا جَاءَ فِي الْأُم قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ هَذَا مُرْسل وَفِي بَاب وضع الْيَد تَحت الخد أَبُو عوَانَة عَن عبد الْملك بن عُمَيْر عَن ربعي عَن حُذَيْفَة كَذَا لجميعهم وَسقط للجرجاني عَن ربعي وَفِي بَاب من أَو لم بِأَقَلّ من شَاة حَدِيث مَنْصُور بن صَفِيَّة عَن أمه صَفِيَّة بنت شيبَة أَو لم النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ هَذَا مُرْسل وَلَا تصح رِوَايَة صَفِيَّة للنَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم)
قَالَ القَاضِي رَحمَه الله رَوَاهُ النساءي عَن صَفِيَّة عَن عَائِشَة وَقد ذكر البُخَارِيّ حَدِيث صَفِيَّة وسماعها خطْبَة النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فِي الْجَنَائِز فَالْحَدِيث على هَذَا مُسْند وَفِي بَاب(2/342)
إِذا أصَاب قوم غنيمَة فذبح فَذكر بَعضهم فِي كتاب الذَّبَائِح حَدِيث مُسَدّد عَن عَبَايَة بن رِفَاعَة عَن أَبِيه عَن جده رَافع بن خديج كَذَا للأصيلي والنسفي وَأبي ذَر وَسقط عَن أَبِيه لِابْنِ السكن وَلم يذكر فِي الْبَاب عَن أَبِيه وَفِي بَاب مَا يكره من ضرب النِّسَاء سُفْيَان عَن هِشَام عَن أَبِيه عَن عبد الله بن زَمعَة كَذَا لكافتهم وَسقط للجرجاني عَن أَبِيه وَقَالَ أَظُنهُ عَن أَبِيه وثباته الصَّوَاب وَفِي بَاب دَرَجَات الْمُجَاهدين وَقَالَ مُحَمَّد بن فليح كَذَا لَهُم وَعند ابْن السكن وَقَالَ مُحَمَّد ابْن فليح قَالُوا هُوَ وهم لم يحدث البُخَارِيّ إِلَّا عَن رجل عَن ابْن فليح وَلم يُدْرِكهُ وَفِي حَدِيث أم زرع وَقَالَ سعيد بن سَلمَة عَن هِشَام كَذَا لأبي ذَر والكافة وَعند الْقَابِسِيّ وَقَالَ سعيد بن سَلمَة عَن أبي سَلمَة عَن هِشَام وَهُوَ خطأ وَسقط وَالْكَلَام كُله الْأصيلِيّ وَفِي بَاب الْأكل مِمَّا يَلِيهِ ذكر حَدِيث ملك عَن وهب بن كيسَان أبي نعيم أَتَى رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بِطَعَام الحَدِيث قَالَ الْأصيلِيّ وَغَيره وَهَذَا مُرْسل وَكَذَا هُوَ فِي الْمُوَطَّأ
قَالَ القَاضِي أَبُو الْفضل رَحمَه الله أدخلهُ البُخَارِيّ مُرْسلا من هَذَا الطَّرِيق بعد إِدْخَاله من غَيره مُسْند ليبين الْخلاف فِيهِ وَفِي بَاب لبس الْقَمِيص نَا عبد الله بن عُثْمَان ابْن مُحَمَّد كَذَا للقابسي وَعند أبي زيد عبد الله بن مُحَمَّد وَعند النَّسَفِيّ نَا عبد الله بن عُثْمَان نَا ابْن عُيَيْنَة وَفِي بَاب لبس الْحَرِير وافتراشه الحكم عَن ابْن أبي ليلى كَانَ عِنْد الْقَابِسِيّ عَن أبي ليلى وَكتب الصَّوَاب ابْن أبي ليلى وَمَا جَاءَ فِي كتابي خطأ وَفِي بَاب كم التَّعْزِير وَالْأَدب الزُّهْرِيّ عَن سَالم عَن عبد الله بن عمر أَنهم كَانُوا يضْربُونَ على عهد رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) إِذا اشْتَروا طَعَاما جزَافا الحَدِيث كَذَا لَهُم وَعند الْمروزِي عَن سَالم بن عبد الله عَن أَبِيه وَسقط عَن أَبِيه أَو عَن عبد الله بن عمر عِنْد الْجِرْجَانِيّ وَعند النَّسَفِيّ أَظُنهُ عَن عبد الله بن عمْرَة وَفِي الدِّيات نَا شُعْبَة قَالَ قَالَ وَاقد بن عبد الله أَخْبرنِي عَن أَبِيه قيل هَذَا وهم أَو نسبه إِلَى الْجد الْأَعْلَى وَهُوَ وَاقد بن مُحَمَّد بن زيد بن عبدا لله ابْن عمر جَاءَ مُبينًا فِي كتاب مُسلم وَغَيره وَفِي بَاب وضع الْيَد تَحت الخد نَا أَبُو عوَانَة نَا عبد الْملك نَا عُمَيْر عَن ربعي عَن حُذَيْفَة كَذَا لَهُم وَسقط عَن ربعي لأبي سُلَيْمَان عَن عبد الْمجِيد بن سُهَيْل كَذَا لكافتهم وَهُوَ الصَّوَاب وَكَانَ سُلَيْمَان فِي أصل الْأصيلِيّ محوقا عَلَيْهِ وَكتب خَارِجا قَالَ أَبُو زيد لم يكن فِي أصل الشَّيْخ يَعْنِي الْفربرِي سُلَيْمَان وَمثله فِي كتاب ابْن السكن وَفِي غَزْوَة الخَنْدَق وَأَخْبرنِي ابْن طَاوُوس عَن عِكْرِمَة حَدِيث ابْن عمر كَذَا للمروزي وكافتهم وَفِي رِوَايَة الْجِرْجَانِيّ وَأَخْبرنِي طَاوس أَو ابْن طَاوس عَن عِكْرِمَة وَعند النَّسَفِيّ وَأَخْبرنِي ابْن طَاوس عَن أَبِيه عَن عِكْرِمَة وَفِي بَاب وَاتخذ الله إِبْرَاهِيم خَلِيلًا نَا إِسْحَاق بن نصر نَا أَبُو أُسَامَة حَدِيث يجمع الله الْأَوَّلين والآخرين كَذَا للجرجاني وَعند البَاقِينَ إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن نصر وَهُوَ الصَّوَاب وَهُوَ أَبُو إِسْحَاق السَّعْدِيّ البُخَارِيّ هَذَا قَول الكلاباذي وَالدَّارَقُطْنِيّ وَقَالَ ابْن البيع إِسْحَاق بن نصر البُخَارِيّ وَقَالَ ابْن عدي إِسْحَاق بن نصر مروزي وَمرَّة ينْسبهُ البُخَارِيّ إِلَى جده وَفِي بَاب فَكيف إِذا جِئْنَا من كل أمة بِشَهِيد عَن عُبَيْدَة عَن عبد الله قَالَ قَالَ لي النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) اقْرَأ على قَالَ يحيى بعض الحَدِيث عَن عَمْرو بن مرّة كَذَا لَهُم وَعند أبي ذَر عَن عبد الله بن عمر وَهُوَ خطأ وَالصَّحِيح الأول عبد الله غير مَنْسُوب وَهُوَ عبد الله بن مَسْعُود وَكَذَا جَاءَ بعد فِي كتاب فَضَائِل الْقُرْآن فِي بَاب من أحب أَن يسمع الْقُرْآن من غَيره عبد الله غير مَنْسُوب وَفِي بَاب قَول الْمقري للقاري حَسبك مَنْسُوبا(2/343)
مُبينًا عُبَيْدَة عَن عبد الله بن مَسْعُود قَالَ قَالَ لي النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) اقْرَأ على قَوْله عَن مَسْرُوق فِي حَدِيث الْإِفْك حَدَّثتنِي أم رُومَان وَفِي الْبَاب الآخر سَأَلت أم رُومَان هُوَ عِنْد بَعضهم وهم ومسروق لم يُدْرِكهَا لِأَنَّهَا توفيت زمن رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَفِي هَذَا خلاف ذَكرْنَاهُ فِي حرف السِّين والهمزة وحرف الْحَاء وَالدَّال وَفِي كَلَام الرب تعلى مَعَ الْأَنْبِيَاء نَا مُحَمَّد بن خَالِد نَا عبيد الله بن مُوسَى عَن إسراءيل عَن مَنْصُور عَن إِبْرَاهِيم عَن عُبَيْدَة كَذَا لَهُم وَسقط عِنْد الْقَابِسِيّ عَن إِبْرَاهِيم وَالصَّوَاب إثْبَاته وَفِي حَدِيث النَّهْي عَن عقوق الْأُمَّهَات ووأدا لبنات حَدِيث سعد بن حَفْص عَن شَيبَان عَن الْمسيب بن رَافع عَن وراد وَكَذَا ذكره البُخَارِيّ قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ هَذَا غير مَحْفُوظ عَن الْمسيب وَالصَّوَاب مَا خرجه مُسلم عَن شَيبَان بن مَنْصُور عَن الشّعبِيّ عَن وراد وَفِي بَاب الرجل يأتم بِالْإِمَامِ ويأتم النَّاس بالمأموم نَا ابْن مُعَاوِيَة عَن الْأَعْمَش عَن إِبْرَاهِيم عَن الْأسود سقط للقابسي عَن إِبْرَاهِيم وَهُوَ ثَابت للْجَمِيع وَهُوَ الصَّحِيح وسقوطه خطأ وَقَوله فِي كتاب مُسلم قَوْله فِي الْخطْبَة أول الْكتاب نَا الْحميدِي نَا سُفْيَان فِي خبر جَابر الْجعْفِيّ كَذَا لِابْنِ ماهان وَهُوَ غلط سقط بَين مُسلم والْحميدِي رجل وَهُوَ سَلمَة ابْن شبيب وَكَذَا رَوَاهُ الجلودي على الصَّوَاب وَفِيه حَدثنَا عبيد الله بن معَاذ الْعَنْبَري نَا أبي وَذكر حَدِيث حَفْص بن عَاصِم عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كفى بِالْمَرْءِ كذبا أَن يحدث بِكُل مَا سمع كَذَا ثَبت للرازي فِيهِ أَبُو هُرَيْرَة وَلَا يَصح فِيهِ ذكر أبي هُرَيْرَة قَالَ أَبُو الْحسن الدَّارَقُطْنِيّ الصَّوَاب إرْسَاله قَالَ معَاذ وغندر وَعبد الرَّحْمَن ابْن مهْدي وَغَيرهم عَن شُعْبَة ثمَّ ذكر مُسلم بعده الحَدِيث عَن أبي بكر ابْن أبي شيبَة وَذكر أبي هُرَيْرَة فِيهِ صَحِيح هُنَا وَفِي كتاب الْأَنْبِيَاء مَا من نَبِي إِلَّا كَانَ لَهُ حواريون وَقَوله رَوَاهُ صَالح ابْن كيسَان عَن الْحَارِث هُوَ ابْن فُضَيْل الخطمي هَذَا مِمَّا تتبع على مُسلم قَالَ أَحْمد بن حَنْبَل الْحَارِث بن فُضَيْل لَيْسَ بِمَحْفُوظ الحَدِيث وَهَذَا كَلَام لَا يشبه كَلَام ابْن مَسْعُود يَقُول اصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي وَفِي حَدِيث مُطِرْنَا بالإنواء نَا يحيى بن يحيى قرات على مَالك عَن صَالح بن كيسَان عَن الزُّهْرِيّ عَن عبد الله كَذَا لِابْنِ هَارُون وَسقط لغيره عَن الزُّهْرِيّ قَالَ الجياني إِدْخَال الزُّهْرِيّ خطأ وَصَالح أحسن من الزُّهْرِيّ وَهُوَ يروي الحَدِيث عَن عبد الله دون وَاسِطَة وَفِي حَدِيث الْمِقْدَاد انا إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم وَعبد بن حميد نَا عبد الرَّزَّاق انا معمر ونا إِسْحَاق بن مُوسَى الْأنْصَارِيّ انا الْوَلِيد بن مُسلم عَن الْأَوْزَاعِيّ كَذَا للجلودي سقط سَنَد الْأَوْزَاعِيّ عِنْد ابْن ماهان وَهُوَ حَدِيث اخْتلف فِيهِ عَن الْأَوْزَاعِيّ فَلَعَلَّهُ أسقط فِي هَذِه الرِّوَايَة وَفِي بَاب بني الْإِسْلَام على خمس سَمِعت عِكْرِمَة بن خَالِد يحدث طاوسا أَن رجلا قَالَ لعبد الله بن عمر أَلا تغز والْحَدِيث كَذَا لَهُم وَهُوَ الصَّوَاب وَعند ابْن الْحذاء يحدث عَن طَاوس وَهُوَ وهم وَفِي بَاب من لَقِي الله بِشَهَادَة أَن لَا إِلَه إِلَّا الله حَدِيث ملك بن مغول عَن طَلْحَة بن مطرف عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة كُنَّا مَعَ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) هَذَا مِمَّا استدرك على مُسلم قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ خَالفه أَبُو أُسَامَة وَغَيره فَأرْسلهُ من هَذَا الطَّرِيق عَن أبي صَالح وَاخْتلف فِيهِ عَن الْأَعْمَش فَقيل عَن أبي صَالح عَن جَابر وَكَانَ الْأَعْمَش يشك فِيهِ وَرَوَاهُ أَيْضا الْأَعْمَش عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة وَأبي سعيد وَفِي بَاب لَيْسَ منا من حلق أَنا الْحسن الْحلْوانِي نَا عبد الصَّمد انا(2/344)
شُعْبَة عَن عبد الْملك بن عُمَيْر عَن ربعي بن حِرَاش عَن أبي مُوسَى عَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ أَصْحَاب شُعْبَة يخالفون عبد الصَّمد ويروونه عَنهُ مَوْقُوفا لم يرفعهُ عَنهُ غير عبد الصَّمد
قَالَ القَاضِي رَحمَه الله تَعَالَى وَعبد الصَّمد هَذَا هُوَ ابْن عبد الْوَارِث بن سعيد أَبُو سهل الْعَنْبَري مَوْلَاهُم التنوري رُوِيَ عَن أَبِيه وَشعْبَة وَهَمَّام وسليم بن حَيَّان وعبدا لله بن الْمثنى مَاتَ سنة سبع وَمِائَتَيْنِ قَالَ أَبُو حَاتِم صَدُوق صَالح الحَدِيث وَفِي حَدِيث أَنِّي لأعطي الرجل وَغَيره أحب إِلَيّ مِنْهُ نَا ابْن أبي عمر نَا سُفْيَان عَن الزُّهْرِيّ قَالَ الدِّمَشْقِي وَالدَّارَقُطْنِيّ إِنَّمَا يروي هَذَا الحَدِيث سُفْيَان عَن معمر عَن الزُّهْرِيّ وَفِي حَدِيث جَابر فِي الشَّفَاعَة حَدِيث ابْن جريج أَنا أَبُو الزبير أَنه سمع جَابِرا يسئل عَن الْوُرُود وسَاق الحَدِيث تعقبه بَعضهم على مُسلم وَقَالَ هُوَ مَوْقُوف من كَلَام جَابر لَا يدْخل فِي الْمسند إِذْ لم يجْرِي فِيهِ ذكر النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم)
قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَمُسلم إِنَّمَا أدخلهُ فِي الْمسند لصِحَّة إِسْنَاده وَأَنه قد جَاءَ فِيهِ ذكر النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) من غير رِوَايَته عَن جَابر وَجَاء مُسْندًا من طرق وَلَا تَتَعَدَّد من غير رِوَايَة جَابر وَقد ذكره ابْن أبي خَيْثَمَة عَن جَابر وَفِيه فَسمِعت رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) يَقُول فَينْطَلق بهم فَدخل بِهَذِهِ اللَّفْظَة فِي الْمسند فَأدْخلهُ مُسلم فِي الْمسند لشهرة رَفعه إِلَى النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) ولان جَابِرا قد اجرى فِيهِ ذكر النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فِي غير مَوضِع والصحابي مَتى ذكر حَدِيثا فِيهِ ذكر النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) حمل على الْمسند قَالَ فِيهِ سَمِعت أَو رَأَيْت أَو قَالَ لي أَو عَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَلم يقلهُ فَلَا تعقب على مُسلم فِيهِ وَفِي حَدِيث الْمُؤمن لَا ينجس حميد الطَّوِيل عَن أبي رَافع كَذَا ذكره فِي جَمِيع النّسخ وَهُوَ مُنْقَطع لَا يَصح سَنَده وَإِنَّمَا هُوَ حميد عَن بكر بن عبد الله الْمُزنِيّ عَن أبي رَافع وَكَذَا ذكره البُخَارِيّ على الصَّوَاب وَفِي كتاب الطَّهَارَة فِي حَدِيث عُثْمَان نَا قُتَيْبَة بن سعيد وَأَبُو بكر ابْن أبي شيبَة وَزُهَيْر بن حَرْب وَاللَّفْظ لأبي بكر وقتيبة قَالَ نَا وَكِيع عَن سُفْيَان عَن أبي النَّضر عَن أنس أَن عُثْمَان قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ وهم وَكِيع فِي هَذَا السَّنَد عَن الثَّوْريّ وَخَالفهُ أَصْحَابه الْحفاظ كلهم يَقُولُونَ عَن سُفْيَان عَن أبي النَّضر عَن بسر ابْن سعيد عَن عُثْمَان وَهُوَ الصَّوَاب وَفِي بَاب عشر من الْفطْرَة مُصعب بن شيبَة عَن طلق بن حبيب عَن عبد الله بن الزبير قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ خَالف مصعبا فِيهِ رجلَانِ حَافِظَانِ سُلَيْمَان التَّمِيمِي وَأَبُو يُونُس روياه عَن طلق قَوْله قَالَ النَّسَائِيّ وَمصْعَب مُنكر الحَدِيث وَفِي بَاب الصَّلَاة على النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) نَا مُحَمَّد بن بكار نَا إِسْمَاعِيل بن زَكَرِيَّاء عَن الْأَعْمَش كَذَا لَهُم وَعند ابْن ماهان نَا صَاحب لنا نَا إِسْمَاعِيل بن زَكَرِيَّاء وَفِي حَدِيث عبد الله بن السَّائِب صلى لنا النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) الصُّبْح بِمَكَّة ذكر فِيهِ عبد الله بن عَمْرو بن العَاصِي وَعبد الله بن الْمسيب العابدي عَن عبد الله بن السَّائِب قَالُوا ذكر ابْن العَاصِي هُنَا وهم وَغلط وَقد نبه عَلَيْهِ مُسلم فِي رِوَايَة عبد الرَّزَّاق فِي الحَدِيث الآخر فَقَالَ وَلم يقل ابْن العَاصِي قَالُوا وَإِنَّمَا هُوَ عبد الله بن عمر وَهَذَا رجل آخر حجازي قَالَه البُخَارِيّ فِي تَارِيخه وَفِي النَّهْي عَن اتِّخَاذ الْقُبُور مَسَاجِد حَدِيث عبيد الله بن عَمْرو عَن زيد بن أبي أنيسَة عَن عَمْرو بن مرّة عَن عبد الله بن الْحَارِث النجراني حَدثنِي جُنْدُب قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ كَذَا قَالَ عبيد الله وَخَالفهُ أَبُو عبد الرَّحِيم فَقَالَ عَن جميل النجراني عَن جُنْدُب وَجَمِيل مَجْهُول والْحَدِيث(2/345)
مَحْفُوظ عَن أبي سعيد وَابْن مَسْعُود وَذكر النَّسَائِيّ الحَدِيث عَن عبد الله بن الْحَارِث عَن جميل النجراني عَن جُنْدُب وَفِي بَاب إِذا حضر الطَّعَام وأقيمت الصَّلَاة حَدثنَا الصَّلْت بن مَسْعُود نَا سُفْيَان عَن أَيُّوب كَذَا وَقع فِي أَكثر الْأُمَّهَات سُفْيَان غير مَنْسُوب وَعند السجْزِي سُفْيَان بن مُوسَى قَالَ الجياني وَهُوَ رجل بَصرِي ثِقَة وَكَذَا نسبه الدِّمَشْقِي فِي كتاب الْأَطْرَاف وَالْحَاكِم فِي الْمدْخل وَوَقع فِي بعض نسخ مُسلم سُفْيَان عَن أَيُّوب بن مُوسَى وَهُوَ خطأ
قَالَ القَاضِي رَحمَه الله أرى أَن النَّاقِل عَن بعض الروَاة غلط فِي تَخْرِيج نسب سُفْيَان الْمَذْكُور بعد اسْمه فَخرج لَهُ بعد أَيُّوب فَوَقع الْوَهم وَفِي سَجْدَة إِذا السَّمَاء انشقت صَفْوَان بن سليم عَن عبد الرَّحْمَن الْأَعْرَج مولى بني مَخْزُوم عَن أبي هُرَيْرَة جعله الدِّمَشْقِي عبد الرَّحْمَن بن هُرْمُز الْأَعْرَج صَاحب أبي الزِّنَاد فَإِن كَانَ هَذَا فَقَوله مولى بني مَخْزُوم وهم فَإِن ذَاك مولى بني هَاشم وَأما الدَّارَقُطْنِيّ فَقَالَ عبد الرَّحْمَن هَذَا ابْن سعد وهما أعرجان يرويان عَن أبي هُرَيْرَة وَقَالَ البُخَارِيّ عبد الرَّحْمَن بن سعد مولى بني مَخْزُوم فِيهِ نظر وَفِي بَاب إِذا أُقِيمَت الصَّلَاة فَلَا صَلَاة إِلَّا الْمَكْتُوبَة ذكر فِيهِ حَدِيث وَرْقَاء وزكرياء بن إِسْحَاق عَن عَمْرو بن دِينَار عَن عَطاء عَن أبي هُرَيْرَة عَنهُ (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) ثمَّ ذكر حَدِيث حَمَّاد عَن عمر وَالِاخْتِلَاف عَلَيْهِ فِي رَفعه قَالَ التِّرْمِذِيّ وَكَذَا قَالَ سُفْيَان عَن عمر وَلم يرفعهُ وَالْأول أصح يَعْنِي رَفعه وَقد روى عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة مَرْفُوعا وَفِي قيام اللَّيْل فِي حَدِيث على وَفَاطِمَة الزُّهْرِيّ عَن عَليّ بن حُسَيْن أَن الْحُسَيْن بن عَليّ حَدثهُ عَن عَليّ كَذَا للجلودي عِنْد شُيُوخنَا وَعند ابْن ماهان عَن عَليّ بن حُسَيْن حَدثهُ أَن عليا وَسقط عِنْده أَن الْحُسَيْن بن عَليّ وَهُوَ وهم وَذكر بَعضهم عَن ابْن الْحذاء ان رِوَايَته أَن الْحسن على التَّكْبِير وَكَذَا كَانَ فِي أصل شَيخنَا التَّمِيمِي بِخَط ابْن الْعَسَّال رِوَايَته عَن ابْن الْحذاء وَكَذَا حكى الدَّارَقُطْنِيّ رِوَايَة مُسلم فِيهِ وَمن تَابعه وَحكي عَن غَيره الْحُسَيْن مُصَغرًا صَححهُ كَمَا فِي أصُول شُيُوخنَا للجلودي وَحكى الجياني عَن ابْن الْحذاء والأشعري عَن ابْن ماهان مثل مَا تقدم وَفِي أَحَادِيث التَّغَنِّي بِالْقُرْآنِ حَدثنِي حَرْمَلَة نَا ابْن وهب قَالَ أَخْبرنِي يُونُس وَأَخْبرنِي يُونُس بن عبد الْأَعْلَى أَخْبرنِي ابْن وهب قَالَ أَخْبرنِي عَمْرو كِلَاهُمَا عَن ابْن شهَاب كَذَا للجلودي وَسَائِر الروَاة وَسقط من نُسْخَة ابْن الْحذاء أَخْبرنِي يُونُس أَولا وَالصَّوَاب مَا للْجَمَاعَة ابْن وهب يَقُول أَخْبرنِي يُونُس يَعْنِي ابْن يزِيد وَرَوَاهُ أَيْضا عَن عَمْرو وَهُوَ كِلَاهُمَا عَن ابْن شهَاب وَرَوَاهُ مُسلم عَن حَرْمَلَة وَيُونُس بن عبد الْأَعْلَى عَن ابْن وهب فَظن من ظن أَن ذكر يُونُس الَّذِي هُوَ شيخ ابْن وهب مَعَ ذكر يُونُس الَّذِي هُوَ الرَّاوِي عَن ابْن وهب وَعطف أحد الاسمين على الآخر وهم وَأسْقط الأول مِنْهَا وَفِي حَدِيث عمر والناقد ذكر عَن أم هِشَام بنت حَارِثَة بن النُّعْمَان كَانَ تنورنا وتنور رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَاحِدًا الحَدِيث قَالَ الْحميدِي ذكر بَعضهم فِي سَنَده عمْرَة وَذَلِكَ وهم وَلم يذكر ذَلِك الدِّمَشْقِي وَلَا البرقاني وَفِي الْجَنَائِز فِي حَدِيث عَليّ بن حجر عَن ابْن عمر لما طعن عمر كَذَا لَهُم وَعند السَّمرقَنْدِي عَن ابْن عمر عَن عمر وَهُوَ وهم بَين وَفِي الْقيام على الْجِنَازَة ونا مُحَمَّد بن يحيى وَمُحَمّد بن رَافع نَا عبد الرَّزَّاق عَن يحيى بن سعيد كَذَا للسمرقندي والكساءي وَكَذَا كَانَ فِي كتاب أبي بَحر للعذري وَكَذَا كَانَ عِنْد الْخُشَنِي وَفِي كتاب الصَّدَفِي للعذري إِبْرَاهِيم نَا مُسلم ونا مُحَمَّد بن يحيى وَمُحَمّد بن رَافع نَا عبد الرَّزَّاق(2/346)
عَن يحيى بن سعيد قَالَ أَنا القَاضِي أَبُو عَليّ صَوَابه نَا عبد الرَّزَّاق عَن الثَّوْريّ عَن يحيى بن سعيد وَالصَّحِيح أَن ابْن سُفْيَان يَقُول هَذَا تقريب سَنَد لَا ذكر فِيهِ لمُسلم وَلَيْسَ من الأَصْل وَفِي بَاب فضل النَّفَقَة على الْأَهْل والعيال نَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة وَزُهَيْر بن حَرْب وَأَبُو كريب وَاللَّفْظ لأبي كريب قَالَ نَا وَكِيع عَن سُفْيَان عَن مُزَاحم كَذَا لَهُم وَسقط عِنْد العذري قَوْله وَأَبُو كريب إِلَى قَوْله عَن سُفْيَان وَهُوَ وهم وَفِي النِّكَاح فِي الْمُتْعَة وَذكر حَدِيث إِسْمَاعِيل بن أبي خَالِد عَن قيس عَن عبد الله ثمَّ قَالَ ونا عُثْمَان نَا جرير عَن إِسْمَاعِيل بِهَذَا ثمَّ قَالَ ونا أَبُو بكر بن أبي شيبَة نَا وَكِيع عَن إِسْمَاعِيل وَجَرِير بِهَذَا كَذَا للعذري والسجزي وَابْن أبي جَعْفَر وَقَوله وَجَرِير هُنَا خطأ وَجَرِير هُوَ الرَّاوِي عَن إِسْمَاعِيل أول السَّنَد وَأرَاهُ كَانَ مخرجا بعد وَكِيع فَالْحق فِي غير مَوْضِعه وَكَذَا جَاءَ فِي رِوَايَة الكساءي على الصَّوَاب نَا وَكِيع وَجَرِير عَن إِسْمَاعِيل أَو يكون مَعْنَاهُ ونا وَكِيع عَن إِسْمَاعِيل وَجَرِير عَنهُ فَيخرج على هَذَا وَيكون جرير مَرْفُوعا وَفِي صَوْم عَاشُورَاء نَا اللَّيْث عَن يزِيد بن أبي حبيب أَن عراكا أخبرهُ أَن عَائِشَة أخْبرته كَذَا فِي نسخ مُسلم وَالْحق فِيهِ فِي أصل الجياني وَغَيره من شُيُوخنَا أَن عُرْوَة أخبرهُ أَن عَائِشَة أخْبرته وعراك هَذَا هُوَ ابْن مَالك الْغِفَارِيّ يرْوى عَن أبي هُرَيْرَة وَعَن عُرْوَة أَيْضا وَفِي الرَّضَاع فِي حَدِيث ابنت حَمْزَة قَول مُسلم فِي سَنَد حَدِيث ابْن أبي شيبَة كِلَاهُمَا عَن قَتَادَة بِإِسْنَاد همام سَوَاء كَذَا لجَمِيع شُيُوخنَا وَفِي نُسْخَة عَن ابْن الْحذاء بإسنادهما سَوَاء على التَّثْنِيَة وَالصَّوَاب الأول وَإِنَّمَا سقط الْمِيم من همام وَفِي بَاب الْعَزْل فِي حَدِيث حجاج الشَّاعِر أَخْبرنِي عُرْوَة بن عِيَاض بن عدي بن خِيَار النَّوْفَلِي كَذَا فِي جَمِيع النّسخ وَذكره البُخَارِيّ عَن أبي نعيم عَن سعيد بن حسان سَمِعت ابْن عِيَاض بن عدي ابْن الْخِيَار الحَدِيث قَالَ وَقَالَ لي قُتَيْبَة نَا سُفْيَان نَا سعيد عَن عُرْوَة بن عِيَاض عَن جَابر وَعُرْوَة أخْشَى أَن لَا يكون مَحْفُوظًا وَأَن عُرْوَة هُوَ ابْن عِيَاض ابْن عَمْرو الْقَارِي وَفِي الْمُتْعَة عَمْرو ابْن دِينَار عَن الْحسن بن مُحَمَّد عَن سَلمَة كَذَا لَهُم عَن ابْن ماهان وَعند الجلودي والكساءي عَن عمر وَعَن سَلمَة سقط عَن الْحسن قَالُوا وَهُوَ غلط وَالصَّوَاب إثْبَاته قَالَ لنا القَاضِي أَبُو عَليّ عَمْرو وَلم يدْرك سَلمَة وَفِي الْجِهَاد فِي أَرْوَاح الشُّهَدَاء عَن مَسْرُوق سَأَلنَا عبد الله عَن هَذِه الْآيَة كَذَا لَهُم وَعند أبي بَحر سَأَلنَا عبد الله بن مَسْعُود وَكَذَا ذكره الدِّمَشْقِي وَقَالَ بَعضهم فِيهِ عبد الله بن عَمْرو بن العَاصِي وَفِي بَاب لتسئلن عَن نعيم هَذَا الْيَوْم حَدثنِي إِسْحَاق بن مَنْصُور انا أَبُو هِشَام يَعْنِي الْمُغيرَة بن سَلمَة نَا عبد الْوَاحِد بن زِيَاد قَالَ نَا يزِيد قَالَ نَا أَبُو حَاتِم كَذَا للسجزي وَسقط نَا عبد الْوَاحِد بن زِيَاد لغيره قَالَ الجياني وإثباته الصَّوَاب وَذكر ذَلِك الدِّمَشْقِي وَفِي قسم الْخمس نَا قُتَيْبَة وَمُحَمّد بن عباد وَأَبُو بكر بن أبي شيبَة وَإِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم وَاللَّفْظ لِابْنِ أبي شيبَة قَالَ إِسْحَاق أَنا وَقَالَ الْآخرُونَ نَا سُفْيَان عَن عمر وَعَن مَالك بن أَوْس عَن عمر كَذَا لِابْنِ ماهان والكساءي وَعند الجلودي عَن عمر وَعَن الزُّهْرِيّ عَن مَالك ابْن أَوْس عَن عمر وَهُوَ الصَّوَاب الْمَحْفُوظ وَفِي بيع الْمُلَامسَة نَا يحيى بن يحيى قَرَأت على مَالك نَا نَافِع عَن مُحَمَّد بن يحيى كَذَا عِنْد السَّمرقَنْدِي والطبري وَالصَّوَاب سُقُوط نَافِع كَمَا عِنْد البَاقِينَ وَكَذَلِكَ الحَدِيث فِي الموطآت على الصَّوَاب وَفِي الْحَج فِي حَدِيث الصعب ابْن جثامة فِي الصَّيْد نَا شُعْبَة عَن الحكم ونا عبيد الله بن معَاذ قَالَ(2/347)
حَدثنِي أبي نَا شُعْبَة جَمِيعًا عَن حبيب عَن سعيد بن جُبَير كَذَا عِنْد العذري والسمرقندي وَهُوَ وهم وَصَوَابه مَا عِنْد ابْن سعيد عَن السجْزِي نَا شُعْبَة عَن حبيب جَمِيعًا عَن سعيد بِتَقْدِيم حبيب على جَمِيعًا يُرِيد ان حبيبا وَالْحكم حَدثا بِهِ شُعْبَة عَن سعيد بن جُبَير على الْوَجْه الأول إِنَّمَا رَجَعَ جَمِيعًا على شُعْبَة وَحده وَهُوَ خطأ وَفِي بَاب الْوُقُوف بِعَرَفَة نَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة نَا أَبُو اسامة كَذَا عِنْد ابْن ماهان وَعند الجلودي نَا أَبُو كريب نَا أَبُو أُسَامَة وَفِي الْآيَتَيْنِ فِي آخر الْبَقَرَة فِي حَدِيث عَليّ بن خشرم قَالَ عَن الْأَعْمَش عَن إِبْرَاهِيم عَن عَلْقَمَة سقط عَن إِبْرَاهِيم لِابْنِ ماهان وَالصَّوَاب إثْبَاته وَفِي حَدِيث منع الْعرَاق درهمها عَن سُهَيْل بن أبي صَالح عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة كَذَا لجمهور شُيُوخنَا عَن مُسلم وَسقط فِي كتاب القَاضِي أبي على قَوْله عَن أَبِيه وَفِي أول بَاب الْأَقْضِيَة نَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة نَا مُحَمَّد بن بشر عَن نَافِع بن عمر عَن ابْن أبي مليكَة كَذَا لكافتهم وَهُوَ الصَّوَاب وَعند ابْن أبي جَعْفَر عَن نَافِع عَن ابْن عمر وَهُوَ خطأ وَهُوَ نَافِع بن عمر بن عبد الله بن حميد الْمَكِّيّ وَفِي بَاب الْجُمُعَة نَا قُتَيْبَة وَمُحَمّد بن رمح بن المُهَاجر كِلَاهُمَا عَن اللَّيْث قَالَ ابْن رمح أَنا اللَّيْث عَن عقيل كَذَا لِابْنِ الْحذاء والتميمي والطبري وَسقط قَوْله كِلَاهُمَا عَن اللَّيْث من كتاب الصَّدَفِي وَسقط قَول ابْن رمح لغيره وَفِي بَاب الْهدى نَا إِسْحَاق بن مَنْصُور نَا عبد الصَّمد قَالَ حَدثنِي أبي حَدثنِي مُحَمَّد بن حجادة كَذَا روينَاهُ وَأسْقط بَعضهم أبي قَالَ الجياني وإثباته الصَّوَاب وَفِي الْبَاب عمْرَة بنت عبد الرَّحْمَن أخْبرته أَن ابْن زِيَاد كتب إِلَى عَائِشَة كَذَا وَقع فِي جَمِيعهَا وَصَوَابه أَن زيادا وَكَذَا هُوَ فِي الْمُوَطَّأ وَالْبُخَارِيّ على الصَّوَاب وَفِي حَدِيث أبي هُرَيْرَة فِي سفر الْمَرْأَة مَعَ غير ذِي محرم سعيد بن أبي سعيد عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة كَذَا جَاءَ عِنْد مُسلم فِي حَدِيث اللَّيْث وَمَالك وَابْن جريج قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ ذكر أَبِيه فِي هَذَا الحَدِيث خطأ فَإِن جلّ أَصْحَاب الْمُوَطَّأ وَغَيرهم لم يقولوه قَالَ الجياني كَذَا وَقع هُنَا لرواة مُسلم وَالصَّحِيح عَنهُ إِسْقَاط أَبِيه كَذَا ذكره الدِّمَشْقِي عَن مُسلم قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ وَرَوَاهُ الزهْرَانِي والفروي عَن مَالك فأثبتوا عَن أَبِيه
قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَلم يذكر فِي نُسْخَة ابْن الْعَسَّال رِوَايَته عَن ابْن الْحذاء فِي حَدِيث مَالك عَن أَبِيه وَفِي فضل الصَّلَاة فِي مَسْجِد النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فِي حَدِيث قُتَيْبَة نَافِع عَن إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن سعيد عَن ابْن عَبَّاس كَذَا فِي جَمِيع نسخ كتاب مُسلم عندنَا قَالُوا وَذكر ابْن عَبَّاس هُنَا خطأ وَالْأَكْثَر يَقُول فِيهِ إِبْرَاهِيم عَن مَيْمُونَة قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ لَا يثبت فِيهِ ذكر ابْن عَبَّاس وَقَالَ البُخَارِيّ فِي هَذِه الزِّيَادَة لَا تصح قَالَ بَعضهم وَصَوَابه إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن معبد بن عَبَّاس بِإِسْقَاط عَن ومعبد هَذَا هُوَ معبد ابْن عَبَّاس بن عبد الْمطلب أَخُو عبد الله وَالْفضل وفتم وَكَذَا نسب البُخَارِيّ وَغَيره إِبْرَاهِيم هَذَا وَفِي حَدِيث يحيى بن حبيب فِي سبى أَوْطَاس قَتَادَة عَن أبي الْخَلِيل عَن أبي عَلْقَمَة عَن أبي سعيد وَكَذَا لِابْنِ ماهان وَسقط لغيره وَالصَّوَاب إثْبَاته وَكَذَا جَاءَ قبله مثبتا فِي حَدِيث القوار يرى عَن أبي الْخَلِيل عَن أبي عَلْقَمَة الْهَاشِمِي وَأَبُو عَلْقَمَة هَذَا لَا يُوقف على اسْمه قيل هُوَ حَلِيف لَهُم وَقيل مولى لِابْنِ عَبَّاس صحّح حَدِيثه أَبُو حَاتِم قَالَ الجياني لَا أَدْرِي مَا صِحَّته وَفِي طَلَاق ابْن عمر نَا عبد الْوَارِث بن عبد الصَّمد حَدثنِي أبي عَن جدي عَن أَيُّوب كَذَا عِنْدهم وَسقط عَن جدي(2/348)
من كتاب السَّمرقَنْدِي وَابْن أبي جَعْفَر وَفِي حَدِيث عمر أَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كَانَ يُعْطِيهِ الْعَطاء عَن السَّائِب بن يزِيد عَن عبد الله بن السَّعْدِيّ عَن عمر كَذَا عِنْدهم وَصَوَابه عَن حويطب بن عبد الْعُزَّى عَن عبد الله بن السَّعْدِيّ وَفِي الْجِهَاد فِي صَدَقَة النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) نَا ابْن نميرنا يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم كَذَا لِابْنِ ماهان وَلغيره نَا زُهَيْر بن حَرْب وَحسن الْحلْوانِي قَالَا نَا يَعْقُوب وَقد خرجه أَبُو مَسْعُود الدِّمَشْقِي عَن ثَلَاثَتهمْ عَن يَعْقُوب فَدلَّ على صِحَة الرِّوَايَتَيْنِ وَفِي حَدِيث إبطاء الْوَحْي نَا إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم نَا سُفْيَان عَن الْأسود بن قيس كَذَا عِنْد الجلودي والكساءي وَعند ابْن ماهان نَا أَبُو بكر بن شيبَة وَإِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم جَمِيعًا عَن ابْن عُيَيْنَة قَالُوا وَرِوَايَة ابْن ماهان أصح وَكَذَا ذكره الدِّمَشْقِي عَن إِسْحَاق وَحده وَفِي بَاب النَّهْي عَن إدخار لُحُوم الْأَضَاحِي نَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة نَا عبد الْأَعْلَى عَن الْجريرِي عَن أبي نَضرة عَن أبي سعيد نَا مُحَمَّد بن مثنى نَا عبد الْأَعْلَى نَا سعيد عَن قَتَادَة عَن أبي نَضرة كَذَا لِابْنِ ماهان عَن قَتَادَة وَسقط لغيره وَالصَّوَاب سُقُوطه وَفِي فَضَائِل سعد نَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة نَا وَكِيع ونا أَبُو كريب وَإِسْحَق الْحَنْظَلِي عَن مُحَمَّد ابْن بشر عَن مسعر قَالَ الدِّمَشْقِي هَكَذَا رَوَاهُ مُسلم عَن أبي بكر عَن وَكِيع أسقط مِنْهُ سُفْيَان وتوهم أَنه وَكِيع عَن مسعر وَإِنَّمَا رَوَاهُ أَبُو بكر ابْن أبي شيبَة فِي الْمسند والمغازي وَغير مَوضِع عَن وَكِيع عَن سُفْيَان عَن مسعر وَفِي بَاب الْمَدِينَة طابة نَا قُتَيْبَة وهناد وَأَبُو كريب وَأَبُو بكر بن أبي شيبَة نَا أَبُو الْأَحْوَص كَذَا للعذري وَسقط أَبُو كريب لغيره وَفِي بَاب تَطْوِيل الصَّلَاة فِي حَدِيث معَاذ مُسلم نَا قُتَيْبَة وَأَبُو الرّبيع الزهْرَانِي قَالَ أَبُو الرّبيع نَا حَمَّاد نَا أَيُّوب عَن عَمْرو بن دِينَار عَن جَابر قَالَ أَبُو مَسْعُود الدِّمَشْقِي قُتَيْبَة يَقُول فِي حَدِيثه نَا حَمَّاد عَن عمر وَلم يذكر أَيُّوب كَمَا قَالَ الزهْرَانِي وَلم يبين مُسلم هَذَا وَجَاء بقول الزهْرَانِي وَحده وَفِي بَاب اسْتِعْمَال النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) على الصَّدَقَة يُونُس بن يزِيد عَن ابْن شهَاب عَن عبد الله بن الْحَارِث بن نَوْفَل كَذَا فِي النّسخ قَالُوا وَكَذَا قَالَ يُونُس عَن الزُّهْرِيّ قَالُوا وَصَوَابه مَا قَالَه عَن عبد الله بن عبد الله بن الْحَارِث إِلَّا أَن يكون يُونُس حذف أَبَاهُ وَنسبه إِلَى جده وَقَالَهُ هشيم عَن ابْن إِسْحَاق عَن الزُّهْرِيّ عَن مُحَمَّد بن عبد الله بن الْحَارِث وَفِي فضل سُكْنى الْمَدِينَة نَا أَبُو صَفْوَان يَعْنِي عبد الله بن عبد الْمَالِك الْأمَوِي كَذَا فِي الْأُصُول وَقَالَ مُسلم آخر الحَدِيث أَبُو صَفْوَان عبد الله ابْن عبد الْمَالِك يَتِيم ابْن جريج وَصَوَابه عبد الله بن سعيد بن عبد الْمَالِك وَكَذَا نسبه مُسلم فِي كتاب الكنى وَكَذَا جَاءَ فِي بعض نسخ مُسلم اسْم أَبِيه سعيد مخرجا إِلَّا أَن يكون مُسلم هُنَا نسبه إِلَى جده اختصارا وَفِي الْمُفلس نَا مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي خلف وحجاج بن الشَّاعِر قَالَا حَدثنَا أَبُو سَلمَة الْخُزَاعِيّ قَالَ حجاج نَا مَنْصُور بن سَلمَة نَا سُلَيْمَان بن بِلَال كَذَا فِي سَائِر الْأُصُول وَعند شُيُوخنَا وَعند ابْن الْحذاء وَهُوَ وهم وَفِي بَعْضهَا عَن الولائي قَالَ حجاج وَمَنْصُور وَفِي بَعْضهَا عَن ابْن الْحذاء وَقَالَ نَا حجاج هُوَ مَنْصُور وَكله وهم وَصَوَابه قَالَ حجاج هُوَ مَنْصُور بن سَلمَة هُوَ اسْم أبي سَلمَة الْخُزَاعِيّ الْمَذْكُور أَولا وعَلى الصَّوَاب كَانَ فِي كتاب شَيخنَا التَّمِيمِي مصلحا وَفِي لعن آكل الربى جرير عَن مُغيرَة سَأَلَ شباك إِبْرَاهِيم كَذَا رَوَاهُ مُسلم وَعَن ابْن ماهان مُغيرَة سَأَلت إِبْرَاهِيم(2/349)
وَهُوَ خطأ وَالْأول الصَّوَاب وَفِي بَاب هَدَايَا الْأُمَرَاء فِي حَدِيث إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم عَن جرير عَن الشَّيْبَانِيّ عَن عبد الله بن ذكْوَان عَن عُرْوَة أَن رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كَذَا فِي نُسْخَة ابْن ماهان والرازي وَأكْثر النّسخ وَعند السَّمرقَنْدِي والهوزني عَن عُرْوَة عَن أبي حميد السَّاعِدِيّ وَهُوَ الصَّوَاب وَبِه يسْتَند الحَدِيث وَكَذَا ذكره مُسلم قبل من غير طَرِيق إِسْحَق فِي سَائِر الْأَحَادِيث وَمن حَدِيث إِسْحَق وَعبد عَن عبد الرَّزَّاق وَفِي بَاب صفة الْجنَّة وَمَا للْمُؤْمِنين فِيهَا من الأهلين نَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة نَا يزِيد بن هَارُون أَنا همام كَذَا لَهُم وَهُوَ الصَّوَاب وَسقط يزِيد بن هَارُون لِابْنِ الْحذاء وَفِي بَاب صفة قُصُور الْجنَّة نَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة نَا يزِيد بن هَارُون نَا همام عَن أبي عمرَان الْجونِي كَذَا لَهُم وَهُوَ الصَّوَاب وَسقط يزِيد بن هَارُون عِنْد ابْن الْحذاء وَفِي بَاب لَا تقوم السَّاعَة حَتَّى لَا يدْرِي الْقَاتِل فِيمَا قتل نَا ابْن أبي عمر نَا مَرْوَان عَن يزِيد وَهُوَ ابْن كيسَان عَن أبي حَازِم عَن أبي هُرَيْرَة وَذكر الحَدِيث ثمَّ قَالَ ونا عبد الله بن عمر بن أبان وواصل بن عبد الْأَعْلَى قَالَ نَا مُحَمَّد بن فُضَيْل عَن أبي إِسْمَاعِيل الْأَسْلَمِيّ عَن أبي حَازِم عَن أبي هُرَيْرَة وَذكر الحَدِيث ثمَّ قَالَ مُسلم فِي رِوَايَة ابْن أبان هُوَ يزِيد بن كيسَان عَن أبي إِسْمَاعِيل لم يذكر الْأَسْلَمِيّ كَذَا لكافة شُيُوخنَا وَفِي كتاب ابْن عِيسَى يَعْنِي أَبَا إِسْمَاعِيل مَكَان عَن أبي إِسْمَاعِيل وَهُوَ الصَّحِيح لِأَن ظَاهر مَا للكافة يُوهم أَن يزِيد بن كيسَان غير أبي إِسْمَاعِيل وَأَنه يرْوى عَن أبي إِسْمَاعِيل وَلَيْسَ كَذَلِك وَقد أَرَادَ بَعضهم تقويمه على التَّقْدِيم والتأخيروأن صَوَابه فِي رِوَايَة ابْن أبان عَن أبي إِسْمَاعِيل هُوَ يزِيد بن كيسَان لم يذكر الْأَسْلَمِيّ وَإِنَّمَا أَرَادَ مُسلم أَن يبين أَن شيخيه ابْن أبان وَهُوَ يشكذانة وواصلا اخْتلفَا فَقَالَ وأصل عَن أبي إِسْمَاعِيل الْأَسْلَمِيّ يَعْنِي بِهِ بشر بن سلمَان الْهِنْدِيّ الْكُوفِي وَقَالَ ابْن أبان عَن أبي إِسْمَاعِيل هُوَ يزِيد بن كيسَان وَلَيْسَ بالأسلمي وَكَذَا كنى يزِيد بَعضهم وَالْمَشْهُور فِي كنيته أَبُو منين وَذكر أَبُو مُحَمَّد بن الْجَارُود أَبَا إِسْمَاعِيل بشر بن سلمَان الْكُوفِي عَن أبي حَازِم وَأَنه اشْترك مَعَ أبي إِسْمَاعِيل يزِيد بن كيسَان الْيَشْكُرِي فِي غير حَدِيث وَذكر مِنْهَا أَحَادِيث قَالَ شَيخنَا أَبُو عَليّ الْحَافِظ فَكَذَلِك هَذَا الحَدِيث أخرجه مُسلم أَولا من حَدِيث يزِيد بن كيسَان ثمَّ أخرجه بعد من رِوَايَة أبي إِسْمَاعِيل الْأَسْلَمِيّ إِلَّا فِي رِوَايَة ابْن أبان فَإِنَّهُ رَوَاهُ عَن يزِيد بن كيسَان أبي إِسْمَاعِيل وَلذَلِك لم يقل فِيهِ الْأَسْلَمِيّ وَقد ذكره مُسلم أَيْضا حَدِيثا آخر عَنْهُمَا جَمِيعًا مِمَّا اشْتَركَا فِيهِ عَن أبي حَازِم فِي فَضَائِل قل هُوَ الله أحد وَفِي خبر ابْن صياد نَا مُحَمَّد بن مثنى نَا حُسَيْن يَعْنِي ابْن حسن بن يسَار نَا ابْن عون كَذَا فِي جَمِيع النّسخ قَالَ بَعضهم زِيَادَة ابْن يسَار هُنَا غير مَشْهُورَة وَإِنَّمَا ذكر البُخَارِيّ وَأَبُو حَاتِم وَغَيرهمَا فِي صَاحب ابْن عون الْحُسَيْن بن الْحسن لم يزِيدُوا وَجعل أَبُو حَاتِم الْحُسَيْن بن الْحسن بن يسَار غير صَاحب عون وَقَالَ ابْن يسَار هَذَا بغدادي وكناه أَبَا عبد الله وَقَالَ أَنه مَجْهُول وَكَذَلِكَ جعله البُخَارِيّ ترجمتين واسمين وَفصل بَينهمَا ثمَّ شكّ وَقَالَ أَن ابْن يسَار بَصرِي وَفِي بَاب الْمَرْأَة تحيض قبل أَن تودع نَا الْأَوْزَاعِيّ عَن يحيى ابْن أبي كثير عَن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم كَذَا لِابْنِ ماهان وَسقط عَن يحيى بن أبي كثير عِنْد الطَّبَرِيّ وَفِي أصُول شُيُوخنَا لَعَلَّه قَالَ عَن(2/350)
يحيى بن أبي كثير وَهَذَا يدل على سُقُوطه من بعض الرِّوَايَات وَالله أعلم وَفِي بَاب خبر مَاعِز مُحَمَّد بن الْعلي نَا يحيى بن يعلى وَهُوَ ابْن الْحَارِث الْمحَاربي عَن غيلَان وَهُوَ ابْن جَامع الْمحَاربي عَن عَلْقَمَة كَذَا فِي جَمِيع الْأُصُول عَن مُسلم وخرجه الدِّمَشْقِي عَنهُ فَقَالَ عَن يحيى بن يعلى عَن أَبِيه عَن غيلَان وَكَذَا خرجه النساءي وَأَبُو دَاوُود وَهُوَ الصَّوَاب وَقد ذكر عبد الْغَنِيّ الِاخْتِلَاف فِيهِ وَأَنه وجده فِي نُسْخَة ابْن الْفُرَات وَتَعْلِيق ابْن السكن وَغَيرهمَا من غير طَرِيق مُسلم وَقَالَ البُخَارِيّ يحيى بن يعلى سمع أَبَاهُ وزائدة بن قدامَة وَفِي بَاب يدْخل الْجنَّة أَقوام أفئدتهم مثل أَفْئِدَة الطير نَا إِبْرَاهِيم يَعْنِي ابْن سعيد قَالَ نَا أبي عَن الزُّهْرِيّ عَن أبي سَلمَة كَذَا للعذري وَالْكسَائِيّ وَأَصْحَاب الرَّازِيّ وَذكر الزُّهْرِيّ هُنَا خطأ وَلم يكن عِنْد ابْن ماهان قَالَ أَبُو عَليّ الجياني لَا أعلم لسعد رِوَايَة عَن الزُّهْرِيّ وَفِي بَاب تقتل عمارا الفئة الباغية فِي حَدِيث مُحَمَّد بن عَمْرو بن بن جبلة شُعْبَة قَالَ سَمِعت خَالِد الْحذاء يحدث عَن سعيد بن أبي الْحسن كَذَا عِنْد كَافَّة شُيُوخنَا وَأكْثر النّسخ وَفِي أصل شَيخنَا التَّمِيمِي بِخَط ابْن الْعَسَّال سَمِعت خَالِدا والْحَارث عَن شُعْبَة وَهُوَ تَصْحِيف من يحدث أَو من الْحذاء وَالله أعلم وَفِي الْبَاب نَا مُحَمَّد بن معَاذ الْعَنْبَري وهريم ابْن عبد الْأَعْلَى كَذَا عِنْد كَافَّة شُيُوخنَا وي أَكثر النّسخ وَهُوَ الصَّحِيح وَفِي بعض النّسخ حَدثنَا عبد الله بن معَاذ الْعَنْبَري وَالصَّوَاب الأول وَإِن كَانَا جَمِيعًا شَيْخي مُسلم لَكِن ابْن عباد هُوَ مُحَمَّد لَا عبيد الله وَفِي بَاب خبر ابْن صياد فِي حَدِيث حَرْمَلَة أَن سَالم بن عبد الله أخبرهُ أَن عبدا لله بن عمر أخبرهُ أَن عمر بن الْخطاب انْطلق مَعَ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كَذَا لكافتهم وَسقط عِنْد ابْن ماهان ابْن عبد الله بن عمر وَالصَّوَاب ثُبُوته وَفِي بَاب ذكر عِيسَى فِي مُسلم سُفْيَان عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة وَمثله فِي بَاب بقرة تَتَكَلَّم فِي الْفَضَائِل وَسقط عِنْد بَعضهم عَن أبي سَلمَة فِي الحَدِيث الآخر وَكَذَا رَوَاهُ شُعَيْب عَن أبي الزِّنَاد عَن أبي هُرَيْرَة فِي حَدِيث الْبَقَرَة وإثباته الصَّوَاب وَكَذَا ذكره ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي الحَدِيث الأول وَمن حَدِيثه أدخلهُ مُسلم
الْبَاب الثَّانِي فِي أَلْفَاظ وجمل فِي هَذِه الْأُصُول يحْتَاج إِلَى تَعْرِيف صوابها وتقويم إعرابها
وتفهيم الْمُؤخر من الْمُقدم من ألفاظها وَبَيَان إضمارات مشكلة وعَلى مَا يعود المُرَاد بهَا
وَقَوله فِي أَذَان بِلَال لينبه نائمكم وَيرجع قائمكم بِنصب مِيم مَفْعُولا يرجع كَمَا كَانَ نائمكم مَفْعُولا بينبه فَاعله أَذَان بِلَال أَو بِلَال لينبه نائمكم ليُصَلِّي وَيعلم الْقَائِم قبل للصَّلَاة قرب السحر فَيرجع إِلَى الاسْتِرَاحَة بنومة السحر وَفِي الَّذِي تفوته صَلَاة الْعَصْر كإنما وتر أَهله وَمَاله بفتحهما مفعول ثَان لوتر الأول مُضْمر عَائِد على الَّذِي تفوته أَي وتر هُوَ أَهله وَمَاله وسلب ذَلِك وَقد ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْوَاو هَذَا على قَول أَكْثَرهم وَتَفْسِيره وَأما على مَا روى عَن مَالك فِي تَفْسِيره أَنه ذهب بهم فعلى ظَاهره يكونَانِ مرفوعين مفعولين لم يسم فاعلهما لَكِن الْمَعْنى عِنْدِي أَن تَفْسِير مَالك فِي ذَلِك على تقريب الْمَعْنى وَإِرَادَة سلب وَشبهه إِذْ لَا يُوجد وتر بِمَعْنى ذهب لُغَة وَقَوله فَسمى ذَلِك المَال الْخَمْسُونَ ويروى الْخمسين بِالْوَجْهَيْنِ ضبطناه عَن كَافَّة شُيُوخنَا ابْن عتاب وَابْن حمدين وَابْن عِيسَى وَابْن جَعْفَر وَالرَّفْع لِابْنِ(2/351)
وضاح عِنْد بَعضهم وَعند ابْن المرابط النصب لَا غير وَوَجهه الْمَفْعُول الثَّانِي لسمي وَالرَّفْع على الْحِكَايَة وَقَوله فِي خلَافَة أبي بكر وَصدر من خلَافَة عمر كَذَا ليحيى على الْعَطف وَعند ابْن بكير والقعنبي وصدرا بِالْفَتْح على الْمَفْعُول مَعَه وَقَوله فِي الَّذِي يشرب فِي آنِية الذَّهَب وَالْفِضَّة كَأَنَّمَا يجرجر فِي بَطْنه نَار جَهَنَّم بِرَفْع نَار جَهَنَّم ونصبها على الِاخْتِلَاف فِي تَفْسِير يجرجر هَل هُوَ بِمَعْنى يصوت فيرتفع بالفاعل أَو يجْرِي وَينصب فينتصب بالمفعول وَقد ذَكرْنَاهُ فِي الْجِيم وَفِي غَزْوَة خَيْبَر مُحَمَّد وَالْخَمِيس بِالرَّفْع على الْعَطف أَي الْجَيْش والعسكر وَفِي الزَّكَاة فَابْن لبون ذكر بِرَفْع الرَّاء صفة للِابْن وَذكره مَعَ ابْن أما للتَّأْكِيد أَو لزِيَادَة الْبَيَان أَو للشبيه على الْحِكْمَة فِي تعادله بابنت مَخَاض فِي ذَلِك النّصاب مَعَ زِيَادَة السن لنَقص الذكورية وَالله أعلم وَفِي حَدِيث التنزل حِين يبْقى ثلث اللَّيْل الآخر بِضَم الرَّاء نعت للثلث وَفِي الْحَج قلت يَا رَسُول الله الصَّلَاة فَقَالَ الصَّلَاة أمامك فِي الأول بِالنّصب على الإغراء وَالرَّفْع على إِضْمَار فعل حانت الصَّلَاة أَو حضرت وَمثله وَالثَّانِي مَرْفُوع بِالِابْتِدَاءِ وَقَوله أَنَّك فِي زمَان كثير فقهاؤه قَلِيل قرأوه كثير من يُعْطي قَلِيل من يسْأَل وَسَيَأْتِي زمَان فِي جَمِيعهَا الْوَجْهَانِ الرّفْع على الِابْتِدَاء والخفض على الْوَصْف الزَّمَان وَأما آخر الحَدِيث فالرفع لَا غير على الْوَجْهَيْنِ الِابْتِدَاء وَالْوَصْف لِأَن الزَّمَان فِيهِ مَرْفُوع وَقَوله عَلَيْك ليل طَوِيل فارقد كَذَا هُوَ بأرفع على الْفَاعِل فَبَقيَ الْمُضمر أَو مَا فِي مَعْنَاهُ وَوَقع فِي كتاب مُسلم لجَمِيع الروَاة لَيْلًا طَويلا بِالْفَتْح إِلَّا من طَرِيق الْهَوْزَنِي فَروينَاهُ بِالضَّمِّ وَوجه الْكَلَام الرّفْع إِلَّا أَن النصب يخرج على الإغراء للنوم فِيهِ وَلُزُوم ذَلِك وَقَوله يَا بني سَلمَة دِيَاركُمْ بِالنّصب على الإغراء تكْتب آتاركم بِسُكُون الْبَاء على جَوَاب الإغراء وآتاركم بِالرَّفْع على مَا لم يسم فَاعله وَقَوله فِي الْيَهُود غَدا وَالنَّصَارَى بعد غَدا كَذَا الرِّوَايَة وَهُوَ الصَّوَاب الْيَهُود رفع بِالِابْتِدَاءِ وَتَقْدِيره على مجَاز كَلَام الْعَرَب فِي الْيَهُود غَدا لِأَن ظروف الزَّمَان لَا تكون إِخْبَارًا عَن الجثث وانتصب غَدا على الظّرْف وَقَول عَائِشَة مَا أسْرع النَّاس النصب على التَّعَجُّب على تَأْوِيل من جعله مَا أسرعهم إِلَى الْإِنْكَار والطعن وَهُوَ قَول ابْن وهب وَرَفعه على من جعله من النسْيَان وَهُوَ قَول مَالك قَالَ يَعْنِي نسوا السّنة فَالنَّاس فَاعل بِفعل مُضْمر تَقْدِيره مَا أسْرع مَا نسي النَّاس وَكَذَا جَاءَ بِهَذَا اللَّفْظ مُفَسرًا فِي رِوَايَة القعْنبِي فِي الْمُوَطَّأ وَفِي كتاب مُسلم فِي رِوَايَة العذري قَوْله فصلوا جُلُوسًا أَجْمَعُونَ كَذَا أَكثر الرِّوَايَات عَن كَافَّة شُيُوخنَا على التَّأْكِيد للضمير فِي فصلوا وَعند ابْن سهل أَجْمَعِينَ أَيْضا وَقَوله هاذان يَوْمَانِ نهى رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) عَن صيامهما يَوْم فطركم من صِيَامكُمْ بِالرَّفْع وَالْآخر يَوْم تَأْكُلُونَ فِيهِ من نسككم قَوْله أَن أُمِّي أفتلتت نَفسهَا يرْوى بِفَتْح السِّين وَضمّهَا وَأكْثر روايتنا الْفَتْح على الْمَفْعُول الثَّانِي وعلامة التَّأْنِيث الْمُضمر الَّذِي هُوَ الْمَفْعُول الأول وبالتفح قَيده الْأصيلِيّ وبالضم قَيده الطرابلسي وَأما الضَّم فعلى مَا لم يسم فَاعله والعلامة للنَّفس لَا للام وَقَوله مَا حدثت بِهِ أَنْفسهَا بِفَتْح السِّين وَهُوَ الْأَكْثَر فِي الرِّوَايَة وَالْأَظْهَر فِي الْمَعْنى وَيدل عَلَيْهِ قَوْله أَن أَحَدنَا يحدث نَفسه وَقَالَ الطَّحَاوِيّ أهل اللُّغَة يَقُولُونَهُ بِالضَّمِّ يُرِيدُونَ بِغَيْر اخْتِيَارهَا وبوسوستها وَفِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى مَا وسوست(2/352)
بِهِ أَنْفسهَا الْأَظْهر هُنَا الرّفْع لِأَن الوسوسة عَائِدَة إِلَى الْأَنْفس قَالَ الله تَعَالَى) مَا توسوس بِهِ نَفسه
(وَفِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى مَا وسوست بِهِ صدورها وَكَذَا الرِّوَايَة عِنْدهم فِي الحَدِيث الأول إِلَّا عِنْد الْأصيلِيّ فَعنده أَنْفسهَا بِالنّصب وَله وَجه وسوست بِمَعْنى حدثت وَالرجل موسوس بِكَسْر الْوَاو لَا غير وَقَوله يَا نسَاء الْمُؤْمِنَات وَيَا نسَاء المسلمات روينَاهُ بِفَتْح الْهمزَة وخفض الْمُؤْمِنَات على الْإِضَافَة قيل مَعْنَاهُ يَا فاضلات النِّسَاء الْمُؤْمِنَات وَقيل مَعْنَاهُ يَا نسَاء الْجَمَاعَات الْمُؤْمِنَات وَقيل يَا نسَاء النُّفُوس الْمُؤْمِنَات وَكله بِمَعْنى وَيصِح على إِضَافَة الشَّيْء إِلَى نَفسه على مَذْهَب الْكُوفِيّين ورويناه أَيْضا بِرَفْع يَا نسَاء وَرفع الْمُؤْمِنَات وَمَعْنَاهُ يَا أَيهَا النِّسَاء الْمُؤْمِنَات وَيجوز رفع نسَاء وَكسر الْمُؤْمِنَات وكسره عَلامَة النصب على النَّعْت على الْموضع كَمَا تَقول يَا زيد الْعَاقِل وَفِي الحَدِيث الآخر فِي وَقت الْفجْر كن نسَاء الْمُؤْمِنَات على الْإِضَافَة وَمعنى نسَاء أَي فاضلاتهن أَو على إِضَافَة الشَّيْء إِلَى نَفسه كَمَا تقدم وارتفعن بِالْبَدَلِ من الضَّمِير فِي كن وَفِي بَاب سرعَة انصراف النِّسَاء فَيَنْصَرِف نسَاء الْمُؤْمِنَات كَذَا على الْإِضَافَة وكما تقدم من معنى ذَلِك وَفِي حَدِيث الْمُفطر فِي رَمَضَان فَقَالَ تصدق بِهَذَا فَقَالَ أَعلَى أفقر منا كَذَا ضبطناه فِي كتاب مُسلم بِالنّصب أَي أَتصدق بِهِ على أفقر منا أَو نُعْطِيه أفقر منا وَكَذَا فِي رِوَايَة ابْن الْحذاء وَرَوَاهُ بَعضهم بِالضَّمِّ وَله وَجه أَي أفقر منا يسْتَحقّهُ أَو يتَصَدَّق بِهِ عَلَيْهِ وَكَذَلِكَ فِي الحَدِيث الآخر أغيرنا ضبطناه بِالرَّفْع على مَا تقدم وروى بِالنّصب على مَا تقدم أَيْضا وَفِي فَضَائِل الصَّلَاة فِي مَسْجِد النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فِي كتاب مُسلم جالسنا عبد الله بن قارظ عبد الله رفع فَاعل بجالسنا مَفْتُوحَة السِّين وَفِي تَزْوِيج زَيْنَب قلت عدد كم كَانُوا بِفَتْح الدَّال على تَقْدِيم خبر كَانَ وَفِي الصّيام أَكثر صياما مِنْهُ فِي شعْبَان بِالنّصب على التَّفْسِير كَذَا لَهُم وَعند أبي عِيسَى فِي الْمُوَطَّأ أَكثر صِيَام بالخفض وَفِي رضَاع الْكَبِير مَا هُوَ بداخل علينا أحد بِهَذِهِ الرضَاعَة أحد مَرْفُوع على الْبَدَل من هُوَ على مَذْهَب الْبَصرِيين كَقَوْلِه تَعَالَى) وَمَا هُوَ بمزحزحه من الْعَذَاب أَن يعمر
(وعَلى الْفَاعِل على مَذْهَب الْكُوفِيّين وَيكون هُوَ عِنْدهم ضمير بِمَعْنى الشان وَقَوله لَا تصروا الْإِبِل بِضَم التَّاء وَفتح الصَّاد وَنصب اللَّام من الْإِبِل على الْمَفْعُول بِهِ كَقَوْلِه تَعَالَى لَا تزكوا أَنفسكُم ذَكرْنَاهُ وَالْخلاف فِي ضَبطه وَمَعْنَاهُ فِي حرف الصَّاد وَفِيه وصاعا من تمر لإسراء نصب على النَّفْي والتبرية وَقَوله أَنِّي مُعسر قَالَ آللَّهُ قَالَ آللَّهُ بِكَسْر الْهَاء على الْقسم وَهُوَ الْوَجْه وَأكْثر الشُّيُوخ وَأهل الْعَرَبيَّة لَا يجيزون سواهُ وَكَذَلِكَ فوَاللَّه أَنِّي لَأحبك قلت الله بِكَسْر الْهَاء ورويناه فِي الْمُوَطَّأ فِي جَمِيعهَا بِالْفَتْح وَالْكَسْر مَعًا عَن ابْن عتاب وَابْن جَعْفَر وَعَن غَيرهمَا بِالْكَسْرِ لَا غير وَحكى أَبُو عبيد عَن الْكسَائي كل يَمِين لَيْسَ فِيهَا وَاو فَهِيَ نصب إِلَّا فِي قَوْلهم آللَّهُ ءلآتيك فَإِنَّهُ خفض يُرِيد وَلَا حرف قسم وَذَلِكَ أَن الْقسم عِنْدهم فِيهِ معنى الْفِعْل أَي أقسم وأحلف بِاللَّه أَو وَالله فَإِذا حذف حرف الْقسم عمل الْفِعْل عمله فنصب مَفْعُوله وَفِي حَدِيث ضمام آللَّهُ أَمرك بِهَذَا بِالضَّمِّ على الِابْتِدَاء وَفِي حَدِيث سعد الثُّلُث وَالثلث كثير فِي الأول وَجْهَان الرّفْع على الْفَاعِل ليكفيك أَو يجزئك أَو نَحوه أَو على الِابْتِدَاء وَالْخَبَر يَكْفِيك وَنَحْوه وَالنّصب على الإغراء أَو بإضمار(2/353)
فعل أَي أعْط أَو أقسم الثُّلُث وَيجوز فِيهِ الْكسر على الْبَدَل من قَوْله بِشَطْر مَالِي أول الحَدِيث وَأما الثَّانِي فَرفع على الِابْتِدَاء لَا غير وَفِي بعض رِوَايَات الحَدِيث قلت فالنصف بِالنّصب عطف على مَا تقدم من قَوْله أقسم مَالِي أول الحَدِيث وَالرَّفْع على الِابْتِدَاء وعَلى رِوَايَة أَتصدق بِثلث مَالِي يَصح خفضه فالنصف على الْعَطف وَقَوله حَتَّى يهم رب المَال من يقبل صدقته رب مَنْصُوب مفعول بيهم بِضَم الْهَاء أَي يهمه ذَلِك وَقد ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْهَاء وَقَوله فِي حَدِيث أبي رَيْحَانَة عَن سفينة قَالَه أَبُو بكر صَاحب رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كَذَا هُوَ بِكَسْر الْبَاء نعت لسفينة وَأَبُو بكر قَائِل ذَلِك هُوَ ابْن أبي شيبَة وَقَوله ثمَّ شَأْنك بِأَعْلَاهَا الْوَجْه النصب وَيجوز الرّفْع وَقد ذَكرْنَاهُ فِي حرف الشين وَفِي تَرْجَمَة البُخَارِيّ فِي بَاب كَيفَ كَانَ بَدْء الْوَحْي إِلَى رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَقَول الله تَعَالَى إِنَّا أَوْحَينَا إِلَيْك الْآيَة فِي قَول الله الْوَجْهَانِ الْكسر وَالضَّم فالضم على الِابْتِدَاء وَالْكَسْر عطف على كَيفَ وَهِي فِي مَوضِع خفض كَأَنَّهُ قَالَ بَاب كَيفَ كَانَ وَبَاب معنى قَول الله أَو الْحجَّة بقول الله أَو ذكر قَول الله وَقد ثَبت فِيهَا بَاب فِي رِوَايَة غير الْأصيلِيّ وَأنكر أَبُو مَرْوَان بن سراج الْكسر فِي قَول الله وَقَالَ لَا يَصح أَو يحمل على الْكَيْفِيَّة لقَوْل الله تَعَالَى وَلَا يكيف كَلَام الله تَعَالَى وَمَا قَالَه صَحِيح مَعَ إِسْقَاط بَاب فَلَا يبْقى إِلَّا الرّفْع بِالِابْتِدَاءِ والعطف على الْمُبْتَدَأ الآخر قبله وَهُوَ كَيفَ كَانَ بَدْء الْوَحْي وَمَعْلُوم أَن هَذِه التَّرْجَمَة لم يقْصد فِيهَا الْخَبَر عَن صفة قَول الله وَإِنَّمَا قصد بِهِ الْحجَّة لإِثْبَات الْوَحْي وَقَوله وَكَانَ ابْن الناظور صَاحب إيلياء وهرقل بِفَتْح اللَّام مَعْطُوف على إيلياء وموضعها خفض بِالْإِضَافَة وَصَاحب مَفْتُوح الْبَاء كَذَا ضبطناه وَكَذَا ضَبطه الْأصيلِيّ بِخَطِّهِ لَكِن لَيْسَ على خبر كَانَ لَكِن على الِاخْتِصَاص وَالْخَبَر بعده فِي قَوْله سقفا على نَصَارَى الشَّام أَو يكون هَذَا أَيْضا وَيكون الْخَبَر فِي قَوْله يحدث أَن هِرقل وَهَذَا أوجه فِي الْعَرَبيَّة وَأَصَح فِي الْكَلَام وَقَوله إِذا نشأت بحريّة ثمَّ تشاءمت روينَاهُ بِضَم بحريّة على الْفَاعِل أَي سَحَابَة بحريّة وَبِالنَّصبِ على الْحَال أَي ابتداءت فِي هَذِه الْحَال وعَلى الْمَفْعُول تَقْدِيره إِذا أنشأت الرّيح سَحَابَة بحريّة كَذَا عِنْده وَهُوَ إصْلَاح مِنْهُ وَالْفَاعِل مُضْمر وَقَوله إِذا كَانَت شَدِيدَة فَنحْن ندعي لَهَا بِفَتْح التَّاء أَي إِذا كَانَ الْحَرْب شَدِيدَة أَو الْحَال وَقَوله أهلك وَمَا أعلم إِلَّا خيرا بِالنّصب على الإغراء بإمساكها أَو الْمَفْعُول أَي أمسك أهلك وَقَوله ويل أمه مسعر حَرْب ضَبطه الْأصيلِيّ بِالضَّمِّ وَقد قيدناه عَن شُيُوخنَا بِالْفَتْح وَقَوله فِي حَدِيث ضمام بن عبد الْمطلب بِالنّصب على نِدَاء الْمُضَاف لَا على الْخَبَر وَلَا على الِاسْتِفْهَام بِدَلِيل قَوْله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بعد قد أَجَبْتُك وَقَوله لقد ظَنَنْت أَن لَا يسألني عَن هَذَا أحد أول مِنْك روينَاهُ بِنصب لَام أول وَضمّهَا فنصبها على الْمَفْعُول الثَّانِي لظَنَنْت ورفعها على الْبَدَل من أحد وَقَوله وَإِذا النِّسَاء قيام يصلونَ فَهَذَا وَجهه وَهِي رِوَايَة الكافة وَعند ابْن المشاط وَابْن فطيس قيَاما وَهُوَ تَغْيِير إِلَّا على تَقْدِير وَقَوله تفتنون فِي الْقُبُور مثل أَو قَرِيبا من فتْنَة الدَّجَّال كَذَا روينَاهُ فِي الْمُوَطَّأ عَن أَكثر شُيُوخنَا ورويناه من طَرِيق ابْن المرابط مثلا أَو قَرِيبا والوجهان جائزان وهما مَعًا عِنْد ابْن عتاب وَالْوَجْه تَنْوِين الثَّانِي وَالْأَحْسَن تَركه فِي الأول وَقَوله تمخر السفن الرّيح كَذَا فسره الْأصيلِيّ بِضَم السفن وَنصب الرّيح كَذَا صَوَابه وَقيل بل عكس ذَلِك(2/354)
وَكَذَا قيد عَن أبي ذَر بِنصب السفن وَرفع الرّيح وَالصَّوَاب أَن الْفِعْل للسفن وَقد ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْمِيم واحتججنا لَهُ وَقَوله يسير الرَّاكِب الْجواد الْمُضمر صَوَابه نصب الْجواد والمضمر وَفتح الْمِيم الثَّانِيَة من الْمُضمر وَضَبطه الْأصيلِيّ بِضَم الْمُضمر والجواد صفة للراكب فَيكون على هَذَا بِكَسْر الْمِيم الثَّانِيَة وَقد يكون على الْبَدَل وَقَوله بعثت أَنا والساعة كهاتين يَصح فِي السَّاعَة الرّفْع على الْعَطف على ضمير مَا لم يسم فَاعله فِي بعثت وَالنّصب على الْمَفْعُول مَعَه أَي مَعَ السَّاعَة كَمَا قَالُوا جَاءَ الْبرد والطيالسة أَي مَعَ الطيالسة وَنصب الْمَفْعُول مَعَه بِفعل مُضْمر يدل عَلَيْهِ الْحَال أَي فاستبعدوا الطيالسة وَتَقْدِيره هُنَا وَانْتَظرُوا السَّاعَة وَقَوله فِي حَدِيث الْخضر لَيْسَ مُوسَى بني إِسْرَائِيل إِنَّمَا هُوَ مُوسَى آخر الآخر هُنَا منون مَصْرُوف لِأَنَّهُ نكرَة وَفِي البُخَارِيّ فِي حَدِيث غسل الْحَائِض رَأس زَوجهَا كل ذَلِك على هَين وكل ذَلِك يخدمني الأول مضموم على الِابْتِدَاء وَالثَّانِي يَصح فِيهِ ذَلِك وضبطناه بِالنّصب على الظّرْف أَو على الْمَفْعُول بيخدمني وَفِي الْحَج هَذِه لَيْلَة يَوْم عَرَفَة رَوَاهُ الْمروزِي وَضَبطه الْأصيلِيّ عَنهُ هَذِه اللَّيْلَة يَوْم عَرَفَة هُوَ على مَذْهَب الْعَرَب فِي قَوْلهم اللَّيْلَة الْهلَال أَي اللَّيْلَة لَيْلَة الْهلَال يُرِيد اللَّيْلَة لَيْلَة يَوْم عَرَفَة وَقَوله السَّلَام عَلَيْكُم دَار قوم مُؤمنين بِنصب دَار على الِاخْتِصَاص لَا على النداء الْمُضَاف وَقَوله أَنا هَذَا الْحَيّ من ربيعَة بِالنّصب على الِاخْتِصَاص وَالْخَبَر فِيمَا بعده من الحَدِيث وَكَذَلِكَ قَوْله هَذَا عيدنا أهل الْإِسْلَام وَكُنَّا أَصْحَاب مُحَمَّد نتحدث بِالنّصب على الِاخْتِصَاص وَيصِح الْخَفْض فِي الأول وَالرَّفْع فِي الثَّانِي على الْبَدَل وَكَذَلِكَ قَوْله أَنا معشر الْأَنْبِيَاء بِالنّصب أَيْضا على الِاخْتِصَاص وَالْخَبَر فِي قَوْله لَا نورث وَقَوله مَا تركنَا صَدَقَة بِالضَّمِّ على خبر الْمُبْتَدَأ الَّذِي هُوَ بِمَعْنى الَّذِي وَذهب النّحاس إِلَى أَنه يَصح فِيهِ النصب على الْحَال وَفِي حَدِيث الثَّلَاثَة الَّذين خلفوا وَنهى النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) عَن كلامنا أَيهَا الثَّلَاثَة بِالرَّفْع وموضعه نصب على الِاخْتِصَاص حكى سِيبَوَيْهٍ اللَّهُمَّ اغْفِر لنا أيتها الْعصبَة وَفِي الحَدِيث الآخر وأميننا أيتها الْأمة أَبُو عُبَيْدَة مثله وَيصِح هُنَا النداء وَالْأول أعرف وأفصح وَفِي السّحُور ثمَّ تكون سرعَة فِي ان أدْرك الصَّلَاة بِضَم السِّين من سرعَة وَرفع آخر على اسْم كَانَ وَقَوله عائذا بِاللَّه من ذَلِك وَعند الْأصيلِيّ عَائِذ بِالضَّمِّ وَكِلَاهُمَا صَحِيح الرّفْع على خبر الْمُبْتَدَأ أَي أَنا عَائِذ وَالنّصب أعرب على الْحَال وَالْعَامِل فِيهَا وَقَوله لَا وقرة عَيْني بِالْكَسْرِ على الْقسم وَقَوله أَن تكون شاتي أول تذبح فِي بَيْتِي روينَاهُ بِضَم اللَّام وَفتحهَا فالفتح على خبر كَانَ وَالضَّم على خبر الْمُبْتَدَأ وَقَوله رب كاسية فِي الدُّنْيَا عَارِية يَوْم الْقِيَامَة بِالْكَسْرِ فيهمَا وَالضَّم فِي عَارِية أعرب وأوجه وَهُوَ قَول سِيبَوَيْهٍ وَوَجهه وَأكْثر رِوَايَات الشُّيُوخ الْكسر على الْوَصْف وَالْعرب تَقول كم رجل أفضل من زيد تجْعَل أفضل خَبرا عَن كم وَقَوله وَلَا نقُول إِلَّا مَا يرضى رَبنَا بِنصب رَبنَا وَضم يَاء يرضى ورويناه أَيْضا بِفَتْحِهَا وَرفع رَبنَا على الْفَاعِل وَقَوله مر على قبر منبوذ روينَاهُ بتنوين الرَّاء ومنبوذ صفة لَهُ وَمَعْنَاهُ نَاحيَة من الْقُبُور وروى بِغَيْر تَنْوِين على الْإِضَافَة أَي بِقَبْر لَقِيط وَقد ذَكرْنَاهُ فِي النُّون وَقَوله مثل التَّنور تتوقد تَحْتَهُ نَار كَذَا للقابسي بِرَفْع نَار على الْفَاعِل بيتوقد وَتَحْته مَنْصُوب على الظّرْف وَلغيره نَارا بِالنّصب على التَّمْيِيز وَتَصْحِيح ذَلِك بِأَن يضْبط تَحْتَهُ(2/355)
بِالضَّمِّ على الْفَاعِل بتتوقد وَهَذَا أغرب الْوَجْهَيْنِ وَقَوله فِي حَدِيث الْخَوَارِج خبت وخسرت روينَاهُ بِالْوَجْهَيْنِ فِي تَاء الضَّمِير الرّفْع وَالْفَتْح بِالضَّمِّ على معنى عدمت الْخَيْر وفاتني وبالفتح رِوَايَة الطَّبَرِيّ وَقَوله رَأَيْت بقرًا تنحر وَالله خيرا قاذاهم الْمُؤْمِنُونَ الرِّوَايَة عِنْد أَكْثَرهم بِرَفْع الْهَاء من اسْم الله قيل هُوَ الصَّوَاب أَي ثَوَاب الله لَهُم لَو مَا عِنْد الله لَهُم وَنَحْوه وَعند بَعضهم بِالْكَسْرِ وَهُوَ أصوب على الْقسم لتحسين الرُّؤْيَا وَمعنى خير بعد ذَلِك أَي وَذَلِكَ خير على التفاؤل فِي تَأْوِيل الرُّؤْيَا أَو على التَّقْدِيم وَالتَّأْخِير فقد ذكر ابْن هِشَام هَذَا الْخَبَر فَقَالَ وَرَأَيْت وَالله خيرا رَأَيْت بقرًا تنحر وَقَوله وَالله يبين أَنه قسم وَقَوله خيرا يدل أَن الْخَيْر من جملَة الرُّؤْيَا وَمِمَّا رَآهُ على هَذَا ويعضده قَوْله آخر الحَدِيث وَإِذا الْخَيْر مَا جَاءَ الله بِهِ بعد يَوْم بدر على ضم الدَّال كَذَا رِوَايَة الكافة بِضَم الدَّال وَفتح الْمِيم قَالُوا وَهُوَ الصَّوَاب وَضَبطه بَعضهم بِفَتْح الدَّال وَكسر الْمِيم وَهُوَ عِنْدِي أظهر إِذْ جعلنَا ذكر خير على التفاؤل أَي وَإِذا الَّذِي رَأَيْته وكرهته وتفلولت بِهِ الْخَيْر أَو الثَّوَاب فِي الْآخِرَة مَا أصَاب الْمُسلمين بعد بدر بِأحد وَقَوله وَمن طوارق اللَّيْل وَالنَّهَار إِلَّا طَارق يطْرق بِخَير يَا رحمان كَذَا عِنْد كَافَّة شُيُوخنَا وروى بَعضهم طَارِقًا على الِاسْتِثْنَاء وَقَوله أرأيتك جاريتك الثَّانِي فِي أرأيتك مَفْتُوحَة وأغنت كسرة الْكَاف بعْدهَا بخطاب الْمُؤَنَّث عَن كسرهَا وَالْكَاف هُنَا للخطاب لَا مَوضِع لَهَا من الْإِعْرَاب وَقَوله لكم أَنْتُم أهل السَّفِينَة هجرتان بِفَتْح اللَّام على الِاخْتِصَاص وَيصِح الْكسر على الْبَدَل من الضَّمِير فِي لكم وَقَول جَابر ترك تسع بَنَات كن لي تسع أَخَوَات بِالنّصب لَا غير على خبر كَانَ وَالِاسْم فِي ضمير كن وَهُوَ رَاجع إِلَى الْبَنَات الْمُتَقَدّم ذكرهن وَقَوله لما فتح هاذان المصران كَذَا فِي رِوَايَة ابْن الْوَلِيد على الْوَجْه الْمَعْلُوم وَفِي كتاب مُسلم لغيره لما فتح هاذين المصرين وَوَجهه وتصحيحه وإضمار اسْم الْفَاعِل وَهُوَ الله تَعَالَى وَقَوله كَذَلِك مُنَاشَدَتك رَبك بنصبها وَرَوَاهُ العذري كَفاك وَمَعْنَاهُ حَسبك وَقيل كف كَمَا قَالُوا إِلَيْك عَن أَي تَنَح وانتصب منا شدتك بالمفعول لما فِيهَا من معنى كف وَقد رَوَاهُ البُخَارِيّ حَسبك مُنَاشَدَتك رَبك فعلى هَذَا وعَلى رِوَايَة العذري يكون مُنَاشَدَتك رفعا بالفاعل وَقَالَ بَعضهم وَالصَّوَاب فِي هَذَا كَذَلِك بِالدَّال وَقد مر فِي حرف الْكَاف وَقَوله فِي حَدِيث ابْن أبي عمر أَن من أَشد النَّاس عذَابا يَوْم الْقِيَامَة المصورون كَذَا فِي بعض رِوَايَات مُسلم وَالَّذِي قيدناه عَن شُيُوخنَا المصورين وَهُوَ الْوَجْه على اسْم أَن لَكِن السيرافي حكى أَن بعض النُّحَاة أجَاز أَن من أفضلهم قَالَ وَرُوِيَ فِي الحَدِيث أَن من أَشد النَّاس عذَابا يَوْم الْقِيَامَة المصورون كَأَنَّهُمْ لم وجعلوها زَائِدَة وَالتَّقْدِير أَن أَشد النَّاس عذَابا المصورون وَقَوله أتجري إحدانا صَلَاتنَا بِالنّصب على الْمَفْعُول أَن تقضيها وَهنا بِمَعْنى يَكْفِي الرباعي وَلَا يَصح أَن تكون الصَّلَاة فاعلة بِمَعْنى تقضي عَنْهَا لِأَنَّهَا لم تصل بعد وَإِنَّمَا سَأَلت عَن قَضَائهَا وإعادتها إِذا كَانَت حَائِضًا لم تصلها وَهُوَ مثل قَوْله فِي الحَدِيث الآخر تقضي إحدانا الصَّلَاة أَيَّام محيضها وَقَوله فَلَا أَرْبَعَة أشهر وَعشرا كَذَا هُوَ مَنْصُوب على إِضْمَار فعل أَي امكثي ذَلِك وَقَوله فَاقْتَتلُوا وَالْكفَّار بِفَتْح الرَّاء مفعول مَعَه أَي مَعَ الْكفَّار وبالرفع(2/356)
عطف على الضَّمِير وَسَقَطت الْوَاو عِنْد أَكثر الروات وَلَا وَجه لَهُ وَقد ذَكرْنَاهُ وَالِاخْتِلَاف فِيهِ فِي حرف الْوَاو وحرف الْقَاف وَقَوله ورثته أمه حَقّهَا فِي كتاب الله كَذَا قَيده التَّمِيمِي عَن الجياني بِالرَّفْع على الْمُبْتَدَأ وَغَيره بفتحه على الْبَدَل من الضَّمِير فِي ورثته وَقَوله فِي الْحَج عَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وانه حِين قدم مَكَّة طَاف ثمَّ لم تكن عمْرَة وَذكره عَن الْخُلَفَاء مثله وَصَوَابه فِي جَمِيعهَا لم يكن عمْرَة مَفْتُوحَة على خبر كَانَ أَي لم يكن طَوَافه وَفعله عمْرَة وَقَوله لَا الْفقر أخْشَى عَلَيْكُم
وَقَوله فِي خبر هوَازن فَخرج شُبَّان النَّاس وهم حسرا هَذَا الْوَجْه وَفِي رِوَايَة حسر بِالرَّفْع وَوَجهه خبر الْمُبْتَدَأ لإخفائهم وَلَا يكون مَعْطُوفًا على مَا قبله وَالْوَجْه هُوَ الأول وَقد ذكرنَا هَذَا الْحَرْف وَالِاخْتِلَاف فِيهِ فِي الْحَاء وَالْخَاء وَقَوله فِي الْمحصر فِي الْحَج حسبكم سنة نَبِيكُم أَن حصر أحدكُم عَن الْحَج طَاف بِالْبَيْتِ ضبطناه بِالْفَتْح على الِاخْتِصَاص أَو على فعل تمتثلوا أَو تَفعلُوا أَو شبهه وَخبر حسبكم فِي قَوْله طَاف بِالْبَيْتِ وَيصِح الرّفْع على خبر حسبكم أَو الْفَاعِل بِمَعْنى مِنْهُ وَيكون مَا بعده تَفْسِيرا للسّنة وَعند الْأصيلِيّ فَطَافَ بِالْفَاءِ وَوجه الْكَلَام سُقُوطهَا وَفِي حَدِيث أبي هُرَيْرَة فَإِذا ربيع يدْخل فِي جَوف الْحَائِط من بير خَارِجَة بتنوين الرَّاء من بير وخارجة وصف لَهَا لَا اسْم إِنْسَان وَفِي إِذا سبق مَاء الرجل نزع الْوَلَد بِالنّصب على الْمَفْعُول وبالرفع على الْفَاعِل قَالَ صَاحب الْأَفْعَال نزع الْإِنْسَان إِلَى أَهله ونزعوا إِلَيْهِ أَي أشبههم قَالَ غَيره ونزعوه جبذوه لشبههم وَقَوله فِي الِاعْتِكَاف مَا حَملهنَّ على هَذَا آلبر كَذَا هُوَ فِي الحَدِيث بِالرَّفْع على الِاسْتِفْهَام والتقرير لَا على الْفَاعِل وَمَا هَاهُنَا استفهامية لَا نَافِيَة وَمثله فِي الحَدِيث الآخر وَالْبر يَقُولُونَ بِهن على التَّقْرِير والاستفهام لَكِنَّهَا هُنَا مَنْصُوبَة بتقولون مفعول مقدم وَفِي غَزْوَة مَا أنصفنا أَصْحَابنَا كَذَا روينَاهُ عَن الْأَسدي بِسُكُون الْفَاء وَفتح الْبَاء وَرَوَاهُ بَعضهم أنصفنا أَصْحَابنَا بِفَتْح الْفَاء وَرفع الْبَاء وَالصَّوَاب الرِّوَايَة الأولى ومساق الْخَبَر يدل على تَرْجِيح هَذِه الرِّوَايَة وَقَوله فِي حَدِيث بير مَعُونَة فَدَعَا رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) على أهل بير مَعُونَة هَذَا بِفَتْح الْقَاف وَفِي الحَدِيث الآخر فَأنْزل الله فِي الَّذين قتلوا أَصْحَاب بير مَعُونَة هَذَا بضَمهَا وَقَوله يَا لَيْتَني فِيهَا جدعا بِالنّصب لَا كثر الروَاة على الْحَال وَالْخَبَر مُضْمر أَي فأنصرك أَو يَا لَيْتَني فِيهَا مَوْجُودا يَعْنِي أَيَّام مبعثك فِي حَال نبوة كالجدع وَقيل مَعْنَاهُ أكون أول من يجيبك ويؤمن بك كالجدع الَّذِي هُوَ أول إِلَّا وَرَوَاهُ الْأصيلِيّ وَابْن ماهان جدع بِالضَّمِّ على خبر لَيْت وَالْأول أوجه وَقَوله لَا يَأْتِي النّذر ابْن آدم بِشَيْء لم يكن قدرته وَلَكِن يلقيه الْقدر وَقد قدرته بِفَتْح الْقدر وَوَجهه فِي تَرْجَمَة البُخَارِيّ ألْقى النّذر العَبْد بِنصب العَبْد هُوَ وَجه الْكَلَام فِيهَا ويبينه قَوْله فِي الْبَاب الآخر وَلَكِن يلقيه النّذر إِلَى الْقدر وَقَوله لَا أَجْلِس حَتَّى يقتل قَضَاء الله وَرَسُوله ضبطناه بِرَفْع قَضَاء على خبر الْمُبْتَدَأ أَي هَذَا قَضَاء الله وبالفتح على الِاخْتِصَاص أَو على الْمصدر أَو على الْمَفْعُول بِفعل مُضْمر أَي امْضِ قَضَاء الله وَقَوله لَيْسَ شَيْئا أرصده لديني كَذَا للأصيلي بِالْفِعْلِ وَلغيره شَيْء بِالضَّمِّ وَوجه الْفَتْح قَوْله مثل لَهُ يَوْم الْقِيَامَة شجاعا أَقرع كَذَا لأكْثر الروَاة وَهُوَ الْوَجْه نصب على الْمَفْعُول الثَّانِي(2/357)
وَالْأول مَا لَهُ الْمَذْكُور أول الحَدِيث بِهَذِهِ الصّفة وَرَوَاهُ الطرابلسي وَبَعْضهمْ شُجَاع بِالضَّمِّ وَله وَجه أَي مثل لَهُ هَذَا الشَّخْص ليعذبه بِمَا ذكر فِي الحَدِيث الآخر لبَعض رُوَاة البُخَارِيّ فِي مثل لَهُ مَا لَهُ شُجَاع بِالضَّمِّ وَلَا وَجه لَهُ وَقَوله كل شَيْء بِقَضَاء وَقدر حَتَّى الْعَجز والكيس ضبطناه بِالضَّمِّ على الْعَطف على كل وَحَتَّى هُنَا عاطفة وفيهَا أَيْضا الْكسر عطفا على شَيْء وَلَيْسَ حَتَّى هُنَا غَايَة وَإِن كَانَ فِيهَا مَعَ عطفها معنى من ذَلِك بِمَعْنى الْمُبَالغَة فِي عُمُوم الْأَشْيَاء ومنبهاها وَمثله قَوْله قد شككوك فِي كل شَيْء حَتَّى الصَّلَاة كَذَا لكافتهم وَصَوَابه بِالْكَسْرِ على الْعَطف كَمَا تقدم وَعند الْأصيلِيّ حَتَّى فِي الصَّلَاة وَفِي بَاب قبْلَة أهل الْمَدِينَة وَالشَّام والمشرق لَيْسَ فِي الْمشرق وَلَا فِي الْمغرب قبْلَة كَذَا قَالَه البُخَارِيّ فِي تَرْجَمته وَضَبطه أَكْثَرهم بِضَم قَاف والمشرق وَضَبطه بَعضهم بِكَسْرِهَا وَأدْخل فِي الْبَاب قَوْله فِي الْغَائِط شرقوا أَو عربوا فتأوله بَعضهم أَن مَعْنَاهُ أَن أهل الْمشرق لَا يُمكنهُم التَّشْرِيق والتغريب لأَنهم إِذا فعلوا ذَلِك استقبلوا الْقبْلَة بالغائط وَضَبطه بِالرَّفْع أَي أَن معنى قَوْله والمشرق أَي التَّشْرِيق قيل لَعَلَّه يَعْنِي من كَانَ مشرقا من مَكَّة أَو مغربا وَأما من ضَبطه بِالْكَسْرِ فَيَجِيء ذَلِك أَيْضا أَن قبْلَة أهل الْمَدِينَة وَالشَّام يُرِيد وَمن ورائهم من أهل الْمغرب لِأَن الشَّام مغرب وَقد ذكره بِنَحْوِ ذَلِك فِي الحَدِيث الآخر فِي قَوْله وهم أهل الْمغرب على مَا فسره بِهِ معَاذ أَنهم أهل الشَّام ثمَّ عطف على ذَلِك الْمشرق وَأَن حَقِيقَة قبْلَة جَمِيعهم لَيست بمشرق وَلَا بمغرب لَكِن تَشْرِيق أَو تغريب
وَقَوله فَهِيَ لَيْلَة رَأَيْتُمُوهُ كَذَا قيدناه عَن التَّمِيمِي عَن الجياني منونا على حذف الْعَائِد على اللَّيْلَة أَي لليلة رَأَيْتُمُوهُ فِيهَا لدلَالَة الْكَلَام عَلَيْهِ قَالَ تَعَالَى وَاتَّقوا يَوْمًا لَا تجزي نفس عَن نفس شَيْئا أَي فِيهِ وَضَبطه بَعضهم بِغَيْر تَنْوِين على الْإِضَافَة إِلَى الْفِعْل على تَقْدِير الْمصدر أَي لليلة رأيتكم وَضَبطه بَعضهم بِالْفَتْح على وَقَوله فَمَا أَسْتَطِيع أَن أقضيه إِلَّا فِي شعْبَان الشّغل من رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وبرسول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كَذَا لجميعهم مَعْنَاهُ أوجب ذَلِك الشّغل أَو مَنَعَنِي الشّغل وَقَوله من رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) إِن كَانَت الرِّوَايَة أَي من أَجله كل عمل ابْن آدم يُضَاعف الْحَسَنَة عشر أَمْثَالهَا يَصح هُنَا رفع الْحَسَنَة على الِابْتِدَاء وَعشر على الْخَبَر أَو رفع على مَا لم يسم فَاعله وَعشرا مَنْصُوب على وَفِي مُسلم فِي بَاب صِيَام الدَّهْر عَن أبي قَتَادَة رجل أَتَى النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كَذَا فِي كتاب أبي بَحر وَرجل هُنَا رفع باتي وَبَيَانه مَا فِي رِوَايَة غَيره قَالَ جَاءَ رجل إِلَى النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَكَذَا نَص كتاب ابْن عِيسَى قَوْله أَهْلَلْنَا أَصْحَاب مُحَمَّد الْوَجْه هُنَا الْبَدَل وَهُوَ أحسن من الِاخْتِصَاص وَقَوله سنة نَبِيكُم فَإِن زعمتم بِالْفَتْح عَليّ وَالضَّم على خبر الْمُبْتَدَأ أَي هِيَ أَو تِلْكَ قَوْله على قبر منبوذ رُوِيَ بِالتَّنْوِينِ وبالإضافة وَقد فسرناه فِي حرف النُّون وَالصَّوَاب التَّنْوِين أَي مطروح نَاحيَة لِأَنَّهُ رُوِيَ فِي البُخَارِيّ فِي قبر الَّتِي كَانَت تقم الْمَسْجِد وَفِي لَا وَالله وَلَا خَاتمًا من حَدِيد كَذَا لكافتهم عطفا على قَوْله ألتمس وَلَو خَاتمًا من حَدِيد فَكَأَنَّهُ قَالَ مَا وجدت شَيْئا وَلَا خَاتمًا من حَدِيد وَعند ابْن أبي جَعْفَر خَاتم فِي الْمَوْضِعَيْنِ بِالرَّفْع اسْم يَكْتُبهَا أول كَذَا ضبطناه عَن بعض شُيُوخنَا وَبَعْضهمْ ضَبطه أول بِالْفَتْح وَفِي بعض طرق حَدِيث جَابر قد أَخَذته مِنْك يَعْنِي الْجمل بِأَرْبَع الدَّنَانِير(2/358)
إِنَّمَا كَانَ هَذَا لِأَن أول الحَدِيث فِي رِوَايَة بعد بأَرْبعَة دَنَانِير فجَاء الْكَلَام آخرا على تِلْكَ الدَّنَانِير الْمَعْهُودَة الْمَذْكُورَة فَأدْخل الْألف وَاللَّام للْعهد وَحذف الْهَاء لِأَنَّهُ
وَقَوله الَّتِي أعجبها حسنها حب رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) إِيَّاهَا كَذَا ضبطناه عَن النحات على الْبَدَل والاشتمال وَضَبطه بَعضهم حسنها بِالنّصب كَأَنَّهُ يَجْعَل جَمِيعهم وأعربه الْفَاعِل حبها من أجل حسنها نصبها على عدم الْخَافِض وَتَقْدِيره
وَقَوله بِكِتَاب رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) الَّذِي بعث بِهِ دحْيَة الْكَلْبِيّ بِالنّصب على الْمَفْعُول ببعث لِأَن دحْيَة هُوَ حَامِل الْكتاب وَالرَّسُول بِهِ لدلَالَة الرِّوَايَات الآخر الَّذِي بعث بِهِ مَعَ دحْيَة الْكَلْبِيّ بِالنّصب على الْمَفْعُول ببعث وَقَوله أتجزي إحدانا صَلَاتنَا مَنْصُوب مفعول بتجزي وَمَعْنَاهُ أتقضيها وَقَوله أتخدمني الْحَائِض وتدنوا مني الْمَرْأَة وَهِي جنب فَقَالَ عُرْوَة كل ذَلِك هَين وكل ذَلِك يخدمني كل الأول مضموم على الِابْتِدَاء وَالثَّانِي مَعْطُوف على الظّرْف أَي فِي كل هَذِه الأحيان والحالات يخدمني وَفِي السَّعْي إِلَى الصَّلَاة وأتوها وَعَلَيْكُم السكينَة بِالرَّفْع على الِابْتِدَاء الْمُؤخر وَالرِّوَايَة الْأُخْرَى وأتوها تمشون وَعَلَيْكُم السكينَة يحْتَمل الْوَجْهَيْنِ الرّفْع كَمَا تقدم وَالنّصب على الإغراء وَأما رِوَايَة تمشون عَلَيْكُم السكينَة بِغَيْر وَاو فَالْأولى هُنَا الرّفْع كَمَا تقدم وَقَوله وأحببت أَن تكون شاتي أول تذبح بِفَتْح اللَّام على الْخَبَر لَكَانَ وَبِضَمِّهَا على
وَفِي حَدِيث الْمُنَافِقين ثَمَانِيَة مِنْهُم تكفيهم الدُّبَيْلَة كَذَا رِوَايَة العذري وَقد بَيناهُ فِي حرف الْكَاف وَوَجهه هُنَا نصب ثَمَانِيَة على الْمَفْعُول الثَّانِي بتكفيهم وَأما رِوَايَة غَيره تكفيهم فعلى الِابْتِدَاء وَقَوله قل عَرَبِيّ ينشأ بهَا مثله كَذَا بِالضَّمِّ عِنْد أَكْثَرهم وَعند السجْزِي عَرَبيا بِالْفَتْح وَفِي البُخَارِيّ قَوْله فِي بَاب تَعْدِيل كم يجوز قلت لهَذَا وَجَبت قَالَ شَهَادَة الْقَوْم الْمُؤْمِنُونَ شُهَدَاء الله فِي الأَرْض وَضَبطه بَعضهم شَهَادَة الْقَوْم على الْإِضَافَة وَكَذَا للاصيلي فالمؤمنون هُنَا رفع بِالِابْتِدَاءِ وشهداء خبر وَالْقَوْم خفض بِالْإِضَافَة وَشَهَادَة على هَذَا خبر مُبْتَدأ مَحْذُوف أَي سَبَب قولي شَهَادَة الْقَوْم وَرَوَاهُ بَعضهم الْمُؤمنِينَ نعت للْقَوْم وَيكون شُهَدَاء على هَذَا خبر مُبْتَدأ مَحْذُوف أَي هم شُهَدَاء الله وَيصِح نصب شَهَادَة بِمَعْنى من أجل شَهَادَة الْقَوْم وَمن روى الْقَوْم مَرْفُوعا كَانَ مُبْتَدأ والمؤمنون وَصفهم وَقَوله فسقوا النَّاس بِالرَّفْع على الْبَدَل من الضَّمِير فِي سقوا وَهُوَ مَذْهَب الْبَصرِيين فِي هَذَا وَيكون على مَا لم يسم فَاعله على اللُّغَة الْأُخْرَى فِي تَقْدِيم ضمير الْجَمَاعَة وَقَوله من لَا يرحم لَا يرحم أَكثر ضبطهم فِيهِ بِالضَّمِّ على الْخَبَر وَفِي بَاب لَا تشهد على شَهَادَة جور خَيركُمْ قَرْني قَالَ عمر لَا أَدْرِي اذكر النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بعد قرنين أَو ثَلَاثَة قَالَ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَن بعدكم قوما الحَدِيث قَالَ بَعضهم صَوَاب الْكَلَام بعد قرنين بِرَفْع الدَّال وبنصب قرنين بالمفعول بِذكر
قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَعِنْدِي إِن مَا قَالَه هَذَا لَا يَصح بل يخْتل بِهِ الْكَلَام وَيَنْقَطِع مِمَّا بعده من قَوْله أَن بعدكم قوما وَكَأَنَّهُ عِنْده كَلَام آخر وَالصَّوَاب عِنْدِي نصب بعد وخفض قرنين بِهِ ومفعول ذكر الْجُمْلَة فِي قَوْله أَن بعدكم وَكرر قَالَ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بَيَانا وبدلا من ذكر النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) قبل وعَلى هَذَا يسْتَقلّ الْكَلَام وَأَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) ذكر وَقَالَ مَا ذكر مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثَة الَّتِي شكّ فِيهَا عمر أَن صفة الَّذين يأْتونَ بعدهمْ كَمَا جَاءَ فِي(2/359)
الْأَحَادِيث الآخر ثمَّ يَأْتِي قوم يشْهدُونَ الحَدِيث إِلَّا أَن قَوْله هُنَا بعدكم قيل تَغْيِير وَوهم وَصَوَابه بعدهمْ بِالْهَاءِ أَي بعد الْقُرُون المختارة الَّتِي ذكر وَلم يرد من يَأْتِي بعد قرن الصَّحَابَة
قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَقد يَصح أَي بعد الْخِيَار الَّذين الصَّحَابَة المخاطبون مِنْهُم وَقَوله ففارقها فجرت السّنة فِي المتلاعنين كَذَا جَاءَ فِي كتاب الِاعْتِصَام وتقويمه بِنصب السّنة وَقَوله وأمرنا أَمر الْعَرَب الأول يرْوى بِفَتْح الْهمزَة وَضم اللَّام نعت لِلْأَمْرِ وبضم الْهمزَة وَكسر اللَّام نعت للْعَرَب وَقد ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْهمزَة وَقَوله مَا مَنعك حِين أُشير إِلَيْك لم تصل كَذَا ضَبطه الْأصيلِيّ بِضَم الرَّاء وَهُوَ وَجه كَذَا وَأولى من رَوَاهُ بِفَتْحِهَا وَتَكون الْإِشَارَة لغير النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَالْإِشَارَة إِنَّمَا كَانَت من النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بِدَلِيل الحَدِيث الآخر فَأَشَارَ إِلَيْهِ إِن أمكث مَكَانك وَفِي بَاب إِذا انفلتت الدَّابَّة فِي الصَّلَاة إِنِّي إِن كنت أَن أرجع مَعَ دَابَّتي أحب إِلَى بِفَتْح الْهمزَة فِي أَن فِي الْمَوْضِعَيْنِ وَأَن هُنَا أولى مَعَ كنت بتقرير كَذَا كوني فِي مَوضِع الْبَدَل من الضَّمِير فِي أَنِّي وَقَوله وَلَو كرَاع شَاة محرق كَذَا هُوَ فِي جلّ الرِّوَايَات فِي الْمُوَطَّأ وَغَيره من الروَاة مِنْهُم من يسكن الْقَاف وَمِنْهُم من يكسرها وَقد نصبها بَعضهم فَقيل الإسكان على الْوَقْف وَمن كسر فَقيل على خفض الْجوَار وَقيل من الْعَرَب من يذكر الشَّاة فجَاء على الْوَصْف لَهَا وَأما الْفَتْح فعلى وصف الكراع وَفِي صَدَقَة عمر فِي اجْتِمَاع نسب حسان وَأبي طَلْحَة قَالَ فَهُوَ يُجَامع حسان أَبَا طَلْحَة بِسُقُوط الْوَاو وأبيا إِلَى سِتَّة آبَاء كَذَا للمروزي والهروي وَعند الْقَابِسِيّ فِي رِوَايَة فَهُوَ يُجَامع حسان أَبَا طَلْحَة بِسُقُوط الْوَاو وَوَجهه إِن لم يكن وهما رفع نون حسان وَيكون فَاعِلا بيجامع وَأَبا طَلْحَة مَفْعُوله وَفِي أصل الْأصيلِيّ لغير الْمروزِي فَهُوَ يجْتَمع حسان وأبوا طَلْحَة وَأبي بِرَفْع الْجَمِيع وَهُوَ صَوَاب أَيْضا وَقَوله فِي الْبَيْت الْمَعْمُور إِذا خَرجُوا لم يعودوا آخرهَا عَلَيْهِم كَذَا روينَاهُ بِرَفْع رَاء آخر وَفتحهَا وَقد ذَكرْنَاهُ فِي الْهمزَة وَالضَّم أوجه وَفِي حَدِيث أخرج بعث النَّار فَإِن مِنْكُم رجلا وَمن يَأْجُوج وَمَأْجُوج ألفا كَذَا لبَعْضهِم بِالْفَتْح فيهمَا وَوَجهه الْمَفْعُول بأخرج الْمَذْكُور أول الحَدِيث فَإِنَّهُ يخرج مِنْكُم كَذَا رَوَاهُ بَعضهم برفعها على خبر أَن وَاسم أَن مُضْمر فِي الْمَجْرُور فَإِن الْمخْرج مِنْكُم ألف أَو ألف مِنْكُم يخرج وَفِي النُّزُول فِي المحصب قَالَ أَبُو بكر فِي رِوَايَته قَالَ سَمِعت سُلَيْمَان بن يسَار كَذَا هُوَ الصَّوَاب وَكَذَا رَوَاهُ ابْن الْحذاء وضبطناه بِالرَّفْع على الْمُبْتَدَأ أَي أَن صَالحا بَين سَمَاعه فِي رِوَايَة أبي بكر بن أبي شيبَة بن سُلَيْمَان فِي هَذَا الحَدِيث بِخِلَاف قَول غَيره عَن سُلَيْمَان وَيصِح كسر صَالح على الْحِكَايَة للفظه قبل فِي السَّنَد بقوله عَن صَالح وَكَذَا جَاءَ فِي بعض الرِّوَايَات وَقَالَ أَبُو بكر فِي رِوَايَته عَن صَالح قَالَ سَمِعت وَعند ابْن أبي جَعْفَر وَبَعْضهمْ وَقَالَ أَبُو بكر فِي رِوَايَة صَالح وهم لِأَنَّهُ لم يذكر فِي هَذَا السَّنَد لأبي بكر شَيخنَا غير عَاصِم وَقَوله جالسنا عبد الله بن قارط بِفَتْح السِّين وَرفع عبد الله على الْفَاعِل وَهُوَ صَوَاب الْكَلَام وَكَذَا ضبطناه فِي فضل الصَّلَاة فِي مَسْجِد النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَقَوله إِلَّا أَن بَعضهم على بعض أُمَرَاء تكرمة الله هَذِه الْأمة ذكر فِي هَذِه الْأُصُول عبد الله بن أبي ابْن سلول يجب أَن يكْتب ابْن سلول بِالْألف وَيجْرِي إعرابه على إِعْرَاب عبد الله كَيفَ جَاءَ(2/360)
لِأَنَّهُ بدل من عبد الله لَا نعت لأبي ابْنه لِأَنَّهَا أم عبد الله على قَول أَكْثَرهم وعَلى من قَالَ أَنَّهَا أم أبي فَيصح كتبه بِغَيْر ألف وَيكون ابْن مخفوضا نعتا لَهُ وَكَذَا نَا مُحَمَّد بن يحيى بن أبي عمر وَمثله إِعْرَاب ابْن هُنَا تبع لمُحَمد كَيفَ جَاءَ بدل مِنْهُ وَأَبُو عمر كنية أَبِيه لَا كنية جده وَكَذَا حَدثنَا مَنْصُور بن عبد الرَّحْمَن بن أبي شيبَة ابْن رفع تبع لمنصور وَبدل مِنْهُ لِأَن شيبَة جده لأمه وَلَيْسَ بِأبي أَبِيه فَيتبع إعرابه وَأمه صَفِيَّة بنت شيبَة الحَجبي قَالَه البُخَارِيّ والكلاباذي وَقَالَ ابْن أبي أويس هُوَ مَنْصُور ابْن عبد الرَّحْمَن بن طَلْحَة الحَجبي وَمثل هَذَا مِمَّا يتفقد فِي هَذِه الْأُصُول وَغَيرهَا ويتجنب فِيهَا اللّحن وَنقص الهجاء وَفِي حَدِيث الدَّجَّال فِي حَدِيث مُحَمَّد بن أَحْمد الْمَكِّيّ أَعور عينه الْيُمْنَى كَأَن عنبة طافية كَذَا ضبط هَذِه الْجُمْلَة الْأصيلِيّ بِخَطِّهِ بِرَفْع عَيْنَيْهِ الْيُمْنَى وَنصب عنبة طافية وَهُوَ صَحِيح بَين العريبة كَأَنَّهُ وقف على وَصفه بأعور وابتدأ الْخَبَر عَن صفة عينه فَقَالَ عينه كَأَنَّهَا كَذَا وَنصب عنبة طافية باسم كَانَ وَالْخَبَر مُقَدّر فِيهَا مَحْذُوف وَضَبطه غير الْأصيلِيّ أَعور عينه الْيُمْنَى على الْإِضَافَة وَكَانَ عنبة طافية بِالرَّفْع بِخَبَر كَانَ وَالِاسْم مُقَدّر فِيهَا أَي كَأَنَّهَا وَقَوله أهل الْجنَّة ثَلَاثَة ذُو سُلْطَان إِلَى قَوْله وَرجل رَحِيم رَقِيق الْقلب لكل ذِي قربى وَمُسلم وعفيف متعفف الحَدِيث صَوَابه على هَذِه الرِّوَايَة وَمُسلم بالخفض عطف على ذِي قربى وَإِلَّا فسد التَّقْسِيم وَصَارَت الثَّلَاثَة أَرْبَعَة وَقد أسقط بَعضهم فِي رِوَايَته لَفْظَة وَمُسلم وَبَعْضهمْ أثْبته وَأسْقط الْوَاو العاطفة بعده فصح التَّقْسِيم وَقد بَينا ذَلِك فِي الْبَاب قبله وَقَوله هَذَا أبرر بِنَا وأطهر بِالْفَتْح على النداء أَي يَا رَبنَا وَقَوله عِنْد آخر الطَّعَام غير مكفي وَلَا مكفور وَلَا مُسْتَغْنى عَنهُ رَبنَا
بِالنّصب على النداء والضراعة على من ذهب أَن المُرَاد بهَا تقدم الطَّعَام أَي يَا رَبنَا استجب لنا واسمع حمدنا وشكرنا نِعْمَتك أَو على الِاخْتِصَاص على من ذهب فِي تَفْسِير هَذَا وَالْمرَاد بِهِ الله تَعَالَى وَقد بَينا ذَلِك فِي حرف الْكَاف وَرَوَاهُ بَعضهم رَبنَا بِالرَّفْع على الْقطع والابتداء أَي ذَلِك رَبنَا وَأَنت رَبنَا وَيصِح فِيهِ الْكسر على الْبَدَل من اسْم الله فِي قَوْله أول الدُّعَاء الْحَمد لله وَفِي قتل أبي جهل أَنْت أَبَا جهل كَذَا الرِّوَايَة وَكَذَا ذكره البُخَارِيّ فِي رِوَايَة زُهَيْر عَن التَّمِيمِي فِي رِوَايَة أَكْثَرهم وَهُوَ صَحِيح فصيح على النداء أَي أَنْت هَذَا الْقَتِيل الذَّلِيل يَا أَبَا جهل على وَجه التقريع والتوبيخ والتشفي وَيدل على صِحَة هَذَا قَوْله فِي الْجَواب أعمد رجل قَتله قومه وَقد ذَكرْنَاهُ فِي رسمه وَرَوَاهُ الْحَمَوِيّ أَنْت أَبُو جهل وَكَذَا ذكره البُخَارِيّ من رِوَايَة يُونُس وَكَذَا رَوَاهُ الْأصيلِيّ والنسفي فِي حَدِيث ابْن أبي عدي وَلغيره أَنْت أَبَا جهل وَقَوله بنفسين نفس فِي الشتَاء وَنَفس فِي الصَّيف أَشد مَا تَجِدُونَ من الْحر بِالْكَسْرِ على الْبَدَل من نفسين وَالضَّم على ابْتِدَاء الْخَبَر وَالْفَتْح مفعول بتجدون بعده وَفِي حَدِيث جَابر وَكَأَنَّهَا يَعْنِي البيدر لم ينقص تَمْرَة بِالنّصب على التَّفْسِير وَينْقص بياء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا وَأَنت البيدر هُنَا وَالْمرَاد الثَّمَرَة الَّتِي فِيهِ وَمن رَوَاهُ تنقص بتاء بِاثْنَتَيْنِ فَوْقهَا رفع ثَمَرَة فاعلة بتنقص فَيصح نصبها على التَّفْسِير أَيْضا على مَا تقدم وَقَوله فِي صفته عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام لَيْسَ بجعد قطط وَلَا سبط رجل صَوَابه رجل على الْقطع مِمَّا قبله وَكَذَا ضَبطه بعض شُيُوخ أبي ذَر وَفِي كتاب الْأصيلِيّ فِيهِ وَجْهَان الضَّم وَالْكَسْر وَكَذَا عِنْد بعض رُوَاة أبي ذَر وَالصَّوَاب الرّفْع وَيحْتَمل الْمَعْنى(2/361)
بِالْكَسْرِ لِأَن الرجل غير السبط فَلَا يَصح أَن يكون وَصفا مُوَافقا للسبط الْمَنْفِيّ من صفة شعره (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بل الرجل صفة لشعره إِلَّا على تَقْدِير خفض الْجوَار وَقَوله لَا تشرف يصيبك سهم كَذَا لَهُم وَهُوَ الصَّوَاب وَعند الْأصيلِيّ يصبك بالإسكان وَهُوَ خطأ وقلب للمعنى وَفَسَاد وَقَوله فَدَعْنِي فَلَا ضرب عُنُقه بِفَتْح الْبَاء بِاللَّامِ وإسكانها بالْعَطْف وَرَوَاهُ بَعضهم فَلَا ضرب بِفَتْح اللَّام للتَّأْكِيد وَضم الْبَاء
وَقَوله غُدَّة كَغُدَّة الْبَعِير بِالنّصب وَرَوَاهُ بَعضهم بِالرَّفْع وَهُوَ جَائِز على الِابْتِدَاء أَي أصابتني غُدَّة أَو غُدَّة بِي وَالنّصب أعرب وَأعرف حكى سِيبَوَيْهٍ فِي المنصوبات أغدة كَغُدَّة الْبَعِير على الْمصدر أَي أغد غُدَّة وَفِي غَزْوَة الطَّائِف إِذا كَانَت شَدِيدَة فَنحْن ندعي بِالنّصب كَذَا ضبطناه وَهُوَ أفْصح أَي إِذا كَانَت الْحَالة أَو الْحَرْب والنازلة وَيصِح أَن يكون كَانَت وَاقعَة ويرتفع بهَا شَدِيدَة وَقَوله رَسُولك وَلَا أَقُول شَيْئا بِالرَّفْع أَي هُوَ رَسُولك وَقَوله كَرَاهِيَة الْمَرِيض الدَّوَاء كَذَا ضبطناه بِالرَّفْع أَي هَذَا مِنْهُ كَرَاهِيَة وَهُوَ أوجه من النصب على الْمصدر وَقَوله بينتك أَو يَمِينه وشاهداك أَو يَمِينه الْوَجْه فِيهِ الرّفْع فِي بيتنك وشاهداك وَهِي رِوَايَة الْجُمْهُور قَالَ سِيبَوَيْهٍ أَي مَا شهد لَك بِهِ شَاهِدَاك وَمثله عِنْد الْأصيلِيّ فِي بَاب الْقسَامَة شاهديك بِالنّصب أَي أحضرهما وَقَوله فِي حَدِيث الْأَشْعَث شهودك وَقَالَ مَالِي شُهُود مثله وَقد ضبط بِالْفَتْح وَمثله قَوْله الْبَيِّنَة والأحد فِي ظهرك ضبطناه بِالْفَتْح أَي أحضر بينتك وشهودك وَيصِح فِيهِ الرّفْع على مَا تقدم أَي مَا شهِدت لَك بِهِ الْبَيِّنَة وَقَوله مَا كَانُوا يضعون أَقْدَامهم أول من الطّواف بِالنّصب
وَقَوله عَن الله تَعَالَى يسب ابْن آدم الدَّهْر وَأَنا الدَّهْر بيَدي الْأَمر أقلب اللَّيْل وَالنَّهَار روايتنا فِيهِ عَن جَمِيعهم بِرَفْع رَاء الدَّهْر آخرا حَيْثُ وَقع أَنا الْفَاعِل لما يضيفون للدهر وَأَنا الْخَالِق الْمُقدر الَّذِي يسمونه الدَّهْر وَلَا يلْتَفت إِلَى قَول من قَالَ أَنه اسْم من أَسمَاء الله تَعَالَى وَكَانَ مُحَمَّد بن دَاوُود الْأَصْبَهَانِيّ يَقُول إِنَّمَا هُوَ الدَّهْر بِالْفَتْح على الظّرْف وَقيل على الِاخْتِصَاص أَي أَنا مُدَّة الدَّهْر أصرف اللَّيْل وَالنَّهَار أَي أقلبهما وَأجْرِي الْقَضَاء أثناءهما وَهَذَا أحسن من التَّأْوِيل وَوجه ظَاهر فِي الْإِعْرَاب استحسنه أَكْثَرهم وَصَوَّبَهُ وَهُوَ أولى مَا كَانَ يتَأَوَّل عَلَيْهِ لَو لم يَأْتِ الحَدِيث إِلَّا بِهَذَا الْفظ لكنه قد جَاءَ بِأَلْفَاظ أخر لَا يتفلق فِيهَا هَذَا التَّأْوِيل مثل قَوْله لَا تسبوا الدَّهْر فَإِن الله هُوَ الدَّهْر فَالْوَجْه فِيهِ التَّأْوِيل الأول لَا سِيمَا مَعَ قَوْله أول الحَدِيث يُؤْذِينِي ابْن آدم يسب الدَّهْر وَأَنا الدَّهْر وَقَوله منزلنا إِن شَاءَ الله إِذا فتح الله الْخيف حَيْثُ تقاسموا على الْكفْر
الْخيف بِالرَّفْع خبر منزلنا وَوَجَدته فِي بعض أصُول شُيُوخنَا الْخيف بِالنّصب وَكَأَنَّهُ تَأَول أَنه مفعول بِفَتْح وَيجْعَل الْخَبَر فِيمَا بعده وَهُوَ خطأ وَلَيْسَ لفتح هُنَا مفعول وَإِنَّمَا مَعْنَاهُ حكم وكشف وَأظْهر والخيف بِنَفسِهِ هُوَ الْموضع الَّذِي تقاسموا فِيهِ على الْكفْر يُرِيد فِي صحيفَة قطيعة بني هَاشم وَسَقَطت لَفْظَة إِذا فتح الله عِنْد ابْن ماهان وَقَوله أبعثها يَعْنِي الْبدن قيَاما سنة نَبِيكُم نصب على الِاخْتِصَاص وَقَوله قطع فِي مجن ثمنه ثَلَاثَة الدَّرَاهِم كَذَا جَاءَ فِي كتاب السّرقَة للأصيلي وَلغيره دَرَاهِم وَهُوَ الْوَجْه لَكِن وَقَوله لَا أحدث بِهِ رهبته بِالْفَتْح على الْمصدر كَذَا قيدناه على أبي بَحر وَقد ذكرنَا الْخلاف فِيهِ(2/362)
بِمَعْنى من أجل رهبته وَقَوله ساعتان تفتح لَهما أَبْوَاب السَّمَاء ثمَّ قَالَ حَضْرَة النداء والصف فِي سَبِيل الله كَذَا ضَبطه الجياني ومتقنوا شُيُوخنَا وَهُوَ الصَّوَاب عطفا على حَضْرَة وَخبر من عطفه على النداء وَهِي الرِّوَايَة عِنْد أَكْثَرهم وَقَوله ثمَّ تكلم أَبُو بكر فَتكلم أبلغ النَّاس كَذَا ضَبطه بِالْفَتْح وَيصِح الرّفْع على الْفَاعِل أَي تكلم مِنْهُ رجل بِهَذِهِ الصّفة وَقَول عمر لحفصة عَن عَائِشَة لَا يغرنك هَذِه الَّتِي أعجبها حسنها حب رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) إِيَّاهَا كَذَا رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي كتاب التَّفْسِير وَذكره فِي بَاب حب الرجل بعض نِسَائِهِ مثله من رِوَايَة الْقَابِسِيّ وَمن رِوَايَة غَيره وَحب بِالْوَاو وَكَذَلِكَ عِنْد مُسلم من رِوَايَة ابْن وهب وَهُوَ بِالْوَاو بَين لَا أشكال فِيهِ وَالْأول بِمَعْنَاهُ واعرابه مثله على الْعَطف بِغَيْر الْوَاو فقد حكى الْمَازِني أكلت لَحْمًا تَمرا سمكًا وَقيل بل حب بدل اشْتِمَال من حسنها وَقَوله مر كلب رمت بعره فَلَا أَرْبَعَة أشهر وَعشرا أَرْبَعَة نصب على الإغراء أَو إِضْمَار الْفِعْل أَي أكمل أَو أتمم أَرْبَعَة أشهر وَعشرا واصبر على التَّفْسِير حَتَّى أَي حَتَّى تكمل عدتك أَرْبَعَة أشهر وَعشرا
وَقَوله فَلَا بعد لَهَا وَمَوْضِع سكت ووقف وَتَمام الْكَلَام أَولا وَنهى عَن الرُّخْصَة فِي ذَلِك ثمَّ أكد ذَلِك مستأنفا بقوله أَرْبَعَة أشهر وَعشرا وَقَوله فِي فضل السبحة عَن أنس وَكَانَت أمه أم أنس أم سليم كَانَت أم عبد الله بن أبي طَلْحَة كَانَت أَعْطَتْ أم أَيمن
الْأُم فِي الْأَلْفَاظ الثَّلَاثَة قيل رفع الأول باسم كَانَت والاثنان وصف لَهَا إِلَّا أَن أمه الَّتِي ذكر بَين أَنه يُرِيد أم أنس وَأَن كنيتها أم سليم ثمَّ أخبر أَنَّهَا أَيْضا أم بني طَلْحَة كَانَ تزَوجهَا وَخبر كَانَ الأول فِي قَوْله كَانَت أَعْطَتْ وَهُوَ الَّذِي قصد بالْخبر وَقَوله فَشَام السَّيْف فها هُوَ ذَا جَالس كَذَا عِنْد شُيُوخنَا وَرَوَاهُ بَعضهم جَالِسا وَكِلَاهُمَا صَحِيح أَن جعلت ذَا خبر الْمُبْتَدَأ كَانَ جَالِسا نصبا على الْحَال وَإِن جعلت ذَا من صلتها جعلت جَالس رفعا خبر الْمُبْتَدَأ وَكَذَلِكَ فِي هَذَا الحَدِيث وَالسيف صلت فِي يَده كَذَا لأكثرهم على الْخَبَر وَعند الْقَابِسِيّ صَلتا وَقَوله فِي حَدِيث سُقُوط صَفِيَّة الْمَرْأَة رَوَاهُ بَعضهم بِالضَّمِّ وَله وَجه على الِابْتِدَاء وَالْخَبَر فِيمَا يفعل بهَا أَي اشتغلوا بهَا وأقيموها أَو هِيَ أولى بالمبادرة وَنَحْو هَذَا وَالْأَظْهَر فِيهَا النصب على الإغراء والتخصيص وَقَوله فِي الَّذِي وقصته نَاقَته وَلَا يمس طيبا خَارج رَأسه بضمهما على الْمُبْتَدَأ وَالْخَبَر الْمُقدم لَا يَصح غَيره لِأَنَّهُ ميت لَا يَصح إِضَافَة الْفِعْل إِلَيْهِ وَقَول أَسمَاء أَتَتْنِي أُمِّي راغبة نصب على الْحَال وَيصِح فِيهِ الرّفْع على خبر الْمُبْتَدَأ الْمَحْذُوف وَفِي حَدِيث جِبْرِيل بِهَذَا أمرت روينَاهُ بِضَم التَّاء أَي أمرت أَنا أَن أُصَلِّي بك وأعلمك وَأمرت بِالنّصب وَهُوَ رِوَايَة الكافة أَي شرع لَك يَا مُحَمَّد وتعبدت بِهِ فِي صَلَاة اللَّيْل مثنى قَول ابْن عمر لأنس بن سِيرِين أَنَّك لضخم أَلا تدعني اسقرئ لَك الحَدِيث كَذَا قيدناه عَن الْأَسدي ومتقني شُيُوخنَا بشد إِلَّا وَضم تدعني واستقري بِالْفَتْح وَقَيده بَعضهم بتخفيفها وَضم استقرئ وَقَوله أرأيتك جاريتك كَذَا ضبطناه من طَرِيق الجياني وَابْن عتاب بِفَتْح التَّاء وَبَعْضهمْ يضبطه بِكَسْرِهَا وَفِي حَدِيث الشَّارِب للخمر فوَاللَّه مَا علمت أَنه يحب الله وَرَسُوله بِضَم التَّاء وَفتح الْهمزَة من أَنه وَمَا علمت هُنَا بِمَعْنى الَّذِي لَيست بِنَفْي أَي علمي فِيهِ أَو الَّذِي أعلم أَو لقد علمت أَنه كَذَا وَهَذِه رِوَايَة الْجَمَاعَة(2/363)
وضبطها وَعند ابْن السكن علمت بِفَتْح التَّاء على جِهَة التَّقْرِير للمخاطب الَّذِي سبه أَي لقد عَلمته بِهَذِهِ الصّفة أَو الَّذِي علمت بِهِ هَذَا فَلم تسبه إِذا وَقَوله أَنا أَبُو حسن القرم وَالله لَا أريم مَكَاني كَذَا ضبطناه بِالتَّنْوِينِ فِي النُّون وَرفع الْمِيم بِمَعْنى أَنا أَبُو حسن الْمَشْهُور أَو الْمَعْلُوم صَوَاب رَأْيه وَشبه هَذَا أَيهَا الْقَوْم على النداء الْمُفْرد وَكَانَ عِنْد الصَّدَفِي والباجي بالراء على النَّعْت بِكَسْر الْمِيم وَحذف التَّنْوِين على الْإِضَافَة أَي زعيم الْجَمَاعَة ومقدمها وَقد ذَكرْنَاهُ فِي الْقَاف وَقَوله غرَّة عبدا ووليدة صَوَابه تَنْوِين غرَّة وَاتِّبَاع عبد ووليدة وإعرابها على الْبَدَل لَا على الْإِضَافَة وَقد رَوَاهُ أكثرا لمحدثين وَالْفُقَهَاء بِغَيْر تَنْوِين على الْإِضَافَة وَقد ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْغَيْن وَقَوله كُنَّا لَا نَأْكُل من لُحُوم بدننا فَوق ثَلَاث منى كَذَا فِي حَدِيث ابْن جريج عِنْد مُسلم وَمَعْنَاهُ فَوق ثَلَاث لَيَال أَيَّام منى وَقصد الْأَيَّام لتضمن اللَّيَالِي لَهَا قَالَ العرجي مَا نَلْتَقِي إِلَّا ثَلَاث منى حَتَّى يفرق بَيْننَا النَّفر وَفِي خبر أبي ذَر حَتَّى كَانَ يَوْم الثَّالِثَة كَذَا لغير العذري والطبري أَي يَوْم اللَّيْلَة الثَّالِثَة وَعِنْدَهُمَا يَوْم الثَّالِث وَقَوله فِي الْهلَال فَهُوَ لَيْلَة رَأَيْتُمُوهُ كَذَا ضَبطه بعض المتقنين من شُيُوخنَا منونا وَمَعْنَاهُ رَأَيْتُمُوهُ فِيهَا بِحَذْف الْعَائِد كَمَا قَالَ لَا تجزي نفس عَن نفس شَيْئا أَي فِيهِ وَضَبطه بَعضهم بِنصب لَيْلَة غير منون وَقَوله لِأَن يمتلئ جَوف أحدكُم قَيْحا يرِيه كَذَا فِي كتاب الْأصيلِيّ فِي بَاب الشّعْر بِفَتْح الْيَاء الْآخِرَة وَالْوَجْه سكونها كَمَا لغيره أَو إِثْبَات الْفَاء فيريه لمن فتح أَو حَتَّى يرِيه كَمَا جَاءَ فِي غير هَذَا الْموضع فِي الصَّحِيحَيْنِ لَكِن قد يخرج لرِوَايَة الْأصيلِيّ وَجه على الْعَطف على حذف حرف الْعَطف كَمَا حَكَاهُ الْمَازِني عَن الْعَرَب على بدل الْفِعْل من الْفِعْل وإجراء إِعْرَاب يرِيه على يمتلي وَقَوله دِيَاركُمْ تكْتب آثَاركُم الْوَجْه ضبط دِيَاركُمْ بِفَتْح الرَّاء على الإغراء أَي ألزموها وَرفع آثَاركُم على مَا لم يسم فَاعله وَجزم تكْتب على جَوَاب أَمر الإغراء وَسقط فِي كتاب ابْن الْحذاء تكْتب فعلى هَذَا ينْتَصب أَيْضا آثَاركُم على الْمَفْعُول بِفعل مُضْمر أَي احتسبوا آثَاركُم وَكَذَا ضَبطه فِي هَذِه الرِّوَايَة بعض شُيُوخنَا عَن الجياني وَقَوله لم فعلت قَالَ خشيتك يَا رب بِالنّصب على الْمصدر أَو نصب على عدم الْخَافِض وَقَوله لَا تشرف يصيبك سهم بِرَفْع الْبَاء من يصيبك وَقَوله فِي الكنازين حَتَّى يقْضِي بَين الْخلق فَيرى سَبيله أما إِلَى الْجنَّة وَأما إِلَى النَّار بِنصب سَبيله على الْمَفْعُول الثَّانِي وَالْمَفْعُول الأول مُضْمر أَي فَيرى هُوَ سَبيله ويسلك بِهِ ظريف متبوئه من الْجنَّة أَو النَّار وَقَوله إِنِّي قد أَحْبَبْت فلَانا فَأَحبهُ كَذَا الرِّوَايَة بِفَتْح الْبَاء وَكَذَا يَقُوله الروَاة الْأَكْثَرُونَ وَمذهب سِيبَوَيْهٍ فِي مثل هَذَا من المضاعف إِذا دخلت عَلَيْهِ الْهَاء أَن تضم مَا قبلهَا فِي الْأَمر مُرَاعَاة للواو الَّتِي بعد الْهَاء فِي الأَصْل لِأَن الْهَاء خفيت فَكَانَ مَا قبلهَا ولي الْوَاو بعْدهَا الَّتِي توجبها الضمة وَلَا يكون مَا قبل الْهَاء إِلَّا مضموما هَذَا فِي الْمُذكر وَأما فِي الْمُؤَنَّث مثل أحبها وَلم يردهَا فَلَا يكون مَا قبل الْهَاء إِلَّا مَفْتُوحًا مُرَاعَاة للألف وَمثل قَوْله لم يضرّهُ شَيْطَان وَقَوله إِنَّا لم نرده عَلَيْك إِلَّا أَنا حرم وَلم نرده عَلَيْهِم فِي خبر الْحُدَيْبِيَة ورده من حَيْثُ أَخَذته أَكثر ضبط الشُّيُوخ فِيهِ وَلَفظ الْمُحدثين يضرّهُ ونرده بِفَتْح الدَّال وَلَا وَجه لَهُ وَصَوَابه نرده بِالضَّمِّ وَكَذَلِكَ قَوْله لَا تسبه وَأَصله نردده وبالضم على الصَّوَاب وجدته فِي الْمُوَطَّأ مُقَيّدا بِخَط خَالِي(2/364)
أبي عبد وَكَذَا رده الْأُسْتَاذ ابْن الْقَاسِم وَكَذَا قَوْله وَمن يستعفف يعفه الله بِالضَّمِّ على مَا تقدم وَكَذَلِكَ قَوْله فِي بيع الطَّعَام بِالطَّعَامِ اذْهَبْ فَرده وَفِي حَدِيث النُّعْمَان فِي الْعَطِيَّة لأفرده وَكَذَا قَوْله لم تمسه النَّار الْوَجْه ضمه والرواة يفتحون جَمِيع ذَلِك إِلَّا قَلِيلا من المتقنين وَقَوله أخف الْحُدُود ثَمَانِينَ كَذَا رَوَاهُ السجْزِي بِالْفَتْح فيهمَا على جَوَاب السُّؤَال أَي أجلدهم أخف الْحُدُود ثَمَانِينَ فأخف مفعول وَثَمَانِينَ بدل مِنْهُ وَعند العذري وَغَيره أخف الْحُدُود ثَمَانُون على الْمُبْتَدَأ وَخَبره وَالْأول أوجه وأفصح وَقَوله هَذِه مَكَان عمرتك ضبطناه بِالرَّفْع على الْخَبَر أَي عمرتك الْفَائِتَة وَبِالنَّصبِ على الظّرْف قَالَ بَعضهم وَالنّصب الْوَجْه وَلَا يجوز غَيره وَالْعَامِل فِيهِ مَحْذُوف تَقْدِيره هَذِه كائنة مَكَان عمرتك الْفَائِتَة أَو مجعولة مَكَانهَا وَنَحْوه وَالرَّفْع عِنْدِي هُنَا الصَّحِيح لِأَنَّهُ لم يرد بِهِ الظّرْف وَالْمَكَان وَإِنَّمَا أَرَادَ بِهِ عوض عمرتك الْفَائِتَة وَقَضَاء عَنْهَا وَقَوله فَهَذَا أَوَان قطعت أَبْهَري فِيهِ الرّفْع على الْخَبَر للمبتدأ أَي هَذَا وَالنّصب على الظّرْف وَقَالَ بَعضهم لَا يجوز فِيهِ إِلَّا ذَلِك وبنيت على الْفَتْح لِإِضَافَتِهِ إِلَى مبْنى وَهُوَ الْفِعْل الْمَاضِي لِأَن الْمُضَاف والمضاف إِلَيْهِ كالشيء الْوَاحِد وَفِي الذَّهَب بِالذَّهَب مثل بِمثل وَعند الْأصيلِيّ مثلا بِمثل وَقَوله فِي خبر عَائِشَة وَأم سَلمَة لقد رأيتهما ينقزان الْقرب على ظهورهما أَكثر الرِّوَايَات فِيهِ فتح الْقرب وَقَالَ الشُّيُوخ صَوَابه ضمه على الِابْتِدَاء وَالْقطع وَقد ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْقَاف وَبينا وَجه ذَلِك وَمَعْنَاهُ وَمن رَوَاهُ ينقزان بِضَم أَوله وَوجه صَوَاب الرِّوَايَات فِيهِ بِالنّصب عَلَيْهِ وأوضحنا مَعَاني الْوَجْهَيْنِ بِمَا يُغني عَن إِعَادَته وَقَوله ينزل اللَّيْلَة النّصْف الْوَجْه هُنَا الضَّم لِأَن النّصْف هُنَا صفة اللَّيْلَة وَمَوْضِع خبر لَهَا وَلَيْسَت بجثة فَيمْتَنع أَن يكون خَبرا عَن المصادر وَيكون خَبرا لَهُ كَقَوْلِهِم أَن اللَّيْلَة الْهلَال لِأَن الْهلَال جثة فَالْوَجْه هُنَا النصب فِي اللَّيْلَة أَي حُدُوث الْهلَال أَو ظُهُوره وَقَوله أَلَيْسَ هَذَا خير لَهُ كَذَا لكافة شُيُوخنَا وَعند ابْن جَعْفَر خيرا بِالْفَتْح وَفِي حَدِيث خبيب لَوْلَا أَن تظنوا مَا بِي جزع كَذَا جَاءَت الرِّوَايَة فِي البُخَارِيّ فِي الْمَغَازِي بِالضَّمِّ زَاد فِي رِوَايَة ابْن السكن لأطلتهما يَعْنِي الرَّكْعَتَيْنِ وَدلّ عَلَيْهَا فِي رِوَايَة الْحَذف الْكَلَام وَالْوَجْه جزعا نصب بالمفعول الثَّانِي لتظن إِلَّا على مَا جَاءَ فِي غير هَذَا الْبَاب أَن مَا بِي جزع وَمَا هُنَا هِيَ الْمَفْعُول الأول بِمَعْنى الَّذِي أَي تظن الَّذِي أفعل من إطالتي لَهما جزعا مني من الْمَوْت لَيست مَا هُنَا نَافِيَة إِلَّا إِذا صححنا رِوَايَة الرّفْع فِي جزع وَخَرجْنَا لَهُ وَجها فَتكون نَافِيَة وَيكون مفعول تظنوا محذوفا أَي تظنوا بِي الْجزع وَمَا بِي جزع لَا سِيمَا على من لم يرو ولإطالتهما وَقَوله صل فِي بَيْتِي مَكَانا اتَّخذهُ مصلى بِالسُّكُونِ على جَوَاب الْأَمر ضَبطه بَعضهم وَكَذَا قَيده الْجَوْهَرِي وضبطناه عَن بعض شُيُوخنَا اتَّخذهُ بِالضَّمِّ وَكَانَ الْجَواب على هَذَا مُضْمر أَي فاتبرك بِهِ وَشبهه وَفِي حَدِيث فَاطِمَة بنت قيس وَكَانَ أنْفق عَلَيْهَا نَفَقَة دون كَذَا هُوَ فِي أَكثر النّسخ فِي مُسلم على الْإِضَافَة وَكَذَا قيدناه على القَاضِي الْحَافِظ أبي عَليّ وقيدناه على أبي بَحر نَفَقَة دونا على النَّعْت وَهُوَ وَجه الْكَلَام إِلَّا على مَذْهَب الْكُوفِيّين من إِضَافَة الشَّيْء إِلَى نَفسه فَتَصِح الرِّوَايَة الأولى وَقَوله حَدثنَا معَاذ بن هِشَام صَاحب الدستواني بِكَسْر الْبَاء نعت لهشام هُوَ نَفسه صَاحب الدستواني لَا ابْنه وَهُوَ الدستواني وَقد بَيناهُ فِي حرف الدَّال فِي بَاب مِيرَاث الْأَب وَالأُم أَن مِيرَاث الْأَب من ابْنه أَو ابْنَته أَنه إِن ترك المتوفي ولدا أَو ولد ابْن ذكرا كَذَا عِنْد(2/365)
القليعي وكافة الروَاة عَن يحيى فِي هَذَا الْموضع وَاللَّفْظ الآخر بعده أَيْضا وَعند الطرابلسي فيهمَا ذكر بالخفض وَله وَجه بَين وَطرح اللَّفْظَة كلهَا ابْن وضاح
فِي بَاب بيع العربان فَمَا أَعْطيته لَك بَاطِل خبر الْمُبْتَدَأ كَذَا لرواة يحيى وَعند ابْن وضاح بَاطِلا نصب على الْحَال وَخبر الْمُبْتَدَأ فِي لَك وَفِي خبر عَائِشَة ذُو بطن بنت خَارِجَة كَذَا هِيَ رِوَايَة جمَاعَة شُيُوخنَا على الْإِضَافَة وَرُوِيَ عَن ابْن عتاب ذُو بطن منون وَبنت مَرْفُوع وَهُوَ غلط وَلَيْسَ بِشَيْء لِأَن بنت خَارِجَة هِيَ الْأُم وَزَوْجَة أبي بكر فَلَا تكون بَدَلا من ذِي بطن وَهُوَ يفْسد الْمَعْنى قَوْله فِي الْمُوَطَّأ فَمن لم يجد فَصِيَام ثَلَاثَة أَيَّام فِي الْحَج وَسَبْعَة إِذا رجعتم كَذَا ضبطناه عَن أبي إِسْحَاق من طَرِيق أبي عِيسَى بتنوين صِيَام وَنصب ثَلَاثَة وَسَبْعَة على الْمَفْعُول بِهِ وَلغيره على الْإِضَافَة وَنَصّ التِّلَاوَة وَقَوله وَكَانَ بَيت فِي خثعم يُقَال لَهُ الخلصة والكعبة اليمانية والكعبة الشامية الْكَعْبَة اليمانية هُنَا مَرْفُوع بِالِابْتِدَاءِ وَخَبره الشامية أَي الْكَعْبَة الْمَعْرُوفَة بِمَكَّة هِيَ الشامية أَي وَيُقَال لَهَا الشامية والكعبة اليمانية مَعْطُوف على ذِي الخلصة وَمن أسمائها وَقَوله فِي حَدِيث كَعْب حَتَّى اشْتَدَّ النَّاس الْجد كَذَا للأصيلي رفع النَّاس وَنصب الْجد وَكَذَا عِنْد غَيره وَعند ابْن السكن اشْتَدَّ بِالنَّاسِ الْجد بِرَفْع الْجد وَقَوله فَقُلْنَا كَرَاهِيَة الْمَرِيض الدَّوَاء بِالرَّفْع أَي هَذِه أَو حَالَته وشأنه أَو كَرَاهَة كَرَاهِيَة الْمَرِيض وَقَوله وَمَا يمنعك أَن تأذنين عمك من الرضَاعَة يَصح نَصبه بِعَدَمِ الْخَافِض أَي لعمك وَقد يكون مَرْفُوعا على الْخَبَر للمبتدأ أَي هُوَ عمك من الرضَاعَة وبالرفع ضَبطه أَكْثَرهم وَهُوَ أوجه
فصل فِي بَيَان إضمارات مشكلة فِي أثْنَاء الْأَحَادِيث من هَذِه الْكتب
قَوْله فِي البُخَارِيّ فِي كتاب الِاعْتِصَام وَقَول مُعَاوِيَة فِي كَعْب الْأَحْبَار أَنه أصدق الَّذين يحدثُونَ عَن الْكتاب وَإِن كُنَّا لنبلوا عَلَيْهِ الْكَذِب قيل الْهَاء فِي عَلَيْهِ عَائِدَة على الْكتاب لَا على كَعْب لِأَن كتبهمْ قد غيرت وَكَانَ هَذَا أنزه لكعب عَن الْكَذِب
قَالَ القَاضِي رَحمَه الله تَعَالَى وَعِنْدِي أَنه يَصح أَن يعود على كَعْب أَو على حَدِيثه وَإِن لم يقْصد الْكَذِب أَو يتعمده كَعْب إِذْ لَيْسَ بِشَرْط فِي الْكَذِب عِنْد أهل السّنة التعد بل إِخْبَار الْخَبَر بِخِلَاف مَا هُوَ عَلَيْهِ وَلَيْسَ فِي هَذَا تجريح لكعب بِالْكَذِبِ وَفِي حَدِيث وَفَاة مَيْمُونَة فِي مُسلم وَذكر فِيهِ صَفِيَّة ثمَّ قَالَ عَطاء بعد كَانَت آخِرهنَّ موتا لَكِن قَوْله مَاتَت بِالْمَدِينَةِ وَهِي إِنَّمَا مَاتَت بِمَكَّة بسرف كَمَا جَاءَ فِي آخر الحَدِيث وَقد ذكرته فِي الأوهام بِمَا أغْنى عَن إِعَادَته وَقَوله فِي مصلى رَكْعَتي الْفجْر وَقد أُقِيمَت الصَّلَاة فَلَمَّا انْصَرف رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) لاث بِهِ النَّاس الْهَاء عَائِدَة على النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَقَالَ الدَّاودِيّ الْهَاء عَائِدَة على الرجل الْمُصَلِّي أَي لأتوا بِهِ منكرين عَلَيْهِ وَالْأول أظهر وَذكرنَا قَوْله فِي حَدِيث طَاوس فِي طَلَاق ابْن عمر لم أسمعهُ يزِيد على ذَلِك لِأَبِيهِ وَإِن قَائِل هَذَا الْكَلَام ابْن جريج وَالْهَاء فِي لم أسمعهُ وَفِي لِأَبِيهِ رَاجِعَة على ابْن طَاوس أَي لم يسمع أَبَاهُ طاوسا يزِيد على ذَلِك لِأَبِيهِ فِي الحَدِيث فَبين ابْن جريج ذَلِك وَإِن الْهَاء فِي لم يسمعهُ لِأَبِيهِ وَإنَّهُ الَّذِي عَنى وَفِي بَاب مَا يذكر من الْفَخر فِي كتاب الصَّلَاة فِي خبر دحْيَة وَصفِيَّة قَوْله لَا تصلح إِلَّا لَك أَدْعُوهُ بهَا كَذَا لبَعض رُوَاة أبي ذَر وَعند أبي الْهَيْثَم وَبَقِيَّة الروَاة قَالَ ادعوهُ بهَا قَائِله النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَقَوله فِي بَاب أم الْوَلَد فَنظر النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) إِلَى ابْن وليدة زَمعَة فَإِذا هُوَ أشبه النَّاس بِهِ فَقَالَ هُوَ لَك يَا عبد بن زَمعَة الْهَاء فِي بِهِ عَائِدَة(2/366)
على عتبَة الْمَذْكُور أول الحَدِيث كَمَا جَاءَ مُبينًا آخر الحَدِيث لشبهه بِعتبَة وَفِي بَاب أول الْجَنَائِز حَدثنَا أَبُو كَامِل الجحدري وَعُثْمَان ابْن أبي شيبَة كِلَاهُمَا عَن بشير بن الْمفضل قَالَ نَا عمَارَة بن غزيَّة ثمَّ بعد الحَدِيث قَالَ وَأَنا قُتَيْبَة نَا الدَّرَاورْدِي ونا أَبُو بكر بن أبي شيبَة نَا خَالِد بن مخلد نَا سُفْيَان بن بِلَال جَمِيعًا بِهَذَا الْإِسْنَاد قَالَ لي الْحَافِظ أَبُو عَليّ يَعْنِي عمَارَة بن غزيَّة وَقَوله فِي حَدِيث الْعَائِد فِي صدقته نَا قُتَيْبَة وَابْن رمح عَن اللَّيْث ونا الْمقدمِي وَابْن مثنى نَا يحيى ونا ابْن نمير عَن أَبِيه ونا أَبُو بكر بن أبي شيبَة نَا أَبُو أُسَامَة عَن عبيد الله كِلَاهُمَا عَن نَافِع فَقَوله كِلَاهُمَا يَعْنِي اللَّيْث وَعبيد الله الْعمريّ وَقَوله نَا أَبُو أُسَامَة عَن عبيد الله يَعْنِي كل من ذكر من شُيُوخ شُيُوخه بعد سَنَد اللَّيْث يحيى القطاني ووالد ابْن نمير وَأَبُو أُسَامَة حدثوا كلهم عَن عبيد الله الْعمريّ بِالْحَدِيثِ وَفِي الْعمريّ حَدثنِي أَبُو الزبير عَن جَابر قَالَ أعمرت امْرَأَة بِالْمَدِينَةِ حَائِطا لَهَا الحَدِيث قَائِل هَذَا الْكَلَام وحاكى الْحِكَايَة أَبُو الزبير لَا جَابر وَإِنَّمَا ذكر أَولا جَابر الْإِسْنَاد السّنة الَّتِي ذكرهَا بعد عَنهُ بِدَلِيل قَوْله فَدَعَا جَابِرا فَشهد لَهَا وَقَوله فِي حَدِيث سعد لَكِن البائس سعد بن خَوْلَة يرثي لَهُ رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) إِن مَاتَ بِمَكَّة
الْقَائِل يرثي لَهُ رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) سعد بن معَاذ رَاوِي الْقِصَّة وَكَذَا جَاءَ مُبينًا فِي كتاب الْأَدْعِيَة وَقيل بل قَائِله الزُّهْرِيّ وَالْأول أصح وَفِي خطْبَة مُسلم نَا حسن بن الرّبيع نَا حَمَّاد ابْن زيد عَن أَيُّوب وَهِشَام عَن مُحَمَّد ونا فُضَيْل عَن هِشَام ونا مخلد بن حسن عَن هِشَام عَن ابْن سِيرِين الْقَائِل ونا فُضَيْل ونا مخلد حسن بن الرّبيع وفضيل هَذَا هُوَ ابْن عِيَاض الزَّاهِد وَمُحَمّد أَولا هُوَ ابْن سِيرِين الْمَذْكُور آخرا وَفِي البُخَارِيّ فِي بَاب من الْإِيمَان أَن يحب لِأَخِيهِ مثل مَا يحب لنَفسِهِ نَا مُسَدّد أَنا يحيى عَن شُعْبَة عَن قَتَادَة عَن أنس الحَدِيث ثمَّ قَالَ وَعَن حُسَيْن الْمعلم قَالَ نَا قَتَادَة الْقَائِل وَعَن حُسَيْن مُسَدّد يعْنى ان يحيى بن سعيد القطاني حَدثهُ بِهِ عَن شُعْبَة وَعَن حُسَيْن الْمعلم عَن قَتَادَة وَفِي بَاب الِاغْتِبَاط بِالْعلمِ نَا الْحميدِي نَا سُفْيَان هُوَ ابْن عُيَيْنَة نَا إِسْمَاعِيل على غير مَا حدّثنَاهُ الزُّهْرِيّ قَالَ سَمِعت قيس ابْن أبي حَازِم وَذكر حَدِيث لَا حسد إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ الْقَائِل على غير مَا حدّثنَاهُ الزُّهْرِيّ سُفْيَان بن عُيَيْنَة يُرِيد أَنه بِخِلَاف حَدِيثه هُوَ عَن الزُّهْرِيّ الَّذِي جَاءَ بِهِ البُخَارِيّ فِي كتاب التَّوْحِيد وَفِي بَاب الْقسم بَين النِّسَاء كَانَ فِي بَيت عَائِشَة فَجَاءَت زَيْنَب فَمد يَده إِلَيْهَا قيل الضَّمِير هُنَا عَائِد على عَائِشَة وَفِي بَاب تَزْوِيج النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) خَدِيجَة خير نسائها مَرْيَم وَخير نسائها خَدِيجَة الْهَاء عَائِدَة على الدُّنْيَا وَكَذَا جَاءَ مُفَسرًا فِي حَدِيث أبي كريب وَأَشَارَ وَكِيع إِلَى السَّمَاء وَالْأَرْض وَفِي بَاب وَبث فِيهَا من كل دَابَّة
وَفِي كتاب البدء فِي حَدِيث نصر بن عَليّ أَنا عبد الْأَعْلَى نَا عبيد الله بن عمر عَن نَافِع حَدِيث الْهِرَّة ثمَّ قَالَ وَحدثنَا عبيد عَن سعيد قَائِل ونا هُوَ عبد الْأَعْلَى الْمَذْكُور قبل فِي غَزْوَة الخَنْدَق قَالَ وَأَخْبرنِي ابْن طَاوس عَن عِكْرِمَة بن خَالِد قَائِل ذَلِك هُوَ هِشَام الرَّاوِي عَن معمر عَن الزُّهْرِيّ هَذَا الحَدِيث وَفِي بعث عَليّ إِلَى الْيمن فأهدى لَهُ هَديا كَذَا للنسفي وَبَعْضهمْ وَالْهَاء عَائِدَة هُنَا على عَليّ وَكَذَا جَاءَ مُبينًا فِي سَائِر الرِّوَايَات وَفِي الْبكاء عِنْد قِرَاءَة الْقُرْآن سُفْيَان عَن الْأَعْمَش عَن إِبْرَاهِيم عَن عُبَيْدَة عَن عبد الله ثمَّ ذكر كَلَام الْأَعْمَش ثمَّ قَالَ وَعَن أَبِيه عَن أبي الضُّحَى عَن عبد الله الضَّمِير فِي أَبِيه عَائِدَة على سُفْيَان وَهُوَ الثَّوْريّ روى الحَدِيث عَن سُلَيْمَان وَعَن أَبِيه بِسَنَدَيْهِمَا لعبد الله وَفِي قبُول الْهَدِيَّة عَن قَول عَائِشَة عَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) إِنَّمَا(2/367)
الْوَلَاء لمن أعتق وَأهْدى لَهَا لحم فَقيل هَذَا تصدق بِهِ على بَرِيرَة كَذَا فِي جَمِيع النّسخ هُنَا وَالْهَاء فِي لَهَا عَائِد على عَائِشَة لِأَنَّهُ إِنَّمَا كَانَ لبريرة صَدَقَة وَكَذَا جَاءَ فِي مُسْند ابْن أبي شيبَة وأهدت إِلَى عَائِشَة لَحْمًا وَفِي بَاب العظة باليل حَدِيث صَدَقَة عَن ابْن عُيَيْنَة عَن معمر عَن الزُّهْرِيّ عَن هِنْد عَن أم سَلمَة وَعَمْرو وَيحيى بن سعيد عَن الزُّهْرِيّ عَن امْرَأَة عَن أم سَلمَة عَمْرو هُنَا وَمَا بعده مخفوض مَعْطُوف على معمر الْقَائِل وَعَمْرو وَابْن عُيَيْنَة وَوَقع عِنْد الْحَمَوِيّ وَالْمُسْتَمْلِي فِي هَذِه الطَّرِيق الثَّانِي عَن هِنْد عَن أم سَلمَة كَمَا ذكر فِي الحَدِيث قبله ولغيرهما عَن امْرَأَة عَن أم سَلمَة وَفِي مَنَاقِب عبد الله بن سَلام قَالَ فَنزلت هَذِه الْآيَة وَشهد شَاهد من بني إِسْرَائِيل الْآيَة قَالَ لَا أَدْرِي قَالَ ملك الْآيَة أَو فِي الحَدِيث فِي هَذَا الْكَلَام تلفيف وإشكال مَعْنَاهُ لَا أَدْرِي قَالَ مَالك هَذَا الْفَصْل من عِنْد نَفسه أَي فَنزلت هَذِه الْآيَة أَو هُوَ فِي رِوَايَته فِي الحَدِيث وَقَائِل هَذَا عَن ملك هُوَ القعْنبِي وَالله أعلم وَفِي الْمَغَازِي فَذكرت ذَلِك لِقَتَادَة فَقَالَ العشير الذاكر ذَلِك لِقَتَادَة شُعْبَة وَكَذَا هُوَ عِنْد ابْن السكن مُبينًا قَالَ شُعْبَة فَذكرت ذَلِك لِقَتَادَة وَفِي غَزْوَة ذَات السلَاسِل عَن أبي عُثْمَان أَن رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بعث عَمْرو بن العَاصِي على ذَات السلَاسِل قَالَ فَأَتَيْته فَقلت أَي أحب النَّاس إِلَيْك الْقَائِل فاتيته عَمْرو بن العَاصِي وَفِي تَفْسِير نِسَاؤُكُمْ حرث لكم نَا إِسْحَاق أَنا النَّضر بن شُمَيْل وَذكر حَدِيث نَافِع عَن ابْن عمر ثمَّ قَالَ وَعَن عبد الصَّمد حَدثنِي أبي حَدثنِي أَيُّوب الْقَائِل وَعَن عبد الصَّمد إِسْحَاق بن مَنْصُور الكوسجي وَفِي حَدِيث النغير يلْعَب بِهِ الصَّحِيح أَن الْهَاء رَاجِعَة إِلَى النغير وَأَن اللاعب بِهِ الصَّبِي وَقيل بل الْهَاء رَاجِعَة على الصَّبِي وَالْمرَاد يتلعب بِهِ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَي يهازله وَقد ذَكرْنَاهُ فِي حرف اللَّام وَفِي حرف النُّون وَفِي آخر الْكتاب تَمَامه وَقَوله وإسقطا لَهَا بِهِ الْهَاء فِي بِهِ عَائِدَة على الْكَلَام الَّذِي كلماها بِهِ وَقد فسرناه فِي اللَّام وَالسِّين وَفِي تَفْسِير وَالَّذين لَا يدعونَ مَعَ الله إلاها آخر نَا مُسَدّد نَا يحيى عَن سُفْيَان حَدثنِي مَنْصُور وَسليمَان عَن أبي وَائِل عَن أبي ميسرَة عَن عبد الله وحَدثني وَاصل عَن أبي وَائِل الْقَائِل وحَدثني وأصل سُفْيَان وَفِي تَفْسِير النَّاس نَا عَليّ بن عبد الله نَا سُفْيَان نَا عَبدة بن أبي لبَابَة عَن زر بن جَيش ونا عَاصِم عَن زر قَائِل هَذَا سُفْيَان وَكَذَا عِنْد ابْن السكن مُفَسرًا وَمثله فِي بَاب لَا يُعْطي الجزار من الْهَدْي نَا مُحَمَّد بن كثير نَا سُفْيَان بن أبي نجيح عَن مُجَاهِد ثمَّ قَالَ وحَدثني عبد الْكَرِيم قَائِله هُوَ سُفْيَان وَكَذَا جَاءَ مُفَسرًا فِي كتاب ابْن السكن قَالَ سُفْيَان وحَدثني عبد الْكَرِيم قَالَ سُفْيَان وحَدثني عَاصِم وَفِي حَدِيث أبي لَهب إِلَّا أَنِّي سقيت فِي مثل هَذِه الْإِشَارَة بالضمير فِي هَذِه إِلَى النقرة الَّتِي بَين الْإِبْهَام والسبابة وَقد ذكر مُفَسرًا فِي غير هَذِه الْأُصُول وَرَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ مُفَسرًا وَذكره الْحَرْبِيّ وَفِي بَاب وَلَا تنْكح الْمَرْأَة على عَمَّتهَا وَذكر فِي الحَدِيث وخالتها فنرى خَالَة أَبِيهَا بِتِلْكَ الْمنزلَة قَائِل فنرى ابْن شهَاب وَفِي بَاب مسح الراقي فِي حَدِيث سُفْيَان عَن الْأَعْمَش قَوْله فَذَكرته لمنصور فَحَدثني عَن إِبْرَاهِيم عَن مَسْرُوق قَائِله سُفْيَان رَاوِي الحَدِيث أَولا عَن الْأَعْمَش عَن مُسلم عَن مَسْرُوق وَكَذَلِكَ أَيْضا جَاءَ فِي مُسلم فِي الرّقية عِنْد وَفَاة النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فِي حَدِيث يحيى الْقطَّان عَن سُفْيَان الثَّوْريّ عَن الْأَعْمَش وَقَالَ آخِره قَالَ فَحدثت بِهِ منصورا فَحَدثني عَن إِبْرَاهِيم وَقد جَاءَ فِي كتاب البُخَارِيّ أَيْضا مُفَسرًا قَالَ يحيى قَالَ سُفْيَان فَحدثت بِهِ منصورا وَمثله فِي الزَّكَاة على الزَّوْج أَنا الْأَعْمَش(2/368)
عَن شَقِيق عَن عَمْرو بن الْحَارِث عَن زَيْنَب امْرَأَة عبد الله يَعْنِي ابْن مَسْعُود قَالَ فَذَكرته لإِبْرَاهِيم فَحَدثني إِبْرَاهِيم عَن أبي عُبَيْدَة عَن عَمْرو بن الْحَارِث قَائِل فَذَكرته لإِبْرَاهِيم هُوَ الْأَعْمَش وَفِي بَاب مَا يكره من الْمثلَة فِي كتاب الصَّيْد قَوْله تَابعه سُلَيْمَان عَن شُعْبَة حَدثنَا الْمنْهَال عَن سعيد الْقَائِل نَا الْمنْهَال هُوَ شُعْبَة وَفِي بَاب من اكتوى أَو كوى حَدِيث عمرَان ابْن ميسرَة لَا رقية إِلَّا من عين أَو حمة فَذَكرته لسَعِيد بن جُبَير قَائِل هَذَا حُصَيْن وَهُوَ مُبين فِي كتاب الرَّقَائِق وَفِي بَاب مسح الراقي الوجع بِيَدِهِ يحيى بن سُفْيَان عَن الْأَعْمَش عَن مُسلم عَن مَسْرُوق عَن عَائِشَة الحَدِيث ثمَّ قَالَ فَذَكرته لمنصور فَحَدثني بِهِ عَن إِبْرَاهِيم عَن مَسْرُوق وَالْقَائِل فَذَكرته هُوَ سُفْيَان وَفِي بَاب وضع الصَّبِي على الْفَخْذ سُلَيْمَان يَعْنِي التَّمِيمِي عَن أبي عُثْمَان قَالَ التَّمِيمِي فَوَقع فِي قلبِي مِنْهُ شَيْء فَقلت فَحَدثني بِكَذَا وَكَذَا فَلم أسمعهُ من أبي عُثْمَان ثمَّ رجعت إِلَى كتابي فَوَجَدته عِنْدِي مَكْتُوبًا فِيمَا سَمِعت فِيهِ تلفيف كَمَا ترَاهُ وتقويمه وَمَعْنَاهُ أَن التَّمِيمِي وَقع فِي نَفسه شَيْء من سَمَاعه هَذَا الحَدِيث من أبي عُثْمَان حَتَّى رَجَعَ إِلَى كِتَابه وَقَوله قلت لنَفسِهِ يخاطبها فِي تشككها وتذكاره وَفِي حَدِيث ذِي الْيَدَيْنِ عِنْد مُسلم من رِوَايَة عمر والناقد آخر الحَدِيث قَالَ وأخبرت عَن عمرَان بن حُصَيْن أَنه قَالَ وَسلم قَائِل وأخبرت مُحَمَّد بن سِيرِين وَهُوَ رَاوِي الحَدِيث عَن أبي هُرَيْرَة وَفِي البُخَارِيّ فِي بَاب الأبراد نَا الطَّاهِر نَا أَيُّوب بن سُلَيْمَان بن بِلَال نَا أَبُو بكر نَا سُلَيْمَان قَالَ صَالح نَا الْأَعْرَج فِي غَيره عَن أبي هُرَيْرَة وَنَافِع عَن عبد الله بن عمر نَافِع هُنَا مَعْطُوف على الْأَعْرَج
وَفِي مُسلم فِي حَدِيث الْأَوْزَاعِيّ عَن عَبدة أَن عمر بن الْخطاب كَانَ لَا يجْهر بسبحانك اللَّهُمَّ الحَدِيث ثمَّ قَالَ وَعَن قَتَادَة أَنه كتب إِلَيْهِ هُوَ مَعْطُوف على عَبدة الْأَوْزَاعِيّ قَائِل وَعَن قَتَادَة حدث بِأول الحَدِيث عَن عَبدة وَبِمَا بعده عَن قَتَادَة وَفِي تَفْسِير هود نَا إِبْرَاهِيم بن مُوسَى أَنا هِشَام عَن جريج وَأَخْبرنِي مُحَمَّد بن عباد بن جَعْفَر
الْقَائِل وَأَخْبرنِي هُوَ ابْن جريج وَقد جَاءَ مُبينًا قبله فِي الحَدِيث الآخر وَفِي مُسلم فِي بَاب من لَقِي الله بِشَهَادَة لَا إِلَه إِلَّا الله فِي حَدِيث أبي بكر بن النَّضر وَذُو الثَّمر بثمرة وَقَالَ مُجَاهِد وَذُو النَّوَى بنواه قَالَ عبد الْغَنِيّ طَلْحَة بن مطرف يَعْنِي الْمَذْكُور فِي السَّنَد وَهُوَ حاكي ذَلِك عَن مُجَاهِد وَفِي حَدِيث الْإِسْرَاء أَنه رآ أَرْبَعَة أَنهَار تخرج من أَصْلهَا كَذَا جَاءَ فِي مُسلم وَلم يتَقَدَّم على مَا يعود الضَّمِير وَالْمرَاد أصل سِدْرَة الْمُنْتَهى وَكَذَا جَاءَ مُبينًا فِي البُخَارِيّ وَفِي فَضَائِل أبي بكر فَإِن لم تجديني فائتي أَبَا بكر قَالَ أَي كَأَنَّهَا يَعْنِي الْمَوْت قَائِل هَذَا هُوَ جُبَير بن مطعم رَاوِي الحَدِيث وَعند الطَّبَرِيّ والسجزي قَالَ أبي بباء بِوَاحِدَة مَكْسُورَة وَهُوَ ذَاك أَن صِحَة هَذِه الرِّوَايَة قَالَه عَنهُ ابْنه مُحَمَّد بن جُبَير الْمَذْكُور فِي سَنَد الحَدِيث وَالله أعلم وَفِي حَدِيث عبد الْقَيْس من رِوَايَة يحيى بن أَيُّوب قَول قَتَادَة نَا من لَقِي ذَلِك الْوَفْد ثمَّ قَالَ وَذكر قَتَادَة أَنا نَضرة عَن أبي سعيد يَعْنِي أَنه سَمَّاهُ فِيمَن حَدثهُ بِهِ عَن أبي سعيد وَقد وَقع مُبينًا فِي كتاب سعيد بن مَنْصُور قَالَ سعيد قَالَ قَتَادَة فَذكر أَبُو نَضرة عَن أبي سعيد وَفِي حَدِيث لَا تقبل صَلَاة بِغَيْر طهُور حَدِيث مُحَمَّد بن الْمثنى وَفِيه قَالَ أَبُو بكر ووكيع نَا إِسْرَائِيل كَذَا للصدفي والسجزي وَأَكْثَرهم وَمَعْنَاهُ قَالَ أَبُو بكر ونا وَكِيع عطفه على من سمي قبله وَكَذَا وَقع مُبينًا فِي رِوَايَة السَّمرقَنْدِي وَابْن الْحذاء وَفِي حَدِيث بِلَال فِي الْمسْح على الْخُفَّيْنِ والخمار قَالَ مُسلم وَفِي حَدِيث عِيسَى بن يُونُس حَدثنِي الحكم حَدثنِي بِلَال فَهَذَا إِشْكَال كثير وَالْحكم إِنَّمَا يرْوى عَن رجلَيْنِ(2/369)
عَن بِلَال وَمعنى هَذَا أَنه أَدخل الْمسند أَولا مُعَنْعنًا عَن الحكم وَعَن بِلَال من غير رِوَايَة عِيسَى ثمَّ ذكر أَن عِيسَى صرح فِيهِ بِالسَّمَاعِ فَقَالَ أَنا الحكم وَلم يقل عَن الحكم وَقَالَ آخر الحَدِيث نَا بِلَال وَلم يقل عَن بِلَال وَإِلَّا فَأَيْنَ الحكم من بِلَال وَإِنَّمَا رُوِيَ فِي السَّنَد الأول عَن ابْن أبي ليلى عَن كَعْب بن عجْرَة عَن بِلَال وَفِي بَاب الدُّعَاء أثر الصَّلَاة نَا شُعْبَة عَن عَاصِم عَن عبد الله بن الْحَارِث وخَالِد عَن عبد الله بن الْحَارِث كِلَاهُمَا عَن عَائِشَة
خَالِد هُنَا مخفوض مَعْطُوف على عَاصِم وهما روياه عَن عبد الله بن الْحَارِث وَقَالَ كِلَاهُمَا فِيهِ عَن عَائِشَة كَذَا تَقْوِيم هَذَا اللَّفْظ
فِي الرُّؤْيَا فِي حَدِيث القعْنبِي وليتعوذ من شَرها فَإِنَّهَا لن تضره فَقَالَ إِن كنت لأرى الرُّؤْيَا الحَدِيث كَمَا جَاءَ فِي مُسلم مُبْهما قَائِل ذَلِك أَبُو سَلمَة وَكَذَا جَاءَ مفصلا فِي غير مَوضِع من هَذِه الْأُصُول وَوَقع هُنَا للسمرقندي قَالَ أَبُو بكر إِن كنت وَهُوَ وهم وَلَيْسَ فِي سَنَد القعْنبِي هَذَا
من كنيته أَبُو بكر حَتَّى يصرف إِلَيْهِ مَعَ مَا ذَكرْنَاهُ وَقَوله خلق آدم على صورته أما فِي الحَدِيث الَّذِي لم يذكر فِيهِ فِي كتاب السَّلَام والاستيدان فِي البُخَارِيّ وَفِي بَاب كتاب مُسلم فالهاء عَائِدَة على آدم أَي على خلقته وَصورته الَّتِي خلقه عَلَيْهَا أَو على هَيئته الَّتِي وجد عَلَيْهَا وَلم ينشأ فِي الْأَرْحَام وَلَا انْتقل فِي الأطوار وَلَا كَانَ من أبوين وَلَا كَانَ نُطْفَة ثمَّ علقَة ثمَّ مُضْغَة كَغَيْرِهِ كَمَا قَالَ تَعَالَى خلقه من تُرَاب ثمَّ قَالَ لَهُ كن فَيكون بِدَلِيل قَوْله فِي نفس الحَدِيث طوله سِتُّونَ ذِرَاعا هَذَا أحسن مَا فِيهِ وَفِي الحَدِيث تأويلات آخر للأيمة قد ذَكرنَاهَا فِي موضعهَا من هَذَا الْكتاب وَمن شرح مُسلم وَأما فِي الحَدِيث الآخر الَّذِي ذكره مُسلم فِي الَّذِي رَآهُ يضْرب وَجه عَبده فأظهر مَا فِيهِ أَن الْهَاء عَائِدَة على الْمَضْرُوب وَوَجهه أَن هَذِه الصُّورَة الَّتِي شرفها الله خلق عَلَيْهَا آدم وَذريته وَقَوله لَا تدخل الْمَلَائِكَة بَيْتا فِيهِ كلب وَلَا صُورَة يُرِيد بالصورة التماثيل الَّتِي فِيهَا الْأَرْوَاح قَالَ الْقَابِسِيّ الْقَائِل يُرِيد هُوَ ابْن عَبَّاس وَقَوله فِي مُسلم فِي دُعَاء النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) اجْعَل فِي قلبِي نورا إِلَى قَوْله قَالَ كريب وَسبعا فِي التابوت فَلَقِيت بعض ولد الْعَبَّاس فَأَخْبرنِي بِهن قَائِل هَذَا سَلمَة بن كهيل رَاوِي الحَدِيث عَن كريب وَقد فسرنا الحَدِيث فِي حرف التَّاء وَفِي البُخَارِيّ فِي كتاب الْفِتَن فِي حَدِيث بدل بن المحبر فِي خبر أبي مُوسَى وَأبي مَسْعُود وعمار وَقَول عمر لَهما مَا رَأَيْت مِنْكُمَا إِلَى قَوْله وكساهما حلَّة حلَّة ثمَّ راحوا إِلَى الْمَسْجِد ظَاهره أَن الكاسي عمار لكَونه الْمَذْكُور الْمُتَكَلّم آخرا وَإِنَّمَا الكاسي أَبُو مَسْعُود لأبي مُوسَى وعمار ورد مُفَسرًا فِي الْبَاب بعد فَقَالَ أَبُو مَسْعُود وَكَانَ مُوسِرًا يَا غُلَام هَات حلتين فاعط إِحْدَاهمَا أَبَا مُوسَى وَالْأُخْرَى عمارا وَقَالَ روحا فيهمَا إِلَى الْجُمُعَة وَفِي بَاب كَرَاهِيَة تمني الْمَوْت نَا عبد الْوَاحِد نَا عَاصِم عَن النَّضر بن أنس وَأنس يَوْمئِذٍ حَيّ قَالَ قَالَ أنس يُوهم لَفظه أَن عَاصِمًا حدث بِهِ عبد الْوَاحِد وَأنس حَيّ وَهَذَا لَا يَصح وَلَا يُمكن وَإِنَّمَا مُرَاده يَوْمئِذٍ حِين حدث بِهِ النَّضر عَاصِمًا وَفِي آخر الْعتْق قَالَ (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) للْعَبد الْمَمْلُوك الصَّالح أَجْرَانِ وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ لَوْلَا الْجِهَاد الحَدِيث قَائِل وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ إِلَخ الحَدِيث أَبُو هُرَيْرَة رَاوِيه قَوْله آخر كتاب النذور وَتَابعه سهل عَن ابْن عون وَتَابعه يُونُس وَسماك الْهَاء فِي تَابعه آخرا عَائِدَة على ابْن عون وَفِي بَاب الزَّكَاة على الزَّوْج نَا الْأَعْمَش حَدثنِي شَقِيق عَن عمر بن الْحَارِث عَن زَيْنَب امْرَأَة عبد الله قَالَ فَذَكرته لإِبْرَاهِيم فَحَدثني إِبْرَاهِيم عَن أبي عُبَيْدَة الحَدِيث قَائِل فَذَكرته هُوَ الْأَعْمَش وَقد وَقع مُبينًا فِي رِوَايَة ابْن(2/370)
السكن وَفِي بَاب خرص التَّمْر وَأهْدى ملك ايلة للنَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بغلة بَيْضَاء وكساه بردة الكاسي هُنَا النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَالْهَاء عَائِدَة على ملك أَيْلَة وَهُوَ المكسو وَقد جَاءَ مُبينًا فِي غير هَذَا الحَدِيث وَيدل عَلَيْهِ فِي هَذَا الحَدِيث قَوْله وَكتب لَهُ ببحرهم وَأَن هَذَا كُله فعل النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَفِي بَاب تقضي الْحَائِض الْمَنَاسِك فَقلت الْحيض قَالَت أَو لَيْسَ يشهدن عَرَفَة القائلة فَقلت الْحيض حَفْصَة وَهُوَ مُبين فِي غير هَذِه الرِّوَايَة وَالْبَاب وَفِيه هُنَا أشكال وَفِي بَاب الْحيَاء فِي حَدِيث أنس فِي الَّتِي عرضت نَفسهَا على النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فَقَالَت ابْنَته مَا أقل حياءها فَقَالَ هِيَ خير مِنْك هِيَ ابنت أنس والراد عَلَيْهَا أَبوهَا وَفِي بَاب مسخ الفار فِي مُسلم قَول كَعْب لأبي هُرَيْرَة أسمعت هَذَا من رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) قَالَ أأنزلت على التَّوْرَاة قَائِل هَذَا أَبُو هُرَيْرَة يُرِيد أَنه لَا يحدث إِلَّا عَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بِخِلَاف كَعْب وَمن هُوَ مثله مِمَّن يحدث عَن التورية والكتب الْمُتَقَدّمَة وَفِي أَسمَاء أهل بدر فِي رِوَايَة الْفربرِي معوذ بن عفراء وَأَخُوهُ ملك بن ربيعَة أَبُو أسيد الْأنْصَارِيّ كَذَا جَاءَ مُضْمر هَذِه الْأَسْمَاء فَدخل على من لَا يعرف فِيهِ أشكال حَتَّى ظن أَن ملكا ابْن ربيعَة هُوَ اسْم أخي معوذ بن عفراء وَأَن أَبَا أسيد غير ملك بن ربيعَة وَهَذَا خطأ مَحْض وَعدم معرفَة بِالرِّجَالِ وَفِي بعض نسخ الشُّيُوخ وَأَبُو أسيد بِالْوَاو وَهُوَ تَصْرِيح بالْخَطَأ أَيْضا وَإِنَّمَا تمّ الْكَلَام عِنْد قَوْله وَأَخُوهُ ثمَّ ابْتَدَأَ ملك ابْن ربيعَة وَقد ذكر كنية أبي أسيد وَلَيْسَ بِغَيْرِهِ وَأما أَخُو معوذ بن عفراء فَهُوَ معَاذ وَلَهُمَا أَخ ثَالِث شهد ثَلَاثَتهمْ بَدْرًا وَجَاء اسْم ملك بن ربيعَة وكنيته فِي رِوَايَة النَّسَفِيّ فِي آخر الْبَاب بَينه وَبَين معَاذ بن عفراء وأخيه أَسمَاء كَثِيرَة وَفِي بَاب من خرج من اعْتِكَافه عِنْد الصُّبْح نَا عبد الرَّحْمَن نَا سُفْيَان عَن ابْن جريج عَن سُلَيْمَان الْأَحول عَن أبي سَلمَة عَن أبي سعيد قَالَ ونا مُحَمَّد بن عمر عَن أبي سَلمَة قَالَ وأظن أَن ابْن أبي لبيد نَا عَن أبي سَلمَة الْقَائِل ونا مُحَمَّد بن عمر وأظن أَن ابْن أبي لبيد وَهَذَا الْكَلَام كُله هُوَ سُفْيَان بن عُيَيْنَة وَهُوَ عِنْد النَّسَفِيّ قَالَ سُفْيَان مُبينًا وَفِي اللَّفْظَة فِي حَدِيث شُعْبَة عَن سَلمَة وَفِي آخِره لَقيته بعد بِمَكَّة اللاقي شُعْبَة لَقِي سَلمَة جَاءَ مُبينًا بعد هَذَا بِأَبْوَاب قَليلَة فِي البُخَارِيّ وَبَينه مُسلم وَالنَّسَائِيّ فَقَالَا قَالَ شُعْبَة وَفِي بَاب شدَّة عَيْش النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) نَا عَمْرو النَّاقِد نَا عَبدة ابْن سُلَيْمَان قَالَ يحيى بن يمَان نَا عَن هِشَام بن عُرْوَة كَذَا عِنْد الجياني وَعند متقني شُيُوخنَا بِمَعْنَاهُ وَيحيى بن يمَان قَالَ نَا هِشَام وَعند بعض رُوَاة ابْن ماهان نَا عَبدة بن سُلَيْمَان قَالَ حَدثنَا يحيى بن يمَان نَا هِشَام وَهَذَا مُشكل اللَّفْظ وَالْقَائِل نَا يحيى ابْن يمَان عمر وَلَا عَبدة وَفِي وَصِيَّة النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فِي حَدِيث سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس أوصيكم بِثَلَاث فَذكر إِخْرَاج الْمُشْركين من جَزِيرَة الْعَرَب وإجازة الْوَفْد ثمَّ قَالَ وَسكت عَن الثَّالِثَة أَو قَالَ أنسيتها السَّاكِت عَنْهَا ابْن عَبَّاس وَالنَّاسِي سعيد بن جُبَير وَفِي آخر الْعتْق حَدِيث ابْن وهب نَا ملك بن أنس قَالَ وَأَخْبرنِي ابْن فلَان عَن سعيد المَقْبُري قَائِل هَذَا كُله ابْن وهب وَابْن فلَان الَّذِي أخبر عَنهُ هُوَ ابْن سمْعَان كنى عَنهُ لضَعْفه هَذَا قَول بَعضهم
قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَيظْهر لي أَن الَّذِي كني عَنهُ إِنَّمَا هُوَ البُخَارِيّ لَا ابْن وهب لِأَن ابْن وهب صرح باسمه فِي كتبه فَلَمَّا وجد البُخَارِيّ حَدِيثه عَن ملك ثمَّ استشهاده بِهِ بعده جَاءَ بِسَنَدِهِ كَمَا ذكره ابْن وهب لكنه كنى عَنهُ إِذْ حَدِيثه لَيْسَ من شَرط كِتَابه وَلم يعلقه وَلَا اسْتشْهد بِهِ فِي شَيْء من كِتَابه فخشي أَن تَركه مُصَرحًا باسمه فِي الْمسند مَعَ ملك مِمَّا ينْتَقد(2/371)
عَلَيْهِ إِدْخَاله فكنى عَن اسْمه ليزيل الِاعْتِرَاض عَلَيْهِ بذلك وَفِي بَاب سبْحَة الضُّحَى فِي هَذِه الْأُصُول إِسْحَاق بن عبد الله بن أبي طَلْحَة عَن أنس أَن جدته مليكَة الْهَاء فِي جدته عَائِدَة على أنس وَهِي أم أمه وَقَائِل ذَلِك أنس وَقَالَ أَبُو عمر ابْن عبد الْبر أَنَّهَا عَائِدَة على إِسْحَاق وَإِن قَائِل ذَلِك ملك وَهُوَ غلط عِنْدهم وَفِي البُخَارِيّ فِي آخر حَدِيث الْإِفْك ونا فليح عَن هِشَام قَائِله هُوَ أَبُو الرّبيع سُلَيْمَان بن دَاوُود شيخ البُخَارِيّ الْمَذْكُور أَولا فِي سَنَد الحَدِيث وَفِي بَاب لَا حمى إِلَّا لله وَلِرَسُولِهِ قَالَ وَبَلغنِي أَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) حمى النقيع قَائِل ذَلِك وَالَّذِي بلغه هُوَ ابْن شهَاب كَذَا جَاءَ مُبينًا فِي موطأ ابْن وهب وَفِي آخر بَاب الدَّلِيل على أَن الْخمس النوائب الْمُسلمين ذكر حَدِيث على عَن سُفْيَان عَن ابْن الْمُنْكَدر سمع جَابِرا قَالَ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) لَو قد جَاءَ مَال من الْبَحْرين آخر الحَدِيث ونا عَمْرو عَن مُحَمَّد بن عَليّ عَن جَابر قَائِل هَذَا هُوَ سُفْيَان وَقد جَاءَ مُبينًا فِي رِوَايَة أبي ذَر وَابْن السكن وَفِي بَاب خير مَال الْمُسلم إِسْحَاق أَنا روح أَنا ابْن جريج حَدِيث إِذا كَانَ جنح اللَّيْل ثمَّ قَالَ آخِره وَأَخْبرنِي عَمْرو بن دِينَار سمع جَابر الْقَائِل وَأَخْبرنِي عمر وَهُوَ ابْن جريج وَفِي الْبَاب حَدثنَا نصر بن عَليّ أَنا عبد الْأَعْلَى حَدثنَا عبيد الله عَن نَافِع حَدِيث الْهِرَّة ثمَّ قَالَ آخِره ونا عبيد الله عَن سعيد المَقْبُري الْقَائِل ونا عبيد الله هُوَ عبد الْأَعْلَى الْمَذْكُور فِي بَاب الْحَوْض نَا هَارُون بن سعيد الْأَيْلِي نَا ابْن وهب نَا أَبُو أُسَامَة عَن أبي حَازِم عَن سهل عَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَعَن النُّعْمَان بن أبي عَيَّاش عَن أبي سعيد الْقَائِل وَعَن النُّعْمَان أَبُو حَازِم وَفِيه فِي الْعود فِي الصَّدَقَة نَا إِبْرَاهِيم بن مُوسَى الرَّازِيّ وَإِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم قَالَا أَنا عِيسَى بن يُونُس نَا الْأَوْزَاعِيّ عَن أبي جَعْفَر مُحَمَّد بن عَليّ وَذكر الحَدِيث ثمَّ قَالَ ونا أَبُو كريب نَا ابْن الْمُبَارك عَن الْأَوْزَاعِيّ سَمِعت مُحَمَّد بن عَليّ نَحوه ثمَّ قَالَ ونا حجاج بن الشَّاعِر نَا عبد الصَّمد نَا حَرْب حَدثنِي يحيى بن أبي كثير حَدثنِي عبد الرَّحْمَن بن عَمْرو أَن مُحَمَّد بن فَاطِمَة بنت رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) حَدثهُ بِهَذَا الْإِسْنَاد نَحْو حَدِيثهمَا فِيهِ تلفيف وإشكال وَمرَاده نَحْو حَدِيث عِيسَى وَابْن الْمُبَارك الْمَذْكُورين فِي السَّنَد الْأَوَّلين عَن الْأَوْزَاعِيّ وَعَلَيْهِمَا يعود الضَّمِير وَعبد الرَّحْمَن بن عمر الْمَذْكُور فِي السَّنَد الآخر هُوَ الْأَوْزَاعِيّ وَأَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بن عَليّ شَيْخه الْمَذْكُور أَولا هُوَ ابْن فَاطِمَة الْمَذْكُور آخرا فِي البُخَارِيّ فِي بَاب الطّيب للْإِحْرَام نَا مَنْصُور عَن سعيد بن جُبَير كَانَ ابْن عمر يدهن بالزيت فَذَكرته لإِبْرَاهِيم فَقَالَ مَا تصنع بقوله حَدثنِي الْأسود عَن عَائِشَة الْقَائِل فَذَكرته لإِبْرَاهِيم مَنْصُور وَإِبْرَاهِيم هُوَ الْقَائِل لَهُ مَا تصنع بقوله لما عَارضه غَيره وَقَوله حَدثنِي الْأسود قَالَ الْقَابِسِيّ وَيجوز مَا يصنع بِالْيَاءِ يُرِيد سعيد بن جُبَير الَّذِي حدث بِالْأولِ وَمَا تصنع أَنْت بذلك وَمَا أحَدثك بِهِ يُعَارضهُ وَمَا نصْنَع نَحن وَعِنْدنَا مَا عَارضه فِي مُسلم فِي الْجَنَائِز فِي حَدِيث عبد الْملك بن عبيد عَن أبي بردة وَأبي مُوسَى لما أُصِيب عمر الحَدِيث وَفِيه فَذكرت ذَلِك لمُوسَى بن طَلْحَة ذَاكر هَذَا وقائله عبد الْملك بن عُمَيْر راوية عَن أبي بردة وَفِي بَاب ركُوب الْبدن أَنا حميد عَن ثَابت عَن أنس قَالَ وظني سمعته من أنس هَذَا الْقَائِل هُوَ حميد وَفِي فضل من قتل فِي سَبِيل الله نَا سعيد بن مَنْصُور نَا سُفْيَان عَن عَمْرو بن دِينَار عَن مُحَمَّد بن قيس ونا مُحَمَّد بن عجلَان عَن مُحَمَّد بن قيس الْقَائِل ونا مُحَمَّد بن عجلَان هُوَ سُفْيَان كَذَا وَقع فِي مُسْند مَنْصُور وَفِي حَدِيث تمني الشَّهَادَة أَبُو خَالِد الْأَحْمَر عَن شُعْبَة عَن قَتَادَة وَحميد عَن أنس الرَّاوِي عَن حميد أَبُو خَالِد الْأَحْمَر رَوَاهُ عَن شُعْبَة عَن قَتَادَة وَعَن حميد عَن أنس وَحميد مَعْطُوف على شُعْبَة لَا على قَتَادَة وَفِي حَدِيث(2/372)
نقص الْعُمر مُسلم نَا يحيى بن حبيب وَمُحَمّد بن عبد الْأَعْلَى كِلَاهُمَا عَن الْمُعْتَمِر قَالَ ابْن حبيب نَا مُعْتَمر بن سُلَيْمَان عَن التَّمِيمِي سَمِعت أبي نَا أَبُو نَضرة عَن جَابر الحَدِيث ثمَّ قَالَ وَعَن عبد الرَّحْمَن صَاحب السِّقَايَة عَن جَابر الْقَائِل عَن عبد الرَّحْمَن هُوَ سُلَيْمَان التَّمِيمِي روى ذَلِك عَنهُ وَفِي حَدِيث الْحَوْض نَا هَارُون بن سعيد الْأَيْلِي نَا ابْن وهب انا أَبُو أُسَامَة عَن أبي حَازِم عَن سهل عَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَعَن النُّعْمَان بن أبي عَبَّاس عَن أبي سعيد عَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَبُو حَازِم يَقُول عَن النُّعْمَان وَفِي قَوْله يَوْم يَقُول لِجَهَنَّم هَل امْتَلَأت نَا مُحَمَّد بن عبد الله الزرقي قَالَ نَا عبد الْوَهَّاب بن عَطاء فِي قَوْله يَوْم يَقُول لِجَهَنَّم الْآيَة فَأخْبرنَا عَن سعيد عَن قَتَادَة وَذكر الحَدِيث كَذَا لَهُم وَعند السجْزِي فَأخْبرنَا سعيد وَكِلَاهُمَا بِمَعْنى لَكِن هَذَا أبين عبد الْوَهَّاب هُوَ الَّذِي حَدثهمْ بِهِ عَن سعيد وَالْقَائِل فَأخْبرنَا سعيد هُوَ الزرقي وَالَّذِي يَقُول فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى فَأخْبرنَا سعيد هُوَ عبد الْوَهَّاب بن عَطاء وَفِي كِرَاء الأَرْض بِالذَّهَب فِي كتاب البُخَارِيّ قَالَ فِي آخر حَدِيث رَافع وَكَانَ الَّذِي نهى عَن ذَلِك مَا لَو نظر فِيهِ ذُو الْفَهم إِلَى آخر القَوْل قَالَ الْقَابِسِيّ هَذَا الْكَلَام من قَول رَافع وَقَالَ أَبُو ذَر هُوَ قَول ربيعَة وَقيل من قَول ربيعَة وَقيل من قَول اللَّيْث وَهُوَ أصح وَكَذَا عِنْد عَليّ بن صَالح الْهَمدَانِي ذَلِك مُبينًا فِي أول الْكَلَام وَقَالَ اللَّيْث وَالْكَلَام مَعْرُوف لليث وَهُوَ رَاوِي الحَدِيث فِي الْأُم عَن ربيعَة وَنَحْوه فِي رِوَايَة الْمُسْتَمْلِي عَنهُ قَالَ البُخَارِيّ من هُنَا قَول اللَّيْث أرَاهُ وَكَانَ الَّذِي ذكر وَفِي بَاب مَتى يسْجد من خلف الإِمَام حَدثنِي أَبُو إِسْحَق حَدثنِي عبد الله بن يزِيد حَدثنِي الْبَراء وَهُوَ غير كذوب قَالَ ابْن معِين قَوْله وَهُوَ غير كذوب من صفة عبد الله بن يزِيد لَا من صفة الْبَراء إِذْ لَا يُقَال فِي صَاحب رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) ذَلِك وَجعل الْكَلَام لأبي إِسْحَاق وَهُوَ السبيعِي
قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَمَا يذكر من ذكر الصَّحَابَة بذلك لَا على طَرِيق الْحَاجة لتزكيتهم وتعديلهم لَكِن على طَرِيق التَّوَثُّق من الحَدِيث كَقَوْلِه فِي الحَدِيث الآخر نَا ابْن مَسْعُود وَهُوَ عِنْدِي من الموثقين وَقَول أبي مُسلم الْخَولَانِيّ حَدثنِي الحبيب الْأمين عَوْف ابْن ملك وَقَول ابْن مَسْعُود حَدثنِي الصَّادِق المصدوق فِي النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) مَعَ أَن البُخَارِيّ قد قَالَ فِي الصَّحِيح فِي هَذَا الحَدِيث قَالَ أَبُو إِسْحَق وروى عبد الله عَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فقد صَارَت لعبد الله أَيْضا مزية الصُّحْبَة وَفِي بَاب الْيَمين فِي الْأكل حَدِيث عَبْدَانِ أَنا عبد الله أَنا شُعْبَة عَن أشعت الحَدِيث وَفِي آخِره وَكَانَ قَالَ بِوَاسِطَة قبل ذَلِك فِي شَأْنه كُله الْقَائِل بِوَاسِطَة الْمَذْكُور شُعْبَة وَفِي مُسلم فِي الْجَنَائِز فِي حَدِيث الْحسن بن عِيسَى مَا من ميت يصلى عَلَيْهِ أمة من الْمُسلمين الحَدِيث ثمَّ قَالَ فَحدثت بِهِ شُعَيْب بن الحبحاب قَائِل هَذَا سَلام بن مُطِيع كَذَا بَينه النَّسَائِيّ وَفِيه وَكَانَ زيد يكبر على جنائزنا أَرْبعا هُوَ زيد بن أَرقم كَذَا بَينه أَبُو دَاوُود وَفِي حَدِيث أَسمَاء فِي الْحَج عِنْد مُسلم وَمثله فِي البُخَارِيّ فاعتمرت أَنا وأختي عَائِشَة وَالزُّبَيْر وَفُلَان وَفُلَان فَلَمَّا مسحنا الْبَيْت أَحللنَا ثمَّ أَهْلَلْنَا من الْعشي بِالْحَجِّ وَفِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى فِي البُخَارِيّ حُلْو الضَّمِير فِي هَذَا لَيْسَ على عُمُوم من سمي قبل مِمَّن ذكر أَنه اعْتَمر لِأَن عَائِشَة لم تحل حِينَئِذٍ وَلَا تمسحت بِالْبَيْتِ من أجل حَيْضَتهَا وَإِنَّمَا قَالَ لَهَا النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم)(2/373)
وَسلم دعى عمرتك أَي ارفضيها وَفِي الدُّعَاء على الْمَيِّت ذكر حَدِيث هَارُون بن سعد الْأَيْلِي ثمَّ قَالَ بعده قَالَ وحَدثني عبد الرَّحْمَن بن جُبَير قَائِل هَذَا مُعَاوِيَة بن صَالح رَاوِي الحَدِيث أَولا عَن حبيب بن عبيد وَفِي حَدِيث ابْن خطل من رِوَايَة القعْنبِي وَيحيى بن يحيى التَّمِيمِي فَقَالَ اقْتُلُوهُ فَقَالَ نعم قَائِل نعم هُوَ ملك بن أنس وَالْقَائِل عَنهُ ذَلِك هُوَ يحيى بن يحيى التَّمِيمِي يُرِيد أَنهم أقرهم على مَا قرءوا عَلَيْهِ وَقَوْلهمْ لَهُ أول الحَدِيث حَدثَك ابْن شهَاب فَلَمَّا أكمل يحيى بن يحيى قِرَاءَة الحَدِيث عَلَيْهِ مستفهما عَن صِحَّته عِنْده قَالَ نعم وَهُوَ نَص الْإِقْرَار فِي الْعرض عِنْد من شَرطه من أَصْحَاب الحَدِيث وَملك مرّة يَقُوله وَمرَّة أنكرهُ على طَالبه مِنْهُ وَقَالَ تجتزون بقراءتكم وَأَنا أسمع فَلَا أنكر وَمثله ليحيى بن يحيى وَغَيره عَن ملك وسُفْيَان وَغَيرهمَا فِي الْكتب كثير وَقد يدْخل بِهِ الْإِشْكَال على من لم يعلم الْغَرَض فِيهِ وَقَوله أَنا وكافل الْيَتِيم كهاتين وَأَشَارَ بالوسطى وَالَّتِي تَلِيهَا قيل المشير هُوَ ملك بن أنس الَّتِي تَلِيهَا السبابَة كَذَا جَاءَ مبينين فِي صَحِيح مُسلم وَأَشَارَ ملك بالسبابة وَالْوُسْطَى وَجَاء فِي الْمُوَطَّأ من رِوَايَة ابْن بكير أَنه من فعل النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) قَالَ وَأَشَارَ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بإصبعيه الْوُسْطَى وَالَّتِي تَلِيهَا الْإِبْهَام وَفِي بَاب الصَّلَاة على الْجَنَائِز فِي مُسلم ذكر حَدِيث أبي كَامِل وَعُثْمَان ابْن أبي شيبَة عَن بشر عَن عمَارَة بن غزيَّة الحَدِيث ثمَّ ذكر حَدِيث قُتَيْبَة عَن الدَّرَاورْدِي وَحَدِيث أبي بكر بن أبي شيبَة عَن خَالِد بن مخلد عَن سُلَيْمَان بن بِلَال وَقَالَ بِهَذَا الْإِسْنَاد يَعْنِي عمَارَة بن غزيَّة حدث بِهِ الدَّرَاورْدِي وَسليمَان عَنهُ هُنَا كَمَا حدث بِهِ بشر بن الْمفضل قبل وَقَوله كُنَّا نمر على هِشَام بن عَامر قنأتي عمرَان بن حُصَيْن فَقَالَ لنا ذَات يَوْم أَنكُمْ لتجاوزونني الحَدِيث قَائِله هِشَام وَسِيَاق الحَدِيث يدل عَلَيْهِ وَرَوَاهُ السَّمرقَنْدِي فَأتى عمرَان فَقَالَ وَهُوَ وهم بَين وَفِي فَضَائِل ابْن الزبير قَالَ عبد الله بن جَعْفَر لِابْنِ الزبير أَتَذكر إِذْ تلقينا رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَنا وَأَنت وَابْن عَبَّاس فحملنا وتركك كَذَا رَوَاهُ مُسلم وَالضَّمِير فِي حملنَا هُنَا عَائِد عَليّ عبد الله بن جَعْفَر والمتروك ابْن الزبير وَرُبمَا أوهم ظَاهره خلاف ذَلِك بِدَلِيل الحَدِيث الآخر بعده وَفِي مُسلم عَن عبد الله بن جَعْفَر أَنه (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) قدم من سفر فَسبق بِي إِلَيْهِ فَحَمَلَنِي بَين يَدَيْهِ ثمَّ جِيءَ بِأحد ابْني فَاطِمَة فأردفه خَلفه وَكَذَا وَقع فِي مُصَنف ابْن أبي شيبَة وَكتاب ابْن أبي خَيْثَمَة أَن الْقَائِل أَولا عبد الله بن جَعْفَر وَحمله عَلَيْهِ أَولا وَهُوَ الْأَشْبَه بِأَن يكون ابْن جَعْفَر الْمَحْمُول لقرباه وَذكر البُخَارِيّ الحَدِيث وَالنَّسَائِيّ وَقَالَ فِي أَوله أَن ابْن الزبير قَالَ لِابْنِ جَعْفَر وَيَأْتِي الْجَواب عَلَيْهِ بقوله قَالَ نعم فحملنا أبين لما ذكر من كتاب الْمَحْمُول والمتروك وَالْأول يحْتَاج إِلَى إِضْمَار قَالَ وعود الْكَلَام إِلَى ابْن جَعْفَر وَتَقْدِيم نعم قبل ذكر تَمام كَلَام ابْن جَعْفَر بقوله فحملنا وتركك وَفِي حَدِيث عقبَة بن عَامر مَا من مُسلم يتَوَضَّأ قَول مُسلم نَا مُحَمَّد بن حَاتِم نَا ابْن مهْدي نَا مُعَاوِيَة بن صَالح عَن ربيعَة بن يزِيد عَن أبي إِدْرِيس الْخَولَانِيّ عَن عقبَة ثمَّ قَالَ وحَدثني أَبُو عُثْمَان عَن جُبَير بن نفير عَن عقبَة قَالَ بَعضهم الْقَائِل وحَدثني أَبُو عُثْمَان ربيعَة بن يزِيد وَكَذَا جَاءَ فِي كتاب ابْن الْحذاء مُبينًا قَالَ ربيعَة وحَدثني أَبُو عُثْمَان قَالَ أَبُو عَليّ الغساني الْحَافِظ هَذَا وهم وقائله مُعَاوِيَة بن صَالح وَقع(2/374)
مُبينًا فِي حَدِيثه وَكَذَلِكَ بعد هَذَا فِي حَدِيث أبي بكر بن أبي شيبَة عَن زيد بن الْحباب عَن مُعَاوِيَة بن صَالح عَن ربيعَة بن يزِيد عَن أبي إِدْرِيس الْخَولَانِيّ وَأبي عُثْمَان بن جُبَير فَحَمله بَعضهم على ظَاهره وَأَن ربيعَة رَوَاهُ عَنْهُمَا وَالصَّوَاب أَن مُعَاوِيَة هُوَ الَّذِي يَقُول وَأبي عُثْمَان فَأتى بالسندين وَرَوَاهُ عَن الرجلَيْن بطريقهما وَكَذَا وَقع مُفَسرًا فِي غير مُسلم وَعَلِيهِ خرجه الدِّمَشْقِي وَفِي بَاب دُعَاء الإِمَام على من نكث عَهده فِي خبر أهل بير مَعُونَة فَقَتَلُوهُمْ وَكَانَ بَينهم وَبَين النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) عهد الضَّمِير رَاجع إِلَى القاتلين كَذَا جَاءَ مُبينًا فِي غير هَذَا الْموضع أَنهم كَانُوا فِي عهد مَعَ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فغدروا بهم وَفِي حَدِيث لَا تقدمُوا رَمَضَان قَالَ مُسلم نَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة وَأَبُو كريب قَالَ نَا وَكِيع كَذَا عِنْد السَّمرقَنْدِي وَبَعْضهمْ وَفِي رِوَايَة العذري وَلابْن ماهان قَالَ أَبُو بكر نَا وَكِيع فَبين الْقَائِل من هُوَ وَفِي حَدِيث الْجَيْش الَّذِي يخسف بِهِ فِي حَدِيث مُحَمَّد بن مثنى رَفعه إِلَى يُوسُف بن ماهان قَالَ أَخْبرنِي عبد الله بن صَفْوَان عَن أم الْمُؤمنِينَ أَن رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) قَالَ أم الْمُؤمنِينَ فِي هَذَا الطَّرِيق عَائِشَة قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ وَكَذَلِكَ جَاءَ بعده من رِوَايَة عبد الرَّحْمَن بن سابط عَن الْحَارِث عَن أبي ربيعَة عَن أم الْمُؤمنِينَ غير مُسَمَّاة أَيْضا وَجَاء بِهِ من رِوَايَة عبد الله بن الزبير عَن عَائِشَة مُفَسرًا وَقد ذكره مُسلم من رِوَايَة الْحَارِث بن أبي ربيعَة وَعبد الله بن صَفْوَان مَعًا عَن أم الْمُؤمنِينَ قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ والْحَدِيث مَعْرُوف لأم سَلمَة أم الْمُؤمنِينَ وَقد ذكره مُسلم أَيْضا عَن عبد الله بن صَفْوَان عَن حَفْصَة وَفِي بعض رِوَايَات البُخَارِيّ فِي حَدِيث الرّبيع فَطلب الْأَرْش وطلبوا الْعَفو فَأتوا الطالبون هُنَا وُلَاة الرّبيع لَا الْآخرُونَ وَذكر فِي مُسلم فِي حَدِيث وَفد عبدا لقيس قَالَ سعيد وَهُوَ ابْن أبي عرُوبَة وَذكره قَتَادَة أَبَا نَضرة عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ فِي هَذَا الحَدِيث أَن نَاسا كَذَا لَهُم وَفِيه تلفيف وَبَيَانه مَا جَاءَ فِي كتاب سعيد ابْن مَنْصُور عَن سعد بن أبي عرُوبَة قَالَ قَتَادَة وَذكر أَبُو نَضرة عَن أبي سعيد وَفِي مُسلم فِي كَرَاهِيَة السَّعْي إِلَى الصَّلَاة نَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة نَا مُعَاوِيَة بن هِشَام عَن شَيبَان بِهَذَا الْإِسْنَاد كَذَا ذكره وَإِنَّمَا أَرَادَ عَن شَيبَان عَن يحيى بن أبي كثير الْمَذْكُور فِي السَّنَد قبله من رِوَايَة مُعَاوِيَة بن سَلام عَنهُ فَإِن مُعَاوِيَة بن سَلام من طبقَة شَيبَان وَهَذَا لَا ينفهم من لفظ مُسلم جملَة وَإِنَّمَا يعرف مِمَّا ذَكرْنَاهُ وَفِي نَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة وَأَبُو سعيد الْأَشَج قَالَا نَا وَكِيع عَن الْأَعْمَش حَدِيث من قتل نَفسه بحديدة ثمَّ قَالَ ونا زُهَيْر نَا جرير ونا سعيد عَن عَمْرو الأشعثي نَا عَبْثَر وحَدثني يحيى بن حبيب الْحَارِثِيّ نَا خَالِد يَعْنِي ابْن الْحَارِث نَا شُعْبَة كلهم بِهَذَا الْإِسْنَاد مثله كَذَا جَاءَ وَبَيَانه كلهم عَن الْأَعْمَش لكنه حذف اتكالا على معرفَة السَّامع أَنهم من رُوَاة الْأَعْمَش وَفِي ترك الْجِهَاد لبر الْوَالِدين مُسلم نَا أَبُو كريب نَا ابْن بشر عَن مسعر ونا مُحَمَّد بن حَاتِم نَا مُعَاوِيَة بن عَمْرو عَن إِسْحَاق ونا الْقَاسِم بن زَكَرِيَّاء نَا حُسَيْن بن على عَن زَائِدَة كِلَاهُمَا عَن الْأَعْمَش جَمِيعًا عَن حبيب فَقَوله كِلَاهُمَا يَعْنِي زَائِدَة وَأَبا إِسْحَاق وَقَوله جَمِيعًا يَعْنِي الْأَعْمَش ومسعرا وَفِي الطَّهَارَة فِي كتاب مُسلم فِي بَاب صفة الْوضُوء نَا عبيد الله بن معَاذ أَنا أبي ثمَّ قَالَ فِي آخر الحَدِيث هَذَا حَدِيث معَاذ بن معَاذ لَا ابْنه عبيد الله وَفِي بَاب تَسْوِيَة الصُّفُوف مُسلم نَا يحيى بن يحيى أَنا أَبُو(2/375)
خَيْثَمَة عَن سماك بن حَرْب وَذكر الحَدِيث ثمَّ قَالَ ونا حُسَيْن بن الرّبيع وَأَبُو بكر بن أبي شيبَة قَالَا نَا أَبُو الْأَحْوَص ونا قُتَيْبَة نَا أَبُو عوَانَة بِهَذَا الْإِسْنَاد يُريدَان أَبَا الْأَحْوَص وَأَبا عوَانَة روياه عَن سماك بِسَنَدِهِ الأول فاختصر لمعْرِفَة الْحَافِظ بِصِحَّتِهَا وروايتهما عَن سماك وَمثله فِي أول الْجَنَائِز وَذكر مُسلم الحَدِيث عَن بشر عَن عمَارَة بن غزيَّة يرفعهُ لقنوا مَوْتَاكُم ثمَّ قَالَ ونا قُتَيْبَة أَنا الدَّرَاورْدِي ونا بو بكر بن أبي شيبَة نَا خَالِد بن مخلد نَا سُلَيْمَان بن بِلَال جَمِيعًا بِهَذَا الْإِسْنَاد يُرِيد عَن عمَارَة بن غزيَّة بِسَنَدِهِ الْمُتَقَدّم كَمَا قَالَ بشر وَقَوله فِي بَاب اللَّهُمَّ أَنْت السَّلَام نَا شُعْبَة عَن عَاصِم ابْن عبد الله بن الْحَارِث وخَالِد بن عبد الله بن الْحَارِث خَالِد مخفوض مَعْطُوف على عَاصِم وَفِي شدَّة عَيْش النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) نَا عَمْرو النَّاقِد نَا عَبدة نَا عُبَيْدَة بن سُلَيْمَان وَيحيى ابْن يمَان قَالَا أَنا هِشَام كَذَا عِنْد العذري وَقَائِل وَيحيى بن يمَان هُوَ عَمْرو النَّاقِد لَا عَبدة وَوَقع عِنْد ابْن الْحذاء أَنا يحيى بن يمَان بِغَيْر وَاو فأشكل أَن عَبدة يَقُوله وَهُوَ خطأ وَالصَّوَاب مَا تقدم عَبدة لم يحدث عَن يحيى بن يمَان وَفِي رِوَايَة الْبَاجِيّ وَيحيى بن يمَان نَا قَالَ نَا هِشَام وَهُوَ بَيَان لوجه الصَّوَاب الْمُتَقَدّم وَفِي نَص أصُول بعض شُيُوخنَا عَن الجياني وَيحيى بن يمَان عَن هِشَام بن عُرْوَة وَهُوَ مثل هَذَا وَفِي حَدِيث حُذَيْفَة فِي الزَّكَاة بشر الكانزين قَوْله مَا أحب أَن لي مثل أحد ذَهَبا أَن انفقه كُله إِلَّا ثَلَاثَة دَنَانِير وَأَن هَؤُلَاءِ لَا يعْقلُونَ الْقَائِل وَأَن هَؤُلَاءِ لَا يعْقلُونَ أَبُو ذَر وَمَا قبله من كَلَام النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم)
فصل فِي التَّقْدِيم وَالتَّأْخِير الَّذِي يَسْتَقِيم الْكَلَام بمعرفته فِي بعض أَلْفَاظ هَذِه الْأُصُول
ويتفهم بذلك المُرَاد سوى مَا تقدم من ذَلِك فِي الأوهام فِي الْحُرُوف وَفِي الْبَاب قبله مثل قَوْله فِي حَدِيث زُهَيْر ابْن حَرْب فِي كتاب مُسلم حَتَّى لَا تعلم يَمِينه مَا تنْفق شِمَاله وَقَوله فِي حَدِيث صَالح بن أبي صَالح فِي الصَّحِيحَيْنِ كلما مرت عَلَيْهِ أولاها ردَّتْ عَلَيْهِ أخراها وَشبه ذَلِك مِمَّا تقدم بَيَانه فِي مَوْضِعه وَمثل قَوْله رَأَيْت بقرًا وَالله خيرا على رِوَايَة من رَوَاهُ بِكَسْر الْهَاء وَنصب خير على الْمَفْعُول مقدم لرأيت وَمثل مَا جَاءَ فِي الْأَسَانِيد مِمَّا بَينا صَوَابه وَالْوَجْه فِيهِ من التَّقْدِيم وَالتَّأْخِير وَهَذَا كُله قد بَيناهُ قبل وَأَمْثَاله فِي مظانه فَلَا نعيده وَمِمَّا شدّ عَن ذَلِك مِمَّا لَا يدْخل فِي تِلْكَ الْفُصُول قَوْله فِي كتاب الْفَضَائِل ليَأْتِيَن على أحدكُم يَوْم لَا يراني ثمَّ لَا يراني ثمَّ لَا يراني أحب إِلَيْهِ من أَهله وَمَاله مَعَهم كَذَا لكافة شُيُوخنَا فِي صَحِيح مُسلم ولبعضهم مَعَه على الْأَفْرَاد وَعند الطَّبَرِيّ يَوْم ثمَّ لَا يراني قيل وَتَقْدِير هَذَا الْكَلَام وتوجيهه على التَّقْدِيم وَالتَّأْخِير ليَأْتِيَن على أحدكُم يَوْم لَا يراني أحب إِلَيْهِ من أَهله وَمَا لَهُ مَعَهم ثمَّ لَا يراني وَقد نبه على نَحْو هَذَا الْمَعْنى إِبْرَاهِيم بن سُفْيَان رِوَايَة كتاب مُسلم عَنهُ فَقَالَ هُوَ عِنْدِي مقدم ومؤخر وَضرب على لِأَن وعَلى مَا قَرَّرْنَاهُ جَاءَ مُفَسرًا فِي رِوَايَة سعيد بن مَنْصُور لَان يراني أحب إِلَيْهِ من أَن يكون لَهُ مثل أَهله وَمَاله ثمَّ لَا يراني وَفِي حَدِيث الْخضر فسارا بَقِيَّة ليلتهما ويومهما حَتَّى أصبح كَذَا جَاءَ فِي الصَّحِيحَيْنِ فِي غير حَدِيث وَفِيه بِتَقْدِيم وَتَأْخِير بَين وَصَوَابه بَقِيَّة يومهما وليلتهما حَتَّى أصبح وبدليل سِيَاق الحَدِيث قبل وبدليل قَوْله حَتَّى أصبح وَقَوله قَالَ بَين كل إذانين صَلَاة ثَلَاثًا لمن شَاءَ
ثَلَاثًا هُنَا مقدم بعد أَي قَالَ ثَلَاث مرار هَذَا(2/376)
الْكَلَام على عَادَته (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فِي التَّأْكِيد وإدخاله متوسطا يُوهم وَيشكل وَفِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى مَا يفسره قَوْله مرَّتَيْنِ ثمَّ قَالَ فِي الثَّالِثَة لمن شَاءَ وَقَوله بَاب المتشبع بِمَا لم يُعْط فِي حَدِيث مُحَمَّد بن نمير عَن وَكِيع وَعَبدَة عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة ثمَّ ذكر مُسلم بعده حَدِيث نَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة نَا أَبُو أُسَامَة ونا إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم نَا أَبُو مُعَاوِيَة كِلَاهُمَا عَن هِشَام بِهَذَا الْإِسْنَاد وَذكر بعده نَا مُحَمَّد بن نمير نَا عَبدة عَن هِشَام عَن فَاطِمَة عَن أَسمَاء كَذَا ترتيبه لِابْنِ ماهان قَالَ عبد الْغَنِيّ بن سعيد هُوَ خطأ وترتيبه أَن حق حَدِيث ابْن أبي شيبَة أَن يكون آخرا بعد حَدِيث فَاطِمَة عَن أَسمَاء وَكَذَا هُوَ للجلودي على الصَّوَاب وَفِي بَاب تمني الْخَيْر قَوْله لأحببت أَن لَا يَأْتِي ثَلَاث وَعِنْدِي مِنْهُ دِينَار لَيْسَ شَيْئا أرجوه لدين على أجد من يقبله كَذَا جَاءَ هَذَا الْكَلَام هُنَا وَبَيَانه وَعِنْدِي مِنْهُ دِينَار أجد من يقبله لَيْسَ شَيْئا أرصده وَفِي بَاب هَل يُعْطي أكبر من سنه قَالُوا لَا نجد إِلَّا سنا أكبر من سنه فَقَالَ الرجل أوفيتني أوفاك الله فَقَالَ أَعْطوهُ كَذَا لجميعهم هُنَا وَصَوَابه تَقْدِيم قَوْله فَقَالَ أَعْطوهُ كَمَا جَاءَ فِي الْبَاب الآخر بعد وَغير هَذَا الْموضع وَفِي البُخَارِيّ فِي الْجَنَائِز فِي حَدِيث وَالِد جَابر فَإِذا هُوَ كَيَوْم وَضعته هنيَّة غير إِذْنه كَذَا للمروزي والهروي وَفِيه تَقْدِيم وَتَأْخِير وَنقص وصواب الْكَلَام غير هنيَّة فِي أُذُنه وَكَذَا رَوَاهُ النَّسَفِيّ والجرجاني على الصَّوَاب وَتقدم تَفْسِير هنيَّة فِي حرف الْهَاء وَمن ذَلِك قَوْلهَا قَالَ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) ناولني الْخمْرَة من الْمَسْجِد تَقْدِيره قَالَ لي من الْمَسْجِد ناولني الْخمْرَة إِذْ كَانَ (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) معتكفا فِي الْمَسْجِد وَكَانَت هِيَ حَائِضًا لَا تدخل الْمَسْجِد والْحَدِيث يدل على مَا قُلْنَاهُ وَفِي بَاب الْإِفَاضَة قَول عمر من رمى جَمْرَة الْعقبَة ثمَّ حلق أَو قصر وَنحر هَديا إِن كَانَ مَعَه فقد حل كَذَا لكافة رُوَاة يحيى بن يحيى وَابْن بكير ورده ابْن وضاح من رمى جَمْرَة الْعقبَة وَنحر هَديا إِن كَانَ مَعَه ثمَّ حلق أَو قصر وَفِي وضوء الْجنب فِي حَدِيث يحيى بن يحيى تَوَضَّأ وأغسل ذكرك ثمَّ نم كَذَا فِي جَمِيع نسخ مُسلم قيل صَوَابه اغسل ذكرك وَتَوَضَّأ ثمَّ نم
قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَهَذَا لَا يلْزم فَإِن مس الذّكر وَسَائِر الْأَحْدَاث الناقضة للْوُضُوء لَا تنقض وضوء الْجنب للنوم وَلَا ينْقضه إِلَّا معاودة الْوَطْء فَالْحَدِيث على ظَاهره إِلَّا أَن يكون من بَاب الأولى للتنظيف أَولا من النَّجَاسَة ثمَّ الْوضُوء فَنعم مَعَ أَن الْوَاو لَا تترتب وَفِي بَاب الدُّعَاء عِنْد الْخُرُوج للسَّفر فِي حَدِيث هَارُون الْأَيْلِي أعوذ بك من وعثاء السّفر وكئابة المنظر وَسُوء المنقلب فِي الْأَهْل وَالْمَال كَذَا لكافة الروَاة وَعند ابْن الْحذاء وكئابة المنقلب وَسُوء المنظر فِي الْأَهْل وَالْمَال وَهَكَذَا جَاءَ فِي غير هَذَا الطَّرِيق وَهَذَا أوجه وَفِي أَحَادِيث الْمُتْعَة عَن ملك وسُفْيَان بن عُيَيْنَة والعمري وَيُونُس فِي الْأُمَّهَات كلهَا من أَكثر الطّرق وفيهَا نهى النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) عَن نِكَاح الْمُتْعَة يَوْم خَيْبَر وَعَن أكل لُحُوم الْحمر الْأَهْلِيَّة قَالَ بَعضهم قد رَوَاهُ ابْن أبي عمر وَملك عَن إِسْمَاعِيل عَن سُفْيَان فَقَالَا نهى النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) عَن الْمُتْعَة وَعَن أكل لُحُوم الْحمر الْأَهْلِيَّة يَوْم خَيْبَر قَالُوا وَالْأَشْبَه تَأْخِير خَيْبَر وَتَخْصِيص ذَلِك بِتَحْرِيم الْحمر فِيهَا خَاصَّة وَأَن تَحْرِيم الْحمر والمتعة إِنَّمَا كَانَ بِمَكَّة وَالْفَتْح بعْدهَا
قَالَ القَاضِي رَحمَه الله قد أشبعنا القَوْل فِي هَذِه الْمَسْأَلَة وَبينا مقَال هَؤُلَاءِ وَغَيرهم وَمن زعم أَن تَحْرِيم الْمُتْعَة كَانَ بِخَيْبَر أَيْضا ثمَّ الرُّخْصَة بعْدهَا ثمَّ التَّحْرِيم فِي الْفَتْح وَجمع بَين الْأَحَادِيث الْمُخْتَلفَة فِي ذَلِك فِي مُسلم وَفِي فَضَائِل النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) حَدِيث(2/377)
مَا خير رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بَين أَمريْن نَا زُهَيْر بن حَرْب وَإِسْحَق جَمِيعًا عَن جرير ونا أَحْمد بن عَبدة نَا فُضَيْل بن عِيَاض كِلَاهُمَا عَن مَنْصُور عَن مُحَمَّد وَفِي رِوَايَة فُضَيْل بن شهَاب وَفِي رِوَايَة جرير عَن الزُّهْرِيّ كَذَا فِي جَمِيع النّسخ من مُسلم عِنْد شُيُوخنَا وَوَقع فِي بعض النّسخ مَنْصُور عَن مُحَمَّد وَفِي رِوَايَة مُحَمَّد بِغَيْر وَاو وَهُوَ الصَّوَاب وَفِيه مَعَ ذَلِك تَقْدِيم وَتَأْخِير وتقديمه عَن مُحَمَّد بن شهَاب فِي رِوَايَة فُضَيْل فَقدم وَأخر وَفصل بَين الْمُضَاف والمضاف إِلَيْهِ زِيَادَة الْوَاو بَين الْوَصْف والموصوف فَأدْخل فِي رِوَايَة فُضَيْل بَين مُحَمَّد وَابْن شهَاب وبإسقاط الْوَاو وَالْألف من ابْن شهَاب يَصح الْكَلَام على مَا قَرَّرْنَاهُ وَعند ابْن الْحذاء فِي رِوَايَة فُضَيْل عَن ابْن شهَاب فزاده إشْكَالًا وَالصَّوَاب مَا ذَكرْنَاهُ وَإِنَّمَا أَرَادَ أَن فضيلا زَاد فِي رِوَايَة ابْن شهَاب على قَول غَيره مُحَمَّد فَقَط وعَلى الصَّوَاب ذكره البُخَارِيّ فِي كتاب التَّفْسِير وَفِي الْهِجْرَة قَوْله فَصَبَبْت من المَاء على اللَّبن حَتَّى برد أَسْفَله كَذَا هُوَ الصَّوَاب وَفِي رِوَايَة ابْن ماهان فَصَبَبْت من اللَّبن على المَاء فَقدم وَأخر وَهُوَ وهم وَقَوله حَتَّى برد أَسْفَله يُبينهُ قَوْله الْمَرْأَة ترى فِي الْمَنَام مَا يرى الرجل كَذَا عَن أبي مُصعب وَلَيْسَ عِنْد القعْنبِي ترى فِي الْمَنَام واثباته الصَّحِيح وَقَوله ثمَّ ان زنت فاجلدوها ثمَّ بيعوها وَلَو بضفير كَذَا لكافة الروَاة وَفِي رِوَايَة أبي الطَّاهِر الذهلي عَن القعْنبِي ثمَّ إِن زنت فبيعوها لم يقل فاجلدوها وَهُوَ وهم وَفِي أَفْرَاد الْحَج من رِوَايَة أبي الْأسود وَأهل رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بِالْحَجِّ فَأَما من أهل بِالْحَجِّ أَو جمع الْحَج وَالْعمْرَة فَلم يحلو حَتَّى كَانَ يَوْم النَّحْر كَذَا ليحيى وَأبي مُصعب وَابْن الْقَاسِم وَعند القعْنبِي وَأهل رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بِالْحَجِّ فَأَما من أهل بِالْحَجِّ أَو جمع وَسقط لَهُ مَا بَين ذَلِك وإثباته الصَّوَاب وَهُوَ بِمَعْنى مَا فِي حَدِيثه فِي الْبَاب الآخر أَيْضا عَن سُلَيْمَان بن يسَار وَحَدِيث ابْن شهَاب عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة بعده وَبِمَعْنى حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن الْقَاسِم عَن أَبِيه عَن عَائِشَة بعده فِي الْبَاب الآخر فِي حَدِيث عَائِشَة وَأم سليم إِن كَانَ (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) ليُصبح جنبا من جماع غير احْتِلَام فِي رَمَضَان ثمَّ يَصُوم كَذَا ليحيى وَغَيره وَزَاد أَبُو مُصعب ذَلِك الْيَوْم وَنقص قَوْله فِي رَمَضَان عَن القعْنبِي وثباته مُرَاد الحَدِيث وَمَفْهُومه وَفِي بَاب عدَّة المتوفي عَنْهَا زَوجهَا سَأَلَ ابْن عَبَّاس وَأَبُو هُرَيْرَة عَن الْمُتَوفَّى عَنْهَا زَوجهَا فَقَالَ ابْن عَبَّاس آخر الْأَجَليْنِ كَذَا عِنْد يحيى والقعنبي وَعند ابْن الْقَاسِم وَأبي مُصعب وَهِي حَامِل وَهُوَ مَفْهُوم الحَدِيث وَمُقْتَضى تَمَامه وَفِي شَأْن الْكَعْبَة فَقَالَ (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) لَوْلَا حدثان قَوْمك بالْكفْر تمّ الْكَلَام فِي الموطئات كلهَا جَوَابا لقَوْل عَائِشَة أَفلا تردها على قَوَاعِد إِبْرَاهِيم إِلَّا عِنْد القعْنبِي فَإِن عِنْده زِيَادَة لفَعَلت وَبِه يتم الْكَلَام كَمَا جَاءَ فِي الْأَحَادِيث الْأُخَر بِهَذَا اللَّفْظ وَمَا فِي مَعْنَاهُ وعَلى الرِّوَايَة الْأُخْرَى حذف اخْتِصَار الْفَهم السَّائِل من كتاب الْإِيمَان وَالنّذر قَالَ أَرَأَيْتُم إِن كَانَ اسْلَمْ وغفار وَمُزَيْنَة وجهينة خيرا من تَمِيم وعامر بن صعصعة وغَطَفَان خابو وخسروا قَالُوا فَقَالَ رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ كَذَا فِي جَمِيع النّسخ قيل فِيهِ تَقْدِيم وَتَأْخِير أَي قَالُوا خابوا وخسروا فأخرت قَالُوا وَقيل نقص مِنْهُ قَوْله نعم وَقَوله فِي حَدِيث الْمُوصي أَهله بحرقه فَأخذ مِنْهُم ميثاقا فَفَعَلُوا ذَلِك بِهِ وربي كَذَا فِي مُسلم قيل فِيهِ تَقْدِيم وَتَأْخِير وَصَوَابه فَأخذ مِنْهُم ميثاقا وربي فَفَعَلُوا ذَلِك وَكَذَا ذكره البُخَارِيّ وَقد ذَكرْنَاهُ فِي حرف الرَّاء وَاخْتِلَاف الرِّوَايَات والتلاوات فِيهِ
الْبَاب الثَّالِث فِي إِلْحَاق مَا بتر من الحَدِيث أَو بيض للشَّكّ(2/378)
فِيهِ أَو لعِلَّة أَو نقص مِنْهُ وهما مِمَّا لَا يتم الْكَلَام إِلَّا بِهِ وَلَا يسْتَقلّ إِلَّا
بإلحاقه وَمَا وَقع من الْخلاف فِي بعض ذَلِك من زِيَادَة أَو نقص مِمَّا اخْتصَّ بالمتون إِذْ قد ذكرنَا مَا جَاءَ من ذَلِك فِي الْأَسَانِيد فِي بَاب الأوهام قبل إِذْ هُوَ مَوْضِعه وَقد ذكرنَا من أَوْهَام الْمُتُون فِي ذَلِك مَا لم يَنْتَظِم فِي هَذَا الْبَاب
قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَهَذَا الْفَنّ من عُلُوم الحَدِيث بَاب كَبِير وَضرب فِي هَذِه الْأُصُول كثير لَا سِيمَا فِي الصَّحِيحَيْنِ فَمِنْهُ مَا هُوَ وهم من بعض الروَاة عَنْهُم وَمِنْه مَا هُوَ مِمَّن فَوْقهم مِمَّن نبهنا عَلَيْهِ وتقدمنا غَيرنَا من الْحفاظ المتقنين إِلَى التَّنْبِيه عَلَيْهِ مِمَّن هُوَ وَمِنْه مَا قصر المُصَنّف مُقْتَصرا على التَّنْبِيه على بَقِيَّة الحَدِيث بِذكر حرف مِنْهُ وطرف من جملَته أما لتكراره فِي بَاب آخر بِكَمَالِهِ أَو لشهرة الحَدِيث أَو لم يكن مُرَاده مِنْهُ فِي الْبَاب إِلَّا اللَّفْظ الَّذِي ذكر فنبه على بَقِيَّة الحَدِيث أَو لغَرَض كَانَ لَهُ فِي ذَلِك وَأكْثر مَا جَاءَ ذَلِك فِي جَامع البُخَارِيّ وَهَذَا الْفَنّ من علم الحَدِيث يُسَمِّيه أَصْحَابه الإطراف وَقد صنفوا كتبا على ذَلِك اختصارا للمتون وعناية بِالْإِسْنَادِ الَّذِي عَلَيْهِ معول جَمَاهِير حفاظ الحَدِيث وَهُوَ أصل صناعتهم وَرَأس مَال بضاعتهم فَمن ذَلِك فِي الْمُوَطَّأ فِي بَاب تيَمّم الْجنب قَوْله عَن الرجل يتَيَمَّم ثمَّ يدْرك المَاء قَالَ سعيد عَلَيْهِ الْغسْل كَذَا عِنْد شُيُوخنَا فِي رِوَايَة يحيى وَعند غَيره فِي بعض الرِّوَايَات عَن عبد الله عَن يحيى عَن الرجل الْجنب وَهُوَ الصَّوَاب وَفِي الْمَرْأَة ترى فِي الْمَنَام مَا يرى الرجل كَذَا عِنْد القعْنبِي وَعند أبي مُصعب وَغَيره يرى فِي الْمَنَام وَهُوَ الصَّحِيح الْمَعْرُوف وَعَلِيهِ تَرْجَمَة الْبَاب وَمعنى الْمَسْأَلَة وَفِي النَّهْي عَن دُخُول الْمَسْجِد برِيح الثوم وتغطية الْفَم فِي الصَّلَاة كَذَا التَّرْجَمَة فِي كتاب أبي الْوَلِيد الْبكْرِيّ وَأبي عَليّ الجياني عَن يحيى وَكَذَا عِنْد ابْن بكير وَمن وافقهما وَسقط قَوْله وتغطية الْفَم فِي الصَّلَاة لبَقيَّة رُوَاة يحيى وثباته الصَّوَاب لدُخُول حَدِيث سَالم وَفعله ذَلِك تَحت التَّرْجَمَة وَفِي بعض النّسخ وتغطية الْفَم وَالْأنف فِي الصَّلَاة وَفِي بَاب الْعَتَمَة وَالصُّبْح حَدِيث أبي هُرَيْرَة فِي الَّذِي وجد غُصْن شوك بطرِيق كَذَا ليحيى وَابْن بكير وَغَيرهمَا وَذكر حَدِيث الشُّهَدَاء وَتمّ الحَدِيث عِنْد يحيى بن يحيى فِي رِوَايَة ابْنه عبيد الله وَلَيْسَ دَاخل الْبَاب شَيْء يتَعَلَّق بالترجمة وَعند سَائِر رُوَاة الْمُوَطَّأ زِيَادَة بعد ذكر الشُّهَدَاء وَلَو يعلم النَّاس مَا فِي النداء والصف الأول ثمَّ لم يَجدوا إِلَّا أَن يستهموا عَلَيْهِ لاستهموا وَلَو يعلمُونَ مَا فِي التهجير لاستبقوا إِلَيْهِ وَلَو يعلمُونَ مَا فِي الْعَتَمَة وَالصُّبْح لأتوهما وَلَو حبوا وَبِه تتنظم التَّرْجَمَة ويستقيم التَّأْلِيف وَقد رَوَاهُ ابْن وضاح عَن يحيى كَرِوَايَة الْجَمَاعَة وَهَذَا الْفَصْل جَاءَ مُفردا عِنْد يحيى فِي بَاب النداء وَفِي حَدِيث ابْن عَبَّاس فِي الْمُرُور بَين يَدي الْمُصَلِّي وَرَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) يُصَلِّي بِالنَّاسِ بِمَعْنى كَذَا عِنْد يحيى وَغَيره وَعند أبي مُصعب زِيَادَة إِلَى غير ستْرَة وَبِه كملت فَائِدَة الحَدِيث وفقهه وَفِي حَدِيث أبي عمر فِي الِالْتِفَات فَالْتَفت فغمزني كَذَا ليحيى وَغَيره وَعند ابْن بكير ومطرف وَأبي مُصعب فَالْتَفت فَوضع يَده فِي قفاي وَهُوَ تَفْسِير معنى الغمز وتبيين هَذِه اللَّفْظَة الْمُشْتَركَة وَيرْفَع الِاحْتِمَال وَأَنه بِالْيَدِ لَا مَا ذكره ابْن وضاح أَنه أَشَارَ إِلَيْهِ أَن توجه إِلَى الْقبْلَة وَفِي صَلَاة الْجَالِس خرج فِي مَرضه فَأتى الْمَسْجِد فَوجدَ أَبَا بكر وَهُوَ قَائِم يُصَلِّي سقط لفظ الْمَسْجِد فِي رِوَايَة القَاضِي ابْن سهل وَالْقَاضِي التَّمِيمِي وَابْن عتاب من شُيُوخنَا وَلابْن(2/379)
بكير وَهُوَ ثَابت لغَيرهم من الروَاة عَن يحيى وثباته الصَّحِيح وَفِي بَاب الْأَمر بالوتر كَانَ ابْن عمر يسلم بَين رَكْعَتَيْنِ والركعة فِي الْوتر كَذَا فِي الْأُصُول عَن يحيى وَثَبت فِي كتاب شَيخنَا ابْن عتاب والركعة لِابْنِ وضاح وَحده وَسقط لغيره عَن يحيى وَهِي ثَابِتَة لِابْنِ بكير وَالصَّوَاب إِثْبَاتهَا وَفِي صَلَاة الْمُسَافِر قَوْله صَلَاة الْأَسير مثل صَلَاة الْمُقِيم زَاد فِي رِوَايَة ابْن المشاط إِلَّا أَن يكون مُسَافِرًا وَعند ابْن وضاح يُرِيد إِلَّا أَن يكون مُسَافِرًا وَسَقَطت هَذِه الزِّيَادَة كلهَا لأكْثر الروَاة وبإلحاقها تتمّ الْمَسْأَلَة وَفِي بَاب قِرَاءَة قل هُوَ الله أحد عَن أبي سعيد أَنه سمع رجلا يقْرَأ قل هُوَ الله أحد كَذَا عِنْد يحيى والقعنبي وَمن وافقهما من رُوَاة الْمُوَطَّأ وَعند ابْن بكير عِنْد أبي سعيد أَن رجلا سمع رجلا وَهُوَ الصَّوَاب بِدَلِيل قَوْله فَلَمَّا أصبح غَدا إِلَى رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَبِقَوْلِهِ كَانَ الرجل يتقالها وَفِي حَدِيث حميد قل هُوَ الله أحد ثلث الْقُرْآن كَذَا فِي أصُول شُيُوخنَا عَن يحيى وَكَذَا لِابْنِ بكير وَرَوَاهُ بَعضهم عَن يحيى تعدل ثلث الْقُرْآن وَهُوَ أبين بِدَلِيل قَوْله فِي الحَدِيث الآخر أَنَّهَا تعدل ثلث الْقُرْآن وَفِي سَاعَة الْجُمُعَة قَوْله وَهُوَ قَائِم يُصَلِّي كَذَا عِنْد أبي مُصعب وقتيبة بن سعيد وَسقط قَائِم لغَيْرِهِمَا وَفِي لَيْلَة الْقدر أَن رجَالًا من أَصْحَاب رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) ارو لَيْلَة الْقدر فِي السَّبع الْأَوَاخِر كَذَا لَهُم وَعند ابْن عفير وَأبي مُصعب رَأَوْا لَيْلَة الْقدر فِي الْمَنَام وَهُوَ تَمام الحَدِيث وَفِي الزَّكَاة فِي الدّين الْأَمر الْمُجْتَمع عَلَيْهِ عندنَا أَن الدّين لَا يُزَكِّيه صَاحبه حَتَّى يَقْتَضِيهِ كَذَا رِوَايَة يحيى وَسقط عِنْد ابْن مطرف وَابْن بكير والقعنبي الْمُجْتَمع عَلَيْهِ وَكَذَا رده ابْن وضاح وَهُوَ الصَّوَاب للْخلاف الْمَعْلُوم عِنْدهم فِيهِ وَفِي الْجِهَاد لَا يقسم إِلَّا لمن شهد الْقِتَال انْتهى فِي أَكثر النّسخ وَفِي كتاب ابْن عبد الْبر زِيَادَة من الْأَحْرَار وَقَالَ سقط لِأَحْمَد بن سعيد وَفِيه قَوْله لَا يكلم أحد فِي سَبِيل الله وَالله أعلم بِمن يكلم فِي سَبيله إِلَّا جَاءَ يَوْم الْقِيَامَة اللَّوْن لون دم وَبِه يتم الْكَلَام وَفِي الصّيام لخلوف فَم الصَّائِم أطيب عِنْد الله من ريح الْمسك يذر طَعَامه وَشَرَابه من أَجلي كَذَا لَهُم وَلابْن بكير قَالَ الله يذر وَهُوَ اسْتِقْلَال الْكَلَام لَكِن كثيرا مَا جَاءَت الْأَحَادِيث كَذَا فِيمَا يذكرهُ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) عَن ربه عز وَجل فَرُبمَا جَاءَ فِي بَعْضهَا قَالَ الله عز وَجل كَذَا وَبَعضهَا لم يَأْتِ فِيهِ اكْتِفَاء بفهم السَّامع وَفِي حَدِيث عَائِشَة وَأم سَلمَة رَضِي الله عَنْهُمَا إِن كَانَ رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) ليُصبح جنبا من جماع غير احْتِلَام فِي رَمَضَان ثمَّ يَصُوم كَذَا ليحيى وَلغيره وَزَاد أَبُو مُصعب ذَلِك الْيَوْم وَنقص عِنْد قَوْله من رَمَضَان عَن القعْنبِي وثباتها مُرَاد الحَدِيث وَمَفْهُومه وَفِي جَامع الْحَج ابْن خطل قَالَ ملك وَلم يكن رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) يَوْمئِذٍ محرما وَالله أعلم كَذَا لأكْثر رُوَاة الْمُوَطَّأ عَن يحيى وَعند ابْن قَالَ ملك قَالَ ابْن شهَاب وَكَذَا لكافة رُوَاة الْمُوَطَّأ وَهُوَ الصَّحِيح وَقَوله وَالله أعلم لم يقلهُ غير يحيى وَحده وَفِي أَفْرَاد الْحَج من رِوَايَة أبي الْأسود وَأهل رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بِالْحَجِّ فَأَما من أهل بِعُمْرَة فَحل وَأما من أهل بِالْحَجِّ أَو جمع الْحَج وَالْعمْرَة فَلم يحلوا حَتَّى كَانَ يَوْم النَّحْر كَذَا ليحيى وَأبي مُصعب وَابْن الْقَاسِم وَعند القعْنبِي وَأهل رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بِالْحَجِّ فَأَما من أهل بِالْحَجِّ أَو جمع لَهُ الْحَج وَالْعمْرَة وَسقط لَهُ مَا بَين ذَلِك وإثباته الصَّوَاب وَهُوَ بِمَعْنى مَا فِي حَدِيثه من الْبَاب بعده وَمَا فِي حَدِيث عُرْوَة(2/380)
أَيْضا وَحَدِيث الْقَاسِم وَفِي النِّكَاح وَلَيْسَ للبكر جَوَاز فِي مَالهَا حَتَّى تدخل بَيتهَا وَيعرف من حَالهَا كَذَا هُوَ ثَابت فِي أصُول جَمِيع شُيُوخنَا فِي رِوَايَة يحيى وَكَذَا عِنْد ابْن كنَانَة وَابْن الْقَاسِم وَابْن بكير وَغَيرهم وَكَانَ تدخل بَيتهَا سَاقِطا عِنْد يحيى فَأدْخلهُ فِي كتاب ابْن وضاح وَمن رِوَايَة غَيره إِذْ بِهِ تتمّ الْمَسْأَلَة وتستقيم وَفِيه وَسَأَلَ عَن المتوفي عَنْهَا زَوجهَا قَالَ ابْن عَبَّاس آخر الْأَجَليْنِ وَكَذَا عِنْد يحيى والقعنبي وَزَاد ابْن الْقَاسِم وَأَبُو مُصعب وَهِي حَامِل وَهُوَ مَفْهُوم السُّؤَال وَتَمام الْمَسْأَلَة وَفِي بَاب بيع الْمكَاتب قَوْله أحسن مَا سَمِعت فِي الْمكَاتب إِذا بيع كَانَ أَحَق باشتراء كِتَابَته وَكَذَا فِي أَكثر النّسخ وأصول شُيُوخنَا وَعند الجياني إِذا بِيعَتْ كِتَابَته وَهُوَ صَوَاب الْمَسْأَلَة وَعَلِيهِ تتأول الرِّوَايَة الْأُخْرَى ثمَّ قَالَ إِذا قوى أَن يُؤَدِّي إِلَى سَيّده الثّمن الَّذِي بَاعه بِهِ نَقْدا ثَبت نَقْدا لِابْنِ وضاح وَسقط لغيره من رِوَايَة يحيى وَهِي ثَابِتَة لِابْنِ بكير وَابْن الْقَاسِم وَعلي بن زِيَاد ومطرف وثباتها صَحِيح وَتَمام الْمَسْأَلَة وَكَانَت ثَابِتَة فِي كتاب ابْن عتاب وَفِي الْعتْق من أعتق شركا لَهُ فِي عبد فَكَانَ لَهُ مَا يبلغ ثمن العَبْد سَقَطت هَذِه الزِّيَادَة عندا لقعنبي وَبَعض الروَاة وَهُوَ وهم وإثباتها الصَّحِيح وَكَذَا ليحيى وَابْن الْقَاسِم وَابْن وهب وعامتهم وَاخْتلف فِيهَا عَن ابْن بكير وَفِي بَاب الْعرية أَن يَبِيعهَا بِخرْصِهَا كَذَا فِي الْحَدِيثين من رِوَايَة يحيى وَسقط بِخرْصِهَا من رِوَايَة مطرف وَعلي وَابْن الْقَاسِم وخرجه ابْن وضاح وَقَالَ لَيْسَ من الحَدِيث وَلَا هُوَ من كَلَام النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَفِي المحاقلة والمزابنة فِي تَفْسِير ذَلِك والمحاقلة كِرَاء الأَرْض كَذَا عِنْد القعْنبِي وقتيبة وَتَمَامه مَا لغَيْرِهِمَا بِالطَّعَامِ وَفِي بَاب الْقصاص فِي الْقَتْل فِي الممسك يُعَاقب ويسجن سنة ثبتَتْ سنة عِنْد يحيى وَابْن بكير وَابْن الْقَاسِم وَسَقَطت للقعنبي ومطرف وَابْن وهب وطرحها ابْن وضاح وَفِي بَاب الْقسَامَة فِي حَدِيث يحيى بن سعيد تحلفون خمسين يَمِينا وتستحقون دم صَاحبكُم كَذَا ليحيى وَسقط دم عِنْد القعْنبِي وَابْن بكير وَطَرحه ابْن وضاح وَفِي بَاب دِيَة الْخَطَأ لَو أَن صَبيا وكبيرا قتلا رجلا خطئا كَانَ على عَاقِلَة كل وَاحِد مِنْهُمَا الدِّيَة كَذَا صحت عَاقِلَة لِابْنِ وضاح وَابْن الْقَاسِم وَابْن بكير وَسَقَطت لغير ابْن وضاح وَالصَّوَاب ثُبُوتهَا وَفِي بَاب دِيَة العَبْد فِي العَبْد يجرح الْيَهُودِيّ أَو النَّصْرَانِي إِلَى آخر الْمَسْأَلَة كَذَا عِنْد شُيُوخنَا ليحيى وَعند ابْن بكير وَغَيره فِي العَبْد الْمُسلم وَهُوَ صَوَاب الْمَسْأَلَة وَعَلِيهِ جَاءَ الْجَواب وَفِي الْوضُوء من الْعين فَغسل عَامر وَجهه وَيَديه ومرفقيه سَقَطت لَفْظَة يَدَيْهِ من رِوَايَة ابْن المرابط وَبَعض رُوَاة الْمُوَطَّأ من مشيخة ابْن عتاب وَابْن عبد الْبر وَهِي ثَابِتَة لنا فِي الرِّوَايَة عَن غَيرهم عَن يحيى وَابْن بكير والقعنبي وَغَيرهم من رُوَاة الْمُوَطَّأ وَفِي مِيرَاث الْجد جَاءَت الْجدّة إِلَى أبي بكر تسأله مِيرَاثهَا كَذَا فِي الموطئات وَعند ابْن وضاح الْجدّة للْأَب وَهُوَ أبين وأوجه وَفِي الْعَقِيقَة عَن هِشَام بن عُرْوَة أَن أَبَاهُ عُرْوَة كَانَ يعق عَن بنيه الحَدِيث كَذَا عِنْد جَمِيع شُيُوخنَا فِي الْمُوَطَّأ وَرَوَاهُ بَعضهم عَن هِشَام بن عُرْوَة أَنه كَانَ وَالصَّوَاب الأول وَهُوَ الَّذِي فِي جَمِيع الموطئات وَقد يحْتَمل مَعَ إِسْقَاط عَن أَبِيه أَن يرجع الضَّمِير فِي أَنه على عُرْوَة لذكره فِي نسب هِشَام قبل فتتفق الرِّوَايَات وَفِي شَأْن الْكَعْبَة لَوْلَا حدثان قَوْمك بالْكفْر وَتمّ الْكَلَام فِي الموطئات كلهَا جَوَابا لقَوْل عَائِشَة أَفلا تردها على قَوَاعِد إِبْرَاهِيم إِلَّا عِنْد القعْنبِي فَعنده لفَعَلت وَبِه يتم الْكَلَام وكما جَاءَ فِي الْأَحَادِيث الْأُخَر بِهَذَا اللَّفْظ وَمَعْنَاهُ وَيصِح(2/381)
على الرِّوَايَة الْأُخْرَى على الْحَذف والاختصار لفهم السَّائِل وَفِي حَدِيث الْأمة قَوْله إِن زنت فاجلدوها ثمَّ بيعوها وَلَو بضفير كَذَا لكافة الروَاة فِي رِوَايَة الذهلي عَن القعْنبِي إِن زنت فبيعوها لم يقل فاجلدوها
وَمن ذَلِك فِي صَحِيح البُخَارِيّ فِي بَاب كفر العشير وَكفر دون كفر قَوْله وَفِيه أَبُو سعيد عَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كثيرا كَذَا كَانَ عِنْد الْأصيلِيّ وَعند بَعضهم (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كثيرا وَبِه يتم الْكَلَام وَيتَوَجَّهُ وَسقط كثيرا عِنْد أبي ذَر وَفِي الدّين يسر وَلنْ يشاد الدّين إِلَّا غَلبه كَذَا لعامة الروَاة بِالرَّفْع على مَا لم يسم فَاعله وَعند ابْن السكن أحد إِلَّا غَلبه بِفَتْح الدّين وَهُوَ أبين وَفِي بَاب الْحلق فِي الْمَسْجِد قَالَ فَأَما أَحدهمَا فرآ فُرْجَة فَجَلَسَ كَذَا لَهُم وَعند الْأصيلِيّ فرآ فُرْجَة فِي الْحلقَة وَكَذَا هُوَ فِي الْمُوَطَّأ وَبِه يسْتَقلّ الْكَلَام وتتم فَائِدَته وَفِي كتاب الْعلم فَمن قتل فَهُوَ بِخَير النظرين أما أَن يعقل وَأما أَن يُقَاد كَذَا لأبي الْهَيْثَم وَهُوَ الصَّوَاب وَالْمرَاد بِهَذَا الْوَلِيّ وَسقط قَوْله النظرين لغيره وَهُوَ وهم وَقد جَاءَ تَاما فِي كتاب الْحُدُود فَمن قتل لَهُ قَتِيل فَهُوَ بِخَير النظرين أما أَن يُؤَدِّي وَأما أَن يُقَاد واضطراب ضبط الشُّيُوخ فِي هَذِه الْجُمْلَة وأولاها مَا قيدناه عَن متقني شُيُوخنَا قتل وَيعْقل بِضَم أوائلهما على مَا لم يسم فَاعله وَفِي بَاب من ترك بعض الِاخْتِيَار قَوْله لجعلت لَهَا بَابَيْنِ بَاب يدْخل النَّاس وَبَاب يخرجُون كَذَا لكافة الروَاة وَلابْن السكن زِيَادَة مِنْهُ فِي الأول وَعند الْحَمَوِيّ مِنْهُ فِي الآخر وبثباتها فِي الْمَوْضِعَيْنِ يسْتَقلّ الْكَلَام وَفِي غسل الْوَجْه وَالْيَدَيْنِ من غرفَة لم يذكر فِي رِوَايَة ابْن السكن مسح الرَّأْس فِي حَدِيث ابْن عَبَّاس وَهُوَ وهم وَخَالفهُ سَائِر الروَاة فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيرهمَا فَقَالُوا وَمسح رَأسه وَفِي بَاب من لم يتَوَضَّأ من لحم الشَّاة والسويق وَأكل أَبُو بكر وَعمر وَعُثْمَان وَلم يتوضئوا كَذَا فِي جَمِيع النّسخ وَالرِّوَايَات وَفِي بَعْضهَا بَيَاض قبل قَوْله فَلم وَالْحق الْأصيلِيّ بِخَطِّهِ لَحْمًا ثمَّ ضرب عَلَيْهِ ضَرْبَيْنِ وَترك بعده بَيَاضًا وبإلحاقه يَصح الْكَلَام وَفِي بَاب غسل الرجلَيْن إِلَى الْكَعْبَيْنِ قَوْله ثمَّ يدْخل يَده مرَّتَيْنِ إِلَى الْمرْفقين كَذَا لعامة الروَاة النَّسَفِيّ وَأبي ذَر والقابسي وَصَوَابه وَتَمَامه مَا عِنْد الْأصيلِيّ ثمَّ أَدخل فَغسل يَدَيْهِ مرَّتَيْنِ وَفِي بَاب من لم ير الْوضُوء إِلَّا من المخرجين وَقَالَ أَبُو عمر وَالْحسن فِيمَن احْتجم لَيْسَ عَلَيْهِ غسل محاجمه كَذَا لرواة الْفربرِي إِلَّا من طَرِيق الْمُسْتَمْلِي فَعنده إِلَّا غسل محاجمه وَبِه تصح الْمَسْأَلَة وَهُوَ الْمَرْوِيّ عَنْهُمَا وَالْمَعْرُوف من مَذْهَبهمَا وَبِهَذَا اللَّفْظ ذكره عَنْهُمَا ابْن الْمُنْذر فِي كِتَابه وَفِي بَاب إِذا خَافَ الْجنب على نَفسه يتمم قَول النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) لعمَّار كَانَ يَكْفِيك لم يزدْ تَمَامه مَا فِي الْأَحَادِيث الْأُخَر كَانَ يَكْفِيك هَذَا وَضرب بِيَدِهِ الأَرْض وَوصف التَّيَمُّم وَفِي بَاب فرض الصَّلَاة فِي حَدِيث الْإِسْرَاء قَوْله غير أَنه ذكر أَنه وجد آدم فِي سَمَاء الدُّنْيَا كَذَا لجميعهم وَعند الْأصيلِيّ غير أَنه وجد وَالْأول الصَّوَاب وبإلحاقه يسْتَقلّ الْكَلَام وَفِي بَاب الْأَذَان قبل الْفجْر وَلَيْسَ أَن يَقُول الْفجْر والصباح وَقَالَ بإصبعه ورفعها إِلَى فَوق وَكَذَا لجميعهم وَعند ابْن السكن زِيَادَة بعد قَوْله الصُّبْح هَكَذَا وبإثباتها يَصح التَّمْثِيل وَفِي بَاب التعاون فِي بِنَاء الْمَسْجِد وَيْح عمار يَدعُوهُم إِلَى الْجنَّة ويدعونه إِلَى النَّار كَذَا جَاءَ فِي غَيره وَتَمَامه فِي رِوَايَة ابْن السكن وَيْح عمار تقتله الْفَيْئَة الباغية يَدعُوهُم إِلَى الْجنَّة الحَدِيث وَفِي بَاب خُرُوج النِّسَاء إِلَى الْمَسْجِد لَو أدْرك رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) مَا أحدث النِّسَاء بعده لمنعهن كَمَا منع نسَاء بني(2/382)
إِسْرَائِيل كَذَا لكافتهم وَعند الْأصيلِيّ لمنعهن الْمَسْجِد وَكَذَا هُوَ فِي الْمُوَطَّأ وَفِي بَاب احتساب الْآثَار قَالَ رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) يَا بني سَلمَة أَلا تحتسبوا آثَاركُم والْحَدِيث عِنْد جَمِيعهم هُنَا مبتور وَتَمَامه فِي حَدِيث رِوَايَة أبي إِسْحَاق الْمُسْتَمْلِي أَن بني سَلمَة أَرَادوا أَن يَتَحَوَّلُوا عَن مَنَازِلهمْ فينزلوا قَرِيبا من النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فكره رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَن يعروا وَقَالَ أَلا تحتسبون آثَاركُم كَذَا هُنَا هَذِه الْحُرُوف للْجَمِيع وَهُوَ مبتور أَيْضا وَتَمَامه فِي كتاب الْحَج فكره رَسُول الله أَن تعري الْمَدِينَة وَعند النَّسَفِيّ يَعْنِي الْمَدِينَة زَاد فِي كتاب الْحَج فأقاموا وَفِي بَاب إِذا حضر الْعشَاء وأقيمت الصَّلَاة فابدءوا بالعشاء كَذَا ذكره بِهَذَا اللَّفْظ البُخَارِيّ وَمُسلم وَمَا فِي مَعْنَاهُ من الرِّوَايَات الَّتِي ذكرَاهَا عَن أنس وَابْن عمر وَقد زَاد فِيهِ مُوسَى بن أعين فِي حَدِيث أنس زِيَادَة حَسَنَة فَقَالَ إِذا وضع الْعشَاء وأحدكم صَائِم فابدءوا بِهِ قبل أَن تصلوا
قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَإِلَى الصَّائِم وَمن فِي مَعْنَاهُ من الْمُحْتَاج إِلَى الطَّعَام يرجع معنى الحَدِيث وَفِي بَاب الِاغْتِسَال إِذا أسلم فَجَاءَت بِرَجُل من بني حنيفَة يُقَال لَهُ ثُمَامَة بن آثال فربطوه بِسَارِيَة من سواري الْمَسْجِد فَخرج إِلَيْهِ رَسُول الله فَقَالَ أطْلقُوا ثُمَامَة فَانْطَلق إِلَى نخل فَذكر اغتساله كَذَا لجمهورهم وَهُوَ مبتور وَتَمَامه عِنْد ابْن السكن فَخرج إِلَيْهِ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فَقَالَ مَا عنْدك يَا تَمَامه فَذكر الحَدِيث فَقَالَ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أطْلقُوا ثُمَامَة وَبَقِيَّة الْكَلَام الَّذِي اخْتَصَرَهُ ابْن السكن مَذْكُور فِي غير مَوضِع من الصَّحِيحَيْنِ وَفِي بَاب النّوم قبل الْعشَاء قَالَ ابْن جريج قلت لعطاء فَقَالَ سَمِعت ابْن عَبَّاس يَقُول الحَدِيث كَذَا عِنْده لَا غير وَفِيه نقص وَهُوَ تَامّ فِي كتاب مُسلم قلت لعطاء أَي حِين أحب إِلَيْك أَن أُصَلِّي الْعشَاء إِمَامًا أَو خلوا قَالَ سَمِعت ابْن عَبَّاس وَذكر الحَدِيث وَفِي آخر بَاب وجوب الْقِرَاءَة وَافْعل فِي صَلَاتك كلهَا كَذَا لَهُم وَتَمَامه وَافْعل ذَلِك فِي صَلَاتك كلهَا وَكَذَا لِابْنِ السكن كَمَا جَاءَ فِي سَائِر الْأَبْوَاب وَهُوَ الصَّوَاب وَفِي بَاب صَلَاة النِّسَاء خلف الرِّجَال قَوْله لكَي ينْصَرف النِّسَاء قبل أَن يدركهن من الرِّجَال كَذَا فِي جَمِيع النّسخ وَتَمَامه أَن يدركهن المتعجلون من الرِّجَال أَو من ينْصَرف من الرِّجَال كَمَا جَاءَ فِي الْبَاب قبله وَفِي بَاب الْمَشْي وَالرُّكُوب إِلَى الْعِيد وبلال باسط يلقى فِيهِ النِّسَاء تَمَامه باسط ثَوْبه كَمَا جَاءَ فِي غير هَذَا الْبَاب وَفِي صَحِيح مُسلم وَفِي بَاب سُجُود الْمُسلمين مَعَ الْمُشْركين وَكَانَ ابْن عمر يسْجد على وضوء كَذَا للأصيلي والقابسي وَغَيرهمَا وَعند ابْن السكن وَأبي ذَر على غير وضوء وَهُوَ الصَّحِيح وعَلى هَذَا تدل تَرْجَمَة البُخَارِيّ وَقَوله والمشرك لَيْسَ لَهُ وضوء وَمذهب ابْن عمر أَن يسْجد للتلاوة على غير وضوء وَفِي قصر الْمُسَافِر إِذا خرج من مَوْضِعه صليت مَعَ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) الظّهْر بِالْمَدِينَةِ أَرْبعا وبذي الحليفة رَكْعَتَيْنِ كَذَا لكافة رُوَاة البُخَارِيّ وَعند ابْن السكن والجرجاني وَالْعصر بِذِي الحليفة رَكْعَتَيْنِ وَهُوَ الصَّوَاب وَهُوَ الصَّحِيح وَفِي الصَّلَاة فِي مَسْجِد السُّوق كَانَ فِي صَلَاة مَا كَانَت هِيَ تحبسه إِلَى قَوْله مَا لم يحدث كَذَا للمروزي وَعند النَّسَفِيّ والهروي مَا لم يود بِحَدَث فِيهِ وَهَذَا تَفْسِير الحَدِيث ويعضد أحد التَّأْويلَيْنِ فِيهِ وَقد مر فِي الْحَاء فِي بَاب الْأَذَان قبل الْفجْر وَلَيْسَ أَن يَقُول الْفجْر أَو الصُّبْح وَقَالَ باصبعه ورفعها إِلَى فَوق كَذَا لجميعهم وَعند ابْن السكن زِيَادَة بعد قَوْله أَو الصُّبْح هَكَذَا وبإثباتها يَصح التَّمْثِيل وَفِي الحَدِيث بعد رَكْعَتي الْفجْر فَإِن كنت مستيقظة حَدثنِي وَبِه يتم الْكَلَام وَكَذَا جَاءَ فِي غير هَذَا الْبَاب(2/383)
فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيرهمَا وَفِي بَاب موعظة النِّسَاء يَوْم الْعِيد قلت أَتَرَى حَقًا على الإِمَام ذَلِك ويذكرهن قَالَ أَنه لحق عَلَيْهِم وَمَا لَهُم لَا يَفْعَلُونَهُ كَذَا لِابْنِ السكن وَأبي ذَر وَهُوَ الصوب وَعند الْأصيلِيّ والنسفي وَمَا لَا يَفْعَلُونَهُ بِإِسْقَاط لَهُم وَظَاهره الْوَهم وَقد يخرج لهَذَا وَجه أَي تركُوا هَذَا وَتركُوا غير شَيْء من السّنَن لَا يَفْعَلُونَهُ وَعند الْقَابِسِيّ وعبدوس قَالَ أيفعلونه وَهُوَ خطأ لَا وَجه لَهُ وَفِي هَذَا الحَدِيث كَأَنِّي أنظر حِين يجلس بِيَدِهِ زَاد فِي كتاب مُسلم الرِّجَال وَبِه تتمّ الْفَائِدَة وَفِي بَاب الصَّلَاة فِي الثِّيَاب وَأمر النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَن لَا يطوف بِالْبَيْتِ عُرْيَان وَفِي الاسْتِسْقَاء فَتَبَسَّمَ رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) اللَّهُمَّ حوالينا وَلَا علينا وَتَمَامه وَقَالَ كَمَا فِي غير هَذَا الْبَاب وَفِي الزلازل فِي حَدِيث ابْن مثنى عَن ابْن عمر قَالَ اللَّهُمَّ بَارك لنا فِي شامنا الحَدِيث كَذَا هُنَا لَيْسَ فِيهِ ذكر للنَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فِي جَمِيع النّسخ وَصَوَابه إثْبَاته كَمَا جَاءَ فِي غير هَذَا الطَّرِيق وَلِهَذَا قَالَ الكلابادي رَوَاهُ ابْن مثنى هُنَا مَوْقُوفا وَلم يقل شَيْئا فَإِن شهرة الحَدِيث تدل على إِسْنَاده مَعَ قَوْله آخِره قَالُوا وَفِي نجدنا الحَدِيث وَفِي بَاب الصَّلَاة فِي الثَّوْب قَول أم هاني زعم ابْن أُمِّي قَاتل رجلا كَذَا للفربري وَعند النَّسَفِيّ أَنه قَاتل وَكَذَا جَاءَ فِي غير هَذَا الْبَاب وَفِي كتاب الْعِيد هَذَا يَوْم يَشْتَهِي فِيهِ اللَّحْم وَذكر من جِيرَانه كَذَا جَاءَ فِي سَائِر النّسخ هُنَا عَن البُخَارِيّ وَتَمَامه مَا جَاءَ فِي غير هَذَا الْموضع إِنَّمَا قَالَ خصَاصَة أَو فقر وَفِي آخر الحَدِيث أَيْضا وَمن نسك قبل الصَّلَاة فَإِنَّهُ قبل الصَّلَاة وَلَا نسك لَهُ وتحامه فَإِنَّهُ لحم عجله لأَهله لَيْسَ من النّسك فِي شَيْء كَمَا جَاءَ فِي غَيره وَفِي بَاب التَّكْبِير فِي الْعِيد قَوْله إِن كُنَّا قد فَرغْنَا فِي هَذِه السَّاعَة كَذَا لجميعهم قيل صَوَابه لقد فَرغْنَا أَو إِلَّا قد فَرغْنَا وبإلحاق ذَلِك يَصح الْكَلَام وَفِي حَدِيث الكنازين فِي الزَّكَاة قَول أبي ذَر وَقَالَ لي خليلي قلت من خَلِيلك يَا أَبَا ذَر قَالَ أتبصر أحدا كَذَا عِنْد أَكْثَرهم وَعند الْأصيلِيّ من خَلِيلك قَالَ رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) ثمَّ خطا عَلَيْهِ وَخرج يَعْنِي النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) يَعْنِي قَالَ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وبإثباته يتم الْكَلَام وَكَذَا جَاءَ مُبينًا ثَابتا فِي كتاب وَمن المتوهم نَقصه من الْمُتُون وَفِيه نقص قَوْله فِي بَاب قَوْله تَعَالَى أَو صَدَقَة قَالَ فَاحْلِقْ رَأسك أَو فِي نزلت إِنَّمَا شكّ الرَّاوِي هَل ذكر رَأسه أم لَا وَفِي بَاب دُخُول الْحرم بِغَيْر إِحْرَام وَدخل ابْن عمر النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بالإهلال كَذَا لَهُم وَعند ابْن السكن وَدخل ابْن عمر غير محرم وَهُوَ الصَّوَاب وَتَمام الْكَلَام وَفِي بَاب فضل الصَّلَاة فِي مَسْجِد مَكَّة وَالْمَدينَة سَمِعت أَبَا سعيد قَالَ سَمِعت أَرْبعا من النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَكَانَ غزا مَعَ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) ثِنْتَيْ عشرَة غَزْوَة لم يزدْ فِي هَذَا الحَدِيث وَتَمَامه بعد هَذَا بِخَمْسَة أَبْوَاب فِي بَاب مَسْجِد بَيت الْمُقَدّس وَفِي بَاب يَوْم النَّحْر وَإِنَّمَا ذكر هُنَا طرفا مِنْهُ لينبه عَلَيْهِ أَو ليكتبه بعد كَمَاله فَمَنعه مَانع وَفِي صَلَاة النَّوَافِل جمَاعَة فِي حَدِيث مَحْمُود ابْن الرّبيع عَن عتْبَان وَفِيه فَأَهْلَلْت بِحجَّة أَو عمْرَة فِي بعض الرِّوَايَات عَن الْأصيلِيّ فَأَهْلَلْت من إيلياء بِحجَّة أَو عمْرَة قَالَ الْمروزِي لَيْسَ فِي سَمَاعنَا من إيلياء
قَالَ القَاضِي رَحمَه الله تَعَالَى وثباتها الصَّوَاب لأَنهم كَانُوا قادمين من أَرض الرّوم والْحَدِيث يدل عَلَيْهِ وَفِي بَاب التَّعَوُّذ فِي صَلَاة الْكُسُوف من عَذَاب الْقَبْر فِي حَدِيث القعْنبِي عَن ملك أسقط فِي رِوَايَة الْأصيلِيّ الْقيام الرَّابِع وألحقه الْقَابِسِيّ فِي حَاشِيَة كِتَابه وَصَحَّ لِابْنِ السكن كَمَا فِي الْمُوَطَّأ وسقوطه وهم وَفِي بَاب إِذا أحرم(2/384)
جَاهِلا وَعَلِيهِ قَمِيص أَتَاهُ رجل عَلَيْهِ أثر صفرَة كَذَا لَهُم وَلابْن السكن وَعَلِيهِ جُبَّة عَلَيْهِ أثر صفرَة وَبِه يُطَابق الْبَاب وَيتم الْكَلَام وَفِي بعض النّسخ بِهِ أثر صفرَة وَهُوَ صَوَاب لَكِن لَا يُطَابق الْبَاب وَفِي بَاب فضل من تعار من اللَّيْل كَانَ بيَدي قِطْعَة استبرق فَلَا أُرِيد مَكَانا من الْجنَّة إِلَّا طارت إِلَيْهِ كَذَا لَهُم وَعند ابْن السكن طارت بِي إِلَيْهِ وَهُوَ الصَّوَاب وَفِي بَاب حج الصّبيان سَمِعت عمر ابْن عبد الْعَزِيز يَقُول للسائب بن يزِيد وَكَانَ حج بِهِ فِي ثقل النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) انْتهى الحَدِيث عِنْد جَمِيعهم وَلم يذكر مَا قَالَ لَهُ عمر وَإِنَّمَا أَرَادَ البُخَارِيّ الْحجَّة على إِثْبَات السّنة بِالْحَجِّ بالصبيان فَلَمَّا وصل إِلَى ذكرهَا من الحَدِيث قطع بَقِيَّته وَتَمَامه مَا سَمِعت فِي سُكْنى مَكَّة الحَدِيث بِتَمَامِهِ وَقد ذكره البُخَارِيّ فِي بَاب الْهِجْرَة وَفِي بَاب حج النِّسَاء قَالَ لأم سِنَان مَا مَنعك من الْحَج قَالَت أَبُو فلَان تَعْنِي زَوجهَا حج على أَحدهمَا وَالْآخر نسقي بِهِ أَرضًا لنا كَذَا لَهُم وَفِيه نقص وَتَمَامه قَالَت ناضحان كَانَا لأبي فلَان وَكَذَا ذكره فِي بَاب عمْرَة رَمَضَان وَكَذَا ذكره مُسلم بِمَعْنَاهُ وَقد ذكرنَا الْخلاف فِي رِوَايَة أَلْفَاظه فِي حرف النُّون والحاء وَفِي بَاب الْمَسَاجِد الَّتِي على طَرِيق الْمَدِينَة على أكمة غَلِيظَة لَيْسَ فِي الْمَسْجِد الَّذِي بني ثمَّ كَذَا لكافتهم وَسقط لَيْسَ لبَعض شُيُوخ أبي ذَر وسقوطها خطأ بِدَلِيل مَا بعده وَفِي بَاب لَا يدْخل الدَّجَّال الْمَدِينَة وَهُوَ محرم عَلَيْهِ أَن يدْخل نقاب الْمَدِينَة بعض السباخ الَّتِي فِي الْمَدِينَة فَيخرج إِلَيْهِ رجل كَذَا لَهُم هُنَا وَفِي كتاب الْفِتَن فِي خبر الدَّجَّال وَنقص مِنْهُ فَينزل بعض السباخ وَبِه يتم الْكَلَام كَذَا هُوَ هُنَا فِي رِوَايَة أبي الْهَيْثَم وَفِي كتاب مُسلم وَفِي الحَدِيث الآخر لَيْسَ من نقابها إِلَّا عَلَيْهِ الْمَلَائِكَة كَذَا لجميعهم وَعند ابْن السكن لَيْسَ نقب من نقابها وَهُوَ وَجه الْكَلَام وَتَصِح الرِّوَايَة الْأُخْرَى على إِضْمَار وَتَقْدِير وَفِي بَاب قَوْله وَلم تَرَ عَائِشَة بالتبان بَأْسا كمل عِنْد أَكْثَرهم وَعند أبي ذَر قَالَ البُخَارِيّ للَّذين يرحلون هودجها وَبِه تتمّ الْفَائِدَة وَفِي التَّمَتُّع بِالْحَجِّ تَمَتعنَا على عهد رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَنزل الْقُرْآن قَالَ رجل بِرَأْيهِ مَا شَاءَ كَذَا وَقع هُنَا وَتَمَامه مَا فِي كتاب التَّفْسِير وَغَيره وَنزل الْقُرْآن يَعْنِي بِالْمُتْعَةِ وَفِي نزُول النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بِمَكَّة قَالَ رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) من الْغَد يَوْم النَّحْر كَذَا الرِّوَايَة وَصَوَابه من الْغَد من يَوْم النَّحْر وَفِي بَاب طواف النِّسَاء مَعَ الرِّجَال قَالَت انطلقي عَنْك وَأَنت تخرجين متنكرات باليل كَذَا لَهُم وَعند ابْن السكن وَلم يكن يخْرجن متنكرات باليل وَهُوَ تَمام الْكَلَام وَصَوَابه وَفِي بَاب الإهلال من الْبَطْحَاء قدمنَا مَعَ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فأهللنا يَوْم التَّرويَة وَجَعَلنَا مَكَّة بِظهْر لبينا بِالْحَجِّ كَذَا للجرجاني وَهُوَ وهم وَصَوَابه مَا للكافة فأهللنا حَتَّى يَوْم التَّرويَة وَبِه يسْتَقلّ الْكَلَام وَيتم وَفِي بَاب فضل من قَامَ رَمَضَان ذكر اللَّيْلَة الثَّالِثَة فَخرج رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فصلى بِصَلَاتِهِ فَلَمَّا كَانَت اللَّيْلَة الرَّابِعَة كَذَا عِنْدهم وَصَوَابه وَفِي الْعَمَل فِي الْعشْر الْأَوَاخِر كَانَ إِذا دخل الْعشْر الْأَوَاخِر شدّ مِئْزَره كَذَا للقابسي وَعند غَيره شدّ ميزره وَكَذَا جَاءَ فِي حَدِيث ابْن قُتَيْبَة أيقظ أَهله وَرفع المئزر قَالَ ابْن قُتَيْبَة وَهَذَا من لطيف الْكِنَايَة فِي اعتزال النِّسَاء وَقد فسرنا مَعْنَاهُ فِي حرف الْهمزَة وَفِي الْجَنَائِز فِي بَاب الْأَمر باتباعها أمرنَا بِسبع ونهانا عَن سبع ثمَّ قَالَ نَهَانَا عَن آنِية الْفضة وَخَاتم الذَّهَب وَالْحَرِير والديباج والقسي والاستبرق وَلم يذكر السَّابِع هُنَا وَهِي المياثر ذكرهَا فِي بَاب الْخَاتم فِي النِّكَاح وَلم يذكر هُنَاكَ الْحَرِير وَذكرهَا أَيْضا فِي كتاب المرضي وَنقص الشّرْب فِي آنِية الْفضة وبإلحاقها تتمّ الْعدة سَبْعَة وَذكرهَا أَيْضا فِي كتاب اللبَاس نَاقِصَة وَفِي بَاب تشميت الْعَاطِس وَفِي بَاب فضل من مَاتَ(2/385)
لَهُ ولد قَوْله أَلا أدخلهُ بِفضل رَحمته إيَّاهُم كَذَا لكافة الروَاة منقوصا وَعند الْمُسْتَمْلِي أدخلهُ الله الْجنَّة وَكَانَ فِي أصل الْأصيلِيّ بِخَطِّهِ عَلَيْهِ وبثباته يَصح الْكَلَام وَيتم وَهُوَ الْمَعْرُوف فِي غير هَذَا الْكتاب وَفِي بَاب التِّجَارَة فِي الْبَحْر ذكر رجلا من بني إِسْرَائِيل خرج فِي الْبَحْر فَقضى حَاجته وسَاق الحَدِيث لم يزدْ على هَذَا وَإِنَّمَا أَتَى بِطرف مِنْهُ مُوَافقَة للتَّرْجَمَة وَترك بَاقِيه للتكرار فِي الْكتاب فِي موَاضعه وَفِي حَدِيث الْهِجْرَة قَول النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) لأبي أَيُّوب انْطلق فهيء لنا مقيلا قوما على بركَة الله كَذَا لعامة الروَاة وَعند أبي ذَر فَقَالَ قوما بِهَذَا يسْتَقلّ الْكَلَام إِن كَانَ من قَول أبي أَيُّوب للنَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَأبي بكر وَإِن كَانَ من كَلَام النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فعلى تَأْكِيد الْأَمر لَهُ أَي قُم قُم كَمَا قَالَ قفانبك
وَيَا حرسي اضربا عُنُقه وَفِي صفة جَهَنَّم فِي الْحمى فِي حَدِيث أبي حَمْزَة فَإِن رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) قَالَ من فيح جَهَنَّم كَذَا للمستملي وَبَعْضهمْ وَفِيه نقص وَعند النَّسَفِيّ وعبدوس قَالَ الْحمى من فيح جَهَنَّم وَعند البَاقِينَ قَالَ هِيَ من فيح جَهَنَّم وَفِي بَاب بيع السِّلَاح فِي الْفِتْنَة خرجنَا مَعَ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) عَام حنين فَبِعْت الدرْع فاشتريت بِهِ مخرفا كَذَا لجميعهم وَفِي أصل الْأصيلِيّ تَمام الحَدِيث عَام حنين فقتلت رجلا فَأَعْطَانِي يَعْنِي رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) سلبه فَبِعْت الدرْع ثمَّ أوقف هَذِه الزِّيَادَة وَبهَا يتم الْكَلَام وَهِي المتكررة فِي أَحَادِيث هَذِه الْأُمَّهَات وَفِي بَاب النَّهْي أَن تحفل الْإِبِل فِي حَدِيث يحيى بن بكير فَإِنَّهُ بِخَير النظرين أَن يحلبها كَذَا لَهُم وَعند ابْن السكن بعد أَن يحلبها وَهُوَ الصَّوَاب كَمَا جَاءَ فِي غير هَذَا الْموضع فِي هَذِه الْأُمَّهَات وَفِي حَدِيث وَفد بزاخة أَن أَبَا بكر قَالَ لَهُم تتبعون أَذْنَاب الْإِبِل حَتَّى يرى الله خَليفَة نبيه والمهاجرين أمرا يعذرونكم بِهِ كَذَا جَاءَ فِي الْأُم وَهُوَ طرف من الحَدِيث وَتَمَامه جَاءَ وَفد بزاخة من أَسد وغَطَفَان إِلَى أبي بكر يسألونه الصُّلْح فَخَيرهمْ بَين الْحَرْب المجلية أَو السّلم المخزية قَالُوا هَذِه المجلية عرفناها فَمَا المخزية قَالَ ننزع مِنْكُم الْحلقَة والكراع ونغنم مَا أصبْنَا مِنْكُم وتردون علينا مَا أصبْتُم منا وتودون قَتْلَانَا وَيكون قَتْلَاكُمْ فِي النَّار وتتركون أَقْوَامًا يتبعُون أَذْنَاب الْإِبِل الحَدِيث وَفِي كتاب إِخْبَار الْأَحَادِيث فِي حَدِيث عَاشُورَاء من أكل فليتم بَقِيَّة يَوْمه كَذَا للقابسي وَلابْن السكن بَقِيَّته وَكِلَاهُمَا صَحِيح وَعند الْأصيلِيّ فليتم بَقِيَّة لَيْسَ عِنْده غَيره وَكتب خَارِجا يَعْنِي يَوْمًا وَكتب عَلَيْهِ لم يكن عِنْدهمَا يَعْنِي شَيْخه الْمروزِي والجرجاني وَفِيه نقص وَصَوَابه فِي إِحْدَى الرِّوَايَتَيْنِ المذكورتين وَمَا الْحق وَفِي كتاب التَّمَنِّي من هَذَا سعد جِئْت لأحرسك نقص مِنْهُ فَقَالَ يَا رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَفِي بَاب الِاعْتِصَام فِيمَا حض عَلَيْهِ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) من اتِّفَاق أهل الْعلم سَمِعت عمر على مِنْبَر النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَتمّ الحَدِيث عِنْده وَإِنَّمَا أَتَى بِطرف من الحَدِيث نبه بِهِ على بَقِيَّته وَهُوَ قَوْله فِي الْخمر نزل تَحْرِيمهَا وَهِي من خَمْسَة الحَدِيث ثمَّ جَاءَ بعده بِحَدِيث سَمِعت عُثْمَان خَطِيبًا على مِنْبَر النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَتمّ عِنْده الحَدِيث أَيْضا واراد قَوْله هَذَا أشهر زَكَاتكُمْ الحَدِيث وَفِي التَّوْحِيد عَن عَائِشَة الْحَمد لله الَّذِي وسع سَمعه الْأَصْوَات فَأنْزل الله تَعَالَى على النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم)) قد سمع الله قَول الَّتِي تُجَادِلك فِي زَوجهَا
(هَذَا طرف من حَدِيث اخْتَصَرَهُ وَأدْخل مِنْهُ مَوضِع حَاجته وَتَمَامه فِي كتاب الْبَزَّار وَغَيره من المصنفين قَالَت عَائِشَة الْحَمد لله الَّذِي وسع سَمعه الْأَصْوَات جَاءَت خَوْلَة تَشْتَكِي زَوجهَا إِلَى النَّبِي(2/386)
(صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فخفى عَلَيْهِ أَحْيَانًا بعض مَا تَقوله فَأنْزل الله تَعَالَى وَذكر الْآيَة وَفِي بَاب كل شَيْء هَالك إِلَّا وَجهه قَالَ أَو يلْبِسكُمْ شيعًا قَالَ هَذِه أيسر كَذَا عِنْد ابْن السكن والنسفي ولغيرهما هَذَا أيسر وَسَقَطت هَذِه اللَّفْظَة عِنْد الْأصيلِيّ وَعِنْده فَقَالَ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أيسر وَرِوَايَة غَيره الصَّحِيحَة وَبهَا يسْتَقلّ الْكَلَام وَفِي بَاب ذكر النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَرِوَايَته عَن ربه حَدِيث إِذا تقرب العَبْد مني شبْرًا ذكره أَولا عَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَلم يقل عَن ربه وَتَمَامه مَا جَاءَ بعده ثمَّ قَالَ وَقَالَ مُعْتَمر سَمِعت أبي سَمِعت إنسا عَن أبي هُرَيْرَة عَن ربه تبَارك وَتَعَالَى كَذَا فِي الْأُصُول قَالَ الْأصيلِيّ عَن الْمروزِي لَيْسَ عِنْد الْفربرِي عَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم)
قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَلَيْسَ فِي هَذَا مَا يسْتَدرك على البُخَارِيّ لِأَن البُخَارِيّ إِنَّمَا ذكره أَولا عَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) مُجَردا إِلَّا من ذكر عَن ربه ثمَّ ذكر السَّنَد الآخر وَوَصله إِلَى أبي هُرَيْرَة وَأَرَادَ أَن يبين أَن فِي هَذِه الطَّرِيقَة الزِّيَادَة الَّتِي نَقصهَا من تقدمه من ذكره عَن ربه مَعَ الْمُوَافقَة فِي سَائِر الْأَحَادِيث قبل وَبعد واستغني عَن ذكر رَفعه إِلَى النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بِذكرِهِ أَولا مَرْفُوعا وَفِي بَاب وَالله خَلقكُم وَمَا تَعْمَلُونَ فَسَأَلَ عَنَّا فَقَالَ النَّفر الأشعريون وَفِي غير هَذَا الْبَاب أَيْن النَّفر الأشعريون وَهُوَ أبين وأشرح وَالْأول بِمَعْنَاهُ بِحَذْف حرف الِاسْتِفْهَام وَفِي الْبَاب آمركُم بِأَرْبَع وأنهاكم عَن أَربع سقط فِي رِوَايَة الْأصيلِيّ بِأَرْبَع أَولا وحوق عَلَيْهِ وأراها سَقَطت لأبي زيد عِنْده وثباتها الصَّحِيح وسقوطها وهم وَفِي بَاب الشَّمْس وَالْقَمَر سَابق النَّهَار يتطالبان حثيثين يخرج أَحدهمَا من الآخر وَيجْرِي كل وَاحِد مِنْهُمَا كَذَا للأصيلي بِضَم يَاء يخرج وَعند البَاقِينَ حثيثين نسلخ نخرج أَحدهمَا من الْأُخَر وَيجْرِي كل وَاحِد مِنْهُمَا وَهَذِه الرِّوَايَة أشبه لِأَن نخرج تَفْسِير نسلخ لَا تَفْسِير قَوْله وَلَا الَّيْلِ سَابق النَّهَار وَيكون قَوْله وَيجْرِي جَاءَ مُؤَخرا وَحقه أَن يكون مقدما بعد قَوْله حثيثين وَفِي ذكر الْمَلَائِكَة رفعت لي سِدْرَة الْمُنْتَهى فَإِذا كَأَنَّهُ قلل هَاجر كَذَا للأصيلي والنسفي وَعند أبي ذَر وعبدوس فَإِذا نبقها وَبِه يتم الْكَلَام وَهُوَ الْمَعْرُوف فِي غير هَذَا الْبَاب وَقَوله فِي صفة إِبْلِيس فِي حَدِيث مُحَمَّد أَن الشَّيْطَان عرض لي إِلَى قَوْله فأمكنني الله مِنْهُ فَذكره كَذَا لأبي ذَر والنسفي وعبدوس وَفِيه أشكال وَبَيَانه رِوَايَة غَيرهم فَذكر الحَدِيث وَفِي الْبَاب إِذا مر بَين يَدي أحدكُم شَيْء وَهُوَ يُصَلِّي كَذَا لكافتهم وَسقط يَدي عِنْد الْقَابِسِيّ وَهُوَ وهم وَفِي الْبَاب أفيكم الَّذِي أجاره الله من الشَّيْطَان على نبيه كَذَا لبَعض مشيخة أبي ذَر وَصَوَابه مَا للكافة على لِسَان نبيه وَفِي خبر يُوسُف فِي كتاب الْأَنْبِيَاء فَقَالَت عَائِشَة أَن أَبَا بكر رجل فَقَالَ مثله كَذَا فِي جَمِيع الْأُصُول فِي حَدِيث البُخَارِيّ عَن ربيع بن يحيى وَنقص مِنْهُ مَا جَاءَ فِي الحَدِيث قبله وَفِي غير بَاب رجل أسيف وَفِي فَضَائِل عَليّ فِي حَدِيث قُتَيْبَة لاعطين الرَّايَة غَدا يفتح الله على يَدَيْهِ كَذَا لأكْثر الروَاة وَتَمَامه رجلا وَكَذَا عِنْد أبي الْهَيْثَم والأصيلي وَبعده فِي حَدِيثه أَيْضا لَأُعْطيَن الرَّايَة أَو ليأخذن الرَّايَة غَدا يُحِبهُ الله وَرَسُوله كَذَا للأصيلي وَأَكْثَرهم وَعند النَّسَفِيّ وَأبي الْهَيْثَم رجلا وَبِه تَمَامه وَبعده فِي حَدِيث القعْنبِي هَذَا فلَان لأمير الْمَدِينَة يدعوا عليا عِنْد الْمِنْبَر كَذَا لكافتهم وَعند النَّسَفِيّ يَدْعُوك غَدا أَن تسب عليا وَكَذَا كَانَ فِي أصل الْأصيلِيّ ثمَّ حوق عَلَيْهِ وَلم يكن عِنْده غَدا وثباته الْوَجْه وَبِه يسْتَقلّ الْكَلَام وَفِي بَاب ثمن الْكَلْب رَأَيْت أبي اشْترى حجاما(2/387)
فَسَأَلته عَن ذَلِك فَقَالَ أَن رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) نهى عَن ثمن الدَّم كَذَا لَهُم وَتَمَامه لأبي الْهَيْثَم وَحده فَأمر بمحاجمة فَكسرت فَسَأَلته عَن ذَلِك وبهذه الزِّيَادَة يَسْتَقِيم الحَدِيث وَفِي بَاب استيجار الْمُشْركين عَن عَائِشَة واستأجر رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَأَبُو بكر كَذَا لَهُم وَعند ابْن السكن قَالَت اسْتَأْجر وَهُوَ أبين وَالْأول بِمَعْنَاهُ وَإِنَّمَا اخْتَصَرَهُ البُخَارِيّ من حَدِيث الْهِجْرَة بِلَفْظِهِ وَعطفه على مَا قَدمته من الحَدِيث فجَاء بالنكتة من الحَدِيث كَمَا نصت فِيهِ وعَلى رِوَايَة ابْن السكن جَاءَ بِهِ مبتدئا على الْمَعْنى ثمَّ قَالَ رجلا من بني الديل هاديا الماهر بالهداية كَذَا لَهُم وَفِيه وهم وَصَوَابه رِوَايَة ابْن السكن وَالْمُسْتَمْلِي هاديا خريثا وَهُوَ الماهر بالهداية فَهَذَا تَفْسِير لخريث لَا للهادي وَكَذَا جَاءَ لجميعهم على الصَّوَاب فِي الْبَاب بعده وَفِي غَيره من الصَّحِيحَيْنِ وَفِي الحَدِيث نَفسه فَأخذ بهم هُوَ طَرِيق السَّاحِل كَذَا لَهُم وَسقط لفظ هُوَ عِنْد ابْن السكن وسقوطها الصَّوَاب وَعِنْدِي أَن هُوَ كَانَ مخرجا فِي الْحَاشِيَة فِي قَوْله وَهُوَ الماهر بالهداية فَأدْخلهُ أُولَئِكَ هُنَا فِي غير مَوْضِعه كَمَا سقط لَهُم فِي مَوْضِعه وَفِي بَاب مقدم النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) الْمَدِينَة وَعِنْدهَا قينتان بِمَا تعازفت بِهِ الْأَنْصَار كَذَا للأصيلي وَرَوَاهُ الْمروزِي وَبَعض شُيُوخ أبي ذَر وَتَمَامه مَا لغَيرهم تُغنيَانِ بِمَا كَمَا جَاءَ فِي غير هَذَا الْبَاب وَفِي القطائع أَرَادَ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَن يقطع من الْبَحْرين فَقَالَت الْأَنْصَار حَتَّى تقطع لأخواننا الْمُهَاجِرين كَذَا هُنَا وَتَمَامه أَن يقطع للْأَنْصَار كَمَا جَاءَ مُبينًا فِي الحَدِيث الآخر بعده بِمَعْنَاهُ وَفِي غير هَذَا الْموضع وَفِي بَاب إِسْلَام سعيد بن زيد وَلَو أَن أحدا أرفض لما صَنَعْتُم بعثمان لَكَانَ كَذَا هُنَا فِي جَمِيع الرِّوَايَات لَا غير وَعند ابْن السكن لَكَانَ محقوقا وَبِه يتم الْكَلَام وَكَذَا جَاءَ بِهَذَا اللَّفْظ فِي بَاب إِسْلَام عمر لَكَانَ محقوقا أَن يرفض وَفِي آخر بَاب وجوب الْقِرَاءَة وَافْعل فِي صَلَاتك كلهَا كَذَا لأكْثر الروَاة عَن البُخَارِيّ هُنَا وَعند النَّسَفِيّ وَابْن السكن وَافْعل ذَلِك كَمَا جَاءَ فِي سَائِر الْأَحَادِيث الْأُخَر وَفِي بَاب من شهد بَدْرًا أَن مُحَمَّد بن أياس بن البكير وَكَانَ أَبوهُ شهد بَدْرًا أخبرهُ لم يزدْ هَذَا وَتَمام الحَدِيث فِي غير هَذَا الْبَاب وَإِنَّمَا احْتَاجَ مِنْهُ ذكر بدر وَمثله فِي بَاب غَزْوَة الْفَتْح أَبُو ثَعْلَبَة بن صفير وَكَانَ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) مسح وَجهه عَام الْفَتْح لم يزدْ وَتَمَامه أَن رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) قَالَ لقتلى أحد زملوهم بجراحهم وَمثله حَدِيث سِنِين بعده وَفِي بَاب مَا يكره من الشُّرُوط فَيَقُول هَذِه الْقطعَة لي وَهَذِه فَرُبمَا أخرجت ذه وَلم تخرج ذه كَذَا للأصيلي والقابسي وَرَوَاهُ غَيرهمَا وَهَذِه لَك وَبِه يتم الْكَلَام ويستقل وَقد يحْتَمل أَن يكون صَحِيحا أَي هَذِه الْقطعَة وَهَذِه لي وَبَاقِي الأَرْض لَك وَفِي بَاب حسن التقاضي مَاتَ رجل فَقيل لَهُ فَقَالَ كنت أبايع النَّاس الحَدِيث كَذَا لَهُم وَعند ابْن السكن فَقيل لَهُ مَا كنت فَقَالَ وَبِه يتم الْكَلَام وَفِي بَاب الغرفة والعلية قَول عمر أجاءت غَسَّان قَالَ لَا بل أعظم مِنْهُ وأطول فَقلت قد خابت حَفْصَة كَذَا لَهُم وَفِي كتاب ابْن السكن بعده وأطول قَالَ طلق رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) نِسَاءَهُ فَقلت وَهُوَ تَمام الحَدِيث وَكَانَ فِي غير هَذَا الْبَاب من الصَّحِيحَيْنِ على التَّمام وَالصَّوَاب وَفِي بَاب من أهْدى إِلَى صَاحبه وتحرى بعض نِسَائِهِ أَن أَزوَاج النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) دعون فَاطِمَة بنت رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فأرسلن إِلَى رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) تَقول أَن نِسَاءَك كَذَا لَهُم وَعند ابْن السكن(2/388)
فأرسلنها وَهُوَ وَجه الْكَلَام كَمَا جَاءَ فِي غير هَذَا الحَدِيث وَفِي شَهَادَة الْأَعْمَى وَكَانَ ابْن عَبَّاس يبْعَث رجلا إِذا غَابَتْ الشَّمْس أفطر كَذَا لَهُم وَلابْن السكن فَإِن قيل تَوَارَتْ الشَّمْس وَهُوَ صَوَاب الْكَلَام وَبِه يتم وَفِي النّظر إِلَى شُعُور أهل الذِّمَّة قَوْله اطلع على أهل بدر فَقَالَ اعْمَلُوا مَا شِئْتُم كَذَا هُنَا وَتَمَامه مَا فِي سَائِر الْأَبْوَاب فقد غفرت لكم وَفِي سُؤال الْحَاكِم الْمُدَّعِي أَلَك بَيِّنَة قَوْله أَلَك بَيِّنَة فَقلت لَا قَالَ قلت يَا رَسُول الله إِذا يحلف وَيذْهب بِمَالي كَذَا لَهُم وَعند النَّسَفِيّ وَابْن السكن زِيَادَة فَقَالَ لِلْيَهُودِيِّ احْلِف فَقلت إِذا يحلف وَبِه يتم الْكَلَام ويستقيم وَكَذَلِكَ جَاءَ مَعْنَاهُ فِي الْأَحَادِيث الْأُخَر وَقَوله فِيمَن أَقَامَ الْبَيِّنَة بعد الْيَمين الْبَيِّنَة العادلة أَحَق من الْيَمين كَذَا لَهُم وَتمّ الْكَلَام وَعند ابْن السكن وَأبي ذَر أَحَق من الْيَمين الْفَاجِرَة وَهُوَ تَمام الْكَلَام وَفِي حَدِيث غَزْوَة الْحُدَيْبِيَة فِي كتاب الشُّرُوط ويخلوا بيني وَبَين النَّاس فَإِن أظهر وَإِن شَاءُوا أَن يدخلُوا فِيمَا دخل فِيهِ النَّاس كَذَا لَهُم هُنَا وَفِيه نقص وَتَمَامه وَفِي كتاب الْحِيَل حَدِيث أَنكُمْ تختصمون إِلَى قَوْله فَإِنَّمَا لَهُ من النَّار كَذَا للمروزي وَلغيره فَإِنَّمَا اقْطَعْ لَهُ وَهُوَ الْمَعْرُوف فِي غير هَذَا الْبَاب وَفِي هَذِه الْأُصُول وَبِه يتم الْكَلَام ويستقل وَفِي كتاب الرُّؤْيَا ذكر الْقَيْد فِي الْمَنَام قَالَ مُحَمَّد وَهُوَ ابْن سِيرِين وَأَنا قَول هَذِه
زَاد عِنْد الْأصيلِيّ مُلْحقًا الْأمة وَفِي قتل أبي رَافع فِي حَدِيث أَحْمد بن عُثْمَان فَإِنِّي لَا أنزع حَتَّى أسمع لم يزدْ عِنْد الْأصيلِيّ وَنقص مِنْهُ الناعية وَهِي ثَابِتَة لجميعهم وَفِي بَاب الدُّعَاء بِالْجِهَادِ وَالشَّهَادَة قَول عمر أرزقني شَهَادَة فِي بلد رَسُولك كَذَا فِي جَمِيع النّسخ هُنَا وَكَمَال الرِّوَايَة وتمامها مَا وَقع فِي بَاب فضل الْمَدِينَة وارزقني شَهَادَة فِي سَبِيلك وَاجعَل موتِي فِي بلد رَسُولك وَإِن كَانَ الْمَعْنى يرجع إِلَى اتِّفَاق ومقصد وَاحِد وَفِي الْجِهَاد فِي بَاب فضل الصَّوْم فِي سَبِيل الله وَأَنه كل مَا ينْبت الرّبيع يقتل أَو يلم أكلت حَتَّى إِذا امتدت خاصرتاها كَذَا عِنْد أبي زيد وَبَعض الروَاة وَفِيه نقص وَتَمَامه عِنْد الْجِرْجَانِيّ يقتل أَو يلم حَبطًا يَعْنِي الْأكلَة الْخضر أكلت الحَدِيث وَكَذَا جَاءَ مُبينًا دون يَعْنِي فِي كتاب مُسلم وَفِي غير هَذَا الْموضع وَقَوله أَولا وَأَنه كل مَا ينْبت وَجهه وَصَوَابه وَأَنه مِمَّا ينْبت أَو أَن مِمَّا ينْبت وَكَذَا جَاءَ فِي غير هَذَا الْموضع وَفِي فضلا لخدمة فِي الْغَزْو قَول جرير رَأَيْت الْأَنْصَار يصنعون شَيْئا لَا أجد أحدا مِنْهُم إِلَّا أكرمته زَاد فِي رِوَايَة أبي أَحْمد يصنعون شَيْئا يَعْنِي بِالنَّبِيِّ (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَبِه يتم الْكَلَام ويستقل الْمَعْنى وَفِي بَاب مَا قيل فِي لِوَاء النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَن قيس بن سعد الْأنْصَارِيّ وَكَانَ صَاحب لِوَاء رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَرَادَ الْحَج فَرجل وَتمّ الحَدِيث هُنَا وقطعه وَهُوَ طرف من حَدِيث ذكر البُخَارِيّ مِنْهُ مَا يُوَافق التَّرْجَمَة وَترك بَقِيَّته فأشكل على من لم يعرف الحَدِيث حَتَّى حَار بعض الشَّارِحين فِي تَفْسِيره حيرة وتكلف لَهُ شروحا غَرِيبَة وَنَصّ الحَدِيث وَتَمَامه فَرجل أحد شقي رَأسه فَقَامَ غُلَام لَهُ فقلد هَدْيه فَنظر قيس وَقد رجل أحد شقي رَأسه فَإِذا هُوَ قد قلد هَدْيه وَأهل بِالْحَجِّ وَلم يرجل شقّ رَأسه الآخر وَإِنَّمَا اخْتَصَرَهُ البُخَارِيّ إِذْ لَيْسَ ذَلِك مُسْندًا وَإِنَّمَا هُوَ من فعل قيس ورأيه وَلَيْسَ من شَرط كِتَابه فَذكر من الحَدِيث مَا هُوَ من شَرط كِتَابه من ذكر مَا أسْند إِلَى النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) من اتِّخَاذ اللِّوَاء وَاقْتصر عَلَيْهِ من الحَدِيث دون غَيره وَقد ذكره الْحميدِي بِكَمَالِهِ كَمَا ذَكرْنَاهُ وَفِي بَاب من قتل بِأحد مازالت الْمَلَائِكَة تظله بأجنحتها حَتَّى وَتمّ(2/389)
الحَدِيث كَذَا فِي جَمِيع الرِّوَايَات عَن الْفربرِي والنسفي مبتورا إِلَّا عِنْد الْجِرْجَانِيّ فَعنده حَتَّى رفعتموه وَعند أبي الْهَيْثَم حَتَّى رفع وَفِي بَاب الْقَلِيل من الْغلُول وَيذكر عَن عبد الله بن عمر وَعَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَنه حرق مَتَاعه وَهَذَا أصح كَذَا عِنْد الْأصيلِيّ وَعند سَائِرهمْ وَلم يذكر عَن عبد الله
قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَهُوَ الصَّحِيح لِأَنَّهُ لَيْسَ فِي الحَدِيث تحريق رَحل الَّذِي وجد عِنْده وَفِي بَاب إِذا غنم الْمُسلمُونَ مَال الْمُشرك أَن ابْن عمر كَانَ على فرس يَوْم لَقِي الْمُسلمُونَ وأمير الْمُسلمين يَوْمئِذٍ خَالِد كَذَا لَهُم وَلابْن السكن بوم لَقِي الْمُسلمُونَ الْمُشْركين وأمير الْمُشْركين وَهُوَ تَمام الْكَلَام وَفِي حَدِيث أم خَالِد فَبَقيت تُرِيدُ الْقَمِيص حَتَّى ذكر كَذَا لَهُم زَاد ابْن السكن دهرا وَهُوَ تَمام الْكَلَام وَعند أبي ذَر حَتَّى إِذا ذكر لم يزدْ وَرِوَايَة ابْن السكن أشبه بِالْمَعْنَى وأليق وَقد ذَكرْنَاهُ فِي حرف الدَّال الْمُهْملَة وَفِي كتاب الْقدر اكْتُبْ لي مَا سَمِعت النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) خلف الصَّلَاة كَذَا لكافتهم وَعند الْأصيلِيّ زِيَادَة فَاعِلا وَعند ابْن السكن مَا سَمِعت النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) يَقُول خلل الصَّلَاة وَبِه يتم الْكَلَام وَيتَّجه وَفِي بَاب الْغلُول وعَلى رقبته لَهُ حَمْحَمَة كَذَا لَهُم فِي حَدِيث يحيى وَفِي آخر الْبَاب وَقَالَ أَيُّوب فرس لَهُ حَمْحَمَة وَثَبت فرس عِنْد أبي ذَر فِي الْحَدِيثين لَكِن ذكر البُخَارِيّ قَول أَيُّوب يدل على سُقُوطه من رِوَايَة غَيره وَفِي بَاب مَا ذكر من درع النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) قَوْله وَكتب لَهُ هَذَا الْكتاب وَكَانَ نقش الْخَاتم كَذَا لأكثرهم هُنَا وَعند بَعضهم وختمه وَكَانَ وَبِه يتم الْكَلَام ويستقل وَفِي بَاب الإقطاع من كَانَت لَهُ عِنْد رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) عدَّة فَليَأْتِنِي سقط عدَّة للقابسي وَثَبت لأبي ذَر وَأبي نعيم وَابْن السكن وَهُوَ الصَّوَاب وَقَوله حرم من عير إِلَى ثَوْر كَذَا فِي كتاب الْجِهَاد لِابْنِ السكن وَهُوَ تَمام الحَدِيث وَعند الْأصيلِيّ وبيض بعد عير وَعند سَائِر الروات إِلَى كَذَا قَالُوا وَذكر ثَوْر هُنَا وهم وَلذَلِك أسْقطه بَعضهم وكنى عَنهُ آخَرُونَ وَقد ذكرنَا بَيَان ذَلِك بأشبع مِمَّا هُنَا فِي بَاب الثَّاء فِي الْمَوَاضِع وَفِي بَاب أحل لي الْغَنَائِم أَو يرجعه إِلَى مَسْكَنه الَّذِي خرج مِنْهُ مَعَ أجر أَو غنيمَة كَذَا لجميعهم وَنقص مِنْهُ مَا جَاءَ فِي الْأَحَادِيث الْأُخَر فِي الصَّحِيحَيْنِ مَعَ مَا نَالَ من أجرا وغنيمة وَفِي ذكر الْمَلَائِكَة ويتعاقبون فِيكُم مَلَائِكَة ثَبت كَذَا هُنَا لِابْنِ السكن وَسقط فِيكُم لغيره وَفِيه فَيَقُول كَيفَ تركْتُم فَقَالُوا كَذَا لَهُم وَعند الْفربرِي والنسفي عَن أبي الْهَيْثَم وَابْن السكن وعبدوس تركْتُم عبَادي وبثبات هَاتين الزيادتين تَمام الْكَلَام وَصَوَابه وَكَذَا جَاءَ فِي الْأُمَّهَات الثَّلَاث غير هَذَا الْموضع وَفِي صفة الْجنَّة والمنضود الموز والمخضوض المدخر حملا الَّذِي نضد بعضه على بعض يَعْنِي من كَثْرَة حمله وَقد ذَكرْنَاهُ فِي الأوهام وَفِي سِدْرَة الْمُنْتَهى فَإِذا كَأَنَّهُ قلال هجر كَذَا لَهُم هُنَا وَصَوَابه وَإِذا نبقها وَكَذَا فِي رِوَايَة أبي ذَر والهروي وَفِي صفة إِبْلِيس قَول أبي الدَّرْدَاء فِيكُم كَذَا لَهُم وَهُوَ طرف وَتَمَامه الَّذِي أجاره الله من الشَّيْطَان كَذَا للأصيلي والْحَدِيث أكمل من هَذَا فِي غير هَذَا الْموضع من الصَّحِيحَيْنِ وَرَوَاهُ بَعضهم أفيكم على الِاسْتِفْهَام وَهُوَ وهم وَإِنَّمَا جَاءَ خَبرا وَقَول البُخَارِيّ الجذوة الْقطعَة من الْخشب لَيْسَ فِيهَا لَهب كَذَا لجَماعَة الروَاة وَسقط للأصيلي لَيْسَ وَهُوَ وهم وَزَاد النَّسَفِيّ والشهاب فِيهِ لَهب وَهُوَ صَحِيح أَيْضا وَفِي حَدِيث عبد الله بن عمر ألم أنبأ أَنَّك تقوم اللَّيْل وتصوم النَّهَار كَذَا للأصيلي وَابْن السكن وَأبي نعيم وَسقط لفظ النَّهَار عِنْد الْقَابِسِيّ وَالصَّحِيح ثباته كَمَا ثَبت فِي غير هَذَا الْموضع فِي سَائِر أَحَادِيث الصَّحِيحَيْنِ(2/390)
بِغَيْر خلاف وَفِي قصَّة الْحَبَش وهم يَلْعَبُونَ فِي الْمَسْجِد فزجرهم فَقَالَ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) لم يذكر الزاجر هُنَا وَهُوَ مَنْقُوص وَصَوَابه فزجرهم عمر وَكَذَا جَاءَ فِي سَائِر الْأَبْوَاب فِي الصَّلَاة وَالْجهَاد مُسَمّى وَقَوله وَرَأَيْت فِيهَا بقرًا وَالله خير كَذَا فِي مَوَاضِع وَتَمَامه تنحر وَكَذَا جَاءَ فِي غير هَذَا الْموضع وَقد مضى الْكَلَام على أَلْفَاظ هَذَا الحَدِيث وَمَعْنَاهُ وَتَقْيِيد إعرابه فِي موَاضعه وَفِي حَدِيث المسرف على نَفسه من رِوَايَة عبد الله بن مُحَمَّد قَالَ مَا حملك على مَا صنعت قَالَ يارب فغفر لَهُ كَذَا فِي جَمِيع النّسخ وَعند أبي الْهَيْثَم قَالَ مخافتك يَا رب وَهُوَ صَوَاب الْكَلَام وَوَافَقَ مَا فِي سَائِر الْأَحَادِيث الْأُخَر فِي هَذِه الْأُمَّهَات وَفِي أَخْبَار بني إِسْرَائِيل عَن عَائِشَة كَانَت تكره أَن يَجْعَل يَده على خاصرته فِي الصَّلَاة كَذَا لبَعْضهِم وَعند الْأصيلِيّ قَالَت كَانَ يكره على مَا لم يسم فَاعله وَبِهَذَا وَزِيَادَة قَالَت يلْحق بالمسند وعَلى الرِّوَايَة الأولى يكون مَوْقُوفا وَفِي فَضَائِل على رضى الله عَنهُ لَأُعْطيَن الرَّايَة غَدا يفتح الله على يَدَيْهِ كَذَا لَهُم وَعند الْأصيلِيّ رجلا يفتح الله وَهُوَ تَمام الْكَلَام الْمَذْكُور فِي غير هَذَا الْبَاب لَكِن البُخَارِيّ قد ذكر بعده حَدِيث قُتَيْبَة وَلَيْسَ فِيهِ رجل للْجَمِيع وَفِي بَاب هَذَا فلَان يدعوا عليا عِنْد الْمِنْبَر كَذَا لجميعهم وَفِي أصل الْأصيلِيّ يَدْعُوك أَن تسب عليا عِنْد الْمِنْبَر ثمَّ حوق عَلَيْهِ وَلم بِظَاهِر لَفظه على عَادَته سُقُوطه عِنْده للمروزي وَحده وَفِي مَنَاقِب عمار وَفِيكُمْ من آجره الله من الشَّيْطَان على لِسَان نبيه سقط لِسَان للقابسي وَهُوَ وهم ثمَّ صَححهُ وألحقه وَفِي مَنَاقِب سعد قَول النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) خَيركُمْ أَو سيدكم كَذَا لَهُم وَعند ابْن السكن وَأبي ذَر قومُوا لخيركم أَو سيدكم وَبِه يتم الْكَلَام وَهُوَ الْمَعْرُوف فِي الحَدِيث وَكَذَا ذكره مُسلم وَفِي فَضَائِل عبد الله بن سَلام أَلا تَجِيء فأطعمك سويقا وَتَمْرًا وَتدْخل فِي بَيت ثمَّ قَالَ كَذَا فِي جَمِيع النّسخ وَفِي كتاب الْأصيلِيّ بَيَاض بعد بَيت يدل على نقص وَتَمَامه فِي بَيت دخله النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَفِي صفته (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فِي حَدِيث اللَّيْث أَزْهَر اللَّوْن لَيْسَ بأبيض أمهق وَلَا بِآدَم كَذَا هُوَ صَوَاب اللَّفْظ وَهَذَا فِي أصل الْأصيلِيّ وَعند الْمروزِي وَبَعْضهمْ أَزْهَر اللَّوْن أمهق وَهُوَ خطأ لِأَن أمهق خلاف أَزْهَر قَالَ الْأصيلِيّ لَيْسَ أمهق فِي عرضة مَكَّة أَولا وَلَا آخرا وَهَذَا يدل أَن الْمروزِي لم يقرأه لَهُم لأجل الْوَهم فِيهِ وَيبين مَا قُلْنَاهُ قَوْله فِي حَدِيث ملك فِي الْأُمَّهَات الثَّلَاث لَيْسَ بالأبيض الأمهق وَلَا بِالْأدمِ وَفِي بَاب إِسْلَام سعد بن زيد وَلَو أَن أحدا أرفض للَّذي صَنَعْتُم بعثمان لَكَانَ انْتهى الحَدِيث فِي أَكثر النّسخ وَعند ابْن السكن لَكَانَ محقوقا وَبِه يتم الْكَلَام وَالْأول على الإيجاز والاختصار وَفِي تَزْوِيج عَائِشَة توفيت خَدِيجَة قبل مخرج النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) إِلَى الْمَدِينَة بِثَلَاث سِنِين فَلبث سنتَيْن أَو قَرِيبا من ذَلِك ونكح عَائِشَة كَذَا للقابسي وَابْن السكن وَسقط فَلبث سنتَيْن للأصيلي وثباته الصَّوَاب وَفِي غَزْوَة الْفَتْح عَن أنس أَقَمْنَا مَعَ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) عشرَة نقصر الصَّلَاة كَذَا الْعَامَّة الروَاة وَفِيه نقص وَعند النَّسَفِيّ بضع عشرَة وَهُوَ الصَّوَاب وَفِي كتاب عَبدُوس سبع عشرَة وَصَوَابه تسع عشرَة وَقد ذكرنَا اخْتِلَاف الرِّوَايَات فِيهِ فِي غير حَدِيث أنس فِي حرف التَّاء وَفِي الْهِجْرَة ذكر بِنَاء الْمَسْجِد قَالُوا بل نهبه لَك يَا رَسُول الله ثمَّ بناه مَسْجِدا هُوَ كَلَام مبتور وَكَذَا لعامة الروَاة وَعند أبي الْهَيْثَم فَأبى رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَن يقبله هَيْبَة حَتَّى ابتاعه مِنْهُمَا ثمَّ بناه وَفِي بَاب يَوْم بدر(2/391)
كَانَ فِي الزبير ثَلَاث ضربات إِحْدَاهُنَّ فِي
وَذكر الحَدِيث كَذَا فِي كتاب أبي زيد وَعند الْأصيلِيّ فِي عَاتِقه قَالَ الْأصيلِيّ وَانْقطع على أبي زيد من كِتَابه طبق فَلم يقر لنا من هُنَا وَفِي أصل الْأصيلِيّ وَغَيره بَقِيَّة الحَدِيث وَفِي فضل من شهد بَدْرًا فِي خبر حَاطِب وَلَا تَقولُوا لَهُ إِلَّا خيرا كَذَا لأبي الْهَيْثَم والجرجاني وَلَيْسَ للقابسي وَلَا للمروزي وَلَا لبَقيَّة شُيُوخ أبي ذَر وَفِي بَاب غَزْوَة بدر وَأخْبر أَصْحَابه يَوْم أصيبوا خبرهم كَذَا لَهُم يَعْنِي أَصْحَاب خبيب وَلابْن السكن وَأخْبر النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَبِه يتم الْكَلَام إِذْ لم يجر للنَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) قبل ذكر وَفِي الْبَاب أَن عليا كبر على سهل ابْن حنيف وَقَالَ أَنه شهد بَدْرًا كَذَا فِي جَمِيع النّسخ وَفِي بَعْضهَا بعد كبر بَيَاض وَتَمَامه كبر خمْسا وَقَالَهُ أَبُو ذَر وَغَيره وَفِي كتاب البرقاني سِتا وَكَذَا ذكره البُخَارِيّ فِي التَّارِيخ الْكَبِير تَخْصِيصًا لسابقة أهل بدر وَذكر سعيد بن مَنْصُور الْوَجْهَيْنِ وَفِي بَاب أَن عمر اسْتعْمل قدامَة بن مَظْعُون على الْبَحْرين وَكَانَ شهد بَدْرًا وَهُوَ خَال عبد الله بن عمر وَحَفْصَة لم يزدْ وَهَذَا طرف من حَدِيث طَوِيل ذكره ابْن وهب فِي موطأه وَغَيره فِي شرب الْخمر بالتأويل وحد عمر لَهُ وَفِيه سنَن كَثِيرَة أَدخل مِنْهَا البُخَارِيّ مقْصده فِيمَن شهد بَدْرًا وَنبهَ بِطرف الحَدِيث على بَقِيَّته وَفِي حَدِيث الَّذِي أَمر أَهله بحرقه فِي بَاب بني إِسْرَائِيل فِي رِوَايَة عبد الله بن هِشَام مَا حملك على مَا صنعت قَالَ يارب فغفر لَهُ كَذَا للأصيلي والقابسي وعبدوس وَأبي ذَر لَا عِنْد أبي الْهَيْثَم فَعنده زِيَادَة مخافتك يارب وَبِه يتم الْكَلَام لَكِن قَول البُخَارِيّ بعده وَقَالَ غَيره خشيتك يحْتَمل أَن الرِّوَايَة بِسُقُوط الْحَرْف وَيحْتَمل أَنَّهَا باخْتلَاف اللَّفْظ وَفِي الْبَاب بعده لم يكن بطن من قُرَيْش إِلَّا وَله قرَابَة كَذَا لَهُم وَعند ابْن السكن إِلَّا لَهُ فِيهِ قرَابَة يَعْنِي النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَبِزِيَادَة فِيهِ يسْتَقلّ الْكَلَام وَيتم وَقد تخرج رِوَايَة الْجَمَاعَة وَفِي بَاب حَدِيث بني الضير أَن الله خص رَسُوله مُحَمَّدًا (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فِي هَذَا المَال فَانْتهى أَزوَاج النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَذكر الحَدِيث بنصه وَعند الْأصيلِيّ أَن الله كَانَ وَذكر بَاقِي الحَدِيث وَتمّ عِنْده وَكَانَ سقط نَص الحَدِيث من تَمام كَلَام عمر إِلَى قَوْله فَانْتهى أَزوَاج النَّبِي على أبي زيد لسُقُوط ورقة من كِتَابه وَثَبت نَقصه عِنْد غَيره وَعند الْأصيلِيّ الحَدِيث مُعَلّق بنصه آخر الْجُزْء وَفِي قَتْلَى أحد مازالت الْمَلَائِكَة تظله بأجنحتها حَتَّى وَتمّ الحَدِيث عِنْد أبي زيد وَبعده بَيَاض وَعند الْجِرْجَانِيّ حَتَّى رفعتموه وَفِي حَدِيث الْإِفْك فِي الْمَغَازِي وَإِن كبر ذَلِك يُقَال لَهُ عبد الله بن أبي ابْن سلول كَذَا لجميعهم وَصَوَابه وَإِن مُتَوَلِّي كبر ذَلِك كَمَا جَاءَ فِي غير هَذَا الْموضع وكما نصته الْآيَة وَفِي غَزْوَة خَيْبَر مَا شبعنا حَتَّى فتحنا خَيْبَر زَاد فِي رِوَايَة الْأصيلِيّ يَعْنِي من التَّمْر وَهُوَ وَجه الْكَلَام وَقد يَصح على ظَاهر الحَدِيث أَي مَا شَبِعُوا شبعا متواليا حَتَّى فتحت خَيْبَر واقتطعوا مِنْهَا أقواتهم وَقيل كَانُوا يَوْمًا كَذَا وَيَوْما كَذَا بِقدر مَا يفتح الله ويضيق وَفِي الْبَاب أَنا لنأخذ الصَّاع من هَذَا بالصاعين بِالثَّلَاثَةِ كَذَا فِي جَمِيع رواياته إِلَّا عِنْد الْأصيلِيّ فَعنده بالصاعين والصاعين بِالثَّلَاثَةِ وَهُوَ الْمَعْرُوف فِي الحَدِيث وَقد يخرج للرواية الْأُخْرَى وَجه صَحِيح أَي وَبِالثَّلَاثَةِ لَكِن الْمَعْرُوف مَا صوبناه وَفِي فتح مَكَّة أَخْبرنِي عبد الله بن ثَعْلَبَة بن صعير وَكَانَ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) قد مسح وَجهه عَام الْفَتْح لم يزدْ وَلم يذكر مَا أخبرهُ بِهِ وَهُوَ طرف من حَدِيث أدخلهُ البُخَارِيّ وَتَمَامه أَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) قَالَ لقتلى أحد زملوهم بجراحهم فَأدْخل البُخَارِيّ هُنَا مِنْهُ مَا احْتَاجَ إِلَيْهِ فِي التَّبْوِيب أَن هَذَا مِمَّن رآ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بِمَكَّة عَام الْفَتْح وَقد ذكر حَدِيثه أَيْضا فِي بَاب الدُّعَاء للصبيان بِمثل هَذَا اللَّفْظ وأشكل مِنْهُ وأخصر فَقَالَ أَخْبرنِي عبد الله(2/392)
ابْن ثَعْلَبَة بن صَغِير وَكَانَ رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) مسح عَنهُ لم يزدْ وَتَفْسِيره مَا تقدم وَفِي غَزْوَة أَوْطَاس على سَرِير مرمل عَلَيْهِ فرَاش كَذَا فِي النّسخ وَصَوَابه مَا فِي غير هَذَا الْموضع مَا عَلَيْهِ فرَاش أَو مَا بَينه وَبَينه فرَاش وَآخر الحَدِيث يدل عَلَيْهِ وَهُوَ قَوْله قد أثر رمال السرير بظهري وجنبي وَفِي غَزْوَة سيف الْبَحْر فِي ذكر الْحُوت أطعمونا إِن كَانَ مَعكُمْ فَأَتَاهُ بَعضهم فَأَكله كَذَا لَهُم وَلابْن السكن فَأَتَاهُ بَعضهم بعضو مِنْهُ وَبِه تتمّ الْفَائِدَة وَفِي بَاب وَفد بني حنيفَة فَجعل يَقُول يَعْنِي مُسَيْلمَة إِن جعل لي مُحَمَّد من بعده كَذَا لَهُم وَلابْن السكن الْأَمر من بعده وَهُوَ صَوَاب الْكَلَام وَفِي الْوَفَاة قَول عمر حَتَّى أهويت إِلَى الأَرْض حِين سَمعه تَلَاهَا أَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) قد مَاتَ كَذَا لَهُم وَلابْن السكن وَالْمُسْتَمْلِي والحموي فَعلمت أَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) قد مَاتَ وَهُوَ أبين وَرِوَايَة الآخرين أَيْضا صَحِيحَة وَتَكون جملَة أَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) قد مَاتَ بَدَلا من الْهَاء فِي تَلَاهَا وَفِي تَفْسِير سَيَقُولُ السُّفَهَاء وَأَنه صلى أَو صلاهَا صَلَاة الْعَصْر كَذَا لَهُم وَلابْن السكن وَأَنه صلى أول صَلَاة صلاهَا صَلَاة الْعَصْر وَهُوَ الصَّوَاب وَفِي بَاب أَن الصَّفَا والمروة كُنَّا نرى من أَمر الْجَاهِلِيَّة وَعند ابْن السكن كُنَّا نرى أَنَّهُمَا وَبِه يَسْتَقِيم الْكَلَام فِي بَاب بعث على إِلَى الْيمن كنت أبْغض عليا وَقد اغْتسل فَقلت لخَالِد كَذَا هُنَا وَتَمَامه أَنه رَآهُ وَقد أَخذ جَارِيَة من الْمغنم فَوَطِئَهَا فَرَآهُ قد اغْتسل فَلَمَّا علم بذلك النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) قَالَ لَهُ أَن لَهُ فِي الْخمس أَكثر من ذَلِك وَفِي بَاب نَحن أَحَق من إِبْرَاهِيم إِذْ قَالَ رب أَرِنِي كَيفَ تحيي الْمَوْتَى كَذَا لجميعهم هُنَا إِلَّا الْأصيلِيّ فَعنده أَحَق بِالشَّكِّ من إِبْرَاهِيم على مَا فِي سَائِر أَحَادِيث الصَّحِيحَيْنِ وَقد فسر مَعْنَاهُ فِي حرف الشين وَفِي بَاب اسْتجِيبُوا لله وَلِلرَّسُولِ لأعلمنك سُورَة فِي الْقُرْآن قبل أَن تخرج كَذَا للأصيلي والقابسي وَعند الْمروزِي وَابْن السكن أعظم سُورَة وَكَذَا جَاءَ فِي غير هَذَا الْموضع فِي الْأُمَّهَات وَفِي بَاب ثَانِي اثْنَيْنِ قَول ابْن عَبَّاس فِي ابْن الزبير قارئي الْقُرْآن أَن وصلوني وصلوني من قريب وَأَن ربوني ربوني أكفاء كَذَا فِي جَمِيع النّسخ وَسقط من ذَلِك وَتركت بني عمي أَن وصلوني الحَدِيث يُرِيد بني أُميَّة لكَوْنهم من بني عبد منَاف وَكَذَا جَاءَ مُبينًا عِنْد ابْن أبي خَيْثَمَة فِي تَارِيخه وبهذه الزِّيَادَة يسْتَقلّ الْكَلَام ويستقيم ويبينه الحَدِيث الآخر بعد وَإِن كَانَ لابد لِأَن ير بني بنوا عمي وَفِي هَذَا الحَدِيث لَا حاسبن لَهُ نَفسِي مَا حاسبتها لأبي بكر وَعمر كَذَا لجميعهم وَلابْن السكن محاسبة مَا حاسبتها لأبي بكر وَبِه يتم الْكَلَام وَفِي التَّوْبَة قَول عَائِشَة لحسان لَكِن أَنْت كَذَا لجميعهم وَعند ابْن السكن زِيَادَة لَكِن أَنْت لست كَذَلِك وَكَذَا وَقع فِي غير هَذَا الْموضع وَفِي تَفْسِير النُّور قَوْله) سُورَة أنزلناها
(بيناها كَذَا فِي النّسخ وَصَوَابه أنزلنها وفرضنها بيناها فبيناها تَفْسِير فرضنها لَا أنزلناها وَيدل عَلَيْهِ قَوْله بعد وَيُقَال فرضنها أنزلنَا فِيهَا فَرَائض مُخْتَلفَة فَدلَّ على أَنه تَفْسِير آخر وَفِي تَفْسِير الْأَحْزَاب مَا عَلَيْك تعجلِي حَتَّى تَسْتَأْمِرِي أَبَوَيْك كَذَا جَاءَ هُنَا وَصَوَابه مَا ورد فِي غير هَذَا الْموضع فِي الصَّحِيحَيْنِ مَا عَلَيْك أَلا تعجلِي وَفِي خبر الْيَهُودِيَّة الَّتِي رض رَأسهَا قَوْله فأومأت برأسها فَأمر النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فرض رَأسه بَين حجرين كَذَا فِي مَوَاضِع وَتَمَامه مَا فِي غير مَوضِع فجيء بِهِ فَلم يزل بِهِ حَتَّى اعْترف وَكَذَا ذكره فِي كتاب الْوَصَايَا وَفِي سُورَة الْمُؤمن مجازها مجازي السُّور بِهَذَا ابْتَدَأَ التَّفْسِير عِنْد جمهورهم وَعند أبي ذَر قَالَ حم مجازها وَهُوَ مُرَاده وَوجه الْكَلَام وَفِي تَفْسِير وتقطعوا أَرْحَامكُم قَامَت الرَّحِم فَأخذت(2/393)
فَقَالَ مَه كَذَا للقابسي والنسفي وَأبي ذَر وَغَيرهم وَعند الْأصيلِيّ وَابْن السكن فَأخذت بحقوي الرَّحْمَن قَالَ الْقَابِسِيّ أبي أَبُو زَيْدَانَ يقْرَأ لنا هَذَا الْحَرْف
قَالَ القَاضِي رَحمَه الله تَعَالَى وَذَلِكَ لأشكاله وَمَعْنَاهُ صَحِيح مَعَ تَنْزِيه الله تَعَالَى عَن الْجَوَارِح والأشكال وأصل الحقو معقد الْإِزَار وَيسْتَعْمل فِي الْإِزَار أَيْضا وَهُوَ هُنَا على طَرِيق الِاسْتِعَارَة من الْملح فِي الطِّبّ الْمُتَعَلّق بمطلوبه من المخلوقين وَفِي سُورَة الْفَتْح سَمِعت عبد الله الْمُزنِيّ فِي الْبَوْل فِي المغتسل كَذَا لجميعهم وَعند الْأصيلِيّ فِي الْأُم زِيَادَة يَأْخُذ مِنْهُ الوسواس وَهُوَ تَمام الحَدِيث لكنه حوق عَلَيْهِ فِي كِتَابه فَكَأَنَّهُ لَا يثبت لأبي زيد وَلَا النَّسَفِيّ وَثَبت لغَيْرِهِمَا عِنْده وَفِي بَاب مَا جَاءَ فِي درع النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَن أَبُو بكر لما اسْتخْلف بَعثه إِلَى الْبَحْرين وَكتب لَهُ هَذَا الْكتاب وَكَانَ نقش الْخَاتم ثَلَاثَة أسطر فِي الحَدِيث بتر وسط وَفِي سُورَة ق فَيَضَع الرب عَلَيْهَا قدمه ثبتَتْ لَفْظَة الرب للرواة وموضعها فِي كتاب الْأصيلِيّ بَيَاض بشر وَكَذَا فِي الحَدِيث الآخر بعد حَتَّى يضع رجله سقط رجله لأكثرهم وَثَبت عِنْد الْحَمَوِيّ وَأبي إِسْحَاق واللفظان صَحِيحَانِ فِي الرِّوَايَة بِهَذِهِ الْأَلْفَاظ فَكَانَ هَذَا الْإِسْقَاط من الْمروزِي لتَركه رِوَايَة مثل هَذِه الْأَلْفَاظ المشكلة الموهمة التجسيم وَقد رُوِيَ عَن ملك كَرَاهِيَة مثل ذَلِك وَقد رُوِيَ عَنهُ فِي الْمُوَطَّأ رِوَايَة مثله وَمعنى هَذِه اللَّفْظَة فِي الحَدِيث ثَابِتَة فِي غير مَوضِع فِي الصَّحِيحَيْنِ وَقد تقدم لكَلَام عَلَيْهَا فِي حرف الْجِيم وَفِي حرف الرَّاء وَفِي سُورَة التَّحْرِيم أَن ابْن عَبَّاس قَالَ فِي الْحَرَام يكفر كَذَا لجميعهم بِكَسْر الْفَاء وَعند ابْن السكن فِي الْحَرَام يَمِين تكفر وَفِي سُورَة النَّاس أَن أَخَاك ابْن مَسْعُود قَالَ كَذَا وَكَذَا يُرِيد مَا رُوِيَ عَنهُ فِي المعوذتين أَنَّهُمَا ليستا من الْقُرْآن فاستعظم ذَاكر ذَلِك اللَّفْظ بِهِ لعَظيم القَوْل بِهِ وكني عَنهُ بِكَذَا وَكَذَا وَفِي النِّكَاح فِي بَاب قَوْله وربائبكم اللَّاتِي فِي حجوركم قلت بَلغنِي أَنَّك تخْطب قَالَ ابْنة أبي سَلمَة قلت نعم كَذَا للأصيلي والقابسي وَغَيرهمَا وَعند ابْن أبي صفرَة عَن الْقَابِسِيّ بَلغنِي أَنَّك تخْطب بنت أبي سَلمَة قَالَ بنت أبي سَلمَة قلت نعم الحَدِيث وَهُوَ الصَّوَاب وَكَذَا جَاءَ فِي غير هَذَا الْموضع من الصَّحِيحَيْنِ وَهُوَ وَجه الْكَلَام وَفِي الحَدِيث نَفسه إِذْ تكَرر بعد فِي بَاب وَإِن تجمعُوا بَين الْأُخْتَيْنِ وأوجه من شركني فِي خير فَقَالَ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) تَمَامه فِي خير أُخْتِي كَمَا جَاءَ فِي غير هَذَا الْموضع من الصَّحِيحَيْنِ وَفِي بَاب نِكَاح الْمُتْعَة فَإِن أحبا أَن يتزايدا أَو يتشاركا كَذَا لَهُم وَعند الْأصيلِيّ فَإِن أحبا أَن يتشاركا وَهُوَ وَجه الْكَلَام وَفِي بَاب الصُّفْرَة للمتزوج فِي خبر وَلِيمَة زَيْنَب فرآ رجلَيْنِ لَا أَدْرِي أخْبرته كَذَا للأصيلي وَلغيره فرآ رجلَيْنِ فَرجع لَا أَدْرِي أخْبرته وَفِي موعظة الرجل ابْنَته فِي قَول عمر لَا يغرنك إِن كَانَت جارتك أوضأ مِنْك إِلَى النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كَذَا لَهُم وَتَمَامه مَا جَاءَ فِي غير هَذَا الْموضع وَأحب إِلَى النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كَمَا جَاءَ فِي غير هَذَا الْموضع وَكَانَ هَذَا الْحَرْف فِي أصل الْأصيلِيّ مَضْرُوبا عَلَيْهِ وَفِيه فوَاللَّه مَا رَأَيْت فِيهِ مَا يرد الْبَصَر كَذَا لَهُم وللأصيلي فِيهِ شَيْئا يرد الْبَصَر وَبِه يتم الْكَلَام كَمَا جَاءَ لفظا وَمعنى فِي غير هَذَا الْموضع وَفِي هِجْرَة النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) نِسَاءَهُ وَيذكر عَن مُعَاوِيَة بن حبرَة رَفعه غير أَلا تهجر وَلم يزدْ على هَذَا عِنْد بعض الروَاة وَأرَاهُ كَذَا عِنْد الْقَابِسِيّ وَبَعض شُيُوخ أبي ذَر وَهُوَ طرف من حَدِيث ذكره النَّسَائِيّ وَغَيره وَزَاد فِي رِوَايَة الْأصيلِيّ وَابْن السكن وَالْمُسْتَمْلِي غير أَلا تهجر(2/394)
إِلَّا فِي الْبَيْت وَفِي بَاب من أجَاز طَلَاق الثَّلَاث وَقَالَ الشّعبِيّ تَرثه وَقَالَ ابْن شبْرمَة تتَزَوَّج إِذا انْقَضتْ الْعدة قَالَ نعم قَالَ أَرَأَيْت إِن مَاتَ الزَّوْج الآخر فَرجع
فِيهِ اختلال وَالْكَلَام أَولا لإِبْرَاهِيم كَذَا حَكَاهُ عَنهُ سعيد بن مَنْصُور قَالَ فَقَالَ لَهُ ابْن شبْرمَة أَرَأَيْت إِن مَاتَ الآخر فَرجع وَفِي بَاب التَّعَرُّض بِنَفْي الْوَلَد قَالَ هَل من إبل كَذَا لَهُم وَفِي أصل الْأصيلِيّ هَل لَك من إبل وَهُوَ تَمام الْكَلَام وَالْمَعْرُوف فِي غير هَذَا الْموضع فِي الصَّحِيحَيْنِ وَفِي بَاب أولات الْأَحْمَال فِي حَدِيث سبيعة وَأَن أَبَا السنابل خطبهَا فَأَبت أَن تنكحه فَقَالَت وَالله مَا يصلح أَن تنكحيه حَتَّى تعتدي آخر الْأَجَليْنِ كَذَا لجميعهم إِلَّا ابْن السكن فَعنده قَالَ مَكَان فَقَالَت وَهُوَ الصَّوَاب والْحَدِيث مبتور نقص مِنْهُ قَوْلهَا فنفست بعد لَيَال فَخَطَبَهَا أَبَوا السنابل وَرجل شَاب فحطت إِلَى الشَّاب وأبت أَن تنْكح أَبَا السنابل فَقَالَ الحَدِيث وَفِي الضَّحَايَا فِي الذّبْح فِي الصَّلَاة فَلَا أَدْرِي بلغت الرُّخْصَة أم لَا كَذَا هُنَا لَهُم وَعند ابْن السكن زِيَادَة غَيره أم لَا وَهُوَ تَمام الحَدِيث وَوَجهه وَفِي بَاب مَا يُؤْكَل من الضَّحَايَا أَن أَبَا سعيد كَانَ غَائِبا فَقدم إِلَيْهِ لحم وَعند ابْن السكن فَقدم وَهُوَ وَجه الْكَلَام وَصَوَابه وَفِي بَاب الدَّوَاء بالعسل أَن الرجل أَتَى النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فَقَالَ أَن أخي اشْتَكَى بَطْنه قَالَ اسْقِهِ عسلا ثمَّ أَتَى الثَّالِثَة كَذَا هُنَا وَسقط ذكر الثَّانِيَة وَهِي مَذْكُورَة فِي غير هَذَا الْموضع وَفِي الشُّرُوط فِي الْمكَاتب وَقَالَ عمر أَو ابْن عمر كل شَرط خَالف كتاب الله فَهُوَ بَاطِل كَذَا لأبي ذَر والقابسي والمروزي وَعند النَّسَفِيّ وَقَالَ ابْن عمر لَا غير وَعند الْأصيلِيّ وَقَالَ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَعمر وَابْن عمر وَهُوَ الْأَشْبَه وَفِي التَّوْحِيد اختصمت الْجنَّة وَالنَّار فَقَالَت الْجنَّة يارب مَا لَهَا لَا يدخلهَا إِلَّا ضعفاء النَّاس وَسَقَطهمْ وَقَالَت النَّار فَقَالَ للجنة كَذَا فِي جَمِيع النّسخ وَتَمَامه قَالَت النَّار مَالهَا وَفِي مسح الراقي شِفَاء لَا يُغَادر كَذَا للأصيلي والقابسي لَا غير وَعند ابْن السكن سقما وَبِه يتم الْكَلَام وَكَذَا جَاءَ فِي هَذَا الْموضع من الصَّحِيحَيْنِ وَغَيرهمَا وَفِي أصل الْأصيلِيّ يَعْنِي سقما ثمَّ حوق عَلَيْهِ وَفِي كتاب المرضى كالخامة من الزَّرْع تفيئها مرّة وتعد لَهَا مرّة كَذَا هُنَا وَفِي غير هَذَا الْموضع من الصَّحِيحَيْنِ يفيئها الرّيح وَهُوَ تَمام الْكَلَام وَصَوَابه وَذكره فِي بَاب كَفَّارَة الْمَرِيض فَقَالَ فَإِذا اعتدلت تكفا بالبلاء وَصَوَابه فَإِذا سكنت اعتدلت ثمَّ يكون قَوْله تكفار جوعا إِلَى وصف الْمُسلم وَكَذَا ذكره فِي التَّوْحِيد بِهَذَا اللَّفْظ وَقَالَ فِي الْمُؤمن يكفا بالبلاء وَقد فسرناه فِي الْكَاف وَفِي عِيَادَة الْمَرِيض أمرنَا بِسبع ونهانا عَن سبع نَهَانَا عَن خَاتم الذَّهَب وَلبس الْحَرِير والديباج والاستبرق وَعَن القسي والميثرة ذكر سِتا فَقَط وَالسَّابِع الشّرْب فِي آنِية الْفضة ذكره فِي غير مَوضِع فِي هَذَا الحَدِيث وَغَيره وَجَاء بِهِ كَامِل الْعدَد وَقد ذَكرْنَاهُ أَيْضا فِي الْجَنَائِز بعد سِتا وَلم يذكر الميترة وَقد ذَكرْنَاهُ قبل وَذكرهَا هُنَا من المأمورات السَّبع أَن يتبع الْجَنَائِز وَيعود المرضى ويفشي السَّلَام لم يزدْ على الثَّلَاث وَذكر فِي مَوضِع تشميت الْعَاطِس وَلم يذكر السَّلَام فِي مَوضِع آخر وَقد جَاءَت كَامِلَة الْعدَد عِنْده فِي الْجَنَائِز وَفِي كتاب السَّلَام وَفِي بَاب إِذا قتل بِحجر قَوْله فلَان قَتلك فخفضت رَأسهَا فَدَعَا بِهِ أَي رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فَقتله بَين الحجرين تَمَامه فِي الْبَاب قبله فَلم يزل بِهِ حَتَّى أقرّ وَفِي العيادة فِي خبر ابْن أبي ابْن سلول فَلَمَّا رآ ذَلِك بِالْحَقِّ كَذَا هُنَا وَفِي غير هَذَا الْموضع فِي الصَّحِيحَيْنِ رد الله وَهُوَ تَمام الْكَلَام وَبَيَانه وَقد يكون الأول بِضَم الرَّاء على مَا لم يسم فَاعله وَفِي بَاب الردف على(2/395)
الْحمار وَأمره أَن يَأْتِي بمفتاح الْبَيْت فَفتح وَدخل رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَأُسَامَة وبلال وَعُثْمَان كَذَا لكافتهم وَسقط عِنْد الْأصيلِيّ وَدخل وَالصَّوَاب إثْبَاته وَفِي بَاب الْخمس قَول عمر لعَلي وعباس أنشدكما أتعلمون أَن رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) الحَدِيث كَذَا لأكثرهم وَعند الْأصيلِيّ يَعْنِي بِاللَّه الَّذِي بِإِذْنِهِ تقوم السَّمَاء وَالْأَرْض ثمَّ حوق عَلَيْهِ وَكَذَا جَاءَ فِي أول الحَدِيث وَفِي مُسلم وَبِه يسْتَقلّ الْكَلَام وَفِي بَاب الأثمد والكحل فَإِذا مر كلب رمت بَعرَة كَذَا هُنَا وَفِي غير هَذَا الْموضع تمسحت بِهِ ثمَّ رمت بَعرَة وَهُوَ الْمَعْرُوف وَهُوَ الصَّوَاب وَفِي كتاب الْفِتَن فِي خبر الشَّمْس فَإِذا طلعت وَرَآهَا النَّاس أَجْمَعِينَ كَذَا للأصيلي والقابسي وعبدوس والنسفي وَعند أبي ذَر وَابْن السكن آمنُوا أَجْمَعِينَ وَهُوَ صَوَاب الْكَلَام وَفِي بَاب من خرج من أَرض لَا تلايمه قلت أَنْت سمعته يحدث سَعْدا وَلَا يُنكره وَتمّ الحَدِيث عِنْد كافتهم إِلَّا ابْن السكن فَزَاد قَالَ نعم وَبِه يتم الْكَلَام وَفِي بَاب لبس الْقَمِيص قَول عمر أَلَيْسَ قد نهاك الله أَن تصلي على الْمُنَافِقين فَقَالَ) اسْتغْفر لَهُم أَو لَا تستغفر لَهُم
(الْآيَة فَنزلت وَلَا تصل على أحد مِنْهُم مَاتَ الْآيَة سقط مِنْهُ قَول النَّبِي لَهُ أَن الله خيرني فَقَالَ اسْتغْفر لَهُم أَولا تستغفر لَهُم الحَدِيث كَمَا جَاءَ فِي غير هَذَا الْموضع فِي الصَّحِيحَيْنِ وَفِي بَاب البقيع هَاجر إِلَى الْحَبَشَة من الْمُسلمين الحَدِيث وَتَمَامه رجال من الْمُسلمين وَفِي بَاب مَا كَانَ يتَّخذ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) من اللبَاس والبسط حَدِيث عمر وَقَول أم سَلمَة لَهُ دخلت بَين رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وأزواجه فَردته وَكَانَ رجل من الْأَنْصَار كَذَا لَهُم وَفِي بَاب القرط للنِّسَاء وَقَول ابْن عَبَّاس أمرهن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فرأيتهن كَذَا للأصيلي وَغَيره يُرِيد أمرهن بِالصَّدَقَةِ وَكَذَا جَاءَ فِي غير هَذَا الْموضع فِي الصَّحِيحَيْنِ وَفِي الْأَدَب فِي بَاب لَا يسخر قوم من قوم لم يضْرب أحدكُم امْرَأَته ضربا ثمَّ لَعَلَّه يعانقها كَذَا لَهُم وَلابْن السكن ضرب العَبْد وللأصيلي ضرب يَعْنِي الْفَحْل وَفِيه فِي قَول الْمُفطر فِي رَمَضَان فوالذي نَفسِي بِيَدِهِ مَا بَين طنبي الْمَدِينَة وَتمّ الْكَلَام فِي الأَصْل وَخرج الْأصيلِيّ فِي حَاشِيَته يَعْنِي أفقر من أهل بَيْتِي وَذكر بَقِيَّة الحَدِيث ثمَّ حوق عَلَيْهِ وَعند ابْن السكن يَعْنِي أحْوج مني وَذكر بَقِيَّة الحَدِيث بِلَفْظ آخر وَهَذِه الزِّيَادَات كلهَا صَحِيحَة جَاءَت بِهَذِهِ الْأَلْفَاظ وَمَعْنَاهَا فِي غير هَذَا الْبَاب فِي الْأُمَّهَات الثَّلَاث وَفِي حَدِيث على وَفَاطِمَة إِلَّا أَن يُرِيد ابْن أبي طَالب وَتمّ الْكَلَام عِنْدهم زَاد ابْن السكن أَن يُطلق فَاطِمَة وَهُوَ تَمَامه كَمَا جَاءَ فِي غير هَذَا الْبَاب فِي الصَّحِيحَيْنِ وَفِي حَدِيث السَّقِيفَة فِي كتاب الْحُدُود وَأَنْتُم معشر الْمُهَاجِرين رَهْط كَذَا لَهُم وَزَاد فِي رِوَايَة ابْن السكن منا وَفِي بَاب النّذر أَن أحدكُم يجمع فِي بطن أمه أَرْبَعِينَ يَوْمًا ثمَّ علقَة مثل ذَلِك كَذَا هُنَا وَفِي بَاب وَكَانَ أَمر الله قدرا مَقْدُورًا إِن كنت لَا أرى الشَّيْء قد نَسِيته فاعرف مَا يعرف الرجل إِذا غَابَ عَنهُ فَرَآهُ فَعرفهُ كَذَا لَهُم وَلابْن السكن كَمَا يعرف الرجل الرجل إِذا غَابَ عَنهُ فَرَآهُ فَعرفهُ وَفِي بَاب لَا مَانع لما أعْطى الله اكْتُبْ إِلَى مَا سَمِعت النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) يَقُول خلف الصَّلَاة فأملي على كَذَا لَهُم وَسقط عِنْد الْأصيلِيّ يَقُول وَهُوَ وهم وَعِنْده خلف الصَّلَاة وَفِي بَاب بعثت أَنا والساعة فَإِذا طلعت يُرِيد الشَّمْس من مغزبها فرآها النَّاس أَجْمَعُونَ فَذَلِك حِين لَا ينفع نفسا إيمَانهَا كَذَا لَهُم وَعند أبي ذَر فرآها النَّاس آمنُوا أَجْمَعُونَ وَكَذَا أَيْضا جَاءَ فِي بَاب طُلُوع الشَّمْس من مغْرِبهَا فَإِذا طلعت آمنُوا أَجْمَعُونَ وَهُوَ تَمام الْكَلَام وَصَوَابه فِي الْمَوْضِعَيْنِ(2/396)
وَفِي بَاب الْجنَّة وَالنَّار فِي حَدِيث قُتَيْبَة يدْخل من أمتِي سَبْعُونَ ألفا وَسَبْعمائة ألف كَذَا للأصيلي وللقابسي سَبْعُونَ ألفا ثمَّ قَالَ يدْخل أَوَّلهمْ حَتَّى يدْخل آخِرهم كَذَا للمروزي والجرجاني وَصَوَابه مَا لغيره لَا يدْخل اولهم حَتَّى يدْخل آخِرهم أَي أَنهم يدْخلُونَ صفا وَاحِدًا كَمَا جَاءَ فِي غير هَذَا الْموضع وكما قَالَ فِي الحَدِيث نَفسه متماسكون آخذ بَعضهم بِبَعْض وَجَاء فِي بَاب قبله فِي حَدِيث معَاذ حَتَّى يدْخل آخِرهم وأولهم وَفِي بَاب كَيفَ كَانَت يَمِين النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَرَأَيْتُم إِن كَانَت أسلم وغفار خيرا من تَمِيم وعامر بن صعصعة وغَطَفَان وَأسد خابوا وخسروا قَالُوا فَقَالَ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ الحَدِيث كَذَا لَهُم وَفِيه وهم وَسقط أَو تَقْدِيم وَتَأْخِير فَأَما أَن يكون قَالُوا مقدما على خابوا وخسروا كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيث فِي غير موضه وَهُوَ الصَّوَاب وَالْوَجْه فَكتب فِي غير مَوْضِعه وَقيل بِإِسْقَاط بعد قَالُوا وَفِي آيَة الْحجاب فَأخذ كَأَنَّهُ يتهيأ للْقِيَام فَلم يقومُوا فَلَمَّا رآ قَامَ كَذَا للنسفي وَأبي ذَر والقابسي وَعند الْأصيلِيّ وَابْن السكن فَلَمَّا رآ ذَلِك قَامَ وبثبوتها يَصح الْكَلَام ثمَّ قَالَ بعده فَلَمَّا قَامَ قَامَ من قَامَ من الْقَوْم كَذَا لَهُم بتكرير قَامَ ثَلَاث مرار الأول النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَهُوَ الصَّوَاب وَعند النَّسَفِيّ فَلَمَّا قَامَ من قَامَ وَلَيْسَ بِشَيْء وَعند الْقَابِسِيّ فَلَمَّا قَامَ قَالَ من قَامَ وَهُوَ خطأ وعَلى الصَّوَاب جَاءَ فِي غير هَذَا الْموضع فَلَمَّا رآ ذَلِك قَامَ فَلَمَّا قَامَ من قَامَ وَبَقِي ثَلَاثَة وَذكره فِي سُورَة الْأَحْزَاب فَلَمَّا قَامَ من قَامَ مرَّتَيْنِ وَالْأول الصَّوَاب ثَلَاثًا وَفِي الاستيذان وَكَانَ ابْن عمر يكره أَن يقوم الرجل من مَجْلِسه ثمَّ يجلس مَكَانَهُ كَذَا لَهُم وَفِي أصل الْأصيلِيّ أَن يقوم الرجل للرجل ثمَّ خطّ على الكلخة الثَّانِيَة خطين وبثباتها تصح الْمَسْأَلَة إِلَّا أَن يضْبط يجلس بِضَم الْيَاء وَكسر اللَّام فَيخرج على الْمَعْنى الأول أَي يجلس فِيهِ غَيره وَقَوله فِي بَاب من ألْقى إِلَيْهِ وسَادَة أما يَكْفِيك من كل شهر ثَلَاثَة أَيَّام قَالَ خمْسا كَذَا للأصيلي والنسفي وَتَمَامه مَا لغَيْرِهِمَا قلت يَا رَسُول الله قَالَ خمْسا وَبعده للْجَمِيع قلت يَا رَسُول الله قَالَ سبعا وَكَذَا بَقِيَّة الحَدِيث وَقَوله فِي كتاب الرَّقَائِق خطّ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) خطا مربعًا وَخط خطا فِي الْوسط خَارِجا مِنْهُ وَخط خُطُوطًا صغَارًا إِلَى هَذَا الَّذِي فِي الْوسط من جَانِبه الَّذِي فِي الْوسط فَقَالَ هَذَا الْإِنْسَان وَهَذَا أَجله مُحِيط بِهِ وَهَذَا الَّذِي هُوَ خَارج مِنْهُ أمله وَهَذِه الصغار الْأَعْرَاض كَذَا عِنْدهم وفيهَا تلفيف وتكرار وَنقص واتفاقه مَا وَقع فِي كتاب التِّرْمِذِيّ قَالَ خطّ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) خطأ مربعًا وَخط فِي وسط الْخط خطا وخارج الْخط خطا وحول الْخط الَّذِي فِي الْوسط خُطُوطًا وَذكر الحَدِيث وَبِهَذَا يَصح التَّمْثِيل ويرتفع الأشكال وَفِي بعث النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَبَا عُبَيْدَة يَأْتِي بجزيتها كَذَا للأصيلي وَصَوَابه مَا للْجَمَاعَة إِلَى الْبَحْرين يَأْتِي وَفِي بَاب الْقَصْد والمداومة وَإِن أحب الْأَعْمَال إِلَى الله وَإِن قل كَذَا لَهُم وَعند ابْن السكن أدومها وَهُوَ الصَّحِيح الْمَعْرُوف المتكرر فِي غير هَذَا الْموضع من الْأُمَّهَات وَفِي بَاب الْبكاء من خشيَة عَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) يظلهم الله رجل ذكر الله كَذَا لَهُم هُنَا وَعند أبي نعيم سَبْعَة يظلهم الله مِنْهُم رجل الحَدِيث الْمَعْرُوف بثبات سَبْعَة وَفِي التَّوْحِيد فِي حَدِيث قبيصَة بعث النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فَقَسمهَا بَين أَرْبَعَة كَذَا فِي سَائِر النّسخ وَعند النَّسَفِيّ يَعْنِي عليا فَذهب فَقَسمهَا وَكَذَا جَاءَ مُفَسرًا فِي الحَدِيث بعده وَفِي كتاب الْفِتَن بعد بَاب خُرُوج النَّار فِي حَدِيث مُسَدّد فَسَيَأْتِي زمَان يمشي بِصَدَقَتِهِ فَلَا يجد من يقبلهَا كَذَا فِي النّسخ هُنَا وَتَمام الْكَلَام يمشي الرجل كَمَا فِي غير هَذَا الْموضع فِي الصَّحِيحَيْنِ وَفِي بَاب الشَّهَادَة عِنْد الْحَاكِم فِي حَدِيث أبي قَتَادَة فِي السَّلب(2/397)
وَقَالَ لي عبد الله بن صَالح فَقَامَ إِلَى كَذَا للنسفي والهروي وَعند الْأصيلِيّ فَقَامَ إِلَى من لَهُ بَيِّنَة وَهُوَ الصَّوَاب وَله جلب البُخَارِيّ هَذِه الزِّيَادَة لمخالفتها الحَدِيث الأول قبله وَفِي بَاب التَّمَنِّي من هَذَا قيل سعد يَا رَسُول الله جِئْت لَا حرسك نقص مِنْهُ فَقَالَ يَا رَسُول الله وَفِي بَاب رَحْمَتي سبقت غَضَبي اختصمت الْجنَّة وَالنَّار إِلَى ربهما فَقَالَت الْجنَّة وَذكر الحَدِيث ثمَّ قَالَ وَقَالَت النَّار للجنة وَذكر الحَدِيث وَنقص مِنْهُ قَول النَّار مَالِي لَا يدخلني وَفِي بَاب الْمَشِيئَة والإرادة كَانَ إِذا جَاءَهُ صَاحب الْحَاجة قَالَ اشفعوا توجروا سقط قَالَ للقابسي وللأصيلي وَهُوَ وهم وَثَبت للنسفي وَبِه يتم الْكَلَام وَفِي بَاب أنزلهُ بِعِلْمِهِ لَا تجْهر بصلاتك حَتَّى يسمع الْمُشْركُونَ وَلَا تخَافت فَلَا تسمعهم كَذَا للأصيلي وَالصَّوَاب رِوَايَة غَيره وَلَا تخَافت عَن أَصْحَابك فَلَا تسمعهم وَفِي بَاب يُرِيدُونَ أَن يبدلوا كَلَام الله عَن أبي زرْعَة عَن أبي هُرَيْرَة فَقَالَ هَذِه خَدِيجَة كَذَا للكافة وَعند الْأصيلِيّ بعد أبي هُرَيْرَة وَقَالَ كَذَا فِي كتاب الْفربرِي وَعند ابْن السكن قَالَ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وكل ذَلِك نقص وَإِسْقَاط وَصَوَابه مَاله فِي كتاب الْفَضَائِل قَالَ أَتَى جِبْرِيل النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فَقَالَ هَذِه خَدِيجَة وَفِي الْبَاب عَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) قَالَ أَعدَدْت لعبادي الصَّالِحين تَمَامه قَالَ قَالَ الله تَعَالَى وَكَذَا جَاءَ فِي غير هَذَا الْموضع من الصَّحِيحَيْنِ وَفِي الصَّلَاة فِي بَاب فَخُذُوا بنصول النبل فِي الْمَسْجِد سُفْيَان قلت لعمر أسمعت جَابر بن عبد الله يَقُول مر رجل فِي الْمَسْجِد مَعَه سِهَام فَقَالَ لَهُ رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) امسك بنصالها كَذَا لجميعهم هُنَا وَصَوَابه قَالَ نعم وَبِه يتم الْكَلَام وَيَأْتِي جَوَاب السُّؤَال وَإِلَّا لم يفد السُّؤَال شَيْئا بِغَيْر جَوَاب وعَلى الصَّوَاب ذكر فِي الْفِتَن وَفِي نوم الرجل فِي الْمَسْجِد رَأَيْت سبعين من أَصْحَاب الصّفة مَا مِنْهُم من عَلَيْهِ رِدَاء أما أزار وَإِمَّا كسَاء قد ربطوا فِي أَعْنَاقهم فَمِنْهَا مَا بلغ الثدي كَذَا فِي جَمِيع نسخ البُخَارِيّ وَمَعْنَاهُ رابطوا ذَلِك أَو رابطوها كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث الآخر عاقدي أزرهم على أَعْنَاقهم وَفِي بَاب أَيَّام الْجَاهِلِيَّة فَقدم رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَأَصْحَابه رَابِعَة مهلين بِالْحَجِّ كَذَا فِي جَمِيع النّسخ وَمَعْنَاهُ صَبِيحَة رَابِعَة وَفِي أصل الْأصيلِيّ صبح رَابِعَة ثمَّ حوق على صبح تحويقة وَاحِدَة فَدلَّ على ثباته للجرجاني على عَادَته فِي الضَّبْط لكَاتبه عَن شَيْخه وثباته أبين وَفِي فضل السُّجُود كَمَا تنْبت الْحبَّة فِي حميل كَذَا للأصيلي لَا غير وَلغيره فِي حميل السَّيْل كَمَا جَاءَ فِي سَائِر الْأَبْوَاب وَفِي بَاب وأقسموا بِاللَّه جهد أَيْمَانهم لله مَا أَخذ وَله مَا أعْطى وكل شَيْء عِنْده مُسَمّى كَذَا لَهُم وَتَمَامه إِلَى أجل مُسَمّى وَكَذَا جَاءَ فِي غير هَذَا الْموضع وَفِي بَاب إِذا حنث نَاسِيا أَن أَبَيَا سمع رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) لَا توآخذني بِمَا نسيت كَذَا لَهُم وَعند النَّسَفِيّ والهروي قَالَ لَا توآخذني وَبِه يتم الْكَلَام وَفِي الْفَرَائِض فِي ابْني الْعم أَحدهمَا أَخ لأم قَالَ على للزَّوْج النّصْف وللأخ من الْأُم السُّدس وَمَا بَقِي بَينهمَا سقط بَقِي للأصيلي وسقوطه يخْتل بِهِ الْكَلَام وَفِي بَاب هَدِيَّة الْمُشْركين حَدِيث أَسمَاء قدمت على أُمِّي وَهِي مُشركَة فِي عهد رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فاستفتيت رَسُول (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فاصل أُمِّي قَالَ نعم كَذَا للمروزي وَلغيره زِيَادَة فَقلت يَا رَسُول الله وَهِي راغبة قَالَ نعم وَقد فسرنا راغبة وَفِي غير هَذَا الْبَاب من الصَّحِيحَيْنِ قلت قدمت على أُمِّي وَهِي راغبة وَهَذَا أتم وأوجه فِي الْكَلَام وَفِي بَاب من ذهب بِالصَّبِيِّ ليدعى لَهُ فَنظر إِلَى خَاتم بَين كَتفيهِ كَذَا للأصيلي والقابسي ولغيرهما خَاتم النبوءة وَكَذَا جَاءَ فِي غير هَذَا الْبَاب وَفِي حَدِيث أبي بكر وأضيافه وَالله لَا أطْعمهُ أبدا فوَاللَّه مَا كُنَّا نَأْخُذ من لقْمَة إِلَّا رَبًّا من أَسْفَلهَا أَكثر مِنْهَا كَذَا جَاءَ فِي كتاب الصَّلَاة فِي بَاب(2/398)
السمر مَعَ الضَّيْف وَفِيه نقص فِيمَا بَين أبدا إِلَى الْقسم مَذْكُور مُكَرر فِي الْأَحَادِيث وَبِه يسْتَقلّ الْكَلَام وتنفهم فَائِدَته وَفِي بَاب الْغسْل بعد الْحَرْب وَالْغُبَار لما رَجَعَ يَوْم الخَنْدَق وَوضع اغْتسل كَذَا لَهُم وَعند ابْن السكن وَوضع لأمته وَفِي بَاب القديد عَن عَائِشَة قَالَت مَا فعله إِلَّا فِي عَام وجاع النَّاس حذف مِنْهُ ذكر النَّهْي عَن ادخار لُحُوم الْأَضَاحِي وَفِي غَزْوَة ذَات السلَاسِل عَن أبي عُثْمَان هُوَ النَّهْدِيّ أَن رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بعث عَمْرو بن العَاصِي على جَيش ذَات السلَاسِل قَالَ فَأَتَيْته قَائِل ذَلِك هُوَ عَمْرو بن العَاصِي وَفِي الْكفَالَة قَوْله فِي حَدِيث حَمْزَة الْأَسْلَمِيّ فِي الَّذِي وَقع على جَارِيَة امْرَأَة فَأخذ حَمْزَة من الرجل كفلاء حَتَّى قدم على عمر وَكَانَ عمر قد جلده مائَة فَصَدَّقَهُمْ وعذره بالجاهلية كَذَا فِي جَمِيع النّسخ وَهُوَ مبتور وَتَمَامه أَن حَمْزَة أَرَادَ رجمه فَقَالَ لَهُ أهل المَاء أَن عمر جلده وَلم يَرْجُمهُ فَأخذ عَلَيْهِ حَمْزَة كفلاء وَذكر الحَدِيث وَهُوَ معنى قَوْله صدقهم أَي أهل المَاء فِيمَا قَالُوهُ لَهُ عَن عَمْرو فِي بَاب الأخاء وَالْحلف قدم علينا عبد الرَّحْمَن فئاخى النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بَينه وَبَين سعد بن الرّبيع فَقَالَ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أولم وَلَو بِشَاة بتر بَين اللَّفْظَيْنِ مَا كَانَ من زواجه وَظُهُور الصُّفْرَة عَلَيْهِ وسؤال النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) اياه كَمَا نَص فِي غير هَذَا الْبَاب وَفِي كتاب التَّوْحِيد فِي بَاب تعرج الْمَلَائِكَة وَالروح بعث على النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) قَالَ بعث إِلَى النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فَقَسمهَا كَذَا لكافتهم وَعند النَّسَفِيّ بعث على إِلَى النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بِذَهَب وَهُوَ تَمام الْكَلَام قَوْله لما نهى النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) عَن الأسقية قيل لَعَلَّه إِلَّا عَن الأسقية وَقد بَيناهُ فِي حرف السِّين وَفِي هِجْرَة النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَزوَاجه فِي غير بُيُوتهنَّ قَوْله وَقد ذكر عَن مُعَاوِيَة بن عُبَيْدَة غير أَلا تهجر وَالْأول أصح كَذَا عِنْد الْقَابِسِيّ وعبدوس وللباقين أَلا تهجر إِلَّا فِي الْبَيْت وَهُوَ الصَّحِيح الَّذِي بِهِ يتم الْكَلَام وَحَدِيثه ذكره النَّسَائِيّ يُنَبه البُخَارِيّ عَلَيْهِ وَإِن فعل النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) يُخَالِفهُ وَهُوَ أصح وَأثبت وتخيير النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَزوَاجه فِي بعض موعظة الرجل أَهله إِن كَانَت جارتك أوضأ إِلَى رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كَذَا فِي جَمِيع النّسخ وَالرِّوَايَات وَعند ابْن السكن وَأحب إِلَى رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَهُوَ الْمَذْكُور فِي غير هَذَا الْبَاب وَالصَّوَاب مَا فِي آخر هَذَا الحَدِيث نَفسه كرر الْكَلَام وَفِي حسن التقاضي مَاتَ رجل فَقيل لَهُ فَقَالَ كنت أبايع كَذَا لكافتهم وَعند ابْن السكن وَالْمُسْتَمْلِي فَقيل مَا كنت وَبِه يتم الْكَلَام وَالْأول أَيْضا على الْحَذف والاكتفاء بقيل وَقد تقدم من هَذَا وَالْعرب تَفْعَلهُ كثيرا وَفِي بَاب دَعْوَى الْمُوصي للْمَيت فرآ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) شبها بَينا فَقَالَ هُوَ لَك يَا عبد بن زَمعَة الَّذِي فِي رِوَايَة أبي الْهَيْثَم شبها بَينا بِعتبَة وَهُوَ صَوَابه وَصِحَّته وَفِي الأول إِيهَام وَفِي الشُّرُوط فِي حَدِيث الْحُدَيْبِيَة فَإِن أظهر إِن شَاءَ وَكَذَا لكافتهم وَنقص مِنْهُ قَوْله
وَفِي كتاب الْحِيَل فَإِنَّمَا لَهُ قِطْعَة من النَّار كَذَا للأصيلي وَتَمَامه مَا للْجَمَاعَة وَمَا جَاءَ فِي غير مَوضِع فَإِنَّمَا أقطع لَهُ وَفِي بَاب كَرَاهِيَة أكل الثوم والبصل قَول أنس وَسُئِلَ عَن الثوم فَقَالَ من أكل فَلَا يقربن مَسْجِدنَا كَمَا فِي جَمِيع النّسخ وَتَمَامه فِي الحَدِيث بعده وَسَائِر الْأَبْوَاب من أكل ثوما أَو بصلا أَو من أكله وَفِي كتاب الغرفة والعلية فِي كتاب الْمَظَالِم قلت جَاءَت غَسَّان قَالَ بل أعظم مِنْهُ وأطول قلت قد خابت حَفْصَة كَذَا فِي جَمِيع النّسخ وَهُوَ مبتور وَصَوَابه مَا عِنْد ابْن السكن وَأبي الْهَيْثَم والنسفي وَفِي غير(2/399)
هَذَا الْبَاب فِي الصَّحِيحَيْنِ وأطول طلق رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) نِسَاءَهُ قلت
وَفِي بَاب كَرَاهِيَة هَدِيَّة الْمُشرك قَوْله عَن أنس أَن أكيدر دومة وَتمّ الحَدِيث وَهُوَ عطف على الحَدِيث قبله قَول أنس أهْدى للنَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) جُبَّة سندس فَبين أَن فِي هَذِه الرِّوَايَة الْأُخْرَى زِيَادَة اسْم الْمهْدي وَحذف بَقِيَّة الحَدِيث وَقد جَاءَ فِي رِوَايَة ابْن السكن أبين أكيدر دومة الْمهْدي لرَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فَبين اتِّصَال الِاسْم بأهدى قبله وَفِي بَاب الْإِشَارَة بِالطَّلَاق وَلَيْسَ أَن يَقُول كَانَت يَعْنِي الصُّبْح أَو الْفجْر وَأظْهر يُرِيد يَدَيْهِ ثمَّ مد إِحْدَاهمَا من الْأُخْرَى كَذَا قَالَ البُخَارِيّ هُنَا وَفِي كثير وَتَمَامه فِي كتاب
وَفِي بَاب مَا قيل فِي لِوَاء النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أهنا أَمرك أَن تركز الرَّايَة كَذَا لكافتهم لَا غير وَعند ابْن السكن قَالَ نعم وَفِي بَاب الْمُطلقَة إِذا خشِي عَلَيْهَا قَوْله وَزَاد ابْن أبي الزِّنَاد عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه قَالَ عابت عَائِشَة أَشد الْعَيْب وَقَالَت أَن فَاطِمَة كَانَت فِي مَكَان وَحش اختصر مِنْهُ قَوْله خُرُوج الْمُطلقَة من بَيتهَا كَمَا جَاءَ مَعْنَاهُ فِي غير هَذَا الْموضع وَفِي كتاب الرَّقَائِق أَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بعث أَبَا عُبَيْدَة بن الْجراح إِلَى الْبَحْرين يَأْتِي بجزيتها كَذَا عِنْد النَّسَفِيّ وعبدوس وَسقط إِلَى الْبَحْرين عِنْد غَيرهمَا وبإثباته يَصح الْكَلَام وَفِي كتاب الْفِتَن قَول أبي بردة وَالله أَن ذَلِك الَّذِي بِالشَّام وبيض مَا بعده عِنْد الْقَابِسِيّ وَعند عَبدُوس الَّذِي بِالشَّام وَالدَّار وَاخْتصرَ مَا بعده وَعند النَّسَفِيّ أَن ذَلِك الَّذِي بِالشَّام وَبشر أَن يُقَاتل إِلَّا على الدُّنْيَا وَاخْتصرَ مَا بعده وَعند أبي ذَر والجرجاني وَالله أَن يُقَاتل إِلَّا على الدُّنْيَا وَإِن ذَاك الَّذِي بِمَكَّة وَالله أَن يُقَاتل إِلَّا على الدُّنْيَا وَإِن هَؤُلَاءِ الَّذين بَين أظْهركُم وَالله أَن يقاتلوا إِلَّا على الدُّنْيَا قَالَ الْأصيلِيّ لم يقرأه أَبُو زيد وَفِي بَاب قَول الرجل وَيلك حَدِيث المحترق قَالَ فوَاللَّه مَا بَين طنبي الْمَدِينَة لم يزدْ كَذَا
وَعِنْدِي أحْوج مني وَذكر تَمام الحَدِيث وتكرر عِنْد ابْن السكن بَيت أحْوج مني وَذكر نَحوه عِنْد الْجِرْجَانِيّ وَبِه يتم الحَدِيث وَفِي بَاب الْقَصْد والمداومة أَن أحب الْأَعْمَال إِلَى الله أدومها وَإِن قل ثَبت هُنَا وَفِي سَائِر الْأَبْوَاب لكافتهم وَسقط أدومها للأصيلي وَفِي بَاب الْأَدَب كَيفَ يلعن الرجل وَالِديهِ قَالَ يسب أَبَاهُ فيسب أَبَاهُ ويسب أمه كَذَا فِي جَمِيع نسخ البُخَارِيّ وَتَمَامه مَا فِي غير هَذَا الْموضع ويسب أمه فيسب أمه وَكَذَا ذكره مُسلم وَفِي كتاب الْأَدَب لم يضْرب أحدكُم امْرَأَته ضرب ثمَّ لَعَلَّه يعانقها كَذَا لأبي ذَر والقابسي وَبَعْضهمْ وَعند الْأصيلِيّ والنسفي يَعْنِي الْفَحْل وَعند ابْن السكن العَبْد وَقد ذكر فِي الحَدِيث بعده العَبْد وَفِي بَاب لبس الْقَمِيص قَول عمر أَلَيْسَ نهاك أَن تصلي على الْمُنَافِقين فَقَالَ) اسْتغْفر لَهُم أَو لَا تستغفر لَهُم
(الْآيَة فَنزلت) وَلَا تصل على أحد مِنْهُم مَاتَ أبدا
(كَذَا فِي جَمِيع النّسخ هُنَا وَفِيه نقص وَتَمَامه مَا فِي غير هَذَا الْبَاب فَقَالَ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَفِي كتاب إلباس قَول أم سَلمَة لعمر لم يبْق إِلَّا أَن تدخل بَين رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وأزواجه فَردَّتْ كَذَا لَهُم وللحموي فَرددت ثمَّ قَالَ وَكَانَ رجل من الْأَنْصَار وَفِي الْكَلَام نقص وَتَمَامه فِي غير هَذَا الْبَاب
وَفِي بَاب عمْرَة الْقَضَاء فِي حَدِيث مُوسَى بن إِسْمَاعِيل تزوج النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَهُوَ محرم وَبني بهَا وَهُوَ حَلَال كَذَا لجميعهم لم تسم فاختل الْكَلَام وَفِي رِوَايَة ابْن السكن تزوج النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) مَيْمُونَة وَكَذَا ذكر بعده فِي زِيَادَة ابْن إِسْحَاق وَهُوَ الصَّحِيح الْمَعْرُوف أَعنِي ذكر مَيْمُونَة وَإِلَّا فقد اخْتلف هَل تزَوجهَا وَهُوَ حَلَال أَو محرم وَاخْتلفت فِي ذَلِك الْآثَار وَفِي بَاب مَا تلبس الحادة وَلَا تمس طيبا إِلَّا أدنى(2/400)
طهرهَا إِذا طهرت نبذة من قسط وإظفار كَذَا لجميعهم انْظُر فِي كتاب الْحيض
وَقَوله فِي صَحِيح مُسلم فِي حَدِيث أبي غَسَّان لَيْسَ على رجل نذر فِيمَا لَا يملك وَجَاء بِالْحَدِيثِ وَفِي آخِره وَمن حلف على يَمِين صَبر فاجرة وَلم يَأْتِ بِخَبَر هَذِه الْجُمْلَة وَتَمَامه مَا جَاءَ فِي الحَدِيث الآخر بِمَعْنَاهُ من حلف على يَمِين صَبر يقتطع بهَا مَال مُسلم هُوَ فِيهَا فأجر لَقِي الله وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَان إِلَّا أَن يعْطف تِلْكَ الْجُمْلَة على قَوْله قبلهَا وَمن ادّعى دَعْوَى كَاذِبَة ليكْثر بهَا لم يزده الله إِلَّا قلَّة فَيكون هَذَا أَيْضا كَذَلِك كَمَا جَاءَ فِي الْأَحَادِيث الآخر لم يَزْدَدْ بِمَا أَخذ من يَمِينه إِلَّا قلَّة وَفِي حَدِيث أبي البحتري عَن ابْن عَبَّاس من رِوَايَة حُصَيْن فِي رُؤْيَة الْهلَال أَن رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) مده للرؤية فَهُوَ لَيْلَة رَأَيْتُمُوهُ كَذَا عِنْد أَكثر الروَاة والنسخ وَتَمَامه وَصَوَابه مَا عِنْد الطَّبَرِيّ وَابْن ماهان أَن رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) قَالَ أَن الله مده وَكَذَا كَانَ فِي نُسْخَة شَيخنَا التَّمِيمِي على الصَّوَاب وَكَذَا جَاءَ بعد صَحِيحا من رِوَايَة شُعْبَة بِغَيْر خلاف وَفِي كتاب الْإِيمَان فِي حَدِيث مدعم خرجنَا مَعَ رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) إِلَى خَيْبَر إِلَى قَوْله ثمَّ انطلقنا إِلَى الْوَادي وَمَعَ رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) عبد لَهُ كَذَا ذكره مُسلم وَفِيه حذف وَتَمَامه إِلَى وَادي الْقرى وَهُوَ المُرَاد بالوادي هُنَا وَكَذَا هُوَ فِي الْمُوَطَّأ وَالْبُخَارِيّ مُبينًا وَفِي الْأَذَان فِي حَدِيث أبي مَحْذُورَة ذكر التَّكْبِير أَولا مرَّتَيْنِ عِنْد جَمِيعهم وَعند الْفَارِسِي من بعض طرقه أَرْبعا وَهُوَ أَكثر الرِّوَايَات عَن أبي مَحْذُورَة وَمُقْتَضى قَوْله عَلمنِي النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) الْأَذَان تسع عشرَة كلمة وَفِي حَدِيث أبي جُحَيْفَة فِي الْمُرُور بَين يَدي الْمُصَلِّي رَأَيْت بِلَالًا أخرج وضوء أَفَرَأَيْت النَّاس كَذَا فِي أصُول من مُسلم وَفِي البُخَارِيّ أَخذ وضوء رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَهُوَ الصَّوَاب وَفِي التَّنَفُّل لغير الْقبْلَة فلقينا أنس بن مَالك حِين قدم الشَّام كَذَا فِي جَمِيع النّسخ وَصَوَابه حِين قدم من الشَّام وَكَذَا ذكره البُخَارِيّ وَإِنَّمَا كَانُوا خَرجُوا للقائه وَفِي الْمسْح على الْخُفَّيْنِ فِي حَدِيث مُحَمَّد بن حَاتِم فَتَوَضَّأ وَمسح على خفيه فَقَالَ لَهُ فَقَالَ إِنِّي أدخلتهما طاهرتين الْعَرَب عِنْد التَّعَجُّب والمعتب يسقطون مَا بعد القَوْل وَقَوله فِي حَدِيث حَرْمَلَة لَا صَلَاة لمن لم يقْرَأ بِأم الْقُرْآن كَذَا لَهُم وَهُوَ الصَّوَاب ومطابق لسَائِر الرِّوَايَات وَسقط عِنْد ابْن الْحذاء والقابسي قَوْله بِأم وَقَوله حَدِيث الْجِنّ قَوْله وسألوه الزَّاد إِلَى آخر الحَدِيث من قَول الشّعبِيّ وَجَاء مُبينًا فِي كتاب أبي دَاوُود قَالَ قَالَ الشّعبِيّ وسألوه الزَّاد فَهُوَ مُرْسل وَقَوله فِي الْجَنَائِز فَقَالَت يَا رَسُول الله لم أعرفك فَقَالَ إِنَّمَا الصَّبْر عِنْد الصدمة الأولى كَذَا عِنْده وَفِيه حذف ذكره أَبُو دَاوُود قَالَت أَنا اصبر فَقَالَ إِنَّمَا الصَّبْر عِنْد الصدمة الأولى وَقَوله فِي الْهلَال فَهُوَ لَيْلَة رَأَيْتُمُوهُ يُرِيد فِيهَا بِحَذْف الْعَائِد كَمَا قَالَ تَعَالَى) وَاتَّقوا يَوْمًا لَا تجزي نفس عَن نفس شَيْئا
(وَفِي الْحَج فِي بَاب الخلوق والجبة للْمحرمِ وَحَدِيث شَيبَان ابْن فروخ وَكَانَ يعلي يَقُول وددت أَنِّي أرى النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَقد أنزل عَلَيْهِ الْوَحْي قَالَ يَسُرك أَن تنظر النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَقد أنزل عَلَيْهِ الْقَائِل هُنَا عمر سقط من هَذَا الحَدِيث فِي سَائِر نسخ مُسلم وَهُوَ ثَابت فِي حَدِيث غَيره فِي الصَّحِيحَيْنِ وَقَوله فِي فضل الْوضُوء فِي حَدِيث زُهَيْر بن حَرْب من تَوَضَّأ نَحْو وضوئي هَذَا ثمَّ صلى رَكْعَتَيْنِ لَا يحدث فيهمَا نَفسه كَذَا للكافة وَسقط فِي رِوَايَة الطَّبَرِيّ وَبَعْضهمْ رَكْعَتَيْنِ وَلَا يتم الْكَلَام إِلَّا بإثباتهما كَمَا جَاءَ فِي سَائِر الْأَحَادِيث على الصَّوَاب وَفِي اسْتِقْبَال الْقبْلَة للْحَدَث لقد ارتقيت على ظهر بَيت فَرَأَيْت رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كَذَا فِي عَامَّة نسخ مُسلم وَتَمَامه بَيت لنا وَكَذَا(2/401)
ذكره البُخَارِيّ وَفِي بعض نسخ مُسلم ظهر بَيْتِي وَفِي حَدِيث السّحُور فِي صفة الْفجْر قَوْله فِي حَدِيث الزهر أَنِّي وَابْن فروخ حَتَّى يستطيرها كَذَا وَتَمَامه مَا جَاءَ فِي غير هَذَا الحَدِيث وَفرج بَين اصبعيه وَقد فسره حَمَّاد وَحَكَاهُ بِيَدِهِ مُعْتَرضًا وَفِي حَدِيث النِّيَاحَة من رِوَايَة الزهْرَانِي فَمَا وفت مِنْهُنَّ امْرَأَة إِلَّا خمْسا أم سليم وَأم الْعَلَاء وابنت أبي سُبْرَة امْرَأَة معَاذ أَو ابنت أبي سُبْرَة وَامْرَأَة معَاذ ذكر خمْسا وَلم يعين إِلَّا ثَلَاثًا أَو أَرْبعا على الشَّك وَالصَّوَاب وَامْرَأَة معَاذ وَلم يذكر الْخَامِسَة وَقد ذكرهَا البُخَارِيّ وَهِي
وَفِي ذكر الْخَوَارِج فِي كتاب الزَّكَاة فنزلني زيد ابْن وهب منزلا حَتَّى وَكَذَا ذكره الْحميدِي فِي اختصاره الصَّحِيحَيْنِ وَفِيه فِي صَوْم عَاشُورَاء فِي حَدِيث ابْن نَافِع ونجعل لَهُم اللعبة من العهن فَإِذا بَكَى أحدهم على الطَّعَام أعطيناها إِيَّاه عِنْد الْإِفْطَار تَمَامه حَتَّى يكون عِنْد الْإِفْطَار وَكَذَا ذكره البُخَارِيّ وَذكر مُسلم معنى ذَلِك فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى وَبِذَلِك يَصح الْمَعْنى ويستقل الْكَلَام وَفِي حَدِيث جَابر الطَّوِيل فِي الْحَج ثمَّ نزل الْمَرْوَة حَتَّى انصبت قدماه فِي بطن الْوَادي حَتَّى صعد مَشى كَذَا فِي جَمِيع النّسخ وَفِيه نقص وَتَمَامه حَتَّى إِذا انتصبت قدماه فِي بطن الْوَادي رمل حَتَّى إِذْ صعد مَشى وَكَذَا ذكره الْحميدِي فِي اختصاره وَفِي بيعَة عَليّ لأبي بكر تشهد عَليّ وَعظم حق أبي بكر وَأَنه لم يحملهُ على الَّذِي فعل نفاسة كَذَا فِي الْأُم وَفِيه حذف وثباته وَتَمَامه فِي رِوَايَة غَيره وَحدث أَنه لم يحملهُ وعَلى تَقْدِيره يحمل الْكَلَام الأول وَفِي الوسم فِي الْوَجْه عَن ابْن عَبَّاس أَن رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) رآ حمارا موسوما فِي الْوَجْه فَأنْكر ذَلِك قَالَ فوَاللَّه لَا اسْمه إِلَّا أقْصَى شَيْء الحَدِيث الْمقسم الْقَائِل هَذَا الْكَلَام هُوَ الْعَبَّاس وَلم يجر لَهُ هُنَا ذكر وَسقط اسْمه عَن الرَّاوِي هُنَا وَجَاء مُبينًا مُفَسرًا فِي كتاب البُخَارِيّ وَأبي دَاوُود وَغَيرهمَا وَفِي حَدِيث أم عَطِيَّة فِي الإسعاد فِي النوح من رِوَايَة أبي بكر بن أبي شيبَة وَقَول النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) للْمَرْأَة الَّتِي قَالَت لَهُ أَلا آل فلَان فَقَالَ أَلا آل فلَان كَذَا فِي جَمِيع النّسخ وَحمله بَعضهم على ظَاهره وَادّعى فِيهِ التَّخْصِيص لَهُم والْحَدِيث هُنَا نَاقص مَحْذُوف وَتَمَامه فِي كتاب النَّسَائِيّ وَفِيه فَقَالَ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) لَا إسعاد فِي الْإِسْلَام فعلى هَذَا يكون قَوْله إِلَّا آل أبي فلَان تَكْرَارا لقولها وحكاية على طَرِيق الْإِنْكَار لَا على الْإِبَاحَة لعُمُوم قَوْله بعده لَا إسعاد فِي الْإِسْلَام كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث الآخر قَالَ لَهُ أَبُو سُفْيَان ادْع لمضر أَنَّك لجريء وَفِي كتاب التَّوْبَة عَن عبد الله بن مَسْعُود حَدثنَا حديثين حَدِيثا عَن نَفسه وحديثا عَن رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) يَقُول لله أَشد فَرحا بتوبة عَبده الحَدِيث وَلم يذكر مَا حدث بِهِ عَن نَفسه وَقد ذكره البُخَارِيّ وَهُوَ قَوْله الْمُؤمن يرى ذنُوبه كَأَنَّهُ قَاعد تَحت جبل يخَاف أَن يَقع عَلَيْهِ والفاجر يرى ذنُوبه كذباب مر على أَنفه فَقَالَ بِهِ هَكَذَا أَي أَن هَذَا الْكَلَام والتمثيل من قَول عبد الله نَفسه وَلم يروه وَالْأول أسْندهُ عَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَفِي إِسْلَام أبي ذَر رَأَيْته يَأْمر بمكارم الْأَخْلَاق وكلاما مَا هُوَ بالشعر كَذَا رِوَايَة الْجُمْهُور من شُيُوخنَا وَعند بَعضهم مُلْحقًا وَسمعت كلَاما وَهُوَ أبين وَفِي الْفَضَائِل فِي حَدِيث عبد الله بن مَسْعُود أَنه قَالَ وَمن يغلل يَأْتِ بِمَا غل يَوْم الْقيمَة على قِرَاءَة من تأمرونني أَن أَقرَأ فَلَقَد قَرَأت على رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بضعا وَسبعين سُورَة كَذَا فِي جَمِيع النّسخ وَفِيه بتر واختصار لَا يفهم مِنْهُ مُرَاده إِلَّا بِذكرِهِ وثباته وَتَمَامه مَا جَاءَ فِي كتاب ابْن أبي خَيْثَمَة يرفع الحَدِيث إِلَّا أبي وَائِل قَالَ لما أَمر فِي الْمَصَاحِف بِمَا أَمر أَي أَمر عُثْمَان بتحريق مَا عدا الْمجمع عَلَيْهِ الَّذِي وَجه نسخه إِلَى الْآفَاق وَذكر ابْن مَسْعُود الْغلُول وتلا الْآيَة ثمَّ قَالَ فغلوا الْمَصَاحِف أَي اخفوها وَلَا(2/402)
تمكنوا من إحراقها وَفِي طَرِيق آخر أَنِّي غال مصحفي فَمن اسْتَطَاعَ أَن يغل مصحفه فَلْيفْعَل فَإِن الله يَقُول وَمن يغلل يَأْتِ بِمَا غل يَوْم الْقِيَامَة على قِرَاءَة من تأمرونني أَن أَقرَأ على قِرَاءَة زيد بن ثَابت لَهُ دؤابة يلْعَب مَعَ الغلمان وَفِي طَرِيق آخر صبي من الصّبيان فَبِهَذَا التَّمام ينفهم مقْصده بِتِلَاوَة الْآيَة وبذكر زيد وتخصيصه مَا ذكر من السُّور وَفِي بَاب سنّ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) ومقامه بِمَكَّة وَقَول ابْن عَبَّاس فِيهِ بضع عشرَة وَقَول عُرْوَة فِي ذَلِك إِنَّمَا أَخذه من قَول الشَّاعِر لم يزدْ يُرِيد قَوْله
توى فِي قُرَيْش بضع عشرَة حجَّة
يذكر أَن يلقى صديقا مواتيا والشاعر أَبُو قيس صرمة بن أنس وَقَول حُذَيْفَة فِي الْفِتَن وَأَنه ليَكُون مِنْهُ الشَّيْء قد نَسِيته فاذكره كَمَا يذكر الرجل وَجه الرجل إِذا غَابَ عَنهُ ثمَّ إِذا رَآهُ عرفه كَذَا ذكره مُسلم وَذكر البُخَارِيّ قد يشْتَبه فاعرف مَا يعرف الرجل إِذا غَابَ عَنهُ فَرَآهُ فَعرفهُ وَفِيه تلفيف أَيْضا وإشكال لَا يفهم الْمَقْصد وَنقص من أَلْفَاظه وَفِي رِوَايَة ابْن السكن كَمَا لَا يعرف الرجل وَجه الرجل إِذا غَابَ عَنهُ ثمَّ إِذا رَآهُ عرفه وَفِيه إِشْكَال أَيْضا لم يتم بِهِ التَّمْثِيل قيل وَصَوَابه كَمَا لَا يذكر الرجل وَجه الرجل أَو كَمَا ينسي الرجل وَجه الرجل إِذا غَابَ عَنهُ ثمَّ إِذا رَآهُ عرفه وَفِي بَاب لَا نذر فِي مَعْصِيّة حَتَّى يَنْتَهِي إِلَى العضباء فَلم يمرغ قَالَ وناقة منوقة كَذَا فِي جَمِيع النّسخ وَصَوَابه قَالَ وَهِي نَاقَة أَو إِذا هِيَ نَاقَة أَو وجدت نَاقَة كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث الآخر فَأَتَت على نَاقَة ذَلُول فحرسته وَفِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى وَهِي نَاقَة مدربة وَهَذِه الْأَلْفَاظ بِمَعْنى مذللة وَفِي بَاب الرجل يعَض يَد الرجل ينتزع ثنيته فِي حَدِيث مُحَمَّد بن مثنى وَابْن بشار قَاتل يعلي بن مُنَبّه رجلا فعض أَحدهمَا صَاحبه الحَدِيث هَذَا وهم وَفِيه نقص وَصَوَابه مَا جَاءَ بعده فِي حَدِيث أبي غَسَّان أَن أجِير اليعلي بن مُنَبّه عض رجل ذراعه الحَدِيث وَهَذَا هُوَ الْمَعْرُوف أَنه لَا جير يعلي لَا ليعلي وَقَوله فِي بَاب لَا نورث مَا تركنَا صَدَقَة قَالَ وَعَاشَتْ بعد رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) سِتَّة أشهر كَذَا فِي جَمِيع النّسخ فِي مُسلم فِي هَذَا الحَدِيث وَهُوَ مبتور وَتَمَامه فِي حَدِيث مُحَمَّد بن رَافع فَأبى أَبُو بكر أَن يرفع إِلَى فَاطِمَة شَيْئا فَوجدت فَاطِمَة على أبي بكر فِي ذَلِك شَيْئا فَهجرَته فَلم تكَلمه حَتَّى توفيت وَعَاشَتْ بعد رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) سِتَّة أشهر الحَدِيث وَفِي الْبعُوث أَنه بعث إِلَى بني لحيان ليخرج من كل رجلَيْنِ رجل الحَدِيث فِيهِ حذف وَتَقْدِيره بعث إِلَى بني لحيان بعثا ثمَّ قَالَ للْمُسلمين ليخرج فِي الْبَعْث من كل رجلَيْنِ رجل وَبَنُو الْحَيَّانِ هم الْكفَّار الْمَبْعُوث إِلَيْهِم وَلَيْسوا بالذين قيل لَهُم ليخرج من كل رجلَيْنِ رجل وَفِي تكنيه الصَّغِير يَا أَبَا عُمَيْر مَا فعل النغير فَكَانَ يلْعَب بِهِ كَذَا فِي كتاب مُسلم وَتَمَامه مَا جَاءَ لغيره كَانَ يلْعَب بِهِ وَهُوَ طَائِر صَغِير وَقد فسرناه وَهَذَا رَاجع إِلَى عُمَيْر وَالْهَاء فِيهِ عَائِدَة على الطير وَبِه احْتج الْعلمَاء فِي جَوَاز لعب الصّبيان بالعصافير على أَن بَعضهم قَالَ فِي حَدِيث مُسلم أَن الضَّمِير فِي قَوْله يلْعَب رَاجع إِلَى النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَفِي بِهِ على الصَّبِي يمازحه وَهَذَا أحسن لَو لم يرد الحَدِيث إِلَّا بِهَذِهِ الرِّوَايَة وَإِلَّا فقد جَاءَ مُبينًا كَمَا ذَكرْنَاهُ وَقد يحْتَمل أَن الْوَجْهَيْنِ صَحِيحَانِ أخبر فِي أَحدهمَا عَن مزاح النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فَقَط وَالْآخر فسر معنى كَلَام النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَالله أعلم وَقَوله مَا رَأَيْت رجلا أَشد عَلَيْهِ الوجع من رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَفِي رِوَايَة عُثْمَان مَكَان الوجع وجعا فِيهِ نقص وَتَمَامه مَا كَانَ عَلَيْهِ الوجع وجعا فتأتي رِوَايَة عُثْمَان أَشد وجعا وَكَذَلِكَ يَسْتَقِيم الْكَلَام وعَلى لفظ الْكتاب وَيكون وَيكون أَشد عَلَيْهِ وجعا وَلَيْسَ هُوَ وَجه الْكَلَام وَفِي كتاب الْقدر فِي حَدِيث عُثْمَان بن أبي شيبَة وَإِسْحَاق ابْن إِبْرَاهِيم قَوْله عَن شُعْبَة أَرْبَعِينَ لَيْلَة أَرْبَعِينَ يَوْمًا كَذَا فِي أَكثر النّسخ وَعند الْهَوْزَنِي أَو أَرْبَعِينَ يَوْمًا وَهُوَ صَوَاب الْكَلَام(2/403)
وَتَمَامه وَفِي حَدِيث الَّذين خلفوا وَقَالَ رجل يُرِيد أَن يتغيب يظنّ أَن ذَلِك يستخفي لَهُ كَذَا فِي الْأُمَّهَات كلهَا قيل صَوَابه أَلا يظنّ وَكَذَا ذكره غَيره وَأما بسقوطها فيختل الْكَلَام وَفِي حَدِيث فَاطِمَة بنت قيس قَول الْأسود لِلشَّعْبِيِّ وَيلك تحدث بِمثل هَذَا لَا تتْرك كتاب الله كَذَا فِي الرِّوَايَة عِنْد ابْن ماهان وَالصَّوَاب مَا لغيره تحدث بِمثل هَذَا قَالَ عمر لَا نَتْرُك كتاب الله وَكَذَا كَانَ عِنْد شُيُوخنَا ثَابتا فِي أصولهم وَفِي حَدِيث مُنَازعَة الْعَبَّاس وَعلي مَعَ عمر قَول عمر فَإِن عجزتما عَنْهَا فرداها إِلَى لم يزدْ فِي حَدِيث عبد الله بن أَسمَاء الضبعِي فِي كتاب مُسلم وَفِي غير بَاب من البُخَارِيّ وَزَاد فِي حَدِيث زُهَيْر والحلواني فَأَما صدقته بِالْمَدِينَةِ فَدَفعهَا عمر إِلَى عَليّ وعباس فغلبه عَلَيْهَا عَليّ وَأما خَيْبَر وفدك فَأَمْسكهَا عمر قَالَ هِيَ صَدَقَة رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كَانَت لحقوقه الَّتِي تعروه ونوائبه وَأَمرهمَا إِلَى من لَهُ الْأَمر فهما على ذَلِك إِلَى الْيَوْم وَقد ذكر البُخَارِيّ تَمام الحَدِيث بعد قَوْله فَإِن عجزتما عَنْهَا فرداها إِلَى قَالَ فغلب عَليّ عَلَيْهَا فَكَانَت بِيَدِهِ ثمَّ كَانَت بيد حُسَيْن بن عَليّ ثمَّ بيد عَليّ بن حُسَيْن وَحسن بن حسن كِلَاهُمَا كَانَا يتداولانها ثمَّ بيد زيد وَهِي صَدَقَة رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) حَقًا وَقَالَ أَبُو بكر الْخَوَارِزْمِيّ البرقاني بعد قَوْله ثمَّ بيد عَليّ بن حُسَيْن ثمَّ بيد الْحسن ابْن الْحسن ثمَّ بيد زيد بن الْحسن قَالَ معمر ثمَّ بيد عبد الله بن الْحسن ثمَّ وَليهَا بَنو الْعَبَّاس وَفِي بَاب صفة الْجنَّة فِي حَدِيث هَارُون بن مَعْرُوف مَا لَا عين رَأَتْ وَلَا أذن سَمِعت وَلَا على قلب بشر كَذَا للسجزي والسمرقندي وَصَوَابه وَلَا خطر على قلب بشر وَكَذَا للعذري وَابْن ماهان وَكَذَا جَاءَ فِي سَائِر الْأَحَادِيث فِي الصَّحِيحَيْنِ وَفِي قَعْر جَهَنَّم فِي حَدِيث مُحَمَّد بن عباد قَالَ هَذَا وَقع فِي أَسْفَلهَا كَذَا عِنْد أَكثر شُيُوخنَا وَفِيه حذف وَتَمَامه هَذَا حجر وَقع وكما قَالَ فِي الحَدِيث قبله هَذَا حجر رمي بِهِ فِي النَّار وَفِي كتاب ابْن عِيسَى هَذَا الْآن وَوَقع لَهُ وَجه وَقَوله فِي الزَّكَاة فِي فضل المنحة عَن أبي هُرَيْرَة يبلغ بِهِ إِلَّا رجل يمنح أهل بَيت نَاقَة أَي يبلغ بِهِ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) ويسنده إِلَيْهِ أَي هَذَا الْكَلَام وَإِلَّا رجل اسْتثِْنَاء من كَلَام تقدمه قبل فِي حَدِيث شَيبَان ابْن فروخ فِي الْحَج جَاءَ رجل إِلَى النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بالجعرانة عَلَيْهِ جُبَّة عَلَيْهَا خلوق وَفِيه فَقَالَ أَيَسُرُّك أَن تنظر إِلَى النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَهُوَ ينزل عَلَيْهِ الْوَحْي قَائِل هَذَا عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ ليعلى بن مُنَبّه كَمَا بَينه فِي الحَدِيث الآخر بعده وَسقط هُنَا اسْم عمر وَلم يجر لَهُ قبل ذكر فِي هَذِه الرِّوَايَة وَفِي بَاب جعلت لي الأَرْض مَسْجِدا وَطهُورًا فِي حَدِيث ابْن أبي شيبَة فضلنَا على النَّاس بِثَلَاث جعلت صُفُوفنَا كَصُفُوف الْمَلَائِكَة وَجعلت لنا الأَرْض كلهَا مَسْجِدا وَجعلت تربَتهَا لنا طهُورا إِذا لم نجد المَاء وَذكر خصْلَة أُخْرَى وَتمّ الحَدِيث هَذِه الْخصْلَة مبينَة فِي كتاب النَّسَائِيّ فِي هَذَا الحَدِيث بِنَفسِهِ وَسَنَده وَأُوتِيت هَؤُلَاءِ الْآيَات آخر سُورَة الْبَقَرَة من كنز تَحت الْعَرْش لم يُعْطهنَّ أحد قبلي وَلَا يعطاهن أحد بعدِي وَقَوله وَجعلت لنا الأَرْض مَسْجِدا وَجعلت تربَتهَا لنا طهُورا وَفِي آخر كتاب الزَّكَاة فِي حَدِيث بَرِيرَة روى زُهَيْر بن حَرْب كَانَ فِي بَرِيرَة ثَلَاث قضيات كَانَ النَّاس يتصدقون عَلَيْهَا وتهدي لنا فَذكرت ذَلِك للنَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فَقَالَ هُوَ عَلَيْهَا صَدَقَة وَلكم هَدِيَّة فكلوه لم يزدْ على ذَلِك وَلم يذكر غير وَاحِدَة فِي هَذِه الرِّوَايَات والقضيتان الباقيتان مذكورتان مشهورتان فِي غَيرهَا من الْأَحَادِيث قَضِيَّة الْوَلَاء وَقَضِيَّة تخييرها فِي زَوجهَا وَفِي أكل الْمحرم الصَّيْد قَوْله وَجعل بَعضهم يضْحك إِلَى بعض كَذَا لَهُم وَعند العذري سقط بعض وَإِنَّمَا عِنْده يضْحك إِلَى مشدد الْيَاء وَهُوَ وهم وَالصَّوَاب الأول لأَنهم لَو(2/404)
ضحكوا إِلَيْهِ لكَانَتْ أَكثر إِشَارَة وَقَالَ لَهُم (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) هَل أشرتم أَو أعنتم قَالُوا لَا وَقَوله إِذا أحدكُم أَعْجَبته الْمَرْأَة فليعمد إِلَى امْرَأَته فليواقعها فَإِن ذَلِك يرد نَفسه كَذَا لِابْنِ ماهان وَفِي حَدِيث مُسلم عَن سَلمَة بن شبيب وَتَمَامه مَا فِي نَفسه كَمَا فِي سَائِر الرِّوَايَات وَفِي معجزاته (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فجرت الْعين بِمَاء منهمر أَو قَالَ غزير شكّ أَبُو عَليّ يَعْنِي الْحَنَفِيّ قَالَ قَالَ استقى النَّاس كَذَا عِنْدهم وَعند الجياني وَبَعْضهمْ قَالَ حَتَّى استقى وَهُوَ الصَّحِيح وَعند التَّمِيمِي فِي رِوَايَة بَعضهم حَتَّى أشفى أَي أبلغ الْمُسلمين أملهم من الرّيّ وَالْأول الْمَعْرُوف وَفِي الْأَشْرِبَة قَوْله نَهَيْتُكُمْ عَن الْأَشْرِبَة فِي ظرف الْأدم فَاشْرَبُوا فِي كل وعَاء كَذَا ذكره فِي حَدِيث ابْن أبي شيبَة وَصَوَابه إِلَّا فِي ظروف الْأدم يُصَحِّحهُ الحَدِيث الآخر نَهَيْتُكُمْ عَن النَّبِيذ إِلَّا فِي سقاء وَفِي الآخر وَلَا تشرب إِلَّا من موكي قد بَينا علته قبل فِي غير مَوضِع واختصاص السقاء بذلك وَإِن الأسقية وظروف الآدم مِمَّا لم يحرم الانتباذ فِيهَا أَولا وَلَا آخرا وَأما قَوْله نَهَيْتُكُمْ عَن النَّبِيذ إِلَّا فِي سقاء فَاشْرَبُوا فِي الأسقية كلهَا فَفِيهِ تَغْيِير أَيْضا وَقد ذَكرْنَاهُ فِي حرف السِّين وَصَوَابه فِي الأوعية كلهَا كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيث الآخر فَاشْرَبُوا فِي الأوعية كلهَا لِأَنَّهَا الَّتِي وَقع عَنْهَا النهى قبل غير الأسقية وَقَوله مَا أنهر الدَّم وَذكر اسْم الله فَكل تَمَامه فِي رِوَايَة أبي دَاوُود وَغَيره وَذكر اسْم الله عَلَيْهِ وَقدر رَوَاهُ البُخَارِيّ أَيْضا كَرِوَايَة مُسلم وَقَوله من عَال جاريتين جَاءَ يَوْم الْقِيَامَة أَنا وَهُوَ وَضم أَصَابِعه كَذَا فِي كتاب مُسلم وَيحْتَمل أَن تَمَامه كهاتين أَو كهذه وَضم أَصَابِعه كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث آخر كهاتين وَقرن أَصَابِعه وَفِي حَدِيث الثَّلَاثَة قَالَ رجل يُرِيد أَن يتغيب يظنّ أَن ذَلِك سيخفى لَهُ كَذَا فِي جَمِيع النّسخ وَتَمَامه أَلا يظنّ وَفِي صفة جَهَنَّم فِي حَدِيث مُحَمَّد بن عباد وَقَالَ هَذَا وَقع فِي أَسْفَلهَا كَذَا فِي عَامَّة النّسخ قَالَ بَعضهم إِلَى حد هَذَا حجر وَفِي كتاب التَّمِيمِي الْآن وَقع فِي أَسْفَلهَا وَهُوَ وَجه الْكَلَام وحسبنا الله وَنعم الْوَكِيل انْتهى وَكفى وَسَلام على عباده الَّذين اصفطفى(2/405)