4925 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، يَعْنِى شَيْبَانَ، عَن لَيْثٍ، فذكر نحوه.(4/389)
باب جامع فى المواعظ(4/389)
4926 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا بَشِيرٌ، حَدَّثَنِى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: خَرَجَ إِلَيْنَا النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا، فَنَادَى ثَلاَثَ مِرَارٍ، فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أتَدْرُونَ مَا مَثَلِى وَمَثَلُكُمْ؟ [.....] مَثَلُ قَوْمٍ خَافُوا عَدُوًّا يَأْتِيهِمْ، فَبَعَثُوا رَجُلاً يَتَرَايَا لَهُمْ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ، أَبْصَرَ الْعَدُوَّ، فَأَقْبَلَ لِيُنْذِرَهُمْ وَخَشِىَ أَنْ يُدْرِكَهُ الْعَدُوُّ قَبْلَ أَنْ يُنْذِرَ قَوْمَهُ، فَأَهْوَى بِثَوْبِهِ أَيُّهَا النَّاسُ، أُتِيتُمْ أَيُّهَا النَّاسُ، أُتِيتُمْ، ثَلاَثَ مِرَارتٍ.(4/389)
4927 - حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، حَدَّثَنِى أَبُو حَازِمٍ، لاَ أَعْلَمُهُ إِلاَّ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِيَّاكُمْ وَمُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ، فإنما مثل محقرات الذنوب، كَقَوْمٍ نَزَلُوا فِى بَطْنِ وَادٍ، فَجَاءَ ذَا بِعُودٍ، وَجَاءَ ذَا بِعُودٍ، حَتَّى أَنْضَجُوا خُبْزَتَهُمْ، وَإِنَّ مُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ مَتَى يُؤْخَذْ بِهَا صَاحِبُهَا تُهْلِكْهُ.
وَقَالَ أَبُو حَازِمٍ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ أَبُو ضَمْرَةَ: لاَ أَعْلَمُهُ إِلاَّ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: مَثَلِى وَمَثَلُ السَّاعَةِ كَهَاتَيْنِ، ثم فَرَّقَ بَيْنَ أُصْبُعَيْهِ الْوُسْطَى وَالَّتِى تَلِى الإِبْهَامَ، ثُمَّ قَالَ: مَثَلِى وَمَثَلُ السَّاعَةِ كَمَثَلِ فَرَسَىْ رِهَانٍ، ثُمَّ قَالَ: مَثَلِى وَمَثَلُ السَّاعَةِ كَمَثَلِ رَجُلٍ بَعَثَهُ قَوْمُهُ طَلِيعَةً، فَلَمَّا خَشِىَ أَنْ يُسْبَقَ أَلاَحَ بِثَوْبِهِ أُتِيتُمْ أُتِيتُمْ. ثُمَّ يَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَنَا ذَاكَ.(4/389)
4928 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ الصَّبَّاحِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُرَّةَ الْهَمْدَانِىِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ، قَسَمَ بَيْنَكُمْ أَخْلاقَكُمْ، كَمَا قَسَمَ بَيْنَكُمْ أَرْزَاقَكُمْ، وَإِنَّ اللَّهَ، عَزَّ وَجَلَّ، يُعْطِى الدُّنْيَا مَنْ يُحِبُّ، وَمَنْ لاَ يُحِبُّ، وَلاَ يُعْطِى الدِّينَ إِلاَّ لِمَنْ أَحَبَّ، فَمَنْ أَعْطَاهُ اللَّهُ الدِّينَ، فَقَدْ أَحَبَّهُ، وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لاَ يُسْلِمُ عَبْدٌ حَتَّى يَسْلَمَ قَلْبُهُ وَلِسَانُهُ، وَلاَ يُؤْمِنُ حَتَّى يَأْمَنَ جَارُهُ بَوَائِقَهُ، قَالُوا: وَمَا بَوَائِقُهُ يَا رَسُولُ اللَّهِ؟ قَالَ: غَشْمُهُ وَظُلْمُهُ وَلاَ يَكْسِبُ عَبْدٌ مَالاً مِنْ حَرَامٍ فَيُنْفِقَ مِنْهُ فَيُبَارَكَ لَهُ فِيهِ، وَلاَ يَتَصَدَّقُ بِهِ فَيُقْبَلَ مِنْهُ، وَلاَ يَتْرُكُه خَلْفَ ظَهْرِهِ إِلاَّ كَانَ زَادَهُ إِلَى النَّارِ، إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لاَ يَمْحُو السَّيِّئَ بِالسَّيِّئِ، وَلَكِنْه يَمْحُو السَّيِّئَ بِالْحَسَنِ، إِنَّ الْخَبِيثَ لاَ يَمْحُو الْخَبِيث(4/390)
4929 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِى الْعَبَّاسِ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، أَخْبَرَنِى بَحِيرُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، قَالَ: قَالَ أَبُو ذَرٍّ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ أَخْلَصَ قَلْبَهُ لِلإِيمَانِ، وَجَعَلَ قَلْبَهُ سَلِيمًا، وَلِسَانَهُ صَادِقًا، وَنَفْسَهُ مُطْمَئِنَّةً، وَخَلِيقَتَهُ مُسْتَقِيمَةً، وَجَعَلَ أُذُنَهُ مُسْتَمِعَةً، وَعَيْنَهُ نَاظِرَةً، فَأَمَّا الأُذُنُ فَقَمِعٌ، وَالْعَيْنُ مُقِرَّةٍ لِمَا يُوعَى الْقَلْبُ، وَقَدْ أَفْلَحَ مَنْ جَعَلَ قَلْبَهُ وَاعِيًا.(4/390)
باب فى قرب الساعة(4/390)
4930 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا بَشِيرٌ، حَدَّثَنِى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ جَمِيعًا، إِنْ كَادَتْ لَتَسْبِقُنِى.(4/390)
4931 - حَدَّثَنَا عَلِىُّ بْنُ بَحْرٍ، أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِى خَالِدٍ الْوَالِبِىِّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُشِيرُ بِأُصْبُعَيْهِ، وَيَقُولُ: بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَذِهِ مِنْ هَذِهِ.(4/391)
4932 - حَدَّثَنَا أَبُو الْجَوَّابِ، حَدَّثَنَا عَمَّارٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، فذكر نحوه.(4/391)
4933 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا فطر، عَنِ أَبِى خَالِدٍ، فذكر نحوه.(4/391)
4934 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنِ ابْنِ أَبِى خَالِدٍ، عَنْ وَهْبٍ السُّوَائِىِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ، كَهَذِهِ مِنْ هَذِهِ، وَإِنْ كَادَتْ لَتَسْبِقُهَا. وَجَمَعَ الأَعْمَشُ السَّبَّابَةَ وَالْوُسْطَى، وَقَالَ مُحَمَّدٌ مَرَّةً: إِنْ كَادَتْ لَتَسْبِقُنِى.(4/391)
باب ما جاء فى الأمل والأجل(4/391)
4935 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا عَلِىُّ بْنُ عَلِىٍّ، عَنْ أَبِى الْمُتَوَكِّلِ، عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ، أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم غَرَزَ بَيْنَ يَدَيْهِ غَرْزًا، ثُمَّ غَرَزَ إِلَى جَنْبِهِ آخَرَ، ثُمَّ غَرَزَ الثَّالِثَ، فَأَبْعَدَهُ، ثُمَّ قَالَ: هَلْ تَدْرُونَ مَا هَذَا؟ قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: هَذَا الإِنْسَانُ، وَهَذَا أَجَلُهُ، وَهَذَا أَمَلُهُ يَتَعَاطَى الأَمَلَ، وَالأَجَلُ يَخْتَلِجُهُ دُونَ ذَلِكَ.(4/391)
باب فى حسب الرجل ودينه(4/392)
4936 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ، يَعْنِى ابْنَ خَالِدٍ، عَنِ الْعَلاَءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: كَرَمُ الرَّجُلِ دِينُهُ، وَمُرُوءَتُهُ عَقْلُهُ، وَحَسَبُهُ خُلُقُهُ.(4/392)
باب فى الصمت(4/392)
4937 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، أَنْبَأَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكٍ، قَالَ: قُلْتُ لِجَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ: أَكُنْتَ تُجَالِسُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: نَعَمْ، فَكَانَ طَوِيلَ الصَّمْتِ، فذكر الحديث.(4/392)
4938 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أَعْيَنَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِى مُوسَى الأَشْعَرِىِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ حَفِظَ مَا بَيْنَ فُقْمَيْهِ، وَفَرْجَهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ.(4/392)
4939 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ عُثْمَانَ، يَعْنِى ابْنَ حَكِيمٍ، أَخْبَرَنِى تَمِيمُ بْنُ يَزِيدَ، مَوْلَى بَنِى زَمْعَةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ، فقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ ثِنْتَانِ مَنْ وَقَاهُ اللَّهُ شَرَّهُمَا دَخَلَ الْجَنَّةَ، [قَالَ: فَقَامَ رَجُلٌ مِن [ص:393] َ الأَنْصَارِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لاَ تُخْبِرْنَا مَا هُمَا، ثُمَّ قَالَ: اثْنَانِ مَنْ وَقَاهُ اللَّهُ شَرَّهُمَا دَخَلَ الْجَنَّةَ] ، حَتَّى إِذَا كَانَتِ الثَّالِثَةُ أَجْلَسَهُ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالُوا: تَرَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُرِيدُ يُبَشِّرُنَا فَتَمْنَعُهُ؟ قَالَ: إِنِّى أَخَافُ أَنْ يَتَّكِلَ النَّاسُ، فَقَالَ: ثِنْتَانِ مَنْ وَقَاهُ اللَّهُ شَرَّهُمَا دَخَلَ الْجَنَّةَ، مَا بَيْنَ لَحْيَيْهِ، وَمَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ.(4/392)
باب فيما يحتقر من الكلام(4/393)
4940 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ بِلاَلٍ، عَنْ شُتَيْرِ بْنِ شَكَلٍ، وَعَنْ صِلَةَ بْنِ زُفَرَ، وَعَنْ سُلَيْكِ الغطفانى، ابْنِ مِسْحَلٍ، قَالُوا: خَرَجَ عَلَيْنَا حُذَيْفَةُ وَنَحْنُ نَتَحَدَّثُ فَقَالَ: إِنَّكُمْ لَتَكَلَّمُونَ كَلاَمًا إِنْ كُنَّا لَنَعُدُّهُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم النِّفَاقَ.(4/393)
4941 - حَدَّثَنَا روح، حَدَّثَنَا رَزِينُ بْنُ حَبِيبٍ الْجُهَنِىُّ، عَنْ أَبِى الرُّقَادِ الْعَبْسِىِّ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: إِنْ كَانَ الرَّجُلُ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ عَلَى عَهْدِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم فَيَصِيرُ بِهَا مُنَافِقًا، وَإِنِّى لأَسْمَعُهَا مِنْ أَحَدِكُمُ فى الْيَوْمَ الْمَجْلِسِ عَشْرَ مَرَّاتٍ.(4/393)
4942 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا رَزِينُ الْجُهَنِىُّ، فذكر نحوه إِلاَّ أَنَّه قَالَ: أربع مرات.(4/393)
باب منه(4/394)
4943 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِى عَدِىٍّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ سُحَيْمٍ، عَنْ أُمِّهِ، ابْنَةِ أَبِى الْحَكَمِ الْغِفَارِيِّة، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: إِنَّ الرَّجُلَ لَيَدْنُو مِنَ الْجَنَّةِ حَتَّى يَكُونَ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا قِيدُ ذِرَاعٍ، فَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ فَيَتَبَاعَدُ مِنْهَا أَبْعَدَ مِنْ صَنْعَاءَ.(4/394)
4944 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلَ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْرَائِيلَ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ، يَرْفَعُهُ، قَالَ: إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ لاَ يُرِيدُ بِهَا بَأْسًا إِلاَّ لِيُضْحِكَ بِهَا الْقَوْمَ، فَإِنَّهُ لَيَقَعُ مِنْهَا أَبْعَدَ مِنَ السَّمَاءِ.(4/394)
باب فى التنعيم(4/394)
4945 - حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنِ السَّرِىِّ بْنِ يَنْعُمَ، عَنْ مَرِيحِ بْنِ مَسْرُوقٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَمَّا بَعَثَ بِهِ إِلَى الْيَمَنِ، قَالَ: إِيَّاكَ وَالتَّنَعُّمَ، فَإِنَّ عِبَادَ اللَّهِ لَيْسُوا بِالْمُتَنَعِّمِينَ.(4/394)
4946 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، فذكره.(4/394)
باب النهى عن التبقير(4/394)
4947 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِى التَّيَّاحِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ طَيِّئٍ، عَنْ عَبْدِ [ص:395] اللَّهِ، قَالَ: نَهَانَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ التَّبَقُّرِ فِى الأَهْلِ وَالْمَالِ. فَقَالَ أَبُو حَمْزَةَ وَهو جَالِسًا عِنْدَهُ: نَعَمْ، حَدَّثَنِى أَخْرَمُ الطَّائِىُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: فَكَيْفَ بِأَهْلٍ بِرَاذَانَ، وَأَهْلٍ بِالْمَدِينَةِ، وَأَهْلِ كَذَا، قَالَ: سمعته، فَقُلْتُ لأَبِى التَّيَّاحِ مَا التَّبَقُّرُ؟ فَقَالَ: الْكَثْرَةُ.(4/394)
4948 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِى التَّيَّاحِ، عَنِ أبى الأَخْرَمِ، رَجُلٌ مِنْ طَيِّئٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، فذكر المرفوع منه.(4/395)
4949 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، سَمعْتُ أَبا حمزة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، فذكر بعضه.(4/395)
4950 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، قَالَ: دَخَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ، فَقَالَ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، إِنِّى أَخْشَى أَنْ أَكُونَ قَدْ هَلَكْتُ، إِنِّى مِنْ أَكْثَرِ قُرَيْشٍ مَالاً. فَقَالَتْ: يَا بُنَىَّ أَنْفِقْ.(4/395)
باب فيما يكفى ابن آدم من الدنيا(4/395)
4951 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنِى أَبُو حِسْبَةَ مُسْلِمُ ابْنُ أُكَيْسٍ، مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ أَبِى عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ، قَالَ: ذَكَرَ مَنْ دَخَل [ص:396] َ عَلَيْهِ فَوَجَدَهُ يَبْكِى، فَقَالَ: مَا يُبْكِيكَ يَا أَبَا عُبَيْدَةَ؟ فَقَالَ: نَبْكِى أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَكَرَ يَوْمًا مَا يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ وَيُفِىءُ عَلَيْهِمْ حَتَّى ذَكَرَ الشَّامَ، فَقَالَ: إِنْ يُنْسَأْ فِى أَجَلِكَ يَا أَبَا عُبَيْدَةَ، فَحَسْبُكَ مِنَ الْخَدَمِ ثَلاثَةٌ: خَادِمٌ يَخْدُمُكَ، وَخَادِمٌ يُسَافِرُ مَعَكَ، وَخَادِمٌ يَخْدُمُ أَهْلَكَ وَيَرُدُّ عَلَيْهِمْ، وَحَسْبُكَ مِنَ الدَّوَابِّ ثَلاَثَةٌ: دَابَّةٌ لِرَحْلِكَ، وَدَابَّةٌ لِثَقَلِكَ، وَدَابَّةٌ لِغُلاَمِكَ، ثُمَّ هَذَا أَنَا أَنْظُرُ إِلَى بَيْتِى قَدِ امْتَلأَ رَقِيقًا، وَأَنْظُرُ إِلَى مِرْبَطِى قَدِ امْتَلأَ دَوَابَّ وَخَيْلاً، فَكَيْفَ أَلْقَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ هَذَا؟ وَقَدْ أَوْصَانَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ أَحَبَّكُمْ إِلَىَّ وَأَقْرَبَكُمْ مِنِّى، مَنْ لَقِيَنِى عَلَى مِثْلِ الْحَالِ الَّذِى فَارَقَنِى عَلَيْهَا.(4/395)
باب الاقتصاد(4/396)
4952 - قَالَ عَبْد اللَّهِ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِى، حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَ الْحَدَّادُ، حَدَّثَنَا سُكَيْنُ ابْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْعَبْدِىُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْهَجَرِىُّ، عَنْ أَبِى الأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَا عَالَ مَنِ اقْتَصَدَ.(4/396)
باب فيمن يرضى بما قسم له(4/396)
4953 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ يُونُسَ، حَدَّثَنِى أَبُو الْعَلاءِ بْنُ الشِّخِّيرِ، حَدَّثَنِى أَحَدُ بَنِى سُلَيْمٍ، وَلاَ أَحْسَبُهُ إِلاَّ قَدْ رَأَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّ اللَّهَ، عَزَّ وَجَلَّ، يَبْتَلِى عَبْدَهُ بِمَا أَعْطَاهُ فَمَنْ رَضِىَ بِمَا قَسَمَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَهُ، بَارَكَ اللَّهُ لَهُ فِيهِ، وَوَسَّعَهُ، وَمَنْ لَمْ يَرْضَ لَمْ يُبَارِكْ لَهُ فيه.(4/396)
باب فيمن صبر على العيش الشديد(4/397)
4954 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ، يَعْنِى ابْنَ بَهْرَامَ، حَدَّثَنَا شَهْرُ ابْنُ حَوْشَبٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: بَيْنَمَا رَجُلٌ وَامْرَأَةٌ لَهُ فِى السَّلَفِ الْخَالِى لاَ يَقْدِرَانِ عَلَى شَىْءٍ، فَجَاءَ الرَّجُلُ مِنْ سَفَرِهِ، فَدَخَلَ عَلَى امْرَأَتِهِ جَائِعًا، قَدْ أَصَابَتْهُ مَسْغَبَةٌ شَدِيدَةٌ، فَقَالَ لاِمْرَأَتِهِ: [أَ] عِنْدَكِ شَىْءٌ؟ قَالَتْ: نَعَمْ، أَبْشِرْ أَتَاكَ رِزْقُ اللَّهِ، فَاسْتَحَثَّهَا، فَقَالَ: وَيْحَكِ ابْتَغِى إِنْ كَانَ عِنْدَكِ شَىْءٌ، قَالَتْ: نَعَمْ هُنَيَّةً نَرْجُو رَحْمَةَ اللَّهِ، حَتَّى إِذَا طَالَ عَلَيْهِ الحول، قَالَ: وَيْحَكِ قُومِى فَابْتَغِى إِنْ كَانَ عِنْدَكِ خُبْزٌ فَأْتِنِى، فَإِنِّى قَدْ بَلَغْتُ وَجَهِدْتُ، فَقَالَتْ: نَعَمِ الآنَ يَنْضَجُ التَّنُّورُ، فَلاَ تَعْجَلْ، فَلَمَّا أَنْ سَكَتَ عَنْهَا سَاعَةً، وَتَحَيَّنَتْ أَيْضًا أَنْ يَقُولَ، قَالَتْ هِىَ: مِنْ عِنْدِ نَفْسِهَا لَوْ قُمْتُ فَنَظَرْتُ إِلَى تَنُّورِى، فَقَامَتْ فَوَجَدَتْ تَنُّورَهَا مَلآنَ جُنُوبَ الْغَنَمِ وَرَحْيَيْهَا تَطْحَنَ، ِ فَقَامَتْ إِلَى الرَّحَى فَنَفَضَتْهَا، وَاستخْرَجَتْ مَا فِى التنور مِنْ جُنُوبِ الْغَنَمِ. قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَوَالَّذِى نَفْسُ أَبِى الْقَاسِمِ بِيَدِهِ، عَنْ قَوْلِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم: لَوْ أَخَذَتْ مَا فِى رَحْيَيْهَا، وَلَمْ تَنْفُضْهَا لَطَحَنَتْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.(4/397)
4955 - حَدَّثَنَا ابْنُ عَامِرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ، قَالَ: دَخَلَ رَجُلٌ عَلَى أَهْلِهِ، فَلَمَّا رَأَى مَا بِهِمْ مِنَ الْحَاجَةِ خَرَجَ إِلَى الْبَرِيَّةِ، فَلَمَّا رَأَتِ امْرَأَتُهُ قَامَتْ إِلَى الرَّحَى فَوَضَعَتْهَا، وَإِلَى التَّنُّورِ فَسَجَرَتْهُ، ثُمَّ قَالَتِ: اللَّهُمَّ ارْزُقْنَا، فَنَظَرَتْ فَإِذَا الْجَفْنَةُ قَدِ امْتَلأَتْ، قَالَ: وَذَهَبَتْ إِلَى التَّنُّورِ فَوَجَدَتْهُ مُمْتَلِئًا، قَالَ: فَرَجَعَ الزَّوْجُ، [ص:398] قَالَ: أَصَبْتُمْ بَعْدِى شَيْئًا، قَالَتِ امْرَأَتُهُ: نَعَمْ مِنْ رَبِّنَا، فَقَامَ إِلَى الرَّحَى فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: أَمَا إِنَّهُ لَوْ لَمْ يَرْفَعْهَا لَمْ تَزَلْ تَدُورُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.(4/397)
باب ما قل وكفى خير مما كثر وألهى(4/398)
4956 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، [حَدَّثَنَا بْنُ مَهْدِىٍّ] ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ خُلَيْدٍ الْعَصَرِىِّ، عَنْ أَبِى الدَّرْدَاءِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَا طَلَعَتْ شَمْسٌ قَطُّ إِلاَّ بُعِثَ بِجَنْبَتَيْهَا مَلَكَانِ يُنَادِيَانِ يُسْمِعَانِ أَهْلَ الأَرْضِ إِلاَّ الثَّقَلَيْنِ، يَا أَيُّهَا النَّاسُ، هَلُمُّوا إِلَى رَبِّكُمْ، فَإِنَّ مَا قَلَّ وَكَفَى خَيْرٌ مِمَّا كَثُرَ وَأَلْهَى.(4/398)
باب فيما يسأل عنه العبد يوم القيامة(4/398)
4957 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا حَشْرَجٌ، عَنْ أَبِى نُصَيْرَةَ، عَنْ أَبِى عَسِيبٍ، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَيْلاً فَمَرَّ بِى، فَدَعَانِى إِلَيْهِ، فَخَرَجْتُ، ثُمَّ مَرَّ بِأَبِى بَكْرٍ فَدَعَاهُ فَخَرَجَ إِلَيْهِ، ثُمَّ مَرَّ بِعُمَرَ فَدَعَاهُ فَخَرَجَ إِلَيْهِ، فَانْطَلَقَ حَتَّى دَخَلَ حَائِطًا لِبَعْضِ الأَنْصَارِ، فَقَالَ لِصَاحِبِ الْحَائِطِ: أَطْعِمْنَا بُسْرًا، فَجَاءَ بِعِذْقٍ فَوَضَعَهُ فَأَكَلَ، فَأَكَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ، ثُمَّ دَعَا بِمَاءٍ بَارِدٍ فَشَرِبَ، فَقَالَ: لَتُسْأَلُنَّ عَنْ هَذَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، قَالَ: فَأَخَذَ عُمَرُ الْعِذْقَ فَضَرَبَ بِهِ الأَرْضَ حَتَّى تَنَاثَرَ الْبُسْرُ، قِبَلَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَئِنَّا لَمَسْئُولُونَ عَنْ هَذَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ: نَعَمْ، إِلاَّ مِنْ ثَلاَثٍ: خِرْقَةٍ كَفَّ بِهَا الرَّجُلُ عَوْرَتَهُ، أَوْ كِسْرَةٍ سَدَّ بِهَا جَوْعَتَهُ، أَوْ حَجَرٍ يَتَدَخَّلُ فِيهِ مِنَ الْحَرِّ وَالْقُرِّ.(4/398)
باب التفكر فى زوال الدنيا(4/399)
4958 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِىُّ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: بَيْنَمَا رَجُلٌ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ كَانَ فِى ملَكَهِ فَتَفَكَّرَ، فَعَلِمَ أَنَّ ذَلِكَ مُنْقَطِعٌ عَنْهُ، وَأَنَّ قد فِيهِ قَدْ شَغَلَهُ عَنْ عِبَادَةِ رَبِّهِ، فَتَسَرَّبَ فَانْسَابَ ذَاتَ لَيْلَةٍ مِنْ قَصْرِهِ فَأَصْبَحَ فِى مَمْلَكَةِ غَيْرِهِ، فَأَتَى سَاحِلَ الْبَحْرِ، فَكَانَ بِهِ يَضْرِبُ اللَّبِنَ بِالأَجْرِ، فَيَأْكُلُ وَيَتَصَدَّقُ بِالْفَضْلِ، فَلَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ حَتَّى رَقِىَ أَمْرُهُ إِلَى مَلِكِهِمْ وَعِبَادَتُهُ وَفَضْلُهُ، فَأَرْسَلَ مَلِكُهُمْ إِلَيْهِ أَنْ يَأْتِيَهُ، فَأَبَى أَنْ يَأْتِيَهُ، فَأَعَادَ ثُمَّ أَعَادَ عَلَيْهِ، فَأَبَى أَنْ يَأْتِيَهُ، وَقَالَ: مَا لَهُ وَمَا لِى؟ قَالَ: فَرَكِبَ الْمَلِك إليه، فَلَمَّا رَآهُ الرَّجُلُ وَلَّى هَارِبًا، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ الْمَلِكُ رَكَضَ فِى أَثَرِهِ، فَلَمْ يُدْرِكْهُ، قَالَ: فَنَادَاهُ يَا عَبْدَ اللَّهِ، إِنَّهُ لَيْسَ عَلَيْكَ مِنِّى بَأْسٌ، فَأَقَامَ حَتَّى أَدْرَكَهُ، فَقَالَ لَهُ: مَنْ أَنْتَ رَحِمَكَ اللَّهُ؟ قَالَ: أَنَا فُلاَنُ بْنُ فُلاَنٍ صَاحِبُ مُلْكِ كَذَا وَكَذَا، تَفَكَّرْتُ فِى أَمْرِى فَعَلِمْتُ أَنَّ مَا أَنَا فِيهِ مُنْقَطِعٌ، وَإِنَّهُ قَدْ شَغَلَنِى عَنْ عِبَادَةِ رَبِّى فَتَرَكْتُهُ، وَجِئْتُ هَاهُنَا أَعْبُدُ رَبِّى، فَقَالَ: مَا أَنْتَ بِأَحْوَجَ إِلَى مَا صَنَعْتَ مِنِّى؟ قَالَ: ثُمَّ نَزَلَ عَنْ دَابَّتِهِ فَسَيَّبَهَا، ثُمَّ تَبِعَهُ فَكَانَا جَمِيعًا يَعْبُدَانِ اللَّهَ، عَزَّ وَجَلَّ، فَدَعَوَا اللَّهَ أَنْ يُمِيتَهُمَا جَمِيعًا، قَالَ: فَمَاتَا، قَالَ: لَوْ كُنْتُ بِرُمَيْلَةِ مِصْرَ لأَرَيْتُكُمْ قُبُورَهُمَا بِالنَّعْتِ الَّذِى نَعَتَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.(4/399)
4959 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، مَوْلَى بَنِى هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِى [ص:400] سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: كَانَ رَجُلٌ فِى بَنِى إِسْرَائِيلَ تَاجِرًا، وَكَانَ يَنْقُصُ مَرَّةً، وَيَزِيدُ أُخْرَى، فَقَالَ: مَا فِى هَذِهِ التِّجَارَةِ خَيْرٌ، لأَلْتَمِسن تِجَارَةً هِىَ خَيْرٌ مِنْ هَذِهِ، فَبَنَى صَوْمَعَةً وَتَرَهَّبَ فِيهَا.(4/399)
باب فى مثل الدنيا(4/400)
4960 - قَالَ عَبْد اللَّهِ: حَدَّثَنِى مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ أَبُو يَحْيَى الْبَزَّازُ، حَدَّثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ مُوسَى بْنُ مَسْعُودٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عُتَىٍّ، عَنْ أُبَىِّ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ مَطْعَمَ ابْنِ آدَمَ جُعِلَ مَثَلاً لِلدُّنْيَا، وَإِنْ قَزَّحَهُ وَمَلَّحَهُ، فَانْظُرُ إِلَى مَاذَا يَصِيرُ.(4/400)
4961 - حَدَّثَنَا [أَحْمَدُ بْنُ] عَبْدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَلِىِّ بْنِ جُدْعَانَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ سُفْيَانَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهُ: يَا ضَحَّاكُ مَا طَعَامُكَ؟ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اللَّحْمُ وَاللَّبَنُ، قَالَ: ثُمَّ يَصِيرُ إِلَى مَاذَا؟ قَالَ: إِلَى مَا قَدْ عَلِمْتَ، قَالَ: فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى ضَرَبَ مَا يَخْرُجُ مِنِ ابْنِ آدَمَ مَثَلاً لِلدُّنْيَا.(4/400)
باب فى هوان الدنيا(4/400)
4962 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمُهَزِّمِ، عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَرَّ بِسَخْلَةٍ جَرْبَاءَ، قَدْ أَخْرَجَهَا أَهْلُهَا، فَقَالَ: أَتَرَوْنَ هَذِهِ هَيِّنَةً عَلَى أَهْلِهَا؟ [ص:401] قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: لَلدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ عَلَى أَهْلِهَا.(4/400)
4963 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِى لَيْلَى، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَبِيعَةَ السُّلَمِىِّ، قَالَ: كَانَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم فِى سَفَرٍ، فَسَمِعَ مُؤَذِّنًا يَقُولُ: أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، فَقَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم: أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ. قَالَ: أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، قَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم: أَشْهَدُ أَنِّى مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ، فَقَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم: تَجِدُونَهُ رَاعِىَ غَنَمٍ أَوْ عَازِبًا عَنْ أَهْلِهِ، فَلَمَّا هَبَطَ الْوَادِى، قَالَ: مَرَّ عَلَى سَخْلَةٍ مَنْبُوذَةٍ، فَقَالَ: أَتَرَوْنَ هَذِهِ هَيِّنَةً عَلَى أَهْلِهَا لَلدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ عَلَى أَهْلِهَا.(4/401)
4964 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ، حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِىُّ، عَنِ الزُّهْرِىِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِشَاةٍ مَيْتَةٍ قَدْ أَلْقَاهَا أَهْلُهَا، فَقَالَ: وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ، لَلدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ عَلَى أَهْلِهَا.(4/401)
باب فيمن أحب الدنيا(4/401)
4965 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِىُّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، يَعْنِى ابْنَ جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنِى عَمْرٌو، عَن الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَن أَبِى مُوسَى الأَشْعَرِىِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: مَنْ أَحَبَّ دُنْيَاهُ أَضَرَّ بِآخِرَتِهِ، وَمَنْ أَحَبَّ آخِرَتَهُ أَضَرَّ بِدُنْيَاهُ، فَآثِرُوا مَا يَبْقَى عَلَى مَا يَفْنَى.(4/401)
باب الدنيا دار من لا دار له(4/402)
4966 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا دُوَيْدٌ، عَنْ أَبِى إِسْحَاقَ، عَنْ عروة، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: الدُّنْيَا دَارُ مَنْ لاَ دَارَ لَهُ، وَلَهَا يَجْمَعُ مَنْ لاَ عَقْلَ لَهُ.(4/402)
باب الدنيا سجن المؤمن(4/402)
4967 - حَدَّثَنَا عَلِىُّ بْنُ أَبِى إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، أَخْبَرَنِى عَبيْدُ اللَّهِ بْنُ جُنَادَةَ الْمَعَافِرِىُّ، أَنَّ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِىَّ، حَدَّثَهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ عَمْرٍو حَدَّثَهُ، عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: الدُّنْيَا سِجْنُ الْمُؤْمِنِ، وَسَنَتُهُ، فَإِذَا فَارَقَ الدُّنْيَا، فَارَقَ السِّجْنَ وَالسَّنَةَ.(4/402)
باب حلوة الدنيا مرة الآخرة(4/402)
4968 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ الْحَضْرَمِىِّ، أَنَّ أَبَا مَالِكٍ الأَشْعَرِىَّ لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ، قَالَ: يَا سَامِعَ الأَشْعَرِيِّينَ لِيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ مِنْكُمُ الْغَائِبَ، [ص:403] إِنِّى سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: حُلْوَةُ الدُّنْيَا مُرَّةُ الآخِرَةِ، وَمُرَّةُ الدُّنْيَا حُلْوَةُ الآخِرَةِ.(4/402)
باب إذا حك فى نفسك شىء فدعه(4/403)
4969 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا رَبَاحٌ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِى كَثِيرٍ، عَنْ زَيْدِ أبى سَلاَّمٍ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ يَقُولُ: سَأَلَ رَجُلٌ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: مَا الإِثْمُ؟ فَقَالَ: إِذَا حَكَّ فِى نَفْسِكَ شَىْءٌ فَدَعْهُ، فذكر الحديث.(4/403)
باب منه(4/403)
4970 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِىٍّ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ أَبِى عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِىِّ، قَالَ: سَمِعْتُ وَابِصَةَ بْنَ مَعْبَدٍ صَاحِبَ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: جِئْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَسْأَلُهُ عَنِ الْبِرِّ وَالإِثْمِ، فَقَالَ: جِئْتَ تَسْأَلُ عَنِ الْبِرِّ وَالإِثْمِ؟ فَقُلْتُ: وَالَّذِى بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا جِئْتُكَ أَسْأَلُكَ عَنْ غَيْرِهِ، فَقَالَ: الْبِرُّ مَا انْشَرَحَ لَهُ صَدْرُكَ، وَالإِثْمُ مَا حَاكَ فِى صَدْرِكَ، وَإِنْ أَفْتَاكَ عَنْهُ النَّاسُ.(4/403)
باب أكل التراب خير من أكل الحرام(4/403)
4971 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، مَوْلَى الْحَسَنِ ابْنِ عَلِىٍّ، عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لأَنْ يَأْخُذَ أَحَدُكُمْ حَبْلَهُ فَيَذْهَبَ إِلَى الْجَبَلِ، فَيَحْتَطِبَ، ثُمَّ يَأْتِىَ بِهِ يَحْمِلُهُ عَلَى ظَهْرِهِ فَيَبِيعَهُ، فَيَأْكُلَ [ص:404] خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ النَّاسَ، وَلأَنْ يَأْخُذَ تُرَابًا فَيَجْعَلَهُ فِى فِيهِ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَجْعَلَ فِى فِيهِ مَا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ.
قلت: هو فى الصحيح خلا قصة التراب.(4/403)
باب فيمن لبس ثوبًا فيه شىء حرام(4/404)
4972 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ الْحِمْصِىُّ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ زُفَرَ، عَنْ هَاشِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: مَنِ اشْتَرَى ثَوْبًا بِعَشَرَةِ دَرَاهِمَ، وَفِيهِ دِرْهَمٌ حَرَامٌ، لَمْ يَقْبَلِ اللَّهُ لَهُ صَلاةً مَادَامَ عَلَيْهِ، قَالَ: ثُمَّ أَدْخَلَ أُصْبُعَيْهِ فِى أُذُنَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: صُمَّتَا إِنْ لَمْ يَكُنِ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم سَمِعْتُهُ يَقُولُهُ.(4/404)
باب فيمن ترك شيئًا لله(4/404)
4973 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلاَلٍ، عَنْ أَبِى قَتَادَةَ، وَأَبِى الدَّهْمَاءِ، قَالاَ: أَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ، فَقُلْنَا: هَلْ سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم شَيْئًا؟ قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: إِنَّكَ لَنْ تَدَعَ شَيْئًا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ إِلاَّ بَدَّلَكَ اللَّهُ بِهِ مَا هُوَ خَيْرٌ لَكَ مِنْهُ.(4/404)
4974 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلالٍ، عَنْ أَبِى [ص:405] قَتَادَةَ، وَأَبِى الدَّهْمَاءِ، قَالاَ: كَانَا يُكْثِرَانِ السَّفَرَ، نَحْوَ هَذَا الْبَيْتِ، فَأَتَيْا عَلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ، فَقَالَ الْبَدَوِىُّ: أَخَذَ بِيَدِى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَجَعَلَ يُعَلِّمُنِى مِمَّا عَلَّمَهُ اللَّهُ، تَبَارَكَ وَتَعَالَى، وَقَالَ: إِنَّكَ لَنْ تَدَعَ شَيْئًا اتِّقَاءَ اللَّهِ، عَزَّ وَجَلَّ، إِلاَّ أَعْطَاكَ اللَّهُ خَيْرًا مِنها.(4/404)
4975 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ وَعَفَّانُ، قَالاَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، فذكر نحوه.(4/405)
باب فيمن أكل حلالاً(4/405)
4976 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ مَطَرٍف، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، قَالَ: فَقَالَ أَبُو سَبْرَةَ، حَدَّثَنِى عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو، أنه سَمِعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: وَالَّذِى نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، إِنَّ مَثَلَ الْمُؤْمِنِ لَكَمَثَلِ النَّحْلَةِ أَكَلَتْ طَيِّبًا، وَوَضَعَتْ طَيِّبًا، وَوَقَعَتْ فَلَمْ تُكْسَرْ، وَلَمْ تَفْسُدْ.
قلت: روى هذا فى حديث طويل تقدم.(4/405)
باب فيمن جمع أربع خلال فلا عليه ما فاته من الدنيا(4/405)
4977 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ الْحَضْرَمِىِّ، عَنِ ابْنِ حُجَيْرَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: أَرْبَعٌ إِذَا كُنَّ فِيكَ، فَلاَ عَلَيْكَ مَا فَاتَكَ مِنَ الدُّنْيَا: حِفْظُ أَمَانَةٍ، وَصِدْقُ حَدِيثٍ، وَحُسْنُ خَلِيقَةٍ، وَعِفَّةٌ فِى طُعْمة.(4/405)
باب فى عيش السلف(4/406)
4978 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِىُّ، عَنْ أَبِى بَكْرِ بْنِ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ بْنِ سَعْدِ ابْنِ أَبِى وَقَّاصٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ أَبِيهِ، وَكَانَ بَدْرِيًّا، قَالَ: لَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَبْعَثُنَا فِى السَّرِيَّةِ يَا بُنَىَّ مَا لَنَا زَادٌ إِلاَّ السَّلْفُ مِنَ التَّمْرِ، فَيَقْسِمُهُ قَبْضَةً قَبْضَةً، حَتَّى يَصِيرَ إِلَى تَمْرَةٍ تَمْرَةٍ، قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَتِ، وَمَا عَسَى أَنْ تُغْنِىَ التَّمْرَةُ عَنْكُمْ، قَالَ: لاَ تَقُلْ ذَلِكَ، فَبَعْدَ أَنْ فَقَدْنَاهَا فَاخْتَلَلْنَا إِلَيْهَا.(4/406)
4979 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنِى أَبِى، حَدَّثَنَا الْجُرَيْرِىُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ، قَالَ: أَقَمْتُ بِالْمَدِينَةِ مَعَ أَبِى هُرَيْرَةَ سَنَةً، فَقَالَ لِى ذَاتَ يَوْمٍ وَنَحْنُ عِنْدَ حُجْرَةِ عَائِشَةَ: لَقَدْ رَأَيْتُنِى وَمَا لَنَا ثِيَابٌ إِلاَّ الْبِرَادُ الْمُفَتَّقَةُ، وَإِنَّهُ لَيَأْتِى عَلَى أَحَدِنَا الأَيَّامُ، مَا يَجِدُ طَعَامًا يُقِيمُ بِهِ صُلْبَهُ، حَتَّى إِنْ كَانَ أَحَدُنَا لَيَأْخُذُ الْحَجَرَ فَيَشُدُّهُ عَلَى أَخْمَصِ بَطْنِهِ، ثُمَّ يَشُدُّهُ بِثَوْبِهِ لِيُقِيمَ بِهِ صُلْبَهُ.(4/406)
4980 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ، قَالَ: إِنَّمَا كَانَ طَعَامَنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم التَّمْرُ وَالْمَاءُ، وَاللَّهِ مَا كُنَّا نَرَى سَمْرَاءَكُمْ هَذِهِ، وَلا نَدْرِى مَا هِىَ، وَإِنَّمَا كَانَ لِبَاسُنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم النِّمَارَ، يَعْنِى بُرْدَ الأَعْرَابِ.(4/406)
4981 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا بِسْطَامُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، قَالَ: قَالَ أَبِى: لَقَدْ عَمَّرْنَا مَعَ نَبِيِّنَا صلى الله عليه وسلم وَمَا لَنَا طَعَامٌ إِلاَّ الأَسْوَدَانِ، ثُمَّ قَالَ: هَلْ تَدْرِى مَا الأَسْوَدَانِ؟ قُلْتُ: لاَ قَالَ: الأَسْوَدَانِ التَّمْرُ وَالْمَاءُ.(4/407)
4982 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ قَابُوسَ، أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: جَاءَ نَبِىَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلاَنِ حَاجَتُهُمَا وَاحِدَةٌ، فَتَكَلَّمَ أَحَدُهُمَا، فَوَجَدَ نَبِىُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ فِيهِ إِخْلافًا، فَقَالَ لَهُ: أَلاَ تَسْتَاكُ، فَقَالَ: [إِنِّى] لأَفْعَلُ، وَلَكِنِّى لَمْ أَطْعَمْ طَعَامًا مُنْذُ ثَلاَثٍ، فَأَمَرَ بِهِ رَجُلاً فَآوَاهُ، وَقَضَى حَاجَتَهُ.(4/407)
4983 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ مُوسَى الصَّغِيرِ الطَّحَّانِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: قَالَ عَلِىٌّ، عليه السلام: خَرَجْتُ فَأَتَيْتُ حَائِطًا، قَالَ: فَقَالَ: دَلْوٌ بِتَمْرَةٍ، قَالَ: فَدَلَّيْتُ حَتَّى مَلأْتُ كَفِّى، ثُمَّ أَتَيْتُ الْمَاءَ، فَاسْتَعْذَبْتُ، يَعْنِى شَرِبْتُ، ثُمَّ أَتَيْتُ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم فَأَطْعَمْتُهُ بَعْضَهُ، وَأَكَلْتُ أَنَا نصفه.
قلت: وقد تقدم حديث على أيضًا فى الأذكار.(4/407)
4984 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا عَمَّارٌ، يَعْنِى أَبَا هَاشِمٍ صَاحِبَ الْبَغُوتِ، عَنْ أَنَسِ، أَنَّ بِلاَلاً بَطَّأَ عَنْ صَلاَةِ الصُّبْحِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم: مَا حَبَسَكَ؟ قَالَ: مَرَرْتُ بِفَاطِمَةَ، وَهِىَ تَطْحَنُ وَالصَّبِىُّ يَبْكِى، فَقُلْتُ لَهَا: إِنْ شِئْتِ كَفَيْتُكِ الرَّحَا، وَكَفَيْتِنِى [ص:408] الصَّبِىَّ وَإِنْ شِئْتِ كَفَيْتُكِ الصَّبِىَّ وَكَفَيْتِنِى الرَّحَا، فَقَالَتْ: أَنَا أَرْفَقُ بِابْنِى مِنْكَ، فَذَاكَ حَبَسَنِى قَالَ: رَحِمْتَهَا رَحِمَكَ اللَّهُ.(4/407)
4985 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِى حَبِيبٍ، عَنْ عَلِىِّ بْنِ رَبَاحٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ يَقُولُ: لَقَدْ أَصْبَحْتُمْ وَأَمْسَيْتُمْ تَرْغَبُونَ فِيمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَزْهَدُ فِيهِ، أَصْبَحْتُمْ تَرْغَبُونَ فِى الدُّنْيَا، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَزْهَدُ فِيهَا، وَاللَّهِ مَا أَتَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةٌ مِنْ دَهْرِهِ، إِلاَّ كَانَ الَّذِى عَلَيْهِ أَكْثَرَ مِمَّا لَهُ، قَالَ: فَقَالَ لَهُ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ رَأَيْنَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَسْتَسْلِفُ.(4/408)
4986 - وقَالَ غَيْرُ يَحْيَى: وَاللَّهِ مَا مَرَّ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثَلاَثَةٌ مِنَ الدَّهْرِ إِلاَّ وَالَّذِى عَلَيْهِ أَكْثَرُ مِنِ الَّذِى لَهُ.(4/408)
4987 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِى يَقُولُ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ، يَخْطُبُ النَّاسَ بِمِصْرَ يَقُولُ: مَا أَبْعَدَ هَدْيَكُمْ مِنْ هَدْىِ نَبِيِّكُمْ صلى الله عليه وسلم أَمَّا هُوَ فَكَانَ أَزْهَدَ النَّاسِ فِى الدُّنْيَا، وَأَمَّا أَنْتُمْ فَأَرْغَبُ النَّاسِ فِيهَا.(4/408)
4988 - حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ الْخُزَاعِىُّ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ مُضَرَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هَانِئٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَلِىَّ بْنَ رَبَاحٍ، فذكر نحوه.(4/408)
4989 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِى إِسْحَاقَ، عَنْ رَجُلٍ حَدَّثَهُ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُعْجِبُهُ مِنَ الدُّنْيَا ثَلاَثَةٌ الطَّعَامُ، وَالنِّسَاءُ، وَالطِّيبُ، فَأَصَابَ ثِنْتَيْنِ، وَلَمْ يُصِبْ وَاحِدَةً، أَصَابَ النِّسَاءَ، وَالطِّيبَ، وَلَمْ يُصِبِ الطَّعَامَ.(4/408)
4990 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ حُمَيْدٍ، قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: أَرْسَلَ إِلَيْنَا آلُ أَبِى بَكْرٍ بِقَائِمَةِ شَاةٍ لَيْلاً، فَأَمْسَكْتُ وَقَطَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، أَوْ قَالَتْ: فَأَمْسَكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَقَطَعْتُ قَالَتْ: فيَقُولُ: لِلَّذِى تُحَدِّثُهُ هَذَا عَلَى غَيْرِ مِصْبَاحٍ.(4/409)
4991 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمغِيرَةِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلاَلٍ، قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: فذكر نحوه.(4/409)
4992 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا رَجُلٌ، وَالرَّجُلُ كَانَ يُسَمَّى فِى كِتَابِ أَبِى عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَمْرَو بْنَ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو رَجَاءٍ الْعُطَارِدِىُّ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، قَالَ: مَا شَبِعَ آلُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم مِنْ خُبْزِ بُرٍّ مَأْدُومٍ حَتَّى مَضَى لِسَبْيلِهِ صلى الله عليه وسلم.
قَالَ: وَكَانَ أَبِى قَدْ ضَرَبَ عَلَى هَذَا الْحَدِيثِ فِى كِتَابِهِ، فَسَأَلْتُهُ عنه فَحَدَّثَنِى بِهِ، وَكَتَبَ عَلَيْهِ صَحَّ صَحَّ، وَإِنَّمَا ضَرَبَ عَلَيه لأَنَّهُ لَمْ يَرْضَ عَمْرَو بْنَ عُبَيْدٍ. هَذَا معنى كلامه.(4/409)
4993 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِى، يَقُولُ: كُنْتُ عِنْدَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ بِالإِسْكَنْدَرِيَّةِ فَذَكَرُوا مَا هُمْ فِيهِ مِنَ الْعَيْشِ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الصَّحَابَةِ: لَقَدْ تُوُفِّىَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَمَا شَبِعَ أَهْلُهُ مِنَ الْخُبْزِ الْغَلِيثِ، قَالَ مُوسَى: يَعْنِى الشَّعِيرَ وَالسُّلْتَ إِذَا خُلِطَا.(4/409)
4994 - حَدَّثَنَا خَلَفٌ، حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ يَمُرُّ بِآلِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم هِلاَلٌ، ثُمَّ هِلاَلٌ، لاَ يُوقَدُ فِى شَىْءٍ مِنْ بُيُوتِهِمُ النَّارُ لاَ لِخُبْزٍ، وَلاَ لِطَبِيخٍ، فَقَالُوا: بِأَىِّ شَىْءٍ كَانُوا يَعِيشُونَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ؟ قَالَ: بِالأَسْوَدَان، التَّمْرِ وَالْمَاءِ، وَكَانَ لَهُمْ جِيرَانٌ مِنَ الأَنْصَارِ، جَزَاهُمُ اللَّهُ خَيْرًا لَهُمْ مَنَائِحُ يُرْسِلُونَ إِلَيْهِمْ شَيْئًا مِنْ لَبَنٍ.(4/410)
4995 - حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، أَخْبَرَنِى هِلاَلُ بْنُ سُوَيْدٍ أَبُو مُعَلَّى، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ: أُهْدِيَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثَلاثَةُ طَوَائِرَ، فَأَطْعَمَ خَادِمَهُ طَائِرًا، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ أَتَتْهُ بِهِ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَلَمْ أَنْهَكِ أَنْ تَرْفَعِى شَيْئًا، فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِى بِرِزْقِ كُلِّ غَدٍ.(4/410)
4996 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ عَلَى سَرِيرٍ مُضْطَجِعٌ مُرْمَلٌ بِشَرِيطٍ، وَتَحْتَ رَأْسِهِ وَسَادَةٌ مِنْ أَدَمٍ حَشْوُهَا لِيفٌ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِهِ، وَدَخَلَ عُمَرُ فَانْحَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم انْحِرَافَةً، فَلَمْ يَرَ عُمَرُ بَيْنَ جَنْبِهِ، وَبَيْنَ الشَّرِيطِ ثَوْبًا، وَقَدْ أَثَّرَ الشَّرِيطُ بِجَنْبِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَبَكَى عُمَرُ، فَقَالَ لَهُ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم: مَا يُبْكِيكَ يَا عُمَرُ؟ قَالَ: وَاللَّهِ مَا أَبكِى إِلاَّ أَنْ أَكُونَ أَعْلَمُ أَنَّكَ أَكْرَمُ عَلَى اللَّهِ تبارك وتعالى مِنْ كِسْرَى وَقَيْصَرَ، وَهُمَا يَعْبَثَانِ فِى الدُّنْيَا فِيمَا يَعْبَثَانِ فِيهِ، وَأَنْتَ [يَا] رَسُولَ اللَّهِ بِالْمَكَانِ الَّذِى أَرَى؟ فَقَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم: أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ لَهُمُ الدُّنْيَا وَلَنَا الآخِرَةُ؟ قَالَ عُمَرُ: بَلَى، قَالَ: فَإِنَّهُ كَذَاكَ.(4/410)
4997 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ وَعَبْدُ الصَّمَدِ وَعَفَّانُ، قَالُوا: حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، حَدَّثَنَا هِلاَلٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَيْهِ عُمَرُ، وَهُوَ عَلَى حَصِيرٍ، قَدْ أَثَّرَ فِى جَنْبِهِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَوِ اتَّخَذْتَ فِرَاشًا أَوْثَرَ مِنْ هَذَا؟ فَقَالَ: مَا لِى وَلِلدُّنْيَا، مَا مَثَلِى وَمَثَلُ الدُّنْيَا إِلاَّ كَرَاكِبٍ سَارَ فِى يَوْمٍ صَائِفٍ فَاسْتَظَلَّ تَحْتَ ظل شَجَرَةٍ سَاعَةً، ثُمَّ رَاحَ وَتَرَكَهَا.(4/411)
4998 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا دُوَيْدٌ، عَنْ أَبِى سَهْلٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ رُومَانَ، مَوْلَى عُرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: وَالَّذِى بَعَثَ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم بِالْحَقِّ، مَا رَأَى مُنْخُولاً، وَلاَ أَكَلَ خُبْزًا مَنْخُولاَ، مُنْذُ بَعَثَهُ اللَّهُ، عَزَّ وَجَلَّ، إِلَى أَنْ قُبِضَ. فَقُلْتُ لها: كَيْفَ كنتم تَأْكُلُونَ الشَّعِيرَ، قَالَتْ: كُنَّا نَقُولُ أُفٍّ أف.(4/411)
4999 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا عَمَّارٌ أَبُو هَاشِمٍ، صَاحِبُ الزَّعْفَرَانِىِّ، عَنْ أَنَسِ ابْنِ مَالِكٍ، أَنَّ فَاطِمَةَ، رضِى اللَّه تَعالى عنها، نَاوَلَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كِسْرَةً مِنْ خُبْزِ شَعِيرٍ، فَقَالَ: هَذَا أَوَّلُ طَعَامٍ أَكَلَهُ أَبُوكِ مِنْ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ.
* * *(4/411)
كتاب البعث(4/412)
باب فى موت الصالح(4/412)
5000 - حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ وَأَبُو أَحْمَدَ، قَالاَ: حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنِى الْحَارِثُ ابْنُ يَزِيدَ، قَالَ أَبُو أَحْمَدَ: عَنِ الْحَارِثِ بْنِ أَبِى يَزِيدَ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لاَ تَمَنَّوُا الْمَوْتَ، فَإِنَّ هَوْلَ الْمَطْلَعِ شَدِيدٌ.
قلت: تقدم بتمامه فى التوبة.(4/412)
باب فى أرواح المؤمنين(4/412)
5001 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الأَسْوَدِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْنِ نَوْفَلٍ، أَنَّهُ سَمِعَ دُرَّةَ بِنْتَ مُعَاذٍ تُحَدِّثُ، عَنْ أُمِّ هَانِئٍ أَنَّهَا سَأَلَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَنَتَزَاوَرُ إِذَا مِتْنَا وَيَرَى بَعْضُنَا بَعْضًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: تَكُونُ النَّسَمُ طَيْرًا تَعْلُقُ بِالشَّجَرِ حَتَّى إِذَا كَانُ، يَوْمَ الْقِيَامَةِ دَخَلَتْ كُلُّ نَفْسٍ فِى جَسَدِهَا.(4/412)
باب عرض الأعمال على الأموات(4/412)
5002 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَمَّنْ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ: قَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ أَعْمَالَكُمْ تُعْرَضُ عَلَى أَقَارِبِكُمْ وَعَشَائِرِكُمْ مِنَ الأَمْوَاتِ، فَإِنْ [ص:413] كَانَ خَيْرًا اسْتَبْشَرُوا بِهِ، وَإِنْ كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ، قَالُوا: اللَّهُمَّ لاَ تُمِتْهُمْ حَتَّى تَهْدِيَهُمْ كَمَا هَدَيْتَنَا.(4/412)
باب قيام الساعة والنفخ فى الصور(4/413)
5003 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ التَّيْمِىِّ، عَنْ أَسْلَمَ الْحَرَانِى، عَنْ أَبِى مُرَيَّةَ، عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم، أَوْ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: النَّفَّاخَانِ فِى السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ، رَأْسُ أَحَدِهِمَا بِالْمَشْرِقِ، وَرِجْلاَهُ بِالْمَغْرِبِ، أَوْ قَالَ: رَأْسُ أَحَدِهِمَا بِالْمَغْرِبِ، وَرِجْلاهُ بِالْمَشْرِقِ، يَنْتَظِرَانِ مَتَى يُؤْمَرَانِ أَن يَنْفُخَانِ فِى الصُّورِ فَيَنْفُخَانِ.(4/413)
5004 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ خَالِدٍ أَبِى الْعَلاَءِ الْخَفَّافِ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: كَيْفَ أَنْعَمُ وَصَاحِبُ الْقَرْنِ قَدِ الْتَقَمَ الْقَرْنَ وَحَنَى جَبْهَتَهُ وَأَصْغَى السَّمْعَ مَتَى يُؤْمَرُ. قَالَ: فَسَمِعَ ذَلِكَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَشَقَّ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: قُولُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ.(4/413)
5005 - حَدَّثَنَا أَسْبَاطٌ، حَدَّثَنَا مُطَر، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِى قَوْلِهِ: {فَإِذَا نُقِرَ فِى النَّاقُورِ} [المدثر] قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: كَيْفَ أَنْعَمُ، وَصَاحِبُ الْقَرْنِ قَدِ الْتَقَمَ الْقَرْنَ، وَحَنَى جَبْهَتَهُ يَسَّمَّعُ ما يُؤْمَرُ فَيَنْفُخُ، فَقَالَ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ: [كَيْف [ص:414] َ نَقُولٍُ] ؟ قَالَ: قُولُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ، عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا.(4/413)
باب قيام الساعة وكيف ينبتون(4/414)
5006 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا دَرَّاجٌ، عَنْ أَبِى الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِى سَعِيدٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: يَأْكُلُ التُّرَابُ كُلَّ شَىْءٍ إِلاَّ عَجْبَ الْذَنَبِ. قِيلَ: وَمَا مِثْله يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: مِثْلُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِنْهُ تَنْبُتُونَ.(4/414)
باب قيام الساعة(4/414)
5007 - حَدَّثَنَا عَلِىُّ بْنُ حَفْصٍ، أَخْبَرَنَا وَرْقَاءُ، عَنْ أَبِى الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَثَوْبُهُمَا بَيْنَهُمَا لاَ يَطْوِيَانِهِ، وَلاَ يَتَبَايَعَانِهِ، [وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَقَدْ حَلَبَ لِقْحَتَهُ لاَ يَطْعَمُهُ] ، وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ، وَقَدْ رَفَعَ لُقْمَتَهُ إِلَى فِيهِ وَلاَ يَطْعَمُهَا، وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَالرَّجُلُ يَلِيطُ حَوْضَهُ لاَ يَسْقِى مِنْهُ.
قلت: هو فى الصحيح خلا قوله: والرجل قد رفع لقمته لا يطعمها.(4/414)
باب شدة يوم القيامة(4/414)
5008 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا سُكَيْنٌ، قَالَ: ذَكَرَ ذَاكَ أَبِى، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، [ص:415] قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لَمْ يَلْقَ ابْنُ آدَمَ شَيْئًا قَطُّ مُنذْ خَلَقَهُ اللَّهُ أَشَدَّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ، ثُمَّ إِنَّ الْمَوْتَ لأَهْوَنُ مِمَّا بَعْدَهُ.
قلت: وتأتى بقية أحاديث شدة يوم القيامة بعد هذا.(4/414)
باب جامع فى البعث(4/415)
5009 - قَالَ عَبْد اللَّهِ: كَتَبَ إِلَىَّ إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْزَةَ بْنِ مُصْعَبِ ابْنِ الزُّبَيْرِ الزُبَيْرِى كَتَبْتُ إِلَيْكَ بِهَذَا الْحَدِيثِ، وَقَدْ عَرَضْتُهُ، وَجَمَعْتُهُ عَلَى مَا كَتَبْتُ بِهِ إِلَيْكَ، فَحَدِّثْ بِذَلِكَ عَنِّى، قَالَ: حَدَّثَنِى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْمُغِيرَةِ الْحِزَامِىُّ، قَالَ: حَدَّثَنِى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَيَّاشٍ السَّمَعِىُّ الأَنْصَارِىُّ الْقُبَائِىُّ مِنْ بَنِى عَمْرِو ابْنِ عَوْفٍ، عَنْ دَلْهَمِ بْنِ الأَسْوَدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَاجِبِ بْنِ عَامِرِ بْنِ الْمُنْتَفِقِ الْعُقَيْلِىِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمِّهِ لَقِيطِ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ دَلْهَمٌ: وَحَدَّثَنِيهِ أَبِى الأَسْوَدُ، عَنِ عَاصِمِ بْنِ لَقِيطٍ، أَنَّ لَقِيطًا خَرَجَ وَافِدًا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَمَعَهُ صَاحِبٌ لَهُ يُقَالُ لَهُ: نَهِيكُ بْنُ عَاصِمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْمُنْتَفِقِ، قَالَ لَقِيطٌ: خَرَجْتُ أَنَا وَصَاحِبِى قَال: قَدِمْنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لانْسِلاَخِ رَجَبٍ، فَأَتَيْنَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ انْصَرَفَ مِنْ صَلاَةِ الْغَدَاةِ، فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ، إِنِّى قَدْ خَبَّأْتُ لَكُمْ صَوْتِى مُنْذُ أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ، أَلاَ لأُسْمِعَنَّكُمْ، أَلاَ فَهَلْ مِنِ امْرِئٍ بَعَثَهُ قَوْمُهُ؟ فَقَالُوا: اعْلَمْ لَنَا مَا يَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَلاَ ثُمَّ لَعَلَّهُ يُلْهِيَهُ حَدِتثُ نَفْسِهِ، أَوْ حَدِيثُ صَاحِبِهِ، أَوْ يُلْهِيَهُ الضُّلاَّلُ، أَلاَ إِنِّى مَسْئُولٌ هَلْ بَلَّغْتُ أَلاَ اسْمَعُوا تَعِيشُوا أَلاَ(4/415)
اجْلِسُوا، أَلاَ اجْلِسُوا، قَالَ: فَجَلَسَ النَّاسُ، وَقُمْتُ أَنَا وَصَاحِبِى، حَتَّى إِذَا فَرَغَ لَنَا فُؤَادُهُ وَبَصَرُهُ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا عِنْدَكَ مِنْ عِلْمِ الْغَيْبِ؟ فَضَحِكَ لَعَمْرُ اللَّهِ، وَهَزَّ رَأْسَهُ، وَعَلِمَ أَنِّى أَبْتَغِى لِسَقَطِهِ فَقَالَ: ضَنَّ رَبُّكَ عَزَّ وَجَلَّ بِمَفَاتِيحِ الْغَيْبِ الخَمْسٍ مِنَ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ اللَّهُ وَأَشَارَ بِيَدِهِ. قُلْتُ: وَمَا هِىَ؟ قَالَ: عِلْمُ الْمَنِيَّةِ وَقَدْ عَلِمَ متى مَنِيَّةَ أَحَدِكُمْ، وَلاَ تَعْلَمُونَهُ، [وَعِلْمُ الْمَنِىِّ حِينَ يَكُونُ فِى الرَّحِمِ قَدْ عَلِمَهُ، وَلاَ تَعْلَمُونَه] وَعَلِمَ مَا فِى غَدٍ، وَمَا أَنْتَ طَاعِمٌ غَدًا وَلاَ تَعْلَمُهُ وَعَلِمَ يَوْمَ الْغَيْثَ، يُشْرِفُ عَلَيْكُمْ آزِلِينَ آدِلِينَ مُشْفِقِينَ فَيَظَلُّ يَضْحَكُ قَدْ عَلِمَ أَنَّ غَيْرَكُمْ إِلَى قُرْيبٍ، قَالَ لَقِيطٌ: لَنْ نَعْدَمَ مِنْ رَبٍّ يَضْحَكُ خَيْرًا، وَعَلِمَ يَوْمَ السَّاعَةِ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، عَلِّمْنَا مِمَّا تُعَلِّمُ النَّاسَ، وَلاَ تَعْلَمُ، فَإِنَّا مِنْ قَبِيلٍ لاَ يُصَدِّقُونَ تَصْدِيقَنَا أَحَدٌ مِنْ مَذْحِجٍ الَّتِى تَرْبَأُ عَلَيْنَا، وَخَثْعَمٍ الَّتِى تُوَالِينَا وَعَشِيرَتِنَا الَّتِى نَحْنُ مِنْهَا، قَالَ: تَلْبَثُونَ مَا لَبِثْتُمْ، ثُمَّ يُتَوَفَّى نَبِيُّكُمْ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ تَلْبَثُونَ مَا لَبِثْتُمْ، ثُمَّ تُبْعَثُ الصَّائِحَةُ، لَعَمْرُ إِلَهِكَ مَا تَدَعُ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ شَىْءٍ، إِلاَّ مَاتَ، وَالْمَلاَئِكَةُ الَّذِينَ مَعَ رَبِّكَ، عَزَّ وَجَلَّ، وَأَصْبَحَ رَبُّكَ، عَزَّ وَجَلَّ، يُطِيفُ فِى الأَرْضِ، وَخَلَتْ عَلَيْهِ الْبِلاَدُ، فَأَرْسَلَ رَبُّكَ، عَزَّ وَجَلَّ، السَّمَاءَ تهَضْبٍ مِنْ عِنْدِ رب الْعَرْشِ، فَلَعَمْرُ إِلَهِكَ مَا تَدَعُ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ مَصْرَعِ قَتِيلٍ، وَلاَ مَدْفِنِ مَيِّتٍ إِلاَّ شَقَّتِ الْقَبْرَ عَنْهُ، حَتَّى تَجْعَلَهُ مِنْ عِنْدِ رَأْسِهِ فَيَسْتَوِى جَالِسًا، فَيَقُولُ رَبُّكَ: مَهْيَمْ لِمَا كَانَ فِيهِ، يَقُولُ: يَا رَبِّ، أَمْسِ الْيَوْمَ وَلِعَهْدِهِ بِالْحَيَاةِ يَحْسَبُهُ حَدِيثًا بِأَهْلِهِ، فَقُلْتُ: يَا(4/416)
رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ يَجْمَعُنَا بَعْدَ مَا تُمَزِّقُنَا الرِّيَاحُ وَالْبِلَى وَالسِّبَاعُ؟ قَالَ: أُنَبِّئُكَ بِمِثْلِ ذَلِكَ فِى آلاَءِ اللَّهِ، الأَرْضُ أَشْرَفْتَ عَلَيْهَا، وَهِىَ مَدَرَةٌ بَالِيَةٌ، فَقُلْتَ: لاَ تَحْيَا أَبَدًا، ثُمَّ أَرْسَلَ رَبُّكَ، عَزَّ وَجَلَّ، عَلَيْهَا السَّمَاءَ، فَلَمْ تَلْبَثْ عَلَيْكَ إِلاَّ أَيَّامًا، حَتَّى أَشْرَفْتَ عَلَيْهَا وَهِىَ شَرْيَةٌ وَاحِدَةٌ، وَلَعَمْرُ إِلَهِكَ لَهُوَ أَقْدَرُ عَلَى أَنْ يَجْمَعَهُمْ مِنَ الْمَاءِ عَلَى أَنْ يَجْمَعَ نَبَاتَ الأَرْضِ، فَيَخْرُجُونَ مِنَ الأَصْوَاءِ، وَمِنْ مَصَارِعِهِمْ فَتَنْظُرُونَ اللَّه(4/417)
وَيَنْظُرُ إِلَيْكُمْ. قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ نَحْنُ مِلْءُ الأَرْضِ وَهُوَ شَخْصٌ وَاحِدٌ ينظر إليه؟ قَالَ: أُنَبِّئُكَ بِمِثْلِ ذَلِكَ فِى آلاَءِ اللَّهِ، عَزَّ وَجَلَّ، الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ آيَةٌ مِنْهُ صَغِيرَةٌ تَرَوْنَهُمَا وَيَرَيَانِكُمْ سَاعَةً وَاحِدَةً، وتريانهمالاَ تُضَارُّونَ فِى رُؤْيَتِهِمَا، [وَلَعَمْرُ إِلَهِكَ لَهُوَ أَقْدَرُ عَلَى أَنْ يَرَاكُمْ وَتَرَوْنَهُ مِنْ أَنْ تَرَوْنَهُمَا، وَيَرَيَانِكُمْ لاَ تُضَارُّونَ فِى رُؤْيَتِهِم] ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَمَا يَفْعَلُ بِنَا رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ إِذَا لَقِينَاهُ؟ قَالَ: تُعْرَضُونَ عَلَيْهِ بَادِيَةٌ صَفَحَاتُكُمْ لاَ يَخْفَى عَلَيْهِ مِنْكُمْ خَافِيَةٌ فَيَأْخُذُ رَبُّكَم، عَزَّ وَجَلَّ، بِيَدِهِ غَرْفَةً مِنَ الْمَاءِ، فَيَنْضَحُ قَبِيلَكُمْ بِهَا، فَلَعَمْرُ إِلَهِكَ مَا يُخْطِئُ وَجْهَ أَحَدِ مِنْكم قَطْرَةٌ، فَأَمَّا الْمُسْلِمُ فَتَدَعُ وَجْهَهُ مِثْلَ الرَّيْطَةِ الْبَيْضَاءِ، وَأَمَّا الْكَافِرُ فَتَخْطِمُهُ مِثْلَ الْحَمِيمِ الأَسْوَدِ، أَلاَ ثُمَّ يَنْصَرِفُ نَبِيُّكُمْ صلى الله عليه وسلم، وَيَفْتَرِقُ عَلَى أَثَرِهِ الصَّالِحُونَ، فَيَسْلُكُونَ جِسْرًا مِنَ النَّارِ، فَيَطَأُ أَحَدُكُمُ الْجَمْرَ، فَيَقُولُ: حَسِّ، يَقُولُ: رَبُّكَ، عَزَّ وَجَلَّ، أَوَانُهُ فَيطَّلِعُونَ عَلَى حَوْضِ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم عَلَى أَظْمَأِ، وَاللَّهِ نَاهِلَةٍ عَلَيْهَا قَطُّ رَأَيْتُهَا، فَلَعَمْرُ إِلَهِكَ مَا يَبْسُطُ(4/417)
أحدٌ مِنْكُمْ يَدَهُ إِلاَّ وُقعَ عَلَيْهَا قَدَحٌ يُطَهِّرُهُ مِنَ الطَّوْفِ، وَالْبَوْلِ وَالأَذَى وَتُحْبَسُ الشَّمْسُ، وَالْقَمَرُ فَلاَ تَرَوْا مِنْهُمَا وَاحِدًا. قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَبِمَا نُبْصِرُ؟ قَالَ: بِمِثْلِ بَصَرِكَ سَاعَتَكَ هَذِهِ، وَذَلِكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ فِى يَوْمٍ أَشْرَقَتِه الأَرْضُ وَاجَهَتْه الْجِبَالَ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَبِمَا نُجْزَى مِنْ سَيِّئَاتِنَا؟ قَالَ: الْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، وَالسَّيِّئَةُ بِمِثْلِهَا، إِلاَّ أَنْ يَعْفُوَ. قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِمَّا الْجَنَّةُ إِمَّا النَّارُ؟ قَالَ: لَعَمْرُ إِلَهِكَ لِلنَّارِ سَبْعَةَ أَبْوَابٍ مَا مِنْهُنَّ بَاب إِلاَّ يَسِيرُ الرَّاكِبُ بَيْنَهُمَا سَبْعِينَ عَامًا، وَإِنَّ لِلْجَنَّةِ لَثَمَانِيَةَ أَبْوَابٍ مَا مِنْهُن بَابَانِ، إِلاَّ يَسِيرُ الرَّاكِبُ سَبْعِينَ عَامًا. فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَعَلَى مَا نَطَّلِعُ مِنَ الْجَنَّةِ؟ قَالَ: عَلَى أَنْهَارٍ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى، وَأَنْهَارٍ مِنْ كَأْسٍ مَا بِهَا مِنْ صُدَاعٍ، وَلاَ نَدَامَةٍ وَأَنْهَارٍ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ، وَمَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ، وَبِفَاكِهَةٍ لَعَمْرُ إِلَهِكَ ممَا تَعْلَمُونَ، وَخَيْرٌ مِنْ مِثْلِهِ مَعَهُ وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ. قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَلَنَا فِيهَا أَزْوَاجٌ، أَوْ مِنْهُنَّ مُصْلِحَاتٌ؟ قَالَ: الصَّالِحَاتُ لِلصَّالِحِينَ تَلَذُّوا بَهُنَّ مِثْلَ لَذَّاتِكُمْ فِى الدُّنْيَا وَيَلْذَذْنَ بِكُمْ غَيْرَ أَنْ لاَ تَوَالُدَ. قَالَ لَقِيطٌ: فَقُلْتُ: أَقُضِىَ مَا نَحْنُ بَالِغُونَ، وَمُنْتَهُونَ إِلَيْهِ؟ فَلَمْ يُجِبْهُ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا أُبَايِعُكَ؟ قَالَ: فَبَسَطَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم يَدَهُ، وَقَالَ: عَلَى إِقَامِ الصَّلاَةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَزِيَالِ والْشْرِكِ، وَأَنْ لاَ تُشْرِكَ بِاللَّهِ إِلَهًا غَيْرَهُ، قُلْتُ: وَإِنَّ لَنَا مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ؟ فَقَبَضَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم يَدَهُ، وبسط أصابعه، وَظَنَّ أَنِّى مُشْتَرِطٌ شرطًا لاَ يُعْطِينِيهِ، قَالَ: قُلْتُ: نَحِلُّ مِنْهَا(4/418)
حَيْثُ شِئْنَا، وَلاَ يَجْنِى على امرىء إِلاَّ عَلَى نَفْسِهِ، فَبَسَطَ يَدَهُ، وَقَالَ: ذَلِكَ لَكَ منها تَحِلُّ حَيْثُ شِئْتَ، وَلاَ يَجْنِى عَلَيْكَ، إِلاَّ نَفْسُكَ، قَالَ: فَانْصَرَفْنَا، ثُمَّ قَالَ: ها إِنَّ هَذَيْنِ ها إِنَّ ذَيْن لَعَمْرُ إِلَهِكَ أن حدثت إلا أنهم مِنْ أَتْقَى النَّاسِ فِى الأُولَى وَالآخِرَةِ. فَقَالَ لَهُ كَعْبُ ابْنُ الْخُدْرِيَّةِ، أَحَدُ بَنِى بَكْرِ بْنِ كِلاَبٍ، مِنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: بَنُو الْمُنْتَفِقِ أَهْلُ ذَلِكَ، قَالَ: فَانْصَرَفْنَا وَأَقْبَلْتُ عَلَيْهِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلْ لأَحَدٍ فيما مَضَى مِنْ خَيْرٍ فِى جَاهِلِيَّتِهِمْ؟ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ مِنْ عُرْضِ قُرَيْشٍ، وَاللَّهِ إِنَّ أَبَاكَ الْمُنْتَفِقَ فِى النَّارِ، قَالَ:(4/419)
فَلَكَأَنَّهُ وَقَعَ حَرٌّ بَيْنَ جِلْدِى وَوَجْهِى مِمَّا قَالَ لأَبِى عَلَى رُءُوسِ النَّاسِ، فَهَمَمْتُ أَنْ أَقُولَ وَأَبُوكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَإِذَا الأُخْرَى أَجْمَلُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَأَهْلُكَ؟ قَالَ: وَأَهْلِى لَعَمْرُ اللَّهِ، مَا أَتَيْتَ عَلَيْهِ مِنْ قَبْرِ عَامِرِىٍّ أَوْ قُرَشِىٍّ، فَقُلت: أَرْسَلَنِى إِلَيْكَ مُحَمَّدٌ أُبَشِّرُكَ بِمَا يَسُوءُكَ تُجَرُّ عَلَى وَجْهِكَ وَبَطْنِكَ فِى النَّارِ. قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا فَعَلَ بِهِمْ ذَلِكَ، وَقَدْ كَانُوا يُحْسِنُونَ إِلاَّ إِيَّاهُ، وَكَانُوا يَحْسِبُونَ أَنَّهُمْ مُصْلِحُونَ؟ قَالَ: ذَاكَ بأَنَّ اللَّهَ بَعَثَ [ص:420] فِى آخِرِ كُلِّ سَبْعِ أُمَمٍ، يَعْنِى نَبِيًّا، فَمَنْ عَصَى نَبِيَّهُ، كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ، وَمَنْ أَطَاعَ نَبِيَّهُ كَانَ مِنَ الْمُهْتَدِينَ.(4/419)
باب فى شدة يوم القيامة(4/420)
5010 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِى الصَّهْبَاءِ، حَدَّثَنَا نَافِعٌ أَبُو غَالِبٍ الْبَاهِلِىُّ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: يُبْعَثُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَالسَّمَاءُ تَطِشُّ عَلَيْهِمْ.(4/420)
5011 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سَوَّارٍ، حَدَّثَنَا لَيْثُ أبو سَعْدٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، أَنَّ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِى أُمَامَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: تَدْنُو الشَّمْسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى قَدْرِ مِيلٍ، وَيُزَادُ فِى حَرِّهَا كَذَا وَكَذَا، يَغْلِى مِنْهَا الْهَوَامُّ كَمَا يَغْلِىَ الْقُدُورُ، يَعْرَقُونَ فِيهَا عَلَى قَدْرِ خَطَايَاهُمْ، مِنْهُمْ مَنْ يَبْلُغُ إِلَى كَعْبَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَبْلُغُ إِلَى سَاقَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَبْلُغُ وَسَطِهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُلْجِمُهُ الْعَرَقُ.(4/420)
5012 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو عُشَّانَةَ حَىُّ بْنُ يُؤْمِنَ الْمَعَافِرِىُّ، أَنَّهُ سَمِعَ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: تَدْنُو الشَّمْسُ مِنَ الأَرْضِ فَيَعْرَقُ النَّاسُ، فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَبْلُغُ عَرَقُهُ عَقِبَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَبْلُغُ إِلَى نِصْفِ السَّاقِ، وَمِنْهُمْ [ص:421] مَنْ يَبْلُغُ إِلَى رُكْبَتَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَبْلُغُ إلى الْعَجُزَ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَبْلُغُ الْخَاصِرَةَ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَبْلُغُ مَنْكِبَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَبْلُغُ عُنُقَهُ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَبْلُغُ وَسَطَ، فِيهِ وَأَشَارَ بِيَدِهِ فَأَلْجَمَهَا فَاهُ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُشِيرُ هَكَذَا، وَمِنْهُمْ مَنْ يُغَطِّيهِ عَرَقُهُ وَضَرَبَ بِيَدِهِ إِشَارَةً.(4/420)
5013 - حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنِى أَبِى، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عُمَيْرٍ الأَنْصَارِىِّ، جَلَسْتُ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ وَأَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: إِنِّى سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَذْكُرُ أَنَّهُ يَبْلُغُ الْعَرَقُ مِنَ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا: إِلَى شَحْمَتِهِ، وَقَالَ الآخَرُ: يُلْجِمُهُ، فَخَطَّ ابْنُ عُمَرَ وَأَشَارَ أَبُو عَاصِمٍ بِأُصْبُعِيهِ، مِنْ أَسْفَلِ شَحْمَةِ أُذُنَيْهِ إِلَى فِيهِ. فَقَالَ: مَا أَرَى ذَاكَ إِلاَّ سَوَاءً.
قلت: حديث ابن عمر فى الصحيح.(4/421)
باب فى الميزان والصراط(4/421)
5014 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِى عِمْرَانَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلْ يَذْكُرُ الْحَبِيبُ حَبِيبَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ: يَا عَائِشَةُ، أَمَّا عِنْدَ ثَلاثٍ فَلاَ، أَمَّا عِنْدَ الْمِيزَانِ حَتَّى يَثْقُلَ، أَوْ يَخِفَّ فَلاَ، وَأَمَّا عِنْدَ تَطَايُرِ الْكُتُبِ، فَإِمَّا أَنْ يُعْطَى بِيَمِينِهِ، أَوْ يُعْطَى بِشِمَالِهِ فَلاَ، وَحِينَ يَخْرُجُ عُنُقٌ مِنَ النَّارِ فَيَنْطَوِى عَلَيْهِمْ وَيَتَغَيَّظُ عَلَيْهِمْ، وَيَقُولُ ذَلِكَ الْعُنُقُ: وُكِّلْتُ بِثَلاَثَةٍ، وُكِّلْتُ بِثَلاَثَةٍ، وُكِّلْتُ بِمَنِ ادَّعَى مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ، وَوُكِّلْتُ بِمَنْ لاَ يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ، وَوُكِّلْتُ بِكُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ، فَيَنْطَوِى عَلَيْهِمْ وَيطرحهم فِى غَمَرَاتٍ، وَلِجَهَنَّمَ جِسْر [ص:422] ٌ أَدَقُّ مِنَ الشَّعْرِة، وَأَحَدُّ مِنَ الْكَلاَلِيبُ السَّيْفِ عَلَيْهِ كَلاَلِيبُ، وَحَسَكٌ يَأْخُذُنَ مَنْ شَاءَ اللَّهُ، وَالنَّاسُ عَلَيْهِ كَالطَّرْفِ وَكَالْبَرْقِ وَكَالرِّيحِ، وَكَأَجَاوِيدِ الْخَيْلِ وَالرِّكَابِ وَالْمَلاَئِكَةُ، يَقُولُونَ: رَبِّنا سَلِّمْ سلم، رَبِّ سَلِّمْ، فَتموج فسَالَّمٌ، وَمَخْدُوشٌ مُسَلَّمٌ وَمُكَوَّرٌ، فِى النَّارِ عَلَى وَجْهِهِ.
قلت: عند أبى داود طرف منه.(4/421)
باب منه(4/422)
5015 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سُلَيْمَانَ الْعَصَرِىَّ، حَدَّثَنِى عُقْبَةُ بْنُ صُهْبَانَ، قَالَ: سَمِعْتْ أَبَا بَكْرَةَ، عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: يُحْمَلُ النَّاسُ عَلَى الصِّرَاطِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَتتَقادَعُ بِهِمْ جَنَبَةُ الصِّرَاطِ، تَقَادُعَ الْفَرَاشِ فِى النَّارِ، قَالَ: فَيُنْجِى اللَّهُ تَعَالَى بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ، قَالَ: ثُمَّ يُؤْذَنُ لِلْمَلاَئِكَةِ وَالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ، أَنْ يَشْفَعُوا فَيَشْفَعُونَ وَيُخْرِجُونَ، وَيَشْفَعُونَ وَيُخْرِجُونَ، وَيَشْفَعُونَ وَيُخْرِجُونَ. وَزَادَ عَفَّانُ مَرَّةً فَقَالَ أَيْضًا: وَيَشْفَعُونَ وَيُخْرِجُونَ، مَنْ كَانَ فِى قَلْبِهِ مَا يَزِنُ ذَرَّةً مِنْ إِيمَانٍ.(4/422)
5016 - قَالَ عَبْد اللَّه: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانَ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ، مِثْلَهُ.
قلت: وتقدم حديث أبى ذر فى الرعد.(4/423)
باب فيما يلقى الكافر يوم القيامة(4/423)
5017 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا دَرَّاجٌ، عَنْ أَبِى الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: يُنْصَبُ لِلْكَافِرِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِقْدَارُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ، لَمْ يَعْمَلْ فِى الدُّنْيَا، وَإِنَّ الْكَافِرَ لَيَرَى جَهَنَّمَ، وَيَظُنُّ أَنَّهَا مُوَاقِعَتُهُ مِنْ أَرْبَعِينَ سَنَةً.(4/423)
باب خفة يوم القيامة على المؤمنين(4/423)
5018 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا دَرَّاجٌ، عَنْ أَبِى الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ، قَالَ: قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: {يَوْمًا كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ} [المعارج] مَا أَطْوَلَ هَذَا الْيَوْمَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ إِنَّهُ لَيُخَفَّفُ عَلَى الْمُؤْمِنِ، حَتَّى يَكُونَ أَخَفَّ عَلَيْهِ مِنْ صَلاَةٍ مَكْتُوبَةٍ يُصَلِّيهَا فِىَّ الدُّنْيَا.(4/423)
باب كيف يبعث المؤمنون يوم القيامة؟(4/423)
5019 - حَدَّثَنَا يُونُسُ فِى تَفْسِيرِ شَيْبَانَ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: وَحَدَّثَ شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، قَالَ: قَالَ نَبِىُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: يُبْعَثُ الْمُؤْمِنُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ جُرْدًا [ص:424] مُرْدًا مُكَحَّلِينَ بَنِى ثَلاثِينَ سَنَةً.(4/423)
5020 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ الْخَفَّافُ الْعِجْلِىُّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، فذكره.(4/424)
باب صفة أمة محمد صلى الله عليه وسلم(4/424)
5021 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِى حَبِيبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبِا ذَرٍّ وَأَبِى الدَّرْدَاءِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: إِنِّى لأَعْرِفُ أُمَّتِى يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ بَيْنِ الأُمَمِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَكَيْفَ تَعْرِفُ أُمَّتَكَ؟ قَالَ: أَعْرِفُهُمْ يُؤْتَوْنَ كُتُبَهُمْ بِأَيْمَانِهِمْ، وَأَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ فِى وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ، وَأَعْرِفُهُمْ بِنُورِهِمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ.(4/424)
5022 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِى حَبِيبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِى الدَّرْدَاءِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ صلى الله عليه وسلم: أَنَا أَوَّلُ مَنْ يُؤْذَنُ لَهُ بِالسُّجُودِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَأَنَا أَوَّلُ مَنْ يَرْفَعَ رَأْسَهُ، فَأَنْظُرَ بَيْنِ يَدَىَّ فَأَعْرِفَ أُمَّتِى مِنْ بَيْنِ الأُمَمِ، وَمِنْ خَلْفِى مِثْلُ ذَلِكَ، وَعَنْ يَمِينِى مِثْلُ ذَلِكَ، وَعَنْ شِمَالِى مِثْلُ ذَلِكَ. فَقَالَ رَجُلٌ: كَيْفَ تَعْرِفُ أُمَّتَكَ مِنْ بَيْنِ الأُمَمِ فِيمَا بَيْنَ نُوحٍ إِلَى أُمَّتِكَ؟ قَالَ: هُمْ غُرٌّ مُحَجَّلُونَ مِنْ أَثَرِ الْوُضُوءِ، لَيْسَ أَحَدٌ كَذَلِكَ غَيْرَهُمْ، وَأَعْرِفُهُمْ أَنَّهُمْ يُؤْتَوْنَ كُتُبَهُمْ بِأَيْمَانِهِمْ، وَأَعْرِفُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ ذُرِّيَّتُهُمْ.(4/424)
5023 - حَدَّثَنِيه يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، شَكَّ فِيهِ كذا، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ، أَوْ أَبَا ذَرٍّ، وَقَالَ: أَعْرِفُهُمْ أَنَّ نُورَهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ، وَأَيْمَانِهِمْ.(4/425)
5024 - حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِىٍّ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ أَبِى عُتْبَةَ الْكِنْدِىِّ، عَنْ أَبِى أُمَامَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَا مِنْ أُمَّتِى أَحَدٌ إِلاَّ وَأَنَا أَعْرِفُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ رَأَيْتَ وَمَنْ لَمْ تَرَ؟ قَالَ: مَنْ رَأَيْتُ وَمَنْ لَمْ أَرَ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنْ آَثَارِ الطُّهُورِ.(4/425)
باب فى الحساب(4/425)
5025 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: لاَ يُحَاسَبُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُغْفَرَ لَهُ، يَرَى الْمُسْلِمُ عَمَلَهُ فِى قَبْرِهِ، وَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {فَيَوْمَئِذٍ لاَ يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلاَ جَانٌّ} [الرحمن] {يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ} [الرحمن] .(4/425)
5026 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، مَوْلَى بَنِى هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ رَاشِدٍ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ، حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ، إِذْ ذَاكَ، وَنَحْنُ بِالْمَدِينَةِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: تَجِىءُ الأَعْمَالُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَتَجِىءُ الصَّلاةُ فَتَقُولُ: يَا رَبِّ، أَنَا الصَّلاةُ، فَيَقُولُ: إِنَّكِ عَلَى الخَيْرٍ، فَتَجِىءُ الصَّدَقَةُ، فَتَقُولُ: يَا رَبِّ، أَنَا الصَّدَقَةُ، فَيَقُولُ: إِنَّكِ عَلَى خَيْرٍ، ثُمَّ يَجِىءُ الصِّيَامُ، فَيَقُولُ: أَىْ يَا رَبِّ، أَنَا الصِّيَامُ، فَيَقُولُ: إِنَّكَ عَلَى خَيْرٍ، ثُمَّ تَجِىءُ الأَعْمَالُ عَلَى ذَلِكَ، [ص:426] فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِنَّكَ عَلَى خَيْرٍ، ثُمَّ يَجِىءُ الإِسْلاَمُ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ أَنْتَ السَّلاَمُ، وَأَنَا الإِسْلاَمُ، فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِنَّكَ عَلَى خَيْرٍ، بِكَ الْيَوْمَ آخُذُ، وَبِكَ أُعْطِى، فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِى كِتَابِهِ: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِى الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [آل عمران] .
قَالَ عَبْد اللَّه: عَبَّادُ بْنُ رَاشِدٍ ثِقَةٌ، وَلَكِنَّ الْحَسَنَ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَبِى هُرَيْرَةَ.
قلت: قد وثق عباد بن راشد وأبو سعيد ثقة أيضًا، وقد قال الحسن: حدثنا أبو هريرة إذا ذاك ونحن فى المدينة فكيف يقول هذا.(4/425)
5027 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا صَدَقَةُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِىُّ، عَنْ يَزِيدَ ابْنِ بَابَنُوسَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: الدَّوَاوِينُ عِنْدَ اللَّهِ، عَزَّ وَجَلَّ، ثَلاَثَةٌ، فدِيوَانٌ لاَ يَعْبَأُ اللَّهُ بِهِ شَيْئًا، وَدِيوَانٌ لاَ يَتْرُكُ اللَّهُ مِنْهُ شَيْئًا، وَدِيوَانٌ لاَ يَغْفِرُهُ اللَّهُ، [فَأَمَّا الدِّيوَانُ الَّذِى لاَ يَغْفِرُهُ اللَّهُ] فَالشِّرْكُ بِاللَّهِ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ} [المائدة] وَأَمَّا الدِّيوَانُ الَّذِى لاَ يَعْبَأُ اللَّهُ بِهِ شَيْئًا، فَظُلْمُ الْعَبْدِ نَفْسَهُ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَبِّهِ مِنْ صَوْمِ يَتَرَكَهُ، أَوْ صَلاَةٍ تَرَكَهَا، فَإِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ ذَلِكَ، وَيَتَجَاوَزُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، وَأَمَّا الدِّيوَانُ الَّذِى لاَ يَتْرُكُ اللَّهُ مِنْهُ شَيْئًا، فَظُلْمُ الْعِبَادِ بَعْضِهِمْ بَعْضًا الْقِصَاصُ لاَ مَحَالَةَ.(4/426)
5028 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْمَكِّىِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: [ص:427] بَلَغَنِى عَنْ رَجُلٍ حَدِيثٌ سَمِعَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَاشْتَرَيْتُ بَعِيرًا، ثُمَّ شَدَدْتُ عَلَيْهِ رَحْلِى، ثم سِرْتُ إِلَيْهِ شَهْرًا، حَتَّى قَدِمْتُ عَلَيْهِ الشَّامَ، فَإِذَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُنَيْسٍ، فَقُلْتُ: لِلْبَوَّابِ، قُلْ لَهُ: جَابِرٌ عَلَى الْبَابِ، فَقَالَ: ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، فَخَرَجَ يَطَأُ ثَوْبَهُ فَاعْتَنَقَنِى وَاعْتَنَقْتُهُ، فَقُلْتُ: حَدِيثًا بَلَغَنِى عَنْكَ أَنَّكَ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِى الْقِصَاصِ، فَخَشِيتُ أَنْ تَمُوتَ أَوْ أَمُوتَ قَبْلَ أَنْ أَسْمَعَهُ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: يُحْشَرُ الْعِبَادُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، أَوْ قَالَ، عُرَاةً غُرْلاً بُهْمًا، قَالَ: قُلْنَا وَمَا بُهْمًا؟ قَالَ: لَيْسَ مَعَهُمْ شَىْءٌ، ثُمَّ يُنَادِيهِمْ بِصَوْتٍ يَسْمَعُهُ من بعد، كما يَسْمَعَهُ مِنْ قُرْب، أَنَا الدَّيَّانُ، أَنَا الْمَلِكُ، وَلاَ يَنْبَغِى لأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، أَنْ يَدْخُلَ النَّارَ، وَلَهُ عِنْدَ أَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ حَقٌّ حَتَّى أَقُضيهُ، وَلاَ يَنْبَغِى لأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، أَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ، وَلأَحَدٍ عِنْدَهُ حَقٌّ حَتَّى أَقُضيهُ مِعْهُ حَتَّى اللَّطْمَةُ. قَالَ: قُلْنَا: كَيْفَ وَإِنَّا إِنَّمَا نَأْتِى اللَّهَ عُرَاةً غُرْلاً بُهْمًا؟ قَالَ: الْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ.(4/426)
باب منه(4/427)
5029 - حَدَّثَنَا أَبُو نُوحٍ قُرَادٌ، أَخْبَرَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنِ الزُّهْرِىِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم. وعَنْ بَعْضِ شُيُوخِهِمْ، أَنَّ زِيَادًا، مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَياش بْنِ أَبِى رَبِيعَةَ، حَدَّثَهُمْ عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّ رَجُلا مِنْ [ص:428] أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جَلَسَ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ لِى مَمْلُوكِينَ يُكَذِّبُونَنِى وَيَخُونُونَنِى وَيَعْصُونَنِى وَأَضْرِبُهُمْ وَأَشتمهم، فَكَيْفَ أَنَا مِنْهُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: بِحَسْبِ مَا خَانُوكَ وَعَصَوْكَ وَكَذِّبُوكَ وَعِقَابُكَ إِيَّاهُمْ، فَإِنْ كَانَ دُونَ ذُنُوبِهِمْ كَانَ فَضْلاً لَكَ، وَإِنْ كَانَ عِقَابُكَ إِيَّاهُمْ بِقَدْرِ ذُنُوبِهِمْ كَانَ كَفَافًا لاَ لَكَ وَلاَ عَلَيْكَ، وَإِنْ كَانَ عِقَابُكَ إِيَّاهُمْ فَوْقَ ذُنُوبِهِمُ، اقْتُصَّ لَهُمْ مِنْكَ الْفَضْلُ الَّذِى بَقِىَ قِبَلَكَ. فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَبْكِى بَيْنَ يَدَىْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَيَهْتِفُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَا لَك؟ مَا تَقْرَأُ كِتَابَ اللَّهِ: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلاَ تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ} [الأنبياء] ، فَقَالَ الرَّجُلُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا أَجِدُ شَيْئًا خَيْرًا مِنْ فِرَاقِ هَؤُلاَءِ، يَعْنِى عَبِيدَهُ، أُشْهِدُكَ أَنَّهُمْ أَحْرَارٌ كُلُّهُمْ.
قلت: حديث عائشة عند الترمذى.
قلت: وتقدم حديث عبد الرحمن بن أبى بكر فيما يفعل لصاحب الدين، وأحاديث أول ما يحاسب به الصلاة.(4/427)
باب ليختصمن كل شىء(4/428)
5030 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ دَرَّاجٍ أَبِى السَّمْحِ، عَنِ [ص:429] ابْنِ حُجَيْرَةَ، عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لَيَخْتَصِمَنَّ كُلُّ شَىْءٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى الشَّاتَينِ فِيمَا انْتَطَحَتَا.(4/428)
5031 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، فذكر نحوه.(4/429)
5032 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِى عُشَّانَةَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَوَّلُ خَصْمَيْنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ جَارَانِ.(4/429)
باب شهادة الأعضاء(4/429)
5033 - حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ ضَمْضَمِ بْنِ زُرْعَةَ، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ الْحَضْرَمِىِّ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: إِنَّ أَوَّلَ عَظْمٍ مِنَ الإِنْسَانِ يَتَكَلَّمُ يَوْمَ يُخْتَمُ عَلَى الأَفْوَاهِ، فَخْذُهُ مِنَ الرِّجْلِ الشِّمَالِ.(4/429)
5034 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا بَهْزُ بْنُ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: مَا لِى أُمْسِكُ بِحُجَزِكُمْ عَنِ النَّارِ، أَلاَ إِنَّ رَبِّى عَزَّ وَجَلَّ دَاعِىَّ، وَإِنَّهُ سَائِلِى هَلْ بَلَّغْتُ عِبَادِى؟ وَإِنِّى قَائِلٌ: رَبِّ إِنِّى قَدْ بَلَّغْتُهُمْ، فيبلغ الشَّاهِدُ مِنْكُمُ [ص:430] الْغَائِبَ، ثُمَّ إِنَّكُمْ مَدْعُوُّونَ مُفَدَّمَةً أَفْوَاهُكُمْ بِالْفِدَامِ، وَإِنَّ أَوَّلَ مَا يُبِينُ عَنْ أَحَدِكُمْ فَخِذُهُ وَكَفُّهُ، قُلْتُ: يَا نَبِىَّ اللَّهِ هَذَا دِينُنَا؟ قَالَ: هَذَا دِينُكُمْ، وَأَيْنَمَا تُحْسِنْ يَكْفِكَ.
قلت: ذكر هذا فى حديث طويل.(4/429)
5035 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ بَهْزٍ، فذكر نحوه فى حديث طويل.(4/430)
باب ليقصن للشاة من الشاة والذرة من الذرة(4/430)
5036 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ وَاصِلٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُقَيْلٍ، عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: يَقْتَصُّ الْخَلْقُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ، حَتَّى الْجَمَّاءُ مِنَ الْقَرْنَاءِ، وَحَتَّى الذَّرَّةُ مِنَ الذَّرَّةِ.
قلت: هو فى الصحيح [مختصرًا] عن هذا.(4/430)
5037 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا دَرَّاجٌ، عَنْ أَبِى الْهَيْثَمُ، عَن أَبِى سَعِيدٍ، أَنَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ إِنَّه لَيَخْتَصِمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى الشَّاتَانِ فِيمَا انْتَطَحَتَا.(4/430)
5038 - قَالَ عَبْد اللَّهِ: حَدَّثَنِى عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَأَبُو يَحْيَى الْبَزَّازُ، قَالاَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْعَوَّامِ بْنِ مُزَاحِمٍ، مِنْ بَنِى قَيْسِ بْنِ ثَعْلَبَةَ، عَنْ أَبِى [ص:431] عُثْمَانَ النَّهْدِىِّ، عَنْ عُثْمَانَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: إِنَّ الْجَمَّاءَ لَتُقَصُّ مِنَ الْقَرْنَاءِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.(4/430)
5039 - قَالَ عَبْد اللَّهِ: وَجَدْت هذا الحديث فِى كِتَابِ أَبِى بِخَطِّ يَدِهِ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا لَيْثٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَرْوَانَ، عَنِ الْهُزَيْلِ بْنِ شُرَحْبِيلَ، عَنْ أَبِى ذَرٍّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ جَالِسًا، وَشَاتَانِ تَقْتَرِنَانِ فَنَطَحَتْ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى فَأَجْهَضَتْهَا، قَالَ: فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقِيلَ لَهُ: مَا يُضْحِكُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: عَجِبْتُ لَهَا، وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لَيُقَادَنَّ لَهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ.(4/431)
5040 - قَالَ عَبْد اللَّهِ: حَدَّثَنِى أَبِى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُنْذِرٍ الثَّوْرِىِّ، عَنْ أَشْيَاخٍ لَهُ.(4/431)
5041 - حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ مُنْذِرِ بْنِ يَعْلَى أَبِى يَعْلَى، عَنْ أَشْيَاخٍ لَهُ، عَنْ أَبِى ذَرٍّ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَأَى شَاتَيْنِ تَنْتَطِحَانِ، فَقَالَ: يَا أَبَا ذَرٍّ، هَلْ تَدْرِى فِيمَ تَنْتَطِحَانِ، قَالَ: لاَ، قَالَ: لَكِنَّ اللَّهَ يَدْرِى وَسَيَقْضِى بَيْنَهُمَا.(4/431)
باب لن ينجى أحدًا عمله(4/431)
5042 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنِى فُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ، مَوْلَى بَنِى عَنْزٍ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ أَحَدٌ إِلاَّ [ص:432] بِرَحْمَةِ اللَّهِ، قُلْنَا: وَلاَ أَنْتَ؟ قَالَ: وَلاَ أَنَا، إِلاَّ أَنْ يَتَغَمَّدَنِىَ اللَّهُ بِرَحْمَتِهِ، وَقَالَ بِيَدِهِ: فَوْقَ رَأْسِهِ.(4/431)
5043 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، عَنِ ابْنِ أَبِى ذِئْبٍ، عَنِ الْمَقْبُرِىِّ، عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: لَنْ يُنْجِىَ أَحَدَكُمْ عَمَلُهُ، قَالُوا: وَلاَ أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: وَلاَ أَنَا إِلاَّ أَنْ يَتَغَمَّدَنِى اللَّهُ مِنْهُ بِرَحْمَةٍ، فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا، وَاغْدُوا وَرُوحُوا، وَشَىْءٌ مِنَ الدُّلْجَةِ وَالْقَصْدَ الْقَصْدَ تَبْلُغُوا.
قلت: هو فى الصحيح باختصار.(4/432)
باب ما جاء فى الحوض(4/432)
5044 - حَدَّثَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا عَلِىُّ بْنُ الْحَكَمِ الْبُنَانِىُّ، عَنْ عُثْمَانَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ وَالأَسْوَدِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: جَاءَ ابْنَا مُلَيْكَةَ إِلَى النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالاَ: إِنَّ أُمَّنَا كَانَتْ تُكْرِمُ الزَّوْجَ، وَتَعْطِفُ عَلَى الْوَلَدِ، وَتُكْرمُ الضَّيْفَ غَيْرَ أَنَّهَا كَانَتْ وَأَدَتْ فِى الْجَاهِلِيَّةِ، قَالَ: إِنَّ أُمُّكُمَا فِى النَّارِ، فَأَدْبَرَا وَالشَّرُّ يُرَى فِى وُجُوهِهِمَا، فَأَمَرَ بِهِمَا، فَرُدَّا، فَرَجَعَا وَالسُّرُورُ يُرَى فِى وُجُوهِهِمَا رَجِيَا أَنْ يَكُونَ قَدْ حَدَثَ شَىْءٌ، فَقَالَ: أُمِّى مَعَ أُمِّكُمَا، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْمُنَافِقِينَ: مَا يُغْنِى هَذَا عَنْ أُمِّهِ شَيْئًا، وَنَحْنُ نَطَأُ عَقِبَيْهِ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ، وَلَمْ أَرَ رَجُلاً قَطُّ أَكْثَرَ [ص:433] سُؤَالًا مِنْهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلْ وَعَدَكَ رَبُّكَ فِيهَا أَوْ فِيهِمَا؟ قَالَ فَظَنَّ: أَنَّهُ مِنْ شَىْءٍ قَدْ سَمِعَهُ، فَقَالَ: مَا سَأَلْتُهُ رَبِّى وَمَا أَطْمَعَنِى فِيهِ، وَإِنِّى لأَقُومُ الْمَقَامَ الْمَحْمُودَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَقَالَ الأَنْصَارِىُّ: وَمَا ذَاكَ الْمَقَامُ الْمَحْمُودُ؟ قَالَ: ذَاكَ إِذَا جِىءَ بِكُمْ عُرَاةً حُفَاةً غُرْلاً، فَيَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يُكْسَى إِبْرَاهِيمُ، عَلَيْهِ السَّلاَم، يَقُولُ: الْبسُوا خَلِيلِى، فَيُؤْتَى بِرَيْطَتَيْنِ بَيْضَاوَيْنِ فَلَيَلْبِسْهُمَا، ثُمَّ يَقْعُدُ فَيَسْتَقْبِلُ الْعَرْشَ، ثُمَّ أُوتَى بِكِسْوَتِى فَأَلْبَسُهَا، فَأَقُومُ عَنْ يَمِينِهِ مَقَامًا لاَ يَقُومُهُ أَحَدٌ غَيْرِى، يَغْبِطُنِى بِهِ الأَوَّلُونَ وَالآخِرُونَ، قَالَ: وَيُفْتَحُ نَهَرٌ مِنَ الْكَوْثَرِ إِلَى الْحَوْضِ. فَقَالَ الْمُنَافِقُونَ: فَإِنَّهُ مَا جَرَى مَاءٌ قَطُّ إِلاَّ عَلَى حَالٍ أَوْ رَضْرَاضٍ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، عَلَى حَالٍ أَوْ رَضْرَاضٍ؟ قَالَ: حَالُهُ الْمِسْكُ، وَرَضْرَاضُهُ التُّومُ. قَالَ الْمُنَافِقُ: لَمْ أَسْمَعْ كَالْيَوْمِ، قَلَّمَا جَرَى مَاءٌ قَطُّ عَلَى حَالٍ أَوْ رَضْرَاضٍ، إِلاَّ كَانَ لَهُ نَبْتَةٌ، فَقَالَ الأَنْصَارِىُّ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلْ لَهُ نَبْتٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، قُضْبَانُ الذَّهَبِ، قَالَ الْمُنَافِقُ: لَمْ أَسْمَعْ كَالْيَوْمِ، فَإِنَّهُ قَلَّمَا نَبَتَ قَضِيبٌ إِلاَّ أَوْرَقَ، وَإِلاَّ كَانَ لَهُ ثَمَرٌ، قَالَ الأَنْصَارِىُّ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلْ مِنْ ثَمَرٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، أَلْوَانُ الْجَوْهَرِ، وَمَاؤُهُ أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ، وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ، مَنْ شَرِبَ مِنْهُ مَشْرَبًا لَمْ يَظْمَأْ بَعْدَهُ، وَمَن حُرِمَهُ لَمْ يُرْوَ بَعْدَهُ.(4/432)
5045 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ مَطَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، قَد شَكَّ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ فِى الْحَوْضِ، فَأَرْسَلَ إِلَى زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، فَسَأَلَهُ عَنِ الْحَوْضِ، فَحَدَّثَهُ حَدِيثًا [ص:434] مُوَنَّقًا أَعْجَبَهُ، فَقَالَ لَهُ: سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: لاَ، وَلَكِنْ حَدَّثَنِيهِ أَخِى.
قلت: تقدم لزيد بن أرقم حديث فى ذكر الحوض فى العلم فيمن كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم.(4/433)
5046 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ، حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، عَنْ خَوْلَةَ بِنْتِ حَكِيمٍ، قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ لَكَ حَوْضًا؟ قَالَ: نَعَمْ، وَأَحَبُّ مَنْ يرده عَلَىَّ قَوْمُكِ.(4/434)
5047 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، يَعْنِى ابْنَ حَازِمٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ يُحَنَّسَ، أَنَّ حَمْزَةَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ لَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ، تَزَوَّجَ خَوْلَةَ بِنْتَ قَيْسِ ابْنِ قَهْدٍ الأَنْصَارِيَّةَ، مِنْ بَنِى النَّجَّارِ، قَالَ: وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَزُورُ حَمْزَةَ فِى بَيْتِهَا، وَكَانَتْ تُحَدِّثُهُ عَنْهُ صلى الله عليه وسلم أَحَادِيثَ، قَالَتْ: جَاءَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بَلَغَنِى عَنْكَ أَنَّكَ تُحَدِّثُ أَنَّ لَكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَوْضًا مَا بَيْنَ كَذَا إِلَى كَذَا؟ قَالَ: أَجَلْ، وَأَحَبُّ النَّاسِ إِلَىَّ أَنْ يَرْوَى مِنْهُ قَوْمُكِ. قَالَتْ: فَقَدَّمْتُ إِلَيْهِ بُرْمَةً فِيهَا خُبْزَ، أَوْ حَرِيرَةٌ، فَوَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدَهُ فِى الْبُرْمَةِ لِيَأْكُلَ، فَاحْتَرَقَتْ أَصَابِعُهُ، فَقَالَ: حَسِّ، ثُمَّ قَالَ: ابْنُ آدَمَ إِنْ أَصَابَهُ الْبَرْدُ، قَالَ: حَسِّ، وَإِنْ أَصَابَهُ الْحَرُّ، قَالَ: حَسِّ.(4/434)
5048 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْهُ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِى سُلَيْمٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: [ص:435] سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ، فَمَنْ وَرَدَ أَفْلَحَ، ويجاء بِأَقْوَامٍ فَيُؤْخَذُ بِهِمْ ذَاتَ الشِّمَالِ، فَأَقُولُ أَىْ رَبِّ، فَيُقَالُ: مَا زَالُوا بَعْدَكَ مَرْتَدُّينَ عَلَى أَعْقَابِهِمْ.(4/434)
5049 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَمْرٍو أَبُو عُثْمَانَ الأُحْمُوسِىُّ، حَدَّثَنِى الْمُخَارِقُ بْنُ أَبِى الْمُخَارِقِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، رحمه اللَّه، أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: حَوْضِى كَمَا بَيْنَ عَدَنَ وَعَمَّانَ أَبْرَدُ مِنَ الثَّلْجِ، وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ، وَأَطْيَبُ رِيحًا مِنَ الْمِسْكِ، أَكْوَابُهُ مِثْلُ نُجُومِ السَّمَاءِ، مَنْ شَرِبَ مِنْهُ شَرْبَةً لَمْ يَظْمَأْ بَعْدَهَا أَبَدًا، أَوَّلُ النَّاسِ عَلَيْهِ وُرُودًا صَعَالِيكُ الْمُهَاجِرِينَ، قَالَ قَائِلٌ: وَمَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: الشَّحِبَةُ وُجُوهُهُمُ، الشَّعِثَةُ رُءُوسُهُمُ، الدَّنِسَةُ ثِيَابُهُمْ، لاَ يُفْتَحُ لَهُمُ السُّدَدُ، وَلاَ يَنْكِحُونَ الْمُنَعِّمَاتِ، قال: الَّذِينَ يُعْطُونَ كُلَّ الَّذِى عَلَيْهِمْ، وَلاَ يَأْخُذُونَ الَّذِى لَهُمْ.
قلت: له حديث فى الصحيح غير هذا فى الحوض.(4/435)
5050 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ ابْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَنَا عَلَى الْحَوْضِ أَنْظُرُ مَنْ يَرِدُ عَلَىَّ، قَالَ: فَيُؤْخَذُ مَن دُونِى، فَأَقُولُ: يَا رَبِّ أُمَّتِى أُمَّتِى، فَيُقَالُ: وَمَا يُدْرِيكَ مَا عَمِلُوا بَعْدَكَ مَا بَرِحُوا بَعْدَكَ يَرْجِعُونَ عَلَى أَعْقَابِهِمْ. قَالَ جَابِرٌ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: وَالْحَوْضُ مَسِيرَةُ شَهْرٍ، وَزَوَايَاهُ سَوَاءٌ، يَعْنِى عَرْضُهُ، مِثْلُ طُولِهِ، وَكِيزَانُهُ مِثْلُ نُجُومِ السَّمَاءِ، وَهُوَ أَطْيَبُ رِيحًا مِنَ الْمِسْكِ، وَأَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ، مَنْ شَرِبَ مِنْهُ لَمْ يَظْمَأْ بَعْدَهُ أَبَدًا.(4/436)
5051 - حَدَّثَنَا مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِى الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ بَيْنَ أَيْدِيكُمْ، فَإِذَا لَمْ تَرَوْنِى، فَأَنَا عَلَى الْحَوْضِ قَدْرَ مَا بَيْنَ أَيْلَةَ إِلَى مَكَّةَ، وَسَيَأْتِى رِجَالٌ وَنِسَاءٌ بِقِرَبٍ وَآنِيَةٍ فَلاَ يَطْعَمُونَ مِنْهُ شَيْئًا.(4/436)
5052 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، أَنْبَأَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِى أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يقول، فَذَكَر نَحوه وَلَمْ يَرْفَعْهُ.(4/436)
5053 - حَدَّثَنَا عِصَامُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنِى صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ الْخَبَائِرِىِّ، وَأَبِى الْيَمَانِ الْهَوْزَنِىِّ، عَنْ أَبِى أُمَامَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: إِنَّ اللَّهَ وَعَدَنِى أَنْ يُدْخِلَ مِنْ أُمَّتِى الْجَنَّةَ سَبْعِينَ أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ، فَقَالَ يَزِيدُ بْنُ الأَخْنَس: وَاللَّهِ وَاللَّهِ مَا أُولَئِكَ فِى أُمَّتِكَ إِلاَّ كَالذُّبَابِ الأَصْهَبِ فِى الذِّبَّانِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: فإنَ رَبِّك عَزَّ وَجَلَّ قَدْ وَعَدَنِى سَبْعِينَ أَلْفًا مَعَ كُلِّ أَلْفٍ سَبْعُونَ أَلْفًا، وَزَادَنِى ثَلاَثَ حَثَيَاتٍ، قَالَ: فَمَا سِعَةُ حَوْضِكَ يَا نَبِىَّ اللَّهِ؟ قَالَ: كَمَا بَيْنَ عَدَنَ إِلَى عُمَانَ، وَأَوْسَع [ص:437] َ وَأَوْسَعَ، يُشِيرُ بِيَدِهِ، قَالَ: فِيهِ مَثْعَبَانِ مِنْ ذَهَبٍ وَفِضَّةٍ، قَالَ: فَمَا حَوْضُكَ يَا نَبِىَّ اللَّهِ؟ قَالَ: أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ، وَأَحْلَى مَذَاقَةً مِنَ الْعَسَلِ، وَأَطْيَبُ رَائِحَةً مِنَ الْمِسْكِ، مَنْ شَرِبَ مِنْهُ لَمْ يَظْمَأْ بَعْدَهَا، وَلَمْ يَسْوَدَّ وَجْهُهُ أَبَدًا.
قلت: عند الترمذى وابن ماجه بعضه.
[فائدة] : قَالَ عَبْد اللَّه: وَجَدْت هذا الحديث فِى كِتَابِ أَبِى بِخَطِّ يَدِهِ، وَقَد ضَرَبَ عَلَيه، فظننت أنه ضرب عليه؛ لأَنَّه خَطأ إِنما هو، عن زيد، عن أَبِى سلام، عَن أَبِى أَمامة.(4/436)
5054 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عَلِىُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِى بَكْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: لَيَرِدَنَّ عَلَىَّ الْحَوْضَ رِجَالٌ مِمَّنْ صَحِبَنِى وَرَآنِى، حَتَّى إِذَا رُفِعُوا إِلَىَّ وَرَأَيْتُهُمُ اخْتُلِجُوا دُونِى، فَلأَقُولَنَّ رَبِّ أَصْحَابِى أَصْحَابِى، فَيُقَالُ: إِنَّكَ لاَ تَدْرِى مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ.
[فائدة] : قال عَبْد اللَّه: وَجَدْت هذه الأحاديث فِى كِتَابِ أَبِى بِخَطِّ يَدِهِ.(4/437)
5055 - حَدَّثَنَا هودة، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَن عَلِىُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ عَبْد الرَّحمن ابن أَبِى بَكْرَةَ، قَالَ أَبُو بَكْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: لَيَرِدَنَّ عَلَىَّ الْحَوْضَ، فذكر نحوه.(4/437)
باب فى الشفاعة(4/437)
5056 - حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ دَاوُدَ [ص:438] الصَّنْعَانِىِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ رَوْحِ بْنِ زِنْبَاعٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، قَالَ: فَقَدَ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةً أَصْحَابُهُ، وَكَانُوا إِذَا نَزَلُوا أَنْزَلُوهُ أَوْسَطَهُمْ، فَفَزِعُوا وَظَنُّوا أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ، اخْتَارَ لَهُ أَصْحَابًا غَيْرَهُمْ، فَإِذَا هُمْ بِخَيَالِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم، فَكَبَّرُوا حِينَ رَأَوْهُ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَشْفَقْنَا أَنْ يَكُونَ اللَّهُ، تَبَارَكَ وَتَعَالَى، اخْتَارَ لَكَ أَصْحَابًا غَيْرَنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لاَ، بَلْ أَنْتُمْ أَصْحَابِى فِى الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَيْقَظَنِى، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنِّى لَمْ أَبْعَثْ نَبِيًّا، وَلاَ رَسُولاً، إِلاَّ وَقَدْ سَأَلَنِى مَسْأَلَةً أَعْطَيْتُهَا إِيَّاهُ، فَاسْأَلْ يَا مُحَمَّدُ تُعْطَ؟ فَقُلْتُ: مَسْأَلَتِى شَفَاعَةٌ لأُمَّتِى يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا الشَّفَاعَةُ؟ قَالَ: أَقُولُ يَا رَبِّ شَفَاعَتِى الَّتِى اخْتَبَأْتُ عِنْدَكَ، فَيَقُولُ الرَّبُّ تَبَارَكَ: نَعَمْ، فَيُخْرِجُ رَبِّى بَقِيَّةَ أُمَّتِى، مِنَ النَّارِ فَيَدُخَلْهُمْ الْجَنَّةِ.(4/437)
5057 - حَدَّثَنَا مُعَمَّرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّقِّىُّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ خَيْثَمَةَ، عَنْ عَلِىِّ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ قُرَادٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: خُيِّرْتُ بَيْنَ الشَّفَاعَةِ، أَوْ يَدْخُلُ نِصْفُ أُمَّتِى الْجَنَّةَ، فَاخْتَرْتُ الشَّفَاعَةَ، لأَنَّهَا أَعَمُّ، وَأَكْفَى، أَتُرَوْنَهَا لِلْمُنَقَّيْنَ لاَ، وَلَكِنَّهَا لِلْمُتَلَوِّثِينَ الْخَطَّاءُونَ. قَالَ زِيَادٌ: أَمَا إِنَّهَا لَحْنٌ، وَلَكِنْ هَكَذَا حَدَّثَنَا الَّذِى حَدَّثَنَا.(4/438)
5058 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ مُضَرَ، عَنِ ابْنِ الْهَادِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَامَ غَزْوَةِ تَبُوكَ، قَامَ مِنَ اللَّيْلِ يُصَلِّى، فَاجْتَمَعَ رِجَالٌ مِنْ أَصْحَابِهِ يَحْرُسُونَهُ، حَتَّى إِذَا صَلَّى وَانْصَرَفَ إِلَيْهِمْ، فَقَالَ لَهُمْ: لَقَدْ أُعْطِيتُ اللَّيْلَةَ خَمْسًا مَا أُعْطِيَهُنَّ أَحَدٌ قَبْلِى، أَمَّا أَنَا فَأُرْسِلْتُ إِلَى النَّاسِ كُلِّهِمْ عَامَّةً، وَكَانَ مَنْ قَبْلِى إِنَّمَا يُرْسَلُ إِلَى قَوْمِهِ، وَنُصِرْتُ عَلَى الْعَدُوِّ بِالرُّعْبِ، وَلَوْ كَانَ بَيْنِى وَبَيْنَهُمْ مَسِيرَةُ شَهْرٍ، لَمُلِئَ مِنْهُ رُعْبًا، وَأُحِلَّتْ لِىَ الْغَنَائِمُ آكُلُهَا، وَكَانَ مَنْ قَبْلِى يُعَظِّمُونَ أَكْلَهَا كَانُوا يُحْرِقُونَهَا، وَجُعِلَتْ لِىَ الأَرْضُ مَسَاجِدَ وَطَهُورًا، أَيْنَمَا [ص:439] أَدْرَكَتْنِى الصَّلاَةُ تَمَسَّحْتُ وَصَلَّيْتُ، وَكَانَ مَنْ قَبْلِى يُعَظِّمُونَ ذَلِكَ، إِنَّمَا كَانُوا يُصَلُّونَ فِى كَنَائِسِهِمْ وَبِيَعِهِمْ، وَالْخَامِسَةُ هِىَ مَا هىَ؟ قِيلَ لِى: سَلْ، فَإِنَّ كُلَّ نَبِىٍّ قَدْ سَأَلَ فَأَخَّرْتُ مَسْأَلَتِى إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، فَهِىَ لَكُمْ، وَلِمَنْ شَهِدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ.(4/438)
5059 - حَدَّثَنَا الأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْرَائِيلَ، عَنْ حَارِثِ بْنِ حَصِيرَةَ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: دَخَلَت عَلَى مُعَاوِيَةَ، وَإِذَا رَجُلٌ يَتَكَلَّمُ، فَقَالَ بُرَيْدَةُ: يَا مُعَاوِيَةُ، فَأذَنْ لِى فِى الْكَلاَمِ، فَقَالَ: نَعَمْ، وَهُوَ يَرَى أَنَّهُ سَيَتَكَلَّمُ بِمِثْلِ مَا قَالَ الآخَرُ، فَقَالَ بُرَيْدَةُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: إِنِّى لأَرْجُو أَنْ أَشْفَعَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَدَدَ مَا عَلَى الأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ وَمَدَرَةٍ، قَالَ: أَفَتَرْجُوهَا أَنْتَ يَا مُعَاوِيَةُ، وَلاَ يَرْجُوهَا عَلِىُّ رَضِى اللَّه عَنْه.(4/439)
5060 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، أَخْبَرَنِى أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِى بُرْدَةَ، عَنْ أَبِى مَلِيحٍ الْهُذَلِىِّ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، وَعَنْ أَبِى مُوسَى، قَالاَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا نَزَلَ مَنْزِلاً كَانَ الَّذِى يَلِيهِ الْمُهَاجِرُونَ، قَالَ: فَنَزَلْنَا مَنْزِلاً، فَقَامَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ حَوْلَهُ، قَالَ: فَتَعَارَرْتُ مِنَ اللَّيْلِ أَنَا وَمُعَاذٌ، فَنَظَرْنَا، قَالَ: فَخَرَجْنَا نَطْلُبُهُ إِذْ سَمِعْنَا هَزِيزًا كَهَزِيزِ الأَرْحَاءِ إِذْ أَقْبَلَ، فَلَمَّا أَقْبَلَ نَظَرَ، قَالَ: مَا شَأْنُكُمْ؟ فَقَالُوا: انْتَبَهْنَا، فَلَمْ نَرَكَ حَيْثُ كُنْتَ، خَشِينَا أَنْ يَكُونَ أَصَابَكَ شَىْءٌ، فَجِئْنَا نَطْلُبُكَ، قَالَ: أَتَانِى آتٍ فِى مَنَامِى، فَخَيَّرَنِى بَيْنَ أَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ نِصْفُ أُمَّتِى، أَوْ شَفَاعَةً، فَاخْتَرْتُ لَهُمُ الشَّفَاعَةَ. فَقُلْنَا: فَإِنَّا نَسْأَلُكَ بِحَقِّ الإِسْلاَمِ، وَبِحَقِّ الصُّحْبَةِ، لَمَا أَدْخَلْتَنَا الْجَنَّةَ؟ قَالَ: فَاجْتَمَعَ عَلَيْهِ النَّاسُ، فَقَالُوا: لَهُ مِثْلَ مَقَالَتِنَا، وَكَثُرَ النَّاسُ، فَقَالَ: إِنِّى أَجْعَلُ شَفَاعَتِى لِمَنْ مَاتَ لاَ يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا.(4/439)
5061 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ بْنَ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عَاصِمٌ، عَن أَبِى بُرْدَةَ، عَن أَبِى مُوسَى، فذكر معناه إلاَّ إِنَّه قَالَ: فَقَالا: ادْعُ اللَّهَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنْ يَجْعَلَنَا فِى شَفَاعَتِكَ؟ فَقَالَ: أَنْتُمْ وَمَنْ مَاتَ لاَ يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا فِى شَفَاعَتِى.
قلت: لأبى موسى حديث آخر يأتى.(4/440)
5062 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا زَكَرِيَّا، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِىِّ، عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ، عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: قَدْ أَعْطَى كُلَّ نَبِىٍّ عَطِيَّةً، فَكُلٌّ قَدْ تَعَجَّلَهَا، وَإِنِّى أَخَّرْتُ عَطِيَّتِى شَفَاعَةً لأُمَّتِى، فذكر الحديث.(4/440)
5063 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو قَبِيلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ نَاشِرٍ، مِنْ بَنِى سَرِيعٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا رُهْمٍ، قَاصَّ أَهْلِ الشَّامِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا أَيُّوبَ الأَنْصَارِىَّ يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ ذَاتَ يَوْمٍ إِلَيْهِمْ، فَقَالَ لَهُمْ: إِنَّ رَبِى عَزَّ وَجَلَّ، خَيَّرَنِى بَيْنَ سَبْعِينَ أَلْفًا يَدْخَلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ، وَبَيْنَ الْخَبِيئَةِ عِنْدَهُ لأُمَّتِى. فَقَالَ لَهُ بَعْضُ أَصْحَابِهِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُخَبِّئُ ذَلِكَ رَبُّكَ؟ فَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ خَرَجَ وَهُوَ يُكَبِّرُ، فَقَالَ: إِنَّ رَبِّى زَادَنِى مَعَ كُلِّ أَلْفٍ سَبْعِينَ أَلْفًا، وَالْخَبِيئَةُ عِنْدَهُ، قَالَ أَبُو رُهْمٍ: يَا أَبَا أَيُّوبَ، وَمَا تَظُنُّ خَبِيئَةَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَكَلَهُ النَّاسُ بِأَفْوَاهِهِمْ، فَقَالُوا: وَمَا أَنْتَ وَخَبِيئَةَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَقَالَ أَبُو أَيُّوبَ: دَعُوه، أُخْبِرْكُمْ عَنْ خَبِيئَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَمَا أَظُنُّ، بَلْ كَالْمُسْتَيْقِنِ، إِنَّ خَبِيئَةَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَقُولَ: رَبِّ مَنْ شَهِدَ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، مُصَدِّقًا لِسَانَهُ قَلْبُهُ، فَأَدْخِلْهُ الْجَنَّةَ.(4/440)
5064 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، يَعْنِى الأَشْيَبَ، حَدَّثَنَا سُكَيْنُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ الأَعْرَجُ، قَالَ عَبْد اللَّهِ: أَظُنُّهُ يَعْنِى الشَّنِّىَّ، حَدَّثَنَا حَمْزَةُ بْنُ عَلِىِّ بْنِ مَخْفَرٍ، [ص:441] عَن أَبِى بُرْدَةَ، عَن أَبِى مُوسَى، قَالَ: غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِى بَعْضِ أَسْفَارِهِ، قَالَ: فَعَرَّسَ بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَانْتَهَيْتُ بَعْضَ اللَّيْلِ إِلَى مُنَاخِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَطْلُبُهُ، فَلَمْ أَجِدْهُ، فَخَرَجْتُ بَارِزًا أَطْلُبُهُ، وَإِذَا رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَطْلُبُ مَا أَطْلُبُ، قَالَ: فَبَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ، إِذِ اتَّجَهَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنْتَ بِأَرْضِ حَرْبٍ، وَلاَ نَأْمَنُ عَلَيْكَ، فَلَوْلاَ إِذْ بَدَتْ لَكَ الْحَاجَةُ قُلْتَ لِبَعْضِ أَصْحَابِكَ فَقَامَ مَعَكَ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنِّى سَمِعْتُ هَزِيزًا كَهَزِيزِ الرَّحَى، وْحَنِينًا كَحَنِينِ النَّحْلِ، وَأَتَانِى آتٍ مِنْ رَبِّى فَخَيَّرَنِى بأَنْ يَدْخُلَ ثُلث أُمَّتِى الْجَنَّةَ وَبَيْنَ شَفَاعَتِى لَهُمْ، فَاخْتَرْتُ شَفَاعَتِى لَهُمْ وَعَلِمْتُ أَنَّهَا أَوْسَعُ لَهُمْ فَخَيَّرَنِى بِأَنْ يَدْخُلَ شطر أُمَّتِى الْجَنَّةَ، وَبَيْنَ الشَّفَاعَةِ لَهُمْ، فَاخْتَرْتُ شَفَاعَتِى لَهُمْ، وَعَلِمْتُ أَنَّهَا أَوْسَعُ لَهُمْ، فَقَالاَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنَا مِنْ أَهْلِ شَفَاعَتِكَ، فَدَعَا لَهُمَا، ثُمَّ أنَّهُمَا انَتهيا أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَخْبَرَاهُمْ بِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: فَجَعَلُوا يَأْتُونَهُ، وَيَقُولُونَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنَا مِنْ أَهْلِ شَفَاعَتِكَ؟ فَيَدْعُوَ لَهُمْ، قَالَ: فَلَمَّا أَضَبَّ عَلَيْهِ الْقَوْمُ وَكَثُرُوا، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّهَا لِمَنْ مَاتَ، وَهُوَ يَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ.(4/440)
5065 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنَا الْعَلاَءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْقُوبَ، عَنِ ابْنِ دَارَّةَ، مَوْلَى عُثْمَانَ، قَالَ: إِنَّا لَبِالْبَقِيعِ مَعَ أَبِى هُرَيْرَةَ إِذْ سَمِعْنَاهُ، يَقُولُ: أَنَا أَعْلَمُ النَّاسِ بِشَفَاعَةِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْقِيَامَةِ، قَالَ: فَتَدَاكَّ النَّاسُ عَلَيْهِ، فَقَالُوا: إِيهٍ يَرْحَمُكَ اللَّهُ، قَالَ: يَقُولُ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِكُلِّ عَبْدٍ مُسْلِمٍ لَقِيَكَ مُؤْمِنٌ بِى لاَ يُشْرِكُ بِكَ.(4/441)
باب آخر منه(4/442)
5066 - حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا حَرْبُ بْنُ مَيْمُونٍ أَبُو الْخَطَّابِ الأَنْصَارِىُّ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: حَدَّثَنِى نَبِىُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنِّى لَقَائِمٌ أَنْتَظِرُ أُمَّتِى تَعْبُرُ عَلَى الصِّرَاطِ، إِذْ جَاءَ عِيسَى، فَقَالَ هَذِهِ الأَنْبِيَاءُ: قَدْ جَاءَتْكَ يَا مُحَمَّدُ يَسْأَلُونَ، أَوْ قَالَ: يَجْتَمِعُونَ إِلَيْكَ، وَيَدْعُونَ اللَّهَ أَنْ يُفَرِّقَ جَمْيعَ الأُمَمِ، إِلَى حَيْثُ يَشَاءُ اللَّهُ لِغَمِّ مَا هُمْ فِيهِ، وَالْخَلْقُ مُلْجَمُونَ فِى الْعَرَقِ، فَأَمَّا الْمُؤْمِنُ فَهُوَ عَلَيْهِ كَالزَّكْمَةِ، وَأَمَّا الْكَافِرُ فَيَتَغَشَّاهُ الْمَوْتُ. قَالَ: قَالَ لِعِيسَى: انْتَظِرْ حَتَّى أَرْجِعَ إِلَيْكَ، قَالَ: ذَهَبَ نَبِىُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقَامَ تَحْتَ الْعَرْشِ، فَلَقِىَ مَا لَمْ يَلْقَ مَلَكٌ مُصْطَفًى، وَلاَ نَبِىٌّ مُرْسَلٌ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى جِبْرِيلَ، اذْهَبْ إِلَى مُحَمَّدٍ، فَقُلْ لَهُ: ارْفَعْ رَأْسَكَ، سَلْ تُعْطَ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، قَالَ: فَشُفِّعْتُ فِى أُمَّتِى أَنْ أُخْرِجَ مِنْ كُلِّ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ إِنْسَانًا وَاحِدًا، قَالَ: فَمَا زِلْتُ أَتَرَدَّدُ عَلَى رَبِّى، عَزَّ وَجَلَّ، فَلاَ أَقُومُ مَقَامًا إِلاَّ شُفِّعْتُ حَتَّى أَعْطَانِى اللَّهُ، عَزَّ وَجَلَّ، مِنْ ذَلِكَ، أَنْ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، أَدْخِلْ مِنْ أُمَّتِكَ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ مَنْ شَهِدَ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ يَوْمًا وَاحِدًا مُخْلِصًا، وَمَاتَ عَلَى ذَلِكَ.
قلت: لأنس أحاديث فى الصحيح فى الشفاعة غير هذا.(4/442)
باب آخر منه(4/442)
5067 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الطَّالَقَانِىُّ، حَدَّثَنِى النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ الْمَازِنِىُّ، حَدَّثَنِى أَبُو نَعَامَةَ، حَدَّثَنِى أَبُو هُنَيْدَةَ الْبَرَاءُ بْنُ نَوْفَلٍ، عَنْ وَألاَنَ الْعَدَوِىِّ، عَنْ حُذَيْفَةَ،
[ص:443] عَنْ أَبِى بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، قَالَ: أَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ، فَصَلَّى الْغَدَاةَ، فَجَلَسَ حَتَّى إِذَا كَانَ مِنَ الضُّحَى، ضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ مَكث مَكَانَهُ حَتَّى صَلَّى الأُولَى وَالْعَصْرَ وَالْمَغْرِبَ كُلُّ ذَلِكَ لاَ يَتَكَلَّمُ، حَتَّى صَلَّى الْعِشَاءَ الآخِرَةَ، ثُمَّ قَامَ إِلَى أَهْلِهِ، فَقَالَ النَّاسُ لأَبِى بَكْرٍ: أَلاَ تَسْأَلُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَا شَأْنُهُ؟ صَنَعَ الْيَوْمَ شَيْئًا لَمْ يَصْنَعْهُ قَطُّ، قَالَ: فَسَأَلَهُ، فَقَالَ: نَعَمْ، عُرِضَ عَلَىَّ مَا هُوَ كَائِنٌ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا، وَأَمْرِ الآخِرَةِ، فَجُمِعَ الأَوَّلُونَ وَالآخِرُونَ بِصَعِيدٍ وَاحِدٍ، فَفَظِعَ النَّاسُ بِذَلِكَ حَتَّى انْطَلَقُوا إِلَى آدَمَ، عَلَيْهِ السَّلاَم، وَالْعَرَقُ يَكَادُ يُلْجِمُهُمْ، فَقَالُوا: يَا آدَمُ، أَنْتَ أَبُو الْبَشَرِ، وَأَنْتَ اصْطَفَاكَ اللَّهُ، عَزَّ وَجَلَّ، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ؟ قَالَ: لَقَدْ لَقِيتُ مِثْلَ الَّذِى لَقِيتُمُ، انْطَلِقُوا إِلَى أَبِيكُمْ بَعْدَ أَبِيكُمْ إِلَى نُوحٍ {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ} [آل عمران] قَالَ: فَيَنْطَلِقُونَ إِلَى نُوحٍ صلى الله عليه وسلم فَيَقُولُونَ: اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ؟ فَأَنْتَ اصْطَفَاكَ اللَّهُ وَاسْتَجَابَ لَكَ فِى دُعَائِكَ، وَلَمْ يَدَعْ عَلَى الأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا، فَيَقُولُ: لَيْسَ ذَاكُمْ عِنْدِى انْطَلِقُوا إِلَى إِبْرَاهِيمَ صلى الله عليه وسلم فَإِنَّ اللَّهَ، عَزَّ وَجَلَّ، اتَّخَذَهُ خَلِيلاً، فَيَنْطَلِقُونَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ، فَيَقُولُ: لَيْسَ ذَاكُمْ عِنْدِى وَلَكِنِ انْطَلِقُوا إِلَى مُوسَى صلى الله عليه وسلم فَإِنَّ اللَّهَ، عَزَّ وَجَلَّ، كَلَّمَهُ تَكْلِيمًا، فَيَقُولُ مُوسَى صلى الله عليه وسلم لَيْسَ ذَاكُمْ عِنْدِى، وَلَكِنِ انْطَلِقُوا إِلَى عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ، فَإِنَّهُ يُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ، وَيُحْيِى الْمَوْتَى، فَيَقُولُ: عِيسَى لَيْسَ ذَاكُمْ عِنْدِى وَلَكِنِ انْطَلِقُوا إِلَى سَيِّدِ وَلَدِ آدَمَ، فَإِنَّهُ أَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الأَرْضُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، انْطَلِقُوا إِلَى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم فَيَشْفَعَ لَكُمْ إِلَى رَبِّكُمْ، عَزَّ وَجَلَّ، قَالَ: فَيَنْطَلِقُ فَيَأْتِى جِبْرِيلُ، عَلَيْهِ السَّلاَم، رَبَّهُ، فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ، قَالَ: فَيَنْطَلِقُ بِهِ جِبْرِيلُ، فَيَخِرُّ سَاجِدًا قَدْرَ جُمُعَةٍ، وَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: ارْفَعْ رَأْسَكَ يَا مُحَمَّدُ، وَقُلْ يُسْمَعْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، قَالَ: فَيَرْفَعُ رَأْسَهُ، فَإِذَا نَظَرَ إِلَى رَبِّهِ، عَزَّ وَجَلَّ، خَرَّ سَاجِدًا قَدْرَ جُمُعَةٍ أُخْرَى، فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: ارْفَعْ رَأْسَكَ، وَقُلْ يُسْمَعْ، وَاشْفَع [ص:444] ْ تُشَفَّعْ، قَالَ: فَيَذْهَبُ لِيَقَعَ سَاجِدًا، فَيَأْخُذُ جِبْرِيلُ، عَلَيْهِ السَّلاَم، بِضَبْعَيْهِ، فَيَفْتَحُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، عَلَيْهِ مِنَ الدُّعَاءِ شَيْئًا لَمْ يَفْتَحْهُ عَلَى بَشَرٍ قَطُّ، فَيَقُولُ: أَىْ رَبِّ، خَلَقْتَنِى سَيِّدَ وَلَدِ آدَمَ، وَلاَ فَخْرَ، وَأَوَّلَ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الأَرْضُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلاَ فَخْرَ، حَتَّى إِنَّهُ لَيَرِدُ عَلَىَّ الْحَوْضَ أَكْثَرُ مِمَّا بَيْنَ صَنْعَاءَ وَأَيْلَةَ، ثُمَّ يُقَالُ: ادْعُوا الصِّدِّيقِينَ فَيَشْفَعُونَ، ثُمَّ يُقَالُ: ادْعُوا الأَنْبِيَاءَ، قَالَ: فَيَجِىءُ النَّبِىُّ وَمَعَهُ الْعِصَابَةُ، وَالنَّبِىُّ وَمَعَهُ الْخَمْسَةُ وَالسِّتَّةُ، وَالنَّبِىُّ وَلَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ، ثُمَّ يُقَالُ: ادْعُوا الشُّهَدَاءَ فَيَشْفَعُونَ لِمَنْ أَرَادُوا، وَقَالَ: فَإِذَا فَعَلَتِ الشُّهَدَاءُ ذَلِكَ، قَالَ: يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَنَا أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ، أَدْخِلُوا جَنَّتِى مَنْ كَانَ لاَ يُشْرِكُ بِى شَيْئًا، قَالَ: فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ، قَالَ: ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: انْظُرُوا فِى النَّارِ هَلْ تَلْقَوْنَ مِنْ أَحَدٍ عَمِلَ خَيْرًا قَطُّ؟ قَالَ: فَيَجِدُونَ فِى النَّارِ رَجُلاً فَيَقُولُ لَهُ: هَلْ عَمِلْتَ خَيْرًا قَطُّ؟ فَيَقُولُ: لاَ غَيْرَ(4/442)
أَنِّى كُنْتُ أُسَامِحُ النَّاسَ فِى الْبَيْعِ [وَالشِّرَاءِ] فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَسْمِحُوا لِعَبْدِى كَإِسْمَاحِهِ إِلَى عَبِيدِى، ثُمَّ يُخْرِجُونَ مِنَ النَّارِ رَجُلاً فَيَقُولُ لَهُ: هَلْ عَمِلْتَ خَيْرًا قَطُّ؟ فَيَقُولُ: لاَ غَيْرَ أَنِّى قَدْ أَمَرْتُ وَلَدِى إِذَا مِتُّ فَأَحْرِقُونِى بِالنَّارِ، ثُمَّ اطْحَنُونِى، حَتَّى إِذَا كُنْتُ مِثْلَ الْكُحْلِ فَاذْهَبُوا بِى إِلَى الْبَحْرِ فَاذْرُونِى فِى الرِّيحِ، فَوَاللَّهِ لاَ يَقْدِرُ عَلَىَّ رَبُّ الْعَالَمِينَ أَبَدًا، فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: لِمَ فَعَلْتَ ذَلِكَ؟ قَالَ: مِنْ مَخَافَتِكَ، قَالَ: فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: انْظُرْ إِلَى مُلْكِ أَعْظَمِ مَلِكٍ فَإِنَّ لَكَ مِثْلَهُ وَعَشَرَةَ أَمْثَالِهِ، قَالَ: فَيَقُولُ: لِمَ تَسْخَرُ بِى وَأَنْتَ الْمَلِكُ؟ قَالَ: وَذَاكَ الَّذِى ضَحِكْتُ مِنْهُ مِنَ الضُّحَى.(4/444)
5068 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِىِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِى نَضْرَةَ، قَالَ: خَطَبَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ، عَلَى [هَذَا الْمِنْبَرِ] ، مِنْبَرِ الْبَصْرَةِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِىٌّ إِلاَّ لَهُ دَعْوَةٌ تَنَجَّزَهَا فِى الدُّنْيَا، وَإِنِّى اخْتَبَأْتُ دَعْوَتِى شَفَاعَةً لأُمَّتِى، وَأَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلاَ فَخْرَ، وَأَنَا أَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُ عَنْهُ الأَرْضُ، وَلاَ فَخْرَ، وَبِيَدِى [ص:445] لِوَاءُ الْحَمْدِ، وَلاَ فَخْرَ، آدَمُ فَمَنْ دُونَهُ تَحْتَ لِوَائِى، وَيَطُولُ يَوْمُ الْقِيَامَةِ عَلَى النَّاسِ، فَيَقُولَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: انْطَلِقُوا بِنَا إِلَى آدَمَ أَبِى الْبَشَرِ فَليَشْفَعَ لَنَا إِلَى رَبِّهِ، عَزَّ وَجَلَّ، من بَيْنَنَا، فَيَأْتُونَ آدَمَ، عَلَيْهِ السَّلاَم، فَيَقُولُونَ: يَا آدَمُ، أَنْتَ الَّذِى خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ، وَأَسْكَنَكَ جَنَّتَهُ، وَأَسْجَدَ لَكَ مَلاَئِكَتَهُ، فَاشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ فَلْيَقْضِ بَيْنَنَا؟ فَيَقُولُ: إِنِّى لَسْتُ هُنَاكُمْ، إِنِّى قَدْ أُخْرِجْتُ مِنَ الْجَنَّةِ بِخَطِيئَتِى، وَإِنَّهُ لاَ يُهِمُّنِى الْيَوْمَ إِلاَّ نَفْسِى، وَلَكِنِ ائْتُوا نُوحًا رَأْسَ النَّبِيِّينَ، فَيَأْتُونَ نُوحًا، فَيَقُولُونَ: يَا نُوحُ، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ فَلْيَقْضِ بَيْنَنَا؟ فَيَقُولُ: إِنِّى لَسْتُ هُنَاكُمْ، إِنِّى قَدْ دَعَوْتُ دَعْوَةً غَرَّقَتْ أَهْلَ الأَرْضِ، وَإِنَّهُ لاَ يُهِمُّنِى الْيَوْمَ إِلاَّ نَفْسِى، وَلَكِنِ ائْتُوا إِبْرَاهِيمَ خَلِيلَ اللَّهِ، عَلَيْهِ السَّلاَم، قَالَ فَيَأْتُونَ إِبْرَاهِيمَ، فَيَقُولُونَ: يَا إِبْرَاهِيمُ، اشْفَعْ لَنَا، إِلَى رَبِّكَ فَلْيَقْضِ بَيْنَنَا؟ فَيَقُولُ: إِنِّى لَسْتُ هُنَاكُمْ، إِنِّى قَدْ كَذَبْتُ فِى الإِسْلاَمِ ثَلاَثَ كِذْبَاتٍ، وَإِنَّهُ لاَ يُهِمُّنِى الْيَوْمَ إِلاَّ نَفْسِى، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنْ حَاوَلَ بِهِنَّ إِلاَّ عَنْ دِينِ اللَّهِ قَوْلُهُ: {إِنِّى سَقِيمٌ} وَقَوْلُهُ: {بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا} وَقَوْلُهُ: لامْرَأَتِهِ حين أَتِى الملك: أُخْتِى، وَلَكِنِ ائْتُوا مُوسَى، عَلَيْهِ السَّلاَم، الَّذِى اصْطَفَاهُ اللَّهُ بِرِسَالَتِهِ وَكَلاَمِهِ، فَيَأْتُونَ مُوسَى، فَيَقُولُونَ: يَا مُوسَى، أَنْتَ الَّذِى اصْطَفَاكَ اللَّهُ بِرِسَالَتِهِ وَكَلَّمَكَ فَاشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ، فَلْيَقْضِ بَيْنَنَا؟ فَيَقُولُ: إِنِّى لَسْتُ هُنَاكُمْ، إِنِّى قَتَلْتُ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ، وَإِنَّهُ لاَ يُهِمُّنِى الْيَوْمَ إِلاَّ نَفْسِى، وَلَكِنِ ائْتُوا عِيسَى رُوحَ اللَّهِ وَكَلِمَتَهُ، فَيَأْتُونَ عِيسَى، فَيَقُولُونَ: اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ، فَلْيَقْضِ بَيْنَنَا؟ فَيَقُولُ: إِنِّى لَسْتُ هُنَاكُمْ، قَدِ اتُّخِذْتُ إِلَهًا مِنْ دُونِ اللَّهِ، وَإِنَّهُ لاَ يُهِمُّنِى الْيَوْمَ إِلاَّ نَفْسِى، إن لَوْ كَانَ مَتَاعٌ فِى وِعَاءٍ قَدْ مخُتِومَ عَلَيْهِ، أَكَانَ يُقْدَرُ عَلَى مَا فِى جوفه حَتَّى يُفَضَّ الْخَاتَمُ، قَال: فَيَقُولُونَ: لاَ، فَيَقُولُ: إِنَّ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم خَاتَمَ النَّبِيِّينَ، قَدْ حَضَرَ الْيَوْمَ، وَقَدْ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: فَيَأْتُونِى، فَيَقُولُونَ: يَا مُحَمَّدُ، [ص:446] اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ فَلْيَقْضِ بَيْنَنَا، فَأَقُولُ: أَنَا لَهَا، حَتَّى يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ، وَيَرْضَى، فَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ، عَزَّ وَجَلَّ، أَنْ يَصْدَعَ بَيْنَ خَلْقِهِ نَادَى مُنَادٍ أَيْنَ أَحْمَدُ وَأُمَّتُهُ، فَنَحْنُ الآخِرُونَ الأَوَّلُونَ، فَنَحْنُ آخِرُ الأُُمَمِ، وَأَوَّلُ مَنْ يُحَاسَبُ، فَتُفْرَجُ لَنَا الأُمَمُ عَنْ طَرِيقِنَا فَنَمْضِى غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنْ أَثَرِ الطُّهُورِ، وَتَقُولُ: الأُمَمُ كَادَتْ هَذِهِ الأُمَّةُ أَنْ تَكُونَ أَنْبِيَاءَ كُلُّهَا، فَأتِى بَابَ الْجَنَّةِ آخُذُ بِحَلْقَةِ بَابِ الْجَنَّةِ، فَأَقْرَعُ، فَيُقَالُ: مَنْ؟ فَأَقُولُ: مُحَمَّدٌ، فَيُفْتَحُ لِى، فَأَرَى رَبِّى عَزَّ وَجَلَّ وَهُوَ عَلَى كُرْسِيِّهِ أَوْ سَرِيرِهِ، شك حمادًا، فَأَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا وَأَحْمَدُهُ بِمَحَامِدَ لَمْ يَحْمَدْهُ بِهَا أَحَدٌ كَانَ قَبْلِى، وَلاَ يَحْمَدُهُ بِهَا أَحَدٌ بَعْدِى، فَيُقَالُ: ارْفَعْ رَأْسَكَ، وَقُلْ تُسْمَعْ، وَسَلْ تُعْطَهْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، قَالَ: فَأَرْفَعُ رَأْسِى فَأَقُولُ أَىْ رَبِّ، أُمَّتِى أُمَّتِى، فَيُقَالُ لِى: أَخْرِجْ مِنَ(4/444)
النَّارِ مَنْ كَانَ فِى قَلْبِهِ مِثْقَالُ كَذَا وَكَذَا، لم يحفظه حماد، فَأُخْرِجُهُمْ، ثُمَّ أَعُودُ فأسَجِد فأقول ما قلت، فَيقال: ارْفَعْ رَأْسَكَ، وَقُلْ تُسْمَعْ، وَسَلْ تُعْطَهْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، فَأَقُولُ: أَىْ رَبِّ أُمَّتِى أُمَّتِى، فَيُقَالُ: أَخْرِجْ مَنِ النَّارِ مَنْ كَانَ فِى قَلْبِهِ مِثْقَالُ كَذَا وَكَذَا، دون الأول ثم أعود فأسجد أقول مثل ذلك، فَيُقَالُ: ارْفَعْ رَأْسَكَ، وَقُلْ تُسْمَعْ، وَسَلْ تُعْطَهْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، فَأَقُولُ أَىْ رَبِّ، أُمَّتِى أُمَّتِى، فَيُقَالُ لِى: أَخْرِجْ مِنَ النَّارِ مَنْ كَانَ فِى قَلْبِهِ مِثْقَالُ كَذَا وَكَذَا، دون ذلك.(4/446)
باب فى شفاعة الصالحين(4/446)
5069 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِى هِنْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَارِثَ بْنَ أُقَيْشٍ، يُحَدِّثُ أَنَّ أَبَا بَرْزَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: إِنَّ مِنْ أُمَّتِى لَمَنْ يَشْفَعُ لأَكْثَرَ مِنْ رَبِيعَةَ وَمُضَرَ، وَإِنَّ مِنْ أُمَّتِى لَمَنْ يَعْظُمُ لِلنَّارِ، حَتَّى يَكُونَ رُكْنًا مِنْ أَرْكَانِهَا.(4/446)
5070 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ أَبِى [ص:447] أُمَامَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: لَيَدْخُلَنَّ الْجَنَّةَ بِشَفَاعَةِ رَجُلٍ لَيْسَ مِثْلُ أَحَدِ الْحَيَّيْنِ رَبِيعَةَ وَمُضَرَ، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا رَبِيعَةُ مِنْ مُضَرَ، فَقَالَ: إِنَّمَا أَقُولُ مَا أُقَوَّلُ.(4/446)
5071 - حَدَّثَنَا عِصَامُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا حَرِيزٌ، فذكر مثله.(4/447)
5072 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا حَرِيزُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَيْسَرَةَ الْحَضْرَمِىُّ، فذكر مثله.(4/447)
5073 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا حَرِيزٌ، فذكر نحوه.(4/447)
باب فى شفاعة الولدان(4/447)
5074 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا حَرِيزٌ، حَدَّثَنَا شُرَحْبِيلُ بْنُ شُفْعَةَ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: يُقَالُ لِلْوِلْدَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ، قَالَ: فَيَقُولُونَ: يَا رَبِّ، حَتَّى يَدْخُلَ آبَاؤُنَا وَأُمَّهَاتُنَا، قَالَ: فَيَأْتُونَ، قَالَ: فَيَقُولُ اللَّهُ، عَزَّ وَجَلَّ: مَا لِى ولهم مُحْبَنْطِينَ، ادْخُلُوا الْجَنَّةَ، قَالَ: فَيَقُولُونَ: يَا رَبِّ، آبَاؤُنَا وَأُمَّهَاتُنَا، قَالَ: فَيَقُولُ: ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ.(4/447)
باب فى شفاعة الأعمال(4/447)
5075 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ حُيَىِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِى [ص:448] عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِىِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يَقُولُ الصِّيَامُ: أَىْ رَبِّ مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ، فَشَفِّعْنِى فِيهِ، وَيَقُولُ الْقُرْآنُ: مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ، فَشَفِّعْنِى فِيهِ، قَالَ: فَيُشَفَّعَانِ.(4/447)
باب إخراج أهل التوحيد من النار(4/448)
5076 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ وَحَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالاَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ حَسَنٌ: عَنْ عَطَاءٍ، وَقَالَ عَفَّانُ: حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ حَسَنٌ: إِنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ حَدَّثَهُمْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: يَكُونُ قَوْمٌ فِى النَّارِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكُونُوا، ثُمَّ يَرْحَمُهُمُ اللَّهُ فَيُخْرِجُهُمْ مِنْهَا، فَيَكُونُونَ فِى أَدْنَى الْجَنَّةِ فَيَغْتَسِلُونَ فِى نَهَرٍ يُقَالُ لَهُ: الْحَيَوَانُ، يُسَمِّيهِمْ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَهَنَّمِيُّونَ لَوْ ضَافَ أَحَدُهُمْ أَهْلَ الدُّنْيَا لَفَرَشَهُمْ وَأَطْعَمَهُمْ وَسَقَاهُمْ وَلَحَفَهُمْ، وَلاَ أَظُنُّهُ إِلاَّ قَالَ: وَلَزَوَّجَهُمْ، [....] لاَ يَنْقُصُهُ ذَلِكَ شَيْئًا.(4/448)
5077 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ أَبِى سُلَيْمَانَ، عَنْ رِبْعِىِّ ابْنِ حِرَاشٍ، قَالَ: سمعته يرفعه منها إلى النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: يَخْرُجُ قَوْمٌ مِنَ النَّارِ بَعْدَ مَا مَحَشَتْهُمُ النَّارُ، يُقَالُ لَهُمُ: الْجَهَنَّمِيُّونَ.(4/448)
5078 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ وَحَجَّاجٌ، قَالاَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ رِبْعِىٍّ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ شُعْبَةُ: سمعته يرَفَعَهُ مَرَّةً إِلَى النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: يُخْرِجُ اللَّهُ قَوْمًا [ص:449] مُنْتِنِينَ قَدْ مَحَشَتْهُمُ النَّارُ بِشَفَاعَةِ الشَّافِعِينَ، فَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ، فَيُسَمَّوْنَ الْجَهَنَّمِيُّونَ. قَالَ حَجَّاجٌ: الْجَهَنَّمِيِّينَ.(4/448)
5079 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، فَذَكَرَهُ.(4/449)
5080 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِى الزِّنَادِ، أَخْبَرَنِى صَالِحُ ابْنُ أَبِى صَالِحٍ، مَوْلَى التَّوْأَمَةِ، أَخْبَرَنِى أَبُو هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لَيَتَمجَدَنَّ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، عَلَى أُنَاسٍ لمَ يعَمِلُوا مِنْ خَيْرًا قَطُّ، فَيُخْرِجُهُمْ مِنَ النَّارِ بَعْدَمَا احْتَرَقُوا، فَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِهِ بَعْدَ شَفَاعَةِ مَنْ يَشْفَعُ.
قلت: وقد تقدم حديث أبو هريرة وابن مسعود فى التوبة، فيمن لم يعمل خيرًا قط إِلاَّ التوحيد.(4/449)
5081 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا سَلاَّمٌ، يَعْنِى ابْنَ مِسْكِينٍ، عَنْ أَبِى ظِلاَلٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: إِنَّ عَبْدًا [فِى جَهَنَّمَ] لَيُنَادِى أَلْفَ سَنَةٍ يَا حَنَّانُ يَا مَنَّانُ، قَالَ: فَيَقُولُ اللَّهُ تعالى لِجِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلاَم: اذْهَبْ فَأْتِنِى بِعَبْدِى هَذَا، فَيَنْطَلِقُ جِبْرِيلُ فَيَجِدُ أَهْلَ النَّارِ مُكِبِّينَ يَبْكُونَ، فَيَرْجِعُ إِلَى رَبِّهِ، فَيُخْبِرُهُ، فَيَقُولُ: ائْتِنِى بِهِ فَإِنَّهُ فِى مَكَانِ كَذَا وَكَذَا، فَيَجِىءُ بِهِ، فَيُوقِفُهُ عَلَى رَبِّهِ، عَزَّ وَجَلَّ، فَيَقُولُ لَهُ: يَا عَبْدِى كَيْفَ وَجَدْتَ مَكَانَكَ وَمَقِيلَكَ؟ فَيَقُولُ: أَىْ رَبِّ شَرَّ مَكَانٍ، وَشَرَّ مَقِيلٍ، فَيَقُولُ: رُدُّوا عَبْدِى، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، مَا كُنْتُ أَرْجُو إِذْ أَخْرَجْتَنِى مِنْهَا أَنْ تَرُدَّنِى فِيهَا، فَيَقُولُ: دَعُوا عَبْدِى.(4/449)
باب منه(4/450)
5082 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِىِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ، وَأَبِى هُرَيْرَةَ، قَالاَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: آخِرُ مَنْ يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ رَجُلاَنِ يَقُولُ اللَّهُ لأَحَدِهِمَا: يَا ابْنَ آدَمَ، مَا أَعْدَدْتَ لِهَذَا الْيَوْمِ هَلْ عَمِلْتَ خَيْرًا أَوْ رَجَوْتَنِى؟ فَيَقُولُ: لاَ يَا رَبِّ، فَيُؤْمَرُ بِهِ إِلَى النَّارِ، وَهُوَ أَشَدُّ أَهْلِ النَّارِ حَسْرَةً، وَيَقُولُ لِلآخَرِ: يَا ابْنَ آدَمَ، مَا أَعْدَدْتَ لِهَذَا الْيَوْمِ هَلْ عَمِلْتَ خَيْرًا أَوْ رَجَوْتَنِى؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ يَا رَبِّ، قَدْ كُنْتُ أَرْجُو إِذْ أَخْرَجْتَنِى أَنْ لاَ تُعِيدَنِى فِيهَا، وَهو آخر من يدخل الجنة.(4/450)
5083 - حَدَّثَنَا يَعْمَرُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، أَخْبَرَنَا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنِى أَبُو هَانِئٍ الْخَوْلاَنِىُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ الْجَنْبِىِّ، أَنَّ فَضَالَةَ بْنَ عُبَيْدٍ وَعُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ حَدَّثَاهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ، وَفَرَغَ اللَّهُ تَعَالَى مِنْ قَضَاءِ الْخَلْقِ، فَيَبْقَى رَجُلاَنِ فَيُؤْمَرُ بِهِمَا إِلَى النَّارِ، فَيَلْتَفِتُ أَحَدُهُمَا، فَيَقُولُ الْجَبَّارُ: رُدُّوهُ فَيَرُدُّوهُ، قَالَ لَهُ: لِمَ الْتَفَتَّ؟ قَالَ: إِنْ كُنْتُ أَرْجُو أَنْ تُدْخِلَنِى الْجَنَّةَ، قَالَ: فَيُؤْمَرُ بِهِ إِلَى الْجَنَّةِ، فَيَقُولُ: لَقَدْ أَعْطَانِى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ حَتَّى لَوْ أَنِّى أَطْعَمْتُ أَهْلَ الْجَنَّةِ مَا نَقَصَ ذَلِكَ ممَا عِنْدِى شَيْئًا. قَالَ: فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا ذَكَرَهُ يُرَى السُّرُورُ فِى وَجْهِهِ.
* * *(4/450)
كتاب صفة جهنم(4/451)
باب فيمن لم يضحك منذ خلقت النار(4/451)
5084 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ الأَنْصَارِىِّ، أَنَّهُ سَمِعَ حُمَيْدَ بْنَ عُبَيْدٍ، مَوْلَى بَنِى الْمُعَلَّى، يَقُولُ: سَمِعْتُ ثَابِتًا الْبُنَانِىَّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ لِجِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلام: مَا لِى لَمْ أَرَ مِيكَائِيلَ ضَاحِكًا قَطُّ؟ قَالَ: مَا ضَحِكَ مِيكَائِيلُ مُنْذُ خُلِقَتِ النَّارُ.(4/451)
باب البحر هو جهنم(4/451)
5085 - حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُمَيَّةَ، حَدَّثَنِى مُحَمَّدُ بْنُ حُيَىٍّ، حَدَّثَنِى صَفْوَانُ بْنُ يَعْلَى، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: الْبَحْرُ هُوَ جَهَنَّمُ، قَالُوا لِيَعْلَى: فَقَالَ: أَلا تَرَوْنَ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: {نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا} [الكهف] قَالَ: لاَ وَالَّذِى نَفْسُ يَعْلَى بِيَدِهِ، لاَ أَدْخُلُهَا أَبَدًا، حَتَّى أُعْرَضَ عَلَى اللَّهِ، عَزَّ وَجَلَّ، وَلاَ يُصِيبُنِى مِنْهَا قَطْرَةٌ، حَتَّى أَلْقَى اللَّهَ، عَزَّ وَجَلَّ.(4/451)
باب فى صفة جهنم(4/451)
5086 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: هَذِهِ النَّارُ جُزْءٌ مِنْ مِائَةِ جُزْءٍ مِنْ جَهَنَّمَ.(4/451)
5087 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ دَرَّاجٍ، عَنْ أَبِى الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لو أن مقمعًا من حديد، لَوْ ضُرِبَ الْجَبَلُ بِقَمْعٍ مِنْ حَدِيدٍ، لَتَفَتَّتَ ثُمَّ عَادَ.(4/452)
5088 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا دَرَّاجٌ، عَنْ أَبِى الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: لَوْ أَنَّ مِقْمَعًا مِنْ حَدِيدٍ وُضِعَ فِى الأَرْضِ، فَاجْتَمَعَ لَهُ الثَّقَلاَنِ، مَا أَقَلُّوهُ مِنَ الأَرْضِ.(4/452)
5089 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ وَحَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالاَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ دَرَّاجٍ، قَالَ مُوسَى فِى حَدِيثِهِ: قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ جَزْءٍ الزُّبَيْدِىَّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ فِى النَّارِ حَيَّاتٍ كَأَمْثَالِ أَعْنَاقِ الْبُخْتِ، تَلْسَعُ إِحْدَاهُنَّ اللَّسْعَةَ فَيَجِدُ حَمْوَتَهَا أَرْبَعِينَ خَرِيفًا، وَإِنَّ فِى النَّارِ عَقَارِبَ كَأَمْثَالِ الْبِغَالِ الْمُوكَفَةِ، تَلْسَعُ إِحْدَاهُنَّ اللَّسْعَةَ فَيَجِدُ حَمْوَتَهَا أَرْبَعِينَ سَنَةً.(4/452)
باب فى أول من يكسى من حلل النار(4/452)
5090 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ وَعَفَّانُ، قَالاَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِىِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: أَوَّلُ مَنْ يُكْسَى حُلَّةً مِنَ النَّارِ إِبْلِيسُ، فَيَضَعُهَا عَلَى حَاجِبِهِ، وَيَسْحَبُهَا مِنْ بعده، وَذُرِّيَّتُهُ مِنْ بَعْدِهِ، وَهُوَ يُنَادِى وَا ثُبُورَاهُ، [ص:453] وَيُنَادُونَ يَا ثُبُورَهُمْ. قَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ: قَالَهَا مَرَّتَيْنِ، حَتَّى يَقِفُوا عَلَى النَّارِ، فَيَقُولُ: يَا ثُبُورَاهُ، وَيَقُولُونَ: يَا ثُبُورَهُمْ، فَيُقَالُ لَهُمْ: {لاَ تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُورًا وَاحِدًا وَادْعُوا ثُبُورًا كَثِيرًا} [الفرقان] . قَالَ عَفَّانُ: وَذُرِّيَّتُهُ خَلْفَهُ، وَهُمْ يَقُولُونَ: يَا ثُبُورَهُمْ، قَالَ عَفَّانُ: حَاجِبَيْهِ.(4/452)
5091 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، فذكر نحوه.(4/453)
باب صفة أهل النار(4/453)
5092 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا الْبَرَاءُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَلاَ أُنَبِّئُكُمْ بِأَهْلِ النَّارِ كُلُّ شَدِيدٍ جَعْظَرِىٍّ.(4/453)
5093 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا مُوسَى، يَعْنِى ابْنَ عَلِىٍّ، سَمِعْتُ أَبِى يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاص، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ عِنْدَ ذِكْرِ أَهْلِ النَّارِ: كُلُّ جَعْظَرِىٍّ جَوَّاظٍ مُسْتَكْبِرٍ جَمَّاعٍ مَنَّاعٍ.(4/453)
5094 - حَدَّثَنَا عَلِىُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ عَلِىِّ بْنِ رَبَاحٍ، فذكر نحوه وزاد فيه: وَأَهْلُ الْجَنَّةِ الضُّعَفَاءُ الْمَغْلُوبُونَ.(4/453)
5095 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ، عَنْ شَهْرِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ الْجَوَّاظُ الْجَعْظَرِىُّ، وَالْعُتُلُّ الزَّنِيمُ. قَالَ عَبْد اللَّه: هُوَ سَقَطَ مِنْ كِتَابِ أَبِى.(4/454)
5096 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِىُّ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عَلِىٍّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِى يَقُولُ: بَلَغَنِى عَنْ سُرَاقَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ الْمُدْلِجِىِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهُ: يَا سُرَاقَةُ، أَلاَ أُخْبِرُكَ بِأَهْلِ الْجَنَّةِ وَأَهْلِ النَّارِ؟ قَالَ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: أَمَّا أَهْلُ النَّارِ فَكُلُّ جَعْظَرِىٍّ جَوَّاظٍ مُسْتَكْبِرٍ، وَأَمَّا أَهْلُ الْجَنَّةِ الضُّعَفَاءُ الْمَغْلُوبُونَ.(4/454)
باب منه(4/454)
5097 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ فِرَاسٍ، عَنْ عَطِيَّة، عَنْ أَبِى سَعِيدٍ، عَنْ نَبِىِّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: يَخْرُجُ عُنُقٌ مِنَ النَّارِ يَتَكَلَّمُ يَقُولُ: وُكِّلْتُ الْيَوْمَ بِثَلاثَةٍ بِكُلِّ جَبَّارٍ عنيد، وَبِمَنْ جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ، وَبِمَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ، فَيَنْطَوِى عَلَيْهِمْ، فَيَقْذِفُهُمْ فِى غَمَرَاتِ جَهَنَّمَ.
قلت: وقد تقدم حديث عائشة.(4/454)
باب فى أكثر أهل النار(4/454)
5098 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبَراهيْم، عَن هَشَّامٌ الدستوائِىِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِى كَثِيرٍ، عَن أَبِى رَاشِدٍ الحُبْرانِى، قَالَ: عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ شبل، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ [ص:455] الْفُسَّاقَ هُمْ أَهْلُ النَّارِ، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَنِ الْفُسَّاقُ؟ قَالَ: النِّسَاءُ، قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَوَلَسْنَ أُمَّهَاتِنَا وَأَخَوَاتِنَا وَأَزْوَاجَنَا؟ قَالَ: بَلَى، وَلَكِنَّهُمْ إِذَا أُعْطِينَ لَمْ يَشْكُرْنَ، وَإِذَا ابْتُلِينَ لَمْ يَصْبِرْنَ.
قلت: ويأتى حديث عمرو بن العاص، فيمن يدخل الجنة من النساء، وقد تقدم حديث جابر وغيره، يتضمن أشباه هذا فى باب العمل فى الصلاة.(4/454)
باب فى كثرة من يدخل النار من بنى آدم(4/455)
5099 - حَدَّثَنَا هَيْثَمٌ، حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ، عَنْ يُونُسَ، عَنْ أَبِى إِدْرِيسَ، عَنْ أَبِى الدَّرْدَاءِ، عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لآدَمَ عَلَيْهِ السَّلاَم: قُمْ فَجَهِّزْ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ تِسْعَ مِائَةٍ وَتِسْعَةً وَتِسْعِينَ إِلَى النَّارِ، وَوَاحِدًا إِلَى الْجَنَّةِ، فَبَكَى أَصْحَابُهُ وَبَكَوْا، ثُمَّ قَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ارْفَعُوا رُءُوسَكُمْ، فَوَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ مَا أُمَّتِى فِى الأُمَمِ إِلاَّ كَالشَّعْرَةِ الْبَيْضَاءِ فِى جِلْدِ الثَّوْرِ الأَسْوَدِ، فَخَفَّفَ ذَلِكَ عَنْهُمْ.(4/455)
5100 - حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ ابْنُ أُخْتِ سُفْيَانَ الثَّوْرِىِّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِى الأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَبْعَثُ مُنَادِيًا يُنَادِى: يَا آدَمُ، إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَبْعَثَ بَعْثًا مِنْ ذُرِّيَّتِكَ إِلَى النَّارِ، فَيَقُولُ آدَمُ: يَا رَبِّ، وَمِنْ كَمْ؟ قَالَ: فَيُقَالُ لَهُ: مِنْ كُلِّ مِائَةٍ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: مَنْ هَذَا النَّاجِى مِنَّا بَعْدَ هَذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: هَلْ تَدْرُونَ مَا أَنْتُمْ فِى النَّاسِ، إِلاَّ كَالشَّامَةِ فِى صَدْرِ الْبَعِيرِ.(4/455)
5101 - حَدَّثَنَا عُبَيْدَةُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُسْلِمٍ أَبِى إِسْحَاقَ الْهَجَرِىِّ، قَالَ: فَذَكَرَ مَعْنَاهُ، وَقَالَ: فَيَقُولُ آدَمُ: يَا رَبِّ، كَمْ أَبْعَثُ؟.(4/456)
باب عظم خلق الكافر(4/456)
5102 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنِى أَبُو يَحْيَى الطَّوِيلُ، عَنْ أَبِى يَحْيَى القَتَّاتِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: يَعْظُمُ أَهْلُ النَّارِ فِى النَّارِ حَتَّى إِنَّ بَيْنَ شَحْمَةِ أُذُنِ أَحَدِهِمْ إِلَى عَاتِقِهِ مَسِيرَةَ سَبْعِ مِائَةِ عَامٍ، وَإِنَّ غِلَظَ جِلْدِهِ سَبْعُونَ ذِرَاعًا، وَإِنَّ ضِرْسَهُ مِثْلُ أُحُدٍ.(4/456)
5103 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا دَرَّاجٌ، عَنْ أَبِى الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: مَقْعَدُ الْكَافِرِ فِى النَّارِ مَسِيرَةُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ، كُلُّ ضِرْسٍ مِثْلُ أُحُدٍ، وَفَخِذُهُ مِثْلُ وَرِقَانَ، وَجِلْدُهُ سِوَى لَحْمِهِ وَعِظَامِهِ أَرْبَعُونَ ذِرَاعًا.(4/456)
5104 - حَدَّثَنَا رِبْعِىُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِى سَعِيدٍ، عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ضِرْسُ الْكَافِرِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِثْلُ أُحُدٍ، وَعَرْضُ جِلْدِهِ سَبْعُونَ ذِرَاعًا، وَفَخِذُهُ مِثْلُ وَرِقَانَ، وَمَقْعَدُهُ مِنَ النَّارِ مِثْلُ مَا بَيْنِى، وَبَيْنَ الرَّبَذَةِ. [ص:457]
قلت: رواه الترمذى غير أنه قال: وغلظ جلده أربعون ذراعًا. وهنا: سبعون.(4/456)
5105 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَن أَبِى حيان التيمِىِّ، قَالَ: [حَدَّثَنِى يَزَيْدٌ بْنُ حَيان التيمى، قَالَ] : انطلقت أَنا وَحُسَيْنٌ بن سَبْرَةَ، وعُمَرَ بْنِ مُسلم، إلى زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ، وَحَدَّثَنَاه زَيْدٌ فِى مَجْلِسِهِ ذلك قَالَ: إِنَّ الرَّجُلَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَيَعْظُمُ لِلنَّارِ، حَتَّى يَكُونَ الضِّرْسُ مِنْ أَضْرَاسِهِ كَأُحُدٍ.
قلت: ذكر هذا فى آخر حديث طويل.(4/457)
5106 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الطَّالْقَانِىُّ، وَعَلِىُّ بْنُ إِسْحَاقَ، قالاَ: حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ عَنْبَسَةَ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِى عَمْرَةَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَتَدْرِى مَا سِعَةُ جَهَنَّمَ؟ قُلْتُ: لاَ، قَالَ: أَجَلْ، وَاللَّهِ مَا تَدْرِى أَنَّ بَيْنَ شَحْمَةِ أُذُنِهم، وَبَيْنَ عَاتِقِهِ مَسِيرَةَ سَبْعِينَ خَرِيفًا، تَجْرِى فِيهَا أَوْدِيَةُ الْقَيْحِ وَالدَّمِ. قُلْتُ: أَنْهَارًا؟ قَالَ: لاَ، بَلْ أَوْدِيَةً، فذكر الحديث.
* * *(4/457)
كتاب صفة الجنة(4/458)
باب فى أوصاف الفردوس(4/458)
5107 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا أَبُو قُدَامَةَ الْحَارِثُ بْنُ عُبَيْدٍ الإِيَادِىُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ، يَعْنِى الْجَوْنِىَّ، عَن أَبِى بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ، عَن أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: جِنَانُ الْفِرْدَوْسِ أَرْبَعٌ.
قلت: فذكر الحديث وهو فى الصحيح غير ذكر الفردوس.(4/458)
باب سعة أبواب الجنة(4/458)
5108 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا دَرَّاجٍ، عَنْ أَبِى الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: مَا بَيْنَ مِصْرَاعَيْنِ فِى الْجَنَّةِ، كَمَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ سَنَةً.(4/458)
5109 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، فِيمَا سَمِعهُ، قَالَ: وَسَمِعْتُ الْجُرَيْرِىَّ يُحَدِّثُ عَنْ حَكِيمِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: أَنْتُمْ تُوفُونَ سَبْعِينَ أُمَّةً، أَنْتُمْ آخِرُهَا وَأَكْرَمُهَا عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَمَا بَيْنَ مِصْرَاعَيْنِ مِنْ مَصَارِيعِ الْجَنَّةِ، مَسِيرَةُ أَرْبَعِينَ عَامًا، وَلَيَأْتِيَنَّ عَلَيْهِ يَوْمٌ وَإِنَّهُ لَكَظِيظٌ.
قلت: عند الترمذى وغيره طرف منه.(4/458)
باب لكل عمل من الخير باب من أبواب الجنة(4/459)
5110 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنِ الزُّهْرِىِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لِكُلِّ أَهْلِ عَمَلٍ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ يُدْعَوْنَ بِذَلِكَ الْعَمَلِ. فذكر الحديث.(4/459)
باب فى تربة الجنة(4/459)
5111 - حَدَّثَنَا عَلِىٌّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِىِّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِلْيَهُودِ: إِنِّى سَائِلُهُمْ عَنْ تُرْبَةِ الْجَنَّةِ، وَهِىَ دَرْمَكَةٌ بَيْضَاءُ. فَسَأَلَهُمْ، فَقَالُوا: أخُبْزَةٌ يَا أَبَا الْقَاسِمِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: الْخُبْزَ مِنَ الدَّرْمَكِ.(4/459)
باب فى غرف الجنة(4/459)
5112 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِى كَثِيرٍ، عَنِ ابْنِ مُعَانِقٍ، أَوْ أَبِى مُعَانِقٍ، عَنْ أَبِى مَالِكٍ الأَشْعَرِىِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ فِى الْجَنَّةِ غُرْفَةً يُرَى ظَاهِرُهَا مِنْ بَاطِنِهَا، وَبَاطِنُهَا مِنْ ظَاهِرِهَا، أَعَدَّهَا اللَّهُ لِمَنْ أَطْعَمَ الطَّعَامَ، وَأَلاَنَ الْكَلاَمَ، وَتَابَعَ الصِّيَامَ، وَصَلَّى وَالنَّاسُ نِيَامٌ.(4/459)
5113 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا حُيَىُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِى عَبْد [ص:460] ِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِىِّ، حَدَّثَهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: إِنَّ فِى الْجَنَّةِ غُرْفَةً يُرَى ظَاهِرُهَا مِنْ بَاطِنِهَا، وَبَاطِنُهَا مِنْ ظَاهِرِهَا، فَقَالَ أَبُو مُوسَى الأَشْعَرِىُّ: لِمَنْ هِىَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: لِمَنْ أَلاَنَ الْكَلاَمَ، وَأَطْعَمَ الطَّعَامَ، وَبَاتَ لِلَّهِ قَائِمًا وَالنَّاسُ نِيَامٌ.(4/459)
باب فى شجر الجنة وطيرها(4/460)
5114 - حَدَّثَنَا عَلِىُّ بْنُ بَحْرٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِى كَثِيرٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ زَيْدٍ الْبُكَالِىِّ، أَنَّهُ سَمِعَ عُتْبَةَ بْنَ عَبْدٍ السُّلَمِىِّ، يَقُولُ: جَاءَ أَعْرَابِىٌّ إِلَى النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم فَسَأَلَهُ عَنِ الْحَوْضِ، وَذَكَرَ الْجَنَّةَ، ثُمَّ قَالَ الأَعْرَابِىُّ: فِيهَا فَاكِهَةٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَفِيهَا شَجَرَةٌ تُدْعَى طُوبَى، قَالَ: فَذَكَرَ شَيْئًا لاَ أَدْرِى مَا هُوَ، قَالَ: أَىُّ شَجَرِ أَرْضِنَا يُشْبِهُ؟ قَالَ: لَيْسَتْ تُشْبِهُ شَيْئًا مِنْ شَجَرِ أَرْضِكَ، وَقَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم: أَتَيْتَ الشَّامَ؟ فَقَالَ: لاَ، قَالَ: تُشْبِهُ شَجَرَةً بِالشَّامِ تُدْعَى الْجَوْزَةُ، تَنْبُتُ عَلَى سَاقٍ وَاحِدٍ، وَيَنْفَرِشُ أَعْلاَهَا، قَالَ: مَا عِظَمُ أَصْلِهَا؟ قَالَ: لَوِ ارْتَحَلَتْ جَذَعَةٌ مِنْ إِبِلِ أَهْلِكَ مَا أَحَاطَتْ بِأَصْلِهَا حَتَّى تَنْكَسِرَ تَرْقُوَتُهَا هَرَمًا. قَالَ: فِيهَا عِنَبٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: مَا عِظَمُ الْعُنْقُودِ؟ قَالَ: مَسِيرَةُ شَهْرٍ لِلْغُرَابِ الأَبْقَعِ، وَلاَ يَعْثُرُ، قَالَ: فَمَا عِظَمُ الْحَبَّةِ؟ قَالَ: [هَلْ] ذَبَحَ أَبُوكَ تَيْسًا مِنْ غَنَمِهِ قَطُّ عَظِيمًا؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَسَلَخَ إِهَابَهُ فَأَعْطَاهُ أُمَّكَ، قَالَ: اتَّخِذِى لَنَا مِنْهُ دَلْوًا؟ [قَالَ: نَعَمْ] ، قَالَ الأَعْرَابِىُّ: فَإِنَّ تِلْكَ الْحَبَّةَ تُشْبِعُنِى، وَأَهْلَ بَيْتِى؟ قَالَ: نَعَمْ وَعَامَّةَ عَشِيرَتِكَ.(4/460)
5115 - حَدَّثَنَا سَيَّارُ بْنُ حَاتِمٍ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضُّبَعِىُّ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ طَيْرَ الْجَنَّةِ كَأَمْثَالِ الْبُخْتِ تَرْعَى فِى شَجَرِ الْجَنَّةِ، [ص:461] فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ هَذِهِ لَطَيْرٌ نَاعِمَةٌ؟ فَقَالَ: أَكَلَتُهَا أَنْعَمُ مِنْهَا، قَالَهَا ثَلاَثًا، وَإِنِّى لأَرْجُو أَنْ تَكُونَ مِمَّنْ يَأْكُلُ مِنْهَا [يَا أَبَا بَكْرٍ] .
قلت: هو عند الترمذى باختصار.(4/460)
5116 - حَدَّثَنَا مُوسَى، يَعْنِى ابْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِى يُونُسَ، عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: إِنَّ فِى الْجَنَّةِ لَشَجَرَةً يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِى ظِلِّهَا مِائَةَ سَنَةٍ، وَإِنَّ وَرَقَهَا لَيُخَمِّرُ الْجَنَّةَ.
وقلت: هو فى الصحيح خلا قوله: وإن ورقها ليخمر الجنة.(4/461)
باب فرح أهل الجنة وحسرة أهل النار(4/461)
5117 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِى الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: لاَ يَدْخُلُ أَحَدٌ النَّارَ إِلاَّ أُرِىَ مَقْعَدَهُ مِنَ الْجَنَّةِ لَوْ أَحْسَنَ لِيَكُونَ عَلَيْهِ حَسْرَةً، وَلاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ أَحَدٌ إِلاَّ يُرِىَ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ لَوْ أَسَاءَ لِيَزْدَادَ شُكْرًا.(4/461)
5118 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِى صَالِحٍ، عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: كُلُّ أَهْلِ النَّارِ يَرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الْجَنَّةِ، فَيَقُولُ: لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِى، فَيَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً، قَالَ: وَكُلُّ أَهْلِ الْجَنَّةِ يَرَى مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ، فَيَقُولُ: لَوْلاَ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِى، قَالَ: فَيَكُونُ لَهُ شُكْرًا.(4/461)
باب فيمن يدخل الجنة من النساء(4/462)
5119 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الْخَطْمِىُّ، عَنْ عُمَارَةَ ابْنِ خُزَيْمَةَ، قَالَ: بَيْنَا نَحْنُ مَعَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ فِى حَجٍّ، أَوْ عُمْرَةٍ، فَقَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِى هَذَا الشِّعْبِ، إِذْ قَالَ: انْظُرُوا هَلْ تَرَوْنَ شَيْئًا؟ فَقُلْنَا: نَرَى غِرْبَانًا منهما غُرَابٌ أَعْصَمُ أَحْمَرُ الْمِنْقَارِ وَالرِّجْلَيْنِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنَ النِّسَاءِ، إِلاَّ مَنْ كَانَ مِنْهُنَّ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فِى الْغِرْبَانِ.(4/462)
5120 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ وَحَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالاَ: ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِى جَعْفَرٍ الْخَطْمِىِّ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ: كُنَّا مَعَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ فِى حَجٍّ، أَوْ عُمْرَةٍ، حَتَّى إِذَا كُنَّا بِمَرِّ الظَّهْرَانِ، فَإِذَا امْرَأَةٌ فِى هَوْدَجِهَا، فذكر نحوه.(4/462)
باب فى أدنى أهل الجنة منزلة(4/462)
5121 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبْجَرَ، عَنْ ثُوَيْرِ بْنِ أَبِى فَاخِتَةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً، لَيَنْظُرُ فِى مُلْكِه أَلْفَىْ سَنَةٍ يَرَى أَقْصَاهُ كَمَا يَرَى أَدْنَاهُ، يَنْظُرُ [فِى] أَزْوَاجِهِ وَخَدَمِهِ.
قلت: رواه الترمذى خلا قوله: ألفى سنة.(4/462)
5122 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا سُكَيْنُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا الأَشْعَثُ الضَّرِيرُ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً، [ص:463] إِنَّ لَهُ لَسَبْعَ دَرَجَاتٍ، وَهُوَ عَلَى السَّادِسَةِ، وَفَوْقَهُ السَّابِعَةُ، وَإِنَّ لَهُ لَثَلاَثَ مِائَةِ خَادِمٍ، وَيُغْدَى عَلَيْهِ كُلَّ يَوْمٍ وَيُرَاحُ بثَلاَثُ مِائَةِ صَحْفَةٍ. وَلاَ أَعْلَمُهُ إِلاَّ قَالَ: مِنْ ذَهَبٍ فِى كُلِّ صَحْفَةٍ لَوْنٌ لَيْسَ فِى الأُخْرَى، وَإِنَّهُ لَيَلَذُّ أَوَّلَهُ كَمَا يَلَذُّ آخِرَهُ، وَإِنَّهُ لَيَقُولُ: يَا رَبِّ لَوْ أَذِنْتَ لِى لأَطْعَمْتُ أَهْلَ الْجَنَّةِ، وَسَقَيْتُهُمْ لَمْ يَنْقُصْ مِمَّا عِنْدِى شَىْءٌ، وَإِنَّ لَهُ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ لاَثْنَيْنِ وَسَبْعِينَ زَوْجَةً سِوَى أَزْوَاجِهِ مِنَ الدُّنْيَا، وَإِنَّ الْوَاحِدَةَ مِنْهُنَّ لَيَأْخُذ مَقْعَدُتهَا قَدْرَ مِيلٍ مِنَ الأَرْضِ.
قلت: له حديث فى الصحيح غير هذا.(4/462)
5123 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِىِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، [عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ] ، وَأَبِى هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: آخِرَ رَجُلَيْنِ يَخْرُجَانِ مِنَ النَّارِ يَقُولُ اللَّهُ لأَحَدِهِمَا: ابْنَ آدَمَ، مَا أَعْدَدْتَ لِهَذَا الْيَوْمِ، هَلْ عَمِلْتَ خَيْرًا قَطُّ هَلْ رَجَوْتَنِى؟ فَيَقُولُ: لاَ يا رَبِّ، فَيُؤْمَرُ بِهِ إِلَى النَّارِ، فَهُوَ أَشَدُّ أَهْلِ النَّارِ حَسْرَةً، وَيَقُولُ لِلآخَرِ: يَا ابْنَ آدَمَ، مَا أَعْدَدْتَ لِهَذَا الْيَوْمِ، هَلْ عَمِلْتَ خَيْرًا قَطُّ هَلْ رَجَوْتَنِى؟ فَيَقُولُ: لاَ إِلاَّ أَنِّى كُنْتُ أَرْجُوكَ، قَالَ: فَيَرْفَعُ لَهُ شَجَرَةً، فَيَقُولُ: يا رَبِّ أَقِرَّنِى تَحْتَ هَذِهِ الشَّجَرَةِ أَسْتَظِلَّ بِظِلِّهَا، وَآكُلَ مِنْ ثَمَرِهَا، وَأَشْرَبَ مِنْ مَائِهَا، وَيُعَاهِدُهُ أَنْ لاَ يَسْأَلَهُ غَيْرَهَا، فَيُقِرُّهُ تَحْتَهَا، ثُمَّ تُرْفَعُ لَهُ شَجَرَةٌ هِىَ أَحْسَنُ مِنَ [ص:464] الأُولَى، وَأَغْدَقُ مَاءً، فَيَقُولُ: يا رَبِّ أَقِرَّنِى تَحْتَهَا لاَ أَسْأَلُكَ غَيْرَهَا، فَأَسْتَظِلَّ بِظِلِّهَا وَأَشْرَبَ مِنْ مَائِهَا، فَيَقُولُ: يَا ابْنَ آدَمَ، أَلَمْ تُعَاهِدْنِى أَنْ لاَ تَسْأَلَنِى غَيْرَهَا؟ [....] فَيُقِرُّهُ تَحْتَهَا، ثُمَّ تُرْفَعُ لَهُ شَجَرَةٌ عِنْدَ بَابِ الْجَنَّةِ هِىَ أَحْسَنُ مِنَ الأَوَّلَتَيْنِ، وَأَغْدَقُ مَاءً، فَيَقُولُ: يا رَبِّ أَقِرَّنِى تَحْتَهَا، فَيُدْنِيَهُ مِنْهَا، وَيُعَاهِدُهُ أَنْ لاَ يَسْأَلَهُ غَيْرَهَا فَيَسْمَعُ أَصْوَاتَ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَلاَ يَتَمَالَكْ، فَيَقُولُ: أَىْ رَبِّ، الْجَنَّةَ، أَىْ رَبِّ أَدْخِلْنِى الْجَنَّةَ، فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: سَلْ وَتَمَنَّهْ فَيَسْأَلَ، وَيَتَمَنَّى بِمِقْدَارِ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ مِنْ أَيَّامِ الدُّنْيَا، وَيُلَقِّنُهُ اللَّهُ مَا لاَ عِلْمَ لَهُ بِهِ، فَيَسْأَلُ وَيَتَمَنَّى، فَإِذَا فَرَغَ، قَالَ: لَكَ مَا سَأَلْتَ، قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: وَمِثْلُهُ مَعَهُ، وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: وَعَشَرَةُ أَمْثَالِهِ مَعَهُ، قَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: حَدِّثْ بِمَا سَمِعْتَ، وَأُحَدِّثُ بِمَا سَمِعْتُ.
قلت: فى الصحيح بعضه وفى هذا زيادات ظاهرة منها: أنه يتمنى مقدار ثلاثة أيام، ومنها أن أبو هريرة قال: وعشرة أمثاله، وأن أبا سعيد قال: ومثله. وهو فى الصحيح عكس هذا، وقد تقدم حديث ابن مسعود فى باب إخراج أهل التوحيد من النار.(4/463)
باب فى صفة أهل الجنة(4/464)
5124 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا عِمْرَانُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، أَنَّهُ سَأَلَ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم، أَوْ سَمِعَ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم [ص:465] يَقُولُ: يَدْخُلُ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ جُرْدًا مُرْدًا مُكَحَّلِينَ، بَنِى ثَلاثِينَ، أَوْ ثَلاثٍ وَثَلاَثِينَ.(4/464)
5125 - حَدَّثَنَا يُونُسُ فِى تَفْسِيرِ شَيْبَانَ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: وَحَدَّثَ شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، قَالَ: قَالَ نَبِىُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: يُبْعَثُ الْمُؤْمِنُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ جُرْدًا مُرْدًا مُكَحَّلِينَ بَنِى ثَلاَثِينَ سَنَةً.(4/465)
5126 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ الْخَفَّافُ الْعِجْلِىُّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ شَهْرِ، فذكره.(4/465)
باب كثرة من يدخل الجنة من هذه الأمة(4/465)
5127 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِى هِلالٍ، عَنْ عَلِىِّ بْنِ خَالِدٍ، أَنَّ أَبَا أُمَامَةَ الْبَاهِلِىَّ مَرَّ عَلَى خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ، فَسَأَلَهُ عَنْ أَلْيَنِ كَلِمَةٍ سَمِعَهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: أَلاَ كُلُّكُمْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ، إِلاَّ مَنْ شَرَدَ عَلَى اللَّهِ شِرَادَ الْبَعِيرِ عَلَى أَهْلِهِ.(4/465)
5128 - حَدَّثَنَا مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِى الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، رضِى اللَّه عنه، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: إِنِى لأَرْجُو أَنْ يَكُونَ مَنْ تَّبِعُنِى، مِنْ أُمَّتِى رُبُعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ، قَالَ: فَكَبَّرْنَا، ثُمَّ قَالَ: إنِى أَرْجُو أَنْ يَكُونُوا ثُلُثَ النَّاسِ، قَالَ: فَكَبَّرْنَا، ثُمَّ قَالَ: أَرْجُو أَنْ يَكُونُوا الشَّطْرَ.(4/465)
5129 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِى أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، فذكره نحوه.(4/466)
5130 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ والْخُزَاعِىُّ، يَعْنِى أَبَا سَلَمَةَ، قَالاَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنِى يَزِيدُ ابْنُ أَبِى حَبِيبٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِى سَالِمٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ مُعْتِبٍ الْهُذَلِىِّ، عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَاذَا رَدَّ إِلَيْكَ رَبُّكَ فِى الشَّفَاعَةِ؟ فَقَالَ: وَالَّذِى نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَقَدْ ظَنَنْتُ أَنَّكَ أَوَّلُ مَنْ يَسْأَلُنِى عَنْ ذَلِكَ مِنْ أُمَّتِى لِمَا رَأَيْتُ مِنْ حِرْصِكَ عَلَى الْعِلْمِ، وَالَّذِى نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ مَا يَهُمُّنِى مِنِ إنْقِضَاضِهِمْ عَلَى أَبْوَابِ الْجَنَّةِ، أَهَمُّ عِنْدِى مِنْ تَمَامِ شَفَاعَتِى، وَشَفَاعَتِى لِمَنْ شَهِدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ مُخْلِصًا يُصَدِّقُ قَلْبُهُ لِسَانَهُ، وَلِسَانُهُ قَلْبَهُ.(4/466)
5131 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ حَصِيرَةَ، حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: كَيْفَ أَنْتُمْ وَرُبُعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟ لَكُمْ رُبُعُهَا، وَلِسَائِرِ النَّاسِ ثَلاثَةُ أَرْبَاعِهَا؟ قلنا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: فَكَيْفَ أَنْتُمْ وَثُلُثَهَا؟ قَالُوا: فَذَاكَ أَكْثَرُ، قَالَ: فَكَيْفَ أَنْتُمْ وَالشَّطْرَ؟ قَالُوا: فَذَلِكَ أَكْثَرُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَهْلُ الْجَنَّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِشْرُونَ وَمِائَةُ صَفٍّ أَنْتُمْ مِنْهَا ثَمَانُونَ صَفًّا.
قلت: هو فى الصحيح باختصار.(4/466)
باب لن يدخل أحد الجنة إلاَّ برحمة الله(4/467)
5132 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنِى فُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ، مَوْلَى بَنِى عَنْزٍ، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِىِّ، عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لَنْ يَدْخُلَ أَحَدٌ الْجَنَّةَ إِلاَّ بِرَحْمَةِ اللَّهِ، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَلاَ أَنْتَ؟ قَالَ: وَلاَ أَنَا، إِلاَّ أَنْ يَتَغَمَّدَنِىَ اللَّهُ [بِرَحْمَتِهِ] . وَقَالَ بِيَدِهِ: فَوْقَ رَأْسِهِ.(4/467)
باب فى أول من يقرع باب الجنة(4/467)
5133 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، مَوْلَى بَنِى هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ مُوسَى صَاحِبُ الدَّقِيقِ، عَنْ فَرْقَدٍ، عَنْ مُرَّةَ بْنِ شَرَاحِيلَ، عَنْ أَبِى بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ بَخِيلٌ، وَلاَ خَبٌّ، وَلاَ خَائِنٌ، وَلاَ سَيِّئُ الْمَلَكَةِ، وَأَوَّلُ مَنْ يَقْرَعُ بَابَ الْجَنَّةِ الْمَمْلُوكُينَ، إِذَا أَحْسَنُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَفِيمَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَوَالِيهِمْ.
قلت: عند الترمذى وابن ماجه طرف من أوله.(4/467)
5134 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا صَدَقَةُ بْنُ مُوسَى، عَنْ فَرْقَدٍ السَّبَخِىِّ، عَنْ مُرَّةَ الطَّيِّبِ، عَنْ أَبِى بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم، فذكر نحوه إلاَّ أَنَّه قَالَ: وَأَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ الْمَمْلُوكُ إِذَا أَطَاعَ اللَّهَ، وَأَطَاعَ سَيِّدَهُ.(4/467)
باب فيمن يدخل الجنة بغير حساب(4/468)
5135 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: أَكْثَرْنَا الْحَدِيثَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ، ثُمَّ غَدَوْنَا إِلَيْهِ، فَقَالَ: عُرِضَتْ عَلَىَّ الأَنْبِيَاءُ اللَّيْلَةَ بِأُمَمِهَا، فَجَعَلَ النَّبِىُّ يَمُرُّ، وَمَعَهُ الثَّلاَثَةُ، وَالنَّبِىُّ وَمَعَهُ الْعِصَابَةُ، وَالنَّبِىُّ وَمَعَهُ النَّفَرُ، وَالنَّبِىُّ لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ، حَتَّى مَرَّ عَلَىَّ مُوسَى مَعَهُ كَبْكَبَةٌ مِنْ بَنِى إِسْرَائِيلَ، فَأَعْجَبُونِى، فَقُلْتُ: مَنْ هَؤُلاَءِ؟ فَقِيلَ لِى: هَذَا أَخُوكَ مُوسَى مَعَهُ بَنُو إِسْرَائِيلَ، قَالَ: قُلْتُ: فَأَيْنَ أُمَّتِى؟ فَقِيلَ لِىَ: انْظُرْ عَنْ يَمِينِكَ، فَنَظَرْتُ فَإِذَا الْظِّرَابُ قَدْ سُدَّ بِوُجُوهِ الرِّجَالِ، ثُمَّ قِيلَ لِىَ انْظُرْ عَنْ يَسَارِكَ، فَنَظَرْتُ، فَإِذَا الأُفُقُ قَدْ سُدَّ بِوُجُوهِ الرِّجَالِ، فَقِيلَ لِى: أَرَضِيتَ؟ فَقُلْتُ: رَضِيتُ رَبِّ، قَالَ: فَقِيلَ لِى: إِنَّ مَعَ هَؤُلاَءِ سَبْعِينَ أَلْفًا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ. فَقَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم: فِدًا لَكُمْ أَبِى وَأُمِّى إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَكُونُوا مِنَ السَّبْعِينَ الأَلْفِ، فَافْعَلُوا، فَإِنْ قَصَّرْتُمْ فَكُونُوا مِنْ أَهْلِ الضِّرَابِ، فَإِنْ قَصَّرْتُمْ، فَكُونُوا مِنْ أَهْلِ الأُفُقِ، فَإِنِّى قَدْ رَأَيْتُ، ثَمَّ نَاسًا يَتَهَاوَشُونَ، فَقَامَ عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ، فَقَالَ: ادْعُ اللَّهَ لِى يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْ يَجْعَلَنِى مِنَ السَّبْعِينَ؟ فَدَعَا، لَهُ فَقَامَ رَجُلٌ آخَرُ، فَقَالَ: ادْعُ اللَّهَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْ يَجْعَلَنِى مِنْهُمْ؟ فَقَالَ: سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ، قَالَ: ثُمَّ تَحَدَّثْنَا، فَقُلْنَا: مَنْ تَرَوْنَ هَؤُلاَءِ السَّبْعُونَ الأَلْفُ، قَوْمٌ وُلِدُوا فِى الإِسْلاَمِ لَمْ يُشْرِكُوا بِاللَّهِ شَيْئًا، حَتَّى مَاتُوا، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: هُمِ الَّذِينَ لاَ يَكْتَوُونَ، وَلاَ يَسْتَرْقُونَ، وَلاَ يَتَطَيَّرُونَ، وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ.(4/468)
5136 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، فذكره بنحوه.(4/468)
5137 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، فذكر معناه، وحَدَّثَنَا، يعْنِى [ص:469] عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ وَالعَلاَء بْنُ زَيَادٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، عَن عَبْدُ اللَّه، فذكره.(4/468)
5138 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِى بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، فذكره.(4/469)
5139 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا همَامٌ، حَدَّثَنَا عاصم، عَن زر، قَالَ: قَالَ ابْنِ مَسْعُودٍ: إِنَّ الأمم عُرضت على النبِى صلى الله عليه وسلم، فذكر نحوه باختصار.(4/469)
5140 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ وَحَسَنٌ بْنُ مُوسَى، قَالاَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَن عاصم بْن بهدلة، فذكر نحوه.(4/469)
5141 - حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادِة بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِى بَكْرٍ، قَالَتْ: خَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَسَمِعْتُ رَجَّةَ النَّاسِ، وَهُمْ يَقُولُونَ: آيَةٌ، وَنَحْنُ يَوْمَئِذٍ فِى فَازِعٍ، فَخَرَجْتُ مُتَلَفِّعَةً بِقَطِيفَةٍ لِلزُّبَيْرِ، حَتَّى دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَائِمٌ يُصَلِّى لِلنَّاسِ.
قلت: فذكر الحديث إلى أن قَالَ: وَقَدْ رَأَيْتُ خَمْسِينَ أَوْ سَبْعِينَ أَلْفًا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ فِى مِثْلِ صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ، فَقَالَ: ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِى مِنْهُمْ؟ قَالَ: اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ مِنْهُمْ، أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّكُمْ لَنْ تَسْأَلُونِى عَنْ شَىْءٍ حَتَّى أَنْزِلَ إِلاَّ أَخْبَرْتُكُمْ بِهِ، فَقَامَ رَجُلٌ، فَقَالَ: مَنْ أَبِى؟ قَالَ: أَبُوكَ فُلاَنٌ للَّذِى كَانَ يُنْسَبُ إِلَيْهِ.
قلت: لأسماء فى قصة الكسوف غير هذا.
قلت: وتقدم حديث حذيفة فى فضل الأمة فى المناقب، وحديث عبد الله بن عمرو فى الزهد غير ذلك.(4/469)
باب ثان منه(4/470)
5142 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا أَبُو هِلاَلٍ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: وَعَدَنِى رَبِّى عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُدْخِلَ لِى مِنْ أُمَّتِى الْجَنَّةَ مِائَةَ أَلْفٍ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ، رضِى اللَّه عنه: يَا رَسُولَ اللَّهِ زِدْنَا، قَالَ لَهُ: وَهَكَذَا، وَأَشَارَ بِيَدِهِ، قَالَ: يَا نَبِىَّ اللَّهِ، زِدْنَا، فَقَالَ: وَهَكَذَا، وَأَشَارَ بِيَدِهِ، قَالَ: يَا نَبِىَّ اللَّهِ، زِدْنَا، فَقَالَ: وَهَكَذَا، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: قَطْكَ يَا أَبَا بَكْرٍ، قَالَ: مَا لَنَا يَا ابْنَ الْخَطَّابِ، قَالَ لَهُ عُمَرُ: إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ أَنْ يُدْخِلَ النَّاسَ الْجَنَّةَ كُلَّهُمْ بِحَفْنَةٍ، قَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم: صَدَقَ عُمَرُ.(4/470)
5143 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، أَوْ عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَعَدَنِى أَنْ يُدْخِلَ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِى أَرْبَعَ مِائَةِ أَلْفٍ. فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: زِدْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: هَكَذَا وَجَمَعَ كَفَّهُ، فذكر نحوه بمعناه.(4/470)
5144 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِى بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِى صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: سَأَلْتُ رَبِّى عَزَّ وَجَلَّ فَوَعَدَنِى أَنْ يُدْخِلَ مِنْ أُمَّتِى سَبْعِينَ أَلْفًا، عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةِ الْبَدْرِ، فَاسْتَزَدْتُه، فَزَادَنِى مَعَ كُلِّ أَلْفٍ سَبْعِينَ أَلْفًا، فَقُلْتُ: أَىْ رَبِّ، إِنْ لَمْ يَكُنْ هَؤُلاءِ مُهَاجِرِى أُمَّتِى قَالَ: إِذَنْ أُكْمِلَهُمْ لَكَ مِنَ الأَعْرَابِ. [ص:471]
قلت: له حديث فى الصحيح باختصار.(4/470)
5145 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ ضَمْضَمِ بْنِ زُرْعَةَ، قَالَ شُرَيْحُ بْنُ عُبَيْدٍ: مَرِضَ ثَوْبَانُ بِحِمْصَ، وَعَلَيْهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قُرْطٍ الأَزْدِىُّ، فَلَمْ يَعُدْهُ، فَدَخَلَ عَلَى ثَوْبَانَ رَجُلٌ مِنَ الْكَلاَعِيِّينَ عَائِدًا، فَقَالَ لَهُ ثَوْبَانُ: أَتَكْتُبُ، فَقَالَ: نَعَمْ، فَقَالَ: اكْتُبْ فَكَتَبَ لِلأَمِينِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرْطٍ، مِنْ ثَوْبَانَ، مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّهُ لَوْ كَانَ لِمُوسَى وَعِيسَى مَوْلًى بِحَضْرَتِكَ لَعُدْتَهُ، ثُمَّ طَوَى الْكِتَابَ، وَقَالَ لَهُ: أَتُبَلِّغُهُ إِيَّاهُ، فَقَالَ: نَعَمْ، فَانْطَلَقَ الرَّجُلُ بِكِتَابِهِ، فَدَفَعَهُ إِلَى ابْنِ قُرْطٍ، فَلَمَّا قَرَأَهُ قَامَ فَزِعًا، فَقَالَ النَّاسُ: مَا شَأْنُهُ أَحَدَثَ أَمْرٌ؟ فَأَتَى ثَوْبَانَ حَتَّى دَخَلَ عَلَيْهِ فَعَادَهُ، وَجَلَسَ عِنْدَهُ سَاعَةً، ثُمَّ قَامَ فَأَخَذَ ثَوْبَانُ بِرِدَائِهِ، وَقَالَ: اجْلِسْ حَتَّى أُحَدِّثَكَ حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَمِعْتُهُ يَقُولُ: لَيَدْخُلَنَّ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِى سَبْعُونَ أَلْفًا لاَ حِسَابَ عَلَيْهِمْ، وَلاَ عَذَابَ، مَعَ كُلِّ أَلْفٍ سَبْعُونَ أَلْفًا.(4/471)
باب ثالث منه(4/471)
5146 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِىُّ، حَدَّثَنِى بُكَيْرُ بْنُ الأَخْنَسِ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِى بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أُعْطِيتُ سَبْعِينَ أَلْفًا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ، وُجُوهُهُمْ كَالْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، وَقُلُوبُهُمْ [عَلَى] قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ، فَاسْتَزَدْتُ رَبِّى عَزَّ وَجَلَّ، فَزَادَنِى مَعَ كُلِّ وَاحِدٍ سَبْعِينَ أَلْفًا، قَالَ أَبُو بَكْرٍ، رَضِى اللَّه عَنْه: فَرَأَيْتُ أَنَّ ذَلِكَ آتٍ عَلَى أَهْلِ الْقُرَى، وَمُصِيبٌ مِنْ حَافَّاتِ الْبَوَادِى.(4/471)
باب رابع منه(4/471)
5147 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِىُّ، حَدَّثَنَا هِاشَمُ بْنُ حَسَّانَ، عَنِ الْقَاسِم [ص:472] ِ ابْنِ مِهْرَانَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِى بَكْرٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: إِنَّ رَبِّى أَعْطَانِى سَبْعِينَ أَلْفًا مِنْ أُمَّتِى يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ، فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَهَلاَّ اسْتَزَدْتَهُ؟ قَالَ: قَدِ اسْتَزَدْتُهُ فَأَعْطَانِى مَعَ كُلِّ رَجُلٍ سَبْعِينَ أَلْفًا، قَالَ عُمَرُ: فَهَلاَّ اسْتَزَدْتَهُ؟ قَالَ: قَدِ اسْتَزَدْتُهُ فَأَعْطَانِى هَكَذَا، وَفَرَّجَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: وَبَسَطَ بَاعَيْهِ، وَحَثَا عَبْدُ اللَّهِ، وقَالَ هِشَامٌ: وَهَذَا مِنَ اللَّهِ لاَ يُدْرَى مَا عَدَدُهُ.(4/471)
باب فيما أعده الله تعالى لأهل الجنة(4/472)
5148 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا دَرَّاجٌ، عَنْ أَبِى الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَّكِئُ فِى الْجَنَّةِ سَبْعِينَ سَنَةً قَبْلَ أَنْ يَتَحَوَّلَ، ثُمَّ تَأْتِيهِ امْرَأَتُهُ، فَتَضْرِبُ مَنْكِبَيْهِ، فَيَنْظُرُ وَجْهَهُ فِى خَدِّهَا أَصْفَى مِنَ الْمِرْآةِ، وَإِنَّ أَدْنَى لُؤْلُؤَةٍ عَلَيْهَا تُضِىءُ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، فَتُسَلِّمُ عَلَيْهِ، قَالَ: فَيَرُدُّ السَّلامَ وَيَسْأَلُهَا مَنْ أَنْتِ؟ فَتَقُولُ: أَنَا مِنَ الْمَزِيدِ، وَإِنَّهُ لَيَكُونُ عَلَيْهَا سَبْعُونَ ثَوْبًا أَدْنَاهَا مِثْلُ النُّعْمَانِ مِنْ طُوبَى، فَيَنْفُذُهَا بَصَرُهُ حَتَّى يَرَى مُخَّ سَاقِهَا مِنْ وَرَاءِ ذَلِكَ، وَإِنَّ عَلَيْهَا مِنَ التِّيجَانِ إِنَّ أَدْنَى لُؤْلُؤَةٍ منها لَتُضِىءُ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ.(4/472)
5149 - حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا الْخَزْرَجُ بْنُ عُثْمَانَ السَّعْدِىُّ، حَدَّثَنَا أَبُو أَيُّوبَ، مَوْلًى لِعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: قِيدُ سَوْطِ أَحَدِكُمْ فِى الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا، وَمِثْلِهَا مَعَهَا، وَلَقَابُ قَوْسِ أَحَدِكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا، وَمِثْلِهَا مَعَهَا، وَلَنَصِيفُ امْرَأَةٍ مِنَ الْجَنَّةِ، خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا، وَمِثْلِهَا مَعَهَا، قَالَ: [ص:473] قُلْتُ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، مَا النَّصِيفُ؟ قَالَ: الْخِمَارُ.(4/472)
باب(4/473)
5150 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ ثُمَامَةَ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، قَالَ: أَتَى النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ، فَقَالَ: يَا أَبَا الْقَاسِمِ، أَلَسْتَ تَزْعُمُ أَنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ يَأْكُلُونِ فِيهَا وَيَشْرَبُونَ؟ وَقَالَ لأَصْحَابِهِ إِنْ أَقَرَّ لِى بِهَذِهِ خَصَمْتُهُ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: بَلَى، وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ إِنَّ أَحَدَهُمْ لَيُعْطَى قُوَّةَ مِائَةِ رَجُلٍ فِى الْمَطْعَمِ وَالْمَشْرَبِ وَالشَّهْوَةِ وَالْجِمَاعِ، قَالَ: فَقَالَ لَهُ الْيَهُودِىُّ: فَإِنَّ الَّذِى يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ تَكُونُ لَهُ الْحَاجَةُ؟ قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: حَاجَتهم عَرَقٌ يَفِيضُ مِنْ جُلُودِهِمْ، مِثْلُ رِيحِ الْمِسْكِ، فَإِذَا الْبَطْنُ قَدْ ضَمُرَ.(4/473)
5151 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، فذكره بنحوه.(4/473)
باب فى منازل المتحابين فى الله تعالى(4/473)
5152 - حَدَّثَنَا عَلِىُّ بْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ، حَدَّثَنَا أَبُو حَازِمٍ، عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ الْمُتَحَابِّينَ فِى اللَّهِ لَتُرَى غُرَفُهُمْ فِى الْجَنَّةِ كَالْكَوْكَبِ الطَّالِعِ الشَّرْقِىِّ، أَوِ الْغَرْبِىِّ، فَيُقَالُ: مَنْ هَؤُلاءِ؟ فَيُقَالُ: هَؤُلاَءِ الْمُتَحَابُّونَ فِى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.(4/473)
باب كفارة المجلس، وإن كان قد تقدم(4/474)
5153 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ يَزِيدَ، يَعْنِى ابْنَ الْهَادِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: بَلَغَنِى أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: مَا مِنْ إِنْسَانٍ يَكُونُ فِى مَجْلِسٍ، فَيَقُولُ حِينَ يُرِيدُ أَنْ يَقُومَ: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ، إِلاَّ غُفِرَ لَهُ مَا كَانَ فِى ذَلِكَ الْمَجْلِسِ.
فَحَدَّثْتُ هَذَا الْحَدِيثَ يَزِيدَ بْنَ خُصَيْفَةَ، فَقَالَ: هَكَذَا حَدَّثَنِى السَّائِبُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
* * *(4/474)
كمل إن شاء الله، ولله الحمد والمنة والفضل، وأسأل الله النفع به لى، وللمسلمين فى خير وعافية، وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم تسليمًا كثيرًا، تم الكتاب فى تاسع شهر رجب الفرد سنة ثلاث وتسعين وسبع مائة.
* * *(4/474)