(الْمُقدمَة)
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
وَصلى الله على سيدنَا مُحَمَّد النَّبِي الْكَرِيم
قَالَ الشَّيْخ الْفَقِيه الْحَافِظ النَّاقِد القَاضِي أَبُو الْفضل عِيَاض بن مُوسَى ابْن عِيَاض رَحمَه الله تَعَالَى وَرَضي عَنهُ
الْحَمد لله مظهر دينه الْمُبين وحائطه من شبه المبطلين وتحريف الْجَاهِلين بعث مُحَمَّدًا عَلَيْهِ السَّلَام إِلَى كَافَّة خلقه بكتابه الَّذِي لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِل من بَين يَدَيْهِ وَلَا من خَلفه وَضمن تَعَالَى حفظه فَمَا قدر الْعَدو على إِدْخَال الْخلَل فِي لَفظه مَعَ كَثْرَة الجاحد الجاهد على إطفاء نوره وَظَهَرت المعادي المعاند لظُهُوره وَبَين على لِسَان نبيه من مناهجه وشرعته مَا وكل نفي التحريف عَنهُ لعدول أَعْلَام الْهدى من أمته فَلم يزَالُوا رضوَان الله عَلَيْهِم يَذبُّونَ عَن حَيّ السّنَن ويقومون لله بهداهم القويم الْحسن وينبهون على من يتهم بهتك حريمها ومزج صحيحها بسقيمها حَتَّى بَان الصدْق من المين وَبَان الصُّبْح لذِي عينين وتميز الْخَبيث من الطّيب وَتبين الرشد من الغي واستقام ميسم الصَّحِيح وَأبْدى عَن الرغوة الصَّرِيح ثمَّ نظرُوا رَحِمهم الله بعد هَذَا التَّمْيِيز الْعَزِيز وَالتَّصْرِيح المريح نظرا آخر فِي الصَّحِيح فِيمَا يَقع لآفة البشرية من ثِقَات رُوَاته من وهم وغفلة فَنقبُوا فِي الْبِلَاد عَن أَسبَابهَا وهتكوا ببارع معرفتهم ولطف فطنتهم سجف حجابها حَتَّى وقفُوا على سرها ووقعوا على خبيئة أمرهَا قأبانوا عللها وقيدوا مهملها وَأَقَامُوا محرفها وعانوا سقيمها وصححوا مصحفها وأبرزوا فِي كل ذَلِك تصانيف كثرت صنوفها وَظهر شفوفها واتخذها الْعَالمُونَ قدوة ونصبها الْعَالمُونَ قبْلَة فجزاهم الله عَن سَعْيهمْ الحميد أحسن مَا جازى بِهِ أَحْبَار مِلَّة ثمَّ كلت بعدهمْ الهمم وفترت الرغائب وَضعف الْمَطْلُوب والطالب وَقل الْقَائِم مقامهم فِي الْمَشَارِق والمغارب وَكَانَ جهد المبرز فِي حمل علم السّنَن والإثار نقل مَا أثبت فِي كِتَابه وَأَدَاء مَا قَيده فِيهِ دون معرفَة لخطيئه من صَوَابه إِلَّا آحادا من مهرَة الْعلمَاء وَجها بذة الفهماء وأفرادا كدراري نُجُوم السَّمَاء ولعمر الله أَن هَذِه بعد لحظه أعطي صَاحب الشَّرِيعَة للمتصف بهَا من الشّرف وَالْأَجْر قسطه إِذا وفى عمله شَرطه وأتقن وعيه وَضَبطه فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام فِي الحَدِيث الصَّحِيح نضر الله امْرَءًا سمع مَقَالَتي فوعاها فأداها كَمَا سَمعهَا فَرب حَامِل فقه لَيْسَ بفقيه وَرب حَامِل(1/1)
صفحة فارغة(1/2)
فقه إِلَى من هُوَ أفقه مِنْهُ وَقد كَانَ فِيمَن تقدم من هُوَ بِهَذِهِ السَّبِيل من الِاقْتِصَار على أَدَاء مَا سمع وَرُوِيَ وتبليغ مَا ضبط ووعي دون التَّكَلُّم فِيمَا لم يحط بِهِ علما أَو التسور على تَبْدِيل لفظ أَو تَأْوِيل معنى وَهِي رُتْبَة أَكثر الروَاة والمشائخ وَأما الإتقان والمعرفة فَفِي الْإِعْلَام والايمة لكِنهمْ كَانُوا فِيمَا تقدم كَثْرَة وَجُمْلَة وتساهل النَّاس بعد فِي الْأَخْذ وَالْأَدَاء حَتَّى أوسعوه اختلالا وَلم يألوه خبالا فتجد الشَّيْخ المسموع بِشَأْنِهِ وثنائه الْمُتَكَلف شاق الرحلة للقائه تنتظم بِهِ المحافل ويتناوب الْأَخْذ عَنهُ مَا بَين عَالم وجاهل وحضوره كَعَدَمِهِ إِذْ لَا يحفظ حَدِيثه ويتقن أداءه وتحمله وَلَا يمسك أَصله فَيعرف خطأه وخلله بل يمسك كِتَابه سواهُ مِمَّن لَعَلَّه لَا يوثق بِمَا يَقُوله وَلَا يرَاهُ وَرُبمَا كَانَ مَعَ الشَّيْخ من يتحدث مَعَه أَو غَدا مستثقلا نوما أَو مفكرا فِي شئونه حَتَّى لَا يعقل مَا سَمعه وَلَعَلَّ الْكتاب المقرو عَلَيْهِ لم يقرأه قطّ وَلَا علم مَا فِيهِ إِلَّا فِي نوبَته تِلْكَ وَإِنَّمَا وجد سَمَاعه عَلَيْهِ فِي حَال صغره بِخَط أَبِيه أَو غَيره أَو نَاوَلَهُ بعض متساهلي الشُّيُوخ ضبائر كتب وودائع أسفار لَا يعلم سوى ألقابها أَو أَتَتْهُ إجَازَة فِيهِ من بلد سحيق بِمَا لَا يعرف وَهُوَ طِفْل أَو حَبل حبلة لم يُولد بعد وَلم ينْطق ثمَّ يستعار للشَّيْخ كتاب بعض من عرف سَمَاعه من شُيُوخه أَو يَشْتَرِيهِ من السُّوق ويكتفي بِأَن يجد عَلَيْهِ أثر دَعْوَى بمقابلته وتصحيحه ثمَّ ترى الراحل لهَذَا الشَّأْن الهاجر فِيهِ حبيب الْأَهْل ومألوف الأوطان قد سلك من التساهل طبقَة من عدم ضَبطه لكتابه وتشاغله أثْنَاء السماع بمحادثته جليسه أَو غير ذَلِك من أَسبَابه وَأَكْثَرهم يحضر بِغَيْر كتاب أَو يشْتَغل بنسخ غَيره أَو ترَاهُ منجد لَا يغط فِي نَومه قد قنعا مَعًا فِي الْأَخْذ والتبليغ بِسَمَاع هينمة لَا يفهمان معنى خطابها وَلَا يقفان على حَقِيقَة خطئها من صوابها وَلَا يكلمان إِلَّا من وَرَاء حجابها وَرُبمَا حضر الْمجْلس الصَّبِي الَّذِي لم يفهم بعد عَامَّة كَلَام أمه وَلَا اسْتَقل بالميز وَالْكَلَام لما يعنيه من أمره فيعتقدون سَمَاعه سَمَاعا لَا سِيمَا إِذا وفى أَرْبَعَة أَعْوَام من عمره ويحتجون فِي ذَلِك بِحَدِيث مَحْمُود بن الرّبيع وَقَوله عقلت من النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) مجة مجها فِي وَجْهي وَأَنا ابْن أَربع سِنِين وروى ابْن خمس وَلَيْسَ فِي عقله هَذِه المجة على عقله لكل شَيْء حجَّة ثمَّ إِذا أكمل سَماع الْكتاب على الشَّيْخ كتب سَماع هَذَا الصَّبِي فِي أَصله أَو كتبه لَهُ الشَّيْخ فِي كتاب أَبِيه أَو غَيره ليشهد لَهُ ذَلِك بِصِحَّة السماع فِي مُسْتَأْنف عمره وَأكْثر سماعات النَّاس فِي عصرنا وَكثير من الزَّمَان قبله بِهَذِهِ السَّبِيل وَلِهَذَا مَا نَا الشَّيْخ الْفَقِيه أَبُو مُحَمَّد عبد الرَّحْمَن بن عتاب بِلَفْظِهِ رَحمَه الله وَغَيره عَن الْفَقِيه أبي عبد الله أَبِيه أَنه كَانَ يَقُول لَا غنى فِي السماع عَن الْإِجَازَة لهَذِهِ الْعِلَل والمسامحة المستجازة ونا أَحْمد بن مُحَمَّد الشَّيْخ الصَّالح عَن الْحَافِظ أبي ذَر الْهَرَوِيّ إجَازَة قَالَ نَا الْوَلِيد بن بكر الْمَالِكِي قَالَ نَا أَحْمد بن مُحَمَّد أَبُو سهل الْعَطَّار بالإسكندرية قَالَ كَانَ أَحْمد بن ميسر يَقُول الْإِجَازَة عِنْدِي على وَجههَا خير وَأقوى فِي النَّقْل من السماع الردى وهبك صَحَّ هَذَا كُله فِي مراعات صدق الْخَبَر أَيْن تحرى المروى وَتَعْيِين الْمخبر لَا جرم بِحَسب هَذَا الْخلَل وتظاهر هَذِه الْعِلَل مَا كثر فِي المصنفات والكتب التَّغْيِير وَالْفساد وَشَمل ذَلِك كثيرا من الْمُتُون والإسناد وشاع التحريف وذاع التَّصْحِيف وتعدي ذَلِك منشور الرِّوَايَات(1/3)
إِلَى مجموعها وَعم أصُول الدَّوَاوِين مَعَ فروعها حَتَّى اعتنى صبَابَة أهل الإتقان وَالْعلم وَقَلِيل مَا هم بِإِقَامَة أودها ومعاناة رمدها فَلم يسْتَمر على الكافة تغييرها جملَة لما أخبر عَلَيْهِ السَّلَام عَن عذول خلف هَذِه الْأمة وَتكلم الأكياس والنقاد من الروَاة فِي ذَلِك بِمِقْدَار مَا أوتوه فَمن بَين غال ومقصر ومشكور عليم ومتكلف هجوم فَمنهمْ من جسر على إصْلَاح مَا خَالف الصَّوَاب عِنْده وَغير الرِّوَايَة بمنتهى علمه وَقدر إِدْرَاكه وَرُبمَا كَانَ غلطه فِي ذَلِك أَشد من استدراكه لِأَنَّهُ مَتى فتح هَذَا الْبَاب لم يوثق بعد بتحمل رِوَايَة وَلَا أنس إِلَى الِاعْتِدَاد بِسَمَاع مَعَ أَنه قد لَا يسلم لَهُ مَا رَآهُ وَلَا يُوَافق على مَا أَتَاهُ إِذْ فَوق كل ذِي علم عليم وَلِهَذَا سد الْمُحَقِّقُونَ بَاب الحَدِيث على الْمَعْنى وشددوا فِيهِ وَهُوَ الْحق الَّذِي اعتقده وَلَا امتريه إِذْ بَاب الِاحْتِمَال مَفْتُوح وَالْكَلَام للتأويل معرض وإفهام النَّاس مُخْتَلفَة والرأي لَيْسَ فِي صدر وَاحِد والمرء يفتن بِكَلَامِهِ وَنَظره والمغتر يعْتَقد الْكَمَال فِي نَفسه فَإِذا فتح هَذَا الْبَاب وأوردت الْأَخْبَار على مَا ينفهم للراوي مِنْهَا لم يتَحَقَّق أصل الْمَشْرُوع وَلم يكن الثَّانِي بالحكم على كَلَام الأول بِأولى من كَلَام الثَّالِث على كَلَام الثَّانِي فيندرج التَّأْوِيل وتتناسخ الْأَقَاوِيل وَكفى بِالْحجَّةِ على دفع هَذَا الرَّأْي الفائل دعاؤه عَلَيْهِ السَّلَام فِي الحَدِيث الْمَشْهُور الْمُتَقَدّم لمن أدّى مَا سَمعه كَمَا سَمعه بعد أَن شَرط عَلَيْهِ حفظه ووعيه فَفِي الحَدِيث حجَّة وكفاية وغنية فِي الْفُصُول الَّتِي خضنا فِيهَا آنِفا من صِحَة الرِّوَايَة لغير الْفَقِيه وَاشْتِرَاط الْحِفْظ والوعي فِي السماع وَالْأَدَاء كَمَا سمع وَصِحَّة النَّقْل وَتَسْلِيم التَّأْوِيل لأهل الْفِقْه والمعرفة وإبانة الْعلَّة فِي منع نقل الْخَبَر على الْمَعْنى لأهل الْعلم وَغَيرهم بتنبيهه على اخْتِلَاف منَازِل النَّاس فِي الدِّرَايَة وتفاوتهم فِي الْمعرفَة وَحسن التَّأْوِيل وَالصَّوَاب من هَذَا كُله لمن زرق فهما وأوتي علما إِقْرَار مَا سَمعه كَمَا سَمعه وَرَوَاهُ والتنبيه على مَا انتقده فِي ذَلِك وَرَآهُ حَتَّى يجمع الْأَمريْنِ وَيتْرك لمن جَاءَ بعد النّظر فِي الحرفين وَهَذِه كَانَت طَرِيق السّلف فِيمَا ظهر لَهُم من الْخلَل فِيمَا رَوَوْهُ من إِيرَاده على وَجهه وتبيين الصَّوَاب فِيهِ أَو طرح الْخَطَأ الْبَين والإضراب عَن ذكره فِي الحَدِيث جملَة أَو تبييض مَكَانَهُ والاقتصار على رِوَايَة الصَّوَاب أَو الْكِنَايَة عَنهُ بِمَا يظْهر وَيفهم لَا على طَرِيق الْقطع وَقد وَقع من ذَلِك فِي هَذِه الْأُمَّهَات مَا سنوقف عَلَيْهِ ونشير فِي مظانه إِلَيْهِ وَهِي الطَّرِيقَة السليمة ومذاهب الأيمة القويمة فَأَما الجسارة فخسارة فكثيرا مَا رَأينَا من نبه بالْخَطَأ على الصَّوَاب فعكس الْبَاب وَمن ذهب مَذْهَب الْإِصْلَاح والتغيير فقد سلك كل مَسْلَك فِي الْخَطَأ وَدَلاهُ رَأْيه بغرور وَقد وقفت على عجائب فِي الْوَجْهَيْنِ وسننبه من ذَلِك على مَا توافيه العبر وَتحقّق من تَحْقِيقه أَن الصَّوَاب مَعَ من وقف وأجحم لَا مَعَ من صمم وجسر وتتأمل فِي هَذِه الْفُصُول مَا تكلمنا عَلَيْهِ وَتكلم عَلَيْهِ الْأَشْيَاخ والحفاظ فِيمَا أصلحه أَبُو عبد الله بن وضاح فِي الْمُوَطَّأ على يحيى بن يحيى فِيمَن تقدم وعَلى مَا أصلحه القَاضِي أَبُو الْوَلِيد الْكِنَانِي على هَذِه الْكتب فِيمَن تَأَخّر وَإِظْهَار الْحجَج على الْغَلَط فِي كثير من ذَلِك الْإِصْلَاح وَبَيَان صِحَة الرِّوَايَة فِي ذَلِك من الْأَحَادِيث الصِّحَاح وكما وجدنَا مُعظما من حفاظ الْمُتَأَخِّرين المغاربة أصلا البغداديين نزلا قد رُوِيَ حَدِيث جليبيب وَقَول الْمَرْأَة اجليبيب أنيه فقيده الجليبيب الِابْنَة لما كَانَ الحَدِيث فِي خطْبَة ابْنة هَذِه الْمَرْأَة وَهِي قائلة هَذَا(1/4)
الْكَلَام وَلم ينفهم لمن لم يعرف معنى انيه والحاق بعض الْعَرَب هَذِه الزِّيَادَة الْأَسْمَاء فِي الِاسْتِفْهَام عِنْد الْإِنْكَار ظن أَنه مصحف من الِابْنَة وَكَذَلِكَ فعل فِي حَدِيث جوَيْرِية وَشك يحيى بن يحيى فِي سَمَاعه اسْمهَا فِي حَدِيثه وَقَوله أَحْسبهُ قَالَ جوَيْرِية أَو الْبَتَّةَ ابنت الْحَارِث فقيده أواليته بِفَتْح الْهمزَة وَكسر اللَّام بعْدهَا يَاء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا مُخَفّفَة وظنه اسْما وَأَن شكّ يحيى إِنَّمَا هُوَ فِي تَغْيِير الِاسْم لَا فِي إثْبَاته أَو سُقُوطه وَيحيى إِنَّمَا شكّ هَل سمع فِي الحَدِيث زِيَادَة اسْم جوَيْرِية أَو إِنَّمَا سمع ابْنة الْحَرْث فَقَط ثمَّ نفى الشَّك عَن نَفسه بعد قَوْله أَحْسبهُ قَالَ جوَيْرِية فَقَالَ أَو الْبَتَّةَ أَي أَنِّي أحقق أَنه قَالَهَا وَمثل هَذَا فِي حَدِيث يحيى بن يحيى كثير وَسَنذكر مِنْهُ فِي مَوْضِعه إِن شَاءَ الله وَكَذَلِكَ رُوِيَ حَدِيث ادام أهل الْجنَّة بِاللَّامِ فَقَالَ باللاي يَعْنِي الثور وَهَكَذَا وجدت مُعظما من شُيُوخنَا قد أصلح فِي كِتَابه من مُسلم فِي حَدِيث أم زرع من رِوَايَته عَن الْحلْوانِي عَن مُوسَى بن إِسْمَاعِيل عَن سعيد بن سَلمَة فِي قَوْله وعقر جارتها فأصلحه وَعبر بِالْبَاء وَضم الْعين اتبَاعا لما رَوَاهُ فِيهِ ابْن الْأَنْبَارِي وَفَسرهُ بِالِاعْتِبَارِ أَو الاستعبار على مَا نذكرهُ إِذْ لم ينفهم لَهُ ذَلِك فِي عقر والمعنيان بينان فِي عقر إِذْ هُوَ بِمَعْنى الْحيرَة والدهش وَقد يكون بِمَعْنى الْهَلَاك وَكله بِمَعْنى قَوْله فِي الرِّوَايَة الْمَشْهُورَة وغيظ جارتها وسنبينه فِي مَوْضِعه بأشبع من هَذَا إِن شَاءَ الله فِي أَمْثِلَة كَثِيرَة نذكرها فِي موَاضعهَا إِلَّا قصَّة جليبيب فَهَذَا اللَّفْظ لَيْسَ فِي شَيْء من هَذِه الْأُصُول فبحسب هَذِه الإشكالات والإهمالات فِي بعض الْأُمَّهَات واتفاق بَيَان مَا يسمح بِهِ الذّكر ويقتدحه الْفِكر مَعَ الْأَصْحَاب فِي مجَالِس السماع والتفقه ومسيس الْحَاجة إِلَى تَحْقِيق ذَلِك مَا تكَرر على السُّؤَال فِي كتاب يجمع شواردها ويسدد مقاصدها وَيبين مُشكل مَعْنَاهَا وينص اخْتِلَاف الرِّوَايَات فِيهَا وَيظْهر أحقها بِالْحَقِّ وأولاها فَنَظَرت فِي ذَلِك فَإِذا جمع مَا وَقع من ذَلِك فِي جَمَاهِير تصانيف الحَدِيث وَأُمَّهَات مسانيده ومنثورات أَجْزَائِهِ يطول وَيكثر وتتبع ذَلِك مِمَّا يشق ويعسر والاقتصار على تفاريق مِنْهَا لَا يرجع إِلَى ضبط وَلَا يحصر فأجمعت على تَحْصِيل مَا وَقع من ذَلِك فِي الْأُمَّهَات الثَّلَاث الجامعة لصحيح الْآثَار الَّتِي أجمع على تَقْدِيمهَا فِي الإعصار وَقبلهَا الْعلمَاء فِي سَائِر الْأَمْصَار كتب الأيمة الثَّلَاثَة الْمُوَطَّأ لأبي عبد الله مَالك بن أنس الْمدنِي وَالْجَامِع الصَّحِيح لأبي عبد الله مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل البُخَارِيّ والمسند الصَّحِيح لأبي الْحُسَيْن مُسلم بن الْحجَّاج النَّيْسَابُورِي إِذْ هِيَ أصُول كل أصل ومنتهى كل عمل فِي هَذَا الْبَاب وَقَول وقدرة مدعي كل قُوَّة بِاللَّه فِي علم الْآثَار وحول وَعَلَيْهَا مدَار أندية السماع وَبهَا عمارتها وَهِي مبادئ عُلُوم الْآثَار وغايتها ومصاحف السّنَن ومذاكرتها وأحق مَا صرفت إِلَيْهِ الْعِنَايَة وشغلت بِهِ الهمة وَلم يؤلف فِي هَذَا الشَّأْن كتاب مُفْرد تقلد عَهده مَا ذَكرْنَاهُ على أحد هَذِه الْكتب أَو غَيرهَا إِلَّا مَا صنعه الإِمَام أَبُو الْحسن عَليّ بن عمر الدَّارَقُطْنِيّ فِي تَصْحِيف الْمُحدثين وَأَكْثَره مِمَّا لَيْسَ فِي هَذِه الْكتب وَمَا صنعه الإِمَام أَبُو سُلَيْمَان الْخطابِيّ فِي جُزْء لطيف وَإِلَّا نكتا مفترقة وَقعت أثْنَاء شروحها لغير وَاحِد لَو جمعت لم تشف غليلا وَلم تبلغ من البغية إِلَّا قَلِيلا وَإِلَّا مَا جمع الشَّيْخ الْحَافِظ أَبُو عَليّ الْحسن بن مُحَمَّد الغساني شَيخنَا رَحمَه الله فِي كِتَابه الْمُسَمّى بتقييد المهمل فَإِنَّهُ تقصى فِيهِ أَكثر مَا اشْتَمَل عَلَيْهِ الصحيحان وَقَيده أحسن تَقْيِيد(1/5)
وَبَينه غَايَة الْبَيَان وجوده نِهَايَة التجويد لَكِن اقْتصر على مَا يتَعَلَّق بالأسماء والكنى والأنساب وألقاب الرِّجَال دون مَا فِي الْمُتُون من تَغْيِير وتصحيف وأشكال وَإِن كَانَ قد شَذَّ عَلَيْهِ من الْكِتَابَيْنِ أَسمَاء واستدركت عَلَيْهِ فِيمَا ذكر أَشْيَاء فالإحاطة بيد من يعلم مَا فِي الأَرْض وَالسَّمَاء وَلما أجمع عزمي على أَن أفرغ لَهُ وقتا من نهاري وليلي وَأقسم لَهُ حظا من تكاليفي وشغلي رَأَيْت تَرْتِيب تِلْكَ الْكَلِمَات على حُرُوف المعجم أيسر للنَّاظِر وَأقرب للطَّالِب فَإِذا وقف قَارِئ كتاب مِنْهَا على كلمة مشكلة أَو لَفْظَة مُهْملَة فزع إِلَى الْحَرْف الَّذِي فِي أَولهَا إِن كَانَ صَحِيحا وَإِن كَانَ من حُرُوف الزَّوَائِد أَو الْعِلَل تَركه وَطلب الصَّحِيح وَإِن أشكل وَكَانَ مهملا طلب صورته فِي سَائِر الْأَبْوَاب الَّتِي تشبهه حَتَّى يَقع عَلَيْهِ هُنَالك فَبَدَأت بِحرف الْألف وختمت بِالْيَاءِ على تَرْتِيب حُرُوف المعجم عندنَا ورتبت ثَانِي الْكَلِمَة وَثَالِثهَا من ذَلِك الْحَرْف على ذَلِك التَّرْتِيب رَغْبَة فِي التسهيل للراغب والتقريب وبدأت فِي أول كل حرف بالألفاظ الْوَاقِعَة فِي الْمُتُون الْمُطَابقَة لبابه على التَّرْتِيب الْمَضْمُون فتولينا إتقان ضَبطهَا بِحَيْثُ لَا يلْحقهَا تَصْحِيف يظلمها وَلَا يبْقى بهَا إهمال يبهمها فَإِن كَانَ الْحَرْف مِمَّا اخْتلفت فِيهِ الرِّوَايَات نبهنا على ذَلِك وأشرنا إِلَى الْأَرْجَح وَالصَّوَاب هُنَالك بِحكم مَا يُوجد فِي حَدِيث آخر رَافع للِاخْتِلَاف مزيج للأشكال مريح من حيرة الْإِبْهَام والإهمال أَو يكون هوالمعروف فِي كَلَام الْعَرَب أَو الْأَشْهر أَو الْأَلْيَق بمساق الْكَلَام وَالْأَظْهَر أَو نَص من سبقنَا من جها بذة الْعلمَاء وقدوة الْأَئِمَّة على الْمُخطئ والمصحف فِيهِ أَو أدركناه بتحقيق النّظر وَكَثْرَة الْبَحْث على مَا نتلقاه من مناهجهم ونقتفيه وترجمنا فصلا فِي كل حرف على مَا وَقع فِيهَا من أَسمَاء أَمَاكِن من الأَرْض وبلاد يشكل تقييدها ويقل متقن أساميها ومجيدها وَيَقَع فِيهَا لكثير من الروات تَصْحِيف يسمج وَنَبَّهنَا مَعهَا على شرح أشباهها من ذَلِك الشرج ثمَّ نعطف على مَا وَقع فِي الْمُتُون فِي ذَلِك الْحَرْف بِمَا وَقع فِي الْإِسْنَاد من النَّص على مُشكل الْأَسْمَاء والألقاب ومبهم الكنى والأنساب وَرُبمَا وَقع مِنْهُ من جرى ذكره فِي الْمَتْن فأضفناه إِلَى شكله من ذَلِك الْفَنّ وَلم نتتبع مَا وَقع من هَذِه الْكتب من مُشكل اسْم من لم يجر فِي الْكتاب كنيته أَو نسبه وكنية من لم يذكر فِي الْكتاب إِلَّا اسْمه أَو لقبه إِذْ ذَاك خَارج عَن غَرَض هَذَا التَّأْلِيف ورغبة السَّائِل وبحر عميق لَا يكَاد يخرج مِنْهُ لساحل وَفِي هَذَا الْبَاب كتب جَامِعَة كَثِيرَة وتصانيف مبسوطة ومقتضبة شهيرة وَقد انتقد على الشَّيْخ أبي عَليّ فِي كِتَابه ذكر أَشْيَاء من ذَاك لم تذكر فِي الْكِتَابَيْنِ بِحَال وَلَو أعطي فِيهَا التَّأْلِيف حَقه لاتسع كِتَابه وَطَالَ وَفِي ذكر الْبَعْض قدح فِي حق التَّأْلِيف وغض كترجمة الجزار والخزاز والخراز وَذكر من يعرف بذلك مِمَّن فِي الصَّحِيحَيْنِ وَلَيْسَ فيهمَا من هَذِه الألقاب مَذْكُورا حَقِيقَة غير يحيى بن الجزار وَأَبُو عَامر الخراز وَمن عداهما فَإِنَّمَا فيهمَا ذكر اسْمه أَو كنيته دون نسبته لذَلِك وَكَذَلِكَ ذكر فِي الْأَسْمَاء بوروثور وثوب وَلَيْسَ فِي الصَّحِيحَيْنِ من هَذِه الْأَسْمَاء إِلَّا ثَوْر وَحده وَغير ذَلِك فِي أَنْسَاب أَسمَاء وكنى ذكرت فيهمَا وَإِنَّمَا ذكرنَا هَاتين الترجمتين مِثَالا لعشرات مثلهَا وَذكرنَا فِي آخر كل فصل من فُصُول كل حرف مَا جَاءَ فِيهِ من تَصْحِيف وَنَبَّهنَا فِيهِ على الصَّوَاب وَالْوَجْه الْمَعْرُوف ودعت الضَّرُورَة عِنْد ذكر أَلْفَاظ الْمُتُون(1/6)
وتقويمها إِلَى شرح غريبها وَبَيَان شَيْء من مَعَانِيهَا ومفهومها دون نقص لذَلِك وَلَا اتساع إِلَّا عِنْد الْحَاجة لغموضه أَو الْحجَّة على خلاف يَقع هُنَالك فِي الرِّوَايَة أَو الشَّرْح ونزاع إِذْ لم نضع كتَابنَا هَذَا لشرح لُغَة وَتَفْسِير معَان بل لتقويم أَلْفَاظ وإتقان وَإِذ قد اتسعنا بِمِقْدَار مَا تفضل الله بِهِ وأعان عَلَيْهِ فِي شرحنا لكتاب صَحِيح مُسلم الْمُسَمّى بالإكمال وشذت عَن أَبْوَاب الْحُرُوف نكت مهمة غَرِيبَة لم تضبطها تراجمها لكَونهَا جمل كَلِمَات يضْطَر الْقَارئ إِلَى معرفَة ترتيبها وَصِحَّة تهذيبها أما لما دَخلهَا من التَّغْيِير أَو الْإِبْهَام أَو التَّقْدِيم وَالتَّأْخِير أَو أَنه لَا يفهم المُرَاد بهَا إِلَّا بعد تَقْدِيم إِعْرَاب كلماتها أَو سُقُوط بعض ألفاظها أَو تَركه على جِهَة الِاخْتِصَار وَلَا يفهم مُرَاد الحَدِيث إِلَّا بِهِ فأفردنا لَهَا آخر الْكتاب ثَلَاثَة أَبْوَاب
أَولهَا
فِي الْجمل الَّتِي وَقع فِيهَا التَّصْحِيف وطمس مَعْنَاهَا التلفيف إِذْ بَينا مُفْرَدَات ذَلِك فِي تراجم الْحُرُوف
الْبَاب الثَّانِي
فِي تَقْوِيم ضبط جمل فِي الْمُتُون والأسانيد وَتَصْحِيح إعرابها وَتَحْقِيق هجاء كتابها وشكل كلماتها وتبيين التَّقْدِيم وَالتَّأْخِير اللَّاحِق لَهَا ليستبين وَجه صوابها وينفتح للإفهام مغلق أَبْوَابهَا
الْبَاب الثَّالِث
فِي إِلْحَاق الفاظ سَقَطت من أَحَادِيث هَذِه الْأُمَّهَات أَو من بعض الرِّوَايَات أَو بترت اختصارا أَو اقتصارا على التَّعْرِيف بطرِيق الحَدِيث لأهل الْعلم بِهِ لَا يفهم مُرَاد الحَدِيث إِلَّا بإلحاقها وَلَا يسْتَقلّ الْكَلَام إِلَّا باستدراكها فَإِذا كملت بحول الله هَذِه الْأَغْرَاض وَصحت تِلْكَ الْأَمْرَاض رَجَوْت أَلا يبْقى على طَالب معرفَة الْأُصُول الْمَذْكُورَة أشكال وَأَنه يَسْتَغْنِي بِمَا يجده فِي كتَابنَا هَذَا عَن الرحلة لمتقني الرِّجَال بل يَكْتَفِي بِالسَّمَاعِ على الشُّيُوخ أَن كَانَ من أهل السماع وَالرِّوَايَة أَو يقْتَصر على درس أصل مَشْهُور الصِّحَّة أَو يصحح بِهِ كِتَابه ويعتمد فِيمَا أشكل عَلَيْهِ على مَا هُنَا إِن كَانَ من طالبي التفقه والدراية فَهُوَ كتاب يحْتَاج إِلَيْهِ الشَّيْخ الرَّاوِي كَمَا يحْتَاج إِلَيْهِ الْحَافِظ الواعي ويتدرج بِهِ الْمُبْتَدِئ كَمَا يتَذَكَّر بِهِ الْمُنْتَهى ويضطر إِلَيْهِ طَالب التفقه وَالِاجْتِهَاد كَمَا لَا يسْتَغْنى عَنهُ رَاغِب السماع والإسناد ويحتج بِهِ الأديب فِي مذا كرته كَمَا يعْتَمد عَلَيْهِ المناظر فِي محاضرته وَسَيعْلَمُ من وقف عَلَيْهِ من أهل الْمعرفَة والدراية قدره ويوفيه أهل الْإِنْصَاف والديانة حَقه فَإِنِّي نخلت فِيهِ معلومي وبتثه مكتومي ورصعته بجواهر محفوظي ومفهومي وأودعته مصونات الصنادق والصدرو وسمحت فِيهِ بمضنونات المشائخ والصدور مِمَّا لَا يبيحون خفى ذكره لكل ناعق وَلَا يبوحون بسره فِي متداولات المهارق وَلَا يقلدون خطير دره إِلَّا لبات أهل الْحَقَائِق وَلَا يرفعون مِنْهَا راية إِلَّا لمن يتلقاها بِالْيَمِينِ وَلَا يودعون مِنْهَا آيَة إِلَّا عِنْد ثِقَة أَمِين وَقد ألفته بِحكم الِاضْطِرَار وَالِاخْتِيَار وصنفته منتقى النكت من خِيَار الْخِيَار وأودعته غرائب الودائع والأسرار وأطلعته شمسا يشرق شعاعها فِي سَائِر الإقطار وحررته تحريرا تحار فِيهِ الْعُقُول والأفكار وقربته تَقْرِيبًا تتقلب فِيهِ الْقُلُوب والابصار
وسميته بمشارق الْأَنْوَار على صِحَاح الْآثَار
وَإِلَى الله جلّ اسْمه ألجأ فِي تَصْحِيح عَمَلي ونيتي وَإِلَيْهِ أَبْرَأ من حَولي وقوتي وَمِنْه استمد الْهِدَايَة لهمي وعزمتي وإياه أسئل الْعِصْمَة وَالْولَايَة لجملتي وَالْعَفو والغفران لذنبي وزلتي إِنَّه منعم كريم
- بَاب ذكر أسانيدي فِي هَذِه الْأُصُول الثَّلَاثَة
-
وَرَأَيْت ذكرهَا ليعلم مخرج الرِّوَايَة الَّتِي أنص عَلَيْهَا عِنْد الِاخْتِلَاف أَو أضيفها إِلَى راويها ليَكُون الْوَاقِف عَلَيْهَا على(1/7)
إثارة من علمهَا فَأَما الْكتاب الموطئ للْإِمَام أبي عبد الله مَالك بن أنس الْحِمْيَرِي ثمَّ الأصبحي النّسَب الْقرشِي ثمَّ التَّيْمِيّ بِالْحلف الْحِجَازِي ثمَّ الْمدنِي الدَّار والمولد والنشأة من رِوَايَة الْفَقِيه أبي مُحَمَّد يحيى بن يحيى الأندلسي ثمَّ الْقُرْطُبِيّ الدَّار والمولد والنشأة الْعَرَبِيّ ثمَّ اللَّيْثِيّ بِالْحلف الْبَرْبَرِي ثمَّ المصمودي النّسَب الَّتِي قصدناها من جملَة رِوَايَات الْمُوَطَّأ لاعتماد أهل أفقنا عَلَيْهَا غَالِبا دون غَيرهَا إِلَّا المكثرين مِمَّن اتسعت رِوَايَته وَكثر سَمَاعه فَإنَّا قَرَأنَا جَمِيعه وسمعناه على عدَّة من شُيُوخنَا ببلدنا وبالأندلس فحدثنا بِهِ الشَّيْخ الْفَقِيه أَبُو مُحَمَّد عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عتاب وَالْقَاضِي أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن عَليّ بن حمدين رحمهمَا الله سَمَاعا عَلَيْهِمَا بقرطبة سنة سبع وَخَمْسمِائة عَن الْفَقِيه أبي عبد الله مُحَمَّد بن محسن بن عتاب وقرأت جَمِيعه وسمعته مرّة أُخْرَى بسبتة على الْفَقِيه أبي إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بن جَعْفَر اللواتي وحَدثني بِهِ عَن القَاضِي أبي الْأَصْبَغ عِيسَى بن سهل وسمعته على القَاضِي أبي عبد الله مُحَمَّد بن عِيسَى التَّمِيمِي إِلَّا مَا شَككت فِي قِرَاءَته عَلَيْهِ فأجازنيه وحَدثني بِجَمِيعِهِ عَن الشَّيْخ الْحَافِظ أبي عَليّ الْحُسَيْن بن مُحَمَّد الجياني وَقد كتب إِلَيّ أَنا بِهِ أَبُو عَليّ هَذَا فِي إِجَازَته إيَّايَ قَالَ هُوَ وَأَبُو الْأَصْبَغ بن سهل نَا أَبُو عبد الله بن عتاب قَالَ نَا أَبُو الْقَاسِم خلف بن يحيى عَن أَحْمد بن مطرف وَأحمد بن سعيد بن حزم وَمُحَمّد بن قَاسم بن هِلَال قَالَ أَبُو عبد الله بن عتاب ونا بِهِ أَيْضا أَبُو عُثْمَان سعيد بن سَلمَة وَالْقَاضِي أَبُو بكر بن وَافد وَشك فِي سَماع بعضه مِنْهُ وَذَلِكَ كتاب الْحَج وَبَعض كتاب الصَّلَاة عَن أبي عِيسَى يحيى بن عبد الله بن أبي عِيسَى كلهم عَن عبيد الله بن يحيى عَن أَبِيه يحيى بن يحيى عَن مَالك بن أنس قَالَ شَيخنَا أَبُو مُحَمَّد بن عتاب وَالْقَاضِي أَبُو الْأَصْبَغ ابْن سهل والحافظ أَبُو عَليّ ونا بِهِ أَيْضا أَبُو الْقَاسِم حَاتِم بن مُحَمَّد الطرابلسي عَن الفقيهين أبي عبد الله مُحَمَّد بن عمر بن الفخار وَأبي عمر أَحْمد بن مُحَمَّد الطلمنكي عَن أبي عِيسَى قَالَ أَبُو عمر ونا بِهِ أَيْضا أَبُو جَعْفَر أَحْمد بن عون الله عَن أبي مُحَمَّد قَاسم بن أصبغ الْبَيَانِي عَن مُحَمَّد بن وضاح عَن يحيى بن يحيى قَالَ حَاتِم ونا بِهِ أَبُو بكر بن حوبيل التجِيبِي عَن أَحْمد بن مطرف عَن عبيد الله عَن أَبِيه يحيى قَالَ أَبُو الْأَصْبَغ بن سهل ونا بِهِ أَيْضا الْفَقِيه أَبُو زَكَرِيَّاء يحيى بن مُحَمَّد بن حُسَيْن القليعي وَقَالَ القَاضِي أَبُو عبد الله بن حمدين وحَدثني بِهِ أَيْضا أبي رَحمَه الله عَن أبي زَكَرِيَّاء القليعي عَن الْفَقِيه أبي عبد الله مُحَمَّد بن عبد الله بن أبي زمنين عَن أَحْمد بن مطرف عَن عبيد الله وَقَالَ القَاضِي أَبُو عبد الله بن عِيسَى نَا بِهِ أَيْضا الْفَقِيه أَبُو عبد الله مُحَمَّد ابْن فرج مولى ابْن الطلاع عَن القَاضِي أبي الْوَلِيد يُونُس بن مغيث عَن أبي عِيسَى قَالَ وحَدثني بِهِ أَيْضا القَاضِي أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن خلف بن المرابط عَن أبي الْوَلِيد مُحَمَّد بن عبد الله بن ميقل وَأبي الْقَاسِم الْمُهلب بن أبي صفرَة عَن أبي مُحَمَّد الْأصيلِيّ عَن ابْن المشاط عَن عبيد الله وَعَن الْأصيلِيّ عَن وهب بن مَسَرَّة عَن ابْن وضاح قَالَ أَبُو الْوَلِيد وحَدثني بِهِ أَيْضا عِيسَى بن أبي الْعلَا عَن أَحْمد بن سعيد ابْن حزم عَن عبيد الله وحَدثني بِهِ أَيْضا سَمَاعا لبعضه ومناولة لما فَاتَنِي مِنْهُ الْفَقِيه أَبُو مُحَمَّد بن أبي جَعْفَر رَحمَه الله قَالَ نَا هِشَام بن وضاح نَا أَبُو عبد الله بن نبأت نَا أَبُو عِيسَى عَن عبيد الله وحَدثني بِهِ أَيْضا الْفَقِيه أَبُو بَحر سُفْيَان بن العَاصِي الْأَسدي والفقيه أَبُو عمرَان مُوسَى بن أبي تليد والحافظ أَبُو عَليّ الغساني إجَازَة وَغير وَاحِد قَالُوا كلهم نَا بِجَمِيعِهِ أَبُو عمر بن عبد الْبر الْحَافِظ عَن أبي عُثْمَان سعيد بن نصر عَن أبي مُحَمَّد قَاسم بن أصبغ عَن ابْن وضاح(1/8)
قَالَ أَبُو عَمْرو نَا بِهِ أَبُو الْفضل التاهرتي عَن أبي عبد الْملك مُحَمَّد بن أبي دليم ووهب بن مَسَرَّة عَن ابْن وضاح قَالَ أَبُو عمر وَأَخْبرنِي بِهِ أَيْضا أَبُو عمر أَحْمد بن مُحَمَّد الْأمَوِي عَن أبي الْمطرف بن المشاط وَأحمد بن سعيد عَن عبيد الله قَالَ القَاضِي أَبُو الْفضل رَحمَه الله وَأَخْبرنِي بالموطأ أَيْضا الشَّيْخ الصَّالح أَبُو عبد الله أَحْمد بن مُحَمَّد بن غلبون الْخَولَانِيّ عَن أبي عَمْرو عُثْمَان بن أَحْمد عَن أبي عِيسَى وَقد سمعته ورويته وأجازنيه غير وَاحِد سوى من ذكرته وَلنَا فِيهِ عَن شُيُوخنَا أَسَانِيد أخر غير مَا ذَكرْنَاهُ تركناها اكْتِفَاء بِمَا أَثْبَتْنَاهُ وَكَذَلِكَ فِي موطئات غير يحيى وَمَا ذَكرْنَاهُ مِنْهَا
وَأما الْكتاب الْجَامِع الْمسند الصَّحِيح الْمُخْتَصر من آثَار رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) للْإِمَام أبي عبد الله مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل البُخَارِيّ المولد والمنشأ وَالدَّار الْجعْفِيّ النّسَب بِالْوَلَاءِ فقد وصل إِلَيْنَا من رِوَايَة أبي عبد الله مُحَمَّد بن يُوسُف الْفربرِي وَأكْثر الرِّوَايَات من طَرِيقه وَمن رِوَايَة إِبْرَاهِيم بن معقل النَّسَفِيّ عَن البُخَارِيّ وَلم يصل إِلَيْنَا من غير هذَيْن الطَّرِيقَيْنِ عَنهُ وَلَا دخل الْمغرب والأندلس إِلَّا عَنْهُمَا على كَثْرَة رُوَاة البُخَارِيّ عَنهُ لكتابه فقد روينَا عَن أبي إِسْحَاق الْمُسْتَمْلِي أَنه قَالَ عَن أبي عبد الله الْفربرِي أَنه كَانَ يَقُول روى الصَّحِيح عَن أبي عبد الله تسعون ألف رجل مَا بَقِي مِنْهُم غَيْرِي
فَأَما رِوَايَة الْفربرِي فرويناها من طرق كَثِيرَة مِنْهَا طَرِيق الْحَافِظ أبي ذَر عبد بن أَحْمد الْهَرَوِيّ وَطَرِيق أبي مُحَمَّد عبد الله ابْن إِبْرَاهِيم الْأصيلِيّ وَطَرِيق أبي الْحسن عَليّ بن خلف الْقَابِسِيّ وَطَرِيق كَرِيمَة بنت مُحَمَّد المروزية وَطَرِيق أبي عَليّ سعيد بن عُثْمَان بن السكن الْبَغْدَادِيّ وَطَرِيق أبي عَليّ إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد الكشاني وَأبي عَليّ مُحَمَّد بن عمر بن شبوية وَأحمد بن صَالح الْهَمدَانِي وَأبي نعيم الْحَافِظ الْأَصْبَهَانِيّ وَأبي الْفَيْض أَحْمد بن مُحَمَّد الْمروزِي وَغَيرهم
فَأَما رِوَايَة أبي ذَر فَإِنِّي سَمعتهَا بِقِرَاءَة غَيْرِي بِجَامِع مَدِينَة مرسية لجَمِيع الصَّحِيح بهَا على القَاضِي الشَّهِيد أبي عَليّ الْحُسَيْن بن مُحَمَّد الصَّدَفِي ونا بهَا عَن القَاضِي أبي الْوَلِيد سُلَيْمَان بن خلف الْبَاجِيّ عَن أبي ذَر عبد بن أَحْمد الْهَرَوِيّ عَن شُيُوخه الثَّلَاثَة أبي مُحَمَّد بن حموية السَّرخسِيّ وَأبي إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بن أَحْمد الْمُسْتَمْلِي وَأبي الْهَيْثَم مُحَمَّد بن الْمَكِّيّ الْكشميهني كلهم عَن الْفربرِي عَن البُخَارِيّ وَأَخْبرنِي بِهِ الشَّيْخ أَبُو عبد الله أَحْمد بن مُحَمَّد بن غلبون بِمَدِينَة أشبيلية عَن أبي ذَر الْهَرَوِيّ إجَازَة
وَأما رِوَايَة الْأصيلِيّ فَإِنِّي قَرَأت بهَا جَمِيع الْكتاب على الْفَقِيه الشَّيْخ أبي مُحَمَّد عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عتاب بِمَدِينَة قرطبة وحَدثني بِهِ عَن أَبِيه عَن أَحْمد بن ثَابت الوَاسِطِيّ وَغَيره عَن الْأصيلِيّ عَن أبي زيد مُحَمَّد بن أَحْمد الْمروزِي وَأبي أَحْمد مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يُوسُف الْجِرْجَانِيّ كِلَاهُمَا عَن الْفربرِي قَالَ لي أَبُو مُحَمَّد بن عتاب وأجازنيها الْفَقِيه أَبُو عبد الله بن نبأت عَن الْأصيلِيّ
قَالَ القَاضِي أَبُو الْفضل رَحمَه الله وَكتب إِلَيّ بهَا إجَازَة بِخَط يَده الْحَافِظ أَبُو عَليّ الْحُسَيْن ابْن مُحَمَّد الجياني وحَدثني بهَا مشافهة الْكَاتِب أَبُو جَعْفَر أَحْمد بن طريف حدثاني بِهِ جَمِيعًا عَن القَاضِي سراج ابْن مُحَمَّد بن سراج عَن الْأصيلِيّ قَالَ الجياني وحَدثني بهَا أَيْضا أَبُو شَاكر عبد الْوَاحِد بن موهب عَنهُ وعارضت كتابي بِأَصْل الْأصيلِيّ الَّذِي بِخَطِّهِ حرفا حرفا وَكَذَلِكَ عارضت مَوَاضِع أشكاله بِأَصْل عَبدُوس بن مُحَمَّد(1/9)
الَّذِي بِخَطِّهِ أَيْضا وَرِوَايَته فِيهِ عَن الْمروزِي
وَأما رِوَايَة الْقَابِسِيّ فَحَدثني بهَا سَمَاعا وَقِرَاءَة وإجازة أَبُو مُحَمَّد بن عتاب وَأَبُو عَليّ الجياني وَغير وَاحِد قَالُوا نَا أَبُو الْقَاسِم حَاتِم بن مُحَمَّد الطرابلسي عَن أبي الْحسن الْقَابِسِيّ عَن أبي زيد الْمروزِي عَن الْفربرِي وَأَنا بهَا أَحْمد بن مُحَمَّد عَن الفقيهين أبي عمرَان مُوسَى بن عِيسَى الفاسي وَأبي الْقَاسِم عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد الْحَضْرَمِيّ بِالْإِجَازَةِ عَن الْقَابِسِيّ وَلنَا فِيهِ أَيْضا رِوَايَة من طَرِيق القَاضِي أبي الْقَاسِم الْمُهلب بن أبي صفرَة عَنهُ
وَأما رِوَايَة أبي عَليّ بن السكن فَحَدثني بهَا أَبُو مُحَمَّد بن عتاب عَن أَبِيه عَن أبي عبد الله بن نبأت عَن أبي جَعْفَر بن عون الله وَمُحَمّد بن أَحْمد ابْن مفرج عَن أبي عَليّ بن السكن عَن الْفربرِي قَالَ أَبُو مُحَمَّد بن عتاب وأجازنيها ابْن نبأت الْمَذْكُور
قَالَ القَاضِي رَحمَه الله نَا بهَا الشَّيْخ أَبُو عَليّ الجياني فِيمَا كتب إِلَيْنَا بِهِ ونا بِهِ القَاضِي أَبُو عبد الله بن عِيسَى سَمَاعا لأكثره عَنهُ قَالَ نابها القَاضِي أَبُو عمر بن الْحذاء وَأَبُو عمر بن عبد الْبر الْحَافِظ قَالَا نَا أَبُو مُحَمَّد عبد الله بن أَسد عَن ابْن السكن
قَالَ القَاضِي رَحمَه الله ونا بِهِ أَبُو مُحَمَّد بن عتاب عَن أبي عمر بن الْحذاء إجَازَة مِنْهُ لَهُ
وَأما رِوَايَة كَرِيمَة فَحَدثني بهَا الشَّيْخ أَبُو الْأَصْبَغ عِيسَى بن أبي الْبَحْر الزُّهْرِيّ والخطيب أَبُو الْقَاسِم خلف بن إِبْرَاهِيم الْمقري وَالشَّيْخ أَحْمد بن خَليفَة بن مَنْصُور الْخُزَاعِيّ إجَازَة وَغير وَاحِد كلهم عَن كَرِيمَة بنت مُحَمَّد سَمَاعا عَن أبي الْهَيْثَم الْكشميهني عَن الْفربرِي وَأما رِوَايَة أبي عَليّ الكشاني فَإِن القَاضِي الْحَافِظ أَبَا عَليّ نَا بهَا عَن أبي الْحسن عَليّ بن الْحُسَيْن بن أَيُّوب الْبَزَّاز سَمَاعه مِنْهُ بِبَغْدَاد عَن أبي عبد الله الْحُسَيْن بن مُحَمَّد الْخلال عَن أبي عَليّ الكشاني عَن الْفربرِي
وَأما رِوَايَة أبي إِسْحَاق النَّسَفِيّ فَكتب إِلَيّ بهَا الشَّيْخ الْحَافِظ أَبُو عَليّ الْحُسَيْن بن مُحَمَّد الغساني وَسمعت على القَاضِي أبي عبد الله التَّمِيمِي كثيرا مِمَّا قيد مِنْهَا عَنهُ قَالَ حَدثنِي بهَا أَبُو العَاصِي حكم بن مُحَمَّد الجذامي عَن أبي الْفضل بن أبي عمرَان الْهَرَوِيّ عَن أبي صَالح خلف بن مُحَمَّد الْخيام البُخَارِيّ عَن إِبْرَاهِيم بن معقل النَّسَفِيّ عَن البُخَارِيّ إِلَّا أَن النَّسَفِيّ فَاتَهُ من آخر الْكتاب شَيْء من كتاب الْأَحْكَام إِلَى بَاب قَوْله تَعَالَى يُرِيدُونَ أَن يبدلوا كَلَام الله فَإِنَّهُ إجَازَة من البُخَارِيّ للنسفي ثمَّ مَا بعده لم يكن فِي رِوَايَة النَّسَفِيّ إِلَى آخر الْكتاب وَذَلِكَ نَحْو عشرَة أوراق لم يرومنها إِلَّا تِسْعَة أَحَادِيث أول الْكتاب آخرهَا طرف من حَدِيث الْإِفْك
وَأما كتاب الْمسند الصَّحِيح الْمُخْتَصر بِنَقْل الْعدْل عَن الْعدْل عَن رَسُول الله عَلَيْهِ السَّلَام للْإِمَام أبي الْحُسَيْن مُسلم بن الْحجَّاج الْقشيرِي النّسَب النَّيْسَابُورِي الدَّار فَإِنَّهُ وصل إِلَيْنَا من رِوَايَتَيْنِ أَيْضا رِوَايَة أبي إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بن سُفْيَان الْمروزِي وَرِوَايَة أبي مُحَمَّد أَحْمد بن عَليّ القلانسي إِلَّا أَن آخِره من بَاب حَدِيث الْإِفْك لم يسمعهُ ابْن ماهان إِلَّا من ابْن سُفْيَان فتفردت الرِّوَايَة من هُنَالك عَن ابْن سُفْيَان لِأَن إِلَى هُنَا انْتَهَت رِوَايَة أبي بكر بن الْأَشْقَر عَليّ القلانسي وَلم يصل إِلَيْنَا من غير هَاتين الرِّوَايَتَيْنِ وطرق هَاتين الرِّوَايَتَيْنِ كَثِيرَة
فَأَما رِوَايَة القلانسي فَحَدثني بهَا الْفَقِيه أَبُو مُحَمَّد عبد الله بن أبي جَعْفَر الْخُشَنِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ لجَمِيع الْكتاب بمرسية سنة ثَمَان وَخَمْسمِائة عَن أَبِيه عَن أبي حَفْص عمر بن الْحسن الْهَوْزَنِي عَن القَاضِي أبي عبد الله مُحَمَّد بن أَحْمد الْبَاجِيّ عَن أبي الْعَلَاء(1/10)
عبد الْوَهَّاب بن عِيسَى بن ماهان عَن أبي بكر مُحَمَّد بن يحيى الْأَشْقَر عَن القلانسي عَن مُسلم ونابها أَيْضا القَاضِي أَبُو عبد الله بن عِيسَى فِيمَا قرئَ عَلَيْهِ وَأَنا أسمع إِلَّا مَا فَاتَنِي فأجازنيه وَبَعضه قِرَاءَة بلفظي وحَدثني بِهِ عَن الشَّيْخ أبي عَليّ الجياني عَن القَاضِي أبي عمر أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْحذاء عَن أَبِيه عَن ابْن ماهان
قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وأجازنيه أَنا الجياني وَأَبُو مُحَمَّد بن عتاب عَن أبي عمر بن الْحذاء
وَأما رِوَايَة ابْن سُفْيَان فقرأناها وسمعناها على جمَاعَة من شُيُوخنَا بطرقها الْمُخْتَلفَة فَمِمَّنْ سَمعتهَا عَلَيْهِ الْفَقِيه الْحَافِظ القَاضِي أَبُو عَليّ الصَّدَفِي وَالشَّيْخ الراوية أَبُو بَحر سُفْيَان بن العَاصِي الْأَسدي قَالَا نابها أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن عمر العذري وحَدثني بهَا أَيْضا سَمَاعا وَقِرَاءَة وأجازة القَاضِي أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن عِيسَى التَّمِيمِي عَن أبي الْعَبَّاس العذري إجَازَة قَالَ نَا أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن الْحسن الرَّازِيّ قَالَ أَبُو بَحر وحَدثني بِهِ أَيْضا الشَّيْخ أَبُو الْفَتْح نصر بن الْحسن السَّمرقَنْدِي عَن أبي الْحُسَيْن عبد الغافر بن مُحَمَّد الْفَارِسِي وقرأتها على الْفَقِيه أبي مُحَمَّد بن أبي جَعْفَر بلفظي قَالَ نَا أَبُو عَليّ الْحُسَيْن بن عَليّ الطَّبَرِيّ الإِمَام عَن أبي الْحُسَيْن الْفَارِسِي قَالَ ابْن أبي جَعْفَر وحَدثني بهَا أبي عَن أبي حَفْص الْهَوْزَنِي عَن أبي مُحَمَّد عبد الله بن سعيد الشنتجالي عَن أبي سعيد عمر بن مُحَمَّد السجْزِي ونا الشَّيْخ الْحَافِظ أَبُو عَليّ الغساني من كِتَابه وَأَبُو مُحَمَّد بن عتاب وَغير وَاحِد إجَازَة قَالُوا نَا حَاتِم بن مُحَمَّد الطرابلسي عَن أبي سعيد السجْزِي قَالَ هُوَ والرازي والفارسي نَا أَبُو أَحْمد مُحَمَّد بن عِيسَى الجلودي نَا ابْن سُفْيَان قَالَ حَاتِم بن مُحَمَّد ونا بهَا أَيْضا عبد الْملك بن الْحسن الصّقليّ عَن أبي بكر مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْكسَائي عَن ابْن سُفْيَان عَن مُسلم وَلنَا ولشيوخنا أَسَانِيد أخر فِي هذَيْن الطَّرِيقَيْنِ وَفِي طرق البُخَارِيّ اختصرناها والآن نبتدئ بترتيب الْكتاب وتقريب تِلْكَ الْفُصُول الْمَوْعُود بهَا والأبواب وَالله الْمعِين إِلَى مَا فِيهِ رِضَاهُ المرشد للصَّوَاب
حرف الْهمزَة فمما يذكر من الْمُتُون مَا ننصه على التَّرْتِيب الْمُقدم
- بَاب الْألف والهمزة المفردتين مِمَّا اخْتلف فِيهِ
-
قَوْله أَتسخر بِي وَأَنت الْملك حمل الحَدِيث جمَاعَة من المتأولين على أَن الْألف ألف اسْتِفْهَام وعَلى الِاسْتِعَارَة والمقابلة كَمَا قَالَ فِي قَوْله الله يستهزئ بهم وسنذكره فِي حرف السِّين وَقيل بل الْألف هُنَا للنَّفْي بِمَعْنى لَا أَي أَنَّك لَا تسخر وَلَا تلِيق بك السخرية كَقَوْلِه تَعَالَى) أتهلكنا بِمَا فعل السُّفَهَاء منا
(أَي أَنْت لَا تفعل ذَلِك وَمثله قَوْله فِي حَدِيث الْوَصِيَّة أَهجر أَو أيهجر فِي رِوَايَة من رَوَاهُ بِمَعْنى يهذي أَي أَنه لَا يهجر وَلَا يَصح أَن يهجر وَهُوَ مَعْصُوم من أَن يَقُول مَالا حَقِيقَة لَهُ وَأَنه لَا يَقُول فِي الصِّحَّة وَالْمَرَض واليقظة وَالنَّوْم والرضى وَالْغَضَب إِلَّا حَقًا وَهَذَا كُله صَحِيح من جِهَة الْمَعْنى
الْهمزَة مَعَ الْبَاء
(اب د) قَوْله عَلَيْهِ السَّلَام إِن لهَذِهِ الْبَهَائِم أوابد كأوابد الْوَحْش مَعْنَاهُ نوافر وشوارد يُقَال أبدت تأبد وتأبد إِذا توحشت وَقَوله بل لابد أبدو يروي لابد ألابد أَي آخر الدَّهْر(1/11)
والأبد الدَّهْر
(اب ر) وَقَوله لم يأتبر بِتَقْدِيم الْهمزَة كَذَا عِنْد ابْن السكن أَي لم يدّخر بِمَعْنى يبتئر فِي سَائِر الرِّوَايَات وسنذكره وَمَا فِيهِ من خلاف فِي حرف الْبَاء
(وَقَوله) ويابرون النّخل بِضَم الْبَاء وَكسرهَا مُخَفّفَة ونخل قد أبرت وابر نخلا أَي يلقحونها ويذكرونها وَقد جَاءَ مُفَسرًا بذلك فِي الحَدِيث يُقَال مِنْهُ أبرتها بتَخْفِيف الْبَاء وَقصر الْهمزَة وأبرتها بِالتَّشْدِيدِ وَوَقع فِي رِوَايَة الطَّبَرِيّ يؤبرون بتَشْديد الْبَاء وَله وَجه على مَا تقدم فِي الْمَاضِي وَقَوله أباريقه عدد نُجُوم السَّمَاء الإبريق بِكَسْر الْهمزَة الْكوز إِذا كَانَ لَهُ خرطوم فَإِن لم يكن لَهُ خرطوم فَهُوَ كوب وَقيل الإبريق ذَوَات الْأَذَان والعرا والكوب مَا لَا أذن لَهُ وَلَا عُرْوَة
(اب ز) وَقَول أنس كَانَ لي أبزن أتقحم فِيهِ يُرِيد وَهُوَ صَائِم ضبطناه بِفَتْح الْألف وَكسرهَا فِي صَحِيح البُخَارِيّ والفتج قيد عَن الْقَابِسِيّ وضبطناه فِي كتاب ثَابت بِكَسْر الْهمزَة وَذكر لي فِيهِ شَيخنَا أَبُو الْحسن الْوَجْهَيْنِ مَعًا وَهُوَ بِسُكُون الْبَاء بِوَاحِدَة بعْدهَا زَاي مَفْتُوحَة وَنون وَهِي كلمة فارسية وَهُوَ شبه الْحَوْض الصَّغِير أَو كالقصرية الْكَبِيرَة من فخار وَنَحْوه وَقيل هُوَ كالفسقية وَقَالَ ثَابت هُوَ حجر منقور كالحوض وَقَالَ أَبُو ذَر هُوَ كالقدر يسخن فِيهِ المَاء وَلَيْسَ هَذَا بِشَيْء وَإِنَّمَا أَرَادَ أنس أَنه شَيْء يتبرد فِيهِ وَهُوَ صَائِم يَسْتَعِين بذلك على صَوْمه من الْحر والعطش وَلم ير بذلك بَأْسا وَهُوَ قَول لكافة الْعلمَاء وَكَرِهَهُ بَعضهم حَتَّى كره إِبْرَاهِيم للصَّائِم أَن يبل عَلَيْهِ ثِيَابه يُرِيد من الْحر
(أَب ل) قَوْله أبل مؤبلة أَي قطعا قطعا مَجْمُوعَة أَو يكون موبلة أَي مرعية مسرحة للرعي والآبل الرَّاعِي لِلْإِبِلِ وأبلها يابلها أبولا سرحها فِي الكلاء وأبلت هِيَ أبلا رعته قَالَه ثَعْلَب وَقَالَ الْهَرَوِيّ تابلت الْإِبِل اجتزأت بالرطب عَن المَاء
(أَب ن) وَقَوله مَا كُنَّا نابنه برقية بِضَم الْبَاء أَي نتهمه ونذكره وَنصفه بذلك كَمَا جَاءَ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى نظنه وَأكْثر مَا يسْتَعْمل فِي الشَّرّ وَقَالَ بَعضهم لَا يُقَال إِلَّا فِي الشَّرّ وَقيل يُقَال فِي الْخَيْر وَالشَّر وَهَذَا الحَدِيث يدل عَلَيْهِ وَفِي الحَدِيث الآخر أبنوا أَهلِي وابنوهم كِلَاهُمَا بتخيف الْبَاء وَالنُّون وَهُوَ مِمَّا تقدم أَي اتهموهم وذكروهم بالسوء وَوَقع فِي كتابي عَن الْأصيلِيّ ابنوهم مشدد الْبَاء وَكِلَاهُمَا صَوَاب قَالَ ثَابت ابْنُوا أَهلِي التابين ذكر الشَّيْء وتتبعه قَالَ الشَّاعِر
(فَرفع أَصْحَابِي الْمطِي وَابْنُوا هنيدة)
قَالَ ابْن السّكيت أَي ذكروها وَالتَّخْفِيف بِمَعْنَاهُ وَرَوَاهَا بَعضهم ابْنُوا بِتَقْدِيم النُّون وَكَذَا قَيده عَبدُوس ابْن مُحَمَّد ثمَّ كتب عِنْد أَصْحَابنَا ابْنُوا وَهُوَ أصح وَوَجَدته فِي كتابي عَن الْأصيلِيّ بالنقط فَوق الْبَاء وتحتها فِي هَذَا الْحَرْف مشددا وَعَلِيهِ بخطى عَلامَة الْأصيلِيّ وبالنون ذكره بَعضهم عَنهُ وَتَقْدِيم النُّون تَصْحِيف لَا وَجه لَهُ هُنَا والتأنيب اللوم والتوبيخ وَلَيْسَ هَذَا مَوْضِعه
(أَب و) وَقَوْلها وَكَانَت بنت أَبِيهَا مَعْنَاهُ شبيهته فِي حِدة الْخلق والعجلة فِي الْأُمُور
(وَقَوله) حَتَّى يَأْتِي أَبُو منزلنا أَي ربه وَصَاحبه
(أَب ي) قَوْله إِذا أَرَادوا فتْنَة أَبينَا أَي توقرنا وثبتنا وأبينا الْفِرَار كَمَا قَالَ العجاج
ثَبت إِذا مَا صِيحَ بالقوم وقر وسنذكره بعد وَالْخلاف فِيهِ
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم فِي هَذَا الْحَرْف
قَوْله فِي حَدِيث أم عَطِيَّة فَقَالَت بِأبي وَكَانَت إِذا ذكرت رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) قَالَت بِأبي اخْتلفت الرِّوَايَات فِي الصَّحِيحَيْنِ فِي هَذَا الْحَرْف فَوَجَدته بِخَط(1/12)
الْأصيلِيّ بِأبي بِكَسْر الْبَاء الأولى وَفتح الثَّانِيَة وَفتح الْهمزَة بَينهمَا وَكَذَا للقابسي وَرَوَاهُ غَيرهمَا بيبي بِكَسْر الباءين بَينهمَا يَاء مَفْتُوحَة مَكَان الْهمزَة المسهلة وَضَبطه الْأصيلِيّ كَذَا مرّة وَفِي كتاب أبي ذَر بِأبي فِي كتاب الْعِيدَيْنِ وَمثله عِنْده فِي كتاب الْحيض وَعنهُ أَيْضا بيبى بِكَسْر الأولى وَفتح مَا بعْدهَا وَكَذَا ضَبطه الْأصيلِيّ وعبدوس فِي كتاب الْحَج وَفِي كتاب عَبدُوس مَوضِع بَابي لكنه مهمل الضَّبْط وَضَبطه بعض الروات عَن الْأصيلِيّ بَابا بِفَتْح الباءين وَسُكُون الْألف بَينهمَا وَجَاء عِنْد الْقَابِسِيّ فِي بَاب خُرُوج الْحيض إِلَى الْمصلى أمرنَا نَبينَا وكل هَذِه الرِّوَايَات صَحِيحَة فِي اللُّغَة مثل بَابي قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي وَمَعْنَاهَا بَابي هُوَ فَحذف لِكَثْرَة الِاسْتِعْمَال قَالَ وَهِي ثَلَاث لُغَات بَابي على الأَصْل وبيبي على تسهيل الْهمزَة وبيبي كَأَنَّهُ جعله اسْما وَاحِدًا وَجعل آخِره مثل غَضَبي وسكري وأنشدوا
الا بيبا من لست أعرف مثلهَا
وَقَول الآخر
إِن قلت يَا بيباهما
قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وعَلى هَذَا تخرج رِوَايَة من رُوَاة بَابا بفتحهما لما جعله اسْما وَاحِدًا نقل فَتْحة الْيَاء على الْبَاء قبلهَا لاستثقال الْخُرُوج من كسرتها إِلَى الْيَاء وَسكن الْيَاء لتوالي الحركات فَنَطَقَ بِالْكَلِمَةِ مثل سكرى وَمعنى قَوْلهم بَابي كَذَا أَي بَابي أفديه وَقَوله فِي حَدِيث بنت أبي سَلمَة أَنَّهَا ابْنة أخي من الرضَاعَة أرضعتني وأباها ثويبة كَذَا روايتنا عَن جَمِيعهم بِالْبَاء بِوَاحِدَة على الصَّوَاب ورواة بعض أَصْحَاب أبي ذَر من الأندلسيين وَإِيَّاهَا بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا وَهُوَ تَصْحِيف قَبِيح وَقبل مَا تقدمه لهَذَا التَّصْحِيف كَبِير من مُتَقَدِّمي الْعلمَاء نعى عَلَيْهِ وَقَوله أول الحَدِيث أَنَّهَا ابْنة أخي يدل على صِحَة قَول الكافة وَقد جَاءَ أَشد بَيَانا فِي البُخَارِيّ فِي حَدِيث التنيسِي وَبشر بن عمر أرضعتني وَأَبا سَلمَة ثويبة وَفِي رِوَايَة قُتَيْبَة أَن أَبَاهَا أخي وَفِي كتاب مُسلم من رِوَايَة مُحَمَّد بن رمح فَقَالَ أرضعتني وأباها أَبَا سَلمَة ثويبة وَقَوله فِي حَدِيث أبي مُوسَى فَأتى بابل كَذَا فِي رِوَايَة ابْن السكن والجرجاني وَفِي كتاب عَبدُوس بِنَهْب إبل ولغيرهم فَأتى بشائل والشائل النَّاقة الَّتِي ارْتَفع لَبنهَا وَقد يُوصف بذلك الْجَمَاعَة مِنْهَا والمسموع شوائل فِي الْجمع وَالرِّوَايَة الأولى أوجه كَمَا قَالَ فِي سَائِر الرِّوَايَات بِثَلَاث ذود وبنهب إبل وَإِن كَانَ قد ينْطَلق ذَلِك على الذّكر وَالْأُنْثَى وَقد جَاءَ فِي كتاب مُسلم فِي هَذَا الحَدِيث خُذ هذَيْن القرينين ويروى القرينتين وعَلى التَّأْنِيث قد يَصح أَن تكون شوائل وَالله أعلم وَفِي حَدِيث يَأْجُوج وَمَأْجُوج فيمرون بإبلهم على بحيرة طبرية كَذَا فِي أصل شَيخنَا التَّمِيمِي بِخَط ابْن الْعَسَّال وَرِوَايَته من طَرِيق ابْن الْحذاء عَن ابْن ماهان وَهُوَ تَصْحِيف وَصَوَابه مَا للكافة فيمر أَوَّلهمْ وَفِي حَدِيث طَلَاق بن عمر من رِوَايَة ابْن طَاوس عَن أَبِيه قَالَ آخِره وَلم اسْمَعْهُ يزِيد على ذَلِك لِأَبِيهِ كَذَا فِي نسخ مُسلم كلهَا وَرِوَايَات شُيُوخنَا ورواة بَعضهم لابتة وَهُوَ تَصْحِيف وَصَوَابه لِأَبِيهِ كَمَا تقدم وَمَعْنَاهُ أَن ابْن طَاوس قَالَ لم اسْمَعْهُ يَعْنِي أَبَاهُ يزِيد على ذَلِك فبينه ابْن جريج الرَّاوِي عَنهُ وَفسّر الضَّمِير فِي أسمعهُ على من يرجع فَقَالَ لِأَبِيهِ لكنه زَاده أشكالا بذلك حَتَّى أوجب تصحيفه على من لم يفهمهُ وَفِي حَدِيث الْهِجْرَة من رِوَايَة يحيى بن بشر وَذكر حَدِيث ابْن عمر وَأبي بردة وَقَول ابْن عمر فِيهِ هَل تَدْرِي مَا قَالَ أبي لأَبِيك وَفِيه فَقَالَ أبي لَا وَالله قد جاهدنا بعد رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم)(1/13)
كَذَا لأكثرهم أبي أَي وَالِدي وَزِيَادَة لَا وَعند الْمُسْتَمْلِي والقابسي فَقَالَ أَي وَالله بِكَسْر الْهمزَة بعْدهَا يَاء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا بِمَعْنى نعم الموصولة بالقسم قيل وَكله تَغْيِير وَعند عَبدُوس فَقَالَ إِنِّي وَالله وَكتب عِنْد غَيْرِي فَقَالَ لَا وَالله وَقيل صَوَابه مَا عِنْد النَّسَفِيّ فَقَالَ أَبوك لَا وَالله وَيدل عَلَيْهِ بَقِيَّة الحَدِيث وَقَول ابْن عمر بعده فَقَالَ أبي لكني أَنا وَالَّذِي نفس عمر بِيَدِهِ الحَدِيث جَوَابا لأبي مُوسَى وَفِي الْكفَالَة قَوْله فِي الْمُرْتَدين استتبهم وكفلهم عَشَائِرهمْ فَأَبَوا فكفلهم كَذَا عِنْد الْأصيلِيّ والقابسي وعبدوس من رُوَاة أَصْحَاب الْفربرِي وَهُوَ وهم مُفسد للمعنى لِأَنَّهُ لَا معنى لأبوا هَاهُنَا وَصَوَابه مَا عِنْد النسفى وَابْن السكن والهمداني والهروي فتابوا فكفلهم كَمَا جَاءَ فِي أمره بذلك أول الحَدِيث وَفِي قتل أبي بن خلف ثمَّ أَبَوا حتي يتبعونا كَذَا للأصيلي والسجزي بباء بِوَاحِدَة وَلغيره أَتَوا بتاء بِاثْنَتَيْنِ فَوْقهَا وَكِلَاهُمَا لَهُ وَجه وَقَوله أَنا إِذا صِيحَ بِنَا أَبينَا كَذَا رَوَاهُ الْأصيلِيّ والسجزي بباء بِوَاحِدَة وَرَوَاهُ غَيرهمَا أَتَيْنَا بتاء بِاثْنَتَيْنِ فَوْقهَا وَكِلَاهُمَا صَحِيح الْمَعْنى أَي إِذا صِيحَ بِنَا لفزع أَو حَادث أَو أجلب علينا عدونا أَبينَا الْفِرَار والانهزام وثبتنا كَمَا تقدم قَالَ العجاج
ثَبت إِذا مَا صِيحَ بالقوم وقر
وعَلى الرِّوَايَة الْأُخْرَى أَتَيْنَا الدَّاعِي وأجبناه أَو أقدمنا على عدونا وَلم يرعنا صياحه كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث الآخر إِذا سمع هيعة طَار إِلَيْهَا وَهَذَا أوجه لِأَن فِي بَقِيَّة الرجزوان أَرَادوا فتْنَة أَبينَا وتكرار الْكَلِمَة عَن قرب فِي الرجز وَالشعر عيب مَعْلُوم عِنْدهم وَفِي هَذَا الرجز أَيْضا أَن الأولى قد أَبَوا علينا كَذَا لأكْثر الروَاة بباء بِوَاحِدَة فِي حَدِيث مُسلم عَن ابْن مثنى وَعند الطَّبَرِيّ والباجي قد بغوا علينا وَهُوَ أصح وَكَذَا جَاءَ فِي غير هَذِه الرِّوَايَة فِي الصَّحِيحَيْنِ وَمعنى أَبَوا أَي قبُول مَا دعوناهم إِلَيْهِ من الْإِسْلَام وَالْهدى أَو أَبَوا إِلَّا عَدَاوَة لنا وتحزبا علينا وَفِي حَدِيث أبي بن سلول وعزم قومه على تتويجه فَلَمَّا أَبى الله ذَلِك بِالْحَقِّ الَّذِي جِئْت بِهِ كَذَا هُوَ بباء بِوَاحِدَة لكافة الروات وَعند الْأصيلِيّ أَتَى الله بِالْحَقِّ بتاء بِاثْنَتَيْنِ فَوْقهَا وَكِلَاهُمَا لَهُ وَجه وَمعنى الأول أبي الله من تَقْدِيمه وإمضاء مَا أَرَادَهُ قومه من تَمْلِيكه بِمَا قَضَاهُ من إسْلَامهمْ وَبعث نبيه عَلَيْهِ السَّلَام وَهُوَ معنى أَتَى فِي الرِّوَايَة الثَّانِيَة ويعضد تَوْجِيه الرِّوَايَة الأولى قَوْله فِي الحَدِيث الآخر فَلَمَّا رد الله ذَلِك بِالْحَقِّ الَّذِي أَعْطَاك وَفِي الِاسْتِخْلَاف لقد هَمَمْت أَن أرسل إِلَى أبي بكر أَو آتيه فأعهد كَذَا لأبي ذَر وَفِي نُسْخَة عَنهُ وآتيه بِغَيْر ألف وَعند الْأصيلِيّ والقابسي والنسفي إِلَى أبي بكر وَابْنه قيل هُوَ وهم وَالْأول الصَّوَاب وَعِنْدِي أَن الصَّوَاب الرِّوَايَة الثَّانِيَة بِدَلِيل رِوَايَة مُسلم أَن أَدْعُو أَبَاك وأخاك حَتَّى أكتب كتابا وَتَكون فَائِدَة التَّوْجِيه فِي ابْن أبي بكر ليكتب الْكتاب أَو ليكونا شهيدين عَلَيْهِ وَأَيْضًا أَنه قَالَه فِي مَرضه عَلَيْهِ السَّلَام وإتيانه إِذْ ذَاك لغيره مُتَعَذر وَفِي تمارى ابْن عَبَّاس وَالْحر بن قيس فِي حَدِيث الْخضر وسؤالهما أبي بن كَعْب فَقَالَ لَهُ أبي كَذَا للسجزي بِضَم الْهمزَة وَفتح الْبَاء اسْم الْمَذْكُور أَولا وَلغيره من رُوَاة مُسلم فَقَالَ إِنِّي بِكَسْر الْهمزَة وَالنُّون وَكِلَاهُمَا صَحِيح فِي الْمَعْنى إِذْ يكون الْقَائِل إِنِّي أَبَيَا المسؤول والْحَدِيث عَنهُ مَحْفُوظ وَجَاء فِي البُخَارِيّ فَقَالَ أبي نعم وَفِي رِوَايَة الْقَابِسِيّ فَقَالَ أبي بن كَعْب وَعند الْأصيلِيّ فَقَالَ لي نعم وَمثله فِي اللّقطَة والضالة من رِوَايَة أبي قَالَ وجدت(1/14)
صرة كَذَا لَهُم بِالْبَاء وَضم الْهمزَة وَعند السجْزِي فَقَالَ إِنِّي بِكَسْر الْهمزَة وَالنُّون وَكِلَاهُمَا صَحِيح أَي قَائِل ذَلِك وَفِي حَدِيث عَائِشَة أَلا نعجبك أَبَا فلَان جَاءَ فَجَلَسَ إِلَى حُجْرَتي كَذَا عِنْدهم بِالْبَاء مُنَادِي بكنيته قَالَ الْقَابِسِيّ كَذَا فِي كتابي وَالَّذِي أعرف أَتَى فلَان يُرِيد أَنه فعل مَاض من الْإِتْيَان وَهُوَ الصَّوَاب لَوْلَا قَوْله جَاءَ بعده وَهُوَ الْأَظْهر فِي الْمَقْصد وضبطناه فِي مُسلم أَلا يُعْجِبك أَبُو هُرَيْرَة جَاءَ بِالْيَاءِ وَله وَجه وَفِي الْعَقِيقَة قَول مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم التَّيْمِيّ سَمِعت أبي يسْتَحبّ الْعَقِيقَة وَلَو بعصفور كَذَا رَوَاهُ يحيى بن يحيى الأندلسي من روات الْمُوَطَّأ قَالُوا وَهُوَ وهم وَغَيره من رُوَاة الْمُوَطَّأ يَقُولُونَ سَمِعت أَنه يسْتَحبّ وَكَذَا رده ابْن وضاح وَفِي طواف الْقَارِن عَن عُرْوَة حججْت مَعَ أبي الزبير كَذَا لسَائِر رُوَاة مُسلم وَالْبُخَارِيّ وَكَذَا سمعته على شَيخنَا أبي بَحر عَن أبي الْفَتْح السَّمرقَنْدِي فِي مُسلم وَكَذَا قرأته على شَيخنَا أبي مُحَمَّد الْخُشَنِي وَكَذَا عِنْد شَيخنَا القَاضِي التَّمِيمِي وَرَوَاهُ العذري فِي مُسلم حججْت مَعَ ابْن الزبير وَكَذَا رَوَاهُ أَبُو الْهَيْثَم فِي البُخَارِيّ وَهُوَ تَصْحِيف وَالْأول الصَّوَاب إِنَّمَا أخبر عُرْوَة أَنه حج مَعَ أَبِيه الزبير وَفِي حَدِيث فضل أبي بكر أَرَأَيْت إِن لم أجدك قَالَ أبي كَأَنَّهَا تَعْنِي الْمَوْت كَذَا للجلودي من رِوَايَة الْفَارِسِي والسجزي بباء بِوَاحِدَة مَكْسُورَة وَلغيره أَي بياء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا سَاكِنة حرف عبارَة عَن الشَّيْء وَالْوَجْه الرِّوَايَة الأولى لِأَن مُحَمَّد بن جُبَير رَاوِي الحَدِيث عَن أَبِيه يَقُوله عَنهُ وَفِي خبر عَمْرو بن يحيى بن قَصْعَة بن خنذف أيابني كَعْب كَذَا للطبري وَابْن ماهان وَعند غَيرهمَا أخابني كَعْب وَهُوَ خطأ وَالصَّوَاب الأول لِأَن كَعْبًا أحد بطُون خُزَاعَة وهم بنوا عَمْرو هَذَا وعَلى الصَّوَاب ذكره ابْن أبي شيبَة وَمصْعَب الزبيرِي وَغَيرهمَا وَفِي حَدِيث مَا الدُّنْيَا فِي الْآخِرَة واشار إِسْمَاعِيل بالإبهام كَذَا للْجَمِيع وَعند السَّمرقَنْدِي بالبهام وَهُوَ تَصْحِيف وَالْمرَاد هُنَا بالإبهام الَّذِي هُوَ أول أَصَابِع الْيَد وَأما البهام فَجمع بهمة وَهُوَ وَاحِدَة الضَّأْن وَفِي فضل عمر بن عبد الْعَزِيز قَالَ بأبيك أَنْت سَمِعت أَبَا هُرَيْرَة يحدث عَن رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كَذَا قيدنَا هَذِه الْكَلِمَة عَن كَافَّة شُيُوخنَا للعذرى والسجزي وَكَذَا فِي كتاب ابْن أبي جَعْفَر وَعند السَّمرقَنْدِي أَي مَكَان أَنْت وَفِي بعض الرِّوَايَات عَنْهُم فأنبئك أَنِّي سَمِعت وَكَذَا لِابْنِ ماهان
فصل مِنْهُ
جَاءَ ذكر زَيْنَب بنت أبي سَلمَة ولبعضهم بنت أم سَلمَة وَكِلَاهُمَا صَحِيح هِيَ بنت أم سَلمَة وأبوها أَبُو سَلمَة من ذَلِك فِي بَاب من خَاصم فِي بَاطِل أَن زَيْنَب بنت أم سَلمَة كَذَا لجميعهم وللجرجاني بنت أبي سَلمَة وَمن ذَلِك فِي بَاب ويل للْعَرَب من شَرّ قد اقْترب بنت أبي سَلمَة للكافة وَبنت أم سَلمَة للسمرقندي فِي حَدِيث أم هاني زعم ابْن أبي كَذَا للحموي وللكافة ابْن أُمِّي وَكِلَاهُمَا صَحِيح لِأَنَّهَا شقيقته وَابْن أُمِّي هُنَا أشهر فِي الحَدِيث وَأظْهر فِي الْمَعْنى للتّنْبِيه على حُرْمَة الْبَطن قَالَ الله تَعَالَى) يَا ابْن أم لَا تَأْخُذ بلحيتي وَلَا برأسي
(وَفِي بَاب صَلَاة الضُّحَى عَن أبي مرّة مولى أم هاني عَن أبي الدَّرْدَاء كَذَا لِابْنِ سُفْيَان وَعند ابْن ماهان عَن أم الدَّرْدَاء وَهُوَ وهم وَالصَّوَاب الأول وَفِي بَاب كَرَاهِيَة أَن تعرى الْمَدِينَة وَقَالَ ابْن زُرَيْع عَن روح ابْن الْقَاسِم عَن زيد بن أسلم عَن أَبِيه عَن حَفْصَة كَذَا فِي أصل الْأصيلِيّ ثمَّ غَيره وَكتب عَن أمه لأبي زيد وَكَذَا عِنْد النَّسَفِيّ وَأبي ذَر وَقَول البُخَارِيّ بعد(1/15)
هَذَا وَقَالَ هِشَام عَن زيد عَن أَبِيه يدل أَن رِوَايَة روح عَن أمه كَمَا روته الْجَمَاعَة وَفِي بَاب لُحُوم الحمرنا إِسْرَائِيل عَن مجزاة بن زَاهِر الْأَسْلَمِيّ عَن أَبِيه وَكَانَ مِمَّن شهد الشَّجَرَة كَذَا لَهُم وَعند الْقَابِسِيّ عَن أنس مَكَان أَبِيه وَهُوَ وهم قَالَ الْقَابِسِيّ كَذَا وَقع فِي كتابي عَن أنس وَالصَّحِيح عَن أَبِيه وَفِي بَاب الْخطْبَة على خطْبَة أَخِيه عَن الْعَلَاء وَسُهيْل عَن أَبِيهِمَا كَذَا روينَاهُ بِكَسْر الْبَاء قَالَ بَعضهم هُوَ وهم وليسا بأخوين وَصَوَابه عَن أبويهما إِلَّا أَن يضْبط أَبِيهِمَا بِفَتْح الْبَاء على لُغَة من بني أَبَا عَليّ ذَلِك فَتخرج وَأما الْخلاف بَين أبي فلَان وَابْن فلَان فَيَأْتِي فِي الْأَسْمَاء بعد
الْهمزَة مَعَ التَّاء
(أت ر) قَوْله ثوب أتربيي بِكَسْر الْهمزَة وَسُكُون التَّاء وَكسر الرَّاء بعْدهَا بَاء بِوَاحِدَة مَكْسُورَة مَنْسُوب إِلَى قَرْيَة بِمصْر وَقَوله قطع فِي أترجة وَمثل الْمُؤمن مثل الأترجة بِضَم الْهمزَة وَتَشْديد الْجِيم وَيُقَال أَيْضا أترنجة بِزِيَادَة نون وفيهَا لُغَة ثَالِثَة ترنجة بِغَيْر همزَة حَكَاهَا أَبُو زيد وَقد روى بِالْوَجْهَيْنِ الْأَوَّلين فِي الْمُوَطَّأ وَغَيره وهما لُغَتَانِ معروفتان وَالْأولَى أفْصح وَاخْتلف فِي الَّتِي حكم فِي سرقتها بِالْقطعِ فَقَالَ مَالك هِيَ هَذِه الَّتِي توكل وَلم تكن ذَهَبا وَلَو كَانَت ذَهَبا لم تقوم وَفِي الحَدِيث ذكر قيمتهَا وَقَالَهُ أَكْثَرهم وَقَالَ ابْن كنَانَة كَانَت من ذهب قدر الحمصة يَجْعَل فِيهَا الطّيب
قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَلَا يبعد قَول مَالك رَحمَه الله فقد تبَاع فِي كثير من الْبِلَاد بِثَلَاثَة دَرَاهِم فَكيف بِالْمَدِينَةِ وَحين فاض المَال وَكَثُرت الدَّرَاهِم وَقَالَ البُخَارِيّ فِي تَفْسِير المتكاليس فِي كَلَام الْعَرَب الأترج مَعْنَاهُ أَنه لَا يعرف فِي تَفْسِير المتكالا أَنه أنكر اللَّفْظَة
(أت ن) قَوْله أتيت على أتان فَأرْسلت الأتان ترتع هِيَ الْأُنْثَى من الْحمر مَفْتُوحَة الْهمزَة وَجَاء فِي بعض رِوَايَات البُخَارِيّ على حمَار أتان كَذَا ضَبطهَا الْأصيلِيّ بتنوين الحرفين وَوَجهه أَن يكون أَحدهمَا بَدَلا من الآخر أَو وَصفا لَهُ لِأَنَّهُ جَاءَ فِي حَدِيث أتان مُفردا فَالْأولى الْجمع بَينهمَا قَالَ لي شَيخنَا أَبُو الْحُسَيْن سراج بن عبد الْملك يكون أتان وَصفا للحمار وَمَعْنَاهُ صلب قوي مَأْخُوذ من الأتان وَهِي الْحِجَارَة الصلبة قَالَ لي وَقد يكون على بدل الْغَلَط
قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَقد يكون عِنْدِي على بدل الْبَعْض من الْكل إِذا قد يُطلق حمَار على الْجِنْس فَيشْمَل الذّكر وَالْأُنْثَى كَمَا قَالُوا بعير للذّكر وَالْأُنْثَى قَالَ لي أَبُو الْحُسَيْن وَقد يكون حمَار أتان غير منون على الْإِضَافَة أَي حمَار أُنْثَى وفحل أتن وفحلة قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَكَذَا وجدته مضبوطا فِي بعض الْأُصُول المسموعة على أبي ذَر
(أت ي) جَاءَ فِي هَذِه الْأُصُول أَتَى وَآتى وَآتى وأتيت وَأتوا وأوتوا وَأتوا وَأتوا وَآتوا مَقْصُور وممدود فَحَيْثُمَا جَاءَ من الْإِتْيَان بِمَعْنى المجئ فَهُوَ مَقْصُور الْهمزَة وَإِذا كَانَ بِمَعْنى الْإِعْطَاء فممدود الْهمزَة وَقَوله فِي حَدِيث الْهِجْرَة أَتَيْنَا رَسُول الله مَقْصُور الْهمزَة مضمومها من الْإِتْيَان أَي أدركنا وَوصل إِلَيْنَا وَقَوله فِي النّذر فَهُوَ يُؤْتِي عَلَيْهِ مَا لم يُؤْت من قبل بِضَم الْيَاء أَي يُعْطي وَمِمَّا يشكل من ذَلِك فِي بَاب كسْوَة الْمَرْأَة بِالْمَعْرُوفِ قَول على آتِي إِلَى النَّبِي حلَّة سيراء هَذَا بِمد الْهمزَة لِأَنَّهُ بِمَعْنى أعْطى وَإِلَى مشدد وَبَقِيَّة الحَدِيث يدل عَلَيْهِ وَفِي رِوَايَة النَّسَفِيّ بعث بِمَعْنَاهُ وَقد ضَبطه بَعضهم بعث إِلَى عَليّ مَا لم يسم فَاعله وَهُوَ وهم وَفِي كتاب عَبدُوس أهدي إِلَى النَّبِي وَجَاء فِي مَوَاضِع مِنْهَا اخْتِلَاف نذكرهُ بعد وَقَوله وَطَرِيق مئتاء بِكَسْر الْمِيم(1/16)
مَمْدُود وهمزة سَاكِنة وَقد تسهل أَي محجة وَمَعْنَاهُ كثير السلوك عَلَيْهَا مفعال من الْإِتْيَان يُرِيد الْمَوْت أَي أَو النَّاس كلهم يسلكونها قَالَ أَبُو عبيد وَبَعْضهمْ يَقُول فِيهِ طَرِيق مأتي أَي يَأْتِي عَلَيْهِ النَّاس وَكِلَاهُمَا بِمَعْنى قَوْله فِي بَاب أكل الثوم وَكَانَ رَسُول الله يُؤْتِي وَتمّ الحَدِيث عِنْد أَكْثَرهم زَاد فِي رِوَايَة بالوخي وَفِي أُخْرَى يَعْنِي يَأْتِيهِ جِبْرِيل وَهُوَ مَعْنَاهُ هُنَا
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم فِيهِ
ذكر البُخَارِيّ فِي التَّفْسِير فِي قَوْله أيتيا طَوْعًا أَو كرها أعطيا قَالَتَا أَتَيْنَا أعطينا
قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَلَيْسَ أَتَى هُنَا بِمَعْنى أعطي وَإِنَّمَا هُوَ من الْإِتْيَان والمجئ والإنفعال للوجود بِدَلِيل الْآيَة نَفسهَا وَبِهَذَا فسر الْمُفَسِّرُونَ أَن مَعْنَاهُ جيئا بِمَا خلقت فيكما وأظهراه وَمثله مروى عَن ابْن عَبَّاس وَقد رُوِيَ عَن سعيد بن جُبَير نَحْو مَا ذكره البُخَارِيّ لكنه يخرج على تقريب الْمَعْنى أَنَّهُمَا لما أمرتا بِإِخْرَاج مَا بَث فيهمَا من شمس ونجوم وقمر وأنهار ونبات وتمر كَانَ كالإعطاء فَعبر بالإعطاء عَن المجئ بِمَا أودعتاه وَالله أعلم وَقَوله فِي صفة نزُول الْوَحْي فَلَمَّا أتلي عَنهُ بِضَم الْهمزَة وتاء بِاثْنَتَيْنِ فَوْقهَا سَاكِنة وَلَام مَكْسُورَة مثل أعطي كَذَا قَيده شَيخنَا القَاضِي أَبُو عبد الله بن عِيسَى عَن الجياني وَعند الْفَارِسِي مثله إِلَّا أَنه بثاء مُثَلّثَة وَعند العذري من طَرِيق شَيخنَا الْأَسدي أثل بِكَسْر الثَّاء الْمُثَلَّثَة مثل ضرب وَكَانَ عِنْد شَيخنَا القَاضِي الْحَافِظ أبي عَليّ أَجلي بِالْجِيم مثل أعطي أَيْضا وَعند ابْن ماهان انجلى بالنُّون وَكَذَا رَوَاهُ البُخَارِيّ وَهَاتَانِ الرِّوَايَتَانِ لَهما وَجه أَي انْكَشَفَ عَنهُ وَذهب وَفرج عَنهُ يُقَال انجلى عَنهُ الْغم وأجليته عَنهُ أَي فرجته فتفرج وأجلوا عَن قَتِيل أَي أفرجوا عَنهُ وتركوه وَقَالَ بَعضهم لَعَلَّه اؤتلي أَي قصر عَنهُ وَأمْسك من قَوْلهم لم يال يفعل كَذَا أَي لم يقصر وَقَالَ بَعضهم لَعَلَّه ألعى عَنهُ تصحف مِنْهُ انجلى أَو أجلى وَكَذَا رَوَاهُ ابْن أبي خَيْثَمَة أَي نحي عَنهُ كَمَا قَالَ أَبُو جهل أَعلَى عني أَي تَنَح وَفِي تَفْسِير سُورَة سُبْحَانَ فَلَمَّا نزل الْوَحْي وَكَذَا فِي مُسلم فِي حَدِيث سُؤال الْيَهُودِيّ وَهَذَا وهم بَين لِأَنَّهُ إِنَّمَا جَاءَ هَذَا الْفَصْل عِنْد انكشاف الْوَحْي وَفِي البُخَارِيّ فِي كتاب الِاعْتِصَام فَلَمَّا صعد الْوَحْي وَهَذَا صَحِيح من نَحْو مَا تقدم أَولا فِي بَاب الدَّلِيل على أَن الْخمس لنوائب الْمُسلمين فِي حَدِيث عبد الله بن عبد الْوَهَّاب كُنَّا عِنْد أبي مُوسَى فَأتى ذكر دجَاجَة كَذَا لأبي ذَر والنسفي ولبعضهم بِفَتْح الْهمزَة وَكسر الدَّال وَعند الْأصيلِيّ فَأتى ذكر دجَاجَة بِضَم الْهمزَة على مَا لم يسم فَاعله وَذكر فعل مَاض وَهَذَا أشبه كَمَا قَالَ فِي غير هَذَا الْبَاب فَأتى بِلَحْم دَجَاج وبدليل قَوْله فِي هَذَا الحَدِيث فَدَعَاهُ للطعام كَأَنَّهُ شكّ الرَّاوِي بِمَا أَتَى بِهِ لكنه ذكر أَن فِيهِ دجَاجَة وَقَوله فِي حَدِيث امْرَأَة أبي أسيد فِي خير النَّبِيذ فَلَمَّا فرغ من الطَّعَام أَتَتْهُ فسقته كَذَا لِابْنِ الْحذاء وللباقين أماتته فسقته أَي عركته يَعْنِي التَّمْر المنقوع وَهُوَ الصَّوَاب وَفِي بَاب الْجُلُوس فِي أفنية الدّور فَإِذا أتيتم إِلَى الْمجَالِس فأعطوا الطَّرِيق حَقّهَا كَذَا عِنْدهم عَن البُخَارِيّ لكافة رُوَاة الْفربرِي والنسفي بِالتَّاءِ هُنَا من الْإِتْيَان وَإِلَى حرف الْخَفْض والغاية وَهُوَ وهم وَالصَّوَاب مَا جَاءَ فِي كتاب الاستيذان وَغير هَذَا الْموضع فَإِن أَبَيْتُم إِلَّا بِالْبَاء بِوَاحِدَة والأحرف استثنا قَوْله كُنَّا نمر على هِشَام بن عَامر فنأتي عمرَان بن الْحصين فَقَالَ لنا ذَات يَوْم كَذَا لَهُم وَعند السَّمرقَنْدِي فَأتى عمرَان وَهُوَ وهم وَالْأول الصَّوَاب بِدَلِيل(1/17)
قَوْله يعد أَنكُمْ لتجاوزوني إِلَى رجال الحَدِيث وَقَائِل هَذَا هُوَ هِشَام للَّذين كَانُوا يَمرونَ عَلَيْهِ ويجاوزونه إِلَى عمرَان وَفِي حَدِيث يتعاقبون فِيكُم مَلَائِكَة بِاللَّيْلِ وَالنَّهَار قَوْله أتيناهم وهم يصلونَ كَذَا لِلْجُمْهُورِ وَهُوَ الصَّوَاب وللأصيلي فِي موطأ يحيى أتيتهم على الْإِفْرَاد وَهُوَ وهم قَوْله فِي عمْرَة الْحُدَيْبِيَة فَإِن يَأْتُونَا كَانُوا قد قطع الله عنقًا من الْمُشْركين كَذَا للجرجاني والمروزي والهروي والنسفي وكافة الروات من الْإِتْيَان وَعند ابْن السكن باتونا بباء بِوَاحِدَة وَتَشْديد التَّاء من الْبَتَات بِمَعْنى قاطعونا بِإِظْهَار الْمُحَاربَة وَالْأول أظهر هُنَا
الْهمزَة مَعَ الثَّاء
(أث ر) قَوْله للْأَنْصَار سَتَلْقَوْنَ بعدِي أَثَرَة بِضَم الْهمزَة وَسُكُون الثَّاء ويروي أَثَرَة بفتحهما وبالوجهين قَيده أَبُو عَليّ الْحَافِظ الجياني وبالفتح قَيده الْأصيلِيّ وَهُوَ ضبط الصَّدَفِي والطبري والهوزني من الروَاة وقيدناه عَن الْأَسدي وَآخَرين بِالضَّمِّ والوجهان صَحِيحَانِ وَيُقَال أَيْضا أَثَرَة بِالْكَسْرِ وَسُكُون الثَّاء قَالَ الْأَزْهَرِي وَهُوَ الاستيثار أَي يستأثر عَلَيْكُم بِأُمُور الدُّنْيَا ويفضل غَيْركُمْ عَلَيْكُم نَفسه وَلَا يَجْعَل لكم فِي الْأَمر نصيب وَحكى لي شَيْخي أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن سُلَيْمَان النَّحْوِيّ عَن أبي عَليّ القالي أَن الإثرة الشدَّة وَبِه كَانَ يتَأَوَّل الحَدِيث وَالتَّفْسِير الأول أظهر وَعَلِيهِ الْأَكْثَر وَسِيَاق الحَدِيث وَسَببه يشْهد لَهُ وَهُوَ إيثارهم الْمُهَاجِرين على أنفسهم فأجابهم عَلَيْهِ السَّلَام بِهَذَا وَفِي الحَدِيث الآخر فآثر الْأَنْصَار الْمُهَاجِرين أَي فضلوهم وَفِي الْبيعَة وأثره عَلَيْك كُله بِمَعْنى وَفِي حَدِيث بنت مُحَمَّد بن سَلمَة فآثر الشَّابَّة عَلَيْهَا أَي فَضلهَا وفيهَا فاصبر على الإثرة روينَاهُ فِي الْمُوَطَّأ بِالضَّمِّ وَعَن الجياني فِيهَا بِالْفَتْح أَيْضا وَهُوَ بِمَعْنى مَا تقدم وَفِي حَدِيث عَائِشَة ووفاة عمر وَكَانَ إِذا أرسل إِلَيْهَا أحد من الصَّحَابَة أَن يدْفن مَعَ أبي بكر قَالَت وَالله لَا أوثرهم بِأحد أبدا تَعْنِي غير نَفسهَا لتدفن مَعَهُمَا كَذَا فِي جَمِيع النّسخ وَمَعْنَاهُ عِنْدِي إِن صحت هَذِه الرِّوَايَة على الْقلب أَي لَا أوثر أحدا بهم أَي أكْرمه بدفنه مَعَهم تَعْنِي النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَأَبا بكر وَلَعَلَّه لَا أثيرهم بِأحد أَي لَا أنبش التُّرَاب وأثيره حَولهمْ لدفن أحد وَتَكون الْبَاء هُنَا مَكَان اللَّام يُقَال أثرت الأَرْض إِذا أخرجت ترابها قَالَ الله تَعَالَى) وأثاروا الأَرْض وعمروها
(وَفِي حَدِيث عمر ذَاكِرًا وَلَا آثرا أَي حاكيا عَن غَيْرِي وَفِي حَدِيث أبي سُفْيَان لَوْلَا أَن يأثروا على كذبا بِضَم الثَّاء مُثَلّثَة أَي يحكوه عني ويتحدثوا بِهِ أثرت الحَدِيث مَقْصُور الْهمزَة آثره بِالْمدِّ وَضم الثَّاء آثرا سَاكِنة الثَّاء حدثت بِهِ وَقَوله فيظل أَثَرهَا كإثر المجل بفتحهما روينَاهُ وَيصِح فِيهِ الضَّم أثرا الْجرْح بِضَم الْهمزَة وَفتحهَا وَسُكُون الثَّاء وأثرة بفتحهما وَكَذَا إِثْر الْإِنْسَان وَغَيره وَبَقِيَّة كل شَيْء إثره والإثر أَيْضا الْأَجَل وَمِنْه من أحب أَن يسْأَله فِي إثره أَي يُؤَخر فِي أَجله وَفِي حَدِيث ابْن الزبير وَابْن عَبَّاس فآثر التويتات وَكَذَا وَكَذَا أَي فَضلهمْ وَمثله على أَثَره بفتحهما أَيْضا وَيُقَال بِكَسْر الْهمزَة وَسُكُون الثَّاء أَي مُتبعا لَهُ بعده وَقَوْلهمْ وَعَفا الْأَثر أَي درس أثر الْحجَّاج فِي الأَرْض وَقيل أثر الدبر من ظُهُور الْإِبِل من المحامل والأقتاب وَقيل أثر الشعث عَن الْحَاج وَنصب سفرهم
(اث ل) قَوْله من أثل الغابة بِفَتْح الْهمزَة وَسُكُون الثَّاء هُوَ شجر يشبه الطرفاء أعظم مِنْهُ وَقيل هوالطرفاء نَفسهَا وَقَوله أَنه لأوّل مَال تأثلته فِي الْإِسْلَام أَي اتخذته أصلا وأثلة الشَّيْء بِضَم الْهمزَة وَسُكُون(1/18)
الثَّاء أَصله وَمثله قَوْله غير متأثل مَالا
(اث م) قَوْله فَأخْبر بهَا معَاذ عِنْد مَوته تأثما أَي تحرجا وخوفا من الْإِثْم وَمثله قَوْله فَلَمَّا كَانَ الْإِسْلَام تأثموا مِنْهُ أَي خَافُوا الْإِثْم وَقَوله فِي الَّذِي يحلف بِالطَّلَاق ثمَّ إِثْم أَي حنث وَقَوله آثم عِنْد الله مَمْدُود الْهمزَة أَي أعظم إِثْمًا وَقَوله فِي بَاب الصَّلَاة فِي الرّحال كرهت أَن أوثمكم أَي أَدخل عَلَيْكُم الْإِثْم بِسَبَب مَا يدْخل عَلَيْكُم من الْمَشَقَّة والحرج فَرُبمَا كَانَ مَعَ ذَلِك السخط وَكَرَاهَة الطَّاعَة كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيث الآخر أحرجكم وَذكر الإثمد بِكَسْر الْهمزَة وَهُوَ حجر يصنع مِنْهُ الْكحل مَعْلُوم
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم فِيهِ
فِي صدر مُسلم عِنْد ذكر الْأَخْبَار الضعيفة قَوْله ورد مقَالَته بِقدر مَا يَلِيق بهَا من الرَّد أَحْرَى على الإثام كَذَا عِنْد العذري بِالْحَاء وَالرَّاء فِي الْكَلِمَة الأولى وبالثاء فِي الثَّانِيَة وَعند ابْن ماهان الْأَيَّام بِالْيَاءِ أُخْت الْوَاو وَكِلَاهُمَا وهم لَا معنى لَهُ يَصح هُنَا وَصَوَابه مَا عِنْد الْفَارِسِي أجدى على الإنام بِالْجِيم وَالدَّال فِي الأولى وبالنون فِي الثَّانِيَة أَي أَنْفَع لَهُم بِدَلِيل قَوْله بعد وَأحمد للعاقبة فِي الْحَج أثر الخلوق وَأثر الصُّفْرَة كَذَا لِابْنِ السكن وَلغيره وأنق الصُّفْرَة بالنُّون وَالْقَاف وهما بِمَعْنى لَكِن الْأَوْجه الآخر وَالله أعلم قَوْله فِي حَدِيث ابْن عَبَّاس وَابْن الزبير فآثر التويتات وَكَذَا وَكَذَا كَذَا عِنْد الكافة وَهُوَ الصَّوَاب وَعند الْفَارِسِي فَأَيْنَ وَكَذَا فِي كتاب عَبدُوس وَهُوَ وهم قَبِيح وَالصَّوَاب الأول أَي أفضلهم على كَمَا قدمنَا والتويتات وَمن ذكر مِنْهُم بطُون من بني أَسد فسرهم فِي الْكتاب سنذكرهم فِي حرف التَّاء فِي فصل الْأَسْمَاء وَقَوله فِي الضِّيَافَة وَلَا يحل لَهُ أَي يُقيم عِنْده حَتَّى يوثمه كَذَا الْجُمْهُور هم حَيْثُ وَقع وَمَعْنَاهُ أَن يدْخل عَلَيْهِ إِثْمًا من الضجر بِهِ كَمَا قَالَ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى حَتَّى يحرجه فَيكون حرجه سَبَب كَلَام يَقُوله أَو فعل يَفْعَله يؤثم فِيهِ وَعند بعض رُوَاة مُسلم حَتَّى يولمه بِاللَّامِ وَمَعْنَاهُ قريب لَو صحت الرِّوَايَة وَلَكِن الأول الْمَعْرُوف فِي التَّفْسِير قَوْله وَلَا تفتني لَا تؤثمني كَذَا لِابْنِ السكن وَعند الْجِرْجَانِيّ وَالْمُسْتَمْلِي توهني بِالْهَاءِ الْمُشَدّدَة وَالنُّون وللمروزي والحموي وَأبي الْهَيْثَم توبخني وَالصَّوَاب الأول مَعَ دَلِيل سَبَب نزُول الْآيَة الَّتِي قَالَ الْمُنَافِق فِيهَا مَا قَالَ وَقَوله فِي التَّفْسِير حَتَّى تضع الْحَرْب أَوزَارهَا آثامها كَذَا فِي النّسخ للْبُخَارِيّ قَالَ الْقَابِسِيّ لَا أَدْرِي مَا هُوَ وَأي آثام للحرب تُوضَع
قَالَ القَاضِي رَحمَه الله مَا قَالَه البُخَارِيّ صَحِيح لَكِن المُرَاد آثام أَهلهَا الْمُجَاهدين وَقيل حَتَّى يضع أهل الأثام فَلَا يبْقى مُشْرك قَالَ الْفراء الْهَاء فِي أَوزَارهَا عَائِدَة على أهل الْحَرْب أَي آثامهم وَيحْتَمل أَن يعود على الْحَرْب وأوزارها سلاحها
الْهمزَة مَعَ الْجِيم
قَوْله نارتاجج بِفَتْح الْجِيم أَي تشتعل أجت النَّار أجيجا
(اج ر) وَقَوله اللَّهُمَّ أجرني فِي مصيبتي روينَاهُ بِالْمدِّ للهمزة وَكسر الْجِيم وبالقصر وتسهيل الْهمزَة أَو تسكينها وَضم الْجِيم وَقَوله آجره الله بِالْوَجْهَيْنِ أَيْضا بِمد الْهمزَة وقصرها يُقَال أجره الله بِالْقصرِ يأجره وآجره لُغَتَانِ وَأنكر الْأَصْمَعِي المدو كَذَلِك من الإدارة للْأَجِير أَيْضا فَأَما قَوْله أجرنا من أجرت يام هاني وأجرنا أَبَا بكر فَلَيْسَ من هَذَا هُوَ الْجوَار من أَجَارَ يجير
(اج ل) قَوْله أَن تقتل ولدك أجل أَن يَأْكُل مَعَك بِفَتْح الْهمزَة وَسُكُون الْجِيم كَذَا ذكره البُخَارِيّ فِي الْحُدُود وَفِي النَّهْي عَن الْمُنَاجَاة أجل أَن يحزنهُ مثله كُله بِمَعْنى من أجل أَي من سَبَب وَقد قيل فِي هَذَا أجل وَمن أجل بِكَسْر الْهمزَة أَيْضا وهما صَحِيحَانِ وَجَاء فِي غير حَدِيث أجل بِفَتْح الْجِيم والهمزة وَسُكُون اللَّام بِمَعْنى نعم(1/19)
وَكَذَلِكَ الْأَجَل الَّذِي هُوَ مُنْتَهى الْمدَّة وَغَايَة الشَّيْء وَقَوله عَلَيْهِ السَّلَام على الْقُبُور أَتَاكُم مَا توعدون غَدا موجلون من الْأَجَل أَيْضا والغاية وَقَوله فِي روح الْمُؤمن وَالْكَافِر انْطَلقُوا بِهِ إِلَى آخر الْأَجَل مَعْنَاهُ وَالله أعلم إِلَى مُنْتَهى مُسْتَقر أرواحها لهَذَا سِدْرَة الْمُنْتَهى وَلِهَذَا سِجِّين جعل الْمُنْتَهى لعلو هَذَا ونزول الآخر كغاية الْأَجَل لما أجل
(اج م) قَوْله أجم حسان وأجم بني سَاعِدَة بِضَم الْهمزَة وَالْجِيم الأجم الْحصن وَجمعه آجام بالمدواجام بِالْكَسْرِ وَالْقصر
(اج ن) قَوْله فِي تَفْسِير قَوْله وَكَانَ بطحان يجْرِي نجلا يَعْنِي مَاء أجنا أَي متغير الرّيح بِمد الْهمزَة يُقَال مِنْهُ أجن المَاء وأجن بِالْفَتْح وَالْكَسْر مَعًا كَذَا جَاءَ فِي البُخَارِيّ فِي تَفْسِيره فِي الحَدِيث وَهُوَ غير صَحِيح والنجل النابع الْجَارِي قَلِيلا وسنذكره فِي مَوْضِعه
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم فِيهِ
فِي أَيَّام الْجَاهِلِيَّة أَن رجلا من بني هَاشم اسْتَأْجر رجلا من قُرَيْش كَذَا لَهُم وَعند الْأصيلِيّ وَحده اسْتَأْجرهُ رجل وَهُوَ الصَّوَاب وَعَلِيهِ يدل بَقِيَّة الحَدِيث فِي حَدِيث الْغَار كل مَا ترى من أجرك كَذَا لَهُم وَعند الْمروزِي من أَجلك وَكِلَاهُمَا صَحِيح أَي أجرك أَصله وَمِنْه نما وَكثر وَمن أَجلك أنميته وَلَك أثمرته وَفِي الْإِجَارَة اسْتَأْجر أَجِيرا فَبين لَهُ الْأجر كَذَا للأصيلي وَلغيره الْأَجَل وَكِلَاهُمَا صَحِيح وباللام أوجه وأصوب لموافقة الْآيَة الَّتِي ذكر فِي الْبَاب فِي قصَّة مُوسَى وَشُعَيْب وَفِي حَدِيث ابْن عمر يأجر الأَرْض ثلاثي كَذَا لَهُم وَعند السَّمرقَنْدِي يَأْخُذ وَهُوَ تَصْحِيف وَقيل صَوَابه يواجر من الْإِجَارَة وَقد تقدم صِحَة اللغتين آجروا جر ثلاثي ورباعي
الْهمزَة مَعَ الْحَاء
(اح د) قَوْله شدوا الرّحال فَإِنَّهُ أحد الجهادين كَذَا روينَاهُ بِالْحَاء وَالدَّال الْمُهْمَلَتَيْنِ وَقَوله إِلَى مائَة لَا يبْقى على ظهر الأَرْض أحد يفسره الحَدِيث الآخر أَي مِمَّن هُوَ حَيّ حِينَئِذٍ.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
فِي حَدِيث الْمِقْدَاد إِحْدَى سوآتك يَا مقداد كَذَا لأكْثر شُيُوخنَا وَعند ابْن الْحذاء والهوزني من طَرِيق ابْن ماهان أَخْبرنِي مَكَان أحد أَو عِنْد ابْن الْحذاء شرابك مَكَان سواتك وَالصَّوَاب الأول أَي أَن ضحكك وَمَا صنعت من أحد أفعالك السَّيئَة وَجَاء فِي بعض النّسخ مَا شَأْنك يَا مقداد قَوْله فِي بَاب عَلَامَات النبوءة لياتين على أحدكُم زمَان لِأَن يراني أحب إِلَيْهِ من أَن يكون لَهُ مثل أَهله وَمَا لَهُ كَذَا لكافتهم وَعند الْمروزِي فِي عرضة بَغْدَاد أحدهم وَالْأول الصَّوَاب الْمَعْرُوف وَكَذَا ذكره مُسلم وَفِيه فِي مُسلم أَيْضا أشكال فِي حرف آخر ذَكرْنَاهُ آخر الْكتاب وَفِي حَدِيث خَيْبَر إِنَّمَا بَنو هَاشم وَبَنُو الْمطلب شَيْء أحد كَذَا للمروزي وَلغيره وَاحِد قيل هما بِمَعْنى وَقيل بَينهمَا فرق وَأَن الْأَحَد الْمُنْفَرد بِشَيْء لَا يُشَارك فِيهِ وَقيل الْأَحَد مُخْتَصّ فِي صفة الله تَعَالَى وَلَا يُقَال رجل أحد وَقيل الْوَاحِد الْمُنْفَرد بِالذَّاتِ والأحد الْمُنْفَرد بِالْمَعْنَى وَمن أَسمَاء الله تَعَالَى الْوَاحِد الْأَحَد وَقيل الْفرق بَينهمَا أَن وَاحِد اسْم لمفتاح الْعدَد وَمن جنسه وَأحد لنفي مَا يذكر مَعَه من الْعدَد قَالُوا وأصل أحد وَاحِد
الْهمزَة من الْخَاء
(اخ أَخ) فِي حَدِيث أَسمَاء فَقَالَ اخ أَخ ليحملني خَلفه بِكَسْر الْهمزَة وَسُكُون الْخَاء كلمة تقال للجمل ليبرك
(أَخ ذ) قَوْله تَأْخُذ أمتِي بِأخذ الْقُرُون قبلهَا كَذَا ضَبطه بَعضهم بِكَسْر الْهمزَة وَفتح الْخَاء وَصَححهُ جمع أَخْذَة مثل كسرة وَكسر وَكَذَا ذكره ثَعْلَب قَالَ يُقَال مَا أَخذ أَخذه بِالْكَسْرِ أَي مَا قصد قَصده(1/20)
وَأخذ الْقَوْم طريقهم وسبيلهم وَقَالَ غَيره يُقَال أَخذ بنوا فلَان وَمن أَخذ أَخذهم وَأَخذهم وَأَخذهم وَقيل مَعْنَاهُ الطّرق والأخلاق وَضَبطه أَكْثَرهم أَخذ بِفَتْح الْهمزَة وَسُكُون الْخَاء أَي يسلكون سبيلهم ويتخلقون بخلقهم ويفعلون أفعالهم ويتناولون من أُمُور الدُّنْيَا مَا تناولوه كَمَا قَالَ لتسلكن سنَن من قبلكُمْ وَفِي الحَدِيث الآخر فِي أهل الْجنَّة نزلُوا مَنَازِلهمْ وَأخذُوا أخذاتهم كَذَا ضبطناه هُنَا بِفَتْح الْهمزَة وَالْخَاء مَعْنَاهُ سلكوا طرقهم إِلَى درجاتهم وحلوا محالهم كَمَا قَالَ فِيمَا تقدم قبله وَقد يكون معنى أخذُوا أخذاتهم أَي حصلوا كَرَامَة رَبهم وحازوا مَا أعْطوا مِنْهَا وَقَوله يُؤْخَذ عَن امْرَأَته مشدد الْخَاء أَي يحبس عَنْهَا حَتَّى لَا يصل إِلَى جِمَاعهَا والأخذة بِضَم الْهمزَة رقية السَّاحر
(أَخ ر) وَقَوله أَن الآخر زنى بقصر الْهمزَة وَكسر الْخَاء هُنَا كَذَا روينَاهُ عَن كَافَّة شُيُوخنَا وَبَعض المشائخ يمد الْهمزَة وَكَذَا رُوِيَ عَن الْأصيلِيّ فِي الْمُوَطَّأ وَهُوَ خطأ وَكَذَلِكَ فتح الْخَاء هُنَا خطأ وَمَعْنَاهُ إِلَّا بعد على الذَّم وَقيل الأرذل وَمثله فِي الحَدِيث الْمَسْأَلَة آخر كسب الرجل مَقْصُور أَيْضا أَي أرذله وَأَدْنَاهُ وَإِن كَانَ الْخطابِيّ قد رَوَاهُ بِالْمدِّ وَحمله على ظَاهره وَأَن مَعْنَاهُ أَن مَا كُنْتُم تقدرون على معيشة من غَيرهَا فَلَا تسألوا وَالثَّانِي على طَرِيق الْخَبَر أَن من سَأَلَ اعْتَادَ ذَلِك فَلم يشْتَغل بِغَيْرِهِ وَقيل الْأَخير بِالْيَاءِ هُوَ الْأَبْعَد وَالْآخر بِغَيْر يَاء الْغَائِب وَفِي تَفْسِير ابْن مزين الآخر اللَّئِيم وَقيل هُوَ البائس الشقي وَأما الآخر ضد الأول فممدود وَكَذَلِكَ الْأَخير بِمَعْنى الْمُتَأَخر ضد الْمُتَقَدّم وَكَذَلِكَ الآخر بِفَتْح الْخَاء بِمَعْنى الثَّانِي مَمْدُود وَمِنْه فِي الْمُلَاعنَة وَأمر أنيسا أَن يَأْتِي امْرَأَة الآخر بِالْمدِّ وَالْفَتْح وَرَوَاهُ هُنَا ابْن وضاح الْأَخير وَفِي الحَدِيث الآخر آخر عني يَا عمر أَي آخر عني قَوْلك أَو رَأْيك أَو نَفسك فاختصر إيجازا وبلاغة قَوْله فِي الْبَيْت الْمَعْمُور وَالْمَلَائِكَة إِذا خَرجُوا مِنْهُ لم يعودوا آخر مَا عَلَيْهِم كَذَا روينَاهُ بِرَفْع آخر وَفتحهَا وَمَعْنَاهُ أَنه آخر دُخُولهمْ إِيَّاه كَأَنَّهُ قَالَ ذَلِك خر مَا عَلَيْهِم يُقَال لَقيته أخريا وبآخره بفتحهما ولقيته بِآخِرهِ بِالْفَتْح وَالْكَسْر مَعًا فِي الْهمزَة وَالْخَاء مَفْتُوحَة وَالضَّم أوجه وَأما الْفَتْح فَمَعْنَاه الطّرف وَمعنى مَا عَلَيْهِم أَي من دُخُوله وَذكر فِي الحَدِيث آخِره الرحل مَمْدُود عود فِي مؤخره وَهُوَ ضد قادمته وَفِي بعض الْأَحَادِيث مؤخرة بِهَمْزَة سَاكِنة وَكسر الْخَاء وَذكر أَبُو عبيد آخِره ومؤخرة بِكَسْر الْخَاء كَمَا تقدم وَضَبطه الْأصيلِيّ بِخَطِّهِ مرّة فِي البُخَارِيّ بِفَتْح الْمِيم وَسُكُون الْوَاو وَكسر الْخَاء وَرَوَاهُ بَعضهم مؤخرة بِضَم الْمِيم وَفتح الْهمزَة وَتَشْديد الْخَاء مَفْتُوحَة وَأنكر ابْن قُتَيْبَة مؤخرة وَقَالَ ثَابت مؤخرة الرحل ومقدمته وَيجوز قادمته وأخرته وَقَالَ ابْن مكي لَا يُقَال مقدم وَلَا مُؤخر بِالْكَسْرِ إِلَّا فِي الْعين خَاصَّة وَغَيره بِالْفَتْح وَقَوله فِي روح الْمُؤمن وَالْكَافِر انْطَلقُوا بهما إِلَى آخر الْأَجَل يَعْنِي وَالله أعلم مُنْتَهى مُسْتَقر أَرْوَاح الْمُؤمنِينَ عِنْد سِدْرَة الْمُنْتَهى وأرواح الْكَافرين فِي سِجِّين على مَا جَاءَ فِي الْإِخْبَار الآخر وَمَفْهُوم كتاب الله وَقَوله أَنْت الْمُقدم وَأَنت الْمُؤخر قيل مَعْنَاهُ الْمنزل للأشياء منازلها يقدم مَا شَاءَ من مخلوقاته وَيُؤَخر وَيقدم من شَاءَ من عباده بتوفيقه وَيُؤَخر من شَاءَ بخذلانه
(أَخ و) وَقَوله شيتني هود وَأَخَوَاتهَا جَاءَ مُفَسرًا فِي حَدِيث آخر هود والواقعة والمرسلات وَعم يتساءلون وَإِذا الشَّمْس كورت سميت أَخَوَات لَهَا قيل لشبههن لَهَا(1/21)
بِمَا فِيهَا من الْإِنْذَار وَقيل لِأَنَّهُنَّ مكيات فَهِيَ كالميلاد للأخوة وَقيل الَّذِي شَيْبه مِنْهَا مَا فِيهَا من ذَلِك وَقيل قَوْله فِي هود فاستقم كَمَا أمرت وَالْأول أظهر قَوْله يتاخي مناخ رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَي يتحَرَّى ويقصد وَيُقَال بِالْوَاو وَهُوَ الأَصْل.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
فِي حَدِيث عَائِشَة وانه كَانَ يدْخل عَلَيْهَا من أرضعه أخواتها وَبَنَات أُخْتهَا كَذَا رِوَايَة ابْن وضاح أَو إِصْلَاحه بتاء بِاثْنَتَيْنِ فَوْقهَا فِي كتاب شَيخنَا أبي عِيسَى فِي حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن الْقَاسِم وَعِنْده اخْتِلَاف أَيْضا فِي حَدِيث ابْن شهَاب وَعند غَيره من شُيُوخنَا أَخِيهَا بِاثْنَتَيْنِ من أَسْفَل بِغَيْر خلاف وَهُوَ صَوَاب الْكَلَام وَإِن كَانَ معنى الرِّوَايَتَيْنِ فِي الْفِقْه وَاحِد أَو مِمَّا لَا يخْتَلف فِيهِ الْعلمَاء وَإِنَّمَا اخْتلفُوا فِي لبن الْفَحْل إِذا أرضعت زَوجته أَو أمته لابنته كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث الآخر فَكَانَ يدْخل عَلَيْهَا من أرضعه أخواتها وَبَنَات أَخِيهَا وَلَا يدْخل عَلَيْهَا من أرضعه نسَاء أخوتها قَوْله يُوشك أَن يُصَلِّي أحدكُم الصُّبْح أَرْبعا إِلَى قَوْله فَلَمَّا انصرفنا أَخذنَا نقُول مَا قَالَ رَسُول الله كَذَا لكافتهم أَي جعلنَا وتناولنا مذاكرة مَا قَالَ نَبينَا وَعند بَعضهم أحطنا بِالْحَاء بالمهمله والطاء قيل مَعْنَاهُ أحَاط بَعْضنَا بِبَعْض نتذاكر ذَلِك وَعِنْدِي أَن مَعْنَاهُ تجمعنا نتذاكر قَالَ صَاحب الْعين الْحمار يحوط عانته إِذا جمعهَا وَيُقَال أحَاط بالشَّيْء وحاط قَوْله فِي حَدِيث جَابر أَترَانِي مَا كستك لأخذ جملك خُذ جملك ودراهمك كَذَا روينَاهُ عَن القَاضِي أبي عَليّ لأخذ جملك بِكَسْر لَام الْعلَّة وَفتح الذَّال وَعند أبي بَحر لأخذ جملك بِلَا النافية وَضم الْخَاء وَسُكُون الذَّال فيهمَا وَالْأول أشبه بالْكلَام وَبِمَا تقدمه فِي الْفَضَائِل أَخذ النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام سَيْفا فَقَالَ من يَأْخُذهُ بِحقِّهِ أَي تنَاوله وَعند العذري اتخذ وَالصَّوَاب الأول فِي بَاب من دخل ليؤم النَّاس فجَاء الإِمَام فَتَأَخر الآخر كَذَا للأصيلي بِفَتْح الْخَاء وَعند غَيره فَتَأَخر الأول الْمُتَقَدّم للصَّلَاة أَولا وَرِوَايَة الْأصيلِيّ أوجه وَإِن كَانَا بِمَعْنى فِي فضل أبي بكر وَلَكِن أخوة الْإِسْلَام كَذَا للقابسي والنسفي والسجزي والهروي وعبدوس كَمَا جَاءَ فِي سَائِر الْأَحَادِيث قَالَ نفطويه إِذا كَانَت من غير ولادَة فمعناها المشابهة وَعند العذري والأصيلي هُنَا وَلَكِن خوة الْإِسْلَام وَكَذَا جَاءَ فِي بَاب الخوخة فِي الْمَسْجِد للجرجاني والمروزي وَعند الْهَرَوِيّ أخوة وَعند النَّسَفِيّ خلة وَكَذَا فِي بَاب الْهِجْرَة قَالَ شَيخنَا أَبُو الْحسن بن الْأَخْضَر النَّحْوِيّ وَوَجهه أَنه نقل حَرَكَة الْهمزَة إِلَى نون لَكِن تَشْبِيها بالتقاء الساكنين ثمَّ جَاءَ مِنْهُ الْخُرُوج من الكسرة إِلَى الضمة فسكن النُّون وَمثله قَوْله تَعَالَى لَكنا هُوَ الله رَبِّي المعني لَكِن أَنا فَنقل الْهمزَة ثمَّ سكن وأدغم لِاجْتِمَاع المثلين وَقَالَ أَبُو عبيد فِي الْآيَة إِنَّمَا حذف الْألف فالتقت نونان جَاءَ التَّشْدِيد لذَلِك وَمثله فِي الحَدِيث أجنك من أَصْحَاب مُحَمَّد أَي من أجل أَنَّك حذفت الْألف وَاللَّام وَمثله قَوْله لهنك من عبسيه لوسيمه قَالَ أَبُو عبيد مَعْنَاهُ لله إِنَّك أسقط إِحْدَى اللامين وَحذف الْألف من أَنَّك وَقَالَ أَبُو مَرْوَان بن سراج أما قَوْله لهنك فَإِنَّمَا هُوَ لِأَنَّك فأبدل الْهمزَة هَاء عِنْد مُسلم فِي كتاب الصّيام فِي الْجنَّة بَاب يُقَال لَهُ الريان فَإِذا دخل آخِرهم أغلق كَذَا للْجَمِيع وَهُوَ الصَّوَاب وَعند الْفَارِسِي فَإِذا دخل أَوَّلهمْ وَهُوَ خطأ بَين وَفِي حَدِيث هِجْرَة الْحَبَشَة قَول عُثْمَان لِعبيد الله بن عدي بن الْخِيَار يَابْنَ أُخْتِي كَذَا الجمهورهم وَعند النَّسَفِيّ(1/22)
وَبَعْضهمْ يَابْنَ أخي وَالْأول أوجه إِذْ فِي أول الحَدِيث كلم خَالك وَذَلِكَ أَن جدته من بني أُميَّة رَهْط عُثْمَان وَفِي حَدِيث عَاصِم فِي الْوِصَال وَاصل رَسُول الله فِي أول شهر رَمَضَان كَذَا فِي جَمِيع النّسخ ولجل الروَاة عَن مُسلم وَكَانَ عِنْد ابْن أبي جَعْفَر من رِوَايَة الْهَوْزَنِي فِي آخر الشَّهْر وَهُوَ الصَّوَاب وَالَّذِي فِي غَيره من رِوَايَات هَذَا الحَدِيث وَيدل عَلَيْهِ قَوْله لَو تَمَادى بِي الشَّهْر لواصلت وَفِي الشَّفَاعَة فِي حَدِيث ابْن معَاذ وَأَنا أُرِيد أَن أؤخر دَعْوَتِي شَفَاعَتِي لأمتي كَذَا لكافة شُيُوخنَا وَعند الْهَوْزَنِي ادخر وَكِلَاهُمَا صَحِيح بِمَعْنى وَفِي بَاب عِقَاب مَانع الزَّكَاة كلما مرت عَلَيْهِ أولاها ردَّتْ عَلَيْهِ أخراها كَذَا جَاءَ فِي الصَّحِيحَيْنِ فِي بعض الطّرق من رِوَايَة زيد بن أسلم عَن أبي صَالح وَهُوَ وهم وَصَوَابه مَا جَاءَ فِي الْأَحَادِيث الآخر وَمَا فِي رِوَايَة سُهَيْل عَن أبي صَالح وَغَيره كلما مرت عَلَيْهِ أخراها ردَّتْ عَلَيْهِ أولاها وَبِهَذَا يَسْتَقِيم مَعَ الترداد والتكرار وَفِي بَاب الْمُرُور بَين يَدي الْمُصَلِّي وَرَأَيْت بِلَالًا أَخذ وضوء رَسُول الله فَرَأَيْت النَّاس يبتدرونه كَذَا ذكره البُخَارِيّ وَذكره مُسلم أخرج وضُوءًا وَالْأول الصَّوَاب وَفِي حَدِيث المناجات استأخرا شَيْئا من التَّأَخُّر كَذَا لرواة الْمُوَطَّأ عَن يحيى بن يحيى وَلغيره استرخيا وَكَذَا لِابْنِ وضاح أَي تباعدا وَالْمعْنَى مُتَقَارب التَّرَاخِي التقاعس والإبطاء عَن الشَّيْء والتباعد قريب
فِي إِسْلَام أبي ذَر فَانْطَلق الْأَخ الآخر كَذَا عِنْد الجياني وَبَعْضهمْ وَعند كَافَّة شُيُوخنَا فَانْطَلق الآخر وَهُوَ الصَّوَاب لِأَنَّهُ لم يذكر فِي الحَدِيث لأبي ذَر إِلَّا أَخا وَاحِدًا وَأرى الْأَخ بَدَلا من الآخر فِي بعض الرِّوَايَات فَجمع بَينهمَا وهما وَفِي بَاب فضل نزُول السكينَة عِنْد قِرَاءَة الْقُرْآن قَوْله عَن الْفرس وَلما أَخّرهُ رفع رَأسه كَذَا للقابسي ولسائرهم فَلَمَّا أخبرهُ وَالْأول أوجه وَفِي إهلال الْحَائِض وَالنُّفَسَاء ثمَّ طافوا طَوافا آخر بعد أَن رجعُوا من منى كَذَا للجرجاني وَهُوَ الصَّوَاب وَلغيره طَوافا وَاحِدًا مَكَان آخر وَهُوَ تَصْحِيف وقلب للمعنى وعَلى الصَّوَاب جَاءَ فِي غير هَذَا الْموضع فِي الْأُمَّهَات كلهَا
فِي بَاب من يبْدَأ بالهدية قَوْله لميمونة لَو وصلت بعض أخوالك كَذَا للرواة بِاللَّامِ فِي البُخَارِيّ وَمُسلم وَقَيده الْأصيلِيّ أخواتك بِالتَّاءِ وَهُوَ الصَّحِيح إِن شَاءَ الله فقد جَاءَ فِي الْمُوَطَّأ أعطيها أختك وصليها ترعى عَلَيْهَا فَهُوَ خير لَك وَفِي بَاب ذب الرجل عَن ابْنَته فِي الْغيرَة أَن بني هَاشم بن الْمُغيرَة استأذنوني فِي أَن ينكحوا أختهم عَليّ بن أبي طَالب كَذَا للجرجاني وللباقين ابنتهم وَكِلَاهُمَا صَوَاب وابنتهم أشهر وَكَذَا رَوَاهُ مُسلم وَفِي اللّعان فرق رَسُول الله بَين أخوي بني العجلان وَعند الْجِرْجَانِيّ بَين أحد بِالدَّال وَهُوَ وهم وَفِي تَفْسِير سبا ثمَّ يَأْتِي بهَا على لِسَان الآخر أَو الكاهن كَذَا للجرجاني بِكَسْر الْخَاء ولكافتهم على لِسَان السَّاحر أَو الكاهن وَفِي بَاب من أَخذ غُصْن شوك وجد غُصْن فَأَخذه كَذَا للأصيلي والنسفي والقابسي وَكَذَا لأبي ذَر فِي بَاب فضل التهجير ولغيرهم فَأَخَّرَهُ بالراء وَهُوَ الْوَجْه الْمَعْرُوف فِي هَذَا الحَدِيث فِي الْمُوَطَّأ وَغَيره
الْهمزَة مَعَ الدَّال
(أد ب) قَوْله مأدبة بِفَتْح الدَّال وَضمّهَا الطَّعَام يصنع للْقَوْم يدعونَ إِلَيْهِ وَمِنْه وَاتخذ مأدبة وَمن الْأَدَب بِالْفَتْح قيل وَمِنْه الْقُرْآن مأدبة الله أَي أدبه وَقيل هُوَ مثل من الطَّعَام أَي دَعوته وَجعله الْأَصْمَعِي فِي الطَّعَام بِالضَّمِّ وَفِي الْأَدَب بِالْفَتْح وَحكي عَن الْأَحْمَر أَنَّهُمَا لُغَتَانِ وقالهما أَبُو زيد فِي الطَّعَام
(أد ر) جَاءَ فِي الحَدِيث(1/23)
ذكر الأدر والأدرة كَذَا هُوَ مَمْدُود فِي الأول مخفف الرَّاء لصَاحب العاهة وَهِي الأدرة مَقْصُور بالفتج فِي الْجَمِيع وَهُوَ الصَّحِيح فِي الِاسْم وقرأه أَبُو ذَر بِسُكُون الدَّال وَفِي الْأَدَب أدره بِضَم الْهمزَة وَسُكُون الدَّال وَفِي الْعين أدر أدرا وَفِي الِاسْم الأدرة وَهُوَ آدر
(أد م) قَوْله فِي حَدِيث أم سليم فادمته بِمد الْهمزَة وَتَخْفِيف الدَّال كَذَا أَكثر مَا ضبطناه وقرأنا على شُيُوخنَا وَيُقَال أَيْضا بِغَيْر مد لُغَتَانِ صحيحتان ثلاثى ورباعى وَرَوَاهُ القنازعي فِي الْمُوَطَّأ فأدمته بتَشْديد الدَّال وَله وَجه فِي تَكْثِير الأدام وَقد صَححهُ بعض شُيُوخنَا من الأدباء قَالَ وَالْقصر وَالتَّخْفِيف أحسن الْوُجُوه وَمَعْنَاهُ كُله جعلت لَهُ إدَامًا بِكَسْر الْهمزَة وَفِي الحَدِيث نعم الإدام الْخلّ وَجمعه أَدَم وَيُقَال للْوَاحِد أَيْضا أَدَم بِالسُّكُونِ وَضم الْهمزَة وَيجمع آداما وَمِنْه فِي الرِّوَايَات الْأُخَر نعم الْأدم وَفِي حَدِيث بَرِيرَة فَقرب إِلَيْهِ خبز وأدم من أَدَم الْبَيْت الْوَجْه فِيهِ أَن يكون كَذَلِك سَاكِنا هُنَا لِأَنَّهُ إِنَّمَا أَرَادَ بِهِ الشَّيْء الْوَاحِد لَا الْجمع وَلَا سِيمَا فِي الأول وَإِن كُنَّا إِنَّمَا ضبطناه عَن شُيُوخنَا بِضَم الدَّال فيهمَا وَأما مَا جَاءَ فِي الحَدِيث من قَوْله فِي صفة النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام لَيْسَ بِالْأدمِ وَفِي مُوسَى آدم وَفِي الْمُلَاعنَة إِن جَاءَت بِهِ آدم فبمد الْهمزَة وَهُوَ الشَّديد السمرَة وَجمعه أَدَم بِالسُّكُونِ وَمِنْه فِي الحَدِيث من أَدَم الرِّجَال سَاكن الدَّال وَجَاء فِي الحَدِيث ذكر الْأَدِيم والأدم وَهُوَ الْجلد بِكَسْر الدَّال وَجمعه أَدَم بِفَتْحِهَا ذكرا فِي غير حَدِيث وَفِي حَدِيث الْخطْبَة فَإِنَّهُ أَحْرَى أَن يُؤْدم بَيْنكُمَا أَي أَن يُوَافق وتتمكن محبتكما
(أد ن) قَوْله مودن الْيَد أَي قصيرها وناقصها وَيَأْتِي بعد الْخلاف فِيهِ
(أد و) وفيهَا ذكر الْإِدَاوَة بِكَسْر الْهمزَة هِيَ آنِية المَاء كالمطهرة
(أد ي)
(قَوْله) رجلا موديا سَاكن الْهمزَة مضموم الْمِيم مخفف الْيَاء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا آخرا أَي قَوِيا أودى الرجل قوي وَقيل موديا كَامِل الأداة وَهِي السِّلَاح وَمِنْه وَعَلِيهِ أَدَاة الْحَرْب وأداة كل شَيْء آلَته وَمَا يحْتَاج إِلَيْهِ وألاد والأيد الْقُوَّة وَقَالَ النَّضر الْمُؤَدِّي الْقَادِر على السّفر وَقيل المتهيئ الْمعد لذَلِك أذاته.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
قَوْله ائتدب الله لمن خرج فِي سَبيله كَذَا للقابسي بِهَمْزَة صورتهَا يَاء وَمَعْنَاهُ أجَاب من دَعَاهُ من المأدبة يُقَال أدب الْقَوْم مخففا إِذا دعاهم وَمِنْه الْقُرْآن مأدبة الله فِي الأَرْض على أحد التَّأْويلَيْنِ الْمُتَقَدِّمين وَفِي رِوَايَة أبي ذَر انتدب بالنُّون وَلم يتَقَيَّد فِي كتاب الْأصيلِيّ وَمَعْنَاهُ قريب من الأول كَأَنَّهُ أجَاب رغبته وَقيل سارع برحمته لَهُ يُقَال ندبت الرجل إِذا دَعوته وانتدب إِذا أجَاب وَقيل انتدب تكفل وَفِي التَّفْسِير للْبُخَارِيّ وَجعلت الْمَلَائِكَة إِذا نزلت بِوَحْي الله وتأديبه كالسفير الَّذِي يصلح بَين النَّاس كَذَا رِوَايَة أبي ذَر الْهَرَوِيّ وعبدوس بباء بِوَاحِدَة من الْأَدَب وَهُوَ مهمل للأصيلي وَضَبطه الْقَابِسِيّ وتأديته بتاء بِاثْنَتَيْنِ فَوْقهَا من الأدا وَهُوَ التَّبْلِيغ وَهُوَ أشبه بتفسير السفرة وَهَذَا الْكَلَام كُله من قَول الْفراء وَقد انتقد عَلَيْهِ لِأَن سفرا لَا يجمع على سفرة إِنَّمَا يجمع على سفراء وَغَيره يَقُول سفرة مَعْنَاهُ كتبة وَمِنْه سمي السّفر لِأَنَّهُ مَكْتُوب وَفِي حَدِيث الْخَوَارِج مُخْدج الْيَد أَو مؤدن الْيَد أَو مثدن الْيَد كَذَا جَاءَ فِي مُسلم الثَّلَاث الْكَلِمَات إِلَّا أَن عِنْد الصَّدَفِي والطبري والباجي وَهِي رِوَايَة الجلودي مثدون فِي الآخر وَالْأول فِي كتابي مَهْمُوز وَلم يذكرهُ الْهَرَوِيّ إِلَّا فِي بَاب الْوَاو وَغَيره مَهْمُوز قَالَ الْهَرَوِيّ مودن اليدوروي مودون من قَوْلهم وَدنت الشَّيْء وأوديته إِذا نقصته(1/24)
وصغرته وَقَالَ ابْن دُرَيْد رجل مودون وودين ومودن نَاقص الْخلق وَسَيَأْتِي تَفْسِير مثدن فِي بَابه وَقَالَ الْحَرْبِيّ رجل مودن يهمز ويسهل إِذا كَانَ قَصِيرا قميئا
الْهمزَة مَعَ الذَّال
(أذ خَ) الأذخر بِكَسْر الْهمزَة وَالْخَاء وبالذال الْمُعْجَمَة حشيشة مَعْلُومَة طيبَة الرّيح
(أذ ن)
قَوْله مَا أذن الله لشَيْء مَا أذن للنَّبِي يتَغَنَّى بِالْقُرْآنِ هَذَا بِكَسْر الذَّال وَفِي رِوَايَة كَإِذْنِهِ بِفَتْح الْهمزَة والذال كَذَا أَكثر الرِّوَايَات وَالْمَعْرُوف فِيهِ وَمَعْنَاهُ مَا اسْتمع لشَيْء كاستماعه لهَذَا وَهُوَ تَعَالَى لَا يشْغلهُ شَأْن عَن شَأْن وَإِنَّمَا هُوَ اسْتِعَارَة للرضى وَالْقَبُول لقرَاءَته وَعَمله وَالثَّوَاب عَلَيْهِ وَكَذَلِكَ إِذا جَاءَ إِذن من الْأذن بِمَعْنى الْإِبَاحَة فَهُوَ مثله فِي الْفِعْل مَقْصُور الْهمزَة مكسور الذَّال وَالِاسْم من هَذَا إِذْنا وَهُوَ لفظ متكرر فِي الحَدِيث وَقد ذكر مُسلم فِي هَذَا الحَدِيث من رِوَايَة يحيى بن أَيُّوب كَإِذْنِهِ من الْأذن وَالْأول أولى بِمَعْنى الحَدِيث وَأشهر وَغلط هَذِه الرِّوَايَة الْخطابِيّ وَكَذَلِكَ هِيَ لِأَن مقصد الحَدِيث لَا يقتضى أَن المُرَاد بِهِ الْإِذْن وَإِذا كَانَ بِمَعْنى الْإِعْلَام قيل فِيهِ آذن مَمْدُود الْهمزَة مَفْتُوح الذَّال إِيذَانًا وَفِي الحَدِيث أَن الدُّنْيَا قد أَذِنت بِصرْم أَي أعلمت بِهِ وأشعرت بِانْقِطَاع ومباينة وَمثله فأذنوني بهَا وفآذن النَّبِي بتوبة الله علينا كُله مخفف بِمَعْنى أعلم وَكَذَلِكَ اضْطجع حَتَّى يُؤذن بِالصَّلَاةِ وَكَذَلِكَ فآذنه بِالصَّلَاةِ وَإِذا كَانَ من الْأَذَان والصياح قيل فِيهِ أذن أذانا وَمِنْه فَأذن بالرحيل وبالحج قَالَ الله تَعَالَى) فَأذن مُؤذن بَينهم
(وَقد تَكَرَّرت هَذِه الْأَلْفَاظ فِي غير حَدِيث فَيجب تَصْحِيح لَفظهَا بتحقيق مَعَانِيهَا وَحَدِيث ابْن عمر فِي الْمُوَطَّأ أَنه أُوذِنَ بِالصَّلَاةِ فِي لَيْلَة ذَات برد كَذَا رِوَايَة أبي عِيسَى عَن عبيد الله من الْأَعْلَام وَرَوَاهُ غَيره إِذن من الإذان وَرَوَاهُ آخَرُونَ إِذن بِفَتْح الْهمزَة من الْأَذَان أَيْضا وَكَذَلِكَ رَوَاهُ البُخَارِيّ
وَقَوله يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ قبل الْغَدَاة يَعْنِي الْفجْر كَانَ الْأَذَان بإذنيه يُرِيد تَعْجِيله بهما وَالْأَذَان هناإقامة صَلَاة الصُّبْح وَقد فسره فِي الحَدِيث بِنَحْوِ من هَذَا فَقَالَ أَي بِسُرْعَة
قَوْله يسترقوا من الْحمة وَالْأُذن وجع الْأذن
(أذ ي)
قَوْله لَا يوردن ممرض على مصح فَإِنَّهُ أَذَى ظَاهره أَن المصح يتَأَذَّى بذلك أما لكَرَاهَة النُّفُوس ذَلِك أَو من أجل الْعَدْوى وَكَرَاهَة التَّعَرُّض لذَلِك وَقيل مَعْنَاهُ أَنه مَا ثمَّ قَالَ أَبُو عبيد معنى الْأَذَى عِنْدِي المأثم فَيحْتَمل أَن يعود على فَاعل ذَلِك لما يدْخل على المصح من كَرَاهَة جواره وتأذيه بِهِ وَيحْتَمل أَن يعود على المصح المنزول عَلَيْهِ لِأَنَّهُ عرضه لاعتقاد الْعَدْوى والتطير فيأثم بذلك وَفِي أَيَّام الْجَاهِلِيَّة إِذا قبلت الحدية كَذَا لَهُم وَعند الْأصيلِيّ إِذا أَقبلت وَهُوَ وهم.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
قَوْله إِذا خرج عمر وَجلسَ على الْمِنْبَر وَأذن المؤذنون كَذَا ليحيى وَجَمَاعَة غَيره من أَصْحَاب الْمُوَطَّأ فِي الحرفين وَرَوَاهُ ابْن الْقَاسِم والقعنبي وَابْن بكير ومطرف الْمُؤَذّن على الْأَفْرَاد وَكَذَا عِنْد ابْن وضاح وَالصَّوَاب الرِّوَايَة الأولى فَإِن بن حبيب حُكيَ أَنه كَانَ للنَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) ثَلَاثَة مؤذنين بِالْمَدِينَةِ يُؤذنُونَ وَاحِدًا بعد وَاحِد وَيحْتَمل أَن يُرِيد من قَالَ الْمُؤَذّن بالأفراد الْجِنْس لَا الْوَاحِد وَفِي بَاب الرجز فِي الْحَرْب وَتثبت الْأَقْدَام إِذا ألاقينا كَذَا للمروزي وَعند الْجِرْجَانِيّ والحموي وَالْمُسْتَمْلِي أَن لاقينا وَهُوَ الصَّوَاب وَالْوَزْن وَالْمَعْرُوف وَكَذَا جَاءَ فِي غير هَذَا الْموضع وتكرر وَفِي التَّفْسِير فِي آخر آل عمرَان حَدِيث ابْن عَبَّاس وَأخذ بإذني الْيُمْنَى بفتلها وَقع فِي كتاب الْأصيلِيّ بيَدي الْيُمْنَى وَهُوَ تَصْحِيف فِي حَدِيث(1/25)
مثل الْمُؤمن كَمثل النَّخْلَة قَول ابْن عمروارا أَسْنَان الْقَوْم كَذَا لِابْنِ ماهان وَلغيره فَإِذا وَالْأول الصَّوَاب
قَوْله فِي حَدِيث تَخْيِير النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام نِسَاءَهُ فَجَلَست فَإِذا رَسُول الله عَلَيْهِ إزَاره كَذَا لِابْنِ ماهان وَكَذَا سمعناه على أبي بَحر وسمعناه من القَاضِي أبي عَليّ والخشني فأدنى عَلَيْهِ إزَاره وَهِي رِوَايَة الجلودي وَالْأول الصَّوَاب بِدَلِيل مقصد الحَدِيث وَأَن عمر إِنَّمَا أَرَادَ أَن يصف الْهَيْئَة الَّتِي وجده عَلَيْهَا وَفِي حَدِيث مرض النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فِي بَاب من اسْمَع النَّاس تَكْبِير الإِمَام لما مرض مَرضه الَّذِي مَاتَ فِيهِ أَتَاهُ يُؤذنهُ بِالصَّلَاةِ كَذَا لَهُم وَله وَجه على الْحَذف وَعند ابْن السكن مؤذنه وَهُوَ أبين وَفِي الرُّؤْيَة وَتَقْرِير الله نعمه على عَبده آخر صَحِيح مُسلم ثمَّ يلقى الثَّالِث إِلَى قَوْله فَيَقُول هَاهُنَا إِذا كَذَا هُوَ عِنْد أبي بَحر وَغَيره وَمَعْنَاهُ أثبت مَكَانك إِذا حَتَّى تفتضح فِي دعواك وَفِي بعض الرِّوَايَات مَكَان إِذن أدن من الدنو وَالرِّوَايَة الأولى أصح فِي المُرَاد بِالْحَدِيثِ وَمَفْهُومه وَسَقَطت الْكَلِمَة عِنْد القَاضِي أبي عَليّ للعذري
الْهمزَة مَعَ الرَّاء
(أر ب) فِي الحَدِيث أرب مَاله بِكَسْر الرَّاء وَفتح الْبَاء ويروى بِضَم الْبَاء منونا اسْم فَاعل مثل حذر وَرَوَاهُ بَعضهم أرب بِفَتْح اراء وَضم الْبَاء وَرَوَاهُ أَبُو ذَر أرب بِفَتْح الْجَمِيع فَمن كسر الرَّاء وَجعله فعلا فَقيل مَعْنَاهُ احْتَاجَ قَالَه ابْن الْأَعرَابِي أَي احْتَاجَ فَسَأَلَ عَن حَاجته وَقد يكون بِمَعْنى تفطن لما سَأَلَ عَنهُ وعقل يُقَال أرب إِذا عقل فَهُوَ أريب أربا وإربه وَقيل هُوَ تعجب من حرصه قَالُوا وَمَعْنَاهُ لله دره قَالَه ابْن الْأَنْبَارِي أَي فعل فعل الْعُقَلَاء فِي سُؤال مَا جَهله وَقيل هُوَ دُعَاء عَلَيْهِ أَي سَقَطت آرابه وَهِي أعضاؤه وأحدها أرب كَمَا قَالَ تربت يَمِينه وعقرى حلقى وَلَيْسَ المُرَاد معنى الدُّعَاء لَكِن على عَادَة الْعَرَب فِي اسْتِعْمَال هَذِه الْأَلْفَاظ فِي دعم كَلَامهَا وَإِلَى هَذَا الْمَعْنى ذهب القتبي وَإِنَّمَا دَعَا عَلَيْهِ بِهَذَا لما رَآهُ يزاحم ويدافع غَيره وَقد جَاءَ فِي حَدِيث عمر للْآخر أربت عَن يَديك قيل تقطعت أَرَابَك أَو سَقَطت فَهَذَا يدل أَنه بِمَعْنى الدُّعَاء عَلَيْهِ لفظ مُسْتَعْمل عِنْدهم وَمن قَالَ أرب بِفَتْح الْهمزَة وَالرَّاء وَضم الْبَاء فَمَعْنَاه حَاجَة جَاءَت لَهُ قَالَه الْأَزْهَرِي وَتَكون مَا هُنَا زَائِدَة وَفِي سَائِر الْوُجُوه استفهامية وَمن قَالَه بِالْكَسْرِ وَضم الْبَاء فَمَعْنَاه رجل حادق فطن سَأَلَ عَمَّا يعنيه والأرب والإرب والأربة والمأربة الْحَاجة بِفَتْح الرَّاء وَضمّهَا وَلَا وَجه لقَوْل أبي ذرارب وَفِي الحَدِيث الآخر لَا إرب لي فِيهِ أَي لَا حَاجَة
وَقَوله أَيّكُم أملك لإربه من رَسُول الله كَذَا روينَاهُ عَن كَافَّة شُيُوخنَا فِي هَذِه الْأُصُول بِكَسْر الْهمزَة وَسُكُون الرَّاء وفسروه لِحَاجَتِهِ وَقيل لعقله وَقيل لعضوه قَالَ أَبُو عبيد والخطابي كَذَا يَقُوله أَكثر الروَاة والإرب الْعُضْو وَإِنَّمَا هُوَ لإربه بِفَتْح الْهمزَة وَالرَّاء أَو لإربته أَي حَاجته قَالُوا والإرب أَيْضا الْحَاجة قَالَ الْخطابِيّ وَالْأول أظهر
وَقد جَاءَ فِي الْمُوَطَّأ فِي رِوَايَة عبيد الله أَيّكُم أملك لنَفسِهِ وَرَوَاهُ ابْن وضاح لإربه
وَفِي الحَدِيث الآخر فِي الْعتْق بِكُل إرب مِنْهُ إربا مِنْهُ من النَّار أَي أعضاؤه
(أر ث)
قَوْله فَإِنَّكُم على إِرْث هُوَ من إِرْث إِبْرَاهِيم الْإِرْث بِكَسْر الْهمزَة الْمِيرَاث واصلة الْوَاو فقلبت ألفا لمَكَان الكسرة أَي أَنكُمْ على بَقِيَّة من شَرعه وَأمره الْقَدِيم
(أر ج) والأرجوان بِضَم الْهمزَة وَضم الْجِيم كَذَا قيدناه فِيهَا وَفِي المُصَنّف وَهُوَ الصُّوف الْأَحْمَر وَقَالَ الْفراء الأرجوان الْحمرَة وَقَالَ أَبُو عبيد الأرجوان الشَّديد الْحمرَة
(أر د) منعت مصر أردبها بِكَسْر الْهمزَة وَفتح الدَّال(1/26)
وَشد الْبَاء والأردب ثَلَاثَة أمداء والمدى سَاكن الدَّال مُفَسّر فِي حرف الْمِيم
(أر ز) قَوْله أَن الْإِيمَان ليارز إِلَى الْمَدِينَة كَمَا تأرز الْحَيَّة إِلَى جحرها كَذَا الْأَكْثَر هم بِكَسْر الرَّاء وَكَذَا قيدناه عَن شُيُوخنَا فِي هَذِه الْكتب وَغَيرهَا وَكَذَا قَيده الْأصيلِيّ بِخَطِّهِ وَزَادَنِي ابْن سراج يأرز بِالضَّمِّ وَقَيده بَعضهم عَن كتاب الْقَابِسِيّ يارز بالفتج وَحكي عَنهُ أَنه هَكَذَا سَمعه من الْمروزِي وَمَعْنَاهُ يَنْضَم ويجتمع وَقيل يرجع كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيث الآخر ليعودن كل إِيمَان إِلَى الْمَدِينَة
وَقَوله كَمثل الإرزة بِفَتْح الْهمزَة وَسُكُون الرَّاء كَذَا الرِّوَايَة قيل هِيَ إِحْدَى شجر الْأرز وَهُوَ الصنوبر وَيُقَال لَهُ الأرزن أَيْضا وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة إِنَّمَا هُوَ الأرزة بِالْمدِّ وَكسر الرَّاء على مِثَال فَاعله وَمَعْنَاهَا الثَّابِتَة فِي الأَرْض وَأنكر هَذَا أَبُو عبيد وَصحح مَا تقدم وَقد جَاءَ فِي حَدِيث كشجرة الْأرز مُفَسرًا وَجَاء فِي الزَّكَاة ذكر الْأرز
وَفِي حَدِيث الْغَار فرق أرز وَفِيه لُغَات سِتّ أرز بِفَتْح الْهمزَة وَضمّهَا وَضم الرَّاء وبضم الْهمزَة وَسُكُون الرَّاء وبضم الْهمزَة وَالرَّاء وتخفيفها ورنز بِحَذْف الْهمزَة ورز بِحَذْف الْهمزَة وَالنُّون
(أر ك)
قَوْله تَحت الْأَرَاك معرسين الْأَرَاك شجر مَعْرُوف بِمَكَّة يُرِيد يستترون بهَا ويتحيزون حولهَا
وَقَوله فَدخل أريكة أُمِّي بِفَتْح الْهمزَة قيل هيو السرير فِي الحجلة وَقَالَ الْأَزْهَرِي كل مَا اتكى عَلَيْهِ فو أريكة وَالْجمع أرائك وَالْأول هُنَا أشبه
(أر م)
قَوْله جعلت عَلَيْهِ آراما الأرام بِفَتْح الْهمزَة مَمْدُود هِيَ الْحِجَارَة المجتمعة تُوضَع علما يهتدى بهَا وأحدها ارْمِ قَالَ بَعضهم لَعَلَّه إمارا أَو إِمَارَة بِفَتْح الْهمزَة أَي عَلامَة وَلَا يحْتَاج إِلَى هَذَا مَعَ صِحَة معنى الرِّوَايَة على هَذَا التَّفْسِير لِأَن تِلْكَ الْحِجَارَة المجتمعة عَلامَة
وَقَوله فارم الْقَوْم يذكر فِي حرف الرَّاء
(أر ن)
قَوْله وعَلى أرنبته أثر المَاء والطين أرنبة الْأنف طرفه المحدد وَحدهَا من عظم المارن
(أر ض)
قَوْله من أهل الأَرْض يَعْنِي من أهل الذِّمَّة الَّذين أقرُّوا بأرضهم
(أر ق)
قَوْله أرق النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام أَي سهر وَلم ينم يُقَال أرق بِفَتْح الرَّاء وَكسرهَا وَالِاسْم مِنْهُ والمصدر الأرق بِالْفَتْح وَمِنْه بَات أرقابا لكسر اسْم فَاعل
وَقَوله أرقت المَاء وَجعل يريق تَكَرَّرت هَذِه الْأَلْفَاظ فِي الحَدِيث وَجَاء بِالْهَاءِ أَيْضا وَالْأَصْل الْهَمْز وتبدل إيضاهاء يُقَال أرقت المَاء بِالْفَتْح فَأَنا أريقه بِضَم الْهمزَة وهرقته فَأَنا أهريقه بِضَم الْهمزَة وَفتح الْهَاء وَأَهْرَقت فَأَنا أهريق بِسُكُون الْهَاء فيهمَا
وَقَوله كَأَنِّي أريق المَاء
وَفِي الحَدِيث الآخر وَمَا قَالَ أراق المَاء كِنَايَة عَن الْبَوْل وإخراجه.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
وَقَوله فَإِن عَلَيْك إِثْم الإريسيين كَذَا رَوَاهُ مُسلم وَجل رُوَاة البُخَارِيّ بِفَتْح الْهمزَة وَكسر الرَّاء مُخَفّفَة وَتَشْديد الْيَاء بعد السِّين وَرَوَاهُ الْمروزِي مرّة اليريسيين وَهِي رِوَايَة النَّسَفِيّ وَرَوَاهُ الْجِرْجَانِيّ مرّة وَبَعْضهمْ مثله إِلَّا أَنه قَالَ الأريسيين بِسُكُون الرَّاء وَفتح الْيَاء الأولى وَرَوَاهُ بَعضهم فِي غير الصَّحِيحَيْنِ الأريسين مخفف الياءين مَعًا قَالَ أَبُو عبيد هَذَا هُوَ الْمَحْفُوظ فَمن قَالَ الأريسيين فَقَالُوا فِي تَفْسِيره هم أَتبَاع عبد الله ابْن أريس رجل فِي الزَّمن الأول بعث الله نَبِي فخالفه هُوَ وَأَصْحَابه وَأنكر ابْن الْقَزاز هَذَا التَّفْسِير وَرِوَايَة من قَالَ الأريسيين بقتح الْيَاء وَسُكُون الرَّاء وَقيل هم الأروسيون وهم نَصَارَى أَتبَاع عبد الله بن أروس وهم الأروسية متمسكون بدين عِيسَى لَا يَقُولُونَ أَنه ابْن قَالَ أَبُو عبيد الْهَرَوِيّ عَن ثَعْلَب أرس يأرس صَار أريسا وَالْجمع أريسون بِالْفَتْح وَالتَّخْفِيف وأرس يورس مثله وَصَارَ أرسيا وَالْجمع أرسيون بِضَم الْهمزَة وهم الأكرة وَقيل الْمُلُوك الَّذين يخالفون أَنْبِيَائهمْ وَقيل(1/27)
الْخدمَة والأعوان وَقيل المتبخترون وَفِي مُصَنف ابْن السكن يَعْنِي الْيَهُود وَالنَّصَارَى فسره فِي الحَدِيث وَمَعْنَاهُ أَن عَلَيْك إِثْم رعاياك وأتباعك مِمَّن صددته عَن الْإِسْلَام وأتبعك على كفرك كَمَا قَالَ الله تَعَالَى وَقَالَ الَّذين استضعفوا للَّذين استكبروا لَوْلَا أَنْتُم لَكنا مُؤمنين وكما جَاءَ فِي بعض طرق هَذَا الحَدِيث وَإِلَّا فَلَا تحل بَين الفلاحين وَالْإِسْلَام قَالَ أَبُو عبيد لَيْسَ الفلاحون هُنَا الزراعون خَاصَّة لَكِن جَمِيع أهل المملكة لِأَن كل من زرع هُوَ عِنْد الْعَرَب فلاح تولى ذَلِك بِنَفسِهِ أَو تولى لَهُ ويل على ماق لناه قَوْله أَيْضا فِي حَدِيث آخر فَإِن أَبيت فَإنَّا نهدم الكفور ونقتل الأريسيين وَإِنِّي أجعَل إِثْم ذَلِك فِي رقبتك الكفور الْقرى وأحدها كفر وَهَذَا الْمَعْنى الَّذِي تفسره الْأَحَادِيث ويعضده الْقُرْآن أولى مَا قيل فِيهِ
قَوْله اتْرُكُوا هذَيْن أَو اتْرُكُوا هذَيْن يَعْنِي آخروهما والزموهما حَالهمَا حَتَّى يصطلحا يُقَال أرك فِي عُنُقه كَذَا أَي ألزمهُ غياه وأركيت عَلَيْهِ كَذَا ألزمته فِي عُنُقه وَلَفظ الرِّوَايَة هُنَا على الْوَجْه الآخر فَيكون من بَاب الْوَاو لَا من بَاب الْهمزَة
قَوْله فِي الذَّبَائِح أعلج أَو أرن كَذَا وَقع فِي رِوَايَة النسفى وَبَعض رِوَايَات البُخَارِيّ أرن بِكَسْر الرَّاء وَسُكُون النُّون مثل أقِم وَضَبطه الْأصيلِيّ وَغَيره أَرِنِي بِكَسْر النُّون بعْدهَا يَاء وَمثله فِي كتاب مُسلم إِلَّا أَن الرَّاء سَاكِنة وَفِي كتاب أبي دَاوُود أرن بِسُكُون الرَّاء وَنون مُطلقَة وَاخْتلف فِي تَوْجِيه هَذَا الْحَرْف وَمَعْنَاهُ فَقَالَ الْخطابِيّ صَوَابه إيرن على وزن أعجل وبمعناها وَهُوَ من النشاط أَي خف وَأعجل لَيْلًا تَمُوت الذَّبِيحَة خنقال لِأَن الذّبْح إِذا كَانَ بِغَيْر آلَته والشفار المحدودة خشِي عَلَيْهِ فِيهِ قَالَ وَقد يكون أرن على وزن أطع أَي أهلكها ذبحا من أران الْقَوْم إِذا هَلَكت مَوَاشِيهمْ قَالَ وَيكون على وزن أعْط بِمَعْنى أَدَم الحز وَلَا تفتر من رنوت إِذا أدمت النّظر قَالَ وَيحْتَمل أَن يكون أرز بالزاي إِن كَانَ روى أَي شيديدك على المحزوتكون أَرِنِي بِمَعْنى هَات قَالَ بَعضهم وَيكون معنى أَرِنِي سيلان الدَّم
قَالَ القَاضِي رَحمَه الله أفادني بعض أَمن لقيناه من أهل الاعتناء بِهَذَا الْبَاب أَنه وَقع على اصل اللَّفْظَة وصحيحها فِي كتاب مُسْند عَليّ بن عبد الْعَزِيز وَفِيه فاقل أدنى أَو أعجل مَا أنهر الدَّم كَانَ الرَّاوِي شكّ فِي أَي اللَّفْظَيْنِ قَالَ عَلَيْهِ السَّلَام مِنْهُمَا وَإِن مقصد الذّبْح بِمَا يسْرع الْقطع وَجرى الدَّم وإراحة الذَّبِيحَة مِمَّا لَا يترد وَلَا يخنق
وَقَوله أَن بعض النخاسين يُسمى آري خُرَاسَان وسجستان بِهَمْزَة مَفْتُوحَة ممدودة وَرَاء مَكْسُورَة وياء مُشَدّدَة كَذَا صَوَابه وَكَذَا قَيده الْجِرْجَانِيّ وَوَقع عِنْد الْمروزِي أرى فتح الْهمزَة وَالرَّاء مثل دَعَا وَلَيْسَ بِشَيْء وَهُوَ مربط الدَّابَّة وَقيل معلفها قَالَه الْخَلِيل وَقَالَ الْأَصْمَعِي هُوَ حَبل يدْفن فِي الأَرْض ويبرز طرفه يشد بِهِ الدَّابَّة واصله من الْحَبْس وَالْإِقَامَة من قَوْلهم تارى الرجل بِالْمَكَانِ إِذا أَقَامَ بِهِ وَقَالَ ابْن السّكيت مَا يَضَعهُ الْعَامَّة غير مَوْضِعه قَوْلهم للمعلف أرى وَإِنَّمَا هُوَ محبس الدَّابَّة وَهُوَ الأواري والأواحي وأحدها أَحَي وَأرى على مِثَال فاعول وَمعنى مَا أَرَادَ البُخَارِيّ أَن النخاسين كَانُوا يسمون مرابط دوابهم بِهَذِهِ الْأَسْمَاء ليدلسوا على المُشْتَرِي بقَوْلهمْ كَمَا جَاءَ من خُرَاسَان وسجستان يعنون مرابطها فيحرص عَلَيْهَا المُشْتَرِي ويظنها طرية الجلب وَأرى أَنه نقص من الأَصْل بعد آري لفظ دوابهم
فِي كتاب الِاعْتِصَام قَوْله يَا معشر يهود أَسْلمُوا تسلموا قَالُوا بلغت يَا أَبَا الْقَاسِم قَالَ ذَلِك أُرِيد أَسْلمُوا تسلموا كَذَا للرواة أُرِيد بالراء وَعند الْمروزِي فَقَالَ أَزِيد بالزاي(1/28)
وَإِسْقَاط ذَلِك وَالصَّوَاب الأول أَي أُرِيد اعترافكم أَنِّي قد بلغت لكم أواني قد خرجت عَن الْعهْدَة بالتبليغ وَأَدَاء مَا ألزمني الله مِنْهُ
الْهمزَة مَعَ الزَّاي
(أز ر) قَوْله إزرة الْمُؤمن أَكثر الشُّيُوخ والرواة يضبطونه بِضَم الْهمزَة قَالُوا وَالصَّوَاب كسرهَا لِأَن المُرَاد بهَا هُنَا الْهَيْئَة كالقعدة والجلسة لَا الْمرة الْوَاحِدَة
قَوْله أنصرك نصرا موزرا يهمز ويسهل أَي بالغاقويا وَمِنْه قَوْله تَعَالَى أشدد بِهِ أزري أَي قوني بِهِ والإزر الْقُوَّة
وَفِي البُخَارِيّ عَن مُجَاهِد أشدد بِهِ ظَهْري وَقَالَ بَعضهم اصله موازرا من وأزرت وَيُقَال فِيهِ أَيْضا آزرت أَي عاونت
قَوْله كَانَ النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام إِذا دخل العشرشد مِئْزَره المئزر والإزار مَا ائتزر بِهِ الرجل من أَسْفَله وَفِي قَوْله شدّ مِئْزَره تَأْوِيلَانِ أَحدهمَا الْكِنَايَة عَن الْبعد عَن النِّسَاء كَمَا قَالَ قوم إِذا حَاربُوا شدوا مئازرهم عَن النِّسَاء وَلَو باتت بإطهار وَيدل عَلَيْهِ أَنه قد روى فِي كتاب لَيْلَة الْقدر عِنْد بعض الروَاة اعتزل فرَاشه وَشد مِئْزَره قَالَ الْقَابِسِيّ كَذَا فِي كتب بعض أَصْحَابنَا قَالَ ابْن قُتَيْبَة وَهَذَا من لطيف الْكِنَايَة عَن اعتزال النِّسَاء وَالثَّانِي أَنه كِنَايَة عَن الشدَّة فِي الْعَمَل وَالْعِبَادَة
وَقَوله فِي حَدِيث أنس أزرتني بِنصْف خمارها وردتني بِبَعْضِه أَي جعلت من بعضه إزارا لَا سفلى وَمن بعضه رِدَاء لَا على بدني وَهُوَ مَوضِع الرِّدَاء
وَقَوله الْكِبْرِيَاء رِدَاؤُهُ والعزازرة وَهُوَ مثل قَوْله فِي الحَدِيث الآخر ردا الْكِبْرِيَاء على وَجهه وَهُوَ من مجَاز كَلَام الْعَرَب وبديع استعاراتها وَهِي تكنى بالتوب عَن الصّفة اللَّازِمَة وَقَالُوا فلَان لِبَاسه الزّهْد وشعاره التَّقْوَى قَالَ الله تَعَالَى) ولباس التَّقْوَى
(فَالْمُرَاد هُنَا وَالله أعلم أَنَّهَا صِفَاته اللَّازِمَة لَهُ المختصة بِهِ الَّتِي لَا تلِيق بِغَيْرِهِ اخْتِصَاص الرِّدَاء والإزار بالجسد وَلِهَذَا قَالَ فَمن نَازَعَنِي فيهمَا قصمته
وَقَوله فِي التوب وَإِن كَانَ قَصِيرا فليتزر بِهِ كَذَا لجَمِيع رُوَاة الْمُوَطَّأ وَأَصله يأتزر فسهل وأدغم كَقَوْلِه من اتخذ إلهه هَوَاهُ
(أز ى)
قَوْله فوازينا الْعَدو أَي قربنا مِنْهُ وقابلناه واصله الْهَمْز يُقَال أزيت إِلَى الشَّيْء أزي إزيا انضممت إِلَيْهِ وَقَعَدت إزاءه أَي قبالته.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
قَوْله فِي حَدِيث بِنَاء الْكَعْبَة إزَارِي إزَارِي كَذَا فِي غير مَوضِع وَذكر البُخَارِيّ فِي فضل مَكَّة أَرِنِي إزَارِي قَالَ الْقَابِسِيّ مَعْنَاهُ أَعْطِنِي وَالْأول أشبه بالْكلَام وَالصَّوَاب
وَفِي بَاب مَا كَانَ يتَّخذ النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام من اللبَاس وَكَانَت هِنْد لَهَا ازرار فِي كميها كَذَا لَهُم وَهُوَ الصَّوَاب تدخل فِيهَا أَصَابِع يَديهَا لَيْلًا ينْكَشف معصماها وَكَانَ عِنْد الْجِرْجَانِيّ إِزَار وَهُوَ خطأ
الْهمزَة مَعَ الطَّاء
(أط ر) قَوْله حَتَّى يبدوا الإطار بِكَسْر الْألف ذكره فِي قصّ الشَّارِب قَالَ أَبُو عبيد هُوَ مَا بَين مقص الشَّارِب وطرف الشّفة الْمُحِيط بالفم وكل مُحِيط إطار
وَقَوله فأطرتها بَين نسَائِي أَي قطعتها وشققتها كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث الآخر فقسمتها وَقَالَ الْهَرَوِيّ وَهُوَ قَول الْخطابِيّ مَعْنَاهُ قسمتهَا من قَوْلهم طيرت المَال بَين الْقَوْم فطار لفُلَان كَذَا وَلفُلَان كَذَا أَي قدر لَهُ فَصَارَ لَهُ وَمَا قلته عِنْدِي أظهر قَالَ ابْن دُرَيْد الأطرة قصاص الشَّارِب فالفعال مِنْهُ على هَذَا أطرت أَصْلِيَّة على قَول الْهَرَوِيّ زَائِدَة وَلذَلِك ذكره فِي حرف الطَّاء وَقد يكون أَيْضا على هَذَا من الطر وَهُوَ الْقطع وَمِنْه طرة الشّعْر وَمِنْه سمي الطرار وَهُوَ الَّذِي يقطع ثِيَاب النَّاس وأطرافهم على مَا صروا فِيهَا من مَال
(أط ط)
قَوْله وأطيط بِفَتْح الْهمزَة هِيَ أصوات المحامل وَهُوَ خير مَا قيل فِيهِ وَقيل هُوَ أصوات الْإِبِل وَقيل صَوتهَا عِنْد كظتها
(أط م) فِي غير(1/29)
حَدِيث ذكر الأطم بِضَم الْهمزَة والإطام بِالْمدِّ وَاحِد وَجمع وَيُقَال أَيْضا أطام بِالْكَسْرِ هُوَ مَا ارْتَفع من الْبناء وَهِي الْحُصُون أَيْضا وَقيل كل بَيت مربع مسطح فاطم بني مغالة وَغَيرهم حصنها وَحَتَّى تَوَارَتْ بأطم الْمَدِينَة أَي أبنيتها وَكَانَ بِلَال يُؤذن على أَطَم أَي بِنَاء مُرْتَفع كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيث الآخر
ترْجم البُخَارِيّ فِي الْجُزْء الثَّالِث بَاب الإطمانينة بِكَسْر الْهمزَة وَكَذَا جَاءَ ذكره بعد فِي حَدِيث أبي حميد وَمَعْنَاهُ السّكُون وَسَيَأْتِي وَالْخلاف فِيهِ وَالوهم وَتَمام التَّفْسِير فِي حرف الطَّاء فَهُوَ مَوْضِعه لزِيَادَة همزته
الْهمزَة مَعَ الْكَاف
(أك ل) قَوْله نهى عَن كَذَا وآكل الرِّبَا وموكله كَذَا روينَاهُ بِمد الْهمزَة اسْم الْفَاعِل وَكَذَا قَيده الْأصيلِيّ بِخَطِّهِ ويصححه قَوْله بعد ومؤكله والْحَدِيث الآخر أَن يَأْكُل أَو يُوكل وَيصِح فِيهِ أكل بِسُكُون الْكَاف بِمَعْنى اسْم الْفِعْل
وَقَوله فِي اسْم السّحُور أَكلَة السحر كَذَا روينَاهُ فِي مُسلم بِضَم الْهمزَة وَالْوَجْه هُنَا الْفَتْح
وَفِي حَدِيث الْمَمْلُوك والسائل ذكر الْأكلَة وَالْأكْلَتَان وَيرْفَع الْأكلَة لفمه هَذَا بِضَم الْهمزَة إِذا كَانَت بِمَعْنى اللُّقْمَة فَإِذا كَانَت بِمَعْنى الْمرة الْوَاحِدَة مَعَ الِاسْتِيفَاء فبالفتح إِلَّا أَلا يكون مَعهَا هَاء فَتكون مضموما بِمَعْنى الْمَأْكُول ومفتوحا اسْم الْفِعْل قَالَ الله تَعَالَى) تؤتي أكلهَا كل حِين
(وَقَوله ? أَن الله ليرضى عَن عَبده أَن يَأْكُل الْأكلَة فيحمده عَلَيْهَا ? بِالضَّمِّ اللُّقْمَة وبالفتح الْأكلَة كَمَا ذكرنَا وَالْأَوْجه هُنَا الضَّم قَالَ أَبُو عبيد والأكلة بِالْكَسْرِ وبالضم الْغَيْبَة
وَقَوله وَلَا تعقرن شَاة وَلَا بَعِيرًا إِلَّا لما كلة بِضَم الْكَاف أَي لتأكلوه
وَقَوله إِلَّا آكِلَة الْخضر هِيَ الراعية لغض النَّبَات وناعمه
قَوْله أمرت بقرية تَأْكُل الْقرى أَي بِالْهِجْرَةِ إِلَى قَرْيَة تفتح الْقرى وتأكل فَيْئهَا وتسوق من فِيهَا والقرى المدن يُقَال أكلنَا بني فلَان إِذا ظهرنا عَلَيْهِم
فِي حَدِيث الزَّكَاة النَّهْي عَن أَخذ الأكولة بِفَتْح الْهمزَة قيل هِيَ الْكَثِيرَة الْأكل وَقيل المتخذة للْأَكْل لَا للنسل وَقيل المعلوفة وَقَالَ أَبُو عبيد وَمَالك هِيَ المسمنة للْأَكْل وكل هَذَا بِمَعْنى مُتَقَارب قَالَ السّلمِيّ الأكولة الكباش وَلَيْسَت الَّتِي تسمن كَأَنَّهُ يَعْنِي الفحول قَالَ وَسمعت أَن الأكولة الراعية قَالَ وَهِي عِنْدِي أولى مَا قيل فِيهَا هُنَا لقَوْل عمر أول الحَدِيث خُذ مِنْهُم الْجَذعَة والثنية الحَدِيث
قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَلم يقل شَيْئا لِأَنَّهُ نَص هُنَالك على الْأَسْنَان ثمَّ نَص هُنَا على الصِّفَات وَقَالَ شمرا كولة الْغنم الْخصي والهرمة والعاقر كَأَنَّهُ يَقُول الَّذِي لَا يُرَاد إِلَّا للذبح
(أك م) وَقَوله عِنْد أكمة وَخلق الأكام وعَلى الأكام ورؤوس الْجبَال الأكام بِفَتْح الْهمزَة مَمْدُود جمع أكمة وَيُقَال أكام بِكَسْر الْهمزَة أَيْضا قَالَ مَالك هِيَ الْجبَال الصغار وَقَالَ غَيره هُوَ مَا اجْتمع من التُّرَاب أكبر من الكدية وَقيل هُوَ مَا غلظ من الأَرْض وَلم يبلغ أَن يكون حجرا وَكَانَ أَشد ارتفاعا مِمَّا حوله كالتلول وَنَحْوهَا وَقَالَ الْخَلِيل هِيَ من حجر وَاحِد وَقيل هِيَ فَوق الرابية وَدون الْجبَال وَيجمع أَيْضا أكم وأكم بفتحهما وضمهما وَقد رَوَاهُ بَعضهم فِي الْمُوَطَّأ الأكم بِالْفَتْح وَوَقع للقابسي فِي التَّفْسِير وَحلق الأكوام وهما بِمَعْنى قَالَ الْخَلِيل الكوم الْعَظِيم من كل شَيْء وكومت الشَّيْء جمعته وَقَالَ الْهَرَوِيّ والكوم مَوضِع مشرف وَسَيَأْتِي فِي الْكَاف
(أك ف)
قَوْله ركب على حمَار على أكاف بِكَسْر الْهمزَة هِيَ البرذعة وَنَحْوهَا لذوات الْحَافِر وَيُقَال وكاف بِالْوَاو أَيْضا
فصل فِي الِاخْتِلَاف وَالوهم(1/30)
قَوْله لَو غير أكار قتلني بِفَتْح الْهمزَة وَتَشْديد الْكَاف هُوَ الحفار والحراث والجميع أكره وأكارون والأكرة بِضَم الْهمزَة وَسُكُون الْكَاف الحفرة تحفر إِلَى جَانب الغدير ليصفوا فِيهَا المَاء وَإِنَّمَا اراد بقوله هَذَا الْأَنْصَار لشغلهم بعمارة الأَرْض وَالنَّخْل وَجَاء فِي بعض رِوَايَات مُسلم لَو غَيْرك كَانَ قتلني وَهُوَ تَصْحِيف وَخطأ وَكَذَا تقيد من رِوَايَة ابْن الْحذاء عِنْد بعض شُيُوخنَا
وَوَقع فِي كتاب مُسلم فِي جَمِيع النّسخ فِي كَرَاهَة طلب الْإِمَارَة أكلت إِلَيْهَا بِهَمْزَة وَالصَّوَاب مَا فِي الْأَحَادِيث الْأُخَر وكلت بأواو وَهُوَ غير مَهْمُوز
الْهمزَة مَعَ اللَّام
(أل ل) قَوْله فِي حَدِيث عَائِشَة تربت يداك والت بِضَم الْهمزَة على وزن علت كَذَا روينَاهُ فِي كتاب مُسلم من جَمِيع الطّرق قَالَ بَعضهم صَوَابه أللت بِكَسْر اللَّام الأولى وَسُكُون الثَّانِيَة على وزن طعنت قَالَ وَمَعْنَاهُ طعنت بالإلة وَهِي الحربة على معنى أدعية الْعَرَب الْمُعْتَادَة فِي دعم كَلَامهَا الَّتِي لَا يُرَاد وُقُوعه قَالَ وَيجوز ألت كَمَا رُوِيَ فِي بعض لُغَات الْعَرَب من بكر بن وَائِل مِمَّن لَا يرى التَّضْعِيف فِي الْفِعْل إِذا اتَّصل بِهِ ضمير الرّفْع فَتَقول ردَّتْ بِمَعْنى رددت وَمِنْه قَوْله مَا لَهُ أل وغل وَقَالَ لي شَيْخي أَبُو الْحُسَيْن اللّغَوِيّ قد يَصح أَن يكون ألت بلام وَاحِدَة بِمَعْنى افْتَقَرت وَيكون بِمَعْنى قَوْله تربت يداك قَالَ صَاحب الْعين الأول الشدَّة وَقَالَ لي الْأُسْتَاذ أَبُو عبد الله بن سُلَيْمَان معنى ألت دفعت من قَوْلهم أل وغل وَبَلغنِي أَن أَبَا بكر بن مفوز كَانَ يَقُول هُوَ حرف صحف وَإِنَّمَا الْكَلَام تربت يداك قَالَت فَقَالَ رَسُول الله
قَالَ القَاضِي رَحمَه الله قد روينَا من طَرِيق العذري فِي آلام فِيهِ تربت يداك والت قَالَت عَائِشَة وَلَا يَصح هُنَا تكْرَار قَالَت
قَوْله الإل بِكَسْر الْهمزَة وَتَشْديد اللَّام فسره البُخَارِيّ بِالْقَرَابَةِ فِي قَوْله إِلَّا وَلَا ذمَّة وَهُوَ قَول غَيره وَقيل الإل هُنَا الله وَقيل الْعَهْد
(أل م) عَذَاب أَلِيم أَي مؤلم موجع وَقيل ذُو ألم
(أل ن) ذكر الألنجوج بِفَتْح الْهمزَة وَاللَّام وَسُكُون النُّون هُوَ الْعود الْهِنْدِيّ الَّذِي يتبخر بِهِ وَيُقَال لَهُ أَيْضا اليلنجوج والإلنجج واليلنجج
(أل ف) قَوْله اقرؤوا الْقُرْآن مَا ائتلفت عَلَيْهِ قُلُوبكُمْ أَي مَا اجْتمعت وَلم تختلفوا فِيهِ نهى عَن الِاخْتِلَاف فِيهِ وَالْقِيَام حِينَئِذٍ قيل لَعَلَّه فِي حُرُوف أَو فِي معَان لَا يسوغ فِيهَا الِاجْتِهَاد وَيحْتَمل عِنْدِي أَن هَذَا كَانَ فِي زَمَنه عَلَيْهِ السَّلَام لِأَنَّهُ كَانَ حَاضرا فاختلافهم فِي تِلَاوَة أَو معنى لَا معنى للتشاجر فِيهِ وَهُوَ عَلَيْهِ السَّلَام بَين أظهرهم يجب سُؤَالهمْ لَهُ وكشف اللّبْس لَا غير ذَلِك
قَوْله ألفينا نِعْمَتك بِكُل شَرّ أَي وجتدنا ألفيته وجدته قَالَ الله تَعَالَى) مَا ألفينا عَلَيْهِ آبَاءَنَا
(وَقَالَ) مَا وجدنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا
(بِمَعْنى
وَقَوله فِي الدَّابَّة ترجع إِلَى مألفها أَي موضعهَا الَّذِي ألفته
(أل و)
قَوْله لَا آلوا بهم صَلَاة رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَي لَا أترك بِمد الْهمزَة وَقيل لَا أقصر وَيَأْتِي بِمَعْنى لَا أَسْتَطِيع قَالَه الْحَرْبِيّ وَغَيره وَمثله قَوْله كِلَاهُمَا لَا يألوا عَن الْخَيْر أَي لَا يقصر يُقَال ألوت غير مَمْدُود آلوا ممدودا وَمثله فِي حَدِيث حق الزَّوْج على الزَّوْجَة حِين قَالَ لَهَا عَلَيْهِ السَّلَام كَيفَ أَنْت لَهُ قَالَت مَا آلوه إِلَّا مَا عجزت عَنهُ فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام إِنَّه جنتك ونارك هُوَ فِي موطأ ابْن عفير وَحده أَي مَا أقصر وَلَا أترك من حَقه إِلَّا مَا لَا أقدر عَلَيْهِ
وَقَوله آل حَامِيم قَالَ الْفراء نسب السُّور كلهَا إِلَى حَامِيم الَّتِي فِي أَولهَا كَمَا قيل فِي آل النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام وَقد يكون آل هُنَا هِيَ سُورَة حم(1/31)
نَفسهَا كَمَا قيل فِي قَوْله من مَزَامِير آل دَاوُود أَي دَاوُود نَفسه والآل يَقع على ذَات الشَّيْء وعَلى مَا يُضَاف إِلَيْهِ وَقيل الْوَجْهَانِ فِي آل مُحَمَّد أَنهم أمته وَقيل نَفسه فِي حَدِيث الصَّلَاة عَلَيْهِ وَقيل قرَابَته وَهُوَ المُرَاد فِي حَدِيث الصَّدَقَة وَذكر أَبُو عبيد أَن حَامِيم من أَسمَاء الله تَعَالَى
وَقَوله أَن الآلي قد بغوا علينا بقصر الْهمزَة المضمومة وَمَعْنَاهُ الَّذين وَلَا وَاحِد لَهُ من لَفظه وَأولُوا كَذَا مِنْهُ بِمَعْنى ذووه وَهَؤُلَاء بِمَعْنَاهُ يمد وَيقصر وَهَا للتّنْبِيه
وَقَوله ومجامرهم الألوة وتستجمر بالألوة يُقَال بِفَتْح الْهمزَة وَضمّهَا وَاللَّام مَضْمُومَة قَالَ الْأَصْمَعِي هُوَ الْعود الَّذِي يتبخر بِهِ فارسية عربت وَقَالَ الْأَزْهَرِي وَيُقَال ليه بِكَسْر اللَّام ولوة بضَمهَا وَقد جَاءَ تَفْسِيرهَا فِي الحَدِيث فِي البُخَارِيّ قَالَ وَهُوَ الألنجوج وَقد ذَكرْنَاهُ وَكَانَ فِي كتاب الْأصيلِيّ هَذَا الْحَرْف الأنجوج بِغَيْر لَام وَلَا يعرف
(أل ي)
قَوْله سابغ الأليتين بِفَتْح الْهمزَة الآلية لحْمَة الْمُؤخر من الْحَيَوَان مَعْلُومَة وَهِي من ابْن آدم المقعدة وَجَمعهَا آليات بِفَتْح اللَّام وَمِنْه فِي الحَدِيث الآخر حَتَّى تضطرب آليات نسَاء دوس
وَقَوله آلَيْت أقولها لَك وتالي أَلا يفعل خيرا أَي حلف والآلية الْيَمين يُقَال آلَيْت وائتليت وتاليت آلية وألو وألوة وإلوة بِالضَّمِّ وَالْفَتْح وَالْكَسْر وَلم يعرف الْأَصْمَعِي إِلَّا الْفَتْح
قَوْله فِي بَاب من أفطر فِي السّفر ليراه النَّاس ثمَّ دَعَا بِمَاء فرفعه إِلَى يَده ليراه النَّاس كَذَا لجمهورهم
وَعند ابْن السكن إِلَى فِيهِ وَهُوَ أظهر لَكِن قد يكون معنى إِلَى فِي الرِّوَايَة الأولى بِمَعْنى على فيستقيم الْكَلَام
قَوْله هَذَا مَقْعَدك حَتَّى يَبْعَثك الله إِلَى يَوْم الْقِيَامَة كَذَا عِنْد يحيى الأندلسي وَهَذَا التَّفْسِير لقَوْله حَتَّى يَبْعَثك الله فسر جملَة بجملة وَسقط إِلَيّ فِي رِوَايَة القعْنبِي وَهَذَا بَين وَعند ابْن الْقَاسِم وَابْن بكير حَتَّى يَبْعَثك الله إِلَيْهِ يَوْم الْقِيَامَة وَهَذَا بَين وَالْهَاء فِي إِلَيْهِ ترجع إِلَى المقعد أَو إِلَى الله وَرَوَاهُ قوم عَن ابْن بكير حَتَّى يَبْعَثك الله لم يزدْ
فصل فِي بَيَان مَا اشْتبهَ فِي هَذِه الْكتب من أَلا وَألا وَإِلَّا وَإِلَى وألى وَتَفْسِير مُشكل ذَلِك وَمَا اخْتلف فِيهِ مِنْهُ
اعْلَم أَن إِلَّا بِكَسْر الْألف وَتَشْديد اللَّام حرف اسْتثِْنَاء تخرج بعض مَا تضمنته الْجُمْلَة قبله مِنْهَا وَقد تَأتي بِمَعْنى لَكِن وَهُوَ الَّذِي يُسَمِّيه بَعضهم الِاسْتِثْنَاء من غير الْجِنْس وَبَعْضهمْ يُسَمِّيه الِاسْتِثْنَاء الْمُنْقَطع وَبَعْضهمْ الِاسْتِدْرَاك وَجَاءَت بِمَعْنى وَلَا أَيْضا وَبِمَعْنى إِن لم فَأَما يفتح الْهمزَة وَالتَّشْدِيد فللتوبيخ واللوم وَتَأْتِي للعرض أَيْضا وَبِمَعْنى هلا وَبِمَعْنى أَن وَلَا زَائِدَة بعْدهَا فَأَما بتَخْفِيف اللَّام فلاستفتاح الْكَلَام وَتَأْتِي للعرض والتحضيض وَأما إِلَى فحرف غَايَة الِانْتِهَاء وَتَأْتِي بِمَعْنى فِي وَبِمَعْنى مَعَ وَإِلَى هِيَ إِلَى أضيفت إِلَى ضمير الْمُتَكَلّم الْمخبر وَتَأْتِي بِمَعْنى لي
فَمن ذَلِك حَدِيث ابْن عمر وَقد أعتق مَمْلُوكا ضربه مَا لي فِيهِ من الْأجر مَا يُسَاوِي هَذَا إِلَّا أَنِّي سَمِعت رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) يَقُول الحَدِيث كَذَا روينَاهُ بِكَسْر الْهمزَة حرف الِاسْتِثْنَاء وَوَجهه أَن يكون اسْتثِْنَاء مُنْقَطِعًا أَو على مَا نذكرهُ بعد وَقَالَ بَعضهم لَعَلَّه إِلَّا أَنى بِفَتْح الْهمزَة وَتَخْفِيف اللَّام حرف استفتاح وَكَانَ هَذَا استبعد الاستشهاد بِهَذَا على قَوْله مَا لي فِيهِ من أجر وَعِنْدِي أَنه لَا يبعد وَلَا تنافر بَين الْفَصْلَيْنِ أخبر أَنه لَا أجر لَهُ فِي عتقه وَأَنه لم يعتقهُ لِلْأجرِ مُتَطَوعا بِهِ إِلَّا لِلْكَفَّارَةِ وَإِزَالَة الْحَرج لضربه إِيَّاه وَيكون إِلَّا هُنَا بِمَعْنى لَكِن فَحذف الْخَبَر لدلَالَة الْكَلَام عَلَيْهِ أَي فأعتقته(1/32)
ليكفر عَنى مَا فعلت
وَقَوله فِي حَدِيث فضل أبي بكر الأخلة الْإِسْلَام كَذَا ضَبطه الْأصيلِيّ وَغَيره بِحرف الِاسْتِثْنَاء من نفى غَيرهَا من الْخلَّة وَعند بَعضهم أَلا بِفَتْح الْهمزَة وَتَخْفِيف اللَّام على الاستفتاح وَابْتِدَاء الْكَلَام وَكِلَاهُمَا صَحِيح
وَقَوله فِي الحَدِيث الآخر لَكِن أخوة الْإِسْلَام يشْهد لوجه الِاسْتِثْنَاء وللاستفتاح أَيْضا وَحذف الْخَبَر من قَوْله لَكِن وَمن رِوَايَة الاستفتاح أَيْضا اختصارا لدلَالَة الْكَلَام عَلَيْهِ أَي لَكِن خلة الْإِسْلَام ثَابِتَة أَو لَازِمَة أَو بَاقِيَة وَمَا فِي مَعْنَاهَا
وَقَوله أَلا آكِلَة الخضرا كثر الرِّوَايَات فِيهِ على الِاسْتِثْنَاء وَرَوَاهُ بَعضهم أَلا على الاستفتاح أَيْضا كَأَنَّهُ قَالَ أَلا انْظُرُوا آكِلَة الْخضر أَو اعتبروا فِي شَأْنهَا وَنَحْوه وسيل تَفْسِيرهَا وَمر مِنْهُ
وَفِي خطْبَة الْفَتْح إِلَّا أَي شهر تعلمونه أعظم حُرْمَة قَالُوا إِلَّا شهرنا بِالْفَتْح وَالتَّخْفِيف فيهمَا وَكَذَلِكَ بَقِيَّة الحَدِيث
وَفِي حَدِيث صَاحِبي القبرين من بَاب الْكَبَائِر أَلا يسْتَتر من بَوْله لَعَلَّه أَن يُخَفف عَنْهُمَا مَا لم ييبسا أَو أَلا ان ييبسا بِحرف الِاسْتِثْنَاء كَذَا لأبي الْهَيْثَم والحموي وَإِحْدَى روايتي الْأصيلِيّ ولغيرهم إِلَيّ بِحرف الْغَايَة وَهُوَ الْمَعْرُوف فِي الحَدِيث غَيره وبدليل قَوْله فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى مَا لم ييبسا من غير شكّ فِي حَدِيث الثَّلَاثَة فوَاللَّه مَا أنعم الله عَليّ من نعْمَة قطّ بعد إِذْ هَدَانِي الله لِلْإِسْلَامِ من صدق رَسُول الله إِلَّا أكون كَذبته فَأهْلك كَمَا هلك الَّذين كذبُوا كَذَا هُوَ بِفَتْح الْهمزَة وَتَشْديد اللَّام لكافة رُوَاة الصَّحِيحَيْنِ حَيْثُ تكَرر وَعند الْأصيلِيّ
فِي حَدِيث كَعْب بن مَالك أَلا أَن أكون كَذبته بِزِيَادَة أَن وَالصَّوَاب الأول وَمَعْنَاهُ أَن أكون كَذبته فَأهْلك وَلَا هُنَا زَائِدَة كَمَا قَالَ تَعَالَى) مَا مَنعك أَلا تسْجد
(أَي أَن تسْجد
وَفِي بَاب الشَّهَادَة عِنْد الْحَاكِم فِي حَدِيث أبي قَتَادَة وَقَالَ لي عبد الله بن صَالح فَقَامَ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فأداه إِلَى كَذَا لأبي ذَر والنسفي وَعند الْأصيلِيّ إِلَى من لَهُ بَيِّنَة وَكِلَاهُمَا صَحِيح
وَفِي حَدِيث ابْن عمر أَنَّك لضخم أَلا تدعني استقرئ لَك الحَدِيث كَذَا روينَاهُ وقيدناه عَن الْأَسدي بتَشْديد اللَّام وَضم الْعين وَفتح مَا بعْدهَا أَي أَن جفاك وغباوتك يحملانك على العجلة لتركك اسْتِمَاع حَدِيثي وقطعه عَليّ بقوله لَيْسَ عَن هَذَا أَسأَلك فَأَنت ضخم جَاف من أجل فعلك هَذَا فَيكون بِمَعْنى الَّتِي للوم وَالْعرض وَرَوَاهُ بَعضهم أَلا بمعناها للعرض والتحضيض وَعند ابْن الْحذاء أَلا تدعني استقرئ بضمهما
وَقَوله أَلا يشف فَإِنَّهُ يصف بِكَسْر الْهمزَة أَي إِن لم يكن لخفته يشف أَي يبديء مَا وَرَاءه ويظهره فَإِنَّهُ يصف مَا تَحْتَهُ برقته بانضمامه عَلَيْهِ أَي يظهره كوصف الواصف لذَلِك
وَفِي بَاب من ملك من الْعَرَب رَقِيقا نَا ابْن عون كتبت إِلَى نَافِع فَكتب إِلَيّ كَذَا لأبي ذَر والأصيلي وجمهورهم ولبعضهم كتب إِلَى نَافِع على الِاخْتِصَار وَالْأول مَعْرُوف وَكَذَا ذكره البُخَارِيّ فِي تَارِيخه مُبينًا كتبت إِلَى نَافِع أسئلة فَكتب إِلَيّ وَفِي الْجُلُوس فِي الأفنية فَإِن أَبَيْتُم إِلَّا الْمجْلس كَذَا هُوَ حَيْثُ وَقع وَهُوَ الصَّوَاب وَجَاء فِي بَاب الْجُلُوس فِي الأفنية لسَائِر رُوَاة البُخَارِيّ فَإِن أتيتم إِلَّا الْمجْلس كَذَا هُوَ حَيْثُ وَقع وَهُوَ الصَّوَاب وَجَاء فِي بَاب الْجُلُوس فِي الأفنية لسَائِر رُوَاة البُخَارِيّ فَإِن أتيتم إِلَى الْمجَالِس من الْإِتْيَان وَهُوَ تَغْيِير وَقد ذَكرْنَاهُ قبل
وَفِي حَدِيث مُوسَى وَالْخضر مَا نقص علمي وعلمك من علم الله إِلَّا مَا نقص هَذَا العصفور من هَذَا الْبَحْر ذكر بَعضهم أَن إِلَّا هُنَا بِمَعْنى وَلَا أَي مَا نقص علمي وَلَا علمك وَلَا مَا أَخذ من الْبَحْر العصفور شَيْئا من علم الله أَي أَن علم الله لَا يدْخلهُ نقص(1/33)
وَقد قيل فِي قَوْله تَعَالَى) وَمَا كَانَ لمُؤْمِن أَن يقتل مُؤمنا إِلَّا خطأ
(نَحْو هَذَا وَإِنَّمَا هُوَ عِنْد الْمُحَقِّقين اسْتثِْنَاء من غير الْجِنْس بِمَعْنى لَكِن
قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَهَذَا غير مُضْطَر إِلَيْهِ إِذْ معنى الحَدِيث على لَفظه وَصِحَّة الِاسْتِثْنَاء على ظَاهره صَحِيح بَين وَأولى مِمَّا ذكر وَأَصَح وَإِنَّمَا الْمَقْصُود بِالْحَدِيثِ التَّمْثِيل لعدم النَّقْص إِذْ مَا نَقصه العصفور من الْبَحْر لَا يظْهر لرأيه فَكَأَنَّهُ لم ينقص مِنْهُ فَكَذَلِك هَذَا من علم الله أَو يكون رَاجعا إِلَى المعلومات أَي أَن مَا علمت أَنا وَأَنت من جملَة المعلومات لله الَّتِي لم يطلع عَلَيْهَا فِي التَّقْدِير والتمثيل للقلة وَالْكَثْرَة كهذه النقطة من هَذَا الْبَحْر وَذكر النَّقْص هُنَا مجَاز على كل وَجه محَال فِي علم الله تَعَالَى ومعلوماته فِي حَقه وَإِنَّمَا يتَقَدَّر فِي حَقنا وَيدل على هَذَا قَوْله فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى مَا علمي وعلمك وَعلم الْخَلَائق فِي علم الله إِلَّا مِقْدَار مَا غمس هَذَا العصفور منقاره وَكَذَلِكَ قَوْله لن تمسه النَّار إِلَّا تَحِلَّة الْقسم مَحْمُول على الِاسْتِثْنَاء عِنْد الْأَكْثَر وَعبارَة عَن الْقلَّة عِنْد بَعضهم على مَا نفسره فِي حرف الْحَاء وَقد يحْتَمل أَن يكون إِلَّا هُنَا بِمَعْنى وَلَا على مَا تقدم أَي وَلَا مِقْدَار تَحِلَّة الْقسم
فِي الْعَزْل مَا عَلَيْكُم أَلا تَفعلُوا بِفَتْح الْهمزَة مشدد قَالَ غير وَاحِد هِيَ إِبَاحَة مَعْنَاهُ اعزلوا أَي لَا بَأْس أَن تعزلوا قَالَ الْمبرد مَعْنَاهُ لَا بَأْس عَلَيْكُم وَلَا الثَّانِيَة للطرح وَقَالَ الْحسن فِي كتاب مُسلم كَانَ هَذَا زجرا وَقَالَ ابْن سِيرِين لَا عَلَيْكُم أقرب إِلَى النهى
فِي حَدِيث من وَقَاه الله شَرّ اثْنَيْنِ ولج الْجنَّة قَوْله لَا تخبرنا يَا رَسُول الله كَذَا ليحيى وَابْن الْقَاسِم وَأكْثر الروَاة على النَّهْي وَعند القعْنبِي وَابْن بكير ومطرف وَمن وافقهم من رُوَاة الْمُوَطَّأ أَلا تخبرنا على معنى الْعرض وَالْجَوَاب مَحْذُوف لدلَالَة الْكَلَام عَلَيْهِ أَي فنمتثل ذَلِك أَو ننتهي وعَلى الْوَجْه الأول يحْتَمل مَا قيل أَنه كَانَ منافقا وَيحْتَمل أَنه قَالَ ذَلِك لَيْلًا يتكلوا على ذَلِك ويتركوا مَا عداهُ كَمَا جَاءَ فِي حَدِيث آخر بِمَعْنَاهُ وَقيل يحْتَمل أَن قصد الْقَائِل لذَلِك ليتركهم لاستنباطه وَتَفْسِيره من قبل أنفسهم على طَرِيق اختبار معرفتهم وقرائحهم وَقَالَ ابْن حبيب خوف أَن يثقل عَلَيْهِم إِذا أخْبرهُم الاحتراس مِنْهَا ورجاء أَن يوفقوا للْعَمَل بهَا من قبل أنفسهم
قَوْله كل عمل ابْن آدم لَهُ إِلَّا الصّيام فَإِنَّهُ لي قَالَ الطَّحَاوِيّ هُوَ اسْتثِْنَاء مُنْقَطع مَعْنَاهُ لَكِن الصّيام لي إِذْ لَيْسَ بِعَمَل فيستثنى من الْعَمَل الْمَذْكُور وَكَذَلِكَ قَالَ غير وَاحِد أَنه لَيْسَ بِعَمَل وَإِنَّمَا هُوَ من فعل التروك وَهَذَا غير سديد وَهُوَ عمل بِالْحَقِيقَةِ من أَعمال الْقُلُوب وإمساك الْجَوَارِح عَمَّا نهيت عَنهُ فِيهِ وَأما قَوْله فَإِنَّهُ لي قيل لكَونه من الْأَعْمَال الْخفية الْخَالِصَة أَي خَالص لَا يدْخلهُ سمعة وَلَا رِيَاء إِذْ لَا يطلع عَلَيْهِ غَالِبا بِخِلَاف غَيره من الْأَعْمَال وَالْأَظْهَر فِي هَذَا الحَدِيث أَنه أَشَارَ إِلَى معرفَة الأجور وَأَن أجور عمل ابْن آدم لَهُ مَعْلُومَة مقدرَة كَمَا قَالَ آخر الحَدِيث الْحَسَنَة بِعشر إِلَى سبع مائَة إِلَّا الصَّوْم فَأَجره غير مُقَدّر وَإِنَّمَا ذَلِك إِلَى الله تَعَالَى يُوفيه بِغَيْر حِسَاب
فِي المنحة الأرجل يمنح أهل بَيت نَاقَة بِفَتْح الْهمزَة وَتَخْفِيف اللَّام على استفتاح الْكَلَام وَعند الجلودي رجل بِالضَّمِّ
فِي حَدِيث الْغَار أَلا بَركت بِالتَّخْفِيفِ عِنْد شُيُوخنَا على الْعرض والتحضيض واللوم وَرَوَاهُ بَعضهم بتَشْديد اللَّام بِمَعْنى هلا الَّتِي للوم وَقد تَأتي للعرض والتحضيض أَيْضا
وَفِي بَاب من لم يسْتَلم إِلَّا الرُّكْنَيْنِ اليمانيين فَقَالَ لَهُ ابْن عَبَّاس أَلا تستلم هذَيْن الرُّكْنَيْنِ بِالتَّخْفِيفِ كَذَا للجرجاني وَلغيره أَنه لَا يسْتَلم على(1/34)
الْخَبَر الْمَنْفِيّ وَهُوَ الْوَجْه وَالصَّحِيح
فِي التَّفْسِير فِي حَدِيث زيد وَابْن أبي من رِوَايَة عبيد الله بن مُوسَى مَا أردْت إِلَّا أَن أكذبك النَّبِي كَذَا للجرجاني وَلغيره إِلَى مُخَفّفَة بِمَعْنى الْغَايَة وَكِلَاهُمَا صَحِيح الْمَعْنى وَفِي غير هَذِه الرِّوَايَة إِلَى لجميعهم وَهُوَ الْوَجْه الْبَين أَي مَا أردْت بِنَقْل مَا نقلته وجنيته على نَفسك بذلك إِلَى أَن بلغك تَكْذِيب النَّبِي لَك وَتَكون إِلَى هُنَا على أظهر مَعَانِيهَا للغاية وَقد تكون هُنَا بِمَعْنى فِي وَهُوَ أحد وجوهها أَي صرت فِي صفة من كذبه ومنزلته كَمَا قَالَ كأنني إِلَى النَّاس مَطْلِي بِهِ القار أجرب أَي فِي النَّاس وعَلى الْوَجْه الآخر ي لم يجد عَلَيْك مَا أردْت وَفعلت إِلَّا تَكْذِيب النَّبِي لَك وَقد يكون إِلَّا هُنَا للاستثناء الْمُنْقَطع من غير جنس المُرَاد
وَأما حَدِيث عمر وَأبي بكر فِي قصَّة بني تَمِيم فِي تَفْسِير سُورَة الحجرات مَا أردْت إِلَيّ أَو خلا فِي كَذَا الرِّوَايَة فِي الْبَاب الثَّانِي على الشَّك وهما بِمَعْنى مَا تقدم وَعند الْأصيلِيّ هُنَا إِلَيّ بتَشْديد الْيَاء أَو الإخلافي وَله وَجه أَي مَا قصدت قصدي إِلَّا لخلافي وَالله أعلم
وَفِي التَّيَمُّم فَقَالُوا أَلا ترى مَا صنعت عَائِشَة كَذَا لجميعهم وَعند الْحَمَوِيّ وَالْمُسْتَمْلِي فَقَالُوا لَا ترى على حذف ألف الِاسْتِفْهَام أَو نقص ألف الْجمع من الْخط فَيكون إِلَّا كَمَا للْجَمِيع
وَقَوله مَا قضى بِهَذَا عَليّ إِلَّا أَن يكون ضل يَصح أَن تكون على بَابهَا وَيكون ضل بِمَعْنى نسي وَوهم أَو تكون على ظَاهرهَا وَالْمعْنَى وَهُوَ مِمَّن لَا يضل وَلَا يُوصف بذلك على طَرِيق الْإِنْكَار أَي أَن هَذَا لَا يَفْعَله إِلَّا من ضل
وَفِي حَدِيث أضياف أبي بكر مَا لكم أَلا تقبلُوا عَنَّا قراكم بِالتَّخْفِيفِ عِنْد أَكثر الروَاة على الْعرض وَعند ابْن أبي جَعْفَر من شُيُوخنَا إِلَّا بِالتَّشْدِيدِ على اللوم والحض أَو يكون الْمَعْنى على مَا منعكم مِنْهُ وأحوجكم إِلَى أَلا تقبلُوا وَمثله قَوْله مَالك أَلا تكون مَعَ الساجدين قيل مَعْنَاهُ مَا مَنعك أَن تكون مَعَ الساجدين وَلَا زَائِدَة أَو أَي شَيْء جعل لَك أَلا تكون من الساجدين
وَقَوله فِي حَدِيث الصَّلَاة قبل الْخطْبَة فِي الْعِيد فِي خبر مَرْوَان وَأبي سعيد فَقلت أَيْن الِابْتِدَاء بِالصَّلَاةِ فَقَالَ لَا يَا أَبَا سعيد كَذَا فِي كتابي وسماعي وَفِي الْحَاشِيَة إلابتدأ بِالصَّلَاةِ وَقَوله فِي كتاب الاسْتِئْذَان مَا أحب أَن أحدا لي ذَهَبا ثمَّ قَالَ عِنْدِي مِنْهُ دِينَار إِلَّا أَن أرصده لديني كَذَا للأصيلي هُنَا وَلغيره لَا ارصده وَهُوَ صَحِيح صفة للدينار وَكِلَاهُمَا بِمَعْنى وَفِي غير هَذَا الْبَاب إِلَّا دِينَارا أرصده وَكله بِمَعْنى
وَفِي مَنَاقِب سعد مَا أسلم أحد إِلَّا فِي الْيَوْم الَّذِي أسلمت فِيهِ كَذَا فِي جَمِيع النّسخ وَسَقَطت إِلَّا فِي بَاب إِسْلَام سعد عِنْدهم قَالَ بَعضهم صَوَابه إِسْقَاط إِلَّا وَلم يقل شَيْئا بل الصَّوَاب إِثْبَاتهَا أَي لم يسلم أحد فِي يَوْم إسلامي بِدَلِيل قَوْله وَلَقَد مكثت سَبْعَة أيامي وَإِنِّي لثلث ويروي ثَالِث الْإِسْلَام
قَوْله فِي فَضَائِل الْأَنْصَار مَا سقت إِلَيْهَا قَالَ وزن نواة من ذهب كَذَا للأصيلي هُنَا وَفِي بَاب مؤاخاة النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بَين أَصْحَابه وَكَذَا للنسفي هُنَا وَهُوَ الْمَعْرُوف فِي غير هذَيْن الْبَابَيْنِ وَعند البَاقِينَ فيهمَا مَا سقت فِيهَا وهما بِمَعْنى جَاءَت فِي بِمَعْنى إِلَيّ وَقيل فِي قَوْله تَعَالَى فَردُّوا أَيْديهم فِي أَفْوَاههم أَي إِلَيّ
وَفِي غُرَمَاء والدجابر قَول عمر حِين علم بركَة النَّبِي فِي التَّمْر حَتَّى قضي غرماءه فَقَالَ لَهُ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) اسْمَع يَا عمر فَقَالَ أَلا نَكُون قد علمنَا أَنَّك رَسُول الله بِالْفَتْح وَالتَّشْدِيد أَي إِنَّا قد حققنا أَمرك وَلَا نشك فِي بركتك وَإجَابَة دعوتك فِيهَا إِلَّا أَلا نَكُون نعلم أَنَّك رَسُول الله كَمَا قَالَ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى قد علمت حِين(1/35)
مَشى بهَا رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَنه يُبَارك فِيهَا
وَفِي بَاب الْوكَالَة فِي قَضَاء الدُّيُون فِي البُخَارِيّ أَعْطوهُ سنا مثل سنة قَالُوا يَا رَسُول الله أَلا أمثل من سنه بِالْكَسْرِ أَي لم نجد إِلَّا أمثل وافضل فحذفوا اسْتِخْفَافًا لدلَالَة الْكَلَام عَلَيْهِ أَو أسقط الْحَرْف عَن الرَّاوِي وَقد جَاءَ فِي غير هَذَا الْبَاب تَاما مُبينًا لَا نجد إِلَّا سنا أفضل من سنه
وَقَوله فِي بَاب مَا يذكر من المناولة حَيْثُ كتب لأمير السّريَّة كَذَا لَهُم وَعند الْأصيلِيّ إِلَى أَمِير السّريَّة وهما بِمَعْنى مُتَقَارب وإلي تَأتي بِمَعْنى مَعَ وَهُوَ عَلَيْهِ السَّلَام إِنَّمَا كتب الْكتاب لَهُ وَمَعَهُ وَلم يُرْسِلهُ إِلَيْهِ وَلَيْسَ إِلَى هُنَا غَايَة
وَقَوله فِي حَدِيث الأيمة أفلاننا بذهم قَالَ لَا مَا أَقَامُوا فِيكُم الصَّلَاة كَذَا لَهُم وَعند الطَّبَرِيّ إِلَّا وَلَا وَجه لَهُ وَلَعَلَّه إِلَّا للاستفتاح أَي مَا أقاموها فَلَا تَفعلُوا
وَقَوله فِي حَدِيث لَا تزَال طَائِفَة ظَاهِرين فَيَقُول إِلَّا أَن بَعضهم على بعض أُمَرَاء كَذَا هِيَ مُخَفّفَة لأكْثر الروَاة وَهُوَ الصَّوَاب على الاستفتاح وَفِي كتاب شَيخنَا القَاضِي الشَّهِيد عَن العذري فَيَقُول الْآن بِسُكُون اللَّام بِمَعْنى ظرف زمن الْحَال وَلَا وَجه لَهُ هُنَا
وَفِي حَدِيث لَا تَتَمَنَّوْا لِقَاء الْعَدو أَن عبد الله بن أبي أوفى كتب إِلَى عمر ابْن عبيد الله حِين سَار إِلَيّ الحرورية كَذَا لَهُم وللعذري إِلَيْهِ وَالْأول الصَّوَاب
وَفِي حَدِيث حُذَيْفَة فِي الْفِتَن إِنِّي لأعْلم النَّاس بِكُل فتْنَة وَمَا بِي إِلَّا أَن يكون رَسُول الله عَلَيْهِ السَّلَام أسر إِلَيّ فِي ذَلِك شَيْئا لم يحدثه غَيْرِي وَلَكِن رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) قَالَ كَذَا الحَدِيث كَذَا فِي الْأُصُول كلهَا قَالَ الوقشي الْوَجْه حذف إِلَّا وَبِه يسْتَقلّ الْكَلَام قَالَ القَاضِي رَحمَه الله هُوَ مساق الحَدِيث وَمَا يدل عَلَيْهِ مُقْتَضَاهُ أَي مَا اخْتصَّ علم ذَلِك بِي لِأَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أسر جَمِيعه إِلَيّ وَلَكِن لما ذكره من أَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) قَالَ وَهُوَ فِي مجْلِس فِيهِ غَيره فماتوا وَبَقِي هُوَ وَحده وَلقَوْله فِي الحَدِيث الآخر نَسيَه من نَسيَه وَقد يخرج للرواية وَجه أَن يكون قَوْله وَمَا بِي من عذر فِي التحدث بهَا والإعلام إِلَّا مَا أسر إِلَى (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) من ذَلِك مِمَّا لم يُعلمهُ غَيْرِي وَلَعَلَّه حد لَهُ أَن لَا يذيعه أَو رأى ذَلِك من الْمصلحَة
وَفِي البُخَارِيّ وَقَالَ ابْن عمر وَالْحسن فِيمَن احْتجم لَيْسَ عَلَيْهِ الأغسل محاجمه كَذَا للبلخي وَسقط للباقين إِلَّا والإ غسل محاجمه هُوَ الصَّوَاب وَهُوَ مَذْهَبهمَا الْمَعْرُوف عَنْهُمَا أَي أَنه لَا وضوء عَلَيْهِ من الْحجامَة الأغسل مَوَاضِع المجاجم من الدَّم وَقد رُوِيَ عَنْهُمَا أَن عَلَيْهِ الْوضُوء وَأما إِسْقَاط إِلَّا فَوَهم
فِي حَدِيث الْإِفْك فَقلت إلام تسبين ابْنك كَذَا للمروزي وللباقين أَي أم تسبين ابْنك ولكليهما وَجه الأول حتما لأنهاكررت سبه فِي الحَدِيث مرّة بعد أُخْرَى أَو فيمَ كَمَا تقدم أَي لأي عِلّة وَفِي أَي قصَّة وَالْوَجْه الآخر بَين ودعتها أما لسنها وكبرها وَيحْتَمل أَنه مصحف من الْأُم وَالله أعلم
وَقَوله فَجَلَست إِلَى الْحلق معنى إِلَى هُنَا معنى فِي كَمَا تقدم وكما جَاءَ فِي الحَدِيث الآخر فَجَلَست فِي الْحلق فِي خبر زيد بن عَمْرو بن نفَيْل فَقدمت إِلَى النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) سفرة كَذَا لكافة الروَاة وَعند الْجِرْجَانِيّ فَقدم إِلَيْهِ النَّبِي سفرة وَالْأول إِن شَاءَ الله الصَّوَاب وَلَا يبعد صِحَة الثَّانِي
فِي بَاب من أَشَارَ إِلَى الرُّكْن فِي الْحَج كَذَا لَهُم وَهُوَ وهم
وَقَوله يُوشك أهل الْعرَاق أَلا يَجِيء إِلَيْهِم قفيز كَذَا لَهُم وَعند بعض شُيُوخنَا لَهُم وَهُوَ الْوَجْه أَي مِمَّا لَهُم أَو عَلَيْهِم وَاللَّام تَأتي بِمَعْنى من وَأما على رِوَايَة إِلَى فتحيل الْمَعْنى(1/36)
الْهمزَة مَعَ الْمِيم
(أم ا) جَاءَت فِي هَذِه الْأُصُول أما بِالْكَسْرِ وَأما بِالْفَتْح وهما مُخْتَلِفَانِ وَفِي مَوَاضِع مِنْهَا أشكال فَأَما أما الْمَكْسُورَة فتأتي للتَّخْيِير وَالشَّكّ وللتقسيم وللإبهام وَهِي بِمَعْنى أَو فِي أَكثر مَعَانِيهَا وَحكي بَعضهم أَنَّهَا حرف عطف وَلَا يَصح لدُخُول حرف الْعَطف عَلَيْهَا وَبَعض بني تَمِيم يفتح همزتها فِي هَذَا الْبَاب وَأما الْمَفْتُوحَة الْهمزَة فَأَما الَّتِي للاستئناف وَتَفْسِير الْجمل وَهِي أَن دخلت عَلَيْهَا مَا فأدغمت فِيهَا فمما وَقع مِمَّا يشكل مِنْهَا فِي هَذِه الْأُصُول
قَوْله أما لَا وَقع هَذَا اللَّفْظ فِي الصَّحِيحَيْنِ فِي مَوَاضِع بِكَسْر الْهمزَة وَتَشْديد الْمِيم وَهُوَ هَكَذَا صَحِيح وَلَا مَفْتُوحَة عِنْد أَكْثَرهم وَكَذَا ضبطناه عَن شُيُوخنَا وَعَن جُمْهُور الروَاة وَوَقع عِنْد الطَّبَرِيّ أما لي مكسور اللَّام وَكَذَا ضَبطه الْأصيلِيّ فِي جَامع الْبيُوع وَالْمَعْرُوف فتحهَا وَقد منع من كسرهَا أَبُو حَاتِم وَغَيره ونسبوه إِلَى الْعَامَّة لَكِن هَذَا خَارج جَائِز على مَذْهَب كثير من الْعَرَب فِي الإمالة وَأَن يَجْعَل الْكَلِمَة كلهَا كَأَنَّهَا كلمة وَاحِدَة وَقد رَوَاهُ بعض الروَاة بِفَتْح الْهمزَة وَهُوَ خطأ إِلَّا على لُغَة بعض بني تَمِيم الَّتِي ذكرنَا أَنهم يفتحون همزَة أما الَّتِي للتَّخْيِير وَمعنى هَذِه الْكَلِمَة إِن كنت لَا تفعل كَذَا فافعل غَيره وَمَا صلَة لِأَن كَمَا قَالَ الله سُبْحَانَهُ) فإمَّا تَرين من الْبشر أحدا
(واكتفوا بِذكر لَا عَن ذكر الْفِعْل كَمَا تَقول الق زيدا وَإِلَّا فَلَا أَي فدع لقاءه إِن لم ترده
وَقَول ابْن عمر من رِوَايَة مُسلم فِي الحَدِيث الآخر أما أَنْت فَطلقت امْرَأَتك فَإِن رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَمرنِي بِهَذَا هَذَا بِفَتْح الْهمزَة وَمَعْنَاهُ عِنْدهم أَي إِن كنت طلقت فحذفوا الْفِعْل الَّذِي يَلِي إِن وَجعلُوا مَا عوضا مِنْهُ وفتحوا أَن ليَكُون عَلامَة لما أرادوه وَقد جَاءَ فِي كتاب البُخَارِيّ إِن كنت طلقت امْرَأَتك مُبينًا
(أم د) قَوْله أمدها ثنية الْوَدَاع كَذَا هُوَ بِفَتْح الْمِيم أَي غايتها
(أم ر) قَوْله لقد أَمر أمرا بن أبي كَبْشَة بِكَسْر الْمِيم وَقصر الْهمزَة وَفتحهَا فِي الأول وَمَعْنَاهُ عظم وَزَاد يُقَال أَمر الْقَوْم إِذا كَثُرُوا وَأما الثَّانِي فبفتح الْهمزَة وَسُكُون الْمِيم بِمَعْنى الشَّأْن وَالْحَال وَمن الأول قَوْله تَعَالَى لقد جِئْت شَيْئا أمرا أَي عَظِيما يتعجب مِنْهُ
وَقَوله إِذا هلك أَمِير تآمرتم فِي آخر مشدد الْمِيم مَقْصُور الْهمزَة وَيصِح بِمد الْهمزَة وَتَخْفِيف الْمِيم أَي تشاورتم فِيهِ من الائتمار وَمثله فِي الحَدِيث الآخر فِي المخطوبة فآمرت نَفسهَا مَمْدُود الْهمزَة مخفف الْمِيم أَي شاورتها وَمثله فِي الحَدِيث الآخر أَنا فِي أَمر ائتمره سَاكن الْهمزَة أَي أشاور نَفسِي فِيهِ
وَفِي فَضَائِل أُسَامَة وَأمر عَلَيْهِم أُسَامَة مشدد الْمِيم أَي قدمه عَلَيْهِم أَمِيرا من الْإِمَارَة وَفِيه فطعن إمرته وَمِنْه قَالَ أَن تطعنوا فِي إمرته فقد طعنتم فِي إمرة أَبِيه وَإِن كَانَ لخليقا للإمرة
وَفِي حَدِيث عمر فَإِن أَصَابَت الإمرة سَعْدا أَي الْإِمَارَة وَكَذَا رِوَايَة الْقَابِسِيّ كلهَا بِكَسْر الْهمزَة وَمِنْه فَخذهَا خَالِد من غير إمرة وَفِي إمرة عُثْمَان وَفِي كتاب البُخَارِيّ وَجَاء عَن مُسلم أَيْضا إمارته وهما بِمَعْنى وَاحِد أَي ولَايَته وسلطنته كُله بِكَسْر الْهمزَة وَمِنْه رِوَايَات عَن جَمِيعهم وَكَذَا قَالَه ثَعْلَب من أَرْبَاب اللُّغَة بِغَيْر خلاف وَأما الْإِمَارَة بِفَتْح الْهمزَة فَهِيَ الْعَلامَة يُقَال هَذِه إِمَارَة بيني وَبَيْنك وَأما الإمرة بِالْفَتْح فالفعلة الْوَاحِدَة من الْأَمر وَمِنْه قَوْلهم عَلَيْك إمرة مطاعة بِالْفَتْح لَا غير وَكَذَا ضبطناها فِي المُصَنّف وَغَيره على شَيخنَا أبي الْحُسَيْن الْحَافِظ اللّغَوِيّ وَغَيره أَو كَأَنَّهَا الفعلة الْوَاحِدَة من طَاعَة الْإِمَارَة(1/37)
وَقَول أبي ذَر لَو أمروا عَليّ حَبَشِيًّا مشدد الْمِيم من الْإِمَارَة أَيْضا وَمثله فَأَيكُمْ مَا أَمر وَفِي حَدِيث الْهَدَايَا أَنه بعثها مَعَ رجل أمره عَلَيْهَا بشد الْمِيم أَي قدمه على النّظر فِي أمرهَا وَجعله كالأمير وَرَوَاهُ بَعضهم بتَخْفِيف الْمِيم من الْأَمر وَالْأول أوجه وَقد صحف بعض رُوَاة مُسلم فَقَالَ مَعَ رجل وَامْرَأَة
وَقَوله فِي الوقوت بِهَذَا أمرت بِضَم التَّاء وَفتحهَا وَفِي حَدِيث الْعَبَّاس مر بَعضهم يرفعهُ عَليّ كتبه الْأصيلِيّ أُؤمر على الأَصْل وصور الْهمزَة الْأَصْلِيَّة واوا للضمة قبلهَا وَكَذَا كتب فِي حَدِيث ابْن عمر أومره فَلْيُرَاجِعهَا على الأَصْل
وَفِي بَاب هَيْئَة الصَّلَاة وَأمر عَلَيْهِم أَبَا عُبَيْدَة أَن يُصَلِّي بِالنَّاسِ يَعْنِي ابْن عبد الله بن مَسْعُود مشدد الْمِيم من الْولَايَة أَيْضا كَذَا عِنْد الصَّدَفِي وخففه فِي كتاب الْأَسدي من الْأَمر بِالصَّلَاةِ ضد النَّهْي وَكِلَاهُمَا صَحِيح فِي الْمَعْنى وَالْأول أوجه لقَوْله عَلَيْهِم
وَفِي بَاب إِعْطَاء السَّلب وعلينا أَبُو بكر أمره رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) مشدد وَعند الجياني تَأمره وَكِلَاهُمَا بِمَعْنى من الْإِمَارَة
وَفِي بَاب الْهِجْرَة وَأمر بِبِنَاء الْمَسْجِد على مَا لم يسم فَاعله
وَقَوله فِي أَشْرَاط السَّاعَة أوَامِر الْعَامَّة قَالَ قَتَادَة يَعْنِي الْقِيَامَة
(أم ل) قَوْله وَهَذَا أمله وَذكر الأمل بِفَتْح الْمِيم هُوَ مَا يحدث بِهِ الْإِنْسَان نَفسه مِمَّا يُدْرِكهُ من أُمُور الدُّنْيَا ويبلغه ويحرص عَلَيْهِ
(أم م) قَوْله فِي الْمُلَاعنَة فَكَانَ ابْن أمه بِضَم الْهمزَة وَكسر الْمِيم مُشَدّدَة وَفِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى إِلَى أمه أَي يدعى بِأُمِّهِ لانْقِطَاع نسبه من أَبِيه فَيُقَال ابْن فُلَانَة
وَقَوله عبد شمس وهَاشِم وَالْمطلب أخوة لأم مَعْنَاهُ شقائق وَيدل عَلَيْهِ قَوْله بعده وَكَانَ نَوْفَل أَخَاهُم لأبيهم
وَفِي الحَدِيث فِي خبر عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام وأمامكم مِنْكُم قيل خليفتكم وَقيل المُرَاد بِهِ الْقُرْآن وَفِي الحَدِيث يؤمُّونَ هَذَا الْبَيْت أَي يقصدونه وَمثله فَانْطَلَقت أتأمم رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَي أقصده وَمثله فَتَيَمَّمت بهَا التَّنور كَذَا للْبُخَارِيّ وَلمُسلم فتأممت وَكِلَاهُمَا بِمَعْنى سهل الْهمزَة فِي رِوَايَة وحققها فِي أُخْرَى أَي قصدت قَالَ الله تَعَالَى) فَتَيَمَّمُوا صَعِيدا طيبا
(وَمِنْه قَوْله فَتَيَمَّمت منزلي كَذَا فِي مُسلم وَفِي البُخَارِيّ فأممت منزلي مشدد الْمِيم بِمَعْنى كَمَا تقدم وَأَصله كُله الْهَمْز وَأم الْكتاب سُورَة الْحَمد وَأمة النَّبِي أَتْبَاعه وَالْأمة الْقُرُون من النَّاس وللأمة معَان كَثِيرَة فِي اللِّسَان وَقد تكَرر مَا ذَكرْنَاهُ فِي الحَدِيث والمأمومة الْمَذْكُورَة فِي الْمُوَطَّأ فِي الْجراح الَّتِي بلغت إِلَى صفاق الدمغ وَهِي جلدَة رقيقَة تغشيه وَهِي الْأمة ممدودة مُشَدّدَة وَتلك الجليدة هِيَ أم الدِّمَاغ وَأم الرَّأْس وَبِه سميت الْجراحَة
وَقَوله تِلْكَ صَلَاة النَّبِي لَا أم لَك هِيَ كلمة تدعم الْعَرَب بهَا كَلَامهَا لَا تُرِيدُ بهَا الذَّم بل عِنْد إِنْكَار أمرا وتعظيمه
وَقَوله فَقلت وأثكل أُميَّة كَذَا للعذري وَالْهَاء للسكت وللوقف وَلغيره أمِّياه
قَوْله أَنا أمة أُميَّة الْأُمِّي الَّذِي لَا يقْرَأ وَلَا يكْتب قيل نسب بِصفتِهِ تِلْكَ إِلَى أمه إِذْ هِيَ صفة النِّسَاء وشأنهن غَالِبا فَكَأَنَّهُ مثلهَا
فِي الْمُوَطَّأ أَبُو الرِّجَال عَن أمه عمْرَة هِيَ أمه الْعليا أَي جدته
(أم ن) قَوْله آمين تمد الْهمزَة وتقصر بتَخْفِيف الْمِيم وَحكى اللغويين تشديدها وَأنْكرهُ الْأَكْثَر وَأنكر ثَعْلَب الْقصر أَيْضا فِي غير ضَرُورَة الشّعْر وَصَححهُ يَعْقُوب وَالنُّون مَفْتُوحَة أبدا مثل لَيْت وَلَعَلَّ وَيُقَال فِي فعله أَمن الرجل مشدد الْمِيم تأمينا وَاخْتلف فِي مَعْنَاهَا فَقيل الْمَعْنى كَذَلِك يكون وَقيل هُوَ اسْم من أَسمَاء الله وَقيل هُوَ أَمِين بقصر الْألف فَدخلت عَلَيْهَا ألف النداء كَأَنَّهُ قَالَ يالله استجب دعاءنا وَقيل هِيَ دَرَجَة فِي الْجنَّة تجب لقَائِل ذَلِك وَقيل هُوَ طَابع الله على عباده(1/38)
يدْفع بِهِ الأفات وَقيل مَعْنَاهُ اللَّهُمَّ استجب دعاءنا
وَقَوله إِذا أَمن الإِمَام فَأمنُوا قيل مَعْنَاهُ إِذا قَالَ آمين وَقيل مَعْنَاهُ إِذا دَعَا بقوله أهدنا الصِّرَاط الْمُسْتَقيم إِلَى آخر السُّورَة وَيُسمى كل وَاحِد من الدَّاعِي وَالْمُؤمن دَاعيا ومؤمنا قَالَ الله تَعَالَى) قد أجيبت دعوتكما
(وَكَانَ أَحدهمَا دَاعيا وَالْآخر مُؤمنا وَقيل مَعْنَاهُ إِذا بلغ مَوضِع التَّأْمِين
وَقَوله فَإِنَّهُ من وَافق تأمينه تَأْمِين الْمَلَائِكَة الحَدِيث قيل فِي مُوَافقَة القَوْل لقَوْله قَالَت الْمَلَائِكَة آمين وَقيل فِي الصّفة من الخشية وَالْإِخْلَاص وَقيل هُوَ أَن يكون دعاؤه لعامة الْمُؤمنِينَ كالملائكة وَقيل مَعْنَاهُ من استجبت لَهُ كَمَا يُسْتَجَاب للْمَلَائكَة
وَقَوله فِي الْحَبَشَة أمنا بنى أرفدة بِسُكُون الْمِيم نصبا على الْمصدر أَي أمنتهم أمنا وَيصِح على الْمَفْعُول أَي وافقتم ووجدتم أمنا وَكَذَا قيد اللَّفْظ الْأصيلِيّ والهروي ولغيرهما آمنا بِالْمدِّ للهمزة وَكسر الْمِيم على وزن فَاعل وَصفا للمكان أَو الْحَال نصبا على الْمَفْعُول أَي صادفتم آمنا يُرِيد زَمنا آمنا أَو أمرا أَو نزلتم بَلَدا آمنا وَمَعْنَاهُ أَنْتُم آمنون فِي الْوَجْهَيْنِ والروايتين
وَقَوله فِي الْمَدِينَة حرم آمن هِيَ بِالْمدِّ أَي من الْعدوان يغزوه كَمَا قَالَ لن تغزوكم قُرَيْش بعد الْيَوْم أَو آمن من الدَّجَّال كَمَا جَاءَ أَنَّهَا مُحرمَة عَلَيْهِ أَو من الطَّاعُون كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيث أَنه لَا يدخلاها أَو آمن صيدها لتَحْرِيم النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام ذَلِك كَذَا لعامة الروَاة وَفِي كتاب التَّمِيمِي فِي مُسلم أَمن أَي ذَات أَمن كَمَا قيل رجل عدل وصف بِالْمَصْدَرِ
وَقَوله مثل مَا آمن عَلَيْهِ الْبشر وَفِي بعض رِوَايَات الصَّحِيح أَو من بِالْوَاو وَبَعْضهمْ كتبه أَيمن بِالْيَاءِ وَكله رَاجع إِلَى معنى وَإِنَّمَا هُوَ اخْتِلَاف فِي اللَّفْظ وَصُورَة حرف ألف الْمدَّة الَّتِي بعد الْهمزَة وَكله من الْإِيمَان وَرُوِيَ عَن الْقَابِسِيّ أَمن من الْأمان وَلَيْسَ مَوْضِعه
قَوْله لَا يَزْنِي الزَّانِي وَهُوَ مُؤمن الحَدِيث قيل مَعْنَاهُ آمن من عَذَاب الله وَقيل مصدر وَحَقِيقَة التَّصْدِيق بِمَا جَاءَ فِي ذَلِك وَقيل كَامِل الْإِيمَان وَقيل هُوَ على التَّغْلِيظ كَمَا قَالَ لَا إِيمَان لمن لَا أَمَانَة لَهُ وَقيل مَعْنَاهُ النَّهْي أَي لَا يفعل ذَلِك وَهُوَ مُؤمن وَإِن هَذَا لَا يَلِيق بِالْمُؤمنِ.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
قَوْله لَا تكلفوا الْأمة غير ذَات الصَّنْعَة الْكسْب كَذَا لمطرف وَابْن بكير وَكَذَا عِنْد ابْن وضاح وَفِي رِوَايَة يحيى الْمَرْأَة وَكِلَاهُمَا صَحِيح الْمَعْنى وَالْأول أوجه وَأعرف
قَول العَاصِي ابْن وَائِل فِي إِسْلَام عمر لَا سَبِيل عَلَيْك بعد أَن قَالَهَا آمَنت كَذَا فِي كتاب الْأصيلِيّ بِمد الْهمزَة وَفتح الْمِيم من الْإِيمَان وَرَوَاهُ الْحميدِي أمنت بِفَتْح الْهمزَة وَكسر الْمِيم وتاء المخاطبة من الْأَمْن وَرَوَاهُ أَبُو ذَر وَغَيره من الروَاة مثله لَكِن بِضَم تَاء الْمخبر وَهُوَ أظهر فعمر هُوَ قَائِل هَذَا لما قَالَ لَهُ العَاصِي لَا سَبِيل عَلَيْك فَقَالَ عمر بعد أَن قَالَهَا أَي هَذِه الْكَلِمَة أمنت ولفتح التَّاء وَجه وَيكون من قَول العَاصِي ذَلِك لعمر لَا سَبِيل عَلَيْك أمنت لَكِن قَوْله بَين هذَيْن الْكَلَامَيْنِ بعد أَن قَالَهَا فِيهِ على هَذَا الْوَجْه أشكال
قَوْله فِي فَضَائِل الْأَنْصَار ويشركونا فِي الْأَمر كَذَا لكافة الروَاة وَعند الْجِرْجَانِيّ فِي الثَّمر وَهُوَ الْوَجْه
وَقَوله فِي حَدِيث جِبْرِيل بِهَذَا أمرت روينَاهُ بِضَم التَّاء كِنَايَة جِبْرِيل أَي أَنِّي أمرت بالتبليغ لَك والتعليم وَبِالنَّصبِ كِنَايَة مُحَمَّد عَلَيْهِ السَّلَام أَي كلفت الْعَمَل بِهِ وألزمته أَنْت وَأمتك
قَوْله الْأُمَرَاء من قُرَيْش كَذَا لَهُم وَلابْن أبي صفرَة الْأَمر أَمر قُرَيْش بِفَتْح الْهمزَة وَسُكُون الْمِيم فيهمَا وَالْأول أشهر
وَفِي شَارِب الْخمر فَأمر بضربه(1/39)
فمنا من يضر بِهِ بِيَدِهِ كَذَا عِنْد أبي ذَر وَلغيره فَقَامَ يضر بِهِ وَالْأول الْمَعْرُوف وَالصَّوَاب
وَفِي الوفات فِي خبر السِّوَاك فلينته بأَمْره كَذَا للقابسي والأصيلي ولغيرهما فَأمره وَكَذَا لأبي ذَر والنسفي كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث الآخر فاستن بِهِ
قَوْله فِي الحَدِيث مرْحَبًا بِأم هاني ويروي يَا أم هاني وَالرِّوَايَتَانِ فِيهَا معروفتان صحيحتان بِالْبَاء وَالْيَاء وَالْبَاء هُنَا أَكثر اسْتِعْمَالا
قَوْله لَا تمنعوا أماء الله مَسَاجِد الله كَذَا لَهُم وَفِي رِوَايَة الصدفى عَن العذرى لَا تمنعوا إماءكم فِي حَدِيث مُسلم عَن حَرْمَلَة وَكَانَ عِنْد ابْن أبي جَعْفَر الْإِمَاء وَعِنْده نِسَائِكُم مَعًا وَرِوَايَة العذرى ضَعِيفَة غير مَعْرُوفَة وَكَذَا قَول من قَالَ الْإِمَاء أَيْضا
قَوْله إِذا مَاتَ أحدكُم انْقَطع أمله كَذَا عِنْد الطَّبَرِيّ وَبَعْضهمْ وَعند سَائِر الروَاة عمله وَهُوَ الصَّحِيح الْمَعْرُوف الَّذِي يدل عَلَيْهِ بَقِيَّة الحَدِيث
وَفِي خبر أبي يصير قدم عَليّ للنَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) مُؤمنا كَذَا للأصيلي وَأبي الْهَيْثَم وللباقين من منى وَالْوَجْه الأول وَهَذَا تَصْحِيف
وَفِي تَفْسِير من قتل مُؤمنا مُتَعَمدا عَن سعيد بن جُبَير أَمرنِي عبد الرَّحْمَن بن أَبْزي أَن اسْأَل ابْن عَبَّاس كَذَا فِي جَمِيع النّسخ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَرَوَاهُ أَبُو عبيد أَمرنِي سعيد بن عبد الرَّحْمَن بن أَبْزي وَرَوَاهُ جمَاعَة أَمرنِي ابْن إبزي غير مُسَمّى قَالَ بَعضهم فَلَعَلَّ مَا فِي الصحيحن أَمر ابْن عبد الرَّحْمَن فتصحف ابْن بنُون الْكِنَايَة وَيكون مُوَافقا لما فِي غير الصَّحِيحَيْنِ قَالَ وَهُوَ الصَّحِيح لِأَن عبد الرَّحْمَن لَهُ صُحْبَة قَالَ القَاضِي رَحمَه الله كَأَنَّهُ أنكر أَن يسْأَل ابْن عَبَّاس أَو يتَعَلَّم مِنْهُ وَلَا يُنكر سُؤال عبد الرَّحْمَن وَمن هُوَ أكبر مِنْهُ من الصَّحَابَة لِابْنِ عَبَّاس عَن الْعلم فقد سَأَلَهُ الأكابر عَنهُ من عُلَمَاء الصَّحَابَة
وَقَوله وَذكر بنت الْحَرْث بن كريز فَقَالَ وَهِي أم عبد الله بن عَامر بن كريز كَذَا لَهُم وَهُوَ وهم لَيست بِأُمِّهِ بل هِيَ زَوجته خلف عَلَيْهَا بعد مُسَيْلمَة وأبوها الْحَرْث عَم زَوجهَا وَلَو كَانَت أمه لَكَانَ أَبوهُ إِذا تزوج بنت أَخِيه وَلم يكن ذَلِك من مناكح الْعَرَب
وَفِي احْتِلَام الْمَرْأَة أَن أم سليم أم بني أبي طَلْحَة كَذَا لَهُم وَعند ابْن الْحذاء امْرَأَة أبي طَلْحَة وهما صَحِيحَانِ بِمَعْنى
وَقَوله فِي بَاب بعث أبي مُوسَى لما قَالَ لَهُ وَاتخذ الله إِبْرَاهِيم خَلِيلًا قَالَ رجل خَلفه قرت عين أم إِبْرَاهِيم كَذَا لجميعهم لَكِن عَن الْقَابِسِيّ أم أم مكررا وَكَذَلِكَ فِي كتاب عَبدُوس وضبب عَلَيْهِ وَهُوَ وهم
وَفِي بَاب سَكَرَات الْمَوْت يتبع الْمُؤمن كَذَا فِي أصل الْأصيلِيّ وَغَيره وَلأبي زيد الْمَيِّت وَهُوَ الْوَجْه الْمَعْرُوف وَهِي رِوَايَة الكافة
الْهمزَة مَعَ النُّون
(أَن ب) قَوْله مَا زَالُوا يؤنبوني بِفَتْح الْهمزَة وَتَشْديد النُّون مَكْسُورَة أَي يلومونني ويوبخونني والتأنيب العتب واللوم
قَوْله فِي حَدِيث أبي جهم وأتوني بانبجانية ضبطناه بِالْوَجْهَيْنِ فِي الْهمزَة بِالْفَتْح وَالْكَسْر وَكَذَلِكَ رويناها عَن شُيُوخنَا فِي الْمُوَطَّأ وبكسر الْبَاء وَتَخْفِيف الْيَاء آخر أَو شدها مَعًا وبالتاء بِاثْنَتَيْنِ فَوتهَا آخرا على التَّأْنِيث انبجانية لَهُ وَالَّذِي كَانَ فِي كتاب التَّمِيمِي عَن الجياني الْفَتْح وَالتَّخْفِيف وبفتح الْبَاء وَكسرهَا مَعًا ذكرهَا ثَعْلَب وضبطناه فِي مُسلم بِفَتْح الْهمزَة وَالْبَاء وَفِي البُخَارِيّ رويت بِالْوَجْهَيْنِ فِي الْهمزَة وَفِي الْمُوَطَّأ عَن ابْن جَعْفَر عَن ابْن سهل بِكَسْر الْهمزَة وَالْبَاء مَعًا وَكَذَا عِنْد الطرابلسي وَعند ابْن عتاب وَابْن حمدين بِفَتْح الْهمزَة وَتَشْديد الْيَاء قَالَ ثَعْلَب يُقَال ذَلِك فِي كل مَا كثف والتف وَقَالَ غَيره إِذا كَانَ الكساء ذَا علمين فَهُوَ الخميصة فَإِن لم يكن لَهُ علم فَهُوَ الإنبجانية وَقَالَ الدودي هُوَ(1/40)
كسَاء غليظ بَين الكساء والعباء وَقَالَ ابْن قُتَيْبَة وَذكر عَن الْأَصْمَعِي إِنَّمَا هُوَ منبجاني مَنْسُوب إِلَى منبج وَلَا يُقَال انبجاني وَفتحت الْبَاء فِي النّسَب أَخْرجُوهُ مخرج منظراني ومخبراني قَالُوا وَهِي أكسية تصنع بحلب فَتحمل إِلَى جسر منبج قَالَ الْبَاجِيّ وَمَا قَالَه ثَعْلَب أظهر لِأَن النّسَب إِلَى منبج منبجي
قَالَ القَاضِي رَحمَه الله النّسَب مسموع فِيهِ تَغْيِير الْبناء كثيرا فَلَا يُنكر مَا قَالَه أَئِمَّة هَذَا الشَّأْن لَكِن هَذَا الحَدِيث الْمُتَّفق على نقل هَذِه اللَّفْظَة فِيهِ بِالْهَمْز تصحح مَا أنكروه
(أَن ت)
قَوْله فِي الْخَبَر فِي قَول إِبْلِيس لرَسُوله نعم أَنْت قيل هُوَ من الْمَحْذُوف الموجز الَّذِي يدل عَلَيْهِ الْكَلَام أَي أَنْت الَّذِي جِئْت بالطامة وَقد يكون مَعْنَاهُ أَنْت الَّذِي أغنيت عني وَفعلت رغبتي أَو أَنْت الحظي عِنْدِي الْمُقدم الْمعول عَلَيْهِ من رُسُلِي وخلائفي والمحمود أَو أَنْت الشهم والجذل وَشبه هَذَا وَيدل عَلَيْهِ قَوْله آخر الحَدِيث ويدنيه إِلَيْهِ فيلتزمه
وَقَوله أَنْت من يشْهد مَعَك نذكرهُ بعض فِي فضل الْخلاف كَذَلِك
(أَن ث)
قَوْله فِي الزَّوْجَيْنِ آنثا بِإِذن الله بِمد الْهمزَة أَي انسلا أُنْثَى وَكَذَلِكَ فِي الحَدِيث الآخر إِذْ كروآنث مثله أَي جَاءَ بِذكر أَو أُنْثَى
(أَن ن)
قَوْله يَئِن أَنِين الصَّبِي أَي يصوت صَوتا ضَعِيفا مثل صَوته والأنين الصَّوْت كصوت الصَّبِي وَالْمَرِيض
وَقَوله وَإِنِّي بأرضك السَّلَام أَي من أَيْن بأرضك السَّلَام وَمثله قَوْله فِي التسليمتين فِي الصَّلَاة إِنِّي علقها أَي من أَيْن أَخذهَا وَإِنِّي تَأتي بِمَعْنى أَيْن وَبِمَعْنى كَيفَ وَمِنْه قَوْله عَلَيْهِ السَّلَام نوراني أرَاهُ أَي كَيفَ أرَاهُ وَقد حجب بَصرِي النُّور وَكَذَا فِي حَدِيث زيد بن عَمْرو بن نفَيْل لَا أحمل من غضب الله شَيْئا وَإِنِّي استطيعه كَذَا هُوَ صَوَابه بتَشْديد النُّون أَي كَيفَ وَرَوَاهُ أَكثر الروَاة وَأَنا مخففا وَله وَجه على طَرِيق التَّقْرِير أَي أَنا لَا أستطيعه وَتَأْتِي بِمَعْنى مَعَ فَأَما أَنا المخففة فَهِيَ اسْم للمتكلم عَن نَفسه وَأَصلهَا أَن بِغَيْر ألف
قَالَ الزبيدِيّ فَإِذا وقفت زِدْت ألفا للسكوت قَالَ الله تَعَالَى) إِنِّي أَنا رَبك
(التِّلَاوَة بِغَيْر ألف
فصل فِي بَيَان مُشكل مَا وَقع فِيهَا من أَن وَأَن وَإِن وَأَن وَمَا اخْتلف فِيهِ من ذَلِك
اعْلَم أَن هَذِه الصِّيغَة جَاءَت فِي كتاب الله وَحَدِيث رَسُوله وَأَصْحَابه وَكَلَام الْعَرَب وأشعارهم بِأَلْفَاظ مُخْتَلفَة ولمعان كَثِيرَة فَإِن بِالْكَسْرِ وَالتَّشْدِيد حرف تَأْكِيد وَيكون بِمَعْنى نعم وبفتح الْألف مُشَدّدَة للتَّأْكِيد أَيْضا وَهُوَ أَعم من الْمَكْسُورَة وَإِنَّمَا تكسر لخمس قَرَائِن إِذا جَاءَت مُبتَدأَة أَو بعد القَوْل أَو الْحِكَايَة أَو كَانَ فِي خَبَرهَا لَام التَّأْكِيد أَو إِذا وَقعت بعد الِاسْم الْمَوْصُول أَو بعد الْقسم وَقد فتحهَا بَعضهم هُنَا وَأَصله كُله أَن يَأْتِي مَا بعْدهَا مُبْتَدأ أَو فِي مَعْنَاهُ وَتَأْتِي أَن أَيْضا الْمَفْتُوحَة الْمُشَدّدَة بِمَعْنى لَعَلَّ وَإِذا كَانَت مَكْسُورَة الْهمزَة مُخَفّفَة كَانَت جحدا بِمَعْنى مَا وَتَكون زَائِدَة بعد مَا النافية وَبِمَعْنى الَّذِي ومخففة من الثَّقِيلَة فَترفع مَا بعْدهَا وَمن الْعَرَب من ينصب بهَا وَتَكون شرطا وَإِن مَفْتُوحَة مُخَفّفَة تكون بِمَعْنى أَي وتنصب الْفِعْل بعْدهَا وَتَكون مَعَه اسْما وَتَكون زَائِدَة بعد لما وَتَأْتِي بِمَعْنى من أجل
قَوْله حَتَّى يظل الرجل أَن يدْرِي كم صلى كَذَا لجمهور الروَاة والأشياخ بِكَسْر الْألف وَهُوَ الصَّوَاب وَمَعْنَاهَا هُنَا مَا يدْرِي وَضَبطه الْأصيلِيّ بِالْفَتْح وَابْن عبد الْبر وَقَالَ هِيَ رِوَايَة أَكْثَرهم قَالَ وَمَعْنَاهَا لَا يدْرِي وَلَيْسَ بِشَيْء وَهُوَ مُفسد للمعنى لِأَن إِن هُنَا الْمَكْسُورَة بِمَعْنى مَا النافية وَالْجُمْلَة فِي مَوضِع خبر يضل وَفِي رِوَايَة ابْن بكير والتنيسي لَا يدْرِي مُفَسرًا(1/41)
وَكَذَا ذكره البُخَارِيّ فِي حَدِيث التنيسِي وَكَذَا لرواة مُسلم فِي حَدِيث قُتَيْبَة وَعند العذري هُنَا مَا يدْرِي وَكله بِمَعْنى وبالفتح أما أَن تكون مَعَ فعلهَا بِمَعْنى اسْم الْفِعْل وَهُوَ الْمصدر وَلَا يَصح هُنَا أَو بِمَعْنى من أجل وَلَا يَصح هُنَا أَيْضا بل كِلَاهُمَا يقلب الْمَعْنى المُرَاد بِالْحَدِيثِ وَهَذَا على الرِّوَايَة الصَّحِيحَة يظل بالظاء الْمَفْتُوحَة بِمَعْنى يصير وَأما على رِوَايَة من رَوَاهُ يضل بالضاد أَي ينسى ويسهوا ويتحير فَيصح فتح الْهمزَة فِيهَا بِتَأْوِيل الْمصدر ومفعول ضل أَي يجهل درايته وينسى عدد ركعاته وبكسر الْهمزَة على مَا تقدم
وَقَوله فَهَل لَهَا أَجْرَانِ تَصَدَّقت عَنْهَا بِكَسْر الْهمزَة وَهُوَ الْوَجْه على الشَّرْط لِأَنَّهُ يسْأَل بعد عَن مَسْأَلَة لم يَفْعَلهَا بِدَلِيل سِيَاق الحَدِيث ومقدمته فَلَا يَصح إِلَّا مَا قُلْنَاهُ وَلَو كَانَ سُؤَاله بعد أَن تصدق لم يَصح إِلَّا النصب بِمَعْنى من أجل صدقتي عَنْهَا لكنه لم يكن كَذَلِك وَفِي الْمُوَطَّأ فَهَل ينفعها أَن أَتصدق عَنْهَا وَهَذَا بَين فِي الِاسْتِقْبَال
وَقَوله يرثى لَهُ رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) إِن مَاتَ بِمَكَّة بِالْفَتْح بِمَعْنى من أجل لَا يَصح إِلَّا النصب وَلَيْسَ بِشَرْط لِأَنَّهُ كَانَ قد انْقَضى أمره وَتمّ
وَقَول عمر زعم قَوْمك أَنه سيقتلوني إِن أسلمت بِالْفَتْح وَالْكَسْر وَالْفَتْح هُنَا أوجه أَي من أجل إسلامي وَقد كَانَ أسلم حِين قَالَهَا وَيصِح الْكسر للشّرط على حِكَايَة قَوْلهم قبل إِسْلَامه
وَقَوله فِي الْوَفَاة حَتَّى أهويت إِلَى الأَرْض حِين سمعته تَلَاهَا أَن رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) مَاتَ بِالْفَتْح وتثقيل النُّون وَالْجُمْلَة بدل من الْهَاء فِي تَلَاهَا وَفِي رِوَايَة ابْن السكن فَعلمت أَن رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) مَاتَ وَهُوَ بَين
وَقَول الْأنْصَارِيّ إِن كَانَ ابْن عَمَّتك بِفَتْح الْهمزَة وَالتَّخْفِيف أَي من أجل هَذَا حكمت لَهُ عَليّ
قَوْله فِي بَاب إِذا انفلتت الدَّابَّة فِي الصَّلَاة إِنِّي إِن كنت أَن أرجع مَعَ دَابَّتي أحب إِلَيّ بِفَتْح همزَة أَن فِي الحرفين وَإِن أَولا مَعَ كنت مَوضِع الْمصدر بِمَعْنى كوني وَمَوْضِع الْبَدَل من الضَّمِير فِي أَنِّي وَكَذَلِكَ إِن أرجع بِتَقْدِير رجوعي أَيْضا وَلَا يَصح الْكسر فيهمَا فِي هَذَا الحَدِيث
وَقَوله نَحن الْآخرُونَ السَّابِقُونَ يَوْم الْقِيَامَة بيدان كل أمة أُوتُوا الْكتاب من قبلنَا كَذَا ضبطناه بِفَتْح الْهمزَة وَلَا يَصح غَيره لَكِن على رِوَايَة الْفَارِسِي بايد يجب أَن يكون أَنهم بعد ذَلِك بِهَمْزَة مَكْسُورَة على كل حَال ابْتِدَاء كَلَام وَالْأول أشهر وَأظْهر أَي نَحن السَّابِقُونَ يَوْم الْقِيَامَة بالفضيلة والمنزلة وَدخُول الْجنَّة وَالْآخرُونَ فِي الْوُجُود فِي الدُّنْيَا بيد أَنهم أُوتُوا الْكتاب من قبلنَا أَي على أَنهم أُوتُوا وَقيل مَعْنَاهُ غير وَقيل إِلَّا وكل بِمَعْنى وعَلى الرِّوَايَة آخَرين يكون مَعْنَاهُ إِن صحت وَلم يكن وهما وَالوهم بهَا أشبه أَي نَحن السَّابِقُونَ وَإِن كُنَّا آخَرين فِي الْوُجُود بِقُوَّة أعطاناها الله وفضلنا بهَا لقبُول مَا آتَانَا والتزام طَاعَته والأيد الْقُوَّة ثمَّ اسْتَأْنف الْكَلَام بتفسير هَذِه الْجُمْلَة فَقَالَ إِن كل أمة أُوتيت الْكتاب من قبلنَا وأوتيناه من بعدهمْ فَاخْتَلَفُوا فهدانا الله لما اخْتلفُوا فِيهِ بِتِلْكَ الْقُوَّة الَّتِي قوانا لهدايته وَقبُول أمره
وَقَوله أَنَّك إِن تذر وَرثتك أَغْنِيَاء بِالْوَجْهَيْنِ الْكسر على الشَّرْط وَالْفَتْح على تَأْوِيل الْمصدر وتركهم أَغْنِيَاء وَأكْثر وراياتنا فِيهِ الْفَتْح وَقَالَ ابْن مكي فِي كتاب تَقْوِيم اللِّسَان لَا يجوز هُنَا إِلَّا الْفَتْح وَفِي الحَدِيث نَفسه أَنَّك إِن تخلف بِالْفَتْح كَذَا رَوَاهُ فِي الْمُوَطَّأ القعْنبِي وَرَوَاهُ ابْن الْقَاسِم أَن بِالْكَسْرِ وَذكر بَعضهم أَنَّهَا رِوَايَة يحيى بن يحيى وَالْمَعْرُوف ليحيى ولغيرهما لن بِاللَّامِ وَكِلَاهُمَا صَحِيح الْمَعْنى على مَا تقدم فَأَما قَوْله فِيهِ ولعلك أَن تخلف فَهَذَا بِالْفَتْح وَلَا(1/42)
يَصح غَيره
وَقَوله أَو أَن جِبْرِيل هُوَ الَّذِي أَقَامَ لرَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) الصَّلَاة ضبطناه عَن شُيُوخنَا بِالْوَجْهَيْنِ الْفَتْح وَالْكَسْر
وَفِي حَدِيث الْمَرْأَة مَا ادري أَن هَذَا الْقَوْم يدعونكم عمدا كَذَا عِنْد الْأصيلِيّ وَغَيره بِفَتْح الْهمزَة وَتَشْديد النُّون وَلغيره أرى مَكَان أَدْرِي قيل أَن هُنَا بِمَعْنى لَعَلَّ وَقيل ذَلِك فِي قَوْله تَعَالَى أَنَّهَا إِذا جَاءَت لَا يُؤمنُونَ وَقد يكون أَن عِنْدِي على وَجههَا وَيكون فِي مَوضِع الْمَفْعُول بأدري
وَقَوله لبيْك وَسَعْديك أَن الْحَمد وَالنعْمَة لَك روينَاهُ بِالْوَجْهَيْنِ فتح الْهمزَة وَكسرهَا قَالَ الْخطابِيّ الْفَتْح رِوَايَة الْعَامَّة قَالَ ثَعْلَب من فتح خص وَمن كسر عَم
قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَالْأَوْجه مَا قَالَه وَذَلِكَ أَنه اسْتَأْنف الْأَخْبَار وَالِاعْتِرَاف لله بِمَا يجب لَهُ من الْحَمد وَمَا لَهُ من نعْمَة وَإِذا فتح فَإِنَّمَا يَقْتَضِي أَن التَّلْبِيَة لَهُ من أجل ذَلِك وَلَا تعلق لِلتَّلْبِيَةِ بِهَذَا الْأَعْلَى بعد وَتَخْرِيج وَهَذَا معنى مَا أَشَارَ إِلَيْهِ ثَعْلَب من الْعُمُوم وَالْخُصُوص
وَقَوله فِي الْبَدنَة فعيى بشأنها إِن هِيَ أبدعت ورويناه بِالْكَسْرِ على توقع الشَّرْط وبالفتح أَي من أجل ذَلِك وَهُوَ وقوفها عَلَيْهِ فِي الطَّرِيق وسنفسره فِي الْبَاء وَمثله قَوْله لَعَلَّه وجد على أَنِّي أَبْطَأت عَلَيْهِ بِالْفَتْح أَي من أجل ذَلِك
وَقَوله لقد أَمر أَمر ابْن أبي كَبْشَة أَنه لَيَخَافهُ ملك بني الْأَصْفَر كَذَا ضبطناه بِفَتْح الْهمزَة أَي من أجل ذَلِك عظم الْأَمر عِنْد أبي سُفْيَان وَالْكَسْر هُنَا صَحِيح على ابْتِدَاء الْكَلَام أَو الْأَخْبَار عَمَّا رَآهُ من هِرقل لَا سِيمَا وَلَام التَّأْكِيد ثَابِتَة فِي الْخَبَر
وَقَوله فَبكى أَبُو بكر فَقلت مَا يبكي هَذَا الشَّيْخ إِن يكن الله خير عبدا بِكَسْر الْهمزَة كَذَا للأصيلي وَلغيره أَن يكون الله عبدا خير قَالَ ابْن سراج فِي رِوَايَة الْأصيلِيّ صوابها أَن يكون بِفَتْح الْهمزَة وَحذف الْوَاو طلبا للتَّخْفِيف
وَقَوله فِي الْحَج فَقدم عمر فَقَالَ أَن نَأْخُذ بِكِتَاب الله فَهُوَ التَّمام وَأَن نَأْخُذ بِسنة النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كَذَا لأكثرهم مكسور الْهمزَة وَهُوَ الْوَجْه وفتحهما الْأصيلِيّ مرّة على تقديرها مَعَ الْفِعْل بِالْمَصْدَرِ الْمُبْتَدَأ
وَقَوله أَقبلُوا الْبُشْرَى يَا اهل الْيمن إِن لم يقبلهَا بَنو تَمِيم بِفَتْح الْهمزَة كَذَا جَاءَ فِي بَدْء الْخلق فِي حَدِيث ابْن غياث فِي هَذِه الرِّوَايَة أَي من أجل تَركهم لَهَا انصرفت لكم وَفِي سَائِر الْأَحَادِيث الْأُخَر والأبواب إِذْ لم وَكَانَ عِنْد الْقَابِسِيّ هُنَا أَن لن وَعند التسفي وَابْن السكن إِذْ لم كَمَا جَاءَ فِي سَائِر الْمَوَاضِع وَرِوَايَة الْقَابِسِيّ بعيدَة
قَوْله فِي أهل الْحجر لَا تدْخلُوا عَلَيْهِم أَن يُصِيبكُم مثل مَا أَصَابَهُم بِالْفَتْح أَي من أجل أَو خشيَة ذَلِك وخوفه
وَقَول أُسَامَة لَا أَقُول لرجل إِن كَانَ على أَمِيرا أَنه خير النَّاس بِفَتْح أَن الأولى مُخَفّفَة أَي من أجل
قَوْله فِي الْمَار بَين يَدي الْمُصَلِّي قَالَ زيد بن ثَابت مَا باليت إِن الرجل لَا يقطع صَلَاة الرجل بِكَسْر الْهمزَة ابْتِدَاء كَلَام وَمَا باليت جَوَاب مَا قبله
فِي أَيَّام الْجَاهِلِيَّة فِي حَدِيث الْقسَامَة أَمرنِي فلَان أَن أبلغك رِسَالَة أَن فلَانا قَتله كَذَا إتقان ضَبطه وَهُوَ أوجه هُنَا من الْكسر لتفسير الرسَالَة وَقد يَصح الْكسر على ابْتِدَاء الْكَلَام وَيكون المُرَاد التَّفْسِير للرسالة أَيْضا
فِي غَزْوَة أَوْطَاس فِي حَدِيث الْأَنْصَار وَكَأَنَّهُم وجدوا إِن لم يصبهم مَا أصَاب النَّاس كَذَا فِي بعض الرِّوَايَات أَن بالنُّون وَتَكون هُنَا مَفْتُوحَة بِمَعْنى من أجل وَعند الْجُمْهُور إِذْ
وَفِي حَدِيث الْغَار إِن كنت تعلم إِنَّمَا فعلت ذَلِك ابْتِغَاء وَجهك مَعْنَاهُ أَنَّك تعلم فأوقع الْكَلَام موقع التشكيك وَمثله قَوْله لَئِن قدر الله عَليّ ليعذبني الصُّورَة صُورَة الشَّك هُنَا أَيْضا عِنْد بَعضهم وَالْمرَاد التَّحْقِيق(1/43)
وَالْيَقِين وَفِي هَذَا الحَدِيث تأولات تَأتي فِي حرف الْقَاف وَفِي الضَّاد وَهَذَا الْبَاب يُسَمِّيه أهل النَّقْد والبلاغة بتجاهل الْعَارِف وبمزج الشَّك بِالْيَقِينِ وَمِنْه قَوْله تَعَالَى) وَإِنَّا أَو إيَّاكُمْ لعلى هدى أَو فِي ضلال مُبين
(
وَقَوله أَن وِسَادك إِذْ العريض إِن كَانَ الْخَيط الْأَبْيَض وَالْأسود تَحت وِسَادك وَفِي الحَدِيث الآخر إِن أَبْصرت الْخَيْطَيْنِ كِلَاهُمَا بِكَسْر الْهمزَة شَرْطِيَّة لَا يَصح الْفَتْح
وَفِي تَفْسِير الْأَنْعَام كَانُوا يسيبونها لطواغيتهم إِن وصلت إِحْدَاهمَا بِالْأُخْرَى بِالْفَتْح بِمَعْنى من أجل وبالكسر للشّرط
وَفِي إِذا لم يشْتَرط السنين فِي الْمُزَارعَة وَإِن أعلمهم أَخْبرنِي يَعْنِي ابْن عَبَّاس كَذَا لكافتهم وَهُوَ الصَّوَاب وَعند النَّسَفِيّ وَإِنِّي أعلمهم خَبرا عَن نَفسه وَالْأول الْوَجْه
قَوْله وَإِنَّا أَن شَاءَ الله بكم لاحقون قيل مَعْنَاهُ إِذا شَاءَ الله لِأَنَّهُ عَلَيْهِ السَّلَام على يَقِين من وَفَاته على الْإِيمَان وَالصَّوَاب أَنه على وَجهه من الشَّرْط وَالِاسْتِثْنَاء ثمَّ مَعْنَاهُ مُخْتَلف فِيهِ لأجل إِن الِاسْتِثْنَاء لَا يكون فِي الْجَواب فَقيل مَعْنَاهُ لاحقون بكم فِي هَذِه الْمقْبرَة وَقيل المُرَاد بذلك امْتِثَال قَوْله تَعَالَى) وَلَا تقولن لشَيْء إِنِّي فَاعل ذَلِك غَدا إِلَّا أَن يَشَاء الله
(أَي فَاعل ذَلِك غَدا وَهَذَا على التبري والتفويض وَإِن كَانَ فِي وَاجِب كَقَوْلِه تَعَالَى) لتدخلن الْمَسْجِد الْحَرَام إِن شَاءَ الله
(وَهَذَا وَاجِب من الله وَقيل الِاسْتِثْنَاء فِي الوفات على الْإِيمَان وَالْمرَاد من مَعَه من الْمُؤمنِينَ
(أَن ف) فِي حَدِيث ابْن عمر قَول الْقَدَرِيَّة إِن الْأَمر أنف بِضَم الْهمزَة وَالنُّون أَي مُسْتَأْنف مُبْتَدأ لم يسْبق بِهِ سَابق قدر وَلَا علم وَهُوَ مَذْهَب غلاة الْقَدَرِيَّة وَبَعض الرافضة وكذبوا لعنهم الله وَأما الْجَارِحَة فبفتح الْهمزَة وَسُكُون النُّون لَا غير وأنف كل شَيْء طرفه ومبتدأه
وَقَوله فِي غير حَدِيث آنِفا بِمد الْهمزَة وَكسر النُّون أَي قَرِيبا وَقيل فِي أول وَقت كُنَّا فِيهِ وَقيل السَّاعَة وَكله بِمَعْنى من الاستيئناف والقرب وأنزلت على سُورَة آنِفا مِنْهُ
(أَن ق)
قَوْله فِي أل حَامِيم أتأنق فِيهِنَّ أَي أتتبع محاسنهن ومنظر أنيق معجب والأنق بِفَتْح الْهمزَة وَالنُّون الْإِعْجَاب
وَقَوله فأعجبنني وآنقنني بِمد الْهمزَة أَي أعجبنني وَرَوَاهُ بَعضهم أيقنني بِالْيَاءِ وَإِنَّمَا هِيَ صُورَة ألف الْمدَّة الَّتِي بعد الْهمزَة وَضَبطه الْأصيلِيّ اتقنني من التوق بِالتَّاءِ أَي شوقني وَالْأول أليق بِالْمَعْنَى
وَفِي الرَّضَاع مَالك تنوق فِي قُرَيْش وَتَدعنَا أَي تبالغ فِي الِاخْتِيَار وَأَصله من هَذَا والنيقة الْخِيَار وَكَذَا رِوَايَة هَذَا الْحَرْف عِنْد أَكْثَرهم وَعند ابْن الْحذاء والعذري تتوق بِالتَّاءِ أَي تميل وتشتهي
(أَن س)
قَوْله فِي حَدِيث المتظاهرتين استأنس يَا رَسُول الله بِضَم آخِره وَقطع همزته عَن طَرِيق الِاسْتِفْهَام والاستئذان أَي انبسط وأتكلم بِمَا عِنْد وَلَيْسَ على الْأَمر
قَالَ القَاضِي إِسْمَاعِيل رَحمَه الله احسب مَعْنَاهُ أَنه يسْتَأْنس الدَّاخِل بِأَنَّهُ لَا يكره دُخُوله عَلَيْهِ وَبِه فسر قَوْله تَعَالَى حَتَّى تستأنسوا وَعِنْدِي أَن مَعْنَاهُ استأنس بالْكلَام وانبسط لِأَنَّهُ قد كَانَ أذن لَهُ فِي الدُّخُول وَلم يكن مَعَه قبل ووجده غَضْبَان فَاحْتَاجَ إِلَى أذن فِي الانبساط وَقد يكون أَيْضا بِمَعْنى استعلم مَا عنْدك من خبر أَزوَاجك واسأل وَقد قيل ذَلِك فِي قَوْله تَعَالَى حَتَّى تستأنسوا أَي تستعلموا أيؤذن لكم أم لَا فِي الحَدِيث ذكر الْحمر الأنسية بِفَتْح النُّون والهمزة كَذَا ضبطناه على أبي بَحر فِي مُسلم وَكَذَا قَيده الْأصيلِيّ وَابْن السكن وَفِي رِوَايَة ابْن السكن وَأبي ذَر وخرجه الْأصيلِيّ فِي حَاشِيَته قَالَ البُخَارِيّ كَانَ ابْن أبي أويس يَقُول الأنسية بِفَتْح الْألف وَالنُّون وَأكْثر رِوَايَات الشُّيُوخ فِيهِ الإنسية بِكَسْر الْهمزَة وَسُكُون(1/44)
النُّون وَكِلَاهُمَا صَحِيح وَالْإِنْس بِالْفَتْح النَّاس وَكَذَلِكَ الْإِنْس والجانب الْإِنْسِي والإنسي مَعًا الْأَيْمن قَالَه أَبُو عبيد
(أَن ي)
قَوْله الْحلم والإناه بِفَتْح الْهمزَة وَالْقصر فِيهَا وَفِي الْكَلِمَة أَي التثبت وَترك العجلة وَالثَّانِي الْمكْث والإبطاء يُقَال أنيت ممدودا وأنيت مشدد وتأنيت
وَقَوله الَّذِي لَا يعجل شَيْء أناه وَقدره بِكَسْر الْهمزَة وَالْقصر أَي وقته قَالَ الله تَعَالَى) غير ناظرين إناه
(فَإِذا فتحت مددت آخِره فَقلت الْإِنَاء مَقْصُور الأول وَقد اخْتلف الشُّيُوخ فِي ضبط هَذِه الْجُمْلَة مِمَّا ذَكرْنَاهُ رِوَايَة عبيد الله عَن أَبِيه يعجل بِفَتْح الْيَاء وَالْجِيم وأناه وَقدره مفعول بِهِ وَشَيْء مَرْفُوع بالفاعل وَرَوَاهُ القنازعي بِضَم يعجل وَرَوَاهُ ابْن وضاح شَيْئا مَفْعُولا وأناه الْفَاعِل وَكلهمْ يَقُولُونَ أناه قدره كَمَا تقدم وَقَالَ الجياني رَوَاهُ بَعضهم يعجل بتَشْديد الْجِيم شَيْئا أناه أَي أَخّرهُ بِفَتْح الْهمزَة ومدها وَقصر أَخّرهُ وَقدره بتَشْديد الدَّال فعلان
وَقَول عَليّ ألم يَأن للرجل أَن يعرف منزله وَقَول حسان ألم يَأن وَقد آن أَن تُرْسِلُوا لهَذَا الْأسد الضَّارِب بِذَنبِهِ يَعْنِي لِسَانه معنى ذَلِك يحين وَيَأْتِي وقته وحان وآن جَاءَ وقته قَالَ الله تَعَالَى) ألم يَأن للَّذين آمنُوا
(الْآيَة يُقَال أَنى يأني وآن يئين وأنال كُله بِمَعْنى وَاحِد وَقَوله يقوم بِهِ آنَاء اللَّيْل وآناء النَّهَار أَي أوقاتهما مَمْدُود الأول وَالْآخر على وزن أَفعَال فِي الْجمع وأحدها أَنِّي مَفْتُوح الْهمزَة مَقْصُور منون وأنى بِكَسْر الْهمزَة أَيْضا مثله وأنى بِكَسْر الْهمزَة وَسُكُون النُّون مثل قدر.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
قَوْله مئنية من فقه الرجل كَذَا روينَاهُ عَن أَكْثَرهم ومتقنيهم فِي الصَّحِيح وَغَيره من كتب الحَدِيث والشروح بقصر الْألف وَنون مُشَدّدَة وَآخره تَاء منونة وَقد خلط فِيهَا كثير من الروَاة بِأَلْفَاظ كلهَا تَصْحِيف وَوهم وَكَانَ فِي كتاب القَاضِي أبي عَليّ والفقيه أبي مُحَمَّد بن أبي جَعْفَر مائنة بالمدو بَعضهم يَقُوله بهاء الْكِنَايَة كَأَنَّهُ يَجْعَل مَا بِمَعْنى الَّذِي وَأَنه للتَّأْكِيد وَكله خطأ وَوهم والحرف مَعْلُوم مَحْفُوظ على الصَّوَاب كَمَا قدمْنَاهُ قَالَ أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي وَمَعْنَاهُ مخلقة ومجدرة وعلامة كانه دَال على فقه الرجل وحقيق بِفقه الرجل وَهَذَا كَلَام جمع تفسيرين وَله مَعْنيين لِأَن الدّلَالَة على الشَّيْء غير مَا يسْتَحقّهُ ويليق بِهِ قَالَ غَيره المئنة للشَّيْء الدَّلِيل عَلَيْهِ وَقيل مَعْنَاهُ حَقِيقَة وَالْمِيم فِيهِ زَائِدَة عِنْد الْخطابِيّ والأزهري وَغَيرهمَا مِيم مفعلة وَهُوَ نَحْو مَا ذهب إِلَيْهِ الْأَصْمَعِي فِي أحد تفسيريه الْمُخْتَلط بقوله مخلقة ومجدرة وَقَالَ لي شَيخنَا أَبُو الْحُسَيْن عَن أَبِيه هِيَ أَصْلِيَّة ووزنها فعلة من مانت إِذا شَعرت أَي أَنَّهَا مشعرة بذلك وَهَذَا على أحد تفسيري الْأَصْمَعِي فِي قَوْله عَلامَة وَقَالَ الْخطابِيّ مئنة مفعلة من الْآن وَذكر بَعضهم أَنَّهَا مَبْنِيَّة من آنِية الشَّيْء بِمَعْنى إثْبَاته وَقَوْلهمْ فِيهِ أَنه كَذَا وَحكى الجياني أَنه مِمَّا يتعاقب فِيهِ الظَّاء والهمزة وَأَن مئنة ومظنة بِمَعْنى وَاحِد كَانَ الْهمزَة عِنْده مبدلة من الظَّاء بِمَعْنى مجدرة ومخلقة كَمَا تقدم
قَوْله لَوْلَا أَنه فِي كتاب الله كَذَا رِوَايَة يحيى بن يحيى وَابْن بكير وَجَمَاعَة من رُوَاة الْمُوَطَّأ بالنُّون وَكَذَا رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي الطَّهَارَة من غير حَدِيث مَالك وَهِي رِوَايَة ابْن ماهان فِي مُسلم وَعند أبي مُصعب وَابْن وهب وَآخَرين من رُوَاة الْمُوَطَّأ آيَة بِالْيَاءِ وَهِي رِوَايَة الجلودي قَالَ مَالك وَالْآيَة قَوْله أَن الْحَسَنَات يذْهبن السَّيِّئَات وَقَالَ عُرْوَة هِيَ قَوْله أَن الَّذين يكتمون مَا أنزلنَا الْآيَة
قَول عمر فِي حَدِيث الْجَنِين أَنْت من يشْهد مَعَك كَذَا لبَعْضهِم بالنُّون أَي أَنْت سمعته أَو أَنْت شَاهد حد من يشْهد مَعَك فتمم الشَّهَادَة وَعند الْأصيلِيّ وكافة الروات أيت من يشْهد مَعَك بِكَسْر الْهمزَة بعْدهَا يَاء الْعلَّة(1/45)
ب 46 أَي جئ بِمن يشْهد مَعَك فتمم الشَّهَادَة
وَفِي وَصِيَّة الْأُمَرَاء فَإِنَّكُم لن تخفروا ذمتكم كَذَا لَهُم وَعند العذرى فَإِنَّهُم وَهُوَ خطأ وَالْأول الصَّوَاب وَفِي حَدِيث ابْن مثنى وَابْن بشار قَول مُعَاوِيَة مَاتَ رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَهُوَ ابْن ثَلَاث وَسِتِّينَ سنة وَأَبُو بكر وَعمر وَأَنا ابْن ثَلَاث وَسِتِّينَ كَذَا هُنَا فِي كتاب شَيخنَا القَاضِي التَّمِيمِي وَعند غَيره وَمَات أَبُو بكر وَعمر وَأَنا ابْن ثَلَاث وَسِتِّينَ وَهُوَ الَّذِي فِي كتب كَافَّة شُيُوخنَا وَفِي بعض الرِّوَايَات وَمَات أَبُو بكر وَعمر وهما ابْنا ثَلَاث وَسِتِّينَ وَهَذَا بَين الْوَجْه وَتَأْويل مَا للكافة وَأَبُو بكر وَعمر عطفا على قَوْله مَاتَ رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَهُوَ ابْن ثَلَاث وَسِتِّينَ وَأَبُو بكر وَعمر وَتمّ الْكَلَام ثمَّ قَالَ وَأَنا ابْن ثَلَاث وَسِتِّينَ وَأَنا انْتظر أَجلي وَهَذَا أصح الْوُجُوه وَقد جَاءَ مُفَسرًا فِي فَوَائِد ابْن المهندس عَن الْبَغَوِيّ فَقَالَ وَتُوفِّي أَبُو بكر وَهُوَ ابْن ثَلَاث وَسِتِّينَ وَتُوفِّي عمر وَهُوَ ابْن ثَلَاث وَسِتِّينَ وَأَنا ابْن ثَلَاث وَسِتِّينَ
قَوْله فِي الشَّارِب فوَاللَّه مَا علمت أَنه يحب الله وَرَسُوله بتاء الْمُتَكَلّم مَضْمُومَة وَأَنه بِفَتْح الْهمزَة وَمَعْنَاهُ الَّذِي علمت أَو لقد علمت وَلَيْسَت بنافية وَأَنه وَمَا بعده فِي مَوضِع الْمَفْعُول بعلمت وَوَقع عِنْد بَعضهم بِكَسْر الْهمزَة قيل وَهُوَ وهم يحِيل الْمَعْنى لضده وَيجْعَل مَا نَافِيَة وَعند ابْن السكن علمت بتاء الْمُخَاطب على طَرِيق التَّقْرِير لَهُ وَيصِح على هَذَا كسر أَنه وَفتحهَا
قَوْله فِي حَدِيث سفينة فِي غسل الْجنب وَكَانَ كبر وَمَا كنت أونق بحَديثه كَذَا رَوَاهُ السَّمرقَنْدِي أَي أعجب بالنُّون وَالْوَاو صُورَة الْهمزَة الْأَصْلِيَّة وَلغيره أَثِق بالثاء وَالْمعْنَى مُتَقَارب
قَوْله فِي حَدِيث الْأَئِمَّة المضلين قُلُوب الشَّيْطَان فِي جثمان أنس كَذَا لكافتهم وَعند بَعضهم فِي جثمان الْبشر أَي فِي أشخاصها وأجسامها وَالْمعْنَى سَوَاء
وَقَول أبي بكر فِي بيعَة عَليّ لَهُ وَمَا عساهم أَن يَفْعَلُوا أَنِّي وَالله لأتينهم كَذَا لِابْنِ أبي جَعْفَر وَسقط أَنِّي لغيره من شُيُوخنَا عَن مُسلم وَفِي رِوَايَة بَعضهم يَفْعَلُونَ بِي وَكَذَا فِي البُخَارِيّ فَيحْتَمل أَن أَنِّي تَصْحِيف من ألف يَفْعَلُوا وَمن بِي بعْدهَا
قَوْله فِي الِاسْتِخْلَاف وَيَقُول قَائِل إِنَّا أولى كَذَا للهوزني وَبَعْضهمْ عَن ابْن ماهان وَهُوَ الْوَجْه وَعند العذري أَنِّي ولاه مشدد بِمَعْنى كَيفَ أَو متي وَعند السَّمرقَنْدِي والسجزي أَنا ولي
فِي بَاب النّسك شَاة قَوْله رَآهُ وَأَنه يسْقط على رَأسه كَذَا هُنَا وَلابْن السكن ودوابه وَهُوَ الصَّوَاب الْمَعْرُوف فِي غير هَذَا الْبَاب وكما جَاءَ وقمله يسْقط على رَأسه وَفِي أُخْرَى هُوَ أمه
وَقَوله نوراني أرَاهُ كَذَا روايتنا فِيهِ عَن جَمِيعهم وَمَعْنَاهُ مَنَعَنِي من رويته نور أَو حجبني عَنهُ نور فَكيف أرَاهُ كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث الآخر رَأَيْت نورا
وَفِي الحَدِيث الآخر حجابه النُّور فبعضه يُفَسر بَعْضًا وَلَا يكون النُّور هُنَا رَاجعا إِلَى ذَات الْبَارِي وَلَا صفة ذَاته وَلَا يكون بِمَعْنى هُوَ نور وَيفهم مِنْهُ مَا يفهم من اسْم الْأَجْسَام المنيرة اللطيفة فَإِن الله تَعَالَى يتنزه عَن ذَلِك وَأَن يعْتَقد أَنه ينْفَصل مِنْهُ نور من ذَاته فَكل هَذَا صفة الْمُحدثين بل هُوَ خَالق كل نور ومنور كل ذِي نور كَمَا أَن ذَاته لَا يحجبها شَيْء إِذْ مَا يدْخل تَحت الْحجاب من صفة الْأَجْسَام والمخلوقات وَإِنَّمَا هُوَ تَعَالَى يحجب أبصار الْعباد عَن رُؤْيَته كَمَا قَالَ تَعَالَى كلا) إِنَّهُم عَن رَبهم يَوْمئِذٍ لمحجوبون
(ويكشف الْحجب إِذا شَاءَ لمن أَرَادَ من مَلَائكَته وأنبيائه وأوليائه وَلِلْمُؤْمنِينَ فِي الْجنَّة
فِي بَاب غَزْوَة الْفَتْح دَعَا بِإِنَاء من مَاء فَشرب كَذَا لجميعهم وَعند الْجِرْجَانِيّ بِمَاء من مَاء وَهُوَ وهم لكنه قد يُمكن أَنه من مَاء من مياه الْعَرَب فاستدعى مِنْهُ مَا يشرب بِهِ فَتَصِح الرِّوَايَة لَا سِيمَا مَعَ قَوْله فِي الحَدِيث الآخر حَتَّى إِذا بلغ الكديد(1/46)
وَهُوَ مَاء بَين عسفان وقديد وَإِن كَانَت الأولى لَا شكّ هِيَ الصَّحِيحَة لقَوْله فِي سَائِر الْأَحَادِيث بِإِنَاء وَقَوله فِي بَعْضهَا بِإِنَاء من لبن أَو مَاء
قَوْله فِي بَاب التَّمَتُّع وَالْقرَان فِي حَدِيث عُثْمَان عَن جرير يرجع النَّاس بِحجَّة وَعمرَة وأرجع أَنا بِحجَّة كَذَا لِابْنِ السكن وَأبي ذَر وللباقين وأرجع لي بِحجَّة وَالْوَجْه الأول
وَفِي بَاب الرمل فِي الْحَج مَا أَنا وللرمل كَذَا للقابسي وللجمهور مَا لنا وَهُوَ الْوَجْه
وَقَوله فحمى معقل من ذَلِك آنِفا كَذَا ضبطناه بِسُكُون النُّون أَي اشْتَدَّ غيظا وامتلأ غَضبا وَذَلِكَ يظْهر فِي أنف الغضبان وَيسْتَعْمل بِذكر الْأنف وَيُقَال للمتغيظ ورم أَنفه وتمزع أَنفه وَرَوَاهُ بعض الروَاة آنِفا بِمد الْهمزَة وَكسر النُّون وَهُوَ خطأ لَا وَجه لَهُ وَإِنَّمَا اسْم الْفَاعِل مِنْهُ أنف مَقْصُور وَيصِح أَن يكون أنفًا بِفَتْح النُّون وَهُوَ بِمَعْنى حمية وغضبا كَمَا قَالَ آخر الحَدِيث فَترك الحمية
فِي حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن الزبير فشكت إِلَيْهَا وَإِن بهَا خضرَة بجلدها كَذَا للنسفي وَفِي أصل الْأصيلِيّ وَعند الْمروزِي وَأبي ذَر وارتها خضرَة بجلدها وَهُوَ الصَّوَاب
وَفِي بَاب مَا يُؤْكَل من الْبدن أَمر رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) من لم يكن مَعَه هدى أَن يحل كَذَا لرواة البُخَارِيّ وَغَيرهم وَعند الْأصيلِيّ والقابسي لم يحل وَهُوَ وهم
وَفِي قَضَاء المتطوع فِي الْمُوَطَّأ ابْن شهَاب أَن عَائِشَة وَحَفْصَة كَذَا للرواة وَعند ابْن المرابط عَن عَائِشَة وَحَفْصَة والْحَدِيث على الْوَجْهَيْنِ مُرْسل
قَوْله فِي حَدِيث مُسلم فِي بَاب ويل لِلْأَعْقَابِ من النَّار عَن سَالم مولى شَدَّاد كنت أَنا مَعَ عَائِشَة كَذَا للأسدي والصدفي من شُيُوخنَا وَكَانَ عِنْد التَّمِيمِي والخشنى كنت أبايع عَائِشَة وَهُوَ الصَّحِيح وَقد جَاءَ مُبينًا فِي حَدِيث آخر كنت أبايع عَائِشَة وَأدْخل عَلَيْهَا وَأَنا مكَاتب وَذكر الحَدِيث
الْهمزَة مَعَ الصَّاد
(أص ب) ذكر فِي غير حَدِيث الْأصْبع وَفِيه لُغَات عشر ألفظ بِهِ على جَمِيع وُجُوه النُّطْق بِلَفْظ أفعل فعلا واسما وَذَلِكَ تِسْعَة وُجُوه كسر الْهمزَة مَعَ كسر الْبَاء وَضمّهَا وَفتحهَا ثَلَاث لُغَات وَكَذَلِكَ مَعَ فتح الْهمزَة وَمَعَ ضمهَا والعاشرة أصبوع بواو مَعَ ضمهَا كَذَا ذكر صَاحب اليواقيت
وَقَوله يضع السَّمَاوَات على اصبع الحَدِيث قيل الإصبع صفة سمعية لله تَعَالَى لَا يُقَال فِيهَا أَكثر من ذَلِك كَالْيَدِ وَهَذَا مَذْهَب الْأَشْعَرِيّ وَبَعض أَصْحَابه وَقد يحْتَمل أَن يكون إصبعا من أَصَابِع مَلَائكَته أَو خلقا من خلقه سَمَّاهُ إصبعا وَقيل هِيَ كِنَايَة عَن الْقُدْرَة وَعَن النِّعْمَة وَقيل قد يكون المُرَاد ضرب الْمثل من أَنه لَا تَعب عَلَيْهِ وَلَا لغوب فِي إِظْهَار الْمَخْلُوقَات كلهَا ذَلِك الْيَوْم وَأَنه فِي حَقنا كمن يخف عَلَيْهِ مَا يحملهُ بإصبعه كَمَا قَالَ تَعَالَى) وَمَا مسنا من لغوب
(وَأما قَوْله فِي الحَدِيث الآخر فِي أَخذ الله السَّمَاوَات وَقَبضهَا وَقَوله أَنا الْملك وَيقبض أَصَابِعه ويبسطها ففاعل هَذَا النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام بِيَدِهِ وَبَقِيَّة الحَدِيث يدل عَلَيْهِ فَلَا يحْتَاج إِلَى تَأْوِيل أَكثر من تمثيله بسط السَّمَاوَات وَالْأَرْض وَقَبضهَا بذلك
(أص ل) قَوْله إِن استأصلت قَوْمك أَي قتلت جَمَاعَتهمْ فَلم تبْق لَهُم أصلا
الْهمزَة مَعَ الضَّاد
(أض ي) قَوْله عِنْد إضاة بني غفار بِفَتْح الْهمزَة مَقْصُور وَهُوَ مستنقع المَاء كالغدير وَجمعه أضا مَقْصُور مَفْتُوح وأضاء مَمْدُود مكسور وَقَالَ ابْن الْأَنْبَارِي الإضاء والأضي جمع أضاة
الْهمزَة مَعَ الْفَاء
(اف ك) الْإِفْك الْكَذِب يُقَال فِيهِ أفك وإفك مثل نجس ونجس
(اف ف)
قَوْله فِي غير حَدِيث أُفٍّ وأف لَك وَمَا قَالَ لي أُفٍّ هُوَ لفظ يسْتَعْمل جَوَابا عَمَّا يضجر مِنْهُ وَلكُل مَا يستقذر(1/47)
وبعبر بنفيه للنَّفْي عَمَّا غلظ من الْكَلَام وَأَصله وسخ الْأذن يُقَال لَهُ آلَاف ولوسخ الظفر التف قَالُوا وهما بِمَعْنى والتف أَيْضا الحقير وَفِيه عشر لُغَات فيهم الْهمزَة مَعَ سُكُون الْفَاء وَفتح الْفَاء وَضمّهَا وَكسرهَا بتنوين فِي الْجَمِيع وَبِغير تَنْوِين وأفة بِفَتْح الْهمزَة وَالْفَاء مُشَدّدَة وَفتح التَّاء منونة آخِره وأفي بِضَم الْهمزَة وَتَشْديد الْفَاء مَقْصُور وإف بِكَسْر الْهمزَة وَفتح الْفَاء مُشَدّدَة
(اف ق)
قَوْله فِي حَدِيث المتظاهرتين عِنْده أفِيق بِكَسْر الْفَاء هُوَ الْجلد لم يتم دباغة وَهُوَ بِمَعْنى قَوْله فِي الحَدِيث من الرِّوَايَة الْأُخْرَى وَعِنْده أهاب وَذكر الْأُفق بِضَم الْهمزَة وَالْفَاء وَجمعه آفَاق وَهِي نواحي السَّمَاء وَالْأَرْض.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
قَول البُخَارِيّ يُقَال أفكهم وأفكهم وإفكهم قَالَ بَعضهم صرفهم عَن الْأَيْمَان كَذَا للأصيلي الْكَاف فِي جَمِيعهَا مَضْمُومَة وَالْفَاء فِي الثَّالِث متحركة والهمزة فِي الأول مَكْسُورَة وَهُوَ وهم وَصَوَابه مَا لغيره يُقَال أفكهم وأفكهم وإفكهم من قَالَ إفكهم يَقُول صرفهم الثَّالِث بِفَتْح الْفَاء وَالْكَاف فعل مَاض وَالثَّانِي يفتح الْهمزَة وَالْفَاء وَضم الْكَاف اسْم وَإِنَّمَا فسر بِهَذَا قَوْله وَذَلِكَ أفكهم وَمَا كَانُوا يفترون قَالَ الزّجاج أفكهم دعاؤهم آلِهَتهم وَيقْرَأ أفكم بِمَعْنَاهُ قَالَ ولاإفك بِمَنْزِلَة النَّجس وَالنَّجس قَالَ وَيقْرَأ أفكهم أَي جعلهم ضَالًّا أَي صرفهم عَن الْحق قَالَ وَيقْرَأ أفكهم بِمَعْنَاهُ قَالَ والإفك والآفك بِمَنْزِلَة النَّجس وَالنَّجس قَالَ وَيقْرَأ أفكهم أَي جعلهم ضلالا أَي صرفهم عَن الْحق قَالَ وَيقْرَأ آفكهم مثله لَكِن بِمد الْهمزَة أَي أكذبهم وَيُسمى الْكَذِب أفكا لِأَنَّهُ قلب وَصرف عَن الْحق إِلَى الْبَاطِل
قَوْله فِي حَدِيث زُهَيْر فِي الْحيض أَفلا نجامعهن كَذَا للكافة وَعند الصَّدَفِي عَن العذرى فَلَا بِحَذْف الْهمزَة وَالْوَجْه الأول وَقد يخرج الثَّانِي على معنى الأول وَحذف همزَة الِاسْتِفْهَام وَأما على مُجَرّد النَّفْي فَيفْسد الْمَعْنى
الْهمزَة مَعَ الْقَاف
(أق ط) فِي زَكَاة الْفطر ذكر الإقط بِفَتْح الْهمزَة وَكسر الْقَاف وَهُوَ جبن اللَّبن الْمُسْتَخْرج زبدة هَذِه اللُّغَة الْمَشْهُورَة وَيُقَال بِسُكُون الْقَاف وَهِي لُغَة تَمِيم ولغة ثَالِثَة
الْهمزَة مَعَ السِّين
(أس ت) فِي الحَدِيث ذكر الاستبرق وَفَسرهُ بِمَا غلظ من الديباج وَهُوَ أعجمي تَكَلَّمت بِهِ الْعَرَب فعربته وَقَالَ الدَّاودِيّ هُوَ رَقِيق الديباج وَالْأول الصَّحِيح
(أس د) فِي الحَدِيث إِذا خرج أَسد بِفَتْح الْهمزَة أَي هُوَ كالأسد
قَوْله إِذا أَسد الْأَمر إِلَى غير أَهله أَي أسْند إِلَيْهِم وقلدوه وَأكْثر الرِّوَايَة هُنَا وسد بِالْوَاو وَفِي كتاب الْقَابِسِيّ أُوَسَّد كَذَا وَقَالَ فِيهِ أشكال بَين أَسد أَو وسد قَالَ وهما بِمَعْنى قَالَ وَالَّذِي أحفظ وسد
قَالَ القَاضِي رَحمَه الله هما بِمَعْنى وَهُوَ من الوساد وَيُقَال بِالْهَمْز وَالْوَاو وسَادَة واسادة مَعًا
(اس ر)
وَقَوله بأسرهم بِفَتْح الْهمزَة أَي جمعهم
(أس ط)
قَوْله أَمْثَال الاسطوان بِضَم الْهمزَة والطاء أَي السَّوَارِي وأحدها اسطوانة وَمِنْه الصَّلَاة إِلَى الاسطوانة وَبَين اسطوانتين وَقَالَ الدَّاودِيّ الاسطوان الصَّفّ الَّذِي فِيهِ السَّوَارِي وَبِه فسر قَوْله صلى لَيْسَ بَين السَّوَارِي
(أس ك)
فِي الحَدِيث ذكر الإسكركة بِضَم الْهمزَة وَالْكَاف الأولى وَسُكُون السِّين وَالرَّاء وَآخره تَاء هُوَ شراب الذّرة وَيُقَال السكركة أَيْضا مشدد السِّين بِغَيْر همزَة قبلهَا
وَفِيه اسكفة الْبَاب بِضَم الْهمزَة وَسُكُون السِّين وَضم الْكَاف وَتَشْديد الْفَاء وَهِي عتبته السُّفْلى وَيُقَال اسكوفة بِزِيَادَة وَاو وَتَخْفِيف الْفَاء
(أس ف) وَفِي صفة أبي بكر اسيف هُوَ الْكثير(1/48)
الْحزن والبكاء السريعة والأسوف مثله والأسف الْحزن
وَفِي الحَدِيث الآخر فأسفت وآسف كَمَا يأسفون بِمد الْهمزَة وَفتح السِّين أَي أغضب قَالَ الله تَعَالَى) فَلَمَّا آسفونا
(وغضبان أسفا
وَفِي الْجَنَائِز فلقي عَلَيْهَا أسفا أَي شدَّة حزن وَفِيه فتأسف أَي تحزن
(أس س) فِي بِنَاء ابْن الزبير حَتَّى أبدى أسافبني عَلَيْهِ الأس بِالضَّمِّ وَالتَّشْدِيد أصل تأسيس الْبناء وَجمعه أسس بِضَم الْجَمِيع وَقيل بِفَتْح السِّين أَيْضا وَجمعه آساس بِالْمدِّ وَقد جَاءَ فِي حَدِيث بِنَاء الْكَعْبَة أَيْضا وَأما الأساس بِالْفَتْح وَالْكَسْر فواحد مَقْصُور غير مَمْدُود
(أس)
وَقَوله يأتسي بِمن كَانَ قبله أَي يَقْتَدِي بِهِ
وَفِي حَدِيث هِرقل قلت رجل يأتسي بقول قيل قبله أَي يَقْتَدِي بِهِ وَيتبع والأسوة الْقدْوَة وَيُقَال أُسْوَة.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
قَول مَالك سَمِعت بعض أهل الْعلم يسْتَحبّ إِذا رفع الَّذِي يطوف بِالْبَيْتِ يَده عَن الرُّكْن الْيَمَانِيّ أَن يَضَعهَا على فِيهِ كَذَا رَوَاهُ يحيى وَابْن وهب وَابْن الْقَاسِم وَغَيرهم وَرَوَاهُ مطرف والقعنبي وَأكْثر الروات الرُّكْن الْأسود وَكَذَا رَوَاهُ ابْن وضاح وَكِلَاهُمَا صَحِيح وَكَذَا يَقُول مَالك فِي الرُّكْن الْيَمَانِيّ وَفِي الرُّكْن الْأسود إِذا لم يقدر على تقبيله أَن يستلمه بِيَدِهِ ثمَّ يَضَعهَا على فِيهِ وَاخْتلف عَنهُ فِي تَقْبِيل الْيَد إِذا وَضعهَا على الْفَم فيهمَا
قَوْله فِي شعر حسان على أكتافها الأسل الظماء كَذَا رِوَايَة الكافة وَهِي الرماح وَمعنى الظماء أَي لدنة رقيقَة كَمَا قَالُوا فِيهَا ذوابل أَي أَنَّهَا للدونتها كالشيء الذابل اللين وَرَوَاهُ بَعضهم عَن ابْن ماهان الْأسد الظماء مَعْنَاهَا الرِّجَال المشبهون بالأسد العاطشة إِلَى دِمَائِهِمْ وَقد يتَأَوَّل مثل هَذَا فِي الرماح أَيْضا وَقد جَاءَ فِي أشعار الْعَرَب كثيرا
قَوْله فِي فضل أبي بكر وأساني كَذَا للأصيلي ولبعض شُيُوخ أبي ذَر نَحوه وللباقين وواساني وَهُوَ الصَّوَاب
وَقَوله فِي حَدِيث الْإِفْك وَكَانَ على رَضِي الله عَنهُ مسيئا فِي شَأْنهَا كَذَا عِنْد النَّسَفِيّ وَابْن السكن وَكَذَا رَوَاهُ ابْن أبي خَيْثَمَة ولعامة الروَاة مُسلما إِلَّا أَن بَعضهم يكسر اللَّام وَبَعْضهمْ يفتحها وَفتحهَا أشبه يَعْنِي أَنه لم يقل فِيهَا سوءا وَيخرج مسيئا لقَوْله لم يضيق الله عَلَيْك وَالنِّسَاء سواهَا كثير
الْهمزَة مَعَ الشين
(أش ا) قَوْله انْطلق إِلَى هَاتين الإشاءتين بِفَتْح الْهمزَة مَمْدُود الإشاء مَهْمُوز مَمْدُود النّخل الصغار وأحدها أشاة
(أش ب) فِي كتاب الشُّرُوط من البُخَارِيّ قَول سُهَيْل بن عَمْرو أَنِّي لأرى اوشابا كَذَا عِنْد جَمِيعهم هُنَا بِتَقْدِيم الْوَاو على الشين وَمَعْنَاهُ إخلاطا وَكَذَلِكَ الأشايب وأحدها أشابة بِضَم الْهمزَة وَهِي الْجَمَاعَة المختلطة من النَّاس وَيُقَال فِي ذَلِك أَيْضا أَو بأشاوا شوابا كُله بِمَعْنى
(أش ر)
قَوْله اتخذها أشراوبطرا هما بِمَعْنى أَي مُبَالغَة فِي البطر وَهُوَ المرح وَترك شكر النِّعْمَة
وَقَوله الواشرة والمؤتشرة هِيَ الَّتِي تشر أَسْنَان غَيرهَا وتفلجها وتصوف أطرافها وَقيل تصنع بهَا اشرا كأسنان الشَّبَاب وَهُوَ تحزز فِي أطرافها والمؤتشرة الَّتِي تفعل ذَلِك أَيْضا والمستوشرة الَّتِي تسْأَل أَن يفعل ذَلِك بهَا يُقَال هَذَا بِالْهَمْز وَالْوَاو
وَفِي الحَدِيث ذكر الْمِنْشَار جَاءَ بالنُّون وبالهمز أَيْضا وَكَذَلِكَ يوشر بالميشار فِي حَدِيث الدَّجَّال وَهُوَ الْآلَة الْمَعْرُوفَة يُقَال بِالْهَمْز وبالياء وَالْفِعْل مِنْهُ أَشرت ووشرت أشرا ووشرا وبالنون وَالْفِعْل مِنْهُ نشرت نشرا من الْمِنْشَار بالنُّون وأشرت أشرا فِيمَن همز ووشرت وشرا فِيمَن سهل
(أش ف)
قَوْله بأشفى بِكَسْر الْهمزَة مَقْصُور وَهُوَ المثقب الَّذِي يخرز بِهِ والهمزة فِيهِ زَائِدَة كَذَا عِنْد الْأصيلِيّ(1/49)
وَغَيره وَهُوَ الصَّوَاب وَعند الْقَابِسِيّ وعبدوس بالشفا وَبَعض الروَاة فتح الْهمزَة ومده وَهُوَ خطأ
الْهمزَة مَعَ الْهَاء
(أهـ ب) جرى فِي الْأَحَادِيث ذكر الإهاب بِكَسْر الْهمزَة واهبة ثَلَاثَة بِفَتْح الْجَمِيع مَقْصُور والأهب بِضَم الْهمزَة وَالْهَاء وَفتحهَا صَحِيحَانِ جمع إهَاب وَلم يحك ابْن دُرَيْد غير أهب بِالْفَتْح واهبة مثله وَجَاء بِخَط الْأصيلِيّ مرّة آهبة بِالْمدِّ وَكسر الْهَاء وَمرَّة بِفَتْحِهَا وَرُوِيَ بعض رُوَاة أبي ذَر مثله وَلَيْسَ بِشَيْء وَقَالَ النَّضر بن شُمَيْل وَلَا يُقَال أهاب إِلَّا لجلد مَا يُوكل لَحْمه
وَقَوله ليتاهبوا أهبة عَددهمْ بِضَم الْهمزَة أَي يستعدوا لذَلِك مَا يَحْتَاجُونَ لَهُ
(أهـ ل)
وَقَوله وإهالة سنخة بِكَسْر الْهمزَة أَيْضا هُوَ كل مَا يؤتدم بِهِ من الأدهان قَالَه أَبُو زيد وَقَالَ الْخَلِيل الإهالة الآلية تقطع ثمَّ تذاب والسنخ الْمُتَغَيّر وَسَيَأْتِي فِي بَابه
وَفِي الحَدِيث الآخر فِي صفة جَهَنَّم كَأَنَّهَا من إهالة قَالَ ابْن الْمُبَارك أما ترى الدسم إِذا جمد على رَأس المرقة
وَقَول هِنْد مَا كَانَ على الأَرْض أهل خباء أحب إِلَيّ أَن يذلهم الله من أهل خبائك الحَدِيث الظَّاهِر أَنَّهَا أَرَادَت بالأهل هُنَا النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فَكنت عَنهُ بِهَذَا لقبح المخاطبة ثمَّ جَاءَت بِالْحَدِيثِ على مَا تقدم
قَوْله لَيْسَ بك على أهلك هُوَ أَن يُرِيد بالأهل نَفسه عَلَيْهِ السَّلَام أَي لَيْسَ يلحقك أَمر تظني بِهِ هُوَ أَنَّك عَليّ
وَقَوله لِأَن يلج أحدكُم فِي يَمِينه فِي أَهله آثم من أَن يُعْطي كَفَّارَته لَعَلَّ مَعْنَاهُ فِي قطعه رَحمَه
وفيهَا ذكر الْأَهْل والآل فالآل ينْطَلق على ذَات الشَّيْء وَقد قيل ذَلِك فِي قَوْله اللَّهُمَّ صلى على آل مُحَمَّد وعَلى آل إِبْرَاهِيم وَيكون الْآل أهل بَيته الأدنين
وَفِي الحَدِيث من آل مُحَمَّد قَالَ آل عَبَّاس وَعقيل وجعفر وَعلي وَيكون الْآل أَتبَاع الرجل وَأهل دينه وَأما أهل الرجل فَأهل بَيته وَقد ذكرنَا من هَذَا فِي الْهمزَة وَاللَّام وَقَول البُخَارِيّ إِذا صغروا الْآل ردُّوهُ إِلَى أهل فَقَالُوا أهيل كَذَا للجرجاني وَلغيره إِلَى الأَصْل وَكِلَاهُمَا صَحِيح وَمَا للْجَمَاعَة أوجه.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
فِي الْمَوَاقِيت فَمن لَهُنَّ وَلمن أَتَى عَلَيْهِنَّ من غير أهلهن كَذَا لأكْثر الروَاة فِي الصَّحِيحَيْنِ وَعند الْأصيلِيّ وَبَعْضهمْ فهن لَهُنَّ وَهُوَ الْوَجْه على أَنه جَاءَ فِيهَا جمع مَا لَا يعقل بالها وَالنُّون وَأما قَوْله لَهُنَّ فَلَا وَجه لَهُ لِأَنَّهُ إِنَّمَا يُرِيد أهل الْمَوَاقِيت بِدَلِيل قَوْله بعد وَلمن أَتَى عَلَيْهِنَّ من غير أهلهن كَذَا جَاءَ فِي البُخَارِيّ على مَا ذَكرْنَاهُ فِي بَاب مهل أهل مَكَّة وَفِي بَاب مهل أهل الشَّام وَفِي بَاب مهل من كَانَ دون الْمَوَاقِيت فهن لَهُنَّ للْأَكْثَر فهن لَهُم للأصيلي ولبعض رُوَاة مُسلم فِي حَدِيث يحيى بن يحيى وَهَذَا صَحِيح بِمَعْنى لأهلهن وَجَاء فِي بَاب مهل أهل الْيمن لأهلهن بِغَيْر خلاف وَفِي بَاب دُخُول الْحرم بِغَيْر إِحْرَام هن لَهُنَّ للقابسي وَهُوَ وَجه صَحِيح أَي لأَهْلهَا وَعند الْأصيلِيّ هُنَا لأهلهن وَعند أبي ذَر والنسفي لَهُنَّ وَكَذَا عِنْده وَلمن أَتَى عَلَيْهِنَّ من غَيْرهنَّ وَقد ذكره مُسلم فِي حَدِيث ابْن أبي شيبَة فهن لَهُم على الصَّوَاب
فِي آخر كتاب الْأَشْرِبَة حَيّ على أهل الْوضُوء كَذَا للرواة وللنسفي حَيّ على الْوضُوء وَهُوَ الْمَعْرُوف وَفِي هَذِه الْكَلِمَات وُجُوه نذكرها فِي حرف الْحَاء وَلم يذكر فِيهَا زِيَادَة أهل لَكِن فِيهَا حَيّ هَل قَالَ بَعضهم وَلَعَلَّه كَذَا كَانَت الْكَلِمَة فغيرت وَمعنى الْكَلِمَة هلموا
فِي تَفْسِير آل عمرَان فَخرجت إِحْدَاهمَا وَقد أنفذ بالشفاء فِي كفها كَذَا للقابسي وعبدوس وَلغيره بأشفى مَقْصُور مكسور الْهمزَة وَهُوَ الصَّوَاب وَهِي(1/50)
الحديدة الَّتِي يخرز بهَا وَبَعض الروَاة فتح الْهمزَة ومده وَهُوَ خطأ
الْهمزَة مَعَ الْوَاو
(أَوب) قَوْله فِي الصَّلَاة الوسطي حَتَّى آبت الشَّمْس مَعْنَاهُ غَابَتْ قَالَه صَاحب الْعين
وَقَوله صَلَاة الْأَوَّابِينَ قيل الأواب الْمُطِيع وَقيل المسبح وَقيل الراحم وَقيل الْفَقِيه
وَقَوله آئبون أَي رَاجِعُون وَقَوله عَمَّن لَا يؤوب بِهِ إِلَى رَحْله أَي لَا يرجع بِهِ أَي لَيْسَ من حريمه وَلَا آله
(أول) أولى لَهُ وأولي وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ هِيَ كلمة تَقُولهَا الْعَرَب عِنْد المعتبة بِمَعْنى كَيفَ لَا وَقيل مَعْنَاهَا التهديد والوعيد وَقيل دَنَوْت من الْمهْلكَة فاحذر قَالَه الْأَصْمَعِي قيل هُوَ مَأْخُوذ من الْوَلِيّ وَهُوَ الْقرب فعلى هَذَا لَا يكون فِي حرف الْهمزَة وَيكون فِي الْوَاو وَقَالَ بَعضهم هُوَ مقلوب من الويل وَقيل يُقَال لمن حاول أمرا ففاته بعد أَن كَاد يُصِيبهُ
فِي فَضَائِل النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام من كتاب مُسلم صليت مَعَه صَلَاة الأولى ثمَّ خرج إِلَى أَهله فَاسْتَقْبلهُ ولدان الْمَدِينَة هِيَ هُنَا وَالله أعلم صَلَاة الصُّبْح لِأَنَّهَا أول صلوَات النَّهَار وَعَلِيهِ يدل سِيَاق الحَدِيث وكما قَالَ فِي الحَدِيث الآخر كَانَ إِذا صلى الْغَدَاة استقبله خدم الْمَدِينَة بآنيتهم الحَدِيث
وَقَوله صَلَاة الأولى من إِضَافَة الشَّيْء إِلَى نَفسه على مَذْهَب الْكُوفِيّين وَقد يكون صَلَاة الأولى مُضَافَة إِلَى أول سَاعَات النَّهَار وَقد تكون صَلَاة الظّهْر وَهِي اسْمهَا الْمَعْرُوف
وَفِي الحَدِيث فِيهَا الَّتِي يدعونها الأولى سميت بذلك لِأَنَّهَا أول صَلَاة صلاهَا جِبْرِيل بِالنَّبِيِّ (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَمثله فِي غَزْوَة ذِي قردان يُؤذن بِالْأولَى أَي الظّهْر يُبينهُ قَوْله فِي الحَدِيث الآخر مَعَ الظّهْر
فِي حَدِيث أبي بكر وأضيافه بِسم الله الأولى للشَّيْطَان قيل اللُّقْمَة الأولى الَّتِي أحنث بهَا نَفسه حِين حلف أَلا يَأْكُل أَي أحللت بهَا يَمِيني وَحنث بهَا نَفسِي وأرضيت أضيافي إرغاما للشَّيْطَان الَّذِي كَانَ سَبَب غَضَبي ويميني وَقيل الأولى الْحَالة الَّتِي غضب فِيهَا وَأقسم كَانَت من الشَّيْطَان وأعوانه وَيشْهد لهَذَا التَّأْوِيل قَوْله فِي الآخر إِنَّمَا كَانَ من الشَّيْطَان يَعْنِي يَمِينه كَذَا نَصه
قَوْله وأمرنا أَمر الْعَرَب الأول بِفَتْح الْهمزَة وَضم اللَّام نعت لِلْأَمْرِ وَقيل هُوَ وَجه الْكَلَام وَرُوِيَ الأول بِكَسْر اللَّام وَضم الْهمزَة وفتخ الْوَاو مُخَفّفَة وَصفا للْعَرَب لَا لِلْأَمْرِ يُرِيد أَنهم بعد لم يتخلقوا بأخلاق أهل الحواضر والعجم
(أوم)
قَوْله فأومأت برأسها وَجَاء فِي البُخَارِيّ فأومت فِي كتاب الْأَقْضِيَة وَهُوَ مَهْمُوز بِكُل حَال وَلَعَلَّ مَا هُنَا أسقط صُورَة الْهمزَة وَمَعْنَاهَا شارت وَالِاسْم الْإِيمَاء وَيُقَال ومأ مثل قتل وَالِاسْم ومئا
(أون)
قَوْله فَهَذَا أَوَان وجدت انْقِطَاع أَبْهَري أَي حِين وجدنه وَوقت وجدته وَإِلَّا وَأَن الزَّمَان وَالْوَقْت مَفْتُوح الْهمزَة وضبطناه فِي النُّون هُنَا بِالْوَجْهَيْنِ الْفَتْح على الظّرْف وَالضَّم على خبر الْمُبْتَدَأ فَأَما ضمه فعلى إِعْطَاء خبر الْمُبْتَدَأ حَقه من الرّفْع وَوجه النصب فعلى الظّرْف وَالْبناء لِإِضَافَتِهِ إِلَى مَبْنِيّ وَهُوَ الْفِعْل الْمَاضِي لِأَن الْمُضَاف والمضاف إِلَيْهِ كالشيء الْوَاحِد وَهُوَ فِي التَّقْدِير مَرْفُوع بِخَبَر الْمُبْتَدَأ وَغلط ابْن مكي الْمُحدثين فِي رفع أَوَان وَلم يقل شَيْئا
وَقَوله ألم يَأن للرجل أَن يعرف منزله من الأوان وَفِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى أما آن أَي حَان قَالَ الله تَعَالَى) ألم يَأن للَّذين آمنُوا
(وَقد ذَكرْنَاهُ وَقد جَاءَ فِي الحَدِيث أما نَالَ بِمَعْنَاهُ وسنذكره فِي حرف النُّون
(أوق) جري فِي غير حَدِيث فِي الزَّكَاة وَالنِّكَاح وَالْكِتَابَة والبيوع ذكر الْأُوقِيَّة والأواقي وأحدها مضموم الْهمزَة مشدد الْيَاء فِي الْوَاحِد والجميع كَذَا أَكثر رِوَايَاتنَا فِي الْكتب مثل أضْحِية وأضاحي(1/51)
وكراسي وَهُوَ الْمَعْرُوف فِي كَلَام الْعَرَب وَكثير من الروَاة عَن شُيُوخنَا يَقُول فِيهَا فِي الْجمع أَوَاقٍ مثل أضح وَجوَار وَبَعْضهمْ يرْوى فِي الْوَاحِد وقية وَكَذَا فِي كتاب القَاضِي الشَّهِيد فِي مَوضِع من كتاب مُسلم وَفِي كتاب البُخَارِيّ لجميعهم فِي الشُّرُوط وَخطأ هَذَا الْخطابِيّ وَجوزهُ ثَابت كَمَا قَالُوا أثاف وَحكى اللحياني فِي الْوَاحِد وقية قَالَ وَيجمع وقايا مثل ضحية وضحايا وَبَعض الروَاة يمد ألف أَوَاقٍ وَهُوَ خطأ
(أوهـ)
قَوْله أوه عين الرِّبَا روينَاهُ بِالْقصرِ وَتَشْديد الْوَاو وَسُكُون الْهَاء وَقيل بِمد الْهمزَة قَالُوا وَلَا مَوضِع لمدها إِلَّا لبعد الصَّوْت وَقيل بِسُكُون الْوَاو وَكسر الْهَاء وَمن الْعَرَب من يمد الْهمزَة وَيجْعَل بعْدهَا واوين اثْنَيْنِ فَيَقُول أووه وَكله بِمَعْنى التَّذَكُّر والتحزن وَمِنْه أَن إِبْرَاهِيم لأواه فِي قَول أَكْثَرهم أَي كثير التأوه شفقا وحزنا وَقيل أَواه دُعَاء وَهُوَ يرجع إِلَى قريب مِنْهُ
وَأنْشد البُخَارِيّ
تأوه أهة الرجل الحزين
كَذَا للأصيلي مشددا وللقابسي وَأبي ذَر آهة بِالْمدِّ وَكِلَاهُمَا صَوَاب أَي توجع الرجل الحزين وَفِي رِوَايَة ابْن السماك عَن الْمروزِي أوهة وَهُوَ خطأ
(أَوَى)
قَوْله أما أَحدهمَا فأوى إِلَى الله فآواه الله أشهر مَا يقرأه الشُّيُوخ بقصر الْألف من الْكَلِمَة الأولى ومدها فِي الثَّانِيَة المعداة وَفِي كل وَاحِد من الْكَلِمَتَيْنِ عِنْد أهل اللُّغَة الْوَجْهَانِ ثلاثيا كَانَ أَو رباعيا معدي كَانَ أَو غير معدي لَكِن المدفي المعدي أشهر وَالْقصر فِي غير المعدي أعرف وَمثله إِذا أويت إِلَى فراشك وأووا إِلَى الْمبيت فِي غَار ويؤوى هَؤُلَاءِ وَالْحَمْد لله الَّذِي أطعمنَا وكفانا وآوانا بِالْمدِّ عِنْد أَكْثَرهم وَكم مِمَّن لَا مؤوى لَهُ وَحَتَّى يؤووه إِلَى مَنَازِلهمْ كُله مِمَّا جَاءَ فِي هَذِه الْأُمَّهَات بِمَعْنى الانضمام وَالضَّم وَمعنى آواه الله فِي الحَدِيث ظَاهره أَنه لما انْضَمَّ إِلَى الْمجْلس وقصده جعل الله لَهُ فِيهِ مَكَانا وفسحة وَقيل قربه إِلَى مَوضِع نبيه وَقيل يحْتَمل أَن يؤويه يَوْم الْقِيَامَة فِي ظلّ عَرْشه
وَقَوله ومأوى الْحَيَاة والهوام أَي أماكنها الَّتِي تنضم فِيهَا وَفِي الحَدِيث الآخر فِي السُّجُود حَتَّى ناوى لَهُ أَي نرثى ونرق وَقيل معنى الْحَمد لله الَّذِي آوانا أَي رحمنا وَعطف علينا وَكم مِمَّن لَا مؤوى لَهُ أَي لَا رَاحِم وَلَا عاطف وعَلى الْمَعْنى الأول أَي الَّذِي ضم شملنا وَجعل لنا مَوَاطِن ومساكن نأوي إِلَيْهَا وَكم مِمَّن لَا موطن لَهُ وَلَا مسكن وَلَا من ينعم عَلَيْهِ بذلك فَهُوَ ضائع مهمل والمأوى الْمسكن بِفَتْح الْوَاو مَقْصُور وكل شَيْء يؤوي إِلَيْهِ إِلَّا مأوى الْإِبِل فبكسر الْوَاو خَاصَّة وَلم يَأْتِ مفعل بِكَسْر الْعين فِي الصَّحِيح من مصَادر الثلاثيات من الْأَفْعَال وأسمائها مِمَّا مستقبله يفعل بِالْفَتْح إِلَّا مكبر من الْكبر ومحمدة من الْحَمد وَفِي المعتل غير الصَّحِيح مَعْصِيّة ومأوى الْإِبِل هَذِه الْأَرْبَعَة وسواها مفعل بِالْفَتْح فِي الصَّحِيح وَكثير من المعتل مِمَّا عين فعله يَاء وَقد حُكيَ فِي جَمِيع ذَلِك الْفَتْح وَالْكَسْر كن مصَادر أَو أَسمَاء
فصل فِي أَو كَذَا بالإسكان أَو كَذَا بِالْفَتْح
فَاعْلَم أَنه مَتى جَاءَت هَذِه الصِّيغَة على التَّقْرِير أَو التوبيخ أَو الرداو الْإِنْكَار أَو الِاسْتِفْهَام كَانَت مَفْتُوحَة الْوَاو وَإِذا جَاءَت على الشَّك أَو التَّقْسِيم أَو الْإِبْهَام أَو التَّسْوِيَة أَو التَّخْيِير أَو بِمَعْنى الْوَاو على رَأْي بَعضهم أَبُو بِمَعْنى بل أَو بِمَعْنى حَتَّى أَو بِمَعْنى إِلَى وَكَيف كَانَت عاطفة فَهِيَ سَاكِنة
فمما يشكل من ذَلِك فِي هَذِه الْأُصُول قَوْله فِي حَدِيث سعد حِين قَالَ إِنِّي لأراه مُؤمنا فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام أَو مُسلما هَذِه بِسُكُون الْوَاو على معنى الإضراب عَن قَوْله وَالْحكم بِالظَّاهِرِ كَأَنَّهُ قَالَ بل قل مُسلما وَلَا تقطع بإيمانه فَإِن(1/52)
حَقِيقَة الْإِيمَان وباطن الْخلق لَا يُعلمهُ إِلَّا الله وَإِنَّمَا تعلم الظَّاهِر وَهُوَ الْإِسْلَام وَقد تكون بِمَعْنى الَّتِي للشَّكّ أَي لَا تقطع بِأَحَدِهِمَا دون الآخر وَلَا يَصح فتح الْوَاو هُنَا جملَة وَمثله قَوْله لعَائِشَة حِين قَالَت عُصْفُور من عصافير الْجنَّة أَو غير ذَلِك بِالسُّكُونِ أَي لَا تقطعي عَليّ ذَلِك فقد يكون غير مَا تعتقديه فَعلمه إِلَى الله تَعَالَى وَمن فتح الْوَاو فِي هَذَا وَمثله أحَال المعني وأفسده وَمثله قَول الْمَرْأَة أَنه لَا سحر النَّاس أَوَانه لرَسُول الله حَقًا على طَرِيق الشَّك وَكَذَلِكَ قَوْله فِي لُحُوم الْحمر واكسروا الْقُدُور فَقَالُوا نهريق مَا فِيهَا ونغسلها فَقَالَ أَو ذَلِك بِالسُّكُونِ على الْإِبَاحَة والتسوية وَأما قَوْله فِي حَدِيث مَا يفتح من زهرَة الدُّنْيَا أَو خير هُوَ فَهَذَا بِفَتْح الْوَاو لِأَنَّهُ على جِهَة التَّقْرِير وَالرَّدّ وَهِي وَاو الِابْتِدَاء قبلهَا ألف الِاسْتِفْهَام وَمثله قَوْله فِي الحَدِيث الآخر أَو فِي شكّ أَنْت يَابْنَ الْخطاب على جِهَة التوبيخ والتقرير وَكَذَلِكَ أَو مَا طفت بِالْبَيْتِ على جِهَة الِاسْتِفْهَام وَكَذَلِكَ فِي الْأَشْرِبَة أَو مُسكر هُوَ على الِاسْتِفْهَام وَكَذَلِكَ أَو تعلم مَا النقير كُله على الِاسْتِفْهَام وَكَذَلِكَ قَوْله أَو قد فَعَلُوهَا
وَقَوله أَو أملك أَن نزع الله مِنْك الرَّحْمَة على طَرِيق التوبيخ وَرَوَاهُ مُسلم وأملك بِغَيْر ألف الِاسْتِفْهَام وَمثله أَو لم يعلم أَبُو الْقَاسِم أول زمرة تدخل الْجنَّة على التَّقْرِير وَمثله قَوْله أَو قد كَانَ ذَلِك أَو فتح هُوَ على الِاسْتِفْهَام وَفِي حَدِيث الصَّلَاة فِي الْكَعْبَة أَو فِي زواياها كَذَا رَوَاهُ العذري بِهَذَا اللَّفْظ والضبط على الِاسْتِفْهَام وَكَذَلِكَ قَوْله أَو هبلت أوجنة وَاحِدَة هِيَ الأولى على التوبيخ وَالثَّانيَِة على التَّقْرِير وَالْإِنْكَار كل هَذَا بِفَتْح الْوَاو وَمن روى منبها من الروَاة شَيْئا بِالسُّكُونِ فَهُوَ خطأ مُفسد للمعنى مغير لَهُ وَقد رَوَاهُ بَعضهم أوهبلت وَلَيْسَ بِشَيْء
وَقَوله تبكين أَو لَا تبكين فَمَا زَالَت الْمَلَائِكَة تظله الحَدِيث بِسُكُون الْوَاو وَقد يكون هَذَا شكا من الرَّاوِي فِي أَي الْكَلِمَتَيْنِ قَالَ أَو يكون على طَرِيق التَّسْوِيَة للحالين أَي سَوَاء حالاك فِي ذَلِك كحالة هُوَ كَذَا وَالْأول أظهر
فصل فِيمَا جَاءَ من الِاخْتِلَاف وَالوهم فِي أَو كَذَا وَكَذَا
فِي الشَّهَادَات الَّذِي يَأْتِي بِشَهَادَتِهِ قبل أَن يسْأَلهَا أَو يخبر بِشَهَادَتِهِ قبل أَن يسْأَلهَا كَذَا لِابْنِ الْقَاسِم وَابْن عفير وَأبي مُصعب وَمصْعَب والصوري وَابْن وهب ومعن وَابْن بكير والقعنبي ومطرف وَابْن وضاح من رِوَايَة يحيى وَعند سَائِر رَوَاهُ يحيى ويخبر وَالْأول هُوَ الصَّوَاب شكّ من الرَّاوِي قَالَ ابْن وهب عبد الله بن أبي بكر بن حزم شيخ مَالك هُوَ الشاك
وَفِي بَاب وَبث فِيهَا من كل دَابَّة وَقَالَ صَالح وَابْن أبي حَفْصَة وَابْن مجمع عَن الزُّهْرِيّ فرآني أَبُو لبَابَة وَزيد كَذَا فِي الأَصْل نبه البُخَارِيّ على خلاف صَالح فِيهِ وَالصَّوَاب مَا ذكره قيل من قَول غَيره وَهُوَ عبد الرَّزَّاق فرآني أَبُو لبَابَة أَو زيد
وَفِي رفع الصَّوْت بالإهلال أَمرنِي أَن آمُر أَصْحَابِي أَو من معي أَن يرفعوا أَصْوَاتهم بِالتَّلْبِيَةِ أَو الإهلال كَذَا ليحيى وَأبي مُصعب وَغَيرهمَا وَعند القعْنبِي وَمن معي وَالْأول الصَّوَاب لِأَنَّهُ جَاءَ على الشَّك من الرَّاوِي كَيفَ قَالَ لَهُ
وَفِي دُخُول الْكَعْبَة فِي حَدِيث ابْن عمر فَأَخْبرنِي بِلَال وَعُثْمَان ابْن أبي طَلْحَة كَذَا عِنْد بَعضهم عَن مُسلم وللكافة أَو عُثْمَان على الشَّك من الرَّاوِي وَهُوَ الصَّوَاب وَالشَّكّ هُنَا من غير ابْن عمر إِذا الثَّابِت عَن ابْن عمر أَنه إِنَّمَا سَأَلَ بِلَالًا من طرق كَثِيرَة لَا عُثْمَان
وَقَوله بَاب الْكَافِر يقتل الْمُسلم ثمَّ يسلم فيسدد بعد أَو يقتل كَذَا للقابسي وعبدوس وَهُوَ الْوَجْه وَعند الْأصيلِيّ فيسدد قبل أَن يقتل وَله وَجه أَيْضا بِمَعْنَاهُ
وَقَوله وَفِي حَدِيث(1/53)
أبي سعيد فِي زَكَاة الْفطر صَاعا من طَعَام أَو صَاعا من شعير كَذَا لجَماعَة من رُوَاة الْمُوَطَّأ وَعند يحيى وَابْن الْقَاسِم والقعنبي صَاعا من شعير وَكَذَا رده ابْن وضاح وَكِلَاهُمَا صَحِيح وَجه الأول أَنه أَرَادَ بِالطَّعَامِ الْبر وَهُوَ مَذْهَب أَكثر الْفُقَهَاء وأو هُنَا للتَّخْيِير والتقسيم
وَفِي حَدِيث البصاق فِي الْمَسْجِد لَكِن تَحت يسَاره أَو تَحت قدمه الْيُسْرَى كَذَا لَهُم وَعند الْحَمَوِيّ وَتَحْت قدمه وهما هُنَا بِمَعْنى الْإِبَاحَة والتسوية بِدَلِيل قَوْله فِي الحَدِيث الآخر وَلَكِن تَحت قدمه الْيُسْرَى
وَقَوله فِي بَاب استعانة الْيَد فِي الصَّلَاة وَوضع أَبُو إِسْحَاق قلنسوته فِي الصَّلَاة أَو رَفعهَا كَذَا لعبدوس والقابسي على الشَّك وَعند النَّسَفِيّ وَأبي ذَر والأصيلي ورفعها وَهُوَ الصَّوَاب فِي التَّفْسِير
قَوْله فِي الْمُرْضع وَالْحَامِل إِذا خافتا على أَنفسهمَا كَذَا للأصيلي وَأبي ذَر وَعند الْحَمَوِيّ وبقيتهم أَو الْحَامِل وَالصَّوَاب الأول بِدَلِيل بَقِيَّة الحَدِيث إِلَّا أَن يَجْعَل أَو هُنَا للتسوية فيستقيم الْكَلَام ويكونا بِمَعْنى
وَفِي تَفْسِير أَن الَّذين يشْتَرونَ بِعَهْد الله الْآيَة أَن امْرَأتَيْنِ كَانَتَا تخرزان فِي الْبَيْت أَو فِي الْحُجْرَة كَذَا للأصيلي وَلغيره وَفِي الْحُجْرَة وَهُوَ الصَّوَاب وَتَمَامه فِي رِوَايَة ابْن السكن وَفِي الْحُجْرَة حداث أَي قوم يتحدثون وَبعده فَخرجت إِحْدَاهمَا وَقد نفذ بأشفى فِي كفها كَذَا لكافتهم وَعند الْأصيلِيّ فجرحت وَالْوَجْه مَا للكافة وَيَأْتِي فِي حرف الْجِيم
وَفِي حَدِيث وَلِيمَة زَيْنَب ادْع لي فلَانا وَفُلَانًا أَو من لقِيت كَذَا للسمرقندي فِي حَدِيث قُتَيْبَة وَهُوَ وهم وَصَوَابه مَا لِلْجُمْهُورِ وَمن لقِيت كَمَا جَاءَ فِي سَائِر الْأَحَادِيث
وَفِي بَاب السّلف وَبيع الْعرُوض لَا بَأْس أَن يَشْتَرِي الثَّوْب من الْكَتَّان أَو الشطوى أَو القصبى كَذَا ليحيى وَصَوَابه الشطوى على الْبَدَل بِإِسْقَاط أَو كَمَا لسَائِر رُوَاة الْمُوَطَّأ لِأَن هَذِه الْأَصْنَاف هِيَ من ثِيَاب الْكَتَّان الَّذِي أَرَادَ
وَفِي الْإِحْدَاد صَفِيَّة بنت أبي عبيد عَن عَائِشَة وَحَفْصَة كَذَا ليحيى وَأبي مُصعب والصورى وَعند ابْن بكير والقعنبي والتنيسي وَابْن عفير أَو حَفْصَة على الشَّك وَاخْتلف فِيهِ عَليّ ابْن الْقَاسِم زَاد ابْن وهب أَو كلتيهما قَوْله فِي كتاب مُسلم وَذكر أَن أَصْحَاب النَّار خَمْسَة إِلَى قَوْله وَذكر الْبُخْل أَو الْكَذِب كَذَا فِي روايتنا عَن الخشنى عَن الطَّبَرِيّ وَفِي بعض نسخ مُسلم وروايتنا عَن البَاقِينَ وَالْكذب وَرجح بعض الْمُتَكَلِّمين الرِّوَايَة الأولى وَقَالَ بِهِ تصح الْقِسْمَة لِأَنَّهُ ذكر الضَّعِيف والخائن والمخادع الَّذين وَصفهم ثمَّ ذكر الْبُخْل أَو الْكَذِب ثمَّ ذكر الشنظير فَهَؤُلَاءِ خَمْسَة وبواو الْعَطف يكونُونَ سِتَّة
قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَقد تصح عِنْد الْعدة مَعَ وَاو الْعَطف وَأَن يكون الوصفان من الْبُخْل وَالْكذب لوَاحِد جَمعهمَا كَمَا قَالَ والشنظير الفحاش فوصفه بوصفين أَيْضا والشنظير مُفردا هُوَ السيء وَقيل الْفَاحِش القلق وسنذكره
وَقَوله فِي حَدِيث الْخَوَارِج تحقرون صَلَاتكُمْ مَعَ صلَاتهم أَو صِيَامكُمْ مَعَ صِيَامهمْ أَو أَعمالكُم مَعَ اعمالهم كَذَا ليحيى ولكافة الروَاة وَصِيَامكُمْ وَأَعْمَالكُمْ وَهُوَ الصَّوَاب
وَفِي قيام النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام فِي رَمَضَان ثمَّ اجْتَمعُوا من اللَّيْلَة الثَّالِثَة أَو الرَّابِعَة كَذَا لِابْنِ وضاح وَبَعض الروَاة وَعند عبيد الله فِي رِوَايَة الجياني وَالرَّابِعَة وَكَذَا للمهلب وَبَعْضهمْ وَالصَّوَاب الأول
فِي حَدِيث رَافع بن خديج كُنَّا مَعَ رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بِذِي الحليفة من تهَامَة فأصبنا غنما أَو إبِلا كَذَا للأصيلي وَلغيره وإبلا
فصل بَقِيَّة الِاخْتِلَاف وَالوهم فِي حرف الْهمزَة وَالْوَاو
قَوْله سَتَأْتِيهِمْ صَلَاة هِيَ أحب إِلَيْهِم(1/54)
من الأولى كَذَا فِي كثير من النّسخ وَهِي رِوَايَة ابْن مَا هان وَفِي أَكثر النّسخ من الْأَوْلَاد وَهِي روايتنا عَن كَافَّة شُيُوخنَا وَهُوَ الْأَصَح إِن شَاءَ الله لقَوْله فِي حَدِيث آخر أحب إِلَيْهِم من أبنائهم
وَفِي حَدِيث عَاصِم بن مَالك فِي الْوِصَال وَاصل رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فِي أول شهر رَمَضَان كَذَا فِي جَمِيع النّسخ وضوابه فِي آخر شهر رَمَضَان كَمَا قَالَ فِي حَدِيث زُهَيْر بعده وَلقَوْله فِي الحَدِيث الآخر لَو تَمَادى بِي الشَّهْر لواصلت وعَلى الصَّوَاب سمعناه من ابْن أبي جَعْفَر عَن بعض شُيُوخه أَحْسبهُ من رِوَايَة ابْن ماهان أَو لَعَلَّه أصلح
وَقَوله فِيمَا يَقُول إِذا فرغ طَعَامه الْحَمد لله الَّذِي كفانا وآوانا كَذَا رَوَاهُ مُسلم وَابْن السكن عَن البُخَارِيّ وَعند غَيره أروانا بِزِيَادَة رَاء وَالْأول أعرف
وَقَوله مَا تركت الْفَرَائِض فَالْأول ذكر كَذَا رَوَاهُ بَعضهم مشدد الْوَاو فِي كتاب مُسلم وَالَّذِي للكافة فَلأولى بسكونها أَي أَحَق يُرِيد بِولَايَة الْقرب والقعدد بِالنّسَبِ أَو الْوَلَاء
وَفِي بَاب صَلَاة الْقَاعِد بِالْإِيمَاءِ وَمن صلى بإيماء فَلهُ نصف أجر الْقَاعِد كَذَا عِنْد النَّسَفِيّ بباء الْخَفْض وهمزة مَكْسُورَة وَضَبطه الْقَابِسِيّ نَائِما من النّوم وَكَذَا فِي كتاب أبي ذَر وعبدوس وَكَانَ مهملا عِنْد الْأصيلِيّ وَكَانَ عِنْده فِي الْبَاب قبله نَائِما وَكَذَا لكافتهم وَرَوَاهُ بَعضهم أَيْضا هُنَا نَائِما قَالَ الْقَابِسِيّ كَذَا عِنْدِي وَمَعْنَاهُ مُضْطَجعا وَكَذَا وَقع هَذَا الْحَرْف عِنْد النَّسَفِيّ مُفَسرًا قَالَ أَبُو عبد الله نَائِما يَعْنِي مُضْطَجعا مَكَان وترجمة البُخَارِيّ بعده صَلَاة الْقَاعِد بِالْإِيمَاءِ تصحح الرِّوَايَة الأولى
الْهمزَة مَعَ الْيَاء
(أَي أ) قَوْله أيآت بِمد الْهمزَة الثَّانِيَة وَفتحهَا وَسُكُون الْيَاء كَذَا جَاءَ فِي بعض رِوَايَات مُسلم فِي حَدِيث الْمَرْأَة وَأكْثر مَا فِي الصَّحِيحَيْنِ فِي هَذَا الْحَرْف وَغَيره هَيْهَات هَيْهَات بِفَتْح الْهَاء وَالتَّاء كَمَا جَاءَ فِي الْقُرْآن وَفِي بعض رِوَايَات مُسلم أَيْضا أيهات بِالْهَاءِ مَفْتُوحَة أَولهَا وبالياء عِنْد بَعضهم وَالْهَاء عِنْد آخَرين وَفِيه لُغَات يُقَال هَيْهَات وايهات وإيهات بِكَسْر الْهمزَة وَفتحهَا وَيُقَال فِي الْوَقْف هيهاه بِالْهَاءِ على مَذْهَب سِيبَوَيْهٍ وَالْكسَائِيّ وبنيت عِنْدهم فِي غير الْوَقْف على الْفَتْح كَأَنَّهُ اسْم ضم إِلَى اسْم كحضرموت وَمِنْهُم من يرى كسر التَّاء فيقف عِنْدهم بِالتَّاءِ وينون إِن شَاءَ لِأَنَّهَا عِنْده جمع هيهة مثل بَيْضَة وبيضات وَمن لم ينون فللفرق بَين الْمعرفَة والنكرة وَقَالَ أَبُو عبيد هَيْهَات تنصب وترفع وتخفض قَالَ سِيبَوَيْهٍ الكسرة فِي هيهئات كالفتحة قيل مَعْنَاهُ أَن الْحَرَكَة فِي الْوَجْهَيْنِ للْبِنَاء وَإِن كَانَت على صُورَة المعرب من حَيْثُ كَانَت مَجْمُوعَة بِالْألف وَالتَّاء قَالَ بَعضهم وَهِي من مضاعف الْبناء من بَاب هاهيت وَقد جَاءَ فِي شعر ذِي الرمة على غير هَذَا التَّرْتِيب يهيأه وَمَعْنَاهُ الْبعد لما قيل أَو طلب
(أَي د) اللَّهُمَّ أيده بِروح الْقُدس أَي قوه والأيدوالاد الْقُوَّة وَمِنْه أَن الله يُؤَيّد هَذَا الدّين بِالرجلِ الْفَاجِر أَي يشده ويقويه
(أَي م)
وَقَوله تأيمت حَفْصَة وَإِنَّمَا تأيمت والأيم أَحَق بِنَفسِهَا بِفَتْح الْهمزَة وَكسر الْيَاء الْمُشَدّدَة فِي الِاسْم وَفتحهَا مُشَدّدَة فِي الْفِعْل الأيم الَّتِي مَاتَ عَنْهَا زَوجهَا أَو طَلقهَا وَهُوَ المُرَاد فِي حَدِيث حَفْصَة والْحَدِيث الآخر أَي الثّيّب الَّتِي فَارَقت زَوجهَا وَقد آمت الْمَرْأَة تئيم مثل سَارَتْ تسير قَالَ الْحَرْبِيّ وَبَعْضهمْ يَقُول تأيم مثل تسمع وَلم يعرفهُ أَبُو مَرْوَان بن سراج وَقَالَ الْأَشْبَه تائء مثل تألم وَقد يُقَال ذَلِك فِي الرِّجَال أَيْضا إِذا لم يكن لَهُم نسَاء وَأكْثر مَا يسْتَعْمل فِي النِّسَاء وَلذَلِك لم يقل فِيهِنَّ بِالْهَاءِ كَقَوْلِهِم(1/55)
طَالِق وَقد حكى أَبُو عُبَيْدَة فِيهِنَّ أيمة أَيْضا وَقد اسْتعْمل الأيم فِي كل من لَا زوج لَهُ وَإِن كَانَ بكرا
قَوْله أيم هَذَا كَذَا ضَبطه الْأصيلِيّ وَعند ابْن أبي صفرَة بِفَتْح الْمِيم وبسكون الْيَاء لفظ أبي ذَر وَهُوَ مَفْتُوح الْهمزَة وهما لُغَتَانِ أيم بِالتَّشْدِيدِ وأيم بِالتَّخْفِيفِ مَفْتُوح الْمِيم قَالَه الْخطابِيّ كلمة اسْتِفْهَام قَالَ الْحَرْبِيّ هِيَ أَي وَمَا صلَة قَالَ الله تَعَالَى) أَيّمَا الْأَجَليْنِ قضيت
(وأياما تدعوا وَمِنْه فِي الحَدِيث الآخر أيم هَذَا وَعند السَّمرقَنْدِي أيم وهما بِمَعْنى
قَوْله وأيم الله يُقَال بِقطع الْألف وَوَصلهَا حلف قَالَه الْهَرَوِيّ كَقَوْلِهِم يَمِين الله ثمَّ يجمع الْيَمين أيمنا فَقَالُوا وأيمن الله ثمَّ كثر فِي كَلَامهم فحذفوا النُّون فَقَالُوا أيم الله وَقَالُوا أم الله وم الله وم الله وَمن الله وَمن الله وأيمن الله وأيمن الله وليم الله وأيم الله كل ذَلِك قيل وَسبب هَذَا الِاشْتِقَاق مَا لم يَجْعَل بَعضهم الْألف أَصْلِيَّة وَجعلهَا زَائِدَة وَجعل بَعضهم هَذِه الْكَلِمَة كلهَا عوضا من وَاو الْقسم وَهُوَ مَذْهَب الْمبرد كَأَنَّهُ يَقُول وَالله لَأَفْعَلَنَّ وَرُوِيَ عَن ابْن عَبَّاس أَن يَمِين اسْم من أَسمَاء الله تَعَالَى مثل قدير وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم فالياء مِنْهُ من الْيمن فيمين ويأمن بِمَعْنى مثل قدير وقادر وَأنْشد
بَيْنك فِي اليامن بَيت الْأَيْمن
(أَي ض)
قَوْله فِي الْكُسُوف فَانْصَرف وَقد آضت الشَّمْس مَمْدُود الْهمزَة مثل قَالَت أَي رجعت لحالها الأول
وَفِي حَدِيث هِنْد وَقَالَ لَهَا وَأَيْضًا وَالله منون الضَّاد أَي ستزيد بصيرتك وتعود إِلَى خير من هَذَا وَأفضل وأصل آض عَاد وَمثله فِي حَدِيث كَعْب بن الْأَشْرَف أَي تزيد فِي الزّهْد فِي صحبته وَترجع إِلَى مَا كنت عَلَيْهِ وَمِنْه قَوْلهم قَالَ أَيْضا أَي رَجَعَ وَعَاد إِلَيْهِ مرّة أُخْرَى
(أَي س)
قَوْله وأيس من الْحَيَاة وأيس من رَاحِلَته يُقَال ايس ويئس مَعًا من المقلوب
(أَي هـ)
قَوْله أَيهَا بِكَسْر الْهمزَة كلمة تَصْدِيق وارتضاء وَمِنْه فِي حَدِيث ابْن الزبير أَيهَا والإله وإيه مَكْسُورَة منونة كلمة استزادة من حَدِيث لَا يعرفهُ وإيه غير منونة استزادة من حَدِيث يعرفهُ وَقَالَ يَعْقُوب يُقَال للرجل إِذا استزدته من عمل أَو حَدِيث إيه فَإِن وصلت قلت إيه حَدثنَا فتنون قَالَ ثَابت وَتقول أَيْضا أَيهَا عَنَّا أَي كف عَنَّا وويها إِذا أغريته أَو زجرته وواها إِذا تعجبت وَقَالَ اللَّيْث إيه كلمة استزادة واستنطاق وَقد تنون وإيه كلمة زجر وَقد تنون فَيُقَال أَيهَا
وَقَوله آيَة الْمُنَافِق ثَلَاث أَي علامته وَآيَة السَّاعَة وَآيَة الْأَنْبِيَاء الْآيَة الْعَلامَة وَآيَة الْقُرْآن قيل سميت بذلك لِأَنَّهُ عَلامَة على تَمام الْكَلَام وَقيل بل لِأَنَّهَا جماعات من كَلِمَات الْقُرْآن وَالْآيَة الْجَمَاعَة أَيْضا
(أَي ي)
قَوْله فإياي لَا يأتيني أحد يحمل كَذَا مَعْنَاهُ احْذَرُوا وَاجْتَنبُوا
وَقَوله فِي حَدِيث كَعْب وَنهى النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) عَن كلامنا أَيهَا الثَّلَاثَة وَكُنَّا تخلفنا أَيهَا الثَّلَاثَة هَذَا عِنْد سِيبَوَيْهٍ على الِاخْتِصَاص وَحكي عَن الْعَرَب اللَّهُمَّ اغْفِر لنا أيتها الْعِصَابَة وأميننا أيتها الْأمة أَبُو عُبَيْدَة وَتَكون أَي هُنَا بِمَعْنى الَّذِي كَقَوْلِهِم علمت أَيهمْ فِي الدَّار رَأْي الَّذِي فِي الدَّار فَكَأَنَّهُ قَالَ فِي الحَدِيث الَّذين هم الثَّلَاثَة أَو الْأمة فِي الحَدِيث الآخر وَقَوله أَي وَالله مَعْنَاهُ نعم وَالله.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
فِي بَاب نصرت بِالرُّعْبِ أَن هِرقل أرسل إِلَيْهِ وهم بإيلياء كَذَا لَهُم وَعند الْقَابِسِيّ بإيلة وَهُوَ وهم
فِي حَدِيث مَا يخافه من زهرَة الدُّنْيَا من رِوَايَة عَليّ بن حجر أَيْن هَذَا السَّائِل كَذَا للسجزي والخشني وَعند العذري أَي السَّائِل وللسمرقندي إِنِّي وَكلهَا بِمَعْنى مُتَقَارب
قَوْله نَحن الْآخرُونَ السَّابِقُونَ يَوْم الْقِيَامَة بأيد أَنهم أُوتُوا الْكتاب من قبلنَا كَذَا رَوَاهُ الْفَارِسِي فِي كتاب مُسلم(1/56)
فِي حَدِيث قُتَيْبَة وَحَدِيث عَمْرو النَّاقِد قيل هُوَ وهم وَالصَّوَاب بيدكما رَوَاهُ غَيره وَقيل مَعْنَاهُ بِقُوَّة أعطاناها الله وفضلنا بهَا لقبُول أمره وطاعته وعَلى هَذَا يكون مَا بعده أَنهم أُوتُوا الْكتاب من قبلنَا ابْتِدَاء كَلَام وَرِوَايَة الكافة بيد بِفَتْح الْبَاء وأنعم بِفَتْح الْهمزَة على معنى غير وَقيل إِلَّا وَقيل على وكل بِمَعْنى وَهُوَ أشهر وَأظْهر وَقد قيل هِيَ هُنَا بِمَعْنى من أجل وَهُوَ بعيد وَإِنَّمَا يَصح هَذَا فِي الحَدِيث الآخر قَوْله بيد أَنِّي من قُرَيْش وَقد بَيناهُ فِي الْهمزَة وَالنُّون
وَفِي حَدِيث الْوَادي فَقَالَ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَي بِلَال كَذَا للخشنى والسجزي على النداء وَعند العذري والسمرقندي أَيْن الأول أليق بمعاني غَيرهَا من الرِّوَايَات
فِي خبر ابْن الزبير وتعيير أهل الشَّام لَهُ يَابْنَ ذَات النطاقين يَقُول أَيهَا والإله تِلْكَ شكاة ظَاهر عَنْك عارها كَذَا للنسفي وَعند الْفربرِي يَقُول ابْنهَا وَالصَّوَاب الأول وَهُوَ أصوب فِي الْكَلَام وَأظْهر فِي مساقه لِأَنَّهُ صدقهم فِي قَوْله إِذْ كَانَ من مناقبها لَا من مثالبها وَلذَلِك اسْتشْهد بِمَا ذكر بعده من الشّعْر وعَلى هَذِه الرِّوَايَة ذكر الْحَرْف وَالْخَبَر صَاحب الغريبين فِي بَاب الْهمزَة وَالْيَاء
فِي حَدِيث استغفاره لأهل البقيع مَالك حشيا رابية قَالَت قلت لأي شَيْء كَذَا لأبي بَحر بِكَسْر اللَّام وَفتح الْهمزَة بعْدهَا ثمَّ يَاء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا مُشَدّدَة وَعند القَاضِي الشَّهِيد والجياني لأبي شَيْء بِفَتْح لَا وَبعدهَا بَاء بِوَاحِدَة مَكْسُورَة قَالُوا لَا بِمَعْنى مَا وَعند ابْن الْحذاء لَا شَيْء قَالَ بَعضهم وَهُوَ الصَّوَاب نفيا لما سَأَلَهَا عَنهُ وَهُوَ وَجه الْكَلَام بِدَلِيل قَوْله بعد لتخبرني وَبَقِيَّة الحَدِيث
وَفِي بَاب مَا جَاءَ فِي التَّدْبِير إِذا مَاتَ سيد الْمُدبر وَله مَال حَاضر وغائب
وَقَوله يُوقف الْمُدبر حَتَّى يويس كَذَا لأبي على الجياني وَعند ابْن عتاب يئس بِتَأْخِير الْهمزَة يُقَال أيس ويئس وَعند اكثر الروَاة وَابْن وضاح حَتَّى يتَبَيَّن
فِي حَدِيث خَدِيجَة وورقة فَقَالَت أَي عَم كَذَا ذكره مُسلم وَقَالَ البُخَارِيّ فَقَالَت لَهُ يَابْنَ عَم قَالَ بَعضهم وَهُوَ الصَّوَاب قَالَ القَاضِي رَحمَه الله لَا يبعد صِحَة الرِّوَايَة الْأُخْرَى وَأَن تَدْعُو ورقة بذلك لسنه وجلالة قدره
فِي حج أبي بكر وَآخر سُورَة نزلت خَاتِمَة النِّسَاء كَذَا لكافة الروات وَلابْن السكن آيَة وَهُوَ الصَّوَاب
فصل فِيمَا ذكر فِي هَذَا الْحَرْف فِي هَذِه الْكتب من أَسمَاء الْمَوَاضِع والبقع من الأَرْض
فَمن ذَلِك الْأَبْوَاء بِفَتْح الْهمزَة وباء بِوَاحِدَة سَاكِنة ممدودة قَرْيَة من عمل الْفَرْع من عمل الْمَدِينَة بَينهَا وَبَين الْجحْفَة مِمَّا يَلِي الْمَدِينَة ثَلَاثَة وَعِشْرُونَ ميلًا قيل وَإِنَّمَا سميت بذلك للوباء الَّذِي بهَا وَهَذَا لَا يَصح إِلَّا على الْقلب كَانَ يجب أَن يُقَال أوباء على هَذَا وَبهَا توفيت أم النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام
(الأبطح) يصاف إِلَى مَكَّة وَإِلَى منى وَهُوَ وَاحِد وَهُوَ إِلَى منى أقرب وَهُوَ المحصب وَهُوَ خيف بني كنَانَة وَزعم الدَّاودِيّ أَنه بِذِي طوى أَيْضا وَلَيْسَ بِهِ وكل مسيل للْمَاء فِيهِ دقاق الْحَصَى فَهُوَ أبطح قَالَه الْخَلِيل وَقَالَ ابْن دُرَيْد الأبطح والبطحاء الرمل المنبسط على وَجه الأَرْض وَقَالَ أَبُو يزِيد الأبطح أثر المسيل ضيقا كَانَ أَو وَاسِعًا
(الأثاية) بِضَم الْهمزَة وَبعدهَا ثاء مُثَلّثَة وَبعد الْألف يَاء بِاثْنَتَيْنِ من أَسْفَل مَوضِع بطرِيق الْجحْفَة بَينهَا وَبَين الْمَدِينَة سِتَّة وَسَبْعُونَ ميلًا وَرَوَاهُ بعض الشُّيُوخ بِكَسْر الْهمزَة وَبَعْضهمْ قَالَ الإثاثة بِالْمُثَلثَةِ فيهمَا وَبَعْضهمْ بالنُّون فِي الْآخِرَة وَالْمَشْهُور وَالصَّوَاب الأول لَا غير
(أجم) بني سَاعِدَة حصنها بِضَم الْهمزَة وَالْجِيم
(أحد) بِضَم أَوله وثانيه جبل الْمَدِينَة مَعْرُوف
(الأخشبان)(1/57)
بِالْخَاءِ والشين المعجمتين وبعدهما بَاء بِوَاحِدَة مُضَافَة مرّة فِي الحَدِيث إِلَى مَكَّة وَمرَّة إِلَى منى وهما وَاحِد جبلا مَكَّة أَحدهمَا أَبُو قبيس وَالْآخر الْجَبَل الْأَحْمَر المشرف على قعيقعان ويسميان الجبجبين أَيْضا قَالَ ابْن وهب الأخشبان الجبلان اللَّذَان تَحت الْعقبَة بمنى فَوق الْمَسْجِد
(أذ ر ح) بِفَتْح الْهمزَة وَسُكُون الذَّال الْمُعْجَمَة وَرَاء مَضْمُومَة وحاء مُهْملَة مَدِينَة من أداني الشَّام تِلْقَاء السراة وَقَالَ ابْن وضاح هِيَ فلسطين وَوَقع فِي كتاب مُسلم أَن بَينهَا وَبَين جربا الْمَذْكُورَة مَعهَا فِي حَدِيث الْحَوْض ثَلَاثَة أَيَّام وَهَذَا الْحَرْف فِي رِوَايَة العذرى أذرج وَهُوَ خطأ أذريبجان كَذَا هُوَ بِفَتْح الْهمزَة مَقْصُور الْألف وَضَبطه الْأصيلِيّ والمهلب بِمد الْهمزَة وضبطناه عَن الْأَسدي بِكَسْر الْبَاء وَهُوَ قَول غَيره وضبطناه عَن أبي عبد الله بن سُلَيْمَان وَغَيره بِفَتْحِهَا وَحكى فِيهِ ابْن مكي أَن صَوَابه أذربيجان بِفَتْح الدَّال وَسُكُون الرَّاء قَالَ وَالنّسب إِلَيْهِ أذري وأذربي على غير قِيَاس ورد عَلَيْهِ ابْن الأجذابي وَقَالَ كَلَام الْعَرَب بِسُكُون الدَّال وَفتح الرَّاء وَضبط عَن الْمُهلب آذربيجان بِكَسْر الرَّاء وَتَقْدِيم الْيَاء بِاثْنَتَيْنِ على الْبَاء وبمد الْهمزَة
(الا ر اك) الْمَذْكُور فِي حَدِيث الْحَج قيل هُوَ من نمرة وهواراك يستظل بهَا بِعَرَفَة وَقيل هُوَ من مَوَاقِف عَرَفَة من جِهَة الشَّام ونمرة من جِهَة الْيمن أروان بير بِالْمَدِينَةِ وَيُقَال ذروان وَيُقَال ذِي أروان ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْبَاء فَانْظُرْهُ هُنَاكَ
أريس بير ذَكرْنَاهُ أَيْضا فِي حرف الْبَاء
وَادي الْأَزْرَق ذكر فِي حَدِيث الْإِسْرَاء هُوَ خلف أمج إِلَى مَكَّة بميل
أَطَم من آطام الْمَدِينَة بِضَم الْهمزَة والطاء فِي الْوَاحِد وَفتحهَا مَعَ المدفي الْجمع وأطم بني مُعَاوِيَة وأطم بني مغالة أَي حصنها
ألملم من الْمَوَاقِيت كَذَا قَيده الْأصيلِيّ وَغَيره فِي بَاب دُخُول مَكَّة بِغَيْر إِحْرَام وَلابْن السكن يَلَمْلَم بِالْيَاءِ وَكَذَا هُوَ فِي الْمُوَطَّأ وَغير هَذَا الْمَكَان من الصَّحِيحَيْنِ وهما صَحِيحَانِ جبل من جبال تهَامَة على لَيْلَتَيْنِ من مَكَّة وَالْيَاء فِيهِ بدل من الْهمزَة وَلَيْسَت الْهمزَة فِيهِ مزيدة
(أَصْبَهَان) سمعناه من كافتهم فِي حَدِيث الدَّجَّال فِيهَا وَفِي غَيرهَا بِفَتْح الْهمزَة وقيدها أَبُو عبيد الْبكْرِيّ بِكَسْرِهَا وَأهل خُرَاسَان يَقُولُونَهَا بِالْفَاءِ مَكَان الْبَاء أضاة بني غفار مَوضِع بِالْمَدِينَةِ تقدم ذكرهَا قبل فِي الْهمزَة وَالضَّاد الإفراق بِفَتْح الْهمزَة وبالفاء عِنْد كَافَّة شُيُوخنَا وَضَبطه بَعضهم بِالْكَسْرِ كَأَنَّهُ جمع فرق اسْم مَوضِع من أَمْوَال الْمَدِينَة وحائط من حوائطها وبالفتح ذكره الْبكْرِيّ الأسواف بِفَتْح أَوله بعْدهَا سين مُهْملَة هُوَ من حرم الْمَدِينَة قَالَ أَبُو عمر بن عبد الْبر هُوَ بِنَاحِيَة البقيع وَهُوَ صَدَقَة زيد بن ثَابت
أهاب بِكَسْر الْهمزَة وَآخره بَاء بِوَاحِدَة مَوضِع بِقرب الْمَدِينَة جَاءَ ذكره فِي حَدِيث سُكْنى الْمَدِينَة وعمارتها قبل السَّاعَة فِي حَدِيث مُسلم تبلغ المساكن أهاب أَو يهاب قَالَ سُهَيْل كَذَا وَكَذَا ميلًا يَعْنِي من الْمَدِينَة كَذَا جَاءَت الرِّوَايَة فِيهِ عَن مُسلم عندنَا على الشَّك أَو يهاب بِكَسْر الْيَاء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا عِنْد كَافَّة شُيُوخنَا الْأَسدي والصدفي وَغَيرهمَا وَعند التَّمِيمِي كَذَلِك وبالنون مَعًا وَلم أجد هَذَا الْحَرْف فِي غير هَذَا الحَدِيث وَلَا من ذكره الأهواز بِفَتْح أَوله وَإِسْكَان ثَانِيه بعده وَاو وَألف وزاي مُعْجمَة بلدان تجمع كورا مِنْهَا كورة الأهواز وكورة جنديسابور وكورة السوس وكورة لهون وكورة بهرين وكورة نهرتين
أَوْطَاس بِفَتْح أَوله وَاد فِي ديار هوَازن وَهُوَ مَوضِع حَرْب يَوْم حنين
غَدِير أشطاط بِفَتْح أَوله وَإِسْكَان ثَانِيه بعده طاء مُهْملَة وَألف وطاء أُخْرَى(1/58)
وَهُوَ تِلْقَاء الحديبة مَذْكُور فِي حَدِيثهَا
إيلياء بِكَسْر أَوله مَمْدُود بَيت الْمُقَدّس وَقيل مَعْنَاهُ بَيت الله وَحكى أَبُو عبيد الْبكْرِيّ أَنه يُقَال بِالْقصرِ أَيْضا ولغة ثَالِثَة الْيَاء بِحَذْف الْيَاء الأولى وَسُكُون اللَّام وَهُوَ الْأَقْصَى أَيْضا قَالَ الله تَعَالَى إِلَى الْمَسْجِد الْأَقْصَى وَجَاء فِي الحَدِيث مَسْجِد الْأَقْصَى على الْإِضَافَة أَيْلَة بِفَتْح الْهمزَة مَدِينَة مَعْرُوفَة بِالشَّام على النّصْف مَا بَين طَرِيق فسطاط مصر وَمَكَّة على شاطئ الْبَحْر من بِلَاد الشَّام قَالَه أَبُو عُبَيْدَة وَقَالَ مُحَمَّد بن حبيب أَيْلَة هِيَ شُعْبَة من رضوى وَهُوَ جبل يَنْبع بَين مَكَّة وَالْمَدينَة وَهُوَ غير الْمَدِينَة الْمَذْكُورَة الأعماق بِفَتْح الْهمزَة ذكرهَا فِي حَدِيث فتح القسطنطينة ينزل الرّوم بالأعماق أَو بدابق
ذَات أنواط شَجَرَة عَظِيمَة خضراء كَانَت الْجَاهِلِيَّة تأتيها كل سنة تعظمها وَتعلق بهَا أسلحتها وتذبح عِنْدهَا قَرِيبا من مَكَّة وَذكر أَنهم كَانُوا إِذا حجُّوا وضعُوا عَلَيْهَا أرديتهم ودخلوا بِغَيْر أردية تَعْظِيمًا لَهَا أرمينية بِالْكَسْرِ قَالَ أَبُو عبيد بِكَسْر أَوله وَإِسْكَان ثَانِيه بعده مِيم مَكْسُورَة وياء ثمَّ نون مَكْسُورَة بلد مَعْرُوف تضم كورا كَثِيرَة سميت بِكَوْن الأرمن فِيهَا وَهِي أمة كالروم وَغَيرهَا وَقيل سميت بأرمون بن لمطى بن يرمن بن يافث بن نوح أساف ونائلة اسْم صنمين كَانَا بِمَكَّة ذكر مُحَمَّد بن إِسْحَاق أَنَّهُمَا كَانَا من جرهم رجل وَامْرَأَة اسْم الرجل أساف بن بقا وَالْمَرْأَة نائلة بنت ذيب وَيُقَال بنت ديك وَيُقَال أساف بن عَمْرو ونائلة بنت سُهَيْل زَنَيَا بِالْكَعْبَةِ فمسخهما الله حجرين فنصبا عِنْد الْكَعْبَة وَقيل بل نصب أَحدهمَا على الصَّفَا وَالْآخر على الْمَرْوَة ليعتبر بهما فَلَمَّا قدم الْأَمر أَمر عَمْرو بن لحى بعبادتهما ثمَّ حولهما قصي فَجعل أَحدهمَا بلصق الْكَعْبَة وَالْآخر بزمزم وَقيل بل جَعلهمَا جَمِيعًا مَوضِع زَمْزَم فَكَانَ ينْحَر عِنْدهمَا وَكَانَت الْجَاهِلِيَّة تتمسح بهما فَلَمَّا افْتتح النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) مَكَّة كسرهما وَجَاء فِي بعض أَحَادِيث مُسلم أَنَّهُمَا كَانَا بشط الْبَحْر وَكَانَت الْجَاهِلِيَّة تهل لَهما وَهُوَ وهم وَالصَّحِيح أَن الَّتِي بشط الْبَحْر منأة وسنذكرها
فصل مُشكل الْأَسْمَاء والكنى فِي حرف الْهَمْز
كل مَا وَقع فِي هَذِه الْكتب من الْأَسْمَاء أبي وَابْن أبي فَهُوَ بِضَم الْهمزَة وَفتح الْبَاء مِنْهُم أبي بن كَعْب وَعبد الله بن أبي بن سلول الْمُنَافِق وَابْنه وَأبي بن الْعَبَّاس بن سهل وَلَيْسَ فِيهَا بِخِلَاف ذَلِك إِلَّا وَاحِد فِي كتاب مُسلم وَهُوَ عُمَيْر مولى آبي اللَّحْم هَذَا بِهَمْزَة مَفْتُوحَة ممدودة وباء مَكْسُورَة اسْم فَاعل من أبي وتسميته بذلك لِأَنَّهُ كَانَ لَا يَأْكُل اللَّحْم وَقيل بل مَا ذبح على النصب وَقيل بل هُوَ نسب لَهُ إِلَى أبي اللَّحْم رجل من لَيْث من غفار وَهَذَا الِاسْم لبطن لَهُم مولى عُمَيْر مِنْهُم ووردت فِي هَذِه الْكتب أبي فلَان كنية أَو بِمَعْنى وَالِدي كثيرا وَقع فِي مَوَاضِع مِنْهَا أشكال وَفِي بَعْضهَا اخْتِلَاف وَجب بَيَانهَا مِنْهَا فِي كتاب مُسلم فِي حَدِيث عُرْوَة فِي الْحَج ثمَّ حججْت مَعَ أبي الزبير أَي مَعَ وَالِدي الزبير كَذَا لعامة الروَاة الزبير بدل من أبي وَلَيْسَ بكنية وَكَانَ عِنْد العذرى وَأبي الْهَيْثَم مَعَ ابْن الزبير وَهُوَ خطأ عُرْوَة قَالَه أَنه حج مَعَ أَبِيه وَمثله فِي فَضَائِل الْقُرْآن حَدِيث أم سَلمَة قَالَ فَقلت لأبي عُثْمَان وَقَائِل هَذَا عَن أَبِيه مُعْتَمر وَهُوَ مَذْكُور فِي سَنَد الحَدِيث فَهُوَ بدل لَا كنية وَمثله فِي حَدِيث حُذَيْفَة بن الْيَمَان مَا مَنَعَنِي أَن أشهد بَدْرًا إِلَّا أَنِّي خرجت أَنا وَأبي حسيل فحسيل مَرْفُوع بدل من أبي وَلَيْسَ بكنية فحسيل هُوَ اسْم وَالِد حُذَيْفَة وَمثله قَوْله نَا ربيعَة بن كلتوم حَدثنِي أبي(1/59)
كُلْثُوم فِي كتاب الْقدر وَفِي بَاب وأقسموا بِاللَّه جهد أَيْمَانهم عَن أُسَامَة قَالَ وَمَعَ النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام أُسَامَة وَسعد وَأبي أَو أبي الأول مَفْتُوح وَالثَّانِي مضموم على الشَّك فيهمَا كَذَا للأصيلي والقابسي وَعند ابْن السكن أُسَامَة وَسعد أَو أبي الشَّك هُنَا وَفِي الحَدِيث الْمَشْهُور أَن آل أبي لَيْسُوا لي بأولياء بِفَتْح الْهمزَة وَبعد أبي بَيَاض فِي الْأُصُول كَأَنَّهُمْ تركُوا الِاسْم تقية مِنْهُم أَو تورعا وَعند ابْن السكن آل أبي فلَان مكنى عَنهُ وَفِي بَاب اغتسال الصَّائِم عَن أبي بكر بن عبد الرَّحْمَن بن هِشَام كنت أَنا وَأبي حِين دَخَلنَا على عَائِشَة بِفَتْح الْهمزَة يَعْنِي وَالِده وَمثله فِي تَفْسِير المرسلات فِي حَدِيث عمر بن حَفْص بن غياث فِي قتل الْحَيَّة قَالَ عمر حفظت من أبي فِي غَار بمنى بِفَتْح الْهمزَة أَيْضا وَفِي حَدِيث المغفر سَمِعت من أبي وَمن أبي السَّائِب الأول وَالِده مَفْتُوح الْهمزَة وَالثَّانيَِة كنية وَفِي حَدِيث مُصعب بن زيد صليت إِلَى جنب أبي حَدِيث التطبيق وَفِيه فَقَالَ لي أبي هُنَا بِفَتْح الْهمزَة أَيْضا وَفِي حَدِيث اثنى عشر خَليفَة كلمة لم أسمعها فَقَالَ لي أبي بِفَتْحِهَا أَيْضا وَفِي حَدِيث عَائِشَة أَنِّي قتلت قلائد هدى رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) ثمَّ بَعثه رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) مَعَ أبي تُرِيدُ أَبَاهَا أَبَا بكر وَفِي سُجُود الْقُرْآن عَن إِبْرَاهِيم التَّيْمِيّ كنت أَقرَأ على أبي الْقُرْآن بِالْفَتْح أَيْضا وَفِي كتاب الطِّبّ جَابر بن عبد الله رمى أبي يَوْم الْأَحْزَاب على أكحله فكواه رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كَذَا للسجزي بِضَم الْهمزَة وَفتح الْبَاء وَعند العذري والسمرقندي أبي بِفَتْح الْهمزَة وَكسر الْبَاء وَهُوَ وهم وَالصَّوَاب الأول بِدَلِيل الحَدِيث الَّذِي قبله بعث رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) إِلَى أبي بن كَعْب طَبِيبا فَقطع مِنْهُ عرقا ثمَّ كواه وَلِأَن وَالِد جَابر لم يدْرك يَوْم الْأَحْزَاب اسْتشْهد بِأحد فِي خبر مَشْهُور وَفِي حَدِيث مُوسَى وَالْخضر فِي تمارى ابْن عَبَّاس وَالْحر بن قيس وسؤال أبي بن كَعْب عَن ذَلِك فَقَالَ أبي كَذَا للسجزي بِضَم الْهمزَة
فصل مِنْهُ
وفيهَا أسيد بِفَتْح الْهمزَة وَكسر السِّين جمَاعَة مِنْهُم أَبُو بَصِير بن أسيد الثَّقَفِيّ واسْمه عتبَة وَأَخُوهُ عَمْرو بن أسيد بن جَارِيَة بِالْجِيم هَذَا هُوَ الصَّحِيح وَكَذَا قَيده الدَّارَقُطْنِيّ وَعبد الْغَنِيّ وَأَبُو نصر الْأَمِير وَغَيرهم وَأسيد أَبوهُمَا من مسلمة الْفَتْح لَكِن وجدته بِخَط الْأصيلِيّ فِي قصَّة الْحُدَيْبِيَة فِي صَحِيح البُخَارِيّ أَبُو بَصِير بن أسيد بِضَم الْهمزَة وَفتح السِّين وَضَبطه فِي نسب أَخِيه عَمْرو بِالْفَتْح على الصَّوَاب وَعَمْرو بن أبي سُفْيَان بن أسيد بن جَارِيَة الثَّقَفِيّ وَحُذَيْفَة بن أسيد أَبُو سريحَة وخلد بن أسيد وَأسيد بن زيد الْجمال بِالْجِيم هَؤُلَاءِ بِفَتْح الْهمزَة لَا شكّ وَأما بضَمهَا فأسيد بن الْحضير وَأَبُو أسيد السَّاعِدِيّ وَبَنوهُ حَمْزَة بن أبي أسيد وَالْمُنْذر بن أبي أسيد وَابْنه الزبير بن الْمُنْذر ابْن أبي أسيد كلهم فِي الصَّحِيحَيْنِ وَالصَّوَاب فيهم الضَّم كَمَا قُلْنَا لَكِن ابْن مهْدي يَقُول فِي أبي أسيد السَّاعِدِيّ بِفَتْح الْهمزَة وَكسر السِّين وَغَيره يُخَالِفهُ وبالضم قَالَه عبد الرَّزَّاق وَمعمر قَالَ ابْن حَنْبَل وَهُوَ الصَّوَاب وَوَقع عِنْد الْحَمَوِيّ فِي الْجِهَاد حَمْزَة بن أسيد بِالْفَتْح وَعند الْمُسْتَمْلِي فِي الصَّلَاة وَقَالَ أَبُو أسيد طولت بِنَا يَا بني بِالْفَتْح أَيْضا وَغَيرهمَا يَقُول فِي هذَيْن أسيد على الصَّوَاب كَمَا تقدم وَتَمِيم بن أسيد أَبُو رِفَاعَة كَذَا قَالَه عبد الْغَنِيّ قَالَ وَيُقَال أَسد وَيُقَال أسيد بِالْفَتْح وَالضَّم أشهر وبالفتح ذكره الدَّارَقُطْنِيّ وَفِي الْفَضَائِل عَن أبي أسيد أَو حميد ثمَّ قَالَ فِي آخِره فَقَالَ أَبُو أسيد كُله مضموم وَمثله أَسِير برَاء فِي آخِره مضموم الْهمزَة وَهُوَ أَسِير بن جَابر وَيُقَال فِيهِ يسير بن جَابر ويسير بن عَمْرو قَالَ عَليّ بن(1/60)
الْمَدِينِيّ أهل الْبَصْرَة يَقُولُونَ أَسِير بن جَابر وَأهل الْكُوفَة يَقُولُونَ يسير بن عَمْرو وَقد جرى ذكره فِي الصَّحِيحَيْنِ بِالْوَجْهَيْنِ وَلم يَأْتِ عِنْد العذرى حَيْثُ جَاءَ أَلا يسير بِالْيَاءِ قَالَ البُخَارِيّ وَالصَّحِيح يسير
فصل مِنْهُ
وأشج عبد الْقَيْس وَأَبُو سعيد الأثبج وَبُكَيْر بن عبد الله بن الْأَشَج وَابْنه مخرمَة بن بكير بن الْأَشَج هَؤُلَاءِ بالشين وَالْجِيم وخَالِد الْأَشَج بِفَتْح الْهمزَة بعْدهَا ثاء مثلتة بعْدهَا بَاء بِوَاحِدَة ثمَّ جِيم وَحسن الأشيب بياء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا ومُوسَى الأشيب وَأَبُو الْأَشْهب فِي الكنى بِالْهَاءِ والأحنف بن قبس وَابْن الْأَحْنَف حَيْثُ وَقع فِيهَا بِالْحَاء الْمُهْملَة وَالنُّون وَكَذَلِكَ أَفْلح وَابْن أَفْلح حَيْثُ وَقع فِيهَا بِالْفَاءِ وَفِي غَيرهَا أَسمَاء آخر تشبهها مَشْهُورَة وَكَذَا فِي أَنْسَاب بعض من ذكر فِيهَا وَلم ينْسب فِيهَا فَلم نذْكر ذَلِك على شرطنا أَلا نذْكر إِلَّا مَا وَقع فِيهَا وَكَذَلِكَ سلمَان الْأَغَر وَأَبُو عبد الله الْأَغَر وَأَبُو مُسلم الْأَغَر حَيْثُ وَقع هَذَا الِاسْم بغين مُعْجمَة وَرَاء مُهْملَة وَلَيْسَ فِيهَا مَا يشْتَبه بِهِ والأخرم الْأَسدي واسْمه مُحرز فَارس رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بخاء مُعْجمَة وَرَاء مُهْملَة وَزيد بن أخزم الطاءي هُنَا بالزاي وَأنس وَابْن أنس كُله بنُون حَيْثُ وَقع فِيهَا وَكَذَا مُحَمَّد بن أنس الْمَذْكُور فِي كتاب الْجَنَائِز من البُخَارِيّ بالنُّون أَيْضا وَهُوَ أَبُو أنس مولى عمر بن الْخطاب وَقد صحفه بَعضهم فَقَالَ ابْن أتش بِالتَّاءِ وَهُوَ غلط ذَلِك آخر صنعاني لَيْسَ لَهُ ذكر فِي الصَّحِيحَيْنِ وَلَيْسَ فِيهَا مَا يشْتَبه بِهَذِهِ الْأَسْمَاء فِي مؤتلف خطها وعلباء بن أَحْمَر مَمْدُود وَأَبُو خَالِد سُلَيْمَان بن حَيَّان الْأَحْمَر هَؤُلَاءِ بالراء وَغَيرهم أَحْمد بِالدَّال وَعلي بن الْأَقْمَر وَحده بِالْقَافِ وَأُميَّة بِضَم الْهمزَة وبالياء كثير فِي أَسمَاء الْأَبْنَاء والآباء مِنْهُم يعلي بن أُميَّة وَيُقَال فِيهِ ابْن منية وَهِي جدته وَأُميَّة بن عبد شمس وَأُميَّة بن بسطَام العيشي وَكَذَلِكَ أُميَّة مولاة عمْرَة وَقَالَهَا ابْن وضاح آمِنَة بِفَتْح الْهمزَة ومدها وَكسر الْمِيم بعْدهَا نون وَلَيْسَ فِي الْكتب غير هَذَا إِلَّا أمينة بِضَم الْهمزَة أَيْضا وبالنون وَهِي بنت أنس بن مَالك وَأُمَيْمَة بنت رقيقَة بميمين مَضْمُومَة الْهمزَة أَيْضا مصغرة وَأسلم وَابْن اسْلَمْ فيهمَا بِالْفَتْح فِي اللَّام والهمزة لَا غير وَكَذَلِكَ أسعد بِفَتْح الْعين وأشهل بشين مُعْجمَة وَكَذَلِكَ بنوا عبد الْأَشْهَل وَأَشْعَث وَابْن أَشْعَث بثاء متلثة آخِرَة لَا غير واصبغ بالصَّاد وَالْبَاء والغين الْمُعْجَمَة وفيهَا عَليّ بن الأصقع بِالْقَافِ وَالْعين الْمُهْملَة وحَنْظَلَة ابْنه وَكَذَلِكَ وَاثِلَة بن الأصقع وَيُقَال فيهمَا بِالسِّين وَيُقَال الأصفح بفاء وحاء مُهْملَة وحبيش بن الْأَشْعر بِالْعينِ الْمَقْتُول يَوْم الْفَتْح وَأَبُو بكر بن الْأَشْقَر راوية مُسلم وعويمر بن أشقر الْعجْلَاني بقاف وشين مُعْجمَة وخفاف بن إِيمَاء بِفَتْح الْهمزَة وَكسرهَا صَحِيحَانِ بعْدهَا يَاء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا مَمْدُود وَمن عداهُ أَسمَاء رجلا كَانَ أَو امْرَأَة أَو كنية وَبني أرفدة الْحَبَشَة بِفَتْح الْهمزَة وَسُكُون الرَّاء وَفتح الْفَاء وَكسرهَا مَعًا بعْدهَا دَال مُهْملَة وبكسر الْفَاء ضَبطه أَبُو ذَر وأتقنه وَضَبطه غَيره بِفَتْح الْفَاء وَكَذَا كَانَ يضبطه علينا أَبُو بَحر وَقَالَ لي ابْن سراج هُوَ بِالْكَسْرِ لَا غير وألياس بن مُضر بِفَتْح الْهمزَة ضَبطه ابْن الْأَنْبَارِي وبكسرها وبأنها ألف وصل ضَبطه ابْن دُرَيْد وَقَالَ سمي بضد الرَّجَاء وَأما إلْيَاس النَّبِي فبالكسر ولكافة رُوَاة البُخَارِيّ فِي كتاب الْأَنْبِيَاء وَإِن إلْيَاس لمن الْمُرْسلين ثمَّ قَالَ وَيذكر عَن ابْن عَبَّاس وَابْن مَسْعُود أَن إلْيَاس هُوَ إِدْرِيس وَسقط هَذَا كُله للمروزي عِنْد الْأصيلِيّ وإهاب وَأَبوهُ أَبُو إهَاب وَابْنَة أبي إهَاب والإسكاف وَابْن أشكاب وخبيب(1/61)
ابْن عبد الرَّحْمَن بن أساف كلهَا بِالْكَسْرِ وَكَذَلِكَ حَيْثُ وَقع فِيهَا وَعبيد الله بن إياد عَن إياد أَبِيه وَهُوَ إياد بن لَقِيط بِكَسْر الْهمزَة وَإيَاس وَأَبُو إِيَاس وَكِلَاهُمَا بياء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا وَمِمَّا هُوَ بِفَتْح الْهمزَة سعيد بن عبد الرَّحْمَن بن أَبْزَى بِفَتْح الْهمزَة وَالزَّاي بَينهمَا بَاء بِوَاحِدَة مَقْصُور وَابْن الأعصم والأعلم واسْمه زِيَاد وأسباط وَابْن أَسْبَاط والأغر وَابْن الْأَغَر حَيْثُ وَقع بالراء والغين الْمُعْجَمَة وأنباط الشَّام أهل باديتها وَابْن أَشوع بشين مُعْجمَة سَاكِنة وَأَبَان وَابْن أبان بتَخْفِيف الْيَاء وَأَشْجَع الْقَبِيل بالشين الْمُعْجَمَة وَابْن أَيمن وَأم أَيمن وَابْن الْأَيْمن وَابْن أم أَيمن كُله بِفَتْح الْهمزَة وأنمار الْقَبِيلَة الْمَعْرُوفَة بِفَتْح الْهمزَة وآجر بالمدوهي هَاجر أم إِسْمَاعِيل كَذَا جَاءَ اسْمهَا فِي مَوضِع وبالهاء أَكثر وأشهل بن حَاتِم بشين مُعْجمَة
وَمِمَّا هُوَ مَفْتُوح الْهمزَة أَيْضا عبد الله بن الأرقم وخباب بن الْإِرْث مَعَ فتح الرَّاء وَتَشْديد التَّاء بِاثْنَتَيْنِ فَوْقهَا وحيى بن أَخطب مَعَ خاء مُعْجمَة وطاء مُهْملَة وَكَذَلِكَ أَبُو زيد عَمْرو بن أَخطب وَابْن أَصْرَم وَبَنُو الْأَصْفَر للروم قيل سموا بذلك لِأَن جَيْشًا من الْحَبَشَة غلب عَلَيْهِم فولد مِنْهُم صفرا فنسبوا إِلَى ذَلِك وَقيل بل إِلَى الْأَصْفَر بن العيصو ابْن إِسْحَاق جدهم ومروان الْأَصْفَر مثله وَكَذَلِكَ سليم بن أَخْضَر وَأَوْس بن الْحدثَان والأخنس بن شريق بخاء مُعْجمَة بعْدهَا نون وسين مُهْملَة وَمثله بكير بن الْأَخْنَس وأحمس الْقَبِيل الْمَعْلُوم بحاء وسين مُهْملَة بَينهمَا مِيم بطن من بجيلة وأنمار والأبجر وَابْن أبجر بباء بِوَاحِدَة وجيم مَفْتُوحَة وأروى بنت أويس وَأَبُو عبيد مولى ابْن أَزْهَر بالزاي وَفِي حَدِيث تَقْبِيل الْحجر رَأَيْت الأصلع يَعْنِي عمر وَقد جَاءَ فِي رِوَايَة أُخْرَى مُصَغرًا مضموم الْهمزَة وانجشة بِالْجِيم وشين مُعْجمَة وأشيم الضيابي بشين سَاكِنة مُعْجمَة بعْدهَا يَاء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا مَفْتُوحَة والأجذع بجيم وذال وَكَعب بن الْأَشْرَف هَؤُلَاءِ كلهم بِفَتْح الْهمزَة وَكَذَلِكَ آزر أَبُو إِبْرَاهِيم وآسية امْرَأَة فِرْعَوْن إِلَّا أَنَّهُمَا ممدودا الْهمزَة
وَمِمَّا هُوَ مضموم الأول ابْن أذينة بذال مُعْجمَة مَفْتُوحَة مصغر وأمامة وأبوا أُمَامَة وثمامة بن أَثَال بثاء مُثَلّثَة فِي اسْمه وَاسم أَبِيه ومسطح بن أَثَاثَة بمثثتين وأنيس مُصَغرًا أنس بن مَالك دَعَاهُ بِهِ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فِي حَدِيث إِسْحَاق عَن أنس ذكر فِيهِ أَن رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أرْسلهُ فِي حَاجَة الحَدِيث وَفِيه فَقَالَ يَا أنيس ذهبت حَيْثُ أَمرتك قَالَ فَقلت نعم وأنيس أَخُو أبي ذَر وَعبد الله بن أنيس هَؤُلَاءِ مصغرون وَغَيرهم أنس مكبرا وأسيفع جُهَيْنَة مصغر أَيْضا بسين مُهْملَة وبالفاء وأويس وَابْن أبي أويس وَأَبُو أويس كلهم مصغر بِضَم الْهمزَة وَضبط الْمُهلب مسطح بن أَثَاثَة بِفَتْح الْهمزَة وَلَا يُوَافق عَلَيْهِ وَكَذَلِكَ أُسَامَة وَابْن أبي أُسَامَة والإسامات بطن من بني أَسد من قُرَيْش وَابْن أبي أنيسَة مُصَغرًا وجميعهم بسين مُهْملَة وَمثله أحيحة بن الجلاح بحاءين مهملتين مفتوحتين بَينهمَا يَاء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا وَابْن أكيمَة بِفَتْح الْكَاف وناعم بن أجيل بجيم مَفْتُوحَة وياء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا واهبان بن أَوْس هَؤُلَاءِ كلهم بِضَم الْهمزَة وَفتح مَا بعْدهَا
فصل آخر
وبهز بن أَسد بِفَتْح الْهمزَة وَالسِّين وَمثله معلي بن أَسد وَأسد خُزَيْمَة والحليفان أَسد وغَطَفَان وعكاشة بن مُحصن أحد بني أَسد بن خُزَيْمَة وَعَطَاء بن يسَار عَن رجل من بني أَسد وَأم يَعْقُوب امْرَأَة من بني أَسد وَذكر فِي نسب فَاطِمَة بنت أبي حُبَيْش بن أَسد والحولاء بنت تويت بن حبيب من بني أَسد وَفِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى امْرَأَة من بني أَسد وَكَذَلِكَ فِي(1/62)
حَدِيث ابْن عَبَّاس وَابْن الزبير فآثر التويتات والإسامات
وَقَوله أبطنا من بني أَسد هَؤُلَاءِ من قُرَيْش
وَفِي الحَدِيث الآخر حَيّ من بني تَمِيم وَمن بني أَسد
وَفِي حَدِيث سعد فَأَصْبَحت بنوا أَسد تعزرني على الْإِسْلَام هَؤُلَاءِ كلهم فِيهَا بِفَتْح السِّين وَمن عداهم فِيهَا أَسد بسكونها من الْيمن وَيُقَال أَزْد بالزاي وَالسِّين أفْصح مِنْهُم ابْن اللتبية رجل من الأزد وهم أَزْد شنُوءَة
وَفِي حَدِيث شُعْبَة سَمِعت رجلا من الأزد يُقَال لَهُ ملك بن بُحَيْنَة وفيهَا والمراغة حَيّ من الأزد.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
ذكر مُسلم اسْم النَّجَاشِيّ أَصْحَمَة بِفَتْح الْهمزَة وَسُكُون الصَّاد بعْدهَا حاء مُهْملَة مَفْتُوحَة وَهُوَ قَول ابْن إِسْحَاق وَغَيره وَمَعْنَاهُ بِالْعَرَبِيَّةِ عَطِيَّة وَقَالَ ابْن أبي شيبَة صحمة بِغَيْر ألف بِفَتْح الصَّاد وَسُكُون الْحَاء قَالَ وَكَذَلِكَ قَالَ يزِيد بن هَارُون وَإِنَّمَا هُوَ صمحة بِتَقْدِيم الْمِيم وَالْمَعْرُوف مَا تقدم أَولا
وَقع فِي كتاب مُسلم محمية بن جُزْء رجل من بني أَسد كَذَا لَهُم وَصَوَابه من بني زبيد وَهُوَ محمية بن جُزْء وَعند البُخَارِيّ فِي بَاب هَدَايَا الْعمَّال فِي ذكر ابْن اللتبية أَن رجلا من بني أَسد بِفَتْح السِّين وَهُوَ خطأ إِنَّمَا هُوَ أَسد بِالسِّين الساكنة وَالزَّاي على مَا تقدم وَكَذَا جَاءَ على الصَّوَاب فِي غير هَذَا الْموضع عِنْد البُخَارِيّ وَمُسلم وَغَيرهمَا
وَفِي حَدِيث ابْن عَبَّاس وَابْن الزبير فِي التويتات والأسامات والحميدات أبطن من بني أسديني تويت وَبني أُسَامَة وَبني أَسد كذاله فِي الْمَوْضِعَيْنِ بِفَتْح السِّين وَهُوَ فِي الأَصْل صَوَاب على مَا تقدم هُوَ أَسد قُرَيْش وَالْآخر وهم وتصحيف إِنَّمَا صَوَابه بني حميد أَلا ترَاهُ كَيفَ ذكرهم الثَّلَاثَة أبطن أول الحَدِيث وَفِي بَاب نِسْبَة الْيمن إِلَى إِسْمَاعِيل قَوْله مِنْهُم أسلم بن أفصى بن حَارِثَة كَذَا لأبي ذَر والنسفي وَسقط الْمروزِي أسلم وَالصَّوَاب إثْبَاته والْحَدِيث بعده يدل عَلَيْهِ وَعند الْجِرْجَانِيّ أسلم بن أَفْعَى وَهُوَ تَصْحِيف وَوهم وَفِي الْحَج وَأول دم أَضَعهُ دم آدم بن ربيعَة كَذَا جَاءَ فِي رِوَايَة حَمَّاد بن سَلمَة فِي كتاب مُسلم قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ وَهُوَ تَصْحِيف وَصَححهُ الزبير بن بكار وَقَالَ غَيره اسْم بن ربيعَة هَذَا إِيَاس وَقيل حَارِثَة وَقيل تَمام كَانَ مسترضعا فِي هُذَيْل فَأَصَابَهُ حجر فِي حَرْب كَانَت بَينهم وَبَين بني لَيْث وَهُوَ يُحِبُّوا أَمَام الْبيُوت فرضخت رَأسه
وَفِي الحَدِيث الآخر عِنْد مُسلم دم ابْن ربيعَة وَلم يسمه كَذَا للكافة وَسقط ابْن عِنْد بَعضهم وَهُوَ خطأ
فصل مِنْهُ
فِي فضل الْبَقَرَة فِي حَدِيث مُحَمَّد بن كثير عبد الرَّحْمَن بن يزِيد عَن أبي مَسْعُود كنية كَذَا لكافتهم وَعند عَبدُوس ابْن مَسْعُود
وَفِي الحَدِيث بعده عَن أبي مَسْعُود كَذَا عِنْد الْجِرْجَانِيّ والنسفي وَأبي ذَر وَعند الْمروزِي عَن ابْن مَسْعُود قَالَ الْأصيلِيّ وَأَبُو مَسْعُود خطأ وَصَوَابه مَا لأبي زيد ابْن مَسْعُود وَفِي أَذَان بِلَال عَن أبي عُثْمَان عَن ابْن مَسْعُود كَذَا لكافة شُيُوخنَا وَفِي كتاب الخشنى عَن أبي مَسْعُود وَهُوَ وهم وَفِي أنظار الْمُعسر شَقِيق عَن أبي مَسْعُود كَذَا لَهُم كنية وَعند العذري عَن ابْن مَسْعُود وَهُوَ وهم هُوَ أَبُو مَسْعُود الْأنْصَارِيّ جَاءَ مُبينًا فِي الحَدِيث وَفِيه اخْتِلَاف وَوهم قد ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْجِيم وَالْوَاو وَفِي اللّعان عَن قيس عَن أبي مَسْعُود كَذَا للأصيلي وَابْن السكن والنسفي وَأبي ذَر وَعند الْقَابِسِيّ عَن ابْن مَسْعُود وَقَالَ الْقَابِسِيّ الصَّحِيح عَن أبي مَسْعُود كنية وَكَذَا هُوَ فِي الصَّلَاة وَفِي النِّكَاح إِذا رأى مُنْكرا فِي الدعْوَة وَرَأى ابْن مَسْعُود صُورَة فِي الْبَيْت فَرجع كَذَا للأصيلي والقابسي وعبدوس وَعند البَاقِينَ أَبُو مَسْعُود وَفِي بَاب من مَاتَ وَهُوَ يعلم أَن لَا إِلَه إِلَّا الله دخل الْجنَّة(1/63)
نَا خَالِد الْحذاء عَن الْوَلِيد أبي بشر كَذَا لكافتهم وَفِي نُسْخَة الْوَلِيد بن بشر وَالْأول الصَّوَاب قَالَ البُخَارِيّ أَبُو بشر الْوَلِيد بن مُسلم الْعَنْبَري
وَفِي بَاب النداء فِي الصَّلَاة الْعَلَاء بن عبد الرَّحْمَن بن يَعْقُوب عَن أَبِيه وَإِسْحَاق أبي عبد الله كَذَا ليحيى وَابْن بكير وَعند القعْنبِي وَابْن الْقَاسِم وَإِسْحَاق بن عبد الله وَالْأول الصَّوَاب
وَفِي بَاب تعرق الْعَضُد وَقَالَ أَبُو جَعْفَر حَدثنِي زيد ابْن أسلم كَذَا للمروزي وَفِي أصل الْأصيلِيّ وَقَالَ ابْن جَعْفَر كَذَا للمستملي وكافتهم وَعند ابْن السكن وَبَقِيَّة شُيُوخ أبي ذَر مُحَمَّد بن جَعْفَر مُبينًا وَهُوَ الصَّوَاب وَكَذَا قَالَ أول الْبَاب نَا مُحَمَّد بن جَعْفَر عَن أبي حَازِم وَهُوَ ابْن أبي كثير وَلَيْسَ يكنى بِأبي جَعْفَر
وَفِي الْجَنَائِز عَن أبي النَّضر السّلمِيّ أَن رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم)
(قَالَ لَا يَمُوت لأحد من الْمُسلمين ثَلَاثَة من الْوَلَد) الحَدِيث كَذَا للقعنبي وَعند يحيى وَسَائِر الروات عَن ابْن النَّضر كَذَا لجَمِيع شُيُوخنَا عَن يحيى وَقد حكى بَعضهم عَن يحيى فِيهِ اخْتِلَافا مثل قَول القعْنبِي وَكَذَلِكَ اخْتلف فِيهِ عَليّ ابْن الْقَاسِم وَاخْتلف فِي نسبه بِضَم السِّين أَو فتحهَا على مَا سَنذكرُهُ فِي السِّين وَهُوَ رجل مَجْهُول بِكُل حَال وَقيل هُوَ مُحَمَّد بن النَّضر وَلَا يَصح
وَفِي فضل صَلَاة الْفجْر قَالَ أَبُو رَجَاء أَنا همام كَذَا للقابسي وَلغيره نَا ابْن رَجَاء وَفِي أول الزَّكَاة وهيب عَن يحيى بن سعيد بن حَيَّان عَن أبي زرْعَة كَذَا لكافة الروَاة وَعند أبي أَحْمد عَن يحيى بن سعيد أبي حَيَّان أَو عَن يحيى بن سعيد عَن أبي حَيَّان كَذَا لأبي أَحْمد وَقَالَ بَعضهم الصَّوَاب يحيى عَن أبي حَيَّان كَمَا ذكر البُخَارِيّ بعد هَذَا عَن مُسَدّد وَقَالَ الْبَاجِيّ خِلَافه قَالَ يحيى بن سعيد بن حَيَّان أَبُو حَيَّان وَكتب الْأَصْمَعِي على يحيى بن سعيد هَذَا بصرى وَأما الْحَاكِم فَقَالَ يحيى بن سعيد بن حَيَّان أَبُو حَيَّان وَكتب الْأَصْمَعِي على يحيى بن سعيد هَذَا بصرى وَأما الْحَاكِم فَقَالَ يحيى بن سعيد أَبُو حَيَّان التَّيْمِيّ وَقَالَ الْبَاجِيّ مثله زَاد كُوفِي وَقَالَ أَن البُخَارِيّ أخرج عَن وهيب عَنهُ عَن أبي زرْعَة وَالشعْبِيّ
وَفِي كِرَاء الأَرْض نَا يحيى بن حَمْزَة نَا أَبُو عَمْرو الْأَوْزَاعِيّ كَذَا عِنْدهم وَعند السَّمرقَنْدِي نَا ابْن عَمْرو الْأَوْزَاعِيّ وَكِلَاهُمَا صَوَاب هُوَ أَبُو عمر وَعبد الرَّحْمَن بن عَمْرو الاوزاعي
وَفِي صَلَاة النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام فِي الْبَيْت نَا إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم وَعبد بن حميد جَمِيعًا عَن بن بكر عَن ابْن جريج كَذَا لكافتهم وَعند ابْن الْحذاء عَن أبي بكر وَهُوَ وهم وَبَينه قَوْله قَالَ عبد الله أخبرنَا مُحَمَّد أخبرنَا بن جريج وَهُوَ مُحَمَّد بن بكر
فِي الْحُدُود نَا مُحَمَّد بن أبي بكر الْمقدمِي نَا سُلَيْمَان أَبُو دَاوُد نَا زَائِدَة كَذَا لَهُم وَعند ابْن أبي جَعْفَر سُلَيْمَان بن دَاوُد وَكِلَاهُمَا صَوَاب هُوَ أَبُو دَاوُد سُلَيْمَان بن دَاوُد الطَّيَالِسِيّ
وَفِي بَاب من يدْخل قبر الْمَرْأَة قَالَ ابْن الْمُبَارك قَالَ فليح كَذَا لكافتهم وَعند الْقَابِسِيّ وَفِي رِوَايَة عَن النَّسَفِيّ أَبُو الْمُبَارك قَالَ الْقَابِسِيّ وَهُوَ مُحَمَّد بن سِنَان ثمَّ أصلحه فِي كتاب الْقَابِسِيّ ابْن الْمُبَارك
وَفِي بَاب وُجُوه يَوْمئِذٍ ناضرة نَا إِبْرَاهِيم بن سعد عَن أبي شهَاب كَذَا وجدته فِي كتابي من صَحِيح البُخَارِيّ كنية مصلحا بخطى وَهُوَ وهم وَالله أعلم مِمَّن هُوَ وَفِي سَائِر الْأُصُول وَالْمَعْرُوف عَن ابْن شهَاب وَهُوَ الصَّحِيح وَحَدِيث أبي شهَاب فِي الْبَاب قبله بِغَيْر خلاف وَفِي رِوَايَة ابْن السكن عَن الزُّهْرِيّ مُبينًا
وَفِي بَاب مقَام النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بِمَكَّة نَا أَحْمد بن يُونُس نَا أَبُو شهَاب كَذَا فِي جَمِيع الْأُصُول وَفِي كتاب عَبدُوس نَا ابْن شهَاب وَهُوَ وهم
وَفِي بَاب من حف بِملَّة غير الْإِسْلَام فِي كتاب الْإِيمَان نَا يحيى بن يحيى نَا مُعَاوِيَة بن سَلام بن أبي سَلام كَذَا لَهُم وَهُوَ الصَّوَاب وَعند العذرى فِي رِوَايَة عَنهُ عَن مُعَاوِيَة بن سَلام أبوابي سَلام(1/64)
وَالصَّوَاب مَا تقدم أَو أَبُو سَلام كنية مُعَاوِيَة
وَفِي بَاب) وآتينا دَاوُد زبورا
(إِنَّا خَلاد نَا مسعر نَا حبيب بن أبي ثَابت عَن أبي الْعَبَّاس عَن عبد الله بن عمر وَفِي صِيَام الدَّهْر كَذَا لأبي ذَر والأصيلي والقابسي وَعند ابْن السكن عَن ابْن عَبَّاس عَن عبد الله وَالصَّحِيح الأول وَبِه جَاءَ فِي كتاب الصّيام
وَفِي الْمُوَطَّأ فِي بَاب فديَة من حلق قبل أَن ينْحَر حميد بن قيس عَن مُجَاهِد أبي الْحجَّاج عَن ابْن أبي ليلى كَذَا لِابْنِ وضاح وَمِمَّا أصلحه وَهُوَ الصَّوَاب وَعند يحيى بن يحيى مُجَاهِد بن الْحجَّاج وَهُوَ وهم وَلم ينْسبهُ مطرف وَلَا ابْن بكير وَلَا القعْنبِي وَهُوَ مُجَاهِد بن جبر أَبُو الْحجَّاج وَفِي بَاب عَلَامَات النبوءة فَنزل على أُميَّة بن خلف أبي صَفْوَان كَذَا لكفاتهم وللمروزي ابْن صَفْوَان وَكَذَا فِي كتاب الْقَابِسِيّ وعبدوس وَصَوَابه أبي صَفْوَان
وَفِي حَدِيث فَاطِمَة بنت قيس فشرفني الله بِأبي زيد وكرمني بِأبي زيد كَذَا للمروزي فيهمَا ولبقية الروَاة بِابْن زيد فيهمَا وَكِلَاهُمَا صَحِيح هُوَ أُسَامَة بن زيد ويكنى بِأبي زيد وَمثله فِي البُخَارِيّ وَبَيَان أبي بشر وَعند الْجِرْجَانِيّ ابْن بشر هُوَ أَبُو بشر بَيَان بن بشر وَذكر أَيْضا حميد بن الْأسود كَذَا لكافة الروَاة وَعند الْأصيلِيّ حميد أبي الْأسود وَكِلَاهُمَا صَحِيح يُقَال هُوَ أَبُو الْأسود حميد بن الْأسود كَذَا قَالَه البُخَارِيّ وَفِي فَضَائِل ابْن عَبَّاس نَا زُهَيْر بن حَرْب نَا أَبُو بكر بن أبي النَّضر كَذَا للعذري وَعند غَيره ابْن النَّضر وَكِلَاهُمَا صَوَاب هُوَ أَبُو بكر بن النَّضر بن أبي النَّضر هَاشم بن الْقَاسِم وَقد ذَكرْنَاهُ فِي حرف النُّون وَفِي بَاب تزاحم الْمُسلمين نَا مُحَمَّد بن الْعَلَاء أَبُو كريب وَعند ابْن ماهان بن كريب وهما صَحِيحَانِ هُوَ أَبُو كريب مُحَمَّد بن الْعَلَاء بن كريب ومحاضر أَبُو الْمُوَرِّع كَذَا لَهُم ولعذرى ابْن الْمُوَرِّع وَكِلَاهُمَا صَحِيح هُوَ أَبُو الْمُوَرِّع ابْن الْمُوَرِّع
فصل مِنْهُ
فِي الرَّقَائِق فِي بَاب أَن وعد الله حق أَخْبرنِي معَاذ بن عبد الرَّحْمَن أَن أبان أخبرهُ كَذَا للجرجاني وَهُوَ وهم وَالصَّوَاب مَا للمروزي وَأبي ذَر والنسفي والكافة أَن ابْن أبان وَهُوَ مُبين فِي رِوَايَة ابْن السكن أَن حمدَان بن أبان وَهُوَ مولى عُثْمَان بن عَفَّان وَفِي الْمُوَطَّأ فِي الْوضُوء من مَاء الْبَحْر عَن سعيد بن سَلمَة من آل الْأَزْرَق كَذَا عِنْد القعْنبِي وَعند يحيى من آل بني الْأَزْرَق وَعند ابْن الْقَاسِم وَابْن بكير وَأبي مُصعب من آل ابْن الْأَزْرَق وَكَذَا رده ابْن وضاح
وَفِي الْمُوَطَّأ أَن أَبَا نهشل بن الْأسود كَذَا ليحيى وَأسْقط ابْن وضاج ابْن وَقَالَ أَبَا نهشل الْأسود وَكَذَا قَالَه رُوَاة الْمُوَطَّأ إِلَّا يحيى بن يحيى وَفِي تَفْسِير إِذا السَّمَاء انشقت عَن عُثْمَان الْأسود كَذَا للقابسي وللكافة عَن عُثْمَان بن الْأسود وَشُرَيْح بن أوفى الْعَبْسِي كَذَا للأصيلي وللقابسي ابْن أبي أوفى ويقولان مَعًا وَعبد الله بن أبي أوفى بِغَيْر خلاف وزرارة ابْن أوفى بِغَيْر خلاف أَيْضا
وَفِي بَاب الرجل يكون لَهُ ممر أَو شرب أبي سُفْيَان مولى أبي أَحْمد عَن أبي هُرَيْرَة كَذَا لَهُم وَالصَّوَاب مولى ابْن أبي أَحْمد وَبِه جَاءَ فِي الْمُوَطَّأ وَغَيره
وفيمن غرس غرسا أَنا روح بن عبَادَة نَا زَكَرِيَّاء بن إِسْحَاق أَنا عَمْرو بن دِينَار أَنه سمع جَابِرا كَذَا لكافتهم وَعند الطَّبَرِيّ نَا زَكَرِيَّاء بن أبي إِسْحَاق وَهُوَ خطأ هُوَ زَكَرِيَّاء بن إِسْحَاق الْمَكِّيّ وَقَالَ أَبُو مَسْعُود الدِّمَشْقِي الْمَشْهُور فِي هَذَا السَّنَد عَن زَكَرِيَّاء عَن أبي الزبير عَن جَابر لَا عَن عَمْرو
وَفِي الْمَغَازِي فِي حَدِيث بني النَّضِير وَجعله إِسْحَاق بعد بيرمعونة كَذَا للقابسي وعبدوس وَالصَّوَاب مَا لغَيرهم ابْن إِسْحَاق
وَفِي الإقراء عَن الفضيل بن أبي عبد الله كَذَا لِابْنِ وضاح وَلغيره الفضيل بن عبد الله وَالْأول الصَّوَاب
وَفِي الشَّهَادَات عَن ابْن أبي عمْرَة الْأنْصَارِيّ عَن زيد بن(1/65)
خَالِد الْجُهَنِيّ كَذَا للقعنبي ومعن وَابْن عفير وَابْن بكير وَابْن الْقَاسِم على خلاف عَنهُ وَعند ابْن يحيى وَابْن وهب وَابْن الْقَاسِم وَأبي مُصعب والصوري وَمصْعَب عَن أبي عمْرَة وَكَذَا عِنْد يحيى بن يحيى وَهِي رِوَايَة الدّباغ عَن ابْن الْقَاسِم عَن أبي عمْرَة وَقَالَ وَابْن وهب فِي رِوَايَة عَن عبد الرَّحْمَن بن أبي عمْرَة
وَفِي بَاب الْغلُول عَن مُحَمَّد بن يحيى بن حَيَّان عَن أبي عمْرَة أَن زيد بن خَالِد قَالَ توفّي رجل يَوْم حنين الحَدِيث كَذَا للقعنبي وَابْن الْقَاسِم فِي رِوَايَة عَنهُ ومعن وَسَعِيد بن عفير وَأبي مُصعب وَأكْثر الروَاة عَن ابْن بكير وَقَالَ ابْن وهب وَمصْعَب عَن أبي عمْرَة وَكَذَا فِي رِوَايَة عَن ابْن الْقَاسِم وَلم يذكر هَذَا يحيى بن يحيى وَقَالَ عَن مُحَمَّد بن يحيى بن حَيَّان أَن زيد بن خَالِد
وَفِي بَاب من خرج من الطَّاعَة فِي حَدِيث ابْن عمر أَنه أَتَى ابْن أبي مُطِيع كَذَا لِابْنِ الْحذاء وَهُوَ وهم وَصَوَابه ابْن مُطِيع كَمَا جَاءَ فِي رِوَايَة غَيره وَفِي غير هَذَا الْموضع وَهُوَ عبد الله بن مُطِيع
وَفِي حَدِيث النَّهْي عَن الحنتم والنقير والمزفت قَالَ شُعْبَة عَن يحيى أبي عمر عَن ابْن عَيَّاش كَذَا لكافة رُوَاة مُسلم وَعند ابْن الْحذاء عَن يحيى بن أبي عمر وَهُوَ وهم وَالصَّوَاب مَا للكافة وَهُوَ أَبُو عمر يحيى بن عبيد البهراني الْمَذْكُور فِي السَّنَد الْأَخير قبله شُعْبَة عَن يحيى البهراني
وَفِي بَاب اسْم الْفرس وَالْحمار نَا مُحَمَّد بن أبي بكر نَا فُضَيْل كَذَا لَهُم وَهُوَ الصَّحِيح وَعند الْمروزِي نَا مُحَمَّد بن بكر وَهُوَ وهم
وَفِي التَّرْغِيب فِي السُّجُود نَا معدان بن طَلْحَة كَذَا عِنْد شُيُوخنَا وَعند بعض الروات ابْن أبي طَلْحَة وَقد ذكر البُخَارِيّ فِي تَارِيخه الْقَوْلَيْنِ مَعًا وَإِلَّا كثر يَقُولُونَ ابْن أبي طَلْحَة قَالَ ابْن معِين كَذَا يَقُول قَتَادَة وَأهل الشَّام يَقُولُونَ ابْن طَلْحَة وهم أثبت
وَفِي بَاب التريد نَا خَالِدا بن عبد الله عَن ابْن أبي طوالة كَذَا لأبي ذَر وَعند غَيره النَّسَفِيّ والأصيلي والقابسي عَن أبي طوالة قَالَا وَهُوَ الصَّوَاب وَقَالَهُ أَبُو ذَر
وَفِي بَاب الْأَمر بِلُزُوم الْجَمَاعَات فِي الْفِتَن نَا مُعَاوِيَة يَعْنِي بن سَلام نَا زيد بن سَلام عَن أَبِيه سَلام كَذَا لِابْنِ ماهان فِي اصل القَاضِي التَّمِيمِي وَالَّذِي عِنْد الكافة وَفِي سَائِر الْأُصُول نَا زيد بن سَلام عَن أبي سَلام وَهُوَ الصَّحِيح إِنَّمَا يروي زيد عَن جده لَا عَن أَبِيه وَمُعَاوِيَة الرَّاوِي عَنهُ قَالَ البُخَارِيّ زيد بن سَلام بن أبي سَلام أَخُو مُعَاوِيَة دمشقي عَن أبي سَلام وَأَبُو سَلام هُوَ مَمْطُور الحبشي الْأسود يروي عَنهُ أبنا ابْنه مَعًا
وَفِي بَاب أحل لكم صيد الْبَحْر فِي كتاب الصَّيْد وَقَالَ أَبُو شُرَيْح كل شَيْء فِي الْبَحْر كَذَا فِي أصل الْأصيلِيّ وَفِي سَائِر النّسخ وَقَالَ شُرَيْح صَاحب النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) قَالَ الْفربرِي كَذَا فِي أصل البُخَارِيّ شُرَيْح قَالَ الجياني وَهَذَا هُوَ الصَّوَاب وَقد ذكره البُخَارِيّ فِي التَّارِيخ وَذكر لَهُ هَذَا الحَدِيث وَأَبُو شُرَيْح أَيْضا آخر من أَصْحَاب النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَهُوَ الْخُزَاعِيّ خرج عَنهُ مُسلم
وَفِي الْأكل فِي الْإِنَاء المفضض نَا أَبُو يعيم ناسيف بن أبي سُلَيْمَان كَذَا لكافتهم أبي ذَر والنسفي وَابْن السكن وَضرب على أبي فِي كتاب الْأصيلِيّ
وَفِي بَاب إكرام الضَّيْف عَن هِشَام الدستواني كتب إِلَى يحيى بن أبي كثير كذالهم وَهُوَ الصَّوَاب وَعند أبي عَليّ الصَّدَفِي مِمَّن العذرى يحيى بن كثير وَهُوَ وهم
وَفِي بَاب مَا يُؤْكَل من لُحُوم الْأَضَاحِي قَول أبي سعيد فَخرجت حَتَّى آتِي أخي أَبَا قَتَادَة كَذَا لجميعهم وَالصَّوَاب أخي قَتَادَة اسْم لَا كنية وَهُوَ قَتَادَة بن النُّعْمَان وَكَذَا جَاءَ فِي الْمَغَازِي
وَفِي التصيد على الْجبَال عَن نَافِع مولى أبي قَتَادَة وَأبي صَالح مولى التَّوْأَمَة كَذَا لجميعهم وَعند النَّسَفِيّ وَصَالح تكلمنا عَلَيْهِ فِي(1/66)
الصَّاد
وَفِي الْمُتْعَة عَن عمر بن عبد الْعَزِيز حَدثنِي الرّبيع بن أبي سُبْرَة كَذَا حدثونا بِهِ عَن العذرى وَعَن غَيره حَدثنِي الرّبيع بن سُبْرَة وَهُوَ الصَّوَاب
وَفِي بَاب غَزْوَة الْفَتْح عَن مجاشع أتيت النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام بأخي بعد الْفَتْح وَفِيه فَلَقِيت معبدًا كَذَا فِي حَدِيث عَمْرو بن خَالِد عِنْد جمهورهم وَعند أبي الْهَيْثَم والأصيلي فَلَقِيت أَبَا معبد ثمَّ ذكر حَدِيث مُحَمَّد بن أبي بكر فَقَالَ فِيهِ عَن مجاشع انْطَلَقت بِأبي معبد كَذَا لكفاتهم هُنَا وَعند النَّسَفِيّ بأخي معبد وَفِي آخِره لجميعهم فَلَقِيت أَبَا معبد وَقَالَ مُسلم جِئْت بأخي أبي معبد فَبين الْأَمر ثمَّ قَالَ فَلَقِيت أَبَا معبد وَقد ذكر البُخَارِيّ قَول من قَالَ فِيهِ فَانْطَلق بأَخيه مجَالد وَجعل الْبَاجِيّ مجالدا هُوَ أَبُو معبد وَلم يكنه البُخَارِيّ وَلَا غَيره بِأبي معبد وَالصَّحِيح أَن أَبَا معبد أَو معبدًا غير مجَالد بِدَلِيل بَقِيَّة الحَدِيث
وَقَوله انْطَلَقت بأخي إِلَى النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَلم يسمه ثمَّ قَالَ فِي آخِره فَلَقِيت معبدًا أَو أَبَا معبد على مَا ذَكرْنَاهُ من اخْتِلَاف الرِّوَايَة فِيهِ وَكَانَ أكبرهما فَسَأَلته فَقَالَ صدق أخي مجاشع ثمَّ ذكر فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى جَاءَ بأَخيه مجَالد فَيكون قَوْله فِي الحَدِيث أَبَا معبد وهم وَأَن الصَّوَاب معبد اسْم وَكَذَا ذكره البُخَارِيّ فِي بَاب معبد معبد بن مَسْعُود السّلمِيّ أَبُو مجَالد وَكَذَا ذكره أَبُو عمر فِي بَاب معبد ثمَّ قَالَ وَفِيه نظر وَلم يذكر أَبَا معبد فِي الكنى وَلَا فِي بَاب مجاشع وَلَا مجَالد لَكِن فِي كتاب مُسلم فِيهِ بَيَان أَيْضا وَالله أعلم
وَفِي بَاب من سنّ سنة صَالِحَة نَا مُحَمَّد بن بشار نَا بحيى بن سعيد نَا مُحَمَّد بن أبي إِسْمَاعِيل نَا عبد الرَّحْمَن بن هِلَال كَذَا لرواة مُسلم وَعند الْبَاجِيّ نَا مُحَمَّد ابْن إِسْمَاعِيل وَمُحَمّد بن إِسْمَاعِيل مِمَّن انْفَرد بِهِ مُسلم وَأما الِاخْتِلَاف فِي أَن عمر أَو ابْن عمر فقد ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْعين فِي الْأَسْمَاء فِي فصل مُفْرد
فصل مِنْهُ
فِي الغيلة عَن جدامة بنت وهب أُخْت عكاشة بن مُحصن كَذَا فِي نسخ مُسلم قيل لَعَلَّه بنت وهب أخي عكاشة على قَول من يَقُول أَنه وهب بن مُحصن إِلَّا أَن تكون أُخْتا لَهُ من أم وَقيل عكاشة بن وهب غير عكاشة بن مُحصن وَكِلَاهُمَا أسدي
وَفِي بَاب أكل الثوم نَا حجاج بن الشَّاعِر وَأحمد بن سعيد بن صَخْر نَا أَبُو النُّعْمَان نَا ثَابت فِي رِوَايَة حجاج ابْن يزِيد أَبُو زيد الْأَحول قَالَ نَا عَاصِم كَذَا فِي أصل الْكتاب من نسخ مُسلم وَكَذَا ضبطناه عَن شُيُوخنَا إِلَّا أَنه كَانَ فِي كتاب القَاضِي أبي عَليّ عَن العذرى وَفِي رِوَايَة حجاج بن زيد أَخُو زيد الْأَحول وَقَالَ لنا هُوَ خطأ وَكتب عَلَيْهِ ذَلِك فِي كِتَابه
قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَهُوَ كَمَا قَالَ أَن أَخا هُنَا خطأ وَإِنَّمَا أَرَادَ مُسلم أَن حجاجا قَالَ فِي نسب ثَابت الَّذِي روى عَنهُ أَبُو النُّعْمَان ثَابت بن يزِيد أَبُو زيد الْأَحول فنسبه وعرفه إِذْ لم ينْسبهُ غَيره فِي السَّنَد وَكَذَا قَالَ البُخَارِيّ وَغَيره وَحكى البُخَارِيّ أَيْضا فِيهِ قَول من قَالَ ثَابت بن يزِيد قَالَ وَالْأول أصح
وَفِي ذب الرجل عَن ابْنَته أَن بني هَاشم بن الْمُغيرَة استأذنوني أَن ينكحوا أختهم عليا كذ للجرجاني وللباقين ابنتهم وَهُوَ الْمَعْرُوف
وَفِي كتاب الْحُدُود فِي البُخَارِيّ جرحت أُخْت الرّبيع إنْسَانا كَذَا لجميعهم وَهُوَ وهم وَصَوَابه الرّبيع بِإِسْقَاط أُخْت وَكَذَا للأصيلي على الصَّوَاب وَخط على أُخْت وَكَذَا جَاءَ فِي غير هَذَا الْموضع
وَفِي حَدِيث الشُّهَدَاء من رِوَايَة عبد الحميد بن بَيَان أشهد على أَخِيك أَنه زَاد فِي هَذَا الحَدِيث كَذَا للجلودي وَلغيره أشهد على أَبِيك وَهُوَ الصَّوَاب كَمَا جَاءَ فِي حَدِيث زُهَيْر قبله
وَفِي الْمُوَطَّأ فِي الْحَج عَن(1/67)
أبي مرّة مولى أم هاني امْرَأَة عقيل كَذَا عِنْد يحيى وَهُوَ غلط وَصَوَابه مَا للرواة أُخْت عقيل وَكَذَا رده ابْن وضاح
وَفِي قبْلَة الصَّائِم أَن عَاتِكَة أُخْت سعيد بن زيد كَذَا لرواة الْمُوَطَّأ وَعند يحيى ابْنة سعيد بن زيد وَهُوَ وهم وَعند ابْن وضاح ابْنة زيد وَأرَاهُ أصلحه وَأسْقط سعيد أَو هُوَ مُوَافق للصَّوَاب
وَفِي الرَّضَاع وَكَانَ أَبُو القعيس أَبَا عَائِشَة من الرضَاعَة كَذَا لجميعهم عِنْد مُسلم لَكِن عِنْد بَعضهم أَخا عَائِشَة وَهُوَ وهم
فصل مِنْهُ
فِي لُحُوم الْأَضَاحِي نَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة وَابْن رَافع قَالَا نَا زيد بن حباب ونا إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم عَن عبد الرَّحْمَن بن مهْدي وسَاق الحَدِيث ثمَّ قَالَ ونا إِسْحَاق بن مَنْصُور نَا أَبُو مسْهر كَذَا فِي أَكثر الرِّوَايَات وَعند الطَّبَرِيّ هُنَا إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم وَيُشبه أَن الأول أصح
وَفِي بَاب الْخمس نَا إِسْحَاق بن مُحَمَّد الْفَروِي نَا ملك كَذَا لكافتهم وَهُوَ الصَّوَاب وَعند الْقَابِسِيّ وعبدوس مُحَمَّد بن إِسْحَاق الْفَروِي وَهُوَ خطأ وَأَصْلحهُ الْقَابِسِيّ
وَفِي بَاب الاستلقاء فِي الْمَسْجِد ونا إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم وَعبد بن حميد كَذَا لِابْنِ سُفْيَان وَعند ابْن ماهان نَا إِسْحَاق بن مَنْصُور قَالَ الجياني الصَّوَاب إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم
وَفِي بَاب الاسْتِسْقَاء نَا هَارُون بن سعيد الْأَيْلِي أَنا ابْن وهب حَدثنِي أُسَامَة كَذَا عِنْد أَكْثَرهم وَعند العذري حَدثنِي مسلمة وَهُوَ وهم وَالصَّوَاب الأول وَهُوَ أُسَامَة بن زيد مولى الليثيين
وَفِي بَاب وَفد حنيفَة نَا إِسْحَاق بن نصر نَا عبد الرَّزَّاق كَذَا عِنْد أبي زيد والنسفي وَابْن السكن وَعند الْأصيلِيّ نَا إِسْحَاق بن مَنْصُور نَا عبد الرَّزَّاق وَقَالَ أَبُو عَليّ الْحَافِظ وَالْأَشْبَه عِنْدِي قَول من قَالَ ابْن نصر وَكَذَلِكَ فِي مَنَاقِب ابْن عمر نَا إِسْحَاق بن نصر نَا عبد الرَّزَّاق وَنسبه ابْن السكن إِسْحَاق بن مَنْصُور وَهُوَ غير مَنْسُوب لغَيْرِهِمَا وَالْأَشْبَه هُنَا أَنه ابْن مَنْصُور الكوسج فَعَنْهُ أخرجه مُسلم
وَفِي بَاب فِي فضل الْأَنْصَار نَا عَبَّاس بن سهل عَن أبي أسيد أَو حميد كَذَا عِنْد الْأصيلِيّ وَعند غَيره عَن أبي حميد بِغَيْر شكّ وَكَذَا ذكره فِي الْمَغَازِي
وَفِي بَاب السّفر قِطْعَة من الْعَذَاب نَا عبد الله بن مسلمة وَإِسْمَاعِيل بن أبي أويس وَأَبُو مُصعب كَذَا للجلودي وَالْكسَائِيّ وَعند ابْن ماهان نَا عبد الله بن مسلمة وَابْن أبي الْوَزير مَكَان إِسْمَاعِيل قَالُوا وَالْأول الصَّوَاب قَالَ عبد الْغَنِيّ بن سعيد لَا أعلم لمُسلم رِوَايَة عَن ابْن أبي الْوَزير وَلَا هُوَ مِمَّن أدْركهُ وَقد رُوِيَ البُخَارِيّ عَن رجل عَنهُ
وَفِي الْعدة توفّي حميم لأم حَبِيبَة كَذَا لَهُم وَعند ابْن الْحذاء لأم سَلمَة وَالصَّوَاب الأول كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيث الْمُفَسّر توفّي أَبوهَا أَبُو سُفْيَان وَذكر الحَدِيث بِعَيْنِه
وَفِي بَاب إِذا رَأَتْ الْمَرْأَة مَا يرى الرجل فِي حَدِيث عَبَّاس بن الْوَلِيد فَقَالَت أم سليم فَاسْتَحْيَيْت من ذَلِك كَذَا فِي كتاب مُسلم من رِوَايَة أَصْحَاب الْكسَائي وَابْن ماهان والجلودي وَكُنَّا عِنْد الرَّازِيّ وَالصَّوَاب أم سَلمَة وَكَذَا جَاءَ فِي أصل الجلودي وَفِي بعض النّسخ وَقيل أَنه مصلح هُنَاكَ وَهُوَ الْمَعْرُوف فِي غير هَذَا الطَّرِيق وَأم سليم هِيَ السائلة أَولا وَأم سَلمَة المستحيية الْمُنكرَة قَوْلهَا
وَفِي الْبَاب أَن أم سليم امْرَأَة أبي طَلْحَة كَذَا لِابْنِ الْحذاء وَلغيره أم بني أبي طَلْحَة وَكِلَاهُمَا صَوَاب تزَوجهَا أَبُو طَلْحَة فَولدت لَهُ عبد الله بن أبي طَلْحَة سَمَّاهُ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وحنكه ودعا لَهُ وَكَانَ قد دَعَا لوَالِديهِ أَن(1/68)
يُبَارك لَهما فِي ليلتهما فِي الْخَبَر الْمَشْهُور فجَاء مِنْهَا عبد الله هَذَا فبورك فِيهِ وَأمه أم سليم أم أنس بن ملك كَانَ أَبوهُ زَوجهَا قبل أبي طَلْحَة وَعبد الله وَالِد إِسْحَق وأخوته وَكَانُوا عشرَة كلهم حمل عَنهُ الْعلم
وَفِي آخر بَاب الْجَسَّاسَة نَا أَبُو بكر بن إِسْحَاق نَا يحيى بن بكير كَذَا لكافتهم وَعند العذرى نَا يحيى بن أبي شيبَة وَهُوَ عِنْدهم خطا
وَفِي كتاب الْحَج فِي بَاب يأتوك رجَالًا نَا أَحْمد بن عِيسَى نَا ابْن وهب كَذَا لأبي الْهَيْثَم وَالْمُسْتَمْلِي وعبدوس والقابسي وَعند ابْن السكن نَا أَحْمد ابْن صَالح وَلم ينْسبهُ الْبَاقُونَ فَقَالَ أَبُو أَحْمد الْحَافِظ أَحْمد غير مَنْسُوب فِي الْجَامِع هُوَ ابْن أخي ابْن وهب وَأنْكرهُ الْحَاكِم وخطاه وَقَالَ ابْن مندة إِذا قَالَ البُخَارِيّ أَحْمد غير مَنْسُوب فَهُوَ ابْن صَالح
وَفِي سُورَة لم يكن نَا حمد بن أبي دَاوُد أَبُو جَعْفَر الْمُنَادِي نَا روح كَذَا فِي جَمِيع النّسخ قَالَ أَبُو عبد الله الْحَاكِم قَالَه البُخَارِيّ وَإِنَّمَا اسْمه مُحَمَّد وَكَذَا سَمَّاهُ ابْن أبي حَاتِم
وَفِي بَاب الْمَلَائِكَة نَا ابْن شهَاب عَن أبي سَلمَة والأغر عَن أبي هُرَيْرَة أَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) قَالَ إِذا كَانَ يَوْم الْجُمُعَة كَذَا لَهُم وَعند أبي الْهَيْثَم وَحده والأعرج مَكَان الْأَغَر وَالصَّوَاب الأول قَالَ الجياني الحَدِيث مَشْهُور لأبي عبد الله الْأَغَر
وَفِي بَاب إسباغ الْوضُوء على المكاره نَا إِسْحَاق بن مُوسَى الْأنْصَارِيّ كَذَا لَهُم وَفِي نُسْخَة عَن ابْن الْحذاء نَا إِسْحَاق بن مثنى وَهُوَ وهم قَبِيح
وَفِي حَدِيث أم زرع قَول البُخَارِيّ وَقَالَ سعيد بن سَلمَة عَن أبي سَلمَة وعشعش كَذَا للقابسي وعبدوس وَهُوَ وهم وَصَوَابه سعيد بن سَلمَة عَن هِشَام وَسقط من كتاب الْأصيلِيّ قَول سعيد بن سَلمَة إِلَى آخِره وَأرى وَالله أعلم لما فِيهِ من التَّغْيِير فِي الْمَتْن على مَا نذكرهُ فِي الْعين
فصل مُشكل الْأَسْمَاء
كل مَا فِيهِ الأيلى فبفتح الْهمزَة بعْدهَا يَاء سَاكِنة بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا منسوبون إِلَى أَيْلَة مَدِينَة بِالشَّام مِنْهُم هَارُون بن سعيد الْأَيْلِي وَيُونُس بن يزِيد الْأَيْلِي وَعقيل بن خَالِد الْأَيْلِي وَطَلْحَة بن عبد الْملك الْأَيْلِي وَلَيْسَ فِيهَا أيلي بِضَم الْهمزَة وَالْبَاء الَّتِي بِوَاحِدَة وَقد يشْتَبه بِهِ عبد الله ابْن حَمَّاد الأملي بِهَمْزَة ممدودة وَمِيم مَضْمُومَة ذكره البُخَارِيّ ينْسب إِلَى آمل من مدن طبرستان وفيهَا الْأَزْدِيّ سَاكن الزَّاي وَقد يكْتب بِالسِّين أَيْضا مِنْهُم أَحْمد بن يُوسُف الْأَزْدِيّ وَسَعِيد بن يزِيد الازدي وَزِيَاد بن الرّبيع الْأَزْدِيّ وَجَرِير بن حَازِم الْأَزْدِيّ وَعبد الله بن بُحَيْنَة الْأَزْدِيّ وَعقبَة بن صهْبَان الْأَزْدِيّ وَعلي الْأَزْدِيّ عَن ابْن عمر وَيحيى بن ملك الْأَزْدِيّ المراغي قَالَ غير مُسلم ومراغة حَيّ من الأزد وهدبة بن خَالِد وَهُوَ هداب بن خلد أَيْضا الْأَزْدِيّ هَؤُلَاءِ كلهم بالزاي سَاكِنة وَيُقَال فيهم بِالسِّين سَاكِنة منسوبون إِلَى أَزْد وَكَذَلِكَ جَاءَ فِي نسب عبد الله بن بُحَيْنَة بِالسِّين سَاكِنة فِي بَاب سَجْدَتي السَّهْو عِنْد الْأصيلِيّ وَهُوَ بالزاي عِنْد عَبدُوس وَعند بَعضهم عَن الْقَابِسِيّ بِفَتْح السِّين وَهُوَ خطأ
وَأما الْأَسدي بِفَتْح السِّين مَنْسُوب إِلَى أَسد قُرَيْش أَو أَسد خُزَيْمَة فعكاشة بن مُحصن الْأَسدي وَعلي بن ربيعَة الْأَسدي وَمُحَمّد بن قيس الْأَسدي وَمُحَمّد بن عبد الرَّحْمَن الْأَسدي عَن عُرْوَة وَمُحَمّد بن عبد الله الْأَسدي وَهُوَ أَبُو أَحْمد الزبيرِي وَعمر بن مُحَمَّد بن الْحسن الْأَسدي وَأَبُو مَرْيَم عبد الله بن زِيَاد الْأَسدي وَأَبُو التياح الْأَسدي وَعباد بن يَعْقُوب الْأَسدي(1/69)
وهريم بن عبد الله الْأَسدي والأخرم الْأَسدي وجذامة الأَسدِية وَإِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم الْأَسدي وَهُوَ ابْن علية وَعَطَاء ابْن أبي رَبَاح عَن رجل من بني أَسد وَفِي حَدِيثه فَقَالَ الْأَسدي هَؤُلَاءِ كلهم بِفَتْح السِّين
وَأما حَنْظَلَة الْكَاتِب الأسيدي فبسكون الْيَاء مُصَغرًا مضموم الْهمزَة وَأسيد فِي تَمِيم وَقَالَهُ بعض رُوَاة مُسلم عَن بن الْحذاء الْأَسدي وَهُوَ وهم وَيشْتَبه بالأزدي الأودى بواو سَاكِنة مَكَان الزَّاي قبيل من مذجح مِنْهُم عبد الله بن إِدْرِيس بن يزِيد الأودي وَأَبُو قيس الأودي هُوَ وَأَبوهُ مذكوران فِي الصَّحِيحَيْنِ وَعمر بن مَيْمُون الأودي وَعلي بن حكم الأودي وهذيل بن شُرَحْبِيل الأودي وَأَبُو قيس الأودي هَؤُلَاءِ كلهم بِالْوَاو وَيشْتَبه بِهِ مُحَمَّد بن عبد الله الأرزي بِضَم الْهمزَة وَالرَّاء بعْدهَا ثمَّ زَاي مُشَدّدَة وَيُقَال فِيهِ الرزي أَيْضا وَمُحَمّد بن زِيَاد الْأَلْهَانِي بِفَتْح الْهمزَة وعَوْف الإعرابي وَكَذَلِكَ سهل بن يُوسُف الْأنمَاطِي والأشعثي مثله وَهُوَ بشين وثاء معجمتين وَكَذَلِكَ عمر بن معَاذ الأشْهَلِي والأشجع هما بالشين الْمُعْجَمَة وَكلهمْ مَفْتُوح الْهمزَة وَأَبُو مَاعِز الْأَسْلَمِيّ بِفَتْح اللَّام وَأَبُو حُذَيْفَة الأرحبي بِالْحَاء الْمُهْملَة بعْدهَا بَاء بِوَاحِدَة وأرحب فِي هَمدَان وَأَبُو عِيسَى الإسواري مضمومها وَكَذَلِكَ عبد الْعَزِيز الأويسي وَأَبُو بكر الأويسي وهما وَاحِد وَمُحَمّد بن عبد الْملك الْأمَوِي وَسَعِيد بن يحيى الْأمَوِي وَأَبُو صَفْوَان الْأمَوِي هَؤُلَاءِ بِضَم الْهمزَة وَفِي رُوَاة البُخَارِيّ والموطأ أَبُو مُحَمَّد عبد الله بن إِبْرَاهِيم الْأصيلِيّ بِفَتْح الْهمزَة مَقْصُورَة مَنْسُوب إِلَى أصيلة مَدِينَة بالمغرب مَشْهُورَة وَيُقَال بالزاي مَكَان الصَّاد أَيْضا وَالصَّاد هُنَا أشهر وَفِي سَنَد الموطا أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن إِبْرَاهِيم الأبياني أَكثر الشُّيُوخ يَقُولُونَهُ بِضَم الْهمزَة وَفتح الْبَاء مُشَدّدَة وَصَوَابه كسرهما وتشدد الْبَاء وتخفف وَفِي تقريبات الجلودي نَا مُحَمَّد بن الْمسيب الأرغياني نَا إِبْرَاهِيم بن سعيد الْجَوْهَرِي بِفَتْح الْهمزَة وَرَاء سَاكِنة وَكسر الْغَيْن الْمُعْجَمَة وَفتح الْيَاء بعْدهَا بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا وَبعد الْألف نون مَنْسُوب إِلَى قَرْيَة من قرى نيسابور وَعَن ابْن الْحذاء فِيهِ الأعياني بِعَين مُهْملَة بِغَيْر رَاء والأعرابي مَنْسُوب إِلَى الْإِعْرَاب وهم أهل الْبَوَادِي
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم فِي أَنْسَاب هَذَا الْحَرْف
ذكر فِيهَا زبيد الأيامي وَطَلْحَة الأيامي بِكَسْر الْهمزَة قبل الْيَاء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا مُخَفّفَة كَذَا عِنْد الْأصيلِيّ وَكثير من الروَاة وَمِنْهُم من يفتح الْهمزَة وَكله وهم وَضَبطه الْأصيلِيّ مرّة والطبري والهروي والنسفي والعذري اليامي بِغَيْر همز وَهُوَ الصَّوَاب وَهُوَ قَول الْحفاظ وَأَصْحَاب الضَّبْط ويام بطن من هَمدَان وَكَثِيرًا مَا يَقُول فِيهِ الشُّيُوخ الْوَجْهَيْنِ وَفِي الْمُوَطَّأ هَبَّار بن الْأسود الْأنْصَارِيّ كَذَا وَقع لِابْنِ حمدين من شُيُوخنَا وَحده وَهُوَ وهم إِنَّمَا هُوَ قرشي وَجَاء فِي الصَّحِيحَيْنِ ذكر الاتبية كَذَا جَاءَ بِضَم الْهمزَة وَفتح التَّاء بِاثْنَتَيْنِ وَكسر الْبَاء بعْدهَا كَذَا جَاءَ فِي غير مَوضِع من صَحِيح البُخَارِيّ وَجَاء عِنْد مُسلم من رِوَايَة السَّمرقَنْدِي الأتيبية بِالتَّصْغِيرِ وضبطناه فِيهِ عَن العذرى اللتبية بِضَم اللَّام بِغَيْر همزَة وبفتح التَّاء وَكَذَا جَاءَ فِي البُخَارِيّ فِي آخر الزَّكَاة فِي بَاب من لم يقبل الْهَدِيَّة لِابْنِ السكن وَصَوَابه كَذَلِك إِلَّا أَنه مسكن التَّاء وبنوالتب بطن من الْعَرَب قَالَه ابْن دُرَيْد وعَلى هَذَا الْوَجْه الصَّوَاب ضَبطه الْأصيلِيّ مرّة فِي بَاب محاسبة الْعمَّال وَابْن السكن وَفِي بَاب الْهِبَة وَفِي خَبره أَيْضا وهم آخر وَقع للأصيلي فِي قَوْله فِي بَاب هَدَايَا الْعمَّال أَن رجلا من بني أَسد بِفَتْح السِّين وَصَوَابه مَا اتَّفقُوا عَلَيْهِ فِي غير هَذَا الْموضع من قَوْلهم أَن رجلا من الأزد إِلَّا أَن يكون ضَبطه من(1/70)
بني أَسد فَيخرج لِأَنَّهُ يُقَال الْأسد والأزد كَمَا ذَكرْنَاهُ لَكِن الضَّبْط فِيهِ مَا تقدم لَكِن لم يقل فِيهِ الْعَرَب بَنو الأزد وَلَا بَنو الْأسد وَإِنَّمَا يذكرُونَ الْقَبِيل باسمه مثل قيس وقريش ولخم وجذام وَغَيرهَا من الْقَبَائِل الَّتِي لَا تُضَاف إِلَيْهَا ابْن وَفِي بَاب تَحْرِيم الْمَدِينَة مُسلم نَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة وَعمر والناقد كِلَاهُمَا عَن ابْن أَحْمد قَالَ أَبُو بكر نَا مُحَمَّد بن عبد الله الْأَسدي بِفَتْح السِّين كَذَا لَهُم وَعند العذري الْأَزْدِيّ وَهُوَ خطأ وَالصَّوَاب الأول وَهُوَ أَبُو أَحْمد الزبيرِي وَقد ذَكرْنَاهُ وَذكر طليحة الأَسدِية كَذَا رَوَاهُ يحيى بِفَتْح السِّين قَالُوا وَهُوَ وهم لِأَنَّهَا تَيْمِية وَهِي أُخْت طَلْحَة ابْن عبد الله التَّيْمِيّ وَأسْقط لهَذَا الْغَلَط ابْن وضاح من كِتَابه نَسَبهَا
وَفِي شُيُوخ مُسلم هدبة بن خلد الْأَزْدِيّ وَكَذَا نسبه البُخَارِيّ فِي تَارِيخه وَنسبه ابْن عدي الْقَيْسِي بِالْقَافِ وَقَالَ البُخَارِيّ فِي نسب أَخِيه أُميَّة بن خلد الْأَزْدِيّ من بني قيس
قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَلَيْسَ نسبه قيسيا هُنَا لقيس عيلان إِنَّمَا هُوَ من فيس بن توبان بن سُهَيْل بن الْأسد بن عمرَان بن عَمْرو بن عَامر
وَفِي كتاب مُسلم النواس بن سمْعَان الْأنْصَارِيّ كَذَا جَاءَ فِي جَمِيع النّسخ فِي بَاب الْبر وَالْإِثْم قَالَ الْحفاظ وَهُوَ وهم إِنَّمَا هُوَ كلابي وَكَذَا ذكره فِي غير هَذَا الْموضع هُوَ وَغَيره وَرفع النسابون نسبه إِلَى كلاب
وَفِي حَدِيث الْجَسَّاسَة اعْتدى عِنْد أم شريك وَذكر أَنَّهَا من الْأَنْصَار قَالَ الوقشي إِنَّمَا هِيَ قرشية من بني عَامر بن لؤَي اسْمهَا غزيَّة واكتنت بابنها شريك وَقَالَ أَبُو عمر الْحَافِظ وَقد قيل أَنَّهَا أنصارية وَيُقَال اسْمهَا غزيلة وَأَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) تزَوجهَا وَلَا يَصح لِكَثْرَة الِاضْطِرَاب وَقَالَ غَيرهمَا الْأَشْبَه أَنَّهُمَا اثْنَتَانِ وَقد جَاءَ فِي هَذَا الحَدِيث اعْتدى عِنْد أم شريك ابْنة العكر
وَقَوله فِي حَدِيث الْإِيمَان وَالْإِسْلَام قَالَ مُسلم أَبُو زرْعَة كُوفِي من أَشْجَع اسْمه عبيد الله كَذَا عِنْد كَافَّة شُيُوخنَا وَفِي بعض النّسخ من النخع وَكِلَاهُمَا وهم وَكَذَلِكَ قَوْله فِي اسْمه عبيد الله وَصَوَابه أَن اسْمه هرم بن عَمْرو بن جرير بن عبد الله البَجلِيّ من بجيلة هَذَا قَول البُخَارِيّ وَقَالَ يحيى بن معِين اسْمه عَمْرو بن عَمْرو بن جرير وبجيلة لَا يجْتَمع مَعَ أَشْجَع وَلَا مَعَ النخع
حرف الْبَاء مَعَ سَائِر الْحُرُوف
الْبَاء المفردة لحرف الْبَاء مَوَاضِع فِي لِسَان الْعَرَب وَتدْخل على الْأَسْمَاء فتخفضها لمعان شَتَّى وَكَذَا جَاءَت فِي كتاب الله تَعَالَى وَحَدِيث نبيه عَلَيْهِ السَّلَام وَأَصْحَابه رَضِي الله عَنْهُم وَأَصلهَا وَأجل مَعَانِيهَا الإلزاق لما ذكر قبلهَا من اسْم أَو فعل بِمن ضمت إِلَيْهِ فَإِذا قلت مَرَرْت بزيد فَمَعْنَاه الزقت مروري بِهِ وَإِذا قلت المَال بيد زيد فقد ألزقت بِهِ المَال وَكَذَلِكَ إِذا دخلت للقسم فِي قَوْلك بِاللَّه لَا فعلت كَذَا فَمَعْنَاه أَحْلف بِاللَّه وألزقت بِهِ قسمي فَحذف الْفِعْل لدلَالَة الْكَلَام عَلَيْهِ بِدَلِيل أَنَّك إِذا حذفت الْبَاء ظهر عمل الْفِعْل الْمَحْذُوف فِي الِاسْم فَقلت الله لتضر بن زيدا بِالنّصب هَذَا كَلَام الْعَرَب إِلَّا فِي قَوْلهم الله لآتيك فَإِنَّهُ عِنْدهم خفض وَقد روى الروَاة فِي قَوْله إِنِّي مُعسر فَقَالَ الله قَالَ الله بِالْكَسْرِ وَالْفَتْح وَأكْثر أهل الْعَرَبيَّة يمْنَعُونَ الْفَتْح وَلَا يجيزون إِلَّا الْكسر سَوَاء جِئْت بِحرف الْقسم أَو حذفته فالباء مَعَ هَذَا تَأتي زَائِدَة لَا معنى لَهَا وَقد تسْقط فِي اللَّفْظ أَيْضا وَتَأْتِي بِمَعْنى من أجل وَبِمَعْنى فِي وَبِمَعْنى عَن وَبِمَعْنى على وَبِمَعْنى من وَبِمَعْنى مَعَ وللحال وَالْبدل والعوض ولتأكيد النَّفْي وتحسين النّظم وَبِمَعْنى لَام السَّبَب فمما جَاءَت لهَذِهِ الْمعَانِي فِي هَذِه الْأُصُول قَوْله وصل الصُّبْح بغبش أَي فِي غبش وَكَقَوْلِه أكثرت عَلَيْكُم بِالسِّوَاكِ ويروي فِي السِّوَاك وَمثله كُنَّا نتحدث بِحجَّة الْوَدَاع وَعند الْأصيلِيّ فِي حجَّة(1/71)
الْوَدَاع وَلَا نَدْرِي مَا حجَّة الْوَدَاع أَي كُنَّا نكررها وَنَذْكُر اسْمهَا الْبَاء هُنَا وَفِي بِمَعْنى كَمَا قيل فِي قَوْله تَعَالَى) وَلم أكن بدعائك رب شقيا
(أَي فِي دعائك وَقيل مَعْنَاهَا هُنَا من أجل وَمثله قَوْله فَلم أزل أَسجد بهَا ويروى فِيهَا يَعْنِي السَّجْدَة فِي انشقت وَقَوله أَتُرِيدُ أَن تجعلها بِي أَي تلزمني هَذِه الْمَسْأَلَة وتولني دَرك فتياها وَالْهَاء فِي تجعلها عَائِد على الْقِصَّة أَو الْفتيا وَشبهه وَقد تكون بِمَعْنى من أجل أَي من أجل فتياي ورأيي وَقد حكى سِيبَوَيْهٍ هَذَا من مَعَانِيهَا وَقد قيل ذَلِك فِي قَوْله وَلم أكن بدعائك كَمَا تقدم المُرَاد الْكَفَّارَة أَي تلزمنيها وَالْأول أظهر وَقَوله فِي الْقُرْآن لَهو أَشد تفصيا من النعم بعقلها كَذَا للجلودي فِي حَدِيث زُهَيْر وَلابْن ماهان فِيهِ من عقلهَا قَالُوا وَهُوَ الصَّوَاب وَكِلَاهُمَا صَوَاب رُوِيَ بعقلها وَمن عقلهَا بِمَعْنى كَمَا قيل فِي قَوْله تَعَالَى) عينا يشرب بهَا عباد الله
(أَي مِنْهَا وَقيل يشربون هُنَا بِمَعْنى يروون وَقد جَاءَ فِي رِوَايَة أُخْرَى فِي عقلهَا وَهُوَ رَاجع إِلَى معنى من وَمثله فِي حَدِيث ابْن أويس فِي الْإِحْدَاد فدعَتْ بطست فمست بِهِ أَي مِنْهُ كَمَا جَاءَ فِي سَائِر الرِّوَايَات وَمِنْه كنت ألزم رَسُول الله بشبع بَطْني كَذَا لبَعض رُوَاة أبي ذَر بِالْبَاء فِي بَاب مَنَاقِب جَعْفَر وَلغيره لشبع وَكِلَاهُمَا بِمَعْنى أَي من أجل شبع وباللام جَاءَ فِي الحَدِيث فِي غير مَوضِع وَقد تَأتي الْبَاء بِمَعْنى من أجل كَمَا ذَكرْنَاهُ وَكَذَلِكَ فِي قَوْله أَنِّي أسمع بكاء الصَّبِي فأتجوز فِي صَلَاتي مِمَّا أعلم من شدَّة وجدامة كَذَا للأصيلي وللقابسي وَبَعْضهمْ لما وَلَا بِي ذَر مِمَّا وَكله رَاجع لِمَعْنى من أجل كَذَا جَاءَ فِي حَدِيث ابْن زُرَيْع وَفِي غَيره لما
قَوْله يَمِينك على مَا يصدقك بِهِ صَاحبك الْبَاء بِمَعْنى فِيهِ أَو بِمَعْنى على كَمَا قَالَ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى عَلَيْهِ صَاحبك وَقَول حُذَيْفَة مَا بِي إِلَّا أَن يكون رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أسر لي شَيْء لم يحدثه غَيْرِي مَعْنَاهُ تَأْكِيد النَّفْي كَقَوْلِهِم مَا زيد بقائم قَالُوا وَإِلَّا هُنَا زَائِدَة الصَّوَاب سُقُوطهَا وَقَوله فأصابتني حمى بنافض قد يُقَال أَن الْبَاء هُنَا زَائِدَة أَي حمى نافض كَمَا قَالُوا أخذت خطام الْبَعِير وَأخذت بخطامه قَالُوا لَكِن لدخولها هُنَا فَائِدَة زَائِدَة لم تكن قبل دُخُولهَا وَقد تكون على أَصْلهَا لإلزاق الْحمى قَالُوا وَمِنْه قَوْله اقْرَأ باسم رَبك أَي اقْرَأ اسْمه وَمِنْه اقْرَأ بِأم الْقُرْآن وبكذا وَبِمَا تيَسّر وَقَوله فحططت بزجه الأَرْض الْبَاء هُنَا زَائِدَة أَي حططته للْأَرْض يَعْنِي رمحه وَقد يكون من المقلوب أَي حططت بِالْأَرْضِ زجه وَقَوله مَا أَنا بقارئ الْبَاء هُنَا زَائِدَة أَي مَا أَنا قرئَ وَكَذَلِكَ قَوْله مَا هُوَ بداخل عَلَيْهَا أحد بِهَذِهِ الرضَاعَة الْبَاء هُنَا زَائِدَة أَي دَاخل وَقد قيل فِي مثل هَذَا أَن الْبَاء هُنَا لتحسين الْكَلَام وَمثله قَوْله ثمَّ مست بعارضيها وَمثله قَوْله فِي الدُّعَاء وَلَك بِمثلِهِ أَي مثله ومتله قَوْله أَخذ بنفسي الَّذِي أَخذ بِنَفْسِك وَمثله فِي إِسْلَام أبي ذَر فِي رِوَايَة الْأصيلِيّ فَقلت بِمثل مَا قلت بالْأَمْس وَمثله أرْغم الله بأنفك كَذَا للقابسي والأصيلي فِي الْجَنَائِز فِي حَدِيث ابْن حَوْشَب ولغيرهما أَنْفك وَمثله فِي فَضَائِل الْأَنْصَار أَن تقطع لَهُم بِالْبَحْرَيْنِ كَذَا للأصيلي وَلغيره الْبَحْرين وَقد تكون الْبَاء هُنَا للتَّبْعِيض أَي قطيعا هُنَاكَ من الْبَحْرين وَقَوله فَأخْرج بجنازتها كَذَا فِي رِوَايَة ابْن حمدين وَابْن عتاب وَعند غَيرهمَا وَفِي سَائِر الموطئات فَخرج وَكَذَلِكَ فِي حَدِيث خبيب فَخَرجُوا بِهِ وَعند الْأصيلِيّ أخرجُوا بِهِ قيل هما لُغَتَانِ
وَفِي بَاب عَيْش النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كنت أَحَق أَن أُصِيب من هَذَا اللَّبن بشربه كَذَا للأصيلي وَلغيره شربة
وَفِي بَاب كِرَاء الأَرْض بِالذَّهَب وَالْفِضَّة كَانُوا يكرون الأَرْض مَا ينْبت على الْأَرْبَعَاء كَذَا لكافتهم وَعند أبي ذَر بِمَا وَهُوَ الْوَجْه الْمَذْكُور فِي غير هَذَا الْبَاب(1/72)
وَقَوله عَلَيْك بِقُرَيْش بِأبي جهل بن هِشَام وَفُلَان وَفُلَان أَي الْحق نقمتك بهم وَجَاء لكافتهم فِي الْجِهَاد فِي بَاب الدُّعَاء على الْمُشْركين عَلَيْك بِقُرَيْش لأبي جهل بِاللَّامِ إِلَّا الْأصيلِيّ فَعنده بِأبي جهل كَمَا فِي سَائِر الْأَبْوَاب وَهُوَ الصَّوَاب هُنَا لِأَنَّهُ سماهم وعينهم فِي دُعَائِهِ
قَوْله اذْهَبْ فقد ملكتكها بِمَا مَعَك من الْقُرْآن قيل الْبَاء هُنَا بِمَعْنى اللَّام أَي لأجل مَا مَعَك مِنْهُ وَهَذَا على مَذْهَب من لم ير النِّكَاح بِالْإِجَارَة وَقيل هِيَ بَاء التعويض كَقَوْلِه بِعته بدرهم وَهَذَا على قَول من رَآهُ إِجَارَة وَأَجَازَ النِّكَاح بهَا
وَقَوله بِأبي وبأبيك أَي أفدى بِهِ الْمَذْكُور
وَقَوله بأبيك أَنْت مثله أَي أفديك بِهِ وَهِي كلمة تسْتَعْمل عِنْد التَّعْظِيم والتعجب
وَفِي خبر أبي بكر وَعلي فَكَانَ النَّاس لعَلي قَرِيبا حَتَّى رَاجع الْأَمر بِالْمَعْرُوفِ كَذَا فِي رِوَايَة ابْن ماهان فِي حَدِيث إِسْحَاق وَالْبَاء هُنَا زَائِدَة وبإسقاطها قَيده شَيخنَا التَّمِيمِي عَن الْحَافِظ أبي عَليّ وَكَذَا جَاءَ فِي غير هَذِه الرِّوَايَة الْأَمر الْمَعْرُوف فِي هَذَا الْبَاب وللرواة هُنَا الْأَمر وَالْمَعْرُوف وَقَوله أقرَّت الصَّلَاة بِالْبرِّ وَالزَّكَاة قَالَ لي ابْن سراج معنى الْبَاء هُنَا مَعَ أَي أقرَّت مَعَ الْبر وَالزَّكَاة فَصَارَت مَعَهُمَا مستوية وَقيل غير هَذَا وسنذكره فِي حرف الْقَاف
وَفِي حَدِيث مُحَمَّد بن رَافع كُنَّا نتحرج أَن نطوف بالصفا والمروة كَذَا فِي جَمِيع النّسخ عَن مُسلم قيل صَوَابه بَين الصَّفَا والمروة قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَقد يَصح أَن تكون بِمَعْنى فِي أَي فِي فنائهما أَو أرضهما ونطوف هُنَا بِمَعْنى نسعى وَقَوله بَايَعْنَاهُ على أَن لَا نشْرك إِلَى قَوْله بِالْجنَّةِ إِن فعلنَا ذَلِك كَذَا للسجزي وَابْن الْحذاء وللجلودي فالجنة وَكِلَاهُمَا صَحِيح بِمَعْنى وَالْبَاء هُنَا بَاء الْبَدَل والعوض وَمثله قَوْله فِي الْوضُوء للْجُمُعَة فِيهَا ونعمت قيل بِالسنةِ أَخذ ونعمت الْخصْلَة الْوضُوء وَقيل معنله فبالرصة أَخذ وَهُوَ أظهر لِأَن الَّذِي ترك هُوَ السّنة وَهُوَ الْغسْل وَقَوله بِي الْمَوْت أَي حل بِي وأصابني مثل الْمَوْت وَقَوله لَيْسَ بك على أهلك هوان أَي لَيْسَ يعلق بك وَلَا يصيبك هوان وعَلى أهلك أَي على وَأَرَادَ بالأهل هُنَا الرّوح النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام وَقَوله من بك أَي من أَصَابَك أَو من فعل بك هَذَا فَحذف اخْتِصَار الدّلَالَة الْكَلَام عَلَيْهِ وَقَوله أصبت أصَاب الله بك أَي هداك للصَّوَاب وَالْحق وثبتك عَلَيْهِ أَو هداك لطريق الْجنَّة وبلغك إِيَّاهَا وَقَوله قل عَرَبِيّ نَشأ بهَا مثله على هَذِه الرِّوَايَة الْبَاء هُنَا بِمَعْنى فِي قيل يَعْنِي فِي الْحَرْب وَيحْتَمل بهَا بِبِلَاد الْعَرَب وَقَوله أَنا لنبتاع الصَّاع بالصاعين وَشبه هَذَا قَالُوا مَعْنَاهُ هُنَا الْبَدَل أَي بدل الصاعين وعوضهما وَمثل هَذَا كثير وَقَوله فِي حَدِيث صَفِيَّة ودحية ادعوهُ بهَا أَي ليَأْتِي بهَا وَقَوله فوقصت بهَا دابتها الْبَاء هُنَا زَائِدَة أَي وقصتها أَي كسرتها وَقَوله فِي خبر الْمَدِينَة فِي خبر الراعيين فيجد أَنَّهَا وحوشا أَي فِيهَا وَمثله قَوْله وَهُوَ بِمَكَّة والبالجعرانة وبالمدينة وبخيبر أَي فِيهَا على رَأْي بَعضهم يَعْنِي الْمَدِينَة كَذَا عِنْد بعض رُوَاة البُخَارِيّ وَالَّذِي عِنْد يُلقيهِمْ ببحرا بهَا بالنُّون وَهُوَ وَجه الْكَلَام وَالْهَاء عَائِدَة على الْمَدِينَة أَيْضا وَقيل على غنمهما وَفِي بَاب الصَّلَاة عِنْد مناهضة الْحُصُون إِن كَانَ بهَا الْفَتْح كَذَا عِنْد الْقَابِسِيّ وَعند البَاقِينَ تهَيَّأ وَهُوَ الْوَجْه أَي تمكن وَاتفقَ وَيَأْتِي فِي حرف الْبَاء وَالْهَاء وَفِي مُحَاجَّة آدم ومُوسَى فِي بَاب وقاته بِمَ تلومني كَذَا للأصيلي وَهِي هُنَا بِمَعْنى اللَّام أَي لم تلومني ولأي سَبَب بعد مَا علمت أَن الله قد كتبه عَليّ وَسَيَأْتِي هَذَا مُبينًا فِي حرف الْحَاء وَالْجِيم وَفِي رِوَايَة غَيره ثمَّ وَهُوَ أوجه وأليق بمساق الْكَلَام وَكَذَا جَاءَ فِي غير هَذَا الْبَاب بِغَيْر خلاف قَوْله(1/73)
إِن هَذِه الْآيَات لَا تكون بِمَوْت أحد وَلَا بحياته كَذَا فِي بعض رِوَايَات الحَدِيث وَمعنى الْبَاء هُنَا لَام السَّبَب كَمَا جَاءَ فِي سَائِر الْأَحَادِيث وَقد تكون على بَابهَا أَي لَا تنذر بِمَوْت أحد وَلَا تعلم بِهِ وَقَوله نهينَا أَن نجد أَكثر من ثَلَاث إِلَّا بِزَوْج كَذَا للأصيلي بِالْبَاء وَلغيره بِاللَّامِ وَقَول عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا ادفنوني مَعَ صواحبي بِالبَقِيعِ لَا أزكى بهَا أبدا أَي بالدفن فِي الْموضع الَّذِي دفن بِهِ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وصاحباه تواضعا مِنْهَا رَضِي الله عَنْهَا وإعظاما لِأَن يفعل غَيرهَا ذَلِك أَو لِأَن يكون سَبَب ذقتها مَعَهم كشف قُبُورهم إِذْ كَانَ الْمَكَان قد أَخذ حَاجته بالقبور الثَّلَاثَة أَلا ترى قَوْلهَا لعمر حِين طلب دَفنه إِنَّمَا كنت أريده لنَفْسي فَلَو كَانَ الْأَمر مُحْتملا لَهَا بعد ذَلِك لم يكن لكلامها معنى وَقَول ابْن عَبَّاس ذهب بهَا هُنَالك يُرِيد بِتَأْوِيل الْآيَة وَالْهَاء عَائِدَة على الْآيَة وَقد فسرناه آخر الْبَاء وَالْمِيم وَالْخلاف فِيهِ وَفِي بَاب وَكَانَ الله سميعا بَصيرًا قَوْله قل لَا حول وَلَا قُوَّة إِلَى بِاللَّه فَإِنَّهَا كنز من كنوز الْجنَّة أَو قَالَ أَلا أدلك بِهِ أَي بِمَعْنى الحَدِيث أَو بعضه وَقَوله فِي أول كتاب التَّوْحِيد الظَّاهِر على كل شَيْء علما وَالْبَاطِن بِكُل شَيْء علما كَذَا للنسفي وَهُوَ الْوَجْه وَلأبي ذَر الْبَاطِن على كل ولغيرهما الْبَاطِن كل وَقَوله فِي وَفَاة ابْن مَظْعُون أَن أَدْرِي مَا يفعل بِي كَذَا فِي كتاب الْجَنَائِز وَفِي مقدم النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام بِهِ وَقد ذكر البُخَارِيّ فِيهِ الِاخْتِلَاف وَفِي كتاب الْأَنْبِيَاء فِي بَاب إِدْرِيس حَتَّى ظَهرت بمستوى أَي عَلَوْت فِيهِ أَو علوته كَذَا رَوَاهُ بعض رُوَاة أبي ذَر وَعند النَّسَفِيّ وعبدوس والأصيلي والباقين لمستوى بِاللَّامِ وَفِي حَدِيث بني إِسْرَائِيل انْقَطَعت بِي الحبال كَذَا للأصيلي وَلأبي ذَر بِهِ وَعند الْقَابِسِيّ وَابْن السكن فِي فِي الْحَرْف الأول وَعند جَمِيعهم فِي الثَّانِي بِي وَبِه لَا غير وَقَوله وَقضي بسلبه لعَمْرو بن الجموح كَذَا للكافة وَعند الصَّدَفِي فِي مُسلم وَقضي سلبه بِسُقُوط الْبَاء يَعْنِي أمضي وَفصل وَقَوله أَنْت زاني بحليلة جَارك كَذَا جَاءَ فِي تَفْسِير الْفرْقَان وَغير مَوضِع وَفِي غَيره حَلِيلَة جَارك وَاخْتلف الروَاة على البُخَارِيّ فِيهِ فِي مَوَاضِع وَالْبَاء زَائِدَة وَفِي حَدِيث الصِّرَاط تجْرِي بهم بأعمالهم كَذَا عِنْد العذري والسمرقندي وَرِوَايَة الجلودي وَالْبَاء هُنَا زَائِدَة وسقوطها الصَّوَاب كَمَا فِي رِوَايَة البَاقِينَ تجْرِي بهم أَعْمَالهم وَفِي قصَّة دَاوُد فِي كتاب الْأَنْبِيَاء
فِي حَدِيث عبد الله بن عَمْرو وواجد بِي يَعْنِي قُوَّة أَي فِي كَذَا أَو بِمَعْنى من أَي منى كَذَا رِوَايَة الْجَمَاعَة وَعند الْأصيلِيّ فِيهَا الْوَجْهَانِ مَعًا الْبَاء وَالنُّون أَي أجدني أقوى على أَكثر من ذَلِك فَحذف لدلَالَة اللَّفْظ عَلَيْهِ لكنه لَا يسْتَقلّ اللَّفْظ على قَول مسعر يَعْنِي قُوَّة وَلَو قَالَ قَوِيا كَانَ أليق وَفِي التَّوْبَة من رجل نزل منزلا وَبِه مهلكة كَذَا لرواة البُخَارِيّ كلهم هُنَا وَهُوَ تَصْحِيف وَصَوَابه مَا فِي مُسلم من رجل فِي أَرض دوية مهلكة وَقد جعل الشَّافِعِي الْبَاء للتَّبْعِيض فِي قَوْله وامسحوا برؤوسكم وَقَوله وَمسح بِرَأْسِهِ وَهُوَ عِنْد الْمُحَقِّقين من النُّحَاة والأصوليين وَالْفُقَهَاء غير مُسلم من جِهَة اللَّفْظ وَلَا حجَّة فِي قَوْلهم مسحت بِالْأَرْضِ لَان التَّبْعِيض هُنَا لم يفهم من اللَّفْظ وَمُقْتَضى الْبَاء لَكِن من ضَرُورَة الْحَال وَعدم الْقُدْرَة على الْعُمُوم وإمكانه فِي جَمِيع الأَرْض فَيجب حمل مُقْتَضى الْبَاء على الْعُمُوم إِلَّا مَا منع مِنْهُ عدم الْإِمْكَان وَقَوله وَرجل أعْطى بِي ثمَّ غدر أَي بِالْحلف بِي أَو الْعَهْد بحقي وَفِي الْقِرَاءَة فِي الْمغرب فِي حَدِيث يحيى بن يحيى سَمِعت رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) يقْرَأ بِالطورِ فِي الْمغرب كَذَا لكافتهم وَعند ابْن عِيسَى فِي أَصله فِي الطّور وَالْمَعْرُوف(1/74)
الأول لَكِن إِن صَحَّ ذَلِك فَيدل على أَنَّهَا لم تسمعه يقرا جَمِيعهَا
(الْبَاء مَعَ الْهمزَة وَالْألف)
(ب أَب) قَوْله يَا بابوس من أَبوك بباء وَاحِدَة فيهمَا وَآخره سين مُهْملَة قَالَ ابْن الْأَعرَابِي هُوَ الصَّبِي الرَّضِيع وَولد النَّاقة أَيْضا وَقَالَ صَاحب جَامع اللُّغَة ولد كل شَيْء فِي صغره بابوس وَقيل الْكَلِمَة لَيست بعربية وَقيل هِيَ عَرَبِيَّة وَقد جَاءَ مَعْنَاهَا مُفَسرًا فِي الحَدِيث الآخر من أَبوك يَا غُلَام وَقَالَ الداوودي هُوَ اسْم وَلَدهَا وَقد رُوِيَ أَنه سَأَلَهُ وَهُوَ فِي بَطنهَا وَهَذَا يدل على أَنه غير اسْمه
(ب أت)
قَوْله عَلَيْكُم بِالْبَاءَةِ مَمْدُود مَهْمُوز آخِره تَاء وَيُقَال بِالْمدِّ بِغَيْر تَاء وَيُقَال أَيْضا ألباه بِالْقصرِ والها والباهة بتاء بعد الْبَهَاء هُوَ النِّكَاح وَيُسمى بِهِ الْجِمَاع وَأَصله أَن من تزوج تبوأ لنَفسِهِ وزوجه بَيْتا فعلى هَذَا أَصله من الْوَاو لَا من المهموز الْأَصْلِيّ
(ب أر)
قَوْله لم يبتئر عِنْد الله خيرا آخِره رَاء للْجَمَاعَة وَفِي رِوَايَة أُخْرَى يبتهر بِالْهَاءِ مَكَان الْهمزَة بَدَلا مِنْهَا وَفِي حَدِيث آخر مَا ابتار وَكَذَا ذكره مُسلم وَفَسرهُ فِي الحَدِيث لم يدّخر وَفِي رِوَايَة عَن مُسلم مَا امتار بِالْمِيم بَدَلا من الْبَاء وَسَيَأْتِي الْكَلَام على هَذَا مستوعبا بعد هَذَا وَمَا فِيهِ من تَغْيِير وتصحيف إِن شَاءَ الله
قَوْله البير جَبَّار يهمز وَلَا يهمز وَالْأَصْل الْهَمْز وَجَمعهَا بيار وأبور وآبار قيل مَعْنَاهَا البير الْقَرِيبَة وَقيل مَا حفره الرجل حَيْثُ يجوز لَهُ فَمَا هلك فِيهَا فَهُوَ هدر لَا تبعة فِيهِ على حافر البير أَو عامرها
(ب اس) وَقَوله فِي صفة أهل الْجنَّة لَا يباس وَلَا يباسوا بِسُكُون الْبَاء وَفتح الْهمزَة أَي لَا يُصِيبهُ بأساء وَهِي الشدَّة فِي الْحَال وتغيره والابتلاء وَنقص المَال وَهُوَ الْبُؤْس والبؤس والبأس وَمِنْه هَل رَأَيْت بوساقط ينون وَلَا ينون وَالرِّوَايَة بِالتَّنْوِينِ وَفِي الحَدِيث اذْهَبْ الْبَأْس رب النَّاس الْبَأْس شدَّة الْمَرَض والبأس أَيْضا الْحَرْب وَمِنْه كُنَّا إِذا أَحْمَر الْبَأْس وَأَن لَا يَجْعَل بأسهم بَينهم وَمِنْه لَكِن الْبَأْس سعد بن خَوْلَة وَمِنْه بؤس ابْن سميَّة أَي يبوسه وَمَا يلقاه وَشدَّة حَاله وَقَول عمر عَسى الغويرا بؤسا جمع بَأْس هُوَ مثل ضربه أَي إياك أَن يكون وَرَاء هَذَا الظَّاهِر بَاطِن سوء وَيَأْتِي تَفْسِيره فِي حرف الْغَيْن بأشبع من هَذَا ونصبا بؤسا على إِضْمَار فعل أَي يحدث أبوسا أَو تسبب أبوسا
(ب اق) وَقَوله من لَا يَأْمَن جَاره بوائقه أَي غوائله ومضاره
فصل الْخلاف وَالوهم
قَوْله لم يبتئر عِنْد الله خيرا كَذَا رِوَايَة الكافة بِتَقْدِيم الْبَاء أَولا ساكنه وَفتح التَّاء بِاثْنَتَيْنِ فَوْقهَا بعد وهمزة مكسوره ثمَّ رَاء وَفِي رِوَايَة ابْن أَسد عَن ابْن السكن لم يأتبر بِتَقْدِيم الْهمزَة ثمَّ التَّاء بِاثْنَتَيْنِ بعْدهَا ثمَّ الْبَاء بِوَاحِدَة وهما صَحِيحَانِ بِمَعْنى وَاحِد وَمَعْنَاهُ لم يقدم خيرا وَقد جَاءَ مُفَسرًا فِي الحَدِيث عِنْد البُخَارِيّ لم يدّخر يُقَال بارت الشَّيْء وابتارته وابترته إِذا ادخرته وخبأته وَمِنْه قيل للحفرة البروة وَوَقع فِي كتاب التَّوْحِيد من كتاب البُخَارِيّ للمروزي لم يبتئر أَو يبتئز بِالشَّكِّ فِي الزَّاي وَالرَّاء فَقَط وللجرجاني أَو ينبتز بالنُّون وَالزَّاي وَكِلَاهُمَا غير صَحِيح إِلَّا لوَجْهَيْنِ الْأَوَّلين وَقد روى هَذَا الْحَرْف بعض أهل الحَدِيث فِي غير الصَّحِيحَيْنِ يبتهر بَدَلا من الْهمزَة وَبَعْضهمْ مَا أمتار بِالْمِيم بَدَلا من الْبَاء وَكِلَاهُمَا صَحِيح بِمَعْنى الْأَوَّلين
وَقَوله فِي بَاب قتال الَّذين ينتعلون الشّعْر وَهُوَ هَذَا البارز وَقَالَ سُفْيَان مرّة وهم أهل البارز كَذَا قَيده للأصيلي بِتَقْدِيم الرَّاء على الزَّاي وَفتحهَا وَوَافَقَهُ على ذَلِك أَكثر الروَاة ابْن السكن وَغَيره إِلَّا أَنهم ضبطوه بِكَسْر الرَّاء وَقَيده كَذَا بَعضهم قَالَ الْقَابِسِيّ يَعْنِي البارزون لقِتَال الْإِسْلَام أَي الظاهرون(1/75)
وَقَيده أَبُو ذَر فِي اللَّفْظ الآخر البازر بِتَقْدِيم الزَّاي مَفْتُوحَة
فِي حَدِيث أدام أهل الْجنَّة قَالَ بِاللَّامِ وَنون بِفَتْح الْبَاء بِوَاحِدَة وَلَام مُخَفّفَة وَآخره مِيم كَذَا جَاءَ من جَمِيع الرِّوَايَات إِلَّا أَنه جَاءَ للمروزي فِي كتاب الرَّقَائِق بِاللَّامِ بِنصب اللامين وَالْمَعْرُوف بِاللَّامِ كَمَا قُلْنَا قبل وَفَسرهُ فِي الحَدِيث بالثور وَالنُّون بالحوت فَأَما النُّون فمعروف فِي كَلَام الْعَرَب وَفِي كتاب الله تَعَالَى وَأما بَالَام فَلَيْسَتْ هَذِه الْكَلِمَة بعربية وَالله أعلم وَلَا ذكرهَا أحد عَن لِسَان الْعَرَب وَوجدت هَذَا الْحَرْف فِي هَذَا الحَدِيث فِي مُخْتَصر الْحميدِي قَالَ باللاي بباء الإلزاق الْمَكْسُورَة وَلَام مُشَدّدَة مَفْتُوحَة بعْدهَا همزَة مَفْتُوحَة واللاي فِي كَلَام الْعَرَب الثور الوحشي على وزن اللمي وَمَا أعلم من رَوَاهُ هَكَذَا إِلَّا مَا رَأَيْته فَإِن كَانَ إصلاحا مِمَّا ظَنّه مُصحفا فقد بقيت لنا زِيَادَة الْمِيم من بِاللَّامِ إِلَّا أَن يَقُول أَنَّهَا صحفت من الْيَاء الْمَقْصُورَة من اللاي وَذكر الْخطابِيّ فِي شَرحه هَذَا الْحَرْف على مَا رَوَاهُ النَّاس وَقَالَ لَعَلَّ الْيَهُودِيّ أَرَادَ التعمية فَقطع الهجاء وَقدم أحد الحرفين وَإِنَّمَا الْمرتبَة لَام يإهجاء لاي على وزن لعى أَي ثَوْر فصحف فِيهِ الرَّاوِي فَقَالَ بِاللَّامِ يُرِيد بِالْبَاء وَإِنَّمَا هُوَ بَالَام بِحرف الْعلَّة قَالَ هَذَا أقرب مَا يَقع لي فِيهِ إِلَّا أَن يكون عبر عَنهُ بِلِسَانِهِ وَيكون ذَلِك فِي لسانهم يلا وَأكْثر العبراينة فِيمَا يَقُولُونَهُ مقلوب على لِسَان الْعَرَب بِتَقْدِيم الْحُرُوف وتأخيرها وَقد قيل أَن العبران هُوَ العربان فقدموا الْبَاء وأخروا الرَّاء قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وكل هَذَا مَعَ مَا فِيهِ من التحكم والتكلف غير مُسلم لِأَن هجاء اللاي لَام وَألف ويالا لَام يَا كَمَا قَالَ وَأولى مَا يُقَال فِي ذَلِك أَن تقْرَأ الْكَلِمَة على وَجههَا وَتَكون كلمة عبرانية أَلا ترى كَيفَ سَأَلُوا الْيَهُودِيّ عَن تَفْسِيرهَا لما ذكرهَا وَلَو كَانَت كَمَا قَالَ الْحميدِي لما سَأَلُوهُ ولعرفت الصَّحَابَة الْكَلِمَة لِأَنَّهَا عَرَبِيَّة
وَفِي حَدِيث الدَّجَّال وَفتح قسطنطينة إِذْ سمعُوا ببأس هُوَ أكبر من ذَلِك كَذَا عِنْد السَّمرقَنْدِي وَبَعض طرق ابْن ماهان بِالْبَاء بِوَاحِدَة فِي الحرفين أَي بِشدَّة وَعند العذري بنأس بالنُّون أَكثر بالثاء الْمُثَلَّثَة وَهُوَ وهم وَالصَّوَاب الأول بِدَلِيل آخر الحديب وَبِقَوْلِهِ فيأتيهم الصَّرِيخ أَن الدَّجَّال قد خرج فَهُوَ تَفْسِير الْبَأْس إِلَّا كبر الْمَذْكُور
الْبَاء مَعَ الْبَاء
(ب ب ن) لم يلتق حرفان من جنس وَاحِد فِي صدر كلمة فِي لِسَان الْعَرَب الْمَحْض عِنْد أهل الْعَرَبيَّة وَقد جَاءَ فِي كتاب البُخَارِيّ قَول عمر لَوْلَا أَن أترك آخر النَّاس ببانا لَيْسَ لَهُم شَيْء وَقَوله فِي تَسْوِيَة الْعَطاء حَتَّى يَكُونُوا ببانا وَاحِدًا أَوله با آن بِوَاحِدَة مفتوحتان ثانيتهما مُشَدّدَة وَآخره نون وَفَسرهُ ابْن مهْدي فِيهِ أَي شَيْئا وَاحِدًا وَقَالَ غَيره مَعْنَاهُ الْجمع كَقَوْلِه ببان فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى أَي جمَاعَة وَهُوَ بِمَعْنى مَا تقدم وَأنْكرهُ أَبُو عبيد وَقَالَ لَا أَحْسبهُ عَرَبيا وَقَالَ أَبُو سعيد الضَّرِير لَيْسَ فِي كَلَام الْعَرَب ببان وَالصَّحِيح بَيَان الثَّانِيَة يأنتين تحتهَا أَي لاسوين بَينهم حَتَّى لَا يكون لأحد فضل على أحد قَالَ وَيُقَال لمن لَا يعرف هيان بن بَيَان ورد الْأَزْهَرِي قَول أبي سعيد وَصحح الرِّوَايَة كَمَا جَاءَت وَقَالَ كَأَنَّهَا لُغَة يَمَانِية لم فِي كَلَام معد وَصحح اللَّفْظَة أَيْضا صَاحب الْعين وَقَالَ مِمَّا ضوعفت حُرُوفه هم على بَيَان وَاحِد أَي طَريقَة وَاحِدَة وَقَالَ الطَّبَرِيّ هُوَ العدوم الَّذِي لَا شَيْء لَهُ فَمَعْنَاه أتركهم سَوَاء فِي الْحَاجة على قَوْله وَاخْتلف هَل النُّون فِيهِ زَائِدَة ووزنه فعلان أَو أَصْلِيَّة وَزنه فعال
الْبَاء مَعَ التَّاء
(ب ت ت) قَوْله نهى عَنْهَا الْبَتَّةَ وَبت طَلَاقي أَي قطع وابتوا نِكَاح النِّسَاء أَي قطعُوا الْعَمَل بذلك وَصدقَة(1/76)
بته مَعْنَاهُ قطعا وفصلا يُقَال مِنْهُ بت وابت وَكَذَلِكَ أَيْضا معنى قَوْله بتلة أَي قطعا وَمِنْه لَا صِيَام لمن لم يبت الصّيام أَي يبيته من اللَّيْل وَيقطع نِيَّته عَلَيْهِ
(ب ت ر) قَوْله اقْتُلُوا الأبتر أَصله الْقصير الذَّنب وفسروه فِي هَذَا الحَدِيث الأفعى وَقَالَ ابْن شُمَيْل صنف من الْحَيَّات أَزْرَق مَقْطُوع الذَّنب لَا تنظر إِلَيْهِ حَامِل إِلَّا أَلْقَت مَا فِي بَطنهَا
(ب ت ل) وَقَوله رد على عُثْمَان بن مطعون التبتل أَي ترك النِّكَاح والانقطاع عَنهُ بِدَلِيل قَوْله وَلَو أذن لنا لاختصينا وَمِنْه صَدَقَة بتة بتلة وَكله من نَحْو مَا تقدم وَسميت مَرْيَم البتول لانقطاعها عَن الْأزْوَاج وَفَاطِمَة البتول لانقطاعها عَن الإمثال وَقيل عَن الْأزْوَاج إِلَّا عَن عَليّ
(ب ت ع) البتع بِكَسْر الْبَاء بِوَاحِدَة وَسُكُون للتاء بِاثْنَتَيْنِ فَوْقهَا وَقد ذكر أهل اللُّغَة فِيهِ فتح التَّاء أَيْضا وَلم يَخْتَلِفُوا فِي كسر الْبَاء قبلهَا هُوَ شراب الْعَسَل وَقد جَاءَ مُفَسرًا فِي الحَدِيث.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
فِي حَدِيث الدعْوَة قبل الْقِتَال وَذكر حَدِيث يحيى بن يحيى التَّمِيمِي فِي سبى بِي المصطلق وخبرجويريه بنت الْحَرْث وَفِيه قَالَ يحيى أَحْسبهُ قَالَ جوَيْرِية أَو الْبَتَّةَ ابْنة الْحَرْث كَذَا قيدنَا هَذَا الْحَرْف فِي كتاب مُسلم عَن جَمِيعهم الْبَتَّةَ بباء بِوَاحِدَة مَفْتُوحَة بعْدهَا تَاء بِاثْنَتَيْنِ فَوْقهَا مُشَدّدَة وَرَأَيْت أَبَا عبد الله بن أبي نصر الْحميدِي فِي مُخْتَصره ضَبطه اليته بِكَسْر اللَّام بعْدهَا يَاء بِاثْنَتَيْنِ تجتها كَأَنَّهُ اسْم آخر شكّ فِيهِ وَفِي جوَيْرِية وَهُوَ تَصْحِيف لَا شكّ فِيهِ إِذْ هَذَا الِاسْم مِمَّا لم يعرف وَلَا سمع بِهِ فِيمَن سبى من بني المصطلق وَإِنَّمَا لحق يحيى شكّ فِي سَمَاعه نسب جوَيْرِية فَقَالَ أَحْسبهُ قَالَ ذَلِك ثمَّ غلب على ظَنّه قَوْله فَقَالَ أَو هِيَ الْبَتَّةَ أَي أقطع أَنه قَالَه وَإِنَّمَا توقعه تشكك مِنْهُ وَيدل عَلَيْهِ قَوْله بعد من الطَّرِيق الآخر عَن غَيره وَقَالَ جوَيْرِية بنت الْحَرْث وَلم يشك وَكَانَ يحيى بن يحيى لِكَثْرَة تورعه وخوفه يتَوَقَّف فِي الحَدِيث كثيرا وَيذكر الشَّك فِيهِ حَتَّى كَانُوا يلقبونه بالشكاك لذَلِك وَمثل هَذَا قَول يحيى بن يحيى أَيْضا فِيهِ فِي آخر حَدِيث الصَّلَاة بعد الْجُمُعَة أَظُنهُ قَرَأت فَيصَلي أَو الْبَتَّةَ أَي شكّ هَل قَرَأَ فَيصَلي ثمَّ غلب يقينه فَقَالَ أَو الْبَتَّةَ أَي لَا أَشك بل أَبَت أَنِّي قرأته وفيمن أعتق شركا لَهُ فِي عبد فِي الْمُوَطَّأ قَالَ لسواهم ابتدءوا الْعتَاقَة وَلَا ابتوها بتاء بِاثْنَتَيْنِ كَذَا لبَعض الروَاة وَرَوَاهُ أَكْثَرهم أثبتوها من الثَّبَات وَرَوَاهُ آخَرُونَ انشؤوها أَي ابتدءوها وَكَذَا الابْن عبد الْبر وَسَقَطت الْكَلِمَة كلهَا من رِوَايَة ابْن بكير
فِي حَدِيث جَابر فِي ذكر الأقراص فوضعن على بتي بباء مَفْتُوحَة بِوَاحِدَة وتاء بِاثْنَتَيْنِ فَوْقهَا مَكْسُورَة مُشَدّدَة وياء مُشَدّدَة كياء النّسَب كَذَا ضبطناه على القَاضِي أبي عَليّ وَأبي بَحر بن العَاصِي وَكَانَ فِي كتاب ابْن أبي جَعْفَر مثله وَفِي أَصله بني بِضَم الْبَاء أَولا وَبعدهَا نون مَكْسُورَة مُشَدّدَة أَيْضا وكتبنا عَنهُ عَلَيْهِ عَلامَة الطَّبَرِيّ قَالَ ابْن وضاح وَهُوَ الصَّوَاب قَالَ وَهُوَ طبق أَو مائدة من خوص أَو حلفاء والبت كسَاء غليظ من وبر أَو صوف وَفِي الْعين الْبَتّ ضرب من الطيالسة وَوَقع فِي بعض النّسخ على نَبِي بِتَقْدِيم النُّون الْمَفْتُوحَة وباء بِوَاحِدَة مَكْسُورَة مُخَفّفَة وَآخره يَاء مُشَدّدَة وَكَذَا أصلحها الفاضي أَبُو الْوَلِيد الوقشي وَفَسرهُ بِأَنَّهُ طبق من خوص وَقَالَ ثَعْلَب النفية والنفية شَيْء مدور من خوص وَهُوَ الَّذِي تسميه الْعَامَّة النبيه وَقَالَ كرَاع هُوَ كالسفرة وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي هُوَ طبق عريض للطعام وَعند ابْن الْحذاء على شَيْء
فِي غَزْوَة الْحُدَيْبِيَة فَإِن بانونا بباء بِوَاحِدَة أَولا كَذَا لِابْنِ السكن(1/77)
أَي قاطعونا وللكافة يَأْتُونَا بِالْيَاءِ بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا من المجئ وَهُوَ أظهر وَتقدم فِي حرف الْهمزَة
فِي تَفْسِير الوصيلة النَّاقة الْبكر تبكر فِي أول النِّتَاج ثمَّ تثني بعد بأنثى وَكَانُوا يسيبونها لطواغيتهم إِن وصلت إِحْدَاهمَا بِالْأُخْرَى لَيْسَ بَينهمَا ذكر كَذَا لَهُم بِالْبَاء من التبكير والسبق وَعند الْجِرْجَانِيّ تذكر بِالذَّالِ الْمُعْجَمَة سَاكِنة أَي تَلد ذكرا أَو هُوَ خطأ على مَا وصل بِهِ الْكَلَام وَفسّر بِهِ الوصيلة وَأما على تَفْسِير غَيره وَمذهب قَتَادَة وَمَا ذكره ابْن الْأَنْبَارِي فَلهُ وَجه
الْبَاء مَعَ الثَّاء
(ب ث ث) قَوْله بثوا أَي فرقوا وَفِي الحَدِيث لَا أبث خَبره أَي لَا أظهره وأنشره وَلَا تبث حديثنا تثبيثا ويروي تنت بالنُّون فِي غَيرهَا لَكِن عِنْد الْمُسْتَمْلِي هُنَا تنثيثا فِي الْمصدر وَمَعْنَاهُ متقاب أَي لَا تخرجه وتذيعه وَمِنْه وبثها فِيكُم أَي أشاعها ونشرها بثثت الْخَبَر وابثثته أَي أذعته وَفِيه وَلَا يولج الْكَفّ ليعلم البث أصل البث الْحزن قَالَ الله تَعَالَى) إِنَّمَا أَشْكُو بثي وحزني إِلَى الله
(وإرادت الْمَرْأَة بالبث هُنَا على قَول أبي عُبَيْدَة دَاء كَانَ بجسدها أَو عيب تكره اطِّلَاعه عَلَيْهِ ويحزنها فَكَانَ لَا يدْخل يَده هُنَاكَ وَلَا يكشفه تصفه بِالْكَرمِ هَذَا قَول أبي عبيد وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي بل ذمت زَوجهَا بِأَنَّهُ لَا يضاجعها كَمَا قَالَت أإذا رقد التف وألبث هُنَا حبها إِيَّاه وَقَالَ غَيرهمَا أَرَادَت أَنه لَا يتفقد أموري ومصالحي كَمَا يُقَال فلَان لَا يدْخل يَده فِي هَذَا الْأَمر وَقَوله حضرني بثي أَي حزني الشَّديد
(ب ث ق) قَوْله فانبثق المَاء أَي انفجر يُقَال مِنْهُ بثق وانبثق والبثق بِكَسْر الْبَاء وَفتحهَا وَسُكُون الثَّاء الْموضع الَّذِي يخرج مِنْهُ المَاء.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
فِي تَفْسِير سُورَة سبأ العرم مَاء أَحْمَر أرْسلهُ الله فِي السد فشقه كَذَا لَهُم وَعند أبي ذَر فبثقه وَهُوَ الْوَجْه بثقت النَّهر إِذا كَسرته لتصرفه عَن طَرِيقه
الْبَاء مَعَ الْجِيم
(ب ج ح) قَوْله بجحني فبجحت إِلَى نَفسِي مشدد الْجِيم فِي الْكَلِمَة الأولى وَبِفَتْحِهَا وَكسرهَا مَعًا فِي الثَّانِيَة أَي فرحني فَفَرِحت وَقيل عظمني فعظمت عِنْدِي نَفسِي قَالَه ابْن الْأَنْبَارِي وَحكى بجحني بِالتَّخْفِيفِ أَيْضا بِمَعْنى
(ب ج ر) قَوْله عُجَره وبجره بِضَم الْبَاء وَالْعين وَفتح الْجِيم أَصله الْعُرُوق المنعقدة فِي الْبَطن خَاصَّة والعجر فِي الظّهْر وَسَائِر الْجَسَد وَالْمرَاد بذلك الهموم وَالْأَحْزَان وَقيل الْإِسْرَار وَقيل المعائب وَقيل الدَّوَاهِي
(ب ج ل)
قَوْله فَقطعُوا أبجله الإيحلان عرقان فِي الْيَد وهما عرقا الأكحل من لدن الْمنْكب إِلَى الْكَفّ وَإِلَّا كحل مَا بدا مِنْهُ من مابض الدراع إِلَى المفصد وَقيل إِلَّا كحل من النَّاس والأبجل من الدَّوَابّ وَهَذَا الحَدِيث يرد عَلَيْهِ
(ب ج س) قَوْله فِي حَدِيث أبي هُرَيْرَة فانبجست مِنْهُ بباء بِوَاحِدَة بعد النُّون ثمَّ الْجِيم وسين مُهْملَة كذ لِابْنِ السكن والحموي وَأبي الْهَيْثَم وَعند الْأصيلِيّ فانبخست مِنْهُ بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة وَكَذَا لأبي الْحسن الْقَابِسِيّ والنسفي وَالْمُسْتَمْلِي قَالَ بَعضهم وَصَوَابه فانخنست بنونين اثْنَتَيْنِ بَينهمَا خاء مُعْجمَة أَي انقبضت عَنهُ وتأخرت وَأما انبجست بِالْبَاء وَالْجِيم فَمن الا نفجار وانبخست بِالْبَاء وَالْخَاء من النَّقْص أَو الظُّلم وَهُوَ بعيد الْمَعْنى من هَذَا قَالَ القَاضِي رَحمَه الله لَكِن قد يُمكن أَن يتَخَرَّج لرِوَايَة الْجِيم وَجه من قَوْلهم بجس الشَّيْء إِذا شقَّه وانبجس هُوَ فِي ذَاته قَالُوا وَلَكِن لَا يسْتَعْمل ذَلِك إِلَّا مَعَ خُرُوج مَائِع مِنْهُ فَكَانَ انْفِصَاله مِنْهُ من هَذَا وَمثله فِي الحَدِيث الآخر فانسللت مِنْهُ
الْبَاء مَعَ الْحَاء
(ب ح ت) قَوْله(1/78)
اختضب عمر بِالْحِنَّاءِ بحتا بِسُكُون الْحَاء أَي خَالِصا
(ب ح ث) قَوْله فبحث بعقبه أَي حفر التُّرَاب واستخرجه
(ب ح ح) قَوْله وأخذته بحة بِضَم الْبَاء كَذَا ضبطناه وَهُوَ عدم جهارة الصَّوْت وحدته وَهُوَ البحح
(ب ح ر)
فِي حَدِيث ابْن أبي لقد اصْطلحَ أهل هَذِه البحرة بِفَتْح الْبَاء وَسُكُون الْحَاء وَيُقَال الْبحيرَة أَيْضا بِفَتْح الْبَاء وَكسر الْحَاء وَيُقَال الْبحيرَة على التصغير يَعْنِي المدنية والبحرة الأَرْض والبلد قَالَ لي ابْن سراج وَيُقَال أَيْضا الْبحيرَة بِفَتْح الْبَاء وَكسر الْحَاء وَالْعرب تسمي الْقرى الْبحار وَقد قيل أَنه المُرَاد بقوله تَعَالَى) ظهر الْفساد فِي الْبر وَالْبَحْر
(أَنَّهَا الْأَمْصَار وَقيل هُوَ على وَجهه وَفِي الحَدِيث الآخر اعْمَلْ من وَرَاء هَذِه الْبحار أَي الْبِلَاد وَفِي الحَدِيث الآخر وَكتب لَهُم ببحرهم أَي ببلدهم وَقَالَ الْحَرْبِيّ البحرة دون الْوَادي وَأعظم من التلعة وَقَالَ الطَّبَرِيّ كل قَرْيَة لَهَا نهر جَار أَو مَاء نَافِع فالعرب تسميها بحرا وَقَوله فِي الْفرس إِن وَجَدْنَاهُ لبحر الْبَحْر الْفرس الْكثير الْعَدو وَقَوله الْبحيرَة الَّتِي يمْنَع درها للطواغيت فَلَا تحلب سميت بحيرة لأَنهم بحروا آذانها أَي شقوها بنصفين وَهِي النَّاقة إِذْ أنتجت خَمْسَة أبطن فَكَانَ آخرهَا ذكرا شَقوا أذناها وَلم يذبحوها وَلم يركبهَا أحد وَلم تطرد عَن مَاء وَلَا مرعى وَقيل بل إِذا ولدت خَمْسَة أبطن فَإِن كَانَ الْخَامِس ذكرا أكله الرِّجَال دون النِّسَاء وَإِن كَانَت أُنْثَى بحروا أذناها وَلم يشرب لَبنهَا وَلم تركب وَإِن كَانَت ميتَة اشْترك فِيهَا الرِّجَال وَالنِّسَاء وَقيل كَانَت حَرَامًا على النِّسَاء فَإِذا مَاتَت حلت للنِّسَاء وَقيل الْبحيرَة بنت السائبة يشق أذنها وتترك مَعَ أمهَا لَا ينْتَفع بهَا.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
فِي حَدِيث مُوسَى وَالْخضر فِي تَفْسِير سُورَة الْكَهْف فَاتخذ سَبيله فِي الْبَحْر كَذَا لَهُم كَمَا جَاءَ فِي كتاب الله وَعند الْأصيلِيّ فِي الْحَرْب هَكَذَا مهملا وَهُوَ تَصْحِيف وَفِي بَاب خرص الثَّمر وَكتب لَهُ ببحرهم كَذَا للكافة هُنَا كَمَا جَاءَ فِي غَيره وَحكي فِي كتاب عَبدُوس عَن ابْن السكن أَن رِوَايَته بنجربنون وجيم وَهُوَ وهم
وَفِي بَاب فضل المنحة
فِي حَدِيث مُحَمَّد بن يُوسُف فاعمل من وَرَاء الْبحار كَذَا لكافتهم وَهُوَ الصَّوَاب الْمَعْرُوف وَقد ذَكرْنَاهُ وَعند أبي الْهَيْثَم التُّجَّار بِالتَّاءِ وَهُوَ وهم قَبِيح
(الْبَاء مَعَ الْخَاء)
(ب خَ ب خَ) قَوْله بخ بخ يُقَال بِإِسْكَان الْخَاء فيهمَا وبكسرها فيهمَا دون التَّنْوِين وبالكسر مَعَ التَّنْوِين وبالتشديد أَيْضا وَالضَّم والتنوين قَالَ الْخطابِيّ وَالِاخْتِيَار إِذا كررت تَنْوِين الأولى وتسكين الثَّانِيَة قَالَ الْخَلِيل يُقَال ذَلِك للشَّيْء إِذا رضيته وَقيل لتعظيم الْأَمر فَمن سكن شبهها بهل وبل وَمن كسرهَا ونونها أجراها مجْرى صه ومه وَشبههَا من الْأَصْوَات
(ب خَ ت) قَوْله كأسنمة البخت هِيَ إبل غِلَاظ ذَات سنَامَيْنِ
(ب خَ س) البخس النُّقْصَان.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
فِي الزَّكَاة ذكر الْإِبِل العراب وَالْبخْت بِسُكُون الْخَاء وَضم الْبَاء كَذَا عِنْد أَكْثَرهم فِي هَذَا الْبَاب كُله فِي الْمُوَطَّأ وَعند ابْن وضاح النجب بنُون وجيم مضمومتين قَالَ بَعضهم وَالصَّوَاب هُنَا الأول بِالْخَاءِ بعكس مَا تقدم
وَفِي الْهدى فِي قَوْله إِحْدَاهمَا نجيبة بالنُّون وَالْجِيم لِلْجُمْهُورِ وَلابْن وضاح بُخْتِيَّة بِالْخَاءِ بعد الْيَاء مثل مَا قَالُوا فِي الأول وَرِوَايَة الكافة أشبه وَأولى وَإِن كَانَ مَا قَالَ ابْن وضاح صَحِيحا فِي الْمَعْنى وَاللَّفْظ وَالْبخْت بِالْبَاء وَالْخَاء قد فسرناه والنجب بِالْجِيم وَالنُّون إبل السّير والرحائل
(الْبَاء مَعَ الدَّال)
(ب د أ) قَوْله بَاب(1/79)
كَيفَ كَانَ بَدْء الْوَحْي روينَاهُ مهموزا من الِابْتِدَاء وَرَوَاهُ بَعضهم غير مَهْمُوز من الظُّهُور قَالَ أَبُو مَرْوَان بن سراج والهمز أحسن لِأَنَّهُ يجمع الْمَعْنيين مَعًا وَأَحَادِيث الْبَاب تدل على الْوَجْهَيْنِ لِأَن فِيهِ بَيَان كَيفَ يَأْتِيهِ وَيظْهر عَلَيْهِ وَفِيه ابْتِدَاء حَاله فِيهِ وَأول مَا ابتدئ بِهِ مِنْهُ وَقَوله بَات رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بِذِي الحليفة مبدأه بِفَتْح الْمِيم وَضمّهَا وهمز الْألف أَي ابْتِدَاء خُرُوجه وشروعه فِي سَفَره وَقَوله وعدتم من حَيْثُ بدأتم قيل أَي إِلَى سَابق علم الله من أَنكُمْ تسلمون والمبديء المعيد من أَسمَاء الله تَعَالَى لِأَنَّهُ ابْتَدَأَ خلق الْمَخْلُوقَات وَهُوَ يُعِيدهَا بعد فنائها يُقَال مِنْهُ بَدَأَ وأبدأ وَقَوله فِي حَدِيث الْخضر فَانْطَلق إِلَى أحدهم بادئ الرَّأْي قَالَ الله تَعَالَى / وَمَا نرَاك أتبعك إِلَّا الَّذين هم أراذلنا بادئ الرَّأْي / فَمن همز فَمَعْنَاه ابْتِدَاء الرَّأْي وأوله وَفِي هَذَا الحَدِيث أَي ابْتِدَاء ومسارعة دون روية وَمن لم يهمز فَمَعْنَاه فِي الْآيَة ظَاهر الرَّأْي وَكَذَلِكَ فِي الحَدِيث أَي ظهر لَهُ قَتله من البدء مَقْصُور وَهُوَ ظُهُور رَأْي بعد آخر وَقد يمد البدء أَيْضا
قَوْله فكدت أَن إِن أباديه يالباء أَي أسابقه بالْكلَام وابتدى بِهِ قبله مثل أبادره
(ب د د) وَقَوله فابده بَصَره قَالَ الْحَرْبِيّ أمده وَقَالَ القتبي أَبَد مَعْنَاهُ مد وَقيل طول وَفَسرهُ الطَّبَرِيّ بِمَعْنى رَفعه إِلَيْهِ وَقَوله يبدون أَعْمَالهم قبل أهوائهم كَذَا ضبطناه عَن جَمِيعهم بِضَم الدَّال مُشَدّدَة وَحَقِيقَة هَذِه اللَّفْظَة كسر الدَّال والهمز وَكَذَا جَاءَ فِي بعض الرِّوَايَات لِأَنَّهُ من التبدية لكنه سهل وَنقل ضمة الْهمزَة لما قبلهَا وَقد يَصح أَن يكون على الْوَجْه الأول من البداء وَهُوَ الظُّهُور أَي يظهرون ذَلِك ويشهرونه وَقَوله استبددت علينا أَي انْفَرَدت بِالْأَمر دُوننَا واختصصت بِهِ وَقَوله فبدد بَين أَصَابِعه أَي فرق وَقَوله لابد أَي لَا انفكاك مِنْهُ وَقيل لَا فِرَاق دونه
(ب د ر) وَقَوله ترجف بوادره جمع بادرة وَهِي اللحمة بَين الْمنْكب والعنق وَجَاء فِي الحَدِيث الآخر فُؤَاده وَكَذَا جَاءَ للقابسي فِي التَّفْسِير وَلغيره بوادره وَقَوله بادرني عَبدِي بِنَفسِهِ وبدرتني بالْكلَام كُله من الْمُسَابقَة وَمِنْه قَوْلهم تبدر يَمِين أحدهم شَهَادَته أَي تسبق كَمَا جَاءَ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى وَقَوله بدر الطّرف نَبَاته عبارَة عَن سرعَة نَبَاته أَي سبق رَجَعَ الْعين وَصرف بصرها أَو حَرَكَة حسها على مَا نفسره فِي الطَّاء كَمَا قَالَ تَعَالَى) قبل أَن يرْتَد إِلَيْك طرفك
(وَمِنْه فِي البصاق فِي المجسد فَإِن عجلت مِنْهُ بادرة فَلْيقل بِثَوْبِهِ هَكَذَا أَي اضْطر إِلَى بصقة أَو نخاعة تخرج مِنْهُ ويغلبه حَبسهَا
(ب د ن) وَقَوله عَنهُ عَلَيْهِ السَّلَام فَلَمَّا بدن روينَاهُ بِضَم الدَّال مُخَفّفَة وَبِفَتْحِهَا مُشَدّدَة وَكَذَا قيدناه على القَاضِي الشَّهِيد وَأنكر ابْن دُرَيْد وَغير وَاحِد ضم الدَّال هُنَا لِأَن مَعْنَاهُ عظم بدنه وَكثر لَحْمه قَالُوا وَلَيْسَت هَذِه صفته عَلَيْهِ السَّلَام قَالُوا وَالصَّوَاب التثقيل لِأَنَّهُ بِمَعْنى أسن أَو ثقل من السن وَالْحجّة لصِحَّة الرِّوَايَتَيْنِ مَعًا مَا وَقع مُفَسرًا
فِي حَدِيث عَائِشَة فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى فَلَمَّا أسن وَأَخذه اللَّحْم وَالْحجّة للرواية الأولى قَوْلهَا فِي الحَدِيث الآخر معتدل الْخلق بدن آخر زَمَانه وَالْحجّة للرواية الثَّانِيَة قَوْله حَتَّى إِذا كبر وَقَوله فِي حَدِيث ابْن أبي هَالة بادن متماسك أَي عَظِيم الْبدن مشتدة غير مترهل وَلَا خوار وَقَوله رجلا بادنا أَي سمينا عَظِيم الْبدن وفيهَا ذكر الْبَدنَة وَالْبدن وَهُوَ جمعهَا وَهِي مُخْتَصَّة بِالْإِبِلِ سميت بذلك مِمَّا تقدم لسمنها وَعظم جسمها
(ب د ع) وَفِي الحَدِيث أبدع بِي فأحملني بِضَم الْهمزَة على مَا لم يسم فَاعله قَالَ بَعضهم هَكَذَا اسْتعْملت الْعَرَب هَذِه اللَّفْظَة فِيمَن وقفت بِهِ(1/80)
دَابَّته وَقَالَ غَيره أبدعت الركاب إِذا كلت وعطبت وَقيل لَا يكون ذَلِك إِلَّا بضلع وأبدعت بِهِ رَاحِلَته وَقد رَوَاهُ العذري بِغَيْر همزَة وَتَشْديد الدَّال وَالْمَعْرُوف رِوَايَة غَيره كَمَا ذَكرْنَاهُ وَفِي الحَدِيث الآخر كَيفَ أصنع بِمَا أبدع على مِنْهَا بِضَم الْهمزَة وَفِي الآخر فعيى بشأنها عَن أبدعت كَذَلِك بِضَم الْهمزَة على مَا تقدم وَكَانَ فِي أصل ابْن عِيسَى من رِوَايَة ابْن الْحذاء أبدعت بِفَتْحِهَا وَالْمَعْرُوف مَا تقدم وَقيل كل من عطبت بِهِ رَاحِلَته وَانْقطع فقد أبدع بِهِ وَقَوله نعمت الْبِدْعَة هَذِه كل مَا أحدث بعد النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فَهُوَ بِدعَة والبدعة فعل مَا لم يسْبق إِلَيْهِ فَمَا وَافق أصلا من السّنة يُقَاس عَلَيْهَا فَهُوَ مَحْمُود وَمَا خَالف أصُول السّنَن فَهُوَ ضَلَالَة وَمِنْه قَوْله كل بِدعَة ضَلَالَة
(ب د و) قَوْله أذن لي فِي البد وبفتح الْبَاء وَأَنا رجل من أهل البدو وَذكر الْبَادِيَة غير مَهْمُوز كُله بَدَأَ الرجل ببدو وبدوا إِذا خرج إِلَى الْبَادِيَة ونزلها وَالِاسْم البداوة بِفَتْح الْبَاء وَكسرهَا هَذَا كَلَام أَكثر الْعَرَب غير مَهْمُوز وَقد حكى بَدَأَ بِالْهَمْز يَبْدُو فِي ذَلِك وَقَوله ثمَّ يَدْعُو بِمَا بدا لَهُ أَي ظهر وَمثله قَوْله ثمَّ بدا لي أَلا أَتزوّج وَثمّ بدا لإِبْرَاهِيم كُله مَقْصُور وَكَذَلِكَ ثمَّ بدا لأبي بكر فابتنى مَسْجِدا.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
قَوْله فِي حَدِيث أَقرع وأبرص وأعمى بَدَأَ الله أَن يبتليهم كَذَا ضبطناه على متقني شُيُوخنَا مهموزا أَي ابْتَدَأَ الله ابتلاءهم يُقَال بَدَأَ يبْدَأ وابتدأ وأبدأ لعة أَيْضا وَكثير من شُيُوخ الْمُحدثين ورواة البُخَارِيّ يَرْوُونَهُ بدا مَقْصُورا وَهُوَ خطأ لِأَنَّهُ من البد أَو هُوَ الظُّهُور للشَّيْء بعد أَن لم يكن ظهر قبل وَذَلِكَ لَا يجوز على الله تَعَالَى إِذْ هُوَ الْمُحِيط علما بِمَا كَانَ وَمَا لم يكن كَيفَ يكون لَا يخفى عَلَيْهِ شَيْء فِي الأَرْض إِلَّا أَن يُرَاد باللفظة هُنَا معنى أَرَادَ على تجوز فِي اللَّفْظ وَقد جَاءَ فِي رِوَايَة مُسلم أَرَادَ الله أَن يبتليهم وَأما قَوْله فِي حَدِيث عُثْمَان بدا لي أَلا أَتزوّج فَهَذَا بِمَعْنى ظهر لي مَا لم يظْهر وَهَذَا يَلِيق بالبشر وَإِن يرى رَأيا بعد أَن لم يره وَالِاسْم مِنْهُ البدء يمد وَيقصر وَالْمدّ أَكثر
وَقَوله فَأتى ببدر فِيهِ خضرات من بقول وَفِي رِوَايَة فِيهِ بقل كَذَا هِيَ الرِّوَايَة الصَّحِيحَة بدر بِالْبَاء وَالدَّال أَي بطبق وَكَذَا رَوَاهُ أَحْمد بن صَالح عَن ابْن وهب فِي حَدِيثه وَفَسرهُ بِمَا تقدم وَذكر البُخَارِيّ أَيْضا أَن ابْن عفير قَالَه عَن ابْن وهب بِقدر بِالْقَافِ وَذكر غَيره مثله عَن أبي الطَّاهِر وحرملة عَنهُ وَالْأول الصَّوَاب
قَوْله خرجت بفرس طَلْحَة أبديه كَذَا رَوَاهُ بِالْبَاء بَعضهم عَن ابْن الْحذاء وَكَذَا قَالَه ابْن قُتَيْبَة أَي أخرجه إِلَى البدو وأبرزه إِلَى مَوضِع الكلاء وكل شَيْء أظهرته فقد أبديته وَرَوَاهُ سَائِرهمْ أندية بالنُّون وَالدَّال مُشَدّدَة وَهُوَ قَول أبي عبيد وَهُوَ أَن تورد الْمَاشِيَة المَاء فَتبقى قَلِيلا ثمَّ ترد إِلَى الرَّعْي سَاعَة ثمَّ ترد إِلَى المَاء
وَقَوله فِي حَدِيث جَابر فَنحر ثَلَاثًا وَسِتِّينَ بَدَنَة كَذَا لِابْنِ ماهان بالنُّون وَلغيره بِيَدِهِ بِالْيَاءِ وَالْأول الصَّوَاب وَبَقِيَّة الحَدِيث يدل عَلَيْهِ وَإِن كَانَا صحيحي الْمَعْنى وَفِي بَاب من لبس جُبَّة ضيقَة الكمين فَأخْرج يَده من تَحت بدنه كَذَا لَهُم وَالْبدن درع قَصِيرَة عِنْد أهل اللُّغَة وَالْمرَاد بهَا هُنَا غَيرهَا من الثِّيَاب كَمَا جَاءَ عِنْد ابْن السكن من تَحت جبته
فِي غَزْوَة بدر قَول الْبَراء استصغرت أَنا وَابْن عمر يَوْم بدر كَذَا جَاءَ هُنَا وَفِي رِوَايَة ابْن نَافِع عَن ابْن عمر أَنه عرض يَوْم أحد فَلم يجز قَالَ الْقَابِسِيّ هَذَا الصَّوَاب وأخباره عَن نَفسه أبين من حِكَايَة الْبَراء عَنهُ
وَفِي كتاب الْحِيَل لقد كدت أَن أباديه بِالْبَاء وَقد ذَكرْنَاهُ وَعند النسفى وَأبي الْهَيْثَم أناديه(1/81)
بالنُّون وَكَذَلِكَ عِنْد ابْن الْحذاء وَالْوَجْه الأول وَفِي كتاب التَّفْسِير فاطر والبديع والمبدع والبادي والخالق وَاحِد كَذَا عِنْد أبي ذَر وَبَعْضهمْ وَعند أبي الْهَيْثَم والأصيلي وَآخَرين والباري وَاحِد بالراء وَهُوَ أشبه وَأَصَح إِن شَاءَ الله
وَفِي الْفِدْيَة لما أَصَابَهُ الْمحرم من الطير والوحش فِي بَيْضَة النعامة عشر ثمن الْبَدنَة كَذَا ليحيى وَلابْن بكير عشر ثمن النعامة وَالصَّوَاب الأول وَقد يخرج معنى الثَّانِي وَيرد إِلَيْهِ أَي قيمَة النعامة فِي الْفِدْيَة وعد لَهَا وَذَلِكَ بَدَنَة فَعَلَيهِ عشرهَا لَا أَنه أَرَادَ قيمتهَا نعَامَة فَقَط
الْبَاء مَعَ الذَّال
(ب ذ أ) قَوْله كَانَت تبذو على أَهله أَي تفحش فِي القَوْل بذو يبذو بِضَم ثَانِيهمَا مثل كرم يكرم والمصدر بذاء بفتحهما مَمْدُود كَذَا قَيده القتبى وَقَالَهُ الهروى فِيمَا قرأناه على الْوَزير أبي الْحُسَيْن بذاء بِالْكَسْرِ ومباذاه وبذاءة وَكله مَهْمُوز وَرجل بذئ مَهْمُوز فَاحش القَوْل وَيُقَال فِيهِ بِذِي أَيْضا مشدد غير مَهْمُوز وَكَذَلِكَ أَيْضا فِي الرث الْهَيْئَة وَهِي البذاذة أَيْضا
(ب د خَ) قَوْله بذخا أَي أشرا وبطرا وكبرا
(ب ذ ر) قَوْله فبذر أَي زرع وَالْبذْر مَا عزل من الْحُبُوب للزِّرَاعَة وأصل الْبذر النثر
(ب ذ ل) قَوْله متبذلة أَي لابسة بذلة ثِيَابهَا وَهُوَ مَا يمتهن مِنْهَا فِي الْخدمَة والشغل غير متزينة وَلَا مهتبلة بِنَفسِهَا وَقَوله والمتباذلين فِي من الْبَذْل وَهُوَ الْعَطاء قيل مَعْنَاهُ بذل الرجل لصَاحبه مَا لَهُ إِذا احْتَاجَ إِلَيْهِ لحق أخوة الْإِسْلَام وَقد يحْتَمل بذل مَاله فِي سَبِيل الحير ووجوه الْبر وَالْأول أشهر لمساق الحَدِيث وللفظة المفاعلة
(ب ذ ق) الباذق بِفَتْح الذَّال غير مَهْمُوز نوع من الْأَشْرِبَة وَهُوَ الطلا وَهُوَ الْعصير الْمَطْبُوخ
فصل الْخلاف وَالوهم
فِي بَاب حَدِيث كُنَّا نَعْرِف انْقِضَاء صَلَاة رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بِالتَّكْبِيرِ نَا سُفْيَان بن عُيَيْنَة نَا عمر وَقَالَ أَخْبرنِي بذا أَبُو معبد كَذَا لرواة ابْن سُفْيَان وَعند ابْن ماهان أَخْبرنِي جدي أَبُو معبد وَهُوَ وهم لَيْسَ لعَمْرو بن دِينَار جد يرْوى عَنهُ وَإِنَّمَا هُوَ مولى من الْأَبْنَاء وَأَبُو معبد هَذَا الَّذِي حدث عَنهُ هُوَ نَافِذ مولى ابْن عَبَّاس بفاء وذال مُعْجمَة
الْبَاء مَعَ الرَّاء
(ب ر أ) قَوْله حَتَّى بروا بِفَتْح الرَّاء أَي صحوا مَهْمُوز قَالَ ابْن دُرَيْد يهمز وَلَا يهمز وَفِي الحَدِيث الآخر أصبح بِحَمْد الله باريا وَفِي الحَدِيث الآخر فرقاه فبرأ ودعا لَهُ فبرأ كُله مِنْهُ يبرأ ويبر وَقَالَ ثَابت وَهَذَا فِي الحَدِيث على لُغَة أهل الْحجاز يَقُولُونَ برأت من الْمَرَض وَتَمِيم يَقُولُونَ بريت بِكَسْر الرَّاء وَحكى برو بِالضَّمِّ وبرى غير مَهْمُوز وَأما من الدّين وَغَيره فبالكسر لَا غير وَمِنْه فِي الحَدِيث بريت مِنْهُ الذِّمَّة وَأَنا برِئ من الصالقة وَأَنا أَبْرَأ إِلَى الله أَن يكون لي مِنْكُم خَلِيل وَقَول ابْن عمر أَنِّي برِئ مِنْهُم وهم بُرَآء مني يُقَال من هَذَا كُله برِئ بِكَسْر الرَّاء بِمَعْنى بنت عَنهُ وتخلصت مِنْهُ وَمِنْه الْبَرَاءَة فِي الطَّلَاق وَأَنت بَريَّة أَي مُنْفَصِلَة وَقَوله يَا خير الْبَريَّة يهمز أَيْضا وَلَا يهمز وَأَصله الْهَمْز وَقد قرئَ بِالْوَجْهَيْنِ فِي كتاب الله وَأكْثر الْعَرَب لَا يهمزها والبرية فعيلة بِمَعْنى مفعولة وَأَصله عِنْد من همز من برأت أَي خلقت قَالَ الله تَعَالَى) فتوبوا إِلَى بارئكم
(وَهُوَ الْبَارِي تَعَالَى وَهُوَ من أَسْمَائِهِ وَصِفَاته أَي الْخَالِق وَقيل اشْتقت الْبَريَّة عِنْد من لم يهمز من البرأ وَهُوَ التُّرَاب وَقيل بل من قَوْلهم بريت الْعود إِذا قطعته وأصلحته لَكِن اخْتصّت هَذِه اللَّفْظَة بِالْحَيَوَانِ فِي الِاسْتِعْمَال وَمِنْه فِي الحَدِيث من شَرّ مَا خلق وبرأ مَهْمُوز كرر اللَّفْظ لاختلافه وَهُوَ بِمَعْنى التَّأْكِيد
(ب ر ج) فِي(1/82)
الحَدِيث ذكر البراجم وَهِي العقد الَّتِي تكون متشنجة الْجلد فِي ظُهُور الْأَصَابِع وَهِي مفاصلها قَالَ أَبُو عبيد البراجم والرواجب جَمِيعًا مفاصل الْأَصَابِع كلهَا وَفِي كتاب الْعين الراجبة مَا بَين البرجمتين من السلامى
(ب ر ح) قَوْله إِلَّا أَن تكون مَعْصِيّة براحا بِفَتْح الْبَاء أَي جهارا ظَاهِرَة وَفِي الحَدِيث الآخر فبرحت بِنَا امْرَأَته بالصياح بتَشْديد الرَّاء أَي كشفت أمرنَا وأظهرته وَفِي الحَدِيث الآخر لَقينَا مِنْهُ البرح بِفَتْح الرَّاء أَي الْمَشَقَّة وَشدَّة الْأَمر يُقَال برح بِهِ كَذَا إِذا شقّ عَلَيْهِ وَمِنْه قَوْله ضربا غير مبرح أَي غير شَدِيد يبلغ الْمَشَقَّة من صَاحبه وَالْعَذَاب لَهُ وَقَوله فَمَا برح بِكَسْر الرَّاء وَلم يبرح بِفَتْحِهَا وَشبهه مِمَّا تكَرر فِي الحَدِيث أَي لم يزل وَمِنْه سميت اللَّيْلَة الْمَاضِيَة البارحة وَقَوله أَصَابَهُ البرحاء بِضَم الْبَاء وَفتح الرَّاء مَمْدُود وَهُوَ شدَّة الكرب وَهُوَ شدَّة الْحَيّ أَيْضا
(ب ر د) قَوْله فِي الْحمى أبردوها بِالْمَاءِ بِضَم الرَّاء يُقَال بردت الشَّيْء وَبرد هُوَ أَيْضا مخففين وَفِي الحَدِيث الآخر أبردوا بِالصَّلَاةِ بِكَسْر الرَّاء أَي صلوها عِنْد انكسار الوهج وَزَوَال الشَّمْس وَبرد النَّهَار بهبوب الْأَرْوَاح يُقَال أبرد الرجل صَار فِي برد النَّهَار وأبرد الرجل كَذَا إِذا فعله حِينَئِذٍ وَقيل مَعْنَاهُ صلوها لأوّل وَقتهَا وَبَقِيَّة الحَدِيث يرد هَذَا التَّأْوِيل وَفِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى أبردوا عَن الصَّلَاة وَعَن هُنَا بِمَعْنى الْبَاء وَذكر فِي الحَدِيث من صلى البردين دخل الْجنَّة بِفَتْح الْبَاء وَالدَّال قيل الصُّبْح وَالْعصر والأبردان الغدات والعشي سميا بذلك لبرد هوائهما بِخِلَاف مَا بَينهمَا من النَّهَار وَذكر الْبَرِيد وَالْبرد بِضَم الْبَاء وَالرَّاء وَهُوَ جمع بريد والبريد أَرْبَعَة فراسخ والفرسخ ثَلَاثَة أَمْيَال والبريد الرَّسُول المستعجل ودواب الْبَرِيد دَوَاب تعد لهَؤُلَاء وَمِنْه صلى أَبُو مُوسَى فِي دَار الْبَرِيد والبريد الطَّرِيق أَيْضا وَمِنْه فِي الحَدِيث الآخر على بريد الرُّوَيْثَة وَبرد لنا بريدا أَي أرْسلهُ معجلا وَمن هَذَا كُله سميت الدَّوَابّ وَالرسل والطرق المستعملة لذَلِك وَفِي الحَدِيث ذكر الْبردَة بِضَم الْبَاء وَهُوَ كسَاء مخطط وَجمعه برد بِضَم الْبَاء وَفتح الرَّاء وَقيل هِيَ الشملة والنمرة وَقَالَ أَبُو عبيد هُوَ كسَاء مربع أسود فِيهِ صغر وَفَسرهُ فِي حَدِيث البُخَارِيّ هِيَ الشملة منسوج فِي حاشيتها وَالْبرد بِغَيْر هَاء ثوب من عصب الْيمن ووشيه وَجمعه برود بِزِيَادَة وَاو على جمع الأول وَفِي الدُّعَاء أغسله بِالْمَاءِ والثلج وَالْبرد بِفَتْح الرَّاء هُوَ من الْمُبَالغَة فِي الْغسْل بِالْمَاءِ الطَّاهِر الصافي الَّذِي لم تستعمله الْأَيْدِي وَفِي الحَدِيث الْأُخَر وَمَاء الْبَارِد على الْإِضَافَة يُرِيد المَاء الْبَارِد وَهُوَ من إِضَافَة الشَّيْء إِلَى نَفسه على مَذْهَب الْكُوفِيّين من النُّحَاة كَقَوْلِهِم مَسْجِد الْجَامِع وَقد يُرِيد بالبارد هُنَا الْخَالِص من الكدر والتغير من قَوْلهم هِيَ لَك برده نَفسهَا أَي خَالِصَة وَقد يحْتَمل أَن يُرَاد بالبارد هُنَا الَّذِي يستراح بِهِ لإزالته الْخَطَايَا من قَوْلهم فِي تَفْسِير قَوْله تَعَالَى) لَا يذوقون فِيهَا بردا وَلَا شرابًا
(أَي رَاحَة وَمن قَوْلهم أَنا أبترد أَي استريح وَقد يكون وَصفه بالبارد لِأَنَّهُ بِهِ يبرد الشَّرَاب وَاللَّبن ويذم بحرارته كَمَا وصف شراب أهل النَّار وَسمي بالحميم
وَقَوله فِي حَدِيث الْهِجْرَة وَفِي غَزْوَة الْحُدَيْبِيَة وَأَن عَملنَا كُله برد لنا أَي ثَبت وخلص قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي يُقَال مَا برد فِي يَده مِنْهُ شَيْء أَي مَا ثَبت وَفِي الحَدِيث برد أمرنَا أَي سهل وَقيل يحْتَمل أَن يكون مَعْنَاهُ استقام وَثَبت وَمِنْه برد عَلَيْهِ الْحق أَي ثَبت وَذكر البردى بِضَم الْبَاء وَهُوَ نوع من المرجيد
(ب ر ذ) وَذكر فِيهَا البراذين هِيَ الْخَيل غير العراب وَالْعتاق وَسميت بذلك لثقلها وأصل البرذنة الثّقل
وَقَوله فَوَجَدته مفترشا برذعة(1/83)
البرذعة الحلس الَّذِي يَجْعَل تَحت الرحل وَكَذَا جَاءَ فِي غير هَذِه الْكتب برذعة رَحْله
(ب ر ر) قَوْله اتبرر بهَا براءين من الْبر وَطَلَبه وَعَمله وَالْبر الطَّاعَة لله تبررت طلبت الْبر
وَقَوله وَإِن الصدْق يهدي إِلَى الْبر قَالَ السدى البراسم جَامع للخير كُله وَقيل الْبر الْجنَّة فِي قَوْله تَعَالَى لن تنالوا الْبر
وَقَوله الْحَج المبرور وَحجَّة مبرورة هُوَ من الْبر الْمَحْض الَّذِي لم يخالطه مأثم وَقَوله صدق وبر بِمَعْنى الصدْق هُنَا وَأبر الْبر وبر الْوَالِدين كُله من الصِّلَة وَفعل الْخَيْر واللطف والمبرة وَالطَّاعَة وآلبر تَقولُونَ بِهن أَي طلب الْبر وَالْعَمَل الْخَالِص لله الصَّادِق وَقَوله فِي صفة النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فِي شعر حسان فِي مُسلم برا تقيا أَي مخلصا من المأثم وَيكون برا هُنَا أَيْضا كثير الْمَعْرُوف وَالْإِحْسَان يُقَال رجل بر وبار إِذا كَانَ ذَا نفع وَخير وبر بأبويه قَالَ الله تَعَالَى) وَبرا بِوَالِديهِ
(وبار أَيْضا وسمى الله تَعَالَى نَفسه برا قيل مَعْنَاهُ خَالق الْبر وَقيل العطوف على عباده المحسن إِلَيْهِم وَقَوله لَو أقسم على الله لَأَبَره أَي أمضي يَمِينه على الْبر وصدقها وَقضي بِمَا خرجت عَلَيْهِ يَمِينه وَقد سبق ذَلِك فِي علمه كإجابة مَا دَعَا بِهِ يُقَال أبررت الْقسم إِذا لم تخالفها وأمضيتها على الْبر وَقيل مَعْنَاهُ لَو دَعَا الله لأجابه وَيُقَال فِي هَذَا أَيْضا بررت الْقسم وَكَذَلِكَ أبر الله حجه وبره وبررت فِي كلامك وبررت مَعًا والبرضد الْكن وينطق الْعَرَب بِهِ نكرَة يَقُولُونَ خرجت برا وَالْبر الْقَمْح والبرير بِفَتْح الْبَاء ثَمَر الإراك
(ب ر ز) قَوْله إِذا أَرَادَ البرَاز وَخُرُوج النِّسَاء إِلَى البرَاز وَقَالَ هِشَام يَعْنِي البرَاز كُله بِفَتْح الْبَاء وَآخره زَاي وَهُوَ كِنَايَة عَن قَضَاء حَاجَة الْإِنْسَان من الْغَائِط وَأَصله من البرَاز وَهُوَ المتسع من الأَرْض فَسُمي بِهِ الْحَدث لأَنهم كَانُوا يخرجُون لقَضَاء حَاجتهم إِلَيْهِ لخلائه من النَّاس كَمَا قَالُوا الْغَائِط باسم مَا اطْمَأَن من الأَرْض لقصدهم إِيَّاه لذَلِك وَمِنْه فوله تبرزن وتبرز والتبرز ومبترزنا وَمَا جَاءَ من اشتقاق هَذِه الْكَلِمَة فِي الحَدِيث وَقَوله لَا برزوا قَبره أَي كشفوه وأظهروه وَقَوله أَن ابْن أبي العَاصِي برزيمشي القدمية بتَخْفِيف الرَّاء أَي ظهر وَتقدم وَرَوَاهُ بَعضهم برز بِالتَّشْدِيدِ وَالْأول أظهر بِدَلِيل قَوْله عَن الآخر وَأَنه لوى ذَنبه أَي جبن وَقعد كَمَا تفعل السبَاع إِذا نَامَتْ
وَقَوله أَنه عَلَيْهِ السَّلَام كَانَ يَوْمًا بارزا أَي ظَاهرا بَين النَّاس
(ب ر ط) قَوْله فِي تَفْسِير سامدون البرطمة كَذَا لجمهور هم بباء مَفْتُوحَة وطاء مُهْملَة وَعند الْأصيلِيّ والقابسي وعبدوس البرطنة بالنُّون فسره الْحَمَوِيّ فِي الأَصْل ضرب من اللَّهْو وَهُوَ معنى قَول عِكْرِمَة فِي الام يتغنون وَقَول غَيره فِي غَيرهَا لاهون وَقَالَ بَعضهم فِي تَفْسِير البرطمة هُوَ شدَّة الْغَضَب وَقَالَ الْمبرد فِي تَفْسِير سامدون هُوَ الْقيام فِي تجبر وَهُوَ نَحْو من هَذَا القَوْل الْأَخير
(ب ر ك) قَوْله كثيرات الْمُبَارك قليلات المسارح قيل أَنَّهَا محبوسة أَكثر وَقتهَا للنحر قَليلَة مَا تسرح وَقيل مَعْنَاهُ أَنَّهَا تحلب مرَارًا للأضياف فتقام لذَلِك ثمَّ تبرك وَقيل هِيَ كَثِيرَة فِي مباركها بِمن ينتابها من الأضياف والعفاة قَليلَة فِي ذَاتهَا إِذا رعت وَقَوله فبرك رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فِي خيل أحمس بتَشْديد الرَّاء أَي دَعَا لَهَا بِالْبركَةِ وَالْبركَة النَّمَاء وَالزِّيَادَة وَمِنْه قَوْله الْبركَة من الله فِي حَدِيث الْمِيضَاة وَيكون بِمَعْنى الثُّبُوت واللزوم وَقيل هَذَا فِي قَوْله تَعَالَى) تبَارك الَّذِي بِيَدِهِ الْملك
(أَنه من الْبَقَاء والدوام وَقيل من الْجلَال وَالْعَظَمَة وَقيل معنى تبَارك الله تَعَالَى وَقيل تقدس وَنفى الْمُحَقِّقُونَ من أهل اللُّغَة وَالنَّظَر أَن يتَأَوَّل فِي حَقه معنى الزِّيَادَة لِأَنَّهَا تنبئ عَن النَّقْص وَقَالَ بَعضهم بل مَعْنَاهَا أَن باسمه وَذكره تنَال الْبركَة وَالزِّيَادَة وَلَا يُقَال تبَارك كَذَا إِلَّا لله تَعَالَى(1/84)
وَمن هَذَا قَوْله اللَّهُمَّ بَارك لنا فِي كَذَا أَي أدمه لنا أَو زِدْنَا مِنْهُ
وَقَوله من الشَّجَرَة مَا بركته كبركة الرجل الْمُسلم أَي كَثْرَة خَيره ودوامه واتصاله وَزِيَادَة خَيرهَا ومنافعها على غَيرهَا من الشّجر
وَقَوله فِي السّحُور بركَة مَعْنَاهُ أَنه زِيَادَة فِي الْأكل الْمُبَاح للصَّائِم أَو فِي الْقُوَّة على الصَّوْم أَو فِي زِيَادَة الْخَيْر وَالْعَمَل فَإِن من قَامَ للسحور ذكر الله وَرُبمَا صلى واكتسب خيرا وَقَوله فبرك عمر بتَخْفِيف الرَّاء من برك على رُكْبَتَيْهِ هُنَا من البروك أَي جثى على رُكْبَتَيْهِ كبروك الْبَعِير وبرك الغماد يَأْتِي ذكره آخر الْحَرْف فِي أَسمَاء الْمَوَاضِع
(ب ر م) قَوْله ينْبذ لَهُ فِي تور من حِجَارَة وَفِيه من برام قَالَ من برام برام بِكَسْر الْبَاء هِيَ قدور من حِجَارَة وأحدها برمة وَفِي الحَدِيث كَانَت تَأمر ببرمة وَيجمع أَيْضا برما بِالضَّمِّ وَمِنْه الحَدِيث الآخر فِي سوق الْبرم وَقيل البرام حِجَارَة تصنع مِنْهَا الْقُدُور بِمَكَّة وَلَفظ الحَدِيث يدل عَلَيْهِ وَقَوله فَلَمَّا رَأَتْ برمة أَي استثقاله لما قَالَ لَهُ
(ب ر ن) ذكر فِي الحَدِيث البرني بِفَتْح الْبَاء وَسُكُون الرَّاء وَآخره نون ضرب من التَّمْر قيل أَصله نسب إِلَى قَرْيَة بِالْيَمَامَةِ وَبيع البرنامج بِفَتْح الْبَاء وَسُكُون الرَّاء وَفتح الْمِيم كلمة فارسية وَهِي زِمَام تَسْمِيَة مَتَاع التُّجَّار وسلعهم وَقيل بِكَسْر الْمِيم وَالْأول أشهر وَذكر فِيهَا البرانس والبرنس بِضَم النُّون قَالَ الْخَلِيل كل ثوب رَأسه ملتزق بِهِ فَهُوَ برنس دراعة كَانَ أوجبه أَو ممطرا
(ب ر ض) قَوْله يتبرضه تبرضا أَي يتتبعه قَلِيلا قَلِيلا والتبرض جمع الْقَلِيل مِنْهُ بعد الْقَلِيل والبرض قَلِيل المَاء
(ب ر ق) بارقة السيوف أَصله لمعانها وَسميت السيوف بوارق وَقد يُمكن أَن يُرَاد ببارقة السيوف نَفسهَا وأضافها إِلَى نَفسهَا وبراق الثنايا شَدِيد بياضها وَذكر الْبراق بِضَم الْبَاء وَفَسرهُ فِي الحَدِيث مركب الْأَنْبِيَاء سمي بذلك أما اشتقاقا من الْبَرْق لسرعة سيره وَأَنه يضع حَافره حَيْثُ يَجْعَل طرفه أَو لكَونه أبرق وَهُوَ الْأَبْيَض كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيث والبرقاء الشَّاة الْبَيْضَاء الَّتِي فِيهَا طاقات صوف سود
(ب ر س) قَوْله الموم وَهُوَ البرسام كَذَا فسره فِي الحَدِيث بِكَسْر الْبَاء وسين مُهْملَة وَهُوَ مرض مَعْرُوف وورم فِي الدِّمَاغ يُغير من الْإِنْسَان ويهذي بِهِ
(ب ر هـ) قَوْله الصَّدَقَة برهَان أَي حجَّة وَدَلِيل على صِحَة إِيمَان صَاحبهَا وَطيب نَفسه بإخراجها وأصل الْبُرْهَان الوضوح يُقَال هَذَا برهَان هَذَا الْأَمر أَي وضوحه وَهُوَ مصدر كالكفران والعدوان
(ب ر ى) قَوْله كنت أبرى النبل ويبري نبْلًا لَهُ أَي أنحتهما وأقومهما لذَلِك بحديدة يُقَال من ذَلِك بَرى يبرى بريا وَكَذَلِكَ فِي الْقَلَم وَالْفَاعِل برَاء وَقَوله فِي التَّرْجَمَة بَاب من الْكَبَائِر أَن لَا يستبرئ من بَوْله كَذَا لِابْنِ السكن وَلغيره يسْتَتر وَمعنى تستبرئ تستنفض ويتقصى آخِره وَيَنْقَطِع مِنْهُ كَمَا يبرأ من الدّين
فصل الْخلاف وَالوهم
وَقَوله مَا كَانَ لكم أَن تبْرزُوا رَسُول الله كَذَا الرَّازِيّ بِالْبَاء بِوَاحِدَة وَتَقْدِيم الرَّاء على الزَّاي من البروز وَهُوَ الظُّهُور وَضَبطه بن الْحذاء والطبري والسجزي تنزروا بنُون مَكَان الْبَاء وَتَقْدِيم الزَّاي مَضْمُومَة من النزر سَاكن الزَّاي وَهُوَ الإلحاح وَهُوَ الصَّوَاب هُنَا وَبَعْضهمْ فتح النُّون وَثقل وَقَوله فِي الَّذين نعا لَهُم الشَّرّ وَهُوَ هَذَا البارز كَذَا لجميعهم هُنَا بِفَتْح الرَّاء وتقديمها قَالَ بَعضهم هم الديلم والبارز بلدهم وهم أهل البازر كَذَا للأصيلي وابي الْهَيْثَم بِتَقْدِيم الزَّاي وَفتحهَا وَعَن ابْن السكن هُنَا وعبدوس البارز بِتَقْدِيم الرَّاء وَكسرهَا قَالَ الْقَابِسِيّ يَعْنِي البارزين لقِتَال الْإِسْلَام يُقَال بارز وَظَاهر
قَوْله فِي كتاب النذور من استلج فِي أَهله يَمِين فَهُوَ أعظم إِثْمًا ليبر يَعْنِي الْكَفَّارَة كَذَا الابْن السكن وَلأبي ذَر بغين مُعْجمَة وَعند الْأصيلِيّ والنسفي وعبدوس(1/85)
لَيْسَ يَعْنِي الْكَفَّارَة وَالرِّوَايَة الأولى أبين بِدَلِيل قَوْله فِي الحَدِيث الآخر آثم لَهُ عِنْد الله من أَن يُعْطي كَفَّارَته وَقَوله بَاب بركَة السّحُور كَذَا لأكْثر رُوَاة البُخَارِيّ بباء بِوَاحِدَة من الْبركَة وللأصيلي تَرِكَة بتاء بِاثْنَتَيْنِ فَوْقهَا وَسُكُون الرَّاء وَضم الْكَاف وَالْأول الصَّوَاب وَهُوَ الَّذِي فِي الحَدِيث دَاخل الْبَاب وَترْجم البُخَارِيّ فِي بَاب بركَة الْغَازِي فِي مَاله حَيا وَمَيتًا كَذَا لَهُم وَسقط للأصيلي فِي بَابه وَرَوَاهُ بَعضهم تَرِكَة بِالتَّاءِ بِاثْنَتَيْنِ فَوْقهَا وَذكر فِيهِ حَدِيث وَصِيَّة الزبير وَتركته وَهُوَ وَإِن كَانَ يظْهر صِحَة هَذِه الرِّوَايَة فَهِيَ وهم لقَوْله بعد ذَلِك فِي مَاله حَيا وَمَيتًا وَمَا بعده
قَوْله فِي بَاب درع النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام وَمَا ذكر من كَذَا وَكَذَا مِمَّا يتبرك بِهِ أَصْحَابه وَغَيرهم بعد وَفَاته كَذَا للقابسي وعبدوس من الْبركَة ولغير مِمَّا شرك من الشّركَة وَله وَجه لقَوْله قبل مِمَّا لم تذكر قسمته ولرواية النَّسَفِيّ شرك فِيهِ وللأول أَيْضا وَجه وَالله أعلم وَفِي فَضَائِل أهل الْبَيْت كتاب الله فِيهِ الْهدى وَالْبر كَذَا لِابْنِ الْحذاء ولسائر الروَاة والنور وَفِي حَدِيث مُصعب بن عُمَيْر فَلم يُوجد لَهُ إِلَّا بردة وَجَاء فِي بعض الْأَحَادِيث لبَعْضهِم بردا وَهُوَ خطأ هُنَا وعَلى أَنَّهَا الْبرد فَسرهَا الدَّاودِيّ ولعلها كَانَت رِوَايَته وَلَيْسَ هَذَا مَوضِع الْبرد وَقَوله فِي بَاب خرص التَّمْر أهْدى ملك أَيْلَة للنَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بغلة بَيْضَاء وكساه بردا كَذَا لكافتهم وَعند الْأصيلِيّ بردة وَالْأول الصَّوَاب وَبِه فسرناها قبل
وَفِي مَانع الزَّكَاة فِي حَدِيث سُوَيْد بن سعيد فِي ذكر الذَّهَب وَالْفِضَّة حميت عَلَيْهِ صَفَائِح ثمَّ قَالَ كلما بردت أُعِيدَت عَلَيْهِ كَذَا للسجزي وَلغيره كلما ردَّتْ وَهُوَ تَصْحِيف
فِي حَدِيث مقتل أبي جهل فضر بِهِ ابْنا عفراء حَتَّى برد كَذَا لكفاة الروَاة قَالُوا أَي مَاتَ وَعند السَّمرقَنْدِي حَتَّى برك بِالْكَاف وَهُوَ أليق بِمَعْنى الحَدِيث على تفسيرهم برد بمات لقَوْله لِابْنِ مَسْعُود مَا قَالَ وَلَو كَانَ مَيتا لم يكلمهُ إِلَّا أَن يُفَسر برد بِمَعْنى سكن وفتر فَيصح يُقَال جد فِي الْأَمر حَتَّى برد أَي فتر وَبرد النَّبِيذ أَي فتر وَسكن
وَقَوله فِي بَاب مَا كَانَ يُعْطي النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) الْمُؤَلّفَة قُلُوبهم فَرَأَيْت قد أترث فِيهِ حَاشِيَة الرِّدَاء كَذَا لكافتهم هُنَا وَعند الْأصيلِيّ الْبرد وَهُوَ الصَّوَاب لِأَنَّهُ قد قَالَ أول الحَدِيث بردا غليظ الْحَاشِيَة فَلَا يُسمى هَذَا رِدَاء وَقد فسرنا الْبرد وَقَوله فِي بَاب ثمَّ أفيضوا من حَيْثُ أَفَاضَ النَّاس حَتَّى تبانوا جمعا الَّذِي يتبر ربه كَذَا للأصيلي والنسفي وَغَيره بالمهملتين من الْبر وَعند الْحَمَوِيّ وَالْمُسْتَمْلِي يتبرز بِهِ بِالْمُعْجَمَةِ آخرا كَأَنَّهُ من الْوُقُوف وَعند ابْن السكن الَّذِي ثبير يَعْنِي الْجَبَل وَهُوَ وهم بَين وَالصَّوَاب مَا للأصيلي وَمن وَافقه
وَفِي الْأَطْعِمَة فِي حَدِيث جَابر فأخرجت لَهُ عجينا فبسق فِيهِ وَبَارك وَذكر مثله فِي البرمة كَذَا فِي جلّ رِوَايَات مُسلم وَعند السَّمرقَنْدِي وبرك وَهُوَ وَجه الْكَلَام وَصَوَابه أَي دَعَا فِيهَا فِي التَّفْسِير وحاشى تبرية كَذَا لِابْنِ السكن وللباقين تَنْزِيه وَكِلَاهُمَا بِمَعْنى
وَفِي كتاب الشَّهَادَات وأمرنا أَمر الْعَرَب الأول فِي الْبَريَّة أَو التَّنَزُّه على الشَّك فِي أحد الحرفين أَي فِي الْخُرُوج إِلَى الْبَريَّة بِفَتْح الْبَاء وَتَشْديد الرَّاء وَالْيَاء بعْدهَا وَهِي الصَّحرَاء والتنزه هُوَ الْبعد عَن النَّاس لقَضَاء الْحَاجة فِي الصَّحَارِي وَفِي حَدِيث الْإِفْك فِي الْبَريَّة بِغَيْر شكّ وَفِي كتاب مُسلم فِي التَّنَزُّه من غير شكّ لَكِن فِي رِوَايَة ابْن ماهان فِي التبرز وَهُوَ صَحِيح الْمَعْنى
قَوْله فِي كتاب مُسلم إِلَّا أَن تروا كفرا براحا كَذَا قرأته على الخشنى وَكَذَا كَانَ فِي كِتَابه وَعند غَيره من شُيُوخنَا بواحا بِالْوَاو ومعناهما سَوَاء أَي ظَاهر بَين
فِي شعر حسان(1/86)
بيارين الأعنة يَعْنِي الْخَيل هِيَ رِوَايَة كَافَّة رُوَاة صَحِيح مُسلم وَمَعْنَاهُ يضاهينها فِي الْجيد لقُوَّة نفوسها وتفسره الرِّوَايَة الْأُخْرَى ينازعن وَهِي رِوَايَة ابْن ماهان أَو فِي علك حدائدها ومباراة قُوَّة رؤوسها وصلابة أضراسها لذَلِك وَقد يكون مباراتها لَهَا مضاهاتها فِي اللين والانعطاف
قَوْله أما أَحدهمَا فَكَانَ لَا يستبرئ من بَوْله من الِاسْتِبْرَاء وَالِاسْتِقْصَاء لبقيته ويروي يسْتَتر من الستْرَة وَكَذَا رَوَاهُ مُسلم فِي حَدِيث الْأَشَج وَذكره فِي حَدِيث أَحْمد بن يُوسُف لَا يستنزه أَي لَا يبعد ويتحفظ مِنْهُ وَهُوَ بِمَعْنى يسْتَتر أَي لَا يَجْعَل بَينه وَبَينه ستْرَة وَقيل معنى يسْتَتر من بَوْله أَي لَا يستر عَوْرَته
الْبَاء مَعَ الزَّاي
(ب ز غ) قَوْله حِين بزغت الشَّمْس بِفَتْح الْبَاء وَحين يبزغ الْفجْر أَي بدا طلوعهما وَقيل بزقت أَيْضا بِالْقَافِ بِمَعْنَاهُ.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
بَاب التِّجَارَة فِي الْبَز بالزاي كَذَا لكافتهم وَعند بَعضهم الْبر بالراء
الْبَاء مَعَ الطَّاء
قَوْله من بطابه عمله لم يسْرع بِهِ نسبه أَي من أَخّرهُ عَن أَن يكون السَّابِقين فِي الْآخِرَة لَو عَن رُتْبَة الناجين وَأَصْحَاب الْيَمين بِعَمَلِهِ السيء أَو تفريطه فِي ادخار الْحَسَنَات لم يَنْفَعهُ فِي حِين ذَلِك وَلَا قدمه نسبه ورفعته فِي الدُّنْيَا
(ب ط ح) فِي حَدِيث الزَّكَاة بطح لَهَا بِضَم الْبَاء على مَا لم يسم فَاعله أَي ألْقى لَهَا وَبسط على وَجهه كَذَا قَالَ الْهَرَوِيّ وَغير وَاحِد وَالَّذِي يَقْتَضِيهِ اللَّفْظ والْحَدِيث عِنْدِي بَسطه لَهَا وإلقاؤه لدوسها كَيفَ كَانَ لَا سِيمَا وَقد جَاءَ فِي البُخَارِيّ تخبط وَجهه بإخفافها فَهَذَا يدلك على أَن بطحه على ظَهره لَا على وَجهه وَقَوله مَكَان أبطح أَي متسع منبسط وَقَوله كوم كومة بطحاء أَي متسعة كَذَا روينَاهُ وروى بِغَيْر تَنْوِين على الْإِضَافَة كَذَا ليحيى وَعند القعْنبِي كومة من بطحاء وَهَذَا يُؤَيّد رِوَايَة الْإِضَافَة قَالَ أهل اللُّغَة البطحا والأبطح والبطاح الرمل المنبسط على وَجه الأَرْض قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي البطح الانبساط وَقَالَ أَبُو عَليّ الْبَطْحَاء بطن الْوَادي إِذا كَانَ فِيهِ رمل وحصى قَالَ أَبُو زيد الأبطح أثر المسيل
(ب ط ر) قَوْله من جر إزَاره بطرا يروي بِفَتْح الطَّاء على الْمصدر وَكسرهَا على الْحَال أَي تكبرا وأشرا وطغيانا وَمثله فِي الحَدِيث الآخر بطرا وبذخا وَلَوْلَا أَن تبطروا أَي تطغوا وَمِنْه فِي الحَدِيث الآخر وبطي الْحق قيل جَحده وَجعله بَاطِلا وَقيل تكبرا عِنْده وَقيل تجبرا عِنْده وَاصل البطر الطغيان عِنْد النِّعْمَة وَذكر البطارقة وهم خَواص مُلُوك الرّوم وقوادهم قَالَ الْخَلِيل البطريق الْعَظِيم من الرّوم قَالَ الْحَرْبِيّ البطريق المختال المزهو وَلَا يُقَال ذَلِك للنِّسَاء
(ب ط ل) قَوْله فِي الْبَقَرَة وَآل عمرَان لَا يستطيعهما البطلة بِفَتْح الْبَاء والطاء أَي السَّحَرَة فسره فِي الحَدِيث وَقَوله بَطل مقامر وَبَطل مجرب البطل الشجاع
(ب ط ن) وَقَوله والمبطون شَهِيد هُوَ الَّذِي يُصِيبهُ دَاء الْبَطن وَمِنْه أَو بطن منخرق يُرِيد الإسهال يُقَال بفلان بطن عَن دائه وَقيل المبطون هُوَ بالإسهال وَقيل الاستسقا وَقَوله أبطنا من بني أَسد وبطون قُرَيْش هِيَ دون الْقَبَائِل ودونها الأفخاذ قَالَ ابْن الْكَلْبِيّ هِيَ الشعوب ثمَّ الْقَبَائِل ثمَّ الْعِمَارَة ثمَّ الْبَطن ثمَّ الْفَخْذ وَقَالَ الزبير بن بكير الْقَبَائِل ثمَّ الشعوب ثمَّ الْبُطُون ثمَّ الأفخاذ ثمَّ الفصائل وفصيلة الرجل عشيرته وَقيل الْبَطن ثمَّ الحصيلة وَقَوله لَهُ بطانتان بطانة الرجل من يخْتَص بِهِ ويداخله فِي أُمُوره وبطانة سَرِيرَته وَكَانَ هَؤُلَاءِ هم أَهلهَا وَمن يطلع عَلَيْهَا وَقَوله أَن امْرَأَة مَاتَت فِي بطن فَصلي عَلَيْهَا يَعْنِي من أنفاس كَمَا فِي الحَدِيث الآخر مَاتَت فِي نفَاسهَا وَذهب بَعضهم أَن مَعْنَاهُ من دَاء الْبَطن(1/87)
وَالْأول الصَّوَاب وَترْجم عَلَيْهِ البُخَارِيّ فِي الصَّلَاة على النُّفَسَاء وَقَوله استبطن الْوَادي أَي سَار فِي بَطْنه ووسطه
(ب ط ش) وَقَوله وَإِذا مُوسَى باطش بساق الْعَرْش وَهُوَ التَّنَاوُل وَالْأَخْذ الشَّديد وَمِنْه وَلَا يبطش بَطش ويبطش بطشا وَالْكَسْر أفْصح من الضَّم وَقَوله بطشتها يَدَاهُ أَي عملتها واكتسبتها.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
وَقَوله وَغير ذَلِك بَطل رويناهما بِالْوَجْهَيْنِ بِفَتْح الْبَاء بِوَاحِدَة وَالْبَاء من الْبَاطِل ويروي يطلّ بِضَم الْيَاء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا من طل دَمه إِذا لم يطْلب وَترك يُقَال طل دَمه وطل وأطل وطل دَمه أَيْضا قَالَه أَبُو عبيد وبالوجهين رويناهما فِي الْمُوَطَّأ عَن يحيى بن يحيى الأندلسي وَابْن بكير وَرَأَيْت فِي بعض الْأُصُول من الْمُوَطَّأ عَن ابْن بكير بِالْوَجْهَيْنِ قرأناها على مَالك فِي موطئِهِ وَرجح الْخطابِيّ رِوَايَة الْيَاء بِاثْنَتَيْنِ على رِوَايَة الْبَاء بِوَاحِدَة فِيهِ وَأكْثر الرِّوَايَات للمحدثين فِيهَا بِالْبَاء بِوَاحِدَة وبالباء وَحدهَا ذكرهَا البُخَارِيّ فِي بَاب الطَّيرَة وَالْكهَانَة وَكَذَلِكَ فِي كتاب مُسلم إِلَّا من رِوَايَة ابْن أبي جَعْفَر فَإنَّا روينَاهُ عَنهُ فِي حَدِيث أبي الطَّاهِر وحرملة بِالْيَاءِ
ذكر بطحان يَأْتِي فِي فصل الْأَمَاكِن من الأَرْض
فِي التَّفْسِير فسالت أَوديَة بِقَدرِهَا تملي بطن وَاد كدا لأكثرهم وَعند بَعضهم يمْلَأ وَكله وهم وَصَوَابه مَا للأصيلي بملء كل وَاد
فِي حَدِيث سَوْدَة وَكَانَت امْرَأَة ثبطة كَذَا لجميعهم وَهُوَ الْمَعْرُوف وَمَعْنَاهُ ثَقيلَة وَبِهَذَا فسره فِي الحَدِيث الْقَاسِم وَوَقع من حَدِيث أبي نعيم فِي البُخَارِيّ بطيئة وَالْأول أصح وَأَن تقَارب الْمَعْنى وَمثله فِي حَدِيث فرس أبي طَلْحَة وَكَانَ فرسا بطيا كَذَا لكفاتهم وَعند الطَّبَرِيّ ثبطا بالثاء وَالْأول هُنَا أعرف أَي أَنه يُوصف بالبطء فِي جريه وَإِن كَانَ ثبطا ثقيلا بِمَعْنَاهُ
الْبَاء مَعَ الطَّاء
(ب ظ ر) فِي الحَدِيث يَابْنَ مقطعَة البظور جمع بظر وَهُوَ مَا يخْفض من النِّسَاء فِي ختانهن يُرِيد أَن أمه كَانَت ختانة للنِّسَاء وَمِنْه فِي الحَدِيث الآخر أمصص بظر اللات كلمة سبّ تستعملها الْعَرَب لمن تقابحه وتسبه وَأكْثر مَا يضيفون ذَلِك للْأُم
الْبَاء مَعَ الْكَاف
(ب ك ر) قَوْله أغدة كَغُدَّة الْبكر هُوَ الْفَتى من الْإِبِل وَقَوله كَأَنَّهَا بكرَة بِسُكُون الْكَاف هِيَ الْفتية من الْإِبِل تشبه بهَا الْجَارِيَة الْكَامِلَة الْخلق والبكرة بِفَتْح الْكَاف وسكونها بكرَة الدَّلْو وَجَاء ذكرهَا أَيْضا فِي الحَدِيث وَكَذَلِكَ ينجع بكرات لَهُ جمع بكرَة من الْإِبِل وَيَأْتِي تَفْسِير ينجع
(ب ك م) قَوْله إِذا رَأَيْت العراة الحفاة الصم الْبكم مُلُوك الأَرْض المُرَاد بالبكم الصم هُنَا رعاع النَّاس وجهلتهم قَالَ الله تَعَالَى) صم بكم عمي
(أَي لما لم ينتفعوا بجوارحهم هَذِه فِيمَا خلقهَا الله لَهُ كَأَنَّهُمْ عدموها وَقَالَ الطَّحَاوِيّ صم بكم عَن الْخَيْر وَقيل صم بكم لشغلهم بلذاتهم وَمَا تقدم أولى لِأَن الحَدِيث لَا يدل أَنَّهَا صفتهمْ بعد ملكهم بل صفتهمْ اللَّازِمَة لَهُم.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
قَوْله لقد خشيت أَن تبعكني بهَا بِفَتْح التَّاء وَالْكَاف كَذَا لَهُم أَي تستقبلني بِمَا أكره وتبكتني وبالبكع التبكيت فِي الْوَجْه وَفِي رِوَايَة ابْن ماهان تنكتني بنُون قبل الْكَاف وتاء بعْدهَا وَهُوَ وهم وَلَعَلَّه مصحف من تبكتني بباء بِوَاحِدَة مَفْتُوحَة قبل الْكَاف أَي تستقبلني بِمَا أكره وتوبخني بِمَعْنى تبعكني وَرَوَاهُ بعض رُوَاة مُسلم تبعكني بِتَقْدِيم الْعين وَكله خطأ إِلَّا مَا قدمْنَاهُ وَذكر البُخَارِيّ فِي بَاب التبكير للعيد كَذَا عِنْد الْأصيلِيّ والقابسي ولبعضهم التَّكْبِير بِتَقْدِيم الْكَاف وَالظَّاهِر أَن الرِّوَايَة الأولى هِيَ الصَّوَاب إِذْ حَدِيث الْبَاب يدل عَلَيْهِ(1/88)
قَوْله انْزعْ بِدَلْو بكرَة على الْإِضَافَة وبفتح الْبَاء وَالْكَاف وبسكون الْكَاف أَيْضا وَضَبطه الْأصيلِيّ بِسُكُون الْكَاف ويقالان جَمِيعًا وَبَعْضهمْ نون دلوا فَيكون بكرَة بَدَلا مِنْهُ وبالإضافة أتقنه شُيُوخنَا وَهُوَ الصَّوَاب وَالْوَجْه
وَفِي تَفْسِير مَا جعل الله من بحيرة قَوْله والوصيلة النَّاقة الْبكر تبكر أول نتاج الْإِبِل كَذَا لَهُم وَلأبي أَحْمد تذكر أَي تَأتي بِذكر وَهُوَ تَصْحِيف وَصَوَابه مَا تقدم على مَا فسره بقوله لَيْسَ بَينهمَا ذكر
(الْبَاء مَعَ اللَّام)
(ب ل ا) أصل بلَى بل زيدت فِيهِ الْألف للْوَقْف وَانْقِطَاع الصَّوْت إِذْ تمّ الْكَلَام بِخِلَاف بل إِذْ قد يَأْتِي الْكَلَام مستأنفا بعْدهَا ثمَّ اسْتعْملت كَذَلِك مَعَ الْوَصْل لِكَثْرَة الِاسْتِعْمَال وَقيل زيدت الْألف لتدل على الْإِيجَاب وَقيل الْألف فِيهَا ألف تَأْنِيث دخلت لتأنيث الْكَلِمَة وَلها موضعان رد النَّفْي الْوَاقِع قبلهَا خَبرا كَانَ أَو نهيا وَتَقَع جَوَابا للاستفهام الدَّاخِل على النَّفْي فتنفي النَّفْي وترده وَلَا تدخل على الْمُوجب
(ب ل ح) قَوْله فَلَمَّا بلحوا أَي عجزوا بتَشْديد اللَّام وَيُقَال بلح بِالتَّخْفِيفِ أَيْضا قَالَ الْأَعْشَى فاشتكى الأوصال مِنْهُ وبلح وبلح النّخل بِفَتْح اللَّام ثَمَرهَا مادام أَبيض قبل أَن يخضر أَو يصفر
(ب ل د) قَوْله أليست الْبَلدة بِسُكُون اللَّام يُرِيد مَكَّة أَي بلدنا وَقيل هِيَ من أَسمَاء مَكَّة وَقيل من أَسمَاء منى وَفِي بعض النّسخ أليست الْبَلدة الْحَرَام
(ب ل ل) قَوْله غير أَن لكم رحما سابلها بِبلَالِهَا كَذَا روينَاهُ بِكَسْر الْبَاء وَبِفَتْحِهَا من بله يبله وَقَالَ الْحَرْبِيّ لَا تبله عِنْدِي بالة وبلال بِالْفَتْح وَمَا فِي السقابلة وبلال بِالْكَسْرِ واليلال وَالْمَاء وَذكر البُخَارِيّ فِي كتاب الْأَدَب لَكِن لَهُم رحم أبلها ببلاها أَو ببلاها أَو ببلاها قَالَ البُخَارِيّ وبلالها أصح وبلاها لَا أعرف لَهُ وَجها وَسقط كَلَام البُخَارِيّ بِهَذَا كُله من رِوَايَة الْأصيلِيّ وَلَفظ الشَّك وَلَيْسَ عِنْده غير بلالها وَمَا قَالَه البُخَارِيّ صَحِيح وَمعنى الحَدِيث سأصلها شبهت قطيعتها بالحرارة تطفا بالبرد وَالْمَاء وتندي بصلتها وَمِنْه قَوْله بلوا أَرْحَامكُم أَي صلوها والبلة بِالْكَسْرِ البلال الْقَلِيل وَمِنْه أجد البلة فِي مَنَامِي وَأما بِالْفَتْح فالريح الْبَارِدَة وَهِي البليل أَيْضا وَقَوله حل وبل مشدد اللَّام البل الْمُبَاح بلغَة حمير بِكَسْر الْبَاء وَقيل هُوَ أَتبَاع وَقيل لَا يَأْتِي الإتباع بواو الْعَطف وَقيل بل شِفَاء من قَوْلهم بل من مَرضه كَمَا قَالَ فِيهَا شِفَاء سقم
(ب ل م) قَوْله غَزْوَة بلمصطلق يُرِيد بني المصطلق وَالْعرب تفعل ذَلِك اختصارا أَو حذفا فِي النِّسْبَة إِلَى الْأَسْمَاء الَّتِي يظْهر فِيهَا اللَّام للتعريف كالحرث والعنبر
(ب ل ع) وَقَوله لقطعتم هَذَا البلعوم بِضَم الْبَاء وَهُوَ مجْرى الطَّعَام فِي الْحلق وَهُوَ المرئ
(ب ل غ) قَوْله يبلغهُ أَي مَا يتبلغ بِهِ وَيَكْفِي وَالْبُلغَة بِضَم الْبَاء الْكِفَايَة وَقَوله يبلغ بِهِ وتبلغ بِهِ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَي يسْندهُ إِلَيْهِ وَالْهَاء عَائِدَة على الحَدِيث
(ب ل س) قَوْله ألم تَرَ الْجِنّ وإبلاسها
(ب ل هـ) وَقَوله بله مَا اطلعتم عَلَيْهِ بِفَتْح الباءوالهاء وَسُكُون اللَّام قيل مَعْنَاهُ دع عَنْك كَأَنَّهُ ضراب عَمَّا ذكر لاستحقاره فِي جنب مَا لم يذكر وَقيل معنى ذَلِك كَيفَ
(ب ل و) قَوْله مَا أبلى منا أحد مَا أبلى فلَان أَي مَا أغْنى وَكفى وَقَوله فِي حَدِيث هِرقل شكرا لما أبلاه الله بِهِ أَي أنعم بِهِ عَلَيْهِ وَأحسن إِلَيْهِ وَمِنْه قَول كَعْب مَا علمت أحدا أبلاه الله فِي صدق الحَدِيث أحسن مِمَّا أبلاني أَي أنعم وَمِنْه قَوْله تَعَالَى) وَفِي ذَلِكُم بلَاء من ربكُم عَظِيم
(أَي نعْمَة والابتلاء ينْطَلق على الْخَيْر وَالشَّر وَأَصله الاختبار وَأكْثر مَا ينْطَلق مُطلقًا فِي الْمَكْرُوه وَيَأْتِي فِي الْخَيْر مُقَيّدا(1/89)
قَالَ الله تَعَالَى) بلَاء حسنا
(وَقَالَ ابْن قُتَيْبَة أبلاه الله بلَاء حسنا وبلاه يبلوه بلَاء أَصَابَهُ بِسوء وَقَالَ صَاحب الْأَفْعَال بلاه الله بِالْخَيرِ وَالشَّر بلَاء اختبره بِهِ وصنعه لَهُ وَقَوله بلوت أَي جربت وَقَوله بَعَثْتُك لابتليك وأبتلي بك أَي أبتليك بِمَا تلقي مِنْهُم من الْأَذَى وأمتحنهم بِمَا يلقون مِنْك من الْقَتْل والجلاء لمن كَذبك.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
قَوْله من بلَى من هَذِه الْبَنَات بِشَيْء كَذَا هُوَ وَذكره البُخَارِيّ فِي بَاب رَحْمَة الْوَلَد يَلِي بياء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا مَفْتُوحَة وَصَوَابه مَا تقدم وَكَذَلِكَ ذكره فِي الزَّكَاة على الصَّوَاب وَرَوَاهُ مُسلم من ابتلى بِشَيْء من الْبَنَات بِالْمَعْنَى الصَّوَاب وَكَذَا عِنْد التِّرْمِذِيّ وَغَيره وَفِي حَدِيث أعمى وأبرص واقرع أَرَادَ الله أَن يبتليهم أَي يختبرهم وَعند السَّمرقَنْدِي أَن يبليهم رباعي أَي يصيبهم ببلاء أَي يختبرهم وينعم عَلَيْهِم فِي التَّفْسِير الصرح كل بلاط من الْقَوَارِير كَذَا عِنْد الْأصيلِيّ وَابْن السكن بباء مَفْتُوحَة ولغيرهما كل ملاط بميم مَكْسُورَة وَهُوَ وهم والبلاط كل مَا فرشت بِهِ الأَرْض من حِجَارَة أَو آخر وَغير ذَلِك وَأما الملاط فالطين وَسَيَأْتِي فِي بَابه وَأما ذكر البلاط فِي الحَدِيث الآخر فِي قِرَاءَة عمر وَفِي الرَّجْم فَهُوَ مَوضِع قريب من الْمَسْجِد بِالْمَدِينَةِ وَسَيَأْتِي فِي فصل الْمَوَاضِع من هَذَا الْحَرْف وَفِي حَدِيث أبي طَلْحَة فَأكل أهل الْبَيْت وأفضلوا مَا بلغُوا جيرانهم كَذَا لَهُم وَعند الطَّبَرِيّ أبلغوا وَالْأول أوجه مَعْنَاهُ أعطوهم بلغَة وَهُوَ مَا يتبلغ بِهِ من الطَّعَام وَهُوَ الْقَلِيل وعَلى رِوَايَة أبلغوا أَي أوصلوا إِلَيْهِم من الْبَلَاغ وَيكون من الْبلْغَة أَيْضا وَفِي بَاب تبل الرَّحِم بِبلَالِهَا لَهُم رحم سابلها بِبلَالِهَا كَذَا وَقع ببلاها وببلالها أصح وبلاها لَا أعرف لَهُ وَجها كَذَا عِنْد أبي ذَر وَبَعْضهمْ وَعند الْأصيلِيّ والنسفي سابلها بِبلَالِهَا لَا غير على الصَّوَاب وَقد فسرناه وَفِي بَاب إِذا حَاضَت الْمَرْأَة بَعْدَمَا أفاضت فِي حَدِيث عَائِشَة قَوْله أما كنت تطوفت بِالْبَيْتِ وَفِيه قلت بلَى قَالَ مُسَدّد قلت لَا كَذَا فِي كتاب الْأصيلِيّ وَخط على بلَى وَقَالَ لَيْسَ فِي عرضة مَكَّة وَسَقَطت عِنْد غَيره ومكانها بَيَاض وَقَالَ بعده آخر الْبَاب وَتَابعه جرير عَن مَنْصُور فِي قَوْله لَا وَهَذَا هُوَ الصَّوَاب وَكَذَلِكَ جَاءَ فِي غير هَذَا الْبَاب وَمَعْنَاهُ فِي الْمُوَطَّأ وَغَيره وَهُوَ الْمَعْرُوف وَهُوَ مُقْتَضى الْعَرَبيَّة فِي الِاسْتِفْهَام لِأَنَّهَا لم تكن طاقت وَفِي آخر الحَدِيث جَوَاب صَفِيَّة قَالَت بلَى بِغَيْر خلاف وَهُوَ هُنَا الصَّوَاب لِأَنَّهَا كَانَت حَاضَت وَإِنَّمَا جَاءَ نعم فِي حَدِيث صَفِيَّة لَا فِي حَدِيث عَائِشَة
وَفِي اللُّغَة وَفِي الْيَمين هُوَ قَول الرجل لَا وَالله وبلى وَالله كَذَا عِنْد ابْن حمدين ليحيى وَعند القعْنبِي وَابْن بكير وَرِوَايَة الكافة عَن يحيى لَا وَالله لَا وَالله
وَفِي نِسْبَة الْيمن عَمْرو بن عَامر بن خُزَاعَة كَذَا عِنْد بَعضهم وَهُوَ خطأ وَالصَّوَاب مَا للْجَمَاعَة من خُزَاعَة وَقَوله فِي بَاب السمر فِي الْفِقْه فِي كتاب الصَّلَاة حَتَّى كَانَ شطر اللَّيْل ببلغة كَذَا للأصيلي وَابْن السكن والنسفي بباء أَولا مَكْسُورَة كَأَنَّهُ يَعْنِي بقريب وَقَلِيل كالشيء الَّذِي يتبلغ بِهِ وَعند غَيرهم يبلغهُ الأولى يَاء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا مَفْتُوحَة وَكَذَا فِي كتاب عَبدُوس وَعند بَعضهم نبلغه بالنُّون وَالْأول أظهر وأوجه
الْبَاء مَعَ الْمِيم
(ب م) فِيهِ فِي فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
قَوْله فِي بَاب وَفَاة مُوسَى ومحاجته مَعَ آدم بِمَ تلومني كَذَا هُوَ بباء بِوَاحِدَة عِنْد الْأصيلِيّ وَلغيره ثمَّ بِالتَّاءِ وَهُوَ وَجه الْكَلَام.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
وَفِي تَفْسِير سُورَة الْبَقَرَة فِي بَاب(1/90)
) أم حسبتم أَن تدْخلُوا الْجنَّة
(قَول ابْن عَبَّاس ذهب بِمَا هُنَالك كَذَا للأصيلي وَعند الْقَابِسِيّ وَأبي ذَر بهَا هُنَالك أَي بِتَأْوِيل الْآيَة وَالْهَاء رَاجِعَة إِلَيْهَا وَهُوَ الصَّحِيح من بَاب الرِّوَايَة لِأَن البرقاني ذكرهَا فِي رِوَايَته وَذكرهَا ابْن أبي نصر الْحميدِي بِمَا نَصه قَالَ كَانُوا بشرا ضعفوا ويئسوا وظنوا أَنهم كذبُوا ذهب بهَا هُنَالك وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى السَّمَاء قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَهَذَا لَا يَلِيق بالرسل وَأَن يظنّ بهم الشَّك فِيمَا أُوحِي إِلَيْهِم أَو تَكْذِيب مَا بَلغهُمْ عَن رَبهم كَمَا قَالَت عَائِشَة معَاذ الله لم تكن الرُّسُل تظن ذَلِك بربها وَذَهَبت إِلَى أَن الرُّسُل ظنُّوا ذَلِك بأتباعهم وَأَنَّهُمْ قد كذبوهم بِالتَّشْدِيدِ وَقد تَأَوَّلَه بَعضهم على قِرَاءَة التَّخْفِيف على الإتباع أَيْضا وَأَن الرُّسُل ظنُّوا أَنهم كذبوهم مَا وعدوهم من النَّصْر وَقد يحْتَمل أَن يكون الشَّك والارتياب رَاجعا إِلَى الإتباع لَا إِلَى الرُّسُل
فِي بَاب النَّحْر فِي الْحَج أَن رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) قَالَ بمنى هَذَا المنحر كَذَا هُوَ بِالْبَاء لِابْنِ بكير ومطرف وَكَذَا فِي كتاب ابْن وضاح وَرِوَايَة يحيى لمنى بِاللَّامِ وهما راجعان لِمَعْنى
الْبَاء مَعَ النُّون
(ب ن ت) جَاءَ فِيهَا ذكر بنت فلَان وَابْنَة فلَان وَالتَّاء فِي بنت أَصْلِيَّة وَلَيْسَت بتاء تَأْنِيث ابْن وَأما فِي ابْنة فلتأنيث ابْن وَأما الابْن فَمن ذَوَات الْوَاو عِنْد قوم لقَولهم فِي الِاسْم الْبُنُوَّة وَفِي النّسَب بنوى وابناوي بَعضهم يَجعله من ذَوَات الْيَاء لقَولهم تبنيت الرجل إِذا ادعيت أَنه ابْنك وَقَوْلها كنت أَلعَب بالبنات هِيَ اللّعب والصور تشبه الْجَوَارِي الَّتِي يلْعَب بهَا الصبايا
(ب ن د) قَوْله الْحَذف والبندقة هُوَ الصَّيْد بِالرَّمْي بِالْحِجَارَةِ الصَّغِيرَة وَشبههَا فَإِذا كَانَ رميها بَين إِصْبَعَيْنِ فَهُوَ الْخذف بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة وحصاه حصا الْخذف وَإِن كَانَ بالنفخ فِي عَصا مجوفة فَهُوَ وصيد البندقة وحصاة الرَّمْي بهَا البندق وَهِي غَالِبا تصنع من فخار مطبوخ
(ب ن ي) قَوْله وَبني بهَا وَهُوَ محرم يُقَال بني فلَان بأَهْله إِذا دخل بهَا وَبنى عَلَيْهَا أَيْضا وَأنكر يَعْقُوب بنى بهَا وَقَالَ الْعَامَّة تَقوله وَإِنَّمَا يُقَال بنى عَلَيْهَا لأَنهم كَانُوا إِذا أَرَادَ أحدهم الدُّخُول باهله بنى عَلَيْهِ أَيْضا وَأنكر يَعْقُوب بنى بهَا وَقَالَ الْعَامَّة تَقوله وَإِنَّمَا يُقَال بنى عَلَيْهَا لأَنهم كَانُوا إِذا أَرَادَ أحدهم الدُّخُول بأَهْله بنى عَلَيْهَا قبَّة أَو بِنَاء تحل فِيهِ ويخلوا مَعهَا فِيهِ وَهَذَا الحَدِيث حجَّة على يَعْقُوب فِيمَا أنكرهُ وَقَوله فِي الْمُعْتَكف لَا يضطرب بِنَاء بِبَيْت فِيهِ إِلَّا فِي الْمَسْجِد هُوَ كالقبة وَشبههَا وَمعنى يضطرب يضْرب وَأَصله من ضرب أوتاد الأخبية عِنْد إِقَامَتهَا.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
قَوْله فِي الْبَخِيل حَتَّى تجن بنانه كَذَا لكافتهم وَرَوَاهُ بَعضهم عَن ابْن الْحذاء ثِيَابه بثاء مُثَلّثَة وَكَذَا كَانَ فِي أصل التَّمِيمِي وَهُوَ غلط وَالْأول الصَّحِيح الْمَعْرُوف وَالَّذِي بِهِ يَسْتَقِيم الْكَلَام ويستقل التَّشْبِيه وكما قَالَ فِي الحَدِيث الآخر أَنا مله
وَفِي كتاب الْجِهَاد وَكَانَ قَائِد كَعْب من بنيه كَذَا لَهُم وَهُوَ الْمَعْرُوف وَعند ابْن السكن من بَيته وَكَذَا للقابسي فِي الْمَغَازِي وَهُوَ وهم وَفِي تَفْسِير الْأَنْفَال قَوْله وَأما على ثمَّ قَالَ وَهَذِه ابْنَته أَو بَيته حَيْثُ ترَوْنَ كَذَا لكافتهم وَعند أبي الْهَيْثَم ابْنَتَيْهِ أَو بَيته جمع بِنَاء
وَفِي بَاب حب الرجل بعض نِسَائِهِ أَكثر من بعض يابنتي لَا يغرنك هَذِه كَذَا عِنْد الْقَابِسِيّ وَغَيره وَعند الْأصيلِيّ يَا بنية وَرَوَاهُ بَعضهم يَا بني قيل هُوَ على ترخيم بنية وَفِي كتاب المرضي أَن بنت النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام أرْسلت إِلَيْهِ وَفِيه إِن ابْنَتي قد حضرت كَذَا لَهُم وَالصَّوَاب إِن ابْني على التَّذْكِير وَكَذَا تكَرر فِي غير هَذَا الْموضع من الصَّحِيحَيْنِ وَفِي الحَدِيث نَفسه فَوضع الصَّبِي فِي حجر النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام وَفِي الحَدِيث الآخر كَانَ ابْنا لبَعض بَنَات النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) يقْضِي وَفِي حَدِيث هَاجر حَتَّى إِذا كَانَ عِنْد البنية حَيْثُ لَا يرونه كَذَا عِنْد الْأصيلِيّ(1/91)
كَأَنَّهُ ظن أَنه يُرِيد الْكَعْبَة وَلغيره الثَّنية مُثَلّثَة النقط وَهُوَ عِنْدهم الصَّوَاب وَالَّذِي يَقْتَضِيهِ مساق الْقِصَّة
وَفِي غَزْوَة أحد فعرفته أُخْته بشامة أَو ببنانه كَذَا ذكره البُخَارِيّ هُنَا بِالشَّكِّ وَالصَّوَاب ببنانه بِغَيْر شكّ وَكَذَا جَاءَ فِي غير هَذَا الْموضع
وَفِي حَدِيث المناضلة أرموا وَأَنا مَعَ بني فلَان كَذَا فِي أَكثر الرِّوَايَات وَالْأَحَادِيث وَجَاء فِي بَاب وَاذْكُر فِي الْكتاب إِسْمَاعِيل وَأَنا مَعَ ابْن فلَان كَذَا للقابسي وَأبي ذَر ولغيرهما كَمَا تقدم قيل صَوَابه رِوَايَة الْقَابِسِيّ وَأبي ذَر فَإِنَّهُ جَاءَ فِي الحَدِيث الآخر وَأَنا مَعَ ابْن الْأَكْوَع قَالَ القَاضِي رَحمَه الله بل الصَّوَاب رِوَايَة الكافة وَهُوَ الْمَرْوِيّ بِغَيْر خلاف فِي غير هَذَا الْبَاب ولقولهم فِي الحَدِيث نَفسه كَيفَ نرمي وَأَنت مَعَهم فِي بَاب من اشْترى الْهدى من الطَّرِيق قَالَ عبد الله بن عبد الله بن عمر لِأَبِيهِ كَذَا لكافتهم وَعند الْأصيلِيّ قَالَ عبد الله بن عمر وَقَالَ كَذَا فِي عرضه مَكَّة وَفِي أَصله قَالَ ابْن عبد الله بن عمر لِأَبِيهِ وَلَعَلَّه فِي قَوْله عبد الله ابْن عمر نسبه إِلَى جده وَإِلَّا فَالصَّوَاب عبد الله بن عبد الله أَو ابْن عبد الله كَمَا تقدم وَفِي غَزْوَة الْفَتْح مرت سعد بن هذيم كَذَا فِي جَمِيع النّسخ قيل صَوَابه سعد هذيم دون ابْن
فصل آخر مِنْهُ
فِيمَا جَاءَ من الِاخْتِلَاف فِي الْأَسَانِيد فِي فلَان بن فلَان أَو فلَان عَن فلَان أَو فلَان وَفُلَان من ذَلِك فِي الْمُوَطَّأ فِي الْوضُوء من مس الْفرج مَالك عَن عبد الله بن أبي بكر عَن مُحَمَّد بن حزم كَذَا لِعبيد الله عَن يحيى وَهُوَ خطأ وَصَوَابه مَا لكافة رُوَاة الْمُوَطَّأ ابْن مُحَمَّد بن حزم وَكَذَا رِوَايَة ابْن وضاح عَن يحيى وَلَعَلَّه أصلحه وَفِي بَاب سُكْنى الْمَدِينَة عَن قطن ابْن وهب بن عُوَيْمِر بن الأجذع كَذَا رِوَايَة أَصْحَاب يحيى وَسَائِر أَصْحَاب الْمُوَطَّأ وَعند ابْن وضاح عَن عُوَيْمِر بن الأجذع وَالصَّوَاب رِوَايَة يحيى وَالْجَمَاعَة وَفِي بَاب الْبِدَايَة بالصفا مَالك عَن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن عَليّ عَن أَبِيه عَن جَابر كَذَا لِعبيد الله عَن يحيى ولسائر رُوَاة الْمُوَطَّأ وَرُوِيَ عَن ابْن وضاح عَن عَليّ عَن أَبِيه وَهُوَ وهم وَفِي بَاب الرَّجْم عَن يَعْقُوب بن زيد بن طَلْحَة عَن أَبِيه زيد بن طَلْحَة عَن عبد الله بن أبي مليكَة كَذَا قَالَ يحيى وَقَالَ القعْنبِي وَابْن الْقَاسِم وَابْن بكير وأبن وهب عَن يَعْقُوب ابْن زيد بن طَلْحَة عَن أَبِيه زيد بن طَلْحَة بن عبد الله بن أبي مليكَة قَالَ ابْن عبد الْبر وَهُوَ الصَّوَاب وَفِي بَاب صَدَقَة الْحَيّ عَن الْمَيِّت عَن سعيد بن عَمْرو بن شُرَحْبِيل عَن سعيد بن سعد بن عبَادَة عَن أَبِيه عَن جده كَذَا لِابْنِ وضاح عَن يحيى وَكَذَا رَوَاهُ ابْن المشاط عَن عبيد الله وَعند أبي عِيسَى عَن عبيد الله عَن سعيد بن عَمْرو بن شُرَحْبِيل عَن سعيد بن سعد عَن أَبِيه عَن جده وَكَذَا قَالَ الدَّاودِيّ فِي حَدِيثه وَهُوَ وهم والْحَدِيث مَعْرُوف كَمَا تقدم وَقد قيل فِي سعيد بن عمر وَهَذَا سعد وسنذكره فِي حرف السِّين إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَفِي بَاب بعث على نَا سُوَيْد بن منجوب كَذَا لكافتهم وَهُوَ الصَّوَاب وَفِي نُسْخَة عَن الْقَابِسِيّ عَن منجوب قَالَ ثمَّ أصلحه ابْن وَفِي بَاب الذّبْح قبل الْحلق وَقَالَ حَمَّاد عَن قيس بن سعد وَعباد ابْن مَنْصُور عَن عَطاء كَذَا لجميعهم وَعند الْجِرْجَانِيّ وَقَالَ حَمَّاد عَن قيس عَن سعيد بن جُبَير وَعباد وَهُوَ وهم وَفِي بَاب الأكسية والخمايص ابْن شهَاب أَخْبرنِي عبيد الله بن عبد الله بن عتبَة إِن عَائِشَة وَعبد الله بن عَبَّاس كَذَا لكافتهم وَعند الْجِرْجَانِيّ أَخْبرنِي عبيد الله بن عبد الله عَن عبد الله بن عتبَة أَن عَائِشَة وَخرج الْأصيلِيّ فِي حَاشِيَته أَخْبرنِي عبيد الله إِن عَائِشَة لأبي زيد وَالَّذِي فِي أصل أبي أَحْمد خطأ وَفِي البُخَارِيّ من ذَلِك فِي بَاب كم التعزيز وَالْأَدب سُلَيْمَان بن يسَار(1/92)
عَن عبد الرَّحْمَن بن جَابر بن عبد الله عَن أبي بردة كَذَا لكافة الروَاة عَن الْفربرِي والنسفي وَفِي أصل الْأصيلِيّ لأبي أَحْمد عَن عبد الرَّحْمَن عَن جَابر وَخط عَليّ عَن جَابر وَكتب عَلَيْهِ عَن عبد الرَّحْمَن عَن أبي بردة للمروزي وَهَذَا هُوَ الصَّوَاب وَهُوَ نَحْو مَا للْجَمَاعَة وَمَا فِي أصل الْأصيلِيّ وهم وَفِي بَاب مَا جَاءَ فِي سبع أَرضين نَا أَيُّوب عَن مُحَمَّد عَن آل أبي بكرَة كَذَا لَهُم وَهُوَ الصَّوَاب وَمُحَمّد هَذَا هُوَ ابْن سِيرِين وَعند أبي ذَر أَيُّوب عَن مُحَمَّد بن أبي بكرَة وَهُوَ وهم وَفِي بَاب الثَّرِيد نَا عَمْرو بن عون نَا خَالِد بن عبد الله بن أبي طوالة كَذَا عِنْد الْقَابِسِيّ وَفِي رِوَايَة الكافة خَالِد بن عبد الله عَن أبي طوالة وَهُوَ كَذَا فِي كتاب الْقَابِسِيّ مصلح قَالَ أَبُو ذَر وَهُوَ الصَّوَاب وَفِي بَاب مَا نهى عَنهُ من دَعْوَى الْجَاهِلِيَّة عَن سُفْيَان عَن زبيد عَن إِبْرَاهِيم كَذَا عِنْدهم وَهُوَ الصَّوَاب وَهُوَ زبيد اليامي وَعند الْقَابِسِيّ زبيد بن إِبْرَاهِيم وَهُوَ وهم وَأرَاهُ أصلحه فِي كِتَابه على الصَّوَاب وعَلى الصَّوَاب جَاءَ الحَدِيث بِنَفسِهِ فِي كتاب الْجَنَائِز بِغَيْر خلاف وَفِي مُسلم من ذَلِك فِي بَاب الْعَزْل فِي حَدِيث الزهْرَانِي نَا أَيُّوب عَن مُحَمَّد عَن عبد الرَّحْمَن بن بشر كَذَا لَهُم وَفِي بعض النّسخ الماهنية فِي الْحَدِيثين عَن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن بشر وَهُوَ خطأ وَمُحَمّد هَذَا هُوَ ابْن سِيرِين عَن عبد الرَّحْمَن بن بشر كَمَا جَاءَ مُبينًا فِي الْأَحَادِيث الْأُخَر فِي الصَّحِيحَيْنِ وعَلى الصَّوَاب أصلحناه عَن شُيُوخنَا للْجَمِيع وَعَلِيهِ ذكره البُخَارِيّ وَفِي بَاب شغلونا عَن الصَّلَاة الْوُسْطَى هِشَام عَن مُحَمَّد عَن عُبَيْدَة عَن عَليّ كَذَا للْجَمَاعَة وَعند الخشنى عَن مُحَمَّد بن عُبَيْدَة وَهُوَ خطأ وَمُحَمّد هَذَا هُوَ ابْن سِيرِين وَعبيدَة هُوَ السَّلمَانِي وَفِي بَاب الْيَمين عَن الْمُدَّعِي نَا ابْن أبي شيبَة نَا مُحَمَّد بن بشر عَن نَافِع ابْن عمر عَن ابْن أبي مليكَة كَذَا لَهُم وَفِي نسخ عَن نَافِع عَن ابْن عمر وَكَذَا كَانَ عِنْد ابْن أبي جَعْفَر وَهُوَ خطأ قَالَ البُخَارِيّ نَافِع بن عمر بن جميل الْمَكِّيّ عَن ابْن أبي مليكَة وَفِي الْفَضَائِل فِي قتل أبي عَامل نَا أَبُو أُسَامَة عَن بريد عَن أبي بردة عَن أَبِيه قَالَ لما خرج النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) من خَيْبَر الحَدِيث كَذَا للكافة وَعند العذري عَن بريد بن أبي بردة عَن أَبِيه قَالَ لما وَالْأول أصح وَكَذَا ذكره البُخَارِيّ لَكِن قد يخرج لهَذِهِ الرِّوَايَة الْأُخْرَى وَجه وَهُوَ أَن يكون قَوْله عَن أَبِيه أَي أَبوهُ الْأَعْلَى يَعْنِي جده أَبَا بردة لِأَن بريدا هَذَا هُوَ ابْن عبد الله بن أبي بردة بن أبي مُوسَى وَهُوَ المُرَاد فِي الأول بقوله عَن أبي بردة وَيكون عَن أَبِيه أَي عَن أبي مُوسَى وَهُوَ أَبُو أبي بردة وَإِن لم يقل فِي الثَّانِيَة عَن أبي مُوسَى فلقاء أبي بردة لأبي مُوسَى وَرِوَايَته عَنهُ مَشْهُور فَذكره لخبره بعد مَحْمُول على سَمَاعه مِنْهُ لَهُ وَفِي بَاب كَرَاهِيَة الْإِمَارَة وَولَايَة الْيَتِيم نَا يزِيد بن أبي حبيب عَن بكر بن عَمْرو بن الْحَرْث بن يزِيد الْحَضْرَمِيّ هُوَ ابْن حجيرة كَذَا فِي بعض رِوَايَات مُسلم وَهُوَ غلط وَصَوَابه للكافة عَن بكر ابْن عَمْرو عَن الْحَارِث وَرَوَاهُ الجلودي عَن يزِيد بن أبي حبيب وَبكر وَهُوَ وهم أَيْضا وَفِي بَاب تَحْرِيم الدِّمَاء حَدِيث ابْن سِيرِين من رِوَايَة بن مثنى فَقَالَ عَن عبد الرَّحْمَن بن أبي بكرَة عَن أَبِيه وَذكره من رِوَايَة ابْن حَاتِم عَن ابْن سِيرِين عَن عبد الرَّحْمَن عَن رجل آخر هُوَ فِي نَفسِي أعظم من عبد الرَّحْمَن بن أبي بكرَة عَن أَبِيه كَذَا للْقَاضِي أبي عَليّ وَلغيره أفضل من عبد الرَّحْمَن عَن أبي بكرَة وَكِلَاهُمَا صَوَاب رَاجع إِلَى معنى وَاحِد لَكِن هَذَا أشبه لتمامه الْمسند وَفِي كتاب الزّهْد وَبَاب أكل ورق الشّجر سَمِعت إِسْمَاعِيل عَن قيس بن سعد كَذَا فِي كتاب القَاضِي أبي عبد الله بن عِيسَى وَهُوَ وهم وَصَوَابه مَا للْجَمَاعَة عَن قيس عَن سعد وَكَذَا ذكره البُخَارِيّ وكما جَاءَ(1/93)
فِي الحَدِيث الآخر بعده نَا إِسْمَاعِيل عَن قيس سَمِعت سعد بن أبي وَقاص وَقيس هَذَا هُوَ قيس بن أبي حَازِم وَفِي بَاب تشميت الْعَاطِس دخلت على أبي مُوسَى وَهُوَ فِي بَيت ابْنة الْفضل بن عَبَّاس كَذَا للْجَمَاعَة وَعند الصَّدَفِي فِي بَيت ابْنة ابْن الْفضل وَهُوَ وهم هِيَ أم كُلْثُوم ابْنة الْفضل زوج أبي مُوسَى وَفِي بَاب دِيَة الْجَنِين
فِي حَدِيث إِسْحَاق مَنْصُور عَن إِبْرَاهِيم عَن عبيد بن نَضْلَة كَذَا لَهُم وَهُوَ الصَّوَاب وَعند ابْن الْحذاء عَن إِبْرَاهِيم بن عبيد بن نَضْلَة وَهُوَ وهم وَخطأ قَبِيح قد جَاءَ بعد فِي حَدِيث ابْن رَافع عَن عَليّ الصَّوَاب لجميعهم وَفِي بَاب فضل الصَّلَاة فِي مَسْجِد النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام نَا اللَّيْث عَن نَافِع عَن إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن معبد عَن ابْن عَبَّاس كَذَا وَقع فِي الْأُصُول وَهُوَ وهم وَصَوَابه عَن إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن معبد بن عَبَّاس وَقد غمز الدَّارَقُطْنِيّ مُسلما فِي تَخْرِيجه هَذَا الحَدِيث للِاخْتِلَاف فِيهِ عَن نَافِع فِي ذكر ابْن عَبَّاس فِيهِ وَقَالَ فِيهِ بَعضهم عَن نَافِع عَن إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن معبد عَن مَيْمُونَة وَبَعْضهمْ قَالَ عَن ابْن عَبَّاس عَن مَيْمُونَة وَذكر مُسلم فِيهِ أَيْضا عَن نَافِع عَن ابْن عمر وَلم يُخرجهُ البُخَارِيّ من رِوَايَة نَافِع لهَذِهِ الْعلَّة قَالَ البُخَارِيّ إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن معبد ابْن عَبَّاس يروي عَن أَبِيه ومَيْمُونَة قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ وَالصَّوَاب نَافِع عَن إِبْرَاهِيم عَن مَيْمُونَة وَذكر البُخَارِيّ الْخلاف فِي ذَلِك وَقَالَ هَذَا أصح كَمَا قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ وَفِي رضاعة الْكَبِير عَن ابْن شهَاب أَخْبرنِي أَبُو عُبَيْدَة بن عبد الله بن زَمعَة كَذَا لشيوخنا وَعند ابْن الْحذاء أَخْبرنِي أَبُو عُبَيْدَة عَن عبد الله بن زَمعَة وَالْأول الصَّوَاب
فصل مِنْهُ فِيمَا جَاءَ فِيهِ ابْن زَائِد
فِي بَاب الرَّد على أهل الْكتاب نَا يحيى بن يحيى وَيحيى ابْن أَيُّوب وقتيبة وَابْن حجر وَاللَّفْظ ليحيى وَيحيى وَيحيى كَذَا لَهُم وَعند ابْن الْحذاء وَاللَّفْظ ليحيى بن يحيى وَهُوَ وهم وَالصَّوَاب مَا لِلْجُمْهُورِ وَاللَّفْظ ليحيى وَفِي بَاب لَا تحلفُوا بِآبَائِكُمْ فِي مثل هَذَا السَّنَد ثمَّ قَالَ قَالَ يحيى بن يحيى أخبرنَا وَقَالَ الْآخرُونَ حَدثنَا إِسْمَاعِيل كَذَا للكافة وَعند ابْن الْحذاء قَالَ يحيى وَيحيى أَنا وَقَالَ الْآخرَانِ نَا وَالَّذِي للكافة الصَّوَاب وَجَاء فِي غير حَدِيث فَاشْتَرَاهُ نعيم ابْن النحام وَابْن هُنَا زَائِد وَصَوَابه نعيم النحام سمي بذلك لِأَنَّهُ كَانَت لَهُ نحمة أَي سعلة تلازمه وَفِي حَدِيث الْمَوَاقِيت نَا يحيى بن يحيى وَيحيى بن أَيُّوب وقتيبة وَابْن حجر قَالَ يحيى أَنا كَذَا لَهُم وَعند السجْزِي قَالَ ابْن يحيى أَنا وَهَذَا وَالله أعلم الصَّوَاب لِأَنَّهُ وَقع بِهِ الْفرق وَالْأول مُبْهَم لَا يعرف أَي يحيى هُوَ مِنْهُمَا وَمَا كَانَ مُسلم ليفعل ذَلِك وَفِي بَاب حَدِيث التنزل نَا إِسْحَاق وَعُثْمَان وَأَبُو بكر ابْنا أبي شيبَة وَاللَّفْظ لِابْني أبي شيبَة كَذَا لَهُم وَعند العذري لِابْنِ أبي شيبَة وَالْأول الصَّوَاب لما قدمْنَاهُ من الْفرق وَالْبَيَان وَفِي بَاب انْشِقَاق الْقَمَر ذكر مُسلم حَدِيث عبيد الله بن معَاذ عَن أَبِيه عَن شُعْبَة عَن الْأَعْمَش عَن إِبْرَاهِيم وَعَن شُعْبَة عَن مُجَاهِد ثمَّ ذكر الحَدِيث عَن غندور وَابْن أبي عدي قَالَ كِلَاهُمَا عَن شُعْبَة بِإِسْنَاد ابْن معَاذ كَذَا لَهُم وَعند الطَّبَرِيّ بإسنادي معَاذ وَكِلَاهُمَا صَحِيح ومعاذ هُوَ ابْن معَاذ أَيْضا وَإِسْنَاده هُوَ الْمُتَقَدّم وَله فِيهِ طَرِيقَانِ تقدما فَيصح فِيهِ الْإِفْرَاد والتثنية وَإِن شِئْت صرفت الْكل كَذَلِك إِلَى عبيد الله ابْنه أَيْضا الرَّاوِي عَنهُ وَفِي البُخَارِيّ فِي تَرْجَمَة غَزْوَة عُيَيْنَة بن حصن بن بدر بن العنبر من بني تَمِيم كَذَا للمستملي والحموي وللباقين بني العنبر من بني تَمِيم وَهُوَ الصَّوَاب وهم المغزوون وعيينة فزارى وَلَيْسَ بتميمي وَفِي بَاب فتل القلائد إِن ابْن زِيَاد كتب إِلَى عَائِشَة(1/94)
كَذَا فِي جَمِيع نسخ مُسلم وَهُوَ وهم وَصَوَابه أَن زيادا وَكَذَا هُوَ فِي الْمُوَطَّأ وَفِي بَاب غَزْوَة الخَنْدَق وَأَخْبرنِي ابْن طَاوس عَن عِكْرِمَة كَذَا لأبي زيد وَلأبي أَحْمد وَأَخْبرنِي طَاوس أَو ابْن طَاوس عَن عِكْرِمَة وَفِي بَاب مَا يجوز من الاحتيال والحذر فرأت أم ابْن صياد كَذَا للأصيلي هُنَا وَكَذَا لَهُ وللنسفي والقابسي وَأبي الْهَيْثَم فِي بَاب كَيفَ يعرض الْإِسْلَام على الصَّبِي وَعند سَائِرهمْ فِي الْبَابَيْنِ أم صياد وَهُوَ وهم وعَلى الصَّوَاب جَاءَ فِي غير مَوضِع وَفِي بَاب التبسم والضحك حَدِيث رِفَاعَة قَالَ وَابْن سعيد ابْن العَاصِي جَالس بِبَاب الْحُجْرَة كَذَا الكافة الروَاة وَعند الْأصيلِيّ وَسَعِيد بن العَاصِي وَهُوَ وهم وَالْأول الصَّوَاب وَقد جَاءَ فِي غير هَذَا الْبَاب وخَالِد بن سعيد بن العَاصِي وَفِي بَاب من أَدخل الضيفان عشرَة عشرَة وَعَن سِنَان أبي ربيعَة عَن أنس كَذَا لَهُم وَعند ابْن السكن ابْن أبي ربيعَة وَالْأول الصَّوَاب وَإِنَّمَا هُوَ أَبُو ربيعَة سِنَان بن ربيعَة وَالْجمع بَين أبي وَابْن خطأ وَيصِح مَتى كَانَ أَحدهمَا بَدَلا من الآخر فِي بَاب لبس الْحَرِير نَا شُعْبَة عَن الحكم عَن ابْن أبي ليلى كَذَا لكافتهم وَعند الْقَابِسِيّ وعبدوس عَن أبي ليلى قَالَ الْقَابِسِيّ الصَّوَاب عَن ابْن أبي ليلى وَهُوَ فِي كتابي خطأ وَفِي بَاب بيع الطَّعَام بِالطَّعَامِ عَن ابْن معيقيب الدوسي كَذَا ليحيى وَابْن بكير وَابْن عفير وَعند القعْنبِي وَجَمَاعَة من رُوَاة الْمُوَطَّأ عَن معيقيب وَيُقَال لَهُ معيقب أَيْضا بِغَيْر يَاء وَفِي بَاب رمي الْجمار أَن أَبَا البداح بن عَاصِم بن عدي هَذَا هُوَ الصَّوَاب وَكَذَا عِنْد ابْن الْقَاسِم وَابْن وهب والقعنبي وَابْن بكير وَرَوَاهُ يحيى عَن أبي البداح عَاصِم بن عدي وَهُوَ خطأ وَأَصْلحهُ ابْن وضاح على رِوَايَة الْجَمَاعَة وَفِي بَاب فضل صَلَاة الْجَمَاعَة نَا عبد الله بن مسلمة نَا أَفْلح عَن أبي بكر بن مُحَمَّد بن عَمْرو بن حزم عَن سلمَان الْأَغَر كَذَا لكافتهم وَهُوَ الصَّوَاب وَفِي أصل ابْن عِيسَى عَن أبي بكر مُحَمَّد بِإِسْقَاط ابْن وَفِي بَاب الْقَضَاء فِيمَن وجد مَعَ امْرَأَته رجلا أَن رجلا من أهل الشَّام يُقَال لَهُ ابْن خبيري كَذَا الْمطرف وَابْن بكير وَعند القعْنبِي يُقَال لَهُ خبيري وَسقط التَّعْرِيف كُله ليحيى وَفِي بَاب الرَّغْبَة فِي الصَّدَقَة عَن عمروبن معَاذ الأشْهَلِي كَذَا للرواة وَعند ابْن وضاح عَن ابْن عَمْرو وَفِي حرف الْعين الْخلاف فِي عمر وَابْن عمر فأنظره هُنَالك وَفِي قِرَاءَة الْجُمُعَة جَعْفَر بن مُحَمَّد عَن أَبِيه عَن ابْن أبي رَافع كَذَا لَهُم عَن مُسلم وَسقط ابْن عِنْد أبي عَليّ العذري وَفِي بعض رِوَايَات ابْن ماهان وإثباته الصَّوَاب وَهُوَ عبيد الله بن أبي رَافع مولى النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام وَكَذَا جَاءَ مُسَمّى فِي حَدِيث قُتَيْبَة بعد
الْبَاء مَعَ الصَّاد
(ب ص ر) فِي حَدِيث الْخَوَارِج فَلَا ترى بَصِيرَة بِفَتْح الْبَاء هُوَ الدَّم كَمَا بَينه فِي الحَدِيث الآخر سبق الفرث وَالدَّم وَأَصله الدَّم يستدير على الأَرْض وَمِنْه قيل للترس بَصِيرَة لاستدارته وأبصرت الشَّيْء أبصره إبصارا وبصرت بِهِ وبصر عَيْني كَذَا بِالضَّمِّ فيهمَا كُله إِذا أنظرت إِلَيْهِ بعد مَانع لَهُ من عَيْنَيْك وَالِاسْم مِنْهُ الْبَصَر وَبِه سميت الْعين وَيجمع إبصارا وَأبْصر واستبصر من البصيرة وَهُوَ الْمُتَيَقن للشَّيْء والمعتقد لصِحَّته إبصارا بِالْكَسْرِ أَيْضا واستبصارا مِنْهُ وَقَوله وَمِنْهُم المستبصر أَي الدَّاخِل فِي أَمرهم عَن عمد وَقصد واستبانه لَهُ بِزَعْمِهِ وَقد تَكَرَّرت هَذِه الْأَلْفَاظ وتصرفت فِي الحَدِيث فَأقر كل حرف مِنْهَا على صِحَة مَعْنَاهُ فِي بَابه وَقَوله بصر عَيْنَايَ وَسمع أذناي رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كَذَا للطبري بِضَم الصَّاد على الْفِعْل الْمَاضِي فِي حَدِيث وَسمع كَذَلِك بِكَسْر الْمِيم وَكَانَ عِنْد القَاضِي أبي عَليّ وَعند الْأَسدي عَن العذري وَغَيره بصر بِفَتْحِهَا وَضم الرَّاء على الِاسْم(1/95)
وعيني على الْإِضَافَة وَكَذَلِكَ سمع عِنْده بِسُكُون الْمِيم وَوَقع عِنْد غَيره للعذري فِي حَدِيث جَابر الطَّوِيل مثل مَا لغبره فِي الحَدِيث الأول وَلغيره مثل مَاله هُنَالك وَفِي بَاب من رغب عَن أَبِيه سمع أُذُنِي على الْفِعْل عَن الصَّدَفِي بِكَسْر الْمِيم وبسكونها وَفتح الْعين لغيره وَكَذَا عِنْد الجياني لَكِن بِضَم الْعين وَفِي كتاب الْحِيَل بِسُكُون الصَّاد وَالْمِيم وَفتح الرَّاء وَالْعين كَذَا ضَبطه أَكْثَرهم وَالرَّفْع فِي الحَدِيث الأول أوجه قَالَ سِيبَوَيْهٍ الْعَرَب تَقول سمع أُذُنِي زيدا وَرَأى عَيْني تَقول ذَلِك بِضَم آخرهما وَأما الَّذِي فِي كتاب الْحِيَل فوجهه النصب على الْمصدر لِأَنَّهُ لم يذكر الْمَفْعُول بعده.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
قَوْله وَالْعين تبض بِشَيْء من مَاء رُوِيَ بِالْمُهْمَلَةِ وبالمعجمة مشددتين ومعناهما قريب فالمهملة من البصيص وَهُوَ البريق ولمعان خُرُوج المَاء الْقَلِيل ونشعه وبالمعجمة مثله قيل هُوَ من الْقطر والسيلان الْقَلِيل وَقيل البض الرشح يُقَال بض وضب وَرِوَايَة يحيى الأندلسي فِي الْمُوَطَّأ بِالْمُعْجَمَةِ كَذَا قيدناه عَن شُيُوخنَا وَوَافَقَهُ التنيسِي وَابْن الْقَاسِم والقعنبي وعامتهم وَحكى القَاضِي أَبُو الْوَلِيد الْبَاجِيّ إِن رِوَايَة يحيى بِالْمُهْمَلَةِ وَهِي رِوَايَة مطرف وَفِي حَدِيث أَقرع وأبرص فَرد الله على بَصرِي كَذَا لَهُم وللقابسي بصيرتي وَهُوَ وهم
الْبَاء مَعَ الضَّاد
(ب ض ع) ذكر فِيهَا الْبضْع بِضَم الْبَاء وَهُوَ الْفرج والبضع أَيْضا والمباضعة اسْم الْجِمَاع وَمِنْه قَوْلهم فِي الحَدِيث استبضعي من فلَان أَي أطلبي ذَلِك مِنْهُ للْوَلَد والبضع ملك الْوَلِيّ للْمَرْأَة والبضع مهر الْمَرْأَة ويستأمر النِّسَاء فِي أبضاعهن أَي فروجهن والبضاعة مَا أبضع للْبيع كَائِنا مَا كَانَ والباضعة فِي الشجاج الَّتِي خرقت الْجلد وبضعت اللَّحْم أَي قطعته وَقيل بل الَّتِي بلغت اللَّحْم وَلم تُؤثر فِيهِ وَهُوَ قَول الْأَصْمَعِي وَقَوله إِنَّمَا فَاطِمَة بضعَة مني بِالْفَتْح لَا غير وَقَوله بضعا وَخمسين سُورَة وبضع سِنِين وبضع عشرَة لَيْلَة وبضع وَثَلَاثِينَ ملكا كُله بِكَسْر الْبَاء فَقيل الْبضْع والبضعة وَقيل بفتحهما أَيْضا مَا بَين ثَلَاثَة إِلَى عشرَة وَقيل مَا بَين اثْنَيْنِ إِلَى عشرَة وَمَا بَين اثْنَي عشر إِلَى عشْرين إِلَى مَا فَوْقهَا وَلَا يُقَال فِي أحد عشر وَلَا فِي اثنى عشر وَقَالَ الْخَلِيل الْبضْع سبع وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة هُوَ مَا بَين نصف العقد يُرِيد من وَاحِد إِلَى أَربع وَقَالَ ابْن قُتَيْبَة هُوَ من ثَلَاث إِلَى تسع
الْبَاء مَعَ الْعين
(ب ع ث) قَوْلهَا فَبَعَثنَا الْبَعِير الَّذِي كنت عَلَيْهِ أَي أقمناه من بروكه وَكَذَلِكَ بعثوا رواحلهم وَقَوله فِي حَدِيث أضياف أبي بكر قَوْله آخر الحَدِيث غير أَنهم بعث مَعَهم كَذَا ضبطناه فعل مَاض وَقَوله أَتَى إِلَى ملكان فابتعثاني أَي أيقظاني من نومي يُقَال بَعثه من نَومه فانبعث إِذا نبهته مِنْهُ فانتبه وَقَوله أبْعث بعث النَّار اسْم الْمَبْعُوث إِلَيْهَا أَي الْمُرْسل والموجه وَحين تنبعث بِهِ رَاحِلَته إِذا قَامَت من بروكها
(ب ع د) قَوْله فِي دَار الْبعدَاء الْبغضَاء فِي الْحَبَشَة سموا بعداء لبعد نسبهم من نسب الْعَرَب وبغضاء لاخْتِلَاف الدينَيْنِ وَقَوله إِنِّي لأَرَاكُمْ من بعدِي هُوَ بِمَعْنى الحَدِيث الآخر من وَرَاء ظَهْري قَالَ الدَّاودِيّ يحْتَمل من بعدِي أَي بعد موتِي يعلم بحالهم وسنذكره فِي حرف الْوَاو
ب ع ر) قَوْله ترمي بالبعرة على رَأس الْحول كَانَت الْمَرْأَة فِي الْجَاهِلِيَّة إِذا مَاتَ زَوجهَا اعْتدت مِنْهُ كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيث على الصّفة الَّتِي وصف فَإِذا أكملتها أتيت بِدَابَّة فمسحت بِهِ وافتضت من عدتهَا بِهِ ثمَّ رمت بدرة من وَرَاء ظهرهَا ترى هوان مَا لقِيت عَلَيْهَا كَمثل هَذِه البعرة وَقيل بل ذَلِك كُله عَلامَة إحلالها وَقَوله فِي بعض(1/96)
الرِّوَايَات وقصته بعيره أَي نَاقَته كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيث الآخر وَقَوله سَأَلَهُ أَبْعِرَة من الصَّدَقَة جمع بعير وَهُوَ يُطلق على الذّكر وَالْأُنْثَى والجمل خَاصَّة للذّكر كالناقة للْأُنْثَى
(ب ع ل) قَوْله أَن تَلد الْأمة بَعْلهَا كَذَا فِي بعض أَحَادِيث مُسلم ويتأول فِي ذَلِك مَا يتَأَوَّل فِي الرِّوَايَة الْمَشْهُورَة أَن تَلد رَبهَا وَسَيَأْتِي فِي حرف الرَّاء والبعل الرب وَالْمَالِك وَمِنْه قيل بعل الْمَرْأَة لملكه عصمتها وَقيل ذَلِك فِي قَوْله تَعَالَى) أَتَدعُونَ بعلا
(أَي إلاها وَربا مَعَ الله وَقد ذكره البُخَارِيّ فِي التَّفْسِير وَقيل ضم مَخْصُوص وَمَعْنَاهُ أَن يكثر أَوْلَاد السرارى فَيكون وَلَدهَا بِمَنْزِلَة رَبهَا فِي الْحسب وَقيل يفشوا العقوق حَتَّى يكون الابْن كالمولى لأمه تسلطا وَقيل سمي بذلك لِأَنَّهُ سَبَب إِلَيْهَا عتقهَا فَصَارَ كربها الْمُنعم عَلَيْهَا بِهِ وَقيل يقل التحفظ وتباع أُمَّهَات الْأَوْلَاد حَتَّى قد يملكهَا ابْنهَا وَلَا يعلم أَنَّهَا أمه وَكَذَلِكَ على ظَاهر لفظ البعل يَتَزَوَّجهَا ابْنهَا وَهُوَ لَا يعلمهَا
وَقَوله فِي البعل الْعشْر المُرَاد بِهِ فِي الحَدِيث هُنَا مَا لَا يحْتَاج إِلَى سقِِي وَإِنَّمَا يشرب بعروقه من ثرى الأَرْض وَهَذَا هُوَ البعل حَقِيقَة وَكَذَلِكَ حكم العثري فِي الزَّكَاة أَيْضا حكم البعل وَهُوَ الَّذِي يسقى من مَاء الأمطار ويعثر لَهُ بأهداب مجاري السُّيُول من الأمطار وَبِهَذَا فسر ابْن قُتَيْبَة البعل وَإنَّهُ والعثرى سَوَاء والأصمعي وَأَبُو عُبَيْدَة يفرق بَينهمَا.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
أنفجنا أرنبا أَي أثرناها من مجثمها فنفجت أَي وَثَبت وعدت كَذَا رِوَايَة الكافة فِيهِ فِي الصَّحِيحَيْنِ بالنُّون وَالْفَاء وَالْجِيم وروى أَبُو عبد الله الْمَازرِيّ هَذَا الحزف فِي كِتَابه بعجنا بِفَتْح الْبَاء بِوَاحِدَة بعْدهَا عين مُهْملَة وَفَسرهُ شققنا بَطنهَا وَالتَّفْسِير صَحِيح لكنه تَصْحِيف قَبِيح وَلَا يَصح هُنَا إِلَّا ترى قَوْله فِي بَقِيَّة الحَدِيث فسعوا عَلَيْهِ فغلبوا قَالَ فسعيت حَتَّى أدْركهَا فَأتيت بهَا أَبَا طَلْحَة فذبحها وَلَو أخذوها أَولا وشقوا بَطنهَا لم يسع بعد وَلَا سعوا وَرَاءَهَا حَتَّى لغبوا وَلَا احتاجوا إِلَى أَخذهَا ثَانِيَة وذبحها وَلم يذكر أحد هَذِه الرِّوَايَة سواهُ
فِي حَدِيث عَمْرو بن الْعَاصِ أَن أفضل مَا بعد شهدة أَن لَا إِلَه إِلَّا الله كَذَا عِنْد العذرى وَلغيره نعد بالنُّون وَهُوَ الصَّوَاب وَلَيْسَ فِي الحَدِيث لِأَن خبر الا قَوْله شَهَادَة إِلَّا إِلَه إِلَّا الله
وَقَوله فِي الْمُوَطَّأ فِي الْإِحْصَان فِي العَبْد يتَزَوَّج الْحرَّة فَإِن فَارقهَا بعد أَن يعْتق فَلَيْسَ بمحصن كَذَا لِابْنِ أبي صفرَة وَهُوَ وهم وَصَوَابه مَا لسَائِر رُوَاة الْمُوَطَّأ قبل أَن يعْتق
فِي مُسلم فِي الْوَصِيَّة بِالثُّلثِ فَكَانَ بعد الثُّلُث جَائِزا كَذَا لكافة شُيُوخنَا وَعند ابْن الْحذاء يعد وَالْأول أوجه وَفِي بَاب فضل صَلَاة الْعشَاء فِي الْجَمَاعَة فَأحرق على من لم يخرج إِلَى الصَّلَاة بعد كَذَا لأبي ذَر وَعِنْده لأبي الْهَيْثَم يقدر وَهِي رِوَايَة الْجُمْهُور هُنَا وَالْأول الصَّوَاب أَي من لَا يخرج إِلَيْهَا بعد الْإِقَامَة وَالْأَذَان لَكِن ذكره أَحْمد ابْن نصر الدَّاودِيّ لَا يعْذر فَإِن صحت رِوَايَته فَهُوَ وحيد وَقد رَوَاهُ أَبُو دَاوُد بِمَعْنَاهُ لَيست بهم عِلّة وَقَوله فِي بَاب) قد سمع الله قَول الَّتِي تُجَادِلك
(فِي كتاب الطَّلَاق لما قَالُوا أَي فِيمَا قَالُوا وَفِي نقض مَا قَالُوا كَذَا لَهُم وَعند الْأصيلِيّ وَفِي بعض مَا قَالُوا وَالْوَجْه وَالصَّوَاب الأول وَقَوله فِي بَاب الْأَمر بِجمع الْأزْوَاج فحزرته كربضة الْبَعِير كَذَا عِنْد ابْن الْحذاء ولسائر الروَاة كربضة العنز وَقد جَاءَ فِي حَدِيث دُكَيْن بن سعد الآخر وَإِذا فِي الغرفة من التَّمْر شبه الفصيل الرابض وَفِي رد الْمُهَاجِرين على الْأَنْصَار منائحهم قَول أنس(1/97)
إِن أَهلِي أمروني أَن آتِي النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فَاسْأَلْهُ مَا كَانَ أَهله أَعْطوهُ أَو بعضه كَذَا لجميعهم وَفِي بعض الرِّوَايَات عَن ابْن ماهان أَو يَقْضِيه وَالْأول الصَّوَاب وَفِي الْحجاب فَخرجت سَوْدَة بعد مَا ضرب عَلَيْهَا الْحجاب لبَعض حَاجَتهَا كَذَا لَهُم وَعند العذرى لِتَقضي حَاجَتهَا وَهُوَ أشبه كِنَايَة عَن الْحَدث بِدَلِيل آخر الحَدِيث يَعْنِي البرازي
فِي حَدِيث مُوسَى فَقَامَ الْحجر بعد حَتَّى نظر إِلَيْهِ كَذَا عِنْد كَافَّة شُيُوخنَا من رُوَاة مُسلم وَفِي حَاشِيَة ابْن عِيسَى بِخَطِّهِ يعدو وَمعنى قَامَ هُنَا ثَبت قَالَ بعض شُيُوخنَا صَوَابه قَامَ بعد حِين نظر إِلَيْهِ وَلَا يبعد هَذَا الْمَعْنى على رِوَايَة يعدو حَتَّى نظر إِلَيْهِ وَيكون قَامَ بِمَعْنى ثَبت على عدوه وواظبه وَقَوله فِي حَدِيث الصِّرَاط كشد الرِّجَال تجْرِي بهم أَعْمَالهم رَوَاهُ العذري والسمرقندي يجْرِي بهم بأعمالهم وَالْبَاء هُنَا خطأ مفْسدَة للمعنى وَالصَّوَاب سُقُوطهَا كَمَا لغَيْرِهِمَا
قَوْله فِي إِسْلَام أبي ذَر فَمَا يلتئم على لِسَان أحد بعدِي كَذَا روايتنا فِيهِ عَن جَمِيع شُيُوخنَا وكتبنا عَن بَعضهم يقرئ فِي بعض النّسخ بِفَتْح الْيَاء وَالْقَاف وَآخره رَاء وَقَالَ هُوَ الصَّوَاب قَالَ وَأحسن مِنْهُ يقْرَأ بِضَم الْيَاء وهمز آخِره يُقَال أَقرَأت فِي الشّعْر وَهَذَا الشّعْر على قرء هَذَا وقريئه أَي قافيته وسنذكره فِي الْقَاف وَفِي بعض النّسخ يعزى إِلَى شعر أَي ينْسب إِلَيْهِ ويوصف بِهِ
فِي البُخَارِيّ فِي بَاب لَا يشْهد على شَهَادَة جورثم يَأْتِي بعدكم قوم قيل صَوَابه بعدهمْ بعد الْقُرُون المختارة قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَقد يَصح عِنْدِي أَي بعد الْخِيَار من الْقُرُون الَّذين قرن الصَّحَابَة المخاطبون مِنْهُم فَيصح خطابهم بِالْكَاف لحضور بَعضهم بل جلهم وَفِي أول هَذَا الحَدِيث لَا أَدْرِي أذكر النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام بعد قرنين أَو ثَلَاثَة ضَبطه بعد بِالضَّمِّ
قَوْله فِي حَدِيث أَسمَاء فِي غَزْوَة خَيْبَر وَكُنَّا فِي دَار أَو فِي أَرض الْبعدَاء الْبغضَاء بِالْحَبَشَةِ كَذَا لأبي ذَر والأصيلي وَفِي نُسْخَة عَن أبي ذَر وَعَن النَّسَفِيّ فِي أَرض الْبعد الْبغضَاء بِالْحَبَشَةِ وَعند عَبدُوس أَرض الْبعد الْبعد الْبغضَاء بِالْحَبَشَةِ كَذَا كَرَّرَه وَكَذَا للقابسي إِلَّا أَن عِنْده أَرض الْبعد الْبعدَاء البعضاء وَقَيده بَعضهم عَنهُ بِضَم الْعين فِي الأول وَحمل بَعضهم تكراره على التَّفْسِير وَمَا للهروى والأصيلي أحسن وَأولى وَفِي تَفْسِير أَو الحوايا المباعر كَذَا للأصيلي وَلغيره المبعر على الْأَفْرَاد وَلأبي إِسْحَاق الإمعاء وَالْأول أقرب إِلَى الصَّوَاب
الْبَاء مَعَ الْغَيْن
(ب غ ى) مهر الْبَغي هُوَ مَا تُعْطى الزَّانِيَة على الزِّنَا بهَا وَهِي الْبَغي بِكَسْر الْغَيْن وَالزِّنَا هُوَ الْبغاء قَالَ الله تَعَالَى) وَلَا تكْرهُوا فَتَيَاتكُم على الْبغاء
(وَقَوله فبغيت حَتَّى جمعتها أَي طلبت وَقَوله فَبعث الحرس يبتغونها أَي يطلبونها وَكَذَلِكَ حَبَسَنِي ابتغاؤه
وَقَوله أبغني أحجارا وأبغني حبيبا وأبغني شَيْئا وأبغنا رسلًا أَي لَبَنًا أَي أطلب لي وَقيل مَعْنَاهُ أَعنِي على طلبَهَا وأصل الْبغاء الطّلب وَمِنْه سميت الْبَغي الزَّانِيَة بِكَسْر الْغَيْن لطلبها أَو استيجارها لذَلِك وَقَالَ ابْن قُتَيْبَة فِي الطّلب بغاء بِالضَّمِّ وَفِي الزِّنَا بغاء بِالْكَسْرِ وَيُقَال أبغ لي وأبغني أَي أطلب لي قَالَ الله تَعَالَى يبغونكم الْفِتْنَة قَالَ الْخطابِيّ وَأكْثر مَا يَأْتِي الْبغاء فِي طلب الشَّرّ قَوْله تقتله فِئَة باغية من الْبَغي وَهُوَ الظُّلم وَأَصله الْحَسَد وَالْبَغي أَيْضا الْفساد والاستطالة وَالْكبر وَفِي الحَدِيث الآخر أَن الآلي قد بغوا علينا أَي استطالوا علينا وظلمونا
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم(1/98)
فِي الحَدِيث فِي التلبينة للْمَرِيض هُوَ البغيض النافع كَذَا لَهُم وَعند الْمروزِي النغيض بالنُّون وَلَا معنى لَهُ وَالْأول الصَّوَاب لِأَن الْمَرِيض يكره الْغذَاء والدواء وَهُوَ نَافِع لَهُ لإِقَامَة رمقه وتقوية نَفسه وَصَلَاح مزاجه وَفِي غير هَذَا الْكتب عَلَيْكُم بالمشنية النافعة أَي البغيضة وَفِي حَدِيث أهل النَّار وَأهل الْجنَّة أهل النَّار خَمْسَة ثمَّ قَالَ فِي آخِرهم الَّذين لَا يَبْتَغُونَ أَهلا وَلَا مَالا أَي لَا يطلبونه كَذَا لأكْثر شُيُوخنَا وَعند ابْن عِيسَى يتبعُون بِتَقْدِيم التَّاء على الْبَاء وَهُوَ أوجه بِمَعْنى الحَدِيث
فِي حَدِيث زيد بن عَمْرو بن نفَيْل أَنه خرج يسْأَل عَن الدّين ويبتغيه كَذَا للقابسي وَلغيره ويتبعه وَفِي حَدِيث الْغَار فبغيت حَتَّى جمعت مائَة أَي طلبت كَذَا للسجزي وَعند العذري والسمرقندي وَابْن ماهان فتعبت من التَّعَب وَالْأول الْمَعْرُوف
الْبَاء مَعَ الْفَاء
فِيهِ فِي الْوَهم والتصحيف قَوْله كنت شاكيا بِفَارِس فَكنت أُصَلِّي قَاعِدا فَسَأَلت عَن ذَلِك عَائِشَة كَذَا رِوَايَة الْجَمِيع فِي كتاب مُسلم وَفِي جَمِيع نسخه قَالَ القَاضِي أَبُو الْوَلِيد الْكِنَانِي هُوَ تَصْحِيف وَصَوَابه كنت شاكيا نقارس بالنُّون وَالْقَاف وَهِي أوجاع المفاصل وَلِأَن عَائِشَة لم تكن بِفَارِس
الْبَاء مَعَ الْقَاف
(ب ق ر) فِي الحَدِيث بقرت بهَا بَطْنه وبقر خواصرها أَي شقها عَمَّا فِيهَا وأصل الْبَقر هُنَا الشق الْوَاسِع وأصل الْبَقر التَّوَسُّع وَفِيه فِي الحَدِيث الآخر فِي تَفْسِير بَرَاءَة فَهَؤُلَاءِ الَّذين يبقرون بُيُوتنَا هُوَ أَيْضا بِالْبَاء أَي ينقبونها ويسرقونها وَفِي الآخر فَأخذ خَشَبَة فبقرها كَذَا رَوَاهُ جَمِيعهم وَعند الْأصيلِيّ فنقرها بالنُّون ومعناهما مُتَقَارب أَي حفرهَا وَفِي حَدِيث أهل السَّفِينَة فَجعل يبقر اسفل السَّفِينَة بِالْبَاء وَكله بِمَعْنى
(ب ق ع) وَقَوله بِثَلَاث ذود بقع الذري بِضَم الْبَاء وَسُكُون الْقَاف أَي بيض جمع أبقع وَمثله فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى غر الذرى والذرى الأعالي وأحدها ذرْوَة وذروة وَقَوله الْغُرَاب الأبقع كل مَا فِيهِ بَيَاض وَسَوَاد فَهُوَ أبقع وَأَصله لون يُخَالف بعضه بَعْضًا وَلَا يُقَال أبلق إِلَّا فِي الْخَيل كَذَا قَالَ والبقعة من الأَرْض بِضَم الْبَاء وَفتحهَا وَجَمعهَا بقاع وبقاع وَقَوله فِي ثَوْبه بقع المَاء بِضَم الْبَاء وَفتح الْقَاف أَي موَاضعه جمع بقْعَة واصلة لون يُخَالف بعضه بَعْضًا وَمِنْه الْغُرَاب الأبقع الَّذِي فِيهِ بَيَاض وَسَوَاد فَأَما الْبقْعَة من الأَرْض بِفَتْح الْبَاء وَضمّهَا فجمعها بقاع وبقع
(ب ق ى) قَوْله أَنه أبقى لثوبك وَأتقى لِرَبِّك كَذَا الرِّوَايَة فِيهِ الأولى بِالْبَاء بِوَاحِدَة وَالثَّانِي بِالتَّاءِ بِاثْنَتَيْنِ فَوْقهَا كَذَا الرِّوَايَة عِنْد جَمِيعهم قَالَ الْأصيلِيّ وَمِنْهُم من يَقُول أنفي لثوبك بالنُّون.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
فِي صَلَاة النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بِاللَّيْلِ فَبَقيت كَيفَ يُصَلِّي كَذَا روينَاهُ عَن الطَّبَرِيّ بباء بِوَاحِدَة بعْدهَا قَاف مَفْتُوحَة مُخَفّفَة وَهُوَ بِمَعْنى ارتقبت وَعَن السَّمرقَنْدِي فترقبت من الارتقاب وَعَن العذري فبغيت بِمَعْنى طلبت من الابتغاء وَرَوَاهُ البرقاني فِي كِتَابه فرمقت من إدامة النّظر وَفِي الحَدِيث الآخر فِي البُخَارِيّ من رِوَايَة ابْن السكن والقابسي والأصيلي كنت أبقيه بِفَتْح الْهمزَة وَسُكُون الْبَاء مثل بقيت فِي الحَدِيث الأول أَي ارتقبه ولغيرهم أبقيه بِضَم الْهمزَة وَفتح الْبَاء وَعند الطرابلسي أبغيه بالغين وَفِي مُسلم عِنْد شُيُوخنَا انتبه لَهُ وَرَوَاهُ البرقاني أرتقبه وأوجهها بقيت وأبقيه وترقبت وارتقبت وَقَوله فَاغْفِر فدَاء لَك مَا أبقينا كَذَا للأصيلي وَغَيره وَعند الْقَابِسِيّ مَا لَقينَا كَذَا ذكره البُخَارِيّ فِي غَزْوَة خَيْبَر وَعِنْده فِي غير هَذَا الْموضع وَفِي مُسلم مَا اقتفينا أَي اكتسبنا وَأَصله الإتباع وَذكر الْمَازرِيّ أَنه روى مَا ابتغينا وَلَعَلَّه(1/99)
تَغْيِير واقتفينا أَكثر وَأشهر
فِي بَاب المَاء الَّذِي يغسل بِهِ شعر الْإِنْسَان وسور الْكلاب وممرها فِي الْمَسْجِد قَوْله كَانَت الْكلاب تقبل وتدبر فِي الْمَسْجِد فِي زمن رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فَلم يَكُونُوا يرشون شَيْئا من ذَلِك وَفِي رِوَايَة النَّسَفِيّ تبول وَتقبل وتدبر وَلَفْظَة تبول هُنَا وهم وَالله أعلم والترجمة لَا تَقْتَضِيه وَلَا بَقِيَّة الْكَلَام وَقَوله فَمَا ترَوْنَ يبْقى ذَلِك من درنه كَذَا أَكثر الرِّوَايَات فِيهِ بِالْبَاء وَوَقع عِنْد بعض شُيُوخنَا بِالْبَاء وَالنُّون مَعًا وَالْبَاء أوجه وَأظْهر فِي الْمَعْنى وَسِيَاق الحَدِيث وَفِي خبر ابْن صياد وَقد بقرت عينه كَذَا رَوَاهُ بعض رُوَاة مُسلم بِالْبَاء وَالْقَاف وَضَبطه حذاق شُيُوخنَا نفرت بالنُّون وَالْفَاء وَقيل هَذَا صَحِيح هَذَا الْحَرْف وَهِي روايتنا فِيهِ عَن الصَّدَفِي والأسدي أَي ورومت وَعند القَاضِي التَّمِيمِي فِي أَصله فقرت وفقئت وَكتب عَلَيْهِ نقرت بالنُّون وَالْقَاف وَذكره الْمَازرِيّ بقرت بِالْبَاء وَالْقَاف أَي شقَّتْ وَمعنى فقرت قريب مِنْهُ أَي استخرج مَا فِيهَا وحفرت وَمِنْه الْفَقِير البير افْتَقَرت أَي استخرج مَاؤُهَا وَكَذَلِكَ معنى نقرت بالنُّون وَمِنْه النقير حُفْرَة فِي الْحجر وَفِي النوات وَفِي النَّخْلَة وَكله كِنَايَة عَن الْغَوْر فِي الأنبذة فِي مُسلم فِي تَفْسِير النقير هِيَ النَّخْلَة ينسح نسحا ثمَّ ينقر نقرا الرِّوَايَة عندنَا فِيهِ بالنُّون وَهُوَ الصَّوَاب وَفِي بعض الرِّوَايَات بِالْبَاء وَالْأول أصح قَوْله فِي حَدِيث أم زرع لَا تبقت ميرتنا تبقيتا كَذَا عِنْد السجْزِي فِي حَدِيث الْحلْوانِي بِالْبَاء بِوَاحِدَة أولاهما مَفْتُوحَة فِي الْفِعْل وَهُوَ وهم وَكَذَا كَانَ عِنْد القَاضِي أبي عبد الله التَّمِيمِي وَكَانَ عِنْد العذري فِيمَا كتبناه عَن القَاضِي أبي عَليّ عَنهُ تنفث بالنُّون أَولا سَاكِنة وَالْفَاء بعْدهَا وَلَا وَجه لَهُ أَيْضا وَالصَّوَاب مَا لغَيرهم ينقت بنُون أَولا سَاكِنة وبالقاف المضمومة كَمَا قَالَ فِي حَدِيث عَليّ بن حجر وكما ذكره البُخَارِيّ أَيْضا إِلَّا أَن فيهمَا تنقت بِفَتْح النُّون وَكسر الْقَاف وتنقيثا كَذَلِك وَمَعْنَاهُ لَا تبددها وتخرجها مسرعة بذلك
فِي حَدِيث الصِّرَاط وَمِنْهُم الْمُؤمن بَقِي بِعَمَلِهِ كَذَا عِنْد السَّمرقَنْدِي وَعند الطَّبَرِيّ الموثق بالثاء الْمُثَلَّثَة بَقِي بِضَم الْبَاء بِوَاحِدَة وَعند العذري والسجزي الموبق بباء بِوَاحِدَة مَفْتُوحَة يَعْنِي بِعَمَلِهِ وَهَذَا هُوَ الصَّوَاب وَمَعْنَاهُ الَّذِي أوبقته ذنُوبه وَكَذَا جَاءَ فِي كتاب البُخَارِيّ وَجَاء فِيهِ فِي كتاب التَّوْحِيد الْمُؤمن بَقِي بِعَمَلِهِ أَو الموبق بِعَمَلِهِ على الشَّك وَالْأول كَرِوَايَة السَّمرقَنْدِي لَكِن سمنده فِي بَقِي ضبطان الْبَاء بِوَاحِدَة وَالْيَاء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا وَفِي البُخَارِيّ فِي كتاب الصَّلَاة وَمِنْهُم من يوبق بِعَمَلِهِ كَذَا لأبي ذَر وَلغيره من يوثق وَفِي تَفْسِير الرَّحْمَن العصف بقل الزَّرْع كَذَا لجمهورهم وَعند الْمُسْتَمْلِي ثفل الزَّرْع
الْبَاء مَعَ السِّين
(ب س س) قَوْله فَيَأْتِي قوم يبسون يروي بِفَتْح الْيَاء أَولا وَكسر الْبَاء بعْدهَا وَضمّهَا أَيْضا ويروى بِضَم الْيَاء أَولا وَكسر الْبَاء بعْدهَا وكلا ضَبطنَا فِي الْأُمَّهَات عَن مَشَايِخنَا البس السّير قَالَ مَالك يبسون يَسِيرُونَ وَقَالَ ابْن وهب يزينون لَهُم الْخُرُوج وَقيل عَن مَالك أَيْضا يدعونَ غَيرهم للرحيل وَقيل يزجرون إبلهم وَيُقَال بست النَّاقة أبس وأبس وأبسست أبس إِذا سقتها وَيُقَال فِي زجر الْإِبِل فِي السُّوق بس بس بِفَتْح الْبَاء وَكسرهَا أرنا بذلك القَاضِي التَّمِيمِي عَن أبي مَرْوَان بن سراج وَمِنْه هَذَا وَيُقَال بسستها أَيْضا إِذا دعوتها للحلب فعلى هَذَا أَنهم يدعونَ غَيرهم للرحيل عَن الْمَدِينَة إِلَى الخصب بغَيْرهَا وَيدل عَلَيْهِ قَوْله بِأَهَالِيِهِمْ وَمن أطاعهم وَقَالَ الداوودي يبسون أَي يزجرون دوابهم فتفت مَا تطَأ قَالَ الله تَعَالَى) وبست الْجبَال بسا
(أَي فتت
(ب س ر) قَوْله فِي حَدِيث عمرَان بن حُصَيْن(1/100)
كَانَت بِي بواسير هِيَ تورم فِي أَسْفَل الْمخْرج دَاء مَعْلُوم بِالْبَاء وَمثله فِي الحَدِيث الآخر عَنهُ كَانَ مبسورا أَي بِهِ الْبَاسُور كَذَا عِنْد كَافَّة الروَاة فِي الْمَوْضِعَيْنِ وَرَوَاهُ بَعضهم منسورا بنُون فِي حَدِيث عبد الصَّمد أَي بِهِ ناسور وَهُوَ بِمَعْنى قَرِيبا من الأول إِلَّا أَنه لَا يُسمى باسورا بِالْبَاء إِلَّا إِذا جرى وانفتحت أَفْوَاه عروقه من خَارج الْمخْرج
(ب س ط) قَوْله بِيَدِهِ الْقَبْض والبسط ويبسط يَده لمسيء النَّهَار الحَدِيث الْبسط هُنَا عبارَة عَن سَعَة رَحمته ورزقه قَالَ الله تَعَالَى) وَلَو بسط الله الرزق لِعِبَادِهِ
(الْآيَة وَقبض ذَلِك تقتيره وحرمانه من أَرَادَ بِحِكْمَتِهِ وَمن أَسْمَائِهِ تَعَالَى الْقَابِض الباسط وَهُوَ من هَذَا وَقيل قَابض يقبض الْأَرْوَاح بِالْمَوْتِ وباسطها فِي الأجساد بِالْحَيَاةِ وَقيل قَابض الصَّدقَات من الْأَغْنِيَاء وباسط الرزق للْفُقَرَاء وَقيل قَابض الْقُلُوب أَي مضيقها وموحشها وباسطها أَي مؤنسها وَجَمِيع هَذَا يتَأَوَّل فِي قَوْله بِيَدِهِ الْقَبْض والبسط وَيصِح فِيهِ
وَقَوله فِي فَاطِمَة فيبسطني مَا يبسطها ويقبضني مَا يقبضهَا أَي يسرني مَا يسرها ويسوؤني مَا يسوءها لن الْإِنْسَان إِذا سر انبسط وَجهه واستبشر وانبسطت خلقه وبضده إِذا أَصَابَهُ سوء أَو مَا يكرههُ وَقَوله بسط لنا من الدُّنْيَا مَا بسط أَي وسع وَقَوله انبسط إِلَيْهِ أَي هش لَهُ وَأظْهر لَهُ الْبشر.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
فِي صفته عَلَيْهِ السَّلَام كَانَ بسط الْكَفَّيْنِ كَذَا لأكثرهم ولبعضهم سبط بِتَقْدِيم السِّين ولبعضهم بسيط وَشك فِي الْحَرْف الْمروزِي وَقَالَ لَا أَدْرِي سبط أَو بسط وَكِلَاهُمَا صَحِيح لِأَنَّهُ روى شثن الْكَفَّيْنِ أَي غليظهما وَهَذَا يدل على سعتهما وكبرهما وروى سَائل الْأَطْرَاف وَهَذَا مُوَافق لِمَعْنى بسط
فِي الْمُوَطَّأ فِي النَّهْي عَن إِصَابَة الرجل أمة كَانَت لِأَبِيهِ قَوْله فَلم انبسط لَهَا كَذَا ليحيى من الانبساط وَلغيره فَلم انتشط من النشاط وَكِلَاهُمَا صَحِيح الْمَعْنى متقاربه وَتقدم الْخلاف فِي بيسون وَفِي بواسير فِي مواضعهما حَسْبَمَا اقْتَضَاهُ الشَّرْح
الْبَاء مَعَ الشين
(ب ش ر) وَقَوله ولحمى وبشرى هِيَ جلدَة الْوَجْه والجسد وأحدها بشرة وَالْجمع بشر كلهَا بِفَتْح الشين وَمِنْه حَتَّى أروى بَشرته يَعْنِي بلغ المَاء من شعره إِلَى جلدَة رَأسه والبشر طلاقة الْوَجْه والبشرى بِالضَّمِّ مَا يبشر بِهِ الْإِنْسَان من خير وَهِي الْبشَارَة بِالْكَسْرِ والبشارة بِالضَّمِّ مَا يُعْطي البشير وَكثير من هَذِه الْأَلْفَاظ فِي الحَدِيث مكررة
(ب ش ع) وَقَوله وَهِي بشعة فِي الْحلق أَي كريهة الطّعْم
(ب ش ق) قَوْله بشق الْمُسَافِر بِفَتْح الْبَاء والشين كَذَا قَيده الْأصيلِيّ وَقَالَ صَاحب المنضدفية عَن أبي عُبَيْدَة بشق الْمُسَافِر بِكَسْر الشين أَي تَأَخّر وَقَالَ غَيره مل وَقيل ضعف وَقيل حبس وَقيل هُوَ مُشْتَقّ من الباشق طَائِر لَا يتَصَرَّف إِذا أَكثر الْمَطَر وَقيل ينفر الصَّيْد وَلَا يصيد وَقد جَاءَ مثل هَذَا الحَدِيث فِي مُصَنف ابْن السكن فِي الاسْتِسْقَاء فَلَمَّا رآ لثق الثِّيَاب أَي بللها والتصاقها وتطينها واللثق بِالْفَتْح مَاء وطين مختلط فعلى هَذَا يشبه أَن يكون لثق الْمُسَافِر أَي وَقع فِي اللثق أَو أضربه اللثق وَالله أعلم
(ب ش ش) قَوْله فِي الْإِيمَان حِين تخالط بشاشته الْقُلُوب بِفَتْح الْبَاء وَمعنى ذَلِك أنسه ولطفه وَرَوَاهُ الْحَمَوِيّ والعذري وَالْمُسْتَمْلِي وَابْن سُفْيَان حَتَّى يخالط بشاشة الْقُلُوب جعل الْإِيمَان فَاعِلا وَالْأول أوجه وَأولى وَفِي حَدِيث ابْن عَوْف فرآ عَلَيْهِ بشاشة الْعَرُوس فِي بعض(1/101)
الرِّوَايَات أَي أَثَره وَحسنه قَالَه الْحَرْبِيّ كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث الآخر ورآ عَلَيْهِ صفرَة أَي عبيرا أَو طيبا من طيب الْعَرُوس.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
فِي بَدْء الْخلق اقْبَلُوا الْبُشْرَى إِذْ لم يقبلهَا بنوتميم كَذَا لَهُم بِالْبَاء بِوَاحِدَة مَقْصُور وَعند الْأصيلِيّ الْيُسْرَى بِالْيَاءِ بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا وسين مُهْملَة وَالصَّوَاب الأول كَمَا جَاءَ فِي الْأَحَادِيث الآخر وَجَوَاب بني تَمِيم لَهُ بشرتنا فاعطنا
فِي التَّخْيِير إِن الله لم يَبْعَثنِي مُعنتًا وَلَا مُتَعَنتًا وَلَكِن بَعَثَنِي معلما وَمُبشرا كَذَا لِابْنِ الْحذاء وللكافة ميسرًا وَهُوَ الصَّوَاب لِأَنَّهُ فِي مُقَابلَة مُعنتًا
وَفِي النِّكَاح فِي بَاب وَآتوا النِّسَاء صدقاتهن نحلة فِي حَدِيث ابْن عَوْف فرآ عَلَيْهِ شَيْئا شبه الْعَرُوس كَذَا فِي كتاب الْأصيلِيّ والقابسي والنسفي وَبَعض رُوَاة البُخَارِيّ وَهُوَ تَصْحِيف وَالصَّوَاب مَا عِنْد ابْن السكن وَأبي ذَر بشاشة على مَا تقدم
وَفِي الرُّؤْيَا فَإِذا رآ رُؤْيا حَسَنَة فليبشر وَلَا يخبر بهَا إِلَّا من يحب كَذَا لَهُم بِالْبَاء بِوَاحِدَة من الْبُشْرَى بِالْخَيرِ وَعند العذرى فلينشر بالنُّون وَهُوَ خطأ وتصحيف وَالْأول الصَّوَاب بشرت الرجل وبشرته يُخَفف ويثقل أُبَشِّرهُ بِضَم الشين وأبشر هُوَ وتبشر
فِي غَزْوَة مَوته وَأَنا أطلع من صائر الْبَاب بشق الْبَاب كَذَا للقابسي وَهُوَ وهم وَعند النَّسَفِيّ شقّ بِغَيْر بَاء وَعند الْأصيلِيّ يَعْنِي شقّ وَعند الْمُسْتَمْلِي يَعْنِي من شقّ وَكلهَا صَحِيح
الْبَاء مَعَ الْهَاء
(ب هـ ا) قَوْله فبها ونعمت واذهب بهَا ذَكرْنَاهُ فِي الْبَاء المفردة
(ب هـ ب هـ) قَوْله ابْن عمر بِهِ بِهِ قَالَ ابْن السّكيت بِهِ بِهِ ونج نج بِمَعْنى وَاحِد كلمة يعظم بهَا الْأَمر وَتَكون للزجر بِمَعْنى مَه مَه
(ب هـ ت) قَوْله فقد بَهته بِفَتْح الْبَاء وَالْهَاء وتخفيفها وتشديدها خطأ وَمعنى قلت قيه الْبُهْتَان وَهُوَ الْبَاطِل وَقيل قلت فِيهِ من الْبَاطِل مَا حيرته بِهِ يُقَال بهت فلَان فلَانا فبهت إِذا تحير فِي كذبه وَقيل بَهته وأبهته بِمَا لم يفعل وَفِي الحَدِيث الآخر أَن الْيَهُود قوم بهت بِضَم الْبَاء وَالْهَاء وَإِن تَسْأَلهُمْ عني يبهتوني أَي يباهتون بقول الْبَاطِل فِي الْوَجْه والبهت يكون فِي الْوَجْه وَالظّهْر
(ب هـ ج) قَوْله ورآ بهجتها أَي حسنها والبهجة حسن لون الشَّيْء والبهجة السرُور وَيُقَال أبهجني الشَّيْء إبهاجا وبهجني بهجا وَالْأول أوجه وَرجل بهج ومتبهج
(ب هـ ر) قَوْله حَتَّى إبهار اللَّيْل بتَشْديد الرَّاء قيل انتصف وبهر كل شَيْء وَسطه وَقيل طلعت نجومه وأضاء وَقَوله فَهَذَا أَو إِن قطعت أَبْهَري وَالْأَبْهَر عرق يكتنف الصلب وَالْقلب مُتَّصِل بِهِ فَإِذا انْقَطع فَلَا حَيَاة لصَاحبه
(ب هـ م) قَوْله فذبحنا بَهِيمَة لنا بِضَم الْبَاء على التصغير وَلَو شَاءَت أَن تمر بهمة بَين يَدَيْهِ بِفَتْحِهَا قَالَ الْخَلِيل البهمة ولد الضان والمعز وَالْبَقر وَجمعه بهم وبهام وَقَوله فِي كتاب مُسلم إِذا تطاول رعاء البهم فِي الْبُنيان بِفَتْح الْبَاء من هَذَا أَي رعاء الشَّاء كَمَا جَاءَ مُفَسرًا فِي الحَدِيث الآخر وَأَصله كل مَا استبهم عَن الْكَلَام والبهم هُنَا جمع بهمة وَقَوله خيل دهم بهم قيل السود وَقيل هُوَ كل ذِي لون لاشية فِيهِ وَلَا يخالطه لون غَيره فَهُوَ بهيم أصفر كَانَ أَو أَبيض أَو أسود
(ب هـ ش) قَوْله مَا بهشت بقصبة أَي مَا مددت يَدي إِلَيْهَا وَلَا تناولتها إِلَّا دافعا بهَا يُقَال بهشت إِلَى الشَّيْء مددت يدك إِلَيْهِ لتتناوله وَقيل مَعْنَاهُ مَا قَاتَلت بهَا وَلَا دافعت يُقَال بهش الْقَوْم بَعضهم إِلَى بعض إِذا تراموا لِلْقِتَالِ
(ب هـ و) وَقَوله أَن الله تَعَالَى يباهي بكم الْمَلَائِكَة أَي يفاخرون وَيظْهر الله فَضلهمْ وَحسن عَمَلهم وَقَوله فَصَارَت مباهاة أَي مفاخرة وَقَوله يتباهون بهَا من الْبَهَاء وَرجل(1/102)
بهى وَهُوَ الْحسن المنظر والهيئة أَي يتجملون بهَا ويظهرون ذَلِك ويتفاخرون بِهِ.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
قَوْله فَإِذا تطاول رُعَاة الْإِبِل البهم فِي الْبُنيان بِضَم الْبَاء رَوَاهُ أَبُو ذَر وَغَيره وروى عَن الْأصيلِيّ بِفَتْح الْبَاء وَضمّهَا أَيْضا وَالصَّوَاب هُنَا الضَّم وَوَقعت فِي الأَصْل للقابسي بِفَتْح الْبَاء وَحكى عَنهُ ضم الْبَاء وَالْمِيم مَعًا وَقَالَ هُوَ من صفة الرعات أَي السود وَقَالَ الْخطابِيّ مَعْنَاهُ المجهولون الَّذين لَا يعْرفُونَ وَمِنْه أبهم الْأَمر وَقَالَ غَيره أَي الَّذين لَا شَيْء لَهُم كَمَا قيل فِي الْحَشْر أَنهم يحشرون بهما وَقيل فِي هَذَا أَيْضا متشابهي الألوان وَالْأول أبين وَجَاء فِي كتاب مُسلم يَعْنِي العريب تَصْغِير الْعَرَب وَمن كسر الْمِيم جعله وَصفا لِلْإِبِلِ وَهِي شَرها وَقد جَاءَ فِي الحَدِيث فِي صفتهمْ زِيَادَة الصم الْبكم وَهَذَا يدل أَنَّهَا كلهَا أَوْصَاف للرعات لَا لِلْإِبِلِ وَقَالَ الطَّحَاوِيّ المُرَاد بالبكم الصم أَي عَن قبُول القَوْل الْمَحْمُود وسماعه أَي لَا يعرفونه لجهلهم
وَفِي حَدِيث مَا الدُّنْيَا فِي الْآخِرَة وَأَشَارَ إِسْمَاعِيل بالإبهام كَذَا عِنْد جَمِيعهم وَعند السَّمرقَنْدِي البهام وَهَذَا خطأ إِنَّمَا البهام جمع بهمة وَهُوَ مَا فسرناه قبل وَلَيْسَ هَذَا مَوْضِعه
وَجَاء فِي الحَدِيث الآخر وَأَشَارَ بالسبابة وَهُوَ أظهر إِذْ الْغَالِب أَن بهَا الْإِشَارَة وَهِي الَّتِي يَصح بهَا ضرب الْمثل
وَفِي بَاب النّوم قبل الْعشَاء حَتَّى مست إبهامه طرف الْأذن كَذَا لكافتهم وَعند بعض الروَاة عَن أبي ذَر إبهامية وَهُوَ غلط إِنَّمَا كَانَت يدا وحدة على مَا ذكر فِي الحَدِيث
فِي كتاب الاستاذان وَعِنْدِي مِنْهُ دِينَار لَا أرصده لدين لَا أَن أَقُول بِهِ فِي عباد الله هَكَذَا كَذَا لَهُم وَعند الْأصيلِيّ إِلَّا أَن أَقُول بِيَدِهِ وَهُوَ وهم وَالصَّوَاب الأول كَمَا جَاءَ فِي غير هَذَا الْموضع
وَفِي الصَّلَاة عِنْد مناهضة الْحُصُون إِن كَانَ بهَا الْفَتْح كَذَا للقابسي وَهُوَ وهم وَصَوَابه إِن كَانَ تهَيَّأ أَي أمكن وَكَذَا أتقنه الْأصيلِيّ
وَفِي بَاب من رغب عَن الْمَدِينَة فيجدانها وحوشا كَذَا لبَعْضهِم بباء بِوَاحِدَة وَالصَّوَاب رِوَايَة الْأصيلِيّ فيجدانها بالنُّون وَكَذَا رَوَاهُ أَصْحَاب مُسلم لَكِن قَالَ وحشا أَي خَالِيَة وبلد وَحش خلاء
وَفِي الرَّقَائِق فِي التَّوْبَة لله أفرح بتوبة عَبده من رجل نزل منزلا وَبِه مهلكة وَمَعَهُ رَاحِلَته كَذَا فِي جَمِيع النّسخ هُنَا وَهُوَ تَغْيِير وتصحيف وَصَوَابه مَا فِي كتاب مُسلم بِسَنَد البُخَارِيّ بِعَيْنِه من رجل فِي أَرض دوية مهلكة وَمَعَهُ رَاحِلَته أَي قفر يهْلك سالكه وبمثل هَذَا جَاءَت الْآثَار وتكررت لفظا وَمعنى
الْبَاء مَعَ الْوَاو
(ب وأ) قَوْله فَليَتَبَوَّأ مَقْعَده من النَّار مَهْمُوز الْأَخير أَي ينزل منزله مِنْهَا ويتخذه قيل هُوَ على طَرِيق الدُّعَاء عَلَيْهِ أَي بوأه الله ذَلِك وَخرج مخرج الْأَمر وَقيل بل هُوَ على الْخَبَر وَأَنه اسْتحق ذَلِك واستوجبه وَقَوله فقد بَاء بهَا أَحدهمَا وتبوأ بإثمي وإثمك قيل ترجع بِهِ لَازِما لَك وَقيل تحمله كرها وَتلْزَمهُ وَأَصله من الرُّجُوع بِهِ قَالَ الله تَعَالَى) فباؤوا بغضب على غضب
(أَي لَزِمَهُم وَرَجَعُوا بِهِ وَقَوله فباءت على نَفسهَا وَقد باءت بِهِ على نَفسهَا وَإِلَيْك أَبُوء بذنبي مَعْنَاهُ اعْترف طَوْعًا وَكَأَنَّهُ من الأَصْل الْمُقدم فِي الرُّجُوع أَي رجعت إِلَى الْإِقْرَار بعد الأتكار أَو السُّكُوت أَو يكون من اللُّزُوم أَي ألزم وألزمت ذَلِك أَنفسهمَا وتحملاه قَالَ الْخطابِيّ بَاء فلَان بِذَنبِهِ إِذا احتمله كرها وَلم يسْتَطع دَفعه
(ب وح) وَقَوله فِي المواعدة فِي الْعدة يعرض وَلَا يبوح أَي لَا يُصَرح وَيظْهر غَرَضه وَعند الْجِرْجَانِيّ وَلَا يتَزَوَّج وَهُوَ تَصْحِيف(1/103)
وَقَوله كفر أبواحا أَي ظَاهرا وَقد ذَكرْنَاهُ
(ب ور) قَوْله فِي ثَقِيف كَذَّاب ومبير أَي مهلك والبوار الْهَلَاك وأبار أهلك تأولوا الْكذَّاب الْمُخْتَار بن أبي عبيد والمبير الْحجَّاج بن يُوسُف وَبِهَذَا فسر الحَدِيث أَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيّ وَهُوَ مَفْهُوم الحَدِيث فِي مُسلم وَقيل المبير مَعْنَاهُ المبيد أباريبير أباد النَّاس قتلا
(ب ول) قَوْله لَا يُبَالِي الله بهم بالة وَقَوله لَا يلقى لَهَا بألا وَمَا كنت لأباليها وَمَا باليت وَمَا تباله كُله من الاكتراث والاهتمام بالشَّيْء والبال الاكتراث يُقَال مَا أباليه بالة وَإِلَّا وبالا مكسور مَقْصُور مصدر وَقيل اسْم أَي لم اكترث بِهِ وَلم أبل بِالْأَمر وَلم أباليه فَمن قَالَ لم أبل حذف على غير قِيَاس لِأَن اللَّام متحركة فَلَا يجوز حذف الْألف وَذكره صَاحب الْعين ومختصره فِي حرف المعتل بِالْوَاو وَقَالَ سِيبَوَيْهٍ فِي بالة كَأَنَّهُ بالية كعافية يُرِيد فحذفت الْيَاء ونقلت حركتها على اللَّام والبال أَيْضا الْحَال وَمِنْه مَا بَال النَّاس أَي حَالهم وَفُلَان رخي البال أَي الْحَال وَقيل الْمَعيشَة أَي حسنها وَمِنْه ناعم البال وَكله رَاجع إِلَى الْحَال وَيصْلح بالكم فِي الْقُرْآن والْحَدِيث وَمِنْه مَا بَال هَذِه أَي مَا حَالهَا وشأنها وَمَا بَال الطَّعَام فِي حَدِيث صفة أهل الْجنَّة أَي مَا حَاله وشأنه والبال أَيْضا الْفِكر وَمِنْه قَامَ ببالي وَقيل بل هُوَ هُنَا الْهم رَاجع إِلَى نَحْو مَا تقدم وَقَوله بَال الشَّيْطَان فِي أُذُنَيْهِ ذكر الطَّحَاوِيّ أَنه اسْتِعَارَة لأعلى الْحَقِيقَة وَعبارَة عَن الطوع وَفعل أقبح مَا يفعل بالنوام وَمن يذل ويقهر وَقَالَ الحربى بَال هُنَا بِمَعْنى ظهر عَلَيْهِ وسخر مِنْهُ وَقَالَ ابْن قُتَيْبَة مَعْنَاهُ هُنَا أفْسدهُ وَقَالَ غَيره يُقَال لمن استخف بِإِنْسَان وخدعه بَال فِي أُذُنه وَمِنْه قَوْله تَعَالَى) استحوذ عَلَيْهِم الشَّيْطَان فأنساهم ذكر الله
(قيل وَيجوز أَن يكون مَعْنَاهُ أَخذه بسمعه على سَماع نِدَاء الْملك هَل من دَاع فاستجيب لَهُ
الحَدِيث وشغله لَهُ بوسوسته وتزيينه النّوم لَهُ فَهُوَ كالبول فِي أُذُنه لِأَنَّهُ نجس خَبِيث مخبث وأفعاله كَذَلِك
قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَمثل هَذَا قَوْلهم ثفل فلَان فِي أذن فلَان وَنَفث فِي أُذُنه إِذا ناجاه
قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَلَا يبعد أَن يكون على وَجهه ومقصد الشَّيْطَان بذلك إذلاله أَو تَمام طَاعَته لَهُ وَتَأْتِي مَا يُرِيد مِنْهُ لما أطاعه أول أمره بترك الْقيام للصالة وَالْفِعْل لما أَرَادَ مكنه الله مِنْهُ وَلم يمنعهُ مَانع الْبَوْل فِي أُذُنه حَتَّى استغرق فِي نَومه وَبلغ مِنْهُ تَمام مُرَاده وَقد يكون بَال فِي أُذُنه كِنَايَة عَن ضرب النّوم عَلَيْهِ واستعار ذَلِك لَهُ وَخَصه بالأذن لكَونهَا حاسة المتنبه بِكُل حَال وموقظة النَّائِم بِمَا يطْرَأ عَلَيْهِ من الْأَصْوَات كَمَا قَالَ تَعَالَى) فضربنا على آذانهم فِي الْكَهْف سِنِين عددا
(فَخص الضَّرْب بالأذن
(ب ون) قَوْله فِي تطييق النَّاس فِي الْعَدَالَة بون مَا بَينهمَا أَي بعده أَو اختلافه وَفرق مَا بَينهمَا والبون الْبعد والبون مَسَافَة مَا بَين الشَّيْئَيْنِ والبون الِاخْتِلَاف بَين الشَّيْئَيْنِ وَحكى بَعضهم فِي الْبعد البون بِالضَّمِّ وَأنْشد عَلَيْهِ
إِلَى غمرة لَا ينظر الْقَوْم بونها
(ب وع) قَوْله قربت مِنْهُ باعا وَفِي رِوَايَة أُخْرَى أَو بوعا على الشَّك بِسُكُون الْوَاو وَفتح الْبَاء وهما بِمَعْنى صَحِيحَانِ الباع والبوع والبوع بِالْفَتْح وَالضَّم وَاحِد وَهُوَ طول ذراعي الْإِنْسَان وعضديه وَعرض صَدره وهما أَرْبَعَة أَذْرع قَالَ الْبَاجِيّ وَهِي من الدَّوَابّ قدر خطوتها فِي الْمَشْي وَهُوَ مَا بَين قَوَائِمهَا وَذَلِكَ ذراعان والبوع أَيْضا مصدر بَاعَ إِذا بسط بَاعه وَمد فِي سيره المُرَاد هُنَا مَا جَاءَ فِي الحَدِيث فِي حق الله تَعَالَى(1/104)
من مجيبه كَذَلِك أَو الْمَجِيء إِلَيْهِ وتمثيله بالذراع والباع وَالْمَشْي والهرولة مجَاز كَلَام الْعَرَب والاستعارة لمجازاة الله عَبده عِنْد طَاعَته لَهُ وإنابته إِلَيْهِ وإقباله على عِبَادَته بِقبُول تَوْبَته وتيسيره لطاعته ومعونته عَلَيْهَا وَتَمام توفيقه وهدايته وَالله أعلم بمراده.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
فِي بَاب ذكر الْمَلَائِكَة فِي حَدِيث الْإِسْرَاء فبودي أَن قد أمضيت فريضتي وخففت على عبَادي كَذَا بِالْبَاء بِوَاحِدَة مَكْسُورَة وواو مَضْمُومَة ودال مُشَدّدَة من الود كَذَا وجدته مُقَيّدا بخطى فِي كتاب البُخَارِيّ فِي هَذَا الْبَاب وَرَوَاهُ سَائِر الروَاة وَفِي سَائِر النّسخ فَنُوديَ بالنُّون وَهُوَ الصَّوَاب وَوجه الْكَلَام وَبِمَعْنى مَا جَاءَت بِهِ الْأَحَادِيث فِي غير هَذَا الْبَاب فِي الصَّحِيحَيْنِ وَالْأول يخْتل بِهِ الْكَلَام وَهُوَ تَصْحِيف لَا شكّ فِيهِ وَقَوله فِي بَاب وَاتَّخذُوا من مقَام إِبْرَاهِيم مصلى فِي كتاب الصَّلَاة وَأَجد بِلَالًا قَائِما بَين الْبَابَيْنِ كَذَا عِنْد كافتهم وَعند الْحَمَوِيّ بَين النَّاس وَالْأول الصَّوَاب
قَوْله مَا بَين الرُّكْن وَالْبَاب الْمُلْتَزم كَذَا اليحيى بن يحيى من رِوَايَة ابْن وضاح وَأبي عِيسَى وَعنهُ أَيْضا مَا بَين الرُّكْن وَالْمقَام الْمُلْتَزم وَهُوَ وهم وَالصَّوَاب الأول وَقد بَيناهُ فِي حرف الْمِيم وَفِي صفة أهل الْجنَّة قلت فَمَا بَال الطَّعَام قَالَ جشاء كَذَا فِي جَمِيع نسخ مُسلم قَالَ الكساني لَعَلَّه مَا مآل الطَّعَام لِأَنَّهُ جَاءَ فِي رِوَايَة الزبيدِيّ إِلَى م مصير طَعَام أهل الْجنَّة فَذكر بَقِيَّة الحَدِيث بِمَعْنَاهُ
قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَقَوله بَال يَقْتَضِي مَا ذكره كَمَا جَاءَ فِي الرِّوَايَة فقد قدمنَا أَن البال يَقع على الْحَال والشأن فَمَعْنَاه مَا شَأْن عقباه ومآله وَآخر أمره وَقَوله فِي ألبان الأتن وَمَا البان الأتن وَقَوله فَلم يبلغنَا فِي أَلْبَانهَا أَمر كَذَا لكافة رُوَاة البُخَارِيّ وَهُوَ الصَّحِيح وَمُقْتَضى التَّبْوِيب وَالْكَلَام وَعند الْجِرْجَانِيّ أَبْوَال مَكَان لبان وَأَلْبَانهَا وَهُوَ خطأ
الْبَاء مَعَ الْيَاء
(ب ى ب) قَوْله بيبا ذَكرْنَاهُ وَالْخلاف فِيهِ وَمَعْنَاهُ فِي الْهمزَة وَقَول من قَالَ أَن الْكَلِمَة كلهَا جعلت كالكلمة الواحسدة
(ب ى ت) قَوْله مَا بَين بَيْتِي ومنبري قيل المُرَاد بِهِ الْقَبْر كَمَا قَالَ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى مَا بَين قَبْرِي ومنبري وَالْبَيْت يَأْتِي فِي اللُّغَة بِمَعْنى الْقَبْر وَكَذَلِكَ فِي الحَدِيث الآخر فِي الأذخر فَإِنَّهُ لبيوتنا قيل مَعْنَاهُ لِقُبُورِنَا كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيث الآخر لِقُبُورِنَا وَجَاء أَيْضا مَا يدل أَنه بَيت السُّكْنَى فقد رُوِيَ أَنه لظهر الْبَيْت والقبر وَفِي أُخْرَى فَإِنَّهُ لبيوتنا وَقُبُورنَا وَقد يكون أَيْضا الْبَيْت فِي الحَدِيث الأول المُرَاد بِهِ بَيت سكناهُ فَإِن فِيهِ كَانَ قَبره فَاجْتمع المعنيان فِي الْبَيْت قَالَ الدَّاودِيّ كَانُوا يخلطونه بالطين كَمَا يخلط بالتبن فيملسون بِهِ بُيُوتهم وَقَوله فِي اهل الدَّار يبيتُونَ وَأَنا نصيب فِي البيات من دراري الْمُشْركين هُوَ أَن يُوقع بهم لَيْلًا وَهُوَ البيات قَالَ الله تَعَالَى) لنبيتنه وَأَهله
(وَقَالَ) أفأمن أهل الْقرى أَن يَأْتِيهم بأسنا بياتا وهم نائمون
(وَقَوله فَبَاتُوا يَفْعَلُونَ كَذَا وَبَات يفعل كَذَا وَبت أَفعلهُ وَهُوَ متكرر فِي الحَدِيث هُوَ كِنَايَة عَمَّا يصنع فِي اللَّيْل وَعَكسه ظللت فِي فعل النَّهَار وَأكْثر مَا يسْتَعْمل بَات فِي غير النّوم
وَقَوله فِي حَدِيث الْهِجْرَة فَيُصْبِح مَعَ قُرَيْش كبائت أَي كَمثل من بَات مَعَهم وَلم يغب عَنْهُم وَقَوله لبيت بركبة أحب إِلَيّ من أَبْيَات بِالشَّام قيل أَرَادَ بِالْبَيْتِ الْبناء والمسكن لصِحَّة بِلَاد الْحجاز ووباء الشَّام وركبة من بِلَاد الطَّائِف وسنذكرها وَقيل أَرَادَ بِالْبَيْتِ هُنَا أَهله من الْعَرَب قَالَ بعض اللغويين البيتة من الْعَرَب الَّذِي يجمع شرف الْقَبِيلَة وَهُوَ بَيتهَا أَيْضا
(ب ى ح) قَوْله أبيحت خضراء قُرَيْش(1/105)
أَي انتهبت وَتمّ هلاكها وَالْإِبَاحَة كالنهي وَمَا لَا يرد عَنهُ مريده وَمِنْه الشَّيْء الْمُبَاح فِي الشَّرْع أَي الَّذِي لم يمْنَع مِنْهُ مَانع وَترك لمن أَرَادَ فعله أَو تَركه وخضرا أوهم جَمَاعَتهمْ وسنذكره مُفَسرًا فِي حرف الْخَاء إِن شَاءَ الله تَعَالَى
(ب ى د) قَوْله بيد أَنهم أُوتُوا الْكتاب من قبلنَا بِفَتْح الْبَاء وَالدَّال لَا غير وَسُكُون الْيَاء مَعْنَاهُ هُنَا غير وَقيل إِلَّا وَقيل على وَتَأْتِي بِمَعْنى من أجل
وَمِنْه قَوْله فِي الحَدِيث الآخر بيد أَنِّي من قُرَيْش
وَقد قيل ذَلِك فِي الحَدِيث الأول وَهُوَ بعيد وَقد تقدم الْكَلَام عَلَيْهِ وَالْخلاف فِيهِ فِي حرف الْهمزَة وفيهَا لُغَة أُخْرَى ميد بِالْمِيم وَقَوله بيداؤكم هَذِه وَذكر الْبَيْدَاء وبيداء الْمَدِينَة وبيداء مَكَّة هِيَ الْمَفَازَة والقفر وكل صحراء بيداء وَجَمعهَا بيد والبيدر والبيادر بِفَتْح الْبَاء
ذكرت فِي الحَدِيث هِيَ للتمر كالأنادر للطعام يجمع فِيهَا إِذا جدو يُسمى الجرين أَيْضا والجوخان وَقَوله بيدر كل تمر على حِدته أَي أجعَل لكل صنف بيدرا وَلَا تخلط بِهِ غَيره وَقَوله أبيدت خضراء قُرَيْش أَي أهلكت وَهُوَ قريب من الرِّوَايَة الْأُخْرَى أبيحت
(ب ى ن) قَوْله إِن من الْبَيَان لسحرا فِيهِ وَجْهَان قيل مقْصده بِهِ الدَّم لِأَنَّهُ يصرف الْحق إِلَى صُورَة الْبَاطِل وَالْبَاطِل إِلَى صُورَة الْحق كالسحر الَّذِي يقلب الْعين وَسِيَاق الحَدِيث وَسَببه قد يشْهد لهَذَا التَّأْوِيل وَقيل هُوَ على الْمَدْح وَالثنَاء عَلَيْهِ وَإِنَّمَا شبه بِالسحرِ لصرف الْقُلُوب بِهِ وَمِنْه قَالُوا فِيهِ السحر الْحَلَال وَالْبَيَان هُوَ الْفَهم وذكاء الْقلب مَعَ اللسن وَالْبَيَان أَيْضا الظُّهُور وَمِنْه بِأَن لي كَذَا وَتبين لي كَذَا بَينا وبيانا وَقَوله ابْن الْقدح عَن فِيك قَالَ بَعضهم أخرة من بَان عَنهُ أَي فَارقه وَبعد أَيْضا عَنهُ والبين الْفِرَاق والبعد والبين أَيْضا الْوَصْل وَمِنْه لقد تقطع بَيْنكُم وَقَوله بَينا أَنا فِي أَمر أَي بَيْنَمَا وَكَأَنَّهُ من الْبَين الَّذِي هُوَ الْوَصْل أَي أَنا مُتَّصِل بِفِعْلِهِ والتبين التثبت وَقُرِئَ فَتَبَيَّنُوا وفتثبتوا وَقَوله لَيْسَ بالطويل الْبَائِن أَي المفرط فِي الطول كَأَنَّهُ من الْمُفَارقَة والبعد أَي الَّذِي بَان عَن قدود الطوَال وَبعد عَن شبههم أَو من الظُّهُور أَي الَّذِي ظهر شذوذ طوله عَلَيْهِم
(ب ى ض) وَقَوله فَلَمَّا ارْتَفَعت الشَّمْس وابياضت أَي صفت يُقَال أَبيض الشَّيْء وأبياض وأبياض أَيْضا بِالْهَمْز وَكَذَلِكَ فِي الْحمرَة والصفرة وَغَيرهَا
وَقد جَاءَ فِي الْبيُوع مَا تزهو قَالَ تحمار وتصفار وَقيل إِنَّمَا يُقَال ذَلِك فِي كل لون بير لونين كالصهبة والربدة والشهبة يُقَال مِنْهُ أصهاب وأشهاب وأرباد فَأَما الْخَالِص الْحمرَة وَالْبَيَاض وَشبهه فَإِنَّمَا يُقَال فِيهِ أَحْمَر وأبيض وأسود إِذا أردْت استقراره وتمكنه فَإِن أردْت تغيره واستحالته قلت فِيهِ أَفعَال وَقَوله تستبيح بيضتهم أَي جَمَاعَتهمْ وأصلهم مَأْخُوذ من بَيْضَة الطَّائِر لِأَنَّهَا أَصله وتحضينها عَلَيْهِ واجتماعه لَهُ والبيضة أَيْضا الْعِزّ والبيضة أَيْضا الْملك وَقَوله يسرق الْبَيْضَة فتقطع يَده قيل هِيَ بَيْضَة الطَّائِر الْمَعْرُوفَة وَهُوَ على مَذْهَب من يقطع فِي الْقَلِيل وَالْكثير وَقيل هُوَ على ضرب الْمثل للقليل وَإِن الْعَادة تحمله إِذا سرق الْبَيْضَة على سَرقَة مَا هُوَ أَكثر مِنْهَا فتقطع يَده وَقيل المُرَاد بَيْضَة الْحَدِيد الَّتِي لَهَا قيمَة وَقَوله وَأعْطيت الكنزين الْأَبْيَض والأحمر قيل هما الْفضة وَالذَّهَب وَقيل ملك كسْرَى وَقَيْصَر لقَوْله فِي الحَدِيث الآخر ولتنفقن كنوزهما فِي سَبِيل الله وَلقَوْله لتفتحن عِصَابَة من الْمُسلمين كنز كسْرَى الْأَبْيَض وَلقَوْله إِنِّي لَأبْصر قصر الْمَدَائِن الْأَبْيَض وَفِي الشَّام قُصُورهَا الْحمر
وَذكر فِي الحَدِيث فِي بيع الطَّعَام الْبَيْضَاء جَاءَ تَفْسِيرهَا فِي حَدِيث سُفْيَان أَنه الشّعير وَقَالَ الدَّاودِيّ هِيَ الْبَيْضَاء من الْقَمْح وَقَالَ الْخطابِيّ(1/106)
الْبَيْضَاء الرطب من السلت كره بَيْعه باليابس مِنْهُ وَقَالَ الدَّاودِيّ هُوَ مُقْتَضى قَوْله فِي الْمُوَطَّأ الْحِنْطَة كلهَا الْبَيْضَاء والسمراء وَالشعِير فقد جعلهَا غير الشّعير وَهِي المحمولة وَهِي حِنْطَة الْحجاز وَيدل عَلَيْهِ قَوْله ثَلَاثَة آصَع من الْبَيْضَاء بصاعين وَنصف من حِنْطَة شامية وَقَوله رآ رجلا مبيضا بِفَتْح الْبَاء وَكسر الْيَاء كَذَا ضبطناه على أبي بَحر أَي لابس بَيَاض قَالَ ثَعْلَب يُقَال هم المبيضة والمسودة وَضَبطه غَيره مبيضا وَهُوَ أوجه هُنَا لِأَنَّهُ إِنَّمَا قصد إِلَى صفته فِي ذَاته وَقَوله فِي الْحَج عَن عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا ثمَّ تقف حَتَّى يبيض مَا بَينهَا وَبَين النَّاس من الأَرْض قَالَ مَالك مَعْنَاهُ يظْهر لَهَا الأَرْض يُرِيد يذهب النَّاس من الْموقف وبضده السوَاد للمكان الْمَعْمُور وَمِنْه سَواد الْعرَاق وسنذكره
(ب ى ع) قَوْله فَلَا يمر على صَاحب بيعَة وَلَا أحد إِلَّا سلم عَلَيْهِ كَذَا لعامة الروَاة بِفَتْح الْبَاء وَقَيده الجياني وَابْن عتاب بِكَسْرِهَا قَالَ الجياني هِيَ حَالَة من البيع كالقعدة والجلسة وَبعده وَأَنت فَلَا تقف على البيع بِضَم الْبَاء وَتَشْديد الْيَاء جمع بَائِع
وَفِي حَدِيث فرس عمر فابتاعه أَو فأضاعه الَّذِي كَانَ عِنْده كَذَا فِي الْجِهَاد وابتاع هُنَا بِمَعْنى بَاعَ أَو أَرَادَ ذَلِك كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث الآخر فَأَرَادَ أَن يبتاعه
قَوْله كل النَّاس يَغْدُو فبائع نَفسه فمعتقها أَو موبقها قيل يحْتَمل أَن بَايع هُنَا بِمَعْنى مُشْتَرِي أَي من اشْتَرَاهَا من الله أعْتقهَا وَمن بَاعهَا أَو بقها وَيحْتَمل أَن الْمَعْنى للْبيع وَحده أَي من بَاعهَا من الله أعْتقهَا وَمن بَاعهَا من غَيره أَو بقها
قَوْله لَا يَبِيع بَعْضكُم على بيع بعض كَذَا هُوَ فِي كثير من الْأَحَادِيث على صُورَة الْخَبَر وَفِي بَعْضهَا بيع على النَّهْي وَكِلَاهُمَا بِمَعْنى الْخَبَر هُنَا وَمعنى قَوْله لَا يبع بَعْضكُم على بيع بعض أَي لَا يسم كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيث الآخر وَذَلِكَ إِذا ترا كُنَّا عِنْد أهل الْعلم وَالْبيع يَقع على البيع وَالشِّرَاء وَالْمرَاد بِبيع عِنْد أَكْثَرهم يَشْتَرِي أَي يسم ليَشْتَرِي فَسمى السّوم اشْتِرَاء وبيعا وَقد قيل بَاعَ إِذا اشْترى وَيحْتَمل أَيْضا أَن يكون ذَلِك فِي البَائِع يرى الرجل قدرا كن غَيره فِي شِرَاء سلْعَة بِثمن فَيَقُول لَهُ عِنْدِي غَيرهَا بِدُونِ ذَلِك الثّمن أبيعها مِنْك وَمعنى النَّهْي وَالْخَبَر وَاحِد وَقَوله البيعان بِالْخِيَارِ مَا لم يفترقا سمى البَائِع وَالْمُشْتَرِي بيعا وَبَايِعًا وَقَول حُذَيْفَة أَتَى عَليّ زمَان وَمَا أُبَالِي أَيّكُم بَايَعت فَأَما الْآن فَمَا كنت أبايع إِلَّا فلَانا وَفُلَانًا قَالَ أَبُو عبيد هِيَ من الْمُبَايعَة فِي الشِّرَاء لقلَّة الْأَمَانَة وَقَالَ وَقَوله فِي الأَرْض لَا تَبِيعُوهَا مَعْنَاهُ لَا تواجروها مثل نَهْيه عَن كِرَاء الْمزَارِع وَبَينه قَوْله نهى عَن بيع الأَرْض لتحرث يَعْنِي كراءها وَقَوله فوا ببيعة الأول من مبايعة الْأُمَرَاء بِفَتْح الْبَاء وَأَصله من البيع لأَنهم إِذا بَايعُوهُ وعقدوا عَهده وحلفوا لَهُ جعلُوا أَيْديهم فِي يَده توكيدا كالبائع وَالْمُشْتَرِي
فِي الحَدِيث كَانَ يُصَلِّي فِي الْبيعَة بِكَسْر الْبَاء هِيَ كَنِيسَة أهل الْكتاب وَقيل الْبيعَة للْيَهُود والكنيسة لِلنَّصَارَى والصلوات للصابين والمساجد للْمُسلمين.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
قَوْله فِي بَاب التحريض على الْقِتَال نَحن الَّذين بَايعنَا مُحَمَّدًا كَذَا رَوَاهُ الْأصيلِيّ وَأَبُو ذَر هُنَا وَرَوَاهُ غَيرهمَا هُنَا بَايعُوا على الصَّوَاب وَالْمَعْرُوف فِي غير هَذَا الْبَاب وَبِه يتزن الْكَلَام وَكَذَا جَاءَ فِي رِوَايَة كافتهم فِي هَذَا الْبَاب على الْإِسْلَام مَا بَقينَا أبدا وَصَوَابه ووزنه وَالْمَعْرُوف فِي غَيره على الْجِهَاد وَلَوْلَا رِوَايَته على هَذَا لقلنا أَنه لَيْسَ برجز وَأَنه سجع
فِي قصَّة الْأسود الْعَنسِي قَول مُسَيْلمَة للنَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) إِن شِئْت خليت بَيْننَا وَبَين الْأَمر ثمَّ جعلته لنا بعْدك كَذَا لجَمِيع الروَاة وَهُوَ وهم وَصَوَابه مَا للنسفي إِن شِئْت(1/107)
خليت بَيْنك وَبَين الْأَمر
فِي حَدِيث هِرقل فنبايع هَذَا الرجل كَذَا هُوَ بِالْبَاء لأبي ذَر والقابسي من البيع لَكِن عِنْد أبي ذَر فتبايعوا وَهُوَ وهم وَخطأ وَرَوَاهُ الْأصيلِيّ فنتابع بِالتَّاءِ من الأتباع وَعِنْده فِيهِ نتابعوا أَيْضا وَرِوَايَة الْقَابِسِيّ الصَّوَاب والمبايعة والمتابعة مُتَقَارِبَة الْمَعْنى فِي الصِّحَّة وَمثله فِي عمْرَة المقاضاة لَو نعلم أَنَّك رَسُول الله بايعناك كَذَا عِنْد بعض رُوَاة البُخَارِيّ وَمُسلم بِالْبَاء بِوَاحِدَة أَولا وَعند كَافَّة شُيُوخنَا بِالتَّاءِ بِاثْنَتَيْنِ أَولا
فِي حَدِيث عمر قد بيّنت لكم السّنَن كَذَا للقعنبي من الْبَيَان وَلغيره سنت وَهُوَ الْمَحْفُوظ الْمَعْرُوف
فِي قتل أبي رَافع فَدخل عَلَيْهِ عبد الله بن أبي عتِيك بَيته لَيْلًا مخفف الْيَاء وَفِي رِوَايَة بَيته بتشديدها من البيات بِالْفَتْح وَقد جَاءَ فِي الحَدِيث ويبات الْعَدو وَهُوَ طروقه واغتفاله بِاللَّيْلِ
قَوْله لَا تحلفُوا بالمسلة كَذَا للعذرى والسمرقندي بِالْبَاء الَّتِي للألزاق وَعند السجْزِي والخشني فِي المسلة بِالْفَاءِ
قَوْله فِي غَزْوَة الطَّائِف قسم رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) غَنَائِم بَين قُرَيْش فِي حَدِيث سُلَيْمَان بن حَرْب كَذَا للأصيلي وَأبي ذَر وَهُوَ الصَّوَاب وللباقين من قُرَيْش وَهُوَ وهم وَكَذَا عِنْد الْقَابِسِيّ غَنَائِم قُرَيْش وَقَالَ صَوَابه فِي قُرَيْش
قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَهَذَا مثل الرِّوَايَة الأولى بَين قُرَيْش وَسقط ذكر قُرَيْش عِنْد ابْن السكن إِلَّا أَن يَجْعَل من بِمَعْنى فِي وَهُوَ أحد مَعَانِيهَا فَيصح الْكَلَام
فِي بَاب الْكَفَّارَة قبل الحنت وَكَانَ بَيْننَا وَبَين هَذَا الْحَيّ من جرم إخاء كَذَا لجميعهم وَعند الْأصيلِيّ فَكَانَ بَيْننَا وَبَينه وَهُوَ وهم وَالصَّوَاب الأول وَفِي بَاب الصَّيْد يغيب فِي حَدِيث مُحَمَّد بن حَاتِم قَوْله غير أَنه لم يذكر بيتوتته كَذَا لِابْنِ الْحذاء وَلغيره نتونته وَالصَّوَاب الأول لِأَنَّهُ ذكر بعد ذَلِك إِلَّا ان ينتن فَدَعْهُ
فِي الْفَتْح وَجعل أَبَا عُبَيْدَة على البياذقة كَذَا هُوَ بباء بِوَاحِدَة مَفْتُوحَة بعْدهَا يَاء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا مُخَفّفَة ودال مُعْجمَة مَكْسُورَة وقاف كَذَا ضبطناه عَن شُيُوخنَا وَعند بَعضهم السَّاقَة أَي آخر الْجَيْش وَقَالَ بَعضهم على الشارفة يَعْنِي الَّذين يشرفون على مَكَّة وَالصَّوَاب الأول والبيادقة الرجالة وهم أَيْضا أَصْحَاب ركائب الْملك والمتصرفون لَهُ وَالَّذِي فِي السّير أَن أَبَا عُبَيْدَة جَاءَ بالصف من الْمُسلمين ينصب لمَكَّة بَين يَدي رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فَهَذَا يرد رِوَايَة من روى السَّاقَة وَفِي الْأُم أَيْضا فِي الحَدِيث الآخر وَأَبُو عُبَيْدَة على الحسر
وَفِي بَاب الْإِحْسَان إِلَى الْمَمْلُوك فَإِن كلفه مَا يغلبه فليبعه من البيع كَذَا جَاءَ فِي حَدِيث عِيسَى بن يُونُس وَهُوَ وهم وَصَوَابه فليعنه من العون كَمَا جَاءَ فِي حَدِيث زُهَيْر
فِي تَحْرِيم بيع الْخمر فَلَا تشرب وَلَا تبع كَذَا للفارسي وَعند العذري والسجزي وَلَا ينْتَفع
وَفِي بَاب قصّ الشَّارِب وَيَأْخُذ هذَيْن يَعْنِي بَين الشَّارِب واللحية كَذَا لكافتهم وروى عَن ابْن أبي صفرَة يَعْنِي من الشَّارِب واللحية وَالْوَجْه الأول وَفِي كتاب الْحِيَل قَالَ بعض النَّاس إِذا أَرَادَ أَن يَبِيع الشُّفْعَة كَذَا للكافة وَعند الْأصيلِيّ يقطع وَهُوَ الْوَجْه وَقَوله فِي الْبَيْت الَّذِي أنْشد البُخَارِيّ
ورجلة يضْربُونَ الْبيض صاحية
كَذَا لكافة الروَاة بِفَتْح الْبَاء أَي بيض الْحَدِيد على الرؤوس وَفِي رِوَايَة ابْن الْوَلِيد عَن أبي ذَر الْبيض بِكَسْر الْبَاء يُرِيد السيوف وَالصَّوَاب الأول إِلَّا على من يرى حذف بَاء الإلزاق كَقَوْلِه تمرون الديار وَلم تعوجوا
فِي كتاب الْأَنْبِيَاء فِي خبر دَاوُود فِي حَدِيث عبد الله بن عَمْرو(1/108)
بن العَاصِي إِنِّي أجد بِي روى بِالْبَاء بِوَاحِدَة وبالنون وبالوجهين قَيده الْأصيلِيّ وَصَوَابه هُنَا الْبَاء أَي أحد بِي قُوَّة على أَكثر من ذَلِك كَمَا قَالَ إِنِّي أُطِيق أَكثر من ذَاك
فِي بَاب كَيفَ الْحَشْر قَوْله كالشعرة السَّوْدَاء فِي جلد الثور الْأَبْيَض كَذَا هُنَا للجرجاني وَحده وَهُوَ الْمَعْرُوف الْمَشْهُور فِي غير هَذَا الْموضع لجميعهم وَلغيره هُنَا الْأَحْمَر مَكَان الْأَبْيَض وَقَوله فِي الْحَج كَانَ إِذا نزل بَين الصَّفَا مَشى حَتَّى إِذا أنصبت قدماه قَالَ أَبُو عمر كَذَا رِوَايَة يحيى بَين وَلم يكن عِنْد جَمِيع شُيُوخنَا إِلَّا من كَمَا جَاءَ فِي غير مَوضِع
وَفِي الْمُوَطَّأ فِي بَاب بيع الْمُرَابَحَة إِذا بَاعَ رجل سلْعَة قَامَت عَلَيْهِ بِمِائَة دِينَار لعشرة أحد عشر ثمَّ جَاءَهُ بعد ذَلِك أَنَّهَا قَامَت عَلَيْهِ بتسعين دِينَار وَقد فَاتَت السّلْعَة خير البَائِع فَإِن أحب فَلهُ قيمَة سلْعَته كَذَا لكافة شُيُوخنَا وَعند ابْن سهل خير الْمُبْتَاع فَإِن أحب أعطَاهُ قيمَة سلْعَته
فِي بَاب لَيْلَة الْقدر فِي مُسلم ثمَّ أبينت لَهُ أَنَّهَا فِي الْعشْر الآخر من الْبَيَان ويروي ثمَّ أَثْبَتَت من الثَّبَات بالثاء الْمُثَلَّثَة
وَفِي الِاعْتِكَاف من اعْتكف معي فليت من الْمبيت كَذَا عِنْد الْفَارِسِي وَابْن أبي جَعْفَر فِي حَدِيث قُتَيْبَة وَعند العذري فِيهِ فليثبت وَكَذَا لجميعهم وَفِي حَدِيث ابْن أبي عمر فليثبت من الثَّبَات وَهُوَ الصَّوَاب وَعند غَيرهم فِي حَدِيث ابْن أبي عمر فليثبت من اللّّبْث وَهُوَ الْإِقَامَة بِمَعْنَاهُ
قَوْله فِي حَدِيث ابْن عمرَان هَذَا لحد يبين الصَّغِير وَالْكَبِير كَذَا لكافة رُوَاة مُسلم وَرَوَاهُ بَعضهم أَن هَذَا الْحَد بَين الصَّغِير وَالْكَبِير وَالْأول الْمَعْرُوف
فصل مُشكل الْأَسْمَاء والكنى فِي هَذَا الْحَرْف
كل مَا وَقع فِي هَذِه الْكتب بشر فَهُوَ بِكَسْر الْبَاء بِوَاحِدَة وإعجام الشين إِلَّا عبد الله بن بسر الْمَازِني وَبسر بن محجن وَبسر بن سعيد الْحَضْرَمِيّ وَبسر بن عبيد الله الْحَضْرَمِيّ فَهَؤُلَاءِ الْأَرْبَعَة بِضَم الْبَاء وإهمال السِّين وَذكر عَن سُفْيَان أَنه كَانَ يَقُول بشر بن محجن بشين مُعْجمَة صحف فِيهِ وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ وَيُقَال أَنه رَجَعَ عَنهُ وَجَاء الْخلاف فِي كتاب مُسلم فِي بَاب أجر من غرس غرسا من وَرَايَة اللَّيْث أَن رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) دخل على أم بشر بِكَسْر الْبَاء وشين مُعْجمَة كَذَا عِنْد ابْن ماهان وَعند الجلودي أم مُبشر وَفِي كتاب العذري على أم معبد أَو مُبشر وَعند السجْزِي والفارسي أَو أم مُبشر وهما بِمَعْنى وَاحِد قَالَ الجياني صَوَابه أم مُبشر وَكَذَا وَقع فِي ديوَان اللَّيْث وَقَالَ أَبُو عمر أم مُبشر بنت الْبَراء ابْن معْرور وَيُقَال لَهَا أم بشر أَيْضا وَهِي زوج زيد بن حَارِثَة وَقد ذكره مُسلم من رِوَايَة الْأَعْمَش فَقَالَ عَن أم مُبشر امْرَأَة زيد بن حَارِثَة وَذكر الحَدِيث عَن أنس وَفِيه أم مُبشر وَذكره من رِوَايَة عَمْرو بن دِينَار عَن جَابر وَفِيه أم معبد وَكَذَلِكَ فِي النِّسَاء بسرة بنت صَفْوَان مثل مَا تقدم بصم الْبَاء وسين مُهْملَة صحابية وَيشْتَبه بهَا يسرة بن صَفْوَان من شُيُوخ البُخَارِيّ بِفَتْح الْيَاء بأنثتي تحتهَا وَفتح السِّين الْمُهْملَة وَمثله أَبُو الْيُسْر صَاحب رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَلَيْسَ فِي هَذِه الْكتب مَا يشْتَبه بِهَذِهِ الْأَسْمَاء وَكَذَلِكَ كل من جَاءَ فِيهَا بشير فَهُوَ يفتح الْبَاء بِوَاحِدَة وَكسر الشين الْمُعْجَمَة غير بشير بن كَعْب العذري وَبشير بن يسَار الْأنْصَارِيّ فهذان بِضَم الْبَاء وَفتح الشين الْمُعْجَمَة وَغير يسير بن عَمْرو فَهَذَا بِضَم الْيَاء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا وسين مُهْملَة وَيُقَال فِيهِ أَسِير بن جَابر بِضَم الْهمزَة أَيْضا وَقد ذَكرْنَاهُ وَقد جَاءَ بالاسمين والنسبين فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغير قطن بن(1/109)
نسير مثله إِلَّا أَنه بالنُّون فِي أَوله وَكَذَلِكَ بشار بِفَتْح الْبَاء بِوَاحِدَة وَشد الشين الْمُعْجَمَة بعْدهَا وَالِد مُحَمَّد بن بشار وكل مَا فِيهَا غَيره يسَار بِفَتْح الْيَاء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا وَتَخْفِيف السِّين الْمُهْملَة وَكَذَلِكَ قَوْله لَا تسم غلامك يسارا وَيشْتَبه بِهِ فيهمَا سيار أَوله سين مُهْملَة بعْدهَا يَاء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا مُشَدّدَة وَهُوَ ابْن وردان وسيار بن سَلامَة أَبُو الْمنْهَال وَكَذَلِكَ فِيهَا بريد بن عبد الله ابْن أبي بردة بِضَم الْبَاء وَفتح الرَّاء بعْدهَا يَاء التصغير لَا غير وَاخْتلف فِي أبي بريد كنية على مَا نذكرهُ بعد وَمُحَمّد بن عرْعرة بن البرند هَذَا بِكَسْر الْبَاء وَالرَّاء وَبعدهَا نون سَاكِنة وَيُقَال بِفَتْح الْبَاء أَيْضا وَالْكَسْر أشهر وَابْنه إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد وَعلي ابْن هَاشم بن الْبَرِيد هَذَا بِفَتْح الْبَاء وَكسر الرَّاء بعْدهَا يَاء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا سَاكِنة وَمن عدا هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَة فِيهَا يزِيد بياء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا أَولا بعْدهَا زَاي وَبُرَيْدَة بن حصيب الْأَسْلَمِيّ بِضَم الْبَاء بِوَاحِدَة بعْدهَا رَاء مصغر وَاسم أَبِيه بِضَم الْحَاء الْمُهْملَة وَسَيَأْتِي فِي بَابه وَابْنه عبد الله بن بُرَيْدَة وَيشْتَبه بِهِ بَرِيرَة مولاة عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا وَهِي بِفَتْح الْبَاء وَكسر الرَّاء الأولى اسْمهَا مَشْهُور وبصرة ابْن أبي بصرة الْغِفَارِيّ جرى ذكره وَذكر أَبِيه فِيهَا بِفَتْح الْبَاء وَسُكُون الصَّاد الْمُهْملَة وَوَقع عِنْد بعض شُيُوخنَا بِفَتْح الْبَاء وَضمّهَا وَالصَّوَاب مَا تقدم وَمثله أَبُو بصرة عَن أبي ذَر فِي فتح مصر كَذَا الصَّحِيح ولجمهور الروَاة وَعند العذري فِيهِ أَبُو نَضرة بالنُّون وَالضَّاد الْمُعْجَمَة وَهُوَ خطأ هُوَ أَبُو بصرة الْغِفَارِيّ الْمَذْكُور أَولا وَأَبُو نَضرة الْعَبْدي بالنُّون وضاد مُعْجمَة سَاكِنة صَاحب أبي سعيد
(و) أَبُو بَصِير بِفَتْح الْبَاء وَكسر الصَّاد الْمُهْملَة الْمَذْكُور فِي غَزْوَة الْحُدَيْبِيَة من ذكره وَيشْتَبه بِهِ فِيهَا نصير بن أبي الْأَشْعَث بنُون مَضْمُومَة وصاد مُهْملَة مصغر أخرجَا عَنهُ
(و) برة كَانَ اسْم زَيْنَب بنت جحش وَاسم جوَيْرِية وَاسم زَيْنَب بنت أم سَلمَة جَاءَ كُله فِي الْأَحَادِيث فغبره النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بِفَتْح الْبَاء وَتَشْديد الرَّاء
(و) الْقَاسِم بن نَافِع بن أبي بزَّة مثله إِلَّا أَنه بالزاي بور بن أَصْرَم أَبُو بكر الْمروزِي بِضَم الْبَاء وَآخره رَاء هَذَا وَحده وَمن عداهُ ثَوْر بثاء مُثَلّثَة مَفْتُوحَة وَأَبُو بردة بن نيار وَأَبُو بردة بن أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ وَأَبُو بردة بريد بن عبد الله بن أبي بردة وَسَعِيد بن أبي بردة هَؤُلَاءِ كلهم بِضَم الْبَاء بِوَاحِدَة وَسُكُون الرَّاء بعْدهَا دَال وَاخْتلف فِي أبي بردة الْأنْصَارِيّ على مَا نذكرهُ بعد وَأَبُو بَرزَة الْأَسْلَمِيّ بِفَتْح الْبَاء وَبعد الرَّاء زَاي وَبَيَان حَيْثُ مَا جَاءَ فِيهَا بِفَتْح الْبَاء أَولا وَتَخْفِيف الْيَاء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا بعْدهَا ألف وَآخره نون الأنيار وَالِد أبي بردة بن نيار فَهَذَا بنُون أَوله مكسور وَآخره رَاء وَعبد الله بن نيار مثله وَفد يشْتَبه بِهِ مُسلم بن يناق وَابْنه الْحسن بن يناق هَذَا أَوله يَاء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا مَفْتُوحَة بعْدهَا نون مُشَدّدَة وَآخره قَاف وَمُسلم البطين بِفَتْح الْبَاء وَذُو البطين مصغر بِضَم الْبَاء وَفتح الطَّاء هُوَ أُسَامَة بن زيد كَذَا جرى ذكره فِي الحَدِيث لعظم بَطْنه وكل اسْم فِيهَا الْبَراء فَهُوَ مخفف مَمْدُود إِلَّا أَبَا الْعَالِيَة الْبَراء وَأَبا معشر الْبَراء واسْمه يُوسُف بن يزِيد فهذان مشددا الرَّاء وَيشْتَبه بهما عدي بن بداء هَذَا بدال مُشَدّدَة مَمْدُود أَيْضا وَعبد الله بن براد الْأَشْعَرِيّ بتَشْديد الرَّاء وَزِيَادَة دَال وَمُحَمّد بن الصَّباح الْبَزَّار بزايين معجمتين نسبه الطَّبَرِيّ عَن مُسلم وَالْحسن بن الصَّباح الْبَزَّار وَخلف بن هِشَام الْبَزَّاز هَذَانِ آخرهما رَاء مُهْملَة وَيشْتَبه بِهِ أَبُو الْمُنْذر الْقَزاز واسْمه إِسْمَاعِيل بن عمر الوَاسِطِيّ ذكره مُسلم بكنيته وَنسبه واخطأ فِيهَا بعض الروَاة وسنذكره وَبدل بن المحبر(1/110)
بِفَتْح الْبَاء وَالدَّال وَأَبوهُ بحاء مُهْملَة وَبُدَيْل بن ميسرَة وَهُوَ بديل عَن عبد الله بن شَقِيق وَبُدَيْل بن وَرْقَاء هَذَانِ بِضَم الْبَاء مصغران والبختري بن الْمُخْتَار وَأَبُو البخْترِي بِفَتْح الْبَاء أَولا وَالتَّاء آخرا وخاء مُعْجمَة سَاكِنة وحاطب بن أبي بلتعة وبعجة الْجُهَنِيّ بجيم وَعين مُهْملَة سَاكِنة وَهُوَ بعجة بن عبد الله بن بدر أَيْضا وَعبد الله الْبَهِي عَن عَائِشَة وَعَن عُرْوَة عَنْهَا بِكَسْر الْهَاء وَتَشْديد آخِره وَعلي بن بجر وَابْن بزيع بزاي وَعين مُهْملَة وبجالة بن عَبدة بجيم مُخَفّفَة وبفتح الْبَاء فِي اسْم أَبِيه وَيُقَال فِيهِ ابْن عبد وَبَقِيَّة بن الْوَلِيد بِكَسْر الْقَاف وَبدر حَيْثُ وَقع وَأَبُو البداح بِفَتْح الْبَاء وَتَشْديد الدَّال الْمُهْملَة وَآخره حاء مُهْملَة وَعبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن بهْرَام وبهز حَيْثُ وَقع آخِره زَاي وَعبد الله بن بأيبه بِفَتْح الباءين بِوَاحِدَة فيهمَا وَقبل الْهَاء يَاء سكانة بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا وَأَبُو السنابل بن بعكك بِسُكُون الْعين الْمُهْملَة وَفتح الْكَاف هَؤُلَاءِ كلهم أَوَّلهمْ بَاء بِوَاحِدَة مَفْتُوحَة وَكَذَلِكَ بجيلة الْقَبِيلَة الْمَعْرُوفَة جَاءَ ذكرهَا فِي الْمَغَازِي بِفَتْح الْبَاء وَكسر الْجِيم وَيشْتَبه بهَا نخيلة مولاة عَائِشَة بِضَم النُّون وَفتح الْخَاء الْمُعْجَمَة مصغرة وَقد اخْتلف فِيهَا فَأكْثر الروَاة عَن يحيى كَمَا تقدم وَكَذَا الْجَمَاعَة من رُوَاة الْمُوَطَّأ وَرَوَاهُ عبد الْملك بن الْمَاجشون بِالْحَاء الْمُهْملَة وبالوجهين ضبطناه عَن ابْن عتاب وبالباء وَالْخَاء الْمُعْجَمَة رَوَاهُ بَعضهم وَهِي رِوَايَة ابْن الْقَاسِم وَابْن حبيب قَالَ ابْن وضاح وَقيل بِفَتْح الْبَاء وجعفر بن برْقَان بِضَم الْبَاء وَكَذَلِكَ عبد الله بن بُحَيْنَة وحاءه مُهْملَة بعْدهَا يَاء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا سَاكِنة بعْدهَا نون وَهُوَ اسْم أمه وَقيل أم أَبِيه وَهُوَ عبد الله بن ملك الْأَزْدِيّ وَفِيه اخْتِلَاف ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْعين وَفِي حرف الْمِيم وَكَذَلِكَ بهيس وَالِد أبي الدهماء قرفة مضموم الْبَاء أَيْضا مَفْتُوح الْهَاء مصغر وَآخره سين مُهْملَة ذكره مُسلم وَمُحَمّد بن بجيد بِضَم الْبَاء وَفتح الْجِيم بعْدهَا وَكَذَلِكَ أَبُو نجيد عمرَان بن حُصَيْن ذكرهَا مُسلم مثله إِلَّا أَن أَولهَا نون وَكَذَلِكَ بهية صَاحِبَة أبي عقيل بِضَم الْبَاء وَفتح الْهَاء وَتَشْديد الْيَاء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا وَهِي امْرَأَة تروي عَن عَائِشَة وهدد بن بدد كِلَاهُمَا بدالين مهملتين أولاهما مَفْتُوحَة ذكر فِي حَدِيث الْخضر ومُوسَى عَلَيْهِمَا السَّلَام هَؤُلَاءِ أَيْضا كلهم بِضَم الْبَاء بِوَاحِدَة وَأُميَّة بن بسطَام بِكَسْر الْبَاء وبادنة بنت غيلَان بنُون هُوَ الْمَعْرُوف وَحكى بَعضهم فِيهِ بادية بِالْيَاءِ اسْم فَاعل من بَدَت وبلى قَبيلَة مَعْرُوفَة من قضاعة بِكَسْر اللَّام.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
فِي جَامع البُخَارِيّ كَصَلَاة شَيخنَا أبي يزِيد عَمْرو بن سَلمَة كَذَا لجَمِيع الروات بياء أُخْت الْوَاو مَفْتُوحَة بعْدهَا زَاي إِلَّا أَبَا مُحَمَّد الْحَمَوِيّ فَإِن عِنْده أبي بريد بباء بِوَاحِدَة مَضْمُومَة بعْدهَا رَاء وَكَذَا كناه مُسلم فِي كِتَابه فِي الكنى وَذكر أَبُو نصر بن مَا كولاء فِي استيعابه فِيهِ الْوَجْهَيْنِ وَقَالَ عبد الْغَنِيّ بن سعيد لم نَسْمَعهُ إِلَّا بالزاي إِلَّا عَن مُسلم وَهُوَ أعلم وَفِي البُخَارِيّ فِي بَاب وضع المَاء عِنْد الْخَلَاء نَا وَرْقَاء عَن عبيد الله بن أبي يزِيد وَفِي المناقب وَكَانَ أسيد بن حضير وَعباد بن بشر كَذَا للكافة من رُوَاة البُخَارِيّ وَهُوَ الصَّحِيح وَعند الْقَابِسِيّ وَعباد بن بشير بِزِيَادَة يَاء وَهُوَ وهم وَفِي حَدِيث التعزيز لَا يجلد أحد فَوق عشرَة أسواط إِلَّا فِي حد عَن أبي بردة الْأنْصَارِيّ كَذَا لِابْنِ ماهان وكافة الروَاة بِالدَّال وَعند الجلودي عَن أبي بَرزَة بالزاي وَهُوَ وهم والْحَدِيث مَحْفُوظ لأبي بردة وَاخْتلف(1/111)
من هُوَ أَبُو بردة فَقيل هُوَ ابْن نيار البلوي حَلِيف للْأَنْصَار وَقَالَ ابْن أبي حنيفَة لَا أَدْرِي هُوَ الظفري أَو غَيره وَأما أَبُو بَرزَة فأسلمي وَذكر مُسلم بعث النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بسيسة كَذَا فِي جَمِيع النّسخ بِضَم الْبَاء وَفتح السِّين الْمُهْملَة مصغر وَالْمَعْرُوف فِي اسْمه بسبس بباءين بِوَاحِدَة فيهمَا مفتوحتين وسينين مهملتين الأولى سَاكِنة وَكَذَا ذكره ابْن إِسْحَاق وَابْن هِشَام وَغَيرهمَا وَكَذَا جَاءَ عِنْد بعض رُوَاة مُسلم لَكِن بِزِيَادَة هَاء بسبسة
وَذكر أَبُو الْمُنْذر الْبَزَّاز بِالْبَاء وزايين معجمتين كَذَا لِابْنِ الْحذاء وَكَذَا فِي كتاب شَيخنَا الخشنى وأراها رِوَايَة السَّمرقَنْدِي وَعند ابْن الدلاءي والسجزي الْقَزاز بِالْقَافِ وَهُوَ الصَّوَاب
وَفِي بَاب اللّقطَة عَن مُعَاوِيَة بن عبد الله بن بدر الْجُهَنِيّ كَذَا لرواة يحيى وَغَيرهم وَعند ابْن وضاح ابْن زيد مَكَان بدر وَهُوَ خطأ
وَفِي بَاب الحكم فِيمَن ارْتَدَّ نَا الْحسن بن أبي شُعَيْب الْحَرَّانِي نَا مِسْكين وَهُوَ ابْن بكير الْحَرَّانِي كَذَا لكافتهم مُصَغرًا وَعند شَيخنَا الصَّدَفِي عَن العذري وَهُوَ ابْن بكر مكبرا وَقَالَ لنا وَهُوَ خطأ وَالْأول الصَّوَاب
وَفِي بَاب لَا تقيم لَهُم يَوْم الْقِيَامَة وزنا وَفِي أول كتاب صفة الْقِيَامَة نَا مُسلم نَا أَبُو بكر بن إِسْحَاق نَا يحيى بن بكير كَذَا لكافتهم وَعَامة شُيُوخنَا وَعند ابْن عِيسَى عَن الجياني أَيْضا نَا يحيى بن بكر مَعًا وَالْمَعْرُوف الأول وَلَيْسَ فِي كتاب البُخَارِيّ وَمُسلم يحيى بن بكر
وَفِي بَاب الشَّفَاعَة نَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة نَا يحيى يَعْنِي ابْن أبي بكير كَذَا لعامة شُيُوخنَا وَرَوَاهُ بَعضهم ابْن أبي كثير
فصل مِنْهُ
فِي حَدِيث أحصوا لي كم تلفظ بِالْإِسْلَامِ نَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة وَمُحَمّد بن نمير وَأَبُو كريب لأبي بكر كَذَا للعذري وَلغيره لأبي كريب
وَفِي بَاب قَوْله الْيَوْم أكملت لكم دينكُمْ نَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة وَأَبُو كريب وَاللَّفْظ لأبي بكر كَذَا للجلودي وَعند ابْن ماهان لأبي كريب وَفِي بَاب إِذا انْقَطع شسع أحدكُم نَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة وَأَبُو كريب وَاللَّفْظ لأبي بكر كَذَا لبَعض الروَاة وَعند كافتهم لأبي كريب وَهُوَ الَّذِي فِي نسخ أَكثر شُيُوخنَا بِغَيْر خلاف
وَفِي بَاب تسموا باسمي نَا أَبُو بكرنا أَبُو مُعَاوِيَة عَن الْأَعْمَش كَذَا فِي نُسْخَة وَالَّذِي لجَمِيع شُيُوخنَا وَفِي نسخهم نَا أَبُو كريب نَا أَبُو مُعَاوِيَة وَفِي فضل الْعَرْش فِي كتاب مُسلم فِي حَدِيث ابْن أبي شيبَة وَأبي كريب وَإِسْحَاق وَعمر والناقد قَوْله زَاد عمر وَفِي رِوَايَته عَن عمار وَأَبُو بكر بن أبي شيبَة فِي رِوَايَته عَن أبي مُعَاوِيَة كَذَا فِي الْأُمَّهَات وَهُوَ عِنْدهم وهم وَصَوَابه وَأَبُو كريب فِي رِوَايَته لِأَنَّهُ الرَّاوِي فِي الْأُم الحَدِيث عَن أبي مُعَاوِيَة لَا أَبَا بكر بن أبي شيبَة
وَفِي بَاب الْوَصِيَّة بِالثُّلثِ نَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة وَأَبُو كريب قَالَا نَا وَكِيع ونا أَبُو كريب نَا ابْن نمير كَذَا لجَمِيع رُوَاة مُسلم عِنْد من سمعنَا مِنْهُ من شُيُوخنَا وَحكى الجياني أَن الجلودي رَوَاهُ ونا أَبُو بكر بن أبي شيبَة فِي السَّنَد الثَّانِي مَكَان أبي كريب
وَفِي بَاب ركُوب الْبدن نَا أَبُو كريب نَا ابْن بشر عَن مسعر كَذَا للرواة وَعند العذري نَا أبوبكر نَا ابْن بشر
فصل مِنْهُ
فِي بَاب إِذا باتت الْمَرْأَة مغاضبة لزَوجهَا نَا مُحَمَّد بن بشار كَذَا لكافة الروَاة وَهُوَ الصَّوَاب
وَفِي كتاب الْقَابِسِيّ نَا مُحَمَّد بن سِنَان
وَفِي بَاب من أحب لِقَاء الله نَا مُحَمَّد بن بشار قَالَ ناه مُحَمَّد بن بكر كَذَا للسمرقندي والسجزي وَعند العذري نَا مُحَمَّد بن بشر نَا مُحَمَّد بن بكر وَهُوَ خطأ
وَفِي البُخَارِيّ فِي بَاب الْجَاهِلِيَّة وَبَيَان أبي بشر كَذَا لَهُم وَعند الْجِرْجَانِيّ ابْن بشر وهما صَحِيحَانِ هُوَ أَبُو بشر(1/112)
بَيَان بن بشر الْكُوفِي الأحمسي قَالَه البُخَارِيّ وَقد ذَكرْنَاهُ مَعَ الْخلاف فِي الْوَلِيد أبي بشر وَابْن بشر فِي حرف الْهمزَة
وَفِي بَاب الرَّكْعَتَيْنِ بعد الْعَصْر نَا مُحَمَّد بن مثنى وَابْن بشار قَالَ ابْن مثنى نَا مُحَمَّد بن جَعْفَر وَرَوَاهُ بَعضهم عَن ابْن الْحذاء قَالَ ابْن بشار وَالْأول الصَّحِيح
وَفِي بَاب مَا يجوز من الْغَضَب حَدثنِي مُحَمَّد بن زِيَاد نَا مُحَمَّد بن جَعْفَر كَذَا للقابسي والأصيلي ولانسفي وَعند ابْن السكن وَابْن صَالح الْهَمدَانِي نَا مُحَمَّد بن بشار وَالْأول الصَّوَاب قَالَ الْبَاجِيّ هُوَ هُنَا مُحَمَّد بن زِيَاد الزيَادي بصرى عَن مُحَمَّد بن جَعْفَر
وَفِي بَاب الْمحرم يَمُوت فِي حَدِيث مُحَمَّد بن الصَّباح نَا هشيم نَا أَبُو بشر نَا سعيد بن جُبَير كَذَا لَهُم وَعند الْهَوْزَنِي نَا أَبُو يُونُس نَا سعيد وَالصَّوَاب أَبُو بشر كَمَا تقدم وكما جَاءَ فِي الْأَحَادِيث سواهُ
فصل مِنْهُ
فِي تَفْسِير بَرَاءَة فِي حَدِيث ابْن عفير عَن اللَّيْث قَالَ أَبُو بكر فَأذن مَعنا على يَوْم النَّحْر كَذَا لأكْثر رُوَاة الْفربرِي وَكَذَا كَانَ فِي كتاب الْأصيلِيّ والقابسي وعبدوس وَابْن السكن والكشميهني وَهُوَ وهم وَصَوَابه قَالَ أَبُو هُرَيْرَة فَأذن على وَهِي رِوَايَة الْحَمَوِيّ وَأبي نعيم والنسفي وَأَبُو هُرَيْرَة هُوَ رَاوِي الحَدِيث وَكَذَا جَاءَ بعد على الصَّوَاب فِي الْبَاب الثَّانِي فِي حَدِيث التنيسِي عَن اللَّيْث
وَفِي بَاب من لبس الْحَرِير فِي الدُّنْيَا لم يلْبسهُ فِي الْآخِرَة مُسلم نَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة نَا عبيد بن سعيد كَذَا لجمهورهم وَفِي نُسْخَة نَا عُثْمَان بن أبي بكر وَعند ابْن الْحذاء نَا ابْن أبي شيبَة لم يسمه وَفِي حَدِيث الْجَسَّاسَة نَا أَبُو بكر بن إِسْحَاق نَا يحيى بن بكير كَذَا لكافتهم وَعند العذرى نَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة نَا يحيى بن بكير وَهُوَ وهم وَالصَّوَاب ابْن إِسْحَاق وَهُوَ الصغاني
فِي بَاب إِذا أَخذ أهل الْجنَّة مَنَازِلهمْ نَا أبوب كرّ بن أبي شيبَة نَا يحيى يَعْنِي ابْن أبي بكير كَذَا فِي أصُول شُيُوخنَا عَن مُسلم وَفِي أصل ابْن عِيسَى عَن بَعضهم نَا يحيى ابْن أبي كثير
فِي بَاب فضل أبي بكر فِي حَدِيث السَّقِيفَة لقد خوف أَبُو بكر النَّاس كَذَا فِي أصل الْأصيلِيّ وَكتب عَلَيْهِ عمر وَهُوَ الَّذِي للْجَمِيع وَهُوَ الصَّحِيح وَذكر أبي بكر هُنَا وَهُوَ وهم قَبِيح بِدَلِيل مساق الحَدِيث وَقَول عَائِشَة قبل فَمَا كَانَ من خطبتهما خطْبَة إِلَّا نفع الله بهَا وبقولها بعد ثمَّ لقد بصر أَبُو بكر النَّاس الْهدى وعرفهم الْحق الَّذِي عَلَيْهِم
فصل مُشكل الْأَنْسَاب
فِيهِ أَوْس بن الْحدثَان النصري وَابْنه ملك بن أَوْس بالنُّون الْمَفْتُوحَة وَالصَّاد الْمُهْملَة الساكنة وَمثله عبد الْوَاحِد بن عبد الله النصري وعالم مولى النصريين هُوَ سبلان وَمن عداهم فِيهَا بصريون بِالْبَاء بِوَاحِدَة يُقَال بِفَتْح الْبَاء وَكسرهَا وَلَيْسَ فِي هَذِه الْكتب نضرى بالنُّون وَالضَّاد الْمُعْجَمَة فِي النّسَب إِلَّا مَا جَاءَ من الْوَهم فِي سَالم مولى النصريين وسنذكره فِي حرف النُّون وفيهَا المصريون بِالْمِيم مِنْهُم ابْن وَعلة الْمصْرِيّ وَأَبُو الطَّاهِر أَحْمد بن عَمْرو بن السَّرْح وَعِيسَى بن حَمَّاد ونوف الْبكالِي الْمَذْكُور فِي حَدِيث الْخضر أَكثر أهل الحَدِيث يَقُولُونَ فِيهِ البكالى بِفَتْح الْبَاء وَتَشْديد الْكَاف وَآخره لَام وَكَذَا ضبطناه وسمعناه من رِوَايَة العذرى وَغَيره عَن أبي بَحر وَابْن أبي جَعْفَر وَكَذَا قَالَه أَبُو ذَر وَقيد عَن الْمُهلب بِكَسْر الْبَاء وقيدناه عَن القَاضِي الشَّهِيد وَأبي الْحُسَيْن بن سراج الْبكالِي بتَخْفِيف الْكَاف وَكسر الْبَاء وَهُوَ الصَّوَاب مَنْسُوب إِلَى بكال من حمير وَزِيَاد بن عبد الله البكاءي بِفَتْح الْبَاء وَتَشْديد الْكَاف لَا غير وهمزة بعد الْألف مَكَان اللَّام بعْدهَا يَاء النِّسْبَة مَنْسُوب إِلَى بني الْبكاء من بني عَامر بن صعصعة وَالْحسن(1/113)
بن عِيسَى البسطامي بِكَسْر الْبَاء وبسطام مَدِينَة بخراسان وثابت الْبنانِيّ بِضَم الْبَاء أَولا ونونين اثْنَيْنِ مَنْسُوب إِلَى بنانة بني سعد ابْن لؤَي سموا بأمهم وَمُحَمّد بن بكر البرْسَانِي بِضَم الْبَاء أَولا وَسُكُون الرَّاء وسين مُهْملَة وَآخره نون مَنْسُوب إِلَى فَخذ من الأزد وَكَذَلِكَ مُحَمَّد بن الْوَلِيد البسرى بِضَم الْبَاء أَيْضا وسين مُهْملَة من ولد بسر بن أَرْطَأَة والبياضي بِفَتْح الْبَاء وَالْيَاء بعْدهَا بِاثْنَتَيْنِ مَنْسُوب إِلَى بني بياضة فَخذ من الْأَنْصَار من الْخَزْرَج واسْمه فَرْوَة بن عَمْرو وَأَبُو الطُّفَيْل الْبكْرِيّ بِفَتْح الْبَاء وَكَذَلِكَ حَامِد بن عمر البكراوي وَأَبُو مَسْعُود البدري مَنْسُوب إِلَى بدر وَذكره البُخَارِيّ فِيمَن شهد بَدْرًا بِمُجَرَّد هَذِه النِّسْبَة فِي حديثين وَذكر حَدِيثا ثَالِثا فِي الْبَاب نَص فِيهِ أَنه شهد بَدْرًا وَزعم أَبُو عبد الله الصُّورِي أَنه روى عَن إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ أَنه لم يشْهد بَدْرًا وَإِنَّمَا نسب إِلَيْهَا لسكناه إِيَّاهَا وَكَذَلِكَ قَالَ ابْن إِسْحَاق أَنه لم يشْهد بَدْرًا وَلأَجل هَذَا القَوْل أَدخل البُخَارِيّ فِي الْبَاب عَنهُ ثَلَاثَة أَحَادِيث استظهارا على رد هَذَا القَوْل وَالله أعلم والهزي بالزاي مَنْسُوب إِلَى بهز وَكَذَا جَاءَ فِي حَدِيث آخر رجل من بهز وهم بطن من بني سليم وَأما عَبدة النَّهْدِيّ فبالنون وَالدَّال الْمُهْملَة وَكَذَلِكَ أَبُو عُثْمَان النَّهْدِيّ وَهُوَ عبد الرَّحْمَن بن مل وَأَبُو الرّبيع البَجلِيّ بِفَتْح الْبَاء وَالْجِيم بعْدهَا وَكَذَلِكَ جُنْدُب بن سُفْيَان البَجلِيّ وَمُحَمّد بن طريف البَجلِيّ منسوبون إِلَى قَبيلَة بجيلة بِفَتْح الْبَاء وَكسر الْجِيم بني أَنْمَار والبلخي بِفَتْح الْبَاء وَسُكُون اللَّام بعْدهَا خاء مُعْجمَة مَنْسُوب إِلَى مَدِينَة بَلخ من خُرَاسَان مِنْهُم أَبُو إِسْحَاق الْمُسْتَمْلِي راوية كتاب البُخَارِيّ شيخ أبي ذَر فِيهِ.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
فِي صفة جَهَنَّم عَن الْعَلَاء بن خَالِد الْبَاهِلِيّ كَذَا لِابْنِ ماهان وَلغيره الْكَاهِلِي وَهُوَ الصَّوَاب وَالْأول خطأ الْمِقْدَاد بن عَمْرو البهراني بِفَتْح الْبَاء وَسُكُون الْهَاء وَفتح الرَّاء وَبعد الْألف نون مَنْسُوب إِلَى بهراء مَمْدُود من قضاعة وَهُوَ نسبته حَقِيقَة وَيُقَال لَهُ ابْن الْأسود بن عبد يَغُوث تبناه فِي الْجَاهِلِيَّة وَيُقَال لَهُ الْكِنْدِيّ وَقد جَاءَ نسبه بِالْوَجْهَيْنِ جَمِيعًا فِي الصَّحِيحَيْنِ وَكِنْدَة وبهراء لَا يرجع إِحْدَاهمَا إِلَى الْأُخْرَى وَإِنَّمَا يَجْتَمِعَانِ فِي حمير لمن جعل قضاعة مِنْهَا أَو فِيمَا فَوق ذَلِك لمن نسب قضاعة من معد وَلَعَلَّه مَعَ كَونه بهرانيا صليبة كنديا بِالْحلف والجوار وَأما قَوْلهم فِيهِ حَلِيف بني زهرَة فَيَأْتِي فِي حرف الْحَاء
فصل الْمَوَاضِع فِي هَذَا الْحَرْف
(بكة) هِيَ مَكَّة تبدل الْبَاء من الْمِيم وَهُوَ قَول أهل اللُّغَة وَقيل بكة بطن مَكَّة وَقيل مَوضِع الْبَيْت وَقيل الْبَيْت وَالْمَسْجِد وَمَكَّة مَا وَرَاءه وَقيل مَكَّة الْبَيْت وَمَا وَالَاهُ قيل سمي بكة لتباك النَّاس بأقدامهم أَمَام الْبَيْت أَي ازدحامهم وَقيل لِأَنَّهَا تبك أَعْنَاق الْجَبَابِرَة أَي تذلهم
(الْبَلدة) جَاءَ ذكرهَا فِي حَدِيث الْحَج قيل اسْم لمَكَّة وَيُشبه أَنه أَرَادَ بلدنا بِدَلِيل قَوْله فِي الحَدِيث الآخر أليست الْبَلدة الْحَرَام قَالَ الْبكْرِيّ وَقد تسمى منى الْبَلدة قَالَ قَاسم فِي حَدِيث أبي ذَر أَن رجلا قَالَ حججْت فَوَجَدته بالبلدة والبلدة هُنَا منى كَانُوا يسمونها الْبَلدة ثمَّ قَالَ بعد ذَلِك وَرُبمَا قَالُوا الْبَلدة يُرِيدُونَ بهَا مَكَّة
(الْبَيْت الْعَتِيق) الْكَعْبَة وَقيل اسْم من أَسمَاء مَكَّة سمي بذلك لعتقه من الْجَبَابِرَة أَي أَنهم لَا يتجبرون فِيهِ وَعِنْده بل يذلون ويطوفون بِهِ وَقيل بل لِأَن جبارا لَا يَدعِيهِ لنَفسِهِ وَقد يكون(1/114)
الْعَتِيق بِمَعْنى الْقَدِيم كَمَا قَالَ تَعَالَى) إِن أول بَيت وضع للنَّاس للَّذي ببكة
(وَسميت مَكَّة الْقرْيَة الْقَدِيمَة وَقد يكون معنى الْعَتِيق الْكَرِيم وكل شَيْء كريم وَحسن يُقَال لَهُ عَتيق وَرُوِيَ عَن وهب وَكَعب أَن الْبَيْت أنزل من السَّمَاء ياقوتة مجوفة حَمْرَاء والركن تخم من تخومه ياقوتة بَيْضَاء فَبنى آدم قَوَاعِده وَوَضعه عَلَيْهِ فَلَمَّا بعث الله الطوفان رَفعه وَبقيت تخومه
(البنية) بِفَتْح الْبَاء وَكسر النُّون وَتَشْديد الْبَاء الْكَعْبَة اسْم لَهَا
(البحرة) مَدِينَة النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام ويروي البحرة والبحيرة بِضَم الْبَاء مُصَغرًا وَبِفَتْحِهَا على غير التصغير وَهِي الرِّوَايَة هُنَا وَيُقَال البحرة أَيْضا بِغَيْر يَاء سكان الْحَاء وَأَصله الْقرى كل قَرْيَة بحرة
(برك الغماد) أَكثر الرِّوَايَة فِيهِ فِي الصَّحِيحَيْنِ بِفَتْح الْبَاء وَذكره فِي الجمهرة والإصلاح وَبَعض رُوَاة البُخَارِيّ بِكَسْر الْبَاء وَسُكُون الرَّاء والغماد بغين مُعْجمَة يُقَال بِكَسْرِهَا وَضمّهَا وَمِيم مُخَفّفَة وَآخره دَال مُهْملَة مَوضِع فِي أقاصي هجر وَوَقع فِي كتاب الْأصيلِيّ بِكَسْر الْبَاء وَكَذَا عِنْد الْمُسْتَمْلِي والحموي ولغيرهم من رُوَاة مُسلم بِفَتْحِهَا
(بَقِيع الْغَرْقَد) الَّذِي فِيهِ مَقْبرَة الْمَدِينَة بباء بِغَيْر خلاف وَسمي بذلك لشجرات غرقد وَهُوَ العوسج كَانَت فِيهِ وَكَذَلِكَ بَقِيع بطحان جَاءَ فِي الحَدِيث هُوَ بِالْبَاء أَيْضا قَالَ الْخَلِيل البقيع كل مَوضِع من الأَرْض فِيهِ شجر شَتَّى وَأما الحمي الَّذِي حماه النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) ثمَّ عمر بعده وَهُوَ الَّذِي يُضَاف إِلَيْهِ فِي الحَدِيث غرز البقيع وَفِي الآخر بقدح لبن من البقيع وَحمى البقيع وَهُوَ على عشْرين فرسخا من الْمَدِينَة وَهُوَ صدر وَادي العقيق وَهُوَ أخصب مَوضِع هُنَاكَ وَهُوَ ميل فِي بريد وَفِيه شجر ويستجم حَتَّى يغيب فِيهِ الرَّاكِب فَاخْتلف الروَاة وَأهل الْمعرفَة فِي ضَبطه فَوَقع عِنْد أَكثر رُوَاة البُخَارِيّ بالنُّون وَكَذَا قَيده النَّسَفِيّ وَأَبُو ذَر والقابسي وسمعناه فِي مُسلم من أبي بَحر بِالْبَاء وَكَذَا رُوِيَ عَن ابْن ماهان وسمعناه من القَاضِي الشَّهِيد وَغَيره بالنُّون وبالنون ذكره الْهَرَوِيّ والخطابي وَغير وَاحِد قَالَ الْخطابِيّ وَقد صحفه أَصْحَاب الحَدِيث فيروونه بِالْبَاء وَإِنَّمَا الَّذِي بِالْبَاء بَقِيع الْمَدِينَة مَوضِع قبورها وَأما أَبُو عبيد الْبكْرِيّ فَقَالَ إِنَّمَا هُوَ بِالْبَاء مثل بَقِيع الْغَرْقَد قَالَ وَمَتى ذكر البقيع دون إِضَافَة فَهُوَ هَذَا وَوَقع فِي كتاب الْأصيلِيّ فِي مَوضِع بالنُّون وَالْفَاء وَهُوَ تَصْحِيف قَبِيح وَالْأَشْهر فِي هَذَا النُّون وَالْقَاف وَالْبَقِيع كل مَوضِع يستنقع فِيهِ المَاء وَبِه سمي هَذَا
(بطحان) بِضَم الْبَاء وَسُكُون الطَّاء بعْدهَا حاء مُهْملَة كَذَا يرويهِ المحدثون وَكَذَا سمعناه من المشائخ وَالَّذِي يحكيه أهل اللُّغَة فِيهِ بطحان بِفَتْح الْبَاء وَكسر الطَّاء وَكَذَا قَيده القالي فِي البارع وَأَبُو حَاتِم والبكري فِي المعجم وَقَالَ الْبكْرِيّ لَا يجوز غَيره وَهُوَ وَاد بِالْمَدِينَةِ وبطحاء مَكَّة مَمْدُود وَكَذَلِكَ بطحاء ذِي الْخَلِيفَة والبطحاء والأبطح كل مَوضِع متسع وَقد فسرناه فِي حرف الْألف
(البطيحاء) مصغر بِضَم الْبَاء الْموضع الَّذِي بناه عمر إِلَى جَانب الْمَسْجِد المتحدثين وَهِي رحبة مُرْتَفعَة نَحْو الدراع
(بيرحا) اخْتلف الروَاة فِي هَذَا الْحَرْف وَضَبطه فَروينَاهُ بِكَسْر الْبَاء وَضم الرَّاء وَفتحهَا وَالْمدّ وَالْقصر وبفتح الْبَاء وَالرَّاء مَعًا وَرِوَايَة الأندلسيين والمغاربة بيرحا بِضَم الرَّاء وتصريف حركات الْإِعْرَاب فِي الرَّاء وَكَذَا وَجدتهَا بِخَط الْأصيلِيّ وَقَالُوا أَنَّهَا بير مُضَافَة إِلَى حاء وَاسم مركب قَالَ أَبُو عبيد الْبكْرِيّ حاء على وزن حرف الهجاء(1/115)
بِالْمَدِينَةِ مُسْتَقْبلَة الْمَسْجِد إِلَيْهَا ينْسب بيرحاء وَهُوَ الَّذِي صَححهُ وَقَالَ أَبُو الْوَلِيد الْبَاجِيّ أنكر أَبُو ذَر الضَّم وَالْإِعْرَاب فِي الرَّاء وَقَالَ إِنَّمَا هِيَ بِفَتْح الرَّاء فِي كل حَال قَالَ الْبَاجِيّ وَعَلِيهِ أدْركْت أهل الْعلم وَالْحِفْظ بالمشرق وَقَالَ لي أَبُو عبد الله الصُّورِي إِنَّمَا هُوَ بيرحاء بفتحهما فِي كل حَال وعَلى رِوَايَة الأندلسيين ضَبطنَا الْحَرْف على ابْن أبي جَعْفَر فِي مُسلم وبكسر الْبَاء وَفتح الرَّاء وَالْقصر ضبطناها فِي الْمُوَطَّأ على ابْن عتاب وَابْن حمدين وَغَيرهمَا وبضم الرَّاء وَفتحهَا مَعًا قَيده الْأصيلِيّ وَهُوَ مَوضِع بقبلي الْمَسْجِد يعرف بقصر بني حديلة بحاء مُهْملَة مَضْمُومَة وَقد رَوَاهُ مُسلم من طَرِيق حَمَّاد بن سَلمَة بريحا هَكَذَا ضبطناه عَن شُيُوخنَا الخشنى والأسدي والصدفي فِيمَا قيدوه عَن العذري والسمرقندي والطبري وَغَيرهم وَلم أسمع من غَيرهم فِيهِ خلافًا إِلَّا أَنِّي وجدت أَبَا عبد الله بن أبي نصر الْحميدِي الْحَافِظ ذكر هَذَا الْحَرْف فِي اختصاره عَن حَمَّاد بن سَلمَة بيرحا كَمَا قَالَ الصوريى وَرِوَايَة الرَّازِيّ فِي مُسلم فِي حَدِيث ملك بريحا وَهُوَ هم وَإِنَّمَا هَذَا فِي حَدِيث حَمَّاد وَإِنَّمَا لملك بيرحا كَمَا قَيده فِيهَا الْجَمِيع على الِاخْتِلَاف الْمُتَقَدّم عَنْهُم وَذكر أَبُو دَاوُود فِي مُصَنفه هَذَا الْحَرْف فِي هَذَا الحَدِيث بِخِلَاف مَا تقدم قَالَ جعلت أرضي بأريحا وَهَذَا كُله يدل أَنَّهَا لَيست ببير
(الْبَيْدَاء) وبيداؤكم بِفَتْح الْبَاء مَمْدُود بيداء الْمَدِينَة هِيَ الشّرف الَّذِي أَمَام ذِي الحليفة فِي طَرِيق مَكَّة الَّتِي روى إِحْرَام النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) مِنْهَا وَهِي أقرب إِلَى مَكَّة من ذِي الحليفة والبيداء كل مفازة لَا شَيْء بهَا وَجَمعهَا بيد وَفِي حَدِيث الَّذين يغزون الْبَيْت فيخسف بهم بِالْبَيْدَاءِ قَالَ الْهَرَوِيّ بَين المسجدين أَرض ملساء تسمى الْبَيْدَاء
(بصرى) بِضَم الْبَاء وَسُكُون الصَّاد وَفتح الرَّاء مَقْصُور هِيَ مَدِينَة حوران قَالَه الْبكْرِيّ وَقَالَ ابْن مكي هِيَ مَدِينَة قيسارية وَذكرهَا فِي غير حَدِيث
(الْبَصْرَة) بِفَتْح الْبَاء وَسُكُون الصَّاد مَدِينَة مَعْرُوفَة سميت بالبصر بِكَسْرِهَا وَفتحهَا وَضمّهَا وَهُوَ الكدان كَانَ بهَا عِنْد اختطاطها وأحدها بصرة وبصرة بِالْفَتْح وَالْكَسْر وَقيل الْبَصْرَة الطين العلك إِذا كَانَ فِيهِ جص وَكَذَا أَرض الْبَصْرَة وَقيل الْبَصْرَة الأَرْض الطّيبَة الْحَمْرَاء وَقيل الْبَصَر وَالْبَصَر وَالْبَصَر ثَلَاث لُغَات حِجَارَة الأَرْض الغليظة قَالَه صَاحب الْجَامِع وَالنّسب إِلَيْهَا بِالْوَجْهَيْنِ كسر الْبَاء وَفتحهَا
(بيسان) بِفَتْح الْبَاء وَسُكُون الْيَاء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا وَفتح السِّين الْمُهْملَة ذكر فِي حَدِيث الْجَسَّاسَة هُوَ من بِلَاد الْحجاز وبيسان آخر فِي بِلَاد الشَّام
(بزاخة) بِضَم أَوله وَفتح الزَّاي مُخَفّفَة وخاء مُعْجمَة مَوضِع بِالْبَحْرَيْنِ وَقَالَ الْأَصْمَعِي هُوَ مَاء لطىء وَقَالَ الشَّيْبَانِيّ لبني أَسد وَحكى الْبكْرِيّ أَنه يُقَال فِيهِ بزوخه بِالْوَاو مَكَان الْألف
(بلدح) بِفَتْح أَوله وَسُكُون اللَّام وَفتح الدَّال الْمُهْملَة وَآخره حاء مُهْملَة وَاد قبل مَكَّة من جِهَة الْمغرب
(بواط) بِضَم أَوله وَتَخْفِيف ثَانِيه وَآخره طاء مُهْملَة ورويناه من طَرِيق الْأصيلِيّ وَالْمُسْتَمْلِي والعذري بِفَتْح الْبَاء وَالضَّم هُوَ الْمَعْرُوف وَهُوَ جبل منى جبال جُهَيْنَة
(بُعَاث) بِضَم أَوله لَا غير وَعين مُهْملَة كَذَا عِنْد أَكثر أهل اللُّغَة والرواة وَحكى أَبُو عُبَيْدَة عَن الْخَلِيل فِيهِ الْمُعْجَمَة وَضَبطه الْأصيلِيّ بِالْوَجْهَيْنِ وبالمعجمة عِنْد الْقَابِسِيّ وَآخره ثاء مُثَلّثَة وَهُوَ مَوضِع على لَيْلَتَيْنِ من الْمَدِينَة
(البلاط) بِفَتْح الْبَاء مَوضِع مبلط بِالْحِجَارَةِ بَين الْمَسْجِد والسوق بِالْمَدِينَةِ
(البويرة) بِضَم الْبَاء مصغر مَوضِع مَعْلُوم من(1/116)
بِلَاد قريضة وَبني النَّضِير مَذْكُور فِي شعر حسان
(بدر) مَاء على ثَمَانِيَة وَعشْرين فرسخا من الْمَدِينَة فِي طَرِيق مَكَّة بَينه وَبَين الْجَار سِتَّة عشر ميلًا وَهِي من بِلَاد غفار يذكر وَيُؤَنث
(بضَاعَة) وبير بضَاعَة دَار بني سَاعِدَة بِالْمَدِينَةِ وبيرها مَعْلُوم فِيهِ جَاءَ الحَدِيث وَبهَا مَال من أَمْوَال الْمَدِينَة وَفِي البُخَارِيّ فِي تَفْسِير القعْنبِي لبضاعة نخل بِالْمَدِينَةِ
(بيرذروان) كَذَا لكافة الروات للْبُخَارِيّ بِفَتْح الذَّال الْمُعْجَمَة بعْدهَا رَاء سكانه وَكَذَا لِابْنِ الْحذاء وَعند الْجِرْجَانِيّ وكافة رُوَاة مُسلم ذِي أروان بِكَسْر الذَّال بعْدهَا يَاء وَزِيَادَة الْألف وَقَالَ الْأصيلِيّ ذِي أَوَان لأبي زيد مثل مَا للجرجاني إِلَّا أَنه بِغَيْر رَاء وَالَّذِي صَححهُ ابْن قُتَيْبَة مَا قَيده الْجِرْجَانِيّ وَذُو أَوَان وهم وَهُوَ مَوضِع آخر على سَاعَة من الْمَدِينَة هُوَ الَّذِي بنى فِيهِ مَسْجِد الضرار وَقَالَ الْأَصْمَعِي بَعضهم يخطى وَيَقُول بيرذروان وَقَالَ فِي كتاب الدَّعْوَات من البُخَارِيّ فِيهِ بير فِي بني زُرَيْق
(بير جمل) بِفَتْح الْجِيم وَالْمِيم مَوضِع بِالْمَدِينَةِ أرَاهُ من أموالها
(بير اريس) بِفَتْح الْهمزَة وَكسر الرَّاء وَآخره سين مُهْملَة بير بِالْمَدِينَةِ مَعْلُومَة وَهِي الَّتِي سقط فِيهَا خَاتم النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام من يَد عُثْمَان فَلم يُوجد وبير رومة بِضَم الرَّاء بيران مشهوران بِالْمَدِينَةِ
(بير جشم) بِضَم الْجِيم وَفتح الشين الْمُعْجَمَة مَوضِع مَال من أَمْوَال أهل الْمَدِينَة
(بير مَعُونَة) بِضَم الْعين بَين عسفان وَمَكَّة وَأَرْض هُذَيْل حَيْثُ قتل الْقُرَّاء بطن محسر بِضَم الْمِيم وَفتح الْحَاء وَكسر السِّين الْمُهْمَلَتَيْنِ ومحسر هُوَ وَادي الْمزْدَلِفَة وَجَاء فِي مُسلم حَتَّى دخل محسرا وَهُوَ من منى وَفِي الحَدِيث والمزدلفة كلهَا موقف الأبطن محسر قَالَ ابْن أبي نجيح مَا صب من محسر فِي الْمزْدَلِفَة فَهُوَ مِنْهَا وَمَا صب مِنْهَا فِي منى فَمِنْهَا
(بطن عُرَنَة) بِضَم الْعين وَالرَّاء الرِّوَايَة وَقَالَهُ ابْن دُرَيْد فتح الرَّاء قَالَ بَعضهم وَهُوَ الصَّوَاب هُوَ بطن وَادي عَرَفَة الَّذِي فِيهِ مَسْجِدهَا يُقَال أَن حَائِط مَسْجِد عَرَفَة القبلي على حَده لَو سقط مَا سقط إِلَّا فِيهِ وَهُوَ من الْحرم وَقَالَ ابْن حبيب بطن وَادي عُرَنَة هُوَ بطن الْوَادي الَّذِي فِيهِ مَسْجِد عَرَفَة وَرَأى أصبغ الْمَسْجِد من بطن عُرَنَة وَلَا يحزئ الْوُقُوف فِيهِ عِنْده وَلم يره ملك مِنْهَا وَأَجَازَ الْوُقُوف وبطن هذَيْن الواديين هُوَ بطن مَكَّة مِمَّا يَلِي ذَا طوى من الثَّنية الْبَيْضَاء إِلَى التَّنْعِيم إِلَى ثنية الخضاض إِلَى مَا بَين ذِي طوى والخضاض
(الْبَحْرين) مثل التَّثْنِيَة للبحر بِلَاد مَعْرُوفَة بِالْيمن وَهُوَ عمل فِيهِ مدن قاعدتها هجر
(بحيرة) طبرية مَعْرُوفَة بِالشَّام وطولها عشرَة أَمْيَال ولزمتها الْهَاء وَإِنَّمَا تَصْغِير الْبَحْر بحير بِغَيْر هَاء وَهِي بحرة عَظِيمَة حلوة يخرج مِنْهَا نهر
(بَنو مغالة) قَالَ الزبير كل مَا كَانَ من الْمَدِينَة عَن يَمِينك إِذا وقفت آخر البلاط مسقبل مَسْجِد النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فَهُوَ بَنو مغالة والجهة الْأُخْرَى بَنو حديلة وهم بَنو معوية وهم من الْأَوْس قَالَ الْجَوْهَرِي هِيَ قَرْيَة من قرى الْأَنْصَار
قَالَ القَاضِي رَحمَه الله هم بطن من الْأَنْصَار سميت جهتهم بهم وَهُوَ أَيْضا بَنو حديلة بحاء ودال مهملتين وحديلة أمّهم
حرف التَّاء
(التَّاء مَعَ الْهمزَة)
(ت اد) فِي الْحَج قَوْله فِي حَدِيث أبي مُوسَى من كُنَّا افتيناه بِفُتْيَا فليتئد أَي يتأن وَلَا يعجل.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
قَول عمر فِي حَدِيث عَليّ وعباس تبدكم كَذَا روينَاهُ بِفَتْح التَّاء وَالدَّال وياء سَاكِنة بَينهمَا عَن الْقَابِسِيّ كَذَا(1/117)
قَيده عَبدُوس وَعَن الْأصيلِيّ بِكَسْر التَّاء والهمز وَكَذَا لأبي زيد قَالَ أَبُو زيد وَهِي كلمة لَهُم وَعند بعض الروَاة تيدكم بِضَم الدَّال وَعند أبي ذَر تئدكم بِفَتْح التَّاء وَكسر الْهمزَة وَسُكُون الدَّال وَسَقَطت من رِوَايَة الْجِرْجَانِيّ قَالَ لنا الْأُسْتَاذ أَبُو الْقَاسِم النَّحْوِيّ صَوَابه تيدكم كَمَا روى الأول اسْم الْفِعْل من أتاد وَحَكَاهُ عَن أبي عَليّ الْفَارِسِي قَالَ أَبُو عَليّ وَأرَاهُ من التودة وَقد حكى سِيبَوَيْهٍ عَن بعض الْعَرَب يبس فلَان بِفَتْح الْبَاء قَالَ القَاضِي رَحمَه الله فالياء هُنَا مسهلة من همزَة وَالتَّاء على هَذَا مبدلة من وَاو لِأَنَّهُ من التؤدة قَالَ صَاحب الْعين التودة التاني والرزانة يُقَال اتئدو توأد التَّاء مبدلة من الْوَاو والتواد من التودة وَقد جَاءَ فِي هَذَا الحَدِيث فِي رِوَايَة مُسلم اتيدا لِأَنَّهُ خَاطب اثْنَيْنِ واتئد لمخاطبة وَاحِد كَأَنَّهُ الَّذِي كَلمه آخر أَو قد روى فِي البُخَارِيّ اتئدو المخاطبة الْجَمَاعَة الْحَاضِرين وَفِي حَدِيث أَسمَاء أَنَّهَا حملت بِعَبْد الله بِمَكَّة قَالَت فَخرجت وَأَنا متئم فَأتيت الْمَدِينَة فولدته بقبا كَذَا وجدته بخطي فِي كتابي من مُسلم مُقَيّدا من روايتي عَن أبي بَحر بِسُكُون التَّاء بعْدهَا همزَة وَفِي كتاب غَيره من شُيُوخنَا متم بِكَسْر التَّاء من التَّمام وَكَذَا قَيده القَاضِي التَّمِيمِي وَهَذَا هُوَ الَّذِي فِي البُخَارِيّ وَهُوَ الصَّوَاب وَالْأول وهم لَا شكّ فِيهِ مني أَو من غَيْرِي وَلَا معنى لَهُ لِأَن المئتم هِيَ الَّتِي ولدت توأمين اثْنَيْنِ فِي بطن وَاحِد وَلم تكن أَسمَاء كَذَلِك وَلَا ولدت بعد وَأَيْضًا فَإِنَّمَا أخْبرت عَن حملهَا وَتَمام أَجله والمتم الَّتِي انْقَضى أجل حملهَا وتمت شهوره وَعَلِيهِ يدل بَقِيَّة الحَدِيث يُقَال اتامت المرات مثل أخرجت إِذا ولدت اثْنَيْنِ فِي بطن فَهِيَ متئم فَإِن كَانَ ذَلِك عَادَتهَا فَهِيَ متئام والتوأم الْوَاحِد مِنْهُمَا وَالْأُنْثَى توءمة وَمِنْه مولى التوءمة وَقد تسهل الْهمزَة وتفتح الْوَاو فَيُقَال التَّوْأَمَة والاثنان توءمان وَالْجمع توأم بِالضَّمِّ
(التَّاء مَعَ الْبَاء)
(ت ب ب) قَوْله تَبًّا لَك أَي خسارا وَمِنْه تبت يَد أبي لَهب أَي خسرتا
(ت ب ت) وَقَوله فِي حَدِيث ابْن عَبَّاس فِي دُعَاء النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام فِي صلَاته وَسبعا فِي التابوت قيل مَعْنَاهُ نسيتهَا وَقد وَقع هَذَا فِي رِوَايَة مُسلم عَن أبي الطَّاهِر ونسيت مَا بَقِي فقد يُرِيد أَنه كَانَت عِنْده مَكْتُوبَة فِي كتبه فِي تابوته كَذَا قَالَ بَعضهم وَقد يحْتَمل عِنْدِي أَن يكون قَوْله وَسبعا فِي التابوت أَي فِي جسده وجوفه أَلا ترَاهُ كَيفَ قَالَ فِي الحَدِيث فَلَقِيت بعض ولد الْعَبَّاس فَحَدثني بِهن فَذكر عصبي ولحمي وَدمِي وشعري وبشرى وَيكون نسيانه لما بَقِي من تَمام السَّبْعَة وَالله أعلم
(ت ب ر)
قَوْله تبر الذَّهَب وَمن تبر عندنَا هُوَ الذَّهَب وَالْفِضَّة قبل عمله وَقيل كل جَوْهَر مَعْدن قبل أَن يعْمل تبر
(ت ب ن)
قَوْله فِي تبان وقميص بِضَم التَّاء وَتَشْديد الْبَاء هُوَ شبه السَّرَاوِيل قصير السَّاقَيْن
(ت ب ع) تبع وأتبع وأتبع حَيْثُ وَقع بِمَعْنى يُقَال تبعه وَأتبعهُ وَأتبعهُ قَالَ الله تَعَالَى) فأتبعهم فِرْعَوْن
(و) فَأتبعهُ شهَاب ثاقب
(وَقيل معنى أتبع لحق وَقيل معنى أتبعه سَار خَلفه وَأتبعهُ مشددا حذا حذوه وَفِي الْجَنَائِز أتبعهَا من أَهلهَا كذ ضبطناه هُنَا بِالتَّخْفِيفِ أَي أَسِير خلفهَا قَالَ اليزيدي وَلَا يجوز أتبعناك بِمَعْنى أتبعناك يُقَال مَا زلت أتبعه مشددا حَتَّى أتبعته أَي لحقته وَقَالَ الْحَرْبِيّ تَبعته إِذا لم أخف فَوته وأتبعته مخففا إِذا خفت أَن يفوتني وأتبعته مشددا أَدْرَكته قَالَ أَبُو مَرْوَان بن سراج صَوَاب كَلَامه تَبعته إِذا كنت أَثَره أَدْرَكته أم لَا وأتبعته أَدْرَكته وَفِي الحَدِيث وَإِذا أتبع أحدكُم على ملى فَليتبعْ كَذَا الرِّوَايَة سَاكِنة(1/118)
التَّاء فِي الْكَلِمَة الأولى معدى على وزن فعل مَا لم يسم فَاعله وَفِي الثَّانِيَة بتَشْديد التَّاء كَذَا هِيَ عَامَّة رِوَايَة شُيُوخنَا فِي هَذِه الْأُصُول وَكَذَا قَيده الْأصيلِيّ وَأَبُو ذَر وَغَيرهمَا وَرَوَاهُ بَعضهم فَليتبعْ بِسُكُون التَّاء وَكسر الْبَاء بعْدهَا وَهُوَ وَجه الْكَلَام وَكَذَا قَيده الجياني بِخَطِّهِ عَن أبي مَرْوَان بن سراج فِي بعض أُصُوله وَكَذَا نَا بِهِ ابْنه سراج عَنهُ يُقَال من ذَلِك تبِعت الرجل بحقي أتبعه تباعة إِذا طلبته بِهِ فأناله تبيع قَالَ الله تَعَالَى ثمَّ لَا تَجِد لكم علينا بِهِ تبيعا أَي مطالبا تَابعا وأتبعته أَنا على فلَان جعلته يتبعهُ وَحكى الْخطابِيّ أَن الْمُحدثين يَرْوُونَهُ إِذا أتبع أحدكُم بالتثقيل وَهُوَ خطا هُنَا بِكُل حَال وَقَوله فَأتبعهُ النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام رجلا سَاكن التَّاء أَي وَجهه فِي أَثَره وَقَوله فَلَا تباعة لَهُ فِي مَال غَرِيمه أَي لَا حق يتبعهُ بِهِ وَيُقَال فِيهِ أَيْضا تبعة وتبعة بِالْفَتْح وَالْكَسْر
وَقَوله كنت تبيعا لطلْحَة أَي خديما لَهُ أتبعه وَذكر فِي الزَّكَاة أَخذ من ثَلَاثِينَ بقرة تبيعا التبيع هُوَ الْعجل الَّذِي فطم عَن أمه فَهُوَ يتبعهَا ويقوى على ذَلِك وَهُوَ الْجذع وَهُوَ الَّذِي دخل فِي السّنة الثَّانِيَة وَقيل الَّذِي استوفاها وَدخل فِي الثَّالِثَة
فصل الْخلاف وَالوهم
فِي حَدِيث هدم الْكَعْبَة تتابعوا فنقضوه كَذَا عِنْد الروَاة لمُسلم بِالْبَاء بِوَاحِدَة قبل الْعين أَي أتبع بَعضهم بَعْضًا وَعند أبي بَحر تتايعوا بِالْيَاءِ بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا وَفِي الطَّلَاق فَلَمَّا كَانَ فِي عهد عمر تتَابع النَّاس فِي الطَّلَاق كَذَا عِنْد ابْن أبي جَعْفَر بباء بِوَاحِدَة أَيْضا وَعند سَائِرهمْ تتايع بياء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا والكلمتان بِمَعْنى وَأهل اللُّغَة يفرقون فَيَقُولُونَ بِالْبَاء بِوَاحِدَة فِي الْخَيْر وباثنتين فِي الشَّرّ فعلى هَذَا الْوَجْه فِي الحَدِيث الأول بِالْبَاء بِوَاحِدَة وَفِي الثَّانِي بِاثْنَتَيْنِ
فِي بَاب تَزْوِيج خَدِيجَة فيهدي لخلائها مِنْهَا يتتبعهن كَذَا للنسفي ولجمهور الروَاة مَا يسعهن وَعند الْأصيلِيّ وَبَعض نسخ أبي ذَر مَا يشبعهن وَالْوَجْه الأول
فِي حَدِيث إِسْلَام أبي ذَر فَرَآهُ عَليّ فَعرف أَنه غَرِيب فَلَمَّا رَآهُ تبعه كَذَا فِي كتاب مُسلم وَالْبُخَارِيّ وَفِي رِوَايَة الْأصيلِيّ أتبعه وَهِي عِنْدِي أظهر وَأولى هُنَا وَيكون بِسُكُون التَّاء أَي قَالَ لَهُ اتبعني وَهُوَ أشبه بمساق الحَدِيث
قَوْله فِي حَدِيث أبي هُرَيْرَة مَا سَأَلته إِلَّا ليستتبعني أَي ليقول لي اتبعني إِلَى منزلي ليطعمه كَذَا لكافتهم وَفِي غير مَوضِع وَجَاء هُنَا لِابْنِ السكن فِي الْمَوْضِعَيْنِ ليشبعني وَالْأول أشبه بسياق الْكَلَام وَإِن صَحَّ مَعْنَاهُمَا وَاتفقَ
فِي قتل الْحَيَّات فِي حَدِيث إِسْحَاق بن مَنْصُور ويتبعان مَا فِي بطُون النِّسَاء قيل صَوَابه يبتغيان وَهَذَا عِنْدِي قريب من الأول
فِي قتل الْكلاب فتتبعت فِي الْمَدِينَة كَذَا لكافة الروَاة من الأتباع وَعند السجْزِي فتنبعث من الانبعاث وَعند الْهَوْزَنِي فنبعث وَالصَّوَاب الأول
(التَّاء مَعَ الْجِيم)
(ت ج هـ) قَوْله وَعمر تجاهه بِضَم التَّاء وَفتح الْجِيم وَالْهَاء وبكسر التَّاء أَيْضا لُغَتَانِ أَي حذاءه من تِلْقَاء وَجهه مُسْتَقْبلا لَهُ وَيُقَال وجاهه بِالْوَاو مَكْسُورَة وهما لُغَتَانِ
(التَّاء مَعَ الْحَاء)
(ت ح ت) وَقَوله فأخرجهما من تَحت فغسلهما كَذَا ضبطناه بِالْكَسْرِ منونا فِي كتاب الْجِهَاد يُرِيد من تَحت الْبدن أَو الْجُبَّة أَي من أَسْفَلهَا كَمَا جَاءَ مُبينًا فِي كتاب اللبَاس وَتَحْت كل شَيْء أَسْفَله وتحوت الْقَوْم أراذالهم وأسافلهم قَالَ الْبَاجِيّ إِنَّمَا فعل ذَلِك عَلَيْهِ السَّلَام لِأَنَّهُ كَانَ عَلَيْهِ إِزَار
(ت ح ف) فيتحفونه أَي يوجهون إِلَيْهِ التحف ويخصونه بهَا قَالَ الْحَرْبِيّ والتحف ظرف الْفَاكِهَة وأحدها تحفة قَالَ صَاحب الْعين وَفِي مبدلة الْوَاو إِلَّا أَنَّهَا تلْزم فِي تصريف الْفِعْل إِلَّا فِي قَوْلهم يتوحف(1/119)
أَي يتفكه وَفِي إِسْلَام أبي ذَر قَول أبي بكر أتحفني بضيافة مِمَّا تقدم أَي خصني بهَا كَمَا يخص بالتحفة وَقَوله فَمَا تحفتهم قَالَ زِيَادَة كبد النُّون هُوَ من هَذَا الَّذِي يهدي لَهُم ويخصون بِهِ ويلاطفون.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
وَفِي حَدِيث أبي أسيد فسقته تتحفة بذلك كَذَا عِنْد النَّسَفِيّ وَهُوَ مِمَّا تقدم ولكافتهم تحفة بذلك مثل لقْمَة وَكَذَا قَيده الْأصيلِيّ قَالَ بَعضهم لَعَلَّه تحفه مثل ترده أَي تعطيه وَالْوَجْه الأول الَّذِي وَافق الرِّوَايَة وَفِي رِوَايَة ابْن السكن تخصه وَكَذَا لرواة مُسلم كلهم وَكله مُتَقَارب الْمَعْنى
التَّاء مَعَ الرَّاء
(ت ر ب) قَوْله أما مُعَاوِيَة فَرجل ترب لَا مَال لَهُ بِفَتْح التَّاء وَكسر الرَّاء أَي فَقير كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث الآخر صعلوك لَا مَال لَهُ يُقَال ترب الرجل إِذا افْتقر وأترب إِذا اسْتغنى
وَقَوله تربت يداك أَصله مِنْهُ وَاخْتلف فِي مَعْنَاهُ وَتَفْسِيره فَقَالَ ملك خسرت وَقَالَ ابْن بكير وَغَيره اسْتَغْنَيْت وَأنكر هَذَا أهل اللُّغَة إِذْ لَا يُقَال فِيهِ إِلَّا أترب وَقَالَ الدَّاودِيّ إِنَّمَا هُوَ ثربت بتاء مُثَلّثَة أَي استغنت وَهِي لُغَة للقبط جرت على أَلْسِنَة الْعَرَب وَهَذَا يردهُ صَحِيح الرِّوَايَة فِي غير حَدِيث ومعروف كَلَام الْعَرَب وَقيل مَعْنَاهُ ضعف عقلك اتجهلين هَذَا وَقيل افْتَقَرت يداك من الْعلم وَقيل هُوَ حض على تَعْلِيم مثل هَذَا وَقيل مَعْنَاهُ لله دَرك وَقيل امْتَلَأت تُرَابا وَقيل تربت أَصَابَهَا التُّرَاب وَالأَصَح فِي هَذَا أَن هَذَا وَمثله من الْأَدْعِيَة الْمَوْجُودَة فِي كَلَام الْعَرَب المستعملة كثير الدعم الْكَلَام وصلَة وتهويل الْخَبَر مثل انج لَا أبالك وثكلتك أمك وويل أمه مسعر حَرْب وهوت أمه وعقرى حلقى وأل وغل وَشبهه لَا تقصد بِهِ الدُّعَاء وَإِن كَانَ أَصله الدُّعَاء ثمَّ جرى على ألسنتهم وَكثر فِي استعمالهم فِي غير مَوَاطِن الدُّعَاء والذم وَأتوا بِهِ عِنْد التَّعَجُّب وَالِاسْتِحْسَان والتعظيم للشَّيْء وَمِنْه فِي الحَدِيث الآخر ترب جبينك وَأَصله الْقَتِيل يقتل فَيَقَع على وَجهه ثمَّ اسْتعْمل اسْتِعْمَال هَذِه الْأَلْفَاظ
قَوْله خلق الله التربة يَوْم السبت يَعْنِي الأَرْض وَكَذَا جَاءَ فِي غير كتاب مُسلم خلق الله الأَرْض يَوْم السبت
(ت ر ج) قَوْله فَدَعَا ترجمانه بِفَتْح التَّاء وَضم الْجِيم وضبطها الْأصيلِيّ بضمهما وَحكى عَن أبي على فِيهِ الْوَجْهَانِ وَاسْتحبَّ الضَّم وَهُوَ مُفَسّر للغة بلغَة أُخْرَى وَمِنْه لابد للْحَاكِم من مترجمين وللقابسي من مترجمين على التَّثْنِيَة وَكِلَاهُمَا صَحِيح فعلى الْوَجْه الأول أَنه لَا يسْتَغْنى عَمَّن يترجم لَهُ عَمَّن يتَكَلَّم بِغَيْر لِسَانه وعَلى التَّثْنِيَة لابد أَن يكون فِي كل تَرْجَمَة إثنان مِنْهُم وَقد اخْتلف الْعلمَاء هَل هُوَ من بَاب الشَّهَادَة فلابد من اثْنَيْنِ أَو من بَاب الْخَبَر فيكتفي فِيهِ بِالْوَاحِدِ
(ت ر ك) فِي حَدِيث إِبْرَاهِيم أَنه جَاءَ يطالع تركته أَي وَلَده الَّذِي تَركه بِالْمَكَانِ القفر وَقَوله وتركتك ترأس وترتع تركت هُنَا بِمَعْنى جعلت وَقد تكون بِمَعْنى خليت قَالَ صَاحب الْأَفْعَال فِي معنى تركت الْوَجْهَيْنِ وَقَوله فِي حَدِيث أبي قَتَادَة فِي الْمُشرك الَّذِي ضمه ثمَّ تَركه فتحلل فَدَفَعته أَي ترك ضمي وتحللت قواه كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث الآخر ثمَّ أدْركهُ الْمَوْت فأرسلني
(ت ر ع) قَوْله منبري على ترعة من ترع الْجنَّة قَالَ أَبُو عُبَيْدَة الترعة الرَّوْضَة على الْمَكَان الْمُرْتَفع خَاصَّة وَقيل الترعة الْبَاب وَقَالَ الْهَرَوِيّ روى من ترع الْحَوْض قَالَ الْأَزْهَرِي ترعة الْحَوْض مفتح المَاء إِلَيْهِ وَقَالَ الدَّاودِيّ هِيَ الدرجَة
(ت ر ق) قَوْله إِلَى(1/120)
ترقوته بِفَتْح التَّاء وَضم الْقَاف الترقوة عظم بَين ثغرة النَّحْر والعاتق مَعْلُوم وَلَا يُجَاوز تراقيهم جمعهَا وَإِلَى تراقيهما مثله والترياق بِكَسْر التَّاء مَعْلُوم جَاءَ ذكره فِي التصبح بِتَمْر الْعَجْوَة وَيُقَال درياق وطرياق
(ت ر س) قَوْله سَحَابَة مثل الترس ظَاهره بِقدر الترس وَقل ثَابت لَيْسَ كَذَلِك وَلكنه أَرَادَ أَنَّهَا مستديرة كالترس وَهُوَ أحد السَّحَاب
(ت ر هـ) الترهات بِضَم التَّاء وَفتح الرَّاء الْمُشَدّدَة الأباطيل وأحدها ترهه وَأَصله ترهات الطّرق وَهِي بنياتها وَمَا تشعب مِنْهَا وَقيل التَّاء فِيهِ منقلبة من وَاو وَأَصله من الوره وَهُوَ الْحمق.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
قَوْله أَن شهر تَرَكُوهُ كَذَا روينَاهُ بِالتَّاءِ بِاثْنَتَيْنِ فَوْقهَا وبالراء عَن أَكثر الروَاة وَعند الْفَارِسِي نزكوه بالنُّون وَالزَّاي وَهُوَ الصَّوَاب وَكَذَا رَوَاهُ الْعقيلِيّ وَالتِّرْمِذِيّ وَغَيرهم قَالَ التِّرْمِذِيّ أَي طعنوا فِيهِ وَكَذَا فسره الْعقيلِيّ قَالَ نخسره مَأْخُوذ وَمن النيزك وَهُوَ الرمْح الْقصير وَمِنْه الحَدِيث لَيْسُوا بنزاكين أَي طعانين فِي النَّاس وَتَفْسِير مُسلم لَهُ بقوله أَخَذته أَلْسِنَة النَّاس تكلمُوا فِيهِ يدل على مَا قُلْنَاهُ قَالَ صَاحب الْأَفْعَال نزكه عابة بِمَا لَيْسَ فِيهِ
فِي عَلَامَات النُّبُوَّة فِي دين أبي جَابر فَمشى حول بيدر إِلَى قَوْله ثمَّ جلس عَلَيْهِ قل اتركوه فأوفاهم الَّذِي لَهُم كَذَا للجرجاني ولبقية الروَاة انزعوه وَهُوَ الصَّوَاب وَلَا معنى لأتركوه هُنَا وَمعنى انزعوه هُنَا أما بِمَعْنى ارفعوه من نزعت بالدلو وَهُوَ أولى مَا تفسر بِهِ هُنَا
التَّاء مَعَ الْكَاف
(ت ك ا) قَوْله متكئ على رمل حَصِير مَعْنَاهُ مُضْطَجع كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيث وبدليل قَوْله قد أثر رمال السرير فِي جنبه وَأَصله الْوَاو وَالتَّاء بدل مِنْهَا قَالَ الْخطابِيّ كل مُعْتَمد على شَيْء مُتَمَكن مِنْهُ فَهُوَ متكئ
التَّاء مَعَ اللَّام
(ت ل د) قَوْله هن من تلادى أَي من قديم مَا أخذت من الْقُرْآن بِكَسْر التَّاء تَشْبِيها بتلاد المَال وَهُوَ قديمه
(ت ل ك قَوْله فِي حَدِيث اهريقوا على من سبع قرب ثمَّ طفقنا نصب عَلَيْهِ تِلْكَ حَتَّى طفق يُشِير إِلَيْنَا أَي تِلْكَ الْقرب ذكره مُفَسرًا فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى من تِلْكَ الْقرب وَفِي بعض الرِّوَايَات ذَلِك مَكَان تِلْكَ أَي المَاء
وَفِي حَدِيث تَعْلِيم الصَّلَاة أَن الإِمَام يرْكَع قبلكُمْ وَيرْفَع قبلكُمْ فَتلك بِتِلْكَ وَقَالَ مثله فِي السُّجُود قيل مَعْنَاهُ أَن تِلْكَ الْحَالة من صَلَاتكُمْ وَأَعْمَالكُمْ لَا تتمّ لكم إِلَّا باتباعه وَقيل تِلْكَ السبقة الَّتِي سبقكم بهَا الإِمَام بِقدر الْمكْث بعده فِي حركاته وَقيل هُوَ رَاجع إِلَى قَوْله وَإِذا قَالَ وَلَا الضَّالّين فَقولُوا آمين وَإِذا قَالَ سمع الله لمن حَمده فَقولُوا رَبنَا وَلَك الْحَمد
(ت ل هـ) قَوْله فتله فِي يَده أَي دَفعه إِلَيْهِ وَبرئ مِنْهُ إِلَيْهِ وَقَول البُخَارِيّ فِي التَّفْسِير أَي وضع وَجهه بِالْأَرْضِ
وَقَوله فِي ءالتلول جمع تل بِفَتْح التَّاء وَهُوَ الْموضع الْمُرْتَفع من الأَرْض وَهُوَ الربى وفيؤها ظلها الرَّاجِع
(ت ل ع) وفيهَا ذكر التلعة وعَلى طرف تلعة بِفَتْح التَّاء وَسُكُون اللَّام وَهِي الأَرْض المرتفة الَّتِي يتَرَدَّد فِيهَا السَّيْل وَهِي أَيْضا مجاري المَاء من أَعلَى الْوَادي وَهِي أَيْضا مَا انهبط من الأَرْض كأرحبة وَالْجمع تلاع
(ت ل ى) وَقَوله فِي حَدِيث الْملكَيْنِ لأدريت وَلَا تليت كَذَا الرِّوَايَة عندنَا هُنَا بِفَتْح التَّاء وَاللَّام قيل مَعْنَاهُ لَا تَلَوت يَعْنِي الْقُرْآن أَي لم تدر وَلم تتل أَي لم تنْتَفع بدرايتك وتلاوتك كَمَا قَالَ تَعَالَى) فَلَا صدق وَلَا صلى
(أَي لم يصدق وَلم يصل كَذَا قَالَه لي أَبُو الْحُسَيْن ورد قَول الْأَنْبَارِي فِيهِ وَغَيره وَقيل مَعْنَاهُ لاتبعت الْحق قَالَه الدَّاودِيّ(1/121)
وَقيل لاتبعت مَا تَدْرِي قَالَه ابْن الْقَزاز وَقيل هُوَ على عَادَة الْعَرَب فِي أدعيتها الَّتِي تدعم بهَا كَلَامهَا كَمَا تقدم قَالُوا وَالْوَاو هُنَا الأَصْل فحولت يَاء لاتباع دَريت وَقَالَ ابْن الْأَنْبَارِي تليت غلط وَالصَّوَاب اتليت يدعوا عَلَيْهِ بِأَن لَا تتلى إبِله أَي لَا تكون لَهَا أَوْلَاد تتلوها أَي تتبعها وَهَذَا مَذْهَب يُونُس بن حبيب قَالَ ابْن سراج وَهَذَا بعيد فِي دُعَاء الْملكَيْنِ للْمَيت قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَلَعَلَّ ابْن الْأَنْبَارِي أَرَادَ ن هَذَا أصل هَذَا الدُّعَاء ثمَّ اسْتعْمل كَمَا اسْتعْمل غَيره من أدعية الْعَرَب قَالَ أَبُو بكر وَالْوَجْه الثَّانِي أَن يكون ايتليت أَي لأدريت وَلَا اسْتَطَعْت أَن تَدْرِي يُقَال مَا آلوه أَي مَا استطيعه وَهَذَا مَذْهَب الْأَصْمَعِي وَقَالَ الْفراء مثله إِلَّا أَنه فسره وَلَا قصرت فِي طلب الدِّرَايَة فَيكون أَشْقَى لَك من قَوْلهم مَا ألوت أَي مَا قصرت وَذكر أَبُو عبيد فِيهِ أَيْضا وَلَا أليت كَأَنَّهُ من الوت أَي اسْتَطَعْت
قَالَ القَاضِي رَحمَه الله قد بَينا من صِحَة الْمعَانِي الَّتِي توَافق الرِّوَايَة مَا لَا يحْتَاج مَعَه إِلَى مَا قَالَه أَبُو بكر والموفق الله.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
قَوْله فَلَمَّا تلى عَنهُ تقدم فِي حرف الْهمزَة وَالتَّاء وَقَوله فِي حَدِيث زُهَيْر ابْن حَرْب مَا من مَوْلُود إِلَّا تَلد على الْفطْرَة كَذَا رَوَاهُ السَّمرقَنْدِي وللجمهور يُولد كَمَا فِي سَائِر الْأَحَادِيث وَهِي لُغَة فِي ولد قَالَ الْحَرْبِيّ ولد وتلد بِمَعْنى وَيكون أَيْضا على إِبْدَال الْوَاو تَاء لانضمامها
التَّاء مَعَ الْمِيم
(ت م ت) وَقَوله فِيهِ تمتمة هُوَ خطأ اللِّسَان وتردده إِلَى لفظ كَأَنَّهُ التَّاء وَالْمِيم وَإِن لم يكن بَينا وَكَذَلِكَ إِذا كَانَ تردده فِي هذَيْن الحرفين وَاسم الرجل مِنْهُ تمنام وَقَالَ ابْن دُرَيْد هُوَ ثقل النُّطْق بِالتَّاءِ على الْمُتَكَلّم
(ت م م) قَوْله بِكَلِمَات الله التامات ولعنة الله التَّامَّة والدعوة التَّامَّة قيل مَعْنَاهُ الْكَامِلَة وَمعنى كَمَا لَهَا فِي الْكَلِمَات أَي أَنَّهَا لَا يدخلهَا النَّقْص وَالْعَيْب كَمَا يدْخل كَلَام الْبشر وَقيل التَّامَّة النافعة والشافية مِمَّا يتَعَوَّذ بهَا مِنْهُ وَقيل الْكَلِمَات هُنَا الْقُرْآن وَوصف الدعْوَة بالتمام لِأَن الْأَذَان دُعَاء إِلَى طَاعَة الله وعبادته وفلاح الْآخِرَة الدَّائِم وثوابها التَّام وَغير ذَلِك من الدَّعْوَات لأمور الدُّنْيَا الْخَاصَّة النَّاقِصَة المكدرة المعيبة وكما لَهَا فِي اللَّعْنَة الْمُوجبَة للبعد من الرَّحْمَة وَالْعَذَاب السرمد وَقد تكون التَّامَّة فِي الدعْوَة واللعنة بِمَعْنى الْوَاجِبَة والحاقة اللَّازِمَة بِالشَّرْعِ وَفِي الْكَلِمَات من الْأَوَامِر والنواهي وَالْأَخْبَار الْوَاجِبَة صدقا وعدلا كَمَا قَالَ تَعَالَى وتمت كَلِمَات رَبك صدقا وعدلا أَي حقت وَوَجَبَت
وَقَوله فِي بَاب إِلْحَاق الْوَلَد فَإِن ولدت ولدا تَاما كَذَا ليحيى ولسائر رُوَاة الْمُوَطَّأ تَمامًا وهما بِمَعْنى أَي تَامّ أمد الْحمل ولتمامه وَيُقَال بِفَتْح التَّاء وَكسرهَا أَي لتَمام شهوره وَمِنْه فِي حَدِيث أَسمَاء وَأَنا متم أَي أكملت مُدَّة حملي وحان وضعي وكل شَيْء يُقَال فِيهِ تَمام بِالْفَتْح إِلَّا ليل التَّمام فَهُوَ بِالْكَسْرِ لَا غير قيل هُوَ أطول اللَّيَالِي وَقيل عِنْد كَمَال الْقَمَر.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
فِي كَرَاهَة الاختصاء فِيهِ تَمام الْحلق وَعند ابْن وضاح وَأَن المرابط نَمَاء بالنُّون وَإِسْقَاط الْمِيم آخرا أَي زِيَادَته وَالْأول أوجه
قَوْله فِي حَدِيث الرَّجْم فِي الْمَرْأَة وتمت على الإعتراف كَذَا لجَماعَة شُيُوخنَا عَن يحيى بن يحيى وَكَذَا الْمطرف والقعنبي وَعند ابْن بكير وَثبتت على الِاعْتِرَاف وَكَذَا فِي كتاب شَيخنَا القَاضِي أبي عبد الله بن حمدين وَرَوَاهُ بَعضهم تمادت وَكله بِمَعْنى
التَّاء مَعَ النُّون
(ت ن ر) قَوْله(1/122)
وَكَانَ تنورنا وتنور رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَاحِدًا هُوَ الَّذِي يخبز فِيهِ وَهُوَ هَكَذَا فِي كل لِسَان وَافَقت الْعَجم فِي اسْمه الْعَرَب وَلَيْسَ فِي الْعَرَبيَّة لَهُ اسْم غير هَذَا يحْتَمل أَن التَّاء فِيهِ زَائِدَة وَأَنه من النَّار وتنورها واتقادها فِيهِ
التَّاء مَعَ الْعين
(ت ع ت) قَوْله وَالَّذِي يقْرَأ الْقُرْآن يتتعتع فِيهِ يَعْنِي فِي الْقُرْآن مَعْنَاهُ يتَرَدَّد فِي تِلَاوَته عيا والتعتعة فِي الْكَلَام العي والتردد فِيهِ وأصل التعتمة الْحَرَكَة
(ت ع س) قَوْله تعس عبد الدِّينَار بِكَسْر الْعين وَيُقَال بِفَتْحِهَا وسين مُهْملَة وَكَذَا تعس مسطح معنى ذَلِك هلك وَقيل هُوَ السُّقُوط على الْوَجْه خَاصَّة وَقيل لزمَه الشَّرّ وَقيل بعد.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
قَوْله وَلَقَد بلغن تاعوس الْبَحْر كَذَا للسجزي وَعند العذري والفارسي قاعوس بِالْقَافِ وَكِلَاهُمَا بِعَين وسين مهملتين وَذكره الدِّمَشْقِي قَامُوس الْبَحْر بِالْقَافِ وَالْمِيم وَهُوَ الَّذِي يعرفهُ أهل اللُّغَة وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُود قَامُوس أَو قايوس على الشَّك فِي الْمِيم أَو الْيَاء وَفِي رِوَايَة على بن الْمَدِينِيّ ناموس بالنُّون وَقد رُوِيَ عَن ابْن الْحذاء ياعوس بِالْيَاءِ بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا وَرُوِيَ عَن غَيره بِالْبَاء بِوَاحِدَة وَكله وهم وَغلط قَالَ الجياني لم أجد لهَذِهِ اللَّفْظَة ثلجا قَالَ أَبُو مَرْوَان بن سراج قَامُوس الْبَحْر فاعول من قمسه إِذا غمسه قَالَ أَبُو عبيد قَامُوس الْبَحْر وَسطه وَفِي الجمهرة لجته وَفِي الْعين قَالَ فلَان قولا بلغ قَامُوس الْبَحْر أَي قَعْره الأقصا وَهَذَا بَين فِي هَذَا الحَدِيث على هَذِه الرِّوَايَة وَقَالَ لي شَيخنَا أَبُو الْحُسَيْن قاعوس الْبَحْر صَحِيح مثل قَامُوس كَأَنَّهُ من القعس وَهُوَ دُخُول الظّهْر وتعمقه أَي بلغن عمق الْبَحْر ولجته الدَّاخِلَة وَقَالَ الْمُطَرز الناعوس الْحَيَّة بالنُّون فَلَعَلَّهُ كَذَا هُنَا أَي بلغن دَوَاب الْبَحْر
التَّاء مَعَ الْفَاء
(ت ف ث) قَوْله وإلقاء التفث بِفَتْح الْفَاء وَآخره ثاء مُثَلّثَة فسره ملك بِأَن المُرَاد بِهِ فِي الْقُرْآن فِي قَوْله تَعَالَى) ثمَّ ليقضوا تفثهم
(أَنه حلاق الشّعْر وَلبس الثِّيَاب وَشبهه وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة وَغَيره نَحوه وَقَالَ النَّضر بن شُمَيْل هُوَ فِي كَلَام الْعَرَب إذهاب الشعث قَالَ الْأَزْهَرِي وَلَا يعرف فِي كَلَام الْعَرَب إِلَّا من قَول ابْن عَبَّاس وَأهل التَّفْسِير
(ت ف ل) قَوْله لَا يتفلن أحدكُم فِي الْمَسْجِد وَلَا يتفل وَثمّ يتفل بِكَسْر الْفَاء والتفل بسكونها وَفتح التَّاء وَفِي التَّيَمُّم وتفل فيهمَا بفتحهما وتفل فِي فِي الصَّبِي كَذَلِك وَرَوَاهُ بَعضهم عَن الْقَابِسِيّ بالثاء الْمُثَلَّثَة هُنَا وَهُوَ خطأ وأتفل فِي الْأَمر كَذَلِك بِكَسْرِهَا وَفِي أهل الْجنَّة كَذَلِك لَا يَتْفلُونَ كُله من البصاق والنفخ بالبصاق الْقَلِيل والنفث مثله إِلَّا أَنه ريح بِغَيْر بزاق وَعَلِيهِ يدل قَوْله فِي التَّيَمُّم وتفل فيهمَا لِأَنَّهُ لَيْسَ بِموضع بصاق كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث الآخر وَنفخ فيهمَا وَقيل بِمَعْنى وَقيل بعكس مَا تقدم فيهمَا والتفل بِالْفَتْح البصاق نَفسه وَكَذَلِكَ الرّيح الكريهة وَقد جَاءَ فِي الحَدِيث وَيحْتَمل أَنه المُرَاد فِي صفة أهل الْجنَّة أَي لَا تنتن روائحهم وَلَا عرقهم لَو روى يَتْفلُونَ بِفَتْح الْفَاء وَالرِّوَايَة فِيهِ بِكَسْرِهَا فَهُوَ بالبزاق أشبه كَمَا قَالَ وَلَا يَمْتَخِطُونَ وكما جَاءَ فِي الحَدِيث الآخر لَا يبصقون وَالْوَجْه الآخر صَحِيح فيهم وَفِي غسل الْجُمُعَة لَهُم تفل أَي رَائِحَة كريهة وَفِي النِّسَاء ليخرجن وَهن تفلات هُوَ من ذَلِك أَي غير متطيبات لَيْلًا يحركن الرِّجَال بطيبهن
(ت ف هـ) قَوْله تافها أَي يَسِيرا حَقِيرًا لَا خطر لَهُ.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
قَوْله(1/123)
فِي بَاب البصاق فِي الْمَسْجِد فَإِن لم يجد فليتفل هَكَذَا وَوصف الْقَاسِم فتفل فِي ثَوْبه كَذَا لِابْنِ الْحذاء وَعند كَافَّة شُيُوخنَا فَلْيقل هَكَذَا وَهُوَ الْوَجْه
التَّاء مَعَ الْقَاف
(ت ق و) التَّقْوَى والتقاة والتقية الحذر واصلها الْوَاو الْجمع التقى
قَوْله كُنَّا وَالله إِذا احمر الباس نتقى بِهِ أَي نجعله أمامنا وَيكون هُوَ قدامنا لشجاعته وتقدمه حَتَّى كَأَنَّهُ وقاية لنا أَو كشيء يَتَّقِي ويتحسن بِهِ وَلم يرد أَنهم كَانُوا يَفْعَلُونَ هم بِهِ ذَلِك وَلَا يقدمونه لَكِن لما كَانَ هُوَ يتَقَدَّم من عِنْد نَفسه كَانَ كمن قصد بِهِ ذَلِك
وَقَوله من حلف على يَمِين ثمَّ رءا اتَّقى لله مِنْهَا فليات التَّقْوَى أَي أبر عِنْد الله وَأولى إِذْ يعبر بالتقوى عَن الطَّاعَة
فصل فِي الِاخْتِلَاف وَالوهم
قَوْله فِي تَفْسِير ألم نشرح انقض أتقن كَذَا فِي جَمِيع النّسخ وَهُوَ وهم وَعند بَعضهم أثقل وَهُوَ الصَّوَاب وَكَذَا رده الْأصيلِيّ وَقَالَ فِي كتاب الفر بَرى أثقن وَهُوَ خطأ وَفِي نُسْخَة ابْن السماك ويروي اثتن وَهُوَ أصح من أثقن كَذَا عِنْده بالثاء مُثَلّثَة وَالنُّون وَهَذَا غير مَعْرُوف فِي كَلَام الْعَرَب وَثبتت هَذِه الزِّيَادَة عِنْد ابْن السكن لَكِن عِنْده ويروي أثقل وَهُوَ الصَّوَاب وَقد روى عَن الفربرى أَنه قَالَ انقض أثقل كَأَنَّهُ أصلحها
وَقَوله فِي حَدِيث السَّقِيفَة لقد خوف عمر النَّاس وَإِن فيهم لنفاق فردهم الله بذلك كَذَا روينَاهُ من جَمِيع الطّرق وَفِي جَمِيع نسخ البُخَارِيّ كلهَا إِلَّا أَن أَبَا عبد الله الْحميدِي ذكره فِي اختصاره أَن فيهم لتقي فردهم الله بذلك وَأرَاهُ تصحيفا أَو تسورا على الْإِصْلَاح وَإِنَّمَا استعظم لفظ النِّفَاق عَلَيْهِم وَلَا يجب استبعاده هُنَا فَلَيْسَ بِنفَاق الْكفْر وَإِنَّمَا أَشَارَ إِلَى اخْتِلَاف الْكَلِمَة وإبطان الْمُخَالفَة وَكَرَاهَة مَا أَرَادَ أَو مَا وَقع فِي قُلُوب ضعفاء الْمُؤمنِينَ من إِنْكَار موت النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَلا ترَاهُ كَيفَ قَالَ فَخَرجُوا يَتلون) وَمَا مُحَمَّد إِلَّا رَسُول
(الْآيَة
التَّاء مَعَ السِّين فِيهِ من الِاخْتِلَاف وَالوهم
فِي وَصِيَّة الزبير وَله يَوْمئِذٍ تِسْعَة بَنِينَ كَذَا لَهُم وَعند الْجِرْجَانِيّ سَبْعَة وَالصَّوَاب إِن شَاءَ الله تِسْعَة وهم عبد الله وَعُرْوَة وَالْمُنْذر وَعَمْرو وَعَاصِم وجعفر وَعبيدَة وخَالِد وَمصْعَب إِلَّا أَن يكون بَعضهم لم يُولد بعدو الله أعلم وَفِي حَدِيث سُلَيْمَان عَلَيْهِ السَّلَام لأطوفن اللَّيْلَة على تسعين امْرَأَة كَذَا للأصيلي وَابْن السكن والحموي بِتَقْدِيم التَّاء فِي حَدِيث الْمُغيرَة عَن ابْن أبي الزِّنَاد وَعند النَّسَفِيّ والقابسي سبعين بِتَقْدِيم السِّين ثمَّ جَاءَ بعد فِي حَدِيث شُعَيْب لجَماعَة تسعين بِتَقْدِيم التَّاء وَلابْن السكن والحموي سبعين بِتَقْدِيم السِّين وَفِي الْمَغَازِي فِي حَدِيث عَبْدَانِ أَقَامَ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بِمَكَّة تِسْعَة يَوْمًا يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ بِتَقْدِيم التَّاء كَذَا لأكثرهم وَكَذَا فِي الصَّلَاة وَهُوَ الصَّحِيح وَلابْن السكن وَأبي الْهَيْثَم فِي رِوَايَة سَبْعَة عشر وَفِي حَدِيث أَحْمد بن يُونُس تِسْعَة عشر بِتَقْدِيم التَّاء أَيْضا وَفِي حَدِيث أنس أَقَمْنَا مَعَ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) عشرَة كَذَا لكافتهم وَعند النَّسَفِيّ بضع عشرَة وَفِي كتاب عَبدُوس سبع عشرَة الْحق سبعا وَفِي حَدِيث أبي قَتَادَة الطَّوِيل فِي مُسلم فَكُنَّا سَبْعَة ركب كَذَا عِنْد جَمِيع شُيُوخنَا بِتَقْدِيم وَعند بعض الروَاة تِسْعَة بِتَقْدِيم التَّاء فِي حَدِيث بدر وهم ثَلَاثمِائَة وَتِسْعَة عشر رجلا كَذَا لَهُم وَعند العذرى سَبْعَة عشر
قَوْله تَحَيَّنُوا لَيْلَة الْقدر فِي الْعشْر الْأَوَاخِر أَو فِي السَّبع إِلَّا الْأَوَاخِر كَذَا لأكْثر شُيُوخنَا وَعند الطَّبَرِيّ التسع
قَوْله فِي حَدِيث الدَّجَّال تسعون ألفا من يهود أَصْبَهَان كَذَا لِابْنِ(1/124)
ماهان ولسائر الروَاة سَبْعُونَ ألفا
وَفِي بَاب من طَاف على نِسَائِهِ قَالَ وَله عَلَيْهِ السَّلَام يَوْمئِذٍ تسع نسْوَة كَذَا لَهُم وَعند الْقَابِسِيّ سبع بِتَقْدِيم السِّين وَالتَّاء وَهُوَ وهم وَفِي بعث أُسَامَة عزوت مَعَ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) سبع غزوات وَخرجت فِيمَا يبْعَث من الْبعُوث تسع غزوات كَذَا فِي حَدِيث قُتَيْبَة وَعند الْأصيلِيّ سبع بِتَقْدِيم السِّين فِي الآخر وَعند جَمِيعهم فِي الأول مثله وَكَذَا لَهُم فِي حَدِيث عمر بن غياث سبع فِي الأولى وتسع فِي الثَّانِيَة وَفِي حَدِيث أبي عَاصِم سبع غزوات وَفِي رِوَايَة الْقَابِسِيّ تسع وَفِي حَدِيث مُحَمَّد بن عبد الله سبع لجميعهم
التَّاء مَعَ الْوَاو
(ت وب) قَوْله ثمَّ تَابَ تَابَ الله عَلَيْهِ أَي قبل تَوْبَته ورضيها وَيكون أَيْضا ثبتها وصححها لَهُ وأخلصها وَقيل تَوْبَة الله على عباده رُجُوعه بهم إِلَيْهَا وَاصل التَّوْبَة الرُّجُوع يُقَال تَابَ وثاب وأناب بِمَعْنى رَجَعَ
(ت وَج) قَوْله فِي ابْن سلول على أَن يُتَوِّجُوهُ أَي يعمموه عِمَامَة الرياسة والعمائم تيجان الْعَرَب وَفِي الحَدِيث ويعصبوه بِالْعِصَابَةِ وَفِي السّير وَإِنَّا لننظم لَهُ الخرز ليتوجوه
(ت ور) وَذكر فِيهَا التور بِفَتْح التَّاء وتورمن حِجَارَة وَهُوَ مثل الْقدر من حِجَارَة
(ت وق) وَقَوله مَالك تتوق فِي نسَاء قُرَيْش وَتَدعنَا تقدم رِوَايَة بَعضهم فِيهِ هَكَذَا أَي تشتاق وَقد تقدم فِي حرف الْهمزَة وَالنُّون مَعْنَاهُ وَالْخلاف فِيهِ وَصَوَابه تنوق بالنُّون أَي تخْتَار كَمَا تقدم وَالله أعلم
(ت وو) قَوْله الِاسْتِجْمَار تو بِفَتْح التَّاء وَتَشْديد الْوَاو أَي وتر وفرد لأشفع
(ت وى) وَقَوله فقد توى أَي هلك بِكَسْر الْوَاو يتوى بِفَتْحِهَا توى مَقْصُور وَمِنْه فِي الحَدِيث الآخر ذَاك لاتوى عَلَيْهِ وَقد ذكر بَعضهم أَنه يُقَال فِي الْمَاضِي توى أَيْضا بفتحهما وَأَنَّهَا لُغَة طي فِي هَذَا الْبَاب وَقَالَ الْخَلِيل توى يتوي توى ذهب مَاله وَقَالَ ابْن دُرَيْد توى يتوي توى إِذا هلك فَهُوَ تاو وَوَقع عِنْد الْأصيلِيّ فِي بَاب الْمَلَائِكَة ذَاك لَا تواء عَلَيْهِ مَمْدُود وَهُوَ خطأ وَكَذَلِكَ عِنْده فِي الْجِهَاد فِي فضل النَّفَقَة.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
قَوْلك مَالك تتوق فِي نسَاء قُرَيْش كَذَا لبَعض رُوَاة مُسلم بِالتَّاءِ من التوق وَهُوَ الاشتياق أَي تحب لكافة الروَاة تنوق بالنُّون وَمَعْنَاهُ تخْتَار وتبالغ فِيمَا يُعْجِبك مِنْهُم والأنيق من الشَّيْء المعجب الْمُخْتَار ونيقة كل شَيْء خِيَاره يُقَال مِنْهُ تانق وتنوق وتنيق
التَّاء مَعَ الْيَاء
(ت ى س) قَوْله لَا يُؤْخَذ فِي الصَّدَقَة تَيْس هُوَ الذّكر الثني من الْمعز الَّذِي لم يبلغ حد الضراب فَلَا مَنْفَعَة فِيهِ
(ت ى هـ) قَوْله امْرُؤ تايه أَي متحير كَالَّذي يتيه فِي التيه من الأَرْض وَهِي الَّتِي لَا علم فِيهَا يَهْتَدِي بِهِ وَقَوله فتاهت بِهِ سفينته أَي أخذت على غير استقامة وَلَا مَنْهَج وَمِنْه قَوْله يتيه قوم من قبل الْمشرق.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
قَول البُخَارِيّ تَارَة جمعه تيرة وتارات كَذَا الابْن أبي صفرَة وَغَيره وَفِي أصل الْأصيلِيّ تيروتارات وَهُوَ الصَّوَاب
التَّاء المفردة
قَوْله كَيفَ تيكم هِيَ إِشَارَة بالتنبيه للمؤنث مثل ذَا للمذكر وسنذكره فِي الذَّال
التَّاء المزيدة
وَقد جَاءَت حُرُوف كَثِيرَة وكلمات جمة أَولهَا تَاء مزيدة أَو مبدلة سوى مَا نبهنا على بَعْضهَا يشكل طلبَهَا فِي أصُول أَبْوَابهَا فنبهنا عَلَيْهَا هُنَا مِنْهَا من ذَلِك قَوْله من تعار من اللَّيْل وتعلت من نفَاسهَا نذكرهُ فِي حرف الْعين ويتسار إِلَيْهَا والتسبيد فِي حرف السِّين ويتوخى وتوخى ومتماثل ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْهمزَة وتحلة الْقسم(1/125)
والتحية والتحيات نذكرها فِي حرف الْحَاء وَالتَّجْبِيَة فِي حرف الْجِيم وتطوافا فِي حرف الطَّاء وَلنْ يتْرك فِي حرف الْوَاو وَكَذَلِكَ لَا تفي عَن أحد بعْدك
فصل فِي أَسمَاء الْمَوَاضِع فِي هَذَا الْحَرْف
(تبَالَة) بِفَتْح أَوله وَبعده بَاء بِوَاحِدَة مُخَفّفَة وَفتح اللَّام بعْدهَا مَوضِع من بِلَاد الْيمن وَأَرْض دوس جَاءَ ذكرهَا فِي خبر ذِي الخلصة فِي كتاب مُسلم وَلَيْسَت بتبالة الْحجَّاج الَّذِي يضْرب بهَا الْمثل فِي الْهون فَيُقَال أَهْون من تبَالَة على الْحجَّاج تِلْكَ بِالطَّائِف وَلها خبر
(تَبُوك) بِفَتْح التَّاء مَعْرُوفَة وَهِي من أدنى أَرض الشَّام قيل سميت بذلك لِأَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وجدهم يبوكون حسيها بقدح فَقَالَ مَا زلتم تبوكونها فسميت بِهِ وَمعنى تبوكون تحركون وتدخلون
(التَّنْعِيم) بِفَتْح التَّاء من الْحل مَعْرُوف مَكَان بَين مروسرف بَينه وَبَين مَكَّة فرسخان وَقيل أَرْبَعَة أَمْيَال وَسمي بذلك لِأَن جبلا عَن يَمِينه يُقَال لَهُ نعيم وَعَن يسَاره آخر يُقَال لَهُ ناعم والوادي نعْمَان
(تعهن) عين مَاء سمي بِهِ الْموضع على ثَلَاثَة أَمْيَال من السقيا بطرِيق مَكَّة وَهُوَ بِكَسْر التَّاء أَولا وَكسر الْهَاء وَسُكُون الْعين الْمُهْملَة كَذَا ضبطناه عَن بعض شُيُوخنَا وَكَذَا قَيده أَبُو عبيد الْبكْرِيّ فِي مُعْجَمه وضبطناه عَن بَعضهم بِفَتْح التَّاء أَولا وَحكى عَن أبي ذَر سَمِعت الْعَرَب تَقول فِيهِ تعهن بِضَم التَّاء وَفتح الْعين وَكسر الْهَاء
(تهَامَة) بِكَسْر التَّاء وَهُوَ كل مَا نزل عَن نجد من بِلَاد الْحجاز وَسميت تهَامَة لتغير هوائها من قَوْلهم تهم الدّهن إِذا تغير رِيحه وَمَكَّة مَعْدُودَة فِي تهَامَة
(تستر) مَدِينَة من بِلَاد فَارس ينْسب إِلَيْهَا جمَاعَة بِضَم التَّاء الأولى وَسُكُون السِّين الْمُهْملَة وَفتح التَّاء الثَّانِيَة كَذَا قَيده بَعضهم
(تيما) بِفَتْح التَّاء وَسُكُون الْيَاء بعْدهَا مَمْدُود من أُمَّهَات الْقرى على الْبَحْر وَهِي من بِلَاد طي وَمِنْهَا يخرج إِلَى الشَّام
مُشكل الْأَسْمَاء والكنى فِي هَذَا الْحَرْف
أَبُو الْهَيْثَم بن التيهَان بِفَتْح التَّاء أَولا وَكسر الْيَاء بعْدهَا بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا مُشَدّدَة وَيُقَال بِفَتْحِهَا أَيْضا وبإسكانها أَيْضا وَمن عداهُ فِيهَا نَبهَان بنُون أَولا مَفْتُوحَة بعْدهَا بَاء بِوَاحِدَة سَاكِنة والحولاء بنت تويت بِضَم التَّاء وَفتح الْوَاو ثمَّ تَاء التصغير سَاكِنة وَآخره تَاء مثل أَوله وبنوتويت مثله والتويتات جمعه جَاءَ فِي حَدِيث ابْن الزبير فَخذ من بني أَسد وَعقبَة بن التوأم بِفَتْح التَّاء وَسُكُون الْوَاو وَفتح الْهمزَة بعْدهَا روى لَهُ مُسلم وَأَيوب بن أبي تَمِيمَة بِفَتْح التَّاء وَأَبُو التياح بِفَتْح التَّاء وَالْيَاء بعْدهَا بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا مُشَدّدَة وَآخره حاء مُهْملَة واسْمه يزِيد بن حميد وَأَبُو تَوْبَة الرّبيع بن نَافِع بِفَتْح التَّاء وَسُكُون الْوَاو وَبعدهَا بَاء بِوَاحِدَة وَأَبُو تُمَيْلة بِضَم التَّاء وَفتح الْمِيم ثمَّ يَاء التصغير بعْدهَا لَام واسْمه يحيى بن وَاضح وَيشْتَبه بِهِ فِيهَا مُحَمَّد بن مِسْكين بن نميلَة مثله إِلَّا أَن أَوله نون وَأَبَان بن تغلب وَعَمْرو بن تغلب كِلَاهُمَا بِفَتْح التَّاء وغين مُعْجمَة وَسَعِيد بن عِيسَى بن تليد بِفَتْح التَّاء وَكسر اللَّام وآخزه دَال مُهْملَة وَأَبُو تُرَاب كنية عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ ولقب لقبه بِهِ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) حِين قَالَ لَهُ قُم أَبَا تُرَاب فِي الحَدِيث الْمَشْهُور.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
فِي هَذَا الْفَصْل صَالح بن أبي صَالح مولى التوءمة المحدثون يَقُولُونَهُ بِضَم التَّاء وَفتح الْهمزَة على الْوَاو وَصَوَابه بِفَتْح التَّاء(1/126)
وَسُكُون الْوَاو وهمزة مَفْتُوحَة بعْدهَا كَذَا سمعناه من الحذاق وقيدناه عَنْهُم وَمِنْهُم من لَا يهمزوا بِنَقْل الْحَرَكَة على الْوَاو وَيَقُول التومة وَكَذَلِكَ كَانَ يلفظ بِهِ القَاضِي أَبُو الْوَلِيد الْبَاجِيّ وَاسم أبي صَالح نَبهَان والتوءمة مولاته هِيَ بنت أُمِّيّه بن خلف قَالَ الْوَاقِدِيّ ولدت مَعَ أُخْت لَهَا فِي بطن فسميت بذلك
فصل مُشكل الْأَنْسَاب فِيهِ
فِيهِ أَبُو يعلي التوزي بتاء بِاثْنَتَيْنِ فَوْقهَا وَبعد الْوَاو الْمُشَدّدَة زَاي واسْمه مُحَمَّد بن الصَّلْت وتوز مَوضِع من أَرض فَارس هَذَا وَحده خرج عَنهُ البُخَارِيّ وَحده فِي بَاب الرِّدَّة وَمن عداهُ ثوري بثاء مُثَلّثَة وواو سَاكِنة بعْدهَا رَاء وثور قبيل من هَمدَان وثور أَيْضا قبيل من عبد مَنَاة بن أد بن طابخة بن إلْيَاس يعرف بثور أطحل مِنْهُم سُفْيَان الثَّوْريّ الإِمَام خرجا عَنهُ وَمِنْهُم أَبُو يعلي مُنْذر بن يعلي الثَّوْريّ خرجا عَنهُ وَيشْتَبه بِأبي يعلي الأول وسواهما فِيهَا من ثَوْر هَمدَان وحرملة بن يحيى التجيبيى وتجيب قَبيلَة من كِنْدَة يُقَال بِفَتْح التَّاء وَضمّهَا وبالضم يَقُوله أَصْحَاب الحَدِيث وَكثير من الأدباء وبالفتح يَقُوله بعض أهل الْأَدَب وَلَا يجير فِيهِ إِلَّا الْفَتْح وَزعم بَعضهم أَن التَّاء فِيهِ أَصْلِيَّة وَلَيْسَت بتاء الِاسْتِقْبَال وَفِي بَاب التَّاء وَالْجِيم وَالْبَاء ذكرهَا صَاحب الْعين يُقَال تجيب وتجوب قَبيلَة وبالفتح قيدنَا الْحَرْف وقرأناه على جمَاعَة من حذاق شُيُوخنَا أبي الْحُسَيْن وَغَيره وَكَانَ الْأُسْتَاذ أَبُو مُحَمَّد بن السَّيِّد النَّحْوِيّ مِمَّن أدركناه يذهب إِلَى صِحَة الْوَجْهَيْنِ مَعَ كَون التَّاء مزيدة من قَوْله جاب يجوب ويجيب إِذا خرق والتميمي كثير مِنْهُم يحيى بن يحيى التَّمِيمِي وَغَيره فَأَما التَّيْمِيّ فمنسوب إِلَى تيم بن مرّة من قُرَيْش ذكر مِنْهُم فِيهَا بنسبه أَبُو بكر الصّديق وَعَاصِم بن النَّضر التَّيْمِيّ وَمُحَمّد بن إِبْرَاهِيم بن عَلْقَمَة التَّيْمِيّ وَأَبُو حَيَّان التَّيْمِيّ وَسليمَان التَّيْمِيّ وَإِبْرَاهِيم بن يزِيد التَّيْمِيّ وَذكر مُسلم مُحَمَّد بن عبد الْأَعْلَى التَّيْمِيّ كَذَا قَالَ فِي كتاب النذور وَنسبه فِي الْجِهَاد وَفِي غير مَوضِع الْقَيْسِي وهما لَا يَجْتَمِعَانِ قَالَ بعض شُيُوخنَا لَعَلَّه من ولد تيم بن قيس بن ثَعْلَبَة بن عكابة بن سعد بن عَليّ بن بكر بن وَائِل فَيصح نسبه قيسيا وتيميا فَأَما تيم بن مرّة وَقيس بن عيلان فَلَا يَجْتَمِعَانِ وَذكر مُسلم فِي بَاب من يقتل مُؤمنا مُتَعَمدا نَا أَبُو النَّضر هَاشم بن الْقَاسِم التَّيْمِيّ كَذَا فِي بعض نسخ مُسلم هُنَا وَهُوَ وهم ولسائر الروَاة هُنَا اللَّيْثِيّ وَفِي أصل ابْن عِيسَى هُنَا التَّمِيمِي وَقيد عَن الجياني اللَّيْثِيّ كَمَا للْجَمَاعَة قَالَ الجياني وَيُقَال التَّمِيمِي وَكَذَا ذكره البُخَارِيّ فِي تَارِيخه أَنه يُقَال فِي نسبه الْوَجْهَيْنِ اللَّيْثِيّ والتميمي وسُفْيَان التمار بِالتَّاءِ وَيشْتَبه بِهِ الْيَمَان وَالِد حُذَيْفَة وَيزِيد بن إِبْرَاهِيم التسترِي بِضَم التَّاء الأولى وَفتح الثَّانِيَة وَكَذَا قَيده القَاضِي الْبَاجِيّ وَبَعْضهمْ ضمهما مَعًا مَنْسُوب إِلَى تستر من بِلَاد فَارس وَعبد الله بن يُوسُف التنيسِي بِفَتْح التَّاء أَوله وَفِي سَنَد مُسلم أَبُو اللَّيْث نصر بن الْحسن التنكثي بتاء مَضْمُومَة وَنون سَاكِنة وكاف مصمومة بعْدهَا ثاء مثلثه وتنكث من بِلَاد الشاس والسمرقند
حرف الثَّاء
الثَّاء مَعَ الْهمزَة
(ث اب) ذكر فِي غير حَدِيث إِذا تثاءب أحدكُم بِالْمدِّ والمصدر التثاؤب مثله مَعْلُوم كَذَا جَاءَ فِي الحَدِيث وَالِاسْم الثوباء بِالْهَمْز وَالْمدّ وَقد تسهل الْهمزَة يُقَال تثاوب والثوباء قَالَ ثَابت صَوَابه تثاب بتَشْديد الْهمزَة وَلَا يُقَال تثاؤب قَالَ ابْن دُرَيْد أَصله من ثيب الرجل فَهُوَ مثوب إِذا استرخى وكسل(1/127)
(ث ال) قَوْله فِي خَاتم النبوءة عَلَيْهِ خيلان كأمثال الثآليل وأحدها ثؤلول بِضَم الثَّاء مَهْمُوز وَهِي حبوب تنْبت فِي ظَاهر الْجَسَد
الثَّاء مَعَ الْبَاء
(ث ب ت) قَوْله وَثَبت الْأَقْدَام إِن لاقينا يُقَال فلَان ثَبت فِي الْحَرْب وَثَبت وتبيت أَي مقدم لَا يفر مطمئن النَّفس وَمِنْه قَوْله تَعَالَى وتثبيتا من أنفسهم أَي طمأنينة قَوْله فِي الصَّيْد فأثبته أَي أصبت مَقْتَله
وَقَوله فساوني عَن أَشْيَاء لم أثبتها بِضَم الْهمزَة وَكَذَلِكَ لم يثبت مَنَازِلهمْ أَي لم يُحَقّق ذَلِك
وَقَوله كَانَ إِذا عمل عملا أثْبته أَي لزمَه ودام عَلَيْهِ
(ث ب ج) ثبج الْبَحْر بِفَتْح التَّاء وَالْبَاء وَسطه وَقيل ثبج الْبَحْر ظَهره وَقد جَاءَ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى ظهر هَذَا الْبَحْر والثبج أَيْضا مَا بَين الْكَتِفَيْنِ
(ث ب ط) فِي قَوْله فِي حَدِيث سَوْدَة وَكَانَت امْرَأَة ثبطة فسره فِي الحَدِيث أَي ثَقيلَة وَهُوَ صَحِيح ضبطناه فِيهَا بِكَسْر الْبَاء وَقَيده الجياني عَن أبي مَرْوَان بن سراج بِكَسْرِهَا وسكونها وَقد تقدم فِي حرف الْبَاء والطاء وَرِوَايَة من رَوَاهُ بطيئة.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
قَوْله وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ ليهلن ابْن مَرْيَم بفج لروحاء حَاجا أَو مستمرا أَو ليثبتنهما كَذَا عِنْد الطَّبَرِيّ من الْإِثْبَات وَعند غَيره ليثنينهما من التَّثْنِيَة أَي يجمعهما مَعًا وَكَذَا للعذرى إِلَّا أَنه عِنْده أَو ليثنيهما دون نون مُشَدّدَة آخرا وهما بِمَعْنى وَفِي بَاب النّوم قبل الْعشَاء فاستثبت عَطاء كَيفَ وضع النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) يَده على رَأسه كَذَا لَهُم وَعند ابْن السكن فاستفتيت وَالْأول الصَّوَاب وَفِي تَفْسِير سُورَة الْفَتْح قواه بِأَصْحَابِهِ كَمَا قوى الْحبَّة بِمَا نبت مِنْهَا ويروي ينْبت على الِاسْتِقْبَال كُله من النَّبَات بالنُّون وَعند الْقَابِسِيّ يثبت من الثَّبَات وَلَيْسَ بِشَيْء وَفِي بَاب النَّعْل فِي حَدِيث أنس فَقَالَ ثَابت الْبنانِيّ هَذِه نعل رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كَذَا لأبي ذَر والقابسي وَعند الْأصيلِيّ فَقَالَ يَا ثَابت هَذَا نعل رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَهُوَ الصَّوَاب
الثَّاء مَعَ الْجِيم
(ث ج ج) قَوْله فثجت فبالت كَذَا قيدنَا هَذَا الْحَرْف فِي حَدِيث أبي الْيُسْر الطَّوِيل آخر صَحِيح مُسلم عَن شُيُوخنَا من رِوَايَة العذرى بثاء مُثَلّثَة وجيم مُشَدّدَة ورويناه من طَرِيق الْفَارِسِي وَابْن ماهان فشجت بشين مُعْجمَة وَتَخْفِيف الْجِيم قَالُوا وَهُوَ الصَّوَاب وَالْفَاء أَصْلِيَّة قَالَ الجياني فِيمَا رَوَاهُ لنا عَنهُ القَاضِي أَبُو عبد الله التميم صَوَابه ففشجت وَهُوَ يصحح رِوَايَة ابْن ماهان والفارسي وَكَذَا ذكر الْحَرْف صَاحب الغريبين والخطابي وَمعنى ذَلِك تفاجت أَي فتحت فخذيها لتبول وَأنكر بَعضهم الْجِيم فِي هَذَا وَقَالَ إِنَّمَا هُوَ فشحت بِالْحَاء وَوجدت أَيْضا عَن الجياني أَن صَوَابه فشجنت مثله وَنون بعد الْجِيم وَقيل لَعَلَّه بِمَعْنى توقفت وَأَمْسَكت عَن الْمَشْي للبول وَمِنْه قَوْلهم الحَدِيث ذُو شجون إِنَّمَا لتمسك بعضه بِبَعْض وَلَا يبعد صَوَاب الرِّوَايَة الأولى أَي صبَّتْ بولها والثج الصب وَمِنْه فِي حَدِيث الْمُسْتَحَاضَة أثجه تجا تَعْنِي الدَّم أَي أصبه صبا
الثَّاء مَعَ الْخَاء
(ث خَ ن) قَوْلهَا أَن أثخنتها أَي بالغت فِيمَا جاوبتها بِهِ واكترث عَلَيْهَا وأثقلتها ويروي أنحيتها ويروى ألحيتها وَكَذَلِكَ فِي الحَدِيث الآخر حِين أثخنت عَلَيْهَا ويروى ألحيت عَلَيْهَا ويروى حَتَّى انحنيت قيل وَهُوَ الصَّوَاب وَمعنى أنحيت قصدت واعتمدت وَلَا وَجه لرِوَايَة ألحيت بِاللَّامِ وَالْأَشْبَه عِنْدِي أَنه تَغْيِير من لفظ الحَدِيث الأول من قَوْله حَتَّى أثخنتها غَلَبَة وَالله أعلم
الثَّاء وَالدَّال(1/128)
(ث د ى) الثدي بِفَتْح الثَّاء وَسُكُون الدَّال وَاحِد والثدي بضَمهَا وَكسر الدَّال جمع جَاءَ فِي الحَدِيث وَقَوله فِي خبر إِبْرَاهِيم ابْن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَنه مَاتَ فِي الثدي أَي فِي أمد رضاعه وَمِنْه فِي حَدِيث الْخَوَارِج إِحْدَى عضدية مثل ثدي الْمَرْأَة وَمثل الْبضْعَة تدَرْدر وَفِيه فِي كتاب مُسلم مثدن الْيَد بالثاء الْمُثَلَّثَة أَو مودن بِالْهَمْزَةِ وروى مثدون وَمعنى مثدن ومثدون صَغِير الْيَد مجتمعها بِمَنْزِلَة تندوة الثدي وَأَصله مثند فَقدمت الدَّال وَقد ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْألف وَيُقَال لَهُ ذُو الثدية كَذَا يرويهِ عَامَّة الْمُحدثين بثاء مثلثه تَصْغِير ثدي وَيُقَال ذُو اليدية بياء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا تَصْغِير يَد وَهُوَ أوجه وَهُوَ الَّذِي يدل عَلَيْهِ مخرج الْيَد وَإِحْدَى عضديه وَإِحْدَى يَدَيْهِ وَلما يرويهِ المحدثون أَيْضا وَجه لَا يَنْبَغِي أَن يُنكر وَيبعد جملَة.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
فِي حَدِيث مثل الْمُتَصَدّق والبخيل فِي كتاب الزَّكَاة جبتان أَو جنتان من لدن ثديهما إِلَى تراقيهما وَكَذَا لأبي بَحر بالثاء الْمُثَلَّثَة فِي كتاب مُسلم فِي حَدِيث عَمْرو النَّاقِد وَعند غَيره يديهما وَهُوَ الصَّوَاب وَفِي حَدِيث أبي أَيُّوب الغيلاني بعده قد اضطرت أَيْدِيهِمَا إِلَى ثديهما كَذَا لأبي بَحر وَهُوَ الصَّوَاب هُنَا وَلغيره إِلَى يديهما وَهُوَ خطأ
الثَّاء مَعَ الرَّاء
(ث ر ب) وَقَوله وَلَا يثرب عَلَيْهَا أَي لَا تعيرها وتوبخها بذنبها قَالَ الله تَعَالَى) لَا تَثْرِيب عَلَيْكُم
(
(ت ر و) وَقَوله لَهَا نعما ثريا أَي كَثِيرَة أثرت الأَرْض إِذا كَانَ ترابها كثيرا وأثرى بَنو فلَان كثرت أَمْوَالهم ثراء مَمْدُود والثروة الْغَنِيّ وَكَثْرَة المَال وَقَالَ ثريا وَهُوَ مُفْرد مُذَكّر وصف لنعم جمع مؤنث لِأَن النعم قد يذكر أَيْضا أَو حملا على اللَّفْظ وَتَقْدِير جمع نعم وَقَوله وتزويج الْمقل المثرية أَي الغنية الْكَثِيرَة المَال
(ث ر ى) قَوْله فِي السويق فثرى أَي بل بِالْمَاءِ ولين حَتَّى صَار كالثرى مَقْصُور وَهُوَ التُّرَاب الندي وَمثله ثريناه فأكلناه أَي عجناه وَقَوله مَكَان ثريان أَي ذُو ثرى وندوة وَقَوله وَالشَّجر وَالثَّرَى على إِصْبَع وَالْأَرْض على إِصْبَع فَفرق هُنَا بَين الأَرْض وَالثَّرَى
الثَّاء مَعَ الْكَاف
(ث ك ل) قَوْله ثكلتك أمك عمر بِكَسْر الْكَاف وثكلث بنيتي وَيَا ثكل أُمِّيّه هِيَ كلمة استعملتها الْعَرَب كثيرا وَمَعْنَاهُ فقدتك والثكل الْفَقْد يُقَال ثكلت وأثكلت ثكلا بِالضَّمِّ
الثَّاء مَعَ اللَّام
(ث ل ث) قَوْله بَين كل أذانين صَلَاة ثَلَاثًا لمن شَاءَ أَي قَالَ ثَلَاث مَرَّات هَذَا الْكَلَام فَمَعْنَاه تَقْدِيمه بعد قَالَ لَكِن بتوسطه هُنَا يُوهم وَيشكل لَكِن يفسره قَوْله فِي الرِّوَايَة قَالَهَا مرَّتَيْنِ ثمَّ قَالَ فِي الثَّالِثَة لمن شَاءَ وَقَوله حَتَّى إِذا كَانَ يَوْم الثَّالِث يحمل على إِضَافَة الشَّيْء إِلَى نَفسه كمسجد الْجَامِع أَو يكون بِمَعْنى الْوَقْت الثَّالِث من اجتماعنا وَنَحْوه
(ث ل ط) قَوْله ثَلَطَتْ وبالت بِفَتْح اللَّام وَكسرهَا أَي سلحت والثلط بِسُكُون اللَّام الرجيع الْخَفِيف
(ث ل ل) قَوْله والثلة بِفَتْح الثَّاء الْقطعَة من الْغنم وَبِضَمِّهَا من النَّاس قَالَ الله تَعَالَى) ثلة من الْأَوَّلين
(
(ث ل م) قَوْله فِي ثلمة جِدَار هِيَ الْموضع المنهدم مِنْهُ وثلمة الْإِنَاء المنكسر من حَاشِيَته
(ث ل غ) قَوْله يثلغ رَأسه على مَا لم يسم فَاعله بغين مُعْجمَة وَلَا وَجه لمن رَوَاهُ بِالْمُهْمَلَةِ أَي يشدخ ويفضخ وَمثله قَوْله إِذا يثلغوا رَأْسِي وسنذكره.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
قَول ابْن عَوْف وَالله مَا اكتحلت هَذِه الثَّلَاث بكبير نوم كَذَا لَهُم وَلابْن السكن هَذِه(1/129)
اللَّيْلَة وَهُوَ أشبه وأصوب
وَفِي بَاب مَا ينْهَى عَنهُ من النوح فِي حَدِيث الْبكاء على جَعْفَر بن أبي طَالب فَأمره الثَّالِثَة كَذَا لأبي أَحْمد وللمروزي وَأبي ذَر الثَّانِيَة وَهُوَ صَوَابه لِأَنَّهُ ذكره بعد فِي الحَدِيث أَنه رَجَعَ إِلَيْهِ وَجَاء مُبينًا فِي الْأَحَادِيث الْأُخَر فِي غير الْبَاب أَنه أَتَاهُ فِي الثَّانِيَة ثمَّ قَالَ فَأَتَاهُ الثَّالِثَة
وَفِي بَاب الدَّوَاء بالعسل قَوْله اسْقِهِ عسلا ثمَّ أَتَاهُ الثَّالِثَة كَذَا لكافتهم وَعند النسفى الثَّانِيَة وَهُوَ الصَّوَاب وَلم يذكر الثَّالِثَة وَعند أبي ذَر ذكر الثَّانِيَة ثمَّ الثَّالِثَة ثمَّ قَالَ ثمَّ أَتَاهُ فَقَالَ قد فعلت فَقَالَ صدق الله وَكذب بطن أَخِيك اسْقِهِ عسلا فَيَأْتِي تكراره على هَذَا أَربع مَرَّات وَزِيَادَة الثَّالِثَة فِي رِوَايَة أبي ذَر وهم وَالصَّوَاب مَا عِنْد النسفى وَالله أعلم
وَفِي وَصِيَّة الزبير يَقُول ثلث الثُّلُث فَإِن فضل من أَمْوَالنَا شَيْء بعد قَضَاء الدّين فلولدك كَذَا لَهُم ثلث بِضَم الثاءين مَعًا وَاللَّام وَإِضَافَة الثُّلُث الآخر إِلَيْهِ قَالَ بعض النَّاس وَصَوَابه وَوجه الْكَلَام ثلث الثُّلُث بِنصب الثَّاء الأولى وَكسر اللَّام على الْأَمر وَنصب آخر الثُّلُث الثَّانِي على الْمَفْعُول قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَلَا أَدْرِي مَا اضطره إِلَى هَذَا وَالْكَلَام المروى مُسْتَقل بِنَفسِهِ
قَوْله فِي حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر من كَانَ عِنْده طَعَام اثْنَيْنِ فليذهب بِثَلَاثَة كَذَا عِنْد مُسلم وَعند البُخَارِيّ بثالث وَهُوَ وَجه الْكَلَام بِدَلِيل قَوْله بعده وَمن كَانَ عِنْده طَعَام أَرْبَعَة فليذهب بخامس وَقد يحْتَمل لَوْلَا هَذِه الْقَرِينَة أَن يكون من كَانَ عِنْده طَعَام اثْنَيْنِ من الأضياف فليذهب بِثَلَاثَة لِأَنَّهُ يقوتهم وبساط الحَدِيث فِي مُسلم لَا يدل عَلَيْهِ
وَفِي الحَدِيث الآخر أَيْضا فِي البُخَارِيّ فِي بَاب عَلَامَات النُّبُوَّة وَانْطَلق النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام بِعشْرَة وَأَبُو بكر ثَلَاثَة كَذَا للأصيلي وَلغيره بِثَلَاثَة وَوجه رِوَايَة الْأصيلِيّ عِنْدهم وَهِي الَّتِي صوبوا وَأَبُو بكر ثَلَاثَة أَي عدَّة أَهله ثَلَاثَة أَي هُوَ فِي ثَلَاثَة عدَّة أضيافه وَهَذَا بعيد لما يَأْتِي بعده من أَكثر من هَذَا الْعدَد بقوله فَهُوَ أَنا وَأبي وَأمي وَذكر خادمهم وَشك فِي الزَّوْجَة وَالْأَشْبَه أَن يكون ثَلَاثَة أَي بِثَلَاثَة كَمَا قَالَ للْآخر وكما جَاءَ فِي غير هَذَا الحَدِيث وَيكون تكْرَار
فِي حَدِيث أبي الطَّاهِر إِذا مر بالنطفة ثَلَاثَة وَأَرْبَعُونَ لَيْلَة كَذَا للعذري ولكافتهم ثِنْتَانِ وَأَرْبَعُونَ
فِي الحَدِيث إِذا يثلغوا رَأْسِي كَذَا الروية لغير العذري عِنْد شُيُوخنَا بالثاء الْمُثَلَّثَة سَاكِنة وَلَام مَفْتُوحَة وغين مُعْجمَة وللعذري يقلعوا بِالْقَافِ وَالْعين الْمُهْملَة وَقد تقدم تَفْسِير يثلغوا وَأَنه بِمَعْنى يشدخوا وَوجدت هَذَا الْحَرْف فِي بعض الرِّوَايَات يفلغوا بِالْفَاءِ والغين الْمُعْجَمَة وَهُوَ بِمَعْنى يثلغوا سَوَاء وَفِي الجمهرة فلغت رَأسه وثلغته سَوَاء إِذا شدخته وَوَقع فِي غير مُسلم مثله بِالْفَاءِ لَكِن بِعَين مُهْملَة وَمَعْنَاهُ يشقوا وَكَذَا ذكره الْخطابِيّ وَرَوَاهُ وَقَالَ لنا شَيخنَا أَبُو الْحُسَيْن أَنه بِالْمُعْجَمَةِ قَالَ وَيُقَال بِالْمُهْمَلَةِ يُرِيد مَعَ الْفَاء فصحح الرِّوَايَتَيْنِ وبالمهملة ذكرهَا الْخَلِيل قَالَ وَمِنْه تفلعت بالطيخة وَفِي الجمهرة مثله وَفَسرهُ يشقوا بنصفين قَالَ فلع رَأسه بِالسَّيْفِ إِذا ضربه بِهِ فشقه نِصْفَيْنِ وَأرى رِوَايَة يقلعوا بِالْقَافِ وهما وَالله أعلم وَإِن كَانَ يتَخَرَّج لَهَا وَجه وَيكون قلعه إِزَالَته عَن جسده لاكنه قَلما يسْتَعْمل الْقلع فِي مثله
قَوْله خلق ابْن آدم على سِتِّينَ وثلاثمائة مفصل وَفِي آخر الحَدِيث عدد تِلْكَ السِّتين والثلاثمائة كَذَا هُوَ عِنْد جَمِيع شُيُوخنَا وَأكْثر النّسخ وَأهل الْعَرَبيَّة يأبون هَذِه الرِّوَايَة وَيَقُولُونَ صَوَابه وثلاثمائة بِغَيْر ألف وَلَام وَهُوَ(1/130)
كَلَام الْعَرَب وَقد جَاءَ فِي بعض النّسخ على الصَّوَاب وَلَعَلَّه مصلح
الثَّاء مَعَ الْمِيم
(ث م د) قَوْله على ثَمد بِفَتْح الثَّاء وَالْمِيم هُوَ الْقَلِيل من المَاء وَقيل هُوَ مَا يظْهر من المَاء فِي الشتَاء وَيذْهب فِي الصَّيف قَالَ بَعضهم وَلَا يكون إِلَّا فِيمَا غلظ من الأَرْض وَقيل غير هَذَا
(ث م ر) قَوْله بِسَوْط لم تقع ثَمَرَته أَي طرفه وَكَذَلِكَ ثَمَرَة اللِّسَان وَمَعْنَاهُ لم يركب فيلين طرفه
وَقَوله فثمرت أُجْرَة أَي نميت لَهُ
(ث م ل) وَقَوله فِي حَمْزَة ثمل بِكَسْر الْمِيم أَي سَكرَان قد أَخذ مِنْهُ الشَّرَاب وَقَوله ثمال اليتمى أَي مطعمهم وَقيل عمادهم وَيكون ظلهم والثمل الظل
(ث م م) قَوْله فِي البُخَارِيّ فِي مصلى النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) لَيْسَ فِي الْمَسْجِد الَّذِي بنى ثمَّ وَلَكِن أَسْفَل بِفَتْح الثَّاء ظرف مَكَان وَمثله فِي الحَدِيث بعده فَجعل الْمَسْجِد الَّذِي بنى ثمَّ عَن يسَار الْمَسْجِد بِفَتْحِهَا أَيْضا وَفِي آخِره ثمَّ يصلى هَذَا حرف عطف مضموم الثَّاء وَفِي حَدِيث جَابر فِي الْحَج فَكَانَ منزله ثمَّ بِالْفَتْح وَكَذَلِكَ فِي بَاب الْمَسَاجِد الَّتِي على طرف الْمَدِينَة فِي صَحِيح البُخَارِيّ قَوْله فعرس ثمَّ وَثمّ خليج وَثمّ يُصَلِّي كُله بِفَتْح الثَّاء ظرف مَكَان
(ث م ن) وَقَوله ثامنوني بحائطكم هَذَا أَي اذْكروا ثمنه وبايعوني فِيهِ وَقَوله نهى عَن ثمن الدَّم أَي أُجْرَة الْحجام كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيث الآخر وَقَوله تقبل بِأَرْبَع وتدبر بثمان يَعْنِي أَربع عُكَن فِي بَطنهَا إِذا أَقبلت وأطرافها فِي ظهرهَا ثَمَان أَربع من كل جَانب قَالُوا وَقَالَ ثَمَان عَن الْأَطْرَاف وَلم يقل ثَمَانِيَة لِأَنَّهُ لم يذكرهَا فيذكرها كَمَا قَالُوا هَذَا الثَّوْب سبع فِي ثَمَان يُرِيد سبع أدرع فِي ثَمَانِيَة أشبار فَلَمَّا لم يذكر الأشبار أنث لتأنيث مَا قبلهَا.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
قَول البُخَارِيّ فِي تَفْسِير الكباث ثَمَر الإراك كَذَا للأصيلي والنسفي ولغيرهما ورق الإراك وَهُوَ خطا بَين وَسَيَأْتِي تَفْسِيره بَابَيْنِ من هَذَا فِي حرف الْكَاف
وَفِي حَدِيث طَلَاق النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) نِسَاءَهُ وَذكر كسْرَى فِي الثِّمَار والأنهار كَذَا لجَمِيع شُيُوخنَا وَرَوَاهُ بَعضهم على الثِّمَار والأنهار وَهُوَ تَصْحِيف وَقَوله كُنَّا أهل ثمه ورمه كَذَا ضبطناه بِضَم الثَّاء وَالرَّاء وَتَشْديد الْمِيم فيهمَا وَوَقع أَيْضا عِنْد الجياني وَغَيره ثمه ورمه بفتحهما وَكَانَ عِنْد ابْن المرابط الْفَتْح فِي رمه لَا غير قَالَ أَبُو عُبَيْدَة المحدثون يَرْوُونَهُ بِالضَّمِّ وَالْوَجْه عِنْدِي الْفَتْح والثم إصْلَاح الشَّيْء وَأَحْكَامه وَقَالَ أَبُو عمر وألثم الرم وَفِي كتاب الْعين ثممت الشَّيْء أحكمته وأصلحته والرم الْإِصْلَاح وَقيل ألثم والرم بِالْفَتْح الْخَيْر وَالشَّر
وَفِي الْخذف أحَدثك أَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) نهى عَن الْخذف ثمَّ تخذف كَذَا لَهُم وَعند القَاضِي الصَّدَفِي عَن العذري لم تخذف بِاللَّامِ مَكْسُورَة وَالْأول أبين وَهَذَا وهم وَفِي حَدِيث الْفِتَن ثمَّ وَقعت الثَّالِثَة فَلم ترْتَفع وَفِي النَّاس طباخ كَذَا فِي جَمِيع نسخ البُخَارِيّ وَالْمَعْرُوف وَلَو وَقعت الثَّالِثَة وَبِهَذَا النَّص ذكره ابْن أبي شيبَة
قَوْله فِي بَاب الرمى والنحر فِي كتاب مُسلم فِي حَدِيث يحيى بن يحيى ثمَّ أَتَى منزله بمنى وَنحر ثمَّ الأولى ثمَّ مَضْمُومَة حرف عطف وَالْآخِرَة مَفْتُوحَة ظرف مَكَان وَسَقَطت هَذِه الْأَخِيرَة عِنْد بعض شُيُوخنَا وسقوطها أصوب وَقَوله فَكَانَ يعلم الْمَكَان الَّذِي صلى فِيهِ عَلَيْهِ السَّلَام يَقُول ثمَّ عَن يَمِينك كَذَا فِي سَار النّسخ عَن البُخَارِيّ وَهُوَ تَصْحِيف عِنْدهم وَصَوَابه بعواسج كن عَن يَمِينك فتصحف(1/131)
بقوله يَقُول ثمَّ وَالله أعلم كَذَا نبهنا عَلَيْهِ بعض شُيُوخنَا وَقَالَ أَنه جَاءَ كَذَلِك فِي بعض الْأَحَادِيث وَذكر الْحميدِي هَذَا الْحَرْف فَقَالَ ينزل ثمَّ عَن يَمِينك كَانَ يَقُول مصحف من ينزل والأشكال بَاقٍ وَمَا ذكرنَا بَين إِن شَاءَ الله
وَقَوله فِي بَاب رَحْمَة الْوَلَد فِي حَدِيث مُحَمَّد بن كثير أَن تجْعَل لله ندا وَهُوَ خلقك ثمَّ قَالَ أَي قَالَ إِن تقتل ولدك ثمَّ قَالَ أَي قَالَ إِن تُزَانِي حَلِيلَة جَارك كَذَا فِي جَمِيع نسخ البُخَارِيّ هُنَا وَصَوَابه مَا ذكره هُوَ وَغَيره فِي غير هَذَا الْبَاب قَالَ ثمَّ أَي بِتَأْخِير ثمَّ وَتَقْدِيم قَالَ
وَقَوله فِي كتاب التَّفْسِير فَلَا أَنْسَاب بَينهم فِي النفخة الأولى ثمَّ نفخ فِي الصُّور فَصعِقَ من فِي السَّمَاوَات وَمن فِي الأَرْض إِلَّا من شَاءَ الله فَلَا أَنْسَاب عِنْد ذَلِك وَلَا يتساؤلون ثمَّ فِي النفخة الثَّانِيَة أقبل بَعضهم على بعض يتساؤلون كَذَا فِي جَمِيع النّسخ وَصَوَابه إِسْقَاط ثمَّ الأولى وَبِه يسْتَقلّ الْكَلَام وَكَذَا فِي غير هَذَا الحَدِيث
الثَّاء مَعَ النُّون
(ث ن ن) جَاءَ فِي الحَدِيث ذكر الثنة وَقَوله فأضعها فِي ثنته بِضَم أَوله وَفتح النُّون مُشَدّدَة وَهِي مَا بَين السُّرَّة والعانة
(ث ن ى) قَوْله وأندر ثنيته أَي أسقط سنا من مقدم أَسْنَانه وَهِي من الْأَسْنَان أَربع اثْنَتَانِ من فَوق وثنتان من أَسْفَل وَبيع الثنيا بِضَم الثَّاء وَهُوَ كل مَا اسْتثْنى فِي البيع مِمَّا لَا يَصح اسْتِثْنَاؤُهُ من مَجْهُول وَشبهه من مَكِيل من صبرَة بَاعهَا وَاصل الثنيا وَالِاسْتِثْنَاء سَوَاء وعرفه عِنْد الْفُقَهَاء اشْتِرَاطه رُجُوع المُشْتَرِي إِلَيْهِ مَتى أَرَادَ بَيْعه وَجَاء فِيهَا ذكر الثَّنية وأوفى على ثنية وثنية هُوَ ثنى وثنية الْوَدَاع وَهُوَ يصعد فِي ثنية وَكلما علوا ثنية هِيَ الطَّرِيق فِي الْجَبَل والثنية أَيْضا على ميل من راس الْجَبَل والثني من الْأَنْعَام مَا سقط أول أَسْنَانه الَّتِي ولد بهَا وَهِي ثناياه ونبتت لَهُ أُخْرَى وَقَوله ويثني الْيُسْرَى بِفَتْح الْيَاء أَي يعطفها ويطويها وَأثْنى على رجل وأثنوا عَلَيْهِ خيرا وتثنون عَلَيْهِ إِذا كَانَ بِمَعْنى الْمَدْح وَمن الثَّنَاء مَمْدُود فَيُقَال فِيهِ اثْنَي يثنى رباعي وَإِذا كَانَ من الْعَطف والتكرار لقَوْل شَيْء أَو فعله فَهُوَ ثني يثنى ثلاثي وَقَوله صَلَاة اللَّيْل مثنى مثني أَي رَكْعَتَانِ اثْنَتَانِ كَمَا قَالَ تَعَالَى) مثنى وَثَلَاث
(وَقَوله وَأُوتِيت السَّبع المثاني قيل هِيَ أم الْقُرْآن لِأَنَّهَا تثنى فِي كل رَكْعَة من كل صَلَاة وَقيل هِيَ مَا دون المئين من الْقُرْآن فالمئين مبادئ ثمَّ تَلِيهَا المثانى ثمَّ الْمفصل وَقيل السَّبع الطول ثمَّ المئين ثمَّ المثانى ثمَّ الْمفصل وَقيل السَّبع من المثانى الْقُرْآن كُله قَالَ تَعَالَى) وَلَقَد آتيناك سبعا من المثاني
(أَي الْقُرْآن وَقَالَ) كتابا متشابها مثاني
(سمى بذلك لِأَن الْأَنْبِيَاء تثنى فِيهِ.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
وَقَوله يكن لَهُم بَدْء العقوق وثنياه كَذَا لِابْنِ ماهان وَلغيره وثناه بِكَسْر الثَّاء مَقْصُورا أَي عودته ثَانِيَة وَهُوَ الصَّوَاب وثنيا إِنَّمَا هُوَ من الِاسْتِثْنَاء إِلَّا أَن يكون وثنيانه بالنُّون فَيكون بِمَعْنى الثنى أَو قريب مِنْهُ وَالثنَاء مَقْصُور مكسور والثنيان الَّذِي بعد ثَانِيًا يعد سيد الْقَوْم فِي إِسْلَام أبي ذَر فَلم يزل أخي أنيس يمدحه ويثنى عَلَيْهِ يعْنى الكاهن الَّذِي تحاكم إِلَيْهِ مَعَ الآخر ثمَّ قَالَ فأخذنا صرمته كَذَا للعذري وَعند السَّمرقَنْدِي والسجزي يمدحه حَتَّى غَلبه أَو حكم لَهُ وَهُوَ الَّذِي صَوبه الجياني وَغَيره وَبِه يَسْتَقِيم الْكَلَام وَيدل عَلَيْهِ قَوْله فِي الروايه الْأُخْرَى فأتينا الكاهن فَخير إنيسا أَي فَضله ثمَّ ذكر أَخذ صرمة الآخر
الثَّاء مَعَ الْعين
(ث ع ب) قَوْله يثعب دَمًا بِعَين مُهْملَة أَي يتفجر وَمثله فِي حَدِيث الْحَوْض ينثعب(1/132)
مِنْهُ مِيزَابَانِ وروى يعب ويغت بالغين الْمُعْجَمَة وَالتَّاء وَسَيَأْتِي ومثاعب الْمَدِينَة بِفَتْح الْمِيم جمع مثعب وَهِي مسَائِل مياهها
(ث ع ر) وَقَوله كَأَنَّهُمْ الثعارير بِعَين مُهْملَة وراءين مهملتين فَسرهَا فِي الحَدِيث بالضغابيس قَالَ ابْن الْأَعرَابِي هن قثا صغَار وَهِي الضغابيس وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة الضغابيس شبه صغَار القثايو كل وَهِي الثعارير وَقَالَ غَيره الثعارير وأحدها ثعرور بِضَم الثَّاء وَهِي رُؤُوس الضراثيث تكون بيضًا شبهوا بهَا وَقيل هُوَ شَيْء يخرج فِي أصُول السمر قَالَ والضغابيس شبه العراجين تنْبت فِي أصُول الثمام قَالَ والثعارير الطراثيث والطرثوث بِضَم الثَّاء نَبَات كالقطن مستطيل وَقيل الثعار يرشبه العسالج تنْبت فِي الثمام وَفِي الجمهرة الطرثوث نبت ينْبت فِي الرمل وَقَالَ الْأَصْمَعِي الضغابيس نَبَات ينْبت فِي أصُول الثمام يشبه الهليون يسلق بالخل وَالزَّيْت ويوكل وَقيل هُوَ نبت بالحجاز يخرج قدر شبر ارق من الْأَصَابِع رخص لَا ورق لَهُ أَخْضَر فِي غبرة ينْبت فِي أجناب الشّجر وَفِي الأدخر فِيهِ حموضة يُوكل نيا وَقيل يُسمى بذلك إِذا كَانَ رطبا فَإِذا اكتهل فَهِيَ العارير وَقيل الثعارير الْبيَاض الَّذِي أَسْفَل الضغابيس وَقيل الثعارير الضغابيس إِذا اكتهلت وَقيل هُوَ الأقط مادام رطبا وَوجدت عَن الْقَابِسِيّ هِيَ صدف الْجَوْهَر وَقد يعضد هَذَا قَوْله فِي الحَدِيث الآخر كَأَنَّهُمْ اللُّؤْلُؤ
قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَتَفْسِيره فِي الحَدِيث بالضغابيس وَبِقَوْلِهِ يَنْبُتُونَ كَمَا تنْبت الثعارير يدل أَنه مَا ذَكرْنَاهُ قبل.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
فِي بَاب إِثْم مَانع الزَّكَاة بِشَاة لَهَا ثعار بالثاء الْمُثَلَّثَة المضمومة وَالْعين الْمُهْملَة وَآخره رَاء كَذَا لأبي أَحْمد وَعند أبي زيد بِالشَّكِّ ثغار أَو يعار كَذَا هُنَا فَالْأول بالثاء الْمُثَلَّثَة والغين الْمُعْجَمَة وَالثَّانِي بِالْيَاءِ بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا وبعين مُهْملَة وَعند غَيرهمَا ثغار وَبعده الشَّك فِي ثغار وَيُقَال أَنه يعار نَحْو مَا لأبي زيد وَذكر فِي بَاب الْغلُول شَاة لَهَا ثُغَاء بغين مُعْجمَة مَمْدُود بِغَيْر رَاء وَهُوَ الصَّوَاب وَكَذَا هُوَ فِي كتاب مُسلم أَو يعار بِالْيَاءِ بِاثْنَتَيْنِ وَعين مُهْملَة وَرَاء آخِره وَيُقَال الثغاء للضان واليعار للمعز وَمثله فِي الحَدِيث الآخر أَو شَاة تَيْعر
الثَّاء مَعَ الْغَيْن
(ث غ ا) الثغاء مَمْدُود تقدم تَفْسِيره فِي الْبَاب قبل هَذَا
(ث غ ب) قَوْله فِيمَا غبر من الدُّنْيَا إِلَّا كالثغب بِفَتْح الثَّاء وَسُكُون الْغَيْن وَفتحهَا مَعًا هُوَ بَقِيَّة المَاء المستنقع من الْمَطَر وَقيل هُوَ مَاء صَاف مستنقع فِي صَخْرَة وَقيل بَقِيَّة المَاء فِي بطن الْوَادي مِمَّا يحتفره الْمسَائِل وتغادر فِيهِ المَاء وَالْجمع ثغاب وأثغاب وثغبان وَقيل هُوَ الْموضع المطمئن من أَعلَى الْجَبَل يجْتَمع فِيهِ المَاء
(ث غ ر) قَوْله ثغرة نَحره بِضَم الثَّاء وَسُكُون الْغَيْن هِيَ النقرة الَّتِي بَين الترقوتين حَيْثُ ينْحَر الْبَعِير
وَقَوله فِي فديَة الصَّيْد يستبق إِلَى ثغره ثنية بِضَم الثَّاء أَي مدخلها وَمَا انْكَشَفَ مِنْهَا وثغر الْعَدو مَا ولي دَاره والثغرة الثلمة تهدم من حَائِط وَشبهه وَاصل الثغر الْكسر وَالْهدم وأثغر الصَّبِي إِذا أسقطت أَسْنَانه وَإِذا نَبتَت وَيُقَال ثغر إِذا سَقَطت لَا غير وَيُقَال أثغر وأثغر أَيْضا وهما بِمَعْنى وَاحِد افتعل وَردت الثَّاء فِي أثغر إِلَى لفظ الثَّاء للإدغام فِيهَا كَمَا قَالُوا أثأر من الثأر وَمن قَالَه أثغر بالثاء الْمُثَلَّثَة الْمُشَدّدَة غلب التَّاء لكَونهَا أصلا فِي الْحَرْف كَمَا قَالُوا أثار من الثأر كَمَا صَنَعُوا فِي اذكر وأدكر واضجع واطجع مَعَ إبدالهم التَّاء طاء ودالا لتقاربهما
(ث غ ر) وَقَوله كَانَ رَأسه ثغامة(1/133)
أَو كالثغام أَو كالثغامة بَيَاضًا قَالَ أَبُو عبيد هُوَ نبت أَبيض الزهر وَالثَّمَر يشبه بَيَاض الشيب بِهِ قَالَ ابْن الْأَعرَابِي هِيَ شَجَرَة تبيض كَأَنَّهَا الثَّلج وَأَخْطَأ بعض الكبراء فِي تَفْسِيره فَقَالَ هُوَ طَائِر أَبيض وَلغيره فِيهِ مَا هُوَ أقبح من هَذَا التَّفْسِير
فصل الْخلاف وَالوهم
فِي حَدِيث مثل مَا بَعَثَنِي الله بِهِ قَوْله فَكَانَ مِنْهَا نقية قبلت المَاء كَذَا روينَاهُ من جَمِيع طرق البُخَارِيّ بالنُّون الْمَفْتُوحَة بعْدهَا قَاف مَكْسُورَة بعْدهَا يَاء مُشَدّدَة مَفْتُوحَة بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا مثل قَوْله فِي مُسلم طَائِفَة طيبَة وَذكره بَعضهم عَن البُخَارِيّ وَلم يروه عَنهُ فَكَانَ مِنْهَا ثغبة قبلت المَاء بِضَم الثَّاء الْمُثَلَّثَة وَسُكُون الْغَيْن الْمُعْجَمَة وَفَسرهُ بمستنقع المَاء فِي الْجبَال وَهُوَ غلط وتصحيف وقلب لِمَعْنى التَّمْثِيل لِأَنَّهُ إِنَّمَا جعل هَذَا الْفَصْل من الْمثل فِيمَا تنْبت والثغاب لَا تنْبت
الثَّاء مَعَ الْفَاء
(ث ف ر) قَوْله فِي الْحَائِض استثفري بِثَوْب ولتستثفر بِهِ أَي تشده على فرجهَا مَأْخُوذ من ثفر الدَّابَّة بِالْفَتْح أَي تشده كَمَا يشد الثفر تَحت ذَنْب الدَّابَّة وَيحْتَمل أَن يكون مشتقا من الثفر بِالسُّكُونِ وَهُوَ الْفرج وَأَصله للسباع فاستعير لغَيْرهَا
(ث ف ل) وَقَوله جمل ثفال بِفَتْح الثَّاء وَالْفَاء هُوَ البطئ الثقيل الَّذِي لَا ينبعث إِلَّا كرها وَرَوَاهُ بَعضهم بِكَسْر الثَّاء وَهُوَ خطأ.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
وَفِيه ذكر ثفنة الرَّاحِلَة بِفَتْح الثَّاء وَكسر الْفَاء وَتَخْفِيف النُّون وَهُوَ مَا ولى الأَرْض من كل ذِي أَربع إِذا برك قيل وَالْمرَاد هُنَا فَخذهَا كَذَا جَاءَ هَذَا الْحَرْف فِي رِوَايَة الْهَوْزَنِي فِي حَدِيث عَائِشَة فِي الْحَج فِي قَوْلهَا فَتضْرب رجْلي ثفنة الرَّاحِلَة ولأكثر الروات نعلة الرَّاحِلَة إِلَّا أَنِّي وجدته فِي بعض الْأُصُول من طَرِيق ابْن ماهان ثقلة بِفَتْح الْقَاف والثاء الْمُثَلَّثَة وَوجدت شَيخنَا القَاضِي أَبَا عبد الله قَيده عَن الجياني بعلة الرَّاحِلَة بالبا ءبواحدة وَكسر الْعين قَالُوا وَالصَّوَاب ثفنة قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَكلهَا لَا يَسْتَقِيم لَهَا معنى بِدَلِيل مَا قبل الْكَلَام وَبعده لِأَنَّهَا قَالَت فَجعلت أرفع خماري أحسره عَن عنقِي فَتضْرب رجْلي نعلة الرَّاحِلَة قلت وَهل ترى من أحد وَصَوَابه عِنْدِي فَيضْرب رجْلي بِالْيَاءِ تَعْنِي أخاها لِأَنَّهَا حسرت خمارها عَن عُنُقهَا أَلا ترَاهَا كَيفَ اعتذرت لَهُ بقولِهَا وَهل ترى من أحد وَإِلَّا فَمَا كَانَت فَائِدَة هَذَا الْكَلَام وَلما جَاءَت بِهِ ثمَّ يكون الصَّوَاب أما بنعله سَيْفه لِأَنَّهَا كَانَت ردفه أَو مَا يشبه هَذَا
الثَّاء مَعَ الْقَاف
(ث ق ل) قَوْله أوصيكم بالثقلين فسره بِكِتَاب الله وَأهل بَيْتِي بِفَتْح التَّاء وَالْقَاف قيل سميا بذلك لعظم أقدارهما وَقيل لشدَّة الْأَخْذ بهما وَقَوله إِلَّا الثقلَيْن فسره فِي الحَدِيث الْجِنّ وَالْإِنْس سميا بذلك لتفضيلهما بِالْعقلِ والتمييز وَقَوله على ثقل رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَقدمه فِي الثّقل بِفَتْح الثَّاء وَالْقَاف هُوَ مَتَاع الْمُسَافِر وحشمه وَأَصله من الثّقل وَقَوله قد كذبُوا مثقله أَي مُشَدّدَة الدَّال وَقَوله لما ثقل رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَي أَشْتَدّ مَرضه وَمِنْه قَوْله شكا إِلَيْهِ ثقل الأَرْض ووباها
(ث ق ف) وَقَوله وَهُوَ غُلَام ثقف لقن يُقَال بِكَسْر الْقَاف فيهمَا أَي فطن مدرك لِحَاجَتِهِ بِسُرْعَة ولقن حَافظ
فصل الْخلاف وَالوهم
وَقَوله إِلَى ثقب مثل التَّنور كَذَا رَوَاهُ الروَاة بالثاء الْمُثَلَّثَة وَعند الْأصيلِيّ نقب بالنُّون وفتج الْقَاف وَكَذَلِكَ اخْتلف فِيهِ(1/134)
شُيُوخ أبي ذَر فقاله الْمُسْتَمْلِي بالثاء المثلتة وَقَالَهُ الْحَمَوِيّ والكشميهني نقب بالنُّون وهما بِمَعْنى وَكَذَلِكَ قَوْله فِي آخر الحَدِيث وَالَّذِي رَأَيْته فِي الثقب الْخلاف فِيهِ كَمَا تقدم وَيُقَال نقب ونقب مَعًا وَهُوَ أَيْضا الطَّرِيق وَقَوله فِي شعر ابْن رَوَاحَة
إِذا استثقلت بالمشركين الْمضَاجِع
كَذَا لجَمِيع الروَاة وَهُوَ الصَّوَاب أَي استثقلوا بهَا نوما وَعند أبي ذَر إِذا اسْتَقَلت وَهُوَ فَسَاد فِي الرِّوَايَة وَالشعر وَالْمعْنَى
الثَّاء مَعَ الْوَاو
(ث وب) قَوْله إِذا ثوب بِالصَّلَاةِ فَلَا تأتوها وَأَنْتُم تسعون وَإِذا ثوب بِالصَّلَاةِ أدبر وَإِذا قضى التثويب أقبل يَقع على النداء بِالْأَذَانِ وَالدُّعَاء للصَّلَاة والإعلام بهَا وَاصل التثويب الدُّعَاء وَيَقَع على الْإِقَامَة لِأَنَّهَا رُجُوع وعود للنداء وَالدُّعَاء إِلَيْهَا وَهُوَ المُرَاد فِي هَذِه الْأَحَادِيث قَالَ الْخطابِيّ وَأَصله أَن الرجل إِذا جَاءَ فَزعًا لوح بِثَوْبِهِ لِقَوْمِهِ ليعلمهم فَمَعْنَاه الْأَعْلَام وَالثَّوَاب مَا يعود على الْإِنْسَان من جَزَاء عمله وَمِنْه التثويب فِي صَلَاة الْفجْر وَهُوَ قَوْله الصَّلَاة خير من النّوم لتكريره فِيهَا وَلِأَنَّهُ دُعَاء ثَان إِلَيْهَا بعد قَوْله حَيّ على الصَّلَاة
وَقَوله فَثَابَ فِي الْبَيْت رجال وثاب إِلَيْهِ النَّاس وَكَانَ النَّاس يثوبون إِلَيْهِ وثابت إِلَيْنَا أجسامنا قَالُوا كل رَاجع ثائب وثاب جِسْمه أَي رَجَعَ إِلَى حَاله من الصّلاح وَقيل امْتَلَأَ من قَوْلهم ثاب الْحَوْض إِذا امْتَلَأَ وثاب الرِّجَال وثابوا ذَات لَيْلَة قيل اجْتَمعُوا وَقيل جَاءُوا متواترين بَعضهم أثر بعض وَعِنْدِي أَن مَعْنَاهُ فِي هذَيْن الْحَدِيثين أَي اجْتَمعُوا بِدَلِيل قَوْله فِي الْبَيْت وَلَو كَانَ على مَا قَالَ هَذَا لقَالَ إِلَى الْبَيْت قَالَ صَاحب الْعين المثابة مُجْتَمع النَّاس بعد تفرقهم وَمِنْه) وَإِذ جعلنَا الْبَيْت مثابة للنَّاس
(قيل مجتمعا وَقيل معَاذًا
قَوْله كلابس ثوبي زور قيل هُوَ لِبَاس ثِيَاب الزهاد مراياة بذلك وَقيل هُوَ الْقَمِيص يَجْعَل فِي كل كم كمين ليرى أَن عَلَيْهِ قميصين وَقيل كلابس ثوبي زور هُوَ المستعين بِشَاهِد الزُّور والمرد بالثياب هُنَا الْأَنْفس وثنى هُنَا الثَّوْبَيْنِ قيل لِأَنَّهُ كَاذِب على نَفسه بِمَا لم يَأْخُذ وعَلى غَيره بِمَا لم يُعْطه وَقيل كقائل الزُّور مرَّتَيْنِ
(ث ور) وَقَوله وَسقط ثَوْر الشَّفق أَي ثورانه وانتشار حمرته ثار الشَّيْء يثور ثورا وثورانا وصحفه بَعضهم نور الشَّفق بالنُّون وَهُوَ خطأ وَإِن صَحَّ مَعْنَاهُ وَمثله قَوْله حمى تفورا وتثور أَي ينشر حرهَا وَيظْهر
وَقَوله ثار ابْن صياد أَي هَب من نَومه وَقَامَ وَقَوله أثاره أقامة وكل ناهض لشَيْء فقد ثار لَهُ وَمِنْه فثار إِلَيْهَا حَمْزَة وثارواله وثار الْمُسلمُونَ إِلَى السِّلَاح وَقَوله فثار الْحَيَّانِ وَحَتَّى كَادُوا يتثاورون أَي يتناهضون لِلْقِتَالِ وَمِنْه أثرت الصَّيْد إِذا أنهضته وأثرت الْأسد إِذا هيجته وَفِي الحَدِيث وكرهت أَن أثير على النَّاس شرا أَي أحركه وأهيجه عَلَيْهِم وَكَذَلِكَ قَوْله تثير النَّقْع أَي تهيج الْغُبَار وترفعه من الأَرْض بقوائمها
وَقَوله ثَائِر الرَّأْس أَي منتفش الشّعْر منتشره قائمه وَالْأَصْل وَاحِد
وَقَوله يتَوَضَّأ من أثوار إقط جمع ثَوْر وَهِي الْقطعَة من الإقط
وَقَوله حَتَّى يكون راس الثور لأَحَدهم خيرا من ماية دِينَار يحْتَمل أَنه عبارَة عَن الثور نَفسه لحاجتهم للحرث وَعدم الْحَيَوَان وهلاكه للشدة الَّتِي نالتهم وَقد يكون المُرَاد رَأس الثور ليأكلوه للمسغبة الَّتِي بهم
(ث وى) قَوْله لَا يحل لَهُ أَن يثوى عِنْده حَتَّى يحرجه بِفَتْح الْوَاو وَكسرهَا مَعًا أَي يُقيم وَكَذَلِكَ اخْتلف فِيهِ ضبط شُيُوخنَا وهما لُغَتَانِ ثوى يثوي بكسره فِي الْمَاضِي وفتحه فِي الْمُسْتَقْبل وثوى يثوي(1/135)
بِفَتْحِهَا فِي الْمَاضِي وَكسرهَا فِي الْمُسْتَقْبل قَالَ بَعضهم وَكسرهَا فِي الْمَاضِي هُوَ اللُّغَة الفصيحة وبالفتح ذكرهَا صَاحب الْأَفْعَال وَالْعين والجمهرة وَهُوَ الْأَفْصَح.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
فِي البُخَارِيّ لَا بَأْس أَن يعْطى الثَّوْب بِالثُّلثِ وَالرّبع كَذَا عِنْد الْأصيلِيّ وَأبي ذَر وَبَعض الروَاة وَعند ابْن السكن والنسفي والقابسي التور بالراء وَهُوَ أشبه ببسط الْبَاب
وَفِي بَاب شبه الْوَلَد وَذكر أهل الْجنَّة ذكر زِيَادَة كبد النُّون كَذَا لكافة الروَاة وَعند بعض رُوَاة مُسلم زِيَادَة كبد الثور وَهُوَ خطأ
وَفِي عَلَامَات النبوءة فَرَأَيْت المَاء يثور من بَين أَصَابِعه كَذَا هُنَا للْجَمَاعَة من رُوَاة البُخَارِيّ وللجرجاني يفور بِالْفَاءِ وَكَذَا جَاءَ فِي غير هَذَا الْموضع وَكِلَاهُمَا مُتَقَارب الْمَعْنى ويثور بِمَعْنى يَنْبع الَّذِي جَاءَ فِي الحَدِيث الآخر ويفور بِمَعْنى يكثر وينتشر
فِي بَاب مُبَاشرَة الْحَائِض أمرهَا ان تتزر فِي ثوب حَيْضَتهَا كَذَا لِابْنِ السكن والجرجاني ولبقية الروات فَور حَيْضَتهَا أَي ابتدائها ومعظمها وفورانها وَقد رَوَاهُ بَعضهم ثَوْر بِمَعْنَاهُ أَي انتشارها وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُود فوح بِالْحَاء وَهِي بِمَعْنَاهُ وَسَنذكر هَذِه اللفاظ فِي تراجمها
وَفِي حَدِيث كَعْب فثار رجال كَذَا لجمهورهم وَعند الْجِرْجَانِيّ وَابْن السكن فَسَار وَهُوَ وهم
الثَّاء مَعَ الْيَاء) ذكر فِيهَا الثّيّب وَالْبكْر وَالثَّيِّب الَّتِي تزوجت ووطئت قيل سميت بذلك لِأَنَّهَا توطا مرّة بعد أُخْرَى فَكَأَنَّهُ تُعَاد إِلَى وَطئهَا وَترجع وَأَصلهَا الْوَاو على هَذَا من الثَّوْب وَهُوَ الرُّجُوع
فصل أَسمَاء الْمَوَاضِع من هَذَا الْحَرْف
ثبير بِفَتْح الثَّاء وَكسر الْبَاء بعْدهَا جبل مَعْرُوف بِمَكَّة وَهُوَ جبل الْمزْدَلِفَة على يسَار الذَّاهِب إِلَى منى
(ثمغ) بِفَتْحِهَا وَسُكُون الْمِيم وَآخره غين مُعْجمَة وَقَيده الْمُهلب بِفَتْح الْمِيم مَال عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ الْمَوْقُوف
(ثنية الْوَدَاع) مَوضِع بِالْمَدِينَةِ على طَرِيق مَكَّة سمي بذلك لِأَن الْخَارِج مِنْهَا يودعه فِيهَا مشيعه وَقيل بل لوداع النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فِيهِ بعض الْمُسلمين المقيمين بِالْمَدِينَةِ فِي بعض خرجاته وَقيل ودع فِيهَا بعض أُمَرَاء سراياه وَقيل الْوَدَاع وَاد بِمَكَّة كَذَا قَالَه المظفر فِي كِتَابه وَحكى أَن إِمَاء أهل مَكَّة قلنه فِي رجوعهم عِنْد لِقَاء النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) يَوْم الْفَتْح خلاف مَا قَالَه غَيره من أَن نسَاء الْمَدِينَة قلنه عِنْد دُخُوله الْمَدِينَة وَالْأول أصح لذكر نسَاء الْأَنْصَار ذَلِك مقدم النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) الْمَدِينَة فَدلَّ أَنه اسْم قديم لَهَا وَبَينهَا وَبَين الحفياء سِتَّة أَمْيَال أَو سَبْعَة عِنْد ابْن عقبَة وَخَمْسَة أَو سِتَّة عِنْد سُفْيَان
(ثنية المرار) بِضَم الْمِيم وَكسرهَا ذكرهَا مُسلم على الشَّك فِي حَدِيث الْحَارِثِيّ وَفِي حَدِيث ابْن معَاذ بِالضَّمِّ لَا غير كَذَا قيدناها عَن كَافَّة شُيُوخنَا وَبَعْضهمْ فتح الْمِيم أَرَاهَا بِجِهَة أحد
(ثَوْر) بِفَتْح أَوله جبل مَعْرُوف بِمَكَّة وَفِي الحَدِيث فِي حرم الْمَدِينَة مَا بَين عير إِلَى ثَوْر كَذَا هُوَ فِي حَدِيث على من رِوَايَة مُحَمَّد بن كثير فِي البُخَارِيّ وَكَذَا عِنْد ابْن السكن فِي حَدِيث وَكِيع أَيْضا وَعند الْجِرْجَانِيّ أَيْضا كَذَلِك وَضرب عَلَيْهِ الْمروزِي وَثَبت عِنْد مُسلم من رِوَايَة الْأَعْمَش وَعند النَّسَفِيّ فِي حَدِيث عَليّ الْمَذْكُور وَأبي نعيم إِلَى كَذَا مَكَان ثَوْر وَفِي حَدِيث أنس من كَذَا إِلَى كَذَا لم يسم عيرًا وَلَا ثورا ولسائر الروَاة تركُوا مَوضِع ثَوْر بَيَاضًا أَو ظهر لَهُم الْوَهم فِيهِ إِذْ لَا يعرف من الْمَدِينَة جبل اسْمه ثَوْر قَالَ مُصعب لَيْسَ بِالْمَدِينَةِ عير وَلَا ثَوْر وَسَنذكر عيرًا فِي مَوْضِعه
فصل مُشكل الْأَسْمَاء والكنى والأنساب(1/136)
فِيهِ الحكم بن ثَوْبَان وَمُحَمّد بن عبد الرَّحْمَن بن ثَوْبَان بِفَتْح الثَّاء أَولا وَسُكُون الْوَاو وَبعدهَا بَاء بِوَاحِدَة وثمامة بن أَثَال وثمامة بن الْمفضل وثمامة بن عبد الله بن أنس وثمامة بن شفى وثمامة بن حزن وَأَبُو ثُمَامَة عمر بن ملك كُله بِضَم الثَّاء الْمُثَلَّثَة وَلَيْسَ فِي الْأَسْمَاء فِيهَا يمامة بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا إِلَّا اسْم الْبَلَد وثويبة بِضَم الثَّاء وَفتح الْوَاو مصغر وَبعد يَاء التصغير بَاء بِوَاحِدَة مولات أبي لَهب مُرْضِعَة النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَعبد الرَّحْمَن بن أبي ثَوْر بِفَتْح الثَّاء ومُوسَى بن ثروان بِفَتْح الثَّاء وَسُكُون الرَّاء كَذَا فِي رِوَايَة ابْن ماهان وَعند الجلودي سروان بِالسِّين الْمُهْملَة قَالَ أَبُو عبد الله البُخَارِيّ يُقَال ثروان وسروان وفروان بِالْفَاءِ أَيْضا وفيهَا أَيْضا عبد الرَّحْمَن بن ثروان أَبُو قيس الأودي وَسعد بن عِيَاض الثمالِي بِضَم الثَّاء وَتَخْفِيف الْمِيم قَوْله فِي كتاب الشُّرُوط أَبُو بَصِير بن أسيد الثَّقَفِيّ كَذَا هُوَ صَحِيح وَقَوله فِي أول الحَدِيث فِيهِ رجل من قُرَيْش يَعْنِي حليفا لَهُم وَقَالَ مُسلم نَا أَبُو معن الرقاشِي زيد بن يزِيد الثَّقَفِيّ فَانْظُر كَيفَ يكون رقاشيا ثقفيا
حرف الْجِيم
(الْجِيم مَعَ الْهمزَة)
(ج ار) وَقَوله أَو بقرة لَهَا جوَار كَذَا ذكره البُخَارِيّ بِالْجِيم مَهْمُوز فِي كتاب الزكوة وَذكره أَيْضا هُوَ فِي هَذَا الْموضع وَغَيره وَمُسلم خوار بِالْخَاءِ غير مَهْمُوز وَكِلَاهُمَا بِمَعْنى يُقَال لصوت الْبَقر جوَار وخوار أَيْضا وَقد يسْتَعْمل الخوار بِالْخَاءِ فِي الشَّاء والظباء والجوار بِالْجِيم فِي النَّاس وَأَصله الصَّوْت وَقد يسهل قَالَ الله تَعَالَى) فإليه تجأرون
(أَي تضجون وتستغيثون
وَفِي حَدِيث مُوسَى لَهُ جوَار إِلَى الله تَعَالَى بِالتَّلْبِيَةِ أَي صَوت عالي
(ح ان) وَقَوله كَأَنَّمَا أخرجهَا من جونة عطار مَهْمُوز هُوَ سفط مغشى بجلد يضع فِيهِ الْعَطَّار طيبه ومتاعه
(ج اش) قَوْله فيسكن جاشه قَالَ أَبُو عُبَيْدَة الجاش الْقلب وَقَالَ غَيره الجاش شدَّة الْقلب عِنْد الشَّيْء يسمعهُ فَلَا يعلم مَا هُوَ وَقَالَ الْحَرْبِيّ هُوَ مَا ارْتَفع من قلبه وَأخرجه من غم.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
وَقَوله فجئث مِنْهُ فرقا بِضَم الْجِيم بعْدهَا همزَة مَكْسُورَة وثاء سَاكِنة مُثَلّثَة كَذَا رِوَايَة كافتهم الاصيلي ولاحموي وَالْمُسْتَمْلِي والنسفي فِي كتاب الْأَنْبِيَاء وَغَيره وَكَذَا لأكْثر رُوَاة مُسلم وَعند السَّمرقَنْدِي وَابْن الْحذاء فِي الأول جثثت بثاء مُثَلّثَة أُخْرَى مَكَان الْهمزَة حَيْثُ وَقع وَكَذَا عِنْد العذري فِي آخر حرف مِنْهَا مثل الرِّوَايَة الأولى وَلغيره مَا للسمرقندي وللأصيلي فِي التَّفْسِير الْوَجْهَانِ وبالثاء فيهمَا لأبي زيد وَمعنى الرِّوَايَتَيْنِ وَاحِد اي رعبت كَمَا جَاءَ بِهَذَا اللَّفْظ أول البُخَارِيّ قَالَ الْخَلِيل جئث الرجل وجث فزع وَوَقع للقابسي فجثئت قدم الثَّاء على الْهمزَة فِي كتاب الْأَنْبِيَاء وَلَا معنى لَهُ وَوَقع لَهُ فِي كتاب التَّفْسِير وَلغيره فحثثت بِالْحَاء الْمُهْملَة وثاءين مثلثتين وَكَذَا رَوَاهُ ابْن الْحذاء فِي كتاب مُسلم فِي الثَّانِي وَالثَّالِث وفسروه بأسرعت وَلَا معنى لَهُ لِأَنَّهُ قَالَ بعده فهويت إِلَى الأَرْض أَي سَقَطت يُرِيد من الذعر فَكيف يجْتَمع السُّقُوط والإسراع وَحكى أَن بَعضهم رَوَاهُ فجبنت من الْجُبْن وَلَا معنى لَهُ هُنَا وَهُوَ تَصْحِيف
الْجِيم مَعَ الْبَاء
(ج ب ب) قَوْله فجب أسنمتهما واجتبت أسنمتهما أَي قطع ذَلِك قطع استيصال وَفِي رِوَايَة الْمروزِي وَغَيره فاجتبت وَهُوَ خطا وَلَهُم فِي مَوضِع آخر فأجب وَصَوَابه فجب أَو فأجبت وَجب واجتب واجتبت(1/137)
وَكَذَا لأبي أَحْمد
وَقَوله أَنه الْمَجْبُوب هُوَ الْمَقْطُوع الذّكر كَمَا فسره فِي الحَدِيث وَقَوله جُبَّة ديباج الْجُبَّة مَا قطع من الثِّيَاب وخيط وَقَوله فِي جب طلعة ويروي جف طلعة بِالْجِيم المضمومة وَالْفَاء وَالْبَاء للمروزي والسمرقندي وَالْفَاء للجرجاني والعذري كِلَاهُمَا بِضَم الْجِيم وَهُوَ قشر الطّلع وغشاؤه الَّذِي يكون فِيهِ
(ج ب ذ) قَوْله فِي طهُور الْحَائِض فاجتبذتها كذالهم بِتَقْدِيم الْبَاء وللأصيلي فاجتذبتها بِتَقْدِيم الذَّال وَكِلَاهُمَا صَحِيح وَمثله فِي الحَدِيث الآخر فجبذه جبذة شَدِيدَة يُقَال حبذ وجذب بِمَعْنى وَفِي الحَدِيث الآخر فجاذبه حَتَّى انْشَقَّ الْبرد
(ج ب ر) وَقَوله الْمَعْدن جَبَّار وَكَذَا جَبَّار بِضَم الْجِيم وَتَخْفِيف الْبَاء أَي هدر لَا طلب فِيهِ وَقيل اصل ذَلِك أَن الْعَرَب تسمى السَّيْل جبارا لهَذَا الْمَعْنى وَقَوله وجبرياءي أَي عظمتي وسلطاني وقهري وَقَوله حَتَّى يضع الْجَبَّار فِيهَا قدمه قيل هُوَ أحد الْجَبَابِرَة الَّذين خلقهمْ الله لَهَا فَكَانَت تنتظره وَقيل الْجَبَّار هُنَا الله تَعَالَى وَقدمه قوم قدمهم الله تَعَالَى لَهَا أَو تقدم فِي سَابق علمه أَنه سيخلقهم لَهَا وَهَذَا تَأْوِيل الْحسن الْبَصْرِيّ كَمَا جَاءَ فِي كتاب التَّوْحِيد من البُخَارِيّ وَإِن الله ينشىء للنار من يَشَاء فيلقون فِيهَا وَذكر أَيْضا فِي الْجنَّة وَقَالَ فينشئ لَهَا خلقا وَقيل مَعْنَاهُ يقهرها بقدرته حَتَّى تسكن يُقَال وطئنا بني فلَان إِذا قهرناهم وأذللناهم وَعند أبي ذَر فِي تَفْسِير سُورَة ق حَتَّى يضع رجله وَمثله فِي كتاب مُسلم فِي حَدِيث عبد الرَّزَّاق وَإِذا أضفنا ذَلِك إِلَى أحد الْجَبَابِرَة كَانَ على وَجهه وَإِلَّا كَانَ بِمَعْنى الْجَمَاعَة الَّتِي خلقهمْ لَهَا وَالرجل الْجَمَاعَة من الْجَرَاد أَو يتَأَوَّل فِيهِ مَا يتَأَوَّل فِي الْقدَم كَمَا تقدم والجبار من أَسْمَائِهِ تَعَالَى بِمَعْنى المصلح من جبرت الْعظم وَبِمَعْنى الْجَبْر للرجل وَقيل بِمَعْنى المتكبر الْعَظِيم الشَّأْن وَقيل بِمَعْنى القاهر عباده قَالُوا وَلم يَأْتِ فعال من أفعلت الْإِجْبَار ودراك وسئار وَقيل الْجَبَّار الَّذِي جبر فقر عباده ورزقهم فَهُوَ بِمَعْنى المحسن جبرت الرجل أَحْسَنت إِلَيْهِ يُقَال جَبَّار بَين الجبروت والجبرية والجبرية والجبروتا والجبروت والجبرءوت والجبورة والجبورة قَالَ ابْن دُرَيْد الْجَبْر الْملك وَقَوله فِي الْجَيْش الَّذِي يخسف بهم فيهم المجبور كَذَا جَاءَ وَهِي لُغَة حَكَاهَا الْفراء وَالْأَشْهر فِي هَذَا الْمُجبر من أجبرت بِمَعْنى قهرت وأكرهت
(ج ب ل) وأجبلاه أَي أَنِّي كنت فِي عزة ومنعة بك فَكنت لي كالجبل
(ج ب ن) ذكر فِيهَا الْجُبْن وَهُوَ مَعْرُوف وَيُقَال بِسُكُون الْبَاء وَتَخْفِيف النُّون وَهُوَ أفْصح عِنْد بَعضهم وَقيل بِضَم الْبَاء وَتَشْديد النُّون وَقَالَ ابْن حَمْزَة هَذَا الْأَفْصَح وَأنكر هَذَا الأخرون وَقَالُوا إِنَّمَا قَالَه الشَّاعِر ضَرُورَة
(ج ب هـ) وَقَوله عَن الْيَهُود فِي الزَّانِيَيْنِ وأحدثنا التجبية جَاءَ تَفْسِيره فِي الحَدِيث أَنَّهُمَا يجلدان ويحمم وُجُوههمَا ويحملان على بعير وَيُخَالف بَين وُجُوههمَا قَالَ الْحَرْبِيّ وَكَذَلِكَ فسره الزُّهْرِيّ وَحكى نَحوه ثَابت عَن الزُّهْرِيّ قَالَ وَقد يكون مَعْنَاهُ التعيير والأغلاظ فِي الْمقَالة يُقَال جبهت الرجل أَي قابلته بِمَا يكره
(ج ب ى) وَقَوله فِي وَطْء النِّسَاء إِن شَاءَ مجبية وَإِن شَاءَ غير مجبية بِضَم الْمِيم وَفتح الْجِيم وَشد الْبَاء مَكْسُورَة بِوَاحِدَة بعْدهَا يَاء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا مَفْتُوحَة مَعْنَاهُ باركة أَو كالراكعة
قَوْله لَا يجبى إِلَيْهَا قفيز وَلَا دِرْهَم بِسُكُون الْجِيم جبيت الْخراج إِذا جمعته.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
قَوْله فَقعدَ على جبا الرَّكية بِفَتْح الْجِيم وَالْبَاء مَقْصُور هُوَ مَا حول فمها والركية البير ورواة العذري جب الرَّكية وَهُوَ وهم والجب داخلها(1/138)
من أَسْفَلهَا إِلَى أَعْلَاهَا والجب أَيْضا البير غير مطوية وَلَيْسَ هُوَ المُرَاد بِالْجُلُوسِ عَلَيْهِ هُنَا وَلَا يُمكن وَفِي حَدِيث الأوعية أنهى عَن الدبا والخنتم وَكَذَا والحنتم المزاده المجبوبة كَذَا لكافتهم بِرَفْع الحنتم على الِابْتِدَاء وَمَا بعده خَبره وَعند الْهَوْزَنِي والمزادة بِالْوَاو وَهُوَ الصَّوَاب وَكَذَا فِي النساءي والحنتم وَعَن المزادة المجبوبة وَنَحْوه عِنْد أبي دَاوُود إِذْ لَيْسَ الحنتم هِيَ المزادة لَا مجبوبة وَلَا غير مجبوبة وَسَيَأْتِي تَفْسِير الحنتم فِي حرفه والمزادة المجبوبة هِيَ الَّتِي جب رَأسهَا أَي قطع فَصَارَت كالدن فَإِذا انتبذ فِيهَا لم يعلم غليانه قَالَه ثَابت وَقَالَ الْهَرَوِيّ هِيَ الَّتِي خيط بَعْضهَا إِلَى بعض وَقَالَ الْخطابِيّ لِأَنَّهَا لَيست لَهَا عزال من أَسْفَلهَا يتنفس مِنْهَا فقد يتَغَيَّر شرابها وَلَا يشْعر بهَا كَذَا روينَاهُ عَن كَافَّة شُيُوخنَا فِي هَذِه الْكتب وَرَوَاهُ بعض الروات فِي غَيرهَا لمخنوثة بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة وَالنُّون وَآخره ثاء مُثَلّثَة وهاء كَأَنَّهُ عِنْده من اختنات الأسقية وَلَيْسَ بِشَيْء هُنَا
وَقَوله فِي سُورَة يُونُس) لَهُم قدم صدق
(مُحَمَّد (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَقَالَ مُجَاهِد خير كَذَا لَهُم وَكَذَا فِي كتاب الْأصيلِيّ وَالْحق من خير وَفِي رِوَايَة أبي ذَر مُجَاهِد بن جبر وَالْأول الصَّوَاب
وَقَوله فِي بَاب جيب الْقَمِيص فِي حَدِيث الْمُتَصَدّق والبخيل هَكَذَا بِأُصْبُعَيْهِ فِي جيبه كَذَا لَهُم وللقابسي والنسفي فِي جبته وَالْأول الْمَعْرُوف وَهُوَ الَّذِي يَلِيق بالترجمة والتمثيل وَقد ذكر البُخَارِيّ وَغَيره الِاخْتِلَاف فِي قَوْله عَلَيْهِمَا جبتان أَو جنتان وَالنُّون هُنَا أصوب وَكَذَلِكَ اخْتلف فِيهَا الروات عَن مُسلم
وَفِي بَاب من لبس جُبَّة ضيقَة الكمين فَأخْرج يَده من تَحت جبته كَذَا رَوَاهُ ابْن السكن وَلغيره من تَحت بدنه وَقد تقدم
قَوْله فِي قُرَيْش أَنِّي أردْت أَن أجبرهم كَذَا للرواة بِالْبَاء بِوَاحِدَة وَالرَّاء الْمُهْملَة فِي الصَّحِيحَيْنِ وَعند الْمُسْتَمْلِي والحموي أجيزهم بِالْيَاءِ وزاي من الْجَائِزَة وَالْأول أبين
وَقَوله فِي خبر الرّوم وأجبر النَّاس عِنْد مُصِيبَة كَذَا لكافتهم أَي أَنهم سريعوا الْعود للصلاح وَرَوَاهُ بعض رُوَاة مُسلم أَصْبِر بالصَّاد وَثبتت الرِّوَايَتَانِ عِنْد القَاضِي التَّمِيمِي وَالْأول أصح لقَوْله فِي الحَدِيث الآخر وأسرعهم إفاقة عِنْد مُصِيبَة
وَقَوله فِي خبر أبرص وأعمى قد تقطعت بِي الْجبَال كَذَا رَوَاهُ بِالْجِيم وبباء بِوَاحِدَة الْمُهلب عَن الْقَابِسِيّ وَمَعْنَاهُ الْجبَال الَّتِي قطعهَا فِي طلب الرزق وَفِي رِوَايَة بَعضهم عَنهُ تقطعت فِي الْجبَال بِضَم التَّاء وَمَعْنَاهُ بَين وَرَوَاهُ جُمْهُور رُوَاة مُسلم وَعَامة رُوَاة البُخَارِيّ الْمُسْتَمْلِي وَابْن السكن وَأَبُو ذَر وحاتم عَن الْقَابِسِيّ الحبال بِالْحَاء الْمُهْملَة فيهمَا وَالْبَاء بِوَاحِدَة إِلَّا أَن عِنْد ابْن السكن فِي مَكَان بِي وَمَعْنَاهُ الْأَسْبَاب الموصلة إِلَى الرزق كَمَا قَالَ تَعَالَى) وتقطعت بهم الْأَسْبَاب
(أَو الطّرق المسلوكة فِي طلبه الَّتِي مشيت فِيهَا وَالْحَبل الطَّرِيق فِي الرمل وَهُوَ أَيْضا رمل مستطيل وَرَوَاهُ بعض رُوَاة مُسلم بِالْيَاءِ بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا وَمَعْنَاهُ الاحتيال والتسبب للرزق وَكَذَا فِي أصل شَيخنَا التَّمِيمِي الْجبَال فِي اللَّفْظَة الأولى ثمَّ كتب عَلَيْهِ الحبال وَكَذَا لجميعهم فِي كتاب النذور إِلَّا لأبي الْهَيْثَم من شُيُوخ أبي ذَر فقيده الْجبَال بِالْجِيم
قَوْله احْبِسْ أَبَا سُفْيَان عِنْد خطم الْجَبَل كَذَا هِيَ رِوَايَة بَعضهم خطم بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة والجبل بِفَتْح الْجِيم وَالْبَاء بِوَاحِدَة بعْدهَا وَكَذَا رَوَاهُ الْقَابِسِيّ والنسفي وَكَذَا رَوَاهُ أهل السّير وخطم الْجَبَل طرفه وَأَنْفه السَّائِل وَهُوَ الكراع وَرَوَاهُ سَائِر الروَاة الْأصيلِيّ وَابْن السكن وَأَبُو الْهَيْثَم حطم(1/139)
بحاء مُهْملَة وَالْخَيْل بخاء مُعْجمَة وياء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا أَي حَيْثُ تَجْتَمِع ويحطم بَعْضهَا بَعْضًا لاجتماعها وَالْأول أشهر وأشبه بالمراد وحبسه هُنَاكَ حَيْثُ يضيق الطَّرِيق ويمر عَلَيْهِ جنود الله على هيئتها وشيئا بعد شَيْء فيعظم فِي عينه وَأما الانحطام فَلَيْسَ يخْتَص بِهِ هَذَا الْموضع وَلَا هُوَ المُرَاد بِهِ وَأكْثر مَا يُوصف ذَلِك فِي المعارك وَقد ظبطه بَعضهم عَن الْقَابِسِيّ وَأبي ذَر لغير أبي الْهَيْثَم حطم الْجَبَل بِالْحَاء الْمُهْملَة أَولا وَالْجِيم فِي الثَّانِي وَكَذَا قَيده عَبدُوس وَهُوَ وهم وَلَا وَجه لَهُ
وَقَوله فِي حَدِيث أبي بكر واضيافه فاجتبذت كَذَا عِنْد الْقَابِسِيّ وَالَّذِي عِنْد ابْن ماهان والعذري والسجزي وَرَوَاهُ البُخَارِيّ فاختبات لَكِن ابْن ماهان همز وَغَيره لم يهمز وَسَهل وَهُوَ الصَّوَاب الْمَعْرُوف وَالْأول وهم وَفِي حَدِيث الْجَيْش الَّذِي يخسف بهم فيهم المجبور كَذَا الرِّوَايَة فِي كتاب مُسلم وَصَوَابه الْمُجبر وَهِي اللُّغَة الفصيحة فِي الْقَهْر وَالْإِكْرَاه رباعي وَحكي فِيهِ جبرت وَهِي قَليلَة وَهَذَا الحَدِيث حجَّة لَهما
الْجِيم مَعَ الثَّاء
(ج ث م) قَوْله نهى عَن الْمُجثمَة بِفَتْح الْجِيم وَشد الثَّاء هِيَ الدَّجَاجَة أَو غَيرهَا من الْحَيَوَان تحبس لترمى وَمثله النَّهْي عَن المصبورة والجثوم الْجُلُوس على الركب والجثمان بِضَم الْجِيم وَسُكُون الثَّاء الشَّخْص وَقد جَاءَ ذكره فِي حَدِيث حُذَيْفَة قُلُوبهم قُلُوب الشَّيَاطِين فِي جثمان الْبشر وَفِي حَدِيث يَأْجُوج وَمَأْجُوج فيمروا بجثمانهم هِيَ الشخوص والأجساد
(ج ث و) وَقَوله أول من يجثوا بَين يَدي الرَّحْمَن أَي يقومُونَ على الركب
وَقَوله ويصيرون يَوْم الْقِيَامَة جثا مَقْصُور كل أمة تتبع نبيها
وَقَوله جثوَة من تُرَاب هُوَ التُّرَاب الْمَجْمُوع الْمُرْتَفع وَآخره جثوَة بِضَم الْجِيم وَيُقَال فِيهِ أَيْضا جثوَة وجثوة واصله كل شَيْء مُجْتَمع يُقَال فِيهِ ذَلِك.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
فِي خبر يَأْجُوج وَمَأْجُوج حَتَّى أَن الطير تمر بجثمانهم فَمَا تخلفهم كَذَا رَوَاهُ ابْن الْحذاء أَي أَجْسَادهم وَالَّذِي عِنْد أَكثر اشيوخنا بجنباتهم أَي جهاتهم ونواحيهم
الْجِيم مَعَ الْحَاء
(ج ح ح) فَإِذا امْرَأَة مجح بِضَم الْمِيم وَكسر الْجِيم وَتَشْديد الْحَاء الْمُهْملَة قَالَ أَبُو عبيد مَعْنَاهُ الْحَامِل المقرب
(ج ح ر) قَوْله لَا يلْدغ الْمُؤمن من حجر مرَّتَيْنِ الْجُحر مَعْلُوم وَهَذَا مثل أَي لَا يخدع من بَاب وَاحِد وَوجه وَاحِد مرَّتَيْنِ وَهُوَ يروي على وَجْهَيْن بِسُكُون الْعين على الْأَمر وَبِضَمِّهَا على الْخَبَر وَإِن الْكيس الْجَازِم لَا يخدع فِي شَيْء مرّة بعد أُخْرَى فِي أُمُور الدُّنْيَا وَقيل المُرَاد بذلك الخداع فِي الْأَمر الْآخِرَة
(ج ح م) قَوْله فأجحم الْقَوْم كَذَا وَقع هُنَا بِتَقْدِيم الْجِيم على الْحَاء وَمَعْنَاهُ تَأَخّر وَيُقَال أَيْضا بِتَقْدِيم الْحَاء على الْجِيم لُغَتَانِ معروفتان
(ج ح ف) قَوْله فتجحف بِمَالِه أَي يضر بِهِ وأجحف بهم الدَّهْر واستأصلهم بِالْهَلَاكِ وَمِنْه سيل الجحاف
(ج ح ش) قَوْله جحش شقَّه الْأَيْمن بِضَم الْجِيم على مَا لم يسم فَاعله يفسره الحَدِيث الآخر خدش قَالَ الْخَلِيل الجحش كالخدش وَأكْثر من ذَلِك.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
فِي كتاب الاستيذان اطلع رجل من جُحر فِي جُحر النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كَذَا لَهُم وَعند السَّمرقَنْدِي من جحرة من حجر النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بِتَقْدِيم الْحَاء فيهمَا وَالْأول الصَّوَاب بِدَلِيل سَائِر الْأَحَادِيث ومقصد الْكَلَام والقصة
الْجِيم مَعَ الْخَاء
(ج خَ ى) قَوْله كالكوز مجخيا بِضَم الْمِيم(1/140)
وَفتح الْجِيم وَكسر الْخَاء مُشَدّدَة بعْدهَا يَاء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا فسره فِي الحَدِيث منكوسا وَقَالَ الْهَرَوِيّ مائلا وَقد جَاءَ فِي الحَدِيث وأمال كَفه
الْجِيم مَعَ الدَّال
(ج د ب) قَوْله إِحْدَاهمَا جدبة بِسُكُون الدَّال وَكسرهَا ضد الخصبة أَي لَا نَبَات فِيهَا
(ج د ح) قَوْله أجد لنا بِفَتْح الدَّال وَآخره حاء مُهْملَة أَي حرك لنا السويق بِالْمَاءِ لنفطر عَلَيْهِ والمجداح مَا يُحَرك بِهِ ذَلِك بِكَسْر الْمِيم وَهُوَ كالمخوض وَقَالَ الدَّاودِيّ أجدح أحلب وَلَيْسَ كَمَا قَالَ
(ج د د) وَقَوله إِذا دخل الْعشْر جد وَشد المئزار أَي اجْتهد فِي الْعَمَل وَأَصْحَاب الْجد محبوسون بِفَتْح الْجِيم أَي البخت والحظ فِي المَال وسعة الدُّنْيَا وَيحْتَمل أَن المُرَاد بِهِ أَصْحَاب السلطنة وَالْأَمر من قَوْله وَأَنه تَعَالَى جدر بِنَا أَي سُلْطَانه وعظمته وَمثله قَوْله وَلَا ينفع ذَا الْجد مِنْك الْجد بِالْفَتْح على الرِّوَايَة الْمَشْهُورَة
وَقَوله هَذَا جدكم الَّذِي تنتظرون أَي صَاحب جدكم وسلطانكم وَقد يحْتَمل أَن يُرِيد سعدكم ودولتكم وَكِلَاهُمَا مُتَقَارب
وَقَوله فَلَمَّا اسْتمرّ بِالنَّاسِ الْجد أَي الانكماش فِي السّير والإسراع
وَقَوله إِذا جد بِهِ السّير أَي انكمش وأسرع وجد فِي الْأَمر وَقيل نَهَضَ إِلَيْهِ مجدا وَكله مُتَقَارب
وَقَوله فِي التَّفْسِير فَإِذا عزم الْأَمر أجد الْأَمر كَذَا ذكوه البُخَارِيّ وَقَالَ الزّجاج فَإِذا عزم الْأَمر جد الْأَمر قَالَ الْحَرْبِيّ جد الرجل فِي الْحَاجة يجد بلغ فِيهَا جده وَأَجد يجد صَار ذَا جد فِيهَا أَبُو زيد جدوا جد مَعًا
وَفِي فضل عمر كَانَ أجد وأجود أَي أحزم فِي الْأُمُور وأنهض بهَا وَأكْرم وَالْجد الْمُبَالغَة فِي الشَّيْء وَمِنْه فَأطَال جدا أَي بَالغ فِي الطول وَالْجد نقيض الْهزْل أَي الْحق وَفِي الحَدِيث أَن عذابك الْجد بِكَسْر الْجِيم أَي الْحق وجد نخله يجد جدا قطع ثمره وَهُوَ الجذاد بِالْفَتْح وَالْكَسْر وجاد عشْرين وسْقا بتَشْديد الدَّال أَي مَا يجد مِنْهُ هَذَا الْقدر والجاد هُنَا بِمَعْنى المجدود وَلَو كنت حُزْتِيهِ وجددتيه مِنْهُ وَفِي حَدِيث عبد الله بن سَلام فَإِذا بجواد عَن شمَالي وَإِذا جواد مَنْهَج عَن يَمِيني بتَشْديد الدَّال جمع جادة وَهِي وَاضح الطّرق وأمهاتها الْكَبِيرَة المسلوك عَلَيْهَا كَمَا قَالَ مَنْهَج قَالَ الْخَلِيل وَقد تخفف يَعْنِي الدَّال
(ج د ر) وَقَوله حَتَّى يبلغ الْجدر بِفَتْح الْجِيم وَسُكُون الدَّال قيل الْجدر الْجِدَار وَهُوَ الْحَائِط قيل المُرَاد بِهِ هُنَا أصل الْحَائِط وَقيل أصُول الشّجر وَقيل جدر المشارب الَّتِي يجْتَمع فِيهَا المَاء فِي أصُول الثِّمَار وَقَوله فِي الْحجر وَكَانَ جدره أَي حَائِطه وَمِنْه وَأدْخل الْجدر فِي الْبَيْت أَي بَقِيَّة الأسو قَوْله بَينه وَبَين الْجِدَار ويروى الْجدر هُوَ الْحَائِط
وَقَوله ذَلِك أَجْدَر أَي أولى وأحق وَهُوَ جدير بِكَذَا أَي حقيق
(ج د ل) قَوْله وَأُوتِيت جدالا أَي حجَّة ومدافعة فِي الْخِصَام وبلاغة فِي ذَلِك وَقَوله فِي سُورَة تبَارك تجَادل عَن صَاحبهَا أَي تخاصم وتدافع قيل للملكين فِي الْقَبْر وَجَاء فِي معنى هَذَا أثر وَيحْتَمل أَن تكون مجادلتهما عَنهُ شفاعتهما فِيهِ وشهادتها لَهُ
(ج د ع) قَوْله أوعى جدعا بِفَتْح الْجِيم وَسُكُون الدَّال أَي استوصل قطعا والجدع الْقطع وَمِنْه وَإِن كَانَ عبدا مجدع الْأَطْرَاف أَي مقطعها وَقَوله فسب وجدع بتَشْديد الدَّال قيل مَعْنَاهُ سبّ قَالَ الشَّيْبَانِيّ جادعته شاتمته وَمِنْه قَول النَّابِغَة تبتغي من تجادع أَي تسابب وَقَالَ الْخَلِيل مَعْنَاهُ دَعَا عَلَيْهِ بالجدع
وَقَوله هَل تحس فِيهَا من جَدْعَاء وَذكر نَاقَة النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم)(1/141)
فَقَالَ هِيَ الجدعاء أَي المقطوعة الْأذن وجئ بِأبي يَوْم أحد مجدعا أَي مَقْطُوع الْأنف والأذنين قَالَ الْخَلِيل الجدع قطع الْأنف وَالْأُذن
(ج د ى) قَوْله أجدى على الْأَيَّام أَي أَنْفَع وَقد ذَكرْنَاهُ وَالْخلاف فِيهِ فِي حرف الْألف.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
قَوْله وَمِنْهَا أجادب أَمْسَكت المَاء كَذَا روينَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ بدال مُهْملَة بِغَيْر خلاف أَي أَرض جدبة غير خصبة قَالُوا هُوَ جمع جَدب على غير قِيَاس وَكَانَ الْقيَاس لَو كَانَ جمع أجدب لكِنهمْ قد قَالُوا محَاسِن جمع حسن وَكَانَ قِيَاسه أَن يكون جمع محسن وَكَذَلِكَ مشابه جمع شبه وَقِيَاسه مشبه قَالَ الْأَصْمَعِي الأجادب من الأَرْض مَا لم ينْبت الكلا وَقد روى بَعضهم هَذَا الْحَرْف أجاذب بِالذَّالِ الْمُعْجَمَة وَكَذَا ذكره الْخطابِيّ وَقَالَ هِيَ صلاب الأَرْض الَّتِي تمسك المَاء وَقَالَهُ بَعضهم أحازب بِالْحَاء وَالزَّاي وَلَيْسَ بِشَيْء وَرَوَاهُ بَعضهم أخاذات بِكَسْر الْهمزَة بعْدهَا خاء مَفْتُوحَة خَفِيفَة وَبَين الْأَلفَيْنِ دَال مُعْجمَة وَآخره تَاء الْجمع الْمُؤَنَّث وَكَذَا رَوَاهُ أَبُو عبيد الْهَرَوِيّ هِيَ جمع أخاذه وَهِي الغدران الَّتِي تمسك مَاء السَّمَاء وَقد رَوَاهُ بَعضهم أجارد أَي مَوَاضِع منجردة من النَّبَات جمع أجرد وَقَوله وَلَا ينفع ذَا الْجد مِنْك الْجد أَكثر الرِّوَايَة فِيهَا بِفَتْح الْجِيم أَي البخت والحظ وَالْعَظَمَة وَالسُّلْطَان وَقيل الْغَنِيّ وَالْمَال كَقَوْلِه لَا ينفع مَال وَلَا بنُون وَالْكل مُتَقَارب الْمَعْنى وَقد رَوَاهُ بَعضهم بِكَسْر الجبم من الِاجْتِهَاد وقيدناه بِالْوَجْهَيْنِ عَن بعض شُيُوخنَا أَي لَا ينفع جده وحرصه فِي أُمُور دُنْيَاهُ مِمَّا كتب لَهُ وَقدر عَلَيْهِ وَأنكر أَبُو عبيد الْكسر
فِي تَفْسِير قَوْله على حرد قادربن حرد فِي أنفسهم أَي قصد وَهُوَ قَول الْفراء كَذَا رِوَايَة الْأصيلِيّ وَعند غَيره جد وَهُوَ قَول غير الْفراء أَي جد فِي الْمَنْع وَفِي حَدِيث أحد ليرين الله مَا أجد كَذَا للأصيلي رباعي وللقابسي أجد بِضَم الْجِيم ثلاثي على مَا تقدم
فِي حَدِيث مُسلم عَن يحيى بن يحيى ثمَّ قَالَ للحلاق جد كَذَا لبَعْضهِم بجيم ودال مُهْملَة مُشَدّدَة وَصَوَابه مَا للْجَمَاعَة خُذ بِالْخَاءِ والذال المعجمتين
فِي حَدِيث الْهِجْرَة وأتبعنا سراقَة وَنحن فِي جد من الأَرْض كَذَا للعذري وَعند السَّمرقَنْدِي والسجزي جلد بِاللَّامِ ومعناهما مُتَقَارب وَفِي البُخَارِيّ مثله أَو فِي جلد من الأَرْض شكّ زُهَيْر الْجلد الصلب الشَّديد من الأَرْض والجدد الخشن مِنْهَا أَيْضا وَيكون المستوى أَيْضا وَهُوَ هُنَا الحشن الصلب
وَفِي بِنَاء الْكَعْبَة فِي حَدِيث سعيد بن مَنْصُور سَأَلت رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) عَن الْجِدَار من الْبَيْت هُوَ وَكَذَا أَن أَدخل الْجدر فِي الْبَيْت بِفَتْح الْجِيم وَسُكُون الدَّال الْمُهْملَة مِنْهُمَا كَذَا فِي الصَّحِيحَيْنِ زَاد فِي الأَصْل مُسلم فِي رِوَايَة السَّمرقَنْدِي والسجزي لَعَلَّه الْحجر وَالصَّوَاب مَا فِي الأَصْل وَكَذَا فِي جَامع البُخَارِيّ وَغَيره الْجدر أَي أصل الْجدر الْقَدِيم وَبَقِيَّة الأساس وَلَيْسَ هُوَ الْحجر كُله أَلا ترَاهُ قَالَ فِي سَائِر الْأَحَادِيث وَلَا دخلت من الْحجر وَمِنْه قَوْله فِي فضل مَكَّة سَأَلت النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) عَن الْجدر وَعند الْمُسْتَمْلِي الْجِدَار أَمن الْبَيْت هُوَ قَالَ نعم
وَقَوله فِي حَدِيث أبي بكر فَغَضب وجدع وَسَب كَذَا للجرجاني وَأبي ذَر وَجُمْهُور رُوَاة البُخَارِيّ وَكَذَلِكَ رَوَاهُ مُسلم بِفَتْح الْجِيم وَتَشْديد الدَّال وَعند الْمروزِي فِي بَاب قَول الضَّيْف لصَاحبه لَا آكل حَتَّى تَأْكُل وجزع بالزاي وَهُوَ وهم وَالصَّوَاب الأول وَهُوَ الْمَعْرُوف فِي الحَدِيث(1/142)
وَقد تقدم تَفْسِيره وَقَوله فِي حَدِيث جَابر فَلَمَّا حضر جدَاد النّخل كَذَا عِنْد الْقَابِسِيّ وَعند غَيره جزازها وهما بِمَعْنى وَمثله الجذال والجزاز والجزار بِاللَّامِ آخرا وبالزاي وَالرَّاء والقطاع والصرام والجرام يُقَال فِي جَمِيعهَا بِالْفَتْح وَالْكَسْر
قَوْله وَاشْتَدَّ بِالنَّاسِ الْجد كَذَا لِابْنِ السكن وللأصيلي وَغَيره اشْتَدَّ النَّاس الجدو فِي بَاب هَل يستأسر الرجل وَفِي بَاب فضل من شهد بَدْرًا قَوْله وَأمر عَلَيْهِم عَاصِم بن ثَابت جد عَاصِم بن عمر بن الْخطاب كَذَا وَقع هُنَا قَالَ بَعضهم هَذَا وهم إِنَّمَا هُوَ خَال عَاصِم لأجده وَإِنَّمَا جده ثَابت أَبوهُ وَأم عَاصِم بن عمرَان جميل بنت ثَابت كَذَا قَالَ مُصعب الزبيرِي وَمُحَمّد بن سعد
قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَقد يَصح مَا فِي الْأُم على هَذَا بِأَن يكون جد مخفوضا نعتا لِثَابِت لَا لعاصم فيستقيم الْكَلَام قَوْله إِذا أبْصر جدرات الْمَدِينَة كَذَا ذكره البُخَارِيّ فِي كتاب الْحَج من رِوَايَة قُتَيْبَة وَذكره من رِوَايَة ابْن أبي مَرْيَم دَرَجَات كَذَا للكافة وللمستملي دوحات وَالْأول أشبه وَكَذَا ذكره من غير خلاف فِي فَضَائِل الْمَدِينَة
الْجِيم مَعَ الذَّال
(ج ذ ب) قَوْله فَجَذَبَهُ إِلَيْهِ أَي ضمه بِيَدِهِ إِلَيْهِ يُقَال جذب وجبذ كُله بذال مُعْجمَة وَلَا يُقَال بِالْمُهْمَلَةِ
(ج ذ ر) قَوْله جذر قُلُوب الرِّجَال بِفَتْح الْجِيم وَكسرهَا الجذر هُوَ الأَصْل من كل شَيْء من الْحساب وَالنّسب وَالشَّجر وَغَيره
(ج ذ ل) وَقَوله مرت بجذل شَجَرَة بِكَسْر الْجِيم وَفتحهَا أَي بأصلها الْقَائِم وَقَوله وَأَنا جذيلها المحكك بِضَم الْجِيم على تَصْغِير جذل بِكَسْر الْجِيم وَهُوَ الْعود الَّذِي ينصب للجر بأمن الْإِبِل فتحتك بِهِ وَقيل عود ينصب فِي مربد الْإِبِل لتحتك بِهِ فتطرح مَا عَلَيْهَا من قراد وكل مَا لزق بهَا فتستشفى بِهِ كالمتمرغ للدابة أَي أَنا مِمَّن يستشفى بِرَأْيهِ كَمَا تستشفى الْإِبِل الجرباء بالجذل وَقيل معنى جذيلها المحكك أَي أَنا صَاحب رهان والمحكك المعاود لَهَا كَمَا قَالَ جذل رهان فِي ذِرَاعَيْهِ ضرب يُرِيد الميسر ضربه مثلا لفخره وَصغر جذلا وعذقا على طَرِيق الْمَدْح والتعظيم وَقيل على التَّقْرِيب كَمَا قَالُوا ابْني وَأخي
(ج ذ ع) وَقَوله يَا لَيْتَني فِيهَا جذع أَي أكون فِي مُدَّة النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَظُهُور أَيَّامه شَابًّا قَوِيا كالجذع من الدَّوَابّ حَتَّى أبالغ فِي نصرته وَقيل مَعْنَاهُ يَا لَيْتَني أعيش إِلَى أيامك فَأَكُون أول من ينصرك كالجذع الَّذِي هُوَ أول الْأَسْنَان وَالْأول أبين يرْوى جذع بِالضَّمِّ وَهِي رِوَايَة الْأصيلِيّ وَابْن ماهان على خبر لَيْت وَرَوَاهُ أَكثر الروَاة جذعا نصبا على الْحَال وَالْخَبَر مُضْمر أَي فانصره وأعينه والجذع من الْحَيَوَان مَا لم يثن وَقبل ذَلِك بِسنة وَمِنْه الْجذع من الضَّأْن وَعِنْدِي جَذَعَة خير من ثنية وجذعة من الْمعز وَلنْ تجزي جَذَعَة عَن أحد بعْدك وأصابني جذع فَقَالَ ضح بِهِ كُله من هَذَا وَهُوَ من الْغنم مَا لم يثن ابْن سنة وَقيل ابْن ثَمَانِيَة أشهر وَقيل ابْن عشرَة أشهر وَقيل ابْن سنة وَهُوَ لَا يَجْزِي من الْمعز ويجزى من الضَّأْن وفيهَا جَاءَت الْأَحَادِيث قَالَ الْحَرْبِيّ لِأَنَّهُ فِي الضان ينزو ويلقح وَلَيْسَ هُوَ فِي الْمعز كَذَلِك فَلَا يَجْزِي حَتَّى يصير ثنيا وَفِي الحَدِيث ذكر الْجذع بِكَسْر الْجِيم وَسُكُون الذَّال هُوَ جدع النَّخْلَة مَعْلُوم
(ج ذ ى) قَوْله كَمثل الأرزة المجذية بِضَم الْمِيم وَسُكُون الْجِيم وَكسر الذَّال الْمُعْجَمَة وَنصب الْيَاء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا أَي المنتصبة الثَّابِتَة يُقَال مِنْهُ جذى وأجذى إِذا انتصب واستقام.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
قَوْله وَقَامُوا إِلَى جذيعة كَذَا عِنْد ابْن أبي جَعْفَر وَبَعْضهمْ وَالَّذِي عِنْد كَافَّة شُيُوخنَا جزيعة بالزاي أَي قِطْعَة من الْغنم ويصححه(1/143)
قَوْله فِي حَدِيث آخر إِلَى غنيمه فِي الرُّؤْيَا أَرَانِي أتسوك بسواك فجذبني رجلَانِ كَذَا لَهُم وَعند الطَّبَرِيّ فَجَاءَنِي وَكَذَا ذكره البُخَارِيّ فِي حَدِيث عَفَّان وَقَوله مرت بجذل شَجَرَة بِالذَّالِ الْمُعْجَمَة وَرَوَاهُ بعض رُوَاة مُسلم بالزاي وَهُوَ خطأ
الْجِيم مَعَ الرَّاء
(ج ر ا) جرآء عَلَيْهِ قومه بِضَم الْجِيم مَمْدُود على وزن عُلَمَاء جمع جرئ أَي جسراء متسلطون عَلَيْهِ غير هائبين لَهُ وَمثله قَوْله إِنَّك عَلَيْهَا لجرئ وَإِنِّي إِذا لجرئ وَعَجِبت من جرءتي على رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَمَا الَّذِي جرأ صَاحبك يَعْنِي عليا كُله مَهْمُوز من الجرءة والجسارة وضد الْجُبْن وَمِنْه قَول عمر والجبن والجرأة غريزتان
(ج ر ب) وَقَوله ملانا جربنَا بِضَم الْجِيم وَالرَّاء جمع جراب وَمِنْه بجراب شَحم هُوَ وعَاء من جلد كالمزود وَنَحْوه وَهُوَ بِكَسْر الْجِيم وَكَذَا ذكره الْخَلِيل وَغَيره وَقَالَ الْقَزاز هُوَ بِفَتْح الْجِيم
(ج ر ج) قَوْله إِنَّمَا يجرجر فِي بَطْنه نَار جَهَنَّم بِفَتْح الرَّاء وَضمّهَا فبالنصب أَي يجرره ويصبه وَيَردهُ بالجرجرة والتجرجر صب المَاء فِي الْحلق وَهَذَا مَذْهَب الزّجاج وبالرفع إِنَّمَا يصوت فِي جَوْفه نَار جَهَنَّم والجرجرة الصَّوْت المتردد فِي الْحلق وَمِنْه جرجرة العجول وَقد يَصح هَذَا التَّأْوِيل فِي رِوَايَة النصب على التَّعْدِيَة وَإِلَيْهِ ذهب الْأَزْهَرِي
(ج ر د) جرى فِيهَا ذكر الجريد وجريد النّخل وجريدة هِيَ سعف النّخل وَأَغْصَانهَا الَّتِي يخرج فِيهَا خوصها
(ج ر ذ) ذكر فِي حَدِيث الأسقية الجرذان بِكَسْر الْجِيم وذال مُعْجمَة جمع جرذ وَهِي الفئران
(ج ر ر) قَوْله يجريره نَفسه وبجريره قَوْمك وبجريرة حلفائك أَي بجنايتها وَمَا جرت عَلَيْهِ من تباعة وَقَوله ثمَّ اجْتَرَّتْ أَي رددت جرتها من جوفها ومضغتها وَمِنْه قَوْله تَقْصَعُ بجرتها أَي تخرج مَا فِي كرشها مِمَّا رعت فتعيده للمضع وَقَوله كَانُوا يَمْشُونَ أَمَام الْجِنَازَة وهلم جرا منون معنى هَلُمَّ فِي الأَصْل أقبل وتعال وَسَيَأْتِي مُبينًا فِي حرف الْهَاء قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي وَمعنى هَلُمَّ جرا أَي سِيرُوا وتثبتوا فِي سيركم وَأَصله من الْجَرّ وَهُوَ ترك الْإِبِل وَالْغنم ترعى فِي السّير
قَالَ القَاضِي رَحمَه الله فَمَعْنَاه هُنَا أَنهم سَارُوا كَذَلِك لم يَنْقَطِع عَمَلهم وثبتوا عَلَيْهِ وَكَذَلِكَ فِيمَا دووم عَلَيْهِ من الْأَعْمَال إِذا اسْتعْملت فِيهِ هَذِه اللَّفْظَة قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي وانتصبت جرا على ثَلَاثَة وُجُوه الْمصدر كَأَنَّهُمْ قَالُوا جروا جروا على الْحَال والتمييز ونبيذ الْجَرّ فسره فِي الحَدِيث كل شَيْء صنع من الْمدر يرد أَو اني الخزف وَالْمرَاد بِهِ الجرار الضارية
(ج ر م) قَوْله لَا جرم أَنه كَانَ كَذَا قيل مَعْنَاهُ لَا رد بل حق وَوَجَب وَقيل مَعْنَاهُ لَا محَالة وَلَا بُد وَقيل مَعْنَاهُ كسب أَي أكسبك فعله وَقيل فِي قَوْله تَعَالَى) لَا يجرمنكم
(لَا يكسبنكم وَقيل لَا يحملنكم قَالَ الْفراء أصل لَا جرم تبربة ثمَّ اسْتعْملت بِمَعْنى حَقًا وَيُقَال جرم وأجرم واجترم بِمَعْنى كسب الذَّنب وَقيل فِي لَا جرم سِتّ لُغَات لَا جرم وَلَا جرم وَلَا جر وَلَا ذَا جرم وَلِأَن ذَا جرم وَلَا عَن ذَا جرم
(ج ر ن) الجرين الأندر
(ج ر ع) الجرعة بِضَم الْجِيم وَفتحهَا وَسُكُون الرَّاء الشربة الْوَاحِدَة من المشروب
وَقَوله مَا بِهِ حَاجَة إِلَى هَذِه الجرعة بِالضَّمِّ كَذَا قيدناه على أبي بَحر وَعَن غَيره الجرعة بِالْفَتْح وَالْأول أوجه لِأَنَّهُ أَرَادَ بهَا الدَّار وَيَوْم الجرعة بِفَتْح الْجِيم وَالرَّاء مَوضِع قرب الْبَصْرَة جَاءَ ذكره فِي كتاب مُسلم
(ج ر ف) وَذكر طاعون الجارف سمى بذلك لجرفه النَّاس وعمومه بِالْمَوْتِ وَأَصله الغرف والمجرفة كالمغرفة وَكَانَ بِالْبَصْرَةِ سنة تسع عشرَة وَمِائَة
(ج ر س) قَوْله جرست(1/144)
نجله العرفط بِفَتْح الْجِيم وَالرَّاء وسين مُهْملَة أَي رعت وأكلت
وَقَوله نَاقَة مجرسة بِفَتْح الْجِيم وسين مُهْملَة أَي مجربة فِي الرّكُوب وَالسير مذللة وَلَا تصْحَب الْمَلَائِكَة رفْقَة فِيهَا جرس وصلصلة الجرس الجرس بِفَتْح الْجِيم وَالرَّاء هُنَا الجلجل وَأَصله من الصَّوْت وَيُقَال للصوت جرس بِالسُّكُونِ وبفتح الْجِيم وَكسرهَا وَكَذَا قيدناه على أبي بَحر فِي الحَدِيث الأول فِيهَا جرس سَاكِنة وَفِي البُخَارِيّ الجرس والجرس وَاحِد وَهُوَ الصَّوْت الْخَفي وَهَذَا صَحِيح وَاخْتَارَ ابْن الْأَنْبَارِي الْفَتْح إِذا لم يتقدمه حس فَإِن تقدمه حس فالكسر وَقَالَ هَذَا كَلَام فصحاء الْعَرَب
(ج ر و) قَوْله جرو قثاء بِكَسْر الْجِيم قيل هُوَ صغارها وَقيل الطَّوِيل مِنْهَا وَقيل هُوَ الْوَاحِد مِنْهَا وَيدل عَلَيْهِ قَوْله فِي الحَدِيث فَكَسرته وَهَذَا يدل على كبره وَفِي الحَدِيث الآخر وَأجر زغب بِفَتْح الْهمزَة وَسُكُون الْجِيم جمعه أجراء مثل أَعدَاء وَأجر جمع جرو هُوَ مَا تقدم وَقيل الأجرى هُوَ الْجمع الْأَدْنَى للجرو والجرا جمع الْجمع وَمعنى زغب أَي عَلَيْهَا زغبها وَهَذَا يدل على صغرها وَرُوِيَ فِي غير هَذِه الْأُصُول وأجن زغب بالنُّون وَفَسرهُ الْهَرَوِيّ جمع جنا
(ج ر ى) وَقَوله فأرسلوا جَريا أَو جريين بِفَتْح الْجِيم وَكسر الرَّاء قَالَ الْخَلِيل رَسُولا لِأَنَّك تجرية فِي حوائجك وَقَالَ أَبُو عبيد هُوَ الْوَكِيل قَالَ أَبُو بكر الَّذِي يتوكل عِنْد القَاضِي وَغَيره وَمِنْه فِي الحَدِيث لَا يستجينكم الشَّيْطَان أَي لَا يستتبعنكم فيتخذكم جَريا كَالْوَكِيلِ وَقَالَ السّلمِيّ مَعْنَاهُ لَا يجريكم فِيهِ ويأخذكم بِهِ من قَوْلهم استجريت دَابَّتي وَقد يَصح عِنْدِي أَن يكون يحملكم على الجرأة فسهل مَعْنَاهُ لَا يحملكم أَن تتكلموا بِكُل مَا جَاءَكُم من القَوْل وتشتهوه كَأَنَّمَا تنطقون على لِسَانه وَلَكِن قُولُوا بقولكم أَي بِالْقَصْدِ مِنْكُم نَهَاهُم عَن الإفراط فِي الْمَدْح وَرَوَاهُ قطرب لَا يستجيرنكم مثل بستميلنكم وَفَسرهُ من الْحيرَة وَهُوَ غير مَحْفُوظ وَقَوله جرى بهما الحَدِيث أَي طَال وَاسْتمرّ وَقَوله وَجَرت الأقلام مَعَ الجرية بِكَسْر الْجِيم وَسُكُون الرَّاء وعالي قلم زَكَرِيَّاء الجرية وَفِي الحَدِيث حَدِيدَة الجرية قَالُوا يُرِيد جري المَاء أَي جريته إِلَى أَسْفَل والجري بِكَسْر الْجِيم وَشد الرَّاء هُوَ الجريت ضرب من الْحيتَان ذكره ابْن عَبَّاس وَأَنه لَا يَأْكُلهُ الْيَهُود ذكر الْخطابِيّ أَنه الإنكليس نوع من السّمك يشبه الْحَيَّات وَذكر غَيره أَنه نوع عريض الْوسط دَقِيق الطَّرفَيْنِ وَقَوله أَو صَدَقَة جَارِيَة أَي يجْرِي نَفعهَا وأجرها ويدوم وَقَوله إِنَّمَا فعلته من جراك بِفَتْح الْجِيم وَتَشْديد الرَّاء أَي من أَجلك وَمثله من جري هَذِه أَي من أجلهَا وسببها يُقَال من جراك وجرائك يمد وَيقصر وجريرك وأجلك وأجلك وَاحِد.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
وَقَوله فِي بِنَاء ابْن الزبير الْكَعْبَة يُرِيد أَن يجرئهم أَو يحربهم على أهل الشَّام كَذَا عِنْد السَّمرقَنْدِي وَابْن أبي جَعْفَر الأول بِالْجِيم وَالرَّاء والهمز أَي يشجعهم على قِتَالهمْ بإظهاره قَبِيح فعلهم فِي هدم الْبَيْت من الجرءة وَالثَّانِي بِالْحَاء الْمُهْملَة وبواحدة بعد الرَّاء بِمَعْنَاهُ أَيْضا والمخرب الشجاع أَي يغيظهم بِفِعْلِهِ ويحرك حفائظهم ويحرضهم يَعْنِي أهل الْمَوْسِم وَيحْتَمل أَن يُرِيد يحملهم على حربهم وَعند العذري فِي الأول يجربهم بِالْجِيم وَالرَّاء وباء بِوَاحِدَة أَي يختبر مَا عِنْدهم فِي ذَلِك وَعند جَمِيعهم فِي الثَّانِي كَمَا تقدم وَرَوَاهُ بَعضهم يحزبهم مثله إِلَّا أَنه بالزاي أَي يشد مِنْهُم من قَوْلهم أَمر حزيب أَي شَدِيد(1/145)
وَقد يكون مَعْنَاهُ يمِيل بهم إِلَى نَفسه ويصيرهم فِي حزبه عَلَيْهِم
وَفِي الْأَحْكَام وَكتب عمر لعامله فِي الْجَارُود كَذَا للأصيلي وَعند أبي ذَر وَغَيره فِي الْحُدُود وَكِلَاهُمَا إِن شَاءَ الله صَحِيح لِأَن الْقِصَّة الَّتِي كتب فِيهَا إِلَى عَامله بِالْبَحْرَيْنِ ليسأل امْرَأَة قدامَة فِيمَا شهد عَلَيْهِ بِهِ الْجَارُود وَأَبُو هُرَيْرَة من شرب الْخمر فَقَوله فِي الْجَارُود أَي فِي شَهَادَته
وَفِي مَنَاقِب الْأَنْصَار وَقتلت سرواتهم وجرجوا بجيمين مضمومتين كَذَا للأصيلي وَعند غَيره جرحوا آخِره حاء وَكَذَا لجماعتهم الْأصيلِيّ وَغَيره فِي بَاب أَيَّام الْجَاهِلِيَّة وَعند ابْن أبي صفرَة حرجوا بحاء أَولا من الْحَرج وَهُوَ ضيق الصَّدْر وَعند الْقَابِسِيّ وعبدوس هُنَا وَخَرجُوا من الْخُرُوج وَالصَّوَاب الأول أَي اضْطربَ أَمرهم يُقَال جرج الْخَاتم إِذا فلق وجال وَفِي خبر ابْن أبي ابْن سلول فَكَانَ بَينهم ضرب بِالْجَرِيدِ كَذَا للجرجاني وَأبي ذَر والنسفي وَابْن السكن بِالْجِيم وَالرَّاء وَعند الْمروزِي بالحديد بِالْحَاء ودالين وَالْأول الصَّوَاب الْمَعْرُوف وَفِي تَفْسِير آل عمرَان شفا الرَّكية وَهُوَ جر فَهَكَذَا للنسفي بجيم مَضْمُومَة وللباقين حرفها بحاء مُهْملَة وهما بِمَعْنى
وَفِي خبر المزادتين فجرحت إِحْدَاهمَا وَقد نفذ الشِّفَاء كَذَا للأصيلي بِتَقْدِيم الْجِيم من الْجرْح على مَا لم يسم فَاعله وَعند البَاقِينَ فَخرجت بِتَقْدِيم الْخَاء الْمُعْجَمَة من الْخُرُوج وَهُوَ وَجه الْكَلَام وَالصَّوَاب بِدَلِيل مَا بعده وَقد ذَكرْنَاهُ قبل
وَقَوله وَمِنْهُم المجردل كَذَا رِوَايَة الْأصيلِيّ فِي كتاب الرَّقَائِق بِالْجِيم وَالْخَاء الْمُعْجَمَة مفتوحتان بعدهمَا رَاء سَاكِنة ودال مُهْملَة وَرِوَايَة أَكثر روات البُخَارِيّ المخردل بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة وَكَذَا رَوَاهُ السجْزِي وَهُوَ الصَّوَاب وَيُقَال بِالذَّالِ الْمُعْجَمَة أَيْضا ومعناهما وَاحِد جردلت اللَّحْم وخردلته أَي قطعته وَقيل يقطعهم صغَارًا وَمَعْنَاهُ تقطيعهم بالكلاليب وَقيل مَعْنَاهُ الْمَقْطُوع بهم عَن لحاقهم بالناجين وَقيل المخردل مَعْنَاهُ المصروع المرمي قَالَه الْخَلِيل وَهَذَا وَالْأول أعرف وَأظْهر وَلقَوْله فِي الكلاليب تخطف النَّاس بأعمالهم وَلقَوْله فِي الحَدِيث الآخر فناج مُسلم ومخدوش وَأما جردلت بِالْجِيم فَقيل هُوَ الإشراف على السُّقُوط والهلاك وَحكى ابْن الصَّابُونِي مجزدل بِالْجِيم وَالزَّاي عَن الْأصيلِيّ وَهُوَ وهم عَلَيْهِ لَيْسَ ذَلِك فِي كِتَابه وَرِوَايَة بَقِيَّة رُوَاة مُسلم الْمجَازِي من الْجَزَاء وَالرِّوَايَة الأولى أصح وَكَذَلِكَ الْخلاف أَيْضا فِي كتاب البُخَارِيّ فِي كتاب الصَّلَاة فِيهِ فِي قَوْله يخردل ويجردل بِالْجِيم لأبي أَحْمد وبالخاء الْمُعْجَمَة فَقَط وَجَاء فِي كتاب التَّوْحِيد فِي البُخَارِيّ وَقَالَ أَو الْمجَازِي على الشَّك
فِي تَكْفِير الْوضُوء الذُّنُوب قَوْله إِلَّا خرت خطاياه أَي سَقَطت وَذَهَبت كَذَا لجميعهم وَلابْن أبي جَعْفَر الأجرت بِالْجِيم وَله أَيْضا وَجه أَي مَعَ المَاء كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيث الآخر على طَرِيق الِاسْتِعَارَة والتشبيه
وَقَوله فِي تَفْسِير الزمر) أَفَمَن يَتَّقِي بِوَجْهِهِ
(يجر على وَجهه كَذَا لكافتهم وَعند الْأصيلِيّ يحز بِالْحَاء وَالْأول أوجه وأشبه بتفسير الْآيَة
وَفِي تَفْسِير هَل أَتَى وَيقْرَأ) سلاسل وأغلالا
(وَلم يجره بَعضهم كَذَا للأصيلي أَي لم يصرفهُ وَلم ينونه ويجر بِهِ فِي الْإِعْرَاب مجْرى مَا ينْصَرف وَفِي رِوَايَة البَاقِينَ لم يجزه من الْجَوَاز وهما بِمَعْنى
وَفِي الْمُوَطَّأ لَا بَأْس أَن يُصِيب الرجل جَارِيَته قبل أَن يغْتَسل كذ ليحيى بن يحيى وَلغيره من رُوَاة الْمُوَطَّأ جاريتيه على التَّثْنِيَة وَهُوَ وَجه الْكَلَام وَوضع الْمَسْأَلَة وَتخرج الرِّوَايَة الأولى أَن يكون مُرَاده بِجَارِيَتِهِ بعد وَطئه زَوجته وَقبل غسله فتستقل الرِّوَايَة وَتَصِح نبه على جَوَاز ذَلِك وَقَوله فِي الْمُسلمين إِذا حمل أَحدهمَا على أَخِيه(1/146)
الْمُسلم فهما على جرف جَهَنَّم كَذَا للعذري والطبري والباجي والسمرقندي وَلابْن ماهان جَهَنَّم وَرَوَاهُ بَعضهم جَوف بِالْجِيم وَالْوَاو وَرَوَاهُ بَعضهم حرف بِالْحَاء الْمُهْملَة مَفْتُوحَة وَالرَّاء ومعانيها كلهَا مفهومة مُتَقَارِبَة صَحِيحَة وَالْوَجْه هُنَا فِيهِ جرفها كَمَا قَالَ تَعَالَى) على شفا جرف هار
(أَو حرفها وَالله أعلم
فِي كتاب اللبَاس فروج حَرِير لأبي ذَر براءين وحاء مُهْملَة وللقابسي والنسفي حَدِيد بدالين وَعند الْأصيلِيّ جرير بجيم وراءين مهملتين وَعند عَبدُوس فِيهِ نقط على الْخَاء وَصَوَابه رِوَايَة أبي ذَر وَكَذَا ذكره مُسلم لَكِن صِحَة الرِّوَايَة هُنَا غير الْحَرِير وَالِاخْتِلَاف وَالوهم فِيهِ من شُيُوخ البُخَارِيّ وَمن قبله بِدَلِيل قَول البُخَارِيّ قَالَ غَيره فروج حَرِير فَدلَّ أَن الَّذِي ذكر البُخَارِيّ قبل غير حَرِير الَّذِي هُوَ الصَّوَاب لَكِن اخْتلف الروَاة عَن البُخَارِيّ فِي حَدِيد أَو جرير
قَوْله فِي الْفَضَائِل فِي فضل سعد قَوْله اطرد هَؤُلَاءِ لَا يحترءون علينا كَذَا الرِّوَايَة قَالَ بَعضهم صَوَابه لَا يجتروا جَوَاب النَّهْي
قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَقد يكون على هَذَا الْجَواب مضمرا أَي اطردهم وَلَا تتركهم يحترءون علينا فتذلونا أَو فتجاوزهم أَو تخرجهم عَنَّا وَنَحْو هَذَا
وَفِي الْمَغَازِي كَأَنَّهَا جمل أجرب يَعْنِي ذَا جرب مَطْلِي بالقطران فأسود فَشبه بِهِ مَا حرق من بَيت ذِي الخلصة وَفِي رِوَايَة مُسَدّد أجوف أَو أجرب على الشَّك وَشَرحه بأبيض الْبَطن وَهُوَ تَصْحِيف وَخطأ وَفَسَاد للمعنى وَلَا وَجه لَهُ هُنَا وَقَوله بَطل مجرب كَذَا جَاءَ عندنَا عَن جَمِيعهم أَي جربت فِي الحروب شجاعته وَفِي بعض النّسخ محرب بِالْحَاء الْمُهْملَة وَله وَجه أَي مغيظ
الْجِيم مَعَ الزَّاي
(ج ز ا) قَوْله مَا أَجْزَأَ منا أَحَدكُمَا أحزا فلَان مَهْمُوز الآخر أَي مَا كفى وأغنى يُقَال أجزاني الشَّيْء كفاني مَهْمُوز وَهَذَا الشَّيْء يَجْزِي عَن هَذَا مَهْمُوز وَجَاء غير مَهْمُوز فِي لُغَة أَي يَكْفِي وَفِي بَاب الْقِرَاءَة فِي الْفجْر وَإِن لم تزد على أم القرءان أَجْزَأت عَنْك وَعند الْفَارِسِي أجزت أَي كفت على اللغتين قَالَ صَاحب الْأَفْعَال أَجْزَأَ الشَّيْء كفى مَهْمُوز وأجزأت بِهِ كفاني وأجزأ فلَان عَنْك كفى وجزيتك غير مَهْمُوز كافاتك بفعلك وجزى الشَّيْء عَنْك قضى وأجزيت عَنْك قُمْت مقامك وَجَزَاء الصَّيْد من هَذَا أَي مَا يقوم مقَامه وينوب عَنهُ فِي الْكَفَّارَة وَيكون قَضَاؤُهُ وَقَوله لن تجزي عَن أحد بعْدك بِفَتْح التَّاء أَي لن تنوب عَنهُ وَلَا تقضي مَا يجب عَلَيْهِ من الضحية غير مَهْمُوز وجزاه الله خيرا أَي أثابه وكافاه وجزيت فلَانا وجازيته على فعله مثله قَالَ الْهَرَوِيّ فَإِن أردْت معنى الْكِفَايَة قلت جزا الله عني وأجزاه وَإِلَى هَذَا ذهب آخَرُونَ وَإِن جزا وأجزا بِمَعْنى مُتَقَارب فِي كفى وَقضى وَقَالَ آخَرُونَ أجزيت عَنْك قضيت وأجزيت كفيت وَقَوله جَزَاء بِعُمْرَة النَّاس الَّتِي اعتمروا أَي مَكَانهَا وعوضا مِنْهَا وَفِي الحَدِيث أتجزي إحدانا صلَاتهَا إِذا طهرت بِفَتْح التَّاء أَي تقضيها وتصليها كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث الآخر أتقضي إحدانا الصَّلَاة أَيَّام حَيْضهَا وَقَوله وَيجْزِي من ذَلِك رَكْعَتَانِ أَي تنوب وتقضي وَقَوله فأمرهن أَن يجزين فسره فِي الحَدِيث يقضين كُله غير مَهْمُوز
(ج ز ر) وَالْجَزُور بِفَتْح الْجِيم مَا يجزر وينحر من الْإِبِل خَاصَّة وَيجمع جزاير وَقد جَاءَ فِي الحَدِيث وجزرا أَيْضا والجزرة من غَيرهَا من الْأَنْعَام الْإِبِل وَغَيرهَا وَقيل بل يخْتَص بالضان والمعز وَقَوله فِي الْبدن فَلَا يُعْطي على جزارتها بِكَسْر الْجِيم أَي على عمل الجزار فِيهَا(1/147)
(ج ز ل) وَقَوله فيقطعه جزلتين بِفَتْح الْجِيم أَي قطعتين وَحَكَاهُ ابْن دُرَيْد بِكَسْر الْجِيم وهما صَحِيحَانِ وَيُقَال جَاءَ زمن الجزال ضبطناه بِالْوَجْهَيْنِ وَهُوَ زمن صرام النّخل كَمَا يُقَال الجذاد والجذاد والحصاد والحصاد وَقَوله فَقَالَت امْرَأَة جزلة أَي عَاقِلَة قَالَ ابْن دُرَيْد الجزالة الْوَقار وَالْعقل
(ج ز ع) وَقَوله عقد جزع وقلادة من جزع بِفَتْح الْجِيم وَسُكُون الزَّاي لَا غير هُوَ خرز ملون مَعْلُوم وَكَانَ عِنْد بعض شُيُوخنَا بِفَتْح الزَّاي وسكونها وَأما الْجزع مُنْقَطع الْوَادي بِفَتْح الْجِيم وَكسرهَا سَاكن الزَّاي وَمِنْه فِي حَدِيث الْحَج حَتَّى جزعه يَعْنِي محسرا أَي قطعه وَأَجَازَهُ والجزع بِفَتْح الْجِيم وَالزَّاي الْفَزع وضد الصَّبْر وَمِنْه قَوْله ورءا جزعهم وَقَالَ ابْن عَبَّاس فِي البُخَارِيّ والجزع القَوْل السيء وَمِنْه قَوْله فِي حَدِيث ابْن عَبَّاس مَعَ عمر عِنْد وَفَاته وَكَانَ يجزعه كَذَا الرِّوَايَة عَن الْمروزِي وَغَيره وَمَعْنَاهُ ويشجعه ويزيل عَنهُ الْجزع كَمَا قَالَ تَعَالَى) حَتَّى إِذا فزع عَن قُلُوبهم
(وكما قَالُوا مرضته إِذا عانيت إِزَالَة مَرضه وَرَوَاهُ الْجِرْجَانِيّ وَكَأَنَّهُ جزع وَهَذَا يرجع إِلَى حَال عمر وَيصِح بِهِ الْكَلَام وَقَوله ثمَّ قَامُوا إِلَى غنيمَة فتوزعوها أَو قَالَ فتجزعوها كِلَاهُمَا بِمَعْنى أَي قسموها وَمر فِي الْجِيم وَالدَّال قَوْله فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى إِلَى جزيعة غنم وَالْخلاف فِيهِ
(ج زف) وَفِي الْبيُوع المجازفة فِي شِرَاء الطَّعَام وَإِذا جازفه وَهُوَ بيع الشَّيْء بِغَيْر كيل وَلَا وزن وَهُوَ الْجزَاف أَيْضا بِكَسْر الْجِيم
(ج ز ى) فِيمَا ذكر عَن بني إِسْرَائِيل كنت أبايع النَّاس وأجازيهم وَقَوله أتجزي إحدانا صلَاتهَا مَعْنَاهُ تقضي وصلاتها مَنْصُوب وَهُوَ مثل قَوْله أتقضي إحدانا الصَّلَاة أَيَّام محيضها وَفِي حَدِيث النَّاقة بيس مَا جزيتيها كَذَا جَاءَ فِي بعض الرِّوَايَات بِإِظْهَار العلامتين على بعض لُغَات الْعَرَب وَمثله لَو كنت جزتيه.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
فِي حَدِيث إحفاء الشَّوَارِب جَاءَ فِي رِوَايَة عِنْد مُسلم فِي حَدِيث أبي هُرَيْرَة جزوا الشَّوَارِب وَفِي أُخْرَى جذوا بِالذَّالِ وَالْمَعْرُوف من الْأَحَادِيث اُحْفُوا الشَّوَارِب قيل مَعْنَاهُ يستقصي جزها وَهَذَا يُبينهُ قَوْله جزوا حفوت شاربي أحفوه إِذا استأصلته وأحفيته مثله والرباعي أَكثر وَقَوله فحزها بِيَدِهِ كَذَا لكافة الروَاة بِالْحَاء الْمُهْملَة وَعند الْقَابِسِيّ فجز بِالْجِيم وَالْأول الصَّوَاب وَفِي الْمُوَطَّأ فِي النَّهْي عَن بيع الثِّمَار حَتَّى بيدوا صَلَاحهَا الْأَمر عندنَا فِي بيع الْبِطِّيخ والقثاء والخربز والجزر الأول بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة مَكْسُورَة سنذكرها فِي حرف الْخَاء وَهُوَ الْبِطِّيخ الْهِنْدِيّ والجزر بِفَتْح الْجِيم وَالزَّاي وَيُقَال بِكَسْر الْجِيم أَيْضا وَآخره رَاء الإسفتارية ثَبت الجزر ليحيى وَسقط لغيره وَطَرحه ابْن وضاح وسقوطه الصَّوَاب لِأَنَّهُ لَيْسَ من الثِّمَار وَلَا يشبه مَا ذكر مَعَه وَلَا تَرْجَمَة الْبَاب وَأما ذكره أَيْضا بعد فِي بَاب بيع الْفَاكِهَة فَصَحِيح لَكِن أسْقطه ابْن وضاح قَالَ أَبُو عمر وهم ابْن وضاح فِي هَذِه وَسقط ذكر الجزر فِي الْبَابَيْنِ لِابْنِ بكير وَقَوله من جزع ظفار نذكرهُ فِي الظَّاء وَقَوله فِي وَفَاتَ أبي طَالب إِنَّمَا حمله على ذَلِك الْجزع كَذَا الرِّوَايَة فِي جَمِيعهَا الْجزع الَّذِي هُوَ ضد الصَّبْر وَذكر الْخطابِيّ عَن تعلب إِنَّمَا هُوَ الخرع بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة وَالرَّاء المهلة أَي التضعف والخور قَالَ وَلَيْسَ للجزع هُنَا معنى قَوْله فِي صفة أهل النَّار غسلين فعلين من الْغسْل من الْجرْح والدبر كَذَا لأكثرهم وَعند الْأصيلِيّ من الْجراح وَفِي رِوَايَة أبي ذَر(1/148)
من الْخراج
الْجِيم مَعَ اللَّام
(ج ل ب) قَوْله نهى عَن تلقي الجلب بِفَتْح الْجِيم وَاللَّام أَي مَا يجلب من الْبَوَادِي إِلَى الْقرى من الْأَطْعِمَة وَغَيرهَا لَا تتلقى حَتَّى ترد الْأَسْوَاق وَمثله نهى عَن تلقي السّلع وَقَوله لَا جلب وَلَا جنب بِفَتْح اللَّام وَالنُّون وَقع ذكره وَتَفْسِيره فِي موطأ ابْن بكير وَابْن عفير وَلم يكن عِنْد يحيى وَلَا جمَاعَة وَفَسرهُ ملك أَنه فِي السباق قَالَ والجلب أَن يتَخَلَّف الرجل فِي السباق فيحرك وَرَآهُ الشَّيْء يستحث بِهِ فَيَسْبق وَقَالَ أَبُو عبيد هُوَ فِي مَعْنيين يكون فِي سباق الْخَيل وَهُوَ أَن يتبع الرجل فرسه فيزجره ويجلب عَلَيْهِ فَيكون ذَلِك مَعُونَة للْفرس على الجري وَيكون فِي الصَّدَقَة أَن ينزل الْمُصدق موضعا ويجلب إِلَيْهِ أَغْنَام النَّاس ليصدقها فَنهى عَلَيْهِ السَّلَام عَن ذَلِك وَأمر أَن يصدق كل قوم بموضعهم وعَلى مِيَاههمْ وَيَأْتِي تَفْسِير الْجنب بعد فِي حرفه وَذكر فِي الحَدِيث الجلباب وجلبابها وبجلبابي قَالَ النَّضر هُوَ ثوب أقصر وَأعْرض من الْخمار وَهِي المقنعة تغطي بِهِ الْمَرْأَة رَأسهَا وَقَالَ غَيره هُوَ ثوب وَاسع دون الرِّدَاء تغطي بِهِ الْمَرْأَة ظهرهَا وصدرها وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي هُوَ الْإِزَار وَقيل هُوَ الْخمار وَقيل هُوَ كالملاءة والملحفة وَقَوله لتلبسها أُخْتهَا من جلبابها حمله بَعضهم على المواسات فِيهِ وَأَنه وَاحِد وَقد يكون المُرَاد بِهِ الْجِنْس أَي لتعرها من جلابيبها أَو يكون على طَرِيق الْمُبَالغَة فِي الحض على الْخُرُوج أَي لتخرج وَلَو اثْنَتَانِ فِي جِلْبَاب وَقد رَوَاهُ أَبُو دَاوُد من جلابيبها فَهَذَا يدل أَنه للْجِنْس وَقَوله جلبة خصوم أَي أَصْوَاتهم
(ج ل ج) الجلجلان السمسم بِضَم الجيمين مَعًا
(ج ل ح) وَقَوله لَيْسَ فِيهَا جلحاء مَمْدُود هِيَ الَّتِي لَا قرن لَهَا وَقَوله فِي إِسْلَام عمر يَا جليح الجليح فِي اللُّغَة مَا تطاير من رُؤُوس النَّبَات وخف نَحْو الْقطن وَشبهه والواحدة جليحة وَقَالَ بَعضهم هُوَ اسْم شَيْطَان
(ج ل د) قَوْله هم من جلدتنا أَي من جنسنا وجيلنا والإجلاد الْأَشْخَاص وَقد يكون المُرَاد بِهِ لون الْجلد أَي بيض قَوْله فِي حَدِيث إيما رجل سببته أَو جلدته فِي رِوَايَة مُسلم عَن ابْن عمر أَو جلده أَي بجلدته قَالَ أَبُو الزِّنَاد هِيَ لُغَة أبي هُرَيْرَة على إدغام المثلين وَقَوله وَكنت أشب الْقَوْم وأجلدهم أَي أَصْغَرهم سنا وَأَقْوَاهُمْ وأشدهم وَمِنْه قَوْله جلدا معتدلا وَقَوله ليرى جلدهمْ وقوتهم وَالْجَلد بِالْفَتْح الشدَّة وَالْقُوَّة وَرجل جلد سَاكن اللَّام وجليد بَين الْجلد والجلادة وَمِنْه فِي صفة عمر كَانَ أجوف جليدا وَقَوله رجلا جليدا أَي قَوِيا شَدِيدا وَيُقَال جلد أَيْضا ومجلود وَقَوله جلدا من الأَرْض بِفَتْح اللَّام أَي غليظا صلها
(ج ل ل) قَوْله أدخر وجليل الْجَلِيل هُنَا نبت وَهُوَ الثمام وَقَوله فِي الدُّعَاء دقه وجله بِكَسْر الْجِيم وَكَذَلِكَ الدَّال أَي كبيره وصغيره وَقَوله وَذكر جلال الْبدن بِكَسْر الْجِيم وأجلتها أَيْضا هِيَ الثِّيَاب الَّتِي تلبسها قَوْله جوال الْقرْيَة وَالْجَلالَة هِيَ الَّتِي تَأْكُل الْعذرَة من الْحَيَوَان وَاصل الجلة البعر فاستعير لغيره يقل مِنْهُ بلت تجل وابتلت تجتل
(ج ل م) قَوْله لتأْخذ رَأسهَا بالجلمين على التَّثْنِيَة أَي المقصان وَكَذَا يُقَال مثنى قَوْله فَرَمَوْهُ بجلاميد الْحرَّة أَي حجارها الْكِبَار وأحدها جلمود وجلمد
(ج ل ف) وَقَوله أَنَّك لجلف جَاف قَالَ فِي الْعين هما بِمَعْنى وَقَالَهُ أَبُو عُبَيْدَة قَالَ مَعَ قلَّة الْعقل وَقَالَ الْهَرَوِيّ هُوَ الأحمق وَقَالَ ثَابت الجلف الْأَعرَابِي الجافي فِي خلقته وأخلاقه قَالَ وَإِنَّمَا يُوصف بذلك إِذا كَانَ جَافيا قَلِيل الْعقل أَي جَوْفه هَوَاء من الْعقل فارغ
(ج ل س) قَوْله نهى عَن الْجُلُوس على الْقُبُور وَإِن بجلسوا إِلَيْهَا(1/149)
وَإِن يجلس على جَمْرَة فتحرق ثِيَابه خير من أَن يجلس على قبر هُوَ على ظَاهره لِأَنَّهُ من الاستهانة بهَا وَهِي مَوضِع عظة وَاعْتِبَار وَقيل هُوَ من التخلي وَالْحَدَث وَبِهَذَا فسره فِي الْمُوَطَّأ وَقَوله يجلس النَّاس بيدَيْهِ بِفَتْح الْجِيم أَي يُشِير بيدَيْهِ إِلَيْهِم أَن يجلسوا وَقَوله فِي مجْلِس من الْأَنْصَار قد تسمى الْجَمَاعَة مَجْلِسا لأَنهم أهل الْمجْلس كَمَا قَالَ واستب بعْدك يَا كُلَيْب الْمجْلس وَقَوله كَانَت تجْلِس جلْسَة الرجل بِكَسْر الْجِيم أَي على صفتهَا وهيئتها وَأما الجلسة بِالْفَتْح فَوَاحِدَة الجلسات
(ج ل ى) وَقَوله حَتَّى تجلت الشَّمْس وفاذكروا الله حَتَّى ينجليا وَفِي بعض النّسخ يتجليا أَي ظَهرت ويظهرا وَمِنْه ثمَّ جلى عَن الشَّمْس وَعند السَّمرقَنْدِي ثمَّ تجلى عَن الشَّمْس أَي انْكَشَفَ عَنْهَا ذَلِك وَقَوْلها حَتَّى تجلاني الغشى كَذَا جَاءَ فِي الْمُوَطَّأ وَلم أر هَذِه اللَّفْظَة فِي كتب اللُّغَة والشروح وَمَعْنَاهَا عِنْدِي وَالله أعلم غشيني وغطاني واصله تجللني وَجل الشَّيْء وجلاله مَا غطي بِهِ وَمِنْه جلال الستور والحجال وَجل الدَّابَّة فَيكون تجلي وتجلل بِمَعْنى وَاحِد كَمَا قَالُوا تمطى وتمطط وكما قَالَ تقضي الْبَازِي أَي تقضضه وانقضاضه وكما قَالُوا تظنى بِمَعْنى تَظنن وَقد قَالُوا فِي لبّى أَصله لبب وَقد يكون معنى تجلاني الغشي أَي ذهب بقوتي وصبري من الْجلاء وَقد قيل فِي قَوْله تَعَالَى) وَالنَّهَار إِذا جلاها
(أَي جلا ظلمتها عَن الدُّنْيَا وَقيل جلاها أَي أظهر شمسها وَقد يكون تجلابي أَي ظهر بِي وَبَان عَليّ لطول الْقيام وَاصل التجلي الظُّهُور وَذكر البُخَارِيّ هَذَا الحَدِيث حَتَّى علاني الغشي بِالْعينِ وَهُوَ معنى مَا فسرناه بِهِ وَقد يكون تجلاني بِمَعْنى علاني وَالله أعلم فَهُوَ أبين فِي الْبَاب وَأعرف لفظا وَمعنى وَجَاء فِي غير حَدِيث فتجلى الله لَهُم تجلى الله تَعَالَى ظُهُوره للإبصار بكشف الْحجب عَنْهَا الَّتِي منعتها حَتَّى يروه تَعَالَى
قَوْله استشارة فِي الْجلاء بِفَتْح الْجِيم ممدودا مخفف اللَّام لَا غير مَعْنَاهُ الِانْتِقَال عَن الْمَدِينَة قَالَ الله تَعَالَى وَلَوْلَا أَن كتب الله عَلَيْهِم الْجلاء وَهَذِه لُغَة أهل الْحجاز وَقَوله فِي حَدِيث المعندة ذكر كحل الْجلاء هَذَا بِكَسْر الْجِيم وَالْمدّ وَيُقَال بِالْفَتْح وَالْقصر وَقَالَهُ ابْن ولاد وَأَبُو عَليّ بِالْفَتْح وَالْقصر فِي بَاب فعل قَالَ أَبُو عَليّ هُوَ كحل يجلوا الْبَصَر وَقيل هُوَ الأثمد وجلى الله لي بَيت الْمُقَدّس أَي كشفه وأبانه حَتَّى رَأَيْته رُوِيَ بِالتَّخْفِيفِ وَالتَّشْدِيد وَقَوله فَجلى للْمُسلمين أَمرهم أَي كشفه وَبَينه.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
قَوْله جلبان السِّلَاح بِضَم الْجِيم وَاللَّام وَتَشْديد الْبَاء كَذَا لأكْثر الْأَحَادِيث وَكَذَا ضبطناه وَكَذَا صَوبه ابْن قُتَيْبَة وَرَوَاهُ بعض النَّاس جلبان بِسُكُون اللَّام وَكَذَا ذكره الْهَرَوِيّ وَهُوَ الَّذِي صَوبه وَكَذَا قيدناه فِيهِ وَفِي كتاب ثَابت وَلم يذكر ثَابت سواهُ وَكَذَلِكَ الجلبان الْحبّ الَّذِي من القطنية بِسُكُون اللَّام قَالَ بعض المتعقبين الْمَعْرُوف جربان السَّيْف والقوس بالراء وَلم يقل شَيْئا وَفِي البُخَارِيّ فِي بَاب الصُّلْح مَعَ الْمُشْركين بجلب السِّلَاح فَقَط فسر الجلبان فِي الحَدِيث القراب وَمَا فِيهِ وَفِي الحَدِيث الآخر بِالسَّيْفِ والقوس وَنَحْوه وَفِي الآخر لَا تحمل سِلَاحا إِلَّا سيوفا قَالَ الْحَرْبِيّ يُرِيد جفون السيوف وَقَالَ غَيره هُوَ شبه الجراب من الْأدم يوضع فِيهِ السَّيْف مغمودا ويطرح فِيهِ الرَّاكِب سَوْطه ويعلقه من آخِرَة الرحل وَهَذَا هُوَ القراب مثل قَوْلهم فِي الحَدِيث القراب وَمَا فِيهِ أَرَادَ أَن لَا يدخلوها بسلاح ظَاهر دُخُول الْمُحَارب القاهر من الرماح وَشبههَا وَأما على رِوَايَة الجلب فقد يكون جمعا أَيْضا وَلَعَلَّه بِفَتْح اللَّام جمع جلبة وَهِي الْجلْدَة(1/150)
الَّتِي تغشى القتب فقد سمي بهَا غَيرهَا كَمَا سميت بذلك العوذة المجلدة وَسميت بذلك قروب الْجراح إِذا بَرِئت وَهِي الْجُلُود الَّتِي تتقلع عَنْهَا وَقَوله فِي قتل أُميَّة ابْن خلف فتجللوه بِالسُّيُوفِ كَذَا هُوَ بِالْجِيم للأصيلي وَعند البَاقِينَ بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة وَهَذَا أظهر وأشبه بقول عبد الرَّحْمَن بن عَوْف أَنه ألْقى نَفسه عَلَيْهِ ثمَّ قَالَ فتخللوه بِالسُّيُوفِ أَي أدخلوها خلاله حَتَّى وصلوا إِلَى قَتله أَو طعنوه بهَا تَحْتَهُ من قَوْلهم خللته بِالرُّمْحِ واختللته أَي طعنته بِهِ وَمعنى الرِّوَايَة الْأُخْرَى علوه وغشوه بهَا يُقَال تجلل الْفَحْل النَّاقة إِذا علاها وَقَوله فِي الَّذِي خسف بِهِ فَهُوَ يتجلجل كَذَا رِوَايَة الْجُمْهُور بجيمين وَرَوَاهُ بَعضهم يتخلخل بخائين معجمتين وَالْأول أعرف وَأَصَح قَالُوا التجلجل السوخ فِي الأض مَعَ حَرَكَة واضطراب قَالَه الْخَلِيل وَقَالَ الْأَصْمَعِي هُوَ الذّهاب بالشَّيْء والمجئ بِهِ وَأَصله التَّرَدُّد وَالْحَرَكَة وَمِنْه تجلجل فِي الْكَلَام وتلجلج إِذا تردد وَمعنى يتخلخل هُنَا بعيد إِلَّا من قَوْلهم خلخت الْعظم إِذا أخذت مَا عَلَيْهِ من لحم أَو من التخلل والتداخل خلال الأَرْض فأظهر التَّضْعِيف وَقد روينَاهُ فِي غير هَذَا الْكتب يَتَحَلْحَل بحاءين مهملتين وَقَوله إِنَّمَا على ابْني جلد مائَة هَذَا هُوَ الْمَشْهُور حَيْثُ وَقع وَجَاء عِنْد الْأصيلِيّ جلده مائَة بِالْإِضَافَة وَهُوَ بعيد إِلَّا أَن ينصب مائَة على التَّفْسِير أَو يكون جلدَة بِفَتْح الدَّال وَرفع التَّاء أَو يضمر الْمُضَاف إِلَيْهِ أَي عدد مائَة أَو تَمام مائَة أَو جلده جلد مائَة وَقَوله فِي غَزْوَة الْفَتْح ثمَّ جَاءَت كَتِيبَة وَهِي أقل الْكَتَائِب فيهم رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَأَصْحَابه كَذَا لجَمِيع رُوَاة البُخَارِيّ وَرَوَاهُ الْحميدِي فِي اختصاره هِيَ أجل بِالْجِيم وَهُوَ أظهر لَكِن لَا يبعد صِحَة أقل لِأَنَّهُ قد ذكر فِي الحَدِيث تقدم الْكَتَائِب قبله كَتِيبَة كَتِيبَة وَتقدم كَتِيبَة الْأَنْصَار وَبَقِي النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فِي خَاصَّة الْمُهَاجِرين وَلَا شكّ أَنهم كَانُوا أقل عددا وَفِي حَدِيث الْهِجْرَة وَنحن فِي جلد من الأَرْض كَذَا لكافة من الروَاة وَعند العذري جردوهما بِمَعْنى وَقد فسرناهما قبل وَقَوله فِي بَاب أكل الرطب بِالتَّمْرِ فِي حَدِيث جَابر وَكَانَ لَهُ الأَرْض الَّتِي بطرِيق رومة فَجَلَست نخلى عَاما كَذَا للقابسي وَأبي ذَر بِالْجِيم وَاللَّام وَأكْثر الروَاة وَعند أبي الْهَيْثَم فخاست نخلها عَاما بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة وَالْألف وللأصيلي فحبست فحلي عَاما بِالْحَاء الْمُهْملَة وَالْبَاء بِوَاحِدَة وكل هَذِه الرِّوَايَات معلولة غير بَيِّنَة إِلَّا رِوَايَة أبي الْهَيْثَم فخاست نخلها عَاما أَي خَالَفت مَعْهُود حملهَا يُقَال خاس عَهده إِذا خانه أَو تَغَيَّرت عَن عَادَتهَا يُقَال خاس الشَّيْء إِذا تغير وَكَانَ أَبُو مَرْوَان بن سراج فِيمَا أخبرنَا بِهِ غير وَاحِد يصوب رِوَايَة الْقَابِسِيّ والكافة إِلَّا أَنه يصلح شكلها وَيَقُول صَوَابه فَجَلَست أَي عَن الْقَضَاء فخلى أَي السّلف عَاما لَكِن ذكره للْأَرْض أول الحَدِيث يدل أَن الْخَبَر عَنْهَا لَا عَن نَفسه وَالله أعلم وَفِي الْحَوْض فيجلون عَنهُ بِالْجِيم سَاكِنة كَذَا فِي حَدِيث أَحْمد بن شبيب لكافتهم وَعند الْحَمَوِيّ فيحلون بِالْحَاء الْمُهْملَة هُنَا وأتقنه فِي كتاب عَبدُوس فيحلون بِالْحَاء الْمُهْملَة وَشد اللَّام وهمز الْوَاو المضمومة ثمَّ ذكر من رِوَايَة أَحْمد بن صَالح يحلونَ على الصَّوَاب ولبعضهم فيجلون بِالْجِيم أَيْضا هُنَا ثمَّ قَالَ شُعَيْب فيجلون بِالْجِيم كَذَا هُنَا وَعند عقيل فيحلون يَعْنِي بِالْحَاء سَاكِنة مُهْملَة مَهْمُوز كَذَا قَيده الْأصيلِيّ وَغَيره وَصَوَابه فيحلون بِالْحَاء الْمُهْملَة وَتَشْديد اللَّام وَسُكُون الْوَاو أَو همزها وَكَذَا هُنَا عِنْد أبي الْهَيْثَم متقنا مُقَيّدا أَي يصدون عَنهُ وَيمْنَعُونَ مِنْهُ وَهُوَ(1/151)
الْوَجْه يُقَال حلاته عَن المَاء وحليته إِذا طردته عَنهُ وَأَصله الْهَمْز فِي حَدِيث الصِّرَاط وَمِنْهُم المخردل والمجازي ثمَّ يتجلى حَتَّى إِذا فرغ من الْقَضَاء كَذَا جَاءَ فِي البُخَارِيّ فِي بَاب) وُجُوه يَوْمئِذٍ ناضرة
(وصواب الْكَلَام مَا جَاءَ فِي غير هَذَا الْموضع ثمَّ ينجوا أَي أَن مِنْهُم بعد أَن تَأْخُذهُ الكلاليب على الصِّرَاط من ينجو وكما قَالَ فمخدوش فناج وَفِي الحَدِيث الآخر فِي كتاب مُسلم وَمِنْهُم المخردل حَتَّى يُنجي وَفِي الْجَنَائِز فَأخذ أَبُو هُرَيْرَة بيد مَرْوَان فَجَلَسْنَا قبل أَن تُوضَع فجَاء أَبُو سعيد فَأخذ بيد مَرْوَان فَقَالَ قُم كَذَا فِي سَائِر النّسخ وَصَوَابه مَا للنسفي والقابسي فَجَلَسَا وَعَلِيهِ يدل الْكَلَام بعده وَقَوله فاطلعت فِي الجلجل كَذَا لكافتهم وَعند ابْن السكن فِي المخضب والجلجل هُنَا أشبه
الْجِيم مَعَ الْمِيم
(ج م ح) قَوْله فجمح مُوسَى فِي أَثَره أَي أسْرع يُقَال فرس جموح أَي سريع وَهُوَ مدح وَفرس جموح إِذا كَانَ يركب رَأسه فِي جريه لَا يردهُ اللجام وَهَذَا ذمّ ودابة جموح أَيْضا الَّتِي تميل فِي أحد شقيها
(ج م د) وَقَوله وَيُصلي على الجمد كَذَا ظبطوه بِسُكُون الْمِيم وَضَبطه فِي كتاب الْأصيلِيّ وَأبي ذَر بِفَتْح الْمِيم وَالصَّوَاب الأول والجمد بِفَتْح الْجِيم وَسُكُون الْمِيم المَاء الجامد وبفتحهما وضمهما مَعًا وَسُكُون الْمِيم أَيْضا الأَرْض الصلبة وَمرَاده هُنَا المَاء الجامد بِدَلِيل التَّرْجَمَة وَذكره الصَّلَاة على الثَّلج وكل حَائِل
(ج م ر) وَقَوله من استجمر فليوتر وَذكر الِاسْتِجْمَار وَهُوَ التمسح بالأحجار عِنْد الْحَاجة مَأْخُوذ من الْجمار الَّتِي يتمسح بهَا وَهِي الْحِجَارَة الصغار وَمِنْه جمار مَكَّة الَّتِي يرْمى بهَا وَذكر الْجَمْرَتَيْن مَوضِع الرَّمْي وَسمي بذلك لِأَنَّهُ يطيب الرّيح كَمَا يطيبه الِاسْتِجْمَار الَّذِي هُوَ البجور وَقد قيل فِي قَوْله من استجمر فليوتر أَنه البخور مَأْخُوذ من الْجَمْر الَّذِي يُوقد ويتبخر بالبخور بِهِ وَأما قَوْله استجمر بالوة فَهُوَ هُنَا البخور لَا غير وَمِنْه فِي الحَدِيث الآخر لأسماء جمر وأثيابي أَي بخروها وَمِنْه ومجامرهم الألوة أَي بخورهم الْعود الْهِنْدِيّ وَيكون جمع مجمر للآلة الَّتِي يتبخر بهَا فَسُمي بهَا البخور وَفِي الحَدِيث أَتَى بجمار مصموم الْجِيم مشدد الْمِيم هُوَ رخص طلع النّخل وَمَا يَأْكُل من قلبه وَمِنْه فِي الحَدِيث الآخر فِي تَفْسِير الكثر وَهُوَ الْجمار
(ج م ز) وَقَوله فِي المرجوم جمز بالزاي أَي عدا ووثب وأسرع وَلَيْسَ بالشديد من الْعَدو وَيُقَال أجمز
(ج م ل) قَوْله فِي الْيَهُود فجملوها وَفِي حَدِيث آخر فأجملوها يَعْنِي الشحوم أَي أذابوها وَكَذَلِكَ يجملون مِنْهَا الودك بِضَم الْيَاء وَفتحهَا أَي يذيبون يُقَال فِيهِ جمل وأجمل وفيهَا ذكر الْجمال والجميل والتجمل فِي الثِّيَاب والتجمل فِي الْحَال فالجمال الْحسن والجميل الْحسن الصُّورَة قَالَ الْحَرْبِيّ كَانَ أَبيض أوادم قَالَ والصبيح الْأَبْيَض وَإِن لم يكن جميل الصُّورَة وَفِي قَوْله أَن الله جميل يحب الْجمال قيل مَعْنَاهُ مُجمل محسن وَقيل مَعْنَاهُ ذُو النُّور والبهجة أَي خالقهما وربهما والتجمل التزين وَإِظْهَار الزِّينَة والتجمل إِظْهَار الْجَمِيل والتودد وَإِظْهَار الْجمال فِي الْحَال
وَقَوله حَتَّى يلج الْجمل فِي سم الْخياط وَهُوَ الْجمل نَفسه وقرأه بَعضهم جمل بِضَم الْجِيم وَتَشْديد الْمِيم أَي حَبل السَّفِينَة
وَقَوله فأجملوا فِي الطّلب بِقطع الْهمزَة أَي أَحْسنُوا فِيهِ بِأَن تأتوه من وَجهه
(ج م م) وَقَوله فقد جموا بِفَتْح الْجِيم وَتَشْديد الْمِيم استراحوا من جهد الْحَرْب وَمِنْه فِي الحَدِيث الآخر(1/152)
جامين ماحوذ من الْجَام من الدَّوَابّ وَقيل فِي هَذَا أَي رواء ممتلئين من المَاء من جمام المكوك وَهُوَ إملاؤه وَأَصله الْجمع وَالْكَثْرَة وَمِنْه الجم الْغَفِير وحبا جما
وَقَوله فِي التلبينة مجمة لفؤاد الْمَرِيض تذْهب بِبَعْض الْحزن بِالْفَتْح وبالضم فِي الْمِيم وَالْفَتْح وَالْكَسْر فِي الْجِيم فَإِذا ضممت الْمِيم كسرت الْجِيم أَو تفتحهما مَعًا وَفِي الحَدِيث الآخر وتجم فؤاد الْمَرِيض مَعْنَاهُ تريحه وَقيل تفتحه وَقيل تجمعه وَفِي صفته عَلَيْهِ السَّلَام عَظِيم الجمة بِضَم الْجِيم قيل الجمة أكبر من الوفرة وَذَلِكَ إِذا سَقَطت على الْمَنْكِبَيْنِ والوفرة إِلَى شحمة الْأذن واللمة بَينهمَا تلم بالمنكبين
(ج م ن) قَوْله جمان والجمان هِيَ شذور تصنع من الْفضة أَمْثَال اللُّؤْلُؤ قَالَ ابْن دُرَيْد وَقد سموا الدرة جمانة وَفِي حَدِيث عِيسَى يتحدر مِنْهُ جمان كَاللُّؤْلُؤِ أَي كحبوب فضَّة صنعت مثل اللُّؤْلُؤ يُرِيد بذلك مَا يتحدر من المَاء من رَأسه
(ج م ع) وَقَوله وَالْمَرْأَة تَمُوت بِجمع شَهِيد أَكثر الرِّوَايَات فِيهِ بِضَم الْجِيم وَرَوَاهُ بَعضهم بِالْفَتْح وهما صَحِيحَانِ وروى بِجمع بِالْكَسْرِ فِيهَا وَهُوَ صَحِيح أَيْضا قيل مَعْنَاهُ تَمُوت بِوَلَدِهَا فِي بَطنهَا وَقيل بل من نفاسه وَقيل بل تَمُوت بكرا لم تفتض وَقيل صَغِيرَة لم تَحض وَجَاء شَهِيد فِيهَا بِلَفْظ الْمُذكر وَهُوَ الْوَجْه وَالذكر وَالْأُنْثَى فِيهِ سَوَاء وَأَيَّام جمع أَيَّام منى وَيَوْم الْجمع يَوْم الْقِيَامَة
وَقَوله فَإِن لَهُ مثل سهم جمع بِالْفَتْح أَي الْجَمَاعَة وَقيل يجمع لَك سَهْمَان من الْأجر وَقيل مثل سهم جَيش وَقيل سهم من الْغَنِيمَة وَقيل أجر وَقيل مثل أجر من شهد جمعا وَهِي عَرَفَة وَرَوَاهُ بَعضهم بِضَم الْجِيم وَهُوَ بعيد وَجَاء فِيهَا ذكر جمع وَهِي الْمزْدَلِفَة بِفَتْح الْجِيم
وَقَوله بَهِيمَة جَمْعَاء مَمْدُود قَالَ ابْن وهب جَمْعَاء حَامِل وَقَالَ غير وَاحِد مَعْنَاهُ أَي مجتمعة الْخلق لَا عاهة بهَا وَلَا نقص ويبينه قَوْله بعْدهَا هَل تحس فِيهَا من جذعاء وَهَذَا الصَّحِيح
وَقَوله بِعْ الْجمع بِالدَّرَاهِمِ بِسُكُون الْمِيم وَالْجمع من التَّمْر كل مَا لَا يعرف لَهُ اسْم من التَّمْر فَهُوَ الْجمع وَفَسرهُ فِي كتاب مُسلم بِمَعْنَاهُ فَقَالَ هُوَ الْخَلْط من التَّمْر أَي الْمُخْتَلط
وَقَوله حَدثنَا وَهُوَ جَمِيع أَي مُجْتَمع الْعقل وَالْحِفْظ فِي كهولته قبل شبحه ووهن جِسْمه واختلال ذكره وَكَذَلِكَ قَوْله وَأمر كَمَا جَمِيع أَي مُتَّفق غير مُخْتَلف
وَقَوله لَا جماع لَك بعد أَي لَا إجتماع مَعَك وَقَوله فِي صفة خَاتم النبوءة جمعا عَلَيْهِ خيلان بِضَم الْجِيم الْجمع وَالْجمع بِالضَّمِّ وَالْكَسْر الْكَفّ إِذا جمع وَقَوله فَضرب بِيَدِهِ مجمع بَين عنقِي وكتفي أَي حَيْثُ يَجْتَمِعَانِ مَفْتُوح الْمِيم
وَقَوله فَجمعت على ثِيَابِي وجمعت عَلَيْهَا ثِيَابهَا هُوَ جمع الثِّيَاب الَّتِي يخرج بهَا الرِّدَاء إِلَى النَّاس من الدراء والإزار دون مَا يتفضل بِهِ من مهنته فِي بَيته وَقَوله أُوتيت جَوَامِع الْكَلم قيل يَعْنِي الْقُرْآن لَا يُجَازِهِ وَقَوله فِي الحَدِيث الآخر كَانَ يتَكَلَّم بجوامع الْكَلم أَي بالموجز من القَوْل وَأَنه كَانَ كثير الْمعَانِي قَلِيل الْأَلْفَاظ
وَقَوله إِلَّا هَذِه الْآيَة الجامعة من هَذَا لاختصار لَفظهَا وَعُمُوم مضمونها وَيَوْم الْجُمُعَة يُقَال بِضَم الْمِيم وَفتحهَا وسكونها قَالَ ابْن دُرَيْد وَهِي مُشْتَقَّة من اجْتِمَاع النَّاس فِيهَا للصَّلَاة وَقيل بل لِأَن الله تَعَالَى جمع فِيهَا الْخلق حِين خلقه لِأَن آخر الْأَيَّام السَّبْعَة وَرُوِيَ عَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) إِنَّمَا سميت بذلك لِأَن فِيهَا جمع بَين آدم وحواء يَعْنِي فِي الأَرْض وَالله أعلم
وَقَوله الصَّلَاة جَامِعَة أَي فِي جمَاعَة أَي ذَات جمَاعَة أَو يكون مَعْنَاهَا جَامِعَة للنَّاس وَقَوله من فَارق الْجَمَاعَة ظَاهره سَواد(1/153)
النَّاس وَمَا اجْتَمعُوا عَلَيْهِ فِي الْإِمَارَة وَقيل هم أهل الْعلم وَقَوله فأجمعت صدقه أَي عزمت عَلَيْهِ واعتقدته وَمِنْه فَلَمَّا أجمع على إجلائهم يَعْنِي يهود أَي عزم يُقَال أجمع الرجل أمره وَأجْمع عَلَيْهِ وعزم بِمَعْنى قَالَه نفطويه وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم أجمع أمره جعله جَمِيعًا بعد أَن كَانَ مفترقا وَمثله فِي الْمُسَافِر إِذا أجمع مكثا وَمَا لم يجمع مكثا وَفِي الصَّائِم إِذا أجمع الصّيام قبل الْفجْر كُله بِمَعْنى نَوَاه وعزم عَلَيْهِ وَقَوله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) سبعا جَمِيعًا وثمانيا جَمِيعًا يَعْنِي الْمغرب مَعَ الْعشَاء وَالظّهْر مَعَ الْعَصْر وَقَوله مستجمعا ضَاحِكا وَوَجهه ضحكا مَعْنَاهُ مُقبلا على الضحك.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
قَوْله يبرد المَاء فِي أشجاب لَهُ على جمارة من جريد كَذَا للسمرقندي بجيم مَضْمُومَة وَمِيم مُشَدّدَة ولسائر الروَاة على حمارة بحاء مُهْملَة مَكْسُورَة وَهُوَ الصَّوَاب وَالْأول خطا وَوهم وَكَانَ فِي كتاب ابْن عِيسَى على حمَار مُذَكّر بِغَيْر تَاء والحمارة هِيَ الأعواد الَّتِي تعلق فِيهَا الْقرب وأواني المَاء قَالَه ابْن دُرَيْد
وَقَوله فِي حَدِيث رجم الْيَهُودِيين فِي كتاب مُسلم نسود وُجُوههمَا ونجملهما بِضَم النُّون وبجيم كَذَا رِوَايَة السجْزِي قَالُوا فِي مَعْنَاهُ نطيفهما على ظُهُور الْجمال وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ نحملهما بِفَتْح النُّون وحاء مُهْملَة وَهُوَ بِمَعْنى مَا تقدم وللباقين نحممهما وَهُوَ بِمَعْنى نسود وُجُوههمَا وَكَذَا فِي البُخَارِيّ
وَقَوله هَذَا الْجمال لَا جمال خببر كَذَا فِي رِوَايَة الْمُسْتَمْلِي بِالْجِيم مَكْسُورَة ولكافتهم بِالْحَاء ذَكرْنَاهُ فِي بَابهَا
وَقَوله فِي تَفْسِير حم السَّجْدَة وَخلق الْجبَال وَالْجمال وَالْإِكْرَام وَمَا بَينهمَا فِي يَوْمَيْنِ كَذَا لَهُم بِكَسْر جِيم الْجمال وَعند الْأصيلِيّ بِفَتْحِهَا وَكِلَاهُمَا لَيْسَ هَذَا مَوْضِعه وَأرى فِيهِ تغييرا وَوَجَدته محوقا عَلَيْهِ فِي رِوَايَة النَّسَفِيّ وَلَعَلَّه الْجبَال تكَرر مرَّتَيْنِ فِي الأَصْل أَو يكون الثَّانِي الشّجر أَو البحور فَغير فقد جَاءَ ذَلِك فِي أَحَادِيث مَعْرُوفَة وَذكر مُسلم الْجبَال يَوْم الْأَحَد وَالشَّجر يَوْم الِاثْنَيْنِ وَالَّذِي جَاءَ فِي الْأَحَادِيث كلهَا أَنه خلق الدَّوَابّ يَوْم الْخَمِيس
وَقَوله فِي بَدْء الْوَحْي جمعه لَك صدرك كَذَا عِنْد الْأصيلِيّ بِسُكُون الْمِيم وَضم الْعين وَعند أبي ذَر جمعه لَك فِي صدرك وَعند النَّسَفِيّ جمعه بفتحهما صدرك
وَقَوله إِذا صلى جَالِسا فصلوا جُلُوسًا أَجْمَعُونَ هِيَ رِوَايَة أَكثر الشُّيُوخ وَعند بَعضهم أجمعيين نصبا على الْحَال وَالْأول على نعت الضَّمِير
وَقَوله فِي حَدِيث عَليّ وَحَمْزَة فَبَيْنَمَا أَنا أجمع لشار فِي مَتَاعا إِلَى قَوْله وجمعت حَتَّى جمعت مَا جمعت كَذَا لكافة الروَاة لمُسلم فِي جَمِيع النّسخ إِلَّا أَن العذري والطبري قَالَا حَتَّى كَمَا تقدم والسمرقندي والسجزي قَالَا حِين مَكَان حَتَّى وَالْكَلَام كُله مختل قَالَ بَعضهم أرَاهُ وَجئْت حِين جمعت مَا جمعت
قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَكَذَا ذكره البُخَارِيّ فِي كتاب الْخمس فَرَجَعت حِين جمعت مَا جمعت وَذكر الْحميدِي هَذَا الحَدِيث فِي مُخْتَصر الصَّحِيحَيْنِ فَقَالَ وَأَقْبَلت حِين جمعت مَا جمعت وَهُوَ كُله صَوَاب الْكَلَام وَبِمَعْنى مَا قَالَ بَعضهم وَذكره البُخَارِيّ أَيْضا فِي الْمَغَازِي بِإِسْقَاط جمعت أَولا وَكَذَا لبَعض رُوَاة مُسلم وَالْكَلَام كَذَلِك يسْتَقلّ أَيْضا
وَفِي أواني الْمَجُوس قَوْله فِي حَدِيث إِسْحَاق بن مَنْصُور وَأبي بكر بن إِسْحَاق يأتوننا بالسقاء يجملون بِالْجِيم فِيهِ الودك أَي يذيبونه وَقد فسرناه كَذَا لبَعْضهِم وَعند أَكثر شُيُوخنَا يجْعَلُونَ بِالْعينِ وَالْأول أعرف
قَوْله) لَا يسْأَلُون النَّاس إلحافا
(فَضرب رَسُول الله(1/154)
(صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فَجمع بَين عنقِي وكتفي كَذَا لأبي ذَر والقابسي وَعند الْأصيلِيّ مجمع وَهُوَ الصَّوَاب وَسقط هَذَا الْحَرْف لِابْنِ السكن
فِي قتل ابْن الْأَشْرَف عِنْدِي أعظم نسَاء الْعَرَب وأجمل الْعَرَب كَذَا للأصيلي وَلغيره أكمل وَله وَجه وَالْأول أوجه
فِي التَّفْسِير فِي كتاب مُسلم فِي نزُول) الْيَوْم أكملت لكم دينكُمْ
(فِي حَدِيث ابْن أبي شيبَة نزلت لَيْلَة جُمُعَة وَنحن بِعَرَفَات كَذَا لِابْنِ ماهان وَلغيره لَيْلَة جمع وَالْأول أوجه لموافقة سَائِر الْأَحَادِيث
وَفِي بَاب الْأَجِير فِي الْغَزْو حملت على بكر وَهُوَ أوثق إجمالي كَذَا للمستملي بِالْجِيم وَعند الْحَمَوِيّ أوثق أحمالي بِالْحَاء وَهُوَ كُله وهم وَصَوَابه مَا للكافة وَمَا هُوَ الْمَعْرُوف فِي غير هَذَا الْموضع أوثق أعمالي بِالْعينِ
الْجِيم مَعَ النُّون
(ج ن ا) قَوْله يجنا عَلَيْهَا نذكرهُ وَالِاخْتِلَاف فِيهِ بعد هَذَا وَكَذَلِكَ رِوَايَة من روى فِي السُّجُود فليجنا وَمَعْنَاهُ ينحني كَمَا جَاءَ فِي الرِّوَايَات الآخر
(ج ن ب) قَوْله لَا جلب وَلَا جنب تقدم تَفْسِير جلب وَالْخلاف فِيهِ وَمن قَالَ هَذَا الحَدِيث فِي السباق أَو فِي الزَّكَاة قَالَ ملك وَالْجنب أَن يجنب مَعَ الْفرس الَّذِي يسابق عَلَيْهِ فرس آخر أَي يُقَاد بِغَيْر رَاكب حَتَّى إِذا دنا من الْغَايَة تحمل رَاكِبه على الْفرس المجنوب ليسبق يُرِيد لجمامه وجريه بِغَيْر رَاكب وَقَالَ غَيره مِمَّن جعل الحَدِيث فِي الزَّكَاة هُوَ فرار أَصْحَاب الْمَوَاشِي وبعدهم بهَا عَن السعاة قَوْله إِذا مر بجنبات أم سليم بِفَتْح النُّون جمع جنبة وَهِي النَّاحِيَة والجانب والجناب وَمِنْه على جنبتي الصِّرَاط أَي ناحيتيه وَمِنْه فِي حَدِيث يَأْجُوج وَمَأْجُوج حَتَّى أَن الطير تمر بجنباتهم وَذَات الْجنب دَاء بِفَتْح الْجِيم وَسُكُون النُّون قَالَ التِّرْمِذِيّ هُوَ السل وَفِي البارع هُوَ الَّذِي يطول مَرضه وَقَالَ النَّضر هِيَ الدُّبَيْلَة قرحَة تثقب الْبَطن وَهُوَ مثل قَول بَعضهم أَنَّهَا الشوصة وثمر جنيب قَالَ مَالك هُوَ الكبيس وَقَالَ غَيره كل تمر لَيْسَ بمختلط وَالْجمع الْمُخْتَلط وَقَالَ الطَّحَاوِيّ وبن السكن أَنه الطّيب وَقَالَ غَيره هُوَ المتين وَقَوله أجنبنا والجنابه مَعْلُومَة وَأَصلهَا الْبعد لِأَنَّهُ لَا يقرب مَوَاضِع الصَّلَاة ويجتنبها حَتَّى يتَطَهَّر وَقيل لمجانبة النَّاس حَتَّى يغْتَسل وَرجل جنب وَرِجَال جنب وَقيل أجناب وَامْرَأَة جنب قَالَ الله تَعَالَى
(وَلَا جنبا إِلَّا عابري سَبِيل) وَكَذَلِكَ يُقَال فِي الرجل الْبعيد فِي النّسَب مثله وجنب الرجل وأجنب من الْجَنَابَة وَقَوله من اغْتسل يَوْم الْجُمُعَة غسل الْجَنَابَة أَي صفة غسل الْجَنَابَة وَقَوله وعَلى المجنبة الْيُمْنَى فلَان وعَلى المجنبة الْيُسْرَى قَالَ شمر المجنبة الكتيبة الَّتِي تَأْخُذ جَانب الطَّرِيق وهما مجنبتان ميمنة وميسيره بجانبي الطَّرِيق وَالْقلب بَينهمَا وَقَوله فأدخلت الْجنَّة فَإِذا فِيهَا جنابذ اللُّؤْلُؤ بِفَتْح الْجِيم بعْدهَا نون وَبعد الْألف بَاء بِوَاحِدَة ثمَّ ذال مُعْجمَة كَذَا رَوَاهُ مُسلم وَالْبُخَارِيّ فِي كتاب الْأَنْبِيَاء من رِوَايَة غير الْمروزِي وفسروه بالقباب وَاحِدهَا جنبذة بِالضَّمِّ والجنبذة مَا ارْتَفع من الْبناء وَجَاء فِي البُخَارِيّ أَيْضا فِي مَوضِع آخر حبائل وَذهب بَعضهم إِلَى أَنه تَصْحِيف من جنابذ ونتكلم عَلَيْهِ فِي حرف الْحَاء وَالْبَاء
(ج ن ح) قَوْله جنح اللَّيْل يُقَال جنح اللَّيْل يجنح إِذا أقبل وَذَلِكَ حِين تغيب الشَّمْس وَمِنْه قَوْله إِذا استجنح أَو قَالَ جنح كَذَا لكافتهم وَعند النَّسَفِيّ والحموي وَأبي الْهَيْثَم أَو كَانَ جنح اللَّيْل وَيُقَال جنح اللَّيْل مَال وجنح اللَّيْل وجنحه بِالْكَسْرِ وَالضَّم حِينَئِذٍ وَقَوله لَا جنَاح أَي لَا إِثْم وَلَا تضييق وَمِنْه هَل على جنَاح وَجَنَاح الْإِنْسَان عضده وأبطه قَوْله(1/155)
وجنح فِي سُجُوده ويجنح إِذا رفع عضديه عَن إبطَيْهِ وذراعيه عَن الأَرْض وَفرج مَا بَين يَدَيْهِ ورويناه عَن السَّمرقَنْدِي يجنح مخففا وَهُوَ خطأ
(ج ن د) قَوْله لقِيه أُمَرَاء الأجناد كَانَ عمر قسم الشَّام على أَرْبَعَة أُمَرَاء مَعَ كل وَاحِد مِنْهُم جند ثمَّ جمعهَا آخرا لمعاوية الجندب بِفَتْح الدَّال وَضمّهَا وَالْجِيم مَضْمُومَة وَفِيه لُغَة ثَالِثَة كسر الْجِيم وَفتح الدَّال وَالْجَنَادِب جمع ذَلِك وَكلهَا فِي الحَدِيث هُوَ شبه الْجَرَاد وَقيل هُوَ الْجَرَاد نَفسه وَلَيْسَ بِشَيْء وَقيل هُوَ صرار اللَّيْل وَقَالَ بَعضهم إِنَّمَا صرار اللَّيْل الجدجد وَأما الجندب فَغَيره شبه الْجَرَاد وَهَذَا أصح وَقَوله الْأَرْوَاح جنود مجندة أَي جموع مجمعة وَقيل أَجنَاس مُخْتَلفَة
(ج ن ز) قَوْله الْجِنَازَة يُقَال بِكَسْر الْجِيم وَفتحهَا فِي الْمَيِّت والسرير مَعًا وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي بِالْفَتْح وبالكسر السرير الَّذِي يحمل عَلَيْهِ الْمَيِّت وَقَوله كَلَام الْمَيِّت على الْجِنَازَة المُرَاد هُنَا السرير لَا غير
(ج ن ن) قَوْله كن لَهُ جنَّة من النَّار بِالضَّمِّ أَي سترا وَالصَّوْم جنَّة قيل من النَّار كَالْأولِ سَاتِر عَنْهَا مَانع مِنْهَا وَقَوله وَالْإِمَام جنَّة لمن خَلفه كُله بِالضَّمِّ بِمَعْنى سَاتِر لمن خَلفه ووراءه فِي الصَّلَاة من الْمَار والسهو وجنة لمن فِي نظره ومانع مِنْهُم عدوهم وواقيهم إِيَّاه ويفسره بَقِيَّة الحَدِيث وَهُوَ قَوْله وَيُقَاتل من وَرَائه وَيَتَّقِي بِهِ فَكَأَنَّهُ لَهُم كالدرع الَّذِي يسْتَتر بِهِ الْمَرْء من عدوه وَيمْتَنع مِنْهُ أَو الترس وَالْجنَّة الدرْع وَفِي الزَّكَاة جنتان من حَدِيد بالنُّون أَي دِرْعَانِ ويروي جبتان بِالْبَاء وَالنُّون هُنَا أوجه وجنان الْبيُوت هِيَ الْحَيَّات الصغار وأحدها جَان وَقيل الْبيض الرقَاق وَقيل الْجنان مَا لَا يتَعَرَّض للنَّاس والحيات مَا يتَعَرَّض لَهُم وَقيل الْجنان مسخ الْجِنّ وَقَالَ ابْن وهب الْجنان عوامر الْبيُوت يتَمَثَّل حَيَّة رقيقَة والمجن بِكَسْر الْمِيم وَفتح الْجِيم وَتَشْديد النُّون الترس سمي بذلك لِأَنَّهُ يسْتَتر بِهِ وَيُقَال لَهُ جنَّة أَيْضا وَجمعه جنن وَقَوله أبه جنَّة أَي جُنُون والمجان المطرقة بِفَتْح الْمِيم وَالْجِيم وَتَشْديد النُّون قيدناه فِيهَا عَن كَافَّة شُيُوخنَا جمع مجن ووزنه مفاعل وَقَوله تجن بنانه أَي تسترها كلهَا بِمَعْنى وَاحِد وَبِذَلِك سمي الْجِنّ جنا وجنة لاستتارهم عَن النَّاس وجن عَلَيْهِ اللَّيْل وجنه وأجنه إِذا أظلم وستره بظلمته وَقَوله أَن ترى مَا هَا هُنَا قد ملئ جنَانًا وَالْجنَّة والجنات الْجنان بِالْكَسْرِ جمع الْجنَّة وَكَذَلِكَ الجنات مثل جرة وجرار وجرات والعوام يجعلونه وَاحِدًا ويجمعونه أجنة وَهُوَ خطأ وَقَوله) وَخلق الجان من مارج من نَار
(هُوَ الشَّيْطَان وَذكر الْجَنِين قيل إِنَّمَا يُسمى جَنِينا مادام فِي الْبَطن لاستتاره فَإِذا ألقته فَإِن كَانَ حَيا فَهُوَ ولد وَإِن كَانَ مَيتا فَهُوَ سقط لَكِن قد جَاءَ فِي الحَدِيث إِطْلَاق الِاسْم عَلَيْهِ بعد خُرُوجه اعْتِبَارا بِحَالهِ قبل.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
قَوْله فِي رجم الْيَهُودِيين فَرَأَيْت الرجل يجنئ على الْمَرْأَة كَذَا بِضَم الْيَاء وَسُكُون الْجِيم وَآخره مَهْمُوز فِي رِوَايَة الْأصيلِيّ عَن الْمروزِي وَكَذَا قَيده أَحْمد بن سعيد فِي الْمُوَطَّأ وَغَيره وَقَيده الْأصيلِيّ بِالْحَاء للجرجاني وبفتح الْيَاء وَبِالْحَاءِ هُوَ عِنْد الْحَمَوِيّ وَكَذَا وَقع للمتسملي فِي مَوضِع وَكَذَا قيدناه أَيْضا من طَرِيق الْأصيلِيّ فِي الْمُوَطَّأ بإلحاء مضموم الْيَاء مهموزا وَكَذَا تقيد فِيهِ عَن ابْن الفخار لَكِن بِغَيْر همز وبالجيم والحاء مهموزا لَكِن أَوله مَفْتُوح تقيد مَعًا عِنْد ابْن الْقَاسِم عَن ابْن سهل وَبِالْحَاءِ وَحدهَا قيدناه عَن ابْن عتاب وَابْن حمدين وَابْن عِيسَى مَفْتُوح(1/156)
الأول قَالَ أَبُو عَمْرو هُوَ أَكثر رِوَايَة شُيُوخنَا عَن يحيى وَكَذَا رَوَاهُ القعْنبِي وَابْن بكير وَبَعْضهمْ قَيده بِفَتْح الْحَاء وَتَشْديد النُّون وَرَوَاهُ بَعضهم يحنا عَلَيْهَا بِفَتْح الْيَاء وَالنُّون وَسُكُون الْحَاء وهمزة آخِره وَجَاء للأصيلي فِي بَاب آخر فرأيته اجنا مَهْمُوز بِالْجِيم وَهنا عِنْد أبي ذَر احنا بِالْحَاء وَقد روى فِي غير هَذِه الْكتب يحنوا وَالصَّحِيح من هَذَا كُله مَا قَالَه أَبُو عبيد يجنا بِفَتْح الْيَاء وَالنُّون وَالْجِيم مَهْمُوز الْأَخير وَمَعْنَاهُ ينحني عَلَيْهَا ويقيها الْحِجَارَة بِنَفسِهِ كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيث يُقَال من ذَلِك جنا بِفَتْح النُّون يجنا كَذَا قَالَه صَاحب الْأَفْعَال وَقَالَهُ الزبيدِيّ جنى بِكَسْر النُّون ويجنى ويجنو بِالْفَتْح غير مَهْمُوز وَبِالْحَاءِ أَي يعْطف عَلَيْهَا يُقَال مِنْهُ حَنى يحنو ويحنى وَمِنْه فِي الحَدِيث وإحناهن على ولد وَيكون أَيْضا يحنى عَلَيْهَا ظَهره فَيكون بِمَعْنى مَا اخْتَارَهُ أَبُو عبيد وَكَذَلِكَ قَول من قَالَ يحنى بِضَم الْيَاء وهمز آخِره وَالْجِيم يخرج أَيْضا أَي يُكَلف ذَلِك ظَهره ويفعله بِهِ حَتَّى يجنا تَعديَة جنا الرجل إِذا صَار كَذَلِك وَقَالَ الْأَصْمَعِي أجنات الترس جعلته مجنا أَو مَحْدُود با وَهَذَا مثله وَفِي الرُّكُوع وليجنا بِالْجِيم مَهْمُوز كَذَا فِي رِوَايَة الطَّبَرِيّ وَعند السَّمرقَنْدِي وليحن بِالْحَاء وهما صَحِيحَانِ على مَا تقدم أَي ليحن ظَهره فِي الرُّكُوع وَعند العذري وليحن مثله جَاءَ فِي رِوَايَة السَّمرقَنْدِي كَانَ يجنح فِي السُّجُود بِفَتْح الْيَاء وَسُكُون الْجِيم وَمَعْنَاهُ يمِيل وَلَيْسَ هَذَا مَوْضِعه إِنَّمَا هُوَ يجنح كَمَا قَالَ غَيره وَقد فسرناه قَوْله إِذا استجنح اللَّيْل كَذَا للأصيلي وَمَعْنَاهُ حَان جنحه وَقد فسرناه وَعند أبي ذَر استنجح بِتَقْدِيم النُّون وَلَيْسَ بِشَيْء وَعِنْده بعده أَو كَانَ جنح اللَّيْل وَعند الْقَابِسِيّ نَحوه وَكَذَا عِنْد أبي الْهَيْثَم والحموي والنسفي أَو كَانَ جنح اللَّيْل وللأصيلي وَأول اللَّيْل وَالصَّوَاب مَا عِنْد الْقَابِسِيّ ولكافتهم أَو قَالَ جنح اللَّيْل وَفِي مَا يُقَال للْمَرِيض وَمَا يجنب بالنُّون بعد الْجِيم كَذَا لَهُم وَعند الْأصيلِيّ وَمَا يُجيب بِالْيَاءِ بعد الْجِيم يَاء وَهُوَ الصَّحِيح وَعَلِيهِ يدل مَا فِي دَاخل الْبَاب وَفِي حَدِيث سعد ورميت الْكَافِر فَأَصَبْت جنبه كَذَا لأبي بَحر وَغَيره بِالْجِيم وَالنُّون وَعند القَاضِي أبي على حبته بِالْحَاء وباء بعْدهَا بِوَاحِدَة وَمَعْنَاهُ إِن لم يكن تغييرا قلبه قل صَاحب الْعين حَبَّة الْقلب تمرته وَفِي بَاب صفة إِبْلِيس كل ابْن آدم يطعن الشَّيْطَان فِي جَنْبَيْهِ كَذَا لأبي ذَر والجرجاني وَلغيره جنبه على الْأَفْرَاد وَوجدت فِي كتابي عَن الْأصيلِيّ أَيْضا جيبه بِالْيَاءِ مصححا عَلَيْهِ وَهُوَ وهم وَفِيه والجنان أَجنَاس الجان والأفاعي والأساود كَذَا للأصيلي وَلغيره والحيات أَجنَاس وَهُوَ الْوَجْه وَالصَّوَاب وَفِي حَدِيث أبي لبَابَة نهى عَن قتل الْجنان الَّتِي فِي الْبيُوت كَذَا لِابْنِ الْقَاسِم وَابْن عفير وَأكْثر الروَاة وَقَالَ القعْنبِي وَيحيى بن يحيى عَن قتل الْحَيَّات الَّتِي فِي الْبيُوت والمجان المطرقة بِفَتْح الْمِيم وَالْجِيم وَتَشْديد النُّون قيدناه عَن كَافَّة شُيُوخنَا جمع مجن ووزنه مفاعل وَحكى شَيخنَا القَاضِي أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن أَحْمد التجيبيى عَن الشَّيْخ أبي مَرْوَان بن سراج أَن أَبَا الْقَاسِم بن الافليلي كَانَ يَقُول فِيهِ مجان بِكَسْر الْمِيم قَالَ وَأَخْطَأ فِي ذَلِك وَمَا قَالَه أَبُو مَرْوَان صَحِيح لِأَنَّهُ جمع مجن ومجان مثل محمل ومحامل وَالْمِيم فِيهِ زَائِدَة وَلَيْسَت بأصلية وَقد رَوَاهُ ابْن السماك وَغَيره من رُوَاة البُخَارِيّ بِكَسْر الْمِيم كَمَا قَالَ ابْن الافليلي وَفِي تَفْسِير وَالصَّافَّات تأتوننا عَن الْيَمين يَعْنِي الْجِنّ كَذَا لَهُم وَعند الْقَابِسِيّ يَعْنِي الْحق وَله وَجه وَالْأول الصَّوَاب وَظَاهر الْكَلَام وَفِي حَدِيث الْكُهَّان تِلْكَ الْكَلِمَة من الْجِنّ(1/157)
يَخْطفهَا فيقرها فِي أذن وليه كَذَا للعذري والسمرقندي وَعند السجْزِي من الْحق وَهُوَ الصَّوَاب هُنَا وَالْأَظْهَر فِي حَدِيث إِسْحَاق فِي مُسلم جَاءَهُ صَاحب نَخْلَة بِتَمْر جنيب كَذَا روينَاهُ عَن ابْن أبي جَعْفَر وَعَن غَيره وَأكْثر النّسخ بِتَمْر طيب قيل لَعَلَّه مصحف من جنيب إِذْ هِيَ الرِّوَايَة الْمَعْرُوفَة وَإِن كَانَ الْمَعْنى صَحِيحا
الْجِيم مَعَ الصَّاد
(ج ص ص) قَوْله نهي عَن تجصيص الْقُبُور وَإِن يجصص الْقَبْر هُوَ بناؤها بالجص وَهِي النورة الْبَيْضَاء وَيُقَال تقصيص الْقُبُور أَيْضا والجص هِيَ الْقِصَّة أَيْضا
الْجِيم مَعَ الْعين
(ج ع د) قَوْله فِي صفة شعره عَلَيْهِ السَّلَام وَلَا بالجعد القطط وَقَوله فِي الدَّجَّال جعد قطط كُله الشَّديد الجعودة مثل رُؤُوس السودَان وَقَوله على نَاقَة جعدة أَي مجتمعة الْخلق شَدِيدَة الْأسر وَفِي اللّعان إِن جَاءَت بِهِ أسود جَعدًا مثله وَيحْتَمل أَن يكون مثل الأول لقَوْله أسود ويروي أكحل جَعدًا وَفِي صفة مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام طوَالًا جَعدًا يحْتَمل أَن يكون من صفة شعره إِذْ قَالَ أَنه آدم وَيحْتَمل أَن يكون من شدَّة خلقه لِأَنَّهُ وَصفه بِأَنَّهُ ضرب من الرِّجَال وَجَاء فِي صفة عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام مرّة جَعدًا أَيْضا فَالْوَاجِب هُنَا أَنه فِي شدَّة خلقه إِذْ قد وَصفه فِي الحَدِيث بِأَنَّهُ سبط الشّعْر قَالَ الْهَرَوِيّ الْجَعْد فِي صفة الرِّجَال يكون مدحا وَيكون ذما فللمدح مَعْنيانِ أَحدهمَا أَن يكون معصوب الْخلق شَدِيد الْأسر وَالثَّانِي أَن يكون شعره جَعدًا غير سبط لِأَن السبوطة أَكْثَرهَا فِي الْعَجم وللمذموم مَعْنيانِ أَحدهمَا الْقصير المتردد وَالْآخر الْبَخِيل
(ج ع ر) وَذكر الجعرور بِضَم الْجِيم وَهُوَ من ردى التَّمْر قَالَ الْأَصْمَعِي هُوَ ضرب من الدقل يحمل شَيْئا صغَارًا لَا خير فِيهِ
وَقَوله فَكَانَ يسم فِي الْجَاعِرَتَيْنِ هما رقمتان تكتنفان ذَنْب الْحمار فِي مؤخره
(ج ع ظ) وَفِي صفة اهل النَّار كل جعظري بِفَتْح الْجِيم وَسُكُون الْعين وبالظاء الْمُعْجَمَة مَفْتُوحَة وَآخره يَاء فسره فِي الحَدِيث ألفظ الغليظ وَيُقَال فِيهِ جعظار وجعظارة وَفِي حَدِيث آخر الَّذين لَا تصدع رؤوسهم وَقيل هُوَ الَّذِي يتمدح وينتفخ بِمَا لَيْسَ عِنْده وَفِيه قصر
(ج ع ل) وَذكر الجعائل فِي الْجِهَاد جمع جعيلة هُوَ مَا يَجعله الْقَاعِد للْخَارِج عَنهُ من أهل الدِّيوَان يُقَال مِنْهُ أجعلت لَهُ جعلا رباعي وَجعلت لَهُ جعلا وَالِاسْم الجعال والجعالة بِالْكَسْرِ وَمَا يُؤْخَذ فِي ذَلِك الْجعل بِالضَّمِّ والجعيلة
قَول عمر للَّذي أُذُنه بِالصَّلَاةِ بقوله الصَّلَاة خير من النّوم فَأمره أَن يَجْعَلهَا فِي صَلَاة الصُّبْح مَعْنَاهُ يَخُصهَا بِأَذَان صَلَاة الصُّبْح على مَا كَانَت عَلَيْهِ لَا أَنه ابْتَدَأَ ذَلِك هُوَ إِذْ قد كَانَت فِي صَلَاة الصُّبْح من أول شرع الْأَذَان فَنَهَاهُ عمر عَن أفرادها والإنذار بهَا وإخراجها عَن سنتها
وَقَوله فَجعل يفعل كَذَا جَاءَ جعل فِي كتاب الله تَعَالَى والْحَدِيث لمعان كَثِيرَة جَاءَت بِمَعْنى عمل وهيأ وصير وَبِمَعْنى صَار وَبِمَعْنى خلق وَبِمَعْنى حكم وَبِمَعْنى بَين وَبِمَعْنى شرع وابتدأ وَأكْثر تصرفها بِمَعْنى صَار ومصدره جعلا بِالْفَتْح وَفِي حَدِيث الْكُسُوف فَجعلت أقدم قيل مَعْنَاهُ شرعت أتقدم وَأخذت وَسَنذكر الْحَرْف فِي الْقَاف بأوعب من هَذَا
(ج ع ف) قَوْله حَتَّى يكون انجعافها مرّة وَاحِدَة أَي انقلاعها.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
فِي حَدِيث سعيد بن أبي مَرْيَم كَانَت فِينَا امْرَأَة تجْعَل على أربعاء فِي مزرعة لَهَا سلقا خلط الروَاة عَن البُخَارِيّ فِي هَذَا الْحَرْف وَفِي الْحَرْف الَّذِي بعده وَفِي قَوْله فتجعله فِي قدر لَهَا فَكَذَا هُوَ لأكثرهم(1/158)
وَقَيده بَعضهم عَن الْقَابِسِيّ وَعَن أبي ذَر تحفل بِالْحَاء وَالْفَاء وَعند الْجِرْجَانِيّ تحقل بِالْقَافِ وَهُوَ الصَّوَاب أَي تزرع على جداول لَهَا والحقلة المزرعة والحقل مثله وتجعله فِي قدر هُوَ الصَّوَاب وَغَيره خطا وَالْأَرْبِعَاء جمع ربيع وَهُوَ الْجَدْوَل وسلقا مفعول بتجعل وَعند الْأصيلِيّ سلق بِالرَّفْع وَوَجهه أَن يكون مُبْتَدأ وَلها خَبره أَو مَفْعُولا لم يسم فَاعله وَيكون الْفِعْل يَجْعَل بِضَم الْيَاء وَكَذَا وجدت بَعضهم ضَبطه
فِي حَدِيث الْفِتَن وَاشْتِرَاط السَّاعَة قَوْله وينطلقون فِي مَسَاكِين الْمُهَاجِرين فيجعلون بَعضهم على رِقَاب بعض وَعند السَّمرقَنْدِي فيحملون وَكِلَاهُمَا بِمَعْنى وَالْإِشَارَة إِلَى مَا يفتح عَلَيْهِم وتقديمهم أُمَرَاء وَذهب بَعضهم إِلَى أَن معنى الْكَلَام لَعَلَّه فِي فَيْء مَسَاكِين الْمُهَاجِرين وَهَذَا لَا يسْتَقلّ مَعَ قَوْله يحملون ويجعلون بَعضهم على رِقَاب بعض وَظَاهره جَائِز صَحِيح مُحْتَمل لما ذَكرْنَاهُ
فِي حَدِيث عَائِشَة مَعَ ابْن الزبير وودت أَنِّي جعلته حِين جعلت عملا أعمله كَذَا للقابسي وَهُوَ وهم وَالصَّحِيح مَا عِنْد الْأصيلِيّ وعبدوس والهروي حِين حَلَفت وَهُوَ الصَّوَاب
فِي غَزْوَة هوَازن ثمَّ انتزع طلقا من حقبه كَذَا لكافة الروَاة بِفَتْح الْحَاء الْمُهْملَة وَالْقَاف وَهُوَ الصَّوَاب والطلق بِفَتْح اللَّام قيد من آدم والحقب حَبل يشد بِهِ خلف الْبَعِير وَرَوَاهُ السَّمرقَنْدِي من جعبته وَلَيْسَ بِشَيْء وَقيل صَوَابه من حقبه بِسُكُون الْقَاف وَكَذَا قَيده التَّمِيمِي عَن الجياني أَي مِمَّا اختقب خَلفه وَجعله فِي حقيبته وَهِي الرفادة فِي مُؤخر القتب وَلَا يحْتَاج إِلَى هَذَا إِذْ قد يرْبط الطلق ويشده بالحقب ويستعده هُنَاكَ وَقد تخرج رِوَايَة جعبته على كِنَانَته كَأَنَّهُ رَفعه فِيهَا وَجَاء فِي رِوَايَة ابْن داسة عَن أبي دَاوُد من حقر الْبَعِير وَلغيره حقب الْبَعِير
الْجِيم مَعَ الْفَاء
(ج ف ر) وَذكر الجفرة فِي غير حَدِيث بِفَتْح الْجِيم وَسُكُون الْفَاء هُوَ من ولد الْغم مَا مضى لَهُ أَرْبَعَة أشهر وَاشْتَدَّ وَأخذ فِي الرَّعْي وَالذكر جفر وَيُقَال ذَلِك فِي الْغُلَام إِذا قوي وَقيل الجفر الْجذع من ولد الضان وَفِي حَدِيث أبي الْيُسْر الْمُتَّصِل بِحَدِيث جَابر الطَّوِيل فَخرج ابْن لَهُ جفر قيل مَا تقدم وَقيل هُوَ الَّذِي قَارب الْبلُوغ
(ج ف ل) قَوْله حَتَّى كَاد ينجفل أَي يسْقط وَقَوله جفال الشّعْر بِضَم الْجِيم وَفتح الْفَاء أَي كثير الشّعْر
(ج ف ن) وَقَوله جَفْنَة الركب الْجَفْنَة أعظم القصاع وَمعنى قَوْله يَا جَفْنَة الركب يُرِيد يَا هَؤُلَاءِ الركب أحضر واجفنتكم والركب جمع رَاكب وَهِي جَفْنَة الطَّعَام مَعْلُومَة بِفَتْح الْجِيم وَكَذَلِكَ جفن السَّيْف غمده وجفن الْعين مفتوحان وَفرق قوم من أهل اللُّغَة فَقَالُوا جفن السَّيْف بِالْكَسْرِ وجفن الْعين بِالْفَتْح قَالَ ابْن دُرَيْد وَلَا أَدْرِي مَا صِحَّته وَفِي الحَدِيث وَأَنت الْجَفْنَة الغراء أَي أَنْت الْكَرِيم المطعام وَالْعرب تَقول لمثله حفْنَة لوضعه لَهَا وإطعامه فِيهَا وَمعنى الغراء الْبَيْضَاء من لباب الْبر أَو الشَّحْم وَمثله قَوْلهم الثَّرِيد الأعفر
(ج ف ف) وجف طلعة يَعْنِي غشاءها تقدم فِي حرف الْجِيم مَعَ الْبَاء
وَقَوله على فرس مجفف أَي عَلَيْهِ تجفاف بِكَسْر التَّاء وَهُوَ ثوب يلْبسهُ الْفرس كالجل وَقَالَ الْحَرْبِيّ هِيَ سلَاح تلبسها الْخَيل تقيها من السِّلَاح
وَقَوله فِيمَا جَفتْ بِهِ الأقلام أَي نفذت بِهِ المقادر وكتبته فِي اللَّوْح الْمَحْفُوظ كَمَا تقدم كِتَابه مِمَّا عهدناه وَفرغ مِنْهُ فَيبقى الْقَلَم بعد الَّذِي كتب بِهِ جافا لَا مداد فِيهِ لتَمام مَا كتب بِهِ وَكِتَابَة الله وقلمه ولوحه من غيب علمه نؤمن بِهِ وَنكل صفة علم ذَلِك إِلَى الله تَعَالَى
(ج ف و) وَقَوله كَانَ يُجَافِي عضديه عَن جَنْبَيْهِ فِي السُّجُود أَي يباعدهما وَكَذَلِكَ قَوْله يُجَافِي جنبه عَن فرَاشه(1/159)
وَأَصله من الْجفَاء بَين النَّاس وَهُوَ التباعد وَقيل من الِارْتفَاع وَمَعْنَاهُ ترك الصِّلَة وَمِنْه) تَتَجَافَى جنُوبهم عَن الْمضَاجِع
(وَفِي حَدِيث الْمُتْعَة أَنَّك لجلف جَاف هما بِمَعْنى كرر اللَّفْظ للتَّأْكِيد أَي متباعد عَن الصِّلَة وَفعل الْجَمِيل ورقة الطَّبْع والكلمتان بِمَعْنى
وَقَوله الْجفَاء فِي الْفَدادِين أَي الغلظة وَالْقَسْوَة وَترك التواصل.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
فِي إِسْلَام أبي ذَر القيت كَأَنِّي جفَاء كَذَا فِي رِوَايَة بَعضهم عَن ابْن ماهان بِالْجِيم مَضْمُومَة وَهُوَ وهم عِنْدهم وَالَّذِي للْجَمَاعَة كَأَنِّي خَفَاء بخاء مَكْسُورَة مُعْجمَة مَمْدُود قيل وَهُوَ الصَّوَاب وَمَعْنَاهُ كَأَنِّي ثوب مطروح والخفاء الغطاء مَا كَانَ وَقَالَ ابْن الْأَنْبَارِي الخفاء كسَاء يُغطي بِهِ الرطب وَأما الْجفَاء بِالْجِيم فَهُوَ مَا أَلْقَاهُ السَّيْل من غثائه مِمَّا احتمله
الْجِيم مَعَ السِّين
(ج س ر) فِي الحَدِيث ذكر الجسر وجسر جَهَنَّم وَهِي القنطرة الَّتِي يمر عَلَيْهَا يُرِيد بِهِ هُنَا الصِّرَاط وَيُقَال بِفَتْح الْجِيم وَكسرهَا
(ج س س) وَقَوله وَلَا تجسسوا بِالْجِيم وَلَا تحسسوا بِالْحَاء الْمُهْملَة ثبتَتْ اللفظتان فِي الْأَحَادِيث قيل هما بِمَعْنى مُتَقَارب وَهُوَ الْبَحْث عَن بواطن الْأُمُور وَهُوَ قَول الْحَرْبِيّ وَقيل الأولى الَّتِي بِالْجِيم إِذا تجسس بالْخبر وَالْقَوْل وَالسُّؤَال عَن عورات النَّاس وأسرارهم وَمَا يعتقدونه أَو يَقُولُونَهُ فِيهِ أَو فِي غَيره وَالثَّانيَِة الَّتِي بِالْحَاء إِذا تولى ذَلِك بِنَفسِهِ وتسمعه بِإِذْنِهِ وَهَذَا قَول ابْن وهب وَقَالَ ثَعْلَب بِالْحَاء إِذا طلب ذَلِك لنَفسِهِ وبالجيم طلبه لغيره وَقيل اشتق التحسس من الْحَواس لطلب ذَلِك بهَا وَهَذَا كُله مَمْنُوع فِي الشَّرْع وَقد فسر البُخَارِيّ فِي بعض الرِّوَايَات عَنهُ فَقَالَ التَّجَسُّس الْبَحْث وَهُوَ بِمَعْنى مَا تقدم من الاستقصا والبحث وَقيل التحسس بِالْحَاء فِي الْخَيْر والتجسس فِي الشَّرّ وَفِي البُخَارِيّ ذكر الجاسوس وَفَسرهُ فِي رِوَايَة أبي ذَر قَالَ التَّجَسُّس التبحث أَي التبحث عَن الْخَبَر من قبل الْعَدو وَفِي الحَدِيث ذكر الْجَسَّاسَة بِالْجِيم وسينين مهملتين هُوَ من هَذَا وَهِي دَابَّة وصفهَا فِي الحَدِيث بتجسس الْأَخْبَار للدجال.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
قَوْله فِي غَزْوَة مُؤْتَة فَوَجَدنَا فِي جسده بضعا وَتِسْعين من طعنة ورمية كَذَا للكافة وللجرجاني عضده مَكَان جسده وَفِي بَاب الْبردَة والحبرة والشملة قَوْله فِي حَدِيث الْبردَة فجسها رجل من الْقَوْم كَذَا لَهُم وَعند الْجِرْجَانِيّ فحسنها من الْحسن أَي وصفهَا بالْحسنِ وَهُوَ وَجه الْكَلَام
الْجِيم مَعَ الشين
(ج ش ا) قَوْله فِي أهل الْجنَّة فَمَا بَال الطَّعَام قَالَ جشاء وَرشح كَرَشْحِ الْمسك الجشاء مَعْلُوم مَمْدُود يَعْنِي أَن فضول طعامهم يخرج فِي الجشاء والعرق
(ج ش ر) وَقَوله وَمنا من هُوَ فِي جشره بِفَتْح الْجِيم والشين الجشر المَال يخرج بِهِ أربابه يرْعَى فِي مَكَان يمسك فِيهِ وَأَصله التباعد قَالَ الْأَصْمَعِي مَال جشر إِذا كَانَ بمرعاه وَلَا يأوى إِلَى أَهله قَالَ غَيره واصله أَن الجشر بقل الرّبيع وَقَالَ أَبُو عبيد الجشر الَّذين يبيتُونَ مكانهم لَا يرجعُونَ إِلَى بُيُوتهم
(ج ش م) قَول مُسلم سَأَلتنِي تجشم ذَلِك أَي تكلفه تجشمت الْأَمر وجشمنيه غَيْرِي واجشمنيه أَيْضا قَوْله فعمدت إِلَى شعير فجشمته أَي طحنته جشيشا أَي طحنا غليظا.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
وَفِي حَدِيث هِرقل لَو علمت أَنِّي أخْلص إِلَيْهِ لتجشمت لقاءه أَي تكلفت مَا فِيهِ من مشقة لذَلِك وَكَذَا ذكر البُخَارِيّ الْخَبَر بِهَذَا اللَّفْظ وَذكره مُسلم لَا حببت لقاءه وَالْأول أوجه وأليق بالْكلَام لِأَن الْحبّ وَالنِّيَّة لَا يصدعنها لِأَنَّهَا(1/160)
تملك كَمَا يصد عَن الْعَمَل الَّذِي لَا يملك فِي كل حِين
وَقَوله فِي حَدِيث جَابر الطَّوِيل أَيّكُم يحب أَن يعرض الله عَنهُ قَالَ فجشعنا كَذَا روينَاهُ عَن القَاضِي الشَّهِيد بِالْجِيم وَكَذَا كَانَ أَيْضا فِي كتاب القَاضِي التَّمِيمِي بِخَطِّهِ ورويناه عَن غَيرهمَا بِالْخَاءِ من الْخُشُوع وَمَعْنَاهُ صَحِيح مُتَقَارب فخشعنا بِالْخَاءِ سكنا وخفنا وفزعنا وبالجيم فزعنا أَيْضا وَمِنْه الحَدِيث الآخر فَبكى معَاذ جشعا لفراق رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) قَالَ الْهَرَوِيّ أَي جزعا
الْجِيم مَعَ الْهَاء
(ج هـ د) قَوْله فِي المبعث عَن الْملك حَتَّى بلغ مني الْجهد أَكثر الرِّوَايَات فِيهِ والضبط بِفَتْح الْجِيم وَقَالَهُ بَعضهم بضَمهَا وَمَا ظَنَنْت أَن الْجهد بلغ بك هَذَا وَفِي الحَدِيث الآخر فِي الصَّبْر على جهد الْمَدِينَة بِالْفَتْح أَيْضا وأصابهم قحط وَجهد وَجهد الْعِيَال وَكَذَلِكَ نَعُوذ بك من جهد الْبلَاء وَقَوله جهد الْعِيَال بِضَم الْجِيم وَكسر الْهَاء وجهدت أَن أجد مركبا بِفَتْح الْجِيم وَكسر الْهَاء أَيْضا وأجهد على جهدك بِفَتْح الْجِيم أَي أبلغ أقْصَى مَا تقدر عَلَيْهِ من السَّعْي على وَقَوله وَكَانَ أول النَّار جاهدا على نَبِي الله أَي مبالغا فِي طلبه وأذاه وَقَوله مازلت جاهدا فِي طلب مركب أَي حَرِيصًا مبالغا فِي طلبه كُله بِمَعْنى الشدَّة فِي الْحَال وَالْمُبَالغَة والغاية وَالْجد قَالَ ابْن عَرَفَة الْجهد بِالضَّمِّ الوسع والطاقة والجهد بِالْفَتْح الْمُبَالغَة والغاية وَفِي حَدِيث ابْن عمر أجهد على جهدك مِنْهُ وروى عَن الشّعبِيّ الْجهد بِالْفَتْح فِي الْعَمَل وبالضم فِي الْقنية يَعْنِي الْعَيْش وَقَالَ غَيره إِذا كَانَ من الِاجْتِهَاد وَالْمُبَالغَة فَفِيهِ الْوَجْهَانِ قَالَ ابْن دُرَيْد وهما لُغَتَانِ فصيحتان بلغ الرجل جهده وجهده وَفِي الْعين الْجهد بِالضَّمِّ الطَّاقَة وبالفتح الْمَشَقَّة وَقَالَ يَعْقُوب الْجهد والجهد لُغَتَانِ قَالَ الله تَعَالَى) وَالَّذين لَا يَجدونَ إِلَّا جهدهمْ
(قرئَ بِالْوَجْهَيْنِ فَمَعْنَى جهدت أَن أجد مركبا أَي اجتهدت وَجهد الْعِيَال أَي أَصَابَهُم الْجهد وَهِي الْمَشَقَّة وضيق الْعَيْش وَجهد الْمَدِينَة بِمَعْنَاهُ أَي شدتها وَبلغ مني الْجهد الْغَايَة فِي الْمَشَقَّة وَمن قَالَ هُنَا الْجهد بِالضَّمِّ فعلى من فرق فَيكون بِمَعْنى وسع الْملك وطاقته من غطه وَيجب أَن يكون الْجهد على ذَلِك مَنْصُوب الدَّال مَفْعُولا ببلغ وَالْملك هُوَ الْفَاعِل وعَلى الْوَجْه الآخر الْجهد هُوَ الْفَاعِل وَجهد الْبلَاء قيل شدته وَالْحَالة الَّتِي يتَمَنَّى الْإِنْسَان فِيهَا الْمَوْت ويختاره وَجَاء فِي الحَدِيث تَفْسِيره أَنه الصَّبْر وَعَن ابْن عمر أَنه قلَّة المَال وَكَثْرَة الْعِيَال وَفِي الحَدِيث فِي الْجِمَاع ثمَّ جهدها أَي بَالغ فِي معاناة ذَلِك الْعَمَل وَالْحَرَكَة فِيهِ كِنَايَة عَن الْمُبَالغَة فِي ذَلِك أَو فِيمَا بلغ مِنْهَا هِيَ فِي ذَلِك يُقَال جهدت نَفسِي وَالْفرس وَالرجل على فعل كَذَا وأجهدته بلغت مشقته وأخرجت مَا فِيهِ من الْجهد وَقَالَ الْخطابِيّ الْجهد من أَسمَاء النِّكَاح
(ج هـ ر) وَقَوله كل أمتِي معافى إِلَّا المجاهرين أَي المعلنون بِالْمَعَاصِي المستهزؤون بإظهارها واصله من الظُّهُور والجهر ضد السِّرّ
وَقَوله مَا أذن الله لنَبِيّ إِذْنه لنَبِيّ حسن الصَّوْت يتَغَنَّى بِالْقُرْآنِ يجْهر بِهِ حمله بَعضهم على جَوَاز قِرَاءَة الْقُرْآن بالألحان وَتَأَول بَعضهم قَوْله يجْهر بِهِ على تَفْسِير مَا قبله على ظَاهره من رفع صَوته بِهِ وتحسينه وَقيل مَعْنَاهُ تحزينه وَقيل رفع الصَّوْت بِهِ وَسَيَأْتِي بعد الْكَلَام على التحسين وعَلى التَّغَنِّي فِي حرفيهما
(ج هـ ز) وَقَوله أجهز جيشي وَأمر بجهازه ويجهزون رَسُول الله وَقد قضيت جهازك وَلم أقض من جهازي جهزت الْقَوْم إِذا تكفلت لَهُم جهاز السّفر وَهُوَ مَا يحْتَاج إِلَيْهِ فِيهِ والجهاز بِالْفَتْح قَالَ الله تَعَالَى(1/161)
) فَلَمَّا جهزهم بجهازهم
(وَقَالَهُ بَعضهم بِالْكَسْرِ وخطاه بَعضهم
(ج هـ ل) وَقَوله فِي الصَّائِم فَلَا يرْفث وَلَا يجهل أَي لَا يقل قَول أهل الْجَهْل من رفث الْكَلَام والسفه أَو لَا يشْتم أحدا ويجفه يُقَال جهل على فلَان إِذا جفاه وَمثله قَوْله وأحلم عَنْهُم ويجهلون عَليّ وَمثله من لم يدع قَول الزُّور وَالْجهل وَقَوله فميتته جَاهِلِيَّة أَي على صفة حَال الْجَاهِلِيَّة من أَنهم لَا يطيعون لإِمَام وَلَا يدينون بِمَا يجب من ذَلِك وَقَوله نذرت فِي الْجَاهِلِيَّة وَذكر الْجَاهِلِيَّة هُوَ مَا كَانَت الْعَرَب عَلَيْهِ قبل الْإِسْلَام من الشّرك وَعبادَة الْأَوْثَان
(ج هـ م) قَوْله فتجهموا لَهُ أَي اسْتَقْبلُوهُ بِمَا يكره وقطبوا لَهُ وُجُوههم وَوجه جهم أَي غليظ كريه
(ج هـ ش) وَقَوله فِي حَدِيث الْوضُوء فجهش النَّاس نَحوه بِفَتْح الْجِيم وَالْهَاء وَآخره شين مُعْجمَة أَي اسْتَقْبلُوهُ متهيئين للبكاء ومستعدين وَقيل أَتَوْهُ فزعين ولإذوابه وَقَالَ الطَّبَرِيّ فزعوا إِلَيْهِ ورموه بِأَبْصَارِهِمْ مستغيثين بِهِ قَالُوا يُقَال جهشت وأجهشت لُغَتَانِ إِذا تهَيَّأ للبكاء وَلَا معنى هُنَا لذكر الْبكاء وَإِنَّمَا يَأْتِي هُنَا على الْمعَانِي الْأُخَر.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
فِي حَدِيث أبرص وأعمى لَا أجهدك الْيَوْم شَيْئا أَخَذته كَذَا ضَبطه أَكْثَرهم بِالْهَاءِ مَفْتُوحَة وَكَذَا روينَاهُ عَن أَكثر شُيُوخنَا فِي صَحِيح مُسلم وَعند ابْن ماهان لَا أحمدك بِالْمِيم وَكَذَا رِوَايَة جَمِيع الروَاة فِيهِ عَن البُخَارِيّ وَمعنى أجهدك بِالْهَاءِ هُنَا أَي أشق عَلَيْك فِي ردك فِي شَيْء تطلبه مني أَو تَأْخُذهُ وَمعنى أحمدك أَي على ترك شَيْء مِمَّا تطلبه مني أَو بَقَائِهِ عِنْدِي كَمَا قَالَ لَيْسَ على طول الْحَيَّات نَدم أَي فَوت طولهَا وَلم تتضح لبَعْضهِم هَذِه الْمعَانِي فَقَالَ لَعَلَّ صَوَاب الْكَلِمَة لَا أحدك أَي لَا أمنعك شَيْئا وَهَذَا تكلّف قَوْله كل أمتِي معافى إِلَّا المجاهرين وَإِن من المجاهرة أَن يعْمل الرجل بِاللَّيْلِ عملا قد ستره الله عَلَيْهِ فَيُصْبِح فَيَقُول قد عملت كَذَا كَذَا لِابْنِ السكن فِي البُخَارِيّ وَلغيره وَإِن من المجانة وَهِي رِوَايَة النَّسَفِيّ وَرَوَاهُ العذري والسجزي فِي كتاب مُسلم وَإِن من الأجهار وللفارسي من الأهجار ثمَّ قَالَ وَقَالَ زُهَيْر من الجهار كَذَا لِابْنِ ماهان وَلغيره من الجهار والجهار والأجهار والمجاهرة كُله صَوَاب من الظُّهُور والإعلان يُقَال جهر وأجهر بقوله وقراءته إِذا أعلن بهَا وأظهرها لِأَنَّهُ رَاجع لتفسير قَوْله أَولا إِلَّا المجاهرين وَأما المجانة فتصحيف من المجاهرة وَالله أعلم وَإِن كَانَ مَعْنَاهَا لَا يبعد هُنَا لِأَن الماجن هُوَ الَّذِي يستهتر فِي أُمُوره وَهُوَ الَّذِي لَا يُبَالِي مَا قَالَ وَلَا مَا قيل لَهُ وَأما الأهجار فَقَوْل الْفُحْش والخنا وَكَثْرَة الْكَلَام وَهُوَ قريب من معنى المجانة يُقَال اهجر فِي كَلَامه وَالظَّاهِر أَنه مصحف من الأجهار وَإِن كَانَ مَعْنَاهُ لَا يبعد هُنَا أَيْضا وَأما الهجار فبعيد لفظا وَمعنى إِنَّمَا الهجار الْحَبل أَو الْوتر يشد بِهِ يَد الْبَعِير أَو الْحلقَة الَّتِي يتَعَلَّم فِيهَا الطعْن وَلَا معنى لَهُ يَصح وَلَا يخرج هُنَا وَقَوله فِي حَدِيث الْإِفْك فِي كتاب الشَّهَادَات وَلَكِن اجتهلته الحمية كَذَا هُوَ هَاهُنَا فِي نسخ من البُخَارِيّ بِالْهَاءِ وَالْجِيم وَوَقع عِنْد أَكثر الروَاة وَفِي غير هَذَا الْموضع مِنْهُ احتملته الحمية بِالْحَاء الْمُهْملَة وَالْمِيم وَهِي روايتنا عَن شُيُوخنَا وَذكره مُسلم فِي حَدِيث صَالح احتملته وَفِي حَدِيث فليح اجتهلته وَكَذَا ذكره فِي رِوَايَة يُونُس احتملته بِالْمِيم كَذَا لشيوخنا وَفِي بعض النّسخ هُنَا اجتهلته وَكَذَلِكَ فِي رِوَايَة معمر عَن الزُّهْرِيّ فِي الحَدِيث الطَّوِيل اجتهلته وَعند ابْن ماهان احتملته وَصوب الوقشي(1/162)
اجتهلته وَكِلَاهُمَا صَوَاب فَمَعْنَى احتملته أَي أغضبته يُقَال احْتمل الرجل إِذا غضب قَالَه يَعْقُوب وَمعنى اجتهلته مثله وَقد قَالَ ابْن الْمُبَارك فِي تَفْسِير الحَدِيث من استجهل مُؤمنا فَعَلَيهِ أثمة يَقُول من حمله على شَيْء لَيْسَ من خلقه فيغضبه وَقد يكون من الْجَهْل الَّذِي هُوَ ضد الْعلم أَي حَملته على مَا قَالَه من قَول الْجَاهِلين وصيرته مثلهم كَمَا قيل فِي الْمثل نزو الْفِرَار استجهل الْفِرَار حمله على النزو وَفعل مَا لَا يعقل مثل فعله وَمِنْه فِي الصَّوْم فَلَا يرْفث وَلَا يجهل أَي لَا يقل قَول أهل الْجَهْل من سفه الْكَلَام ورفثه وَقَوله فِي حَدِيث سَلمَة أَنه لجاهد مُجَاهِد كَذَا أَكثر الرِّوَايَات بِضَم الدالين وتنوينهما وَكسر الهائين وَضم الْمِيم وَعند أبي ذَر للحموي وَالْمُسْتَمْلِي فِي كتاب الْجِهَاد لجاهد مُجَاهِد بِفَتْح الْهَاء الأولى والدالين وَالْمِيم وَكَذَا قَيده أَبُو الْوَلِيد الْبَاجِيّ وَكَذَا رِوَايَة ابْن أبي جَعْفَر فِي مُسلم وَالْأول هُوَ الْوَجْه أَي جَاهد جاد مبالغ فِي سبل الْخَيْر وَالْبر وإعلاء كلمة الْإِسْلَام مُجَاهِد لَا عداية قَالَ ابْن دُرَيْد جَاهد أَي جاد فِي أُمُوره وتكريره هذَيْن اللَّفْظَيْنِ للْمُبَالَغَة كَمَا قَالُوا جاد مجد وَيدل على صِحَّته قَوْله فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى مَاتَ جاهدا مُجَاهدًا وَقَوله وَقد قضيت جهازك بِفَتْح الْجِيم وَكسرهَا هُوَ مَا يحْتَاج إِلَيْهِ الْمُسَافِر والمجاهد فِي سَفَره من مَتَاعه كَذَا عِنْد أَكثر رُوَاة الْمُوَطَّأ بالزاي وَرَوَاهُ بَعضهم جهادك بِالدَّال وَالْأول الصَّوَاب فِي حَدِيث امْرَأَة رِفَاعَة قَول خَالِد أَلا تزجروا هَذِه عَمَّا تجْهر بِهِ عِنْد رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كَذَا عَامَّة الرِّوَايَات وَرَوَاهُ بَعضهم تهجر وَهُوَ الَّذِي فسره الدَّاودِيّ أَي تَأتي بهجر من القَوْل وَهُوَ الْفُحْش وَالْأول أشهر وَمَعْنَاهُ صَحِيح أَي تجْهر بقول قَبِيح
الْجِيم مَعَ الْوَاو
(ج وب) قَوْله خيمة من لؤلؤة وَاحِدَة مجوبة كَذَا للسمرقندي بِالْبَاء وَعند غَيره مجوفة بِالْفَاءِ وَمعنى مجوفة أَي خَالِيَة الدَّاخِل غير مصمتة وَهُوَ قريب من معنى مجوبة وَقد روينَاهُ فِي كتاب الْخطابِيّ مجوبة وَمعنى ذَلِك مفرغة الدَّاخِل من الجوب وَهُوَ الْقطع والنقب وَقَوله وَطَلْحَة مجوب عَلَيْهِ بحجفة بِضَم الْمِيم وَآخره بَاء بِوَاحِدَة أَي مترس وَقد جَاءَ كَذَا مُفَسرًا فِي حَدِيث آخر يتترس مَعَ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بترس وَاحِد والجوب بِفَتْح الْجِيم الحجفة والترس وَرَوَاهُ بَعضهم محويا بِالْحَاء وَالْيَاء بِاثْنَتَيْنِ من الحوية وَسَيَأْتِي تَفْسِيرهَا فِي الْحَاء وَالْأول الصَّوَاب وصحفه بَعضهم فَقَالَ محدب عَلَيْهِ وَفَسرهُ بمشفق الحدب الشَّفَقَة وَقَوله فانجابت انجياب الثَّوْب قيل تقطعت وانكشفت كَالثَّوْبِ الْخلق الْمُنْقَطع وَقيل تجمعت وَانْقَضَت من قَوْلك جبت الفلاة أَي دَخَلتهَا وَالْأول أظهر وَقد قيل معنى جبت الفلاة أَي قطعتها وَقيل خرقتها حَتَّى تجوزها وَالْمعْنَى يرجع إِلَى تقَارب وَقَوله وَصَارَت الْمَدِينَة فِي مثل الجوبة بِفَتْح الْجِيم أَيْضا وَبعد الْوَاو بَاء بِوَاحِدَة وَمثله قَول ابْن عَبَّاس فِي تَفْسِير الجوابي كالجوبة من الأَرْض قيل هُوَ الْمَكَان المتسع من الأَرْض وَقيل هُوَ الفجوة بَين الْبيُوت وَرَأَيْت بَعضهم ذكره فِي حَدِيث الاسْتِسْقَاء الجونة بالنُّون وَفَسرهُ بالشمس لسوادها حِين تغيب وَلَيْسَت هَذِه الرِّوَايَة بصحيحة وَلَا بَيِّنَة الْمَعْنى هُنَا وَقَوله وَقُولُوا آمين يجبكم الله كَذَا روينَاهُ وَكَذَا فِي جَمِيع النّسخ بِالْجِيم من الْإِجَابَة وَهُوَ صَحِيح فِي الْمَعْنى وَقَوله من يدعني فأستجيب لَهُ ذكر بعض أَصْحَاب الْمعَانِي عَن بعض عُلَمَاء اللُّغَة أَن الاستجابة لَا تكون إِلَّا على المُرَاد(1/163)
والإجابة تكون على المُرَاد وَبِخِلَاف المُرَاد وَإِن السِّين هُنَا أخرجتها عَن الِاحْتِمَال وخلصتها وَزعم بَعضهم أَن هَذِه السِّين تقوم مقَام الْقسم
(ج وح) وَقَوله إِصَابَته جَائِحَة أَي مُصِيبَة اجتاحت مَاله أَي استأصلته وجائحة الثِّمَار مِنْهَا وَمِنْه قَوْله اجتاح أَصله أَي استأصله بِالْهَلَاكِ وَفِي الحَدِيث الآخر فأهلكهم واجتاحهم
(ج ود) وَقَوله وَلم يَأْتِ أحد إِلَّا حدث بجود بِفَتْح الْجِيم أَي الْمَطَر الغزير وَقَالَ يَعْقُوب يُقَال لكل مطر جود وَقَوله سير الْمُضمر الْمجِيد بِضَم الأول فيهمَا وَكسر الثَّانِيَة أَي صَاحب الْفرس الْجواد الَّذِي ضمر وَفِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى الرَّاكِب الْجواد الْمُضمر بِالْفَتْح صفة للجواد وَالْفرس الْجواد الَّذِي يجود بجريه وَمن رَوَاهُ الْمُضمر الْمجِيد بِفَتْح الْمِيم الثَّانِيَة من الْمُضمر أَرَادَ الْفرس والمجيد الَّذِي يلد الْجِيَاد قَالَه ثَابت وَقَوله وَهُوَ يجود بِنَفسِهِ أَي يَسُوق للْمَوْت وَفُلَان يجاد إِلَى حتفه أَي يساق إِلَيْهِ وَقَوله فِي صفته عَلَيْهِ السَّلَام أَجود مَا كَانَ فِي رَمَضَان وَقَوله فَهُوَ أَجود من الرّيح الْمُرْسلَة وَفِي عمر أَجود أَي أَكثر جودا وَإِعْطَاء وَصدقَة والجود بِالضَّمِّ الْكَرم وَالرجل جواد بِفَتْح الْجِيم مخفف الْوَاو
(ج ور) وَقَوله فِي الْمَوَاقِيت وَهُوَ جور عَن طريقنا آخِره رَاء أَي مائل ومنحرف قَوْله يصغي إِلَى رَأسه وَهُوَ مجاور ويجاور بِغَار حراء أَي يعْتَكف والجوار هُنَا الِاعْتِكَاف والجوار فِي خبر أبي بكر وَغَيره الذمام والتأمين بِكَسْر الْجِيم وَضمّهَا وَمِنْه قَوْله تَعَالَى) وَإِنِّي جَار لكم
(أَي مجير مُؤمن وَمثله قَوْله ويستجيرونك من النَّار وأجرتهم كُله من الْأمان وَيُقَال مِنْهُ للمجير والمستجير جَار وَمِنْه أجرته وأجرنا من أجرت وَقَوله وغيظ جارتها وَفِي حَدِيث حَفْصَة إِن كَانَت جارتك أَو ضامنك يُرِيد فيهمَا ضَرَّتهَا وَسميت الضرة جَارة لمجاورتها الْأُخْرَى وكرهوا ضرَّة لما فِيهِ من الضّر وَكَذَلِكَ سميت بِهِ الزَّوْجَة والجوار وَالْجَار الداني الْمسكن من الآخر مَعْلُوم وَمِنْه لَا تحقرن جَارة لجارتها هَذِه خلاف الأولى وَمِنْه الْجَار أَحَق بصقبه وَقيل هُوَ هُنَا الشَّرِيك وَعَلِيهِ نتناوله أَي لحق جواره من الشُّفْعَة وَقَالَ أهل الْعرَاق هُوَ الملاصق من غير شركَة وَمِنْه الوصاة بالجار كُله الداني الْمسكن
(ج وز) وَقَوله جائزته يَوْم وَلَيْلَة قيل مَا يجوز بِهِ ويكفيه فِي سَفَره يَوْمًا وَلَيْلَة بعد ضيافته والجائزة الْعَطِيَّة وَجَمعهَا جوائز والجيزة بِالْكَسْرِ مَا يجوز بِهِ الْمُسَافِر وَقيل جائزته يَوْم وَلَيْلَة حَقه إِذا اجتاز بِهِ وَثَلَاثَة أَيَّام إِذا قصد وَقيل جائزته تحفته وَالْمُبَالغَة فِي مكارمته وَبَاقِي الثَّلَاثَة الْأَيَّام مَا حَضَره وَهَذَا تَفْسِير ملك وَذكر فِي مُنكر الحَدِيث يَوْم الْفطر يَوْم الجوائز أَي العطايا وَقَوله تجاوزوا عَن الْمُعسر وفتجاوز الله عَنهُ ويتجاوز عَن ذنُوبه أَي سامحوا والتجاوز الْمُسَامحَة وَمِنْه كَانَ من خلقي الْجَوَاز أَي الْمُسَامحَة وَمِنْه الحَدِيث واتجاوز فِي السِّكَّة أَو النَّقْد ويروي أتجوزوهما بِمَعْنى أسهل وأمضى مَا أَعْطَانِي أَي أسمح وأسهل وَفِي الحَدِيث الآخر من أم قوما فليتجوز أَي يُخَفف وَقد جَاءَ مُفَسرًا كَذَا فِي حَدِيث آخر وَمِنْه قَوْله رَكْعَتَيْنِ وَتجوز فيهمَا أَي حففهما وَقَوله وَلَيْسَ للبكر جَوَاز فِي مَالهَا أَي فعل يجوز ويمضي وَقَوله قبل أَن يجيزوا على أَي ينفدوا مقاتلي وَمثله أجهزت وَفِي تَفْسِير سُورَة الْمُؤمن قَوْله حم مجازها مجَازًا وَائِل السُّور أَي تَأْوِيلهَا وَالْمرَاد تَأْوِيل مجازها وَعدل لَفظهَا عَن ظَاهره وَقَوله حَتَّى أجَاز الْوَادي وَفِي رِوَايَة النَّسَفِيّ جَازَ وهما لُغَتَانِ وَقيل عَن الْأَصْمَعِي(1/164)
جازه مَشى فِيهِ وَأَجَازَهُ قطعه وَكَذَلِكَ قَوْله فَنظر إِلَيْهِ رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) ثمَّ أجَاز أَي سَار وَمَشى وَمِنْه فَأَكُون أَنا وَأمتِي أول من يُجِيز يَعْنِي على الصِّرَاط
(ج وظ) وَفِي صفة أهل النَّار كل جعظري جواظ بتَشْديد الْوَاو وَفتح الْجِيم وَآخره ظاء مُعْجمَة قيل هُوَ الْقصير الْبَطن وَقيل الجموع المنوع وَقيل الْكثير اللَّحْم المختال فِي مشيته وَقيل الغليظ الرَّقَبَة والجسم وَقيل الْفَاجِر وَقيل الَّذِي لَا يَسْتَقِيم على أَمر وَاحِد يصانع هُنَا وَهنا
(ج ول) وَقَوله ثمَّ جالت الْفرس أَي ذهبت عَن مَكَانهَا ومشت وَقَوله وَكَانَت للْمُسلمين جَوْلَة بِفَتْح الْجِيم أَي انكشاف وَذَهَاب عَن مكانهم وَمِنْه قَوْله فَاجْتَالَتْهُمْ عَن دينهم يَعْنِي الشَّيَاطِين أَي استخفتهم فَذَهَبت بهم وساقتهم إِلَى مَا أرادوه مِنْهُم وجالوا مَعَهم وَمِنْه يجيل القداح أَي يحركها وينقلها من مَوضِع إِلَى غَيره وَقيل إزالتهم والجوالق شبه التابوت بِضَم الْجِيم وَجمعه جوالق بِفَتْحِهَا وَقيل الجوالق الغرارة
(ج وم) قَوْله فقدوا جَاما من فضَّة هُوَ إِنَاء يشرب بِهِ قَالَ ابْن دُرَيْد وَهُوَ عَرَبِيّ وَقيل هُوَ جمع جامة مثله
(ج وع) قَوْله الرضَاعَة من المجاعة أَي من الَّتِي ترْضع لجوعه لصغره فَهُوَ الَّذِي يحرم لَا الَّذِي اسْتغنى عَن ذَلِك بِالطَّعَامِ
(ج وف) قَوْله كَأَنَّهُ جمل أجوف الْعَظِيم الْجوف والأجوف أَيْضا فِي الشيات الْأَبْيَض الْبَطن تقدم الْكَلَام عَلَيْهِ فِي حرف الْجِيم وَالرَّاء وتصحيف من صحفه وَإِنَّمَا هُوَ الأجرب بِالْبَاء وَقَوله فِي صفة عمر فِي حَدِيث الْوَادي وَكَانَ أجوف جليدا الأجوف هُنَا الْبعيد الصَّوْت الَّذِي صَوته من جَوْفه وَقَوله أجيفوا الْأَبْوَاب أَي أغلقوها وَالْبَاب مُجَاف أَي مغلق وَمِنْه فأجافوا عَلَيْهِ الْبَاب وَقَوله من جَوف اللَّيْل أَي دَاخله ووسطه وَقَوله فِي خلق آدم فَرَآهُ أجوف أَي ذَا جَوف وَقد يحْتَمل أَن يكون فارغ الدَّاخِل والأجوف كل شَيْء لَهُ جَوف وجوف كل شَيْء قَعْره وداخله
(ج وق) وَقَوله اجتووا الْمَدِينَة أَي استوبلوها واستوخموها وَكَذَا جَاءَ فِي الحَدِيث مُفَسرًا فِي مُسلم وَهُوَ صَحِيح وَمَعْنَاهُ كرهوها لمَرض لحقهم بهَا وَنَحْوه وَفرق بَعضهم بَين الاجتواء والاستيبال فَقَالَ الاجتواء كَرَاهَة الْموضع وَإِن وَافق والاستيبال كَرَاهَته إِذا لم يُوَافق وَإِن أحبها وَنَحْوه فِي مُصَنف أبي عبيد.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
قَوْله خيمة من لؤلؤة وَاحِدَة مجوبة كَذَا للسمرقندي فِي حَدِيث سعيد بن مَنْصُور بِالْبَاء بِوَاحِدَة وَرِوَايَة الكافة مجوفة بِالْفَاءِ كَمَا فِي حَدِيث غَيره لجميعهم وَالْمعْنَى مُتَقَارب وَمعنى رِوَايَة الْبَاء منقوبة مفرغ داخلها وَهُوَ معنى مجوفة قَالَ الله تَعَالَى) وَثَمُود الَّذين جابوا الصخر بالواد
(أَي نقبوه وخرقوه قَوْله فِي الْمُوَطَّأ فِي القطاعة وَلَو قاطعه أَحدهمَا بِإِذن صَاحبه ثمَّ جَازَ ذَلِك كَذَا لِعبيد الله بِالْجِيم وَلغيره حَاز بِالْحَاء وَهُوَ الصَّوَاب بِدَلِيل قَوْله وَلم يكن لَهُ أَن يرد مَا قاطعه عَلَيْهِ وَمعنى حازة قَبضه وَذهب بَعضهم إِلَى أَن الصَّوَاب جَار بِالْجِيم وَمَعْنَاهُ عِنْده تمت المقاطعة بَينهمَا لَا بِمَعْنى مَضَت وَفَاتَ حكمهَا وَالْأول أظهر وَقَوله فِي الْأَدَب مَا يجوز من الظَّن كَذَا للأصيلي وَغَيره وَعند الْقَابِسِيّ مَا يكره وَهُوَ وهم وَالصَّوَاب الأول وَهُوَ المطابق لما فِي الْبَاب وَقَوله فِي التَّفْسِير وَيقْرَأ سلاسلا وأغلالا وَلم يجزه بَعضهم كَذَا لَهُم بالزاي وَعند الْأصيلِيّ جَرّه بالراء أَي لم يصرفهُ وَكِلَاهُمَا صَحِيح الْمَعْنى وَفِي بَاب إِذا نفر النَّاس عَن الإِمَام فِي الْجُمُعَة قَوْله فَصَلَاة الإِمَام وَمن بقى جَائِزَة كَذَا للقابسي وللأصيلي تَامَّة وَكِلَاهُمَا بِمَعْنى(1/165)
وَلابْن السكن جمَاعَة وَهِي صَحِيحَة أَيْضا أَي حكم صَلَاة الْجَمَاعَة فِي الْجَوَاز والتمام فِي بَاب مَتى يقْضِي رَمَضَان قَالَ إِبْرَاهِيم إِذا فرط حَتَّى جَازَ رَمَضَان آخر كَذَا للقابسي وعبدوس وَابْن السكن وَصَوَابه مَا للباقين حَتَّى جَاءَ
فِي حَدِيث الصِّرَاط فَمنهمْ المخردل وَعند العذري والفارسي الْمجَازِي مَكَانَهُ فِي حَدِيث زُهَيْر بن حَرْب وَفِي كتاب الْأصيلِيّ فِي بَاب وُجُوه يَوْمئِذٍ ناضرة وَمِنْهُم المخردل أَو الْمجَاز على الشَّك بِغَيْر يَاء كَأَنَّهُ من الْإِجَازَة وَتقدم الْحَرْف فِي الْجِيم وَاللَّام وَقَوله كَانَ لي جَار يرقى كَذَا للعذري وَلغيره خَال وَهُوَ الصَّحِيح وَفِي حَدِيث أبي جهل يجول فِي النَّاس كَذَا رَوَاهُ البُخَارِيّ وَرَوَاهُ مُسلم يَزُول وَهُوَ بِمَعْنى يجول أَي يذهب ويجئ وَلَا يسْتَقرّ على حَال هَذِه رِوَايَة عَامَّة شُيُوخنَا وَبَعْضهمْ رَوَاهُ يرفل مَعْنَاهُ يجرذيله وَالْأول أظهر لموافقة الرِّوَايَة الْأُخْرَى وَقد يكون يرفل يجر درعه قَوْله أَتَتْهُم الشَّيَاطِين فَاجْتَالَتْهُمْ عَن دينهم كَذَا روايتنا فِيهِ بِالْجِيم عَن أَكثر شُيُوخنَا فِي مُسلم الْأَسدي والخشنى وَغَيرهمَا وَقد فسرناه وضبطناه عَن الصَّدَفِي بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة وَمَعْنَاهُ خدعوهم والختل الخديعة وَقد يكون مَعْنَاهُ حبسوهم وصدوهم ولازموهم قَالَ الْفراء الخاتل الرَّاعِي للشَّيْء الْحَافِظ لَهُ وَالرِّوَايَة الأولى أعرف فِي الحَدِيث وَقَوله فِي حَدِيث أبي جندل أجزه لي وَقَوله وَمَا أَنا بمجيزه وَقَوله قد أجزنا كُله بالزاي فِي جَمِيعهَا للأصيلي والقابسي وَأبي ذَر ولغيرهم بالراء وَكِلَاهُمَا بِمَعْنى بالراء من الْجوَار وَهُوَ أظهر هُنَا وبالزاي مثله يُقَال أجرني وأجزني وَأَصله من إجَازَة الطَّرِيق وخفارته وَفِي حَدِيث أبي بكر مَعَ ابْن الدغنة إِنَّا كُنَّا أجرنا أَبَا بكر كَذَا لجمهورهم بالراء وَعند الْقَابِسِيّ بالزاي صَحِيح يقالان على مَا تقدم
وَفِي بَاب من قَامَ أول اللَّيْل فَإِن كَانَت بِهِ حَاجَة اغْتسل كَذَا الرِّوَايَة قَالُوا وَصَوَابه جنابه فِي حَدِيث معَاذ فَتجوز كل وَاحِد مِنْهُم فصلى صَلَاة خَفِيفَة كَذَا للقابسي بجيم مَفْتُوحَة وَلغيره فتحوز بِالْحَاء الْمُهْملَة وَقَوله خميصة جونية بِفَتْح الْجِيم كَأَنَّهَا منسوبة إِلَى بني الجون قبيل من الإزدالية ينْسب الجونيون كَذَا لِابْنِ الْحذاء منسوبة إِلَى بني الجون أَو إِلَى لَوْنهَا من السوَاد أَو الْبيَاض أَو الْحمرَة وَالْعرب تسمى كل لون جونا ولرواة البُخَارِيّ حريثية بِضَم الْحَاء الْمُهْملَة بعْدهَا رَاء قيل هِيَ منسوبة إِلَى حُرَيْث رجل من قضاعة آخِره ثاء مُثَلّثَة قَالَ بَعضهم وَهَذَا هُوَ الصَّوَاب وَكَذَا رَوَاهُ بعض رُوَاة مُسلم أَيْضا وَعند ابْن السكن عَن البُخَارِيّ خيبرية منسوبة إِلَى خَيْبَر وَفِي رِوَايَة العذري حوتنية بِفَتْح الْحَاء الْمُهْملَة وواو سَاكِنة بعْدهَا ثمَّ تَاء بِاثْنَتَيْنِ فَوْقهَا مَفْتُوحَة ثمَّ بعْدهَا نون مَكْسُورَة ثمَّ يَاء مُشَدّدَة قيل مَعْنَاهَا المكفوفة الهدب وَعند الْفَارِسِي حويتية بحاء مُهْملَة مَضْمُومَة وَفتح الْوَاو وَسُكُون الْيَاء وَكسر التَّاء بِاثْنَتَيْنِ فَوْقهَا بعْدهَا يَاء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا مُشَدّدَة وَعند الْهَوْزَنِي حونية بِضَم الْحَاء وَسُكُون الْوَاو وَكسر النُّون وَشد الْيَاء بعْدهَا وَأكْثر هَذِه الرِّوَايَات لَا مَعَاني لَهَا مَعْلُومَة إِلَّا الْوَجْهَيْنِ الْأَوَّلين وَفِي بَاب عَيْش النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فَإِذا جَاءَ أَمرنِي فَكنت أَنا أعطيهم كَذَا لكافتهم وَرَوَاهُ بَعضهم فَإِذا جَاءَ وَاو هُوَ الصَّوَاب لِأَنَّهُ إِنَّمَا أَرَادَ أهل الصّفة وَقَوله وَطَلْحَة مجوب عَلَيْهِ بحجبه بِالْجِيم وَالْبَاء بِوَاحِدَة آخِره وَتقدم تَفْسِيره كَذَا لَهُم وَرَوَاهُ بَعضهم محويا بِالْحَاء الْمُهْملَة وَالْيَاء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا من الحوية وَيَأْتِي تَفْسِيره فِي الْحَاء وَالْأول الصَّوَاب وصحفه بَعضهم فَقَالَ محدب عَلَيْهِ بِالْحَاء وَالدَّال الْمُهْمَلَتَيْنِ(1/166)
مُشفق عَلَيْهِ وَقَوله وَصَارَت الْمَدِينَة فِي مثل الجوبة بِالْبَاء بِوَاحِدَة كَذَا لجميعهم وَرَأَيْت بَعضهم ذكره فِي حَدِيث الاسْتِسْقَاء الجونة بالنُّون وَتقدم تفسيرهما وَرِوَايَة النُّون لَيست بصحيحة وَلَا بَيِّنَة الْمَعْنى وَفِي التجاوز عَن الْمُعسر أَنا أَحَق بذلك تجاوزوا عَن عَبدِي كَذَا لَهُم وَعند الصَّدَفِي تجاوزا على الْمصدر وَالْأول أوجه
الْجِيم مَعَ الْيَاء
(ج ى ا) قَوْله أَلا جَاءَ كنزه يَوْم الْقِيَامَة شجاعا أَقرع قيل جَاءَ هُنَا بِمَعْنى صَار وَيحْتَمل أَن يكون على وَجهه أَي جَاءَ إِلَى صَاحبه وقصده
(ج ى ب) قَوْله مجتابي النمار بِضَم الْمِيم وَبعد الْجِيم تَاء بِاثْنَتَيْنِ فَوْقهَا مَفْتُوحَة وَبعد الْألف بَاء بِوَاحِدَة مَكْسُورَة وَوزن الْكَلِمَة مفتعلين أَي مجتابين للنمار فحذفت النُّون للإضافة وَالتَّاء هُنَا تَاء مزيدة افتعل وَالْألف مبدلة من يَاء وَأَصله مجتبيين من لفظ الجيب للثوب فقلبت ألفا لكَونهَا مَكْسُورَة والمكسورة بعْدهَا والاجتياب أَن يقور وسط الثَّوْب ويخرق ويلبس دون جيب هَذَا تَفْسِير غير وَاحِد وَقد يَصح أَن يكون من دوات الْوَاو من جبت أجوب إِذا قطعت وَقد فَسرهَا الْخطابِيّ بِأَنَّهُم قطعُوا النمار قطعا وشقوها ليلبسوها إزرا لحاجتهم يُقَال جبت الثَّوْب واجتبته قطعته فَهُوَ من ذَوَات الْوَاو على هَذَا والنمار جمع نمرة وَهِي ثِيَاب صوف فِيهَا تنمير وَسَيَأْتِي فِي حرف النُّون وَقَالَ ثَابت الاجتياب أَن يقطع وَسطهَا ثمَّ يجتاب وَلَا يُجيب فَإِذا جيبت فَهِيَ بقيرة
(ج ى ل) الَّذِي بجيل القداح جَاءَ تَفْسِيره فِي بعض نسخ البُخَارِيّ يجيل يُدِير وَمَعْنَاهُ الَّذِي يحركها ويخلطها وَيضْرب بهَا
(ج ى ف) قَوْله قد جيفوا كَذَا ضبطناه بِفَتْح الْجِيم أَي انتنوا من الجيفة
(ج ى ش) قَوْله تجيش أَي تَفُور وَكَذَلِكَ جَاشَتْ الرَّكية أَي فارت وجاشت الْقدر فارت وغلت وكل شَيْء يغلي فَهُوَ يَجِيش وَكَذَلِكَ الْبَحْر والهم وَالنَّفس للقىء والغصة فِي الصَّدْر وَقيل جاش مَعْنَاهُ ارْتَفع وَمِنْه سمي الْجَيْش وجاشت نَفسه للقىء ارْتَفَعت وَكَانَ الْأَصْمَعِي يفرق بَين جَاشَتْ النَّفس وجشات فَيَقُول جَاشَتْ فارت وجشات ارْتَفَعت للقىء وَغَيره.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
فِي الحَدِيث كم جَاءَ حديقتك كَذَا الرِّوَايَة وَصَوَابه كم جاد حديقتك وَقد فسرناه قبل وللأول وَجه على بعده
وَقَوله فِي حَدِيث أبي هُرَيْرَة فِي الرَّقَائِق فَإِذا جَاءَ أَمرنِي فَكنت أَنا أعطيهم يَعْنِي أهل الصّفة كَذَا لأكثرهم وَهُوَ وهم وَصَوَابه مَا فِي رِوَايَة الْمُسْتَمْلِي والحموي فَإِذا جَاءُوا لِأَنَّهُ عَلَيْهِ السَّلَام كَانَ وَجهه وَرَاءَهُمْ يَدعُوهُم
وَقَوله فِي بَاب مَا يُقَال للْمَرِيض وَمَا يُجيب بِالْيَاءِ من الْإِجَابَة كَذَا لَهُم وَعند الْقَابِسِيّ وَمَا يجنب بالنُّون وَالْأول الصَّوَاب
وَقَوله فِي بَاب نِكَاح الْمُشرك فَخرج قبل هوَازن يَجِيش كَذَا عِنْد ابْن وضاح والأصيلي فِي الْمُوَطَّأ ولسائر الروَاة بحسر يُرِيد من لَا درع عَلَيْهِ وَهُوَ الصَّوَاب وَكَذَا فِي مُسلم وسنذكره فِي حرف الْحَاء أَيْضا وَفِي مُسلم وَبعث أَبَا عُبَيْدَة على الحسر وَوَقع عِنْد بعض رُوَاة ابْن ماهان على الْجَيْش وَالصَّوَاب الحسر أَي الَّذين لَا دروع مَعَهم وَالْمرَاد هُنَا الرجالة كَمَا جَاءَ فِي غير هَذَا الحَدِيث وَقد رَوَاهُ ابْن قُتَيْبَة عَن الْحَبْس بباء بِوَاحِدَة مُشَدّدَة وَفَسرهُ بالرجالة لتحبسهم عَن الركْبَان فِي كتاب الْأَذَان مُحَمَّد والجيش كَذَا لعامة رُوَاة البُخَارِيّ وَعند أبي الْهَيْثَم وَالْخَمِيس كَمَا جَاءَ فِي غير مَوضِع وهما بِمَعْنى وَفِي حَدِيث المتظاهرتين فِي بَاب الْفرْقَة(1/167)
قد جَاءَت من فعل مِنْهُنَّ بعظيم كَذَا لَهُم هُنَا وَلابْن السكن خابت بِالْخَاءِ من الخيبة وصواب الْكَلَام وَوَجهه الأول وَفِي غير هَذَا الْبَاب خابت بِالْخَاءِ أَيْضا وَلَيْسَ فِيهِ بعظيم وَوَجهه بَين صَحِيح وَفِي حَدِيث الْهِجْرَة هَذَا أبردينا وأطهر كَذَا لكافة الروَاة وَعند الْمُسْتَمْلِي أبرر بِنَا وَأظْهر وَهُوَ تَصْحِيف يُبينهُ مَا قبله وَالْأول الصَّوَاب
فِي أول كتاب التَّعْبِير إِلَّا جَاءَتْهُ كفلق الصُّبْح كَذَا لأبي ذَر وللأصيلي وَبَعْضهمْ جَاءَت بِهِ وَالْأول أصوب ولبعضهم جَاءَت مثل وَقَوله فِي بَاب من تقرب إِلَيّ شبْرًا وَإِذا تَلقانِي بباع جِئْته بأسرع كَذَا لِابْنِ ماهان والفارسي وَعند العذري أَتَيْته بأسرع كَذَا عِنْده قيل لَعَلَّه بباع حَيْثُ أَتَيْته بأسرع وَالظَّاهِر أَنَّهَا لَفْظَة بدل من الْأُخْرَى جَمعهمَا الْخط غَلطا وَقَوله كَانَ من كَانَ قبلكُمْ يحْفر لَهُ فِي الأَرْض فَيجْعَل فِيهِ فيجاء بِالْمِنْشَارِ فَيُوضَع على رَأسه كَذَا للرواة وَعند الْأصيلِيّ فتحا بِالْمِنْشَارِ بِضَم الْفَاء وَضم التَّاء بِاثْنَتَيْنِ فَوْقهَا وحاء منونا مهملا وَالْفَتْح الْبَاب الْوَاسِع وَلَكِن لَيْسَ هَذَا مَوْضِعه وَلَا يسْتَقلّ الْكَلَام بِهِ وَالصَّوَاب الأول وَهَذَا تَصْحِيف
فصل أَسمَاء الْمَوَاضِع فِي هَذَا الْحَرْف
(جمع) بِفَتْح الْجِيم هِيَ الْمزْدَلِفَة سميت بذلك للْجمع فِيهَا بَين العشاءين قَالَ ابْن حبيب هِيَ جمع والمزدلفة وقزح والمشعر الْحَرَام
(الْجَمْرَة) مَعْرُوفَة وَهِي مَوضِع رمي الْجمار بِمَكَّة وَهِي ثَلَاث جمرات والجمرة الْكُبْرَى بِالْعقبَةِ وطرفها أقْصَى منى وَسميت الْكُبْرَى لِأَنَّهَا ترمي يَوْم النَّحْر قَالَه الدَّاودِيّ
(الْجِعِرَّانَة) أَصْحَاب الحَدِيث يَقُولُونَهُ بِكَسْر الْعين وَتَشْديد الرَّاء وَبَعض أهل الإتقان وَالْأَدب يَقُولُونَهُ بتخفيفهما ويخطئون غَيره وَكِلَاهُمَا صَوَاب مسموع
حكى القَاضِي إِسْمَاعِيل بن إِسْحَاق عَن عَليّ بن الْمَدِينِيّ أَن أهل الْمَدِينَة يَقُولُونَهُ فِيهَا وَفِي الْحُدَيْبِيَة بالتثقيل وَأهل الْعرَاق يخففونهما وَمذهب الْأَصْمَعِي فِي الْجِعِرَّانَة التَّخْفِيف وَحكي أَنه سمع من الْعَرَب من يثقلها وبالتخفيف أتقنها الْخطابِيّ وَبِهَذَا قرأناه على متقني شُيُوخنَا وبالوجهين أخذناها عَن جمَاعَة وَهِي مَا بَين الطَّائِف وَمَكَّة حِين قسم النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) غَنَائِم حنين وَإِلَى مَكَّة أقرب
(جرباء) بِفَتْح الْجِيم وَسُكُون الرَّاء وباء بِوَاحِدَة مَقْصُور ذكرت فِي حَدِيث الْحَوْض وَهُوَ من بِلَاد الشَّام وَجَاءَت ممدودة فِي كتاب البُخَارِيّ
(الْجحْفَة) بِضَم الْجِيم وَسُكُون الْحَاء مَشْهُورَة من الْمَوَاقِيت وَهِي قَرْيَة جَامِعَة بمنى على طَرِيق الْمَدِينَة إِلَى مَكَّة وَهِي مهيعة أَيْضا وَسميت الْجحْفَة لِأَن السُّيُول أجحفتها وحملت أَهلهَا وَبَينهَا وَبَين الْبَحْر نَحْو من سِتَّة أَمْيَال وَهِي من الْمَدِينَة على ثَمَانِيَة مراحل وَقيل إِنَّمَا سميت الْجحْفَة من سنة سيل الجحاف سنة ثَمَانِينَ لذهاب السَّيْل بالحاج وأمتعهم
(جواثي) بِضَم الْجِيم وَفتح الْوَاو مُخَفّفَة كَذَا ضَبطهَا الْأصيلِيّ بِغَيْر همز وهمزة بَعضهم وَبعد الْألف ثاء مُثَلّثَة مَقْصُورَة مَدِينَة بِالْبَحْرَيْنِ هُوَ أول مَوضِع جمعت فِيهِ الْجُمُعَة بعد الْمَدِينَة
(الجرف) وسبخة الجرف بِضَم الْجِيم وَالرَّاء مَوضِع بِالْمَدِينَةِ فِيهِ مَال من أموالها وَفِيه كَانَ مَال عمر بن الْخطاب وَهُوَ على ثَلَاثَة أَمْيَال من نَاحيَة الشَّام
(بير جشم وبير جمل) من أَمْوَال الْمَدِينَة ذكرا فِي حرف الْبَاء
(الجبيل) تَصْغِير جبل جَاءَ فِي البُخَارِيّ فِي رِوَايَة الْأصيلِيّ والقابسي الَّذِي بِالسوقِ وَهُوَ سلع ولغيرهما وَهُوَ بسلع
(جيحان) نهر مَشْهُور عَظِيم بداخل بِلَاد خُرَاسَان أحد الْأَنْهَار(1/168)
الْأَرْبَعَة الْمَذْكُورَة فِي الحَدِيث بِفَتْح الْجِيم وَسُكُون يَاء الْعلَّة بعْدهَا وحاء بعْدهَا مَفْتُوحَة وَآخره نون وَيُقَال جيحون أَيْضا وَهُوَ من مَدِينَة بَلخ
(جمدان) بِضَم الْجِيم وبدال مُهْملَة وَآخره نون منزل من منَازِل أسلم بَين قديد وَعُسْفَان وصحفه يزِيد بن هَارُون فَقَالَ فِيهِ جندان بالنُّون وصحفه بعض رُوَاة مُسلم فَقَالَ فِيهِ حمدَان
(الجوانية) بِفَتْح الْجِيم وَتَشْديد الْوَاو وَبعد الْألف نون مَكْسُورَة بعْدهَا يَاء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا مُخَفّفَة كَذَا ضَبطه أَكْثَرهم وَكَذَا قيدته على أبي بَحر وَعند ابْن أبي جَعْفَر بتَشْديد الْيَاء قَالَ الْبكْرِيّ كَأَنَّهَا تبنسب إِلَى جوان وَهَذَا يدل على تَشْدِيد الْيَاء وَهِي أَرض من عمل الْمَدِينَة من جِهَة الْفَرْع
(ذَات الْجَيْش) على بريد من الْمَدِينَة بَينهَا وَبَين العقيق ميلان وَقيل خمس أَو سِتّ وَقيل عشر
(الْجَابِيَة) بباء بِوَاحِدَة مَكْسُورَة مَوضِع بِالشَّام وَهِي جابية اللوك قَالَه الْبكْرِيّ
(الْجَار) سَاحل الْمَدِينَة وَهِي قَرْيَة كَثِيرَة الْأَهْل والقصور على سَاحل الْبَحْر إِلَيْهِ ترفا السفن
(جرش) بِضَم الْجِيم وَفتح الرَّاء وَآخره شين مُعْجمَة مَوضِع مَعْرُوف بِالْيمن سميت بجرش بن أسلم قَالَه الْبكْرِيّ وَقيل سميت بِغَيْر ذَلِك
(الْجَبانَة) وَظهر الجبان بِفَتْح الْجِيم وَتَشْديد الْبَاء بِوَاحِدَة وَبعد الْألف مَوضِع الْقُبُور
(جبل الْجَمْر) بِفَتْح الْجِيم وَالْمِيم فسره فِي الحَدِيث جبل بَيت الْمُقَدّس
(جَزِيرَة الْعَرَب) بلادها سميت بذلك لإحاطة الْبحار بهَا والأنهار قَالَ إِسْمَاعِيل القَاضِي عَن ملك هِيَ الْحجاز واليمن واليمامة وَمَا لم يبلغهُ ملك فَارس وَقيل عَن ملك هِيَ الْمَدِينَة وَقَالَ البُخَارِيّ عَن الْمُغيرَة مَكَّة وَالْمَدينَة واليمامة واليمن
وَحَكَاهُ إِسْمَاعِيل القَاضِي عَن ملك قَالَ هُوَ كل بلد لم تملكه الرّوم وَلَا فَارس وَقَالَ أَبُو عبيد هِيَ مَا بَين حفر أبي مُوسَى إِلَى أقْصَى الْيمن فِي الطول وَمَا بَين رمل يبرين إِلَى مُنْقَطع السماوة فِي الْعرض وَسميت جَزِيرَة لِأَن بَحر الْحَبَشَة وَالْفرس ودجلة والفراة قد أحاطت بهَا من أقطارها وَقَالَ الْأَصْمَعِي جَزِيرَة الْعَرَب مَا لم يبلغ ملك فَارس من أقْصَى عدن أبين إِلَى ريف الْعرَاق وعرضها من جدة وَمَا والاها إِلَى سَاحل الْبَحْر إِلَى أطرار الشَّام
(الجزيرة) الْمَذْكُورَة فِي البُخَارِيّ أَيْضا فِي قَوْله الجودي جبل بالجزيرة هِيَ الْمَعْرُوفَة بِجَزِيرَة ابْن عمر من نَاحيَة الْموصل
(الْجوف) الْمَذْكُور فِي تَفْسِير أَنا أرسلنَا نوحًا من أَرض مُرَاد كَذَا لَهُم وَعند الْحميدِي بالجرف بالراء وَفِي نُسْخَة عَن النَّسَفِيّ الجون بالنُّون
(الجرعة) بِفَتْح الْجِيم وَالرَّاء وَالْعين الْمُهْملَة مَوضِع بِجِهَة الْكُوفَة مَا بَينهَا وَبَين الْحيرَة كَذَا ضبطناه عَن كافتهم وَهُوَ الْمَعْرُوف ورويناه عَن القَاضِي الشَّهِيد فِي صَحِيح مُسلم بِسُكُون الرَّاء وَاصل الجرعة الْمَكَان الَّذِي فِيهِ سهولة وَرمل يُقَال لَهُ جرع وأجرع وجرعا وَإِلَيْهِ يُضَاف يَوْم الجرعة الْمَذْكُور فِي كتاب مُسلم وَهُوَ يَوْم خرج فِيهِ أهل الْكُوفَة إِلَى سعيد بن العَاصِي وَكَانَ قدم عَلَيْهِم واليا من قبل عُثْمَان فَردُّوهُ وولوا أَبَا مُوسَى وسألوا عُثْمَان تَقْدِيمه فأقره
(جبلاطئ) هما أجاوسلمى
فصل مُشكل الْأَسْمَاء والكنى فِي هَذَا الْحَرْف
يزِيد بن جَارِيَة بجيم وَبعد الرَّاء يَاء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا وابناه عبد الرَّحْمَن وَمجمع ابْني يزِيد بن جَارِيَة وَجَارِيَة بن قدامَة وَمن عداهُ فِيهَا حَارِثَة بِالْحَاء والثاء الْمُثَلَّثَة كَانَ فِي الأباء أَو الْأَبْنَاء أَحْمد بن جناب هَذَا وَحده بِالْجِيم وَنون مُخَفّفَة مفتوحتين وَآخره بَاء بِوَاحِدَة وَيشْتَبه بِهِ فِيهَا خباب بن الإرت ذكره مُسلم فِي الصَّلَاة على الْمَيِّت وَعبد الله بن(1/169)
خباب بِفَتْح الْخَاء الْمُعْجَمَة وَبعدهَا بَاء بِوَاحِدَة بعْدهَا وَكَذَلِكَ خباب صَاحب الْمَقْصُورَة وَهُوَ خباب بن السَّائِب بن خباب والسائب بن خباب أَبوهُ ذكره فِي الْمُوَطَّأ فِي مقَام الْمُتَوفَّى عَنْهَا وَاخْتلف شُيُوخنَا فِي ضَبطه فضبطه ابْن عتاب وَابْن حمدين وَابْن عِيسَى كَمَا ذكرنَا وَهُوَ الصَّوَاب وَالَّذِي قَيده الْحفاظ وقيدناه من طَرِيق القليعي والطرابلسي بِضَم الْحَاء الْمُهْملَة وَفتح الْبَاء وَهُوَ غلط وَالْأول الصَّحِيح أما حباب هَكَذَا بِالْحَاء الْمُهْملَة المضمومة فَفِيهَا حباب بن الْمُنْذر بن الجموح وَأَبُو حباب عبد الله بن أبي ابْن سلول كَذَا جَاءَت كنيته فِي حَدِيث ألم تسمع مَا قَالَ أَبُو حباب وَعبد الرَّحْمَن بن حباب الْأنْصَارِيّ وَأَبُو الْحباب سعيد بن يسَار وَهُوَ أَبَوا حباب عَن أبي هُرَيْرَة وَزيد بن حباب وَيُقَال الْحباب وَأَبُو جَمْرَة بِالْجِيم وَالرَّاء واسْمه نصر بن عمرَان وَذكره فِي الصَّحِيحَيْنِ فِي غير مَوضِع عَن ابْن عَبَّاس وزهدم وعائذ بن عَمْرو وَأبي بكر بن عبد الله وَجُوَيْرِية بن قدامَة رُوِيَ عَنهُ شُعْبَة وَحَمَّاد بن زيد وَهَمَّام وَعباد بن عباد المهلبي وقرة بن خلد وَابْن طهْمَان وَلَيْسَ فِي هَذِه الْكتب سواهُ وَلَا مَا يشْتَبه بِهِ إِلَّا مَا وَقع فِي رِوَايَة أبي الْهَيْثَم فِي غَزْوَة الْحُدَيْبِيَة أَبُو حَمْزَة بِالْحَاء الْمُهْملَة وَالزَّاي عَن عَائِذ وَهُوَ وهم وَصَوَابه مَا للكافة كَمَا تقدم وَهُوَ ذَلِك وَكَذَلِكَ جَاءَ عِنْد الْأصيلِيّ فِي بَاب لَا تشهد على شَهَادَة جور فِي حَدِيث خَيركُمْ قرنى نَا أَبُو حَمْزَة عَن زَهْدَم بن مضرب كَذَا قَيده أَيْضا الْأصيلِيّ هُنَا بِالْحَاء الْمُهْملَة وَالرَّاء وَكَانَ فِي كتاب ابْن سهل وَغَيره من البُخَارِيّ عَن الْقَابِسِيّ هُنَا حَمْزَة بِالْحَاء وَكَذَلِكَ جَاءَ فِي بعض نسخ مُسلم عَن ابْن ماهان وَكِلَاهُمَا وهم وَالصَّوَاب مَا للْجَمَاعَة فيهمَا أَبُو جَمْرَة بِالْجِيم كَمَا تقدم أَولا وَكَذَلِكَ فِي كتاب مُسلم وكما تكَرر فِي غير هَذَا الْموضع من الصَّحِيحَيْنِ وَفِي اسلام أبي ذَر نَا الْمثنى بن سعيد عَن أبي جَمْرَة عَن ابْن عَبَّاس بِالْجِيم وَهُوَ الصَّحِيح وَفِي نُسْخَة ابْن الْعَسَّال بِخَطِّهِ عَن أبي حَمْزَة بِالْحَاء وَالزَّاي وَالصَّحِيح الأول وَمن عدا هَذَا الِاسْم فِيهَا هُوَ حَمْزَة أَو أَبُو حَمْزَة بِالْحَاء وَالزَّاي وَلَيْسَ فِيهَا سواهُمَا وفيهَا أَحْمد بن جواس الْحَنَفِيّ بِفَتْح الْجِيم وواو ومشددة وَآخره سين مُهْملَة وَيشْتَبه بِهِ أَحْمد بن الْحُسَيْن بن خرَاش هَذَا بخاء مُعْجمَة مَكْسُورَة بعْدهَا رَاء وَآخره شين مُعْجمَة وَسَيَأْتِي مَعَ أشباهه فِي بَابه من حرف الْخَاء إِن شَاءَ الله زَيْنَب بنت جحش وَأَخَوَاتهَا حمْنَة وَأم حَبِيبَة بِنْتا جحش وَمُحَمّد بن جحش بِفَتْح الْجِيم والصعب بن جثامة بِفَتْح الْجِيم وَتَشْديد الثَّاء الْمُثَلَّثَة وجنادة بن أبي أُميَّة بِضَم الْجِيم وَفتح النُّون وَجَرِير بِفَتْح الْجِيم وراءين مهملتين حَيْثُ وَقع مِنْهُم غيلَان بن جرير وَجَرِير بن عبد الله البَجلِيّ وَجَرِير بن عبد الحميد وَجَرِير بن يزِيد وَيُقَال بن زيد وَجَرِير ابْن حَازِم وَغَيرهم وَلَيْسَ فِيهَا مَا يشْتَبه بِهِ إِلَّا حريز بن عُثْمَان الرَّحبِي فَهَذَا بِفَتْح الْحَاء وَكسر الرَّاء أَولا وَآخره زَاي أخرجَا عَنهُ وَهُوَ حريز عَن عبد الْوَاحِد بن عبد الله وَكَذَلِكَ أَبُو حريز مثله واسْمه عبد الله بن حُسَيْن عَن عِكْرِمَة لَيْسَ فِيهَا غَيرهمَا إِلَّا جرير بِالْجِيم لَكِن قد يشْتَبه بِهِ عمرَان بن حدير هَذَا بِضَم الْحَاء الْمُهْملَة بعْدهَا دَال مُهْملَة وَمثله زيد بن حدير وَأَخُوهُ زِيَاد بن حدير وَأَبُو الْجَواب بِفَتْح الْجِيم وَتَشْديد الْوَاو وَآخره بَاء بِوَاحِدَة وَيشْتَبه بِهِ خَوات بن جُبَير وَابْنه صَالح بن خَوات هَذَا بخاء مُعْجمَة مَفْتُوحَة وَآخره تَاء بِاثْنَتَيْنِ فَوْقهَا وجبار بن صَخْر بِفَتْح(1/170)
الْجِيم وباء بِوَاحِدَة مُشَدّدَة ويشبهه مطعم بن عدي بن خِيَار هَذَا بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة مَكْسُورَة وياء بِاثْنَتَيْنِ بعْدهَا مُخَفّفَة وَسَنذكر حبَان وَمَا يُشبههُ وفيهَا ابْنه الجون وجرهد وعَوْف بن أبي جميلَة هُوَ الْأَعرَابِي وَأَبُو جميلَة سِنِين وَمنع ابْن جميل صدقته وَجَمِيل بن عبد الرَّحْمَن الْمُؤَذّن وَجَمِيل بن طريف جد قُتَيْبَة جَاءَ فِي نسبه وجيشان بعد الْجِيم بَاء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا سَاكِنة وشين مُعْجمَة فبيل من الْيمن وَأَبُو جهمة سَاكن الْهَاء وجبلة بن سحيم محرك الْبَاء وَكَذَلِكَ جبلة بن أبي رواد وَعبد الله بن جبلة ومعاذ بن جبل وَأَبُو جندل وَأَبُو الجوزاء آخِره زَاي عَن عَائِشَة واسْمه أَوْس بن عبد الله وَكَذَلِكَ أَبُو الجوزاء أَحْمد بن عُثْمَان التوفلي شيخ مُسلم وَلَيْسَ فِيهَا بِالْحَاء وَالرَّاء ولبوعبس ابْن جبر بِسُكُون الْبَاء وَابْن جبر عَن أنس وَكَذَلِكَ عبد الله بن جبر وَقَالَ جَابر بن عتِيك وَابْنه عبد الله بن عبد الله بن جبر وجبر بن نوف وَمُجاهد بن جبر وَيُقَال ابْن جُبَير ويشبهه خير بن نعيم هَذَا بِالْخَاءِ وَبعده يَاء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا وَكَذَلِكَ أَبُو الْخَيْر وَزيد الْخَيْر وَجَاء فِي بَاب مَا يَكْفِي فِي الْغسْل مسعر عَن ابْن جُبَير كَذَا فِي النّسخ قَالَ الوقشي صَوَابه ابْن جَابر وَأَبُو جهم بن حُذَيْفَة وَهُوَ صَاحب الخميصة بِسُكُون الْهَاء وَكَذَلِكَ أَبُو جهم فِي حَدِيث فَاطِمَة بنت قيس وَقد رُوِيَ مُصَغرًا عَن السَّمرقَنْدِي وَأَبُو بكر بن أبي الجهم الْعَدْوى وَأَبُو جهمة وَقَرِيبَة بنت جَرْوَل وَمولى آل جعدة كل هَؤُلَاءِ بجيم مَفْتُوحَة وَأما جُنْدُب فبضم الْجِيم وَالدَّال وبفتح الدَّال أَيْضا ورويناه بِالْوَجْهَيْنِ وهما صَحِيحَانِ يقالان فِي الْحَيَوَان الَّذِي سمي بِهِ وَهُوَ شبه الجرادة وَحكى بعض أهل اللُّغَة فِيهِ لعة ثَالِثَة جُنْدُب بِكَسْر الْجِيم وَفتح الدَّال وَقد يشْتَبه بِهِ مِمَّا جَاءَ فِي هَذِه الْكتب خنزب بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة وَالنُّون وَالزَّاي اسْم الشَّيْطَان الَّذِي يلبس فِي الصَّلَاة وَاخْتلف فِي ضبط الْخَاء فضبطناها على القَاضِي الشَّهِيد بِكَسْرِهَا وضبطناها على أبي بَحر بِفَتْحِهَا وَكَذَا قيدها الجياني وَقد يشْتَبه بِهِ أَيْضا مَا ذكر فِيهَا خندف بِكَسْر الْخَاء الْمُعْجَمَة وَفتح الدَّال الْمُهْملَة وَآخره فَاء وهم أَوْلَاد الياس بن مُضر وَهُوَ لقب أمّهم ليلى ابْنة عمرَان بن الحاف بن قضاعة وَقيل ابْنة حلوان بن عمرَان وَقيل امْرَأَة من الْيمن وَقيل بِكَسْر الدَّال وَكَذَلِكَ سراقَة بن جعْشم وَابْن أَخِيه عبد الرَّحْمَن بن ملك بن جعْشم بِضَم الْجِيم والشين الْمُعْجَمَة وَكَذَلِكَ الجعيد بن عبد الرَّحْمَن مُصَغرًا وَآخره دَال وَابْن جدعَان بدال مُهْملَة وَأَبُو جُحَيْفَة بعد الْجِيم المضمومة حاء مُهْملَة مصغر وجهينة فبيلة وجذام بذال مُعْجمَة الْقَبِيلَة أَيْضا الْمَعْرُوفَة وجريج وَابْن جريج حَيْثُ وَقع أَوله وَآخره جِيم والجلاح أَبُو كثير مخفف اللَّام وَآخره حاء مُهْملَة وَكَذَلِكَ وَالِد احيحة بن الجلاح وجلييبب تَصْغِير جِلْبَاب وَجُوَيْرِية بنت الْحَارِث وَجُوَيْرِية ابْن أَسمَاء وصخر بن جوَيْرِية تَصْغِير جَارِيَة كل هَؤُلَاءِ أَو لَهُم جِيم مَضْمُومَة وَمُحَمّد بن جحادة بِضَم الْجِيم وحاء مُهْملَة مُخَفّفَة وَبعد الْألف دَال مُهْملَة والوليد بن جَمِيع وجمعة بن عبد الله بِضَم الْجِيم وَالْمِيم وَيُقَال بِسُكُون الْمِيم أَيْضا وبنوا جذيمة بِفَتْح الْجِيم وَكسر الذَّال الْمُعْجَمَة فِي خبر خَالِد بن الْوَلِيد وَمن عداهم خُزَيْمَة بِضَم الْخَاء الْمُعْجَمَة وَالزَّاي وَمولى آل جعدة بِفَتْح الْجِيم.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
فِيهِ سوى مَا تقدم جَاءَ فِيهَا ذكر جذامة بنت وهب بِضَم الْجِيم(1/171)
وَاخْتلف فِيهِ وَفِي مَا بعده اخْتِلَافا كثيرا فَرَوَاهُ يحيى بن يحيى الأندلسي فِي الْمُوَطَّأ بدال مُهْملَة وَكَذَا روينَاهُ عَن ابْن الْقَاسِم فِيهِ من طَرِيق الْقَابِسِيّ إِلَّا من رِوَايَة الدّباغ فَإِنَّهُ رَوَاهُ عَنهُ حذافة بحاء مُهْملَة وذال مُعْجمَة وَبعد الْألف قَاف وَرَوَاهُ ابْن وضاح عَن ابْن الْقَاسِم بِالدَّال الْمُعْجَمَة وَالْجِيم وَحَكَاهُ مُسلم بِالْجِيم وَالدَّال الْمُهْملَة من رِوَايَة يحيى بن يحيى التَّمِيمِي وَغَيره عَن ملك وَذكره من رِوَايَة غَيره بِالْمُعْجَمَةِ قَالَ مُسلم وَالصَّوَاب مَا قَالَ يحيى قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ من قَالَه بِالْمُعْجَمَةِ فقد صحف وَقَالَ المطرزي إِنَّمَا هُوَ جدامة مشدد الدَّال الْمُهْملَة قَالَ وَهُوَ اسْم طرف السعفة وَكلهمْ يَقُولُونَهُ بتَخْفِيف الدَّال قَالُوا وَهُوَ دقاق التِّبْن وَقَالَ أَبُو حَاتِم هُوَ مَا لم يندق من السنبل وَأما جذام الْقَبِيلَة فبالمعجمة ومحمية بن جُزْء بِفَتْح الْجِيم وَسُكُون الزَّاي وهمزة بعْدهَا كَذَا لكافة شُيُوخنَا وَجُمْهُور الروَاة وَوَقع عِنْد ابْن أبي جَعْفَر جزي بياء آخِره مهمل الضَّبْط فِي جَمِيع حُرُوفه وَالْمَشْهُور الأول وَهُوَ الَّذِي قَيده الدَّارَقُطْنِيّ وَأهل الإتقان لَكِن عبد الْغَنِيّ بن سعيد قَالَ فِيهِ وَيُقَال ابْن جزى بِكَسْر الزَّاي وَقَالَ أَبُو عبيد هُوَ عِنْد ناجز بزاي مُشَدّدَة وجزئين مُعَاوِيَة كَذَا ضَبطه الْأصيلِيّ جُزْء بِفَتْحِهَا وَسُكُون الزَّاي وهمز آخِره وَكَذَا قَيده الجياني وَقَيده عبد الْغَنِيّ بن سعيد جزي بن مُعَاوِيَة بِفَتْح الْجِيم وَكسر الزَّاي وَقَيده بعض الروَاة جزي بِضَم الْجِيم وَفتح الزَّاي قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ المحدثون يَقُولُونَهُ جُزْء بِكَسْر الْجِيم وقيدناه من كتاب شَيخنَا القَاضِي الشَّهِيد بِسُكُون الزَّاي وَكَذَا قَالَه الْخَطِيب أَبُو بكر بِسُكُون الزَّاي أَيْضا وَلم يُقيد الْجِيم وَفِي بعض نسخ الدَّارَقُطْنِيّ كسر الْجِيم وَالزَّاي مَعًا قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ وَأهل الْعَرَبيَّة يَقُولُونَ جُزْء بِفَتْح الْجِيم والهمز وَذكره الْهَمْز عَنْهُم يدل على مُخَالفَة أهل الحَدِيث لَهُم فِي كسر الْجِيم وَالزَّاي مَعًا وَصِحَّة مَا فِي رِوَايَة غير شَيخنَا إِذْ لَو سكنوا الزَّاي كَمَا قَالَ الْخَطِيب لما اخْتلفُوا فِي همز آخِره ذكر البُخَارِيّ اسْم الْغُلَام الَّذِي قَتله الْخضر جيسور بِفَتْح الْجِيم وياء سَاكِنة بعْدهَا بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا وسين مُهْملَة وَآخره رَاء كَذَا للنسفي وَعند الْأصيلِيّ للجرجاني وَكَذَا قَيده الدَّارَقُطْنِيّ وَعند الْأصيلِيّ أَيْضا للمروزي بِالْحَاء الْمُهْملَة وَكَذَا هُوَ لأبي ذَر وَابْن السكن وَعند الْقَابِسِيّ حلبيور بحاء مُهْملَة بعْدهَا لَام وباء بِوَاحِدَة ثمَّ يَاء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا مَضْمُومَة وَآخره رَاء وَكَذَا صَححهُ عَبدُوس بن مُحَمَّد فِي أصل كِتَابه وَقَالَ الْقَابِسِيّ فِي حفظني إِنَّمَا هُوَ بالنُّون وَالْجد بن قيس بِفَتْح الْجِيم وَلَيْسَ فِيهَا غَيره إِلَّا الْحر بِالْحَاء وَالرَّاء مَضْمُومَة أَو ابْن الْحر مِنْهُم الحربن قيس بن أخي عُيَيْنَة وخرشة بن الْحر
فصل مِنْهُ
فِي حَدِيث سعد بن أبي وَقاص الحدوالي لحدا أَنا عبد الله بن جَعْفَر المسوري كَذَا عِنْدهم وَوَقع عِنْد ابْن أبي جَعْفَر أَنا عبد الله بن حَفْص وَهُوَ خطأ وَفِي بَاب الْجمع بَين الصَّلَاتَيْنِ فِي حَدِيث أنس نَا ابْن وهب نَا حَاتِم بن إِسْمَاعِيل كَذَا للجلودي وَعند ابْن ماهان نَا إِسْمَاعِيل وَكِلَاهُمَا وهم وَلم يخْتَلف النّسخ فِي هَذَا إِلَّا أَن فِي بَعْضهَا مصلحا نَا جَابر بن إِسْمَاعِيل وَكَذَا كَانَ فِي كتاب شَيخنَا القَاضِي التَّمِيمِي وَهُوَ الصَّوَاب وَكَذَا أسلحه الجياني وَكَذَا ذكره الدِّمَشْقِي وَأَبُو دَاوُود وَالنَّسَائِيّ وَكَانَ فِي كتاب ابْن أبي جَعْفَر نَا ابْن إِسْمَاعِيل دون اسْم فَحذف الِاسْم للوهم الْمُتَقَدّم فِيهِ وَالله أعلم وَفِي التَّيَمُّم دَخَلنَا على أبي الجهم كَذَا فِي جَمِيع نسخ مُسلم قَالُوا صَوَابه أَبُو الْجُهَيْم بِالتَّصْغِيرِ وَكَذَا كناه البُخَارِيّ وَمُسلم وَالنَّسَائِيّ وَأَبُو(1/172)
دَاوُود وَهُوَ عبد الله بن جهيم سَمَّاهُ وَكِيع وَعبد الرَّزَّاق يَقُول فِيهِ أَبُو جهيم
وَأم حفيد بنت الْحَرْث بن حزم بِضَم الْحَاء الْمُهْملَة ففاء مصغر آخِره دَال مُهْملَة خَالَة ابْن عَبَّاس كَذَا لَهُم وَضَبطه الْقَابِسِيّ والعذري فِي حَدِيث ابْن النَّضر أم حفيدة بِزِيَادَة تَاء وَذكره مُسلم فِي حَدِيث أبي الطَّاهِر وحرملة حفيدة اسْما وَكَذَا الْأصيلِيّ فِي كتاب الْأَطْعِمَة ولجمهورهم حفيدة اسْم لَا كنية وللنسفي هُنَاكَ أم حفيدة وَلابْن السكن أم جعيدة بِالْجِيم وَالْعين وَفِي كتاب ابْن أبي جَعْفَر أم حميد وَكله وهم وَالصَّوَاب الأول أم حفيد
وَفِي بَاب لله افرح بتوبة عَبده نَا يحيى بن يحيى وجعفر بن حميد قَالَ جَعْفَر نَا عبيد الله بن إياد كَذَا لكساءي وَابْن ماهان وَرَوَاهُ الجلودي عبد بن حميد مَكَان جَعْفَر بن حميد وَالصَّوَاب الأول وجعفر بن حميد هَذَا هُوَ زنبقة ويصححه قَوْله آخر الحَدِيث قَالَ جَعْفَر ونا عبيد الله بن إياد
وَفِي بَاب دُعَاء الْمُسلم لِأَخِيهِ بِظهْر الْغَيْب نَا أَحْمد بن عمر بن حَفْص الوكيعي كَذَا لكافتهم وَهُوَ الصَّوَاب وَعند ابْن أبي جَعْفَر عَن بعض رُوَاة ابْن ماهان أَحْمد بن عمر بن جَعْفَر وَهُوَ وهم وَفِي بَاب كَانَ يتَوَضَّأ بِالْمدِّ ويتغسل بالصاع إِلَى خَمْسَة أَمْدَاد مسعر عَن ابْن جبر قَالَ الوقشي صَوَابه ابْن جَابر وَقد ذكر مُسلم قبله شُعْبَة عَن عبد الله بن عبد الله بن جبر
قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَهُوَ ذَاك والوجهان يقالان وَهُوَ ابْن جبر بن عتِيك وَيُقَال ابْن جَابر فِي حَدِيث خلق الله مائَة رَحْمَة نَا يحيى بن أَيُّوب وقتيبة بن سعيد وَابْن حجر قَالُوا نَا إِسْمَاعِيل كَذَا لكافة الروَاة عَن مُسلم وَعند ابْن أبي جَعْفَر عَن الْهَوْزَنِي وَابْن جَعْفَر مَكَان ابْن حجر وَهُوَ وهم
فصل مُشكل الْأَنْسَاب
سعيد الْجريرِي وعباس الْجريرِي وَكِلَاهُمَا بِضَم الْجِيم وَالرَّاء الْمُهْملَة مكررة أَولا هما مَفْتُوحَة مصغران وَكَذَلِكَ شُعْبَة عَن الْجريرِي غير مُسَمّى عَن أبي نَضرة وَيشْتَبه بِهِ يحيى بن بشر الحريري هَذَا بحاء مُهْملَة وَكسر الراءين وزهدم الْجرْمِي بِفَتْح الْجِيم وَسُكُون الرَّاء وَمثله سعيد بن مُحَمَّد الْجرْمِي لكافتهم وَضَبطه ابْن السكن الحرمي بحاء مُهْملَة وَرَاء مَفْتُوحَة وَهُوَ خطأ وَالصَّوَاب الأول فَأَما حرمي بن عمَارَة أَبُو روح وحرمي بن حَفْص وَرُبمَا قيل فيهمَا الحرمي بِالْألف وَاللَّام فاسمان والوليد بن عبد الرَّحْمَن الجرشِي بِضَم الْجِيم وَفتح الرَّاء وشين مُعْجمَة قبيل من حمير سمي بلدهم باسمه وَيحيى بن حبيب الْحَارِثِيّ بحاء مُهْملَة وبعدا لراء ثاء مُثَلّثَة وَمثله ابْن بجيد الْحَارِثِيّ وَيشْتَبه بِهِ سعد الْجَارِي مولى عمر بن الْخطاب بِالْجِيم مَنْسُوب إِلَى الْجَار وَأَبُو تَمِيم الجيشاني واسْمه عبد الله بن ملك بِفَتْح الْجِيم بعْدهَا يَاء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا سَاكِنة بعْدهَا شين مُعْجمَة وَبعد الْألف نون مَنْسُوب إِلَى جيشان قبيل من الْيمن وَمثله أَبُو سَالم الجيشاني وَابْنه سَالم بن أبي سَالم الجيشاني وَيشْتَبه بِهِ زِيَاد بن يحيى الحساني أَبُو الْخطاب بِفَتْح الْحَاء الْمُهْملَة وَتَشْديد السِّين الْمُهْملَة وَآخره نون أَيْضا والجمحي بِضَم الْجِيم وَفتح الْمِيم وَكسر الْحَاء مَنْسُوب إِلَى بني جمح وَيحيى بن الجزار بِالْجِيم وَالْأولَى زَاي والأخيرة رَاء مُهْملَة وَأَبُو عَامر الخزاز بخاء وزاي فيهمَا مُعْجم ذَلِك كُله وَأسيد بن زيد الْجمال بِفَتْح الْجِيم ومُوسَى بن هَارُون الْحمال بِالْحَاء الْمُهْملَة حِرْفَة أَبِيه هَارُون وَكَانَ بزازا أَيْضا وَعَمْرو بن مرّة الْجملِي بِفَتْح الْجِيم وَالْمِيم مَنْسُوب إِلَى جمل فَخذ من مُرَاد وَقيل فِيهِ الْجُهَنِيّ وَهُوَ خطأ إِنَّمَا هُوَ جملى وَعَطَاء بن يزِيد(1/173)
الجندعي بِضَم الْجِيم بعده نون سَاكِنة ودال مُهْملَة تضم وتفتح ثمَّ عين مُهْملَة وجندع فَخذ فِي كنَانَة وَكَذَلِكَ الْجعْفِيّ بِضَم الْجِيم وَأَبُو عمرَان الْجونِي بِفَتْح الْجِيم وَبعد الْوَاو نون والجونية الَّتِي تزوج عَلَيْهِ السَّلَام مثله وَهُوَ بطن من بجيلة وَمَعْقِل بن عبد الله الْجَزرِي بِفَتْح الْجِيم وزاي مَفْتُوحَة بعْدهَا رَاء وَمثله مخلذ بن يزِيد الْجَزرِي وَعبد الْكَرِيم الْجَزرِي وجعفر الْجَزرِي وَلَيْسَ فِيهَا مَا يشْتَبه بِهِ إِلَّا الْخُدْرِيّ بِضَم الْخَاء الْمُعْجَمَة ودال مُهْملَة نذكرهُ فِي الْخَاء وَأَبُو كَامِل الجحدري بِفَتْح الْجِيم وَسُكُون الْحَاء الْمُهْملَة بعْدهَا ودال مُهْملَة مَفْتُوحَة بعْدهَا رَاء والجهضمي بِفَتْح الْجِيم وَالضَّاد الْمُعْجَمَة وَفِي رُوَاة كتاب مُسلم فِي إسنادنا فِيهِ أَبُو أَحْمد بن عمروية الجلودي كَذَا سمعناه وقرأناه على القَاضِي أبي عَليّ وعَلى أَكثر شُيُوخنَا بضما لجيم وَكَانَ بَعضهم يَقُول الجلودي بِفَتْح الْجِيم التفاتا لما قَالَه يَعْقُوب فِي الْإِصْلَاح وَأَبُو مُحَمَّد فِي الْأَدَب وَلَيْسَ ذَلِك بِشَيْء إِنَّمَا ذكره يَعْقُوب فِي رجل مَخْصُوص من القواد عينه مَنْسُوب إِلَى جُلُود قَرْيَة من قرى أفريقية وَهَذَا لَيْسَ مثله وَأَبُو عبد الله الجسري بِفَتْح الْجِيم وَسُكُون السِّين الْمُهْملَة واسْمه حميري وجسر فَخذ من عنزة وَقد قَالَ فِيهِ مُسلم من عنزة فبينه وَضَبطه بَعضهم بِكَسْر الْجِيم وَالصَّوَاب الْفَتْح قَالَ الْأَصْمَعِي هُوَ بِفَتْح الْجِيم فَأَما الجسر من الْبناء فبالوجهين.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
فِي بَاب النَّهْي عَن القَوْل بِالْقدرِ عَن مُسلم بن يسَار الْجُهَنِيّ كَذَا فِي جَمِيع نسخ الْمُوَطَّأ ليحيى وَكَذَا عِنْد القعْنبِي وَسقط عِنْد ابْن بكير وَهُوَ مِمَّا تعسف فِيهِ ابْن وضاح وَطرح الْجُهَنِيّ وَقَالَ هُوَ خطأ وَلم يقل شَيْئا وَإِنَّمَا ظن أَنه مُسلم بن يسَار الْبَصْرِيّ أَو الْمَكِّيّ وَلَيْسَ بهما هَذَا آخر مدنِي قَالَ البُخَارِيّ مُسلم بن يسَار الْجُهَنِيّ وَذكر سَنَده فِي الْمُوَطَّأ عَن عمر وَقَالَ فِيهِ يحيى بن معِين لَا يعرف وَقَالَ فِيهِ أَبُو عمر بن عبد الْبر هُوَ مَجْهُول وَفِي أنظار الْمُعسر قَالَ عقبَة بن عَامر الْجُهَنِيّ وَأَبُو مَسْعُود الْأنْصَارِيّ كَذَا فِي نسخ مُسلم وَصَوَابه إِسْقَاط الْجُهَنِيّ وَإِسْقَاط الْوَاو وَكَذَا رَوَاهُ النَّاس كلهم أَبُو مَسْعُود نَفسه كنية عقبَة بن عَامر وَهُوَ أَنْصَارِي وَاحِد لَا اثْنَان قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ الحَدِيث مَحْفُوظ لأبي مَسْعُود عقبَة بن عَامر الْأنْصَارِيّ وَحده لَا لعقبة بن عَامر الْجُهَنِيّ وَالوهم فِيهِ من أبي خَالِد الْأَحْمَر وَأَبُو معبد الْجُهَنِيّ عَن ابْن عَبَّاس كَذَا رَوَاهُ ابْن ماهان فِي حَدِيث معَاذ فِي الْإِيمَان وَذكر الْجُهَنِيّ فِيهِ وهم وَهُوَ مولى ابْن عَبَّاس اسْمه نَافِذ بنُون وَفَاء وذال مُعْجمَة
حرف الْحَاء
الْحَاء مَعَ الْبَاء
(ح ب ب) قَوْله كَمَا تنْبت الْحبَّة فِي حميل السَّيْل كَذَا هِيَ بِكَسْر الْحَاء وَتَشْديد الْبَاء قَالَ الْفراء هِيَ بروز البقل وَقَالَ الْكسَائي هُوَ حب الرياحين بِالْفَتْح وَاحِدَة حَبَّة بِالْكَسْرِ وَقَالَ أَبُو عمر وَهُوَ نبت ينْبت فِي الْحَشِيش الصغار وَقَالَ النَّضر بن شُمَيْل الْحبَّة بِكَسْر الْحَاء اسْم جَامع لحبوب البقل الَّتِي تنتثر إِذا هَاجَتْ الرّيح فَإِذا مطرَت من قَابل نَبتَت والحبة من الْعِنَب حَبَّة بِالْفَتْح وَحب الْحبَّة الَّذِي داخلها يُسمى حَبَّة بِضَم الْحَاء وَفتح الْبَاء مُخَفّفَة وَقَالَ الْحَرْبِيّ مَا كَانَ من النبت لَهُ حب فاسم ذَلِك الْحبّ الْحبَّة قَالَ غَيره فَأَما الْحِنْطَة وَنَحْوهَا فَهُوَ الْحبّ لَا غير وَقَالُوا الْحبَّة فِيمَا هُوَ حبوب مُخْتَلفَة قَالَ ابْن دُرَيْد وَهُوَ جَمِيع مَا تحمله الْبُقُول من ثَمَرَة قَالَ وَجمعه حبب وتشبيهه نباتهم بنبات الْحبَّة لوَجْهَيْنِ أَحدهمَا بياضها كَمَا ذكر فِي الحَدِيث فيهم وفيهَا وَالثَّانيَِة سرعَة نباتها لِأَنَّهَا قَالُوا تنْبت(1/174)
فِي يَوْم أَو لَيْلَة لِأَنَّهَا لما رويت من المَاء ثمَّ ترددت فِي غثاء السَّيْل وَقد رويت وتيسرت قلبتها لِلْخُرُوجِ فَإِذا خرجت إِلَى طين الشط فِي حميل السَّيْل غرزت عروقها فِيهِ لحينها ونبتت بِسُرْعَة قَوْله حب رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بِكَسْر الْحَاء أَي محبوبه وَقَوله يحب الله وَرَسُوله وَيُحِبهُ الله وَرَسُوله وَإِن الله يحب كَذَا وَإِذا أحب الله العَبْد نَادَى جِبْرِيل أَنِّي أحبه فَأَحبهُ محبَّة الله لمن يحب إِرَادَته الْخَيْر لَهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة من هدايته وَرَحمته وأنعامه عَلَيْهِ ومحبة جِبْرِيل وَالْمَلَائِكَة لمن يحب قد تكون على ظَاهرهَا من الْميل الَّذِي يَلِيق بالمخلوقين ويتنزه عَنْهَا الْخَالِق وَقد تكون من جِبْرِيل وَالْمَلَائِكَة استغفارهم لَهُ وَذكرهمْ لَهُ فِي الْمَلأ الْأَعْلَى بِالْخَيرِ ودعاؤهم لَهُ ومحبة العبيد لله قيل هُوَ طاعتهم لَهُ لِأَن الله تَعَالَى يجل ويتقدس أَن يمِيل أَو يمال إِلَيْهِ وَقيل لَا يبعدان يكون على ظَاهره وميل الْقلب وَالروح لجلاله وعظمته وَقَوله إِذا ابْتليت عبد بحبيبتيه الحَدِيث فسره فِيهِ يَعْنِي عَيْنَيْهِ وَقَوله فَأَصَبْت حبته على رِوَايَة من رَوَاهُ بِالْحَاء وَالْبَاء أَي قلبه وحبة الْقلب ثَمَرَته وَذكر الْحبَّة السَّوْدَاء فَسرهَا فِي الحَدِيث بالشونيز وَحكى الْحَرْبِيّ عَن الْحسن أَنَّهَا الْخَرْدَل وَحكى الْهَرَوِيّ عَن غَيره أَنَّهَا الْحبَّة الخضراء وَالْأول أشهر وَأَصَح قَالَ ابْن الْأَعرَابِي إِنَّمَا هُوَ الشأنيز كَذَا تَقوله الْعَرَب
(ح ب ذ) قَوْله حبذا يَوْم الذمار أَي مَا أوفقه لذَلِك وأحبه لأَهله وَقد فسرناه فِي حرف الذَّال
(ح ب ر) فِي الحَدِيث ذكر كَعْب الْأَحْبَار وَكَعب الحبر وَجَاء حبر وَجَاء حبر وَحبر الْعَرَب بِالْفَتْح أَي عالمها يَعْنِي ابْن عَبَّاس ومادام هَذَا الحبر يَعْنِي ابْن مَسْعُود والأحبار الْعلمَاء وأحدهم حبر وَحبر بِفَتْح الْحَاء وَكسرهَا وَسمي كَعْب الْأَحْبَار لذَلِك أَي عَالم الْعلمَاء قَالَه ابْن قُتَيْبَة وَسمي كَعْب الحبر بِالْكَسْرِ للحبر الَّذِي يكْتب بِهِ حَكَاهُ أَبُو عبيد قَالَ لِأَنَّهُ كَانَ صَاحب كتب وَأنكر أَبُو الْهَيْثَم الْكسر وَقَالَ إِنَّمَا هُوَ بِالْفَتْح لَا غير وَاخْتَارَهُ ابْن قُتَيْبَة نعتا لكعب وَالْبرد المحبر المزين الملون وَمِنْه حلَّة حبرَة وَبرد حبرَة وَهِي عصب الْيمن وَقَالَ الدَّاودِيّ الْحبرَة ثوب أَخْضَر كُله من التحبير وَهُوَ التحسين وَفِي الحَدِيث الآخر لَا ألبس الحبير بِمَعْنَاهُ قيل هُوَ مثله وَقيل هُوَ ثوب مخطط وَقيل هُوَ الْجَدِيد
(ح ب ط) قَوْله أحبطت عَمَلك وفقد حَبط عَمَلك أَي بَطل وحبطت الدَّابَّة إِذا أكلت الرَّعْي حَتَّى انتفخ جوفها وَمَاتَتْ وَمِنْه قَوْله مَا يقتل حَبطًا أَو يلم وسنذكره بعد
(ح ب ل) قَوْله نهى عَن حَبل الحبلة بِفَتْح الْحَاء وَالْبَاء فيهمَا ويروى فِي الأول بِسُكُون الْبَاء أَيْضا وَالْفَتْح أبين وَأَصَح فيهمَا كَانَ من بُيُوع الْجَاهِلِيَّة فسره ابْن عمر فِي الحَدِيث أَنه البيع إِلَى أَن تنْتج النَّاقة ثمَّ تنْتج نتاجها وَقيل هُوَ وَقيل هُوَ شِرَاء مَا يلد مَا تَلد وَهُوَ نتاج النِّتَاج قَالَ أَبُو عُبَيْدَة المجر مَا فِي بطن النَّاقة وَالثَّانِي حَبل الحبلة وَالثَّالِث العميس وَقَالَ ثَعْلَب الثَّالِث القباقب وَكِلَاهُمَا من بُيُوع الْغرَر والمخاطرة الممنوعة والتفسيران مرويان عَن ملك وَغَيره وَقيل هُوَ بيع الْعِنَب قبل طيبه والحبلة بِفَتْح الْحَاء وَسُكُون الْبَاء وَفتحهَا الكرمة قَالَه ثَعْلَب وَفِي الحَدِيث لَا تمسوا الْعِنَب الْكَرم وَلَكِن قُولُوا الحبلة وَقيل مَعْنَاهُ بيع الأجنة وَهُوَ الْحَبل فِي بطُون الْأُمَّهَات وَهُوَ الحبلة جمع حابلة وَالْحَبل الْمصدر قَالَه الْأَخْفَش قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي الْحَبل بِالْفَتْح يُرِيد بِهِ مَا فِي بطُون النوق وَالْحَبل الآخر حَبل الَّذِي فِي بطُون النوق أدخلت فِيهِ الْهَاء للْمُبَالَغَة كَمَا قَالُوا نكحه وَقَالَ غير الْأَخْفَش حبله جمع حابلة(1/175)
كفاجرة وفجره وَالْحَبل لفظ مُخْتَصّ ببني آدم ولغيرهم حمل إِلَّا مَا جَاءَ فِي هَذَا الحَدِيث قَالَه أَبُو عُبَيْدَة وَقَوله لقد رَأَيْتنَا وَمَا لنا طَعَام إِلَّا ورق الحبلة بِضَم الْحَاء وَسُكُون الْبَاء كَذَا هُوَ قَالَ فِي كتاب مُسلم وَهُوَ السمر كَذَا عِنْد عَامَّة الروَاة وَعند التَّمِيمِي والطبري وَهَذَا السمر وَعند البُخَارِيّ ورق السمر والحبلة قَالَ ابْن الْأَعرَابِي هُوَ ثَمَر اللوبياء وَقيل ثَمَر العضاه وَقيل ثَمَر الطلح وَالْأول الْمَعْرُوف وَقَوله فِي الْحَج كلما أَتَى حبلا من الحبال بِفَتْح الْحَاء وَسُكُون الْبَاء هُوَ مَا طَال من الرمل وضخم وَقيل الحبال دون الْجبَال وَفِيه وَجعل حَبل المشاة بَين يَدَيْهِ يَعْنِي صفهم ومجتمعهم تَشْبِيها بِالْأولِ وَقيل حَبل المشاة حَيْثُ يسْلك الرجالة وَالْأول أولى وَقد يحْتَمل أَن يُرِيد بِهِ كَثْرَة المشاة وَالْحَبل الْخلق وَقَوله فضربته بِالسَّيْفِ على حَبل عَاتِقه هُوَ مَا بَين الْعُنُق والمنكب قَالَ ابْن دُرَيْد حبلا العاتق عصبتاه وَقيل مَوضِع الرِّدَاء من الْعُنُق وَقَوله الِاعْتِصَام حَبل الله قَالَ ابْن مَسْعُود بِحَبل الله كتباه أَي عهوده وَهِي طَاعَته وتقواه وَقيل إتباع الْقُرْآن وَترك الْفرْقَة والحبال العهود والحبال الْأَسْبَاب وَقد تقدم فِي حرف الْجِيم وَالْبَاء وَمِنْه قَوْله كتاب الله هُوَ حَبل الله قيل عَهده الَّذِي يلْزم إتباعه وَقيل أَمَانه وَقيل نوره الَّذِي هدى بِهِ وَيكون مَعْنَاهُ سَببه إِلَى طَاعَته وجنته وَقَوله فِي السَّارِق يسرق الْحَبل فتقطع يَده قيل هُوَ على ظَاهره وَمَعْنَاهُ مَا قدمْنَاهُ فِي بَاب الْبَاء فِي الْبَيْضَة وَقيل يُرِيد حَبل السَّفِينَة
(ح ب ق) وَذكر عذق بن حبيق بِضَم الْحَاء وَفتح الْبَاء مُصَغرًا وَيُقَال لَهُ أَيْضا لون حبيق وَكَذَا ذكره الْهَرَوِيّ لون من الثمرردي
(ح ب س) قَوْله فَلَا يبْقى فِي النَّاس إِلَّا من حَبسه الْقُرْآن فسره فِي الحَدِيث وَجب عَلَيْهِ الخلود وَقَوله وَإِذا أَصْحَاب الْجد محبوسون أَي أَصْحَاب البخت وَالسعَة فِي الدُّنْيَا وَيحْتَمل أَصْحَاب الْأَمر والسلطنة وَمعنى محبوسون أَي عَن دُخُول الْجنَّة لِلْحسابِ أَو حَتَّى يدخلهَا الْفُقَرَاء بِدَلِيل قَوْله أَصْحَاب النَّار فقد أَمر بهم إِلَى النَّار أَي من اسْتحق النَّار مِنْهُم بِكُفْرِهِ أَو مَعْصِيَته وَبَقِي غَيرهم لِلْحسابِ أَو للتأخير عَن منزلَة الْفُقَرَاء وَقَوله وَأما خَالِد فَإِنَّهُ قد احْتبسَ أدراعه أَي أوقفها فِي سَبِيل الله واللغة الفصيحة أحبس قَالَه الْخطابِيّ يُقَال حبس مخففا وَحبس مشددا وَقَالَ صَاحب الْأَفْعَال أحبست الْفرس وحبست لُغَة
(ح ب ش) قَوْله فِي الْخَاتم فصه حبشِي أَي حجر حبشِي أما مَنْسُوب إِلَى الْحَبَش أَو بِلَادهمْ وألوانهم وَعبد حبشِي مثله كِلَاهُمَا بِفَتْح الْبَاء يُقَال الْحَبَش والحبشة والحبشان والأحبوش والحبيش وَقَوله جمعُوا لَك الْأَحَابِيش هم حلفاء قُرَيْش وهم الْهون بن خُزَيْمَة بن مدركة وبنوا الْحَرْث بن عبد منات بن كنَانَة وَبَنُو المصطلق من خُزَاعَة تحالفوا تَحت جبل يُقَال لَهُ حَبَشِيًّا وَقيل بواد أَسْفَل مَكَّة اسْمه حبشِي فنسبوا إِلَيْهِ وَقيل بل سموا بذلك تجمعهم تحبش بَنو فلَان على بني فلَان أَي تجمعُوا قَالَ يَعْقُوب الحباشة الْجَمَاعَة قَالَ ابْن دُرَيْد وَالْمَجْمُوع حُبَاشَة أَيْضا وحبشت جمعت
(ح ب و) وَقَوله لأتوهما وَلَو حبوا وَيخرج من النَّار حبوا وَمِنْهُم من يُحِبُّوا تَفْسِيره فِي الحَدِيث الآخر زحفا ويزحف على أسته قَالَ صَاحب الْعين حبا الصَّبِي يُحِبُّوا حبوا زحف قَالَ ابْن دُرَيْد إِذا مَشى على أسته وأشرف بصدره وَقَالَ الْحَرْبِيّ مَشى على يَدَيْهِ وَقَوله وَإِن يحتبي فِي ثوب وحبوة رِدَائي وحللت حبوتي الاحتباء هُوَ أَن ينصب الرجل سَاقيه ويدير عَلَيْهِمَا ثَوْبه(1/176)
أَو يعْقد يَدَيْهِ على رُكْبَتَيْهِ مُعْتَمدًا على ذَلِك وَالِاسْم الحبوة والحبوة والحبيه بِضَم الْحَاء وَكسرهَا وَقَوله فَأخذ بحبوتي وبحبوة رِدَائي أَي مُجْتَمع ثَوْبه الَّذِي يحتبي بِهِ وملتقى طَرفَيْهِ فِي صَدره وَقَوله مَا اشْترط المنكح من حباء مَمْدُود يُرِيد عَطِيَّة حباه يحبوه أعطَاهُ.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
فِي سُورَة النُّور لَو كَانُوا من الْأَوْس مَا أَحْبَبْت أَن يضْرب أَعْنَاقهم كَذَا لَهُم وَعند أبي ذَر مَا احسب وَالْأول أصح وَقَوله فِي حَدِيث الدُّعَاء على قُرَيْش وَكَانَ يسْتَحبّ ثَلَاثًا كَذَا لِابْنِ أبي جَعْفَر بِالْبَاء بِوَاحِدَة ولساير الروَاة بالثاء بِثَلَاثَة وَكِلَاهُمَا لَهُ وَجه بالثاء الْمُثَلَّثَة أَي يُؤَكد ويستعجل الدُّعَاء وبالباء بِوَاحِدَة أَي يستحسن هَذَا ويختاره وَهَذَا أظهر فِي الْبَاب لقَوْله فِي الحَدِيث الآخر كَانَ إِذا دَعَا دَعَا ثَلَاثًا وَإِذا سَأَلَ سَأَلَ ثَلَاثًا وَفِي الحَدِيث الآخر فكرر ثَلَاثًا فِي الحَدِيث حَيْثُ لَا آكل الخمير وَلَا ألبس الحبير كَذَا للأصيلي والقابسي والحموي والنسفي وعبدوس فِي كتاب المناقب بِالْبَاء ولغيرهم الْحَرِير برائين مهملتين وَكَذَا عِنْدهم دون خلاف فِي كتاب الْأَطْعِمَة وَصَوَابه الحبير بِالْبَاء وَهُوَ الثَّوْب المحبر وَقد فسرناه وَفِي الحَدِيث الآخر وَعَلِيهِ حلَّة حَرِير كَذَا لكافتهم وَعند الْجِرْجَانِيّ حبرَة وَقد فسرنا الْحبرَة وَقَوله فِي الْجنَّة وَيرى مَا فِيهَا من الحبر كَذَا هُوَ بِفَتْح الْحَاء الْمُهْملَة وَفتح الْبَاء بِوَاحِدَة للجياني فِي كتاب مُسلم وَمَعْنَاهُ السرُور ولسائر الروَاة من الْخَيْر بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة وياء الْعلَّة وَكِلَاهُمَا صَحِيح الْمَعْنى وَالْأول أظهر هُنَا وَكَذَا رَوَاهُ البُخَارِيّ من الْحبرَة وَالسُّرُور وَهِي المسرة والحبرة النِّعْمَة أَيْضا وَكِلَاهُمَا مُتَقَارب والحبر والحبار الْأَثر وَبِه سميت المسرة لظُهُور أَثَرهَا فِي وَجه صَاحبهَا وَفِي بَاب أَدَاء الْخمس منا لإيمان فمرنا بِأَمْر فصل نحبوا بِهِ من وَرَاءَنَا كَذَا فِي رِوَايَة بَعضهم عَن البُخَارِيّ بِالْبَاء المضمومة بِوَاحِدَة بَين الْحَاء الْمُهْملَة الساكنة وَالْوَاو وَصَوَابه مَا للْجَمَاعَة نخبر بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة م الْأَخْبَار وَقد تخرج تِلْكَ الرِّوَايَة إِن صحت أَي نتحفهم بهَا ويعطيهم علمهَا وَيُعلمهُم إِيَّاهَا
وَقَوله مِمَّا يقتل حَبطًا بِالْحَاء الْمُهْملَة كَذَا الصَّوَاب وَرِوَايَة الْجُمْهُور فِي جَمِيعهَا وَمَعْنَاهُ انتفاخ الْجوف من كَثْرَة الْأكل وَهُوَ عِنْد القابسني فِي الرَّقَائِق خبطا بِالْحَاء الْمُعْجَمَة وَهُوَ وهم قَوْله فِيهَا حبائل اللُّؤْلُؤ كَذَا لجَمِيع الروَاة فِي البُخَارِيّ فِي غير كتاب الْأَنْبِيَاء قَالَ بَعضهم هُوَ تَصْحِيف قَالُوا وَصَوَابه جنابذ اللُّؤْلُؤ وَكَذَا جَاءَت الرِّوَايَة فِي مُسلم وَفِي كتاب الْأَنْبِيَاء من غير رِوَايَة الْمروزِي وَفَسرهُ بالقباب بجيم بعْدهَا نون وَبعد الْألف بَاء بِوَاحِدَة ثمَّ دَال مُعْجمَة والجنبذة مَا ارْتَفع من الْبناء بِضَم الْجِيم وَاسْتدلَّ من ذهب إِلَى هَذَا بِمَا ساعده من الرِّوَايَة فِي غَيرهَا وَلقَوْله فِي غير هَذَا الحَدِيث حافتاه قباب اللُّؤْلُؤ وَيصِح عِنْدِي أَن يكون اللَّفْظ صَحِيحا وَأَن يُرِيد بالحبائل القلائد والعقود الطَّوِيلَة من حبال الرمل وَغَيرهَا أَو من الحبلة ضرب من الحلى مَعْرُوف وَالله أعلم
وَقَوله تقطعت بِي الحبال وَالْخلاف فِيهِ تقدم فِي حرف الْجِيم وَقَوله مَا لنا طَعَام إِلَّا الحبلة وورق السمر كَذَا وَقع فِي مَوضِع من البُخَارِيّ وَعند مُسلم للطبري وَعند التَّمِيمِي الحبلة وَهَذَا السمر وَعند سَائِر رُوَاة مُسلم إِلَّا الحبلة هُوَ المسر وَهَذَا أصح الرِّوَايَات لِأَن الحبلة ثَمَر السمر كَمَا تقدم لَكِن أَبَا عبيد قَالَ وهما ضَرْبَان من الشّجر وَضَبطه الْأصيلِيّ فِي كتاب الرقَاق من البُخَارِيّ الحبلة بِفَتْح الْحَاء وَضم الْبَاء(1/177)
وَرَأَيْت بَعضهم صَوبه وَفِيه فِي كتاب الْأَطْعِمَة الحبلة أَو الحبلة بضَمهَا فِي الأولى وَفتحهَا فِي الثَّانِيَة وَلم يكن عِنْد الْأصيلِيّ فِي الأولى إِلَّا ضمة وَاحِدَة وَالَّذِي ذكرنَا أَولا هُوَ الَّذِي ذكر أَبُو عبيد وَكَذَا قيدناه
وَقَوله فِي بَاب حمل الزَّاد على الرّقاب فأكلنا مِنْهُ ثَمَانِيَة عشر يَوْمًا مَا أحببنا كَذَا لكافتهم وَعند ابْن السكن فأحيينا من الْحَيَاة
وَقَوله فِي كتاب التَّوْحِيد يحبس الْمُؤْمِنُونَ فِي حَدِيث الشَّفَاعَة كَذَا لكافتهم وَلأبي أَحْمد يحْشر وَفِي حَدِيث مُحَمَّد بن رمح الشَّهْر تسع وَعِشْرُونَ وَحبس إصبا بِالْبَاء كَذَا لَهُم وَعند الْجِرْجَانِيّ وخنس بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة وَالنُّون وَهُوَ الْمَعْرُوف وَمَعْنَاهُ قبض وَفِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى خنس أَو حبس على الشَّك فِي الْمُوَطَّأ فِي الْمحصر قَالَ ملك فِيمَن حبس بعدو كذلهم وَعند الْمُهلب حسر بِالسِّين وَآخره رَاء وَهُوَ خطأ
وَقَوله فِي حَدِيث الزبير أحبس المَاء حَتَّى يصل الْجدر كَذَا لَهُم وَهُوَ الْمَعْرُوف وَمعنى الحَدِيث الآخر أمسك وَرَوَاهُ الْجِرْجَانِيّ أرسل المَاء مَكَان أحبس وَالْأول أوجه وَإِن تخرجت صِحَة هَذِه الرِّوَايَة
وَقَوله أدْركْت النَّاس وأحبهم على جنائزهم من رضوه لفرائضهم كَذَا الْأصيلِيّ بِالْبَاء ولبقيتهم أحقهم بِالْقَافِ
قَوْله أَنِّي قد أَحْبَبْت فلَانا فَأَحبهُ كَذَا يَقُوله المحدثون والرواة ويلفظه الْأَكْثَر وَمذهب سبويه فِيهِ ضم آخِره وَمثله أَنا لم نرده عَلَيْك إِلَّا أَنا حرم وَمثله مَا لم تمسه النَّار وَقد بَينا الْعلَّة فِي ذَلِك آخر الْكتاب هُنَا
الْحَاء مَعَ التَّاء
(ح ت ت) أعلم أَن حَتَّى تَأتي غَالِبا غَايَة الشَّيْء وَقد تَأتي بِغَيْر معنى الْغَايَة لَكِن لابد فِي جَمِيع مَعَانِيهَا فِيهَا من شَيْء من معنى الْغَايَة فَإِذا كَانَت بِمَعْنى الْغَايَة كَانَت ناصبة أبدا للْفِعْل بعْدهَا كَقَوْلِه تَعَالَى) وكلوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يتَبَيَّن لكم الْخَيط الْأَبْيَض
(وَأمرت أَن أقَاتل النَّاس حَتَّى يَقُولُوا لَا إِلَه إِلَّا الله وَحَتَّى يبلغ الْكتاب أَجله وَكَقَوْلِه عَلَيْهِ السَّلَام حَتَّى تَرين الْقِصَّة الْبَيْضَاء فَإِذا وَليهَا اللَّام كَانَت حرف جر بِمَعْنى إِلَى وَكَانَ الِاسْم مخفوضا بعْدهَا كَقَوْلِه حَتَّى مطلع الْفجْر وَقَوله فِي الحَدِيث أُوتِيتُمْ الْقُرْآن فعملتم بِهِ حَتَّى غرُوب الشَّمْس وَتَكون عاطفة بِمَعْنى الْوَاو كَقَوْلِه كل شَيْء بِقَضَاء وَقدر حَتَّى الْعَجز والكيس أَي وَالْعجز والكيس وَعَلِيهِ حمل أَكْثَرهم قَوْله عَلَيْهِ السَّلَام أَن الله لَا يمل حَتَّى تملوا أَي وَأَنْتُم تملوا وَإِذا وليت هَذِه الْفِعْل كَانَ مَرْفُوعا كَمَا قرئَ حَتَّى يَقُول الرَّسُول وَقد ينصب وَقُرِئَ بهما جَمِيعًا وَأكْثر مَا تَأتي عاطفة فللتعظيم أَو التحقير وَقد تَأتي حرف ابْتِدَاء كَقَوْلِه وَحَتَّى الْجِيَاد مَا يقدن بارسان قَوْله تَحْتَهُ بظفرها وحته وحتيه وحت المنى وحتته أَي قشرته وإزالته وحتت خطاياه كَمَا يتحات ورق الشّجر وَلَا يتحات وَرقهَا وَلَا تَحت وَرقهَا كُله بِمَعْنى أَي زَالَت عَنهُ وَسَقَطت كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث الآخر حطت عَنهُ خطاياه كَمَا تحط الشَّجَرَة وَرقهَا وَمِنْه رأى نخامة فحتها فسره فِي رِوَايَة الْحَمَوِيّ فحكها كَذَا فِي كتاب الصَّلَاة
(ح ت ف) وَقَوله الْقَتْل حتف من الحتوف الحتف الْمَوْت
وَقَوله مَاتَ حتف أَنفه قَالَ أَبُو عبيد هُوَ من يَمُوت على فرَاشه والحتف الْمَوْت وَقَالَ غَيره يُرِيد أَن نَفسه تخرج على فرَاشه من فَمه وَأَنْفه
وَقَوله أَن الجبان حتفه من فَوْقه قيل مَعْنَاهُ إِن حذره وجبنه غير دَافع عَنهُ الْمنية إِذا نزلت بِهِ وَحل بِهِ قدر الله السَّابِق الَّذِي لابد مِنْهُ وَقيل مَعْنَاهُ أَن حتفه من السَّمَاء يقدر وَيحْتَمل أَن يرجع هَذَا إِلَى معنى الأول وكنى بِهِ عَمَّا سبق لَهُ وَكتب فِي اللَّوْح الْمَحْفُوظ وَقيل(1/178)
مَعْنَاهُ أَنه شَدِيد الْخَوْف والذعر كمن يخْشَى أَن يَقع عَلَيْهِ شَيْء وَكَقَوْلِه يحسبون كل صَيْحَة عَلَيْهِم وَهَذَا ضَعِيف
فصل فِي معنى حَتَّى وَرفع الأشكال وَالِاخْتِلَاف والتغيير فِي حِين وَحَتَّى وَحَيْثُ فِي هَذِه الْأُصُول
فِي الْمَغَازِي كَانَ الرجل يَجْعَل للنَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) النخلات حَتَّى افْتتح قُرَيْظَة كَذَا للكافة وَهُوَ الصَّوَاب وَالْمَعْرُوف فِي غير هَذَا الْكتاب وَعند أبي الْهَيْثَم وعبدوس والقابسي فِي هَذَا الْبَاب حِين مَكَان حَتَّى وَهُوَ خطأ وَوهم وَصَوَابه حَتَّى
وَقَوله فِي التَّفْسِير لما نزلت) إِن يكن مِنْكُم عشرُون صَابِرُونَ
(شقّ ذَلِك على الْمُسلمين حَتَّى فرض عَلَيْهِم كَذَا للجرجاني وَهُوَ وهم وَصَوَابه رِوَايَة الْجَمَاعَة حِين فرض عَلَيْهِم وَمثله فِي حَدِيث عتْبَان فَلم يجلس حَتَّى دخل الْبَيْت كَذَا لجَمِيع الروَاة قَالَ بَعضهم لَعَلَّ صَوَابه حِين دخل الْبَيْت وَأرى الأول وهما فِي بَاب من اشْترى هَدِيَّة من الطَّرِيق عَن ابْن عمر وَأهْدى هَديا مُقَلدًا اشْتَرَاهُ حِين قدم فَطَافَ بِالْبَيْتِ كَذَا لكافتهم وَعند الْأصيلِيّ حَتَّى قدم وَهُوَ الصَّوَاب أَي سَار حَتَّى قدم أَو لم ينحره حَتَّى قدم فِي فضل الْعتْق قَالَ فَانْطَلَقت حَتَّى سَمِعت الحَدِيث من أبي هُرَيْرَة كَذَا للْجَمِيع وَعند الطَّبَرِيّ حِين سَمِعت وَلَيْسَ بِشَيْء وَالصَّوَاب الأول وَعَلِيهِ يدل الْكَلَام قبله وَبعده وَفِي التَّيَمُّم فَنَامَ رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) حَتَّى أصبح كَذَا فِي الْمُوَطَّأ من رِوَايَة يحيى والقعنبي وَكَذَا رَوَاهُ مُسلم عَن ابْن الْقَاسِم عَن ملك وَرَوَاهُ البُخَارِيّ عَنهُ فِي التَّفْسِير فَنَامَ رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) حِين أصبح على غير مَاء وَكَذَا رَوَاهُ عَن التنيسِي فِي رِوَايَة الْمروزِي وَعند الْجِرْجَانِيّ فَقَامَ حَتَّى أصبح وَلَيْسَ شَيْء وَعند ابْن السكن فَنَامَ حَتَّى أصبح مثل رِوَايَة يحيى وَهُوَ الصَّوَاب وَفِي الْمَسَاجِد الَّتِي على طرق الْمَدِينَة فِي مَكَان بطح سهل حِين تُفْضِي من أكمة دون بريد الرُّوَيْثَة بميلين كَذَا لكافتهم وللنسفي والحموي حَتَّى وَهُوَ وعهم وَفِي بَاب النَّهْي عَن الصَّلَاة عِنْد طُلُوع الشَّمْس فِي حَدِيث عَمْرو بن عبسة صلى صَلَاة الصُّبْح ثمَّ أقصر عَن الصَّلَاة حَتَّى ترْتَفع كَذَا لِابْنِ ماهان عَن مُسلم وللجلودي حَتَّى تطلع وَعند الطَّبَرِيّ حِين ترْتَفع وَالْأول أصح وَقد يتَخَرَّج الرِّوَايَات الْأُخَر على معنى الأولى فِي بَاب التَّلْبِيَة وَالتَّكْبِير غدات النَّحْر حَتَّى يَرْمِي جَمْرَة الْعقبَة كَذَا لجميعهم وَعند أبي الْهَيْثَم حِين وَهُوَ وهم والْحَدِيث يدل على صِحَة رِوَايَة الْجَمَاعَة وَفِي الْحَج مَا كَانُوا يبتدؤون بِشَيْء حَتَّى يضعون أَقْدَامهم من الطّواف بِالْبَيْتِ كَذَا لأكْثر الروَاة وَفِيه نقص وتغيير وَعند بَعضهم بَيَاض يدل على نقص الْكَلَام فِيهِ وَعند أبي ذَر حِين يضعون أَقْدَامهم من الطّواف والاختلال بَاقٍ وَهُوَ فِي رِوَايَة مُسلم متقن صَحِيح مَا كَانُوا يبدؤون بِشَيْء حِين يضعون أَقْدَامهم أول من الطّواف بِالْبَيْتِ وَبِه يَصح الْكَلَام وَفِي حَدِيث جَابر فِي الْحَج فَلم يزل وَاقِفًا حَتَّى غربت الشَّمْس وَذَهَبت الصُّفْرَة قَلِيلا حَتَّى غَابَ القرص كَذَا الرِّوَايَة فِي جَمِيع نسخ مُسلم قيل لَعَلَّه حِين غَابَ القرص وَهُوَ مَفْهُوم الْكَلَام وَفِي بَاب التَّسْبِيح والتحميد وَالتَّكْبِير قبل الإهلال ثمَّ ركب حَتَّى اسْتَوَت بِهِ رَاحِلَته على الْبَيْدَاء كَذَا لجمهورهم وَعند الْأصيلِيّ حِين وَالْوَجْه الأول وَفِي حَدِيث عَليّ وَحَمْزَة فَجمعت حَتَّى جمعت كَذَا لَهُم وللسجزي والعذري حِين جمعت وَهُوَ الصَّوَاب وَقدمنَا فِي حرف الْجِيم أَن صَوَابه(1/179)
الْكَلَام فَجئْت حِين جمعت أَو فَرَجَعت حِين جمعت فَانْظُرْهُ هُنَاكَ وإتقان الْحميدِي لَهُ وَفِي الإهلال من الْبَطْحَاء فأحللنا حَتَّى يَوْم التَّرويَة وَجَعَلنَا مَكَّة بِظهْر لبينا بِالْحَجِّ كَذَا لكافتهم وَسقط حَتَّى للجرجاني وَهُوَ وهم وَالصَّوَاب ثُبُوتهَا على مَا تفسره الْأَحَادِيث الْأُخَر وَذكر البُخَارِيّ فِي بَاب الْقُرْآن فِي التَّمْر بَين الشُّرَكَاء حَتَّى يسْتَأْذن أَصْحَابه كَذَا جَاءَ فِي الْأُصُول وَفِيه أشكال وتلفيف وَمَعْنَاهُ إِشَارَة إِلَى أَنه لَا يجوز حَتَّى يستأذنهم فاختصر على عَادَته وَقيل صَوَابه حِين مَكَان حَتَّى وَقيل لَعَلَّه بَاب النَّهْي عَن الْقُرْآن حَتَّى يسْتَأْذن أَصْحَابه فَيصح وَسقط لفظ النَّهْي
فِي حَدِيث الْمُغيرَة فِي الْمسْح على الْخُفَّيْنِ عِنْد مُسلم فصب عَلَيْهِ حِين فرغ من حَاجته قَالَ مُسلم وَفِي رِوَايَة ابْن رمح حَتَّى فرغ مَكَان حِين قَالَ القَاضِي رَحمَه الله الصَّوَاب حِين لِأَنَّهُ إِنَّمَا صب عَلَيْهِ فِي وضوئِهِ فِي الصَّلَاة وَلَا يُمكن فِي غير ذَلِك وبدليل قَوْله فِي الحَدِيث الآخر فَقضى حَاجته ثمَّ جَاءَ فَصَبَبْت عَلَيْهِ فَتَوَضَّأ وَفِي خبر مُوسَى ففر الْحجر بِثَوْبِهِ حَتَّى نظرت بنوا إِسْرَائِيل إِلَيْهِ وَقَالُوا وَالله مَا بمُوسَى من بَأْس فَقَامَ الْحجر حَتَّى نظر إِلَيْهِ أَي ثَبت وَعند السَّمرقَنْدِي حِين قيل صَوَابه هَذَا حِين نظر إِلَيْهِ واستتر مُوسَى حِينَئِذٍ وَهُوَ بَين وَفِي حَدِيث الْإِفْك فَاسْتَيْقَظت باسترجاعه حِين أَنَاخَ رَاحِلَته كَذَا لَهُم وللأصيلي حَتَّى وَهُوَ عِنْدِي هُنَا أوجه أَي فَأقبل حَتَّى أَنَاخَ رَاحِلَته فِي بَاب الْمَشِيئَة والإرادة أعطيتم الْقُرْآن فعملتم بِهِ حَتَّى غرُوب الشَّمْس كَذَا لَهُم وللحموي فِي غرُوب الشَّمْس وَهُوَ وهم وَفِي حَدِيث عَائِشَة وَزَيْنَب لم أنشبها حَتَّى أنحيت عَلَيْهَا كَذَا لِابْنِ الْحذاء وَلغيره حَتَّى ألحيت بِاللَّامِ قَالُوا وَهُوَ الصَّوَاب ولبعضهم حَتَّى أثخنت وَهَذَا أَيْضا لَهُ وَجه وَقد فسرناه فِي حرف الثَّاء قَوْله فِي حَدِيث الْخضر فِي بَاب فَلَمَّا بلغا مجمع بَينهمَا خُذ نونا مَيتا حَيْثُ ينْفخ فِيهِ الرّوح كَذَا للكافة وللمروزي حَتَّى وَالْأول الصَّوَاب
الْحَاء مَعَ الثَّاء
(ح ث ث) قَوْله أحث الجهار أَي أعجله وَقَوله وَجعل يَأْكُل مِنْهُ أكلا حثيثا أَي سَرِيعا عجلا وَقَوله يحث على الصَّدَقَة وحث على كتاب الله أَي يحرض ويستعجل ذَلِك ويستحثني على خدمته وَزوجهَا يستحثنيها أَي يستعجلني بهَا
(ح ث ل) وَقَوله إِذا تبقى فِي حثالة بِضَم الْحَاء حثالة كل شَيْء رذالته وَمثله الحفالة وَقد جَاءَ فِي حَدِيث آخر وَكَذَلِكَ الخثارة
(ح ث و) وَقَوله فَحَثَا وحثات ويحثو ويحثى حثية وحثوا وحثيا وأحث فِي أفواههن وأحثوا فِي وُجُوه المداحين التُّرَاب ويحثى ويحتثن بالنُّون صَحِيح كُله جَاءَ فِي الْأَحَادِيث وَمَعْنَاهُ يغْرف بيدَيْهِ يُقَال حثا يحثوا حثوا مثل غزا يَغْزُو غزوا وحثى يحثى حثوا مثل رمى يَرْمِي رميا قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي وَهَذِه أَعلَى اللغتين وَكَذَلِكَ حثن بالنُّون وحفن وحفنة وحثنة بِالْفَاءِ وَالنُّون مثل حثية بِالْيَاءِ وَكَذَا رَوَاهُ الْمروزِي فِي حَدِيث أَيُّوب عَلَيْهِ السَّلَام يحتثن بالنُّون وَلغيره بِالْيَاءِ وَفِيه ثَلَاث حتيات ويروى جفنات بِفَتْح الْحَاء وَالْفَاء والثاء قيل هُوَ الغرف ملْء الْيَد وَقيل الحثية بِالْيَدِ الْوَاحِدَة والحفنة بهما جَمِيعًا.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
فِي حَدِيث عَائِشَة وَزَيْنَب فتقاولتا حَتَّى استحثتا كَذَا رَوَاهُ السَّمرقَنْدِي كَأَنَّهُ حثت كل وَاحِدَة مِنْهُمَا فِي وَجه الْأُخْرَى التُّرَاب وَالْمَعْرُوف وَالصَّوَاب رِوَايَة الْجَمَاعَة حَتَّى استخبتا افتعلتا من السخب وَهُوَ ارْتِفَاع الْأَصْوَات واختلاط الْكَلَام يُقَال بِالسِّين وَالصَّاد ويصححه(1/180)
قَول أبي بكر للنَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أحث يَا رَسُول الله فِي أفواههن التُّرَاب فَإِنَّمَا أنكر عَلَيْهِمَا كَثْرَة الْكَلَام والمقاولة وارتفاع الصَّوْت فِي بَاب وصل الشّعْر وَزوجهَا يستحثنيها كَذَا للكافة وَعند بعض الروَاة يستحسنها وَهُوَ تَصْحِيف وَالْأول الصَّوَاب وَقد فسرناه
فِي دُعَاء النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام على قُرَيْش وَكَانَ يسْتَحبّ ثَلَاثًا يَعْنِي يلح الدُّعَاء ويعجل كَذَا لكافة الروَاة وَعند السَّمرقَنْدِي يسْتَحبّ بِالْبَاء بِوَاحِدَة وَهُوَ غلط وَالْأول الصَّوَاب كَمَا قَالَ فِي غير هَذَا الحَدِيث يُكَرر كَلَامه ثَلَاثًا
الْحَاء مَعَ الْجِيم
(ح ج ب) قَوْله فِي صفة الله تَعَالَى حجابه النُّور أَو النَّار وَيرْفَع الْحجاب أصل الْحجاب السّتْر وَفِي صفة الله تَعَالَى رَاجع إِلَى ستر الْأَبْصَار ومنعها من رُؤْيَته والحجاب حَقِيقَة فِي حَقه لخلقه قَالَ الله تَعَالَى) كلا إِنَّهُم عَن رَبهم يَوْمئِذٍ لمحجوبون
(وَقَوله فِي دَعْوَة الْمَظْلُوم لَيْسَ بَينهَا وَبَين الله حجاب مَعْنَاهُ أَنَّهَا مسموعة متقبلة وَالله تَعَالَى متقدس أَن تحيط بِهِ حجب أَو تحول دونه حجب إِذْ هِيَ صفة المخلوقين إِلَّا فِي حَقهم يحجب أَبْصَارهم ومنعها حَتَّى مَتى رفع تِلْكَ الْحجب عَن الْأَبْصَار من ظلمَة أَو نور أبصره من أَرَادَهُ من الْمُؤمنِينَ وخاصة عباده وَفِي الْمُوَطَّأ فِي بيع الْمكَاتب وَإِن مَاله مَحْجُوب كَذَا هُوَ بِالْبَاء لِابْنِ وضاح وَبَعض الروَاة وَأَكْثَرهم عَن يحيى يَقُول مَحْجُور وَكِلَاهُمَا بِمَعْنى أَي مَمْنُوع عَنهُ وَالْحجر الْمَنْع وَقَوله إِذا طلع حَاجِب الشَّمْس أَي بَدَت نَاحيَة مِنْهَا وحرفها الْأَعْلَى وحواجبها نَوَاحِيهَا وَقيل هُوَ أَعْلَاهَا قيل شبه أول بدوه بحاجب الْإِنْسَان
(ح ج ج) قَوْله فحج آدم مُوسَى أَي غَلبه بِالْحجَّةِ وَظهر عَلَيْهِ وَقَوله سَارِق الحجيج هم الْحجَّاج وَكَذَلِكَ الْحَج بِالْكَسْرِ وَأما الْحَج بِالْفَتْح فَالْعَمَل فِيهِ وَأَصله الْقَصْد والإتيان مرّة بعد أُخْرَى وَقيل الْحَج الِاسْم والمصدر وَيَوْم الْحَج الْأَكْبَر يَوْم النَّحْر وَقيل يَوْم عَرَفَة وَذُو الْحجَّة بِفَتْح الْحَاء وَلَا يجوز فِيهِ الْكسر عِنْد أَكْثَرهم وَأَجَازَهُ بَعضهم وَأما اسْم الْحَج فالحجة بِالْفَتْح والمرة الْوَاحِدَة مِنْهُ حجَّة بِالْكَسْرِ وَلم يَأْتِ فعله بِالْكَسْرِ فِي الْمرة الْوَاحِدَة إِلَّا فِي هَذَا وَالْبَاب كُله فعلة وَقَوله فِي حجاج عينه يُقَال بِكَسْر الْحَاء وَفتحهَا وَهُوَ الْعظم المستدير بهَا وَقَوله فَأَنا حجيجه وامرؤ حجيج نَفسه أَي محاجه ومناظره
(ح ج ر) قَوْله فأجلسه فِي حجره وانخنت فِي حجري هَذَا بِفَتْح الْحَاء وَكسرهَا وَسُكُون الْجِيم وَهُوَ الحضن وَالثَّوْب وَقَوله فِي حجر مَيْمُونَة ويتيمين فِي حجر سعد بن زُرَارَة وَفِي حجر عَائِشَة هَذَا كُله بِالْفَتْح لَا غير أَي فِي تربيتهم وَتَحْت نظرهم وَفِي حضانتهم فَإِذا كَانَ المُرَاد بِهِ الثَّوْب والحصن فبالوجهين وَإِن أُرِيد بِهِ الْحَضَانَة فالفتح لَا غير وَإِذا أُرِيد بِهِ الْمَنْع فالفتح فِي الْمصدر وَالْكَسْر فِي الِاسْم لَا غير وَحجر الْكَعْبَة مَعْلُوم بِالْكَسْرِ لَا غير وَفِي الْعقل حجر مثله لَا غير قَالَ الله تَعَالَى) قسم لذِي حجر
(وَحجر ثَمُود الْمَذْكُور فِي الْقُرْآن والْحَدِيث بِالْكَسْرِ لَا غير وَهِي مدائنها وَفِي الحَدِيث بِهِ الْحجر بِضَم الْحَاء وَفتح الْجِيم جمع حجرَة وَهِي الْبيُوت وَمِنْه حجر أَزوَاج النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَمثله مِمَّا يَلِي الْحجر قَالَ الله تَعَالَى) إِن الَّذين يُنَادُونَك من وَرَاء الحجرات
(وَمِنْه احتجر النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) حجيرة بخصفة على التصغير أَي اتخذ حجرَة صَغِيرَة سترهَا بحصير وَمِنْه فِي الْحَصِير ويحتجره بِاللَّيْلِ ويبسطه بِالنَّهَارِ وَقَوله فَجَلَسَ حجرَة بِفَتْح الْحَاء وَسُكُون الْجِيم وَتَطوف حجرَة أَي(1/181)
نَاحيَة غير بعيد وَفِي حَدِيث سعد فتحجر كَلمه أَي يبس جرحه
وَقَوله فِي بِنَاء الْكَعْبَة بعد مَا حجر الْحجر فَطَافَ النَّاس بِهِ بِضَم الْحَاء فِي الأولى على مَا لم يسم فَاعله ويروى بتَخْفِيف الْجِيم الْمَكْسُورَة وشدها أَي ستر بِالْبِنَاءِ وَمنع أَن يطْرق قَوْله عصب بَطْنه على حجر بِفَتْح الْجِيم قيل هُوَ على وَجهه وَهِي عَادَة أهل الْحجاز ليدعم بهَا قناة ظَهره ويشده بِبُرْدَةٍ وَقيل هِيَ اسْتِعَارَة عَن شدَّة الْحَال بِهِ وَقَوله لقد تحجرت وَاسِعًا أَي منعت وضيقت رَحْمَة الله تَعَالَى
(ح ج ز) قَوْله فَمَا احتجزوا حَتَّى قَتَلُوهُ بالزاي أَي مَا تَرَكُوهُ وانكفوا عَنهُ وَقَوله وَأَنا آخذ بِحُجزِكُمْ بِضَم الْحَاء وَفتح الْجِيم جمع حجزة وَهِي معقد السَّرَاوِيل والإزار قَالَه الْخَلِيل وَفِي الحَدِيث الآخر فَأَخْرَجته من حجزَتهَا كَذَا لَهُم وَعند الْقَابِسِيّ حزتها على الْإِدْغَام مثله وَفِي الحَدِيث وَمِنْهُم من تَأْخُذهُ يَعْنِي النَّار إِلَى حجزته وَفِي رِوَايَة أُخْرَى إِلَى حقْوَيْهِ وهما بِمَعْنى وَفِي الحَدِيث الآخر وَجعل يحجزهن ويغلبنه أَي يبعدهن ويؤخرهن عَن النَّار وَفِي الحَدِيث الآخر وَهِي محتجزة بكساء أَي عاقدته هُنَالك
(ح ج ل) وَقَوله فحجل أَي قفز على رجل سرُور أَو فَرحا كالرقص وَيرْفَع الْأُخْرَى وَقد يكون بهما مَعًا وَقَوله يحجل فِي قيوده بِضَم الْجِيم أَي يقفز وَهُوَ مشي الْمُقَيد وَمثله فعجلت أحجل أَي أقفز على رجل وَاحِدَة لما أَصَابَهُ فِي الْأُخْرَى وَالِاسْم مِنْهُ الحجل بِفَتْح الْحَاء وَسُكُون الْجِيم وَقَوله غبرا محجلين من الْوضُوء أَي بيض الْوُجُوه والأطراف من نور الْوضُوء كالفرس الْأَغَر المحجل وَهُوَ الَّذِي فِي وَجهه وإرساغ قوائمه بَيَاض وَقَوله غرا محجلة وغر محجلون هُوَ بَيَاض فِي قَوَائِم الدَّابَّة والغرة فِي وَجههَا يُريدَان هَذِه الْأمة لَهَا سِيمَا فِي وجوهها وأيديها وأرجلها من نور أَو مَا الله أعلم بِهِ وَقَوله فِي خَاتم النبوءة مثل زر الحجلة يَأْتِي فِي فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
(ح ج م) أعلق فِيهِ محجما هِيَ الْآلَة الَّتِي يمص فِيهَا مَوضِع الْحجامَة وَيجمع وَفِي شرطة محجم بِكَسْر الْمِيم الحديدة الَّتِي يشرط بهَا ذَلِك الْموضع فيسمى كل مَا يصنع بِهِ ذَلِك محجما
(ح ج ن) وَصَاحب المحجن ويحجنه بِمِحْجَنِهِ ويستلم الرُّكْن بِمِحْجَنِهِ بِكَسْر الْمِيم هِيَ العصى المعوجة الرَّأْس واشتق مِنْهُ فعله يَحُجن أَي ينخسه بِطرف المحجن
(ح ج ف) قَوْله مجوب عَلَيْهِ بحجفة أَي مترس ومنحن عَلَيْهِ بترس أَو درقة وَهِي الحجفة بِفَتْح الْحَاء وَالْجِيم وَمِنْه أَيْن حجفتك أَو درقتك
(ح ج ى) والحجى بِكَسْر الْحَاء وَفتح الْجِيم مَقْصُور الْعقل.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
فِي بَاب بيع الْمكَاتب فَإِن مَاله مَحْجُوب عَنهُ كَذَا لِابْنِ وضاح وَابْن المشاط بِالْبَاء ومحجوز بالزاي لأبي عِيسَى عَن عبيد الله وروى مَحْجُور بالراء لغَيرهم وَالْمعْنَى مُتَقَارب قَول عَائِشَة رَأَيْت ثَلَاثَة أقمار سقطن فِي حجري بِفَتْح الْحَاء وَكسرهَا أَي فِي حضن ثوبي وَكَذَا رَوَاهُ أَكثر شُيُوخنَا عَن يحيى وَكَذَا لِابْنِ بكير وَعند ابْن وضاح سقطن فِي حُجْرَتي أَي منزلي وبيتي وَهُوَ أظهر فِي الْبَاب وَعبارَة أبي بكر وَكَذَا عِنْد القعْنبِي وَأكْثر الروَاة وَفِي أَبْوَاب الْحيض كَانَ يتكي فِي حجري وَيقْرَأ الْقُرْآن وَأَنا حَائِض كَذَا لأكثرهم وَهُوَ الصَّوَاب وَأخْبرنَا بِهِ أَبُو بَحر عَن العذري فِي حُجْرَتي وَلَيْسَ بِشَيْء وَفِي عمْرَة الْقَضَاء فجلسوا مِمَّا يَلِي الْحجر بِكَسْر الْحَاء وتقديمها عِنْد جَمِيعهم إِلَّا الطَّبَرِيّ فَرَوَاهُ الْحجر بفتحهما وَالصَّوَاب الأول فِي كتاب الْأَنْبِيَاء وَيُقَال(1/182)
لِلْعَقْلِ حجر وحجن كَذَا عِنْد الْأصيلِيّ هُنَا بالنُّون فِي الآخر وَإِنَّمَا هُوَ وحجا وَكَذَا وَقع للنسفي فِي آخر سُورَة الْأَنْعَام
فِي صفة خَاتم النبوءة مثل زر الحجلة كَذَا هُوَ بِتَقْدِيم الزَّاي مَكْسُورَة والحجلة بحاء مُهْملَة مَفْتُوحَة وجيم مَفْتُوحَة كَذَا فِي صَحِيح مُسلم وَفِي كتاب البُخَارِيّ مثله فِي بَاب خَاتم النبوءة وَقَالَ البُخَارِيّ فِي تَفْسِيره الحجلة من حجل الْفرس كَذَا قَيده بَعضهم هُنَا بِضَم الْحَاء وَسُكُون الْجِيم فِي الأول وحاء للقابسي فِي مَوضِع بِسُكُون الْجِيم الَّذِي بَين عَيْنَيْهِ وَمن حجل الْفرس بِفَتْح الْجِيم وَمِنْهُم من ضم الْحَاء وَمِنْهُم من كسرهَا وَكَأَنَّهُ أَرَادَ بياضها لكنه سمى الْغرَّة الَّتِي بَين عَيْني الْفرس حجلة وَإِنَّمَا الحجلة فِي القوائم ثمَّ مَا فَائِدَة ذكر الزر مَعَ هَذَا وَفَسرهُ التِّرْمِذِيّ فِي كِتَابه فَقَالَ زر بيض وَقَالَهُ الْخطابِيّ رز بِتَقْدِيم الرَّاء على الزَّاي فَأَما تَفْسِير الزر بالبيض وَمرَاده بالحجلة هَذَا الطَّائِر الْمَشْهُور فَغير مَعْرُوف جملَة لَكِن قد يعْتَمد بقوله فِي غير هَذَا الحَدِيث مثل بَيْضَة الْحَمَامَة إِلَّا أَن يكون على مَا قَالَه الْخطابِيّ وَرَوَاهُ من تَقْدِيم الرَّاء فَلهُ وَجه لِأَن الزر بيض الْجَرَاد يُقَال أرزت الجرادة إِذا أدخلت ذنبها فِي الأَرْض لتبيض فاستعار ذَلِك لطائر الحجل الَّذِي هُوَ القبج وَالصَّحِيح من هَذَا كُله الْمَشْهُور والبين الْوَجْه الأول زر الحجلة والزر وَأحد الأزرار الَّتِي تدخل فِي العرا كأزرار الْقَمِيص والحجلة وَأحد الحجال وَهُوَ سترذ وسجوف قَوْله فِي بَاب سبع أَرضين برزخ حاجز كَذَا لكافتهم وَعند الْحَمَوِيّ حَاجِب وَالصَّوَاب الأول البرزخ الشَّيْء بَين الشَّيْئَيْنِ
الْخَاء مَعَ الدَّال
(ح د ا) ذكر الحداءة فِي حَدِيث الفواسق بِكَسْر الْحَاء وَفتح الدَّال والهمز مَقْصُور هُوَ طَائِر مَعْرُوف لَا يُقَال إِلَّا بِكَسْر الْحَاء وَقد جَاءَ فِيهِ غير ذَلِك حسب مَا يَأْتِي فِي فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
(ح د ب) قَوْله فِي حَدِيث يَأْجُوج وَمَأْجُوج) من كل حدب
(الحدب مَا ارْتَفع من الأَرْض
(ح د ث) قَوْله امْرَأَتي الحدثا بِضَم الْحَاء مثل حُبْلَى أَي الحديثة الَّتِي تزَوجهَا قَرِيبا وَقَوله فِيمَن كَانَ قبلكُمْ محدثون بِفَتْح الدَّال قَالَ الْقَابِسِيّ وَغَيره مَعْنَاهُ تكلمهم الْمَلَائِكَة كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيث الآخر يكلمون وَقَالَ البُخَارِيّ فِي تَفْسِير محدثين يجْرِي على ألسنتهم الصَّوَاب وَقَالَ ابْن وهب فِي كتاب مُسلم ملهمون وَقيل هِيَ الْإِصَابَة من غير نبوة قَالَ ابْن قُتَيْبَة يصيبون إِذا ظنُّوا وحدسوا يُقَال فِيهِ مُحدث أَي كَأَنَّهُ لإصابته كَأَنَّهُ حدث بذلك وَمثله فِي حَدِيث ابْن عَبَّاس من نَبِي وَلَا مُحدث قد فسره البُخَارِيّ بِمَا تقدم عَنهُ وَقَوله حدث بِهِ عيب بِفَتْح الدَّال فِي كل شَيْء حَيْثُ جَاءَ إِلَّا فِي قَوْلهم أَخذه مَا قدم وَمَا حدث فَهَذَا بِالضَّمِّ وَقَوله فِي الْجُلُوس على الْقَبْر إِنَّمَا ذَلِك لمن أحدث عَلَيْهِ يُرِيد الْغَائِط وَقَوله لَوْلَا حدثان قَوْمك بالْكفْر بِكَسْر الْحَاء أَي لَوْلَا قرب عَهدهم بِهِ حدث الْأَمر حدوثا وحدثانا وَمثله فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى لَوْلَا أَنهم حديثوا عهد بجاهلية وَقَوْلهمْ قوم حداث الْأَسْنَان أَي شباب جمع حدث السن أَو حَدِيث السن والْحَدِيث الْجَدِيد من كل شَيْء الْقَرِيب وجوده وَقَوله وَفِي الْحُجْرَة حداث أَي قوم يتحدثون وَقَوله فِي عَمْرو بن عبيد قبل أَن يحدث مَا أحدث يُرِيد يبتدع وَيَقُول بِالْقدرِ وَالْحَدَث فِي الدّين الْبِدْعَة والتغيير وَقَوله فِي الْمصلى مَا لم يحدث فسره أَبُو هُرَيْرَة فِي الحَدِيث بِحَدَث الْبَطن وَفَسرهُ ابْن أبي أوفى بِحَدَث الْإِثْم وَقَالَهُ ابْن حبيب وَفِي بعض الرِّوَايَات مَا لم يحدث فِيهِ أَو يؤذ فِيهِ وَعند النَّسَفِيّ وَابْن السكن وَأبي ذَر فِي بَاب الصَّلَاة فِي مَسَاجِد السُّوق مَا لم يؤذ يحدث فِيهِ وَقَالَ الدَّاودِيّ(1/183)
مَا لم يحدث بِالْحَدِيثِ بِغَيْر ذكر الله وَقَوله من أحدث فِيهَا حَدثا أَو آوى مُحدثا قيل الْحَدث هُنَا الْإِثْم وَقيل يعم الْجِنَايَات وَغَيرهَا وَالْحَدَث فِي الدّين كُله
(ج ح د) وَقَوله تحد على زَوجهَا بِضَم التَّاء وَكسر الْحَاء وَيُقَال بِفَتْح التَّاء وَضم الْحَاء حدت الْمَرْأَة وأحدت حدادا وإحدادا فَهِيَ حاد ومحد وَهُوَ الِامْتِنَاع من الزِّينَة وَالطّيب فِي عدتهَا من وَفَاته وأصل الْحَد الْمَنْع قَوْله ذَات الشَّوْكَة الْحَد أَي حِدة الْقُوَّة والظهور وَقَوله وَكَانَ رجلا حَدِيد أَو أَنه رجل حَدِيد وَمَا عد أسورة حدو إداري مِنْهُ بعض الْحَد بِفَتْح الْحَاء كُله من حِدة الْخلق وَسُرْعَة الْغَضَب وَكَذَا جَاءَ فِي الحَدِيث سُورَة من حرَّة فِي رِوَايَة العذرى وأصل السُّورَة ثوران الشَّيْء وقوته وَقَوله وتستحد المغيبة ومُوسَى تستحد بهَا والاستحداد كُله حلق شعر الْعَوْرَة بموسي الْحَدِيد وَقَوله فمازلت أرى حَدهمْ كليلا أَي شدتهم عَادَتْ ضعفا
(ح د ر) يتحادر المَاء من لحيته ويتحدر مِنْهُ كالجمان كُله الانصباب من علو وَقَوله أَنا الَّذِي سمتني أُمِّي حيدرة حيدرة أسمى من أَسمَاء الْأسد مُسَمّى بذلك لغلظ رقبته وَقُوَّة ساعده وَمِنْه قَوْلهم فَتى حادر قيل أَن عليا إِنَّمَا قَالَ ذَلِك لِأَن أمه سمته بذلك وَقيل بل سمته باسم أَبِيهَا أَسد بن هَاشم فكنى بحيدرة عَنهُ وَكَانَ أَبوهُ أَبُو طَالب غَائِبا فَمَا قدم سَمَّاهُ عليا وَقيل لَعَلَّه كَانَ يلقب بِهَذَا الِاسْم فِي صغره لعظم بَطْنه واجتماع خلقه كَمَا قيل غُلَام حادر
(ح د ق) قَوْله كُنَّا إِذا أحمرت الحدق أتقينا برَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) الحدق جمع حدقة وَهُوَ سَواد الْعين وَعبر بِهِ هُنَا عَن جملَة الْعين وَعبر باحمرارها عَن شدَّة الْحَرْب واحمرار بَيَاض الْعُيُون من الْغَضَب يُرِيد أَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كَانَ مقدمهم والحامي دونهم لفرط أقدامه وشجاعته ذكر فِي غير حَدِيث الحديقة والحدائق قَالَ صَاحب الْعين الحديقة أَرض ذَات شجر والحديثة كل رَوْضَة أحدق بهَا حاجز قَالُوا أَصله كل مَا أحَاط بِهِ الْبناء فسميت بِهِ الْبَسَاتِين والحديقة أَيْضا الْقطعَة من النّخل
(ح د و) قَوْله فِي انجشة حاد حسن الصَّوْت مثل رام وحداء مَمْدُود مثل سقاء وَنزل يَحْدُو الْحَد وَهنا غناء سواق الْإِبِل وزجره بهَا وَأَصله الإتباع حدا يحدوا إِذا أتبع شَيْئا.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
ذكر فِي حَدِيث الفواسق الحداة بِكَسْر الْحَاء وَفتح الدَّال والهمز مَقْصُور وَهُوَ طَائِر مَعْرُوف لَا يُقَال إِلَّا بِكَسْر الْحَاء وَقد جَاءَ فِي بعض طرقه فِي الصَّحِيحَيْنِ الْحَد أمقصور مَهْمُوز بِغَيْر تَاء وَهُوَ جمع حدأة أَو على قصد التَّذْكِير وَفِي بعض طرقه الحديا مُصَغرًا وَكَذَلِكَ ذكره البُخَارِيّ فِي الصَّلَاة وَالسير فِي حَدِيث السَّوْدَاء غير مَهْمُوز وَكَذَا ذكره مُسلم فِي كثير من طرقه مضموم الْحَاء على وزن معيلي وَبَعْضهمْ همزه كَذَا بِغَيْر تَاء مَقْصُور مَهْمُوز وَكَذَا قَيده الْأصيلِيّ فِي آخر حَدِيث السَّوْدَاء هُنَاكَ وَقَيده فِي أول الحَدِيث بِزِيَادَة التَّاء وَغَيره قَيده فيهمَا هُنَاكَ حديئة على وزن فعيلة بِسُكُون الْيَاء مثل تميرة الحديا وَكَذَا قَيده هُوَ فِي هَذَا الحَدِيث فِي بَاب أَيَّام الْجَاهِلِيَّة وَلغيره هُنَا الحديا مَقْصُور غير مَهْمُوز كَمَا تقدم لبَعض رُوَاة مُسلم وشيوخه وَجَاء فِي بَعْضهَا الحدياة بِالتَّاءِ غير مَهْمُوز مشدد الْيَاء مَفْتُوحَة وَفِي بَعْضهَا الحديئة بِكَسْر الْيَاء وهمزة بعْدهَا قَالَ ثَابت وَصَوَابه يُرِيد فِي التصغير الحديئة على وزن فعيلة يُرِيد مثل تميرة وَقد ذكرنَا أَنه كَذَلِك فِي رِوَايَة الْأصيلِيّ فِي أَيَّام الْجَاهِلِيَّة قَالَ ثَابت وَإِن شِئْت ألغيت الْهمزَة وشددت الْيَاء فَقلت الحدية يُرِيد مثل علية قَالَ وَإِن شِئْت التَّذْكِير فَقلت الحديا(1/184)
والحدى مثل غزى وَفِي التَّأْنِيث حدية مثل غزيَّة وَقَالَ غَيره الحدية تَصْغِير حداة وَجمع الحداة حدا غير مَمْدُود قَالَه الْأَصْمَعِي وَقَالَ غَيره وحدان أَيْضا قَالُوا وحدو أَيْضا وَفِي الحَدِيث لَا بَأْس بقتل الحدو وَإِلَّا فعو قَالَ الْأَزْهَرِي كَأَنَّهُ لُغَة فِي الحدا جمع حداة وَقَالَ لي أَبُو الْحُسَيْن بن سراج إِنَّمَا هُوَ على مَذْهَب الْوَقْف فِي هَذِه اللُّغَة وَكَذَلِكَ قَوْله إِلَّا فعو قلب الْألف واوا
فِي الْكُسُوف حَدثنِي من أصدق حَدِيثه يُرِيد عَائِشَة كَذَا عِنْد السَّمرقَنْدِي فِي حَدِيث إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم وَعند العذري وَغَيره حَدثنِي من أصدق حسبته يُرِيد عَائِشَة وَقَوله فَحدث أَن هِرقل حِين قدم إيليا كَذَا هُوَ بِالْفَاءِ وَضم الْحَاء على مَا لم يسم فَاعله عِنْد بعض الروَاة وَعند الْأصيلِيّ والقابسي يحدث على الْفِعْل الْمُسْتَقْبل رَاجع إِلَى الْمَذْكُور قبل وَفِي الْهِجْرَة أَن عَائِشَة حدثته عَن عبد الله بن الزبير فِي بيع أَو عَطاء أَعطَتْهُ بِضَم الْحَاء على مَا لم يسم فَاعله كَذَا لَهُم وَعند الْأصيلِيّ حدثت وَهُوَ وهم بَين لِأَنَّهَا إِنَّمَا نقل إِلَيْهَا كَلَام ابْن الزبير فِيمَا فعلته فَهجرَته لذَلِك قَوْله سلسبيلا حَدِيدَة الجرية كَذَا لَهُم بدالين مهملتين قَالَ الْقَابِسِيّ صَوَابه حريدة الأولى رَاء أَي لينَة وَلَا أعرف حَدِيدَة
قَالَ القَاضِي رَحمَه الله لَا يعرف أَيْضا حريدة بالراء بِمَعْنى لينَة كَمَا قَالَ لَكِن فسر سلسبيل بسهل لينَة الجرية وَقيل اسْم للعين وَقيل عذب وَقيل هُوَ كَلَام مفصول أَي سل سَبِيلا إِلَيْهَا يَا مُحَمَّد قَوْله لَا يضرهم من كذبهمْ وَلَا من حداهم وَلَا من خالفهم كَذَا عِنْد الْأصيلِيّ فِي بَاب إِنَّمَا قَوْلنَا لشَيْء فِي كتاب التَّوْحِيد وحوق على حداهم وَعند عَبدُوس وَلَا من خذلهم مَكَان حداهم وَهُوَ الْمَعْرُوف وَكَذَا رَوَاهُ بَعضهم عَن الْأصيلِيّ وللرواية الْأُخْرَى وَجه بِمَعْنى ينازعهم ويغالبهم يُقَال تحدى فلَان تَعَمّده ونازعه وغالبه وَفِي حَدِيث اقْرَءُوا الْقُرْآن مَا ائتلفت عَلَيْهِ قُلُوبكُمْ قَوْله آخر حَدِيث أَحْمد بن سعيد الدَّارمِيّ بِمثل حَدِيث همام كَذَا للعذري وَعند السَّمرقَنْدِي والسجزي بِمثل حَدِيثهمَا وَكِلَاهُمَا يَصح لِأَن الحَدِيث قبل تقدم لهمام وَلِأَنَّهُ ذكر قبل حَدِيث أَحْمد بن سعيد حديثين حَدِيث يحيى بن يحيى وَحَدِيث إِسْحَاق بن مَنْصُور وَفِي بَاب وضع الصَّبِي على الْفَخْذ قَول التَّيْمِيّ فَوَقع فِي قلبِي مِنْهُ شَيْء قلت حدثت بِهِ كَذَا وَكَذَا فَلم أسمعهُ من أبي عُثْمَان فَنَظَرت فَوَجَدته عِنْدِي مَكْتُوبًا فِيمَا سَمِعت ضَبطه بَعضهم حدثت على مَا لم يسم فَاعله بِضَم الْحَاء وَضَبطه بَعضهم بِفَتْحِهَا وَالْأول أحسن وَفِي الْكَلَام أشكال وَمَعْنَاهُ فَقلت فِي نَفسِي حدثت بِهِ كَذَا وَكَذَا أَي ذَاكر نَفسه فِيمَا شكّ فِيهِ من أَلْفَاظه حَتَّى وجده مُقَيّدا بِخَطِّهِ وَقَوله فِي حَدِيث ضمام بن ثَعْلَبَة أحد بني سعد بن بكر كَذَا للأصيلي وَلغيره أخوا وَكِلَاهُمَا بِمَعْنى صَحِيح وَفِي حَدِيث الْإِفْك فِي تَفْسِير سُورَة يُوسُف وَفِي الْمَغَازِي عَن مَسْرُوق حَدَّثتنِي أم رُومَان وَفِي كتاب الْأَنْبِيَاء سَأَلت أم رُومَان كَذَا وَقعا هُنَا فِي البُخَارِيّ فِي هذَيْن الْمَوْضِعَيْنِ أَن مسروقا حدث بِهِ عَنْهَا أَنَّهَا حدثته وَأَنه سَأَلَهَا قيل هُوَ وهم ومسروق لم يدْرك أم رُومَان قَالَ أَبُو بكر الْخَطِيب كَذَا قَالَ أَبُو عوَانَة وَابْن فُضَيْل عَن حُصَيْن عَن أبي وَائِل عَن مَسْرُوق حَدَّثتنِي أم رُومَان وَلم يسمع مَسْرُوق من أم رُومَان وَقَالَ أَبُو عمر الحَدِيث مُرْسل وَرَوَاهُ الْحَرْبِيّ سَأَلت أم رُومَان قَالَ وسألها وَله خمس عشرَة سنة وَذكر أَنه صلى خلف أبي بكر وكلم عمر وَغَيره وأحال الْخَطِيب هَذَا كُله وَقَالَ لَعَلَّ(1/185)
مُسلما تفطن لعلته فَلذَلِك لم يُخرجهُ يُرِيد من طَرِيق مَسْرُوق وَذكر أَنه رَوَاهُ عَن حُصَيْن مُعَنْعنًا قَالَ فَلَعَلَّهُ رَوَاهُ لهَؤُلَاء عِنْد اخْتِلَاطه فقد ذكر أَنه اخْتَلَط آخر عمره فَوَهم فِي ذَلِك وَقد رَوَاهُ أَبُو سعيد الْأَشَج عَن ابْن فُضَيْل عَن حُصَيْن عَن أبي وَائِل عَن مَسْرُوق فَقَالَ فِيهِ سَأَلت أم رُومَان قَالَ الْخَطِيب وَهَذَا أشبه فقد يكْتب بعض النَّاس هَذِه الْهمزَة ألفا فقرأها من لم يحفظ سَأَلت ثمَّ غَيرهَا من حدث بِهِ على الْمَعْنى فَقَالَ حَدَّثتنِي وَالله أعلم
وَفِي الْجِهَاد فِي بَاب دُعَاء النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) النَّاس لَوْلَا الْحيَاء يَوْمئِذٍ من أَن يأثر أَصْحَابِي عني الْكَذِب لحدثته حِين سَأَلَني عَنهُ كَذَا لبَعض رُوَاة البُخَارِيّ هُنَا وللمروزي لحدثته عني حِين سَأَلَني عَنهُ وَعند الْجِرْجَانِيّ لكذبته حِين سَأَلَني عَنهُ وَهُوَ الْوَجْه وَالصَّوَاب
الْحَاء مَعَ الذَّال
(ج ح اء) قَوْله وَوَلَّتْ حذاء مُدبرَة أَي سريعة خَفِيفَة قد انْقَطع آخرهَا
(ح ذ ف) قَوْله فِي بَاب حفظ الْعلم فِي زِيَادَة الْمُسْتَمْلِي فِي حَدِيث أبي هُرَيْرَة فِي نِسْيَان الحَدِيث وَقَوله أبسط رداءك فبسطته فغرف بيدَيْهِ ثمَّ قَالَ ضمه قَوْله عَن ابْن أبي فديك قَالَ يحذف بيدَيْهِ فِيهِ أَي كَأَنَّهُ يَرْمِي بيدَيْهِ فِي رِدَائه شَيْئا مثل قَوْله يغْرف قبل فِي الحَدِيث الآخر وَقَوله حذفه بِالسَّيْفِ وحذفه بعصا أَي رَمَاه بِهِ إِلَى جَانب والحذف الرَّمْي إِلَى جَانب وَقَوله أحذف فِي الآخريين أَي انقص من طولهما يَعْنِي الصَّلَاة عَن طول الْأَوَّلين
(ح ذ و) قَوْله فِي الضَّالة مَعهَا حذاؤها بِكَسْر الْحَاء مَمْدُود اسْتعَار لإخفافها وقدرتها على السّير وَقطع الْبِلَاد لَفْظَة الْحذاء الَّذِي يقطع بِهِ الْمَاشِي سَفَره ويستعين بِهِ على كَثْرَة مَشْيه وَهُوَ النَّعْل وَأَصله الْوَاو من حذوته حذاء فَسُمي بمصدره وَقَوله حداء الإِمَام وَجَعَلَنِي حذاءه وحذاء أبي بكر أَي إزاءه وَإِلَى جَانِبه وَمِنْه وَإِن الشجاع منا للَّذي يُحَاذِي بِهِ وَمِنْه حَاذَى الْمنزل فِي الحَدِيث الآخر وحذا أُذُنَيْهِ وحذا مَنْكِبَيْه وحاذوا بالمناكب أَي بَعْضهَا حذاء بعض وحذو قديد مثله
(ح ذ ى) قَوْله فيحذين من الْغَنِيمَة وَأما أَن يحذيه مِنْهُ أَي يُعْطِيهِ أحذيت الرجل أَعْطيته وحذوته أَيْضا وَالِاسْم الحذيا والحذيا والحذية والحذية.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
قَوْله فِي بَاب من اطلع فِي بَيت قوم فخذفته بحصاة كَذَا للقابسي بِالْحَاء الْمُهْملَة ولكافة الروَاة فحذفته بِالْمُعْجَمَةِ وَهُوَ الصَّوَاب هُنَا الْمُسْتَعْمل فِي الْحَصَاة وَشبههَا
الْحَاء مَعَ الرَّاء
(ح ر ب) قَوْله تركناهم محروبين أَي مسلوبين حَرْب الرجل سلب خريبته وَهِي مَاله إِذا حَرْب فَهُوَ حريب ومحروب وَيكون أَيْضا أَصَابَهُم الْحَرْب وَهُوَ الْهَلَاك وَبِه سمي الْحَرْب وَقَوله فِي الدّين وَآخره حَرْب أَي حزن وَيَأْتِي فِي فصل الْخلاف وَالوهم
وَقَوله تركز لَهُ الْحُرِّيَّة بِسُكُون الرَّاء قيل هُوَ الرمْح الْكَامِل وَلَيْسَ بالعريض النصل وَجمعه حراب وَقَالَ الْأَصْمَعِي هُوَ العريض النصل حَكَاهُ الْحَرْبِيّ
(ح ر ج) وَقَوله فِي الضَّيْف حَتَّى يحرجه أَي يغضبه ويضيق عَلَيْهِ من الْحَرج وَهُوَ الضّيق فِي الصَّدْر وَغَيره وَقيل يحرجه يؤثمه من الْحَرج وَهُوَ الْإِثْم وَمَعْنَاهُ أَن يمن عَلَيْهِ ويؤذيه بذلك وَيَأْثَم أَو يتَكَلَّم بِمَا يَأْثَم بِهِ وَقد جَاءَ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى حَتَّى يؤثمه أَي يسبب لَهُ الْإِثْم بالسخط والحرج وَذكره بِسوء وَهُوَ تَفْسِير مَا تقدم وَقَوله حدثوا عني وَلَا حرج وَحَدثُوا عَن بني إِسْرَائِيل وَلَا حرج أَي لَا إِثْم عَلَيْكُم أَولا منع فِيهِ أَي أَن الحَدِيث عني وعنهم مُبَاح غير مَمْنُوع وَلَا مضيق فِيهِ وَلَا(1/186)
يستبعد مَا صَحَّ من الْأَخْبَار عَن عجائب بني إِسْرَائِيل وَلَا يُنكر الحَدِيث عَنْهَا وَقيل وَلَا حرج أَي أَن تركْتُم الحَدِيث عَن بني إِسْرَائِيل بِخِلَاف الحَدِيث عني الَّذِي لزمكم تبليغه من بعدكم
وَقَوله قتل الْحَيَّات حرجوا عَلَيْهَا ثَلَاثًا تَأَوَّلَه ملك أَن يَقُول أَنا أحرج عَلَيْك أَلا تبدو لنا وَألا تؤذينا وَغَيره يتَأَوَّل ذَلِك بِكُل كَلَام فِيهِ التَّضْيِيق عَلَيْهَا والمناشدة بِأَلْفَاظ الْحَرج والعهود الضيقة وَفِي حَدِيث ابْن عَبَّاس كرهت أَن أحرجكم كَذَا روينَاهُ بِالْحَاء الْمُهْملَة فِي رِوَايَة عَليّ ابْن حجر فِي حَدِيث ابْن عمر وَابْن عَبَّاس فِي كتاب مُسلم وَفِي بَاب هَل يُصَلِّي الإِمَام بِمن حضر وَفِي بَاب الرُّخْصَة إِن لم تحضر الْجُمُعَة فِي الْمَطَر فِي كتاب البُخَارِيّ من جَمِيع الرِّوَايَات أَي أضيق عَلَيْكُم وأشق بإلزامكم السَّعْي إِلَى الْجَمَاعَة فِي الْمَطَر والطين وَجَاء فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى كرهت أَن أوثمكم أَي أَن أكون سَبَب اكتسابهم الْإِثْم بحرجكم لمَشَقَّة الطين والمطر فَرُبمَا سخط الْمَرْء أَو تكلم عِنْد ذَلِك بِكَلَام يؤثم فِيهِ وَجَاء فِي بعض الرِّوَايَات أَن أخرجكم بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة وَله وَجه وَيدل عَلَيْهِ مَا بعده فتمشون فِي الطين وَفِي الحَدِيث الآخر تحرجوا أَن يطوفوا وَكَانُوا يتحرجون أَي خَافُوا الْحَرج وَالْإِثْم كَذَا فِي رِوَايَة السَّمرقَنْدِي وتفسره الرِّوَايَة الْأُخْرَى للطبري والعذري فتخوفوا وَعند السجْزِي تحوبوا أَي خَافُوا الْحُوب وَالْإِثْم وَكله بِمَعْنى وَاحِد
وَقَوله فَلَمَّا أَكْثرُوا من التَّذْكِرَة والتحريج أَي تخويف الْإِثْم
(ح ر ر) وَقَوله الحرور بِفَتْح الْحَاء الْحر وَمِنْه فِي حَدِيث جَهَنَّم فَمَا وجدْتُم حرا أَو حرورا قيل الحرور استيقاد الْحر ووهجه بِاللَّيْلِ وَالنَّهَار وَأما السمُوم فَلَا يكون إِلَّا بِالنَّهَارِ وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة الحرور بِالنَّهَارِ مَعَ الشَّمْس وَقَالَ الْكسَائي الحرور السمُوم وَقَوله جلاميد الْحرَّة وحرة الْمَدِينَة وشراج الْحرَّة الْحرَّة كل أَرض ذَات حِجَارَة سود بَين جبلين وَإِنَّمَا يكون ذَلِك من شدَّة الْحر وَالشَّمْس فِيهَا وَجَمعهَا حرار وحر وحرات وأحرون فِي الرّفْع وأحرين فِي النصب والخفض وَيَأْتِي تَفْسِير الشراج وَقَوله حر وَجههَا أَي صفحته وَمَا دق من بَشرته وحرارة الجبين مَا رق مِنْهُ وَالْحر من كل شَيْء أَعْلَاهُ وأرفعه وَقَوله استحر الْقَتْل فِي أهل اليمامه أَي كثر وَاشْتَدَّ ويستحل الْحر وَالْحَرِير اسْم لفرج الْمَرْأَة مَعْلُوم وَرَوَاهُ بَعضهم الْحر مشدد وَهُوَ خطأ وَالْأول الصَّوَاب قيل أَصله الْحَاء فِي آخِره وتلحق بِالْجمعِ فحذفت
وَقَوله خَزًّا وَلَا حريرة أَي الْقطعَة من الْحَرِير وَقَوله أحرورية أَنْت مَنْسُوب إِلَى خوارج حروراء قَرْيَة بهَا تعاقدوا على رَأْيهمْ وَقَوله ول حارها من تولى قارها أَي ول شدتها ومشقتها من تولى خَيرهَا ودعتها قَالَه الْحسن بن عَليّ لِأَبِيهِ حِين أمره بِحَدّ الْوَلِيد بن عقبَة
(ح رز) قَوْله أحرزت مَا كَانَ أَي حُزْته وَقَوله لما كَانَ يَوْم بدر خرجت إِلَى جبل لَا حرزه يَعْنِي أُميَّة بن خلف أَي أخلصه فِيهِ وأحوطه
(ح ر م) قَوْله خمس يقتلن فِي الْحل وَالْحرم وَفِي رِوَايَة فِي الْحرم وَالْإِحْرَام بِفَتْح الرَّاء والحاء فيهمَا أَي فِي حرم مَكَّة وَالْمَكَان الْمحرم مِنْهَا الصَّيْد فِيهِ وَجَاء فِي رِوَايَة زُهَيْر هُنَا فِي الْحرم وَالْإِحْرَام بضمهما أَي الْمَوَاضِع الْحرم جمع حرَام كَمَا قَالَ الله تَعَالَى) وَأَنْتُم حرم
(قَوْله حرمت الظُّلم على نَفسِي من مجَاز الْكَلَام أَي تقدست وَتَعَالَيْت عَنهُ فَإِنَّهُ لَا يَلِيق بِي كالشيء الْمحرم الْمَمْنُوع على النَّاس وَقَوله أشهر الْحَج وَحرم الْحَج بضمهما جمعا كَذَا لجملتهم وَضَبطه الْأصيلِيّ بِفَتْح الرَّاء كَأَنَّهُ يُرِيد الْأَوْقَات والمواضع أَو الْأَشْيَاء أَو الْحَالَات الْحرم فِيهِ جمع حرَام كَمَا تقدم وعَلى الْفَتْح فِي الرَّاء أَيْضا كَذَلِك إِلَّا أَنه(1/187)
جمع حُرْمَة أَي ممنوعات الْحق ومحرماته وَلذَلِك قيل للْمَرْأَة الْمُحرمَة على قريبها حُرْمَة وَتجمع حرما وَيُقَال لَهَا أَيْضا محرم بِفَتْح الْمِيم وَالرَّاء وللرجل كَذَلِك وَفِي الحَدِيث أَنا لم نرده عَلَيْك إِلَّا أَنا حرم أَي محرمون جمع حرَام وَقَوله الْمَدِينَة حرم مَا بَين كَذَا إِلَى كَذَا أَي مُحرمَة أَي مَمْنُوعَة من قطع شَجَرهَا وَقَوله أما علمت أَن الصُّورَة مُحرمَة يحْتَمل محرم ضربهَا وَيحْتَمل أَن مَعْنَاهَا ذَات حُرْمَة وَفِي الحَدِيث الآخر طيبت رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) لحرمه ولحله كَذَا روينَاهُ بِالْوَجْهَيْنِ هُنَا ضم الْحَاء وَكسرهَا فِي كتاب مُسلم عَن شُيُوخنَا وَالضَّم أَكثر لَهُم فِي الرِّوَايَة وَكَذَا ضبطناه على شَيخنَا أبي الْحسن فِي كتاب الْهَرَوِيّ بِالضَّمِّ وَكَذَا أتقنه الْخطابِيّ وخطا أَصْحَاب الحَدِيث فِي كسرهَا وفسروه بإحرامه وقيدناه عَلَيْهِ فِي كتاب ثَابت بِالْكَسْرِ وَقَالَ أَصْحَاب الحَدِيث يَقُولُونَهُ بِالضَّمِّ وَصَوَابه بِالْكَسْرِ كَمَا يُقَال لِحلِّهِ وَفِي قِرَاءَة عبد الله بن عَبَّاس وَحرم على قَرْيَة أهلكناها بِالْكَسْرِ وَالْحرَام وَحرَام بِمَعْنى وَفِي إِثْم الغادر فَهُوَ حرَام بِحرْمَة الله كَذَا لَهُم أَي بِتَحْرِيمِهِ وَقيل الْحُرْمَة الْحق أَي بِالْحَقِّ الْمَانِع من تَحْلِيله وَعند الْأصيلِيّ يحرمه الله وَالْأول أوجه
(ح ر ف) قَوْله أَن حرفتي أَي كسبي وَقَوله يحترف للْمُسلمين أَي يكْتَسب لَهُم مَا يَنْفَعهُمْ أَو يكون بِمَعْنى يجازيهم يُقَال أحرف الرجل إِذا جازى على خير أَو شَرّ
وَقَوله وَقَالَ بِيَدِهِ فحرفها كَأَنَّهُ يُرِيد الْقَتْل أَي وصف بهَا قطع السَّيْف وَحده وَقَوله أنزل هَذَا الْقُرْآن على سَبْعَة أحرف جمع حرف وَاخْتلف فِي مَعْنَاهُ فَقَالَ سبع لُغَات مفرقة فِي الْقُرْآن وَقيل سَبْعَة أَحْكَام وَقيل سبع قراءات وَقيل غير هَذَا وَقد فسرناه فِي شرح مُسلم وبسطناه وَقَوله فِي النِّسَاء وَكن لَا يؤتين إِلَّا على حرف أَي على جَانب غير مستلقية وَلَا مجيبة
(ح ر ق) قَوْله الحرق شَهِيد هُوَ المحترق بِفَتْح الْحَاء وَكسر الرَّاء وَعند بعض رُوَاة الْمُوَطَّأ الْحَرِيق بياء مثل جريح وَفِي الحَدِيث فِي الضَّالة حرق النَّار هَذَا بفتحهما مَعًا قَالَ ثَعْلَب هُوَ لهبها يفضى بآخذها إِلَى الْعَذَاب بذلك وَقَوله فَإِذا رجل من الْمُشْركين قد أحرق الْمُسلمين أَي أثخن فيهم كَأَنَّهُ عمل فيهم مَا تعمله النَّار بإحراقها وَيحْتَمل أَن يكون مَعْنَاهُ يغيظهم من قَوْلهم فلَان يحرق عَلَيْك الأرم أَي يصرف أنيابه غيظا وَقَوله وَيذْهب حراقه أَي مَا فِيهِ من حرق النَّار وأثرها
(ح ر س) قَوْله حريسة الْجَبَل هِيَ مَا فِي المراعي من الْمَوَاشِي فحريسة بِمَعْنى محروسة أَي أَنَّهَا وَإِن حرست بِالْجَبَلِ فَلَا قطع فِيهَا قَالَ أَبُو عبيد وَبَعْضهمْ يَجْعَلهَا السّرقَة نَفسهَا يُقَال حرس يحرس حرسا وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة هِيَ الَّتِي تحترس أَي تسرق من الْجَبَل قَالَ يَعْقُوب المحترس الَّذِي يسرق الْإِبِل وَالْغنم ويأكلها وَمِنْه قَوْله ويحريسه احترسها أَي أَخذهَا اشتق فعلهم بهَا من اسْمهَا وَفِي رِوَايَة ابْن المرابط اختلسها وَالْوَجْه مَا تقدم
(ح ر ش) قَوْله محرشا على فَاطِمَة بالراء والشين الْمُعْجَمَة أَي مغريا بهَا وَمثله قَوْله فِي التحريش بَينهم عَن إِبْلِيس أَي الإغراء وَمِنْه التحريش بَين الْبَهَائِم أَي إغراء بَعْضهَا وَحمله على بعض
(ح ر ى) قَوْله لَا تتحروا بصلاتكم طُلُوع الشَّمْس ويتحرى أَمَاكِن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وفليتحر الصَّوَاب ويتحرون بهداياهم يَوْم عَائِشَة ويتحرى الصدْق ويتحرى الْكَذِب التَّحَرِّي طلب الصَّوَاب وَطلب نَاحيَة الْمَطْلُوب وقصده وَالْحر النَّاحِيَة
وَقَوله حرى أَن خطب أَي حقيق وحليق وَيُقَال حر أَيْضا وَيُقَال حرى أَيْضا والإثنان(1/188)
والجميع والمذكر والمؤنث فِيهَا على لفظ وَاحِد وَقَالَ ثَعْلَب إِذا قلت حرا بِالْفَتْح لم تثن وَلم تجمع وَإِذا قلت حرى أَي حرثنبت وجمعت وَمَا أحراه أَن يفعل مَا أحقه وحرى أَن يكون كَذَا بِمَعْنى عَسى فعل غير متصرف وَأَحْرَى للصَّوَاب أَي أحقه وأقربه إِلَيْهِ.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
قَوْله فِي الدّين فَإِن آخِره حَرْب بِفَتْح الْحَاء وَالرَّاء أَي حزن كَذَا ضبطناه بفتحهما عَن كَافَّة شُيُوخنَا وأتقنه الجياني حَربًا بِالسُّكُونِ أَي مشارة ومخاصمة كالحرب أَو هَلَاك وسلب لمَاله وَالْحَرب الْهَلَاك وَبِه سميت الْحَرْب وَحرب الرجل إِذا سلب مَاله وَكَذَلِكَ الدّين سَبَب لهَذَا وَقد يَصح على هَذَا بِالْفَتْح وَيرجع إِلَى نَحْو مِنْهُ أَي مخاصمة ومغاضبة يُقَال حَرْب الرجل إِذا غضب حَربًا وَقَوله أخذناها فِي حرابة كَذَا بِالْحَاء الْمُهْملَة لكافة رُوَاة الْمُوَطَّأ عَن يحيى وَعند ابْن المشاط عَن ابْن وضاح خرابة بخاء مُعْجمَة الْحِرَابَة بِالْمُهْمَلَةِ فِي كل شَيْء من سَرقَة المَال وَأَخذه وبالخاء الْمُعْجَمَة تخْتَص بِسَرِقَة الْإِبِل فَقَط
وَقَوله فِي سنى أَوْطَاس فتحرجوا أَي خَافُوا لحرج وَالْإِثْم كَذَا لِابْنِ ماهان والسمرقندي وللعذري والطبري فتخوفوا بِمَعْنَاهُ وللسجزي فتحوبوا بِمَعْنَاهُ أَيْضا أَي خَافُوا الْحُوب وَهُوَ الْإِثْم وَقَوله وَعَلِيهِ خميصة حريثية كَذَا لرواة البُخَارِيّ بحاء مَضْمُومَة بعْدهَا رَاء ثمَّ يَاء التصغير ثمَّ ثاء مُثَلّثَة بعْدهَا يَاء مُشَدّدَة منسوبة إِلَى حُرَيْث رجل من قضاعة وَكَذَا لبَعض رُوَاة مُسلم وَقد ذكرنَا الِاخْتِلَاف فِيهِ فِي حرف الْجِيم قَوْله وَأَنَّهَا لم تكن نبوة إِلَّا تناسخت حَتَّى تكون عَاقبَتهَا ملكا وستخبرون وتجربون كَذَا لكافتهم وَعند ابْن أبي جَعْفَر وستحرمون من الحرمان وَله وَجه لَكِن الأول أوجه قَوْله فِي حَدِيث يَأْجُوج وَمَأْجُوج فحرز عبَادي إِلَى الطّور كَذَا عِنْد أَكْثَرهم بالراء وَعند بَعضهم فحوز بِالْوَاو وَكِلَاهُمَا بِالْحَاء الْمُهْملَة وَهَذَا الَّذِي صحّح بَعضهم وَرجح وَكِلَاهُمَا عِنْدِي مُتَقَارب صَوَاب لِأَن كل مَا حوزته فقد أحرزته وَرَوَاهُ بَعضهم حدر بِالدَّال أَي أنزلهم إِلَى جِهَته
فِي السّلم فِي النَّهْي عَن بيع النّخل حَتَّى يحرز كَذَا للجرجاني والقابسي وعبدوس بِتَقْدِيم الرَّاء وَعند الْأصيلِيّ للمروزي بِتَقْدِيم الزَّاي وَهُوَ الْوَجْه وَكَذَا فِي كتاب مُسلم وَجَاء فِي رِوَايَة النَّسَفِيّ على الشَّك فِي اللَّفْظَيْنِ مَعًا وَمعنى الحزر هُنَا إِمْكَان خرصه وَهُوَ حزره والحزر التَّقْدِير وَأما الْحِرْز بِتَقْدِيم الرَّاء فَإِن صحت الرِّوَايَة فَيكون وَجهه أَنه إِنَّمَا يتحفظ بِهِ ويحرز مِمَّن يختانه غَالِبا عِنْد ابْتِدَاء طيبه إِذْ حِينَئِذٍ تكْثر الرَّغْبَة فِيهِ وَقد يكون أَيْضا حزر تَقْدِيره وتجري خرصه
قَوْله فِي الْمَصَاحِف فِي بَاب جمع الْقُرْآن وَأمر بِكُل صحيفَة أَو مصحف أَن يحرق كَذَا للمروزي بِالْحَاء الْمُهْملَة وللجماعة بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة وَالصَّوَاب رِوَايَة الْمروزِي قَالَ الْقَابِسِيّ وَهُوَ الَّذِي أعرف ووجدتها مُهْملَة فِي كتاب الْأصيلِيّ وَرُوِيَ عَنهُ بَعضهم الْوَجْهَيْنِ وَإِن رِوَايَة الْمروزِي مَا تقدم والمروى أَنَّهَا أحرقت بعد أَن محيت بِالْمَاءِ ليذْهب أَثَرهَا وعينها وَيكون أصون لما عساه يبْقى من رسوم الْخط فِيهَا وَمَعَ التخريق والتمزيق لَا يكون ذَلِك بل تكون مطرحة فِي غير مَوَاضِع الصيانة وَيبقى الأشكال والداخلة وَسبب الْخلاف فِيمَا عساه يفك من الْحُرُوف الْبَاقِيَة فِيهَا وَقَوله فِي بَاب الْقَضَاء فِي الْعَيْب فِي الْمُوَطَّأ وَبِه عيب من حرق كَذَا عِنْد أَكثر الروَاة وَكَذَا ضبطناه عَن بعض شُيُوخنَا بِالْحَاء الْمُهْملَة وَسُكُون(1/189)
الرَّاء وَضَبطه الجياني حرق بِفَتْح الرَّاء وَعند ابْن الْقَابِسِيّ خرق بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة وَرَوَاهُ بَعضهم بضَمهَا والحرق بِفَتْح الْحَاء الْمُهْملَة وَفتح الرَّاء التقطيع من دق الْقصار والكماد وَغَيره وَقيل فِيهِ حرق بِكَسْر الْحَاء وَسُكُون الرَّاء وَقد يكون الحرق بِفَتْح الْحَاء وَالرَّاء وَسُكُون الرَّاء أَيْضا من النَّار
فِي بَاب قَوْله) وَمَا أُوتِيتُمْ من الْعلم إِلَّا قَلِيلا
(بَينا أَنا أَمْشِي مَعَ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فِي خرب الْمَدِينَة بِفَتْح الْخَاء الْمُعْجَمَة وَكسر الرَّاء وَآخره بَاء بِوَاحِدَة كَذَا لجَمِيع رُوَاة البُخَارِيّ هُنَا وَله فِي غير هَذَا الْموضع حرث بِالْحَاء الْمُهْملَة وَآخره تَاء مُثَلّثَة وَكَذَا رَوَاهُ مُسلم قَالَ بَعضهم وَهُوَ الصَّوَاب وَمثله رِوَايَة مُسلم أَيْضا فِي الحَدِيث الآخر فِي نخل وَقَوله لأجده يتحدر مني مثل الحريرة كَذَا رَوَاهُ عَن أبي مُصعب فِي الْمُوَطَّأ بحاء مُهْملَة ورائين مهملتين شبهه بالحساء وَرِوَايَة الكافه من أَصْحَاب الْمُوَطَّأ وَغَيرهم مثل الخريزة بِضَم الْخَاء الْمُعْجَمَة وَآخره زَاي شبه نقطته وَمَا يتحدر مِنْهُ بالخرزة وَاحِدَة الخرز وَفِي سحر يهود للنَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فَقلت أَفلا أحرقته كَذَا الرِّوَايَة فِي أَكثر النّسخ بِالْحَاء الْمُهْملَة وَالْقَاف وَرَوَاهُ بَعضهم أَفلا أخرجته وَصَوَّبَهُ بَعضهم كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيث الآخر بعده وَلقَوْله كرهت أَن أثير على النَّاس شرا وَقد يَصح الْمَعْنى عِنْدِي على الرِّوَايَتَيْنِ لِأَنَّهُ لَا يحرقه حَتَّى يُخرجهُ بل أحرقته هُنَا أشبه بإبطاله وتعفية أَثَره من دَفنه لما يخْشَى من بَقِيَّة شَره مَعَ بَقَاء ذَاته وَقد أخرج مُسلم بعد هَذَا من رَوَاهُ أخرجته بدل أَن الحَدِيث الأول أحرقته وَترْجم البُخَارِيّ بَاب حرق الْحَصِير كَذَا عِنْدهم وَصَوَابه إحراق وَقَوله أرضعيه خمس رَضعَات فَتحرم بلبنها كَذَا لأكْثر رُوَاة الْمُوَطَّأ عَن يحيى بِفَتْح التَّاء بِاثْنَتَيْنِ فَوْقهَا وَفتح الْحَاء وَشد الرَّاء وَرَوَاهُ أَبُو عمر فَتحرم على الْفِعْل الْمُسْتَقْبل وَكَذَا وَقع عِنْد بعض شُيُوخنَا فِي الملخص من كتاب حَاتِم تحرم كَالْأولِ وَهُوَ أظهر لِأَن هَذَا اللَّفْظ لَيْسَ من لفظ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَإِنَّمَا أخبر بذلك الرَّاوِي عَن حَال سَالم بعد الرَّضَاع وَفِي البُخَارِيّ بَاب الْحلق وَالتَّقْصِير عِنْد الْإِحْرَام كَذَا للقابسي وَابْن السكن وَعند أبي ذَر والأصيلي عِنْد الْإِحْلَال وَهُوَ الصَّوَاب وَفِي الْمُوَطَّأ فِي بَاب نِكَاح الرجل أم امْرَأَته لَو أَن رجلا نكح امْرَأَة فِي عدتهَا نِكَاحا حَرَامًا فأصابها حرمت على ابْنه كَذَا لِابْنِ بكير وَابْن الْقَاسِم وَعند يحيى ابْن يحيى نِكَاحا حَلَالا وَلابْن وهب وَابْن زِيَاد نِكَاحا لَا يصلح وَلابْن نَافِع على وَجه النِّكَاح وَكله صَحِيح رَاجع إِلَى معنى فَإِن النِّكَاح فِي الْعدة حرَام وَقَوله حَلَالا أَي قصد النِّكَاح الْحَلَال بعقده لَا الزِّنَى كَمَا قَالَ فِي الرِّوَايَتَيْنِ الْأُخْرَيَيْنِ على وَجه النِّكَاح أَو نِكَاحا لَا يصلح وَقَوله فِي كتاب الْأَنْبِيَاء فأمنن اعط بِغَيْر حِسَاب بِغَيْر حرج مَعْنَاهُ بِغَيْر ضيق فِي النَّفَقَة وَالعطَاء كَذَا رَوَاهُ الكافة وَعند الْأصيلِيّ بِغَيْر خراج وَهُوَ وهم وَفِي الاسْتِسْقَاء بَاب تَحْرِيك الرِّدَاء كَذَا للجرجاني وَلغيره تَحْويل وَهُوَ الصَّوَاب وَقَوله وَهُوَ نَائِم فِي الْمَسْجِد الْحَرَام وَعند الْأصيلِيّ فِي بَاب صفة النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وعلامات نبوته فِي مَسْجِد الْحَرَام على إِضَافَة الشَّيْء إِلَى نَفسه وَله أَمْثِلَة كَثِيرَة
الْحَاء مَعَ الزَّاي
(ح ز ب) قَوْله كَانَ إِذا حزبه أَمر أَي نابه وألم بِهِ وطفقت حمنه تحازب لَهَا رويناها بِضَم التَّاء وَفتحهَا أَي تتعصب لَهَا وتسعى فِي حزبها وَقَوله وَهزمَ الْأَحْزَاب وَحده وغزوة الْأَحْزَاب هم الجموع المجتمعة لحربه من قبائل شَتَّى وَقَوله من نَام عَن حزبه هُوَ مَا يَجعله الْإِنْسَان(1/190)
على نَفسه من صَلَاة أَو قِرَاءَة وأصل الحزب النّوبَة فِي وُرُود المَاء وَيقْرَأ حزبه من الْقُرْآن مثله
(ح ز ر) قَوْله لَا تَأْخُذُوا من حزرات النَّاس بِفَتْح الْجَمِيع وَتَقْدِيم الزَّاي خِيَار الْأَمْوَال وأحدها حزرة بِسُكُون الزَّاي وَيُقَال أَيْضا حرزات بِتَقْدِيم الرَّاء وَالرِّوَايَة فِي هَذِه الْأُمَّهَات بِتَقْدِيم الزَّاي وهما صَحِيحَانِ قَوْله فحزرته وحزرتهم وحزرنا قِرَاءَة رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَي قدرت وَقَوله لم أرد إِلَّا حرز عقلك أَي اختباره وَمَعْرِفَة مِقْدَار علمك وَقَوله حَتَّى تحزر أَي تخرص وَكله من التَّقْدِير
(ح ز ز) قَوْله يحتز من كتف شَاة وَإِلَّا حزله حزة أَي قطع والحز الْقطع بالسكين وَنَحْوه والحزة بِالضَّمِّ الْقطعَة من اللَّحْم وَقَالَ بَعضهم الحز قطع فِي اللَّحْم غير باين وَهَذَا الحَدِيث يرد قَوْله وَيدل أَنه بَائِن لِأَنَّهُ قَالَ فَإِن كَانَ حَاضرا أعطَاهُ وَإِلَّا خبأ لَهُ وَقَوله فِي حزتها تقدم فِي حرف الْحَاء وَالْجِيم
(ح ز م) قَوْله وَقد حزم على بَطْنه بتَخْفِيف الزَّاي أَي شدّ عَلَيْهِ حزاما
(ح ز ن) قَوْله أعوذ بك من الْهم والحزن قيل هما بِمَعْنى وَمرَاده الْحزن على مَا فَاتَ من الدُّنْيَا الَّذِي نهى الله عَنهُ فاستعاذ عَلَيْهِ السَّلَام مِنْهُ وَتَكون استعاذته أَيْضا من الْهم بِأُمُور الدُّنْيَا وَقيل الْفرق بَين الْهم والحزن أَن الْحزن لما مضى وَفَاتَ والهم بِمَا يَأْتِي وَهُوَ الْغم للفكرة مِمَّا يخافه أَو يرجوه من الْهم برزقه أَو من الْفقر أَو توقع حوادث الدَّهْر يُقَال مِنْهُ حزنني وأحزنني وَقُرِئَ بهما ليحزنني أَن تذْهبُوا بِهِ أَو ليحزنني وَقَالَ أَبُو حَاتِم أحزنني فِي الْمَاضِي وحزنني فِي الْمُسْتَقْبل
(ح ز ق) حزقان من طير أَي جماعتان بِكَسْر الْحَاء والحزق والحزيقة الحزيق والحازقة الْجَمَاعَة
(ح ز ى) وَقَوله وَكَانَ هِرقل حزاء ينظر فِي النُّجُوم بِفَتْح الْحَاء وَتَشْديد الزَّاي مَمْدُود الحزاء والحازي المتكهن يُقَال مِنْهُ تحزى وحزى يحزي ويحزوا إِذا تكهن وَقد فسره فِي الحَدِيث بقوله ينظر فِي النُّجُوم.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
قَوْله فطفقت حمنه تحازب لَهَا بالزاي فِي رِوَايَة الْجُمْهُور وللأصيلي تحارب بالراء وَالْأول أظهر أَي تتعصب لَهَا وَتظهر أَنَّهَا فِي حزبها وَتقدم فِي حرف الْجِيم وَالرَّاء حَدِيث ابْن الزبير وَقَول من رَوَاهُ يحزبهم لذَلِك وَالْخلاف فِيهِ قَوْله فحبسناه على خزير صنعناه بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة بعْدهَا زَاي وَآخره رَاء وَفِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى خزيرة بِزِيَادَة تَاء كَذَا فِي الصَّحِيحَيْنِ لرواتهما بِالْوَجْهَيْنِ وَوَقع فِي كتاب الصَّلَاة من كتاب البُخَارِيّ من رِوَايَة الْقَابِسِيّ حزيرة بِالْحَاء الْمُهْملَة وَهُوَ وهم وتصحيف وَفِي البُخَارِيّ فِي كتاب الْأَطْعِمَة تَفْسِير الخزيرة لحم يقطع صغَارًا وَيصب عَلَيْهِ مَاء كثير فَإِذا نضج در عَلَيْهِ الدَّقِيق فَإِن لم يكن فِيهَا لحم فَهِيَ عصيدة وَقَالَ الْخَلِيل الخزيرة مرقة تصفى من بلالة النخالة ثمَّ تطبخ وَقَالَ يَعْقُوب نَحْو قَول ابْن قُتَيْبَة وَلَكِن قَالَ يكون من لحم بَات لَيْلَة وَلَا يُسمى خزيرة إِلَّا وفيهَا لحم وَقيل الخزيرة والخزير الحساء من الدسم والدقيق وَقَوله فذروها فِي اليم فِي يَوْم حَاز كَذَا للمروزي بزاء مُشَدّدَة فِي كتاب بني إِسْرَائِيل وَفَسرهُ فَقَالَ يحز بِبُرْدَةٍ أَو حره وَكَذَا قَيده الْأصيلِيّ عَنهُ وَكَذَا لأبي ذَر وَلأبي الْهَيْثَم حَار بالراء وَأَشَارَ بَعضهم إِلَى تَفْسِيره بالشدة أَي لشدَّة رِيحه وَجَاء فِي بعض الرِّوَايَات عَن الْقَابِسِيّ بالنُّون حَان وللنسفي حَار أَو رَاح بالراء فيهمَا وَفِي حَدِيث مُسَدّد يَوْمًا رَاحا وَكَذَلِكَ فِي حَدِيث مُوسَى بن إِسْمَاعِيل أول الْبَاب وَأَصَح هَذِه الرِّوَايَات(1/191)
رِوَايَة من قَالَ فِي يَوْم رَاح أَو يَوْمًا رَاحا أَي ذُو ريح شَدِيدَة كَمَا جَاءَ فِي غير هَذَا الحَدِيث فِي الْبَاب وَغَيره فِي يَوْم عاصف وَفِي آخر فِي الرّيح وَفِي آخر فِي يَوْم ريح عاصف
وَقَوله فِي حَدِيث ورقة لَا يحزنك الله أبدا كَذَا رِوَايَة معمر عَن ابْن شهَاب بِالْحَاء الْمُهْملَة وَالنُّون من الْحزن وَفِي رِوَايَة عقيل وَيُونُس عَن ابْن شهَاب لَا يخزيك بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة وَالْيَاء من الخزي والفضيحة وَهُوَ الصَّوَاب وَقَوله فِي طروق الْأَهْل مَخَافَة أَن يحزنهم كَذَا لِابْنِ السكن بِالْحَاء الْمُهْملَة وَالزَّاي من الْحزن وَعند الْأصيلِيّ والقابسي والنسفي وَغَيرهم يخونهم بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة الْمَفْتُوحَة وبالواو من الْخِيَانَة وَكَذَلِكَ رَوَاهُ مُسلم وَهُوَ الصَّحِيح أَي يطلع مِنْهُم على خِيَانَة وَقيل ينتقصهم بذلك وَقيل يفاجئهم وَهَذَا التَّأْوِيل يَصح على ضبط من ضَبطه يخونهم بِفَتْح الْيَاء وَضم الْخَاء وبدليل قَوْلهم ويلتمس عثرتهم وَقَوله فِي بَاب الْجِزْيَة وَالْمُوَادَعَة رُبمَا أشهدك الله مثلهَا مَعَ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فَلم يندمك وَلم يحزنك كَذَا للقابسي من الْحزن وَصَوَابه مَا للكافة وَلم يخزك بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة من الخزي
وَقَوله فِي حَدِيث الْفطر فِي السّفر فتحزم المفطرون وَعمِلُوا كَذَا هُوَ بِالْحَاء الْمُهْملَة وَالزَّاي فِي رِوَايَة جَمِيع شُيُوخنَا عَن رُوَاة مُسلم وَضَبطه ابْن سعيد عَن السجْزِي فتخدم بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة وَالدَّال الْمُهْملَة وَصوب هَذِه الرِّوَايَة القَاضِي الْكِنَانِي وَعِنْدِي أَن الأولى صَوَاب أَيْضا بنية ان تشمر والخدمة الصائمين فَلَا يُنكر شدّ الميئزر لذَلِك حَقِيقَة أَو اسْتِعَارَة للْجدّ فِي الْعَمَل كَمَا قيل فِي قَوْله إِذا دخل رَمَضَان شدّ المئزر وَقَوله فِي الْبَقَرَة وَآل عمرَان أَنَّهُمَا يأتيان كَأَنَّهُمَا حزقان من طير صواف كَذَا هُوَ عِنْد السَّمرقَنْدِي بِكَسْر الْحَاء وَسُكُون الزَّاي وقاف مَفْتُوحَة أَي جماعتان وَرَوَاهُ العذري والسجزي فرقان بِالْفَاءِ وَالرَّاء وَكَذَا كَانَ عِنْد ابْن أبي جَعْفَر لَا غير وَالْأول الْمَعْرُوف فِي المصنفات
الْحَاء والطاء
(ح ط ا) قَوْله فحطاني حطاة بحاء وطاء مهملتين والطاء ساكنه مَهْمُوز فسره فِي كتاب مُسلم قفدني قفدة وَمَعْنَاهُ الصفع بالكف على الرَّأْس وَقيل فِي الْعُنُق وَكَذَا روينَاهُ مهموزا وَقَالَهُ كَذَلِك بعض أهل اللُّغَة وفسروه بِالضَّرْبِ بالكف بَين الْكَتِفَيْنِ وَهُوَ قريب وَقَالَهُ ابْن الْأَعرَابِي حطاني حطوة غير مَهْمُوز وَقَالَ الحطو تحريكك الشَّيْء مزعزعا لَهُ وَقيل حطاني دفعني
(ح ط ط) وَقَوله حطة فَقَالُوا حِنْطَة حَبَّة فِي شعيرَة مَعْنَاهُ قُولُوا حط عَنَّا ذنوبنا فبدلوا ذَلِك وحطت عَنهُ خطاياه أَي أزيلت وأسقطت قَوْله وحطت إِلَى الشَّاب أَي مَالَتْ ناحيته
(ح ط م) قَوْله فَبل حطمة النَّاس بِفَتْح الْحَاء وَسُكُون الطَّاء أَي زحمتهم حَتَّى يحطم بَعضهم بَعْضًا أَي يكسرهُ وَفِي صفة جَهَنَّم يحطم بَعْضهَا بَعْضًا أَي يَأْكُل بَعْضهَا بَعْضًا وَبِذَلِك سميت الحطمة لِأَنَّهَا تحطم كل شَيْء وَفِي الحَدِيث وَشر الرعاء الحطمة بِضَم الْحَاء وَفتح الطَّاء أَي العنيف فِي رَعيته المَال الَّذِي يلقى بعضه على بعض حَتَّى يحطمه وَيُقَال أَيْضا حطم وَمِنْه سمي الْحطيم بِمَكَّة لانحطام النَّاس عِنْده وتزاحمهم للدُّعَاء وَالْحلف عِنْده وَقيل بل كَانَ يحطم الْكَاذِب فِي حلفه وَزعم الْهَرَوِيّ أَن الْحطيم حجر بِمَكَّة مِمَّا يَلِي الْمِيزَاب قَالَ النَّضر سمي حطيما لِأَن الْبَيْت رفع فَترك ذَلِك محطوما وَهُوَ مَا بَين الرُّكْن وَالْمقَام وَسَيَأْتِي وَفِي حَدِيث عَائِشَة بَعْدَمَا حطمتموه وَفِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى بعد مَا حطمه النَّاس يَعْنِي النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَي بعد مَا كبر يُقَال حطم فلَانا أَهله إِذا كبر فيهم كَأَنَّهُمْ بِمَا حملوه من أثقالهم صيروه شَيخا(1/192)
محطوما.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
قَوْله فِي حَدِيث الثَّلَاثَة الَّذين خلفوا إِذا يحطمكم النَّاس كَذَا للقابسي وعبدوس وللباقين يخطفكم وَالْأول أوجه هُنَا أَي يزدحمون عَلَيْكُم ويكثرون فِي مَنَازِلكُمْ ويدوسونكم فَأخر ذَلِك إِلَى النَّهَار ليَكُون ذَلِك فِي الْمَسْجِد وسعة فضائه قَوْله أحبس أَبَا سُفْيَان عِنْد حطم بِالْحَاء الْمُهْملَة وَالْخَيْل بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة وَهِي رِوَايَة الْأصيلِيّ وَابْن السكن وَأبي الْهَيْثَم وَرَوَاهُ الْقَابِسِيّ والنسفي خطم الْجَبَل بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة فِي الأول وَالْجِيم فِي الثَّانِي وَهُوَ الْأَظْهر وَقد قدمْنَاهُ فِي حرف الْجِيم وَالْخلاف فِيهِ وَتَفْسِيره فِي حَدِيث سراقَة وَأخذت رُمْحِي فحططت بزجه الأَرْض وخفضت عاليه كَذَا للأصيلي والقابسي والحموي بِالْحَاء الْمُهْملَة أَي أملت أَسْفَله وَأَعلاهُ لِئَلَّا يرى فيكشفه وَرَوَاهُ الْبَاقُونَ وَغَيرهم فخططت بزجه الأَرْض بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة وَهُوَ أبين وأشبه بالمعني أَي أَنه خفض أَعْلَاهُ وأمسكه فِي يَده وجر الرمْح وَرَاءه يخط بزجه بأسفله الأَرْض لِئَلَّا يظْهر وَقَوله وَقُولُوا حطة فبدلوا وَقَالُوا حِنْطَة حَبَّة فِي شعيرَة ويروى فِي شعيرَة كَذَا للجرجاني وللمروزي حطة وَالْأول الصَّوَاب لأَنهم غيروا وبدلوا كَمَا قَالَ الله تَعَالَى فَقَالُوا حطى سمهاثا مَعْنَاهُ حِنْطَة حَمْرَاء قَوْله فِي حَدِيث لله مَلَائِكَة سيارة وَحط بَعضهم بَعْضًا بأجنحتهم كَذَا فِي كتاب ابْن عِيسَى فِي كتاب مُسلم بِالْحَاء الْمُهْملَة والطاء وَكَذَا قَيده بعض أَصْحَابنَا عَن القَاضِي أبي عَليّ وَهُوَ صَوَاب الرِّوَايَات قيل مَعْنَاهُ أَشَارَ بَعضهم إِلَى بعض بأجنحتهم للنزول لاستماع الذّكر ويعضده قَوْله فِي البُخَارِيّ هلموا إِلَى حَاجَتكُمْ وَكَانَ فِي كتابي بخطى عَن غَيره حَظّ بِظَاء مَرْفُوعَة مُعْجمَة وَعَلِيهِ عَلامَة العذري والطبري وَفِي بعض الرِّوَايَات عَن ابْن الْحذاء حض أَي حث وَلها معنى وَفِي بَعْضهَا حف وَلها معنى أَيْضا ويعضدها قَوْله فِي الحَدِيث الآخر وَحَفَّتْهُمْ الْمَلَائِكَة وَفِي البُخَارِيّ ويحفونهم بأجنحتهم أَي يحدقون بهم ويجتمعون حَولهمْ ويحبطون بهم من جوانبهم وحفافا الشَّيْء جانباه ولبعضهم عَن ابْن الْحذاء خص بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة وَالصَّاد الْمُهْملَة وَهُوَ بعيد
الْحَاء مَعَ الظَّاء
(ح ظ ر) قَوْله لم يحظر البيع مثل يمْنَع وَبِمَعْنَاهُ أَي يحرم وَقَالَهُ بَعضهم يحظروهما بِمَعْنى وَالصَّلَاة محظورة حَتَّى يسْتَقلّ الظل أَي مَمْنُوعَة عِنْد غرُوب الشَّمْس كَمَا قَالَ فَإِذا استوفت قارنها وَنهى عَن الصَّلَاة حِينَئِذٍ وَشد الحظار بِكَسْر الْحَاء ويروى بالشين وَالسِّين وسنذكره قَالَ القتبي هُوَ حَائِط الْبُسْتَان وَقيل هُوَ حَائِط الحظيرة الَّتِي تصنع للْمَاء كالصهريج وَقيل كالساقية وَهِي الضفيرة أَيْضا وكل شَيْء مَانع بَين شَيْئَيْنِ فَهُوَ حظار وَكَذَلِكَ حظار الْغنم حظيرتها الَّتِي تحظرها عَلَيْهَا بأغصان الشّجر وَنَحْوهَا والحظائر الَّتِي فِيهَا الزَّرْع المحاط بهَا قَالَ الْهَرَوِيّ وهما لُغَتَانِ حظار وحظار بِالْفَتْح وَالْكَسْر وَمِنْه قَوْله لقد احتظرت من النَّار بحظار أَي امْتنعت مِنْهُ بمانع مثل الحظار الَّذِي يمْنَع مَا وَرَاءه وَقد يكون شدّ الحظار من هَذَا حَائِطه الَّذِي يمْنَع مِنْهُ وزر بِهِ الَّذِي يحميه
(ح ظ ظ) قَوْله إِذا سافرتم فِي الخصب فأعطوا الْإِبِل حظها من الأَرْض يَعْنِي من الرَّعْي والكلأ
(ح ط ى) قَوْله قل مَا كَانَت امْرَأَة حظية عِنْد رجل يُحِبهَا أَي مكينة الْمنزلَة والحظوة بِضَم الْحَاء وَكسرهَا المكانة الْمنزلَة كَذَا رَوَاهُ ابْن ماهان وللجلودي وضية أَي جميلَة وَكَذَا جَاءَ فِي الحَدِيث الآخر
الْحَاء مَعَ الْكَاف
(ح ك ك) وَقَوله أَنا جذيلها المحكك تفسر فِي الْجِيم والذال
(ح ك ر) نهى عَن الحكرة هُوَ جمع الطَّعَام(1/193)
واكتنازه
(ح ك م) وَقَوله وَبِك حاكمت يَعْنِي أَعدَاء الدّين أَي لَا أرْضى إِلَّا بحكمك مثل قَوْله أفغير الله أَبْتَغِي حكما وَقد يكون أَن أَمْرِي كُله فِي ذاتك ونصرة دينك كَمَا قَالَ وَبِك خَاصَمت قَوْله الْحِكْمَة يَمَانِية الْحِكْمَة عِنْد الْعَرَب هِيَ مَا منع من الْجَهْل وَبِذَلِك سمي الْحَاكِم لمَنعه الظَّالِم وَمِنْه فِي الحَدِيث الْآخرَانِ من الشّعْر لحكمة وَيرى حكما أَي مَا يمْنَع من الْجَهْل وينفع وَينْهى عَنهُ وَالْحكم وَالْحكمَة بِمَعْنى وَاحِد وَقد قيل ذَلِك فِي قَوْله وَآتَيْنَاهُ الحكم صَبيا وَقيل حِكْمَة أَي عدلا يدعوا إِلَى الْخَيْر والرشد ومحامد الْأَخْلَاق وَقيل الْحِكْمَة إِصَابَة القَوْل من غير نبوة وَقيل ذَلِك فِي قَوْله اللَّهُمَّ علمه الْحِكْمَة وَقبل الْحِكْمَة الْعلم بِالدّينِ وَقيل الْعلم بِالْقُرْآنِ وَقيل الْفِقْه فِي الدّين وَقيل الْحِكْمَة الخشية وَقيل الْفَهم عَن الله فِي أمره وَنَهْيه وَهَذَا كُله يَصح فِي معنى قَوْله الْحِكْمَة يَمَانِية وَقَوله علمه الْحِكْمَة لَا سِيمَا مَعَ قَوْله الْفِقْه يمَان وَقد قيل الْحِكْمَة النُّبُوَّة وَقيل هَذَا فِي قَوْله يُؤْتِي الْحِكْمَة من يَشَاء
الْخَاء مَعَ اللَّام
(ح ل ا) قَوْله فحلاتهم عَنهُ أَي عَن المَاء أَي طردتهم ومنعتهم مَهْمُوز وَقد تسهل وَتقدم الْخلاف فِي حَدِيث الْحَوْض فِي قَوْله فيجلئون عَنهُ وَهُوَ بِمَعْنَاهُ فِي حرف الْجِيم يقالى حلات الْإِبِل أحلئها تحلية مشدد وحلاتها أحلوها مخفف إِذا صرفتها عَن الْورْد ومنعتها المَاء
(ح ل ب) قَوْله فَأرْسلت إِلَيْهِ مَيْمُونَة بحلاب لبن بِكَسْر الْحَاء وَتَخْفِيف اللَّام هُوَ إِنَاء يملؤه قدر حلبة نَاقَة وَيُقَال لَهُ المحلب أَيْضا بِكَسْر الْمِيم وَمثله فِي حَدِيث الْغَار فَأتى بالحلاب وَيحْتَمل أَن يُرِيد هُنَا اللَّبن المحلوب كَمَا يُقَال خراف لما يخْتَرف من النَّحْل وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة إِنَّمَا يُقَال فِي اللَّبن إِلَّا حلابة وَفِي غسل الْجنب أَتَى بِشَيْء نَحْو الحلاب هُوَ مثل الأول يُرِيد قدر مَا اغْتسل بِهِ من المَاء وَقيل فِي هَذَا أَنه أَرَادَ محلب الطّيب وترجمة البُخَارِيّ عَلَيْهِ تدل على أَنه الْتفت إِلَى التَّأْويلَيْنِ فَإِنَّهُ قَالَ بَاب من بدا بالحلاب أَو الطّيب عِنْد الْغسْل ثمَّ أَدخل الحَدِيث وَقد رَوَاهُ بَعضهم فِي غير الصَّحِيحَيْنِ الْجلاب بِضَم الْجِيم وَتَشْديد اللَّام قَالُوا والجلاب مَاء الْورْد قَالَه الْأَزْهَرِي قَالَ وَهُوَ فَارسي مُعرب قَوْله إياك والحلوب بِفَتْح الْحَاء أَي الشَّاة الَّتِي لَهَا لبن كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث الآخر نكب عَن ذَات الدّرّ وَقَوله الرَّهْن محلوب ومركوب أَي لمرتهنه أَن يحلب بِقدر نظره عَلَيْهِ وعلفه لَهُ ورعايته عِنْد بعض الْعلمَاء قَوْله فِي الْإِبِل وَمن حَقّهَا حلبها على المَاء كَذَا ضبطناه بِسُكُون اللَّام اسْم الْفِعْل وَذكره أَبُو عبيد بِفَتْح اللَّام وَكِلَاهُمَا صَحِيح وبالفتح ضبطناه أَيْضا فِي البُخَارِيّ فِي التَّرْجَمَة وَهُوَ الَّذِي حَكَاهُ البُخَارِيّ فِي مصدره وَمِنْه قَوْلهم أحلب حَلبًا لَك شطره وَقد يكون الْحَلب بِالْفَتْح هُنَا المحلوب أَي اللَّبن نَفسه وَمِنْه قَوْله فِي الحَدِيث الآخر من حَقّهَا أَن تحلب على المَاء وَذَلِكَ كُله لما يحضرهُ من الْمَسَاكِين والضعفاء وَمن لَا لبن لَهُ فيواسي من لَبنهَا وَقَالَ الدَّاودِيّ أَنه روى أَن تجلب بِالْجِيم وَلم أجد من رَوَاهُ كَذَلِك وتأولها على جلبها إِلَى المَاء ليجدها الْمُصدق وَهَذَا بعيد وَمِنْه قَوْله تحلب ثديها أَي سَالَ لَبنهَا وَمِنْه سمي الحليب لتجلبه من الثدي وتحلب فوه إِذا سَالَ لعابه
(ح ل ج) قَوْله فِي أكل الْمحرم من الصَّيْد وَإِن تحلج فِي نَفسك شَيْء بِالْحَاء الْمُهْملَة وَاللَّام الْمُشَدّدَة وَرُوِيَ بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة وَآخره جِيم كَذَا الْجَمَاعَة الروَاة وَعند ابْن وَصَاح بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة أَولا وَمَعْنَاهُ شكّ قَالَه الْأَصْمَعِي بِالْحَاء الْمُهْملَة وَأنكر الْمُعْجَمَة فِيهِ قَالَه فِي البارع وَحكى الْهَرَوِيّ الْوَجْهَيْنِ عَن الْأَصْمَعِي(1/194)
وَغَيره قَالَ وَفرق شمر بَينهمَا وَالْمعْنَى قريب
(ح ل) قَوْله حل حل زجر النَّاقة على النهوض والانبعاث إِذا لم تنبعث يُقَال بِسُكُون اللَّام فيهمَا وَكسرهَا أَيْضا بِغَيْر تَنْوِين وبالتنوين والحاء فِي الْجَمِيع مَفْتُوحَة
(ح ل ل) قَوْله حل وبل بِكَسْر الْحَاء وَتَشْديد اللَّام أَي حَلَال وَقد تقدم فِي الْبَاء قَوْله حل من إِحْرَامه وَأحل صَحِيحَانِ بِمَعْنى وَكَانَ الْأَصْمَعِي يُنكر أحل وَقد جَاءَت الْأَحَادِيث بِالْوَجْهَيْنِ يحل وَيحل بِفَتْح الْيَاء وَضمّهَا حلا بِالْكَسْرِ وَكَذَلِكَ إِذا خرج من الْحرم إِلَى الْحل وَحل الشي يحل بِالضَّمِّ وَجب وَوَقع حلا بِالْفَتْح وَمِنْه فِي حَدِيث أم حَبِيبَة لن يعجل شَيْئا قبل حلّه أَو يُؤَخِّرهُ عَن حلّه وَكَذَلِكَ حل بِالْمَكَانِ يحل حلولا نزل بِهِ وَأحل إحلالا خرج من الشُّهُور الْحرم أَو من مِيثَاق عَلَيْهِ وَرجل محرم وَمحل وَفِي حج الْمُوَطَّأ قَوْله فِي الصَّيْد فوجدوا نَاسا أحله يَأْكُلُونَهُ كَذَا روينَاهُ كَأَنَّهُ جمع حَلَال بِالْكَسْرِ وَهُوَ جمع حَلَالا بِالْفَتْح وحلت الْمَرْأَة من عدتهَا تحل حلا بِالْكَسْرِ فيهمَا إِذا صَارَت حَلَالا للأزواج وَكَذَلِكَ كل شَيْء صَار حَلَالا وَرجل حل وحلال إِذا لم يكن محرما وَمِنْه وَأَنا حل وَفِي الحَدِيث لِحلِّهِ ولحرمه قَالَ ثَابت وَمن قَالَ لَا حَلَاله فقد أَخطَأ قَالَ ثَابت وَقد يكون الْإِحْلَال الحلاق وَمِنْه قَوْله وأحله محوش أَي حلقه فِي عمْرَة الْجِعِرَّانَة وَأحل عَلَيْكُم رِضْوَانِي أَي أنزلهُ بكم وأشعركم إِيَّاه وكل هَذِه الْأَلْفَاظ متكررة فِي هَذِه الْكتب وآثارها وَقَوله استحلوا الْعقُوبَة أَي وَجَبت عَلَيْهِم كَمَا تقدم أَي استوجبوا أَن تحل بهم أَو استحقوا أَن تحل بهم أَو استحقوا أَن تجب عَلَيْهِم وَكَذَا رَوَاهُ القنازعي استحقوا بِالْقَافِ وَقَوله وحلت عَلَيْهِ شَفَاعَتِي قيل غَشيته وحلت عَلَيْهِ وَقيل وَجَبت وحقت وَقَوله فِي حَدِيث عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام فَلَا يحل لكَافِر يجد ريح نَفسه إِلَّا مَاتَ مَعْنَاهُ عِنْدِي حق وَاجِب وَاقع كَقَوْلِه) وَحرَام على قَرْيَة أهلكناها أَنهم لَا يرجعُونَ
(أَي حق وواجب وَقيل لَا يحل لَا يُمكن كَذَا روينَاهُ بِكَسْر الْحَاء ورأيته فِي أصل ابْن عِيسَى بضَمهَا وَلَعَلَّ مَا بعده بِكَافِر بِالْبَاء وَيحل من الْحُلُول وَالنُّزُول وَالْأول أظهر بِدَلِيل بَقِيَّة الحَدِيث وَقَوله وَلَا يحل الممرض على المصح وليحلل المصح حَيْثُ شَاءَ بِضَم الْحَاء فِي الأولى وَضم اللَّام فِي الثَّانِيَة أَي ينزل وَقَوله لما أَتَى الْمَدِينَة قَالَ هَذَا الْمحل بِكَسْر الْحَاء وَفتحهَا مَحل الْقَوْم ومحلتهم بِالْفَتْح حَيْثُ حلولهم ومحلهم بِالْكَسْرِ حَيْثُ حلولهم أَيْضا وَمِنْه قَوْلهم بلغت محلهَا أَي موضعهَا ومستحقها قَالَ الله تَعَالَى) ثمَّ محلهَا إِلَى الْبَيْت الْعَتِيق
(أَي نحرها وَقَوله حَلِيلَة جَارك وَغير ذَات حليل كُله بِالْحَاء الْمُهْملَة الحليلة الزَّوْجَة والحليل الزَّوْج قيل سميا بذلك لِأَنَّهُمَا يحلان بِموضع وَاحِد وَالْجمع حلائل قَالَ الله تَعَالَى) وحلائل أَبْنَائِكُم
(وَقد تسمى الجارة أَيْضا حَلِيلَة لنزولها مَعَ جارها قَوْله حلَّة سيراء وحلة سندس وحلة حبراء وحلة حَرِير كُله على الْإِضَافَة لَكِن بَعضهم يَجْعَل سيراء نعتا وَيَرْوِيه حلَّة بِالتَّنْوِينِ وَقَالَ الْخطابِيّ قيل حلَّة سيراء كَمَا قيل نَاقَة عشراء وَكَانَ أَبُو مَرْوَان بن سراج يُنكره ويضبطه على الْإِضَافَة وَكَذَلِكَ ضبطناه على ابْنه وَغَيره من شُيُوخنَا المتقنين قَالَ سِيبَوَيْهٍ لم يَأْتِ فعلاء صفة اسْما نَحْو سيراء وَهِي ثِيَاب ذَوَات ألوان وخطوط كَأَنَّهَا السيور وَهِي الشرَاك يخالطها حَرِير وَقَالَ الْخَلِيل وَغَيره هُوَ ثوب مضلع بالحرير وَقيل الْأَشْبَه أَنه مُخْتَلف الألوان وَفِي كتاب أبي دَاوُود تَفْسِيره فِي الحَدِيث السيراء بالقر وَقيل هُوَ نبت شبهت بِهِ الثِّيَاب(1/195)
قَالَ ملك والسيراء وشى من حَرِير قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي والسيراء أَيْضا الذَّهَب وَقيل هُوَ الْحَرِير الصافي والحلة ثَوْبَان غير لفقين رِدَاء وَإِزَار سميا بذلك لِأَنَّهُ يحل كل وَاحِد مِنْهُمَا على الآخر قَالَ الْخَلِيل وَلَا يُقَال حلَّة لثوب وَاحِد وَقَالَ أَبُو عبيد الْحلَل برود الْيمن وَقَالَ بَعضهم إِنَّمَا تكون حلَّة إِذا كَانَت جَدِيدَة لحلها عَن طيها وَالْأول أَكثر وَأشهر وَفِي الحَدِيث أَنه رآ رجلا عَلَيْهِ حلَّة اتزر بِإِحْدَاهُمَا وارتدى بِالْأُخْرَى فَهَذَا يدل أَنَّهُمَا ثَوْبَان وَفِي الحَدِيث الآخر رءا حلَّة سيراء حلَّة سندس وَهَذَا يدل أَنَّهَا وَاحِدَة وَقَوله فِي حَدِيث أبي قَتَادَة ثمَّ ترك فتحلل فَدَفَعته أَي ترك ضمي الَّذِي ذكره أول الحَدِيث وتحلل أَي ضعفت قواه وانحلت ضمته كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث الآخر ثمَّ أدْركهُ الْمَوْت فأرسلني قَوْله فِي الْجَار لَا يحل لَهُ أَن يَبِيع حَتَّى يُؤذن شَرِيكه لَا يحل هُنَا على الحض وَالنَّدْب لَا على الْوُجُوب وَقَوله فِي الْإِيمَان أَلا تحللتها أَي كفرتها من قَوْله تَعَالَى تَحِلَّة أَيْمَانكُم قَوْله لَا تمسه النَّار إِلَّا تَحِلَّة الْقسم أَي تحليلها قيل هُوَ قَوْله) فوربك لنحشرنهم وَالشَّيَاطِين
(إِلَى قَوْله) وَإِن مِنْكُم إِلَّا واردها
(قَالَه ملك وَأَبُو عبيد وَغَيرهمَا وَهُوَ الْجَوَاز على الصِّرَاط أوعليها وَهِي جامدة كالإهالة وَقيل المُرَاد سرعَة الْجَوَاز عَلَيْهَا وَقلة أمد الْوُرُود لَهَا يُقَال مَا فعلت ذَلِك إِلَّا تحليلا أَي تَقْديرا مثل من يقْصد تَحْلِيل يَمِينه بِالِاسْتِثْنَاءِ وبأقل مَا يُمكنهُ
(ح ل م) قَوْله حلمة ثديه هُوَ رَأسه وطرفه بِفَتْح الْحَاء وللام قَوْله يكره أَن ينْزع الْمحرم حلمة أَو قرادا عَن بعيره الْحلم الْكَبِير من القراد وَقَوله كَانَ يصبح جنبا من جماع لَا من حلم وَإِذا حلم أحدكُم حلما بِضَم الْحَاء وَسُكُون اللَّام وَأَرَادَ بِهِ هُنَا لَا من حلم الْمَنَام أَي الِاحْتِلَام وَلَيْسَ فِيهِ إِثْبَات أَنه كَانَ عَلَيْهِ السَّلَام يَحْتَلِم لِأَنَّهَا إِنَّمَا حققت هُنَا حكمه فِي غَيره قَالَ بَعضهم وَلَا يجوز عَلَيْهِ الِاحْتِلَام لِأَنَّهُ من الشَّيْطَان وَلِأَنَّهُ لم يرو عَنهُ فِي ذَلِك اثر وَقد يحْتَمل جَوَازه عَلَيْهِ وَلَا يكون من الشَّيْطَان فِيهِ مدْخل لَكِن لبعده مُدَّة عَن النِّسَاء أَو كَثْرَة اجْتِمَاع المَاء وَقُوَّة حرارته والحلم بِضَم الْحَاء وَسُكُون اللَّام وَضمّهَا أَيْضا من حلم النّوم وروياه وَالْفِعْل مِنْهُ حلم بِفَتْح اللَّام والمحتلم والحالم الَّذِي بلغ الْحلم بِضَم الْحَاء وَاللَّام وَهُوَ إِدْرَاك الرجل وَأَصله من الِاحْتِلَام فِي النّوم وَفِي الحَدِيث على كل محتلم وَخذ من كل حالم دِينَارا أَي بَالغ وَقَوله وأحلام السبَاع أَي فِي عقولها وأخلاقها من التَّعَدِّي والبطش والحلم بِالْكَسْرِ بِمَعْنى الصَّبْر لَكِن فِي الْحلم الصفح وَأمن الْمُؤَاخَذَة وَهُوَ ضد الْبَطْش والسفه والاستشاطة وَأَيْضًا الْعقل والحليم من أَسمَاء الله بِمَعْنى الْعَفو والصفوح مَعَ الْقُدْرَة وَالْفِعْل مِنْهُ حلم بِضَم اللَّام
(ح ل ف) قَوْله بَينهمَا حلف بِكَسْر الْحَاء وَسُكُون اللَّام والمحالفة الْمُوَالَاة والمناصرة وَمِنْه حَيْثُ تحالفت قُرَيْش وكنانة على بني هَاشم أَي حلف بَعضهم لبَعض على عداوتهم وصاروا يدا عَلَيْهِم وَمن هَذَا قَوْله غمس يَمِينا فِي حلف وسنفسره فِي حرف الْغَيْن إِن شَاءَ الله وَمِنْه قَوْله لَا حلف فِي الْإِسْلَام أَي مَا كَانَت الْجَاهِلِيَّة تَفْعَلهُ فِي الانتساب والتوارث وَقد نسخ الْإِسْلَام هَذَا بقوله أدعوهم لِآبَائِهِمْ وَآيَة الْمَوَارِيث وَأَصله أَنهم كَانُوا يتحالفون عِنْد عقده على الْتِزَامه وَالْوَاحد حَلِيف وَالْجمع حلفاء وأحلاف وَمِنْه قَوْله والحليفان أَسد وغَطَفَان وَالْحلف بِفَتْح الْحَاء وَكسر اللَّام الْيَمين واحدته حلفة مثل ثَمَرَة وَهِي الْحلف أَيْضا لُغَتَانِ وَأكْثر هَذِه الْأَلْفَاظ وَمَا اشتق مِنْهَا متصرف فِي هَذِه الْأُمَّهَات(1/196)
وَقَوله الْيَمين على نِيَّة المستحلف بِكَسْر اللَّام أَي طَالب الْيَمين وَبَين الْعلمَاء فِي هَذِه الْمَسْأَلَة اخْتِلَاف وتفصيل ذَكرْنَاهُ فِي غير هَذَا الْكتاب
(ح ل ق) قَوْله عقرى حلقى مَقْصُور غير منون مثل سكرى وَمن الْمُحدثين من ينونهما وَهُوَ الَّذِي صوب أَبُو عبيد قَالَ مَعْنَاهُ عقرهَا الله عقرا أَي أهلكها وأصابها بوجع فِي حلقها قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي ظَاهره الدُّعَاء عَلَيْهَا وَلَيْسَ بِدُعَاء وَقَالَ غير أبي عبيد عقرى حلقي صَوَاب مثل غَضَبي أَي جعلهَا الله كَذَلِك وَالْألف ألف التَّأْنِيث وَقيل عقرى أَي عَاقِر أَي لَا تَلد وَقَالَ الْأَصْمَعِي هِيَ كلمة تقال لِلْأَمْرِ يعجب مِنْهُ عقرى وحلقى وخمشى أَي يعقر مِنْهُ النِّسَاء خدودهن بالخدش ويحلقن رءوسهن للتسلب على أَزوَاجهنَّ لمصائبهن وَمن التَّعَجُّب فِي حَدِيث الطِّفْل الَّذِي تكلم فِي المهدى فَقَالَت لَهُ أمه حلقى وَقَالَ اللَّيْث معنى عقرى حلقي مشئومة مؤذية تعقر قَومهَا وتحلقهم بشؤمها وَقيل معنى ذَلِك أَي ثَكْلَى فتحلق أمهَا رَأسهَا وَهِي عَاقِر لَا تَلد وَقيل هِيَ كلمة تَقُولهَا الْيَهُود للحائض وفيهَا جَاءَ الحَدِيث وَنَحْوه لِابْنِ الْأَعرَابِي وَفِي البُخَارِيّ أَنَّهَا لُغَة لقريش وَقَالَ الدَّاودِيّ مَعْنَاهُ أَنْت طَوِيلَة اللِّسَان لما كَلمته بِمَا يكره مَأْخُوذ من الْحلق الَّذِي يخرج مِنْهُ الصَّوْت وَكَذَلِكَ عقرى من العقيرة وَهُوَ الصَّوْت وَهَذَا تَفْسِير متكلف فوله فارتدى من حالق الحالق الْجَبَل المنيف وَقَوله فرءا فُرْجَة فِي الْحلقَة بِفَتْح الْحَاء وَسُكُون اللَّام وَقيل بِفَتْحِهَا وَالْأول أشهر وَهِي حلفة الْقَوْم يَتَحَلَّقُونَ فِيهَا وَالْجمع حلق بِكَسْر الْحَاء مثل بدرة وَبدر قَالَه الْخطابِيّ وَذكرهَا غير وَاحِد بِالْفَتْح وَمِنْه قَوْله فِي الصَّحِيح الْحلق فِي الْمَسْجِد وَحلق أَصْحَاب مُحَمَّد وَقَالَ الْحَرْبِيّ فِيهِ الْحلق وَالْحَلقَة بِالسُّكُونِ مثل ثَمَرَة وثمر قَالَ وَلَا أعرف حَلقَة بِالْفَتْح إِلَّا جمع حالق وَالْحَلقَة بِالسُّكُونِ السِّلَاح أَيْضا وَقَوله اتخذ خَاتمًا حلقته فضَّة بِفَتْح الْحَاء وَسُكُون اللَّام أَيْضا وَكَذَلِكَ حَلقَة القرط قَالَ أَبُو عبيد وَاخْتَارَ فِي حَلقَة الدرْع فتح اللَّام وَيجوز الإسكان وَفِي حَلقَة الْقَوْم السّكُون وَيجوز الْفَتْح وَقَوله حلق بإصبعه وَالَّتِي تَلِيهَا أَي جمع طرفيهما يَحْكِي بهما الْحلقَة وَقَوله أَنا برِئ من الحالقة وَلَيْسَ منا من حلق هُوَ من حلق الشّعْر فِي المصائب وَقَوله فِي البغضة هِيَ الحالقة أَي الْمهْلكَة أَي تستأصل كحالق الشّعْر يُقَال الْقَوْم يحلق بَعضهم بَعْضًا أَي يقتل وَقيل المُرَاد هُنَا قطيعة الرَّحِم
(ح ل س) قَوْله فِي الحادة تلبس شَرّ أحلاسها أَي دنيء ثِيَابهَا وَأَصله من الحلس وَهُوَ كسَاء أَو لبد أَو شَيْء يَجْعَل على ظهر الْبَعِير تَحت القتب يلازمه وَلذَلِك يُقَال فلَان حلْس بَيته أَي ملازمه وَمِنْه نَحن إحلاس الْخَيل أَي الملازمون ركُوبهَا وَمِنْه فِي إِسْلَام عمر قَوْله ولحوقها بالقلاص وإحلاسها أَي ركُوبهَا إِيَّاهَا
(ح ل و) وَقَوله نهى عَن حلوان الكاهن بِضَم الْحَاء وَهِي رشوته وَمَا يَأْخُذهُ على كهانته والحلوان الشَّيْء الحلو يُقَال حُلْو وحلوان وَكَانَ هَذَا مِنْهُ وَقَوله يحب الْحَلْوَاء وَالْعَسَل هِيَ ممدودة عِنْد أَكْثَرهم والأصمعي يَقُول الْحَلْوَى مَقْصُور ذكره ابْن ولاد وَذكر أَبُو عَليّ الْوَجْهَيْنِ مَعًا وَقَالَ اللَّيْث الْحَلْوَاء مَمْدُود اسْم لكل مَا يُؤْكَل حلوا وَقَوله فِي حَدِيث الْخضر على حلاوة قَفاهُ حلاوة القفاء بِفَتْح الْحَاء وَضمّهَا وَقَالَهُ أَبُو زيد بِفَتْح الْحَاء وَقَالَهُ ابْن قُتَيْبَة بِالْوَجْهَيْنِ وَقَالَهُ فِي المُصَنّف بِضَم الْحَاء قَالَ وبالفتح يجوز وَلَيْسَ بِمَعْرُوف قَالَ وَيُقَال حلاواء الْقَفَا مَمْدُود مَفْتُوح وحلاوى مضموم مَقْصُور وَقَالَ أَبُو عَليّ حلواء الْقَفَا(1/197)
مَمْدُود مضموم وَحكى حلاوة بِالْفَتْح أَيْضا
(ح ل ى) ذكر الحلى والحلى وتصدقن وَلَو من حليكن وَهُوَ مَا تتحلى بِهِ الْمَرْأَة وتتزين يُقَال بِفَتْح الْحَاء وَسُكُون اللَّام وبضم الْحَاء وَكسرهَا مَعَ كسر اللَّام وَقد قرئَ بهما جَمِيعًا.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
قَوْله وَكَانَت هُذَيْل قد خلعوا خليعا فِي الْجَاهِلِيَّة كَذَا لَهُم بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة وَالْعين الْمُهْملَة وَهُوَ الصَّوَاب وَرَوَاهُ الْقَابِسِيّ وعبدوس حليفا بِالْحَاء الْمُهْملَة وَالْفَاء وَالْأول الصَّوَاب والخليع الَّذِي خلعه قومه عَنْهُم وتبرؤوا مِنْهُ لجناياته فَلَا ينصرونه وَلَا يطْلبُونَ بجناياته وَلَا يطْلبُونَ بِمَا جنى عَلَيْهِ وَهُوَ أصل مَا سمي بِهِ الشطار خلعاء لِأَن أصل الِاسْم على الخبثاء الإشراء وَقد تخرج رِوَايَة الْقَابِسِيّ على أَنهم نقضوا حلفه يُقَال تخالع الْقَوْم إِذا نقضوا حلفهم قَوْله فِي حَدِيث جُنْدُب تسمعني أحالفك وَقد سَمِعت هَذَا من رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فَلَا تنهاني كَذَا رِوَايَة عَامَّة شُيُوخنَا بِالْحَاء الْمُهْملَة من الْإِيمَان وضبطناه من كتاب ابْن عيسبي كَذَلِك وبالخاء الْمُعْجَمَة من الْخلاف أَيْضا وَكِلَاهُمَا يدل عَلَيْهِ الحَدِيث لَكِن الْحَاء الْمُهْملَة أظهر لما ذكره فِي الحَدِيث من إيمَانهَا كلا وَالله وبلى وَالله
وَقَوله وَلَكِن إِذا عمل الْمُنكر جهارا استحلوا الْعقُوبَة كَذَا لِابْنِ بكير وَمن وَافقه من الروَاة وَأكْثر الرِّوَايَات عَن يحيى بن يحيى وَجَاء عَنهُ فِي رِوَايَة القنازعي استحقوا بِالْقَافِ وَالْمعْنَى مُتَقَارب وَمعنى استحلوا استوجبوا وَقد تقدم من هَذَا قيل يُقَال حل إِذا أوجب وَعند بعض رُوَاة أبي ذَر فِي بَاب شرب الحلو أَو الْعَسَل مَكَان الْحَلْوَاء كَمَا تقدم قبل وَقَوله فِي حَدِيث الدَّجَّال أَنه خَارج حلَّة بَين الشَّام وَالْعراق كَذَا روينَاهُ من طَرِيق السَّمرقَنْدِي والسجزي بِفَتْح الْحَاء وَاللَّام وَالتَّاء مَعَ تَشْدِيد اللَّام وَسَقَطت اللَّفْظَة لغَيْرِهِمَا وَفِي بعض النّسخ حلّه بِضَم اللَّام الْمُشَدّدَة وَكَذَا عِنْد ابْن الْحذاء وهاء الضَّمِير مَضْمُومَة وَكَذَا فِي كتاب ابْن عِيسَى وَكَذَا ضَبطه الْحميدِي فِي مُخْتَصره وَكَأَنَّهُ يُرِيد حُلُوله وَأما الرِّوَايَة الأولى فَمَعْنَاه سمت ذَلِك وقبالته وَرُوِيَ هَذَا الْحَرْف صَاحب الغريبين إِلَى خلة بَين الْعرَاق وَالشَّام بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة الْمَفْتُوحَة وَتَشْديد اللَّام وَكسر التَّاء وَفَسرهُ مَا بَين البلدين وَفِي الحَدِيث فِي ذكر عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام فَلَا يحل لكَافِر يجد ريج نَفسه إِلَّا مَاتَ كَذَا روينَاهُ بِكَسْر الْحَاء وَتقدم تَفْسِيره ورأيته فِي أصل ابْن عِيسَى بضَمهَا فَلَعَلَّ مَا بعده بِكَافِر بِالْبَاء بِوَاحِدَة وَيحل من الْحُلُول وَالنُّزُول وَالْأول أظهر بِدَلِيل بَقِيَّة الحَدِيث وَقَوله فِي بَاب حسن الْعَهْد وَإِن كَانَ ليذبح الشَّاة فيهديها فِي خلتها كَذَا لجمهورهم بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة المضمومة وَرَوَاهُ بعض رُوَاة البُخَارِيّ حلتها بِالْحَاء الْمُهْملَة والحلة بِكَسْر الْحَاء الْمُهْملَة الْقَوْم النُّزُول وَالْأول هُوَ الصَّوَاب وَالْمَعْرُوف أَي لأهل ودها ومحبتها كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث الآخر لخلائلها والخلة والخل والخليل الصاحب كنى هُنَا بالخلة عَن الخلائل وَقد يُرِيد أهل خلتها والخلة الْمَوَدَّة فِي حَدِيث أم حَبِيبَة لَا يعجل شَيْئا قبل حلّه وَبعد حلّه أَي وُجُوبه كَذَا ضبطناه عَن جَمِيع شُيُوخنَا فِي الْحَدِيثين فِي الْمَوْضِعَيْنِ من كتاب مُسلم وَذكره الْمَازرِيّ قبل أَجله وَبعد أَجله وَذكر مُسلم آخر الحَدِيث الثَّانِي وروى بَعضهم قبل حلّه أَي نُزُوله فَيحْتَمل أَنَّهَا اخْتِلَاف رِوَايَة فِي حلّه وَيحْتَمل أَنه إِنَّمَا جَاءَ لهَذِهِ الزِّيَادَة من التَّفْسِير وَهَذَا(1/198)
أَيْضا وهم ومصدر حل إِذا كَانَ بِمَعْنى الْوُجُوب حلا وَإِذا كَانَ بِمَعْنى النُّزُول حلولا وَفِي أول الاستيذان قَالَ الزُّهْرِيّ فِي النّظر إِلَى الَّتِي لم تحل كَذَا للأصيلي وَلغيره الَّتِي لم تَحض وهما صَحِيحَانِ وَقَوله لَوْلَا أَنِّي أهديت لأحللت بِعُمْرَة كَذَا لكافة الروَاة عَن البُخَارِيّ فِي بَاب نقض الْمَرْأَة شعرهَا فِي الْغسْل وللحموي لأهللت كَمَا جَاءَ فِي غير هَذَا وَكِلَاهُمَا صَحِيح أَي لأحللت من حج وأهللت من عمْرَة كَمَا فعل من لم يسق الْهَدْي بأَمْره وَقَوله فِي الْحَج ثمَّ أَنَاخَ النَّاس فِي مَنَازِلهمْ وَلم يحلوا بِالْكَسْرِ كَذَا ظبطته بخطى فِي سَمَاعي على أبي بَحر وَضَبطه آخَرُونَ يحلوا بِالضَّمِّ وَهُوَ الْوَجْه لِأَنَّهُ بِمَعْنى لم ينزلُوا وَقد قَالَ بعد فصل ثمَّ حلوا وَفِي بَاب صفة إِبْلِيس كفوا صِبْيَانكُمْ فَإِذا ذهب سَاعَة من الْعشَاء فحلوهم بِضَم الْحَاء الْمُهْملَة للحموي وللباقين فخلوهم بِفَتْح الْخَاء الْمُعْجَمَة وَقَوله فِي أكل الْمحرم للصَّيْد وَإِن تحلج فِي نَفسك شَيْء بِالْحَاء الْمُهْملَة وَاللَّام الْمُشَدّدَة وَآخره جِيم كَذَا للْجَمَاعَة وَعند ابْن وضاح بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة أَولا وَتقدم تَفْسِيره وَكَذَلِكَ تقدم الْخلاف فِي قَوْله بَاب من بدا بالحلاب وَفِي قَوْله من حَقّهَا حلبها على المَاء وَفِي قَوْله حلَّة سيراء فِي مَوضِع شرحها من هَذَا الْحَرْف
الْحَاء مَعَ الْمِيم
(ح م ا) قَوْله فِي بعض طرق مُسلم فِي حَدِيث وهيب كَمَا تنْبت الْحبَّة فِي حماة السَّيْل أَو حميلة السَّيْل وروى فِي حميئة السَّيْل وهما بِمَعْنى الحماة والحماة الطين الْأسود الْمُتَغَيّر قَالَ الله تَعَالَى) من حمإ مسنون
(و) فِي عين حمئة
(على قِرَاءَة من قراها بِالْهَمْز وَهِي بِمَعْنى حميل السَّيْل أَو قريب مِنْهُ الرِّوَايَة الْمَشْهُورَة فِي الحَدِيث أَي مَا احتمله من الغثاء والطين وَرَأَيْت الصَّابُونِي قد فسره على غير وَجهه بأبعد قَالَ يُقَال مَشى فِي مشيته أَي فِي حَملته وَقَوله الحمو إِلَّا أَن الحمو الْمَوْت كَذَا جَاءَت فِيهِ الرِّوَايَة بِفَتْح الْحَاء وَضم الْمِيم دون همز وَفِيه لُغَات يُقَال هَذَا حموك بِضَم الْمِيم فِي الرّفْع وَرَأَيْت حماك ومررت بحميك ولغة أُخْرَى هَذَا حمئك بِسُكُون الْمِيم وَرفع الْهمزَة وَرَأَيْت حماك ومررت بحماك أجري الْإِعْرَاب فِي الْهمزَة أَيْضا ولغة ثَالِثَة هَذَا حمك ومررت بحمك وَرَأَيْت حمك بِغَيْر همزَة وَلَا وَاو ولغة رَابِعَة هِيَ حماها مَقْصُور كَذَا فِي الرّفْع وَالنّصب والخفض فسره اللَّيْث فِي صَحِيح مُسلم بِأَنَّهُ أَخُو الزَّوْج وَمَا أشبهه من أقَارِب الزَّوْج الْعم وَنَحْوه وَفِي رِوَايَة ابْن الْعم وَنَحْوه وَكِلَاهُمَا صَحِيح وَقَالَ الْأَصْمَعِي الإحماء من قبل الزَّوْج والأختان من قبل الْمَرْأَة قَالَ أَبُو عَليّ القالي والإصهار يَقع عَلَيْهِمَا جَمِيعًا وَقَالَ يَعْقُوب كل شَيْء من قبل الزَّوْج أَخُوهُ أَو أَبوهُ أَو عَمه فهم الأحماء وَقَالَ أَبُو عبيد الحمو أَبُو الزَّوْج قَالَ أَبُو عَليّ يُقَال هَذَا حم وللمرأة حماة لَا غير وَمعنى الحمو الْمَوْت قيل كَمَا يُقَال الْأسد الْمَوْت أَي لقاؤه مثل الْمَوْت لما فِيهِ من الْغرَر الْمُؤَدِّي إِلَى الْمَوْت أَي الِاجْتِمَاع مَعَ الإحماء والحلوة بهم كَذَلِك إِلَّا من كَانَ ذَا محرم مِنْهُم وَقيل يَقُول فليمت وَلَا يَفْعَله وَقيل لَعَلَّه إِنَّمَا عبر عَنهُ بِالْمَوْتِ لما فِيهِ من أحرف الْحمام وَهُوَ الْمَوْت
(ح م ت) وَقَوله كَأَنَّهُ حميت بِفَتْح الْحَاء وَكسر الْمِيم وياء بعْدهَا بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا وَآخره ثاء بِاثْنَتَيْنِ فَوْقهَا هُوَ زق السّمن خَاصَّة فَشبه بِهِ الرجل السمين الدسم وَقَوله لَا رقية إِلَّا من حمة بِضَم الْحَاء وَفتح الْمِيم مُخَفّفَة أَي من لدغة ذِي حمة كالعقرب وَشبههَا والحمة فوعة السم وَقيل السم نَفسه وذكروها فِي بَاب المضاعف كَانَ أَصله من الشدَّة من حم الشَّيْء وأحم إِذا اشتدوا هم أَو من الْحمام أَو الْحمة(1/199)
الْمَوْت وَعِنْدِي أَن التَّاء أَصْلِيَّة وَأَنه من شدَّة السم أَيْضا من قَوْلهم يَوْم حميت أَي شَدِيد الْحر قَالَه صَاحب الْعين وَهُوَ أشبه بِمَعْنى السم مَعَ تَفْسِير ابْن الْأَنْبَارِي وَابْن در يدله أَن الْحمة فوعة السم وَهِي حِدته وحرارته
(ح م ح م) قَوْله ثمَّ قَامَت يَعْنِي الْفرس تحمحم وَفرس لَهُ حَمْحَمَة هُوَ أول الصهيل وابتداؤه بحائين مهملتين
(ح م د) قَوْله لَا أحمدك الْيَوْم تقدم الْكَلَام فِيهِ فِي حرف الْجِيم وَالْهَاء قَوْله سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِك قيل وَبِحَمْدِك ابتدائي وَقيل وَبِحَمْدِك سبحت وَمَعْنَاهُ بِمُوجب حمدك وَهُوَ هدايتي لذَلِك كَانَ تسبيحي وَالْحَمْد الرِّضَا حمدت الشَّيْء إِذا رضيته وَالْحَمْد لله الرِّضَا بِقَضَائِهِ وأفعاله وَمِنْه الْحَمد لله الَّذِي لَا يحمد على الْمَكْرُوه غَيره الْحَمد لله على كل حَال وَيكون بِمَعْنى الشُّكْر لَكِن الْحَمد لله أَعم فَكل شَاكر حَامِد وَلَيْسَ كل حَامِد شَاكر
وَقَوله فاستحمدوا بذلك الله أَي طلبُوا أَن يحْمَدُوا بفعلهم ذَلِك وَقَوله لِوَاء الْحَمد بيَدي قيل يُرِيد شهرته بِهِ فِي الْآخِرَة لِأَن الْعَرَب تضع اللِّوَاء مَوضِع الشُّهْرَة وَهُوَ أصل مَا وضع لَهُ لِأَنَّهُ (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) يَبْعَثهُ الله الْمقَام الْمَحْمُود ومقاما يحمده فِيهِ إِلَّا ولون وَالْآخرُونَ لإجابتهم لطلب الشَّفَاعَة لَهُم إِلَى رَبهم من أرحة الْموقف وَلِأَنَّهُ يحمد الله تَعَالَى بِمَحَامِد يلهمه لَهَا كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيث وَلَا يبعد أَن يكون ثمَّ لِوَاء حَقِيقَة يُسمى بِهَذَا الِاسْم وَقد سَمَّاهُ الله تَعَالَى مُحَمَّدًا وَأحمد وَذَلِكَ لمبالغته فِي حمد الله وَكَثْرَة حَمده وَلِهَذَا جَاءَ اسْمه من أفعل وَفعل ولرفعة مَنْزِلَته فِي اكْتِسَاب خِصَال الْحَمد فَهُوَ أجل حَامِد ومحمود
وَقَوله وأبعثه الْمقَام الْمَحْمُود فَهُوَ مقَامه فِي الشَّفَاعَة يَوْم الْقِيَامَة وَقيل قِيَامه
(ح م ر) قَوْله كُنَّا إِذا احْمَرَّتْ الحدق وَإِذا احمر الباس اتقينا برَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) تقدم فِي الْحَاء وَالدَّال قيل هُوَ كِنَايَة عَن شدَّة الْحَرْب واحمرار الْعُيُون غَضبا فِيهَا وَقيل من قَوْلهم مُدَّة أَحْمَر وَسنة حَمْرَاء أَي شَدِيدَة
وَقَوله قحط الْمَطَر واحمر الشّجر أَي يبس ورقه وزالت خضرته
وَقَوله بعثت إِلَى الْأَحْمَر وَالْأسود قيل إِلَى الْعَرَب وهم السود والعجم وهم الْحمر إِذْ الْغَالِب على ألوان الْعَرَب الأدمة والسمرة وعَلى ألوان الْعَجم الْبيَاض والحمرة وَكِلَاهُمَا يعبر بالحمرة عَنهُ وَقيل الْأَحْمَر الْعَرَب وَقيل الْأسود الْجِنّ والأحمر الْإِنْس
وَقَوله وَأعْطيت الكنزين الْأَحْمَر والأبيض يُرِيد كنوز كسْرَى من الذَّهَب وَالْفِضَّة وَقيل أَرَادَ الْعَرَب والعجم جمعهم الله على دينه وَيظْهر لي أَنه أَرَادَ بالأبيض كنوز كسْرَى وَفتح بِلَاده لِأَن الْغَالِب على بِلَاد الْعرَاق وبلاد فَارس الدَّرَاهِم وَالْفِضَّة وبالأحمر كنوز قَيْصر بِالشَّام ومصر وَفتح بِلَاده إِذْ الْغَالِب على أَمْوَالهم الذَّهَب وَيدل عَلَيْهِ قَوْله عَلَيْهِ السَّلَام منعت الْعرَاق درهمها وقفيزها ومنعت الشَّام مديها ودينارها ومنعت مصر أردبها ودينارها وعَلى هَذَا عمل الْفُقَهَاء فِي فرض الدِّيات بِهَذِهِ الأقطار
قَوْله فِي النَّهْي عَن بيع الثِّمَار حَتَّى تحمار أَو تصفار كَذَا جَاءَ بِالْألف يُقَال أَحْمَر واحمار وَقيل إِنَّمَا يُقَال فِيمَا لم يتَحَقَّق صفرته أَو حمرته وَقد تقدم الْكَلَام على هَذَا فِي حرف الْبَاء
وَقَوله وَإِن لي حمر النعم أَي الْإِبِل وأفضلها الْحمر عِنْد الْعَرَب
وَقَوله عَجُوز حَمْرَاء الشدقين مُبَالغَة فِي الْكبر وَعبارَة عَن سُقُوط أسنانها من ذَلِك فَلم يبْق فِي فِيهَا بَيَاض
(ح م ل) قَوْله فَكُنَّا نحامل وَانْطَلق أَحَدنَا يحامل بِضَم النُّون الْيَاء وَكسر الْمِيم وَفِي بَعْضهَا نتحامل أَي نحمل على ظُهُورنَا لغيرنا وَكَذَلِكَ قَوْله يعين الرجل فِي دَابَّته يحامله(1/200)
وحامله كُله من الْحمل أَي يعقبه ويحمله وَيحمل مَتَاعه وَقَول عمر فَأَيْنَ الْحمال بِالْكَسْرِ من الْحمل والحمال أَيْضا بِكَسْر الْحَاء الْحمل وَهِي رِوَايَة ابْن وضاح وَغَيره يُرِيد أَيْن مَنْفَعَة الْحمل وكفايته وَكَذَا فسره فِي آلام يُرِيد حملانه وَقد رَوَاهُ بعض شُيُوخنَا الْحمل وَثبتت الرِّوَايَتَانِ عِنْد ابْن عتاب وَقد جعله بَعضهم من الْحميل وَفَسرهُ بِالضَّمَانِ وَقَوله وَرجل تحمل بحمالة بَين قوم هُوَ تحمل الدِّيات فِي مَاله أَو ذمَّته بَين الْقَوْم تقع بَينهم الْحَرْب ليصلح بَينهم والحمالة الضَّمَان والحميل الضَّامِن
وَقَوله فِي الصَّيْد احتملوا أَي أحملوا وَقَوله فِي حميل السَّيْل هُوَ مَا حمله من طين وغثاء حميل بِمَعْنى مَحْمُول كقتيل بِمَعْنى مقتول وَقَالَ الْحَرْبِيّ وَفِيه وَجه آخر أَن الْحميل مَا لم يصبك مطره وَمر عَلَيْك سيله كالحميل الَّذِي وَقَوله فِي الْحمر كَانَت حمولة الْقَوْم وَفِي الحَدِيث الآخر حَتَّى هموا بنحر حمائلهم جمع حمولة وَمِنْه قَوْله لَا أجد حمولة وَلَا مَا أحملكم عَلَيْهِ كُله بِفَتْح الْحَاء وَضَبطه الْأصيلِيّ بِالضَّمِّ وَلَا وَجه لَهُ إِنَّمَا الحمولة الإحمال قَالَ الله تَعَالَى) وَمن الْأَنْعَام حمولة وفرشا
(هِيَ الَّتِي يحمل عَلَيْهَا من الْإِبِل وَالدَّوَاب وَقَوله خَفِيفَة الْمحمل بِفَتْح الْمِيم أَي الْحمل وَقَوله فَتَحملُوا وَاحْتَملُوا من هَذَا أَي سَارُوا بحمولتهم وحملوا أسبابهم ثمَّ اسْتعْمل فِي السّفر والنهوض وَقَوله أَن رجْلي لَا تحملاني ويروى بِإِظْهَار النونين وبإدغام إِحْدَاهمَا فِي الْأُخْرَى أَي لَا تحملان أَن أَجْلِس عَلَيْهِمَا على سنة الصَّلَاة وَإِنَّمَا فعلت هَذَا للضَّرُورَة كَمَا قَالَ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى إِنِّي أشتكي
(ح م م) وَقَوله يصاب الرجل فِي وَلَده وحامته بتَشْديد الْمِيم أَي قرَابَته وَمن يهمه أمره ويحزنه مَأْخُوذ من المَاء الْحَمِيم وَهُوَ الْحَار وَمِنْه تَوَضَّأ بالحميم أَي لماء الْحَار بِفَتْح الْحَاء قَالَ أَبُو مَرْوَان بن سراج وَالْحَمِيم أَيْضا الْبَارِد من الأضداد صَحِيحَانِ وَقَوله نحممها ومحمم أَي نسود وُجُوههمَا بالحميم وَهُوَ الفحم وَمِنْه حَتَّى إِذا صرت حمما وَحَتَّى صَارُوا حمما أَي فحما وَنهى عَن الِاسْتِنْجَاء بالحممة وأحدها
(ح م ن) والحمنان بِفَتْح الْحَاء وَسُكُون الْمِيم بعْدهَا نون جمع حمنانة وَهُوَ صغَار الْحلم
(ح م ص) الحمص بِكَسْر الْحَاء وَالْمِيم وتشديدها مَعْرُوف
(ح م ق) قَوْله إِن عجز واستحمق بِفَتْح التَّاء وَالْمِيم أَي فعل فعل الحمقى وَقَوله أحموقة بِضَم الْهمزَة الفعلة من فعل الحمقى
(ح م س) والحمس بصم الْحَاء وَسُكُون الْمِيم وَآخره سين مُهْملَة فسره فِي مُسلم قُرَيْش وَمَا ولدت من غَيرهَا وَقيل قُرَيْش وَمن ولدت وأحلافها وَقَالَ الْحَرْبِيّ سموا بذلك من أجل الْكَعْبَة لِأَنَّهَا حمساء فِي لَوْنهَا وَهُوَ بَيَاض يضْرب إِلَى سَواد وهم أَهلهَا وَقيل سموا بذلك فِي الْجَاهِلِيَّة لتحمسهم فِي دينهم أَي تشددهم والحماسة والتحمس الشدَّة وَقيل لشجاعتهم
(ح م ش) وَقَوله حمش السَّاقَيْن بِفَتْح الْحَاء وَسُكُون الْمِيم وشين مُعْجمَة أَي دقيقهما
(ح م ي) ذكر الرَّاعِي حول الْحمى وَحمى الله مَحَارمه وَظهر الْمُؤمن حمى وَحمى الْحمى وَأَصله مَا منع رعيه من الأَرْض وَالْمعْنَى فِيهِ كُله الْمَنْع وَقَوْلها أحمى سَمْعِي وبصري مَأْخُوذ من الْحمى أَي أحميه من المئاثم وَالْكذب عَلَيْهَا أَن أَقُول وَإِن أسمع مَا لم يكن الْحمى بِكَسْر الْحَاء مَقْصُور اسْم الْمَكَان الْمَمْنُوع من الرَّعْي تَقول حميت الْحمى فَإِذا امْتنع مِنْهُ قلت أحميته وَمِنْه قَوْله حميت المَاء الْقَوْم أَي منعتهم وَقَوله وَالرجل يُقَاتل حمية أَي أنفًا وغضبا مشدد الْيَاء يُقَال مِنْهُ حمى بِفَتْح الْحَاء وَكسر الْمِيم وَمِنْه فحمى معقل من ذَلِك أنفًا أَي أنف وَغَضب وَقَوله فحمى الْوَحْي(1/201)
وتتابع والآن حمى الْوَطِيس بِكَسْر الْمِيم فيهمَا أَيْضا كلهَا عبارَة عَن الاشتداد وَالْمُبَالغَة فِي الْأَمر كَمَا تَحْمِي التَّنور فحمى الْوَحْي قوي وَاشْتَدَّ كَمَا قَالَ وتتابع وَحمى الْوَطِيس اشْتَدَّ حره ضربه مثلا لاشتداد الْحَرْب واشتعالها وَسَيَأْتِي تَفْسِير الْوَطِيس وَقَوله وَقدر الْقَوْم حامية تَفُور أَي حارة تغلي يُرِيد عزة جانبهم وَشدَّة شوكتهم.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
فِي حَدِيث جَابر وَمَعَهُ حمال لحم بِكَسْر الْحَاء وَمِيم مُخَفّفَة كَذَا قَيده ابْن وضاح وَرَوَاهُ أَصْحَاب يحيى حمال بِفَتْح الْحَاء وَتَشْديد الْمِيم وَالْأول أصوب والحمال هُنَا اللَّحْم الْمَحْمُول وَفِي الحَدِيث الآخر هَذَا الْحمال لَا حمال خَيْبَر بِكَسْر الْحَاء أَيْضا أَي هَذَا الْحمل والمحمول من اللَّبن الَّذِي كَانَ الْمَسْجِد يبْنى بهَا أبر عِنْد الله وَأبقى دخرا وأدوم مَنْفَعَة فِي الْآخِرَة لإحمال خَيْبَر من الثَّمر وَالزَّبِيب وَالطَّعَام الْمَحْمُول مِنْهَا الَّذِي يغتبط بِهِ النَّاس ويعجبون بِهِ ويحسدونهم عَلَيْهِ لِأَنَّهُ فان مُنْقَطع صائر إِلَى أَخبث مصير بعد الْأكل والحمال وَالْحمل بِمَعْنى وَاحِد وَفِي رِوَايَة الْمُسْتَمْلِي هَذَا الْجمال لإجمال خَيْبَر بِالْجِيم فيهمَا وَله وَجه وَالْأول أظهر قَوْله فِي بَاب كَثْرَة الْخَطَأ إِلَى الْمَسَاجِد فَحملت بِهِ حملا يَعْنِي من ثقل مَا سمع وإنكاره كَذَا ضبطناه عَن شُيُوخنَا بِالْكَسْرِ وَهُوَ هُنَا الصَّوَاب الْمَعْرُوف وَقد رَوَاهُ بَعضهم بِالْفَتْح قَوْله فِي صفة الْجنَّة وَلما بَين المصراعين كَمَا بَين مَكَّة وحمير كَذَا عِنْد البُخَارِيّ فِي التَّفْسِير فِي سُورَة سُبْحَانَ وَصَوَابه وهجر وَكَذَا ذكره ابْن أبي شيبَة فِي مُسْنده وَمُسلم وَالنَّسَائِيّ قَوْله فِي بعض طرق مُسلم فِي حَدِيث وهيب كَمَا تنْبت الْحبَّة فِي حماة السَّيْل أَو حميلة السَّيْل كَذَا عِنْد السَّمرقَنْدِي بِسُكُون الْمِيم وللعذري والسجزي فِي حميئة السَّيْل وهما بِمَعْنى وَعند الطَّبَرِيّ حمية بتَشْديد الْيَاء وَلَا معنى لَهُ هُنَا وَفِي البُخَارِيّ فِي صفة الْجنَّة وَالنَّار عَن وهيب فِي حميل السَّيْل أَو قَالَ حميئة السَّيْل مَهْمُوز وَتقدم التَّفْسِير وَقَوله يجاء بِالرجلِ يَوْم الْقِيَامَة إِلَى قَوْله فيدور كَمَا يَدُور الْحمار برحاه كَذَا لَهُم وَهُوَ الصَّوَاب وَعند الْجِرْجَانِيّ كَمَا يَدُور الرحاء برحاه بِغَيْر ضبط وَلَا وَجه لَهُ إِلَّا أَن يقولوه الرحاء مشدد الْحَاء مَمْدُود فَلهُ وَجه وَيكون بِمَعْنى الأول أَو يَجْعَل الرحاء الآخر اسْم الْفِعْل قَوْله فِي حَدِيث صَاحب الْأُخْدُود من لم يرجع عَن دينه فاحموه فِيهَا أَو قيل لَهُ اقتحم كَذَا روايتنا فِي جَمِيع النّسخ قَالَ بَعضهم لَعَلَّه فأقحموه فِيهَا بِدَلِيل مَا بعده من قَوْله أَو قيل لَهُ اقتحم وَالرِّوَايَة عِنْدِي صَحِيحَة من أحميت الحديدة وَغَيرهَا فِي النَّار إِذا أدخلتها فِيهَا لتحمي بذلك فِي حَدِيث الْإِفْك وَهُوَ الَّذِي تولى كبره وَوَجهه كَذَا لبَعض رُوَاة مُسلم فِي حَدِيث ابْن أبي شيبَة ولكافتهم وَسَائِر الْأَحَادِيث وَحمْنَة يَعْنِي ابْنة جحش وَقَوله وَغَضب حَتَّى احمرتا عَيناهُ كَذَا رِوَايَة الدلائي وَالْوَجْه وَالصَّوَاب مَا لغيرة احْمَرَّتْ إِلَّا على لُغَة لبَعض الْعَرَب فِي تَقْدِيم الضَّمِير وَقَوله فِي حَدِيث بنت حَمْزَة دُونك ابْنة عمك أحمليها كَذَا للأصيلي وَبَعْضهمْ وَعند الْقَابِسِيّ وَآخَرين حمليها
الْحَاء مَعَ النُّون
(ح ن ا) قَوْله نقاعه الْحِنَّاء ويخضب بِالْحِنَّاءِ مَمْدُود قَالَ ابْن دُرَيْد وَابْن ولاد وَهِي جمع حناة وَأَصله الْهَمْز يُقَال حنات لحيتي بِالْهَمْز بِالْحِنَّاءِ
(ح ن ت م) قَوْله نهي عَن الحنتم وَذكر الحناتم أَيْضا فسره أَبُو هُرَيْرَة فِي الحَدِيث الجرار الْخضر وَقيل هُوَ الْأَبْيَض وَقيل الْأَبْيَض والأخضر وَقيل هُوَ مَا طلي بالحنتم الْمَعْلُوم من الزّجاج وَغَيره وَقيل هُوَ الفخار كُله وَقيل هُوَ معنى قَوْله هُنَا الْخضر أَي السود(1/202)
بالزفت قَالَ الْحَرْبِيّ قيل إِنَّهَا جرار مزفتة وَقيل جرار تحمل فِيهَا الْخمر من مصر أَو الشَّام وَقيل جرار مضراة بِالْخمرِ فَنهى عَنْهَا حَتَّى تغسل وَتذهب رَائِحَته وَقيل جرار تعْمل من طين عجن بالشعر وَالدَّم وَهُوَ قَول عَطاء فنهي عَنْهَا لنجاستها وَقَوله الحنتم المزادة المجبوبة تقدم الْوَهم وَالْخلاف فِيهِ فِي حرف الْجِيم
(ح ن ث) قَوْله لم يبلغُوا الْحِنْث أَي الْإِثْم أَي يكْتب عَلَيْهِم مَاتُوا قبل بلوغهم وَقيل ذَلِك فِي قَول الله تَعَالَى) وَكَانُوا يصرون على الْحِنْث الْعَظِيم
(وَذكر الدَّاودِيّ أَنه يروي الْحِنْث أَي فعل الْمعاصِي وَقَوله يَأْتِي حرا فَيَتَحَنَّث فِيهِ الْأَيَّام آخِره ثاء مُثَلّثَة أَي يتعبد ويتبر رَجَاء تَفْسِيره فِي الحَدِيث وَمَعْنَاهُ يطْرَح الْإِثْم عَن نَفسه وَيفْعل مَا يُخرجهُ عَنهُ وَمِنْه أَشْيَاء كنت أتحنث بهَا فِي الْجَاهِلِيَّة أَي أطلب الْبر بهَا وَقَول عَائِشَة وَلَا أتحنث إِلَى قدري وَمَعْنَاهُ أكسب الْحِنْث وَهُوَ الذَّنب بِخِلَاف مَا تقدم وَعَكسه
(ح ن ج) قَوْله لَا تجَاوز حَنَاجِرهمْ الحنجرة طرف المرى مِمَّا يَلِي الْفَم وَهُوَ الْحُلْقُوم والبلعوم
(ح ن ذ) وَقَوله فَإِنِّي بضب محنوذ وَفِي الحَدِيث الآخر بضبين محنوذين أَي مشوي كَمَا جَاءَ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى مشويين قَالَ الله تَعَالَى) بعجل حنيذ
(قيل هُوَ الَّذِي شوي فِي الْجمار المجمات بالنَّار وَقيل هُوَ الشواء المغموم وَقيل الشواء الَّذِي لم يُبَالغ فِي نضجه
(ح ن ط) والحنوط بِفَتْح الْحَاء مَا يطيب بِهِ الْمَيِّت من طيب يخلط وَهُوَ الحناط أَيْضا وَفِي الحَدِيث الآخر قَول أَسمَاء وَلَا تذروا على حناطا بِضَم الْحَاء وَكسرهَا وَالْكَسْر عِنْد أَكثر شُيُوخنَا وَبِه ذكره الْهَرَوِيّ وحنطت الْمَيِّت إِذا فعلت ذَلِك بِهِ وطيبته بالحنوط
(ح ن ك) قَوْله كَانَ يحنك أَوْلَاد الْأَنْصَار وحنكه بثمرة مشدد النُّون هُوَ ذَلِك حنك الصَّبِي بهَا يُقَال حنكه وحنكه بِالتَّشْدِيدِ وَالتَّخْفِيف حَكَاهُمَا الْهَرَوِيّ
(ح ن ن) قَوْله فحن إِلَيْهِ الْجذع اشتاق وحن كحنين العشار هُوَ صَوت يخرج من الصَّدْر فِيهِ رقة والحنين أَصله تَرْجِيع النَّاقة صَوتهَا أثر وَلَدهَا قَوْله فَيَقُول يَا حنان قيل هُوَ الرَّحِيم وَقيل الَّذِي يقبل على من أعرض عَنهُ
(ح ن ف) وَقَوله الحنيفية السمحة قيل هُوَ دين إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام برا حَنِيفا والحنيف الْمُسْتَقيم قَالَه أَبُو زيد وَقيل مَعْنَاهُ المائلة إِلَى الْإِسْلَام الثَّابِتَة عَلَيْهِ والحنيف المائل من شَيْء إِلَى شَيْء وَقَوله خلقت عبَادي حنفَاء فَاجْتَالَتْهُمْ الشَّيَاطِين مثل قَوْله كل مَوْلُود يُولد على الْفطْرَة أَي خلقهمْ مستقيمين متهيئين لقبُول الْهِدَايَة وَيكون أَيْضا مَعْنَاهُ مُسلمين لما اعْتَرَفُوا بِهِ فِي أول الْعَهْد لقَوْله) أَلَسْت بربكم قَالُوا بلَى
(وسنزيده بَيَانا فِي حرف الْفَاء
(ح ن و) وَقَوله وأحناه على ولد أَي أشفقه حنا عَلَيْهِ يحنوا وأحنى يحني وحنى يحني إِذا أشْفق وَعطف وَمِنْه فِي حَدِيث المرجومين فرأيته يحنو وَقد ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْجِيم وَالْخلاف فِي لَفظه وحنا رَأسه فِي الرُّكُوع أَي أماله وَمثله لم يحن أحد منا ظَهره.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
قَول حَكِيم أَرَأَيْت أَشْيَاء كنت أتحنث بهَا فِي الْجَاهِلِيَّة بثاء مُثَلّثَة تقدم تَفْسِيره كَذَا هُوَ الصَّحِيح وَرِوَايَة الكافة وَالْمَشْهُور فِي سَائِر الْأَحَادِيث وَرَوَاهُ الْمروزِي فِي بَاب من وصل رَحمَه بتاء بِاثْنَتَيْنِ فَوْقهَا وَهُوَ غلط من جِهَة الْمَعْنى لكنه صَحِيح فِي الرِّوَايَة هُنَا وَمن خَالف الْمروزِي هُنَا فقد غلط لِأَن الْوَهم فِيهِ من شُيُوخ البُخَارِيّ لَا من رُوَاته بِدَلِيل قَول البُخَارِيّ وَيُقَال أَيْضا عَن أبي الْيَمَان أتحنث وَذكره عَن معمر(1/203)
وَغَيره وَقد ذكره فِي الْبيُوع عَن أبي الْيَمَان أتحنث أَو أتحنث على الشَّك قَوْله فبدلوا وَقَالُوا حطة حَبَّة فِي شَعْرَة كَذَا لَهُم فِي كتاب التَّفْسِير وَعند الْجِرْجَانِيّ حِنْطَة بِزِيَادَة نون قَوْله فِي صفة بكاء الصَّحَابَة وَلَهُم حنين كَذَا للقابسي والعذري بِالْحَاء الْمُهْملَة وللكافة وَلَهُم خنين بِالْمُعْجَمَةِ وَهُوَ الصَّوَاب قَالُوا وَالْأول وهم والخنين بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة تردد فِي الْبكاء بِصَوْت فِيهِ غنة وَقَالَ أَبُو زيد الخنين مثل الحنين وَهُوَ الشَّديد من الْبكاء وَقد جَاءَ فِي بعض الرِّوَايَات فَأكْثر النَّاس من الْبكاء وَقَالَ ابْن دُرَيْد الخنين تردد بكاء من الْأنف والحنين بِالْحَاء الْمُهْملَة تردده من الصَّدْر
فصل مِنْهُ
قَوْله فِي حَدِيث معمر عَن الزُّهْرِيّ أَن الله يُؤَيّد هَذَا الدّين بِالرجلِ الْفَاجِر شَهِدنَا مَعَ رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) حنينا كَذَا لجَمِيع رُوَاة مُسلم وَكَذَا رَوَاهُ بعض رُوَاة البُخَارِيّ من طَرِيق يُونُس عَن الزُّهْرِيّ وَكَذَا للمروزي وَصَوَابه خَيْبَر وَكَذَا رَوَاهُ ابْن السكن وَأَبُو نعيم وَإِحْدَى روايتي الْأصيلِيّ عَن الْمروزِي فِي حَدِيث يُونُس هَذَا وَكَذَا ذكره البُخَارِيّ من حَدِيث شُعَيْب والزبيدي عَن الزُّهْرِيّ وَكَذَا قَالَ الدهلي عَن عبد الرَّزَّاق عَن معمر قَالَ الذهلي وحنين وهم وَحَدِيث يُونُس عندنَا غير مَحْفُوظ لَكِن رِوَايَة من رَوَاهُ عَن البُخَارِيّ فِي حَدِيث يُونُس هِيَ الصَّوَاب فِي الرِّوَايَة لَا فِي الحَدِيث كَمَا عِنْد مُسلم لِأَنَّهُ روى الرِّوَايَة على وهمها وَإِن كَانَت خطأ فِي الأَصْل أَلا ترى قصد البُخَارِيّ إِلَى التَّنْبِيه عَلَيْهَا بقوله وَقَالَ شُعَيْب عَن يُونُس إِلَى قَوْله حنين فالوهم فِيهِ إِنَّمَا هُوَ من يُونُس وَمن فَوق البُخَارِيّ وَمُسلم لَا من الروَاة عَنْهُمَا وَقَوله فِي الْمُوَطَّأ فِي حَدِيث زيد بن خَالِد فِي الْغلُول توفّي رجل يَوْم حنين كَذَا رَوَاهُ يحيى بن يحيى الأندلسي وَهُوَ غلط وَغَيره يَقُول خَيْبَر وَكَذَا أصلحه ابْن وضاح وَفِي حَدِيث مدعم خرجنَا مَعَ رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) عَام حنين وَفِيه إِن الشملة الَّتِي أَصَابَهَا يَوْم حنين كَذَا روى عَن يحيى أَيْضا عِنْد أَكثر الروَاة وَعند ابْن عبد الْبر فِي الأول خَيْبَر وَكَذَا أصلحه ابْن وضاح وَكَذَا رَوَاهُ أَصْحَاب الصَّحِيحَيْنِ خَيْبَر فيهمَا جَمِيعًا وَكَذَا رُوَاة الْمُوَطَّأ غير يحيى وَهُوَ الصَّوَاب بِدَلِيل قَوْله فِي رِوَايَة أبي إِسْحَاق الْفَزارِيّ عَن ملك بعد هَذَا فَلم نغثم ذَهَبا وَلَا فضَّة إِنَّمَا غنمنا الْبَقر وَالْإِبِل وَالْمَتَاع والحوائط وَلم يكن فِي حنين حَوَائِط جملَة وَفِي حَدِيث عبد ربه بن سعيد أَن رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) حِين صدر من حنين يُرِيد الْجِعِرَّانَة كَذَا الرِّوَايَة وَالصَّوَاب وَأَصْلحهُ ابْن وضاح خَيْبَر وَوهم وَفِي حَدِيث وَطْء السبايا أَن رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بعث يَوْم حنين جَيْشًا إِلَى أَوْطَاس كَذَا لكافة شُيُوخنَا وَعند بعض رُوَاة مُسلم فِي حَدِيث القواريرى وَابْن أبي شيبَة يَوْم خَيْبَر وَهُوَ خطأ وَفِي النّوم عَن الصَّلَاة أَن رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) حِين قفل من خَيْبَر كذ فِي الْمُوَطَّأ والصحيحين لجَمِيع الروَاة وَرَوَاهُ بَعضهم فِي غير الْمُوَطَّأ من غير هَذَا الطَّرِيق من حنين وَصَوَّبَهُ بَعضهم قَالَ أَبُو عمر وخيبر أصح لِأَن ابْن شهَاب وَابْن الْمسيب أعلم النَّاس بالمغازي فَلَا يُقَاس بهما غَيرهمَا وَفِي حَدِيث أم سليم اتَّخذت يَوْم خَيْبَر خنجرا كَذَا فِي رِوَايَة بَعضهم عَن ابْن ماهان والسمرقندي وَهُوَ خطأ وَالصَّوَاب رِوَايَة الْجَمَاعَة يَوْم حنين وخبرها فِي ذَلِك مَشْهُور والْحَدِيث بِنَفسِهِ يدل عَلَيْهِ
الْحَاء مَعَ الصَّاد
(ح ص ب) قَالُوا التحصيب وَلَيْلَة الحصبة بِفَتْح الْحَاء وَسُكُون الصَّاد(1/204)
هُوَ الْمبيت بالمحصب بَين مَكَّة وَمنى وَهُوَ خيف بني كنَانَة وَهُوَ الأبطح وَلَيْسَ من سنَن الْحَج وَقَوله فخصبتهما أَن أصمتا أَي رماهما بالحصباء لينبههما إِذْ لم يُمكنهُ كَلَام وَكَذَلِكَ حَسبه عمر وحصبوا الْبَاب كُله الرَّمْي بالحصباء وَقَوله إصابتها الحصبة بِفَتْح الْحَاء وَسُكُون الصَّاد وَيُقَال بِفَتْح الصَّاد أَيْضا وبكسرها دَاء مَعْرُوف الْحَصْبَاء مَمْدُود وحصباء الْجمار هِيَ الْحَصَى
(ح ص د) قَوْله أحصدوهم حصدا يَعْنِي اقْتُلُوهُمْ واستأصلوهم كَمَا يحصد الزَّرْع يُقَال حصده بِالسَّيْفِ إِذا قَتله وَقيل فِي قَوْله تَعَالَى) مِنْهَا قَائِم وحصيد
(أَي ذهب فَلم يبْق لَهُ أثر وَقَوله كالأرزة حَتَّى تستحصد أَي تنقلع من أَصْلهَا كَمَا فِي الحَدِيث الآخر حَتَّى تنجعف بِمرَّة من الحصد وَهُوَ الاستيصال كَمَا تقدم وَرَوَاهُ بَعضهم تستحصد بِضَم التَّاء وَفتح الصَّاد وَالْأَوْجه بِهِ هُنَا بِفَتْح التَّاء وَكسر الصَّاد وَكَذَلِكَ فِي الزَّرْع إِذا استحصد وَحَتَّى يحصد
(ح ص ر) قَوْله تعرض الْفِتَن على الْقُلُوب كالحصير وَعرض الْحَصِير عودا عودا قيل مَعْنَاهُ تحيط بالقلوب يُقَال حصر بِهِ الْقَوْم إِذا أَحدقُوا بِهِ وَقيل حَصِير الْجنب عرق يَمْتَد مُعْتَرضًا على جنب الدَّابَّة إِلَى نَاحيَة بَطنهَا شبهها بذلك وَقَالَ ثَعْلَب الْحَصِير لحم يكون فِي جَانب الصلب من لدن الْعُنُق إِلَى المتين وَقيل أَرَادَ عرض أهل الْحق وَاحِدًا وَاحِدًا والحصير السجْن وَقيل تعرض بالقلوب فتلصق بهَا لصق الْحَصِير بالجنب وتأثيرها فِيهِ أعوادها فِي الْجلد إِذا لزقت بِهِ وَإِلَى هَذَا كَانَ يذهب من شُيُوخنَا سُفْيَان بن العَاصِي والوزير أَبُو الْحُسَيْن وَقيل تعرض عَلَيْهَا وَاحِدَة وَاحِدَة كَمَا تعرض المنقية لشطب حَصِير وَهُوَ مَا تنسج مِنْهُ من لحاء القضبان على النساجة وتناوله لَهَا عود بعد آخر وَإِلَى هَذَا كَانَ يذهب من شُيُوخنَا أَبُو عبد الله بن سُلَيْمَان وَهُوَ أشبه بِلَفْظ الحَدِيث وَمَعْنَاهُ وَقد بسطنا الْكَلَام عَلَيْهِ وبيناه فِي الْإِكْمَال لشرح صَحِيح مُسلم وَسَيَأْتِي اخْتِلَاف الرِّوَايَة فِي قَوْله عودا عودا وَاخْتِلَاف التَّأْوِيل فِيهِ فِي حرف الْعين إِن شَاءَ الله وَقَوله فِي الْمحصر والإحصار والحصر وَلما حصر رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) ويروي أحْصر قَالَ إِسْمَاعِيل القَاضِي الظَّاهِر فِي اللُّغَة أَن الْإِحْصَار بِالْمرضِ الَّذِي يحبس عَن الْحَج وَإِن الْحصْر بالعدو وَنَحْوه لأبي عُبَيْدَة وَقَالَ ابْن قُتَيْبَة أحْصر بِالْمرضِ والعدو وحصره الْعَدو وَمِنْه فَلَمَّا حصر وَكُنَّا محاصرين حصن خَيْبَر أَي مانعيهم الْخُرُوج وَإِذا حاصرت أهل حصن وَاصل الْإِحْصَار الْمَنْع والحصور الْمَمْنُوع عَن النِّسَاء أما خلقَة أَو عِلّة فعول بِمَعْنى مفعول وَقيل هُوَ فِي يحيى بن زَكَرِيَّاء آيَة
(ح ص ل) قَوْله بذهبة فِي أَدِيم مقروظ لم تحصل من ترابها أَي لم تخلص وتصف حَتَّى يثبت مِنْهَا التبر وأصل حصل ثَبت يُقَال مَا حصل فِي يَده مِنْهُ شَيْء أَي مَا ثَبت وَقيل رَجَعَ وحصلت الْأَمر حققته وأثبته
(ح ص ن) وَقَوله حصان رزان بِفَتْح الْحَاء أَي عفيفة وَجَاء الْإِحْصَان فِي الْقُرْآن والْحَدِيث بِمَعْنى الْإِسْلَام وَبِمَعْنى الْحُرِّيَّة وَبِمَعْنى التَّزْوِيج وَبِمَعْنى الْعِفَّة لِأَن أصل الْإِحْصَان الْمَنْع وَالْمَرْأَة تمْتَنع من الْفَاحِشَة بِكُل وَاحِدَة من هَذِه الْوُجُوه بإسلامها وحريتها وعفتها وزواجها وَيُقَال أحصنت الْمَرْأَة فَهِيَ مُحصنَة وَأحْصن الرجل فَهُوَ مُحصن وأحصنا فهما مُحصن ومحصنة قَالَ الله تَعَالَى) محصنين غير مسافحين
(و) محصنات غير مسافحات
(وَقُرِئَ(1/205)
محصنات بِالْفَتْح وَالْكَسْر فَإِذا أحصن بِالضَّمِّ وَالْفَتْح وَفِي حَدِيث عمرَان بن حُصَيْن وَإِلَى جَانِبه حصان هَذَا بِكَسْر الْحَاء الْفرس كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيث الآخر فرس والحصان الْفرس النجيب
(ح ص ص) وَقَوله أدبر الشَّيْطَان وَله حصاص بِضَم الْحَاء قيل ضراط كَمَا جَاءَ مُفَسرًا فِي الحَدِيث الآخر وَقيل شدَّة عَدو وَقَوله حصت كل شَيْء أَي اجتاحته وأفنته واستأصلته يُقَال حص رَحمَه إِذا قطعهَا وحصت الْبَيْضَة رَأسه حلقت شعره
(ح ص ى) وَنهى عَن بيع الْحَصَاة مَقْصُور بيع يتبايعه أهل الْجَاهِلِيَّة قيل كَانُوا يتساومون فَإِذا طرح الْحَصَاة وَجب البيع وَقيل بل كَانُوا يتبايعون شَيْئا من أَشْيَاء على أَن البيع يجب فِي الشَّيْء الَّذِي تقع عَلَيْهِ الحصات وَقيل بل إِلَى مُنْتَهى الْحَصَاة وَكله من بُيُوع الْغرَر والمجهول وَجمع الْحَصَاة حَصى مَقْصُور وَقَوله لَا تحصى فيحصي الله عَلَيْك أَي لَا تتكلفي معرفَة قدر إنفاقك وَفِي حَدِيث آخر لَا توعى وَآخر لَا توكى كُله كِنَايَة عَن الْإِمْسَاك عَن الْإِنْفَاق والتقتير كَمَا قَالَ فِي خِلَافه يَا ابْن آدم أنْفق أنْفق عَلَيْك والإحصاء للشَّيْء مَعْرفَته أما قدرا أَو عددا قَوْله أكل الْقُرْآن أحصيت غير هَذَا أَي حفظت وَقَوله فِي حديقة الْمَرْأَة الَّتِي خرصها أحصيها حَتَّى نرْجِع أَي حوطيها وأحفظيها ليعلم صدق خرصه إِذا جدت وَالله أعلم بِدَلِيل آخر الحَدِيث وَمِنْه قَوْله لَا أحصي ثَنَاء عَلَيْك أَي أحيط بِقَدرِهِ وَقيل لَا أُطِيقهُ وَلَا أبلغ حق ذَلِك وَلَا كنهه وغايته قَالَ ملك لَا أحصى نِعْمَتك وإحسانك وَالثنَاء بهَا عَلَيْك وَإِن اجتهدت فِي ذَلِك وَقَوله فِي الْأَسْمَاء من أحصاها دخل الْجنَّة قيل من علمهَا وأحاط علما بهَا وَقيل أحصاها أطاقها أَي أطَاق الْعَمَل وَالطَّاعَة بِمُقْتَضى كل اسْم مِنْهَا وَقيل فِي قَوْله تَعَالَى) علم أَن لن تحصوه
(أَي تطيقوه وَقيل مَعْنَاهُ حفظ الْقُرْآن فأحصاها لحفظه لِلْقُرْآنِ وَقيل أحصاها وحد بهَا ودعا إِلَيْهَا وَقيل من أحصاها علما وإيمانا وَقيل من حفظهَا وَبِهَذَا اللَّفْظ رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي آخر كتاب الدَّعْوَات وَمِنْه قَوْله أكل الْقُرْآن أحصيت أَي حفظت وَقيل من علم مَعَانِيهَا وَعمل بهَا وَقَوله اسْتَقِيمُوا وَلنْ تُحْصُوا أَي ألزموا سلوك الطَّرِيق القويمة فِي الشَّرِيعَة وسددوا وقاربوا وَلَا تغلوا فَلَنْ تقدروا الْإِحَاطَة بأعمال الْبر كلهَا وَلَا تُطِيقُوا ذَلِك وَهُوَ مثل قَوْله دين الله بَين المقصر والغالي وَقيل مَعْنَاهُ لن تُطِيقُوا الاسْتقَامَة فِي جَمِيع الْأَعْمَال وَهُوَ يرجع إِلَى مَا تقدم وَقيل وَلنْ تُحْصُوا لَا تقدروا مَا لكم فِي ذَلِك من الثَّوَاب وَقَوله أحصوا لي كم تلفظ بِالْإِسْلَامِ أَي عدوهم قَوْله فِي الْحَج كل حَصَاة مِنْهَا حَصى الْخذف كَذَا جَاءَ فِي كتاب مُسلم عَن عَامَّة شُيُوخنَا وَمَعْنَاهُ مثل حَصى الْخذف كَمَا يُقَال ريد الْأسد أَي مثله وَقد جَاءَ فِي رِوَايَة القَاضِي التَّمِيمِي مثل حَصى مُبينًا وَكَذَلِكَ فِي غير مُسلم.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
فِي حَدِيث بدر وَضرب الْملك للمشرك وَقَوله كَضَرْبَة السَّوْط فاخضر ذَلِك أجمع كَذَا لَهُم وَهُوَ الصَّحِيح وَفِي بعض الرِّوَايَات عَن رُوَاة مُسلم فأحصى ذَلِك أجمع بِالْحَاء وَالصَّاد الْمُهْمَلَتَيْنِ يَعْنِي رِوَايَته لما ذكر من الحَدِيث وَحفظه وَهُوَ وهم وَالله أعلم قَوْله فِي بَاب مَا يصاب من الطَّعَام بِأَرْض الْعَدو وَكُنَّا محاصرين حصن خَيْبَر كَذَا لكافتهم وَهُوَ الْمَعْرُوف وتقيد فِي كتاب الْأصيلِيّ بِخَطِّهِ محاضرين(1/206)
بالضاد وَهُوَ وهم قلم وَالله أعلم
الْحَاء مَعَ الضَّاد
(ح ض ر) قَوْله إِن الفر إِذا حضر وَإِن ابْنَتي حضرت وَقَوله لما حضرت أَبَا طَالب الْوَفَاة وَحين حَضرته الْوَفَاة يُقَال حضر الْمَوْت الْإِنْسَان وَحضر الْمَيِّت واحتضر إِذا حَان مَوته قَالَ الله تَعَالَى) حَتَّى إِذا حضر أحدهم الْمَوْت
(وَقَوله قِرَاءَة آخر اللَّيْل محضورة أَي تحضرها الْمَلَائِكَة كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث الآخر مَشْهُودَة وَقَالَ يتعاقبون فِيكُم مَلَائِكَة الحَدِيث وَقَالَ) إِن قُرْآن الْفجْر كَانَ مشهودا
(وَقَوله حَضْرَة النداء للصَّلَاة أَي عِنْدهَا ومشاهدة وَقتهَا وَمِنْه مَا من امْرِئ تحضره صَلَاة مَكْتُوبَة أَي يَجِيء وَقتهَا وَحَضَرت الصَّلَاة حانت بِالْفَتْح وَحكى بَعضهم فِيهِ حضرت بِالْكَسْرِ وَقَوله فأحضر فأحضرت أَي عدى يجْرِي فعدوت والحضر بِالضَّمِّ الجري والعدو وَمِنْه فِي الحَدِيث الآخر فَخرجت أحضر أَي أسْرع وَقَوله دف نَاس حَضْرَة الْأَضْحَى كَذَا روينَاهُ بِإِسْكَان الضَّاد عَن أَكْثَرهم وَضَبطه الجياني حَضَره أَيْضا بفتحهما ومعناهما سَوَاء صَحِيح بِالسُّكُونِ بِمَعْنى الْقرب والمشاهدة وبالفتح بِمَعْنَاهُ قَالَ فِي الجمهرة حَضْرَة الرجل فناؤه وَقَالَ يَعْقُوب كَلمته بِحَضْرَة فلَان وحضرته وحضرته وَحضر فلَان وَزَاد أَبُو عبيد وحضرة فلَان بفتحهما
(ح ض ض) قَوْله يحضهم ويحض بَعضهم بَعْضًا أَي يحملهم على ذَلِك ويؤكد عَلَيْهِم فِيهِ
(ح ض ن) قَوْله الأنخس الشَّيْطَان فِي حضنيه أَي جَنْبَيْهِ وَقيل الحضن الخاصرة.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
فِي حَدِيث الْأَنْصَار فِي السَّقِيفَة وتحضنونا من الْأَمر بِضَم التَّاء أَي تخرجوننا فِي نَاحيَة عَنهُ وتختزلوننا مِنْهُ وتستبدون بِهِ وَنَحْوه لأبي عبيد كَذَا رِوَايَة الكافة بِضَم التَّاء وَرَوَاهُ ابْن السكن يحتصونا بحاء مُهْملَة وَالْأول الْوَجْه وَفِي رِوَايَة أبي الْهَيْثَم يحصنوننا بصاد مُهْملَة وَلَا وَجه لَهُ وَقد جَاءَ مُفَسرًا بِمَا قبله يُرِيدُونَ أَن يختزلوننا من أصلنَا ويحضنوننا من الْأَمر قَالَ أَبُو دُرَيْد يُقَال أحضنت الرجل عَن كَذَا إِذا أنحيته عَنهُ واستبددت بِهِ دونه وَمِنْه قَول الْأَنْصَار وَذكره وَقَالَ الْهَرَوِيّ فِيهِ حضنت وَرُوِيَ الحَدِيث يحضنوننا بِفَتْح الْيَاء وَقد تتَوَجَّه هُنَا رِوَايَة ابْن السكن يحتصونا أَي ستأصلوا أمرنَا ويقطعوا سببنا من هَذَا الْأَمر حص رَحمَه قطعه وحصت الْبَيْضَة رَأسه حلقت شعره وحصتهم السّنة استأصلتهم وَقَوله فِي الْمَوْلُود إِلَّا لَكِن الشَّيْطَان فِي حضنيه بِكَسْر الْحَاء أَي جَنْبَيْهِ وَقيل الحضن الخاصرة وَرَوَاهُ ابْن ماهان خصييه بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة وَالصَّاد الْمُهْملَة يَعْنِي الْعَوْرَة وَلَيْسَ بِشَيْء وَالصَّوَاب الأول وَقد جَاءَ فِي البُخَارِيّ فِي بَاب بَدْء الْخلق فِي جَنْبَيْهِ مُفَسرًا وَفِي الحَدِيث نَفسه مَا يَدْفَعهُ قَوْله إِلَّا مَرْيَم وَابْنهَا وَمَرْيَم أُنْثَى
الْحَاء مَعَ الْفَاء
(ح ف ز) قَوْله وَقد حفزه النَّفس أَي استوفزه وكده والاحتفاز الاستيفاز والاستعجال وَمِنْه قَوْله فِي الحَدِيث الآخر أَتَى بِتَمْر فَجعل يَأْكُلهُ وَهُوَ محتفز أَي مستعجل مستوفز غير مُتَمَكن فِي جُلُوسه كَأَنَّهُ يثور للْقِيَام
(ح ف ظ) وَقَوله فاحفظ الْأنْصَارِيّ بِظَاء مُعْجمَة غاظه وأغضبه وَهِي الحفيظة والحفظة وَقَوله من حفظهَا وحافظ عَلَيْهَا حفظ دينه يَعْنِي الصَّلَوَات قيل حفظهَا راعاها وَقَامَ بحدودها وحافظ عَلَيْهَا أَي فِي أَوْقَاتهَا كَمَا قَالَ تَعَالَى) قد أَفْلح الْمُؤْمِنُونَ الَّذين هم فِي صلَاتهم خاشعون
(ثمَّ قَالَ) وَالَّذين هم على صلواتهم يُحَافِظُونَ
(فالخشوع أَولا بِمَعْنى الْحِفْظ فِي الحَدِيث والمحافظة بِمَعْنى فيهمَا وَقيل هما بِمَعْنى وَكرر للتَّأْكِيد وَقيل حَافظ عَلَيْهَا(1/207)
أدام الْحِفْظ لَهَا وَحكى الدَّاودِيّ أَنه روى أَو حَافظ عَلَيْهَا على الشَّك وَهَذَا لم يَقع فِي رِوَايَة أحد من شُيُوخنَا فِي الموطآت وَمعنى حفظ دينه أَي معظمه وَيحْتَمل ظننا بِهِ حفظ سَائِر دينه
(ح ف ل) قَوْله وَتبقى حفالة كحفالة بِضَم الْحَاء قيل هِيَ بَقِيَّته الردية ونفاتته وَفِي حَدِيث آخر حثالة وَقد ذَكرْنَاهُ وهما بِمَعْنى قَالَ الْأَصْمَعِي الحفالة الردي من كل شَيْء وَقَالَ أَبُو زيد هِيَ كمامه وقشوره الَّتِي تبقى بعد رَفعه وَقَوله نهى عَن بيع المحفلة هِيَ الَّتِي حقن اللَّبن فِي ضرْعهَا وَهِي مثل المصرات وَقَوله شَاة حافلا أَي ذَات لبن فضرعها مملو لَبَنًا
(ح ف ن) قَوْله لتحفن على رَأسهَا ثَلَاث حفنات هُوَ أَخذ ملْء الْيَدَيْنِ من المَاء وَغَيره وَمثله حثى وحثن وَقد ذَكرْنَاهُ قبل وَفِي حَدِيث زَمْزَم فِي كتاب الْأَنْبِيَاء فَجعلت تحفن من المَاء مثله كَمَا قَالَ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى تغرف كَذَا رَوَاهُ بالنُّون الْأصيلِيّ ولسائر الروَاة تحفر بالراء وَالْأول الصَّوَاب
(ح ف ف) قَوْله وحفوا دونهمَا بِالسِّلَاحِ ويحفونهم بأجنحتهم وحفت بهم الْمَلَائِكَة كُله بِمَعْنى أحد قوابهم وصاروا فِي جوانبهم وَمِنْه فِي الحَدِيث الآخر حافة الطَّرِيق أَي جَانبهَا وَمِنْه حفت الْجنَّة بالمكاره وَقَوله فِي محفتها هِيَ شبه الهودج إِلَّا أَنه لَا قبَّة عَلَيْهَا
(ح ف ش) قَوْله هلا جلس فِي حفش أمه بِكَسْر الْحَاء وخباء فِي الْمَسْجِد أَو حفش قَالَ أَبُو عبيد الحفش الدرج وَجمعه أحفاش شبه بَيت أمه فِي صغره بِهِ وَقَالَ الشَّافِعِي الْبَيْت الْقَرِيب السّمك وَقَالَ ملك الْبَيْت الصَّغِير الخرب وَقيل الحفش مثل الْقبَّة وَشبههَا تصنع من خوص تجمع فِيهَا الْمَرْأَة غزلها وسقطها كالدرج شبه الْبَيْت الحقير بِهِ وَمثله فِي حَدِيث الْمُعْتَدَّة فَدخلت حفشالها سمي بِهَذَا كُله لضيقه وصغره
(ح ف و) وَقَوله حَتَّى أحفوه بِالْمَسْأَلَة أَي أَكْثرُوا عَلَيْهِ والحوا وَقَوله أحفى شَاربه وَأمر بإحفاء الشَّوَارِب وأحفوا الشَّوَارِب رباعي يقالوا فِيهِ أحفيت وَحكى الْأَنْبَارِي حفوت ثلاثي وَهُوَ جز شعره واستقصاؤه وَقد روى جزوا وَقد ذَكرْنَاهُ فِي بَاب الْجِيم وَفِي حَدِيث الْحجر كَانَ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بك حفيا أَي بارا وصُولا يُقَال أحفى بِهِ وتحفى بِهِ وحفي بِهِ أَي بَالغ فِي بره وَقَوله لأستحفين عَن ذَلِك أَي لأكثرن السُّؤَال عَنهُ يُقَال أحفى فِي السُّؤَال والاعتناء أَي استقصى وَبَالغ فِي ذَلِك.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
قَوْله فِي حَدِيث الْفَتْح أحصدوهم حصدا وأحفي بِيَدِهِ على الْأُخْرَى أَي أَشَارَ إِلَى استيصال الْقطع كَمَا يفعل حاصد الزَّرْع إِذا حصده وَمثل ذَلِك تجريره على الْأُخْرَى وَهِي مَقْبُوضَة وَقيل أحفى بَالغ وَرَوَاهُ بَعضهم وأكفى بِيَدِهِ بِالْكَاف أَي أمال وقلب وهما بِمَعْنى وَاحِد وَفِي بَعْضهَا أخْفى بِالْخَاءِ وَلَا وَجه لَهُ قَوْله فاحتفزت كَمَا يحتفز الثَّعْلَب كَذَا هُوَ عِنْد السَّمرقَنْدِي بالزاي وَعند كافتهم بالراء الْمُهْملَة وَالْأول هُوَ الصَّوَاب وَمَعْنَاهُ تضاممت وَاجْتمعت حَتَّى وسع من مدْخل الْجَدْوَل وبساط الحَدِيث ومقصده يدل عَلَيْهِ وَيظْهر خطأ الرِّوَايَة الْأُخْرَى وَقَوله فِي كتاب الْأَدَب تِلْكَ الْكَلِمَة يحفظها الجنى كَذَا لَهُم هُنَا من الْحِفْظ وللقابسي يَخْطفهَا بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة والطاء الْمُهْملَة مُقَدّمَة من الاختطاف وَفِي كتاب التَّوْحِيد يَخْطفهَا لكافتهم وَعند الْقَابِسِيّ وعبدوس يحفظها وَالصَّوَاب يَخْطفهَا وَهُوَ الصَّحِيح فِي غير هَذَا الْموضع لجميعهم وَفِي كتاب الله تَعَالَى) إِلَّا من خطف الْخَطفَة
(فِي حَدِيث هَاجر وزمزم فَجعلت تحفن كَذَا للأصيلي بالنُّون وَلغيره تحفر بالراء وَكِلَاهُمَا لَهُ وَجه وتحفن تجمع المَاء بِيَدَيْهَا مَعًا(1/208)
فِي سقائها وتحفر أَي تعمق لَهُ وَهُوَ أوجه هُنَا بِدَلِيل الحَدِيث الآخر تحوضه بِالْحَاء الْمُهْملَة أَي تجْعَل لَهُ حوضا ثمَّ بعد هَذَا قَالَ وَجعلت تغرف فِي سقائها وبدليل قَوْله عَلَيْهِ السَّلَام لَو تركته كَانَ عينا معينا وَفِي الْوَقْف من حفر بير رومة فَلهُ الْجنَّة فحفرتها كَذَا فِي نسخ البُخَارِيّ وَقيل هُوَ وهم وَالْمَعْرُوف الْمَشْهُور من اشْترى بير رومة وَإِن عُثْمَان اشْتَرَاهَا وَلم يحفرها وَقَول أبي خَليفَة كتبت إِلَى ابْن عَبَّاس أَن يكْتب إِلَيّ ويحفى عني ثمَّ ذكر عَن ابْن عَبَّاس اخْتَار لَهُ الْأُمُور اخْتِيَارا وأحفى عَنهُ كَذَا روايتنا فِيهِ عَن أبي بَحر وَأبي عَليّ من شُيُوخنَا بِالْحَاء الْمُهْملَة وقيدناه عَن ابْن أبي جَعْفَر وَعَن التَّمِيمِي بِالْمُعْجَمَةِ وهوا لذِي صَوبه لنا بعض شُيُوخنَا من غير رِوَايَة وَقَالَ لَعَلَّه بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة وَمَعْنَاهُ عِنْدِي على هَذَا لَا تُحَدِّثنِي بِكُل مَا رويته وَلَكِن أخف عني بعضه مِمَّا لَا أحتمله وَلَا ترَاهُ لي صَوَابا ويعضده قَول ابْن عَبَّاس اخْتَار لَهُ الْأُمُور اخْتِيَارا وَيظْهر لي أَن الصَّوَاب الرِّوَايَة الأولى وَيكون الإحفاء النَّقْص من إحفاء الشَّوَارِب وَهُوَ جزها وَيكون بِمَعْنى الْإِمْسَاك من قَوْلهم سَأَلَني فحفوته أَي منعته أَي أمسك عني بعض مَا مَعَك مِمَّا لَا أحتمله وَقد يكون الإحفاء أَيْضا بِمَعْنى الِاسْتِقْصَاء من إحفاء الشَّوَارِب وعني هُنَالك بِمَعْنى عَليّ أَي استقص مَا تخاطبني بِهِ ونخله وَجَوَاب ابْن عَبَّاس يدل عَلَيْهِ وَذكر المفجع اللّغَوِيّ فِي كِتَابه المنقد أحفى فلَان بفلان إِذا أربى عَلَيْهِ فِي المخاطبة وَمِنْه أحفوه فِي الْمَسْأَلَة أَي أَكْثرُوا فَكَأَنَّهُ يَقُول لَهُ ويحفى عني يَقُول لَا تكْثر عَليّ وَعَن الْأَكْثَر عني وَالله أعلم فِي فتح مَكَّة أحصدوهم حصدا وأحفى بِيَدِهِ على الْأُخْرَى كَأَنَّهُ أَشَارَ إِلَى الْمُبَالغَة وَفِي الحَدِيث أَن الله يحب العَبْد التقى الحفى كَذَا هُوَ عِنْد العذرى بحاء مُهْملَة وَلغيره بِالْمُعْجَمَةِ وَهُوَ الصَّوَاب وَقَوله فِي حَدِيث ابْن أبي شيبَة فِي الْإِيمَان وَالْإِسْلَام وَإِذا كَانَت العراة الحفاة رُؤُوس النَّاس بِالْحَاء الْمُهْملَة جمع حاف كَذَا لكافتهم كَمَا فِي غير هَذِه الرِّوَايَة وَعند ابْن الْحذاء الحفدة مَكَان الحفاة وَمَعْنَاهُ هُنَا الْخدمَة كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث الآخر رعاء الشَّاة
الْحَاء مَعَ الْقَاف
(ح ق ب) قَوْله وأحقبها خَلفه أَي أردفها وَرَاءه وَجعلهَا مَكَان الحقيبة كَذَا روينَاهُ وَرَوَاهُ بَعضهم أعقبها وَهُوَ بِمَعْنَاهُ أَي جعلهَا خَلفه وَقَوله وَنحن خفاف الحقائب جمع حقيبة وَهِي مَا يشد فِي مؤخرة الرجل يرفع فِيهَا الرجل مَتَاعه وَمَا يحْتَاج إِلَيْهِ وَمِنْه احتقب فلَان خيرا أَو شرا كَأَنَّهُ رَفعه فِي حقيبته لوقت الْحَاجة وَفِي الحَدِيث فَانْتزع طلقا من حقبه الحقب هُوَ الْحَبل يشد وَرَاء الْبَعِير وَضَبطه بَعضهم حقبه بِالسُّكُونِ أَي مِمَّا أحتقبه وَقد ذكرنَا هَذَا الْخَبَر وَالِاخْتِلَاف فِيهِ وَالوهم فِي حرف الْجِيم وَالْعين
(ح ق ل) فِيهَا المحاقلة وَهُوَ مُفَسّر فِي الحَدِيث كِرَاء الأَرْض للزِّرَاعَة بالزرع وَقيل بِجُزْء مِمَّا يخرج مِنْهَا وَقيل بيع الزَّرْع بِالْحِنْطَةِ كَيْلا كالمزابنة فِي الثِّمَار وَبِذَلِك فسره جَابر فِي حَدِيث مُسلم وَقيل بيع الزَّرْع قبل طيبه وَقيل بَيْعه فِي سنبله بِالْبرِّ وَذكر الحقل وَهُوَ الفدان والمزرعة وَجَمعهَا محاقل وَقد جَاءَ جمعهَا فِي الحَدِيث وَقيل الحقل الزَّرْع مادام أَخْضَر وَقيل أَصْلهَا أَن يَأْخُذ أَحدهمَا حقلا من الأَرْض لحقل آخر لِأَنَّهَا مفاعلة من ذَلِك وَمِنْه كَانَ أَكثر النَّاس حقلا أَي فدادين وتحقل على أربعاء لَهَا أَي تزرع على جداول وَقد ذكرنَا هَذَا وَالْخلاف فِيهِ فِي الْجِيم وَالْعين
(ح ق ن) قَوْله مَا بَين حافنتي وذاقنتي قيل الحاقنة مَا سفل من الْبَطن والذاقنة مَا علا(1/209)
وَقيل الحاقنة مَا فِيهِ الطَّعَام وَقيل الحاقنتان الهبطتان اللَّتَان بَين الترقوتين وحبلى العاتق وَقَالَ أَبُو عبيد الحواقن مَا يحقن الطَّعَام فِي بَطْنه والذواقن أَسْفَل من ذَلِك وَقيل الذاقنة ثغرة الذقن وَقيل طرف الْحُلْقُوم
(ح ق ف) وَقَوله فِي خبر عِيسَى ويستظلون بحقفها يُرِيد الرمانة أَي بمعقر قشرها والحقف أعلا الجمجمة وَقَوله فَإِذا بِظَبْيٍ حَاقِف أَي نَائِم منحن فِي نَومه واصله الإنعقاف والاستدارة وَمِنْه حقف الرمل وَهُوَ مَا عظم مِنْهُ واستدار وَقَالَ ابْن وهب وَاقِف فِي مَوضِع الْغَار فِي الْجَبَل
(ح ق ق) قَوْله فِي الزكوة حقة طروقة الْفَحْل هِيَ ابْنة ثَلَاث سِنِين وَدخلت فِي الرَّابِعَة قيل لِأَنَّهَا اسْتحقَّت أَن تركب وَيحمل عَلَيْهَا وَقيل لِأَن أمه اسْتحقَّت الْحمل من الْعَام الْمقبل وَالذكر حق وَقيل لِأَنَّهَا اسْتحقَّت أَن يضْربهَا الْفَحْل وَقَوله حق الْمُسلم على الْمُسلم أَي الْوَاجِب لَهُ أَو الْمُؤَكّد فِي حَقه وَالْمَنْدُوب إِلَيْهِ وأعطوا الطَّرِيق حَقه أَي واجبه ويحق على كل مُسلم لَهُ شَيْء يُوصي بِهِ أَي من الحزم وَالنَّظَر وَيُؤَدِّي حَقّهَا وَمَا حَقّهَا واستحقوا الْعقُوبَة واستوعى لَهُ حَقه كُله من الْوُجُوب وَالْحق يكون بِمَعْنى الْوُجُوب وَبِمَعْنى الحزم وَبِمَعْنى الصدْق وَبِمَعْنى التَّخْصِيص وَالتَّرْغِيب وَلَا يفض الْخَاتم إِلَّا بِحقِّهِ أَي بِالْوَجْهِ الْمُبَاح الْجَائِز وَحَتَّى يبلغ حَقِيقَة الْإِيمَان أَي خالصه وَمن رَآنِي فقد رأى الْحق قيل رُؤْيَاهُ حق صَادِقَة لَيْسَ فِيهَا ضغث حلم وَلَا تخييل شَيْطَان وَقيل رَآنِي حَقِيقَة ورآ ذاتي غير مشبهة على الِاخْتِلَاف فِي تَأْوِيل الحَدِيث الآخر فقد رَآنِي فَإِن الشَّيْطَان لَا يتَمَثَّل بِي وَقَوله أَمينا حق أَمِين أَي أَمينا حَقِيقَة وَحقّ هُنَا على مَا تقدم من معنى الْوُجُوب أَي وَجَبت لَهُ هَذِه الفصة أَو بِمَعْنى الصدْق أَي صدق واصفه بذلك وَقَوله فجَاء رجلَانِ يحتقان أَي يختصمان بتَشْديد الْقَاف وَقَوله فِي تَأْخِير الصَّلَاة ويحتقونها إِلَى شَرق الْمَوْتَى أَي يضيقون وَقتهَا إِلَى ذَلِك الْحِين يُقَال هم فِي حلق من كَذَا أَي ضيق وشرق الْمَوْتَى يفسره فِي حرفه وَقَول البُخَارِيّ فِي تَفْسِير الحاقلة لِأَن فِيهَا الثَّوَاب وَالْعِقَاب وحواق الْأُمُور وَقَوله أَتَدْرِي مَا حق الله على الْعباد وَذكر حق الْعباد على الله قيل يحْتَمل أَن يُرِيد حَقًا شَرْعِيًّا لَا وَاجِبا بِالْعقلِ وَيكون خرج مخرج الْمُقَابلَة للفظ الأول
(ح ق ق) فأعطانا حقوه بِالْفَتْح أَي إزَاره وأصل ألحقو معقد الْإِزَار من الْإِنْسَان فَسُمي بِهِ الْإِزَار وَيدل عَلَيْهِ قَوْله فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى فَنزع من حقوه إزَاره وَفِي الحَدِيث الآخر أشدد على حقويك أَي على طرفِي وركيك وَهُوَ مشد الْإِزَار وَقيل بل إِنَّمَا صَوَابه الكشح وَأَنه معقد الْإِزَار فِي الخصر وَلَيْسَ بِطرف الورك وَهُوَ قَول الْخَلِيل وَقَوله فِي الرَّحِم فَأخذت بحقوى الرَّحْمَن أصل ألْحقُوا بِفَتْح الْحَاء طرف الورك أَو مَوضِع النطاق وَسمي بِهِ الْإِزَار كَمَا تقدم ثمَّ أستعير هَذَا الْكَلَام للاستجارة يُقَال عذت بحقو فلَان رأى استجرت بِهِ لما كَانَ من يستجير بآخر يَأْخُذ بِثَوْبِهِ وَإِزَاره فَهُوَ فِي حق الله تَعَالَى بِهَذَا الْمَعْنى وَالله تعلى منزه عَن المشابهة بخلقه وَمثله فِي الحَدِيث الآخر وَمِنْهُم من تَأْخُذهُ النَّار إِلَى حقْوَيْهِ رَاجع إِلَى مَا تقدم أَولا من مَوضِع معقد الْإِزَار أَو طرف الورك.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
فِي حَدِيث لَيْلَة الْقدر فجَاء رجلَانِ يحتقان بتاء بعد الْحَاء بعْدهَا قَاف مُشَدّدَة مَفْتُوحَة كَذَا رَوَاهُ عَامَّة شُيُوخنَا فيهمَا وَهُوَ الْمَعْرُوف الْمَشْهُور وَالَّذِي ذكره أَصْحَاب الْغَرِيب والشارحون أَي يتخاصمان فِي حق يَطْلُبهُ أَحدهمَا من الآخر وَقد ذكره مُسلم فِي بعض طرقه مُفَسرًا يختصمان وَرَوَاهُ بعض الروَاة(1/210)
يحنقان بنُون مَكْسُورَة وَتَخْفِيف الْقَاف من الحنق والغيط وَلَيْسَ بِشَيْء وَفِي حَدِيث بنت حَمْزَة فَقَالَ عَليّ أَنا أَحَق بهَا كَذَا لِابْنِ السكن ولسائر الروَاة أَنا أَخَذتهَا وَهَذِه الرِّوَايَة عِنْد أبين لقَوْله فِي أول الحَدِيث فَأَخذهَا عَليّ وَقَالَ لفاطمة دُونك بنت عمك وَكَذَا جَاءَ فِي كتاب الشُّرُوط للْجَمِيع قَوْله الْمُسلم أَخُو الْمُسلم إِلَى قَوْله وَلَا يحقره كَذَا رَوَاهُ السَّمرقَنْدِي والسجزي بِالْحَاء الْمُهْملَة وَالْقَاف من الحقرية أَي يستصغره ويذله ويتكبر عَلَيْهِ وَرَوَاهُ العذري وَلَا يخفره بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة وَالْفَاء وَضم الْيَاء أَوله أَي لَا يغدره ويخونه يُقَال خفرت الرجل أحرته وأمنته وأخفرته لم أوف لَهُ وغدرته وَكَذَلِكَ الْخلاف فِي آخر الحَدِيث بِحَسب امْرِئ من الشران يحقر أَخَاهُ على مَا تقدم للرواة وَالصَّوَاب أَن يكون من الاستحقار هُنَا وَهُوَ المروى فِي غير مُسلم وَرَوَاهُ غير يحتقر وَتقدم الْخلاف فِي قَوْله وأحقبها خَلفه فِي مَوضِع شَرحه من هَذَا الْحَرْف
الْحَاء وَالسِّين
ح س ب) قَوْله حسبي وحسبك وحسبا كتاب الله بِسُكُون السِّين أَي كفاني وَكَفاك وحسبك الله وحسبه قراة الإِمَام أَي كافيته وَلَقَد شهد عنْدك رجلَانِ حَسبك بهما أَي يَكْفِيك مَا تُرِيدُ بِشَهَادَتِهِمَا واحسبني الشَّيْء كفاني قَالَ سِيبَوَيْهٍ معنى حسب معنى قطّ الِاكْتِفَاء وَيَوْم الْحساب يَوْم المساءلة وحساب مَا اجترحت الْأَيْدِي واكتسبته النُّفُوس يُقَال مِنْهُ حسب يحْسب بِالْفَتْح فِي الْمَاضِي وَالضَّم فِي الْمُسْتَقْبل حسابا وحسبانا بِالضَّمِّ وَمِنْه أَنا أمة أُميَّة لَا نحسب وَلَا نكتب وَمِنْه قَوْله فِي سني النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أتحسب بِالضَّمِّ وَمِنْه فِي حَدِيث ابْن عمر فِي الطَّلَاق فحسبت بِتِلْكَ التطليقة كُله من الْحساب ويروى فاحتسبت بهَا كُله بِمَعْنى وَمِنْه احتساب الْأجر وَمَا جَاءَ فِي الْحِسْبَة فِي الْمُصِيبَة وتحتسبون آتاركم وَلَا يَمُوت لأجد مِنْكُن ثَلَاثَة من الْوَلَد فتحتسبه وَمنا من احتسب أجره واحتسبب خطاي وَأَنت صابر محتسب وَالِاسْم مِنْهُ الاحتساب والحسبان بِالْكَسْرِ والحسبة وَهُوَ إذخار الْأجر وَإِن يحسبه فِي حَسَنَاته وَحسب يحْسب بِالْكَسْرِ فيهمَا وَقيل يحْسب بِالْفَتْح فِي الْمُسْتَقْبل بِمَعْنى ظَنَنْت حسبانا بِالْكَسْرِ وَمِنْه مَا كنت أَحسب كَذَا واتحسبين وَقد تَكَرَّرت هَذِه الْأَلْفَاظ فِي الْأَحَادِيث وَفِي الْكُسُوف وَفِي فَضَائِل عمر قَول عَليّ رَضِي الله عَنْهُمَا إِن كنت لأَظُن أَن يجعلك الله مَعَ صاحبيك وحسبت أَنِّي كنت كثيرا سمع رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) يَقُول الحَدِيث كَذَا جَاءَ هُنَا وحسبت بِمَعْنى ظَنَنْت عطفها على قَوْله أَظن كَأَنَّهُ قَالَ وحسبت ذَلِك وَفِي الطَّلَاق قلت تحتسب يَعْنِي تَطْلِيقَة قَالَ فَمه أَي تحسب وتعد كَمَا قَالَ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى حسبت عَليّ بتطليقة قَوْله وَدينه حَسبه أصل الْحسب الْأَفْعَال الْحَسَنَة كَأَنَّهَا مَأْخُوذَة من الْحساب كَأَنَّهُ تحسب لَهُ خصاله الْكَرِيمَة وَحسب الرجل آباؤه الْكِرَام الَّذين تعد مناقبهم وتحسب عِنْد الْمُفَاخَرَة والحسب والحسب الْعد فَلَمَّا كَانَ فَخر الْعَرَب بشرف آبائها أخبر عمرَان فَخر أهل الْإِسْلَام بِالدّينِ
(ح س د) قَوْله لَا حسد إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ أَي لَا حسد مَحْمُود وَغير مَذْمُوم إِلَّا فيهمَا والحسد الْمَحْمُود تمنى مثل مَا ترَاهُ لغيرك وَهَذَا يُسمى الْغِبْطَة والمذموم أَن تتمنى زَوَاله عَنهُ وانتقاله إِلَيْك وَهُوَ الْحَسَد بِالْحَقِيقَةِ
(ح س ر) قَوْله حسر عَن فَخذه وَفِي الْكُسُوف وَحَتَّى حسر عَنْهَا وفلما حسر عَنْهَا على مَا لم يسم فَاعله وَحَتَّى انحسر الْغَضَب عَن وَجهه ويروى تحسر وَكَذَا لأكْثر شُيُوخًا وأحسر خماري عَن عَيْني(1/211)
بِكَسْر السِّين وَضمّهَا وحسر عَن رَأسه الْبُرْنُس كُله بِمَعْنى كشف عَنهُ وَمِنْه الحاسر المنكشف فِي الْحَرْب بِغَيْر ذرع وَفِي الحَدِيث على الحسر وَخَرجُوا حسرا جمع حاسر وَأما قَوْله يحسر الْفُرَات عَن كنز وَعَن جبل من ذهب فَمَعْنَاه نضب وكشف عَنهُ قَالَ أهل اللُّغَة وَيُقَال فِي هَذَا حسر وَلَا يُقَال انحسر وَجَاء فِي رِوَايَة السَّمرقَنْدِي هُنَا ينحسر وَقَوله دَعَوْت فَلم يستجب لي فينحسر عِنْد ذَلِك ويدع الدُّعَاء أَي يقطعهُ ويدعه قَالَ الله تَعَالَى) لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَن عِبَادَته وَلَا يستحسرون
(أَي ينقطعون عَنْهَا يُقَال حسر واستحسر إِذا أعيا
(ح س ك) قَوْله عَلَيْهِ حسكة هُوَ شوك صلب حَدِيد قَالَه الْهَرَوِيّ
(ح س م) قَوْله فِي الْمُحَاربين وَلم يحسمهم بِكَسْر السِّين وَضمّهَا أَي لم يكوهم بعد أَن قطعهم وَفِي حَدِيث سعد فحسمه رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بمشقص
(ح س ن) قَوْله فِي حَدِيث ابْن نمير خَيركُمْ محاسنكم قَضَاء كَذَا فِي جَمِيع نسخ مُسلم قيل هُوَ جمع محسن بِفَتْح الْمِيم وَالسِّين وَيحْتَمل أَن يكون سماهم بِالصّفةِ أَي ذَوُو المحاسن وَأَسْمَاء الله الْحسنى تَأْنِيث الْأَحْسَن وَقَوله إحاسنكم فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى جمع أحسن كَمَا قَالَ أحسنكم قَضَاء وَذكر الْإِحْسَان وَفَسرهُ أَن تعبد الله كَأَنَّك ترَاهُ هُوَ من الْإِحْسَان فِي الْعَمَل وإجادته وَأَن يكون الْعَمَل لله على أحسن وجوهه قَوْله أحسن النَّاس وَجها وَأحسنه خلقا قَالَ أَبُو حَاتِم الْعَرَب تَقول فلَان أجمل النَّاس وَجها وَأحسنه يُرِيدُونَ أحْسنهم وَلَا يَتَكَلَّمُونَ بِهِ وَإِنَّمَا يَقُولُونَ وَأحسنه قَالَ والنحويون يذهبون إِلَيّ وَأحسن من ثمه أَو من وجد وَنَحْوه وَمثله قَوْله خير نسَاء ركبن الْإِبِل أحناه على ولد وأرعاه على زوج قَوْله كَانَ أَكثر دُعَائِهِ رَبنَا آتنا فِي الدُّنْيَا حَسَنَة الْحَسَنَة هُنَا النِّعْمَة وَقيل فِي الْآخِرَة الْجنَّة وَقيل حظوظ حَسَنَة قَوْله مَا أذن الله لشَيْء كَإِذْنِهِ لنَبِيّ حسن الصَّوْت بِالْقُرْآنِ قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي قيل مَعْنَاهُ حسن صَوته لِلْقُرْآنِ وَقيل مَعْنَاهُ التحزين وَقيل تحسينه مَا يظْهر على صَاحبه من الْخُشُوع وَالْعَمَل بِهِ وَقيل هُوَ من الْحسن بِالنعْمَةِ على ظَاهره وَفَسرهُ فِي الحَدِيث يُرِيد يجْهر بِهِ وَقد فسرناه فِي الْجِيم
(ح س س) قَوْله هَل تحس فِيهَا من جَدْعَاء أَي تجدو ترى وَيجوز تحس يُقَال حسست وأحسست الشَّيْء كَذَا أَي وجدته كَذَلِك والرباعي أَكثر وَقَوله حَتَّى مَا أحس مِنْهُ قَطْرَة بِضَم الْهمزَة أَي أجد رباعي وَقَوله أحس فرسه أَي أحكه وأمسحه وأزيل عَنهُ التُّرَاب ثلاثي وَتقدم قَوْله وَلَا تحسسوا وَلَا تجسسوا وَالله تَعَالَى أعلم.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
فِي خطْبَة النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فِي الْعِيد فَأتى بكرسي حسبت قوائمه حديدا كَذَا هُوَ عِنْد أَكثر رُوَاة مُسلم بِمَعْنى ظَنَنْت قَالَ ابْن ماهان وَهَذَا الَّذِي أعرف وروى ابْن الْحذاء عَنهُ بكرسي خشب بخاء وشين معجمتين وَصَوَابه مَا للْجَمَاعَة وَرَوَاهُ ابْن أبي خَيْثَمَة عَن حميد خلت بِكَسْر الْخَاء الْمُعْجَمَة وَآخره تَاء بِاثْنَتَيْنِ فَوْقهَا بِمَعْنى حسبت وظننت قَالَ حميدو أرَاهُ كَانَ من عود أسود فَظَنهُ حديدا وَهَذِه الرِّوَايَة تعضد رِوَايَة الكافة وَقد صحف ابْن قُتَيْبَة هَذِه الرِّوَايَة فَقَالَ فِيهَا خلب بِضَم الْخَاء وَآخره بَاء بِوَاحِدَة وَفَسرهُ بالليف وَلَيْسَ بِشَيْء كَأَنَّهُ ذهب إِلَى أَن متكأه من لِيف نسج وظفر وقوائمه حَدِيد فِي حَدِيث خباب أتحسبين أَن أَقتلهُ كدا للقابسي من الظَّن وَلغيره أتخشين بِالْخَاءِ والشين المعجمتين من الخشية وَالْخَوْف وَهُوَ الْوَجْه فِي حَدِيث هوَازن وحنين انْطلق إخفاء من النَّاس وحسر كَذَا لَهُم عَن مُسلم جمع حاسر وللهوزني وَحشر بِضَم الْحَاء وشين مُعْجمَة كائنة من حشر النَّاس أَو اجْتمع من قبل نَفسه وَالصَّوَاب الأول كَمَا قَالَ البُخَارِيّ وحسر أَلَيْسَ بسلاح فِي حَدِيث حُذَيْفَة(1/212)
خرجت أَنا وَأبي حسيل كَذَا ضبطناه عَن ابْن أبي جَعْفَر وَهُوَ الصَّوَاب اسْم الْيَمَان أبي حُذَيْفَة بِضَم الْحَاء تَصْغِير حسل وَكَانَ عِنْد أبي بَحر حسير بالراء وَعند الصَّدَفِي حسرا بتَشْديد السِّين جمع حاسر أَي لَا سلَاح مَعنا وَكله وهم قَوْله إِذا صلى الْفجْر جلس فِي مُصَلَّاهُ حَتَّى تطلع الشَّمْس حسناء أَي طلوعا بَينا كَذَا لكافتهم وَعند ابْن أبي جَعْفَر حينا أَي زَمنا كَأَنَّهُ يُرِيد مُدَّة جُلُوسه وَالْأول أظهر وَفِي حَدِيث صَلَاة الْعِيد فَقَالَت امْرَأَة ثمَّ قَالَ لَا يدْرِي حسن من هِيَ كَذَا جَاءَ فِي البُخَارِيّ فِي كتاب التَّفْسِير وَوَقع عِنْد مُسلم فِي الصَّلَاة لَا يدْرِي حِينَئِذٍ من هِيَ قَالَ شُيُوخنَا وَهُوَ وهم وَالصَّوَاب مَا عِنْد البُخَارِيّ وَحسن هَذَا هُوَ الْحسن بن مُسلم رَاوِي الحَدِيث الْمَذْكُور فِيهِ قبل وَفِي الزَّكَاة فِي حَدِيث الْأَحْنَف وَأبي ذَر فجَاء رجل حسن الشّعْر وَالثيَاب والهيئة كَذَا للقابسي بالمهملتين من الْحسن وَعَلِيهِ فسره الدَّاودِيّ ولغير الْقَابِسِيّ خشن بِالْمُعْجَمَةِ من الخشونة وهوا لصحيح وَفِي كتاب مُسلم أخشن الثِّيَاب أخشن الْجَسَد أخشن الْوَجْه إِلَّا عِنْد ابْن الْحذاء فَعنده فِي الآخر حسن الْوَجْه وَفِي صدر كتاب مُسلم وأحس الْحَارِث بِالشَّرِّ فَذهب كَذَا روينَاهُ وَكَانَ عِنْد بعض شُيُوخنَا حس ووهمه بَعضهم وَقَالَ صَوَابه أحس وَقد ذكرنَا قبل أَنه يُقَال حس وأحس بِمَعْنى توهمت أمرا فَوَجَدته كَذَلِك وَقَوله وَأما الْكَافِر فيطعم بحسنات مَا عمل كَذَا لَهُم وَلابْن ماهان فَيعْطى بِحِسَاب قَوْله فِي حَدِيث أبي كريب فَإِذا أحس أَن يصبح كَذَا لأكْثر الروَاة وَعند بَعضهم فَإِن خشِي وهما بِمَعْنى لَكِن خشِي هُنَا أوجه بل وَجه الْكَلَام مَا جَاءَ فِي الحَدِيث الآخر فَإِذا خشِي وَيكون أحس أَي أدْرك قرب الصَّباح لأنفسه وحلوله فِي التَّفْسِير أحسن الْحسنى مثلهَا كَذَا عِنْد الْأصيلِيّ وَهُوَ وهم من الْكَاتِب وَصَوَابه مَا للْجَمَاعَة أَحْسنُوا وَإِنَّمَا أَرَادَ تَفْسِير الْآيَة قَوْله أَنه لَا أحسن الْحسنى مِمَّا تَقول ذَكرْنَاهُ فِي حرف اللَّام وَفِي تَفْسِير سُورَة ص القط هُنَا صحيفَة الْحساب كَذَا للكافة وَلأبي ذَر لغير أبي الْهَيْثَم الْحَسَنَات
الْحَاء مَعَ الشين
(ح ش د) قَوْله احشدوا فحشدوا أَي اجْتَمعُوا فَاجْتمعُوا والحشد الْجمع
(ح ش ر) والحشر مثله بالراء مَعَ سوق وَمِنْه يَوْم الْحَشْر لجمع النَّاس فِيهِ وسوقهم إِلَيْهِ وَفِي الحَدِيث فِي الإشراط نَار تخرج من قَعْر عدن تطرد النَّاس إِلَى محاشرهم يُرِيد الشَّام وَقيل فِي قَوْله تَعَالَى) لأوّل الْحَشْر
(أَوله هُوَ جلاء بني النَّضِير قَالَ الْأَزْهَرِي هُوَ أول الْحَشْر إِلَى الشَّام ثمَّ الثَّانِي حشر النَّاس إِلَيْهَا يَوْم الْقِيَامَة وَمِنْه قَوْله فِي الحَدِيث الآخر تحْشر النَّاس على ثَلَاث طرائق الحَدِيث وتحشر بَقِيَّتهمْ النَّار كُله بِمَعْنى الْجمع والسوق وَقيل فِي هَذَا أَنه من الْجلاء وَالْخُرُوج عَن الديار كَمَا قيل فِي خبر النَّضِير وَفِي الحَدِيث وَأَنا الحاشر الَّذِي يحْشر النَّاس على قدمي قيل مَعْنَاهُ على عهدي وزمني أَي لَيْسَ بعدِي نَبِي إِلَى يَوْم الْقِيَامَة والحشر وَقيل يحْشر النَّاس أَمَامِي وقدامي أَي يَجْتَمعُونَ إِلَى يَوْم الْقِيَامَة وَقيل بعدِي أَي لَيْسَ ورائي إِلَّا السَّاعَة وَقيل بعدِي وَأَنا أول من يبْعَث يَوْم الْقِيَامَة وتشق عَنهُ الأَرْض وحشرات الأَرْض بفتحهما هُوَ أمهَا وَقَالَ السّلمِيّ حشراتها نباتها وَقَالَ الْحَرْبِيّ مَا أكل من جني الشّجر وَقَالَ الْخطابِيّ وثابت صغَار حيوانها ودوا بهَا كاليرابيع والضباب وَشبههَا قَالَ الدَّاودِيّ هُوَ الْيَابِس من نَبَات الأَرْض وَقَوله وحشرجة الصَّدْر هُوَ تردد النَّفس فِيهِ عِنْد الْمَوْت
(ح ش ف) وَقَوله فِي التَّمْر الحشف بِفَتْح الْحَاء هُوَ دنيه وَمَا يبس مِنْهُ قبل نضجه مِمَّا لَا طعم لَهُ وَقَوله فَوجدت إِحْدَاهُنَّ حَشَفَة بفتج الشين وَاحِدَة الحشف وَقيل(1/213)
مَعْنَاهَا صلبه وَهَذَا إِنَّمَا يَصح على تسكين السِّين والمتحشف المتيبس المتقبض وَقَوله فَقطع حشفته هِيَ رَأس الذّكر
(ح ش ش) قَوْله فحش وَلَدهَا فِي بَطنهَا بِفَتْح الْحَاء أَي جف ويبس يُقَال حش الْوَلَد وأحشت أمه إِذا يبس فِي جوفها وَقيل هلك وَضَبطه بَعضهم حش وَالْأول أصح قَوْله فَأَتَيْته فِي حش فسره فِي الْحَدث الْبُسْتَان وَهُوَ صَحِيح يُقَال بِفَتْح الْحَاء وَضمّهَا وَقد ذكر فِيهِ الْكسر أَيْضا وَسمي الْخَلَاء حَشا لأَنهم كَانُوا يقضون حوائجهم فِي الْبَسَاتِين ومجتمع النّخل ويستترون بذلك وَقَوله بحتش الرجل لدابته مشدد الشين أَي يجمع لَهَا الْحَشِيش وَهُوَ العشب والكلاء الْيَابِس وَقَوله وَعِنْده نَار يحشها أَي يلهبها فَيُقَال حششت النَّار وأحششتها وأحمشتها وَمِنْه قَوْله ويل أمه محش حَرْب بِكَسْر الْمِيم وَفتح الْحَاء أَي محركها وملهبها كالمحش وَهُوَ الْعود الَّذِي يُحَرك بِهِ النَّار لتتقد وتلتهب وَقَوله تَأْكُل من حشيش الأَرْض على رِوَايَة من رَوَاهُ وَكَذَلِكَ قَوْله لَا يختلي حشيشها وَهَذَا يعضد تَفْسِير السّلمِيّ إِن المُرَاد بِهِ هُنَا النَّبَات
(ح ش و) قَوْله مَالك حشيا أَبِيه بِفَتْح الْحَاء وَسُكُون الشين مَقْصُور مثل سكري أَي أصَاب الربو وَهُوَ البهر حشاك والحشا مَفْتُوح مَقْصُور البهر نَفسه وَامْرَأَة حشيا وحشيه وَرجل حشيان وَحش وَقد ذكره بَعضهم فِي حرف الْيَاء
(ح ش ى) وَقَوله حَوَاشِي أَمْوَالهم صغارها وأدانيها وَهِي حشوها أَيْضا وَقَوله شملة منسوجة فِي حاشيتها وحاشية الثَّوْب طرفه وَقد تكون الْحَاشِيَة هُنَا الْعلم أَو تكون عبارَة عَن جدَّتهَا وَإِن حاشيتها الَّتِي شدت بِهِ فِي منوالها لم تفصل مِنْهَا بعد لجدتها وَإِنَّهَا لم تلبس بعد كَمَا قيل ثوب لم يعد شراكه أَو يكون من المقلوب كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيث الآخر منسوج فِي حاشيتها أَي لَهَا علم وَهِي صفة الْبردَة والشملة على مَا فسرناه فِي حرف الْبَاء وَقَوله وَلَا ينحاش من مؤمنها بالنُّون ويروى يتحاشى بِالتَّاءِ وَآخره يَاء أَي لَا يتَنَحَّى ويتورع وَلَا يُبَالِي يُقَال حشى لله وحاشى لله وَمَعْنَاهُ معَاذ الله وَأَصله من حاشيت فلَانا وحشيته أَي نحيته قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي معنى حاش فِي كَلَام الْعَرَب أعزل وأنحى قَالَ وَيُقَال حاش لفُلَان وحاشى فلَانا وحشى فلَان.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
قَوْله فِي حَدِيث جَابر الطَّوِيل حِين أمره النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بِقطع الغصنين فَأخذت حجرا فَكَسرته وحشرنه فانذلق فَأتيت الشجرتين فَقطعت من كل وَاحِدَة غصنا كَذَا روينَاهُ من جَمِيع طرق مُسلم بشين مُعْجمَة وَمَعْنَاهُ رققته حَتَّى تحدد حَكَاهُ صَاحب الْأَفْعَال والجمهرة وَهُوَ معنى قَوْله فاندلق ودلق كل شَيْء حَده وَجَاء فِي رِوَايَة بَعضهم فِي بعض النّسخ بِالسِّين الْمُهْملَة وَعَلِيهِ شَرحه الْهَرَوِيّ والخطابي وَبِه روياه وفسراه أَي قشرته قَالَ الْهَرَوِيّ يَعْنِي غُصْن الشَّجَرَة ورد الضَّمِير من كَسرته وحشرته على الْغُصْن وَلَيْسَ يُعْطي مساق الْكَلَام وَمَا بعده هَذَا لقَوْله فاندلق ولذكره بعد هَذَا إِتْيَانه الشجرتين وقطعه الغصين مِنْهُمَا وَلَكِن إِن صحت هَذِه الرِّوَايَة فَيرجع ضمير حشرته وكسرته على الْحجر نَفسه أَي أزلت عَنهُ مَا تشطي مِنْهُ عِنْد كَسره حَتَّى دلق وتحدد وَكَذَا فسره الْخطابِيّ فِي كتاب الصَّلَاة فِي حَدِيث الْهِرَّة وَلَا هِيَ تركتهَا تَأْكُل من خشيش الأَرْض أَو خشَاش كَذَا عِنْد الْأصيلِيّ والقابسي بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة فيهمَا وَعند ابْن السماك عَن أبي زيد الْمروزِي فيهمَا بِالْحَاء الْمُهْملَة وَكله وهم إِلَّا قَوْله خشَاش بِفَتْح الْخَاء وَكسرهَا أَو يكون الجرف الآخر خشيش بِضَم الْخَاء الْمُعْجَمَة تَصْغِير الأول وخشاش الأَرْض هُوَ أمهَا وَقيل نباتها(1/214)
وَكَذَلِكَ خشَاش الطير صغارها هَذَا بِالْفَتْح وَحده وَسَيَأْتِي الْحَرْف فِي الْخَاء
الْحَاء مَعَ الْوَاو
(ح وب) قَوْله تحوبوا بِمَعْنى خَافُوا الْحُوب وَهُوَ الْإِثْم ذَكرْنَاهُ قبل فِي الْحَاء وَالرَّاء قَالَ الله تَعَالَى حوبا كَبِيرا هَذِه لُغَة أهل الْحجاز وَتَمِيم يَقُولُونَ حوبا بِالْفَتْح
(ح وَج) قَوْله فَإِن كَانَت بِهِ حَاجَة وَبِه حَاجَة إِلَى أَهله المُرَاد هُنَا الْجِمَاع وَقَوله أَتَى أَهله فَقضى حَاجته بِمَعْنَاهُ وَقَوله قَامَ من اللَّيْل فَقضى حَاجته ثمَّ غسل وَجهه وَيَديه ثمَّ نَام يَعْنِي الْحَدث وَمثله عدل إِلَى الشّعب فَقضى حَاجته ورأيته جَالِسا على حَاجته مُسْتَقْبل الْقبْلَة وَخرج لِحَاجَتِهِ فَأَتْبَعته بإداوة مَاء كُله من الْحَدث
(ح ور) قَوْله فِي تَفْسِير هيت لَك بالحورانية هَلُمَّ بِفَتْح الْحَاء كَذَا فِي جَمِيع النّسخ وَكَانَ عِنْد الْقَابِسِيّ فِيهِ تَغْيِير قَبِيح قَوْله لكل نَبِي حوارِي وحواري الزبير اخْتلف ضبط الشُّيُوخ فِي لفظ هَذِه الْكَلِمَة وَتَفْسِير الْمُفَسّرين فِي مَعْنَاهَا فَرَوَاهُ أَكثر الشُّيُوخ وحواري بِكَسْر الْيَاء قَالَ الجياني ورده على أَبُو مَرْوَان بن سراج حوارِي مثل مصرخي بِالْفَتْح قَالَ وَهُوَ مَنْسُوب إِلَى حوار مخفف فَأَما حوارِي مشدد فَتَقول فِي إِضَافَته حوارِي بِكَسْر الْيَاء قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَقد قيدنَا هَذَا الْحَرْف أَيْضا عَن بعض شُيُوخنَا وحواري بِالضَّمِّ فِي قَوْله الزبير حوارِي من أمتِي مَعَ الضبطين الْمُتَقَدِّمين وَوَجهه إِن لم يكن وهما على غير الْإِضَافَة أَن الزبير من حوارِي هَذِه الْأمة وَأما مَعْنَاهُ فَقيل الحواريون الناصرون وَقيل الخلصانون وحواري الرجل خلصاوه وَقيل المجاهدون وَقيل أَصْحَاب الْأَنْبِيَاء وَقيل الَّذين يصلحون للخلافة حَكَاهُ الْحَرْبِيّ عَن قَتَادَة وَقيل الإخلاء قَالَه السّلمِيّ وَقيل أَيْضا فِي أَصْحَاب عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام هم القصارون لأَنهم يبيضون الثِّيَاب والحور الْبيَاض وَكَانُوا أَولا قصارين وَقيل الصيادون وَقيل أَيْضا الحواريون الْمُلُوك فَيصح فِي الزبير بِصُحْبَة النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) واختصاصه بِهِ ونصرته إِيَّاه وَقيل الْمفضل عِنْدِي كفضل الْحوَاري فِي الطَّعَام وَكَانَ ابْن عمر يذهب إِلَى أَنه اسْم مُخْتَصّ بالزبير دون غَيره لتخصيصه عَلَيْهِ السَّلَام لَهُ بِهِ وَقَوله أعوذ بك من الْحور بعد الكور بِفَتْح الْحَاء وَالْكَاف برَاء آخرهما كَذَا رَوَاهُ العذري وَابْن الْحذاء ويروي الْكَوْن بالنُّون فِي الْحَرْف الآخر وَهِي رِوَايَة البَاقِينَ وَسَيَأْتِي ذكره فِي الْكَاف قيل مَعْنَاهُ على الرِّوَايَة الأولى نَعُوذ بك من النُّقْصَان بعد الزِّيَادَة وَقيل بعد الْجَمَاعَة والحور الْجَمَاعَة وَقيل من الْقلَّة بعد الْكَثْرَة وَقيل نَعُوذ بك من النُّقْصَان وَالْفساد بعد الصّلاح والاجتماع كنقض الْعِمَامَة بعد قوامها يُقَال كار عمَامَته إِذا لفها وحارها إِذا نقضهَا وَيُقَال حَار إِذا رَجَعَ أَي كَانَ على أَمر جميل فَزَالَ عَنهُ وَوهم بَعضهم رِوَايَة الْكَوْن بالنُّون وَقيل مَعْنَاهَا رَجَعَ إِلَى الْفساد وَالنَّقْص بعد أَن كَانَ على حَالَة جميلَة وَقَوله من دَعَا رجلا بالْكفْر وَلَيْسَ كَذَلِك إِلَّا حَار عَلَيْهِ أَي رَجَعَ عَلَيْهِ قَوْله أَي أَثم ذَلِك وَقَوله حَتَّى يرجع إلَيْكُمَا أبناكما بحور مَا بعثتما بِفَتْح الْحَاء أَيْضا أَي بِجَوَاب ذَلِك يُقَال كَلمته فمارد حورا وَلَا حويرا أَي جَوَابا وَقيل بحور مَا بعثتما أَي بالخيبة والإحفاق
(ح وز) قَوْله لَو كنت حُزْتِيهِ اتّفقت رِوَايَة أَصْحَاب الْمُوَطَّأ على هَذَا وَوجه الْكَلَام حُزْته إِذْ لَا يجْتَمع علامتان للتأنيث لَكِنَّهَا لُغَة لبَعض الْعَرَب فِي خطاب الْمُؤَنَّث ويلحقون فِي خطاب الْمُذكر بِالْكَاف ألفا فَيَقُولُونَ أعطيتكاه وَمثله فِي الحَدِيث قَوْله عصرتيها لَو كنت تركتيها وَغير ذَلِك وَقد أنكرها أَبُو حَاتِم
(ح ول) قَوْله لَا محَالة(1/215)
وَلَا حول وَلَا قُوَّة أَي لَا حَرَكَة وَلَا استطاعة والحول الْحَرَكَة وَفِي الحَدِيث الآخر بك أَحول وَبِك أصُول قَالَ الْأَزْهَرِي بك أتحرك وَبِك أحمل على الْعَدو وَقَالَ ابْن الْأَنْبَارِي الْحول والمحالة الْحِيلَة يُقَال مَا لَهُ حول وَلَا حِيلَة وَلَا محَالة وَلَا احتيال وَلَا محتال وَلَا محلّة وَلَا مَحَله وَلَا محَال بِمَعْنى وَاحِد قيل لَا حول عَن مَعْصِيّة الله إِلَّا بعصمته وَلَا قُوَّة على طَاعَته إِلَّا بعونه وَكَانَ الْحول عِنْد هَذَا بِمَعْنى الِانْصِرَاف عَن الشَّيْء وَمِنْه قَوْله فِي الشَّيْطَان إِذا سمع النداء أحَال وَله ضراط أَي أدبر هَارِبا كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث الآخر وَكَقَوْلِه فِي أهل خَيْبَر وأحالوا إِلَى الْحصن أَي أَقبلُوا إِلَيْهِ هاربين قَالَ أَبُو عبيد أحَال الرجل إِلَى مَكَان تحول إِلَيْهِ وَرَوَاهُ بَعضهم عَن أبي ذَر أجالوا بِالْجِيم وَلَيْسَ بِشَيْء إِلَّا أَن يكون من قَوْلهم أجال بالشَّيْء وجال بِهِ أَي أطاف وَهُوَ بعيد وَقَالَ يَعْقُوب أحَال على الشَّيْء أقبل عَلَيْهِ وَقَالَ غَيره مَعْنَاهُ أقبل هَارِبا إِلَيْهِ وَقَالَ أَبُو عبيد وَابْن الْأَعرَابِي أحَال الرجل يحول من شَيْء إِلَى شَيْء قَالَ الْخطابِيّ حلت عَن الْمَكَان تحولت عَنهُ وَكَذَلِكَ أحلّت عَنهُ وَفِي الحَدِيث فاستحالت غربا أَي رجعت وَصَارَت دلوا عَظِيمَة وتحولت عَن حَالهَا من الصغر إِلَى الْكبر وَفِي الحَدِيث الآخر عَن قُرَيْش فَجعلُوا يَضْحَكُونَ ويحيل بَعضهم على بعض بِضَم الْيَاء وَكسر الْحَاء من أحَال أَي يمِيل بَعضهم على بعض وَيقبل عَلَيْهِ من كَثْرَة الضحك وَكَذَا جَاءَ فِي كتاب مُسلم يمِيل بَعضهم على بعض مُفَسرًا وَالْحوالَة مَعْلُومَة بِفَتْح الْحَاء من إِحَالَة من لَهُ عَلَيْك دين بِمثلِهِ على غَرِيم لَك آخر وَهِي رخصَة مُسْتَثْنَاة من الدّين بِالدّينِ وَقَوله اللَّهُمَّ حوالينا وَلَا علينا أَي اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ فِي مَوَاضِع النَّبَات من أَرَاضِي الزِّرَاعَة وَالْخصب لَا علينا فِي الْأَبْنِيَة والمساكن يُقَال هم حوله وحوليه وحواليه وحواله
(ح وض) قَوْله كحياض الْإِبِل هِيَ جمع حَوْض وَهِي حفر تَسْتَقِر فِيهَا الْمِيَاه أَو تجمع تشرب فِيهَا الْإِبِل قَالَ أَبُو عبيد الْحَوْض الموكر الْكَبِير والجرموز الصَّغِير والمذي الَّذِي لَيست لَهُ نصائب والنصيح الْحَوْض وَقَوله منبري على حَوْضِي قيل مَعْنَاهُ أَن لَهُ هُنَالك منبرا على حَوْضه قَالَ أَبُو الْوَلِيد لَيْسَ هَذَا بالبين وَقيل هُوَ على ظَاهره وَإِن منبره الَّذِي كَانَ فِي الدُّنْيَا ينْقل إِلَى الْجنَّة وَهُوَ أظهر وَأنكر الْأَكْثَر غَيره وَقيل أَن قَصده وملازمته بأعمال البريودي إِلَى وُرُود الْحَوْض وَالشرب مِنْهُ قَالَ أَبُو الْوَلِيد هَذَا أبين وَيحْتَمل أَن يكون اتِّبَاع مَا يُتْلَى عَلَيْهِ من الْقُرْآن وَالْعَمَل بمواعظه عَلَيْهِ السَّلَام وامتثال أمره وَنَهْيه عَلَيْهِ يُوجب الْوُرُود على الْحَوْض وَالشرب مِنْهُ وَقَوله فِي خبر زَمْزَم فَجعلت تحوضه أَي تحفر لَهُ كالحوض كَذَا ضبطناه بِالْحَاء الْمُهْملَة وَفِي بعض النّسخ فِيهِ تَغْيِير
(ح وش) وَرَأى تحوش الْقَوْم وهيئتهم أَي انقباضهم من قَوْلهم فلَان حوشى لَا يخالط النَّاس وَأَصله من الحوش بِالضَّمِّ وَهِي بِلَاد الْجِنّ
(ح وى) قَوْله فِي صَفِيَّة فَكَانَ يحوي لَهَا وَرَآهُ بعباءة كَذَا روينَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ بِضَم الْيَاء وَفتح الْحَاء وَكسر الْوَاو مُشَدّدَة وَذكره ثَابت والخطابي يحوي بِفَتْح الْيَاء وَتَخْفِيف الْحَاء وَالْوَاو وَقد روينَاهُ أَيْضا كَذَلِك عَن بعض رُوَاة البُخَارِيّ وَكِلَاهُمَا صَحِيح هُوَ أَن يَجْعَل لَهَا حوية تركب عَلَيْهَا وَهِي كسَاء وَنَحْوه يحشى بِلِيفٍ وَشبهه تدار حول السنام وَهِي مركب من مراكب النِّسَاء مَعْلُومَة وَقد رَوَاهُ ثَابت يحول بِاللَّامِ وَفَسرهُ يصلح لَهَا عَلَيْهَا مركبا.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
قَوْله بالحورانية(1/216)
كَذَا لَهُم وَعند الْقَابِسِيّ فِيهِ تَصْحِيف قَبِيح قَالَ وَالَّذِي أعرف بالحورانية وَقَوله فِي بَاب التَّوَجُّه نَحْو الْقبْلَة هُوَ يشْهد أَنه صلى مَعَ رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَأَنه تحول إِلَى الْكَعْبَة كَذَا لِابْنِ السكن وللباقين وَأَنه نَحْو الْكَعْبَة وللنسفي وَأَنه وَجه نَحْو الْكَعْبَة ولبعضهم وَأَنه صلى نَحْو الْكَعْبَة وَقَوله فِي بَاب من نَام أول فَإِن كَانَت بِهِ حَاجَة اغْتسل وَإِلَّا تَوَضَّأ قيل صَوَابه جَنَابَة قَالَ القَاضِي عِيَاض رَحمَه الله الْحَاجة هُنَا المُرَاد بهَا الْجَنَابَة وَقَوله إِن كَانَت بِهِ حَاجَة أَي لَزِمته ولزقت بِهِ وَقَوله فِي تَفْسِير اتخذناهم سخريا أحطنا بهم كَذَا هُوَ فِي النّسخ وَلَا معنى لَهُ هُنَا وَهُوَ لاشك مغير من النقلَة وَصَوَابه أخطأناهم وَيدل عَلَيْهِ قَوْله أم زاغت عَنْهُم الْأَبْصَار وَقَوله فِي مسخ الضَّب أَي فِي حَائِط مضبة كَذَا لِابْنِ ماهان وَهُوَ تَصْحِيف وَصَوَابه مَا لغيره فِي غَائِط أَي مطمئن من الأَرْض أَي كثير الضباب وَسَيَأْتِي فِي بَابه وَقَوله فحالت مني لفتة أَي اتّفقت مني نظرة وحان وَقتهَا كَذَا الرِّوَايَة للصدفى وللباقين حانت بالنُّون بِمَعْنَاهُ وَهُوَ الْأَشْهر فِي هَذَا وَفِي فضل عُثْمَان بَينا رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فِي حَائِط من حَوَائِط الْمَدِينَة وَعند جُمْهُور شُيُوخنَا من حَائِط وَالْأول أوجه وَقد يكون هَذَا على مقصد الْجِنْس لَا التَّخْصِيص فِي الثَّانِي
الْحَاء مَعَ الْيَاء
(ح ي د) بَينا النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) على بغلة لَهُ فحادت بِهِ أَي مَالَتْ بِهِ ونفرت عَن سنَن طريقها وَمِنْه فِي حَدِيث الْجنب فحاد عَنهُ أَي انْصَرف عَنهُ
(ح ي ر) قَوْله يحار فِيهَا الطّرف أَي يتحير وَلَا يَهْتَدِي سَبِيلا لنظره لفرط حسنها
(ح ي ك) قَوْله مَا حاك فِي الصَّدْر وحاك فِي صَدْرِي كَذَا الرِّوَايَة فِيهِ فِي كتاب مُسلم قَالَ الْحَرْبِيّ هُوَ مَا يَقع فِي خلدك وَلَا ينشرح لَهُ صدرك وَخفت الْإِثْم فِيهِ وَقيل مَعْنَاهُ رسخ وَيُقَال حك وَكَذَا رُوِيَ فِي غير هَذَا الْكتاب وَقَالَ بَعضهم صَوَابه حك وَلم يقل شَيْئا قَالَ أهل الْعَرَبيَّة يُقَال حاك يحيك وحك يحك واحتك وأحاك لُغَة قَالَه الْخَلِيل وأنكرها ابْن دُرَيْد وَيُقَال حاك فِي صَدْرِي أَي تحرّك
(ح ي ل) قَوْله حِيَال أُذُنَيْهِ وحيال مصلى النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَقَامَ حياله يبكي بِكَسْر الْحَاء كُله من التَّحَرِّي لطلب حينها وارتقاب وَقتهَا ولاحين الْوَقْت والحين الْقِيَامَة والحين الْقطعَة من الزَّمَان وَمِنْه فَمَكثْنَا حينا قَالَ ابْن عَرَفَة هُوَ السَّاعَة فَمَا فَوْقهَا
(ح ي ص) قَوْله حاصوا حَيْصَة حمر الْوَحْش بصاد مُهْملَة أَي نفروا وكروا رَاجِعين وَقيل جالوا وَهُوَ بِمَعْنى وَفِي الحَدِيث الآخر فَحَاص الْمُسلمُونَ حَيْصَة أَي رجعُوا وجالوا منهزمين وجاض البجيم وَالضَّاد الْمُعْجَمَة مثله عِنْد الْأَصْمَعِي وَقَالَ أَبُو زيد جَاضَ عدل وحاص رَجَعَ
(ح ي ض) قَوْلهَا فَأخذت ثِيَاب حيضتي ضبطناه عَن شُيُوخنَا المتقنين بِكَسْر الْحَاء لِأَن المُرَاد هُنَا الْحَالة الَّتِي هِيَ فِيهَا بِحكم الْحَائِض قَوْله أَن حيضتك لَيست فِي يدك كَذَا ضَبطه الروَاة وَالْفُقَهَاء بِفَتْح الْحَاء وَزعم أَبُو سُلَيْمَان الْخطابِيّ أَن صَوَابه بِكَسْر الْحَاء كالقعدة والجلسة يُرِيد حَالَة الْحيض أَو الِاسْم وَأما الْحيض فالمرة الْوحدَة قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَالَّذِي عِنْدِي أَن الصَّوَاب مَا عِنْد الْجَمَاعَة لِأَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) إِنَّمَا نفى عَن يَدهَا الْحيض الَّذِي هُوَ الدَّم والنجاسة الَّتِي يجب تجنبها واستقذارها فَأَما حكم الْحيض وحالتها الَّتِي تتصف بهَا الْمَرْأَة فلازم ليدها وجميعها وَإِنَّمَا جَاءَت الفعلة فِي هيئات الْأَفْعَال كالقعدة والجلسة كَمَا قَالَ لَا فِي الْأَحْكَام(1/217)
وَالْأَحْوَال وَجَاء فِي هَذَا الحَدِيث فِي بعض رواياته فِي مُسلم وَأَنا حائضة وَالْمَعْرُوف فِي هَذَا حَائِض وَهُوَ مِمَّا جَاءَ للمؤنث بِغَيْر هَاء لاختصاصهم بِهِ كطالق ومرضع فاستغنى عَن عَلامَة التَّأْنِيث فِيهَا وَقيل بل المُرَاد على النّسَب وَالْإِضَافَة أَي ذَات حيض وَطَلَاق ورضاع كَمَا قَالَ تبَارك وَتَعَالَى) السَّمَاء منفطر بِهِ
(أَي ذَات انفطار وَلَكِن قد جَاءَ طالقة كَمَا جَاءَ هُنَا حائضة وكما قَالَ تَعَالَى) الرّيح عَاصِفَة
(
(ح ي ف) قَوْله أخفت أَن يَحِيف الله عَلَيْك وَرَسُوله أَي يجور ويميل عَن الْحق
(ح ي س) وَقَوله فحاسوا حَيْسًا بسين مُهْملَة وحاء مَفْتُوحَة أَي صَنَعُوا مِمَّا جَمَعُوهُ حَيْسًا والحيس خلط الأقط بِالتَّمْرِ وَالسمن قَالَ بَعضهم وَرُبمَا جعلت فِيهِ خميرة وَقَالَ ابْن وضاح هُوَ التَّمْر ينْزع نَوَاه ويخلط بالسويق وَالْمَعْرُوف الأول وَقد جَاءَ ذكر الحيس فِي حَدِيث آخر
(ح ي ش) وَقَوله أَو حائش نخل هُوَ مجتمعه وَيُقَال لَهُ الحش والحش أَيْضا بِالْفَتْح وَالضَّم وَآخر جَمِيعهَا شين مُعْجمَة
(ح ي ى) وَقَوله الْحَيَوَان والحي وَاحِد كَذَا هُوَ بِكَسْر الْحَاء عِنْد كافتهم وَعند الْأصيلِيّ وَابْن السكن الْحَيَوَان والحيات وَاحِد وهما بِمَعْنى لَكِن الحيى بِالْكَسْرِ مصدر حيى يحيى بِكَسْر الْيَاء الأولى حَيا مثل عيى عيا قيل حيى أَيْضا فِي الْفِعْل بإدغامها وَالْحَيَوَان والحياة اسمان وَقيل الْحَيّ بِكَسْر الْحَاء جمع حَيَاة على فعول كعصاة وَعصى ثمَّ أدغمت الْيَاء الأولى فِي الْأُخْرَى وَفِي الحَدِيث ذكر الْحَيَاة ونهر الْحَيَوَان وَمَاء الْحَيَاة هُوَ من هَذَا الَّذِي يحيى بِهِ النَّاس عِنْد خُرُوجهمْ من النَّار والتحيات لله قيل مَعْنَاهُ السَّلَام على الله وَقيل الْملك لله وَقيل الثَّنَاء لله قَالَ القتبي وَإِنَّمَا جمعهَا لِأَن الْمُلُوك كَانُوا يحيون بِكَلِمَات مُخْتَلفَة فَأمر أَن يَقُول التَّحِيَّات لله أَي أَن جَمِيع مَا يسْتَحق الْملك من التَّحِيَّة أَو يكنى بِهِ عَنهُ لله وَقَالَ بَعضهم إِنَّهَا من قَوْله تَعَالَى) قل إِن صَلَاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله
(ورد قَوْله هَذَا أهل الْعَرَبيَّة وَفِي الحَدِيث الْحيَاء من الْأَيْمن وَإِذا لم تَسْتَحي فَاصْنَعْ مَا شِئْت وَسَيَأْتِي تَفْسِيره فِي الصَّاد وَقَوله الْحيَاء من الْإِيمَان وَكَانَ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَكثر حَيَاء من الْعَذْرَاء فِي خدرها مَمْدُود يُقَال استحيا الرجل واستحيى يستحي ويستحي مَعًا هُوَ وَإِن كَانَ فِي الغرائز والطباع فَهُوَ من خِصَال الْإِيمَان وَمِمَّا يمْنَع مَا يمْنَع مِنْهُ الْإِيمَان وَأما من الْحَيَاة فحيى بِكَسْر الْيَاء الأولى وَفتح الثَّانِيَة يحيى وَقيل حيى أَيْضا بإدغام الأولى فِي الثَّانِيَة وَكَذَلِكَ حييت الشَّمْس استحرت وَمِنْه الحَدِيث فِي صَلَاة الْعَصْر وَالشَّمْس حَيَّة أَي مستحرة بعد لم يذهب حرهَا كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث الآخر نقية وَقيل بَيِّنَة النُّور لم يتَغَيَّر ضياؤها قَالُوا وَالشَّمْس تُوصَف بِالْحَيَاةِ إِذا كَانَ عَلَيْهَا نَهَار فَإِذا دنت للغروب لم تُوصَف بِهِ وَقَوله أحيينا ليلتنا ويومنا بِمَعْنى قَوْله فِي الحَدِيث الآخر أسرينا وَقَوله حَيّ على الصَّلَاة حَيّ على الْفَلاح وَإِذا ذكر الصالحون فحيى هلا بعمر وحيى هلا بكم وحيى على الْوضُوء معنى هَذَا كُله أقبل وهلم على الْوضُوء وَالصَّلَاة وعَلى ذكر عمر عِنْد ذكر الصَّالِحين قَالَ السّلمِيّ حيى أعجل هلا صلَة وَقَالَ أَبُو عبيد مَعْنَاهُ عَلَيْك بعمر أَي ادْع عَمْرو قيل معنى حَيّ هَلُمَّ وهلا حثيثا وَقيل هلا أسْرع جعلا كلمة وَاحِدَة وَقيل هلا أسكن وحيى أسْرع أَي أسْرع عِنْد ذكره وأسكن حَتَّى يَنْقَضِي يُقَال حيى على وَحي هلا على وَزنهَا مَقْصُور غير منون وَبِهَذَا جَاءَت الرِّوَايَة فِي ذكر عمر وَحي هلا منون وعَلى الْمصدر هلن إِلَى كَذَا بالنُّون وعَلى كَذَا وَحي هَل بِنصب اللَّام مُخَفّفَة قيل تَشْبِيها بِخَمْسَة عشر وَحي هَل بِالسُّكُونِ لِكَثْرَة(1/218)
الحركات وَالْوَقْف وتشبيها بصه ومه وبخ وَحي هَل بِسُكُون الْهَاء وَفتح اللَّام لِكَثْرَة الحركات أَيْضا وَحي هَل بسكونهما جَمِيعًا مثل بخ بخ وتشبيها بهَا وَحي هلك وَأما قَوْله فِي رِوَايَة كَافَّة الروَاة عَن الْفربرِي فِي آخر كتاب الْأَشْرِبَة حَيّ على أهل الْوضُوء وَسقط أهل عِنْد النَّسَفِيّ قَالَ بَعضهم سُقُوطه الْوَجْه كَمَا جَاءَ فِي الْأَبْوَاب الآخر حَيّ على الطّهُور أَو لَعَلَّه حَيّ هَل فاختلط اللَّفْظ بحي على
قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَعِنْدِي أَن لَهُ وَجها بَينا أَن يكون قَوْله عَلَيْهِ السَّلَام ذَلِك لمن دَعَاهُ لينادي أهل الْوضُوء أَي هَلُمَّ وَأَقْبل على أهل الْوضُوء فادعهم كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث الآخر لجَابِر نَاد من كَانَت لَهُ حَاجَة بِنَا وَقد يكون لَهُ أَيْضا وَجه آخر وَهُوَ أَن يكون أهل الْوضُوء مَنْصُوبًا بالنداء كَأَنَّهُ قَالَ حَيّ على الْوضُوء يَا أهل الْوضُوء وَفِي غَزْوَة الخَنْدَق أَن جَابِرا صنع لكم سورا فحيى هلا بكم على مَا تقدم عِنْد الْأصيلِيّ وَأبي ذَر وَعند النَّسَفِيّ وَأبي الْهَيْثَم وعبدوس فحيى أَهلا بكم وَالْوَجْه الأول لَكِن يخرج هُنَا أَهلا على معنى قَوْلهم مرْحَبًا وَأهلا أَي صادفتم ذَلِك ووجدتموه وَقَوله سيد الْحَيّ وحيى من أَحيَاء الْعَرَب وَسمعت الْحَيّ يتحدثون وثار الْحَيَّانِ هُوَ منَازِل قبائلها وَتسَمى الْقَبِيلَة بِهِ وَقَوله أما أَحدهمَا فاستحيا فاستحيا الله مِنْهُ أَي أثابه عَلَيْهِ فَسُمي جزاءه بِهِ.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
فِي حَدِيث أبي لَهب وَقد أخبر عَن حَاله أَنه بشر حيبه بِكَسْر الْحَاء الْمُهْملَة وَسُكُون يَاء الْعلَّة بعْدهَا وَنصب الْبَاء بِوَاحِدَة كَذَا رَوَاهُ الْمُسْتَمْلِي والحموي وَهُوَ الصَّوَاب وَمَعْنَاهُ سوء الْحَال وَيُقَال فِيهِ الحوبة أَيْضا بِفَتْح الْحَاء وَجَاء فِي رِوَايَة الكافة بخيبة بخاء مُعْجمَة مَفْتُوحَة وَهُوَ تَصْحِيف
فِي اسْم فرس الْملك فِي حَدِيث بدر حيزوم بِفَتْح الْحَاء وَسُكُون الْيَاء بعْدهَا وزاي وَآخره مِيم كَذَا لكافتهم وَهُوَ الْمَشْهُور وَرَوَاهُ العذري حيزون بالنُّون قَوْله فِي الْخَوَارِج يخرجُون على حِين فرقة كَذَا لجمهور الروَاة بِالْحَاء لمهملة وَآخره نون وَضم الْفَاء وَعند السَّمرقَنْدِي والجرجاني خير فرقه بِفَتْح الْخَاء الْمُعْجَمَة وَآخره رَاء وَكسر الْفَاء وَكِلَاهُمَا صَحِيح فِي الرِّوَايَة وَالْمعْنَى لأَنهم خَرجُوا حِين افْتِرَاق النَّاس بَين عَليّ وَمُعَاوِيَة وَحرب صفّين وعَلى خير فرقة من النَّاس أما أَن يُرِيد الصَّدْر الأول من الصَّحَابَة الَّذين خَرجُوا فِي زمانهم وَعَلَيْهِم أَو يُرِيد فرقة عَليّ رَضِي الله عَنهُ لأَنهم على أمامته خَرجُوا وَهُوَ الَّذِي قَاتلهم ويرجح هَذِه الرِّوَايَة قَوْله فِي الحَدِيث الآخر تقتلهم أدنى الطَّائِفَتَيْنِ إِلَى الْحق قَوْله فحانت مني لفتة أَي وَقعت مني نظرة والتفاتة وَاتفقَ حينها والحين الْوَقْت كَمَا تقدم وَكَانَ عِنْد القَاضِي الشَّهِيد للعذري حَالَتْ بِاللَّامِ وهما بِمَعْنى الْحِين وَالْوَقْت أَي اتّفقت وَكَانَت
ذكر البُخَارِيّ فِي كتاب الهبات فِي خبر أم أَيمن الِاخْتِلَاف فِي قَوْله وَأعْطِي أم أَيمن مكانهن من حَائِطه وَفِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى من خالصه وَهُوَ الصَّوَاب إِن شَاءَ الله تَعَالَى أَي مِمَّا صَار لَهُ خَالِصا مِمَّا أَفَاء الله عَلَيْهِ
وَتقدم مي حرف الْجِيم قَوْله تقطعت بِي الحبال وَالْخلاف فِيهِ وَفِي بَاب تفاضل أهل الْإِيمَان فيلقون فِي نهر الْحَيَاة أَو الْحيَاء شكّ ملك كَذَا ذكره البُخَارِيّ وبمد الأول فِي كتاب الْأصيلِيّ وَلغيره بِالْقصرِ وَلَا وَجه لَهُ هُنَا ذكره وهم لَا بقصر وَلَا بِمد لكنه قد يخرج لرِوَايَة الْقصر وَجه فالحيا بِالْقصرِ كل مَا يحيى النَّاس بِهِ والحيا الْمَطَر والحيا الخصب فَلَعَلَّ هَذِه الْعين سميت بذلك لخصب أجسام من اغْتسل بهَا مِنْهُم كَمَا فسره فِي الحَدِيث أَو لأَنهم يحيون بعد غسلهم مِنْهَا(1/219)
فَلَا يموتون على رِوَايَة الْحَيَاة الْمَشْهُورَة وَمثله فِي حَدِيث الْخضر فِي كتاب التَّفْسِير عين يُقَال لَهَا الْحيَاء كَذَا لجمهورهم وَعند الْهَرَوِيّ الْحَيَاة وَفِي الدِّيات قَوْله من حرم قَتلهَا إِلَّا بِحَق فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاس جَمِيعًا كَذَا للأصيلي وللباقين حيى النَّاس مِنْهُ جَمِيعًا أَي سلمُوا من قَتله فحيو بذلك وَضَبطه بَعضهم حَيّ النَّاس مِنْهُ جَمِيعًا
فصل مُشكل أَسمَاء الْمَوَاضِع فِي هَذَا الْحَرْف
(الْحطيم) قَالَ ملك مَا بَين الْبَاب إِلَى الْمقَام قَالَ ابْن جريج هُوَ مَا بَين الرُّكْن وَالْمقَام وزمزم وَالْحجر قَالَ ابْن حبيب هُوَ مَا بَين الرُّكْن الْأسود إِلَى الْبَاب إِلَى الْمقَام حَيْثُ ينحطم النَّاس يَعْنِي للدُّعَاء وَقيل كَانَت الْجَاهِلِيَّة تتحالف هُنَاكَ وينحطمون بِالْإِيمَان فَمن دَعَا على ظَالِم أَو حلف هُنَاكَ إِثْمًا عجلت عُقُوبَته وَقد جَاءَ فِي البُخَارِيّ قَوْله وَلَا تَقولُوا الْحطيم وَزعم الْهَرَوِيّ أَن الْحطيم حجر مَكَّة مِمَّا يَلِي الْمِيزَاب وَقَالَ النَّضر بن شُمَيْل سمي حطيما لِأَن الْبَيْت رفع فَترك ذَلِك محطوما وَقيل بل كَانَ يحطم الْكَاذِب
(الْحجر) بِكَسْر الْحَاء حجر الْكَعْبَة مَعْرُوف وَهُوَ مَا بَقِي فِي بُنيان قُرَيْش من أسسها الَّتِي رفع إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام لم تبنه قُرَيْش عَلَيْهَا وحجرت على الْموضع ليعلم أَنه من الْكَعْبَة فَسُمي حجرا لَكِن فِيهِ زِيَادَة على مَا مِنْهُ من الْبَيْت وَقد حَده فِي الحَدِيث بِنَحْوِ سبع أَذْرع وَقد كَانَ ابْن الزبير حِين بنى الْكَعْبَة أدخلهُ فِيهَا فَلَمَّا هدم الْحجَّاج بناءه صرفه على مَا كَانَ عَلَيْهِ أَيَّام الْجَاهِلِيَّة
الْحجر وَحجر ثَمُود بِالْكَسْرِ مثله دِيَارهمْ وبلادهم الَّتِي كَانُوا بهَا وهم أَصْحَاب الْحجر الَّذين ذكر الله تَعَالَى وَهُوَ بَين الْحجاز وَالشَّام
(الْحجر الْأسود) أَو مَتى ذكر فِي الْحَج دون صفة فَهُوَ ذَلِك بِفَتْح الْحَاء وَالْجِيم وَقيل أَيْضا أَنه المُرَاد فِي الحَدِيث بقوله عَلَيْهِ السَّلَام إِنِّي أعلم حجرا كَانَ يسلم على ذكر فِي بعض الْآثَار أَنه ياقوتة من الْجنَّة نزل بهَا آدم وَلَكِن الله طمس نوره وَكَانَ أَبيض كاللبن فسوده لمس الْمُشْركين أَو قيل بل بَقِي أَبيض حَتَّى سوده الْحَرِيق وَهَذَا بعيد
(أَحْجَار الزَّيْت) مَوضِع بِالْمَدِينَةِ قريب من الزَّوْرَاء مَوضِع صَلَاة النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فِي الاسْتِسْقَاء
(حراء) بِكَسْر الْحَاء أَوله مَمْدُود يصرف وَلَا يصرف وَيذكر وَيُؤَنث وَقَالَهُ بعض الروَاة بِالْفَتْح وَالْقصر وَلَا يثبت فِيهِ إِلَّا الْكسر وَالْمدّ وَهُوَ جبل بِمَكَّة مَعْرُوف قَالَ الْخطابِيّ أَصْحَاب الحَدِيث يخطئون فِي هَذَا الِاسْم فِي ثَلَاثَة مَوَاضِع يفتحون الْحَاء وَهِي مَكْسُورَة ويكسرون الرَّاء وَهِي مَفْتُوحَة ويقصرون الْألف وَهُوَ مَمْدُود
(الْحَزْوَرَة) بِفَتْح الْحَاء وَسُكُون الزَّاي وَفتح الْوَاو وَالرَّاء بعْدهَا كَذَا صَوَابه قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ والمحدثون يقولنه الْحَزْوَرَة بِفَتْح الزَّاي وَتَشْديد الْوَاو وَهُوَ تَصْحِيف وَكَانَت سوق مَكَّة وَقد دخلت فِي الْمَسْجِد لما زيد فِيهِ وَقد ضَبطنَا هَذَا الْحَرْف عَليّ ابْن سراج بِالْوَجْهَيْنِ قَالَ أَبُو عبيد الْحَزْوَرَة الرابية
(الحفياء) بِفَتْح الْحَاء وَسُكُون الْفَاء وَفتح يَاء الْعلَّة بعْدهَا مَمْدُود وَيقصر أَيْضا وبالفتح قَيده الْأصيلِيّ وَأَبُو ذَر والطرابلسي عَن الْقَابِسِيّ قَالَ البُخَارِيّ قَالَ سُفْيَان بَين الحفياء إِلَى الثَّنية خَمْسَة أَمْيَال أَو سِتَّة قَالَ وَقَالَ ابْن عقبَة سِتَّة أَو سَبْعَة
(الْحُدَيْبِيَة) بِضَم الْحَاء وَتَخْفِيف الياءين الأولى سَاكِنة وَالثَّانيَِة مَفْتُوحَة وَبَينهمَا بَاء بِوَاحِدَة مَكْسُورَة كَذَا ضبطناها على المتقنين وَعَامة الْفُقَهَاء والمحدثين يَقُولُونَهَا بتَشْديد الْيَاء الْأَخِيرَة وَقد ذكرنَا عِنْد ذكر الْجِعِرَّانَة فِي حرف الْجِيم مَا حَكَاهُ ابْن الْمَدِينِيّ من(1/220)
اخْتِلَاف أهل الْمَدِينَة وَأهل الْعرَاق وَفِي ذَلِك وَإِن أهل الْمَدِينَة يشددونها وَأهل الْعرَاق يخففونها وَالْحُدَيْبِيَة قَرْيَة لَيست بالكبيرة وَالْحُدَيْبِيَة الَّتِي سميت بهَا هِيَ البير الَّتِي هُنَاكَ عِنْد مَسْجِد الشَّجَرَة وَبَينهَا وَبَين الْمَدِينَة تسع مراحل ومرحلة إِلَى مَكَّة وَهِي أَسْفَل مَكَّة وَقد جَاءَ ذَلِك فِي الحَدِيث قَالَ وَهِي بير قَالَ ملك وَهِي من الْحرم وَحكى ابْن القصاران بَعْضهَا حل
(الْحجاز) من بِلَاد الْعَرَب مَا بَين نجد والسراة قَالَ الْأَصْمَعِي سميت بذلك لِأَنَّهَا حجزت بالحرار الْخمس قَالَ بَعضهم جبل السرات هُوَ الْحَد بَين تهَامَة ونجد وَذَلِكَ أَنه أقبل من قَعْر الْيمن حَتَّى بلغ أَطْرَاف الشَّام فَسَمتْهُ الْعَرَب حجازا وَهُوَ أعظم جبالها وَمَا إنحاز إِلَى شرقية فَهُوَ حجاز وَقَالَ ابْن الْكَلْبِيّ الْحجاز مَا حجز بَين الْيَمَامَة وَالْعرُوض وَبَين الْيمن ونجد قَالَ غَيره وَالْمَدينَة نصفهَا حجازي وَنِصْفهَا تهامى وَحكى ابْن شيبَة أَن الْمَدِينَة حجازية وَقَالَ ابْن الْكَلْبِيّ حُدُود الْحجاز مَا بَين جبلي طي إِلَى طَرِيق الْعرَاق لمن يُرِيد مَكَّة وَسمي حجازا لِأَنَّهُ حجز بَين تهَامَة ونجد وَقيل لِأَنَّهُ حجز بَين نجد والسرات وَقيل لِأَنَّهُ حجز بَين الْغَوْر وَالشَّام وَبَين تهَامَة ونجد قَالَ الْحَرْبِيّ وتبوك وفلسطين من الْحجاز
(ذُو الحليفة) بِضَم الْحَاء وَفتح اللَّام وَالْفَاء أحد الْمَوَاقِيت وَهِي من الْمَدِينَة على سِتَّة أَمْيَال وَقيل سَبْعَة وَهُوَ مَاء من مياه بني جشم بَينهم وَبَين خفاجة العقلين وَفِي حَدِيث رَافع بن خديج كُنَّا مَعَ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بِذِي الحليفة من تهَامَة فأصبنا غنما وإبلا قَالَ الدَّاودِيّ ذُو الحليفة هَذِه لَيست الْمهل الَّتِي قرب الْمَدِينَة
(الْحجُون) بِفَتْح الْحَاء وَضم الْجِيم وتخفيفها الْجَبَل المشرف حذاء مَسْجِد الْعقبَة عِنْد المحصب قَالَ الزبير الْحجُون مَقْبرَة أهل مَكَّة تجاه دَار أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ
(الْحيرَة) بِكَسْر الْحَاء وَسُكُون الْيَاء مَعْرُوفَة من بِلَاد الْعرَاق مَدِينَة النُّعْمَان بن الْمُنْذر وبخراسان حيرة أَيْضا من عمل نيسابور وَلَيْسَت المُرَاد فِي الحَدِيث
(الحثمة) بِفَتْح الْحَاء وَسُكُون الثَّاء الْمُثَلَّثَة صخرات بِأَسْفَل مَكَّة فِي دَار عمر بن الْخطاب
(حنين) بِضَم الْحَاء مصغر مَعْرُوف وَاد قريب من الطَّائِف بَينه وَبَين مَكَّة بضعَة عشر ميلًا وَقد ذكرنَا مَوَاضِع اخْتِلَاف الروَاة فِي الْأَحَادِيث فِيهِ وَفِي خَيْبَر لائتلافهما فِي الْخط فِي مَوَاضِع وَبينا الصَّوَاب من ذَلِك فِي الْحَاء وَالنُّون
(الْحرَّة) وَيَوْم الْحرَّة وليال الْحرَّة وحرة الْمَدِينَة بِفَتْح الْحَاء مَشْهُورَة وَهِي جهاتها الَّتِي لَا عمَارَة فِيهَا وكل أَرض ذَات حِجَارَة سود فَهِيَ حرَّة وَقد فسرنا الْحرَّة قبل وليالي الْحرَّة هِيَ الْوَقْعَة الَّتِي كَانَت على أهل الْمَدِينَة أَيَّام يزِيد بن مُعَاوِيَة
(حرَّة النَّار) الْمَذْكُورَة فِي حَدِيث عمر من بِلَاد بني سليم بِنَاحِيَة خَيْبَر
حر الْوَبرَة بِفَتْح الْبَاء وَالرَّاء أَيْضا كَذَا ضبطناه فِي كتاب مُسلم وَضَبطه بَعضهم بِإِسْكَان الْبَاء وَهِي على أَرْبَعَة أَمْيَال من الْمَدِينَة
(حا) الَّذِي ينْسب إِلَيْهِ بيرحا قَالَ الْبكْرِيّ هُوَ مَوضِع قَالَ وَبَعْضهمْ يَجعله اسْما وَاحِدًا وَالصَّحِيح مَا ذكرته وَقد ذكرنَا اخْتِلَاف الرِّوَايَة فِيهِ فِي حرف الْبَاء
(الحصبة) هِيَ المحصب وَفِي الحَدِيث انتهينا إِلَيْهِ وَهُوَ بالحصبة وَهُوَ الْخيف وَقد ذَكرْنَاهُ
(حمص) مَدِينَة بِالشَّام مَشْهُورَة لَا يجوز صرفهَا سميت باسم رجل نزلها اسْمه حمص من العماليق وَقيل من عاملة
(حَضرمَوْت) بِفَتْح الْحَاء وَالرَّاء وَالْمِيم وَسُكُون الضَّاد وَالْوَاو من بِلَاد الْيمن مَشْهُورَة وهذيل تَقول حَضرمَوْت بِضَم الْمِيم
فصل مُشكل الْأَسْمَاء والكنى فِي هَذَا الْحَرْف
ربعي بن حِرَاش بحاء مُهْملَة مَكْسُورَة وَآخره شين مُعْجمَة وشهاب بن خرَاش مثله إِلَّا أَنه بخاء مُعْجمَة وَكَذَلِكَ أَحْمد بن الْحسن بن خرَاش وَهُوَ ابْن خرَاش عَن عَمْرو بن عَاصِم وَمثله خَالِد بن خِدَاش إِلَّا أَنه بدال مُهْملَة وَأَبُو خِدَاش(1/221)
زِيَاد بن الرّبيع وَيشْتَبه بِهِ أَحْمد بن جواس وَقد ذَكرْنَاهُ فِي الْجِيم وَجَاء فِي بَاب الْعين حق مُسلم نَا عبد الله الدَّارمِيّ وحجاج بن الشَّاعِر وَأحمد بن خِدَاش قَالَ بَعضهم صَوَابه أَحْمد بن جواس وَلَيْسَ فِي هَذِه الْكتب حُصَيْن بِفَتْح الْحَاء وَكسر الصَّاد إِلَّا أَبَا حُصَيْن عُثْمَان بن عَاصِم الْأَسدي وَمن عداهُ فِيهَا حُصَيْن مصغر بالصَّاد أَيْضا إِلَّا حضين بن الْمُنْذر فَهُوَ بالضاد الْمُعْجَمَة والتصغير أَيْضا خرج لَهُ مُسلم وَرُوِيَ عَن الْقَابِسِيّ والأصيلي فِي البُخَارِيّ سَالَتْ الحضين بن مُحَمَّد بضاد مُعْجمَة وَقَالَ الْقَابِسِيّ لَيْسَ فِي الْكتاب بالضاد سواهُ وَكَذَا وجدت الْأصيلِيّ قَيده فِي أَصله وَهُوَ وهم وَصَوَابه مَا للْجَمَاعَة بصاد مُهْملَة قَالَ أَبُو الْوَلِيد وبالصاد كَانَ فِي كتاب أبي الْحسن وَكَذَا قرى عَلَيْهِ وَقَالَ الَّذِي أعرف بالضاد الْمُعْجَمَة قَالَ أَبُو ذَر هَذَا خطأ وَيشْتَبه بِهِ فِيهَا أسيد بن حضير مثله إِلَّا أَن آخِره رَاء وَكَذَلِكَ الْحَرْث بن حضير والحرث بن حصيرة بِفَتْح الْحَاء وَكسر الصَّاد الْمُهْملَة وبالراء وَالتَّاء بعْدهَا وكل مَا فِيهَا حَازِم وَأَبُو حَازِم بحاء مُهْملَة إِلَّا مُحَمَّد بن خازم أَبُو معوية الضَّرِير فَهُوَ بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة وفيهَا حبَان بن منقذ بِفَتْح الْحَاء الْمُهْملَة وَالْبَاء بِوَاحِدَة وَآخره نون وَبَنوهُ وَاسع بن حبَان وحبان بن وَاسع وَمُحَمّد بن يحيى بن حبَان وَمثله حبَان بن هِلَال وَهُوَ الَّذِي يَأْتِي أَيْضا غير مَنْسُوب عَن شُعْبَة وَعَن وهيب وَعَن همام وَهُوَ حبَان عَن أبان وحبان عَن سُلَيْمَان وَعَن أبي عوَانَة وَأما حبَان بن مُوسَى فبكسر الْحَاء وَهُوَ حبَان غير مَنْسُوب عَن عبدا لله وَهُوَ ابْن الْمُبَارك وَمثله حبَان بن عَطِيَّة ذكره البُخَارِيّ فِي حَدِيث حَاطِب وَضَبطه بَعضهم عَن أبي ذَر بِفَتْح الْحَاء وَهُوَ وهم وَمثله حبَان بن العرقة بِالْكَسْرِ
وَمن عداهم حَيَّان بِفَتْح الْحَاء وياء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا وَقد يشْتَبه بِهَذِهِ التَّرْجَمَة خِيَار وجبار وَقد بَينا هما فِي الْجِيم وفيهَا حَكِيم بن حزَام وَابْنه هِشَام بن حَكِيم بن حزَام بِكَسْر الْحَاء الْمُهْملَة وَبعدهَا زَاي وَكَذَلِكَ مُوسَى بن حزَام وَيشْتَبه بِهِ أم حرَام بنت ملْحَان بِفَتْح الْحَاء وَالرَّاء وأخوها حرَام كَذَلِك وَكَذَلِكَ حرَام بن سعيد وَعبد الله بن عَمْرو بن حرَام والدجابر وَكَذَلِكَ نسْوَة من بني حرَام ذكر كَذَا فِي الحَدِيث وَبَنُو حرَام فِي الْأَنْصَار فِي بني سَلمَة وَهُوَ حرَام بن كَعْب بن غنم بن كَعْب بن سَلمَة وَضَبطه بَعضهم حزَام وَهُوَ خطأ وكل هَؤُلَاءِ بِفَتْح الْحَاء الْمُهْملَة وَالرَّاء ويشبهه خنساء بنت خذام بِكَسْر الْخَاء الْمُعْجَمَة وذال مُعْجمَة وَمثله أَن رجلا يدعى خذاما
وكل مَا فِيهَا حبيب بِفَتْح الْحَاء الْمُهْملَة وحبيبة إِلَّا خبيب بن عدي فَهُوَ بِضَم الْخَاء الْمُعْجَمَة وَفتح الْبَاء بعْدهَا وَمثله خبيب بن عبد الرَّحْمَن بن خبيب بن يسَاف جَمِيعًا وَمثله خبيب عَن حَفْص بن عَاصِم وخبيب عَن عبد الله بن مُحَمَّد بن معن وَأَبُو خبيب كنية عبد الله بن الزبير وفيهَا حمْرَان بن أبان بِضَم الْحَاء وبالراء وَهُوَ مولى عُثْمَان بن عَفَّان وَمن بنيه عبد الله بن حمْرَان بن عبد الله بن حمْرَان وَأما حمدَان بن عمر فبفتح الْحَاء وَالدَّال
وفيهَا حَكِيم بِفَتْح الْحَاء كثير وَأما حَكِيم بضَمهَا مصغر فحكيم بن عبدا لله بن قيس وَيُقَال لَهُ أَيْضا الْحَكِيم بِالْألف وَاللَّام ورزيق بن حَكِيم مصغران بِتَقْدِيم الرَّاء مثله وَقَالَ سُفْيَان فِي هَذَا مرّة حَكِيم أَو حَكِيم على الشَّك قَالَ ابْن الْمَدِينِيّ الصَّوَاب حَكِيم بِالضَّمِّ وَفِي حَدِيث الْأَشْعَرِيين وَمِنْهُم حَكِيم بِفَتْح الْحَاء كَانَ شُيُوخنَا يَخْتَلِفُونَ فِيهِ فالجياني يَجعله اسْما والصدفي يَجعله وَصفا وفيهَا غِيَاض بن حمَار بِكَسْر الْحَاء وَآخره رَاء كاسم الدَّابَّة(1/222)
وَفِي الحَدِيث الْآخرَانِ رجلا كَانَ يلقب حمارا مثله وَمن عداهُ حَمَّاد بشد الْمِيم وَآخره دَال
وفيهَا مُحَمَّد بن حمير بِكَسْر الْحَاء الْمُهْملَة وَسُكُون الْمِيم وَضَبطه الْقَابِسِيّ فِي مَوضِع حمير بِضَم الْحَاء الْمُهْملَة وَفتح الْمِيم وَهُوَ غلط ويشبهه يزِيد بن خمير بِضَم الْخَاء الْمُعْجَمَة وَفتح الْمِيم وَسُكُون الْيَاء وَغَيرهمَا حميد آخِره دَال وفيهَا حَنش بن عبدا لله الصَّنْعَانِيّ بِفَتْح الْحَاء وَالنُّون آخِره شين مُعْجمَة وَمن عداهُ حسن بِالْحَاء وَالسِّين الْمُهْمَلَتَيْنِ وَآخره نون وَيشْتَبه بِهِ حنين وَهُوَ عبد الله بن حنين بِضَم الْحَاء كاسم مَكَان حَرْب هوَازن وَعبيد بن حنين مثله وَتقدم فِي حرف الْجِيم حباب وَمَا يُشبههُ وفيهَا حُرَيْث بِضَم الْحَاء وَفتح الرَّاء وَآخره ثاء مُثَلّثَة كثير ويشبهه الزبير بن الخريت وَحده بخاء مُعْجمَة مَكْسُورَة وَرَاء مَكْسُورَة مُشَدّدَة وَآخره تَاء بِاثْنَتَيْنِ فَوْقهَا وَجبير بن حَيَّة الثَّقَفِيّ بياء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا مُشَدّدَة وحاء مَفْتُوحَة وَأَبُو حَبَّة البدري الْأنْصَارِيّ مثله إِلَّا أَنه بباء بِوَاحِدَة وَاخْتلف فِيهِ فَذكره الْقَابِسِيّ بِالْيَاءِ بِاثْنَتَيْنِ فِي كتاب الْأَنْبِيَاء كَالْأولِ وَقد اخْتلف فِيهِ أَصْحَاب الْمَغَازِي وَفِي اسْمه كثيرا وَأَكْثَرهم يَقُوله بِالْبَاء بِوَاحِدَة
وكل مَا فِيهَا حُبَيْش بِضَم الْحَاء الْمُهْملَة وَفتح الْبَاء بعْدهَا بِوَاحِدَة وَآخره شين مُعْجمَة حَيْثُ وَقع مِنْهُم فَاطِمَة بنت أبي حُبَيْش وزر بن حُبَيْش إِلَّا عبيد الله بن مُحَمَّد بن يزِيد بن خُنَيْس فَهُوَ بخاء مُعْجمَة بعْدهَا نون وَآخره سين مُهْملَة وَاخْتلف فِي خُنَيْس بن حذافة زوج حَفْصَة بنت عمر فَالصَّحِيح أَنه بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة مثل هَذَا وَهُوَ قَول الْحفاظ وَذكر فِيهِ تَصْحِيف عَن معمر بِالْحَاء الْمُهْملَة وَقد اخْتلف فِيهِ عَنهُ وَذكره البُخَارِيّ عَنهُ كَذَلِك وَكَذَلِكَ اخْتلف فِي حُبَيْش بن الْأَشْعر الْمَقْتُول يَوْم الْفَتْح وَصَوَابه بِالْحَاء الْمُهْملَة وَالْبَاء كَالْأولِ وَكَذَلِكَ ضَبطه البُخَارِيّ وروى عَن ابْن إِسْحَاق بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة وَالنُّون وَالْأول الصَّوَاب وَحرب بِسُكُون الرَّاء آخِره بَاء فِيهَا كثير وَيشْتَبه بِهِ حَارِث لمن يَكْتُبهُ بِغَيْر ألف لَكِن لم يَأْتِ فِيهَا إِلَّا الْحَرْث بِالْألف وَاللَّام
وكل مَا وَقع فِيهَا حصن بِكَسْر الْحَاء وَسُكُون الصَّاد وَآخره نون الْأَخْضَر صَاحب مُوسَى عَلَيْهِمَا السَّلَام فَهُوَ بخاء مَفْتُوحَة وضاد مُعْجمَة وَآخره رَاء وحجين بن الْمثنى بِضَم الْحَاء بعْدهَا جِيم وياء التصغير وَآخره نون ويشبهه حُجَيْر لَكِن آخِره رَاء وَهُوَ حُجَيْر بن الرّبيع الْعَدوي وَهِشَام بن حُجَيْر مثله لَكِن عِنْد بَعضهم هِشَام بن حجر وَهُوَ خطأ وَكَذَا عِنْد بَعضهم فِي الأول حجين بن الرّبيع بالنُّون وَهُوَ خطأ أَيْضا
وَأَبُو بكر بن أبي الجهم بن حُجَيْر كَذَا جَاءَ فِي بعض الرِّوَايَات عَن ابْن ماهان وَعند الْفَارِسِي والسجزي صخير بالصَّاد وَالْخَاء الْمُعْجَمَة وَكَذَا ذكره البُخَارِيّ وَعند العذري صَخْر مكبر
وَالْحر وَابْن الْحر تقدم فِي الْجِيم وَكَذَلِكَ أَبُو حرَّة وَابْن أبي حرَّة مثله بِضَم الْحَاء وَآخره رَاء وَتقدم حدير وحريز فِي حرف الْجِيم مَعَ مشبهه وَصفِيَّة بنت حيى بِضَم الْحَاء وياء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا مَفْتُوحَة بعْدهَا يَاء مثلهَا مُشَدّدَة وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ أَنه يُقَال بِكَسْر الْحَاء وَصَالح بن حيى بِفَتْح الْحَاء وياء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا مَكْسُورَة مُشَدّدَة
وثمامة بن حزن والصعق بن حزن وَالْمُسَيب بن حزن وَالِد سعيد هَؤُلَاءِ بِفَتْح الْحَاء وَسُكُون الزَّاي وَآخرهمْ نون ورجاء بن حَيْوَة بياء باتنتين تحتهَا سَاكِنة وواو بعْدهَا وحاء مَفْتُوحَة وَكَذَلِكَ حَيْوَة بن شُرَيْح وهما رجلَانِ أَحدهمَا أَبُو زرْعَة التجِيبِي انْفَرد بِهِ البُخَارِيّ وَالْآخر أَبُو الْعَبَّاس الْحَضْرَمِيّ خرجا عَنهُ مَعًا
وَعبد الله(1/223)
بن حَوْشَب ومعوية بن حيدة بياء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا سَاكِنة بعْدهَا دَال مُهْملَة وهاء وحاطب بن أبي بلتعة بطاء مُهْملَة وَآخره بَاء بِوَاحِدَة
وحاجب بن عَمْرو بن الحكم هَذَا بجيم بعد الْألف وَكَذَلِكَ حَاجِب بن الْوَلِيد والأقرع بن حَابِس بباء بِوَاحِدَة وسين مُهْملَة
وَابْن حلحلة بحاءين مهملتين والْحَارث بن حصيرة بِكَسْر الصَّاد الْمُهْملَة وَأَبُو حزرة الْقَاص أَولهَا زَاي سَاكِنة واسْمه يَعْقُوب بن مُجَاهِد وَقيل فِيهِ عَن ابْن الْحذاء أَبُو حرزة بِتَقْدِيم الرَّاء وَهُوَ وهم
وَالْمطلب ابْن عبد الله بن حنْطَب بعد الْحَاء نون سَاكِنة وطاء مُهْملَة مَفْتُوحَة وَآخره بَاء بِوَاحِدَة وَابْنه عبد الْعَزِيز بن الْمطلب بن عبد الله بن حنْطَب وَشُعَيْب بن الحبحاب بحاءين مهملتين وبائين بِوَاحِدَة وَاحِدَة الأولى سَاكِنة
وَملك بن أَوْس بن الْحدثَان بدال مُهْملَة مَفْتُوحَة وثاء مُثَلّثَة وحرمى بن عمَارَة وَمن يُشبههُ ذَكرْنَاهُ فِي الْجِيم
والحولاء بنت تويت بِالْمدِّ
وَابْن أبي حَدْرَد بدالين مهملتين أولاهما سَاكِنة بَينهمَا رَاء مَفْتُوحَة وَحمْنَة بنت جحش بِسُكُون الْمِيم بعْدهَا نون مَفْتُوحَة وَسَهل بن أبي حثْمَة وَعبد الله بن سهل بن أبي حثْمَة وَأَبُو بكر بن سُلَيْمَان بن أبي حثْمَة كلهم بالثاء الْمُثَلَّثَة وخَالِد الْحذاء بذال مُعْجمَة مَمْدُود وَكَذَلِكَ مِسْكين بن بكير الْحذاء وَمثله فِي رُوَاة مُسلم القَاضِي أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْحذاء الأندلسي كَذَا شهروا واكتتبوا وَذكر صَاحب كتاب الاحتفال أَنهم يَقُولُونَ إِنَّمَا جدنا الحداء بدال مُهْملَة من الحداء وَلَا كُنَّا نسبنا إِلَى الحذاءين هَؤُلَاءِ كلهم بِفَتْح الْحَاء بِغَيْر خلاف وعثمن بن حنيف بِضَم الْحَاء بعْدهَا نون وياء التصغير وَابْنه أَبُو بكر وَمثله أَبُو أُمَامَة بن سهل بن حنيف وَالْحر بن قيس وَالْحسن بن الْحر وَحَيْثُ وَقع هَذَا الِاسْم آخِره رَاء وحاءه مُهْملَة مَضْمُومَة إِلَّا الْجد ابْن قيس هَذَا بِالْجِيم مَفْتُوحَة وَآخره دَال مُهْملَة وَعلي بن حجر بِضَم الْحَاء وَسُكُون الْجِيم وحذافة وَعبد الله بن حذافة بذال مُعْجمَة وَفَاء مضموم الْحَاء وَكَذَلِكَ مَا جَاءَ فِيهَا إِلَّا مَا وَقع فِي رِوَايَة الدّباغ من طَرِيق ابْن الْقَاسِم فِي الْمُوَطَّأ فِي اسْم جذامة بنت وهب فَقَالَ حذاقة بِالْقَافِ وَهُوَ خطأ وَقد ذَكرْنَاهُ وَقد يشْتَبه بِهِ معبد بن حزابة المحزومي بحاء مُهْملَة مَضْمُومَة بعْدهَا زَاي مُخَفّفَة وباء بِوَاحِدَة بعد الْألف وحسيل وَالِد حُذَيْفَة بن الْيَمَان هُوَ اسْمه واليمان لقب لَهُ بسين مُهْملَة وياء التصغير وَقد تقدم التَّصْحِيف فِيهِ من بعض الروَاة فِي حرف الْحَاء وَالسِّين وَقيل حسل غير مصغر وَقيل حسيل بِفَتْح الْحَاء وَكسر السِّين وَالْأول أشهر وحصيب وَالِد بريده بن حصيب بصاد مُهْملَة مَفْتُوحَة مصغر وَآخره بَاء بِوَاحِدَة وحاءه مَضْمُومَة وَقد صحفه بعض الأيمة قَدِيما فقاله بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة الْمَفْتُوحَة والحرقة بطن من جُهَيْنَة وَمِنْه مولى الحرقة وَآل الحرقة بِفَتْح الرَّاء فيهم وَكَذَلِكَ أَبُو حميد السَّاعِدِيّ وَأَبُو حرَّة عَن الْحسن وَأَبُو رَافع بن أبي الْحقيق بقافين بَينهمَا يَاء التصغير وَعمر بن الْحمام مخفف الْمِيم كل هَؤُلَاءِ بِضَم الْحَاء الْمُهْملَة أول الْأَسْمَاء وحطان بن عبد الله بِكَسْر الْحَاء وَتَشْديد الطَّاء الْمُهْملَة وَكَذَلِكَ عمرَان بن حطَّان وخَالِد بن محدوج بِسُكُون الْحَاء ودال مُهْملَة وَآخره جِيم وَتقدم فِي حرف الْجِيم ذكر أم حفيد وَالِاخْتِلَاف فِيهَا.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
فِي هَذَا الْفَصْل سوى مَا تقدم ذكره فِي الْمُوَطَّأ حميدة بنت أبي عبيد فِي حَدِيث الْهِرَّة أَنَّهَا لَيست بِنَجس وَاخْتلفت الرِّوَايَة فِيهَا عَن يحيى وَغَيره فِي ضم الْحَاء(1/224)
الْمُهْملَة والتصغير أَو فتحهَا وَكسر الْمِيم وبالوجهين سمعناها على القَاضِي أبي عبد الله بن حمدين وبالضم عَن أَكثر شُيُوخنَا وَكَذَلِكَ قَالَه مطرف والقعنبي وَابْن بكير وَغَيرهم من رُوَاة الْمُوَطَّأ وبالفتح قَالَه يحيى وَابْن الْقَاسِم وَابْن وهب وَاخْتلف أَيْضا فِي نَسَبهَا اخْتِلَافا نذكرهُ فِي حرف الرَّاء وَالْعين إِن شَاءَ الله وَفِي أَحَادِيث الْمَدْح فِي حَدِيث ابْن أبي شيبَة وَابْن مثنى عَن ابْن مهْدي عَن سُفْيَان عَن مُجَاهِد عَن أبي معمر كَذَا للجلودي وَعند ابْن ماهان سُفْيَان عَن حميد عَن مُجَاهِد وَهُوَ خطا وَهُوَ حبيب بن أبي ثَابت الْمطلب بن عبد الله بن حويطب كَذَا لجميعهم عَن يحيى فِي الْمُوَطَّأ بِضَم الْحَاء وَكسر الطَّاء الْمُهْمَلَتَيْنِ مصغر وَالصَّوَاب ابْن حنْطَب وَكَذَا لسَائِر رُوَاة الْمُوَطَّأ عَن ملك بِفَتْح الْحَاء بعْدهَا نون وَهُوَ عِنْد الْجَمِيع بِالطَّاءِ والحاء الْمُهْمَلَتَيْنِ إِلَّا مَا حَكَاهُ بعض أشياخنا أَن ابْن بكير ضَبطه فِي رِوَايَته حنظب بِظَاء مُعْجمَة وحاء مُهْملَة مضمومتان وَكَذَا قَالَه ابْن وضاح وَالصَّوَاب مَا للْجَمَاعَة وَكَذَا ذكره البُخَارِيّ فِي التَّارِيخ وَهُوَ الَّذِي ذكره أَبُو عمر عَن ابْن بكير وَغَيره
فِي فضل جرير بن عبد الله فجَاء بشير جرير أَبُو أَرْطَأَة حُصَيْن بن ربيعَة كَذَا لِابْنِ ماهان وَعند الجلودي حُسَيْن وَهُوَ وهم وَالصَّوَاب الأول وَهُوَ أَبُو أَرْطَأَة الْمَذْكُور وَفِي حَدِيث معَاذ نَا مُسلم نَا الْقَاسِم بن زَكَرِيَّاء نَا حُسَيْن عَن زَائِدَة كَذَا لَهُم بِالسِّين مصغر وَفِي سَائِر النّسخ وَهُوَ الصَّوَاب وَوَجَدته فِي كتابي حُصَيْن بالصَّاد مصلحا بخطى وَكَذَا وَقع لبَعْضهِم وَهُوَ وهم لَا أَدْرِي عَمَّن أصلحته وَالصَّوَاب السِّين وَقد يكون التَّنْبِيه فِي الْكتاب فِي غير حَدِيث حُسَيْن بن عَليّ عَن زَائِدَة وَهُوَ حُسَيْن بن عَليّ الْكُوفِي أَبُو عبد الله الْجعْفِيّ مَوْلَاهُم ذكره البُخَارِيّ وَقَالَ رُوِيَ عَن زَائِدَة وَفِي بَاب بركَة النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَأَصْحَابه فِي سَنَد حَدِيث النُّجُوم أَمَنَة السَّمَاء نَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة وَإِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم وَعبد الله بن عمر بن أبان كلهم عَن حُسَيْن كَذَا لَهُم وَفِي بعض النّسخ حُصَيْن وَهُوَ خطأ وَهُوَ حُسَيْن بن عَليّ الْجعْفِيّ كَمَا بَينه فِي السَّنَد نَفسه ابْن أبي شيبَة
فصل مِنْهُ
فِي حَدِيث أَمر الْبعُوث زَاد ابْن سُفْيَان فِي تقريباته نَا مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب الْفراء عَن الْحُسَيْن بن الْوَلِيد عَن شُعْبَة كَذَا عِنْد أبي بَحر والجياني الْحُسَيْن بن الْوَلِيد مصغر وَعند القَاضِي أبي عَليّ الْحسن بِغَيْر تَصْغِير قَالَ لي وَالصَّوَاب الْحُسَيْن مُصَغرًا وَكَذَا ذكره البُخَارِيّ فِي التَّارِيخ وَابْن أبي حَاتِم وَفِي حَدِيث بني قُرَيْظَة نَا عَليّ بن الْحسن بن سُلَيْمَان الْكُوفِي كَذَا لكافتهم ونا بِهِ القَاضِي أَبُو عَليّ عَن العذري نَا عَليّ بن الْحُسَيْن مُصَغرًا قَالَ وَهُوَ خطأ وَالصَّوَاب الأول وَابْن الْحسن ذكره ابْن أبي خَيْثَمَة وَفِي مَنَاقِب أُسَامَة أَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كَانَ يَأْخُذهُ وَأحسن بن عَليّ كَذَا للْجَمَاعَة وللقابسي وَالْحُسَيْن بِالتَّصْغِيرِ وَفِي الْمُوَطَّأ فِي بَاب مَا يجوز من بيع الْحَيَوَان بعضه بِبَعْض صَالح بن كيسَان عَن حسن بن مُحَمَّد كَذَا هُوَ مكبر عِنْد يحيى وَجَمَاعَة الروَاة وَعند مطرف وَابْن بكير حُسَيْن بن مُحَمَّد مصغر وَهُوَ خطأ وَفِي بَاب الشَّهْر هَكَذَا نَا مُحَمَّد بن عبد لله بن قهزاد نَا عَليّ بن الْحسن بن سُفْيَان كَذَا لَهُم وَعند القَاضِي الشَّهِيد نَا عَليّ بن الْحُسَيْن مصغر قَالَ لنا وَهُوَ وهم وَفِي بيع الْحَيَوَان نَا صَالح بن كيسَان عَن حسن بن مُحَمَّد كَذَا عِنْد رُوَاة الْمُوَطَّأ إِلَّا مطرف بن عبد الله فَعنده حُسَيْن مصغر وَهُوَ وهم وَفِي بَاب من قَامَ اللَّيْل كُله الزُّهْرِيّ(1/225)
عَن عَليّ بن حُسَيْن أَن الْحُسَيْن بن عَليّ حَدثهُ عَن عَليّ كَذَا رِوَايَة مُسلم فِيهِ عندنَا للجلودي وَعند ابْن الْحذاء عَن ابْن ماهان أَن الْحسن قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ كَذَا رِوَايَة مُسلم فِيهِ وَتَابعه عَلَيْهِ الْأَكْثَر وَبَعْضهمْ قَالَ أَن الْحُسَيْن ابْن عَليّ حَدثهُ وَهُوَ قَول أَصْحَاب الزُّهْرِيّ وَاخْتلف فِيهِ عَن اللَّيْث
قَالَ القَاضِي رَحمَه الله سقط من رِوَايَة ابْن ماهان من غير طَرِيق ابْن الْحذاء الْحَرْف كُله وَعِنْده عَن عَليّ بن الْحُسَيْن بن عَليّ حَدثهُ أَن عليا وَهُوَ وهم صَرِيح وَفِي بَاب مسح الرَّأْس مرّة شهِدت عَمْرو بن أبي حسن كَذَا لَهُم وَعند النَّسَفِيّ حسن وَالْأول الصَّوَاب وَقَوله وَلما مَاتَ الْحسن بن الْحسن ضربت امْرَأَته الْقبَّة كَذَا للأصيلي وَلغيره الْحسن بن عَليّ وَهُوَ الْحسن بن الْحسن بن عَليّ ينْسب مرّة إِلَى أَبِيه وَمرَّة إِلَى جده
فصل مِنْهُ
وَفِي بَاب السَّعْي بَين الصَّفَا والمروة نَا مُحَمَّد بن عبيد يَعْنِي ابْن حَاتِم كَذَا عِنْد الْأصيلِيّ وَلَيْسَ لغيره هَذِه لزِيَادَة وَهِي وهم إِنَّمَا هُوَ مُحَمَّد بن عبيد بن مَيْمُون كُوفِي وَكَذَا جَاءَ فِي رِوَايَة جَمِيع الروَاة ابْن مَيْمُون فِي بَاب هَل يبيت أَصْحَاب السِّقَايَة أَو غَيرهم بِمَكَّة فِي هَذَا السَّنَد بِعَيْنِه وَفِي حَدِيث عمار من رِوَايَة غنْدر نَا شُعْبَة قَالَ سَمِعت خَالِدا الْحذاء يحدث عَن سعيد بن أبي الْحسن كَذَا للعذري من رِوَايَة أبي بَحر وَفِي كتاب التَّمِيمِي نَا خلد والحرث عَن سعيد وَفِي الْعدة توفّي حميم لأم حَبِيبَة كَذَا لَهُم وَعند ابْن الْحذاء لأم سَلمَة وَالصَّوَاب الأول كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيث الْمُفَسّر توفّي أَبوهَا أَبُو سُفْيَان وَهُوَ الحَدِيث نَفسه وَتقدم أَيْضا فِي حرف الْهمزَة وَفِي حَدِيث حثى التُّرَاب فِي وُجُوه المداحين سُفْيَان عَن حميد عَن مُجَاهِد كَذَا لِابْنِ ماهان وللباقين عَن حبيب بن أبي ثَابت وَهُوَ الصَّوَاب وَفِي بَاب دور الْأَنْصَار ثمَّ دور بني عبد الْحَرْث بن الْخَزْرَج كَذَا فِي نسخ مُسلم وَصَوَابه بني الْحَرْث
وَفِي بَاب فضل الْعلم حَدثنَا حَرْمَلَة بن يحيى نَا ابْن وهب كَذَا فِي جَمِيع نسخ شُيُوخنَا وَعند بعض الروَاة نَا حَامِد بن يحيى قَالَ الجياني وَهُوَ خطأ وَفِي بَاب فضل الْفجْر فِي الْجَمَاعَة نَا عمر بن حَفْص نَا أبي وَعند الْجِرْجَانِيّ نَا حَفْص بن عمر وَالصَّحِيح مَا للْجَمَاعَة وَهُوَ عمر بن حَفْص بن غياث عَن أَبِيه
وَفِي بَاب الْقُرَّاء من الصَّحَابَة نَا حَفْص بن عمر كَذَا للجرجاني وَلغيره عمر بن حَفْص وَفِي بَاب فضل أبي بكر رَضِي الله البُخَارِيّ نَا الْوَلِيد بن صَالح نَا عِيسَى بن يُونُس نَا عمر بن سعيد بن أبي حُسَيْن الْمَكِّيّ كَذَا لَهُم وَهُوَ الصَّحِيح وَعند ابْن السكن ابْن أبي حبيب وَذكر الْوَلِيد بن حَرْب كَذَا هُوَ وَكَذَا ذَكرُوهُ وَوَقع فِي مُسلم فِيهِ فِي بَاب من سمع سمع الله بِهِ نَا سعيد بن عَمْرو الأشعثي أَنا سُفْيَان عَن الْوَلِيد بن حَرْب قَالَ سعيد أَظُنهُ ابْن الْحَرْث بن أبي مُوسَى سَمِعت سَلمَة بن كهيل كَذَا هُوَ بِكَسْر الرَّاء وبثاء مُثَلّثَة فِي جَمِيع النّسخ قَالَ بَعضهم لَا يَصح فِيهِ الثَّاء الْمُثَلَّثَة
قَالَ القَاضِي رَحمَه الله يحْتَمل أَنه صَحِيح وَيكون قَول سعيد أَظُنهُ ابْن الْحَرْث بن أبي مُوسَى أَي أَنه زَاد فِي نسبه بعد حَرْب بن الْحَرْث كَمَا زَاد بعد الْحَرْث بن أبي مُوسَى والوليد هَذَا من ذُرِّيَّة أبي مُوسَى قَالَ البُخَارِيّ الْوَلِيد بن حَرْب عَن سَلمَة بن كهيل ثمَّ قَالَ وَقَالَ روح نَا شُعْبَة عَن رجل من آل أبي بردة يُقَال لَهُ ولاد عَن سَلمَة
فصل مُشكل الْأَنْسَاب
الْحزَامِي حَيْثُ وَقع فِيهَا بِكَسْر الْحَاء وَفتح الزَّاي مَنْسُوب إِلَى حَكِيم بن حزَام(1/226)
أَو إِلَى أَبِيه وَلَيْسَ فِيهَا مَا يشكل بِهِ إِلَّا فَرْوَة بن نعَامَة وَيُقَال نفاثة الجذامي بِالْجِيم والذال الْمُعْجَمَة وَاخْتلف فِي كتاب مُسلم فِي الَّذِي فِي حَدِيث جَابر الطَّوِيل وَأبي الْيُسْر وَقَوله كَانَ لي على فلَان بن فلَان الْحزَامِي كَذَا للطبري مثل الأول وَعند ابْن ماهان الجذامي بِضَم الْجِيم وذال مُعْجمَة وَعند أَكثر الروَاة الحرامي بِفَتْح الْحَاء وَالرَّاء وَتقدم الحريري بِالْحَاء فِي حرف الْجِيم مَعَ مَا يُشبههُ وَأَبُو سَلام الحبشي وسمه مَمْطُور بِفَتْح الْحَاء وَالْبَاء بِوَاحِدَة وَآخره شين مُعْجمَة مَنْسُوب إِلَى بِلَاد الْحَبَشَة قَالَه عبد الْغَنِيّ وَقَالَ عبد الْغَنِيّ الْحَبَش حَيّ من حمير وَقَالَ فِيهِ بَعضهم الحبشي بِضَم الْحَاء وَسُكُون الْبَاء وَكَذَا ضَبطه الْأصيلِيّ مرّة وَأَبُو ذَر حبش وحبش كعرب وعرب وعجم وعجم وَولده مُعَاوِيَة بن سَلام بن أبي سَلام الحبشي وَأَخُوهُ زيد بن سَلام الحبشي كلهم فِي الصَّحِيحَيْنِ وَيشْتَبه بِهِ الحنيني مَنْسُوب إِلَى حنين واسْمه إِبْرَاهِيم ذكر بَعضهم أَن البُخَارِيّ خرج عَنهُ وَيشْتَبه بِهِ الخشنى بِضَم الْخَاء وَبعدهَا شين مَفْتُوحَة مُعْجمَة بعْدهَا نون وَهُوَ أَبُو ثَعْلَبَة الخشنى وَفِي سندنا فِي مُسلم شَيخنَا أَبُو مُحَمَّد عبد الله بن أبي جَعْفَر الخشنى وَأَبُو عَليّ الْحسن بن مُحَمَّد بن أعين أَبُو عَليّ الْحَرَّانِي بِفَتْح الْحَاء وَالرَّاء وتشديدها مَنْسُوب إِلَى حران بلد بالجزيرة وَمثله عَمْرو بن خلد الْحَرَّانِي وَأَبُو حسن الْحَرَّانِي وَالقَاسِم بن الْفضل الْحدانِي هَذَا وَحده فيهمَا بِضَم الْحَاء ودال مُهْملَة مَفْتُوحَة مُشَدّدَة وَآخره نون أَيْضا وحد أَن قَبيلَة فِي الأزد كَانَ الْقَاسِم هَذَا نزل فيهم وَحسن الحلوني بِضَم الْحَاء مَنْسُوب إِلَى مَدِينَة حلوان وَأَبُو يحيى الْحمانِي بِكَسْر الْحَاء وَتَشْديد الْمِيم وحمان من تَمِيم وَيحيى بن حبيب الْحَارِثِيّ تقدم فِي الْجِيم وَعُثْمَان بن طَلْحَة الحَجبي بِفَتْح الْحَاء وَالْجِيم وباء بِوَاحِدَة مَنْسُوب إِلَى حجبة الْبَيْت وَمثله مَنْصُور الحَجبي وَابْن ابْنه أَيُّوب بن مُوسَى بن مَنْصُور الحَجبي وَعبد الله بن عبد الْوَهَّاب الحَجبي وَعبد الرخمان بن سلمَان الحجري بِفَتْح الْحَاء وَسُكُون الْجِيم بعْدهَا رَاء وَأَبُو دَاوُود الحفرى بِفَتْح الْحَاء وَالْفَاء أَيْضا واسْمه عمر بن سعد سَمَّاهُ مُسلم ومحمدين الْحَنَفِيَّة بِفَتْح الْحَاء وَالنُّون وَأَبُو صَالح الْحَنَفِيّ وَعمر بن يُونُس الْحَنَفِيّ مثله والفرافصة بن عُمَيْر الْحَنَفِيّ وَكَذَلِكَ ثُمَامَة بن أَثَال الْحَنَفِيّ وَأَبُو كثير الْحَنَفِيّ واسْمه يزِيد بن عبد الرَّحْمَن قَالَ بَعضهم الصَّوَاب فِيهِ السحيمي وَحميد بن عبد الرَّحْمَن الْحِمْيَرِي بِكَسْر الْحَاء وَمثله عبد الله بن كَعْب الْحِمْيَرِي وَيشْتَبه بِهِ الْحميدِي وَأَبُو عمر الحوضي هُوَ حَفْص بن عمر الحوضي بِفَتْح الْحَاء وضاد مُعْجمَة وَزِيَاد بن عبد الله الحساني بِفَتْح الْحَاء وسين مُهْملَة مُشَدّدَة وَبعد الْألف نون وياء النِّسْبَة وَأحمد بن شبيب بن سعيد الحبطي بِفَتْح الْحَاء وَفتح الْبَاء بِوَاحِدَة وطاء مُهْملَة وَفِي الروَاة لكتاب البُخَارِيّ أَبُو مُحَمَّد عبد الله بن حموية يعرف بالحموي بِفَتْح الْحَاء وَضم الْمِيم مُشَدّدَة وَفتح الْيَاء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا وَكسرهَا فِي النّسَب وَيُقَال فِيهِ أَيْضا الْحَمَوِيّ بِفَتْح الْمِيم والحاء وَكسر الْوَاو والعجم يَقُولُونَ كل هَذَا بِضَم مَا قبل الْوَاو مثل عُلْوِيَّهُ وحمويه وَالْعرب بِفَتْح الْوَاو فَتَقول عليوه وحمويه وسيبويه ونفطوية.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
فِي هَذَا الْحَرْف أَبُو عبد الرَّحْمَن الحبلى كَذَا يَقُوله المحدثون بِضَم الْحَاء وَالْبَاء بِوَاحِدَة مَعًا وسمعناه من غير وَاحِد مِنْهُم وَأهل الْعَرَبيَّة يَقُولُونَ فِيهِ الحبلى بِفَتْح الْبَاء وَكَذَا قراه لنا شَيخنَا الْأُسْتَاذ أَبُو الْحسن عَليّ بن أَحْمد الْمقري عَليّ شَيخنَا أبي الْحُسَيْن الْحَافِظ اللّغَوِيّ قَالَ سِيبَوَيْهٍ وينسب إِلَى بني الحبلى حُبْلَى بِفَتْح الْبَاء مِنْهُم أَبُو عبد الرَّحْمَن الحبلى وَيُقَال فِيهِ حُبْلَى(1/227)
أَيْضا بِسُكُون الْبَاء على الأَصْل وَذكره أَبُو عَليّ فِي البارع بِالْوَجْهَيْنِ ضم الْبَاء كَمَا يَقُوله المحدثون وَفتحهَا كَمَا يَقُوله أهل الْعَرَبيَّة وَقَوله فِي الْمِقْدَاد فِي غير مَوضِع الْكِنْدِيّ حَلِيف ببني زهرَة كَانَ تبناه فِي الْجَاهِلِيَّة الْأسود بن عبد يَغُوث الزُّهْرِيّ فنسب إِلَيْهِ وَقد تقدم الْكَلَام فِي الْحلف فِي مَوضِع شَرحه من هَذَا الْحَرْف وَفِي قَوْلهم فِيهِ بهراني كندي فِي حرف الْبَاء
حرف الْخَاء
الْخَاء مَعَ الْبَاء
(خَ ب ا) قَوْله وَلَا جلد مخبأة بِضَم الْمِيم وَفتح الْخَاء وَشد الْبَاء يفسره فِي الحَدِيث الآخر جلد عذراء وَهِي الْبكر لِأَن عادتهن التستر تَحت الحجال وَإِن يخبان من الرِّجَال فهن ناضرات الجسوم إِذْ لَا يصيبهن شمس وَلَا ريح يُغير بشرتهن وَقَوله خبأت لَك خبأ بِسُكُون الْبَاء مَهْمُوز الآخر لرواة الصَّحِيحَيْنِ وَعند الْأَصْلِيّ خبيا بِكَسْر الْبَاء وَتَشْديد الْيَاء وهمزه غَيره وَكله صَحِيح وَهُوَ كل شَيْء غَائِب قَالَ الله تَعَالَى) الَّذِي يخرج الخبء فِي السَّمَاوَات وَالْأَرْض
(قيل السِّرّ والغيب وَقيل الْمَطَر والنبات وَفِي الحَدِيث ابْتَغوا الرزق فِي خبايا الأَرْض وأحدها خبية وتسهل بِغَيْر همز قيل الزِّرَاعَة وَقيل اسْتِخْرَاج الْمَعَادِن يُقَال اخْتَبَأْت لَك خبيأ وخبأت لَك خبأ والخبيئة والخباة اسْم مَا خبأته أَيْضا وَمِنْه هَذَا كَنْزك الَّذِي خبأته وَفِي حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر فاختبأت كَذَلِك وَقَوله فَأحب أَن اختبئ دَعْوَتِي أَي أوخرها وَلَا أقدمها وأظهرها الْآن وَشَهَادَة المختبي هُوَ الَّذِي يتسخفي حَتَّى يسْمعهَا
وَقَوله أهل خباء أَو أخباء كَذَا فِي كتاب مُسلم فِي كتاب الْإِيمَان على الشَّك فِي حَدِيث هِنْد وَفِي كتاب البُخَارِيّ فِي كتاب النذور مثله هُوَ من خبأت لِأَنَّهُ يختبأ فِيهِ وَيسْتر الإخباء بِفَتْح الْهمزَة جمع خباء والخباء من بيُوت الْإِعْرَاب ثمَّ اسْتعْمل فِي غَيرهَا من مَنَازِلهمْ ومساكنهم كَمَا اسْتعْمل هُنَا وَكَقَوْلِه فِي الحَدِيث الآخر أَي خباء فَاطِمَة وَكَانَ بِالْمَدِينَةِ يُرِيد منزلهَا وحجرتها وَقَالَ أَبُو عبيد الخباء من وبر أَو صوف وَلَا يكون من شعر وَقَوله فِي الْمُصحف يحمل فِي أخبيته يُرِيد أغشيته الَّتِي يصان ويخبأ فِيهَا
(خَ ب ب) وَقَوله فِي الْحَج وخب ثَلَاثًا ويخب ثَلَاثًا أَي أسْرع وَالِاسْم الخبب والخب وَهُوَ ضرب من الْعَدو وَهُوَ أول الْإِسْرَاع مثل الرمل
(خَ ب ث) وَقَوله لأَدَاء وَلَا خبثة بِكَسْر الْخَاء هُوَ مَا كَانَ غير طيب الْكسْب وَالْأَصْل وكل حرَام خَبِيث قَالَ الله تَعَالَى) وَيحرم عَلَيْهِم الْخَبَائِث
(وَقيل الخبثة هُنَا بيع أهل الْعَهْد وَقيل الخبثة هُنَا الرِّيبَة من الْفُجُور وَقَوله أعوذ بك من الْخَبيث المخبث الشَّيْطَان الرَّجِيم هُوَ خَبِيث فِي نَفسه يحمل النَّاس على الْخبث والخبيث النَّجس وَمِنْه لَا يُصَلِّي وَهُوَ يدافع الأخبثين يَعْنِي الْبَوْل وَالْغَائِط والمخبث الَّذِي يعلم النَّاس الْخبث وَقيل الَّذِي يصحب الخبثاء وأعوانه خبثاء والخبث بِالسُّكُونِ الزِّنَا وَالشَّر وَالْكفْر والخبيث الردي من كل شَيْء وَمِنْه قَوْله تَعَالَى) وَلَا تيمموا الْخَبيث مِنْهُ تنفقون
(وَمِنْه إِذا كثر الْخبث هُوَ هُنَا بِفَتْح الْخَاء وَالْبَاء وَقد رَوَاهُ بِضَم الْخَاء وَسُكُون الْبَاء بعض رُوَاة الْمُوَطَّأ والخبث بِالْفَتْح أصح قيل يُرِيد بِهِ الزِّنَا والفسوق وَقيل فِيهِ خبثة أَيْضا وَقيل يُرِيد أَوْلَاد الزِّنَا وَقد جَاءَ مُفَسرًا فِي حَدِيث آخر وَيكثر الزِّنَا والخبيث الكريه الطّعْم أَو الرَّائِحَة وَمِنْه فِي قليب بدر خَبِيث مخبث وَمِنْه من أكل من هَذِه الشَّجَرَة الخبيثة وَمِنْه وَهُوَ يدافعه الأخبثان وَفِي الحَدِيث أعوذ بك من الْخبث والخبائث أَكثر الرِّوَايَات فِيهِ بِالسُّكُونِ وَفَسرهُ أَبُو عبيد بِالشَّرِّ وَفَسرهُ ابْن الْأَنْبَارِي أَن الْخبث الْكفْر والخبائث الشَّيَاطِين وَقَالَ الدَّاودِيّ الْخبث الشَّيْطَان والخبائث الْمعاصِي كلهَا وَقَالَ غَيره إِنَّمَا هُوَ الْخبث بِضَم الْبَاء جمع خَبِيث استعاذ من ذُكُور الْجِنّ وإناثهم وَرجحه الْخطابِيّ(1/228)
وَغلط غَيره والوجهان ظاهران وَقد يكون الْمَعْنى بِهِ أَنه استعاذ من الْخبث نَفسه وَهُوَ الْكفْر وَمن سَائِر الْأَخْلَاق الخبيثة وَهِي الْخَبَائِث وَفِي الْمَدِينَة تَنْفِي خبثها بِفَتْح الْخَاء وَالْبَاء أَي رديها وَقَوله كخبث الْحَدِيد الَّذِي مثل بِهِ هُوَ رديه الَّذِي تخرجه النَّار خالصه وتصفيه مِنْهُ وأخبث اسْم عِنْد الله أَي أرداه وأرذله مَعْنَاهُ صَاحبه وَقَوله والأصبح خَبِيث النَّفس وَلَا يَقُولَن أحد خبثت نَفسِي هُوَ تغير النَّفس وكسلها وَقلة نشاطها أَو غثيانها أَو سوء خلقهَا وَفِي كتاب الطِّبّ بَاب شرب السم والدواء بِهِ وَمَا يخَاف مِنْهُ والخبيث ثبتَتْ هَذِه اللَّفْظَة للقابسي وَأبي ذَر وَسَقَطت لغَيْرِهِمَا وَذكرهَا التِّرْمِذِيّ فِي الحَدِيث وفسرها بالسم
(خَ ب ر) وَقَوله نهى عَن المخابرة وَهِي الْمُزَارعَة على الْجُزْء مِمَّا يخرج من الأَرْض والخبرة بِالضَّمِّ النَّصِيب والخبار وَالْخَبَر الأَرْض اللينة وَقيل سميت من خَيْبَر لمعاملة النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) إيَّاهُم على الْجُزْء من ثمارها فَقيل خابرهم ثمَّ تنازعوا فنهوا عَنْهَا ثمَّ جارت بعد وَهَذَا قَول ابْن الْأَعرَابِي وَغَيره يأباه وَيَقُول أَنَّهَا لَفْظَة مستعملة وَإِلَّا كار يُقَال لَهُ الْخَبِير لعمله فِي الأَرْض وَالْبَيْت يُقَال لَهُ الْخَبِير أَيْضا وَجَاء فِي مُسلم من بعض طرقه نهي عَن الْخَبَر بِفَتْح الْخَاء وَسُكُون الْبَاء كَذَا قيدناه من طَرِيق الطَّبَرِيّ وَعند ابْن عِيسَى بِضَم الْخَاء وَعَن غَيرهمَا بِكَسْر الْخَاء وَهُوَ من المخابرة وبالفتح ذكره صَاحب الْعين وبالوجهين قيدناه فِي كتاب أبي عبيد وَفِي حَدِيث عمر مَا أحب أَن أخبرهما ويروى اختبرهما يَعْنِي الْأُخْتَيْنِ كِنَايَة عَن الْوَطْء لَهما وَقَوله أتيناه نستخبر أَي نَسْأَلهُ عَن خبر النَّاس
(خَ ب ط) وَقَوله حَتَّى أكلنَا الْخبط ودقيقا وخبطا ونخبط بقسينا لَا يختبط شَجَرهَا واختبطنا الْخبط بِفَتْح الْخَاء وَالْبَاء ورق السمر واختبط ضرب بالعصا ليسقط واختبطناه فعلنَا ذَلِك بِهِ وتخبط وَجهه بإخفافها أَي تضربه فِي وَطئهَا إِيَّاه
(خَ ب ل) وَقَوله من طِينَة الخبال بِفَتْح الْخَاء وَتَخْفِيف الْبَاء بِوَاحِدَة فسره فِي الحَدِيث بعصارة أهل النَّار فِي النَّار وبصديدهم وبعرقهم يحْتَمل تَسْمِيَتهَا طِينَة الخبال لِأَنَّهَا من فَسَاد أجسامهم لِأَن أصل الخبال الْفساد فِي كل شَيْء.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
فِي هَذَا الْحَرْف فِي حَدِيث السَّقِيفَة وَكَانَ من خبرنَا يَوْم توفّي النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كَذَا للكافة بباء بِوَاحِدَة وَوَقع فِي كتاب عَبدُوس وَالْمُسْتَمْلِي خيرنا بياء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا سَاكِنة كَأَنَّهُ رده على أبي بكر الْمَذْكُور قبل وَالْأول الصَّوَاب وَفِي حَدِيث مُعَاوِيَة فِي صفة قِرَاءَة النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) لَوْلَا النَّاس لأخبرت لكم بذلك كَذَا عِنْد القَاضِي الشَّهِيد من الْخَبَر ولسائرهم لأخذت لكم بذلك بِفَتْح الْخَاء وَسُكُون الذَّال الْمُعْجَمَة ويعضد الرِّوَايَة الأولى قَوْله فِي الحَدِيث الآخر لحكيت لكم قِرَاءَته وَلكُل وَجه وَقَوله فِي مِيرَاث الْعمة ونستخبر فِيهَا كَذَا بِالْبَاء بِوَاحِدَة لغير وَاحِد من الروَاة وَكَذَا عِنْد شَيخنَا أبي إِسْحَاق وَغَيره وَكَذَا عِنْد ابْن وضاح وَزَاد فِي رِوَايَته فِيهَا قَول النَّاس من الاختبار أَو طلب الْخَبَر عَن حكمهَا وَعند ابْن عتاب وَابْن حمدين ونستخير فِيهَا لَا غير بِكَسْر الْخَاء بعْدهَا يَاء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا من الْخيرَة وَكَذَا عِنْد ابْن بكير وَكَذَا لِابْنِ وضاح عَن ابْن عِيسَى وَقَوله فِي بعض طرق مُسلم تربت يَمِينك وبأثر الْكَلِمَة فِي رِوَايَة السَّمرقَنْدِي قَوْله تربت يَمِينك خير كَذَا لَهُ على التَّفْسِير أَي أَنه لم يرد بقوله ذَلِك سوءا وَفِي نُسْخَة تربت يَمِينك خبر بباء بِوَاحِدَة مَفْتُوحَة وَهُوَ بعيد الصِّحَّة فِي إِسْلَام أبي ذَر فأتينا الكاهن فخبر أنيسا كَذَا رَوَاهُ الجلودي بباء بِوَاحِدَة وَهُوَ تَصْحِيف وَالصَّوَاب رِوَايَة غَيره(1/229)
فَخير بياء الْعلَّة أَي غَلبه وفضله كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيث الآخر حَتَّى غَلبه لِأَنَّهُ ذكر أَنه تحاكم إِلَيْهِ مَعَ آخر وَقَوله فِي فَضَائِل أم سَلمَة سَمِعت خطْبَة رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بِخَبَر خيرنا كَذَا للعذري والسمرقندي وَعند ابْن الْحذاء وَالْكسَائِيّ يخبر بِخَبَر جِبْرِيل وَهُوَ الصَّحِيح وَكَذَا خرجه البُخَارِيّ وَمَا قبله يدل على صِحَّته قَوْله فِي قبْلَة الصَّائِم إِلَّا أخبرتيها كَذَا لجل الروَاة وَعند ابْن المرابط وَابْن عتاب أخْبرتهَا وَهُوَ الْمَعْرُوف وَالْأول على لُغَة لبَعض الْعَرَب كَقَوْلِه لَو كنت حُزْتِيهِ وَفِي الْكُسُوف فِي حَدِيث مُسلم عَن الدَّارمِيّ أَخْبرنِي أَبُو سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن عَن خبر عبد الله بن عَمْرو بن العَاصِي كَذَا فِي الْأُمَّهَات وَمَعْنَاهُ عَن أَخْبَار عبد الله لي فَوضع خبر مَوضِع أَخْبرنِي وَقَوله هَل من مغربة خبر كل الرِّوَايَة فِيهِ على الْإِضَافَة وَاخْتلف فِي ضبط الْغَيْن بِالْفَتْح والإسكان وَفِي الرَّاء بِالْكَسْرِ وَالْفَتْح وكل صَحِيح وَمَعْنَاهُ هَل من خبر عَن حَادث يستغرب أَي يستبعد وَقيل هَل من خبر جَاءَ عَن بعد وَخبر مكسور على الْإِضَافَة قَالَ أَبُو مَرْوَان بن سراج وَلَا يجوز فَتحه لِأَن الْكَلَام لَا يتم فِي الْمَفْعُول إِلَّا أَن يضمر مَا يتم بِهِ الْكَلَام وَقَالَ لي شَيخنَا ابْنه يَصح على الْمَفْعُول
الْخَاء مَعَ التَّاء
(خَ ت ر) قَوْله مَا ختر قوم بالعهد أَي غدروا ونقضوه والختر الْغدر
(خَ ت ل) قَوْله فِي حَدِيث أبي قَتَادَة وَرجل من الْمُشْركين يختله من وَرَائه ليَقْتُلهُ أَي يغتفله ويراوغه ليَقْتُلهُ وَقَوله وَهُوَ يخْتل ابْن صياد وَفِي الَّذِي نظر من شقّ الْبَاب كَأَنِّي أنظر إِلَى النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) يختله أَي يخادعه ويراوغه على غَفلَة ليسمع مِنْهُ وليطعن عين الآخر ختلت الصَّيْد إِذا خادعته واغتفلته وَقَوله فِي كتاب التَّفْسِير المختال والختال وَاحِد كَذَا لَهُم وَعند الْأصيلِيّ وَالْخَال وجميعه صَحِيح كُله من الْخُيَلَاء
(خَ ت م) وَقَوله وَأَنا خَاتم النَّبِيين قَالَ ابْن الْأَعرَابِي الْخَاتم والخاتم من أَسمَاء النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) قَالَ ثَعْلَب فالخاتم الَّذِي ختم بِهِ الْأَنْبِيَاء والخاتم أحسن الْأَنْبِيَاء خلقا وخلقا وَقَوله أعطي جَوَامِع الْكَلم بخواتمه وَعند العذري جَوَامِع الْكَلم وخواتمه هما بِمَعْنى جمع الْمعَانِي الْكَثِيرَة فِي الْأَلْفَاظ القليلة والختم عَلَيْهَا بضَمهَا فِي تِلْكَ الْكَلِمَات كَمَا يخْتم على مَا فِي الْكتاب وَقَوله أَو ليختمن الله على قُلُوبكُمْ هُوَ أَن يخلق الله فِي قُلُوبهم ضد الْهدى وَالْإِيمَان وَأَن يصرف لطفه وَنَظره عَنْهُم وَقيل هُوَ شَهَادَة الله عَلَيْهِم بكفرهم وَقيل هُوَ علم يخلفه الله فِي قُلُوبهم تعرفهم بِهِ الْمَلَائِكَة وَقيل طبعه عَلَيْهَا حَتَّى لَا يعي خيرا وَقَوله وَلَا تفض الْخَاتم إِلَّا بِحقِّهِ تُرِيدُ عذرتها لَا تستبحها إِلَّا بِالنِّكَاحِ الْجَائِز
(خَ ت ن) قَوْله إِذا التقى الختانان فقد وَجب الْغسْل الْخِتَان هُوَ مَوضِع الْقطع من عضوي الزَّوْجَيْنِ فِي الْخِتَان والخفاض وَقَوله أم حَبِيبَة ختنة رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) قَالَ الْأَصْمَعِي الإختان من قبل الْمَرْأَة والإحماء من قبل الزَّوْج والإصهار يجمع ذَلِك كُله
الْخَاء مَعَ الدَّال
(خَ د ج) قَوْله فِي الصَّلَاة فَهِيَ خداج أَي ذَات نقص والخداج النُّقْصَان وَقيل خداج هُنَا بِمَعْنى مخدجة أحل الْمصدر مَحل الْفِعْل أَي نَاقِصَة وَفِي الحَدِيث مُخْدج الْيَد أَي ناقصها
(خَ د د) وَفِي الحَدِيث فَأمر بِالْأُخْدُودِ فخدت وأضرم النيرَان هِيَ الشقوق تحفر فِي الأَرْض وَاحِدهَا خدوا خدود قَالَ الله تَعَالَى) قتل أَصْحَاب الْأُخْدُود النَّار
(وَقَوله فخدت رَاجع إِلَى جمَاعَة مَا حفر مِنْهَا وَجَمعهَا أخاديد كَأَنَّهُ قَالَ فخدت الأخاديد أَو فخدت الأَرْض
(خَ د ر) ذكرت ذَوَات الْخُدُور وَذَات الخدر يُرِيد الإبكار(1/230)
المحتجبات بِدَلِيل قَوْله فِي الحَدِيث الْعَوَاتِق والخدر بِكَسْر الْخَاء ستر يكون لِلْجَارِيَةِ فِي نَاحيَة الْبَيْت وَقيل سَرِير عَلَيْهِ ستر وَقيل الْخُدُور الْبيُوت
(خَ د ل) وَقَوله إِن جَاءَت بِهِ خدلا بِفَتْح الْخَاء وَسُكُون الدَّال وَكسر الدَّال الْأصيلِيّ فِي البُخَارِيّ من رِوَايَة عبد الله بن يُوسُف وَأبي صَالح والخدل الممتلي وخدل السَّاقَيْن ممتلئهما وَفِي الحَدِيث خَدلج السَّاقَيْن بِفَتْح الدَّال وَتَشْديد اللَّام وَآخره جِيم وَهُوَ بِمَعْنَاهُ هُوَ الممتلئ السَّاقَيْن
(خَ د م) وَقَوله وَكنت أرى خدم سوقهما بِفَتْح الْخَاء وَالدَّال أَي خلاخيلهما وأحدها خدمَة وَقد يُسمى موضعهَا من السَّاق خدمَة وَيجمع أَيْضا خداما وَقد جَاءَ فِي الحَدِيث الآخر مُفَسرًا وَقد بَدَت خلاخيلهن
(خَ د ع) وَقَوله الْحَرْب خدعة بِفَتْح الْخَاء وَسُكُون الدَّال كَذَا الْهَرَوِيّ وَأكْثر الروَاة لِلصَّحِيحَيْنِ وضبطها الْأصيلِيّ بِضَم الْخَاء وهما صَحِيحَانِ قَالَ أَبُو ذَر الْهَرَوِيّ وَبِفَتْحِهَا لُغَة النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وبالفتح وَحده قَالَهَا الْأَصْمَعِي وَغَيره وَحكى يُونُس فِيهَا الْوَجْهَيْنِ ووجها ثَالِثا خدعة بِالضَّمِّ وَفتح الدَّال ورابعا خدعة بفتحهما فَمن قَالَ خدعة بِفَتْح الْخَاء وَسُكُون الدَّال أَي يَنْقَضِي أمرهَا بخدعة وَاحِدَة أَي من خدع فِيهَا خدعة زلت قدمه وَلم يقل فَلَا يُؤمن شَرها وليتحفظ من مثل هَذَا وَمن قَالَه بِضَم أَولهَا وَسُكُون ثَانِيهَا فَمَعْنَاه أَنَّهَا تخدع أَي أهل الْحَرْب ومباشريها وَمن قَالَه بِضَم الأول وَفتح الثَّانِي فَمَعْنَاه أَنَّهَا تخدع من اطْمَأَن إِلَيْهَا وَإِن أَهلهَا كَذَلِك وَمن فتحهما بِهَذَا الْمَعْنى أَي أَهلهَا بِهَذِهِ الصّفة فَلَا يطمئن إِلَيْهِم فَحذف أَهلهَا وَأقَام الْحَرْب مقامهم كَمَا قَالَ وَسُئِلَ الْقرْيَة وخدعه جمع خَادع وَقد يرجع خدعة إِلَى صفة الْحَرْب نَفسهَا أَي أَن أمورها وتدبيراتها كَذَلِك وأصل الخداع إِظْهَار خلاف مَا يكتم وَمِنْه خبر الَّذِي كَانَ يخدع فِي الْبيُوع أَي يكتم عُيُوب مَا يَشْتَرِي أَو قِيمَته.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
وَقَوله بعث إِلَى أم الدَّرْدَاء بخادم كَذَا لِابْنِ ماهان وللجلودي بأنجاد بِفَتْح الْهمزَة جمع نجد وَهُوَ مَتَاع الْبَيْت من فرش وستور ووسائد وَمِنْه بَيت منجدا مزين بهَا
الْخَاء مَعَ الذَّال
(خَ ذ ل) قَوْله الْمُسلم أَخُو الْمُسلم لَا يَخْذُلهُ وَلَا يَظْلمه أَي لَا يتْرك نَصره فِي الْحق ومعونته كَمَا قَالَ انصر أَخَاك
(خَ ذ ف) قَوْله مثل حَصى الْخذف وَنهى عَن الْخذف بِسُكُون الذَّال وصيد الْخذف هُوَ الرَّمْي بحصا أَو نوى بَين السبابتين أَو بَين الْإِبْهَام والسبابة قَوْله فخذفته بحصاة بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة وَرُوِيَ عَن الْقَابِسِيّ فِي كتاب الدِّيات بِالْمُهْمَلَةِ وَالصَّوَاب الأول
الْخَاء مَعَ الرَّاء
(خَ ر ا) قَوْله علمكُم كل شَيْء حَتَّى الخراءة بِكَسْر الْخَاء مَمْدُود وَهِي الجلسة للتخلي والتنظف مِنْهُ
(خَ ر ب) وَقَوله وَلَا فَارًّا بخربة كَذَا ضَبطه الْأصيلِيّ بِضَم الْخَاء وَضَبطه غَيره بِفَتْحِهَا وبالفتح ضبطناه فِي كتاب مُسلم عَن جَمِيعهم وَالرَّاء فِي كلهَا سَاكِنة بعْدهَا بَاء بِوَاحِدَة مَفْتُوحَة وَصوب بَعضهم الْفَتْح وكل صَوَاب وَجَاء فِي كتاب البُخَارِيّ فِي تَفْسِيره فِي كتاب الْحَج الخربة البلية وَمثله فِي رِوَايَة الْهَمدَانِي وَفِي رِوَايَة الْمُسْتَمْلِي يَعْنِي السّرقَة وَفِي رِوَايَته فِي الْمَغَازِي البلية وَقَالَ الْخَلِيل الخربة بِالضَّمِّ الْفساد فِي الدّين وَهُوَ مُشْتَقّ من الخارب وَهُوَ اللص الْمُفْسد فِي الأَرْض وَلَا يكَاد يسْتَعْمل إِلَّا فِي سَارِق الْإِبِل وَقَالَ غَيره الخربة بِالْفَتْح السّرقَة وَقيل الْعَيْب وَذكر فِيهَا الخرابة وَهِي سَرقَة الْإِبِل خَاصَّة وَبِالْحَاءِ الْمُهْملَة فِي كل شَيْء وَقَوله فِي مَوضِع الْمَسْجِد وَكَانَت(1/231)
فِيهِ خرب وَأمر بالخرب فسويت ضبطناه بِفَتْح الْخَاء وَكسر الرَّاء وبكسر الْخَاء وَفتح الرَّاء وَكِلَاهُمَا صَحِيح وَتَمِيم تَقول خربة بِكَسْر الْخَاء وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَان الْخطابِيّ لَعَلَّ الصَّوَاب خرب بِالضَّمِّ جمع خربة وَهِي الخروق فِي الأَرْض إِلَّا أَنهم يَقُولُونَهَا فِي كل ثقبة مستديرة قَالَ ولعلها جرف جمع جرفة وَهِي جمع جرف قَالَ وَأبين من ذَلِك أَن ساعدته الرِّوَايَة أَن يكون حدبا جمع حدبة وَهُوَ مَا ارْتَفع من الأَرْض لقَوْله فسويت وَإِنَّمَا يسوى الْمَكَان المحدوب
قَالَ القَاضِي رَحمَه الله لَا أَدْرِي مَا قَالَ وكما قطع النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) النّخل الَّذِي فِيهِ كَذَلِك سوى بقايا الخرب وَهدم إطلال جدراتها كَمَا فعل بالقبور وَالرِّوَايَة صَحِيحَة اللَّفْظ وَالْمعْنَى غنيه عَن تكلّف التَّغْيِير وَذكر فِي بيع الثِّمَار الخربز بِكَسْر الْخَاء وَسُكُون الرَّاء وَكسر الْبَاء بِوَاحِدَة بعْدهَا وَآخره زَاي هُوَ الْبِطِّيخ الْهِنْدِيّ المدور
(خَ ر ت) وَقَوله هاديا خريتا بِكَسْر الْخَاء وَتَشْديد الرَّاء بعْدهَا يَاء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا وَآخره تَاء بِاثْنَتَيْنِ فَوْقهَا فسره فِي الحَدِيث الماهر بالهداية
(خَ ر ج) وَفِي حَدِيث خبيب فَلَمَّا خَرجُوا وَفِي رِوَايَة الْأصيلِيّ أخرجُوا بِهِ وهما لُغَتَانِ صحيحتان خرج بِهِ وَأخرج بِهِ وَكَذَلِكَ فِي الْمُوَطَّأ فِي حَدِيث المسكينة فَخرج بجنازتها لَيْلًا كَذَا فِي أَكثر الموطآت وَكَذَا سمعناه من غير وَاحِد فِي رِوَايَة يحيى بن يحيى وَغَيره من هَذِه الْأُصُول وَغَيرهَا وَكَانَ عِنْد القَاضِي أبي عبد الله ابْن حمدين والفقيه أبي مُحَمَّد بن عتاب فَأخْرج بجنازتها وَيُقَال وَجه هَذَا أَيْضا أَن تكون الْبَاء هُنَا مقحمة زَائِدَة كَمَا قيل فِي قَوْله تَعَالَى) اقْرَأ باسم رَبك
(وَمثله فِي بَاب أَذَان الْمُسَافِر ثمَّ خرج بِلَال بالعنزة كَذَا للأصيلي والنسفي وَعند البَاقِينَ أخرج وَفِي حَدِيث ابْن عَبَّاس شهِدت الْخُرُوج مَعَ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) يَعْنِي البروز إِلَى الْعِيد وَالرِّوَايَات الْأُخَر تبينه وَيَوْم الْخُرُوج اسْم من أَسمَاء الْعِيد وَكَذَلِكَ يَوْم الزِّينَة وَيَوْم الصَّفّ وَيَوْم الْمشرق والخرج بِالْفَتْح وَسُكُون الرَّاء وَالْخَرَاج الْغلَّة مَعْلُوم بِالْفَتْح ذكر وَقد يَقع على مَال الفىء وَقيل الْخراج الِاسْم والخرج الْمصدر وَيَقَع على الْغلَّة أَيْضا وكل مَا يخارج بِهِ وَمِنْه الْخراج بِالضَّمَانِ وَيَأْكُل من خراجه وَقَوله وَبِه خراج وَهِي القرحة تخرج فِي الْجَسَد بِضَم الْخَاء وَقَوله أَن يتخارج الشريكان وَأهل الْمِيرَاث فسره فِي حَدِيث ابْن عَبَّاس فِي البُخَارِيّ بِأَن يَأْخُذ أَحدهمَا عينا وَالْآخر دينا فَإِن توى لأَحَدهمَا لم يرجع على الآخر قَالَ الدَّاودِيّ هَذَا إِن كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الدّين حَاضرا مقرا كَانَ بِالتَّرَاضِي وَأما بِالْقُرْعَةِ أَو بمعيبه أَو إِنْكَاره فَلَا يجوز وَقَالَ أَبُو عبيد تخارج الشَّرِيكَيْنِ وَأهل الْمِيرَاث إِذا كَانَ بَينهم مَتَاع فَلَا بَأْس أَن يتبايعوه بَينهم قبل قسمته وَإِن لم يعرف أحدهم نصِيبه بِعَيْنِه ويقبضه بِخِلَاف الْأَجْنَبِيّ وَهَذَا معنى قَول ابْن عَبَّاس وَفِي شِرَاء الْأَجْنَبِيّ كَذَلِك قبل قسمته وَقَبضه اخْتِلَاف بَين أهل الْعلم
(خَ ر د) قَوْله وَمِنْهُم المخردل أَي الْمُنْقَطع وَقد تقدم الْخلاف فِي رِوَايَته وَتَفْسِيره فِي حرف الْجِيم وَقَوله حَبَّة خَرْدَل الْخَرْدَل مَعْلُوم فَإِذا صنع بالزبيب فَهُوَ الصناب
(خَ ر ر) وَقَوله ركب فرسا فَخر عَنهُ وخرت ذنُوبه وخرت مغشية وخر مُسْتَلْقِيا وخررت عَنهُ وخر سَاجِدا وخر لفيه مَعْنَاهُ كُله سقط وَأَصله الصقوط من علو قَالَ الله تَعَالَى) فَخر عَلَيْهِم السّقف من فَوْقهم
(
(خَ ر ط) وَقَوله اخْتَرَطَ سَيفي وَالسيف مخترط مَعْنَاهُ سَله
(خَ ر م) وَقَوله لَا أخرم عَنْهَا بِفَتْح الْهمزَة يَعْنِي صَلَاة النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَي لَا أترك ذَلِك(1/232)
وَلَا أذهب عَنْهَا وَقيل لَا أنقص وَأَصله الْعُدُول عَن الطَّرِيق وَمِنْه فِي الحَدِيث الآخر يخرم ذَلِك الْقرن أَي يذهب وينقضي
(خَ ر ص) وَذكر الْخرص فِي الثِّمَار وَحَتَّى يخرص وَبيع الْعرية بِخرْصِهَا وتخرص بَينهم وَبَينه وَمَعْنَاهُ تحزر وتقدر ثَمَرهَا وَذَلِكَ لَا يُمكن إِلَّا عِنْد طيبها والخرص بِالْفَتْح اسْم الْفِعْل والمصدر والخرص بِالْكَسْرِ اسْم الشَّيْء وَالْعدَد المخروص مِنْهَا وَحكي فِيهِ بعض اللغويين الْفَتْح وَقَالَهُ يَعْقُوب يُقَال مِنْهُ خرص يخرص ويخرص مَال غَيره خرصا وحرصا وَأما قَوْله تَعَالَى) وَإِن هم إِلَّا يخرصون
(من الْكَذِب فالخرص بِالْفَتْح وَيُقَال مِنْهُ خرص واخترص وتخرص قَالَ الله تبَارك وَتَعَالَى) قتل الخراصون
(وَقَوله فَجعلت الْمَرْأَة تلقى خرصها وسخابها فَهَذَا بِالضَّمِّ وَهِي الْحلقَة تكون فِي الْأذن وَفِي البارع هِيَ القرط تكون فِيهِ حَبَّة وَاحِدَة فِي حَلقَة وَاحِدَة
(خَ ر ف) وَقَوله أَن مخرافا وَقَوله فابتعت بِهِ مخرفا بِكَسْر الرَّاء وَفتح الْمِيم هُوَ حَائِط النّخل والبستان فِيهِ الْفَاكِهَة وَهِي الَّتِي تخرف وَهِي الخرفة وَقَالَهُ بَعضهم بِفَتْح الْمِيم وَالرَّاء كالمسجد وَالْمَسْجِد وَمن كسر الْمِيم وَفتح الرَّاء جعله كالمربد وَنَحْوه وَقَالَ الْخطابِيّ المخرف الْفَاكِهَة نَفسهَا والمخرف وعَاء يجمع فِيهِ وَأنكر ابْن قُتَيْبَة على أبي عبيد أَن يكون المخرف الثَّمر قَالَ وَإِنَّمَا هِيَ النّخل وَالثَّمَر مخروف وَفِي حَدِيث آخر خرافا سَمَّاهُ باسم مَا يخْتَرف مِنْهُ مثل ثمار وَيكون جمع خريف وَهِي النَّخْلَة مثل كريم وكرام وَقيل المخرف الْقطعَة من النخيل وَقَوله فِي عَائِد الْمَرِيض فِي مخرفة الْجنَّة روينَاهُ بِفَتْح الْمِيم وَالرَّاء وَفِي الحَدِيث الآخر فِي خرفة الْجنَّة فسره النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فِي الحَدِيث أَنه جناها قَالَ الْأَصْمَعِي المخارف وأحدها مخرف وَهُوَ جني النّخل سمي بذلك لِأَنَّهُ يخْتَرف أَي يجني قَالَ غَيره المخرفة سكَّة بَين صفّين من نخيل يخْتَرف من أَيهَا شَاءَ يُرِيد يجني وَقَالَ غَيره المخرفة الطَّرِيق أَي على طَرِيق يُؤَدِّيه إِلَى الْجنَّة وعَلى مَا تقدم يكون مَعْنَاهُ فِي بساتين الْجنَّة وَهُوَ كُله رَاجع إِلَى قَوْله عَلَيْهِ السَّلَام جناها وَقَوله أصح وَأثبت وَقَوله أَرْبَعُونَ خَرِيفًا أَي سنة والخريف السّنة والخريف أَيْضا أحد فُصُول السّنة مَعْرُوف وَهُوَ وَقت طيب الثِّمَار واخترافها
(خَ ر ق) وَقَوله أَو تصنع لَا خرق إِلَّا خرق من الرِّجَال الَّذِي لَا يحسن الْعَمَل وَقيل الَّذِي لَا رفق لَهُ وَلَا سياسة عِنْده وَالْمرَاد بِهَذَا الحَدِيث التَّفْسِير الأول وَالْمَرْأَة خرقاء وَمِنْه قَول جَابر جَارِيَة خرقاء وَقَوله لَيْسَ منا من خرق مثل قَوْله أَنا برِئ من الشاقة هِيَ الَّتِي تخرق ثِيَابهَا وتشقها عِنْد المصائب.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
فِي حَدِيث خبر الْهِجْرَة فناداه أخرج من عنْدك كَذَا لَهُم وَعند الْأصيلِيّ وَأَصْحَاب الْمروزِي أخرج بِضَم الرَّاء ثلاثي وَيصِح أَن يكون من عنْدك مُبْتَدأ مستفهم عَنهُ وَفِي بَاب نزُول السكينَة وَالْمَلَائِكَة لقِرَاءَة الْقُرْآن وانصرفت إِلَيْهِ فَرفعت رَأْسِي إِلَى السَّمَاء فَإِذا مثل الظلة فِيهَا أَمْثَال المصابيح فحرجت حَتَّى لَا أَرَاهَا كَذَا لجميعهم هُنَا وَصَوَابه فعرجت كَمَا جَاءَ فِي مُسلم فعرجت فِي الجوحتي مَا أَرَاهَا
الْخَاء مَعَ الزَّاي
(خَ ز ر) قَوْله حيسناه على خزير وعَلى خزيرة تقدم تَفْسِيره فِي الْحَاء وَمن قَالَ أَنه حساء من النخالة وَهُوَ الْأَشْبَه هُنَا وَتقدم الْخلاف فِي رِوَايَته وَتَفْسِيره والخزر بِفَتْح الْخَاء وَالزَّاي وتسكين الزَّاي أَيْضا وَآخره رَاء جنس من الْأُمَم
(خَ ز ز) فِي الحَدِيث مَا لمست خَزًّا وَلَا حريرة الحز مَا خلط من الْحَرِير بالوبر وَشبهه وَأَصله من وبر الأرنب وَيُسمى ذكره الخزز فَسمى مَا خلط بِكُل وبر خَزًّا من أجل خلطه بِهِ(1/233)
(خَ ز ل) قَوْله أَن تختزلونا من أصلنَا وتحضنونا من الْأَمر فِي حَدِيث السَّقِيفَة أَي تنحونا وتزيلوه عَنَّا وتحازون بِهِ وَتقدم شرح تحضنونا وَالْخلاف فِيهِ
(خَ ز م) قَوْله خزامة فِي أَنفه بِكَسْر الْخَاء وَهِي حَلقَة من شعر تجْعَل فِي أنف الْبَعِير الصعب يراض بذلك
(خَ ز ن) وَذكر الخزانة بِالْكَسْرِ هُوَ اسْم الْمَكَان الَّذِي يختزن فِيهِ الشَّيْء وَمِنْه أَيْضا عمل الخازن وَمثله قَول عمر فِي الأَرْض أتركها خزانَة لَهُم يقتسمونها أَي غَلَّتهَا شبهها بالشَّيْء المختزن لمن غَابَ وَقَوله وَأُوتِيت خَزَائِن الأَرْض قيل يُرِيد سلطانها وَفتح بلادها وخزائن أموالها وَقد جَاءَ فِي غير مُسلم مفاتح خَزَائِن الأَرْض وَقَوله فِي تَفْسِير الحَدِيث خنز اللَّحْم يخنز وحزن يخزن إِذا تغير كَذَا يُقَال بِكَسْر النُّون وَالزَّاي فِي الْمَاضِي وَفتحهَا فِي الْمُسْتَقْبل وهما صَحِيحَانِ من المقلوب
(خَ ز ق) وَقَوله فِي صيد المعراض إِذا خزق فَكل يَعْنِي مَا شقّ وَقطع وَيُقَال بِالسِّين خسق أَيْضا
(خَ ز ى) قَوْله غير خزايا أَي غير مذلولين وَلَا مهانين قَالَ الله تَعَالَى) من قبل أَن نذل ونخزى
(وَيكون بِمَعْنى نفتضح وَفِي الرَّجْم نسخم وُجُوههمَا ونخزيهما أَي نفضحهما كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث الآخر وَفِي حَدِيث إِبْرَاهِيم لَا تخزني أَي لَا تفضحني وَمثله فِي الْآيَة أَي فِي أَبِيه فِي مشْهد الْقِيَامَة وَيكون الخزي بِمَعْنى الْهَلَاك أَيْضا والوقوع فِي بلية يُقَال فِي مصدره خزي خزيا وَمن الفضيحة والاستحياء خزاية وَفِي شَارِب الْخمر قَوْلهم أَخْزَاهُ الله أَي أهلكه وَمن رَوَاهُ خزاه فَمَعْنَاه قهره
الْخَاء مَعَ الطَّاء
(خَ ط ا) قَوْله فِي الرُّؤْيَا أَخْطَأت بَعْضًا وأصبت بَعْضًا قيل هُوَ الْخَطَأ الَّذِي هُوَ ضد الصَّوَاب فِي عبارتها وَقيل من الْخَطَأ فِي تقدمه وقسمه ليفسرها وَقيل الْخَطَأ هُنَا بِمَعْنى التّرْك كَقَوْلِهِم أَخطَأ السهْم عَن الهدف إِذا تَركه أَي تركت فِيهَا مَا لم تفسره وَكَقَوْلِه فِي الْمنية وَمن يُخطئ يعمر فيهرم وَقَوله وَجعلُوا لصَاحب الطير كل خاطئة من نبلهم أَي مَا أَخطَأ الْغَرَض وَلم يصبهُ
(خَ ط ب) فِي الحَدِيث لَا يخْطب أحد على خطْبَة أَخِيه بِكَسْر الْخَاء وَهِي التَّكَلُّم فِي ذَلِك وَطَلَبه من جِهَة الرِّجَال والاختطاب من ولي الْمَرْأَة فَأَما الْخطْبَة عِنْد عقد النِّكَاح وخطبة الْمِنْبَر فبالضم وكسائر الْخطب وَمِنْه قَوْله فَقَامَ خَطِيبًا وَقَامَ يخْطب قَالَ الْحَرْبِيّ قَالَ أَبُو نصر الْخَطِيب الَّذِي هُوَ طبعه والخاطب الَّذِي يخْطب وَقَوله الْخطب يسير أَي الشَّأْن وَالْأَمر فسره ملك يُرِيد خفَّة قَضَاء الصَّوْم وَقلة مئونته وَقيل يحْتَمل أَن يُرِيد سُقُوط الْإِثْم عَنْهُم بِالِاجْتِهَادِ
(خَ ط ر) وَقَوله ومرحب يخْطر بِسَيْفِهِ بِكَسْر الطَّاء أَي يهزه وَمِنْه رمح خطار وَقَوله إِلَّا رجل يخاطر بِنَفسِهِ وَمَاله أَي يلقيها فِي المهالك يُرِيد الْجِهَاد وَمثله قَوْله فِي الْمُجَاهِد يخاطر بِنَفسِهِ وَمَاله أَي يغرر ويلاقي الْعَدو بِنَفسِهِ وفرسه وسلاحه فَيقْتل أَو يسلم والمخاطرة الْغرَر وَمِنْه خطار السَّبق وَغَيره قَوْله حَتَّى يخْطر بَين الْمَرْء وَنَفسه بِكَسْر الطَّاء كَذَا ضبطناه عَن متقنيهم وسمعناه من أَكْثَرهم يخْطر بِالضَّمِّ وَالْكَسْر هُوَ الْوَجْه عِنْد بَعضهم فِي هَذَا يَعْنِي يوسوس وَمِنْه رمح خطار أَي ذُو اهتزاز والفحل يخْطر بِذَنبِهِ بِكَسْر الطَّاء أَي يحركه وَيضْرب بِهِ فَخذيهِ وَأما على الرّفْع فَمن السلوك والمرور أَي حَتَّى يدنو ويمر بَين الْمَرْء وَنَفسه ويحول بَينه وَبَين ذكر مَا هُوَ فِيهِ بمروره وقربه من وسواسه وشغله عَن صلَاته وبالمرور والسلوك فسره الشارحون(1/234)
وَغَيره والخليل فسره بِمَا تقدم وَقد جَاءَ فِي كتاب الْمروزِي بصاد مُهْملَة وَلَا وَجه لَهُ
(خَ ط ط) قَوْله لَا يَسْأَلُونِي خطة بِالضَّمِّ أَي قصَّة وَأمر أَو قَوْله أَن نَبيا كَانَ يخط فَمن وَافق خطه فَذَاك فسروه بالخط فِي الرمل أَو التُّرَاب لِلْحسابِ وَمَعْرِفَة مَا يدل عَلَيْهِ الْخط فِيهِ وَقَوله تخط رِجْلَاهُ الأَرْض أَي أَنه قد ضعفت قواه حَتَّى لَا يعْتَمد عَلَيْهِمَا بل يجرهما وَقَوله خطيا بِفَتْح الْخَاء أَي رمحا مَنْسُوبا إِلَى الْخط مَوضِع بِنَاحِيَة الْبَحْرين تجلب إِلَيْهِ الرماح من الْهِنْد وَقيل بل انْكَسَرت فِيهِ سفينة مرّة فِيهَا رماح فنسبت إِلَيْهِ وَلَا يَصح قَول من زعم أَنه تنْبت بِهِ الرماح وَقيل الْخط سَاحل الْبَحْر
(خَ ط م) وَقَوله فِي خبر يُونُس على جمل مَخْطُوم بخلبة أَي لَهُ خطام وَمثله وخطام دَابَّته وخطام نَاقَته لِيف خلبة وَحَتَّى وضع خطامه فِي يَده وَهُوَ حَبل يشد على رَأسه كالزمام والخلبة الليف أَي جعل لَهَا خطام من حَبل لِيف النّخل وَفِي حَدِيث ضَرْبَة الْملك يَوْم بدر قد خطم أَنفه وشق وَجهه أَي جَاءَت الضَّرْبَة لَهُ فِي مَوضِع الخطام من الْبَعِير أَو مثل الخطيم هُنَاكَ وَهِي سمة من الكي تجْعَل على الْأنف والخدين من الْبَعِير أَو يكون مَعْنَاهُ ضربه على خطمه والخطم الْأنف وَتقدم فِي حرف الْجِيم فوله خطم الْخَيل وَالْخلاف فِيهِ
(خَ ط ف) قَوْله فِي الصِّرَاط وَعَلِيهِ خطاطيف هُوَ جمع خطَّاف وَهُوَ الْكلاب كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث الآخر كلاليب وَقَوله فَجعلت مِنْهُ خطيفة بِفَتْح الْخَاء هِيَ العصيدة قيل تكون بِاللَّبنِ وَقَوله للجن خطْفَة بِفَتْح الْخَاء يُرِيد مَا يخطفونه من النَّاس بِسُرْعَة وَمِنْه تِلْكَ الْكَلِمَة يَخْطفهَا الجني ويخطفون الْكَلِمَة أَي يسترقونها من السّمع قَالَ الله تَعَالَى) إِلَّا من خطف الْخَطفَة
(قرئَ بِفَتْح الطَّاء وَكسرهَا وهما لُغَتَانِ فصيحتان وَقَوله أَو لتخطفن أَبْصَارهم أَي يذهب بهَا بِسُرْعَة وَكَذَلِكَ يخطفان الْبَصَر وحسبته لَحْمًا فخطفته وتتخطفنا الطير مثله لِأَن أَخذ الطير لما يَأْخُذهُ بِسُرْعَة يُقَال مِنْهُ خطفه واختطفه وتخطفه وَقد قَالَ الله تَعَالَى) فتخطفه الطير
(
(خَ ط ى) قَوْله تخطاهم وتخطى الرّقاب أَي تجاوزهم وَقَول البُخَارِيّ خطوَات الشَّيْطَان من الخطو وَالْمعْنَى آثاره ومسالكه يَعْنِي جمع خطْوَة بِالضَّمِّ وَهُوَ نقل مَا بَين الْقَدَمَيْنِ فِي الْمَشْي وبالفتح الْمصدر يُقَال خطوت خطْوَة وَاحِدَة وَجمع هَذِه خطوَات بِفَتْح الْخَاء فاستعير لكل من أتبع أحدا فِي شَيْء كَأَنَّهُ أتبع مناقل قدمه وَجَمعهَا أَيْضا خطى وَمِنْه وَكَثْرَة الخطى إِلَى الْمَسَاجِد وَمن أجل كَثْرَة الخطى.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
وَقَوله حَتَّى سَمِعت غَطِيطه أَو خطيطه الغطيط صَوت نفس النَّائِم عِنْد استثقاله من منخره وَلَا معنى للخطيط هُنَا وهووهم وَقَوله فِي حَدِيث الدَّارمِيّ فِي الْكُسُوف فَأَخْطَأَ بدرع حَتَّى أدْرك بردائه يَعْنِي النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كَذَا روايتنا فِيهِ عَن كَافَّة شُيُوخنَا بِسُكُون الْخَاء مَهْمُوز الآخر وَفِي بعض النّسخ عَن ابْن الْحذاء فخطا بدرع مَقْصُور غير مَهْمُوز وَجَاء مُفَسرًا فِي الحَدِيث الآخر فَأخذ درعا وَيُشبه أَن يكون من الْخَطَأ فعلى الرِّوَايَة الأولى أَي أَنه لاستعجاله غلط فِي ثَوْبه وَاخْتَلَطَ عَلَيْهِ بِغَيْرِهِ فَلَيْسَ درعا لبَعض نِسَائِهِ وَهُوَ الْقَمِيص وَيدل على هَذَا قَوْله بعده حَتَّى أدْرك بردائه قَالَ الْهَرَوِيّ عَن الْأَزْهَرِي يُقَال لمن أَرَادَ شَيْئا فَفعل غَيره أَخطَأ كَمَا يُقَال لمن قصد ذَلِك وَقيل يُقَال أَخطَأ إِذا لم يقْصد وخطى لمن قصد الْخَطَأ وعَلى الرِّوَايَة الْأُخْرَى لَعَلَّه خطى بِكَسْر الطَّاء بِالْمَعْنَى الأول يُقَال خطى(1/235)
وَأَخْطَأ بِمَعْنى وَاحِد أَو يكون على وَجهه بِمَعْنى مَشى بِهِ لَا يسْأَله وأسرع بذلك للمبادرة للصَّلَاة يُقَال خطا يخطوا إِذا مَشى وَنقل رجلَيْهِ فِي الْمَشْي وَمِنْه كتبت لَهُ بِكُل خطْوَة حَسَنَة بِالضَّمِّ وبالفتح الْمصدر وَقد جَاءَ فِي رِوَايَة عَن ابْن الْحذاء فَأخذ ذرعا بذال مُعْجمَة وَأَخْطَأ يذرع كَذَلِك فعل مُسْتَقْبل وَهُوَ مد الباع فِي الْمَشْي
الْخَاء مَعَ اللَّام
(خَ ل ا) قَوْله مَا خلات القصوى مَهْمُوز أَي تلكات وحرنت وأبت الْمَشْي والخلاء بِالْكَسْرِ مَمْدُود لِلْإِبِلِ كالحران للدواب وَهُوَ فِي النوق خَاصَّة وَفِي الذُّكُور ألح الْجمل
(خَ ل ب) فِي هبة الْمَرْأَة لزَوجهَا يرد إِلَيْهَا إِن كَانَ خبلها مَعْنَاهُ خدعها وَمِنْه إِذا بَايَعت فَقل لَا خلابة بِكَسْر الْخَاء وَفِي حَدِيث يُونُس مَخْطُوم بخلبة وَفِي الحَدِيث الآخر بِلِيفٍ خلبة بِضَم الْخَاء وَسُكُون اللَّام يُرِيد بِحَبل ضفر من الخلب وَهُوَ لِيف النّخل وَيُسمى الْحَبل خلبا بذلك وَتَكون الخلبة الْقطعَة من الخلب وَهُوَ الْحَبل الْمَذْكُور وَقَوله بِلِيفٍ خلبة يشبه أَن يكون من المقلوب أَي بخلبة لِيف أَي حَبل مِنْهُ أَو يكون بِلِيفٍ خلبة منون الْفَاء على الْبَدَل لأَحَدهمَا من الآخر
(خَ ل ج) وَقَوله أَن بَعْضكُم خالجنيها يَعْنِي السُّورَة أَي نَازَعَنِي قرَاءَتهَا وَيدل عَلَيْهِ قَوْله فِي هَذَا الحَدِيث مَالِي أنازع الْقُرْآن وأصل الخلج الجذب وَكَأَنَّهُ جاذبه السُّورَة بقرَاءَته إِيَّاهَا مَعَه وَقَوله فِي حَدِيث الْحَوْض فليختلجن دوني واختلجوا دوني أَي يجتذبون ويقتطعون عني وَذكر الخليج بِكَسْر اللَّام الثَّانِيَة وَهُوَ نهر يخرج من جنب آخر وخليجا الْوَادي جانباه
(خَ ل ط) وَقَوله فِي الْغسْل إِذا خالط مَعْنَاهُ جَامع والخلاط بِالْكَسْرِ يكنى بِهِ عَن الْجِمَاع لاختلاط الفرجين فِيهِ وَقَوله كَمَا يضع الشَّاة مَاله خلط بِكَسْر الْخَاء وَفتحهَا أَي مَا يخالطه شَيْء من ثفل الطَّعَام غَيره وَذكر خلط الثَّمر الألوان مِنْهُ الْمُخْتَلفَة وَمَا كَانَ من خليطين فَإِنَّهُمَا يترادان وَذكر الخلطاء فِي الزَّكَاة قَالَ الشَّافِعِي هما الشريكان فِي الْغنم وَقَالَ ملك وَغَيره هما الرّجلَانِ يخلطان غنمهما فِي الرَّعْي وَالْمَبِيت وَنَحْوه من الْمرَافِق وَلَيْسَ بَينهمَا فِي الرّقاب شركَة فَكل شريك خليط وَلَيْسَ كل خليط شَرِيكا وَقَوله فِي بَاب الِاشْتِرَاط فِي الْهدى مهلون بِالْحَجِّ لَا يخلطه شَيْء أَي مُفْرد غير قَارن وَلَا متمتع كَذَا للقابسي وَهُوَ الْوَجْه ولسائر الروَاة يخلطهم وَله وَجه رَاجع إِلَى المهلين لَا يخلطهم فِي عمله وَأهلا لَهُم بِالْحَجِّ غَيره وَنهى عَن شرب الخليطين وَعَن انتباذ الخليطين هما النوعان من النَّبِيذ كنبيذ الثَّمر ونبيذ الزَّبِيب يخلطان عِنْد الشّرْب وَالتَّمْر وَالزَّبِيب يخلطان عِنْد الانتباذ وَكَذَلِكَ كل نَوْعَيْنِ فِي الْوَجْهَيْنِ عِنْد كَافَّة الْعلمَاء وَخَصه بَعضهم بالانتباذ دون الْخَلْط عِنْد الشّرْب
(خَ ل ل) ذكر فِي الحَدِيث لَو كنت متخذا خَلِيلًا لاتخذت أَبَا بكر وَلَكِن أخوة الْإِسْلَام وَفِي الحَدِيث الآخر خلة الْإِسْلَام بِضَم الْخَاء وَفِي الحَدِيث الآخر وَلَكِن صَاحبكُم خَلِيل الله وَهُوَ الْمُخْتَص وَالصديق والخلة بِالضَّمِّ الْمَوَدَّة وَمِنْه قَوْله تَعَالَى) وَلَا خلة وَلَا شَفَاعَة
(والخلة بِالْفَتْح الْفقر وَالْحَاجة يُرِيد لَو كنت متخذا خَلِيلًا أفتقر إِلَيْهِ والجلالين فِي جَمِيع أموري لَكَانَ أَبَا بكر وَلَكِن الَّذِي الجلالية وأفتقر إِلَيْهِ الله أولو كنت مُنْقَطِعًا لحب مَخْلُوق لَكَانَ أَبَا بكر لَكِن صداقة الْإِسْلَام وأصل الْخلَّة الْفقر وَالْحَاجة وَلِهَذَا سمي إِبْرَاهِيم خَلِيلًا وَقيل بل لِأَنَّهُ تخلق بخلال حَسَنَة اخْتصَّ بهَا وَقيل الْخلَّة الِاخْتِصَاص وَقيل هُوَ تخالل الْمحبَّة الرّوح وغلبتها على النَّفس والخلة أَيْضا الصّديق والخل أَيْضا وَقَوله فِي الحَدِيث الأخراني أَبْرَأ إِلَى كل خل من خله الْخلّ بِالْفَتْح الْخلَّة وَهِي(1/236)
الْخلال أَيْضا والمخاللة والخلالة قَالَ الْحَرْبِيّ عَن الْأَصْمَعِي يُقَال فلَان كريم الْخلَّة والخل بِالْفَتْح والمخاللة أَي الصُّحْبَة وَيُقَال فِي الْمصدر خلالة وخلالة وخلولة وَكَانَ فِي بعض كتب شُيُوخنَا بِالْكَسْرِ وَمَا أَظن قرأناه على جَمِيعهم إِلَّا كَذَلِك وَفِي حَدِيث خَدِيجَة فيبعث إِلَى خلائلها أَي أصدقائها كَمَا جَاءَ مُفَسرًا فِي الحَدِيث الآخر وَفِي البُخَارِيّ فِي كتاب الْأَدَب إِلَى خلتها بِالضَّمِّ الْخلَّة الصاحب والخلة الصداقة والمودة يَعْنِي إِلَى خلائلها كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث الأول وَأقَام الْوَاحِد مقَام مقَام الْجمع أَو إِلَى أهل صحبتهَا وصداقتها وَأقَام الْمُضَاف مقَام الْمُضَاف إِلَيْهِ قَوْله أَربع خلال أَي أَربع خِصَال الْخلَّة بِالْفَتْح الْخصْلَة وَقَوله رَأَيْت فوارس رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) يتخللون الشّجر أَي يَسِيرُونَ خلالها بَينهَا ووسطها قَالَ الله تَعَالَى) فترى الودق يخرج من خلاله
(وَقَوله أرى الْفِتَن خلال بُيُوتكُمْ أَي أَثْنَائِهَا وَمَا بَينهَا وأحدها خلل وَأَصله الفرجة بَين الشَّيْئَيْنِ
(خَ ل ص) وَقَوله فِي حَدِيث الْإِسْرَاء حَتَّى خلصت وفلما خلصت بمستوى أَي بلغت ووصلت كَمَا قَالَ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى فَلَمَّا ظَهرت بمستوى أَي علوته وَمِنْه قَوْله فِي الحَدِيث الآخر وخلصت إِلَى عظمى وَكَذَلِكَ لسنا نخلص إِلَيْك إِلَّا فِي شهر حرَام وَلَو أَنِّي علم أَنِّي أخْلص إِلَيْهِ وتخلص إِلَى أهل الْفِقْه قَالَ فِي البارع خلص فلَان إِلَى فلَان وصل إِلَيْهِ وخلص أَيْضا سلم وَنَجَا مِمَّا نشب فِيهِ وَقد يكون فِي خبر هِرقل من هَذَا بِمَعْنى أسلم فِي الْوُصُول إِلَيْهِ من الْأَعْدَاء وَمِنْه قَوْله فتخلص حَتَّى وصل وَيكون بِمَعْنى التميز وَمِنْه قَوْله تَعَالَى خلصوا نجيا وخالصة لَك وَقَوله فَأعْطى أم أَيمن من خالصه بِكَسْر الصَّاد وَالْهَاء أَي مِمَّا خلص مِمَّا أَفَاء الله عَلَيْهِ وَنون بعض الروَاة آخِره وَالْأول أبين وَأَصَح وَقد تقدم فِي حرف الْحَاء الْمُهْملَة
(خَ ل ع) وَقَوله خلعوا خليعا أَي تبرءوا مِنْهُ وَقد تقدم تَفْسِيره فِي حرف الْحَاء وَالْخلاف فِيهِ
(خَ ل ف) وَقَوله ونفرنا خلوف أَي غيب وَفِي سُكْنى الْمَدِينَة وَإِن عيالنا لخلوف أَي قد غَابَ رِجَالهمْ يُقَال حَيّ خلوف بِضَم الْخَاء إِذا غَابَ رِجَالهمْ عَن نِسَائِهِم والخلوف أَيْضا المقيمون المتخلفون عَن الْغَزْو وهم الْخَوَالِف وَمِنْه قَوْله الَّذين خلفوا وَرَضوا بِأَن يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِف وَمَعَ الخالفين وَمِنْه قَوْله الْيَهُود تعلم أَن مُحَمَّدًا لم يكن يتْرك أَهله خلوفا وَقَوله أَو غنما أَو خلفات وخلفات سمان بِكَسْر اللَّام وَأَرْبَعُونَ خلفة فِي بطونها أَوْلَادهَا هِيَ النوق الْحَوَامِل الْوَاحِدَة خلفة بِكَسْر اللَّام أَيْضا وَقد جَاءَ مُفَسرًا بقوله فِي بطونها أَوْلَادهَا قَالَ أهل اللُّغَة وَهِي خلفة إِلَى أَن يمْضِي أمد نصف حملهَا فَتكون عشراء وَقَوله على مخلاف بِكَسْر الْمِيم هُوَ فِي الْيمن كالكورة والإقليم وَقَوله قد خل ابْن الزبير خِلَافه أَي بعده كَمَا تَقول خَلفه وَقد قرئَ لَا يلبثُونَ خَلفك وخلافك مَعًا وَمِنْه مَا قعدت خلاف سَرِيَّة ويروى خلف أَي بعْدهَا وَقَوله فِي بِنَاء الْكَعْبَة ولجعلت لَهَا خلفا بِفَتْح الْخَاء وَسُكُون اللَّام قَالَ فِي الحَدِيث قَالَ هِشَام بن عُرْوَة يَعْنِي بَابا وَضَبطه الْحَرْبِيّ خلفا بِكَسْر الْخَاء قَالَ والخالفة عَمُود فِي مُؤخر الْبَيْت قَالَ وَيُقَال ورأيته خلف جيد وَقَول هِشَام الصَّوَاب وَبَيَانه مَا جَاءَ فِي الحَدِيث الآخر خلفين أَي بَابَيْنِ وَفِي الحَدِيث الآخر ولجعلت لَهَا بَابَيْنِ بَابا شرقيا وبابا غربيا يُرِيد يَجْعَل لَهَا بَابا آخر غير الْمَعْلُوم فِي خلفهَا قَالَ ابْن الْأَعرَابِي الْخلف الظّهْر وَقَالَ أَبُو عبيد الْخَوَالِف فِي مُؤخر الْبَيْت وأحدها خالفة وَقَوله فَإِنَّهُ لَا يدْرِي مَا خَلفه(1/237)
عَلَيْهِ يَعْنِي فرَاشه أَي مَا صَار فِيهِ بعده من الْهَوَام مِمَّا يضرّهُ وَفِي الحَدِيث ويخلف من بعدهمْ خلوف بضَمهَا جمع خلف وَمِنْه وأخلفه فِي ذُريَّته وَفِيه رجل يخلف رجلا من الْمُجَاهدين فِي أَهله وَمن خلف الْخَارِج وَإِن الدَّجَّال قد خَلفهم فِي ذَرَارِيهمْ مخفف كُله وَلم يخلف قوم وَفِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى ثمَّ يتَخَلَّف بعدهمْ خلف وَفِي وَفَاة عَائِشَة وَدخُول ابْن عَبَّاس قَالَ وَدخل ابْن الزبير خِلَافه أَي بعده وَقُرِئَ وَإِذا لَا يلبثُونَ خِلافك وَقَوله الَّذين يخلفون بعْدك أَي يجيئون بعْدك وَقَوله وَصدق بِالْحُسْنَى بالخلف بِفَتْح الْخَاء وَاللَّام قَول سعد فخلفنا يَعْنِي النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فَكُنَّا آخر الْأَرْبَع حِين فضل دور الْأَنْصَار مَعْنَاهُ مَا فسر بِهِ من كَلَامه أَي أخرهم وَلم يقدمهم يُقَال خلف فلَان فلَانا إِذا جعله آخر النَّاس وَالْخلف مَا صَار عرضا عَن غَيره وَنزل مَنْزِلَته وَيُقَال ذَلِك فِي الْخَيْر وَالشَّر يُقَال خلف صدق وَخلف سوء أما بِسُكُون اللَّام فَلَا يكون إِلَّا فِي السوء كَمَا قَالَ تَعَالَى) فخلف من بعدهمْ خلف
(وَحكى الْحَرْبِيّ وَبَعض اللغويين السّكُون وَالْفَتْح فِي الْوَجْهَيْنِ وَجمعه خلوف وَمِنْه قَوْله ويخلف من بعدهمْ خلوف وَمِنْه سمي الْخَلِيفَة لِأَنَّهُ يخلف غَيره وَيقوم مقَامه وَقيل أَيْضا فِي الْآيَة الْخلف من يجيئ بعد وكل قرن خلف بِالسُّكُونِ وَقَوله إِذا وَعدا خلف أَي لم يَفِ إخلافا وَالِاسْم مِنْهُ الْخلف بِالضَّمِّ وتضم اللَّام وتخفف أَيْضا قَالَ أَبُو عبيد وَالْأَصْل الضَّم وَفِي خبر جِبْرِيل وَالله مَا أخلفني أَي لم يَفِ بوعدي وَأَصله أَنه فعل خلفا من الْفِعْل وَالْخلف القَوْل الردي وَمِنْه سكت ألفا ونطق خلفا وَقَوله فِي حَدِيث السَّقِيفَة وَخَالف عَنَّا عَليّ وَالزُّبَيْر بِمَعْنى تخلف عَنَّا وَكَذَلِكَ قَوْله فِي الحَدِيث أَن الْأَنْصَار خالفونا وَلم يكن بعد ذكر أحد وَلَا اتِّفَاق فيعد خلافًا إِلَّا أَن يُقَال أَن الْأَنْصَار خالفونا فِي طلب الْأَمر لأَنْفُسِهِمْ فَيكون من الْخلاف وَيكون مَا ذكر عَن عَليّ رَضِي الله عَنهُ وَالزُّبَيْر مَا آل إِلَيْهِ الْأَمر أَولا من توقفها وَيكون عَنَّا هُنَا بِمَعْنى علينا وَقَوله ثمَّ أُخَالِف إِلَى رجال فَأحرق عَلَيْهِم بُيُوتهم أَي آتيهم من خَلفهم أُخَالِف مَا أظهرت من فعلي فِي إِقَامَة الصَّلَاة وظنهم أَنِّي فِيهَا ومشتغل عَنْهُم بهَا فأخالف ذَلِك إِلَيْهِم وأعاقبهم وآخذهم على غرَّة وَقد يكون أُخَالِف هُنَا بِمَعْنى أَتَخَلَّف أَي عَن الصَّلَاة لمعاقبتهم وَقَوله فأخلفني فجعلني عَن يَمِينه مَعْنَاهُ عِنْدِي أجازني من خَلفه ووراء ظَهره لَيْلًا أقطع صلَاته وَكَذَلِكَ قَوْله فأخلف بِيَدِهِ فَأخذ بذقن الْفضل وَيُقَال أَنه من قَوْلك أخلف بِيَدِهِ إِلَى سَيْفه أَي عطفها قَوْله أَو ليخالفن الله بَين وُجُوهكُم قيل تحول إِلَى الأدبار وَيحْتَمل أَن تخَالف فَتغير صورها أنواعا وَيحْتَمل أَن تغير صورها ويحولها عَنْهَا كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيث الآخر أَن يحول الله وَجهه وَجه حمَار
(خَ ل ق) وَقَوله إِن كَانَ لخليقا بالإمارة وَأَنَّهُمْ لخلقاء أَن يَفروا أَي حقيق وجدير وَقَوله وَلَا خلاق لَهُ أَي لَا نصيب لَهُ من الْخَيْر وَذكر الخلوق فِي غير حَدِيث وَهُوَ طيب يخلط بالزعفران وَقَوله وَعَلِيهِ بردتان قد خلقتا يُقَال بِفَتْح اللَّام وضمه وكسره أَي بليتا وتمزقتا وَيُقَال أخلقتا أَيْضا رباعي وَقَوله فِي صفته عَلَيْهِ السَّلَام وَأحسنه خلقا يرْوى بِفَتْح الْخَاء وَضمّهَا وَسُكُون اللَّام وَضمّهَا وَكِلَاهُمَا صَحِيح وَالضَّم أَكثر وَقَوله أحاسنكم أَخْلَاقًا الْخلق بضَمهَا الطباع وَقَوله الْخلق وَالْخَلَائِق والخليقة قيل الْخلق النَّاس والخليقة الْبَهَائِم وَالدَّوَاب(1/238)
وَجَمعهَا خلائق وَكَانَ خلقه الْقُرْآن قَالَ ابْن الْأَعرَابِي الْخلق الطَّبْع والخلق الدّين والخلق الْمُرُوءَة
(خَ ل س) وَقَوله إِنَّمَا هُوَ اختلاس يختلسه الشَّيْطَان وَقَوله أَو شَيْء أختلسه هُوَ أَخذ الشَّيْء بِسُرْعَة واختطاف وعَلى طَرِيق المخاثلة والانتهار
(خَ ل و) وَقَوله فِي الصَّلَاة إِذا كَانَت إِمَامًا أَو خلوا أَي مُنْفَردا بِكَسْر الْخَاء وَقَوله فِي المَاء وَاللَّحم وَلذَلِك لَا يخلوا عَلَيْهِمَا أحد بِغَيْر مَكَّة إِلَّا لم يوافقاه بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة سَاكِنة وصحفه بَعضهم بِالْحَاء الْمُهْملَة قَالَ المطرزي أخلى الرجل على اللَّبن إِذا لم يشرب غَيره وَفِي البارع وَالْأَفْعَال خلا على اللَّبن إِذا لم يَأْكُل غَيره وَقيل يخلوا يعْتَمد وَقَول أم حَبِيبَة لست لَك بمخلية أَي مُنْفَرِدَة يُقَال أخل أَمرك وأخل بِهِ أَي أنفرد بِهِ وَقَوله حبب إِلَيْهِ الْخَلَاء مَمْدُود مَفْتُوح أَي الِانْفِرَاد عَن النَّاس وَمِنْه كَانَ إِذا أَتَى الْخَلَاء تعوذ هُوَ الْمَكَان الَّذِي يتخلى فِيهِ لحَاجَة الْإِنْسَان من الْغَائِط أَي ينْفَرد وَمِنْه قَوْله يتخلى بطرق الْمُسلمين يَعْنِي يحدث وَقَوله مَا خلا كَذَا قَالَ النّحاس هُوَ لفظ فِي مَوضِع الْمصدر مَعْنَاهُ خلوا من زيد وَتَقْدِيره جَاوز الْآتِي مِنْهُم زيدا قَالَ غَيره تَقول مَا فِي الدَّار أحد خلا زيدا وخلا زيد يجر وَينصب فَإِذا قلت مَا خلا نصبت لَا غير لِأَنَّهُ قد ميز الْفِعْل وَقَول جَابر فِي الثّيّب قد جربت وخلا مِنْهَا مَقْصُور أَي ذهب مِنْهَا بعض شبابها وَمضى من عمرها مَا جربت بِهِ الْأُمُور وَمن رَوَاهُ خلاء بِالْمدِّ فقد صحف وَوهم
(خَ ل ى) قَوْله لَا يختلي خَلاهَا بِفَتْح الْخَاء مَقْصُور ومده بعض الروَاة وَهُوَ خطأ هُوَ العشب الرطب وَفِي الحَدِيث الآخر لَا يختلي شَوْكهَا وَمعنى ذَلِك كُله لَا يقطع وَلَا يحصد فعل مُشْتَقّ من الخلى الْمُتَقَدّم ذكره والمخلى الحديدة الَّتِي يقطع بهَا والمخلاة الْآلَة الَّتِي تعتلف فِيهَا الدَّابَّة وَلَا يُقَال ذَلِك فِي النَّاس وَأما الْخَلَاء مَمْدُود فَهُوَ الْمَكَان الْخَالِي.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
قَوْله لخلوف فَم الصَّائِم أَكثر الْمُحدثين يرويهِ بِالْفَتْح وَبَعْضهمْ يرويهِ بِالْفَتْح وَالضَّم مَعًا فِي الْخَاء وبالوجهين ضبطناه عَن الْقَابِسِيّ وبالضم صَوَابه وَكَذَا سمعناه وقرأناه على متقنيهم فِي هَذِه الْكتب وَهُوَ مَا يخلف بعد الطَّعَام فِي الْفَم من كريه ريح بقايا الطَّعَام بَين الْأَسْنَان وَقد يكون من خلاء الْمعدة من الطَّعَام وَفِي بعض طرق مُسلم لخلفة بِضَم الْخَاء أَيْضا وَهُوَ بِالْمَعْنَى الأول وَفِي رِوَايَة الْمروزِي فِي بَاب هَل يَقُول أَنِّي صَائِم الْخلف بِغَيْر وَاو وَضَبطه بَعضهم عَن الْقَابِسِيّ بِضَم الْخَاء وَاللَّام وَعند بَعضهم بِضَم الْخَاء وَفتحهَا وَسُكُون اللَّام وَفتحهَا وَقد يخرج لرِوَايَة الآخرين أَن يكون بِفَتْح الْخَاء لما يخلف يُقَال لَهُ خلف وَخلف وَأما بِضَم الْخَاء على رِوَايَته وَرِوَايَة الْمروزِي وَمن وَافقه فقد يكون جمع خَالف أَو خالفة لما يخلف الْفَم أَيْضا فتتفق الرِّوَايَات من جِهَة الْمَعْنى يُقَال خلف فوه يخلف إِذا تَغَيَّرت رَائِحَته وَقَوله أبلى واخلفي كَذَا رَوَاهُ الْمروزِي والهروي بِالْفَاءِ أَي تعيش حَتَّى تبليه وتكسب خَلفه بعده وَغَيره يُقَال أخلف الله لَك مَالا وَخَلفه وَبَعْضهمْ لَا يُجِيز إِلَّا أخلف الله مَالا ولغيرهما بِالْقَافِ تَأْكِيد لقَوْله أبلى من أَخْلَاق الثَّوْب وَكِلَاهُمَا صَحِيح الْمَعْنى وَفِي صفة أهل الْجنَّة أَخْلَاقهم على خلق رجل وَاحِد كَذَا هُوَ بِفَتْح الْخَاء وَسُكُون اللَّام لجماعتهم عَن البُخَارِيّ وَفِي رِوَايَة عَن النَّسَفِيّ على خلق بضمهما وَقد ذكر مُسلم الرِّوَايَتَيْنِ بِالضَّمِّ عَن ابْن أبي شيبَة وبالسكون عَن أبي كريب وَكِلَاهُمَا صَحِيح لَكِن الرِّوَايَة بِضَم اللَّام أصح لقَوْله قبلهَا أَخْلَاقهم أَي أَنهم على خلق رجل وَاحِد من التودد وَحسن الْخلق الْمُوَافقَة لَيْسَ فِي أحد مِنْهُم خلق مَذْمُوم كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث الآخر لَا اخْتِلَاف بَينهم وَلَا تباغض قُلُوبهم قلب وَاحِد(1/239)
وَيكون قَوْله بعد على صُورَة أَبِيهِم آدم ابْتِدَاء كَلَام آخر وَقَوله فِي حَدِيث جَابر مَا كَانَ لرَسُول الله أَن يخلفكم كَذَا عِنْد أبي بَحر وَابْن أبي جَعْفَر أَي يترككم خَلفه ويتقدمكم وَقيل يتَخَلَّف عَنْكُم وَقيل يخلفكم موعده لكم وَعند غَيرهمَا يلحقكم بِتَقْدِيم اللَّام وبالقاف من اللحاق وَهُوَ وهم وَالصَّوَاب الأول بِدَلِيل مساق الحَدِيث وَفِي قتل الرّوم حَتَّى أَن الطَّائِر ليمر بجنباتهم فَمَا تخلفهم كَذَا للكافة وَعند بَعضهم تلحقهم وَالْأول أشبه بالْكلَام قَوْله لحسان عَن أبي بكر حَتَّى يخلص لَك نسبي كَذَا فِي بعض النّسخ وروايتنا حَتَّى يلخص بِتَقْدِيم اللَّام وهما مقاربان معنى يخلص أَي يميزه ويصفيه من أنسابهم وَالْخُلَاصَة مَا أخلصت النَّار من الذَّهَب وَمِنْه أَنا أخلصناهم أَي اصطفيناهم وَمعنى يلخص بِتَقْدِيم اللَّام أَي يُبينهُ بِإِخْرَاجِهِ من غَيره وَقَالَ الْهَرَوِيّ لخصت وخلصت سَوَاء وَقَوله فِي الْمُوَطَّأ فِي بَاب صَلَاة الْجَمَاعَة قُمْت وَرَاء عبد الله بن عمر فَخَالف عبد الله بِيَدِهِ فجعلني حذاءه كَذَا فِي جَمِيع النّسخ وَوجه الْكَلَام فأخلف كَمَا ذَكرْنَاهُ أَي عطف يَده وأدارني من خَلفه وَالله أعلم قَوْله لَا يختلي خَلاهَا مَقْصُور ذَكرْنَاهُ وَضَبطه السَّمرقَنْدِي والعذري مرّة بِالْمدِّ وَهُوَ خطأ قَوْله فِي بَاب مَا يجوز من الشَّرْط فِي الْقَرَاض سلعا كَثِيرَة مَوْجُود لَا تخلف فِي شتاء وَلَا صيف كَذَا ليحيى وَابْن بكير وَعند ابْن وضاح تخْتَلف وَالْأول أوجه
الْخَاء مَعَ الْمِيم
(خَ م ر) قَوْله فِي الْمحرم لَا تخمروا رَأسه بشد الْمِيم أَي لَا تغطوه وتستروه وَمِنْه فخمرت وَجْهي وَفِي حَدِيث ابْن أبي خمر أَنفه أَي غطاه وَمِنْه الصَّلَاة على الْخمْرَة بِالضَّمِّ وَسُكُون الْمِيم هِيَ كالحصير الصَّغِير من سعف النخيل يضفر بالسيور وَنَحْوهَا بِقدر الْوَجْه وَالْكَفَّيْنِ وَهِي أَصْغَر من الْمصلى يصلى عَلَيْهَا سميت بذلك لِأَنَّهَا تستر الْوَجْه وَالْكَفَّيْنِ من برد الأَرْض وحرها فَإِن كثرت عَن ذَلِك فَهِيَ حَصِير قَالَه أَبُو عبيد وَمِنْه خمرواء أنيتكم وخمروا البرمة وخمرت وَجْهي وَلَا يخمر وَجهه الْمحرم وَنَحْو هَذَا مِمَّا جَاءَ وَتصرف فِي الْأَحَادِيث كُله من التغطية والستر وَمِنْه سمي خمار الْمَرْأَة لستره رَأسهَا وَفِي الحَدِيث أقسمه خمرًا بَين الفواطم بضَمهَا جمع خمار وَهُوَ مَا تغطي بِهِ الْمَرْأَة رَأسهَا وَفِي شعر حسان عِنْد مُسلم يلطمهن بِالْخمرِ النِّسَاء بضَمهَا جمع خمار كَذَا روينَاهُ من جَمِيع الطّرق وَقَالَ لي أَبُو الْحُسَيْن أَنه يرْوى بِالْخمرِ بِفَتْح الْمِيم جمع خمرة وَالْأول أظهر لعزتها على أَرْبَابهَا وَقَوله كَمَا تسل الشعرة من الخمير يُرِيد الْعَجِين المختمر يَعْنِي لَا تلطفن فِي تَخْلِيص نسبك حَتَّى لَا يعمه الهجو وَيَقْضِي عَلَيْهِ كَمَا يتلطف فِي إِخْرَاج الشعرة من الْعَجِين لَيْلًا تَنْقَطِع فَتبقى فِيهِ قَوْله كل مُسكر خمر سمي بذلك لمخامرته الْعقل أَي خالطه أَو خمره أَي ستره كَمَا قَالَ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى وَالْخمر مَا خامر الْعقل وَفِي الحَدِيث وَكَانَ يمسح على الْخُفَّيْنِ والخمار يُرِيد الْعِمَامَة لتخميرها الرَّأْس قَالَه الْحَرْبِيّ وَذكر جبل الْخمر بِفَتْح الْخَاء وَالْمِيم هُوَ الشّجر الملتف وَهُوَ جبل بَيت الْمُقَدّس فسره فِي الحَدِيث
(خَ م ل) قَوْله الخميلة هِيَ كسَاء ذَات خمل وَهِي كالقطيفة وَقيل القطيفة نَفسهَا وَقَول مُسلم أخمل الذّكر قَائِله أَي أسقط وَأَقل نباهة
(خَ م م) وَفِي المساقات وخم الْعين بِفَتْح الْخَاء وَشد الْمِيم أَي كنسها وتنقيتها
(خَ م ص) قَوْله خميصة قَالَ الْأَصْمَعِي هِيَ كسَاء من صوف أوخز معلمة سَوْدَاء كَانَت من لِبَاس النَّاس قَالَ غَيره هُوَ البرنكان الْأسود وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة هُوَ كسَاء مربع لَهُ علمَان وَقَالَ الْجَوْهَرِي هُوَ كسَاء رَقِيق أصفر أَو أَحْمَر أَو أسود وَفِي الحَدِيث مَا يُفَسر قَول الْأَصْمَعِي قَوْله خميصة لَهَا أَعْلَام وَقَوله يوضع فِي أَخْمص قَدَمَيْهِ جمرتان وأصابه(1/240)
فِي أَخْمص قدمه أَخْمص الْقدَم المتجافى من بَاطِنهَا عَن الأَرْض فَلَا يَمَسهَا وَأَصله من الضمور وَقَوله رَأَيْت بِهِ خمصا شَدِيدا بِفَتْح الْمِيم أَي ضمورا فِي بَطْنه من الْجُوع ويعبر بالخمص عَن الْجُوع أَيْضا والمخمصة سنة المجاعة وَمِنْه إصابتنا مَخْمَصَة شَدِيدَة كَمَا قَالَ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى مجاعَة وَرَوَاهُ بَعضهم رَأَيْت رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) خميصا أَي ضامرا
(خَ م س) وَقَوله مُحَمَّد وَالْخَمِيس كَذَا فِي أَكثر الْأَحَادِيث أَي الْجَيْش وَكَذَا رَوَاهُ أَكثر رُوَاة البُخَارِيّ فِي كتاب الْأَذَان مُحَمَّد والجيش مُفَسرًا وَعند أبي الْهَيْثَم وَالْخَمِيس سمي خميسا لقسمه على خَمْسَة أَقسَام قلب وميمنة وميسرة ومقدمة وساقة وَقيل لِأَنَّهُ يُخَمّس وَالْأول أولى لِأَن اسْمه كَانَ مَعْرُوفا قبل وُرُود الشَّرْع بالخمس وَالْعرب تَقول للخمس خَمِيس وللنصف نصيف وللعشر عشير وَفِي سينه ضبطان الرّفْع على الْعَطف وَهُوَ أَكثر رِوَايَاتنَا وَالنّصب على الْمَفْعُول مَعَه أَي مَعَ الْخَمِيس
(خَ م ش) قَوْله إِلَّا جَاءَت فِي وَجهه خموش أَو خدوش هما بِمَعْنى وَكَذَلِكَ قَوْله واقتص شُرَيْح من شَرط وخموش قيل من الْجِرَاحَات الَّتِي لَا دِيَة فِيهَا قَالَه أَبُو الْهَيْثَم وَقَالَ ابْن شُمَيْل مَا دون الدِّيَة التَّامَّة فَهُوَ خماشات كَقطع الْيَد وَالرجل.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
قَول معَاذ أيأتوني ثِيَاب خَمِيس أَو لبيس كَذَا ذكره البُخَارِيّ بالصَّاد الْمُهْملَة وبالسين ذكره أَبُو عبيد وَغَيره وَهُوَ بِفَتْح الْخَاء وَكسر الْمِيم قَالَ أَبُو عبيد هُوَ الثَّوْب الَّذِي طوله خَمْسَة أَذْرع كَأَنَّهُ يَعْنِي الصَّغِير من الثِّيَاب قَالَ وَيُقَال لَهُ أَيْضا مخموش وَقَالَ أَبُو عمر هِيَ ثِيَاب أول من عَملهَا بِالْيمن ملك يُقَال لَهُ الْخمس قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَقد يكون الخميص على مَا رَوَاهُ البُخَارِيّ ثوب خميص أَي خميصة ذكره على تذكير الثَّوْب إِن كَانَ المُرَاد ذَلِك وَصحت رِوَايَته وَترْجم ملك فِي الْمُوَطَّأ مَا لَا يجوز للْمُسلمين أكله قبل الْخمس كَذَا فِي جَمِيع النّسخ فِي رِوَايَة يحيى وَهُوَ وهم مِنْهُ وَصَوَابه قبل الْقسم وَكَذَا فِي موطأ ابْن بكير وَلَعَلَّ رِوَايَة يحيى قبل الْخمس بِفَتْح الْخَاء وَسُكُون الْمِيم أَي قبل الْقِسْمَة وَالْخمس يُقَال ربعت إِذا أخذت الرّبع وخمست إِذا أخذت الْخمس وَمِنْه قَول عدي بن حَاتِم ربعت فِي الْجَاهِلِيَّة وخمست فِي الْإِسْلَام ومصدر ذَلِك ربعا وخمسا
الْخَاء وَالنُّون
(خَ ن ث) قَول عَائِشَة فانخنث فِي حجري أَي مَال وانثنى عِنْد الْمَوْت وَخُرُوج روحه عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام وَمِنْه فِي الحَدِيث الآخر نهى عَن اختناث الأسقية وَفِي الرِّوَايَة الأولى انخناث وَهِي بني أفواهها إِلَى خَارج ليشْرب مِنْهَا كَذَلِك وَمِنْه لَا يُصَلِّي خلف المخنث إِلَّا من ضَرُورَة وَهُوَ الَّذِي ذَاك من خلقته فَأَما من يشبه بذلك ويقصده فَمَلْعُون فَاسق وَمِنْه سمي المخنث لتكسره وانعطافه وتخلقه فِي ذَلِك بِخلق النِّسَاء
(خَ ن ج) وبيدها خنجر بِفَتْح الْخَاء وَالْجِيم نوع من السكاكين وَضَبطه بَعضهم بِكَسْر الْخَاء
(خَ ن ز) وَقَوله لم يخنز اللَّحْم أَي لم ينتن يُقَال مِنْهُ خنز وخنز بِالْفَتْح وَالْكَسْر يخنز ويخنز بهما أَيْضا وَمثله خزن أَيْضا وخم وصل وأخم وَاصل ونتن بِالضَّمِّ وأنتن
(خَ ن ن) وَقَوله وَلَهُم خنين أَي بكاء بِصَوْت فِيهِ غنة تقدم فِي الْحَاء وَكَذَلِكَ قَوْله فِي خِنْصره بِكَسْر الصَّاد هِيَ الإصبع الصُّغْرَى من الْيَدَيْنِ قَالَ أَبُو حَاتِم وَكَذَلِكَ فِي الرجلَيْن قَالَ أَبُو عَليّ وَيُقَال الْخِنْصر الإصبع الْوُسْطَى
(خَ ن ع) قَوْله أَن أخنع الْأَسْمَاء عِنْد الله جَاءَ مُفَسرًا فِي مُسلم عَن أبي عمر وَهُوَ الشَّيْبَانِيّ قَالَ أوضع وَمَعْنَاهُ أَن أذلّ أَصْحَاب الْأَسْمَاء عِنْد الله وأشدها صغَارًا من تسمى بِملك الْأَمْلَاك وَبِنَحْوِ هَذَا فسره أَبُو عبيد أَي أذلّ وأوضع والخانع الذَّلِيل(1/241)
الخاضع وَقد يكون أخنع بِمَعْنى أقبح وأفجر كَمَا قَالَ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى أَخبث قَالَ الْخَلِيل الخنع الْفُجُور وَفِي رِوَايَة أُخْرَى فِي البُخَارِيّ أخنى وَمَعْنَاهَا من نَحْو هَذَا التَّفْسِير أَي أفجر وأفش والخنى الْفُحْش كَمَا قَالَ فِي اللَّفْظ الآخر وأخبثها وَيكون بِمَعْنى أهلك لصَاحِبهَا يُقَال أخنى عَلَيْهِ الدَّهْر أَي أهلكه وَذكر أَبُو عبيد أَنه روى أنخع بِتَقْدِيم النُّون وَهُوَ أَيْضا من هَذَا الْمَعْنى أَي اقْتُل وَأهْلك والنخع الْقَتْل الشَّديد وَاخْتلف فِي معنى قَوْله تسمى بِملك الْأَمْلَاك فجَاء فِي الحَدِيث هُوَ مثل قَوْله شاه شاه هَذَا قَول سُفْيَان بن عُيَيْنَة وَقيل مَعْنَاهُ أَن يُسمى بأسماء الله الَّذِي هُوَ ملك الْأَمْلَاك كالعزيز والجبار والرحمان
(خَ ن ق) قَوْله فخنقه بِهِ خنقا شَدِيدا وَضَبطه بَعضهم خنقا بِكَسْر النُّون ويقالان مَعًا وَقَوله يؤخرون الصَّلَاة ويخنقونها أَي يضيقون وَقتهَا بِكَثْرَة التَّأْخِير يُقَال هم فِي خناق من كَذَا أَي ضيق
(خَ ن س) قَوْله وخنس إبهامه أَي قبضهَا وَمِنْه فِي الشَّيْطَان فَإِذا ذكر الله خنس أَي انقبض وَرجع يُقَال من هَذَا كُله خنس فِي اللَّازِم وَالْوَاقِع وَذكرنَا اخْتِلَاف الرِّوَايَات فِي الْحَدِيثين.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
فِي تَفْسِير قل أعوذ بِرَبّ النَّاس عَن ابْن عَبَّاس الوسواس إِذا ولد خنسه الشَّيْطَان فَإِذا ذكر الله ذهب وَإِن لم يذكر الله ثَبت على قلبه فِي هَذَا الْكَلَام اختلال لَا شكّ وَكَذَلِكَ للرواة فِي جَمِيع النّسخ وَلَا معنى لَهُ وَهُوَ تَصْحِيف وتغيير فَأَما أَن يكون صَوَابه نخسه الشَّيْطَان كَمَا جَاءَ فِي غير هَذَا الْبَاب لَكِن اللَّفْظ الَّذِي جَاءَ بِهِ بعد من غير هَذَا الحَدِيث وَهُوَ مَا رُوِيَ عَن ابْن عَبَّاس يُولد الْإِنْسَان والشيطان جاثم على قلبه فَإِذا ذكر الله خنس وَإِذا غفل وسوس فَكَانَ البُخَارِيّ إِنَّمَا أَرَادَ ذكر هَذَا الحَدِيث أَو الْإِشَارَة للحديثين وَالله أعلم
الْخَاء مَعَ الصَّاد
(خَ ص ب) قَوْله أَحدهمَا خصبة بِفَتْح الْخَاء وَكسر الصَّاد وسكونها أَي ذَات خصب وكلاء
(خَ ص ر) وَقَوله نهى عَن الِاخْتِصَار فِي الصَّلَاة وَعَن الخصر فِي الصَّلَاة بِفَتْح الْخَاء وَعَن الصَّلَاة مُخْتَصرا بِكَسْر الضَّاد قيل هُوَ وضع الْيَد على الخصر فِي الصَّلَاة وَرُوِيَ ذَلِك عَن عَائِشَة وَقَالَت أَن الْيَهُود تَفْعَلهُ ذكره البُخَارِيّ وَقيل هُوَ أَن لَا يتم ركوعها وسجودها كَأَنَّهُ يختصرها ويحذفها وَقيل هُوَ أَن يُصَلِّي وَبِيَدِهِ عَصا يتَوَكَّأ عَلَيْهَا مَأْخُوذ من المخصرة وَهُوَ عصى أَو غَيره يمْسِكهَا الْإِنْسَان بِيَدِهِ وَقيل هُوَ أَن يقْرَأ فِيهَا من آخر السُّورَة أَو آيَتَيْنِ وَلَا يتم السُّورَة فِي فَرْضه وَقَوله فَخرجت مخاصرا مَرْوَان أَي مماشيا لَهُ آخِذا بِيَدِهِ خاصرت الرجل إِذا مَا شيته ويدك فِي يَده وَقَوله وَبِيَدِهِ مخصرة هُوَ مَا حَبسه الْإِنْسَان بِيَدِهِ من عصى وقضيب وَشبهه وَفِي رِوَايَة مخصرا قَوْله فأصابتني خاصرة أَي وجع الخاصرة أَو ألم فِيهَا أَو يكون يُرِيد بذلك تألم أَطْرَافه ووجعها من قَوْلهم خصر الرجل إِذا آلمه الْبرد فِي أَطْرَافه
(خَ ص ل) وَقَوله كَانَت فِيهِ خصْلَة من خِصَال النِّفَاق قيل حَالَة من حالاته وَعند أَن مَعْنَاهُ شُعْبَة وجزء مِنْهُ والخصلة كل لحْمَة مُنْفَرِدَة فِي الْجِسْم كلحمة العضدين والساقين والفخذين وَلذَلِك يُقَال جَاءَ فلَان ترْعد خصائله وَقد تكون الْخصْلَة هُنَا بِمَعْنى الشيمة والخلق الَّتِي حصل عَلَيْهَا وحازها والخصل قرطسة الرَّمْي وَسبق الْخَيل يُقَال لفُلَان الخصل أَي السَّبق لحوز فضيلته
(خَ ص م) قَوْله الألد الْخصم بِكَسْر الصَّاد أَي الْكثير الْخِصَام قَوْله فِي بَاب هَل يُشِير الإِمَام بِالصُّلْحِ سمع صَوت خصوم بِالْبَابِ كَذَا الرِّوَايَة هُنَا وَأكْثر اسْتِعْمَال الْعَرَب فِيهِ خصم للْوَاحِد والاثنين والجميع وَالذكر وَالْأُنْثَى قَالَ الله تَعَالَى) وَهل أَتَاك نبأ الْخصم
(وَقَالَ(1/242)
) خصمان بغى بَعْضنَا على بعض
(وَقَالَ) هَذَانِ خصمان اخْتَصَمُوا فِي رَبهم
(وَإِنَّمَا صلح هَذَا لأَنهم سموا باسم الْفِعْل أَي هَذَا وَهَؤُلَاء ذَوُو خصم يُقَال خصمت الرجل خصما قَالَ الْخَلِيل وَيُقَال أَيْضا خصيم وَيجمع خصوم وخصم وَقَوله ثَلَاثَة أَنا خصمهم أَي المطالب لَهُم بِمَا اكتسبوه وَقَوله وَبِك أخاصم وَبِك خَاصَمت أَي احْتج وأدافع بِاللِّسَانِ وَالْيَد وَقَوله مَا يسد مِنْهُ من خصم أَلا تفجر علينا مِنْهُ خصم بِضَم الْخَاء وَسُكُون الصَّاد أَي نَاحيَة وطرف وَأَصله خصم الْقرْبَة وَهُوَ طرفها وَلِهَذَا اسْتِعَارَة هُنَا مَعَ ذكر التفجر كَمَا يتفجر المَاء من نواحي الْقرْبَة إِذا انشقت وخصم كل شَيْء طرفه اسْتعَار هَذَا للفتنة
(خَ ص ص) وَقَوله بَادرُوا بِالْإِسْلَامِ سِتا وَذكر خويصة أحدكُم يَعْنِي نَفسه وَهُوَ تَصْغِير خَاصَّة ويروى خَاصَّة أحدكُم قيل يُرِيد مَوته بِهَذَا فسره هِشَام الدستوَائي وَفِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى وَخُوَيصة أحدكُم مثله وَإِن لي خويصة كُله بشد الصَّاد أَي خَاصَّة صغرها وَمَعْنَاهَا هُنَا أَي أَمر يخْتَص بِهِ وَقَوله خصَاصَة أَي سوء حَال وحاجة
(خَ ص ف) وَقَوله أخصف نعلى ويخصف نَعله هُوَ خرزها طَاقَة على أُخْرَى وأصل الخصفة الضَّم وَالْجمع وَقَوله حَصِيرا وخصفة بِفَتْح الْخَاء وَالصَّاد والخصفة جلال الثَّمر وَهِي أوعية من الخوص يدّخر فِيهَا وَهُوَ بِمَعْنى الْحَصِير
(خَ ص ى) قَوْله أَلا نستخصي أَي نخصي أَنْفُسنَا ونستغني عَن النِّسَاء وَالِاسْم الخصاء مَمْدُود وَهُوَ سل الْأُنْثَيَيْنِ وإخراجهما وَقَالَ الْكسَائي الخصيتان البيضتان والخصيان الجلدتان عَلَيْهِمَا.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
فِي صَلَاة الْخَوْف ثمَّ خص مجابر إِن قَالَ كَذَا لَهُم وَعند الْهَوْزَنِي ثمَّ قصّ وَهُوَ وَجه الْكَلَام قَوْله احتجر رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) حجرَة بخصفة كَذَا لِابْنِ السكن وَلغيره مخصفة وَالْأول أبين أَي اقتطعها عَن النَّاس بخصفة كَمَا تقدم فِي الحَدِيث الآخر وتفسر قبل قَوْله كَانَ يكره الإخصاء كَذَا لِابْنِ عِيسَى وَابْن جَعْفَر من شُيُوخنَا وَبَعض رُوَاة الْمُوَطَّأ وَهُوَ وهم إِنَّمَا يُقَال فِيهِ خصي لَا أخصي وَعند القنازعي الخصاء وَعند ابْن عتاب وَابْن حمدين الاختصاء وَهَذَانِ صَحِيحَانِ
الْخَاء مَعَ الضَّاد
(خَ ض ب) قَوْله فَأتى بمخضب وأجلسوني فِي مخضب بِكَسْر الْمِيم هُوَ شبه الأجانة وَهِي القصرية تغسل فِيهَا الثِّيَاب قَالَ أَبُو حَاتِم وَهِي المركن وَقد جَاءَ ذكره فِي بعض الرِّوَايَات فَقَالَ ركوة وَهُوَ قريب قَالَ الْخَلِيل الركوة شبه تور من آدم وَجمعه ركاء وَقد جَاءَ فِي الحَدِيث الآخر فَأتى بمخضب من حِجَارَة فصغران يبسط يَده فِيهِ وَهَذَا يدل أَيْضا أَنه قد يُسمى بِهِ مَا صغر من ذَلِك كالتور والقدح لَكِن إِذا كَانَ وَاسِعًا شبه الإجانة كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيث بِنَفسِهِ فَأتى بقدح رحراح أَي وَاسع وَقَوله حَتَّى خضب دمعه الحصي يُقَال خضب وخضب بِالْفَتْح وَالْكَسْر وَهَذِه اسْتِعَارَة فِي الدمع والحصى وَأَصله فِي الشّعْر والصبغ بالحمرة
(خَ ض خَ) وَقَوله فَسمِعت خضخضة المَاء هُوَ صَوت تحريكه
(خَ ض ر) وَقَوله نهى عَن بَين المخاضرة قَالَ أَبُو عبيد هُوَ بيع الثِّمَار قيل بَدو صَلَاحهَا وَهِي خضر وَقد جَاءَ مُفَسرًا بِمثلِهِ فِي الحَدِيث وَقَوله إِلَّا آكِلَة الْخضر كَذَا هُوَ فِي أَكثر الْأَحَادِيث وَالرِّوَايَات بِكَسْر الضَّاد وَعند العذري فِي حَدِيث أبي الطَّاهِر الخضرة بِزِيَادَة تَاء وَعند الطَّبَرِيّ وَبَعْضهمْ الخضرة بِضَم الْخَاء وَسُكُون الضَّاد وَكَذَلِكَ قَوْله إِن هَذَا المَال خضرَة حلوة بِفَتْح الْخَاء وَكسر الضَّاد كَذَا وَقع أَيْضا للأصيلي بِزِيَادَة التَّاء فِي كتاب الْوَصَايَا وَكتاب الْخمس وَفِي غير هَذَا الْموضع خضر حُلْو بِغَيْر تَاء وَالْخضر بِكَسْر الضَّاد من النَّبَات الرُّخص الغض قَالَ(1/243)
الْأَزْهَرِي وَالْخضر هُنَا ضرب من الجنبة والجنبة مَا لَهُ أصل غامض فِي الأَرْض فالماشية تشتهيه وتكثر مِنْهُ لِأَنَّهُ يبْقى فِيهِ خضرَة ورطوبة بعد يبس الْبُقُول وهيجها واحدته خضرَة وَكَذَلِكَ قَوْله فِي المَال خضرَة حلوة أَي ناعم هِيَ مشتهى يشْتَبه بالمراعي الشهية للأنعام وعَلى رِوَايَة خضرَة فعلى معنى تَأْنِيث الدُّنْيَا أَي الْفِتْنَة بهَا أَو تَأْنِيث الْمُشبه بهَا كَمَا تقدم أَي كالخضرة وَقَالَ تابت مَعْنَاهُ أَن المَال شهي كالبقلة الخضرة إِلَى المَال يأكلها وَقَالَ أَيْضا الخضرة البقلة الخضراء الَّتِي تملت من الرّيّ أَو يكون على الْوَصْف على التَّذْكِير لِمَعْنى فَائِدَة المَال كَأَنَّهُ قَالَ الْحَيَاة بِهِ أَو العيشة فِيهِ خضرَة أَي ناعمة مشتهاة أَو أَن الدُّنْيَا خضرَة حلوة كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيث الآخر وَأما من روى إِلَّا آكِلَة الخضرة فَصَحِيح الْمَعْنى أَي النَّبَات الْأَخْضَر الناعم وَإِن كَانَت الرِّوَايَة الأولى أعرف وَفِي حَدِيث الثوم والبصل أَتَى بِقدر فِيهِ خضرات بِفَتْح الْخَاء وَكسر الضَّاد مِنْهُ جمع خضرَة أَي بقول خضرَة كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيث الآخر فِيهِ بقل وَالْعرب تَقول للبقول الخضراء وَضَبطه الْأصيلِيّ خضرات بِضَم الْخَاء وَفتح الضَّاد وَقَوله أبيحت خضراء قُرَيْش كَذَا جَاءَت الرِّوَايَة فِي مُسلم بِالْخَاءِ وَكَذَا ذكره البُخَارِيّ أَيْضا وَمَعْنَاهُ جَمَاعَتهمْ وأشخاصهم وحالهم وَالْعرب تكنى عَن الخضرة بِالسَّوَادِ وَعَن السوَاد بالخضرة وَعَن الْأَشْخَاص بِالسَّوَادِ وَمِنْه سَواد الْعرَاق أَي الْمَعْمُور مِنْهَا بِالشَّجَرِ وَقَالَ الله تَعَالَى) مدهامتان
(أَي شَدِيدَة الخضرة من الرّيّ والأصمعي وَغَيره يَقُول إِنَّمَا تَقول الْعَرَب غضراهم بالغين الْمُعْجَمَة أَي خَيرهمْ والغضارة الْعَيْش الناعم وَفِي حَدِيث الْخضر أَنه جلس على فَرْوَة بَيْضَاء فَإِذا هِيَ تهتز تَحْتَهُ خضراء كَذَا للرواة أَي نباتا أَخْضَر غضا وَفِي رِوَايَة الْكسَائي خضراء وَكِلَاهُمَا صَحِيح والفروة الأَرْض الَّتِي لَا نَبَات فِيهَا وَقيل الْحَشِيش الْيَابِس وَفِي الحَدِيث الآخر وَرَاء رفرفا أَخْضَر الخضرة مَعْلُومَة فِي الألوان وَمثله يلبسُونَ ثيابًا خضرًا وَفِي رِوَايَة غير الْأصيلِيّ رفرفا خضرًا أَي أَخْضَر وَالْعرب تَقول أَخْضَر خضر كَمَا تَقول أَعور عور ولغيرهم خضراء وَالْأول أشهر وأصوب وَقَوله فِي قبر الْمُؤمن ويملا عَلَيْهِ خضرًا أَي نعما غضة ناعمة وَأَصله من خضرَة الشّجر وَقَوله وَفِي تَفْسِير الحنتم الْجَرّ الْأَخْضَر قيل مَعْنَاهُ المزفت الْأسود من أجل ذَلِك وَالْعرب تسمى الْأسود أَخْضَر وَقيل بل هُوَ من خضرَة اللَّوْن الْمَعْلُومَة وَيدل عَلَيْهِ قَوْله الْأَخْضَر والأبيض وَقَوله رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فِي كتيبته الخضراء يُقَال كتيبته خضراء إِذا علاها الْحَدِيد وخضرته سوَاده
(خَ ض ع) وَقَوله فِي الْمَلَائِكَة خضعانا لقَوْله أَي تذللا على من رَوَاهُ بِكَسْر الْخَاء ويروى بِضَم الْخَاء وَكَذَا ضَبطه الْأصيلِيّ وَيكون بِمَعْنى الأول وهما مصدر خضع كالكفران والوجدان وَقد يكون صفة للْمَلَائكَة وَحَالا مِنْهُم وَجوز بَعضهم فِيهِ الْفَتْح والخضوع الرضي بالذل وخضع لَازم ومتعد يُقَال خضعته فخضع
الْخَاء مَعَ الْفَاء
(خَ ف ت) قَوْله حَتَّى خفت وَقد خفت حَتَّى صَار مثل الفرخ وَلَا تخَافت خفت سكن وَانْقطع صَوته وَخفت ضعف وخافت مَاتَ وتخافت إِذا أسر كَلَامه وَلم يرفع صَوته وَيدل على صِحَة هَذَا قَوْله) وَلَا تجْهر بصلاتك وَلَا تخَافت بهَا
(قيل صَلَاتك وَقيل قراءتك
(خَ ف ر) وَقَوله بِغَيْر خفير وَمن أَخْفَر مُسلما وَلَا تخفروا الله فِي ذمَّته بِضَم التَّاء وَإِن تخفروا ذمتكم بِضَم التَّاء أَيْضا أَهْون من أَن تخفروا ذمَّة الله وَذمَّة رَسُوله وَالْمُسلم أَخُو الْمُسلم إِلَى قَوْله وَلَا يخفره وكرهنا أَن نخفرك أخفرت الرجل لم تف بِذِمَّتِهِ وغذرته وخفرته ثلاثى وخفرته أجرته والخفير المجير(1/244)
والخفارة بِالضَّمِّ الذِّمَّة والخفرة والخفر الذِّمَّة والعهد وَتقدم فِي الْحَاء الْخلاف فِي قَوْله وَلَا يخفره
(خَ ف ض) قَوْله فَلم يزل يخفضهم حَتَّى سكنوا أَي يسكنهم بِفَتْح الْخَاء وَقَوله يخْفض الْقسْط وَيَرْفَعهُ قيل هُوَ كِنَايَة عَن تَقْدِير الرزق والقسط هُنَا الرزق أَي يوسعه ويقتره وَقيل الْقسْط الْمِيزَان وَقد جَاءَ فِي البُخَارِيّ فِي رِوَايَة وَبِيَدِهِ الْمِيزَان يخْفض وَيرْفَع وَالْمرَاد هُنَا الأقدار على وَجه الْمجَاز فِي ذكر الْمِيزَان لَهَا وخفضه وَرَفعه وَقد جَاءَ بِمَعْنَاهُ مُفَسرًا فِي حَدِيث آخر ذكره البُخَارِيّ فِي تَارِيخه قَالَ عَلَيْهِ السَّلَام الموازين بيد الله يرفع قوما وَيَضَع قوما وَقَوله فِي الدَّجَّال فخفض فِيهِ وَرفع يُرِيد وَالله أعلم صَوته من كَثْرَة مَا تكلم بِهِ فِي أمره وَيحْتَمل أَنه خفض من أمره وهونه كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث الآخر هُوَ أَهْون على الله من ذَلِك وَرفع من شَأْن فتنته وَعلم من أمره وَقَوله فخفضت عالية أَي أملته وَقَوله وخفاض النِّسَاء هُوَ كالختان لَهُم وَأَصله ضد الرّفْع هُوَ خفض مَا ارْتَفع من الْعُضْو بِمَا قطع مِنْهُ
(خَ ف ف) وَقَوله من لم يضيع مِنْهُنَّ شَيْئا اسْتِخْفَافًا بحقهن أَي استهانة وَقَوله أَن يخف فِي الصَّلَاة ثلاثى ويروى بِضَم الْيَاء رباعي كَمَا قَالَ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى يُخَفف يُقَال خف الرجل فِي صلَاته وَأمره وَقَوله حَتَّى ألقوا أَكثر من ثَلَاثِينَ بردة يستخفون
(خَ ف ق) وَقَوله فِي النّوم الخفقة بِفَتْح الْخَاء وَسُكُون الْفَاء هِيَ كالسنة من النّوم وَأَصله ميل رَأسه من ذَلِك الْمرة بعد الْمرة واضطرابه وأصل الخفق الْحَرَكَة وَقَوله مَا من غَازِيَة تخفق مَعْنَاهُ لَا تغتم وتخيب من ذَلِك وَقَوله حَتَّى يسمع خَفق نعَالهمْ مثل ضَبطه أَيْضا وَهُوَ صَوت ضربهَا الأَرْض وَلَا يسْتَعْمل ذَلِك إِلَّا فِي الضَّرْب بالشَّيْء العريض وَمِنْه سميت الدرة مخفقة وَفِي حَدِيث عمر فَضَربهُ بالمخفقة والخافقان مُنْتَهى الأَرْض وَالسَّمَاء وَقيل الْمشرق وَالْمغْرب
(خَ ف ى) قَوْله يقطع المختفي وَفِي بَاب الاختفاء وَهُوَ النباش ويروى النبش ويروى النباش فسره بِمَا ذكر وَهُوَ الصَّوَاب قَالُوا الاختفاء هُنَا الْإِظْهَار والاستخراج خفيت الشَّيْء أظهرته وأخفيته سترته وَقيل هما بِمَعْنى فِي الْوَجْهَيْنِ من الأضداد قَالَ الْأَصْمَعِي أهل الْمَدِينَة يسمون النباش المختفي قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَقد يكون عِنْدِي على أَصله لاستتاره بِمَا يَفْعَله وإخفائه إِيَّاه أَو لإخراجه مَا خَفِي وَستر فِي بطن الأَرْض وَقَوله ثمَّ ألقيت كَأَنِّي خَفَاء ذكر شَرحه وَالْخلاف فِيهِ فِي الْجِيم وَقَوله فِي حَدِيث الْهِجْرَة لسراقة خف عَنَّا أَي أخف الْخَبَر عَنَّا لمن هُنَالك وأستره وَقد يكون عَنَّا هُنَا بِمَعْنى علينا.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
قَوْله فِي غَزْوَة خَيْبَر وَخرج شُبَّان النَّاس وإخفاؤهم حسرا كَذَا لمُسلم وَلابْن السكن وَأبي ذَر فِي بعض الرِّوَايَات عَنهُ خفافهم وللأصيلي والقابسي والفارسي إخفافهم وَكلهمْ صَحِيح جمع خَفِيف وَيكون إخفاف جمع خف أَيْضا وَفِي مُسلم فِي حَدِيث ابْن جناب أخْفى من النَّاس وحسر قَالَ الْحَرْبِيّ فِي هَذَا جفَاء بِضَم الْجِيم وَكَذَا ذكره صَاحب الغريبين وَقَالَ مَعْنَاهُ سرعَان النَّاس وكجفاء السَّيْل وَهُوَ مَا يقذف بِهِ من الغثاء والزبل وَقَالَهُ ابْن قُتَيْبَة وَقَالَ الْحَرْبِيّ قد يكون من الخفة وَهِي الْجَمَاعَة وَإِلَّا فَهُوَ من الْقَوْم الجفاة وَقَوله وَرجل تصدق أخْفى حَتَّى لَا تعلم شِمَاله الحَدِيث كَذَا لَهُم أخْفى أفعل وَضَبطه الْأصيلِيّ إخفاء بِكَسْر الْهمزَة مَمْدُود مصدرا وَكِلَاهُمَا لَهُ وَجه يُقَال أخفيت الشَّيْء إِذا سترته وخفيته أظهرته وَقيل هما بِمَعْنى من الأضداد وَقَوله فِي التَّفْسِير أكننت الشَّيْء أخفيته وكننته وأخفيته أظهرته كَذَا لَهُم وَهُوَ صَحِيح على أحد(1/245)
الْوَجْهَيْنِ الْمُتَقَدِّمين قبل وَالْأَوْجه هُنَا بمساق الْكَلَام وكننته وخفيته أظهرته وَهُوَ الْمَعْرُوف وَهَذَا على الْوَجْه الأول الْمُتَقَدّم وَقَوله خفضى عَلَيْك أَي بنيه بِمَعْنى هونى وخففى فِي الرِّوَايَات الآخر كَذَا للمستملي وللحموي وَأبي الْهَيْثَم خَفِي ولغيرهم خففى وَمَعْنَاهُ مُتَقَارب من تهوين الْأَمر وتحقيره قَوْله فِي حَدِيث ابْن أبي شيبَة فِي خبر عبد الله بن أبي بن سلول فِي كتاب الْمُنَافِقين وَقَوله لَا تنفقوا على من عِنْد رَسُول الله حَتَّى يَنْفضوا من حوله قَالَ زُهَيْر وَهِي فِي قِرَاءَة عبد الله من خفض حوله كَذَا عِنْد العذري وَكَذَا روينَاهُ عَن القَاضِي أبي عَليّ وَأبي بَحر عَنهُ وَكَذَا ضبطناه على أبي بَحر خفض وَكَذَا ذكره ابْن أبي شيبَة شيخ مُسلم فِيهِ فِي مُصَنفه بِنَحْوِ مِنْهُ فَقَالَ وَهِي فِي قِرَاءَة من خفض من حوله نبه ابْن أبي شيبَة على أَن رِوَايَته فِيهِ كَذَا من بالخفض ليرْفَع الأشكال وَيرى مُخَالفَة من رَوَاهُ بِالْفَتْح وَكَذَا رَوَاهُ بعض شُيُوخنَا فِي كتاب التِّرْمِذِيّ من كَانَ حوله وَأما روايتنا فِيهِ فَلَيْسَ فِيهَا كَانَ وَرَوَاهُ بعض رُوَاة مُسلم وَهِي فِي قِرَاءَة عبد الله من حوله وَكَذَا كَانَ عِنْد السَّمرقَنْدِي وروينا عَن أبي بَحر عَن القَاضِي الْكِنَانِي من طَرِيق ابْن ماهان من خفض حوله كَذَا وجدته مُقَيّدا عَنهُ بخطى فِي حَاشِيَة كتابي وَفَسرهُ الْكِنَانِي بِأَن مَعْنَاهُ من تحف بِهِ وانعطاف عَلَيْهِ كَأَنَّهُ من قَوْله) واخفض لَهما جنَاح الذل من الرَّحْمَة
(وَيدل عَلَيْهِ استشهاده بِرِوَايَة ابْن أبي شيبَة وَهِي بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة وَضَبطه غَيْرِي عَنهُ من حفض بحاء مُهْملَة وَفَسرهُ بِمَا تقدم كَأَنَّهُ من قَوْلهم حفضت الْعود إِذا حنيته وعطفته وَكَذَا وجدت هَذَا الْحَرْف عَن ابْن ماهان فِي أصل شَيخنَا القَاضِي التَّمِيمِي بِخَط أبي مُحَمَّد بن الْعَسَّال رِوَايَته من طَرِيق ابْن الْحذاء عَنهُ قَالَ زُهَيْر هِيَ فِي قِرَاءَة حفض من حوله لم يعجم الْخَاء وَرِوَايَة الْكِنَانِي إِنَّمَا هِيَ طَرِيق ابْن ماهان فَأرَاهُ على هَذِه الطَّرِيقَة عول فِيمَا ذَكرْنَاهُ آخرا وَرَوَاهُ بعض الروَاة من خفض حوله وَمَا ذهب إِلَيْهِ الْكِنَانِي فِيهِ تكلّف وَبعد فِي مساق فصيح الْكَلَام وَالْأولَى فِيهِ أَنه إِنَّمَا أَرَادَ أَن الْقِرَاءَة من بِالْكَسْرِ حرف خفض فبينه بقوله خفض وتطابقه رِوَايَة من رَوَاهُ خفض حوله فعل مَاض وَرِوَايَة من أسقط خفض أَو من قدمه على من على مَا قدمْنَاهُ إِلَّا أَن وَجه الْإِعْرَاب فِيهِ أَن يكون خفض على مَا تقدم فعل مَاض وَحَوله مَنْصُوبًا بِهِ لعمله فِيهِ وَهُوَ مخفوض فِي الْقِرَاءَة أَو مَرْفُوع خبر لمبتدأ مَحْذُوف أَي الْكَلِمَة خفض وَحَوله مخفوضا فصل بَين الْجَار وَالْمَجْرُور وَالله أعلم
الْخَاء مَعَ السِّين
(خَ س ا) قَوْله فرددته خاسئا أَي ذليلا صاغرا وَقيل مُبْعدًا وَقَوله أخسا فَلَنْ تعد وقدرك كلمة زجر للْعَبد وَالصغَار
(خَ س ر) قَوْله فِي طواف الركب لقد خَابَ هَؤُلَاءِ وخسروا أَي حرمُوا ونقصوا الْأجر وَمِنْه قَوْله تَعَالَى) وَإِذا كالوهم أَو وزنوهم يخسرون
(أَي ينقصونهم من ذَلِك وَقَوله خبت وخسرت يرْوى بِضَم التَّاء فيهمَا وَفتحهَا أَي حرمت الْخَيْر وَقيل يكون الخسران بِمَعْنى الْهَلَاك وَمِنْه خسرت إِذا وضل سعيي
(خَ س ف) قَوْله فِي حَدِيث الخسوف خسفت الشَّمْس بِفَتْح الْخَاء وَالسِّين وَلَا يخسفان لمَوْت أحد وَلَا لِحَيَاتِهِ وَكَذَلِكَ ورد فِي كتاب الله فِي الْقَمَر وروى لَا يكسفان وروى لَا ينكسفان وروى كسفا وخسفا وروى انكسفت الشَّمْس وَقَالَهُ بَعضهم خسفت بِضَم الْخَاء على مَا لم يسم فَاعله قَالَ ابْن دُرَيْد يُقَال خسف الْقَمَر وانكسفت الشَّمْس وَقَالَ بَعضهم لَا يُقَال انكسف الْقَمَر إِنَّمَا يُقَال خسف الْقَمَر وكسفت الشَّمْس وكسفها(1/246)
الله فَهِيَ مكسوفة وكاسفة وَقَالَ يَعْقُوب لَا يُقَال انكسفت الشَّمْس وَقَالَ أَبُو زيد يُقَال كسفها الله وأكسفها إكسافا وَذهب بعض اللغويين والمتقدمين إِلَى أَنه لَا يُقَال فِي الشَّمْس إِلَّا خسفت وَفِي الْقَمَر كسف وَرُوِيَ ذَلِك عَن عُرْوَة بن الزبير وَالْقُرْآن يرد هَذَا وَلَعَلَّه وهم من ناقله عَنهُ وَقيل هما بِمَعْنى فيهمَا وَقَالَ اللَّيْث بن سعد الخسوف فِي الْكل والكسوف فِي الْبَعْض وَقيل الْكُسُوف تغيرهما والخسوف مغيبهما فِي السوَاد وَبِكُل جَاءَت الْآثَار على مَا قدمْنَاهُ وأصل الخسوف المغيب وَمِنْه خسف الأَرْض وَهُوَ سوخها بِمَا عَلَيْهَا وَقيل أصل الخسوف التَّغَيُّر وَالَّذِي تدل الْأَحَادِيث عَلَيْهِ أَنَّهُمَا سَوَاء وَأما الْخَسْف فِي الأَرْض فبالخاء بِغَيْر خلاف وَبِذَلِك جَاءَ الْقُرْآن والْحَدِيث وَهُوَ السوخ فِيهَا
(خَ س ق) قَوْله فِي المعراض إِذا خسق أَي جرح وأنفذ يُقَال بِالسِّين وَالزَّاي
الْخَاء مَعَ الشين
(خَ ش ب) قَوْله لَا يمْنَع أحدكُم جَاره أَن يغرز خَشَبَة فِي جِدَاره كَذَا وَقعت روايتنا فِيهِ على الْإِفْرَاد عَن أبي بَحر فِي كتاب مُسلم ورويناه عَن غير وَاحِد فِيهِ وَفِي غَيره خشبه على الْجمع وَالْإِضَافَة وبالإفراد روينَاهُ فِي الْمُوَطَّأ عَن أَكْثَرهم قَالَ أَبُو عمر واللفظان جَمِيعًا فِي الْمُوَطَّأ وَاخْتلف علينا فِي ذَلِك الشُّيُوخ فِي موطأ يحيى
(خَ ش ن) قَوْله فِي حَدِيث أبي ذَر أخشن الْوَجْه أخشن الثِّيَاب أخشن الْجَسَد كَذَا لأكثرهم وَعند بعض رُوَاة مُسلم خشن
(خَ ش ع) قَوْله على وَجهه أثر خشوع هُوَ أثر الْخَوْف والسكون والخضوع لله وَأَصله النّظر إِلَى الأَرْض وخفض الصَّوْت
(خَ ش ف) قَوْله سَمِعت خشف نعلك وَسمعت خشفة قدمي وَسمعت خشفة كُله بِفَتْح الْخَاء وَسُكُون الشين هُوَ الصَّوْت لَيْسَ بالشديد قَالَه أَبُو عبيد وَقَالَ الْفراء هُوَ الصَّوْت الْوَاحِد وبتحريك الشين الْحَرَكَة
(خَ ش خَ ش) قَوْله خشخشة السِّلَاح أَي صَوت حك بَعْضهَا بَعْضًا وَكَذَلِكَ سَمِعت خشخشة أَمَامِي أَي صَوت شَيْء واصله صَوت الشَّيْء الْيَابِس
(خَ ش ش) قَوْله فِي الشَّجَرَة فانقادت كالبعير المخشوش هُوَ الَّذِي جعل فِي أَنفه خشَاش بِكَسْر الْخَاء وَهُوَ عود يرْبط عَلَيْهِ حَبل يذلل بِهِ ليقاد وَفِي حَدِيث الْهِرَّة وَلَا هِيَ تركتهَا تَأْكُل من خشَاش الأَرْض بِفَتْح الْخَاء وَكسرهَا أَي هُوَ أمهَا وَحكي فِيهِ خشَاش بِالضَّمِّ عَن أبي عَليّ وَقيل الخشاش أَيْضا صغَار الطير وَفِي المُصَنّف شرار الطير لَكِن فِي الطير بِالْفَتْح وَحكى الْجَوْهَرِي فِيهِ الْحَيَّة الْكَبِيرَة وَنَحْوهَا مِمَّا فِي الأَرْض وَقد تقدم الِاخْتِلَاف فِي رِوَايَته فِي حرف الْحَاء الْمُهْملَة
فَصلي الِاخْتِلَاف وَالوهم
قَول عَائِشَة فلولا ذَلِك لأبرز لقبره عَلَيْهِ السَّلَام غير أَنه حشى أَن يتَّخذ مَسْجِدا كَذَا صَوَابه وروايتنا فِيهِ على مَا لم يسم فَاعله وَفِي البُخَارِيّ فِي مَوضِع خشِي أَو خشى وَرَوَاهُ الْمُهلب غير أَنِّي أخْشَى وَكِلَاهُمَا وهم
الْخَاء مَعَ الْوَاو
(خَ وب) قَوْله خيبة لَك وَيَا خيبة الدَّهْر الخيبة الحرمان وَمِنْه خابوا وخسروا وَأَنت خيبتنا وأخرجتنا من الْجنَّة أَي حرمتناها وخبت وخسرت إِن لم أعدل بِفَتْح التَّاءَيْنِ وضمهما أَي حرمت وبفتحهما للطبري يُقَال خَابَ يخيب خيبة وخاب يخوب خوبة قَالَ الْهَرَوِيّ الخوبه الْفقر والخيبة الحرمان
(خَ وخ) ذكر فِيهَا الخوخة والخوخة بِفَتْح الخاءين كوَّة بَين دارين عَلَيْهَا بَاب يخترق بَينهمَا أَو بَين بَيْتَيْنِ وَهُوَ أَيْضا كوَّة تجْعَل للضوء وَالْمرَاد بِالْحَدِيثِ هُنَا الأول
(خَ ور) وَقَوله بقرة لَهَا خوار أَي صَوت وَقد فسرناه فِي حرف الْجِيم
(خَ ول) قَوْله أخوانكم خولكم بِفَتْح(1/247)
الْوَاو أَي خدمكم وعبيدكم الَّذين يتخولون أُمُوركُم أَي يصلحونها ويتخولونهم أَي يسخرونهم وأديم خولاني بِسُكُون الْوَاو جلد مَنْسُوب إِلَى خولان من الْيمن
(خَ ون) وَقَوله مَخَافَة أَن يخونهم قيل يطْلب غفلتهم وَقيل ينتقصهم بذلك وَقيل يطلع مِنْهُم على خِيَانَة وَقدمنَا فِي الْحَاء الْمُهْملَة وَالزَّاي الْخلاف فِيهِ وَقَوله مَا أكل عَليّ خوان قطّ يُقَال بِضَم الْخَاء وَكسرهَا وَأَخَوَانِ أَيْضا وَهِي الْمَائِدَة الْمعدة لهَذَا وَقَوله فِي الحَدِيث الآخر أكل على مائدة رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) يُرِيد مَا يضع عَلَيْهِ طَعَامه صِيَانة لَهُ من الأَرْض من سفرة ومنديل وشبههما لَا الموائد الْمعدة لَهما الَّتِي تسمى خوانًا من خشب وَشبهه وَلَا يُقَال للخوان مائدة إِلَّا إِذا كَانَ عَلَيْهِ طَعَام قَوْله إِذا اؤتمن خَان أصل الْخِيَانَة النَّقْص أَي ينقص مَا اوتمن عَلَيْهِ وَلَا يُؤَدِّيه كَمَا كَانَ عَلَيْهِ وخيانة العَبْد ربه إِلَّا يُؤَدِّي حَقه وأمانات عِبَادَته الَّتِي ائتمنه عَلَيْهَا وَمَا كَانَ لنَبِيّ أَن تكون لَهُ خَائِنَة إِلَّا عين أَي خِيَانَة أعين كَمَا قَالَ تَعَالَى) يعلم خَائِنَة الْأَعْين
(وفاعلة تَأتي مصدرا كَقَوْلِهِم عافاك الله عَافِيَة
(خَ وص) وَقَوله قبَاء ديباج مخوص بِالذَّهَب وجاما من فضَّة مخوصا بِالذَّهَب أَي منسوج فِيهِ وَقيل إِن كَانَ ثوبا فَفِيهِ مِنْهُ طرائق مثل الخوص وَإِن كَانَ جَاما صنعت فِيهِ من الذَّهَب صَفَائِح ضيقَة مثل الخوص من النّخل وروى الْقَابِسِيّ فِي حَدِيث الْجَام مخوضًا بالضاد الْمُعْجَمَة وَهُوَ بعيد
(خَ وض) يَخُوضُونَ فِي مَال الله بالضاد الْمُعْجَمَة أَي يخلطون وَيلبسُونَ فِي أمره قَالَ الله تَعَالَى) وَإِذا رَأَيْت الَّذين يَخُوضُونَ فِي آيَاتنَا
(وَيكون أَيْضا بِمَعْنى المداخلة والتلبس بِهِ والإكثار من جمعه وَكَسبه من خضت المَاء إِذا مشيت فِيهِ ودخلته وَلَعَلَّ على مثل هَذَا تخرج رِوَايَة الْقَابِسِيّ فِي الْجَام مخوضًا بالضاد أَي قد خلط فِيهِ ومزج بِهِ من خضت المَاء وخوضت السويق إِذا حركته وخلطت بعضه بِبَعْض وَمِنْه خَاضُوا فِي كَذَا أَي كَثُرُوا فِيهِ الْكَلَام وخلطوا بِهِ الْكَذِب
(خَ وف) قَوْله غير الدَّجَّال أخوفني عَلَيْكُم كَذَا روايتنا فِيهِ عَن القاضيين أبي عَليّ وَأبي عبد الله بنُون فِي آخِره وَضم الْفَاء وَكَذَا قَيده الجياني وَغَيره وقيدناه عَن أبي بَحر بِكَسْر الْفَاء بِغَيْر نون ومعناهما وَاحِد أَي أخوف مني لُغَة مسموعة وبالنون قيدناه فِي كتاب ثَابت عَن أبي الْحُسَيْن بن سراج وَهُوَ اخْتِصَار فِي الْمُبَالغَة وَقد بَيناهُ وَكَلَام الشَّيْخ أبي مَرْوَان فِيهِ فِي شرح مُسلم
(خَ وى) وَقَوله كَانَ إِذا سجد خوى أَي جافى بَطْنه عَن الأَرْض وخواء الْفرس مَمْدُود مَا بَين يَدَيْهِ وَرجلَيْهِ والخواء الْمَكَان الْخَالِي.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
قَوْله يتخولهم بالمواعظ وأتخولكم بِالْمَوْعِظَةِ ويتخولنا مَعْنَاهُ يتعاهدنا والخائل المتعاهد للشَّيْء المصلح لَهُ وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي مَعْنَاهُ يتخذنا خولا وَقيل يفاجئنا بهَا وَقيل يُصْلِحنَا وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة يذللنا يُقَال خوله الله لَك أَي سَخَّرَهُ لَك وَقيل يحبسهم عَلَيْهَا كَمَا تحبس خولك قَالَ أَبُو عبيد وَلم يعرفهَا الْأَصْمَعِي قَالَ وأظنها يتخونهم بالنُّون أَي يتعهدهم وَقَالَ أَبُو نصر يتخون مثل يتعهد وَقَالَ أَبُو عمر وَالصَّوَاب يتحولهم بِالْحَاء أَي يطْلب حالاتهم وأوقات نشاطهم وَقَوله خوز كرمان كَذَا هُوَ بِضَم الْخَاء وَسُكُون الْوَاو وَفتح الزَّاي على الْإِضَافَة وَهِي رِوَايَة الكافة والخوز جبل من الْعَجم وكرمان مَدِينَة تقال بِفَتْح الْكَاف وَكسرهَا وسنذكرها فِي الْكَاف وَمثله للمرزي إِلَّا أَنه لم يصرف خوزا وَرَوَاهُ الْجِرْجَانِيّ خور كرمان بالراء الْمُهْملَة وَحذف الْوَاو وَقَالَ بَعضهم وخور بالراء من أَرض فَارس قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ أَن الزَّاي وَالْإِضَافَة هُوَ(1/248)
الصَّوَاب وَحَكَاهُ عَن أَحْمد بن حَنْبَل وَأَن غَيره صحف فِيهِ وَقَالَ بَعضهم إِذا أضيفت إِلَى كرمان فَالصَّوَاب الرَّأْي وَإِذا عطفت صحت الرَّاء وَفِي رِوَايَة الْقَابِسِيّ فِي الْجَام مخوض بِالذَّهَب بالضاد الْمُعْجَمَة وَهُوَ بعيد وَالْمَعْرُوف فِي الرِّوَايَة وَالْمعْنَى مَا تقدم أول الْحَرْف
الْخَاء مَعَ الْيَاء
(خَ ي ب) تقدم ذكر الخيبة
(خَ ي ر) قَوْله أَنا بَين خيرتين بِكَسْر الْخَاء هُوَ مصدر اخْتَار وَهُوَ بِكَسْر الْخَاء وَفتح الْيَاء كَذَا قَالَه الْأَصْمَعِي وَأنكر سُكُون الْيَاء وَقَالَ غَيره بِالسُّكُونِ مثل رِيبَة قَالَ الله تَعَالَى) مَا كَانَ لَهُم الْخيرَة
(فَأَما خيرة الْقَوْم فبالفتح عِنْد يَعْقُوب لَا غير وَمِنْه مُحَمَّد خيرة الله من خلقه وَغَيره يَقُولهَا بِالسُّكُونِ وَقَوله خير بَين دور الْأَنْصَار أَي فضل بَعْضهَا على بعض خيرت الرجل ي فضلته وَمِنْه فَخير أنيسا أَي فَضله عَلَيْهِ كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث الآخر حَتَّى غَلبه أَي جعله خيرا من الآخر وَفِي التَّخْيِير سَأَلت عَائِشَة عَن الْخيرَة بِفَتْح الْخَاء أَي تَخْيِير الرجل امْرَأَته
فِي غَزوه الرجيع أَن عَامر بن الطُّفَيْل خير فِي ثَلَاث بِفَتْح الْخَاء وَضمّهَا خطا وقلب للمعنى وَقَوله فِي بَرِيرَة فخيرت من زَوجهَا أَي جعل لَهَا أَن تخْتَار وَقَوله الْخَيل مَعْقُود فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْر فسره فِي الحَدِيث الْأجر والمغنم وَالْعرب تسمى المَال خيرا وَمثل ذَلِك قَوْله تَعَالَى) إِن ترك خيرا
(وَمعنى الاستخارة سُؤال إِعْطَاء الْخَيْر من الْأَمريْنِ وَقَالَ أَبُو عبيد هُوَ الاستعطاف وَدُعَاء الرجل إِلَيْك وَلَيْسَ هُوَ المُرَاد بِهِ فِي الحَدِيث وَقَوله أعْطه جملا خيارا أَي مُخْتَارًا جيدا يُقَال جمل خِيَار وناقة خِيَار
(خَ ي ط) ذكر فِي الْغلُول الْخياط بِكَسْر الْخَاء وَالتَّخْفِيف والمخيط بِكَسْر الْمِيم وَفِي رِوَايَة أَكثر شُيُوخنَا الخائط والمخيط فالخائط الْخَيط نَفسه وَكَذَا فِي رِوَايَة ابْن بكير أَدّوا الْخَيط والمخيط والخياط قَالَ الْبَاجِيّ يكون الإبرة وَيكون الْخَيط وَقَالَ الْهَرَوِيّ هُوَ وَإِن كَانَ يُقَال فيهمَا فَهُوَ هُنَا الْخَيط لذكره مَعَه الْمخيط وَهِي الإبرة وَفِي الحَدِيث الآخر إِلَّا كَمَا ينقص الْمخيط إِذا دخل فِي الْبَحْر وَهُوَ هُنَا الإبرة وَمثله قَوْله سم الْخياط
(خَ ي ل) وَذكر المختال وَالْخُيَلَاء بِضَم الْخَاء وَفتح الْيَاء مَمْدُود والمخيلة بِفَتْح الْمِيم وَالْخَال وَكله من الاختيال وَهُوَ التكبر واستحقار النَّاس رجل مختال وخال وخائل وَيُقَال الْخُيَلَاء بِكَسْر الْخَاء أَيْضا وَالْخَال أَيْضا الْخُيَلَاء وَكَذَلِكَ المخيلة وَأما قَوْله إِذا رءا مخيلة بِفَتْح الْمِيم هِيَ السحابة يخيل فِيهَا الْمَطَر والمخيلة بِالضَّمِّ السَّمَاء المتغيمة تخيل الْمَطَر فَهِيَ مخيلة فَإِذا أَرَادوا السحابة نَفسهَا قَالُوا مخيلة بِالْفَتْح وَقَوله عَلَيْهِ خيلان بِكَسْر الْخَاء جمع خَال وَهِي النقط الَّتِي تكون فِي الْجَسَد سَوْدَاء وَهِي الشامات وَقَوله لِعبيد الله بن عدي ابْن الْخِيَار مَا مَنعك أَن تكلم خَالك عُثْمَان فِي أَخِيه الْوَلِيد إِنَّمَا جعلُوا عُثْمَان خَاله لِأَن أم عدي من بني أُميَّة رَهْط عُثْمَان رَضِي الله عَنهُ وَقَول جَابر شهد بِي خالاي الْعقبَة وَسمي أَحدهمَا الْبَراء بن معْرور وَفِي الْحَدث الآخر أَنا وَأبي وخالي من أَصْحَاب الْعقبَة كَذَا هُوَ مثنى غير مَرْفُوع عِنْد جَمِيعهم إِلَّا أَنه مهمل عِنْد الْأصيلِيّ وَضَبطه النَّسَفِيّ وخالي على الْإِفْرَاد قيل صَوَابه وخالاي وَقد يحْتَمل أَن الصَّوَاب هُنَا الْإِفْرَاد وَيسلم من اللّحن وَقَوله حَتَّى كَانَ يخيل إِلَيْهِ كَذَا أَي يشبه عَلَيْهِ وَالْخَال كل مَا لَا أصل لَهُ كخيال الْحلم
(خَ ي م) وَذكر الْخَيْمَة بِفَتْح الْخَاء بَيت من بيُوت الْإِعْرَاب مستدير وَقَوله كَمثل خامة الزَّرْع هِيَ أول مَا تنْبت على سَاق وَاحِد وَهِي غضة رطبَة وَقيل هُوَ(1/249)
ضَعِيفَة وَقيل رطبَة وغضة وَالْمعْنَى مُتَقَارب كُله.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
فِي حَدِيث أم سَلمَة حَتَّى سَمِعت خطْبَة رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بِخَبَر جِبْرِيل كَذَا عِنْد الْكسَائي وَهُوَ الصَّحِيح وَكَذَا فِي البُخَارِيّ وَعَن العذري والسمرقندي يخبر خبرنَا وَهُوَ وهم وَسِيَاق الْكَلَام والْحَدِيث يدل على مَا قُلْنَاهُ قَوْله فِي الَّذِي كَانَ يخدع فِي الْبيُوع فَكَانَ يَقُول لَا خيابة كَذَا هُوَ أَوله يَاء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا وَآخره بَاء بِوَاحِدَة وخاءه مَكْسُورَة وَكَانَ الرجل الثغ من شجة فِي دماغه فَكَانَ يحب أَن يَقُول مَا أمره بِهِ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) لَا خلابة فَلَا يطيعه لِسَانه وَفِي رِوَايَة أُخْرَى لاخذابة بذال مُعْجمَة كُله تَغْيِير للْأُم ولثغ فِي اللِّسَان وَعند ابْن أبي جَعْفَر لبَعض شُيُوخه خِيَانَة كَالْأولِ إِلَّا أَن آخِره نون وَهُوَ وَإِن كَانَ صَحِيحا فِي الْمَعْنى فَهُوَ تَصْحِيف فِي الرِّوَايَة
فِي كتاب الْمَظَالِم فِي حَدِيث المتظاهرتين قَوْله خابت من فعل مِنْهُنَّ بعظيم كَذَا لكافتهم وَعند الْهَرَوِيّ لعَظيم بِاللَّامِ وَكله تَغْيِير وَصَوَابه مَا فِي رِوَايَة النَّسَفِيّ جَاءَت من فعل مِنْهُنَّ بعظيم وَعند ابْن السكن خَابَ من فعل ذَلِك مِنْهُنَّ وَلم يذكر بعظيم وَفِي بَاب غَزْوَة الرجيع وَكَانَ عَامر بن الطُّفَيْل خير بَين ثَلَاث خِصَال كَذَا لَهُم بِفَتْح الْخَاء وَالْيَاء وَعند الْهَوْزَنِي خير بِضَم الْخَاء وَكسر الْيَاء وَهُوَ خطأ إِنَّمَا كَانَ الْمُخَير هُوَ السَّائِل ذَلِك لأهل الْمَدِينَة لَا هم لَهُ قَوْله قومُوا إِلَى سيدكم أَو أخيركم وَفِي فَضَائِل جَعْفَر وَكَانَ أخير النَّاس وَعند الْأصيلِيّ خير النَّاس وَفِي الشّرْب قَائِما قَالَ فالأكل قَالَ ذَلِك أشر وأخبث وَفِي حَدِيث أبي بكر بل أَنْت أبرهم وأخيرهم وَفِي حَدِيث ابْن سَلام أخيرنا وَابْن أخيرنا وللأصيلي خيرنا وَفِي الحَدِيث الآخر أَلا أنبئكم بِخَير النَّاس وَبشر النَّاس زعم ابْن قُتَيْبَة أَنه لَا يُقَال أخير وَلَا أشر وَإِنَّمَا يُقَال خير وَشر قَالَ الله تَعَالَى) شَرّ مَكَانا
(و) خير ثَوابًا
(وَقد جَاءَ هَذَا اللَّفْظ فِي غير حَدِيث فَدلَّ على جَوَازه قَوْله المختال وَالْخَال وَاحِد كَذَا للأصيلي وَلغيره والختال وَلَيْسَ بِشَيْء هُنَا وَالصَّوَاب الأول وَقد ذَكرْنَاهُ فِي حَدِيث قتل ابْن الزبير وَقَول ابْن عمر لَهُ وَالله لأمة أَنْت شَرها لأمة خير ويروى خِيَار وَعند السَّمرقَنْدِي لأمة شَرّ وَهُوَ خطأ وَالْوَجْه الأول
فصل مُشكل أَسمَاء الْمَوَاضِع فِي هَذَا الْحَرْف
(خيف بني كنَانَة) هُوَ المحصب كَذَا فسره فِي حَدِيث عبد الرَّزَّاق وَقَالَ الزُّهْرِيّ الْخيف الْوَادي وَأَصله مَا انحدر عَن الْجَبَل وارتفع عَن المسيل وَهُوَ بطحاء مَكَّة والأبطح والحقيقة أَن الْخيف هُوَ مُبْتَدأ الأبطح قَالَ أَبُو عبيد وَأَبُو عَمْرو السرو والخيف والغف مَا انحدر من حزونة الْجَبَل
(الخرار) بِفَتْح الْخَاء ورائين مهملتين أولاهما مُشَدّدَة مَوضِع بِخَيْبَر وَقَالَ الْجَوْهَرِي مَوضِع بِالْمَدِينَةِ وَقَالَ عِيسَى ابْن دِينَار مَاء بِالْمَدِينَةِ وَقيل وَاد من أَوديتهَا
(خور وكرمان) على هَذِه الرِّوَايَة بالراء قيل هِيَ من أَرض فَارس
(رَوْضَة خَاخ) بخاءين معجمتين مَوضِع بِقرب حَمْرَاء الْأسد من الْمَدِينَة كَذَا هُوَ الصَّحِيح وَذكر البُخَارِيّ من رِوَايَة أبي عوَانَة حَاج بإهمال الأولى وَآخره جِيم وَهُوَ وهم من أبي عوَانَة وَحكى الصَّابُونِي أَنه مَوضِع قريب من منى وَالْأول الصَّحِيح
(وجبل الْخمر) فسره فِي الحَدِيث جبل بَيت الْمُقَدّس وَهُوَ بِفَتْح الْخَاء وَالْمِيم وَتقدم شَرحه فِي مَوضِع ذَلِك من هَذَا الْحَرْف
(وَقصر بني خلف) هُوَ بِالْبَصْرَةِ مَنْسُوب إِلَى طَلْحَة بن عبد الله بن خلف وَهُوَ طَلْحَة الطلحات
(ذُو الخلصة) بِفَتْح الْخَاء(1/250)
ب 251 وَاللَّام وَالصَّاد الْمُهْملَة وَيُقَال بِضَم الْخَاء وَاللَّام وَكَذَا ضبطناه على أَي الْحُسَيْن وضبطناه على أبي بَحر الخلصة بِفَتْح الْخَاء وَسُكُون اللَّام وَكَذَا حَكَاهُ ابْن دُرَيْد وَهُوَ بَيت ضم بِبِلَاد دوس وَكَذَا فسره فِي الْأُم وَهِي الْكَعْبَة اليمانية وَقيل ذُو الخلصة اسْم الصَّنَم نَفسه وَكَذَا ذكر فِي تَفْسِير الحَدِيث أَيْضا
(خم) بِضَم الْخَاء وَشد الْمِيم ذكر فِي مُسلم أَنه مَاء بَين مَكَّة وَالْمَدينَة على ثَلَاثَة أَمْيَال من الْجحْفَة وخم هِيَ الغيضة الَّتِي هُنَاكَ وَبهَا غَدِير مَشْهُور بِهِ شهرت فَيُقَال غَدِير خم
فصل مُشكل الْأَسْمَاء والكنى فِيهِ
ذكرنَا يزِيد بن خمير
وَالزُّبَيْر بن الخريت وَكِلَاهُمَا بخاء مُعْجمَة فِي حرف الْحَاء الْمُهْملَة لشبهه بِغَيْرِهِ وَكَذَلِكَ خباب وخداش وخراش وخنيس زوج حَفْصَة وَكَذَلِكَ من اسْمه خضر وخوات وخبيب فأغنى عَن إِعَادَته وكل مَا فِيهَا خَيْثَمَة أَو أَبُو خَيْثَمَة الِاسْم الْمَشْهُور بِالْخَاءِ وَلَيْسَ فِيهَا مَا يشبه بِهِ وخفاف ابْن إِيمَاء بِضَم الْخَاء وَتَخْفِيف الْفَاء وَابْنه الْحَرْث بن خفاف وَعبد الْوَهَّاب بن عَطاء الْخفاف مشدد الْفَاء وَرَافِع بن خديج بِفَتْح الْخَاء وَكسر الدَّال الْمُهْملَة وَآخره جِيم وَعلي بن خشرم بشين مُعْجمَة سَاكِنة وخاء مَفْتُوحَة وَسَعِيد بن الْخمس بِكَسْر الْخَاء وَسُكُون الْمِيم وَآخره سين مُهْملَة ومعروف بن خَرَّبُوذ بِفَتْح الْخَاء وَتَشْديد الرَّاء وَضم الْبَاء بِوَاحِدَة وَآخره ذال مُعْجمَة وَضبط عَن أبي الْوَلِيد الْبَاجِيّ بِضَم الْخَاء وَابْن أبي الخوار بِضَم الْخَاء وَآخره رَاء وَعند الْهَوْزَنِي الخوار بِفَتْح الْخَاء وَشد الْوَاو وَلَيْسَ بِشَيْء وخلد بن خلى بِفَتْح الْخَاء وَكسر اللَّام وَتَشْديد الْيَاء منونة وخرشة بن الْحر وَعُثْمَان بن إِسْحَاق بن خَرشَة بِفَتْح الْخَاء وَالرَّاء والشين الْمُعْجَمَة وَخَوْلَة بنت حَكِيم وَسعد بن خَوْلَة بِفَتْح الْخَاء وَسُكُون الْوَاو وَخَلِيفَة بن خياط وَحَمَّاد بن خَالِد الْخياط بِفَتْح الْخَاء وَشد الْبَاء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا وَلَيْسَ فِيهَا غَيرهمَا وَزيد بن أخزم بِالْخَاءِ وَالزَّاي وَحميد بن ملك بن خثم بِضَم الْخَاء وَفتح الثَّاء بِثَلَاث مُخَفّفَة ومشددة أَيْضا يقالان مَعًا وَمن عداهُ خثيم وَابْن خثيم مصغر وَكَذَا جَاءَ فِي بعض نسخ تَارِيخ البُخَارِيّ وَهُوَ وهم وَعَمْرو بن سليم بن خلدَة بِفَتْح الْخَاء وَسُكُون اللَّام وَفتحهَا مَعًا وَعُثْمَان بن حَفْص بن عمر بن خلدَة بِالْفَتْح لَا غير وَأَبُو خلدَة خَالِد بن دِينَار بِسُكُون اللَّام كَذَا قيدناه عَن أشياخنا وَلم يذكر ابْن مَأْكُولا فتح اللَّام بِوَجْه وخليد بن جَعْفَر عَن أبي نَضرة وَهُوَ الْحَنَفِيّ وخليد العصري هَذَانِ فِيهَا مصغران وَمن عداهما خَالِد مكبر وخندف بِكَسْر الْخَاء وَالدَّال وَقد قيل فِيهِ خندف بِفَتْح الدَّال وبالوجهين ضبطناه على أبي الْحُسَيْن ويشبهه خنزب وَقد ذكرناهما فِي الْجِيم وخطاب حَيْثُ وَقع فِيهَا بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة وَيزِيد بن خصيفَة بِضَم الْخَاء وَفتح الصَّاد مُهْملَة مصغر ومحارب بن خصفة بفتحهما مَعًا وَخير بن نعيم بِفَتْح الْخَاء وياء سَاكِنة بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا وَزيد الْخَيْر مثله كَذَا ضَبطه القَاضِي الشَّهِيد وَلغيره الْخَيل وَكِلَاهُمَا صَحِيح بِهَذَا كَانَت تسميه الْعَرَب وبالأول سَمَّاهُ رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَكَذَلِكَ أَبُو الْخَيْر عَن عقبَة وَقد مروا فِي الْجِيم وَذُو الْخوَيْصِرَة بِضَم الْخَاء مصغر وخلاس بِكَسْر الْخَاء وَهُوَ ابْن عمر وَعَن أبي هُرَيْرَة وَعَن أبي رَافع وَلَيْسَ فِيهَا مَا يشْتَبه بِهِ وَأَبُو خشينة الثَّقَفِيّ بِضَم الْخَاء والشين الْمُعْجَمَة وبالنون وَأَبُو خُزَيْمَة الْأنْصَارِيّ بالزاي والمطعم بن خِيَار بِكَسْر الْخَاء وَعبيد الله بن عدي بن خِيَار ذكر أواخرهما رَاء والخوز جيل من الْعَجم(1/251)
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
ذكر البُخَارِيّ الِاخْتِلَاف فِي خُزَيْمَة وَأبي خُزَيْمَة فِي جمع الْقُرْآن بخاء مَضْمُومَة فيهمَا وَفِي الْمُوَطَّأ عُثْمَان بن إِسْحَاق بن خَرشَة بِفَتْح الْخَاء وَالرَّاء والشين الْمُعْجَمَة وَكَذَا قَالَه البُخَارِيّ وَأهل النّسَب مُصعب وَغَيره إِنَّمَا يَقُولُونَ ابْن أبي خَرشَة وَفِيه أَن رجلا من أهل الشَّام يُقَال لَهُ خيبري مثل النِّسْبَة إِلَى خَيْبَر وَيُقَال خيري وَقد ذكرنَا اخْتِلَاف أَصْحَاب الْمُوَطَّأ فِيهِ فِي حرف الْبَاء وَفِي حَدِيث منعت الْعرَاق درهمها نَا يحيى بن آدم بن سُلَيْمَان مولى خَالِد بن خَالِد كَذَا لكافة شُيُوخنَا وَرَوَاهُ مُسلم وَعند الخشنى عَن الطَّبَرِيّ مولى خَالِد بن يزِيد
فِي بَاب لكل غادر لِوَاء شُعْبَة عَن خُلَيْد عَن أبي نَضرة كَذَا لِابْنِ ماهان مُصَغرًا وَعند الجلودي عَن خَالِد عَن أبي نَضرة وَالصَّوَاب الأول وَفِي غَزْوَة الْحُدَيْبِيَة نَا الْحسن بن خلف نَا إِسْحَاق كَذَا عِنْد جَمِيعهم وَلابْن السكن الْحسن بن خَالِد وَالْأول أصح وَهُوَ ابْن خلف يعرف بِابْن شَاذان الْأَزْرَق واسطي كَذَا بَينه الْأصيلِيّ وَغَيره
وَفِي بَاب الْعين حق نَا عبد الله بن عبد الرَّحْمَن الدَّارمِيّ وحجاج بن الشَّاعِر وَأحمد بن خرَاش كَذَا لجميعهم بِالْخَاءِ وَيُقَال أَن صَوَابه أَحْمد بن جواس بِالْجِيم وَالْوَاو
فصل الْمُشكل من الْأَنْسَاب
أَبُو سعيد الْخُدْرِيّ بِضَم الْخَاء وَسُكُون الدَّال الْمُهْملَة وخدرة بطن من الْأَنْصَار وَقد ذكرنَا فِي الْجِيم مَا يشْتَبه بِهِ وَأَبُو ثَعْلَبَة الخشنى بِضَم الْخَاء وشين مَفْتُوحَة مُعْجمَة بعْدهَا نون وَعبد الله بن يزِيد الخطمي بِفَتْح الْخَاء وَسُكُون الطَّاء الْمُهْملَة وكذل الْحَرْث بن الفضيل الخطمي وَحميد الْخَرَّاط بِفَتْح الْخَاء وَالْحسن بن عَليّ الْخلال كَذَلِك مشدد الرَّاء وَاللَّام وَعبد الله بن دَاوُود الْخُرَيْبِي بِضَم الْخَاء نسب إِلَى الخريبة بِالْبَصْرَةِ وَأَبُو عَامر الخزاز بزايين معجمتين مَعًا وَيحيى ابْن الجزاز بِالْجِيم وَآخره رَاء تقدما فِي حرف الْجِيم
حرف الدَّال
الدَّال مَعَ لهمزة
(دَاب) قَوْله فَكَانَ دأبي ودأبهم أَي حَالي اللَّازِمَة وعادتي والدأب الْمُلَازمَة للشَّيْء والاعتناء بِهِ وَقيل الدأب مثل الْأَمر والشأن
فصل الْخلاف وَالوهم
فِي كتاب الْأَنْبِيَاء فِي بَاب قَوْله لقد أرسلنَا نوحًا إِلَى قومه الجودى جبل بالجزيرة دَاب حَال كَذَا لأبي ذَر وَفِي كتاب عَبدُوس مثله وَعند ابْن السكن وَبَعْضهمْ ذَات جبال وَهُوَ تَصْحِيف لَا شكّ فِيهِ وَإِنَّمَا فسر الداب الْمَذْكُور فِي قَوْله تَعَالَى فِي خبر نوح
(داد) قَوْله تدأدأ من قدوم ضَأْن كَذَا لَهُم وَعند الْمروزِي تردى وَمَعْنَاهُ مُتَقَارب أَي نزل من جبله وَفِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى تدلى وَكله قريب يُقَال تدهده الْحَج إِذا انحط من علو إِلَى سفل ودههته أَنا ودهديته أَيْضا فتهدي مَقْصُور إِذا دَفعته من علو إِلَى أَسْفَل وهدهدته أَيْضا مقلوب والهمزة تبدل من الْهَاء فِي غير مَكَان وَسَيَأْتِي تَفْسِير من قدوم ضان فِي حرف الْقَاف وحرف الضَّاد
الدَّال مَعَ الْبَاء
(د ب ا) قَوْله كَانَ يحب الدُّبَّاء وَمر قافيه دباء بِضَم الدَّال وَتَشْديد الْبَاء مَمْدُود وَيقصر أَيْضا وَهُوَ القرع الَّذِي يُوكل بتسكين الرَّاء وَهُوَ جمع وَاحِدَة دباءة وَمن قصر قَالَ فِي الْوَاحِدَة دباه حَكَاهُ شَيخنَا القَاضِي التجِيبِي عَن أبي مَرْوَان بن سراج وَلم يحك أَبُو عَليّ فِيهِ غير الْمَدّ وَقَوله وَنهى عَن الدُّبَّاء مثله هُوَ القرع إِذا يبيس وقسح قشره كَانُوا ينتبذون فِيهِ وَرُبمَا دفنوه
(د ب ج) وَقَوله الديباج وَلَا مسست ديباجة يُقَال بِكَسْر الدَّال وَفتحهَا قَالَ أَبُو عُبَيْدَة وَالْفَتْح كَلَام مولد
(دبر) وَقَوله أعتق غُلَاما عَن دبر بضمهما أَي بعد مَوته وَهُوَ الدبر وَقَوله لمُسَيْلمَة وَلَئِن أَدْبَرت ليَعْقِرنك الله أَي تركت الْحق وأعرضت(1/252)
عَنهُ كَمَا يولي المعرض دبره عَن الشَّيْء قَوْله لَو اسْتقْبلت من أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرت أَي لَو تَأَخّر من أَمْرِي مَا تقدم من سوق الْهدى مَا فعلته وَقَوله يعِيش حَتَّى يدبرنا بِفَتْح الْيَاء وَكسر الْبَاء وَضمّهَا وَسُكُون الدَّال أَي يتقدمه أَصْحَابه وَيبقى خَلفهم دبره يدبره ويدبره إِذا أبقى بعده وَمِنْه وَاللَّيْل إِذا أدبر وَقَوله لَا تدابروا بِمَعْنى قَوْله لَا تقاطعوا وَلَا تباغضوا لأَنهم إِذا فعلوا ذَلِك أدبروا عرض كل وَاحِد عَن صَاحبه وولاه دبره وَقيل لَا توله دبرك استثقالا لَهُ بل أبسط لَهُ وَجهك وَقيل لَا تقطعه لِلْأَبَد من قَوْلهم قطع الله دابره وَقَوله كالظلة من الدبر بِفَتْح الدَّال وَسُكُون الْبَاء جمَاعَة النَّحْل وَقيل جمَاعَة الزنابير يَعْنِي كالسحابة مِنْهَا لكثرتها وَقَوله وأهلكت عَاد بالدبور بِفَتْح الدَّال وَهِي الرّيح الغربية قيل هِيَ مَا جَاءَ مِنْهَا من وسط الْمغرب إِلَى مطلع الشَّمْس وَقيل مَا بَين مغرب الشَّمْس إِلَى سُهَيْل وَقيل مَا خرج بَين المغربين وَقَوله رأى من النَّاس إدبارا أَي أباية عَن الْحق وإعراضا عَمَّا جَاءَ بِهِ وَقَوله يَقُول فِي دبر كل صَلَاة قَالَ الْهَرَوِيّ الدبر بِالْفَتْح فِي الدَّال وَسُكُون الْبَاء والدبر بضمهما آخر أَوْقَات الشَّيْء كَذَا الرِّوَايَة فِي سَار الْكتب دبر كل صَلَاة بضمهما وَفِي كتاب اليواقيت الْمَعْرُوف فِي اللُّغَة فِي مثل هَذَا دبر يُرِيد بِالْفَتْح وَسُكُون الْبَاء وَمِنْه قَوْلهم جعلته دبر إذني أَي خَلْفي وَأما الْجَارِحَة فبالضم وَكَذَلِكَ أَيْضا دابر الشَّيْء آخِره ودبار بِكَسْر الدَّال جمع دبر ودبر وَمِنْه وَلَا يأْتونَ الصَّلَاة إِلَّا دبار أَو يرْوى دبرا ودبرا أَي آخر أَوْقَاتهَا وَقيل بعد فَوَاتهَا وَهُوَ مُتَقَارب وَقَوله وبرأ الدبر بِفَتْح الدَّال وَالْبَاء أَي دبر الْإِبِل الَّتِي حج النَّاس عَلَيْهَا لِأَن الْجَاهِلِيَّة كَانَت لَا ترى الْعمرَة فِي أشهر الْحَج
(د ب ل) قَوْله تكفيهم الدُّبَيْلَة بِضَم الدَّال وَفتح الْبَاء فَسرهَا فِي الحَدِيث نَار تخرج فِي أكتافهم حَتَّى تنجم من صُدُورهمْ أَي تظهر وَفِي الجمهرة الدُّبَيْلَة دَاء يجْتَمع فِي الْجوف وَيُقَال لَهُ الدبلة أَيْضا بِالْفَتْح
(د ب س) وَقَوله فطار دبسي بِضَم الدَّال هُوَ ذكر نوع من الْحمام ذَوَات الأطواق وَهِي الفواخت.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
فِي كتاب الْأَنْبِيَاء فِي تَفْسِير اليقطين الدُّبَّاء كَذَا لجميعهم وَهُوَ الصَّحِيح وَعند الْأصيلِيّ الكباء بِالْكَاف وَلَيْسَ بِشَيْء وَالصَّوَاب الأول وَهُوَ الْمَعْرُوف وَلَيْسَ فِي مَوضِع الكباء الكباء بِكَسْر الْكَاف مَمْدُود مخفف الْبَاء البخور والكباء أَيْضا الكساحة مَقْصُور كبوت الشَّيْء كسحته قَوْله فِي غَزْو الرّوم فَيجْعَل الله الدبرة عَلَيْهِم بِسُكُون الْبَاء بِوَاحِدَة وَعند العذري الدائرة وهما بِمَعْنى قَالَ الْأَزْهَرِي الدابرة الدولة تَدور على الْأَعْدَاء وَقَالَ الْهَرَوِيّ والدبرة النَّصْر على الْأَعْدَاء يُقَال لمن الدبرة أَي الدولة وعَلى من الدبرة أَي الْهَزِيمَة وَقَالَ ابْن عَرَفَة الدابرة الْحَادِثَة تَدور من حوادث الدَّهْر فِي البُخَارِيّ وَكَانَت الْكلاب تقبل وتدبر فِي الْمَسْجِد فَلم يَكُونُوا يرشون شَيْئا من ذَلِك كَذَا لكافتهم وَعند النَّسَفِيّ تبول وتقيل فِي غير الصَّحِيحَيْنِ تبول وَتقبل وتدبر قَالَ الْخطابِيّ أَي تبول خَارِجا مِنْهُ ثمَّ تقبل وتدبر فِيهِ أثر ذَلِك هَذَا مَعْنَاهُ وَفِي تَفْسِير الصفر فِي مُسلم دَوَاب الْبَطن جمع دَابَّة كَذَا لكافتهم وَعند العذري ذَوَات بِالذَّالِ الْمُعْجَمَة وَالتَّاء بِاثْنَتَيْنِ وَالْأول الصَّوَاب
الدَّال مَعَ الثَّاء
(د ث ر) قَوْله ذهب أهل الدُّثُور بِالْأُجُورِ بِضَم الدَّال جمع دثر بِفَتْحِهَا وَهُوَ المَال الْكثير يُقَال مَال دثر لَا يثني وَلَا يجمع والدثور أَيْضا الدُّرُوس يُقَال دثر أَثَره وَعَفا ودرس بِمَعْنى وَجَاء فِي رِوَايَة الْمروزِي أهل الدّور وَهُوَ وهم ودثروني فَدَثَّرُونِي فَنزلت يَا أَيهَا المدثر أَي غطوني بالثياب مثل زَمِّلُونِي وَالْأَصْل فِي مدثر متدثر فأدغمت التَّاء فِي الدَّال لتقارب مخرجيهما
الدَّال وَالْجِيم(1/253)
(د ج ج) قَوْله مدجج أَي كَامِل السِّلَاح والشكة
(د ج ل) قَوْله الْمَسِيح الدَّجَّال قيل مَعْنَاهُ الْكذَّاب المموه بباطله وسحره الملبس بِهِ وَالرجل طلا الْبَعِير بالقطران وَقيل سمي بذلك لضربه نواحي الأَرْض وقطعه لَهَا دجل الرجل ودجل بِالتَّخْفِيفِ والتثقيل إِذا فعل ذَلِك وَقيل هُوَ من التغطية لِأَنَّهُ يُغطي الأَرْض بجموعه والدجل التغطية وَمِنْه سميت دجلة لانتشارها على الأَرْض وتغطية مَا فاضت عَلَيْهِ
(د ج ن) وَقَوْلها فَيَأْتِي الدَّاجِن وشَاة دَاجِن هِيَ مَا يألف الْبَيْت من الْحَيَوَان وَمِنْه أَن عِنْدِي داجنا.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
قَوْله فيقرها فِي أذن وليه قرا الدَّجَاجَة لم تخْتَلف الرِّوَايَة فِي كتاب مُسلم فِيهِ هَكَذَا وَاخْتلفت فِيهِ الرِّوَايَات فِي البُخَارِيّ فَرَوَاهُ بَعضهم الزجاجة بالزاي المضمومة وَكَذَا جَاءَ للمستملي وَابْن السكن وَأبي ذَر وعبدوس والقابسي فِي كتاب التَّوْحِيد وللأصيلي هُنَاكَ الدَّجَاجَة وَكَذَلِكَ اخْتلفُوا فِيهِ فِي مَوَاضِع أخر وَذكر الدَّارَقُطْنِيّ أَن هَذَا تَصْحِيف وَأَن الصَّوَاب الأول وَقد ذكر فِي بعض رواياته قر القارورة فَمن رَوَاهُ الدَّجَاجَة بِالدَّال شبه إِلْقَاء الشَّيْطَان مَا يسترقه من السّمع فِي أذن وليه بقر الدَّجَاجَة وَهُوَ صَوتهَا لصواحبها وَقيل يقرها يسَاره بهَا وَمن قَالَ الزجاجة بالزاي فَقيل يلقيها ويودعها فِي أذن وليه كَمَا يقر الشَّيْء فِي القارورة والزجاجة وَقيل يقرها بِصَوْت وحس كحس الزجاجة إِذا حركتها على الصَّفَا أَو غَيره وَقيل مَعْنَاهُ يُرَدِّدهَا فِي أذن وليه كَمَا يتَرَدَّد مَا يصب فِي الزجاجة والقارورة فِيهَا وَفِي جوانبها لَا سِيمَا على رِوَايَة من رَوَاهُ فيقرقرها وَسَيَأْتِي تَفْسِير يقر وَالْخلاف فِي لَفظه وَمَعْنَاهُ فِي الْقَاف بأشبع من هَذَا إِن شَاءَ الله واللغة الفصيحة فِي الدَّجَاج والدجاجة الْفَتْح وَقد كسرهَا بَعضهم
(الدَّال مَعَ الْحَاء)
(د ح ر) قَوْله مارئ الشَّيْطَان يَوْمًا هُوَ فِيهِ أَصْغَر وَلَا أَدْحَر وَلَا أَحْقَر وَلَا أَغيظ مِنْهُ فِي يَوْم عَرَفَة معنى أَدْحَر أَي أبعد عَن الْخَيْر وَمِنْه قَوْله فتقعد ملوما مَدْحُورًا أَي مُبْعدًا قَوْله فتدحرج أَي تطلق ظهر الْبَطن بَين يَدَيْهِ وكجمر دحرجته على رجلك مثله
(د ح ض) قَوْله حِين دحضت الشَّمْس وَحين تدحض الشَّمْس بضاد مُعْجمَة مَعْنَاهُ زَالَت عَن كبد السَّمَاء قَالَ يَعْقُوب وَذَلِكَ مَا بَين الظّهْر وَالْعشَاء وَقَوله فِي الصِّرَاط مدحضة ودحض مزلة بِفَتْح الْمِيم فيهمَا هما بِمَعْنى أَي يدحض فِيهِ ويزل ويزلق الدحض بِفَتْح الدَّال وَسُكُون الْحَاء الزلق والدحض أَيْضا المَاء يكون مِنْهُ الزلق
(د ح و) قَوْله فدحا السَّيْل فِيهِ أَي بسط فِيهِ مَا سَاقه من تُرَاب وَرمل وحصى والدحو الْبسط قَالَ الله تَعَالَى) وَالْأَرْض بعد ذَلِك دحاها
(.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
قَوْله فتمشون فِي الطين والدحض قد فسرناه كَذَا رِوَايَة الكافة وَعند الْقَابِسِيّ الرحض بالراء وَفسّر بَعضهم هَذِه الرِّوَايَة بِمَا يجْرِي من الْبيُوت أَي من الرحاضة وَهُوَ بعيد إِنَّمَا الرحض الْغسْل والرحاض خَشَبَة يضْرب بهَا الثَّوْب ليغسل
الدَّال مَعَ الْخَاء
(د خَ خَ) فِي حَدِيث ابْن صياد مَا خبات لَك قَالَ الدخ بِضَم الدَّال مشدد الْخَاء قيل هِيَ لُغَة فِي الدُّخان وَقَالَ بِفَتْح الدَّال أَيْضا وَقيل أَرَادَ أَن يَقُول الدُّخان فزجره النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) عَن تَمَامه فَلم يسْتَطع تَمَامه وَقيل هُوَ نبت مَوْجُود بَين النخيل وَرجح هَذَا الْخطابِيّ وَقَالَ لَا معنى للدخان هُنَا إِذْ لَيْسَ مِمَّا يخبأ إِلَّا أَن يُرِيد بخبات أضمرت قَالَ القَاضِي رَحمَه الله بل الْأَصَح والأليق بِالْمَعْنَى أَنه هُنَا الدُّخان وَأَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كَمَا رُوِيَ كَانَ(1/254)
أضمر لَهُ يَوْم تَأتي السَّمَاء بِدُخَان مُبين فَلم يهتد من الْآيَة إِلَّا لهذين الحرفين من كلمة نَاقِصَة لم يُتمهَا على عَادَة الْكُهَّان من اختطاف أَوْلِيَائِهِمْ من الشَّيَاطِين بعض الْكَلِمَة عِنْد استراق السّمع أَو من هاجس النَّفس وإلقائها إِلَيْهِم وَلِهَذَا قَالَ لَهُ عَلَيْهِ السَّلَام اخْسَأْ فَلَنْ تعد وقدرك أَي أبعد كَاهِنًا متخرصا فَلَنْ تعدو قدر إِدْرَاك الْكُهَّان مِمَّا لَا يصل إِلَى حَقِيقَة الْبَيَان والإيضاح
(د خَ ر) وَقَوله فَلَنْ أدخره عَنْكُم أَصله من حرف الذَّال الْمُعْجَمَة فَلَمَّا أدغمت فِي تَاء افتعل قلبت دَالا وَمَعْنَاهُ اقتنيه وأرفعه دونكم
(د خَ ل) وَقَوله وَكَانَ لنا جارا ودخيلا أَي مداخلا ومخالطا
وَفِي حَدِيث العائن فَغسل دَاخِلَة إزَاره قيل هُوَ طرفه الَّذِي يَلِي جسده وَقيل كنى بداخلة الْإِزَار عَن مَوْضِعه من الْجَسَد فَقيل يُرِيد مذاكيره وَقيل وركه وَقَوله فلينفضه بداخلة إزَاره أَي طرفه
(د خَ ن) وَقَوله هدنة على دخن وَفِيه دخن بِفَتْح الدَّال وَالْخَاء أَي غير صَافِيَة وَلَا خَالِصَة وَأَصله من كدورة اللَّوْن فِي الدَّابَّة وَغَيرهَا وَإِن يكون غير خَالص اللَّوْن وَأَصله من الدُّخان والدخن أَيْضا الدُّخان وَمِنْه فِي الحَدِيث الآخر دخنها من تَحت قدم رجل من أهل بَيْتِي يَعْنِي إثارتها تَشْبِيها بالدخان وَأما الدخن الْمَذْكُور فِي حبوب القطاني فِي الزَّكَاة فبضم الدَّال وَسُكُون الْخَاء.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
فِي كتاب الشُّرُوط قَوْله ارحل ركابك فَإِن لم أرحل مَعَك كَذَا لَهُم وَعند الْأصيلِيّ ادخل بِالدَّال وَالْخَاء الْمُعْجَمَة وَلَيْسَ بِشَيْء وَعند ابْن السكن اكترلي وَالْأول أصوب
فِي بَاب الصُّور عَن عبيد الله بن عبد الله بن عتبَة أَنه دخل على أبي طَلْحَة يعودهُ كَذَا فِي الْمُوَطَّأ قَالَ ابْن وضاح صَوَابه دخل ويعاد على مَا لم يسم فَاعله وَلم يدْرك عبيد الله أَبَا طَلْحَة وَيُقَال أَنه عبيد الله عَن ابْن عَبَّاس عَن أبي طَلْحَة وَفِي فَضَائِل الْأَشْعَرِيين أَنِّي لأعرف أصوات رفْقَة الْأَشْعَرِيين بِالْقُرْآنِ حِين يدْخلُونَ بِاللَّيْلِ كَذَا لكافة الروَاة عَن مُسلم وَرِوَايَة الْمروزِي عَن البُخَارِيّ من الدُّخُول وَعند الْجِرْجَانِيّ وَبَعض شُيُوخنَا عَن الجياني فِي مُسلم يرحلون أَيْضا بالراء والحاء الْمُهْملَة من الرحيل قَالُوا وَهُوَ الصَّوَاب
الدَّال مَعَ الرَّاء
(د ر ا) قَوْله فليدراه مَا اسْتَطَاعَ أَي يَدْفَعهُ دراته بِالْهَمْز دَفعته وداريته لَا ينْتَه وَأَصله الْهَمْز ودريته بِغَيْر ألف خدعته وَقَوله كَمَا تراءون الْكَوْكَب الدُّرِّي مِنْهُ عِنْد من همز لاندفاعه وَخُرُوجه عِنْد طلوعه وَمن لم يهمز نسبه إِلَى الدّرّ لنوره
(د ر ب) قَوْله نَاقَة مدربة أَي ذلولة قد دربت على السّير وَالرُّكُوب وعودته
(د ر ج) قَوْله وأدرج الْقِصَّة وَقَوله وأدرج فِي الحَدِيث قَوْله وَيكرهُ الغل أَي أَدخل فِي لفظ النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام وَوصل بِهِ كَلَام غَيره وَهُوَ الَّذِي يُسَمِّيه أهل الحَدِيث المدرج وَقَوله إِلَّا بعث الله على مدرجته ملكا أَي على قَارِعَة طَرِيقه وَقَوله فَلَقِيته عِنْد الدرج أَي درج الْمَسْجِد الدرج مَعْلُوم
(د ر د) وَقَوله كالبضعة تدَرْدر أَي ترجرج تجىء وَيذْهب بَعْضهَا فِي بعض وَقَوله فِي السِّوَاك يدردني أَي يذهب بأسناني ويحفيها والدرد بِفَتْح الدَّال وَالرَّاء سُقُوط الْأَسْنَان
(د ر ر) قَوْله يدر لَبنهَا أَي تمتلئ ثدياها مِنْهُ بِفَتْح الْيَاء وَكسر الدَّال وَيكون أَيْضا بِمَعْنى سَالَتْ يُقَال درت السَّمَاء إِذا أمْطرت وسماء مدرارا غزيرة الْمَطَر وَمِنْه فِي الحَدِيث دَار رزقهم أَي منصب عَلَيْهِم كثير وَقَوله ودرها للطواغيت أَي لَبَنًا وَقَوله يشرب لَبنهَا الدّرّ إِذا كَانَ مَرْهُونا بِنَفَقَتِهِ
(د ر ك) وَقَوله ونعوذ بك من دَرك الشَّقَاء(1/255)
وَإِلَّا كَانَ دركا لِحَاجَتِهِ كُله بِفَتْح الرَّاء الدَّرك بِالْفَتْح اسْم من الْإِدْرَاك كاللحق من اللحاق وَضَبطه بَعضهم فِي الْحَدِيثين بالإسكان وَالْمَعْرُوف هُنَا الْفَتْح وَأما الْوَجْهَانِ فَفِي الْمنزلَة كَقَوْلِه تَعَالَى) فِي الدَّرك الْأَسْفَل من النَّار
(وَقُرِئَ بِالْوَجْهَيْنِ وَقَوله وَلَوْلَا إِنَّا لَكَانَ فِي الدَّرك الْأَسْفَل يُقَال بِالسُّكُونِ وَالْفَتْح وَهِي الْمنَازل إِذا كَانَت لسفل فَإِذا كَانَت لعلو فَهِيَ درج ومنازل جَهَنَّم دركات ومنازل الْجنَّة دَرَجَات وَقَوله أَن فَرِيضَة الله فِي الْحَج أدْركْت أبي شَيخا كَبِير أَي وفاقته فريضتها فِي هَذِه الْحَال وَقَوله فَأدْرك بَعضهم الْعَصْر فِي الطَّرِيق أَي حَان وَقتهَا وَلَزِمتهُ وَقَوله حِين أدْرك وَحَتَّى تدْرك أَي تبلغ يُقَال ذَلِك فِي الْجَارِيَة أَي تبلغ مبالغ النِّسَاء وَفِي الثَّمَرَة أَي تطيب وَفِي الطَّعَام أَي ينضج وَفِي كل شَيْء أَي يبلغ المُرَاد مِنْهُ
(د ر م) وَقَوله فِي صفة أَرض الْجنَّة در مَكَّة بَيْضَاء مسك خَالص أَي أَنَّهَا فِي الْبيَاض كالدرمك وَهُوَ الْحوَاري لباب الْبر وَفِي الطّيب كالمسك
(د ر ن) قَوْله يبْقى من درنه بِفَتْح الدَّال وَالرَّاء أَي وسخه قَوْله وعلقت عَلَيْهِ درنوكا بِضَم الدَّال قيل هُوَ ضرب من الثِّيَاب لَهُ خمل قصير كخمل المناديل
(د ر ع) وَقَوله فَأَخْطَأَ بدرع وَتَحْت الدرْع وَلبس درعه درع الْمَرْأَة قميصها مُذَكّر وَقيل يؤنث أَيْضا وَدرع الْحَرْب وَالْحَدِيد أَيْضا مُؤَنّثَة وَقيل يذكر أَيْضا وَقَوله ظَاهر بَين درعين أَي عاون بَينهمَا فِي التحصن فَلبس وَاحِدًا على آخر وَاحْتبسَ إدراعه أَي حَبسهَا للْجِهَاد وَهَذِه كلهَا من الْحَدِيد وَقَوله درع قطر بِكَسْر الْقَاف هُوَ ضرب من البرود
(د ر س) قَوْله حَتَّى أَتَى الْمِدْرَاس هُوَ الْبَيْت الَّذِي يقْرَأ فِيهِ أهل الْكتاب كتبهمْ درست الْكتاب قرأته قَوْله فَوضع مدراسها الَّذِي يدرسها كَفه على آيَة الرَّجْم كَذَا جَاءَ هُنَا مُفَسرًا سمي بذلك للْمُبَالَغَة كَمَا قيل رجل معطاء وَعند أبي ذَر لغير أبي الْهَيْثَم مدارسها وَهُوَ بِمَعْنى أَي الَّذِي يدارسها النَّاس وَالْأول أظهر
(د ر ي) وَقَوله وَبِيَدِهِ مدري يحك بهَا رَأسه ويروي يرجل هِيَ مثل الْمشْط أَعْوَاد مَجْمُوعَة صفا محددة وَقَالَ ابْن كيسَان هُوَ عود تدخله الْمَرْأَة فِي شعرهَا لتضم بِهِ بعضه إِلَى بعض وَقَوله لأدريت وَلَا تليت أَي لم تدر وَقد تقدم.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
قَوْله يبْعَثْنَ بالدرجة فِيهَا الكرسف بِكَسْر الدَّال وَفتح الرَّاء وَالْجِيم جمع درج بِضَم الدَّال وَسُكُون الرَّاء مثل خرجَة وَخرج وَهِي هنة كالسفط الصَّغِير وَشبهه تضع فِيهِ الْمَرْأَة طيبها وحليها وخف متاعها كَذَا رِوَايَة الْجَمَاعَة وتفسيرهم وَفِي رِوَايَة أبي عمر الدرجَة بِضَم الدَّال وَسُكُون الرَّاء وَقَالَ كَأَنَّهُ تَأْنِيث درج قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَيحْتَمل أَن يُرِيد بهَا خرقَة تجمع فِيهَا هَذَا الكرسف وَهُوَ الْقطن الَّذِي احتشت بِهِ وَقَالَ أَبُو عبيد الدرجَة الْخِرْقَة الَّتِي تلف وَتدْخل فِي حَيَاء النَّاقة إِذا أعطفت على ولد غَيرهَا وَإِذا كَانَ هَذَا مَعَ هَذِه الرِّوَايَة فَهِيَ أشبه فِي الِاسْتِعْمَال من الدرج الْمُسْتَعْمل لغيره شبهوا الْخرق الَّتِي تسْتَعْمل فِي هَذَا ويلف فِيهَا الكرسف بِتِلْكَ وَالله أعلم وَفِي رِوَايَة أبي الْوَلِيد بن ميقل الدرجَة بِفَتْح الْجَمِيع وَهُوَ بعيد من الصَّوَاب قَوْله فِي حَدِيث الدَّجَّال فَأَما أدركن ذَلِك أحدكُم كَذَا عِنْد جمَاعَة شُيُوخنَا وَعند القَاضِي التَّمِيمِي أدْركهُ وَهُوَ وَجه الْكَلَام فَإِن هَذِه النُّون لَا تدخل على الْفِعْل الْمَاضِي قَوْله فِي حَدِيث الشَّمْس فَأخذ ذرعا حَتَّى أدْرك بردائه كَذَا لِابْنِ الْحذاء بذال مُعْجمَة مَفْتُوحَة وَعند غَيره درعا بدال مُهْملَة مَكْسُورَة وَهُوَ الصَّوَاب وَكَذَلِكَ قَوْله فِي الحَدِيث الثَّانِي فَأَخْطَأَ بدرع رَوَاهُ بَعضهم فخطأ بذرع بذال مُعْجمَة وَقد بَيناهُ فِي حرف الْخَاء قَوْله فِي حَدِيث الشَّفَاعَة فِي كتاب مُسلم(1/256)
إِلَّا أَن شُعْبَة جعل مَكَان الذّرة ذرة كَذَا هُوَ الصَّوَاب الرِّوَايَة الأولى بشد الذَّال وَالرَّاء المفتوحتين وَأحد الذَّر وَالثَّانيَِة بِضَم الذَّال الْمُعْجَمَة أَيْضا وَتَخْفِيف الرَّاء الْحبّ الَّذِي يُوكل وَإِنَّمَا صحف فِيهِ شُعْبَة لما رأى قبله فِي الحَدِيث مَا يزن برة وَمَا يزن شعيرَة فَظن مَا جَاءَ بعده مَا يزن ذرة أَنه ذرة لمقاربتها من الْبر وَالشعِير فِي الْجِنْس وَالصَّحِيح قَول غَيره ذرة وكما ذَكرْنَاهُ عَن شُعْبَة هُنَا رِوَايَة الكافة عَن مُسلم وَكَذَا كَانَ عِنْد الصدفى والسمرقندي وَكَذَا ذكره الدَّارَقُطْنِيّ عَنهُ فِي التَّصْحِيف وَكَانَ عِنْد السجْزِي والأسدي عَن العذري درة بدال مُهْملَة مَضْمُومَة وَرَاء مُشَدّدَة وَاحِدَة الدّرّ وَهَذَا تَصْحِيف التَّصْحِيف وَقَوله فأبصر دَرَجَات الْمَدِينَة ذَكرْنَاهُ فِي الْجِيم وَقَوله وَإِذا أدرت بِالنَّاسِ فتْنَة كَذَا ليحيى عِنْد أَكثر شُيُوخنَا وَرَوَاهُ القَاضِي الْبَاجِيّ وَبَعْضهمْ عَنهُ أردْت بِتَقْدِيم الرَّاء وَهِي رِوَايَة ابْن بكير وَفِي حَدِيث سَلمَة حَتَّى مَا أَدْرِي ورائي من أَصْحَاب مُحَمَّد وَلَا غبارهم شَيْئا كَذَا عِنْد أبي ذَر وَعند سَائِر الروَاة مَا أرى وَهُوَ الصَّحِيح وَقَوله لقد أذكرني آيَة كَذَا هُوَ الْمَعْرُوف الصَّحِيح وَعند ابْن أبي صفرَة لقد أدركني وَهُوَ وهم وَفِي الْإِيمَان هَل يدْخل فِي الْإِيمَان وَالنُّذُور الأَرْض وَالْغنم والدروع كَذَا لَهُم وَعند الْأصيلِيّ الزروع
الدَّال مَعَ الْكَاف
(د ك ن) قَوْله فِي حَدِيث أم خَالِد فَبَقيت تَعْنِي الْقَمِيص حَتَّى دكن وَصَححهُ كَذَا لأبي الْهَيْثَم وَهُوَ الَّذِي رَجحه أَبُو ذَر ولأكثر الروَاة حَتَّى ذكر زَاد فِي رِوَايَة ابْن السكن دهرا وَمعنى دكن أسود لَونه والدكنة غبره كدرة وَالْأَشْبَه بِالصِّحَّةِ رِوَايَة ابْن السكن قصد ذكر طول الْمدَّة وَنسي تحديدها فَعبر أَنه ذكر دهرا
الدَّال مَعَ اللَّام
(د ل ج) قَوْله عَلَيْكُم بالدلجة وبشيء من الدلجة بِضَم الدَّال وَسُكُون اللَّام كَذَا هِيَ الرِّوَايَة وَهِي صَحِيحَة وتقال بِفَتْح الدَّال وَبِضَمِّهَا وبفتح اللَّام أَيْضا وَكَذَلِكَ قَوْله فأدلجوا وفأدلج وَاخْتلف أَرْبَاب اللُّغَة فِي هَذَا وَفِي الإدلاج هَل يسْتَعْمل ذَلِك كُله فِي اللَّيْل كُله وَبينهمْ اخْتِلَاف فَقيل أَن ذَلِك يسْتَعْمل فِي سَائِر اللَّيْل كُله وَإِن الدلجة والدلجة سَوَاء فيهمَا وأنهما لُغَتَانِ وَأَكْثَرهم يَقُول أدْلج بتَشْديد الدَّال سَار آخر اللَّيْل وأدلج بتخفيفها اللَّيْل كُله يُقَال سَارُوا دلجة من اللَّيْل أَي سَاعَة والدلج بِفَتْح اللَّام والأدلاج بِسُكُون الدَّال والدلجة بتفح الدَّال سير اللَّيْل كُله والإدلاج بتَشْديد الدَّال والدلجة بِضَم الدَّال سير آخِره وَفِي الْهِجْرَة فيدلج من عِنْدهمَا بِسحر بتَشْديد الدَّال
(د ل ك) قَول ابْن عمر دلوك الشَّمْس ميلها هُوَ كَمَا فسره فِي الحَدِيث وَجَاء فِي غير الْمُوَطَّأ عَنهُ مُفَسرًا زَوَالهَا وَمثله لِابْنِ مَسْعُود وَهُوَ قَول جمَاعَة من السّلف واللغويين وَرُوِيَ أَيْضا عَن ابْن مَسْعُود وَعلي وَابْن عَبَّاس وَأبي وَائِل دلوكها غُرُوبهَا والوجهان فِي اللُّغَة معروفان وَقَالَ بعض أهل اللُّغَة دلوكها من زَوَالهَا إِلَى غُرُوبهَا وأصل الدلوك زَوَالهَا عَن موضعهَا قَالَ ثَعْلَب أَتَيْتُك عِنْد الدَّلْك أَي بالعشى والدلك الْعشي
(د ل ل) وَقَوله هَديا ودلا أَي حسن سمت وشمائل وَحَدِيث وحركة بِفَتْح الدَّال وَقَوله وَدلّ الطَّرِيق صَدَقَة أَي دلَالَة وهداية من لَا يدريه عَلَيْهِ وَقَوله أدل بمنزله أَي اجتراء بهَا وَلفُلَان على فلَان دلّ أَي اجتراء بِمَنْزِلَتِهِ مِنْهُ وَمِنْه أرى لَك مِنْهُ منزلَة ودلا أَي جرءة عَلَيْهِ بذلك وإدلالا
(د ل ع) وَقَوله قد أدلع لِسَانه من الْعَطش أَي أخرجه من شفته وَيُقَال دلع لِسَانه أَيْضا وَمِنْه فِي خبر حسان فأدلع لِسَانه فَجعل يحركه ودلع اللِّسَان أَيْضا إِذا خرج
(د ل ق) قَوْله فتندلق أقتاب بَطْنه أَي تخرج أمعاؤه
(د ل ي) تقدم تَفْسِير تدلي فِي أول الْحَرْف(1/257)
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
قَوْله كم من عذق مُعَلّق أَو مدلى ويروى أَو مذلل فِي الْجنَّة لِابْنِ الدحداح كلهَا بِمَعْنى مُعَلّق قَالَ الله تَعَالَى) وذللت قطوفها تذليلا
(وتذليل العذوق تدليتها وَفِي الْآيَة أَقْوَال لِلْمُفَسِّرِينَ ترجع إِلَى هَذَا الْمَعْنى أَو قريب مِنْهُ
الدَّال مَعَ الْمِيم
(د م ث) قَوْله إِذا أَتَى دمثا من الأَرْض بِفَتْح الدَّال وَالْمِيم هُوَ السهل مِنْهَا المترمل والدمث فِي صفته عَلَيْهِ السَّلَام السهل الْخلق لَيْسَ بالجافي وَأَصله مِمَّا تقدم
(د م م) وَفِي حَدِيث الْمُتْعَة وَهُوَ قريب من الدمامة بدال مُهْملَة أَي الْقبْح والدميم الْقَبِيح بِالْمُهْمَلَةِ
(د م ن) قَوْله أصَاب الثَّمر الدمَان كَذَا روينَاهُ من طَرِيق الْقَابِسِيّ وَغَيره بِضَم الدَّال وَتَخْفِيف الْمِيم وضبطها السَّرخسِيّ بِفَتْح الدَّال وَرَوَاهَا بَعضهم بِالْكَسْرِ وَقَالَ أَبُو عبيد هَذَا الْحَرْف بِالْفَتْح وَذكره الْخطابِيّ بِالضَّمِّ وبالفتح قرأناه على أبي الْحُسَيْن وَصوب بَعضهم الضَّم وَحده وَالضَّم وَالْفَتْح فِيهِ صَحِيحَانِ وَكَذَا قيدهما الجياني بِخَطِّهِ عَن أبي مَرْوَان وَقَالَ ابْن أبي الزِّنَاد فِيهِ الإدمان على وزن الغليان حَكَاهُ عَنهُ أَبُو عبيد وَهُوَ فَسَاد الطّلع وتعفنه وسواده وَقد روى ابْن داسة هَذَا الْحَرْف عَن أبي دَاوُود الدمار بالراء آخِره وَلَا معنى لَهُ عِنْدهم وَهُوَ تَصْحِيف وَقَالَ الْأَصْمَعِي الدمال بِاللَّامِ الثَّمر العفن
(د م س) وَقَوله كَأَنَّمَا خرج من ديماس قيل هُوَ السرب وَقيل الْكن وَقيل الْحمام
(د م ى) وَقَوله كَأَنَّهُ صَوت دم أَي صَوت طَالب دم أَو سافك دم وَقَوله وَإِن تقتل تقتل ذَا دم أَي صَاحب دم يشتفي بقتْله وَيدْرك قَاتله بِهِ تَارَة فاختصر اقتصارا على مَفْهُوم كَلَامهم فِيهِ وَرَوَاهُ بَعضهم عَن أبي دَاوُود فِي مصنفة ذَا ذمّ بِالْمُعْجَمَةِ وَفَسرهُ بالذمام وَالصَّحِيح الأول وَتلك الرِّوَايَة تقلب الْمَعْنى لِأَن من لَهُ ذمام لَا يسْتَوْجب الْقَتْل وَلَا كَانَ النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام يقْتله
فصل
قَوْله فينبتون نَبَات الدمن فِي السَّيْل بِكَسْر الدَّال وَسُكُون الْمِيم كَذَا للسجزي وَلغيره نَبَات الشَّيْء فِي السَّيْل وَهُوَ أشبه وَأَصَح فِي الْمَعْنى لِأَن الدمن الزبل وَالْبَعِير وَلَيْسَ يخرج لَهُ هُنَا معنى وَالشَّيْء هُنَا بِمَعْنى الْحبَّة الْمَذْكُورَة فِي الحَدِيث الآخر قَوْله فِي حَدِيث أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ فنزامنها الدَّم كَذَا عِنْد العذري وَعند غَيره المَاء وَهُوَ الصَّحِيح الْمَعْرُوف وَكَذَا ذكره البُخَارِيّ فِي التَّفْسِير فِي بَاب وَيبين الله لكم الْآيَات فِي سُورَة النُّور فِي بَيت حسان وتصبح غرثى من دِمَاء الغوافل كَذَا لكثير من الروَاة وَعند الْأصيلِيّ من لُحُوم الغوافل كَمَا فِي أَكثر الْأَبْوَاب وَعند الْحَمَوِيّ وَأبي إِسْحَاق وعبدوس من دم غوافل وَهُوَ وهم قَوْله لَا والدماء كَذَا رَوَاهُ عبيد الله بِكَسْر الدَّال مَمْدُود يُرِيد مَا ذبح على النصب وأريق هُنَاكَ من الدِّمَاء وَعند ابْن وضاح الدمى بِالضَّمِّ جمع دمية أَي الصُّور يَعْنِي الْأَصْنَام وَقد اخْتلف رُوَاة الْمُوَطَّأ عَن ملك فِي الحرفين
(الدَّال مَعَ النُّون)
(د ن ا) قَوْله على مَا نعطي الدنيئة فِي ديننَا أَي الْخصْلَة المدمومة الحقيرة يُقَال مِنْهُ دنؤ الرجل ودؤ خبث فعله ولؤم والدناءة الحقارة وَقد تسهل فَيُقَال الدنية وبالوجهين روينَاهُ فِي الحَدِيث وبالهمز قَيده الْأصيلِيّ والدنئ من الرِّجَال بِالْهَمْز الحقير اللئم وَذكر الزبيدِيّ فِي حرف الْوَاو الدني الضَّعِيف وَقد تكون الدنية من الضعْف أَيْضا
(د ن ن) ذكر الدنان بِكَسْر الدَّال جمع دن وَهِي الْحباب الَّتِي تسميها الْعَامَّة الخوابي وَقَوله ينقي الثَّوْب من الدنس بِفَتْح النُّون هُوَ الْوَسخ وَنَحْوه
(د ن و) وَقَوله الْجَمْرَة الدُّنْيَا بِكَسْر الدَّال وَضمّهَا أَي الْقَرِيبَة والأدنى إِلَى منى وَسميت الْحَيَاة الدُّنْيَا لدنوها من أَهلهَا وَبعد الْآخِرَة عَنْهَا إِذْ لم تجئ بعدو سَمَاء الدُّنْيَا لقربها من سَاكِني(1/258)
الأَرْض وَفِي حَدِيث حبس الشَّمْس فأدنى للقرية كَذَا فِي جَمِيع النّسخ من مُسلم وَوَجهه أدنى جيوشه وجموعه تَعديَة دنا أَي قربهم مِنْهَا أَو يكون من قَوْله أدنت النَّاقة إِذا حَان نتاجها وَلم يقل ذَلِك فِي غَيرهَا أَي حَان فتحهَا وَقرب وَقَوله استدنني يَا رَسُول الله أَي قربني إِلَيْك من الدنو وَقَوله فِي الْفَرَائِض فَلَا دنى ذكراي أقربه وَقَوله فِي الحادة عِنْد أدنى طهرهَا نبذه من قسط وإظفار كَذَا عِنْد شُيُوخنَا بِفَتْح الْهمزَة أَي قربه وَفِي بعض النّسخ مِمَّا وجدته بِخَط شُيُوخنَا أدناء بِكَسْر الْهمزَة مصدر وَقَوله فيأتيهم رب الْعَالمين فِي أدنى صُورَة من الَّتِي رَوَاهُ فِيهَا أَي بِأَدْنَى صُورَة وَأَقل من الصُّورَة الَّتِي أَرَاهُم أَولا من خلقه لامتحانهم على مَا نفسره فِي حرف الصَّاد إِن شَاءَ الله.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
فِي صَوْم عَاشُورَاء أدن إِلَى الْغَدَاء بِضَم الْهمزَة وَالنُّون بعْدهَا إِلَى الخافضة وَعند السَّمرقَنْدِي أدن لي الْغَدَاء بِفَتْح الْهمزَة وَكسر النُّون وَفتح الْغَدَاء مفعول ثَان وَالْأول هُوَ الْوَجْه وَمَفْهُوم الحَدِيث وكما جَاءَ فِي الحَدِيث الآخر أدن فَكل وَقَوله فَكنت فِي النِّسَاء الدني نلى ظُهُور الْقَوْم بِضَم الدَّال بعده نون وَمَعْنَاهُ القريبات جمع دنيا وَعند الجياني والطبري الَّذِي وَعند غَيرهم اللائي واللاتي فِي فَضَائِل عُثْمَان فَجئْت عمر فَقلت ادن كَذَا للعذري أَمر من الدنو وَلغيره إِذن بِالذَّالِ الْمُعْجَمَة فعل مَاض من الْإِذْن ولبعضهم أَدخل وَلكُل معنى بَين فِي الحَدِيث صَحِيح
الدَّال مَعَ الْعين
(د ع ب) قَوْله تداعبها وتداعبك أَي تلاعبها وتلاعبك كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيث الآخر والدعابة المزاح
(د ع ت) قَوْله فِي الشَّيْطَان فدعته بتَخْفِيف الدَّال وَتَشْديد التَّاء كَذَا روينَاهُ بِالدَّال الْمُهْملَة فِي حَدِيث ابْن أبي شيبَة قيل أَي دَفعته دفعا شَدِيدا وَفِي حَدِيث غَيره ذعته بِالذَّالِ الْمُعْجَمَة وَقَالَ بَعضهم صَوَابه بِالذَّالِ الْمُعْجَمَة هُنَا أَي خنقته وَقد جَاءَ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى فخنقته مُفَسرًا وَقَالَ ابْن دُرَيْد ذعته بِالْمُعْجَمَةِ غمزته غمزا شَدِيدا قَالَ وَيُقَال دَعَتْهُ يدعته والدعت الدّفع العنيف بِالدَّال والذال زَعَمُوا وَيُقَال الذعت بالذل الْمُعْجَمَة التمريغ فِي التُّرَاب وَقَالَ غَيره دَعَتْهُ وذعته بِالدَّال والذال دَفعته دفعا شَدِيدا وَهُوَ هُنَا صَحِيح الْمَعْنى وَقَالَ بَعضهم لَا يَصح أَن يكون من الدع هُنَا لِأَن أَصله كَانَ يكون دععته وَلَا تُدْغَم الْعين فِي التَّاء إِذْ لَا يدغم الشَّيْء إِلَّا فِي مثله أَو مَا قرب من مخرجه وَعند ابْن الْحذاء فِي حَدِيث ابْن أبي شيبَة ذعته بِالذَّالِ والغين المعجمتين
(د ع ج) قَوْله كَانَ ادعج الْعَينَيْنِ هُوَ شدَّة سَواد سوادها
(د ع ر) وَقَوله فَأَيْنَ دعار طَيئ بِضَم الدَّال وَتَشْديد الْعين أَي فساقها وسراقها وشرارها والداعر الدنئ الْفَاسِق السَّارِق
(د ع م) قَوْله فدعمته أَي رفدته وأقمته لَيْلًا يسْقط وَقَوله فِي الْأَطْفَال دعاميص الْجنَّة وأحدها دعموص وَهِي دوبية تكون فِي المَاء
(د ع ع) قَوْله فِي الْحَج لَا يدعونَ عَنهُ بِفَتْح الدَّال أَي لَا يدْفَعُونَ والدع الدّفع بجفوة قَالَ الله تَعَالَى يَوْم يدعونَ إِلَى نَار جَهَنَّم
(د ع و) قَوْله كُنَّا مَعَ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فِي دَعْوَة بِالْفَتْح هِيَ الطَّعَام الْمَدْعُو إِلَيْهِ سمي بذلك وَفِي النّسَب الدعْوَة بِالْكَسْرِ هَذَا عِنْد أَكثر الْعَرَب إِلَّا عدي الربَاب فَإِنَّهُم يقلبون فيفتحون فِي النّسَب ويكسرون فِي الطَّعَام قَوْله تداعى لَهُ سَائِر الْجَسَد أَي اسْتَجَابَ لَهُ كَأَنَّهُ يَدْعُو بعضه بَعْضًا وتداعى الْبناء إِذا تهَيَّأ للسقوط قَوْله فِي حَدِيث أبي طَلْحَة ادعني جَائِزَة مَعْنَاهُ ادْع لي وَكَذَا جَاءَ فِي رِوَايَة بَعضهم قَوْله من يدعني فأستجيب لَهُ من يسألني فَأعْطِيه(1/259)
فرق بعض الْمَشَايِخ بَين الدُّعَاء وَالسُّؤَال فَقَالَ الدَّاعِي الْمُضْطَر والسائل الْمُخْتَار قَالَ الله) أم من يُجيب الْمُضْطَر إِذا دَعَاهُ
(فللسائل المثوبة وللداعي الْإِجَابَة قَوْله من ترك دينا أَو ضَيْعَة فادعوني فَأَنا وليه قيل مَعْنَاهُ استغيثوا بِي فِي أمره وأصل الدُّعَاء الاستغاثة قَالَ الله تَعَالَى) وَادعوا شهداءكم من دون الله
(قيل استغيثوا بهم وَقَوله أدعوى الْجَاهِلِيَّة وَهُوَ قَوْلهم يال فلَان وَهُوَ من معنى الاستغاثة أَيْضا وَقَوله وَذكر خبر يُوسُف لَأَجَبْت الدَّاعِي قيل الَّذِي دَعَاهُ لِلْخُرُوجِ من السجْن لَا الْمَرْأَة الَّتِي دَعَتْهُ لما دَعَتْهُ لَهُ إِذْ قَالَ يُوسُف للداعي ارْجع إِلَى رَبك الْآيَة وَمثله من نَبينَا تواضع.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
قَوْله فدعمته بتَخْفِيف الْعين أَي رفدته لَيْلًا يسْقط وَرَوَاهُ بَعضهم فزعمته بالزاي وَفَسرهُ حركته وَالرِّوَايَة فِيهِ وَالتَّفْسِير خطأ كُله لَا أصل لَهُ وَقَوله أَدْعُوك بِدِعَايَةِ الْإِسْلَام كَذَا لأكْثر الرِّوَايَة هُوَ مصدر كالشكاية والرماية وَالْمَشْهُور فِي مصدره دُعَاء وَقيل دَعْوَى أَيْضا قيل وَمِنْه قَوْله لَيْسَ منا من دَعَا بِدَعْوَى الْجَاهِلِيَّة وَذكر فِي البارع دعاوة بِالْوَاو أَيْضا وَجَاء للأصيلي فِي كتاب الْجِهَاد بِدِعَايَةِ الْإِسْلَام مَعْنَاهُ بدعوته وبالكلمة الَّتِي يدعى بهَا إِلَى الْإِسْلَام وَيدخل بهَا فِيهِ من دعى إِلَيْهِ وَهِي بِمَعْنى قَوْله فِي الحَدِيث) يَا أهل الْكتاب تَعَالَوْا إِلَى كلمة سَوَاء
(الْآيَة قَوْله فِي حَدِيث الوباء ادْع لي الْمُهَاجِرين وادع لي الْأَنْصَار وادع لي مشيخة قُرَيْش كَذَا لأكْثر الروَاة من طَرِيق يحيى وَاخْتلف فِيهِ ضبط شُيُوخنَا فَمنهمْ من ضَبطه كَذَا على الْأَفْرَاد وَهِي رِوَايَة القعْنبِي وَابْن الْقَاسِم وَمِنْهُم من ضَبطه ادعوا على الْجمع وَهِي رِوَايَة ابْن بكير وَكَذَلِكَ فدعوهم فَدَعَاهُمْ قَالُوا وَالصَّوَاب ادْع على الْأَفْرَاد فدعوتهم لِأَن الْمَأْمُور بِهَذَا هُوَ ابْن عَبَّاس الْمُحدث بالْخبر وَقَوله دعاة على أَبْوَاب جَهَنَّم جمع دَاع وَعند الطَّبَرِيّ رُعَاة بالراء وَالْأول أظهر لقَوْله من أجابهم قَذَفُوهُ فِيهَا وَعند الصَّدَفِي دُعَاء وَهُوَ بِمَعْنى الأول قَوْله فِي الْمُوَطَّأ عَن ابْن عمر فَيصَلي على النَّبِي ويدعوا لأبي بكر وَعمر وَكَذَا لكافة رُوَاة الْمُوَطَّأ وَرَوَاهُ يحيى وَعلي أبي بكر وَعمر وَعند ابْن وضاح كَمَا للْجَمَاعَة وَفِي بَاب طرح جيف الْمُشْركين جَاءَت فَاطِمَة وأخذته من ظَهره يَعْنِي مَا طَرحه الْمُشْركُونَ عَلَيْهِ من سلى الْجَزُور ودعت على من صنع ذَلِك فَقَالَ اللَّهُمَّ كَذَا لَهُم قَالَ الْقَابِسِيّ الْمَحْفُوظ ودعا رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَكَذَا جَاءَ فِي غير هَذَا الْبَاب قَالَ القَاضِي وَقد جَاءَ أَيْضا فَأَقْبَلت تسبهم فَلَا يبعد أَن فِي سبهم دعاءها عَلَيْهِم ثمَّ دَعَا النَّبِي بعد ذَلِك أَيْضا فَتَصِح الرِّوَايَتَانِ قَوْله من ترك كلا أَو ضيَاعًا فَأَنا وليه فَلَا دعِي لَهُ كَذَا الرِّوَايَة قيل صَوَابه فَلَا دع لَهُ وَعِنْدِي
(وَفِي بَاب من لم يتَوَضَّأ من لحم الشَّاة يحتز من كتف شَاة فدعي إِلَى الصَّلَاة كَذَا لجميعهم وَعند الْقَابِسِيّ فَدَعَا وَهُوَ وهم
الدَّال مَعَ الْغَيْن
(د غ ر) قَوْله على م تدغرن أَوْلَادكُنَّ بِفَتْح التَّاء وَسُكُون الدَّال هُوَ غمز الْحلق من الْعذرَة وَهُوَ وجع يهيج فِي الْحلق وَهُوَ الَّذِي يُسمى بِسُقُوط الهاة
(د غ ل) وَقَوله يتخذنه دغلا بِفَتْح الدَّال والغين أَي خداعا وسببا للْفَسَاد وأصل الدغل الشّجر الملتف
(د غ ق) وَقَوله ندغفقه دغفقة هُوَ الصب الشَّديد
الدَّال مَعَ الْفَاء
(د ف ا) الدفء ويتسدفى هُوَ من السخانة وزمان دفئ مَمْدُود وَقد دفؤ ودفئ الرجل فَهُوَ دفئان وكل مَا استدفأت بِهِ فَهُوَ دفء
(د ف ع) وَقَوله فَيدْفَع دفْعَة من دم بِفَتْح الدَّال أَي مرّة وَاحِدَة وَقَوله مَدْفُوع(1/260)
بالأبواب من الدّفع الْمَعْلُوم أَي مَرْدُود مستحقر مَحْجُوب عَن دُخُول أَبْوَاب أهل الدُّنْيَا وَأَصْحَاب الْحَوَائِج وَقَوله فَدفع من مُزْدَلِفَة الدّفع تكَرر فِيهَا فِي الْحَج فِي غير حَدِيث وَمَعْنَاهُ الذّهاب وَالسير يُقَال دفعت الْخَيل إِذا سَارَتْ وَالْقَوْم جَاءَ وبمرة وَكَذَلِكَ الْمَطَر وَدفعت إِلَى الشَّيْء بلغته والاندفاع الْمُضِيّ فِي الْأَمر كَائِنا مَا كَانَ وَذكر أَيْضا فِيهَا فِي غير الْحَج فِي غير مَوضِع وَالدَّفْع أَيْضا الزَّوَال يُقَال دفعت الشَّيْء أزلته وَدفع الْوَادي أَيْضا انصب فِي غَيره
(د ف ف) وَقَوله دف نَاس وَمن أجل الدافة الَّتِي دفت ودفت دافة من قومكم كُله بتَشْديد الْفَاء كُله من الدُّف وَهُوَ السّير لَيْسَ بالشديد فِي جمَاعَة وَقَوله تدففان أَي تضربان بالدف كَمَا جَاءَ مُفَسرًا فِي الحَدِيث لآخر الدُّف الَّذِي يلْعَب بِهِ وَيُقَال بِالْفَتْح وَالضَّم وَقَوله سَمِعت دف نعليك بِالْفَتْح أَيْضا أَي صَوت مشيك فيهمَا وَفِي رِوَايَة ابْن السكن دوِي نعليك وَهُوَ قريب من مَعْنَاهُ وَقَوله مَا بَين الدفتين بِالْفَتْح يَعْنِي الْمُصحف مثل قَوْله مَا بَين اللَّوْحَيْنِ ودفتا الْمُصحف مَا نظمه من جانبيه وَأَصله أَن الدُّف الْجنب بِالْفَتْح وَقد تكون دفتا الْمُصحف من خشب أَو غَيره
(د ف ق) قَوْله لَا يجب الْغسْل إِلَّا من الدفق بِفَتْح الدَّال وَسُكُون الْفَاء أَي الْإِنْزَال.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
فِي زَكَاة الْحُبُوب وَالنَّاس مصدقون فِي ذَلِك وَيقبل مِنْهُم مَا دفعُوا كَذَا لِابْنِ الفخار وَابْن أبي الْعَلَاء بِالدَّال وَعند غَيرهمَا مَا رفعوا بالراء وهما صَحِيحَانِ متقاربا الْمَعْنى فِي حَدِيث الْجذع فَلَمَّا دفع إِلَى الْمِنْبَر كَذَا لَهُم بِالدَّال مَضْمُومَة وَضَبطه بَعضهم بِفَتْحِهَا وَعند الْأصيلِيّ فِي الأَصْل رفع بالراء وَكتب عَلَيْهِ شبه الدَّال أَو الْكَاف وَكَذَا رَوَاهُ عَنْهُم بَعضهم بِالدَّال وَأما رفع أَو رفع بالراء فَلهُ وَجه بَين وأبينهما فتح الرَّاء أَي ارْتَفع عَلَيْهِ وَأما بِالدَّال فَمَعْنَاه ذهب وَسَار يُقَال دفعت الْخَيل إِذا سَارَتْ وَأما ركع أَيْضا إِن كَانَ كَذَلِك وَصحت بِهِ الرِّوَايَة فَهُوَ أوجه لِأَنَّهُ عَلَيْهِ السَّلَام لما كمل الْمِنْبَر صلى عَلَيْهِ وَكَذَا جَاءَ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى مُبينًا وَفِي حَدِيث سَلمَة ثمَّ أَنِّي دفعت حَتَّى ألحقهُ كَذَا عِنْد بعض شُيُوخنَا بِالدَّال وللصدفي والأسدي رفعت بالراء وَكِلَاهُمَا بِمَعْنى أَي رفعت فِي جريي واندفعت فِيهِ
وَفِي النِّكَاح فِي حَدِيث نِكَاح صَفِيَّة فَدفع رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) ودفعنا فَعَثَرَتْ النَّاقة كَذَا روايتنا عَن جَمِيع أشياخنا وَفِي نُسْخَة بالراء وَهُوَ مِمَّا تقدم وَمِنْه فِي حَدِيث ابْن اللتبية فِي رِوَايَة مُسلم عَن إِسْحَاق فَدفع إِلَى النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كَذَا لَهُم وَعند ابْن عِيسَى وَابْن أبي جَعْفَر فَرفع وَهُوَ هُنَا أوجه وَقَوله كَانَت ريح تكَاد أَن ندفن الرَّاكِب كَذَا الرِّوَايَة لجميعهم قَالَ بعض النقاد لَعَلَّه تدفق الرَّاكِب أَي تصبه وتطرحه
قَالَ القَاضِي رَحمَه الله الْوَجْه صَوَاب الرِّوَايَة مَعَ اتِّفَاق الْكتب عَلَيْهَا وَكَذَا جَاءَ فِي مُصَنف ابْن أبي شيبَة بالنُّون وَمَعْنَاهُ تمْضِي بِهِ وتغيبه عَن النَّاس لقوتها يُقَال نَاقَة دفون للَّتِي تغيب عَن الْإِبِل وَعبد دفون للَّذي يتغيب عَن سَيّده وَقَوله وتجئ فتْنَة فترقق بَعْضهَا بَعْضًا كَذَا رِوَايَة الكافة بالراء وقافين معجمتين وَعند الطَّبَرِيّ فتدفق وَكِلَاهُمَا لَهُ معنى صَحِيح أما هَذِه الْآخِرَة فبمعنى تدفع وتصب والدفق الصب أَي تَأتي شَيْئا بعد شَيْء وَأما على الرِّوَايَة الأولى فتسبب وتسوق وَمِنْه قَوْلهم عَن صبوح ترقق
الدَّال مَعَ الْقَاف
(د ق ق) قَوْله فِي الدُّعَاء دقه وجله أَي دقيقه وجليله صغيره وكبيره(1/261)
وَقَوله فاندقت عُنُقه أَي انْكَسَرت والدق الْكسر وَقَوله فدق الْبَاب مَعْنَاهُ هُنَا ضربه للإستيذان
(د ق ل) وَقَوله مَا يجد من الدقل مَا يمْلَأ بَطْنه بِفَتْح الدَّال وَالْقَاف هُوَ ثَمَر الدوم وَهُوَ يشبه النّخل وَله حب كَبِير فِيهِ نوى كَبِير عَلَيْهِ لحمية عفصة تُؤْكَل رطبَة فَإِذا يبس صَار شبه الليف.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
فِي صفة الصِّرَاط أدق من الشّعْر ويروى أرق وَكَذَا للخشنى وَكِلَاهُمَا بِمَعْنى كل شَيْء رَقِيق هُوَ دَقِيق وَفِي تَفْسِير وَقدر فِي السرد فِي كتاب الْأَنْبِيَاء وَلَا تدق المسامير بِالدَّال وَعند الْأصيلِيّ ترق بالراء
الدَّال مَعَ السِّين
(د س ر) قَوْله دسره الْبَحْر أَي دَفعه والدسر الدّفع وَقَوله فِي دسكرة لَهُ بِفَتْح الدَّال وَالْكَاف هُوَ بِنَاء كالقصر حوله بيُوت وَجمعه دساكر
(د س م) قَوْله إِن لَهُ دسما بِفَتْح السِّين أَي ودكا قَوْله عَلَيْهِ عِصَابَة دسماء بِسُكُون السِّين مَمْدُود وَفِي رِوَايَة أُخْرَى دسمة بِكَسْر السِّين وَقيل دسماء لَوْنهَا لون الدسم كالزيت وَشبهه وَقيل مَعْنَاهُ سَوْدَاء وَقد رويت هَكَذَا عِصَابَة سَوْدَاء وَمِنْه قَوْله عَلَيْهِ السَّلَام فِي الصَّبِي دسموا نونته أَي سودوا حُفْرَة ذقنه وَقَالَ ابْن الْأَنْبَارِي هِيَ غبرة فِي سَواد وَقَالَ الْحَرْبِيّ أَرَاهَا من الدسم وَهُوَ كالدهن وَنَحْوه وَيُقَال فِي تَأْوِيل هَذَا أَنه من دسم الطّيب كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث الآخر كَانَ ثَوْبه ثوب زيات مِمَّا يكثر القناع يُرِيد مِمَّا يُغطي رَأسه فَيتَعَلَّق بِثَوْبِهِ مِمَّا فِي شعره من الطّيب وَعَلِيهِ تتَوَجَّه رِوَايَة دسمه وَزعم الدَّاودِيّ أَنه على ظَاهره وَأَنه نالها من الْعرق وَمَا يكون من الْمَرَض
(د س س) قَوْله ودسته تَحت يَدي أَي غيبته تَحت إبطي ودفعته هُنَاكَ.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
ذكر البُخَارِيّ فِي التَّفْسِير دسر إصْلَاح السَّفِينَة كَذَا لَهُم وَعند النَّسَفِيّ أضلاع السَّفِينَة قَالُوا وَهُوَ الصَّوَاب وَقَالَ ابْن عَبَّاس الدسر المعاريض الَّتِي تشد بهَا السَّفِينَة وَقَالَ أَيْضا هِيَ المسامير وَقَالَ غَيره هِيَ أَلْوَاح جنوبها وَقيل مجاذيبها قَوْله ومنعت مصر ارد بهَا ودينارها كَذَا لَهُم وَهُوَ الصَّوَاب الْمَعْرُوف وَعند العذري دسادرها مَكَان ودينارها وَهُوَ خطأ قَبِيح لَا وَجه لَهُ
الدَّال مَعَ الْهَاء
(د هـ د هـ) قَوْله تدهده الْحجر وَفِي رِوَايَة أُخْرَى فتدهدى وَقد تقدم تَفْسِير هَذَا أول الْحَرْف أَي تدحرج أَمَامه قَالَ أَبُو عبيد دهدهت الْحجر ودهديته
(د هـ ر) قَوْله لَا تسبوا الدَّهْر فَإِن الله هُوَ الدَّهْر الدَّهْر مُدَّة الدُّنْيَا وَقيل أَنه مفعولات الله تَعَالَى وَقيل فعله كَمَا قَالَ إِنِّي أَنا الْمَوْت وَمعنى الحَدِيث فَإِن مصرف الدَّهْر وموجد إحداثه الله تَعَالَى أَي أَنا الْفَاعِل لذَلِك قَالَ بَعضهم وَقد يَقع الدَّهْر على بعض الزَّمَان يُقَال أَقَمْنَا على كَذَا دهرا كَأَنَّهُ لتكثير طول الْمقَام وَلِهَذَا اخْتلف الْفُقَهَاء فِيمَن حلف لَا يكلم أَخَاهُ دهرا أَو الدَّهْر هَل هُوَ متأبد وَأما فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى فَإِنِّي أَنا الدَّهْر فَروِيَ بِالرَّفْع وَالنّصب وَاخْتِيَار الْأَكْثَر النصب على الظّرْف وَقيل على الِاخْتِصَاص وَأما الرّفْع فعلى التَّأْوِيل الأول وَذهب بعض من لم يُحَقّق إِلَى انه اسْم من أَسمَاء الله وَلَا يَصح
(د هـ م) وَقَوله خيل دهم الدهم السود وَقَوله فِي الْمَدِينَة من أَرَادَ مَا بدهم أَو سوء أَي بِأَمْر عَظِيم وَقيل بشر وغائلة والدهم أَيْضا الْجمع الْكثير والدهيم والدهيماء مصغران من أَسمَاء الدَّوَاهِي
(د هـ ن) وَقَوله المدهن فِي حُدُود الله بِسُكُون الدَّال أَي المصانع والغاش فِيهَا وَهُوَ المداهن أَيْضا والإدهان اللين والمصانعة
(د هـ ق) وَذكر الدهْقَان بِكَسْر الدَّال وَيُقَال بضَمهَا أَيْضا فَارسي مُعرب وهم زعماء فلاحي الْعَجم ورؤساء الأقاليم سموا بذلك لترفهم(1/262)
وسعة عيشهم من الدهقنة وَهِي تليين الطَّعَام
(د هـ ش) وَقَوله فدهشت أم إِسْمَاعِيل بِفَتْح الدَّال وَالْهَاء وَلَا يُقَال بِضَم الدَّال أَي ذهلت وَذهب وهمها
الدَّال مَعَ الْوَاو
(دوا) قَوْله كل دَاء لَهُ دَاء أَي كل عيب متفرق فِي النَّاس مُجْتَمع فِيهِ والداء مَمْدُود الْعَيْب وَالْمَرَض وَقَوله لكل دَاء دَوَاء ممدودان وَيُقَال دَوَاء بِفَتْح الدَّال وَكسرهَا صَحِيحَانِ وَكَذَلِكَ أنزل الدَّوَاء الَّذِي أنزل الإدواء جمع دَاء
(د وح) قَوْله تَحت دوحة بِفَتْح لدال هِيَ الشَّجَرَة الْعَظِيمَة
(دور) وَقَوله أَلا أخْبركُم بِخَير دور الْأَنْصَار وَخير دور الْأَنْصَار وَلم تبْق دَار إِلَّا بني بهَا مَسْجِد وَأَن أهل الدَّار
الدّور هُنَا العشائر تَجْتَمِع فِي محلّة فتسمى الْمحلة دَارا وَقَوله من دارة الْكفْر نجاني أَو من دارة الْكفْر نجت أَي دَار الْكفْر يُقَال دَار الرجل ودارته وَمِنْه دارة جلجل ودارة ماسل وَالْمرَاد بدار الْكفْر هُنَا حَيْثُ مُجْتَمع أَهله وسكناهم وَمِنْه أهل الدَّار يبيتُونَ أَي الْمحلة المجتمعة من الْقَوْم وَقيل تَقول هَذِه دَار الْقَوْم فَإِذا أردْت أَهله قلت دارة الْقَوْم وَقَوله الزَّمَان قد اسْتَدَارَ كَهَيْئَته يَوْم خلق الله السَّمَاوَات وَالْأَرْض أَي دَار حَتَّى وَافق وَقت الْحَج فِي ذِي الْحجَّة من أجل مَا كَانَت الْعَرَب تغير من الشُّهُور وتقلب أَسمَاء بَعْضهَا بالنسي وتزيد شهرا فِي كل أَرْبَعَة أشهر لتتفق الْأَزْمَان وَقَوله السَّلَام عَلَيْكُم دَار قوم مُؤمنين الرِّوَايَة فِيهِ بِالنّصب على الِاخْتِصَاص أَو على النداء الْمُضَاف وَالْأول أفْصح وَيصِح الْخَفْض على الْبَدَل من الضَّمِير وَيكون المُرَاد بِالدَّار على هذَيْن الْوَجْهَيْنِ الْأَخيرينِ الْجَمَاعَة أَو أهل دَار وعَلى الأول مثله والمنزل والمحلة وَقَوله فَيجْعَل الدائرة عَلَيْهِم أَي الدولة بالغلبة والنصر وَقد فسرناه قبل
(دوك) وَقَوله فَبَاتُوا يدركون أَيهمْ يعطاها بِفَتْح الْيَاء وَضم الدَّال أَي يَخُوضُونَ هَذَا الصَّحِيح والدوكة بِفَتْح الدَّال الْخَوْض والاختلاط وَضَبطه الْأصيلِيّ وَبَعض رُوَاة مُسلم أَيْضا يدوكون بِضَم الْيَاء وَفتح الدَّال وَكسر الْوَاو مُشَدّدَة وَهُوَ بِمَعْنَاهُ وَعند السَّمرقَنْدِي يدكون ليلتهم أَيهمْ يعطاها وَهُوَ إِن صحت الرِّوَايَة بِهِ بِمَعْنى الأول لكنه غير مَعْرُوف فِي الحَدِيث وَالْمَعْرُوف الْمَرْوِيّ اللَّفْظ الأول
(دوَل) قَوْله فيدال علينا مرّة وندال عَلَيْهِ أُخْرَى هُوَ بِمَعْنى قَوْله كَانَت دولا أَي يظْهر مرّة علينا وَمرَّة نَحن عَلَيْهِ والدولة الظفر والظهور
(دوم) وَقَوله كَانَ عمله دِيمَة أَي دَائِما مُتَّصِلا والديمة الْمَطَر الدَّائِم فِي سُكُون وَنهى عَن الْبَوْل فِي المَاء الدَّائِم أَي الَّذِي لَا يجمعهُمْ ديوَان حَافظ هُوَ الْكتاب الَّذِي يكْتب فِيهِ أَسمَاء أهل الْجَيْش والمجاهدين كَمَا قَالَ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى كتاب حَافظ وَلم يكن ثمَّ ديوَان أَولا وَأول من كتب من الْمُسلمين الدِّيوَان عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ قَوْله لَيْسَ فِي دون خَمْسَة أوسق صَدَقَة وَلَيْسَ فِيمَا دون خمس ذوذ صَدَقَة دون هُنَا عِنْد كَافَّة الْعلمَاء بِمَعْنى أقل وشذ بَعضهم فَقَالَ مَعْنَاهَا غير فِي حَدِيث الأوسق وَقَوله أجَاز الْخلْع دون عقَاص رَأسهَا مَعْنَاهُ بِكُل شَيْء حَتَّى بعقاص رَأسهَا كَأَنَّهُ قَالَ بعقاص رَأسهَا وَغَيره
(د وف) وَقَوله تديفون فِيهِ من القطيعاء بِفَتْح التَّاء وأدوف بِهِ طيبي مَعْنَاهُ كُله الْخَلْط يُقَال دفت أدوف دوفا وَيُقَال بِالذَّالِ الْمُعْجَمَة أَيْضا ذفت أذيف وبالذال الْمُعْجَمَة هِيَ روايتنا فِي الْأُم فِي هَذَا الْحَرْف عَن أبي بَحر وَفِي بعض النّسخ بِالْوَجْهَيْنِ وهما صَحِيحَانِ وبالمعجمة ضبطناه على القَاضِي أبي عَليّ فِي الحَدِيث الأول(1/263)
فِي الانتباذ لكنه كَانَ عِنْده بِضَم التَّاء وَالْمَعْرُوف فِيهِ الثلاثي وبالمهملة ضبطناه على الخشنى عَن الطَّبَرِيّ فِي الحَدِيث الثَّانِي فِي عرق النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَفِي بعض رِوَايَات مُسلم أذكى بِهِ طيبنَا أَي أطيبه بِهِ وَكَذَا وَقع أَيْضا فِي بعض الرِّوَايَات فِي هَذَا الْحَرْف هُنَا
(د وس) وَقَوله يدوسون الطين وَإِذا يبس وديس ودائس ومنق أَي يدوسون بأرجلهم والدائس الأندر وَقيل هم الَّذين يدوسون الطَّعَام بعد حصده يُقَال داسه ودرسه
(د وى) وَقَوله فِي أَرض دوية بِفَتْح الدَّال وَتَشْديد الْوَاو وَالْيَاء وَفِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى داوية بِأَلف وَكِلَاهُمَا صَحِيح هِيَ القفر الْخَلَاء من الأَرْض منسوبة إِلَى الدو وَهُوَ القفر قَالَ أَبُو عبيد أَرض دوية مخفف الْوَاو أَي ذَات إدواء وَقد تصحف هَذَا الْحَرْف فِي كتاب البُخَارِيّ فِي بَاب التَّوْبَة تصحيفا قبيحا وَقَوله يسمع دوِي صَوته بِفَتْح الدَّال وَكسر الْوَاو وَجَاء عندنَا فِي البُخَارِيّ بِضَم الدَّال وَالصَّوَاب فتحهَا وَهُوَ شدَّة الصَّوْت وَبعده فِي الْهَوَاء مَأْخُوذ من دوِي الرَّعْد قَوْله فِي حَدِيث الْجَوْنِية وَمَعَهَا دايتها حاضنة لَهَا هِيَ المربية للطفل والقائمة عَلَيْهِ كَمَا قَالَ حاضنة لَهَا.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
قَوْله وَأي دَاء أدوى من الْبُخْل أَي أقبح كَذَا يرويهِ المحدثون غير مَهْمُوز وَالصَّوَاب أدوأ بِالْهَمْز لِأَنَّهُ من الدَّاء وَالْفِعْل مِنْهُ دَاء يداء مثل نَام ينَام فَهُوَ دَاء مثل جَار وَأما غير المهموز فَمن دوى الرجل إِذا كَانَ بِهِ مرض فِي جَوْفه مثل سمع فهودو ودوى وَقَالَ الْأَصْمَعِي أَدَاء الرجل يدئ إِذا صَار فِي جَوْفه دَاء وبالوجهين بِالْهَمْز والتسهيل قيدناه على أبي الْحُسَيْن رَحمَه الله قَوْله فِي تَفْسِير الصفر دَوَاب الْبَطن كَذَا لَهُم جمع دَابَّة وللعذري ذَوَات الْبَطن بِفَتْح الذَّال وَالْوَاو وَآخره تَاء بِاثْنَتَيْنِ فَوْقهَا ومعناهما مُتَقَارب وَقَوله فِي بَاب كَاتب النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام ذكر الدوات والكتف كَذَا للْجَمِيع وَهُوَ الصَّوَاب وَعند الْأصيلِيّ الدَّوَاء وَهُوَ وهم وَقَوله بَاب الْحجامَة من الدَّاء وَعند الْأصيلِيّ من الدَّوَاء ولكليهما معنى صَحِيح فِي الْعَرَبيَّة لِأَنَّهَا من جملَة الْأَدْوِيَة فَتكون من على رِوَايَة الْأصيلِيّ للتَّبْعِيض وَتَكون الْحجامَة من اجل الدَّاء فَتكون من هُنَا للْبَيَان وَقَوله فِي التَّفْسِير ديارًا من دور بِضَم الدَّال وَسُكُون الْوَاو وَيُقَال من الدوران كَذَا لَهُم وَكَذَا عِنْد غير الْأصيلِيّ من دور بِفَتْح الدَّال وَالْوَاو وأصل ديار ديوار فَيُقَال من دَار يَدُور
فِي الذاريات الرميم نَبَات الأَرْض إِذا يبس وديس كَذَا لكافتهم وَعند أبي ذَر فِي بعض النّسخ وديس درس وَهُوَ وهم من الروات عَنهُ إِنَّمَا فسر ديس بدرس فِي حَاشِيَة الْكتاب فَأدْخل وَالْبُخَارِيّ لم يقْصد تَفْسِير ديس إِذْ لَيْسَ فِي السُّورَة بل بِهِ فسر مَا قبله فَمن لم يفهمهُ كتب تَفْسِير الْكَلِمَة خَارِجا فظنت من الْكتاب وَفِي حَدِيث جَابر ثمَّ فارت الْجَفْنَة ودارت كَذَا لَهُم من دوران المَاء فِيهَا وَعند السَّمرقَنْدِي وَفَارَتْ مُكَرر وَله وَجه فِي تَكْثِير فورانها قَوْله وَإِذا أردْت بِالنَّاسِ فتْنَة كَذَا عندنَا ليحيى وَعند ابْن بكير ومطرف أدرت وَكَذَا رَوَاهُ الْبَاجِيّ قَوْله وَكَانَ أنْفق عَلَيْهَا نَفَقَة دون كَذَا رِوَايَة الكافة وَفِي أَكثر النّسخ وَكَذَا قيدناه على الْإِضَافَة على القَاضِي الصَّدَفِي وَهُوَ وهم وَصَوَابه دونا وَكَذَلِكَ قيدناه على أبي بَحر وَأرَاهُ من إصْلَاح شَيْخه القَاضِي الْكِنَانِي وَقد يخرج للْأولِ وَجه على مَذْهَب الْكُوفِيّين فِي إِضَافَة الشَّيْء إِلَى نَفسه وَقَوله فِي قصَّة بِنَاء الْكَعْبَة فِي كتاب الْأَنْبِيَاء فَجعلَا يبنيان حَتَّى يَدُور(1/264)
حول الْبَيْت كَذَا ضبطته بخطى فِي رِوَايَة الْأصيلِيّ وَأكْثر مَا وجدته فِي الْأُصُول يدورا وَالْأول أصوب وأليق بِمَعْنى الْبناء
الدَّال مَعَ الْيَاء
(د ي ر) وَقَوله أغدو إِلَى هَذَا الرجل فِي الدَّيْر هِيَ بيع النَّصَارَى وكنائسهم
(د ي ن) قَوْله دَان معرضًا بِفَتْح الدَّال أَي اشْترى بِالدّينِ وَأعْرض عَن الْأَدَاء وَقيل داين كل من اعْترض لَهُ وَسَيَأْتِي بَقِيَّة تَفْسِيره فِي الْعين وَيُقَال فِيهِ أَيْضا أدان مشدد الدَّال يُقَال أدان الرجل إِذا اشْترى بِالدّينِ وَكَذَلِكَ دَان واستدان وأدان مخففا إِذا بَاعَ بِهِ وَقيل الدّين مَاله أجل وَالْقَرْض مَالا أجل لَهُ وَأما الدّين فيجيئ بِمَعْنى الْحساب وَالْجَزَاء وَالْحكم والسيرة وَالْملك وَالسُّلْطَان وَالطَّاعَة والتوحيد وَالْعِبَادَة وَالتَّدْبِير وَالْملك.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
فِي تَفْسِير التِّين وَالزَّيْتُون فَمَا الَّذِي يكذبك بِأَن النَّاس يدانون كَذَا للْجَمَاعَة بالنُّون وَعند الْقَابِسِيّ يدالون بِاللَّامِ وَهُوَ وهم وَالصَّوَاب الأول أَي يجازون وَإِنَّمَا فسر بِهِ قَوْله يكذبك بعد بِالدّينِ أَي المجازات من قَوْلهم كَمَا تدين تدان وَفِي تَفْسِير السَّجْدَة أَن الله يغْفر لأهل الْإِخْلَاص دينهم كَذَا للأصيلي وللكافة ذنوبهم وَهُوَ الصَّوَاب وَفِي الْفطر فِي صَوْم التَّطَوُّع أهْدى لنا حيس فَقَالَ أدنيه كَذَا لبَعض الروَاة ولكافتهم أرنيه وَالْأَظْهَر أَن هَذَا هُوَ الصَّوَاب وللأول وَجه وَفِي الدِّيات لَا يزَال الْمُؤمن فِي فسحة من دينه كَذَا للأصيلي وَأبي ذَر وَابْن السكن وَبَعض رُوَاة الْقَابِسِيّ وَعند غَيرهم ذَنبه بالذل الْمُعْجَمَة وَكِلَاهُمَا لَهُ وَجه صَحِيح
فصل فِي مُشكل أَسمَاء الْمَوَاضِع من هَذَا الْحَرْف
(دومين) بِفَتْح الدَّال وَسُكُون الْوَاو بعْدهَا وَكسر الْمِيم وَآخره نون ذكره مُسلم فِي قصر الصَّلَاة أَتَى أَرضًا يُقَال لَهَا دومين كَذَا ضَبطه الطَّبَرِيّ وَكَذَا فِي كتاب الْبَزَّار وَضَبطه غَيره من رُوَاة مُسلم بِضَم الدَّال وَكسر الْمِيم وَهِي رِوَايَة الكافة وَبَعْضهمْ ضَبطه بِضَم الدَّال وَفتح الْمِيم وَهِي قَرْيَة على ثَمَانِيَة عشر ميلًا من حمص بِالشَّام ذكر ذَلِك مُسلم فِي الْكتاب
(دابق) بِفَتْح الْبَاء اسْم مَوضِع جَاءَ ذكره فِي فتح القسطنطينة فِي كتاب مُسلم
(دمشق) بِكَسْر الدَّال وَفتح الْمِيم مَدِينَة مَشْهُورَة من بِلَاد الشَّام
(دَار نَخْلَة) مَوضِع سوق بِالْمَدِينَةِ
(دَار الْقَضَاء) الْمَذْكُورَة فِي الاسْتِسْقَاء هِيَ دَار مَرْوَان وَكَانَت دَار عمر بن الْخطاب سميت بذلك لِأَنَّهَا بِيعَتْ فِي قَضَاء دينه وَقد غلط فِيهَا بَعضهم فَقَالَ يَعْنِي دَار الْإِمَارَة
(دومة الجندل) يُقَال بِضَم الدَّال وَفتحهَا وبالوجهين قيدناه على ابْن سراج وَغَيره وَأنكر ابْن دُرَيْد الْفَتْح وَقَالَ كَذَا يَقُوله المحدثون وَهُوَ خطأ وَهُوَ مَوضِع وَقد جَاءَ أَيْضا فِي حَدِيث الْوَاقِدِيّ فِي كتاب رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) دَوْمًا الجندل هَكَذَا وَهِي من بِلَاد الشَّام قرب تَبُوك
فصل مُشكل الْأَسْمَاء والكنى فِيهِ
إِن رجلا من بيني
(الديل) يُقَال لَهُ بسر بن محجن كَذَا هُوَ الديل بِكَسْر الدَّال وَسُكُون الْيَاء بعْدهَا وَملك بن
(الدخشن) بِضَم الدَّال والشين الْمُعْجَمَة وَسُكُون الْخَاء وَآخره نون وَجَاء فِي رِوَايَات أخر بِالْمِيم وَجَاء فِي بَعْضهَا الدخيشن والدخيشم مُصَغرًا ومحارب بن
(دثار) بِكَسْر الدَّال وَبعدهَا ثاء مُثَلّثَة وَآخره رَاء
(وديبان) الْقَبِيل الْمَشْهُور من غطفان يُقَال بِكَسْر الدَّال وَضمّهَا وَكَذَلِكَ أَبُو دبيان خَليفَة بن كَعْب التَّمِيمِي وَمن عداهُ فِيهَا دِينَار بياء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا وَبعدهَا نون وَسُهيْل بن
(دعد) بِفَتْح الدَّال وَسُكُون الْعين وَهِي الْبَيْضَاء أم سُهَيْل بن بَيْضَاء وَقد بَينه مُسلم
(ودحية) بن خَليفَة يُقَال بِفَتْح(1/265)
الدَّال وَكسرهَا مَعًا وحاء سَاكِنة مُهْملَة بعْدهَا بَاء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا وَقَالَ ابْن السّكيت هُوَ بِالْكَسْرِ لَا غير وَقَالَ أَبُو حَاتِم والأصمعي هُوَ بِالْفَتْح لَا غير
(ودرة) بنت أبي سَلمَة وَهِي بنت أم سَلمَة ودرة بنت أبي لَهب بِضَم الدَّال وَعند ابْن أبي جَعْفَر فِي حَدِيث ابْن رمح ذرة بنت أبي لَهب بِفَتْح الذَّال الْمُعْجَمَة وتثقيل الرَّاء وَهُوَ خطأ وَعبد الرَّحْمَن بن
(دلاف) بِفَتْح الدَّال وَتَخْفِيف اللَّام هَذَا الْأَكْثَر عِنْد شُيُوخنَا وضبطناه عَن بَعضهم بِكَسْرِهَا أَيْضا وبالوجهين قَيده الجياني
(وَابْن الدغنة) بِفَتْح الدَّال وَكسر الْغَيْن الْمُعْجَمَة وَتَخْفِيف النُّون كَذَا لكافتهم وَعند الْمروزِي مَفْتُوح الْغَيْن قَالَ الْأصيلِيّ وَكَذَا قَرَأَهُ لنا وَقيل إِنَّمَا كَانَ ذَلِك لِأَنَّهُ كَانَ فِي فِيهِ استرخاء لَا يقدر على ملكه وَقَالَ الْقَابِسِيّ الدغنة بِضَم الدَّال والغين وَتَشْديد النُّون وَالصَّوَاب عِنْد بعض أهل اللُّغَة الدغنة بِكَسْر الْغَيْن وَتَخْفِيف النُّون والدغن الدجن إِذا أمطر وَحكى الجياني فِيهِ الْوَجْهَيْنِ قَالَ وَبِهِمَا روينَاهُ ضم الدَّال والغين وَشد النُّون وَفتح الدَّال وَكسر الْغَيْن وَتَخْفِيف النُّون قَالَ وَيُقَال الدغنة بِالْفَتْح وَسُكُون الْغَيْن
(وَابْن الدثنة) بِفَتْح الدَّال وَكسر الثَّاء الْمُثَلَّثَة وَتَخْفِيف النُّون وَقد تسكن الثَّاء أَيْضا وَأَبُو نعيم الْفضل
(ابْن دُكَيْن) بِضَم الدَّال وَفتح الْكَاف وَيشْتَبه بِهِ
(الركين) عَن أَبِيه عَن سَمُرَة مثله إِلَّا أَن أَوله رَاء وَيشْتَبه بِهِ أَبُو
(زُكَيْرٍ) يحيى بن مُحَمَّد عَن الْعَلَاء بن عبد الرَّحْمَن أَوله زَاي مَضْمُومَة وَآخره رَاء
(وَأَبُو الدَّرْدَاء) وَأم الدَّرْدَاء والدرداء كُله مَمْدُود وَكَذَلِكَ
(أَبُو الدهماء) بِالدَّال مَفْتُوحَة وَعبد الله
(الداناج) بالنُّون وَالْجِيم وَيُقَال فِيهِ الداناء أَيْضا مَمْدُود بِغَيْر جِيم وَيُقَال الداناه بِالْهَاءِ قيل مَعْنَاهُ الْعَالم بِالْفَارِسِيَّةِ
(وَلأبي الدحداح) أَو ابْن الدحداح ويروى الدحداحة كُله بِفَتْح الدَّال وكل قد قيل وَلم يُوقف لَهُ على اسْم ذكره فِي الْجَنَائِز فِي كتاب مُسلم
(ودوس) بِفَتْح الدَّال آخِره سين مُهْملَة قَبيلَة مَعْرُوفَة
(وَأَبُو دُجَانَة) بِضَم الدَّال وَتَخْفِيف الْجِيم
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم فِي هَذَا الْفَصْل سوى مَا تقدم
فِي بَاب الْوضُوء لَهُ نَا يُوسُف بن مُوسَى نَا الْفضل بن زُهَيْر نَا صَخْر بن جوَيْرِية كَذَا لَهُم وَعند الْحَمَوِيّ الْفضل بن دُكَيْن وَقَالَ أَبُو ذَر عَن الْمُسْتَمْلِي أَنه كَذَا وجده فِي أصل عَتيق سمع من البُخَارِيّ قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَكِلَاهُمَا صَحِيح قَالَ الكلابادي هُوَ أَبُو نعيم الْفضل بن دُكَيْن بن حَمَّاد بن زُهَيْر وَاسم دُكَيْن عَمْرو
وَفِي بَاب لبس الْحَرِير وافتراشه نَا عَليّ بن الْجَعْد أَنا شُعْبَة عَن أبي دبيان خَليفَة بن كَعْب كَذَا للقابسي والأصيلي وعبدوس وَأبي ذَر قَالَ الْأصيلِيّ وَعند بعض أَصْحَابنَا عَن الْمروزِي عَن أبي دِينَار وَكَذَا للنسفي قَالَ الْقَابِسِيّ وَهُوَ الصَّحِيح وَكَذَا ذكره البُخَارِيّ فِي تَارِيخه عَن عَليّ بن الْجَعْد قَالَ القَاضِي رَحمَه الله كَذَا ألفى فِي بعض نسخ البُخَارِيّ وَالَّذِي ذكره البُخَارِيّ فِي تَارِيخه الْكَبِير أَبُو دبيان حَكَاهُ عَن شُعْبَة وَكَذَلِكَ حَكَاهُ عَن عَليّ بن الْجَعْد فِي أصل شَيخنَا القَاضِي أبي عَليّ وَهُوَ الْمَعْرُوف الَّذِي قَالَه النَّاس مُسلم وَابْن الْجَارُود وَالدَّارَقُطْنِيّ وَغَيرهم وَلم يذكرُوا فِيهِ خِلَافه وَفِي نُسْخَة ابْن أَسد فِيهِ أَبُو ظبْيَان قَالَ الجياني وَهَذَا أَيْضا خطأ فَاحش
وَفِي شيب النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام نَا مُحَمَّد بن مثنى وَابْن بشار وَأحمد بن إِبْرَاهِيم الدَّوْرَقِي وَهَارُون بن عبد الله جَمِيعًا عَن أبي دَاوُود قَالَ ابْن مثنى نَا سُلَيْمَان بن دَاوُود كَذَا للعذري وَلغيره سُلَيْمَان أَبُو دَاوُود وَكِلَاهُمَا صَحِيح(1/266)
وَهُوَ أَبُو دَاوُود سُلَيْمَان بن دَاوُود الطَّيَالِسِيّ
فصل مُشكل الْأَنْسَاب
فِيهِ ثَوْر بن زيد الديلِي بِكَسْر الدَّال وَسُكُون الْيَاء بعْدهَا مَنْسُوب إِلَى بني الديل وَالدَّلِيل الديلِي مثله وَمُحَمّد بن عَمْرو بن حلحلة الديلِي مثله وَأَبُو الْأسود الديلِي مثله كَذَا ضَبطه الْأصيلِيّ وَقَالَهُ غَيره الدولي بِسُكُون الْوَاو وَضم الدَّال وَسنَان ابْن أبي سِنَان الدؤَلِي بِهَمْزَة مَفْتُوحَة وَقد اخْتلف فِي أبي الْأسود فَقيل فِي نسبه ديلي كَمَا تقدم وَفِي قبيله الديل وَهُوَ فِي كنَانَة الديل بن بكر بن عبد مَنَاة بن كنَانَة كَذَا يَقُوله أهل النّسَب وَهُوَ اخْتِيَار أبي عبيد وَأما أهل الْعَرَبيَّة وَأهل اللُّغَة فَيَقُولُونَ فِيهِ الدئل بِضَم الدَّال وهمزة مَكْسُورَة وينسبون إِلَيْهِ كَذَلِك على لَفظه وَمِنْهُم من يَقُول دؤلي بِضَم الدَّال وَفتح الْهمزَة وَمِنْهُم من يَقُول حاشي أَبَا الْأسود الْمَذْكُور فَإِنَّهُم يَقُولُونَ فِيهِ دولي بِسُكُون الْوَاو وديلي كَمَا قَالَ الْآخرُونَ بِسُكُون الْيَاء وَكسر الدَّال وَهُوَ قَول الْكسَائي والأخفش وَيُونُس وَيَعْقُوب وتابعهم على هَذَا من أهل الْخَبَر الْعَدْوى وَمُحَمّد بن سَلام الجُمَحِي وَسَائِر من فِي قبائل الْعَرَب غير من ذَكرْنَاهُ فِي كنَانَة إِنَّمَا هُوَ الديل بِكَسْر الدَّال وَسُكُون الْيَاء وينسب إِلَيْهِ ديلي كَذَلِك إِلَّا الَّذِي فِي الْهون بن خُزَيْمَة فَهُوَ الدئل بِضَم الدَّال وهمزة مَكْسُورَة بَين ذَلِك مُحَمَّد بن حبيب الْبَغْدَادِيّ والأمير أَبُو نصر الْحَافِظ وَغَيرهمَا نقلت مِنْهُ من خطّ شَيخنَا القَاضِي الشَّهِيد على نَقله من خطّ القَاضِي أبي الْوَلِيد الْكِنَانِي وَمِمَّا قَالَه الْحَافِظ أَبُو عَليّ الجياني وَتَمِيم
(الدَّارِيّ) وَيُقَال فِيهِ الديري بِالْيَاءِ أَيْضا وَكَذَا ذكره ملك فِي رِوَايَة يحيى وَابْن بكير وَمن تابعهما وَأَكْثَرهم يَقُول فِيهِ الدَّارِيّ بِالْألف وَهُوَ قَول ابْن الْقَاسِم والقعنبي وَهُوَ عِنْدهم الصَّوَاب مَنْسُوب إِلَى قومه بني الدَّار فَخذ من لخم وَقيل إِلَى دارين وَالْأول أشهر وَمن صوب ديري نسبه إِلَى دير النَّصَارَى لِأَنَّهُ كَانَ نَصْرَانِيّا وَقيل قَبيلَة أَيْضا وَصوب هَذَا آخَرُونَ وَيشْتَبه بِهِ الرَّازِيّ مَنْسُوب إِلَى الرّيّ من أَرض خُرَاسَان وهم فِيهَا جمَاعَة مِنْهُم أَبُو شُجَاع الرَّازِيّ وَأَبُو غَسَّان الرَّازِيّ وَإِبْرَاهِيم بن مُوسَى الرَّازِيّ وَمُحَمّد بن مهرن الرَّازِيّ ويعلى بن مَنْصُور الرَّازِيّ وَغَيرهم وَجَاء فِي كتاب شَيخنَا التَّمِيمِي فِي بَاب علم الْحَرِير نَا مُحَمَّد بن عبد الله الرَّازِيّ وَكتب عَلَيْهِ الرزي ثمَّ كتب عَلَيْهِ مَعًا وَعلم عَلَيْهِ بعلامة الجياني وَالْمَعْرُوف فِيهِ الرزي وَكَذَا وَقع فِي غير مَوضِع وَلَيْسَ ثمَّ دَاري إِلَّا الأول وَقد يشكل بِهِ الدَّارمِيّ بِزِيَادَة مِيم وَهُوَ عبد الله بن عبد الرَّحْمَن الدَّارمِيّ مَنْسُوب إِلَى بني دارم وَمثله أَحْمد بن سعيد الدَّارمِيّ وفيهَا
(الدَّوْرَقِي) بِفَتْح الدَّال وَسُكُون الْوَاو وَفتح الرَّاء بعْدهَا قَاف مِنْهُم أَحْمد بن إِبْرَاهِيم الدَّوْرَقِي منسوبون إِلَى دورق بلد أرَاهُ من بِلَاد فَارس وَقيل بل لصنعه قلانس تعرف بالدورقية نسبت إِلَى ذَلِك الْموضع وَيشْتَبه بِهِ فِي تقريبات أبي أَحْمد الجلودي
فِي بَاب فَضَائِل زيد بن حَارِثَة نَا مُحَمَّد بن يُوسُف الدوري كَذَا صَوَابه وَكَذَا لرواة الجلودي وَعند العذري فِيهِ الزبيرِي وَهُوَ خطأ وَهِشَام
(الدستوَائي) بِفَتْح الدَّال وَالتَّاء بِاثْنَتَيْنِ فَوْقهَا وَسُكُون السِّين الْمُهْملَة وَتَخْفِيف الْوَاو وَآخره همزَة مَكْسُورَة وَيُقَال أَيْضا لَهُ دستواني بالنُّون مَكَان الْهمزَة ومعاذ بن هِشَام صَاحب الدستوَائي مثله وَهُوَ ابْن هِشَام الْمَذْكُور أَولا قيل لَهُ دستواءي وَصَاحب الدستوَائي لِأَنَّهُ كَانَ يَبِيع الدستوَائي من الثِّيَاب وَهُوَ نوع يجلب من دستواء كورة بالأهواز فَعرف بذلك وعمار(1/267)
(الدهني) بِضَم الدَّال وَسُكُون الْهَاء بعْدهَا نون ودهن قَبيلَة من بجيلة وَعبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد
(الدَّرَاورْدِي) بِفَتْح الدَّال وَيُقَال أَيْضا فِيهِ الأندراوردي بِزِيَادَة نون وَاخْتلف لماذا نسب فَأهل الْعَرَبيَّة يَقُولُونَ أَنه نسب إِلَى دَارا بجرد نسب مسموع وَابْن قُتَيْبَة يَقُول أَنه نسب إِلَى دراورد وَابْن معيقيب الدوسي بِفَتْح الدَّال نسب لدوس الْقَبِيلَة وَكَذَلِكَ أَبُو هُرَيْرَة والطفيل بن عَمْرو وَمَكْحُول الدِّمَشْقِي وَغَيره بِكَسْر الدَّال وَفتح الْمِيم مَنْسُوب إِلَى مَدِينَة دمشق قَاعِدَة الشَّام
حرف الذَّال
الذَّال مَعَ الْهمزَة
(ذاب) قَوْله بذؤا بتي أَي بناصيتي
(ذام) قَوْلهَا للْيَهُود عَلَيْكُم السام والذام قيل أَصله الْهمزَة وَهُوَ الْعَيْب والحقرية وَالصغَار وسنذكره فِي فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
الذَّال مَعَ الْبَاء
(ذ ب ب) قَوْله فَجعلت ذُبَابَة سَيفي فِي بَطْنه وأصابه ذُبَاب سَيْفه وَقَوله فَجعل ذبابه بَين ثدييه بِضَم الذَّال وَتَخْفِيف الْبَاء هُوَ طرف السَّيْف الَّذِي يضْرب بِهِ وَهُوَ حسامه وظبته وَأما الذبابة والذباب بِضَم الذَّال الْمَذْكُور فِي غير حَدِيث فواحد الذبان وَبَعْضهمْ يَجْعَل الذُّبَاب وَاحِدًا وَمِنْهُم من يَجعله جمعا وَلكُل شَاهد من كَلَام الْعَرَب وَالَّذِي يدل عَلَيْهِ الحَدِيث أَنه وَاحِد لقَوْله فأمقلوه وَإِحْدَى جناحيه وَالله أعلم وَقَوله كَانَ يذب عَنْك ويذب عني كَمَا يذب الْبَعِير الضال فِي بعض الرِّوَايَات أَي يدْفع وَيمْنَع وأصل الذب الطَّرْد
(ذ ب ح) قَوْله ذبح الْخمر والنينان الشَّمْس يرْوى بِفَتْح الْبَاء والحاء على الْفِعْل وَنصب رَاء الْخمر على الْمَفْعُول ويروى بِسُكُون الْبَاء وَرفع الْحَاء على الِابْتِدَاء وَإِضَافَة مَا بعده إِلَيْهِ يُرِيد طهرهَا واستباحة اسْتِعْمَالهَا وحلها صنعها مريا بالحوت الْمَطْرُوح فِيهَا وطبخها للشمس فَيكون ذَلِك لَهَا كالذكاة للحيوان وَفِي هَذَا اخْتِلَاف بَين الْعلمَاء وَهَذَا على مَذْهَب من يُجِيز تخليلها وَقَوله من كَانَ لَهُ ذبح بِكَسْر الذَّال أَي كَبْش يذبحه قَالَ الله تَعَالَى) وفديناه بِذبح عَظِيم
(وَقَوله فَأحْسنُوا الذّبْح بِالْفَتْح أَي الْفِعْل من الإجهاز على الْبَهِيمَة وَترك تعذيبها وَقَوله من الذبْحَة بِفَتْح الْبَاء وَضم الذَّال دَاء كالخناق يَأْخُذ الْحلق فَيقْتل صَاحبه وَقَالَ ابْن شُمَيْل هِيَ قرحَة تخرج فِي الْحلق وَقَوله كل شَيْء فِي الْبَحْر مَذْبُوح أَي ذكي لَا يحْتَاج إِلَى ذبح
(ذ ب ذ ب) قَوْله بردة لَهَا ذباذب هُوَ مِمَّا ضعفت ذاله أَي شملة لَهَا أَطْرَاف وَهِي الذلاذل أَيْضا بِاللَّامِ وذباذب الثَّوْب أسافله سميت بذلك لاضطراب حركتها وَمِنْه مذبذبين بَين ذَلِك أَي مضطربين لَا يبقون على حَالَة
الذَّال مَعَ الرَّاء
(ذ ر ا) قَوْله من شَرّ مَا خلق وذرأ وبرأ كُله بِمَعْنى وذراري الْمُشْركين أَي عيالاتهم من سباياهم وَأَبْنَائِهِمْ وَكَذَلِكَ قَوْله لَا تقتلُوا ذُرِّيَّة وَلَا عسيفا وَنهى عَن قتل الذَّرَارِي وَإِن الدَّجَّال قد خالفهم فِي ذَرَارِيهمْ كُله عيالاتهم من النِّسَاء وَالصبيان وَكَذَلِكَ الذُّرِّيَّة وهم النَّسْل لكنه ينْطَلق أَحْيَانًا على النِّسَاء والأطفال وَإِن كَانَ الْكل ذُرِّيَّة وَأَصله الْهَمْز من الذرء وَهُوَ الْخلق لِأَن الله ذراهم أَي خلقهمْ قَالَ ابْن دُرَيْد ذرا الله ذَروا وَهَذَا مِمَّا تركت الْعَرَب الْهَمْز فِيهِ وَكَذَلِكَ الذُّرِّيَّة وَقَالَ الزبيدِيّ أَصله من النشر من ذَر وَقَالَ غَيره أَصله من الذَّر فعيلة مِنْهُ لِأَن الله خلقهمْ أَولا أَمْثَال الذَّر وَهُوَ النَّمْل الصَّغِير فعلى هذَيْن الْوَجْهَيْنِ لَا أصل لَهُ فِي الْهَمْز
(ذ رت) ذكر فِي الزَّكَاة الذّرة بِضَم الذَّال وَتَخْفِيف الرَّاء نوع من القطاني مَعْلُوم هُوَ الجاورس وَقيل الجاورس الدخن وَمثله فِي حَدِيث(1/268)
الشَّفَاعَة مَا يزن ذرة وَقد صحف فِيهِ رَاوِيه وَصَوَابه ذرة وَقد ذَكرْنَاهُ فِي حرف الدَّال قبل
(ذرر) ذكر الذّرة وَوزن ذرة ومثقال ذرة فِي غير مَوضِع الذَّر هُوَ النَّمْل الصَّغِير وَذكر بعض نقلة الْأَخْبَار أَن الذَّر الهباء الَّذِي يطير فِي شُعَاع الشَّمْس مثل رُؤُوس الإبروروي عَن ابْن عَبَّاس إِذا وضعت كفك على التُّرَاب ثمَّ نفضتها فَمَا سقط من التُّرَاب فَهُوَ ذرة وَحكي أَن الذّرة جُزْء من خردلة وَإِن أَربع ذرات خردلة وَقيل الذّرة جُزْء من ألف وَأَرْبَعَة وَعشْرين جُزْءا من شعيرَة
(ذ رع) قَوْله موتا ذريعا أَي فاشيا كثيرا وَقَوله فَأكل مِنْهُ أكلا ذريعا أَي عجلا مسرعا وَمِنْه ذرعه القئ كَمَا قَالَ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى أكلا حثيثا وَقد يُقَال ذريع بِمَعْنى كثير من قَوْلهم فرس ذريع إِذا كَانَ كثير الْمَشْي وَقَوله أخْشَى أَن يكون ذَرِيعَة إِلَى غَيره أَي سَببا إِلَيْهِ
(ذ ر ف) قَوْله وَإِن عَيْنَيْهِ لتذرفان أَي تصبان دمعهما يُقَال ذرفت عينه الدمع تذرفه ذرفانا وذرفا وذروفا وتذرافا وتذريفا وتذرفة وَقيل الذروف دمع بِغَيْر بكاء
(ذرو) قَوْله غر الذري بِضَم الذَّال أَي بيض الأعالي يُرِيد أسنمتها وَقَوله على ذرْوَة الْجَبَل أَي أَعْلَاهُ بِكَسْر الذَّال وَيُقَال بِالضَّمِّ أَيْضا وَمثله فليأخذ بِذرْوَةِ سنامه أَي أعلا حدبته وذروة كل شَيْء أَعْلَاهُ وَقَوله وأطولها ذرى بِالضَّمِّ مِنْهُ أَي اسمنها وَقَوله وذروني فِي الْبَحْر وَفِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى ثمَّ أذروا نصفي فِي الْبَحْر أَي فرقوني فِيهِ مُقَابل الرّيح لتنتشر أَجزَاء رماده ويتباعد تفرقها ويتبدد يُقَال ذريت الشَّيْء وذروته ذريا وذروا وأذريت أَيْضا رباعي وذريت مشددا إِذا بددته وفرقته وَقيل إِذا طرحته مُقَابل الرّيح لذَلِك وَمثله نسفته وَفِي حَدِيث أَسمَاء وَلَا تذروا على كفني حناطا بِفَتْح التَّاء كَذَا روينَاهُ من الثلاثي من ذَلِك أَي لَا تفرقوه وَمِنْه ذروت الطَّعَام وَمِنْه اشتقاق الدرية عِنْد بَعضهم كَمَا قدمْنَاهُ
الذَّال مَعَ الْكَاف
(ذ ك ر) قَوْله مَا خلفت بهَا ذَاكِرًا وَلَا آثرا قَالَ أَبُو عبيد لَيْسَ من الذّكر بعد النسْيَان وَإِنَّمَا مَعْنَاهُ قَائِلا لَهُ كَقَوْلِك ذكرت لفُلَان حَدِيث كَذَا أَي قلت لَهُ كَأَنَّهُ يَقُول لم أفعل ذَلِك من قبل نَفسِي وَلَا حاكيا عَن غَيْرِي وَقَوله وَإِذا ذَكرنِي فِي مَلأ ذكرته فِي مَلأ خير مِنْهُ يحْتَمل كَونه على ظَاهره تَشْرِيفًا لَهُ وَقَوله فِي الحَدِيث فَإِن الله يَقُول) وأقم الصَّلَاة لذكري
(ويروى للذِّكْرَى وَالذكر جَاءَ فِي الْقُرْآن والْحَدِيث بمعان قَالَ الْحَرْبِيّ للذّكر سِتَّة عشر وَجها الطَّاعَة وَذكر اللِّسَان وَذكر الْقلب وَالْأَخْبَار وَالْحِفْظ والعظة والشرف وَالْخَيْر وَالْوَحي وَالْقُرْآن والتورية واللوح الْمَحْفُوظ وَاللِّسَان والتفكر والصلوات وَصَلَاة وَاحِدَة قَالَ القَاضِي وَقد جَاءَ بِمَعْنى التَّوْبَة وَبِمَعْنى الْغَيْب وَبِمَعْنى الْخطْبَة قَوْله فِي الْمِيرَاث فَلَا ولي رجل ذكر وَفِي الزَّكَاة فَابْن لبون ذكر قيل فَائِدَة ذكر ذكر هُنَا مَعَ ابْن وَرجل مَعَ استغنائه عَنهُ إِذْ لَا يُقَال ابْن وَلَا رجل للْأُنْثَى أَنه فيهمَا على التَّأْكِيد وَقيل قد يكون احْتِرَازًا من الْخُنْثَى فقد أطلق عَلَيْهَا الاسمان وَقيل هُوَ تَنْبِيه على فَائِدَة نقص الذكورية فِي الزَّكَاة مَعَ ارْتِفَاع سنّ ابْن الليون ليرى معادلتها لبِنْت مَخَاض لنَقص ذَلِك فِي السن ورفعتها بالأنوثة وَثَبت فِي الْمَوَارِيث على معنى اخْتِصَاص الرِّجَال بِالتَّعْصِيبِ للذكورية الَّتِي بهَا الْقيام على الْإِنَاث وَقيل فِي الزَّكَاة قد ينْطَلق ابْن عَليّ الْوَلَد فيعبر بِهِ عَن الذّكر وَالْأُنْثَى فعينه بِذكر لزوَال الإلباس
(ذك و) قَوْلهَا أذكى بِهِ طيبنَا أَي أقوى رِيحه وأزيده(1/269)
طيبا وَقَوله أحرقني ذكاؤها أَي شدَّة حرهَا والتهابها كَذَا هُوَ بِفَتْح الذَّال مَمْدُود عِنْد الروات وَالْمَعْرُوف فِي شدَّة حر النَّار الْقصر إِلَّا أَن أَبَا حنيفَة ذكر فِيهِ الْمَدّ وخطاه فِيهِ عَليّ بن حَمْزَة فِي ردوده يُقَال ذكت النَّار تذكوا ذكا وذكوا وَمِنْه ذكاء الطّيب انتشار رِيحه وَأما الذكاء مَمْدُود فتمام السن وذكاء الْقلب
الذَّال مَعَ اللَّام
(ذ ل ذ ل) قَوْله فِي الكانز بن يتذلذل كَذَا ذكره بَعضهم أَي يضطرب وذلاذل الثَّوْب أسافله لاضطرابها وَأكْثر الرِّوَايَة يتزلزل وَهُوَ بِمَعْنَاهُ وسنذكره
(ذ ل ك) قَوْله لجَابِر حِين ذكر لَهُ خبر زواجه الثّيّب واعتذاره فَذَلِك أَي فَذَلِك صَوَاب أَو رَأْي أَو نَحوه
(ذ ل ل) قَوْله كم من عذق مذلل أَي مدلى كَمَا قَالَ تَعَالَى) وذللت قطوفها تذليلا
(وَذَلِكَ لطيبها وامتلائها ونعمتها وَقيل فِي قَوْله وذللت قطوفها أَي أصلحت وَقربت وَقيل أمكنت فَلَا تمنع وَمثله وَالنَّخْل قد ذللت فَهِيَ مطوقة بثمرها وَهُوَ تَفْسِيره وَالِاسْم مِنْهُ الذل بِالْكَسْرِ وَأَصله اللين لِأَنَّهُ من ثقله بثمره لِأَن وتدلى وَهُوَ بِالْكَسْرِ ضد اللين وبالضم ضد الْعِزّ وَقَوله نَاقَة مذللة أَي لينَة سهلة
(ذ ل ف) قَوْله ذلف الأنوف بِضَم الذَّال وَسُكُون اللَّام وَالِاسْم الذلف بِفَتْح اللَّام وَالرجل أذلف وَالْمَرْأَة ذلفاء مَمْدُود قيل مَعْنَاهُ صغَار الأنوف وَقيل فطس الأنوف وَبِهَذَا اللَّفْظ جَاءَ فِي الحَدِيث الآخر فطس الأنوف قيل هُوَ قصر الْأنف وَتَأَخر أرنبته وَقيل هُوَ أَن يكون طرفه إِلَى الغلظ أميل مِنْهُ إِلَى الْحَلَاوَة وَقيل تظامن فِي أرنبته وَقيل همزَة تكون فِي أرنبته وَقد رَوَاهُ بَعضهم بدال مُهْملَة وَكَذَا روينَاهُ عَن التَّمِيمِي بِالْوَجْهَيْنِ وَالْمَعْرُوف بِالْمُعْجَمَةِ
(ذ ل ق) قَوْله فَلَمَّا أذلقته الْحِجَارَة أَي بلغت مِنْهُ الْجهد وَقيل عضته وأوجعته وأوهنته وَقَوله فِي الْحجر فانذلق أَي انحد ورق وَسنَان منذلق أَي محدد
الذَّال مَعَ الْمِيم
(ذ م ر) قَوْله تصخب عَلَيْهِ وتذمر بِفَتْح التَّاء والذال وَشد الْمِيم أَي تغيظ وتلوم قَالَ الْأَصْمَعِي إِذا جعل الرجل يتَكَلَّم ويتغضب أثْنَاء ذَلِك قيل سَمِعت لَهُ تذمرا وَكَانَ عِنْد ابْن الْحذاء وتدمن وَهُوَ تَصْحِيف وَكَذَلِكَ لبَعْضهِم عَن العذري تدمري وَلَيْسَ بِشَيْء وَقَوله حبذا يَوْم الذمار بِكَسْر الذَّال وحامي الذمار الذمار مَا يجب على الْمَرْء حفظه وحمايته وَمعنى حبذا يَوْم الذمار أَي مَا أوفقه لحمايته وأحبه لأَهله وأصل الْكَلِمَة أَن حب فعل وَذَا فَاعله فاستعملتا مَعًا حَتَّى جاءتا كالكلمة الْوَاحِدَة وارتفع مَا بعده بِهِ على الْفَاعِل وَيصِح عِنْد النُّحَاة أَيْضا رفع مَا بعده على خبر الْمُبْتَدَأ وَأَن يكون حبذا كالاسم مُبْتَدأ أَو يكون على أَصله ذَا فَاعل وَزيد مُبْتَدأ بعده مُؤخر وحبذا فِي مَوضِع خَبره
(ذ م م) قَوْله مَا يذهب عني مذمة الرَّضَاع روينَاهُ بِالْفَتْح وَالْكَسْر وَكَذَا ضبطناه على شَيخنَا أبي الْحُسَيْن اللّغَوِيّ وَالْكَسْر أشهر وَهُوَ الَّذِي صوب الْخطابِيّ وَذكره أَكْثَرهم وَهُوَ من الذمام أَي مَا يزل عني حق ذمامها بالمكافأة عَلَيْهِ وَقيل مَعْنَاهُ مَا يزِيل مؤونته وَاحْتِمَال مشقته وبالفتح إِنَّمَا يكون من الذَّم كَأَنَّهُ يَقُول مَا يذهب عني لوم الْمُرضعَة وذمها من ترك مكافأتها قَالَ أَبُو زيد مذمة بِالْكَسْرِ من الذمام وبالفتح من الذَّم وَقَوله وَيسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُم وَذمَّة الله وَذمَّة رَسُوله وذمتك أَي ضَمَان الله وَضَمان رَسُوله وضمانك يُقَال ذمام وَذمَّة بِالْكَسْرِ وذمامة بِالْفَتْح ومذمة بِالْكَسْرِ وذم كَذَلِك وَقيل الذِّمَّة الْأمان والذمة أَيْضا الْعَهْد وَقَوله فأصابته من صَاحبه ذمَامَة بِالْفَتْح قيل استحياء وَقيل هُوَ من(1/270)
الذمام قَالَ ذُو الرمة أَو تقضي ذمَامَة صَاحب وَمثله فِي خبر ابْن صياد فَأَخَذَتْنِي مِنْهُ ذمَامَة وَالْأَشْبَه عِنْدِي أَن تكون الذمامة هُنَا من الذَّم الَّذِي هُوَ بِمَعْنى اللوم قَالَ صَاحب الْعين ذممته ذما لمته وَيشْهد لَهَا قَول خضر لَهُ) هَذَا فِرَاق بيني وَبَيْنك
(وَمَا كَانَ من كَلَام ابْن صياد للْآخر فِي لومه على اعْتِقَاده فِيهِ وَقَوله دَعُوهَا ذميمة أَي مذمومة
الذَّال مَعَ النُّون
(ذ ن ب) قَوْله ذنُوب من مَاء بِفَتْح الذَّال هِيَ الدَّلْو ملئ وَقَوله جِئْت لأمر مَاله رَأس وَلَا ذَنْب مِثَال لِلْأَمْرِ الْمُشكل الَّذِي لَا يدْرِي من حَيْثُ يُؤْتى وَقَوله فِي وَفد بزاخة وتتركون أَقْوَامًا يتبعُون أَذْنَاب الْإِبِل أَي تتركون رعية أعرابا
الذَّال مَعَ الْعين
(ذ ع ر) قَوْله مَا ذعرته أَي مَا أفزعته والذعر الْفَزع وَمِنْه فذعر مُوسَى مِنْهَا ذعرة بِفَتْح الذَّال أَي فزع
(ذ ع ت) قَوْله فدعته أَي خنقته وَقد تقدم وَالْخلاف فِي رِوَايَته قبل
الذَّال مَعَ الْفَاء
(ذ ف ر) قَوْله مسك أذفر الذفر بِفَتْح الذَّال وَالْفَاء كل ريح دكية من طيب أَو نَتن فَأَما الدفر بِالْمُهْمَلَةِ وَسُكُون الْفَاء فَفِي النتن لَا غير
الذَّال مَعَ الْقَاف
(ذ ق ن) قَوْله بَين حاقنتي وذاقنتي الذاقنة ثغرة النَّحْر وَقيل طرف الْحُلْقُوم وَقيل أعلا الْبَطن والحواقن أَسْفَله وَقيل الحواقن مَا يحقن من الطَّعَام وَقد ذَكرْنَاهُ فِي الْحَاء قَوْله فَأخذ بذقن الْفضل بِفَتْح الذَّال وَالْقَاف هُوَ مجمع طرف اللحيين أَسْفَل الْوَجْه
الذَّال مَعَ الْهَاء
(ذ هـ ب) قَوْله كَانَ وَجهه مذهبَة أَي فضَّة مذهبَة بِالذَّهَب كَمَا قَالَ الشَّاعِر كَأَنَّهَا فضَّة قد مَسهَا ذهب وَقيل المذهبة وَأحد الْمذَاهب وَهِي جُلُود يَجْعَل فِيهَا طرق مذهبَة وأحدها مَذْهَب ومذهبة وصحف هَذَا الْحَرْف بعض الروَاة فَقَالَ مدهنة بدال مُهْملَة وَنون وَلَيْسَ بِشَيْء قَوْله بعث بذهيبة فِي تربَتهَا كَذَا الرِّوَايَة عَن مُسلم عِنْد أَكثر شُيُوخنَا
الذَّال مَعَ الْوَاو
(ذ وب) قَوْله فِي الدَّجَّال ذاب كَمَا يذوب الْملح وَلَو تَركه لانذاب أَي انحل وسال وتلاشى وَذهب وَقَوله أبعد الْمَذْهَب هُوَ مَوضِع قَضَاء الْحَاجة يُقَال الْمَذْهَب وَالْغَائِط وَالْبرَاز والخلا والمرفق والكنيف والمرحاض وَمِنْه قَوْله فِي الْجُلُوس على الْقُبُور أرَاهُ للمذاهب أَي للْحَدَث على تَأْوِيل ملك وَقَوله لَيْسَ بالطويل الذَّاهِب أَي المفرط فِي الطول كَمَا قَالَ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى الْبَائِن
(ذود) قَوْله لَيْسَ فِيمَا دون خمس ذود أَعْطَانَا خمس ذود وَثَلَاث ذود الذود من الْإِبِل مَا بَين الْإِثْنَيْنِ إِلَى تسع هَذَا قَول أبي عبيد وَأَن ذَلِك يخْتَص بالإناث وَقَالَ الْأَصْمَعِي هُوَ مَا بَين الثَّلَاث إِلَى الْعشْر قَالَ غير وَاحِد وَمُقْتَضى لفظ الْأَحَادِيث انطلاقه على الْوَاحِد وَلَيْسَ فِيهِ دَلِيل على مَا قَالُوا وَإِنَّمَا هُوَ لفظ للْجَمِيع كَمَا قَالُوا ثَلَاثَة رَهْط وَنَفر ونسوة وَلم يقولوه لوَاحِد وَلَا تكلمُوا بِوَاحِد مِنْهَا وَذكر أَبُو عمر بن عبد الْبر أَن بعض الشُّيُوخ رَوَاهُ خمس ذود على الْبَدَل لَا على الْإِضَافَة وَهَذَا إِن تصور لَهُ هُنَا فَلَا يتَصَوَّر فِي قَوْله أَعْطَانَا خمس ذود وَفِي بَاب لَيْسَ فِيمَا دون خَمْسَة أوسق صَدَقَة قَوْله وَلَا فِي أقل من خمس من الْإِبِل الذود صَدَقَة كَذَا لكافة الروَاة وَسقط الذود عِنْد الْمُسْتَمْلِي وَهَذَا على الْبَدَل على نَحْو مَا ذكره بعض الشُّيُوخ وَكَانَ فِي كتاب الْأصيلِيّ هُنَا لَيْسَ فِيمَا دون خمس ذود ثمَّ غَيره بِمَا تقدم وَقَالَ كَذَا لأبي زيد وَقَوله فليذ اذن رجال عَن حَوْضِي كَمَا يذاد الْبَعِير الضال أَي يطردون كَذَا رَوَاهُ أَكثر الروَاة عَن مَالك فِي الْمُوَطَّأ بلام التَّحْقِيق(1/271)
والتأكيد وَرَوَاهُ يحيى ومطرف وَابْن نَافِع فَلَا يذادن بِلَا الَّتِي للنَّهْي ورده ابْن وضاح على الرِّوَايَة الأولى وَكِلَاهُمَا صَحِيح الْمَعْنى وَالرِّوَايَة والنافية أفْصح وأوجه وَأعرف وَوَجهه فَلَا تَفعلُوا فعلا يُوجب ذَلِك كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث الآخر فِي الْغلُول فَلَا الفين أحدكُم على رقبته بعير أَي لَا تَفعلُوا مَا يُوجب ذَلِك وَمثله قَوْله لَا ألفينك تَأتي الْقَوْم فتحدثهم فتملهم أَي لَا تفعل ذَلِك فأجدك كَذَلِك وَلَا يجوز هُنَا قصر اللَّام لِأَن الْخَبَر هُنَا لَا يَصح وَالْحَدِيثَانِ قبلهَا يَصح فيهمَا الْخَبَر وَالنَّهْي
(ذُو وَذي) وَبَيَان مَعَاني ذُو وَذي وَذَا وَذَات وَمَا جَاءَ فِيهَا من اخْتِلَاف ألفاظها ومعانيها فِي الحَدِيث قَالَ الزبيدِيّ أصل ذُو ذَوُو لأَنهم قَالُوا فِي التثية ذَوا قَالَ وَذكره فِي تَرْجَمَة اللفيف بِالْيَاءِ وَالْوَاو من المعتل وَأعلم أَن ذَا عِنْد النُّحَاة وَأهل الْعَرَبيَّة إِنَّمَا تُضَاف إِلَى الْأَجْنَاس وَلَا تصح إضافتها إِلَى غَيرهَا وَلَا تثنى عِنْد أَكْثَرهم وَلَا تجمع وَلَا تُضَاف إِلَى مصر وَلَا صفة وَلَا فعل وَلَا اسْم مُفْرد وَلَا مُضَاف لِأَنَّهَا نَفسهَا لأتنفك عَن الْإِضَافَة وَإِن جَاءَت مُفْردَة أَو بِالْألف وَاللَّام أَو مَجْمُوعَة فشاذة كَقَوْلِه الذوينا والأذواء لرؤساء الْيمن مِمَّن اسْمه ذُو كَذَا كذى نواس وَذي فايش وَذي يزن وَفِي الحَدِيث أما ذُو ورأينا وَهَذَا جمع وَقد أجَاز بَعضهم على هَذَا ذَوُو مَال وذوا مَال وذوون وَعند الْأصيلِيّ فِي بَاب الركاب والغرز أهل من عِنْد ذَوي مَسْجِد ذِي الحليفة وَهَذَا إِضَافَة إِلَى مفرة وَفِي حَدِيث أم زرع فِي بعض رِوَايَات مُسلم وَأَعْطَانِي من كل ذِي رَائِحَة زوجا وَهَذِه إِضَافَة إِلَى صفة وَوَجهه أَنه من ذَلِك الشاذ كذى يزن وَذي جدن أَو بِمَعْنى الَّذِي هُوَ كَقَوْلِهِم أفعل ذَلِك بِذِي تسلم وَهُوَ شَاذ أَيْضا أَي بِالَّذِي تسلم أَو بسلامتك أَو بِالَّذِي هِيَ سلامتك أَو وَلَك السَّلامَة هَذِه الْوُجُوه الَّتِي وجهوا بهَا هَذَا اللَّفْظ على اخْتلَافهمْ فِي عبارتهم عَنهُ بِمَا ذَكرْنَاهُ وَكله رَاجع إِلَى أَنه دُعَاء لَهُ أَو تكون ذِي صلَة ودعما للْكَلَام كَقَوْلِهِم رَأَيْته ذَا يَوْم أَو ذَا لَيْلَة وَقد يرجع إِلَى نَحْو مَا قُلْنَاهُ من التَّأْوِيل على مَا نذكرهُ بعد وَجَاء فِي الحَدِيث فِي هَذِه الْأُمَّهَات مِنْهَا أَلْفَاظ سوى مَا ذَكرْنَاهُ مِنْهَا قَوْله ذُو بطن بنت خَارِجَة أَي صَاحب بَطنهَا يُرِيد الْحمل الَّذِي فِيهِ وَقَوله وَيَرْمِي جَمْرَة ذَات الْعقبَة من بطن الْوَادي أَي الْجَمْرَة الَّتِي تُضَاف للعقبة كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث الآخر الَّتِي عِنْد الْعقبَة وكل هَذَا إِضَافَة إِلَى مُفْرد وَقَوله أَن تقتل تقتل ذَا دم أَي صَاحب دم يشتفى بِهِ وَيدْرك قَاتله تَارَة بِهِ وَلم يرد بِهِ الْجِنْس وَقَوله لعَلي رَضِي الله عَنهُ ذُو قرنيها أَي صَاحب قرنيها يُرِيد قَرْني الْجنَّة أَي طرفيها وَقيل ذُو قرنيها ذُو قرنى هَذِه الْأمة أَنَّك فِيهَا كذى القرنين فِي أمته ودعائه لَهُم وَأَنه فِيمَا ذكر ضرب على قَرْني رَأسه وَقيل مَعْنَاهُ فارسها وكبشها وَقيل مَعْنَاهُ أَنَّك مَضْرُوب هَذِه الْأمة بقرني رَأسه وَقَوله تصل ذَا رَحِمك أَي صَاحب رَحِمك ومشاركتك فِيهِ وَهُوَ من الْجَائِز على مَا قدمْنَاهُ وَتَكون الْإِضَافَة على تَقْدِير الِانْفِصَال وَذُو فِي هَذَا الْبَاب كُله بِمَعْنى صَاحب كَذَا وَالَّذِي لَهُ كَذَا أَو الَّذِي فِي شَأْنه كَذَا
الذَّال وَالْيَاء
(ذ ي خَ) قَوْله فَإِذا بذيخ ملتطخ بِكَسْر الذَّال وَآخره خاء مُعْجمَة وَهُوَ ذكر الضباع وَمعنى ملتطخ بالطين أَو برجيعه كَمَا فِي الحَدِيث الآخر أمد رَأْي متلوث بالمدر
فصل فِي ذِي وَذَا وذيت وَذَات وذه وَذَاكَ
وَقَول البُخَارِيّ بَاب مَا جَاءَ فِي الذَّات وَفِي الحَدِيث ذَات يَوْم أَو ذَات لَيْلَة ويصلحوا ذَات بَينهم فذات الشَّيْء نَفسه وَهُوَ رَاجع إِلَى مَا تقدم أَي الَّذِي هُوَ كَذَا ذَا لمن تُشِير إِلَيْهِ(1/272)
وَذي للمؤنث وَذَاكَ إِذا أدخلت كَاف الْخطاب فَإِنَّمَا هُوَ إِشَارَة إِلَى إِثْبَات حَقِيقَة الْمشَار إِلَيْهِ نَفسه وَقد اسْتعْمل الْفُقَهَاء والمتكلمون الذَّات بِالْألف وَاللَّام وغلطهم فِي ذَلِك أَكثر النُّحَاة وَقَالُوا لَا يجوز أَن تدخل عَلَيْهَا الْألف وَاللَّام لِأَنَّهَا من المبهمات وَأَجَازَ بعض النُّحَاة قَوْلهم الذَّات وَأَنَّهَا كِنَايَة عَن النَّفس وَحَقِيقَة الشَّيْء أَو عَن الْخلق وَالصِّفَات وَقد ذكرنَا قَوْلهم الذوين وَجَاء فِي الشّعْر وَأَنه شَاذ وَأما اسْتِعْمَال البُخَارِيّ لَهَا فعلى مَا تقدم من التَّفْسِير من أَن المُرَاد بهَا الشَّيْء نَفسه على مَا اسْتَعْملهُ المتكلمون فِي حق الله تَعَالَى أَلا ترَاهُ كَيفَ قَالَ مَا جَاءَ فِي الذَّات والنعوت يُرِيد الصِّفَات فَفرق فِي الْعبارَة بَينهمَا على طَريقَة الْمُتَكَلِّمين وَأما قَوْله فِي الحَدِيث ذَات لَيْلَة وَذَات يَوْم فقد اسْتعْملت الْعَرَب ذَلِك بِالتَّاءِ وَبِغير تَاء قَالُوا ذَا يَوْم وَذَا لَيْلَة وَذَات يَوْم وَذَات لَيْلَة وَهُوَ كِنَايَة عَن يَوْم وَلَيْلَة كَأَنَّهُ قَالَ رَأَيْته وقتا أَو زَمنا الَّذِي هُوَ يَوْم أَو لَيْلَة وَأما على الثَّانِيَة فَكَأَنَّهُ قَالَ رَأَيْته مُدَّة الَّتِي هِيَ يَوْم أَو لَيْلَة وَنَحْوهَا فَقَالَ أَبُو حَاتِم كَأَنَّهُمْ أضمروا مؤنثا وَكَذَلِكَ قَوْلهم قَلِيل ذَات اليداي النَّفَقَة وَالدَّنَانِير أَو الدَّرَاهِم الَّتِي هِيَ ذَات الْيَد أَي فِي ملك الْيَد وَمِنْه قَوْله وأحناه على زوج فِي ذَات يَده أَي فِيمَا بِيَدِهِ وَهِي هُنَا مُضَافَة على مَا تقدم وَذَات بَينهم من هَذَا أَي الَّذِي هُوَ وصلهم وَألفتُهُم والبين الوسل والألفة وَقَوله وَذَلِكَ فِي ذَات الإلاه كَمَا تَقول لوجه الله أَو فِي الله لَا لغَرَض من الْأَغْرَاض إِلَّا لحقه وعبادته وَقَوله كَانَ من أمره ذيت وذيت بِفَتْح الذَّال مثل كَذَا وَكَذَا عبارَة عَن أَمر مُبْهَم وَقَوله أَن نبتا كَانَ يخط فَمن وَافق خطه فَذَاك قيل مَعْنَاهُ أصَاب وَقيل مَعْنَاهُ فَذَاك مَا كُنْتُم ترَوْنَ من إصابتهم لَا أَنه يُرِيد إِبَاحَة الْخط على مَا تَأَوَّلَه بَعضهم وَلَا دَلِيل فِيهِ لعُمُوم النَّهْي عَن التخرص وَالْكهَانَة والعرافة وشيوع ذمّ الشَّرْع لهَذَا الْبَاب قَالَ الْخطابِيّ يحْتَمل الزّجر عَن هَذَا إِذْ كَانَ علما لنبوته وَقَوله فَلم يكن إِلَّا ذَاك حَتَّى عقرته أَي لم يطلّ الْأَمر وَلَا كَانَ إِلَّا عقره أَي لم يكن قبله شَيْء وَقَوله حبذا يَوْم الذمار ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْحَاء وَقَول عمر لَيْسَ أسأَل عَن ذه وَقَوله فِي المخابرة فَرُبمَا أخرجت ذه وَلم تخرج ذه أَي ذِي فجَاء بِالْهَاءِ للْوَقْف أَو لبَيَان اللَّفْظ كَمَا يُقَال هَذِه وهاذي والجميع بِمَعْنى وَإِنَّمَا دخلت هَاء الْإِشَارَة على ذِي فِي هاذي وَقَوْلهمْ يَرْمِي الْجَمْرَة ذَات الْعقبَة من بطن الْوَادي وَفِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى
وَقَوله أَو نهريقها ونغسلها قَالَ أَو ذَاك أَي أَو افعلوا هَذَا.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
قَوْله فَإِذا قصر مثل الذبابة كَذَا عِنْد الْجِرْجَانِيّ بِالْمُعْجَمَةِ المضمومة وَعند غَيره الربابة بِفَتْح الرَّاء أَي السحابة وَهُوَ الصَّحِيح لقَوْله بعد ذَلِك بَيْضَاء وَلِأَنَّهُ إِنَّمَا وَصفه بالارتفاع لَا بالرقة وَإِن كَانَ قد يعبر عَمَّا يرى فِي إفراط الْبعد وَفِي الِارْتفَاع بالصغر كالذبابة وَيكون وَصفه بَيْضَاء للقصر لَا للذبابة وَأَنت الْوَصْف لذكره الذبابة وتشبيه الْقصر بهَا وَقَوله فِي حَدِيث المتلاعنين قَول سعيد فَذكرت ذَلِك لِابْنِ عمر كَذَا فِي كتاب التَّمِيمِي ولسائر شُيُوخنَا فَذكر ذَلِك وَالْأول الصَّوَاب وَبِه يسْتَند الحَدِيث وَبَينه قَوْله فِي حَدِيث عَليّ بن حجر قبله فَأتيت ابْن عمر فَقلت لَهُ الحَدِيث وَقَوله فِي الكانزين يتذلذل كَذَا للجرجاني بذالين معجمتين وللمروزي والنسفي يتزلزل بالزاي وَهُوَ متقاربا والزلزلة الْحَرَكَة وَكَثْرَة الِاضْطِرَاب وَكَذَلِكَ الزلزال وَقد ذَكرْنَاهُ وَقَوله فِي بَاب لَا يجوز الْوضُوء بالنبيذ والمسكر ذكره الْحسن وَأَبُو الْعَالِيَة كَذَا للقابسي وَلغيره وَكَرِهَهُ الْحسن مَكَان ذكره وَهُوَ(1/273)
أصح لِأَنَّهُ المروى عَن الْحسن كَرَاهَة الْوضُوء بِهِ وَعَلِيهِ يدل سِيَاق كَلَام البُخَارِيّ وترجمته وَعَن أبي الْعَالِيَة نَحوه وَقَول عَائِشَة عَلَيْكُم السام والذام الرِّوَايَة بِغَيْر همز عِنْد الكافة وذال مُعْجمَة وَعند العذري والهام بِالْهَاءِ فعلى رِوَايَة الكافة إِمَّا أَن يُقَال أَن الْألف منقلبة من همزَة والذأم بِالْهَمْز الْعَيْب يُقَال ذامه يذامه ذَا مَا قَالَ الله تَعَالَى) اخْرُج مِنْهَا مذؤوما مَدْحُورًا
(أَي معيبا أَو يكون أَيْضا منقلبة م يَاء بِمَعْنَاهُ يُقَال مِنْهُ ذامه يذيمه ذاما بِغَيْر همز وَكَذَلِكَ ذمه يذمه ذما وذماه يذميه كُله بِمَعْنى وَقد ذكر الْهَرَوِيّ هَذَا الحَدِيث فَقَالَ عَلَيْكُم السام والدام بدال مُهْملَة غير مَهْمُوز وَفَسرهُ عَلَيْكُم الْمَوْت الدَّائِم قَالَ ابْن الْأَعرَابِي الدام الْمَوْت الدَّائِم وَقَالَ ابْن عَرَفَة ذامته بِالْمُعْجَمَةِ مَهْمُوز حقرته وَأما رِوَايَة من رَوَاهُ الْهَام فَإِن صحت فمحملها على معنى الطَّيرَة والشؤم لِأَن الْعَرَب تتشاءم بالهام وَهُوَ ذكر البوم أَو يُرَاد بالهام هُنَا الْمَوْت والهلاك كَمَا فسر بِهِ السام فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى على أحد التفسيرين لقَولهم هُوَ هَامة الْيَوْم أَو غَد أَي ميت وَأَصله أَيْضا من قَول الْجَاهِلِيَّة أَن الْمَيِّت إِذا مَاتَ خرج من رَأسه طَائِر يُسمى الْهَام وَفِي الْقُنُوت فِي حَدِيث أبي كريب وَمُحَمّد بن الْمثنى يَدْعُو على رعل وذكوان كَذَا فِي بعض رِوَايَات أَصْحَاب مُسلم وَعند الكافة على رعل ولحيان وَكَذَلِكَ عِنْدهم فِي حَدِيث ابْن معَاذ وَأبي كريب أَيْضا على رعل وذكوان وَعند بَعضهم لحيان وَفِي البُخَارِيّ من حَدِيث عبد الْأَعْلَى بن حَمَّاد أَن رعلا وذكوان وَعصيَّة وَبني لحيان وَفِيه يَدْعُو على رعل وذكوان وَعصيَّة وَبني لحيان
وَفِي بَاب قتل أَوْلَاد الْمُشْركين سَأَلَ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) عَن الذَّرَارِي من الْمُشْركين يبيتُونَ وَكَذَا للعذري وَهُوَ وهم وَالصَّوَاب مَا لغيره عَن الدَّار من الْمُشْركين أَي الْمنزل والقرية بِدَلِيل قَوْله فَيُصِيب الْمُسلمُونَ من ذرار يهم وَنِسَائِهِمْ وَفِي مَا يكره من التَّشْدِيد فِي الْعِبَادَة فُلَانَة لَا تنام اللَّيْل تذكر من صلَاتهَا كَذَا للمستملي وَفِي زيادات القعْنبِي فِي الْمُوَطَّأ وَعند سَائِر الروَاة عَن البُخَارِيّ فَذكر من صلَاتهَا وَكَذَا ذكره الْبَزَّار وَعند الْحَمَوِيّ يذكر بِالْيَاءِ من أَسْفَل على مَا لم يسم فَاعله وَالصَّوَاب الأول لِأَن قَائِل هَذَا إِنَّمَا حَكَاهُ عَن عَائِشَة أَنَّهَا ذكرت ذَلِك عَن الْمَرْأَة للنَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام لَا عَن غَيرهَا
وَفِي حَدِيث بَرِيرَة فِي بَاب إِذا قَالَ الْمكَاتب اشترني وأعتقني فَسمع النَّبِي ذَلِك أَو بلغه يذكر لعَائِشَة فَذكرت عَائِشَة مَا قَالَت لَهَا فَقَالَ اشتريها كَذَا للقابسي وعبدوس وَعند غَيره فَذكر لعَائِشَة فَذكرت عَائِشَة وَهُوَ أوجه وَلكُل مِنْهُمَا وَجه يخرج وَيكون قَوْله فَذكر لعَائِشَة بَلَاغ الْخَبَر النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَالله أعلم وَقد يَصح أَن يكون فَذكر بِفَتْح الذَّال أَي أَن النَّبِي ذكر لَهَا ذَلِك كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث الآخر فَسَأَلَهَا النَّبِي عَن ذَلِك
وَفِي حَدِيث الحديئة عَن طَارق ذكرت عِنْد ابْن الْمسيب الشَّجَرَة كَذَا قيدناه بِفَتْح الذَّال عَن الْأصيلِيّ وقيدها عَبدُوس وَأَبُو ذَر بضَمهَا ذكرت على مَا لم يسم فَاعله وَفِي صدر خطْبَة مُسلم فِي قَوْله فَلَنْ أَبْرَح الأَرْض حَتَّى يَأْذَن لي أبي يَقُول جَابر فَذا تَأْوِيل هَذِه الْآيَة كَذَا لأكثرهم وَعند القَاضِي أبي عَليّ يَقُول جَابر نَدْرِي تَأْوِيل هَذِه الْآيَة وَفِي رِوَايَة ابْن الْحذاء يُرِيد تَأْوِيل هَذِه الْآيَة وَالْوَجْه الأول أبين لِأَن مَذْهَب هَؤُلَاءِ من الشِّيعَة مَا فسره فِي الْأُم مُبينًا بعد فَانْظُر هُنَاكَ فِيهِ فَهُوَ يُغني عَن إِعَادَته هُنَا وَقَوله فِي حَدِيث هَارُون الْأَيْلِي وَلَا خطر على قلب(1/274)
بشر ذخر ابله مَا اطلعتم عَلَيْهِ كَذَا لكافة رُوَاة مُسلم أَي مدخرا لَهُم عِنْدِي أَو ذخْرا مني لَهُم وَتقدم تَفْسِير بله قبل وَعند الْفَارِسِي ذكر وَالْأول الصَّحِيح وَكَذَا جَاءَ فِي الحَدِيث الآخر وَجَاء فِي البُخَارِيّ فِي بَاب أَن الله عِنْده علم السَّاعَة ذخْرا من بله مَا اطلعتم عَلَيْهِ وَلَا وَجه لزِيَادَة من هُنَا إِلَّا أَن يكون من مغيرا من منى أَي ذخْرا مني
فِي حَدِيث عَائِشَة لَا نذْكر إِلَّا الْحَج بنُون مَفْتُوحَة كَذَا صَوَابه وَهِي روايتنا فِيهِ عَن شُيُوخنَا وَعند بَعضهم لَا يذكر وَالصَّحِيح الأول كَمَا قَالَ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى لَا نرى إِلَّا الْحَد وَفِي الْفِتَن قَول حُذَيْفَة وَأَنه ليَكُون مِنْهُ الشَّيْء قد نَسِيته فَأرَاهُ فأذكره كَمَا يذكر الرجل وَجه الرجل إِذا غَابَ عَنهُ ثمَّ إِذا رءاه عرفه كَذَا فِي جَمِيع النّسخ عَن مُسلم قيل صَوَابه كَمَا نسي الرجل وَجه الرجل أَو كَمَا يذكر الرجل وَبِهَذَا يَسْتَقِيم الْكَلَام وينتظم التَّمْثِيل قَوْله فِي حَدِيث الْمُوصي أَهله أَن يحرقوه وَأخذ عَلَيْهِم ميثاقا فَفَعَلُوا ذَلِك بِهِ وذرى ذَكرْنَاهُ وَالْخلاف فِيهِ فِي حرف الرَّاء لرِوَايَة الْجُمْهُور فِيهِ وربي
فصل مُشكل الْأَسْمَاء والكنى والأنساب فِي هَذَا الْحَرْف
ذَر وَابْن ذَر وَأَبُو ذَر كُله حَيْثُ وَقع بذال مَفْتُوحَة وَرَاء بعْدهَا الإزر بن حُبَيْش فَهُوَ بزاي مَكْسُورَة
(وذؤيب) أَبُو قبيصَة وَابْنه قبيصَة بن ذُؤَيْب بِضَم الذَّال وَفتح الْهمزَة تَصْغِير ذيب وَقد تفتح الْوَاو وَلَا تهمز وَعبد الرَّحْمَن بن أبي ذُبَاب بِضَم الذَّال وباءين بِوَاحِدَة كلتيهما والْحَارث بن أبي ذُبَاب مثله وَهُوَ ابْنه نسب إِلَى جده
(وذفيف) عَن ابْن عَبَّاس بِفَتْح الذَّال
(وذكوان) وَابْن ذكْوَان والذكواني وذكوان بن سليم حَيْثُ جَاءَ فِي الْقَبَائِل والأسماء وَالنّسب بِفَتْح الذَّال وَذكر فِيهَا
(ذُو الكلاع) بِفَتْح الْكَاف
و (الذبياني) يُقَال بِضَم الذَّال وَكسرهَا مَنْسُوب إِلَى ذبيان الْقَبِيل الْمَعْلُوم بِكَسْرِهَا وَضمّهَا أَيْضا
فصل فِي مُشكل أَسمَاء الْأَمْكِنَة وَالْبِقَاع
(ذَات الرّقاع) بِكَسْر الرَّاء قيل اسْم شَجَرَة هُنَاكَ سميت بِهِ الْغَزْوَة وَقيل بل هُوَ اسْم جبل بِنَجْد من أَرض غطفان فِيهِ بَيَاض وَحُمرَة وَسَوَاد يُقَال لَهُ الرّقاع فسميت الْغَزْوَة بِهِ وَقيل بل سميت الْغَزْوَة بِهِ لِأَن أَقْدَامهم نقبت فلفوا عَلَيْهَا الْخرق وَبِهَذَا فَسرهَا فِي الحَدِيث فِي كتاب مُسلم وَقيل بل سميت بذلك لرقاع كَانَت فِي أَلْوِيَتهم وَالأَصَح أَنه اسْم مَوضِع بِدَلِيل قَوْله فِي حَدِيث ابْن أبي شيبَة فِي كتاب مُسلم فِي خبر غورث بن الْحَارِث حَتَّى إِذا كُنَّا بِذَات الرّقاع وَهَذَا يدل أَنه مَوضِع
(ذُو قرد) بِفَتْح الْقَاف وَالرَّاء مَاء على نَحْو يَوْم من الْمَدِينَة مِمَّا يَلِي بِلَاد غطفان بَيَانه فِي الحَدِيث وَجَاء فِي حَدِيث قُتَيْبَة فِي الصَّحِيحَيْنِ أَن فِيهِ كَانَ سرح رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) الَّذِي أغارت عَلَيْهِ غطفان وَهُوَ غلط إِنَّمَا كَانَت الْغَارة والسرح بِالْغَابَةِ قرب الْمَدِينَة وَإِنَّمَا ذُو قرد حَيْثُ انْتهى الْمُسلمُونَ آخر النَّهَار فِي طلب الْعَدو وَبِه باتوا وَمِنْه انصرفوا فسميت بِهِ الْغَزْوَة كَذَا بَينه فِي حَدِيث سَلمَة بن الْأَكْوَع الطَّوِيل وَفِي السّير وَفِي آخر حَدِيث قُتَيْبَة فِي كتاب مُسلم بِنَفسِهِ مَا يدل على الْوَهم فِيمَا ذكر أَوله من قَوْله فلحقهم بِذِي قرد وَهِي زِيَادَة عِنْد بعض رُوَاة مُسلم وَلَيْسَت عِنْد جَمِيعهم وَلَا عِنْد البُخَارِيّ
(ذروان) وذروان بير فِي بني زُرَيْق كَذَا جَاءَ فِي كتاب الدَّعْوَات من البُخَارِيّ وَوَقع فِي غير مَوضِع بير ذروان وَعند مُسلم بير ذِي أروان وَقَالَ القتبي عَن الْأَصْمَعِي هُوَ الصَّوَاب وَقد بَيناهُ فِي حرف الْبَاء وَقَول من قَالَ ذِي أَوَان(1/275)
(ذَات الْجَيْش) على بريد من الْمَدِينَة ذكر فِي حرف الْجِيم
(ذُو الخلصة) بَيت صنم خثعم ذكر فِي حرف الْخَاء
(ذُو الحليفة) أحد الْمَوَاقِيت ذكر فِي حرف الْحَاء
(ذَات النصب) بِضَم النُّون وَالصَّاد قَالَ مَالك بَينهَا وَبَين الْمَدِينَة أَرْبَعَة برد
(ذَات الْعَشِيرَة) بِضَم الْعين الْمُهْملَة وَفتح الشين الْمُعْجَمَة وَجَاء فِي كتاب البُخَارِيّ الْعَشِيرَة أَو العسير بِفَتْح الْعين وَكسر السِّين الْمُهْملَة بعْدهَا كَذَا للأصيلي وَعند الْقَابِسِيّ فِي الأول العشير مثل الأول إِلَّا انه بِغَيْر هَاء أَو العسير كَمَا للأصيلي فِي الثَّانِي وَكَذَا لأبي ذَر إِلَّا أَنه قدم أَحدهمَا على الآخر عِنْد عَبدُوس العشير أَو الْعَشِيرَة مصغرين بشين مُعْجمَة فيهمَا وَذكر عَن شُعْبَة عَن قَتَادَة العشير كَالْأولِ إِلَّا أَنه بِغَيْر هَاء وَكَذَا ذكره مُسلم ذَات العشير أَو العسير مصغرين بِغَيْر هَاء والشين مُقَدّمَة وَالْمَعْرُوف فِيهَا الْعَشِيرَة مصغرة بالشين الْمُعْجَمَة وَالْهَاء وَكَذَا ذكرهَا ابْن إِسْحَاق وَهِي من أَرض بني مُدْلِج كَذَا ذكرهَا مُسلم ذَات العشير وَأما البُخَارِيّ وَابْن إِسْحَاق فَلم يذكر أذات وَذَات الْعَشِيرَة إِنَّمَا هِيَ الْغَزْوَة وَأما الْموضع فالعشيرة
(ذُو الْمجَاز) بِالْجِيم وَالزَّاي سوق من أسواق الْجَاهِلِيَّة قرب مَكَّة
(ذُو طوى) بِفَتْح الطَّاء وَالْوَاو مَقْصُور وَكسر الطَّاء بَعضهم وبالكسر قيدها الْأصيلِيّ بِخَطِّهِ وَبَعْضهمْ يَقُولهَا بِالضَّمِّ وَالْفَتْح الصَّوَاب وَهُوَ وَاد بِمَكَّة قَالَ أَبُو عَليّ هُوَ منون على فعل كَذَا قَالَ أَبُو زيد وَكَانَ فِي كِتَابه ممدودا فَأنكرهُ وَعند الْمُسْتَمْلِي ذُو الطواء معرف مَمْدُود قَالَ الْأَصْمَعِي هُوَ مَقْصُور وَالَّذِي فِي طَرِيق الطَّائِف مَمْدُود وَقَالَ ثَابت ذُو طواء مَمْدُود فَأَما طوى الْمَذْكُور فِي الْقُرْآن فيضم وَيكسر لُغَتَانِ وَهُوَ مَقْصُور أَيْضا اسْم وَاد كَمَا ذكر الله تَعَالَى وَزعم الدَّاودِيّ أَنه الأبطح وَلَيْسَ بِهِ
(ذَات لظى) من بِلَاد بني سليم وَمن منَازِل جُهَيْنَة بِجِهَة خَيْبَر
(ذَات عرق) مهل أهل الْعرَاق
حرف الرَّاء
الرَّاء مَعَ الْهمزَة
(رَأس) قَوْله كَانَ نخلها رُؤُوس الشَّيَاطِين قيل هُوَ نبت وَقيل هُوَ تَشْبِيه لكراهتها وقبح منظرها وَالْعرب تشبه كل مستبشع مستقبح بالشيطان كَمَا قَالَ
كأنياب أغوال
وَقَوله رَأس الْكفْر قبل الْمشرق كني بِهِ عَن معظمه أَو إِشَارَة إِلَى معِين مَخْصُوص إِمَّا أَن يكون الدَّجَّال أَو غَيره من رُؤَسَاء الضلال أَو يكون إِشَارَة إِلَى إِبْلِيس أَن الشَّمْس تطلع بَين قَرْني الشَّيْطَان على أحد التأويلات
(رَأْي) قَوْله كريه المرءاة بِفَتْح الْمِيم مَمْدُود الْهمزَة فسره الحَدِيث الآخر كريه المنظر وَقَوله تنظر فِي المرءاة بِكَسْر الْمِيم هِيَ مَعْلُومَة قَوْله أرأيتك مَعْنَاهُ الاستخبار والاستفهام أَي أَخْبرنِي عَن كَذَا وَهُوَ بِفَتْح التَّاء فِي الْمُذكر والمؤنث وَالْوَاحد والجميع تَقول أرأيتك وأريتكما وأرايتكم وَلم تثن مَا قبل عَلامَة الْمُخَاطب وَلم تجمعه فَإِذا أردْت معنى الرُّؤْيَة ثنيت وجمعت وأنثت فَقلت أرأيتك قَائِما وأرأيتك قَائِمَة وأرايتاكما وأرايتموكم وأرايتكن قَوْله فِي حَدِيث سهل حَتَّى يتَبَيَّن لكم الْخَيط الْأَبْيَض قَالَ حَتَّى يتَبَيَّن لَهُ رؤيتها كَذَا ضبطناه بِكَسْر الرَّاء وَحَمْزَة سَاكِنة بعْدهَا عَن محققي شُيُوخنَا وَهُوَ صَوَابه وَمَعْنَاهُ منظرهما وَمَا يرى مِنْهُمَا وَوَقع عِنْد بعض شُيُوخنَا بِخَطِّهِ بِفَتْح الرَّاء وَكسر الْهمزَة وَلَا وَجه لَهُ هُنَا إِنَّمَا الرءى بِكَسْر الْهمزَة وَفتح الرَّاء وَكسرهَا تَابع الكاهن من الْجِنّ وَقَوله فِي حَدِيث الْكُسُوف رَأَيْت الْجنَّة كَذَا لَهُم وَعند ابْن وضاح وَبَعْضهمْ أريت على مَا لم يسم فَاعله وَكِلَاهُمَا صَحِيح وَقَوله خطب فرءا أَنه لم يسمع أَي ظن وللعذري والسمرقندي فرءى بِضَم الرَّاء وَكسر الْهمزَة على مَا لم(1/276)
يسم فَاعله مقلوب من أريت فأخرت الْهمزَة أَي أظهر إِلَيْهِ وَهُوَ رَاجع إِلَى معنى ظَنَنْت وَهَذِه الْأَلْفَاظ يتَكَرَّر مثلهَا فِي الحَدِيث فَمَتَى جَاءَ بِمَعْنى نظر الْعين كَانَ أرى وَرَأَيْت بِالْفَتْح وَمَتى كَانَ بِمَعْنى الظَّن والحسبان كَانَ أرى وأريت بِالضَّمِّ إِلَّا أَن يَأْتِي على مَا لم يسم فَاعله فَيَأْتِي لَهما جَمِيعًا وَقَوله أَن أهل الْجنَّة ليتراءون أهل عليين أَي ينظرُونَ إِلَيْهِم ويتعاطون رُؤْيَتهمْ وَمِنْه قَوْله تراءينا الْهلَال أَي تعاطينا رُؤْيَته وتكلفناها قَوْله أَرِنِي إزَارِي فِي بَاب فضل مَكَّة قيل مَعْنَاهُ أعطنيه وَتقدم فِي الْهمزَة قَوْله أرن أَو أعجل فِي الذَّبَائِح وَالْخلاف فِيهِ وَتَفْسِيره وَقَوله فِي الرمل فِي الْحَج إِنَّمَا كُنَّا رَأينَا بِهِ الْمُشْركين فاعلنا من الرُّؤْيَة أَي أريناهم بذلك أَنا أشداء قَوْله ألم ترى إِلَى قَوْمك مَعْنَاهُ ألم ينْتَه علمك وَلم تعرفي وَذكر الرُّؤْيَا من النّوم مَقْصُورَة مَضْمُومَة وتكتب بِالْألف لأجل الْيَاء قبلهَا وَمن الْبَصَر رُؤْيَة بِالتَّاءِ ورؤيا بِالضَّمِّ فيهمَا ورأيا بِفَتْح الرَّاء منون وَمن الرَّأْي رَأيا مثله وَالْفِعْل من جَمِيعهَا رأى إِلَّا أَن فِي رُؤْيَة الْبَصَر لغتين رءا وَرَاء من المقلوب وَقَوله أرى رؤياكم قد تواطأت كَذَا جَاءَ على الْإِفْرَاد وَالْمرَاد بِهِ رؤاكم لِأَنَّهَا لم تكن رُؤْيا وَاحِدَة وَلكنه أَرَادَ الْجِنْس قَوْله إِذا أَمرتكُم بِشَيْء من رَأْيِي فَإِنَّمَا أَنا بشر يُرِيد فِي أَمر الدُّنْيَا لِأَن الحَدِيث فِي أبار النّخل وَقَوله أروني عبيرا أَي إيتوني بِهِ قَوْله إِنِّي لأَرَاكُمْ من وَرَاء ظَهْري فِيهِ تَأْوِيلَانِ أَنه من رُؤْيَة الْعين وَقيل من رُؤْيَة الْقلب وَقَوله أَرَانِي اللَّيْلَة عِنْد الْكَعْبَة بِفَتْح الْهمزَة من رُؤْيَة الْعين قَوْله أَرَأَيْتكُم ليلتكم هَذِه.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
قَوْله فِي الْمُتْعَة ارتأى كل امْرِئ مَا شَاءَ أَن يرتئي افتعل يفتعل من الرَّأْي مثل اعْتدى ويعتدي وَعند العذري فِي الثَّانِي يرتئي مثل يخْشَى وَلَيْسَ بِشَيْء فِي حَدِيث ابْن عمر فِي الْوضُوء رءاني أتسوك بسواك كَذَا للمستملي وَهُوَ خطأ وَالصَّوَاب مَا للكلافة أَرَانِي بِهَمْزَة مُقَدّمَة مَفْتُوحَة لِأَنَّهُ إِنَّمَا أخبر عَمَّا رءاه فِي النّوم
فِي بَاب جَامع الْحَج مَا رأى الشَّيْطَان يَوْمًا هُوَ فِيهِ أَصْغَر كَذَا لشيوخنا بِالْفَتْح فعل مَاض وَرَوَاهُ بَعضهم رأى على مَا لم يسم فَاعله بِتَقْدِيم الرَّاء مَضْمُومَة وَرَوَاهُ بَعضهم بِكَسْرِهَا كَذَلِك وَعند بَعضهم أرى بِتَقْدِيم الْهمزَة على مَا لم يسم فَاعله يُقَال رأى وَأرى
فِي بَاب دفع السِّوَاك إِلَى الْأَكْبَر أَرَانِي أتسوك بسواك كَذَا لجمهورهم وَهُوَ الصَّوَاب وللمستملي رَآنِي وَلَا وَجه لَهُ
فِي الحلاق فِي حَدِيث مُحَمَّد بن مثنى وَقَالَ بِيَدِهِ عَن رَأسه ويروى على رَأسه فحلق شقَّه الْأَيْمن كَذَا لجميعهم إِلَّا العذرى فَعنده عَن يسَاره وَالْأول أظهر لَا سِيمَا على قَول من قَالَ رَأسه وَقد يتَخَرَّج للثَّانِي وَجه أَي جعل يَده على يسَار رَأسه لَيْلًا يبْدَأ الحالق بِهِ وَقَالَ هُنَا بِمَعْنى جعل وَأَشَارَ
فِي حَدِيث الْحَوْض قَالَ الْمسور وَترى فِيهِ الْآنِية مثل الْكَوَاكِب كَذَا روينَاهُ بِضَم التَّاء من ترى بِاثْنَتَيْنِ فَوْقهَا وَرَوَاهُ بَعضهم يرى بِفَتْح الْيَاء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا وَكسر الرَّاء وَصَوَّبَهُ بَعضهم وَقَالَ مَعْنَاهُ تضئ وتشرق من قَوْلهم وَرَأى الزند إِذا أخرج النَّار وَهَذَا بعيد إِنَّمَا أَرَادَ الْعدَد وَأَنَّهَا ترى فِي الْكَثْرَة ككثرة النُّجُوم كَمَا جَاءَ مُفَسرًا فِي الحَدِيث الآخر
فِي حَدِيث ابْن معَاذ فِي الَّذِي أوصى أَهله أَن يحرقوه أَن رجلا رَأسه الله مَا لَا كَذَا للفارسي مَهْمُوز بسين مُهْملَة وَعند العذري والسجزي راشه غير مَهْمُوز وشين مُعْجمَة وَهُوَ الصَّوَاب وَالْأول تَصْحِيف لَا وَجه لَهُ هُنَا وَمَعْنَاهُ فِي غَيره ضرب(1/277)
رَأس غَيره أَو رَأس على غَيره وَمعنى رأشه نعم عَلَيْهِ وَجعل لَهُ ريشا وَهِي الْحَال الْحَسَنَة وَرُوِيَ فِي غير هَذَا الحَدِيث رغسه أَي كثره وأنماه وَسَيَأْتِي تَفْسِيره فِي بَاب من ينكب فِي سَبِيل الله فَقَتَلُوهُمْ إِلَّا رجلا أعرج صعد الْجَبَل قَالَ همام وَأرَاهُ آخر مَعَه كَذَا لكافتهم وَلابْن السكن وارتقى آخر مَعَه وَلَعَلَّه الْوَجْه وَالصَّوَاب
الرَّاء مَعَ الْبَاء
(ر ب ب) قَوْله فِي الدُّعَاء عِنْد آخر الْأكل وَلَا مُسْتَغْنى عَنهُ رَبنَا بِالْفَتْح لأكْثر الروَاة على النداء وَيكون الضَّمِير فِي عَنهُ للطعام وَرَوَاهُ الْأصيلِيّ بِالرَّفْع على الْقطع وَخبر الْمُبْتَدَأ وَيكون الضَّمِير فِي عَنهُ لله تَعَالَى قَوْله أَن تَلد الْأمة رَبهَا فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى ربتها مَعْنَاهُ سَيِّدهَا ومالكها والرب السَّيِّد وَهَذَا كِنَايَة عَن كَثْرَة أَوْلَاد السراري حَتَّى يكون الْوَلَد مِنْهَا مثل سَيِّدهَا ومالكها من آبَائِهِم وَقيل مَعْنَاهُ فشو العقوق حَتَّى يكون الْوَلَد لأمه فِي الغلظة والاستطالة كسيدها وَقيل قلَّة التحفظ والورع وَبيع أُمَّهَات الْأَوْلَاد حَتَّى يُمكن أَن يَشْتَرِيهَا ابْنهَا وَهُوَ لَا يعلم فيملكها وَقيل لِأَنَّهُ سَبَب عتقهَا فَكَانَ كربها الْمُنعم عَلَيْهَا وَقد قدمنَا مِنْهُ فِي بَاب الْبَاء وَالْعين وبسطنا مَا فِيهِ من الْفِقْه فِي كتاب الْإِكْمَال وأصل الرب الْمَالِك وَرب الْعَالمين مالكهم وَقيل الْقَائِم بأمورهم والمصلح لَهَا وَفِي الحَدِيث أَن ربوبي بِضَم الْبَاء وَفتحهَا هُنَا خطأ ربنى بِفَتْحِهَا إكفاء كرام وَقَوله وَلِأَن يربنِي بَنو عمي بِضَم الرَّاء أحب إِلَيّ من أَن يربنِي غَيرهم مَعْنَاهُ يملكني أَو يدبر أَمْرِي ويصيرون لي أَرْبَابًا أَي سادة وملوكا وَفِي حَدِيث سلمَان تداوله بضعَة وَعِشْرُونَ من رب إِلَى رب أَي من مَالك إِلَى مَالك وَسيد إِلَى سيد حَتَّى سبى وَبيع والربانيون الْعلمَاء قيل سموا بذلك لقيامهم بالكتب وَالْعلم قيل نسبوا إِلَى الْعلم بالرب وَقيل لأَنهم أَصْحَاب الْعلم وأربابه وزيدت النُّون للْمُبَالَغَة وَقيل مَعْنَاهُ الْجَمَاعَات والربة الْجَمَاعَة وَقد قيل فِي النّسَب فِيهِ أَيْضا رَبِّي على الأَصْل وَجَاء فِي الْقُرْآن ربيون كثير والربانيون والأحبار بِالْوَجْهَيْنِ والربيب ابْن الْمَرْأَة من غير الزَّوْج فعيل بِمَعْنى مفعول لِأَن الزَّوْج يربه وَيقوم بأَمْره وَقَوله فِي الحَدِيث الآخر هَل لَك عَلَيْهِ من نعْمَة تربها أَي تقوم عَلَيْهَا وتسعى فِي صَلَاحهَا وتصلها وَقَوله كَأَنَّهَا ربابة بَيْضَاء بِفَتْح الرَّاء أَي سَحَابَة وَمِنْه ذكر الربَاب جمع ربابة بِالْفَتْح فيهمَا وَهُوَ السَّحَاب الَّذِي ركب بعضه بَعْضًا وَذكر فِيهَا رب وَرُبمَا وَهِي كلمة إِذا جَاءَت مُفْردَة كَانَت مُشَدّدَة وَإِذا وصلت بِمَا ليليها الْفِعْل كَانَت مُشَدّدَة ومخففة وَقد جَاءَت المفردة مُخَفّفَة قَالُوا رب رجل وربت رجل وربتا رجل وَاخْتلفت النُّحَاة فِي مَعْنَاهَا فأكثرهم يَقُول أَنَّهَا للتقليل وَبَعْضهمْ يَقُول أَنَّهَا للتكثير كَقَوْلِه إِلَّا رب يَوْم لَك مِنْهُنَّ صَالح ومحققوهم يَقُولُونَ أَنَّهَا تَأتي للوجهين وَأكْثر اسْتِعْمَالهَا فِي التقليل وَقَوله فِي الزَّكَاة وَلَا يَأْخُذ الربى بِالضَّمِّ وَشد الْبَاء مَقْصُور هِيَ الشَّاة الحديثة الْعَهْد بالنتاج وَهُوَ ربابها بِالْكَسْرِ وَجمع الربى ربَاب بِالضَّمِّ وَقيل هِيَ الَّتِي تربي وَلَدهَا وَقيل لَا يُقَال ذَلِك فِي النعجة وَيُقَال فِي الْبَقَرَة والناقة والعنز وَقيل الربى الَّتِي يضع الرَّاعِي مَتَاعه عَلَيْهَا وَالْأول أشهر
(ر ب د) قَوْله أَن مَسْجده كَانَ مربدا ليتيمه وبمربد النعم أَي موضعا تحبس فِيهِ الْإِبِل وَالْغنم ومربد الْبَصْرَة سوق الْإِبِل الَّتِي نحبس فِيهِ للْبيع وَقد يكون أَيْضا للتمر إِذا جد ييبس فِيهِ مثل الجرين وَأَصله من الْإِقَامَة واللزوم وَقَوْلهمْ ربد(1/278)
بِالْمَكَانِ إِذا أَقَامَ فِيهِ وَقَوله إربد وَجهه وَتَربد صَار مربادا وَفِي الْفِتَن وَالْآخر أسود مرباد وَفِي بعض رِوَايَات مُسلم مربئد بِالْهَمْز الربدة لون بَين الْبيَاض والسواد والغبرة مثل لون الرماد وَمِنْه قيل للنعام ربد لِأَنَّهُ لَوْنهَا والهمزة لُغَة فِي هَذَا الْبَاب إرباد وإحمار
(ر ب ط) قَوْله فذلكم الرِّبَاط وَرجل ربطها يَعْنِي الْخَيل الرِّبَاط مُلَازمَة الثغر للْجِهَاد شبه أجر الْمُصَلِّي بِهِ وربط الْخَيل حَبسهَا وإعدادها لما يُرَاد مِنْهَا من جِهَاد أَو كسب وَغير ذَلِك وَقيل مَعْنَاهُ أَن هَذَا يرْبط صَاحبه عَن الْمعاصِي ويعقله ويكفه عَنْهَا فَهُوَ كمن ربط وعقل وَقَوله وَكَانَ لنا جارا وربيطا أَي ملازما
(ر ب ص) قَوْله بَاب الحكرة والتربص يُرِيد التَّرَبُّص بِبيع الطَّعَام ارْتِفَاع الْأَسْوَاق والحكرة اقتناؤه وَجمعه
(ر ب ض) قَوْله كربضة العنز كَذَا ضبطناه على أبي بَحر بِفَتْح الرَّاء وَحَكَاهُ ابْن دُرَيْد بِكَسْرِهَا وَكَذَا قيدناه على ابْن سراج وَهُوَ الصَّوَاب وَكَذَا قَيده القَاضِي التَّمِيمِي فِي كِتَابه وَمَعْنَاهُ كجثته إِذا ربض أَي ثنى قوائمه وبرك بِالْأَرْضِ وَفِي حَدِيث أبي لبَابَة أَنه ربط نَفسه بسلسلة ربوض جَاءَ فِي الْمُوَطَّأ من رِوَايَة ابْن بكير وفسرها فِي الحَدِيث الثَّقِيلَة كَأَنَّهُ يُرِيد أَنَّهَا بثقلها ربضت بِالْأَرْضِ أَي أَقَامَت يُقَال ربض بِالْأَرْضِ إِذا أَقَامَ وَمِنْه ربضت الْمَاشِيَة ومرابض الْغنم مَوَاضِع إِقَامَتهَا فِي الْمبيت وَقَالَ شمر فلَان ربض عَن الْحَاجَات أَي ثقيل عَنْهَا كَأَنَّهُ لَا يبرح مَكَانَهُ
(ر ب ع) قَوْله فِي الشُّفْعَة فِي أَرض أَو ربع وَذكر الرباع أَيْضا جمع ربع قَالَ الْأَصْمَعِي الرّبع الدَّار بِعَينهَا حَيْثُ كَانَت وَالرّبع الْمنزل فِي زمن الرّبيع خَاصَّة قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وتفريقه فِي الحَدِيث بَين الأَرْض وَالرّبع يصحح مَا قَالَه وَأَنه مُخْتَصّ بِمَا هُوَ مَبْنِيّ وَفِي بعض الرِّوَايَات أَو ربعَة بِزِيَادَة تَاء كَمَا قَالُوا دارودارة ومنزل ومنزلة وَفِي رِوَايَة أَو ربعه بهاء الضَّمِير ويعضده أَيْضا مَا تقدم من قَوْله فِي الشؤم وَإِن كَانَ فَفِي الرّبع وَجَاء فِي الرِّوَايَة الْمَعْرُوفَة فَفِي الدَّار فَدلَّ أَنه المُرَاد وَقَوله فِي صفته عَلَيْهِ السَّلَام كَانَ ربعَة بِسُكُون الْبَاء وَفتحهَا وَفتح الرَّاء هُوَ الرجل بَين الرجلَيْن فِي قده وقامته والمؤنث والمذكر وَالْوَاحد وَالْجمع فِيهِ سَوَاء وَفِي حَدِيث آخر كَانَ أطول من المربوع وَفِي الحَدِيث الآخر مربوعا ويفسره قَوْله فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى لَيْسَ بالطويل الْبَائِن وَلَا الْقصير وَهَذَا تَفْسِير الرِّوَايَة الْأُخْرَى فَوق المربوع أَنه كَانَ ربعَة لَكِن إِلَى الطول أَكثر لكنه لم يكن بالطويل الْبَائِن وَقَوله أربعوا على أَنفسكُم وأربعي على نَفسك بِفَتْح الْبَاء أَي الزم أَمرك وشأنك وانتظر مَا تُرِيدُ وَلَا تعجل وَقيل كف وارفق وَقَوله فِي حَائِطه ربيع وعَلى أربعاء لَهَا وَمَا ينْبت على الْأَرْبَعَاء وعَلى الرّبيع وَكَانَ لجدي ربيع بِفَتْح الرَّاء وَهُوَ الْجَدْوَل وَجمعه أربعاء مَمْدُود بِكَسْر الْبَاء وَفتح الْهمزَة وربعان بِضَم الرَّاء وَأما ربيع الكلا وَهُوَ الغض مِنْهُ فَيجمع أَرْبَعَة وربعانا وَأما الْيَوْم فَيُقَال فِيهِ الْأَرْبَعَاء مثل الأول وَحكي بِفَتْح الْبَاء أَيْضا وَبِضَمِّهَا كُله مَمْدُود وَجمعه أربعاوات وَقَوله أَمِير ربع من تِلْكَ الأرباع يَعْنِي قسْمَة الشَّام وَأَنَّهَا كَانَت أجناد أَرْبَعَة وَقَوله مِمَّا ينْبت الرّبيع هُوَ هُنَا الْفَصْل الأول من فُصُول الزَّمَان وَأول دفء الْهَوَاء وَخُرُوج الشتَاء وَإِخْرَاج الأَرْض نباتها وَهَذَا على مَذْهَب بعض الْعَرَب وَأكْثر النَّاس وَمِنْهُم من يَجْعَل الرّبيع الخريف وَهُوَ الْفَصْل الَّذِي تدْرك فِيهِ الثِّمَار وَيُسمى هَذَا الأول الصَّيف ثمَّ يُسمى الَّذِي بعده القيظ وَذكر أَبُو عبيد أَن الْعَرَب تجْعَل السّنة سِتَّة أزمنة فأولها الخريف وَهُوَ أول مَا يبْدَأ الْمَطَر ثمَّ الوسمى(1/279)
وَهُوَ أول الرّبيع عِنْد دُخُول الشتَاء ثمَّ الشتَاء ثمَّ الرّبيع ثمَّ الصَّيف ثمَّ الْحَمِيم وَهَكَذَا روى ابْن نَافِع عَن ملك فِي كتاب النُّجُوم تَرْتِيب الْأَزْمِنَة على سِتَّة كَمَا تقدم وَمِنْهُم من يُسَمِّي هَذَا الأول الرّبيع الثَّانِي ويسمي فصل الخريف الرّبيع الأول وَقَوله جملا رباعيا مخفف الْبَاء وَالْيَاء مَفْتُوح الرَّاء وَفِي حَدِيث آخر رباع هُوَ الَّذِي سَقَطت رباعيتاه من أَسْنَانه وَربَاع للذّكر ورباعية للْأُنْثَى فَإِذا نصبت الْمُذكر قلت رباعيا وَذَلِكَ فِي السّنة السَّابِعَة وَقَوله وَكسرت رباعيته هِيَ السن الَّتِي بعد الثَّنية وَهِي أَربع محيطات بالثنايا اثْنَان من فَوق وَاثْنَانِ من أَسْفَل
(ر ب و) ذكر الرِّبَا فِي البيع وَهُوَ من الزِّيَادَة فِيهِ الَّتِي لَا تبيحها الشَّرِيعَة من زِيَادَة فِي المَال الَّذِي لَا يجوز فِيهِ التَّفَاضُل أَو زِيَادَة تقع فِيهِ بِالتَّأْخِيرِ أَو زِيَادَة تقع فِي السّلف وَشبهه وَهُوَ مَقْصُور وَقَوله إِلَّا رَبًّا مَكَانهَا أَي ارْتَفع وَزَاد من الطَّعَام وانتفخ أَكثر مِمَّا أَخذ وَأكل مِنْهُ وَقَوله فربا الرجل ربوة شَدِيدَة بِالْفَتْح واصفر وَجهه أَي ذعر مِمَّا سَمعه وَقَوله مَالك حشيار أبيَّة قد تفسر فِي حرف الْحَاء وهما بِمَعْنى هِيَ الَّتِي أَصَابَهَا الربو وَهُوَ البهر فانتفخت ريتها وحشاها وَعلا نَفسهَا يعتري ذَلِك من شدَّة الْمَشْي والجري وَتَنَاول الْمَشَقَّة والثقل قَالَ الْخَلِيل وَبِالرجلِ أَصَابَهُ نفس فِي جَوْفه وَمِنْه سميت الربوة لما ارْتَفع من الأَرْض بِالضَّمِّ لارتفاعها وَيُقَال أَيْضا فِي هَذَا ربوة وربوة بِالْكَسْرِ وَالضَّم والرباوة بِكَسْر الرَّاء وَفتحهَا والرابية وَقد جَاءَت بعض هَذِه الْأَلْفَاظ فِي الحَدِيث
(ر ب ى) وَقَوله فِي الصَّدَقَة إِلَّا رَبًّا هاله كَمَا يربى أحدكُم فلوه التربية والتربيب الْقيام على الشَّيْء والإصلاح والمعاهدة لَهُ يُقَال ربه ورباه ورببه ببائين وربته بِالتَّاءِ كُله بِمَعْنى حضنه وَقَامَ عَلَيْهِ وَمعنى الحَدِيث هُنَا تَضْعِيف الله أجره فِي ذَلِك وتكثيره.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
فِي حَدِيث وأنذر عشيرتك الْأَقْرَبين فَانْطَلق يربأ أَهله كَذَا فِي كتاب شَيخنَا أبي مُحَمَّد الخشنى وَأبي عبد الله التَّمِيمِي بباء بِوَاحِدَة مَفْتُوحَة بعْدهَا همزَة وَمَعْنَاهُ يتطلع لَهُم ويتحسس والربيئة الْعين والطليعة للْقَوْم وَكَانَ عِنْد بَقِيَّة شُيُوخنَا وَأكْثر النّسخ يرتوا بتاء بِاثْنَتَيْنِ فَوْقهَا مَضْمُومَة بِغَيْر همز وَقد يكون مَعْنَاهُ أَي يتقدمهم ليتطلع لَهُم وَقد يكون مَعْنَاهُ يشد ويقوى بصائرهم وَقيل هُوَ من قَوْلهم رتا بِرَأْسِهِ يرتو رتوا مثل الْإِيمَاء وَالْأول أظهر فِي معنى الحَدِيث هُنَا قَوْله فِي حَدِيث الَّذِي أَمر أَهله أَن يحرقوه فَأخذ مواثيقهم على ذَلِك وربى فَفَعَلُوا بِهِ ذَلِك كَذَا رَوَاهُ البُخَارِيّ وَرَوَاهُ مُسلم فَفَعَلُوا ذَلِك بِهِ وربى مُؤَخرا قَالَ بَعضهم مَا فِي البُخَارِيّ الصَّوَاب وربى هُنَا قسم على صِحَة مَا ذكره وكلتا الرِّوَايَتَيْنِ تصح على الْقسم وَوَجَدته فِي أصل شَيخنَا التَّمِيمِي من طَرِيق ابْن الْحذاء وذرى أَي فعل بِهِ مَا أَمرهم بِهِ من أَن يذروه فِي الرّيح بعد حرقه وسحقه وَهَذِه الرِّوَايَة هِيَ الْوَجْه فِي الحَدِيث وَيكون تَأْخِيره فِي كتاب مُسلم أصوب لكنه لم يكن عِنْد أحد من شُيُوخنَا غَيره وَيحْتَمل أَن يكون وربى مغيرا مِنْهُ وَقد يحْتَمل أَن يكون مغيرا من الْعَهْد والميثاق أَيْضا فَإِن الربَاب بِالْكَسْرِ الْعَهْد والمعاهدون يُقَال لَهُم أربة مثل أغرة فَلَعَلَّهُ فعل مِنْهُ وَالله أعلم وَعَلِيهِ حمله بعض الشَّارِحين قَوْله الصَّلَاة فِي مرابض الْإِبِل كَذَا للأصيلي وَلغيره مَوَاضِع وَهُوَ أصح وَإِنَّمَا يسْتَعْمل المربض فِي الشَّاة يُقَال ربضت الدَّابَّة ربوضا بَركت وأصل المعطن لِلْإِبِلِ وَسَيَأْتِي فِي حرفه وَقَوله ذَاك مَال رائح ويروى رابح مَعًا بِالْبَاء بِوَاحِدَة من الرِّبْح بِالْأَجْرِ وجزيل الثَّوَاب أَي ذُو ربح أَو رابح ربه وَقيل تَفْسِير(1/280)
كريم كثير الرِّبْح وبالياء بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا من الرواح عَلَيْهِ بِالْأَجْرِ على الدَّوَام مَا بقيت أُصُوله وثماره وَقد اخْتلفت رُوَاة الْمُوَطَّأ عَن مَالك فِيهِ بِالْوَجْهَيْنِ وبالياء بِاثْنَتَيْنِ رِوَايَة يحيى ين يحيى الأندلسي وَبَعْضهمْ وبالباء وَحدهَا رِوَايَة أبي مُصعب وَغَيره والقعنبي شكّ فِي أحد اللَّفْظَيْنِ فَقَالَ رابح أَو رائح وَقد ذكر البُخَارِيّ فِيهِ الْوَجْهَيْنِ عَن أَصْحَاب مَالك فَذكر عَن ابْن أبي أويس وَيحيى بن يحيى التَّمِيمِي بِالْيَاءِ بِاثْنَتَيْنِ وَعَن التنسي وروح بن عبَادَة بِالْبَاء بِوَاحِدَة ذكره مُسلم
وَفِي كِرَاء الْمزَارِع فِي حَدِيث إِسْحَاق نواجرها على الرّبيع كَذَا للعذري والسجزي بِفَتْح الرَّاء أَي الجداول على مَا فسرناه قبل وكما جَاءَ فِي غَيره من الْأَحَادِيث أَي على مَا ينْبت على شط هَذِه الجداول فَهُوَ لرب الأَرْض يخْتَص بِهِ وَمَا عداهُ للزارع وَهُوَ غرر فَلذَلِك نهى عَنهُ وَعند السَّمرقَنْدِي على الرّبع أَي الْجُزْء مِمَّا يخرج من الأَرْض وَهُوَ غرر أَيْضا وَقد تكون الرِّوَايَتَانِ صحيحتان قد قَالُوا للربع ربيع كَمَا قَالُوا لِلنِّصْفِ نصيف
وَفِي الْمُوَطَّأ ربيع لعبد الرَّحْمَن ابْن عَوْف كَذَا هُوَ للكافة بِالْفَتْح كَالْأولِ أَي جدول وَعند ابْن المرابط ربيع على التصغير وَالْأول أصوب هُنَا وَقد يكون الرّبيع أَيْضا الْقسم من المَاء وَيحْتَمل أَن يكون المُرَاد بِهِ فِي الحَدِيث هُنَا
فِي التَّكْبِير على الْجَنَائِز صلى بِنَا أنس فَكبر ثَلَاثًا ثمَّ سلم فَقيل فَاسْتقْبل الْقبْلَة ثمَّ كبر الرَّابِعَة كَذَا لكافة الروَاة وَعند الْأصيلِيّ ثمَّ كبر أَرْبعا فَيحْتَمل أَنه أتمهَا أَرْبعا فَيكون بِمَعْنى الأول وَيحْتَمل أَنه أعَاد الصَّلَاة فَكبر أَرْبعا وَالْأول أولى لموافقته الرِّوَايَة الْأُخْرَى
فِي الحَدِيث الآخر ألم أذرك تَأْكُل وتربع كَذَا للجلودي بباء بِوَاحِدَة قيل تَأْكُل المرباع وَيحْتَمل عِنْدِي أَن يكون مَعْنَاهُ تتودع فِي نعمتي وَلَا تحْتَاج النجعة مثل النَّازِل المربع فِي زمن الرّبيع أَو من قَوْلهم أَربع على نَفسك كَمَا تقدم وَفِي رِوَايَة ابْن ماهان ترتع بتاء بِاثْنَتَيْنِ فَوْقهَا أَي تتنعم وتلهو أَو قد يكون من معنى الأول كَمَا قيل فِي قَوْله تَعَالَى ترتع وَنَلْعَب قيل يكون فِي خصب وسعة وَقيل يلهوا وَقيل يَأْكُل وَفِي حَدِيث الشَّفَاعَة فِي مُسلم يَا رَبنَا فارقنا النَّاس قيل لَعَلَّه أننا فارقنا النَّاس بِدَلِيل مَا بعده
الرَّاء مَعَ التَّاء
(ر ت ج) قَوْله حَتَّى يرتج أَي يغلق والرتاج الْبَاب
(ر ت ل) ترتيل الْقُرْآن هُوَ ترك العجلة فِي تِلَاوَته وَبَيَان قِرَاءَته وثغر رتل إِذا كَانَ غير مترصص بل كالمفلج المتباين بعضه من بعض
(ر ت ع) قَوْله وَأرْسلت الأتان ترتع بصم الْعين هُوَ مِمَّا تقدم أَي تَأْكُل وتنبسط وتتسع فِي رعيها مُرْسلَة أَو تمرح وَمِنْه فِي آكِلَة الْخضر فرتعت وَمثله لَو رَأَيْت الظباء ترتع فِي الْمَدِينَة وَمثله الرَّاعِي حول الْحمى يُوشك أَن يرتع فِيهِ
(ر ت و) وَقَوله فِي التلبينة ترتوا فؤاد الحزين أَي تقويه وتشده.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
قَوْله فِي آكِلَة الْخضر ثمَّ رتعت بِالتَّاءِ بِاثْنَتَيْنِ فَوْقهَا كَذَا رِوَايَة الْجَمِيع على مَا تقدم من التَّفْسِير وَرَوَاهُ ابْن الْحذاء رجعت وَالْأول أظهر وَللْآخر وَجه أَي رجعت إِلَى رعيها أَو إِلَى حَال آخر كَمَا ذكر بعده فِي الحَدِيث الآخر ثمَّ عَادَتْ فَأكلت
الرَّاء مَعَ الثَّاء
(ر ث ث) قَوْله رث الْبَيْت أَي قَلِيل الْمَتَاع خلقه كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث ورثيت الثِّيَاب خلقهَا ورديها
(ر ث ي) قَوْله يرثى لَهُ رَسُول الله إِن مَاتَ بِمَكَّة أَي يتوجع لَهُ لمَوْته بهَا وَقد بَينا قَائِل هَذَا الْكَلَام وَالسَّبَب الَّذِي رثى لَهُ مِنْهُ فِي شرح مُسلم وَفِي آخر الْكتاب مِنْهُ شَيْء أَيْضا
الرَّاء مَعَ الْجِيم
(ر ج ا) قَوْله وأرجا رَسُول الله أمرنَا أَي أَخّرهُ قَوْله وَالطَّعَام مرجأ أَي مُؤخر يهمز وَلَا يهمز وَقد قرئَ بِالْوَجْهَيْنِ ترجى من تشَاء وترجئ ومرجئون لأمر الله ومرجون وَقَوله سَأَلت أَبَا وَائِل عَن المرجئة هم أضداد لمَذْهَب الْخَوَارِج والمعتزلة الْخَوَارِج تكفر بِالذنُوبِ والمعتزلة تفسق وَكلهمْ(1/281)
يوجبون بهَا الخلود فِي النَّار والمرجية تَقول لَا تضر الذُّنُوب مَعَ الْإِيمَان لَكِن بَينهم خلاف غلاتهم تَقول يَكْفِي فِي ذَلِك التَّصْدِيق بِالْقَلْبِ وَحده وَلَا يضر عدم غَيره وَمِنْهُم من يَقُول يَكْفِي فِي ذَلِك التَّصْدِيق بِالْقَلْبِ وَالْإِقْرَار بِاللِّسَانِ
(ر ج ب) قَوْله وعذيقها المرجب قيل هُوَ تَصْغِير عذق بِالْفَتْح وَهِي النَّخْلَة وَقيل تَصْغِير عذق بِالْكَسْرِ وَهُوَ العرجون وتصغيره لَهُ لَيْسَ على طَرِيق التحقير بل للتعظيم وَقيل للمدح كَمَا قيل فريخ قُرَيْش وَقيل للتقريب كَمَا تَقول بني وَأخي وَقَوله هَذَا اسْتِعَارَة شبه نَفسه بالنخلة الْكَرِيمَة الَّتِي يبْنى حولهَا بِنَاء من حِجَارَة وَذَلِكَ الْبناء هُوَ الترجيب واسْمه الرجبة بِضَم الرَّاء وَسُكُون الْجِيم والرجمة بِالْمِيم أَيْضا مَخَافَة أَن تقع أَو تسْقط لِكَثْرَة حملهَا وَقد يصنع ذَلِك بهَا بخشوب ذَات شعب تعمد بهَا مَخَافَة ذَلِك وَقد يفعل ذَلِك بالعرجون إِذا كَانَ كَبِيرا وخشي عَلَيْهِ انكساره لثقله فَتدخل تَحْتَهُ دعامة تمسكه وَقيل ترجيبها أَن تجْعَل الأعذاق على السعف وتشد بالخوص لَيْلًا تنفضها الرّيح وَقيل يوضع الشوك حولهَا لَيْلًا يدنو مِنْهُ آكل فَشبه نَفسه بذلك لما عِنْده من قوم يمنعونه ويحمونه وعشيرة تشده وترفده وَتقدم تَفْسِير الرواجب عِنْد ذكر البراجم فِي الْبَاء وَقَوله وَرَجَب مُضر سمي رجبا لتعظيم الْعَرَب لَهُ والترجيب التَّعْظِيم وَقَوله رَجَب مُضر لِأَنَّهَا كَانَت لَا تغير تَحْرِيمه وَكَانَت ربيعَة تغيره
(ر ج ج) وَقَوله حَتَّى يرت الرج والارتجاج كَثْرَة الْحَرَكَة وَالِاضْطِرَاب
(ر ج ح) قَوْله وزن لي فأرجح لي أَي زَاد وأثقل فِي الْمِيزَان حَتَّى مَال وأصل الترجح والرجحان الثّقل والميل قَوْله وَأَنا على أرجوحة بِضَم الْهمزَة وَبعد الْوَاو حاء مُهْملَة خَشَبَة يضع وَسطهَا الصّبيان على تل تُرَاب أَو رمل ثمَّ يجلس غلامان على طرفيها ويترجحان فِيهَا فيميل أَحدهمَا بِالْآخرِ وَقد جَاءَ فِي حَدِيث آخر فِي قصَّتهَا وَأَنا أرجح بَين عذقين على مَا لم يسم فَاعله وَكَأَنَّهُ أَيْضا من تَعْلِيق حَبل بَينهمَا والتدافع فِيهِ وهما مَعًا من لعب صبيان الْعَرَب
(ر ج ز) وَقَوله فِي الطَّاعُون رجزا على من كَانَ قبلكُمْ أَي عذَابا وَفسّر فِي آلام قَوْله وَالرجز فاهجر أَنه الْأَوْثَان وَقَوله الرجز فِي الْحَرْب بِفَتْح الْجِيم وَالرَّاء وَجعل يرتجز أَي يَقُول الرجز وَهُوَ ضرب مَوْزُون من الْكَلَام قصير الْفُصُول وَاخْتلف أَئِمَّة أَرْبَاب اللِّسَان هَل هُوَ من ضروب الشّعْر أَو من ضروب السجع وَلَيْسَ بِشعر وَقَالَ الْخَلِيل الَّذِي لَيْسَ بِشعر مِنْهُ ضَرْبَان المشطور والمنهوك
(ر ج ل) وَقَوله رجل الشّعْر بِكَسْر الْجِيم هُوَ الَّذِي فِيهِ تكسر يسير بِخِلَاف السبط وَرجل شعره وَرجل رَأسه ويرجل رَأسه أَي مشطه وأرسله وَيُقَال شعر رجل بِكَسْر الْجِيم وَفتحهَا وَضمّهَا ثَلَاث لُغَات إِذا كَانَ بَين السبوطة والجعودة قَالَ الْجَوْهَرِي الترجيل بل الشّعْر ثمَّ يمشط وَقَوله فِي الحَدِيث فِي بَاب راية النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَن قيس بن سعد وَكَانَ صَاحب راية رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَرَادَ الْحَج فَرجل لم يزدْ فِي الحَدِيث عَلَيْهِ هُوَ طرف من حَدِيث وَتَمَامه فَرجل أحد شقي رَأسه وَقد ذكرنَا تَمَامه آخر الْكِتَابَة فِي بَاب مَا بتر وَاخْتصرَ من الحَدِيث فأشكل وَإِنَّمَا قصد البُخَارِيّ فِيهِ فَائِدَة التَّرْجَمَة فِي ذكر الرِّوَايَة وَاخْتصرَ بَقِيَّته إِذْ لم يكن فِيهِ سَنَد عَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَإِنَّمَا كَانَ فعل غَيره ولأشكاله رَأَيْت بعض الشَّارِحين تاه فِي مَعْنَاهُ إِذْ لم يقف على بَقِيَّة الحَدِيث فَيعلم مُرَاده فَحَمله من التَّفْسِير مَا لَا يحْتَملهُ وَقَوله المترجلات من النِّسَاء كَذَا للأصيلي والنسفي ولغيرهما المرجلات وَهن المتشبهات بِالرِّجَالِ كَمَا قَالَه فِي الحَدِيث الآخر وَالرِّوَايَة الأولى أوجه وَقَوله فَمَا ترجل النَّهَار أَي مَا ارْتَفع وَقَوله كَمَا يغلى الْمرجل هُوَ الْقدر وَقيل هِيَ(1/282)
من نُحَاس وَقَوله كَأَنَّهَا رجل جَراد وَإِذا رجل من جَراد هِيَ الْجَمَاعَة مِنْهَا بِكَسْر الرَّاء وَسُكُون الْجِيم وَفِي بعض رواياة مُسلم وَالْبُخَارِيّ حَتَّى يضع الْجَبَّار فِيهَا رجله أَي الْجَمَاعَة الَّتِي خلقهَا لَهَا وَقد ذَكرْنَاهُ فِي الْجِيم وَقَوله من وقِي مَا بَين رجلَيْهِ كِنَايَة عَن الْفرج
(ر ج م) قَوْله من الشَّيْطَان الرَّجِيم قيل مَعْنَاهُ الملعون وَقيل مرجوم بالكواكب
(ر ج ع) قَوْله كَانَ يَقُول بالرجعة يَعْنِي مَذْهَب الشِّيعَة فِي رُجُوع عَليّ إِلَى النَّاس آخر الدُّنْيَا وَملكه الأَرْض وَكَذَا ضبطناه بِفَتْح الرَّاء وَكَذَا قَالَه أَبُو عبيد ورجعة الْمُطلقَة فِيهَا الْوَجْهَانِ وَالْكَسْر أَكثر وَأنكر ابْن مكي الْكسر وَلم يصب وَقَوله فَرجع كَمَا رجعت مشدد الْجِيم أَي رَجَعَ صَوته فِي الْقِرَاءَة وردده وَقَوله فَاسْتَرْجع أَي قَالَ إِنَّا لله وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون وَقَوله أَو أَن يرجعه إِلَى أَهله بِفَتْح الْيَاء ثلاثي أَي يردهُ وَحكي ثَعْلَب فِيهِ أرجعة أَيْضا رباعي وغزوة الرجيع مَشْهُورَة سميت بذلك باسم الْموضع وَهُوَ مَاء لهذيل وَلَا تستنجوا برجيع هِيَ الْعذرَة سميت بذلك لرجوعها إِلَى الظُّهُور بعد كَونهَا فِي الْبَطن أَو رَجَعَ عَن حَاله الأولى بعد أَن كَانَ طَعَاما أَو علفا إِلَى غَيره ورجيع هُنَا بِمَعْنى مرجوع وَقَوله عرضت على حَفْصَة فَلم أرجع إِلَيْهَا وَلم ترجع إِلَيّ شَيْئا أَي ترد على كلَاما
(ر ج ف) وَقَوله يرجف فُؤَاده ورجف بهم الْجَبَل ورجفت الْمَدِينَة رَجْفَة وأصابتني رَجْفَة كُله الِاضْطِرَاب وَقُوَّة الْحَرَكَة والزلزلة وترجف الْمَدِينَة ثَلَاث رجفات مِنْهُ أَي يَتَحَرَّك من فِيهَا من الْكفَّار وَالْمُنَافِقِينَ لقدوم الدَّجَّال ويخوض بَعضهم فِي بعض والمرجفون الَّذين يَخُوضُونَ فِي أُمُور الفتان ويشيعون أَمر الْعَدو
(ر ج س) وَقَوله فِي الروثة أَنَّهَا رِجْس أَي قذور وَفِي الحَدِيث الآخر ركس وهما بِمَعْنى وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْقَابِسِيّ فِي بَاب الِاسْتِنْجَاء بِالْجِيم وَغَيره بِالْكَاف وَقَوله فِي لُحُوم الْحمر رِجْس من عمل الشَّيْطَان الرجس بِالسِّين اسْم لكل مَا استقذر وَقد جَاءَ الرجس بِمَعْنى المأثم وَالْكفْر وَالشَّكّ وَهُوَ قَوْله تَعَالَى) فزادتهم رجسا إِلَى رجسهم
(وَقيل نَحوه فِي قَوْله تَعَالَى) إِنَّمَا يُرِيد الله ليذْهب عَنْكُم الرجس أهل الْبَيْت
(ويجئ بِمَعْنى الْعَذَاب أَو الْعَمَل الَّذِي يُوجِبهُ قَالَ الله تَعَالَى) وَيجْعَل الرجس على الَّذين لَا يعْقلُونَ
(وَقيل يَعْنِي اللَّعْنَة فِي الدُّنْيَا وَالْعَذَاب فِي الْآخِرَة
(ر ج و) وَقَوله إِلَّا رجاءتك أَن أكون من أَهلهَا مَمْدُود قَالَ فِي الجمهرة فعلت رَجَاء كَذَا ورجاءة كَذَا وَهُوَ بِمَعْنى طمعي فِيهِ وأملي وَيكون كَذَلِك أَيْضا الرَّجَاء مَمْدُود بِمَعْنى الْخَوْف وَمِنْه فِي الحَدِيث إِنَّا لنرجوا ونخاف أَن نلفي الْعَدو غَدا قَالَ الله تَعَالَى) مَا لكم لَا ترجون لله وقارا
(أَي لَا تخافون لَهُ عَظمَة وَمن كَانَ يَرْجُو لِقَاء ربه أَي يخافه يُقَال فِي الأمل رَجَوْت ورجيت بِالْوَاو وَالْيَاء وَفِي الْخَوْف بِالْوَاو وَلَا غير قَالَ بَعضهم لَكِن إِذا استعملته الْعَرَب مُفردا فِي الْخَوْف الزمته لأحرف النَّفْي قبله وَلم تستعمله مُفردا إِلَّا فِي الأمل والطمع وَفِي ضمنه بِكُل حَال الْخَوْف أَلا يكون مَا يؤمله وَهَذَا الحَدِيث يرد قَول هَذَا فقد اسْتَعْملهُ بِغَيْر لَا وَقَوله ترجين النِّكَاح بِضَم التَّاء وَفتحهَا مَعًا وبالضم ضَبطه الْأصيلِيّ وَكِلَاهُمَا صَحِيح.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
قَوْله فِي الْجُلُوس فِي الصَّلَاة أَنه لجفاء بِالرجلِ كَذَا ضبطناه قَالَ الجياني مَا رَأَيْنَاهُ إِلَّا هَكَذَا بِفَتْح الرَّاء وَضم الْجِيم وَقَالَ أَبُو عمر بن عبد الْبر إِنَّمَا هُوَ بِالرجلِ بِكَسْر الرَّاء وَسُكُون الْجِيم وَغَيره تَصْحِيف وَأنْشد البُخَارِيّ مستشهدا
ورجلة يضْربُونَ الْبيض ضاحية
كَذَا صَوَابه وَهِي رِوَايَة الْمُسْتَمْلِي بِفَتْح الرَّاء وَهُوَ لأكْثر الروَاة بِكَسْر الرَّاء وهما صَحِيحَانِ جمع راجل غير الرَّاكِب وَعند القادسي(1/283)
بِالْفَتْح مثله إِلَّا أَنه بِالْحَاء الْمُهْملَة وَلَيْسَ بِشَيْء وَيُقَال فِيهِ أَيْضا رجلة بِفَتْح الرَّاء وَكسر الْجِيم وَكَانَ رجلة بِكَسْر الرَّاء عِنْد يُونُس أَكثر فِي الْعدَد وَيُقَال أَيْضا رجل وَرجل وَرجل بِالْفَتْح وَالضَّم وَالْكَسْر بِغَيْر هَاء وَكلهَا بِسُكُون الْجِيم وَقد جَاءَ فِيهَا رجالة وأراجل وَرجل وَرِجَال بِضَم الرَّاء وَشد الْجِيم ورجالي كُله جمع الْمَاشِي
وَقَوله مرط مرجل كَذَا للهروي بِالْجِيم وَلغيره مرحل بِالْحَاء وهما جَمِيعًا صَوَاب وَهُوَ الَّذِي يوشي بصور الرّحال فَيُقَال بِالْحَاء أَو بصور المراجل أَو الرِّجَال فَيكون بِالْجِيم وَقد جَاءَ ثوب مراجل وثوب ممرجل
فِي حَدِيث الصِّرَاط وكشد الرِّجَال بِالْجِيم أَي كجريهم كَذَا لكافة رُوَاة مُسلم وَعند الْهَوْزَنِي الرّحال بِالْحَاء جمع رَحل وَلَيْسَ مَوْضِعه وَالْأول الصَّوَاب
وَقَوله فِي حَدِيث جَابر الطَّوِيل عِنْد مُسلم فدعوت أعظم رجل فِي الركب كَذَا لكافتهم بِالْجِيم وَكَذَا للقابسي وللجياني رَحل بِالْحَاء وَالْجِيم هُنَا أشبه لقَوْله بعد وَأعظم كفل وَلقَوْل فَمر مَا يُطَأْطِئ رَأسه وَاخْتلف فِيهِ الروَاة عَن البُخَارِيّ أَيْضا فَوَقع فِي الْمَغَازِي رَحل لكافتهم بِالْحَاء وبالجيم للقابسي وعبدوس وَفِيه خلاف فِي نسخ أبي ذَر ثمَّ قَالَ بعده ثمَّ أخدر حلا وبعيرا فمرتحته كذ لأكثرهم وَعند الْأصيلِيّ ثمَّ أَخذ الرجل بَعِيرًا فمرتحته وكلتا الرِّوَايَتَيْنِ تدل أَن رِوَايَة من روى أول الحَدِيث رجل بِالْجِيم أصح
وَفِي بَاب الصَّلَاة كَفَّارَة كَانَ رجل أصَاب من امْرَأَة وَفِيه فَقَالَ رجل يَا رَسُول الله إِلَى هَذَا كَذَا للقابسي وَهُوَ وهم وَالصَّوَاب مَا للْجَمَاعَة فَقَالَ الرجل بِدَلِيل قَوْله إِلَى هَذَا خَاصَّة لِأَنَّهُ صَاحب النَّازِلَة وَفِيه نزلت الْآيَة وَعَن ذَلِك سل
وَفِي كتاب الْأَنْبِيَاء فِي خبر مَرْيَم فِي حَدِيث إِبْرَاهِيم بن الْمُنْذر وَاضِعا يَدَيْهِ على منْكب رجل كَذَا للأصيلي وَهُوَ وهم وَالصَّوَاب مَا لغيره مَنْكِبي رجلَيْنِ وَهُوَ الَّذِي جَاءَ فِي سَائِر الْأَحَادِيث كَقَوْلِه يهادي بَين رجلَيْنِ
قَوْله فِي حَدِيث الَّذِي كَانَ بَيته أقْصَى بَيت فِي الْمَدِينَة فتوجهنا لَهُ كَذَا لَهُم وَعند الطَّبَرِيّ فترجعت بالراء وَالْأول الصَّوَاب
وَفِي بَاب من رَجَعَ القهقرافي صلَاته قَوْله فِي خُرُوج النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فِي مَرضه وهم الْمُسلمُونَ أَن يفتتنوا رَجَاء بِالنَّبِيِّ (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) حِين رَأَوْهُ كَذَا جَاءَ هُنَا فِي جمع النّسخ عَن البُخَارِيّ وَصَوَابه فَرحا بِالنَّبِيِّ كَمَا جَاءَ فِي بَاب وَفَاته وَفِي مُسلم من فَرح بِالنَّبِيِّ وَكَذَا هُوَ فِي غَيرهَا وَفِي البُخَارِيّ فِي حَدِيث أبي عُبَيْدَة فِي الْمَغَازِي بعد وَقَوله أَتُرِيدِينَ أَن تَرْجِعِي إِلَى رِفَاعَة جَاءَ فِي حَدِيث أبي الطَّاهِر أَن ترجعن وَلَا وَجه لَهُ إِلَّا أَن يكون ترجعن فَيصح قَوْله فَأَخَذَتْنِي رَجْفَة أَي اضْطِرَاب وزلزلة وَعند السَّمرقَنْدِي وجفة بِالْوَاو وَهِي من الوجيف ضرب من سير الْإِبِل وَلَيْسَ بموضعه وَالْأول الصَّوَاب
وَفِي إِخْبَار بني إِسْرَائِيل فِي الطَّاعُون رِجْس أرسل على طَائِفَة كَذَا فِي سَائِر النّسخ هُنَا بِالسِّين وَالْمَعْرُوف رجز كَمَا فِي غير هَذَا الْموضع لَكِن قد ذكرنَا أَن أهل هَذَا الشَّأْن وَأهل التَّفْسِير قد قَالُوا أَنه يَقع الرجس على الْعقُوبَة واستشهدنا عَلَيْهِ بِمَا تقدم قبل
فِي بَاب إِذا طول الإِمَام فِي حَدِيث معَاذ فَانْصَرف رجل كذ عِنْد الْأصيلِيّ ولسائر الروَاة الرجل وَالصَّوَاب مَا للأصيلي لِأَنَّهُ لم يتَقَدَّم لَهُ فِي هَذَا الحَدِيث مَا يُوجب تَعْرِيفه قَوْله فَرَجَفَ بهم الْجَبَل أَي تحرّك كَمَا قدمْنَاهُ وَفِي رِوَايَة الطَّبَرِيّ فزحف بالزاي والحاء وَهُوَ بِمَعْنى وَالْأول أشهر وَأعرف
وَفِي تَفْسِير) وَلَا تَقولُوا لمن ألْقى إِلَيْكُم السَّلَام
(كَانَ رجل فِي غنيمَة كَذَا لكافتهم وَكَذَا لأكْثر رُوَاة مُسلم وَعند الْقَابِسِيّ الرجل وَهُوَ وهم
وَقَوله فِي حَدِيث أبي هُرَيْرَة فِي كتاب الرَّقَائِق فَأخذت الْقدح فَأعْطِيه الرجل فيشرب حَتَّى(1/284)
يروي ثمَّ يرد على الْقدح فَأعْطِيه الرجل فيشرب كَذَا لَهُم وَعند الْمروزِي وَأبي ذَر فَأعْطِيه الْقدح وَهُوَ وهم وَالْأول الصَّوَاب قَوْله فِي حَدِيث مُحَمَّد بن رمح فِي اللّعان فِي كتاب مُسلم فَقَالَ الرجل لِابْنِ عَبَّاس أَهِي الَّتِي قَالَ رَسُول الله لَو رجمت أحدا بِغَيْر بَيِّنَة الحَدِيث كَذَا فِي جَمِيع النّسخ وَصَوَابه رجل على التنكير وَكَذَلِكَ هُوَ فِي كتاب البُخَارِيّ فِي اللّعان وَقد بَين اسْمه فِي الحَدِيث الآخر فَقَالَ ابْن شَدَّاد وعَلى مَا فِي الْأُم يدل أَنه الرجل الشاكي بامرأته أَولا وَلَا يَسْتَقِيم بذلك الْكَلَام وَفِي هَذَا الحَدِيث نَفسه فِي رِوَايَة النَّاقِد لَو كنت راجما أحدا بِغَيْر بَيِّنَة لرحمتها كَذَا لِابْنِ الحداء وَلغيره لرجمتها وَهُوَ الصَّوَاب الْمَعْرُوف بِدَلِيل مَا بعده من قَوْله تِلْكَ امْرَأَة أعلنت
الرَّاء مَعَ الْحَاء
(ر ح ب) قَوْله مرْحَبًا منون كلمة تقال عِنْد المبرة للقادم الْوَافِد وَلمن يلقى ويجتمع بِهِ بعد مغيب وَمَعْنَاهَا صادفت رحبا أَي سَعَة نصبت على الْمَفْعُول وَقيل على الْمصدر أَي رحب الله بك مرْحَبًا وضع مَوضِع الترحيب وَهُوَ مَذْهَب الْفراء وَفِي الحَدِيث رحب بهَا وَقَالَ مرْحَبًا بِابْنَتي وَمَكَان رحب وَاسع وَجمعه رحاب ورحيب أَيْضا وَقَوله ضَاقَتْ على الأَرْض بِمَا رَحبَتْ أَي بِمَا وسعت أَي على سعتها وَقَوله ورحب بهَا ودعا أَي قَالَ مرْحَبًا
(ر ح رح) وَقَوله فَأتى بقدح رحراح بِفَتْح الرَّاء وَسُكُون الْحَاء أَي وَاسع قَالَ بن دُرَيْد وَيُقَال رحرح أَيْضا قَالَ غَيره هُوَ مَعَ ذَلِك الْقَرِيب القعر الصَّغِير
(ر ح ل) وَقَوله لَا تكَاد تَجِد فِيهَا رَاحِلَة هِيَ النَّاقة النجيبة الْكَامِلَة الْخلق الْحَسَنَة المنظر المدربة على الرّكُوب وَالسير وَالْحمل وَهُوَ لَا يكون إِلَّا مَعَ التدريب والتأديب مَعَ خلقتها لتأتي ذَلِك ومثالها فِي الْإِبِل قَلِيل كَذَلِك النجيب فيهم وَأَن تساووا فِي النّسَب والخلقة قيل المُرَاد اسْتِوَاء النَّاس كَمَا قَالَ كأسنان الْمشْط وَالْأول هُنَا أبين لقَوْله لَا تكادوا شَاربه إِلَى التقليل وَقيل المُرَاد أَن الْكَامِل والراغب فِي الْآخِرَة قَلِيل وَغَيرهم متساو فِي طلب الدُّنْيَا وَقد يُسمى الْجمل أَيْضا رَاحِلَة وَالْهَاء هُنَا للْمُبَالَغَة وَقيل سميت بذلك لأنهاترحل كَمَا قيل عيشة راضية أَي مرضية وَمَاء دافق أَي مدفوق وخصها ابْن قُتَيْبَة بالنوق وَأنْكرهُ الْأَزْهَرِي وَقَوله إِلَى رَحْله ورحالهم أَي مَنَازِلهمْ وَالصَّلَاة فِي الرّحال أَي المساكن والمنازل والرحل أَيْضا الرحالة وَهِي من مراكب الرِّجَال وَجَمعهَا رحال وَمِنْه حج الْأَبْرَار على الرّحال ورحلت الْبَعِير مخفف شددت عَلَيْهِ الرحل
وَقَوله فِي أشرط السَّاعَة ونار ترحل النَّاس كَذَا ضبطناه فِي مُسلم بِفَتْح التَّاء والحاء وضبطناه فِي الغربيين ترحل بِضَم التَّاء وَكسر الْحَاء وتشديدها وَتَخْفِيف الرَّاء والحاء أَيْضا وَمَعْنَاهُ تزعج وتشخص كَمَا قَالَ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى تَسوق النَّاس وَيُقَال الأرحال والترحيل بِمَعْنى الإزعاج وَقيل ترحل النَّاس أَي ترلهم المراحل وَقيل تقيل مَعَهم وتنزل مَعَهم وَمِنْه الَّذين يرحلون هودجي ورحلوا جودة والرحلة بِالْكَسْرِ الارتحال وجمل ذُو رحْلَة بِالضَّمِّ للقوى على السّفر
وَفِي بيع الْحَيَوَان بعضه بِبَعْض فِي البعيرين لَيْسَ بَينهمَا تفاضل ونجابة وَلَا رحْلَة كَذَا ضبطناه عَن شُيُوخنَا بِكَسْر الرَّاء وَالَّذِي حَكَاهُ أَبُو عبيد فِيهِ الضَّم قَالَ يُقَال بعير ذُو رحْلَة إِذا كَانَ شَدِيدا قَوِيا وناقة ذَات رحْلَة عَن الْأَصْمَعِي وَعَن الْأمَوِي الرحلة جودة الْمَشْي كَذَا روايتنا فِيهِ بِالْحَاء فِي الأَصْل وضبطناه فِي الْحَاشِيَة عَن بعض الروَاة رجلة بِالْجِيم
(ر ح م) قَوْله وَأَنا نَبِي الرَّحْمَة كَذَا للسجزي وَلغيره المرحمة لِأَن بِهِ تيب على النَّاس وآمنوا ورحموا كَمَا قَالَ تَعَالَى) وَمَا أَرْسَلْنَاك إِلَّا رَحْمَة للْعَالمين
(وَقد يكون مَعْنَاهُ مَا سَمَّاهُ الله بِهِ من قَوْله بِالْمُؤْمِنِينَ رؤوف رَحِيم لعطفه(1/285)
وإحسانه لَهُم وَقد يكون ذَلِك لرحمة الله الْعَالمين بِشَفَاعَتِهِ الثَّانِيَة من النَّار أَو الْبَقَاء فِيهَا وَفِي بعض الرِّوَايَات مُسلم نَبِي الملحمة الْمَبْعُوث بِالْقِتَالِ وَالْجهَاد كَمَا قَالَ بعثت بِالذبْحِ وَأمرت أَن أقَاتل النَّاس حَتَّى يَقُولُوا لَا إِلَه إِلَّا الله وكما جَاءَ فِي حَدِيث حُذَيْفَة نَبِي الْمَلَاحِم وَنَبِي الرَّحْمَة ذكره ابْن أبي خَيْثَمَة
قَوْله جعل الله الرَّحِم مائَة جُزْء كَذَا روينَاهُ بِضَم الرَّاء مَعْنَاهُ الْعَطف وَالرَّحْمَة كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث الآخر خلق الله مائَة رَحْمَة يُقَال رَحْمَة وَرَحْمَة بِالْفَتْح وَالضَّم ورحم بِالضَّمِّ والرحيم من أَسمَاء الله والرحمان من ذَلِك فالرحمان مِمَّا اخْتصَّ بِهِ تَعَالَى لَا يُسمى بِهِ غَيره كالله وَأما الرَّحِيم فقد يُوصف بِهِ المخلوقون قَالَ الله تَعَالَى لنَبيه بِالْمُؤْمِنِينَ رؤوف رَحِيم وَهِي من الله عطف وإحسان وَمن المخلوقين رقة وارتماض يقْضِي بالْعَطْف وَالْإِحْسَان قَوْله الرَّحِم مُتَعَلقَة بالعرش وَيُقَال رحم ورحم ورحم وَأعلم أَن مَا جَاءَ من ذكر الرَّحِم فِي مثل هَذَا كَقَوْلِه قَامَت الرَّحِم فَقَالَت هَذَا مقَام العائذ بك أَنه على وَجه ضرب الْمِثَال والاستعارة ومجاز كَلَام الْعَرَب وَإِن الرَّحِم هُنَا لَيست بجسم وَإِنَّمَا هِيَ معنى من الْمعَانِي وَهُوَ النّسَب والاتصال الَّذِي يجمعه رحم وَالِدَة فَسُمي باسمه والمعاني لَا يَصح مِنْهَا الْقيام وَلَا الْكَلَام لكنه تقريب لفهم عَظِيم حَقّهَا وَوُجُوب صلَة المتصفين بهَا وَعظم إِثْم قاطعها وَلذَلِك سمي قطعا كَأَنَّهُ قطع تِلْكَ الصِّلَة وَالسَّبَب الَّذِي مِنْهَا وَقيل يحْتَمل أَن الله يَجْعَل ملكا يتَكَلَّم عَنْهَا
(ر ح ض) قَوْله يمسح عَنْهَا الرحضاء بِضَم الرَّاء وَفتح الْحَاء وضاد مُعْجمَة مَمْدُود هُوَ عرق الْحمى قَوْله فَوَجَدنَا مراحض قد بنيت هِيَ بيُوت الْغَائِط وَأَصله من الرحض وَهُوَ الْغسْل
الرَّاء مَعَ الْخَاء
(ر خَ ي) قَوْله إِن منزلي متراخ أَي بعيد وَمِنْه رِوَايَة من رُوِيَ استرخيا مني أَي تباعدا وَقد مر فِي حرف الْهمزَة وَالْخَاء وَمِنْه فِي حَدِيث أَسمَاء فِي الْحَج استرخى عني أَي تأخري وتباعدي فِي الَّتِي ولدت غُلَاما أسود قَالَ وَلم يرخص لَهُ فِي الانتفاء مِنْهُ كَذَا روينَاهُ وَهُوَ الصَّوَاب وَعند بعض الروَاة وَلم يرض
الرَّاء مَعَ الدَّال
(ردا) قَوْله ردء الْإِسْلَام أَي عونهم بِكَسْر الرَّاء قَالَ الله ردْءًا يصدقني
(ر د ب) قَوْله منعت مصر أردبها بِكَسْر الْهمزَة وَفتح الدَّال وَتَشْديد الْبَاء بِوَاحِدَة مَفْتُوحَة هُوَ مكيال مَعْرُوف لأهل مصر مِقْدَار أَرْبَعَة وَعشْرين صَاعا
(ر د ح) وَقَوله عكومها رداح بِفَتْح الرَّاء وَالدَّال أَي ثَقيلَة ممتلئة قيل يُرِيد الإعدال والعياب الْمُشْتَملَة على الْمَتَاع والأطعمة وأحدها عكم يصفها بِكَثْرَة المَال وَالْخَيْر وَقد يُرِيد بذلك كفلها شبهها بالعكوم لامتلائها وكبرها وسمنها وَجَاء برداح بِلَفْظ الْوَاحِد على خبر مُبْتَدأ مَحْذُوف كَأَنَّهُ قَالَ كل عكم مِنْهَا رداح لِأَن العكوم جمع وَلَا يُوصف بالمفرد وَلَا يخبر بِهِ عَنهُ أَو يكون رداح مصدرا كالذهاب وَالطَّلَاق فَيكون خَبرا للعكوم أَو يكون على طَرِيق النِّسْبَة كَقَوْلِك السَّمَاء منفطر بِهِ أَي ذَات انفطار أَو يكون ردته على العكوم وأرادت بذلك الكفل حملا على الْمَعْنى كَمَا قَالَ ثَلَاث شخوص لما كُنَّا نسَاء والشخص مُذَكّر
(ردد) وَقَوله فِي حَدِيث أنس وردتني بِبَعْضِه اخْتلف فِي تَأْوِيله فَقيل مَعْنَاهُ صرفت جوعي وأعطتني من بعض الطَّعَام مَا رده وَالْهَاء هُنَا عَائِدَة على الطَّعَام وَقيل بل الْهَاء عَائِدَة على الْخمار الَّذِي لفت فِيهِ الطَّعَام ثمَّ غطت إنسا بِبَعْضِه وَجَعَلته لَهُ كالرداء وَهَذَا أَكثر التَّأْوِيل وأشبهه وَقد رَوَاهُ أَيْضا البُخَارِيّ لاثتني بِبَعْضِه وَهَذَا يصحح هَذَا التَّأْوِيل وَذكر مُسلم فِي الْفَضَائِل ازرتني بِنصْف(1/286)
خمارها وردتني بِنصفِهِ وَكله يعضد التَّأْوِيل الثَّانِي ويصححه
وَقَوله فِي حَدِيث الْمَلَاحِم وَيكون عِنْد ذَلِكُم الْقِتَال ردة شَدِيدَة بِفَتْح الرَّاء أَي عطفة وَشدَّة قَوِيَّة
قَوْله فِي حَدِيث معقل فَترك الحمية واستراد لأمر الله أَي رَجَعَ وَقَوله وللمردودة من بَنَاته أَن تسكن يَعْنِي فِي الْحِين مَعْنَاهُ الْمُطلقَة وَقَوله ردوا السَّائِل وَلَو بظلف محرق أَرَادَت أَعْطوهُ وَلم ترد رد الحرمان وَكَأَنَّهُ كافئوه لسؤاله كَقَوْلِه ردوا السَّلَام أَي أجب عَلَيْهِ وَقد يحْتَمل أَن أَن يكون فِي السَّلَام من التكرير والترديد لعوده لمثل كَلَام الْمُسلم
(ردع) وَقَوله بِهِ ردع من الزَّعْفَرَان بِفَتْح الرَّاء وَسُكُون الدَّال وَعين مُهْملَة أَي صبغ ولطخ كَقَوْلِه المزعفرة الَّتِي تردع على الْجلد بِفَتْح التَّاء وَالدَّال وبضم التَّاء وَكسر الدَّال أَي الَّتِي كثر فِيهَا لزعفران حَتَّى تنفضه وتلطخه من لمسها أَو لاقاها وَفتح التَّاء وَالدَّال وبضم التَّاء وَكسر الدَّال أَي الَّتِي تكْثر فِيهَا الزَّعْفَرَان حَتَّى تنفضه وتلطخه من لمسها أَو لاقاها وَفتح التَّاء أوجه وَيُقَال بضَمهَا أَي يبقي أثرا
(ردغ) قَوْله فِي يَوْم ذِي ردغ بِسُكُون الدَّال وَفتحهَا وَهُوَ الطين الْكثير وَسَنذكر اخْتِلَاف الرِّوَايَة فِيهِ بعد إِن شَاءَ الله
(ردف) وَقَوله كنت ردف رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بِفَتْح الرَّاء وَكسر الدَّال كَذَا قيدناه من طَرِيق الطَّبَرِيّ وردف بِكَسْر الرَّاء عَن غَيره وردف الْفضل رَسُول الله وأردفه وردفت رَسُول الله وردفني رَسُول الله وأردفني وتركك كُله الرّكُوب خلف الرَّاكِب وَهُوَ الردف والرديف يُقَال ردفته أردفه إِذا ركبت خَلفه بِكَسْر الدَّال فِي الْمَاضِي وَفتحهَا فِي الْمُسْتَقْبل والردف الْعَجز وَمِنْه أَخذ وأردفته أَنا أركبته خَلْفي وَقيل فِيهِ ردفته أَيْضا وَأما رِوَايَة الطَّبَرِيّ فَإِن صحت فاسم فَاعل مثل حذر وَفرق وَقَوله فِي الْحَج ثمَّ أردفه بفلان أَي وَجهه خَلفه أردفت الرجل بِغَيْرِهِ إِذا بعثته بعده وَيُقَال مِنْهُ ردفته وأردفته مثل لحقته وألحقته بِمَعْنى وَاحِد فِي كل هَذَا وَقَالَ أَبُو عبيد ردفت بِالْفَتْح وكل شَيْء جَاءَ بعْدك فَهُوَ ردفك وَقد ردفته بِالْكَسْرِ إِذا تَبعته وَجئْت بعده والردف والرديف
(ردي) قَوْله تردى علينا من قدوم أَي تدلي من علو إِلَى سفل وَقد رُوِيَ فِي الحَدِيث تدلى وَمِنْه فتردى من حالق أَي ألقِي نَفسِي وَهُوَ بِمَعْنَاهُ وَجَاء ذكر الرِّدَاء فِي غير حَدِيث وَهُوَ مَمْدُود وَهُوَ مَا كَانَ على أَعلَى الْجَسَد والإزار أَسْفَله وَمِنْه فِي حَدِيث أم زرع صفر ردائها وملء كسائها أَي أَنَّهَا مهفهفة إِلَّا على فارغة مَا اشْتَمَل عَلَيْهِ الرِّدَاء لرفعة ردفها ونهديها فِيهِ واندماج خصرها عبلة الأسافل وَفِي الحَدِيث رِدَاء الْكِبْرِيَاء على وَجهه فِي جنَّة عدن والعز إزَاره والكبرياء رِدَاؤُهُ اسْتِعَارَة ومجازا على بلاغة الْعَرَب أَنَّهَا صِفَاته اللَّازِمَة كملازمة هَذِه الثِّيَاب لَابسهَا وَقد مضى الْكَلَام عَلَيْهَا فِي حرف الْألف.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
قَوْله فِي يَوْم ذِي ردغ كَذَا عِنْد العذري وَبَعض رُوَاة مُسلم بِسُكُون الذَّال الْمُعْجَمَة وَبِغير مُعْجمَة وَرَاء مَفْتُوحَة وَكَذَا عِنْد الْقَابِسِيّ وَابْن السكن من رُوَاة البُخَارِيّ إِلَّا أَنه بِفَتْح الدَّال وَعند الْأصيلِيّ والسمرقندي رزغ بزاي مَفْتُوحَة مَكَان الدَّال وَكله بِمَعْنى صَحِيح مُتَقَارب يُقَال رذغ وردغ ورزغ ورزغ فَهُوَ بِالذَّالِ الطين الْكثير وبالزاي المَاء الَّذِي يبل وَجه الأَرْض وَفِي الْعين الرزغة بالزاي أَشد من الردغة وَجَاء فِي بعض النّسخ رذغ بذال مُعْجمَة وَلَيْسَ بِشَيْء وَقَالَ الدَّاودِيّ الْيَوْم الرزغ المغيم الْبَارِد وَقيل بعكسه وَقَالَ أَبُو عبيد الرزغ الطين والرطوبة وَفِي الجمهرة الرزغة مثل الردغة وَهُوَ الطين الْقَلِيل(1/287)
من مطر أَو غَيره وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي الردغة والرزغة وَقَوله فَمَا زلت أرديهم وأعقر بهم بِفَتْح الْهمزَة وعلوت الْجَبَل فَجعلت أرديهم وَفِي رِوَايَة أُخْرَى فيهمَا أرميهم بِالْمِيم وهما بِمَعْنى يُقَال رديت الْحجر ورميته والمرداة بِكَسْر الْمِيم الْحِجَارَة وَالْأَشْبَه فِي الأول أرميهم وَكَذَا عِنْد شُيُوخنَا فِيهِ لِأَنَّهُ إِنَّمَا أخبر عَن رميه بِالْقَوْسِ وَفِي الثَّانِي أرديهم لِأَنَّهُ خبر عَن رميه من أَعلَى الْجَبَل وَهِي أَكثر رِوَايَات شُيُوخنَا فِيهِ على هَذَا التَّرْتِيب وَالتَّرْجِيح وَقَوله فِي هَذَا الحَدِيث فأرادوا فرسين بِفَتْح الْهمزَة وَسُكُون الرَّاء ودال مُهْملَة كَذَا روايتنا عَن شُيُوخنَا وَفِي بعض الرِّوَايَات فِيهِ بِالذَّالِ الْمُعْجَمَة وَكِلَاهُمَا صَحِيح مُتَقَارب وَمَعْنَاهُ بِالْمُعْجَمَةِ خلفوهما وتركوهما واستضعفوهما والرذي بِالْمُعْجَمَةِ المستضعف من كل شَيْء وبالمهملة أهلكوهما وأتعبوهما حَتَّى أسقطوهما وتركوهما وَمِنْه المتردية وَأَرَدْت الْخَيل الْفَارِس وَهُوَ رد أَي أسقطته وَفِي بعض الرِّوَايَات عَن ابْن ماهان وَإِذا فرسَان وَالصَّوَاب الأول
قَوْله إِنَّا لم نرده عَلَيْك إِلَّا أَنا حرم المحدثون والرواة يفتحون الدَّال كَذَا ضبطناه عَنْهُم وَأهل الْعَرَبيَّة يأبون فِي ذَلِك إِلَّا ضم آخِره وَقد بَيناهُ فِي حرف الْحَاء وَالْبَاء
فِي بَاب من أفرغ بِيَمِينِهِ على شِمَاله فِي الْغسْل فَأَتَيْته بِخرقَة فَقَالَ بِيَدِهِ هَكَذَا وَلم يردهَا كَذَا رِوَايَة الكافة بِضَم الْيَاء وَكسر الرَّاء وَسُكُون الدَّال وَعند ابْن السكن يردهَا بِفَتْح الْيَاء وَضم الرَّاء وَفتح الدَّال وَهُوَ وهم وَالْأول الصَّوَاب بِدَلِيل الرِّوَايَات الْأُخَر الَّتِي لَا اخْتِلَاف فِيهَا وَفِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى فَأَتَيْته بِثَوْب فَلم يَأْخُذهُ وَهُوَ يبين صِحَة هَذِه الرِّوَايَة
الرَّاء مَعَ الزَّاي
(رزا) قَوْله فِي حَدِيث الْهِجْرَة فَلم يرزآني شَيْئا وَفِي حَدِيث الْمَرْأَة مَا رزينا من مائك شَيْئا بِكَسْر الزَّاي وَلنْ أرزاك وَلَا يرزوه أحد وَلَا أرزا مَعْنَاهُ النَّقْص رزاته ورزئته إِذا نَقصه وَلَا أرزأ بعْدك أحد أَي آخذ مِنْهُ شَيْئا
(رزن) قَوْله حصان رزان بِفَتْح الرَّاء عَاقِلَة مُلَازمَة بَيتهَا من الرزانة وَهِي الثَّبَات وَالْوَقار وَقلة الْحَرَكَة وَلَا يُقَال رزان إِلَّا فِي الْمَرْأَة فِي مجلسها وَإِن كَانَ فِي ثقل جسمها قلت رزينة كَمَا تَقول فِي الرجل رزين وَكَذَلِكَ ثقيل وثقيلة وثقال فِي مجلسها مثل رزان
(رزم) ومرزم الجوزاء بِكَسْر الْمِيم هُوَ نجم مَعْلُوم وهما مرزمان
(رزغ) قَوْله فِي يَوْم ذِي رزغ ذَكرْنَاهُ قبل
(رزق) الرزق الْمَذْكُور فِي الْكتاب والْآثَار مَا منحه الله من حَلَال أَو حرَام عِنْد أهل السّنة وَغَيرهم يَخُصُّهُ بالحلال واللغة لَا تَقْتَضِيه وَقَوله فِي الحرفة مَعَ إرزاق الْمُسلمين بِفَتْح الْهمزَة جمع رزق يُرِيد أقوات من عِنْدهم من جند الْمُسلمين بِمَا جرت بِهِ عَادَة أهل كل مَوضِع وَقد جَاءَ مُفَسرًا فِي حَدِيث أسلم عَن عمر قَوْله أكسها رازقيين هِيَ ثِيَاب من الْكَتَّان طوال بيض قَالَ غير أبي عبيد داخلت بياضها زرقة.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
فِي التَّفْسِير العصف بقل الزَّرْع إِذا قطع قبل أَن يدْرك وَالريحَان رزقه كَذَا لأبي ذَر والأصيلي وَعند الْقَابِسِيّ والنسفي ورقه وَالْأول الصَّحِيح وَبَقِيَّة الْكَلَام فِي الْأُم يدل عَلَيْهِ
الرَّاء مَعَ الطَّاء
(رط ب) قَوْله نتلقاها من فِيهِ رطبَة بِسُكُون الطَّاء وَفتح الرَّاء يُرِيد لأوّل نُزُولهَا يَعْنِي المرسلات كالشيء الرطب الَّذِي لم يجِف ويروى رطبا يرجع إِلَى لِسَانه كَأَن لِسَانه لم يجِف بهَا بعد وَقَوله فِي كل كبد رطبَة أجر أَي ذُو كبد وَمعنى رطبَة حَيَّة لِأَن الْمَيِّت إِذا مَاتَ جَفتْ جوارحه والحي يحْتَاج إِلَى ترطيب كبده من الْعَطش إِذْ فِيهِ الْحَرَارَة الْمُوجبَة لَهُ وَفِي الْخَوَارِج يَتلون كتاب الله رطبا قيل سهلا كَمَا جَاءَ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى(1/288)
لينًا وَقَوله فِي الزَّكَاة لِأَن ثَمَر النخيل وَالْأَعْنَاب يُؤْكَل رطبا كَذَا روينَاهُ فِي الْمُوَطَّأ بِغَيْر خلاف بِفَتْح الرَّاء وَسُكُون الطَّاء وَهُوَ أصوب من ضمهَا لِأَن أول ابْتِدَاء أكلهَا من حِين يُمكن وَقبل الأرطاب وَقبل الْبُسْر وَهِي بلح وَبسر وزهو قَوْله فأيدي إِلَى قبر رطب أَي طري الدّفن ترجع رطوبته إِمَّا للمدفون فِيهِ أَو لترابه المثرى حِين دَفنه فِيهِ
(رط م) قَوْله فارتطمت بِهِ فرسه أَصله الْحَبْس وَالدُّخُول فِي أَمر ينشب فِيهِ وَمَعْنَاهُ هُنَا ساخت قَوَائِمهَا فِي الأَرْض كَمَا قَالَ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى
(رط ن) قَوْله فرطن بالحبشية والرطانة بِفَتْح الرَّاء وَكسرهَا هُوَ الْكَلَام بِلِسَان الْعَجم وَكَلَامهم.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
فِي حَدِيث جَابر فَقَامَ فِي الرطاب فِي النّخل ثَانِيَة كَذَا جَاءَ فِي كتاب الْأَطْعِمَة عِنْد أَكثر الروَاة وَعند ابْن السكن فَقَامَ فَطَافَ فِي النّخل ثَانِيَة وَكَأَنَّهُ أشبه وَقَوله قربنا إِلَيْهِ طَعَاما ورطبة كَذَا للسمرقندي وَاحِدَة الرطب وَعند غَيره ووطيئة بِكَسْر الطَّاء وهمزة وأولها وَاو وَفِي كتاب ابْن عِيسَى وَغَيره عَن ابْن ماهان ووطبة بِسُكُون الطَّاء بعْدهَا بَاء بِوَاحِدَة وَالصَّوَاب من هَذَا كُله وطيئة بِالْهَمْز مَمْدُود كَمَا تقدم قَالَ ابْن دُرَيْد الوطيئة التَّمْر يسْتَخْرج نَوَاه ويعجن بِاللَّبنِ وَهِي عصيدة التَّمْر وَقَالَ ابْن قُتَيْبَة فِي الحَدِيث الآخر فَأخْرج إِلَيْنَا ثَلَاث أكل من وطيئة الوطيئة الغرارة يَعْنِي أَنه أخرج مِنْهَا ثَلَاث لقم من هَذَا الطَّعَام وَقَول ابْن دُرَيْد أشبه لَا سِيمَا وَقد رَوَاهُ ففسرا الْبَزَّار فِي رِوَايَة فِي الحَدِيث نَفسه فَقَالَ فجَاء وبحيس فَأكل مِنْهُ وَقَالَ أَبُو مَرْوَان الْحَافِظ لَعَلَّه طَعَاما وطيئة على الْبَدَل وَأنكر زِيَادَة وَاو الْعَطف وَقَالَ ثَابت الوطيئة طَعَام للْعَرَب من ثَمَر أرَاهُ كالحيس وَنَحْوه وَذكر قَوْله فِي الحَدِيث فخضت لَهُ وطيئه فَشرب وَرِوَايَة الْبَزَّار فِي الحَدِيث حَيْسًا تعضده
الرَّاء مَعَ الْكَاف
(ر ك ب) قَوْله فِي ركب وجفنة الركب وركابنا هُوَ جمع رَاكب والركب يخْتَص بِالْإِبِلِ والركاب الْإِبِل وَتجمع ركائب وَهِي أَيْضا الرّكُوب بِالْفَتْح وركوبة وَجَمعهَا ركب بضَمهَا لكل مَا يركب مِنْهَا قَالَ يَعْقُوب الركب أَصْحَاب الْإِبِل الْعشْرَة فَمَا فَوْقهَا والأركوب أَكثر مِنْهُم وَالركبَة بِفَتْح الْكَاف وَالْبَاء أقل من الركب وَقَوله فِي حَدِيث معَاذ وركبني عمر فَهُوَ على أثري أَي أتبعني وَفِي حَدِيث أبي ذَر وركبني اللَّيْل أَي غشيني
(رك د) وَقَوله المَاء الراكد هُوَ الَّذِي لَا يجْرِي وَقَوله واركد فِي الْأَوليين فِي الصَّلَاة أَي اسكن وَأَقل الْحَرَكَة يُرِيد بذلك تطويلها كَمَا قَالَ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى أمد فِي الْأَوليين
(رك ز) وَقَوله فِي الرِّكَاز الْخمس هُوَ عِنْد أهل الْحجاز من الْفُقَهَاء واللغويين الْكُنُوز وَعند أهل الْعرَاق الْمَعَادِن لِأَنَّهَا ركزت فِي الأَرْض أَي ثبتَتْ وَقَوله وَهُوَ يركز بِعُود بَين المَاء والطين بِضَم الْكَاف من هَذَا أَي يُثبتهُ فِي الأَرْض ويروي يضْرب وَقَوله ركز النَّاس أوصواتهم الركز بِكَسْر الرَّاء وَقَوله وركز العنزة ويركز الرَّايَة أَي يغرزها فِي الأَرْض ركزت الرمْح أركزه
(رك ن) وَقَوله فِي مركن لَهَا بِكَسْر الْمِيم وَهِي كالإجانة والقصرية قَالَ الْخَلِيل هُوَ شبه تور من آدم يسْتَعْمل للْمَاء وَقَالَ غَيره هُوَ شبه حَوْض من صفر أَو فخار وَهُوَ المخضب أَيْضا وَقَوله وَيُقَال لِأَرْكَانِهِ انْطِقِي أَي جوارحه وأركان كل شَيْء نواحيه وَقَوله رحم الله لوطا إِن كَانَ ليأوى إِلَى ركن شَدِيد يُرِيد الله تَعَالَى ترحم عَلَيْهِ لسَهْوه فِي قَوْله أَو آوي إِلَى ركن شَدِيد يُرِيد عشيرته وَنسي(1/289)
توكله بِاللَّه والركن يعبر بِهِ عَمَّا يعتز بِهِ ويستند إِلَيْهِ والركن النَّاحِيَة من الْجَبَل يلجأ إِلَيْهَا
(ر ك ض) قَوْله ركض إِلَى رجل فرسا أَي حركه بِرجلِهِ وَاصل الركض الدّفع وركض الدَّابَّة مِنْهُ أَي تحريكها بِالرجلِ
(ر ك س) قَوْله إِنَّهَا ركس أَي نجس كَمَا جَاءَ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى رِجْس وَمعنى ركس معنى رجيع لِأَنَّهَا ركست أَي ردَّتْ بعد أَن أكلت طَعَاما كَمَا تقدم فِي معنى الرجيع
(رك و) وَقَوله اركوا هذَيْن حَتَّى يصطلحا بِضَم الْهمزَة وَسُكُون الرَّاء أَي أخروهما وَهُوَ بِمَعْنى الرِّوَايَة الْأُخْرَى انْظُرُوا يُقَال ركاه يكروه إِذا أَخّرهُ وَقيل أركاه أَيْضا رباعي وَقد ضَبطه بَعضهم اركوا بِفَتْح الْهمزَة على هَذِه اللُّغَة وَقد جَاءَ فِي رِوَايَة السَّمرقَنْدِي والسجزي اتْرُكُوا مُفَسرًا وَفِي الْمُوَطَّأ اتْرُكُوا واركوا على الشَّك قَوْله بَين يَدَيْهِ ركوة وَفِي بعض الْأَحَادِيث مَكَان المخضب ركوة بِفَتْح الرَّاء قَالَ صَاحب الْعين الركوة شبه تور من آدم وَقد ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْخَاء
(رك ي) قَوْله على جبا الركي بِفَتْح الرَّاء وَكسر الْكَاف وَتَشْديد الْيَاء بعْدهَا هِيَ البير وجباها مَا حول فمها وَقد فسرناها وَفِي الحَدِيث الآخر جبا الرَّكية ونطيف بركية هِيَ البير أَيْضا وَالْأَشْهر بِغَيْر هَاء وَقَالَ بَعضهم عَن الْأَصْمَعِي الرَّكية البير وَجَمعهَا ركي.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
قَوْله فِي بَاب ترتيل الْقِرَاءَة فَافْتتحَ الْبَقَرَة إِلَى قَوْله فَقلت يُصَلِّي بهَا فِي رَكْعَة فَمضى فَقلت يرْكَع بهَا كَذَا فِي جَمِيع نسخ مُسلم وَصَوَابه فَقلت يُصَلِّي بهَا فِي رَكْعَتَيْنِ وَعَلِيهِ يدل قَوْله يرْكَع بهَا وَقَوله وَجَعَلَنِي رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فِي ركُوب بَين يَدَيْهِ كَذَا قيدناه بِالْفَتْح عَنْهُم فِي الرَّاء وَكَذَا قَيده الْأصيلِيّ وعبدوس وَقَالَ بَعضهم صَوَابه ركُوب بضَمهَا جمع رَاكب مثل شَاهد وشهود أَو أركوب لِأَنَّهُ هُنَا على الْجمع لَا على الْوَاحِد وَقد فسرنا هَذِه اللَّفْظَة قبل وَفِي حَدِيث جَابر فَتخلف يَعْنِي الْجمل فركزه النَّبِي عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام كَذَا لَهُم بالزاي فِي الْكَلِمَتَيْنِ وَعند أبي الْهَيْثَم فوكزه بِالْوَاو أَي طعنه وَهُوَ الصَّوَاب وَفِي الحَدِيث مَا يدل عَلَيْهِ من ضربه لَهُ عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام وَعند النَّسَفِيّ فزجره وَمَا تقدم أولى لما يدل عَلَيْهِ الحَدِيث وَقَوله فِي بَاب كَيفَ يعْتَمد على الأَرْض إِذا قَامَ من الرَّكْعَة كَذَا للأصيلي والحموي ولغيرهما من الرَّكْعَتَيْنِ وَالْأول الصَّوَاب بِدَلِيل الحَدِيث بعده وَقَوله وَتَحْته قطيفة فَدَكِيَّة كَذَا لكافة رُوَاة مُسلم وَغَيره منسبه إِلَى فدك وَبَعض رُوَاة مُسلم قَالَ فِيهِ فَرَكبهُ وَكَذَا للنسفي وَهُوَ تَصْحِيف لِأَن ذكر ركُوبه إِيَّاه تقدم فِي الحَدِيث
فِي قصَّة أبي جهل وَهُوَ يرْكض على عَقِبَيْهِ كَذَا لبَعض رُوَاة مُسلم وَهُوَ خطأ وَصَوَابه مَا للكافة يَنْكص
الرَّاء مَعَ الْمِيم
(ر م ح) قَوْله إِلَّا أَن ترمح الدَّابَّة رمحت الدَّابَّة رمحا ضربت برجلها
(ر م د) قَوْله عَظِيم الرماد أَي كثير الأضياف والطبخ لَهُم فتكثر نيرانه ورماده فكنى بِكَثْرَة الرماد عَن ذَلِك وَهَذَا بَاب يُسَمِّيه أهل البلاغة الأرداف وَهُوَ التَّعْبِير عَن الشَّيْء بِأحد لواحقه كَمَا قَالَ كَانَا يأكلان الطَّعَام وَعبر بِهِ عَن الْحَدث وَقَوله وَكَانَ رمدا هُوَ مرض يُصِيب الْعين مَعْلُوم وَهُوَ الرمد بِفَتْح الْمِيم وعام الرَّمَادَة مَعْلُوم سمي بذلك لشدَّة وجوع كَانَ فِيهِ كَأَنَّهُ قيل عَام الهلكة من قَوْلهم رمدت الْغنم إِذا مَاتَت ورمدوا هَلَكُوا وَالِاسْم مِنْهُ الرمد سَاكن الْمِيم وَقيل سميت بذلك لِأَن الأَرْض صَارَت من الْقَحْط كالرماد
(ر م ك) قَوْله على جمل أرمك بِفَتْح الْمِيم هُوَ الأورق أَيْضا وَهُوَ لون بَين السوَاد والحمرة وَقيل الرمكة لون الرماد(1/290)
وَيُقَال اربك بِالْبَاء أَيْضا وَالْمِيم أشهر
(رم ل) قَوْله على رملل سَرِير بِكَسْر الرَّاء وَتَخْفِيف الْمِيم وعَلى رمل حضير بِفَتْح الْمِيم وَقد أثر الرمال فِي جنبه وعَلى سَرِير مرمول ومرمل بِفَتْح الرَّاء يُرِيد بِكُل هَذَا المنسوج من السعف وَقَيده بعض الروَاة رمل حَصِير يُقَال فِيهِ رملت وأرملت ورمالة ورملة ضفر نسجه فِي وَجهه وَذكر الرمل فِي الطّواف وَرمل فِيهَا بِفَتْح الرَّاء وَالْمِيم فِي الِاسْم وَالْفِعْل الْمَاضِي ويرملون الأشواط وَجَاءَت فِي رِوَايَة بَعضهم سَاكِنة الْمِيم على الْمصدر والرمل وثب فِي الْمَشْي لَيْسَ بالشديد مَعَ هزة الْمَنْكِبَيْنِ وَقَوله أرملوا فِي الْغَزْو أَي نفد زادهم والساعى على الأرملة بِفَتْح الْهمزَة وَجمعه الأرامل وهم الْمَسَاكِين المحتاجون من الرِّجَال وَالنِّسَاء وَامْرَأَة أرملة بِفَتْح الْهمزَة وَالْمِيم وَرجل أرمل وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي الأرملة الَّتِي مَاتَ عَنْهَا زَوجهَا سميت بذلك لذهاب زَادهَا بفقده وَقَالَ ثَابت عَن أبي زيد امْرَأَة أرملة وَنسَاء أرامل وَنسَاء أرملة أَيْضا وَرجل أرملة وأرامل وَقيل لَا يُقَال ذَلِك إِلَّا فِي النِّسَاء وَلَا يُقَال فِي الرِّجَال
(ر م م) قَوْله كُنَّا أهل ثمه ورمه بِضَم التَّاء وَالرَّاء أَي الْقيام بِهِ وإصلاحه وَقد تقدم تَفْسِيره فِي التَّاء قَوْله فِي الْهِرَّة ترمم من الأَرْض كَذَا للعذري وللسجزي وَيُقَال بِفَتْح التَّاء وَالْمِيم وبضم التَّاء وَكسر الْمِيم وَرَوَاهُ السَّمرقَنْدِي ترمرم وَكِلَاهُمَا بِمَعْنى وَأَصله تَأْكُل من المرمة وَهِي الشّفة والرمرام عشب الرّبيع لِأَنَّهُ يرمم بالمرمة بِفَتْح الْمِيم وَكسرهَا وَأَصلهَا فِي ذَوَات الأظلاف وَقَوله فارموا ورهبوا أَي سكتوا بِفَتْح الْهمزَة وَالرَّاء وَتَشْديد الْمِيم وَفِي الحَدِيث الآخر فارم الْقَوْم مثله كُله أطبقوا شفاههم وَهِي المرمة من غير النَّاس من بهائم الْحَيَوَان وَقد رَوَاهُ بَعضهم فِي غير هَذِه الْكتب فأزم الْقَوْم بزاي مَفْتُوحَة وَمِيم مُخَفّفَة وَمَعْنَاهُ مثل الأول أَي أَمْسكُوا عَن الْكَلَام قَوْله فَدفعهُ إِلَيْهِ برمتِهِ وليغط برمتِهِ أَي بالحبل الَّذِي ربط بِهِ هَذَا أَصله ثمَّ اسْتعْمل فِيمَن دفع للقود والرمة بِالضَّمِّ قِطْعَة الْحَبل
(ر م ص) قَوْله كَادَت عَيناهَا ترمصان بالصَّاد الْمُهْملَة وَفتح التَّاء وَفتح الْمِيم وَضمّهَا أَيْضا كَذَا روايتنا فِيهِ فِي الْمُوَطَّأ وَمَعْنَاهُ أَصَابَهَا الرمص بِفَتْح الْمِيم وَهُوَ اجْتِمَاع القذى فِي مئاقي الْعين وأهدابها وروى الطباع عَن مَالك هَذَا الْحَرْف بالضاد الْمُعْجَمَة والرمض بِفَتْح الْمِيم شدَّة الْحر وَالْمَعْرُوف فِي الْعين الْوَجْه الأول
وَفِي خبر أم سليم قاذا أَنا بالرميصاء وَكَذَا ذكره البُخَارِيّ وَيُقَال لَهَا أَيْضا الغميصاء وَكَذَا ذكره مُسلم وهما بِمَعْنى مُتَقَارب هُوَ بالغين مثل الرمص وَقيل هُوَ انكسار فِي الْعين وسنذكره فِي الْأَسْمَاء
(رم ض) قَوْله حِين ترمض الفصال بِفَتْح التَّاء وَالْمِيم وضاد مُعْجمَة وَهُوَ احتراق أظلافها بالرمضاء عِنْد ارْتِفَاع الضُّحَى واستحرار الشَّمْس والرمضاء مَمْدُود الرمل إِذا استحر بالشمس وَمِنْه قَوْله ويقيك من الرمضاء يُقَال مِنْهُ رمضت ترمض وَسمي بذلك رَمَضَان من شدَّة الْحر لموافقته حِين التَّسْمِيَة زَمَنه فِيمَا قَالُوا وَقيل لحر جَوف الصَّائِم فِيهِ ورمضه للعطش وَقيل بل كَانَ عِنْدهم أبدا فِي الْحر لنسائهم الشُّهُور وتغييرهم الْأَزْمِنَة وزيادتهم شهرا فِي كل أَربع من السنين حَتَّى لَا تنْتَقل الشُّهُور عَن مَعَاني أسمائها
(ر م ق) قَوْله فَجعل يرمقني أَي يتبع إِلَيّ النّظر وَلَا رمقن صَلَاة رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَي لأتبعن النّظر والمراعاة لَهَا وَقَوله بآخر رَمق وَبِه رَمق هُوَ بَقِيَّة الْحَيَاة
(رم ي) قَوْله من الرَّمية بتَشْديد الْيَاء وَهِي الطريدة من الصَّيْد وَقَوله أَخَاف عَلَيْكُم(1/291)
الرماء مَمْدُود مَفْتُوح الرَّاء مخفف الْمِيم كَذَا قَالَه الْكسَائي فسره فِي الحَدِيث الريا وَذكره بَعضهم بِالْقصرِ مَفْتُوحًا وكسره بضعهم وقصره وَقَوله فِي حَدِيث الدَّجَّال فيقطعه جزلتين قدر رمية الْغَرَض قيل يَجْعَل بَين الجزلتين قدر رمية الْغَرَض وَعِنْدِي أَن مَعْنَاهُ فَيُصِيبهُ إِصَابَة رمية الْغَرَض لِأَن قبله فَيضر بِهِ بِالسَّيْفِ فاختصر الْكَلَام وَقَوله مرماتين حسنتين يرْوى بِفَتْح الْمِيم وَكسرهَا قَالَ أَبُو عبيد هُوَ مَا بَين ظلفى الشَّاة من اللَّحْم فعلى هَذَا الْمِيم أَصْلِيَّة قَالَ الدَّاودِيّ وَقيل هما بضعتان من اللَّحْم وَقَالَ غَيره هُوَ السهْم الَّذِي يرْمى بِهِ بِكَسْر الْمِيم فالميم هُنَا زَائِدَة وَقيل هُوَ سهم يلْعَب بِهِ فِي كوم التُّرَاب فَمن رمى بِهِ فتبت فِي الكوم غلب وَقيل المرماتان السهْمَان اللَّذَان يَرْمِي بهما الرجل فيحرز سبقه فَمن فَسرهَا بالسهمين لم يكن فيهمَا غير الْكسر وَهُوَ أشبه لقَوْله حسنتين قَوْله لَيْسَ وَرَاء الله مرمى أَي نِهَايَة أَو شَيْء تطمح إِلَيْهِ الآمال وَالرَّغْبَة وَأَصله من التسابق بِالسِّهَامِ أَي أَن عِنْده وقفت الرغبات وَإِلَيْهِ انْتَهَت الْعُقُول.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
قَوْله عَن ابْن صياد لَهُ رمرمة أَو رمزة كَذَا هُوَ فِي البُخَارِيّ فِي كتاب الشَّهَادَات بِغَيْر خلاف وَفِي حَدِيث يُونُس فِي غير هَذَا الْبَاب الأولى براءين مهملتين وَالثَّانيَِة آخرهَا زَاي لرواة الْكتاب وَعند أبي ذَر فِي الأولى مثله فِي الْجَنَائِز وَفِي الآخر أَو زمره قدم الزَّاي وَأخر الرَّاء قَالَ وَقَالَ شُعَيْب زمزمة بزايين معجمتين وَكَذَلِكَ رَوَاهُ مُسلم وَعند بعض رُوَاته رمزة بِتَقْدِيم الرَّاء وَعند البُخَارِيّ فِي حَدِيث أبي الْيَمَان عَن شُعَيْب رمرمة أَو زمزمة وَكَذَا ذكره النَّسَفِيّ عَنهُ فِي الْجَنَائِز الأولى بالمهملتين وَالثَّانيَِة بالمعجمتين وَذكر فِي الْجَنَائِز عَن عقيل وَمعمر رمزة الْآخِرَة زَاي وَقَالَ عَن عقيل وَإِسْحَاق رمرمة بمهملتين كَذَا لَهُم وَعند الْمُسْتَمْلِي وَقَالَ عقيل رمزة بِتَأْخِير الزَّاي وَفِي كتاب الْجِهَاد فِي حَدِيث اللَّيْث رمرمة بالمهملتين وَفِي بَاب كَيفَ يعرض الْإِسْلَام على الصَّبِي رمزة بتقدم الرَّاء وَمعنى هَذِه الْكَلِمَات كلهَا مُتَقَارب وَالَّتِي بزائين معجمتين تَحْرِيك الشفتين بالْكلَام قَالَه الْخطابِيّ وَقَالَ غَيره هُوَ كَلَام العلوج وهم صموت بِصَوْت يدار من الخياشم وَالْحلق لَا يَتَحَرَّك فِيهِ اللِّسَان والشفتان وَأما رمزة بِتَقْدِيم الرَّاء فصوت خَفِي بتحريك الشفتين بِكَلَام لَا يفهم وَأما الزمرة بِتَقْدِيم الزَّاي فَمن دَاخل الْفَم
وَقَوله أترمي كَذَا للطبري والعذري أَي ارمي الْأَغْرَاض ولغيرهما أترامى وَالْأول أصوب فِي هَذَا الْبَاب وَمثله قَوْله نصبوا دجَاجَة يترمونها كَذَا للجياني فِي حَدِيث شَيبَان وَلغيره يترامونها وَفِي الحَدِيث الآخر يَرْمُونَهَا وَقد يخرج الآخر إِذا كَانَ مَعَه غَيره يَرْمِي ذَلِك مَعَه قَالَ يَعْقُوب يُقَال خرجت أترمي أَي أرمي الْأَغْرَاض وأرتمي فِي القنص وَأما يترامون فَمن الترامي بَين الرجلَيْن يَرْمِي كل وَاحِد صَاحبه أَو يرميان إِلَى غَرَض وَاحِد
وَقَوله فِي بَاب الْأكل فِي الْإِنَاء المفضض فَلَمَّا وضع الْقدح فِي يَده رمي بِهِ كَذَا جَاءَ هُنَا فِي مُسلم وَصَوَابه رَمَاه بِهِ يَعْنِي للدهقان وَكَذَا يَأْتِي فِي غير مَوضِع من الصَّحِيحَيْنِ وَلذَلِك اعتذر عَن ذَلِك بنهيه قبل عَن سقيه فِيهِ فِي بَقِيَّة الحَدِيث
الرَّاء مَعَ النُّون
(رزن) قَوْله فَأَقْبَلت امْرَأَته برنة بِفَتْح الرَّاء هُوَ الصَّوْت عِنْد الْبكاء وَيُشبه أَنه الَّذِي فِيهِ تَرْجِيع وَمثله القلقلة وَاللَّقْلَقَة يُقَال مِنْهُ أرنة فَهِيَ مرنة وَلَا يُقَال رنت قَالَ أَبُو حَاتِم والعامة تَقول رنت قَالَ ثَابت وَفِي الحَدِيث(1/292)
لعنت الرانة وَلَعَلَّه من النقلَة
الرَّاء مَعَ الصَّاد
(ر ص د) قَوْله فارصد الله لَهُ ملكا أَي أعده لَهُ وَقَوله إِلَّا دِينَارا أرصده لديني أَي أعده بِضَم الصَّاد وَفتح الْهمزَة وَقيل فِي هَذَا ارصد أَيْضا رباعى يُقَال مِنْهُ رصد وأرصد قَالَ صَاحب الْأَفْعَال رصدته وأرصدته بِالْخَيرِ وَالشَّر أعددته لَهُ وَقَالَ غَيره رصدت ترقبت وأرصدت أَعدَدْت قَالَ الله) وَإِرْصَادًا لمن حَارب الله
(وَقَالَ شهابا رصدا وَمِنْه يرصد لغير قُرَيْش
(ر ص ص) قَوْله تراصوا فِي الصَّلَاة أَي تضاموا بَعْضكُم إِلَى بعض قَالَ الله تَعَالَى) كَأَنَّهُمْ بُنيان مرصوص
(
(ر ص ف) قَوْله تنظر فِي رصافه بِكَسْر الرَّاء هِيَ الْعقبَة الَّتِي تلوي على مدْخل النصل فِي السهْم
الرَّاء مَعَ الضَّاد
(ر د خَ) قَوْله أَمر فيهم برضخ بِسُكُون الضَّاد وَفتح الرَّاء وخاء مُعْجمَة هِيَ الْعَطِيَّة وَقيل الْعَطِيَّة القليلة وَفِي الحَدِيث الآخر أنفقي وأرضخي بِمَعْنَاهُ وَقَوله فرضخ رَأسهَا بَين حجرين أَي شدخ
(ر ض م) قَوْله وعَلى الْقُبُور رضم من حِجَارَة بِفَتْح الرَّاء وَالضَّاد كَذَا قَيده الْأصيلِيّ هِيَ الْحِجَارَة المجتمعة جمع رضمة بفتحهما أَيْضا ويروى رضم بِسُكُون الضَّاد على اسْم الْفِعْل قَالَ أَبُو عبيد الرضام صخور عِظَام وأحدها رضمة
(ر ض ض) قَوْله أَن يرض فَخذي أَي يدقه ويكسره
(ر ض ع) قَوْله وَالْيَوْم يَوْم الرضع أَي يَوْم هَلَاك اللئام يُقَال لئيم راضع إِذا كَانَ يرضع اللَّبن من أخلاف إبِله وَلَا يحلب لَيْلًا يسمع صَوت الْحَلب فيطلب مِنْهُ اللَّبن وَقيل لَيْلًا يُصِيبهُ فِي الْإِنَاء شَيْء وَيُقَال من اللوم رضع الرجل يرضع بِالضَّمِّ فِي الْمَاضِي وَالْفَتْح فِي الْمُسْتَقْبل رضاعة بِالْفَتْح لَا غير وَقَالَ الْأَصْمَعِي إِنَّمَا يُقَال رضع فِي أَتبَاع قَوْلهم لؤم ورضع فَأَما إِذا أفرد فَتَقول رضع ورضع وَقيل معنى لئيم راضع أَنه يرضع الخلالة الَّتِي يُخرجهَا من بَين أَسْنَانه ويمصها وَقيل رضع اللؤم فِي بطن أمه وَقيل الْيَوْم يعرف من أَرْضَعَتْه كَرِيمَة فأنجبته أَو لئيمة فهجنته وَقيل مَعْنَاهُ الْيَوْم يظْهر من أَرْضَعَتْه الْحَرْب من صغره وَقَوله إِنَّمَا الرضَاعَة من المجاعة أَي حرمتهَا فِي التَّحْلِيل وَالتَّحْرِيم فِي حَال الصغر وجوع اللَّبن وتغذيته وَيُقَال فِي هَذَا رضاعة ورضاعة ورضاع ورضاع وَأنكر الْأَصْمَعِي الْكسر مَعَ الْهَاء وَفِي فعله رضع بِالْكَسْرِ يرضع ورضع بِالْفَتْح يرضع قَوْله وَكَانَ مسترضعا فِي عوالي الْمَدِينَة أَي أَن لَهُ هُنَاكَ من يرضعه قَالَ الْكسَائي وَغَيره الْمُرْضع الَّتِي لَهَا لبن رضَاع أَو ولد رَضِيع والمرضعة الَّتِي ترْضع وَلَدهَا وَقيل امْرَأَة مرضع ومرضعة للَّتِي ترْضع وَمِنْه أَن لَهُ مُرْضعًا فِي الْجنَّة قَالَ الْخطابِيّ وَرَوَاهُ بَعضهم مُرْضعًا بِفَتْح الْمِيم أَي رضَاعًا
(ر ض ف) فيبيتون فِي رسلها ورضفيها الرُّسُل اللَّبن والرضيف مِنْهُ مَا طرحت فِيهِ الْحِجَارَة المحماة وَهِي الرضفة بِفَتْح الرَّاء وَسُكُون الضَّاد قَالَ الْخطابِيّ الرضيف والمرضوف اللَّبن يحقن فِي السقاء حَتَّى يصير حازرا ثمَّ يصب فِي اقدح وَقد سخنت لَهُ الرضاف فيكسر بِهِ برده ووخامته وَقيل الرضيف الْمَطْبُوخ مِنْهُ على الرضف وَقَوله بشر الكانزين برضف يحمي هِيَ الْحِجَارَة تَحْمِي النَّار وَنَحْو ذَلِك.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
وَله فِي حَدِيث الْغَار فيبيتون فِي رسلها وَفَسرهُ فِي الحَدِيث فَقَالَ وَهُوَ لبن منحتها ورضيعها كَذَا وَقع فِي الرِّوَايَات والنسخ على التَّثْنِيَة وَصَوَابه ورضيفها وَقد فسرناه وَكَذَا فِي رِوَايَة عَن الْخطابِيّ قَالَ الْخطابِيّ وَقد رَوَاهُ بَعضهم وضريعها وَهُوَ اللَّبن سَاعَة يحلب وَفِي رِوَايَة عَبدُوس والنسفي ورضيعهما بِالْعينِ مثنى وَلَيْسَ بِشَيْء قَوْله فِي حَدِيث ابْن صياد فَرْضه النَّبِي عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام(1/293)
كَذَا ذكره البُخَارِيّ فِي كتاب الْأَدَب بالضاد الْمُعْجَمَة وَفِي الْجَنَائِز عَن شُعَيْب وَوَقع لَهُ فِي غير هَذَا فِي الْموضع فِي كتاب الْجَنَائِز فرفصه بصاد مُهْملَة وَفَاء قبلهَا وَكَذَا عِنْد كَافَّة رُوَاة مُسلم وَالْبُخَارِيّ وَجَاء فِي البُخَارِيّ فِي كتاب الْجَنَائِز من رِوَايَة الْأصيلِيّ لأبي زيد فرقصه مثله إِلَّا أَنه بِالْقَافِ وَعند عَبدُوس فوقصه بِالْوَاو وَعند أبي ذَر لغير الْمُسْتَمْلِي فرفضه بِالْفَاءِ وَالضَّاد وَلَا وَجه لهَذِهِ الرِّوَايَات قَالَ الْخطابِيّ إِنَّمَا هُوَ فرصه وَكَذَا رَوَاهُ فِي غَرِيبه بصاد مُهْملَة أَي ضغطه وَضم بعضه إِلَى بعض وَقَالَ الْمَازرِيّ أقرب مِنْهُ أَن يكون فرفسه بِالسِّين مثل ركله وَقَالَ بَعضهم الرفص الضَّرْب بِالرجلِ مثل ارفس وَلم أجد هَذِه اللَّفْظَة فِي جَمَاهِير اللُّغَة وَقَوله فِي البُخَارِيّ فِي السَّلب فأرضيه مِنْهُ كَذَا وَقع فِي بَاب وَلَا وَجه لَهُ إِلَّا أَن يكون بِضَم الْهمزَة ألف الْمُتَكَلّم فَيصح لَكِن الْمَعْرُوف فتحهَا على الْأَمر وَالْمَعْرُوف فأرضه على الصَّوَاب فِي سَائِر الْأَبْوَاب
الرَّاء مَعَ الْعين
(ر ع ب) قَوْله فَرُعِبْت مِنْهُ بِفَتْح الرَّاء وَضم الْعين قَيده الْأصيلِيّ وَلغيره فَرُعِبْت بِضَم الرَّاء وَكسر الْعين على مَا لم يسم فَاعله وهما صَحِيحَانِ رعب الرجل ورعب حَكَاهُمَا يَعْقُوب
(ر ع ج) قَوْله فِي حَدِيث الثَّلَاثَة حَتَّى كثرت الْأَمْوَال فأرتعجت أَي كثرت حركتها واضطرابها لكثرتها
(ر ع م) قَوْله فِي الْغنم واسمح الرعام بِضَم الرَّاء وَتَخْفِيف الْعين الْمُهْملَة هُوَ مَا يسيل من أنوفها
(ر ع ع) قَوْله رعاع النَّاس وغوغاؤهم بِمَعْنى بِفَتْح الرَّاء وَتَخْفِيف الْعين الْمُهْملَة الأولى وَآخره عين مُهْملَة أَيْضا أَي سقاطهم وأحدهم رعرع ورعرع والكلمة الثَّانِيَة بغين مُعْجمَة مكررة وَسَيَأْتِي تَفْسِيره
(ر ع ف) وَذكر الرعاف ورعف ويرعف مَعْلُوم يُقَال رعف بِفَتْح الْعين يرعف ويرعف وَقيل رعف بضَمهَا أَيْضا والرعاف هُوَ الدَّم بِعَيْنِه وراعوفة البير نذكرها
(ر ع ي) قَوْله فَإِذا رَأَيْت رعاء إلبهم مَمْدُود مكسور الرَّاء جمع رَاع قَالَ الله تَعَالَى حَتَّى يصدر الرعاء وَيُقَال رُعَاة أَيْضا بِضَم الرَّاء وَآخره هَاء قَوْله فَمَا تركت استزيده إِلَّا ارعاء عَلَيْهِ قَالَ صَاحب الْعين الإرعاء الْإِبْقَاء على الْإِنْسَان يُرِيد الْإِبْقَاء عَلَيْهِ أَي لَا أَكثر عَلَيْهِ بالسؤال قَوْله كلكُمْ رَاع ومسؤول عَن رَعيته أَي حَافظ ومؤتمن وأصل الرَّعْي النّظر وَمِنْه رعيت النُّجُوم وَقَالَ الله لَا تَقولُوا رَاعنا وقولا أنظرنا وَهَذَا يدل أَن أَصله النّظر قيل حافظنا وَقيل اسْتمع منا وارعنى سَمعك اسْتمع إِلَيّ.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
قَوْله تَحت راعوفة البير بِالْفَاءِ هِيَ صَخْرَة تتْرك فِي أَسْفر البير عِنْد حفره ناتئة ليجلس عَلَيْهَا منقيه أَو المائح مَتى احْتَاجَ وَنَحْوه لأبي عبيد وَقيل بل هُوَ حجر على رَأس البير يَسْتَقِي عَلَيْهِ المستقى وَقيل حجر بارز من طيها يقف عَلَيْهَا المستقي والناظر فِيهَا وَقَالَ غَيرهم بل هُوَ حجر ناتئ فِي بعض البير لم يُمكن قطعه لصلابته فَترك وَجَاء فِي بعض رِوَايَات البُخَارِيّ رعوفة بِغَيْر ألف وَالْمَعْرُوف فِي اللُّغَة الْأُخْرَى أرعوفة وَيُقَال راعوثة بالثاء أَيْضا قَوْله أَن الأولى رَغِبُوا علينا كَذَا جَاءَ فِي رِوَايَة الْقَابِسِيّ والنسفي وجمهورهم فِي حَدِيث أَحْمد بن عُثْمَان فِي غَزْوَة الخَنْدَق بتَشْديد الْغَيْن الْمُعْجَمَة وللأصيلي مثله لَكِن بِالْمُهْمَلَةِ وَقد يكون وَجه هَذَا من الارجاف والتفزيغ والذعر وَوجه مُعْجمَة من الْكَرَاهَة وَهِي فِي رِوَايَة غَيرهمَا رَغِبُوا وَمَعْنَاهُ كَرهُوا وَصَوَابه رِوَايَة أبي الْهَيْثَم بغوا علينا من الْبَغي كَمَا جَاءَ فِي غير هَذَا الْبَاب قَوْله فَلَعَلَّ بَعْضكُم أَيْن يكون أرعى لَهُ من بعض كَذَلِك جَاءَ للأصيلي عَن الْمروزِي(1/294)
فِي كتاب الْأَضَاحِي وللمستملي مثله وَلغيره أوعى كَمَا جَاءَ فِي غير هَذَا الْموضع وَهُوَ الْمَعْرُوف أَي أضبط وأحفظ وَقد تقرب الرِّوَايَة الْأُخْرَى من معنى هَذِه لَكِن هَذِه أشهر وَأعرف
وَقع فِي مُسلم فِي حَدِيث الثَّلَاثَة أَصْحَاب الْغَار حَتَّى كثرت الْأَمْوَال فارتجعت كَذَا للطبري وَهُوَ وهم وَصَوَابه فارتجعت وَقد فسرناه فِي
حَدِيث ابْن عمر فِي الْفَضَائِل لن تراع كَذَا للْجَمَاعَة وللقابسي لن ترع بِالْجَزْمِ وَهُوَ بعيد إِلَّا على لُغَة شاءه لبَعض الْعَرَب تجزم بلن
وَفِي الْفَضَائِل وَمثل مَا بَعَثَنِي الله بِهِ قَوْله فسقوا ورعوا كَذَا لكافتهم وَفِي كتاب الْعلم فِي البُخَارِيّ وزرعوا وَالْأول أوجه وَفِي رِوَايَة بَعضهم ووعوا وَهُوَ تَصْحِيف لَيْسَ هَذَا مَوْضِعه
الرَّاء مَعَ الْغَيْن
(ر غ ب) وَالرغْبَاء إِلَيْك وَالْعَمَل روينَاهُ بِفَتْح الرَّاء وَضمّهَا فَمن فتح مد وَهِي رِوَايَة أَكثر شُيُوخنَا وَمن ضم قصر وَكَذَا كَانَ عِنْد بَعضهم وَوَقع عِنْد ابْن عتاب وَابْن عِيسَى من شُيُوخنَا قَالَ ابْن السّكيت هما لُغَتَانِ كالنعمى والنعماء وَقَالَ بَعضهم رغبى بِالْفَتْح وَالْقصر مثل شكوى وَحكي الْوُجُوه الثَّلَاثَة أَبُو عَليّ القالي وَمَعْنَاهُ هُنَا الطّلب وَالْمَسْأَلَة قَالَ شمر رغب النَّفس سَعَة الأمل وَطلب الْكثير يُقَال بِسُكُون الْغَيْن وَفتحهَا وبضم الرَّاء وَفتحهَا وَالرَّغْبَة أَيْضا بِالْفَتْح ورغبت فِي الشَّيْء طلبته وأردته وَمِنْه رَغِبُوا فِي مَاله وجماله ورغبت عَنهُ كرهته وَتركته وَمِنْه من رغب عَن أَبِيه فقد كفر أَي ترك الانتساب إِلَيْهِ وانتسب لغيره وَمثله كفر بكم أَن ترغبوا عَن آبائكم وَمِنْه قَوْله وترغبون أَن تنكحوهن وَقَوله فِي الحَدِيث فِي تَفْسِير رَغْبَة أحدكُم عَن يتيمته وَمِنْه مَا بِي رَغْبَة عَن دينك بِسُكُون الْغَيْن وَقَوله يرغب فِي قيام رَمَضَان أَي يحض عَلَيْهِ وَقَوله راغبين راهبين أَي طَالِبين راجين وخائفين فزعين وَقَوله قدمت على أُمِّي راغبة وَفِي رِوَايَة راغبة أَو راهبة قيل معنى راغبة طامعة طالبة مني شَيْئا وَقد رُوِيَ فِي كتاب أبي دَاوُود أَن أُمِّي قدمت عَليّ راغبة وَهِي مُشركَة وَفِي غَيره من هَذِه الْأُمَّهَات راغمة بِالْمِيم قيل كارهة وَقيل هاربة وَقيل راغبة عَن الْإِسْلَام كارهة لَهُ قيل كَانَت أم أَسمَاء من الرضَاعَة وَقيل بل أمهَا الَّتِي ولدتها وَهِي قتيلة بنت عبد الْعزي قرشية وَهِي أم عبد الله بن أبي بكر أَيْضا فَأَما أم عَائِشَة وَعبد الرَّحْمَن فَأم رمان وَأم مُحَمَّد أَسمَاء بنت عُمَيْس وراغبة ضبطناه نصبا على الْحَال وَيصِح فِيهِ الرّفْع على خبر مُبْتَدأ مَحْذُوف
(ر غ ث) وَأَنْتُم ترغثونها أَي الدُّنْيَا مَعْنَاهُ ترضعونها شَاة رغوث مرضع ورغث الْعَيْش سعته وخصبه وَقيل رغث النَّاس فلَانا إِذا استقصوا مَا عِنْده حَتَّى نفد
(ر غ م) قَوْله وَإِن رغم أنف أبي ذَر وَرَغمَ أنف من أدْرك أَبَوَيْهِ وترغيم للشَّيْطَان وأرغم الله أَنفه أَي ذل وخزى كَأَنَّهُ لصق بالرغام وَقيل مَعْنَاهُ كره وَقيل مَعْنَاهُ اضْطربَ والرغم أَيْضا المساءة وَالْغَضَب وَمِنْه سنة نَبِيكُم وَإِن رغمتم أَي كرهتم يُقَال رغم بِالْفَتْح يرغم بِالضَّمِّ ذل وَرَغمَ بِالْكَسْرِ يرغم بِالْفَتْح أَيْضا والرغم والرغم والرغم بِالْفَتْح وَالضَّم وَالْكَسْر الذلة
(ر غ س) قَوْله أَن رجلا رغسه الله مَالا بسين مُهْملَة وَتَخْفِيف الْغَيْن أَي أَكْثَره لَهُ ونماه
(ر غ و) وبعير لَهُ رُغَاء مَمْدُود صَوت الْبَعِير وَقَوله حَتَّى علت رغوته الرغوة مَعْلُومَة وَهِي مَا على اللَّبن من صبه فِي الْإِنَاء من فقاقيعه وَمَا دَاخل الرّيح مِنْهُ وَفِيه لغاة رغوة ورغوة ورغوة ورغاوة ورغاية.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
قَوْله فِي كتاب الِاعْتِصَام وَأَنْتُم ترغثونها أَو تلغثونها كَذَا وَقع فِيهِ على الشَّك فِي اللَّام وَالرَّاء وَالْمَعْرُوف بالراء وَقد فسرناه قبل
الرَّاء مَعَ الْفَاء(1/295)
(رف أ) قَوْله فارفانا إِلَى جَزِيرَة وأرفئوا الإرفاء أدناء السفن من الشط وَحَيْثُ ترسى أَو تصلح وَهُوَ مرفأ السَّفِينَة مَهْمُوز مَقْصُور وَهُوَ ميناها أَيْضا يمد وَيقصر
(ر ف ث) وَقَوله فَلم يرْفث وَلم يجهل وَإِن أخالكم لَا يَقُول الرَّفَث أَي يَأْتِي برفث الْكَلَام وفحشه رفث الرجل بِفَتْح الْفَاء وَالرَّاء يرْفث وَيَرْفث بِالْكَسْرِ وَالضَّم رفثا بِالسُّكُونِ فِي الْمصدر وبالفتح الِاسْم وَقد قيل رفث بِكَسْر الْفَاء يرْفث بِالْفَتْح قَالَ أَبُو مَرْوَان بن سراج وَقد روى فَلم يرْفث بِالْكَسْرِ وارفث أَيْضا إِذا أفحش فِي كَلَامه وَيكون الرَّفَث الْجِمَاع أَيْضا والرفث ذكر الْجِمَاع والتحدث بِهِ وَقيل هُوَ مذاكرة ذَلِك مَعَ النِّسَاء وَقد اخْتلف فِي معنى قَوْله تَعَالَى فَلَا رفث على التفاسير الْمُتَقَدّمَة قَالَ الْأَزْهَرِي هِيَ كلمة جَامِعَة لكل مَا يُرِيد الرجل من الْمَرْأَة
(ر ف د) قَوْله إِلَّا النَّصْر والرفادة بِكَسْر الرَّاء ورفادة قُرَيْش تعاونها على ضِيَافَة أهل الْمَوْسِم وَفِي المنحة تَغْدُو برفد وَتَروح برفد الرفد الْقدح الَّذِي يحتلب فِيهِ
(ر ف رف) قَوْله رآر فرفا أَخْضَر سد الْأُفق قيل هُوَ بِسَاط وَقيل هُوَ وَاحِد وَقيل جمع وَاحِدَة رفرفة
(ر ف ل) قَوْله وَإِذا أَبُو جهل يرفل فِي النَّاس كَذَا لِابْنِ ماهان أَي يتبختر وَلابْن سُفْيَان يَزُول أَي يكثر الْحَرَكَة وَلَا يسْتَقرّ على حَال والزويل القلق وَهُوَ هُنَا اشبه وَتقدم فِي حرف الْجِيم لرِوَايَة من رَوَاهُ يجول
(ر ف ض) لَو أَن أحدا أرفض مَعْنَاهُ أَنهَار وخر وتفرق وَفِي حَدِيث آخر انفض بالنُّون وَهُوَ بِمَعْنى أنقض أَيْضا وَفِي حَدِيث الْحَوْض حق يرفض عَلَيْهِم أَي يسيل وَمِنْه أرفض الدمع إِذا سَالَ وَقَوله فيرفضه أَي يتْركهُ وَكَذَلِكَ يرفضون مَا بِأَيْدِيهِم أَي يتركونه
(ر ف ع) قَوْله وَكَانَ من رفعاء أَصْحَاب مُحَمَّد (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَي من جلتهم وفضلائهم من الرّفْعَة وَقَوله فَرفعت فرسي أَي حثتتها وَالسير الْمَرْفُوع دون الجري وَفَوق الْمَشْي وَرفع رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) مطيته ورفعنا كُله مِنْهُ وَقَوله فِي خبر أبي ذَر فارتفعت حِين ارْتَفَعت كَأَنِّي نصب يحْتَمل معنى قُمْت وَقيل مَعْنَاهُ حِين ارْتَفع عني أَي تركت وَقَوله رفع الحَدِيث مَعْنَاهُ أسْندهُ إِلَى النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَهُوَ الحَدِيث الْمَرْفُوع عَنهُ وَرفعت الْخَبَر أذعته ورفعته إِلَى الْحَاكِم قَدمته
(ر ف غ) وفيهَا ذكر الرفغ والرفغين بِضَم الرَّاء وَيُقَال بِفَتْحِهَا أَيْضا وَالْفَاء سَاكِنة والغين مُعْجمَة هما أصلا الفخذين ومجتمعهما من أَسْفَل الْبَطن وَمِنْه إِذا التقى الرفغان وَجب الْغسْل وَيُقَال أَيْضا الرفغان فِي غير هَذَا الحَدِيث الإبطان وَقيل أصُول المغابن وَأَصله مَا ينطوي من الْجَسَد فَكلهَا أرفاغ
(ر ف ف) قَوْله وَمَا فِي رفى مَا يَأْكُلهُ ذُو كبد وَشطر شعير فِي رف لي الرف خشب ترفع عَن الأَرْض فِي الْبَيْت يرقى عَلَيْهِ مَا يرفع وَهُوَ الرفرف أَيْضا والرفرف أَيْضا الْمجْلس والبساط والفسطاط والفراش
(رف ق) قَوْله إِن الله رَفِيق يحب الرِّفْق والرفق فِي صِفَات الله تَعَالَى وأسمائه بِمَعْنى اللَّطِيف الَّذِي فِي الْقُرْآن والرفق واللطف الْمُبَالغَة فِي الْبر على أحسن وجوهه وَكَذَلِكَ فِي كل شَيْء وَكَذَلِكَ الرِّفْق والرفق فِي كل أَمر أَخذه بِأَحْسَن وجوهه وأقربها وَهُوَ ضد العنف وَمِنْه فِي الحَدِيث عَن الله يحب الرِّفْق فِي الْأَمر كُله وَقَوله يستر فقه أَي يطْلب مِنْهُ الرِّفْق وَالْإِحْسَان قَوْله فِي الرفيق الْأَعْلَى بِفَتْح الرَّاء وَمَعَ ارفيق واللهم الرفيق الْأَعْلَى وألحقني بالرفيق الْأَعْلَى قيل هُوَ اسْم من أَسمَاء الله تَعَالَى وَخطأ هَذَا الْأَزْهَرِي وَقَالَ بل هم جمَاعَة الْأَنْبِيَاء ويصححه قَوْله فِي الحَدِيث الآخر مَعَ النَّبِيين وَالصديقين إِلَى قَوْله وَحسن(1/296)