الْبَاقِي بْنُ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر بن عَلان حَدَّثَنَا أَبُو الْفَتْحِ الأَزْدِيُّ الْحَافِظُ حَدثنَا عبد الله بن زِيَاد أَحْمد بن عبد الرحمن حَدثنَا عمى عبد الله قَالَ أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ وَابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ عُقَيْلٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ الأَخْنَسِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ إِبْلِيسَ دَخَلَ الْعِرَاقَ فَقَضَى حَاجَتَهُ مِنْهَا.
وَدَخَلَ الشَّامَ فَطَرَدُوهُ حَتَّى بَلْغَ مَيْسَانَ، ثُمَّ دَخَلَ مِصْرَ فَبَاضَ فِيهَا وَفَرَّخَ وَبَسَطَ عَبْقَرِيَّةً ".
هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
فَأَما عقيل بْن خَالِد فَقَالَ أَبُو الْفَتْحِ الأَزْدِيّ: يروي عَنِ الزُّهْرِيّ أَحَادِيث مَنَاكِير وَيُقَال إِن كِتَاب سَلامَة بْن رَوْح عَنْ عقيل هُوَ كِتَاب مُحَمَّد بْن إِسْحَاقَ انْقَلب على أَهْل الشَّام.
وَأما يَحْيَى بْن أَيُّوبَ فَقَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ: لَا يحْتَج بِهِ.
وَقَالَ النَّسَائِيّ: لَيْسَ بالقوى.
وَأما ابْن لَهِيَعَة فمطروح الحَدِيث.
وَأما أَحْمد بن عبد الرحمن فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: كَانَ كذابا.
بَاب فضل بلدان شَتَّى من خُرَاسَان أَنْبَأَنَا زَاهِرُ بْنُ طَاهِرٍ أَنْبَأَنَا أَبُو بكر البيهقى أَنبأَنَا عبد الله مُحَمَّد بن عبد الله الْحَاكِمُ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُؤَمَّلِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عِيسَى حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّعْرَانِيُّ حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ حَدَّثَنَا أَبُو عِصْمَةَ عَنِ الْمُبَارَكِ بْنِ فَضَالَةَ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: " لَمَّا فُتِحَتْ خُرَاسَانَ وَتَطَاوَلَتْ إِلَيْهَا الْعَسَاكِرُ اجْتَمَعَتْ بِأَذْرَبِيجَانَ وَالْجِبَالَ ضَاقَ ذَرْعُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: مَا لِي ولخراسان وَمَا لخراسان ومالى، وَدِدْتُ أَنّ بَيْنِي وَبَيْنَ خُرَاسَانَ جبالا من برد وجبال مِنْ نَارٍ وَأَلْفَ سَدٍّ كُلُّ سَدٍّ مِثْلُ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ.
فَقَالَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ لاسلام: مهلا
يَا ابْن الْخَطَّابِ، هَلْ أُتِيتَ بِعِلْمِ مُحَمَّدٍ، أَوِ اطَّلَعْتَ عَلَى عِلْمِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ لِلَّهِ بِخُرَاسَانَ مَدِينَةً يُقَالُ لَهَا مروا، أَسَّسَهَا أَخِي ذُو الْقَرْنَيْنِ، وَصَلَّى فِيهَا عُزَيْر(2/58)
أَنْهَارُهَا سِيَّاحَةٌ وَأَرْضُهَا فَيَّاحَةٌ، عَلَى كُلِّ بَابٍ مِنْ أَبْوَابِهَا مَلَكٌ شَاهِرٌ سَيْفَهُ يَدْفَعُ عَنْ أَهْلِهَا الآفَاتِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.
وَإِنَّ لِلَّهِ بِخُرَاسَانَ مَدِينَةً يُقَالُ لَهَا الطَّالَقَانُ وَإِنَّ كُنُوزَهَا لَا ذَهَبٌ وَلا فِضَّةٌ، وَلِكَّنْ رِجَالٌ مُؤْمِنُونَ يَقُومُونَ إِذَا قَامَ النَّاسُ وَيَنْصُرُونَ إِذَا فَشِلَ النَّاسُ.
وَإِنَّ لِلَّهِ بِخُرَاسَانَ لَمِديَنَةً يُقَالُ لَهَا الشَّاشُ، الْقَائِمُ فِيهَا وَالنَّائِمُ كَالْمُتَشَحِّطِ بِدَمِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ.
وَإِنَّ لِلَّهِ بِخُرَاسَانَ لَمِديَنَةً يُقَالُ لَهَا بُخَارَى، وَإِنَّ رَجَالَ بُخَارَى آمِنُونَ مِنَ الصَّرْخَةِ عِنْدَ الْهَوْلِ إِذَا فَزِعُوا، مُسْتَبْشِرِينَ إِذَا حَزِنُوا، فَطُوبَى لِبُخَارَى، يَطَّلِعُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ إِطَّلاعَةً، فَيَغْفِرُ لِمَنْ شَاءَ مِنْهُمْ، وَيَتُوبُ عَلَى مَنْ تَابَ مِنْهُمْ، وَإِنَّ لِلَّهِ بِخُرَاسَانَ لَمَدِينَةً يُقَالَ لَهَا سَمَرْقَنْدُ، بَنَاهَا الَّذِي بَنَى الْحِيرَةَ، يَتَحَامَى اللَّهُ عَنْ ذويهم وَيسمع ضوضاهم، وَيُنَادِي مُنَادٍ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ: طِبْتُمْ وَطَابَتْ لَكُمُ الْجَنَّةُ فَهَنِيئًا لِسَمَرْقَنْدَ وَمَنْ حَوْلَهُ آمِنُونَ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنْ أطاعوا.
ثمَّ قَالَ على: يَا ابْن الْكواء كم بَين بوسنج وَهَرَاةَ؟ قَالَ: سِتُّ فَرَاسِخَ، قَالَ: لَا بَلْ تِسْعُ فَرَاسِخَ لَا تَزِيدُ مِيلا وَلا تَنْقُصُ، كَذِلِكَ أَخْبَرَنِي خَلِيلِي وَحَبِيبِي مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
ثُمَّ قَالَ: إِنَّ هُنَاكَ مَدِينَةً بِخُرَاسَانَ يُقَالُ لَهَا طُوسُ، وَأَيُّ رِجَالٍ بِطُوسَ مُؤْمِنُونَ لَا تَأْخُذُهُمْ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لائِمٍ، يَقُومُونَ لِلَّهِ بِطَاعَتِهِ، وَيُحْيُونَ سُنَّةَ نَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَإِنَّ لِلَّهِ بِخُرَاسَانَ لَمَدِينَةً يُقَالُ لَهَا خُوَارِزْمُ وَالنَّائِمُ فِيهَا كَالْقَائِمِ فِي أَطْوَلِ أَيَّام الصَّيف لما ينحاوهم بَنُو قَفْطُورَا.
وَإِنَّ لِلَّهِ بِخُرَاسَانَ لَمَدِينَةً يُقَالُ لَهَا جُرْجَانُ، طَابَ زَرْعُهَا، وَاخْضَرَّ سَهْلُهَا وَجَبَلُهَا، وَكَثُرَتْ مِيَاهُهَا، وَاتَّسَعَتْ بِعِبَادِ اللَّهِ مَأْكَلَتُهَا، يَتَّسِعُونَ إِذَا ضَاقَ النَّاسُ،
وَيَضِيقُونَ إِذَا وَسَّعُوا، فَهُمْ بَيْنَ أَمْرِ اللَّهِ وَإِلَى طَاعَتِهِ يَتَسَارَعُونَ، فَطُوبَاهُمْ ثُمَّ طُوبَاهُمْ إِنْ آمَنُوا وَصَدَّقُوا.
وَإِنَّ لِلَّهِ بِخُرَاسَانَ لَمِديَنَةً يُقَالُ لَهَا قُومَسُ، وَأَيُّ رِجَالٍ بِقُومَسَ.
وَذكر مافى الْحَدِيثِ.
فَقَالَ عُمَرُ: يَا عَلِيُّ إِنَّكَ لَفَتَّانٌ.
فَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لَوْ أُلْقِيَ حَجَرَانِ(2/59)
مِنَ الْجَوِّ لَقَالَ النَّاسُ: هَذَا فِعْلُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ.
فَقَالَ عُمَرُ: وَدِدْتُ أَنَّ بَيْنِي وَبَيْنَ خُرَاسَانَ بُعْدَ مَا بَيْنَ بَلْقَا ".
هَذَا حَدِيث لَا يشك فِي وَضعه.
وَأَبُو عصمَة اسْمه نُوح بْن أَبِي مَرْيَمَ.
قَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ وَلا يكْتب حَدِيثه، وَقَالَ السَّعْدِيّ: سقط اسْمه، وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ مَتْرُوك، وَقَالَ ابْن حبَان: لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ بِحَال.
بَاب فِي ذكر الْبَصْرَة أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا عُمَارَةُ بْنُ زَرْبِيٍّ حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَنْسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا أَنَسُ إِنَّ النَّاسَ سَيُمَصِّرُونَ أَرْضًا وَيُمَصِّرُونَ مِصْرًا يُقَالُ لَهَا الْبَصْرَةُ.
قَالَ: أَنْتَ أَتَيْتَهَا فَسَكَنْتَ فِيهَا فَأَحْيَيْتَ مَسْجِدَهَا وَسُوقَهَا وَقَبْضَهَا، وَأَحْسَبُهُ قَالَ: وَعَلَيْكَ بِضَوَاحِيهَا فَسَيَكُونُ خَسْفٌ وَمَسْخٌ.
قَالَ أَنَس: فَمن هَاهُنَا سكنت الْقصر ".
هَذَا حَدِيث لَا يَصح.
قَالَ عَبْدَانَ: كَانَ عمار يكذب.
بَاب فِي ذكر بَغْدَاد قَدْ رويت أَحَادِيث فِي ذمها من طَرِيق عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَحُذَيْفَةَ وَأنس وجريرا.
أما الرِّوَايَة عَنْ على عَلَيْهِ السَّلامُ فلهَا ثَلاثَة طرق: الطَّرِيق الأَوَّل وَالثَّانِي: أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُور عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أَنْبَأَنَا شُجَاعُ بْنُ جَعْفَرٍ الأَنْصَارِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا الْغَلابِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن عبد الرحمن بْنِ الْقَاسِمِ التَّيْمِيُّ حَدَّثَنَا أَبِي عَن(2/60)
يحيى بن عبد الله بْنِ حَسَنٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ حَسَنِ بْنِ حَسَنٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ قَالَ، يَعْنِي الْغَلابِيَّ، وَحَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عَمْرٍو الْجُعَيْفِيُّ عَنْ نَائِلٍ عَنْ نَجِيحٍ عَنْ عَمْرو ابْن شِمْرٍ عَنْ أَبِي حَرْبِ بْنِ أَبِي الأَسْوَدِ الدُّؤَلِيِّ عَنْ أَبِيهِ قَالا قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلامُ سَمِعْتُ حَبِيبِي مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " سَيَكُونُ لِبَنِي عَمِّي مَدِينَةٌ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ بَيْنَ دِجْلَةَ وَدُجَيْلٍ وَقُطْرُبُلَ وَالصَّرَاةَ يُشَدُّ فِيهَا بِالْخَشَبِ وَالآجُرِّ وَالْجَصِّ وَالذَّهَبِ، يَسْكُنُهَا شِرَارُ خَلْقِ اللَّهِ وَجَبَابِرَةِ أُمَّتِي، أَمَّا إِنَّ هَلاكَهَا عَلَى يَدَيِ السُّفْيَانِيِّ، كَأَنِّي بِهَا وَاللَّهِ قَدْ صَارَتْ خَاوِيَةً عَلَى عُرُوشِهَا ".
الطَّرِيق الثَّالِث: أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الأَزْهَرِيُّ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى ح.
وأنبأنا عبد الرحمن أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ قَالا أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْمُنَادِي قَالَ ذُكِرَ فِي إِسْنَادٍ شَدِيدِ الضَّعْفِ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيِّ عَنْ أَبِي قَيْسٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " تَكُونُ مَدِينَةٌ بَيْنَ الْفُرَاتِ وَدِجْلَةَ يَكُونُ فِيهَا مُلْكُ بَنِي الْعَبَّاسِ وَهِيَ الدَّوْرَاءُ، يَكُونُ فِيهَا جُعُبٌ مُقَطَّعَةٌ، تُسْبَى فِيهَا النِّسَاءُ، وَتُذْبَحُ فِيهَا الرِّجَالُ كَمَا تُذْبَحُ الْغَنَمُ.
قَالَ أَبُو قَيْسٍ قُلْتُ لِعَلِيٍّ: يَا أَمِير الْمُؤْمِنِينَ لم سَمَّاهَا الدوراء؟ قَالَ: لِأَن الْحَرْب تَدور فِي جوانبها حَتَّى تطبقها ".
وَأما حَدِيث حُذَيْفَة فأنبأنا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ
أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ قُرِئَ عَلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ وَأَنَا أَسْمَعُ حَدَّثَكُمْ زَنْجَوَيْهِ بْنُ مُحَمَّدٍ اللَّبَّادُ حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَعِيشَ الْحُبُلِيُّ الْعَسْكَرِيُّ أَبُو السَّرِيِّ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ خِرَاشٍ عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَكُونُ وَقْعَةٌ بَيْنَ زَوْرَاءَ، قَالُوا: وَمَا الزَّوْرَاءُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: مَدِينَةٌ بَيْنَ أَنْهَارٍ فِي أَرض جوجى،(2/61)
يَسْكُنُهَا جَبَابِرَةُ أُمَّتِي، تُعَذَّبُ بِأَرْبَعَةِ أَصْنَافٍ: بِخَسْفٍ وَمَسْخٍ وَقَذْفٍ.
قَالَ الْبَرْقَانِيّ: وَلم يذكر الرَّابِع ".
وَأما حَدِيث أنس فَلهُ طَرِيقَانِ: الطَّرِيق الأول: أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ يَحْيَى بْنِ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ كُوَيْهٍ الإِمَامُ بأصفهان حَدثنَا سُلَيْمَان ابْن أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ حَدَّثَنَا عَلانُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ الطَّيَالِسِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُطَهَّرٍ الْمِصِّيصِيُّ حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ بَيَانٍ الثَّقَفِيُّ ح.
قَالَ الطَّبَرَانِيُّ وَحَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ التُّسَتَرِيُّ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الرَّبِيعِ النَّهْدِيُّ حَدَّثَنَا هَّمَامُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالا حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي عُبَيْدَة ح.
وأنبأنا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَاللَّفْظُ لَهُ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْمَرْوَزِيُّ الْمُؤَّذِنُ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الرَّبِيعِ حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ مُسْلِمٍ سَمِعْتُ سُفْيَانَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تُبْنَى مَدِينَةٌ بَيْنَ دِجْلَةَ وَدُجْيَلٍ لَهِيَ أَسْرَعُ ذَهَابًا فِي الأَرْضِ مِنْ وَتَدِ الْحَدِيدِ فِي الأَرْضِ الرِّخْوَةِ ".
الطَّرِيق الثَّانِي: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بن عبد الملك أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي
شَيْبَةَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُطَهَّرٍ الْمِصِّيصِيُّ حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ بَيَانٍ السِّيرَافِيُّ فَقَالَ: سَأَلْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ عَنْ حَدِيثٍ فَقَالَ: لَسْتُ أحَدثك حَتَّى تضمن لن أَنْ تَخْرُجَ مِنْ بَغْدَادَ، فَضَمِنْتُ لَهُ، فَحَدَّثَنِي عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ عَنْ أَنْسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تُبْنَى مَدِينَةٌ بَيْنَ دِجْلَةَ وَدُجْيَلٍ لَهِيَ أَسْرَعُ ذَهَابًا فِي الأَرْضِ مِنْ وَتَدِ الْحَدِيدِ فِي الأَرْضِ الْجَدِيدَةِ ".
وَأما حَدِيث جرير فَلهُ سِتَّة عشر طَرِيقا:(2/62)
الطَّرِيق الأول: أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ مُوسَى الْبَزَّارُ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحسن على ابْن مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْمِصْرِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ الْخَالِقِ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ زِيَادٍ حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ تَمِيمٍ حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ سَيْفٍ قَالَ سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَسْأَلُ عَاصِمًا الأَحْوَلَ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ، فَحَدَّثَهُ عَاصِمٌ وَأَنَا حَاضِرٌ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ عَنْ جَرِيرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تُبْنَى مَدِينَةٌ بَيْنَ دِجْلَةَ وَدُجْيَلٍ وقطر بل وَالصَّرَاةَ تُجْبَى إِلَيْهَا خَزَائِنُ الأَرْضِ وَجَبَابِرَتُهَا لَهِيَ أَسْرَعُ ذَهَابًا فِي الأَرْضِ فِي الْوَتَدِ الْحَدِيدِ فِي الأَرْضِ الرِّخْوَةِ ".
الطَّرِيق الثَّانِي: أَنْبَأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ نُوحٍ النَّهْرَوَانِيُّ أَنْبَأَنَا طَلْحَةُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الصُّوفِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ صَفْوَةَ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ تَمِيمٍ حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ سَيْفٍ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ قَالَ: " مَرَّ جَرِيرُ بن عبد الله بِقَنْطَرَةِ الصَّرَاةِ، فَقِيلِ لَهُ: يَا صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ أَلا تَنْزِلُ فَتُصِيبُ مِنَ الْغَذَاءِ، قَالَ فَضَرَبَ خاصرة فرسه بسطوه، وَقَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: تُبْنَى مَدِينَةٌ بَيْنَ دِجْلَةَ وَدُجَيْلٍ وَقُطْرُبُلَ وَالصَّرَاةِ يُجْبَى إِلَيْهَا خَزَائِنُ
الأَمْصَارُ وَجَبَابِرَتُهَا، يُخْسَفُ بِهَا وَبِمَنْ فِيهَا، فَلَهِيَ أَسْرَعُ ذَهَابًا فِي الأَرْضِ مِنَ الْوَتَدِ الْحَدِيدِ فِي الأَرْضِ الرخوة ".
الطَّرِيق الثَّالِث: أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عبد الملك بْنُ بِشْرَانَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ بَنْجَابَ الطَّيَّبِيُّ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُور السَّلُولِيُّ عَنْ عَمَّارِ بْنِ سَيْفٍ قَالَ سَمِعْتُ عَاصِمًا الأَحْوَلَ وَسَأَلَهُ سُفْيَانُ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ عَنْ جَرِيرٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " تُبْنَى مَدِينَة بَين قطربل والصراة(2/63)
وَدِجْلَةَ وَدُجَيْلٍ، يَخْرُجُ بِهَا جَبَابِرَةُ الأَرْضِ، يُجْبَى إِلَيْهِمُ الْخَرَاجُ، يَخْسِفُ اللَّهُ بِهَا فَلَهِيَ أَسْرَعُ ذَهَابًا فِي الأَرْضِ مِنَ الْمِعْوَلِ فِي الأَرْضِ النَّحْرَةِ أَوِ الرِّخْوَةِ ".
الطَّرِيق الرَّابِع: أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ على أَنبأَنَا الْحسن ابْن على بن عبد الله الْمُقْرِي أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْحُسَيْنِ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمَحَامِلِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِشْكَابَ حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدثنَا عمار ابْن سَيْفٍ الضَّبَّيُّ عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ عَنْ جَرِيرٍ قَالَ: كُنَّا مَعَهُ بِقُطْرُبُلَ فَقَالَ: مَا هَذهِ؟ قَالَ: قُطْرُبُلُ، قَالَ: فَضَرَبَ بَطْنَ فَرَسِهِ حَتَّى وَقَفَ خَارِجًا مِنْهَا، ثُمَّ قَالَ سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: تُبْنَى مَدِينَةٌ بَيْنَ دِجْلَةَ وَدُجَيْلٍ وَالصَّرَاةِ وَقُطْرُبُلَ، يُجْبَى إِلَيْهَا خَزَائِنُ الأَرْضِ وَجَبَابِرَتُهُنَّ تُخْسَفُ بِأَهْلِهَا، فَلَهُنَّ أَسْرَعُ هَوْنًا فِي الأَرْضِ مِنَ الْوَتَدِ الْحَدِيدِ فِي الأَرْضِ الرِّخْوَةِ " قَالَ عَمَّار سمعته يحدث بِهِ رجلا.
قَالَ أَبُو غَسَّان فَقُلْتُ لَهُ أَنَا سُفْيَان، فَقَالَ: قَدْ أَخذ على أَلا أُسَمِّيهِ وَلم يقل لِي قَالَ عَمَّار فشككت فِي بعضه فقومني فِيهِ، وَقَدْ حفظت إِسْنَاده من عَاصِم والْحَدِيث إِلَّا الشئ.
الطَّرِيق الْخَامِس: أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ على أَنبأَنَا
عبد الله بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّد الْحَرْبِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ حَدَّثَنَا إِدْرِيسُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ حَدَّثَنَا أَبُو إِبْرَاهِيمَ التُّرْجُمَانِيّ ح.
وأنبأنا عبد الرحمن قَالَ أَنبأَنَا أَحْمد بن عَليّ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ أَنْبَأَنَا طَلْحَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَر الْمعدل حَدثنَا عبد الله بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ وَعُمَرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي غَيْلانَ قَالا حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التُّرْجُمَانِيُّ حَدَّثَنَا سَيْفُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ قَالَ: " كُنْتُ مَعَ جَرِيرِ بن عبد الله بِقُطْرُبُلَ فَقَالَ: مَا اسْمُ هَذهِ الْقَرْيَةِ؟ قَالَ قُلْتُ: قُطْرُبُلُ، ثُمَّ أَوْمَأَ إِلَى الدُّجَيْلِ، قَالَ قُلْتُ: دُجَيْلٌ، قَالَ ثُمَّ أَوْمَأَ إِلَى دِجْلَةَ قَالَ قُلْتُ: دِجْلَةَ، قَالَ ثُمَّ أَوْمَأَ إِلَى الصَّرَاةِ، قَالَ قُلْتُ: ذَاكَ يُسَمَّى الصَّرَاةُ.
قَالَ(2/64)
سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " تُبْنَى مَدِينَةٌ بَين دجلة ودجيل وقطربل والصراط يُجْبَى إِلَيْهَا خَزَائِنُ الأَرْضِ وَكُنُوزُ الأَرْضِ وَجَبَابِرَتُهَا يُخْسَفُ بِأَهْلِهَا فَهِيَ أَسْرَعُ ذَهَابًا فِي الأَرْضِ مِنْ الْوَتَدِ الْحَدِيدِ فِي الأَرْضِ الرِّخْوَةِ " لفظ حَدِيث إِدْرِيس.
الطَّرِيق السَّادِس: أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ حَمْزَةَ الْمُؤَذِّنُ أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَيْفٍ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَلَبِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ لُوثَر حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَابِر عَنْ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ عَن جرير بن عبد الله قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تُبْنَى مَدِينَةٌ بَيْنَ دِجْلَةَ وَالدُّجَيْلِ وَقُطْرُبُلَ وَالصَّرَاةِ يُجْبَى إِلَيْهَا خَزَائِنُ الأَرْضِ هِيَ أَسْرَعُ خَسْفًا مِنَ السَّكَّةِ فِي الأَرْضِ الرِّخْوَةِ ".
الطَّرِيق السَّابِع: أَنْبَأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ على أَنبأَنَا الْحسن ابْن أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مخلد الجوهرى حَدثنَا أَحْمد ابْن مُوسَى السَّطَوِيُّ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ عَنْ عَاصِمٍ
عَنْ أَبِي عُثْمَانَ عَنْ جَرِيرٍ بِرَفْعِهِ قَالَ: " تُبْنَى مَدِينَةٌ بَيْنَ دِجْلَةَ وَدُجَيْلٍ وَقُطْرُبُلَ وَالصَّرَاةَ، لأَهْلُهَا أَسْرَعُ هَلاكًا فِي الأَرْضِ مِنَ السَّكَّةِ الْحَدِيدِ فِي الأَرْضِ لرخوة ".
الطَّرِيق الثَّامِن: أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ الْحُبَابِ الدَّلالُ وَالْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالا أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بن عبد الله بن إِبْرَاهِيم الشَّافِعِي حَدثنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ سَيْفٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ عَنْ جَرِيرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تُبْنَى مَدِينَةٌ بَيْنَ دِجْلَةَ وَدُجْيَلٍ والصراة وقطربل يجمع فِيهَا(2/65)
خَزَائِنُ الأَرْضِ، يُخْسَفُ بِهَا، فَلَهِيَ أَسْرَعُ ذَهَابًا فِي الأَرْضِ مِنْ الْحَدِيدِ أَوِ الْحِدَيدَةِ فِي الأَرْضِ الخوارة ".
الطَّرِيق التَّاسِع: أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ على أَنبأَنَا أَحْمد ابْن مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الإِسْمَاعِيلِيُّ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ وَحَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى قَالا حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الأَعْيَنُ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ عَنْ عَمَّارِ بْنِ يُوسُفَ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيُّ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ عَنْ جَرِيرٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَكُونُ خَسْفٌ بَيْنَ دِجْلَةَ وَدُجَيْلٍ وَقُطْرُبُلَ وَالصَّرَاةِ مَا بَيْنَ جَبَابِرَةٍ يَخْسِفُ اللَّهُ بِهِمُ الأَرْضَ فَلَهِيَ أَسْرَعُ بِهِمْ هَرَبًا مِنَ الْوَتَدِ الْيَابِسِ فِي الأَرْضِ الرَّطِبَةِ ".
الطَّرِيق الْعَاشِر: أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ على أَنبأَنَا على ابْن مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ مُوسَى الْبَزَّازُ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْمِصْرِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ الْخَالِقِ سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ يَقُولُ حَدَّثَنَا
إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ عَنْ جَرِيرٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَحْوِ الْحَدِيثِ الَّذِي قَبْلَهُ، قَالَ أَحْمَدُ بْنُ عَمْرٍو: وَلا أَعْلَمُ رَوَى أَبُو عُثْمَانَ عَن جرير غير هَذَا.
الطَّرِيق الحادى عشر: أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَسَنِ حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ مُقَاتِلٍ الْحَافِظُ قَالَ سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِشْكَابَ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ عَنْ جَرِيرٍ بن عبد الله قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تُبْنَى مَدِينَةٌ بَيْنَ دِجْلَةَ وَالدُّجْيَلِ لَهِيَ أَسْرَعُ خَرَابًا مِنَ السَّكَّةِ فِي الأَرْضِ الرِّخْوَةِ ".
الطَّرِيق الثَّانِي عشر: أَنْبَأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ على أَنبأَنَا(2/66)
الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الطَّنَاجِيرِيُّ أَنْبَأَنَا عُمَرُ بْنُ أَبِي الطَّيِّبِ الْوَرَّاقُ حَدثنَا على بن أَحْمد ابْن نُوحٍ التُّسْتَرِيُّ حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ عبد الرحمن شَاذَانُ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ قَالَ: " كُنْتُ مَعَ جرير بِالتَّلِّ والتلول قَالَ: أَيْنَ دِجْلَةُ؟ فَقُلْتُ: هَذهِ، فَقَالَ: أَيْنَ الدُّجَيْلُ، فَقُلْتُ: هَذهِ، فَقَالَ: أَيْنَ قُطْرُبُلُ؟ قُلْتُ: هَذهِ، فَقَالَ لِي: النَّجَا النَّجَا ارْتَحِلِ ارْتَحِلْ قَالَ سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: تُبْنَى مَدِينَةٌ بَيْنَ دِجْلَةَ وَدُجَيْلٍ وَقُطْرُبُلَ وَالصَّرَاةِ يُجْبَى إِلَيْهَا خَزَائِنُ الأَرْضِ لَهِيَ أَشَدُّ خَرَابًا مِنَ الْمُرُودِ فِي الأَرْضِ الرِّخْوَةِ ".
الطَّرِيق الثَّالِث عشر: أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بكر أَنبأَنَا عبد الله بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبَغَوِيُّ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَبُو بَكْرٍ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ مَخْلَدٍ الْوَاسِطِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو سُفْيَان عبد الله بْنُ سُفْيَانَ الْغُدَانِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ عَنْ
أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ عَنْ جَرِيرِ بْنِ عبد الله قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " تُبْنَى مَدِينَةٌ بَيْنَ نَهْرٍ يُقَالُ لَهُ دِجْلَةُ وَنَهْرٍ يُقَالُ دُجَيْلٌ وَنَهْرٍ يُقَالُ لَهُ الصَّرَاةُ يَجْتَمِعُ فِيهِ مُلُوكُ أَهْلِ الأَرْضِ وَجَبَابِرَةُ أَهْلِ الأَرْضِ وَخَزَائِنُ أَهْلِ الأَرْضِ لَهِيَ أَشَدُّ رُسُوخًا فِي الأَرْضِ مِنَ السَّكَّةِ الْحَدِيدَةِ ".
الطَّرِيق الرَّابِع عشر: أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ أَخْبَرَنِي أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ الأَصْبَهَانِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي وَعَلِيُّ ابْن مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ الأَهْوَازِيَّانِ قَالا حَدثنَا أَبُو الْحسن أَحْمد بن الْحَسَنِ الْقُرَشِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ يُونُسَ قَالَ قُلْتُ لِعَبْدِ الرَّزَّاقِ: أَحَدَّثَكَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ هَذَا الْحَدِيثَ؟ قَالَ: نَعَمْ عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ قَالَ نَزَلَ جرير بن عبد الله الْبَجَلِيُّ قُطْرُبُلَ فَقَالَ: أَيُّ نَهْرٍ هَذَا؟ قَالُوا: دجلة ودجل، فَقَالَ: هَا هُنَا نَهْرٌ سِوَى هَذَا؟ قَالُوا: نَعَمْ نَهْرٌ يُقَالُ لَهُ الصَّرَاةُ أَسْفَلَ مِنْهُ بِفَرْسَخَ، فَقَالَ: الرَّحِيلَ الرَّحِيلَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " تُبْنَى مَدِينَة بَين(2/67)
نهرين يُقَال لَهَا دِجْلَةُ وَدُجَيْلٌ، وَالآخَرُ يُقَالُ لَهُ الصَّرَاةُ، يَجْتَمِعُ فِيهَا جَبَابِرَةُ الأَرْضِ وَمُلُوكُ الأَرْضِ وَكُنُوزُ الأَرْضِ، لَهِيَ أَسْرَعُ رُسُوخًا فِي الأَرْضِ مِنْ سَكَّةِ حَدِيدٍ.
فَقَالَ عَبْد الرَّزَّاقِ: نعم من حَدثَك بِهَذَا عني؟ فَقَالَ: أَحْمَد بْن دَاوُدَ.
قَالَ: نعم مَا حدثت بِهِ غَيره وَلَا أحدث بِهِ غَيْرك.
الطَّرِيق الْخَامِس عشر: أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الأَزْهَرِيُّ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى الْقُرَشِيُّ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَر أَبُو الْحُسَيْن حَدثنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ ذكراني حَدِيث عبد الرحمن الْمُحَارِبِيَّ عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ عَنْ جَرِيرٍ بن عبد الله عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تُبْنَى مَدِينَةٌ بَيْنَ دِجْلَةَ وَالصَّرَاةِ وَدُجَيْلٍ وَقُطْرُبُلَ، يُجْبَى
إِلَيْهَا كُنُوزُ الأَرْضِ، وَيَجْتَمِعُ إِلَيْهَا كُلُّ إِنْسَانٍ، فَلَهِيَ أَسْرَعُ ذَهَابًا فِي الأَرْضِ مِنَ الْحَدِيدَةِ الْمُحْمَاةِ فِي الأَرْضِ الْخَوْرَاءِ " فَقَالَ: كَانَ الْمحَاربي جَلِيسا لسيف بْن مُحَمَّد، فأظنه سَمعه مِنْهُ.
الطَّرِيق السَّادِس عشر: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الملك بْنِ خَيْرُونٍ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا ابْنُ نَاجِيَةَ حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ دِينَارٍ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ السَّلُولِيُّ حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ سَيْفٍ الضَّبَّيُّ عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ قَالَ: كُنْتُ مَعَ جَرِيرٍ بِقُطْرُبُلَ فَأَسْرَعَ وَقَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " تُبْنَى مَدِينَةٌ بَيْنَ دِجْلَةَ وَدُجَيْلٍ وَقُطْرُبُلَ وَالصَّرَاةُ، يُجْبَى إِلَيْهَا الْخَرَاجُ، يَخْسِفُ اللَّهُ بِهَا، أَسْرَعُ فِي الأَرْضِ مِنَ الْمِعْوَلِ فِي الأَرْضِ الرِّخْوَةِ ".
قَالَ عَمَّار: سمعته يحدث فِي مجْلِس سُفْيَان وأعانني على بغضه.
هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلا أصل لَهُ.
أما حَدِيث على فَفِي طَرِيقه الأَوَّل مُحَمَّد بْن زَكَرِيَّا الْغلابِي.
قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ:(2/68)
كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ وَفِيهِ عَمْرو بْن شمر.
قَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بشئ لَا يكْتب حَدِيثه، وَقَالَ السَّعْدِيّ: هُوَ زائغ كَذَّاب، وَقَالَ النَّسَائِيّ وَالدَّارَقُطْنِيُّ: مَتْرُوكٌ، وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يرْوى الموضوعات عَن الثقاة لَا يَحِلُّ كَتْبُ حَدِيثِهِ إِلا على جِهَة التَّعَجُّب.
وَأما طَرِيقه الثَّانِي فَقَدْ صرح ابْن المنادى بِشدَّة ضعفه وَلا يعول عَلَيْهِ.
وَأما حَدِيث حُذَيْفَةَ فَفِيهِ عَمْرو بْن يَحْيَى.
قَالَ أَبُو نُعَيْم الأَصْفَهَانِيّ: هُوَ مَتْرُوك الحَدِيث، وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: هُوَ وَغَيره من الْأَحَادِيث كلهَا واهية الْإِسْنَاد غير مَحْفُوظَة الْمُتُون إِلا من طَرِيق لَا تثبت بِهِ حجَّة.
وَأما حَدِيث أَنَس فَفِي طَرِيقه الأَوَّل وَالثَّانِي صَالِح بْن بَيَان.
قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ:
هُوَ مَتْرُوك.
قَالَ الْخَطِيب: صَالِح بْن بَيَان ضَعِيف وَهَمَّام بْن مُسْلِم مَجْهُول.
وَقَالَ ابْن عَدِيّ: هُوَ حَدِيث مُنكر.
وَأما حَدِيث جرير فَفِي طرقه الْأَرْبَعَة الأَوَّل عَمَّار بْن سيف.
قَالَ يَحْيَى بْن معِين: كَانَ مغفلا وَمَا أصَاب هَذَا الحَدِيث إِلا على ظهر كِتَاب.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: مَتْرُوك.
وفى طَرِيقه السادى مُحَمَّد بْن جَابِر.
قَالَ أَحْمَد بْنُ حَنْبَلٍ: لَا يُحَدَّثُ عَنْهُ إِلا شَرّ مِنْهُ، وَقَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بشئ، وَقَالَ الفلاس: مَتْرُوك الحَدِيث.
وَفِي طَرِيقه السَّابِع أَبُو شِهَاب الحناط، وَكَانَ يَحْيَى بْن سَعِيد لَا يرضاه، وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: أَحسب أَنَّهُ وَقع إِلَيْهِ حَدِيث عَاصِم من جِهَة عَمَّار بْن سيف أَو سيف ابْن مُحَمَّد أَو مُحَمَّد بْن جَابِر، فَرَوَاهُ عَنْ عَاصِم مُرْسلا، لِأَن الْحَسَن بْن الرَّبِيع لم يذكر أَبَا عَاصِم إِنَّمَا قَالَ عَنْ عَاصِم.
وَأما طَرِيقه الثَّامِن وَالتَّاسِع ففيهما عَمَّار بْن سيف، وَقَدْ سبق الْكَلَام فِيهِ.
وَأما طَرِيقه الْعَاشِر فَفِيهِ إِسْمَاعِيل بْن أَبَان.
قَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل: حدث بِأَحَادِيث مَوْضُوعَة، وَقَالَ يَحْيَى: هُوَ كَذَّاب، وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يضع الحَدِيث على الثقاة، وَقَالَ الْبُخَارِيّ وَالدَّارَقُطْنِيّ: مَتْرُوك.
وَفِي طَرِيقه الْحَادِي عشر عَبْد الْعَزِيزِ بْن أَبَان.
قَالَ أَحْمَد: تركته، وَقَالَ يحيى:(2/69)
لَيْسَ بشئ كَذَّاب.
وَفِي طَرِيقه الثَّانِي عشر إِسْمَاعِيل بْن نجيح، وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: يروي عَنِ الثَّوْرِيّ وَغَيره غرائب مَنَاكِير.
قَالَ أَبُو الْعَبَّاسِ بْن عقدَة: هُوَ ضَعِيف ذَاهِب.
وَفِي طَرِيقه الثَّالِث عشر أَبُو سُفْيَان عبيد الله بْن سُفْيَانَ.
قَالَ يَحْيَى: هُوَ كَذَّاب.
وَفِي طَرِيقه الرَّابِع عشر أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الْيَمَانِيّ.
قَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ: كَانَ كذابا، وَقَالَ ابْن عَدِيّ: حدث بِأَحَادِيث مَنَاكِير عَن الثقاة وينسخ عجائب.
وَفِي طَرِيقه الْخَامِس عشر الْمحَاربي (1) ، وَقَدْ ذكرنَا عَنْ أَحْمَد بْن حَنْبَل أَنَّهُ قَالَ: الْمحَاربي جَلِيسا لسيف بْن مُحَمَّد، وَكَانَ سيف كذابا،
فأظنه سَمعه مِنْهُ.
قَالَ أَحْمَد: وكل من كذب بِهَذَا الحَدِيث عَنْ سُفْيَان فَهُوَ كَذَّاب وَقَالَ عبد الله بْن أَحْمَدَ: سُئِلَ أَبِي عَنْ حَدِيث جرير " تبنى مَدِينَة " فَقَالَ: مَا حدث بِهِ إِنْسَان قَطُّ، وَقَالَ أَحْمَد بْن منيع قَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل: لَيْسَ لهَذَا الحَدِيث أصل.
بَاب سُكْنى السوَاد فِيهِ عَنْ ثَوْبَان وَأنس: فَأَما حَدِيث ثَوْبَان فأَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ ابْن يُوسُفَ أَنْبَأَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا حَنْبَل بن مُحَمَّد حَدثنَا عبد الله بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْحَنَابِرِيُّ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سِنَانٍ حَدَّثَنِي رَاشِدُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا ثَوْبَانُ لَا تَسْكُنِ الْكُفُورَ فَإِنَّ سَاكِنَ الْكُفُورِ كَسَاكِنِ الْقُبُورِ، وَلا تَأَمَّرَنَّ عَلَى عَشَرَةٍ، فَإِنَّهُ مَنْ تَأَمَّرَ عَلَى عَشَرَةٍ جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَغْلُولَةٌ يَدَاهُ إِلَى عُنُقِهِ، فَكَّهُ الْحَقُّ أَوْ أَوْثَقَهُ الظُّلْمُ ".
وَأما حَدِيث أَنَس: فَأَنْبَأَنَا ابْنُ خَيْرُونٍ أَنْبَأَنَا الجوهرى عَن أَبى الْحسن
__________
(1) قَالَ الشَّيْخ المنذرى: عبد الرحمن بن مُحَمَّد أَبُو مُحَمَّد الْمحَاربي ثِقَة مخرج حَدِيثه فِي الصَّحِيحَيْنِ.(2/70)
الدَّارَقُطْنِيِّ عَنْ أَبِي حَاتِمٍ الْبُسْتِيِّ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبَّادٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنْسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِيَّاكُمْ وَالسُّكْنَى فِي السَّوَادِ فَإِنَّهُ مَنْ سَكَنَ فِي السَّوَادِ تَصَدَّى قَلْبُهُ.
قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَهَلْ يَصْدَأُ الْقَلْبُ؟ قَالَ: كَمَا يَصْدَأُ الْحَدِيدُ ".
هَذَانِ حديثان لَا يصحان عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أَمَّا حَدِيثُ ثَوْبَان فَفِيهِ حَدِيث سَعِيد بْن سِنَان.
قَالَ يحيى: أَحَادِيث بَوَاطِيلُ.
وَقَالَ النَّسَائِيّ:
مَتْرُوك الحَدِيث.
وَأما حَدِيث أَنَس فَفِيهِ إِسْمَاعِيل بْنُ عَبَّادٍ.
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يقلب الْأَخْبَار وَلا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: مَتْرُوك.
أَبْوَاب ذكر الايام والفضائل والمثالب بَاب ذكر أَيَّام الاسبوع كلهَا أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد السَّمرقَنْدِي أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَضْلِ عُمَرُ بْنُ عبيد الله الْبَقَّالُ حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرَانَ أَنْبَأَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُؤَمَّلِ الصُّورِيُّ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مِهْرَانَ الْمُفَسِّرُ حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عبد الرحمن بْنُ خَالِدٍ الزَّاهِدُ السَّمَرْقَنْدِيُّ حَدَّثَنِي يحيى بن عبد الله عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ الْمَوْصِلِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِن يَوْم السبت يَوْم مكرو مكيدة.
قَالُوا: وَلِمَ ذَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: إِنَّ قُرَيْشًا أَرَادُوا أَنْ يَمْكُرُوا فِيهِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا " وَقَالَ: يَوْمُ الأَحَدِ يَوْمُ بِنَاءٍ وَغَرْسٍ، قَالُوا: وَلِمَ ذَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: لأَنَّ الْجَنَّةَ نَبَتَتْ وَغَرَسَتْ فِيهِ.
قَالَ: وَيَوْمُ الاثْنَيْنِ يَوْمُ سَفَرٍ وَتِجَارَةٍ.
قَالُوا: وَلِمَ ذَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ: لأَنَّ ابْنَ آدَمَ قَتْلَ أَخَاهُ فِيهِ.
وَيَوْمَ الأَرْبِعَاءِ يَوْمُ نَحْسٌ قَرِيبُ الْخَطَأِ يَشِيبُ فِيهِ الْوِلْدَانُ.
وَفِيهِ أْرَسَلَ اللَّهُ الرِّيحَ عَلَى قَوْمِ عَادٍ، وَفِيهِ ولد فِرْعَوْن، وَفِيه ادّعى(2/71)
الرُّبُوبِيَّةَ، وَفِيهِ أَهْلَكَهُ اللَّهُ.
قَالَ: وَيَوْمُ الْخَمِيسِ يَوْمُ دُخُولٍ عَلَى السُّلْطَانِ وَقَضَاءِ الْحَوَائِجِ.
قَالُوا: وَلِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: لأَنَّ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلَ الرَّحْمَنِ دَخَلَ عَلَى مَلِكِ مِصْرَ فَرَدَّ عَلَيْهِ امْرَأَتَهُ وَقَضَى حَوَائِجَهُ.
وَقَالَ: يَوْم الْجُمُعَةِ يَوْمُ خُطْبَةٍ وَنِكَاحٌ، قَالُوا: وَلِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: لأَنَّ الأَنْبِيَاءَ يَنْكِحُونَ وَيَخْطِبُونَ فِيهِ لِبَرَكَةِ يَوْم الْجُمُعَةِ ".
هَذَا حَدِيث مَوْضُوع على رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِيهِ ضعفاء
وَمَجْهُولُونَ، وَيحيى بن عبد الله قَالَ فِيهِ: يحيى لَيْسَ بشئ، والسمرقندي الزَّاهِد لَيْسَ حَدِيثه بشئ.
بَاب سَبَب تَسْمِيَة الايام الْبيض أَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّيْرَفِيُّ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ طَاهِر أَنبأَنَا أَحْمد ابْن عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا ابْنُ رِزْقَوَيْهِ حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْخَطَّابِ الْبَزَّازُ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ بِشْرَانَ الْهَرَوِيُّ حَدَّثَنى عبد الاعلى ابْن سُلَيْمَان بن بسطان حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ جَمِيلٍ الأَنْطَاكِيُّ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النُّجُومِ عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ قَالَ: " سَأَلْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ عَنْ أَيَّامِ الْبِيضِ، سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْهَا فَقَالَ: إِنَّ آدَمَ لَمَّا عَصَى وَأَكَلَ مِنَ الشَّجَرَةِ أَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهِ: يَا آدَمُ اهْبِطْ مِنْ جِوَارِي، وَعِزَّتِي لَا يُجَاوِرُنِي مَنْ عَصَانِي.
قَالَ: فَهَبَطَ إِلَى الأَرْضِ مُسَوَّدًا.
قَالَ: فَبَكَتِ الْمَلائِكَةُ وَقَالُوا يَا رَبِّ خَلْقٌ خَلَقْتَهُ بِيَدِكَ وَأَسْكَنْتَهُ جنتك وأسجدت لَا مَلائِكَتَكَ فِي ذَنْبٍ وَاحِدٍ حَوَّلْتَ بياضه، فَأوحى الله عزوجل إِلَيْهِ: يَا آدَمُ صُمْ لِي يَوْمَ ثَلاثَةَ عَشَرَ، فَصَامَهُ فَابْيَضَّ ثُلُثُهُ، ثُمَّ أَوْحى اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهِ: يَا آدَمُ صُمْ لِي هَذَا الْيَوْمِ أَرْبَعَةَ عَشَرَ، فَصَامَهُ فَأَصْبَحَ ثُلُثَاهُ أَبْيَضَ، ثُمَّ أَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ: يَا آدَمُ صُمْ لِي هَذَا الْيَوْمِ خَمْسَةَ عَشَرَ، فَصَامَهُ فَأَصْبَحَ كُلُّهُ أَبْيَضَ، فَسُمِّيَتْ أَيَّام الْبيض ".(2/72)
هَذَا حَدِيثٌ لَا يُشَكُّ فِي وَضعه وَفِي إِسْنَاده جمَاعَة مَجْهُولُونَ لَا يعْرفُونَ.
وَإِنَّمَا سميت أَيَّامٍ الْبيض لِأَن اللَّيْل كُله يبيض بالقمر.
بَاب ذمّ يَوْم الْأَرْبَعَاء فِيهِ عَنِ ابْن عَبَّاسٍ وَابْن عُمَر وَجَابِر.
فَأَما رِوَايَة ابْن عَبَّاسٍ فلهَا طَرِيقَانِ: الطَّرِيق الأول: أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيب أَنبأَنَا على
ابْن أَحْمد الرزاز حَدثنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ الْخرمي حَدثنَا مُحَمَّد بن غَالب ابْن حَرْبٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ الْهَاشِمِيُّ حَدَّثَنَا مسَلَمَةُ بْنُ الصُّلْبِ حَدَّثَنَا أَبُو الْوَزِيرِ صَاحِبُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " آخِرُ أَرْبَعَةٍ فِي الشَّهْرِ يَوْمُ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ ".
الطَّرِيق الثَّانِي: أَنْبَأَنَا زَاهِرُ بْنُ طَاهِرٍ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَيْهَقِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّد بن عبد الله الْحَاكِمُ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بُنْدَارٍ حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَنْطَاكِيُّ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَرْوَانَ الْوَاسِطِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ حَدَّثَنِي أَبُو عُمَرَ مَسْلَمَةُ بْنُ الصَّلْتِ، يَعْنِي حَدَّثَنَا الْوَزِيرُ صَاحِبُ الْمَدَائِنِ حَدَّثَنَا الْمَهْدِيُّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " آخِرُ أَرْبِعَاءَ فِي الشَّهْرِ يَوْمُ نحس ".
وَقد روى مَوْقُوفا.
أَنْبَأَنَا يَحْيَى بْنُ عَلِيٍّ الْمُدَبِّرُ أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعُكْبَرِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ عبيد الله بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَرَضِيُّ أَنْبَأَنَا جَعْفَرُ الْخَواص حَدَّثَنى الْحسن بن عبيد الله الأَبْزَارِيُّ حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنِي الْمَأْمُونُ عَنِ الرَّشِيدِ عَنْ الْمَهْدِيِّ عَنِ الْمَنْصُورِ عَنْ أَبِيهِ عَن أَبِيه عبد الله بْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ: " يَوْمُ الأَرْبِعَاءِ لَا يَدُورُ يَوْمُ نَحْسٍ مُسْتَمر ".
وَأما رِوَايَة ابْن عَمْرو فروى عُثْمَانُ بْنُ مَطَرٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ عَنْ مُحَمَّدِ ابْن جُحَادَةَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عمر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " لَا يبْدأُ جُذَامٌ وَلا بَرَصٌ إِلا يَوْم الاربعاء ".(2/73)
وَأما رِوَايَة جَابر فروى إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي حَيَّةَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَابِرٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَوْمُ الأَرْبِعَاءِ يَوْمُ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ ".
هَذهِ الْأَحَادِيث لَا تصح عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أما حَدِيث ابْن عَبَّاسٍ فَفِي طَرِيقه الأَوَّل وَالثَّانِي مَسْلَمَةَ بْن الصَّلْتِ.
قَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ: هُوَ مَتْرُوك الحَدِيث.
وَفِي الطَّرِيق الثَّالِث الْأَبْزَارِيِّ وَقَدْ سبق أَنَّهُ كَانَ كذابا.
وَأما حَدِيث ابْن عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ ابْن حِبَّانَ: وَكَانَ عُثْمَان بْن مطر يروي الموضوعات عَنِ الْأَثْبَات: لَا يَحِلُّ الاحْتِجَاجُ بِهِ.
وَأَمَّا حَدِيث جَابِر فَلم يروه غير إِبْرَاهِيم.
قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: وَهُوَ مَتْرُوك.
وفى الصَّحِيح: " أَن الله عزوجل خلق النُّور يَوْم الْأَرْبَعَاء " وَإِنَّمَا أَخذ هَذَا من وَضعه من قَول بعض الْمُفَسّرين (سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سبع لَيَال) قَالُوا: من الْأَرْبَعَاء إِلَى الْأَرْبَعَاء، وَرَأى فِي الْقُرْآن (فِي يَوْمِ نحس مُسْتَمر) فَوضع هَذَا وَرَفعه.
بَاب فِي ذكر أذار أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا الْمُبَارك بن عبد الله الْجَيَّارُ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَاعِظُ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُغَلِّسِ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ السَّكَنِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو شَيْبَةَ الْقَاضِي عَنْ آدَمَ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ عبد الله بْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا أَهْلَكَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أُمَّةً مِنَ الأُمُمِ إِلا فِي أَذَارَ، وَلا تَقُومُ السَّاعَةُ إِلا فِي أَذَارَ ".
قَالَ أَبُو الْفَتْحِ الأَزْدِيُّ: هَذَا كذب.
وَأَبُو شَيْبَة مَتْرُوك الحَدِيث.
قَالَ يَحْيَى بْن معِين: أَبُو شَيْبَة لَيْسَ بِثِقَة.
قَالَ المُصَنّف قلت: وَقَدْ كذبه شُعْبَة، وَقَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ: فذكرا حَدِيثه.
قَالَ المُصَنّف قلت: وَيذكر أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " من بشرني بِخُرُوج أذار بَشرته بِالْجَنَّةِ " قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: لَا أصل لهَذَا.(2/74)
كتاب الْعِبَادَات
كتاب الطَّهَارَة
بَاب الْبَوْل أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ أَنبأَنَا أَحْمد بن عَليّ بن ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الضَّيْمَرِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الصَّيْرَفِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفِ بْنِ حِبَّانَ الْقَاضِي حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبَانٍ النَّخَعِيُّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " كُنْتُ عَلَى بَابِ الْمَهْدِيِّ وَمُحَمَّدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ، فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ زَيْدٍ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَلِيٍّ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا بَأْسَ بِبَوْلِ الْحِمَارِ ".
هَذَا حَدِيث مَوْضُوع.
وَمُحَمَّد بْن مُوسَى وَأَبوهُ مَجْهُولَانِ، وَالْمُتَّهَم بِوَضْعِهِ إِسْحَاق بْن مُحَمَّد النَّخعِيّ.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: سَمِعْتُ عَبْد الْوَاحِدِ الأَسَدِيّ يَقُولُ: كَانَ إِسْحَاق ردئ الِاعْتِقَاد، خَبِيث الْمُذْهِبِ، يَقُولُ إِنَّ عَلِيًّا هُوَ اللَّه، تَعَالَى اللَّه عَن ذَلِك.
بَاب قدر مَا يُوجب إِعَادَة الصَّلاة من الدَّم أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَليّ بن ثَابت قَالَ أَخْبرنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ صَالِحُ بْنُ مَحْمُودِ بْنِ نَصْرٍ التِّرْمِذِيُّ حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ عَبَّادٍ التِّرْمِذِيُّ حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ عبد الله التِّرْمِذِيُّ عَنْ أَبِي عَامِرٍ عَنْ نُوحٍ عَنْ أَبِي مَرْيَمَ عَنْ يَزِيدَ الْهَاشِمِيِّ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الدَّمُ مِقْدَارُ الدهم يُغْسَلُ وَتُعَادُ مِنْهُ الصَّلاةُ ".
طَرِيق [آخر] : أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ أَنْبَأَنَا الْجَوْهَرِيُّ عَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ عَن(2/75)
أَبِي حَاتِمٍ الْبُسْتِيِّ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا مُجَاهِدُ بْنُ مُوسَى حَدثنَا الْقَاسِم ابْن مَالِكٍ عَنْ رَوْحِ بْنِ عُطَيْفٍ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ الثَّقَفِيِّ عَنِ الزُّهْرِيّ عَن سعيد بن
الْمسيب عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تُعَادُ الصَّلاةُ مِنْ قَدْرِ الدِّرْهَمِ مِنَ الدَّمِ ".
وَقَدْ رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيُّ مِنْ حَدِيثِ رَوْحٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَلم يَذْكُرْ سَعِيدَ بن الْمسيب.
أَنبأَنَا بِهِ عَبْدُ الْحَقِّ بْنُ عَبْدِ الْخَالِق أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ بِشْرَانَ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الدَّارَقُطْنِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عُثْمَانَ الْمُعَدَّلُ حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ خَالِدٍ التَّمَّارُ حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مَالِكٍ الْمُزَنِيُّ حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُطَيْفٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " تُعَادُ الصَّلاةُ مِنْ قَدْرِ الدِّرْهَمِ مِنَ الدَّمِ ".
قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: وَخَالفهُ أَسد بْن عَمْرو فِي اسْمه رَوْح بْن عطيف، فأنبأنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ زِيَادٍ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ زِيَادٍ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ بُهْلُولٍ حَدَّثَنَا أَسَدُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ عُطَيْفٍ الطَّائِفِيِّ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا كَانَ فِي الثَّوْبِ قَدْرُ الدِّرْهَمِ مِنَ الدَّمِ غُسِلَ الثَّوْبُ وَأُعِيدَتِ الصَّلاةُ ".
قَالَ أَبُو حَاتِمِ بْنُ حِبَّانَ: هَذَا حَدِيث مَوْضُوع لَا شكّ فِيهِ، مَا قَالَه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِنَّمَا هُوَ اختراع أحدثه أَهْل الْكُوفَة فِي الإِسْلام.
قَالَ المُصَنّف قلت: وَفِي الطَّرِيق الأَوَّل نُوح بْن أَبِي مَرْيَمَ.
قَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ وَلا يكْتب حَدِيثه، وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: مَتْرُوكٌ، وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يَرْوِي عَن الثقاة مَا لَيْسَ من حَدِيث الْأَثْبَات، لَا يَجُوزُ الاحْتِجَاجُ بِهِ بِحَالٍ.
وَفِي الطَّرِيق الثَّانِي رَوْح بْن عطيف.
قَالَ الْبُخَارِيّ: هَذَا الحَدِيث بَاطِل وروح(2/76)
مُنْكَرُ الْحَدِيثِ، وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يرْوى الموضوعات عَن الثقاة لَا يحل كتب
حَدِيثه.
وَأما أَسد بْن عَمْرو فَقَالَ يَزِيد بْن هَارُون لَا يحل لأحد أَن يروي عَنْهُ، وَقَالَ يَحْيَى: هُوَ كذوب لَيْسَ بشئ.
بَاب مِقْدَار مَا لَا يقبل النَّجَاسَة من المَاء أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَدِيٍّ أَنْبَأَنَا أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا سُوَيْدٌ حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ عبد الله الْعُمَرِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَن جَابر بن عبد الله قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا بَلَغَ الْمَاءُ أَرْبَعِينَ قُلَّةً لَمْ يَحْمِلِ الْخُبْثَ ".
هَذَا لَا يَصح عَنْ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالْمُتَّهَم بالتخليط فِيهِ الْقَاسِم ابْن عبد الله الْعُمْرَى.
قَالَ العقيلى قَالَ عبد الله بْن أَحْمَدَ: سَأَلت أَبِي عَنْهُ فَقَالَ: أُفٍّ أُفٍّ لَيْسَ بشئ، وسمعته مَرَّةً يَقُولُ: كَانَ يكذب، وَفِي رِوَايَة عَنْهُ أَنَّهُ كَانَ كذابا يضع الحَدِيث، وَقَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بشئ.
بَاب غسل الاناء أَنبأَنَا أَبُو مَنْصُور الْقَزاز قَالَ أَنبأَنَا أَبُو بكر أَحْمد بن عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ الْخَطِيبُ أَنْبَأَنَا الْعَتَيقِيُّ وَالتَّنُوخِيُّ قَالا حَدَّثَنَا أَبُو الْحسن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبيد الله بْنِ إِبْرَاهِيمَ الزُّهْرِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " غَسْلُ الإِنَاءِ وَطَهَارَةُ الْقَنَا يُورِثَانِ الْغِنَى ".
قَالَ الْخَطِيب: لم أكتبه إِلا من حَدِيث الزُّهْرِيّ وَكَانَ كذابا.
بَال التَّنَزُّه من مس الْكَافِر أَنبأَنَا عبد الْوَهَّاب بن الْمُبَارك أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا العتيقي حَدثنَا يُوسُف(2/77)
ابْن أَحْمَدَ الْعَقِيلِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَشْعَثَ بْنِ سَعِيدٍ
حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ أَبِي عُمَرَ الْعَبْدِيُّ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: " اسْتَقْبَلَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جِبْرِيلَ فَنَاوَلَهُ يَدَهُ، فَأَبَى أَنْ يَتَنَاوَلَهَا، فَقَالَ: يَا جِبْرِيلُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَأْخُذَ بِيَدِي؟ قَالَ: إِنَّكَ أَخَذْتَ بِيَدِ يَهُودِيٍّ فَكَرِهْتُ أَنْ تَمَسَّ يَدِي يَدًا قد مستهايد كَافِرٍ.
قَالَ: فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَاءٍ فَتَوَضَّأَ فَنَاوَلَهُ يَدَهُ فَأَخَذَ بِيَدِهِ ".
طَرِيق آخر: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الملك بْنُ خَيْرُونَ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ السَّمَّانُ حَدَّثَنَا عَنْبَسَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ فَذَكَرَ نَحْوَهُ.
طَرِيق آخر: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بن عبد الملك بْنُ خَيْرُونٍ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ حَدَّثَنَا عَدِيٌّ حَدثنَا الْفضل بن عبد الله بن سُلَيْمَان حَدثنَا عبيد الله بْنُ آدَمَ بْنِ أَبِي إِيَاسٍ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ الْفَضْلُ هُوَ ابْنُ هَانِي عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنه قَالَ: " من صافج يَهُودِيًّا أَوْ نَصَرَانِيًّا فَلْيَتَوَضَّأْ وَلْيَغْسِلْ يَدَهُ ".
هَذَانِ حديثان لَا يصحان.
أما الأَوَّل فموضوع محَال، وَفِي طَرِيقه عُمَر بْن أَبِي عُمَر وَيُقَال لَهُ عُمَر بْن رَبَاحٍ، قَالَ فِيهِ الفلاس: هُوَ دجال، وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: مَتْرُوكٌ، وَقَالَ ابْنُ حبَان: يرْوى الموضوعات عَن الثقاة لَا يَحِلُّ كَتْبُ حَدِيثِهِ إِلا على التَّعَجُّب.
وَفِي الطَّرِيق الثَّانِي عَنْبَسَة.
قَالَ الفلاس: مَتْرُوك، وَقَالَ ابْن حبَان: لَا يجوز الِاحْتِجَاج بأفراده.
وَأما الحَدِيث الثَّانِي فَقَالَ ابْن عَدِيّ: إِبْرَاهِيم ابْن هاني شيخ مَجْهُول يحدث عَنِ ابْن جريج بالاباطيل.
بَاب إسخان المَاء بالشمس فِيهِ عَنْ أَنَس وَعَائِشَة: فَأَما حَدِيث أَنَس فَأَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْمُبَارَكِ(2/78)
أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ الْعَتَيقِيُّ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ الدَّخِيلِ حَدَّثَنَا الْعَقِيلِيُّ حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ شُعَيْبٍ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بن عبد الله بن زُرَارَة حَدثنَا على ابْن هَاشِمٍ الْكُوفِيُّ حَدَّثَنَا سَوَادَةُ عَنْ أَنَسٍ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: " لَا تَغْتَسِلُوا بِالْمَاءِ الَّذِي يُسَخَّنُ فِي الشَّمْسِ فَإِنَّهُ يُعْدِي مِنَ الْبَرَصِ ".
وَأما حَدِيث عَائِشَة فَلهُ أَرْبَعَة طرق: الطَّرِيق الأول: أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بن عبيد الله بن نصر أَنبأَنَا عبد الله بْنُ عَلِيِّ بْنِ زَكَرِيَّا أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرَانَ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ حَدثنَا سَعْدَان ابْن نَصْرٍ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ " أَسْخَنْتُ مَاءً فِي الشَّمْسِ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا تَفْعَلِي يَا حُمَيْرَاءُ فَإِنَّهُ يُورِثُ الْبَرَصَ ".
الطَّرِيقُ الثَّانِي: أَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ أَحْمَدَ الأَنْصَارِيُّ أَنْبَأَنَا ثَابِتُ بْنُ بُنْدَارٍ أَنْبَأَنَا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَاضِي حَدَّثَنَا الدَّارَقُطْنِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْنُ الْفَتْحِ الْقَلانِسِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ حَدَّثَنَا نَاصِحُ بْنُ الْهَيْثَمِ بْنِ عَدِيٍّ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَ الَّذِي قَبْلَهُ.
الطَّرِيق الثَّالِث: أَنْبَأَنَا ابْنُ عَبْدِ الْخَالِقِ أَنْبَأَنَا أَبُو طَاهِرِ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْنُ الْفَتْحِ الْقَلانِسِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّد ابْن الْحُسَيْنِ أَبُو سَعِيدٍ الْبَزَّازُ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ الأَعْسَمِ حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " نَهَى رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُتَوَضَّأَ بِالْمَاءِ الْمُشْمِسِ أَوْ يُغْتَسَلُ بِهِ، وَقَالَ إِنَّهُ يُورِثُ الْبَرَصَ ".
الطَّرِيق الرَّابِع: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيّ عَن أبي حَاتِم بن حِبَّانَ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سِنَانٍ حَدثنَا أَحْمد ابْن الْفَضْلِ الصَّائِغُ حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ الْهَيْثَمِ حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ وَهْبٍ عَن هِشَام بن(2/79)
عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " أَسْخَنْتُ لِرَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَاءً فِي الشَّمْسِ فَقَالَ: لَا تَعُودِي يَا حُمَيْرَاءُ فَإِنَّهُ يُورِثُ الْبَرَصَ ".
هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
فَأَما حَدِيث أَنَس فَفِيهِ سوَادَة وَهُوَ مَجْهُول.
وَأما حَدِيث عَائِشَة فَفِي الطَّرِيق الأَوَّل خَالِد بْن إِسْمَاعِيلَ.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: يضع الحَدِيث على ثقاة الْمُسلمين، وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لَا يُحْتَجُّ بِهِ بِحَال.
وَفِي طَرِيقه الثَّانِي الْهَيْثَمِ بْن عَدِيّ.
قَالَ يَحْيَى: كَانَ يكذب، وَقَالَ النَّسَائِيّ والرازي، مَتْرُوك الحَدِيث، وَقَالَ السَّعْدِيّ: سَاقِط، وَقَدْ كشف قناعه.
وَأما الطَّرِيق الثَّالِث فَفِيهِ عَمْرو الأعسم.
قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: لم يروه عَنْ فليح غَيره وَهُوَ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابْنُ حبَان: يرْوى عَن الثقاة الْمَنَاكِير وَيَضَع أَيْضا فِي الحَدِيث، لَا يَجُوزُ الاحْتِجَاجُ بِهِ بِحَالٍ.
وَأما الطَّرِيق الرَّابِع فَفِيهِ وَهْب بْن وَهْب، وَقَدْ سبق فِي كتَابنَا أَنَّهُ من رُؤَسَاء الْكَذَّابين، وَالله أعلم أَيهمَا سَرقه من الآخر.
قَالَ الْعَقِيلِيّ: وَلا يَصح فِي المَاء المشمس حَدِيث مُسْند، وَإِنَّمَا يرْوى فِيهِ شى عَنْ عُمَر بْن الْخَطَّابِ من قَوْله.
قَالَ المُصَنّف قلت: وَالَّذِي يروي عَنْ عُمَر أَنَّهُ قَالَ: لَا تغسلوا بِالْمَاءِ المشمس فَإِنَّهُ يُورث.
بَاب دُخُول الْحمام أَنبأَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمُتَوَكِّلُ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي نَصْرٍ الْحُمَيْدِيُّ أَخْبرنِي أَبُو بكر ابْن مُصعب بن عبد الله أَنْبَأَنَا أَبِي أَنْبَأَنَا يَحْيَى بْنِ مَالِكِ بْنِ عَائِذٍ حَدَّثَنَا أَبُو الْحسن ابْن أَحْمد بن عبد الله الرَّمْلِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ حَدَّثَنَا الْوَزِيرُ بْنُ قَاسِمٍ قَالَ: " دَخَلْتُ فَرَأَيْتُ عَمْرَو بْنَ هَاشِمٍ الْبَيْرُوتِيَّ فِي الْوَرَقِ، فَقُلْتُ لَهُ: تَدْخُلُ الْحَمَّامَ، فَقَالَ: دَخَلْتُ الْحَمَّامُ، فَرَأَيْت الزُّهْرِيّ(2/80)
جَالِسًا فِي الْوَزْنِ فَقُلْتُ لَهُ: تَدْخُلُ الْحَمَّامَ؟ فَقَالَ: دَخَلْتُ الْحَمَّامُ فَرَأَيْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ فِي الْوَزْنِ فَقُلْتُ لَهُ: تَدْخُلُ الْحَمَّامَ؟ رَأَيْتُ صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: دَخَلْتُ الْحَمَّامَ، فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسًا فِي الْوَزْنِ وَعَلَيْهِ مِئْزَرٌ فَهَمَمْتُ أَنْ أُكَلِّمَهُ فَقَالَ يَا أَنَسُ إِنَّمَا حُرِمْتُ دَخُولَ الْحَمَّامِ بِغَيْرِ مِئْزَر ".
هَذَا حَدِيث مَوْضُوع بلاشك وَفِي رِوَايَته جمَاعَة مَجْهُولُونَ، وَمَا أسمج من وَضعه، فَإِن الدُّخُول لَا يكون فِي الْوَزْن، وَلم يدْخل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَماما قَطُّ وَلا كَانَ عِنْدهم حمام.
بَاب الْمَضْمَضَة وَالِاسْتِنْشَاق ثَلَاثًا للْجنب أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد أَنبأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سِنَانٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُوسَى وعبيد الله بْنُ زِيَادٍ قَالُوا حَدَّثَنَا بَرَكَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَلَبِيُّ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ أَسْبَاطٍ عَنْ الثَّوْرِيِّ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ عَن أبي هُرَيْرَة أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَعَلَ الْمَضْمَضَةَ وَالاسْتِنْشَاقَ لِلْجُنُبِ ثَلاثًا فَرِيضَةً ".
طَرِيق آخر: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي بَكْر الْمَزْرَفِيُّ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ الْمَأْمُونِ أَنْبَأَنَا الدَّارَقُطْنِيُّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ مِهْرَانَ السَّوَّاقُ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الرَّبِيعِ النَّهْدِيُّ حَدَّثَنَا هَّمَامُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ الثَّوْرِيِّ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْمَضْمَضَةُ وَالاسْتِنْشَاقُ ثَلاثًا فَرِيضَةٌ لِلْجُنُبِ ".
هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ لَا شَكَّ فِيهِ.
فَأَما الطَّرِيق الأَوَّل فَفِيهِ بركَة بْن مُحَمَّد وَكَانَ كذابا.
قَالَ أَحْمَد بْن عَدِيّ: لَهُ أَحَادِيث بَوَاطِيلُ عَن الثقاة وَكنت(2/81)
ذكرت حَدِيثه لعبدان فَقَالَ لِي: هَات حَدِيث الْمُسلمين.
كَانَ بركَة يكذب.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: هَذَا الحَدِيث وَضعه بركَة أَو وضع لَهُ.
وَقَالَ ابْن حِبَّانَ: كَانَ يسرق الحَدِيث وَرُبمَا قلبه.
قَالَ المُصَنّف قلت: وَقَدْ قَالَ أَبُو الْفَتْحِ الأَزْدِيُّ: لم يحدث بِهِ إِلا يُوسُف بْن أَسْبَاط وَلا يُتَابع عَلَيْهِ، ويوسف دفن كتبه ثُمَّ حدث من حفظه فَلَا يجيئ حَدِيثه كَمَا يَنْبَغِي.
وَأما الطَّرِيق الثَّانِي فَفِيهِ همام بْن مُسْلِم وَلَعَلَّه سَرقه من يُوسُف.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ يَرْوِي عَنْ الثقاة مَا لَيْسَ من حَدِيثهمْ وَيسْرق الحَدِيث فَبَطل الِاحْتِجَاج بِهِ.
وَفِيهِ سُلَيْمَان بْن الرَّبِيع.
قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: ضَعِيف غيرّ أَسمَاء مَشَايِخ وروى عَنْهُم مَنَاكِير.
قَالَ المُصَنّف قلت: ثُمَّ هَذَا الحَدِيث على خلاف إِجْمَاع الْفُقَهَاء فَإِن مِنْهُمْ من يُوجب الْمَضْمَضَة وَالِاسْتِنْشَاق، وَمِنْهُم من يُوجب الِاسْتِنْشَاق وَحده، وَمِنْهُم من يراهما سنة، وَمِنْهُم من أوجب مرّة لَا ثَلَاثًا.
بَاب حمل الْمُحدث الْمُصحف حدثت عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ بُنْدَارٍ الْعَدْلُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ خُزَزَ الصُّوفِيُّ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الطَّيَّانُ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بن الْقَاسِم ابْن مُحَمَّدٍ الأَصْبَهَانِيُّ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ الشَّامِيُّ عَنْ ثَوْرٍ عَنْ خَالِدٍ عَنْ مُعَاذٍ قَالَ قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ يُمَسُّ الْقُرْآنُ عَلَى غَيْرِ وُضُوءٍ؟ قَالَ: نَعَمْ إِلا أَنْ يَكُونَ عَلَى الْجَنَابَةِ.
قَالَ قُلْتُ: أَيْ رَسُولَ اللَّهِ فَقَوْلُهُ (كِتَابٍ مَكْنُونٍ لَا يمسهُ إِلَّا الْمُطهرُونَ) قَالَ: يَعْنِي مَكْنُونٌ مِنَ الشِّرْكِ وَمِنَ الشَّيْطَانِ، لَا يَمَسُّهُ إِلا الْمُطَهَّرُونَ، يَعْنِي لَا يَمَسُّ ثَوَابَهُ إِلا الْمُؤْمِنُونَ ".
هَذَا حَدِيث مَوْضُوع على رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَا بَارك اللَّه فِيمَن(2/82)
وَضعه فئ أقبح هَذَا الْوَضع.
وَإِسْمَاعِيل بْن أَبِي زِيَاد يُقَال فِيهِ ابْن زِيَاد لَيْسَ بشئ قَالَ ابْن عدى: عَامَّة لَا يرويهِ لَا يُتَابِعه عَلَيْهِ أحد.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لَا يَحِلُّ ذكره فِي الْكتب إِلَّا على سَبِيل الْقدح فِيهِ.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: مَتْرُوك.
وَأما الْحُسَيْن الأَصْبَهَانِيّ وَإِبْرَاهِيم الطيان مَجْهُولَانِ، وَذكر بعض الْحفاظ أَن الطيان لَا تجوز الرِّوَايَة عَنهُ.
بَاب ذكر التَّيَمُّم أخْبرت عَنْ طَاهِرِ بْنِ الْفَرَجِ الأَصْبَهَانِيِّ أَنْبَأَنَا أَبِي أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَمْدَانَ الْمَرْوَزِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَن عبد الله بْنُ عُمَرَ الْجَوْهَرِيُّ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَفْلَحَ حَدَّثَنَا قَبَاثُ بْنُ حَفْص حَدثنَا صَالح بن عبد الله التِّرْمِذِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْبَصْرِيُّ عَنْ خَصِيبِ بْنِ جَحْدَرٍ عَنْ النُّعْمَانِ بْنِ نُعَيْمٍ عَنْ عبد الرحمن بْنِ غَنْمٍ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ أَنَّهُ قَالَ: " دَخَلْتُ يَوْمًا على النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ فَاتِ وَقْتُ الصَّلاةِ فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ إِلَيَّ عِنْدَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ عَائِشَةَ نَائِمَيْنِ، فَفَتَحَ أَبُو بَكْرٍ الْبَابَ بِيَدِهِ وَدَخَلَ الْحُجْرَةَ وَكَانَ سَاقُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُلْتَفًّا بِسَاقِ عَائِشَةَ فَفَتَحَتْ عَائِشَةُ عَيْنَهَا فَرَأَتْ أَبَاهَا قَائِمًا فَقَالَتْ: يَا أَبَتَاهُ مَا وَرَاءَكَ وَبَكَتْ، فَوَقَعَ دَمْعُهَا عَلَى وَجْهِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَانْتَبَهَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: مَا بُكَاؤُكِ؟ وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأَبِي بكر: مالى أَرَاكَ هَكَذَا؟ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَشْرَقَتِ الشَّمْسُ وَفَاتَ وَقْتُ الصَّلاةِ، فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَنَامِهِ وَهَمَّ أَنْ يَغْتَسِلَ وَيَتَوَضَّأَ لِلصَّلاةِ، فَجَاءَ جِبْرِيلُ فَقَالَ: لَا تَغْتَسِلْ وَتَيَمَّمْ فَصَلِّ فَإِنَّهُ جَائِزٌ ".
هَذَا حَدِيث مَوْضُوع لَا تحل رِوَايَته إِلا على سَبِيل التَّعْرِيف لواضعه، فَمَا أجرأه على اللَّه تَعَالَى وعَلى رَسُوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَوَضعه مَنْسُوب إِلَى مُحَمَّد(2/83)
ابْن عَبْدِ الْوَاحِدِ، وَبَلغنِي عَنْ أَبِي الْفَتْحِ بْن أَبِي نَصْر بْن ماجة أَنَّهُ قَالَ: لَمَّا وضع مُحَمَّد الْجَوْهَرِيّ حَدِيث مُعَاذ فِي التَّيَمُّم وَأخرجه وَرَوَاهُ، أنكر عَلَيْهِ أَهْل الْعلم، فَبلغ ذَلِكَ مُحَمَّد بْن عَبْدِ الْوَاحِدِ بْن الْفَرَجِ، فَدَخَلَ الْبَيْت وَوضع هَذَا الحَدِيث وَركبهُ على هَذَا الْإِسْنَاد وَكتبه على ظهر جُزْء وَأخرجه إِعَانَة لمُحَمد الْجَوْهَرِيّ، فَأنْكر عَلَيْهِ أَشد الْإِنْكَار.
وصنف أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بن عبد الْوَهَّاب بن مَنْدَه جُزْءا فِي رد هَذَا الحَدِيث وَكَيْفِيَّة وَضعه وَبَيَان اسْم وَاضعه، نَعُوذ بِاللَّه من الخذلان.
بَاب ثَوَاب الْغسْل روى عبد الله بْنُ دِينَارٍ عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " مَنِ اغْتَسَلَ مِنَ الْجَنَابَة حَلَالا أعطَاهُ الله عزوجل مِائَةَ قَصْرٍ مِنْ دُرَّةٍ بَيْضَاءَ وَكَتَبَ اللَّه لَهُ بِكُلِّ قَطْرَةٍ ثَوَابَ أَلْفِ شَهِيدٍ ".
هَذَا حَدِيث وَضعه دِينَار.
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يروي عَن أنس أَشْيَاء مَوْضُوعَة لَا يَحِلُّ ذِكْرُهُ إِلا بِالْقَدْحِ فِيهِ.
حَدِيث فِي ثَوَاب غسل الْمَيِّت أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الانباري أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك بْنِ بِشْرَانَ أَنْبَأَنَا أَبُو حَفْصِ بن شاهين حَدثنَا عبد الله بن الْحسن ابْن نَصْرٍ الْوَاسِطِيُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ وهب العلاف حَدثنَا عبد الملك بْنُ يَزِيدَ أَنْبَأَنَا حَمَّادُ بْنُ عَمْرٍو النَّصِيبِيُّ عَنْ السَّرِيِّ بْنِ خَالِدٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: " دَعَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا عَلِيُّ اغْسِلِ الْمَوْتَى، فَإِنَّهُ مَنْ غَسَّلَ مَيِّتًا غُفِرَ لَهُ سَبْعُونَ مَغْفِرَةً، لَوْ قُسِّمَتْ
مَغْفِرَةٌ مِنْهَا عَلَى الْخَلَائق لَو سعتهم.
قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا يَقُولُ مَنْ غَسَّلَ مَيِّتًا؟ قَالَ يَقُولُ: غُفْرَانَكَ يَا رَحْمَنُ، حَتَّى يَفْرُغَ مِنَ الْغُسْلِ ".
هَذَا حَدِيث مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ يَحْيَى بن معِين:(2/84)
حَمَّاد بْن عَمْرو يكذب وَيَضَع الحَدِيث، وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يضع الحَدِيث وضعا عَن الثقاة، لَا يَحِلُّ كَتْبُ حَدِيثِهِ إِلا على جِهَة التَّعَجُّب.
حَدِيث آخر فِي ذَلِكَ: أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْجُرَيْرِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو طَالِبٍ الْعُشَارِيُّ حَدَّثَنَا الدَّارَقُطْنِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ الْقَاسِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنِي إِدْرِيسُ بْنُ الْحَكَمِ الْعَبْدِيُّ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَطِيَّةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ سعيد بن الْمسيب عَن أبي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من غَسَّلَ مَيِّتًا فَسَتَرَ عَلَيْهِ وَأَدَّى الأَمَانَةَ غُفِرَ لَهُ أَرْبَعِينَ مَرَّةً، وَمَنْ كَسَى مَيِّتًا كَسَاهُ اللَّهُ مِنْ سُنْدُسِ الْجَنَّةِ وَإِسْتَبَرَقِهَا، وَمَنْ حَفَرَ لِمَيِّتٍ قَبْرًا كَانَ كَمَنْ أَسْكَنَ مَيِّتًا إِلَى أَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مَنْ فِي الْقُبُورِ ".
قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: تفرد بِهِ يُوسُف عَنِ ابْن أَبِي عرُوبَة.
قَالَ يَحْيَى بن معِين: يُوسُف لَيْسَ بشئ، وَقَالَ ابْن حِبَّانَ: يقلب الْأَخْبَار وَيلْزق الْمُتُون الْمَوْضُوعَة بِالْأَسَانِيدِ الصَّحِيحَة، لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ.(2/85)
كتاب الصَّلَاة
بَاب وَقت الْفجْر أَنْبَأَنَا الْجُرَيْرِيُّ أَنْبَأَنَا الْعُشَارِيُّ حَدَّثَنَا الدَّارَقُطْنِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نُوحٍ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا أَبُو الْيَسَعِ أَيُّوبُ بْنُ سُلَيْمَانَ بن عَمْرو عَن عبد الله بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَنْصَارِيِّ عَنْ أَنْسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من نَوَّرَ
بِالْفَجْرِ نَوَّرَ اللَّهُ لَهُ فِي قَلْبِهِ وَقَبْرِهِ وَقُبِلَتْ صَلاتُهُ ".
قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: تفرد بِهِ سُلَيْمَان بْن عَمْرو.
قَالَ المُصَنّف قلت: هُوَ أَبُو دَاوُد النَّخعِيّ.
قَالَ أَحْمَد: هُوَ كَذَّاب كَانَ يضع الْأَحَادِيث، وَقَالَ يَحْيَى: هُوَ مِمَّن يعرف بِالْكَذِبِ وَوضع الحَدِيث، وَقَالَ يزِيد ابْن هَارُون: لَا يحل لأحد أَن يرْوى عَنهُ.
بَاب وَقت الظّهْر أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد أَنبأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بن عدى حَدثنَا عبد الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَاجِيَةَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا أَصْرَمُ بْنُ حَوْشَبٍ حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ سَعْدٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذا كَانَ الفئ ذِرَاعًا وَنِصْفًا إِلَى ذِرَاعَيْنِ فَصَلِّ الظُّهْرَ ".
قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ الْعَقِيلِيُّ: لايعرف هَذَا الحَدِيث إِلا بأصرم، وَلَيْسَ لَهُ أصل من جِهَة يثبت.
وَقَالَ أَبُو حَاتِم بن حبَان: هَذَا متن بَاطِل، وأصرم كَانَ يضع الحَدِيث على الثقاة.
قَالَ يَحْيَى بْن معِين: أَصْرَم كَذَّاب خَبِيث.
وَقَالَ البُخَارِيّ: مَتْرُوك الحَدِيث(2/86)
بَاب أَن الاذان سمح أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ أَنْبَأَنَا الْجَوْهَرِيُّ أَنْبَأَنَا الدَّارَقُطْنِيُّ عَنْ أَبِي حَاتِمِ بْنِ حَبَّانَ حَدَّثَنَا مَكْحُول حَدثنَا يُونُس بن عبد الاعلى حَدثنَا عبد الاعلى بْنُ مَعْبَدٍ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي يَحْيَى الْكَعْبِيُّ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " كَانَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُؤَذِّنٌ يُطْرِبُ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الأَذَانُ سَمْحٌ سَهْلٌ، فَإِنْ كَانَ أَذَانُكَ سَمْحًا سَهْلا وَإِلا فَلا تُؤَذِّنْ ".
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لَيْسَ لهَذَا الحَدِيث أصل عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِسْحَاق لَا يَحِلُّ الاحْتِجَاجُ بِهِ وَلا الرِّوَايَة عَنْهُ إِلَّا على سَبِيل الِاعْتِبَار.
بَاب النَّهْي عَنْ أَذَان من يدغم الْهَاء أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا أَبُو غَالِبٍ الْبَقَّالُ حَدَّثَنَا الْبَرْقَانِيُّ حَدثنَا الدَّارَقُطْنِيّ حَدثنَا عبد الله بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ جَمِيلٍ الرَّقِّيُّ قَالَ: " كُنَّا نَمْشِي مَعَ عِيسَى بْنِ يُونُسَ فَجَاءَ رَجُلٌ ظَنَنْتُ أَنَّهُ كَانَ حَائِكًا فَقَالَ: أَلا أُكَبِّرُ؟ فَقَالَ عِيسَى بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنِي الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يُؤَذِّنُ لَكُمْ مَنْ يُدْغِمُ الْهَاءَ.
قُلْنَا: كَيْفَ يَقُولُ؟ قَالَ يَقُولُ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ".
قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ: هَذَا حَدِيث مُنكر، وَإِنَّمَا مر الأَعْمَش بِرَجُل يُؤذن ويدغم الْهَاء.
قَالَ المُصَنّف قلت: وَالْمُتَّهَم بِهَذَا الحَدِيث عَلِيّ بْن جميل.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: حدث بِالْبَوَاطِيل عَنْ ثقاة النَّاس.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ يَضَعُ الحَدِيث، لَا تحل الرِّوَايَة عَنْهُ بِحَال.(2/87)
بَاب فِي فضل المؤذنين أَنبأَنَا أَبُو غَالِبٍ الْمَاوَرْدِيُّ وَأَبُو سَعِيدٍ الْبَغْدَادِيُّ قَالا حَدَّثَنَا الْمُطَهَّرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ أَنْبَأَنَا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمَرْزُبَانِ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْجَذُورِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شَاهِينَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يَزِيدَ حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ ح.
وَأَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بن عبيد الله الْعُكْبَرِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو طَالِبٍ الْعُشَارِيُّ حَدثنَا ابْن شاهين حَدثنَا عبد الله بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ عِيسَى الْوَرَّاقُ حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مَرْوَانَ السُّلَمِيُّ قَالا حَدَّثَنَا سَلامٌ الطَّوِيلُ وَاللَّفْظُ لِلْحَكَمِ عَن عباد
ابْن كَثِيرٍ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنْ المؤذنين والملبيين يَخْرُجُونَ مِنْ قُبُورِهِمْ، يُؤَذِّنُ الْمُؤَذِّنُ وَيُلَبِّي الْمُلَبِّي، يُغْفَرُ لِلْمُؤَذِّنِ مَدَّ صَوته، وَيشْهد لَهُ كل شئ يَسْمَعُ صَوْتَهُ مِنْ حَجَرٍ وَشَجَرٍ وَمَدَرٍ وَرَطْبٍ وَيَابِسٍ، وَيُكْتَبُ لَهُ بِعَدَدِ كُلِّ إِنْسَانٍ يُصَلِّي مَعَهُ فِي ذَلِكَ الْمَسْجِدِ بِمِثْلِ حَسَنَاتِهِمْ وَلَا ينتقص من أُجُورهم شئ، وَيُعْطَى مَا بَيْنَ الأَذَانِ وَالإِقَامَةِ مَا سَأَلَ ربه عزوجل.
إِمَّا أَنْ يَتَعَجَّلَ لَهُ فِي الدُّنْيَا فَيَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ، أَوْ يَدَّخِرَهُ لَهُ فِي الآخِرَةِ، وَيُؤْتَى فِيمَا بَيْنَ الأَذَانِ وَالإِقَامَةِ مِنَ الأَجْرِ كَالْمُتَشَحِّطِ فِي دَمِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَيُكْتَبُ لَهُ فِي كُلِّ يَوْمٍ مِثْلُ أَجْرِ مِائَةٍ وَخَمْسِينَ شَهِيدًا، وَمِثْلُ أَجْرِ الْحَاجِّ وَالْمُعْتَمِرِ وَجَامِعِ الْقُرْآنِ وَالْفِقْهِ، وَمِثْلُ أَجْرِ الْقَائِمِ اللَّيْلَ الصَّائِمِ النَّهَارَ، وَمِثْلُ أَجْرِ الصَّلَوَاتِ الْمَكْتُوبَةِ وَالزَّكَاةِ الْمَفْرُوضَة، وميل مَنْ يَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ، وَمِثْلُ أَجْرِ صِلَةِ الرَّحِمِ، وَأَوَّلُ مَنْ يُكْسَى مِنْ حُلِلِ الْجَنَّةِ مُحَمَّدٌ وَإِبْرَاهِيمَ خَلِيلَ الرَّحْمَنِ ثُمَّ النَّبِيُّونَ وَالرُّسُلُ ثُمَّ يُكْسَى الْمُؤَذِّنُونَ وَتَلْقَاهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ نَجَائِبُ مِنْ يَاقُوتٍ أَحْمَرَ أَزِمَّتُهَا مِنْ زُمُرُّدٍ، أَخْضَرَ أَلْيَنَ مِنَ الْحَرِيرِ، وَرِحَالُهَا مِنْ ذَهَبٍ حَافَّتَاهُ مُطِلَّةٌ بالدور وَالْيَاقُوتِ وَالزُّمُرُّدِ، عَلَيْهَا مَيَاثِرُ السُّنْدُسِ وَمِنْ فَوْقِ السُّنْدُسِ الإِسْتَبْرَقُ وَمِنْ فَوق الاستبرق حَرِير أَخْضَر وَيُحَلِّي كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ ثَلاثَةُ أسورة(2/88)
سِوَارٌ مِنْ ذَهَبٍ وَسِوَارٌ مِنْ فِضَّةٍ وَسِوَارٌ مِنْ لُؤْلُؤٍ، عَلَيْهِمُ التِّيجَانُ أَكَالِيلُ مُكَلَّلَةٌ بِالدُّرِّ وَالْيَاقُوتِ وَالزُّمُرُّدِ، وَمِنْ تَحْتِ التِّيجَانِ أَكَالِيلُ بِالدُّرِّ وَالْيَاقُوتِ وَالزُّمُرُّدِ، نِعَالُهُمْ مِنْ ذهب شركها مِنْ دُرٍّ وَلِنَجَائِبِهِم أَجْنِحَةٌ تَضَعُ خَطْوَهَا مَدَّ بَصَرِهَا عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهَا فَتًى شَابٌّ أَمْرَدُ جَعْدُ الرَّأْسِ لَهُ جُمَّةٌ عَلَى مَا اشْتَهَتْ لَهُ نَفْسُهُ، حَشْوُهَا الْمِسْكُ الأَذْفَرِ لَوِ انْتَشَرَ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ بِالْمَشْرِقِ لَوَجَدَ أَهْلُ الْمَغْرِبِ رِيحَهُ، أَنْوَرُ الْوَجْهِ أَبْيَضُ الْجِسْمِ أَصْفَرُ الْحُلِيِّ أَخْضَرُ الثِّيَابِ، يُشَيِّعُهُمْ مِنْ قُبُورِهِمْ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ
يَقُولُونَ تَعَالَوا إِلَى حِسَابِ بَنِي آدَمَ كَيْفَ يُحَاسِبُهُمْ رَبُّهُمْ، مَعَ كُلِّ وَاحِدٍ سَبْعُونَ أَلْفَ حَرْبَةٍ مِنْ نُورِ الْبَرْقِ حَتَّى يُوافُوا بِهِمُ الْمَحْشَرَ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ (يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا) ".
هَذَا حَدِيث مَوْضُوع فكافأ اللَّه من وَضعه، فَمَا أوحش هَذَا الْكَذِب وَمَا أبرد هَذهِ السِّيَاقَة.
وَمَا أفسد هَذَا الْوَضع لموازين الْأَعْمَال، فَكيف يكون للمؤذن أجر الشَّهِيد والحاج، وَالنَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لعَائِشَة: " ثوابك على قدر نصبك ".
وَفِي هَذَا الحَدِيث عباد بْن كَثِير، كَانَ شُعْبَة يَقُولُ: احْذَرُوا حَدِيثه.
وَقَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: روى أَحَادِيث كذب لم يسْمعهَا.
وَقَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ فِي الحَدِيث.
وَقَالَ الْبُخَارِيّ: تَرَكُوهُ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوك الحَدِيث وَفِيهِ سَلام الطَّوِيل.
قَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بشئ لَا يكْتب حَدِيثه.
وَقَالَ الْبُخَارِيّ: تَرَكُوهُ.
وَقَالَ النَّسَائِيّ وَالدَّارَقُطْنِيّ: مَتْرُوك.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يَرْوِي عَنِ الثقاة الموضوعات كَأَنَّهُ كَانَ الْمُتَعَمد لَهَا.
حَدِيثٌ آخَرُ: أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَلِيٍّ الْخَطِيبُ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَزَّازُ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْمُقْرِي حَدَّثَنَا أَبُو شَيْبَةَ دَاوُدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبَغْدَادِيُّ حَدثنَا أَبُو عَمْرو الْعلَا بْنُ عَمْرٍو حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا مِسْعَر عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله(2/89)
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا كَانَ يَوْم الْقِيَامَة جئ بِكَرَاسِيَّ مِنْ ذَهَبٍ مُكَلَّلَةٍ بِالدُّرِّ وَالْيَاقُوتِ مَفْرُوشَةٍ بِالسُّنْدُسِ وَالإِسْتَبْرَقِ ثُمَّ يُضْرَبُ عَلَيْهَا قِبَابٌ مِنْ نُورٍ ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ: أَيْنَ الْمُؤَذِّنُونَ أَيْنَ مَنْ كَانَ يَشْهَدُ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ؟ فَيَقُومُ الْمُؤَذِّنُونَ وَهُمْ أَطْوَلُ النَّاسِ أَعْنَاقًا، فَيُقَالُ لَهُمُ: اجْلِسُوا عَلَى تِلْكَ الْكَرَاسِيِّ تَحْتَ تِلْكَ الْقِبَابِ حَتَّى يَفْرُغَ اللَّهُ مِنْ حِسَابِ
الْخَلائِقِ فَإِنَّهُ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ ".
قَالَ الْخَطِيب: غَرِيب من حَدِيث مِسْعَر تفرد بِهِ إِسْمَاعِيل بْن يَحْيَى التَّيْمِيّ عَنْهُ وَكَانَ ضَعِيفا سيئ الْحَال جدا.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: يُحَدِّثُ عَنِ الثقاة بِالْبَوَاطِيل.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: كَذَّاب مَتْرُوك.
حَدِيث آخر: أَنْبَأَنَا الْجَرِيرِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو طَالِبٍ الْعُشَارِيُّ حَدَّثَنَا الدَّارَقُطْنِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَزِيدَ حَدَّثَنَا الْعَلاءُ بْنُ سَالِمٍ أَنْبَأَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الْمَخْزُومِيُّ حَدَّثَنَا عبد الله بْنُ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ: " أَبْشِرْ يَا بِلالُ، قَالَ: بِمَ تُبَشِّرُنِي يَا عبد الله؟ قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: يجِئ بِلالٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رَاحِلَةٍ رَحْلُهَا مِنْ ذَهَبٍ وَزِمَامُهَا دُرٌّ وَيَاقُوتٌ، يَتْبَعُهُ الْمُؤَذِّنُونَ حَتَّى يُدْخِلَهُمُ الْجَنَّةَ، حَتَّى إِنَّهُ لَيَدْخُلُ مَنْ أَذَّنَ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، يَطْلُبُ بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ ".
قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: تفرد بِهِ أَبُو الْوَلِيدِ خَالِد بْن إِسْمَاعِيلَ.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: كَانَ يضع الحَدِيث على ثقاة الْمُسلمين، وَقَالَ ابْن حبَان: لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ بِحَال.
بَاب تَأْثِير كَثْرَة الاذان أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ أَنبأَنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر بن عَلانَ أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَتْحِ الأَزْدِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ جُمَيْعٍ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ بَشِيرِ بن غَالب(2/90)
عَنْ أَخِيهِ بَشِيرٍ قَالَ: " قَدِمْتُ عَلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ فَسَأَلَنِي عَنْ أَمْرِنَا وَعَنْ بَلَدِنَا وَعَنْ مُؤَذِّنِينَا وَقَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَنْ جَدِّي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَا مِنْ مَدِينَةٍ يَكْثُرُ أَذَانُهَا إِلا قَلَّ بَرَدُهَا ".
هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وفى إِسْنَاده بشير
ابْن غَالِب.
قَالَ الأَزْدِيّ: هُوَ مَتْرُوك الحَدِيث.
وَفِيهِ عَمْرو بْن جَمِيع.
وَهُوَ الْمُتَّهم عِنْدِي.
قَالَ يَحْيَى: هُوَ كَذَّاب خَبِيث، وَقَالَ النَّسَائِيّ وَالدَّارَقُطْنِيّ: مَتْرُوك، وَقَالَ ابْن عدي: كَانَ يتهم بِالْوَضْعِ، وَقَالَ ابْن حِبَّانَ: لَا يحل كتب حَدِيثه إِلَّا للاعتبار.
بَاب مَا يجرى من الْخَيْر عِنْد الاذان أَنْبَأَنَا زَاهِرُ بْنُ طَاهِرٍ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَيْهَقِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن عبد الله الْحَاكِمُ حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ أَنْبَأَنَا الْقَاسِم بن مُحَمَّد بن عبد الله الْفَرْغَانِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ وَاقِدٍ عَنْ حُسَيْن بن عبد الرحمن عَنْ عِكْرِمَةَ وَمُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا قَالَ الْمُؤَذِّنُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ غُلِّقَتْ أَبْوَابُ النِّيرَانِ، وَإِذَا قَالَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجِنَانِ، وَإِذَا قَالَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ تَبَادَرَتِ الْحُورُ إِلَى أَبْوَابِ الْجِنَانِ شَوْقًا إِلَى ذِكْرِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِذَا قَالَ حَيَّ عَلَى الصَّلاةِ تَحَشْحَشَ ثِمَارُ الْجَنَّةِ، فَإِذَا قَالَ حَيَّ عَلَى الْفَلاحِ نَادَى مُنَادٍ من السَّمَاء: يَا ابْن آدَمَ أَفْلَحَتْ وَأَفْلَحَ مَنْ أَجَابَكَ، فَإِذَا قَالَ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ تَقُولُ مَلائِكَةُ سَبْعِ سَمَوَاتٍ: أَيُّهَا الْعَبْدُ كَبَّرْتَ كَبِيرًا وَعَظَّمْتَ عَظِيمًا اللَّهُ أَكْبَرُ وَأَعْظَمُ مَا يَصِفُ الْوَاصِفُونَ، وَإِذَا قَالَ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ يَقُولُ اللَّهُ عزوجل: صَدَقَ عَبْدِي بِهَا حَرَّمْتُ بَدَنَكَ وَبَدَنَ مَنْ أَجَابَكَ عَنِ النَّارِ ".
قَالَ الْحَاكِم: الْقَاسِم بْن مُحَمَّد يضع الحَدِيث وضعا فَاحِشا.(2/91)
بَاب النهى عَن إِفْرَاد الاقامة حدثت عَنْ الْقَاضِي مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْمَيَانِجِيِّ حَدَّثَنَا أَبُو الْفُتُوحِ عَبْدُ الْغَافِرِ بْنُ الْحُسَيْنِ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ أَبِي مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ حَدَّثَنَا صَاعِدُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا
أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنِ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا أَحْمَدْ بْنُ دَاوُد حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الله عَنْ جُوَيْبِرٍ عَنِ الضَّحَّاكِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَفْرَدَ الإِقَامَةَ فَلَيْسَ مِنَّا ".
هَذَا حَدِيث مَوْضُوع، وَرِجَال إِسْنَاده بَين مَجْرُوح ومجهول، وَإِنَّمَا وَضعه بعض المبغضين، وَلا تشفى هَذَا غيظا، فَإِن فِي الصَّحِيحَيْنِ: أَمر بِلَال أَن يُوتر الاقامة.
وَقد أَنْبَأَنَا ابْنُ خَيْرُونٍ عَنِ الْجَوْهَرِيِّ عَن الدَّارَقُطْنِيّ عَن أبي حَاتِم بْنِ حَبَّانَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يوسفين حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى رَحْمَوَيْهِ عَنْ زِيَادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَكَّالِ عَنْ إِدْرِيسَ الأَوْدِيِّ عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَذَّنَ بِلالٌ لِرَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَثْنَى مَثْنَى، وَأَقَامَ مِثْلَ ذَلِكَ ".
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: هَذَا حَدِيث بَاطِل.
وَزِيَاد فَاحش الْخَطَأ، لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِمَا ينْفَرد بِهِ.
بَاب التَّطَوُّع بَين الاذان والاقامة أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْخَيَّاطُ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْقَاضِي حَدَّثَنَا ابْنُ شَاهِينَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عتاب أَنبأَنَا حبَان بن عبد الله حَدثنَا عبد الله بْنُ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ عِنْدَ كُلِّ أَذَانَيْنِ رَكْعَتَيْنِ مَا خَلا صَلاةَ الْمَغْرِبِ ".
هَذَا حَدِيث لَا يَصح.
قَالَ الفلاس: كَانَ حبَان كذابا.(2/92)
بَاب لَا صَلَاة لِجَار الْمَسْجِد إِلا فِي مَسْجِد رَوَاهُ عُمَر بْن رَاشد من حَدِيث عَائِشَة.
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لَا يحل ذكر عُمَر إِلا على سَبِيل الْقدح فِيهِ.
بَاب مَوضِع الصَّلَاة
أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد أَنبأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ أَنْبَأَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحباب حَدثنَا عبد الرحمن بْنُ الْمُبَارَكِ حَدَّثَنَا بَزِيغٌ أَبُو الْخَلِيلِ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي يَبُولُ فِيهِ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ، فَقَالَتْ لَهُ عَائِشَةُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلا تَخُصُّ لَكَ مَوْضِعًا مِنَ الْحُجْرَةِ أَنْظَفَ مِنْ هَذَا؟ فَقَالَ: يَا حُمَيْرَاءُ أَمَا عَلِمْتِ أَنَّ الْعَبْدَ إِذَا سَجَدَ لِلَّهِ سَجْدَةً طَهَّرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مَوْضِعَ سُجُودِهِ إِلَى سَبْعِ أَرَضِينَ ".
هَذَا حَدِيث مَوْضُوع على رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ مَعْرُوف ببزيغ وَلا يُتَابع عَلَيْهِ.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: أَحَادِيثه مَنَاكِير لَا يُتَابِعه عَلَيْهَا أحد، وَقَالَ الدَّارقطني: مَتْرُوك، وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ أَبُو نُعَيْم شَدِيد الْحمل عَلَيْهِ وَيجب مخانثته فِي الرِّوَايَات بَاب الِامْتِنَاع من حُضُور الْمَسْجِد لأجل الْبرد فِيهِ عَنْ بِلَال وَجَابِر: فَأَما حَدِيث بِلَال فَأَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْحَلَبِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْمُسْتَمْلِيُّ حَدَّثَنَا شَبَانَةُ عَنْ أَيُّوبَ بْنِ سَيَّارٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِي بَكْر عَنْ بِلالٍ قَالَ: " أَذَّنْتُ فِي غَدَاةٍ بَارِدَة فَخرج النَّبِي(2/93)
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلم يَرَ فِي الْمَسْجِدِ أَحَدًا، فَقَالَ: أَيْنَ النَّاسُ يَا بِلالُ؟ قُلْتُ: مَنَعَهُمُ الْبَرْدُ، قَالَ: " اللَّهُمَّ أَذْهِبْ عَنْهُمُ الْبَرْدَ، فَرَأَيْتُهُمْ يَتَرَوَّحُونَ ".
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: لَا يَرْوِيهِ بِهَذَا الإِسْنَادِ عَنْ مُحَمَّد بْن الْمُنْكَدِرِ سوى أَيُّوب.
قَالَ يَحْيَى: أَيُّوب كَذَّابٌ، وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ.
وَأما حَدِيث جَابر فَأَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْمُبَارَكِ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُظَفَّر الشَّامِيُّ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَتِيقِيُّ أَنْبَأَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّخِيلُ أَنْبَأَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الْعَقِيلِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ أَنْبَأَنَا دَاوُد بْن مِهْرَانَ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنِ سَيَّارٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدر عَن جَابر بن عبد الله عَنْ بِلالٍ قَالَ: " أَذَّنْتُ فِي لَيْلَةٍ بَارِدَةٍ شَدِيدٌ بَرْدُهَا فَلَمْ يَأْتِ أَحَدٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: مَالهم يَا بِلالُ؟ قَالَ: كَبَّدَهُمُ الْبَرْدُ.
قَالَ: اللَّهُمَّ اكْسِرْ عَنْهُمُ الْبَرْدُ.
قَالَ بِلالٌ: فَلَقَدْ رَأَيْتُهُمْ يَتَرَوَّحُونَ فِي الصُّبْحِ، أَوْ قَالَ فِي الضُّحَى ".
قَالَ الْعَقِيلِيُّ: لَيْسَ لإسناده أصل، وَلا يحفظ إِسْنَاده وَلا مَتنه، وَقَدْ بَينا الطعْن فِي أَيُّوب.
بَاب انضمام الْمَسَاجِد يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ أَنْبَأَنَا وَصِيفُ بن عبد الله الأَنْطَاكِيُّ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مَحْبُوبٍ حَدَّثَنَا أَصْرَمُ بْنُ حَوْشَبٍ حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ عَنِ الضَّحَّاكِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَذْهَبُ الأَرَضُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كُلُّهَا إِلا الْمَسَاجِدَ فَإِنَّهُ يَنْضَمُّ بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ " هَذَا حَدِيث لَا يَصح، وَالْمُتَّهَم بِهِ أَصْرَم.
قَالَ يَحْيَى: هُوَ كَذَّاب خَبِيث، وَقَالَ الْبُخَارِيّ وَمُسلم: مَتْرُوك، وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ على الثقاة.(2/94)
بَاب الصَّلَاة فِي النَّعْل أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ أَنْبَأَنَا ابْنُ عَدِيٍّ أَنْبَأَنَا أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ أَيُّوبَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَجَّاجِ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ رُوَيْمٍ اللَّخْمِيِّ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذا
قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَانْتَعِلُوا ".
هَذَا حَدِيث لَا يَصح، وَالْمُتَّهَم بِوَضْعِهِ مُحَمَّد بْن الْحَجَّاجِ، وَله أَحَادِيث كَثِيرَة مَوْضُوعَة لَا أصل لَهَا.
حَدِيث آخر: وَبِه قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنِي سَهْلُ بْنُ النَّسَوِيِّ الْحَذَّاءُ حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ شَاذَوَيْهِ حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ الْحُسَيْنِ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ مُوسَى غُنْجَارٌ عَنْ مُحَمَّد ابْن الْفَضْلِ عَنْ كُرْزِ بْنِ وَبَرَةَ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ ذَاتَ يَوْمٍ: " خُذُوا زِينَةَ الصَّلاةِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا زِينَةُ الصَّلاةِ؟ قَالَ: الْبَسُوا نِعَالَكُمْ وَصَلُّوا فِيهَا ".
وَقَدْ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: مُحَمَّد بن الْفضل لَيْسَ بشئ حَدِيثه حَدِيث أَهْل الْكَذِب.
حَدِيث آخر فِي ذَلِكَ: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ أَنْبَأَنَا ابْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا الْعَتَيقِيُّ أَنْبَأَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا الْعُقَيْلِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِشَامٍ حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْوَلِيدِ حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ جُوَيْرِيَةَ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنْ كَانَ قَالَهُ (خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِد) قَالَ: " صَلُّوا فِي نِعَالِكُمْ ".
هَذَا حَدِيث لَا يَصح وَلا يعرف إِلا بعباد بْن جوَيْرِية وَلا يُتَابع عَلَيْهِ.
قَالَ أَحْمَد وَالْبُخَارِيّ: هُوَ كَذَّاب.(2/95)
بَاب الْخُشُوع فِي الصَّلَاة روى جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْهَاشِمِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ الْمَخْزُومِيُّ عَن الْمُغيرَة ابْن عبد الرحمن عَنِ ابْنِ عَجْلانَ عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي مُرَّةَ مَوْلَى أُمِّ هَانِئٍ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَامِ يُصَلِّي ظَنَّ الظَّانُّ أَنَّهُ جَسَدٌ لَا رُوحَ فِيهِ ".
هَذَا حَدِيث مَوْضُوع.
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لَا أَصْلَ لهَذَا الحَدِيث.
قَالَ وجعفر كَانَ يسرق الحَدِيث ويقلب الْأَخْبَار حَتَّى لَا يشك أَنَّهُ يعملها.
وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ: كَانَ جَعْفَر يتهم بِوَضْع الحَدِيث.
بَاب النهى عَنْ رفع الْيَدَيْنِ فِي الصَّلاة إِلا عِنْد الِافْتِتَاح قَدْ روى من طَرِيق ابْن مَسْعُودٍ وَأبي هُرَيْرَة وَأنس.
فَأَما حَدِيث ابْن مَسْعُود فأنبأنا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ حَدَّثَنَا عُمَرُ بن عبد الله بْنِ عَمْرٍو الزِّيَادِيُّ ح.
وَأَنْبَأَنَا زَاهِرُ بْنُ طَاهِرٍ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَيْهَقِيُّ أَنْبَأَنَا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ النَّيْسَابُورِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَخْلَدٍ الضَّرِيرُ قَالا حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ الْيَمَامِيُّ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَة عَن عبد الله قَالَ: " صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ فَلَمْ يَرْفَعُوا أَيْدِيَهُمْ إِلا عِنْدَ افْتِتَاحِ الصَّلاةِ ".
وَأما حَدِيث أَبى هُرَيْرَة فَحدثت عَنْ حَمْدِ بْنِ نَصْرٍ أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَرَجِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ ابْن عبد الحميد الْبَجَلِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ لاكٍ حَدَّثَنَا عبيد الرَّحْمَن ابْن عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي حَدَّثَنَا الْمَأْمُونُ بْنُ أَحْمد السلمى حَدثنَا الْمسيب ابْن وَاضِحٍ عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ عَنْ يُونُسَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدٍ عَن أَبى هُرَيْرَة عَن(2/96)
النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ رَفَعَ يَدَيْهِ فِي الصَّلاةِ فَلا صَلاةَ لَهُ ".
وَأما حَدِيث أنس فأنبأنا أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ عَن أبي بكر بن خلف الشِّيرَازِيّ عَن أَبى عبد الرحمن مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ السُّلَمِيِّ حَدَّثَنَا حَامِد بن عبد الله الْوَاعِظُ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُكَّاشَةَ الْكَرْمَانِيُّ حَدَّثَنَا
الْمُسَيِّبُ بْنُ وَاضح حَدثنَا عبيد الله بْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ عَنِ الزَّهْرِيِّ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ رَفَعَ يَدَيْهِ فِي التَّكْبِيرِ فَلا صَلاةَ لَهُ ".
وَقَدْ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ عُكَاشَةَ عَنْ الْمُسَيِّبِ مَرَّةً أُخْرَى فَقَالَ فِيهِ: " مَنْ رَفَعَ يَدَيْهِ فِي الرُّكُوعِ فَلا صَلاةَ لَهُ ".
قَالَ أَبُو عبد الله الْحَاكِم قِيلَ لِمُحَمَّدِ بْنِ عُكَّاشَةَ إِنَّ قَوْمًا عِنْدَنَا يَرْفَعُونَ أَيْدِيَهُمْ فِي الرُّكُوعِ وَبَعْدَ رَفْعِ الرَّأْسِ مِنَ الرُّكُوعِ فَقَالَ أَنْبَأَنَا الْمُسَيِّبُ بْنُ وَاضِحٍ حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ يُونُسَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ رَفَعَ يَدَيْهِ فِي الرُّكُوعِ فَلا صَلاةَ لَهُ ".
هَذَا حَدِيث لَا يَصح عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أما حَدِيث ابْن مَسْعُودٍ فَفِيهِ مُحَمَّد بْن جَابِر.
قَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ.
وَقَالَ أَحْمد بن حَنْبَل: لَا يحدث عَنْهُ إِلا شَرّ مِنْهُ.
وَقَالَ الفلاس: مَتْرُوك الحَدِيث.
وَأما حَدِيث أَبِي هُرَيْرَةَ فَفِيهِ مَأْمُون، وَقَدْ سبق فِي كتَابنَا أَنَّهُ كَانَ كذابا.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ دجالًا من الدجالين.
وَأما حَدِيث أَنَس فَفِيهِ مُحَمَّد بْن عكاشة، وَقَدْ سبق فِيمَا ذكرنَا عَن الدَّارَقُطْنِيّ أَنه كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ.
وَمَا أبله من وضع هَذهِ الْأَحَادِيث الْبَاطِلَة ليقاوم بِهَا الْأَحَادِيث الصَّحِيحَة.
فَفِي الصَّحِيحَيْنِ من حَدِيث ابْن عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذا افْتتح(2/97)
الصَّلاة رفع يَدَيْهِ حَتَّى تحاذى مَنْكِبَيْه، وَإِذَا أَرَادَ أَن يرْكَع وَبَعْدَمَا يرفع رَأسه من الرُّكُوع ".
قَالَ ابْنُ الْمَدِينِيّ: حق على الْمُسلمين أَن يرفعوا أَيْديهم لهَذَا الحَدِيث.
قَالَ المُصَنّف قلت: وَهَذِه حَسَنَة قَدْ رَوَاهَا عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ وَعَلِيٌّ وَعبد الرَّحْمَنِ بْن عَوْف وحسين بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ومعاذ بْن جبل وعمار بْن يَاسر وَأَبُو مُوسَى وَعمْرَان بْن حُصَيْن وَابْن عُمَر وَابْن عَمْرو وَابْن عَبَّاسٍ وَجَابِر وَأنس وَأَبُو هُرَيْرَةَ وَمَالك بْن الْحَارِث وَسَهل بْن سَعْد وَبُرَيْدَة وَوَائِل بْن حجر وَعقبَة بْن عَامِر وَأَبُو سَعِيد الْخُدْرِيّ وَأَبُو حُمَيْد السَّاعِدِيّ وَأَبُو أُمَامَةَ الْبَاهِلِيّ وَعُمَر بْن قَتَادَة وَعَائِشَة، واتفتى على الْعَمَل بِهَا مَالِك وَالشَّافِعِيّ وَأحمد بْن حَنْبَل.
قَالَ أَبُو حَاتِم بْن حِبَّانَ: وَكَانَ يَزِيد بْن أَبِي زِيَاد يروي عَنْ عبد الرحمن ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَنِ الْبَرَاءِ بْن عَازِب قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا افْتتح الصَّلاة رفع يَدَيْهِ " ثُمَّ قدم الْكُوفَة فِي آخر عمره فروى هَذَا الحَدِيث فلقنوه ثُمَّ لم يعد يَتَلَقَّن.
قَالَ: وعول على أَهْل الْعرَاق وَمن لم يكن علم الحَدِيث صناعته لم يُنكر الِاحْتِجَاج بالأخبار الْوَاهِيَة.
قَالَ المُصَنّف قلت: وَقَدْ قَالَ عَليّ وَيَحْيَى: لَا يحْتَج بِحَدِيث يَزِيد بْن أَبِي زِيَاد وَقَالَ ابْن الْمُبَارَكِ: أرم بِهِ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ.
وَقَدْ رَوَى حَدِيث فِي نصْرَة مَذْهَبنَا إِلا أَنَّهُ لَيْسَ بِصَحِيح، وَفِي الصَّحِيح غنية عَن الِاسْتِعَانَة بِالْبَاطِلِ وهوما أَنْبَأَنَا بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ عَنْ أَبِي حَاتِمِ بْنِ حَبَّانَ حَدَّثَنَا أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ بْنُ حَاتِمٍ حَدَّثَنَا مُقَاتِلُ بْنُ حِبَّانَ عَنْ الأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: " لَمَّا نزلت (إِنَّا أعطيناك الْكَوْثَر) قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ(2/98)
وَسَلَّمَ لِجِبْرِيلَ: لِمَ هَذهِ النَّحِيرَةُ الَّتِى يأمرنى بهَا عزوجل؟ قَالَ: لَيْسَتْ بِنَحِيرَةٍ وَلَكِنَّهُ يَأْمُرُكَ إِذَا تَحَرَّمْتَ لِلصَّلاةِ أَنْ تَرْفَعَ يَدَيْكَ إِذَا كَبَّرْتَ وَإِذَا رَكَعْتَ وَإِذَا
رَفَعْتَ رَأْسَكَ مِنَ الرُّكُوعِ، فَإِنَّهُ مِنْ صَلاتِنَا وَصَلاةِ الْمَلائِكَةِ الَّذِينِ فِي السَّمَوَاتِ السَّبْعِ، إِنَّ لكل شئ زِينَةً وَزِينَةُ الصَّلاةِ رَفْعُ الأَيْدِي عِنْدَ كُلِّ تَكْبِيرَةٍ.
قَالَ وَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " رَفْعُ الأَيْدِي فِي الصَّلاةِ مِنَ الاسْتِكَانَةِ.
قُلْتُ: فَمَا الاسْتِكَانَةُ؟ قَالَ: أَنْ لَا يَقْرَأَ هَذهِ الآيَةَ (فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ) قَالَ: هُوَ الْخُضُوعُ ".
هَذَا حَدِيث مَوْضُوع وَضعه من يُرِيد مقاومة من يكره الرّفْع، وَالصَّحِيح يكفى.
قَالَ يَحْيَى: أصبغ لَيْسَ يساوى شَيْئًا.
وَقَالَ أَبُو حَاتِم بْن حِبَّانَ: عُمَر بْن صبح وضع هَذَا الحَدِيث على مقَاتل فظفر عَلَيْهِ إِسْرَائِيل فَحدث بِهِ.
بَاب فِي وجوب الْجَمَاعَة أَنبأَنَا عبد الملك بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو عَامر الْأَزْدِيّ وَأَبُو بكر الْغَوْرَجِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ الْجَرَّاحِ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ مَحْجُوبٍ حَدَّثَنَا أَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيّ حَدثنَا عبد الاعلى بْنُ وَاصِلٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الأَسَدِيُّ عَنْ الْفَضْلِ بْنِ دَلْهَمٍ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ: " لَعَنَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلا أَمَّ قَوْمًا وَهُمْ لَهُ كَارِهُون، امْرَأَة بَاتَتْ وَزَوْجُهَا عَلَيْهَا سَاخِطٌ، وَرَجُلا سمع حى عَلَى الْفَلاحِ ثُمَّ لَمْ يُجِبْ ".
قَالَ التِّرْمِذِيّ: هَذَا حَدِيث لَا يَصِحُّ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: أَحَادِيث مُحَمَّد ابْن الْقَاسِم مَوْضُوعَة لَيْسَ شئ رمينَا حَدِيثه.
وَقَالَ النَّسَائِيّ: مَتْرُوك الحَدِيث.
وَقَالَ الدَّارقطني: يكذب.
بَاب تَقْدِيم الْحسن الْوَجْه أخْبرت عَن عبد الله بن عبد الله السَّاسِيُّ أَنْبَأَنَا الْقَاضِي أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمد(2/99)
ابْن مُحَمَّدٍ الْبَصْرِيُّ حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو عَلِيٍّ الزَّجَاجِيُّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ
الْمَرْوَزِيُّ حَدَّثَنَا الْحَضْرَمِيُّ حَدَّثَنَا حَسَّانُ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَؤُمُّ الْقَوْمَ أَحْسَنُهُمْ وَجْهًا ".
هَذَا حَدِيث مَوْضُوع، وَمُحَمّد بن مَرْوَان هُوَ السدى الصَّغِير.
قَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بِثِقَة والحضرمي مَجْهُول.
وَقَدْ روى نَحوه حُسَيْن بْن الْمُبَارَكِ عَنْ إِسْمَاعِيل بْن عَيَّاش عَنْ هِشَام بْن عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَة وَالْبَلَاء فِيهِ من حُسَيْن فَإِنَّهُ يحدث بمنكرات وَقد روى عبد الله بْن فروخ عَنْ عَائِشَة " أَنَّهَا سُئِلت: من يؤمنا؟ فَقَالَتْ: أقرأكم الْقُرْآن، فَإِن لم يكن فأصبحكم وَجها ".
قَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ: ابْن فروخ مَجْهُول.
وَقَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل: هَذَا حَدِيث سوء لَيْسَ بِصَحِيح.
بَاب تَقْدِيم من اسْمه أَبُو بكر أَنْبَأَنَا ابْنُ خَيْرُونٍ أَنْبَأَنَا ابْنُ مسْعدَة حَمْزَةُ حَدَّثَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا مُحَمَّد ابْن عُمَرَ بْنِ سِنَانٍ حَدَّثَنَا نَصْرُ بن عبد الرحمن حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ بَشِيرٍ عَنْ بِشْرِ بْنِ مَيْمُونٍ عَنِ الْقَاسِمِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَنْبَغِي لِقَوْمِ فِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ أَنْ يَؤُمَّهُمْ غَيْرُهُ ".
هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ.
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: عِيسَى مُنكر الحَدِيث لَا يحْتَج بروايته قَالَ يَحْيَى وَأحمد بْن بشير: مَتْرُوك.
بَاب النّوم عَن الْعشَاء أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحسن أَحْمد بن مُحَمَّد الأَهْوَازِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْمَطِيرِيُّ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بن عَرَفَة(2/100)
حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ الْوَلِيدِ الْمَدِينِيُّ عَن ابْن أَبى زيب عَنْ سَعِيدِ بْنِ سَمْعَانَ عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا رَقَدَ الْمَرْءُ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ الْعَتْمَةَ وَقَفَ عَلَيْهِ مَلَكَانِ يُوقِظَانِهِ يَقُولانِ ثُمَّ يُوَلِّيَانِ عَنْهُ وَيَقُولانِ: رَقَدَ الْخَاسِرُ وَأَبَى ".
هَذَا حَدِيث مَوْضُوع، وَالْمُتَّهَم بِهِ يَعْقُوب.
قَالَ أَحْمَد: كَانَ من الْكَذَّابين الْكِبَار يضع الحَدِيث.
وَقَالَ يَحْيَى: كَذَّاب.
وَقَالَ النَّسَائِيّ: مَتْرُوك لَيْسَ بشئ.
بَاب وَقت الْوتر أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ أَنْبَأَنَا الْجَوْهَرِيُّ عَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ عَنْ أَبِي حَاتِمِ بْنِ حَبَّانَ حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ جَعْفَرٍ الْبَصْرِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الصَّائِغُ حَدَّثَنَا مُحَمَّد ابْن بِشْرٍ حَدَّثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ حَدَّثَنَا عبد الله بْنُ دِينَارٍ حَدَّثَنَا ابْنُ عُمَرَ قَالَ سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " الْوِتْرُ فِي أَوَّلِ اللَّيْلِ مَسْخَطَةٌ لِلشَّيْطَانِ، وَأَكْلُ السَّحُورِ مَرْضَاةٌ لِلرَّحْمَنِ ".
هَذَا حَدِيث وَضعه أَبَان بْن جَعْفَر.
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: مضيت إِلَيْهِ فَحَدثني بِهَذَا الحَدِيث ورأيته قَدْ وضع على أَبِي حَنِيفَةَ أَكْثَر من ثَلَاثمِائَة حَدِيث لم يحدث بِهِ أَبُو حنيفَة قطّ.
بَاب الْجمع بَين الصَّلَاتَيْنِ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الرَّزَّاقِ أَنْبَأَنَا ابْنُ الأَخْضَرِ الْقَاضِي حَدَّثَنَا ابْنُ شَاهِينَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْوَاسِطِيُّ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ النَّمَّارُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَكِيمِ بْنُ مَنْصُورٍ عَنْ حُسَيْنِ بْنِ قَيْسٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ جَمَعَ بَيْنَ صَلاتَيْنِ مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ فَقَدْ أَتَى بَاب من أَبْوَاب الْكَبَائِر ".(2/101)
أما حُمَيْد بْن قَيْس فَقَدْ كذبه أَحْمَد بْن حَنْبَل وَقَالَ مَرَّةً مَتْرُوك الحَدِيث، وَكَذَلِكَ النَّسَائِيّ وَقَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ.
وَقَالَ العقيلى: لَا أصل لَهُ.
بَاب قَضَاء الْفَوَائِت أَنبأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ وَأَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّاب بن أَبى عبد الله بْنِ مَنْدَهْ عَنْ أَبِيهِ حَدَّثَنَا أَبُو الميمون مُحَمَّد بن عبد الله بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُطَرِّفٍ حَدَّثَنَا أَبُو ذهل عبيد ابْن مُحَمَّدٍ الْغَازِي حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ سَلمَة بن عبد الله الزّهْد حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مَعْنٍ حَدَّثَنَا الْعَلاءُ بْنُ الْمُسَيِّبِ حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ عَنْ جَابِرِ بن عبد الله قَالَ: " قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي تَرَكْتُ الصَّلاةَ؟ فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَاقْضِ مَا تَرَكْتَ، فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ أَقْضِي؟ فَقَالَ: صَلِّ مَعَ كُلِّ صَلاةٍ مِثْلَهَا.
قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ قَبْلُ أَوْ بَعْدُ؟ قَالَ: لَا بَلْ قَبْلُ ".
هَذَا حَدِيث مَوْضُوع وَالْمُتَّهَم بِوَضْعِهِ سَلمَة بن عبد الله وَقَدْ كَانَ من المتزهدين على طَريقَة فَإِنَّهُنَّ يقلن من فَاتَتْهُ صَلَاة صلى مَعَ كُلّ صَلَاة صَلَاة، فَقَدْ سَمِعَ هَذَا فَجعله حَدِيثا.
وَلا يجوز لمن فَاتَتْهُ صَلَاة أَن يُؤَخر قضاءها، بل يقْضى مَا اسْتَطَاعَ من غير أَن يمْتَنع بِالْقضَاءِ من كسب ومهم، فإمَّا أَن يَجْعَل مَعَ كُلّ صَلَاة صَلَاة من غير عذر، فَلَا يجوز.
قَالَ قَالَ أَبُو حَاتِمِ بْنُ حِبَّانَ: رَوَى سَلَمَةَ عَنِ الْقَاسِم بْن معن مَا لَيْسَ من حَدِيثه، لَا يحل ذكره فِي الْكتب إِلَّا على سَبِيل الِاعْتِبَار.
أَبْوَاب فِي ذكر الْجُمُعَة بَاب الْغسْل يَوْم الْجُمُعَة أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد أَنبأَنَا أَبُو الْفضل عمر بن عبيد الله الْبَقَّالُ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ أَنْبَأَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ حَدَّثَنَا حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ حَدَّثَنَا أَبُو شُعَيْبٍ صَالِحٌ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ صَالِحٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن الضريس الفيدى حَدثنَا(2/102)
مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَنَابٍ عَنْ بِشْرِ بْنِ زَاذَانَ عَنْ عُمَرَ بْنِ صُبْحٍ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنِ اغْتَسَلَ يَوْم الْجُمُعَةِ بِنِيَّةٍ وَحِسْبَةٍ مِنْ غَيْرِ جَنَابَةٍ تَنَظُّفًا لِلْجُمُعَةِ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ شَعْرَةٍ يَبُلُّهَا مِنْ رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ وَسَائِرِ جَسَدِهِ فِي الدُّنْيَا نُورًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَرَفَعَ لَهُ بِكُلِّ قَطْرَةٍ مِنَ اغْتِسَالِهِ دَرَجَةً فِي الْجَنَّةِ مِنَ الدُّرِّ وَالْيَاقُوتِ وَالزَّبَرْجَدِ، بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتَيْنِ مَسِيرَةُ أَلْفِ عَامٍ لِلرَّاكِبِ الْمُسْرِعِ، فِي كُلِّ دَرَجَةٍ مِنْهَا مِنَ الْمَدَائِنِ وَالْقُصُورِ وَأَصْنَافِ الْجَوَاهِرِ مَا لَا يُحْسِنُهُ إِلا اللَّهُ، وَكُلُّ قَصْرٍ مِنْهَا جَوْهَرَةٌ وَاحِدَةٌ لَا أَصْلَ فِيهَا وَلا فَصْمَ، فِي كُلِّ مَدِينَةٍ مِنْ تِلْكَ الْمَدَائِنِ وَالْقُصُورِ وَالدُّورِ وَالْحَجَرِ وَالصِّفَافِ وَالْغُرَفِ وَالْبُيُوتِ وَالْخِيَامِ وَالسُّرُرِ وَالأَزْوَاجِ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ وَالثِّمَارِ وَالدَّرَارِيِّ مِنَ الْمَوَائِدِ وَالْقِصَاعِ وَأَصْنَافِ الأَطْعِمَةِ وَغَضَارَةِ النَّعِيمِ وَالْوُصَفَاءِ وَالأَنْهَارِ وَالأَشْجَارِ وَالْفَوَاكَهِ وَالْحُلَلِ ولحلى مَا لَا يصفه والواصفون، فَإِذَا خَرَجَ مِنْ قَبْرِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَضَاءَتْ كُلُّ شَعْرَةٍ نُورًا وَابْتَدَرَهُ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ، كُلُّهُمْ يَمْشُونَ خَلْفَهُ وَأَمَامَهُ وَعَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ حَتَّى يَنْتَهُوا بِهِ إِلَى بَابِ الْجَنَّةِ فَيَسْتَفْتِحُونَ، فَإِذَا دَخَلَهَا صَارُوا خَلْفَهُ وَهُوَ أَمَامَهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ حَتَّى يَنْتَهُوا إِلَى مَدِينَةٍ ظَاهِرُهَا مِنْ يَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ وباطنها من زبر جدة خَضْرَاءَ، فِيهَا مِنْ أَصْنَافِ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي الْجَنَّةِ مِنْ بَهْجَتِهَا وَغَضَارَتِهَا وَنَعِيمِهَا مَا يَنْقَطِعُ عَنْهُ عِلْمُ الْعِبَادِ وَيَعْجَزُونَ عَنْ وَصْفِهِ، فَإِذَا انْتَهَوْا إِلَيْهَا قَالُوا لَهُ: يَا وَلِيَّ اللَّهِ أَتَدْرِي لِمَنْ هَذهِ الْمَدِينَةُ؟ قَالَ: لَا، فَمَنْ أَنْتُمْ يَرْحَمُكُمُ اللَّهُ؟ قَالُوا: نَحْنُ الْمَلائِكَةُ الَّذِينَ شَهِدْنَاكَ يَوْمَ اغْتَسَلْتَ فِي الدُّنْيَا لِلْجُمُعَةِ، فَهَذِهِ الْمَدِينَةُ وَمَا فِيهَا ثَوَابٌ لِذَلِكَ الْغُسْلِ، وَأَبْشِرْ بِأَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ ثَوَابُ اللَّهِ لِصَلاةِ الْجُمُعَةِ، تَقَدَّمْ أَمَامَكَ حَتَّى تَرَى مَا أَعَدَّ اللَّهُ لَكَ بِصَلاةِ الْجُمُعَةِ مِنْ كَرَمِ ثَوَابِهِ، فَيَرْفَعُ فِي الدَّرَجَاتِ وَالْمَلائِكَةُ خَلْفَهُ حَتَّى يَنْتَهِيَ مِنْ دَرَجَتِهَا حَيْثُ شَاءَ اللَّهُ.
قَالَ: فَتَلْقَاهُ صَلاةُ الْجُمُعَةِ فِي صُورَةِ آدَمِيٍّ كَالشَّمْسِ الضَّاحِيَةِ تَتَلأْلأُ نُورًا، عَلَيْهِ تَاجٌ مِنْ نُورٍ لَهُ سَبْعُونَ أَلْفَ
رُكْنٍ، فِي كُلِّ ركن جَوْهَرَة تضئ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا وَهُوَ يَفُوحُ مسكا(2/103)
وَهُوَ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ: هَلْ تَعْرِفُنِي؟ فَيَقُولُ: مَا أَعْرِفُكَ وَلَكِنْ أَرَى وَجْهًا صَبِيحًا خَلِيفًا بِكُلِّ خَيْرٍ، مَنْ أَنْتَ يَرْحَمُكَ اللَّهُ؟ فَيَقُولُ: أَنَا مَنْ تَقَرُّ بِهِ عَيْنُكَ وَيَرْتَاحُ لَهُ قَلْبُكَ وَأَنْتَ لِذَلِكَ أَهْلٌ، أَنَا صَلاةُ الْجُمُعَةِ الَّتِي اغْتَسَلْتَ لِي وَتَنَظَّفْتَ لِي وَتَجَمَّلْتَ وَتَعَطَّرْتَ لِي وَتَطَيَّبْتَ لِي وَتَمَشَّيْتَ إِلَيَّ وَتَوَقَّرْتَ إِلَيَّ وَاسْتَمَعْتَ خُطْبَتِي وَصَلَّيْتَ.
قَالَ: فَيَأْخُذُ بِيَدِهِ فَيَرْفَعُهُ فِي الدَّرَجَاتِ حَتَّى يَنْتَهِيَ بِهِ إِلَى مَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى (فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يعْملُونَ) وَذَلِكَ مُنْتَهَى الشَّرَفِ وَغَايَةُ الْكَرَامَةِ، فَيَقُولُ: هَذَا ثَوَابٌ لَكَ مِنْ رَبِّكَ الْكَرِيمِ الشَّكُورِ لِمَا صَلَّيْتَ لِي بِنِيَّةٍ وَحِسْبَةٍ عَلَى السَّبِيلِ وَالسُّنَّةِ، فَلَكَ عِنْدَ اللَّهِ أَضْعَافُ هَذَا الْمَزِيدِ فِي مِقْدَارِ كُلِّ يَوْمٍ مِنْ أيَّامِ الدُّنْيَا مَعَ خُلُودِ الأَبَدِ فِي جِوَارِ اللَّهِ فِي دَارِهِ دَارِ السَّلامِ ".
هَذَا حَدِيث مَوْضُوع.
وَقَدْ أبدع من وَضعه وَزَاد فِي حد الْبُرُودَة.
وَعمر ابْن صبح أَهْل أَن ينْسب إِلَيْهِ وَضعه.
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ يضع الحَدِيث على الثقاة، لَا يَحِلُّ كَتْبُ حَدِيثِهِ إِلا على التَّعَجُّب.
قَالَ يَحْيَى: وَبشير بن زَاذَان لَيْسَ بشئ، وَقَالَ ابْن عَدِيّ: ضَعِيف يحدث عَنِ الضُّعَفَاء.
وَمُحَمَّد بْن جَعْفَر لَيْسَ بشئ.
حَدِيث آخر: أَنْبَأَنَا ابْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ أَنبأَنَا عبد الْبَاقِي ابْن أَحْمَدَ الْوَاعِظُ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَلانَ أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَتْحِ الأَزْدِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا الْحَذَّاءُ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سَعِيدٍ الصَّفَّارُ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَيَّانَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اغْتَسِلُوا يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَلَوْ كَأْسٌ بِدِينَارٍ ".
قَالَ الأَزْدِيّ: إِبْرَاهِيم بْن دِينَار هُوَ ابْن النحيري وَيُقَال هُوَ من ولد أنس
ابْن مَالِك سَاقِط زائغ لَا يحْتَج بحَديثه.(2/104)
بَاب ذكر المنابر أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ الْمُؤَذّن أَنبأَنَا عبد الله بْنُ عَلِيِّ بْنِ إِسْحَاقَ حَدَّثَنَا أَبُو حَسَّانٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمُزَكِّيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْفَقِيهُ حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ سَلَمَةَ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ نَافِع عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْلا الْمَنَابِرُ لاحْتَرَقَ أَهْلُ الْقُرَى " قَالَ أَبُو حَاتِمِ بْنُ حِبَّانَ: هَذَا الْخَبَر ذُو ضوع وَلَيْسَ مِنْ حَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَا أَدْرِي أَوَضَعَهُ سَعِيدٌ أَمْ سُلَيْمَانُ.
قَالَ الْمُصَنِّفُ قُلْتُ: وَقَدْ أَنْبَأَنَا بِهِ عَبْدُ الأَوَّلِ بْنُ عِيسَى أَنبأَنَا عبد الله بن مُحَمَّد الانصاري حَدثنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُعَدَّلُ حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْقَفَّالُ حَدَّثَنِي أَبي حَدَّثَنَا عُمَرُ بُن مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْن سَلَمَةَ فَذَكَرَهُ وَقَالَ: لَوْلا المحابر - وَأَظنهُ تصحيفا - لِأَن جمَاعَة من الْحفاظ رَوَوْهُ " المنابر ".
بَاب فضل أهل العمائم يَوْم الْجُمُعَة أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْحَدَّادُ أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا سُلَيْمَان بن أَحْمد حَدثنَا عبد الرحمن بْنُ مُعَاوِيَةَ الْعُتْبِيُّ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ مُدْرِكٍ وَأَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنِ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ آدَمَ حَدَّثَنَا الْمُحَيَّاةِ عَنْ أَيُّوبَ بْنِ مُدْرِكٍ ح.
وَأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ السَّرَّاجُ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الثَّوْرِيُّ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ الْمَرْزُبَانِيُّ أَنبأَنَا الْحُسَيْن بن عبد الله ابْن عَبْدِ الْوَهَّابِ الْخُوَارِزْمِيُّ أَنْبَأَنَا الْعَلاءُ بْنُ عَمْرٍو الْحَنَفِيُّ عَنْ أَيُّوبَ بْنِ مُدْرِكٍ عَنْ مَكْحُولٍ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللَّهَ
وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى أَصْحَابِ الْعَمَائِمِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ".
هَذَا حَدِيث لَا أَصْلَ لَهُ، وَالْحمل فِيهِ على أَيُّوب.
قَالَ أَبُو الْفَتْح الازدي:(2/105)
هَذَا من وضع أَيُّوب.
قَالَ الْعَقِيلِيّ: وَلا يُتَابع على هَذَا الحَدِيث.
قَالَ يَحْيَى بْن معِين: هُوَ كَذَّاب.
وَقَالَ أَبُو حَاتِم وَالدَّارَقُطْنِيّ: مَتْرُوك.
بَاب فضل العمائم الْبيض يَوْم الْجُمُعَة أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بكر أَحْمد بن عَليّ أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ بُنْدَارٍ الشِّيرَازِيُّ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو الْحِيرِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الذُّهْلِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ السرى بن سهل بن عبد الرحمن الدُّورِيُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ شَبِيبٍ الْيَمَانِيُّ حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ لِلَّهِ تَعَالَى مَلائِكَة موكلين بِأَبْوَاب الْجَوَامِع يَوْم - الْقِيَامَة -[الْجُمُعَةِ] يَسْتَغْفِرُونَ لأَصْحَابِ الْعَمَائِمِ الْبِيضِ " قَالَ الْخَطِيب: يَحْيَى بْن شَبِيب يُحَدِّثُ عَنْ حُمَيْد وَغَيره أَحَادِيث بَاطِلَة.
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يحدث عَن الثَّوْريّ بِمَا لم يحدث بِهِ قَطُّ، لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ.
بَاب ذكر الْعتْق وَالْعَفو يَوْم الْجُمُعَة (1) أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ ثَابِتٍ حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ حَدَّثَنِي يُوسُفُ بْنُ عُمَرَ القواس حَدثنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ بْنُ أَفْلَحَ الْبَكْرِيُّ أَبُو مُحَمَّد الْقَاص أبنأنا هِلالُ بْنُ الْعَلاءِ حَدَّثَنِي الْخَلِيلُ بن عبيد الله الْعَبْدِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْ يَوْمِ جُمُعَةٍ إِلا وَيَطْلَعُ اللَّهُ تَعَالَى إِلَى دَارِ الدُّنْيَا وَهُوَ مُتَّزِرٌ بِالْبَهَاءِ، لِبَاسُهُ الْجَلالُ، مُتَّشِحٌ بِالْكِبْرِيَاءِ - مترديا -[مُرْتَدٍ] بِالْعَظَمَةِ، يُشْرِفُ إِلَى دَارِ الدُّنْيَا فَيُعْتِقُ مِائَةَ أَلْفِ عَتِيقٍ مِنَ النَّارِ مِنَ الْمُوَحِّدِينَ مِمَّنْ قَدِ اسْتَوْجَبَ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ، ثُمَّ
يُنَادِي: عِبَادِي هَلْ أَجْوَدُ جُودًا.
عِبَادِي هَلْ أَكْرَمُ مِنِّي كَرَمًا.
عِبَادِي هَلْ مِنْ سَائِلٍ فَأُعْطِيَهُ، هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ.
عِبَادِي اعْلَمُوا أَنِّي مَا خلقت الْجنَّة لاخليها
__________
(1) هَذَا الْبَاب والابواب الثَّلَاثَة السَّابِقَة لَهُ مطموسة بالاصل، وَقد راجعناها فِي مصادرها ومظانها الْمُخْتَلفَة حَتَّى طابقت المُرَاد.(2/106)
وَلا نَشَرْتُهَا لأَطْوِيَهَا، وَإِنَّمَا خَلَقْتُ الْجَنَّةَ لَكُمْ وَخَلَقْتُكُمْ لَهَا.
عِبَادِي - فَعَلَى مَا -[فَعَلامَ] تَعْصُونِي، عَلَى الْحَسَنِ مِنْ بَلائِي، أَمْ عَلَى الْجَمِيلِ مِنْ نَعْمَائِي؟ أَلَيْسَ قَدْ أَضْعَفْتُ لَكُمُ الْحَسَنَاتِ مِرَارًا، وَأَقَلْتُكُمُ الْعَثَرَاتِ صِغَارًا، وَقَدْ خَلَقْتُكُمْ أَطْوَارًا.
مالكم لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا؟ عِبَادِي سبحاني احْتَجَبت على خَلْقِي فَلا عَيْنَ تَرَانِي ".
هَذَا حَدِيث مَوْضُوع، وَالْمُتَّهَم بِهِ الْقَاص، والخليل وَأَبوهُ مَجْهُولَانِ.
بَاب فعل الْخَيْر يَوْم الْجُمُعَة أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد أَنبأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنِ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى الْمِصِّيصِيُّ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ حَمْزَةَ الْبَصْرِيُّ حَدَّثَنَا الْخَلِيلُ بْنُ مُرَّةَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَن عَطاء بن أَبى رباج عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَصْبَحَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ صَائِمًا وَعَادَ مَرِيضًا وَأَطْعَمَ مِسْكِينًا وَشَيَّعَ جِنَازَةً، لَمْ يَتْبَعْهُ ذَنْبٌ أَرْبَعِينَ سَنَةً " هَذَا حَدِيث مَوْضُوع عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَعَمْرو الْخَلِيل وَإِسْمَاعِيل كلهم ضعفاء مجروحون.
أَبْوَاب فِي قيام اللَّيْل بَاب شرف الْمُؤمن بِقِيَام اللَّيْل قَدْ روى من طَرِيق أَبِي هُرَيْرَةَ وَسَهل بْن سَعْد.
فَأَما طَرِيق أَبى هُرَيْرَة أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الْحَافِظُ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ حَدَّثَنَا
الْعَتَيقِيُّ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ الدَّخِيلِ حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الْعَقِيلِيُّ حَدَّثَنَا حُيَيِّ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ صَالِحٍ حَدَّثَنَا دَاوُد بن عُثْمَان النغرى حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ عَنْ أَبِي مُعَاذٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " شَرَفُ الْمُؤْمِنِ صَلاتُهُ بِاللَّيْلِ، وَعِزُّهُ اسْتِغْنَاؤُهُ عَنِ النَّاسِ ".
وَأما طَرِيق سهل فأنبأنا عَبْدُ الأَوَّلِ بْنُ عِيسَى أَنْبَأَنَا الْفضل بن يحيى أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ أَبِي شُرَيْحٍ حَدَّثَنَا حَامِدُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمد بن نصرح(2/107)
وَأَنْبَأَنَا الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ أَنْبَأَنَا سَلامَةُ بْنُ عُمَرَ النَّصِيبِيُّ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنُ دِيرَكَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ زِيَادٍ الرَّاوِي قَالا حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ حَدَّثَنَا زَافِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُيَيْنَةَ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: " جَاءَ جِبْرِيلُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ أَحْبِبْ مَنْ شِئْتَ فَإِنَّكَ مُفَارِقُهُ، وَاعْمَلْ مَا شِئْتَ فَإِنَّكَ مَجْزِيٌّ بِهِ، وَعِشْ مَا شِئْتَ فَإِنَّكَ مَيِّتٌ، وَاعْلَمْ أَنَّ شَرَفَ الْمُؤْمِنِ قِيَامُهُ بِاللَّيْلِ، وَعِزُّهُ اسْتِغْنَاؤُهُ عَنِ النَّاسِ ".
هَذَا حَدِيث لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
فَأَما طَرِيق أَبِي هُرَيْرَةَ فالمتهم بِهِ دَاوُد.
قَالَ العقيلى: لاأصل لهَذَا الحَدِيث مُسْندًا، وَإِنَّمَا يروي عَنِ الْحَسَن وَغَيره من قَوْلهم، وَدَاوُد كَانَ يحدث عَنِ الأَوْزَاعِيّ وَغَيره بِالْبَوَاطِيل.
وَأما طَرِيق سَهْلٍ فَإِن مُحَمَّد بْن حُمَيْد قَدْ كذبه أَبُو زُرْعَةَ وَابْن دَاوُد، وَقَالَ ابْن حِبَّانَ: ينْفَرد عَنِ الثقاة المقلوبات.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: وزافر بْن سُلَيْمَانَ لَا يُتَابع على عَامَّة مَا يرويهِ.
بَاب مَا يصنع من أَرَادَ قيام اللَّيْل أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ عَنِ الْجَوْهَرِيِّ عَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ عَنْ أَبِي حَاتِمِ بْنِ حَمَّادٍ
حَدَّثَنَا أَبُو يعلى حَدثنَا عبد الله بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ حَدَّثَنَا عَنْبَسَةُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ عُتْبَةَ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَبِيرٍ عَنْ أَبِي قِلابَةَ عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِذَا نَامَ أَحَدُكُمْ وَفِي نَفْسِهِ أَنْ يُصَلِّيَ مِنَ اللَّيْلِ فَلْيَضَعْ قَبْضَةً مِنْ تُرَابٍ عِنْدَهُ، فَإِذَا انْتَبَهَ فَلْيَقْبِضْ يَمِينَهُ وَلْيَحْصِبْ عَنْ شِمَالِهِ ".
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: هَذَا حَدِيثٌ بَاطِلٌ لَا أَصْلَ لَهُ.
قَالَ يحيى بن معِين: أَيُّوب ابْن عتبَة لَيْسَ بشئ، وَقَالَ النَّسَائِيّ: مُضْطَرب الحَدِيث.(2/108)
بَاب مَنْ صَلَّى بِاللَّيْلِ حَسُنَ وَجْهُهُ بِالنَّهَارِ قَدْ روى من حَدِيث جَابِر وَأنس.
فَأَما حَدِيث جَابِر فَلهُ سِتَّة طرق: الطَّرِيق الأَوَّل: أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ الْمُؤَذّن أَنبأَنَا عبد الله بن على ابْن إِسْحَاقَ أَنْبَأَنَا أَبُو حَسَّانٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمُزَكِّيُّ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَامِرٍ حَدَّثَنَا عبد الحميد بْن بَحْرٍ الْكُوفِيُّ حَدَّثَنَا شَرِيكٌ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كَثُرَتْ صَلاتُهُ بِاللَّيْلِ حَسُنَ وَجْهُهُ بِالنَّهَارِ ".
الطَّرِيق الثَّانِي: أَنْبَأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْفَارِسِيُّ ح.
وَأَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْمُوَحِّدُ أَنْبَأَنَا هَنَّادُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ النَّسَفِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الصَّيْرَفِيُّ قَالا حَدَّثَنَا مَلَكُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ مَلَكٍ السَّعْدِيُّ حَدَّثَنَا صَعْصَعَةُ بْنُ الْحُسَيْنِ الرَّقِّيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ ضِرَارِ بْنِ رَيْحَانِ بْنِ جَمِيلٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي حَدَّثَنَا أَبُو الْعَتَاهِيَةِ الشَّاعِرُ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ مِهْرَانَ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كَثُرَتْ صَلاتُهُ بِاللَّيْلِ حَسُنَ وَجْهُهُ بِالنَّهَارِ ".
الطَّرِيق الثَّالِث: أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْمُقْرِي حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْبَزَّاز حَدثنَا الْحُسَيْن ابْن عُمَرَ بْنِ أَبِي الأَحْوَصِ ح.
وَأَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ ح.
وَأَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْمُبَارَكِ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعسفِيُّ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ الدَّخِيلِ حَدَّثَنَا الْعُقَيْلِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الله الْحَضْرَمِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ فِي آخَرِينَ قَالُوا حَدَّثَنَا ثَابِتُ بْنُ مُوسَى الْعَابِدُ حَدثنَا شريك(2/109)
عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ جَابِرٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ كَثُرَتْ صَلاتُهُ بِاللَّيْلِ حَسُنَ وَجْهُهُ بِالنَّهَارِ ".
الطَّرِيق الرَّابِع: أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ الدِّمَشْقِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ هَارُونَ الْقَاضِي حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي الْعَقِبِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ بْنِ الْحَجَّاجِ الأَنْطَاكِيُّ حَدَّثَنَا الْمُظَفَّرُ بْنُ مُرَجَّى الْبَغْدَادِيُّ حَدَّثَنَا ثَابِتُ بْنُ مُوسَى الْمَكْفُوفُ عَنْ شَرِيكٍ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كَثُرَتْ صَلاتُهُ بِاللَّيْلِ حَسُنَ وَجْهُهُ بِالنَّهَارِ ".
الطَّرِيق الْخَامِس: أَنْبَأَنَا زَاهِرُ بْنُ طَاهِرٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْبَيْهَقِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن عبد الله الْحَاكِمُ حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ الزَّاهِدُ حَدَّثَنَا مُحَمَّد الْمُنْذِرِ الْهَرَوِيُّ حَدَّثَنَا كَبِيرُ بْنُ عبد الله الْكُوفِيُّ حَدَّثَنَا سِمَاكٌ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كَثُرَتْ صَلاتُهُ بِاللَّيْلِ حَسُنَ وَجْهُهُ بِالنَّهَارِ ".
الطَّرِيق السَّادِس: أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا ابْنُ عَدِيٍّ أَنْبَأَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْعَدَوِيُّ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ رَاشِدٍ حَدَّثَنَا شَرِيكٌ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كَثُرَتْ صَلاتُهُ بِاللَّيْلِ حَسُنَ وَجْهُهُ بِالنَّهَارِ ".
وَأما حَدِيث أَنَس فَأَنْبَأَنَا بِهِ إِسْمَاعِيلُ مُحَمَّد بْن أَبِي طَاهِرٍ قَالَ أَنبأَنَا القَاضِي أَبُو الْحسن بْنُ الْمُهْتَدِي أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْن إِبْرَاهِيمَ أَنبأَنَا أَبُو بكر مُحَمَّد بن أَحْمَدَ بْنِ حَفْصٍ الدَّيْنَوَرِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الدَّيْنَوَرِيُّ حَدَّثَتْنَا حَكَّامَةُ بِنْتُ عُثْمَانَ بْنِ دِينَارٍ قَالَتْ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَخِيهِ مَلَكِ بْنِ دِينَارٍ عَنْ أَنْسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من كَثُرَتْ صَلاتُهُ بِاللَّيْلِ حَسُنَ وَجْهُهُ بِالنَّهَارِ ".(2/110)
هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
فَأَما رِوَايَة جَابِر فَفِي الطَّرِيق الأول مِنْهَا عبد الحميد بن بَحر.
قَالَ ابْن حبَان: يسرق الحَدِيث وَيحدث عَن الثقاة بِمَا لَيْسَ من حَدِيثهمْ، لَا يَصح الِاحْتِجَاج بِهِ بِحَال.
وَفِي الطّرق الْبَوَاقِي ضِعَاف ومجاهيل كذابون، فَمن الضِّعَاف مُحَمَّد بْن أَيُّوبَ وَمن المجاهيل مُحَمَّد بْن ضرار وَأَبوهُ، وَمن الْكَذَّابين الْعَدَوِيّ وَأما حَدِيث أَنَس فَفِيهِ عُثْمَان بْن دِينَار.
قَالَ الْعَقِيلِيّ: تروى عَنْهُ ابْنَته حَكَّامَة أَحَادِيث بَوَاطِيلُ لَيْسَ لَهَا أصل.
قَالَ: وَهَذَا الحَدِيث بَاطِلٌ لَا أَصْلَ لَهُ.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: هَذَا الحَدِيث لَا يعرف إِلا بِثَابِت، وَقَدْ سَرقه مِنْهُ جمَاعَة من الضُّعَفَاء مِنْهُمْ عبد الحميد بن عبد الله بْنِ شبْرمَة وَإِسْحَاق بْن بِشْر الْكَاهِلِي ومُوسَى بْن مُحَمَّد أَبُو الطامر الْمَقْدِسِي.
قَالَ: - وَبَان -[وَرَوَاهُ] بعض الضِّعَاف عَنْ رحمويه وَكذب، فَإِن رحمويه نَفسه [قَالَ] بَلغنِي عَن مُحَمَّد بن عبد الله بْنِ نمير أَنَّهُ
ذكر لَهُ الحَدِيث عَنْ ثَابِت فَقَالَ: بَاطِل شبه على ثَابِت، وَذَلِكَ أَن شَرِيكا كَانَ مزاحا وَكَانَ ثَابِت رجلا صَالحا، فيشتبه أَن يكون ثَابِت دَخَلَ على شَرِيك وَهُوَ يَقُولُ حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ جَابِرٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَالْتَفَتَ فَرَأى ثَابتا فَقَالَ يمازحه " مَنْ صَلَّى بِاللَّيْلِ حَسُنَ وَجْهُهُ بِالنَّهَارِ " فَظن ثَابِت لِغَفْلَتِه أَن هَذَا الْكَلَام الَّذِي قَالَ شَرِيك هُوَ من الاسناد.
بَاب فِي الضُّحَى أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ أَنْبَأَنَا الْجَوْهَرِيُّ عَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ عَنْ أَبِي حَاتِمِ بْنِ حَبَّانَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى بْن الْفَضْلِ بْنِ مَعْدَانَ حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ دُوَيْدٍ الْكِنْدِيُّ حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ عَنْ أَنَسٍ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ دَامَ عَلَى صَلاةِ الضُّحَى وَلَمْ يَقْطَعْهَا إِلا مِنْ عِلَّةٍ كُنْتَ أَنَا وَهُوَ فِي زَوْرَقٍ مِنْ نُورٍ فِي بَحْرٍ مِنْ نُورِ اللَّهِ حَتَّى نَزُورَ رَبَّ الْعَالَمِينَ ".
هَذَا حَدِيث مَوْضُوع، وَالْمُتَّهَم بِهِ زَكَرِيَّا.
وَمَا أبرد مَا قَدْ وَضعه.
قَالَ ابْنُ(2/111)
حِبَّانَ: كَانَ زَكَرِيَّا يضع الحَدِيث على حُمَيْد الطَّوِيل، لَا يحل ذكره إِلَّا على سَبِيل الْقدح فِيهِ.
حَدِيث آخر فِي صَلَاة الضُّحَى يَوْم الْجُمُعَة: أَنْبَأَنَا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الحريري أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَتْحِ حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَطَّانُ حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ يُوسُفَ الشِّكْلِيُّ حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ عَلِيٍّ الْقَطِيعِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الضُّرَيْسِ حَدَّثَنَا الْفُضَيْلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ صَلَّى الضُّحَى يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَرْبَعَ رَكْعَاتٍ، يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ بِالْحَمْدُ عَشْرَ مَرَّات، وَقل أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ عَشْرَ مَرَّاتٍ، وَقل أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاس عَشْرَ مَرَّاتٍ، وَقل هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ عَشْرَ مَرَّاتٍ،
وَقل يَا أَيهَا الْكَافِرُونَ عَشْرَ مَرَّاتٍ، وَآيَةَ الْكُرْسِيِّ عشر مَرَّات، يَقْرَأها فِي كُلِّ رَكْعَةٍ، فَإِذَا صَلَّى الأَرْبَعَ رَكَعَاتٍ فَتَشَهَّدَ ثُمَّ سَلَّمَ ثُمَّ يَقُولُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ سَبْعِينَ مَرَّةً، ثُمَّ يَقُولُ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلا هُوَ غَافِرُ الذُّنُوبِ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ سَبْعِينَ مَرَّةً، فَمَنْ صَلَّى هَذهِ الصَّلاةَ وَقَالَ هَذَا الْقَوْلَ عَلَى - أوصف -[مَا وُصِفَ] دَفَعَ اللَّهُ عَنْهُ شَرَّ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَشَرَّ أَهْلِ السَّمَاءِ وَشَرَّ أَهْلِ الأَرْضِ وَشَرَّ الإِنْسِ وَشَرَّ كُلِّ سُلْطَانٍ جَائِرٍ وَشَيْطَانٍ مَارِدٍ، وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ لَو كَانَ عاقا لوَالِديهِ لزرقه بِرَّهُمَا وَغَفَرَ لَهُ، وَيَقْضِي لَهُ سَبْعِينَ حَاجَةً مِنْ حَوَائِجِ الآخِرَةِ، وَسَبْعِينَ حَاجَةً مِنْ حَوَائِجِ الدُّنْيَا.
وَذكر من هَذَا الْجِنْس ثَوابًا طَويلا لَا يضيع الزَّمَان بِذكرِهِ.
إِلَّا أَن قَالَ: وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ إِن لَهُ مِنَ الثَّوَابِ كثواب إِبْرَاهِيم ومُوسَى وَيَحْيَى وَعِيسَى، وَلا يقطع لَهُ طَرِيق وَلا يعرف لَهُ مَتَاع ".
وَهَذَا حَدِيث مَوْضُوع على رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِلَا شكّ، فَلَا بَارك اللَّه فِيمَن وَضعه، فَمَا أبرد هَذَا الْوَضع وَمَا أسمجه، وَكَيف يحسن أَن يُقَال مَنْ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ فَلهُ ثَوَاب مُوسَى وَعِيسَى، وَفِيهِ مَجَاهِيل أحدهم قَدْ عمله.(2/112)
بَاب ذكر صلوَات اشْتهر بذكرها الْقصاص واشتهرت بَين الْعَوَّامِ وَلا أصل لَهَا صَلَاة لَيْلَة السبت أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الطَّيِّبِيُّ الْفَقِيهُ أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بن إِبْرَاهِيم بن الْحُسَيْن الحورمانى أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا أَبُو عَمْرو مُحَمَّد ابْن يَحْيَى بْنِ الْحَسَنِ الْعَاصِمِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو نصر مُحَمَّد بن عبد الله بن إِبْرَاهِيم بن يزِيد ابْن شَيبَان حَدثنَا أَبُو مُحَمَّد عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْبُوبٍ حَدَّثَنَا أَبى حَدثنَا الْعَبَّاس
ابْن حَمْزَة حَدثنَا أَحْمد بن عبد الله بْنِ خَالِدٍ النَّهْرَوَانِيُّ عَنْ بِشْرِ بْنِ السَّرِيِّ عَنْ الْهَيْثَمِ عَنْ يَزِيدَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ صَلَّى لَيْلَةَ السَّبْتِ أَرْبَعَ رَكْعَاتٍ يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ مرّة وَاحِدَة وَقل هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ خَمْسا وَعِشْرِينَ مَرَّةً، حَرَّمَ اللَّهُ جَسَدَهُ عَلَى النَّارِ ".
هَذَا حَدِيث لَا أَصْلَ لَهُ، وَجُمْهُور رُوَاته مَجْهُولُونَ لَا يعْرفُونَ.
وَيزِيد الرقاشِي ضَعِيف والهيثم مَتْرُوك.
قَالَ الْحميدِي: وَبشر بْن السَّرِيّ لَا يحل أَن يكْتب عَنهُ، وَأحمد بن عبد الله هُوَ الجويباري، وَقَدْ سبق أَنَّهُ كَذَّاب وَضاع.
صَلَاة يَوْم السبت أَنبأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الضَّبِّيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْغَفَّارِ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بِنَ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الْحَنَفِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحسن مُحَمَّد بن عبد الله الْعُرْضِيُّ الْبَصْرِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُعَاوِيَة الْعَسْكَرِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو أَيُّوبَ سُلَيْمَانُ بن عبد الحميد حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: " مَنْ صَلَّى يَوْمَ السَّبْتِ أَرْبَعَ رَكْعَات(2/113)
يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ الْحَمْدَ مرّة، وَقل يَا أَيهَا الْكَافِرُونَ ثَلَاث مَرَّات، وَقل هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، فَإِذَا فَرَغَ مِنْ صَلاتِهِ قَرَأَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ مَّرَةً، كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ يَهُودِيٍّ وَيَهُودِيَّةٍ عِبَادَةَ سَنَةٍ، صِيَامَ نَهَارِهَا وَقِيَامَ لَيْلِهَا، وَبَنَى اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ يَهُودِيٍّ وَيَهُودِيَّةٍ مَدِينَةً فِي الْجَنَّةِ، وَكَأَنَّمَا أَعْتَقَ كُلَّ يَهُودِيٍّ وَيَهُودِيَّة رَقَبَةً مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ وَكَأَنَّمَا قَرَأَ التَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ وَالزَّبُورَ وَالْفُرْقَانَ، وَأَعْطَاهُ بِكُلِّ يَهُودِيٍّ وَيَهُودِيَّةً ثَوَابَ أَلْفِ شَهِيدٍ، وَنَوَّرَ اللَّهُ قَلْبَهُ وَقَبْرَهُ بِأَلْفِ نُورٍ، وَأَلْبَسَهُ أَلْفَ حُلَّةٍ، وَسَتَرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَكَانَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تَحْتَ ظِلِّ عَرْشِهِ مَعَ النَّبِيِّينَ
وَالشُّهَدَاءِ، يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ مَعَهُمْ وَيَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَعَهُمْ، وَزَوَّجَهُ اللَّهُ بِكُلِّ حَرْفٍ حَوْرَاءَ، وَأَعْطَاهُ اللَّهُ بِكُلِّ آيَةٍ ثَوَابَ أَلْفِ صِدِّيقٍ، وَأَعْطَاهُ بِكُلِّ سُورَةٍ مِنَ الْقُرْآنِ ثَوَابَ أَلْفِ رَقَبَةٍ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، وَكَتَبَ لَهُ بِكُلِّ يَهُودِيٍّ وَنَصْرَانِيٍّ حِجَّةً وَعُمْرَةً " هَذَا حَدِيث مَوْضُوع، فكافأ اللَّه من شان الإِسْلام بِمَا يَعْتَقِدهُ تزيبنا لَهُ، وَفِيهِ جمَاعَة من المجهولين.
قَالَ يَحْيَى: إِسْحَاق بْن يَحْيَى لَيْسَ بشئ، وَقَالَ أَحْمد: مَتْرُوك.
صَلَاة أُخْرَى ليَوْم السبت أَنبأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا الْحُسَيْنُ بْنِ إِبْرَاهِيمَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُفَسِّرُ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ النَّيْسَابُورِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ الْحَسَنِ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بن عبد الله ابْن إِبْرَاهِيم حَدثنَا أَبُو مُحَمَّد عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْبُوبٍ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ حَمْزَةَ حَدثنَا أَحْمد بن عبد الله بْنِ حَدَّادٍ عَنْ بِشْرِ بْنِ السَّرِيِّ عَنْ الْهَيْثَمِ عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيَّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ صَلَّى يَوْمَ السَّبْتِ عِنْدَ الضُّحَى أْرَبَع رَكْعَاتٍ، يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَة الْكتاب مرّة، وَقل هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ خَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّةً، أَعْطَاهُ اللَّهُ بِكُلِّ رَكْعَةٍ أَلْفَ قَصْرٍ مِنْ ذَهَبٍ مُكَلَّلَةً بِالدُّرِّ وَالْيَاقُوتِ، فِي كُلِّ قَصْرٍ أَرْبَعَةُ أَنْهَارٍ: نَهْرٌ مِنْ مَاءٍ،(2/114)
وَنَهْرٌ مِنْ لَبَنٍ، وَنَهْرٌ مِنْ خَمْرٍ، وَنَهْرٌ مِنْ عَسَلٍ، عَلَى شَطِّ تِلْكَ الأَنْهَارِ أَشْجَارٌ مِنْ نُورٍ عَلَى كُلِّ شَجَرَةٍ بِعَدَدِ أَيَّامِ الدُّنْيَا أَغْصَانٌ، عَلَى كُلِّ غُصْنٍ بِعَدَدِ الرَّمْلِ وَالنَّوَى ثِمَارٌ غُبَارُهَا الْمِسْكُ، تَحْتَ كُلِّ شَجَرَةٍ مَجْلِسٌ مُظَلَّلٌ بِنُورِ الرَّحْمَنِ، يَجْتَمِعُ أَوْلِيَاءُ اللَّهِ عِنْدَ تِلْكَ الأَشْجَارِ، طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ ".
هَذَا حَدِيث مَوْضُوع وَقَدْ ذكره آنِفا أَن يَزِيد والهيثم وبشرا ضعفاء وَأحمد هُوَ الجويباري وَكَانَ من الْكَذَّابين الوضاعين.
صَلَاة يَوْم الاحد أَنبأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا الْحُسَيْنُ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ أَنْبَأَنَا على بن مُحَمَّد ابْن أَحْمَدَ بْنِ حَمْدَانَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ شَاذَوَيْهِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا سَلَمَةَ بْنِ وَرْدَانَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ صَلَّى لَيْلَةَ الأَحَدِ أَرْبَعَ رَكْعَاتٍ يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ مَرَّةً وَخَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّةً قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، أَعْطَاهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثَوَابَ مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ عَشْرَ مَرَّاتٍ وَعَمِلَ بِمَا فِي الْقُرْآنِ، وَيَخْرُجُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ قَبْرِهِ وَوَجْهُهُ مِثْلُ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، وَيُعْطِيهِ اللَّهُ بِكُلِّ رَكْعَةٍ أَلْفَ مَدِينَةٍ مِنْ لُؤْلُؤٍ، فِي كُلِّ مَدِينَة أَلْفُ قَصْرٍ مِنْ زَبَرْجَدٍ، فِي كُلِّ قَصْرٍ أَلْفُ دَارٍ مِنَ الْيَاقُوتِ، فِي كُلِّ دَارٍ أَلْفُ بَيْتٍ مِنَ الْمِسْكِ، فِي كُلِّ بَيْتٍ أَلْفُ سَرِيرٍ، فَوْقَ كُلِّ سَرِيرٍ حَوْرَاءُ، بَيْنَ يَدَيْ كُلِّ حَوْرَاءَ أَلْفُ وَصِيفَةٍ وَأَلْفُ وَصِيفٍ ".
هَذَا حَدِيث مَوْضُوع مظلم الْإِسْنَاد عَامَّة من فِيهِ مَجْهُول.
قَالَ يحيى: وَسَلَمَة ابْن وردان لَيْسَ بشئ.
وَقَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل: هُوَ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ لَا يحْتَج بِهِ.
قَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ: وَأحمد بْن مُحَمَّدِ بن عمر كَانَ كذابا.(2/115)
صَلَاة أُخْرَى لَيْلَة الاحد أَنبأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الْفَارِسِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ حَاتِمِ بْنُ عبد الله بْنِ حَاتِم حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَان المرادى حَدثنَا عبد الله بْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي مَالِكٌ عَنْ خبيب بن عبد الرحمن عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ صَلَّى لَيْلَةَ
الأَحَدِ أَرْبَعَ رَكْعَاتٍ يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ مَرَّةً وَخَمْسِينَ مَرَّةً قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، حَرَّمَ اللَّهُ لَحْمَهُ عَلَى النَّارِ، وَبَعَثَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَهُوَ آمِنٌ مِنَ الْعَذَابِ، وَيُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا، وَيَمُرُّ عَلَى الصِّرَاطِ كَالْبَرْقِ اللامِعِ ".
هَذَا حَدِيث مَوْضُوع أَيْضا، وَأكْثر رُوَاته مَجَاهِيل، وَلم يروه قَطُّ مَالِك وَلا ابْن وَهْب وَلَا الرّبيع.
صَلَاة يَوْم الاحد أَنبأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا الْحُسَيْنُ بْنِ إِبْرَاهِيمَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْعَلَوِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ الشَّيْبَانِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ أَبِي الْحَدِيد حَدثنَا يُونُس بن عبد الاعلى حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي أَبُو صَخْرَةَ حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ صَلَّى يَوْمَ الأَحَدِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ بِتَسْلِيمَةٍ وَاحِدَةٍ يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ الْحَمْدَ مرّة وآمن الرَّسُول إِلَى آخِرِهَا مَرَّةً، كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ نَصْرَانِيٍّ وَنَصْرَانِيَّةٍ أَلْفَ حِجَّةٍ وَأَلْفَ عُمْرَةٍ وَأَلْفَ غَزْوَةٍ وَبِكُلِّ رَكْعَةٍ أَلْفَ صَلاةٍ وَجَعَلَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّارِ أَلْفَ خَنْدَقٍ وَفَتَحَ لَهُ ثَمَانِيَةَ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ، يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ وَقَضَى حَوَائِجَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ".
وَهَذَا مَوْضُوع وَفِيه جمَاعَة مَجَاهِيل.(2/116)
صَلَاة لَيْلَة الِاثْنَيْنِ أَنبأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنِ إِبْرَاهِيمَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُفَسِّرُ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ النَّيْسَابُورِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ الْحَسَنِ الْقَاضِي أَنْبَأَنَا أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بن عبد الله أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ حَمْزَةَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بن عبد الله عَنْ بِشْرِ بْنِ السَّرِيِّ عَنْ الْهَيْثَمِ عَنْ يَزِيدَ
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ صَلَّى لَيْلَةَ الاثْنَيْنِ سِتَّ رَكْعَاتٍ، يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ مَرَّةً وَعِشْرِينَ مَرَّةً قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، وَيَسْتَغْفِرُ بَعْدَ ذَلِكَ سَبْعَ مَرَّاتٍ أَعْطَاهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثَوَابَ أَلْفِ صِدِّيقٍ وَأَلْفِ عَابِدٍ وَأَلْفِ زَاهِدٍ، وَيُتَوَّجُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِتَاجٍ مِنْ نُورٍ يَتَلأَلأُ، وَلا يَخَافُ إِذَا خَافَ النَّاسُ، وَيَمُرُّ عَلَى الصِّرَاطِ كَالْبَرْقِ الْخَاطِفِ ".
وَهَذَا مَوْضُوع، وَفِي إِسْنَاده يَزِيد والهيثم وَبشر كلهم مَجْرُوح.
وَأحمد بن عبد الله هُوَ الجويبارى الْكذَّاب.
صَلَاة يَوْم الِاثْنَيْنِ أَنبأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا الْحُسَيْنُ بْنِ إِبْرَاهِيمَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَاهِرٍ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْبُنْدَارُ وَأَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ عبيد الله قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ بُنْدَارٍ حَدَّثَنَا الْمُخَلِّصُ حَدَّثَنَا الْبَغَوِيُّ حَدَّثَنَا مُصْعَبٌ عَنْ مَالِكٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَن سَالم بن عبيد الله عَن ابْن عمر عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ صَلَّى يَوْمَ الاثْنَيْنِ أَرْبَعَ رَكْعَاتٍ يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ مَرَّةً وَآيَة الْكُرْسِيّ مرّة وَقل هُوَ الله أحد مرّة، وَقل أعوذ بِرَبّ الفلق مرّة، وَقل أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ مَرَّةً، وَإِذَا سَلَّمَ اسْتَغْفَرَ اللَّهَ عَشْرَ مَرَّاتٍ وَصَلَّى عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشْرَ مَرَّاتٍ، غُفِرَ لَهُ ذُنُوبُهُ كُلُّهَا، وَأَعْطَاهُ اللَّهُ قَصْرًا فِي الْجَنَّةِ مِنْ دُرَّةٍ بَيْضَاءَ، فِي جَوْفِ الْقَصْرِ سَبْعَةُ أَبْيَاتٍ، طُولُ كُلِّ بَيْتٍ ثَلَاثَة ألف ذِرَاع وَعرضه مثل ذَلِك(2/117)
الْبَيْتُ الأَوَّلُ مِنْ فِضَّةٍ بَيْضَاءَ، وَالْبَيْتُ الثَّانِي مِنْ ذَهَبٍ، وَالْبَيْتُ الثَّالِثُ مِنْ لُؤْلُؤٍ وَالْبَيْتُ الرَّابِعُ مِنْ زُمُرُّدٍ، وَالْبَيْتُ الْخَامِسُ مِنْ زَبَرْجَدٍ، وَالْبَيْت السَّادِسُ مِنْ دُرٍّ وَالْبَيْتُ السَّابِعُ مِنْ نُورٍ يَتَلأْلأُ، وَأَبْوَاب الْبُيُوتِ مِنَ الْعَنْبَرِ، عَلَى كُلِّ بَابٍ أَلْفُ سِتْرٍ مِنْ زَعْفَرَانٍ، وَفِي كُلِّ بَيْتٍ أَلْفُ سَرِيرٍ مِنْ كَافُورٍ، فَوْقَ كُلِّ سَرِيرٍ أَلْفُ
فِرَاشٍ، فَوْقَ كُلِّ فِرَاشٍ حَوْرَاءُ خَلَقَهَا اللَّهُ مِن أَطْيَبِ الطِّيبِ، مِنْ لَدُنْ رِجْلِهَا إِلَى رُكْبَتِهَا مِنَ الزَّعْفَرَانِ الرَّطْبِ، وَمِنْ لَدُنْ رُكْبَتِهَا إِلَى ثَدْيِهَا مِنَ الْمِسْكِ الأَذْفَرِ، وَمِنْ لَدُنْ ثَدْيِهَا إِلَى عُنُقِهَا مِنَ الْعَنْبَرِ الأَشْهَبِ، وَمِنْ لَدُنْ عُنُقِهَا إِلَى مَفْرِقِ رَأْسِهَا مِنَ الْكَافُورِ الأَبْيَضِ، عَلَى كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سَبْعُونَ أَلْفَ حُلَّةً مِنْ حُلَلِ الْجَنَّةِ كَأَحْسَنِ مَا رَأَيْتَ.
هَذَا حَدِيث مَوْضُوع بِلَا شكّ.
وَقَدْ كنت أتهم الْحُسَيْن بْن إِبْرَاهِيمَ، والآن فَقَدْ زَالَ الشَّك لِأَن الْإِسْنَاد كلهم ثقاة، وَإِنَّمَا هُوَ الَّذِي قَدْ وضع هَذَا وَعمل هَذهِ الصَّلَوَات كلهَا.
وَقَدْ ذكر صَلَاة لَيْلَة الثُّلَاثَاء وَيَوْم الثُّلَاثَاء، وَصَلَاة لَيْلَة الْأَرْبَعَاء، وَصَلَاة يَوْم الْأَرْبَعَاء، وَصَلَاة لَيْلَة الْخَمِيس، وَصَلَاة يَوْم الْخَمِيس، وَصَلَاة يَوْم الْجُمُعَةِ، وكل ذَلِكَ من هَذَا الْجِنْس الَّذِي تقدم، فأضربت عَنْ ذكره إِذْ لَا فَائِدَة فِي تَضْييع الزَّمَان بِمَا لَا يخفى وَضعه، وَلَقَد كَانَ لهَذَا الرجل حَظّ من علم الحَدِيث، فسبحان من يطمس على الْقُلُوب.
صَلَاة لَيْلَة الْجُمُعَة روى عبد الله بْنُ دَاوُدَ الْوَاسِطِيُّ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ الْمُخْتَارِ بْنِ فُلْفُلٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ فِي لَيْلَةِ الْجُمُعَةِ قَرَأَ فِيهَا بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَخَمْسَ عَشْرَةَ مرّة إِذا زلزلت، أَمَّنَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَمِنْ أَهْوَالِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ".
هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ.
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: وَعبد اللَّه بن دَاوُد مُنكر الحَدِيث(2/118)
جدا لَا يجوز الِاحْتِجَاج بروايته فَإِنَّهُ يرْوى الْمَنَاكِير عَن الْمَشَاهِير.
صَلَاة يَوْم الْجُمُعَة أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيِّ بْنُ الْبَنَّا أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ
عُمَرَ الْعَلافُ أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْقَاضِي حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بُنْدَارٍ حَدَّثَنَا أَبُو سَالِمٍ مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا الْحُسَيْن عَنْ وَكِيعِ بْنِ الْجَرَّاحِ عَنْ لَيْثٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ صَلَّى يَوْمَ الْجُمُعَةِ مَا بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ رَكْعَتَيْنِ يَقْرَأُ فِي أَوَّلِ رَكْعَةٍ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَآيَةِ الْكُرْسِيِّ مَرَّةً وَاحِدَةً وَخَمْسًا وَعِشْرِينَ مَرَّةً قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ، وَفِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَة يقْرَأ بِفَاتِحَة الْكتاب وَقل هُوَ الله أحد وَقل أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ خَمْسًا وَعِشْرِينَ مَرَّةً، فَإِذَا سَلَّمَ قَالَ لَا حَوَل وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ خَمْسِينَ مَرَّةً، فَلا يَخْرُجُ مِنَ الدُّنْيَا حَتَّى يَرَى رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي الْمَنَامِ وَيَرَى مَكَانَهُ فِي الْجَنَّةِ أَوْ يُرَى لَهُ ".
هَذَا حَدِيث مَوْضُوع وَفِيهِ مَجَاهِيل لَا يعْرفُونَ، وَقَدْ ذكر صلوَات الْأُسْبُوع أَبُو طَالِب الْمَكِّيّ وَتَبعهُ أَبُو حَامِد الْغَزالِيّ وكل ذَلِكَ لَا أصل لَهُ.
صَلَاة بَين العشاءين أَنبأَنَا أَحْمد بن عبد الله بْنِ كَادِشٍ أَنْبَأَنَا الْعُشَارِيُّ أَنْبَأَنَا ابْنُ شَاهِينَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْزُوم حَدثنَا على بن عبد الملك بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ الطَّائِيُّ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبَانٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ صَلَّى بَعْدَ الْمَغْرِبِ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ أَرْبَعِينَ مَرَّةً، صَافَحْتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ صَافَحْتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمِنَ الصِّرَاطَ وَالْحِسَابَ وَالْمِيزَانَ ".
وَهَذَا لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَفِيهِ مَجَاهِيل، وَأَبَان لَيْسَ حَدِيثه بشئ.(2/119)
صَلَاة فِي اللَّيْل أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا أَبُو الْبَرَكَاتِ طَلْحَةُ بْنُ أَحْمَدَ الْقَاضِي أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ
مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْمُهْتَدِي أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَضْلِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفُرَاتِيُّ الْفَقِيهُ حَدَّثَنَا جَدِّي أَبُو عَمْرٍو أَحْمَدُ بْنُ أَبِي أَنْبَأَنَا عبد الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ أَبُو سَعِيدٍ الْهَرَوِيُّ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُونُسَ الْعَبْدِيُّ أَنْبَأَنَا أَسَدُ بْنُ سَعِيدٍ عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا سَلْمَانُ أَلا أُحَدِّثُكَ عَنْ غَرَائِبِ حَدِيثِي.
فَقُلْتُ: بَلَى مُنَّ عَلَيْنَا بِمَا مَنَّ اللَّهُ عَلَيْكَ.
قَالَ: نَعَمْ يَا سَلْمَانُ مَا مِنْ عَبْدٍ يَقُومُ فِي ظُلْمَةِ اللَّيْلِ وَغَفْلَةِ النَّاسِ فَيَسْتَاكَ وَيَتَوَّضَأُ وَيُمَشِّطُ رَأْسَهُ وليحته وَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، يَقْرَأُ فِي أَوَّلِ كل رَكْعَة بِفَاتِحَة الْكتاب وَقل يَا أَيهَا الْكَافِرُونَ، وَفِي الثَّانِيَةِ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَقل هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَيَتَشَهَّدُ وَيُسَلِّمُ وَيَقُولُ: لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحده لَا شرك لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ حَيٌّ لَا يَمُوتُ، بِيَدِهِ الْخَيْرُ وَهُوَ عَلَى كل شئ قَدِيرٌ، اللَّهُمَّ لَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ وَلا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ، وَلا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ، رَافِعًا بِهَا صَوْتَهُ، ثُمَّ يَقُومُ وَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، يَقْرَأُ فِي أول رَكْعَة بِفَاتِحَة الْكتاب وَقل أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ، وَفِي الثَّانِيَةِ بِفَاتِحَة الْكتاب وَقل أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ وَيَتَشَهَّدُ وَيُسَلِّمُ وَيَقُولُ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كل شئ قَدِيرٌ، اللَّهُمَّ لَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ وَلا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ، وَلا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ، رَافِعًا بِهَا صَوْتَهُ، جَعَلَ اللَّهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ جَهَنَّمَ سِتَّةَ خَنَادِقَ، مَا بَيْنَ الْخَنْدَقِ وَالْخَنْدَقِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ، وَكَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ رَكْعَةٍ سبعين رَكْعَة، وَمَا من شئ فِيهِ اسْتِعَاذَةٌ إِلا وَهُوَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ أَعَزَّ هَذَا الْمُصَلِّيَ مِنِّي، حَتَّى إِنَّ النَّارَ تَقُولُ: اللَّهُمَّ كَمَا جَعَلْتَنِي بَرْدًا وَسَلامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ فَنَجِّ هَذَا مِنِّي، وَكَانَ لَهُ كِفْلَيْنِ مِنَ الأَجْرِ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ، وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ لَهُ فِي الْجِنَانِ، فِي كُلِّ جنَّة ألف مَدِينَة(2/120)
مِنْ ذَهَبٍ، وَأَلْفُ مَدِينَةٍ مِنْ فِضَّةٍ، وَأَلْفُ مَدِينَةٍ مِنْ لُؤْلُؤٍ، وَأَلْفُ مَدِينَةٍ مِنْ
زَبَرْجَدٍ، وَأَلْفُ مَدِينَةٍ مِنْ يَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ، وَأَلْفُ مَدِينَةٍ مِنْ دُرٍّ، وَأَلْفُ مَدِينَةٍ مِنْ جَوْهَرٍ، فِي كُلِّ مَدِينَةٍ أَلْفِ قَصْرٍ، فِي كُلِّ قَصْرٍ أَلْفُ دَارٍ، فِي كُلِّ دَارٍ أَلْفُ خَيْمَةٍ، فِي كُلِّ خَيْمَةٍ أَلْفَ بَيْتٍ، فِي كُلِّ بَيْتٍ يَعْنِي أَلْفَ سَرِيرٍ، عَلَى كُلِّ سَرِيرٍ زَوْجَةٌ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ، بَيْنَ يَدَيْ كُلِّ زَوْجَةٍ سِمَاطَانِ مِنَ الْوَصْفِ أَوِ الْوَصَايِفِ مَدَّ الْبَصَر، وكل جَارِيَةٍ مِنْهُنَّ سَبْعُونَ أَلْفَ مَشَّاطَةٍ يَمْشُطْنَ قُرُوبَهُنَّ بِمِسْكٍ أَذْفَرَ، بَيْنَ كُلِّ مَشَّاطَةٍ مِنْهَا مَا لَا عَيْنٌ رَأْتَ وَلا أُذُنٌ سَمِعَتْ وَلا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ، جَوَانِحُهُنَّ كَالأَهِلَّةِ وَأَشْفَارُهُنَّ كَقَوَادِمِ النُّسُورِ، وَيُعْطى الله عزوجل فِي كُلِّ بَيْتٍ نَهْرًا مِنْ سَلْسَبِيلٍ، وَنَهْرًا مِنْ كْوَثَرٍ، وَنَهْرًا مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ، حَافَّتَاهُ أَشْجَارٌ مَنْثُورَةٌ، حَمَلَ تِلْكَ الأَشْجَارَ حُورٌ، كُلَّمَا أَخَذَ بِيَدِهِ وَاحِدَةً مِنْهَا نَبَتَ مَكَانَهَا أُخْرَى، وَيُعْطِي اللَّهُ الْمُؤْمِنُ مِنَ الْقُوَّةِ مَا يَأْتِي عَلَى تِلْكَ الأَزْوَاجِ كُلِّهَا، وَيَأْكُلُ ذَلِكَ الطَّعَامَ، وَيَشْرَبُ ذَلِكَ الشَّرَابَ، وَكُلَّمَا أَتَى زَوْجَةً تَعُودُ كَمَا كَانَتْ، وَكُلَّمَا أَكَلَ فَكَأَنَّهُ لَمْ يَأْكُلْهَا قَطُّ، وَكُلَّمَا شَرِبَ شَرَابًا يَعُودُ كَأَنَّهُ لَمْ يَشْرَبْهُ قَطُّ.
فَقَالَ سَلْمَانُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا سَمِعَتْ أُذُنَايَ حَدِيثًا أَظْرَفَ وَلا أَعْجَبَ مِنْ هَذَا.
قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هَذَا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَعَظَمَتِهِ قَلِيلٌ، حَدَّثَنِي خَلِيلِي جِبْرِيلُ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ إِذَا قَامُوا فِي ظُلْمَةِ اللَّيْلِ وَغَفْلَةِ النَّاسِ يُصَلُّونَ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ: يَا مَلائِكَتِي إِلَى شَجَرَةٍ رَطْبَةٍ مِنْ بَيْنِ أَشْجَارٍ يَابِسَةٍ قَامَ مِنْ نَوْمٍ طَيِّبٍ وَفِرَاشٍ لَيِّنٍ، يُرِيدُ بِذَلِكَ وَجْهِي، مَا ثَوَابُهُ؟ فَتَقُولُ الْمَلائِكَةُ: أَنْتَ أَعْلَمُ يَا رَبِّ، فَيَقُولُ: اكْتُبُوا لَهُ أَلْفَ حَسَنَةٍ وَامْحُوا عَنْهُ أَلْفَ سَيِّئَةٍ وَارْفَعُوا أَلْفَ دَرَجَةٍ وَافْتَحُوا لَهُ أَلْفَ بَابٍ فِي دَارِ الْجَلالِ ".
هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِيه جمَاعَة مَجْهُولُونَ.(2/121)
صَلَاة لليلة عَاشُورَاء
حَدثنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ قُرَيْشٍ أَنْبَأَنَا الْعُشَارِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْر النُّوشَرِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ حَدَّثَنَا شُرَيْحُ بْنُ النُّعْمَانِ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من أحيى لَيْلَة عَاشُورَاء فَكَأَنَّمَا عبد الله تَعَالَى بِمِثْلِ عِبَادَةِ أَهْلِ السَّمَوَاتِ، وَمَنْ صَلَّى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ الْحَمْدَ مَرَّةً، وَخَمْسَة مَرَّةً قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، غَفَرَ اللَّهُ لَهُ ذُنُوُبَ خَمْسِينَ عَاما مَاض، وَخمسين عَاما مُسْتَقْبل، وَبَنَى لَهُ فِي الْمَثَلِ الأَعْلَى أَلْفَ أَلْفِ مِنْبَرٍ مِنْ نُورٍ ".
هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَقَدْ أَدخل على بعض الْمُتَأَخِّرين مِنْ أَهْلِ الْغَفْلَة، على أَن عبد الرحمن بْن أَبِي الزِّنَادِ مَجْرُوح.
قَالَ أَحْمَد: هُوَ مُضْطَرب الحَدِيث، وَقَالَ يحيى: لَا يحْتَج بِهِ.
صَلَاة ليَوْم عَاشُورَاء أَنبأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّيِّبِيُّ أَنْبَأَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بن على ابْن جَعْفَر أَنبأَنَا عبد الله بن عبيد الله بْنِ كَلالَةَ حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عبد الله بْنِ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ نَصْرِ بْنِ عَلِيٍّ الرَّازِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الله النَّهْرَوَانِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلٍ عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ صَلَّى يَوْمَ عَاشُورَاءَ مَا بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ أَرْبَعِينَ رَكْعَةً، يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ مَرَّةً، وَآيَة الْكُرْسِيّ عشر مَرَّات، وَقل هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ إِحْدَى عَشْرَةَ مَرَّةً، وَالْمُعَوِّذَتَيْنِ خَمْسَ مَرَّاتٍ، فَإِذَا سَلَّمَ اسْتَغْفَرَ سَبْعِينَ مَرَّةً، أَعْطَاهُ اللَّهُ فِي الْفِرْدَوْسِ قُبَّةً بَيْضَاءَ فِيهَا بَيْتٌ مِنْ زُمُرُّدَةَ خَضْرَاءَ، سَعَةُ ذَلِكَ الْبَيْتِ مِثْلُ الدُّنْيَا ثَلاثَ مَرَّاتٍ، وَفِي ذَلِكَ الْبَيْتِ سَرِيرٌ مِنْ نُورٍ، قَوَائِمُ السَّرِيرِ مِنَ الْعَنْبَرِ الأَشْهَبِ، عَلَى ذَلِكَ السرير ألفا فرَاش(2/122)
مِنَ الزَّعْفَرَانِ ".
وَذكر حَدِيثا طَويلا من هَذَا الْجِنْس.
هَذَا حَدِيث مَوْضُوع.
وكلمات الرَّسُول عَلَيْهِ السَّلامُ منزهة عَنْ مثل هَذَا التَّخْلِيط.
والرواة مَجَاهِيل.
وَالْمُتَّهَم بِهِ الْحُسَيْن.
صَلَاة لاول لَيْلَة من رَجَب أَنبأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَنْبَأَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّد بن على ابْن مُحَمَّدٍ الطَّائِيُّ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ أَبِي حَنِيفَةَ بْنِ الْحَسَنِ الْبُخَارِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو الطَّيِّبِ طَاهِرُ بْنُ الْحَسَنِ الْمُطَّوِّعِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو ذَرٍّ عَمَّارُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مخلد الْبَغْدَادِيّ حَدثنَا عبد الله بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَارِثِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ السَّرَخْسِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ صَلَّى الْمَغْرِبَ أَوَّلَ لَيْلَةٍ مِنْ رَجَبٍ ثُمَّ صَلَّى بَعْدَهَا عِشْرِينَ رَكْعَةً، يَقْرَأُ فِي كل رَكْعَة بِفَاتِحَة الْكتاب وَقل هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ مَرَّةً، وَيُسَلِّمُ فِيهِنَّ عَشْرَ تَسْلِيمَاتٍ، أَتَدْرُونَ مَا ثَوَابُهُ؟ فَإِنَّ الرُّوحَ الأَمِينَ جِبْرِيلَ عَلَّمَنِي ذَلِكَ.
قُلْنَا: اللَّهُ ورَسُولُهُ أَعْلَمُ.
قَالَ: حَفِظَهُ اللَّهُ فِي نَفْسِهِ وَمَالِهِ وَأَهْلِهِ وَوَلَدِهِ وَأُجِيرَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَجَازَ عَلَى الصِّرَاطِ كَالْبَرْقِ بِغَيْرِ حِسَابٍ وَلا عَذَابٍ ".
هَذَا حَدِيث مَوْضُوع، وَأكْثر رُوَاته مَجَاهِيل.
صَلَاة فِي رَجَب أَنبأَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَنْدَهْ قَالَ أَنْبَأَنَا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ الشِّيرَازِيُّ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ الْحَسَنِ الْحَافِظُ أَنبأَنَا أَحْمد بن عبد الله بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بن - خشنام -[هِشَامٍ] حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا أَبُو سُلَيْمَانَ الْجُرْجَانِيُّ حَدَّثَنَا حُجْرُ بْنُ هَاشِمٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَطَاءٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من صَامَ يَوْمًا مِنْ رَجَبٍ وَصَلَّى فِيهِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، يَقْرَأُ فِي أَوَّلِ رَكْعَةٍ مِائَةَ مَرَّةٍ آيَةَ الْكُرْسِيّ، وفى الرَّكْعَة الثَّانِيَة(2/123)
مِائَةَ مَرَّةٍ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، لَمْ يَمُتْ حَتَّى يَرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الْجَنَّةِ أَوْ يُرَى لَهُ ".
هَذَا حَدِيث مَوْضُوع عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أَكْثَر رُوَاته مَجَاهِيل، وعُثْمَان مَتْرُوك عِنْد الْمُحدثين.
صَلَاة الرغائب أَنبأَنَا على بن عبيد الله بْنِ الزَّاغُونِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو زَيْدٍ عبد الله بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الأَصْفَهَانِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِم عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ مَنْدَهْ ح.
وَأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ الْحَافِظُ أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ مَنْدَهْ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحُصَيْنِ على بن عبد الله ابْن جُهَيْمٍ الصُّوفِيُّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ الْبَصْرِيُّ حَدَّثَنَا أَبى حَدثنَا خلف ابْن عبد الله وَهُوَ الصَّغَانِيُّ عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " رَجَبُ شَهْرُ اللَّهِ وَشَعْبَانُ شَهْرِي وَرَمَضَانُ شَهْرُ أُمَّتِي.
قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا مَعْنَى قَوْلِكَ رَجَبُ شَهْرُ اللَّهِ؟ قَالَ: لأَنَّهُ مَخْصُوصٌ بِالْمَغْفِرَةِ، وَفِيهِ تُحْقَنُ الدِّمَاءُ، وَفِيهِ تَابَ اللَّهُ عَلَى أَنْبِيَائِهِ، وَفِيهِ أَنْقَذَ أَوْلِيَاءَهُ مِنْ يَدِ أَعْدَائِهِ.
مَنْ صَامَهُ اسْتَوْجَبَ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى ثَلاثَةَ أَشْيَاءَ: مَغْفِرَةً لِجَمِيعِ مَا سَلَفَ مِنْ ذُنُوبِهِ، وَعِصْمَةً فِيمَا بَقِيَ مِنْ عُمُرِهِ، وَأَمَانًا مِنَ الْعَطَشِ يَوْمَ الْعَرْضِ الأَكْبَرِ.
فَقَامَ شَيْخٌ ضَعِيفٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي لأَعْجَزُ عَنْ صِيَامِهِ كُلِّهِ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَوَّلَ يَوْمٍ مِنْهُ، فَإِنَّ الْحَسَنَةَ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، وَأَوْسَطَ يَوْمٍ مِنْهُ، وَآخِرَ يَوْمٍ مِنْهُ، فَإِنَّكَ تُعْطَى ثَوَابَ مَنْ صَامَهُ كُلَّهُ، لَكِنْ لَا تَغْفُلُوا عَنْ أَوَّلِ لَيْلَةٍ فِي رَجَبٍ، فَإِنَّهَا لَيْلَةٌ تُسَمِّيهَا الْمَلائِكَةُ الرَّغَائِبُ، وَذَلِكَ أَنَّهُ إِذَا مَضَى بِكَ اللَّيْلُ لَا يَبْقَى مَلَكٌ مُقَرَّبٌ فِي جَمِيعِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ إِلا وَيَجْتَمِعُونَ فِي الْكَعْبَةِ وَحَوَالَيْهَا، فَيَطَّلِعُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِمُ اطِّلاعَةً فَيَقُولُ: مَلائِكَتِي سَلُونِي مَا شِئْتُمْ، فَيَقُولُونَ يَا رَبَّنَا حَاجَتُنَا إِلَيْكَ أَنْ تَغْفِرَ لِصُوَّامِ رَجَب، فَيَقُول الله عزوجل: قَدْ فَعَلْتُ ذَلِكَ.
ثُمَّ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَمَا مِنْ أَحَدٍ يَصُومُ يَوْم الْخَمِيس أول(2/124)
خَمِيسٍ فِي رَجَبٍ، ثُمَّ يُصَلِّي فِيمَا بَيْنَ الْعِشَاءِ وَالْعَتْمَةِ، يَعْنِي لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ، ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً، يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ مَرَّةً، وَإِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَة الْقدر ثَلَاث مَرَّات، وَقل هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ مَرَّةً، يَفْصِلُ بَيْنَ كُلِّ رَكْعَتَيْنِ بِتَسْلِيمَةٍ، فَإِذَا فَرَغَ مِنْ صَلاتِهِ صَلَّى عَلَيَّ سَبْعِينَ مَرَّةً، ثُمَّ يَقُولُ: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ وَعَلَى آلِهِ، ثُمَّ يَسْجُدُ فَيَقُولُ فِي سُجُودِهِ: سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلائِكَةِ وَالرُّوحِ سَبْعِينَ مَرَّةً، ثُمَّ يَرْفَعُ رَأْسَهُ فَيَقُولُ: رَبِّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْ وَتَجَاوَزْ عَمَّا تَعْلَمُ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الأَعْظَمُ سَبْعِينَ مَرَّةً، ثُمَّ يَسْجُدُ الثَّانِيَةَ فَيَقُولُ مِثْلَ مَا قَالَ فِي السَّجْدَةِ الأُولَى، ثُمَّ يَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى حَاجَتَهُ، فَإِنَّهَا تُقْضَى.
قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا مِنْ عَبْدٍ وَلا أَمَةٍ صَلَّى هَذهِ الصَّلاةَ إِلا غَفَرَ اللَّهُ تَعَالَى لَهُ جَمِيعَ ذُنُوبِهِ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ وَعَدَدِ وَرَقِ الأَشْجَارِ، وَشَفَعَ يَوْمَ الْقِيَامَة فِي سَبْعمِائة مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ، فَإِذَا كَانَ فِي أَوَّلِ لَيْلَةٍ فِي قَبْرِهِ جَاءَهُ بواب هَذهِ الصَّلاةِ، فَيُجِيبُهُ بِوَجْهٍ طَلْقٍ وَلِسَانٍ ذَلْقٍ، فَيَقُولُ لَهُ: حَبِيبِي أَبْشِرْ فَقَدْ نَجَوْتَ مِنْ كُلِّ شِدَّةٍ، فَيَقُولُ: مَنْ أَنْتَ فَوَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ وَجْهًا أَحْسَنَ مِنْ وَجْهِكَ، وَلا سَمِعْتُ كَلامًا أَحْلَى مِنْ كَلامِكَ، وَلا شَمَمْتُ رَائِحَةً أَطْيَبَ مِنْ رَائِحَتِكَ، فَيَقُولُ لَهُ: يَا حَبِيبِي أَنَا ثَوَابُ الصَّلاةِ الَّتِي صَلَّيْتَهَا فِي لَيْلَةِ كَذَا فِي شَهْرِ كَذَا، جِئْتُ اللَّيْلَةَ لأَقْضِيَ حَقَّكَ، وَأُونِسَ وَحْدَتَكَ، وَأَرْفَعَ عَنْكَ وَحْشَتَكَ، فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ أَظْلَلْتُ فِي عَرْصَةِ الْقِيَامَةِ عَلَى رَأْسِكَ، وَأَبْشِرْ فَلَنْ تَعْدِمَ الْخَيْرَ مِنْ مَوْلاكَ أَبْدًا " وَلَفظ الحَدِيث لمُحَمد بْن نَاصِر.
هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقد اتهموا بِهِ ابْن جهيم ونسبوه إِلَى الْكَذِب، وَسمعت شَيخنَا عَبْد الْوَهَّابِ الْحَافِظ يَقُولُ: رِجَاله
مَجْهُولُونَ، وَقَدْ فتشت عَلَيْهِمْ جَمِيع الْكتب فَمَا وَجَدتهمْ.
قَالَ المُصَنّف قلت: وَلَقَد أبدع من وَضعهَا، فَإِنَّهُ يحْتَاج من يُصليهَا أَن يَصُوم(2/125)
وَرُبمَا كَانَ النَّهَار شَدِيد الْحر، فَإِذَا صَامَ وَلم يتَمَكَّن من الْأكل حَتَّى يُصَلِّي الْمغرب ثُمَّ يقف فِيهَا وَيَقَع فِي ذَلِكَ التَّسْبِيح طَوِيل وَالسُّجُود الطَّوِيل، فيأذى غَايَة الْإِيذَاء، وَإِنِّي لأغار لرمضان ولصلاة التَّرَاوِيح كَيفَ زوحهم بِهَذِهِ، بل هَذهِ عِنْد الْعَوَّامِ أعظم وَأجل، فَإِنَّهُ يحضرها من لَا يحضر الْجَمَاعَات.
صَلَاة لليلة النّصْف من رَجَب أَنبأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَزَجِيُّ أَنْبَأَنَا الْحُسَيْن بن إِبْرَاهِيم أَنبأَنَا أبوعلمس ابْن الْحَسَنِ بْنِ نَصْرٍ الأَدِيبُ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْدَانَ حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد ابْن أَحْمَدَ بْنِ يُوسُفَ حَدَّثَنَا رَبِيعَةُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن الْحُسَيْن حَدثنَا عبد الله بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ حَدَّثَنَا عِصَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ هِشَامِ بْنِ مَحْمُودِ بْنِ غَيْلانَ قَالُوا حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ يَحْيَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من صَلَّى لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ رَجَبٍ أَرْبَعَ عَشْرَةَ رَكْعَةً، يَقْرَأُ فِي كل رَكْعَة الْحَمد مرّة، وَقل هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ عِشْرِينَ مَرَّةً، وَقل أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، وَقل أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، فَإِذَا فَرَغَ مِنْ صَلاتِهِ صَلَّى عَلَيَّ عَشْرَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ يُسَبِّحُ اللَّهَ وَيَحْمَدُهُ وَيُكَبِّرُهُ وَيُهَلِّلُهُ ثَلاثِينَ مَرَّةً، بَعَثَ اللَّهُ إِلَيْهِ أَلْفَ مَلَكٍ يَكْتُبُونَ لَهُ الْحَسَنَاتِ وَيَغْرِسُونَ لَهُ الاشجار فِي الفردوس، ومحى عَنْهُ كُلَّ ذَنْبٍ أَصَابَهُ إِلَى تِلْكَ اللَّيْلَةِ، وَلَمْ يَكْتُبْ عَلَيْهِ خَطِيَّةً إِلَى مِثْلِهَا مِنَ الْقَابِلِ، وَيَكْتُبُ لَهُ بِكُلِّ حَرْفٍ قَرَأَ فِي هَذِه الصَّلَاة سَبْعمِائة حَسَنَةٍ، وَبَنَى لَهُ بِكُلِّ رُكُوعٍ وَسُجُودٍ عَشْرَةَ قُصُورٍ فِي الْجَنَّةِ من زبر جد أَخْضَرَ، وَأُعْطِيَ بِكُلِّ رَكْعَةٍ عَشْرَ مَدَائِنَ فِي الْجَنَّةِ، كُلُّ مَدِينَةٍ مِنْ يَاقُوتَةٍ
حَمْرَاءَ، وَيَأْتِيهِ مَلَكٌ فَيَضَعُ يَدَهُ بَيْنَ كَتِفَيْهِ فَيَقُولُ: اسْتَأْنَفِ الْعَمَلَ فَقَدْ غُفِرَ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ ".
وَهَذَا مَوْضُوع وَرُوَاته مَجْهُولُونَ، وَلا يخفى تركيب إِسْنَاده وجهالة رِجَاله، وَالظَّاهِر أَنَّهُ من عمل الْحُسَيْن بْن إِبْرَاهِيم.(2/126)
صلوَات لَيْلَة النّصْف من شعْبَان مِنْهَا الصَّلَاة المتداولة بَين النَّاس، وَقد رويت من طَرِيق على عَلَيْهِ السَّلَام، وَمن طَرِيق ابْن عمر، وَمن طَرِيق أَبى جَعْفَر الباقر مَقْطُوعَة الاسناد.
أما طَرِيق عَلَى عَلَيْهِ السَّلامُ: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بن نَاصِر الْحَافِظ أَنبأَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحسن الْحداد أَنبأَنَا أَبُو بكر أَحْمد بن الْفضل بن مُحَمَّد المقرى أَنبأَنَا أَبُو عَمْرو عبد الرحمن بن طَلْحَة الطليحى أَنبأَنَا الْفضل بن مُحَمَّد الزَّعْفَرَانِي حَدثنَا هَارُون بْنُ سُلَيْمَانَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحسن عَن سُفْيَان الثور عَنْ لَيْثِ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَنْ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنه قَالَ - مَا يملى -[يَا على] من صلى مائَة رَكْعَة فِي لَيْلَة النّصْف، يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ بِفَاتِحَةِ الْكتاب وَقل هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ عَشْرَ مَرَّاتٍ قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم: يَا على مَا من عبد يصلى هَذِه الصَّلَوَات إِلَّا قضى الله عز وَجل لَهُ كل حَاجَة طلبَهَا تِلْكَ اللَّيْلَة.
قيل: يَا رَسُول الله وَإِن كَانَ الله جعله شقيا أيجعله سعيدا قَالَ: والذى نَفسِي بِالْحَقِّ يَا على إِن مَكْتُوب فِي اللَّوْح أَن فلَان بن فلَان خلق شقيا، ويمحوه الله عزوجل، ويجعله سعيدا، وَيبْعَث الله إِلَيْهِ سبعين أَلْفَ مَلَكٍ يَكْتُبُونَ لَهُ الْحَسَنَاتِ ويمحون عِنْد السَّيِّئَات ويرفعون لَهُ الدَّرَجَات إِلَى رَأس السّنة، وَيبْعَث الله عزوجل فِي جنَّات عدن سبعين ألف ملك أَو سَبْعمِائة ألف ملك، يبنون لَهُ الْمَدَائِن والقصور ويغرسون لَهُ الاشجار مَا لَا عَيْنٌ رَأْتَ وَلا أُذُنٌ سَمِعَتْ وَلا خَطَرَ عَلَى قلب المخلوقين مثل هَذِه الْجنان، فِي كل جنَّة على مَا وصفت لكم فِي الْمَدَائِن والقصور والاشجار، فَإِن مَاتَ من ليلته قبل أَن يحِيل
الْحول مَاتَ شَهِيدا وَيُعْطِيه الله تَعَالَى بِكُل حرف من قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ فِي ليلته من ذَلِك تسعين حوراء لكل حوراء وصيف ووصيفة [و] سَبْعُونَ ألف غلْمَان وَسَبْعُونَ ألف ولدان وَسَبْعُونَ ألفا قهارمة وَسَبْعُونَ ألفا حِجَابا.
وكل مَنْ قَرَأَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أحد فِي تِلْكَ اللَّيْلَة يكْتب لَهُ أجر سبعين شَهِيدا، وَتقبل صلَاته الَّتِى صلاهَا قبل ذَلِك، وَتقبل مَا يصلى بعْدهَا.
وَإِن كَانَ والداه فِي النَّار دَعَا لَهما أخرجهُمَا الله(2/127)
من النَّار بعد إِن لم يشركا بِاللَّه شَيْئا يدخلَانِ الْجنَّة يشفع كل وَاحِد مِنْهُم فِي سبعين ألفا إِلَى آخر ثَلَاث مَرَّات.
قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم: وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ إِنَّهُ لَا يَخْرُجُ مِنَ الدُّنْيَا حَتَّى يَرَى فِي الْجنَّة مَا خلقه الله أَو يرَاهُ، والذى بعثثى بِالْحَقِّ إِن الله يبْعَث فِي كل سَاعَة من سَاعَات اللَّيْل وَالنَّهَار وهى أَربع وَعِشْرُونَ سَاعَة سبعين ألف ملك يسلمُونَ عَلَيْهِ ويصافحونه وَيدعونَ لَهُ إِلَى أَن ينْفخ فِي الصُّور، ويحشر يَوْم الْقِيَامَة مَعَ الْكِرَام البررة وَيَأْمُر الْكَاتِبين أَن لَا يكتبوا على عبدى سَيِّئَة ويكتبوا لَهُ الْحَسَنَات إِلَى أَن يحول عَلَيْهِ الْحول، وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم: من صلى هَذِه الصَّلَاة وَهُوَ يُرِيد الصَّلَاة وَالدَّار الْآخِرَة يَجْعَل الله لَهُ نَصِيبا من عِنْده تِلْكَ اللَّيْلَة ".
وَأما طَرِيق ابْن عمر فأنبأنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَزَجِيُّ أَنْبَأَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَابَارٍ الْمُذَكِّرُ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زيرك أَنبأَنَا أَبُو سهل عبيد الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيرَكَ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي زَكَرِيَّا الْفَقِيه حَدثنَا إِبْرَاهِيم ابْن مُحَمَّدٍ الدَّرَبَنْدِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَصْرَمَ الْمُزَنِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو إِبْرَاهِيم الترجمانى حَدثنَا صَالح الشمامى عَن عبد الله بْنِ ضِرَارٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَرَأَ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ أَلْفَ مَرَّةٍ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ فِي مِائَةِ رَكْعَةٍ، لَمْ يَخْرُجْ مِنَ الدُّنْيَا
حَتَّى يَبَعَثَ اللَّهُ إِلَيْهِ فِي مَنَامِهِ مِائَةَ مَلَكٍ يُلَبُّونَ يُبَشِّرُونَهُ بِالْجَنَّةِ وَثَلاثُونَ يُؤَمِّنُونَهُ مِنَ النَّارِ وَثَلاثُونَ يَعْصِمُونَهُ مِنْ أَنْ يُخْطِئَ وَعِشْرُونَ يَكِيدُونَ مَنْ عَادَاهُ ".
وَأما طَرِيق أَبِي جَعْفَر الباقر: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيِّ بْنُ الْبَنَّا أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ عُمَرَ الْعَلافُ حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْفَامِيُّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بُنْدَارٍ البَرْدَعِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ يَعْقُوبُ بن عبد الرحمن حَدثنَا مُحَمَّد بن عبيد الله قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ مِقْدَامٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَرَأَ لَيْلَةَ النِّصْفِ من شعْبَان(2/128)
أَلْفَ مَرَّةٍ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ عَشْرَ مَرَّاتٍ، لَمْ يَمُتْ حَتَّى يَبْعَثَ اللَّهُ إِلَيْهِ مِائَةَ مَلَكٍ ثَلاثُونَ يُبَشِّرُونَهُ بِالْجَنَّةِ وَثَلاثُونَ يُؤَمِّنُونَهُ مِنَ النَّارِ وَثَلاثُونَ يُقَوِّمُونَهُ أَنْ يُخْطِئَ وَعَشْرُ أَمْلاكٍ يَكْتُبُونَ أَعْدَاهُ ".
هَذَا حَدِيث لَا نشك أَنَّهُ مَوْضُوع، وَجُمْهُور رُوَاته فِي الطّرق الثَّلَاثَة مَجَاهِيل وَفِيهِمْ ضعفاء بمره والْحَدِيث محَال قطعا وَقَدْ رَأينَا كثيرا مِمَّن يصلى عدَّة الصَّلاة ويتفق قصر اللَّيْل فيفوتهم صَلَاة الْفجْر ويصبحون كسَالَى وَقَدْ جعلهَا جهلة أَئِمَّة الْمَسَاجِد مَعَ صَلَاة الرغائب وَنَحْوهَا من الصَّلَوَات شبكة لمجمع الْعَوَّامِ وطلبا لرياسة التَّقَدُّم وملأ بذكرها الْقصاص مجَالِسهمْ وكل ذَلِكَ عَنِ الْحَقِّ بمعزل.
صَلَاة ثَانِيَة أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيِّ بْنُ الْبَنَّا قَالَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْكَاتِبُ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو سَهْلٍ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ مُحَمَّد الْعنطرِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْيُونَانِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عبد الله بْنُ دَاوُدَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حبهان حَدثنَا عمر بن عبد الرحيم حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَهْبِ بْنِ عَطِيَّةَ الدِّمَشْقِيُّ عَنْ بَقِيَّةَ بْنِ الْوَلِيدِ عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ مِسْوَرٍ الشَّيْبَانِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ
النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ صَلَّى لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ثَلاثِينَ مَرَّةً، لَمْ يَخْرُجْ حَتَّى يَرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الْجَنَّةِ وَيَشْفَعُ فِي عَشَرَةٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ كُلُّهُمْ وَجَبَتْ لَهُ النَّارُ ".
هَذَا مَوْضُوع أَيْضا وَفِيهِ جمَاعَة مَجْهُولُونَ وَقبل أَن يصل إِلَى بَقِيَّة وَلَيْث وهما ضعفاء فالبلاء مِمَّن قبلهم.
صَلَاة ثَالِثَة أَنبأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَزَجِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْكَرْجِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ ابْن مُحَمَّدٍ الْخَطِيبُ أَنْبَأَنَا الْحَاكِمُ أَبُو الْقَاسِم عبد الله بن أَحْمد الحسكاني حَدَّثَنى(2/129)
أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْخَالِقِ بْنُ عَلِيٍّ الْمُؤَذِّنُ حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ بِسْطَامَ الْقُومَسِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَابِرٍ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ حَدَّثَنَا خَالِدٌ الْحِمْصِيُّ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سَعِيدِ بْنِ كَثِيرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُهَاجِرِ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ قَالَ عَلِيُّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنْهُ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ النِّصْف مِنْ شَعْبَانَ قَامَ فَصَلَّى أَرْبَعَ عَشْرَةَ رَكْعَةً ثُمَّ جَلَسَ بَعْدَ الْفَرَاغِ فَقَرَأَ بِأُمِّ الْقُرْآنِ أَرْبَعَ عشرَة مرّة وَقل هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ أَرْبَعَ عَشْرَةَ مرّة وَقل أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ أَرْبَعَ عَشْرَةَ مرّة وَقل أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ أَرْبَعَ عَشْرَةَ مرّة وَآيَة الْكُرْسِيّ مرّة وَلَقَد جَاءَكُم رَسُول الآيَةَ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ صَلاتِهِ سَأَلْتُ عَمَّا رَأَيْتُ مِنْ صَنِيعِهِ فَقَالَ: مَنْ صَنَعَ مِثْلَ الَّذِي رَأَيْتَ كَانَ لَهُ كَعِشْرِينَ حِجَّةً مَبْرُورَةً وَكَصِيَامِ عِشْرِينَ سَنَةً مَقْبُولَةً، فَإِنْ أَصْبَحَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ صَائِمًا كَانَ كَصِيَامِ سِتِّينَ سَنَةٍ مَاضِيَةٍ وَسَنَةٍ مُسْتَقَبَلَةٍ ".
وَهَذَا مَوْضُوع أَيْضا وَإِسْنَاده مظلم وَكَانَ وَاضعه يكْتب من الْأَسْمَاء مَا وَقع لَهُ
وَيذكر قوما مَا يعْرفُونَ، وَفِي الْإِسْنَاد مُحَمَّد بْن مهَاجر قَالَ ابْنُ حَنْبَل: يضع الحَدِيث.
وَقَدْ رويت صلوَات أخر مَوْضُوعَة، فَلم أر التَّطْوِيل بِذكرِهِ إِلا لخفى بُطْلَانه.
صَلَاة لليلة الْفطر أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا أَبُو غَالب أَحْمد بن عبيد الله الدَّلالُ أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَلالُ أَجَازَهُ قَالَ قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْفَتْحِ يُوسُفَ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَسْرُوقٍ الْقَوَّاصِ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ الْبَزَّازُ حَدَّثَنَا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ الْقَاسِمِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ أَبِي طَيْبَةَ عَنْ كُرْزِ بْنِ وَبَرَةَ عَنْ الرّبيع بن خَيْثَم عَن عبد الله بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ إِنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ أَخْبَرَنِي عَنْ إِسْرَافِيلَ عَنْ ربه(2/130)
عزوجل أَنَّهُ مَنْ صَلَّى لَيْلَةَ الْفِطْرِ مِائَةَ رَكْعَةٍ، يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَة الْحَمد مرّة وَقل هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ عَشْرَ مَرَّاتٍ وَيَقُولُ فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ عَشْرَ مَرَّاتٍ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ فَإِذَا فَرَغَ مِنْ صَلاتِهِ اسْتَغْفَرَ مِائَةَ مَرَّةً ثُمَّ يَسْجُدُ ثُمَّ يَقُولُ: يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ يَا ذَا الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ يَا رَحْمَنَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَرَحِيمِهُمَا يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ يَا إِلَهَ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي وَتَقَبَّلْ صَوْمِي وَصَلاتِي، وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ إِنَّهُ لَا يَرْفَعُ رَأْسَهُ مِنَ السُّجُودِ حَتَّى يَغْفِرَ اللَّهُ عزوجل لَهُ وَيَتَقَبَّلَ مِنْهُ شَهْرَ رَمَضَانَ وَيَتَجَاوَزَ عَنْ ذُنُوبِهِ وَإِنْ كَانَ قَدْ أَذْنَبَ سَبْعِينَ ذَنْبًا كُلُّ ذَنْبٍ أَعْظَمُ مِنْ جَمِيعِ النَّارِ وَيَتَقَبَّلُ مِنْ كَوْرَتِهِ شَهْرَ رَمَضَانَ.
قَالَ قُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ يَتَقَبَّلُ مِنْهُ خَاصَّةً وَمِنْ جَمِيعِ أَهْلِ بَلَدِهِ عَامَّةً.
قَالَ: وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ مَا مِنْ مُصَلٍّ هَذهِ الصَّلاةَ وَاسْتَغَفَرَ هَذَا الاسْتِغْفَارَ فَإِنَّ الله عزوجل يَتَقَبَّلُ صَلاتَهُ وَصِيَامَهُ لأَنَّ اللَّهَ عزوجل قَالَ فِي كِتَابِهِ (اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّه كَانَ غفارًا) ثُمَّ قَالَ:
(تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى) وَقَالَ: (وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُور رَحِيم) وَقَالَ: (وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا) وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هَذهِ لأُمَّتِي الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ، لمن يُعْطِهَا لِمَنْ كَانَ قَبْلِي ".
هَذَا حَدِيثٌ لَا نَشُكُّ فِي وَضْعِهِ، وَفِيه جمَاعَة لَا يعْرفُونَ أصلا.
صَلَاة يَوْم الْفطر أَنبأَنَا مُحَمَّد بن نَاصِر الْحَافِظ أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ عُمَرَ الْعَلافُ أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِم الغامى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ صديق حَدثنَا يَعْقُوب بن عبد الرحمن حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَر المروزى حَدَّثَنى عبد الله بْنُ مُحَمَّد حَدَّثَنَا مَالِكٌ عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ صَلَّى يَوْمَ الْفطر بعد مَا يُصَلِّي عِيدَهُ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، يَقْرَأُ فِي أَوَّلِ رَكْعَةٍ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَسبح اسْم رَبك الاعلى،(2/131)
وفى الثَّانِيَة بالشمس وَضُحَاهَا، وفى الثَّالِثَة وَالضُّحَى، وَفِي الرَّابِعَةِ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، فَكَأَنَّمَا قَرَأَ كُلَّ كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى عَلَى أَنْبِيَائِهِ، وَكَأَنَّمَا أَشْبَعَ جَمِيعَ الْيَتَامَى وَدَهَنَهُمْ وَنَظَّفَهُمْ، وَكَانَ لَهُ مِنَ الأَجْرِ مِثْلُ مَا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ وَيُغْفَرُ لَهُ ذُنُوبُ خَمْسِينَ سَنَةً " هَذَا حَدِيث مَوْضُوع وَفِيهِ مَجَاهِيل.
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لَا يحل ذكر عبد الله ابْن مُحَمَّد فِي الْكتب.
صَلَاة ليَوْم عَرَفَة أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبَنَّا أَنْبَأَنَا هِلالُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْحُلْوَانِيُّ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ الْبَلْخِيُّ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى الْقَطَّانُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَافِعٍ حَدَّثَنَا مَسْعُودُ بْنُ وَاصِلٍ حَدَّثَنَا النَّهَّاسُ بْنُ قَهْمٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ
رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ صَلَّى يَوْمَ عَرَفَة بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ أَرْبَعَ رَكْعَاتٍ، يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَة الْكتاب مرّة، وَقل هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ خَمْسِينَ مَرَّةً، كَتَبَ اللَّهُ تَعَالَى لَهُ أَلْفَ أَلْفِ حَسَنَةٍ، وَرُفِعَ لَهُ بِكُلِّ حَرْفٍ دَرَجَةً فِي الْجَنَّةِ مَا بَين كل دَرَجَتَيْنِ مسيرَة خَمْسمِائَة عَامٍ، وَيُزَوِّجُهُ اللَّهُ بِكُلِّ حَرْفٍ فِي الْقُرْآنِ حَوْرَاءُ مَعَ كُلِّ حَوْرَاءَ سَبْعُونَ أَلْفَ مَائِدَةٍ مِنَ الدُّرِّ وَالْيَاقُوتِ، عَلَى كُلِّ مَائِدَةٍ سَبْعُونَ أَلْفَ لَوْنٍ مِنْ لَحْمِ طَيْرٍ خُضْرٍ، بَرْدُهُ بَرْدُ الثَّلْجِ وَحَلاوَتُهُ حَلاوَةُ الْعَسَلِ وَرِيحُهُ رِيحُ الْمِسْكِ لَمْ يَمْسَسْهُ نَارٌ وَلا حَدِيدٌ تَجِدُ لآخِرِهِ طَعْمًا كَمَا تَجِدُ لأَوَّلِهِ ثُمَّ يَأْتِيهِمْ طَيْرٌ جَنَاحَاهُ مِنْ يَاقُوتَتَيْنِ حَمْرَاوَيْنِ مِنْقَارُهُ مِنْ ذَهَبٍ لَهُ سَبْعُونَ أَلْفَ جَنَاحٍ فَيُنَادِي بِصَوْتٍ لَذِيذٍ لَمْ يَسْمَعِ السَّامِعُونَ بِمِثْلِهِ: مَرْحَبًا بِأَهْلِ عَرَفَةَ.
قَالَ وَيَسْقُطُ ذَلِكَ الطَّيْرُ فِي صَحْفَةِ الرَّجُلِ مِنْهُمْ، فَيَخْرُجُ مِنْ تَحْتِ كُلِّ جَنَاحٍ مِنْ أَجْنِحَتِهِ سَبْعُونَ لَوْنًا مِن الطَّعَامِ، فَيَأْكُلُ مِنْهُ وَيَنْتَفِضُ فَيَطِيرُ فَإِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ أَضَاءَ لَهُ بِكُل حرف فِي الْقُرْآن نور حَتَّى يَرَى الطَّائِفِينَ حَوْلَ الْبَيْتِ وَيُفْتَحُ لَهُ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ ثُمَّ يَقُولُ عِنْدَ ذَلِكَ(2/132)
رَبِّ أَقِمِ السَّاعَةَ رَبِّ أَقِمِ السَّاعَةِ مِمَّا يَرَى مِنَ الثَّوَابِ وَالْكَرَامَةِ ".
هَذَا حَدِيث مَوْضُوع فِيهِ ضِعَاف ومجاهيل.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: النهاس لَا يساوى شَيْئًا.
وَقَالَ ابْن حِبَّانَ: كَانَ يروي الْمَنَاكِير عَن الْمَشَاهِير لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ.
صَلَاة أُخْرَى أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْحَافِظُ أَنْبَأَنَا وَحَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّد عبد الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَدِينِيُّ حَدَّثَنَا عبد الله بن عمر العابدى حَدثنَا عبد الرحمن بْنُ أَنْعُمَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْحسن وَمُعَاوِيَة ابْن قُرَّةَ وَأَبِي وَائِلٍ عَنْ عَلِيِّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنْهُ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ صَلَّى يَوْمَ عَرَفَة رَكْعَتَيْنِ يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ بِفَاتِحَة الْكِتَابِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ فِي كُلِّ مرّة يبْدَأ بِبسْم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم وَيَخْتِمُ آخِرَهَا بِآيَتَيْنِ ثُمَّ يَقْرَأُ بقل يَا أَيهَا الْكَافِرُونَ ثَلَاث مَرَّات وَقل هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ مِائَة مَرَّةٍ يبْدَأ فِي كُلِّ مَرَّةٍ بِبِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَن الرَّحِيم إِلَّا قَالَ الله عزوجل أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُ ".
وَهَذَا لَا يَصح عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَابْن أنعم قَدْ ضَعَّفُوهُ.
قَالَ أَحْمَد: نَحن لَا نروي عَنْهُ شَيْئًا.
وَقَالَ ابْن حِبَّانَ: يروي الموضوعات عَن الثقاة وَيُدَلس عَنْ مُحَمَّد بْن سَعِيد المصلوب.
صَلَاة لليلة النَّحْر أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَيْمُونٍ أَنبأَنَا أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن على بن عبد الرحمن أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْجَرَّاحِ الْقَطَوَانِيُّ أَنْبَأَنَا أَبِي حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَحْمد بن عبد الله حَدثنَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن غَالب حَدثنَا(2/133)
الْوَلِيد بن مُسلم عَن عبد الرحمن بْنِ يَزِيدَ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عبد الرحمن عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ صَلَّى لَيْلَةَ النَّحْرِ رَكْعَتَيْنِ يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَة بِفَاتِحَة الْكتاب خمس عشرَة مرّة وَقل هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ خَمْسَ عَشْرَةَ مرّة وَقل أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ خَمْسَ عَشْرَةَ مرّة وَقل أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ خَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّةً، فَإِذَا سَلَّمَ قَرَأَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ ثَلاثَ مَرَّاتٍ وَيَسْتَغْفِرُ اللَّهَ خَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّةً، جَعَلَ اللَّهُ اسْمَهُ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَغَفَرَ لَهُ ذُنُوبَ السِّرِّ وَذُنُوبَ الْعَلانِيَةِ وَكَتَبَ لَهُ بِكُلِّ آيَةٍ قَرَأَهَا حِجَّةً وَعُمْرَةً، وَكَأَنَّمَا أَعْتَقَ سِتِّينَ رَقَبَةً مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، فَإِنْ مَاتَ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الأُخْرَى مَاتَ شَهِيدًا ".
هَذَا حَدِيث لَا يَصح فِي إِسْنَاده الْقَاسِم.
قَالَ أَحْمَد: مُنكر الحَدِيث حدث عَنْهُ
عَلِيّ بْن زَيْد أَعَاجِيب وَمَا أرها إِلا من قبل الْقَاسِمِ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ يَرْوِي عَنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُعْضَلاتِ.
وَفِيهِ أَحْمَد بْن مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ وَهُوَ غُلَام خَلِيل كَانَ يضع الحَدِيث.
صلوَات تفعل لاغراض صَلَاة التَّوْبَة أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا أَبُو صَالح أَحْمد بن عبد الملك النَّيْسَابُورِيُّ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الشَّاهِدُ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الأَشْعَثُ حَدَّثَنَا أَبُو طَلْحَةَ شُرَيْحُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ التَّمِيمِيُّ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ بْنِ الْحُسَيْنِ حَدَّثَنَا شَدَّادُ بْنُ حَكِيمٍ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رَفِيعٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: " قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ يَنْبَغِي لِلْمُذْنِبِ أَنْ يَتُوبَ مِنَ الذُّنُوبِ؟ قَالَ: يَغْتَسِلُ لَيْلَةَ الاثْنَيْنِ بَعْدَ الْوِتْرِ وَيُصَلِّي اثْنَتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَة بِفَاتِحَة الْكتاب وَقل يَا أَيهَا الْكَافِرُونَ مَرَّةً وَعَشْرَ مَرَّاتٍ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ثُمَّ يَقُومُ(2/134)
وَيُصَلِّي أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ وَيُسَلِّمُ وَيَسْجُدُ وَيَقْرَأُ فِي سُجُودِهِ آيَةَ الْكُرْسِيِّ مَرَّةً ثُمَّ يَرْفَعُ رَأْسَهُ وَيَسْتَغْفِرُ مِائَةَ مَرَّةٍ وَيَقُولُ مِائَةَ مَرَّةٍ لَا حَوَل وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ وَيُصْبِحُ مِنَ الْغَدِ صَائِمًا وَيصلى عِنْد إفطاره رَكْعَتَيْنِ بِفَاتِحَة الْكِتَابِ وَخَمْسَ مَرَّاتٍ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَيَقُولُ يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي كَمَا تَقَبَّلْتَ مِنْ نَبِيِّكَ دَاوُدَ وَاعْصِمْنِي كَمَا عَصَمْتَ يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا وَأَصْلِحْنِي كَمَا أصلحت أوليائك الصَّالِحِينَ.
اللَّهُمَّ إِنِّي نَادِمٌ عَلَى مَا فَعَلْتُ فَاعْصِمْنِي حَتَّى لَا أُعْطِيك.
ثُمَّ يَقُومُ نَادِمًا فَإِنَّ رَأْسَ مَا التَّائِبِ النَّدَامَةُ، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ تَقَبَّلَ اللَّهُ تَوْبَتَهُ وَقَضَى حَوَائِجَهُ وَيَقُومُ مِنْ مَقَامِهِ وَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ الذُّنُوبَ كَمَا غَفَرَ لِدَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلامُ، وَبَعَثَ اللَّهُ إِلَيْهِ أَلْفَ مَلَكٍ يَحْفَظُونَهُ مِنْ
إِبْلِيسَ وَجُنُودِهِ إِلَى أَنْ يُفَارِقَ الرُّوحُ جَسَدَهُ وَلا يَخْرُجُ مِنَ الدُّنْيَا حَتَّى يَرَى مَكَانَهُ مِنَ الْجَنَّةِ، وَيَقْبِضُ اللَّهُ رُوحَهُ وَاللَّهُ عَنْهُ رَاضٍ وَيُغَسِّلُهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ مَعَ ثَمَانِينَ أَلْفَ مَلَكٍ يَسْتَغْفِرُونَ لَهُ وَيَكْتُبُونَ لَهُ الْحَسَنَاتِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَيُبَشِّرُهُ مُنْكَرٌ وَنَكِيرٌ بِالْجَنَّةِ وَفَتَحَ اللَّهُ فِي قَبْرِهِ بَابَيْنِ مِنَ الْجَنَّةِ وَيَدْخُلُ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ وَيُجَاوِرُ فِيهَا يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا عَلَيْهِ السَّلامُ ".
هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ لَمْ يَقُلْهُ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلا رَوَاهُ أَبُو ذَرٍّ وَلا زَيْد بْن وَهْب وَفِي إِسْنَاده مَجَاهِيل، وَلَقَد أبدع الَّذِي وَضعه واجترأ على الشَّرِيعَة بأَشْيَاء بَارِدَة.
قَالَ ابْن عَبَّاسٍ الْحَافِظ: هَذَا حَدِيث بَاطِل مُنكر لَا يُتَابع عَلَيْهِ رَاوِيه.
وَالْحمل فِيهِ على من دون جرير.
صَلَاة لاضاعة الصَّلَاة حدثت عَنْ أَبِي الأَسْعَدِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا أَحْمد بن عبيد الله النَّهْرَوَانِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ " دَخَلَ شَابٌّ مِنْ أَهْلِ الطَّائِفِ عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ(2/135)
إِنِّي عَصَيْتُ رَبِّي، وَأَضَعْتُ صَلاتِي، فَمَا حِيلَتِي؟ قَالَ: حِيلَتُكَ بَعْدَ مَا تُبْتَ وَنَدِمْتَ عَلَى مَا صَنَعْتَ أَنْ تُصَلِّيَ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ ثَمَانِ رَكَعَاتٍ تَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَة الْكِتَابِ مَرَّةً وَخَمْسًا وَعِشْرِينَ مَرَّةً قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ.
فَإِذَا فَرَغْتَ مِنْ صَلاتِكَ فَقُلْ بَعْدَ التَّسْلِيمِ أَلْفَ مَرَّةٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الامي فَإِن الله عزوجل يَجْعَلُ ذَلِكَ كَفَّارَةً لِصَلَوَاتِكَ.
وَلَوْ تَرَكْتَ - صَلاةَ -[الصَّلاةِ] مِائَتَيْ سَنَةٍ.
وَغَفَرَ اللَّهُ لَكَ الذُّنُوبَ كُلَّهَا وَكَتَبَ اللَّهُ لَكَ بِكُلِّ رَكْعَةٍ مَدِينَةً فِي الْجَنَّةِ، وَأَعْطَاكَ بِكُلِّ آيَةٍ قَرَأْتَهَا أَلْفَ حَوْرَاءَ، وَتَدْخُلُ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ، وَمَنْ صَلَّى بَعْدَ مَوْتِي هَذهِ الصَّلاةَ يَرَانِي فِي الْمَنَامِ مِنْ لَيْلَتِهِ وَإِلا فَلا تَتِمُّ مِنَ الْجُمُعَةِ الْقَابِلَةِ حَتَّى يَرَانِي فِي الْمَنَامِ،
وَمَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَلَهُ الْجَنَّةُ ".
هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ بِلا شَكٍّ وَكَانَ وَاضعه من جهلة الْقصاص وأخاف أَن يكون قَاصِدا لشين الإِسْلام، لِأَنَّهُ إِذَا صلى الأنسان هَذهِ الصَّلاة، وَلم ير النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَنَامه شكّ فِي قَول الرَّسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَيف تقوم رَكْعَتَانِ يسيرَة يتَطَوَّع بِهَا مقَام صلوَات كَثِيرَة مفترضة.
هَذَا محَال وَفِي إِسْنَاده مَجَاهِيل فَلَيْسَ بشئ أصلا.
صَلَاة من فعلهَا رأى مَكَانَهُ فِي الْجنَّة روى إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي يَزِيدَ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ خَالِدِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ أَنْسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ لَمْ يَفُتْهُ رَكْعَةٌ مِنْ صَلاةِ الْغَدَاةِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً لَمْ يَمُتْ حَتَّى يَرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الْجَنَّةِ ".
وَإِسْحَاق مَجْهُول وقَدِ اتَّهَمُوهُ بِوَضْعِهِ.
صَلَاة لرؤية اللَّه تَعَالَى فِي الْمَنَامِ قَالَ سبقت فِي ذكر صَلَاة يَوْم الْجُمُعَة.(2/136)
صَلَاة لرؤية رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَنَامِ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا أَبُو صَالح أَحْمد بن عبد الملك النَّيْسَابُورِيُّ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْفَقِيهُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الأَشْعَثِ حَدَّثَنَا شُرَيْحُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ التَّمِيمِيُّ وَأَبُو يَعْقُوبَ يُوسُفُ بْن عَلِيٍّ قَالا حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ بْنِ الْحُسَيْنِ حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: " مَا مِنْ مُؤْمِنٍ يُصَلِّي لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ رَكْعَتَيْنِ يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ وَخَمْسًا وَعِشْرِينَ مَرَّةً قُلْ هُوَ اللَّهُ
أَحَدٌ ثُمَّ يُسَلِّمُ ثُمَّ يَقُولُ أَلْفَ مَرَّةٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ، فَإِنَّهُ يَرَانِي فِي لَيْلَتِهِ فِي الْمَنَامِ وَأَلا تَتِمَّ لَهُ الْجُمُعَةُ الْقَابِلَةِ حَتَّى يَرَانِي فِي الْمَنَامِ، وَمَنْ رَآنِي غَفَرَ اللَّهُ لَهُ الذُّنُوبَ ".
هَذَا حَدِيث لَا يَصح وَفِيه جمَاعَة مَجْهُولُونَ.
صَلَاة أُخْرَى لرُؤْيَته عَلَيْهِ السَّلَام أَنبأَنَا عبد الله بْنُ عَلِيٍّ الْمُقْرِي أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ عبيد الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْفَرَضِيُّ حَدَّثَنِي أَبُو الطَّيِّبِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمد ابْن مُوسَى بْنِ هَارُونَ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبُزُورِيُّ سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عُكَّاشَةَ الْكَرْمَانِيَّ يَقُولُ أَنْبَأَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ حَمَّادٍ الْكَرْمَانِيُّ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: " مَنِ اغْتَسَلَ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ يقْرَأ فيهمَا بقل هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ أَلْفَ مَرَّةٍ ثُمَّ نَامَ رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ ابْنُ عكاشة: قدمت عَلَيْهِ نَحْو مِنْ سَنَتَيْنِ أَغْتَسِلُ كُلَّ لَيْلَةِ جُمُعَةٍ وَأُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ وَأَقْرَأُ فِيهِمَا قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ أَلْفَ مَرَّةٍ طَمَعًا أَنْ أَرَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَنَامِ، فَأَتَتْ عَلَيَّ لَيْلَةٌ بَارِدَةٌ فَاغْتَسَلْتُ وَصَلَّيْتُ رَكْعَتَيْنِ قَرَأْتُ فِيهِمَا قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ أَلْفَ مرّة، ثمَّ أخذت مضجعي(2/137)
فَأَصَابَنِي حُلْمٌ فَقُمْتُ الثَّانِيَةَ فَاغْتَسَلْتُ وَصَلَّيْتُ رَكْعَتَيْنِ قَرَأْتُ فِيهِمَا قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ أَلْفَ مَرَّةٍ، فَلَمَّا فَرَغْتُ مِنْهُمَا وَكَانَ قَرِيبًا مِنَ السَّحَرِ اسْتَنَدْتُ إِلَى الْحَائِطِ فَدَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَيْهِ بُرْدَانِ فَبَدَأَنِي فَقَالَ: حَيَّاكَ اللَّهُ يَا مُحَمَّدُ ".
وَذَكَرَ أَنَّهُ عَرَضَ عَلَيْهِ اعْتِقَادًا فِي قِصَّةٍ طَوِيلَةٍ.
وَمُحَمَّد بْن عكاشة من أكذب النَّاس.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: كَانَ كذابا.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: يضع الحَدِيث.
صَلَاة لحفظ الْقُرْآن أَنبأَنَا ظَفْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْهَمْدَانِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ مَحْمُودُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ
الصَّرفِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْحَاقَ التُّسْتَرِيُّ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْقُرَشِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلامُ: " يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ الْقُرْآنَ يَتَقَلَّبُ فِي صَدْرِي، فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَلا أُعَلِّمُكَ كَلَمَاتٍ يَنْفَعُكَ اللَّهُ بِهِنَّ وَيَنْفَعُ مَنْ عَلَّمْتَهُ؟ قَالَ: بَلَى بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي.
قَالَ: صَلِّ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، تَقْرَأُ فِي الرَّكْعَةِ الأُولَى بِفَاتِحَةِ الْكتاب وَيس، وفى الثَّانِيَة بِفَاتِحَة الْكتاب وتبارك الْمُفَصَّلِ، فَإِذَا فَرَغْتَ مِنَ التَّشَهُّدِ فَاحْمَدِ اللَّهَ تَعَالَى وَاثْنِ عَلَيْهِ وَصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاسْتَغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِينَ ثُمَّ قُلِ: اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي بِتَرْكِ الْمَعَاصِي أَبَدًا مَا أَبْقَيْتَنِي ".
هَذَا حَدِيث لَا يَصح.
وَمُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيمَ مَجْرُوح.
وَأَبُو صَالِح لَا نعلمهُ إِلا إِسْحَاق بْن نجيح وَهُوَ مَتْرُوك.
طَرِيق آخر: أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْجَرِيرِيُّ عَنْ أَبِي طَالِبٍ الْعُشَارِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُقْرِي حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارُ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ " أَنَّهُ بَيْنَمَا هُوَ جَالِسٌ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ جَاءَ على(2/138)
ابْن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ فَقَالَ: بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ يَتَفَلَّتُ هَذَا الْقُرْآن مِنْ صَدْرِي فَمَا أَجِدُنِي أَقْدِرُ عَلَيْهِ؟ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَبَا الْحَسَنِ أَفَلا أُعَلِّمُكَ كَلَمَاتٍ يَنْفَعُكَ اللَّهُ بِهِنَّ، وَيَنْفَعُ بِهَا مَنْ عَلَّمْتَهُ، وَيَثْبُتُ مَا عَلِمْتَ فِي صَدْرِكَ؟ قَالَ: أَجَلْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَعَلِّمْنِي.
قَالَ: فَإِذَا كَانَ لَيْلَةُ الْجُمُعَةِ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَقُومَ فِي ثُلُثِ اللَّيْلِ فَإِنَّهَا سَاعَةٌ مَشْهُورَةٌ فَالدُّعَاءُ فِيهَا مُسْتَجَابٌ وَهُوَ قَوْلُ يَعْقُوبَ لِبَنِيهِ: سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لكم ربى، يَقُولُ حَتَّى تَأْتِيَ الْجُمُعَةُ فَإِنْ لَمْ
يَسْتَطِعْ فِي وَسَطِهَا فَصَلِّ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ تَقْرَأُ فِي الرَّكْعَةِ الأُولَى بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَسُورَةِ يُونُسَ وفى الرَّكْعَة الثَّانِيَة بِفَاتِحَة الْكِتَابِ وَسُورَةِ حم الدُّخَانِ وَفِي الرَّكْعَةِ الثَّالِثَةِ الم تَنْزِيلُ السَّجْدَةِ وفى الرَّكْعَة الرَّابِعَة بِفَاتِحَة الْكتاب وتبارك الْمُفَصَّلِ، فَإِذَا فَرَغْتَ مِنَ التَّشَهُّدِ فَاحْمَدِ اللَّهَ وَأَحْسِنِ الثَّنَاءَ عَلَيْهِ وَصَلِّ عَلَيَّ وَأَحْسِنْ وَعَلَى سَائِرِ النَّبِيِّينَ وَاسْتَغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلإِخْوَانِكَ الَّذِينَ سَبَقُوكَ بِالإِيمَانِ، ثُمَّ قُلْ فِي آخِرِ ذَلِكَ: اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي بِتَرْكِ الْمَعَاصِي مَا أَبْقَيْتَنِي وَارْحَمْنِي أَنْ أَتَكَلَّفَ مَا لَا يَعْنِينِي وَارْزُقْنِي حُسْنَ النَّظَرِ فِيمَا يُرْضِيكَ عَنِّي.
اللَّهُمَّ بَدِيعَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ ذَا الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ وَالْعِزَّةِ الَّتِي لاترام أَسْأَلُكَ يَا اللَّهُ يَا رَحْمَنُ بِجَلالِكَ وَنُورِ وَجْهِكَ أَنْ تُنَوِّرَ بِكِتَابِكَ بَصَرِي وَتُطْلِقَ بِهِ لِسَانِي، وَأَنْ تُفَرِّجَ بِهِ عَنْ قَلْبِي، وَأَنْ تَشْرَحَ بِهِ صَدْرِي، وَأَنْ تَشْغَلَ بِهِ بَدَنِي فَإِنَّهُ لَا يعيننى على ذَلِك وَلَا يؤتنيه إِلا أَنْتَ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ.
أَبَا الْحَسَنِ تَقُولُ ذَلِكَ ثَلاثًا أَوْ خَمْسًا أَوْ سَبْعًا بِإِذْنِ اللَّهِ، فَوَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ مَا أخطى موصى.
قَالَ ابْن عَبَّاس: فو الله مَا لَبِثَ إِلا خَمْسًا أَوْ سَبْعًا حَتَّى صَارَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ذَلِكَ الْمَجْلِسِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي كُنْتُ أَتَعَلَّمُ أَرْبَع آيَات وَنَحْو هن فَإِذَا قَرَأْتُهُنَّ عَلَى نَفْسِي يَنْفَلِتْنَ مِنِّي وَأَنَا الْيَوْمَ أَتَعَلَّمُ الأَرْبَعِينَ الآيَةَ أَوْ نَحْوَهَا فَإِذَا قَرَأْتُهَا عَلَى نَفْسِي فَكَأَنَّمَا كِتَابُ اللَّه بَيْنَ عَيْنِي وَلَقَدْ كُنْتُ أَسْمَعُ الْحَدِيثَ فَإِذَا أَرَدْتُهُ تَفَلَّتَ مِنِّي، وَأَنَا الآنَ أَسْمَعُ الأَحَادِيثَ فَإِذَا تَحَدَّثْتُ مِنْهَا لَا أَخْرِمُ مِنْهَا حَرْفًا وَاحِدًا.
فَقَالَ لَهُ رَسُولُ الله(2/139)
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ ذَلِكَ: مُؤْمِنٌ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ يَا أَبَا الْحسن ".
قَالَ الدَّارقطني: تفرد بِهِ هِشَام عَنِ الْوَلِيد.
قَالَ المُصَنّف قلت: أما الْوَلِيد فَقَالَ عُلَمَاء النَّقْل: كَانَ يروي عَنِ الأَوْزَاعِيّ أَحَادِيث هِيَ عِنْد الأَوْزَاعِيّ عَنْ شُيُوخ ضعفاء عَنْ شُيُوخ قَدْ أدركهم الأَوْزَاعِيّ
مثل نَافِع وَالزهْرِيّ فَيسْقط أَسمَاء الضُّعَفَاء ويجعلها عَنِ الأَوْزَاعِيّ عَنْهُم، وَبعد هَذَا فَأَنا لَا أتهم بِهِ إِلا النقاش شيخ الدَّارَقُطْنِيّ.
قَالَ طَلْحَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ: كَانَ النقاش يكذب.
وَقَالَ الْبَرْقَانِيّ: كُلّ حَدِيثه مُنكر.
وَقَالَ الْخَطِيب: أَحَادِيثه مَنَاكِير بأسانيد مَشْهُورَة.
صَلَاة لقَضَاء الْحَوَائِج أَنبأَنَا عبد الملك بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ أَنْبَأَنَا أَبُو عَامر الْأَزْدِيّ وَأَبُو بكر الغورجي قَالا أَنْبَأَنَا ابْنُ الْجَرَّاحِ حَدَّثَنَا ابْنُ مَحْبُوبٍ حَدَّثَنَا أَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيّ حَدثنَا على ابْن عِيسَى بْنِ يَزِيدَ الْبَغْدَادِيُّ حَدَّثَنَا عبد الله بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ عَنْ فَايِدِ بن عبد الرحمن عَن عبد الله بْنِ أَبِي أَوْفَى قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كَانَتْ لَهُ حَاجَةٌ إِلَى اللَّهِ أَوْ إِلَى أَحَدٍ مِنْ بَنِي آدَمَ فَلْيَتَوَضَّأْ فَلْيُحْسِنِ الْوُضُوءَ ثُمَّ لْيُصَلِّ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ لْيُثْنِ عَلَى اللَّهِ وَلْيُصَلِّ عَلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ لْيَقُلْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ سُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ أَسْأَلُكَ مُوجِبَاتِ رَحْمَتِكَ وَعَزَائِمَ مَغْفِرَتِكَ وَالْغَنِيمَةَ مِنْ كُلِّ بِرٍّ وَالسَّلامَةَ مِنْ كُلِّ إِثْمٍ، لَا تَدَعُ لِي ذَنْبًا إِلا غَفَرْتَهُ، وَلا هَمًّا إِلا فَرَّجْتَهُ، وَلَا حَاجَة هِيَ لَك رضى إِلا قَضَيْتَهَا يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ".
قَالَ التِّرْمِذِيّ: هَذَا غَرِيب، وفايد هُوَ أَبُو الورقاء يضعف فِي الحَدِيث.
قَالَ المُصَنّف قلت: قَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل: فَايِد مَتْرُوك الحَدِيث.
وَقَالَ يَحْيَى لَيْسَ بِثِقَةٍ.
وَقَالَ الرَّازِيّ: ذَاهِب الحَدِيث.
وَقَالَ ابْن حبَان: لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ.(2/140)
صَلَاة أُخْرَى لقَضَاء الْحَوَائِج أَنْبَأَنَا ابْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَتْحِ حَدَّثَنَا عبد الله بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْقَزَّازُ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ
الْحَسَنِ الْكَرْمَانِيُّ حَدَّثَنَا خَلَفُ بن عبد الحميد السَّرَخْسِيُّ حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ أَبِي عَيَّاشٍ حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ كَانَ لَهُ إِلَى اللَّهِ حَاجَةٌ عَاجِلَةٌ أَوْ آجِلَةٌ فَلْيُقَدِّمْ بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاهُ صَدَقَةً وَلْيُقِمِ الأَرْبِعَاءَ وَالْخَمِيسَ وَالْجُمُعَةَ ثُمَّ يَدْخُلُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ إِلَى الْجَامِعِ فَيُصَلِّي اثْنَتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً يَقْرَأُ فِي عَشْرِ رَكَعَاتٍ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ الْحَمْدَ مَرَّةً وَآيَةَ الْكُرْسِيِّ عَشْرَ مَرَّاتٍ، وَيَقْرَأُ فِي الرّْكَعَتِينِ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ الْحَمْدُ مَرَّةً وَخَمْسِينَ مَرَّةً قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، ثُمَّ يَجْلِسُ وَيَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى حَاجَتَهُ، فَلَيْسَ يَرُدُّهُ مِنْ حَاجَةٍ عَاجِلَةٍ أَوْ آجلة إِلَى قَضَاهَا اللَّهُ تَعَالَى لَهُ ".
هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَأَبَان لَيْسَ بشئ.
قَالَ شُعْبَة: لِأَن أزنى أحب إليَّ من أَن أحدث عَنْ أَبَان بْن أَبِي عَيَّاش.
وَقَالَ أَحْمَد: ترك النَّاس حَدِيثه.
وَقَالَ يحيى: لَيْسَ حَدِيثه بشئ.
ذكر صلوَات مرويات مُطلقَة صَلَاة أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ قُرَيْشٍ أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُثْمَانَ الْبَرْمَكِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْوَرَّاقُ حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ قَالَ قَالَ أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن عبد الله بْنِ الصَّقْرِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ وَابْنِ عِيسَى مَوْلَى الرَّشِيدِ حَدَّثَنَا حَرْبُ بْنُ مُخْتَارِ بْنِ بعبع حَدَّثَنَا عبد الغنى بن رِفَاعَة حَدثنَا نعيم بن سَالم عَن عبد الله بْنِ الْحَسَنِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ يَقْرَأُ فِي إِحْدَاهُمَا مِنَ الْفُرْقَانِ مِنْ تَبَارَكَ(2/141)
الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا حَتَّى يَخْتِمَ، وَفِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ أَوَّلَ سُورَةِ الْمُؤْمِنِينَ حَتَّى يَبْلُغَ تبَارك الله أحسن الْخَالِقِينَ، ثُمَّ يَقُولُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ مِنْ رُكُوعِهِ: سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ وَبِحَمْدِهِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، وَمِثْلَ ذَلِكَ فِي سُجُوده، أعطَاهُ الله عزوجل
عِشْرِينَ خَصْلَةً وَيُؤَمَّنُ مِنْ شَرِّ الْجِنّ والانسن وَيُعْطِيه الله عزوجل كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيُؤَمَّنُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَمِنَ الْفَزَعِ الأَكْبَرِ وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ حَرِيصًا عَلَيْهِ وَيُنْزَعُ مِنَ الْفَقْرِ وَيُذْهَبُ عَنْهُ هَمُّ الدُّنْيَا ويؤتيه الله عزوجل الْحُكْمَ وَيُبَصِّرُهُ كِتَابَهُ الَّذِي أَنْزَلَهُ عَلَى نَبِيِّهِ وَيُلَقِّنُهُ حُجَّتَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَجْعَلُ النُّورَ فِي قَلْبِهِ وَيَنْزِعُ حُبَّ الدُّنْيَا مِنْ قَلْبِهِ وَيكْتب عِنْد الله عزوجل من الصَّالِحين ".
صَلَاة أُخْرَى أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّيْسَابُورِيُّ أَنْبَأَنَا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ الله مُحَمَّد بن عبد الله حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ عبد الرحمن الْعَتَكِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَشْرَسَ حَدَّثَنَا عَامِرُ بْنُ خَدَاشٍ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ هَارُونَ الْبَلْخِيُّ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي عَاصِمٍ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " اثْنَتَا عَشْرَةَ رَكْعَةً تُصَلِّيهِنَّ مِنْ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ وَتَتَشَهَّدُ بَيْنَ كُلِّ رَكْعَتَيْنِ فَإِذَا تَشَهَّدْتَ فِي آخِرِ صَلاتِكَ فَاثْنِ على الله عزوجل وَصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَاقْرَأْ وَأَنْتَ سَاجِدٌ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ سَبْعَ مَرَّاتٍ، وَآيَةَ الْكُرْسِيِّ سَبْعَ مَرَّاتٍ، وَقُلْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّه وَحْدَهُ لَا شرك لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ على كل شئ قَدِيرٌ عَشْرَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ قُلِ: اللَّهُمَّ إنى أَسأَلك بمعاقد - الْعَزِيز -[الْعِزِّ مِنْ] عَرْشِكَ وَمُنْتَهَى الرَّحْمَةِ مِنْ كِتَابِكَ وَاسْمِكَ الأَعْظَمِ وَحَدِّكَ الأَعْلَى وَكَلِمَاتِكَ التَّامَّةِ، ثُمَّ سَلْ حَاجَتَكَ، ثُمَّ ارْفَعْ رَأْسَكَ، ثُمَّ سَلِّمْ يَمِينًا وَشِمَالا، وَلا تُعَلِّمُوهَا السُّفَهَاءَ فَأَنْتُمْ تَدْعُونَ بِهَا فَيُسْتَجَابُ ".
هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ بِلا شَكٍّ وَإِسْنَاده كَمَا ترى وَفِي إِسْنَاده عُمَر بْن هَارُون، قَالَ يَحْيَى: كَذَّابٌ، وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يَرْوِي عَن الثقاة المعضلات ويدعى شُيُوخًا(2/142)
لم يرهم، وَقَدْ صَحَّ عَنِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النهى عَن الْقِرَاءَة فِي السُّجُود.
صَلَاة التَّسْبِيح
أَنبأَنَا هبة الله بن مُحَمَّد بْنِ الْحُصَيْنِ أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُذْهِبِ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيُّ حَدَّثَنَا عُثْمَان بن أَحْمد بن عبد الله حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ مُحَمَّدُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْقَاضِي حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي شُعَيْبٍ الْحَرَّانِيُّ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أَعْيَنَ عَنْ أَبِي رَجَاءٍ الْخُرَاسَانِيُّ عَنْ صَدَقَةَ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ رُوَيْمٍ عَنِ ابْنِ الدَّيْلَمِيِّ عَن الْعَبَّاس بن عبد المطلب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلا أَهَبُ لَكَ أَلا أُعْطِيكَ أَلا أَمْنَحُكَ؟ قَالَ: فَظَنَنْتُهُ أَنَّهُ يُعْطِينِي مِنَ الدُّنْيَا شَيْئًا لَمْ يُعْطِهِ أَحَدًا قَبْلِي، قَالَ: أَرْبَعُ رَكَعَاتٍ إِذَا قُلْتَ فِيهِنَّ مَا أُعَلِّمُكَ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ، تَبْدَأُ فَتُكَبِّرُ، ثُمَّ تقْرَأ بِفَاتِحَة الْكِتَابِ وَسُورَةٍ، ثُمَّ تَقُولُ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ خَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّةً، فَإِذَا رَكَعْتَ فَقُلْ مِثْلَ ذَلِكَ عَشْرَ مَرَّاتٍ، فَإِذَا قُلْتَ سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ قُلْتَ مِثْلَ ذَلِكَ عَشْرَ مَرَّاتٍ، فَإِذَا سَجَدْتَ قُلْتَ مِثْلَ ذَلِكَ عَشْرَ مَرَّاتٍ، فَإِذَا رَفَعْتَ رَأْسَكَ مِنَ السُّجُودِ قُلْتَ مِثْلَ ذَلِكَ عَشْرَ مَرَّاتٍ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ، ثُمَّ افْعَلْ فِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ مِثْلَ ذَلِكَ، غَيْرَ أَنَّكَ إِذَا جَلَسْتَ لِلتَّشَهُّدِ قُلْتَ ذَلِكَ عَشْرَ مَرَّاتٍ قَبْلَ التَّشَهُّدِ، ثُمَّ افْعَلْ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْبَاقِيَتَيْنِ مِثْلَ ذَلِكَ، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَفْعَلَ فِي كُلِّ يَوْمٍ، وَإِلا فَفِي كُلِّ جُمُعَةٍ، وَإِلا فَفِي كُلِّ شَهْرٍ، وَإِلا فَفِي كُلِّ شَهْرَيْنِ، وَإِلا فَفِي كُلِّ سَنَةٍ ".
طَرِيق آخر: أَنْبَأَنَا الْحُصَيْنُ أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيِّ بْنُ الْمُذْهِبِ أَنْبَأَنَا الدَّارَقُطْنِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: وَحدثنَا عبد الله بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ حَدَّثَنَا عبد الرحمن بْنُ بِشْرِ بْنِ الْحَكَمِ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ حَدَّثَنَا الْحَكَمُ ابْنُ أَبَانٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ للْعَبَّاس ابْن عبد المطلب: " يَا عَمَّاهُ أَلا أُعْطِيكَ أَلا أُخْبِرُكَ أَلا أَفْعَلُ؟ عَشْرُ خِصَالٍ إِذا(2/143)
أَنْتَ فَعَلْتَ ذَلِكَ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ ذَنْبَكَ، أَوَّلَهُ وَآخِرَهُ، قَدِيمَهُ وَحَدِيثَهُ، وَخَطَأَهُ وَعَمْدَهُ
وَصَغِيرَهُ وَكَبِيرَهُ، وَسِرَّهُ وَعَلانِيَتَهُ، عَشْرُ خِصَالٍ: أَنْ تُصَلِّيَ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، تَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَسُورَةٍ، فَإِذَا فَرَغْتَ مِنَ الْقِرَاءَةِ فِي أَوَّلِ رَكْعَةٍ وَأَنْتَ قَائِمٌ قُلْتَ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ خَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّةً، ثُمَّ تَرْكَعُ فَتَقُولُهَا وَأَنْتَ رَاكِعٌ عَشْرًا، ثُمَّ تَرْفَعُ رَأْسَكَ مِنَ الرُّكُوعِ فَتَقُولُهَا عَشْرًا، ثُمَّ تَهْوِي سَاجِدًا فَتَقُولُهَا وَأَنْتَ سَاجِدٌ عَشْرًا، ثُمَّ تَرْفَعُ رَأْسَكَ مِنَ السُّجُودِ فَتَقُولُهَا عَشْرًا، ثُمَّ تَسْجُدُ فَتَقُولُهَا عَشْرًا، ثُمَّ تَرْفَعُ رَأْسَكَ فَتَقُولُهَا عَشْرًا، فَذَلِكَ خَمْسٌ وَسَبْعُونَ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ.
تَفْعَلُ ذَلِكَ فِي أَرْبَعِ رَكَعَاتٍ إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تُصَلِّيَهَا فِي كُلِّ يَوْمٍ مَرَّةً فَافْعَلْ، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَفِي كُلِّ جُمُعَةٍ مَرَّةً، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَفِي كُلِّ شَهْرٍ مَرَّةً، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَفِي كُلِّ سَنَةٍ مَرَّةً، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَفِي عُمُرِكَ مَرَّةً ".
طَرِيق ثَالِث: أَنْبَأَنَا ابْنُ الْحُصَيْنِ أَنْبَأَنَا ابْنُ الْمُذْهِبِ أَنْبَأَنَا الدَّارَقُطْنِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْكَاتِبُ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بِنَ أَحْمَدَ بْنِ الْجَهْمِ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ مَالِكٍ السُّوسِيُّ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ الْحُبَابِ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ الرَّنْدِيُّ حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ مَوْلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ عَنْ أَبِي رَافِعٍ مَوْلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْعَبَّاسِ: " يَا عَمِّ أَلا أَصِلُكَ أَلا أَحْبُوكَ أَلا أَنْفَعُكَ؟ قَالَ: بَلَى.
قَالَ: صَلِّ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، تَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَسُورَةٍ فَإِذَا انْقَضَتِ الْقِرَاءَةُ فَقُلِ: اللَّهُ أَكْبَرُ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ خَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّةً قَبْلَ أَنْ تَرْكَعَ، ثُمَّ ارْكَعْ فَقُلْهَا عَشْرًا قَبْلَ أَنْ تَرْفَعَ رَأْسَكَ، ثُمَّ ارْفَعْ رَأْسَكَ فَقُلْهَا عَشْرًا، ثُمَّ اسْجُدْ فَقُلْهَا عَشْرًا قَبْلَ أَنْ تَرْفَعَ رَأْسَكَ، ثُمَّ ارْفَعْ رَأْسَكَ فَقُلْهَا عَشْرًا قَبْلَ أَنْ تَقُومَ فَتِلْكَ خَمْسٌ وَسَبْعُونَ فِي كل رَكْعَة.
وهى ثلثمِائة فِي أَرْبَعِ رَكَعَاتٍ، فَلَوْ كَانَتْ ذنوبك مثل رمل عالج غفر هَا اللَّهُ لَكَ.
قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَنْ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَقُولَهَا فِي يَوْمٍ؟ وَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقُلْهَا فِي كُلِّ جُمُعَةٍ، وَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقُلْهَا فِي كُلِّ شَهْرٍ، فَلَمْ يَزَلْ يَقُولُ لَهُ حَتَّى قَالَ قُلْهَا فِي سَنَةٍ ".(2/144)
هَذهِ الطّرق كلهَا لَا تثبت.
أما الطَّرِيق الأَوَّل فَفِيهِ صَدَقَة بْن يَزِيدَ الْخُرَاسَانِي.
قَالَ أَحْمَد: حَدِيثه ضَعِيف وَقَالَ الْبُخَارِيّ: مُنكر الحَدِيث.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: حدث عَن الثقاة بالأشياء المعضلات، لَا يجوز الِاشْتِغَال بحَديثه عِنْد الِاحْتِجَاج بِهِ.
وَأما الطَّرِيق الثَّانِي فَإِن مُوسَى بْن عَبْدِ الْعَزِيزِ مَجْهُول عندنَا.
وَأما الثَّالِث فَفِيهِ مُوسَى بْن عُبَيْدَة.
قَالَ أَحْمَد: لَا تحل عِنْدِي الرِّوَايَةُ عَنْهُ.
وَقَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بشئ.
وَقَدْ روى هَذهِ الصَّلاة أَبُو الجوزاء عَنِ ابْن عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ لَهُ: أَلا أحبوك، فَعلمه صَلَاة التَّسْبِيح من غير أَن يرفعها إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ حَدِيث يرويهِ أَبُو جَنَاب يَحْيَى بْن أَبِي حَيَّة.
قَالَ يَحْيَى الْقَطَّان: لَا أَسْتَحِلُّ أَنْ أَرْوِيَ عَنْهُ.
وَقَالَ الفلاس: هُوَ مَتْرُوك الحَدِيث.
وَقَدْ رويناها من حَدِيث يَحْيَى بْن عَمْرو بْن مَالِك عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْحَوْرَاء عَنِ ابْن عَبَّاسٍ مَوْقُوفَة أَيْضا.
وَكَانَ حَمَّاد بْن زَيْد يَرْمِي يَحْيَى بِالْكَذِبِ، وَضَعفه ابْن معِين وَأَبُو زُرْعَةَ وَالنَّسَائِيّ وضعفوا أَبَاه عمرا.
فَقَالَ ابْن عَدِيّ: عَمْرو بْن مَالِك مُنكر الحَدِيث عَن الثقاة وَيسْرق الحَدِيث، وَضَعفه أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيّ.
ورويناها من حَدِيث رَوْح بْن الْمُسَيِّبِ عَنْ عَمْرو بْن مَالِك الْبكْرِيّ عَنْ أَبِي الجوزاء عَنِ ابْن عَبَّاسٍ مَوْقُوفَة عَلَيْهِ.
وَقَدْ بَينا الْقدح فِي عَمْرو.
وَأما رَوْح فَقَالَ ابْن حِبَّانَ: يرْوى عَن الثقاة الموضوعات وَيرْفَع الْمَوْقُوفَات، لَا تحل الرِّوَايَة عَنْهُ.
وَقَدْ رويت لنا صَلَاة التَّسْبِيح أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ علمهَا ابْن عَمْرو بْن الْعَاصِ إِلا أَنَّهُ من حَدِيث عَبْد الْعَزِيزِ بْن أَبَان عَنْ سُفْيَان الثَّوْرِيّ عَنْ أَبَان بْن
أَبِي عَيَّاش.
فَأَما عَبْد الْعَزِيزِ فَقَالَ يَحْيَى لَيْسَ بشئ كَذَّاب خَبِيث يضع الحَدِيث(2/145)
وَقَالَ أَحْمَد: تركته، وَأما أَبَان بْن أَبِي عَيَّاش فَقَالَ شُعْبَة: لِأَن أزني أحب إِلَيّ من أَن أحدث عَنْهُ.
وَقَدْ رَوَاهَا ابْن ثَوْبَان واسْمه عبد الرحمن بْن ثَابِت وَابْن سَمْعَانَ واسْمه عبد الله ابْن زِيَاد أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى اللَّه عله وَسلم علمهَا جَعْفَر بْن أَبِي طَالِبٍ.
وَابْن ثَوْبَان قَدْ ضعفه يَحْيَى وَابْن سَمْعَانَ قَدْ كذبه مَالِك.
وَرويت لنا من حَدِيث إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيمَ بْنِ قسطاس عَنْ عُمَر مَوْلَى غفرة أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ علمهَا جَعْفَر بْن أَبِي طَالِبٍ.
قَالَ لعَلي بْن أَبِي طَالِبٍ: أَلا أهْدى لَك فَذكر صَلَاة التَّسْبِيح، وقَدِ اتّفق عُلَمَاء الحَدِيث على تَضْعِيف إِسْحَاق وَعُمَر ثُمَّ حَدِيثه مَقْطُوع.
قَالَ الْعَقِيلِيّ: لَيْسَ فِي صَلَاة التَّسْبِيح حَدِيث يثبت.
بَاب أَخذ - البروات -[البراءات] للمصلين أَنبأَنَا ابْنُ الْمَعْمَرِ الْمُبَارَكُ بْنُ أَحْمَدَ الأَنْصَارِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ جَابِرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَابِرٍ الْبَصْرِيُّ أَنبأَنَا أَبُو الْحسن عَليّ بن أَحْمَدَ الرَّفَّا حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبَحِيرِيُّ حَدثنَا أَبُو بكر عبد الله بْنُ أُذَيْنٍ الثَّوْرِيُّ وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ زَحْرٌ قَالا حَدثنَا أَبُو الْقَاسِم عبد الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الطُّوسِيُّ الْمَعْرُوفُ بِالرَّاجِيَانِ حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ سَعِيدُ بْنُ عُثْمَانَ الْخَيَّاطُ فِي سَنَةِ ثَلاثٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَتَيْنِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ النَّيْسَابُورِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ هَاشِمٍ الْخُوَارِزْمِيُّ حَدَّثَنَا مَنْصُور ابْن مُجَاهِدٍ عَنْ الرَّبِيعِ بْنِ بَدْرٍ عَنْ سَوَّارِ بْنِ شَبِيبٍ عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ البحيرى وَحدثنَا أَبُو بكر عبد الله بْنُ أُذَيْنٍ الثَّوْرِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى الرَّازِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى حَدثنَا مُحَمَّد
ابْن دَاوُدَ النَّيْسَابُورِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ هَاشِمٍ الْخُوَارِزْمِيُّ حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ مُجَاهِدٍ عَنْ الرَّبِيعِ بْنِ بَدْرٍ عَنْ سَوَّارِ بْنِ شَبِيبٍ عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاس قَالَ(2/146)
" إِنَّ لِلَّهِ تَعَالَى مَلَكًا يُسَمَّى شمخائيل يَأْخُذ - البروات -[الْبَرَاءَاتِ] لِلْمُصَلِّينَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ عزوجل عِنْدَ كُلِّ صَلاةٍ، فَإِذَا أَصْبَحَ الْمُؤْمِنُونَ قَامُوا فتوضأوا لِصَلاةِ الْفَجْرِ وَصَلُّوا أَخَذَ لَهُمْ من الله عزوجل بَرَاءَةً أَوَّلُهَا مَكْتُوبٌ فِيهَا: عَبِيدِي وَإِمَائِي فِي جِوَارِي جَعَلْتُكُمْ وَفِي ذِمَّتِي وَحِفْظِي جَعَلْتُكُمْ وَتَحْتَ كَنَفِي صَبَّحْتُكُمْ، فَوَعِزَّتِي لَا أَخْذُلُكُمْ مَغْفُورٌ لَكُمْ ذُنُوبُكُمْ إِلَى الظُّهْرِ، فَإِذَا كَانَ وَقت الظّهْر قَامُوا فتوضأوا وصلوا أخذلهم مِنَ اللَّهِ تَعَالَى بَرَاءَةً ثَانِيَةً مَكْتُوبٌ فِيهَا: عَبِيدِي وَإِمَائِي بَدَّلْتُ سَيِّئَاتكُمْ حَسَنَات - ولقرت -[كفرت] لَكُمُ السَّيِّئَاتِ وَتَجَاوَزْتُ لَكُمْ عَنِ السَّيِّئَاتِ وَأَدْخَلْتُكُمْ بِرِضَايَ عَلَيْكُمْ دَارَ الْجَلالِ وَإِذَا كَانَ وَقْتُ الْعَصْرِ قَامُوا فتوضأوا وصلوا أخذلهم مِنَ اللَّهِ بَرَاءَةً ثَالِثَةً مَكْتُوبٌ فِيهَا: عَبِيدِي وَإِمَائِي حَرَّمْتُ أَبْدَانَكُمْ عَلَى النَّارِ وَأَسْكَنْتَكُمْ مَنَازِلَ الأَبْرَارِ وَرَفَعْتُ عَنْكُمْ بِرَحْمَتِي الأَشْرَارَ، فَإِذَا كَانَ وَقت الْمغرب قَامُوا فتوضأوا وصلوا أخذلهم بَرَاءَةً رَابِعَةً مَكْتُوبٌ فِيهَا: عَبِيدِي وإمائي صعدت إِلَى ملائكتي بالرضى عَنْكُمْ وَحُقَّ عَلَيَّ رِضَاكُمْ وَأَنَا أُعْطِيكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أُمْنِيَّتَكُمْ، فَإِذَا كَانَ وَقت الْعشَاء أخذلهم مِنَ اللَّهِ تَعَالَى بَرَاءَةً خَامَةٌ مَكْتُوبٌ فِيهَا: عَبِيدِي وَإِمَائِي فِي بُيُوتِكُمْ تَطَهَّرْتُمْ وَإِلَيَّ مَشَيْتُمْ فِي ذِكْرِي خُضْتُمْ وَحَقِّي عَرَفْتُمْ وَفَرَائِضِي أَدَّيْتُمْ.
اشْهَدْ يَا شَمْخَائِيلُ وَسَائِرُ مَلائِكَتِي أَنِّي قَدْ رَضِيتُ عَنْهُمْ.
قَالَ فَيُنَادِي شَمْخَائِيلُ كُلَّ لَيْلَةٍ ثَلاثَةَ أَصْوَاتٍ بَعْدَ عِشَاءِ الآخِرَةِ: يَا مَلائِكَةَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ غَفَرَ لِلْمُصَلِّينَ الْمُوَحِّدين، فَلَا يبْقى مَالك فِي السَّمَوَاتِ السَّبْعِ إِلا اسْتَغْفَرَ لِلْمُصَلِّينَ وَدَعَا لَهُمْ بِالْمُدَاوَمَةِ عَلَيْهَا، فَمَنْ رُزِقَ مِنْهُمْ صَلاةَ اللَّيْل فَإِنَّهُ مَا مِنْ عَبْدٍ وَلا أَمَةٍ قَامَ لِلَّهِ مُخْلِصًا فَتَوَضَّأَ وُضُوءًا سَابِغًا ثُمَّ دَنَا مِنْ مُصَلاهُ فَصَلَّى فِيهِ إِلا جَعَلَ
اللَّهُ تَعَالَى خَلْفَهُ سَبْعَ صُفُوفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ، فِي كُلِّ صَفٍّ مِنْهُم مَالا يُحْصِي عَدَدَهُمْ إِلا اللَّهُ، أَحَدُ طَرَفَيِ الصَّفِّ بِالْمَشْرِقِ وَالآخَرُ بِالْمَغْرِبِ حَتَّى إِذَا فَرَغَ مِنْ صَلاتِهِ أَمَّن هَؤُلاءِ الْمَلائِكَةُ عَلَى دُعَائِهِ، فَإِذَا فَرَغَ مِنْ دُعَائِهِ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِعَدَدِ هَؤُلاءِ الْمَلائِكَةِ حَسَنَاتٍ وَمَحَا عَنْهُ بِعَدَدِهِمْ سَيِّئَاتٍ فَرَفَعَ لَهُمْ بِعَدَدِهِمْ دَرَجَاتٍ.
قَالَ وَكَانَ(2/147)
الرَّبِيع بْن بدر إِذَا حدث النَّاس بِهَذَا الحَدِيث يَقُولُ: أَيْنَ أَنْت أَيْنَ أَنْت يَا غافل عَنْ هَذَا الْكَرِيمِ، أَيْنَ أَنْت أَيْنَ أَنْت عَنْ قيام اللَّيْل وَعَن جزيل هَذَا الثَّوَاب والكرامة؟ قَالَ الرَّبِيع بْن بدر: وَالله ثُمَّ وَالله لقد لَزِمت سوار بْن شَبِيب ثَلاث سِنِين فِي طلب هَذَا الحَدِيث حَتَّى أَخَذته مِنْهُ.
قَالَ مَنْصُور: وَالله ثُمَّ وَالله لقد لَزِمت الرَّبِيع بْن بدر أَربع سِنِين وَزِيَادَة فِي طلب هَذَا الحَدِيث حَتَّى أَخَذته مِنْهُ.
وَقَالَ أَحْمَد بْن هَاشِم: وَالله وَالله لقد سَأَلت مَنْصُور بْن مُجَاهِد هَذَا الحَدِيث أَكْثَر من سنة أَقُول حَدِيث البراءات للمصلين حَتَّى أَنِّي أكثرت عَلَيْهِ حَتَّى أفادنيه وَقبل إِن أَبَا عُثْمَان لدلك وَكَانَ مُحَمَّد بْن دَاوُدَ يحدث بِهِ فِي كُلِّ سنة مَرَّةً ".
هَذَا حَدِيث مَوْضُوع بِلَا شكّ، فَمَا أبرد الَّذِي وَضعه وَمَا أسمج كَلَامه.
فَأَما الرَّبِيع بْن بدر فَقَالَ السَّعْدِيّ: هُوَ واهي الحَدِيث.
وَقَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ: لَا يشْتَغل بِهِ وَلا بروايته فَإِنَّهُ ذَاهِب الحَدِيث.
وَقَالَ النَّسَائِيّ وَالدَّارَقُطْنِيّ والأزدي: هُوَ مَتْرُوك.
وَأما مَنْصُور بْن مُجَاهِد فَقَالَ أَبُو الْفَتْحِ الأَزْدِيُّ: هُوَ رَجُل سوء يضع الحَدِيث، وَالْغَالِب أَن هَذَا عمله، وَأما حَدِيث ابْن هَاشِم الْخُوَارِزْمِيّ فقَدِ اتهمه الدَّارَقُطْنِيّ.(2/148)
كتاب الزَّكَاة
بَاب زَكَاة الْفطر أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْحَقِّ بْنُ عَبْدِ الْخَالِق أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك بْنِ بِشْرَانَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ حَدَّثَنَا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ حَدَّثَنَا سَلامٌ الطَّوِيلُ عَنْ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " صَدَقَةُ الْفِطْرِ عَنْ كُلِّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ، ذَكَرٍ وَأُنْثَى، يَهُودِيٍّ أَوْ نَصْرَانِيٍّ حُرٍّ أَوْ مَمْلُوكٍ، نِصْفُ صَاعِ بُرٍّ أَوْ صَاعٌ مِنْ تَمْرٍ أَوْ صَاعٌ مِنْ شَعِيرٍ ".
هَذهِ الزِّيَادَة وَهِيَ ذكر الْيَهُودِيّ وَالنَّصْرَانِيّ مَوْضُوعَة على رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انْفَرد بِهَا سَلام الطَّوِيل.
قَالَ يَحْيَى: لَا يكْتب حَدِيثه.
وَقَالَ النَّسَائِيّ: مَتْرُوك.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ يَرْوِي عَنْ الثقاة الموضوعات كَأَنَّهُ كَانَ الْمُتَعَمد لَهَا.
وَقد روى عُثْمَان بن عبد الرحمن الوقاصي عَنْ نَافِع عَنِ ابْن عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ يخرج عَنْ كُلّ كَافِر وَمُسلم، إِلا أَن يَحْيَى بْن معِين قَالَ: الوقاصي يكذب، وَقَدْ صَحَّ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: عَلَى كُلِّ حر وَعبد من الْمُسلمين.
بَاب زَكَاة الرِّكَاز أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي الْبَزَّازُ أَنْبَأَنَا الْجَوْهَرِيُّ عَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ عَن أَبى حَاتِم ابْن حِبَّانَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدثنَا هَارُون بن عبد الله الْجَمَّالُ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ حَدثنَا عبد الله بْنُ نَافِعٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فِي الرِّكَازِ الْعُشْرُ " وَقَدْ رَوَاهُ يَزِيدُ بْنُ عِيَاضٍ عَنْ نَافِعٍ.(2/149)
هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم.
قَالَ يحيى: عبد الله
ابْن نَافِع وَيزِيد ليسَا بشئ، وَقَالَ النَّسَائِيّ: مَتْرُوكَانِ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمِ بْنُ حِبَّانَ هَذَا خَبَرٌ بَاطِل لم يفْرض رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الرِّكَاز الْعشْر.
بَاب تحرى الْعَالم بِالزَّكَاةِ أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد السَّمرقَنْدِي أَنبأَنَا عبد الله بن عَطاء الابراهيمي حَدثنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَبْدِيُّ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُتْبَةَ الدَّيْنَوَرِيُّ حَدثنَا عبيد الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَيْبَةَ حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ زِيَادٍ الأَصْفَهَانِيُّ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مَحْمُودِ بْنِ وَكِيعٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " أَدُّوا الزَّكَاةَ وَتَحَرَّوْا يَا أَهْلَ الْعِلْمِ فَإِنَّهُ أَبَرُّ وَأَتْقَى ".
هَذَا متن بَاطِل مَوْضُوع عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمُحَمَّد بْن مُوسَى وَالْحَسَن بْن مَحْمُود مَجْهُولَانِ.
وَقَدْ ذكره هِبَة اللَّهِ بْن الْمُبَارَكِ السَّقطِي فاتهم بِهِ عبد الله بْن عَطَاء، وَقَالَ: كَانَ يركب الْأَسَانِيد على متون رُبمَا كَانَت مَوْضُوعَة مِنْهَا هَذَا الحَدِيث.
قَالَ: وَابْن عُتْبَة لَا يعرف وَلا ابْن شَيْبَة وَرِجَال الْإِسْنَاد كلهم مَجَاهِيل والمتن لَا يعرف فِي كِتَاب وَإِنَّمَا وَضعه مستطعما للعوام.
قَالَ المُصَنّف قلت: وَهَذَا جور من السَّقطِي بِمرَّة لِأَنَّهُ قَالَ كُلّ رُوَاته مَجَاهِيل وَلَيْسَ كَذَلِك.
أما عبد الرحمن بْن مُحَمَّد الْعَبْدِيّ فَهُوَ أَبُو الْقَاسِم عبد الرحمن بن أَبى عبد الله بْنِ مَنْدَه.
وَأما الْحُسَيْن بْن مُحَمَّدِ بْنِ عُتْبَة فَهُوَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ فَنْجَوَيْهِ الثَّقَفِيّ بل لَا يعرف فِي نِسْبَة ابْن عُتْبَة، وَلَعَلَّه بعض أجداده.
وَأَبُو عُتْبَة صَحَابِيّ مَعْرُوف.
وَأما عبد الله بْن مُحَمَّدِ بْنِ شَيْبَة فَشَيْخ لِابْنِ فَنْجَوَيْهِ مَعْرُوف أَكْثَر عَنْهُ فِي تصانيفه.
وَأما الْمَجْهُول فِي الْإِسْنَاد الرّجلَانِ اللَّذَان ذكرناهما والمتن مَوْضُوع بِلَا شكّ.(2/150)
بَاب اجْتِمَاع الْعشْر وَالْخَرَاج أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَحْمد بن عَليّ بن ثَابت حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو الْفَرَجِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الشَّافِعِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَامِدٍ الْمُعَدَّلُ حَدثنَا مُحَمَّد بن أَحْمد ابْن أَبِي مَهْزُولٍ الْمِصِّيصِيُّ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ سَعِيدٍ بْنِ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَنْبَسَةَ حَدَّثَنَا أَبُو حَنِيفَةَ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَن عَلْقَمَة عَن عبد الله قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَجْتَمِعُ عَلَى مُؤْمِنٍ خَرَاجٌ وَعُشْرٌ ".
وَقَدْ رَوَاهُ ابْنُ شَاهِينَ عَنْ أَيُّوبَ بْن مُوسَى عَنْ يُوسُف بْن سَعِيد حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عِيسَى وَإِنَّمَا هُوَ يحيى بن عَنْبَسَة.
قَالَ أَبُو حَاتِم بن حبَان: لَيْسَ هَذَا من كَلَام رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَيَحْيَى بْن عَنْبَسَة دجال يضع الحَدِيث وَهُوَ كذب على أَبِي حَنِيفَةَ وَمن بعده إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَقَالَ أَبُو أَحْمد بن عدي: لَا يروي هَذَا الحَدِيث غير يَحْيَى بِهَذَا الإِسْنَادِ وَإِنَّمَا يروي هَذَا من قَول إِبْرَاهِيم ويحكيه أَبُو حَنِيفَةَ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ إِبْرَاهِيم من قَوْله فَجَاءَ يَحْيَى فوصله إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبطل فِيهِ.
وَيَحْيَى مَكْشُوف الامر لرواياته عَن الثقاة الموضوعات.(2/151)
كتاب الصَّدَقَة
بَاب ثَمَرَة العفاف وَترك الشكوى إِلَى النَّاس أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ أَنْبَأَنَا الْجَوْهَرِيُّ عَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ عَنْ أَبِي حَاتِمِ بْنِ حِبَّانَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى الْمَكِّيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الرَّافِعِيُّ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل ابْن رَجَاءٍ الْحِصْنِيُّ بْنُ حِصْنِ مَسْلَمَةَ عَنْ مُوسَى بْنِ أَعْيَنَ عَنِ الاعمش عَن سعيد ابْن جُبَيْرٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ جَاعَ أَوِ احْتَاجَ فَكَتَمَهُ النَّاسَ وَأَفْضَى بِهِ إِلَى الله عزوجل فَتَحَ اللَّهُ لَهُ رِزْقَ سَنَةٍ
مِنْ حَلالٍ ".
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: هَذَا خبر بَاطِل، لَا الأَعْمَش حدث بِهِ وَلا سَعِيد رَوَاهُ وَلا أَبُو هُرَيْرَةَ أسْندهُ وَلا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَه وَإِسْمَاعِيل مُنكر الحَدِيث، يَأْتِي عَن الثقاة بِمَا لَا يُشْبِهُ حَدِيثَ الأَثْبَاتِ.
بَاب رزق الْمُؤمن من حَدِيث لَا يحْتَسب أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ أَنبأَنَا الجوهرى عَن الدَّارقطني عَن أبي حَاتِم بن حبَان حَدَّثَنَا أَبُو الطَّيِّبِ أَحْمَدُ بْنُ عبيد الله الدَّارِمِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ عَبْدِ الْغَفَّارِ حَدَّثَنَا أَبُو مُصْعَبٍ حَدَّثَنَا مَالِكٌ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: " اجْتَمَعَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ رَضِيَ الله عَنْهُم فتماروا فِي شئ فَقَالَ لَهُمْ عَلِيٌّ: انْطَلِقُوا بِنَا إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَسْأَلْهُ، فَلَمَّا وَقَفُوا عَلَيْهِ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ جئْنَاك نَسْأَلك عَن شئ.
قَالَ: إِنْ شِئْتُمْ سَأَلْتُمُونِي وَإِنْ شِئْتُمْ أَخْبَرْتُكُمْ بِمَا جِئْتُمْ لَهُ.
قَالُوا: حَدِّثْنَا عَنِ الصَّنِيعَةِ، فَقَالَ: لَا يَنْبَغِي أَنْ تَكُونَ الصَّنِيعَةُ إِلا لِذِي حَسَبٍ أَوْ دِينٍ، جئْتُمْ تسألونى عَن البروما عَلَيْهِ الْعِبَادُ وَاسْتِبْرَاؤُهُ بِالصَّدَقَةِ، جِئْتُمْ تَسْأَلُونِي عَنْ جِهَادِ الضَّعِيفِ وَجِهَادُ(2/152)
الضُّعَفَاءِ الْحَجُّ وَالْعُمْرَةُ، جِئْتُمْ تَسْأَلُونِي عَنْ جِهَادِ الْمَرْأَةِ، جِهَادُ الْمَرْأَةِ لِزَوْجِهَا حُسْنُ التَّبَعُّلِ، جِئْتُمْ تَسْأَلُونِي عَنِ الرِّزْقِ مِنْ أَيْنَ يَأْتِي وَكَيْفَ يَأْتِي؟ أَبَى اللَّهُ أَنْ يَرْزُقَ عَبْدَهُ الْمُؤْمِنَ إِلا مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُ ".
قَالَ أَبُو حَاتِمِ بْنُ حِبَّانَ: هَذَا حَدِيث مَوْضُوع.
وَأحمد بْن دَاوُدَ كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: هُوَ مَتْرُوك كَذَّاب.
بَاب الزَّكَاة بِالصَّدَقَةِ أَنبأَنَا أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن عبد الله الْبَيْضَاوِيُّ أَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ
أَنْبَأَنَا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَتْحِ حَدَّثَنَا على بن الْحُسَيْن بن سَكِينَةَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ مَهْدِيٍّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي قَيْسٍ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبى الدُّنْيَا حَدَّثَنى عبد الله بْنُ جَرِيرٍ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ عَنِ الْمُخْتَارِ بْنِ فُلْفُلٍ عَنْ أَنَسِ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " بَاكِرُوا بِالصَّدَقَةِ فَإِنَّ الْبَلاءَ لَا يُخْطِئُ الصَّدَقَةَ ".
طَرِيق آخر: أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنِ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يُونُسَ حَدثنَا هِشَام بن عبد الملك حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْعَطَّارُ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَمْرٍو عَنِ الْمُخْتَارِ بْنِ فُلْفُلٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بَاكِرُوا بِالصَّدَقَةِ فَإِنَّ الْبَلاءَ لَا يُخْطِئُ الصَّدَقَةَ ".
هَذَا حَدِيث لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَوَاهُ عَنِ الْمُخْتَار بْن فلفل أَرْبَعَة: أَبُو يُوسُفَ وسيمان بْن عَمْرو وَعبد الأَعْلَى بْن أَبِي الْمسَاوِر وَابْن إِدْرِيس.
فَأَما أَبُو يُوسُفَ فَلَا يعرف وَبشر بْن عُبَيْد الرَّاوِي عَنْ أَبِي يُوسُف مُنكر الحَدِيث بَين الضعْف قَالَه ابْن عَدِيّ وَأما سُلَيْمَان بْن عَمْرو فَهُوَ أَبُو دَاوُد النَّخعِيّ، وَقَدْ أجمع الْعلمَاء على أَنه كَانَ يَضَعُ الحَدِيث.
وَأما عبد الاعلى فَقَالَ(2/153)
يَحْيَى: هُوَ كَذَّاب.
وَقَالَ على: لَيْسَ بشئ.
وَقَالَ ابْن نمير: مَتْرُوك الحَدِيث.
وَأما ابْن إِدْرِيس فَالَّذِي رَوَاهُ عَنهُ الصفر بن عبد الرحمن.
قَالَ أَبُو بكر بن أبي شَيْبَة: كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ.
وَقَالَ أَبُو عَلِيٍّ صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدٍ: كَانَ كذابا.
قَالَ وَلا أصل لهَذَا الحَدِيث.
بَاب محو ذنُوب الاغنياء بالفقراء أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الْحَافِظُ أَنْبَأَنَا - أَبِي -[أَبُو] بَكْرَانَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ
حَدَّثَنَا ابْنُ الدَّخِيلِ حَدَّثَنَا الْعَقِيلِيُّ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عِيسَى القرشى حَدثنَا الْعَلَاء بن زبرك حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْفُقَرَاءُ مَنَادِيلُ الأَغْنِيَاءِ يمسحون بهاد ذُنُوبَهُمْ ".
هَذَا حَدِيث لَا يَصح عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ أَبُو دَاوُدَ وَالدَّارَقُطْنِيّ: الْعَلاء مَتْرُوك الحَدِيث.
وَقَالَ ابْن حبَان: يروي عَن أنس نُسْخَة مَوْضُوعَة لَا يحل ذكره إِلَّا تَعَجبا.
بَاب جَوَاز انتهار السَّائِل إِذْ رد عَلَيْهِ فَلم يبرح فِيهِ عَنِ ابْن عَبَّاسٍ وعَائِشَة: فَأَما حَدِيث ابْن عَبَّاس فأَنْبَأَنَا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَد قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَتْحِ حَدَّثَنَا الدَّارَقُطْنِيُّ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْوَرَّاقُ حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ الْفَضْلِ الْغُبَرِيُّ حَدثنَا عبد الرحمن بْنُ حُسَيْنٍ حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا رَدَدْتَ عَلَى السَّائِلِ ثَلاثًا فَلا بَأْسَ أَن - تزيره -[تَزْبُرَهُ] ".
قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: تفرد بِهِ الْوَلِيد.
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يروي الْمَنَاكِير الَّتِي لَا يشك أَنَّهَا مَوْضُوعَة.(2/154)
وَأما حَدِيث عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: فَأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي نَصْرٍ الْحُمَيْدِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو زَكَرِيَّا عبد الرحيم بن أَحْمد البُخَارِيّ حَدثنَا عبد الغنى بْنُ سَعِيدٍ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بن خضر حَدثنَا عبد الله ابْن وَهْبٍ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي السَّرِيِّ حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ زَمْعَةَ الْقُرَشِيُّ عَن هِشَام ابْن عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا عَائِشَةُ إِذَا رَدَدْتِ السَّائِلَ فَلَمْ يَذْهَبْ فَلا بَأْسَ أَنْ تَزْبُرِيهِ ".
قَالَ عبد الغنى الْحَافِظ: وَهْب بْن زَمعَة هُوَ وَهْب بْن وَهْب الْقَاضِي.
قَالَ المُصَنّف قلت: وَقَدْ ذكرنَا فِيمَا مضى من كتَابنَا أَنَّهُ كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ.
وَمن المصائب الْعَظِيمَة فِي الدَّين تَدْلِيس الْكذَّاب، فَمن فعل هَذَا فَقَدْ خَان اللَّه ورَسُوله، وأتى ذَنبا عَظِيما.
وَقَدْ روى عبد الملك بْن هَارُون بْن عنترة من حَدِيث أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " من قَالَ للمسكين أبشر فَقَدْ وَجَبت لَهُ الْجَنَّة ".
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: هَذَا حَدِيثٌ بَاطِلٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ.
قَالَ يَحْيَى وَالسَّعْدِي: عبد الملك كَذَّاب.
وَقَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ وَالنَّسَائِيّ: مَتْرُوك.
بَاب لَوْلَا كذب السَّائِل مَا أَفْلح من رده فِيهِ عَن عبد الله بْنِ عَمْرٍو وَأبي أَمَامه وعَائِشَة: فَأَما حَدِيث ابْن عَمْرو فأنبأنا عَبْدُ الْوَهَّابِ حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُظَفَّرِ حَدَّثَنَا الْعَتَيقِيُّ أَنْبَأَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا الْعَقِيلِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بن الْخَلِيل الحريري حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ هَانِئٍ الضُّبَعِيُّ حَدثنَا عبد الاعلى بْنُ حُسَيْنِ بْنِ ذَكْوَانَ الْمُعَلِّمُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْب عَن أَبِيه عَن جده قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لَوْ صَدَقَ الْمَسَاكِينُ مَا أَفْلَحَ مَنْ رَدَّهُمْ ".(2/155)
وَأما حَدِيث أَبِي أُمَامَةَ: أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك بْنِ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا أَبُو عَمْرٍو الْفَارِسِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي شَيْخٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ عَنْ عُمَرَ بْنِ مُوسَى عَنِ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْلا أَنَّ الْمَسَاكِينَ يَكْذِبُونَ مَا أَفْلَحَ مَنْ رَدَّهُمْ " وَقَدْ رَوَاهُ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ بَحْرٍ عَنْ هَيَّاجِ بْنِ بِسْطَامٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ الزبير عَن الْقَاسِم.
وَأما حَدِيث عَائِشَة فَأَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ أَنْبَأَنَا الْمُظَفَّرُ حَدَّثَنَا الْعَتَيقِيُّ حَدَّثَنَا
يُوسُفُ حَدَّثَنَا الْعَقِيلِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْمُؤَدِّبُ حَدَّثَنَا شُرَيْحُ بن النُّعْمَان حَدثنَا عبد الله بن عبد الملك بْنِ عُثْمَانَ بْنِ كُرْزٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ السُّؤَالَ لَوْ صَدَقُوا مَا أَفْلَحَ مَنْ رَدَّهُمْ " هَذَا حَدِيث لَا يَصح.
أما حَدِيث عَمْرو فَفِيهِ عبد الله بْن حُسَيْن.
قَالَ الْعَقِيلِيّ: وَهُوَ مُنكر الحَدِيث حَدِيثه غير مَحْفُوظ وَأَبوهُ ضَعِيف.
وَأما حَدِيث أَبِي أُمَامَةَ فَفِي طَرِيقه الأَوَّل عُمَر بن مُوسَى.
قَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بِثِقَة، وَقَالَ النَّسَائِيّ وَالدَّارَقُطْنِيّ: مَتْرُوك، وَقَالَ ابْن حِبَّانَ: هُوَ فِي عداد من يضع الحَدِيث.
وَفِي طَرِيقه الثَّانِي هياج.
قَالَ أَحْمَد: مَتْرُوك الحَدِيث هُوَ وجعفر بْن الزُّبَيْر.
وَأما حَدِيث عَائِشَة فَفِيهِ عبد الله بن عبد الملك.
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لَا يشبه حَدِيثه حَدِيث الثقاة.
قَالَ: وَلا أصل لهَذَا الحَدِيث.
وَقَالَ الْعُقَيْلِيُّ: لَا يَصِحُّ فِي هَذَا الْبَاب عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم شئ.
بَاب مَنْ لَمْ يجد مَا يتَصَدَّق بِهِ فليلعَنِ الْيَهُود فِيهِ عَنْ أبي هُرَيْرَة وَعَائِشَة: فَأَما حَدِيث أبي هُرَيْرَة فَأَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بن(2/156)
ثَابِتٍ حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ رِزْقٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ يَعْقُوبَ الطَّبَرِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ حَاتِمٍ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ بَهْرَامَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّد الطَّلْحِيُّ عَنْ سُلَيْمٍ يَعْنِي الْمَكِّيَّ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَمْرٍو عَنْ عَطَاءٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ صَدَقَةٌ فَلْيَلْعَنِ الْيَهُودَ فَإِنَّهَا صَدَقَةٌ لَهُ ".
وَأما حَدِيث عَائِشَة فَلهُ طَرِيقَانِ: الطَّرِيق الأول: أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا عِمْرَانُ السختيانى حَدثنَا إِبْرَاهِيم ابْن الْمُنْذر حَدثنَا عبد الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَاذَانَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا لَمْ يَكُنْ عِنْدَ أَحَدِكُمْ مَا يَتَصَدَّقُ بِهِ فَلْيَلْعَنِ الْيَهُودَ ".
الطَّرِيق الثَّانِي: أَنْبَأَنَا الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله الْكَاتِبُ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ حِبَّانَ قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي بِخَطِّ يَدِهِ قَالَ أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ حَدَّثَ يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيُّ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " من لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ صَدَقَةٌ فَلْيَلْعَنِ الْيَهُودَ ".
قَالَ ابْنُ معِين: هَذَا كَذَّاب وباطل لَا يحدث بِهَذَا أحد يعقل.
قَالَ المُصَنّف قلت: هَذَا الحَدِيث من جَمِيع طرقه لَا يَصح.
أما طَرِيق أَبِي هُرَيْرَةَ فَفِيهِ طَلْحَة بْن عُمَرَ.
وَقَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل وَالنَّسَائِيّ: لَيْسَ بشئ مَتْرُوك الحَدِيث.
وَلذَلِك قَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بشئ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لَا يَحِلُّ كَتْبُ حَدِيثِهِ إِلا عَلَى التَّعَجُّبِ.
وَفِيهِ سليم الْمَكِّيّ.
قَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بِثِقَةٍ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكُ الحَدِيث.
وَفِيهِ إِسْمَاعِيل الطلحى.
قَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ:(2/157)
ضَعِيف الحَدِيث.
وَأما أَبُوهُ مُحَمَّد بن زَاذَان فَقَالَ البُخَارِيّ: لَا يكْتب حَدِيثه.
وَأما حَدِيث عَائِشَة ففى الطَّرِيق الأول عبد الله بْن زَاذَانَ.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: لَهُ أَحَادِيث غير مَحْفُوظَة.
وَأما الطَّرِيق الثَّانِي فَقَدْ ذكرنَا الْقدح فِيهِ عَنْ يَحْيَى، وَقَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل: يَعْقُوب بْن مُحَمَّد لَا يساوى شَيْئًا، وَقَدْ سرق هَذَا الحَدِيث
أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَهْلٍ الْبَاهِلِيّ فَرَوَاهُ.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: كَانَ مِمَّن يضع الحَدِيث متْنا وإسنادا وَيسْرق من حَدِيث الضِّعَاف ويلزقها على قوم ثقاة.
بَاب الطّلب من الرُّحَمَاء أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الْحَافِظُ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَتَيقِيُّ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا الْعُقَيْلِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ بْنِ الضُّرَيْسِ حَدَّثَنَا جَنْدَلُ بْنُ وَالِقٍ حَدَّثَنَا أَبُو الْملك الوَاسِطِيّ عَن عبد الرحمن السُّدِّيِّ عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ عَنْ أَبِي نَصْرَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَقُول الله عزوجل: اطْلُبُوا الْفُضُولَ مِنَ الرُّحَمَاءِ مِنْ عِبَادِي تَعِيشُوا فِي أَكْنَافِهِمْ فَإِنِّي جَعَلْتُ فِيهِمْ رَحْمَتِي، وَلا تَطْلُبُوهَا مِنَ الْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ فَإِنِّي جَعَلْتُ فِيهِمْ سَخَطِي ".
هَذَا حَدِيث لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَعبد الرَّحْمَنِ السدى مَجْهُول.
قَالَ الْعَقِيلِيّ: لَا يُتَابع على هَذَا الحَدِيث وَلا يعرف من وَجه يَصح.
بَاب الْيَأْس مِمَّا فِي أيدى النَّاس أَنبأَنَا ابْنُ الْحُصَيْنِ عَنِ الْجَوْهَرِيِّ عَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ بْن عقدَة حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الله الْحَضْرَمِيُّ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ زِيَادٍ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ زِرٍّ عَنِ عبيد الله قَالَ: " سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا الْغِنَى؟ قَالَ: الإِيَاسُ فِيمَا [فِي] أَيْدِي النَّاسِ " قَالَ الْحَضْرَمِيّ قلت لإِبْرَاهِيم بن(2/158)
زِيَاد: هَذَا رَأَيْته فِي النّوم.
فَغَضب وَقَالَ: تَقُولُ هَذَا؟ قَالَ أَبُو الْفَتْحِ الأَزْدِيُّ: إِبْرَاهِيم بْن زِيَاد مَتْرُوك الحَدِيث.
بَاب طلب الْخَيْر من حَسَّان الْوُجُوه فِيهِ عَنِ ابْن عَبَّاسٍ وَابْن عُمَر وَجَابِر وَأنس وَأبي هُرَيْرَةَ وَيزِيد الْقَسْمَلِي
وعَائِشَة رَضِي اللَّه عَنْهُم: فَأَما حَدِيث ابْن عَبَّاسٍ فَلهُ أَرْبَعَة طرق: الطَّرِيق الأول: أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بكر أَحْمد بن عَليّ أَخْبَرَنِي الأَزْهَرِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ خُشَيْشٍ حَدَّثَنَا خَيْثَمَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَرْزَةَ حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَمْرٍو الْحَضْرَمِيِّ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اطْلُبُوا الْخَيْرَ عِنْدَ حِسَانِ الْوُجُوهِ ".
الطَّرِيق الثَّانِي: أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَحْمُد بن على أَخْبرنِي الْحُسَيْن ابْن عَلِيٍّ الطَّنَاجِيرِيُّ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ الأَنْصَارِيُّ حَدَّثَنِي عبد الله بن سهل أبوسيار حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ خُشْنَامٍ الْمَدَائِنِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ الْمَدَائِنِيُّ حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ عَمَّارٍ أَنْبَأَنَا أَبُو حَفْصٍ الأَبَّارُ عَنْ لَيْثٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اطْلُبُوا الْخَيْرَ عِنْدَ صِبَاحِ الْوُجُوهِ ".
كَذَا قَالَ.
وَفِي أصل الْمَدَائِنِي أَحْمَد بْن منجويه بْن أَبِي سَلَمَةَ.
قَالَ الْخَطِيب: مَا أَظن هَذَا الحَدِيث إِلا عَنْهُ، فَإِنَّهُ يروي عَنْ مَنْصُور بن عمار.
الطَّرِيق الثَّالِث: أَنْبَأَنَا الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَخْلَدِ بْنِ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْحَكِيمِيُّ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ سُلَيْمَانَ الصَّعْدِيُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَزِيدَ أَبُو زَكَرِيَّا حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ سَلامٍ عَنْ عَبَّادٍ الْقُرَشِيِّ عَنْ(2/159)
عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اطْلُبُوا الْخَيْرَ عِنْدَ حِسَانِ الْوُجُوهِ.
قَالَ فَقِيلَ لابْنِ عَبَّاسٍ: كَمْ مِنْ رَجُلٍ قَبِيحِ الْوَجْهِ قَضَى الْحَاجَةَ؟ قَالَ: إِنَّمَا يَعْنِي حَسَنَ الْوَجْهِ عِنْدَ طَلَبِ الْحَاجَةِ ".
الطَّرِيق الرَّابِع: أَنبأَنَا عبد الْوَهَّاب بن الْمُبَارك أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا
الْعَتَيقِيُّ أَنْبَأَنَا يُوسُفُ أَنْبَأَنَا الْعَقِيلِيُّ حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُقْرِي حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَزِيدَ حَدَّثَنَا عِصْمَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَنْصَارِيُّ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " اطْلُبُوا الْخَيْرَ عِنْدَ حِسَانِ الْوُجُوهِ ".
وَأما حَدِيث ابْن عُمَرَ فَلهُ ثَلَاثَة طرق: الطَّرِيق الأول: أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا الأَزْهَرِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ النَّجَّارُ حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْخَصِيبِ حَدَّثَنَا خَلَفُ بن مُحَمَّد - كودوس -[كُرْدُوسٌ] حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الرحمن بْنِ الْمُجَبَّرِ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا سَأَلْتُمُ الْخَيْرَ اسْأَلُوا حِسَانَ الْوُجُوهِ ".
الطَّرِيق الثَّانِي: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الأول بن عِيسَى أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمُّوَيْهِ أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خُرَيْمٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُون حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الرحمن بْنِ الْمُجَبَّرِ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " اطْلُبُوا الْخَيْرَ عِنْدَ حِسَانِ الْوُجُوهِ ".
الطَّرِيقُ الثَّالِثُ: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ أَنْبَأَنَا الْجَوْهَرِيُّ عَنِ الدَّارَقُطْنِيّ عَن أبي حَاتِم بن حِبَّانَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الْعَطَّارُ حَدَّثَنَا الْكُدَيْمِيُّ عَنْ رَوْحِ ابْن عُبَادَةَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اطْلُبُوا الْخَيْرَ عِنْدَ حِسَانِ الْوُجُوهِ ".
وَأما حَدِيث أنس فَلهُ طَرِيقَانِ:(2/160)
الطَّرِيق الأول: أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا أَبُو عُبَيْدٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي نَصْرٍ أَنبأَنَا أَبُو بكر مُحَمَّد بن مُحَمَّدٍ الطَّرَّازِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْعَدَوِيُّ وَهُوَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ حَدَّثَنَا خِرَاشٌ حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْتَمِسُوا الْخَيْرَ عِنْدَ حِسَانِ الْوُجُوهِ ".
الطَّرِيق الثَّانِي: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ وَسَعْدُ الْخَيْرِ قَالا أَنْبَأَنَا نَصْرُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَزَّانُ أَنْبَأَنَا ابْنُ رِزْقَوَيْهِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْبُحْتُرِيِّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاق ابْن صَالِحٍ الْوَزَّانُ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ سَلَمَةَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَظِيمِ بْنُ حَبِيبٍ الْفِهْرِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الرحمن بْنِ أَبِي ذِئْبٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنْسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اطْلُبُوا الْحَوَائِجَ عِنْدَ حِسَانِ الْوُجُوهِ ".
وَأما حَدِيث أَبِي هُرَيْرَةَ فَلهُ طَرِيقَانِ: الطَّرِيق الأول: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا الْعَتِيقِيُّ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا الْعَقِيلِيُّ حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَحْمُودٍ الْهَرَوِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الأَزْهَرِ الْبَلْخِيُّ حَدَّثَنَا زَيْدُ بن الْحباب حَدثنَا عبد الرحمن بن إِبْرَاهِيم عَن الْعَلَاء ابْن عبد الرحمن عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة إِن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " اطْلُبُوا الْخَيْرَ عِنْدَ حِسَانِ الْوُجُوهِ ".
الطَّرِيق الثَّانِي: أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِم الحريري أَنْبَأَنَا أَبُو طَالِبٍ الْعُشَارِيُّ حَدَّثَنَا الدَّارَقُطْنِيّ حَدثنَا على بن عبد الله بن مييسر -[مُبَشِّرٍ] حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ لقلوق حَدثنَا عبد الله بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي عَمْرٍو الْغِفَارِيّ حَدِيثا يزِيد بن عبد الملك النَّوْفَلِيُّ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي أَنَسٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ابْتَغُوا الْخَيْرَ عِنْدَ حسان الْوُجُوه ".
وَأما حَدِيث يزِيد فَأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ شَاذَانَ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمد(2/161)
ابْن مُحَمَّدِ بْنِ الْمُغَلِّسِ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ زِيَادٍ عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا
طَلَبْتُمُ الْحَاجَاتِ فَاطْلُبُوهَا إِلَى الْحِسَانِ الْوُجُوهِ ".
وَأما حَدِيث عَائِشَة فَلهُ طَرِيقَانِ: الطَّرِيق الأول: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَيْمُونٍ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّد الْغُنْدَجَانِيُّ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَانَ الشِّيرَازِيُّ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلٍ الْمُقْرِي حَدَّثَنَا الْبُخَارِيُّ حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ حَدَّثَنَا مَعْنٌ حَدثنَا عبد الرحمن بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُلَيْكِيُّ عَنِ امْرَأَتِهِ جَبْرَةَ عَنْ أَبِيهَا عَنْ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " اطْلُبُوا الْخَيْرَ عِنْدَ حِسَانِ الْوُجُوهِ " وَهَذِه جبرة بنت مُحَمَّد بْن ثَابِت بن سِبَاع.
الطَّرِيق الثَّانِي: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الْحَافِظُ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا الْعَتِيقِيُّ أَنْبَأَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا الْعُقَيْلِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أَنْبَأَنَا شَيْخُ بْنُ قُرَيْشٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اطْلُبُوا الْخَيْرَ عِنْدَ حِسَانِ الْوُجُوهِ وَسَمُّوا بِخِيَارِكُمْ، وَإِذَا أَتَاكُمْ كَرِيمُ قَوْمٍ فَأَكْرِمُوهُ " قَالَ الْحَسَنُ فَقُلْتُ لِيَزِيدَ: مَنْ هَذَا الشَّيْخُ أَوِ سَمِّهِ؟ قَالَ: (لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تبدلكم تَسُؤْكُمْ) قَالَ مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيلَ الصَّانِع: هُوَ سُلَيْمَان بن أَرقم.
الطَّرِيق الثَّالِث: أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنِ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا هنبل بن مُحَمَّد حَدثنَا عبد الله ابْن عَبْدِ الْجَبَّارِ قَالَ الْحَكَمُ بْنُ عبد الله الأَيْلِيُّ حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " اطْلُبُوا الْحَاجَاتِ عِنْدَ حِسَانِ الْوُجُوهِ " هَذَا حَدِيث لَا يَصح من جَمِيع جهاته.(2/162)
أما حَدِيث ابْن عَبَّاسٍ فَفِي طَرِيقه الأَوَّل طَلْحَة بْن عَمْرو.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ
حَنْبَلٍ: لَا شئ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ، وَكَذَلِكَ قَالَ النَّسَائِيُّ، وَقَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ، وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ يَرْوِي عَنِ الثقاة مَا لَيْسَ مِنْ أَحَادِيثِهِمْ، لَا يَحِلُّ كَتْبُ حَدِيثِهِ إِلا عَلَى وَجه التَّعَجُّب.
وَأما الطَّرِيق الثَّانِي فَفِيهِ أَحْمَد بْن سَلَمَةَ.
قَالَ ابْن عدى: حدث عَن الثقاة بِالْبَوَاطِيل وَكَانَ يسرق الحَدِيث.
وَفِيهِ عِيسَى بْن خشنام قَالَ الْخَطِيب: حدث حَدِيثا مُنْكرا.
وَفِي الطَّرِيق الثَّالِث مُصْعَب بْن سَلام، ضعفه ابْن الْمَدِينِيّ وَيَحْيَى وَأَبُو دَاوُد.
وَفِي الطَّرِيق الرَّابِع عصمَة بْن مُحَمَّد.
قَالَ يَحْيَى: كَذَّاب يضع الْحَدِيثَ.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ.
مَتْرُوك.
وَقَالَ العقيلى: حدث بِالْبَوَاطِيل عَن الثقاة.
وَأما حَدِيث ابْن عُمَرَ فَفِي الطَّرِيق الأَوَّل وَالثَّانِي مُحَمَّد بْن عبد الرحمن.
قَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ.
وَقَالَ ابْن حَمَّاد: مَتْرُوك الحَدِيث وَسُئِلَ أَحْمَد بْن حَنْبَل عَنْ هَذَا الحَدِيث فَقَالَ كذب.
وَفِي الطَّرِيق الثَّالِث الْكُدَيْمِي وَقَدْ ذكرنَا فِي غير مَوضِع من كتَابنَا أَنَّهُ كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ.
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: فَلَعَلَّهُ قَدْ وضع أَكْثَر من ألف حَدِيث.
وَأما حَدِيث جَابِر فَفِيهِ عُمَر بْن صهْبَان وَهُوَ عُمَر بْن مُحَمَّدِ بْنِ صهْبَان.
قَالَ أَحْمَد: لم يكن بشئ.
وَقَالَ يَحْيَى: لَا يُسَاوِي فِلْسًا.
وَقَالَ النَّسَائِيّ وَالدَّارقطني: مَتْرُوك وَفِيهِ سُلَيْمَان بْن كراز.
قَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ: ضَعِيف.
وقدح فِيهِ ابْن عَدِيّ أَيْضا، وَفِيهِ مُحَمَّد بْن زَكَرِيَّا.
قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ.
وَأما حَدِيث أنس فَفِي الطَّرِيق الأول مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّرَّازِيُّ.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: هُوَ ذَاهِب الحَدِيث.
وَفِيهِ أَبُو سَعِيد الْعَدْوى وَقَدْ سبق أَنَّهُ كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ.
وَفِيهِ خرَاش.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: هُوَ مَجْهُولٌ.
وَقَالَ ابْنُ حبَان: لَا يحل(2/163)
الاحْتِجَاجُ بِهِ وَلا كتب حَدِيثه إِلا على جِهَة الِاعْتِبَار.
وَفِي الطَّرِيق الثَّانِي سُلَيْمَان بْن سَلَمَةَ اتهمه ابْن حِبَّانَ بِوَضْع الحَدِيث.
وَأما حَدِيث أَبِي هُرَيْرَةَ فَفِي طَرِيقه الأول الْعَلَاء بن عبد الرحمن.
قَالَ يَحْيَى لَيْسَ حَدِيثه بِحجَّة.
وَفِيه عبد الرحيم بْن إِبْرَاهِيمَ.
قَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بشئ.
وَفِيهِ مُحَمَّد بْن الْأَزْهَر.
قَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل: لَا تكْتبُوا عَنْهُ، فَإِنَّهُ يحدث عَنِ الْكَذَّابين.
وَأما الطَّرِيق الثَّانِي فَفِيهِ عبد الله بْن إِبْرَاهِيمَ.
قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: حَدِيثه مُنكر وَنسبه ابْن حِبَّانَ إِلَى أَنَّهُ يضع الْأَحَادِيث.
وَأما حَدِيث يَزِيد فَفِيهِ هِشَام بْن زِيَاد، ضعفه أَحْمَد وَيَحْيَى.
وَقَالَ النَّسَائِيّ: هُوَ مَتْرُوك الحَدِيث.
وَفِيهِ عباد بْنُ عَبَّادٍ.
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يَأْتِي بِالْمَنَاكِيرِ فَاسْتحقَّ التّرْك.
وَفِيهِ ابْن الْمُغلس.
قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: كَانَ يضع الحَدِيث.
وَأما حَدِيث عَائِشَة ففى الطَّرِيق الأول عبد الرحمن بْن أَبِي بَكْر.
قَالَ أَحْمَد: مُنكر الحَدِيث.
وَقَالَ الْبُخَارِيّ: لَا يُتَابع فِي حَدِيثه.
وَقَالَ النَّسَائِيّ: مَتْرُوك الحَدِيث.
وَفِي الطَّرِيق الثَّانِي سُلَيْمَانُ بْنُ أَرْقَمَ.
قَالَ أَحْمَدُ: لَيْسَ بشئ، لَا يُرْوَى عَنْهُ الْحَدِيثُ.
وَقَالَ يَحْيَى: لَا يُسَاوِي فِلْسًا.
وَقَالَ النَّسَائِيّ وَالدَّارَقُطْنِيّ: مَتْرُوك.
وَقَالَ ابْن حبَان: يرْوى عَن الثقاة الموضوعات.
وَفِي الطَّرِيق الثَّالِث الْحَكَم بن عبد الله.
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: هُوَ الْحَكَم بن عبد الله بْنِ سَعْد الْأَيْلِي وَإِنَّمَا هُوَ الحكم بن عبد الله بْنِ خطَّاف ويكنى أَبَا سَلَمَةَ كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ.
قَالَ الْعَقِيلِيّ: لَيْسَ فِي هَذَا الْبَاب عَنِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شئ يثبت.
بَاب طلب نجاح الْحَوَائِج بِكِتْمَانِهَا فِيهِ عَنْ مُعَاذ وَابْن عَبَّاسٍ: فَأَما حَدِيث مُعَاذ فَلهُ طَرِيقَانِ: الطَّرِيق الأول: أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك بْنُ خَيْرُونَ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ(2/164)
أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَقِيلِيُّ حَدَّثَنَا أُسَيْدُ بْنُ عَاصِمٍ وَأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي أَنْبَأَنَا حَمْدُ بْنُ أَحْمَدَ الْحَدَّادُ حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ أَنْبَأَنَا فَارُوقٌ الْخَطَّابِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْقُرَشِيُّ وَأَبُو مُسْلِمٍ الْكَشِّيُّ قَالا حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سَلامٍ الْعَطَّارُ حَدَّثَنَا ثَوْرُ بْنِ يَزِيدَ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اسْتَعِينُوا عَلَى نَجَاحِ الْحَوَائِجِ بِالْكِتْمَانِ فَإِنَّ كُلَّ ذِي نِعْمَةٍ مَحْسُودٌ ".
الطَّرِيق الثَّانِي: أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد أَنبأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ أَنْبَأَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا مِصْبَحُ بْنُ عَلِيٍّ الْبَلَدِيُّ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ السُّكَيْنِ حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عُلْوَانَ عَنْ نُورِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اسْتَعِينُوا عَلَى طَلَبِ الْحَوَائِجِ بِالْكِتْمَانِ مِنَ النَّاسِ فَإِنَّ لِكُلِّ نِعْمَةٍ حَسَدَة ".
وَأما حَدِيث ابْن عَبَّاسٍ فَلهُ طَرِيقَانِ: الطَّرِيق الأول: أَنْبَأَنَا يَحْيَى بْنُ عَلِيٍّ الْمُدَبِّرُ أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ ابْن عَبْدِ الْعَزِيزِ الْعُكْبَرِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمد عبيد الله بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَرَضِيُّ أَنْبَأَنَا جَعْفَرُ ابْن مُحَمَّدٍ الْخَوَّاصُ حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ عبيد الله الأَبْزَارِيُّ حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ أمرنى أَمِير الْمُؤمنِينَ بشئ وَقَالَ: لَا تطلع عَلَيْهِ أحد، فَإِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ - يَعْنِي الْمَهْدِيَّ - حَدَّثَنِي أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ الْمَنْصُورَ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اسْتَعِينُوا عَلَى نَجَاحِ الْحَوَائِجِ بِكِتْمَانِهَا ".
الطَّرِيق الثَّانِي: أَنبأَنَا عبد الرحمن بن مُحَمَّد أَنبأَنَا أَحْمد عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَخْلَدٍ حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَطِيبِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الله الْحسن
ابْن عُبَيْدِ اللَّهِ وَهُوَ الأَبْزَارِيُّ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ حَدَّثَنِي الْمَأْمُون(2/165)
حَدَّثَنِي الرَّشِيدُ عَنِ الْمَهْدِيِّ أَنَّهُ أَسَرَّ إِلَيْهِ شَيْئًا وَقَالَ: لَا تُطْلِعَنَّ عَلَيْهِ أَحَدًا، فَإِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ - يَعْنِي الْمَنْصُورَ - حَدَّثَنِي عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اسْتَعِينُوا عَلَى نَجَاحِ الْحَوَائِجِ بِكِتْمَانِهَا ".
هَذَا حَدِيث لَا يَصح.
أما طَرِيق مُعَاذ الأَوَّل فالمتهم بِهِ سَعِيد بْن سَلام.
قَالَ الْعقيلِيّ: لَا يعرف إِلَّا بِهِ وَلا يُتَابع عَلَيْهِ.
وَقَالَ مُحَمَّد بن عبد الله بْنِ نمير وَأحمد ابْن حَنْبَل: هُوَ كَذَّاب.
وَقَالَ الْبُخَارِيّ: يذكر بِوَضْع الحَدِيث.
وَقَالَ ابْن حِبَّانَ: يتفرد عَنِ الْأَثْبَات بِمَا لَا أَصْلَ لَهُ.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: مَتْرُوك.
وَأما الطَّرِيق الثَّانِي: فالمتهم بِهِ حُسَيْن بْن علوان.
قَالَ ابْنُ عدي وَابْن حبَان كَانَ يَضَعُ الحَدِيث.
وَأما حَدِيث ابْن عَبَّاس فَإِنَّهُ من عمل الْأَبْزَارِيِّ، بعض من هَذَا الطَّرِيق عَطَاء وَمن الأولى الرشيد، وَقَدْ سبق فِي كتَابنَا أَنَّهُ كَذَّاب.
قَالَ أَحْمَد بْن كَامِل: كَانَ الْأَبْزَارِيِّ مَاجِنًا كذابا.
قَالَ مهنى: سَأَلت أَحْمَد بْنُ حَنْبَلٍ وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ عَنْ قَوْلهم اسْتَعِينُوا على طلب الْحَوَائِج بِالْكِتْمَانِ فَقَالَا هُوَ مَوْضُوع وَلَيْسَ لَهُ أصل.(2/166)
كتاب فعل الْمَعْرُوف
بَاب مَحل الصنيعة أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَحْمد بن عَليّ بن ثَابت أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الله بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خلف المروزى حَدثنَا يحيى ابْن هَاشِمٍ السِّمْسَارُ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَصْلُحُ الصَّنِيعَةُ إِلا عِنْدَ ذِي حَسَبٍ وَدِينٍ، كَمَا أَنَّ
الرِّيَاضَةَ لَا تَصْلُحُ إِلا فِي نَجِيبٍ ".
هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ النَّسَائِيّ: يحيى ابْن هَاشِم مَتْرُوك الحَدِيث، وَقَالَ ابْن عدي: كَانَ يضع الحَدِيث وَيسْرق، وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ يَضَعُ الحَدِيث على الثقاة.
قَالَ الْعَقِيلِيّ: لَا يَصح فِي هَذَا الْبَاب شئ.
بَاب ثَوَاب خدمه النَّاس أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا حَمَدُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ حَدَّثَ أَحْمَدُ بْنُ عبد الله الفاريابى حَدَّثَنَا شَقِيقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ عَنْ عَبَّادِ بْنِ كَثِيرٍ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أَنَسٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: " إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ نَادَى مُنَاد على رُؤُوس الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ: مَنْ كَانَ خَادِمًا لِلْمُسْلِمِينَ فِي دَارِ الدُّنْيَا فَلْيَقُمْ وَلْيَمْضِ عَلَى الصِّرَاطِ غَيْرَ خَائِفٍ، وَادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَمَنْ شِئْتُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ، وَلَيَسْ عَلَيْكُمْ حِسَابٌ وَلا عَذَابٌ ".
وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْخَادِمُ فِي الدُّنْيَا هُوَ سَيِّدُ الْقَوْمِ فِي الآخِرَةِ ".
قَالَ أَبُو نُعَيْم: هَذَا مِمَّا تفرد الفاريابي بِوَضْعِهِ، وَكَانَ وضاعا مَشْهُورا بِالْوَضْعِ.(2/167)
بَاب السُّؤَال عَن الجاه يَوْم الْقِيَامَة أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الملك أَنْبَأَنَا الْجَوْهَرِيُّ عَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ عَنْ أَبِي حَاتِمِ بْنِ حَبَّانَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَلَدِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ خُلَيْدٍ عَنْ يُوسُفَ بْنِ يُونُسَ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَال عَن عبد الله بْنِ دِينَارٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ دَعَا اللَّهُ عَبْدًا مِنْ عَبِيدِهِ فَيَقِفُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَيَسْأَلُهُ عَنْ جَاهِهِ كَمَا يَسْأَلُهُ عَنْ مَالِهِ ".
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يُوسُف يروي عَنْ سُلَيْمَان مَا لَيْسَ من حَدِيثه، لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ إِذَا انْفَرد.
قَالَ: وَهَذَا لَا أَصْلَ لَهُ مِنْ كَلامِ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَقَالَ ابْن عَدِيّ: هما -[كُلّ مَا] روى يُوسُف عَنِ الثقاة مُنكر.
بَاب ثَوَاب من فَرح صَبيا أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد أَنبأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنِ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَفْصٍ حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شُبَيْبٍ حَدَّثَنَا عبد الله ابْن يَزِيدَ الْمُقْرِي حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيَعَة عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ فِي الْجَنَّةِ دَارًا يُقَالُ لَهَا الْفَرَحُ لَا يَدْخُلُهَا إِلا مَنْ فَرِحَ مِنَ الصِّبْيَانِ ".
هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَنْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَابْن لَهِيَعَة لَا يعول عَلَيْهِ، وَأحمد بن حَفْص مُنكر الحَدِيث.
بَاب بكاء الْيَتِيم أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ ثَابِتٍ حَدَّثَنِي أَبُو نصر على بن عبيد الله الْبَغْدَادِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الأَزْهَرِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الْوَشَّاءُ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عِيسَى الْبَغْدَادِيُّ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ عَنْ حُمَيْدٍ(2/168)
الطَّوِيلِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا بَكَى الْيَتِيمُ وَقَعَتْ دُمُوعُهُ فِي كَفِّ الرَّحْمَنِ فَيَقُولُ: مَنْ أَبْكَى هَذَا الْيَتِيمَ الَّذِي وَارَيْتُ وَالِدَيْهِ تَحْتَ الثَّرَى؟ مَنْ أَسْكَتَهُ فَلَهُ الْجَنَّةُ ".
قَالَ الْخَطِيبُ: هَذَا حَدِيث مُنكر جدا لم أكتبه إِلا بِإِسْنَادِهِ، وَرِجَاله كلهم معروفون إِلا مُوسَى بْن عِيسَى فَإِنَّهُ مَجْهُول عندنَا غير مَقْبُول.
بَاب قعُود الْيَتِيم على الْقَصعَة روى الْحَسَنُ بْنُ دِينَارٍ عَنْ الأَسْوَدِ بن عبد الرحمن عَنْ هصال عَنْ أَبِي مُوسَى
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا قَعَدَ يَتِيمٌ عَلَى قَصْعَةٍ قَوْمٌ فَيَقْرُبُ قَصْعَتَهُمْ شَيْطَانٌ " هَذَا حَدِيث بَاطِل.
وَالْحَسَن يروي الموضوعات عَنِ الْأَثْبَات، كَانَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَيَحْيَى بْنُ معِين يكذبانه.
بَاب ثَوَاب سقى المَاء فِيهِ عَنْ أَنَس وَعَائِشَة: فَأَما حَدِيث أَنَس فأنبأنا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عبد الله الْمَحَامِلِيُّ قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ جَدِّي الْحُسَيْنِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بِخَطِّ يَدِهِ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ الصفارح.
وأنبأنا عبد الرحمن أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُؤَدَّبُ أَنبأَنَا أَبُو الْفَتْح مُحَمَّد بن الْحُسَيْنِ الأَزْدِيُّ حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُجَاشِعٍ الْخُتَّلِيُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الصَّفَّارُ حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ بَيَانٍ الثَّقَفِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ عَنْ أَنْسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ سَقَى الْمَاءَ فِي مَوْضِعٍ يُقْدَرُ عَلَى الْمَاءِ فَلَهُ بِكُلِّ شَرْبَةٍ يَشْرَبُهَا بَرًّا كَانَ أَوْ فَاجِرًا عَشْرُ حَسَنَاتٍ تُكْتَبُ لَهُ وَعَشْرُ دَرَجَاتٍ تُرْفَعُ لَهُ وَعَشْرُ سَيِّئَاتٍ تُحَطُّ عَنْهُ، وَإِنَّ شَرْبَةَ الْعَطْشَانِ تُعْتِقُ نَسَمَةً وَإِنَّ شَرْبَةَ الْعَطْشَانِ الَّذِي قَدْ هَجَمَ عَلَى الْمَوِت تُعْتِقُ سِتِّينَ نَسَمَةً، وَمَنْ(2/169)
سَقَا الْمَاءَ فِي مَوْضِعٍ لَا يقدر على المَاء فَكَأَنَّمَا أحيى النَّاسَ جَمِيعًا.
قلت: وَمَا أحيى النَّاس جَمِيعًا.
قَالَ: أَلَيْسَ إِذَا أَحييت نفسا فثوابك الْجَنَّة فَكَذَا من أحيى النَّاس جَمِيعًا فثوابه الْجنَّة " لفظ المحاملى.
وَأما حَدِيث عَائِشَة فَلهُ طَرِيقَانِ: الطَّرِيق الأول: أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمَقْبُرِيُّ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي الْفَضْلِ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ السَّهْمِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا عبد الله بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عِيسَى أَنبأَنَا عبد الله بْنُ نُمَيْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ سَقَى مُسْلِمًا شَرْبَةً مِنْ مَاءٍ فِي مَوْضِعٍ يُوجَدُ فِيهِ الْمَاءُ فَكَأَنَّمَا أَعْتَقَ رَقَبَةً، فَإِنْ سَقَاهُ فِي مَوْضِعٍ لَا يُوجَدُ فِيهِ الْمَاءُ فَكَأَنَّمَا أَحْيَا نَسَمَةً مُؤْمِنَةً ".
الطَّرِيق الثَّانِي: أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ الأَهْوَازِيُّ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ قُرَّةَ أَخْبَرَنِي عَمِّي الْحَسَنُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَن عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ سَقَى مَاءً حَيْثُ يُوجَدُ الْمَاءُ فَكَأَنَّمَا أَعْتَقَ نَسَمَةً وَمَنْ سَقَى مَاءً حَيْثُ لَا يُقْدَرُ عَلَى الْمَاءِ فَكَأَنَّمَا أَحْيَا نَفْسًا " هَذَا حَدِيث لَا يَصح.
أما حَدِيث أَنَس فالمتهم بِهِ صَالِح بْن بَيَان.
قَالَ الدَّارقطني: هُوَ مَتْرُوك.
وَأما حَدِيث عَائِشَة فَفِي الطَّرِيق الأَوَّل أَحْمَد بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ.
قَالَ: وَهَذَا الحَدِيث كذب مَوْضُوع عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَأما الطَّرِيق الثَّانِي فالوهم فِيهِ من الْحَسَن بْن أَبِي جَعْفَر فَإِنَّهُ كَانَ يخلط فِي الْأَحَادِيث.
تَركه أَحْمَد وَقَالَ: لَيْسَ بشئ.
ثُمَّ عَلِيّ بْن زَيْد أَوْهَى مِنْهُ.(2/170)
بَاب فِي ثَوَاب إغاثة الملهوف أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَحْمد بن عَليّ بن ثَابت أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبُرْقَانِيُّ أَنْبَأَنَا الإِسْمَاعِيلِيُّ أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خَضْرُونٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ حَدَّثَنَا مسَلَمَةُ بْنُ الصَّلْتِ عَنْ زِيَادٍ وَهُوَ ابْنُ أَبِي حَسَّانٍ قَالَ سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَعَانَ
مَلْهُوفًا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ ثَلاثًا وَسَبْعِينَ مَغْفِرَةً: وَاحِدَةٌ مِنْهَا فِيهَا صَلاحُ أَمْرِهِ كُلِّهِ وَاثْنَتَانِ وَسَبْعُونَ دَرَجَات لَهُ عِنْد الله عزوجل ".
طَرِيق آخر: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الْحَافِظُ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا الْعَتَيقِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ الدَّخِيلِ حَدَّثَنَا الْعُقَيْلِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الجديرى حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ الْعَمِّيُّ حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ أَبِي حَسَّانٍ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ أَعَانَ مَلْهُوفًا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ ثَلاثًا وَسَبْعِينَ مَغْفِرَةً: وَاحِدَةٌ مِنْهَا إِصْلاحُ أَمْرِهِ كُلِّهِ وَاثْنَتَانِ وَسَبْعُونَ دَرَجَاتٌ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ".
هَذَا حَدِيث مَوْضُوع على رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالْمُتَّهَم بِوَضْعِهِ زِيَاد وَكَانَ شُعْبَة شَدِيد الْحمل عَلَيْهِ.
قَالَ الْعَقِيلِيّ: لَا يعرف هَذَا الحَدِيث إِلا بِزِيَاد وَلا يُتَابع عَلَيْهِ.
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ إِذَا انْفَرد.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: هُوَ مَتْرُوك.
بَاب فِي مُوَافقَة شَهْوَة الْمُسلم أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا الْعَتَيقِيُّ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا الْعُقَيْلِيُّ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ نَجِيحٍ حَدَّثَنَا عُمَرُ أَبُو حَفْصٍ عَنْ زِيَادٍ النُّمَيْرِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من وَافَقَ مِنْ أَخِيهِ شَهْوَةً غُفِرَ لَهُ ".(2/171)
هَذَا حَدِيث مَوْضُوع.
قَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل: حرقنا حَدِيث عُمَر [أَبِي] حَفْص.
قَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بشئ، وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ.
حَدِيث آخر: رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ نُعَيْمٍ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ لَذَّذَ أَخَاهُ بِمَا يَشْتَهِي كُتِبَ لَهُ أَلْفُ أَلْفِ حَسَنَةٍ ".
قَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل: هَذَا بَاطِل، هَذَا كَذَّاب، يَعْنِي مُحَمَّد بْن نُعَيْم.
وَقَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ: هُوَ مَجْهُول.
بَاب فِي إطْعَام الطَّعَام أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي الْبَزَّارُ أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ عَن الدَّارَقُطْنِيّ عَن أبي حَاتِم بْنِ حِبَّانَ قَالَ: رَوَى رَجَاءُ بْنُ أَبِي عَطَاءٍ عَنْ وَاهِبِ بن عبد الله عَن عبد الله بْنِ عَمْرٍو عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " من أَطْعَمَ أَخَاهُ خُبْزًا حَتَّى أَشْبَعَهُ وَسَقَاهُ مِنْ مَائِهِ، بَاعَدَهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ سَبْعَةَ خَنَادِقَ، بُعْدُ [مَا] بَيْنَ كُلِّ خَنْدَقَيْنِ مَسِيرَةُ خَمْسمِائَة عَامٍ ".
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: هَذَا لَيْسَ من حَدِيث رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
ورجاء يروي عَنِ المصريين الموضوعات، لَا يَحِلُّ الاحْتِجَاجُ بِهِ بِحَال.
حَدِيث آخر فِي ذَلِك: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الْحَافِظُ وَحَدَّثَنَا عَنْهُ الْمُبَارَكُ بْنُ عَلِيٍّ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْخَتَّانِ أَنبأَنَا أَبُو الْحُسَيْن بن بَشرَان أَنبأَنَا أَبُو عَمْرو ابْن السِّمَاكِ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ الْبَراء حَدَّثَنى عبد الله بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّبَعِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ قَالَ حَدَّثَنِي زَرْبِيٌّ قَالَ سَمِعْتُ أَنَسًا يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْ عَمَلٍ أَفْضَلَ مِنْ إِشْبَاعِ كَبِدٍ جَائِعَةٍ ".
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: زربى مُنكر الحَدِيث يروي عَنْ أَنَس مَا لَا أَصْلَ لَهُ.(2/172)
بَاب ثَوَاب من مَشى فِي حَاجَة أَخِيه الْمُسلم أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد أَنبأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنِ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْبَصْرِيُّ حَدَّثَنَا عبد الرحيم ابْن زَيْدٍ الْعَمِّيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ مَشَى فِي حَاجَةِ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ يَخْطُوهَا سَبْعِينَ
حَسَنَةً ومحى عَنْهُ سَبْعِينَ سَيِّئَةً إِلَى أَنْ يَرْجِعَ مِنْ حَيْثُ فَارَقَهُ، فَإِنْ قُضِيَتْ حَاجَةٌ عَلَى يَدَيْهِ خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ، وَإِنْ هَلَكَ فِيمَا بَيْنَ ذَلِكَ دَخَلَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ ".
هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ يحيى: عبد الرحيم بْن زَيْد كَذَّاب، وَأَبوهُ لَيْسَ بشئ.
بَاب ثَوَاب من قاد أعمى فِيهِ عَنِ ابْن عُمَرَ وَابْن عَمْرو وَابْن عَبَّاسٍ وَأنس وَجَابِر وَأبي هُرَيْرَةَ رَضِي اللَّه عَنْهُم.
فَأَما حَدِيث ابْن عُمَرَ فَلهُ خَمْسَة طرق: الطَّرِيق الأول: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي بْنِ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا حَمْدُ بْنُ أَحْمَدَ الْحَدَّادُ حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حُبَيْشٍ حَدثنَا مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم ابْن أَبَانٍ السَّرَّاجُ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ حَدَّثَنَا سَلْمُ بْنُ سَالِمٍ ح.
وأنبأنا أَحْمد بن عبيد الله الْعُكْبَرِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو طَالِبٍ الْعُشَارِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ شَاهِينَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْكَرِيم ابْن أَحْمَدَ الرَّوَّاسُ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ حَدَّثَنَا أَصْرَمُ بْنُ حَوْشَبٍ كِلاهُمَا عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَادَ أَعْمَى أَرْبَعِينَ خُطْوَةً وَجَبت لَهُ الْجنَّة ".(2/173)
الطَّرِيق الثَّانِي: أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عبيد الله أَنْبَأَنَا الْعُشَارِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ شَاهِينَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَصْرِيُّ حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الرحمن بْنِ يَحْيَى حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ نِزَارٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنْ عَمْرٍو عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَادَ أَعْمَى أَرْبَعِينَ خُطْوَةً غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ".
الطَّرِيق الثَّالِث: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بن عبد الملك أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا
حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بن أَبى النَّجْم وَالْحُسَيْن ابْن عبد الله الرَّقِّيَّانِ قَالا حَدَّثَنَا عَامِرُ بْنُ سيار حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الملك عَن مُحَمَّد ابْن الْمُنْكَدر عَن عبد الله بْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَادَ أَعْمَى أَرْبَعِينَ خُطْوَةً غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ".
الطَّرِيق الرَّابِع: أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَحْمُد بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عُمَرَ بْنِ بُرْهَانَ الْغَزَّالُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ قَانِعٍ حَدثنَا خلف ابْن عَمْرٍو الْعُكْبَرِيُّ حَدَّثَنَا الْمُعَلَّى بْنُ مَهْدِيٍّ حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ الْبُحْتُرِيِّ عَن عبيد الله ابْن أَبِي حُمَيْدٍ، كَذَا قَالَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَادَ أَعْمَى أَرْبَعِينَ خُطْوَةً غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ".
الطَّرِيق الْخَامِس: أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد أَنبأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنِ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بن عبد الرحمن حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الرحمن الْقُشَيْرِيُّ حَدَّثَنَا نُورُ بْنُ يَزِيدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ عبد الله بْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَادَ أَعْمَى أَرْبَعِينَ خُطْوَةً وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ ".
وَأما حَدِيث ابْن عَمْرو فَأَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا الْحسن بن الْحسن النعالى وعبيد الله بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ النَّجَّارِ قَالا أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْخَضْرِ بْنِ زَكَرِيَّا الدَّقَّاقُ حَدثنَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن مهدى حَدثنَا(2/174)
الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ حَدَّثَنَا سَلْمُ بْنُ سَالِمٍ الْبَلْخِيُّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدر عَن عبد الله بْنِ عَمْرٍو قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَادَ أَعْمَى أَرْبَعِينَ ذِرَاعًا وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ ".
وَأما حَدِيث ابْن عَبَّاس فَأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الملك أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ
أَنْبَأَنَا أَبُو عَمْرٍو الْفَارِسِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو عدى حَدثنَا عبد الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْمَكِّيُّ حَدثنَا عبد الله بْنُ أَبَانٍ الثَّقَفِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ قَادَ أَعْمَى مَكْفُوفًا أَرْبَعِينَ ذِرَاعًا أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ ".
وَأما حَدِيث أنس فَلهُ ثَلَاثَة طُرُقٍ: الطَّرِيقُ الأَوَّلُ: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْمُبَارَكِ الأَنْمَاطِيُّ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَيْضَاوِيُّ قَالا أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ النَّقُّورِ أَنْبَأَنَا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ الْوَزِيرُ حَدَّثَنَا الْبَغَوِيُّ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْمُعَلَّى بْنِ هِلالٍ عَنْ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من قَادَ مَكْفُوفًا أَرْبَعِينَ ذِرَاعًا كَانَتْ لَهُ عِدْلُ رَقَبَةٍ ح.
وَأَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ أَنْبَأَنَا عَاصِمُ بْنُ الْحسن أَنبأَنَا أَبُو عمر ابْن مَهْدِيٍّ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْخُتُّلِيُّ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مِرْدَاسٍ فَذَكَرَهُ بِمَعْنَاهُ.
وَقَدْ رَوَاه يُوسُفُ بْنُ عَطِيَّةَ عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ أَيْضًا.
قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: لم يروه عَنْ التيمى غَيرهمَا.
الطَّرِيق الثَّانِي: أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بن أَحْمد الصَّائِغ أَنبأَنَا عبيد الله بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّرِيفِينِيُّ حَدَّثَنَا الْمُخَلِّصُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الْحَضْرَمِيُّ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ مُسَاوِرٍ حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ سَالِمٍ قَالَ قَالَ لِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَادَ أَعْمَى أَرْبَعِينَ خُطْوَةً لَمْ تَمَسَّ النَّارُ وَجْهَهُ ".
الطَّرِيقُ الثَّالِثُ: أَنْبَأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ على بن ثَابت(2/175)
أَنْبَأَنَا الْبَرْقَانِيُّ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ مُوسَى الاردبيلى حَدثنَا أحدم بْنُ طَاهِرِ بْنِ النَّجْمِ حَدَّثَنَا سعيد بن عَمْرو - البرذعى -[الزرعى] حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ واده قَالَ سَمِعْتُ أَبَا الْوَلِيدِ يَقُولُ: أَتَيْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ عَمْرٍو فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ فَقَالَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ عَنْ
أَنَسٍ قَالَ: " مَنْ قَادَ أَعْمَى أَرْبَعِينَ خُطْوَةً " فَقُلْتُ: قُومُوا من عِنْد هَذَا الْكذَّاب.
وَأما حَدِيث جَابر فَلهُ طَرِيقَانِ: الطَّرِيقُ الأَوَّلُ: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الوَهَّابِ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا الْعَتِيقِيُّ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ أَنبأَنَا العقيلى حَدثنَا عبد الله بْنُ الْحَسَنِ الْحَرَّانِيُّ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ مَرْوَانَ الْخَلالُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن عبد الملك الأَنْصَارِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَن جَابر بن عبد الله قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَادَ أَعْمَى أَرْبَعِينَ خُطْوَةً وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ ".
الطَّرِيق الثَّانِي: أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ حَدَّثَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا مَيْمُونُ بْنُ سَلَمَةَ حَدَّثَنَا الْمسيب بن وَاضح حَدثنَا أبوالبخترى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حُمَيْدٍ عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرٍ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " مَنْ قَادَ مَكْفُوفًا أَرْبَعِينَ خُطْوَةً غُفِرَ لَهُ مَا مَضَى مِنْ ذُنُوبِهِ ".
وَأما حَدِيث أَبِي هُرَيْرَة فأنبأنا أَبُو الْعِزّ أَحْمد بن عبيد الله أَنبأَنَا مُحَمَّد بن على ابْن الْفَتْحِ أَنْبَأَنَا عُمَرُ بْنُ شَاهِينَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرٍو الزُّبَيْرِيُّ حَدثنَا أَحْمد بن عبد الرحيم الْبُرْقِيُّ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِي سَلَمَةَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُمَيْرٍ الْبَصْرِيُّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا أَبَا هُرَيْرَةَ مَنْ مَشَى مَعَ أَعْمَى مِيلا يُرْشِدُهُ كَانَ لَهُ بِكُلِّ ذِرَاعٍ مِنَ الْمِيلِ عِتْقُ رَقَبَةٍ.
يَا أَبَا هُرَيْرَةَ إِذَا أَرْشَدْتَ الأَعْمَى فَخُذْ بِيَدِهِ الْيُسْرَى بيك الْيُمْنَى فَإِنَّهَا صَدَقَةٌ ".
هَذهِ الْأَحَادِيث كلهَا لَيْسَ فِيهَا مَا يَصح عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم.(2/176)
أَمَّا حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ فَفِي الطَّرِيق الأَوَّل عَلِيّ بْن عُرْوَةَ.
قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بشئ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يضع الحَدِيث.
ثُمَّ الرَّاوِي عَنْ عَلِيّ بْن عُرْوَةَ [سَالِم]
وأصرم.
فَأَما سَالِم فَكَانَ ابْن المنادى يكذبهُ.
وَقَالَ يحيى: لَيْسَ حَدِيثه بشئ.
وَقَالَ السَّعْدِيّ غير ثِقَة.
وَأما أَصْرَم فَقَالَ يَحْيَى: كَذَّاب خَبِيث.
وَقَالَ الْبُخَارِيّ: مَتْرُوك الحَدِيث.
وَأما الطَّرِيق الثَّانِي فَفِيهِ مُحَمَّد بْن عبد الرحمن بْنِ بحير.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: روى عَن الثقاة الْمَنَاكِير وَعَن أَبِيهِ عَنْ مَالِك البواطيل.
وَأما الطَّرِيق الثَّالِث فَفِيهِ مُحَمَّد بن عبد الملك.
قَالَ أَحْمَد: قَدْ رَأَيْته كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ ويكذب.
وَكَذَلِكَ قَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ.
وَقَالَ النَّسَائِيّ وَالدَّارَقُطْنِيّ: مَتْرُوك.
وَأما الطَّرِيق الرَّابِع فَقَوله: عبيد الله بْن أَبِي حُمَيْد تَدْلِيس، وَإِنَّمَا هُوَ مُحَمَّد بْن أَبِي حُمَيْد.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ النَّسَائِيّ: لَيْسَ بِثِقَة.
وَأما الطَّرِيق الْخَامِس فَقَالَ ابْن عَدِيّ: هُوَ حَدِيث مُنكر من حَدِيث ثَوْر.
وَأما حَدِيث ابْن عَمْرو فَفِيهِ سلم وَعلي بْن عُرْوَةَ، وَقَدْ سبق جرحهما.
وَأما حَدِيث ابْن عَبَّاس فَفِيهِ عبد الله بْن أَبَان.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: حدث عَن الثقاة بِالْمَنَاكِيرِ وَهُوَ مَجْهُول.
وَأما حَدِيث أَنَس فَفِي طَرِيقه الأَوَّل الْمُعَلَّى بْن هِلَال، رَمَاه سُفْيَان الثَّوْرِيّ وَابْن عُيَيْنَةَ بِالْكَذِبِ، وَقَالَ ابْن الْمُبَارَكِ: كَانَ يضع، وَقَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل: حَدِيثه مَوْضُوع كذب، وَقَالَ يَحْيَى: هُوَ من المعروفين بِالْكَذِبِ وَوضع الحَدِيث وَقَالَ النَّسَائِيُّ: هُوَ مِمَّن يضع الحَدِيث.
وَأما يُوسُف بْن عَطِيَّة فَقَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بشئ، وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ، وَقَالَ ابْن حبَان: لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ.
وَفِي الطَّرِيق الثَّانِي نُعَيْم بن سَالم.
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ عَلَى أَنَسِ.
وَفِي الطَّرِيق الثَّالِث سُلَيْمَان بْن عَمْرو وَهُوَ أَبُو دَاوُد النَّخعِيّ.
قَالَ أَحْمَد: هُوَ كَذَّاب، وَقَالَ مَرَّةً: كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ، وَقَالَ يحيى: يعرف بِوَضْع الحَدِيث،(2/177)
وَقَالَ يَزِيد بْن هَارُون: لَا يحل لأحد أَن يروي عَنْهُ.
وَأما حَدِيث جَابر فَفِي طَرِيقه الأول مُحَمَّد بن عبد الملك، وَقَدْ ذكرنَا آنِفا عَنْ أَحْمَد أَنَّهُ كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ.
وَفِي طَرِيقه الثَّانِي مُحَمَّد بْن أَبِي حُمَيْد، وَقَدْ ذكرنَا آنِفا أَنَّهُ لَيْسَ بِثِقَة.
وَفِيهِ وَهْب بْن وَهْب، وَقَدْ سبق فِي مَوَاضِع أَنَّهُ كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ.
وَأَمَّا حَدِيث أَبِي هُرَيْرَةَ فَفِيهِ إِبْرَاهِيم الْبَصْرِيّ.
قَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ: ضَعِيف الحَدِيث منكره.
بَاب ثَوَاب من ربى صَبيا أَنبأَنَا أَبُو مَنْصُور بن خيرون أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا قَاسِمُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو عُمَيْرٍ عَبْدُ الْكَبِيرُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا الشَّاذَكُونِيُّ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ عَنْ هِشَامٍ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: " مَنْ رَبَّى صَبِيًّا حَتَّى يَقُولَ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ لَمْ يُحَاسِبْهُ اللَّهُ ".
وَقَدْ رَوَاهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْبَرَاءِ عَنِ الشَّاذَكُونِيِّ عَنِ الدَّرَاوَرْدِيِّ عَنْ هِشَام.
هَذَا حَدِيث لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أَمَّا طَرِيقه الأَوَّل فَقَالَ ابْن عَدِيّ: لَعَلَّ الْبلَاء من ابْن عُمَيْر.
قَالَ وَأما طَرِيقه الثَّانِي فَإِن إِبْرَاهِيم حدث بِالْبَوَاطِيل.
وَقَالَ ابْن حبَان: حدث عَن الثقاة بالموضوعات.(2/178)
كتاب مدح السخاء وَالْكَرم
بَاب حب الله عزوجل السخاء أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَعِيدِ بْنِ بَشِيرٍ حَدَّثَنَا أَحْمد بن عبد الله ابْن نَافِع بن ثَابت بن عبد الله بن الزبير حَدَّثَنى أَبى عبد الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ عُرْوَة ابْن الزُّبَيْرِ عَنْ هِشَامٍ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ
قَالَتْ قَالَ لِي الزُّبَيْرُ: " مَرَرْتُ بِرَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَبَذَ عِمَامَتِي بِيَدِهِ فَالْتَفَتُّ إِلَيْهِ فَقَالَ يَا زُبَيْرُ إِنَّ بَابَ الرِّزْقِ مَفْتُوحٌ مِنْ لَدُنِ الْعَرْشِ إِلَى قَرَارِ بَطْنِ الأَرْضِ فَيَرْزُقُ اللَّهُ كُلَّ عَبْدٍ عَلَى قَدْرِ هِمَّتِهِ، يَا زُبَيْرُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ السَّخَاءَ وَلَوْ بِفَلْقِ تَمْرَةٍ وَيُحِبُّ الشَّجَاعَةَ وَلَوْ بِقَتْلِ الْحَيَّةِ وَالْعَقْرَبِ ".
هَذَا حَدِيث لَا يَصح.
قَالَ ابْن عدى: لعبد الله بْن مُحَمَّد أَحَادِيث لَا يُتَابِعه عَلَيْهَا الثقاة.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يَرْوِي الْمَوْضُوعَاتِ عَن الْأَثْبَات لَا يحل كتب حَدِيثه.
بَاب وضع السخاء فِي طبع الْمُؤمن أَنْبَأَنَا ابْنُ خَيْرُونٍ أَنْبَأَنَا الْجَوْهَرِيُّ عَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ قَالَ رَوَى أَبُو عَمَّارٍ عَنْ بَقِيَّةَ عَنْ أَبِي الْفَيْضِ يُوسُفَ بْنِ السَّفَرِ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا جُبِلَ وَلِيُّ اللَّهِ إِلا عَلَى السَّخَاءِ وَحُسْنِ الْخُلُقِ ".
هَذَا حَدِيث لَا يَصح.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ وَالنَّسَائِيّ: يُوسُف مَتْرُوك الحَدِيث وَقَالَ نعيم: لَيْسَ بشئ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لَا يَحِلُّ الاحْتِجَاجُ بِهِ بِحَال.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: مَتْرُوك يكذب والْحَدِيث لَا يثبت.(2/179)
بَاب فِي أَن السَّخِيّ قَرِيبٌ مِنَ اللَّهِ والبخيل بَعِيدٌ مِنَ اللَّهِ قَدْ روى من حَدِيث أَبِي هُرَيْرَةَ وَأنس وعَائِشَة: فَأَما حَدِيث أَبِي هُرَيْرَةَ فَأَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْمُبَارَكِ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ حَدَّثَنَا الْعَتَيقِيُّ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الْعَقِيلِيُّ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ السُّوسِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ الْوَاسِطِيُّ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوراق عَن يحيى [ابْن] سعيد الانصاري عَن عبد الرحمن بْنِ هُرْمُزَ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " السَّخِيُّ قَرِيبٌ مِنَ اللَّهِ، قَرِيبٌ مِنَ النَّاسِ، قَرِيبٌ مِنَ الْجَنَّةِ، بَعِيدٌ مِنَ النَّارِ، وَإِنَّ الْبَخِيلَ بَعِيدٌ مِنَ اللَّهِ، بَعِيدٌ مِنَ النَّاسِ، بَعِيدٌ مِنَ الْجَنَّةِ قَرِيبٌ مِنَ النَّارِ، وَالْفَاجِرُ السَّخِيُّ أَحَبُّ إِلَى الله عزوجل مِنْ عَابِدٍ بِخَيلٍ ".
وَأما حَدِيث أنس فأنبأنا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَاهِرٍ حَدَّثَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ عبد الله العارى حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ النَّقَّاشُ أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَضْلِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْبَلْخِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ تَمِيمٍ الْفَارَيَابِيُّ حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ عَنْ أَنْسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ الإِيمَانَ قَالَ إِلَهِي قَوِّنِي فَقَوَّاهُ بِحُسْنِ الْخُلُقِ، ثُمَّ خَلَقَ الْكُفْرَ فَقَالَ الْكُفْرُ إِلَهِي قَوِّنِي فَقَوَّاهُ بِالْبُخْلِ، ثُمَّ خَلَقَ الْجَنَّةَ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ ثُمَّ قَالَ مَلائِكَتِي، فَقَالُوا رَبَّنَا لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ قَالَ السَّخِيُّ قَرِيبٌ مِنْ جَنَّتِي قَرِيبٌ مِنْ مَلائِكَتِي بَعِيدٌ مِنَ النَّارِ، وَالْبَخِيلُ بَعِيدٌ مِنِّي بَعِيدٌ مِنْ جَنَّتِي بَعِيدٌ مِنْ مَلائِكَتِي قَرِيبٌ مِنَ النَّارِ ".
وَأما حَدِيث عَائِشَة فَلهُ طَرِيقَانِ: الطَّرِيق الأول: أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْبُوبٍ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الشِّيرَازِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَلالُ حَدثنَا عبيد الله(2/180)
ابْن عبد الرحمن الزهدى حَدثنَا عبد الله بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمَرْزُبَانِ خَالِدُ بْنُ يَحْيَى الْقَاضِي عَنْ غَرِيبِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْقُرَشِيِّ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ عَن سعيد بن الْمسيب عَن عَائِشَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " السَّخِيُّ قريب من الله عزوجل قَرِيبٌ مِنَ الْخَيْرِ قَرِيبٌ مِنَ الْجَنَّةِ قَرِيبٌ مِنَ النَّاسِ بَعِيدٌ مِنَ النَّارِ، وَالْبَخِيلُ بَعِيدٌ مِنَ اللَّهِ بَعِيدٌ
مِنَ الْخَيْرِ بَعِيدٌ مِنَ الْجَنَّةِ بَعِيدٌ مِنَ النَّاسِ، وَالْجَاهِلُ السَّخِيُّ أَقْرَبُ إِلَى اللَّهِ مِنْ عَالِمٍ بَخِيلٍ ".
الطَّرِيق الثَّانِي: أَنبأَنَا عبد الْوَهَّاب بن الْمُبَارك وَيَحْيَى بْنُ عَلِيٍّ قَالا أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الصَّرِيفِينِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدَانَ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ غَيْلانَ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْجُنَيْدِ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَسْلَمَةَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ عَن عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " السَّخِيُّ قَرِيبٌ مِنَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ النَّاسِ مقريب مِنَ النَّارِ، وَالْبَخِيلُ بَعِيدٌ مِنَ اللَّهِ بَعِيدٌ مِنَ النَّاسِ قَرِيبٌ مِنَ النَّارِ، وَالْجَاهِلُ السَّخِيُّ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنَ الْعَاقِلِ الْبَخِيلِ ".
هَذَا الحَدِيث لَا يَصح.
فَأَما طَرِيق أَبِي هُرَيْرَةَ فَإِن الْمُتَّهم بِهِ سَعِيد بْن مُحَمَّد الْوَرَّاق.
قَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ.
وَقَالَ النَّسَائِيّ: لَيْسَ بِثِقَة.
وَأما حَدِيث أَنَس فالمتهم بِهِ مُحَمَّد بْن تَمِيم.
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ وَأَمَّا حَدِيثُ عَائِشَة فَفِي طَرِيقه الأَوَّل خَالِد وغريب وَكِلَاهُمَا غَرِيب مَجْهُول.
وَفِي طَرِيقه الثَّانِي سَعِيد بْن مَسْلَمَةَ.
قَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ جدا فَاحش الْخَطَأ.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: لَيْسَ لهَذَا الحَدِيث أصل من حَدِيث يَحْيَى بْن سَعِيد وَلا غَيره.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: لهَذَا الحَدِيث طرق لَا يثبت مِنْهَا شئ بِوَجْه.(2/181)
بَاب فِي أَن السخاء شَجِرَة وَالْبخل شَجِرَة قَدْ روى من حَدِيث الْحُسَيْن وَأبي هُرَيْرَةَ وَأبي سَعِيد وَجَابِر وَعَائِشَة: فَأَما حَدِيث الْحُسَيْن فأنبأنا عَبْدُ الْوَهَّابِ الْحَافِظُ وَيَحْيَى بْنُ عَلِيٍّ الْمُدَبِّر أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الصَّرِيفِينِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدَانَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ غَيْلانَ حَدَّثَنَا
الْحُسَيْنُ بْنُ الْجُنَيْدِ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَسْلَمَةَ حَدَّثَنَا جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " السَّخَاءُ شَجَرَةٌ مِنْ شَجَرِ الْجَنَّةِ أَغْصَانُهَا مُتَدَلِّيَاتٌ فِي الأَرْضِ فَمَنْ أَخَذَ بِغُصْنٍ مِنْ أَغْصَانِهَا قَادَهُ ذَلِكَ الْغُصْنُ إِلَى الْجَنَّةِ، وَالْبُخْلُ شَجَرَةٌ مِنْ شَجَرِ النَّارِ أَغْصَانُهَا مُتَدَلِّيَاتٌ فِي الدُّنْيَا، فَمَنْ أَخَذَ بِغُصْنٍ مِنْ أَغْصَانِهَا قَادَهُ ذَلِكَ الْغُصْنُ إِلَى النَّارِ ".
وَأما طَرِيق أَبِي هُرَيْرَةَ: فأَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمد بن عدي الْحَافِظ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُنِيرٍ الْمَطِيرِيُّ وأنبأنا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا أَبُو الْفُتُوحِ أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عُثْمَانَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَالِدِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْرُوقٍ حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عبد الله بْنُ أَبِي سَعْدٍ قَالا حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ حَدَّثَنِي أَبُو غَسَّانَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ عَنْ إِبْرَاهِيم ابْن إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ عَنِ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " السَّخَاءُ شَجَرَةٌ فِي الْجَنَّةِ مَنْ كَانَ سَخِيًّا أَخَذَ بِغُصْنٍ مِنْ أَغْصَانِهَا فَلَمْ يَتْرُكْهُ الْغُصْنُ حَتَّى يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، وَالشُّحُّ شَجَرَةٌ فِي النَّارِ فَمَنْ كَانَ شَحِيحًا أَخَذَ بِغُصْنٍ مِنْ أَغْصَانِهَا فَلَمْ يَتْرُكْهُ الْغُصْنُ حَتَّى يُدْخِلَهُ النَّارَ ".
وَأما طَرِيق أَبِي سَعِيدٍ فَأَنْبَأَنَا الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ أَنْبَأَنَا الأَزْهَرِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْجُرْجَانِيُّ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْبُحْتُرِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ(2/182)
مَسْلَمَةَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " السَّخَاءُ شَجِرَةٌ فِي الْجَنَّةِ وَأَغْصَانُهَا فِي الأَرْضِ فَمَنْ تَعَلَّقَ بِغُصْنٍ مِنْهَا جَرَّهُ إِلَى الْجَنَّةِ، وَالْبُخْلُ
شَجِرَةٌ فِي النَّارِ وَأَغْصَانُهَا فِي الأَرْضِ فَمَنْ تَعَلَّقَ بِغُصْنٍ مِنْهَا جَرَّهُ إِلَى النَّارِ ".
وَأما حَدِيث جَابِر فَلهُ طَرِيقَانِ: الطَّرِيق الأول: أَنْبَأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شُعَيْبٍ الرُّويَانِيُّ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْخُتُلِّيُّ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْخطاب بن مهْرَان حَدثنَا عبد الله بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْخُوَارِزْمِيُّ حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ خَالِد عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ السَّخَاءَ شَجِرَةٌ فِي الْجَنَّةِ أَغْصَانُهَا فِي الدُّنْيَا فَمَنْ أَخَذَ بِغُصْنٍ مِنْهَا جَرَّهُ إِلَى الْجَنَّةِ، وَإِنَّ الْبُخْلَ شَجِرَةٌ فِي النَّارِ أَغْصَانُهَا فِي الدُّنْيَا فَمَنْ أَخَذَ بِغُصْنٍ مِنْهَا جَرَّهُ إِلَى النَّارِ ".
الطَّرِيق الثَّانِي: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ الْبَغْدَادِيُّ حَدَّثَنَا حَمْدُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ الأَصْفَهَانِيُّ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ السِّنْدِيِّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بن الْخطاب التسترى حَدثنَا عبد الله بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ حَدَّثَنَا عَاصِمُ بن عبد الله حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ خَالِدٍ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم: " إِلَى السَّخَاءُ شَجِرَةٌ فِي الْجَنَّةِ وَأَغْصَانُهَا فِي الدُّنْيَا فَمَنْ أَخَذَ بِغُصْنٍ مِنْهَا جَرَّهُ إِلَى الْجَنَّةِ، وَالْبُخْلُ شَجِرَةٌ فِي النَّارِ وَأَغْصَانُهَا فِي الدُّنْيَا فَمَنْ أَخَذَ بِغُصْنٍ مِنْهَا جَرَّهُ إِلَى النَّارِ ".
وَأما حَدِيث عَائِشَة فَأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيِّ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ عَنْ أَبِي حَاتِمٍ الْبُسْتِيِّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بن عِيسَى حَدثنَا إِسْمَاعِيل عَبَّادٍ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عُلْوَانَ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَة قَالَت(2/183)
قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " السَّخَاءُ شَجَرَةٌ فِي الْجَنَّةِ أَغْصَانُهَا فِي الدُّنْيَا فَمَنْ تَعَلَّقَ بِغُصْنٍ مِنْهَا قَادَهُ ذَلِكَ الْغُصْنُ إِلَى الْجَنَّةِ، وَالْبُخْلُ شَجَرَةٌ فِي النَّارِ
أَغْصَانُهَا فِي الدُّنْيَا فَمَنْ تَعَلَّقَ بِغُصْنٍ مِنْهَا قَادَهُ ذَلِكَ الْغُصْنُ إِلَى النَّارِ ".
هَذهِ الْأَحَادِيث من جَمِيع وجوهها لَا تصح.
فَأَما حَدِيث الْحُسَيْن فَفِيهِ سَعِيد بْن مَسْلَمَةَ، وَقَدْ ذكرنَا آنِفا أَن يَحْيَى قَالَ لَيْسَ بشئ.
وَأما حَدِيث أبي هُرَيْرَة فَفِيهِ عَبْد الْعَزِيزِ بْن عِمْرَان.
قَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بِثِقَةٍ وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوك الحَدِيث.
وَقَالَ الْبُخَارِيّ: لَا يكْتب حَدِيثه.
وَفِيهِ إِبْرَاهِيم بْن إِسْمَاعِيل.
قَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ.
وَفِيهِ دَاوُد بْن الْحُسَيْنِ.
قَالَ ابْن حبَان: حدث عَن الثقاة بِمَا لَا يُشْبِهُ حَدِيثَ الأَثْبَاتِ، يجب مجانبة رِوَايَته.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: حَدِيث الْأَعْرَج مَوْضُوع رَوَاهُ رجلَانِ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ الأَعْرَجِ وهما عَمْرو بْن جَمِيع وَسَعِيد بْن مُحَمَّد الْوَرَّاق وهما ضعيفان.
وَقَالَ يَحْيَى: عَمْرو بْن جَمِيع لَيْسَ بِثِقَة وَلا مَأْمُون كَانَ كذابا خبيثا، وَسَعِيد بْن مُحَمَّد لَيْسَ بشئ.
وَأما طَرِيق أَبِي سَعِيدٍ فَفِيهِ مُحَمَّد بْن مَسْلَمَةَ وَقَدْ ضعفه اللالكاني والخلال جدا.
وَأما حَدِيث جَابِر فَفِي طَرِيقه عَاصِم بْن عبد الله وَقَدْ ضَعَّفُوهُ، وَقَدْ وَقع فِي روايتنا عَبْد الْعَزِيزِ بْن خلدون وَهُوَ غلط إِنَّمَا هُوَ عَبْد الْعَزِيزِ أَبُو خلدون وَقَدْ تفرد بِهِ عَنْ سُفْيَان.
قَالَ يَحْيَى بْن معِين: عَبْد الْعَزِيزِ لَيْسَ بشئ كَذَّاب يَدعِي أَحَادِيث لم يخلقها اللَّه قَطُّ وضع حَدِيثا عَنْ مطر عَنْ أَبِي الطُّفَيْل عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ السَّابِع من ولد الْعَبَّاسِ يلبس الخضرة.
وَتَركه أَحْمَد وَكَانَ شَدِيد الْحمل فِيهِ.
وَقَالَ ابْن عَدِيّ: لَهُ عَنْ الثَّوْرِيّ بَوَاطِيلُ.
وَأما حَدِيث عَائِشَة فَفِيهِ إِسْمَاعِيل بْن عباد.
قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: مَتْرُوك.
وَقَالَ(2/184)
ابْن حبَان: لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ.
وَفِيهِ حُسَيْن بْن علوان.
قَالَ يَحْيَى: هُوَ
كَذَّاب.
وَقَالَ النَّسَائِيّ وَالدَّارَقُطْنِيّ: مَتْرُوك.
وَقَالَ ابْن حِبَّانَ: كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ عَلَى الثقاة كذبه أَحْمد وَيحيى.
بَاب فِي التجاوز عَن ذَنْب السخى أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ أَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّد عبد الله بْنُ الْحُسَيْنِ الْهَمْدَانِيُّ حَدَّثَنَا الدَّارَقُطْنِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ حَدَّثَنَا أنس بن حَمَّاد حَدثنَا عبد الرحيم بْنُ حَمَّادٍ حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ أَوْ أَبُو وَائِلٍ عَنْ عبد الله قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَجَاوَزُوا عَنْ ذَنْبِ السَّخِيِّ فَإِنَّ اللَّهَ أَخَذَ بِيَدِهِ كُلَّمَا عَثَرَ ".
تفرد بِهِ عبد الرحيم.
قَالَ العقيلى: حدث عبد الرحيم عَنِ الأَعْمَش بِمَا لَيْسَ من حَدِيثه.
بَاب الْجنَّة دَار الاسخياء أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ السَّمَرْقَنْدِيِّ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ السَّهْمِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ حَدَّثَنَا جَحْدَرٌ حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْجَنَّةُ دَارُ الأَسْخِيَاءِ ".
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: جحدر يسرق الحَدِيث ويروي الْمَنَاكِير وَيزِيد فِي الْأَسَانِيد وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: لَا يَصح هَذَا الحَدِيث.(2/185)
كتاب الصّيام
بَاب سَبَب الامر بِصَوْم رَمَضَان أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَطِيبُ حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْبَلْخِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سُلَيْمَانَ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ مَحْمُودِ بْنِ يُونُسَ بْنِ مُكْرَمٍ الْوَزَّانُ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي إِبْرَاهِيمَ السَّمَرْقَنْدِيُّ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ نَصْرٍ الْبَغْدَادِيُّ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " افْتَرَضَ اللَّهُ عَلَى أُمَّتِي الصَّوْمَ ثَلاثِينَ يَوْمًا وَافْتَرَضَ عَلَى سَائِرِ الأُمَمِ أَقَلَّ وَأَكْثَرَ وَذَلِكَ لأَنَّ آدَمَ لَمَّا أَكَلَ مِنَ الشَّجَرَةِ بَقِيَ فِي جَوْفِهِ مِقْدَارَ ثَلاثِينَ يَوْمًا، فَلَمَّا تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ أَمَرَهُ بِصِيَامِ ثَلاثِينَ يَوْمًا بِلَيَالِيهِنَّ، وَافْتَرَضَ عَلَيَّ وَعَلَى أُمَّتِي بِالنَّهَارِ وَمَا نَأْكَلُ بِاللَّيْلِ فَفَضْلٌ من الله عزوجل ".
قَالَ الْخَطِيب: مُوسَى بْن نَصْر هُوَ أبوعمران الثَّقَفِيّ، سكن سَمَرْقَنْد وَكَانَ غير ثِقَة.
حَدَّثَنِي الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد أَخُو الْخلال عَنْ أَبِي سَعِيدٍ عبد الرحمن بْن مُحَمَّد الإدريسي قَالَ: مُوسَى بْن نَصْر حدث بسمرقند عَنِ الثَّوْريّ وَمَالك وَغَيرهمَا بالطامات.
بَاب حكم الْهلَال إِذَا غَابَ قبل الشَّفق أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ عَنِ عَلِيِّ بْنِ عُمَرَ الْحَافِظِ عَنْ أَبِي حَاتِمِ بْنِ حِبَّانَ أَنْبَأَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارُ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى النَّجَّارُ حَدَّثَنَا حَمَّاد بن الْوَلِيد عَن عبيد الله بْنُ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا غَابَ الْهِلالُ عَنِ الشَّفَقِ فَهُوَ لِلَيْلَةٍ، وَإِذَا غَابَ بَعْدَ الشَّفق فَهُوَ لليلتين ".(2/186)
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: هَذَا خبر لَا أَصْلَ لَهُ.
وَحَمَّاد بْن الْوَلِيد كَانَ يسرق وَيلْزق بالثقاة مَا لَيْسَ مِنْ حَدِيثِهِمْ، لَا يَجُوزُ الاحْتِجَاجُ بِهِ بِحَالٍ.
قَالَ: وَقَدْ روى هَذَا الحَدِيث عَنْ عبيد الله الْوَلِيد بْن سَلَمَةَ.
وَالْوَلِيد يسرق الحَدِيث أَيْضا.
قَالَ المُصَنّف قلت: وَقَدْ رَوَاهُ رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ عَنِ
نَافِعٍ.
قَالَ يَحْيَى: رشدين لَيْسَ بشئ، وَقَالَ النَّسَائِيّ: مَتْرُوك.
بَاب النهى أَن يُقَال رَمَضَان روى أَبُو أَحْمَدَ بْنِ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَعِيدِ بْنِ بَشِيرٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي مَعْشَرٍ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَقُولُوا رَمَضَانَ فَإِنَّ رَمَضَانَ اسْمُ اللَّهِ، وَلَكِنْ قُولُوا شَهْرُ رَمَضَانَ " هَذَا حَدِيث مَوْضُوع لَا أَصْلَ لَهُ.
وَأَبُو معشر اسْمه نجيح، كَانَ يَحْيَى بْن سَعِيد يُضعفهُ وَلا يحدث عَنْهُ ويضحك إِذَا ذكره.
وَقَالَ يَحْيَى بن معِين: إِسْنَاده لَيْسَ بشئ.
قَالَ المُصَنّف قلت: وَلم يذكر أحد فِي أَسمَاء اللَّه تَعَالَى رَمَضَانَ، وَلا يجوز أَن يُسمى بِهِ إِجْمَاعًا.
وَفِي الصَّحِيحَيْنِ من حَدِيث أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " إِذَا دَخَلَ رَمَضَانُ فتحت أَبْوَاب الْجَنَّة ".
بَاب تزين الْجَنَّة لصوام رَمَضَان أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ عَنْ أَبِي حَاتِمٍ الْبُسْتِيِّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الزُّرَقِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الأَزْدِيُّ حَدَّثَنَا أَصْرَمُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ الْحَارِثِيُّ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ نَادَى الْجَلِيلُ رِضْوَانَ خَازِنَ الْجَنَّةِ، فَيَقُول: لبيْك وَسَعْديك، فَيَقُول: نحد (1) جنتي وزينها للصائمين من
__________
(1) من كَذَلِك بالاصل ولعلها مصحفة من " أعد ".(2/187)
أُمَّةِ أَحْمَدَ، لَا تُغْلِقْهَا عَنْهُمْ حَتَّى يَنْقَضِيَ شَهْرُهُمْ.
ثُمَّ يُنَادِي مَالِكًا خَازِنَ جَهَنَّمَ: يَا مَالِكُ، فَيَقُولُ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، فَيَقُولُ: أَغْلِقْ أَبْوَابَ الْجَحِيمِ عَنِ الصَّائِمِينَ مِنْ أُمَّةِ أَحْمَدَ، لَا تَفْتَحْهَا عَلَيْهِمْ حَتَّى يَنْقَضِيَ شَهْرُهُمْ.
ثُمَّ يُنَادِي جِبْرِيلَ: يَا جِبْرِيلُ،
فَيَقُولُ: لَبَّيْكَ رَبِّي وَسَعْدَيْكَ، فَيَقُولُ: انْزِلْ إِلَى الأَرْضِ فَغُلَّ مَوَدَّةَ الشَّيَاطِينِ عَنْ أُمَّةِ أَحْمَدَ، لَا يُفْسِدُوا عَلَيْهِمْ صِيَامهمْ.
وَللَّه عزوجل فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ عِنْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَعِنْدَ وَقْتِ الافطار عُتَقَاء يعتهم مِنَ النَّارِ عَبِيدٌ وَإِمَاءٌ، وَلَهُ فِي كُلِّ سَمَاءٍ مَلَكٌ يُنَادِي، عُرْفُهُ تَحْتَ عَرْشِ الرَّحْمَنِ وَرِجْلَيْهِ فِي تُخُومِ الأَرْضِ السَّابِعَةِ السُّفْلَى، جَنَاحٌ لَهُ بِالْمَشْرِقِ مُكَلَّلٌ بِالْمَرْجَانِ وَالدُّرِّ وَالْجَوْهَرِ، وَجَنَاحٌ لَهُ بِالْمَغْرِبِ مُكَلَّلٌ بِالْمَرْجَانِ وَالدُّرِّ وَالْجَوْهَرِ يُنَادِي: هَلْ مِنْ تَائِبٍ يُتَابُ عَلَيْهِ؟ هَلْ مِنْ دَاعٍ يُسْتَجَابُ لَهُ؟ هَلْ مِنْ مَظْلُومٍ فَيُنْصَرُ؟ هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ يُغْفَرُ لَهُ؟ هَلْ مِنْ سَائِلٍ يُعْطَى سُؤْلَهُ.
قَالَ: وَالرَّبُّ تَعَالَى يُنَادِي الشَّهْرَ كُلَّهُ: عَبِيدِي وَإِمَائِي أَبْشِرُوا أَوْشَكَ أَنْ تُرْفَعَ عَنْكُمْ هَذهِ الْمُؤْنَاتُ إِلَى رَحْمَتِي وَكَرَامَتِي، فَإِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ الْقَدْرِ يَنْزِلُ جِبْرِيلُ فِي كَبْكَبَةَ من الْمَلَائِكَة تصل عَلَى كُلِّ عَبْدٍ قَائِمٍ وَقَاعِدٍ يذكر الله عزوجل، وَإِذَا كَانَ يَوْمُ فِطْرِهِمْ بَاهَى بِهِمْ مَلائِكَتَهُ: يَا مَلائِكَتِي مَا جَزَاءُ أَجِيرٍ وَفَّى عَمَلَهُ؟ قَالُوا: رَبُّ جَزَاؤُهُ أَنْ يُوَفَّى أَجْرَهُ.
قَالَ: عَبِيدِي وَإِمَائِي قَضَوْا فَرِيضَتِي عَلَيْهِمْ ثُمَّ خَرَجُوا يَعُجُّون إِلَيَّ بِالدُّعَاءِ، وَجَلالِي وَكَرَامَتِي وَعُلُوِّي وَارْتِفَاعِ مَكَانِي لأُجِيبَنَّهُمُ الْيَوْمَ: ارْجِعُوا قَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ وَبَدَّلْتُ سَيِّئَاتِكُمْ حَسَنَاتٍ، فَيَرْجِعُونَ مَغْفُورًا لَهُمْ ".
هَذَا حَدِيث لَا يَصح.
وأصرم هُوَ ابْن حَوْشَب.
قَالَ يَحْيَى: كَذَّاب خَبِيث وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ يَضَعُ الحَدِيث على الثقاة.
وَقَدْ رَوَاهُ أخصر من هَذَا مَرَّةً أُخْرَى.
وروى لنا من حَدِيث أَنَس أبسط من هَذَا من رِوَايَة عباد بْن عَبْدِ الصَّمَدِ عَنْ أَنَسٍ.
قَالَ الْعَقِيلِيّ: وَعباد يروي عَنْ أَنَسٍ نُسْخَة عامتها مَنَاكِير.
حَدِيث آخر: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ وَسَعْدُ الْخَيْرِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالا أَنْبَأَنَا نَصْرُ بن(2/188)
أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا ابْنُ رِزْقَوَيْهِ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن إِسْمَاعِيل السلمى
حَدثنَا عبد الله بْنُ رَجَاءٍ حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ أَيُّوبَ الْبَجَلِيُّ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ نَافِع بن بردة عَن عبد الله بْنِ مَسْعُودٍ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول وَقَدْ أَهَلَّ رَمَضَانُ: لَوْ يَعْلَمُ الْعِبَادُ مَا فِي رَمَضَانَ لَتَمَنَّتْ أُمَّتِي أَنْ يَكُونَ رَمَضَانُ السَّنَةَ كُلَّهَا.
فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ خُزَاعَةَ: حَدِّثْنَا بِهِ.
قَالَ: إِنَّ الْجَنَّةَ تُزَيَّنُ لِرَمَضَانَ مِنْ رَأْسِ الْحَوْلِ حَتَّى إِذَا كَانَ أَوَّلُ يَوْمٍ مِنْ رَمَضَانَ هَبَّتْ رِيحٌ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ وَصَفَّقَتْ فِي وَرَقِ الْجَنَّةِ، فَيَنْظُرُ الْحُورُ الْعِينُ إِلَى ذَلِكَ فَيَقُلْنَ: يَا رَبُّ اجْعَلْ لَنَا مِنْ عِبَادِكَ فِي هَذَا الشَّهْر أَزْوَاجًا تقْرَأ عيننا بهم وتقرأ عينهم بِنَا.
قَالَ - فَمن -[مَا مِنْ] عَبْدٍ يَصُوم رَمَضَانَ - إِلَّا روح روحه -[زُوِّجَ زَوْجَةً] مِنَ الْحُورِ الْعِينِ، فِي خَيْمَةٍ مِنْ دُرٍّ مُجَوَّفَةٍ مِمَّا نعمت الله عزوجل (حور مقصورات فِي الْخيام) عَلَى كُلِّ امْرَأَةٍ سَبْعُونَ حُلَّةً لَيْسَ مِنْهَا حُلَّةٌ عَلَى لَوْنِ الأُخْرَى، وَيُعْطَى سَبْعُونَ لَوْنًا مِنَ الطَّيِّبِ لَيْسَ مِنْهَا لَوْنٌ عَلَى رِيحِ الآخَرِ، لِكُلِّ امْرَأَةٍ مِنْهُنَّ سَبْعُونَ سَرِيرًا مِنْ يَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ مُوَشَّحَةٍ بِالدُّرِّ، عَلَى كُلِّ سِرَيرٍ سَبْعُونَ فِرَاشًا بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ، وَفَوْقَ السَّبْعِينَ فِرَاشًا سَبْعُونَ أَرِيكَةً، لِكُلِّ امْرَأَةٍ مِنْهُنَّ سَبْعُونَ أَلْفَ وَصِيفَةٍ لِحَاجَاتِهَا، وَسَبْعُونَ أَلْفَ وَصِيفٍ، مَعَ كُلِّ وَصِيفٍ صَحْفَةٌ مِنْ ذَهَبٍ فِيهَا لَوْنُ طَعَامٍ يَجِدُ لآخِرِ لُقْمَةٍ لَذَّةً لَا تُوجَدُ لأَوَّلِهِ، وَيُعْطَى زَوْجُهَا مِثْلَ ذَلِكَ عَلَى سَرِيرٍ مِنْ يَاقُوتٍ أَحْمَرَ، هَذَا لِكُلِّ يَوْمٍ صَامَهُ مِنْ رَمَضَانَ سِوَى مَا عَمِلَ مِنَ الْحَسَنَاتِ ".
هَذَا حَدِيث مَوْضُوع عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم، وَالْمُتَّهَم بِهِ جرير ابْن أَيُّوب.
قَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ.
وَقَالَ الْفَضْلِ بْنِ دُكَيْن: كَانَ يضع الحَدِيث وَقَالَ النَّسَائِيّ وَالدَّارقطني: مَتْرُوك.
بَاب الغفران فِي أَوَّلِ لَيْلَة من رَمَضَان أَنبأَنَا أَبُو بكر مُحَمَّد بن عَبْدِ الْبَاقِي الْبَزَّارُ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بن مُحَمَّد الْبَزَّاز أَنبأَنَا(2/189)
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ الْمُظَفَّرِ الْهَمْدَانِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ سعد بن عبد الله أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورِ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَصْفَهَانِيُّ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ مُدْرِكٍ حَدثنَا عُثْمَان بن عبد الله الْقُرَشِيُّ حَدَّثَنَا مَالِكٌ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنِ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ نَظَرَ اللَّهُ إِلَى خَلْقِهِ الصّيام فَإِذا نظر الله عَبْدٍ لَمْ يُعَذِّبْهُ أَبَدًا.
وَلِلَّهِ عزوجل فِي كُلِّ يَوْمٍ أَلْفُ أَلْفِ عَتِيقٍ مِنَ النَّارِ، فَإِذَا كَانَ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ أَعْتَقَ اللَّهُ فِيهَا مِثْلَ جَمِيعِ مَا أَعْتَقَ فِي الشَّهْرِ كُلِّهِ، وَإِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ أَعْتَقَ اللَّهُ فِيهَا مِثْلَ مَا أَعْتَقَ فِي الشَّهْرِ كُلِّهِ، وَإِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ الْفِطْرِ ارْتَجَّتِ الْمَلائِكَةُ وَتَجَلَّى الْجَبَّارُ جَلَّ جَلالُهُ مَعَ أَنَّهُ لَا يَصِفُهُ الْوَاصِفُونَ فَيَقُولُ لِلْمَلائِكَةِ وَهُمْ فِي عِيدِهِمْ مِنَ الْغِدَ يُوحَى إِلَيْهِمْ يَا مَعْشَرَ الْمَلائِكَةِ: مَا جَزَاءُ الأَجِيرِ إِذَا وَفَّى عَمَلَهُ؟ فَتَقُولُ الْمَلائِكَةُ: يُوَفَّى أَجْرَهُ.
فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُ ".
هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِيهِ مَجَاهِيل وَالْمُتَّهَم بِهِ عُثْمَان بْن عبد الله.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: حدث بمناكير عَن الثقاة وَله أَحَادِيث مَوْضُوعَة.
وَقَالَ ابْن حبَان: يضع على الثقاة.
بَاب الغفران أول يَوْم من رَمَضَان أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْفَقِيهُ أَنْبَأَنَا مُوسَى بْنُ عِيسَى بن عبد الله السَّرَّاجُ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى السَّوَانِيطِيُّ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ سَعِيدٍ بْنِ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ حَدَّثَنَا سَلامٌ الطَّوِيلُ عَنْ زِيَادِ بْنِ مَيْمُونٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَيْسَ بِتَارِكٍ أَحَدًا صَبِيحَةَ أَوَّلِ يَوْمٍ مِنْ رَمَضَانَ إِلا غَفَرَ لَهُ ".
هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ.
قَالَ يحيى: سَلام لَيْسَ بشئ.
وَقَالَ البُخَارِيّ(2/190)
وَالنَّسَائِيّ وَالدَّارَقُطْنِيّ: مَتْرُوك.
وَقَالَ يَزِيد بْن هَارُون: وَزِيَاد بْن مَيْمُون كَذَّاب وَقَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ.
وَقَالَ البُخَارِيّ: تَرَكُوهُ.
بَاب كَثْرَة الْعتْق فِي رَمَضَانَ قَدْ رُوِّينَا فِي حَدِيثٍ عَنِ الضَّحَّاكِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَنْ لِلَّهِ تَعَالَى فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ عِنْدَ الإِفْطَارِ أَلْفَ أَلْفِ عَتِيقٍ مِنَ النَّارِ ".
وَإسْنَاد هَذَا يثبت.
وفى مَرَاسِيل الْحسن " سِتّمائَة ألف عَتيق ".
وَهَذَا لَا يَصح.
وَقَدْ روى لنا أَن هَؤُلَاءِ فِي كُلِّ يَوْم وَلا يخْتَص برمضان وَأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ عَنِ الْجَوْهَرِيِّ عَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ عَنْ أَبِي حَاتِمٍ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عبيد الله الْقَطَّانُ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ هِشَام الْحَرَّانِيُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حُسَيْنٍ عَنِ الأَزْوَرِ بْنِ غَالِبٍ عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ وَثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ إِن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِن لله عزوجل فِي كل يَوْم سِتّمائَة أَلْفِ عَتِيقٍ مِنَ النَّارِ كُلُّهُمْ قَدِ اسْتَوْجَبَ النَّارَ ".
قَالَ أَبُو حَاتِم: هَذَا لَيْسَ بَاطِل لَا أَصْلَ لَهُ، وَالْأَزْوَر لَا يحْتَج بِهِ إِذَا انْفَرد.
وَقَالَ الْبُخَارِيّ: هُوَ مُنكر الحَدِيث.
بَاب تبشير السَّمَوَات والارض الصَّائِم بِالْجنَّةِ أَنبأَنَا أَبُو نَصْرٍ الطُّوسِيُّ وَأَبُو الْقَاسِمِ بْنُ السَّمَرْقَنْدِيِّ وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ الْبَنَّا وَأَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْمُبَارَكِ الْخَيَّاطُ وَأَبُو الْفَضْلِ بْنُ الَعَالِمَةِ قَالُوا حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بن النقور ح.
وأنبأنا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَلِيٍّ الْحَرْبِيُّ قَالا أَنْبَأَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْمُخَلِّصُ حَدَّثَنَا الْبَغَوِيُّ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ سَالِمٍ الشَّاشِيُّ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ هَدِيَّةَ قَالَ سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْ أَنَّ اللَّهَ عزوجل أَذِنَ لِلسَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ أَنْ تَتَكَلَّمَ لَبَشَّرَتِ الَّذِي
يَصُومُ رَمَضَانَ بِالْجَنَّةِ ".(2/191)
طَرِيق ثَانِي: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ أَنْبَأَنَا ابْنُ الْمُظَفَّرِ حَدَّثَنَا الْعَتَيقِيُّ حَدثنَا يُوسُف ابْن أَحْمَدَ حَدَّثَنَا الْعَقِيلِيُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنِ عُثْمَانَ بْنِ صَالِحٍ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مَعْبدِ بْنِ شَدَّادٍ حَدثنَا عبد السَّلَام بن عبد الله الْمَذْحِجِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو عَنْ أَنْسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْ أَذِنَ اللَّهُ لأَهْلِ السَّمَوَاتِ وَأَهْلِ الأَرْضِ أَنْ يَتَكَلَّمُوا لَبَشَّرُوا صَائِمَ رَمَضَانَ بِالْجَنَّةِ ".
طَرِيق ثَالِث: رَوَى نَافِعٌ أَبُو هُرْمُزَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْ أَذِنَ اللَّهُ لِلسَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ أَنْ يَتَكَلَّمَا لَقَالَتَا الْجَنَّةُ لِصُوَّامِ شَهْرِ رَمَضَانَ ".
هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ.
أَمَّا الطَّرِيق الأَوَّل فالمتهم بِهِ إِبْرَاهِيم بْن عَبْدِ ربه.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: حدث عَنْ أَنَس بِالْبَوَاطِيل.
وَقَالَ ابْن حِبَّانَ: دجال من الدجالين، يضع على أَنَس، لَا يحل لمُسلم أَن يكْتب حَدِيثه إِلا على التَّعَجُّب.
وَقَالَ النَّسَائِيّ وَالدَّارَقُطْنِيّ: مَتْرُوك.
وَأما الطَّرِيق الثَّانِي فَقَالَ الْعَقِيلِيّ: عَبْد السَّلَام عَنْ أَبِي عَمْرو عَنْ أَنَس إِسْنَاد مَجْهُول وَحَدِيث غير مَحْفُوظ.
وَأما الثَّالِث فَقَالَ يَحْيَى: نَافِع لَيْسَ بشئ كَذَّاب.
وَقَالَ النَّسَائِيّ: لَيْسَ بِثِقَة.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: مَتْرُوك.
قَالَ المُصَنّف قلت: وَالظَّاهِر أَنَّهُ سَرقه من إِبْرَاهِيم.
بَاب ثَوَاب من فطر صَائِما فِي رَمَضَان أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد أَنبأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ حَدثنَا الْفضل
ابْن قُرَّةُ حَدَّثَنَا عمَيِّ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ سَلْمَانَ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا عَلَى طَعَامٍ(2/192)
وَشَرَابٍ مِنْ حَلالٍ صَلَّتْ عَلَيْهِ الْمَلائِكَةُ فِي سَاعَاتِ شَهْرِ رَمَضَانَ، وَصَافَحَهُ جِبْرِيلُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ، وَصَلَّى عَلَيْهِ.
قَالَ سَلْمَانُ: إِنْ كَانَ لَا يقدر إِلَى عَلَى قُوَّتِهِ؟ قَالَ: إِنْ فَطَّرَ عَلَى كِسْرَةِ خُبْزٍ أَوْ مَذْقَةِ لَبَنٍ أَوْ شَرْبَةِ مَاءٍ كَانَ لَهُ ذَلِكَ ".
وَقَدْ رَوَاهُ أَبُو حَاتِمِ بْنُ حِبَّانَ مِنْ حَدِيثِ حَكِيمِ بْنِ خُزَامٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ فَقَالَ فِيهِ: " وَمَنْ يُصَافِحُهُ جِبْرِيلُ تَكْثُرُ دُمُوعُهُ وَيَرِقُّ قَلْبُهُ ".
هَذَا حَدِيث لَا يَصح، وَلَيْسَ يرويهِ إِلا الْحَسَن وَحَكِيم.
فَأَما الْحَسَن فَتَركه أَحْمَد بْن حَنْبَل، وَقَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ.
وَأما حَكِيم فَقَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ: هُوَ مَتْرُوك الحَدِيث.
وَقَالَ ابْن حِبَّانَ: وَلا أصل لهَذَا الحَدِيث.
وعَلى بْن زَيْد لَيْسَ بشئ.
بَاب لَا يكْتب على الصَّائِم بعد الْعَصْر ذَنْب أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ بُكَيْرٍ الْمُقْرِي حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ بْنِ الْحَسَنِ الْبَزَّازُ حَدَّثَنِي جَدُّ أَبِي أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عبد الله بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ الْمُخَرِّمِيُّ حَدثنَا عبيد الله بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَرْوَزِيُّ قَالا حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بن سُلَيْمَان عَن مَالك ابْن دِينَارٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللَّهَ أَوْحَى إِلَى الْحَفَظَةِ أَلا يَكْتُبُوا عَلَى صُوَّامِ عَبِيدِي بَعْدَ الْعَصْرِ ذَنْبًا ".
طَرِيق آخر: أَنْبَأَنَا الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَحْمد بن على أَنبأَنَا عبيد الله بن مُحَمَّد بن عبيد الله النجار أَنبأَنَا عبد الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْمُخَرِّمِيُّ حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن عبد الله ابْن أَيُّوب حَدثنَا عبيد الله بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بن سُلَيْمَان عَن مَالك
ابْن دِينَارٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُوحِي إِلَى الْحَفَظَةِ: لَا تَكْتُبُوا عَلَى صُوَّامِ عِبَادِي بَعْدَ الْعَصْرِ سَيِّئَةً ".(2/193)
هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ.
قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: إِبْرَاهِيم بن عبد الله لَيْسَ بِثِقَة حدث عَنْ قوم ثقاة بِأَحَادِيث بَاطِلَة مِنْهَا هَذَا الحَدِيث، وَهُوَ بَاطِل والأسناد كلهم ثقاة.
بَاب سَلامَة الْعَام بسلامة رَمَضَان أَنْبَأَنَا الْجُرَيْرِيُّ أَنْبَأَنَا الْعُشَارِيُّ حَدَّثَنَا الدَّارقطني حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ صَاعِدٍ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا سَلِمَتِ الْجُمُعَةُ سَلِمَتِ الأَّيَامُ، وَإِذَا سَلِمَ رَمَضَانُ سَلِمَتِ السَّنَةُ ".
تفرد بِهِ عَبْد الْعَزِيزِ.
قَالَ يَحْيَى: هُوَ لَيْسَ بشئ هُوَ كَذَّاب يضع الحَدِيث، وَقَالَ مُحَمَّد بن عبد الله بن نمير: هُوَ كَذَّاب.
بَاب الْإِفْطَار على التَّمْر رَوَى مُوسَى الطَّوِيلِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ أَفْطَرَ عَلَى تَمْرَةٍ مِنْ حَلالٍ زِيدَ فِي صلَاته أَرْبَعمِائَة صَلاةٍ ".
هَذَا حَدِيث لَا يَصح.
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: مُوسَى يروي عَنْ أَنَس أَشْيَاء مَوْضُوعَة كَانَ يَضَعهَا أَو وضعت لَهُ لَا يحل كتب حَدِيثه إِلَّا تَعَجبا.
بَاب سواك الصَّائِم رَوَى إِبْرَاهِيمُ بْنُ - بسطار -[بِيطَارٍ] الْخُوَارِزْمِيُّ عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ قَالَ: سَأَلْتُ أَنَسَ ابْنَ مَالِكٍ: أَيَسْتَاكُ الصَّائِمُ؟ قَالَ: نَعَمْ.
قُلْتُ: بِرَطْبِ السِّوَاكِ وَيَابِسِهِ؟ قَالَ: نَعَمْ.
قُلْتُ: فِي أَوَّلِ النَّهَارِ وَآخِرَهِ؟ قَالَ: نَعَمْ.
قُلْتُ لَهُ: عَنْ مَنْ؟ قَالَ: عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ".
قَالَ ابْن حِبَّانَ: لَا أصل لهَذَا الحَدِيث من حَدِيث رَسُول اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ(2/194)
وَسَلَّمَ وَلَا من حَدِيث أنس.
وَإِبْرَاهِيم يروي عَنْ عَاصِم الْمَنَاكِير الَّتِى لَا يجوز الِاحْتِجَاج بهَا.
بَاب مَا يبطل الصَّوْم أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد أَنبأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنِ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْعَدْوى حَدثنَا خرَاش بن عبد الله خَادِم أنس قَالَ حَدَّثَنى قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ تَأَمَّلَ امْرَأَةً حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُ حَجْمُ عِظَامِهَا وَرَأَى ثِيَابَهَا وَهُوَ صَائِمٌ فَقَدْ أَفْطَرَ ".
هَذَا حَدِيث مَوْضُوع، وَفِي إِسْنَاده كذابان، أَحدهمَا الْعَدَوِيّ.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: كُنَّا نتيقن أَنَّهُ يضع.
وَقَالَ ابْن حِبَّانَ: كَانَ يَرْوِي عَنْ شُيُوخٍ لَمْ يرهم وَيَضَع على من رأى.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: مَتْرُوك.
وَالثَّانِي خرَاش.
قَالَ ابْنُ حَبَّانَ: لَا يَحِلُّ الاحْتِجَاجُ بِهِ وَلا كتب حَدِيثه إِلا على جِهَة الِاعْتِبَار، فَإِنَّهُ قَدْ روى أَشْيَاء إِذَا تأملها من هَذَا الشَّأْن صناعته علم أَنَّهُ كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ وضعا.
قَالَ المُصَنّف قلت: وَهَذَا إِنَّمَا يرْوى من كَلَام حُذَيْفَة.
أَنْبَأَنَا ابْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ أَنْبَأَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْبَرْمَكِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بْنُ بُخَيْتٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ ذَريحٍ حَدَّثَنَا هَنَّادٌ حَدَّثَنَا الْمَحَامِلِيُّ عَنْ لَيْثٍ عَنْ طَلْحَةَ الأَبَانِيِّ عَنْ [أَبِي] خَيْثَمَةَ عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: " مَنْ تَأَمَّلَ خَلْقَ امْرَأَةٍ مِنْ وَرَاءِ الثِّيَابِ أَبْطَلَ صَوْمَهُ ".
قَالَ المُصَنّف قلت: وَلَيْث مَجْرُوح أَيْضا.
حَدِيث آخر فِي ذَلِك: أَنبأَنَا مُحَمَّد بن نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ الْبَنَّاءُ حَدَّثَنَا أَبُو الْفَتْحِ بْنُ أَبِي الْفَوَارِسِ حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عبد الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْحَمَّالُ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَنْبَسَةَ حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَجَّاجِ
عَنْ جَابَانَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خَمْسٌ يُفَطِّرْنَ الصَّائِمَ وَيَنْقُضْنَ الْوُضُوءَ: الْكَذِبُ، وَالنَّمِيمَةُ، وَالْغَيِبَةُ، وَالنَّظَرُ لشَهْوَة، وَالْيَمِين(2/195)
الْكَاذِبَةُ ".
هَذَا مَوْضُوع.
وَمن سَعِيد إِلَى أَنَس كلهم مطعون فِيهِ.
قَالَ يحيى ابْن معِين: وَسَعِيد كَذَّاب.
بَاب مَا يصنع مَنْ أَفْطَرَ فِي رَمَضَان مُتَعَمدا أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْحَقِّ بْنُ عَبْدِ الْخَالِق أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يُوسُفَ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك بْنِ شِيرَازَ حَدَّثَنَا الدَّارَقُطْنِيُّ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ عَمْرٍو الْحِمْصِيُّ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا الْحَرْثُ بْنُ عُبَيْدَةَ الْكَلاعِيُّ حَدَّثَنَا مُقَاتِلُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عبد الله عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ أَفْطَرَ يَوْمًا مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ فِي الْحَضَرِ فَلْيُهْدِ بَدَنَةً فَإِنْ لَمْ يَجِدْ فَلْيُطْعِمْ ثَلاثِينَ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ الْمَسَاكِينَ ".
هَذَا حَدِيث لَا يَصح.
وَمُقَاتِل قَدْ كذبه وَكِيع وَالنَّسَائِيّ والساجى، وَقَالَ البُخَارِيّ: لَا شئ الْبَتَّةَ.
وَالظَّاهِر أَن هَذَا الحَدِيث من عمله، على أَن الْحَارِث ضَعِيف.
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يَأْتِي عَنِ الْأَثْبَات بِمَا لَيْسَ من حَدِيثهمْ.
حَدِيث آخر: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْحق أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ حَدَّثَنَا الدَّارَقُطْنِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شَبِيبٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ أَبِي خِدَاشٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صُبَيْحٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ أَيُّوبَ الْمَوْصِلِيِّ عَنْ صَيَّادِ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ عَبْدِ الْوَارِثِ الأَنْصَارِيِّ قَالَ سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَفْطَرَ يَوْمًا مِنْ رَمَضَانَ مِنْ غَيْرِ رُخْصَةٍ وَلا عُذْرٍ كَانَ عَلَيْهِ أَنْ يَصُومَ ثَلاثِينَ يَوْمًا، وَمَنْ أَفْطَرَ يَوْمَيْنِ كَانَ عَلَيْهِ سِتِّينَ [يَوْمًا] ، وَمَنْ أَفْطَرَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ كَانَ
عَلَيْهِ تِسْعِينَ يَوْمًا ".
هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: لَا يثبت هَذَا الْإِسْنَاد وَلا يَصح عَنْ عَمْرو بْن مُرَّةَ.
وَقَالَ ابْن حِبَّانَ: لَا يحل(2/196)
الاحْتِجَاجُ بعمر بْن أَيُّوبَ.
قَالَ ابْنُ نمير: وَمُحَمَّد بْن صبيح لَيْسَ حَدِيثه بشئ.
وَقَدْ روى هَذَا الحَدِيث منْدَل مُخْتَصرا: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْحَقِّ أَنْبَأَنَا عبد الرحمن ابْن أَحْمد حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الملك حَدَّثَنَا الدَّارَقُطْنِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ الْطَرَسُوسِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا مَنْدَلُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ أَبِي هَاشِمٍ عَنْ عَبْدِ الْوَارِثِ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَفْطَرَ يَوْمًا مِنْ رَمَضَانَ مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ فَعَلَيْهِ صِيَامُ شَهْرٍ ".
قَالَ أَحْمَد وَيَحْيَى وَالنَّسَائِيّ وَالدَّارَقُطْنِيّ: منْدَل ضَعِيف.
وَقَالَ ابْن حِبَّانَ: يسْتَحق التّرْك.
بَاب ثَوَاب صِيَام أَيَّام الْبيض أَنبأَنَا أَحْمد بن عبيد الله بْنِ كَادِشٍ أَنْبَأَنَا أَبُو طَالِبٍ الْعُشَارِيُّ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ شَاهِينَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يَحْيَى الْعَبْسِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جُمْعَةَ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ حُمَيْدٍ حَدَّثَنَا هِشَامُ بن عبد الله عَن عبد الملك بْنِ هَارُونَ بْنِ عَنْتَرَةَ عَن أَبِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " صَوْمُ الْبِيضِ أول يَوْم يعدل ثَلَاثَة ألف سَنَةٍ، وَالْيَوْمُ الثَّانِي يَعْدِلُ عَشْرَةَ ألف سَنَةٍ، وَالْيَوْمُ الثَّالِثُ يَعْدِلُ ثَلاثَةَ عَشَرَ أَلْفِ سَنَةٍ ".
هَذَا حَدِيث مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يقلهُ قَطُّ.
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لَا يجوز الِاحْتِجَاج بهَارُون بْن عنترة وَابْنه عبد الملك يضع الحَدِيث.
وَقَالَ يَحْيَى وَالسَّعْدِي: عبد الملك كَذَّاب.
بَاب صَوْم عشر ذى الْحجَّة أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ عبد الملك أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَة ابْن يُوسُفَ حَدَّثَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَفْصٍ السَّعْدِيُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاق بن(2/197)
وَهْبٍ الْوَاسِطِيُّ وَيُوسُفُ بْنُ زَكَرِيَّا قَالا حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ مُهَاجِرٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُحَرَّمِ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ عَنْ عَائِشَةَ " أَنْ شَابًّا كَانَ صَاحِبَ سَمَاعٍ، فَكَانَ إِذَا هَلَّ هِلالُ ذِي الْحِجَّةِ أَصْبَحَ صَائِمًا، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: مَا يَحْمِلُكَ عَلَى صِيَامِ هَذهِ الأَيَّامِ؟ قَالَ: بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهَا أَيَّامُ الْمَشَاعِرِ وَأَيَّامُ الْحَجِّ عَسى الله عزوجل أَنْ يُشْرِكَنِي فِي دُعَائِهِمْ.
فَقَالَ: لَكَ بِكُلِّ يَوْمٍ عِدْلُ مِائَةِ رَقَبَةٍ تُعْتِقُهَا وَمِائَةِ رَقَبَةٍ تُهْدِيهَا إِلَى بَيْتِ اللَّهِ وَمِائَةِ فَرَسٍ تَحْمِلُ عَلَيْهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ التَّرْوِيَةِ فَذَلِكَ عِدْلُ أَلْفِ رَقَبَةٍ وَأَلْفِ بَدَنَةٍ وَأَلْفِ فَرَسٍ تَحْمِلُ عَلَيْهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ عَرَفَةَ فَذَلِكَ عِدْلُ أَلْفَيْ رَقَبَةٍ وَأَلْفَيْ بَدَنَةٍ وَأَلْفَيْ فَرَسٍ تَحْمِلُ عَلَيْهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَصِيَامِ سَنَتَيْنِ قَبْلَهَا وَسَنَتَيْنِ بَعْدَهَا ".
هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ.
وَمُحَمَّدُ [بْنُ] الْمحرم كَانَ أكذب النَّاس.
قَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ.
حَدِيث آخر فِي ذَلِك: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَنْبَارِيُّ أَنْبَأَنَا ابْنُ رِزْقَوَيْهِ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بن بِنْتِ حَاتِمٍ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حُمَيْدٍ الْمُقْرِي حَدَّثَنَا أَبُو بِلالٍ الأَشْعَرِيُّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَلِيٍّ الْمحيرِيُّ عَنْ الطبي عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من صَامَ الْعَشْرَ فَلَهُ بِكُلِّ يَوْمٍ صَوْمُ شَهْرٍ، وَلَهُ بِصَوْمِ يَوْمِ التَّرْوِيَةِ سَنَةٌ، وَلَهُ بِصَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ سَنَتَانِ ".
وَهَذَا حَدِيث لَا يَصح.
قَالَ سُلَيْمَان التَّيْمِيّ: الطبي كَذَّاب.
وَقَالَ ابْن حِبَّانَ:
وضوح الْكَذِب فِيهِ أظهر من أَن يحْتَاج إِلَى وَصفه.
بَاب صَوْم آخر يَوْم من السّنة وَأول الاخرى أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الْفَوَارِسِ أَنْبَأَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ حَدَّثَنَا أَحْمد بن شَاذان حَدثنَا(2/198)
أَحْمد بن عبد الله الْهَرَوِيُّ حَدَّثَنَا قُطْبُ بْنُ وَهْبٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ صَامَ آخِرَ يَوْمٍ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ وَأَوَّلُ يَوْمٍ مِنَ الْمُحَرَّمِ فَقَدْ خَتَمَ السَّنَةَ الْمَاضِيَةِ وَافْتَتَحَ السَّنَةَ الْمُسْتَقْبَلَةَ بِصَوْمٍ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ كَفَّارَةَ خَمْسِينَ سَنَةً ".
الْهَرَوِيّ هُوَ الجويباري، ووَهْب، كِلَاهُمَا كَذَّاب وَضاع.
بَاب صَوْم تِسْعَة أَيَّامٍ من أَوَّل الْمحرم أَنبأَنَا ظَفْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْهَمْدَانِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو رَجَاءٍ حَمْدُ بْنُ أَحْمَدَ التَّاجِرُ حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ أَحْمَدُ بن عبد الله الْحَافِظ حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الرحمن بْنِ الْفَضْلِ حَدَّثَنَا أَبُو زَيْدٍ خَالِدُ بْنُ النَّضْرِ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبَّادٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ حَبِيبٍ عَنْ مُوسَى الطَّوِيلِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ صَامَ تِسْعَةَ أَيَّامٍ مِنْ أَوَّلِ الْمُحَرَّمِ بَنَى اللَّهُ لَهُ قُبَّةً فِي الْهَوَى مِيلا فِي مِيلٍ لَهَا أَرْبَعَةُ أَبْوَابٍ ".
هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: مُوسَى الطَّوِيل يورى عَن أنس أَشْيَاء مَوْضُوعَة لَا يحل كتبهَا إِلَّا عَلَى التَّعَجُّب.
بَاب فِي ذكر عَاشُورَاءَ قَدْ تمذهب قوم من الْجُهَّال بِمذهب أَهْل السّنة، فقصدوا غيظ الرافضة، فوضعوا أَحَادِيث فِي فضل عَاشُورَاءَ، وَنحن برَاء من الْفَرِيقَيْنِ.
وَقَدْ صَحَّ أَن
رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمر بِصَوْم عَاشُورَاءَ، إِذْ قَالَ: إِنَّهُ كَفَّارَة سنة، فَلم يقنعوا بِذَلِكَ حَتَّى أطالوا وأعرضوا وترقوا فِي الْكَذِب.
فَمن الْأَحَادِيث الَّتِي وضعُوا: حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ مِنْ لَفْظِهِ وَكِتَابِهِ مَرَّتَيْنِ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ قُرَيْشٍ أَنْبَأَنَا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ على(2/199)
ابْن الْفَتْحِ الْعُشَارِيُّ، وَقَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْقَاسِمِ الْحَرِيرِيُّ عَنْ أَبِي طَالِبٍ الْعُشَارِيِّ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الْبرسرِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو بكر أَحْمد بن سُلَيْمَان النَّجَّادُ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ حَدَّثَنَا سُرَيْحُ بْنُ النُّعْمَانِ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ افْتَرَضَ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيل صَوْمَ يَوْمٍ فِي السَّنَةِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَهُوَ الْيَوْمُ الْعَاشِرُ مِنَ الْمُحَرَّمِ، فَصُومُوهُ وَوَسِّعُوا عَلَى أَهْلِيكُمْ فِيهِ، فَإِنَّهُ مَنْ وَسَّعَ عَلَى أَهْلِهِ مِنْ مِالِهِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وُسِّعَ عَلَيْهِ سَائِرَ سَنَتِهِ، فَصُومُوهُ فَإِنَّهُ الْيَوْمُ الَّذِي تَابَ اللَّهُ فِيهِ عَلَى آدَمَ، وَهُوَ الْيَوْمُ الَّذِي رَفَعَ اللَّهُ فِيهِ إِدْرِيسَ مَكَانًا عَلِيًّا، وَهُوَ الْيَوْمُ الَّذِي نَجَّى فِيهِ إِبْرَاهِيمَ مِنَ النَّارِ، وَهُوَ الْيَوْمُ الَّذِي أَخْرَجَ فِيهِ نُوحًا مِنَ السَّفِينَةِ، وَهُوَ الْيَوْمُ الَّذِي أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ التَّوْرَاةَ عَلَى مُوسَى، وَفِيهِ فَدَى اللَّهُ إِسْمَاعِيلَ مِنَ الذَّبْحِ، وَهُوَ الْيَوْمُ الَّذِي أَخْرَجَ اللَّهُ يُوسُفَ مِنَ السِّجْنِ، وَهُوَ الْيَوْمُ الَّذِي رَدَّ اللَّهُ عَلَى يَعْقُوبَ بَصَرَهُ، وَهُوَ الْيَوْمُ الَّذِي كَشَفَ اللَّهُ فِيهِ عَنْ أَيُّوبَ الْبَلاءَ، وَهُوَ الْيَوْمُ الَّذِي أَخْرَجَ اللَّهُ فِيهِ يُونُسَ مِنْ بَطْنِ الْحُوتِ، وَهُوَ الْيَوْمُ الَّذِي فَلَقَ اللَّهُ فِيهِ الْبَحْرَ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ، وَهُوَ الْيَوْمُ الَّذِي غَفَرَ اللَّهُ لِمُحَمَّدٍ ذَنْبَهُ مَا تَقَدَّمَ وَمَا تَأَخَّرَ، وَفِي هَذَا الْيَوْمِ عَبَرَ مُوسَى الْبَحْرَ، وَفِي هَذَا الْيَوْمِ أَنْزَلَ اللَّه تَعَالَى التَّوْبَةَ عَلَى قَوْمِ يُونُسَ، فَمَنْ صَامَ هَذَا الْيَوْمِ كَانَتْ لَهُ كَفَّارَةُ أَرْبَعِينَ سَنَةً، وَأَوَّلُ يَوْمٍ خَلَقَ اللَّهُ مِنَ الدُّنْيَا يَوْمُ عَاشُورَاءَ، وَأَوَّلُ مَطَرٍ نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ،
وَأَوَّلُ رَحْمَةٍ نَزَلَتْ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَمَنْ صَامَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ فَكَأَنَّمَا صَامَ الدَّهْرَ كُلَّهُ، وَهُوَ صَوْمُ الأَنْبِيَاءِ، وَمَنْ أَحْيَا لَيْلَة عَاشُورَاء فَكَأَنَّمَا عبد الله تَعَالَى مِثْلَ عِبَادَةِ أَهْلِ السَّمَوَاتِ السَّبْعِ، وَمَنْ صَلَّى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ الْحَمْدَ مَرَّةً وَخَمْسِينَ مَرَّةً قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ غَفَرَ اللَّهُ خَمْسِينَ عَاما مَاض وَخمسين عَاما مُسْتَقْبل وَبَنَى لَهُ فِي الْمَلأِ الأَعْلَى أَلْفَ أَلْفِ مِنْبَرٍ مِنْ نُورٍ، وَمَنْ سَقَى شَرْبَةً مِنْ مَاءٍ فَكَأَنَّمَا لَمْ يَعْصِ اللَّهَ طَرْفَةَ عَيْنٍ، وَمَنْ أَشْبَعَ أَهْلَ بَيْتٍ مَسَاكِين(2/200)
يَوْمَ عَاشُورَاءَ، مَرَّ عَلَى الصِّرَاطِ كَالْبَرْقِ الْخَاطِفِ.
وَمَنْ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ يَوْمَ عَاشُورَاءَ فَكَأَنَّمَا لَمْ يَرُدَّ سَائِلا قَطُّ، وَمَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ لَمْ يَمْرَضْ مَرَضًا إِلا مَرَضَ الْمَوْتِ، وَمَنِ اكْتَحَلَ يَوْمَ عَاشُورَاء لم ترمد عَيْنَيْهِ تِلْكَ السَّنَةَ كُلَّهَا، وَمَنْ أَمَرَّ يَدَهُ عَلَى رَأْسِ يَتِيمٍ فَكَأَنَّمَا بَرَّ يَتَامَى وَلَدِ آدَمَ كُلَّهُمَ، وَمَنْ صَامَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ أُعْطِيَ ثَوَاب عشرَة ألف مَلَكٍ، وَمَنْ صَامَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ أُعْطِيَ ثَوَابَ أَلْفِ حَاجٍّ وَمُعْتَمِرٍ، وَمَنْ صَامَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ أُعْطِيَ ثَوَابَ أَلْفِ شَهِيدٍ، وَمَنْ صَامَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ كُتِبَ لَهُ أَجْرُ سبع سموات وفين خلق الله السَّمَوَات والارضين وَالْجِبَالَ وَالْبِحَارَ، وَخَلَقَ الْعَرْشَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَخَلَقَ الْقَلَمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَخلق اللوج يَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَخَلَقَ جِبْرِيلَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَرَفَعَ عِيسَى يَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَأَعْطَى سُلَيْمَانَ الْمُلْكَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَيَوْمُ الْقِيَامَةِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَمَنْ عَادَ مَرِيضًا يَوْمَ عَاشُورَاءَ فَكَأَنَّمَا عَادَ مَرْضَى وَلَدِ آدَمِ كُلَّهُمْ ".
هَذَا حَدِيث لَا يشك عَاقل فِي وَضعه وَلَقَد أبدع من وَضعه وكشف القناع وَلم يستحيي وأتى فِيهِ المستحيل وَهُوَ قَوْله: وَأول يَوْم خَلَقَ اللَّهُ يَوْم عَاشُورَاءَ، وَهَذَا تغفيل من وَاضعه لِأَنَّهُ إِنَّمَا يُسمى يَوْم عَاشُورَاءَ إِذَا سبقه تِسْعَة.
وَقَالَ فِيهِ خلق السَّمَوَات وَالأَرْض وَالْجِبَال يَوْم عَاشُورَاءَ.
وَفِي الحَدِيث الصَّحِيح: " أَن اللَّه تَعَالَى خلق التربة يَوْم السبت وَخَلَقَ الْجبَال يَوْم الْأَحَد "، وَفِيهِ التحريف فِي مقادير الثَّوَاب الَّذِي لَا يَلِيق بمحاسن الشَّرِيعَة، وَكَيف يحسن أَن يَصُوم الرجل يَوْمًا فَيعْطى ثَوَاب من حج وَاعْتمر وَقتل شَهِيدا، وَهَذَا مُخَالف لأصول الشَّرْع، وَلَو ناقشناه على شئ بعد شئ لطال، وَمَا أَظُنهُ إِلا دس فِي أَحَادِيث الثقاة، وَكَانَ مَعَ الَّذِي رَوَاهُ نوع تغفل وَلا أَحسب ذَلِكَ إِلا فِي الْمُتَأَخِّرين، وَإِن كَانَ يَحْيَى بْن معِين قَدْ قَالَ فِي ابْن أَبى الزِّنَاد: لَيْسَ بشئ وَلا يحْتَج بحَديثه، وَاسم أَبِي الزِّنَاد عبد الله بن ذكْوَان(2/201)
وَاسم ابْنه عبد الرحمن كَانَ ابْن مَهْدِيّ لَا يحدث عَنْهُ.
وَقَالَ أَحْمَد: هُوَ مُضْطَرب الْحَدِيثَ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ: لَا يحْتَج بِهِ، فَلَعَلَّ بعض أَهْل الْهوى قَدْ أدخلهُ فِي حَدِيثه.
حَدِيث آخر: أَنبأَنَا عبد الله بْنُ عَلِيٍّ الْمُقْرِي أَنْبَأَنَا جَدِّي أَبُو مَنْصُورٍ الْخَيَّاطُ أَنْبَأَنَا عَبْدُ السَّلامِ بْنُ أَحْمَدَ الأَنْصَارِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو الْفَتْحِ بْنُ أَبِي الْفَوَارِسِ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ زَيْدٍ الْمُعَدَّل حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُصْعَبٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن عبد الله بْنِ قُهْزَادَ حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الصَّائِغِ عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ صَامَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ عِبَادَةَ سِتِّينَ سَنَةً بِصِيَامِهَا وَقِيَامِهَا، وَمَنْ صَامَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ أُعْطِيَ ثَوَابَ عَشَرَةِ آلافِ مَلَكٍ، وَمَنْ صَامَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ أُعْطِيَ ثَوَابَ أَلْفِ حَاجٍّ وَمُعْتَمِرٍ، وَمَنْ صَامَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ أُعْطِيَ ثَوَابَ عَشَرَةِ آلافِ شَهِيدٍ، وَمَنْ صَامَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ أَجْرَ سَبْعِ سَمَوَاتٍ، وَمَنْ أَفْطَرَ عِنْدَهُ مُؤْمِنٌ فِي يَوْمِ عَاشُورَاءَ فَكَأَنَّمَا أَفْطَرَ عِنْدَهُ جَمِيعُ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ، وَمَنْ أَشْبَعَ جَائِعًا فِي يَوْمِ عَاشُورَاءَ فَكَأَنَّمَا أَطْعَمَ جَمِيعَ فُقَرَاءِ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَشْبَعَ بُطُونَهُمْ
وَمَنْ مَسَحَ عَلَى رَأْسِ يَتِيمٍ رُفِعَتْ لَهُ بِكُلِّ شَعْرَةٍ عَلَى رَأْسِهِ فِي الْجَنَّةِ دَرَجَةٌ، قَالَ فَقَالَ عُمَرُ يَا رَسُولَ اللَّهِ لقد فضلنَا الله عزوجل بِيَوْمِ عَاشُورَاءَ؟ قَالَ: نَعَمْ خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَالأَرْضَ كَمِثْلِهِ، وَخَلَقَ الْجِبَالَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَالنُّجُومَ كَمِثْلِهِ وَخَلَقَ الْقَلَمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَاللَّوْحَ كَمِثْلِهِ، وَخَلَقَ جِبْرِيلَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَمَلائِكَتَهُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَخَلَقَ آدَمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَوَلَدَ إِبْرَاهِيمُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَنَجَّاهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَفَدَاهُ اللَّهُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَغَرِقَ فِرْعَوْنُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَرُفِعَ إِدْرِيسُ يَوْم عَاشُورَاءَ، وَوُلِدَ فِي يَوْمِ عَاشُورَاءَ، وَتَابَ اللَّهُ عَلَى آدَمَ فِي يَوْمِ عَاشُورَاءَ، وَغَفَرَ ذَنْبَ دَاوُدَ فِي يَوْمِ عَاشُورَاءَ، وَأَعْطَى اللَّهُ الْمُلْكَ لِسُلَيْمَانَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَوُلِدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي يَوْمِ عَاشُورَاءَ، وَاسْتَوَى الرب عز(2/202)
وَجَلَّ عَلَى الْعَرْشِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَيَوْمُ الْقِيَامَةِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ ".
هَذَا حَدِيث مَوْضُوع بِلَا شكّ.
قَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل: كَانَ حَبِيب بْن أَبِي حَبِيب يكذب.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ.
وَفِي الروَاة من يدْخل بَين حَبِيب وَبَين إِبْرَاهِيم إبِله.
وَقَالَ أَبُو حَاتِم أَبُو حِبَّانَ: هَذَا حَدِيثٌ بَاطِلٌ لَا أَصْلَ لَهُ.
قَالَ وَكَانَ حَبِيب مِنْ أَهْلِ مرو يضع الحَدِيث على الثقاة لَا يَحِلُّ كَتْبُ حَدِيثِهِ إِلا على سَبِيل الْقدح فِيهِ.
حَدِيث آخر: أَنبأَنَا عبد الله بْنُ عَلِيٍّ الْمُقْرِي أَنْبَأَنَا جَدِّي أَبُو مَنْصُورٍ الْمُقْرِي أَنْبَأَنَا عَبْدُ السَّلامِ بْنُ أَحْمَدَ الأَنْصَارِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَتْحِ بْنُ أَبِي الْفَوَارِسِ حَدثنَا عبد الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَحْمُودِ بْنِ صُبَيْحٍ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ فَهْدٍ حَدَّثَنَا عبد الله بْنُ عَبْدِ الْجَلِيلِ حَدَّثَنَا هَيْصَمُ بْنُ شَدَّاخٍ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيم عَن عَلْقَمَة عَن عبد الله قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ وَسَّعَ عَلَى أَهْلِهِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَسَّعَ اللَّهُ عَلَيْهِ سَائِرَ سَنَتِهِ ".
قَالَ الْعَقِيلِيّ: الهيصم مَجْهُول والْحَدِيث غير مَحْفُوظ.
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: الهيصم يروي الطَّامَّات لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ.
وَقَدْ روى هَذَا الحَدِيث سُلَيْمَان بن أَبى عبد الله عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ العقيلى: وَسليمَان مَجْهُول والحَدِيث غير مَحْفُوظ وَلا يثبت عَنْ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَدِيث مُسْند.
حَدِيث آخر: أَنْبَأَنَا زَاهِرُ بْنُ طَاهِرٍ أَنبأَنَا أَبُو بكر أَحْمد بن الْحُسَيْنِ الْبَيْهَقِيُّ أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ الله مُحَمَّد بن عبد الله الْحَاكِمُ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَرَّاقُ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَرَّاقُ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ بِشْرٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْتِ حَدَّثَنَا جُوَيْبِرٌ عَنِ الضَّحَّاكِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنِ اكْتَحَلَ بِالإِثْمِدِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ لم يرمد أبدا ".(2/203)
قَالَ الْحَاكِم: أَنَا أَبْرَأ إِلَى اللَّهِ من عُهْدَة جُوَيْبِر.
قَالَ: والاكتحال يَوْم عَاشُورَاءَ لم يرو عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِ أثر وَهُوَ بِدعَة ابتدعها قتلة الْحُسَيْن عَلَيْهِ السَّلامُ.
وَقَالَ أَحْمَد: لَا يشْتَغل بِحَدِيث جُوَيْبِر.
وَقَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بشئ.
وَقَالَ النَّسَائِيّ وَالدَّارَقُطْنِيّ: مَتْرُوك.
حَدِيث آخَرُ: أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنبأَنَا أَحْمد بن عَليّ بن ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ أَنْبَأَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حُسَيْنٍ قَالَ سَمِعت عبد الله بْنَ مُعَاوِيَةَ يَقُولُ سَمِعْتُ أَبِي سَمِعَ أَبَاهُ يُحَدِّثُ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَبِي أُمَيَّةَ عَنْبَسَةَ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ الْجُمَحِيِّ قَالَ: " رَأَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى يَدِي صُرَدٍ فَقَالَ: هَذَا أَوَّلُ طَيْرٍ صَامَ عَاشُورَاءَ ".
أَنْبَأَنَا الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنُ نَجِيحٍ الْبَزَّارُ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْبَزَّارُ الرَّقِّيُّ حَدثنَا عبد الله بْنُ
مُعَاوِيَةَ الْجُمَحِيُّ قَالَ سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَبِي عَلِيطِ بْنِ أُميَّة ابْن خَلَفٍ الْجُمَحِيِّ قَالَ: " رَآنِي رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَى يَدِي صُرَدٌ فَقَالَ: هَذَا أَوَّلُ طَيْرٍ صَامَ عَاشُورَاءَ ".
قَالَ إِسْمَاعِيل بْن إِسْحَاقَ الرَّقِّيّ: كَانَ عبد الله بْن مُعَاوِيَةَ من ولد أَبِي غليظ كَذَا روى لنا فِي هَذهِ الرِّوَايَة بالغين والظاء المعجمتين، وَقَدْ أَنْبَأَنَا الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ ثَابِتٍ أَبَا بُشرى بن عبد الله الرَّوي حَدَّثَنِي عُمَر بْن أَحْمَدَ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاق قَالَ سَمِعت عبد الله بْن مُعَاوِيَةَ فَذكره بِإِسْنَاد مثله سَوَاء إِلا أَنَّهُ قَالَ عليط بِالْعينِ والطاء الْمُهْمَلَتَيْنِ.
هَذَا حَدِيث لَا يَصح وَلا يعرف فِي الصَّحَابَة عَنْبَسَة وَلا أَبُو غليظ وَلَا أبوعليط قَالَ البُخَارِيّ: عبد الله بْن مُعَاوِيَةَ مُنكر الحَدِيث.
وَقَالَ الْعَقِيلِيّ: يحدث بمناكير لَا أصل لَهَا.
وَمِمَّا يرد هَذَا أَن الطير لَا يُوصف بِصَوْم.(2/204)
بَاب صَوْم رَجَب وَفِيهِ أَحَادِيث: الحَدِيث الأول: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي بْنِ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بن الْحسن ابْنُ خَيْرُونٍ أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عبد الرحمن بْنُ عُبَيْدٍ الْحُرْفِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ النَّقَّاشُ حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ أَحْمَدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الطَّبَرِيُّ حَدَّثَنَا الْكِسَائِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " رَجَبُ شَهْرُ اللَّهِ وَشَعْبَانُ شَهْرِي وَرَمَضَانُ شَهْرُ أُمَّتِي، فَمَنْ صَامَ رَجَب إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا اسْتَوْجَبَ رِضْوَانَ اللَّهِ الأَكْبَرَ وَأَسْكَنَهُ الْفِرْدَوْسَ الأَعْلَى، وَمَنْ صَامَ مِنْ رَجَبٍ يَوْمَيْنِ فَلَهُ مِنَ الأَجْرِ ضِعْفَانِ وَوَزْنُ كُلِّ ضِعْفٍ مِثْلُ جِبَالِ الدُّنْيَا، وَمَنْ صَامَ مِنْ رَجَبٍ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ جَعَلَ اللَّهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّارِ
خَنْدَقًا طُولُ مَسِيرَةِ ذَلِكَ سَنَةٌ، وَمَنْ صَامَ مِنْ رَجَبٍ أَرْبَعَةَ أَيَّامٍ عُوفِيَ مِنَ الْبَلاءِ مِنَ الْجُنُونِ وَالْجُذَامِ وَالْبَرَصِ مِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ وَمِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَمَنْ صَامَ مِنْ رَجَبٍ سِتَّةَ أَيَّامٍ خَرَجَ مِنْ قَبْرِهِ وَوَجْهُهُ أَضْوَأُ مِنَ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، وَمَنْ صَامَ مِنْ رَجَبٍ سَبْعَةَ أَيَّامٍ فَإِنَّ لِجَهَنَّمَ سَبْعَةَ أَبْوَاب يُغْلِقُ اللَّهُ عَنْهُ بِصَوْمِ كُلِّ يَوْمٍ بَابًا مِنْ أَبْوَابِهَا، وَمَنْ صَامَ مِنْ رَجَبٍ ثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ فَإِنَّ لِلْجَنَّةِ ثَمَانِيَةَ أَبْوَابٍ يَفْتَحُ اللَّهُ لَهُ بِصَوْمِ كُلِّ يَوْمٍ بَابًا مِنْ أَبْوَابِهَا، وَمَنْ صَامَ مِنْ رَجَبٍ تِسْعَةَ أَيَّامٍ خَرَجَ مِنْ قَبْرِهِ وَهُوَ يُنَادِي لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَلا يَرِدُ وَجْهُهُ دُونَ الْجَنَّةِ، وَمَنْ صَامَ مِنْ رَجَبٍ عَشْرَة أَيَّامٍ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ عَلَى كُلِّ مِيلٍ مِنَ الصِّرَاطِ فِرَاشًا يَسْتَرِيحُ عَلَيْهِ، وَمَنْ صَامَ مِنْ رَجَبٍ أَحَدَ عَشَرَ يَوْمًا لَمْ يُرَ فِي الْقِيَامَةِ غَدَاءً أَفْضَلُ مِنْهُ إِلا مَنْ صَامَ مِثْلَهُ أَوْ زَادَ عَلَيْهِ، وَمَنْ صَامَ مِنْ رَجَبٍ اثنى عشر يَوْمًا كَسَاه الله عزوجل يَوْمَ الْقِيَامَةِ حُلَّتَيْنِ: الْحُلَّةُ الْوَاحِدَةُ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، وَمَنْ صَامَ مِنْ رَجَبٍ ثَلاثَةَ عَشَرَ يَوْمًا يُوضَعُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَائِدَةٌ فِي ظِلِّ الْعَرْشِ فيأكل وَالنَّاس فِي(2/205)
شِدَّةٍ شَدِيدَةٍ، وَمَنْ صَامَ مِنْ رَجَبٍ أَرْبَعَةَ عَشَرَ يَوْمًا أَعْطَاهُ اللَّهُ تَعَالَى مِنَ الثَّوَابِ مَا لَا عين رَأَيْت وَلا أُذُنٌ سَمِعَتْ وَلا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ، وَمَنْ صَامَ مِنْ رَجَبٍ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْمًا يَقِفُهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَوْقِفَ الآمِنِينَ ".
هَذَا حَدِيث مَوْضُوع عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالْكسَائِيّ لَا يعرف والنقاش مُتَّهم.
الحَدِيث الثَّانِي: أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ السَّمَرْقَنْدِيُّ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بن مُحَمَّد ابْن النَّقُّورِ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ الْجُنَيْدِيُّ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْوَرَّاقُ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَاكِرٍ الصَّائِغُ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ الْعَرَبِيُّ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الأَزْهَرِ عَنْ أَبَانٍ عَنْ أَنَسِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من صَامَ ثَلاثَة أَيَّامٍ مِنْ رَجَبٍ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ صِيَامَ شَهْرٍ، وَمَنْ صَامَ سَبْعَةَ أَيَّامٍ مِنْ رَجَبٍ أَغْلَقَ اللَّهُ سَبْعَةَ أَبْوَابٍ مِنَ النَّارِ، وَمَنْ صَامَ ثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ مِنْ رَجَبٍ فَتَحَ اللَّهُ لَهُ ثَمَانِيَةَ أَبْوَابٍ مِنَ الْجَنَّةِ، وَمَنْ صَامَ نِصْفَ رَجَبٍ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ رِضْوَانَهُ، وَمَنْ كَتَبَ لَهُ رِضْوَانَهُ لَمْ يُعَذِّبْهُ، وَمَنْ صَامَ رَجَب كُلَّهُ حَاسَبَهُ اللَّهُ حِسَابًا يَسِيرًا ".
هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ.
وَفِي صَدره أَبَان.
قَالَ شُعْبَة: لِأَن أزني أحب إِلَيّ من أَن أحدث عَنْ أَبَان.
وَقَالَ أَحْمَد وَالنَّسَائِيّ وَالدَّارَقُطْنِيّ: مَتْرُوك.
وَفِيهِ عَمْرو ابْن الأَزْهَر.
قَالَ أَحْمَد: كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوك.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: كَذَّاب.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ يضع الحَدِيث على الثقاة وَيَأْتِي بالموضوعات عَنِ الْأَثْبَات لَا يحل ذكره إِلَّا بالقدح فِيهِ.
الحَدِيث الثَّالِث: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ الْبَزَّارُ أَنْبَأَنَا أَبِي حَدثنَا أَبُو الْقَاسِم عبد الله بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْوَرَّاقُ حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ أَحْمد بن عبد الله حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْخُتُّلِيُّ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يزِيد(2/206)
الصُّدَائِيُّ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنِ عَنْتَرَةَ عَن أَبِيهِ عَنْ عَليّ بن أبي طَالب رَضِي اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ شَهْرَ رَجَبٍ شَهْرٌ عَظِيمٌ، مَنْ صَامَ مِنْهُ يَوْمًا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ صَوْمَ أَلْفِ سَنَةٍ، وَمَنْ صَامَ يَوْمَيْنِ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ صِيَامَ أَلْفَيْ سَنَةٍ، وَمَنْ صَامَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ صِيَام ثَلَاثَة ألف سَنَةٌ، وَمَنْ صَامَ مِنْ رَجَبٍ سَبْعَةَ أَيَّامٍ أُغْلِقَتْ عَنْهُ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ، وَمَنْ صَامَ مِنْهُ ثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةُ يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ، وَمَنْ صَامَ مِنْهُ خَمْسَ عَشْرَةَ يَوْمًا بُدِّلَتْ سَيِّئَاتُهُ حَسَنَاتٍ وَنَادَى مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ: قَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ فَاسْتَأْنِفِ الْعَمَلَ، وَمَن زَاد زَاده الله عزوجل ".
هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ أَبُو حَاتِم ابْن حِبَّانَ: لَا يجوز الِاحْتِجَاج بهَارُون يروي الْمَنَاكِير الْكَثِيرَة حَتَّى تسبق إِلَى قلب المستمع لَهَا أَنَّهُ الْمُتَعَمد لَهَا.
الحَدِيث الرَّابِع: أَنْبَأَنَا الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الرَّزَّازُ أَنْبَأَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ خوانٍ الْوَاسِطِيُّ حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى الْمُقْرِي حَدَّثَنَا فَضَالَةُ بْنُ حُصَيْنٍ حَدَّثَنَا رِشْدِينُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الْفُرَاتِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ صَامَ يَوْمًا مِنْ رَجَبٍ عَدَلَ صِيَامَ شَهْرٍ، وَمَنْ صَامَ مِنْهُ سَبْعَةَ أَيَّامٍ غلقت أبوات الْجَحِيمِ السَّبْعَةُ، وَمَنْ صَامَ مِنْهُ ثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ فُتِحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةُ، وَمَنْ صَامَ مِنْهُ عَشْرَةَ أَيَّامٍ بَدَّلَ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِ حَسَنَاتٍ، وَمَنْ صَامَ مِنْهُ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ يَوْمًا نَادَى مُنَادٍ أَنْ قَدْ غُفِرَ كُلُّ مَا مَضَى فَاسْتَأْنِفِ الْعَمَلَ ".
هَذَا حَدِيث لَا يَصح.
قَالَ يَحْيَى بْن معِين: الْفُرَات بن السَّائِب لَيْسَ بشئ، وَقَالَ البُخَارِيّ وَالدَّارَقُطْنِيّ: مَتْرُوك.(2/207)
الحَدِيث الْخَامِس: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بن عبد الله بْنِ أَيُّوبَ الْقَطَّانُ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا حُصَيْنُ بْنُ مُخَاوِفٍ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ قَالَ سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم: " من أحيى لَيْلَةً مِنْ رَجَبٍ وَصَامَ يَوْمًا، أَطْعَمَهُ اللَّهُ مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةِ، وَكَسَاهُ مِنْ حُلَلِ الْجَنَّةِ، وَسَقَاهُ مِنَ الرَّحِيقِ الْمَخْتُومِ، إِلا مَنْ فَعَلَ ثَلاثًا: مَنْ قَتَلَ نَفْسًا، أَوْ سَمِعَ مُسْتَغِيثًا يَسْتَغِيثُ بِلَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ فَلَمْ يُغِثْهُ، أَوْ شَكَا إِلَيْهِ أَخُوهُ حَاجَةً فَلَمْ يُفِرَّجْ عَنْهُ ".
هَذَا حَدِيث مَوْضُوع على رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالْمُتَّهَم بِهِ حُصَيْن قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: يضع الحَدِيث.
قَالَ المؤتمن بِهِ أَحْمَدَ السَّاجِيّ الْحَافِظ: كَانَ عَبْد اللَّهِ الأَنْصَارِيّ لَا يَصُوم رَجَب وَينْهى عَن ذَلِك يَقُول: مَا صَحَّ فِي فضل رَجَب وَفِي صِيَامه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم شئ.(2/208)
كتاب الْحَج
بَاب إِثْم من اسْتَطَاعَ الْحَج وَلَمْ يَحُجَّ فِيهِ عَنْ عَليّ وَأبي هُرَيْرَةَ وَأبي أُمَامَةَ رَضِي اللَّه عَنْهُم.
فَأَما حَدِيث على عَلَيْهِ السَّلامُ: فَأَنْبَأَنَا الْكَرُوخِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو عَامر الْأَزْدِيّ وَأَبُو بكر الغورجي قَالا أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ الْجَرَّاحِ حَدَّثَنَا ابْنُ مَحْبُوبٍ حَدَّثَنَا النَّهْدِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْقَطِيعِيُّ حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدثنَا هِلَال بن عبد الله مَوْلَى رَبِيعَةِ بْنِ عَمْرٍو حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيُّ عَنِ الْحَارِثِ عَنْ عَلِيٍّ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ مَلَكَ زَادًا وَرَاحِلَةً تُبَلِّغُهُ إِلَى بَيْتِ اللَّهِ وَلَمْ يَحُجَّ فَلا عَلَيْهِ أَنْ يَمُوتَ يَهُودِيًّا أَوْ نَصْرَانِيًّا ".
وَأما حَدِيث أَبِي هُرَيْرَة: فأنبأنا مُحَمَّد بن عبد الملك بْنِ خَيْرُونٍ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنبأَنَا أَبُو أَحْمد بن عدي أَنبأَنَا أَحْمد بن يحيى ابْن زُهَيْر حَدثنَا عبد الرحمن بن سعيد حَدثنَا عبد الرحمن الْقُطَامِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو الْمُهَزِّمِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ مَاتَ وَلَمْ يَحُجَّ حِجَّةَ الإِسْلامِ فِي غَيْرِ وَجَعٍ حَابِسٍ أَو حجَّة طَاهِرَة أَوْ سُلْطَانٍ جَائِرٍ، فَلْيَمُتْ أَيَّ الْمِيتَتَيْنِ إِمَّا يَهُودِيًّا أَوْ نَصْرَانِيًّا.
وَأما حَدِيث أَبِي أُمَامَةَ فَلهُ طَرِيقَانِ: الطَّرِيق الأول: أَنْبَأَنَا ابْنُ خَيْرُونَ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ حَدَّثَنَا ابْنُ
عَدِيٍّ حَدَّثَنَا أَبُو يعلى حَدثنَا عبد الله بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ مَطَرٍ حَدَّثَنَا شَرِيكٌ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ لَمْ يَمْنَعْهُ مِنَ الْحَجِّ مَرَضٌ حَابِسٌ أَوْ حَاجَةٌ فَلْيَمُتْ إِنْ شَاءَ يَهُودِيًّا وَإِن شَاءَ نَصْرَانِيّا ".(2/209)
الطَّرِيق الثَّانِي: أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عبد الله بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَطِيبِيُّ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الرَّزَّاق ابْن عُمَرَ بْنِ شَمَّةَ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ زَاذَانَ الْمُقْرِي حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوبَةَ الحرانى أَنبأَنَا الْمُغيرَة بن عبد الرحمن حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ حَدَّثَنَا شريك عَن لَيْث عَن عبد الرحمن بْنِ سَابِطٍ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ لَمْ يَحْبِسْهُ مَرَضٌ أَوْ حَاجَةٌ ظَاهِرَةٌ أَوْ سُلْطَانٌ جَائِرٌ وَلَمْ يَحُجَّ فَلْيَمُتْ إِنْ شَاءَ يَهُودِيًّا أَوْ نَصْرَانِيًّا " هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ.
أَمَّا حَدِيث عَليّ عَلَيْهِ السَّلامُ فَقَالَ التِّرْمِذِيّ: هِلَال بن عبد الله مَجْهُول، و - الْحَرْث معد -[وَأما الْحَارِث فَقَدْ] كذبه الشّعبِيّ وَغَيره.
وَأما حَدِيث أَبِي هُرَيْرَةَ فَفِيهِ أَبُو المهزم واسْمه يَزِيد بْن سُفْيَانَ.
قَالَ يَحْيَى: لَيْسَ حَدِيثه بشئ وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوك الحَدِيث.
وَفِيهِ عبد الرحمن الْقطَامِي.
قَالَ عَمْرو بْن عَلِيٍّ الفلاس: كَانَ كذابا، وَقَالَ ابْن حِبَّانَ: يجب تنكب رواياته.
وَأما حَدِيث أَبِي أُمَامَةَ فَفِي الطَّرِيق الأَوَّل عَمَّار بْن مطر.
قَالَ العقيلى: يحدث عَن الثقاة بِالْمَنَاكِيرِ، وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: مَتْرُوكُ الحَدِيث.
وَفِي الطَّرِيق الثَّانِي الْمُغِيرَة بن عبد الرحمن.
قَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ.
وفى لَيْث وَقَدْ ضعفه ابْن عُيَيْنَةَ وَتَركه يَحْيَى الْقَطَّان وَيَحْيَى بْن معِين وَابْن مَهْدِيّ وَأحمد، وَإِنَّمَا روى عبد الرحمن بْن غنم عَنْ عُمَر أَنَّهُ قَالَ: " من أمكنه الْحَج فَلم يَحُجَّ فَلْيَمُتْ إِنْ شَاءَ يَهُودِيًّا أَوْ نَصْرَانِيًّا ".
بَاب فِي رضى الله عَمَّن يقدر لَهُ الْحَج أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك أَنبأَنَا أَحْمد بن عَليّ بن ثَابِتٍ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بن مُحَمَّد الاسنانى حَدثنَا أَبُو مُحَمَّد عبد الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى الْكَعْبِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ الزَّبِيبِيُّ حَدَّثَنَا هودة عَن سعيد بن عبد الرحمن عَنْ جَدِّهِ عَنِ الْمِقْدَادِ بْنِ الأَسْوَدِ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: " إِن الله عزوجل(2/210)
لاييسر لعَبْدِهِ - يعْنى الْحَج - إِلَّا بالرضى، فَإِذَا رَضِيَ عَنْهُ أَطْلَقَ لَهُ الْحَجَّ ".
هَذَا حَدِيث لَا يَصح عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: سعيد بن عبد الرحمن يورى عَن الثقاة الموضوعات - بتحايل -[يتخيل] من سَمعهَا أَنه الْمُتَعَمد لَهَا.
بَاب فِي الدُّعَاء عَشِيَّة عَرَفَة أَنبأَنَا عبد الْوَهَّاب بن الْمُبَارك أَنْبَأَنَا ابْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا الْعَتِيقِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ الدَّخِيلِ حَدَّثَنَا الْعَقِيلِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ حَدَّثَنَا عَزْرَةُ بْنُ قَيْسٍ الْيَحْمَدِيُّ حَدَّثَتْنِي أم الْفَيْض مولاة عبد الملك بن مَرْوَان قَالَت: سَمِعت عبد الله بْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ: " مَا مِنْ عَبْدٍ وَلا أَمَةٍ دَعَا اللَّهَ لَيْلَةَ عَرَفَاتٍ بِهَذِهِ الدَّعَوَاتِ - وَهِيَ عَشْرُ كَلِمَاتٍ - أَلْفَ مَرَّةٍ، إِلا لَمْ يَسْأَلِ اللَّهَ شَيْئًا إِلا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ، إِلا قَطِيعَةَ رَحِمٍ أَو مأثم: سُبْحَانَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ عَرْشُهُ، سُبْحَانَ الذى فِي الارض موطأه، سُبْحَانَ الَّذِي فِي الْبَحْرِ سَبِيلُهُ، سُبْحَانَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ سُلْطَانُهُ، سُبْحَانَ الَّذِي فِي الْجَنَّةِ رَحْمَتُهُ، سُبْحَانَ الَّذِي فِي الْقُبُورِ قَضَاؤُهُ، سُبْحَانَ الَّذِي فِي الْهَوَاءِ رُوحُهُ، سُبْحَانَ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاءَ، سُبْحَانَ الَّذِي وَضَعَ الأَرْضَ، سُبْحَانَ الَّذِي لَا مَنْجَا وَلا مَلْجَا مِنْهُ إِلا إِلَيْهِ.
قَالَتْ أم الْفَيْض فَقُلْتُ لعبد اللَّه بْن مَسْعُودٍ: عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَتْ -[قَالَ] نعم ".
أَنْبَأَنَا بِهِ ابْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ
الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا ابْن أَبى الفوارس حَدثنَا عبد الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عبد الله بْنِ رُمَيْثَةَ حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلامِ بْنُ عُمَرَ الْخُشَنِيُّ حَدَّثَنَا عَرَزَةُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ قَيْسٍ فَذكر نَحوه.
هَذَا حَدِيث لَا يَصح عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ الْعَقِيلِيّ: عزْرَة لَا يُتَابع على حَدِيث، وَقَالَ يحيى بن معِين: عزْرَة(2/211)
دُعَاء يَوْم عَرَفَة أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ الْفَقِيهُ أَنْبَأَنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحُصَاصُ حَدثنَا مُحَمَّد ابْن الْمُنْذر حَدثنَا عبد الله بن عمرَان العابدى حَدثنَا عبد الرحمن بْنُ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْحَسَنِ ومُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ وَأَبِي وَائِلٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَابْنِ مَسْعُودٍ قَالا قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيْسَ فِي الْمَوْقِفِ قَوْلٌ وَلا عَمَلٌ أَفْضَلَ مِنْ هَذَا الدُّعَاءِ، وَأَوَّلُ مَنْ يَنْظُرُ الله عزوجل إِلَيْهِ صَاحِبُ هَذَا الْقَوْلِ إِذَا وَقَفَ بِعَرَفَةَ مُسْتِقْبِلَ الْبَيْتِ الْحَرَامِ بِوَجْهِهِ وَيَبْسُطُ يَدَيْهِ كَهَيْئَةِ الدَّاعِي، ثُمَّ يُلَبِّي ثَلاثًا وَيُكَبِّرُ ثَلاثًا وَيَقُولُ: لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ يُحْيِي وَيُمِيتُ بِيَدِهِ الْخَيْرُ، يَقُولُ ذَلِكَ مِائَة مَرَّةٍ، ثُمَّ يَقُولُ: لَا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ، أَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كل شئ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُل شئ عِلْمًا يَقُولُ ذَلِكَ مِائَةَ مَرَّةٍ، ثُمَّ يَتَعَوَّذُ مِنَ الشَّيْطَانِ الرِّجَيمِ، إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ، يَقُولُ ذَلِكَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ يَقْرَأُ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ وَيَبْدَأُ فِي كُلِّ مَرَّةٍ بِبِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، وَفِي آخِرِ فَاتِحَةِ الْكِتَابِ يَقُولُ فِي كُلِّ مَرَّةٍ آمِينَ، ثُمَّ يَقْرَأُ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ مِائَة مَرَّةٍ، يَقُولُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، ثُمَّ يُصَلِّي عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ صَلَّى اللَّهُ وَمَلائِكَتُهُ عَلَى النَّبِيِّ الأُمِّيِّ وَعَلَيْهِ السَّلامُ
وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، ثُمَّ يَدْعُو لِنَفْسِهِ وَيَجْتَهِدُ فِي الدُّعَاءِ لِوَالِدَيْهِ وَلِقَرَابَاتِهِ وَلإِخْوَانِهِ فِي اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، فَإِذَا فَرَغَ مِنْ دُعَائِهِ عَادَ فِي مَقَالَتِهِ هَذَا بِقَوْلِهِ ثَلاثًا: لَا يَكُونُ لَهُ فِي الْمَوْقِفِ قَوْلٌ وَلا عَمَلٌ حَتَّى يُمْسِيَ غَيْرَ هَذَا، فَإِذَا أَمْسَى بَاهَى اللَّهُ بِهِ الْمَلائِكَةَ، يَقُولُ: انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي اسْتَقْبَلَ بَيْتِي وَكَبَّرَنَيِ وَلَبَّانِي وَسَبَّحَنِي وَحَمِدَنِي وَهَلَّلَنِي وَقَرَأَ بِأَحَبَّ السُّورِ إِلَيَّ وَصَلَّى عَلَى نَبِيِّي، أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ قَبِلْتُ عَمَلَهُ وَأَوْجَبْتُ لَهُ أَجْرَهُ وَغَفَرْتُ لَهُ ذَنْبَهُ وَشَفَّعْتُهُ فِيمَنْ شَفَعَ لَهُ، وَلَوْ شَفَعَ فِي أَهْلِ الْمَوْقِفِ شفعته فيهم ".(2/212)
هَذَا حَدِيث مَوْضُوع: قَالَ يَحْيَى بن معِين: عبد الرحيم كَذَّابٌ، وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ.
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْذِر لَا يحل كتب حَدِيثه إِلَّا على سَبِيل الِاعْتِبَار.
بَاب ذمّ من تزوج قبل الْحَج أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد أَنبأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بن جُمْهُور القرصانى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ رَجَاءِ بْنِ نُوحٍ حَدَّثتنِي ابْنة وهب ابْن مُنَبَّهٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ تَزَوَّجَ قَبْلَ أَنْ يَحُجَّ فَقَدْ بَدَأَ بِالْمَعْصِيَةِ ".
هَذَا حَدِيث لَا يَصح.
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ مُحَمَّد بْنُ أَيُّوبَ يَرْوِي الْمَوْضُوعَاتِ لَا يَحِلُّ الاحْتِجَاجُ بِهِ، فَأَما أَبُوهُ فَقَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ.
بَاب عُمُوم الْمَغْفِرَة للْحَاج الحَدِيث الأَوَّل: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ الْبَغْدَادِيُّ أَنْبَأَنَا حَمْدُ بْنُ أَحْمَدَ الْحَدَّادُ أَنْبَأَنَا أَبُو نعيم أَحْمد بن عبد الله حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ حَمْدَانَ حَدثنَا الْحسن
ابْن سُفْيَانَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ هُودٍ حَدثنَا أَبُو هِشَام حَدثنَا عبد الرحيم بْنُ هَارُونَ الْغَسَّانِيُّ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الرحمن بْنِ مَخْلَدٍ حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ حَاتِمٍ الأَنْصَارِيُّ حَدَّثَنَا بَشَّارُ بْنُ بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " خَطَبَنَا رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى تَطَاوَلَ عَلَيْكُمْ فِي مَقَامِكُمْ هَذَا، فَقَبِلَ مِنْ مُحْسِنِكُمْ، وَأَعْطَى مُحْسِنَكُمْ مَا سَأَلَ، وَوَهْب مُسِيئَكُمْ لِمُحْسِنِكُمْ، وَالتَّبِعَاتُ فِيمَا بَيْنَكُمْ ضَمِنَ عَوَضَهَا مِنْ عِنْدِهِ، أَفِيضُوا عَلَى اسْمِ اللَّهِ.
فَقَالَ أَصْحَابُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَضْتَ بِنَا بِالأَمْسِ كَئِيبًا حَزِينًا وَأَفَضْتَ بِنَا الْيَوْم فَرحا مَسْرُورا.(2/213)
قَالَ: سَأَلْتُ رَبِّي بِالأَمْسِ شَيْئًا فَلَمْ يَجُدْ بِهِ، فَلَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الثَّانِي أَتَانِي جِبْرِيلُ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَدْ أَقَرَّ عَيْنَكَ بِالتَّبِعَاتِ " والسياق لبشار بْن بَكْر، وَفِي حَدِيث أَبى هَاشم اخْتِصَار.
الحَدِيث الثَّانِي: أَنْبَأَنَا ابْنُ الْحُصَيْنِ أَنْبَأَنَا ابْنُ الْمُذْهِبِ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَر حَدثنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحجَّاج وأنبأنا مُحَمَّد بن عبد الملك أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ مُحَمَّد الصَّالِحِي قَالَا حَدثنَا عبد القاهر بْنُ السَّرِيِّ حَدَّثَنَا ابْنُ كِنَانَةَ وَقَالَ ابْن الْحصين حَدثنَا عبد الله بْنُ كِنَانَةَ بْنِ عَبَّاسِ بْنِ مِرْدَاسٍ السُّلَمِيُّ أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِيهِ الْعَبَّاسِ بْنِ مِرْدَاسٍ " أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَا رَبَّهُ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ بِالْمَغْفِرَةِ لأُمَّتِهِ، وَأَنَّ اللَّهَ أَجَابَهُ بِالْمَغْفِرَةِ لأُمَّتِهِ، إِلا مَنْ ظَلَمَ بَعْضَهُمُ بَعْضًا، فَإِنَّهُ أَخَذَ لِلْمَظْلُومِ مِنَ الظَّالِمِ.
قَالَ فَأَعَادَ الدُّعَاءَ فَقَالَ: أَيْ رَبِّ إِنَّكَ قَادِرٌ أَنْ تُثِيبَ الْمَظْلُومَ خَيْرًا مِنْ مَظْلَمَتِهِ الْجَنَّة وَتَغْفِرَ لِهَذَا الظَّالِمِ.
قَالَ: فَلَمْ يُجِبْ تِلْكَ الْعَشِيَّةَ شَيْئًا، فَلَمَّا أَصْبَحَ بِالْمُزْدَلِفَةِ أعَاد الدُّعَاء فَأَجَابَهُ عزوجل
أَنْ قَدْ فَعَلْتُ.
فَضَحِكَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ تَبَسَّمَ.
فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ: وَاللَّهِ لَقَدْ ضَحَكِتَ فِي سَاعَةٍ مَا كُنْتَ تَضْحَكُ فِيهَا، فَمَا أَضْحَكَكَ أَضْحَكَ اللَّهُ سِنَّكَ؟ فَقَالَ: ضَحِكْتُ أَنَّ الْخَبِيثَ إِبْلِيسَ حِينَ عَلِمَ أَنَّ اللَّهَ قَدْ غفر لامتي [و] اسْتَجَابَ دُعَائِي أَهْوَى يَحْثِي التُّرَابَ عَلَى رَأْسِهِ وَيَدْعُو بِالْوَيْلِ وَالثُّبُورِ، فَضَحِكْتُ مِنَ الْخَبِيثِ مِنْ جَزَعِهِ.
الحَدِيث الثَّالِث: أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ أَنْبَأَنَا على ابْن عُمَرَ عَنْ أَبِي حَاتِمٍ الْبُسْتِيِّ حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الله بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ ابْن غَالِبٍ تَمْتَامٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَنْبَسَةَ حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " وَقَفَ بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشِيَّةَ عَرَفَة، فَلَمَّا كَانَ(2/214)
عِنْدَ الدَّفْعَةِ اسْتَنْصَتَ النَّاسَ فَأَنْصَتُوا فَقَالَ: يَا أَيهَا النَّاسُ إِنَّ رَبَّكُمْ قَدْ تَطَوَّلَ عَلَيْكُمْ فِي يَوْمِكُمْ هَذَا فَوَهَبَ مُسِيئَكُمْ لِمُحْسِنِكُمْ فَأَعْطَى مُحْسِنَكُمْ مَا سَأَلَ وَغَفَرَ ذُنُوبَكُمْ إِلا التَّبِعَاتِ ادْفَعُوا بِاسْمِ اللَّهِ، فَلَمَّا مَرَّ بِالْمُزْدَلِفَةِ وَقَفَ بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَحَرًا، فَلَمَّا كَانَ عِنْدَ الدَّفْعَةِ اسْتَنْصَتَ النَّاس فأنصتوا فَقَالَ يَا أَيهَا النَّاسُ إِنَّ رَبَّكُمْ قَدْ تَطَاوَلَ عَلَيْكُمْ فِي يَوْمِكُمْ هَذَا فَوَهَبَ مُسِيئَكُمْ لِمُحْسِنِكُمْ وَأَعْطَى لِمُحْسِنِكُمْ مَا سَأَلَ وَغَفَرَ ذُنُوبَكُمْ وَغَفَرَ التَّبِعَاتِ وَضَمِنَ لأَهْلِهَا الثَّوَابَ ادْفَعُوا بِاسْمِ اللَّهِ، فَقَامَ أَعْرَابِيٌّ فَأَخَذَ بِزِمَامِ النَّاقَةِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا بَقِيَ من عمل إِلَّا وَقد عَلمته وَإِنِّي لأَحْلِفُ عَلَى الْيَمِينِ الْفَاجِرَةِ فَهَلْ أَدْخُلُ فِيمَنْ وَقَفَ؟ قَالَ: يَا أَعْرَابِيُّ أَتَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ؟ قَالَ: نَعَمْ بِأَبِي أَنْتَ.
قَالَ: يَا أَعْرَابِيُّ إِنَّكَ إِنْ تُحْسِنْ فِيمَا يُسْتَأْنَفُ غُفِرَ لَكَ " الحَدِيث الرَّابِع: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الملك أَنْبَأَنَا الْجَوْهَرِيُّ عَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ عَنْ أَبِي حَاتِمِ بْنِ حَبَّانَ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيد حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الْغَنِيِّ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ
الأَزْدِيُّ عَنْ مَالِكٍ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنِ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا كَانَ يَوْمُ عَرَفَةَ غَفَرَ اللَّهُ لِلْحَاجِّ، فَإِذَا كَانَ لَيْلَةُ الْمُزْدَلِفَةِ غَفَرَ اللَّهُ لِلتُّجَّارِ، وَإِذَا كَانَ يَوْمُ مِنًى غَفَرَ اللَّهُ لِلْحَمَّالِينَ، وَإِذَا كَانَ يَوْمُ جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ غَفَرَ اللَّهُ لِلسُّؤَّالِ، فَلا يَشْهَدُ ذَلِكَ الْمَوْضِعِ أَحَدٌ إِلا غُفِرَ لَهُ ".
الحَدِيث الْخَامِس: أَنْبَأَنَا أَبُو نَصْرٍ عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ مَنْدَهْ أَنْبَأَنَا عَمِّي يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الله بْنِ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الضَّبِّيُّ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّيْرِيُّ أَنبأَنَا عبد الرزق أَنْبَأَنَا مَعْمَرٌ عَنْ مَنْ سَمِعَ قَتَادَةَ يَقُولُ حَدَّثَنَا خِلاسُ بْنُ عَمْرو عَن عبَادَة ابْن الصَّامِتِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ عَرَفَة: " يَا أَيهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ تَطَوَّلَ عَلَيْكُمْ فِي هَذَا الْيَوْمِ فَغَفَرَ لَكُمْ إِلا التَّبِعَاتِ فِيمَا بَيْنَكُمْ وَوَهَبَ مُسِيئَكُمْ لِمُحْسِنِكُمْ وَأَعْطَى مُحْسِنَكُمْ مَا سَأَلَ، فَادْفَعُوا بِاسْمِ اللَّهِ، فَلَمَّا(2/215)
كَانُوا بِجَمْعٍ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ قَدْ غَفَرَ لِصَالِحِيكُمْ وَشَفَّعَ صَالِحِيكُمْ فِي طَالِحِيكُمْ يُنْزِلُ الْمَغْفِرَةَ فَتَعُمَّهُمْ ثُمَّ يُفَرِّقُ الْمَغْفِرَةَ فِي الأَرْضِ فَتَقَعُ عَلَى كُلِّ تَائِبٍ مِمَّنْ حَفِظَ لِسَانَهُ وَيَدَهُ.
وَإِبْلِيسُ وَجُنُودُهُ عَلَى جِبَالِ عَرَفَاتٍ يَنْظُرُونَ مَا يَصْنَعُ اللَّهُ فِيهِمْ، فَإِذَا نَزَلَتِ الْمَغْفِرَةُ دَعَا وَجُنَودُهُ بِالْوَيْلِ يَقُولُ: كُنْتُ اسْتَفْزَزْتُهُمْ حِينًا مِنَ الدَّهْرِ، ثُمَّ جَاءَتِ الْمَغْفِرَةُ فَغَشِيَتْهُمْ، فَيَتَفَرَّقُونَ وَهُمْ يَدْعُونَ بِالْوَيْلِ وَالثُّبُورِ ".
لَيْسَ فِي هَذِه الاحاديث شئ يَصح.
أما [الحَدِيث] الأَوَّل فَتَفَرَّدَ بِهِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي دواد وَلم يُتَابع عَلَيْهِ.
قَالَ ابْن حبَان: كَانَ يحدث على التَّوَهُّم والحسبان فَبَطل الِاحْتِجَاج بِهِ.
وَقد رَوَاهُ عَنهُ اثْنَان: عبد الرحيم بْن هَارُون.
قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: مَتْرُوك الحَدِيث يكذب، وَالثَّانِي بَشَّار بْن بكير وَهُوَ مَجْهُول.
وَأما الحَدِيث الثَّانِي فَقَالَ ابْن حِبَّانَ: كَأَنَّهُ مُنكر الحَدِيث جدا فَلَا أدرى التَّخْلِيط مِنْهُ أَو من ابْنه وَمن أَيهمَا كَانَ فَقَدْ سقط الِاحْتِجَاج بِهِ.
وَأما الحَدِيث الثَّالِث فَفِيهِ يَحْيَى بْن عَنْبَسَة.
قَالَ ابْن حِبَّانَ: هُوَ دجال يضع الحَدِيث.
وَأما الحَدِيث الرَّابِع فَقَالَ ابْن حِبَّانَ: لَيْسَ هَذَا الحَدِيث مِنْ كَلامِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا من حَدِيث أَبِي هُرَيْرَةَ وَلا الْأَعْرَج وَلَا مَالك، وَالْحسن ابْن على كَانَ يضع على الثقاة لَا يَحِلُّ كَتْبُ حَدِيثِهِ وَلا الرِّوَايَة عَنْهُ بِحَال.
وَأما الحَدِيث الْخَامِس فراويه عَنْ قَتَادَةَ مَجْهُول وخلاس لَيْسَ بشئ كَانَ مُغيرَة لَا يعبأ بِهِ.
وَقَالَ أَيُّوب: لَا ترو عَنْهُ فَإِنَّهُ صحيفي.
بَاب أَن الْمَدِينَة فتحت بِالْقُرْآنِ أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنِ حَرْبٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحسن المدينى(2/216)
حَدَّثَنِي مَالِكٌ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فُتِحَتِ الْقُرَى بِالسَّيْفِ وَفُتِحَتِ الْمَدِينَةُ بِالْقُرْآنِ ".
قَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل: هَذَا مُنكر لم يسمع من حَدِيث مَالِك وَلا هِشَام إِنَّمَا هَذَا قَول مَالِك لم يروه عَنْ أحد.
قد ريت هَذَا الشَّيْخ يَعْنِي مُحَمَّد بْن الْحسن كَانَ كذابا.
بَاب ذمّ من حج وَلم يزر رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي الْبَزَّارُ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ على عَن الدَّارقطني عَن أبي حَاتِم بن حبَان حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ شِبْلٍ حَدَّثَنِي جَدِّي عَنْ مَالِكٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: " من حَجَّ الْبَيْتَ وَلَمْ يَزُرْنِي فَقَدْ جَفَانِي ".
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: " النُّعْمَان يَأْتِي عَن الثقاة بالطامات.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: الطعْن فِي هَذَا الحَدِيث من مُحَمَّد بْن مُحَمَّد لَا من النُّعْمَان.
بَاب ثَوَاب مَنْ مَاتَ فِي طَرِيق مَكَّة أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد أَنبأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُوسَى الْكُوفِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ بِشْرٍ الْكَاهِلِيُّ حَدَّثَنِي أَبُو مَعْشَرٍ الْمَدِينِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ مَاتَ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ لم يعرضه الله عزوجل يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَمْ يُحَاسِبْهُ ".
هَذَا حَدِيث لَا يَصح وَالْمُتَّهَم بِهِ إِسْحَق بْن ظهير وَقَدْ كذبه ابْن أَبِي شَيْبَة وَغَيره.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: هُوَ فِي عداد من يضع الْحَدِيثِ.
وَقَدْ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ عايد بْن بَشِير عَنْ عَطَاء عَنْ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ يَحْيَى(2/217)
ابْن معِين: عايد ضَعِيف روى أَحَادِيث مَنَاكِير.
وَقَالَ ابْن عَدِيّ: تفرد بِهِ عايد عَنْ عَطَاء.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ كَثِيرَ الْخَطَإِ لَا يُحْتَجُّ بِمَا انْفَرَدَ بِهِ.
بَاب ثَوَاب مَنْ مَاتَ فِي أحد الْحَرَمَيْنِ فِيهِ عَنْ سَلْمَان وَجَابِر: فَأَما حَدِيث سلمَان فأنبأنا أَبُو الْعِزّ أَحْمد بن عبد الله العكبرى أَنبأَنَا مُحَمَّد ابْن عَلِيِّ بْنِ الْفَتْحِ أَنْبَأَنَا أَبُو حَفْص بن شاهين أَنبأَنَا عبد الرحمن بن مُحَمَّد بن عبد الرحيم الْحِمْصِيُّ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْوَلِيدِ الْكَرَابِيسِيُّ حَدَّثَنَا خَلَفُ ابْن عبد الرحمن بْنِ الْحَسَنِ حَدَّثَنَا أَبُو الْفُتُوحِ عبد الغفور بْنُ سَعِيدٍ الْوَاسِطِيُّ عَنْ أَبِي هَاشم عَن زَاذَان عَن سُلَيْمَان عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ:
" مَنْ مَاتَ فِي أَحَدِ الْحَرَمَيْنِ اسْتَوْجَبَ شَفَاعَتِي وَجَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الآمِنِينَ ".
وَأما حَدِيث جَابِر: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بن عبد الملك أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ ابْن يُوسُفَ حَدَّثَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَهْدِيٍّ حَدثنَا مُوسَى بن عبد الرحمن حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ أَخْبَرَنِي عبد الله بْنُ الْمُؤَمَّلِ حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " من مَاتَ فِي أَحَدِ الْحَرَمَيْنِ مَكَّةَ أَوِ الْمَدِينَةِ بُعِثَ آمِنًا ".
هَذَانِ حديثان لَا يصحان.
أما حَدِيث سَلْمَان فَفِيهِ ضعفاء، وَالْمُتَّهَم بِهِ عبد الغفور.
قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بشئ، وَقَالَ الْبُخَارِيّ: مُنكر الحَدِيث تَرَكُوهُ، وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ يَضَعُ الحَدِيث على الثقاة لَا يَحِلُّ كَتْبُ حَدِيثِهِ إِلا على التَّعَجُّب.
وَأما حَدِيث جَابِر فَفِيهِ عبد الله بْن الْمُؤَمَّلِ.
قَالَ أَحْمَد: أَحَادِيثه مَنَاكِير، وَقَالَ ابْن حِبَّانَ: لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِخَبَرِهِ إِذَا انْفَرد.
وَفِيه مُوسَى بن عبد الرحمن قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: دجال يضع الحَدِيث.(2/218)
بَاب ثَوَاب من مَاتَ بَين الْحَرَمَيْنِ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا أَحْمد بن عَليّ بن خلف أَنبأَنَا أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن عبد الله الْحَاكِم حَدثنَا أَبُو مُحَمَّد عبد الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْفَاكِهِيُّ حَدَّثَنى مُحَمَّد ابْن إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَالِمٍ الصَّائِغُ حَدَّثَنَا عبد الله بْنُ نَافِعٍ حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ نَافِع عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من مَاتَ بَيْنَ الْحَرَمَيْنِ حَاجًّا أَوْ مُعْتَمِرًا بَعَثَهُ اللَّهُ بِلا حِسَابٍ عَلَيْهِ وَلا عَذَابٍ ".
وَهَذَا لَا يَصح.
قَالَ البُخَارِيّ: عبد الله بْن نَافِع مُنكر، وَقَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بشئ، وَقَالَ النَّسَائِيّ: مَتْرُوك الحَدِيث.
بَاب ثَوَاب من يحجّ عَن غَيره
أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد أَنبأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ أَنبأَنَا أَبُو أَحْمد ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَاتِمٍ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ السِّخْتِيَانِيُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ بِشْرٍ حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَدْخُلُ بِالْحِجَّةِ الْوَاحِدَةِ ثَلاثَةُ نَفَرٍ الْجَنَّةَ: الْمَيِّتُ وَالْحَاجُّ عَنْهُ وَالْمُنْقِدُ لَهُ ".
هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمُتَّهَم بِهِ إِسْحَاق بْن بِشْر وَهُوَ فِي عداد من يضع الحَدِيث.
بَاب فِي مثل من حج عَنْ غَيره أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد أَنبأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنِ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا الْمُفَضَّلُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَبُو سَعِيدٍ الْجَنَدِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو أَيُّوبَ سُلَيْمَانُ بْنُ أَيُّوبَ الْحِمْصِيُّ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرو عَن عبد الرحمن بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم: " مثل(2/219)
الَّذِي يَحُجُّ عَنْ أُمَّتِي كَمَثَلِ أُمِّ مُوسَى كَانَتْ تُرْضِعُهُ وَتَأْخُذُ الْكِرَاءَ مِنْ فِرْعَوْنَ ".
هَذَا حَدِيث مَوْضُوع وَالْخَطَأ فِيهِ مَنْسُوب إِلَى إِسْمَاعِيل بْن عَيَّاش.
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ تغير حفظه فَكثر الْخَطَأ فِي حَدِيثه وَهولا يعلم فَخرج عَنْ حد الِاحْتِجَاج بِهِ.
بَاب فِي فضل بَيت الْمُقَدّس روى يُوسُفُ عَنْ عَطِيَّةَ عَنْ أَبِي سِنَان عَن الضَّحَّاك بن عبد الرحمن بْنِ عَرْزَبٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ مَاتَ فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ فَكَأَنَّمَا مَاتَ فِي السَّمَاءِ ".
هَذَا حَدِيث مَوْضُوع.
قَالَ يَحْيَى: يُوسُف بْن عَطِيَّة لَيْسَ بشئ.
بَاب النهى أَن يُقَال يثرب
أَنْبَأَنَا الْجُرَيْرِيُّ أَنْبَأَنَا الْعُشَارِيُّ حَدَّثَنَا الدَّارَقُطْنِيّ حَدثنَا عبد الله بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَوْصِلِيُّ حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ عُمَرَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَاد عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَن الْبَراء قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَالَ لِلْمَدِينَةِ يَثْرِبَ فَلْيَسْتَغْفِرِ اللَّهَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ ".
هَذَا حَدِيث لَا يَصح تفرد بِهِ صَالِح عَنْ يَزِيد.
قَالَ ابْنُ الْمُبَارَك: أم بِيَزِيد وَقَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ: كُلّ أَحَادِيثه مَوْضُوعَة.
وَقَالَ النَّسَائِيّ: مَتْرُوك الحَدِيث.(2/220)
كتاب السّفر
بَاب أَن الْمُسَافِر شَهِيد أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد أَنبأَنَا ابْن مسْعدَة أَنبأَنَا أَبُو عمر والفارسي أَنْبَأَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بن عَمْرو الزنبقى حَدثنَا أبوالبخترى بن شَاكر حَدثنَا أَحْمد ابْن مُحَمَّد الْبَصْرِيّ حَدثنَا عبد الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْمُسَافِرُ شَهِيدٌ ".
هَذَا حَدِيث لَا يَصح.
وَفِيهِ ابْن الْمُغِيرَة.
قَالَ الْعَقِيلِيّ: يحدث بِمَا لَا أَصْلَ لَهُ.
وَفِيهِ الْمصْرِيّ.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: كذبوه وَأنْكرت عَلَيْهِ أَشْيَاء.
أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْقُضَاعِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ حَدَّثَنَا أَبُو سعيد بن الاعرابي حَدثنَا عبد الله بْنُ أَيُّوبَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَكْرٍ حَدَّثَنَا عَبْد الْعَزِيزِ بْن أَبِي دَاوُدَ حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَوْتُ الْغَرِيبِ شَهَادَةٌ ".
هَذَا لَا يَصح.
أما إِبْرَاهِيم بْن بَكْر فَقَالَ ابْن عَدِيّ: كَانَ يسرق الحَدِيث.
وَقَالَ أَبُو الْفَتْح الْأَزْدِيّ: تَرَكُوهُ.
وَأما عبد الله بن أَيُّوب فَقَالَ الدَّارقطني: مَتْرُوك.
بَاب فِي المراكب أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا الْعَتَيقِيُّ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا الْعُقَيْلِيُّ حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ حَدَّثَنَا هِشَام بن عبد الملك أَبُو تَقِيٍّ حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ حَدَّثَنَا مُبَشِّرُ بْنُ عُبَيْدٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " شَرُّ الْحَمِيرِ الاسود الْقصير ".(2/221)
هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالْمُتَّهَم بِهِ مُبشر.
قَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل: أَحَادِيثه مَوْضُوعَة يضع الحَدِيث ويكذب.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: كَانَ يكذب.
وَقَالَ ابْن حِبَّانَ: لَا يَحِلُّ كَتْبُ حَدِيثِهِ إِلا تَعَجبا.
بَاب ركُوب ثَلَاثَة على دَابَّة أَنبأَنَا على بن عبد الله أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ النَّقُّورِ حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ ابْن عبد الله بْنِ الْحُسَيْنِ حَدَّثَنَا الْبَغَوِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ أَبِي الْعَنْبَسِ عَنْ زَاذَانَ " أَنَّهُ رَأَى ثَلاثَةً عَلَى بَغْلٍ فَقَالَ: لِيَنْزِلْ أَحَدَكُمْ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَعَنَ الثَّالِثَ.
هَذَا حَدِيث لَيْسَ بِصَحِيح وَإِسْنَاده مُنْقَطع.
وَقَدْ صَحَّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ الْمَدِينَة رَاكِبًا فَتلقى بالصبيان، فَحمل وَاحِدًا بَين يَدَيْهِ وَآخر خَلفه، فَدَخَلُوا الْمَدِينَة ثَلَاثَة على دَابَّة.
بَاب النهى أَن تسمى الطَّرِيق سكَّة أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا الْعَتَيقِيُّ أَنْبَأَنَا يُوسُفُ حَدَّثَنَا الْعَقِيلِيُّ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الأَشْيَبِ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَنْبَأَنَا مَعْمَرٌ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: " نَهَى رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تُسَمَّى الطَّرِيقُ سِكَّةً.
هَذَا حَدِيث لَا أَصْلَ لَهُ، وَالْمُتَّهَم بِهِ أَحْمَد بْن دَاوُدَ، وَهُوَ ابْن أُخْت عَبْد الرَّزَّاقِ.
قَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل: هُوَ من أكذب النَّاس.
بَاب ثَوَاب خدمَة الْمُسَافِرين أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد أَنبأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ حَدَّثَنَا حَمْزَةُ بن يُوسُف(2/222)
أَنبأَنَا أَبُو أَحْمد بن عدي حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ التُّسْتَرِيُّ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ بَحْرٍ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ نَجِيحٍ عَنْ هِشَامٍ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِيهِنَّ مِنَ الْفَضْلِ مَا نَالَهُنَّ إِلا بِقُرْعَةٍ الصَّفُ الْمُقَدَّمُ وَالأَذَانُ وَخِدْمَةُ الْقَوْمِ فِي السَّفَرِ ".
هَذَا حَدِيث مَوْضُوع، وَالْمُتَّهَم بِهِ إِسْحَاق.
قَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل: كَانَ أكذب النَّاس، وَقَالَ يَحْيَى: هُوَ مَعْرُوف بِوَضْع الحَدِيث.(2/223)
كتاب الْجِهَاد
بَاب فِي ذكر الْخَيل أَنْبَأَنَا زَاهِرُ بْنُ طَاهِرٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْبَيْهَقِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو عبد الله مُحَمَّد ابْن عبد الله الْحَاكِمُ أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الْعَتَكِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَشْرَسَ حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الْمَدِينِيُّ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا الْقَاسِم بن الْحسن ابْن الْحَسَنِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَمَّا أَرَادَ اللَّهُ تَعَالَى أَنْ يَخْلُقَ الْخَيْلَ قَالَ لِرِيحِ الْجَنُوبِ: إِنِّي خَالِقٌ مِنْكِ خَلْقًا أَجْعَلُهُ عَزًّا لأَوْلِيَائِي، وَمَذَلَّةً عَلَى أَعْدَائِي، وَجَمَالا لأَهْلِ طَاعَتِي، فقَالَتِ الرِّيحُ: اخْلُقْ، فَقَبَضَ مِنْهَا قَبْضَةً فَخَلَقَ فَرَسًا، فَقَالَ: خَلَقْتُكَ فَرَسًا وَجَعَلْتُكَ فَرَسًا وَجَعَلْتُكَ عَرَبِيًّا وَجَعَلْتُ الْخَيْرَ مَعْقُودًا بِنَاصِيَتِكَ
وَالْغَنَائِمَ مُحْتَازَةً عَلَى ظَهْرِكَ، وَجَعَلْتُكَ تَطِيرُ بِلا جَنَاحٍ، فَأَنْتَ لِلطَّلَبِ وَأَنْتَ لِلْهَرَبِ وَسَأَجْعَلُ عَلَى ظَهْرِكَ رِجَالا يُسَبِّحُونِي وَيَحْمَدُونِي وَيُهَلِّلُونِي وَيُكَبِّرُونِي.
فَلَمَّا سَمِعَتِ الْمَلائِكَةُ الصِّفَةَ وَخَلْقَ الْفَرَسِ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ: يَا رَبُّ نَحْنُ مَلائِكَتُكَ نُسَبِّحُكَ وَنَحْمَدُكَ وَنُهِلُّكَ فَمَاذَا لَنَا؟ قَالَ: يَخْلُقُ اللَّهُ لَهَا خَيْلا بُلْقًا، أَعْنَاقُهَا كَأَعْنَاقِ الْبُخْتِ يَمُدُّ بِهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ أَنْبِيَائِهِ وَرُسُلِهِ.
قَالَ: وَأَرْسَلَ الْفَرَسَ فِي الأَرْضِ.
فَلَمَّا اسْتَوَتْ قَدَمَاهُ عَلَى الأَرْضِ يَمْسَحُ الرَّحْمَنُ بِيَدِهِ عَلَى عُرْفِ ظَهْرِهِ.
قَالَ: أَذَلَّ صَهِيلُكَ الْمُشْرِكِينَ أَمْلأُ مِنْهُ آذَانَهُمْ وَأَذِلُّ بِهِ أَعْنَاقَهُمْ وَأُرْعِبُ بِهِ قُلُوبهم.
فَلَمَّا عرض الله عزوجل على آدم من كل شئ مَا خَلَقَ، فَقَالَ لَهُ: اخْتَرْ مِنْ خَلْقِي مَا شِئْتَ، فَاخْتَارَ الْفَرَسَ، فَقِيلَ لَهُ: اخْتَرْتَ عِزَّكَ وَعِزَّ وَلَدِكَ خَالِدًا مَا خَلَدُوا وَبَاقِيًا مَا بَقُوا، تُلْقَحُ فَتُنْتَجُ مِنْهُ أَوْلادٌ أَبَد الآبِدِينَ وَدَهْرَ الدَّاهِرِينَ، بَرَكَتِي عَلَيْكِ وَعَلَيْهِمْ، مَا خَلَقْتُ خَلْقًا أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْكِ ".
هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ بِلا شَكٍّ.
قَالَ يَحْيَى: الْحَسَن بْن زَيْد ضَعِيف الحَدِيث(2/224)
وَقَالَ ابْن عَدِيّ: يروي أَحَادِيث معضلة وَأَحَادِيثه عَن أَبِيه مُنكرَة.
بَاب النهى عَن ضرب الدَّابَّة أَنْبَأَنَا ابْنُ خَيْرُونٍ أَنْبَأَنَا الْجَوْهَرِيُّ عَن الدَّارَقُطْنِيّ عَن أبي حَاتِم بْنِ حَبَّانَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُسَافِرٍ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا الْمُؤَمِّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم ابْن يَزِيدَ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " نَهَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ضَرْبِ الْبَهَائِمِ، وَقَالَ: إِذَا ضُرِبَتْ فَلا تَأْكُلُوهَا ".
هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ.
قَالَ يَحْيَى: إِبْرَاهِيم بن يزِيد لَيْسَ بشئ، وَقَالَ أَحْمد وَالنَّسَائِيّ: مَتْرُوك.
بَاب لبس السِّلَاح فِي الْجِهَاد
أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بكر بن ثَابت الْخَطِيب أَنبأَنَا عبد الرحمن ابْن عُثْمَانَ الدِّمَشْقِيُّ فِي كِتَابِهِ إِلَيْنَا وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ عَنْهُ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ حبيب بن عبد الملك الْفَقِيه أَخْبرنِي بَشرَان بن عبد الملك حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ دَهْثَمُ بن جنَاح حَدثنَا عبيد الله بْنُ ضِرَارٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنِ اتَّخَذَ مِغْفَرًا لِيُجَاهِدَ بِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ، وَمَنِ اتَّخَذَ بَيْضَةً بَيَّضَ اللَّهُ وَجْهَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنِ اتَّخَذَ دِرْعًا كَانَتْ لَهُ سِتْرًا يَوْمِ الْقِيَامَةِ ".
قَالَ الْخَطِيبُ: هَذَا حَدِيث مُنكر جدا مَعَ إرْسَاله وَالْحمل فِيهِ على من بَين بِشْرَانَ وَالْحَسَن فَإِنَّهُم ملطيون.
وَقَدْ حَدَّثَنى الصُّورِي قَالَ سَمِعت عبد الغنى الْحَافِظ قَالَ: لَيْسَ فِي الملطيين ثِقَة.
حَدِيث آخر: أَنْبَأَنَا الْقَزَّازُ أَنبأَنَا أَبُو بكر بن ثَابت أَنْبَأَنَا مَحْمُودُ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ الأَزْرَقُ أَنْبَأَنَا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبِ بْنِ حَرْبٍ(2/225)
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَنْبَسَةَ الْقُرَشِيُّ حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَزَالُ الْمَلائِكَةُ تُصَلِّي عَلَى العارى مادام حَمَائِلُ سَيْفِهِ فِي عُنُقِهِ ".
هَذَا حَدِيث لَا يَصح.
وَيَحْيَى بْن عَنْبَسَة كَذَّاب.
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: هُوَ دجال يضع الحَدِيث.
بَاب التقلد بِالسَّيْفِ أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بكر أَحْمد بن عَليّ أَنبأَنَا أَبُو طَاهِر مُحَمَّد ابْن عَلِيٍّ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا مَخْلَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الدَّقَّاقُ حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي شَحْمَةَ حَدَّثَنَا دَهْثَمُ بْنُ الْفَضْلِ حَدَّثَنَا رَوَّادُ بْنُ الْجَرَّاحِ حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ الْجَزَرِيُّ عَنْ
ضِرَارِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ عَلِيٍّ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " صَلاةُ الرَّجُلِ مُتَقَلِّدًا سَيْفَهُ يَعْنِي تَفْضُلُ عَلَى صَلاةٍ غير متقلد سَبْعمِائة ضِعْفٍ.
وَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُبَاهِي بِالْمُتَقَلِّدِ سَيْفَهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ مَلائِكَتَهُ، وَهُمْ يصلونَ عَلَيْهِ مادام مُتَقَلِّدَهُ ".
هَذَا حَدِيث لَا يَصح.
قَالَ يَحْيَى: ضرار بْن عَمْرو لَيْسَ بشئ وَلا يكْتب حَدِيثه، وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: ذَاهِب مَتْرُوك.
بَاب الالوية أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الْحَافِظُ أَنْبَأَنَا ابْنُ بَكْرَانَ حَدَّثَنَا الْعَتَيقِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ الدَّخِيلِ حَدَّثَنَا الْعَقِيلِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ الْقُومَسِيُّ حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ ابْن مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا عَنْبَسَةُ عَنْ خَالِدِ بْنِ كِلابٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللَّهَ أَكْرَمَ أُمَّتِي بِالأَلْوِيَةِ ".
قَالَ الْعَقِيلِيّ: خَالِد بْن كلاب مَجْهُول وَحَدِيثه غير مَحْفُوظ لَا أصل لَهُ.(2/226)
بَاب تَحْصِيل الشجَاعَة أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي الْبَزَّارُ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ حَدَّثَنَا أَبُو الْمُفَضَّلِ مُحَمَّد بن عبد الله بْنِ الْمُطَّلِبِ الشَّيْبَانِيُّ حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الدَّيْنَوَرِيُّ حَدثنَا إِسْمَاعِيل بن عبد الرحيم بن الْهَيْثَم الْبَصْرِيّ حَدثنَا المضابن الْجَارُود حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ مَسْلَمَةَ عَنْ أَبى العشرا الدَّارِمِيِّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " شَكَا نَبِيٌّ مِنَ الأَنْبِيَاءِ إِلَى اللَّهِ جُبْنَ قَوْمِهِ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ: مُرْهُمْ فَلْيَسْتَفُّوا الْحَرْمَلَ فَإِنَّهُ يُذْهِبُ الْجُبْنَ وَيَزِيدُ فِي الْفُرُوسِيَّةِ ".
هَذَا حَدِيث مَوْضُوع.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: كَانَ أَبُو الْمفضل يضع الحَدِيث وَقَالَ لِي الازهرى: كَانَ دجالًا.
بَاب فضل الرِّبَاط على السَّاحِل أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك أَنْبَأَنَا الْجَوْهَرِيُّ عَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ عَنْ أَبِي حَاتِمٍ الْبُسْتِيِّ حَدَّثَنَا ابْنُ قُتَيْبَة حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن عبد الله بْنِ هَمَّامٍ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنِ الثَّوْرِيِّ عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ فَرَافِصَةَ عَنْ مَكْحُولٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ خَافَ عَلَى نَفْسِهِ النَّارَ فَلْيُرَابِطْ عَلَى السَّاحِلِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا ".
هَذَا حَدِيث لَا يَصح.
وَإِبْرَاهِيم هُوَ ابْن أَخِي عَبْد الرَّزَّاقِ.
قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: كَذَّاب يضع الحَدِيث.
بَاب النّظر إِلَى سَاحل الْبَحْر أَنْبَأَنَا الْجُرَيْرِيُّ أَنْبَأَنَا الْعُشَارِيُّ حَدَّثَنَا الدَّارَقُطْنِيّ حَدثنَا عبد الرحمن بن عبد الله الأَنْبَارِيُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سَيَّارٍ حَدثنَا عبد الله بْنُ أَبِي بَكْرٍ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ شِهَابٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِي زُرْعَةَ عَنْ أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " من أَتَى سَاحِلَ الْبَحْرَ يَنْظُرُ فِيهِ كَانَ لَهُ بِكُلِّ نَظْرَةٍ حَسَنَةٌ ".(2/227)
هَذَا حَدِيث لَا يَصح تفرد بِهِ مُحَمَّد بْن سَالِم.
قَالَ أَحْمَد: هُوَ شبه الْمَتْرُوك.
وَقَالَ يحيى الْقطَّان: لَيْسَ بشئ.
بَاب فضل الصَّوْم فِي سَبِيل الله أَنْبَأَنَا الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُظَفَّرِ الدَّقَّاقُ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ السُّكَّرِيُّ حَدَّثَنَا الْعَلاءُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْن إِسْحَاقَ الشَّامِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ حَدَّثَنَا الْمُعَافَى بْنُ سُلَيْمَانَ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أَعْيَنَ عَنْ الْخَلِيلُ بْنُ مُرَّةَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ خُفِّفَ عَنْهُ مِنْ وُقُوفِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
عِشْرِينَ سَنَةً ".
هَذَا حَدِيث مَوْضُوع عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ ابْنُ الْمَدِينِيّ وَيَحْيَى: مُحَمَّد بْن حَاتِم كَاذِب.
وَقَالَ الفلاس: لَيْسَ بشئ.
قَالَ يَحْيَى والخليل: ابْن مَرَّةً ضَعِيف.
وَقَالَ ابْن حِبَّانَ: كَثِير الرِّوَايَة عَن المجاهيل.
بَاب فضل التَّكْبِير فِي سَبِيل اللَّهِ تَعَالَى أَنبأَنَا ابْنُ خَيْرُونٍ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِي حَاتِمٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الْعَطَّارُ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّنْعَانِيُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بن إِبْرَاهِيم الطَّبَرِيّ عَن عبد الله بْنِ نَافِعٍ عَنْ مَالِكٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ كَبَّرَ تَكْبِيرَةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَانَتْ صَخْرًا فِي مِيزَانِهِ أَثْقَلَ مِنَ السَّمَوَاتِ السَّبْعِ وَمَا فِيهَا وَمَا تَحْتَهُنَّ وَأَعْطَاهُ بِهَا رِضْوَانَهُ الأَكْبَرَ وَجَمَعَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ مُحَمَّدٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَالْمُرْسَلِينَ فِي دَارِ الْجَلالِ يَنْظُرُ إِلَى اللَّهِ بُكْرَةً وَعَشِيًّا ".
قَالَ أَبُو حَاتِم: هَذَا الْخَبَر لَا أَصْلَ لَهُ مِنْ كَلامِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم(2/228)
وَإِسْحَاق يَأْتِي عَن الثقاة الموضوعات لَا يحل الرِّوَايَة عَنْهُ إِلا على التَّعَجُّب وَلا يحْتَج بعبد الله بن نَافِع.
وَقَالَ النَّسَائِيّ: عبد الله مَتْرُوك الحَدِيث.
بَاب فضل التَّكْبِير على سَاحل الْبَحْر أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد أَنبأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنِ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ فَضَالَةَ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ عبد الله ابْن سُلَيْمَانَ الْقُرَشِيُّ حَدَّثَنَا آدَمُ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ النَّخَعِيُّ عَنْ زَيْدِ بْنِ جُبَيْرَةَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كَبَّرَ تَكْبِيرَةً عَلَى سَاحِلِ الْبَحْرِ كَانَ فِي مِيزَانِهِ صَخْرَةً.
قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَدْرُهَا؟ قَالَ:
تَمْلأُ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ ".
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: هَذَا مِمَّا وَضعه أَبُو دَاوُد وَكَانَ وضاعا بإجماعهم.
وَقَالَ يحيى ابْن معِين: يَزِيد بْن جبيرَة لَيْسَ بشئ.
بَاب عودة الاسير أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ ثَابِتٍ أَخْبَرَنِي أَبُو الْوَلِيدِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الدَّرَبَنْدِيُّ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ رَدَامٍ حَدَّثَنَا أَبُو سَهْلٍ مُحَمَّدُ بْنُ عبد الله بْنِ سَهْلٍ الْعِجْلِيُّ حَدَّثَنَا السَّرِيُّ بْنُ عَبَّادٍ الْمَرْوَزِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ سَعِيدُ بْنُ الْقَاسِمِ الْبَغْدَادِيُّ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ السَّكُونِيُّ عَنْ جُوَيْبِرٍ عَنِ الضَّحَّاكِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى الله فَهُوَ حَسبه) وَقَالَ: " نَزَلَتْ هَذهِ الآيَةُ فِي ابْنٍ لِعَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ وَكَانَ الْمُشْرِكُونَ أَسَرُوهُ وَأَوْثَقُوهُ وَأَجَاعُوهُ، فَكَتَبَ إِلَى أَبِيهِ أَنِ ائْتِ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَعْلِمْهُ مَا أَنَا فِيهِ مِنَ الضِّيقِ وَالشِّدَّةِ، فَلَمَّا أَخْبَرَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اكْتُبْ إِلَيْهِ وَمرَّة(2/229)
بِالتَّقْوَى وَالتَّوَكُّلِ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى، وَأَنْ يَقُولَ عِنْدَ صَبَاحِهِ وَمَسَائِهِ: (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ.
فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رب الْعَرْش الْعَظِيم) فَلَمَّا وَرَدَ عَلَيْهِ الْكِتَابُ قَرَأَهُ فَأُطْلِقَ وَثَاقُهُ فَمُرَّ بِوَادِيهِمُ الَّذِي تَرْعَى فِيهِ إِبِلُهُمْ وَغَنَمُهُمْ وَاسْتَاقَهَا فَجَاءَ بِهَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَقَدِ اغْتَلْتُهُمْ بَعْدَ مَا أَطْلَقَ اللَّهُ وَثَاقِي، أَفَحَلالٌ هُوَ أَمْ حَرَامٌ؟ قَالَ: بَلْ هِيَ حَلالٌ إِذَا نَحْنُ خَمَّسْنَا فَأنْزل الله عزوجل: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ
لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شئ قدرا) مِنَ الشِّدَّةِ وَالرَّخَاءِ أَجَلا.
وَقَالَ ابْن عَبَّاسٍ: من قَرَأَ هَذهِ الْآيَة عِنْد سُلْطَان يخَاف غشمه، أَو عِنْد موج يخَاف الْغَرق، أَو عِنْد سبع، لم يضرّهُ شئ من ذَلِكَ ".
هَذَا حَدِيث مَوْضُوع.
وَالضَّحَّاك ضَعِيف وَلم يسمع من ابْن عَبَّاس.
وجويبر لَيْسَ بشئ وَقَدْ ذكرنَا عَنْ أَحْمَد أَنَّهُ قَالَ: لَا يشْتَغل بِحَدِيث جُوَيْبِر.
قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: وَإِسْمَاعِيل كَذَّاب مَتْرُوك.
وَقَالَ ابْن حبَان: دجال.
بَاب فِي صَلَاة الاسير أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ عَن الدَّارَقُطْنِيّ عَن أبي حَاتِم بْنِ حِبَّانَ قَالَ رَوَى أَبَانُ بْنُ الْمُحَبِّرِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ الْعَبْدِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنِ عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنْهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " الأَسِيرُ مَا كَانَ فِي إِسَارِهِ صَلاتُهُ رَكْعَتَانِ حَتَّى يَمُوتَ أَوْ يَفُكَّ اللَّهُ أَسْرَهُ ".
هَذَا حَدِيث بَاطِل وَلا تجوز الرِّوَايَة عَنْ أَبَان إِلا على سَبِيل الِاعْتِبَار يروي عَن جمَاعَة من الثقاة مَا لَيْسَ من حَدِيثهمْ حَتَّى لَا يشك المتبحر فِي هَذهِ الصِّنَاعَة أَنَّهُ كَانَ يعملها.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: أبان مَتْرُوك(2/230)
بَاب فِي السبى حَدِيث فِي فضل السودَان إِذَا آمنُوا: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي بْن أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا حَمَدُ بْنُ أَحْمَدَ الْحَدَّادُ أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ أَحْمد بن عبد الله أَنْبَأَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمَّارٍ الْمَوْصِلِيُّ حَدَّثَنَا عَفِيفُ بْنُ سَالِمٍ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنِ عُتْبَةَ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْحَبْشَةِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْأَلُهُ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: سَلْ وَاسْتَفْهِمْ.
فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ فُضِّلْتُمْ عَلَيْنَا بِالصُّوَرِ وَالأَلْوَانِ وَالنُّبُوَّةِ أَفَرَأَيْتَ إِنْ آمَنْتُ بِمِثْلِ مَا آمَنْتَ بِهِ وَعَمِلْتُ بِمِثْلِ مَا عَمِلْتَ بِهِ إِنِّي لَكَائِنٌ مَعَكَ فِي الْجَنَّةِ؟ قَالَ: نَعَمْ.
ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهُ لَيُرَى بَيَاضُ الأَسْوَدِ فِي الْجَنَّةِ مِنْ مَسِيرَةِ أَلْفِ عَامٍ، وَمَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ كَانَ لَهُ بِهَا عهد عِنْد الله عزوجل، وَمَنْ قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ مِائَةَ أَلْفِ حَسَنَة وَأَرْبع وَعِشْرِينَ أَلْفَ حَسَنَةٍ.
فَقَالَ رَجُلٌ: كَيْفَ يَهْلِكُ بَعْدَ هَذَا؟ قَالَ: إِنَّ الرَّجُلَ لَيَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِالْعَمَلِ لَوْ وُضِعَ عَلَى جَبَلٍ لأَثْقَلَهُ فَتَقُومُ النِّعْمَةُ مِنْ نِعَمِ الله عزوجل فَيَكَادُ تَسْتَنْفِذُ ذَلِكَ إِلا أَنْ يَتَطَوَّلَ اللَّهُ بِرَحْمَتِهِ، وَنَزَلَتْ هَذهِ السُّورَةُ هَلْ أَتَى إِلَى قَوْلِهِ وملكا كَبِيرا.
فَاشْتَكَى الْحَبَشِيَّ حَتَّى فَاظَتْ نَفْسُهُ ".
قَالَ ابْنُ عُمَر: فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُدْلِيهِ فِي حُفْرَتِهِ بِيَدِهِ ".
قَالَ أَبُو حَاتِم بن حبَان: هَذَا حَدِيثٌ بَاطِلٌ لَا أَصْلَ لَهُ وَأَبُو بكار فَاحش الْخَطَأ.
قَالَ يحيى: أَيُّوب لَيْسَ بشئ.
وَقَالَ مُسْلِم بْن الْحَجَّاجِ: هُوَ ضَعِيف الحَدِيث.
وَقَالَ النَّسَائِيّ: مُضْطَرب الحَدِيث.
حَدِيث فِي الْأَمر باتحاد السودَان: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ عَنْ أَبِي حَاتِمِ بْنِ حِبَّانَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمسيب حَدثنَا أَحْمد بن عبد الرحمن بن(2/231)
الْمفضل حَدثنَا عُثْمَان بن عبد الرحمن حَدَّثَنَا أَبْيَنُ (1) بْنُ سُفْيَانَ عَنْ خَلِيفَةَ بْنِ سَلامٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم: " اتخدوا السُّودَانَ فَإِنَّ فِيهِمْ ثَلاثَةٌ فِيهِمْ سَادَاتُ الْجَنَّةِ: لُقْمَانُ الْحَكِيمُ وَالنَّجَاشِيُّ وَبِلالٌ ".
هَذَا حَدِيث لَا يَصح وَالْمُتَّهَم بِهِ أبين.
قَالَ الْبُخَارِيّ لَا يكْتب حَدِيث أبين.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: كُلّ مَا يرويهِ مُنكر.
وَقَالَ ابْن حِبَّانَ: هَذَا متن بَاطِل لَا أَصْلَ لَهُ وَأبين كَانَ يقلب الْأَخْبَار.
وعُثْمَان بن عبد الرحمن كَانَ يرْوى عَن الثقاة الموضوعات لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ.
حَدِيث فِي ذمّ السودَان: فِيهِ عَنِ ابْن عَبَّاسٍ وَأم أَيمن: فَأَما حَدِيث ابْن عَبَّاس فَأَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَحْمُد بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُقْرِي حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْمَطِيرِيُّ حَدَّثَنِي بَيَان حَدثنَا عبد الله بْنُ رَجَاءٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ الْمَدِينِيِّ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " ذُكِرَ السُّودَانُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: دَعُونِي مِنَ السُّودَانِ إِنَّمَا الأَسْوَدُ لِبَطْنِهِ وَفَرْجِهِ ".
وَأما حَدِيث أم أَيمن فَأَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا الْعَتَيقِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ الدَّخِيلِ حَدَّثَنَا الْعَقِيلِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حَفْصٍ النَّصِيبِيُّ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ الْوَهْبِيُّ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مُحَمَّدٍ مِنْ آلِ الزُّبَيْرِ قَالَ: " خَرَجْنَا نتلقى الْوَلِيد بن عبد الملك مَعَ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ فَعَرَضَ حَبَشِيٌّ لِرِكَابِنَا فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ حَدَّثَتْنِي أُمُّ أَيْمَنَ أَوْ قَالَ سَمِعْتُ أُمَّ أَيْمَنَ تَقُولُ سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنَّمَا الأَسْوَدُ لِبَطْنِهِ وَفَرْجِهِ ".
هَذَا حديثان لَا يصحان.
__________
(1) أبين بياء مُعْجمَة مَفْتُوحَة بعْدهَا نون كَذَا قَيده الازدي.(2/232)
أما الأَوَّل: فَفِيهِ يَحْيَى بْن أَبِي سُلَيْمَانَ.
قَالَ الْبُخَارِيّ: هُوَ مُنكر الحَدِيث.
وَأما الثَّانِي: فَفِيهِ خَالِد بْن مُحَمَّد: قَالَ الْعَقِيلِيّ: لَا يُتَابع على حَدِيثه.
وَقَالَ الْبُخَارِيّ: هُوَ مُنكر الحَدِيث.
وَقَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ: هُوَ مَجْهُول.
حَدِيث فِي ذمّ الزنج: أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك بْنِ خَيْرُونٍ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ
ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جشمودٍ حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ خَالِدٍ حَدَّثَنِي عَنْبَسَةُ الْبَصْرِيُّ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الزَّنْجِيُّ إِذَا شَبِعَ زَنَى وَإِذَا جَاعَ سَرَقَ وَإِنَّ فِيهِمْ لَسَمَاحَةً وَنَجْدَةً ".
طَرِيق آخر: أَنْبَأَنَا ابْنُ خَيْرُونٍ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ حَدَّثَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا السَّاجِيُّ حَدَّثَنَا الصَّفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَيْلِيُّ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ السَّمَّانُ حَدَّثَنَا عَنْبَسَةُ الْقَطَّانُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الزَّنْجِيُّ حِمَارٌ ".
طَرِيق آخر: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ أَنْبَأَنَا الْجَوْهَرِيُّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُمَرَ الْحَافِظِ عَنْ أَبِي حَاتِمِ بْنِ حِبَّانَ حَدَّثَنَا قَاسِمٍ الْمُؤَدِّبِ حَدَّثَنَا الْمُثَنَّى بْنُ الضَّحَّاكِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ السُّدِّيُّ عَنْ هِشَامٍ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " زَوِّجُوا الأَكْفَاءَ وَتَزَوَّجُوا الأَكْفَاءَ وَتَخَيَّرُوا لِنُطَفِكُمْ وَإِيَّاكُمْ وَالزَّنْجِ فَإِنَّهُ خَلْقٌ مُشَوَّهٌ ".
طَرِيق آخر: رَوَى عَامِرُ بْنُ صَالِحٍ الزُّبَيْرِيُّ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَن عَائِشَة عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِيَّاكُمْ وَالزَّنْجِ فَإِنَّهُ خَلْقٌ مُشَوَّهٌ ".
هَذَا حَدِيث لَا يَصح.(2/233)
أما الطَّرِيق الأَوَّل وَالثَّانِي فَفِيهِ عَنْبَسَة.
قَالَ يَحْيَى بْن معِين: لَيْسَ بشئ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكٌ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: مُنكر الحَدِيث.
وَأما الطَّرِيق الثَّالِث فَفِيهِ مُحَمَّد بْن مَرْوَان.
قَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بِثِقَةٍ.
وَقَالَ
ابْن نمير: كَذَّاب.
وَقَالَ الْبُخَارِيّ: لَا يُكْتَبُ حَدِيثُهُ الْبَتَّةَ.
وَقَالَ أَبُو على صَالح ابْن مُحَمَّد: كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ.
وَأما الطَّرِيق الرَّابِع فَقَالَ يَحْيَى: عَامِر بن صَالح لَيْسَ بشئ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ.
حَدِيث فِي مدح الْحَبَش: أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمد بن مَرْوَان حَدثنَا عبد الله ابْن الْوَلِيدِ حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ أَبِي حبيب حَدثنَا عبد الله بْنُ عَامِرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ الْحَبَشَةَ أَنْجُدُ أَسْخِيَاءُ وَإِنَّ فِيهِمْ لَيُمْنًا فَاتَّخِذُوهُمْ وَاسْتَهِنُوهُمْ فَإِنَّهُمْ أقوى شئ ".
هَذَا حَدِيث لَا يَصح، وحبِيب هُوَ كَاتب مَالِك.
قَالَ أَحْمَد بن حَنْبَل: كَانَ يكذب.
حَدِيث فِي ذمهم: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الْحَافِظُ أَنْبَأَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عبد الله بْنُ الْحُسَيْنِ الْهَمْدَانِيُّ حَدَّثَنَا الدَّارَقُطْنِيُّ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدَانَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَنْبَسَةَ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ الْمَكِّيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ " قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَأَى طَعَامًا فَقَالَ: لِمَنْ هَذَا؟ فَقَالَ الْعَبَّاسُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لِلْحَبَشَةِ أُطْعِمُهُمْ وَأَكْسُوهُمْ، فَقَالَ: يَا عَمِّ لَا تَفْعَلْ إِنَّهُمْ إِنْ جَاعُوا سَرَقُوا وَإِنْ شَبِعُوا زَنَوْا ".
تفرد بِهِ عُمَر بْن حَفْص.
قَالَ أَحْمَد: خرقنا حَدِيثه.
وَقَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ وَقَالَ النَّسَائِيُّ: هُوَ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ.(2/234)
حَدِيث فِي ترك التّرْك: أَنبأَنَا عبد الله بْنُ عَلِيٍّ الْمُقْرِي أَنْبَأَنَا أَبُو طَاهِر مُحَمَّد ابْن أَحْمَدَ بْنِ قَيْدَاسٍ حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِم عبد الرحمن بن عبيد الله الْجُرْفِيُّ حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ النَّيْسَابُورِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الأَزْهَرِ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الْمُعَلَّى بْنِ مَنْصُورٍ حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ حَفْصٍ السَّعْدِيُّ حَدَّثَنَا عَتْبَانُ بْنُ غَيْلانَ عَنِ الأَعْمَشِ عَن أَبى وَائِل عَن عبد الله عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " اتْرُكُوا التُّرْكَ مَا تَرَكُوهُمْ ".
هَذَا حَدِيث مَوْضُوع عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: سَلَمَةَ بْن حَفْص يضع الحَدِيث لَا يَحِلُّ الاحْتِجَاجُ بِهِ.
قَالَ: وَقَدْ جربت على أَحْمَد بْن مُحَمَّد الازهر الْكَذِب.
حَدِيث فِي ذمّ الخصيان: أَنْبَأَنَا هِبَةُ الله بن أَحْمد الحريري أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُمَرَ الْبَرْمَكِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ بُخَيْتٍ الدَّقَّاقُ حَدَّثَنَا أَبُو هَاشِمٌ عَبْدُ الْغَافِرِ بْنُ سَلامَةَ حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْقَاشَانِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْن ابْن مُحَمَّدِ بْنِ الْهَيْثَمِ الْهَمْدَانِيُّ حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بن عبد الله بْنِ حُمْرَانَ الرَّقِّيُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِي الْخِصْيَانِ خَيْرًا لأَخْرَجَ مِنْ أَصْلابِهِمْ ذُرِّيَّةً يَعْبُدُونَ الله عزوجل وَلَكِنْ عَلِمَ أَنْ لَا خَيْرَ فِيهِمْ فَأَجَبَّهُمْ ".
هَذَا حَدِيث مَوْضُوع على رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ يَحْيَى بْنُ معِين: إِسْحَاق بْن نجيح لَيْسَ بشئ.
وَقَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل وَالنَّسَائِيّ: مَتْرُوك الحَدِيث.
بَاب أَن شَرّ المَال فِي آخر الزَّمَان المماليك روى يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ الرَّهَاوِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " شَرُّ الْمَالِ فِي آخر الزَّمَان المماليك ".(2/235)
هَذَا الحَدِيث لَا يَصح.
قَالَ يحيى: يزِيد لَيْسَ بشئ.
وَقَالَ النَّسَائِيّ والأزدي
هُوَ مَتْرُوك الحَدِيث.
بَاب الْمَنْع من أَذَى أهل الذِّمَّة أَنبأَنَا الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا الْخَطِيبُ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بن عمر الداوودى حَدثنَا عبد الله بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّاهِدُ حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ أَحْمَدَ الْمُذَكَّرُ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ خَلَفٍ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا عِيسَى بن يُونُس عَن الْأَعْمَش عَن أَبِي سُفْيَانَ عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ آذَى ذِمِّيًّا فَأَنَا خَصْمُهُ وَمَنْ كُنْتُ خَصْمَهُ خَصَمْتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ".
قَالَ الْخَطِيب: هَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ وَالْحمل فِيهِ عِنْدِي على الْمُذكر فَإِنَّهُ كَانَ غير ثِقَة ونقلت من خطّ الْقَاضِي أَبُو يَعْلَى مُحَمَّد بْن الْحُسَيْنِ بْن الفرا قَالَ نقلت من خطّ أَبِي حَفْص الْبَرْمَكِيّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد الصيدلاني يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْر الْمروزِي يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْد اللَّهِ أَحْمَد بْن حَنْبَل يَقُولُ: أَرْبَعَة أَحَادِيث تَدور عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْأَسْوَاق لَيْسَ لَهَا أصل: من بشرني بِخُرُوج أذار بَشرته بِالْجَنَّةِ، وَمن آذَى ذِمِّيا فَأَنا خَصمه يَوْمَ الْقِيَامَةِ، ونحركم يَوْم صومكم، وللسائل حق وَإِن جَاءَ على فرس ".(2/236)
كتاب البيع والمعاملات
بَاب ذمّ التَّاجِر وَفِيهِ أَحَادِيث: الحَدِيث الأَوَّل: أَنْبَأَنَا ابْنُ خَيْرُونٍ أَنْبَأَنَا الجوهرى عَن الدَّارقطني عَنْ أَبِي حَاتِمٍ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ عُبَيْدٍ عَنِ ابْنِ جُشَمَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَى عَلَى جَمَاعَةٍ مِنَ التُّجَّارِ فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ التُّجَّارِ، فَاسْتَجَابُوا
وَمَدُّوا أَعْنَاقَهُمْ، فَقَالَ الله عزوجل: بَاعِثُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فُجَّارًا إِلا مَنْ صَدَّقَ وَصَلَّى وَأَدَّى الأَمَانَةَ ".
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لَيْسَ لهَذَا الحَدِيث أصل صَحِيح يرجع إِلَيْهِ والْحَارث بْن عُبَيْد يَأْتِي عَنِ الثقاة بِمَا لَيْسَ من أَحَادِيثهم.
الحَدِيث الثَّانِي: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الملك أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ حَدَّثَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شُعَيْبٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الْمَدَائِنِيُّ حَدَّثَنَا سَلامُ بْنُ سُلَيْمَانَ حَدَّثَنَا حَمْزَةُ الزيات عَن الاحلج بن عبد الله الْكِنْدِيِّ عَنِ الضَّحَّاكِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنْ الله بعثنى بلحمة وَمَرْحَمَةً وَلَمْ يَبْعَثْنِي تَاجِرًا وَلا زَرَّاعًا، وَإِنَّ شَرَّ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ التُّجَّارَ وَالزَّارِعُونَ إِلا مَنْ شَحَّ عَلَى دِينِهِ ".
هَذَا حَدِيث لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ يَحْيَى: سَلام لَا يكْتب حَدِيثه.
وَقَالَ البُخَارِيّ وَالنَّسَائِيّ وَالدَّارقطني: هُوَ مَتْرُوك.
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: وَالْأَجْلَح كَانَ لَا يدرى مَا يَقُول.
قَالَ الدَّارقطني: وَمُحَمّد بن عِيسَى ضَعِيف.(2/237)
الحَدِيث الثَّالِث: رَوَى حَفْصٌ الرَّبَالِيُّ عَنْ أَبِي سُحَيْمٍ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَّهُ دَخَلَ سُوقَ الْمَدِينَةِ فَقَالَ: أَلا إِنَّ التَّاجِرَ فَاجِرٌ، أَلا إِنَّ التَّاجِرَ فَاجِرٌ ".
هَذَا حَدِيث لَا يَصح.
وَأَبُو سحيم اسْمه الْمُبَارَك بْن سحيم.
قَالَ الْبُخَارِيّ: وَأَبُو حَاتِم الرَّازِيّ هُوَ مُنكر الحَدِيث.
وَقَالَ النَّسَائِيّ: هُوَ مَتْرُوك.
وَقَالَ ابْن حبَان: لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ.
وَقَدْ روى عَنْ طَرِيق آخر عَنْ أَنَس بِإِسْنَاد فِيهِ مَجَاهِيل.
بَاب اخْتِلَاف الرزق فِي السَّعْي أَنْبَأَنَا زَاهِرُ بْنُ طَاهِرٍ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَيْهَقِيُّ أَنْبَأَنَا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ النَّيْسَابُورِيُّ حَدَّثَنَا على بن عبد الفراوى حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الصَّائِغُ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خَلَقَ اللَّهُ الأَرْزَاقَ قَبْلَ الأَجْسَادِ بِأَلْفَيْ عَامٍ فَبَسَطَهَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ فَضَرَبَتْهَا الرِّيَاحُ فَوَقَعَتْ فِي الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ، فَمِنْهُ مَا وَقَعَ رِزْقُهُ فِي أَلْفَيْ مَوْضِعٍ، وَمِنْهُ مَا وَقَعَ رِزْقُهُ فِي أَلْفِ مَوْضِعٍ، وَمِنْهُ مَا وَقَعَ رِزْقُهُ عَلَى بَابِ دَارِهِ يَغْدُو إِلَيْهِ وَيَرُوحُ حَتَّى يَأْتِيَهُ أَجْلُهُ ".
هَذَا حَدِيث لَا يَصح على رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم، وَفِيه ضعفاء ومجاهيل.
بَاب ذكر سَبَب الغلاء والرخص فِيهِ عَنْ عَليّ وَأنس: فَأَما حَدِيث عَليّ عَلَيْهِ السَّلامُ: فَأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بن عبد الملك أَنبأَنَا عبد الصَّمد ابْن الْمَأْمُون أَنبأَنَا الدَّارقطني حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى بْنُ على الْخَواص حَدثنَا سُفْيَان(2/238)
ابْن زِيَاد بن آدم حَدثنَا عبد الله بْنُ عَلاجٍ الْمَوْصِلِيُّ حَدَّثَنِي أَبِي عَن مُحَمَّد بن على ابْن الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلامُ قَالَ: " غَلا السِّعْرُ بِالْمَدِينَةِ فَذَهَبَ أَصْحَابُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ غَلا السِّعْرُ فَسَعِّرْ، فَقَالَ: إِنَّ الله عزوجل هُوَ الْمُعْطِي وَهُوَ الْمَانِعُ وَإِنَّ لِلَّهِ مَلَكًا اسْمُهُ عُمَارَةُ عَلَى فَرَسٍ مِنْ حِجَارَةِ الْيَاقُوتِ طُولُهُ مَدَّ بَصَرِهِ وَيَدُورُ فِي الأَمْصَارِ وَيَقِفُ فِي الأَسْوَاقِ، فَيُنَادِي: أَلا ليغلو كَذَا وَكَذَا، أَلا لِيَرْخَصْ كَذَا وَكَذَا ".
وَأَمَّا حَدِيثُ أَنَسٍ فَلَهُ أَرْبَعَة طرق: الطَّرِيق الأول: أَنْبَأَنَا الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ أَنْبَأَنَا الْعَتَيقِيُّ وَالتَّنُوخِيُّ قَالا أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بن مُحَمَّد بن عبد الله الزُّهْرِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ عَنْ شَيْبَانَ بْنِ فَرُّوخَ عَنْ عُبَيْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ لِلَّهِ مَلَكًا ".
فَذكر نَحْو حَدِيث عَليّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
الطَّرِيق الثَّانِي: أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَاهِر الْمَقْدِسِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ سَهْلُ بن عبد الله الغارى أَنْبَأَنَا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ النَّقَّاشُ أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَن عبد الله بْنُ يَحْيَى الزَّاهِدُ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَلَمَةَ حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن عبد الرحيم قَالَ حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي الْعَلاجِ الْمَوْصِلِيُّ عَنْ حَمَّادُ ابْنُ عَمْرٍو النَّصِيبِيُّ عَنْ زَيْدِ بْنِ رَفِيعٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ لِلَّهِ مَلَكًا مِنْ حِجَارَةٍ يُقَالُ لَهُ عُمَارَةُ يَنْزِلُ كُلَّ يَوْمٍ عَلَى حِمَارٍ مِنْ حِجَارَةٍ فَيُسَعِّرُ الأَسْعَارَ ثُمَّ يعرج ".
الطَّرِيق الثَّالِث وبالاسناد عَن مُحَمَّد بن عبد الرحيم حَدَّثَنى السَّرِيُّ الْبَغْدَادِيُّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم:(2/239)
" إِنَّ لِلَّهِ مَلَكًا مِنْ يَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ يَنْزِلُ عَلَى دَابَّةٍ مِنْ زُمُرُّدَةَ خَضْرَاءَ كُلَّ يَوْمٍ فَيُسَعِّرُ الأَسْعَارَ ثُمَّ يَعْرُجُ ".
الطَّرِيق الرَّابِع: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالا أَنْبَأَنَا أَبُو الْحسن ابْن أَيُّوبَ أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيِّ بْنُ شَاذَانَ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَاضِي حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْوَرَّاقُ حَدَّثَنَا أَبُو بَدْرٍ عَبَّادُ بْنُ الْوَلِيد ح.
وأنبأنا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ
أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَرَجِ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الصَّالِحِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْمُؤَمَّلِ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ السَّكَنِ وَأَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ أَنْبَأَنَا ابْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا الْعَتِيقِيُّ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا الْعُقَيْلِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا الْغِلابِيُّ حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ بَكَّارٍ الضَّبِيُّ وَالْمَعْنَى وَاحِد حَدثنَا عبد الله بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنِي يَمَامَةُ بْنُ عبد الله عَنْ أَنْسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْغَلاءُ وَالرُّخْصُ جُنْدَانِ مِنْ جُنُودِ اللَّهِ يُسَّمَى أَحَدُهُمَا الرَّغْبَةُ وَالآخَرُ الرَّهْبَةُ، فَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يُغَلِّيهِ قَذَفَ فِي قُلُوبِ التُّجَّارِ الرَّغْبَةَ فَيَحْبِسُوا مَا فِي أَيْدِيهِمْ، وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يُرْخِصَهُ قَذَفَ فِي قُلُوبِ التَّجَّارِ الرَّهْبَةَ فَأَخْرَجُوا مَا فِي أَيْدِيهِمْ.
وَقَالَ أَبُو بدر فأخرجوه ".
هَذَانِ حديثان لَا يصحان.
أما حَدِيث عَليّ عَلَيْهِ السَّلامُ فَانْفَرد بِهِ ابْن أَبى علاج وَهُوَ عبد الله بن أَيُّوب ابْن أَبِي علاج الْمَوْصِلِيّ.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: أَحَادِيث مَنَاكِير.
وَقَالَ ابْن حبَان: يرْوى عَن الثقاة مَا لَيْسَ مِنْ أَحَادِيثِهِمْ، فَلا يَشُكُّ السَّامِعَ أَنَّهُ كَانَ يَضَعُهَا.
وَأما حَدِيث أَنَس فَفِي الطَّرِيق الأَوَّل الزُّهْرِيّ سرق حَدِيث عَليّ عَلَيْهِ السَّلامُ وَجعل لَهُ إِسْنَادًا آخر.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: كَانَ الزُّهْرِيّ كذابا، وَهَذَا الحَدِيث مَوْضُوع.
وَأما الطَّرِيق الثَّانِي فَفِيهِ ابْن أَبِي علاج وَقَدْ تقدم جرحه.
وَفِيه حَمَّاد بن(2/240)
عَمْرو، قَالَ يَحْيَى: كَانَ يكذب وَيَضَع الحَدِيث.
وَقَالَ الفلاس وَالنَّسَائِيّ: مَتْرُوك الحَدِيث.
وَأما الطَّرِيق الثَّالِث: فَفِيهِ السرى الْبَغْدَادِيّ.
قَالَ عبد الرحمن بْن خرَاش كَانَ يكذب.
وَقَالَ ابْن عَدِيّ: كَانَ يسرق الحَدِيث.
وَأما الطَّرِيق الرَّابِع فَفِيهِ الْعَبَّاسِ بن بكار.
قَالَ الدَّارقطني: هُوَ كَذَّاب،
وَعبد اللَّه بْن الْمثنى ضَعِيف عِنْدهم.
بَاب ذمّ من تمنى الغلاء فِيهِ عَن ابْن عمر وَأبي هُرَيْرَة: فَأَما حَدِيث ابْن عمر فَأَنْبَأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَطِيبُ أَنْبَأَنَا هَنَّادُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْبُخَارِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بن ردام أَنبأَنَا عبد الله بْنُ عُبَيْدِ الشَّيْبَانِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ سَلْمٍ حَدَّثَنَا سُلَيْمَان ابْن عِيسَى حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " من تَمَنَّى الْغَلاءَ عَلَى أُمَّتِي لَيْلَةً أَحْبَطَ اللَّهُ عَمَلَهُ أَرْبَعِينَ سَنَةً ".
وَأَمَّا حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ فَأَنْبَأَنَا الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ حَدَّثَنى الْحسن ابْن أَبِي طَالِبٍ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عُمَرَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ الإِسْفَرَائِينِيُّ حَدَّثَنَا عبد الله بْنُ مُحَمَّد الْمَرْوَزِيُّ أَنْبَأَنَا بِشْرُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا أَبُو عِصْمَةَ عَن يحيى بن عبيد الله عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللَّهُمَّ لَا تُطِعْ فِينَا تَاجِرًا وَلا مُسَافِرًا، تَاجِرُنَا يُحِبُّ الْغَلاءَ وَمُسَافِرُنَا يَكْرَهُ الْمَطَرَ ".
هَذَانِ حديثان موضوعان عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.(2/241)
أما [الحَدِيث] الأول فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: لَا أعلم رُوَاة غير سُلَيْمَان بْن عِيسَى السجْزِي وَكَانَ كذابا يضع الحَدِيث وَقَالَ السَّعْدِيّ: كَذَّاب مُصَرح.
وَأما الحَدِيث الثَّانِي: قَالَ يحيى بن عبد الله هُوَ ابْن موهب.
قَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ وَلا يكْتب حَدِيثه.
وَقَالَ أَحْمَد: أَحَادِيثه مُنكرَة لَا يعرف هُوَ وَلا أَبُوهُ.
وَقَالَ ابْن حِبَّانَ: يرْوى مَالا أصل لَهُ.
بَاب احتكار الطَّعَام فِيهِ عَنِ العبادلة وعَنِ ابْن عُمَرَ وَحده وَعَن أبي هُرَيْرَة وَأنس: فَأَما حَدِيث العبادلة فأنبأنا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ أَخْبَرَنِي الطَّنَاجِيرِيُّ أَنبأَنَا عبد الله بن عُثْمَان الصفار حَدثنَا عبد الله بْنُ بَدْرٍ الْمَعْرُوفُ بِزُرَيْقٍ حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّد عبد الله بْنُ أَيُّوبَ بْنِ زَاذَانَ الْقَرْنِيُّ حَدَّثَنَا شَيْبَانُ الأَيْلِيُّ حَدَّثَنَا بِشْرُ بن عبد الرحمن الأَنْصَارِيُّ حَدَّثَنِي عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُجَاهِدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْعَبَادِلَةِ عبد الله بْنِ عَمْرٍو وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالُوا قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْقَاصُّ يَنْتَظِرُ الْمِقْتَ، وَالْمُسْتَمِعُ يَنْتَظِرُ الرَّحْمَةَ، وَالتَّاجِرُ يَنْتَظِرُ الرِّزْقَ، وَالْمُحْتَكِرُ يَنْتَظِرُ اللَّعْنَةَ، وَالنَّائِحَةُ وَمَنْ حَوْلَهَا مِنِ امْرَأَةٍ مُسْتَمِعَةٍ، عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللِّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ".
وَأما حَدِيث ابْن عُمَرَ فَلهُ طَرِيقَانِ: الطَّرِيق الأول: أَنْبَأَنَا ابْنُ الْحُسَيْن أَنْبَأَنَا ابْنُ الْمُذْهِبِ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنِي أَبِي حَدَّثَنَا يَزِيدُ حَدَّثَنَا أَصْبَغُ بْنُ زَيْدٍ حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ الْحَضْرَمِيِّ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنِ احْتَكَرَ طَعَامًا أَرْبَعِينَ لَيْلَةُ فَقَدْ بَرِئَ مِنَ اللَّهِ وَبَرِئَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مِنْهُ ".(2/242)
الطَّرِيق الثَّانِي: أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ السَّمَرْقَنْدِيِّ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي الْفَضْلِ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ السَّهْمِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الْحَافِظُ أَنْبَأَنَا زَكَرِيَّا السَّاجِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ حَدَّثَنَا أَصْبَغُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَبِي بِشْرٍ عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ عَنْ ابْن عمر عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
" مَنِ احْتَكَرَ طَعَامًا فَقَدْ بَرِئَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مِنْهُ ".
وَأما حَدِيث أبي هُرَيْرَة: أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنبأَنَا أَبُو أَحْمد بن عدي أَنْبَأَنَا (1) ابْنُ عَبْدِ الْخَالِقِ حَدَّثَنَا مُهَنَّى بْنُ يَحْيَى (1) حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ وَسَعِيدٌ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ (1) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يُحْشَرُ الْحَكَّارُونَ وَقَتَلَةُ الأَنْفُسِ إِلَى جَهَنَّمَ فِي دَرَجَةٍ وَاحِدَةٍ ".
وَأما حَدِيث أَنَس: أَنْبَأَنَا الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ طَلْحَةَ الْمُقْرِي أَنْبَأَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الصَّيْرَفِيُّ حَدثنَا عبد الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَاجِيَةَ قَالَ سَمِعْتُ دِينَارًا أَنْبَأَنَا مِكْيَسٌ يَقُولُ خَدَمْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ ثَلاثَ سِنِينَ، فَسَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ حَبَسَ طَعَامًا أَرْبَعِينَ يَوْمًا ثُمَّ أَخْرَجَهُ فَطَحَنَهُ وَخَبَزَهُ وَتَصَدَّقَ بِهِ لَمْ يَقْبَلْهُ اللَّهُ مِنْهُ ".
هَذهِ الْأَحَادِيث جَمِيعًا لَا تصح.
أما حَدِيث العبادلة: فَفِيهِ عَبْد الْوَهَّابِ، كَانَ الثَّوْرِيّ يرميه بِالْكَذِبِ.
وَقَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بشئ.
وَضَعفه أَحْمد وَالدَّارقطني.
وَأما أَبُو مُحَمَّد الْقُرْبَى قَالَ الدَّارقطني: مَتْرُوك.
وَأما حَدِيث ابْن عُمَرَ فَفِي الطَّرِيقَيْنِ أصبغ بْن زَيْد.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: أَحَادِيث أصبغ غير مَحْفُوظَة.
وَقَالَ ابْن حِبَّانَ: لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِخَبَرِهِ إِذَا انْفَرد.
وَأما حَدِيث أَبِي هُرَيْرَةَ فَإِن بَقِيَّة يحدث عَنِ الضُّعَفَاء والمتروكين وَيُدَلس بالعنعنة.
__________
(1) بَيَاض بالاصل.(2/243)
وَأما حَدِيث أَنَس فَقَالَ ابْن عَدِيّ أَبُو مكيس مُنكر الحَدِيث ضَعِيف ذَاهِب شبه الْمَجْهُول.
وَقَالَ ابْن حِبَّانَ: روى عَنْ أَنَس أَشْيَاء مَوْضُوعَة لَا يحل ذكره فِي
الْكُتُبِ إِلا عَلَى سَبِيلِ الْقدح فِيهِ.
بَاب تَعْظِيم أَمر الدَّين روى حَاتِمُ بْنُ مَيْمُونٍ الْمِصْرِيُّ عَنْ ثَابِتٌ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَرَأَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ مِائَتَيْ مَرَّةٍ كَتَبَ الله لَهُ ألفا وَخَمْسمِائة حَسَنَةً إِلا أَنْ يَكُونَ عَلَيْهِ دَيْنٌ ".
هَذَا حَدِيث مَوْضُوع عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى عَلَيْهِ وَسلم.
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لَا يَجُوزُ الِاحْتِجَاج بحاتم بْن مَيْمُون بِحَال.
حَدِيث آخر: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الملك أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُف العصفرى حَدثنَا قرين ابْن سَهْلِ بْنِ قَرِينٍ حَدَّثَنَا أَبِي عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرِ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لاهم إِلا هَمُّ الدَّيْنِ وَلا وَجَعَ إِلا وَجَعُ الْعَيْنِ " قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: هَذَا الحَدِيث بَاطِل الْإِسْنَاد والمتن، وَسَهل مُنكر الحَدِيث.
وَقَالَ ابْن حبَان: لَا يجوز الِاحْتِجَاج بسهل فَإِنَّهُ يلزق الْمَرَاسِيل والمقاطيع.
وَقَالَ أَبُو الْفَتْح الْأَزْدِيّ: هُوَ كَذَّاب.
بَاب تَعْظِيم أَمر الرِّبَا على الزِّنَا فِيهِ عَن أبي هُرَيْرَة وَأنس وَابْن حَنْظَلَة وعَائِشَة رَضِي اللَّه عَنْهُم: فَأَما حَدِيث أَبِي هُرَيْرَةَ فَلهُ طَرِيقَانِ: الطَّرِيق الأول: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الْحَافِظُ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بن المظفر أَنبأَنَا(2/244)
أَبُو الْحسن أَحْمد بن مُحَمَّد أَنْبَأَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا الْعَقِيلِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْمُؤَدب حَدثنَا سعيد بن عبد الحميد بن جَعْفَر حَدثنَا عبد الله بْنُ زِيَادٍ
حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبى هربرة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الرِّبَا سَبْعُونَ بَابًا أَصْغَرُهَا كَالزَّانِي يَنْكِحُ أُمَّهُ ".
الطَّرِيق الثَّانِي: أَنْبَأَنَا زَاهِرُ بْنُ طَاهِرٍ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَيْهَقِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن عبد الله الْحَاكِمُ أَنْبَأَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا أبويحيى الْبَزَّازُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الحيرى حَدثنَا حَفْص بن عبد الرحمن حَدثنَا عبد الله بْنُ زِيَادٍ حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الرِّبَا سَبْعُونَ بَابًا أَصْغَرُهَا عِنْدَ اللَّهِ كَالَّذِي يَنْكِحُ أُمَّهُ ".
وَأما حَدِيث ابْن عَبَّاس فَأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بن عبد الملك أَنبأَنَا الجوهرى عَن الدَّارقطني عَن أبي حَاتِم بن حبَان أَنبأَنَا الْحُسَيْن بن عبد الله الْقطَّان حَدثنَا الْوَلِيد ابْن عُتْبَةَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خُمَيْرٍ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ عَنْ حَنَشٍ عَنْ عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ أَكَلَ دِرْهَمًا رِبًا فَهُوَ مِثْلُ سِتَّةٍ وَثَلاثِينَ زَنْيَةً وَمَنْ نَبَتَ لَحْمُهُ مِنَ السُّحْتِ فَالنَّارُ أَوْلَى بِهِ ".
وَأما حَدِيث أنس فَلهُ طَرِيقَانِ: الطَّرِيق الأول: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الملك أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ أَنْبَأَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْهَيْثَمِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ أَخْبَرَنِي أَبُو مُجَاهِدٍ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: " خَطَبَنَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ الرِّبَا وَعَظِيمَ شَأْنِهِ وَقَالَ: إِنَّ الدِّرْهِمَ يُصِيبُ الرَّجُلُ مِنَ الرِّبَا أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ فِي الْخَطِيئَة من سنة وَثَلاثِينَ زَنْيَةً يَزْنِيهَا الرَّجُلُ، وَإِنَّ أربى الربى عرض الرجل الْمُسلم ".(2/245)
الطَّرِيق الثَّانِي: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ أَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ حَدثنَا عبد الله ابْن الْحُسَيْن الْهَمدَانِي حَدثنَا الدَّارقطني حَدثنَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيمَ الصِّلْحِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو فَرْوَةَ يَزِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا طَلْحَةُ بْنُ زَيْدٍ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الرِّبَا سَبْعُونَ بَابًا أَهْوَنُ بَابٍ مِنْهُ الَّذِي يَأْتِي أُمَّهُ فِي الإِسْلامِ وَهُوَ يعرفهَا، وَإِن من أربا الرِّبَا خَرْقُ الْمَرْءِ عِرْضُ أَخِيهِ، وَخَرْقُ عَرْضِ أَخِيهِ أَنْ يَقُولَ فِيهِ مَا يَكْرَهُ مِنْ مَسَاوِيهِ، وَالْبُهْتَان أَنْ يَقُولَ فِيهِ مَا لَيْسَ فِيهِ ".
وَأما حَدِيث ابْن حَنْظَلَة فَلهُ طَرِيقَانِ: الطَّرِيق الأَوَّل: أَنْبَأَنَا ابْنُ الْحُصَيْنِ أَنْبَأَنَا ابْنُ الْمَذْهَب أَنبأَنَا القطيعى حَدثنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ حَدَّثَنِي أَبِي ح.
وَأَنْبَأَنَا عَبْدُ الْحَقِّ بن أَحْمد أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنِ بِشْرَانَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْبَغَوِيُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَزْدَادَ أَبُو الصَّفَرِ حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّد حَدثنَا جرير ابْن حَازِمٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنِ ابْنِ أَبى مليكَة عَن عبد الله بن حَنْظَلَة - عسل -[غَسِيلِ] الْمَلائِكَةِ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " دِرْهَمُ رِبًا يَأْكُلُهُ الرَّجُلُ وَهُوَ يَعْلَمُ أَشَدُّ مِنْ سِتَّةٍ وَثَلاثِينَ زَنْيَةً ".
الطَّرِيق الثَّانِي: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْحق أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ ابْن بَشرَان حَدثنَا الدَّارقطني حَدَّثَنَا الْبَغَوِيُّ حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْحَرْثِ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرو عَن لَيْث عَن عبد الله بن أَبى مليكَة عَن عبد الله بْنِ حَنْظَلَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَدِرْهَمُ رَبًا أَشَدُّ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى مِنْ سِتَّةً وَثَلاثِينَ زَنْيَةً فِي الْحَطِيمِ ".
وَأما حَدِيث عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فَلهُ طَرِيقَانِ: الطَّرِيق الأول: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ الْبَغْدَادِيُّ أَنْبَأَنَا حَمْدُ بن أَحْمد(2/246)
الْحَدَّادُ أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ بْنُ حَمْزَةَ حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمد بن سعيد حَدثنَا عبد الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَيْشُونٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ الْحَكَمِ حَدَّثَنَا سَوَّارُ بْنُ مُصْعَبٍ عَنْ لَيْثٍ وَخَلْفِ بْنِ حَوْشَبٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَن عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الرِّبَا بِضْعٌ وَسَبْعُونَ بَابًا، أَصْغَرُهَا كَالْوَاقِعِ عَلَى أُمِّهِ، وَالدِّرْهَمُ الْوَاحِدُ مِنَ الرِّبَا أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ سِتَّةٍ وَثَلاثِينَ زَنْيَةً ".
الطَّرِيق الثَّانِي: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ أَنْبَأَنَا ابْنُ بَكْرَانَ حَدَّثَنَا الْعَتَيقِيُّ حَدَّثَنَا يُوسُفُ حَدَّثَنَا الْعَقِيلِيُّ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عبد الله بْنِ سَعِيد بْنِ مُحَمَّدٍ الْجَرْمِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو ثُمَيْلَةَ حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ أَنَسٍ أَبُو أَنَسٍ عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنْ عَائِشَةَ إِن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " الدِّرْهَم رِبًا أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ سَبْعَةٍ وَثَلاثِينَ زَنْيَةً ".
لَيْسَ فِي هَذِه الاحاديث شئ صَحِيح.
أما حَدِيث أَبِي هُرَيْرَةَ ففى طريقيه عبد الله بْن زِيَاد وَقَدْ كذبوه، وَقَالَ الْبُخَارِيّ: إِنَّمَا روى هَذَا الحَدِيث أَبُو سَلمَة عَن عبد الله بْنِ سَلام نَفسه.
وَأما حَدِيث أَنَس فَفِي طَرِيقه الأَوَّل أَبُو مُجَاهِد واسْمه عبد الله بْن كيسَان الْمَرْوَزِيّ.
قَالَ الْبُخَارِيّ: هُوَ مُنكر الحَدِيث.
وَالطَّرِيق الثَّانِي تفرد بِهِ طَلْحَة ابْن زَيْدٍ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ، وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوك الحَدِيث.
وَأما حَدِيث ابْن حَنْظَلَة فَفِي الطَّرِيق الأَوَّل حُسَيْن بْن مُحَمَّد وَهُوَ حُسَيْن بْن مُحَمَّدِ بْنِ بهْرَام أَبُو مُحَمَّد الْمروزِي.
قَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ: رَأَيْته وَلم أسمع مِنْهُ، وَسُئِلَ أَبُو حَاتِم عَنْ حَدِيث يرويهِ حُسَيْن فَقَالَ خطأ، فَقيل لَهُ: الْوَهم مِمَّن؟ فَقَالَ: من حُسَيْن يَنْبَغِي أَن يكون.
وَفِي الطَّرِيق الثَّانِي لَيْث.
قَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ: لَا يشْتَغل بِهِ، وَهُوَ مُضْطَرب الحَدِيث.
قَالَ المُصَنّف قَالَ: وَإِنَّمَا يروي هَذَا عَن كَعْب.
أَنبأَنَا ابْن الْحصين أَنبأَنَا(2/247)
ابْنُ الْمُذْهِبِ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَر حَدثنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنِي أَبِي حَدَّثَنَا وَكِيعٌ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رَفِيعٍ عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنِ ابْنِ حَنْظَلَةَ عَنْ كَعْبٍ أَنَّهُ قَالَ: " لأَنْ أزني أحب إِلَيّ من أَن آكُلَ دِرْهَمًا مِنْ رِبًا ".
قَالَ الدَّارقطني: وَهَذَا أصح من الْمَرْفُوع.
وَأما حَدِيث عَائِشَة فَفِي طَرِيقه الأول سوار بْن مُصْعَب.
قَالَ أَحْمَد وَيَحْيَى وَالنَّسَائِيّ: مَتْرُوك الحَدِيث، وَقَالَ أَبُو دَاوُد: لَيْسَ بِثِقَة.
وَفِي طَرِيقه الثَّانِي عِمْرَان بْن أَنَس.
قَالَ الْعَقِيلِيّ: لَا يُتَابع على حَدِيثه.
قَالَ وَهَذَا يروي من غير هَذَا الْوَجْه مُرْسلا عَنِ ابْن أَبِي مُلَيْكَةَ.
قَالَ وَحَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن مُوسَى الْبَلْخِيّ حَدَّثَنَا مكي بْن إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ حَدَّثَنِي ابْن أَبِي مليكَة أَنه سمع عبد الله بْن حَنْظَلَة الراهب يُحَدِّثُ عَنْ كَعْب الْأَحْبَار أَنَّهُ قَالَ: " رَبًّا دِرْهَم يَأْكُلهُ الأنسان وَهُوَ يعلم أعز عَلَيْهِ فِي الْإِثْم من سِتَّة وَثَلَاثِينَ زنية ".
قَالَ المُصَنّف قلت: وَاعْلَم أَن مِمَّا يرد صِحَة هَذهِ الْأَحَادِيث أَن الْمعاصِي إِنَّمَا يعلم مقاديرها بتأثيراتها وَالزِّنَا يفْسد الْأَنْسَاب، وَيصرف الْمِيرَاث إِلَى غير مستحقيه، ويؤثر من القبائح مَا لَا يوثر أكل لفمة لَا تتعدي ارْتِكَاب نهى، فَلَا وَجه لصِحَّة هَذَا.
بَاب البيع إِلَى أجل أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الْحَافِظُ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا الْعَتَيقِيُّ أَنبأَنَا يُوسُف ابْن أَحْمَدَ حَدَّثَنَا الْعَقِيلِيُّ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ الْحِمْيَرِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن عبد الله ابْن عُبَيْدِ بْنِ عَقِيلٍ الْهِلالِيُّ حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ الْقَاسِمِ أَبُو جَزْءٍ حَدثنَا عبد الرحيم بْنُ دَاوُدَ عَنْ صَالِحِ بْنِ صُهَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
" الْبَرَكَةُ فِي ثَلاثٍ: فِي الْبَيْعِ إِلَى أَجَلٍ، وَالْمُعَارَضَةِ، وَاخْتِلاطِ الشَّعِيرِ بِالْبُرِّ لِلْبَيْتِ لَا لِلْبَيْعِ ".(2/248)
قَالَ العقيلى: وحدثناه عبد الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَاجِيَةَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّكَنِ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ ثَابِت حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ بِسْطَامَ عَنْ نَصْرِ بن الْقَاسِم عَن دَاوُد ابْن عَلِيٍّ عَنْ صَالِحِ بْنِ صُهَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ثَلاثٌ فِيهَا الْبَرَكَةُ: الْبَيْعُ إِلَى أَجَلٍ، وَالْمُعَارَضَةُ، وَإِخْلاطُ الْبُرِّ بِالشَّعِيرِ لِلْبَيْتِ لَا لِلسُّوقُ ".
هَذَا حَدِيث مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَعبد الرَّحْمَنِ بْن دَاوُدَ وَعُمَر بْن بسطَام مَجْهُولَانِ وحديثهما غير مَحْفُوظ.
بَاب فِي السفاتج أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ وَمُحَمَّدُ بن عبد الملك قَالا أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنِ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى السَّاجِيُّ وَأَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ زُهَيْرٍ وَإِبْرَاهُيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ التُّسْتَرِيُّ قَالُوا حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ بَحْرٍ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَافِعٍ الْجَلابُ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مُوسَى الْوَجِيهِيُّ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " السُّفْتَجَاتُ حَرَامٌ ".
هَذَا لَا يَصح.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: إِبْرَاهِيم بْن نَافِع مُنكر الحَدِيث، وَعُمَر بْن مُوسَى فِي عِدَادِ مَنْ يَضَعُ الْحَدِيثَ.
بَاب شركَة الذِّمِّيّ أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَطِيبُ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ الْكِنَانِيُّ أَنْبَأَنَا عبيد الله بْنُ أَحْمَدَ الْمُقْرِي حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ معمر ابْن مُحَمَّدٍ الشَّامِيُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَفْصِ بْنِ أَخِي هِلالٍ الْكَرْخِيُّ حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ
عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ عَنْ مُوسَى بْنِ عُتْبَةَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ شَارَكَ ذِمِّيًّا فقواضع لَهُ إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ ضرب بَينهمَا(2/249)
وَادٍ مِنْ نَارٍ وَقِيلَ لِلْمُسْلِمِ: خُذْ هَذَا الْوَادِي إِلَى ذَلِكَ الْجَانِبِ حَتَّى تُحَاسِبَ شَرِيكَكَ " قَالَ الْخَطِيب: حَدِيث مُنكر لم أكتبه إِلَّا بِهَذَا الاسناد.
بَاب توقى الْحَرَام والشبهة أَنْبَأَنَا الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ أَنْبَأَنَا أَبُو الْعَلاءِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْوَاسِطِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو زَيْدِ بْنُ عَامِرٍ الْكُوفِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الْبُورِقِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّلَمُونِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ الْمَرْوَزِيُّ حَدَّثَنَا الْفُرَاتُ بْنُ خَلْدٍ عَنْ مِسْعَرِ بْنِ كِدَامٍ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ عَن عبد الله قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ تَرَكَ دِرْهَمًا مِنْ حَرَامٍ أَعْتَقَهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ، وَمَنْ تَرَكَ دِرْهَمًا مِنْ شُبْهَةٍ أَعْطَاهُ اللَّهُ ثَوَابَ نَبِيٍّ مِنَ الأَنْبِيَاءِ، وَمَنْ تَرَكَ الْكَذِبَ لَمْ يُكْتَبْ عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ أَيَّامَ حَيَاتِهِ وَدَخَلَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ ".
هَذَا حَدِيث مَوْضُوع، وَالْمُتَّهَم بِهِ البورقي.
قَالَ الْحَاكِم أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: وضع البورقي على الثقاة مَالا يُحْصى.
بَاب اشتقاق تَسْمِيَة الدِّرْهَم وَالدِّينَار أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك أَنبأَنَا الجوهرى عَن الدَّارقطني عَنْ أَبِي حَاتِمٍ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بن أَحْمد الحواربى حَدَّثَنَا أَبِي وَعَمِّي قَالا حَدَّثَنَا عبد الله بْنُ أَبِي عَلاجٍ عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ عَنِ الزَّهْرِيِّ عَنْ أَنْسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّمَا سمى الدِّرْهَم لانه دَارهم، وَإِنَّمَا سُمِّيَ الدِّينَارَ لأَنَّهُ دَارُ نَارٍ ".
هَذَا حَدِيث مَوْضُوع عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَالْعجب من جرْأَة من يضع مثل هَذَا الْكَلَام الْبَارِد الَّذِي لَا فَائِدَة فِيهِ، وَالْمُتَّهَم بِهِ ابْن أَبِي
علاج، وَقَدْ ذكرنَا آنِفا عَنِ ابْن حِبَّانَ أَنه قَالَ: يَأْتِي عَن الثقاة بِمَا لَيْسَ من أَحَادِيثهم، فَلَا يشك للسامع أَنه وَضعهَا.(2/250)
بَاب فضل الْعَمَل بِالْيَدِ أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ الْخَطِيبُ أَنْبَأَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعْدُونٍ الْبَزَّارُ حَدَّثَنَا أَبُو على الْحُسَيْن بن عبيد الله ابْن عِمْرَانَ حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ أُحَيْدِ بْنِ حُمْرَانَ الْبُخَارِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو قَيْسُ بْنُ أُنَيْفٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ تَمِيمٍ الفريانى حَدثنَا عبد الله بن عِيسَى الْجِرْجَانِيّ حَدثنَا عبد الله بْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ مِسْعَرِ بْنِ كِدَامٍ عَنْ عَوْنٍ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ " أَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ فَاسْتَقْبلهُ سعد ابْن مُعَاذٍ الأَنْصَارِيُّ، فَصَافَحَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ لَهُ: مَا هَذَا الذى اكتبت يَدَاكَ؟ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَضْرِبُ بِالْمَرْوِ الْمِسْحَاةَ فَأُنْفِقُهُ عَلَى عِيَالِي.
قَالَ فَقَّبَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ وَقَالَ: هَذهِ يَدٌ لَا تَمَسُّهَا النَّارُ أَبَدًا ".
هَذَا حَدِيث مَوْضُوع، وَمَا أَجْهَل وَاضعه بالتاريخ، فَإِن سَعْد بْن مُعَاذ لم يكن حَيا فِي غزَاة تَبُوك، لِأَنَّهُ مَاتَ بعد غزَاة بني قُرَيْظَة من السمم الَّذِي رمي بِهِ يَوْم الخَنْدَق، وَكَانَت غزَاة بَنِي قُرَيْظَة فِي سنة خمس من الْهِجْرَة، فَأَما غزَاة تَبُوك فَإِنَّهَا كَانَت فِي سنة تسع، فَلَو كَانَ عِنْد الْكذَّاب توفيق مَا كذب.
وَمُحَمَّد بْن تَمِيم الفارياني كَذَّاب.
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ.
بَاب فِي الْخياطَة أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْخَلالِ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ مِهْرَانَ حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْوَلِيدِ حَدَّثَنَا سَلْمُ بْنُ الْمُغِيرَةِ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ النَّخَعِيُّ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ إِن
النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " عَمَلُ الأَبْرَارِ مِنْ رِجَالِ أُمَّتِي الْخِيَاطَةُ، وَأَعْمَالُ الأَبْرَارِ مِنَ النِّسَاءِ الْمِغْزَلُ ".
هَذَا حَدِيث لَا يَصح.
وَأَبُو دَاوُد النَّخعِيّ اسْمه سُلَيْمَان بْن عَمْرو، وَقَدْ سبق(2/251)
فِي كتَابنَا أَنَّهُ كَانَ كذابا.
قَالَ ابْنُ الْمَدِينِيّ: كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ، وَقَدْ رَوَاهُ عَنْ أَبِي حَازِم عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ من قَوْله.
بَاب فِي الجزار أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد أَنبأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ أَنْبَأَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَبِيبٍ حَدَّثَنَا دِينَار بن عبد الله عَنْ أَنَسٍ قَالَ: " كُنْتُ يَوْمًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم بعد مَا تَفَرَّقَ أَصْحَابُهُ فَقَالَ: يَا أَبَا حَمْزَةَ قُمْ بِنَا نَدْخُلِ السُّوقَ فَنْرَبَحَ وَيُرْبَحُ مِنَّا، فَقَامَ وَقُمْتُ مَعَهُ حَتَّى صِرْنَا إِلَى السُّوقِ، فَإِذَا نَحْنُ فِي أَوَّلِ السُّوقِ بِرَجُلٍ جَزَّارٍ شَيْخٍ كَبِيرٍ قَائِمٍ عَلَى بَيْعِهِ يُعَالِجُ مِنَ وَرَاءِ ضَعْفٍ فَوَقَعَتْ لَهُ فِي قَلْبِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رِقَّةٌ، فَهَمَّ أَنْ يَقْصِدَهُ وَيُسَّلِمَ عَلَيْهِ وَيَدْعُوَ لَهُ إِذْ هَبَطَ عَلَيْهِ جِبْرِيلُ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلامَ وَيَقُولُ لَكَ لَا تُسَلِّمْ عَلَى الْجَزَّارِ، فَاغْتَمَّ مِنْ ذَلِكَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يُدْرَى أَيُّ سَرِيرَةٍ بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللَّهِ إِذْ مَنَعَهُ مِنْهُ، وَانْصَرَفَ وَانْصَرَفْتُ مَعَهُ وَلَمْ يَدْخُلِ السُّوقَ، فَلَمَّا كَانَ مِنْ غَدٍ تَفَرَّقَ أَصْحَابُهُ، فَقَالَ لِي: قُمْ بِنَا نَدْخُلْ إِلَى السُّوقِ فَنَنْظُرَ أَي شئ حَدَثَ اللَّيْلَةَ عَلَى الْجَزَّارِ، فَقَامَ وَقُمْتُ مَعَهُ حَتَّى جِئْنَا إِلَى السُّوقِ فَإِذَا نَحْنُ بِالْجَزَّارِ قَائِمًا عَلَى بَيْعِهِ كَمَا رَأَيْنَاهُ بِالأَمْسِ، فَهَمَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَقْصِدَهُ وَيَسْأَلَهُ أَيُّ سريرة بَينه وَبَين الله عزوجل إِذْ مَنَعَهُ عَنْهُ، فَهَبَطَ عَلَيْهِ جِبْرِيلَ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلامَ وَيَقُولُ لَكَ سَلِّمْ عَلَى الْجَزَّارِ، فَقَالَ لَهُ: حَبِيبِي جِبْرِيلُ أَمْسِ مَنَعْتَنِي عَنْهُ وَالْيَوْمَ أَمَرْتَ بِهِ.
قَالَ: نَعَمْ يَا مُحَمَّدُ
إِنَّ الْجَزَّارَ اللَّيْلَةَ وَعَكَتْهُ الْحُمَّى وَعْكًا شَدِيدًا فَسَأَلَ رَبَّهُ وَتَضَّرَعَ إِلَيْهِ، فَقَبِلَهُ عَلَى مَا كَانَ مِنْهُ، فَاقْصِدْهُ يَا مُحَمَّدُ وَسَلِّمْ عَلَيْهِ وَبَشِّرْهُ وَانْصَرِفْ، فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ قَبِلَهُ عَلَى مَا كَانَ مِنْهُ، فَقَصَدَهُ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَانْصَرَفَ وَانْصَرَفْتُ مَعَهُ ".
هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ بِلا شَكٍّ، قبح من يضع مثل هَذَا الذى لَا معنى لَهُ.(2/252)
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: دِينَار مَوْلَى أَنَس يروي عَنْهُ أَشْيَاء مَوْضُوعَة لَا يَحِلُّ ذِكْرُهُ إِلا بِالْقَدْحِ فِيهِ.
بَاب اتِّخَاذ الدَّجَاج لمن لَا يقدر على الْغنم أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك أَنبأَنَا الجوهرى عَن الدَّارقطني عَنْ أَبِي حَاتِمٍ الْبُسْتِيِّ حَدَّثَنَا عبد الله بن مُحَمَّد القيراطى حَدثنَا عبد الله بْنِ يَزِيدَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عبيد الله عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الدَّجَاج غنم فَقَرَأَ أُمَّتِي، وَالْجُمُعَةُ حَجُّ فُقَرَائِهَا ".
قَالَ أَبُو حَاتِم: هَذَا مَوْضُوع لَا أَصْلَ لَهُ، والاحتجاج بِهِشَام بَاطِل.
قَالَ الدَّارقطني: هَذَا الحَدِيث كذب مَوْضُوع، وَالْحمل فِيهِ على عبد الله بن يزِيد ويلقب بحمش.
بَاب تَدْبِير الْمصَالح أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَطِيبُ أَنْبَأَنَا مُحَمَّد ابْن عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ جَعْفَرٍ الْبَرْذَعِيُّ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ الْعَطَّارُ حَدَّثَنِي أَبُو اللَّيْثِ سَعِيدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَعِيدٍ الأَنْمَاطِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الأُشْنَانِيُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ حَدثنَا عبد الله بْنُ إِدْرِيسَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَمْرو بن مرّة عَن عبد الرحمن بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: تَفَضَّلْتُ عَلَى عَبْدِي بِأَرْبَعِ خِصَالٍ: سَلَّطْتُ الدَّابَّةَ عَلَى الْحَبَّةِ
وَلَوْلَا ذَلِك لَا دخرها الْمُلُوكُ كَمَا يَدَّخِرُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ، وَأَلْقَيْتُ النَّتَنَ عَلَى الْجَسَدِ وَلَوْلا ذَلِكَ مَا دَفَنَ خَلِيلٌ خَلِيلَهُ أَبَدًا، وَسَلَّطْتُ السُّلُوَّ عَلَى الْحُزْنِ، وَلَوْلَا ذَلِك لَا نقطع النَّسْلُ، وَقَضَيْتُ الأَجَلَ وَأَطَلْتُ الأَمَلَ، وَلَوْلا ذَلِكَ لَخَرِبَتِ الدُّنْيَا وَلَمْ يتهن ذُو معيشة بمعيشته ".(2/253)
هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَهَذَا الأُشْنَانِيّ هُوَ مُحَمَّد بن عبد الله بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْن ثَابِت، وَإِنَّمَا دلسه سَعِيد بْن أَحْمَدَ.
قَالَ الدَّارقطني: الأُشْنَانِيّ كَذَّاب دجال، وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ وضعا فَاحِشا، قَالَ: وَمَا أبعد أَن يكون هُوَ الرَّاوِي لهَذَا الحَدِيث، لِأَن لَهُ عَنْ يَحْيَى بْن معِين بِهَذَا الإِسْنَادِ حَدِيثا آخر.(2/254)
كتاب النِّكَاح
بَاب الْخَوْف من فتْنَة النِّسَاء أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك بْنُ خَيْرُونٍ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنبأَنَا ابْن عَدِيٍّ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ عَاصِمٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ زِيَادٍ الدورقى حَدثنَا عبد الرحيم بْنُ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ عَنْ أَبِيهِ عَن سعيد ابْن الْمُسَيِّبِ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْلا النِّسَاءُ لَعُبِدَ اللَّهُ حَقًّا حَقًّا ".
هَذَا حَدِيث لَا أَصْلَ لَهُ.
وَفِيهِ عبد الرحيم بْن زَيْد الْعمي.
قَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بشئ هُوَ وَأَبوهُ، وَقَالَ مرّة: عبد الرحيم كَذَّاب خَبِيث، وَقَالَ النَّسَائِيّ: مَتْرُوك الحَدِيث، وَقَالَ ابْن عَدِيّ: هَذَا حَدِيث مُنكر لَا أعرفهُ إِلا من هَذَا الطَّرِيق،
وكل أَحَادِيثه لَا يُتَابِعه الثقاة عَلَيْهَا.
قَالَ ابْنُ حَنْبَل: لَا يجوز الِاحْتِجَاج بزيد.
قَالَ الْبُخَارِيّ: وَمُحَمَّد بْن عِمْرَان مُنكر الحَدِيث يَتَكَلَّمُونَ فِيهِ.
بَاب الحذر من النِّسَاء الاجانب أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ أَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّد عبد الله بن زيد الْهَمدَانِي حَدثنَا الدَّارقطني حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْفَارِسِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنُ نَجْدَةَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الطَّبَّاعُ حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ مُبشر حَدثنَا معقل بن عبيد الله عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ " أَنَّ امْرَأَةً أَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَلَسَتْ إِلَيْهِ تُكَلِّمُهُ فِي حَاجَتِهَا وَقَامَتْ فَأَرَادَ رَجُلٌ أَنْ يَقْعُدَ فِي مَكَانِهَا فَنَهَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَقْعُدَ حَتَّى يَبْرُدَ مَكَانُهَا ".
تفرد بِهِ شُعَيْب بْن مُبشر.
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يتفرد عَن الثقاة بِمَا لَيْسَ من حَدِيث الْأَثْبَات، لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ.(2/255)
بَاب فِي شكوى الْعزبَة أَنْبَأَنَا عَبْدُ الأَوَّلُ بْنُ عِيسَى حَدثنَا الداوودى أَنْبَأَنَا ابْنُ أَعْيَنَ السَّرَخْسِيُّ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خُرَيْمٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ بن حميد حَدثنَا عبد الرحيم بْنُ هَارُونَ الْوَاسِطِيُّ حَدَّثَنَا فَايِدُ بن عبد الرحمن عَن عبد الله بْنِ أَبِي أَوْفَى قَالَ: " وَاللَّهِ إِنَّا لَجُلُوسٌ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ جَاءَهُ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَهْلَكَنِي الشَّبَقُ وَالْجُوعُ، فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا أَعْرَابِيُّ الشَّبَقُ وَالْجُوعُ؟ قَالَ: هُوَ ذَاكَ.
قَالَ: فَاذْهَبْ فَأَوَّلُ امْرَأَةٍ تَلْقَاهَا لَيْسَ لَهَا زَوْجٌ فَهِيَ امْرَأَتُكَ.
قَالَ الأَعْرَابِيُّ: فَدَخَلْتُ نَحْلَ بَنِي النَّجَّارِ فَإِذَا جَارِيَةٌ تَخْتَرِفُ فِي زَبِيلٍ فَقُلْتُ لَهَا: يَا ذَاتَ الزَّبِيلِ هَلْ لَكِ زَوْجٌ؟ قَالَتْ: لَا.
قُلْتُ: انْزِلِي فَقَدْ زَوَّجَنِيكِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ: فَنَزَلَتْ فَانْطَلَقْتُ مَعَهَا إِلَى مَنْزِلِهَا.
فَقَالَتْ لأَبِيهَا: إِنَّ
هَذَا الأَعْرَابِيَّ أَتَانِي وَأَنَا أَخْتَرِفُ فِي الزَّبِيلِ فَسَأَلَنِي: هَلْ لَكِ زَوْجٍ.
فَقُلْتُ: لَا.
فَقَالَ: انْزِلِي فَقَدْ زَوَّجَنِيكِ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
فَخَرَجَ أَبُو الْجَارِيَةِ إِلَى الاعرابي، فَقَالَ لَهُ الاعرابي: ماذات الزَّبِيلِ مِنْكَ؟ قَالَ: ابْنَتِي.
قَالَ: هَلْ لَهَا زَوْجٌ؟ قَالَ: لَا.
قَالَ: فَقَدْ زَوَّجَنِيهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
فَانْطَلَقَتِ الْجَارِيَةُ وَأَبُو الْجَارِيَةِ إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هَلْ لَهَا زَوْجٌ؟ قَالَ: لَا.
قَالَ: فَاذْهَبْ فَأَحْسِنْ جِهَازَهَا ثُمَّ ابْعَثْ بِهَا إِلَيْهِ.
فَانْطَلَقَ أَبُو الْجَارِيَةِ فَجَهَّزَ ابْنَتَهُ وَأَحْسَنَ الْقِيَامَ، ثُمَّ بَعَثَ مَعَهَا بِتَمْرٍ وَلَبَنٍ، فَجَاءَتْ بِهِ إِلَى بَيْتِ الأَعْرَابِيِّ، فَانْصَرَفَ الأَعْرَابِيُّ إِلَى بَيْتِهِ فَرَأَى جَارِيَةً مُصَنَّعَةً وَرَأَى تَمْرًا وَلَبَنًا، فَقَامَ إِلَى الصَّلاةِ، فَلَمَّا طَلَعَ الْفَجْرُ غَدَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَغَدا أَبُو الْجَارِيَةِ عَلَى ابْنَتِهِ فَقَالَتْ: وَاللَّهِ مَا قَرَبَنَا وَلا قَرَبَ تَمْرَنَا وَلا لَبَنَنَا.
فَانْطَلَقَ أَبُو الْجَارِيَةِ إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ.
فَدَعَا الأَعْرَابِيَّ فَقَالَ: يَا أَعْرَابِيُّ مَا مَنَعَكَ أَن تكون أَلممْت بأهلك؟(2/256)
فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ انْصَرَفْتُ مِنْ عِنْدِكَ وَدَخَلْتُ الْمَنْزِلَ فَإِذَا جَارِيَةٌ مُصَنَّعَةٌ وَرَأَيْتُ تَمْرًا وَلَبَنًا، فَكَانَ يَجِبُ - لِلَّهِ عَلَيَّ - أَنْ أُحْيِيَ لَيْلَتِي إِلَى الصَّبَاحِ.
قَالَ: يَا أَعْرَابِيُّ أَلْمِمْ بِأَهْلِكَ ".
هَذَا حَدِيث لَا يَصح، فِيهِ آفتان.
إِحْدَاهمَا فَايِد.
قَالَ أَحْمَد وَالنَّسَائِيّ: هُوَ مَتْرُوك الحَدِيث، وَقَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بِثِقَةٍ، وَقَالَ أَبُو حَاتِمِ الرَّازِيّ: ذَاهِب الحَدِيث لَا يكْتب حَدِيثه.
وَالثَّانيَِة عبد الرحمن بْن هَارُون، وَالظَّاهِر أَن الْبلَاء مِنْهُ.
قَالَ الدَّارقطني: هُوَ مَتْرُوك الحَدِيث يكذب.
بَاب فضل المتزوج على العزب فِيهِ عَنْ أَنَس وَأبي هُرَيْرَةَ:
فَأَما حَدِيث أَنَس فَأَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الْحَافِظُ أَنْبَأَنَا ابْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا الْعَتَيقِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ الدَّخِيلِ حَدَّثَنَا الْعَقِيلِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَنِيفَةَ النَّصِيبِيُّ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ جَبَلَةَ حَدَّثَنَا مُجَاشِعُ بْنُ عَمْرٍو حَدَّثَنَا عبد الرحمن بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " رَكْعَتَانِ مِنَ الْمُتَزَوِّجِ أَفْضَلُ مِنْ سَبْعِينَ رَكْعَةٍ مِنَ الْعَزَبِ ".
قَالَ الْعَقِيلِيّ: مجاشع حَدِيثه مُنكر غير مَحْفُوظ.
قَالَ يَحْيَى بْن معِين: قَدْ رَأَيْته أحد الْكَذَّابين.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يضع الحَدِيث على الثقاة لَا يَحِلُّ ذِكْرُهُ إِلا بِالْقَدْحِ.
وَأما حَدِيث أَبِي هُرَيْرَةَ فَلهُ طَرِيقَانِ: الطَّرِيق الأول: أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ أَنْبَأَنَا عُمَرُ بْنُ سِنَانٍ حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُف مُحَمَّد ابْن أَحْمَدَ الرَّقِّيُّ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ إِسْمَاعِيل عَن عبد الله عَنْ صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ(2/257)
قَالَ: " لَوْ لَمْ يَبْقَ مِنْ أَجَلِي إِلا يَوْمٌ وَاحِدٌ لَلَقِيتُ اللَّهَ بِزَوْجَةٍ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: شِرَارُكُمْ عُزَّابُكُمْ ".
هَذَا حَدِيث لَا يَصح وَصَالح هُوَ مَوْلَى التَّوْأَمَة مَجْرُوح.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: وخَالِد ابْن إِسْمَاعِيل يضع الحَدِيث.
الطَّرِيق الثَّانِي: رَوَى يُوسُفُ بْنُ السَّفَرِ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: " شِرَارُكُمْ عُزَّابُكُمْ، رَكْعَتَانِ مِنْ مُتَأَهِّلٍ خَيْرٌ مِنْ سَبْعِينَ رَكْعَةً مِنْ غَيْرِ مُتَأَهِّلٍ ".
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: هَذَا حَدِيث مَوْضُوع.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ وَالنَّسَائِيّ: يُوسُف مَتْرُوك الْحَدِيثِ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمِ بْنُ حِبَّانَ: يروي عَنِ الأَوْزَاعِيّ مَا لَيْسَ من
حَدِيثه، فَلَا يشك السَّامع أَنَّهَا مَوْضُوعَة، لَا يَحِلُّ الِاحْتِجَاج بِهِ بِحَال.
وَقَالَ الدَّارقطني: مَتْرُوك يكذب.
بَاب التَّزَوُّج لِلْحسنِ أَو لِلْمَالِ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ عَنْ الدَّارقطني عَن أبي حَاتِم بن حبَان حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُعَافَى حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلَام ابْن عَبْدِ الْقُدُّوسِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي عَبْلَةَ قَالَ قَالَ أَنَسٌ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ تَزَوَّجَ امْرَأَةً لعزها لم يزده الله عزوجل إِلا ذُلا، وَمَنْ تَزَوَّجَ امْرَأَةً لماها لم يزده الله عزوجل إِلا فَقْرًا، وَمَنْ تَزَوَّجَ امْرَأَةً لحسنها لم يزده الله عزوجل إِلا دَنَاءَةً، وَمَنْ تَزَوَّجَ امْرَأَةً لَمْ يَتَزَوَّجْهَا إِلا لِيَغُضَّ بَصَرَهُ أَوْ يُحَصِّنَ فَرْجَهُ أَوْ يَصِلَ رَحِمَهُ بَارَكَ اللَّهُ لَهُ فِيهَا وَبَارَكَ لَهَا فِيهِ ".
هَذَا حَدِيث مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ ضد مَا فِي الصَّحِيحَيْنِ " تنْكح الْمَرْأَة لما لَهَا ولحسنها ولجمالها ولدينها ".(2/258)
قَالَ أَبُو حَاتِم بن حبَان: عَبْد السَّلَام يروي الموضوعات لَا يَحِلُّ الاحْتِجَاجُ بِهِ بِحَال.
قَالَ النَّسَائِيُّ: عَمْرو بْن عُثْمَان مَتْرُوك الحَدِيث.
بَاب التَّزَوُّج إِلَى جُهَيْنَة أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك أَنبأَنَا الجوهرى عَن الدَّارقطني عَنْ أَبِي حَاتِمٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا ظَبْيَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ ظَبْيَانَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَمْرِو ابْن مُرَّةَ الْجُهَنِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: " مَنْ لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنَةٌ يرجوها فلينكج امْرَأَةً مِنْ جُهَيْنَةَ ".
هَذَا لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لَا يَحِلُّ الاحْتِجَاجُ بظبيان، يرْوى عَن أَبِيه الْعَجَائِب.
بَاب اتِّخَاذ السرارى أَنْبَأَنَا زَاهِرُ بْنُ طَاهِرٍ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَيْهَقِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَاكِمُ حَدَّثَنَا أَبُو زَكَرِيَّا الْبَحِيرِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الله البوسنجى حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الْحُصَيْنِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُلاثَةَ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنِ عَطَاءٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ مَالِكِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عَلَيْكُمْ بِالسَّرَارِيِّ فَإِنَّهُنَّ مُبَارَكَاتُ الأَرْحَامِ ".
هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ: عُثْمَان بْن عَطَاء لَا يحْتَج بِهِ، وَقَالَ عَلِيّ بْن الْجُنَيْد: مَتْرُوك.
وَأما مُحَمَّد ابْن علاثة، قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يروي الموضوعات عَن الثقاة لَا يحل كتب حَدِيثه.
وَأما عَمْرو بْن الْحُصَيْن فَقَالَ ابْن حبَان الرَّازِيّ: لَيْسَ بشئ.
طَرِيق آخر: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْمُبَارَكِ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ المظفر أَنبأَنَا أَحْمد ابْن مُحَمَّدٍ الْعَتَيقِيُّ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ الدَّخِيلِ حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الْعُقَيْلِيُّ حَدَّثَنى جدى(2/259)
حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ حَدَّثَنَا ثَوْرٌ عَنْ مَكْحُولٍ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [يَقُول] : " اتَّخِذُوا السَّرَارِيَّ فَإِنَّهُنَّ مُبَارَكَاتُ الأَرْحَامِ وَإِنَّهُنَّ أَنْجَبُ أَوْلادًا.
ثُمَّ قَالَ أَبُو الدَّرْدَاء: يالها مِنْ زَوْجَةٍ مَرْغُوبٍ عَنْهَا " هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ النَّسَائِيُّ: حَفْص بْن عُمَرَ الْأَيْلِي لَيْسَ بِثِقَة، وَقَالَ ابْن حِبَّانَ: كَانَ يقلب الْأَسَانِيد، وَقَالَ الدَّارقطني: مَتْرُوك، وَقَالَ الْعَقِيلِيّ: لَا يَصح فِي السراري عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم شئ.
بَاب تزوج الْمَرْأَة بالفاسق أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ أَنبأَنَا الجوهرى عَن الدَّارقطني عَن أبي حَاتِم بن
حبَان حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا وَارِثُ بْنُ الْفَضْلِ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّد الْبَلْخِيُّ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ زَوَّجَ كَرِيمَتَهُ مِنْ فَاسِقٍ فَقَدْ قَطَعَ رَحِمَهَا ".
هَذَا لَيْسَ مِنْ كَلامِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ ابْن حبَان: الْحسن ابْن مُحَمَّد يروي الْأَشْيَاء الْمَوْضُوعَة، وَإِنَّمَا هَذَا من كَلَام الشّعبِيّ وَرَفعه إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم بَاطِل.
بَاب الدُّعَاء لقباح النِّسَاء بالرزق أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا الْعَتَيقِيُّ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا الْعُقَيْلِيُّ حَدثنَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن سَلْمَان الرَّازِيُّ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَلِيٍّ النَّاقِدُ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيُّ حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَن أَبى قبيل عَن عبد الله بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ " أَنَّ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَا لِقِبَاحِ أُمَّتِهِ بِالرِّزْقِ ".(2/260)
هَذَا حَدِيث مَوْضُوع.
قَالَ الدَّارقطني: مُوسَى بْن هَارُون مَتْرُوك، وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ مغفلا يلقن فيتلقن.
بَاب التَّزَوُّج بالحرائر فِيهِ عَنْ عَليّ وَابْن عَبَّاسٍ وَأنس: فَأَما حَدِيث على فَأَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُوِر بْنُ خَيْرُونٍ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْبَكَّائِيُّ حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ عَمْرِو بْنِ جُمَيْعٍ عَنْ جُوَيْبِرٍ عَنِ الضَّحَّاكِ عَنِ عَلِيٍّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من سره أَن يلقى الله عزوجل طَاهِرًا مُطَهَّرًا فَلْيَتَزَوَّجِ الْحَرَائِرَ ".
وَأما حَدِيث ابْن عَبَّاس فَأَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ حَدَّثَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا بُهْلُولُ بْنُ إِسْحَاقَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ أَبُو عَلِيٍّ النَّيْسَابُورِيُّ حَدَّثَنَا نَهْشَلُ بْنُ سَعِيدٍ عَنِ الضَّحَّاكِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَلْقَى اللَّهَ طَاهِرًا مُطَهَّرًا فليتزوج الْحَرَائِر ".
وَأَمَّا حَدِيثُ أَنَسٍ فَأَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ حَدَّثَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سِنَانٍ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ حَدَّثَنَا سَلامُ بْنُ سَوَّارٍ حَدثنَا كثير ابْن سُلَيْمٍ عَنِ الضَّحَّاكِ قَالَ سَمِعْتُ أَنَس بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ أَرَادَ أَنْ يَلْقَى اللَّهَ طَاهِرًا فَلْيَتَزَوَّجِ الْحَرَائِرَ ".
هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أما حَدِيث عَليّ فَفِيهِ جُوَيْبِر.
قَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل: لَا يشْتَغل بحَديثه، وَقَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بشئ.
وَفِيهِ عَمْرو بْن جَمِيع.
قَالَ يَحْيَى: كَذَّاب خَبِيث، وَقَالَ ابْن عَدِيّ: كَانَ يتهم بِالْوَضْعِ، وَقَالَ النَّسَائِيّ: هُوَ وجويبر مَتْرُوكَانِ.(2/261)
وَأما حَدِيث ابْن عَبَّاس فَفِيهِ نهشل.
قَالَ ابْنُ رَاهَوَيْه: كَانَ نهشل كذابا، وَقَالَ النَّسَائِيّ: مَتْرُوك الْحَدِيثِ، وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يَرْوِي عَن الثقاة مَا لَيْسَ مِنْ أَحَادِيثِهِمْ لَا يَحِلُّ كَتْبُ حَدِيثِهِ إِلا عَلَى التَّعَجُّب.
وَفِيهِ مُحَمَّد بْن مُعَاوِيَةَ رَمَاه أَحْمد وَيحيى وَالدَّارقطني بِالْكَذِبِ، وَقَالَ النَّسَائِيّ: لَيْسَ بِثِقَة مَتْرُوك الحَدِيث.
وَأما حَدِيث أَنَس فَفِيهِ كَثِير بْن سليم.
قَالَ النَّسَائِيّ: مَتْرُوك الحَدِيث، وَقَالَ ابْن حِبَّانَ: يروي عَنْ مَا لَيْسَ من حَدِيثه وَيَضَع عَلَيْهِ، وَقَالَ ابْن عدى: سَلام مُنكر الحَدِيث.
بَاب السُّؤَال عَن شعر الْمَرْأَة أَنْبَأَنَا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الحريري أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَتْح أَنبأَنَا الدَّارقطني
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زَكَرِيَّا حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ الرَّبَّاعُ حَدَّثَنَا ابْنُ عُلاثَةَ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا تَزَوَّجَ أَحَدُكُمُ الْمَرْأَةَ فَلْيَسْأَلْ عَنْ شَعْرِهَا كَمَا يَسْأَلُ عَنْ وَجْهِهَا، فَإِنَّ الشَّعْرَ أَحَدُ الْجَمَالَيْنِ ".
هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالْمُتَّهَم بِهِ الْحسن ابْن عَلِيٍّ وَهُوَ الْعَدَوِيّ.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ.
وَلذَلِك قَالَ ابْنُ حِبَّانَ على من رأى ويروي عَمَّن لم يره.
وَقَالَ الدَّارقطني: مَتْرُوك.
وَأما ابْن علاثة فَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يَرْوِي الْمَوْضُوعَاتِ عَنِ الثقاة لَا يحل الِاحْتِجَاج بِهِ.
بَاب نهى المتزوج أَن يدْخل على الْمَرْأَة حَتَّى يُعْطِيهَا شَيْئا أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا الْعَتَيقِيُّ أَنْبَأَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا الْعُقَيْلِيُّ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عمر والعمى حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ الْحَنَفِيُّ حَدَّثَنَا عِصْمَةُ بْنُ الْمُتَوَكِّلِ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي حَمْزَة سَمِعت ابْن عَبَّاس(2/262)
يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ تَزَوَّجَ امْرَأَةً فَلا يَدْخُلْ عَلَيْهَا حَتَّى يُعْطِيَهَا شَيْئًا وَإِنْ لَمْ يَجِدْ إِلا أَحَدَ نَعْلَيْهِ ".
هَذَا حَدِيث لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وعصمة يهم وَلا يضْبط قَالَ الْعَقِيلِيّ: لَيْسَ لهَذَا الحَدِيث أصل.
بَاب أول الْمهْر أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الرَّزَّاقِ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الأَخْضَرِ أَنْبَأَنَا ابْنُ شَاهِينَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى بْنُ السَّكِينُ حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ الْحَكَمِ الرَّسْعَنِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْقُدُّوسِ بْنُ الْحَجَّاجِ حَدَّثَنَا مُبَشِّرُ بْنُ عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَأَةَ عَنْ عَطَاءٍ وَعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ جَابِرِ بن عبد الله قَالَ قَالَ
رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا مَهْرَ دُونَ عَشَرَةِ دَرَاهِمَ ".
طَرِيق آخر: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ أَنْبَأَنَا ابْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا الْعَتَيقِيُّ أَنْبَأَنَا يُوسُفُ ابْن أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا الْعَقِيلِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْوَلِيدِ الأَنْطَاكِيُّ حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ حَدَّثَنَا مُبَشِّرُ بْنُ عُبَيْدٍ عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَأَةَ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ جَابِرِ بن عبد الله قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَنْكِحُ النِّسَاءَ إِلا الأَكْفَاءُ وَلا يُزَوِّجُوهُنَّ إِلا الأَوْلِيَاءُ وَلا مَهْرَ دُونَ عَشَرَةِ دَرَاهِمَ ".
طَرِيق ثَالِث: أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ حَدَّثَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عبد الرحيم بْنِ سَهْمٍ حَدَّثَنِي بَقِيَّةُ حَدَّثَنِي مُبَشِّرُ بْنُ عُبَيْدٍ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تُنْكِحُوا النِّسَاءَ إِلا مِنَ الأَكْفَاءِ وَلا يُزَوِّجُوهُنَّ إِلا الأَوْلِيَاءُ وَلا مَهْرَ دُونَ عَشَرَةِ دَرَاهِمَ " قَالَ أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ: هَذَا الحَدِيث مَعَ اخْتِلَاف أَلْفَاظه فِي الْمُتُون وَاخْتِلَاف إِسْنَاده بَاطِل لَا يرويهِ إِلا مُبشر.
قَالَ أَحْمد: مُبشر لَيْسَ بشئ، أَحَادِيثه(2/263)
مَوْضُوعَات كذب يضع الحَدِيث، وَقَالَ الدَّارقطني: يكذب، وَقَالَ ابْن حِبَّانَ: يروي عَن الثقاة الموضوعات لَا يحل كتب حَدِيثه إِلا على التَّعَجُّب.
وَقَدْ روى دَاوُد الأيادي عَنِ الشّعبِيّ عَنْ عَليّ أَنَّهُ قَالَ: " لَا صدَاق أقل من عَشْرَة دَرَاهِم ".
قَالَ يحيى: دَاوُد لَيْسَ حَدِيثه بشئ.
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ دَاوُد يَقُولُ بالرجعة، ثُمَّ إِن الشّعبِيّ لم يسمع من عَليّ.
وَقَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل: لقن غياث دَاوُد عَنِ الشّعبِيّ عَنْ عَليّ " لَا يكون مهْرا أقل من عشرَة دَرَاهِم " فَصَارَ حَدِيثا.
بَاب إِجَابَة الدعْوَة أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بكر أَحْمد بن عَليّ قَالَ: قَرَأت فِي كتاب
أبي الْقَاسِمِ الثَّلاجِ بِخَطِّهِ حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ عَلانَ الْخَرَّاطُ قَالَ سَمِعْتُ الدَّقِيقِيَّ يَقُولُ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَجِيبُوا صَاحِبَ الْوَلِيمَةِ فَإِنَّهُ مَلْهُوفٌ ".
قَالَ الْخَطِيب: هَذَا حَدِيث بَاطِل، وَالْحمل فِيهِ على الْخَرَّاط إِن كَانَ ابْن الثلاج صدق فِي رِوَايَته عَنْهُ.
قَالَ المُصَنّف قلت: ابْن الثلاج اسْمه عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله بن إِبْرَاهِيم كَانَ الدَّارقطني وَغَيره يَتَّهِمُونَهُ بِوَضْع الْأَحَادِيث، وَقَالَ الازهرى: كَانَ يضع الحَدِيث.
بَاب نثر التَّمْر على رَأس المتزوج أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ أَنْبَأَنَا أَبُو عُمَرَ بْنُ مَهْدِيٍّ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ حَدثنَا عبيد الله بْنُ النُّعْمَانِ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سَلامٍ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي دَاوُدَ قَالَ حَدَّثَنى مَنْصُور بن عبد الرحمن عَنْ أُمِّهِ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ عَنْ عَائِشَةَ " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَزَوَّجَ امْرَأَةً مِنْ نِسَائِهِ فَنَثَرُوا عَلَى رَأْسِهِ تَمْرَ عَجْوَةٍ " هَذَا حَدِيث بَاطِل.
وَسَعِيد بن سَلام لَيْسَ بشئ، وَقَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل: هُوَ كَذَّاب، وَقَالَ الْبُخَارِيّ: قَدْ ذكر بِوَضْع الحَدِيث، وَقَالَ الدَّارقطني: مَتْرُوك يحدث بالاباطيل.(2/264)
بَاب نثار الْعرس فِيهِ عَنْ مُعَاذ وَأنس.
فَأَما حَدِيث مُعَاذ فَلهُ طَرِيقَانِ: الطَّرِيق الأول: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ أَنْبَأَنَا ابْنُ الْمُظَفَّرِ حَدَّثَنَا الْعَتَيقِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ الدَّخِيلِ حَدَّثَنَا الْعَقِيلِيُّ حَدَّثَنِي أَزْهَرُ بْنُ زُفَرَ الْحَضْرَمِيُّ حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ عُمَرَ الْعَتَكِيُّ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الأَنْصَارِيُّ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ عَنْ مَكْحُولٍ عَن عُرْوَة ابْن الزُّبَيْرِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " حَدَّثَنِي مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ أَنَّهُ شَهِدَ أَمْلاكَ رَجُلٍ مِنَ
الأَنْصَارِ مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَخَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَنْكَحَ الأَنْصَارِيَّ وَقَالَ: عَلَى الأُلْفَةِ وَالْخَيْرِ وَالطَّيْرِ الْمَيْمُونِ قِفُوا عَلَى رَأْسِ صَاحِبِكُمْ.
فَوَقَفُوا عَلَى رَأْسِهِ، وَأَقْبَلَتِ السِّلالُ فِيهَا الْفَاكِهَةُ وَالسُّكَّرُ فَنَثَرَ عَلَيْهِمْ، فَأَمْسَكَ الْقَوْمُ وَلَمْ يَنْتَهِبُوا، فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا أَزْيَنَ الْحِلْمَ أَلا تَنْتَهِبُونَ؟ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ نَهَيْتَنَا عَنِ النُّهْبَةِ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا، وَقَالَ إِنَّمَا نيهتكم عَنْ نُهْبَةِ الْعَسَاكِرِ وَلَمْ أَنْهَكْمُ عَنْ نُهْبَةِ الْوَلِيمَةِ، أَلا فَانْتَهِبُوا، قَالَ معَاذ: فو الله: لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَرِّرُنَا وَنُحَرِّرُهُ فِي ذَلِكَ النِّهَابِ ".
الطَّرِيق الثَّانِي: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ الْبَغْدَادِيُّ أَنْبَأَنَا حَمْدُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا فَارُوقُ الْخَطَّابِيُّ وَسُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ فِي جَمَاعَةٍ قَالُوا حَدَّثَنَا أَبُو مُسْلِمٍ الْكَشِّيُّ حَدَّثَنَا عِصْمَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْخَزَّازُ حَدَّثَنَا حَازِمٌ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ عَنْ لِمَازَةَ عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: " شَهِدَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمْلاكَ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالَ: عَلَى الْخَيْرِ وَالأُلْفَةِ وَالطَّائِرِ الْمَيْمُونِ وَالسَّعَةِ فِي الرِّزْقِ، بَارَكَ اللَّهُ لَكُمْ، دففوا على رَأسه، فجِئ بِدُفٍّ فَضُرِبَ بِهِ وَأَقْبَلَتِ الأَطْبَاقُ عَلَيْهَا فَاكِهَةٌ وَسُكَّرٌ فَنُثِرَ عَلَيْهِ، فَكف النَّاس أَيْديهم(2/265)
فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا لَكُمْ لَا تَنْتَهِبُونَ؟ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوَلَمْ تَنْهَ عَنِ النُّهْبَةِ؟ قَالَ: إِنَّمَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ نُهْبَةِ الْعَسَاكِرِ فَأَمَّا الْعَرَسَاتُ فَلا فَجَاذَبَهُمْ وَجَاذَبُوهُ ".
وَأما حَدِيث أَنَس فَأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا حَمَدُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْيَقْطِينِيُّ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ فِيلٍ الأَنْطَاكِيُّ حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ زِيَادٍ السُّوسِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ
حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الأَنْصَارِيُّ حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ " أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَهِدَ أَمْلاكَ رَجُلٍ وَامْرَأَةٍ مِنَ الأَنْصَارِ فَقَالَ: أَيْنَ شَاهِدُكُمْ؟ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا شَاهِدُنَا؟ قَالَ: الدُّفُّ، فَأَتَوْا بِهِ، فَقَالَ: اضْرِبُوا عَلَى رَأْسِ صَاحِبِكُمْ، ثُمَّ جَاءُوا بِأَطْبَاقِهِمْ فَنَثَرُوا، فَهَابَ الْقَوْمُ أَنْ يَتَنَاوَلُوا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا أَزْيَنَ الْحِلْمَ، مَا لَكُمْ لَا تَتَنَاوَلُونَ؟ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَمْ تَنْهَ عَنِ النُّهْبَةِ؟ قَالَ: نَهَيْتُكُمْ عَنِ النَّهِيبَةِ فِي الْعَسَاكِرِ وَأَمَّا هَذَا وَأَشْبَاهُهُ فَلا ".
هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ.
أَمَّا حَدِيثُ مُعَاذ فَفِي طَرِيقه الأَوَّل بِشْر بْن إِبْرَاهِيمَ وَهُوَ الْمُتَّهم بِهِ.
قَالَ الْعَقِيلِيّ: لَا يُتَابع على هَذَا الحَدِيث.
وَقَدْ روى عَنِ الأَوْزَاعِيّ: أَحَادِيث مَوْضُوعَة لَا يُتَابع عَلَيْهَا.
وَقَالَ ابْن عَدِيّ: هُوَ عِنْدِي مِمَّن يضع الحَدِيث على الثقاة وَلذَلِك قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ يضع الحَدِيث على الثقاة.
وَأما طَرِيقه الثَّانِي فَإِن حازما ولمازة مَجْهُولَانِ.
وَأما حَدِيث أَنَس فَفِيهِ خَالِد بْن إِسْمَاعِيلَ.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: يضع الحَدِيث على ثقاة الْمُسلمين.
وَقَالَ ابْن حِبَّانَ: لَا يَجُوزُ الاحْتِجَاجُ بِهِ بِحَالٍ.(2/266)
بَاب اجتلائه الْعَرُوس أَنبأَنَا أَبُو مَنْصُور بن خيرون أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا ابْنُ عَدِيٍّ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْمُمْتَنِعِ حَدَّثَنَا أَبُو الطَّاهِرِ حَدَّثَنَا ابْنُ وهب عَن الْقَاسِم بن عبد الله بْنِ عُمَرَ عَنْ عَبْد اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اجْتَلَى عَائِشَةَ عِنْدَ أَبَوَيْهَا قَبْلَ أَنْ يَبْنِيَ بِهَا ".
انْفَرد بِهِ الْقَاسِم عَنِ ابْن دِينَار، وَكَانَ أَحْمَد بْن حَنْبَل يرْمى الْقَاسِم بِالْكَذِبِ
وَقَالَ يحيى: هُوَ كَذَّاب خَبِيث.
بَاب محبَّة الزَّوْجَة أَنْبَأَنَا الْجُرَيْرِيُّ أَنْبَأَنَا الْعُشَارِيُّ حَدَّثَنَا الدَّارقطني حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى بْنُ السكين حَدثنَا عبد الله بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ جَابِر حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا الْمُوَقَّرِيُّ عَنِ الزَّهْرِيِّ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: " أَوَّلُ حُبٍّ كَانَ فِي الإِسْلامِ حُبُّ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَائِشَةَ ".
تفرد بِهِ الموقري وَلم يروه عَنْهُ غير مُوسَى بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَطَاء وَكِلَاهُمَا كَذَّاب قَالَ أَحْمَد: وَيَحْيَى الموقري لَيْسَ بشئ.
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: وَكَانَ مُوسَى بْن مُحَمَّد يضع الْأَحَادِيث على الثقاة.
بَاب مَا تصنع الْمَرْأَة إِذَا دخلت على زَوجهَا أَنبأَنَا ابْنُ خَيْرُونٍ أَنْبَأَنَا الْجَرِيرِيُّ عَنِ الدَّارقطني عَن أبي حَاتِم بن حبَان حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُف حَدثنَا عبد الله بْنُ وَهْبٍ النَّسَوِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو بَدْرٍ شُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ أَنْبَأَنَا خُصَيْفٌ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ " أَوْصَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَليّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ: يَا عَلِيُّ إِذَا دَخَلَتِ الْعُرُوسُ بَيْتَكَ فَاخْلَعْ خُفَّكَ حِينَ تَجْلِسُ وَاغْسِلْ رِجْلَهَا وَصُبَّ الْمَاءَ عَلَى بَابِ دَارك إِلَى أقْصَى دَارك(2/267)
فَإِنَّكَ إِذَا فَعَلْتَ أَخْرَجَ اللَّهُ من دَارك سبعين بابامن الْفَقْرِ وَأَدْخَلَ فِيهِ سَبْعِينَ بَابًا مِنَ الْبَرَكَةِ وَأَنْزَلَ عَلَيْهَا سَبْعِينَ رَحْمَةً وَتَأْمَنُ الْعَرُوسُ مِنَ الْجُنُونِ وَالْجُذَامِ وَالْبَرَصِ مَا دَامَتْ فِي تِلْكَ الدَّارِ، وَامْنَعِ الْعَرُوسَ فِي أُسْبُوعِهَا الأَوَّلِ مِنَ اللِّبَانِ وَالْخَلِّ وَالْكُزْبَرَةِ وَالتُّفَّاحَةِ الْحَامِضَةِ.
قَالَ عَلِيٌّ: يَا رَسُول الله لاى شئ أَمْنَعُهَا هَذهِ الأَشْيَاءَ الأَرْبَعَةَ؟ قَالَ: لأَنَّ الرَّحِمَ يَعْقَمُ وَيَمْرُدُ مِنْ هَذهِ الأَشْيَاءِ عَنِ الأَوْلادِ، وَالْحَصِيرُ فِي نَاحِيَةِ الْبَيْتِ خَيْرٌ مِنِ امْرَأَةٍ لَا تَلِدُ ".
وَذكر حَدِيثا طَويلا فِي ورقتين.
كَذَا قَالَ ابْنُ حِبَّانَ قَالَ وَعبد اللَّه بْن وَهْب شيخ دجال يضع الحَدِيث على الثقاة لَا يحل ذكره فِي الْكتب إِلا عَلَى سَبِيلِ الْجَرْحِ فِيهِ.
بَاب تَعْلِيم النِّسَاء سُورَة النُّور ومنعهن من سُكْنى الغرف وَتَعْلِيم الْكِتَابَة فِيهِ عَنِ ابْن عَبَّاسٍ وعَائِشَة: فَأَما حَدِيث ابْن عَبَّاس فَأَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ السَّمَرْقَنْدِيِّ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سَهْلٍ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ نَصْرٍ حَدَّثَنَا حَفْصٌ حَدَّثَنَا عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تُعَلِّمُوا نِسَاءَكُمُ الْكِتَابَةُ، وَلا تُسْكِنُوهُنَّ الْغُرَفَ الْعَلالِيَّ ".
وَقَالَ " خَيْرُ لَهْوِ الْمُؤْمِنِ السِّبَاحَةُ وَخَيْرُ لَهْوِ الْمَرْأَةِ الْمِغْزَلُ ".
هَذَا حَدِيث لَا يَصح.
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: جَعْفَر بْن حَفْص كَانَ يحدث عَنِ الثقاة بِمَا لم يحدثوا بِهِ.
وَقَالَ ابْن عدى: يحدث عَن الثقاة بِالْبَوَاطِيل وَله أَحَادِيث مَوْضُوعَات عَلَيْهِم.(2/268)
وَأما حَدِيث عَائِشَة فَأَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْبَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بن على ابْن ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ النرسى أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الله بْنِ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْن يَزِيدَ الدَّقَّاقُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَبُو عَبْد اللَّهِ الشَّامِيُّ حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ إِسْحَاقَ الدِّمَشْقِيُّ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تُسْكِنُوهُنَّ الْغُرَفَ وَلا تُعَلِّمُوهُنَّ الْكِتَابَةَ وَعَلِمُّوهُنَّ الْمِغْزَلَ وَسُورَةُ النُّورِ ".
هَذَا الحَدِيث لَا يَصح وَقَدْ ذكره أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَاكِمُ النَّيْسَابُورِيّ فِي صَحِيحه وَالْعجب كَيْفَ خَفِي عَلَيْهِ أمره.
قَالَ أَبُو حَاتِم بْن حِبَّانَ: كَانَ مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيمَ الشَّامِيّ يضع الحَدِيث على الشاميين لَا يحل الرِّوَايَة عَنْهُ إِلا عِنْد الِاعْتِبَار.
روى أَحَادِيث لَا أصُول لَهَا من كَلَام رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يحل الِاحْتِجَاج بِهِ.
بَاب الْمَكْر فِي النِّكَاح أَنْبَأَنَا ابْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَلانَ حَدَّثَنَا أَبُو الْفَتْحِ الأَزْدِيُّ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا الْحسن بن الطّيب ابْن حَمْزَةَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَوْصِلِيُّ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي مَالك عَن على ابْن عُرْوَةَ عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ أَخْبَرَنِي عبد الله بْنُ عَوْنٍ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَصْلُحُ الْمَكْرُ وَالْخَدِيعَةُ إِلا فِي النِّكَاحِ ".
هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ.
قَالَ يَحْيَى: على بن عُرْوَة لَيْسَ بشئ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ: هُوَ مَتْرُوك الحَدِيث.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يضع الحَدِيث بَاب ثَوَاب التَّقْبِيل والوطئ أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بكر أَحْمد بن عَليّ بن ثَابت(2/269)
الْخَطِيبُ أَخْبَرَنِي أَبُو الْوَلِيدِ الدَّرَبَنْدِيُّ أَنبأَنَا مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْحَافِظُ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرِ بْنِ خَلَفٍ حَدَّثَنَا أَبُو كَبِيرٍ سَيْفُ بْنُ حَفْصٍ حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الْجُنَيْدِ وَمُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ فَرْوَةَ قَالا حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ حَدَّثَنَا أَبُو سَهْلٍ الْمَدَائِنِيُّ - يَعْنِي الصَّبَّاحَ بْنَ سَهْلٍ عَنْ زِيَادِ بْنِ مَيْمُونٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: " كَانَتِ امْرَأَةً عَطَّارَةٌ يُقَالُ لَهَا الْحَوْلاءُ، فَجَاءَتْ إِلَى عَائِشَةَ فَقَالَتْ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ نَفْسِي لَكَ الْفِدَاءُ إِنِّي أُزَيِّنُ نَفْسِي لِزَوْجِي كُلَّ لَيْلَةٍ حَتَّى كَأَنِّي
الْعَرُوسُ أُزَفُّ إِلَيْهِ ".
وَذَكَرَ الْحَدِيثَ.
هَذَا مَا رَوَى الْخَطِيبُ وَقد روى لنا هدا الْحَدِيثَ بِطُولِهِ، وَهُوَ أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِلْحَوْلاءِ: " لَيْسَ مِنِ امْرَأَةٍ تَرْفَعُ شَيْئًا مِنْ بَيْتِهَا مِنْ مَكَانٍ أَوْ تَضَعُهُ فِي مَكَانٍ تُرِيدُ بِذَلِكَ إِصْلاحًا إِلا نَظَرَ اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهَا وَمَا نَظَرَ الله عزوجل إِلَى عبد قطّ فَعَذَّبَهُ ".
قَالَ: زِدْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ " لَيْسَ مِنِ امْرَأَةٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ تَحْمَلُ مِنْ زَوْجِهَا إِلا كَانَ لَهَا مِنَ الأَجْرِ كَأَجْرِ الصَّائِمِ الْقَائِمِ الْمُخْبِتِ الْقَانِتِ، فَإِذَا رَضَّعَتْهُ كَانَ لَهَا بِكُلِّ رَضْعَةٍ عِتْقُ رَقَبَةٍ، فَإِذَا فَطَمَتْهُ نَادَى مُنَادٍ من السَّمَاء أَيهَا الْمَرْأَةُ اسْتَأْنِفِي الْعَمَلَ فَقَدْ كُفِيتِ مَا مَضَى.
فَقَالَتْ عَائِشَةُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا لِلنِّسَاءِ وَالرِّجَالِ؟ قَالَ: مَا مِنْ رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَأْخُذُ بِيَدِ امْرَأَتِهِ يُرَاوِدُهَا إِلا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ عَشْرَ حَسَنَاتٍ فَإِذَا عَانَقَهَا فَعِشْرُونَ حَسَنَةً، فَإِذَا قَبَّلَهَا فَعِشْرُونَ وَمِائَةُ حَسَنَةٍ، فة ذَا جَامَعَهَا ثُمَّ قَامَ إِلَى مُغْتَسَلِهِ لَمْ يَمُرَّ الْمَاءُ عَلَى شَعْرَةٍ مِنْ جَسَدِهِ إِلا كَتَبَ اللَّهُ بِهَا عَشْرَ حَسَنَاتٍ وَحَطَّ عَنْهُ عشر خطيئات، وَإِن الله عزوجل لَيُبَاهِي بِهِ الْمَلائِكَةَ فَيَقُولُ: انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي قَامَ مِنْ هَذهِ اللَّيْلَة الشَّدِيدَة بَرْدُهَا فَاغْتَسَلَ مِنَ الْجَنَابَةِ مُؤْمِنًا، إِنِّي رَبُّهُ أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ غفرت لَهُ ".
قَالَ الدَّارقطني: هَذَا حَدِيث بَاطِل، وَقَالَ: ذهب عبد الرحمن بن مهدى(2/270)
وَأَبُو دَاوُد إِلَى زِيَاد بْن مَيْمُون فأنكرا عَلَيْهِ هَذَا الحَدِيث فَقَالَ: اشْهَدُوا أَنِّي قَدْ رجعت عَنْهُ.
قَالَ المُصَنّف قلت: قَالَ يَزِيد بْن هَارُون: كَانَ زِيَاد بْن مَيْمُون كذابا.
وَقَالَ يَحْيَى بن معِين: لَيْسَ بشئ لَا يساوى قَلِيلا وَلا كثيرا.
وَقَالَ الْبُخَارِيّ: تَرَكُوهُ.
وَأما الْمِصْبَاح بْن سُهَيْل فَقَالَ الْبُخَارِيّ والرازي وَأَبُو زُرْعَةَ:
هُوَ مُنكر الحَدِيث.
وَقَالَ ابْن حبَان: يروي الْمَنَاكِير عَنْ أَقوام مشاهير لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ.
بَاب النّظر إِلَى الْفَرَج فِيهِ عَنِ ابْن عَبَّاس وَأبي هُرَيْرَة: فَأَما حَدِيث ابْن عَبَّاس فَأَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ السَّمَرْقَنْدِيُّ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنِ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ خَالِدٍ حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا جَامَعَ أَحَدُكُمْ زَوْجَتَهُ أَوْ جَارِيَتَهُ فَلا يَنْظُرْ إِلَى فَرْجِهَا فَإِنَّ ذَلِكَ يُورِثُ الْعَمَى ".
قَالَ أَبُو حَاتِم بن حبَان: كَانَ بَقِيَّة يروي عَنْ كَذَّابين وثقاة وَيُدَلس، وَكَانَ لَهُ أَصْحَاب يسقطون الضُّعَفَاء من حَدِيثه ويسوونه فَيُشبه أَن يكون سَمِعَ هَذَا من بعض الضُّعَفَاء عَنِ ابْن جريج ثمَّ يُدَلس عَنهُ و - الترف -[التزق] بِهِ وَهَذَا مَوْضُوع.
وَأَمَّا حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ فَأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ أَنْبَأَنَا أَبُو نَصْرٍ عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَلانَ أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَتْحِ الأَزْدِيُّ أَنْبَأَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى الْمَقْدِسِيُّ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الفريابى حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الرحمن التُّسْتَرِيُّ عَنْ مُسْعَدِ بْنِ كَرَّامٍ عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا جَامع(2/271)
أَحَدُكُمْ فَلا يَنْظُرْ إِلَى الْفَرَجِ فَإِنَّهُ يُورِثُ الْعَمَى، وَلا يُكْثِرُ الْكَلامَ فَإِنَّهُ يُورِثُ الْخَرَسَ ".
قَالَ الْأَزْدِيّ: إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُف سَاقِط.
بَاب ثُبُوت الرجل مَعَ الْمَرْأَة الْفَاجِرَة
أَنبأَنَا أَبُو بَكْرٍ الْخَلالُ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ سُفْيَانَ عَنْ عبد بن جناد حَدثنَا عبيد الله بْنُ عُمَرَ عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ قَالَ: " أَتَى رَجُلٌ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنَّ امْرَأَتِي لَا تَدْفَعُ يَدَ لامِسٍ.
قَالَ: طَلِّقْهَا.
قَالَ: إِنِّي أُحِبُّهَا.
قَالَ: فَاسْتَمْتِعْ بِهَا ".
وَقَدْ رَوَاهُ عُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ وَحَسَّانُ بْنُ عَطِيَّةَ كِلاهُمَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُرْسَلا.
وَقَدْ حمله أَبُو بَكْر الْخلال على الْفُجُور وَلا يجوز هَذَا، وَإِنَّمَا يحمل على تفريطها فِي المَال لَو صَحَّ الحَدِيث.
قَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل: هَذَا الحَدِيث لَا يثبت عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَيْسَ لَهُ أصل.
بَاب فِي طَاعَة النِّسَاء فِيهِ عَنْ زَيْد بْن ثَابِت وعَائِشَة: فَأَما حَدِيث زيد فأنبأنا مُحَمَّد بن عبد الملك أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ حَدثنَا عُثْمَان بن عبد الرحمن الطرائقى عَن عَنْبَسَة بن عبد الرحمن عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَاذَانَ عَنْ أُمِّ سَعْدِ بِنْتِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " طَاعَةُ الْمَرْأَةِ نَدَامَةٌ ".
وَأما حَدِيث عَائِشَة فَأَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ أَنْبَأَنَا ابْنُ بَكْرَانَ أَنْبَأَنَا الْعَتَيقِيُّ أَنْبَأَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا الْعَقِيلِيُّ حَدَّثَنَا الْمُطَّلِبُ بْنُ شُعَيْبٍ حَدثنَا عبد الله بن صَالح(2/272)
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ هَاشِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي كَرِيمَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " طَاعَةُ النِّسَاءِ نَدَامَةٌ ".
هَذَانِ حديثان لَا يصحان.
أما حَدِيث زَيْد فَفِيهِ عَنْبَسَة.
قَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بشئ، وَقَالَ ابْن حِبَّانَ:
هُوَ صَاحب أَشْيَاء مَوْضُوعَة لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ وَلَا بعثمان بن عبد الرحمن.
وَأما حَدِيث عَائِشَة فَقَالَ الْعَقِيلِيّ: مُحَمَّد بْن سُلَيْمَانَ يُحَدِّثُ عَنْ هِشَام بَوَاطِيلُ لَا أصل لَهَا، مِنْهَا هَذَا الحَدِيث.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: مَا حدث بِهَذَا الحَدِيث عَن هِشَام إِلَّا ضَعِيف.
بَاب إِثْم مُخَالفَة الزَّوْج أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ السَّمَرْقَنْدِيِّ أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أبي الْفضل أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ حَدَّثَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمْدَانَ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زُرَيْقٍ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا مِسْعَرُ بْنُ عَطِيَّةَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ فِي الْجُمُعَةِ سَاعَةً لَنْ يَدْعُوَ اللَّهَ فِيهَا أَحَدٌ إِلا اسْتُجِيبَ لَهُ، إِلا أَنْ يَكُونَ امْرَأَةً زَوْجُهَا عَلَيْهَا غَضْبَانُ ".
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: هَذَا الْحَدِيثُ بَاطِل بِهَذَا الإِسْنَادِ.
وَإِسْمَاعِيل يحدث عَن الثقاة بِالْبَوَاطِيل، وَقَالَ ابْن حِبَّانَ: لَا يحل الرِّوَايَة عَنهُ.
بَاب ثَوَاب الْمَرْأَة إِذَا حملت وَوضعت فِيهِ عَن أبي هُرَيْرَة وَأنس: فَأَما حَدِيث أبي هُرَيْرَة فَأَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا ابْنُ عَدِيٍّ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا وَارِث بن(2/273)
الْفَضْلِ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّد الْبَلْخِيُّ حَدَّثَنَا عَوْفٌ وَهِشَامٌ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا حَمَلَتِ الْمَرْأَةُ فَلَهَا أَجْرُ الصَّائِمِ الْقَائِمِ الْمُخْبِتِ الْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَإِذَا ضَرَبَهَا الطَّلْقُ فَلا يَدْرِي أَحَدٌ مِنَ الْخَلائِقِ مَا لَهَا مِنَ الأَجْرِ، فَإِذَا وَضَعَتْ فَلَهَا بِكُلِّ رَكْعَةٍ عِتْقُ نَسَمَةٍ ".
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَا أصل لهَذَا الحَدِيث.
وَالْحَسَن بْن مُحَمَّد يروي الموضوعات
لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ، وَقَالَ أَبُو أَحْمد بن عدي: كل أَحَادِيثه مَنَاكِير.
وَأما حَدِيث أَنَس فَأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ قُرَيْشٍ أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُمَرَ الْبَرْمَكِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْوَرَّاقُ حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ الحربى حَدثنَا الْحُسَيْن بن عبد الله بْنِ يَزِيدَ الْعَطَّارِ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ الدِّمَشْقِيُّ حَدَّثَنَا أَبِي عَمَّارُ بْنُ نُصَيْرٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ الْخَوْلانِيُّ عَنْ أَنَسٍ " أَنَّ سَلامَةَ حَاضِنَةُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ تُبَشِّرُ الرِّجَالَ بِكُلِّ خَيْرٍ وَلا تُبَشِّرُ النِّسَاءَ [قَالَ] أَصُوَيْحِبَاتُكِ دَسَسْنَكِ لِهَذَا؟ قَالَتْ: أَجَلْ هُنَّ أَمَرْنَنِي، فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَمَا تَرْضَى إِحْدَاكُنَّ إِذَا كَانَتْ حَامِلا مِنْ زَوْجِهَا وَهُوَ عَنْهَا [رَاضٍ] أَنَّ لَهَا مِثْلَ أَجْرِ الصَّائِمِ الْقَائِمِ فِي سَبِيل الله عزوجل، فَإِذَا أَصَابَهَا الطَّلْقُ لَمْ يَعْلَمْ أَهْلُ السَّمَاءِ وَأَهْلُ الأَرْضِ مَا أُخْفِيَ لَهَا مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ، فَإِذَا وَضَعَتْ لَمْ يَخْرُجْ مِنْ لَبَنِهَا جَرْعَةٌ وَلا يُمْتَصُّ مِنْ ثَدْيِهَا مَصَّةٌ إِلا كَانَ لَهَا بِكُلِّ جَرْعَةٍ وَبِكُلِّ مَصَّةٍ حَسَنَةٌ، فَإِذَا أَسْهَرَهَا لَيْلَةً كَانَ لَهَا مِثْلُ أَجْرِ سَبْعِينَ رَقَبَةً يُعْتِقُهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، أَتَدْرِينَ لِمَنْ هَذَا لِلْمُتَعَفِّفَاتِ الصَّالِحَاتِ الْمُطِيعَاتِ أَزْوَاجَهُنَّ اللاتِي لَا يَكْفُرْنَ الْعَشِيرَةَ ".
قَالَ أَبُو حَاتِم بْن حِبَّانَ: عَمْرو بْن سَعِيد الَّذِي يروي هَذَا الحَدِيث الْمَوْضُوع عَنْ أَنَس لَا يحل ذكره فِي الْكتب إِلَّا على جِهَة الاختبار للخواص.(2/274)
بَاب ذكر الْبَنَات أَنْبَأَنَا زَاهِرُ بْنُ طَاهِرٍ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَيْهَقِيُّ أَنْبَأَنَا الْحَاكِمُ أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن عبد الله حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَلَوِيُّ حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحسن بن إِسْحَاق الاردمى حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ تَوْبَةَ حَدَّثَنَا مُحَمَّد
ابْن كَثِيرٍ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من كَانَتْ عِنْدَهُ ابْنَةٌ فَقَدْ قَدَحَ، وَمَنْ كَانَتْ عِنْدَهُ اثْنَتَيْنِ فَلا حَجَّ عَلَيْهِ، وَمَنْ كَانَتْ عِنْدَهُ ثَلاثٌ فَلا صَدَقَةَ عَلَيْهِ وَلا قرى ضيف، وَمن كن عِنْدَهُ أَرْبَعٌ فَيَا عِبَادَ اللَّهِ أَعِينُوهُ أَعِينُوهُ، أَقْرِضُوهُ أَقْرِضُوهُ ".
هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ الْبُخَارِيّ: مُحَمَّد بْن كثر مُنكر الحَدِيث، وَقَالَ ابْن الْمَدِينِيّ: ذَاهِب الحَدِيث، وَقَالَ ابْن حبَان: يتفرد بِالْمَنَاكِيرِ عَنِ الْمَشَاهِير حَتَّى خرج عَنْ حد الِاحْتِجَاج بِمَا انْفَرد.
حَدِيث آخر: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ الْحَافِظُ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَاهِر الْمَقْدِسِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ سهل بن عبد الله بْنِ عَلِيٍّ الْغَازِي أَنْبَأَنَا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَمْرٍو النَّقَّاشُ حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَالِدٍ حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ الْمُوَفَّقِ حَدَّثَنَا الْيَمَانُ بْنُ عَدِيٍّ عَنْ الثَّوْرِيِّ عَنْ جُنَادَةَ الْكِنْدِيِّ عَنْ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلامُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْ أَحَدٍ وُلِدَتْ لَهُ جَارِيَةٌ فَلَمْ يَتَسَخَّطْ مَا خَلَقَ اللَّهُ إِلَّا هَبَط مَالك مِنَ السَّمَاءِ بِجَنَاحَيْنِ أَخْضَرَيْنِ فِي سُلَّمٍ مِنْ دُرٍّ يَدُفُّ مِنْ دَرَجَةٍ إِلَى دَرَجَةٍ حَتَّى يَأْتِيِهَا فَيَضَعُ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهَا وَجَنَاحَهُ عَلَى جَسَدِهَا ثُمَّ يَقُولُ: بِسْمِ اللَّه وَبِاللَّهِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ، رَبِّي وَرَبُّكِ اللَّهُ، نِعْمَ الْخَالِقُ اللَّهُ، ضَعِيفَةٌ خَرَجْتِ مِنْ ضَعِيفَةٍ، الْمُنْفِقُ عَلَيْهَا مُعَانٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ".
هَذَا حَدِيث مَوْضُوع.
قَالَ النقاش: وَضعه مَنْصُور بْن الْمُوفق.
قَالَ المُصَنّف قلت: وَفِي الْإِسْنَاد يمَان بْن عَدِيّ، شهد أَحْمَد بِأَنَّهُ يضع.(2/275)
بَاب بركَة الْمَرْأَة إِذا بكرت بأنثى أَنبأَنَا عبد الله بْنُ عَلِيٍّ الْمُقْرِي أَنْبَأَنَا عَايِدُ بْنُ أَحْمَدَ الْحَدَّادُ حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِم عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ على بن عبد الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
أَحْمَدَ الأَثْرَمُ حَدَّثَنَا الْحسن بن دَاوُد سَالِمِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْوَرَّاقِ حَدَّثَنَا حَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ عَنِ الْعَلاءِ بْنِ كَثِيرٍ الدِّمَشْقِيُّ عَنْ مَكْحُولٍ عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ مِنْ بَرَكَةِ الْمَرْأَةِ تَبْكِيرُهَا بِالأُنْثَى، أَلَمْ تَسْمَعِ اللَّهَ يَقُولُ فِي كِتَابِهِ: (يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاء الذُّكُور) ، فَبَدَأَ بِالإِنَاثِ قَبْلَ الذُّكُورِ " هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَقد اتّفق فِيهِ جمَاعَة كذابون.
أما سلم فَقَالَ يَحْيَى: هُوَ كَذَّاب.
وَأما حَكِيم فَقَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ: مَتْرُوك الحَدِيث.
وَأما الْعَلاء بْن كَثِير فَقَالَ أَحْمَد وَيَحْيَى: لَيْسَ بشئ، وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يَرْوِي الْمَوْضُوعَاتِ عَن الاثبات.
بَاب إطراف الْأَوْلَاد وَتَقْدِيم الاناث أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدثنَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن بُلْبُلٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَبِيبٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ عَمْرو النصيبى حَدثنَا عبد الله بْنُ ضِرَارِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِيهِ عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ عَنْ أَنْسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من حَمَلَ طَرْفَةً مِنَ السُّوقِ إِلَى وَلَده كَانَ كحامل صَدَقَة، وابدؤا بالاناث فَإِن الله عزوجل رَقَّ لِلإِنَاثِ، وَمَنْ رَقَّ لأُنْثَى كَانَ كَمَنْ بَكَى مِنْ خَشْيَةِ الله عزوجل، وَمَنْ بَكَى مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ غَفَرَ لَهُ، وَمَنْ فَرح أُنْثَى فرحه الله عزوجل يَوْمَ الْحُزْنِ ".
هَذَا حَدِيث مَوْضُوع على رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَفِيهِ جمَاعَة ضعفاء(2/276)
فَمنهمْ يَزِيد الرقاشِي، كَانَ فِيهِ تدين، لكنه كَانَ يغلط فِي الحَدِيث، فَرُبمَا قلب كَلَام الْحَسَن فَجعله عَنْ أَنَس عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ لَا يعلم.
وَمِنْهُم ضرار بْن عَمْرو.
قَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ وَلَا أَبِيه عبد الله وَلا حَمَّاد بْن عَمْرو.
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ حَمَّاد يضع الحَدِيث على الثقاة، لَا يَحِلُّ كَتْبُ حَدِيثِهِ إِلا على التَّعَجُّب.
بَاب ذكر المغزل للْمَرْأَة أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاسِطِيُّ حَدثنَا عَمْرو ابْن عَلِيٍّ قَالَ: وَمُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ صَاحِبُ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ كَذَّابٌ، سَمِعْتُهُ يَقُولُ حَدَّثَنَا مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " زَيِّنُوا مَجَالِسَ نِسَائِكُمْ بِالْمِغْزَلِ ".
قَالَ أَحْمَد وَيَحْيَى: كَانَ مُحَمَّد بْن زِيَاد كذابا خبيثا يضع الحَدِيث.
بَاب كَرَاهِيَة الطَّلَاق أَنْبَأَنَا الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ الْخَطِيبُ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عُمَرَ الْمُقْرِي حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سَعِيدٍ الآدَمِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَحْمُودٍ الصَّيْدَلانِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو إِبْرَاهِيمَ التُّرْجُمَانِيُّ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ جُمَيْعٍ عَنْ جُوَيْبِرٍ عَنِ الضَّحَّاكِ عَنِ النِّزَالِ بْنِ سَبْرَةَ عَنْ عَليّ بن أبي طَالب رَضِي اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَزَوَّجُوا وَلا تُطَلِّقُوا فَإِنَّ الطَّلاقَ يَهْتَزُّ لَهُ الْعَرْشُ ".
هَذَا حَدِيث لَا يَصح.
وَفِيهِ آفَات: الضَّحَّاك مَجْرُوح وجويبر لَيْسَ بشئ.
قَالَ النَّسَائِيّ وَالدَّارقطني: جُوَيْبِر وَعَمْرو مَتْرُوكَانِ، وَقَالَ ابْن عدى: كَانَ عَمْرو ابْن جَمِيع يتهم بِالْوَضْعِ.(2/277)
بَاب جعل الثَّلَاث كالواحدة أَنبأَنَا أَبُو مَنْصُور عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْجَزَّارُ حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَة مُحَمَّد بن أَحْمد
ابْن الْمُؤَمَّلِ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ السُّكَّرِيُّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي خَدِيجَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بن عبد الملك الأَنْصَارِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَن جَابر بن عبد الله " أَنَّ رَجُلا مِنَ الأَنْصَارِ أَتَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أَخِي حَلَفَ بِالطَّلاقِ أَنْ لَا يُكَلِّمَنِي، فَهَلْ تَجِدُ لَهُ مَخْرَجًا؟ قَالَ: وَكَيْفَ حَلَفَ؟ قَالَ: امْرَأَتُهُ طَالِقٌ ثَلاثًا إِنْ كَلَّمَنِي.
قَالَ: كَيْفَ ضَنُّهَا بِزَوْجِهَا؟ قَالَ: ضَنُّهُ بِهَا.
قَالَ: يَدَعُهَا حَتَّى تَنْقَضِيَ عِدَّتُهَا ثَلاثٌ حِيَضٍ، ثُمَّ تُكَلِّمُ أَخَاكَ فَلْيَخْطُبْهَا بِمَهْرٍ جَدِيدٍ فَتَكُونُ عِنْدَهُ عَلَى تَطْلِيقَتَيْنِ ".
هَذَا حَدِيث بَاطِل، وَمَا أحر من يتلاعب بالشريعة ويكذب فِي مثل هَذَا على رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَل: قَدْ رَأَيْت مُحَمَّد بْن عبد الملك، وَكَانَ يضع الحَدِيث ويكذب، وَقَالَ النَّسَائِيّ وَالدَّارَقُطْنِيّ: مَتْرُوك، وَقَالَ ابْن حِبَّانَ: لَا يحل ذكره فِي الْكتب إِلا على جِهَة الْقدح فِيهِ.
بَاب التعزب أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي بْن أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا حَمَدُ بْنُ أَحْمد حَدثنَا أبويم نعالحافظ حَدَّثَنَا أَبُو غَانِمٍ سَهْلُ بْنُ إِسْمَاعِيل الْفَقِيه حَدثنَا عبد الله بن الْحسن حَدثنَا إِسْحَاق ابْن وهب العلاف حَدثنَا عبد الملك بْنُ يَزِيدَ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَن عبد الله بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ عَبْدًا اقْتَنَاهُ لِنَفْسِهِ وَلَمْ يَشْغَلْهُ بِزَوْجَةٍ وَلا ولد ".(2/278)
هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ الدَّارقطني: إِسْحَاق بْن وَهْب كَذَّاب مَتْرُوك حدث بالأَبَاطيل.
حَدِيث آخر: رَوَى الْحَكَمُ بْنُ مُصْعَبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولِ اللَّهِ صلى عَلَيْهِ وَسلم: " لَوْ يَرَى أَحَدُكُمْ بَعْدَ سِتِّينَ وَمَا بِهِ جَرْوَ كَلْبٍ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَرَى وَلَدًا لِصُلْبِهِ ".
هَذَا حَدِيث مَوْضُوع أَيْضا، وَالْمُتَّهَم بِهِ الْحَكَم.
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لَا يجوز الِاحْتِجَاج بالحكم، وَلَا أصل لهَذَا الحَدِيث.
بَاب ثَوَاب من سعى للْجمع بَين الزَّوْجَيْنِ وإثم من فرق بَينهمَا أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ قُرَيْشٍ أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُمَرَ الْبَرْمَكِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْوَرَّاقُ حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ على بن أَحْمد ابْن مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ حَدَّثَنِي جَامِعُ بْنُ سَوَادَةَ الْحَمْرَاوِيُّ حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَابْن عَبَّاسٍ قَالا: " آخِرُ خُطْبَةٍ خَطَبَهَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَخْطُبْ غَيْرَهَا حَتَّى خَرَجَ مِنَ الدُّنْيَا فَقَالَ: مَنْ مَشَى فِي تَزْوِيجٍ بَيْنَ اثْنَيْنِ حَتَّى يجمع الله عزوجل أعطَاهُ الله عزوجل بِكُلِّ خُطْوَةٍ وَبِكُلِّ كَلِمَةٍ تَكَلَّمَ فِي ذَلِكَ عِبَادَةَ سَنَةٍ، صِيَامَ نَهَارِهَا وَقِيَامَ لَيْلِهَا، وَمَنْ مَشَى فِي تَعْوِيقٍ بَيْنَ اثْنَيْنِ حَتَّى يُفَرِّقَ بَيْنَهُمَا كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَضْرِبَ رَأْسَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأَلْفِ صَخْرَةٍ مِنْ نَارِ جَهَنَّمَ ".
هَذَا حَدِيث مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وجامع بْن سوَادَة مَجْهُول.
حَدِيث آخر: أَنْبَأَنَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد القاهر الطوسى أَنبأَنَا عبد الصَّمد(2/279)
ابْن الْمَأْمُون أَنبأَنَا الدَّارقطني حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ بَابٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ هرامٍ عَنْ عَمْرو بْن دِينَار عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ عَمِلَ فِي فُرْقَةٍ بَيْنَ امْرَأَةٍ وَزَوْجِهَا كَانَ فِي
غَضَبِ اللَّهِ وَلَعْنَةِ اللَّهِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَكَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يَضْرِبَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَخْرَةٍ مِنْ نَارِ جَهَنَّمَ إِلا أَن يَتُوب ".
قَالَ الدَّارقطني: تفرد بِهِ الْقَاسِم عَنْ عُمَر.
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لَا يَجُوزُ الِاحْتِجَاج بالقاسم بِحَال.(2/280)
كتاب النَّفَقَات
بَاب قلَّة مُؤنَة الْمُؤمن أَنْبَأَنَا الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ أَنْبَأَنَا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ بُكَيْرٍ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلِ بْنِ الْحَسَنِ الْعَطَّارُ حَدَّثَنَا مُضَارِبُ بْنُ - سَهْلٍ -[نَزِيلُ] الْكَلْبِيِّ حَدَّثَنَا أَبى حَدثنَا الفيريابى مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلانَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْمُؤْمِنُ يَسِيرُ الْمُؤْنَةِ ".
هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمُتَّهَم بِهِ مُحَمَّد بْن سَهْلٍ.
قَالَ الدَّارقطني: كَانَ يضع الحَدِيث.
بَاب ذمّ صَاحب الْعِيَال أَنبأَنَا ابْنُ السَّمَرْقَنْدِيِّ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ السَّهْمِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الشُّرُوطِيُّ حَدَّثَنَا عدى بن عبد الله بْنِ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَيْفٍ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ السَّعْدِيُّ حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ الْكِسَائِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا أَفْلَحَ صَاحِبُ عِيَالٍ قَطُّ " هَذَا حَدِيث بَاطِل عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا قَالَه قَطُّ، وأقواله على ضد هَذَا، وَإِنَّمَا يروي نَحْو هَذَا عَنْ سُفْيَان.
وَفِي الْإِسْنَاد أَحْمد بن سَلمَة.
قَالَ ابْن عدى: كَانَ يحدث عَن الثقاة بِالْبَوَاطِيل، وَكَانَ فِيهِ أَحْمَد بْن حَفْص حدث بِأَحَادِيث مَنَاكِير لم يُتَابع عَلَيْهَا.(2/281)
بَاب كَرَاهِيَة ادخار الرزق رَوَى ابْنُ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: كَيْفَ بِكَ يَا ابْن عُمَرَ إِذَا غُبِّرْتَ فِي قَوْمٍ يُحِبُّونَ رِزْقَ سَنَتِهِمْ ".
قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّسَائِيّ: هَذَا حَدِيث مَوْضُوع.
بَاب تقليل كسْوَة الْمَرْأَة فِيهِ عَنْ مسلمة وَأنس: فَأَما حَدِيث مسلة فَأَنْبَأَنَا الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ ابْن عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ أَنْبَأَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ الْمُقْرِي حَدثنَا ظفر بن مُحَمَّد ابْن خَالِد السَّرَّاجُ حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ سَهْلٍ الدِّمْيَاطِيُّ حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ عَنْ مُجَمِّعُ بْنُ كَعْبٍ عَنْ مَسْلَمَةَ بْنِ مَخْلَدٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " اعْرُوا النِّسَاءَ يَلْزَمْنَ الْحِجَالَ ".
وَأما حَدِيث أنس فَلهُ طَرِيقَانِ: الطَّرِيق الأَوَّل: أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنِ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى الْخَرَّازُ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبَّادٍ الْكُوفِيُّ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " اسْتَعِينُوا عَلَى النِّسَاءِ بِالْعُرْيِ ".
الطَّرِيق الثَّانِي: أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أبي الْفضل أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ حَدَّثَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ دِينَارٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنَا سَعْدَانُ بْنُ عَبْدَةَ أَنْبَأَنَا عبيد الله بن عبد الله الْعَتَكِيُّ أَنْبَأَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ
قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَجِيعُوا النِّسَاءَ جوعا غير مُضر وأعروهن عربا غَيْرَ مُبَرِّحٍ، لأَنَّهُنَّ إِذَا سَمِنَّ واكتسين فَلَيْسَ شئ أحب إلَيْهِنَّ من الْخُرُوج(2/282)
وَلَيْسَ شئ شَرٌّ لَهُنَّ مِنَ الْخُرُوجِ، وَإِنَّهُنَّ إِذَا أَصَابَهُنَّ طَرَفٌ مِنَ الْعُرْيِ والجوع فَلَيْسَ شئ أَحَبَّ إِلَيْهِنَّ مِنَ الْبُيُوتِ، وَلَيْسَ شئ خير لَهُنَّ مِنَ الْبُيُوتِ ".
لَيْسَ فِي هَذهِ الْأَحَادِيث مَا يَصح.
أما حَدِيث مَسْلَمَةَ فَقَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ: شُعَيْب بْن يَحْيَى لَيْسَ بِمَعْرُوف، وَقَالَ إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ: لَيْسَ لهَذَا الحَدِيث أصل.
وَأما حَدِيث أَنَس فَفِي الطَّرِيق الأَوَّل إِسْمَاعِيل بن عباد.
قَالَ الدَّارقطني: مَتْرُوكٌ، وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ، وزَكَرِيَّا بْن يحيى لَيْسَ بشئ.
وفى الطَّرِيق الثَّانِي عبيد الله الْعَتكِي.
قَالَ الْبُخَارِيّ: عِنْده مَنَاكِير، وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يتفرد عَن الثقاة بالمقلوبات، وَقَالَ ابْن عَدِيّ: سَعْدَان مَجْهُول وَشَيخنَا مُحَمَّد بْن دَاوُدَ يكذب.(2/283)
كتاب الاطعمة
بَاب حَوْض الْبدن أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ العتيقي أَنبأَنَا يُوسُف ابْن الدَّخِيلِ حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الْعُقَيْلِيُّ حَدثنَا عبد الله بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ الْحَرَّانِيُّ حَدثنَا يحيى بن عبد الله - البابلتى -[الْبَابِلِيُّ] حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ جُرَيْجٍ الرَّهَاوِيُّ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْمَعِدَةُ حَوْضُ الْبَدَنِ وَالْعُرُوقُ إِلَيْهَا وَارِدَةٌ، فَإِذَا صَحَّتِ الْمعدة صدرت العروف بِالصِّحَّةِ، وَإِذَا سَقِمَتِ الْمَعِدَةُ صَدَرَتِ الْعُرُوقَ بِالسَّقَمِ ".
هَذَا الحَدِيث لَيْسَ مِنْ كَلامِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَفِيهِ جمَاعَة ضعفاء، الْمُتَّهم بِرَفْعِهِ إِبْرَاهِيم بْن جريج.
قَالَ الدَّارقطني: تفرد بِهِ لم ير بِسَنَدِهِ غَيره وقَدِ اضْطربَ فِيهِ وَكَانَ طَبِيبا فَجعل لَهُ إِسْنَادًا.
وَلا يعرف هَذَا من كَلَام رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِنَّمَا هُوَ من كَلَام ابْن الْحَسَنِ.
وَقَالَ الْعَقِيلِيّ: هَذَا الحَدِيث بَاطِل لَا أَصْلَ لَهُ، إِنَّمَا يروي عَنِ ابْن الْحَسَنِ.
وَقَالَ أَبُو الْفَتْح الازدي: إِبْرَاهِيم ابْن جُرَيْج مَتْرُوك الحَدِيث لَا يحْتَج بِهِ.
بَاب تَأْثِير حُضُور الطَّعَام من اسْمه اسْم نبى أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد أَنبأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنِ عدى حَدثنَا روح بن عبد المجيب حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ رَزِينٍ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يَحْيَى عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ حَكِيمٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَابْنِ عُمَرَ قَالا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنْ مِنْ بَرَكَةِ الطَّعَامِ أَنْ يَكُونَ عَلَيْهِ رَجُلٌ اسْمُهُ اسْمُ نَبِيٍّ ".
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: هَذَا حَدِيثٌ بَاطِل بِهَذَا الإِسْنَادِ.
وَإِسْمَاعِيل بْن يحيى(2/284)
يحدث عَن الثِّقَات بِالْبَوَاطِيل، وَقَالَ الدَّارقطني: هُوَ كَذَّاب مَتْرُوك، وَفِي الْإِسْنَاد زَكَرِيَّا بْن حَكِيم.
قَالَ أَحْمَد وَيحيى: لَيْسَ بشئ.
قَالَ ابْنُ الْمَدِينِيّ: هَالك.
وَفِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ رُزَيْنٍ.
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: دجال يضع الحَدِيث.
بَاب فَضِيلَة الرُّمَّان أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا نَصْرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبَطِرِ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ صَدَقَةَ بْنِ الْحُسَيْنِ الْمَوْصِلِيُّ حَدَّثَنَا عبيد الله بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ جَعْفَرٍ الْقَاضِي حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْخَلِيلِ حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلامِ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِجْلانَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ
رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْ رُمَّانِكُمْ هَذَا إِلا وَهُوَ يُلَقَّحُ بِحَبَّةٍ مِنْ رُمَّانِ الْجَنَّةِ ".
طَرِيق آخر: أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد أَنبأَنَا الإِسْمَاعِيلِيُّ حَدَّثَنَا حَمْزَةُ حَدَّثَنَا ابْنُ عدى حَدثنَا روح بن عيد الْمُجِيبِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ أَبَانٍ حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنِ ابْنِ عَجْلانَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا مِنْ رُمَّانِكُمْ إِلا وَهُوَ يُلَقَّحُ بِحَبَّةٍ مِنْ رُمَّانِ الْجَنَّةِ " هَذَا حَدِيث لَا يَصح.
وَفِي الطَّرِيق الأَوَّل عَبْد السَّلَام بْن عُبَيْد.
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ يسرق الحَدِيث لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ بِحَال.
وَفِي الطَّرِيق الثَّانِي مُحَمَّد بن الْوَلِيد.
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: عَدِيّ كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ ويوصله وَيسْرق ويقلب الاسانيد والمتون.
بَاب فضل الْبِطِّيخ أَنبأَنَا أَبُو الْحسن عَليّ بن أَحْمَدَ الْمُوَحِّدُ أَنْبَأَنَا هَنَّادُ بْنُ إِبْرَاهِيم النسفى أَنبأَنَا(2/285)
أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الْبزقوهي حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ حَدَّثَنَا أَبُو مُصْعَبٍ عَنْ مُوسَى بْنِ شَيْبَةَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بن عبد الله بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: " كُنَّا مَعَ ابْنِ عَبَّاسٍ بِالطَّائِفِ فَبَيْنَا نَحْنُ نَمْشِي يَوْمًا فِي بَعْضِ الْمَبَاطِخِ إِذْ قَامَ صَاحِبُ الْمَبْطَخَةِ فَاجْتَنَى مِنْ مَبْطَخَتِهِ بِطِّيخَتَيْنِ وَوَضَعَهُمَا بَيْنَ أَيْدِينَا فَجَعَلْتُ آكُلُ وَأَطْرَحُ قِشْرَهَا فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لَا تَفْعَلْ فَإِنَّ قِشْرَهَا مِنْ جِبَالِ الْجَنَّةِ، وَلَوْ عَلِمَ النَّاسُ مَا فِيهَا لَتَمَنَّوْا أَنْ تَكُونَ ثِمَارُهَا وَأَقْوَاتُهُمْ كُلُّهَا بِطِّيخًا.
أَمَا إِنَّهُ طَعَامٌ أَكَلَهُ آدَمُ فِي الْجَنَّةِ فَزَنَّ إِبْلِيسُ زَنَّةً تَحْتَ تُخُومِ الأَرْضِ السَّابِعَةِ لَمَّا عَلِمَ أَنَّ آدَمَ أَكَلَهَا وَقَالَ أَخَافُ أَنْ
لَا يَبْقَى مَعِي أَحَدٌ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ فِي النَّارِ إِلا وَأُخْرِجَ مِنْهَا، فَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ عَلَيْهَا وَعَلَى مَنْ أَكَلَ مِنْهَا، وَكَيْفَ يَكُونُ فِي النَّارِ مَنْ تَبَارَكَ عَلَيْهِ الْجَبَّارُ.
وَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: مَاؤُهَا رَحْمَةٌ وَحَلاوَتُهَا مِثْلُ حَلاوَةِ الْجَنَّةِ ".
هَذَا حَدِيث لَا نشك أَنَّهُ مَوْضُوع، وَمَا أبرد الَّذِي وَضعه وَفِيهِ مَجَاهِيل، وَأَنا أتهم بِهِ هنادا فَإِنَّهُ لم يكن بِثِقَة، وَقَدْ سمعنَا عَنْهُ أَحَادِيث كَثِيرَة مِنْهَا مَرْفُوع وَمِنْهَا عَنِ الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ كلهَا فِي فَضَائِل الْبِطِّيخ لم نجدها عِنْد غَيره وَلم نطل بذكرها هَاهُنَا لِأَنَّهَا كلهَا محا ل، وَلا يَصح فِي فضل الْبِطِّيخ شئ.
أَلا إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم أكله.
بَاب فضل الْعِنَب أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَطِيبُ أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الأَصْفَهَانِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالَوَيْهِ النَّيْسَابُورِيُّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَعِيدٍ الْعَسْكَرِيُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنَا مُوسَى بن مسعدود بْن مَشْكَالٍ الْوَاسِطِيُّ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ السُّكَّرِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فِي الْعِنَب أَشْيَاء(2/286)
تَأْكَلُونَهُ عِنَبًا وَتَشْرَبُونَهُ عَصِيرًا مَا لَمْ يُنْشَرْ وَتَتَّخِذُونَ مِنْهُ زَبِيبًا وَزَبًّا ".
هَذَا حَدِيث لَا يَصح عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى عَلَيْهِ وَسلم.
قَالَ الدَّارقطني: إِسْحَاق بْن وَهْب كَذَّاب مَتْرُوك يحدث بالأباطيل.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يضع الحَدِيث.
بَاب فضل الْعِنَب والبطيخ أَنبأَنَا أَبُو الْمَعْمَرِ الْمُبَارَكُ بْنُ أَحْمَدَ الأَنْصَارِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو الْعَلاءِ صَاعِدُ بْنُ سَيَّارٍ الْهَرَوِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي سَهْلٍ الغورجى حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ
الْحَافِظُ إِجَازَةً أَنْبَأَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ الأَسَدِيُّ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَاسِينَ حَدَّثَنَا أَبُو عُمَارَةَ الْمُسْتَمْلِيُّ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَهْدِيٍّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الضَّوِّ بْنِ الدَّلَهْمَسِ حَدَّثَنَا عَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " رَبِيعُ أُمَّتِي الْعِنَبُ وَالْبِطِّيخُ ".
هَذَا حَدِيث مَوْضُوع.
وَمُحَمَّد بْن الضو كَانَ كذابا مجاهرا بِالْفِسْقِ.
قَالَ ابْنُ حبَان: لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ.
بَاب كَيْفَ يُؤْكَل الْعِنَب فِيهِ عَنِ ابْن عَبَّاسٍ وَابْن عُمَر: فَأَما حَدِيث ابْن عَبَّاس فَأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بن عبد الملك أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ أَنْبَأَنَا ابْنُ عَدِيٍّ ح.
وأنبأنا مُحَمَّد بن عبد الملك أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ أَنْبَأَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا إِسْحَاق بن عبد الله الْكُوفِيُّ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الرَّبِيعِ حَدَّثَنَا كَادِحُ بْنُ رَحْمَةَ حَدَّثَنَا حُصَيْنُ بْنُ نُمَيْرٍ عَنْ حُسَيْنِ بن فيس عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس عَنْ الْعَبَّاسِ " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَأْكُلُ الْعِنَب خرطا ".(2/287)
وَأَمَّا حَدِيثُ ابْنُ عُمَرَ فَأَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا الْعَتَيقِيُّ أَنْبَأَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا الْعُقَيْلِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُقْبَة السَّدُوسِيُّ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ أَبُو سُلَيْمَانَ الْكُوفِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ الْجَارُودِ عَنْ حَبِيبِ بْنِ يَسَارٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْكُلُ الْعِنَبَ خَرْطًا ".
أما الأَوَّل فَفِيهِ حُسَيْن بْن قَيْس ضعف أَحْمَد بْن حَنْبَل حَدِيثه وَكذبه، وَقَالَ مَرَّةً: مَتْرُوك الحَدِيث.
وَكَذَلِكَ قَالَ النَّسَائِيّ.
وَقَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ، وَفِيهِ
كَادِح.
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يرْوى عَن الثقاة المقلوبات حَتَّى يسْبق إِلَى الْقلب أَنه الْمُتَعَمد لَهَا فَاسْتحقَّ التّرْك.
وَفِيهِ سُلَيْمَان بْن الرَّبِيع ضعفه الدَّارقطني.
وَأما الحَدِيث الثَّانِي فَفِيهِ دَاوُد بْن عَبْدِ الْجَبَّارِ.
قَالَ يَحْيَى: كَانَ يكذب.
وَقَالَ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ: غير ثِقَة.
قَالَ الْعَقِيلِيّ: لَا أصل لهَذَا الحَدِيث.
بَاب أكل الْعِنَب بالجبن أَنبأَنَا أَبُو مَنْصُورِ بْنُ السَّمَرْقَنْدِيِّ وَأَبُو مَنْصُورِ بْنِ خَيْرُونٍ قَالا أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي الْفَضْلِ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عُمَرَ السَّعْدِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ نُوسَةَ الدَّامَغَانِيُّ حَدثنَا الْحسن ابْن شِبْلٍ الْبُخَارِيُّ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ الأَسَدِيُّ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " عَلَيْكُمْ المرازمة.
قِيلَ: وَمَا الْمُرَازَمَةِ؟ قَالَ: أَكْلُ الْخُبْزِ مَعَ الْعِنَبِ، فَإِنَّ خَيْرَ الْفَاكِهَةِ الْعِنَبُ وَخَيْرَ الطَّعَامِ الْخُبْزُ ".
قَالَ أَحْمَد: هَذَا الحَدِيث بِهَذَا الإِسْنَادِ مَوْضُوع وَالْبَلَاء فِيهِ من عَمْرو.
وَقَالَ ابْن حِبَّانَ: يروي عَن الثقاة الموضوعات لَا يحل الرِّوَايَة عَنْهُ.(2/288)
بَاب فضل الْملح أَنْبَأَنَا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْجَرِيرِيُّ أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُمَرَ البرمكى حَدثنَا أَبُو بكر ابْن بخيت حَدثنَا أَبُو الْقَاسِم عبد الله بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَامِرٍ حَدَّثَنِي أَبِي أَحْمَدُ بْنُ عَامِرٍ حَدَّثَنِي عَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرِّضَا حَدَّثَنِي أَبِي مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ حَدَّثَنِي أَبِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنِي أَبِي مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ حَدَّثَنِي جَدِّي أَبِي عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ حَدَّثَنِي أَبِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ حَدَّثَنِي أَبِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا عَلِيُّ عَلَيْكَ بِالْمِلْحِ فَإِنَّهُ شِفَاءٌ مِنْ سَبْعِينَ دَاءً الْجُذَامُ
وَالْبَرَصُ وَالْجُنُونُ ".
هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمُتَّهَم بِهِ عبد الله ابْن أَحْمَدَ بْنِ عَامِر أَو أَبُوهُ فَإِنَّهُمَا يرويان نُسْخَة عَنْ أَهْل الْبَيْت كلهَا بَاطِلَة.
بَاب فضل الْخبز الحَدِيث الأَوَّل: أَنْبَأَنَا مَوْهُوبُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ البسرى أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الرحمن الْمُخَلِّصُ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ نَصْرِ بن يحيى حَدثنَا عبد الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ الأَخْيَلِ حَدَّثَنَا نُمَيْرُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ نُمَيْرِ بْنِ أَوْسٍ الدِّمَشْقِيُّ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللَّهُمَّ أَمْتِعْنَا بِالإِسْلامِ وَالْخُبْزِ، فَلَوْلا الْخُبْزُ مَا صُمْنَا وَلا صَلَّيْنَا وَلا حَجَجْنَا وَلا غَزَوْنَا ".
هَذَا حَدِيث مَوْضُوع كافأ اللَّه من وَضعه فَإِنَّهُ لم يقْصد إِلا شين الإِسْلام بِمَا نسب إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمُتَّهَم بِهِ عبد الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ لَا يَحِلُّ ذِكْرُهُ إِلا على وَجه الْقدح فِيهِ.
الحَدِيث الثَّانِي: أَنْبَأَنَا مَوْهُوبُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ البسرى(2/289)
أَنْبَأَنَا الْمُخَلِّصُ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ نصر حَدثنَا عبد الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ حَدَّثَنَا نُمَيْرُ بْنُ الْوَلِيدِ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَكْرِمُوا الْخُبْزَ فَإِنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَهُ بَرَكَاتِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْحَدِيدَ وَالْبَقَرَ وَابْنَ آدَمَ ".
وَهَذَا من عمل عبد الله أَيْضا، وَقَدْ رَوَاهُ غَيره وَالله أعلم أَي الروَاة السَّارِق.
الحَدِيث الثَّالِث: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْخَالِقِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ أَنْبَأَنَا ابْنُ النَّقُّورِ أَنْبَأَنَا الْمُخَلِّصُ حَدَّثَنَا الْبَغَوِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو رَوْحٍ الْبَلَدِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ الْخَيَّاطُ عَنْ طَلْحَةَ
عَنْ ثَوْر عَن عبد الله بْنُ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَكْرِمُوا الْخُبْزَ، فَإِنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ إِلَيْهِ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ، وَأَخْرَجَ لَهُ بَرَكَاتٍ مِنَ الأَرْضِ ".
وَهَذَا من عمل طَلْحَة الحضري.
قَالَ أَحْمَد وَالنَّسَائِيّ: مَتْرُوك الحَدِيث.
وَقَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لَا يَحِلُّ الرِّوَايَة عَنهُ إِلَّا بالتعجب.
الحَدِيث الرَّابِع: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ الْبَغْدَادِيُّ أَنْبَأَنَا حَمْدُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ أَحْمد بن عبد الله ح.
وأنبأنا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا عَبْدُ السَّلامِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْقُرَشِيُّ قَالَا حَدثنَا حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّازِيٍّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ حَدَّثَنَا غِيَاثُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبى عبلة سَمِعت عبد الله بْنَ أُمِّ حَرَامٍ الأَنْصَارِيَّ يَقُولُ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَكْرِمُوا الْخُبْزَ فَإِنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَهُ بَرَكَاتِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ ".
هَذَا حَدِيث لَا يَصح.
قَالَ أَحْمد وَالْبُخَارِيّ وَالنَّسَائِيّ وَالدَّارقطني: غياث مَتْرُوك.
وَقَالَ يَحْيَى: كَذَّاب خَبِيث.
وَقَالَ السَّعْدِيّ وَابْن حِبَّانَ: كَانَ يضع الحَدِيث(2/290)
الحَدِيث الْخَامِس: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا الْعَتَيقِيُّ أَنْبَأَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا الْعَقِيلِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ غَسَّانَ الْعَلائِيُّ حَدثنَا عبد الملك بن عبد الرحمن بْنِ الْعَبَّاسِ الشَّامِيُّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ ابْن أَبِي عَبْلَةَ قَالَ قَالَ ابْنُ أُمِّ حَرَامٍ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَكْرِمُوا الْخُبْزَ، فَإِنَّ اللَّهَ أَكْرَمَهُ وَأَخْرَجَهُ لَكُمْ مِنْ بَرَكَاتِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ ".
وَهَذَا حَدِيث غير صَحِيح.
قَالَ أَبُو حَفْص الفلاس: عبد الملك بن عبد الرحمن كَذَّاب.
الحَدِيث السَّادِس: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِر أَنبأَنَا الجوهرى عَن الدَّارقطني عَنْ أَبِي حَاتِمٍ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عِصَامٍ الْبَيْهَقِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو أَشْرَسَ الْكُوفِيُّ عَنْ شَرِيكٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ آبَائِهِ قَالُوا: " مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَليّ كِسْرَةٍ مُلْقَاةٍ فَقَالَ: يَا سُمَيْرَاءُ أَوْ يَا حُمَيْرَاءُ أَحْسِنِي جِوَارَ نِعَمِ اللَّهِ عَلَيْكَ، فَبِالْخُبْزِ أَنْزَلَ اللَّهُ الْمَطَرَ مِنَ السَّمَاءِ، وَبِالْخُبْزِ أَنْبَتَ النَّبَاتُ مِنَ الأَرْضِ، وَبِالْخُبْزِ صُمْنَا وَصَلَّيْنَا، وَبِالْخُبْزِ حَجَجْنَا بَيْتَ رَبِّنَا، وَبِالْخُبْزِ جَاهَدْنَا عَدُوَّنَا، وَلَوْلا الْخبز مَا عبد الله فِي الأَرْضِ ".
هَذَا حَدِيث قَالَ أَبُو حَاتِم بن حبَان: لَا يحل ذكر أَبِي الأشرس فِي الْكتب إِلا على الْإِخْبَار عَنْهُ.
روى عَنْ شَرِيك مَا لم يحدث بِهِ قطّ.
الحَدِيث السَّابِع: أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْجَرِيرِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو طَالِبٍ الْعُشَارِيُّ حَدَّثَنَا الدَّارقطني حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِسْحَاقَ الْفَارِسِيُّ حَدَّثَنَا وَاقِدُ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ عَن سعيد بن الْمسيب عَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: " نَهَى رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُقْطَعَ الْخُبْزُ بِالسِّكِّينِ وَقَالَ: أكرموه فَإِن الله عزوجل قد أكْرمه ".(2/291)
قَالَ الدَّارقطني: تفرد بِهِ نُوح وَهُوَ مَتْرُوك.
وَكَذَلِكَ قَالَ مُسْلِم بْن الْحَجَّاجِ وَأَبُو حَاتِم الرَّازِيّ: هُوَ مَتْرُوك.
وَقَالَ يَحْيَى: نُوح لَا يكْتب حَدِيثه لَيْسَ بشئ.
وَقَالَ ابْن حبَان: لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ.
الحَدِيث الثَّامِن: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَلانَ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ الصفار حَدثنَا أَحْمد
ابْن على بن رزين حَدثنَا عبد الرحمن بْنُ حَبِيبٍ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ نَجِيحٍ الْمَلْطِيُّ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا اسْتَخَفَّ قَوْمٌ بِحَقِّ الْخُبْزِ إِلا ابْتَلاهُمُ اللَّهُ بِالْجُوعِ ".
وَهَذَا مَوْضُوع.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: إِسْحَاق بن نجيح أكذب النَّاس.
وَقَالَ يَحْيَى: هُوَ مَعْرُوف بِالْكَذِبِ وَوضع الحَدِيث.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يضع الحَدِيث على رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم صَرَاحَة.
بَاب تَصْغِير القرص أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَاهِر أَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الأَزْدِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ سهل حَدثنَا يَعْقُوب ابْن جرة حَدثنَا عبد الله بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا جَابِرُ بْنُ سُلَيْمٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ عَمْرَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " صَغِّرُوا الْخُبْزَ وَأَكْثِرُوا عَدَدَهُ يُبَارَكْ لَكُمْ فِيهِ ".
هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالْمُتَّهَمُ بِهِ جَابر ابْن سليم.
قَالَ أَبُو الْفَتْحِ الأَزْدِيُّ: هُوَ مُنكر الحَدِيث لَا يكْتب حَدِيثه.
حَدِيث آخر: رَوَى عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " الْبَرَكَةُ فِي صِغَرِ الْقُرْصِ وَطُولِ الرَّشَا وَصِغَرِ الْجَدْوَلِ ".
قَالَ أَبُو عبد الرَّحْمَن النَّسَائِيّ: هَذَا الحَدِيث كذب.(2/292)
بَاب إِيثَار اللَّبن أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ أَنْبَأَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ عَنْ أَبِي حَاتِمٍ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بن عبد الرحيم حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا عَمْرو ابْن إِبْرَاهِيمَ الْكُوفِيُّ عَنْ مَالِكٍ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " كَانَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَأْكُلُ طَعَاما إِلَّا حمد الله عزوجل وَقَالَ: اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِيهِ، وَأَطْعِمْنَا أَطْيَبَ مِنْهُ، فَإِذَا أَكَلَ اللَّبن حمد الله عزوجل وَقَالَ: اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِيهِ وَزِدْنَا مِنْهُ ".
قَالَ أَبُو حَاتِم: لَا أَصْلَ لَهُ مِنْ حَدِيثِ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم.
وَعمر ابْن إِبْرَاهِيمَ لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ، وَقَالَ الدَّارقطني: كَانَ كذابا يضع الحَدِيث.
بَاب فضل الباقلى أَنْبَأَنَا الْجُرَيْرِيُّ أَنْبَأَنَا الْعُشَارِيُّ حَدَّثَنَا الدَّارقطني حَدثنَا عبيد الله بن عبد الصَّمد ابْن المهتدى حَدثنَا عبد الرحمن بْنُ حَاتِمٍ أَبُو زَيْدٍ الْمُرَادِيُّ حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَبُو عَاصِمٍ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ أَبِي الْخَيْرِ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَكَلَ فُولَةً بِقِشْرِهَا أَخْرَجَ اللَّهُ مِنْهُ مِنَ الدَّاءِ مِثْلَهَا ".
هَذَا حَدِيث لَيْسَ بِصَحِيح.
قَالَ بعض الْحفاظ: تفرد بِهِ بَكْر عَنِ اللَّيْث، وَقَالَ ابْن عَدِيٍّ: هَذَا حَدِيث بَاطِل لَا يرويهِ غير عبد الله بْن عُمَرَ الْخُرَاسَانِي وَهُوَ شيخ مَجْهُول يحدث عَنِ اللَّيْث بمناكير.
قَالَ الْمُصَنِّفُ قُلْتُ: وَقد رَوَاهُ عَبْد الصَّمَدِ بْن مطير عَنِ ابْنِ وَهْب عَنْ اللَّيْث فَكَأَنَّهُ سَرقه وَغير إِسْنَاده.
فَأَما بَكْر فَقَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ وَأما عبد الصَّمد فَقَالَ الدَّارقطني: هُوَ مَتْرُوكٌ، وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لَا يحل ذكره إِلَّا على وَجه الْقدح.(2/293)
بَاب أكل القثاء بِاللَّحْمِ أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد أَنبأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ حَدَّثَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ أَحْمَدَ الصَّدَفِيُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ بْن صَالِحٍ حَدَّثَنِي أَخِي مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مَعْمَرٍ الْقُرَشِيُّ عَنْ خُلَيْدِ بْنِ دَعْلَجٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " من أَكَلَ الْقِثَّاءَ بِلَحْمٍ وُقِيَ الْجُذَامَ ".
هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَا بورك فِيمَن وَضعه، فَإِنَّهُ قصد شين الإِسْلام ليقول قَائِل: وأى شئ فِي ذَلِكَ يرفع الجذام.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: انْفَرد بِهِ خُلَيْد عَنْ قَتَادَةَ، وَلَعَلَّ الْبلَاء مِمَّن رَوَاهُ عَنْ خُلَيْد.
قَالَ المُصَنّف قلت: وخليد مجمع على تَضْعِيفه، وَقَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ، وَقَالَ النَّسَائِيّ: لَيْسَ بِثِقَة.
بَاب فضل العدس أَنْبَأَنَا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْجَرِيرِيُّ أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُمَرَ البرمكى أَنبأَنَا أَبُو بكر ابْن بخيت أَنبأَنَا أَبُو الْقَاسِم عبد الله بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَامِرٍ حَدَّثَنِي أَبِي حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُوسَى الرِّضَا حَدَّثَنِي أَبِي مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ حَدَّثَنِي أَبِي جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّد حَدَّثَنى أَبى مُحَمَّد ابْن عَلِيٍّ حَدَّثَنِي أَبِي عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ حَدَّثَنِي أَبِي الْحُسَيْنُ بْنُ على حَدَّثَنى أَبى على ابْن أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عَلَيْكُمْ بِالْعَدَسِ فَإِنَّهُ مُبَارَكٌ، وَإِنَّهُ يَرِقُّ لَهُ الْقَلْبُ وَتَكْثُرُ لَهُ الدَّمْعَةُ، وَإِنَّهُ قَدْ بَارَكَ فِيهِ سَبْعُونَ نَبِيًّا ".
طَرِيق آخر: أَنْبَأَنَا ابْنُ خَيْرُونٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ أَنْبَأَنَا أَبُو سَعْدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَالِينِيُّ أَنْبَأَنَا مَنْصُورُ بْنُ الْعَبَّاس بن مَنْصُور البوسنجى حَدثنَا الْحسن ابْن سُفْيَانَ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ الْبَصْرِيُّ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ شُعَيْبٍ عَن الْحجَّاج ابْن مَيْمُونٍ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ أَبِي حميد عَن عبد الرحمن بْنِ دَلْهَمٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله(2/294)
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قُدِّسَ الْعَدَسُ عَلَى لِسَانِ سَبْعِينَ نَبِيًّا، مِنْهُم عِيسَى بن مَرْيَمَ، يُرِقُّ الْقَلْبَ وَيُسْرِعُ الدَّمْعَةَ ".
هَذَانِ حديثان موضوعان، كافأ اللَّه من وضعهما، فَإِنَّهُ قصد شين الشَّرِيعَة
والتلاعب، فَإِن العدس من أردأ المأكولات، فَإِذَا سَمِعَ، من لَيْسَ مِنْ أَهْلِ شرعنا هَذَا نسب نَبينَا إِلَى غير الْحِكْمَة.
فَأَما الحَدِيث الأَوَّل فالمتهم بْن عبد الله بْن أَحْمَدَ بْنِ عَامِر أَو أَبُوهُ فَإِنَّهُمَا يرويان عَنْ أَهْل الْبَيْت نُسْخَة كلهَا مَوْضُوعَة.
وَأما الحَدِيث الثَّانِي فمقطوع، لِأَن ابْن دلهم لَيْسَ بصحابي.
وَفِيهِ عِيسَى بْن شُعَيْب.
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: فحش خَطؤُهُ فَاسْتحقَّ التّرْك.
أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورِ بْنُ خَيْرُونٍ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيل ابْن أَبِي الْفَضْلِ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمد بن عدي سَمِعت إِسْحَاقَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ يَقُولُ: سُئِلَ ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنِ الْحَدِيثِ فِي أَكْلِ الْعَدَسِ أَنَّهُ قُدِّسَ عَلَى لِسَانِ سَبْعِينَ نَبِيًّا، فَقَالَ: وَلا عَلَى لِسَانِ نَبِيٍّ وَاحِدٍ، إِنَّهُ لَمُؤْذٍ يَنْفُخُ مَنْ يُحَدِّثُكُمْ، قَالُوا سَلْمُ بْنُ سَالِمٍ، قَالَ: عَنْ مَنْ قَالُوا: عَنْكَ، قَالَ: وَعَنِّي أَيْضًا.
قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: سلم بن سَالم لَيْسَ بشئ.
بَاب أكل الْجُبْن والجوز أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ السَّمَرْقَنْدِيُّ أَنْبَأَنَا الْمُطَهِّرُ بْنُ بُجَيْرٍ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الله مُحَمَّد بن عبد الله الْحَاكِمُ حَدَّثَنِي عَلانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْوَرَّاقُ حَدَّثَنِي أَبُو مُوسَى مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْفَقِيهُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن عبد الله بْنِ الْمُهْتَدِي بِاللَّهِ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: " دَخَلْتُ عَلَى الْمَأْمُونِ وَهُوَ يَأْكُلُ جُبْنًا وَجَوْزًا، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ تَأْكُلُ الْجُبْنَ وَالْجَوْزَ وَهُمَا دَاءَانِ، فَقَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَن جدى عَن عبد الله بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَأْكُلُ الْجُبْنَ وَالْجَوْزَ، فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ تَأْكُلُ الْجُبْنَ والجوز وهما داءان، فَقَالَ: الجوزداء(2/295)
وَالْجُبْنُ دَاءٌ، فَإِذَا صَارَا فِي الْجَوْفِ صَارَا شِفَاءَيْنِ ".
طَرِيق ثَانِي: أَنْبَأَنَا زَاهِرُ بْنُ طَاهِرٍ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَيْهَقِيُّ أَنْبَأَنَا الْحَاكِمُ أَبُو عبد الله حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ خَلَفُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبُخَارِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ نَصْرُ بْنُ زَكَرِيَّا
الْبُخَارِيُّ، سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ أَكْتَمَ يَقُولُ: " دَخَلْتُ عَلَى الْمَأْمُونِ وَهُوَ يَأْكُلُ الْجُبْنَ وَالْجَوْزَ فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ تَأْكُلُ الْجُبْنَ وَالْجَوْزَ، قَالَ: نَعَمْ، فَإِنِّي دَخَلْتُ عَلَى الرَّشِيدِ وَهُوَ يَأْكُلُ الْجُبْنَ وَالْجَوْزَ، قَالَ: نَعَمْ، فَإِنِّي دَخَلْتُ يَعْنِي عَلَى الْمَهْدِيِّ وَهُوَ يَأْكُلُ الْجُبْنَ وَالْجَوْزَ، قَالَ: نَعَمْ فَإِنِّي دَخَلْتُ عَلَى الْمَنْصُورِ وَهُوَ يَأْكُلُ الْجُبْنَ وَالْجَوْزَ، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ تَأْكُلُ الْجُبْنَ وَالْجَوْزَ، فَقَالَ: نَعَمْ فَإِنِّي سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: الْجُبْنُ دَاءٌ وَالْجَوْزُ دَاءٌ فَإِذَا اجْتَمَعَا كَانَا شِفَاءً ".
طَرِيق ثَالِث: أَنْبَأَنَا زَاهِرُ بْنُ طَاهِرٍ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَيْهَقِيُّ أَنْبَأَنَا الْحَاكِمُ أَبُو عبد الله النَّيْسَابُورِيُّ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الطُّوسِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو نصر مُحَمَّد ابْن وَكِيعٍ الْمِصْرِيُّ حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ كَاتِبُ الْمَهْدِيِّ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَبِيهِ " أَنَّ جِبْرِيل بن - خنيشوع -[بختيشوع] المتطيب دَخَلَ عَلَى الْمَأْمُونِ وَهُوَ يَأْكُلُ جَوْزًا وَجُبْنًا فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ جَمَعْتَ بَيْنَ دَاءَيْنِ، الْجُبْنُ دَاء والجوزداء، فَقَالَ: مَهْ حَدَّثَنِي أَبِي هَارُونُ الرَّشِيدِ عَنْ أَبِيهِ الْمَهْدِيِّ عَنْ أَبِيهِ الْمَنْصُورِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْجُبْنُ دَاءٌ وَالْجَوْزُ دَاءٌ فَإِذَا اجْتَمَعَا صَارَا شِفَاءَيْنِ ".
هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كافأ اللَّه من يضع مثل هَذَا ليضع من الشَّرِيعَة فينسب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى ضد الْحِكْمَة، وَنَبِينَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ أحكم الْحُكَمَاء وَلَيْسَ فِي شَرِيعَته شئ يُنَافِي الْحِكْمَة وَلا يخرج عَنِ الطِّبّ، فَإِن رَأَيْت شَيْئًا لَا يُوَافق عَلَيْهِ الاطباء الْيَوْم(2/296)
فَهُوَ طب الْعَرَب وعادتهم، وَمَا يُوَافق أمزجتهم.
فَأَما هَذَا الحَدِيث فَلَيْسَ من كَلَام رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ من تَخْلِيط الروَاة.
قَالَ الْحَاكِم: هَذَا حَدِيث مُنكر وَمَا زلت أطلب أصلا لَهُ حَتَّى حَدَّثَنِي أَبُو الْحَسَنِ الطُّوسِيّ بِهَذَا الحَدِيث، يُشِير إِلَى أَن الطَّبِيب دَخَلَ على الْمَأْمُون وَهُوَ يَأْكُل فَأَخذه الروَاة فغيروه وأسندوه.
بَاب ذكر الحلبة فِيهِ عَنْ مُعَاذ وَعَائِشَة: فَأَما حَدِيث معَاذ فَأَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ السَّمَرْقَنْدِيُّ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ أَنْبَأَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بن عبد الله الْقَطَّان حَدَّثَنَا جَحْدَرُ بْنُ الْحَارِثِ حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ عَنْ ثَوْرٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَو يعلم النَّاس مَالهم فِي الْحِلْبَةِ لاشْتَرَوْهَا بِوَزْنِهَا ذَهَبًا ".
وَأما حَدِيث عَائِشَة: أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي الْفَضْلِ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ أَنْبَأَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عبد الله الْخَوْلانِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْمُسْتَمْلِيُّ حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عُلْوَانَ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم: " لَو علم أمتى مَالهم فِي الْحِلْبَةِ لاشْتَرَوْهَا وَلَوْ بِوَزْنِهَا ذَهَبا ".
هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ.
أَمَّا حَدِيث مُعَاذ فَلم يروه عَنْ بَقِيَّة إِلا جحدر.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: جحدر يسرق الحَدِيث ويروي الْمَنَاكِير وَيزِيد فِي الْإِسْنَاد، وَبَقِيَّة يروي عَنِ الضُّعَفَاء وَيُدَلس.
وَأما حَدِيث عَائِشَة فَقَالَ يَحْيَى: حُسَيْن بْن علوان كَذَّاب.
قَالَ ابْنُ عدي وَابْن حبَان: كَانَ يَضَعُ الحَدِيث.(2/297)
بَاب فضل البقل أَنْبَأَنَا ابْنُ خَيْرُونٍ عَنِ الْجَوْهَرِيِّ عَن الدَّارقطني عَن أبي حَاتِم بن حبَان
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ زُهَيْرٍ حَدَّثَنَا الْعَلاءُ بْنُ مَسْلَمَةَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مَغْرَاءَ الْكَرْمَانِيِّ عَنِ ابْنِ عَيَّاشٍ عَنْ بُرْدٍ عَنْ مَكْحُولٍ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَحْضِرُوا مَوَائِدَكُمُ الْبَقْلَ فَإِنَّهُ مَطْرَدَةٌ لِلشَّيْطَانِ مَعَ التَّسْمِيَةِ ".
هَذَا حَدِيث لَا أَصْلَ لَهُ.
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ الْعَلَاء يرْوى الموضوعات عَن الثقاة لَا يَحِلُّ الاحْتِجَاجُ بِهِ، وَقَالَ أَبُو الْفَتْح الْأَزْدِيّ: كَانَ رجل سوء لَا يبالى ماروى لَا يحل لمن عرفه أَن يروي عَنْهُ، وَقَالَ مُحَمَّد بن طَاهِر: كَانَ يضع الحَدِيث بَاب فضل الهندبا فِيهِ عَنِ الْحُسَيْن وَأنس: فَأَما حَدِيث الْحُسَيْن: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيِّ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمَهْدِيِّ أَنبأَنَا عبيد الله بْنُ عُمَرَ بْنِ شَاهِينَ ح.
وأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي أَنْبَأَنَا حَمَدُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ قَالا حَدَّثَنَا أَبُو بَحْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ كَوْثَرٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ الشَّامِيُّ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَسَنِ الْعَلافُ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ الْمَازِنِيُّ عَنْ بِشْرِ بْنِ عبد الله عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيه عَن جده الْحُسَيْن ابْن عَلِيٍّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: " مَا مِنْ وَرَقَةٍ مِنْ وَرَقِ الْهِنْدِبَا إِلا عَلَيْهَا قَطْرَةٌ مِنْ مَاء الْجنَّة ".
وَأما حَدِيث أَنَس فَأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الملك أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أبي الْفضل أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا ابْن عدى حَدثنَا عبد الله بْنُ وَهْبٍ الْغَزِّيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن عبيد الغزى حَدثنَا عبد الرحمن بْنُ مُسْهِرٍ عَنْ عَنْبَسَةَ بْنِ عبد الرحمن عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ عَنْ ابْنِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم(2/298)
قَالَ: " الْهِنْدِبَا مِنَ الْجَنَّةِ ".
هَذَا حَدِيث لَا يَصح.
أما الأَوَّل فَفِيهِ عُمَر بْن حَفْص.
قَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل: خرقنا حَدِيثه.
وَفِيهِ
مُحَمَّد بْن يُونُسَ الْكُدَيْمِي.
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ يَضَعُ الحَدِيث.
وَقد رَوَاهُ مسْعدَة ابْن الْيَسَعِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّد عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " عَلَى كُلِّ وَرَقَةٍ مِنَ الْهِنْدِبَا حَبَّةٌ مِنْ مَاءِ الْجَنَّةِ ".
قَالَ أَحْمد: مسْعدَة لَيْسَ بشئ خرقنا حَدِيثه مُنْذُ دهر، وَقَالَ الأَزْدِيّ: مَتْرُوك.
وَأما الثَّانِي فَفِيهِ عَنْبَسَة.
قَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ، وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكٌ، وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: هُوَ صَاحب أَشْيَاء مَوْضُوعَة لَا يحل الِاحْتِجَاج بِهِ.
بَاب ذكر الجرجير أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد أَنبأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِم حَمْزَة ابْن يُوسُفَ السَّهْمِيُّ حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الْجُرْجَانِيُّ حَدَّثَنَا أَبى حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد المؤمن حَدثنَا عبد الرحمن بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَنْ أَبِي الْعَلاءِ عَنْ مَكْحُولٍ عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ بِشْرٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بِئْسَتِ الْبَقْلَةُ الْجِرْجِيرُ، مَنْ أَكَلَ مِنْهَا لَيْلا حَتَّى تَضَلَّعَ بَاتَ وَنَفْسُهُ تُنَازِعُهُ وَيَضْرِبُ بِعِرْقِ الْجُذَامِ مِنْ أَنْفِهِ ".
وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كُلُوهَا بِالنَّهَارِ وَكُفُّوا عَنْهَا لَيْلا ".
هَذَا حَدِيث مَوْضُوع، وَأكْثر رُوَاته مَجَاهِيل.
وَقَدْ رَوَى مَسْعَدَةُ بْنُ الْيَسَعِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّد عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ أَكَلَ الْجِرْجِيرَ ثُمَّ بَاتَ، بَاتَ الْجِرْجِيرُ يَتَرَدَّدُ فِي جِلْدِهِ ".
هَذَا [حَدِيث] مَوْضُوع، وَقَدْ قدحنا فِي مسْعدَة آنِفا.(2/299)
بَاب فِيهِ ذكر بقول أَنْبَأَنَا عَبْدُ الأَوَّلُ بْنُ عِيسَى إِذْنًا إِنْ لَمْ يَكُنْ سَمْعًا أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنُ
أَبِي عَاصِمٍ الْجَوْهَرِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمَالِينِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ ابْن مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ رَزِينٍ النَّيْسَابُورِي حَدثنَا أَبُو مُحَمَّد عبد الرحيم بْنُ حَبِيبٍ الْفَارَيَابِيُّ حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ بَيَانٍ عَنْ أَسَدِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: " كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذُكِرَ عِنْدَهُ فَقَالَ: فَضْلُ دَهْنِ الْبَنَفْسَجِ عَلَى سَائِرِ الأَدْهَانِ كَفَضْلِنَا أَهْلَ الْبَيْتِ عَلَى سَائِرِ الْخَلْقِ.
وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْهِنُ بِهِ ويتسعط.
وَذُكِرَ عِنْدَهُ الْبُقُولُ فَقَالَ فَضْلُ: الْكُرَّاثِ عَلَى الْبُقُولِ كَفَضْلِ الْخُبْزِ عَلَى سَائِرِ الأَشْيَاءِ.
وَذُكِرَ لَهُ الْحول وَهُوَ الْبَاذَرُوجُ فَقَالَ: بَقْلِي وَبَقْلُ الأَنْبِيَاءِ مِنْ قَبْلِي فَإِنِّي أُحِبُّهَا وَآكُلُهَا وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى شَجَرَتِهَا نَابِتَةً فِي الْجَنَّةِ.
وَذُكِرَ لَهُ الْجِرْجِيرُ فَقَالَ: أَكْرَهُهَا لَيْلا وَلا بَأْسَ بِهَا نَهَارًا وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى شجرتها نابتة فِي - الجهنم -[جَهَنَّمَ] وَذُكِرَ الْهِنْدِبَا فَقَالَ: كُلُوا الْهِنْد با من غير الْكَمْأَةُ وَالْكَرَفْسُ فَقَالَ: الْكَمْأَةُ مِنَ الْجَنَّةِ وَمَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلْعَيْنِ وَفِيهَا شِفَاءٌ مِنَ السُّمِّ وَهُمَا طَعَامُ إِلْيَاسَ وَالْيَسَعِ، يَجْتَمِعَانِ كُلَّ عَامٍ بِالْمَوْسِمِ، فَيَشْرَبَانِ شَرْبَةً مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ فَيَكْتَفِيَانِ بِهَا إِلَى قَابِلٍ، فَيَرَدُّ اللَّهُ شَبَابَهُمَا فِي كُلِّ مِائَةِ عَامٍ مَرَّةً، طَعَامُهُمَا الْكَمْأَةُ وَالْكَرَفْسُ.
وَذُكِرَ اللَّحْمُ فَقَالَ: لَيْسَ مِنْهُ مُضْغَةٌ تَقَعُ فِي الْمَعِدَةِ إِلا أُثْبِتَ مَكَانَهَا شِفَاءٌ وَأَخْرَجَتْ مِثْلَهُ مِنَ الدَّاءِ، وَذُكِرَ الْحِيتَانُ فَقَالَ: لَيْسَ مِنْ مُضْغَةٍ تَقَعُ فِي الْمَعِدَةِ إِلا أَثْبَتَتْ مَكَانَهَا دَاءً، وَأَخْرَجَتْ مِثْلَهَا مِنَ الشِّفَاءِ، وَأَوْرَثَتْ صَاحِبَهَا السُّلَّ ".
هَذَا حَدِيث لَا يشك فِي وَضعه وَالْمُتَّهَم بِهِ عبد الحميد بْن حَبِيب الفاريابي.
قَالَ أَبُو حَاتِمِ بْنُ حِبَّانَ: كَانَ يَضَعُ الحَدِيث على الثقاة، وَلَعَلَّه قد وضع أَكثر(2/300)
من خَمْسمِائَة على رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم.
قَالَ الدَّارقطني: وَصَالح بن بَيَان مَتْرُوك.
بَاب فضل الباذنجان أَنبأَنَا أَبُو الْحسن عَليّ بن أَحْمَدَ الْمُوَحِّدُ أَنْبَأَنَا هَنَّادُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ النَّسَفِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُنِيرٍ الْبَزَّازُ حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى بْنِ عِيسَى الْوَكِيلُ حَدثنَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن حبيب الملحمى حَدثنَا عبد الاعلى بْنُ حَمَّادٍ النَّرْسِيُّ عَنْ حَمَّادِ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ أَبِي الْعَشْراءِ الدَّارِمِيِّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " كُنَّا فِي وَلِيمَةِ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ، فَأَتَى بِطَعَامٍ فِيهِ بَاذِنْجَانُ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ الْبَاذِنْجَانَ يَهِيجُ الْمَرَارَ، فَأَكَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَاذِنْجَانَةً فِي لُقْمَةٍ وَقَالَ: إِنَّمَا الْبَاذِنْجَانُ شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ وَلا دَاءَ فِيهِ ".
هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَا سقى الْغَيْث قبر من وَضعه لِأَنَّهُ قصد شين الشَّرِيعَة بِنِسْبَة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى غير مُقْتَضى الْحِكْمَة والطب، ثُمَّ نسبه إِلَى ترك الْأَدَب فِي أكل باذنجانة فِي لقْمَة، والباذنجان من أردأ المأكولات خلطه يَسْتَحِيل مَرَّةً سَوْدَاء وَيفْسد اللَّوْن ويكلف الْوَجْه وَيُورث البهق والسدد والبواسير وداء السرطان.
وَالْمُتَّهَم بِهَذَا الحَدِيث أَحْمَد بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَرْبٍ.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: كَانَ يتَعَمَّد الْكَذِب ويلقن فيتلقن وَهُوَ مَشْهُور بِالْكَذِبِ وَوضع الحَدِيث.
بَاب فَضِيلَة اللَّحْم فِيهِ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ وَرَبِيعَة بْن كَعْب: فَأَما حَدِيث أَبِي الدَّرْدَاءِ فَأَنْبَأَنَا ابْنُ خيرون أَنبأَنَا الجوهرى عَن الدَّارقطني(2/301)
عَنْ أَبِي حَاتِمٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الدِّمَشْقِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن عبد الرحمن الْجُعْفِيُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ الْوُحَاظِيُّ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَطَاءٍ عَن مسلمة بن عبد الله
الْجُهَنِيُّ عَنْ عَمِّهِ أَبِي مَشْجَعَةَ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " سَيِّدُ طَعَامِ أَهْلِ الْجَنَّةِ اللَّحْمُ ".
وَأما حَدِيث رَبِيعَة: فَأَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا الْعَتِيقِيُّ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا الْعُقَيْلِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ خُزَيْمَةَ الرَّمْلِيُّ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَمْرِو بْنِ بَكْرٍ السَّكْسَكِيُّ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا عَنْ أَبِي سِنَانٍ الشَّيْبَانِيِّ عَن عمر بن عبد الْعَزِيز عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " سَيِّدُ طَعَامِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ اللَّحْمُ ".
هَذَانِ حديثان لَا يصحان.
أما الأَوَّل فَقَالَ ابْن حِبَّانَ: سُلَيْمَان بْن عَطَاء يروي عَنْ مَسْلَمَةَ أَشْيَاء مَوْضُوعَة فَلَا أدرى التَّخْلِيط مِنْهُ أَو من مَسْلَمَةَ.
وَأما الثَّانِي فَقَالَ الْعَقِيلِيّ لَا يعرف هَذَا الحَدِيث إِلا بِعَمْرو بْن بَكْر وَلا يَصح فِي هَذَا الْمَتْن عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: عَمْرو بْن بَكْر يروي عَن الثقاة الطَّامَّات لَا يحل الِاحْتِجَاج بِهِ.
بَاب النهى عَن ذَبَائِح الْجِنّ أَنْبَأَنَا ابْنُ خَيْرُونٍ عَنِ الْجَوْهَرِيِّ عَن الدَّارقطني عَن أبي حَاتِم بن حبَان أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْن دَاوُدَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عِيسَى بْنِ زَاذَانَ حَدثنَا عبد الله بْنُ أُذَيْنَةَ عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ حُمَيْدِ بن عبد الرحمن عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ " أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى عَن ذَبَائِح الْجِنّ ".(2/302)
قَالَ ابْن حبَان: عبد الله يروي عَنْ ثَوْر مَا لَيْسَ من حَدِيثه لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ بِحَال.
قَالَ الْمُصَنِّفُ قُلْتُ: وَهُوَ فسروا هَذَا الحَدِيث بِأَن الْجَاهِلِيَّة كَانُوا إِذَا اشْتَروا دَارا أَو اسْتخْرجُوا عينا ذَبَحُوا لَهَا ذَبِيحَة لِئَلَّا يصيبهم أَذَى من الْجِنّ، فَأبْطل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم ذَلِك.
بَاب قطع اللَّحْم بالسكين روى أَبُو مَعْشَرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تَقْطَعُوا اللَّحْمَ بِالسِّكِّينِ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ صُنْعِ الأَعَاجِمِ ".
قَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل: لَيْسَ بِصَحِيح.
وَقَدْ كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَجْتَزُّ مِنْ لَحْمِ الشَّاةِ.
هَذَا حَدِيث أَبِي معشر واسْمه نجيح بن عبد الرحمن.
قَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ.
وَقَدْ سَرقه من أَبِي معشر يحيى بن هَاشم فَأَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ السَّمَرْقَنْدِيُّ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا أَبُو عَمْرٍو الْفَارِسِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدثنَا على بن أَحْمد ابْن مَرْوَانَ حَدَّثَنَا عُبْدُوسُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ هَاشِمٍ حَدَّثَنَا هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " نَهَى رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُقْطَعَ اللَّحْمُ بِالسِّكِّينِ عَلَى الْمَائِدَةِ ".
قَالَ يَحْيَى بْن معِين: يَحْيَى بْن هَاشِم دجال هَذهِ الْأمة.
وَقَالَ أَحْمَد: لَا يكْتب عَنْهُ.
وَقَالَ النَّسَائِيّ: مَتْرُوك الحَدِيث.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: كَانَ يَضَعُ الحَدِيث ويسرقه.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ يضع الحَدِيث على الثقاة.
بَاب الامر باتخاذ الْغنم أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا الْحُسَيْن بن عبد الْغفار(2/303)
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبَّادٍ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَعْيَنَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ قَالَ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الأَغْنِيَاءَ
بِاتِّخَاذِ الْغَنَمِ وَالْفُقَرَاءَ بِاتِّخَاذِ الدَّجَاجِ ".
طَرِيق آخر: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الْحَافِظُ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا الْعَتِيقِيُّ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا الْعُقَيْلِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زَيْدَانَ حَدَّثَنَا سَلامُ بْنُ سُلَيْمَانَ حَدَّثَنَا غِيَاثُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَمْرٍو عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " أَمَرَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الأَغْنِيَاءَ بِاتِّخَاذِ الْغَنَمِ، وَأَمَرَ الْمَسَاكِينَ بِاتِّخَاذِ الدَّجَاجِ ".
هَذَا حَدِيث لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَفِي طَرِيقه الأَوَّل عَلِيّ بْن عُرْوَةَ، وَفِي الثَّانِي غياث بْن إِبْرَاهِيمَ، وَكِلَاهُمَا كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ.
قَالَه ابْن حبَان.
بَاب ذمّ اللَّحْم أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا أَبُو عَمْرٍو الْفَارِسِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ أَحْمَدَ الصُّوفِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ بْنُ أخى بن وهب حَدثنَا عبد الله بْنُ الْمُغِيرَةِ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنِ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ لِلْقَلْبِ فَرْحَةً عِنْدَ أَكْلِ اللَّحْمِ وَمَا دَامَ الْفَرَحُ بِأَحَدٍ إِلا أَشَرَّ وَبَطِرَ وَلَكِنْ مَرَّةً مَرَّةً ".
وَقَدْ رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى الْخَشَّابُ عَنْ مُصْعَبِ بْنِ مَاهَانَ عَنْ الثَّوْرِيِّ.
وَهَذَا حَدِيث مَوْضُوع.
قَالَ العقيلى: عبد الله بْن الْمُغِيرَة يحدث بِمَا لَا أصل، لَهُ، وَأحمد ابْن عِيسَى يحدث بِأَحَادِيث لَا يحدث بِهَا غَيره.
قَالَ ابْن حِبَّانَ: أَحْمد ابْن عِيسَى يروي عَنِ المجاهيل الْأَشْيَاء الْمَنَاكِير وعَنِ الْمَشَاهِير الْأَشْيَاء المقلوبة.
قَالَ: وَهَذَا حَدِيث مَوْضُوع.(2/304)
قَالَ المُصَنّف قلت: وَقد روى بِإِسْنَاد مظلم عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ عَطِيَّة عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَأْكُلُوا اللَّحْمَ ".
وَهَذَا محَال.
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: أما عَطِيَّة فَلَا يَحِلُّ كَتْبُ حَدِيثِهِ إِلا عَلَى جِهَة التَّعَجُّب وَأما مقَاتل فَإِنَّهُ كَانَ يكذب.
قَالَ المُصَنّف قلت: وَقَدْ صَحَّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَأْكُل اللَّحْم وَيُحِبهُ وَيُعْجِبهُ، وَإِنَّمَا يهجر اللَّحْم المهوسون من المتصوفة والمتزهدة حَتَّى قَالَ بَعضهم: أكل دِرْهَم من اللَّحْم يقسى الْقلب أَرْبَعِينَ صباحا.
وَلا جرم لَمَّا هجروه قويت الماليخوليا عَلَيْهِمْ فخلطوا.(2/305)
انْتهى - بِحَمْد الله - الْجُزْء الثَّانِي من كتاب " الموضوعات " ويليه الْجُزْء الثَّالِث وأوله بَاب ذكر الْبَقر وَمَا ورد فِي ذَلِك من الاحاديث الْمَوْضُوعَة المنسوبة زورا إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم(2/306)
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
بَاب ذكر الْبَقر
أَنْبَأَنَا عَبْدُ الأَوَّلُ بْنُ عِيسَى أَنبأَنَا عبد الله بن مُحَمَّد الانصاري أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُور المزكى حَدثنَا عبد الله بْنُ عَدِيٍّ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ الْحَسَنِ الْكُوفِيُّ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بن شُرَيْح الكندى حَدثنَا عبد الله بن وهب عَن يحيى ابْن أَيُّوبَ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَكْرِمُوا
الْبَقَرَ فَإِنَّهَا سَيِّدَةُ الْبَهَائِمِ.
مَا رَفَعَتْ رَأْسَهَا إِلَى السَّمَاءِ حَيَاءً مُنْذُ عُبِدَ الْعِجْلُ ".
هَذَا حَدِيث مَوْضُوع وَالْمُتَّهَم بِهِ عبد الله بْن وهب النسوي.
قَالَ ابْن حبَان: كَانَ دجالًا يضع الْحَدِيث على الثقاه لَا يحل ذكره إِلَّا على سَبِيل الْقدح فِيهِ.
بَاب فضل الديك أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ عَن الجوهرى عَن الدَّارقطني عَنْ أَبِي حَاتِمٍ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بن سَلام حَدثنَا عبد الله بْنُ صَالِحٍ عَنْ رِشْدِينَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ ثَوْبَانَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَسُبُّوا الدِّيكَ فَإِنَّهُ صَدِيقِي وَأَنَا صَدِيقُهُ، وَعَدُوُّهُ عَدُوِّي، وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ لَوْ يَعْلَمُ بَنُو آدم مَا فِي صَوته لَا شتروا رِيشَهُ وَلَحْمَهُ بِالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، وَإِنَّهُ لَيَطْرُدُ مَدَى صَوْتِهِ مِنَ الْجِنِّ ".
هَذَا حَدِيث مَوْضُوع.
وَرشْدِين لَا يعول عَلَيْهِ.
قَالَ أَحْمَد: كَانَ لَا يبالى عَنْ من رَوَى، وَقَالَ يحيى: لَيْسَ بِثِقَة، وَقَالَ النَّسَائِيّ: مَتْرُوك الحَدِيث.
وَأما عبد الله(3/3)
ابْن صَالح فَقَالَ أَحْمد: لَيْسَ بشئ، وَقَالَ ابْن حبَان: كَانَ مُنكر الْحَدِيث يحدث عَنِ الْأَثْبَات مَا لَيْسَ من حَدِيث الثقاة، وَكَانَ فِي نَفْسه صَدُوقًا، وَإِنَّمَا وَقعت الْمَنَاكِير فِي حَدِيثه من قبل جَار لَهُ كَانَ يضع الحَدِيث على شيخ عبد الله بْن صَالِح ويكتبه بِخَط يشبه خطّ عبد الله ويرميه فِي دَاره بَيْنَ كتبه، فيتوهم عبد الله أَنه خطه فَيحدث بِهِ.
بَاب فِي الديك الْأَبْيَض فِيهِ عَنْ أَنَس وأبى هُرَيْرَة وأبى زَيْد: فَأَما حَدِيث أَنَس: أَنْبَأَنَا عَلَيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْمُوَحِّدُ أَنْبَأَنَا هَنَّادُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ النَّسَفِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو الْحسن بن عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ أَحْمَدَ الْقَاضِي حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ
الاسد لباذى أَنبأَنَا عبد الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ فَرَحٍ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَامِرٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَنْبَسَةَ حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ عَنْ أَنْسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من اتَّخَذَ دِيكًا أَبْيَضَ فِي دَارِهِ لم يقربهُ الشَّيْطَان وَلَا السَّحَرَة ".
وَأما حَدِيث أَبى هُرَيْرَة: فروى عبد الله بْنُ جَعْفَرٍ أَبُو عَلَيٍّ الْمَدِينِيُّ عَن سُهَيْل ابْن أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " الدِّيكُ الأَبْيَضُ صَدِيقِي وَصَدِيقُ صَدِيقِي و - عد -[عدوه] عدوى ".
وَأما حَدِيث أَبِي زَيْد: فَرَوَى أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي السَّرِيِّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْرٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُهَاجِرٍ عَنْ عبد الله بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْقُرَشِيِّ عَنْ أَبِي زَيْدٍ الأَنْصَارِيِّ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الدِّيكُ الأَبْيَضُ صَدِيقِي وَصَدِيقُ صديقى وعدو عدوالله " وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُبَيِّتُهُ مَعَهُ فِي الْبَيْتِ.
وَقَدْ رَوَى لنا هَذَا الحَدِيث مَقْطُوعًا.
فأنبأنا عَبْدُ الْخَالِقِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ(3/4)
أَنْبَأَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ النَّقُورِ أَنْبَأَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْمُخَلِّصُ حَدَّثَنَا الْبَغَوِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو رَوْحٍ الْبَلَدِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ زَيْدٍ عَنِ الأَحْوَصِ بْنِ حَكِيمٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الدِّيكُ الأَبْيَضُ صَدِيقِي وَعَدُوُّ عَدُّوِ اللَّهِ، يَحْرُسُ دَارَ صَاحِبِهِ وَسَبْعَ - أَدُرْ -[دُورٍ] كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُبَيِّتُهُ مَعَهُ فِي الْبَيْتِ ".
هَذِه الْأَحَادِيث لَيْسَ فِيهَا شئ صَحِيح.
أما الطَّرِيق الأَوَّل فَإِن يَحْيَى بْن عَنْبَسَة كَذَّاب، وَقَدْ سبق الْجرْح فِيهِ فِي مَوَاضِع.
وَقَالَ ابْن حبَان: هُوَ دجال يضع الْحَدِيث لَا يحل الرِّوَايَة عَنْهُ.
وَأَمَّا الثَّانِي فَإِن أَبَا عَلِي بْن الْمَدِينِيّ قَالَ فِيهِ يحيى بن معِين: لَيْسَ بشئ، وَقَالَ النَّسَائِيّ: مَتْرُوك.
وَأَمَّا الثَّالِث فَقَالَ يحيى: عبد الله بن عبد الْعَزِيز لَيْسَ بشئ.
وَقَالَ ابْن حبَان: اخْتَلَط بِآخِرهِ، فَكَانَ يقلب الْأَسَانِيد وَلَا يعلم وَيرْفَع الْمَرَاسِيل فَاسْتحقَّ التّرْك.
وَأَمَّا مُحَمَّد بْن مهَاجر فَقَالَ ابْن حِبَّانَ: كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ عَلَى الثقاة.
وَقَدْ روى حَدِيث أَبِي زَيْد أَبُو بَكْر الْخَطِيب من طَرِيق أَيُّوب بْن عتبَة ثُمَّ ضعف أَيُّوب وَقَالَ لَا يَصح متن هَذَا الْحَدِيث وَلَا إِسْنَاده.
وَأَمَّا حَدِيث خَالِد بْن معدان فمقطوع، وَفِيهِ طَلْحَة بْن زَيْد، قَالَ النَّسَائِيّ: مَتْرُوك الحَدِيث، وَقَالَ ابْن حبَان: لَا يَحِلُّ الاحْتِجَاجُ بِخَبَرِهِ.
بَاب فضل الديك الابيض الافرق أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الْحَافِظُ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا الْعَتَيقِيُّ حَدثنَا يُوسُف ابْن أَحْمَدَ حَدَّثَنَا الْعَقَيْلِيُّ حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ مَنْصُورٍ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَزَّةَ حَدَّثَنَا أَبُو سعيد عبد الرحمن بن عبد الله مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ صَبَيْحٍ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم: " الديك(3/5)
الأَبْيَضُ الأَفْرَقُ حَبِيبِي وَحَبِيبُ حَبِيبِي جِبْرِيلَ، يَحْرُسُ بَيْتَهُ وَسِتَّةَ عَشَرَ بَيْتًا مِنْ جِيرَتِهِ، أَرْبَعَةٌ مِنَ الْيَمِينِ وَأَرْبَعَةٌ مِنَ الشِّمَالِ وَأَرْبَعَةٌ مِنْ قُدَّامَ وَأَرْبَعَةٌ مِنْ خَلْفٍ " هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَالربيع بْن صبيح قَدْ ضعفه يَحْيَى وَالنَّسَائِيّ.
قَالَ الْعَقِيلِيّ: أَحْمَد بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَزَّةَ مُنكر الحَدِيث ويوصل الاحاديث.
بَاب مَا ذكر أَن فِي السَّمَاء ديكا فِيهِ عَنْ جَابِر وَابْن عَبَّاس والعرس بْن عميرَة.
فَأَما حَدِيث جَابر فَلهُ طَرِيقَانِ: الطَّرِيق الأول: أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا
حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ لِلَّهِ دِيَكًا عُنُقُهُ مَطْوِيَّةٌ تَحْتَ الْعَرْشِ وَرِجْلاهُ فِي التُّخُومِ، فَإِذَا كَانَتْ هَدَّةٌ مِنَ اللَّيْلِ صَاحَ: سبوج قدوس، فصاحت الديكة ".
الطَّرِيق الثَّانِي: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا الْعَتِيقِيُّ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا الْعَقِيلِيُّ حَدَّثَنَا مُبَشِّرُ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ ابْن أَبِي عَلَيٍّ اللُّهْبِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عبد الله إِن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِن لله عزوجل دِيكًا بَرَاثِنُهُ فِي الأَرْضِ السَّابِعَةِ وَعُنُقُهُ مُنْطَوِيَةُ بِالْعَرْشِ، فَإِذَا كَانَ هَوَى مِنَ اللَّيْلِ قَالَ: سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ.
قَالَ: فَعِنْدَ ذَلِكَ تَصِيحُ الديكة ".
وَأما حَدِيث ابْن عَبَّاسٍ فَأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُمَرَ الْحَافِظِ عَنْ أَبِي حَاتِمٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سدوست النسوي حَدثنَا حميد(3/6)
ابْن زَنْجَوَيْهِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خِدَاشٍ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ قُتَيْبَةَ عَنْ مَيْسَرَةُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ عَنْ عُمَرَ بْنِ سُلَيْمَانَ الدِّمَشْقِيِّ عَنِ الضَّحَّاكِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لما أسرى بِي إِلَى السَّمَاءِ رَأَيْتُ فِيهَا أَعَاجِيبَ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ وَخَلْقِهِ، وَمِنْ ذَلِكَ الَّذِي رَأَيْتُ فِي السَّمَاءِ دِيكٌ لَهُ زَغَبٌ أَخْضَرُ وَرِيشٌ أَبْيَضُ، بَيَاضُ رِيشِهِ كَأَشَدِّ بَيَاضٍ رَأَيْتُهُ قَطُّ، وَزَغَبُهُ أَحْمَرُ كَأَشَدِّ حُمْرَةٍ رَأَيْتُهَا قَطُّ، وَإِذَا رِجْلاهُ فِي تُخُومِ الأَرْضِ السَّابِعَةِ السُّفْلَى، وَرَأْسُهُ عِنْدَ عَرْشِ الرَّحْمَنِ، مَبْنَى عُنُقِهِ تَحْتَ الْعَرْشِ، لَهُ جَنَاحَانِ فِي مَنْكِبَيْهِ، إِذَا نَشَرَهُمَا جَاوَزَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، فَإِذَا كَانَ فِي بَعْضِ اللَّيْلِ نَشَرَ جَنَاحَيْهِ وَخَفَقَ بِهِمَا وَصَرَّخَ بِالتَّسْبِيحِ لِلَّهِ تَعَالَى يَقُولُ: سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ، سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ الْمُتَعَالِ، لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ الْحَيُّ الْقَيُّومُ،
فَإِذَا فَعَلَ ذَلِكَ سَبَّحَتْ دِيَكَةُ الأَرْضِ وَخَفَّقَتْ بِأَجْنِحَتِهَا وَأَخَذَتْ فِي الصُّرَاخِ، فَإِذَا سَكَنَ ذَلِكَ الدِّيكُ فِي السَّمَاءِ سَكَنَتِ الدِّيَكَةُ ".
وَذكر حَدِيثا طَويلا فِي قصَّة الْمِعْرَاج شَبِيها بِعشْرين ورقة.
وَأما حَدِيث الْعرس فَأَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ أَنْبَأَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْهَيْثَمِ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الأَفْطَحِ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَهْدَمِ بْنِ الْحَارِثِ الْغِفَارِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْعُرْسِ بْنِ عُمَيْرَةَ أَنَّ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ لِلَّهِ دِيكًا بَرَاثِنُهُ فِي الارض السُّفْلى وعرقه تَحْتَ الْعَرْشِ، يَصْرُخُ عِنْدَ مَوَاقِيتِ الصَّلاةِ، وَيَصْرُخُ لَهُ دِيكُ السَّمَوَاتِ سَمَاءً سَمَاءً، ثُمَّ يَصْرُخُ بِصُرَاخِ دِيكِ السَّمَوَاتِ دِيكُ الأَرْضِ يَقُولُ فِي صُرَاخِهِ: سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلائِكَةِ وَالرُّوحُ ".
هَذِه أَحَادِيث كلهَا مَوْضُوعَة.
فَأَما حَدِيث جَابِر فَفِي طريقيه عَلِي بْن أَبِي عَلَى اللهبي.
قَالَ الْبُخَارِي: هُوَ مُنكر الحَدِيث، وَقَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ، وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ، وَقَالَ ابْن حبَان: يرْوى عَن الثقاة الموضوعات لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ.(3/7)
وَأَمَّا حَدِيث ابْن عَبَّاس فالمتهم بِهِ ميسرَة.
قَالَ الْبُخَارِي: يرْمى بِالْكَذِبِ، وَقَالَ ابْن حَمَّاد: كَانَ كذابا، وَقَالَ النَّسَائِيّ وَالدَّارقطني: مَتْرُوك، وَقَالَ الْعَقِيلِيّ: أَحَادِيثه بَوَاطِيلُ لَا يَحِلُّ كَتْبُ حَدِيثِهِ إِلا اعْتِبَارا، وَقَالَ ابْن حبَان: يَرْوِي الموضوعات عَنِ الْأَثْبَات وَيَضَع المعضلات على الثقاة فِي الْحَث عَلَى الْخَيْر، وَهُوَ صَاحب حَدِيث فَضَائِل الْقُرْآن " من قَرَأَ كَذَا فَلهُ كَذَا " لَا يحل كتب حَدِيثه إِلَّا للاعتبار ".
وَأَمَّا حَدِيث الْعرس فَقَالَ ابْن حبَان: يَحْيَى بْن زَهْدَم رَوَى عَنْ أَبِيهِ نُسْخَة مَوْضُوعَة لَا يحل كتبهَا إِلَّا عَلَى التَّعَجُّب.
بَاب فِي اتِّخَاذ الدَّجَاج أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ أَنبأَنَا الجوهرى عَن الدَّارقطني عَن أبي حَاتِم بن حبَان حَدثنَا عبد الله بن مُحَمَّد القيراطى حَدثنَا عبد الله بْنُ يَزِيدَ مَحْمِشٌ حَدَّثَنَا هِشَامُ ابْن عبيد الله الرَّازِيُّ عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الدَّجَاجُ غَنَمُ فُقَرَاءِ أُمَّتِي، وَالْجُمُعَةُ حَجُّ فُقَرَائِهَا ".
قَالَ أَبُو حَاتِم بن حبَان: هَذَا حَدِيث كذب مَوْضُوع لَا أَصْلَ لَهُ وَلَا يحْتَج بحَدِيث هِشَام.
قَالَ الدَّارقطني: هَذَا الحَدِيث كذب مَوْضُوع وَالْحمل فِيهِ عَلَى محمش فَإِنَّهُ كَانَ يضع الحَدِيث على الثقاة.
بَاب فضل الْحمام الْأَحْمَر فِيهِ عَنْ عَلِي وَأبي كَبْشَة وَعَائِشَة: فَأَما حَدِيث عَليّ رَضِي الله عَنهُ فَأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ عَنِ أَبى الْحسن الدَّارقطني عَنْ أَبِي حَاتِمٍ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَحْمَدَ الْقَطَّانُ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ عبد الله بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جده عَن على(3/8)
قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعْجِبُهُ النَّظَرُ إِلَى الْحمام الاحمر والاترج " وَأما حَدِيث أَبِي كَبْشَة فَأَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ السَّمَرْقَنْدِيُّ أَنْبَأَنَا هِبَةُ الله ابْن مُحَمَّدٍ الطَّبَرِيُّ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْن بن الْفضل أَنبأَنَا عبد الله بْنُ جَعْفَرِ بْنِ دُرَسْتَوَيْهِ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْن سُفْيَانَ حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُصَفَّى قَالُوا حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ حَدَّثَنِي أَبُو سُفْيَانَ الأَنْمَارِيُّ عَنْ جُنْدُبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي كُبْشَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: " كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعْجِبُهُ النَّظَرُ إِلَى الأَبْرَج وَيُعْجِبهُ النّظر إِلَى الْحمام الاحمر ".
وَأما طَرِيق عَائِشَة: أَنْبَأَنَا زَاهِرُ بْنُ أَحْمَدَ طَاهِرٌ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْبَيْهَقِيُّ
أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ الله مُحَمَّد بن عبد الله الْحَاكِمُ حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي عُثْمَانَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ نَصْرٍ اللَّبَّادِ حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ سَعِيدُ بْنُ النَّضْرِ النَّيْسَابُورِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ عَمْرُو بْنُ شَمَرٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم ابْن الْحَارِثِ التَّيْمِيِّ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحِبُّ النَّظَرَ إِلَى الْخُضْرَةِ وَإِلَى الأَبْرَج وَإِلَى الْحَمَّامِ الأَحْمَرِ ".
هَذِه الْأَحَادِيث كلهَا غَيْر صِحَاح.
فَأَما حَدِيث عَلِي فَفِي طَرِيقه عِيسَى بن عبد الله بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ.
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يروي عَن أَبِيه عَنْ آبَائِهِ أَشْيَاء مَوْضُوعَة.
وَأَمَّا حَدِيث أَبِي كَبْشَة فَفِيهِ أَبُو سُفْيَانَ الْأَنمَارِي.
قَالَ ابْن حبَان: يَرْوِي الطَّامَّات، وَقَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ: مَجْهُول.
وَأَمَّا حَدِيث عَائِشَة فَفِيهِ عَمْرو بْن شمر.
قَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بِثِقَة، وَقَالَ السَّعْدِيّ: كَذَّاب، وَقَالَ النَّسَائِيّ وَالدَّارقطني: مَتْرُوكٌ، وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يَرْوِي الموضوعات عَن الثِّقَات لَا يحل كتب حَدِيثه إِلَّا على جِهَة التَّعَجُّب.(3/9)
بَاب اتِّخَاذ الْحمام فِي الْبَيْت للاستئناس
فِيهِ عَنْ عَليّ وَابْن عَبَّاسٍ وَعبادَة وَجَابِر: فَأَما حَدِيث عَلِي عَلَيْهِ السَّلام فَأَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي الْفَضْلِ الإِسْمَاعِيلِيُّ حَدَّثَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ السَّهْمِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ أَبِي زَيْدٍ الدَّبَّاغُ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَيْمُونٍ عَنْ مَيْمُونِ بْنِ عَطَاءٍ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الْحَارِثِ عَنْ عَلِيٍّ " أَنَّهُ شَكَا إِلَى رَسُولِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْوَحْشَةَ، فَقَالَ: لَوِ اتَّخَذْتَ زَوْجًا مِنَ حَمَامٍ فَآنَسَكَ وَأَصَبْتَ مِنْ فِرَاخِهِ، وَاتَّخَذْتَ ديكا فآنسك وأيقظك للصَّلَاة ".
وَأما حَدِيث ابْن عَبَّاسٍ فَأَنْبَأَنَا الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ أَخْبَرَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْطَنَاجِيِرِيُّ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ هَاشِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْفَيْدِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَوْحِ بْنِ حَبِيبٍ حَدَّثَنَا مدارُ بْنُ آدَمَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ مَيْمُونٍ بْنِ مِهْرَانَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسَ قَالَ: " جَاءَ رَجُلٌ فَشَكَا الْوَحْشَةَ إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: اتَّخِذْ زَوْجَ حَمَامٍ يؤنسك بِاللَّيْلِ ".
وَأما حَدِيث عُبَادَة: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا حَمَدُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْحَاقَ التَّسْتُرِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ حَدَّثَنَا الصَّلْتُ بْنُ الْحَجَّاجِ أَنْبَأَنَا ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ خَالِدِ ابْن مَعْدَانَ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: " جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَشَكَا إِلَيْهِ الْوَحْشَةَ، فَأَمَرَهُ أَنْ يَتَّخِذَ زوج حمام ".
وَأما حَدِيث جَابر فَأَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورِ بْنُ خَيْرُونٍ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الدَّعْلَجِيُّ حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ سُفْيَان الكنانى عَن عَاصِم ابْن سُلَيْمَانَ الْبَصْرِيِّ عَنْ حِزَامِ بْنِ عُثْمَانَ عَنِ ابْنِ عَنْتَرَةَ عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ(3/10)
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ فِي بَيْتِهِ خَالِيًا فَلْيَتَخِذْ فِيهِ زَوْجَ حَمَامٍ ".
هَذِه الْأَحَادِيث لَيْسَ فِيهَا مَا يَصح.
أما حَدِيث عَليّ عَلَيْهِ السَّلامُ فَفِيهِ الْحَارِث الْأَعْوَر، وَقَدْ تردد فِي كتَابنَا أَنَّهُ كَذَّاب.
وَأَمَّا مَيْمُون بْن عَطَاء فَقَالَ أَبُو الْفَتْح الْأَزْدِيّ: هُوَ ضَعِيف الْحَدِيث.
وَأَمَّا يَحْيَى بْن مَيْمُون فَقَالَ الفلاس: كَانَ كذابا، وَقَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بشئ خرقنا حَدِيثه، وَقَالَ النَّسَائِيّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ وَلا مَأْمُونٍ، وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لَا تحل الرِّوَايَة عَنْهُ بِحَال.
وَأَمَّا حَدِيث ابْن عَبَّاس فالمتهم بِهِ مُحَمَّد بْن زِيَاد الْيَشْكُرِي.
قَالَ أَحْمَد وَيَحْيَى: هُوَ كَذَّاب خَبِيث.
زَاد أَحْمَد: يضع الْحَدِيث.
وَقَالَ الْبُخَارِي وَالنَّسَائِيّ وَالْفَلَّاس والرازي: مَتْرُوك الْحَدِيث.
وَأَمَّا حَدِيث عُبَادَة فَقَالَ ابْن عدي: لَا أعلم يرويهِ عَنْ ثَوْر إِلَّا الصَّلْت وَعَامة مَا يرويهِ مُنكر.
وَأَمَّا حَدِيث جَابِر فَفِيهِ ابْن عنترة واسْمه هَارُون.
قَالَ ابْن حبَان: لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ فَإِنَّهُ يرْوى الْمَنَاكِير الْكَثِيرَة حَتَّى يسْبق إِلَى الْقلب المستمع لَهَا أَنَّهُ الْمُتَعَمد لَهَا.
وَفِيهِ عَاصِم بْن سُلَيْمَان.
قَالَ عَمْرو بْن عَلِي الفلاس: كَانَ يضع الْحَدِيث وَقَالَ النَّسَائِيّ: مَتْرُوك.
وَقَالَ الدَّارقطني: كَذَّاب.
وَفِيهِ أبان بْن سُفْيَانَ.
قَالَ ابْن حبَان: رَوَى عَنِ الثقاة أَشْيَاء مَوْضُوعَة، وَقَالَ الدَّارقطني: مَتْرُوك.
بَاب اتِّخَاذ الْحمام فِي الْبَيْت لدفع الشَّيَاطِين أَنبأَنَا أَبُو مَنْصُور عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمد بن عَليّ بن ثَابت أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَتْحِ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا أَبُو طَلْحَةَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ يَحْيَى أَبُو الْخَطَّابَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ حَدَّثَنَا مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:(3/11)
" اتَّخِذُوا الْحَمَامَ الْمَقَاصِيصَ فَإِنَّهُ يُلْهِي الْجِنَّ عَنْ صِبْيَانِكُمْ ".
هَذَا حَدِيث مَوْضُوعٌ، وَالْمُتَّهَمُ بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ زِيَاد، وَقَدْ ذَكَرْنَا آنِفا أَنَّهُ كَانَ يضع الحَدِيث.
بَاب تطيير الْحمام أَنْبَأَنَا الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ أَنْبَأَنَا الْبَرْقَانِيُّ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الآدَمِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الإِيَادِيُّ حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى السَّاجِيُّ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ
أَبَا الْبَخْتَرِيِّ دَخَلَ عَلَى الرَّشِيدِ وَهُوَ قَاضٍ وَهَارُونَ إِذْ ذَاكَ يُطَيِّرُ الْحَمَامَ، فَقَالَ: هَلْ تَحْفَظُ فِي هَذَا شَيْئًا؟ فَقَالَ: حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ: " إِن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُطَيِّرُ الْحَمَامَ، فَقَالَ هَارُونُ: اخْرُجْ عَنِّي، ثُمَّ قَالَ: لَوْلا أَنَّهُ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ لَعَزَلْتُهُ ".
هَذَا الْحَدِيث من عمل أَبِي البخْترِي، واسْمه وهب بْن وهب، كَانَ من كبار الوضاعين.
بَاب النهى عَن صيد الْفِرَاخ أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَطِيبُ أَنْبَأَنَا القاضى أبوالعلا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْوَاسِطِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بن أَيُّوب بن الْمعَافى ابْن الْعَتَّارِ الْعَكْبَرِيُّ وَأَبُو الْقَاسِمَ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ السُّيُوطِيِّ حَدَّثَنَا أَبُو الطَّيِّبِ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرْخَانِ بْنِ رَوْزَبَةَ ح.
وأنبأنا عبد الرحمن أَنبأَنَا أَبُو بكر الْخَطِيب قَالَ حَدَّثَنِي هَنَّادُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ النَّسَفِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحُسَيْنُ بْنُ مُوسَى الْقَاملايُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرْخَانِ بْنِ رَوْزَبَةَ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّحَّانُ الْكُوفِيُّ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ أَخْزَمَ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحَبَّابِ الْعَكَلِيُّ حَدَّثَنَا زَيْدُ بن مُحَمَّد ابْن ثَوْبَانَ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ فُورَمَ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ ثَوْبَانَ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ أُسَامَةَ ابْن زَيْدٍ عَنْ جَدِّهِ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: " أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ(3/12)
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْرَابِيٌّ وَهُوَ شَادٌّ عَلَيْهِ رُدْنَهُ، أَوْ قَالَ عَلَيْهِ عَبَاءَةٌ، فَقَالَ: أَيُّكُمْ مُحَمَّدٌ؟ فَقَالُوا: صَاحِبُ الْوَجْهِ الأَزْهَرِ، فَقَالَ إِنْ تَكُنْ نَبِيًّا فَمَا مَعِي؟ قَالَ: إِنْ أَخْبَرْتُكَ فَهَلْ تُقِرُّ بِالشَّهَادَةِ.
وَقَالَ أَبُو الْعَلاءِ: فَهَلْ أَنْتَ مُؤْمِنٌ؟ قَالَ: نَعَمْ.
قَالَ: إِنَّكَ مَرَرْتَ بِوَادِي آلِ فُلانٍ، أَوْ قَالَ: شِعْبِ آلِ فُلانٍ، وَإِنَّكَ بَصُرْتَ فِيهِ بِوَكْرِ حَمَامَةٍ وَإِنَّكَ أَخَذْتَ الْفَرْخَيْنِ مِنْ وَكْرِهَا، وَإِنَّ الْحَمَامَةَ أَتَتْ وَكْرَهَا فَلَمْ تَرَ فرخيها
فهاهى نَاشِرَةٌ جَنَاحَيْهَا مُقْبِلَةٌ عَلَى فَرْخَيْهَا.
فَفَتَحَ الأَعْرَابِيُّ رُدْنَهُ، أَوْ قَالَ عَبَاءَتَهُ، فَكَانَ كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
فَعَجِبَ أَصْحَاب النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهَا وَإِقْبَالِهَا عَلَى فَرْخَيْهَا.
فَقَالَ: أَتَعْجَبُونَ مِنْهَا وَإِقْبَالِهَا عَلَى فَرْخَيْهَا؟ فَاللَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا وَأَشَدُّ إِقْبَالا عَلَى عَبْدِهِ الْمُؤْمِنُ حِينَ تَوْبَتِهِ مِنْ هَذِهِ بِفَرْخَيْهَا، ثُمَّ قَالَ: الْفُرُوخُ فِي أَسْرٍ مَا لَمْ تَطِرْ فَإِذَا طَارَتْ فَرَفْرَفَتْ فَانْصُبْ لَهَا فَخَّكَ وَحَبْلَكَ ".
ومساق الْحَدِيث لأبي الْعَلَاء.
هَذَا الْحَدِيث مَوْضُوع لَا يشك فِيهِ، وَالْعجب من جرْأَة وَاضعه وَقلة حيلته، أتراه مَا علم أَن من عرف الْحَدِيث لَا يخفى عَلَيْهِ كذبه فِي إِسْنَاده عَنْ زَيْد، وَمن فعل هَذَا فَمَا أبقى من الْحيَاء شَيْئًا، وَلَيْسَ الْمُتَّهم بِهِ إِلَّا ابْن الفرخان.
قَالَ أَبُو بكر الْخَطِيب: هَذَا الحَدِيث مُنكر جدا عَجِيب الْإِسْنَاد وَمَا أبعد أَن يَكُون من وضع ابْن الفرخان.
بَاب فضل الْجَرَاد أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بْنِ حَسْنَوَيْهِ الْكَاتِبُ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بن جَعْفَر بن أَحْمد ابْن مَعْبَدٍ السِّمْسَارُ حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ السُّنِّيِّ حَدثنَا عبد الحميد بْنُ بَيَانٍ الْبَكْرِيُّ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ وَاقِدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الْهُذَلِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدر عَن جَابر بن عبد الله قَالَ: " فَقَدْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الْجَرَادَ فَأَرْسَلَ(3/13)
رَاكِبًا يَضْرِبُ إِلَى الشَّامِ وَرَاكِبًا يَضْرِبُ إِلَى الْيَمَنِ وَرَاكِبًا يَضْرِبُ إِلَى الْعِرَاقِ يَسْأَلُ هَلْ رَأَى من الْجَرَاد شئ؟ فَأَتَاهُ الرَّاكِبُ الَّذِي مِنْ قِبَلِ الْيَمَنِ بِكَفٍّ مِنْ جَرَادٍ فَأَلْقَاهُ بَيْنَ يَدَيْهِ.
فَلَمَّا رَآهُ عُمَرُ كَبَّرَ ثَلاثًا ثُمَّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: خلق الله عزوجل ألف أمة فستمائة فِي الْبَحْر وَأَرْبَعمِائَة فِي الْبَرْ،
وَأَوُّلُ هَذِهِ الأُمَمِ هَلاكًا الْجَرَادُ، فَإِذَا هَلَكَ الْجَرَادُ تَابَعَتِ الأُمَمُ مِثْلَ سَلْكِ النِّظَامِ إِذَا قُطِعَ ".
قَالَ أَبُو حَاتِم بن حبَان: هَذَا شئ لَا يشك فِيهِ أَنَّهُ مَوْضُوع، لَيْسَ هَذَا من كَلَام رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَمُحَمّد بْن عِيسَى يرْوى عَنِ ابْن الْمُنْكَدر الْعَجَائِب وَعَن الثقاة الأوابد.
وَقَالَ الْبُخَارِي: عَمْرو بْن عَلِي مُنكر الْحَدِيث.
وَقَالَ ابْن عدي: وَعبيد بْن وَاقد لَا يُتَابع عَلَى عَامَّة مَا يَرْوِي وَمن حَدِيثه هَذَا الْحَدِيث.
قَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ: هُوَ ضَعِيف الحَدِيث.
بَاب ذمّ الْجَرَاد أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بكر أَحْمد بن عَليّ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الحفار حَدثنَا هَارُون بن عبد الله حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ حَدَّثَنَا زِيَاد بن عبد الله بْنِ عِلاثَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُوسَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَابِرٍ وَأَنَسٍ قَالا: " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُو عَلَى الْجَرَادِ: اللَّهُمَّ وَاقْتُلْ كِبَارَهُ وَأَهْلِكْ صِغَارَهُ وَأَفْسِدْ بَيْضَهُ وَاقْطَعْ دَابِرَهُ وَخُذْ بِأَفْوَاهِهِ عَنْ مَعَايِشِنَا وأرزاقنا إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ.
فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ تَدْعُو عَلَى جُنْدٍ مِنْ أَجْنَادِ اللَّهِ بِقَطْعِ دَابِرِهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّمَا الْجَرَادُ نَثَرَهُ حُوتٌ فِي الْبَحْرِ.
قَالَ زِيَاد: فَحَدثني من رأى الْحُوت يَنْثُرهُ ".
هَذَا لَا يَصح عَنْ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ يَحْيَى: مُوسَى بْن(3/14)
مُحَمَّد لَيْسَ بشئ وَلَا يكْتب حَدِيثه.
وَقَالَ النَّسَائِيّ: مُنكر الحَدِيث، وَقَالَ الدَّارقطني: مَتْرُوك.
بَاب فِي لحم الطير
روى بشر بن الْوَلِيد عَن عبد الله بْنِ زِيَادِ بْنِ سَمْعَانَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " لَا بَأْسَ بِأَكْلِ كُلِّ طَيْرٍ مَا خَلا الْبُومَ وَالْرخمَ ".
هَذَا لَا يَصِحُّ وَالمتهم بِهِ ابْن سمْعَان.
قَالَ مَالِك: كَانَ كذابا.
بَاب أكل السّمك أَنْبَأَنَا زَاهِرُ بْنُ طَاهِرٍ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَيْهَقِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن عبد الله الْحَاكِمُ حَدَّثَنَا أَبُو شَافِعٍ مَعْبَدُ بْنُ جَمْعَةَ بْنِ خَاقَانَ حَدَّثَنَا إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم ابْن يُونُسَ حَدَّثَنَا الْعَلاءُ بْنُ مَسْلَمَةَ الرَّوَّاسُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مغراء عَن برد ابْن سِنَانٍ عَنِ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَكْلُ السَّمَكِ يُذْهِبُ الْجَسَدَ ".
قَالَ أَبُو شَافِع: قُلْت لأبي يَعْقُوب مَا معنى هَذَا الْحَدِيث؟ قَالَ: يَعْنِي أَن أكله يجرب حَتَّى لَا يذكر الْجَسَد.
وَهَذَا حَدِيث لَيْسَ بشى لَا فِي إِسْنَاده وَلَا فِي مَعْنَاهُ وَلَعَلَّه يذيب الْحَسَد فاختلط عَلَى الرَّاوِي وَفَسرهُ عَلَى الْغَلَط.
والسمك لَا يذيب الْجَسَد وَلَا يذهب - الْجَعْد -[الْحَسَد] .
أما منفعَته فَإِنَّهُ بَارِد رطب يخضب الْبدن ويزد فِي الباه وَإِنَّمَا السّمك المملوح يذهب البلغم وَرُبمَا أورث الجرب.
وَأَمَّا الْإِسْنَاد فَإِن الْقَاسِم مَجْرُوح.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: هُوَ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ حَدَّثَ عَنْهُ عَلِيُّ بْن زَيْد أَعَاجِيب وَمَا أَرَاهَا إِلا من قبل الْقَاسِم.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ يَرْوِي عَنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم المعضلات.
وَأما عبد الرحمن بن مغراء قَالَ ابْن(3/15)
المدينى: لَيْسَ بشئ.
وَأَمَّا الْعَلَاء فَقَالَ ابْن حبَان: يرْوى الموضوعات عَن الثقاة لَا يَحِلُّ الاحْتِجَاجُ بِهِ وَفِيهِ غَيرهم من الضُّعَفَاء.
وَكَلَام رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يتحاشى عَن مثل هَذَا.
بَاب أكل الْبيض والبصل لطلب الْوَلَد أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ الْبَزَّاز أَنْبَأَنَا الْجَوْهَرِيُّ عَنْ أَبِي الْحسن الدَّارقطني عَن أبي حَاتِم بن حبَان حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ ضِرَارٍ الْمَازِنِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ حَدَّثَنَا مُفَضلُ بْنُ فَضَالَةَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَشَكَى إِلَيْهِ قِلَّةَ الْوَلَدِ فَأَمَرَهُ أَنْ يَأْكُلَ الْبَيْضَ وَالْبَصَلَ ".
قَالَ أَبُو حَاتِم: مُحَمَّد بْن يَحْيَى يرْوى المقلوبات والملزقات لَا يَجُوز الِاحْتِجَاج بِخَبَرِهِ.
قَالَ: وَهَذَا الْحَدِيث سَرقه مِنْهُ جَمَاعَة فحدثوه وَأدْخل عَلَى أَحْمَد بْن الْأَزْهَر عَنْ أَبِي الرَّبِيع فَحدث بِهِ، وَأدْخل عَلَى مُحَمَّد بْن أَبِي طَاهِر الْبَلَدِي عَنْ أَبِي الرَّبِيع فَحدث بِهِ.
قَالَ: وَالْخَبَر لَا نشك أَنَّهُ مَوْضُوع لَا يحل ذكر مثل هَذَا فِي الْكتب.
بَاب فضل الهريسة فِيهِ عَن معَاذ وَحُذَيْفَة وَابْن عَبَّاس وَجَابِر بْن سَمُرَة وأبى هُرَيْرَة: فَأَما حَدِيث معَاذ فَأَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا الْعَتَيقِيُّ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا الْعَقِيلِيُّ حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ الْمُعَلَّى حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن الْحجَّاج عَن عبد الملك بْنِ عُمَرَ عَنْ رِبْعِيِّ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: " قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ أَتَيْتَ مِنَ الْجَنَّةِ بِطَعَامٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، أَتَيْتُ بِهَرِيسَةٍ فَأَكَلْتُهَا فَزَادَتْ قُوَّتِي قُوَّةَ أَرْبَعِينَ، وَفِي نِكَاحِي نِكَاحَ أَرْبَعِينَ، فَكَانَ مُعَاذٌ لَا يَعْمَلُ طَعَاما إِلَّا بَدَأَ بالهريسة ".(3/16)
وَأما حَدِيث حُذَيْفَة فَأَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله الْكَاتِب أَنبأَنَا عبد الله بن الْحسن
ابْن سُلَيْمَانَ الْمُقْري حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ هَارُونُ السَّوَّاقُ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ حَدثنَا مُحَمَّد ابْن الْحجَّاج عَن عبد الملك بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ خِرَاشٍ عَنْ حُذَيْفَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَطْعَمَنِي جِبْرِيلُ الْهَرَيِسَةَ لِيَشُدَّ ظَهْرِي لقِيَام اللَّيْل ".
وَأما حَدِيث ابْن عَبَّاسٍ: فَأَنْبَأَنَا ابْنُ خَيْرُونٍ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنبأَنَا حَمْزَة ابْن يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي مَعْشَرٍ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ الْوَزَّانُ حَدَّثَنَا سَلامُ بْنُ سُلَيْمَانَ حَدَّثَنَا نَهْشَلٌ عَنِ الضَّحَّاكِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَتَانِي جِبْرِيلُ بِهَرِيسَةٍ مِنَ الْجَنَّةِ فَأَكَلْتُهَا فَأُعْطِيتَ قُوَّةَ أَرْبَعِينَ رجلا فِي الْجِمَاع ".
وَأما حَدِيث جَابِر بْن سَمُرَة: فَأَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ أَنْبَأَنَا ابْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا الْعَتَيقِيُّ حَدَّثَنَا يُوسُفُ حَدَّثَنَا العقيلى حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الله الْحَضْرَمِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو بِلالٍ الأَشْعَرِيُّ حَدَّثَنَا بِسْطَامٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحجَّاج عَن عبد الملك بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَمَرَنِي جِبْرِيلُ بِالْهَرِيسَةِ أَشُدُّ بِهَا ظَهْرِي لِصَلاةِ اللَّيْلِ.
وَقَالَ أَحَدُهُمَا: لِقِيَامِ اللَّيْل ".
وَأَمَّا حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ: فَأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلانَ حَدَّثَنَا أَبُو الْفَتْحِ الأَزْدِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَبَالَةَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْفِيرْيَابِيُّ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ بَكْرٍ عَنْ أَرْطَاةَ عَنْ مَكْحُولٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: " شَكَا رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى جِبْرِيلَ قِلَّةَ الْجِمَاعَ، فَتَبَسَّمَ جِبْرِيلُ حَتَّى تَلأْلأَ مَجْلِسُ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ بَرِيقِ ثَنَايَا جِبْرِيلِ، ثُمَّ قَالَ: أَيْنَ أَنْتَ عَنْ أَكْلِ الْهَرِيسَةِ فَإِنَّ فِيهَا قُوَّةَ أَرْبَعِينَ رجلا ".(3/17)
وَأما حَدِيث يعلى: فَأَنْبَأَنَا الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ أَخْبَرَنِي الأَزْهَرِيُّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ الْقَاسِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الضَّبِّيُّ حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ الْوَاسِطِيُّ على بن إِبْرَاهِيم بن عبد المجيد حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ الْمُهَاجِرِ الْبَزْوَرِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَجَّاجِ اللَّخْمِيُّ عَن عبد الملك بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَمَرَنِي جِبْرِيلُ بِأَكْلِ الْهَرِيسَةِ، أَشُدُّ بِهَا ظَهْرِي، وَأَتَقَوَّى بِهَا عَلَى الصَّلاةِ ".
هَذَا حَدِيث وَضعه مُحَمَّد بْن الْحَجَّاج وكل الطّرق تَدور عَلَيْهِ إِلَّا طَرِيق ابْن عَبَّاس، فَإِن فِيهَا نهشل.
قَالَ ابْن رَاهَوَيْه: كَانَ كذابا.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوك الْحَدِيث.
وفيهَا سَلام.
قَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بشئ.
وَقَالَ أَحْمَد: مُنكر الْحَدِيث.
وَقَالَ البُخَارِيّ وَالنَّسَائِيّ وَالدَّارقطني: مَتْرُوك الحَدِيث.
وَقَالَ ابْن عدي: من حَدِيثه حَدِيث الهريسة.
قَالَ المُصَنّف قُلْت: فَنحْن نظن أَن أَحدهمَا سَرقه من مُحَمَّد بْن الْحَجَّاج وَركب لَهُ إِسْنَادًا.
وَكَذَلِكَ طَرِيق أَبِي هُرَيْرَةَ فَإنَّا نرى من إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد الفيريابي سَرقه فَركب لَهُ إِسْنَادًا.
وَقَالَ أَبُو الْفَتْحِ الأَزْدِيُّ: إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد سَاقِط.
قَالَ يَحْيَى بْن معِين: مُحَمَّد بن الْحجَّاج كَذَّاب خَبِيث كَانَ يحدث: " أَطْعمنِي جِبْرِيل الهريسة " وَقَالَ الْعَقِيلِيّ: هَذَا حَدِيث بَاطِل لَيْسَ لَهُ أصل.
وَقَالَ ابْن عَدِي: هُوَ حَدِيث مَوْضُوع وَضعه مُحَمَّد بْن الْحَجَّاج.
قَالَ ابْن حبَان: وَكَانَ يرْوى الموضوعات عَن الْأَثْبَات لَا تحل الرِّوَايَة عَنهُ والاحتجاج بِهِ.
وَقَالَ الدَّارقطني: مُحَمَّد بْن الْحَجَّاج كَذَّاب من أهل وَاسِط وَهُوَ صَاحب الهريسة.
قَالَ ابْن عَدِي: وَمِنْهُم مُحَمَّد بْن الْحَجَّاج فَإِنَّهُ وضع حَدِيث الْمَرْأَة الَّتِي كَانَت تهجر رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا قتلت قَالَ: لَا تنتطح فِيهَا عنزان.(3/18)
بَاب الْجمع بَين إدامين أَنبأَنَا عبد الْوَهَّاب بن الْمُبَارك أَنْبَأَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّار أَنبأَنَا أَبُو مُحَمَّد عبد الله بن الْحُسَيْن الْهَمدَانِي حَدثنَا الدَّارقطني حَدثنَا على بن عبد الله بْنِ مُبَشِّرٍ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُهَيْلٍ الْوَاسِطِيُّ حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ مودعٍ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " أُتِيَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَدَحٍ فِيهِ لَبَنٍ وَعَسَلٍ فَقَالَ: أَشَرْبَتَانِ فِي شَرْبَةٍ وَإِدَامَانِ فِي قَدَحٍ لَا حَاجَةَ لِي فِيهِ، أَمَا أَنِّي لَا أَزْعُمُ أَنَّهُ حَرَامٌ، وَلَكِنِّي أَكْرَهُ أَنْ يَسْأَلَنِي الله عزوجل عَنْ فُضُولِ الدُّنْيَا يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَتَوَاضَعُ، فَمَنْ تَوَاضَعَ لِلَّهِ رَفَعَهُ، وَمَنْ تَكَبَّرَ وَضَعَهُ اللَّهُ، وَمَنِ اسْتَغْنَى أَغْنَاهُ اللَّهُ، وَمَنْ أَكْثَرَ ذِكْرَ اللَّهِ أَحَبَّهُ اللَّهُ ".
تفرد بِهِ نعيم.
قَالَ ابْن عَدِي: كَانَ يسرق الْحَدِيث، وَعَامة مَا يرويهِ غَيْر مَحْفُوظ، وَقَالَ النَّسَائِيّ: لَيْسَ بِثِقَة، وَقَالَ ابْن حبَان: يرْوى عَن الثقاة الْعَجَائِب لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ بِحَال.
بَاب مدح الْحَلْوَاء فِيهِ عَنْ أَبِي مُوسَى وأبى هُرَيْرَة وَعَائِشَة: فَأَما حَدِيث أَبِي مُوسَى فَأَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمد بن على ابْن ثَابِتٍ أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ دِينَارٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ سُهَيْلٍ الْبَزَّاز حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ بُرَيْدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَلْبُ الْمُؤْمِنِ حُلْوٌ يُحِبُّ الْحَلاوَةِ ".
هَذَا حَدِيث لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ أَبُو بَكْر الْخَطِيب: الرِّجَال المذكورون فِي إِسْنَاد هَذَا الْحَدِيث كلهم ثقاة غَيْر أَبِي سُهَيْل وَهُوَ الَّذِي وَضعه وَركبهُ على الاسناد.(3/19)
وَأَمَّا حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ فَأَنْبَأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك أَنبأَنَا الجوهرى عَن الدَّارقطني عَنْ أَبِي حَاتِمٍ حَدَّثَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي السَّرِيِّ حَدَّثَنَا فُضَالَةُ بْنُ حُصَيْنٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ وَعَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا وُضِعَتِ الْحَلْوَاءُ بَيْنَ يَدَيْ أَحَدِكُمْ فَلْيُصِبْ مِنْهَا وَلا يَرُدّهَا ".
وَهَذَا لَا يَصح.
قَالَ ابْن حبَان: فضَالة يرْوى عَن الثقاة مَا لَيْسَ مِنْ أَحَادِيثِهِمْ.
وَأَمَّا حَدِيث عَائِشَة: أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا هَبِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا عبد الله بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بن عبد الله حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنِ ابْتَاعَ مَمْلُوكًا فَلْيَحْمِدِ اللَّهَ وَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا يُطْعِمُهُ الْحَلْوَاءُ فَإِنَّهُ أَطْيَبُ لِنَفْسِهِ ".
وَهَذَا مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالْمُتَّهَمُ بِهِ الحكم بن عبد الله بْن خطاب.
قَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل: أَحَادِيثه مَوْضُوعَة، وَقَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ: هُوَ كَذَّاب.
بَاب ذكر الْعَسَل أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك أَنبأَنَا الجوهرى عَن الدَّارقطني عَنْ أَبِي حَاتِمٍ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ هِشَامٍ الْحَرَّانِيُّ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عبد الرحمن عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ عبد الملك بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَوُّلُ رَحْمَةٍ تُرْفَعُ عَنِ الأَرْضِ الطَّاعُونُ، وَأَوَّلُ نِعْمَةٍ تُرْفَعُ عَنِ الأَرْضِ الْعَسَلُ ".
هَذَا حَدِيث لَا أَصْلَ لَهُ.
قَالَ أَبُو حَاتِم: عَلِي بْن عُرْوَةَ يضع الحَدِيث، وَقَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ.
وَقد أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد السَّمرقَنْدِي أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا(3/20)
حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ السَّهْمِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الإِسْمَاعِيلِيُّ حَدَّثَنِي حَبِيبُ بْنُ فَهْدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَابِلِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ دَوْسِيِّ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ الأَصْبَهَانِيُّ حَدَّثَنَا سِحْنَوَيْهِ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ عَنْ سَلْمَانَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عَلَيْكَ بِالْعَسَلِ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا مِنْ بَيْتٍ فِيهِ عَسَلٌ إِلا وَيَسْتَغْفِرُ مَلائِكَةُ ذَلِكَ الْبَيْتِ لَهُ، فَإِنْ شَرِبَهُ رَجُلٌ دَخَلَ فِي جَوْفِهِ أَلْفُ دَوَاءٍ وَيَخْرُجُ مِنْهُ أَلْفُ دَاءٍ وَإِنْ مَاتَ وَهُوَ فِي جَوْفِهِ لَمْ تَمَسّ النَّاسُ جِلْدَهُ " قَالَ الإِسْمَاعِيلِيّ: هَذَا حَدِيث مُنكر لَمْ نَكْتُبهُ إِلَّا عَنْ هَذَا الشَّيْخ.
قَالَ المُصَنّف قُلْت: هَذَا حَدِيث مَوْضُوع، وَجُمْهُور رواياته مَجَاهِيل.
بَاب ذكر الفالوذج أَنبأَنَا عَبْدُ الْخَالِقِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَتْحِ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ أَخِي مِيمِي أَنْبَأَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ صَفْوَانَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عبد الله بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ الْجَوْهَرِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ يَحْيَى عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " أَوَّلُ مَا سَمِعْتُ أَنَا بِالْفَالَوْذَجِ أَنَّ جِبْرِيلَ أَتَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنَّ أُمَّتَكَ تُفْتَحُ لَهُمُ الأَرْضُ وَيُفَاضُ عَلَيْهِم مِنَ الدُّنْيَا حَتَّى إِنَّهُم ليأكلون فَقَالَ: إِنَّ أُمَّتَكَ تُفْتَحُ لَهُمُ الأَرْضُ وَيُفَاضُ عَلَيْهِم مِنَ الدُّنْيَا حَتَّى إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الْفَالَوْذَجَ.
قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَمَا الْفَالَوْذَجُ؟ قَالَ: يَخْلِطُونَ السَّمْنَ وَالْعَسَلَ جَمِيعًا ".
قَالَ الْمُصَنِّفُ قُلْتُ: وَقَدْ حَدَّثَنَا بِهَذَا الْحَدِيثِ الْمُبَارَكُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّيْرَفِيُّ مِنْ طَرِيقِ أَبى الْحسن اللبيانى عَنِ ابْن أَبِي الدُّنْيَا فَزَادَ فِيهِ: " فَشَهَقَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسلم شهقة ".
وَأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَلانَ حَدَّثَنَا أَبُو الْفَتْحِ الأَزْدِيُّ الْحَافِظُ أَنْبَأَنَا الْقَاسِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الْوَرْدِ حَدَّثَنَا أَبى حَدثنَا مُحَمَّد بن(3/21)
طَلْحَةَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ يَحْيَى عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " أَوَّلُ مَا سَمِعْتُ بِالْفَالَوْذَجِ أَنَّ جِبْرِيلَ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنَّ أُمَّتَكَ سَتُفْتَحُ لَهُمُ الدُّنْيَا حَتَّى إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الْفَالَوْذَجِ.
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَمَا الْفَالَوْذَجُ؟ فَقَالَ: يَأْخُذُونَ السَّمْنَ وَالْعَسَلَ فَيَخْلِطُونَهُ جَمِيعًا.
فَشَهَقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " وَهَذَا حَدِيث بَاطِل لَا أَصْلَ لَهُ.
وَمُحَمّد بْن طَلْحَة قَدْ ضعفه يَحْيَى بْن معِين.
وَقَالَ أَبُو كَامِل: لَيْسَ هُوَ بشئ.
قَالَ أَبُو الْفَتْح الْأَزْدِيّ: وَعُثْمَان بْن يَحْيَى الْحَضْرَمِيّ لَا يكْتب حَدِيثه عَنِ ابْن عَبَّاس.
قَالَ النَّسَائِيُّ: وَإِسْمَاعِيل بْن عَيَّاش ضَعِيف.
قَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل: رَوَى إِسْمَاعِيل عَنْ كُل ضرب، وَقَالَ ابْن حبَان: لما كبر تغير حفظه وَكثر الْخَطَأ فِي حَدِيثه وَهُوَ لَا يعلم حَتَّى خرج عَن حد الِاحْتِجَاج بِهِ.
بَاب فضل التَّمْر البرني فِيهِ عَنْ عَلَى وَابْن عُمَر وأبى سَعِيد وأبى هُرَيْرَة وَأنس وَبُرَيْدَة.
فَأَما حَدِيث عَلَى فَلهُ ثَلَاثَة طرق: الطَّرِيق الأَوَّل: أَنْبَأَنَا ابْنُ خَيْرُونٍ أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أبي الْفضل حَدثنَا حَمْزَة ابْن يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنِ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبَصْرِيّ حَدثنَا سُفْيَان ابْن وَكِيعٍ حَدَّثَنِي أَبِي عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي إِسْحَاقِ السَّبِيعِيِّ عَنْ زَاذَان عَن على ابْن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " جَاءَنِي جِبْرِيلُ - فَأَرَى لِي -[فَرَمَانِي] بِتَمْرَةٍ، فَقَالَ: مَا تُسَمُّونَ هَذِهِ فِي أَرْضِكُمْ؟ قُلْتُ: نُسَمِّيهِ تَمْرَ الْبَرَنِيِّ.
قَالَ: كُلْهُ فَإِنَّ فِيهِ سَبْعَ خِصَالٍ: أَوَّلُهُ يُطَيِّبُ الْمَعَدَةَ، وَالثَّانِي
يَهْضِمُ الطَّعَامَ، وَالثَّالِثُ يَزِيدُ فِي الْفِقَارِ - يَعْنِي مَاءَ الظَّهْرِ - وَالرَّابِعُ يَزِيدُ فِي السَّمْعِ وَالْبَصَرِ، وَالْخَامِسِ - يحيدُ -[يَخْبَلُ] شَيْطَانُهُ، وَالسَّادِسُ يُقَرِّبُهُ إِلَى اللَّهِ وَيُبَاعِدُهُ مِنَ الشَّيْطَانِ، وَالسَّابِعُ خير تمراتكم البرنى ".
الطَّرِيق الثَّانِي: أَنْبَأَنَا ابْنُ خَيْرُونٍ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ حَدَّثَنَا(3/22)
أَبُو أَحْمَدَ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ يَزِيدَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنِي الْفُرَوِيَّ حَدَّثَنِي عِيسَى بْنُ عبد الله بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَبِيهِ عَليّ بن أبي طَالب رَضِي اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خَيْرُ تَمْرَاتِكُمُ الْبَرْنِيُّ، يُخْرِجُ الدَّاءَ وَلَا دَاء فِيهِ ".
الطَّرِيق الثَّالِث: أَنْبَأَنَا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْجَرِيرِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْبَرْمَكِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بن عبد الله بْنُ بُخَيْتٍ أَنْبَأَنَا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَامِرٍ حَدَّثَنِي أَبِي حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُوسَى الرِّضَى حَدَّثَنِي أَبِي مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنِي أَبِي جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنِي أَبِي مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ حَدَّثَنِي أَبِي عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ حَدَّثَنِي أَبِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ حَدَّثَنِي أَبِي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: " جَاءَ جِبْرِيلُ إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: عَلَيْكُمُ بِالْبَرْنِيِّ فَإِنَّهُ خَيْرُ تُمُورِكُمْ، يُقَرِّبُ مِنَ اللَّهِ ويباعد من النَّار ".
وَأَمَّا حَدِيثُ ابْنُ عُمَرَ فَأَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا ابْنُ مسْعدَة أَنبأَنَا حَمْزَة ابْن يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ بَيَانٍ حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ كَاتِبُ اللَّيْثِ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " قَدِمَ على رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفْدٌ الْبَحْرَيْنِ فَأَهْدَوْا إِلَيْهِ حُلَّةً مِنْ تَمْرٍ، فَقَالَ: مَا تُسَمُّونَ هَذَا؟ قَالُوا: هُوَ الْبَرْنِيُّ.
قَالَ: أَتَانِي جِبْرِيلُ فِيهِ آنِفًا فَقَالَ لِي: يَا مُحَمَّدُ كُلِ الْبَرْنِيَّ وَمُرْ أُمَّتَكَ بِأَكْلِهِ فَإِنَّ فِيهِ سَبْعَ خِصَالٍ: يَهْضِمُ الطَّعَام وينشط الانسان، و - يحيد -[يُخْبِلُ] الشَّيْطَانَ، وَيُقَرِّبُ مِنَ الرَّحْمَنِ، وَيزِيدُ مَاءَ
الظَّهْرِ، وَيُذْهِبُ النِّسْيَانَ، ويطيب النَّفس، وَخير تموركم البرنى ".
وَأما حَدِيث أبي سعيد فَأَنْبَأَنَا ابْنُ خَيْرُونٍ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ حَدثنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو قلَابَة حَدثنَا عبد الله بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي عَمْرٍو الْغِفَارِيّ حَدثنَا عبد الرحمن بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيه عَن عبد الرحمن بْنِ أَبِي سَعِيدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى الله(3/23)
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نَزَلَ عَلَيَّ جِبْرِيلُ بالبرنى من الْجنَّة ".
وَأَمَّا حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ فَأَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي الْفَضْلِ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا ابْن قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفِرْيَابِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ الْقَاضِي عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عُلْوَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عَلَيْكُمْ بِالتَّمْرِ الْبَرْنِيِّ فَإِنَّهُ يُشْبِعُ الْجَائِعَ وَيُدْفِئُ الْعُرْيَان ".
وَأَمَّا حَدِيثُ أَنَسٍ فَأَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ أَنْبَأَنَا ابْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا العتيقي حَدثنَا أَحْمد بن عبد الملك حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ خِدَاشٍ حَدَّثَنَا ابْنُ وَاقِدٍ حَدَّثَنَا عُثْمَان ابْن عبد الله الْعَبْدِيِّ عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خَيْرُ تَمْرَاتِكُمُ الْبَرْنِيُّ، يُذْهِبُ الدَّاء وَلَا دَاء فِيهِ ".
وَأما حَدِيث بُرَيْدَة فَأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الملك أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَاسِطِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الأَعْيَنُ حَدَّثَنِي أَبُو مَعْمَرٍ صَاحب عبد الْوَارِث حَدثنَا عبد الله بْنُ السَّكَنِ حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ عبد الله الأَصَمُّ عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " خَيْرُ تَمْرَاتِكُمُ الْبَرْنِيُّ، يُذْهِبُ الدَّاءَ وَلا دَاءَ فِيهِ ".
لَيْسَ فِي هَذِه الْأَحَادِيث كلهَا شئ يَصح.
أما حَدِيث عَلَى فَفِي الطَّرِيق الأَوَّل سُفْيَان بْن وَكِيع.
قَالَ الْبُخَارِي: يَتَكَلَّمُونَ فِيهِ لِأَشْيَاء لقنوه إِيَّاهَا.
قَالَ ابْن عَدِي: كَانَ إِذَا لقن يلقن.
قَالَ وَإسْنَاد هَذِه الطّرق بَاطِل.
وَأَمَّا الطَّرِيق الثَّانِي فَفِيهَا إِسْحَاق الْفُرَوِيَّ وَهُوَ إِسْحَاق ابْن عبد الله بْن أَبِي فَرْوَة.
قَالَ أَحْمَد: لَا يَحِلُّ عِنْدِي الرِّوَايَةُ عَنْهُ.
وَقَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ.
وَقَالَ الدَّارقطني: مَتْرُوك.
وفى الطَّرِيق الثَّالِث عبد الله بن أَحْمد ابْن عَامر يرْوى عَنْ أَبِيهِ نُسْخَة عَنْ أهل الْبَيْت كلهَا بَاطِلَة.(3/24)
وَأَمَّا حَدِيثُ ابْنُ عُمَرَ فَقَالَ ابْن عَدِي: هُوَ حَدِيث مَوْضُوع، وَلَا نشك أَن جَعْفَر بْن بَيَان وَضعه.
وَأَمَّا حَدِيث أَبِي سعيد فالمتهم بِهِ عبد الله بْن إِبْرَاهِيمَ، نسبه ابْن حبَان إِلَى أَنَّهُ كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ.
وَأَمَّا حَدِيث أَبِي هُرَيْرَةَ فالمتهم بِهِ حُسَيْن بْن علوان.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ وَابْنُ حِبَّانَ: كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ.
وَأما حَدِيث أَنَس فَقَالَ الْعَقِيلِيّ: لَا نَعْرِف إِلَّا نعْمَان بن عبد الله وَهُوَ مَجْهُول.
وَأَمَّا حَدِيث بُرَيْدَة فَفِيهِ عقبَة بن عبد الله الْأَصَم.
قَالَ ابْن حبَان: يتفرد بِالْمَنَاكِيرِ عَنِ الْمَشَاهِير حَتَّى يشْهد لَهَا بِالْوَضْعِ.
بَاب أكل التَّمْر على الرِّيق أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أبي الْفضل أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ حَدَّثَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غُفَيْرٍ أَنْبَأَنَا شُعَيْبُ بْنُ سَلَمَةَ حَدَّثَنَا عِصْمَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ عَنْ كُرَيْبٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كُلُوا التَّمْرَ عَلَى الرِّيقِ فَإِنَّهُ يَقْتُلُ الدُّودَ ".
هَذَا حَدِيث لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ يَحْيَى بْن
معِين: عصمَة بْن مُحَمَّد كَذَّاب يضع الْحَدِيث.
وَقَالَ العقيلى: حدث بِالْبَوَاطِيل عَن الثقاة.
وَقَالَ الدَّارقطني: مَتْرُوك.
بَاب أكل البلح بِالتَّمْرِ أَنْبَأَنَا يَحْيَى بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْبَنَّا أَنْبَأَنَا الْقَاضِي أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْمُهْتَدِي أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عبد الله السرسنجردى ح.
وأنبأنا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ مُبَاحٍ السَّكُونِيُّ قَالا أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ(3/25)
ابْن عبد الله بْنُ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شَدَّادٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ أَبُو زُكَيْرٍ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كُلُوا الْبَلَحَ بِالتَّمْرِ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ إِذَا رَآهُ غَضِبَ وَقَالَ عَاشَ ابْنُ آدَمَ حَتَّى أَكَلَ الْجديد بِالْخلقِ ".
طَرِيق آخر: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الأَوَّلِ أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَضَاوِيُّ أَنْبَأَنَا أَبو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَرَوِيُّ أَنْبَأَنَا الْمُطَّلِبُ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كُلُوا الْبَلَحَ بِالتَّمْرِ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ إِذَا نَظَرَ إِلَى ابْنِ آدَمَ يَأْكُلُ الْبَلَحَ بِالتَّمْرِ يَقُولُ بَقِيَ ابْنُ آدَمَ حَتَّى أكل الحَدِيث بالعتيق ".
قَالَ الدَّارقطني: تفرد بِهِ أَبُو زُكَيْرٍ عَنْ هِشَام.
قَالَ الْعَقِيلِيّ: لَا يُتَابع عَلَيْهِ وَلَا يعرف إِلَّا بِهِ.
قَالَ ابْن حبَان: وَهُوَ يقلب الْأَسَانِيد وَيرْفَع الْمَرَاسِيل من غَيْر تعمد فَلَا يحْتَج بِهِ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ لَا أَصْلَ لَهُ مِنْ كَلامِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ المُصَنّف قُلْت: هَذَا مدح ابْن حبَان فِي يَحْيَى، وَقَدْ أخرج عَنْهُ مُسْلِم بْن
الْحَجَّاج، وَلَعَلَّ الزلل كَانَ من قبل ابْن شَدَّاد.
وَقد قَالَ الدَّارقطني: مُحَمَّد بْن شَدَّاد المسمعي لَا يكْتب حَدِيثه.
وَأَمَّا طَرِيق يَحْيَى (1) بْن حَمَّاد.
قَالَ يَحْيَى بْن معِين: سُئِلَ عَنْ حَدِيثه فَقَالَ: لَيْسَ لَهُ أصل فَقيل لَهُ يرويهِ نعيم بْن حَمَّاد فَقَالَ شبه لَهُ وَقَالَ يَحْيَى مرّة: لَيْسَ فِي الحَدِيث بشئ.
وَقَالَ النَّسَائِيّ: ضَعِيف لَيْسَ بِثِقَة.
وَقَالَ الدَّارقطني: كثير الْوَهم.
بَاب إطْعَام النُّفَسَاء التَّمْر أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بكر أَحْمد بن عَليّ أَنبأَنَا الْحُسَيْن بن
__________
لَعَلَّه نعيم.(3/26)
الْحَسَنِ الْمَخْزُومِيُّ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ الْمَرْوَزِيُّ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْجُرْجَانِيُّ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَمْرٍو عَنِ سَعْدِ بْنِ طَارِقٍ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ قَيْسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَطْعِمُوا نِسَاءَكُمْ فِي نِفَاسِهِنَّ التَّمْرَ، فَإِنَّهُ مَنْ كَانَ طَعَامَهَا فِي نِفَاسِهَا التَّمْرُ خَرَجَ وَلَدُهَا ذَلِكَ حَلِيمًا، فَإِنَّهُ كَانَ طَعَامَ مَرْيَمَ حَيْثُ وَلَدَتْ عِيسَى، وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ طَعَامًا كَانَ خَيْرًا لَهَا مِنَ التَّمْرِ أَطْعَمَهَا إِيَّاهُ ".
هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: كَانَ سُلَيْمَان يضع الْحَدِيث.
وَقَالَ يَزِيد بْن هَارُون: لَا يحل لأحد أَن يرْوى عَنْهُ.
وَقَالَ النَّسَائِيّ وَالدَّارقطني: مَتْرُوك.
وَقَالَ يَحْيَى بْن معِين: سُلَيْمَان وَدَاوُد بن سُلَيْمَان كذابان.
بَاب فضل الرطب أَنْبَأَنَا الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ الْخَطِيبُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَلانَ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عبد الله بْنِ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الضَّبْعِيُّ حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْخَرَشِيُّ حَدَّثَنَا حَسَّانُ بْنُ سِيَاهٍ حَدَّثَنِي ثَابِتُ الْبُنَانِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَتْ عَائِشَةُ: " قَالَ لِي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا جَاءَ الرُّطَبُ فَهَنِّينِي ".
قَالَ الدَّارقطني: تفرد بِهِ حسان عَنْ ثَابت.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: لَا يَرْوِيهِ عَن عَنْ ثَابت غَيْر حسان.
وَقَدْ حدث حسان بِمَا لَا يُتَابع عَلَيْهِ.
قَالَ ابْن حبَان: يَأْتِي عَن الثقاة بِمَا لَا يُشْبِهُ حَدِيثَ الأَثْبَاتِ.
طَرِيق آخر: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَلانَ حَدَّثَنَا أَبُو الْفَتْحِ الأَزْدِيُّ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْخَالِقُ حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ(3/27)
عبد الله بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّرَقِيُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بن عبد الله بْنِ مَاهَانَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا مُجَاشِعُ بْنُ عَمْرٍو عَن إِسْحَاق بن عبد الله الدِّمَشْقِيُّ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْ عَلِمَ النَّاسُ وَجْدِي بِالرُّطَبِ لَعَزُّونِي بِهِ إِذَا ذَهَبَ ".
هَذَا حَدِيث مَوْضُوع عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَقَدْ تنزه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يبلغ بِهِ الْأَمر إِلَى هَذَا.
وَمن أَبِي بَكْر بْن عَبْدِ الْخَالِق إِلَى يمام بَيْنَ ضَعِيف وَكَذَّاب، وَإِسْحَاق ذَاهِب الحَدِيث.
بَاب من لقم أَخَاهُ حلاوة فِيهِ عَنْ أَنَس وَأبي هُرَيْرَةَ: فَأَما حَدِيث أنس فَلهُ طَرِيقَانِ: الطَّرِيق الأول: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي بْن أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا حَمَدُ بْنُ أَحْمَدَ الْحَدَّادُ أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمد حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الله
الْحَضْرَمِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو بِلالٍ الأَشْعَرِيُّ حَدَّثَنَا مُجَاشِعُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ خَالِدٍ الْعَبْدِ عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ لَقَمَ أَخَاهُ لُقْمَةً حَلاوَةٍ صَرَفَ اللَّهُ عَنْهُ مرَارَة الْموقف يَوْمِ الْقِيَامَةِ ".
الطَّرِيق الثَّانِي: أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بكر الْخَطِيب أَنبأَنَا أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْبَزَّاز حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمُ بْنُ السِّيُوطِيِّ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الطَّيِّبِ بْنِ الْفَرْخَانِ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ عَبْدِ الْجَبَّارِ الصُّوفِيَّ يَقُولُ: " دَخَلْتُ عَلَى أَبِي الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيِّ فَنَاوَلَنِي لُقْمَةَ فَالَوْذَجَ.
ثُمَّ قَالَ لِي: كُلْ.
ثُمَّ قَالَ اكْتُبْ حَدَّثَنِي فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:(3/28)
" مَنْ لَقَمَ أَخَاهُ لُقْمَةَ حُلْوٍ لَا يَرْجُو بِهَا خَيْرَهُ وَلا يَخْشَى بِهَا شَرَّهُ، لَا يُرِيدُ بِهَا إِلا اللَّهَ وَقَاهُ اللَّهُ مرَارَة الْموقف يَوْم الْقِيَامَة ".
وَأما حَدِيث أبي هُرَيْرَة: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ الْمُهْتَدِي حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصِ بْنُ شَاهِينَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْفَرَجِ الْغَافِقِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ الْمُغِيرَةِ حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا عبد الله ابْن الْمُثَنَّى الْبَصْرِيُّ حَدَّثَنَا فَضَالَةُ بْنُ حُصَيْنٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من أَطْعَمَ أَخَاهُ لُقْمَةَ حَلاوَةٍ لَمْ يَذُقْ مَرَارَةَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ".
هَذِه الْأَحَادِيث لَيْسَ فِيهَا مَا يَصح.
أما حَدِيث أَنَس فَفِي طَرِيقه الأَوَّل يَزِيد الرقاشِي وَهُوَ مَتْرُوك.
وخَالِد العَبْد رَمَاه الفلاس بِأَنَّهُ يضع الحَدِيث.
وَقَالَ الدَّارقطني: هُوَ مَتْرُوك الْحَدِيث.
وَأَمَّا الطَّرِيق الثَّانِي فَقَالَ أَبُو بكر الْخَطِيب: الْحمل فِيهِ عَلَى ابْن الفرخان وَهُوَ
ذَاهِب الْحَدِيث.
قَالَ وَقَدْ أَبَاهُ أَبُو نصر أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيمَ الْمَقْدِسِي حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن جَعْفَر الفقاعي حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن الْحَسَن الصُّوفِي فنرى أَن الفقاعي رَوَاهُ عَنِ ابْن الفرخان وَسقط امم ابْن الفرخان من كتاب شَيخنَا الْمَقْدِسِي إِلَّا أَن فِي رُوَاة الفقاعي فليح عَنِ الزُّهْرِيّ عَنْ أَنَسٍ ونرى أَن الاخْتِلاف بَيْنَ الإسنادين لَا يمْتَنع أَن يَكُون من جِهَة ابْن الفرخان فَإِنَّهُ كَانَ يرويهِ عَنْ مَا يتَّفق لَهُ أَوْ من جِهَة ابْن السُّيُوطِيّ فَإِنَّهُ كَانَ ظَاهر التَّخْلِيط.
وَأما حَدِيث أبي هُرَيْرَة فَفِيهِ فضَالة بْن حُصَيْن.
قَالَ ابْن حبَان: يرْوى عَن الثقاة مَا لَيْسَ من أَحَادِيثهم.
وَفِيهِ عبد الله بْن الْمثنى.
وَقَدْ ضَعَّفُوهُ.
وَفِيهِ زَكَرِيَّا بن يحيى وَهُوَ مَتْرُوك.(3/29)
بَاب النهى عَنْ أكل كُل مَا يشتهى أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الأَرْمَوِيُّ وَأَحْمَدُ بْنُ ظَفْرٍ الْمَغَازِلِيُّ قَالا أَنْبَأَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ الْمَأْمُونُ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحسن الدَّارقطني ج.
وأنبأنا على بن عبد الله أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ النَّقُّورِ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُزْدَكَ قَالا حَدَّثَنَا عَبْدُ الْغَافِرِ بْنُ سَلامَةَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ نُوحِ بْنِ ذَكْوَانَ عَنْ الْحَسَنِ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مِنَ السَّرَفِ أَنْ تَأْكُلَ كُلَّ مَا اشْتَهَيْتَ ".
هَذَا حَدِيث لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ ابْن حبَان: يَحْيَى بْن عُثْمَان مُنكر الْحَدِيث لَا يَجُوز الِاحْتِجَاج بِهِ.
قَالَ: وَيجب التنكب عَلَى حَدِيث نوح.
بَاب ترك الطَّيِّبَات أَنْبَأَنَا عَليّ بن عبد الْوَاحِد الدَّيْنَوَرِيُّ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْقَزْوِينِيُّ أَنْبَأَنَا
أَبُو جَعْفَرٍ عُمَرُ بن مُحَمَّد الزيات حَدثنَا عبد الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَاجِيَةَ حَدَّثَنَا أَزْهَرُ بْنُ جَمِيلٍ حَدَّثَنَا نَزِيعٌ أَبُو الْخَلِيلِ الْحَصَّافُ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " احْرِمُوا أَنْفُسَكُمْ طَيِّبَ الطَّعَامِ فَإِنَّمَا قُوَى الشَّيْطَانِ أَنْ يَجْرِيَ فِي الْعُرُوقِ بِهِ ".
هَذَا حَدِيث مَوْضُوع عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمُتَّهَم بِهِ نزيع.
قَالَ أَحْمَد: أَحَادِيثه مَنَاكِير لَا يُتَابِعه عَلَيْهَا أحد.
وَقَالَ الدَّارقطني: هُوَ مَتْرُوك.
بَاب النهى عَنْ أكل الطين فِيهِ عَنْ عَلَى وَجَابِر وسلمان وأبى هُرَيْرَة وَأنس وَابْن عَبَّاس والبراء وَعَائِشَة رضى الله عَنْهُم.(3/30)
فَأَما حَدِيث عَلَى وَجَابِر: أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنِ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ بَيَانٍ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ سَالِمٍ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ الْحَكَمِ قَالَ جَعْفَرٌ حَدَّثَنِي عَمِّي الْحَسَنُ بْنُ بَيَانٍ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَالِمٍ قَالا جَمِيعًا أَنْبَأَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِيهِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَجَابِرِ بن عبد الله قَالا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ آدَمَ مِنْ طِينٍ فَحَرَّمَ أكل الطين على ذُريَّته ".
قَالَ جَعْفَرٌ وَحَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عِيسَى الطَّبَّاعُ حَدَّثَنَا طَلْحَةُ بْنُ زَيْدٍ عَن زُرَارَة ابْن أَعْيَنَ عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ جَابِرِ بن عبد الله قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَكْلُ الطِّينِ يُورث النِّفَاق ".
وَأما حَدِيث سلمَان فَأَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ الْمُحْتَسب حَدثنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ الْمُقْرِيُّ
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نُوحٍ السُّكَّرِيُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى ابْن يَزِيدَ الأَهْوَازِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الزِّبْرِقَانِ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ التِّيمِيُّ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ عَنْ سَلْمَانَ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَكَلَ الطِّينَ فقد أعَان على نَفسه ".
وَأما حَدِيث أَبِي هُرَيْرَةَ فَلهُ طَرِيقَانِ: الطَّرِيق الأول: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بن عبد الملك أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ أَبِي مَعْشَرٍ حَدَّثَنَا الْمُسَيِّبُ بْنُ وَاضِحٍ حَدثنَا بَقِيَّة عَن عبد الملك بْنِ مِهْرَانَ عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَكَلَ الطِّينَ فَكَأَنَّمَا أَعَانَ على قتل نَفسه ".(3/31)
الطَّرِيق الثَّانِي: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ أَنْبَأَنَا ابْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا الْعَتِيقِيُّ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا الْعُقَيْلِيُّ حَدَّثَنَا مُطَيَّنٌ حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْحَلْوَانِيُّ حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَة عَن سهل بن عبد الله المروزى عَن عبد الملك ابْن صَفْوَانَ عَنْ ذَكْوَانَ أَبِي سُهَيْلٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ وَلَعَ بِأَكْلِ الطِّينَ فَكَأَنَّمَا أعَان على نَفسه ".
وَأما حَدِيث أنس فَلهُ طَرِيقَانِ: الطَّرِيق الأول: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الملك أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أبي الْفضل أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الْحَافِظ حَدثنَا أَحْمد بن عبد الله بْنِ سَالِمٍ حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ عبد القدوس بن عبد القاهر حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ أَكَلَ الطِّينَ - وَفِيهِ: فَقَدْ أَكَلَ مِنْ لَحْمِ أَبِيه آدم واغتسل بِهِ ".
الطَّرِيق الثَّانِي: أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ حَدَّثَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ غَسَّانَ بْنِ مَالِكٍ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَكْلُ الطِّينِ حَرَامٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ، وَمَنْ مَاتَ وَفِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ طِينٍ كَبَّهُ اللَّهُ عَلَى وَجهه فِي النَّار ".
وَأَمَّا حَدِيثُ ابْنُ عَبَّاسٍ فَلَهُ طَرِيقَانِ: الطَّرِيق الأول: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي أَنْبَأَنَا الْجَوْهَرِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو عُمَرَ بْنُ حَيَّوَيْهِ أَنبأَنَا أَبُو عبد الله مُحَمَّد بْنُ مَخْلَدٍ حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ زَمْزَمَ الْبَلْخِيُّ حَدَّثَنَا صَالِحُ ابْنُ مُحَمَّدٍ التِّرْمِذِيُّ حَدَّثَنَا مُقَاتِلُ بْنُ الْفَضْلِ الثّمَالِيُّ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلا مَنْ أَكَلَ الطِّينَ حَشَا اللَّهُ بَطْنَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ نَارًا عَلَى قَدْرِ مَا أَكَلَ مِنَ الطين ".
الطَّرِيق الثَّانِي: رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ عُكَّاشَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْحِمْصِيِّ عَن مُحَمَّد(3/32)
ابْن سَلَمَةَ الْحَرَّانِيِّ عَنْ خَصِيفِ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم: " أقسم ربكُم غزوجل لَيُعَذِّبَنَّ آكِلَ الطِّينِ كَعَذَابِ شَارِبِ الْخمر ".
وَأما حَدِيث الْبَراء: رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ عُكَّاشَةَ عَنِ النَّضْرِ بْنِ سَهْلٍ عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ أَبِي الْمُخَارِقِ عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللَّهَ لَيُعَذِّبُ الْعَبْدَ عَلَى أَكْلِهِ الطِّينَ لِمَا غير من جِسْمه ".
وَأما حَدِيث عَائِشَة فَأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو عُمَرَ بْنُ حَيَّوَيْهِ أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَخْلَدٍ حَدَّثَنَا حَمْدُونُ بْنُ عَبَّادٍ الْفَرْغَانِيِّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ هَاشِمٍ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا حُمَيْرَاءُ لَا تَأْكُلِي
الطِّينَ فَإِنَّهُ يُعَظِّمُ الْبَطْنَ وَيُصَفِّرُ اللَّوْنَ وَيُذْهِبُ بِبَهَاءِ الْوَجْهِ ".
هَذِه الْأَحَادِيث لَيْسَ فِيهَا شئ يَصح.
أما حَدِيث عَلَى وَجَابِر فهما من وضع جَعْفَر بْن أَحْمَدَ بْن بَيَان.
قَالَ ابْن عدي: كَانَ يضع الحَدِيث.
وَأما حَدِيث سلمَان فَقَالَ الدَّارقطني: تفرد بِهِ يَحْيَى بْن يَزِيد الْأَهْوَازِي.
قَالَ المُصَنّف قُلْت: وَهَذَا الرجل كالمجهول.
وَأَمَّا حَدِيث أَبِي هُرَيْرَة ففى الطَّرِيق الأول عبد الملك بْن مهْرَان.
وَفِي الثَّانِي سهل بن عبد الله.
قَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ: هما مَجْهُولَانِ والحَدِيث بَاطِل.
وَأَمَّا حَدِيث أَنَس فَفِي الطَّرِيق الأَوَّل عَلِي بْن عَاصِم.
قَالَ يَزِيد بْن هَارُون: مازلنا نعرفه بِالْكَذِبِ، وَقَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بشئ.
وَأَمَّا الطَّرِيق الثَّانِي فَفِيهِ خَالِد بْن غَسَّان.
قَالَ ابْن عَدِي: حدث عَنْ أَبِيهِ بحَدِيثين باطلين والحَدِيثان فِي أكل الطين أَنَّهُ حرَام عَلَى كُل مُسْلِم.
وَأَبوهُ مَعْرُوف لَا بَأْس بِهِ.(3/33)
وَأَمَّا حَدِيث ابْن عَبَّاس فَإِن عَاصِم بْن زَمْزَم وَمُقَاتِل بْن أَبِي الْفضل مَجْهُول وَأَمَّا صَالِح بْن مُحَمَّد فَقَالَ ابْن حبَان: لَا يحل كتب حَدِيثه.
وَأما مُحَمَّد بْن عكاشة فَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: يضع الحَدِيث.
وَأما حَدِيث عَائِشَة فَفِيهِ يَحْيَى بْن هَاشم.
قَالَ أَحْمَد: لَا يكْتب عَنْهُ، وَقَالَ يَحْيَى: هُوَ دجال هَذِه الْأمة، وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: كَانَ يَضَعُ الحَدِيث.
قَالَ الْعَقِيلِيّ: لَيْسَ لهَذَا الْحَدِيث أصل وَلَا يحفظ من وَجه يثبت.
قَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل: مَا أعلم فِي الطين شَيْئًا يَصح، وَقَالَ مرّة: لَيْسَ فِيهِ شئ يثبت إِلَّا أَنه يضر بِالْبدنِ.
بَاب مدح اللبان أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد أَنبأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنِ
عَدِيٍّ حَدَّثَنَا هنبل بن مُحَمَّد حَدثنَا عبد الله بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بن عبد الله حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " سِتٌّ مِنَ النِّسْيَانِ: سُورُ الْفَارِ، وَإِلْقَاءُ الْقَمْلَةَ وَهِيَ حَيَّةٌ، وَالْبَوْلُ فِي الْمَاءِ الرَّاكِدِ، وَمَضْغُ الْعَلَكِ، وَأَكْلُ التُّفَّاحِ، وَيحِلُّ ذَلِكَ اللِّبَانُ الذَّكَرِ ".
هَذَا حَدِيث مَوْضُوع على رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالْمُتَّهَم بِهِ الحكم.
قَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل: كُل أَحَادِيثه مَوْضُوعَة، وَقَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ: هُوَ كَذَّاب.
بَاب مايصنع م ن نسى التَّسْمِيَة على طَعَامه أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد أَنبأَنَا ابْن مسْعدَة أبنأنا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْمُونٍ حَدَّثَنَا شُرَيْحُ بْنُ يُونُس حَدثنَا على ابْن ثَابِتٍ عَنْ حَمْزَةَ الضَّبِّيِّ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ نَسِيَ أَنْ يُسَمِّيَ عَلَى طَعَامِهِ فَلْيَقْرَأْ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ إِذَا فَرَغَ ".
هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ، وَالْمُتَّهَمُ بِهِ حَمْزَة، وَهُوَ حَمْزَة بْن أَبِي حَمْزَة الْجعْفِيّ النصيبي.
قَالَ أَحْمَد: هُوَ مطروح الحَدِيث، وَقَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بشئ لَا يساوى(3/34)
فلسًا، وَقَالَ ابْن عَدِي: يضع الْحَدِيثِ، وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لَا يحل الرِّوَايَة عَنهُ، وَقَالَ الدَّارقطني: مَتْرُوك.
بَاب قلَّة الاكل أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الْحَافِظُ أَنْبَأَنَا ابْنُ بَكْرَانَ حَدَّثَنَا الْعَتَيقِيُّ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا الْعُقَيْلِيُّ حَدثنَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن صعصعة حَدثنَا عبد الرحمن بن صَالح الازدي حَدثنَا عبد الله بْنُ الْمُطَّلِبِ الْعَجَلِيُّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ ذَكْوَانَ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَبِيرٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ أَهْلَ الْبَيْتِ لَيَقِلُّ طَعَامُهُمْ فَتُسْتَفْسَرُ بُيُوتُهُمْ ".
هَذَا حَدِيث لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل: الْحَسَن بْن ذكْوَان أَحَادِيثه أباطيل.
قَالَ الْعَقِيلِيّ: وَعبد اللَّه بْن الْمطلب مَجْهُول وَحَدِيثه مُنكر غير مَحْفُوظ.
بَاب النهى عَن النفخ فِي الطَّعَام أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَاهِر أَنْبَأَنَا أَبُو الْحسن سهل بن عبد الله الْغَازِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ النَّقَّاشُ حَدَّثَنَا أَبُو حَازِمٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الأَعْرَجُ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَمَّارٍ حَدَّثَنَا عبد الله بْنُ الْحَارِثِ الصَّنْعَانِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " النَّفْخُ فِي الطَّعَامِ يُذْهِبُ بِالْبركَةِ ".
قَالَ النقاش: وَضعه عبد الله بْن الْحَارِث.
قَالَ المُصَنّف قُلْت: وَقَدْ قَالَ ابْن حبَان: كَانَ عبد الله دجالًا يضع الحَدِيث.
بَاب الاكل بِجَمِيعِ الْكَفّ حدثت عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بن جَعْفَر بن(3/35)
حَمْدَانَ حَدَّثَنَا مُسَبِّحُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا أَبُو إِبْرَاهِيم التُّرْجُمَانِيّ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ عَنِ ابْنِ أَخِي الزُّهْرِيِّ عَنِ امْرَأَتِهِ عَنْ أَبِيهَا قَالَتْ " رَأَيْتُهُ يَأْكُلُ بِكَفِّهِ كُلِّهَا فَقُلْتُ لَهُ: أَلا تَأْكُلُ بِثَلاثِ أَصَابِعَ؟ فَقَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْكُلُ بَكَفِّهِ كُلِّهَا ".
هَذَا حَدِيث مَوْضُوع على رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالْمَرْأَة مَجْهُولَة، وأبوها لَا يعرف.
وَفِي الصَّحِيح أَنَّ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يَأْكُل بِثَلَاث أَصَابِع.
بَاب الامر بالعشاء
أَنبأَنَا الْكَرُوجِيُّ أَنْبَأَنَا الأَزْدِيُّ وَالْغَوْرَجِيُّ قَالا أَنْبَأَنَا ابْنُ الْجَرَّاحِ حَدَّثَنَا الْمَحْبُوبِيُّ حَدَّثَنَا التِّرْمِذِيُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْلَى الكوفى حَدثنَا عَنْبَسَة بن عبد الرحمن القرشى عَن عبد الملك بْنِ عِلاقٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَعَشَّوْا وَلَوْ بِكَفٍّ مِنْ حَشَفٍ فَإِنْ تَرَكَ الْعَشَاءِ مَهْرَمَةٌ " قَالَ التِّرْمِذِيّ: هَذَا حَدِيث مُنكر لَا نعرفه إِلَّا من هَذَا الْوَجْه.
وعنبسة ضَعِيف فِي الْحَدِيث، وَعبد الْمَلِك بْن علاق مَجْهُول.
قَالَ المُصَنّف قُلْت: أما عَنْبَسَة فَقَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ، وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوك، وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ، وَقَالَ ابْن حبَان: لَا أصل لهَذَا الحَدِيث.
بَاب الأَكْل فِي السُّوق فِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وأبى أُمَامَة.
فَأَما حَدِيث أبي هريره فَلهُ طَرِيقَانِ: الطَّرِيق الأول: أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ بْنُ خَيْرُونٍ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ زَكَرِيَّا أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ(3/36)
عبيد ح.
وأنبأنا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَرْبِيُّ قَالَ قُرِئَ عَلَى أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شَاذَانَ وَأَنَا أَسْمَعُ حَدَّثَنِي أَبُو الْقَاسِمِ الْحَسَنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمُكَتِّبُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ الْوَصِيفِيُّ حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ نَصْرٍ الْمُطِيحِيُّ قَالا حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفُرَاتَ حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ لُقْمَانَ عَنْ عبد الرحمن الأَنْصَارِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " الأَكْلُ فِي السُّوقِ دناءة ".
الطَّرِيق الثَّانِي: أَنْبَأَنَا الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يَعْقُوبَ
حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الرَّازِيّ حَدثنَا أَبُو الْقَاسِم عبد الله بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ الْهَيْثَمُ بْنُ سَهْلٍ حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ سَعِيدٍ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الأَكْلُ فِي السُّوق دناءة " وَأما حَدِيث أَبِي أُمَامَةَ فَلهُ طَرِيقَانِ: الطَّرِيق الأول: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بن عبد الملك أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ الْحَافِظً سَمِعْتُ عِمْرَانَ السَّخْتَيَانِيَّ يَقُولُ حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنِ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الأَكْلُ فِي السُّوق دناءة ".
الطَّرِيق الثَّانِي: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْمُبَارَكِ أَنْبَأَنَا ابْنُ بَكْرَانَ أَنْبَأَنَا الْعَتِيقِيُّ أَنْبَأَنَا يُوسُفُ بْنُ الدَّخِيلِ حَدَّثَنَا الْعَقِيلِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ لُوَيْنٌ حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ عَنْ عُمَرُ بْنُ مُوسَى الْوَجِيهِيُّ عَنْ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الأَكْلُ فِي السُّوقِ دَنَاءَةٌ ".
هَذَا حَدِيث لَا يَصح عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
فَأَما حَدِيث أَبِي هُرَيْرَةَ فَفِي طَرِيقه الأَوَّل مُحَمَّد بْن الْفُرَات.
قَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بشئ، وَقَالَ أَبُو بَكْر بْن أَبِي شيبَة: كَانَ كذابا، وَقَالَ ابْن حبَان: يرْوى(3/37)
المعضلات عَنِ الْأَثْبَات لَا يَحِلُّ الِاحْتِجَاج بِهِ.
وَأما الطَّرِيق الثَّانِي فَقَالَ الدَّارقطني: الْهَيْثَم بْن سهل ضَعِيف.
وَأَمَّا حَدِيث أَبِي أُمَامَةَ فَفِي طَرِيقه الْقَاسِم وَهُوَ مَجْرُوح.
قَالَ ابْن حبَان: يرْوى عَنِ الصَّحَابَة المعضلات.
وَفِي الطَّرِيق الأَوَّل جَعْفَر.
قَالَ شُعْبَة: كَانَ يكذب.
وَفِي الثَّانِي الوجيهي.
قَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بِثِقَة، وَقَالَ النَّسَائِيّ وَالدَّارقطني: مَتْرُوك، وَقَالَ ابْن عدي: هُوَ فِي عِدَادِ مَنْ يَضَعُ الْحَدِيثَ متْنا وإسنادا.
قَالَ
الْعَقِيلِيّ: وَلَا يثبت فِي هَذَا الْبَاب عَنِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شئ.
بَاب ذكر الْحَلَال.
أَنبأَنَا أَبُو مَنْصُور بن خيرون أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سَهْلٍ الْبَالِسِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْفَرَجِ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْعَطَّارُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الملك الأَنْصَارِيُّ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُتَحَلَّلَ بِالْقَصَبِ وَالآسِ، وَقَالَ إِنَّهُمَا يسقيان عرق الجذام ".
أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَتَيقِيُّ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا الْعُقَيْلِيُّ حَدَّثَنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ سَأَلْتُ أَبِي عَنْ شَيْخٍ رَوَى عَنْهُ يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ الْوَحَّاظِيُّ فَقَالَ لَهُ مُحَمَّد بن عبد الملك الأَنْصَارِيُّ حَدَّثَنَا عَطَاءٌ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُتَحَلَّلَ بِالْقَصَبِ وَالآسِ، قَالَ إِنَّهُمَا يَسْقِيَانِ عِرْقَ الْجُذَامِ " فَقَالَ أَبِي: قد رَأَيْت مُحَمَّد بن عبد الملك وَكَانَ أعمى وَكَانَ يضع الْحَدِيث ويكذب، وَقَالَ النَّسَائِيّ وَالدَّارقطني: هُوَ مَتْرُوكٌ، وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لَا يَحِلُّ ذِكْرُهُ إِلا بِالْقَدْحِ فِيهِ.
قَالَ الْعَقِيلِيّ: وَلَا يُتَابع عَلَى هَذَا إِلَّا من جِهَة هِيَ أَوْهَى من جِهَته.
قَالَ المُصَنّف قُلْت: وَقَدْ رَوَى رَقَبَة بْن مصقلة عَنْ أَنَس عَنْ رَسُول الله(3/38)
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " حبذا المتحللون من أمتى " رَقَبَة لَمْ يسمع من أَنَس شَيْئًا فَهُوَ مُرْسل.
بَاب من دعى إِلَى طَعَام فَلم يردهُ أَنْبَأَنَا الْجُرَيْرِيُّ أَنْبَأَنَا الْعُشَارِيُّ حَدَّثَنَا الدَّارقطني حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ نَصْرٍ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الْحُصَيْنِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الله بْنِ عُلاثَةَ
عَنْ كَثِيرِ بْنِ شَنْظِيرَ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا دُعِيَ أَحَدُكُمْ إِلَى طَعَامٍ فَلَمْ يَرُدّهُ فَلا يَقُلْ هَنِيئًا فَإِنَّ الْهَنَى لأَهْلِ الْجَنَّةِ، وَلَكِنْ لِيَقُلْ أَطْعَمَنَا اللَّهُ وَإِيَّاكُمْ طَيِّبًا ".
هَذَا الْحَدِيثُ لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَفِيهِ كثير بْن شنظير.
قَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ.
وَابْن علاثة قَالَ فِيهِ ابْن حبَان: يرْوى الموضوعات عَن الثقاة لَا يحل ذكره إِلَّا على جِهَة الْقدح.
وَقَالَ الدَّارقطني: عَمْرو ابْن الْحصين مَتْرُوك.(3/39)
كتاب الاشربة
بَاب شرب المَاء على الرِّيق أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ السَّمَرْقَنْدِيِّ أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أبي الْفضل أَنبأَنَا حَمْزَة ابْن يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ الْحَافِظُ قَالَ قَالَ عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ سَمِعْتُ عَاصِمَ بْنَ سُلَيْمَانَ الْعَبْدِيَّ وَكَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ مَا رَأَيْتُ مِثْلَهُ قَطُّ يُحَدِّثُ بِأَحَادِيثَ لَيْسَ لَهَا أُصُولٌ سَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " شُرْبُ الْمَاءِ عَلَى الرِّيقِ يَعْقِدُ الشَّحْمَ ".
قَالَ المُصَنّف قُلْت: مَا أخوفني أَن يَكُون هَذَا الْوَضع قصد شين الشَّرِيعَة، وَإِلَّا فأى شئ فِي المَاء حَتَّى يعْقد الشَّحْم.
بَاب الشّرْب من سُؤْر الْمُسلم أَنْبَأَنَا الْجُرَيْرِيُّ أَنْبَأَنَا الْعُشَارِيُّ حَدَّثَنَا الدَّارقطني أَنْبَأَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ مَشْكَانَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ رَوْحٍ أَنْبَأَنَا سُوَيْدُ بْنُ نَصْرٍ حَدَّثَنَا نَوْحُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من التَّوَاضُعِ أَنْ يَشْرَبَ الرَّجُلُ مِنْ سُؤْرِ أَخِيهِ، وَمَنْ شَرِبَ مِنْ سُؤْرِ أَخِيهِ ابْتِغَاءَ
وَجْهِ اللَّهِ رُفِعَتْ لَهُ سَبْعُونَ دَرَجَةً، وَمُحِيَتْ عَنْهُ سَبْعُونَ خَطِيَّةً، وَكُتِبَ لَهُ سَبْعُونَ حَسَنَةً ".
تفرد بِهِ نوح.
قَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ، وَقَالَ مُسلم بن الْحجَّاج وَالدَّارقطني: مَتْرُوك.
بَاب إِثْم شَارِب الْخمر أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْجُرَيْرِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو طَالِبٍ الْعُشَارِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحسن الدَّارقطني أَنبأَنَا عبد الله بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ حَدَّثَنَا أَبُو شَيْبَةَ عَنِ الْحَكَمِ عَنْ خَيْثَمَةَ بْنِ عبد الرحمن عَن عبد الله بْنِ عَمْرٍو قَالَ قَالَ رَسُولُ الله(3/40)
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من شَرِبَ الْخَمْرَ ظَلَّ يَوْمَئِذٍ مُشْرِكًا، وَمَنْ سَكِرَ مِنْهَا لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاةٌ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، فَإِنْ مَاتَ مَاتَ كَافِرًا ".
قَالَ الدَّارقطني: تفرد بِهِ أَبُو شيبَة واسْمه إِبْرَاهِيم بْن عُثْمَان كَانَ شُعْبَة يكذبهُ وَقَالَ ابْن الْمُبَارَك: ارْمِ بِهِ، وَقَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بِثِقَة، وَقَالَ أَحْمَد: مُنكر الْحَدِيث، وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ.
وَقَدْ رَوَى من طَرِيق آخر: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ الْبَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الصَّرِيفِينِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِم عبيد الله بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الصَّيْدَلانِيُّ حَدثنَا أَبُو بكر عبد الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِنَادٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ عبد الله بْنِ عَمْرٍو قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فَجَعَلَهَا فِي بَطْنِهِ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاةٌ سَبْعًا، فَإِنْ مَاتَ فِيهِنَّ مَاتَ كَافِرًا، فَإِذَا أَذْهَبَتْ عَقْلُهُ عَنْ شئ مِنَ الْفَرَائِضِ لَمْ تُقْبَلْ مِنْهُ صَلاةٌ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، وَإِنْ مَاتَ فِيهَا مَاتَ كَافِرًا ".
هَذَا حَدِيث لَا يَصح.
قَالَ عَلَى وَيَحْيَى: يَزِيد بْن أَبِي زِيَاد لَا يحْتَج بحَديثه، وَقَالَ ابْن الْمُبَارَكِ: أرم بِهِ، وَقَالَ النَّسَائِيّ: مَتْرُوك الْحَدِيث.
وَقَدْ رَوَى من طَرِيق آخر: أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْجَرِيرِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو طَالِبٍ الْعُشَارِيُّ حَدَّثَنَا الدَّارقطني حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ زَكَرِيَّا حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ يَعْقُوبَ أَنْبَأَنَا عَمْرُو بْنُ ثَابِتٍ عَنِ الاعمش عَن مُجَاهِد عَن عبد الله بْنِ عَمْرٍو قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاةٌ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، فَإِنْ مَاتَ مِنْهَا مَاتَ كَافِرًا مادام فِي عروقه مِنْهَا شئ ".
تفرد بِهِ عباد عَنْ عَمْرو بْن ثَابت.
فَأَما عباد فَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يروي الْمَنَاكِير عَن الْمَشَاهِير فَاسْتحقَّ التّرْك.
وَأَمَّا عَمْرو فَقَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بِثِقَة وَلَا مَأْمُونٍ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يَرْوِي الموضوعات عَنِ الْأَثْبَات.
وَقَدْ رَوَى نَحوه عَن إِبْرَاهِيم(3/41)
ابْن عبد الله المصِّيصِي من حَدِيث ابْن عُمَر.
وَكَانَ المصِّيصِي يسرق الْحَدِيث ويسويه فِي حَدِيث عَطَاء بْن السَّائِب من حَدِيث ابْن عُمَر نَحوه إِلَّا أَنَّهُ لَمْ يذكر فِيهِ الْكفْر إِلَّا أَن عَطَاء اخْتَلَط فِي آخر عمره، فَقَالَ يَحْيَى: لَا يحْتَج بحَدِيثه.
حَدِيث آخر: أَنْبَأَنَا زَاهِرُ بْنُ طَاهِرٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْبَيْهَقِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَاكِمُ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ بْنِ سُوَيْدٍ الرَّمْلِيُّ حَدَّثَنِي أَبِي حَدثنَا الاوزاعي عَن يحيى ابْن أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " إِذَا تَنَاوَلَ الْعَبْدُ كَأْسَ الْخَمْرِ فِي يَدِهِ نَادَاهُ الإِيمَانُ: نَشَدْتُكَ بِاللَّهِ أَلا تُدْخِلَهُ عَلَيَّ فَإِنِّي لَا أَسْتَقِرُّ أَنَا وَهُوَ فِي مَوْضِعٍ، فَإِنْ شَرِبَهُ نَفَرَ مِنْهُ الإِيمَانُ نَفْرَةً لَمْ يَعُدْ إِلَيْهِ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا، فَإِنْ تَابَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ، وَسَلَبَ مِنْ عَقْلِهِ شَيْئًا لَا يُرَدُّ عَلَيْهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ".
قَالَ أَبُو حَاتِمِ بْنُ حِبَّانَ: هَذَا حَدِيث مَوْضُوع لَا أَصْلَ لَهُ من كَلامِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَمُحَمّد بْن أَيُّوبَ يروي الْمَوْضُوع لَا يَحِلُّ الاحْتِجَاجُ بِهِ.
قَالَ ابْن الْمُبَارَك: وَأَمَّا أَيُّوب فارم بِهِ.
وَقَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بشئ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ.
حَدِيث آخر: أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا مَكِيُّ بْنُ عَبْدَانَ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ يَزِيدَ السَّلَمِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو مُطِيعٍ حَدَّثَنَا أَبُو الأَشْهَبِ جَعْفَرُ بْنُ الْحَارِثِ عَنْ لَيْثٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تُجَالِسُوا شَرَبَةَ الْخَمْرِ وَلا تَعُودُوا مَرْضَاهُمْ وَلا تَشْهَدُوا جَنَائِزَهُمْ، فَإِن شَارِب الْخمر يحيى يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُسْوَدًّا وَجْهُهُ مَدْلَعًا لِسَانُهُ عَلَى صَدْرِهِ يَسِيلُ لُعَابُهُ عَلَى صَدْرِهِ يَقْذُرُهُ كُلُّ مَنْ رَآهُ " هَذَا حَدِيث مَوْضُوع عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم وَفِيه جمَاعَة ضعفاء،(3/42)
مِنْهُم لَيْث.
قَالَ ابْن حبَان: اخْتَلَطَ فِي آخِرِ عُمُرِهِ فَكَانَ يقلب الْأَسَانِيد وَيرْفَع الْمَرَاسِيل وَيَأْتِي عَن الثقاة مَا لَيْسَ من حَدِيثهم.
وَمِنْهُم جَعْفَر بْن الْحَارِث.
قَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بشئ.
وَمِنْهُم أَبُو مُطِيع الْبَلْخِي.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: لَا يَنْبَغِي أَن يرْوى عَنهُ شئ.
وَقَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ.
حَدِيث آخر: أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنبأَنَا حَمْزَة ابْن يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنِ عَدِيٍّ أَنْبَأَنَا أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حِبَّانَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْقُدُّوسِ بْنُ الْحَوَارِيِّ حَدَّثَنَا أَبُو هُدْبَةَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [قَالَ] : " مَنْ فَارَقَ الدُّنْيَا وَهُوَ سَكْرَانُ دَخَلَ الْقَبْرَ سكرانا وَبعث من قَبره سكرانا وَأمر بِهِ إِلَى النَّار سكرانا إِلَى جَبَلٍ يُقَالُ لَهُ سَكْرَانُ فِيهِ عَيْنٌ تَجْرِي فِيهَا الْقَيْحُ وَالدَّمُ [وَهُوَ] طَعَامُهُمْ وَشَرَابُهُمْ مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ ".
قَالَ ابْن عَدِي: هَذَا الْحَدِيث بَاطِل وَأَبُو هدبة مَتْرُوك الْحَدِيث كذبه يَحْيَى
وعَلى، وَقَالَ ابْن حبَان: لَا يَحِلُّ كَتْبُ حَدِيثِهِ إِلا عَلَى التَّعَجُّب.
حَدِيث آخر: رَوَى إِبْرَاهِيمُ بْن يَزِيدَ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فَقَدْ أَشْرَكَ ".
قَالَ أَحْمَد وَالنَّسَائِيّ: إِبْرَاهِيم بْن يَزِيد مَتْرُوك، وَقَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بشئ.
بَاب من يعْتَقد الْخمر حَلَالا أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا ابْنُ عدى حَدثنَا عبد الرحمن بن إِسْمَاعِيل الكوفى حَدثنَا عبد الله بْنُ مَسْلَمَةَ الْبَلَدِيُّ حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ مَطَرٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ نَافِع عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من حَمَلَ كَأْسَ خَمْرٍ فَقِيلَ لَهُ إِنَّهُ حَرَامٌ فَقَالَ لَا بَلْ هُوَ حَلالٌ مَاتَ مُشْرِكًا وَبَانَتْ مِنْهُ امْرَأَته ".(3/43)
هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ ابْن عَدِي: عمار أَحَادِيثه بَوَاطِيلُ وَهُوَ مَتْرُوك الحَدِيث.
بَاب شرب الدادى أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَطِيبُ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَلاءِ الوَاسِطِيّ أَنبأَنَا عبد الملك بْنُ أَحْمَدَ بْنِ نُعَيْمٍ الإِسْتِرَابَاذِيُّ حَدثنَا عبد الله بْنِ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيم عَن ابْن نَافِعِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَعْدِي كَرُبَ حَدَّثَنِي أَبِي بْنُ نَافِعٍ قَالَ: " كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لِعَائِشَةَ حَبٌّ عُمِلَ مِنَ الْهِنْدَبَاءِ.
يُقَالُ لَهُ الدَّادِيُّ مَنْ شَرِبَ مِنْهُ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاةٌ أَرْبَعِينَ سَنَةً فَإِنْ تَابَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ ".
قَالَ الْخَطِيب: كُل رجال إِسْنَاده مَا وَرَاء ابْن عَدِي لَا يعرف.
وَقَالَ الدَّارقطني إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم دجال.(3/44)
كتاب اللبَاس
بَاب فضل العمائم أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَحْمد بن عَليّ بن ثَابت أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الرحمن بْنُ عُثْمَانَ الدِّمَشْقِيُّ فِي كِتَابِهِ إِلَيْنَا أَنْبَأَنَا خَيْثَمَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ حَدثنَا على ابْن الْحُسَيْنِ الْبَزَّاز حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سَلام حَدثنَا عبيد الله بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اعْتَمُّوا تَزْدَادُوا حِلْمًا " هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ.
قَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل: سَعِيد بْن سَلام كَذَّاب كَذَّاب وَقَالَ عَلَي: رميت حَدِيثه.
وَقَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بشئ.
وَقَالَ الْبُخَارِيّ: يذكر بِوَضْع الحَدِيث.
وَقَالَ الدَّارقطني: مَتْرُوك يحدث بالاباطيل.
وَأما عبيد الله بْن أَبِي حميد فيكنى أَبَا الْخَطَّاب وَاسم أَبِي حميد غَالب.
قَالَ أَحْمَد وَالنَّسَائِيّ: مَتْرُوك الحَدِيث.
وَقَالَ ابْن حبَان: يسْتَحق التّرْك وَهُوَ الَّذِي يرْوى عَنْهُ البصريون يَقُولُونَ عبيد الله بن غَالب حَتَّى لَا يعرف.
بَاب فضل السَّرَاوِيل فِيهِ عَنْ عَلَى وَسَعِيد بْن طريف وأبى هُرَيْرَة: فَأَما حَدِيث على فَأَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقْرِيُّ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَنْجَرَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ زَكَرِيَّا الضَّرِيرُ حَدَّثَنَا هَمَّامٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ قُدَامَةَ بْنِ وَبَرَةَ عَنْ الأَصْبَغِ بْنِ نَبَاتَةَ عَنِ عَلِيٍّ أَنَّهُ قَالَ: " كُنْتُ قَاعِدًا عِنْد النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْبَقِيعِ فِي يَوْمٍ دَخَنٍ وَمَطَرٍ فَمَرَّتِ امْرَأَةٌ عَلَى حِمَارٍ وَمَعَهَا مُكَارِيُّ فَهَوَتْ يَدُ الْحِمَارِ فِي وَهْدَةٍ مِنَ الأَرْضِ فَسَقَطَتِ الْمَرْأَةُ، فَأَعْرَضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم(3/45)
عَنْهَا بِوَجْهِهِ.
فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهَا مُتَسَرْوِلَةٌ؟ فَقَالَ: اللَّهُمَّ [اغْفِر] للمتسرولات من أمتى، يَا أَيهَا النَّاسُ اتَّخِذُوا السَّرَاوِيلاتِ فَإِنَّهَا مِنْ أَسْتَرِ ثِيَابِكُمْ وَحَصِّنُوا بِهَا نِسَاءَكُمْ إِذَا خَرَجْنَ ".
هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ وَالْمُتَّهَمُ بِهِ إِبْرَاهِيمُ بْن زَكَرِيَّا.
قَالَ الْعَقِيلِيّ: لَا يعرف مُسْندًا إِلا بِهِ وَلا يُتَابع عَلَيْهِ.
وَقَالَ ابْن عَدِيّ: حدث عَنِ الثقاة بِالْبَوَاطِيل.
وَأما حَدِيث سَعِيد بْن طريف فَأَنْبَأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك أَنبأَنَا أَحْمد بن على ابْن ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا الْبَرْقَانِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ الإِسْمَاعِيلِيُّ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ عُبَيْدٍ أَبُو مُحَمَّدٍ الْوَاسِطِيُّ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ زِيَاد حَدثنَا عبد الله بن عبد الرحمن عَنْ سَعْدِ بْنِ طَرِيفٍ قَالَ: " بْيَنَا أَمْشِي مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نَاحِيَةِ الْمَدِينَةِ وَامْرَأَةٌ عَلَى حِمَارِ يَطُوفُ بهَا أسود فِي يَوْم طش إِذْ أَتَتْ يَدُ الْحِمَارِ عَلَى وَهْدَةٍ فَزَلِقَ فَصرعَتِ الْمَرْأَةَ، فَصَرَفَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجْهَهُ كَرَاهَةَ أَنْ يَرَى مِنْهَا عَوْرَةً، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهَا مُتَسَرْوِلَةٌ فَقَالَ: رَحِمَ اللَّهُ المتسرولات.
وَقَالَ: البسوا السراويلات، وحصنوابها نِسَاءَكَمُ عِنْدَ خُرُوجِهِنَّ ".
هَذَا حَدِيث لَا أَصْلَ لَهُ.
فَقَدْ ذكره أَبُو بَكْر الْخَطِيب وَجعل سَعْد بْن طريف من الصَّحَابَة، وَفرق بَينه وَبَين سَعْد بْن طريف الإسكاف، وَلَا أرَاهُ إِلَّا هُوَ وَلَيْسَ فِي الصَّحَابَة من اسْمه سَعْد بْن طريف ويوشك أَن يَكُون الإسكاف قَدْ رَوَاهُ عَنِ الْأَصْبَغ عَنْ عَلَى فَسقط ذَلِكَ فِي النَّقْل وَكَانَ الإسكاف وضاعا للحَدِيث بِلَا شكّ، عَلَى أَن يُوسُف بن زِيَاد لَيْسَ بشئ.
قَالَ الدَّارقطني: هُوَ مَشْهُور بالاباطيل.
وَأما حَدِيث أبي هُرَيْرَة: أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك أَنبأَنَا الجوهرى عَن
الدَّارقطني عَن أبي حَاتِم بن حبَان حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ حَدَّثَنَا عباد بن مُوسَى(3/46)
حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ زِيَادٍ حَدَّثَنَا عبد الرحمن بْنُ زِيَادٍ عَنِ الأَغَرِّ أَبِي مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: " دَخَلْتُ يَوْمًا السُّوقَ مَعَ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَلَسَ إِلَى الْبَزَّازِينَ فَاشْتَرَى سَرَاوِيلَ بِأَرْبَعَةِ دَرَاهِمَ، وَكَانَ لأَهْلِ السُّوقِ وَازِنٌ يَزِنُ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ايزِنْ وَأَرْجِحْ، فَقَالَ الْوَزَّانُ: إِنَّ هَذِهِ لَكَلِمَةٌ مَا سَمِعْتُهَا مِنْ أَحَدٍ؟ قَالَ أَبُو هُرَيْرَة فَقُلْتُ لَهُ: كَفَى بِكَ مِنَ الْوَهَنَ وَالْجَفَا فِي دِينِكَ أَلا تَعْرِفَ نَبِيَّكَ؟ فَطَرَحَ الْمِيزَانَ وَوَثَبَ إِلَى [يَدِ] النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرِيدُ أَنْ يُقَبِّلَهَا، فَجَذَبَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ مِنْهُ، وَقَالَ: هَذَا إِنَّمَا تَفْعَلُهُ الأَعَاجِمُ بِمُلُوكِهَا وَلَسْتُ بِمَلَكٍ، إِنَّمَا أَنَا رَجُلٌ مِنْكُمْ، فَوَزَنَ وَأَرْجَحَ، وَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ السَّرَاوِيلَ.
قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَذَهَبْتُ أَحْمِلُهُ عَنهُ فَقَالَ: صَاحب الشئ أَحَقُّ بِشَيْئِهِ أَنْ يَحْمِلَهُ إِلا أَنْ يَكُونَ ضَعِيفًا يَعْجَزُ عَنْهُ فَيُعِينُهُ أَخُوهُ الْمُسْلِمُ.
قَالَ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَإِنَّكَ لَتَلْبَسُ السَّرَاوِيلَ؟ قَالَ: نَعَمْ فِي السَّفَرِ وَالْحَضَرِ وَبِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ فَإِنِّي أُمِرْتُ بِالتَّسَتُّرِ فَلَمْ أَرْ شَيْئًا أَسْتَرَ مِنْهَ ".
هَذَا حَدِيث لَا يَصح.
قَالَ الدَّارقطني: الْحمل فِيهِ عَلَى يُوسُف بْن زِيَاد لِأَنَّهُ مَشْهُور بالأباطيل وَلَمْ يحدث عَنِ الإفْرِيقِي غَيره.
وَقَالَ ابْن حبَان: الإفْرِيقِي يرْوى الموضوعات عَن الاثبات، وَضَعفه يحيى.
بَاب لبس القباء الاسود أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بكر أَحْمد بن عَليّ أَنبأَنَا أَبُو الطّيب حَدثنَا المعافا بْنُ زَكَرِيَّا حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الصُّولِيُّ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ حَدَّثَنَا مُحَمَّد ابْن الْحَسَنِ بْنِ مَسْعُودٍ الزُّرَقِيُّ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عُثْمَانَ حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْعَقِيلِيُّ قَالَ: " لَمَّا قَدِمَ الرَّشِيدُ الْمَدِينَةَ أَعْظَمَ أَنْ يَرْقَى مِنْبَرَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَبَاءٍ
أَسْوَدَ وَمِنْطَقَةٍ فَقَالَ أبوالبخترى حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: نَزَلَ جِبْرِيلُ عَلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَيْهِ قَبَاءٌ وَمِنْطَقَةٌ مُحْتَجِزًا فِيهَا بخنجر ".(3/47)
هَذَا حَدِيث [مَوْضُوع] وَضعه أبوالبخترى، وَقَدْ أَجمعُوا عَلَى أَنَّهُ كَانَ يضع الْحَدِيث.
أَنْبَأَنَا الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْر الْخَطِيب أَنْبَأَنَا التنوخي حَدثنَا طَلْحَة بن مُحَمَّد ابْن جَعْفَر حَدَّثَنِي عُمَر بْن الْحَسَن الْأُشْنَانِي حَدَّثَنَا جَعْفَر الطَّيَالِسِيّ عَنْ يَحْيَى بْن معِين أَنَّهُ وقف على حَلقَة ابوالبخترى فَإِذَا هُوَ يحدث هَذَا الْحَدِيث عَن جَعْفَر ابْن مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَابِرٍ فَقَالَ لَهُ: كذبت يَا عَدو اللَّه عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ: فأخذني الشَّرْط.
قَالَ فَقُلْتُ: هَذَا يزْعم أَنَّ رَسُولَ رب الْعَالمين صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَزَلَ عَلَيَّ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلِيهِ قبَاء.
قَالَ فَقَالُوا لِي: هَذَا وَالله قاص كَذَّاب وأفرجوا عَنى.
رَوَى شاه الْخُرَاسَانِي من حَدِيث جَابِر: " أَتَانِي جِبْرِيل وَعَلِيهِ قبَاء أسود " وشاه كَانَ يضع الحَدِيث.
بَاب لبس الصُّوف أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمُتَوَكِّليُّ أَنبأَنَا أَحْمد بن عَليّ بن ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِي عِيسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الطُّومَارِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن يُونُس حَدثنَا عبد الله بْنُ دَاوُدَ التَّمَّارُ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عَلَيْكُمْ بِلِبَاسِ الصُّوفِ تَجِدُوا حَلاوَةَ الإِيمَانِ فِي قُلُوبِكُمْ، وَعَلَيْكُمْ بِلِبَاسِ الصُّوفِ تَجِدُوا قِلَّةَ الأَكْلِ، وَعَلَيْكُمْ بِلِبَاسِ الصُّوفِ تُعْرَفُونَهُ فِي الآخِرَةِ، وَإِنَّ لِبَاسَ الصُّوفِ يُورِثُ الْقَلْبَ التَّفَكُّرَ، وَالتَّفَكُّرُ يُورِثُ الْحِكْمَةَ، وَالْحِكْمَةُ
تَجْرِي فِي الْجَوْفِ مَجْرَى الدَّمِ، فَمَنْ كَثُرَ تَفَكُّرُهُ قَلَّ طَمَعُهُ وَكَلَّ لِسَانُهُ، وَمَنْ قَلَّ تَفَكُّرُهُ كَثُرَ طَمَعُهُ وَعَظُمَ بَدَنُهُ وَقَسِيَ قَلْبُهُ، وَالْقَلْبُ الْقَاسِي بَعِيدٌ مِنَ اللَّهِ، بَعِيدٌ مِنَ الْجَنَّةِ، قريب من النَّار ".(3/48)
هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَإِسْمَاعِيل بْن عَيَّاش ضَعِيف، قَالَه النَّسَائِيّ.
قَالَ ابْن حبَان: لَا يحْتَج بِهِ وَلَا بِعَبْد اللَّه بْن دَاوُدَ.
قَالَ: والكديمي يضع الحَدِيث ح.
وأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي عَنِ ابْنِ مُحَمَّدٍ التَّمِيمِيِّ عَن أَبى عبد الرحمن السلمى حَدثنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ بْنِ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ رُزَيْنٍ حَدثنَا أَحْمد بن عبد الله الجويبارى حَدثنَا مُسلم ابْن سَالِمٍ عَنْ عَبَّادِ بْنِ كَثِيرٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَجْلِسَ مَعَ اللَّهِ فَلْيَجْلِسْ مَعَ أَهْلِ الصُّوفِ ".
هَذَا مَوْضُوع وَالْمُتَّهَم بِهِ الجويباري وَقَدْ بَينا فِي مَوَاضِع أَنَّهُ كَذَّاب وَضاع وَقَدْ رَوَى سُلَيْمَان بْن أَرقم عَنِ الزُّهْرِيّ عَنِ ابْن الْمُسَيِّب عَنْ أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ سَرَّهُ أَن يجد حلاوة الإِيمَان فليلبس الصُّوف " وَسليمَان تَرَكُوهُ.
بَاب لبس المرقع من الصُّوف أَنبأَنَا أَبُو بكر مُحَمَّد بن عَبْدِ الْبَاقِي الْبَزَّاز أَنْبَأَنَا هَنَّادُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ النَّسَفِيُّ أَنْبَأَنَا الْمَنْصُورُ بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ أَحْمَدَ الدِّينَوَرِيُّ حَدثنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّوْمَعِيُّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْبُخَارِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو سَعِيدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ الْعَلاءِ الْبَرْدَعِيُّ حَدَّثَنَا فَارِسُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ حَدَّثَنَا يَحْيَى ابْن خَالِدٍ الْمُهَلَّبِيُّ حَدَّثَنَا سَعْدَانُ عَنْ مُقَاتِلُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ عَطَاءِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ
قَالَ: " مَاتَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الصُّوفِ وَعَلَيْهِ إِحْدَى عَشْرَةَ رُقْعَةً بَعْضُهَا مِنْ أَدَمٍ، وَمَاتَ أَبُو بَكْرٍ الصَّدِيقُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي الصُّوفِ وَعَلَيْهِ اثْنَا عَشْرَةَ رُقْعَةً بَعْضُهَا مِنْ أَدَمٍ، وَمَاتَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَعَلَيْهِ ثَلاثَ عَشْرَةَ رُقْعَةً بَعْضُهَا مِنْ أَدَم ".(3/49)
هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَفِي إِسْنَاده مَجَاهِيل وكذابون، فهناد من الضُّعَفَاء المتهمين، وَمُقَاتِل من الْكَذَّابين.
قَالَ النَّسَائِيُّ: كَانَ مقَاتل يضع الحَدِيث عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا بَيْنَ الرجلَيْن مَجْهُول.
حَدِيث آخر: أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد أَنبأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنِ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَدَائِنِيُّ حَدَّثَنَا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ قَالَ قُرِئَ عَلَى أَسَدِ بْنِ مُوسَى حَدَّثَكَ سُلَيْمَانُ بْنُ أَرْقَمَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَن سعيد بن الْمسيب عَن الأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَحَدَّثَكَ سُلَيْمَانُ عَنْ صَالِحِ بْنِ كِيسَانَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَجِدَ حَلاوَةَ الإِيمَانَ فَلْيَلْبِسِ الصُّوفَ وَلْيَعْتَقِلْ بِثِيَابِهِ ".
هَذَا حَدِيث مَوْضُوع.
قَالَ أَحْمد: سُلَيْمَان لَيْسَ بشئ لَا يُرْوَى عَنْهُ الْحَدِيثُ، وَقَالَ يَحْيَى: لَا يُسَاوِي فِلْسًا، وَقَالَ النَّسَائِيّ وَأَبُو دَاوُد: مَتْرُوك، وَقَالَ ابْن حبَان: يرْوى عَن الثقاة الموضوعات.
بَاب صفة لِبَاس الْمَلَائِكَة أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا الْعَتَيقِيُّ حَدَّثَنَا مُوسَى بْن عِمْرَانَ الْجُرْجَانِيُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي إِسْرَائِيلَ حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ حَرْبٍ البجلى حَدثنَا عبد الرحمن بْنُ بُدَيْلَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُول
الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا أَنَسُ لِبَاسُ الْمَلائِكَةِ إِلَى أَنْصَافِ سُوقِهَا ".
هَذَا حَدِيث مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ يَحْيَى: عَبْد الرَّحْمَنِ بْن بديل ضَعِيف، وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يَرْوِي عَنِ الثقاة مَا لَيْسَ يشبه حَدِيث الْأَثْبَات.
قَالَ الْعَقِيلِيّ: وحَدِيث الْفضل بْن حَرْب غير مَحْفُوظ.(3/50)
بَاب ذمّ من كَانَ ثَوْبه خيرا من عمله أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ أَنْبَأَنَا ابْنُ بَكْرَانَ أَنْبَأَنَا الْعَتِيقِيُّ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا الْعُقَيْلِيُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ كَاتِبُ اللَّيْثِ حَدَّثَنَا سَلِيمُ بن عِيسَى أبويحيى عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَبْغَضُ الْعِبَادِ إِلَى اللَّهِ مَنْ كَانَ ثَوْبَاهُ خَيْرَا مِنْ عَمَلِهِ، يَكُونُ ثِيَابُهُ ثَيَابَ الأَغْنِيَاءِ وَعَمَلُهُ عَمَلَ الْجَبَّارِينَ ".
هَذَا حَدِيث مَوْضُوع.
قَالَ الْعَقِيلِيّ: سليم مَجْهُول فِي النَّقْل حَدِيثه مُنكر عَنِ الثَّوْرِي غَيْر مَحْفُوظ، وَفِي الْإِسْنَاد كَاتب اللَّيْث.
قَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل: لَيْسَ بشئ.(3/51)
كتاب الزِّينَة
بَاب الاخذ من الشَّارِب حدثت عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَابَانَ الْوَاعِظُ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ عَلَوَيْهِ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ جَدِّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْعَبَادَانِيُّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ بِشْرِ بْنِ السَّرِيِّ عَنِ الْهَيْثَمِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ عَنْ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ طَوَّلَ شَارِبَهُ فِي دَارِ الدُّنْيَا طَوَّلَ نَدَامَتَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَسَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِ بِكُلِّ شَعْرَةٍ عَلَى شَارِبِهِ سَبْعِينَ
شَيْطَانًا، فَإِنْ مَاتَ عَلَى ذَلِك الْحَال لاتستجاب لَهُ دَعْوَةٌ وَلا تَنْزِلُ عَلَيْهِ رَحْمَةٌ.
وَمَنْ قَصَّ شَارِبَهُ فَلَهُ بِكُلِّ شَعْرَةٍ مِنَ الثَّوَابِ أَلْفٌ مَدِينَةٍ مِنْ دُرٍّ وَيَاقُوتٍ فِي كُلِّ مَدِينَةٍ أَلْفُ قَصْرٍ ".
وَذكر حَدِيثا طَويلا فِي التَّرْغِيب والترهيب فِي ذَلِكَ، وَهُوَ من أنتن الْوَضع وأسمجه.
وَلَوْلَا حَمَاقَة من وضع هَذَا وَأَنه مَا شم ريح الْعلم لعلم أَن غَايَة مَا فِي تَطْوِيل الشَّارِب مُخَالفَة سنة لَا يصلح التواعد عَلَيْهَا بِمثل هَذَا.
وَالْمُتَّهَم بِهِ ابْن جَابَان، وَقَدْ خلط فِي الْإِسْنَاد كَمَا رَأَيْت وأتى بِجَمَاعَة مجهولين.
بَاب الاخذ من طول اللِّحْيَة أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُحْسِنِ حَدَّثَنَا أَبُو غَانِمٍ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الأَزْرَقُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْعَطَّارُ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْوَلِيدِ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْبَلَدِيُّ قَالا حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ حَدَّثَنَا عُفَيْرُ بْنُ مَعْدَانَ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ سَعِيدٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَأْخُذُ أَحَدُكُمْ مِنْ طُولِ لِحْيَتِهِ وَلَكِنْ مِنَ الصَّدْغَيْنِ ".
قَالَ ابْن مخلد: هَذَا أَحْمَد بْن الْوَلِيد لَا يساوى فلسًا، وَقَالَ ابْن عَدِي: إِبْرَاهِيم ابْن الْهَيْثَم كذبه النَّاس.(3/52)
بَاب قصّ الشَّارِب فِي أَيَّام الاسبوع أَنبأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّدَفِيُّ أَنْبَأَنَا سَعْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَيُّوب أَنبأَنَا هناد ابْن إِبْرَاهِيمَ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْبُخَارِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرِ بْنِ خَلَفٍ حَدَّثَنَا سَيْفُ بْنُ حَفْصٍ السَّمَرْقَنْدِيُّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ شِبْلٍ أَنْبَأَنَا الْفَضْلُ بْنُ خَالِدٍ النَّحْوِيُّ عَنْ أَبِي عِصْمَةَ نُوحُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَلَّمَ أَظْفَارَهُ يَوْمَ السَّبْتِ خَرَجَ مِنْهُ الدَّاءُ وَدَخَلَ فِيهِ الشِّفَاءُ، وَمَنْ قَلَّمَ أَظْفَارَهُ يَوْمَ الأَحَدِ خَرَجَتْ مِنْهُ الْفَاقَةُ
وَدَخَلَ فِيهِ الْغِنَى، وَمَنْ قَلَّمَ أَظْفَارَهُ يَوْمَ الاثْنَيْنِ خَرَجَتْ مِنْهُ الْعِلَّةُ وَدَخَلَتْ فِيهِ الصِّحَّةُ، وَمَنْ قَلَّمَ أَظْفَارَهُ يَوْمَ الثُّلاثَاءِ خَرَجَ مِنْهُ الْبَرَصُ وَدَخَلَ فِيهِ الْعَافِيَةُ، وَمَنْ قَلَّمَ أَظْفَارَهُ يَوْمَ الأَرْبِعَاءِ خَرَجَ الْوِسْوَاسُ وَالْخَوْفُ وِدَخَلَ فِيهِ الأَمْنُ وَالصِّحَّةُ، وَمَنْ قَلَّمَ أَظْفَارَهُ يَوْمَ الْخَمِيسِ خَرَجَ مِنْهُ الْجُذَامَ وَدَخَلَ فِيهِ الْعَافِيَةِ، وَمَنْ قَلَّمَ أَظْفَارَهُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ دَخَلَتْ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَخَرَجَ مِنْهُ الذُّنُوبُ ".
هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ من أفبح الموضوعات وأبردها، وَفِيهِ مَجْهُولُونَ وضعفاء، فَفِي أَوله هناد وَلَا يوثق، وَفِي آخِره نوح، قَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ وَلا يكْتب حَدِيثه، وَقَالَ السَّعْدِيّ: سقط حَدِيثه، وَقَالَ الدَّارقطني: (1) بَاب تَسْرِيح الرَّأْس واللحية كُل لَيْلَة أَنْبَأَنَا عَبْدُ الأَوَّلُ بْنُ عِيسَى أَنبأَنَا عبد الله بْنُ مُحَمَّدٍ الأَنْصَارِيُّ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بن عبد الله بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشِّيرَازِيُّ أَنَّ مُحَمَّدَ بن عبد الله شيرونه حَدَّثَهُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ الأَرْغِيَانِيُّ حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ نُصَيْرٍ الْفَارِسِيُّ حَدَّثَنَا حَسَّانُ بْنُ غَالِبٍ حَدَّثَنِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ سَرَّحَ رَأْسَهُ وَلِحْيَتَهُ بَالْمُشْطِ فِي كُلِّ لَيْلَة
__________
(1) هِيَ كَذَلِك بالاصل وَالْكَلَام مُنْقَطع.(3/53)
عُوفِيَ مِنْ أَنْوَاعِ الْبَلاءِ وَيَزِيد فِي عُمْرِهِ " هَذَا حَدِيث مَوْضُوع، وَالْبَلَاء فِيهِ من حسان بْن غَالب الْمصْرِيّ.
قَالَ أَبُو حَاتِم بْن حبَان: كَانَ يرْوى عَنِ الثقاة الملزقات لَا يَحِلُّ الاحْتِجَاجُ بِهِ بِحَال.
قَالَ: وَمِمَّا رَوَى هَذَا الحَدِيث.
بَاب ذمّ الامتشاط قَائِما أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ السَّمَرْقَنْدِيِّ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ
يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَفْصٍ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ بَهْرَامَ حَدثنَا أَحْمد بن عبد الله الْهَرَوِيُّ عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنِ امْتَشَطَ قَائِمًا رَكِبَهُ الدَّيْنُ " هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَفِي إِسْنَاده الْهَرَوِيّ وَهُوَ الجويباري، وَأَبُو البخْترِي وَهُوَ وهب بْن وهب، وهما كذابان وضاعان الحَدِيث.
بَاب تَسْرِيح الحاجبين أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ عَنْ الدَّارقطني عَنْ أَبِي حَاتِمٍ الْبُسْتِيِّ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخُزَاعِيُّ حَدَّثَنَا هِشَامٌ عَنْ خَالِدٍ الأَزْرَقِ حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَدْمَنَ عَلَى حَاجِبَيْهِ بِالْمُشْطِ عُوفِيَ مِنَ الْبَلاءِ ".
هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ الْبَسْتِيُّ: كَانَ بَقِيَّة مدلسا وَسمع من كَذَّابين يرْوى عَن الثقاة بالتدليس مَا سمع من الضُّعَفَاء، وامتحن بتلامذته، فَكَانُوا يسقطون الضُّعَفَاء من حَدِيثه ويسوونه، فَيُشبه أَن يَكُون بَقِيَّة سمع هَذَا الْحَدِيث من إِنْسَان ضَعِيف فدلس عَنْهُ فالتزق ذَلِك.
قَالَ: وَهَذَا مَوْضُوع.(3/54)
بَاب النهى عَن الخضاب بِالسَّوَادِ أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ الْمَأْمُونِ أَنْبَأَنَا ابْنُ نَاجِيَةَ حَدَّثَنَا الْبَغَوِيُّ حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْحَارِث الرَّمَادِي حَدثنَا عبد الله بْنُ عَمْرٍو عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ عَنِ ابْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَكُونُ قَوْمٌ فِي آخِرِ الزَّمَانِ يُخَضِّبُونَ بِهَذَا السَّوَادِ كَحَوَاصِلِ الْحَمَامِ لَا يُرَيَّحُونَ
رَائِحَةَ الْجَنَّةِ ".
قَالَ الْبَغَوِي: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عَاصِمٍ حَدَّثَنَا عبيد الله بِإِسْنَادِهِ نَحْوَهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَلَمْ يرفعهُ.
هَذَا حَدِيث لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالْمُتَّهَمُ بِهِ عبد الْكَرِيم ابْن أَبِي الْمخَارِق أَبُو أُميَّة الْبَصْرِيّ.
قَالَ أَيُّوب السِّخْتِيانِيّ: وَالله إِنَّه لغير ثِقَة، وَقَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بشئ، وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: لَيْسَ بشئ يشبه الْمَتْرُوك، وَقَالَ الدَّارقطني: مَتْرُوك.
وَاعْلَم أَنَّهُ قَدْ خضب جَمَاعَة من الصَّحَابَة بِالسَّوَادِ مِنْهُم الْحسن وَالْحُسَيْن وَسعد ابْن أَبِي وَقاص وَخلق كثير من التَّابِعين، وَإِنَّمَا كرهه قوم لما فِيهِ من التَّدْلِيس فَأَما أَن يرتقى إِلَى دَرَجَة التَّحْرِيم إِذْ لَمْ يُدَلس فَيجب فِيهِ هَذَا الْوَعيد، فَلم يقل بِذَلِكَ أحد، ثُمَّ نقُول عَلَى تَقْدِير الصِّحَّة: يحْتَمل أَن يَكُون الْمَعْنى لَا يريحون رَائِحَة الْجَنَّة لفعل يصدر مِنْهُم أَوِ اعْتِقَاد، لَا لعِلَّة الخضاب، وَيكون الخضاب سِيمَاهُمْ، فعرفهم بالسيما كَمَا قَالَ فِي الْخَوَارِج: سِيمَاهُمْ التحليق، وَإِن كَانَ تحليق الشّعْر لَيْسَ بِحرَام.
بَاب فِي الْحِنَّاء أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَحْمد بن عَليّ بن ثَابت الْخَطِيب أَنبأَنَا الْحسن ابْن أَبِي بَكْرٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الله الشَّافِعِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدَةَ النَّيْسَابُورِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ بَكَّارٍ حَدثنَا(3/55)
شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ عِكْرِمَةَ عَن عبد الله بْنِ عَمْرٍو أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: سَيِّدُ رَيْحَانِ الْجَنَّةِ الْحِنَّاءُ " قَالَ الْخَطِيب: تفرد بروايته بَكْر بْن بكار عَنْ شُعْبَة.
قَالَ يَحْيَى بْن معِين: بَكْر بْن بكار لَيْسَ بشئ.
أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا أَبُو بكر أَحْمد بن عَليّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ زَهْرَاءَ أَنْبَأَنَا
الْقَاضِي أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ صَخْرٍ الأَزْدِيُّ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَيْفٍ حَدثنَا عبيد الله بن عبد الله حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ صَغِيرٍ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّوَّاءُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا مَاتَ مَخْضُوبٌ وَلا دَخَلَ الْقَبْرَ إِلا وَمُنْكَرٌ وَنَكِيرٌ لَا يَسْأَلانِهِ، يَقُولُ مُنْكَرٌ: يَا نَكِيرُ سَائِلْهُ، قَالَ: كَيْفَ أُسَائِلُهُ وَنور الاسلام عَلَيْهِ ".
قَالَ الْقَاضِي: وَحَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عِمْرَانَ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْفَرَجِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمِ يَحْيَى بْن شَبِيبٍ حَدَّثَنَا دِينَارٌ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْحِنَّاءُ سُنَّةُ اللَّهِ وَسُنَّةُ رَسُولِهِ، يُسَبِّحُ الْحِنَّاءُ عَلَى الرَّجُلِ وَالْمَرْأَةِ وَالصَّبِيِّ، وَرَكْعَتَانِ فِي الْحِنَاءِ تَعْدُلُ أَرْبَعًا وَعِشْرِينَ، وَإِذَا مَا تَدَلَّى الرَّجُلُ فِي الْقَبْرِ يَدْخُلُ عَلَيْهِ مُنْكَرٌ وَنَكِيرٌ، يَقُولُ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: سَلْهُ، فَيَقُولُ: كَيْفَ أَسْأَلُهُ وَمَعَهُ حُجَّةُ الإِسْلامِ - يَعْنِي الْخِضَابَ - ".
وَهَذَانِ حَدِيثان لَا يثبتان.
قَالَ الدَّارقطني: دَاوُد بْن صَغِير مُنكر الْحَدِيث، وَقَالَ يَحْيَى بْن معِين: يَحْيَى بْن شبيب كَذَّاب.
قَالَ ابْن حبَان: ودينار يرْوى عَنْ أَنَس أَشْيَاء مَوْضُوعَة لَا يحل ذكره فِي الْكتب إِلَّا بالقدح فِيهِ.
وَقَدْ رويت أَحَادِيث فِي فَضَائِل الْحِنَّاء لَيْسَ فِيهَا شئ صَحِيح.
بَاب التَّخَتُّم بالعقيق فِيهِ عَنْ عَلَى وَفَاطِمَة وَعَائِشَة وَأنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم: فَأَما حَدِيث عَلِي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَأَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بن السمرقندى أَنبأَنَا(3/56)
أَبُو الْحَسَنِ بْنُ النَّقُّورِ أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنُ هَارُونَ الضَّبِّيِّ قَالَ وَجَدْتُ فِي كِتَابٍ حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ فِي مَنْزِلِي حَدَّثَنَا صُهَيْبُ بْنُ عَبَّادٍ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الأَزْرَقِيُّ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ
عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ عَلَيْهِ السَّلامُ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ تَخَتَّمَ بِالْعَقِيقِ وَنَقَشَ عَلَيْهِ: وَمَا تَوْفِيقِي إِلا بِاللَّهِ وَفَّقَهُ اللَّهُ لِكُلِّ خَيْرٍ وَأَحَبَّهُ الْمَلَكَانِ الموكلان بِهِ ".
وَأما حَدِيث فَاطِمَة: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُمَرَ الْحَافِظُ عَنْ أَبِي حَاتِمٍ الْبَسَتِيِّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْبَغْدَادِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ خَالِدٍ حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ عَبَّادٍ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ شُعَيْبٍ عَنْ مَالِكٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عَمْرِو بْنِ الشَّرِيدِ عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ تَخَتَّمَ بالعقيق لم يزل يرى خيرا ".
وَأما حَدِيث عَائِشَة فَلهُ ثَلَاثَة طرق: الطَّرِيق الأول: أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ حَدَّثَنَا ابْنُ بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ الْعَطَّارُ حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ الْحُسَيْنِ النَّجَّادُ حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ خِدَاشٍ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ الْوَلِيدِ الْمَدَنِيُّ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم: " تختموا بالعقيق فَإِنَّهُ مبارك ".
الطَّرِيق الثَّانِي: أَنْبَأَنَا أَبُو الْمُعَمِّرِ الأَنْصَارِيُّ أَنبأَنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ السَّمَرْقَنْدِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ أَنْبَأَنَا أَبُو طَالِبٍ يَحْيَى بْنُ عَلِيٍّ الدَّسْكَرِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْمُقْرِيِّ حَدَّثَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ بْنِ سُوَيْدٍ حَدَّثَنِي أَبِي حَدَّثَنِي نَوْفَلُ بْنُ الْفُرَاتِ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " أُتِيَ بِبَعْضِ بَنِي جَعْفَرٍ إِلَى رَسُولِّ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُول الله(3/57)
أَرْسِلْ مَعِي مَنْ يَشْتَرِي لِي نَعْلا وَخَاتَمًا، فَدَعَا لَهُ بِلالُ بْنُ رَبَاحٍ فَقَالَ: انْطَلِقْ إِلَى السُّوقِ فَاشْتَرِ لَهَا نَعْلا وَاسْتَحِدَّهَا وَلَا تكن سَوْدَاء، واشترلها خَاتَمًا وَلْيَكُنْ
فَصُّهُ عَقِيقًا فَإِنَّهُ مَنْ تَخَتَّمَ بِالْعَقِيقِ لَمْ يُقْضَ لَهُ إِلَّا بالذى هُوَ أسعد ".
الطَّرِيق الثَّالِث: أَنبأَنَا الْمُحَمَّدَانِ ابْنُ نَاصِرٍ وَابْنُ عَبْدِ الْبَاقِي قَالا أَنْبَأَنَا حَمَدُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ الْغَازِي حَدَّثَنَا سَلَمُ الزَّاهِدُ حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مَعْنٍ عَنْ أُخْتِهِ آمِنَةَ بِنْتِ مَعْنٍ عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنيِنَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَكْثَرُ خَرَزِ أَهْلِ الْجَنَّةِ العقيق ".
وَأما حَدِيث أَنَس فَرَوَى أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبَابِيُّ حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " تَخَتَّمُوا بِالْعَقِيقِ فَإِنَّهُ يَنْفِي الْفَقْرَ ".
هَذهِ الْأَحَادِيث كلهَا لَيْسَ فِيهَا مَا يَصح.
أما حَدِيث عَلِي فَهُوَ [من] عمل أَبِي سَعِيد الْحَسَن بْن عَلِي.
وَأَمَّا حَدِيث فَاطِمَة فَفِي إِسْنَاده أَبُو بَكْرِ بْنُ شُعَيْب وَلَا نَعْرِف اسْمه.
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يَرْوِي عَنِ مَالِك مَا لَيْسَ من حَدِيثه لَا يَحِلُّ الاحْتِجَاجُ بِهِ.
وَأَمَّا حَدِيث عَائِشَة فَفِي الطَّرِيق الأَوَّل يَعْقُوب بْن الْوَلِيد.
قَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل: هُوَ من الْكَذَّابين الْكِبَار كَانَ يضع الْحَدِيث، وَقَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ، وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ يَضَعُ الحَدِيث على الثقاة.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: هَذَا الْحَدِيثُ يعرف بِيَعْقُوب بْن إيراهيم الزُّهْرِيّ، سَرقه مِنْهُ يَعْقُوب بْن الْوَلِيد، وَيَعْقُوب بْن إِبْرَاهِيمَ لَيْسَ بِالْمَعْرُوفِ.
وفى الطَّرِيق الثَّانِي مُحَمَّد بن أَيُّوبَ.
قَالَ ابْن حبَان: يرْوى الْمَوْضُوع لَا يَحِلُّ الاحْتِجَاجُ بِهِ.
فَأَما أَبوهُ أَيُّوب فَقَالَ ابْن الْمُبَارَك: ارْمِ بِهِ، وَقَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بشئ، وَقَالَ النَّسَائِيّ: لَيْسَ بِثِقَة.
وَفِي الطَّرِيق الثَّالِث سلم بن(3/58)
سَالم كَذَّاب كَانَ ابْن الْمُبَارَك يكذبهُ، وَقَالَ أَبُو زرْعَة: لَا يكْتب حَدِيثه، وَقَالَ
السعدى: غَيْر ثِقَة، وَقَالَ ابْن حبَان: رَوَى عَنِ الْقَاسِم مَا لَيْسَ من حَدِيثه لَا يحل ذكره إِلَّا اعْتِبَارا.
وَأَمَّا حَدِيث أَنَس فَقَالَ ابْن عَدِي: هُوَ حَدِيث بَاطِل.
وَالْحسن بْن إِبْرَاهِيمَ مَجْهُول.
قَالَ الْعُقَيْلِيُّ: وَلا يَثْبُتُ فِي هَذَا عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم شئ.
وَقَدْ ذكر حَمْزَة بْن الْحَسَن الأَصْبَهَانِيّ فِي كتاب التَّنْبِيه عَلَى حُدُوث التَّصْحِيف قَالَ: كثير من رُوَاة الْحَدِيث يروون أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: تختموا بالعقيق، وَهُوَ اسْم وَاد بِظَاهِر الْمَدِينَة.
قَالَ المُصَنّف قُلْت: وَهَذَا بعيد، وَقَائِل هَذَا أَحَق أَن ينْسب إِلَيْهِ التَّصْحِيف لما ذكرنَا فِي طَرِيق هَذَا الحَدِيث.
بَاب التَّخَتُّم بالياقوت فِيهِ عَنِ ابْن عَبَّاس وَأنس: فَأَما حَدِيث ابْن عَبَّاس: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ النَّرْسِيُّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُحْسِنِ التنوخى حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الله الشَّيْبَانِيُّ حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَرْعَرَةَ الشَّامِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْخٍ الْوَاسِطِيُّ حَدَّثَنِي أَبِي حَدَّثَنَا حُجْرُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْحَضْرَمِيُّ عَنْ تَمِيمِ بْنِ النُّعْمَانِ عَنِ الْمَنْصُورِ أَبِي جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جده عَن عبد الله بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تختموا بالياقوت فَإِنَّهُ ينفى الْفقر ".
وَأَمَّا حَدِيثُ أَنَسٍ فَأَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ السَّمَرْقَنْدِيُّ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي الْفَضْلِ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ شَقِيق حَدثنَا أَحْمد بن عبد الله بْنِ حَكِيمٍ الْفِرْيَابَانِيُّ حَدَّثَنَا أَنَسُ بن عِيَاض عَن(3/59)
حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنِ اتَّخَذَ خَاتَمًا فَصُّهُ يَاقُوتٌ
نَفَى اللَّهُ عَنْهُ الْفَقْرَ ".
هَذَانِ حَدِيثان لَا أصل لَهما.
أما حَدِيث ابْن عَبَّاس فَفِيهِ مُحَمَّد بن عبد الله الشَّيْبَانِيّ.
قَالَ أَبُو بَكْر الْخَطِيب: كَانَ يضع الْحَدِيث.
قَالَ الْأَزْهَرِي: كَانَ دجالًا.
وَأَمَّا حَدِيث أَنَس فَقَالَ ابْن حبَان: هَذَا خبر بَاطِل ماقاله أَنَس وَلَا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلا حَدَّثَ بِهِ حميد، وَأحمد بن عبد الله الفريابانى كَانَ يروي عَن الثِّقَات مَا لَيْسَ من أَحَادِيثهم.(3/60)
كتاب الطّيب
بَاب فِي فضل النرجس أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ الْبَزَّاز أَنْبَأَنَا هَنَّادُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَنبأَنَا زيد بن سعد ابْن مُحَمَّدِ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَصْرِيُّ حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الشَّافِعِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْقَاضِي حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ حَدَّثَنَا رَبِيعَةُ حَدَّثَنَا شُرَيْحٌ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " شِمُّوا النَّرْجِسَ وَلَوْ فِي الْيَوْمِ مَرَّةٌ، وَلَوْ فِي الشَّهْرِ مَرَّةٌ، وَلَوْ فِي السَّنَةِ مَرَّةٌ، وَلَوْ فِي الدَّهْرِ مَرَّةٌ، فَإِنَّ فِي الْقَلْبِ حَبَّةً مِنَ الْجُنُونِ وَالْجُذَامِ وَالْبَرَصِ لَا يَقْطَعُهَا إِلا شَمُّ النَّرْجِسِ ".
هَذَا حَدِيث مَوْضُوع.
وَمُحَمّد بن مسلمة قد ضعفه اللالكانى، وَأَبُو مُحَمَّد الْخلال جدا.
وهناد ضَعِيف وَلَا أصل للْحَدِيث.
بَاب فضل الْورْد الْأَحْمَر والأصفر فِيهِ عَنْ عَلَى وَأنس وَجَابِر وَعَائِشَة:
فَأَما حَدِيث على عَلَيْهِ السَّلَام: أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ السَّمَرْقَنْدِيِّ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْعَدَوِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَدَقَةَ الْعَنْبَرِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ تَمِيمٍ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى قَالُوا حَدَّثَنَا مُوسَى ابْن جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ عَليّ بن أبي طَالب رَضِي اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيْلَة أسرى بِي إِلَى السَّمَاء سَقَطَ إِلَى الأَرْضِ مِنْ عَرَقِي فَنَبَتَ مِنْهُ الْوَرْدَ، فَمَنْ أَحَّبَ أَنْ يَشْتَمَّ رَائِحَتِي فَلْيَشْتَمَّ الْوَرْدَ ".(3/61)
وَأما حَدِيث أنس فَلهُ طَرِيقَانِ: الطَّرِيق الأول: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْمُحْسِنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ رَوْحٍ النَّهْرَوَانِيُّ أَنبأَنَا القاضى أَبُو الْفرج المعافا بْنُ زَكَرِيَّا حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ اللَّيْثِ الْمَرْوَزِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ صَعْصَعَةُ بْنُ الْحُسَيْنِ الرّقِّيُّ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَنْبَسَةَ بْنِ حَمَّادٍ حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لما عُرِجَ بِي إِلَى السَّمَاءِ بَكَتِ الأَرْضُ مِنْ بَعْدِي فَنَبَتَ اللَّصَفُ مِنْ مَائِهَا، فَلَمَّا أَنْ رَجَعْتُ قَطْرٌ مِنْ عَرَقِي عَلَى الأَرْضِ نَبَتَ وَرْدٌ أَحْمَرَ، أَلا مَنْ أَرَادَ أَنْ يَشْتَمَّ رَائِحَتِي فَلْيَشْتَمَّ الْوَرْدَ الأَحْمَرَ ".
قَالَ الْقَاضِي: اللَّصَفُ: الْكبر.
الطَّرِيق الثَّانِي: رَوَاهُ أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ فَارِسٍ فِي كِتَابِ الرَّيْحَانِ وَالرَّاحِ.
قَالَ حَدَّثَنَا مَكِّيُّ بْنُ بُنْدَارٍ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِد بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنِ أَنَسٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنْسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْوَرْدُ الأَحْمَرُ خُلِقَ مِنْ عَرَقِ لَيْلَةِ الْمِعْرَاجِ، وَخَلَقَ الْوَرْدَ الأَحْمَرَ مِنْ عَرَقِ جِبْرِيلِ عَلَيْهِ السَّلامُ، وَخَلَقَ الْورْد الاصفر من عرق الْبراق ".
وَأما حَدِيث جَابِر رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ مِنْ حَدِيثِ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من أَرَادَ أَنْ يَشُمَّ رَائِحَتِي فَلْيَشُمَّ رَائِحَةَ الْوَرْدِ ".
وَجَابِر الْمُتَّهم بِهِ.
قَالَ الدَّارقطني: مَتْرُوك.
وَأما حَدِيث عَائِشَة فَذكر أَبُو الْحُسَيْن بْن فَارس فِي هَذَا الْكتاب، قَالَ رَوَى هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من أَرَادَ أَن يَشْتَمَّ رَائِحَتِي فَلْيَشْتَمَّ الْوَرْدَ الأَحْمَرَ ".
هَذِه الْأَحَادِيث كلهَا محَال.
أما حَدِيث عَلَى عَلَيْهِ السَّلام فموضوع عَلَى أهل الْبَيْت.
وَمُحَمّد بْن صَدَقَة(3/62)
وَإِبْرَاهِيم بْن مُوسَى وَمُحَمّد بْن تَمِيم لَا يعْرفُونَ، وَالْمُتَّهَم بِهِ الْعَدَوِي لِأَنَّهُ مَعْرُوف بِوَضْع الْحَدِيث.
وَأَمَّا حَدِيث أَنَس فالطريق الأَوَّل فِيهِ مَجَاهِيل لَا يعْرفُونَ، وَالطَّرِيق الثَّانِي يتهم بِهِ الْمَقْدِسِي فَإِنَّهُ شئ مَا رَوَاهُ مَالِك وَلَا الزُّهْرِيّ وَلَا أَنَس.
وَكَذَلِكَ حَدِيث عَائِشَة مَا رَوَاهُ هِشَام قطّ.
قَالَ مُحَمَّد بْن نَاصِر: لَا أصل لهَذَا الحَدِيث.
بَاب فضل الْمَرْزَنْجُوش فِيهِ عَنِ ابْن عَبَّاس وَأنس: فَأَما حَدِيث ابْن عَبَّاس فَأَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الْحَافِظُ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا الْعَتِيقِيُّ أَنْبَأَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا الْعُقَيْلِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ السِّمْنَانِيُّ حَدَّثَنَا مَهْدِي بْنِ عَلِيٍّ الْقُومُسِيُّ حَدَّثَنَا الْخَضْرُ بْنُ سَلامٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ الْبَصْرِيُّ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسًا فَجَاءَ رَجُلٌ فِي يَدِهِ حُزْمَةَ رَيْحَانٍ فَلَمْ يَمَسَّهَا، ثُمَّ
جَاءَ رَجُلٌ آخَرُ بِحُزْمَةِ مَرْزَنجوش فَطَرَحَهَا بَيْنَ يَدَيْهِ، فَمَدَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ فَتَنَاوَلَهُ ثُمَّ شَمَّهُ، ثُمَّ قَالَ: نِعْمَ الرَّيْحَانُ يَنْبُتُ تَحْتَ الْعَرْشِ وماؤه شِفَاء من الْعين ".
وَأما حَدِيث أنس فَأَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْعَبَّاسِ النعالى أَنبأَنَا أَحْمد بن عبد الله الذَّارَّعُ حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ الرَّبِيعِ السَّمَرْقَنْدِيُّ حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا مَالِكٌ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: " أَهْدَى إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَيَاحِينٌ شَتَّى فَرَدَّ سَائِرَهُنَّ وَاخْتَارَ الْمَرْزَنْجُوشَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ رَدَدْتَ سَائِرَ الرَّيَاحِينَ واخترت المرزنجوش.(3/63)
فَقَالَ: لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي إِلَى السَّمَاءِ رَأَيْتُ الْمَرْزَنْجُوشَ نَابِتًا تَحْتَ الْعَرْشِ ".
هَذَانِ حَدِيثان موضوعان.
أما الأَوَّل قَالَ الْعَقِيلِيّ: هُوَ حَدِيث بَاطِلٌ لَا أَصْلَ لَهُ.
قَالَ: وَيَحْيَى بْن عباد يدلك حَدِيثه عَلَى الْكَذِب.
وَأَمَّا الثَّانِي فَقَالَ أَبُو بَكْر الْخَطِيب: هُوَ مَوْضُوع الْمَتْن والاسناد، وَحميد ابْن الرَّبِيع فِيهِ مَجْهُول، وَأَحْمَد بْن نصر الذارع غَيْر ثِقَة.
قَالَ المُصَنّف قُلْت: قَدْ قَالَ يَحْيَى بْن معِين: حميد بْن الرَّبِيع كَذَّاب.
وَقَدْ رَوَى بِإِسْنَاد مَجْهُول عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ عَنِ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " إِن فِي الْجَنَّة نبتا من مرزنجوش " وَهَذَا الحَدِيث لَا أصل لَهُ.
بَاب فضل دهن البنفسج فِيهِ عَنْ عَلَى وَالْحُسَيْن وأبى سَعِيد وأبى هُرَيْرَة: أما حَدِيث عَلَى عَلَيْهِ السَّلام فَأَنْبَأَنَا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ أَحْمد الجريرى أَنبأَنَا إِبْرَاهِيم ابْن عُمَرَ الْبَرْمَكِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّد بن عبد الله بْنِ خَلَفِ بْنِ بُخَيْتٍ حَدَّثَنَا
عبد الله بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَامِرٍ حَدَّثَنِي أَبِي حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنى أَبى جَعْفَر ابْن مُحَمَّدٍ قَالَ: " دَعَا لِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ بِدِهْنٍ لادَّهِنَ وَقَالَ لِي ادَّهِنْ، فَقُلْتُ: قَدِ ادَّهَنْتُ.
قَالَ: إِن الْبَنَفْسِجُ.
قُلْت: وَمَا فَضْلُ الْبَنَفْسَجِ؟ قَالَ حَدَّثَنى أَبى على ابْن الْحُسَيْنِ حَدَّثَنِي أَبِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ حَدَّثَنِي أَبِي عَلِيِّ بْنِ أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَضْلُ الْبَنَفْسَجِ عَلَى سَائِرِ الأدْهَانِ كَفَضْلِ الإِسْلامِ على سَائِر الاديان ".
وَأما حَدِيث الْحُسَيْن فَلهُ طَرِيقَانِ: الطَّرِيق الأول: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّد بن المهدى(3/64)
حَدثنَا عبيد الله بن عمر بن شاهن ح.
وأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَحْمَدَ الْحَدَّادُ أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ أَحْمَدُ بن عبد الله قَالا حَدَّثَنَا أَبُو بَحْرٍ مُحَمَّدُ بن الْحسن ابْن كَوْثَرٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ الشَّامِيُّ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَسَنِ الْعَلافُ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ المازنى عَن بشر بن عبد الله عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: " فَضْلُ الْبَنَفْسَجِ عَلَى الأَدْهَانِ كَفَضْلِ الاسلام على سَائِر الاديان ".
الطَّرِيق الثَّانِي: أَنْبَأَنَا سَعِيدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحَبْنَاءِ أَنْبَأَنَا أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ الزَّبِيبِيُّ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنُ عَلِيِّ بْنِ خَلَفٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ السَّرِيِّ حَدَّثَنَا الْكُدَيْمِيُّ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ سَمِعْتُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " فَضْلُ الْبَنَفْسَجِ عَلَى سَائِرِ الأدْهَانِ كَفَضْلِ الإِسْلامِ عَلَى سَائِر الاديان ".
وَأما حَدِيث أبي سعيد فَأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ أَنْبَأَنَا الجوهرى عَن الدَّارقطني عَن أبي حَاتِم بن حبَان حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا عُثْمَان بن عبيد الله
الْقُرَشِيُّ عَنْ مُسْلِمِ بْنِ خَالِدٍ الزِّنْجِيِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَضْلُ دِهْنِ الْبَنَفْسَجِ عَلَى سَائِرِ الأَدْهَانِ كَفَضْلِي عَلَى سَائِرِ الْخَلْقِ، بَارِدٌ فِي الصَّيف، حَار فِي الشتَاء ".
وَأَمَّا حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ فَأَنْبَأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ أَنْبَأَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ حَدَّثَنَا إِدْرِيس ابْن جَعْفَرٍ عَنْ يَزِيدَ الْعَطَّارِ حَدَّثَنَا أَبُو بَدْرٍ شُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ فَضْلَ الْبَنَفْسَجِ عَلَى سَائِرِ الأَدْهَانِ كَفَضْلِي على سَائِر الاديان ".
وَأما حَدِيث أنس: فَأَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بن(3/65)
على أَنبأَنَا القاضى أبوالعلا الْوَاسِطِيُّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بن عبد الله السُّرِيُّ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَضْلُ الْبَنَفْسَجِ عَلَى سَائِرِ الأَدْهَانِ كَفَضْلِي عَلَى سَائِرِ النَّاسِ ".
هَذِهِ الْأَحَادِيث كلهَا مَوْضُوعَة عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أما حَدِيث عَلَى فالحمل فِيهِ عَلَى أَحْمَد بْن عَامر وَابْنه، فَإِنَّهُمَا رويا أَحَادِيث كَثِيرَة مُنكرَة، وأكثرها نُسْخَة عَنْ أهل الْبَيْت لَيْسَ فِيهَا شئ لَهُ أصل، وَقد رَوَاهُ أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الأَشْعَثِ الْكُوفِيُّ عَنْ مُوسَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُوسَى عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ إِلَى أَنْ يَنْتَهِيَ إِلَى عَلِيٍّ عَنِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " فَضَّلَنَا اللَّهُ أَهْلَ الْبَيْتِ عَلَى النَّاسِ كَفَضْلِ الْبَنَفْسَجِ عَلَى سَائِرِ الأَدْهَانِ ".
قَالَ ابْن عَدِي: أَبُو الْحَسَن الْكُوفِيّ مُتَّهم بِهَذَا الْحَدِيث.
قَالَ المُصَنّف قُلْت: قَدْ كتبنَا هَذَا الْحَدِيث من طَرِيق آخر عَنْ عَلَى فِي بَاب البقل، وَقَدْ تقدم.
وَأَمَّا حَدِيث الْحُسَيْن فَفِي الطَّرِيق الأَوَّل عُمَر بْن حَفْص.
قَالَ أَحْمَد: خرقنا حَدِيثه.
وَقَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوك الحَدِيث.
وَفِيهِ مُحَمَّد ابْن يُونُسَ وَهُوَ الْكُدَيْمِي وَهُوَ فِي الطَّرِيق الثَّانِي.
قَالَ ابْن حبَان: كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ.
وَأَمَّا حَدِيثُ أَبِي سَعِيد فَفِيهِ عُثْمَان بْن عبد الله.
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ يَضَعُ الحَدِيث على الثقاة لَا يَحِلُّ كَتْبُ حَدِيثِهِ إِلا عَلَى الِاعْتِبَار.
وَقَالَ ابْن عَدِي: لَهُ أَحَادِيث مَوْضُوعَة.
وَأَمَّا حَدِيث أَبِي هُرَيْرَةَ فَفِيهِ إِدْرِيس بْن جَعْفَر.
قَالَ الدَّارقطني: وَهُوَ مَتْرُوك.(3/66)
وَأَمَّا حَدِيث أَنَس فَفِيهِ الْحَسَن بْن أَحْمَدَ الْحَرْبِيّ.
قَالَ أَبُو بَكْر الْخَطِيب: وَهُوَ شيخ مَجْهُول والْحَدِيث مُنكر.
بَاب دهن البان أَنبأَنَا إِسْمَاعِيلُ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْعَدَوِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ تَمِيمٍ النَّهْشَلِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ صَدَقَةَ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالُوا حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ جَعْفَر عَن أَبِيه مُحَمَّد ابْن عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ادَّهِنُوا بِالْبَانِ فَإِنَّهُ أَحْظَى لَكُمْ عِنْدَ نِسَائِكُمْ ".
قَالَ ابْن عَدِي: هَذَا حَدِيث مَوْضُوع عَلَى أهل الْبَيْت.
وَمُحَمّد بْن تَمِيم وَمُحَمّد ابْن صَدَقَة وَإِبْرَاهِيم بْن سُلَيْمَان لَا يعْرفُونَ، وَكَانَ الْعَدْوى يضع الحَدِيث.(3/67)
كتاب النّوم
بَاب ذمّ كَثْرَة النّوم أَنبأَنَا عبد الْوَهَّاب بن الْمُبَارك أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا الْعَتِيقِيُّ أَنْبَأَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا الْعُقَيْلِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غِيَاثِ بْنِ الْمُرَقِّعِ حَدَّثَنَا سُنَيْدُ بْنُ دَاوُدَ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ أَبِيهِ عَن جَابر بن عبد الله عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " قَالَتْ أُمُّ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِسُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ: يَا بُنَيَّ لَا تُكْثِرِ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ فَإِنَّ كَثْرَةَ النَّوْمِ تَدَعُ الرَّجُلَ فَقِيرًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ".
هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
ويوسف لَا يُتَابع على حَدِيثه.
قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: يُوسُف ضَعِيف.
وَقَالَ ابْن حَمَّاد: مَتْرُوك.
بَاب نوم الصبحة أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد أَنبأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَنْصُورٍ حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ ابْنِ أَبِي فَرْوَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الصُّبْحَةُ تَمْنَعُ الرِّزْقَ ".
هَذَا حَدِيث لَا يَصح.
وَابْن أَبِي فَرْوَة اسْمه إِسْحَاق.
قَالَ أَحْمَد: لَا تحل عِنْدِي الرِّوَايَةُ عَنْهُ.
وَقَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بشئ.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: مَتْرُوك.
بَاب النّوم بعد الْعَصْر أَنْبَأَنَا ابْنُ خَيْرُونٍ أَنْبَأَنَا الْجَوْهَرِيُّ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ عَنْ أَبِي حَاتِمٍ الْبُسْتِيِّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ زُهَيْرٍ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ أَبِي حَرْبٍ الصَّفَّارُ حَدثنَا(3/68)
خَالِدُ بْنُ الْقَاسِمِ عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ عُقَيْلٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ نَامَ بَعْدَ الْعَصْرِ فَاخْتُلِسَ عَقْلُهُ فَلا يَلُوَمَّنَ إِلا نَفْسَهُ ".
هَذَا حَدِيث لَا يَصح.
قَالَ ابْن رَاهَوَيْه والسعدني: خَالِد بْن الْقَاسِم كَذَّاب.
وَقَالَ الْبُخَارِي وَالنَّسَائِيّ: مَتْرُوك.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لَا يَحِلُّ كَتْبُ حَدِيثه.
قَالَ المُصَنّف قُلْت: إِنَّمَا هَذَا حَدِيث ابْن لَهِيعَة فَأَخذه خَالِد فنسبه إِلَى اللَّيْث.
أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ أَنْبَأَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْمُؤَمَّلِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ عَمَّارٍ حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَنَّ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ نَامَ بَعْدَ الْعَصْرِ فَاخْتُلِسَ عَقْلُهُ فَلا يَلُوَمَّنَ إِلا نَفْسَهُ ".
وَابْن لَهِيعَة ذَاهِب الْحَدِيث وَيدل عَلَى أَنَّهُ لَيْسَ من حَدِيث اللَّيْث أَن اللَّيْث قيل لَهُ: تنام بَعْد الْعَصْر.
وَقَدْ رَوَى ابْن لَهِيعَة كَذَا؟ فَقَالَ: لَا أدع مَا يَنْفَعنِي لحَدِيث ابْن لَهِيعَة.
بَاب النهى عَن النّوم بعد الطَّعَام أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد السَّمرقَنْدِي أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أبي الْفضل أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنِ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا الْفضل بن حَرْب حَدثنَا عبد الرحمن بْنُ الْمُبَارَكِ حَدَّثَنَا بَزِيعٌ أَبُو الْخَلِيلِ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَذِيبُوا طَعَامَكُمْ بِذِكْرِ الله عزوجل وَالصَّلاةِ وَلا تَنَامُوا عَلَيْهِ فَتَقْسُو لَهُ قُلُوبُكُمْ ".
طَرِيق آخر: أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بن مسْعدَة أَنبأَنَا حَمْزَة ابْن يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنِ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ أَنَسٍ أَبُو الْخَيْرِ حَدَّثَنَا
أَبُو الأَشْعَثِ حَدَّثَنَا أَصْرَمُ بْنُ حَوْشَبٍ عَنِ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَن عَائِشَة(3/69)
قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَذِيبُوا طَعَامَكُمْ بِالصَّلاةِ وَلا تَنَامُوا عَلَيْهِ فَتَقْسُو قُلُوبُكُمْ ".
طَرِيقٌ ثَالِثٌ: أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ أَنْبَأَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْن بهمود حَدَّثَنَا أَبُو الأَشْعَثِ حَدَّثَنَا أَصْرَمُ بْنُ حَوْشَبٍ حَدثنَا عبد الله بن إِبْرَاهِيم أَبُو على - الساى -[النَّيْسَابُورِيّ] عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ، فَذكر نَحْو الطَّرِيق الَّذِي قبله.
هَذَا حَدِيث مَوْضُوع على رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: هُوَ مَعْرُوف بزيع فَلَعَلَّ أَصْرَم سَرقه مِنْهُ، وَأَحَادِيث بزيع كلهَا مَنَاكِير لَا يُتَابِعه عَلَيْهَا أحد.
وَقَالَ الدَّارقطني: هُوَ مَتْرُوكٌ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ يضع الحَدِيث على الثقاة.
بَاب التهى أَن يقص الْمَنَام على النِّسَاء أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ أَنْبَأَنَا ابْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا الْعَتَيقِيُّ أَنْبَأَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا الْعُقَيْلِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن سِنَان - الشيزرى -[الشِّيرَازِيّ] حَدثنَا مُوسَى ابْن أَيُّوب الْمُصَفّى حَدثنَا عبد الملك بْنُ مِهَرَانَ عَنْ عَبْدِ الْوَارِثِ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " نَهَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم أَن تقتص الرُّؤْيَا عَلَى النِّسَاءِ ".
هَذَا حَدِيث مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ الْعَقِيلِيّ: عَبْد الْمَلِك بْن مهْرَان صَاحب مَنَاكِير يغلب عَلَى حَدِيثه الْوَهم.
وَهَذَا الْحَدِيثُ لَا أَصْلَ لَهُ وَلَا يحفظ من وَجه يثبت.(3/70)
كتاب الادب
بَاب فِي اللُّغَات فِيهِ عَنِ ابْن عُمَر وَأنس وأبى هُرَيْرَة: فَأَما حَدِيث ابْن عُمَر: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ أَنْبَأَنَا الْجَوْهَرِيُّ عَن أَبى الْحسن الدَّارقطني عَنْ أَبِي حَاتِمٍ الْبُسْتِيِّ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ زَنْجَوَيْهِ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عبد الرحمن حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ فَايِدٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَلامُ أَهْلِ الْجَنَّةِ بِالْعَرَبِيَّةِ وَكَلامُ أَهْلِ الْمَوْقِفِ بَيْنَ يَدَيِ الله عزوجل بِالْعَرَبِيَّةِ ".
وَأَمَّا حَدِيثُ أَنَسٍ فَأَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بن عدى حَدثنَا عبيد الله بْنُ إِسْحَاقَ الْمَدَائِنِيُّ وَالْحُسَيْنُ بْنُ أَبِي مَعْشَرٍ قَالا حَدَّثَنَا أَبُو فَرْوَةَ يَزِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ سِنَانٍ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا طَلْحَةُ ابْنُ زَيْدٍ الرَّقِّيُّ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ تَكَلَّمَ بِالْفَارِسِيَّةِ زَادَت فِي حبه ونقصت مروته ".
وَأما حَدِيث أَبِي هُرَيْرَةَ: أُخْبِرْتُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ فَنْجَوَيْهِ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ التَّمِيمِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو عصْمَةَ عَاصِمُ بن عبد الله الْبَجَلِيُّ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زِيَادٍ عَنْ غَالِبٍ الْقَطَّانِ عَنِ الْمَقْبُرِيِّ عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أبْغض الْكَلَام إِلَى الله عزوجل الْفَارِسِيَّةُ، وَكَلامُ الشَّيَّاطِينِ بِالْحورِيَّةِ، وَكَلامُ أهل النَّار - بالنجارية -[بِالْبُخَارِيَّةِ] وَكَلامُ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْعَرَبِيَّةُ " هَذِه الْأَحَادِيث كلهَا مَوْضُوعَة.
أما حَدِيث ابْن عُمَر فَقَالَ أَبُو حَاتِم بْن حبَان: كَانَ عُثْمَان بن فَايِد يَأْتِي عَن الثقاة بالمعضلات حَتَّى يسْبق إِلَى الْقلب أَنَّهُ كَانَ يعملها تعمدا، لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ.(3/71)
وَأما حَدِيث أنس فَقَالَ الدَّارقطني: تفرد بِهِ طَلْحَة وَلَمْ يروه عَنْهُ غَيْر مُحَمَّد ابْن يَزِيد.
قَالَ الْبُخَارِي: طَلْحَة مُنكر الْحَدِيث، وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لَا يَحِلُّ الاحْتِجَاجُ بِخَبَرِهِ.
وَأَمَّا حَدِيث أَبِي هُرَيْرَةَ فالمتهم بِوَضْعِهِ إِسْمَاعِيل بْن زِيَاد.
قَالَ ابْن حبَان: هُوَ الَّذِي [وضع] هَذَا الْحَدِيث، وَهُوَ مَوْضُوع لَا أَصْلَ لَهُ من كَلامِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلا حَدَّثَ بِهِ أَبُو هُرَيْرَة، وَلَا رَوَاهُ الْمَقْبُرِيّ، وَلَا يحل ذكر إِسْمَاعِيل فِي الْكتب إِلَّا على سَبِيل الْقدح فِيهِ.
قَالَ ابْن عَدِي: عَامَّة مَا يرويهِ لَا يُتَابِعه عَلَيْهِ أحد.
قَالَ الدَّارقطني: كَذَّاب مَتْرُوك.
بَاب مَا يُقَال عِنْد رُؤْيَة الْهلَال أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك أَنبأَنَا أَحْمد بن عَليّ بن ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ النّعَالِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالا أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَرَّاقُ حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا ابْن يَحْيَى السَّاجِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو عُثْمَان بن عبد الله الْمعبرُ أَخْبَرَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْ عَبْدٍ رَأَى الْهِلالَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَقَرَأَ الْحَمْدَ سَبْعَ مَرَّاتٍ إِلا أَعْفَاهُ اللَّهُ مِنْ وَجَعِ الْعَيْنِ ذَلِكَ الشَّهْرَ ".
هَذَا حَدِيث لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ ابْن حبَان: عُثْمَان ابْن عبد الله يضع الحَدِيث على الثقاة لَا يَحِلُّ كَتْبُ حَدِيثِهِ إِلا اعْتِبَارا.
بَاب ربط الْخَيط فِي الْيَد يتَذَكَّر بِهِ الشئ فِيهِ عَنِ ابْن عُمَر وواثلة وَرَافِع بْن خديج.
فَأَما حَدِيث ابْن عمر فَلهُ طَرِيقَانِ: الطَّرِيق الأَوَّل: أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بن عبد الملك أَنبأَنَا ابْن مسْعدَة أَنبأَنَا(3/72)
حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْعَسْقَلانِيُّ حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَبِي الزَّرْقَاءِ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا أَبُو الْفَيْضِ سَالِمُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ح.
وَقَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْقَاسِمِ الْجَرِيرِيُّ عَنْ أَبِي طَالِبٍ الْعُشَارِيُّ أَنبأَنَا الدَّارقطني حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عبد الله بْنِ غَيْلانَ حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ الصَّباح حَدثنَا سعيد ابْن زَكَرِيَّا عَن سَالم بن عبد الاعلى عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَشْفَقَ مِنَ الْحَاجَةِ أَنْ يَنْسَاهَا رَبَطَ فِي يَده خيطا ليذكرها ".
الطَّرِيق الثَّانِي: أَنْبَأَنَا ابْنُ خَيْرُونٍ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ أَنْبَأَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَصْمَةَ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ الشَّيْبَانِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْلَى بْنُ زُنْبُورٍ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ صُبْحٍ عَنْ سَالِمِ بْنِ غِيلانَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَذْكُرَ حَاجَةً رَبَطَ فِي إصبعه خيطا ".
وَأما حَدِيث وَاثِلَة فَأَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي الْفَضْلِ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ السَّهْمِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ عَدِيٍّ ح.
وَأَنْبَأَنَا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَتْحِ أَنبأَنَا الدَّارقطني قَالَا حَدثنَا عبد الله بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ حَدَّثَنَا عبيد الله بْنُ يُوسُفَ الْحُبَيْرِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو بِشْرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الأَنْصَارِيُّ حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ عَنْ مَكْحُولٍ عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا أَرَادَ الْحَاجَةَ أَوْثَقَ فِي خَاتمه خيطا ".
وَأما حَدِيث رَافع فَأَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْجُرَيْرِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو طَالِبٍ الْعُشَارِيُّ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْبَغَوِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْهَيْثَمِ بْنِ خَالِدٍ الْبَزَّاز حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ الْبَزَّازُ حَدَّثَنَا غِيَاثُ بن إِبْرَاهِيم حَدثنَا عبد الرحمن ابْن الْحَارِثِ بْنِ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ رَافِعِ بْنِ خُدَيْجٍ قَالَ: " رَأَيْتُ فِي يَدِ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْطًا فَقُلْتُ: مَا هَذَا؟ قَالَ: أَسْتَذْكِرُهُ ".
هَذِه الْأَحَادِيث لَيْسَ فِيهَا شئ صَحِيح.(3/73)
أما حَدِيث ابْن عُمَر فتفرد بِهِ سَالم.
قَالَ الْعَقِيلِيّ: لَا يعرف إِلا بِهِ وَلا يُتَابع عَلَيْهِ، وَفِي اسْم أَبِيهِ ثَلَاثَة أَقْوَال: أَحدهَا عبد الاعلى، والثانى غيلَان، وَالثَّالِث عبد الرحمن.
قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ حَدِيثه بشئ، وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يضع الحَدِيث.
وَأَمَّا حَدِيث وَاثِلَة فتفرد بِهِ بشر عَنِ الأَوْزَاعِيّ.
قَالَ الْعَقِيلِيّ: يرْوى عَنِ الأَوْزَاعِيّ أَحَادِيث مَوْضُوعَة لَا يُتَابع عَلَيْهَا، وَقَالَ ابْن عَدِي: مُنكر الْحَدِيث عَنِ الْأَئِمَّة، لَهُ أَحَادِيث بَوَاطِيلُ، وَهُوَ عِنْدِي من الحَدِيث على الثقاة، وَكَذَلِكَ قَالَ ابْن حبَان: كَانَ يضع الحَدِيث على الثقاة.
وَأما حَدِيث رَافع فَقَالَ الدَّارقطني: تفرد بِهِ غياث عَن عبد الرحمن.
قَالَ أَحْمد وَالْبُخَارِيّ وَالدَّارقطني: غياث مَتْرُوك الْحَدِيث، وَقَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بِثِقَة، وَقَالَ السعدى وَابْن حبَان: يضع الحَدِيث.
بَاب على ضد هَذَا أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْمُقْرِيُ أَنْبَأَنَا ابْنُ الأَخْضَرِ حَدَّثَنَا ابْنُ شَاهِينَ ح.
وَأَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ حَدَّثَنَا ابْنُ عَدِيٍّ قَالا حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُفَيْرٍ حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ يُوسُفَ الأَصْبَهَانِيُّ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْحُسَيْنِ حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ عَدِيٍّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ حَرَّكَ خَاتَمَهُ أَوْ عِمَامَتَهُ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ مَنْ حَوَّلَ عِمَامَتَهُ أَوْ عَلَّقَ خَيْطًا فِي إِصْبَعِهِ لِيَذْكُرَ حَاجَةً فقد أشرك بِاللَّه عزوجل إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَذْكُرُ الْحَاجَاتَ ".
هَذَا الْحَدِيثَ لَا أَصْلَ لَهُ.
قَالَ ابْن عَدِي: بشر يرْوى عَنِ الزُّبَيْر بْن عَدِي بَوَاطِيلُ، وَقَالَ الدَّارقطني: هُوَ مَتْرُوك.(3/74)
بَاب الرُّكُوع عِنْد دُخُول الدَّار أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ أَنبأَنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر بن عَلانَ أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَتْحِ الأَزْدِيُّ قَالَ إِبْرَاهِيم بن يزِيد ابْن فديد لَيْسَ حَدِيثه بشئ، رَوَى عَنِ الأَوْزَاعِيِّ مَنَاكِيرَ مِنْهَا عَنِ الأَوْزَاعِيِّ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمْ بَيْتَهُ فَلا يَجْلِسَ حَتَّى يَرْكَعَ ".
قَالَ الأَزْدِيُّ: هَذَا لَا أَصْلَ لَهُ فِي الحَدِيث.
بَاب مَا يقْرَأ عِنْد دُخُول الْمنزل أَنْبَأَنَا الْجُرَيْرِيُّ أَنْبَأَنَا الْعُشَارِيُّ حَدَّثَنَا الدَّارقطني حَدثنَا عبد الرحمن بن عبد الله الأَنْبَارِيُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سَيَّارٍ حَدثنَا عبد الله بْنُ أَبِي بَكْرٍ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ شِهَابٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِي زُرْعَةَ عَنْ أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " من أَتَى مَنْزِلَهُ فَقَرَأَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَقل هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ نَفَى اللَّهُ عَنْهُ الْفَقْرَ وَكَثَّرَ خَيْرَ بَيْتِهِ حَتَّى يَفِيضَ عَلَى جِيرَانِهِ ".
هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
تفرد بِهِ مُحَمَّد بْن سَالِم قَالَ أَحْمَد: هُوَ شبه الْمَتْرُوك، وَقَالَ يحيى الْقطَّان: لَيْسَ بشئ.
بَاب مَا يُقَال عِنْد العطاس أَنْبَأَنَا سَعِيدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبَنَّا أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبُسْرِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْمُخَلَّصُ حَدَّثَنَا الْبَغَوِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الْفِهْرِيُّ حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ أَبِي قَبِيلٍ عَنْ عبد الله بْنِ عَمْرٍو قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ عَطَشَ أَوْ تَجَشَّأَ فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ دُفِعَ عَنْهُ سَبْعُونَ دَاءً أَهْوَنُهَا الْجُذَامُ ".
طَرِيق آخر: أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورِ بْنُ خَيْرُونٍ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بن أَبى الْفضل(3/75)
أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا حَامِدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شُعَيْبٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ أَبِي قَبِيلٍ عَنْ عبد الله بْنِ عَمْرٍو قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ عَطَشَ أَوْ تَجَشَّأَ أَوْ سَمِعَ عَطْسَةً أَوْ جَشْأً فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ مِنَ الْحَالِ صَرَفَ اللَّهُ عَنْهُ سَبْعِينَ دَاءُ أَهْوَنُهَا الْجُذَامُ ".
هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَابْن لَهِيعَة ذَاهِب الْحَدِيث.
قَالَ ابْن عَدِي: وَمُحَمّد بْن كثير يرْوى البواطيل وَالْبَلَاء مِنْهُ، وَقَالَ أَبُو الْفَتْحِ الأَزْدِيُّ: مُحَمَّد بْن كثير هُوَ ابْن مَرْوَان الفِهري مَتْرُوك الحَدِيث.
بَاب مَا يُقَال عِنْد طنين الاذن أَنبأَنَا عبد الْوَهَّاب بن الْمُبَارك أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا العتيقي أَنبأَنَا يُوسُف ابْن أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا الْعَقِيلِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ الأَزْدِيُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يُوسُفَ الزَّبِيبِيُّ حَدَّثَنَا حِبَّانُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ مُحَمَّد بن عبيد الله بْنِ أَبِي رَافِعٍ عَنْ أَخِيهِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَبِي رَافِعٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا طَنَّتْ أُذُنُ أَحَدِكُمْ فَلْيُصَلِّ عَلَيَّ وَلْيَقُلْ: ذَكَّرَ اللَّهُ بِخَيْرٍ مَنْ يذكرنى ".
قَالَ الْعَقِيلِيُّ: وَحَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ غَيْلانَ حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بن مُحَمَّد بن عبيد الله بْنِ أَبِي رَافِعٍ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي رَافِعٍ قَالَ سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِذَا طَنَّتْ أُذُنُ أَحَدِكُمْ فَلْيَذْكُرْنِي وَلْيُصَلِّ عَلَيَّ وَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ اذْكُرْ بِخَيْرٍ مَنْ ذَكَرَنِي ".
هَذَا حَدِيث مَوْضُوع على رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ يَحْيَى بْنُ معِين: عبيد الله (1) لَيْسَ بشئ، وَقَالَ مُحَمَّد بن طَاهِر: هُوَ مَتْرُوك الْحَدِيث، وَقَالَ الْبُخَارِي: مَعْمَر وَأَبوهُ كِلَاهُمَا مُنكر الحَدِيث.
__________
(1) لَعَلَّه مُحَمَّد.(3/76)
بَاب سبق الْعَاطِس إِلَى التَّحْمِيد أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْبَادِ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ قَانِعٍ الْقَاضِي حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ يُوسُفَ الطَّحَّان حَدثنَا الْحسن ابْن يَزِيدَ الْوَرَّاقِ حَدَّثَنَا بَشِيرُ بْنُ زَاذَانَ عَنْ عُمَرَ بْنِ صُبْحٍ عَنْ أَيُّوبَ السِّخْتِيانِيِّ عَنْ أَبِي قِلابَةَ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ " أَنَّ رَجُلا عَطَسَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَبَقَهُ رَجُلٌ إِلَى الْحَمْدِ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ بَدَرَ الْعَاطِسَ إِلَى مَحَامِدِ الله عوفي من وجع الدا وَالدُّبَيْلَةِ ".
هَذَا حَدِيث لَيْسَ بِصَحِيح.
قَالَ ابْن حبَان: عُمَر بْن صبح يضع الحَدِيث على الثقاة لَا يَحِلُّ كَتْبُ حَدِيثِهِ إِلا للتعجب، وَقَالَ يَحْيَى بْن معِين: وَبشير بن زَاذَان لَيْسَ بشئ.
بَاب العطاس عِنْد الْحَدِيثِ أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بن نَاصِر أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ قُرَيْشٍ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَتْحِ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شَاهِينَ حَدَّثَنَا الْبَغَوِيُّ حَدَّثَنَا حَاجِبُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ أَحْمَدَ الأَعْوَرِ حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ يَحْيَى عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنِ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ حَدَّثَ حَدِيثًا فَعَطَسَ عِنْدَهُ فَهُوَ حَقٌّ ".
هَذَا حَدِيث بَاطِل تفرد بِهِ مُعَاوِيَة بْن يَحْيَى.
قَالَ يَحْيَى بْن معِين: هُوَ هَالك لَيْسَ بشئ، وَقَالَ الْبَغَوِي: ذَاهِب الْحَدِيث.
وَقَدْ رَوَاهُ عبد الله بْن جَعْفَر الْمَدِينِيّ أَبُو عَلِي عَلَى عَنْ أَبِي الزِّنَاد فَقَالَ فِيهِ: " إِذَا عطس أحدكُم عِنْدَ حَدِيث كَانَ حَقًا " قَالَ النَّسَائِيُّ: أَبُو على الْمَتْرُوك الحَدِيث.(3/77)
بَاب السَّبق بالحمام أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّيْمَرِيُّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الرَّازِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الزَّعْفَرَانِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: " قَدِمَ عَلَيَّ الْمَهْدِي بِعَشْرَةِ محدثين فيهم غياث ابْن إِبْرَاهِيمَ، وَكَانَ الْمَهْدِي يُحِبُّ الْحَمَامَ، فَقَالَ لِغِيَاثٍ: حَدِّثْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنيِنَ.
فَحَدَّثَهُ بِحَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ: لَا سَبْقَ إِلا فِي خُفٍّ أَوْ حَافِرٍ أَوْ نَصْلٍ، وَزَاد فِيهِ: أَو جنَاح.
فَأمر لَهُ المهدى بِعشْرَة آلَاف دِرْهَم.
فَلَمَّا قَامَ قَالَ الْمَهْدِي: أشهد أَن قفاك قفا كَذَّاب عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِنَّمَا استجلبت ذَلِكَ أَنا.
وَأمر بالحمام فذبحت ".(3/78)
كتاب معاشرة النَّاس
بَاب السَّلَام أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بن عبد الله بْنِ شَهْرَيَارَ أَنْبَأَنَا سُلَيْمَانُ الطَّبَرَانِيُّ حَدثنَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَيُّوبَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الأَمِيسِيُّ حَدَّثَنَا عِصْمَةُ بْنُ مُحَمَّدِ الأَنْصَارِيُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَن سعيد بن الْمسيب عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ الإِسْلامَ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ جُعِلَ فِي الأَرْضِ تَحِيَّةٌ لأَهْلِ دِينِنَا وَأَمَانًا لأَهْلِ مِلَّتِنَا ".
قَالَ سُلَيْمَان: لَمْ يروه عَنْ يَحْيَى إِلَّا عصمَة.
قَالَ يَحْيَى بْن معِين: عصمَة كَذَّاب يضع الْحَدِيث.
وَقَالَ الْعَقِيلِيّ: يحدث بِالْبَوَاطِيل عَنِ الثقاة، لَيْسَ مِمَّن يكْتب حَدِيثه إِلَّا اعْتِبَارا.
بَاب البشاشة فِي اللِّقَاء أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ الْخَطِيبُ أَنْبَأَنَا الْقَاضِي
أَبُو الْعَلاءِ الْوَاسِطِيُّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الْجَرَّاحِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو بكر مُحَمَّد بن عبد الله الأَشْنَانِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذا صَافَحَ الْمُؤْمِنُ الْمُؤْمِنَ نَزَلَتْ عَلَيْهِمَا مائَة رَحْمَة، تِسْعَة وَتِسْعين لأَنْسَبِهِمَا وَأَحْسَنِهِمَا اللَّقَاءَ ".
طَرِيقٌ آخَرُ: أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ على الْخَطِيب أَنبأَنَا عبيد الله بْنُ أَبِي الْفَتْحِ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ عبد الرحمن بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: فَذكر مثل الْحَدِيث الَّذِي قبله سَوَاء ".
هَذَانِ الطريقان عَلَى الأَشْنَانِي وَهُوَ الْمُتَّهم بهما، وَقَدْ غاير بَيْنَ الاسنادين.(3/79)
قَالَ الدَّارقطني: الأُشْنَانِيّ كَذَّاب دجال.
وَقَالَ أَبُو بَكْر الْخَطِيب: كَانَ كذابا يضع الحَدِيث.
بَاب دفع الشَّرّ بِمثلِهِ أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ عبد الملك وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالا أَنْبَأَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ الْمَأْمُونِ حَدثنَا الدَّارقطني حَدثنَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن سَعْدَانَ الصَّيْدَلانِيُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ وَهْبٍ الْعَلافُ حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ الْجَصَّاصُ حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ هُمْ فِيهِ ذِئَابٌ، فَمَنْ لَمْ يَكُنْ ذِئْبًا أَكلته الذئاب ".
قَالَ الدَّارقطني: تفرد بِهِ زِيَاد وَهُوَ مَتْرُوك.
وَقَالَ يحيى: زِيَاد لَيْسَ بشئ.
بَاب فِي تخير الاصحاب أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن [أَحْمد] أَنبأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمد ابْن عَدِيٍّ أَنْبَأَنَا أَبُو عَوَانَةَ حَدَّثَنَا الْمُسَيِّبُ بْنُ وَاضِحٍ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَمْرٍو
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عبد الله بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنْ أَنَسٍ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " النَّاسُ سَوَاءٌ كَأَسْنَانِ الْمُشْطِ، إِنَّمَا يَتَفَاضَلُونَ بِالْعَافِيَةِ، وَالْمَرْءُ كَبِيرٌ بِأَخِيهِ، يَرْفُدُهُ وَيَكْسُوهُ وَيَحْمِلُهُ، وَلا خَيْرَ فِي صُحْبَةِ مَنْ لَا يَرَى لَكَ مِثْلَ مَا تَرَى لَهُ ".
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: هَذَا حَدِيثٌ وَضعه سُلَيْمَان بْن عَمْرو عَلَى إِسْحَاق.
قَالَ: وَأَجْمعُوا عَلَى أَنَّهُ كَانَ يضع الحَدِيث.
بَاب فِي الْخلق الْحسن والسيئ روى عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدِ، بْنِ الْحَسَنِ الْبَلْخِيُّ عَنْ قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: قَالَ(3/80)
رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الْخُلَقَ الْحَسَنَ طَوْقٌ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ فِي عُنُقِ صَاحِبِهِ، وَالطُّوقُ مَشْدُودٌ إِلَى سِلْسِلَةٍ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ، وَالسِّلْسِلَةُ مَشْدُودَةٌ إِلَى حَلْقَةٍ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ حَيْثُ مَا ذَهَبَ الْخُلُقُ الْحَسَنُ جَرَّتْهُ السِّلْسِلَةُ إِلَى نَفْسِهَا.
وَإِنَّ الْخُلُقَ السِّيِّئِ طُوقٌ مِنْ سَخَطِ الله عزوجل، وَالسِّلْسِلَةُ مَشْدُودَةٌ إِلَى حَلْقَةٍ مِنْ أَبْوَابِ النَّارِ حَيْثُ مَا ذَهَبَ الْخُلُقُ السُّوءُ جَرَّتْهُ السِّلْسِلَةُ إِلَى نَفْسِهَا فَأَدْخَلَهُ ذَلِكَ مِنْ أَبْوَابِ النَّارِ ".
هَذَا حَدِيث مَوْضُوع عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ أَبُو حَاتِم ابْن حبَان: كَانَ عبد الرحمن بْن مُحَمَّد يضع الْحَدِيث عَلَى قُتَيْبَة.
بَاب بداية الانسان باسمه إِذَا كتب إِلَى غَيره أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا الْعَتَيقِيُّ أَنْبَأَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا الْعُقَيْلِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ النَّضْرِ الْعَسْكَرِيُّ وَالْحُسَيْنُ بْنُ إِسْحَاقَ التَّسْتُرِيُّ قَالا حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَاصِمٍ الْحَرَّانِيُّ حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الرحمن الْقُشَيْرِيُّ عَنْ مِسْعَرِ بْنِ
كِدَامٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم: " إِن الْعَجم يبدأون بِكِبَارِهِمْ إِذَا كَتَبُوا إِلَيْهِمْ، فَإِذَا كَتَبَ أَحَدُكُمْ إِلَى أَخِيهِ فَلْيَبْدَأْ بِنَفْسِهِ ".
هَذَا حَدِيث مَوْضُوع عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ الْعَقِيلِيّ: هَذَا الْحَدِيث غَيْر مَحْفُوظ وَلَيْسَ لَهُ أصل، وَمُحَمّد بن عبد الرحمن مَجْهُول وَلَا يُتَابع عَلَيْهِ.
بَاب رد جَوَاب الْكتاب أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد السَّمرقَنْدِي أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَة ابْن يُوسُفَ أَنْبَأَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا عبد الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ الْمَرْوَزِيُّ حَدثنَا(3/81)
عبد الله بْنُ مَحْمُودٍ الْمَرْوَزِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بن عبد الله بن حَكِيم - الفريانابى -[الْفِرْيَابِيُّ]- حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَبُو مُحَمَّدٍ قَاضِي مَرْوَ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " رَدُّ الْجَوَابِ حَقٌّ كَرَدِّ السَّلامُ ".
هَذَا حَدِيث مَوْضُوع.
قَالَ ابْن حبَان: كَانَ - الفارياناني [الْفِرْيَابِيّ] يرْوى عَن الثقاة مَا لَيْسَ من أَحَادِيثهم.
وَقَالَ ابْن عَدِي: كَانَ يحدث بِالْمَنَاكِيرِ.
وَهَذَا الْحَدِيث مُنكر جدا وَلَيْسَ من جِهَة - الفرياناني -[الْفِرْيَابِيّ] وَلَكِن من الْحَسَن بْن مُحَمَّد الْبَلْخِيّ.
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ يروي الْأَشْيَاء الْمَوْضُوعَة لَا يَحِلُّ الاحْتِجَاجُ بِهِ.
بَاب من عير أَخَاهُ بذنب أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَضْلِ بْنُ عَمْرُوسٍ حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصِ بْنُ شَاهِينَ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُفَيْرٍ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ الْهَمْدَانِيُّ عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ عَيَّرَ أَخَاهُ
بِذَنْبٍ لَمْ يَمُتْ حَتَّى يَعْمَلَهُ ".
هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالْمُتَّهَم بِهِ مُحَمَّد بن الْحَسَن.
قَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل: مَا أرَاهُ يساوى شَيْئًا.
وَقَالَ يَحْيَى: كَانَ كذابا.
وَقَالَ النَّسَائِيّ: مَتْرُوك الحَدِيث.
وَقَالَ الدَّارقطني: لَا شئ.
بَاب التلطف بالعوام والغوغاء أَنبأَنَا أَبُو مَنْصُور بن خيرون أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ عَنْ أَبى الْحسن الدَّارقطني عَن أبي حَاتِم بن حبَان حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى الْمُقْرِي حَدثنَا أَحْمد بن عبد الله الْبَجَلِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْخَلِيلِ الذُّهَلِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ عَنْ لَيْثِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ(3/82)
وَسَلَّمَ: " اسْتَوْصُوا بِالْغَوْغَاءِ خَيْرًا، فَإِنَّهُمْ يَسِدُّونَ السُّوقَ، وَيَحْفُرُونَ الْخَنَادِقَ، وَيُطْفِئُونَ الْحَرِيقَ ".
قَالَ أَبُو حَاتِم: لَا أَشك أَن هَذَا مَوْضُوع عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمُحَمّد بْن الْخَلِيل يضع الحَدِيث لَا يحل ذكره فِي الْكتب.
بَاب التحذير من تعيير النَّاس أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَحْمد بن عَليّ بن ثَابت أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الإِيَادِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الله بْنُ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن أَحْمد ابْن بُرْدٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الطَّبَّاعُ حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ بَابٍ عَنِ الْحَجَّاجِ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ عَنْ عبد الله بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْبَلاءُ مُوَكَّلٌ بِالْمَنْطِقِ، فَلَوْ أَنَّ رَجُلا عَيَّرَ رَجُلا بِرِضَاعِ كَلْبَةٍ لَرَضَعَهَا ".
هَذَا حَدِيث لَا يَصح عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ ابْنُ الْمَدِينِيّ:
رميت حَدِيث نصر بْن بَاب.
قَالَ يَحْيَى: كَذَّاب خَبِيث.
قَالَ النَّسَائِيّ: مَتْرُوك.
وَقد رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي يَزِيدَ الْهَمْدَانِيُّ عَنْ يَزِيدَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ عَنْ مُعَاذٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " من عَيَّرَ أَخَاهُ بِذَنْبٍ لَمْ يَمُتْ حَتَّى يَفْعَلَهُ ".
قَالَ يَحْيَى: مُحَمَّد لَيْسَ بِثِقَة يكذب.
وَقَالَ أَحْمَد: مَا أرَاهُ يساوى شَيْئًا.
وَقَالَ النَّسَائِيّ: مَتْرُوك الحَدِيث.
بَاب التحذير من الجرأة على النُّطْق أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْر الْخَطِيبُ أَنْبَأَنَا الْعَتِيقِيُّ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَوْنٍ الْجُرَيْرِيُّ حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو عبد الله الْحُسَيْن بن(3/83)
إِسْمَاعِيلَ الْمَحَامِلِيُّ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى حَدثنَا عبد الملك بْنِ هَارُونَ بْنِ عَنْتَرَةَ عَن أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: " إِنَّ الْبَلاءَ مُوَكَّلٌ بِالْقَوْلِ، مَا قَالَ عبد لشئ: لَا وَاللَّهِ لَا أَفْعَلُهُ أَبَدًا إِلا تَرَكَ الشَّيْطَانُ كُلَّ عَمَلِهِ وَوَلعَ بِذَلِكَ حَتَّى يُؤثِّمَهُ ".
هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
تفرد بِهِ عبد الملك.
قَالَ يَحْيَى والسعدى: هُوَ كَذَّاب.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يضع الحَدِيث لَا يحل ذكره فِي الْكتب.(3/84)
كتاب الْبر
بَاب بر الْوَالِدين أَنبأَنَا أَبُو الْحسن عَليّ بن أَحْمَدَ الْمُوَحِّدُ أَنْبَأَنَا هَنَّادُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ النَّسَفِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَفِيفُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَطِيبُ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَبِيبٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحَبَّابِ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ يَاسِينُ بن معَاذ حَدثنَا
عبد الله بْنُ قَرِينٍ عَنْ طَلْقِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: " لَوْ أَدْرَكْتُ وَالِدَيَ أَوْ أَحَدَهُمَا وَأَنَا فِي الصَّلاةِ صَلاةِ الْعِشَاءِ وَقَدْ قَرَأْتُ فِيهَا فَاتِحَةَ الْكِتَابَ يُنَادِي يَا مُحَمَّدُ لأَجَبْتُكَ لَبَيَّكَ ".
هَذَا مَوْضُوع عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَفِيهِ ياسين.
قَالَ يَحْيَى: لَيْسَ حَدِيثه بشئ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يَرْوِي الْمَوْضُوعَاتِ عَنِ الثقاة ويتفرد بالمعضلات عَنِ الْأَثْبَات لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ.
بَاب فِي الْحَث على الْبر أَنْبَأَنَا الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ الْخَطِيبُ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ النِّعَالِيُّ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرٍ السَّقَطِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ قُتَيْبَةَ الرِّفَاعِيُّ حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بِرُّوا آباؤكم تَبِرُّكُمْ أَبْنَاؤُكُمْ، وَعِفُّوا تَعِفَّ نِسَاؤُكُمْ، وَمَنْ تنصلَ إِلَيْهِ فَلَمْ يَقْبَلْ فَلَنْ يَرِدَ عَلَى الْحَوْضِ ".
هَذَا حَدِيث لَا يَصح.
وَقَدْ غلط بَعْض الروَاة فَرَوَاهُ عَنْ مُحَمَّد بْن يُونُسَ وَهُوَ الْكُدَيْمِي عَنْ مُحَمَّد بْن خَالِد بْن عُثْمَان عَنْ مَالِك وَلَمْ يروه الْكُدَيْمِي كَذَلِكَ إِنَّمَا رَوَاهُ عَنْ عَلِي بْن قُتَيْبَةَ.
وَرَوَاهُ آخر عَنْ إِبْرَاهِيم بْن الْحُسَيْن ديزيل عَنْ عَلِي بْن قادم عَنْ مَالِك وَهُوَ غلط إِنَّمَا هُوَ حَدِيث عَلِي بْن قُتَيْبَةَ عَنْ مَالِك.
قَالَ العقيلى:(3/85)
عَلَى ابْن قُتَيْبَةَ يحدث عَنِ الثقاة بالأباطيل مَالا أصل لَهُ عَنْهُم، وَلَيْسَ - هَذَا -[لِهَذَا] الْحَدِيث أصل.
قَالَ المُصَنّف قُلْت: والكديمي عِنْدهم مِمَّن يضع الحَدِيث.
بَاب انْقِطَاع الرزق بِقطع الدُّعَاء للْوَالِدين أَنْبَأَنَا زَاهِرُ بْنُ طَاهِرٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْبَيْهَقِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو عبد الله مُحَمَّد
ابْن عبد الله الْحَاكِمُ أَنْبَأَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ حَمْزَةَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ الشَّيْبَانِيُّ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَرِّيُّ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عُتْبَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ النَوْفَلِيُّ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا تَرَكَ الْعَبْدُ الدُّعَاءَ لِلْوَالِدَيْنِ فَإِنَّهُ يَنْقَطِعُ عَلَى الْوَالِدِ الرِّزْقُ فِي الدُّنْيَا ".
هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَالْمُتَّهَم بِهِ الجويباري وَهُوَ أَحْمَد بْن خَالِد، نسبوه إِلَى جده لانه أَحْمد بن عبد الله بْن خَالِد، وَإِنَّمَا قصدُوا التَّدْلِيس وَهُوَ محرم.
بَاب تَقْبِيل الام أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقْرِي أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي الْفَضْلِ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ السَّهْمِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنِ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا مَكِّيُّ بْنُ عَبْدَانَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَقِيلِ بْنِ خُوَيْلِدٍ حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ خَلَفُ بْنُ يَحْيَى الْقَاضِي حَدَّثَنَا أَبُو مُقَاتِلٍ التِّرْمِذِيُّ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي دَاوُد عَن عبد الله بْنِ طَاوُسٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ قَبَّلَ بَيْنَ عَيْنَيْ أُمِّهِ كَانَ لَهُ سِتْرًا مِنَ النَّارِ " قَالَ ابْن عَدِي: هَذَا مُنكر إِسْنَادًا ومتنا.
وَأَبُو مقَاتل لَا يعْتَمد على رِوَايَته.
قَالَ عبد الرحمن بْن مهدى: وَالله مَا تحل الرِّوَايَة عَنهُ.(3/86)
بَاب دُعَاء الْوَالِد لوَلَده روى يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْعَطَّارُ عَنْ سَعِيدٍ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " دُعَاءُ الْوَالِدِ لِوَلَدِهِ مِثْلُ دُعَاءِ النَّبِيِّ لأُمَّتِهِ ".
قَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل: هَذَا حَدِيث بَاطِل مُنكر، وَسَعِيد لَيْسَ حَدِيثه بشئ.
بَاب تَأْثِير عقوق الام أَنبأَنَا عبد الْوَهَّاب بن الْمُبَارك أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا العتيقي أَنبأَنَا يُوسُف ابْن أَحْمَدَ حَدَّثَنَا الْعُقَيْلِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ بْنِ الضُّرَيْسِ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْقَاضِي حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ حَدَّثَنَا فَايِدُ الْعَطَّار سَمِعت عبد الله بْنَ أَبِي أَوْفَى يَقُولُ: " إِنَّ شَابًا حَضَرَهُ الْمَوْتُ فَدُعِيَ لَهُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسم فَقَالَ قُلْ: لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، فَقَالَ: لَا أَقْدِرُ أَنْ أَقُولَهَا، قَالَ: وَلِمَ؟ قَالَ: كَهَيْئَةِ - الغفل -[الففل] عَلَى قَلْبِي إِذَا أَرَدْتُ أَنْ أَقُولَهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَلَهُ وَالِدَانِ أَوْ أَحَدُهُمَا؟ قَالُوا: أُمٌّ، فَدُعِيَتْ، فَقَالَ: ارْضِي عَنِ ابْنِكِ، فَقَالَتْ: أُشْهِدُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنِّي عَنِ ابْنِي رَاضِيَةٌ، فَقَالَ قُلْ: لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، فَقَالَ: لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّاهُ بِي ".
هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَفِي طَرِيقه فَايِد.
قَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل: فَايِد مَتْرُوك الحَدِيث، وَقَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ، وَقَالَ ابْن حبَان: لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ، وَقَالَ الْعَقِيلِيّ: لَا يُتَابِعه على هَذَا الحَدِيث إِلا من هُوَ مثله.
وَفِي إِسْنَاد دَاوُد بْن إِبْرَاهِيمَ.
قَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ: كَانَ يكذب.(3/87)
بَاب اسْتِغْفَار الْعَاق لوَالِديهِ بعد الْمَوْت روى لَا حق بْنُ الْحُسَيْنِ عَنْ عِمَرَانَ أَبِي عُمَرَ الْمَقْدِسِيِّ عَنْ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّد بن عبد الله بْنِ أَبِي دُرَّةَ الْقَاضِي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ مُسْلِمٍ الطَّائِفِيِّ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جحادَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَنْسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنْ الْعَبْدَ لَيَمُوتُ وَالِدَاهُ أَوْ أَحَدُهُمَا وَإِنَّهُ لَعَاقٌ، فَلا يَزَالُ يَدْعُو لَهُمَا وَيَسْتَغْفِرُ لَهُمَا حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى بَارًّا ".
هَذَا حَدِيث لَا أَصْلَ لَهُ، وَالْمُتَّهَم بِهِ لَاحق.
قَالَ أَبُو سَعْد الإدريسي: كَانَ كذابا يضع الْحَدِيث على الثقاة.
بَاب النهى عَن مجاورة الاقارب أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ أَنْبَأَنَا ابْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا الْعَتَيقِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ الدخيل حَدثنَا العقيلى حَدَّثَنى عبيد الملقب حَدثنَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن زَيْدٍ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبِّرِ حَدثنَا أَبُو بكر عبد الله بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْقُرَشِيُّ عَنْ سَعِيدِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مُوسَى عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " صِلُّوا قَرَابَاتِكُمْ وَلا تُجَاوِرُوهُمْ فَإِنَّ الْجِوَارَ يُورِثُ الضَّغَائِنَ ".
هَذَا حَدِيث لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَدَاوُد ضَعِيف.
وَعبد اللَّه بْن عَبْدِ الْجَبَّارِ مَجْهُول.
قَالَ العقيلى: لايعرف هَذَا الْحَدِيث إِلَّا بِسَعِيد ابْن أَبى بكر وَلَيْسَ للْحَدِيث أصل.
بَاب صلَة [الْجَار] أَنبأَنَا عبد الْوَهَّاب بن الْمُبَارك أَنْبَأَنَا ابْنُ بَكْرَانَ أَنْبَأَنَا الْعَتَيقِيُّ أَنبأَنَا يُوسُف ابْن أَحْمَدَ حَدَّثَنَا الْعُقَيْلِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا عَفَّانُ حَدَّثَنَا عبد الْوَاحِد ابْن زِيَادٍ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ أَبِي كَرِيمَة عَن عبد الله بْنِ الْمِسْوَرِ قَالَ: " جَاءَ رَجُلٌ(3/88)
إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ لَيْسَ لِي ثَوْبٌ أَتَوَارَى بِهِ وَكنت - الْحق -[أَحَقَّ] مَنْ شَكَوْتُ إِلَيْهِ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَلَكَ جِيرَانٌ؟ قَالَ: نَعَمْ.
قَالَ: فَمِنْهُمْ أَحَدٌ لَهُ ثَوْبَانِ؟ قَالَ: نَعَمْ.
قَالَ: وَيَعْلَمُ أَنْ لَا ثَوْبَ لَكَ؟ قَالَ: نَعَمْ.
قَالَ: وَلا يَعُودُ عَلَيْكَ بِأَحَدِ ثَوْبَيْهِ؟ قَالَ: لَا.
قَالَ: مَا ذَلِكَ بِأَخِيكَ ".
هَذَا حَدِيثٌ لَا أَصْلَ لَهُ وَهُوَ مَقْطُوع، لَان عبد الله بْن الْمسور يضع الْأَحَادِيث
ويكذب وَلَيْسَ بصحابي، لِأَنَّهُ ابْن الْمسور بْن عون بْن جَعْفَر بْن أَبِي طَالِب.
قَالَ رَقَبَة بْن مصقلة: كَانَ عبد الله بْن الْمسور يضع الْأَحَادِيث ويكذب، وَكَذَلِكَ قَالَ فِيهِ أَحْمَد بْن حَنْبَل، وَقَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ، وَقَالَ النَّسَائِيّ: مَتْرُوك الحَدِيث.(3/89)
كتاب الْهَدَايَا
بَاب الْهَدِيَّة أَمَام الْحَاجة فِيهِ عَنْ أَنَس وَعَائِشَة: فَأَما حَدِيث أَنَس فَأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ أَنبأَنَا أَحْمد بن عَليّ بن ثَابِتٍ حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ حَدَّثَنَا الدَّارقطني حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الله بْنِ مُحَمَّدٍ النَّيْسَابُورِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ النَّسَوِيُّ قَالَ أَمْلَى عَلَيْنَا الْخَلِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّسَوِيُّ حَدَّثَنَا خِدَاشُ بْنُ مَخْلَدٍ حَدَّثَنَا يَعِيشُ بْنُ هِشَامٍ حَدَّثَنَا مَالِكٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا أَحْسَنَ الْهَدِيَّةَ أَمَامَ الْحَاجَةِ ".
وَقَدْ رَوَى عَنِ الْمُوَقِّرِيِّ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: حَدَّثَنَا عَبَّادٌ عَنْ شَيْخٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَهُ.
وَقَالَ أَحْمَدُ: يَقُولُونَ أَنه سُلَيْمَان بن أَرقم.
وَأما حَدِيث عَائِشَة: فأنبأنا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ بْنُ ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا مَخْلَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الدَّقَّاقُ حَدَّثَنَا أَبُو غَانِمٍ حُمَيْدُ بْنُ يُونُسَ الدَّقَّاقُ أَنْبَأَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُقْبَةَ أَخُو قَبِيصَةَ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ الأَعْشَى حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نِعْمَ مُفْتَاحُ الْحَاجَةِ الْهَدِيَّةُ بَيْنَ يَدَيْهَا ".
هَذَا حَدِيث لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أما الحَدِيث الأول قَالَ الدَّارقطني: هُوَ بَاطِل عَنْ مَالِك لَا يَصح عَنْهُ.
قَالَ: والموقري ضَعِيف والحَدِيث عَنْ ثَابت عَنْ أَنَس قَالَ: وَلَا يَصح هَذَا عَنْ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم.(3/90)
قَالَ الْمُصَنِّفُ قُلْتُ: قَالَ يَحْيَى: الموقري وَسليمَان بْن أَرقم ليسَا بشئ.
وَقَالَ النَّسَائِيّ مَتْرُوكَانِ.
قَالَ المُصَنّف قُلْت: وَقَدْ رَوَاهُ عَبْد بْن مُحَمَّد الزَّمَنُ عَنْ فُلَيْحٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
قَالَ ابْن حبَان: لَا يَجُوز الِاحْتِجَاج بِعَمْرو.
وَأَمَّا حَدِيث عَائِشَة فَفِيهِ عَمْرو بْن خَالِد وَقَدْ كذبه الْعُلَمَاء مِنْهُم أَحْمَد وَيَحْيَى وَقَالَ ابْن رَاهَوَيْه: كَانَ يضع الْحَدِيث.
قَالَ المُصَنّف قُلْت: وَإِنِّي لَا تعجب من الْعُلَمَاء الْحَدِيث العارفين بالموضوع كَيْفَ يَرْوُونَهُ وَلَا يبينونه، وَقَدْ علمُوا أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " من رَوَى حَدِيثا يرى أَنه كذب فَهُوَ أحد الْكَاذِبين ".
وَقَدْ سبق ذكر تعجبي من الدَّارقطني كَيْفَ خرج حَدِيث التفاحة فِي فَاطِمَة وَلَمْ يتَكَلَّم عَلَيْهِ.
وَمن أعجب مَا رَأَيْت لَهُ مَا أَنْبَأَنَا - لَهُ -[بِهِ] أَبُو مَنْصُور الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ ثَابت الْخَطِيب حَدَّثَنَا الْعَتِيقِي قَالَ: حضرت أَبَا الْحسن الدَّارقطني، وَقَدْ جَاءَ أَبُو الْحُسَيْن الْبَيْضَاوِيّ بِبَعْض الغرباء، فَسَأَلَهُ أَن يملى عَلَيْهِ أَحَادِيث فأملى عَلَيْهِ أَبُو الْحَسَن من حفظه مَجْلِسا تزيد أَحَادِيثه عَلَى الْعشْرَة متون جمعهَا: " نعم الشئ الْهَدِيَّة أَمَام الْحَاجة "، وَانْصَرف الرجل، ثُمَّ جَاءَهُ بَعْد وَقَدْ أهْدى لَهُ شَيْئًا فقربه، وأملى عَلَيْهِ من حفظه بضعَة عشر حَدِيثا متونا جَمِيعهَا: " إِذَا جَاءَكُم كريم قوم فأكرموه ".
قَالَ المُصَنّف قُلْت: وَاعجَبا من الدَّارقطني كَيْفَ رَوَى حَدِيثين لَيْسَ فيهمَا مَا يَصح عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يبين.
أما الأَوَّل فَقَدْ تكلمنا عَلَيْهِ.
وَأَمَّا الثَّانِي فَقَالَ ابْن عَدِي هُوَ حَدِيث يعرف بشيخ يُقَال لَهُ الْخَلِيل بْن مُسْلِم(3/91)
الْبَاهِلِيّ ثُمَّ ظهر عِنْدَ عَبْد الْعَزِيز بْن مُحَمَّد بْن ربيعَة فَرَوَاهُ عَنْ أَبِيهِ ثُمَّ سَرقه مِنْهُمَا أَبُو ميسرَة أَحْمَد بْن عبد الله الحرانى، وَكَانَ يحدث عَن الثقاة بمناكير وَعَن من لايعرف وَيسْرق حَدِيث النَّاس.
وَقَالَ ابْن حبَان: لَا يَحِلُّ الاحْتِجَاجُ بِأبي ميسرَة.
قَالَ المُصَنّف قُلْت: وَقَدْ رُوِيَ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ حَدِيثِ جَرِيرٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
بَاب من أهديت لَهُ هَدِيَّة فجلساؤه شركاؤه فِيهِ عَنِ ابْن عَبَّاسٍ وعَائِشَة: فَأَما حَدِيثُ ابْنُ عَبَّاسٍ فَلَهُ طَرِيقَانِ: الطَّرِيق الأول: أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمد ابْن عَلِيٍّ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الرزاز حَدثنَا أَحْمد بن عبد الرحمن بْنِ الْفَضْلِ الدَّقَّاقُ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحَلَوَانِيُّ حَدَّثَنَا مَنْدَلُ بْنُ عَلِيٍّ عَنِ ابْنِ جَرِيجٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذا أُتِيَ أَحَدُكُمْ بِهَدِيَّةِ فَجُلُسَاؤُهُ شُرُكَاؤُهُ فِيهَا ".
الطَّرِيق الثَّانِي: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ أَنْبَأَنَا ابْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا الْعَتِيقِيُّ أَنْبَأَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا الْعَقِيلِيُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلامِ بْنُ عَبْدِ الْقُدُّوسِ حَدثنِي ابْن جريج عَن عَطاء عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ أُهْدِيَتْ لَهُ هَدِيَّةٌ وَمَعَهُ قوم جُلُوس فهم شركاؤه فِيهَا ".
وَأما حَدِيث عَائِشَة: فَأَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ أَنْبَأَنَا ابْنُ بَكْرَانَ حَدَّثَنَا الْعَتَيقِيُّ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا الْعَقِيلِيُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ حَدثنَا بكار بن مُحَمَّد ابْن سَعِيدٍ حَدَّثَنَا الْوَضَّاحُ بْنُ خَيْثَمَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيه عَن عَائِشَة قَالَت(3/92)
" أُهْدِيَ لِرَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَدِيَّةٌ وَعِنْدَهُ أَرْبَعَةُ نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَقَالَ لِجُلَسَائِهِ: أَنْتُمْ شُرْكَائِي فِيهَا، إِنَّ الْهَدِيَّةَ إِذَا أُهْدِيَتْ إِلَى رَجُلٍ وَعِنْدَهُ جُلَسَاؤُهُ فَهُمْ شُرَكَاؤُهُ فِيهَا ".
هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ.
أَمَّا حَدِيثُ ابْن عَبَّاسٍ فَفِي طَرِيقه الأَوَّل يَحْيَى الْحمانِي.
قَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل: كَانَ يكذب جهارا.
وَفِيهِ منْدَل وَقَدْ ضعفه أَحْمَد وَيَحْيَى وَالنَّسَائِيّ.
وَأَمَّا طَرِيقه الثَّانِي فَفِيهِ عَبْد السَّلام.
قَالَ ابْن حبَان: يَرْوِي الْمَوْضُوعَاتِ لَا يَحِلُّ الاحْتِجَاجُ بِهِ بِحَال.
وَأما حَدِيث عَائِشَة فَقَالَ الْعَقِيلِيّ: لَا يُتَابع وضاح عَلَيْهِ، وَلَا يَصح فِي هَذَا الْمَتْن حَدِيثه وَلَا فِي هَذَا الْبَاب شئ.(3/93)
كتاب الاحكام والقضايا
بَاب فِي ذمّ الْقُضَاة أَنْبَأَنَا زَاهِرُ بْنُ طَاهِرٍ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَيْهَقِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن عبد الله الببع حَدَّثَنى عبد الله بْنِ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ قُرَيْشٍ الْكَاتِبُ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَفْصٍ حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بن على الخزاعى حَدثنَا عبد الله بْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " شَكَتْ مَوَاضِعُ النَّوَاوِيسِ إِلَى اللَّهِ عزوجل وَبِقَاعُ الأَرْضِ فَقَالَتْ: يَا رَبُّ لَمْ تَخْلُقْ بُقْعَةً أَقْذَرَ مِنِّي وَلا أَنْتَنَ، يُلْقَى عَلَيَّ أَهْلُ نَارِكَ وَأَهْلُ مَعْصِيَتِكَ، قَالَ الْجَبَّارُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: اسْكُنِي فَمَوْضِعُ الْقُضَاةِ أَنْتَنُ مِنْكِ ".
هَذَا حَدِيث مَوْضُوع بلاشك كذب وَاضعه كذبا فَاحِشا وأتى ببدع قَبِيح وَأحد المجاهيل الَّذِينَ فِيهِ قَدْ وَضعه عَلَى أَن أَحْمَد بْن حَفْص حدث بِأَحَادِيث مَنَاكِير لم يُتَابِعه عَلَيْهَا.
بَاب ذمّ القَوْل بالرأى أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ ثَابِتٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّد ابْن عَلِيٍّ الْمُقْرِي أَنْبَأَنَا أَبُو مُسْلِمٍ عبد الرحمن بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مهْرَان أَنبأَنَا عبد المؤمن بْنُ خَلَفٍ حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ ح.
وَأَنْبَأَنَا عَالِيًا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الأَرْمَوِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ الْمَأْمُونِ حَدثنَا الدَّارقطني أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ خَلَفٍ قَالا حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ نَجِيحٍ الْمَلْطِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَالَ فِي ديننَا بِرَأْيهِ فافتلوه ".(3/94)
طَرِيق آخر: أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ أَنْبَأَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَفْصٍ السَّعْدِيُّ حَدَّثَنَا سُوَيْدٌ وَنُوحُ بْنُ حَبِيبٍ قَالا حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ نَجِيحٍ الْمَلْطِيُّ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَالَ فِي دِينِنَا بِرَأْيِهِ فَاقْتُلُوهُ ".
طَرِيق آخر: أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَحْمُد بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ أَنْبَأَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَصْرٍ النُّصَيْبِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الرِّجَالِ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي
رَوَّادٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَالَ فِي دِينِنَا بِرَأْيِهِ فَاقْتُلُوهُ ".
هَذَا حَدِيث لَا يَصح، تفرد بِهِ إِسْحَاق وَهُوَ الْمُتَّهم بِهِ وَكَانَ يضع الْحَدِيث، شهد عَلَيْهِ بِذَلِكَ يَحْيَى وَالْفَلَّاس وَابْن حبَان، وَهُوَ غَيْر إِسْنَاده، فَتَارَة يرويهِ عَنِ الأَوْزَاعِيّ، وَتارَة عَنْ عَبْد الْعَزِيز عَنْ نَافِع، وَتارَة عَنْهُمَا عَنْ نَافِع، وَهَذَا من فعله فَإِنَّهُ مَعْرُوف بِهَذَا.
وَأَمَّا رِوَايَة سُوَيْد عَنِ ابْن أَبِي الرِّجَال فَقَدِ اعتذر قوم لسويد فَقَالُوا: وَهُمْ وَأَرَادَ أَن يَقُول إِسْحَاق فَقَالَ ابْن أَبِي الرِّجَال، عَلَى أَن هَذَا الِاعْتِذَار لَمْ يقبله كثير من الْعُلَمَاء.
قيل ليحيى أَن سُوَيْد رَوَى هَذَا الْحَدِيث عَنِ ابْن أَبِي الرِّجَال فَقَالَ يَنْبَغِي أَن يبْدَأ بِهِ وَيقتل فَإِنَّهُ حَلَال الدَّم وَلَو كَانَ عِنْدِي سَيْف ودرقة لغزوته، وَإِنَّمَا قَالَ هَذَا لِأَن ابْن أَبِي الرِّجَال لَا يحْتَمل هَذَا وَإِسْحَاق يحْتَملهُ، وَقَالَ النَّسَائِيّ: سُوَيْد لَيْسَ بِثِقَة.
بَاب الْمَنْع من قبُول شَهَادَة بَعْض الْعلمَاء على بعض أَنْبَأَنَا زَاهِرُ بْنُ طَاهِرٍ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَيْهَقِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَاكِمُ حَدَّثَنَا أَبُو يَعْقُوبَ يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ الْبَغَوِيُّ حَدَّثَنَا الْمُسَيِّبُ بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْبَغَوِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاق الطلقانى عَن عبد الملك بْنِ حَازِمٍ عَنْ أَبِي هَارُونَ(3/95)
الْعَبْدِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعَمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " شَهَادَةُ الْمُسْلِمِينَ بَعْضِهِمْ عَلَى بَعْضٍ جَائِزَةٌ، وَلا يَجُوزُ شَهَادَةُ الْعُلَمَاءِ بَعْضِهِمْ عَلَى بَعْضٍ لأَنَّهُمْ حُسَّدٌ ".
قَالَ الْحَاكِم: لَيْسَ هَذَا مِنْ كَلامِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِسْنَاده فَاسد من أوجه كَثِيرَة يطول شرحها.
قَالَ المُصَنّف قُلْت: مِنْهَا أَن فِي إِسْنَاده مَجَاهِيل وضعفاء مِنْهُم أَبُو هَارُون العبدى.
بَاب قدر التَّعْزِير أَنْبَأَنَا ابْنُ خَيْرُونٍ أَنْبَأَنَا الْجَوْهَرِيُّ عَن الدَّارقطني عَنْ أَبِي حَاتِمٍ قَالَ: رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الشَّامِيُّ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تَعْزِيرَ فَوْقَ عِشْرِينَ سَوْطًا ".
قَالَ أَبُو حَاتِم بْن حبَان: مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيمَ يضع الْحَدِيث ويروى مَا لَا أَصْلَ لَهُ مِنْ كَلامِ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تحل الرِّوَايَة عَنْهُ إِلَّا اعْتِبَارا.(3/96)
كتاب الاحكام السُّلْطَانِيَّة
بَاب إِذَا أَرَادَ اللَّه أَن يخلق خلقا للخلافة مسح ناصيته بِيَدِهِ فِيهِ عَن أبي هُرَيْرَة وَأنس وَكَعب بْن مَالِك رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم: فَأَما حَدِيث أَبِي هُرَيْرَةَ فَأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي بْنِ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ عبد الملك بْنِ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَلالُ حَدَّثَنَا على بن عَمْرو ابْن سَهْلٍ الْجُرَيْرِيُّ حَدَّثَنَا الْبَغَوِيُّ حَدَّثَنَا عبيد الله بْنُ مُوسَى بْنِ شَيْبَةَ السُّلَمِيُّ حَدَّثَنَا مُصْعَبٌ النَّوْفَلِيُّ مِنْ آلِ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ عَنْ صَالِحٍ مَوْلَى التَّوْأَمَةِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا أَرَادَ اللَّهُ أَن يخلق خلقا للخلافة مسح ناصيته بِيَدِهِ ".
وَأما حَدِيث أنس: أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا بُشْرَى بن عبد الله الرُّومِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَاضِي قَالَ: قُرِئَ عَلَى أَبِي شَاكِرٍ مَسَرَّةَ بْنِ عبد الله مَوْلَى الْمُتَوَكِّلِ عَلَى اللَّهِ حَدَّثَنَا الْحسن بن يزِيد حَدثنَا عبد الله بْنُ الْمُبَارَكِ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ مِهْرَانَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ جَعْفَرٍ
الأَنْصَارِيُّ الْمَعْرُوفُ بِالرَّاهِبِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَجْعَلَ عَبْدًا لِلْخِلافَةِ مَسَحَ يَدَهُ على جَبهته ".
وَأما حَدِيث كَعْب أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْمُبَارَكِ أَنْبَأَنَا عَاصِمُ بْنُ الْحَسَنِ أَنْبَأَنَا أَبُو عُمَرَ بْنُ مَهْدِي أَنْبَأَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ القاضى حَدثنَا عبد الله بْنُ شَبِيبٍ حَدَّثَنِي ذُؤَيْبُ بْنُ عمَامَةَ حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ شَيْبَةَ حَدَّثَنى سُلَيْمَان بن معقل ابْن عبد الله بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا اسْتخْلف الله عزوجل بِخَلَيِفَةٍ حَتَّى يَمْسَحَ اللَّهُ نَاصِيَتَهُ بِيَدِهِ ".(3/97)
هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أما حَدِيث أَبِي هُرَيْرَةَ فَقَالَ الْعَقِيلِيّ: مُصْعَب مَجْهُول النَّقْل حَدِيثه غَيْر مَحْفُوظ وَلَا يُتَابع عَلَيْهِ.
وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ بْن عَدِي: هَذَا حَدِيث مُنكر بِهَذَا الإِسْنَادِ، وَالْبَلَاء فِيهِ من مُصْعَب.
وَأَمَّا حَدِيث أَنَس فَقَالَ أَبُو بَكْر الْخَطِيب: مَسَرَّة لَيْسَ بِثِقَة ذَاهِب الْحَدِيث.
وَأَمَّا حَدِيث كَعْب فَإِن عبد الله بن شبيب لَيْسَ بشئ.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: حدث بمناكير.
وَقَالَ فضلك الرَّازِيّ: يحل ضرب عُنُقه، وَقد ضعف الدَّارقطني ذُؤَيْب بن عِمَامَة.
بَاب خُرُوج الْخلَافَة من بَيْت عَلِي بن أَبى طَالب أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد أَنبأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنِ عدى حَدثنَا عبد الملك بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ العكبرى حَدثنَا سُلَيْمَان بن عبد الرحمن حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ فَايِدٍ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى عَنْ عَمِّهِ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ: " تَذَاكَرُوا الأُمَرَاءَ عِنْدَ
رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَكَلَّمَ عَلِيٌّ، فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّهَا لَيْسَتْ لَكَ وَلا لأَحَدٍ مِنْ وَلَدِكَ ".
هَذَا حَدِيثٌ لَيْسَ بِصَحِيحٍ.
قَالَ أَحْمَدُ وَالنَّسَائِيّ: إِسْحَاق بْن يَحْيَى مَتْرُوك الْحَدِيثَ.
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بشئ.
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: وعُثْمَان بْن فَايِد يَأْتِي بالمعضلات لَا يَجُوز الِاحْتِجَاج بِهِ.
بَاب ذمّ الشَّرْط فِيهِ عَنِ ابْن عَبَّاس، وَعبد اللَّه بْن عَمْرو، وَأبي هُرَيْرَةَ، وَأبي أُمَامَةَ رَضِي الله عَنْهُم.(3/98)
فَأَما حَدِيث ابْن عَبَّاس فَلهُ حَدِيثان: الْحَدِيث الأَوَّل: أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورِ بْنُ خَيْرُونٍ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي الْفَضْلِ الإِسْمَاعِيلِيُّ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن الْحسن ابْن قُتَيْبَةَ وَأَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْمُوَحِّدُ أَنْبَأَنَا هَنَّادُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ النَّسَفِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَبْدُ الْجَبَّار بن أَحْمد الاسد ابادى حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْحَافِظ حَدثنَا مُحَمَّد ابْن الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ وَيَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الدِّينَاسِيُّ قَالُوا حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ خَلَفٍ الْحِنَّاوِيُّ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ عَنِ ابْن جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَرَأَيْتُ فِيهَا ذِئْبًا فَقُلْتُ أَذِئْبٌ فَقَالَ إِنِّي أَكَلْتُ ابْنَ شُرْطِيٍّ ".
قَالَ ابْن عَبَّاس: هَذَا وَقَدْ أكل ابْنه فَلَو أكله رفع فِي عليين.
قَالَ ابْن عَدِي هَذَا الْحَدِيث بِهَذَا الإِسْنَادِ وَبِغَيْرِهِ بَاطِل لَمْ يروه غَيْر عَمْرو بْن خلف عَنْ أَيُّوب وَأَيوب إِن كَانَ فِيهِ ضعف لَا يحْتَمل هَذَا كُلهُ.
ولعمرو أَحَادِيث مَوْضُوعَات كَانَ يتهم بوضعها.
قَالَ ابْن حبَان: كَانَ عَمْرو يضع الْحَدِيث.
قَالَ المُصَنّف قُلْت: فَأَما أَيُّوب بْن سُوَيْد فَقَالَ ابْن الْمُبَارَك: ارْمِ بِهِ.
وَقَالَ أَحْمَد: ضَعِيف.
وَقَالَ يحيى: لَيْسَ يشئ يسرق الْأَحَادِيث.
وَقَالَ النَّسَائِيّ: لَيْسَ بِثِقَة.
الحَدِيث الثَّانِي عَنِ ابْن عَبَّاس: أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا أَبُو عَمْرٍو الْفَارِسِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجَهْنِيُّ حَدثنَا إِسْحَاق ابْن إِبْرَاهِيم السراج حَدثنَا عبد الرحمن بْنِ صَالِحٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يُقَالُ لِلْجَلْوَازِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ضَعْ سَوْطَكَ وَادْخُلِ النَّارَ ".
هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، تفرد بِهِ مُحَمَّد بْن(3/99)
مَرْوَان وَهُوَ السدى.
قَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بِثِقَةٍ.
وَقَالَ ابْن نمير: كَذَّاب.
وَقَالَ النَّسَائِيّ والرازي: مَتْرُوك.
وَقَالَ أَبُو عَلِيٍّ: صَالِحُ بْنُ مُحَمَّد كَانَ يضع الحَدِيث.
أَنْبَأَنَا ابْنُ خَيْرُونٍ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا أَبُو عَمْرٍو الْفَارِسِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ عَدِيٍّ سَمِعْتُ مُوسَى بْنُ الْقَاسِمِ الأَشْيَبُ يَقُولُ: حَدَّثَنِي ابْن بكير حَدَّثَنى عبد الله الْمَخْزُومِيُّ قَالَ حَدَّثَ عُمَرُ بْنُ قَيْسٍ، سَنَدٌ لَهُ عِنْدَنَا أَنَّ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يُقَالُ لِلشُّرْطِيِّ ضَعْ سَوْطَكَ وَادْخُلِ النَّارَ فَجَاءَ الشُّرْطُ إِلَيْهِ فَعَاتَبُوهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ لَهُمْ لَا تضعوها وأدخلوها مَعكُمْ ".
وَأما حَدِيث عبد الله بْن عَمْرو فَلهُ طَرِيقَانِ: الطَّرِيق الأول: أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا أَبُو طَالِبِ بْنُ بُكَيْرٍ أَنْبَأَنَا أَبُو سهل عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْبَلْخِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ زَنْجوَيْه حَدثنَا أبويحيى عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ الْفَضْلِ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَكِيمٍ أَخُو شَدَّادِ بْنِ حَكِيمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ عَن
طَاوس عَن عبد الله بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الشَّرْط كلاب أهل النَّارِ ".
الطَّرِيق الثَّانِي: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي بْنِ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَحْمَدَ الْحَدَّادُ حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ بْنُ حَمْزَةَ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن غلوش ابْن الْحُسَيْنِ الْجُرْجَانِيُّ حَدَّثَنَا عَلِيَّ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ خَلِيفَةَ أَبُو يُوسُفَ الأَعْشَى حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ ميسرَة عَن طَاوس عَن عبد الله بْنِ عَمْرٍو قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْجَلادُ وَالشُّرْطُ وَأَعْوَانُ الظُّلْمَةِ كِلابُ النَّارِ ".
هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ، وَفِي إِسْنَاد طريقيه مُحَمَّد بْن مُسْلِم، وَقَدْ ضعفه أَحْمَد ابْن حَنْبَل جدا.(3/100)
وَأما حَدِيث أبي هُرَيْرَة: أَنْبَأَنَا ابْنُ الْحُسَيْن أَنْبَأَنَا ابْنُ الْمُذْهِبِ أَنبأَنَا القطيعى حَدثنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ حَدَّثَنِي أَبِي حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ حَدَّثَنَا أَفْلح بن سعيد حَدثنَا عبد الله بْنُ رَافِعٍ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنْ طَالَتْ بك مُدَّة أَو شكّ أَنْ تَرَى قَوْمًا يَغْدُونَ فِي سخط الله عزوجل وَيَرُوحُونَ فِي لَعْنَتِهِ فِي أَيْدِيهِمْ مِثْلُ أَذْنَابِ الْبَقَرِ ".
قَالَ ابْن حبَان: هَذَا خبر بِهَذَا اللَّفْظ بَاطِل.
وأفلح كَانَ يرْوى عَنِ الثقاة الْمَوْضُوعَاتِ لَا يَحِلُّ الاحْتِجَاجُ بِهِ.
وَأما حَدِيث أَبِي أُمَامَةَ: أَنْبَأَنَا ابْنُ الْحُصَيْنِ أَنْبَأَنَا ابْنُ الْمُذْهِبِ أَنبأَنَا القطيعى حَدثنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ حَدَّثَنِي أَبِي حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ حَدَّثَنَا عبد الله بْنُ بحيرٍ حَدَّثَنَا سَيَّارٌ أَنَّ أَبَا أُمَامَةَ ذَكَرَ أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " تَكُونُ فِي هَذِهِ الأُمَّةِ فِي آخِرِ الزَّمَانِ رِجَالٌ، أَوْ قَالَ يَخْرُجُ رِجَالٌ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ فِي آخِرِ
الزَّمَانِ مَعَهُمْ أَسْيَاطٌ كَأَنَّهَا أَذْنَابُ الْبَقَرِ يَغْدُونَ فِي سَخَطِ اللَّهِ وَيَرُوحُونَ فِي غَضَبه " قَالَ ابْن حبَان: عبد الله بْن بحير يرْوى الْعَجَائِب الَّتِي كَأَنَّهَا معمولة لَا يحْتَج بِهِ.(3/101)
كتاب الايمان وَالنُّذُور
بَاب تَكْفِير كذب الْحَالِف إِذا وحد أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد أَنبأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنِ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْقَاسِمِ حَدَّثَنَا طَالُوتُ حَدَّثَنَا الْحَارِثُ أَبُو قُدَامَةَ حَدَّثَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِرَجُلٍ: " يَا فُلانُ فعلت كذاوكذا؟ قَالَ: لَا وَاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلا هُوَ مَا فَعَلْتُهُ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْلَمُ أَنَّهُ فَعَلَهُ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَفَّرَ اللَّهُ كَذِبَكَ تَصَدُّقِكَ بِلا إِلَهَ إِلا هُوَ ".
هَذَا حَدِيث لَا يَصح.
قَالَ أَحْمَد: أَبُو قدامَة مُضْطَرب الْحَدِيث.
وَقَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بشئ.
بَاب النذور روى جَبَّارَةُ بْنُ الْمُفْلِسِ عَنْ مَنْدَلِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ رِشْدِينَ بْنِ كُرَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " جَاءَتِ امْرَأَةٌ مِنَ الْيمن وَمَعَهَا ابْن لَهَا فألت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: إِنَّ ابْنِي هَذَا يُرِيدُ الْجِهَادَ وَأَنَا أَمْنَعُهُ.
فَقَالَ رَجُلٌ آَخَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي نَذَرْتُ أَنْ أَنْحَرَ نَفْسِي.
قَالَ: فَشُغِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمَرْأَةِ وَابْنِهَا.
قَالَ: فَجَاءَهُ وَقَدْ خَلَعَ ثِيَابَهُ لِيَنْحَرَ نَفْسَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ فِي أُمَّتِي مِنْ يُوَفِّي بِالنَّذْرِ وَيَخَافُ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا " هَذَا حَدِيث لَا يَصح.
وَقَدِ اجْتمع فِي إِسْنَاده جَمَاعَة يكفى أحدهم فِي رد الْحَدِيث قَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل: جبارَة أَحَادِيثه مَوْضُوعَة أَوْ قَالَ هِيَ كذب.
قَالَ: ومندل
ضَعِيف وَرشْدِين مُنكر الْحَدِيث.
وَقَالَ يَحْيَى بْن معِين: رشدين لَيْسَ بشئ.(3/102)
كتاب ذمّ الْمعاصِي
روى إِبْرَاهِيمُ بْنُ هُدْبَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " مَا مِنْ يَوْمٍ يُصْبِحُ فِيهِ الإِنْسَانُ إِلا اسْتَقْبَلَ الرُّوحُ الْجَسَدَ يَقُولُ: يَا جَسَدُ أَسْأَلُكَ بِوَجْهِ الَّذِي لَا يَرُدُّ سَائِلَهُ أَنْ لَا تَعْمَلَ الْيَوْمَ عَمَلا يُورِدُنِي جَهَنَّمَ ".
قَالَ ابْن حبَان: هَذَا لَا أَصْلَ لَهُ مِنْ حَدِيثِ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا يحل لمُسلم أَن يكْتب حَدِيث إِبْرَاهِيم بن هدبة.
بَاب إِثْم قتل النَّفس الْمُحرمَة فِيهِ عَنْ عَمْرو وَابْن عَبَّاس وأبى سَعِيد وأبى هُرَيْرَة.
فَأَما حَدِيث عمر فَلهُ طَرِيقَانِ: الطَّرِيق الأول: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا نَصْرُ بْنُ النَّضْرِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن صَدَقَة الْموصِلِي حَدثنَا عبد الله بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَاضِي حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ الْحَكَمِ حَدَّثَنَا هِلالُ بْنُ الْعَلاءِ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي شُعَيْبٍ الْحَرَّانِيُّ حَدَّثَنَا حَكِيمُ بْنُ نَافِعٍ حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ حَوْشَبٍ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُيَيْنَةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " من أَعَانَ عَلَى قَتْلِ امْرِئٍ مُسْلِمٍ بِشَطْر كلمة لقى الله عزوجل يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَكْتُوبًا بَيْنَ عَيْنَيْهِ آيس من رَحْمَة الله ".
الطَّرِيق الثَّانِي: أَنْبَأَنَا الْجُرَيْرِيُّ أَنْبَأَنَا الْعُشَارِيُّ حَدثنَا الدَّارقطني حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدِ بْنِ حَفْصٍ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبَّادٍ النَّسَائِيُّ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدِ الأَعْشَمُ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَالِمٍ الأَفْطَسُ عَنْ أَبِيهِ عَن سعيد بن الْمسيب عَن عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ أَعَانَ عَلَى سَفْكِ دَمِ امْرِئٍ مُسْلِمٍ بِشَطْرِ كَلِمَةٍ لَقِيَ اللَّهَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَكْتُوبًا بَين عَيْنَيْهِ آيس من رحمتى ".
وَأما حَدِيث ابْن عَبَّاسٍ فَأَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا ابْنُ مسْعدَة أَنبأَنَا(3/103)
حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ بَيَانٍ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ كَبِيرِ بْنِ عُفَيْرٍ حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم: " الفراعنة عَشَرَ، خَمْسَةٌ فِي الأُمَمِ وَسَبْعَةٌ فِي أُمَّتِي، وَمَا بَيْنَ فِرْعَوْنِ أُمَّتِي وَفِرْعَوْنِ ذِي الأَوْتَادِ وَاحِدٌ، وَذَلِكَ أَنَّ فِرْعَوْنَ ذَا الأَوْتَادِ قَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى.
قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَمَنْ يَكُونُ ذَلِكَ مِنْ فَرَاعِنَةِ أُمَّتِكَ؟ قَالَ: سَافِكُ دَمٍ، قَاطِعُ رَحِمٍ، جَامِعٌ فِي الْمَعَاصِي لَا يُبَالِي مَا صنع ".
وَأما حَدِيث أبي سعيد: فَأَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا أَبو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا طَلْحَةُ بْنُ سَعْدٍ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ النَّاقِدُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي لَيْلَى حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي لَيْلَى عَنْ عَطِيَّةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " بحئ الْقَاتِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَكْتُوبًا بَيْنَ عَيْنَيْهِ آيِسٌ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ عزوجل ".
وَأما حَدِيث أبي هُرَيْرَة: أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنِ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا أَبُو عَمْرٍو الْفَارِسِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الأَنْمَاطِيُّ حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ خِدَاشٍ حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ الشَّامِيُّ عَنْ الزُّهْرِيّ عَن سعيد بن الْمسيب عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَعَانَ عَلَى قَتْلِ امْرِئٍ مُسْلِمٍ بِشَطْرِ كَلِمَةٍ لَقِيَ اللَّهَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَكْتُوبًا بَيْنَ عَيْنَيْهِ آيِسٌ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ ".
هَذِه الْأَحَادِيث لَيْسَ فِيهَا مَا يَصح.
أما حَدِيث عُمَر فَفِي الطَّرِيق الأَوَّل حَكِيم بْن نَافِع.
قَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ.
وَفِي الطَّرِيق الثَّانِي الْأَعْشَم.
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ يَرْوِي عَنْ الثقاة الْمَنَاكِير وَيَضَع أسامي الْمُحدثين لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ بِحَال.(3/104)
وَأَمَّا حَدِيث ابْن عَبَّاس فمما وَضعه جَعْفَر.
قَالَ ابْن عَدِي: كُنَّا نتهمه بِالْوَضْعِ بَل كُنَّا نتيقن ذَلِكَ.
وَأَمَّا حَدِيث أَبِي سَعِيد فَفِيهِ مُحَمَّد بْن عُثْمَان وَقد كذبه عبد الله بْن أَحْمَدَ وَفِيهِ عَطِيَّة وَقَدْ ضعفه الْكل.
وَأَمَّا حَدِيث أَبِي هُرَيْرَةَ فَفِيهِ يَزِيد.
قَالَ ابْن الْمُبَارَكِ: أرم بِهِ.
وَقَالَ النَّسَائِيّ مَتْرُوك.
وَقَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل: لَيْسَ هَذَا الْحَدِيث بِصَحِيح.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمِ بْنُ حِبَّانَ: هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ لَا أَصْلَ لَهُ من حَدِيث الثقاة.
بَاب ضجيج الارض من الْقَتْل الْمحرم أَنْبَأَنَا الْجُرَيْرِيُّ أَنْبَأَنَا الْعُشَارِيُّ حَدَّثَنَا الدَّارقطني حَدَّثَنَا أَبُو طَالِبٍ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا هِلالُ بْنُ الْعَلاءِ حَدَّثَنَا أَبِي قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا مَسْلَمَةُ بْنُ عَلِيٍّ الخشنى عَن عبد الرحمن بْنِ يَزِيدَ بْنِ تَمِيمٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَالِمٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا ضجت الارض من عمل عَمَلٍ عَلَيْهَا، ضَجِيجَهَا مِنْ سَفْكِ دَمٍ حَرَامٍ وَاغْتِسَالٍ مِنْ جَنَابَةٍ حرَام ".
تفرد بِهِ عبد الرحمن بْن يَزِيد وَتفرد بِهِ مُسْلِم عَنهُ.
فَأَما عبد الرحمن فَقَالَ البُخَارِيّ: مُنكر الحَدِيث.
وَقَالَ النَّسَائِيّ: مَتْرُوك الْحَدِيث.
وَأَمَّا مسلمة فَقَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ.
وَقَالَ النَّسَائِيّ وَالدَّارقطني: مَتْرُوك.
بَاب ذمّ الزِّنَا فِيهِ عَنْ عَلَى وَابْن عَبَّاس وَجَابِر وَحُذَيْفَة وَأنس: فَأَما حَدِيث على عَلَيْهِ السَّلَام فَأَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ الْحُصَيْنِ أَنبأَنَا أَبُو طَالب
ابْن غَيْلانَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ أَنَسٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَزِيدَ الْجُمَحِيُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدٍ الفروى عَن عِيسَى بن عبد الله بن مُحَمَّد بن(3/105)
عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَبِي عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَلِيٍّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْمَرْأَةُ لُعْبَةُ زَوْجِهَا فَإِنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يُحْسِنَ لُعْبَتَهُ فَلْيَفْعَلْ.
وَقَالَ: لَا تَزْنُوا فَتَذْهَبُ لَذَّةُ نِسَائِكُمْ، وَعِفُّوا تَعِفُّ نِسَاؤُكُمْ.
إِنَّ بَنِي فُلانٌ زَنُوا فزنت نِسَاؤُهُم ".
وَأَمَّا حَدِيثُ ابْنُ عَبَّاسٍ فَلَهُ طَرِيقَانِ: الطَّرِيق الأول: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بن عبد الملك أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أبي الْفضل حَدَّثَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنِ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْبَكَّائِيُّ حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ عَمْرِو بْنِ جَمِيعٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِيَّاكُمْ وَالزِّنَّا فَإِنَّ فِيهِ أَرْبَعَ خِصَالٍ: يُذْهِبُ بِالْبَهَاءِ مِنَ الْوَجْهِ، وَيَقْطَعُ الرِّزْقَ، وَيُسْخِطُ الرَّحْمَنَ، وَالْخُلُودُ فِي النَّار ".
الطَّرِيق الثَّانِي وَالثَّالِث: أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَة السَّهْمِي أَنبأَنَا أَبُو أَحْمد بْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنِي عَبْدُ الصَّمَدِ بْنِ الْفَضْلِ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ نَجِيحٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا زَنَى عَبْدٌ قَطُّ فَأَدْمَنَ عَلَى الزِّنَا إِلا ابتلى فِي أَهله ".
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ وَحَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ هَاشِمِ بْنِ يَزِيدَ حَدَّثَنَا قَاسِمُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ نَجِيحٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " عُفُّوا تَعِفّ نِسَاؤُكُمْ ".
وَأما حَدِيث جَابِر فَأَنْبَأَنَا ابْنُ نَاصِرٍ أَنبأَنَا عبد الله بْنُ عَلِيٍّ الآبَنُوسِيُّ أَنْبَأَنَا عُمَرُ ابْن مُحَمَّد بن عبد الله النَّجَّارُ أَنْبَأَنَا أَبُو نَصْرِ بْنُ شَاذَانَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَرَفَةَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا مَالِكٌ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابر(3/106)
ابْن عبد الله قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بِرُّوا آبَاءَكُمْ يبركم أبناؤكم وعفوا تعف نِسَاؤُكُمْ ".
وَأما حَدِيث حُذَيْفَة فَلهُ طَرِيقَانِ: الطَّرِيق الأول: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي بْن أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا حَمَدُ بْنُ أَحْمَدَ الْحَدَّادُ أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الدِّمَشْقِيُّ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ حَدَّثَنَا مَسْلَمَةُ بْنُ عَلِيٍّ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ شَقِيقٍ عَنْ حُذَيْفَةَ ابْن الْيَمَانِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِيَّاكُمْ وَالزِّنَا فَإِنَّ فِيهِ سِتَّ خِصَالٍ: ثَلاثًا فِي الدُّنْيَا وَثَلاثًا فِي الآخِرَةِ، فَأَمَّا الَّتِي فِي الدُّنْيَا: فَإِنَّهُ يُذْهِبُ الْبَهَاءَ وَيُورِثُ الْفَقْرَ وَيَقْتَصُّ الْعُمْرَ.
وَأَمَّا الَّتِي فِي الآخِرَةِ: فَإِنَّهُ يُورِثُ سَخَطَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَسُوءَ الْحِسَابِ وَالْخُلُودَ فِي النَّار ".
الطَّرِيق الثَّانِي: رَوَى أَبَانُ بْنُ نَهْشَلٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ شَقِيقٍ عَنْ حُذَيْفَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِيَّاكُمْ وَالزِّنَا فَإِنَّ فِيهِ سَتَّ خِصَالٍ: ثَلاثٌ فِي الدُّنْيَا وَثَلاثٌ فِي الآخِرَةِ، فَأَمَّا اللَّوَاتِي فِي الدُّنْيَا: فَإِنَّهُ يُذْهِبُ الْبَهَاءَ وَيَقْطَعُ الرِّزْقَ وَيُورِثُ الْفَقْرَ، وَأَمَّا اللَّوَاتِي فِي الآخِرَةِ: يسْخط الرب عزوجل وَسُوءُ الْحِسَابَ وَالْخُلُودُ فِي النَّارِ ".
وَأَمَّا حَدِيثُ أَنَسٍ: أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّنُوخِيُّ حَدَّثَنَا كَعْبُ بْنُ عَمْرِو بْنِ جَعْفَرٍ أَبُو النَّضر البلخى حَدثنَا أبورخا عرس بن فهدا الْمَوْصِلِيُّ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ
هَارُونَ عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِيَّاكُمْ وَالزِّنَّا فَإِنَّ فِيهِ سَتَّ خِصَالٍ: ثَلاثٌ فِي الدُّنْيَا وَثَلاثٌ فِي الآخِرَةِ، فَأَمَّا اللَّوَاتِي فِي دَارِ الدُّنْيَا: فَذِهَابُ نُورِ الْوَجْهِ وَسُرْعَةُ الْفَنَاءِ وَانْقِطَاعُ الرِّزْقَ، وَأَمَّا اللَّوَاتِي فِي الآخِرَةِ: فَيُغْضِبُ الرَّبَّ وَسُوءُ الْحِسَابَ وَالْخُلُودُ فِي النَّارِ إِلا أَنْ يَشَاءَ الله عزوجل ".(3/107)
لَيْسَ فِي هَذِه الاحاديث شئ يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أَمَّا حَدِيثُ عَلَى عَلَيْهِ السَّلام فَقَالَ ابْن حبَان: عِيسَى بن عبد الله يرْوى عَنْ أَبِيهِ عَنْ آبَائِهِ أَشْيَاء مَوْضُوعَة وَكَانَ يهم ويخطئ فَبَطل الِاحْتِجَاج بِهِ.
قَالَ ابْن عَدِي: وَمُحَمّد بْن أَحْمَدَ بْن يَزِيد حدث بأَشْيَاء مُنكرَة وَيسْرق الحَدِيث.
وَأما حَدِيث ابْن عَبَّاس فَفِي الطَّرِيق الأَوَّل عَمْرو بْن جَمِيع.
قَالَ يَحْيَى: هُوَ كَذَّاب خَبِيث.
وَقَالَ ابْن عَدِيّ: كَانَ يتهم.
وَقَالَ النَّسَائِيّ وَالدَّارقطني: مَتْرُوك وَفِي الطَّرِيق الثَّانِي وَالثَّالِث إِسْحَاق بْن نجيح.
قَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل: هُوَ أكذب النَّاس.
وَقَالَ يَحْيَى: مَعْرُوف بِالْكَذِبِ وَوضع الْحَدِيث.
وَقَالَ ابْن حبَان: دجال يضع الحَدِيث عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صراحا.
وَأَمَّا حَدِيث جَابِر فَإِن مُحَمَّد بْن يُونُسَ هُوَ الْكُدَيْمِي وَكَانَ كذابا.
قَالَ الْعَقِيلِيّ وعَلى بْن قُتَيْبَة: يرْوى عَن الثقاة البواطيل.
وَأَمَّا حَدِيث حُذَيْفَة، فَفِي الطَّرِيق الأَوَّل مسلمة بْن عَلِي.
قَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ.
وَقَالَ النَّسَائِيّ وَالدَّارقطني: مَتْرُوك، وَفِي رُوَاته مسلمة عَنْ عبد الرحمن الْكُوفِيّ عَنِ الأَعْمَش.
وَفِي الطَّرِيق الثَّانِي أبان بْن نهشل.
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ جِدًّا، يرْوى عَن الثقاة مَا لَيْسَ مِنْ أَحَادِيثِهِمْ، لَا يَجُوز الِاحْتِجَاج بِهِ.
قَالَ: وَلَا أصل لِهَذَا الْحَدِيث الَّذِي رَوَاهُ عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَأَمَّا حَدِيث أَنَس، فَقَالَ أَبُو بَكْر الْخَطِيب: إِسْنَاده كلهم ثقاة سِوَى كَعْب فَقَالَ ابْن أَبِي الفوارس: كَانَ كَعْب سيئ الْحَال فِي الحَدِيث.
بَاب عُقُوبَة من زنى بيهودية أَوْ نَصْرَانِيَّة روى عُبْدُوسُ بْنُ خَلادٍ عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ عَطَاءٍ عَنْ هِشَامِ بن حسان عَن(3/108)
الْحسن عَن عبد الله بْنِ مَسْعُودٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " من زَنَى بِيَهُودِيَّةٍ أَوْ نَصْرَانِيَّةٍ أَحْرَقَهُ اللَّهُ فِي قَبْرِهِ ".
قَالَ أَبُو زرْعَة: هَذَا بَاطِل مَوْضُوع، وَكذب عَبدُوس.
بَاب فِي كَيْفيَّة حشر أَوْلَاد الزِّنَا أَنبأَنَا عبد الْوَهَّاب بن الْمُبَارك أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا العتيقي أَنبأَنَا يُوسُف ابْن أَحْمَدَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ حَدَّثَنَا عَارِمٌ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ عِيَاضٍ عَنْ عِيسَى بْنِ حَطَّانَ الرَّقَاشِيِّ عَن عبد الله بْنِ عَمْرٍو أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَوْلادُ الزِّنَا يُحْشَرُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي صُورَةِ الْخَنَازِيرِ ".
هَذَا حَدِيث مَوْضُوع لَا أَصْلَ لَهُ.
قَالَ الْعَقِيلِيّ: لَا يحفظ من وَجه يثبت.
قَالَ المُصَنّف قُلْت: وَزيد بْن عِيَاض قَدْ طعن فِيهِ أَيُّوب السِّخْتِيانِيّ، وعَلى ابْن زَيْد قَالَ فِيهِ أَحْمَد وَيَحْيَى: لَيْسَ بشئ.
بَاب فِي أَن ولد الزِّنَا لَا يدْخل الْجنَّة فِيهِ عَن عبد الله بْن عَمْرو وأبى هُرَيْرَة.
فَأَما حَدِيث عبد الله بْن عَمْرو فَلهُ طَرِيقَانِ: الطَّرِيق الأول: أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنبأَنَا أَبُو بكر أَحْمد بن عَلِيٍّ أَنْبَأَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مَهْدِي أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْحَسَنِ بْنِ عَرَفَةَ حَدثنَا
عمر بن عبد الرحمن أَبُو حَفْصٍ الأَبَّارُ حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بن الْمُعْتَمِر عَن عبد الله بْنِ مُرَّةَ عَنْ جَابَانَ عَنْ عبد الله بْنِ عَمْرٍو عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ أَرْبَعَةٌ: مَدْمُنُ خَمْرٍ، وَلا عَاقٌ وَالِدَيْهِ، وَلا مَنَّانٌ، وَلَا ولد زنية ".
الطَّرِيق الثَّانِي: أَنْبَأَنَا مَوْهُوبُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْبُسْرِيُّ أَنبأَنَا(3/109)
أَحْمَدُ بْنُ الصَّلْتِ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ الْهَاشِمِيُّ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَرْوَزِيُّ حَدَّثَنَا مُؤَمِّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ سَالِمِ ابْن أَبِي الْجَعْدِ عَنْ جَابَانَ عَنْ عبد الملك بْنِ عَمْرٍو قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَاقٌّ وَلا مُدْمِنُ خَمْرٍ وَلا وَلَدُ زِنَا وَلا مَنْ أَتَى ذَاتَ مَحْرَمٍ وَلا مَنِ ارْتَدَّ أَعْرَابِيًّا بَعْد هِجْرَة ".
الطَّرِيق الثَّالِث: أَنْبَأَنَا الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ أَنْبَأَنَا يُوسُفُ بْنُ رَبَاحٍ الْمِصْرِيُّ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ بُنْدَارٍ الأُذُنِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو طَاهِرِ بْنُ فِيلٍ حَدَّثَنَا عَامِرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبَغْدَادِيُّ حَدَّثَنَا مُؤَمِّلٌ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ عَنْ مُجَاهِدٍ عَن عبد الله بْنِ عَمْرٍو قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَاقٌّ وَلا مَنَّانٌ وَلا مُرْتَدٌّ أَعْرَابِيًّا بَعْدَ هِجْرَةِ وَلا وَلَدُ زِنَا وَلا من أَتَى ذَات محرم " وَأما حَدِيث أَبِي هُرَيْرَةَ فَلهُ ثَلَاثَة طرق: الطَّرِيق الأول: أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُور مُحَمَّد بن عبد الملك وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالا أَنبأَنَا ابْن الْمَأْمُون حَدثنَا الدَّارقطني حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ حَدَّثَنَا حَمْدَانُ بْنُ عُمَرَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ حَدَّثَنَا أَبُو إِسْرَائِيلَ ح.
وأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي بْن أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا حَمَدُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ أَحْمد بن عبد الله الْحَافِظ حَدثنَا إِبْرَاهِيم ابْن مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ حَدَّثَنِي بَرَكَةُ بْنُ مُحَمَّد الْحلَبِي حَدثنَا يُوسُف ابْن أَسْبَاطٍ عَنْ أَبِي إِسْرَائِيلَ عَنْ فُضَيْلِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ وَلَدُ زِنَا، وَلا وَالِدُهُ، وَلا وَلَدُ وَلَده ".
الطَّرِيق الثَّانِي: أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا حَمْزَةُ بْنُ دَاوُدَ الثَّقَفِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زُنْبُورٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ عَنْ سُهَيْلٍ عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ(3/110)
رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم: " - فرج -[فرخ] الزِّنَا لَا يدْخل الْجنَّة ".
الطَّرِيق الثَّالِث: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الأَوَّلِ أَنْبَأَنَا الداوودى أَنْبَأَنَا ابْنُ أَعْيَنَ السَّرَخْسِيُّ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خُزَيْمٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ بن حميد حَدثنَا عبد الرحمن بْنُ سَعْدٍ الرَّازِيُّ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَبِي قَيْسٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الرحمن بْنِ أَبِي ذِئَابٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَدْخُلُ وَلَدُ الزِّنَا وَلَا شئ مِنْ نَسْلِهِ إِلَى سَبْعَةِ آبَاءٍ الْجَنَّةَ ".
لَيْسَ فِي هَذِه الْأَحَادِيث شئ يَصح.
أما حَدِيث ابْن عَمْرو فَذكر الْبُخَارِي فِي تَارِيخه أَنَّهُ قد روى من قَول عبد الله بْن عَمْرو وَلَا يَصح.
قَالَ: وَلَا يعرف لجابان سَماع من عبد الله بْن عَمْرو وَقَالَ الْبُخَارِي: هُوَ مَجْهُول.
وَأَمَّا الطَّرِيق الثَّانِي فَفِيهِ عَبْد الْكَرِيم، وَقَدْ كذبه أَيُّوب السِّخْتِيانِيّ، وَقَالَ أَحْمَد وَيَحْيَى: لَيْسَ بشئ، وَقَالَ الدَّارقطني: مَتْرُوك.
وَأما حَدِيث أبي هُرَيْرَة فمدار الطَّرِيق الأَوَّل عَلَى إِسْرَائِيل.
قَالَ يَحْيَى: أَصْحَاب الْحَدِيث لَا يَكْتُبُونَ حَدِيثه، وَقَدْ ضعفه التِّرْمِذِيّ وَالدَّارقطني.
قَالَ الدَّارقطني: ثُمَّ اخْتلف عَلَى مُجَاهِد فِي هَذَا الْحَدِيث عَلَى عشرَة أوجه، فَتَارَة يرْوى عَنْ مُجَاهِد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَتارَة عَنْ مُجَاهِد عَنِ ابْن عُمَر، وَتارَة عَنْ مُجَاهِد عَنْ أَبِي ذئاب، وَتارَة يرْوى مَوْقُوفا، إِلَى غَيْر ذَلِكَ، وَكله من تَخْلِيط الروَاة.
وَفِي
الطَّرِيق الثَّانِي من لَا يعرف.
وَفِي الثَّالِث إِبْرَاهِيم بْن مهَاجر، ضعفه الْبُخَارِي وَالنَّسَائِيّ.
ثُمَّ أَي ذَنْب - لَو -[لولد] الزِّنَا حَتَّى يمنعهُ من دُخُول الْجَنَّة.
فَهَذِهِ الْأَحَادِيث تخَالف الْأُصُول، وَأَعْظَم مَا فِي قَوْله تَعَالَى (وَلا تَزِرُ وَازِرَة وزر أُخْرَى) .
بَاب فِي ذمّ اللوط وعقوبة اللوطى حَدِيث فِي أَن اللوطي يبْقى جنبا وَإِن اغْتسل: أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَطِيبُ حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَلِيٍّ حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِم(3/111)
الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ دِينَارٍ الْوَرَّاقُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ سُهَيْلٍ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ زَنْجَوَيْهِ عَنْ عبد الله بْنِ بَكْرٍ السَّهْمِيِّ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنْسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوِ اغْتَسَلَ اللُّوطِيُّ بِمَاءِ الْبِحَارِ لَمْ يَجِئْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلا جُنُبًا ".
قَالَ الْخَطِيب: الرِّجَال المذكورون فِي إِسْنَاد هَذَا الْحَدِيث كلهم ثقاة غَيْر أَبِي سُهَيْل وَهُوَ الَّذِي ضعفه.
حَدِيث آخر فِي ذَلِكَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُبَارَكٍ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْخَلالُ حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ أَحْمَدَ الْهَاشِمِيُّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ نُوحٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَيَّانَ حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ مُسَافِرٍ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَن عَلْقَمَة عَن عبد الله قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللُّوطِيَّانِ لَوِ اغْتَسَلا بِمَاءِ الْبَحْرِ لَمْ يُجْزِهِمَا إِلا أَنْ يَتُوبَا ".
وَهَذَا مَوْضُوع.
قَالَ ابْن حبَان: روح بْن مُسَافر كَانَ يرْوى الموضوعات عَنِ الْأَثْبَات، لَا تحل الرِّوَايَة عَنْهُ.
حَدِيث فِي عُقُوبَة اللوطي: أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْمُوَحِّدُ أَنْبَأَنَا هَنَّادُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ النَّسَفِي حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَمِيلٍ الطَّالَقَانِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ
الطَّالَقَانِيُّ حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ عبد المجيد الْهَرَوِيُّ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَفَّانَ النَّيْسَابُورِيُّ قَالَ سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من قَبَّلَ غُلامًا بِشَهْوَةٍ عَذَّبَهُ اللَّهُ فِي النَّارِ أَلْفَ سَنَةٍ، وَمَنْ جَامَعَهُ لَمْ يَجِدْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ، وريحها يُوجد من مسيرَة خَمْسمِائَة عَامٍ، إِلا أَنْ يَتُوبَ ".
هَذَا حَدِيث مَوْضُوع.
قَالَ أَبُو حَاتِم بْن حبَان: دَاوُد بْن عَفَّان شيخ كَانَ يَدُور بخراسان وَيَزْعُم أَنَّهُ سمع من أَنَس بْن مَالِك وَيَضَع عَلَيْهِ رَوَى نُسْخَة مَوْضُوعَة.
حَدِيث آخر فِي ذَلِكَ: أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد السَّمرقَنْدِي أَنبأَنَا ابْن مسْعدَة(3/112)
أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمد بن عدي سَمِعت أَبَا جَعْفَرٍ الْقَاصُّ سَمِعْتُ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ حَدَّثَنَا سِنَانٌ حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ بَدْرٍ عَنْ أَبِي هَارُونَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من قَبَّلَ غُلامًا لِشَهْوَةٍ لَعَنَهُ اللَّهُ، فَإِنْ صَافَحَهُ بِشَهْوَةٍ لَمْ يُقْبَلْ من صَلاتُهُ، فَإِنْ عَانَقَهُ لِشَهْوَةٍ ضُرِبَ بِسِيَاطٍ مِنْ نَارٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَإِنْ فَسَقَ بِهِ أَدْخَلَهُ اللَّهُ النَّارَ ".
هَذَا حَدِيث مَوْضُوع.
وَأَبُو هَارُون الْعَبْدي قَدْ ذَكرْنَاهُ فِي مَوَاضِع من كتَابنَا هَذَا وَأَنه كَانَ كذابا.
قَالَ أَحْمَد: لَيْسَ بشئ، وَقَالَ يَحْيَى: الرَّبِيع بْن بدر لَيْسَ بشئ.
وَأَمَّا أَحْمَد بْن مُحَمَّد فَهُوَ غُلَام خَلِيل، وَقَدْ ذَكَرْنَا فِي مَوَاضِع أَنَّهُ كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ، وَهُوَ الْمُتَّهم عِنْدِي فِي هَذَا الْحَدِيث، لِأَن ابْن عَدِي حكى عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: وَضعنَا أَحَادِيث نرقق بِهَا قُلُوب الْعَامَّة، قَالَ ابْن عَدِي: وَهَذَا الْحَدِيث بَاطِل بِهَذَا الاسناد وَبِغَيْرِهِ.
حَدِيث فِي عُقُوبَة اللوطي فِي قَبره: أَنْبَأَنَا ابْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر بن عَلان أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَتْحِ الأَزْدِيُّ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَامِرٍ النُّصَيْبِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي غَسَّانَ حَدَّثَنَا سَلمَة
ابْن شَبِيبٍ حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّخَاوِيُّ عَنْ مُسْلِمِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمِّ دِرْهَمٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللُّوطِيُّ إِذَا مَاتَ وَلَمْ يَتُبْ مُسِخَ فِي قَبْرِهِ خِنْزِيرًا ".
هَذَا حَدِيث لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَفِي إِسْنَادِهِ مَرْوَان ابْن مُحَمَّد.
قَالَ ابْن حبَان: رَوَى الْمَنَاكِير لَا يَحِلُّ الاحْتِجَاجُ بِهِ.
وَقَالَ الدَّارقطني ذَاهِب الْحَدِيث.
وَفِيهِ مُسْلِم بْن خَالِد الزنْجِي.
قَالَ ابْن الْمَدِينِيّ: لَيْسَ بشئ.
قَالَ الْأَزْدِيّ: وَإِسْمَاعِيل بْن أم دِرْهَم لَا يحْتَج بحَديثه.
حَدِيث فِي وقاحة الْمُمكن من نَفْسه: أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد أَنبأَنَا ابْن(3/113)
مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنبأَنَا أَبُو أَحْمد بن عدي حَدثنَا عَمْرو بن حَفْص ابْن عَبْدِ الْجَبَّارِ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ سِنَان حَدثنَا عبد الله بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْغِفَارِيُّ عَنِ الْمُنْكَدِرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا امْرِؤٌ أَقَلّ حَيَاءً مِنِ امْرِئٍ أَمْكَنَ مِنْ دُبُرِهِ ".
وَهَذَا لَا يَصح عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَقَالَ الدَّارقطني: حَدِيث عبد الله بْن إِبْرَاهِيمَ مُنكر وَنسبه ابْن حبَان إِلَى أَنَّهُ كَانَ يضع الْأَحَادِيث.
قَالَ: وَلَا يحْتَج بالمنكدر.
وَأَمَّا يَزِيد بْن سِنَان فَقَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ.
حَدِيث فِي عُقُوبَة الْمُمكن من نَفْسه: أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد أَنبأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَبِيبٍ حَدثنَا دِينَار بن عبيد الله مَوْلَى أَنَسٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَتَى فِي الدُّبُرِ سَبْعَ مَرَّاتٍ حَوَّلَ اللَّهُ شَهْوَتَهُ مِنْ قُبُلِهِ إِلَى دُبُرِهِ ".
هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ ابْن حبَان:
دِينَار يرْوى عَنْ أَنَس الموضوعات لَا يحل ذكره بَالا بالقدح فِيهِ.
بَاب فِي أَن الْمَجْنُون من أفنى عمره بالمعاصى أَنْبَأَنَا زَاهِرُ بْنُ طَاهِرٍ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَيْهَقِيُّ أَنْبَأَنَا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ النَّيْسَابُورِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ التَّسْتُرِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الطَّالَكَانِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو مُقَاتِلٍ السَّمَرْقَنْدِيُّ حَدَّثَنَا عَوْفُ بْنُ أَبِي جَمِيلَةَ عَنْ خَلاسٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلاثَةٍ: عَنِ الْغُلامِ حَتَّى يَحْتَلِمَ وَإِنْ لَمْ يَحْتَلِمْ حَتَّى يَكُونَ لَهُ ثَمَانِي عَشْرَةَ، وَعَنِ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ فَإِنْ طَلَّقَ فِي مَنَامِهِ لَمْ يَقَعِ الطَّلاقُ، وَعَن(3/114)
الْمَجْنُونِ حَتَّى يَصِحَّ.
قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَنِ الْمَجْنُونُ؟ قَالَ: مَنْ أَبْلَى شَبَابَهُ فِي مَعْصِيَةِ الله عزوجل ".
هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: كَانَ الطالكانى وضاعا للْحَدِيث.
بَاب ذمّ الْغناء أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي بْن أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا حَمَدُ بْنُ أَحْمَدَ الْحَدَّادُ أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بن الْحسن حَدثنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ الطَّبَرِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ خَيْثَمٍ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ " أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمِعَ رَجُلا يَتَغَنَّى مِنَ اللَّيْلِ، فَقَالَ: لَا صَلاةَ لَهُ حَتَّى مَثلَهَا ثَلاثَ مَرَّاتٍ ".
هَذَا حَدِيث لَمْ يَصح.
قَالَ يَحْيَى بْن معِين: سَعِيد لَيْسَ بِثِقَة أَحَادِيثه بَوَاطِيلُ وَقَالَ النَّسَائِيّ: مَتْرُوك الحَدِيث.
بَاب فِي إِبَاحَة الْغناء فِيهِ عَنِ ابْن عَبَّاسٍ وعَائِشَة: فَأَما حَدِيث ابْن عَبَّاس: أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْجُرَيْرِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو طَالِبٍ الْعُشَارِيُّ حَدثنَا الدَّارقطني حَدثنَا على بن عبد الله بْنِ مُبَشِّرٍ حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى الْبَزَّازُ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا أَبُو أويس حَدثنَا حُسَيْن بن عبد الله بْنِ عَبَّاسٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِحسان ابْن ثَابِتْ وَقَدْ رَشَّ فِنَاءَ أَطَمِهُ وَجَلَسَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمَّاطِينَ وَجَارِيَةٌ لَهُ يُقَالُ لَهُ سِيرِينُ مَعَهَا مِزْهَرُهَا تَخْتَلِفُ بِهِ بَيْنَ الْقَوْمِ وَهِيَ تغنيهم، فَلَمَّا(3/115)
مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم لم يَأْمُرهُم وَلم ينهم، فَانْتَهَى إِلَيْهَا وَهِيَ تَقُولُ فِي غِنَائِهَا: هَلْ عَلَى وَيْحِكُمْ إِنْ لَهَوْتُ مِنْ حَرَجٍ.
فَضَحِكَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ: لاحرج إِن شَاءَ الله ".
قَالَ الدَّارقطني: تفرد بِهِ حُسَيْن عَنْ عِكْرِمَة وَتفرد بِهِ أَبُو أويس عَنْهُ ".
قَالَ المُصَنّف قُلْت: أما حُسَيْن فَقَالَ عَلِي بْن الْمَدِينِيّ: تركت حَدِيثُهُ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ السعدى: لَا يشْتَغل بحَدِيثه.
وَأما أَبُو أويس فاسمه عبد الله بن عبد الله بْن أويس.
قَالَ أَحْمَد وَيَحْيَى: ضَعِيف الْحَدِيث.
وَقَالَ يَحْيَى مرّة: كَانَ يسرق الحَدِيث.
[وَأما حَدِيث] عَائِشَة أَنْبَأَنَا الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ حَدَّثَنِي أَبُو نصر على بن عبد الله الْبَغْدَادِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو إِبْرَاهِيمَ أَحْمَدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ مَيْمُونٍ الْعَلَوِيُّ أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ أَبُو الْفَتْحِ الْبَغْدَادِيُّ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ نَصْرِ بْنِ جَرِيرٍ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ حَدَّثَنَا بَكَّارُ بن عبد الله بْنِ وَهْبٍ قَالَ سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي مُلَيْكَةَ يَقُولُ سَمِعْتُ عَائِشَةَ تَقُولُ: " كَانَتْ
عِنْدِي امْرَأَةٌ تُسْمِعُنِي، فَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهِيَ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ ثُمَّ دَخَلَ فَفَرَّتْ، فَضَحِكَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ عُمَرُ: مَا يُضْحِكُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَحَدَّثَهُ فَقَالَ: وَاللَّهِ لَا أَخْرُجُ حَتَّى أَسْمَعَ مَا سَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَسْمَعَتهُ ".
قَالَ الْخَطِيب: أَبُو الْفَتْح الْبَغْدَادِيّ واهي الْحَدِيث سَاقِط الرِّوَايَة، وأحسب مُوسَى بْن نصر بْن جَرِير اسْما ادَّعَاهُ وَشَيخنَا اختلقه، وأصل الْحَدِيث بَاطِل.
وَالله أعلم.
بَاب فِي اللّعب بالكعاب أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد أَنبأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُف أَنبأَنَا(3/116)
أَبُو أَحْمَدَ بْنِ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنِي عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ الْفَضْلِ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ نَجِيحٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ اللُّهْوِ كُلِّهُ حَتَّى لِعْبِ الصِّبْيَانِ بِالْكِعَابِ ".
هَذَا حَدِيث مَوْضُوع وَالْمُتَّهَم بِهِ إِسْحَاق.
قَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل: هُوَ أكذب النَّاس.
وَقَالَ يحيى: هُوَ مَعْرُوف بِوَضْع الحَدِيث.
بَاب فِي الْكَبَائِر أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا الْعَتَيقِيُّ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا الْعُقَيْلِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ حَدَّثَنَا عبد الله بْنُ يُوسُفَ الْجُبَيْرِيُّ حَدَّثَنَا مَعانٌ أَبُو صَالِحٍ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كُلُّ مَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ كَبِيرةٌ حَتَّى لَعِبِ الصِّبْيَانِ بِالْقُمَارِ ".
هَذَا حَدِيث مَوْضُوع، وَكَانَ معَان يحدث عَن الثقاة بالمنكرات: قَالَ ابْن
حبَان: لَا يشبه حَدِيثه حَدِيث الْأَثْبَات فَاسْتحقَّ التّرْك.
بَاب فِي الْخُرُوج من الْمَظَالِم أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد أَنبأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنِ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا حَمْزَةُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْجَوْهَرِيُّ وَعِمْرَانُ بْنُ مُوسَى وَغَيْرُهُمَا قَالُوا حَدَّثَنَا إِسْحَاق ابْن وَهْبٍ الْطَهْرَمَسِيُّ قَرْيَةٌ مِنْ قُرَى مِصْرَ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنَا مَالِكٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَرَدُّ دَانِقٍ مِنْ حَرَامٍ يَعْدِلُ عِنْدَ الله عزوجل سَبْعِينَ أَلْفَ حَجَّةٍ " ح.
وَأَنْبَأَنَاهُ ابْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْقَادِرِ ابْن يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَن الْبَرْمَكِيّ أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ بَطَّةَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ حَدَّثَنَا أَبُو ذَرٍّ الْبَصْرِيُّ أَنْبَأَنَا إِسْحَاقُ بْنُ وَهْبٍ فَذَكَرَهُ وَقَالَ سبعين حجَّة.(3/117)
هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمُتَّهَم بِهِ إِسْحَاق.
قَالَ ابْن حبَان: كَانَ يضع الْحَدِيث صراحا وَلَا يحل ذكره إِلَّا عَلَى سَبِيل الْقدح فِيهِ.
وَقَدْ سرق هَذَا الْحَدِيث أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الصَّلْت الْهَرَوِيّ فَرَوَاهُ عَنْ يَحْيَى ابْن سُلَيْمَان بْن نَضْلَة عَنْ مَالِك.
وَقَالَ فِيهِ: " لرد دانق من حرَام أفضل عِنْدَ الله من سبعين حجَّة مبرورة ".
وَرَوَاهُ عَنْ هَنَّادٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَن عبيد الله بْنُ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ مَوْقُوفًا: " لَرَدُّ دَانِقٍ من حرَام أفضل عِنْدَ اللَّه عزوجل مِنْ مِائَةِ أَلْفٍ تُنْفَقُ فِي سَبِيل الله عزوجل ".
قَالَ ابْن حبَان: كَانَ أَحْمَد بْن مُحَمَّد يضع الْحَدِيث.
وَقَالَ ابْن عَدِي: مَا رَأَيْت فِي الْكَذَّابين أقل حَيَاء من أَحْمَد بن مُحَمَّد بن الصَّلْت.
بَاب كَفَّارَة الْغَيْبَة فِيهِ عَنْ سهل وَأنس وَجَابِر:
أما حَدِيث سهل: فَأَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُرَاتِ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ الْجَرَّاحِ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا اغْتَابَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْيَسْتَغْفِرِ اللَّهَ فَإِنَّهَا كَفَّارَة لَهُ ".
وَأما حَدِيث أَنَس فَأَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَسْوُنٍ أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ ح.
وَأَنْبَأَنَا ابْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ طَلْحَةَ قَالا: أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْحَسَنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْمُنْذِرِ أَنْبَأَنَا ابْنُ صَفْوَانَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْقُرَشِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ حَدَّثَنَا أَبى حَدثنَا عَنْبَسَة بن عبد الرحمن(3/118)
الْقُرَشِيُّ عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَفَّارَةُ مَنِ اغْتَبْتَ أَن تستغفر لَهُ ".
وَأما حَدِيث جَابِر: فَأَنْبَأَنَا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْجَرِيرِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو خَالِد العشارى حَدثنَا الدَّارقطني حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ عِيسَى الْعَطَّارِ حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الأَيْلِيُّ حَدَّثَنَا مُفَضَّلُ بْنُ لاحِقٍ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ سَمِعْتُ جَابر بن عبد الله يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ اغْتَابَ رَجُلا ثُمَّ اسْتَغْفَرَ لَهُ مِنْ بَعْدَ ذَلِكَ غُفِرَتْ لَهُ غَيْبَتُهُ ".
هَذِه الْأَحَادِيث لَيْسَ فِيهَا شئ صَحِيح.
أما الأَوَّل: فَقَالَ ابْن عَدِي: هُوَ مِمَّا وَضعه سُلَيْمَان بْن عَمْرو عَلَى أَبِي حَازِم.
قَالَ أَحْمَد وَيَحْيَى: كَانَ سُلَيْمَان يضع الحَدِيث.
وَأما الثَّانِي فَقَالَ يحيى: عَنْبَسَة لَيْسَ بشئ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوك.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لَا يَحِلُّ الاحْتِجَاجُ بِهِ.
وَأَمَّا الثَّالِث فَقَالَ الدَّارقطني: تفرد بِهِ حَفْص عَنْ مفضل وَحَفْص ضَعِيف.
وَقَالَ النَّسَائِيّ: حَفْص لَيْسَ بِثِقَة.
وَقَالَ ابْن حبَان: كَانَ يقلب الْأَسَانِيد لَا يَجُوز الِاحْتِجَاج بِهِ إِذا انْفَرد.
بَاب قبُول التَّوْبَة أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي بْن أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا حَمَدُ بْنُ أَحْمَدَ الْحَدَّادُ أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ أَحْمد بن عبد الله الْحَافِظُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْيَقْطِينِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاذِ بْنِ عِيسَى بْنِ ضِرَارٍ الْهَرَوِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيُّ أَحْمد بن عبد الله الجويبارى حَدثنَا وَكِيع بن - أجراح -[الْجَرَّاحِ] عَنْ مِسْعَرٍ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا كَانَ يَوْم الْقِيَامَة جئ بِالتَّوْبَةِ فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ وَأَطْيَبِ رِيحٍ، فَلا يَجِدُ رِيحَهَا إِلا مُؤمن(3/119)
فَيَقُول الْكَافِر: يَا وليتاه أَتَاكِ هَؤُلاءِ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ يَجِدُونَ رِيحًا طَيِّبَةً وَلا يَجِدُهَا.
قَالَ: فَتُكَلِّمُهُمُ التَّوْبَةُ فَتَقُولُ: لَوْ قَبِلْتُمُونِي فِي الدُّنْيَا لأَطَبْتُ رِيحَكُمُ الْيَوْمَ.
قَالَ فَيَقُول الْكَافِر: أَنا أقبك الآنَ.
قَالَ: فَيُنَادِي مَلَكٌ مِنَ السَّمَاءِ: لَوْ أَتَيْتُمْ بِالدُّنْيَا وَمَا فِيهَا وَكَلِّ ذَهَبٍ وَفِضَّةٍ وَبِكُلِّ شئ كَانَ فِي الدُّنْيَا مَا قُبِلَ مِنْكُمُ تَوْبَةٌ.
قَالَ: فَتَتَبَرَّأُ مِنْهُمُ التَّوْبَة، فتتبرأ مِنْهُم الْمَلَائِكَة ويجئ الْخَيْرُ، فَمَنْ شَمَّتْ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً تَرَكَتْهُ، وَمَنْ لَمْ تَشُمّ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً أَلْقَتْهُ فِي النَّارِ ".
هَذَا حَدِيث مَوْضُوع عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَفِي إِسْنَاده الجويباري، وَقَدْ سبق فِي كتَابنَا أَنَّهُ كَانَ يضع الْحَدِيث، وَقَدْ ضهد عَلَيْهِ الْوَضع ابْن عَدِيٍّ وَابْن حبَان الحافظان، وَقَدْ رَوَى إِسْمَاعِيل بْن يَحْيَى التَّيْمِيّ نَحوه عَنْ مسعر.
قَالَ ابْن عَدِي: إِسْمَاعِيل يحدث عَن الثقاة بِالْبَوَاطِيل.
وَقَالَ الدَّارقطني: كَذَّاب مَتْرُوك.
وَقَالَ ابْن حِبَّانَ: لَا تحل الرِّوَايَة عَنْهُ بِحَال.
بَاب قبُول تَوْبَة الزانى وَالْقَاتِل أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا الْعَتَيقِيُّ أَنْبَأَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا الْعُقَيْلِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الصَّائِغُ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ شُعَيْبِ بْنِ ثَوْبَانَ عَنْ فُلَيْحٍ عَنْ عَبْدِ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: " صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعَتْمَةَ ثُمَّ انْصَرَفْتُ، فَإِذَا امْرَأَةٌ عِنْدَ بَابِي، فَسَلَّمْتُ ثُمَّ فَتَحْتُ وَدَخَلْتُ، فَبَيْنَا أَنَا فِي مَسْجِدِي أُصَلِّي إِذْ نَقَرَتِ الْبَابَ، فَأَذِنْتُ لَهَا فَدَخَلَتْ، فَقَالَتْ: إِنِّي جِئْتُ أَسْأَلُكَ عَنْ عَمَلٍ عَمِلْتُهُ هَلْ لَهُ مِنْ تَوْبَةٍ إِنِّي زَنَيْتُ وَوَلَدْتُهُ وقتلته؟ فَقلت لَهَا: لانعمة عَيْنٍ وَلا كَرَامَةَ، فَسَلَّمَتْ وَهِيَ تَدْعُو بِالْحَسْرَةِ وَتَقُولُ: وَاحَسْرَتَاهُ أَخلق هَذَا الْجَسَدَ النَّارَ.
قَالَ: ثُمَّ صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ تِلْكَ اللَّيْلَةِ ثُمَّ جَلَسْنَا نَنْتَظِرُ الإِذْنَ عَلَيْهِ، فَأَذِنَ لَنَا فَدَخَلْنَا ثُمَّ خَرَجَ مَنْ كَانَ مَعِي وَتَخَلَّفْتُ، فَقَالَ مَالك: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أَلَكَ حَاجَةٌ؟(3/120)
فَقُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّيْتُ مَعَكَ الْعَتْمَةَ ثُمَّ انْصَرَفْتُ فَقَصَصْتُ عَلَيْهِ مَا قَالَتِ الْمَرْأَةُ.
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا قُلْتَ لَهَا؟ قَالَ قُلْتُ: وَلا نِعْمَةَ عَيْنٍ وَلا كَرَامَةَ.
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بِئْسَ مَا قُلْتَ لَهَا مَا كُنْتَ تَقْرَأُ هَذِهِ الآيَةَ: (وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفس النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ) قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَخَرَجْتُ، فَلَمْ أَتْرُكْ بِالْمَدِينَةِ خُصًّا وَلا دَارًا إِلا وَقَفْتُ عَلَيْهَا، فَقُلْتُ: إِنْ يَكُنْ فِيكُمُ الْمَرْأَةُ الَّتِي جَاءَتْ إِلَى أَبِي هُرَيْرَةَ الْبَارِحَةَ فَلْتَأْتِ وَلْتُبْشِرْ، فَلَمَّا صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعَتْمَةَ، فَإِذَا هِيَ عِنْدَ بَابِي، فَقُلْتُ لَهَا: أَبْشِرِي فَإِنِّي دَخَلْتُ عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرْتُ لَهُ مَا قُلْتِ وَمَا قُلْتُ لَك، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بِئْسَ مَا قُلْتَ لَهَا أَمَا كُنْتَ تَقْرَأُ هَذِهِ الآَيةَ؟ فَقَرَأْتُهَا عَلَيْهِ، فَخَرَّتْ سَاجِدَةً، وَقَالَتْ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي
جَعَلَ لِي مَخْرَجًا وَتَوْبَةً مِمَّا عَمِلْتُ.
إِنَّ هَذَهِ الْجَارِيَةَ وَابْنَهَا حُرَّانِ لَوَجْهِ اللَّهِ، وَإِنِّي فَدَيْتُ مِمَّا عَمِلْتُ ".
هَذَا حَدِيث لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ الْعَقِيلِيّ: عِيسَى ابْن شُعَيْب عَنْ فليح لَا يُتَابع عَلَى حَدِيثه هَذَا، وَعبيد بْن أَبِي عُبَيْد مَجْهُول، وَقَالَ ابْن حبَان: عِيسَى مَتْرُوك.
بَاب مَا يفعل من أَرَادَ التَّوْبَة ذكرت لِذَلِكَ صَلَاة تروى عَنْ أَبِي ذَر قَدْ سبقت فِي كتاب الصَّلَاة.
بَاب تَوْبَة ثَعْلَبَة بن عبد الرحمن أَنبأَنَا الْمُحَمَّدَانِ ابْنُ نَاصِرٍ وَابْنُ عَبْدِ الْبَاقِي قَالا أَنْبَأَنَا حَمَدُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ أَحْمَدُ بن عبد الله الأَصْفَهَانِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمُفِيدُ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ وَمُحَمَّدُ بْنُ اللَّيْثِ الْجَوْهَرِيُّ قَالا حَدَّثَنَا سَلِيمُ بْنُ مَنْصُورِ بْنِ عَمَّارٍ حَدَّثَنَا أَبِي عَنِ الْمُنْكَدِرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَابِرِ بن عبد الله " أَن(3/121)
فَتَى مِنَ الأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ ثَعْلَبَة بن عبد الرحمن أَسْلَمَ وَكَانَ يَخْدُمُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَهُ فِي حَاجَةٍ فَمَرَّ بِبَابِ رَجُلٍ مَنَ الأَنْصَارِ فَرَأَى امْرَأَةَ الأَنْصَارِيِّ تَغْتَسِلُ فَكَرَّرَ إِلَيْهَا النَّظَرَ وَخَافَ أَنْ يَنْزِلَ الْوَحْيُ عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَخَرَجَ هَارِبًا عَلَى وَجْهِهِ، فَأتى جبالا بَين مَكَّة والمدنية فَوَلجَهَا، فَفَقَدَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْبَعِينَ يَوْمًا وَهِيَ الأَيَّامُ الَّتِي قَالُوا وَدَعَّهُ رَبُّهُ وَقَلَى، وَأَنَّ جِبْرِيلَ نَزَلَ على رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ إِنَّ رَبَّكَ يُقْرِئُكَ السَّلامُ وَيَقُولُ إِنَّ الْهَارِبَ مِنْ أُمَّتِكَ بَيْنَ هَذِهِ الْجِبَالِ يَتَعَوَّذُ بِي مِنْ نَارِي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا عُمَرُ وَيَا سَلْمَانُ انْطَلِقَا فَأتِيَانِي بِثَعْلَبَةَ بن عبد الرحمن فَخَرَجَا فِي - أبعاد -[أَنْقَابِ] الْمَدِينَةِ فَلَقِيَهُمَا رَاعٍ مِنْ رُعَاةِ الْمَدِينَةِ
يُقَالُ لَهُ دَفَّافَةُ، فَقَالَ لَهُ عمر: يادفافة هَلْ لَكَ عَلَيَّ بِشَابٍّ بَيْنَ هَذِهِ الْجِبَالِ، فَقَالَ لَهُ دَفَّافَةُ: لَعَلَّكَ تُرِيدُ الْهَارِبَ مِنْ جَهَنَّمَ، فَقَالَ عُمَرُ: وَمَا عِلْمُكَ أَنَّهُ هَارِبٌ مِنْ جَهَنَّمَ، قَالَ: لأَنَّهُ إِذَا كَانَ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ خَرَجَ عَلَيْنَا مِنْ هَذِهِ الْجِبَالِ وَاضِعًا يَدَهُ عَلَى أُمِّ رَأْسِهِ وَهُوَ يَقُولُ: لَيْتَكَ قَبَضْتَ رُوحِي فِي الأَرْوَاحِ وَجَسَدِي فِي الأَجْسَادِ وَلَمْ تُجَرِّدْنِي لِفَصْلِ الْقَضَاءِ.
قَالَ: فَغَدَا عَلَيْهِ عُمَرُ فَاحْتَضَنَهُ، فَقَالَ: الأَمَانَ الأَمَانَ، الْخَلاصَ مِنَ النَّارِ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: أَنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، فَقَالَ: يَا عُمَرُ هَلْ عَلِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: لَا عِلْمَ لِي إِلا أَنَّهُ ذَكَرَكَ بِالأَمْسِ فَبَكَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَرْسَلَنِي أَنَا وَسَلْمَانَ فِي طَلَبِكَ، فَقَالَ: يَا عُمَرُ لَا تُدْخِلْنِي عَلَيْهِ إِلا وَهُوَ يُصَلِّي أَوْ بِلالٌ يَقُولُ: قَدْ قَامِتِ الصَّلاةُ، قَالَ: أَفْعَلُ، فَأَقْبَلُوا بِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَوَافَقُوا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي صَلاةِ الْغَدَاةِ، فَبَدَرَ عُمَرُ وَسَلْمَانُ الصَّفَّ، فَمَا سَمِعَ قِرَاءَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى خَرَّ مَغْشِيًا عَلَيْهِ، فَلَمَّا سَلَّمَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: يَا عُمَرُ وَيَا سَلْمَانُ مَا فعل ثَعْلَبَة بن عبد الرحمن؟ قَالا: هَاهُوَ ذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: أَفَلا أَدُلُّكَ عَلَى أَنَّهُ يَمْحُو الذُّنُوبَ وَالْخَطَايَا، قَالَ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ قُلْ: اللَّهُمَّ آتِنَا فِي الدُّنْيَا(3/122)
حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ، قَالَ: ذَنْبِي أَعْظَمُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بَلْ كَلامُ اللَّهِ أَعْظَمُ، ثُمَّ أَمَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالانْصِرَافِ إِلَى مِنْزِلِهِ، فَمَرِضَ ثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ، فَجَاءَ سَلْمَانُ إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ لَكَ فِي ثَعْلَبَةَ فَإِنَّهُ لِمَا بِهِ.
فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قُومُوا بِنَا إِلَيْهِ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأْسَهُ فَوَضَعَهُ فِي حِجْرِهِ، فَأَزَالَ رَأْسَهُ عَنْ حِجْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَقَالَ لَهُ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لِمَ أَزَلْتَ رَأْسَكَ عَنْ حِجْرِي؟
فَقَالَ: إِنَّهُ مِنَ الذُّنُوبُ مَلآنٌ، قَالَ: مَا تَجِدُ؟ قَالَ: أَجِدُ مِثْلَ دَبِيبِ النَّمْلِ بَيْنَ جِلْدِي وَعَظْمِي، قَالَ: فَمَا تَشْتَهِي؟ قَالَ: مَغْفِرَةُ رَبِّي، قَالَ: فَنَزَلَ جِبْرِيلُ على رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنَّ رَبَّكَ يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلامَ يَقُولُ: لَوْ أَنْ عِبَديِ هَذَا لَقِيَنِي بِقُرَابِ الأَرْضِ خَطِيئَةً لَقِيتُهُ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَفَلا أُعْلِمُهُ ذَلِكَ؟ قَالَ: بَلَى، فَأَعْلَمَهُ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَلِكَ، فَصَاحَ صَيْحَةً فَمَاتَ، فَأَمَرَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِغُسْلِهِ وَكَفَنِهِ وَصَلَّى عَلَيْهِ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْشِي عَلَى أَطْرَافِ أنامله، فَقَالُوا: يارسول اللَّهِ رَأَيْنَاكَ تَمْشِي عَلَى أَطْرَافِ أنَامِلِكَ، قَالَ: وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ مَا قَدرْتُ أَنْ أَضَعَ رِجْلِي عَلَى الأَرْضِ مِنْ كَثْرَةَ أَجْنِحَةٍ لَتُشَيِّيعِهِ مِنَ الْمَلائِكَةِ ".
هَذَا حَدِيث مَوْضُوع شَدِيد الْبُرُودَة، وَلَقَد فَضَح نَفْسه من وَضعه بقوله: وَذَلِكَ حِينَ نزل عَلَيْهِ (مَا وَدَّعَكَ رَبك وَمَا قلى) وَهَذَا إِنَّمَا أنزل عَلَيْهِ بِمَكَّة بِلَا خلاف، وَلَيْسَ فِي الصَّحَابَة من اسْمه دفافة، وَقَدِ اجْتمع فِي إِسْنَاده جَمَاعَة ضعفاء مِنْهُم الْمُنْكَدر، قَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ، وَقَالَ ابْن حبَان: كَانَ يَأْتِي بالشئ توهما فَبَطل الِاحْتِجَاج بأخباره.
وَمِنْهُم سليم بْن مَنْصُور فَإِنَّهُم قَدْ تكلمُوا فِيهِ، وَمِنْهُم أَبُو بَكْر الْمُفِيد، قَالَ الْبَرْقَانِيّ: لَيْسَ بِحجَّة، قَالَ وَسمعت عَلَيْهِ الْمُوَطَّأ، فَقَالَ لِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي سَعْد: اخلف اللَّه نَفَقَتك، فَأخذت عوضه بَيَاضًا.
وَقد روى(3/123)
هَذَا الْحَدِيث أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ السلمى عَنْ جده إِسْمَاعِيل بْن نجيد عَن أَبى عبد الله مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيمَ الْعَبْدي عَنْ سليم، و - هآولا -[هَؤُلَاءِ] لَا تقوم بهم حجَّة.
بَاب الاقرار على النَّفس بالذنب أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد السَّمرقَنْدِي أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ أَنْبَأَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَهْرَوَيْهِ حَدثنَا إبراهبم بْنُ الْحُسَيْنِ حَدَّثَنَا
دَاهِرُ بْنُ نُوحٍ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا أَبُو حَمْرَةَ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى وَمَلائِكَتَهُ يَتَرَّحَمُونَ عَلَى الْمُقِرِّينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالذِّنُوبِ ".
هَذَا الْحَدِيث لَا يَصح عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: بشر بْن إِبْرَاهِيمَ لَهُ أَحَادِيث بَوَاطِيلُ، وَهُوَ عِنْدِي مِمَّن يضع الحَدِيث على الثقاة، وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ يَضَعُ الحَدِيث على الثقاة.
بَاب الْعود بعد التَّوْبَة أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبَنَّاءِ أَنبأَنَا عبيد الله بْنِ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِر ابْن سُلَيْمَانَ حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ عِيسَى عَنْ أَبِي الْحَكَمِ الْعِجْلِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا قَالَ الْعَبْدُ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ ثُمَّ عَادَ ثُمَّ قَالَهَا ثُمَّ عَادَ ثُمَّ قَالَهَا ثُمَّ عَادَ، كَتَبَهُ اللَّهُ فِي الرَّابِعَةِ مِنَ الْكَذَّابِينَ ".
هَذَا حَدِيث لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَالْفضل كَذَّاب.
قَالَ ابْن معِين: كَانَ رجل سوء.
بَاب عَلَامَات الشَّقَاء أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ أَنْبَأَنَا أَبُو طَالب العشارى(3/124)
أَنْبَأَنَا أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُهَيْلٍ الْقَاضِي حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عبيد الله بْنِ النُّعْمَانَ حَدَّثَنَا أَبُو مَسْعُودٍ يَزِيدُ بْنُ خَالِد الأَصْبَهَانِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الشَّامِيُّ حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جُوَيْرِيَةَ السُّلَمِيُّ عَنْ أَبِي دَاوُدَ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرٍو النَّخعِيّ عَن إِسْحَاق بن عبد الله بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنْ أَنَسٍ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ [وَسَلَّمَ] : " أَرْبَعٌ مِنَ الشَّقَاءِ: جُمُودُ الْعَيْنِ وَقَسَاوَةُ الْقَلْبِ وَالْحِرْصُ عَلَى الدُّنْيَا
وَطُولُ الأَمَلِ ".
طَرِيق آخر: أَنْبَأَنَا عبد الله بْنُ عَلِيٍّ الْمُقْرِي أَنْبَأَنَا جَدِّي أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عُمَرَ الْعَلافُ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عُمَرَ بْنِ مَسْرُورٍ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ الْعَرَّادُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ - يَعْنِي الْقَزَّازَ - حَدَّثَنَا هاني ابْن المتَوَكل عَن عبد الله بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ إِسْحَاقِ بْنِ عبد الله بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنْ أَنَسٍ إِن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَرْبَعَةٌ مِنَ الشَّقَاوَةِ: جُمُودُ الْعَيْنِ وَقَسَاوَةُ الْقَلْبِ وَطُولُ الأَمَلِ وَالْحِرْصُ عَلَى الدُّنْيَا ".
هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أما الطَّرِيق الأَوَّل فَفِيهِ أَبُو دَاوُد النَّخعِيّ.
قَالَ أَحْمَد وَيَحْيَى: كَانَ يضع الْأَحَادِيث.
قَالَ ابْن عَدِي: وضع هَذَا عَلَى إِسْحَاق.
وَفِيهِ مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيمَ الشَّامي قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ يَضَعُ الحَدِيث.
وَأما الطَّرِيق الثَّانِي فَفِيهِ هاني بْن المتَوَكل.
قَالَ ابْن حبَان: كثرت الْمَنَاكِير فِي رِوَايَته لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ - غ قَالَ الْمُصَنِّفُ قُلْتُ: وَعبد الله بن سُلَيْمَان مَجْهُول.(3/125)
كتاب الْحُدُود والعقوبات
بَاب حد السن الَّتِي توجب إِقَامَة الْحُدُود والعقوبة أخْبرت عَن أَبى الْقَاسِم عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ يُوسُفَ بْنِ إِسْحَاقَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ النَّيْسَابُورِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو عَتَّابٍ الطَّالَقَانِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْن يَعْقُوبَ الْبَلْخِيُّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِم عَن جَعْفَر ابْن الزُّبَيْرِ عَنِ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: " لَا يُكْتَبُ عَلَى ابْنِ آدَمَ ذَنْبُ أَرْبَعِينَ سَنَةً إِذَا كَانَ مُسْلِمًا، ثُمَّ تَلا (حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً) ".
هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَلَقَد أبدع من وَضعه وَخَالف بِهِ إِجْمَاع الْمُسْلِمِينَ.
فواعجبا من جرْأَة - هاولا -[هَؤُلاءِ] عَلَى الشَّرِيعَة.
قَالَ شُعْبَة: كَانَ جعفرأ كذب النَّاس، وَقَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بِثِقَة، وَقَالَ السَّعْدِيّ: نبذوا حَدِيثه، وَقَالَ البُخَارِيّ وَالنَّسَائِيّ وَالدَّارقطني: مَتْرُوك.
وَأَمَّا عَلِي بْن عَاصِم فَقَالَ يَزِيد بْن هَارُون: مَا زلنا نعرفه بِالْكَذِبِ، وَقَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بشئ.
وَقَدْ تقدم قَوْلنَا فِي الْقَاسِم، وَأَنه لَيْسَ بشئ.
بَاب قتل اللص أَنْبَأَنَا ابْنُ خَيْرُونٍ أَنْبَأَنَا الْجَوْهَرِيُّ عَن الدَّارقطني عَن أبي حَاتِم بن حبَان حَدَّثَنَا الْخَضْرُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا مَخْلَدُ بْنُ مَالِكٍ حَدَّثَنَا فَوَّاتُ بْنُ زُهَيْرٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أُمِّ عَلْقَمَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللِّصُّ مُحَارِبٌ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ فَاقْتُلُوهُ فَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ إِثْمٍ فَعَلَيَّ ".
هَذَا حَدِيث مَوْضُوع عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ أَبُو حَاتِم: فَوَات بْن زُهَيْر عَنْ مَالِك مَا لَمْ يروه قطّ لَا تحل الرِّوَايَة عَنْهُ وَلَا الِاحْتِجَاج بِهِ بِحَال.(3/126)
بَاب قتل العشار أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ مَنْدَهْ حَدَّثَنَا أَبِي أَنبأَنَا عبد الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِ الْبُخَارِيُّ حَدَّثَنَا حَمْدَانُ بْنُ ذِي النُّونِ الْبَلْخِيّ حَدَّثَنَا مكي بْن إِبْرَاهِيمَ حَدثنَا عبد الله بْنُ لَهِيعَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ محيس بْنِ كيسَان عَن عبد الرحمن بْنِ حَسَّانٍ عَنْ رَجُلٍ مِنْ جذام عَن مَالك ابْن عَتَاهِيَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنْ لَقِيتُمْ عَشَّارًا فَاقْتُلُوهُ ".
هَذَا حَدِيث مَوْضُوع.
وَفِيهِ غَيْر وَاحِد من المجهولين.
وَقَدْ رَوَاهُ قُتَيْبَة عَنِ ابْن لَهِيعَة فَلم يذكر فِيهِ محيسا وَلَا عبد الرحمن بْن حسان.
وَابْن لَهِيعَة ذَاهِب
الحَدِيث، والْحَدِيث لَيْسَ بشئ فِي الْجُمْلَة.
بَاب دِيَة الذِّمِّيّ أَنْبَأَنَا ابْنُ عَبْدِ الْخَالِقِ أَنْبَأَنَا عبد الرحمن بن أَحْمد حَدثنَا عبد الملك حَدثنَا الدَّارقطني حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حَمَّادٍ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ حَدَّثَنَا أَبُو كَرَزٍ الْقُرَشِيُّ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " دِيَةُ ذِمِّيٍّ دِيَةُ مُسلم ".
وَاسم أَبى كرز عبد الله بْن كرز.
قَالَ أَبُو حَاتِم بْن حِبَّانَ: هَذَا حَدِيث بَاطِل لَا أَصْلَ لَهُ مِنْ كَلامِ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَعبد اللَّه بْن كرز يَأْتِي عَن الثقاة بِمَا لَيْسَ من أَحَادِيثهم لَا يَحِلُّ الاحْتِجَاجُ بِهِ، وَكَذَلِكَ قَالَ الدَّارقطني: هَذَا الحَدِيث بَاطِل لَا أَصْلَ لَهُ، وَابْن كرز مَتْرُوك.
بَاب حكم الْمَرْأَة إِذا ارْتَدَّت أَنبأَنَا عبد الْحق أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الملك حَدثنَا الدَّارقطني حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيٍّ حَدثنَا عبد الله بْنُ عِيسَى حَدَّثَنَا عَفَّانُ حَدَّثَنَا(3/127)
شُعْبَةُ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي رزين عَن عبد الله بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تُقْتَلُ الْمَرْأَةُ إِذَا ارْتَدَّتْ ".
قَالَ الدَّارقطني: لَا يَصح هَذَا الْحَدِيث عَنْ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَعبد اللَّه بْن عِيسَى كَذَّاب يضع الْأَحَادِيث عَلَى عَفَّان وَغَيره، وَلَا يَصح هَذَا عَنِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَا رَوَاهُ شُعْبَة.
وَفِي الصَّحِيح: " من بدل دينه فَاقْتُلُوهُ ".
بَاب حد المماليك وَأهل الذِّمَّة أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد أَنبأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا
أَبُو أَحْمَدَ بْنِ عَدِيٍّ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي حَبَّةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللَّهَ أَخَّرَ حَدَّ الْمَمَالِيكِ وَأَهْلِ الذِّمَّةِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ".
قَالَ أَبُو أَحْمَدَ: هَذَا حَدِيث مُنكر، وَإِبْرَاهِيم بْن أَبِي حَبَّة فِي عداد من يضع الْحَدِيث، وَلَمْ يروه عَنْ هِشَام غَيره.
وَقَالَ الدَّارقطني: مَتْرُوك.
بَاب إِثْم السَّارِق والكاتم عَلَيْهِ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ أَنْبَأَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدثنَا جَعْفَر ابْن أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حِبَّانَ عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ عَنْ أَنْسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من أَبْصَرَ سَارِقًا سَرَقَ سِرْقَةً صَغُرَتْ أَوْ كَبُرَتْ فَكَتَمَ عَلَيْهِ مَا سَرَقَ وَلَمْ يُنْذِرْ بِهِ كَانَ عَلَيْهِ الْوِزْرُ مِثْلَ الَّذِي عَلَى السَّارِقِ، وَلا يَسْرِقُ السَّارِقُ حَتَّى يَخْرُجَ الإِيمَانُ مِنْ قَلْبِهِ، وَلا يَكْتُمُ عَلَيْهِ مَنْ رَآهُ حَتَّى يَخْرُجَ الإِيمَانُ مِنْ قَلْبِهِ، وَيَبْرَأُ اللَّهُ مِنْهُمَا، وَكِلاهُمَا فِي النَّارِ،(3/128)
إِلا أَنَّ الَّذِي نَظَرَ إِلَيْهِ وَكَتَمَ عَلَيْهِ يُدْعَكُ بِالْعَذَابِ دَعْكًا ".
قَالَ ابْن عَدِي: وَهَذَا الْحَدِيث بِهَذَا الإِسْنَادِ بَاطِل، وَهَذَهِ الْأَلْفَاظ لَا تشبه أَلْفَاظ الرَّسُول عَلَيْهِ السَّلام.
وَجَعْفَر كُنَّا نتهمه بِوَضْع الْحَدِيث بَل يتَبَيَّن ذَلِكَ مِنْهُ، وَقَدْ رَوَى جَعْفَر حَدِيثين آخَرين فِي السّرقَة يشابه هَذَا الْمَعْنى لَا نشك أَنَّهَا من وَضعه.
بَاب وجود الْقَتِيل بَين قريتين أَنبأَنَا عبد الْوَهَّاب بن الْمُبَارك أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ الْعَتَيقِيُّ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الْعَقِيلِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا
إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانٍ الْوَرَّاقُ حَدَّثَنَا أَبُو إِسْرَائِيلَ الْمُلائِيُّ حَدَّثَنِي عَطِيَّةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: " وُجِدَ قَتِيلٌ بَيْنَ قَرْيَتَيْنِ، فَأَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقِيسَ إِلَى أَيِّهِمَا كَانَ أَقْرَبَ، فَوُجِدَ أَقْرَبَ إِلَى أَحَدِهِمَا بِشِبْرٍ.
قَالَ: فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى شِبْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَضَمَّنَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ [وَسَلَّمَ] مِنْ كَانَتْ أَقْرَبَ إِلَيْهِ ".
هَذَا حَدِيث مَوْضُوع وَفِيهِ جَمَاعَة ضِعَاف مِنْهُم عَطِيَّة، ضعفه الْكل.
وَمِنْهُم أَبُو إِسْرَائِيل واسْمه إِسْمَاعِيل بْن أَبِي إِسْحَاق ضَعِيف.
وَقَالَ يحين بْن معِين: أَصْحَاب الْحَدِيث لَا يَكْتُبُونَ حَدِيثه.
وَقَالَ الْعَقِيلِيّ: مَا حدث بِهَذَا الْحَدِيث غَيره لَيْسَ لَهُ أصل.
وَمِنْهُم إِسْمَاعِيل بْن أَبَان.
قَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل: حدث أَحَادِيث مَوْضُوعَة.
وَقَالَ يَحْيَى: كَذَّاب.
وَقَالَ ابْن حبَان: يضع الحَدِيث على الثقاة.
وَقَالَ البُخَارِيّ وَالدَّارقطني: مَتْرُوك.
بَاب حد الْقَاذِف أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك أَنبأَنَا الجوهرى عَن الدَّارقطني عَن أَبى حَاتِم بن(3/129)
حِبَّانَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذا قَالَ الرَّجُلُ لِلرَّجُلِ يَا يَهُودِيُّ فَاجْلِدُوهُ عِشْرَينَ، وَإِذَا قَالَ يَا مُخَنَّثُ فَاجْلِدُوهُ عِشْرِينَ.
وَفِي رِوَايَة أُخْرَى: وَإِذا قَالَ يَا لوطي فاجلدوه عشْرين ".
قَالَ أَبُو حَاتِم بْن حبَان: هَذَا الْحَدِيث بَاطِل لَا أَصْلَ لَهُ.
وَإِبْرَاهِيم كَانَ يقلب الْأَسَانِيد وَيرْفَع الْمَرَاسِيل.
وَدَاوُد حدث عَن الثقاة بِمَا لَا يُشْبِهُ حَدِيثَ الأَثْبَاتِ، تجب مجانبة رِوَايَته.
بَاب قذف الذِّمِّيّ أَنْبَأَنَا ابْنُ خَيْرُونٍ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنبأَنَا أَبُو أَحْمد ابْن عدى أَنبأَنَا الْفضل بن عبد الله بْنِ سُلَيْمَانَ الأَنْطَاكِيُّ حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ سَعْدٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مِحْصَنٍ الأَسَدِيُّ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ عَنْ مَكْحُولٍ عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَذَفَ ذِمِّيًّا حُدَّ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِسِيَاطٍ مِنْ نَارٍ ".
قَالَ أَبُو حَاتِم بْن حبَان: مُحَمَّد بْن مُحصن يضع الحَدِيث على الثقاة لَا يحل ذكره إِلَّا على وَجه الْقدح فِيهِ.(3/130)
كتاب الزّهْد
بَاب التحذير من شَرّ الدُّنْيَا أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بكر أَحْمد بن عَليّ الْخَطِيبُ أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَكِّيٍّ الْجُرْجَانِيُّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّائِغُ حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى بْنِ الْحَارِثِ الْكِسَائِيُّ حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: " جَاءَ عَلِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ نَاقَةٌ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا هَذِهِ النَّاقَةُ؟ قَالَ: حَمَلَنِي عَلَيْهَا عُثْمَانُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا عَلِيُّ اتَّقِ الدُّنْيَا، فَإِنَّ مَنْ كَثُرَ شَيْئُهُ كَثُرَ شُغْلُهُ، وَمَنْ كَثُرَ شُغْلُهُ اشْتَدَّ حِرْصُهُ، وَمِنِ اشْتَدَّ حِرْصُهُ كَثَرُ هَمُّهُ وَنَسِيَ دِينَهُ، فَمَا ظَنُّكَ يَا عَلِيُّ بِمَنْ نَسِيَ رَبَّهُ ".
قَالَ الْخَطِيب: هَذَا حَدِيث مُنكر تفرد بروايته الصَّائِغ وَهُوَ ضَعِيف جدا عَنِ الْكِسَائِي وَهُوَ مَجْهُول.
حَدِيث آخر: أَنْبَأَنَا ابْنُ خَيْرُونٍ أَنْبَأَنَا الْجَوْهَرِيُّ عَن الدَّارَقُطْنِيّ عَن أبي حَاتِم ابْن حِبَّانَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْكَبِيرِ بْنُ عُمَرَ الْخَطَّابِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ بْنِ الْمُسَيِّبِ
حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ عَنْ نُفَيْعٍ عَنْ أَنْسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ غَنِيٍّ وَلا فَقِيرٍ إِلا يَوَدُّ يَوْمَ الْقِيَامَةَ أَنَّهُ أُوتِيَ فِي الدُّنْيَا قُوتًا ".
نفيع هَذَا هُوَ أَبُو دَاوُد الْأَعْمَى، كذبه قَتَادَة.
قَالَ يَحْيَى: لَمْ يكن ثِقَة.
وَقَالَ النَّسَائِيّ وَالدَّارقطني: مَتْرُوك.
بَاب ذمّ من يحب الدُّنْيَا أَنْبَأَنَا الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ الْبَصْرِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عبد الله بْنِ الشِّخِّيرِ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ سُلَيْمَان بن جندل الْهَمدَانِي(3/131)
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَوْقَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِرَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ: " كَيْفَ تُفْلِحُ وَالدُّنْيَا أَحَبُّ إِلَيْكَ مِنْ أَحَبِّ النَّاسِ عَلَيْكَ ".
قَالَ الْخَطِيب: لَا أعلم رَوَاهُ غَيْر دَاوُد بِهَذَا الإِسْنَادِ، وَرِجَاله كلهم ثقاة غَيْر دَاوُد، وَالْحمل فِيهِ عَلَيْهِ.
بَاب ذمّ من أصبح وهمه الدُّنْيَا أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ على حَدَّثَنى عبد الله بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ الْمَرْوَزِيُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ بِشْرٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ حُذَيْفَةَ عَنِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ أَصْبَحَ وَهَمُّهُ الدُّنْيَا فَلَيْسَ من الله فِي شئ ".
هَذَا حَدِيث لَا يَصح، وَالْمُتَّهَم بِهِ إِسْحَاق.
قَالَ الدَّارقطني: كَذَّاب مَتْرُوك، وَقَالَ ابْن حِبَّانَ: كَانَ يضع الحَدِيث على الثقاة، لَا يحل كتب حَدِيثه إِلَى على التَّعَجُّب.
بَاب شهرة محب الدُّنْيَا يَوْم الْقِيَامَة أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَاهِر حَدثنَا سُهَيْل بن عبد الله الْغَازِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَهْدِي النَّقَّاشُ أَنبأَنَا أَبُو بكر مُحَمَّد بن الْعَبَّاسِ الْحُصَرِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَشَجُّ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَاصِمٍ الدِّمَشْقِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيُّ أَخْبَرَنِي بِشْرُ بْنُ السُّرِّيِّ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْ أَنَّ عَبْدًا أَدَّى جَمِيعَ مَا افْتَرَضَ اللَّهُ إِلا أَنَّهُ كَانَ مُحِبًّا لِلدُّنْيَا لَنَادَى مُنَادٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: أَلا إِنَّ فُلانًا أحب مَا أبْغض الله عزوجل ".(3/132)
قَالَ النقاش: هَذَا حَدِيث كذب مَوْضُوع، وَلَعَلَّ سعيدا وَضعه.
قَالَ المُصَنّف قُلْت: وَقَدِ اتهمَ سَعِيد بِهَذَا الْحَدِيث رَوَاهُ عَنِ ابْن عمر عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: بعث اللَّه ملكا إِلَى رجل ليعذبه، قَالَ: أَسأَلك بِوَجْه اللَّه أَلا تعذبني، فَمضى فَبعث ثَلَاثَة كلهم يَقُول ذَلِكَ فَلَا يعذبه، فَبعث الرَّابِع فَقَالَ لَهُ ذَلِكَ فَعَذَّبَهُ، فَلَمَّا صعد سقط جناحاه وَوَقع فَقَالَ: يَا رب وَقَدْ أطعتك، فَقَالَ: سَأَلَك بوجهي وَعِزَّتِي لَو سَأَلَني عَبدِي بوجهي أَن أَغفر لجَمِيع الْخَلَائق لغفرت لَهُم ".
بَاب ذمّ الحزين على الدُّنْيَا أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ بْنُ ثَابِتٍ حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْخَلالُ حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ النَّيْسَابُورِيُّ حَدثنَا عبد الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْعَدْلُ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ أَبُو أَحْمَدَ الْبَلْخِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُفْيَان بن سيف ابْن ثَابِتٍ الرِّبْعِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ أَبِي جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا شَقِيقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ عَنْ شَمَرِ بْنِ عَطِيَّةَ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من أَصْبَحَ مَحْزُونًا عَلَى الدُّنْيَا أَصْبَحَ سَاخِطًا عَلَى رَبِّهِ، وَمَنْ أَصْبَحَ يَشْكُو مُصِيبَةً نَزَلَتْ بِهِ فَإِنَّمَا يَشْكُو رَبَّهَ، وَمَنْ دَخَلَ عَلَى غَنِيٍّ فَتَضَعْضَعَ لَهُ ذَهَبَ ثُلُثَا دِينِهِ، وَمَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ فَدَخَلَ النَّارَ فَهُوَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ هُزْوًا ".
وَقَدْ رَوَى وهب بْن رَاشد عَنْ مَالِك بْن دِينَار عَن أنس نَحوه.
وروى عبيد الله بْنُ مُوسَى بْنِ مَعْدَانَ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ الْعُتْمِيِّ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ عَنِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَصْبَحَ حَزِينًا عَلَى الدُّنْيَا أصبح ساخطا عَن ربه عزوجل " لَيْسَ فِيهَا شئ صَحِيح.
أما الْحَدِيث الأَوَّل فَفِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الطَّالْكَانِيُّ.
قَالَ أَبُو عبد الله الْحَاكِم(3/133)
كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ، وَقَالَ ابْن حبَان: رَوَى عَنْ أهل خُرَاسَان أَشْيَاءَ لَا يَحِلُّ ذِكْرُهَا فِي الْكتب وَيَأْتِي فِي الْأَخْبَار بِمَا - يشبه الْحلق -[يشْهد الْخلق] عَلَى بُطْلَانه.
قَالَ: وَلَا يحل الِاحْتِجَاج بوهب بْن رَاشد فَإِنَّهُ يَرْوِي الْعَجَائِب.
وَأَمَّا حَدِيث ابْن مَسْعُود فَفِيهِ عبيد الله بْن مُوسَى.
قَالَ الْعَقِيلِيّ: هُوَ مَجْهُول وحَدِيثه غَيْر مَحْفُوظ.
قَالَ ابْن عَدِي: وَبشر الدَّارِسِيُّ مُنكر الْحَدِيث عَنِ الْأَئِمَّة بَيْنَ الضعْف جدا.
بَاب النهى عَن الادخار أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَحْمد بن عَليّ بن ثَابت أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ حَدثنَا عبد الله بْنُ إِبْرَاهِيمَ الزَّيْنَبِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلٍ الْعَطَّارُ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ أَحْمَدَ بْنِ السَّرْحِ حَدَّثَنَا عبد الرحمن بْنُ جَنَاحٍ حَدَّثَنَا أَبُو ثَابِتٍ مُحَمَّد بن عبيد الله الأَنْصَارِيُّ حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ رَاشِدٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " دَخَلَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى بِلالٍ يَوْمًا مِنَ الأَيَّامِ، فَوَقَفَ بِالْبَابِ
سَائِلٌ، فَرَدَّهُ بِغَيْر شئ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا بِلالُ أَرَدَدَتَ السَّائِلَ وَهَذَا التَّمْرُ عِنْدَكَ؟ قَالَ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، كُنْتُ صَائِمًا وَأَرَدْتُ أَنْ أَفْطُرَ عَلَيْهِ.
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَلْقَى اللَّهَ وَهُوَ عَنْكَ رَاضٍ فَلَا - تخبا -[تُخَبِّئْ] شَيْئًا رُزِقْتَهُ، وَلا تَمْنَعْ شَيْئًا سُئِلْتَهُ ".
هَذَا حَدِيث لَا يَصِحُّ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: عُمَرُ بْنُ رَاشِدٍ لَا يُسَاوِي حَدِيثه شَيْئًا، وَقَالَ ابْن حبَان: لَا يحل ذكره فِي الْكتب إِلَّا على سَبِيل الْقدح فِيهِ، يضع الحَدِيث.
بَاب مدح قلَّة الشئ والصمت والتواضع أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد أَنبأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُف أَنبأَنَا ابْن(3/134)
عَدِيٍّ حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ أَبِي مُقَاتِلٍ حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ الرَّبِيعِ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ حَدَّثَنَا الْعَوَّامُ بْنُ جُوَيْرِيَّةَ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أَنْسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَرْبَعٌ - لَا يصبر -[لَا يُصِيبْنَ] إِلا بِعَجَبٍ: الصَّمْتُ وَهُوَ أَوَّلُ الْعِبَادَةَ، وَالتَّوَاضِعُ وَذِكْرُ الله عزوجل، وَقلة الشئ ".
هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ ابْن حبَان: كَانَ الْعَوام يرْوى الموضوعات عَن الثقاة، وَكَانَ يَأْتِي بالشئ عَلَى التَّوَهُّم لَا التعمد فَلَا يحْتَج بِهِ.
قَالَ ابْن عَدِي: الأَصْل فِي هَذَا أَنَّهُ مَوْقُوف عَلَى أَنَس، وَقَدْ رَفعه بَعْض الضُّعَفَاء عَنْ أَبِي مُعَاوِيَة - يَعْنِي حميد بْن الرَّبِيع - قَالَ يَحْيَى: حميد كَذَّاب.
بَاب جمع المَال للْمصَالح أَنْبَأَنَا ابْنُ خَيْرُونٍ عَنِ الْجَوْهَرِيِّ عَن الدَّارقطني عَن أبي حَاتِم بن حبَان حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ زُهَيْرٍ حَدَّثَنَا الْعَلاءُ بْنُ مَسْلَمَةَ حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ عَنْ مُرْجَاءِ بْنِ رَجَاءٍ عَنْ سَعِيدٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: " لَا خَيْرَ فِيمَنْ لَا يَجْمَعُ الْمَالَ يَصِلُ بِهِ رَحِمَهُ وَيَوْرِي بِهِ عَنْ أَمَانَتِهِ وَيَسْتَغْنِي بِهِ عَنْ خَلْقِ رَبِّهِ ".
هَذَا حَدِيثٌ لَيْسَ مِنْ كَلامِ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِنَّمَا يرْوى نَحوه عَنِ الثَّوْرِي.
قَالَ ابْن حبَان: الْعَلَاء يرْوى الموضوعات على الثقاة والمقلوبات، لَا يَحِلُّ الاحْتِجَاجُ بِهِ.
وَقَالَ أَبُو الْفَتْح الْأَزْدِيّ: كَانَ رجل سوء لَا يحل لمن عرفه أَن يروي عَنْهُ.
وَقَالَ مُحَمَّد بْن طَاهِر: كَانَ يَضَعُ الحَدِيث.
بَاب خدمَة الدُّنْيَا للعباد واستخدامها للراغبين فِيهَا أَنْبَأَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْمُوَحِّدُ أَنْبَأَنَا هَنَّادُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ النَّسَفِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ السُّلَمِيِّ حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمد بن سعيد(3/135)
الرَّازِيُّ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ دَاوُدَ الْبَلْخِيُّ حَدَّثَنَا الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لِلدُّنْيَا: مُرِّي عَلَى أَوْلِيَائِي وَأَحِبَّائِي لَا تُحَلِّيهَا فَتَفْتِنِيهِمْ، وَأَكْرِمِي من خدمني وأتعبني مَنْ خَدَمَكِ ".
طَرِيق آخر: أَنْبَأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَلالُ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عُمَرَ الْقَوَّاسُ حَدَّثَنَا أَبُو مَقَاتِلٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ شُجَاعٍ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ دَاوُدَ الْبَلْخِيُّ حَدَّثَنَا الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عبد الله عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَوْحَى اللَّهُ إِلَى الدُّنْيَا أَنْ أَخْدِمِي مَنْ خَدَمَنِي، وأتعبني مَنْ خَدَمَكِ ".
مدَار الطَّرِيقَيْنِ عَلَى الْحُسَيْن بْن دَاوُدَ.
قَالَ الْخَطِيب: تفرد بِرِوَايَة هَذَا الْحَدِيث عَنِ الفضيل، وَهُوَ مَوْضُوع وَرِجَاله كلهم ثقاة سواهُ.
بَاب التفرد لطاعة الله عزوجل
أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَطِيبُ حَدَّثَنِي الْحسن ابْن أَبِي طَالِبٍ حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْبُسْطَامِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمد بن عبد الرحمن ابْن الْجَارُود حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الملك الدقيقي وَعُثْمَان بن خرزاذ الانطاكي وعباس ابْن مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ قَالُوا حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبى التياح عَن أنس ابْن مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَقُول الله تَعَالَى: يَا ابْن آدَمَ أَنَا بُدُّكَ اللازِمُ فَاعْمَلْ لِبُدِّكَ، كُلَّ النَّاسِ لَكَ مِنْهُمْ بُدٌّ وَلَيْسَ لَكَ مِنِّي بُدٌّ ".
قَالَ الْخَطِيب: هَذَا الحَدِيث مَوْضُوع الْمَتْن مركب عَلَى هَذَا الْإِسْنَاد وكل رِجَاله مَشْهُورُونَ معروفون بِالصّدقِ إِلَّا ابْن الْجَارُود فَإِنَّهُ كَذَّاب وَلم نَكْتُبهُ إِلَّا من حَدِيثه.(3/136)
بَاب انقسام الزاهدين أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك أَنبأَنَا الجوهرى عَن الدَّارقطني عَن أبي حَاتِم بن حبَان حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَمْرٍو السَّكْسَكِيُّ حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " النَّاسُ عَلَى ثَلاثِ مَنَازِلَ: فَمَنْ طَلَبَ مَا عِنْدَ الله عزوجل كَانَتِ السَّمَاءُ ظِلالُهُ وَالأَرْضُ فِرَاشَهُ، لم يهتم بشئ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا، فَرَّغَ نَفْسَهُ لله عزوجل فَهُوَ لَا يَزْرَعُ وَهُوَ يأَكْلُ الْخُبْزَ، وَهُوَ لَا يَغْرِسُ الشَّجَرَ وَهُوَ يَأْكُل [الثَّمر (1) ] ، وَلَا يهتم بشئ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا تَوَكُّلا عَلَى الله عزوجل وَطلب ثَوَابه، تضمن الله عزوجل السَّمَوَاتِ السَّبْعَ وَالأَرْضِينَ السَّبْعَ وَجَمِيعِ الْخَلَائق رزقه بِغَيْر حِسَاب، عبد الله حَتَّى أَتَاهُ الْيَقِينَ.
وَالثَّانِي: لَمْ يَقْوَ عَلَى مَا قَوِيَ عَلَيْهِ، يَطْلُبُ بَيْتًا يُكِنُّهُ وَثَوْبًا يُوَارِي عَوْرَتَهُ وَزَوْجَةً يَسْتَعِفُّ بِهَا، وَطَلَبَ رِزْقًا حَلالا فَطَيَّبَ اللَّهُ رِزْقَهُ، فَإِنْ خَطَبَ لَمْ يُزَوَّجْ، وَإِنْ كَانَ عَلَيْهِ حَقٌّ أُخِذَ مِنْهُ، فَإِنْ كَانَ لَهُ يُعْطَهُ، فَالنَّاسُ مِنْهُ
فِي رَاحَةٍ وَنَفْسُهُ مِنْهُ فِي عَنَاءٍ، يَظْلِمُ فَلا يَنْتَصِرُ يَبْتَغِي بِذَلِكَ الثَّوَابَ مِنَ اللَّهِ عزوجل فَلَا يَزَالُ فِي الدُّنْيَا مُتَزَيِّنًا حَتَّى يَفْضِي إِلَى الرَّاحَةِ وَالْكَرَامَةِ.
وَالثَّالِثُ: طَلَبَ مَا عِنْدَ النَّاسِ فَطَلَبَ الْبِنَاءَ الْمُشَيَّدَ وَالْمَرَاكِبَ الْفَارِعَةَ وَالْخَدَمَ الْكَثِيرَ وَالتَّطَاوُلَ عَلَى عِبَادِ اللَّهِ، فَأَلْهَاهُ مَا بِيَدِهِ مِنْ عَرَضِ الدُّنْيَا عَنِ الآخِرَةِ فَهُوَ عَبْدُ الدُّنْيَا وَالدِّرْهَمِ وَالْمَرْأَةِ وَالْخَادِمِ وَالثَّوْبِ اللَّيِّنِ وَالْمَرْكَبِ، يَكْسِبُ مَالَهُ مِنْ حَلالِهِ وَحَرَامِهِ، يُحَاسَبُ عَلَيْهِ وَيذْهب - بهناه -[بهناة] غَيْرِهِ، وَذَلِكَ الَّذِي لَيْسَ لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ ".
قَالَ ابْن حبَان: عَبْد الْعَزِيز وَعمر بْن بُكَيْر ليسَا فِي الْحَدِيث بشئ، وَلَكِن لَيْسَ هَذَا من عملهما، هَذَا شئ تفرد بِهِ إِبْرَاهِيم وَهُوَ مِمَّا عملت يَدَاهُ وَهُوَ يرْوى عَنْ أَبِيهِ الْأَشْيَاء الْمَوْضُوعَة الَّتِي لَا تعرف من حَدِيث أَبِيهِ.
وَأَبوهُ أَيْضا لَا شئ، فلست أدرى هُوَ الْجَانِي عَلَى أَبِيهِ أَوْ أَبوهُ الَّذِي يَخُصُّهُ بِهَذِهِ الموضوعات.
قَالَ:
__________
(1) بالاصل فِي مَكَانهَا بَيَاض.(3/137)
وَهَذَا كَلام لَيْسَ من كَلام رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا ابْن عُمَر وَلَا نَافِع، وَإِنَّمَا هُوَ من كَلام الْحسن.
بَاب رد شهوات النَّفس أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك بْنِ خَيْرُونٍ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بن الْمَأْمُون أَنبأَنَا الدَّارقطني حَدَّثَنَا أَبُو ذَرٍّ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَاسِطِيُّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْب حَدثنَا الْحسن ابْن مُوسَى الأَشْيَبُ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ " أَنَّهُ اشْتَرَى سَمَكَةً طَرِيَّةً بِدِرْهَمٍ وَنِصْفِ، فَأَتَاهُ سَائِلٌ فَتَصَدَّقَ بِهَا عَلَيْهِ، وَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: أَيُّمَا امْرِئٍ اشْتَهَى شَهْوَةً فَرَدَّ شَهْوَتَهُ وَآثَرَهُ عَلَى نَفْسِهِ غُفِرَ لَهُ ".
هَذَا حَدِيث مَوْضُوع، وَالْمُتَّهَم بِهِ عَمْرو بْن خَالِد.
قَالَ وَكِيع: كَانَ فِي جوارنا
يضع الْحَدِيث، وَقَالَ ابْن عَدِي: عَامَّة مَا يَرْوِي مَوْضُوعَات، كذبه أَحْمَد وَيَحْيَى.
وَاعْلَم أَن جهلة المتزهدين بنوا عَلَى مثل هَذَا الْحَدِيث الواهي، فتركوا كُل مَا تشتهيه النَّفس، فعذبوا أنفسهم لمجاهدتها فِي ترك كُل مَا يشتهى من الْمُبَاحَات، وَذَلِكَ غلط، لِأَن للنَّفس حَقًا، وَمَتى ترك كُل مَا تشتهيه أثر فِي صورتهَا وَمَعْنَاهَا.
أما فِي صورتهَا فَإِن جَسدهَا قَدْ بنى عَلَى أخلاط وَفِي بَاطِنهَا طبيعة مستحثة عَلَى مَا يصلحها، فَإِذَا قُلْت عِنْدهَا الرُّطُوبَة مَالَتْ إِلَى المرطبات، وَإِذا كثرت عَلَيْهَا طلبت المنشفات طلبا لإِصْلَاح بدنهَا، فَإِذَا منعت مَا ركبت عَلَيْهِ من طلب الملائم كَانَ ذَلِكَ مضادا لحكمة الْوَاضِع ومبالغة فِي أَذَى النَّفس.
وَأَمَّا فِي مَعْنَاهُ ينكمد برد أغراضها، إِذْ نيل أغراضها يقوى حاسها، فَلَا يَنْبَغِي أَن يتْرك من أغراضها إِلَّا مَا خَافَ من تنَاوله.
أما الملائم أَوِ التثبط عَنِ الطَّاعَة أَوْ فَوَات خَيرهَا، وَإِنَّمَا امْنَعْ من ترك شهواتها عَلَى الْإِطْلَاق.
وَأَمَّا إِذَا اشتهت شَيْئًا من فضول الْعَيْش، فآثرت بِهِ، فالثواب حَاصِل، وَذَلِكَ دَاخل فِي قَوْله تَعَالَى (لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تنفقوا مِمَّا تحبون) .(3/138)
بَاب ذمّ اتِّبَاع الْهوى أَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّيْرَفِيُّ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ [بْنِ] الْعلَا ح.
وأنبأنا عبد الملك ابْن بِشْرَانَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْكِنْدِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْخَرَائِطِيُّ حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْوَلِيدِ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ الصَّفَّارُ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ دِينَارٍ عَنْ خَصَيْبِ بْنِ جُحْدُرٍ عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا تَحْتَ ظِلِّ السَّمَاء إِلَهٌ يُعْبَدُ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ هَوًى مُتَّبَعٍ ".
هَذَا حَدِيث مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَفِيهِ جمَاعَة ضِعَاف وَالْحسن بْن دِينَار والخصيب كذابان عِنْد عُلَمَاء النَّقْل.
بَاب ذمّ التَّوَاضُع للاغنياء أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَلانَ حَدَّثَنَا أَبُو الْفَتْحِ الأَزْدِيُّ حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَنْطَاكِيُّ فِي كِتَابِهِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ الْمَنِيحِيُّ حَدَّثَنَا بَشِيرُ بْنُ زَاذَانَ عَنْ عُمَرَ بْنِ الصُّبْحِ عَنْ هَارُونَ بْنِ ديار عَنْ أَبِي عُمَرَ زَاذَانَ عَنْ أَبِي ذَر قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَعَنَ اللَّهُ فَقِيرًا تِواضَعَ لِغَنِيٍّ مِنْ أَجْلِ مَالِه، مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ من الْفقر أذهب ثلثا دِينِهُ ".
هَذَا حَدِيث مَوْضُوع عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَفِيهِ بشير بْن زَاذَان، قَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ، وَفِيهِ عُمَر بْن الصُّبْح وَهُوَ الْمُتَّهم بِهِ، قَالَ ابْن حبَان: كَانَ يضع الحَدِيث، وَقَالَ الدَّارقطني: مَتْرُوك.
بَاب الْبعد عَن الاغنياء أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أبي الْفضل أَنبأَنَا حَمْزَة السَّهْمِي أَنبأَنَا أَبُو أَحْمَدَ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بكار القافلاى حَدثنَا أَحْمد بن مَنْصُور(3/139)
أَنْبَأَنَا الْجُمَانِيُّ عَنْ صَالِحِ بْنِ حَيَّانَ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنْ سَرَّكِ اللُّحُوقَ بِي فَلا تُخَالِطِينَ الأَغْنِيَاءَ وَلا تَسْتَبْدِلِي بِثَوْبٍ حَتَّى تُرَقْعِيِهِ ".
هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ.
قَالَ يَحْيَى بْن معِين: صَالِح بْن حَيَّان لَيْسَ حَدِيثه بشئ وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ، وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يَرْوِي الْمَوْضُوعَاتِ عَنِ الاثبات.
بَاب النهى عَن تَعْظِيم المترفين أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ الْخَطِيبُ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عُرْوَةَ حَدَّثَنَا أَبُو سَهْلِ بْنُ زِيَادٍ الْقَطَّانُ حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ ح.
وَأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي بْنِ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا حَمَدُ بْنُ أَحْمَدَ أَنبأَنَا أَحْمد بن عبد الله الْحَافِظُ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالا حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ يَزِيدَ الرَّفَّاءُ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ شَقِيقِ بْنِ سَلمَة عَن عبد الله بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا بَالُ أَقْوَامٍ يُشَرِّفُونَ الْمُتْرَفِينَ، وَيَسْتَخِفُّونَ بِالْعَابِدِينَ، وَيُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَيَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ، وَيَسْعَوْنَ فِيمَا يُدْرَكُ بِغَيْرِ سَعْيٍ مِنَ الْقَدَرِ وَالْمَقْدُورِ وَالأَجَلِ الْمَكْتُوبِ وَالرِّزْقِ الْمَقْسُومِ، أَلا يَسْعُونَ فِيمَا لَا يُدْرَكُ إِلا بِالسَّعْيِ وَمِنَ الْجَزَاءِ الْمَوْفُورِ وَالسَّعْيِ الْمَشْكُورِ وَالتَّجَارَةِ الَّتِي لَا تَبُورُ " لفظ الْحَدِيث.
هَذَا حَدِيث لَيْسَ بِصَحِيح، انْفَرد بِهِ عُمَر بْن يَزِيد، قَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ: عُمَر بْن يَزِيد مَتْرُوك الْحَدِيث يكذب، قَالَ الْعَقِيلِيّ: وَهَذَا الْكَلام عِنْدِي وَالله أعلم يشبه كَلام عبد الله بْن الْمسور الْهَاشِمِيّ وَكَانَ يضع الْحَدِيث، وَقَدْ رَوَى عَنْهُ عَمْرو بْن مرّة، فَلَعَلَّ عُمَر بْن يَزِيد حمله عَنْ رجل عَنْ عَمْرو بن عبد الله بن الْمسور وأحاله على شُعْبَة.(3/140)
بَاب فضل الْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِين أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك أَنْبَأَنَا الْجَوْهَرِيُّ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الدَّارقطني عَن أبي حَاتِم بن حبَان أَنْبَأَنَا أَبُو الطَّيِّبِ أَحْمَدُ بْنُ عبيد الله الدَّارِمِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ ابْن عَبْدِ الْغَفَّارِ حَدَّثَنَا أَبُو مُصْعَبٍ حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لِكُلِّ أُمَّةٍ مِفْتَاحٌ، وَمِفْتَاحُ الْجَنَّةِ الْمَسَاكِينُ وَالْفُقُرَاءُ، هُمْ جُلَسَاءُ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَة ".
قَالَ أَبُو حَاتِم: هَذَا حَدِيث مَوْضُوع.
وَأحمد بْن دَاوُدَ كَانَ يَضَعُ الحَدِيث.
وَقَالَ الدَّارقطني: هَذَا الْحَدِيث وَضعه عُمَر بْن رَاشد الْحَارِثِيّ عَنْ مَالِك وَسَرَقَهُ مِنْهُ
هَذَا الشَّيْخ فَوَضعه عَلَى أَبى مُصعب.
بَاب إِيثَار رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَن يَكُون من الْمَسَاكِين أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بكر أَحْمد بن عَليّ أَخْبرنِي أَحْمد بن الْحُسَيْن ابْن نَصْرٍ الْعَطَّارُ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا يَزْدَادُ بْنُ عبد الرحمن بْنِ مُحَمَّدٍ الْكَاتِبُ حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ عَنْ يَزِيدَ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِي مُبَارَكٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ " أَحِبُّوا الْمَسَاكِينَ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي دُعَائِهِ: اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مِسْكِينًا وَأَمِتْنِي مِسْكِينًا وَاحْشُرْنِي فِي زُمْرَةِ الْمَسَاكِينِ ".
هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: أَبُو مبارك رجل مَجْهُول.
قَالَ يَحْيَى بْن معِين: وَيزِيد بْن سِنَان لَيْسَ بشئ، وَقَالَ ابْن الْمَدِينِيّ: ضَعِيف الْحَدِيث، وَقَالَ النَّسَائِيّ: مَتْرُوك الْحَدِيث.
طَرِيق آخر: أَنْبَأَنَا الْكَرُوخِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو عَامر الْأَزْدِيّ وَأَبُو بكر الغورجي(3/141)
قَالا أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْجَرَّاحِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الْمَحْبُوبِيُّ حَدَّثَنَا التِّرْمِذِيّ حَدثنَا عبد الاعلى بْنُ وَاصَلٍ الْكُوفِيُّ حَدَّثَنَا ثَابِتُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَايِدُ الْكُوفِيُّ حَدَّثَنَا الْحَارِث ابْن النُّعْمَانِ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [قَالَ] : " اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مِسْكِينًا وَأَمِتْنِي مِسْكِينًا وَاحْشُرْنِي فِي زُمْرَةِ الْمَسَاكِينِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
فَقَالَتْ عَائِشَةُ: لِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: إِنَّهُمْ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ قَبْلَ أَغْنِيَائِهِمْ بِأَرْبَعِينَ خَرِيفًا، يَا عَائِشَةُ لَا تَرُدِّي الْمِسْكِينَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ، يَا عَائِشَة أحيى الْمَسَاكِينَ وَقَرِّبِيهِمْ فَإِنَّ اللَّهُ يُقَرِّبُكِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ".
قَالَ الْبُخَارِي: الْحَارِث بن النُّعْمَان مُنكر الحَدِيث.
بَاب ذمّ الفتور أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ على بن ثَابت أَخْبرنِي عبد الله بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عبد الله الصَّيْرَفِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ أَبُو بَكْرٍ الْفِيلِيِّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْمُبَارَكِ حَدَّثَتْنَا حَكَّامَةُ بِنْتُ أَخِي مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ عَنْ أَبِيهَا عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " زَوَّجَ اللَّهُ التَّوَانِي بْالْكَسَلِ فَوُلِدَ بَيْنَهُمَا الْفَاقَةُ ".
هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِنَّمَا يرْوى نَحوه عَنْ عَمْرو بْن الْعَاصِ: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ الْمُضَرِيُّ أَنْبَأَنَا الْمُوَفَّقُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ التَّمَّارُ أَنْبَأَنَا سَعِيدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْقُرَشِيُّ حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ الْعَبَّاسِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ النُّعْمَانَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الْعَلاءِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الأَخْنَسِيُّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ: " نَكَحَ الْعَجْزُ التَّوَانِيَ فَوُلِدَ بَيْنَهُمَا الْعَدَامَةُ ".
قَالَ المُصَنّف قُلْت: وَأَبُو حَكَّامَة اسْمه عُثْمَان بْن دِينَار.
قَالَ الْعَقِيلِيّ: تروى عَنْهُ ابْنَته حَكَّامَة أَحَادِيث بَوَاطِيلُ لَيْسَ لَهَا أصل.
قَالَ الدَّارقطني: والفيلي ضَعِيف جدا.(3/142)
حَدِيث آخر: أَنْبَأَنَا زَاهِرُ بْنُ طَاهِرٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْبَيْهَقِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّد بن عبد الله الْحَاكِمُ أَنْبَأَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الرَّازِيُّ حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ حَمْزَةَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ الشَّيْبَانِيُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حُمَيْدٍ الطَّوِيلُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَنْسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْ مُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِلا وَلَهُ وَكِيلٌ فِي الْجَنَّةِ، فَإِنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ بَنَى لَهُ الْقُصُورَ، وَإِنْ سَبَّحَ غَرَسَ الأَشْجَارَ، وَإِنْ كَفَّ كَفَّ ".
هَذَا لَا يَصح عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِنَّمَا يرْوى نَحوه عَنِ
الْحَسَن بْن أَحْمَدَ بْن خَالِد وَهُوَ الجويباري نسبوه إِلَى جده قصدا للتدليس وَكَانَ من كبار الوضاعين.
حَدِيث آخر: أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَعْدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ التَّمَّارُ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ بَقِيَّةَ بْنِ الْوَلِيدِ عَنْ الْحَكَمِ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " إِذَا أَتَى عَلَيَّ يَوْمٌ لَمْ أَزْدَدْ فِيهِ خَيْرًا يُقَرِّبُنِي إِلَى رَبِي فَلا بُورِكَ فِي ذَلِكَ الْيَوْم ".
هَذَا حَدِيث لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ ابْن عَدِي: لَا يرويهِ عَنْ الزُّهْرِيّ غير الحكم بن عبد الله بْن سَعْد الْأَيْلِي وَلَهُ عَنِ الزُّهْرِيّ أَحَادِيث بَوَاطِيلُ.
قَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ: الحكم كَذَّاب.
وَقَالَ أَبُو حَاتِم بْن حبَان: الحكم يرْوى الموضوعات عَن الثقاة.
قَالَ: وَسليمَان بْن يسَار يرْوى عَن الثقاة مَا لَمْ يجد ثَوَابه، وَيَضَع عَلَى الْأَثْبَات مَالا يُحْصى كَثْرَة، لَا يَجُوزُ الاحْتِجَاجُ بِهِ بِحَالٍ.
بَاب ثَوَاب الْفِكر أَنبأَنَا ظَفْرُ بْنُ عَلِيٍّ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الرحيم(3/143)
حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حِبَّانَ حَدثنَا عبد الله بْن مُحَمَّد بْن زَكَرِيَّا حَدَّثَنَا عُثْمَان بن عبد الله الْقُرَشِيُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ نَجِيحٍ الملطى حَدَّثَنَا عَطَاءٌ الْخُرَاسَانِيُّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فِكْرَةُ سَاعَةٍ خَيْرٌ مِنْ عُبَادَةِ سِتِّينِ سَنَةً ".
هَذَا حَدِيث لَا يَصح.
وَفِي الْإِسْنَاد كذابان، فَمَا أفلت وَضعه من أَحدهمَا إِسْحَاق بْن نجيح.
قَالَ أَحْمَد: هُوَ أكذب النَّاس، وَقَالَ يَحْيَى: هُوَ مَعْرُوف بِالْكَذِبِ وَوضع الْحَدِيث، وَقَالَ الفلاس: كَانَ يضع الْحَدِيث عَلَى رَسُول الله صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صراحا.
وَالثَّانِي عُثْمَان.
قَالَ ابْن حبَان: يضع الحَدِيث على الثقاة.
بَاب من أخْلص أَرْبَعِينَ صباحا فِيهِ عَنْ أَبِي أَيُّوب وأبى مُوسَى وَابْن عَبَّاس: فَأَما حَدِيث أَبِي أَيُّوب: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي بْن أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا حَمَدُ بْنُ أَحْمَدَ الْحَدَّادُ أَنْبَأَنَا أَبُو نعيم أَحْمد بن عبد الله الْحَافِظُ حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ الْحَسَنِ حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ يُوسُفَ الشَّكْلِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ الْوَاسِطِيُّ أَنْبَأَنَا حَجَّاجُ عَنْ مَكْحُولٍ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَخْلَصَ لِلَّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا ظَهَرَتْ يَنَابِيعُ الْحِكْمَةِ على لِسَانه ".
وَأما حَدِيث أَبِي مُوسَى: أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورِ بْنُ خَيْرُونٍ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بن عدى حَدثنَا عبد الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَمٍ حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ زَنْجَوَيْهِ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ الدِّمَشْقِي حَدثنَا عبد الملك بْنُ مِهْرَانَ الرِّفَاعِيُّ حَدَّثَنَا مَعْنُ بن عبد الرحمن عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من زَهِدَ فِي الدُّنْيَا أَرْبَعِينَ يَوْمًا وَأَخْلَصَ فِيهَا لِلَّهِ أَخْرَجَ اللَّهُ عَلَى لِسَانِهِ يَنَابِيعَ الْحِكْمَةِ مِنْ قلبه ".
وَأما حَدِيث ابْن عَبَّاسٍ فَأَنْبَأَنَا أَبُو بكر مُحَمَّد بن عبد الْبَاقِي أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ سَلامَةَ الْقُضَاعِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ يَحْيَى بْنُ عَلِيٍّ الازدي حَدثنَا أَبُو طَاهِر(3/144)
الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنُ فِيلٍ حَدَّثَنَا عَامِرُ بْنُ سَيَّارٍ حَدَّثَنَا سَوَّارُ بْنُ مُصْعَبِ ابْن ثَابِتٍ الْبَيَانِيُّ عَنْ مِقْسَمٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَخْلَصَ لِلَّهِ تَعَالَى أَرْبَعِينَ صَبَاحًا ظَهَرَتْ يَنَابِيعُ الْحِكْمَةُ مِنْ قَلْبُهُ ".
هَذَا حَدِيث لَا يَصح عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أما حَدِيث أَبِي أَيُّوب فَفِيهِ يَزِيد الْوَاسِطِي وَهُوَ يزِيد بن عبد الرحمن.
قَالَ
ابْن حبَان: كَانَ كثير الْخَطَأ، فَاحش الْوَهم، خَالف الثقاة فِي الرِّوَايَات، لَا يَجُوز الِاحْتِجَاج بِهِ، وحجاج مَجْرُوح، وَمُحَمّد بْن إِسْمَاعِيل مَجْهُول، وَلَا يَصح لِقَاء مَكْحُول لأبي أَيُّوب.
وَقَدْ ذكر مُحَمَّد بْن سَعْد أَن الْعُلَمَاء قَدَحُوا فِي رِوَايَة مَكْحُول وَقَالُوا: هُوَ ضَعِيف فِي الْحَدِيث.
وَأَمَّا حَدِيث أَبِي مُوسَى فَقَالَ ابْن عَدِي: هُوَ مُنكر، وَعبد الْمَلِك مَجْهُول.
وَأَمَّا حَدِيث ابْن عَبَّاس فَقَالَ أَحْمَد وَيَحْيَى وَالنَّسَائِيّ: سوار بْن مُصْعَب مَتْرُوك الْحَدِيث، وَقَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بِثِقَة وَلَا يكْتب حَدِيثه.
قَالَ المُصَنّف قُلْت: وَقَدْ عمل جَمَاعَة من المتصوفة والمتزهدين عَلَى هَذَا الْحَدِيث الَّذِي لَا يثبت، وانفردوا فِي بَيْت الْخلْوَة أَرْبَعِينَ يَوْمًا، وامتنعوا عَنْ أكل الْخبز، وَكَانَ بَعْضهم يَأْكُل الْفَوَاكِه ويتناول الْأَشْيَاء الَّتِي تتضاعف قيمتهَا عَلَى قيمَة الْخبز، ثُمَّ يخرج بَعْد الْأَرْبَعين فيهذى ويتخيل إِلَيْهِ أَنَّهُ يتَكَلَّم بالحكمة.
وَلَو كَانَ الْحَدِيث صَحِيحا، فَإِن الْإِخْلَاص يتَعَلَّق بِقصد الْقلب لَا بِفعل الْبدن، فَللَّه در الْعلم.
بَاب قَوْله اتَّقوا فراسة الْمُؤمن فِيهِ عَنِ ابْن عَمْرو وأبى سَعِيد وَأبي أُمَامَة وَأبي هُرَيْرَة: فَأَما حَدِيث ابْن عُمَر: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي بْنِ أَحْمَدَ أَنبأَنَا حمد بن أَحْمد(3/145)
أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ الْحَسَنِ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ السَّكِينِ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بن مُحَمَّد بن عمر الْيَمَانِيّ حَدَّثَنَا عُمَارَةُ بْنُ عُقْبَةَ حَدَّثَنَا الْفُرَاتِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اتَّقُوا فِرَاسَةَ الْمُؤْمِنِ فَإِنَّهُ يَنْظُرُ بِنُورِ اللَّهِ ".
وَأما حَدِيث أبي سعيد: فَأَنْبَأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ
ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ بَشَّارٍ النَّيْسَابُورِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بُرْدٍ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ ح.
وأنبأنا عبد الرحمن أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ أَنْبَأَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الطَّنَاجِيرِيُّ أَنْبَأَنَا عبد الله ابْن عُثْمَانَ الصَّفَّارُ حَدَّثَنَا ابْنُ مَخْلَدٍ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ ح.
وأنبأنا عبد الأول أَنبأَنَا عبد الله بْنُ مُحَمَّدٍ الأَنْصَارِيُّ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْحُسَيْنِ الدَّارِمِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ ابْن الْحَسَنِ السَّرَّاجُ حَدَّثَنَا مُطَيِّنٌ حَدَّثَنَا عبد الحميد بْنُ - سَارِخٍ -[بَيَانٌ ح] .
وَأَنْبَأَنَا عَبْدُ الأَوَّل أَنْبَأَنَا الأَنْصَارِيُّ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الزَّاهِدُ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْغَطْرِيفِ أَنْبَأَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي خَلَفٍ ح.
وَأَنْبَأَنَا عَبْدُ الأَوَّل أَنْبَأَنَا الأَنْصَارِيُّ حَدثنَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْحَسَنِ بْنِ مَالِكِ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ ابْن أَحْمَدَ بْنِ حَمْزَةَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالُوا حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ عَنْ عَمْرو بْن قَيْس عَنْ عَطِيَّةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اتَّقُوا فِرَاسَةَ الْمُؤْمِنِ، فَإِنَّهُ يَنْظُرُ بِنُورِ اللَّهِ، ثُمَّ قَرَأَ ابْنُ عَرَفَةَ: (إِنَّ فِي ذَلِك لآيَات للمتوسمين) ".
وَأما حَدِيث أبي أُمَامَة: فَأَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بكر أَحْمد بن عَليّ بن ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا طَلْحَةُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُظَفَّرِ حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمد بن عِيسَى ابْن الْحَكَمِ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُسْلِمِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رِزْقِ اللَّهِ ح.
وَأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بن عبد الْبَاقِي بن أحمسد أَنْبَأَنَا حَمَدُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا أَبُو نعيم الْحَافِظ حَدثنَا(3/146)
سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا بَكْرُ بن سهل قَالَا حَدثنَا عبد الله بن صَالح حَدثنَا مُعَاوِيَة ابْن صَالِحٍ عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اتَّقُوا فِرَاسَةَ الْمُؤْمِنِ فَإِنَّهُ ينظر بِنور الله ".
وَأَمَّا حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ فَأَنْبَأَنَا عبد الله بْنُ عَلِيٍّ الْمُقْرِيُ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بن أَحْمد
ابْن طَلْحَةَ النِّعَالِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ وَصِيفٍ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زَكَرِيَّا حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ بَزِيعٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ الْخَيَّاطُ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاذٍ الصَّائِغُ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اتَّقُوا فِرَاسَةَ الْمُؤْمِنِ فَإِنَّهُ ينظر بِنور الله عزوجل ".
هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أما حَدِيث ابْن عمر فَفِيهِ الْفُرَات بْن السَّائِب.
قَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ.
قَالَ البُخَارِيّ وَالدَّارقطني: مَتْرُوك.
وَفِيهِ أَحْمَد بْن مُحَمَّد الْيَمَانِيّ.
قَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ كَانَ كذابا.
وَقَالَ الدَّارقطني: مَتْرُوك الحَدِيث.
وَأما حَدِيث أبي سَعِيد فَإِنَّهُ تفرد بِهِ مُحَمَّد بْن كثير عَنْ عَمْرو.
قَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل: خرقنا حَدِيثه.
وَقَالَ عَلِي بْن الْمَدِينِيّ كتبنَا عَنْهُ عجائب وخططت على حَدِيثه وَضَعفه جدا.
وَأَمَّا حَدِيث أَبِي أُمَامَة فَفِيهِ عبد الله بْن صَالِح وَهُوَ كَاتب اللَّيْث.
قَالَ أَحْمَد ابْن حَنْبَل: لَيْسَ هُوَ بشئ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يَرْوِي عَنِ الثقاة مَا لَيْسَ من حَدِيث الْأَثْبَات.
وَأَمَّا حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ فَإِنَّ أَبَا معَاذ هُوَ سُلَيْمَان بْن أَرقم.
قَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل وَيحيى: لَيْسَ بشئ.
وَقَالَ الْبُخَارِي وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَالدَّارقطني: مَتْرُوكٌ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يَرْوِي عَن الثقاة الموضوعات.
قَالَ أَبُو بَكْر الْخَطِيب: فالمحفوظ مَا رَوَاهُ سُفْيَان عَنْ عَمْرو بْن قَيْس أَنَّهُ قَالَ: كَانَ يُقَالُ: " اتَّقُوا فِرَاسَةَ الْمُؤْمِنِ ".(3/147)
أَنبأَنَا الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا الْخَطِيبُ أَنْبَأَنَا الْعَتِيقِيُّ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا الْعَقِيلِيُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ بْنِ صَالِحٍ حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ
أَنْبَأَنَا سُفْيَان عَنْ عَمْرو بْن قَيْس الْمُلائِيُّ قَالَ: كَانَ يُقَالُ: " اتَّقُوا فِرَاسَةَ الْمُؤْمِنِ، فَإِنَّهُ يَنْظُرُ بِنُورِ الله ".
بَاب صفة الْأَوْلِيَاء أَنبأَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمُتَوَكِّلُ أَنْبَأَنَا أَحْمد بن عَليّ بن ثَابت أَنبأَنَا أَبُو الْحسن ابْن رِزْقٍ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ الْخَوَّاصِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ جَابِرٍ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التُّرْجُمَانِيُّ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ الْعَتَكِيُّ حَدَّثَنَا الْوَلِيد بن عبد الرحمن الْقُرَشِيُّ حَدَّثَنَا حَسَّانٌ الْبَصْرِيُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ نُوحٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَقْبَلَ عَلَى أُسَامَةَ ابْن زَيْدٍ فَقَالَ: " يَا أُسَامَةُ عَلَيْكَ بِطَرِيقِ الْجَنَّةِ، وَإِيَّاكَ أَنْ تَخْتَلِجَ دُونَهَا، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أُسَرِّعُ بِهِ ذَلِكَ الطَّرِيقَ؟ قَالَ: بِالظَّمَأِ فِي الْهَوَاجِرِ، وَكَسْرِ النَّفْسِ عَنْ لَذَّةِ الدُّنْيَا.
عَلَيْكَ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ يُقَرِّبُ إِلَى اللَّهِ عزوجل.
إِنَّه لَيْسَ من شئ أحب إِلَى الله عزوجل مِنْ رِيحِ فَمِ الصَّائِمِ.
فَإِن اسْتِطَعْتَ أَنْ يَأْتِيكَ مَلَكُ الْمَوْتِ وَبَطْنُكَ جَائِعٌ وَكَبِدُكَ ظَمْآنُ فَافْعَلْ فَإِنَّكَ تَنَالُ شَرَفَ الْمَنَازِلِ فِي الآخِرَةِ وَتَحِلُّ مَعَ النَّبِيِّينَ وَيَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونُ بِقُدُومُ رَوْحكَ عَلَيْهِمْ وَيُصَلِّي عَلَيْكَ الْجَبَّارُ تَعَالَى.
يَا أُسَامَةُ وَكَلُّ كَبِدٍ جَائِعَةٍ تُخَاصِمُكَ إِلَى اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
يَا أُسَامَةُ إِيَّاكَ وَدُعَاءَ عَبَّادٍ قَدْ أَذَابُوا اللُّحُومَ بِالرِّيَاحِ وَالسَّمَوُمِ وَأَظْمَأُوا الأَكْبَادَ حَتَّى غَشِيَتْ أَبْصَارَهُمْ، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى إِذا نظر لَهُم سربهم وَبَاهَى بِهِمُ الْمَلائِكَةَ، بِهِمْ تُصْرَفُ الزَّلازِلُ وَالْفِتَنُ ثُمَّ بَكَى رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى نَحِيبِهِ، وَهَابَ النَّاسُ أَنْ يُكَلِّمُوهُ حَتَّى ظَنُّوا أَنَّهُ قَدْ حدث من السَّمَاء حدث.
ثُمَّ قَالَ: وَيْحَ هَذِهِ الأُمَّةِ مَا تَلْقَى مِنْ أَطَاعَ اللَّهَ فِيهِمْ، كَيْفَ تَقْتُلُونَهُ وَتُكَذِّبُونَه مِنْ أجل أَنه أطَاع الله عزوجل.
فَقَالَ عمر:(3/148)
يَا رَسُولَ اللَّهِ وَالنَّاسُ عَلَى الإِسْلامِ يَوْمَئِذٍ.
قَالَ: نَعَمْ.
قَالَ: فَفِيمَ يَقْتُلُونَ مَنْ أَطَاعَ اللَّهُ
وَأَمَرَهُمْ بِطَاعَةِ اللَّهِ؟ قَالَ: يَا عُمَرُ تَرَكَ الْقَوْمُ الطَّرِيقَ وَرَكِبُوا الدَّوَابَ وَلَبِسُوا اللَّيِّنَ مِنَ الثِّيَابِ وَخَدَمَتْهُمْ أَبْنَاءُ فَارِسَ وَالرُّومِ، يَتَزَيَّنُ مِنْهُمُ الرَّجُلُ بِزِينَةِ الْمَرْأَةِ لِزَوْجِهَا وَتَتَبَرَّجُ النِّسَاءُ، زِيُّهُمْ زِيُّ الْمُلُوكِ وَدِينُهُمْ دِينُ كِسْرَى، يَتَسَمَّنُونَ يَتَبَاهُونَ بِالْحِسَاءِ وَاللِّبَاسِ، فَإِذَا تَكَلَّمَ أَوْلِيَاءُ الله عَلَيْهِم - العنامحسه -[الْعَنَاءُ صُبْحَتُهُمْ] صَلاتُهُمْ قَدْ ذَبَحُوا أَنْفُسَهُمْ مِنَ الْعَطَشِ، إِذَا تَكَلَّمَ مِنْهُمْ مُتَكَلِّمٌ كُذِّبَ وَقِيلَ لَهُ أَنْتَ قَرِينُ الشَّيْطَانِ وَرَأْسُ الضَّلالَةِ، يُحِرِّمُ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعَبَادِهِ وَالطِّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقَ، يَتَأَوَّلُوا كِتَابَ اللَّهِ عَلَى غَيْرِ تَأْوِيلِهِ وَاسْتَذَلُّوا أَوْلَيَاءَ اللَّهِ.
وَاعْلَمْ يَا أُسَامَةَ أَنَّ أَقْرَبَ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ طَالَ حُزْنُهُ وَعَطَشُهُ وَجُوعُهُ فِي الدُّنْيَا الأَخْفِيَاءُ الأَبْرَار الَّذِينَ إِذَا شَهِدُوا لَمْ يَعْرِفُوا، وَإِذَا غَابُوا لَمْ يُفْتَقَدُوا، وَيُعْرَفُونَ فِي أَهْلِ السِّرِّ، يَخْفُونَ عَلَى أَهْلِ الأَرْضِ، تَعْرِفُهُمْ بِقَاعُ الأَرْضِ وَتَحُفُّ بِهِمُ الْمَلائِكَةُ.
نَعِمَ النَّاسُ بِالدُّنْيَا وَنَعِمُوا هُمْ بْالْجُوعِ وَالْعَطَشِ، وَلَبِسَ النَّاسُ لَيِّنَ الثَّيابِ وَافْتَرَشُوا هُمُ الْجِبَاهَ وَالرُّكَبَ، ضَحِكَ النَّاسُ وَبَكُوا، أَلا لَهُمُ الشَّرَفُ فِي الآخَرَةِ، يَا لَيْتَنِي قَدْ رَأَيْتُهُمْ، بِقَاعُ الأَرْضِ بِهِمْ رَحِبَةٌ، الْجَبَّارُ تَعَالَى عَنْهُم رَاضٍ، ضَيَّعَ النَّاسُ فِعْلَ النَّبِيِّينِ وَأَخْلاقَهُمْ وَحَفَظُوهَا.
الرَّاغِبُ مَنْ رَغِبَ إِلَى اللَّهِ فِي مِثْلِ رَغْبَتِهِمْ، وَالْخَاسِرُ مَنْ خَالَفَهُمْ.
تَبْكِي الأَرْضُ إِذَا افتقدتهم، ويسخط الله عزوجل عَلَى كُلِّ بَلَدٍ لَيْسَ فِيهِ مِنْهُمْ أَحَدٌ، يَا أُسَامَةُ إِذَا رَأَيْتَهُمْ فِي قَرْيَةٍ فَاعْلَمْ أَنَّهُمْ أَمَانٌ لأَهْلِ تِلْكَ الْقَرْيَةِ، لَا يُعَذِّبُ اللَّهُ قَوْمًا هُمْ فِيهِمْ، اتخذهم لنَفسك تنجو بِهِمْ، وَإِيَّاكَ أَنْ تَدَعَ مَا هُمْ عَلَيْهِ فَتَزْلِ قَدَمُكَ فَتَهْوَى فِي النَّارِ.
حَرَّمُوا حَلالا أَحَلَّهُ اللَّهُ لَهُمْ طَلَبَ الْفَضْلِ فِي الآخِرَةِ تَرَكُوا الطَّعَامَ بِالشَّرَابِ عَنْ قدره، لم - يتكابوا -[يَنْكَبُّوا] عَلَى الدُّنْيَا انْكِبَابَ الْكِلابِ عَلَى الْجِيفِ، أَكَلُوا الْفَلْقَ وَلَبِسُوا الْخِرَقَ تَرَاهُمْ شُعُثًا غُبْرًا تَظَنُّ أَنَّ بِهِمْ دَاءً وَمَا ذَاكَ بِهِمْ، وَيَظُنُّ النَّاسُ أَنَّهُمْ قَدْ خُولِطُوا، وَمَا خُولِطُوا، لَكِنَّ قَدْ خَالَطَ الْقَوْمُ الْحُزْنُ يَظُنُّ النَّاسُ أَنَّهُمْ قَدْ ذَهَبَتْ عُقُولُهُمْ وَمَا ذهبت عُقُولهمْ، وَلَكِن نظرُوا(3/149)
بِقُلُوبِهِمْ إِلَى أَمْرٍ ذَهَبَ بِعُقُولِهِمْ عَنِ الدُّنْيَا، فَهُمْ فِي الدُّنْيَا عِنْدَ أَهْلِ الدُّنْيَا، يَمْشُونَ بِلا عُقُولٍ.
يَا أُسَامَةُ عَقِلُوا حِينَ ذهَبَتْ عُقُولُ النَّاسِ لَهُمُ الشَّرَفُ فِي الأَرْضِ ".
هَذَا حَدِيث شبه لَا شئ.
مُحَمَّد بْن عَلِي لَمْ يدْرك سَعِيد بْن سَعِيد وحبان الْبَصْرِيّ هُوَ حبَان بن عبد الله بْن جبلة.
قَالَ عَمْرو بْن عَلِي الفلاس: كَانَ كذابا وَأَمَّا الْوَلِيد بن عبد الرحمن فَقَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ، وَقَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ: مَجْهُول، وَأكْثر رجال هَذَا الْإِسْنَاد لَا يعْرفُونَ، وَهُوَ من عمل الْمُتَأَخِّرين.
بَاب عدد الْأَوْلِيَاء فِيهِ عَنِ ابْن مَسْعُود وَابْن عُمَر وأبى هُرَيْرَة وَأنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم: فَأَما حَدِيث ابْن مَسْعُود فَأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي بْنِ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا حَمَدُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا أَبُو نعيم أَحْمد بن عبد الله الْحَافِظُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ السرى العنطرى حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ قيس السامري حَدثنَا عبد الرحيم بْنُ يَحْيَى بْنِ الأَرَمْنَيِّ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَارَةَ حَدَّثَنَا الْمُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ الاسود عَن عبد الله قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ لِلَّهِ فِي الْخلق ثَلَاثمِائَة قُلُوبُهُمْ عَلَى قَلْبِ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ، وَلِلَّهِ تَعَالَى فِي الْخَلْقِ أَرْبَعُونَ قُلُوبُهُمْ عَلَى قَلْبِ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلامُ، وَلِلَّهِ تَعَالَى فِي الْخَلْقِ سَبْعَةٌ قُلُوبُهُمْ عَلَى قَلْبِ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلامُ، وَلِلَّهِ تَعَالَى فِي الْخَلْقِ ثَلاثَةٌ قُلُوبُهُمْ عَلَى قَلْبِ مِيكَائِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ، وَلِلَّهِ تَعَالَى فِي الْخَلْقِ وَاحِدٌ قَلْبُهُ عَلَى قَلْبِ إِسْرَافِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ، فَإِذَا مَاتَ الْوَاحِدُ أَبْدَلَ اللَّهُ مَكَانَهُ مِنَ الثَّلاثَةِ، وَإِذَا مَاتَ مِنَ الثَّلاثَةِ أَبْدَلَ اللَّهُ مَكَانَهُ مِنَ الْخَمْسَةِ، وَإِذَا مَاتَ مِنَ الْخَمْسَةِ أَبْدَلَ اللَّهُ مَكَانَهُ مِنَ السَّبْعَةِ، وَإِذَا مَاتَ مِنَ السَّبْعَةِ أَبْدَلَ اللَّهُ مَكَانَهُ مِنَ الأَرْبَعِينِ، [وَإِذَا مَاتَ مِنَ الأَرْبَعِينِ] أَبْدَلَ اللَّهُ مَكَانَهُ مِنَ الثَّلاثِمِائَةِ، وَإِذَا مَاتَ مِنَ الثَّلاثِمِائَةِ
أَبْدَلَ اللَّهُ مَكَانَهُ مِنَ الْعَامَّةِ، فَبِهِمْ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَيُمْطِرُ وَيُنْبِتُ وَيَدْفَعُ الْبَلاءُ.
قيل(3/150)
لعبد الله بْنِ مَسْعُودٍ: كَيْفَ بِهِمْ يُحْيِيَ وَيُمِيتُ.
قَالَ: لأَنَّهُمْ يَسْأَلُونَ اللَّهَ إِكْثَارَ الأُمَمِ فَيَكْثُرُونَ، وَيَدْعُونَ عَلَى الْجَبَابِرَةِ فَيُقْصَمُونَ، وَيَسْتَسْقُونَ فَيُسْقَوْنَ، وَيَسْأَلُونَ فَتَنْبُتُ الأَرْضُ، وَيَدْعُونَ فَيُدْفَعُ بِهِمْ أَنْوَاع الْبلَاء ".
وَأَمَّا حَدِيثُ ابْنُ عُمَرَ فَأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي بْنِ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا حَمَدُ بْنُ أَحْمَدَ الْحَدَّادُ أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ الطَّبَرَانِيُّ حَدَّثَنَا سعيد بن أَبى زبدون حَدثنَا عبد الله بْنُ هَارُونَ الصُّورِيُّ حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خِيَارُ أُمَّتِي فِي كُلِّ قَرْنٍ خَمْسمِائَة، والابدال أَرْبَعُونَ، فَلَا الْخَمْسمِائَةِ يَنْقُصُونَ، وَلا الأَرْبَعُونَ.
كُلَّمَا مَاتَ رجل أبدل الله من الْخَمْسمِائَةِ مَكَانَهُ، وَأَدْخَلَ مِنَ الأَرْبَعِينِ مَكَانَهُمْ.
قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ دُلَّنَا عَلَى أَعْمَالِهِمْ.
قَالَ: يَعْفُونَ عَمَّنْ ظَلَمَهُمْ، وَيُحْسِنُونَ إِلَى مَنْ أَسَاءَ إِلَيْهِمْ، وَيَتَوَاسُونَ فِيمَا آتَاهُمُ اللَّهُ عزوجل ".
وَأَمَّا حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ فَأَنْبَأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ عَنْ الدَّارقطني عَن أبي حَاتِم بن حبَان حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ حَدَّثَنَا عبد الرحمن ابْن مَرْزُوقٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ الْخَفَّافُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَنْ تَخْلُوَا الأَرْضُ مِنْ ثَلاثِينَ، مِثْلِ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ الرَّحْمَنِ عَلَيْهِ السَّلامُ، بِهِمْ يُعَافُونَ، وَبِهِمْ يُرْزَقُونَ، وَبِهِمْ يُمْطَرُونَ ".
وَأَمَّا حَدِيث أَنَس فَلهُ طَرِيقَانِ: الطَّرِيق الأول: أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنبأَنَا أَبُو أَحْمد بن عدي حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زُهَيْرِ بْنِ الْفَضْلِ الأَيْلِي
حَدَّثَنَا الْعَلاءُ بْنُ زَيْدَكَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْبُدَلاءُ أَرْبَعُونَ: اثْنَانِ وَعِشْرُونَ بِالشَّام، وثمالية عشر بالعراق، كلما مَاتَ(3/151)
مِنْهُمْ وَاحِدٌ بَدَّلَ اللَّهُ مَكَانَهُ آخَرَ، فَإِذَا الأَمْرُ قَضُوا كُلُّهُمْ، فَعِنْدَ ذَلِك تقوم السَّاعَة ".
الطَّرِيق الثَّانِي: أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ الأَنْصَارِيُّ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ أَيُّوبَ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَلالُ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ شَاذَانَ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّابُونِيُّ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْوَلِيدِ حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ الْغَدَانِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ الْحَرَّانِيُّ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الأَبْدَالُ أَرْبَعُونَ رَجُلا وَأَرْبَعُونَ امْرَأَةً، كُلَّمَا مَاتَ رَجُلٌ بَدَّلَ اللَّهُ مَكَانَهُ رَجُلا، وَكُلَّمَا مَاتَتِ امْرَأَةٌ أَبْدَلَ اللَّهُ مَكَانَهَا امْرَأَةً ".
لَيْسَ فِي هَذِه الاحاديث شئ يَصح.
أما حَدِيث ابْن مَسْعُود فكثير من رِجَاله مَجَاهِيل لَيْسَ فيهم مَعْرُوف، وَكَذَلِكَ حَدِيث ابْن عَمْرو.
وَأَمَّا حَدِيث أَبِي هُرَيْرَةَ فَفِيهِ عَبْد الْوَهَّاب بْن عَطَاء.
قَالَ أَحْمَد: هُوَ ضَعِيف الْحَدِيث مُضْطَرب.
قَالَ ابْن حبَان: وَكَانَ أَبُو مَرْزُوق يضع الْحَدِيث لَا يحل ذكره فِي الْكتب إِلَّا عَلَى وَجه الْقدح فِيهِ.
وَأَمَّا حَدِيث أَنَس فَفِيهِ الْعَلَاء بْن زيدك.
قَالَ ابْن الْمَدِينِيّ: كَانَ يضع الْحَدِيث وَقَالَ أَبُو دَاوُد وَالدَّارقطني: مَتْرُوك الحَدِيث.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: رَوَى عَنْ أَنَس نُسْخَة مَوْضُوعَة لَا يحل ذكره إِلَّا تَعَجبا.
وَأما الطَّرِيق الثَّانِي فَفِيهِ مَجَاهِيل.
بَاب من بلغه ثَوَاب عمل فَعمل بِهِ فِيهِ عَنِ ابْن عُمَر وَأنس: فَأَما حَدِيث ابْن عمر فَأَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْجُرَيْرِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو طَالب العشارى
حَدثنَا الدَّارقطني حَدثنَا عبد الله بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ الْمَكَتِّبُ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بن يحيى بن عبد الله حَدَّثَنَا مِسْعَرُ بْنُ كِدَامٍ عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ بلغه(3/152)
عَن الله فضل شئ مِنَ الأَعْمَالِ يُعْطِيهِ عَلَيْهَا ثَوَابًا، فَعَمِلَ ذَلِكَ الْعَمَلَ رَجَاءَ ذَلِكَ الثَّوَابِ أَعْطَاهُ اللَّهُ ذَلِكَ الثَّوَابُ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ مَا بَلَغَهُ حَقًا ".
وَأما حَدِيث أنس أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْن عبد الملك أَنبأَنَا الجوهرى عَن الدَّارقطني عَن أبي حَاتِم بن حبَان حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ زُهَيْرٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الأَزْدِيُّ حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ حَدَّثَنَا بَزِيغٌ أَبُو الْخَلِيلِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ وَثَابِتِ بْنِ أَبَانٍ عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " من بلغه عَن الله عزوجل أَوْ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَضِيلَة كَانَ مِنِّي أَوْ لَمْ يَكُنْ فَعَمِلَ بِهَا رَجَاء ثَوَابهَا، أعطَاهُ الله عزوجل ثَوَابَهَا ".
هَذَا حَدِيث مَوْضُوع قَدْ وَضعه من عزم عَلَى وضع أَحَادِيث التَّرْغِيب.
فَأَما حَدِيث ابْن عُمَر فالمتهم بِهِ إِسْمَاعِيل بْن يَحْيَى.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: يحدث عَن الثقاة بالأباطيل.
وَقَالَ ابْن حبَان: يرْوى الموضوعات عَن الثقاة.
وَقَالَ الدَّارقطني: كَذَّاب مَتْرُوك.
وَأَمَّا حَدِيث أَنَس، فالمتهم بِوَضْعِهِ بزيغ، وَقَدْ ذَكَرْنَا عَن الدَّارقطني أَنَّهُ قَالَ هُوَ مَتْرُوك.
وَقَالَ ابْن عَدِي: كُل أَحَادِيثه مُنكرَات لَا يُتَابِعه عَلَيْهَا أحد.
بَاب إِظْهَار الْفِعْل ليقتدى بِهِ أَنبأَنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَتْحِ حَدَّثَنَا ابْنُ شَاهِينَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَخْزُومٍ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ عبد الملك بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ الطَّائِيُّ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبَانٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
" مَا عَلَى أَحَدِكُمْ أَنْ يُنْشِطَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ بِالصَّلاةِ وَالصِّيَامِ وَالصَّدَقَةِ وَالْجِهَادِ وَالْحَجِّ، يَقُول: أَنَا صَائِمٌ، وَأَنَا أَقُومُ اللَّيْلَ كُلَّهُ أَوْ كَذَا، وَأَنَا حَاجٌّ وَقَدْ أَدَّيْتُ فَرِيضَةَ الإِسْلامِ، وَإِمَّا مُجَاهِدٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُرَغِّبُ أَخَاهُ وَيُنَشِّطُهُ لِذَلِكَ ".
هَذَا حَدِيث مَوْضُوع على رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم، وَأَبَان(3/153)
فنهاية فِي الضعْف.
قَالَ شُعْبَة: لِأَن أزني أحب إِلَيّ من أَن أروى عَنْهُ.
وَأَبُو يُوسُف مَجْهُول.
بَاب الْعجب بِالْعَمَلِ أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ ثَابِتٍ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بن أَحْمد ابْن يُوسُفَ الْهَمْدَانِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَرَاجِيلِيُّ أَنْبَأَنَا خَلَفُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أَفْلَحَ حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ الْمُغِيرَةِ أَنْبَأَنَا عِيسَى بْنُ مُوسَى غُنْجَارٌ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ عَنْ أَبَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا يُتَخَوَّفُ مِنَ الْعَمَلِ أَشَدّ مِنَ الْعَمَلِ، فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ ذَلِكَ؟ قَالَ: إِنَّ الرَّجُلَ مِنْ أُمَّتِي يَعْمَلُ فِي السِّرِّ فَإِذَا حَدَّثَ بِهِ النَّاسُ نَسَخَ مِنَ السِّرِ إِلَى الْعَلانِيَةِ، فَإِذَا أُعْجِبَ بِهِ نَسَخَ مِنَ الْعَلانِيَةِ إِلَى الرِّيَاءِ فَبَطَلَ، فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلا تَبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ ".
هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِنَّمَا يرْوى نَحوه عَنِ الثَّوْرِي، وَأَبَان قَدْ جرحناه آنِفا.
قَالَ الدَّارقطني: وَإِسْمَاعِيل كَذَّاب مَتْرُوك وَقَالَ ابْن حبَان: لَا يحل ذكر إِسْمَاعِيل إِلَّا بالقدح فِيهِ.
بَاب رد الْعَمَل عَلَى المغتاب وطالب الدُّنْيَا والمتكبر والمعجب وَنَحْو ذَلِك أَنْبَأَنَا زَاهِرُ بْنُ طَاهِرٍ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْبَيْهَقِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ
مُحَمَّد بن عبد الله الْحَاكِمُ حَدَّثَنَا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الْعَتَكِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَشْرَسَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الْهَرَوِيُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ نجيح حَدثنَا عبد الْعَزِيز ابْن عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ قَالَ: " قُلْتُ يَا مُعَاذُ بْنَ جَبَلٍ حَدَّثَنِي حَدِيثًا سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ حَفِظْتَهُ(3/154)
فَذَكَرْتُهُ كُلَّ يَوْمٍ.
قَالَ مُعَاذٌ: نَعَمْ، ثُمَّ قَالَ بِأَبِي وَأُمِّي أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، ثُمَّ قَالَ سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ وَأَنَا رَدِيفُهُ وَنَحْنُ نَسِيرُ إِذْ رَفَعَ بَصَرَهُ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ يَقْضِي فِي خَلْقِهِ مَا أَحَبَّ.
يَا مُعَاذُ.
قُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِمَامَ الْخَيْرِ وَنَبِيّ الرَّحْمَةِ.
قَالَ: أُحَدِّثُكَ حَدِيثا مَا حَدَّثَ بِهِ نَبِيٌّ أُمَّتَهُ إِنَّ حَفِظْتَهُ نَفَعَكَ عَيْشُكَ، وَإِنْ سَمِعْتَهُ وَلَمْ تَحْفَظْهُ انْقَطَعَتْ حُجَّتُكَ عِنْد الله عزوجل.
ثُمَّ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى خَلَقَ سَبْعَةَ أَمْلاكٍ قَبْلَ أَنْ تُخْلَقَ السَّمَوَاتُ، لِكُلِّ سَمَاءٍ مَلَكًا قَدْ حَلَلَهَا تَعْظِيمًا وَجَعَلَ عَلَى بَابِ كُلِّ سَمَاءٍ مِنْهُم بَوَّابًا، يُكْتِبُ الْحَفَظَةَ عَمَلَ الْعَبْدِ، لَهُ نُورٌ كَنُورِ الشَّمْسِ حَتَّى إِذَا بَلَغَ سَمَاءَ الدُّنْيَا فَيَقُولُ الْمَلِكُ الْبَوَّابُ اضْرِبْ بِهَذَا الْعَمَلِ وَجْهَ صَاحِبِهِ وَقُلْ لَا غَفَرَ اللَّهُ لَكَ، أَنَا مَلَكٌ صَاحِبُ الْغَيْبَةِ، مَنِ اغْتَابَ النَّاسَ لَمْ أَدَعْ عَمَلَهُ يَتَجَاوَزْنِي إِلَى غَيْرِي.
قَالَ: وَبلغته حَتَّى يَمْشِيَ وَيَقُولُ: أَمَرَنِي بِذَلِكَ رَبِّي.
قَالَ: وَيَصْعَدُ الْمَلَكُ بِالْعَمَلِ الصَّالِحِ.
فَيَقُولُ الْمَلِكُ الَّذِي فِي السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ: قِفْ فَاضْرِبْ بِهَذَا الْعَمَلِ وَجْهَ صَاحِبِهِ وَقُلْ لَا غَفَرَ اللَّهُ لَكَ إِنَّكَ أَرَدْتَ بِهَذَا الْعَمَلِ عَرَضَ الدُّنْيَا وَأَنَا مَلَكٌ صَاحِبُ عَمَلِ الدُّنْيَا لَا أَدَعُ أَنْ يُجَاوِزَ إِلَى غَيْرِي، أَمَرَنِي بِذَلِكَ رَبِّي.
قَالَ: وَبَلَغْتُهُ حَتَّى يَمْشِيَ قَالَ: وَيَصْعَدُ الْمَلَكُ بِعَمَلِ الْعَبْدِ مُبْتَهِجًا بِهِ مِنَ صَدَقَةٍ أَوْ صَلاةٍ.
فَيَتَعَجَّبُ الْحَفَظَةُ.
فَيُجَاوِزُهَا إِلَى السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ.
فَيَقُولُ الْمَلَكُ: قِفْ وَاضْرِبْ بِهَذَا الْعَمَلِ وَجْهَ صَاحِبِهِ وَقُلْ لَا غَفَرَ اللَّهُ لَكَ.
أَنَا صَاحِبُ الْكِبْرِ وَقَدْ أَمَرَنِي رَبِّي أَنْ لَا أَدَعَ عَمَلَ مُتَكَبِّرٍ يُجَاوُزُنِي إِلَى غَيْرِي.
قَالَ: وَتَصْعَدُ الْحَفْظَةَ بِعَمَلِ الْعَبْدِ يُزْهِرُ كَمَا يُزْهِرُ النَّجْمُ الدُّرِّيُّ
فِي السَّمَاءِ، لَهُ تَسْبِيحٌ مِنْ صَوْمٍ وَحَجٍّ.
فَيَمُرُّ بِهِ عَلَى مَلَكِ السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ.
فَيَقُولُ لَهُ: قِفْ وَاضْرِبْ بِهَذَا الْعَمَلِ وَجْهَ صَاحِبِهِ وَبَطْنِهِ، أَنَا مَلَكٌ صَاحِبُ الْعُجْبَ بِنَفْسِهِ، إِنَّهُ مَنْ عَمِلَ وَأَدْخَلَ مَعَهُ الْعُجْبَ، فَإِنَّ رَبِّي أَمَرَنِي أَنْ لَا أَدَعَهُ يُجَاوِزُنِي إِلَى غَيْرِي فَقُلْ لَا غَفَرَ اللَّهُ لَكَ.
قَالَ: وَبَلَغْتُهُ ثَلاثَة أَيَّامٍ.
قَالَ: وَتَصْعَدُ الْحَفَظَةُ بِعَمَلِ الْعَبْدِ مَعَ الْمَلائِكَةِ كَالْعَرُوسِ الْمَزْفُوَفَةِ إِلَى أَهْلِهَا.
فَيُمَرُّ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ الْخَامِسَةِ مِنْ عَمَلِ الْجِهَادِ وَالصَلاةِ، فَلِذَلِكَ الْعَمَلُ زَئِيرٌ كَزَئِيرِ الأَسَدِ، عَلَيْهِ ضَوْءٌ كضوء الشَّمْس،(3/155)
فَيَقُولُ لَهُ الْمَلكُ: قِفْ أَنَا صَاحِبُ الْحَسَدِ، اضْرِبْ بِهَذَا الْعَمَلِ وَجْهَ صَاحِبِهِ وَاحْمِلْهُ عَلَى عَاتِقِ الْحَسَدِ مَنْ يَتَكَلَّمَ فِيهِ أَوْ يَعَمْلُ كَعَمَلَه، إِذَا رَأَى الْعَبِيدِ فِي الْفَضْلِ وَالْعَمَلِ وَالْعِبَادَةِ حَسَدَهُمْ وَوَقع فيهم.
قَالَ: وَيَحْمِلُهُ عَلَى عَاتِقِهِ وَيَلْعَنُهُ مادام حَيًّا.
قَالَ: وَتَصْعَدُ الْحَفَظَةُ بِعَمَلِ الْعَبْدِ بِوُضُوءٍ تَامٍّ وَقِيَامٍ كَثِيرٍ.
فَيُمَرُّ عَلَى مَلَكِ السَّمَاءِ السَّابِعَةُ، فَيَقُولُ الْمَلَكُ: قِفْ أنَا صَاحِبُ الْعَمَلِ الَّذِي لِغَيْرِ اللَّهِ، اضْرِبْ بِهَذَا الْعَمَلِ جَوَارِحَهُ وَاقْفِلْ عَلَى قَلْبِهِ، أَنَا مَلَكُ الْحِجَابِ، أَحْجُبُ كُلَّ عَمَلٍ لَيْسَ لِلَّهِ، أَرَادَ بِهِ صَاحِبُهُ غَيْرَ اللَّهِ، وَأَرَاد بِهِ الذِّكْرَ فِي الْمَجَالِسِ وَالصِّيتَ فِي الْمَدَائِنِ، أَمَرَنِي رَبِّي أَنْ لَا أَدَعَهُ يُجَاوِزُنِي إِلَى غَيْرِي مَا لَمْ يَكُنْ لِلَّهِ.
قَالَ: وَيَصْعَدُ الْحَفَظَةُ بِعَمَلِ الْعَبْدِ مُبْتَهِجًا بِهِ مِنْ حُسْنِ خُلُقِ وَسَمْتٍ وَذِكْرٍ كَبِيرٍ.
وَتُشَيِّعُهُ الْمَلائِكَةُ السَّبْعَةُ تَحْمِلُ عَمَلَهُ، فَيَصْعَدُونَ الْحُجُبَ كُلَّهَا حَتَّى يَقُومُوا بَيْنَ يَدَيِ الرَّبِّ، فَيَشْهَدُوا عَلَيْهِ بَعَمَلٍ خَالِصٍ وَدُعَاءٍ.
فَيَقُول الرب عزوجل: أَنْتُم الْحفظَة وَأَنَا الرَّقِيبُ عَلَى مَا فِي نَفْسِهِ - وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى: - إِنَّهُ لَمْ يُرِدْ بِعَمَلِهِ وَجْهِي.
فَتَقُولُ الْمَلائِكَةُ: عَلَيْهِ لَعْنَتُكَ وَلَعْنَتُنَا.
فَيَقُولُ أَهْلُ السَّمَاءِ: عَلَيْهِ لَعْنَتُكَ وَلَعْنَتُنَا.
قَالَ: فَبَكَى مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ.
قَالَ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الَّذِي أَعْمَلُ؟ فَقَالَ لَهُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اقْتَدِ بِنَبِيِّكَ يَا مُعَاذُ فِي الْيَقِينِ.
قَالَ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ وَأَنَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ.
فَقَالَ
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَإِنَّ كَانَ فِي عَمَلِكَ تَقْصِيرٌ يَا مُعَاذُ اقْطَعْ لِسَانَكَ عَنْ إِخْوَانِكَ، وَلا تُزِكِّ نَفْسَكَ بِوَضْعِ إِخَوانِكَ، وَلَا ترائى بِعَمَلِكَ، وَلا تُفْحِشْ فِي مَجَالِسِكَ لِكَي يَحْذَرُوكَ لِسُوءِ خُلُقِكَ، وَلا تتناجى مَعَ رَجُلٍ وَعِنْدَكَ آخَرُ، وَلا تَعْظُمْ عَلَى النَّاسِ فَتُقْطَعُ عَنْكَ خَيْرَاتُ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَلا تُمَزِّقِ النَّاسَ - فَتُمَزِّكُ -[فَتُمَزِّقُكَ] كِلابُ النَّارِ، وَذَلِكَ قَول الله عزوجل فِي كِتَابه (والناشطات نشطا) أَتَدْرِي مَا هُوَ؟ قَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ مَا هُوَ؟ قَالَ: كِلابُ النَّارِ تُنْشَطُ اللَّحْمَ وَالْعَظْمَ.
قَالَ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَنْ يُطِيقُ هَذِهِ الْخِصَالَ؟ قَالَ مُعَاذٌ: إِنَّهُ لَيَسِيرٌ عَلَى مَنْ يسر الله عزوجل ".(3/156)
قَالَ ثَوْرٌ: قَالَ خَالِد بْن معدان: وَمَا رَأَيْت معَاذ أَكْثَر من تِلَاوَة الْقُرْآن مَا يكثر تِلَاوَة هَذَا الحَدِيث.
وَقَدْ رَوَاهُ أَبُو حَاتِمِ بْنُ حِبَّانٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ شَيْبَانَ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عبد الله الْمَكْفُوفِ عَنْ سَلَمِ الْخَوَّاصِ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ عَنْ ثَوْرٍ أَنْبَأَنَا ابْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا أَبُو الْغَنَايِمِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ النَّرْسِيُّ أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ السَّعْدِيُّ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ الْعَرْزَمِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَرْهُبِيُّ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مِهْرَانَ الأَصْبَهَانِيُّ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْهَيْثَمِ قَاضِي طَرْسُوسَ عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بن زيد عَن ثَوْر ابْن زَيْدٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ أَحْسَبُهُ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: " قُلْتُ لَهُ: حَدَّثَنِي بحَدِيثٍ سَمِعْتِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَفِظْتَهُ وَذَكِرْتَهُ كُلَّ يَوْمٍ مِنْ رِقَّةَ مَا حَدَّثَكَ بِهِ: قَالَ: نَعَمْ.
ثُمَّ بَكَى مُعَاذٌ.
فَقُلْتُ: لَا يَسْكُتُ.
ثُمَّ سَكَتَ.
فَقَالَ: بِأَبِي وَأُمِّي حَدَّثَنِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا رَدِيفِهِ بَيْنَا نَحْنُ نَسِيرُ إِذْ رَفَعَ بَصَرَهُ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي يَقْضِي فِي خَلْقِهِ مَا أَحَبَّ.
يَا معَاذ.
قلت: لبيْك يارسول اللَّهِ إِمَامَ الْخَيْرِ وَنَبِيّ الرَّحْمَةِ.
قَالَ: أُحَدِّثُكَ حَدِيثا مَا حَدَّثَ بِهِ نَبِيٌّ أُمَّةً،
إِنْ حَفِظْتَهُ نَفَعَكَ عَيْشُكَ، وَإِنْ سَمِعْتَهُ وَلَمْ تَحْفَظْهُ انْقَطَعَتْ حُجَّتُكَ عِنْدَ اللَّهِ.
ثمَّ قَالَ: إِن الله عزوجل خَلَقَ سَبْعَةَ أَمْلاكٍ، لِكُلِّ سَمَاءٍ مَلَكًا قَدْ حَلَلَهَا - أَرَاهُ قَالَ بِعَظَمَتِهِ - وَجَعَلَ عَلَى كُلِّ بَابٍ مِنْهَا مَلَكَا بَوَّابًا، فَتَكْتُبُ الْمَلائِكَةُ عَمَلَ الْعَبْدِ مِنْ حِينَ يُصْبِحُ إِلَى حِينَ يُمْسِي - أَرَاهُ قَالَ فَيَرْفَعُ الْحَفَظَةُ عَمَلَ الْعَبْدِ - لَهُ نُورٌ كَنُورِ الشَّمْسِ، فَتُزَكِّيهِ وَتُكْثِرُهُ، حَتَّى إِذَا بَلَغَ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا يَقُولُ الْمَلَكُ: قِفْ وَاضْرِبْ بِهَذَا الْعَمَل وَجَهْ صَاحِبِهِ، إِنَّهُ أَرَادَ بِهَذَا الْعَمَلْ عَرَضَ الدُّنْيَا، أَمَرَنِي رَبِّي أَنْ لَا أَدَعَ عَمَلَهُ يُجَاوِزنِيِ إِلَى غَيْرِي.
قَالَ: وَتَصْعَدُ الْحَفَظَةُ بِعَمَلِ الْعَبْدِ مُبْتَهِجًا بِهِ بِصَدَقَةٍ وَصَلاةٍ، حَتَّى إِذَا بَلَغَ إِلَى السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ يَقُولُ الْمَلَكُ: قِفْ وَاضْرِبْ بِهَذَا الْعَمَلِ وَجْهَ صَاحِبِهِ وَظَهْرِهِ، إِنَّهُ مَلَكٌ صَاحِبُ الْكِبْرِ، إِنَّهَ عَمِلَ وَتَكَّبَّرَ عَلَى النَّاسِ فِي مَجَالِسِهِمْ، أَمَرَنِي رَبِّي أَنْ لَا أَدَعَ عَمَلَهُمْ يتجاوزني إِلَى غيرى.
قَالَ:(3/157)
وَتَصْعَدُ الْحَفْظَةَ بِعَمَلِ الْعَبْدِ يُزْهِرُ كَمَا يُزْهِرُ النَّجْمُ الَّذِي فِي السَّمَاءِ، لَهُ دَوِيٌّ وَتَسْبِيحٌ وَصَوْمٌ وَحَجٌّ، إِلَى مَلَكِ السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ.
فَيَقُولُ الْمَلَكُ: قِفْ وَاضْرِبْ بِهَذَا الْعَمَلِ وَجْهَ صَاحِبِهِ وَبَطْنِهِ، أَنَا مَلَكٌ صَاحِبُ الْعُجْبَ، أَمَرَنِي رَبِّي أَنْ لَا أَدَعَ عَمَلَهُ يَتَجَاوَزنِي إِلَى غَيْرِي.
قَالَ: وَتَصْعَدُ الْحَفْظَةَ بِعَمَلِ الْعَبْدِ كَالْعَرُوسِ الْمَزْفُوفَةِ إِلَى أَهْلِهَا بِعَمَلِ الْجِهَادِ وَالصَّلاةِ إِلَى مَا بَيْنَ الصَّلاتَيْنِ، وَلِذَلِكَ الْعَمَلُ زَئِيرٌ كَزَئِيرِ الأَسَدِ عَلَيْهِ ضَوْءٌ كَضَوْءِ الشَّمْسِ، إِلَى السَّمَاءِ الْخَامِسَةِ.
فَيَقُولُ الْمَلَكُ: قِفْ أنَا صَاحِبُ الْحَسَدِ، وَاضْرِبْ بِهَذَا الْعَمَلِ وَجْهَ صَاحِبِهِ، وَيَحْمِلُهُ عَلَى عَاتِقِهِ، إِنَّهُ كَانَ يَحْسِدُ مَنْ يَتَعَلَّمُ وَيَعْمَلُ لِلَّهِ، إِذَا رَأَى لأَحَدٍ فَضْلا فِي الْعِلْمِ وَالْعِبَادَةِ حَسَدَهُمْ وَوَقَعَ فِيهِمْ، فَيَحْمِلُهُ عَلَى عَاتِقِهِ وَيَلْعَنُهُ عَمَلُهُ.
قَالَ: وَتَصْعَدُ الْحَفَظَةُ بِعَمَلِ الْعَبْدِ، بِوُضُوءٍ تَامٍّ وَصَلاةٍ كَبِيرَةٍ وَقِيَامِ اللَّيْلِ، إِلَى السَّمَاءِ السَّادِسَةِ.
فَيَقُولُ الْمَلِكُ: قِفْ أَنَا مَلَكُ
الرَّحْمَةِ، اضْرِبْ بِهَذَا الْعَمَلِ وَجْهَ صَاحِبِهِ وَاطْمُسْ عَيْنَيْهِ، لأَنَّ صَاحِبَهُ لَمْ يَرْحَمْ شَيْئًا، إِذَا أَصَابَ عَبْدًا مِنْ عِبَادِ اللَّهِ دَيْنًا أَوْ ضَرًّا فِي الدُّنْيَا شَمِتَّ بِهِ، أَمَرَنِي رَبِّي أَنْ لَا أَدَعَ عَمَلَهُ يُجَاوِزنِيِ إِلَى غَيْرِي.
قَالَ: وَتَصْعَدُ الْحَفْظَةَ بِعَمَلِ الْعَبْدِ أعمالا بِفقه واجتهاد وورع، لَهُ صَوْتٌ كَصَوْتِ الرَّعْدِ وَضَوْءٌ كَضَوْءِ الْبَرْقِ وَمَعَهُ ثَلاثَةُ أَلْفِ مَلَكٍ إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ.
فَيَقُولُ الْمَلَكُ: قِفْ وَاضْرِبْ بِهَذَا الْعَمَلِ وَجه صَاحبه جوارحه وَأَصْلَ قَلْبِهِ، أَنَا مَلَكُ الْحِجَابِ، أَحْجُبُ كُلَّ عَمَلٍ لَيْسَ لِلَّهِ، أَرَادَ بِهِ صَاحِبُهُ رَفْعُهُ عِنْدَ الْقُرَّاءِ وَذِكْرًا فِي الْمَجَالِسِ وَصَوْتًا فِي الْمَدَائِنِ، أَمَرَنِي رَبِّي أَنْ لَا أَدَعَ عَمَلَهُ يُجَاوِزنِيِ إِلَى غَيْرِي.
قَالَ: وَتَصْعَدُ الْحَفْظَةَ بِعَمَلِ الْعَبْدِ مُبْتَهِجًا بِهِ، مِنْ حُسْنِ خُلُقٍ وَصَمْتٍ وَذِكْرٍ كَبِيرٍ، وَتُشَيِّعَهُ مَلائِكَةُ السَّمَواتِ وَالْمَلائِكَةُ السَّبْعَةُ بِجَمَاعَتِهِمْ، وَيَشْهَدُونَ عَلَيْهِ بِعَمَلٍ خَالِصٍ وَدُعَاءٍ، فَيَقُول الله عزوجل: أَنْتُمْ حَفَظَةٌ عَلَى عَمَلِ عَبْدي وَأَنَا الرَّقِيبُ عَلَى مَا فِي نَفْسِهِ، إِنَّهُ لَمْ يُرِدْنِي بِهَذَا، عَلَيْهِ لَعْنَتِي.
وَتَقُولُ الْمَلائِكَةُ: عَلَيْهِ لَعْنُتِك وَلَعْنَتُنَا.
ثُمَّ بَكَى مُعَاذٌ.
قَالَ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَعْمَلُ؟ قَالَ: اقْتَدْ بِنَبِيِّكَ بِالْيَقِينِ.
قَالَ قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله أَنْت رَسُول الله(3/158)
وَأَنَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ.
قَالَ: وَإِنْ كَانَ فِي عَمَلِكَ تَقْصِيرٌ يَا مُعَاذُ فَاقْطَعْ لِسَانَكَ عَنْ إِخْوَانِكَ وَعَنْ حَمَلَةِ الْقُرْآنِ، وَلْيَكُنْ ديونكَ علَيَكْ لَا تَحْمِلْهَا عَلَى إِخَوَانِكَ وَلا تُزَكِّيَنَّ نَفْسَكَ بِتَذْمِيمِ إِخْوَانِكَ، وَلا تَرْفَعْ نَفْسَكَ بِوَضْعِ إخوانك، وَلَا ترائى بِعَمَلِكَ، وَلا تُدْخِلُ مِنَ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ، وَلا تُفْحِشْ فِي مَجْلِسَكَ لِكَي يَحْذَرُوكَ لِسُوءِ خُلُقِكَ، وَلَا تتناجى مَعَ رَجُلٍ وَعِنْدَكَ آخَرُ، وَلا تَتَعَظَّمْ عَلَى النَّاسِ فَتُقْطِعُ عَنْكَ خَيْرَاتُ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَلا تُمَزِّقِ النَّاسَ فَتُمَزِّقُكَ كِلابُ النَّارِ، قَالَ الله عزوجل (والناشطات نشطا) أَتَدْرِي مَا هُوَ؟ قَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ مَا هُوَ؟ قَالَ: كِلابٌ فِي النَّارِ تُنْشِطُ اللَّحْمَ وَالْعَظْمَ.
قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ وَمَنْ يُطِيقُ هَذَا الْخِصَالَ؟
قَالَ: يَا مُعَاذٌ إِنَّهُ لَيَسِيرٌ عَلَى مَنْ يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ.
قَالَ: وَمَا رَأَيْت معَاذًا يكثر تِلَاوَة الْقُرْآن كَمَا يكثر تِلَاوَة هَذَا الْحَدِيث ".
وَقَدْ رَوَى نَحوه من حَدِيث عَلَى عَلَيْهِ السَّلام: أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ السَّمَرْقَنْدِيُّ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ الإِسْمَاعِيلِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ السَّهْمِيُّ حَدَّثَتْنَا أُمُّ كُلْثُومِ بِنْتُ إِبْرَاهِيم البتكرا ماذية قَالَتْ حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ ابْن جَعْفَرٍ الْبَصْرِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الصُّوفِيُّ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَنْ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ سَبْعَ سَمَواتٍ، وَخَلَقَ لِكُلِّ سَمَاءٍ بَابًا، وَلِكُلِّ بَابٍ مَلَكًا، وَوَكَّلَ بِكُلِّ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ أَرْبَعَةً مِنَ الْمَلائِكَةِ، مَلَكَيْنِ بِالنَّهَارِ وَمَلَكَيْنِ بِاللَّيْلِ، فَإِذَا كَانَ عِنْدَ الْمَسَاءَ تَصْعَدُ مَلائِكَةُ النَّهَارِ بِعَمَلِ الْعِبَادِ، فَإِذَا بَلَغُوا سَمَاءَ الدُّنْيَا قَالَ لَهُمَا الْمَلَكُ: مَا هَذَا؟ قَالُوا: هَذَا عَمَلُ عَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ.
قَالَ: رَدَّا عَلَيْهِ، لَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنْهُ وَلَعَنَهُ، فَإِنَّهُ حَاسِدٌ، وَإِنَّ اللَّهَ نَهَانِي أَنْ يُجَاوِزَنِي عَمَلُ الْحَاسِدِينَ، وَتَصْدِيقُ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللَّهِ (وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فضل الله بَعْضكُم على بعض) .
ثُمَّ يَصْعَدُ بَعَمَلِ عَبْدِ مِنْ عِبَادِهِ لَيْسَ بِحَاسِدٍ إِلَى السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ، فَيَقُولُ لَهُمَا الْمَلَكُ: مَا هَذَا؟ قَالا: هَذَا عَمَلُ عَبْدٍ مِنْ عِبَادِهِ.
قَالَ: رَدًّا عَلَيْهِ، لَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنْهُ وَلَعَنَهُ(3/159)
فَإِنَّهُ يَغْتَابُ الْمُؤْمِنيِنَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، وَإِنَّ اللَّهَ نَهَانِي أَنْ يُجَاوِزَنِي عَمَلُ الْمُغْتَابِينَ، وَتَصْدِيقُ ذَلِكَ فِي كِتَابِ الله تَعَالَى (يَا أَيهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ، وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا، أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لحم أَخِيه مَيتا فكرهتموه) .
ثُمَّ يَصْعَدُ بَعَمَلِ [عَبْدِ مِنْ] عِبَادِهِ لَيْسَ بِحَاسِدٍ وَلا مُغْتَابٍ إِلَى السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ، فَيَقُولُ الْمَلَكُ لَهُمَا: مَا هَذَا؟ قَالا: هَذَا عَمَلُ عَبْدٍ مِنْ عِبَادِهِ.
قَالَ: رَدَّا عَلَيْهِ، لَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنْهُ وَلَعَنَهُ فَإِنَّهُ ظَالِمُ الْمُؤْمِنيِنَ وْالْمُؤْمِنَاتِ،
فَإِنَّ اللَّهَ نَهَانِي أَنْ يُجَاوِزَنِي عَمَلُ الظَّالِمِينَ، وَتَصْدِيقُ ذَلِكَ فِي كتاب الله تَعَالَى (يَا أَيهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنكُم بِالْبَاطِلِ) .
ثُمَّ يَصْعَدُ بَعَمَلِ عَبْدِ مِنْ عِبَادِهِ لَيْسَ بِحَاسِدٍ وَلا مُغْتَابٍ وَلا ظَالِمٍ إِلَى السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ، فَيَقُولُ لَهُمَا الْمَلَكُ: مَا هَذَا؟ قَالا: هَذَا عَمَلُ عَبْدٍ مِنْ عِبَادِهِ.
قَالَ: رَدًّا عَلَيْهِ، لَا يَقْبَلُ اللَّهُ مِنْهُ وَلَعَنَهُ فَإِنَّهُ خَائِنٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وْالْمُؤْمِنَاتِ، وَإِنَّ اللَّهَ نَهَانِي أَنْ يُجَاوِزَنِي عَمَلُ الْخَائِنِينَ، وَتَصْدِيقُ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللَّهِ (يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا لَا تخونوا الله وتخونوا أماناتكم) ثُمَّ يَصْعَدُ بَعَمَلِ عَبْدِ مِنْ عِبَادِهِ، فَيَقُولُ: رَدًّا عَلَيْهِ، لَا يَقْبَلُ اللَّهُ مِنْهُ وَلَعَنَهُ فَإِنَّهُ مُسْتَكْبِرٌ، وَإِنَّ اللَّهَ نَهَانِي أَنْ يُجَاوِزَنِي عَمَلُ الْمُسْتَكْبِرِينَ، وَتَصْدِيقُ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللَّه تَعَالَى (إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّم داخرين) ثُمَّ يَصْعَدُ بَعَمَلِ عَبْدِ مِنْ عِبَادِهِ لَيْسَ بِحَاسِدٍ وَلا مُغْتَابٍ وَلا ظَالِمٍ وَلا خَائِنٍ وَلا مُسْتَكْبِرٍ يَصْعَدُ بِعَمَلِهِ إِلَى السَّمَاءِ السَّادِسَةِ، فَيَقُولُ لَهُمَا الْمَلَكُ: مَا هَذَا؟ قَالا: هَذَا عَمَلُ عَبْدٍ مِنْ عِبَادِهِ، فَيَقُولُ: رَدًّا عَلَيْهِ، لَا يَقْبَلُ اللَّهُ مِنْهُ وَلَعَنَهُ فَإِنَّهُ مرائى يُرَائِي بِعَمَلِهِ، وَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ لَا يُجَاوِزَنِي عَمَلَ - الْمُسْتَكْبِرِينَ -[الْمُرَائِينَ] وَتَصْدِيقُ ذَلِكَ فِي كِتَابِ الله تَعَالَى (يراؤن النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلا قَلِيلا مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ - لَا إِلَى هَا وَلَا وَإِلَى هاولا -[لَا إِلَى هَؤُلاءِ وَلا إِلَى هَؤُلَاءِ] ) .
ثُمَّ يَصْعَدُ بَعَمَلِ عَبْدِ مِنْ عِبَادِهِ لَيْسَ بِحَاسِدٍ وَلا مُغْتَابٍ وَلا ظَالِمٍ وَلا خَائِنٍ وَلا مستكبر وَلَا مرائى، يَصْعَدُ بِعَمَلِهِ إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ، فَيَقُولُ لَهُمَا الْمَلَكُ: مَا هَذَا؟ قَالَا: هَذَا عمل عبد(3/160)
مِنْ عِبَادِهِ.
قَالَ: رَدًّا عَلَيْهِ، لَا يَقْبَلُ اللَّهُ مِنْهُ وَلَعَنَهُ فَإِنَّهُ عَاصٍ عَامِلٌ بِالْكَبَائِرِ، وَإِنَّ اللَّهَ نَهَانِي أَنْ يُجَاوِزَنِي عَمَلُ عَاصٍ، وَتَصْدِيقُ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى (أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ ومماتهم سَاءَ مَا يحكمون) .
ثُمَّ يَصْعَدُ بَعَمَلِ عَبْدِ مِنْ عِبَادِهِ تَائِبٍ لَيْسَ
بِحَاسِدٍ وَلا مُغْتَابٍ وَلا ظَالِمٍ وَلا خَائِنٍ وَلَا مستكبر وَلَا مرائى وَلا عَاصٍ، فَيَكُونُ لِعَمَلِهِ دَوِيٌّ كَدَوِيِّ الرَّعْدِ، فَلا يَمُرُّ بِمَلأٍ منِ الْمَلائِكَةِ إِلا اسْتَغْفَرَ لَهُ حَتَّى يُؤْتَى بِعَمَلِهِ إِلَى عِلِّيِّينَ، وَتَصْدِيقُ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى (كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ كِتَابٌ مَرْقُومٌ يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ) ، فَيَسْتَغْفِرُ الْمُقَرَّبُونَ لَهُ، وَتَصْدِيقُ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى قَوْلُهُ (اغْفِر لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَاب الْجَحِيم) ".
أَمَّا الْحَدِيثُ الأَوَّل فَإِنَّهُ مَوْضُوع على رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَلَقَد أبدع الَّذِي وَضعه واجترأ عَلَى الشَّرِيعَة، وَهُوَ مَشْهُور بِأَحْمَد بن عبد الله الجويباري رَوَاهُ عَنْ يَحْيَى بْن سَلام الإفْرِيقِي عَنْ ثَوْر بْن يَزِيد.
وَقَدْ سَرقه من الجويباري عبد الله بْن وهب النسوي، فَحدث بِهِ عَنْ مُحَمَّد بْن الْقَاسِم الْأَسدي عَنْ ثَوْر.
فَأَما الجويباري فأكذب النَّاس، قَدْ وضع عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا لَا يُحْصى.
وَعبد اللَّه بْن وهب وَضاع أَيْضًا.
قَالَ ابْن حِبَّانَ: هُوَ دجال يضع الحَدِيث على الثقاة.
وَأَمَّا الْقَاسِم المكفوف فَقَدْ نسبه ابْن حبَان إِلَى وضع الْحَدِيث أَيْضًا.
قَالَ: وَلَا يحل ذكر سلم الْخَواص فِي الْكتب إِلَّا على سَبِيل الِاعْتِبَار.
وَأما الطَّرِيق الآخر فَفِيهِ عَبْد الْوَاحِد بْن زيد.
قَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ.
وَقَالَ الْبُخَارِي وَالنَّسَائِيّ وَالْفَلَّاس: مَتْرُوك.
وَيَعْقُوب وَأَحْمَد وَالْحسن وعَلى بْن إِبْرَاهِيمَ لَا يعْرفُونَ، وبعدهم رجل مَجْهُول.
وَأَمَّا حَدِيث عَلَى فَلَا نشك فِي وَضعه، وَفِيهِ مَجَاهِيل لَا يعْرفُونَ، وَفِي إِسْنَاده الْقَاسِم بْن إِبْرَاهِيمَ، وَكَانَ يحدث بِمَا لَا أصل لَهُ.(3/161)
بَاب عُقُوبَة المرائى أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي بْن أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا حَمَدُ بْنُ أَحْمَدَ الْحَدَّادُ أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ
الْحَافِظُ حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ حَمْدَانَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ زُرَارَةَ حَدَّثَنَا أَبُو جُنَادَةَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ خَيْثَمَةَ عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يُؤْمَرُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِنَاسٍ إِلَى الْجَنَّةِ إِذَا دَنَوْا مِنْهَا وَنَظَرُوا إِلَيْهَا وَاسْتَنْشَقُوا رِيحَهَا وَنَظَرُوا إِلَى مَا أَعَدَّ اللَّهُ لأَهْلِهَا، نُودُوا أَنِ اصْرِفُوهُمْ عَنْهَا لَا نَصِيبَ لَهُمْ فِيهَا، فَيَرْجِعُونَ بِحَسْرَةٍ مَا رَجَعَ الأَوَّلُونَ بِمِثْلِهَا، فَيَقُولُونَ: يَا رَبَّنَا لَوْ أَدْخَلْتَنَا النَّارَ قَبْلَ أَنْ تُرِيَنَا مَا أَرَيْتَنَا مِنْ ثَوَابِكِ وَمَا أَعْدَدْتَ فِيهَا لأَوْلِيَائِكَ كَانَ أَهْوَنَ عَلَيْنَا.
قَالَ: ذَاكَ أَرَدْتُ بِكُمْ، كُنْتُمْ إِذَا خَلَوْتُمْ بَارَزْتُمُونِي بِالْعَظَائِمِ، وَإِذَا لَقِيتُمُ النَّاسَ لَقِيتُمُوهُمْ مُخْبِتِينَ، تراؤون النَّاسَ وَلَمْ تُجِلُّونِي، وَتَرَكْتُمْ لِلنَّاسِ وَلَمْ تَتْرُكُوا لِي، فَالْيَوْمَ أُذِيقُكُمُ الْعَذَابَ مَعَ مَا حُرِمْتُمْ مِنَ الثَّوَابِ ".
قَالَ أَبُو حَاتِم بْن حِبَّانَ: هَذَا حَدِيث بَاطِل لَا أَصْلَ لَهُ مِنْ كَلامِ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَأَبُو جُنَادَة يرْوى عَنِ الأَعْمَش مَا لَيْسَ من حَدِيثه لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ.
وَقَالَ الدَّارقطني: أَبُو جُنَادَة حُصَيْن بْن الْمخَارِق يضع الحَدِيث.
بَاب ثَوَاب جملَة من أَفعَال الْخَيْر أَنبأَنَا عبد الْوَهَّاب بن الْمُبَارك أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا العتيقي حَدثنَا يُوسُف ابْن أَحْمَدَ حَدَّثَنَا الْعُقَيْلِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَمِيعٍ الأَسْوَانِيُّ بِأُسْوَانَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ فِرَاسٍ الْمُؤَدِّبُ أَنْبَأَنَا أَبِي قَالَ الْعَقِيلِيُّ وَحَدَّثَنِي الْفَضْلُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا جدى مُحَمَّد بن عبيد الله حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُؤَدِّبُ حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ عَطَاءٍ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شُعَيْبٍ عَنِ ابْنِ مَنْظُورٍ عَنْ أَبِي مُعَاذٍ عَنْ أَبِي كَاهِلٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا أَبَا كَاهِلٍ أَلا أُخْبِرُكَ بِقَضَاءِ قَضَاهُ اللَّهُ عَلَى نَفْسِهِ؟ قَالَ قُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ.
قَالَ: مَنْ لِي أَنْ أَبْقَى حَتَّى أُخْبِرَكَ بِذَلِكَ كُلِّهُ، أحيى الله(3/162)
قَلْبَكَ، فَلا يُمِيتَهُ حَتَّى يُمِيتَ بِذَلِكَ.
اعْلَمَنَّ يَا أَبَا كَاهِلٍ أَنَّهُ لَنْ يَغْضَبَ رَبُّ الْعِزَّةِ
عَلَى مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مَخَافَةً، وَلا تَأْكُلُ النَّارُ مِنْهُ هُدْبَةً.
اعْلَمَنَّ يَا أَبَا كَاهِلٍ أَنَّهُ مَنْ سَتَرَ عَوْرَتَهُ حَيَاءً من الله عزوجل سِرًّا وَعَلانِيَةً، كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ يَسْتُرُ عَوْرَتَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
اعْلَمَنَّ يَا أَبَا كَاهِلٍ أَنَّهُ مَنْ دَخَلَ حَلاوَةُ الصَّلاةِ فِي قَلْبِهِ حَتَّى يُتِمَّ رُكُوعَهَا وَسُجُودَهَا، كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يُرْضِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
اعْلَمَنَّ يَا أَبَا كَاهِلٍ أَنَّهُ مَنْ صَلَّى الله أَرْبَعِينَ يَوْمًا وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً فِي جَمَاعَةٍ يُدْرِكُ التَّكْبِيرَةَ الأُولَى كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يَرْوِيَهُ يَوْمَ الْعَطَشِ.
اعْلَمَنَّ يَا أَبَا كَاهِلٍ أَنَّهُ مَنْ كَفَّ أَذَاهُ عَنِ النَّاسِ، كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يَكُفَّ عَنْهُ أَذَى الْقَبْرِ.
اعْلَمَنَّ يَا أَبَا كَاهِلٍ أَنَّهُ مَنْ بَرَّ وَالِدَيْهِ حَيًّا وَمَيِّتًا، كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يُرْضِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
قُلْنَا: كَيْفَ يَبَرُّ وَالِدَيْهِ إِذَا كَانَا مَيِّتَيْنِ.
قَالَ: يَبَرُّهُمَا فَيْسَتْغَفْرُ لَهُمَا وَلَا يب وَالِدي أَحَدٌ فَيَسُبُّ وَالِدَيْهِ.
اعْلَمَنَّ يَا أَبَا كَاهِلٍ أَنَّهُ مَنْ أَدَّى زَكَاةَ مَالِهِ عِنْدَ حُلُولِهَا، كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يَجْعَلَهُ مِنْ رُفَقَاءِ الأَنْبِيَاءِ.
اعْلَمَنَّ يَا أَبَا كَاهِلٍ أَنَّهُ مَنْ قَلَّتْ عَنْدَهُ حَسَنَاتُهُ وَعَظُمَتْ عِنْدَهُ سَيِّئَاتِهِ، كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يُثقلَ مِيزَانَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
اعْلَمَنَّ يَا أَبَا كَاهِلٍ أَنَّهُ مَنْ لَمْ يَزْدَدْ عَلَى حَقِّهِ مِنَ الْمِيرَاثِ، كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يَجْعَلَهُ مَعَ الشُّهَدَاءِ فِي دَرَجَاتِهِمْ.
اعْلَمَنَّ يَا أَبَا كَاهِلٍ أَنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ كُلَّ يَوْمٍ ثَلاثَ مَرَّاتٍ وَكُلَّ لَيْلَةٍ ثَلاثَ مَرَّاتٍ حُبًّا لِلَّهِ وَشَوْقًا إِلَيَّ، كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يَغْفِرَ لَهُ ذُنُوبَهُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ وَذَلِكَ الْيَوْمَ.
اعْلَمَنَّ يَا أَبَا كَاهِلٍ أَنَّهُ مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ مُسْتَيْقِنًا بِهِ، كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يَغْفِرَ لَهُ بِكُلِّ مَرَّةٍ وَاحِدَةٍ ذُنُوبَ حَوْلٍ ".
اللَّفْظ للفضل بْن جَعْفَر.
قَالَ الْعَقِيلِيّ: وَالْفضل بْن عَطَاء عَنِ الْفضل بْن شُعَيْب إِسْنَاد مَجْهُول لَا يعرف إِلَّا من هَذَا الْوَجْه.(3/163)
كتاب الذّكر
بَاب الذّكر الذى يستجلب بِهِ الرزق
أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك أَنبأَنَا الجوهرى عَن الدَّارقطني عَنْ أَبِي حَاتِمٍ الْبُسْتِيِّ أَنْبَأَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْجِنْدِيُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الطَّبَرِيّ عَن عبد الله بْنِ الْوَلِيدِ الْعَدَنِيُّ عَنْ مَالِكِ بْنُ أَنَسٍ عَنْ نَافِع عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَشَكَا إِلَيْهِ فَقْرًا أَوْ دَيْنًا، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَأَيْنَ أَنْتَ مِنْ صَلاةِ الْمَلائِكَةِ وَتَسْبِيحِ الْخَلائِقِ وَبِهَا يُنْزِلُ اللَّهُ الرِّزْقَ مِنَ السَّمَاءِ.
قَالَ ابْنُ عُمَرَ فَقُلْتُ: وَمَا ذَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ فَاسْتَوَى رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَاعِدًا وَكَانَ مُتَّكِئًا فَقَالَ: يَا ابْنَ عُمَرَ تَقُولُ مِنْ مَطْلَعِ الْفَجْرِ إِلَى صَلاةِ الصُّبْحِ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظْيِمِ وَتَسْتَغْفِرِ اللَّهَ مِائَةَ مَرَّةٍ، تَأْتِكَ الدُّنْيَا رَاغِمَةٌ ذَاخِرَةٌ، وَيَخْلُقُ اللَّهُ عزوجل مِنْ كُلِّ كَلِمَةٍ تَقُولُهَا مَلَكًا يُسَبِّحُ لَكَ ثَوَابُهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ".
أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا الْمُفَضَّلُ بْنُ مُحَمَّد الجندي فَذكره مُخْتَصرا.
هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ أَبُو حَاتِم بن حبَان: لَا أصل لِهَذَا الْحَدِيث، وَلَا أَشك أَنَّهُ مَوْضُوع عَلَى مَالِك، وَإِسْحَاق ابْن إِبْرَاهِيم مُنكر الْحَدِيث جدا يَأْتِي عَن الثقاة بالأشياء الموضوعات لَا يحل كتب حَدِيثِهِ إِلا عَلَى التَّعَجُّبِ.
قَالَ المُصَنّف قُلْت: وَقَدْ رَوَى من طَرِيق آخر الله أعلم بهَا.
أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ الْمُؤَذّن أَنبأَنَا عبد الله بْنُ عَلِيِّ بْنِ إِسْحَاقَ الْفَقِيهِ أَنْبَأَنَا أَبُو حَسَّانٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمُزَكِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ جَابِرٍ(3/164)
الْعَطَّارُ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْهَرَوِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو رَجَاءٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمْدُوَيْهِ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بن الجهم حَدثنَا عبد الله بْنُ الْوَلِيدِ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ
عَنْ نَافِع عَنِ ابْنِ عُمَرَ " أَنَّ رَجُلا جَاءَ إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَكِدُّ فِي الْعَمَلِ وَلا يَأْتِينِي إِلا لِجَهْدٍ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَأَيْنَ أَنْتَ عَنْ تَسْبِيحِ الْمَلائِكَةِ؟ قَالُوا: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: أَنْ تُسَبِّحَ قَبْلَ أَنْ تُصَلِّيَ الْفَجْرَ مِائَةَ مَرَّةٍ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ، أَتَاكَ اللَّهُ بِرِزْقِكَ وَإِن كرهت ".
بَاب ثَوَاب التَّحْمِيد أَنْبَأَنَا زَاهِرُ بْنُ طَاهِرٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْبَيْهَقِيُّ أَنْبَأَنَا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بن عبد الله أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ مَنْصُورٍ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ حَرْبٍ الْمُقْرِي حَدَّثَنَا خَارِجَةُ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ أَرْبَعَ مَرَّاتٍ، فَإِنْ قَالَهَا الْخَامِسَةَ نَادَى مَلَكٌ مِنْ حَيْثُ لَا يُسْمَعُ صَوْتُهُ: إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَقْبَلَ إِلَيْكَ فَسَلْهُ ".
قَالَ الْحَاكِم: أَنا متعجب لِهَذَا الْحَدِيث لخارجة، وَقَدْ كَانَ خَارِجَة يَأْخُذ عَنِ الضُّعَفَاء ثُمَّ يُدَلس، وَهَذَا الْحَدِيث يشبه أَنَّهُ أَخذه من غياث بْن إِبْرَاهِيمَ.
قَالَ المُصَنّف قُلْت: قَالَ أَحْمد لَا بنه: لَا تكْتب عَنْ خَارِجَة.
وَقَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بِثِقَةٍ.
وَقَالَ ابْنُ حبَان: لَا يَحِلُّ الاحْتِجَاجُ بِخَبَرِهِ.
بَاب الِاشْتِغَال بِالذكر عَن الدُّعَاء روى صَفْوَانُ بْنُ أَبِي الصَّهْبَاءِ عَنْ بَكْرِ بْنِ عَتِيقٍ عَنْ سَالِم بن عبد الله عَنْ أَبِيهِ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من شَغَلَهُ ذِكْرِي عَنْ مَسْأَلَتِي أَعْطَيْتُهُ أفضل مَا أعْطى السَّائِلين ".(3/165)
قَالَ ابْن حبَان: هَذَا مَوْضُوع مَا رَوَاهُ إِلَّا صَفْوَان بِهَذَا الإِسْنَادِ عَنْ عَطِيَّة
عَنْ أَبِي سَعِيد قَالَ: فَأَما صَفْوَان فيروى عَنِ الْأَثْبَات مَا لَا أَصْلَ لَهُ من حَدِيث الثقاة، وَلَا يَجُوز الِاحْتِجَاج بِمَا انْفَرد بِهِ.
قَالَ: وَأَمَّا عَطِيَّة فَلَا يَحِلُّ كَتْبُ حَدِيثِهِ إِلا عَلَى التَّعَجُّب.
بَاب ثَوَاب التهليل أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْجُرَيْرِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو طَالب العشارى حَدثنَا الدَّارقطني حَدثنَا عبد الله بْنُ بِشْرِ بْنِ شُعَيْبٍ الرَّازِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَسْقَلانِيُّ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ الصُّبْحِ الْبَلْخِيُّ عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حِبَّانَ عَنِ الضَّحَاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ لِلَّهِ عَمُودًا مِنْ نُورٍ أَسْفَلُهُ الأَرْضُ السَّابِعَةُ وَرَأْسُهُ تَحْتَ الْعَرْشِ، فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَه إِلَّا الله وَأَن مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ اهْتَزَّ لَهُ الْعَمُودُ، فَيَقُولُ اللَّهُ: اسْكُنْ، فَيَقُولُ: يَا رَبُّ كَيْفَ أَسْكُنُ وَأَنْتَ لَمْ تَغْفِرْ لِقَائِلِهَا؟ فَيَقُولُ اللَّهُ: اسْكُنْ، فَيَقُولُ: يَا رَبُّ كَيْفَ أَسْكُنُ وَأَنْتَ لَمْ تَغْفِرْ لِقَائِلِهَا؟ فَيَقُولُ اللَّهُ: اسْكُنْ فَإِنِّي قَدْ غَفَرْتُ لِقَائِلِهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَكْثِرُوا مِنْ هَزِّ ذَلِك العمود ".
قَالَ الدَّارقطني: تفرد بِهِ عُمَر بْن الصُّبْح.
قَالَ ابْن حبَان: عُمَر يضع الحَدِيث على الثقاة.
قَالَ المُصَنّف قلت: وَقد روى نَحوه يَحْيَى بْن أَبِي أنيسَة عَنْ هِشَام عَنِ الْحَسَن عَنْ أَنَس.
قَالَ زَيْد بْن أَبِي أنيسَة: أخي يَحْيَى يكذب.
وَقَالَ أَحْمَد وَالنَّسَائِيّ: يَحْيَى مَتْرُوك الْحَدِيث، وَقد رَوَاهُ عبد الله بْن إِبْرَاهِيمَ الْغِفَارِي من حَدِيث أَبى هُرَيْرَة مُخْتَصرا.
أَنبأَنَا بِهِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْجَرِيرِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْبَرْمَكِيُّ أَنبأَنَا أَبُو عمر ابْن حَيَّوَيْهِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ بْنِ حُمَيْدٍ حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شبيب عَن عبد الله(3/166)
ابْن إِبْرَاهِيم المدنى حَدثنَا عبد الله بْنُ أَبِي بَكْرٍ عَنْ صَفْوَانِ بن سليم عَن سُلَيْمَان ابْن يَسَارٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عَمُودًا مِنْ نُورٍ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ اهْتَزَّ ذَلِكَ العمود فَيَقُول الله عزوجل لَهُ اسْكُنْ، فَيَقُولُ: يَا رَبُّ كَيْفَ أَسْكُنُ وَلَمْ تَغْفِرْ لِقَائِلِهَا؟ فَيَقُول: فَإِنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُ ".
قَالَ المُصَنّف قلت: أما عبد الله بْن إِبْرَاهِيمَ فَهُوَ الْغِفَارِي نسبه ابْن حِبَّانَ إِلَى أَنَّهُ يضع الاحاديث.
وَأما عبد الله بْن أَبِي بَكْر فَقَالَ أَبُو زرْعَة: لَيْسَ بشئ وَقَالَ مُوسَى بْن هَارُون ترك النَّاس حَدِيثه.
بَاب الذّكر عِنْد النّوم أَنبأَنَا ابْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ خَلَفٍ أَنْبَأَنَا الْحَاكِمُ أَبُو عبد الله مُحَمَّد ابْن عبد الله النَّيْسَابُورِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ الثَّقَفِيُّ أَنْبَأَنَا مَحْمُودُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيُّ حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ الْعَبَّاسِ التِّرْمِذِيُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ الْوَزِيرِ الْكُوفِيُّ عَنْ أَبِي جَنَابٍ الْكَلْبِيِّ عَنْ كِنَانَةَ الْعَدَوِيِّ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من آوَى إِلَى فِرَاشِهِ فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَلا فَقَهَرَ وَبَطنَ فَخَبَرَ وَمَلَكَ فَقَدِرَ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي يُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كل شئ قَدِيرٍ، خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ ".
هَذَا حَدِيث مَوْضُوع على رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِيهِ مَجَاهِيل.
قَالَ الدَّارقطني: سهل بْن الْعَبَّاس مَتْرُوك لَيْسَ بِثِقَة، وَقَالَ يَحْيَى الْقَطَّان: لَا أستحل أَن أروى عَنِ ابْن جناب.
قَالَ الفلاس: هُوَ مَتْرُوك الحَدِيث.
بَاب ذَكَرَ اللَّهَ تَعَالَى فِي الأَسْوَاقِ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَاهِر الْمَقْدِسِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحسن سهل بن(3/167)
عبد الله الْغَازِي حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عُمَرَ النَّقَّاشُ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ الصَّفَّارُ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ عَطَاءٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ القومسى حدثتا عُمَرُ بْنُ رَاشِدٍ عَنْ مَالِكٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " مَنْ ذَكَرَ اللَّهَ تَعَالَى فِي الأَسْوَاقِ مَرَّةً وَاحِدَةً ذَكَرَهُ اللَّهُ مِائَةَ مَرَّةٍ ".
هَذَا حَدِيث مَوْضُوع لَمْ يروه مَالِك، وَإِنَّمَا وَضعه عَلَيْهِ عُمَر بْن رَاشد.
قَالَ أَحْمَد: لَا يساوى حَدِيثه شَيْئًا، وَقَالَ ابْن حِبَّانَ: لَا يحل ذكره إِلا عَلَى سَبِيل الْقدح فِيهِ، يضع الحَدِيث على مَالك.
بَاب التَّعَوُّذ من الْهَوَام أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد أَنبأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ أَنبأَنَا أَبُو أَحْمد ابْن عَدِيٍّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عبد الله حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ حَدَّثَنَا سعيد بن يحيى حَدثنَا عبيد الله بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ عَنْ بِشْرِ بْنِ نُمَيْرٍ عَنِ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَالَ حِينَ يُمْسِي: صَلَّى اللَّهُ عَلَى نُوحٍ وَعَلَيْهِ السَّلامُ لَمْ تَلْدَغْهُ الْعَقْرَبُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ ".
هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ.
قَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل: بشر بْن نمير ترك النَّاس حَدِيثه.
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: وَالقَاسِم يروي عَن الصَّحَابَة المعضلات.
بَاب حرز أَبى دُجَانَة أَنْبَأَنَا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْجَرِيرِيُّ أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُمَرَ الْبَرْمَكِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بن عبد الله بْنِ خَلَفِ بْنِ بُخَيْتٍ حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شِهَابٍ الْعُكْبَرِيُّ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَهْدِي الأَيْلِيُّ حَدَّثَنى عبد الله بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ أَبُو مُحَمَّدٍ الْخُوَارَزْمِيُّ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ الْبَصْرِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَدْهَمَ الْقُرَشِيُّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُوسَى الأَنْصَارِيِّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " شَكَا أَبُو دُجَانَة الانصاري إِلَى(3/168)
رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ بَيْنَا أَنَا الْبَارِحَةَ نَائِمٌ إِذْ فَتَحْتُ عَيْنِي فَإِذَا عِنْدَ رَأْسِي شَيْطَانٌ، فَجَعَلَ يَعْلُو وَيَطُولُ، فَضَرَبْتُ بِيَدِي إِلَيْهِ، فَإِذَا جِلْدُهُ كَجِلْدِ الْقُنْفُذِ.
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَمِثْلُكَ يُؤْذِي يَا أَبَا دُجَانَةَ عَامِرُ دَارِكَ عَامِرُ سُوءٍ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، ادْعُ لِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ.
فَدَعَاهُ فَقَالَ: يَا أَبَا الْحَسَنِ اكْتُبْ لأَبِي دُجَانَةَ الأَنْصَارِيِّ كِتَابًا لَا شئ مِنْ بَعْدِهِ.
فَقَالَ: وَمَا أَكْتُبُ؟ قَالَ اكْتُبْ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، هَذَا كِتَابٌ مِنْ مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ العْرَبِيِّ الأُمِّيِّ التُّهَامِيِّ الأَبْطَحِيِّ الْمَكِّيُّ الْمَدَنِيِّ الْقُرَشِيِّ الْهَاشِمِيِّ صَاحِبِ التَّاجِ وَالْهَرَاوَةِ وِالْقَضِيبِ وَالنَّاقَةِ وَالْقُرْآنِ وَالْقِبْلَةِ، صَاحِبِ قَوْلِ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، إِلَى مَنْ طَرَقَ الدَّارَ مِنَ الرُّوَّادِ وَالْعُمَّارِ، إِلا طَارِقًا يَطْرُقُ بِخَيْرٍ.
أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ لَنَا وَلَكُمْ فِي الْحَقِّ سِعَةً، فَإِنْ يَكُنْ عَاشِقًا مُولَعًا، أَوْ مُؤْذِيًا مُقْتَحِمًا، أَوْ فَاجِرا مُجْتَهِرًا، أَوْ مُدَّعِي حَقٍّ مُبْطِلا، فَهَذَا كِتَابُ اللَّهِ يَنْطِقُ عَلَيْنَا وَعَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ، وَرُسُلُهُ لَدَيْنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ، اتْرُكُوا حَمَلَةَ الْقُرْآنِ وَانْطَلِقُوا إِلَى عَبْدَةِ الأَوْثَانِ، إِلَى مَنِ اتَّخَذَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ، لَا إِلَهَ إِلا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، يُرْسِلُ عَلَيْكُمَا شِوَاظٌ مِنْ نَارٍ فَلا تَنْتَصَرَانَ، فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ، فَيَوْمَئِذٍ لَا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلا جَانٌّ.
قَالَ: ثُمَّ طَوَى الْكِتَابَ فَقَالَ: ضَعْهُ عِنْدَ رَأْسِكَ.
قَالَ: فَوَضَعَهُ، فَإِذَا هُمْ يُنَادُونَ: النَّارُ النَّارُ، أَحْرَقَنَا بِالنَّارِ، وَاللَّهِ مَا أَرَدْنَاكَ وَلا طَلَبْنَا أَذَاكَ وَلَكِنْ زَائِرُ زَارَنَا فَطَرَقَ، فَارْفَعْ عَنَّا الْكِتَابَ.
فَقَالَ: وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بَيِدِهِ لَا أَرْفَعُهُ عَنْكُمْ حَتَّى أَسْتَأْذِنَ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
فَلَمَّا أَصْبَحَ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ.
فَقَالَ: ارْفَعْ عَنْهُمْ فَإِنْ عَادُوا بِالسَّيِّئَةِ فَعُدْ عَلَيْهِمْ بِالْعَذَابِ، فَوالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ مَا دَخَلَتْ هَذَه الأَسْمَاءُ دَارًا وَلا مَوْضِعًا وَلا مَنْزِلا إِلا هَرَبَ إِبْلِيسُ وَذُرِّيَّتُهُ وَجُنُودُهُ وَالْغَاوُونَ ".
هَذَا حَدِيث مَوْضُوع بِلَا شكّ وَإِسْنَاده مَقْطُوع، وَلَيْسَ فِي الصَّحَابَة من اسْمه مُوسَى أصلا، وَأكْثر رِجَاله مَجَاهِيل لَا يعْرفُونَ.(3/169)
كتاب الدُّعَاء
بَاب فِي ذكر اسْم الله الاعظم أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد أَنبأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بن عدى حَدثنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ [أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ حَسَنٍ قَالَ] أَخْبَرَنِي أَبِي حَسَنٍ حَدَّثَنِي ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " سَأَلْتُ اسْمَ اللَّهِ الأَعْظَمَ فَجَاءَنِي جِبْرِيلُ - يَعْنِي بِهِ مَخْزُون مَخْتُوم - اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ اسْمَكَ الْمَخْزُونَ الْمَكْنُونَ الْمُظْهِرَ الظَّاهِرَ الْمُطَهِّرَ الْمُقَدِّسَ الْمُبَارَكَ الْحَيِّ الْقَيُّومَ.
قَالَتْ عَائِشَةُ: بِأَبِي وَأُمِّي عَلِّمْنِيهِ.
فَقَالَ لَهَا: يَا عَائِشَةُ نُهِينَا عَنْ تَعْلِيمِ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ وَالسُّفَهَاءِ ".
هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكذب عَلَيْهِ.
قَالَ يَحْيَى: حسن لَيْسَ بشئ.
قَالَ ابْن عَدِي: وَأَحَادِيث ابْنه جَعْفَر مَنَاكِير.
بَاب دُعَاء عِيسَى عَلَيْهِ السَّلامُ حِينَ رفع أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا الْحسن ابْن مُحَمَّدٍ الْخَلالُ حَدَّثَنَا أَبُو حُصَيْنٍ ضِيَاءُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكُوفِيُّ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ فَرَزْدَقٍ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ عُثْمَانَ الْعُكْبَرِيّ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بن عبد الله الطَّرْسُوسِيُّ حَدَّثَنَا بِلالٌ خَادِمُ أَنَسٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَمَّا اجْتَمَعَتِ الْيَهُودُ عَلَى أَخِي عِيسَى بْنِ مَرْيَمَ لِيَقْتُلُوهُ بِزَعْمِهِمْ أَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَى جِبْرِيلَ أَنْ أَدْرِكَ عَبْدِي، فَهَبَطَ جِبْرِيلُ فَإِذَا هُوَ بِسَطْرٍ فِي جَنَاحِ جِبْرِيلَ فِيهِ مَكْتُوب: لَا إِلَه إِلَّا الله مُحَمَّد رَسُولُ اللَّهِ.
قَالَ: يَا عِيسَى
قُلْ.
قَالَ: وَمَا أَقُولُ يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ قُلْ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْوَاحِدِ الأَحَدِ أَدْعُوكَ بِاسْمِكَ الْوَاحِدِ الأَحَدِ، أَدْعُوكَ اللَّهُمَّ بِاسْمِكَ الْعَظِيمِ الْوِتْرِ الَّذِي مَلا الاركان(3/170)
كُلَّهَا، إِلا فَرَّجْتَ عَنِّي مَا أَمْسَيْتُ فِيهِ وَمَا أَصْبَحْتُ فِيهِ.
قَالَ: فَدَعَاهُمَا عِيسَى عَلَيْهِ السَّلامُ.
فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى جِبْرِيلَ: ارْفَعْ إِلَيَّ عَبْدِي.
ثُمَّ الْتَفْتَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الصَّحَابَةِ فَقَالَ: يَا بَنِي هَاشم، يَا بنى عبد المطلب، يَا بَنِي عَبْدِ مَنافٍ، ادْعُوا رَبَّكُمْ بِهَؤُلاءِ الْكَلمَاتِ، فَوالَّذِي بَعَثَنِي بْالْحَقِّ نَبِيًّا لَوْ دَعَا قَوْمَ لُوطٍ إِلا اهْتَزَّ الْعَرْشُ لَهَا وَالسَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُونَ السَّبْعُ ".
هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَامة رُوَاته مَجَاهِيل لَا يعْرفُونَ.
بَاب اقتران الاجابة بِالدُّعَاءِ أَنبأَنَا عبد الْوَهَّاب بن الْمُبَارك أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَتِيقِيُّ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الْعَقِيلِيُّ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّد حَدثنَا إِبْرَاهِيم ابْن مَهْدِي حَدَّثَنَا الْمِصِّيصِيُّ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّد الْبَلْخِيُّ عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا كَانَ اللَّهُ لِيَفْتَحَ لِعَبْدٍ بَابَ الدُّعَاءَ وَيُغْلِقَ عَنْهُ بَابَ الإِجَابَةِ، اللَّهُ أَكْرَمُ مِنْ ذَلِكَ ".
قَالَ ابْن حبَان: الْحَسَن بْن مُحَمَّد الْبَلْخِيّ يرْوى الْأَشْيَاء الْمَوْضُوعَة، لَا يَجُوز الِاحْتِجَاج بِهِ.
وَقَالَ الْعَقِيلِيّ: لَيْسَ لِهَذَا الْحَدِيث أصل.
بَاب إِجَابَة الدُّعَاء عَلَى من لَمْ يشْكر الانعام أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَحْمد بن عَليّ بن ثَابت أَنبأَنَا أَبُو عمر الْحسن ابْن عُثْمَانَ بْنِ أَحْمَدَ الْوَاسِطِيُّ أَنْبَأَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَكَمِ الوَاسِطِيّ أَنبأَنَا جَعْفَر ابْن مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ هَارُونَ الْبَرْذَنْجِيُّ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ
قَالَ قَالَ لَنَا أَبُو عتابٍ الدَّلالُ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ عَنِ الْمَنْصُورِ أَبِي جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم: " من أنعم(3/171)
عَلَى أَخِيهِ نِعْمَةً فَلَمْ يَشْكُرْهَا، فَدَعَا اللَّهُ عَلَيْهِ اسْتُجِيبَ لَهُ ".
طَرِيق آخر: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الْحَافِظُ أَنْبَأَنَا ابْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا الْعَتِيقِيُّ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا الْعَقِيلِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ الْمَرْوَزِيُّ حَدَّثَنَا عمر ابْن شَيْبَةَ حَدَّثَنَا أَبُو صَفْوَانَ نَصْرُ بْنُ قَدِيدِ بْنِ سَيَّارٍ حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ حُمَيْدٍ السَّمْعَانِيُّ عَن عبد الحميد بْنِ أَنَسِ بْنِ نَصْرِ بْنِ سَيَّارٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من أَنْعَمَ عَلَى عَبْدٍ نِعْمَةً فَلَمْ يَشْكُرْهُ فَدَعَا عَلَيْهِ اسْتُجِيبَ لَهُ ".
هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أَمَّا الطَّرِيقُ الأَوَّلُ فَفِيهِ جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ.
قَالَ الدَّارقطني: كَذَّاب يضع الْحَدِيث.
وَأَمَّا الثَّانِي فَفِيهِ نصر بْن قديد.
قَالَ يَحْيَى بْن معِين: كَذَّاب.
قَالَ الْعَقِيلِيّ: وَنصر بْن سيار كَانَ أَمِيرا عَلَى خُرَاسَان، وَأَبُو عَمْرو بْن حميد وَعبد الحميد مَجْهُولَانِ والْحَدِيث غير مَحْفُوظ.
بَاب لَا يقبل اللَّه دُعَاء حبيب على حَبِيبه أَنبأَنَا أَبُو مَنْصُور عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَطِيبُ أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ الطَّبَرِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ أَبُو مُحَمَّدٍ حَدثنَا أَبُو - طَالب [غَالب]- بْنِ بْنِتِ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمْرٍو حَدَّثَنِي جَدِّي مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو حَدَّثَنَا زَائِدَةُ عَنْ لَيْثٍِ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم: " سَأَلت الله
عزوجل أَنْ لَا يَسْتَجِيبَ دُعَاءَ حَبِيبٍ عَلَى حَبِيبِهِ ".
هَذَا حَدِيث لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم.
قَالَ الدَّارقطني: أنْكرت هَذَا الْحَدِيث عَلَى النقاش، وَقلت لَهُ إِن أَبَا غَالب لَيْسَ هُوَ ابْن بنت(3/172)
مُعَاوِيَة وَإِنَّمَا أَخُوهُ لِأَبِيهِ ابْن بنت مُعَاوِيَة، ومُعَاوِيَة بْن عَمْرو ثِقَة، وزائدة من الْأَثْبَات الْأَئِمَّة، وَهَذَا حَدِيث كذب مَوْضُوع مركب فَرجع عَنْهُ وَقَالَ: هُوَ فِي كتابي وَلَمْ أسمعهُ من أَبِي غَالب داراني كتابا لَهُ فِيهِ هَذَا الْحَدِيث عَلَى ظَهره أَبُو غَالب حَدَّثَنِي جدى، قَالَ الدَّارقطني: وأحسب أَنَّهُ نَقله من كتاب عِنْده أَنَّهُ صَحِيح، وَكَانَ هَذَا الْحَدِيث مركبا فِي الْكتاب عَلَى أَبِي غَالب، فَتوهم أَنَّهُ من حَدِيث أَبِي غَالب واستغر بِهِ وَكتبه، فَلَمَّا وقفناه عَلَيْهِ رَجَعَ مِنْهُ.
قَالَ أَبُو بَكْر الْخَطِيب: وَلَا أعرف وَجه قَوْل أَبِي الْحَسَن فِي أَبِي غَالب أَنَّهُ لَيْسَ بِابْن بنت مُعَاوِيَة، لِأَن أَبَا غَالب كَانَ يذكر أَن مُعَاوِيَة جده.
قَالَ الْخَطِيب: وَهَذَا الْحَدِيث بِهَذَا الإِسْنَادِ بَاطِل وَلَا يحفظ بِوَجْه من الْوُجُوه عَنْ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم.
قَالَ المُصَنّف قلت: قَالَ الدَّارقطني: ركب عَلَى أَبِي غَالب لَيْسَ بشئ لِأَنَّهُ رَوَاهُ عَنْ أَبِي غَالب ثِقَة.
فَأَنْبَأَنَا الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ أَنْبَأَنَا أَبُو يَعْلَى أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِد الْوَكِيلُ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ سَعِيدٍ الْمُعَدِّلُ حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْكَوْكَبِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو غَالِبٍ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بْنِتِ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمْرٍو حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ زَائِدَةَ عَنِ اللَّيْثِ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم: " سَأَلت الله عزوجل أَنْ لَا يُشَفِّعَ حَبِيبًا يَدْعُو عَلَى حَبِيبِهِ ".
قَالَ المُصَنّف قُلْت: فَقَدْ تخلص من هَذِه التُّهْمَة أَبُو بَكْر النقاش وَإِن كَانَ
مُتَّهمًا.
قَالَ طَلْحَة بْن مُحَمَّد بْنِ جَعْفَر: كَانَ النقاش يكذب.
وَقَالَ الْبَرْقَانِيّ: كَانَ حَدِيثه مُنكر إِلَّا أَن الكوكبي لَا نعلم فِيهِ إِلَّا الثِّقَة.
وَقَدْ رَوَاهُ عَنْ أَبِي غَالب فخطأ النقاش أَنَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو غَالب ثمَّ أقرّ الدَّارقطني أَنَّهُ مَا سَمعه من أَبِي غَالب وَالْعَيْب الْآن يلْزم أَبَا غَالب.
قَالَ الدَّارقطني كَانَ أَبُو غَالب ضَعِيفا.(3/173)
بَاب دُعَاء الْمَظْلُوم أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك أَنبأَنَا الجوهرى عَن الدَّارقطني عَن أبي حَاتِم بن حبَان أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ بْنِ مسكان حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن عبد الله بْنِ هَمَّامٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أبي خَالِد عَن قيس بن أَبِي حَازِمٍ عَنْ جَرِيرِ بْنِ عبد الله قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَسْتَجِيبُ لِلْمُتَظَلِمِينَ مَا لَمْ يَكُونُوا أَكْثَرَ مِنَ الظَّالِمِينَ.
فَإِذَا كَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ فَيَدْعُونَ فَلا يَسْتَجِيبُ لَهُمْ ".
قَالَ الدَّارقطني: إِبْرَاهِيم بن عبد الله كَذَّاب يضع الحَدِيث.
بَاب الدُّعَاء لحفظ الْقُرْآن أَنبأَنَا أَبُو بكر مُحَمَّد بن عَبْدِ الْبَاقِي الْبَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو يَعْلَى مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَقِيهُ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ السُّكَّرِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ حَامِدُ بْنُ بِلَال حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الله الْبُخَارِيُّ حَدَّثَنَا بَحْرُ بْنُ النَّضْرِ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ مُوسَى غُنْجَارٌ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ الصُّبْحُ عَنْ أَبى عبد الله الشَّامِيِّ وَمُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَائِشَةَ السِّنْدِيِّ يَزِيدَ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى الْفُقَهَاءِ عَنْ مُجَاهِدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " من أَرَادَ أَنْ يُوَعِّيَهُ اللَّهُ حِفْظَ الْقُرْآنِ فَلْيَكْتُبْ هَذَا الدُّعَاءَ فِي إِنَاءٍ نَظِيفٍ بِعَسَلٍ مَاذِيٍّ ثُمَّ لِيَغْسِلْهُ بِمَاءِ الْمَطَرِ قَبْلَ أَنْ يَمَسَّ الأَرْضَ فَلْيَشْرَبْهُ عَلَى الرِّيقِ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ فَإِنَّهُ يَحَفْظُ بِإِذْنِ اللَّهِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّكَ مَسْئُولٌ
لَمْ يُسْأَلْ مِثْلُكَ، أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ رَسُولِكِ وَنَبِيِّكَ، وَإِبْرَاهِيمَ خَلِيلِكَ وَصَفِيِّكَ، وَمُوسَى كَلِيمِكَ ونَجِيِّكَ، وَعِيسَى كَلِمَتِكَ وَرُوحِكَ، وَأَسْأَلُكَ بِصُحِفِ إِبْرَاهِيمَ وَتَوْرَاةِ مُوسَى وَزَبُورِ دَاوُدَ وَإِنْجِيلِ عِيسَى وَفُرْقَانِ مُحَمَّدٍ، وَأَسْأَلُكَ بِكُلِّ وَحْي أَوْحَيْتَهُ، وَكُلِّ حَقٍّ قَضَيْتَهُ، وَبِكُلِّ سَائِلٍ أَعْطَيْتَهُ، وَبِكُلِّ ضَالٍّ هَدَيْتَهُ، وَغِنًى أَفْنَيْتَهُ، وَفَقَيِرٍ أَغْنَيْتَهُ، وَأَسْأَلُكَ بِأَسْمَائِكَ الَّتِي دَعَاكَ بِهَا أولياؤك فاستجبت لَهُم،(3/174)
وَأَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ، وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي أَبَنْتَ بِهِ أَرْزَاقَ الْعِبَادِ، وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي وَضَعْتُهُ عَلَى النَّهَارِ فَاسْتَنَارَ، وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي وَضَعْتُهُ عَلَى اللَّيْلِ فَأَظْلَمَ، وَأَسْأَلُكَ بَاسْمِكَ الَّذِي وَضَعْتُهُ عَلَى الْجِبَالَ فَرَسَتْ، وَأَسْأَلَكَ بِاسْمِكَ الَّذِي وَضَعْتَهُ عَلَى الأَرْضِ فَاسْتَقَرَّتْ، وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي اسْتَقَلَّ بِهِ عَرْشُكَ، وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْوَاحِدِ الأَحَدِ الصَّمَدِ الْفَرْدِ الْعَزِيزِ الَّذِي مَلا الأَرْكَانَ كُلَّهَا، الظَّاهِرِ الطَّاهِرِ الْمُطَهِّرِ الْمُبَارَكِ الْمُقدسِ الْحَيِّ الْقَيُّومِ نُورِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرِ الْمُتَعَالِ، وَأَسْأَلُكَ بِكِتَابِكَ الْمُنَزَّلِ بِالْحَقِّ، وَنُورِكِ التَّامِّ، وَبِعَظَمَتِكَ وَبِكِبْرِيَائِكَ، تَرْزُقنِي حِفْظَ كِتَابِكَ الْقُرْآنِ، وَحِفْظَ أَصْنَافِ الْعِلْمِ، وَثَبِّتْهَا فِي قَلْبِي وَسَمْعِي وَبَصَرِي بِخَلْطِهَا بِلَحْمِي وَدَمِّي، وَتَسْتَعْمِلُ بِهَا جَسَدِي فِي لَيْلِي وَنَهَارِي، فَإِنَّهُ لَا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِكَ ".
هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالْمُتَّهَمُ بِهِ عُمَر بْن الصُّبْح.
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يضع الحَدِيث على الثقاة، لَا يَحِلُّ كَتْبُ حَدِيثِهِ إِلا على وَجه التَّعَجُّب.
دُعَاء مَنْقُول أَنْبَأَنَا أَبُو سَعْدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بن أَبى عبد الله بْنِ مَنْدَهْ أَنْبَأَنَا أَبِي أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ رَجَاءٍ الْوَرَّاقُ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
يَزِيدَ بْنِ خَالِدٍ الْمَرْوَزِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى السُّلَمِيُّ حَدثنَا أَحْمد بن عبد الله النَّيْسَابُورِيُّ عَنْ شَقِيقٍ الْبَلْخِيِّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ عَنْ مُوسَى بْنِ يَزِيدَ عَنْ أويسٍ الْقُرَنِيِّ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَعَلِيِّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنْهُمَا قَالا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من دَعَا بِهَذِهِ الأَسْمَاءِ اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ: اللَّهُمَّ أَنْتَ حَيٌّ لَا تَمُوتُ، وَخَالِقٌ لَا تُغْلَبُ، وَبَصِيرٌ لَا تَرْتَابُ، وَسَمِيعُ لَا تَشُّكُّ، وَصَادِقٌ لَا تَكْذِبُ، وَقَاهِرٌ لَا تُغْلَبُ، وَنَدِيٌّ لَا تَنْفَذُ، وَقَرِيبٌ لَا تَبْعُدُ، وَغَافِرٌ لَا تَظْلِمُ،(3/175)
وَصَمَدٌ لَا تُطْعَمُ، وَقَيُّومٌ لَا تَنَامُ، وَجَبَّارٌ لَا تُقْهَرُ، وَعَظِيمٌ لَا تُرَامُ، وَعَالِمٌ لَا تُعَلَّمُ، وَقَوِيٌّ لَا تَضْعُفُ، وَعَلِيمٌ لَا تُوصَفُ، وَوَفِيٌّ لَا تُخْلِفُ، وَعَدْلٌ لَا تَحِيفُ، وَغَنِيٌّ لَا تَفْتَقِرُ، وَحَكِيمٌ لَا تَجُورُ، وَمَنِيعٌ لَا تُقْهَرُ، وَمَعْرُوفٌ لَا تُنْكَرُ، وَوَكِيلٌ لَا تُحْقَرُ، وَغَالِبٌ لَا تُغْلَبُ، وَوِتْرٌ لَا تَسْتَأْمِرْ، وَفَرْدٌ لَا تَسْتَشِيرُ، وَوَهَّابٌ لَا تَمَلُّ، وَسَرِيعٌ لَا تُذْهلُ، وَجَوَّادٌ لَا تَبْخَلُ، وَعَزِيزٌ لَا تُذَلُّ، وَحَافِظٌ لَا تَغْفَلُ، وَقَائِمٌ لَا تَنَامُ، وَمُحْتَجِبٌ لَا تُرَى، وَدَائِمٌ لَا تَفْنَى، وَبَاقٍ لَا تَبْلَى، وَوَاحِدٌ لَا تُشْبِهُ، وَمُقْتَدِرُ لَا تُنَازَعُ.
قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم: والذى بعثنى لَو دعى بِهَذِهِ الدَّعَوَاتِ وَالأَسْمَاءِ عَلَى صَفَائِحِ الْحَدِيد لذابت، وَلَو دعى بِهَا عَلَى مَا جَار لَسَكَنَ، وَمَنْ أَبْلَغَ إِلَيْهِ الْجُوعُ وَالَعَطَشُ ثُمَّ دَعَا بِهِ أَطْعَمَهُ اللَّهُ وَسَقَاهُ، وَلَوْ أَنَّ بَيْنَهُ وَبَيْن مَوضِع يُريدهُ جبل لَا نشعب لَهُ الْجَبَلُ حَتَّى يَسْلُكَهُ إِلَى الْموضع الذى يُرِيد، وَلَو دعى بِهِ عَلَى مَجْنُونٍ لأَفَاقَ، وَلَوْ دعى عَلَى امْرَأَةٍ قَدْ عسرَ عَلَيْهَا وَلدهَا، وَلَوْ دَعَا بِهَا وَالْمَدِينَةُ تَحْتَرِقُ وَفِيهَا مَنْزِلُهُ لَنَجَا وَلَمْ يَحْتَرِق منزله، وَلَو دعى بِهَا أَرْبَعِينَ لَيْلَةً مِنْ لَيَالِي الْجُمُعَةِ غُفِرَ لَهُ كُلَّ ذَنْبٍ بَينه وَبَين الله عزوجل، وَلَوْ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى سُلْطَانٍ جَائِر ثمَّ دعى بِهَا قَبْلَ أَنْ يَنْظُرَ السُّلْطَانُ إِلَيْهِ لَخَلَّصَهُ اللَّهُ مِنْ شَرِّهِ، وَمن دعى بِهَا عِنْدَ مَنَامِهِ بَعَثَ اللَّهُ عزوجل بِكُل حرف مِنْهَا سَبْعمِائة أَلْفِ مَلَكٍ مِنَ الرَّوْحَانِيِّينَ، وُجُوهُهُمْ
أَحْسَنُ مِنَ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ، يُسَبِّحُونَ لَهُ وَيَسْتَغْفِرُونَ لَهُ وَيَدْعُونَ وَيَكْتُبُونَ لَهُ الْحَسَنَاتِ وَيَمْحُونَ عَنْهُ السِّيِّئَاتِ وَيَرْفَعُونَ لَهُ الدَّرَجَاتِ.
فَقَالَ سَلْمَانُ: يَا رَسُول أَيُعْطِي اللَّهُ بِهَذِهِ الأَسْمَاءِ كُلَّ هَذَا الْخَيْرِ؟ فَقَالَ: لَا تُخْبِرْ بِهِ النَّاسَ حَتَّى أُخْبِرَكَ بِأَعْظَمَ مِنْهَا، فَإِنِّي أَخْشَى أَنْ يَدَعُوا الْعَمَلَ وَيَقْتَصِرُوا عَلَى هَذَا.
ثُمَّ قَالَ: مَنْ نَامَ وَقَدْ دَعَا بِهَا، فَإِنْ مَاتَ مَاتَ شَهِيدًا وَإِنْ عَمِلَ الْكَبَائِرَ وَغُفِرَ لأَهْلِ بَيته، وَمن دعى بِهَا قَضَى اللَّهُ لَهُ أَلْفَ أَلْفِ حَاجَةٍ " وَقَدْ رَوَاهُ سُلَيْمَان بْن عِيسَى عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ إِلَّا أَن(3/176)
الْأَلْفَاظ تخْتَلف.
وَرَوَاهُ مُخْتَصرا الْحُسَيْن بْن دَاوُدَ الْبَلْخِيّ عَنْ شَقِيق بْن إِبْرَاهِيمَ.
هَذَا حَدِيث مَوْضُوع على رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَفِي طرقه كَلِمَات ركيكة يتنزه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ مثلهَا وَأَسْمَاء لِلَّهِ يتعالى الْحق عَنْهَا، وَلَمْ نر التَّطْوِيل بِذكر الطّرق لِأَنَّهَا من جنس وَاحِد.
وَفِي الطَّرِيق الأول أَحْمد بن عبد الله وَهُوَ الجويباري.
وَفِي الطَّرِيق الثَّانِي سُلَيْمَان بْن عِيسَى.
وَفِي الثَّالِث الْحُسَيْن ابْن دَاوُد، وثلاثتهم كَانُوا يضعون الْحَدِيث، وَالله أعلم أَنهم ابتدوا بِوَضْعِهِ، ثُمَّ سَرقه مِنْهُ - الأحزان -[الْآخرَانِ] وبدلا فِيهِ وغيرا.
وَقد روى لنا من طَرِيق مظلم فِيهِ مَجَاهِيل وَفِيهِ زيادات ونقصان.(3/177)
بَاب المواعظ موعظة أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد أَنبأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ الْجُرْجَانِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ السَّرِيِّ حَدثنَا عبد الْعَزِيز ابْن عَبْدِ الصَّمَدِ حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ أَبِي عَيَّاشٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: " خَطَبَنَا
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَليّ نَاقَتِهِ الْجَدْعَاءِ، فَقَالَ فِي خُطْبَتِهِ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ كَأَنَّ الْحَقَّ فِيهَا عَلَى غَيْرِنَا وَجَبَ، وَكَأَنَّ الْمَوْتَ عَلَى غَيْرِنَا كُتِبَ، وَكَأَنَّ الَّذِينَ نُشِيِّعُ مِنَ الأَمْوَاتَ سفرٌ عَمَّا قَلِيل إِلَيْنَا رَاجِعُون - نبويهم -[نبوئهم] أَجْدَاثَهُمْ وَنَأْكُلُ تُرَاثَهُمْ، كَأَنَّا مُخَلَّدُونَ بَعْدَهُمْ.
نَسِينَا كُلَّ وَاعِظَةٍ، وَأَمِنَّا كُلَّ جَائِحَةٍ.
طُوبَى لِمَنْ شَغَلَهُ عَيْبُهُ عَنْ عُيُوبِ النَّاسِ، وَأَنْفَقَ مَالا اكْتَسَبَهُ مِنْ غَيْرِ مَعْصِيَةٍ، وَخَالَطَ أَهْلَ الْفِقْهِ وَالْحِكْمَةِ، وَجَانَبَ أَهْلَ الذُّلِ وَالْمَعْصِيَةِ.
طُوبَى لَمَنْ ذَلَّ نَفْسَهُ وَحَسُنَتْ خَلِيقَتُهُ وَصَلُحَتْ سَرِيرَتُهُ.
طَوبَى لِمَنْ عَمِلَ بِعِلْمٍ، وَأَنْفَقَ الْفَضْلَ مِنْ مَالِهِ، وَأَمْسَكَ الْفَضْلَ مِنْ قَوْلِهِ، وَوَسِعَتْهُ السُّنَّةُ وَلَمْ يُعَدِّهَا إِلَى بِدْعَةٍ ".
هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَفِي إِسْنَاده أبان وَهُوَ مَتْرُوك، وَقَدْ ذَكَرْنَا عَنْ شُعْبَة أَنَّهُ قَالَ: لأَنْ أَزْنِيَ أَحَبُّ إِلَيَّ من أَن أحدث عَنْ أَبَان.
وَقَدْ رَوَى نَحْو هَذَا الْحَدِيث الْوَلِيدُ بْنُ الْمُهَلَّبِ عَنِ النَّضْرِ بْنِ مُحْرِزٍ عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ أَنَسٍ.
قَالَ ابْن حبَان: لَا يَجُوز الِاحْتِجَاج بالنضر.
وَقَدْ رَوَى من طَرِيق عصمَة بْن مُحَمَّد عَنْ يَحْيَى بْن سَعِيد عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
قَالَ يَحْيَى: عصمَة كَذَّاب.
وَقَدْ رَوَى من طَرِيق آخر رِجَاله مَجْهُولُونَ.
وَرَوَى لنا من طَرِيق جَابِر: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا نَصْرُ بْنُ أَحْمد أَنبأَنَا(3/178)
عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجُهَنِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْن الازدي حَدثنَا يحيى ابْن مُحَمَّد بن عبد الرحمن بْنِ نَاجِيَةَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عبد الرحمن حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ الْمُهَلَّبِ عَنِ النَّضْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: " خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْعَضْبَاءِ فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ كَأَنَّ الْمَوْتَ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا عَلَى
غَيْرِنَا وَجَبَ، وَكَأَنَّ الْحَقَّ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا عَلَى غَيْرِنَا كُتِبَ، وَكَأَنَّ مَا نُشَيِّعُ مِنَ الْمَوْتَى عَنْ قريب إِلَيْنَا رَاجِعُون - نبويهم -[نبوؤهم] أَجْدَاثَهُمْ وَنَأْكُلُ تُرَاثَهُمْ كَأَنَّا مُخَلَّدُونَ بَعْدَهُمْ، قَدْ أَمِنَّا كُلَّ جَائِحَةٍ.
فَطُوبَى لِمَنْ وَسِعَتْهُ السُّنَّةُ وَلَمْ يُخَالِفْهَا إِلَى بِدْعَةٍ وَرَضِيَ مِنَ الْعَيْشِ بِالْكَفَافِ وَقَنُعَ بِذَلِكَ ".
هَذَا لَا يَصح، فَإِن فِي إِسْنَاده مَجَاهِيل وضعفاء، وَالْمَعْرُوف أَن هَذَا الْحَدِيث من حَدِيث أبان عَنْ أَنَس، فَقَدْ سَرقه مِنْهُ قوم.
قَالَ أَبُو حَاتِم بن حبَان: هَذَا الْحَدِيث مِمَّا سَمعه أبان عَنِ الْحَسَن فَجعله عَنْ أَنَس عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ لَا يعلم، وَلَعَلَّه قَدْ رَوَى عَنْ أَنَس أَكْثَر من ألف وَخَمْسمِائة حَدِيث، مَا لكبير شئ مِنْهَا أصل يرجع إِلَيْهِ.
موعظة أُخْرَى أَنْبَأَنَا زَاهِرُ بْنُ طَاهِرٍ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَيْهَقِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن عبد الله الْحَاكِمُ حَدَّثَنَا أَبُو الطَّيِّبِ مُحَمَّدُ بن عبد الله السَّعْدِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ هَمَّامُ بن يحيى ابْن زَكَرِيَّا حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الطَّالَكَانِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو مُقَاتِلٍ حَفْصُ بْنُ سُلَيْمَانَ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا أَهْلَ الْخُلُودِ وَيَا أَهْلَ الْفَنَاءِ لَمْ تُخْلَقُوا لِلْفَنَاءِ وَإِنَّمَا تُنْقَلُونَ مِنْ دَارٍ إِلَى دَارٍ كَمَا نُقِلْتُمْ مِنَ الأَصْلابِ إِلَى الأَرْحَامِ، وَمِنَ الأَرْحَامِ إِلَى الدُّنْيَا، وَمِنَ الدُّنْيَا إِلَى الْقُبُورِ، وَمِنَ الْقُبُورِ إِلَى الْمَوْقِفِ، وَمِنَ الْمَوْقِفِ إِلَى الْخُلُودِ فِي الْجَنَّةِ أَو النَّار ".(3/179)
هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِنَّمَا هُوَ كَلام بَعْض السّلف، وَقَدْ رَوَى نَحوه عَنْ عُمَر بْن عَبْدِ الْعَزِيز، وَالْمُتَّهَم بِرَفْعِهِ إِلَى رَسُولِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الطالكاني.
قَالَ أَبُو عَبْد اللَّهِ الْحَاكِم: يضع الْحَدِيث.
قَالَ المُصَنّف قُلْت: وَحَفْص بن سُلَيْمَان قَالَ فِيهِ عبد الرحمن بْن مهدى: وَالله مَا تحل الرِّوَايَة عَنْهُ، وَقَالَ أَحْمَد: مَتْرُوك الحَدِيث، وَقَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بِثِقَةٍ.
موعظة أُخْرَى أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ الْمُعَدَّلُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ هَارُونَ بْنِ عِيسَى حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ الْحَكَمِ الْبَجَلِيُّ عَنْ عبيد الله ابْن الْوَلِيد لرصافي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَوْقَةَ عَنْ الْحَارِثِ الأَعْوَرِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنِ اشْتَاقَ إِلَى الْجَنَّةِ سَارَعَ إِلَى الْخَيْرَاتِ، وَمَنْ أَشْفَقَ مِنَ النَّارِ لَهَى عَنِ الشَّهَوَاتِ، وَمَنْ تَرَقَّبَ الْمَوْتَ لَهَى عَنِ اللَّذَّات، وَمَنْ زَهَدَ فِي الدُّنْيَا هَانَتْ عَلَيْهِ الْمُصَيبَاتُ ".
هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم.
قَالَ يحيى: عبيد الله ابْن الْوَلِيد لَيْسَ بشئ، وَقَالَ الفلاس وَالنَّسَائِيّ: مَتْرُوك الحَدِيث، عَلَى أَن الْحَارِث كَذَّاب.
موعظة أُخْرَى أَنبأَنَا ظَفْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْهَمْدَانِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ طَعَّانٍ حَدَّثَنَا أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن عَلِي الْمُقْرِي أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْعَلَوِيُّ حَدَّثَنَا حَامِدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَرَوِيُّ حَدَّثَنَا الْفضل بن عبد الله بْنِ مَسْعُودٍ الْهَرَوِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ النَّهْرَوَانِيُّ حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَن سعيد بن الْمسيب عَن عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْمَوْتُ غنيمَة، وَالْمَعْصِيَة(3/180)
مُصِيبَةٌ، وَالْفَقْرُ رَاحَةٌ، وَالْغِنَى عُقُوبَةٌ، وَالْعَقْلُ هَدِيَّةٌ مِنَ اللَّهِ، وَالْجَهْلُ ضَلالَةٌ، وَالظُّلْمُ نَدَامَةٌ، وَالطَّاعَةُ قُرَّةُ الْعَيْنِ، وَالْبُكَاءُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ النَّجَاةُ مِنَ النَّارِ، وَالضَّحِكُ
هَلاكُ الْبَدَنِ، وَالتَّائِبُ مِنَ الذَّنْبِ كَمَنْ لَا ذَنْبَ لَهُ ".
هَذَا حَدِيث مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالْمُتَّهَمُ بِهِ الْفضل ابْن عبد الله وَيُقَال لَهُ ابْن حزم.
قَالَ ابْن حبَان: لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ بِحَال.
موعظة أُخْرَى أَنبأَنَا أَبُو بكر مُحَمَّد بن عَبْدِ الْبَاقِي الْبَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الْمُحْسِنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّنُوخِيُّ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الطَّبَرِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ بْنِ خِدَاشٍ الْبَلْخِيُّ حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عبد الله الْهَنَائِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بن عَلْقَمَة حَدَّثَنى عمربن عَبْدِ الْعَزِيزِ حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بن عبد الرحمن عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: " كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَخَوَّلُنَا بِالْمَوْعِظَةِ فِي الأَيَّامِ، وَكَانَ آخِرَ خُطْبَةٍ بِالْمَدِينَةِ.
قَعَدَ عَلَى هَذَا الْمِنْبَرِ فَوَعَظَنَا مَوْعِظَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ، وَتَقَلْقَلَتْ مِنْهَا الأَعْضَاءُ.
ثُمَّ قَالَ: يَا بِلالُ الصَّلاةُ جَامِعَةٌ، فَاجْتَمَعَ النَّاسُ وَهُوَ قَاعِدٌ عَلَى الْمِنْبَرِ.
فَقَامَ وَقَالَ: أَيهَا النَّاس ادْنُوا واسمعوا خَلقكُم ثَلاثًا.
فَقَامَ فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنْسَتِعينُهُ وَنُؤْمِنُ بِهِ.
فَذَكَرَ كَلامًا طَوِيلا، إِلَى أَنْ قَالَ: وَمَنْ تَوَلَّى خُصُومَةً لِظَالِمٍ أَوْ أَعَانَهُ عَلَيْهَا نَزَلَ مَلَكُ الْمَوْتِ فَبَشَّرَهُ بِاللَّعْنَةِ، وَمَنْ عَظَّمَ صَاحِبَ دُنْيَا فَمَدَحَهُ لِطَمَعِ الدُّنْيَا سَخَّطَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ وَكَانَ فِي الدَّرْكِ مَعَ قَارُونَ وَمِنْ إِدْبَارِ سِعَةِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِلَى سَبْعِ أَرَضِينَ، وَمَنْ ظَلَمَ أَجِيرًا أَحْبَطَ اللَّهُ عَمَلَهُ، وَمَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ ثُمَّ نَسِيَهُ لَقِيَ اللَّهَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَجْذُومًا مَلْعُونًا وَتُسَلَّطُ عَلَيْهِ بِكُلِّ آيَةٍ حَيَّةٌ أَوْ عَقْرَبٌ، وَمَنْ نَكَحَ امْرَأَةً فِي دُبُرِهَا حَشَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنْتَنَ مِنَ الْجِيفَةِ وَمَنْ عَمِلَ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ حَشَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالنَّاسُ يَتَأَذَّوْنَ مِنْ نَتَنِ رِيحِهِ وَيَدْخُلُ فِي تَابُوتٍ مِنْ نَارٍ مُسَمَّرٍ بِمَسَامِيرَ مِنْ حَدِيدٍ وَتُضْرَبُ عَلَيْهِ صَفَائِح من نَار،(3/181)
وَمَنْ زَنَا بِيَهُودِيَّةٍ أَوْ نَصْرَانِيَّةٍ أَوْ مَجُوسِيَّةٍ أَوْ مُسْلِمَةٍ حُرَّةً كَانَتْ أَوْ أَمَةً، فَتَحَ اللَّهُ
عَلَيْهِ فِي قَبره ثَلَاثمِائَة أَلْفِ بَابٍ مِنْ جَهَنَّمَ، وَمَنْ صَافَحَ امْرَأَةً حَرَامًا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَة - مغولا -[مَغْلُولا] ثُمَّ أَمْرَ بِهِ إِلَى النَّارِ، وَمَنْ شَرَبِ الْخَمْرَ سَقَاهُ اللَّهُ شَرْبَةً مِنْ سُمٍّ يَتَسَاقَطُ وَجْهُهُ، وَمَنْ فَجَرَ بِامْرَأَةٍ ذَاتَ بَعْلٍ انْفَجَرَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ فَرْجِهِ وَادٍ مِنْ صَدِيدٍ يَتَأَذَّى النَّاسُ مِنْ نَتَنِ رِيحِهِ " وَذكر حَدِيثا طَويلا أَنا اختصرته هَذَا حَدِيث مَوْضُوع.
أما مُحَمَّد بْن عَمْرو بْن عَلْقَمَة فَقَالَ يَحْيَى: مَا زَالَ النَّاس يَتَّقُونَ حَدِيثه.
وَقَالَ السعدى: لَيْسَ بقوى.
وَمُحَمّد بْن خرَاش مَجْهُول وَالْحمل فِيهِ عَلَى الْحَسَن بْن عُثْمَان.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ.
قَالَ عَبْدَانِ: هُوَ كَذَّاب.
وَمُحَمّد بْن الْحَسَن هُوَ النقاش.
قَالَ طَلْحَة بْن مُحَمَّد: كَانَ النقاش يكذب.(3/182)
كتاب الْوَصَايَا
بَاب وَصِيَّة النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم لعلى عَلَيْهِ السَّلَام أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الأَرْمَوِيُّ أَنْبَأَنَا الْقَاضِي أَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بن عَليّ بن المهتدى أَنبأَنَا عبيد الله بْنُ عَمْرِو بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْتَابِ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ السَّمَرْقَنْدِيُّ حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ غَانِمِ بْنِ يَزِيدَ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ نَصْرِ بْنِ مُوسَى حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ عَمْرٍو عَنِ السَّرِيِّ بْنِ خَالِدٍ عَنْ جَعْفَرِ ابْن مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ لِعَلِيِّ بْنِ أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ: " أُوصِيكَ بِوَصِيَّةٍ فَاحْفَظْهَا فَإِنَّكَ لَنْ تَزَالَ بِخَيْرٍ مَا حَفِظْتَ وَصِيَّتِي.
يَا عَلِيُّ إِنَّ لِلْمُؤْمِنِ ثَلاثَ عَلامَاتٍ: الصَّلاةُ وَالزَّكَاةُ وَالصَّوْمُ.
يَا عَلِيُّ وَلِلْمُتَكَلِّفُ مِنَ الرِّجَالِ ثَلاثَ عَلامَاتٍ: يَتَمَلَّقُ مِمَّن شَهِدَ، وَيَغْتَابُ مَنْ غَابَ عَنْهُ، وَيَشْمَتُ بِالْمُصِيبَةِ.
يَا عَليُّ وَلِلْمُرَائِي ثَلاثُ عَلامَاتٍ: يَكْسَلُ عَنِ الصَّلاةِ إِذَا كَانَ وَحْدَهُ، وَيَنْشَطُ لَهَا إِذَا كَانَ النَّاسُ عِنْدَهُ، وَيُحِبُّ أَنْ يُحْمَدَ فِي جَمِيعِ أُمُورِهِ.
وَلِلظَّالِمِ ثَلاثُ عَلامَاتٍ: يَقْهَرُ مَنْ دُونَهُ بِالْغَلَبَةِ، وَمَنْ فَوْقَهُ بِالْمَعْصِيَةِ، وَيُظَاهِرُ الظَّلَمَةَ.
يَا عَليُّ وَلِلْمُنَافِقِ ثَلاثُ عَلامَاتٍ: يَتَوَانَى حَتَّى يُفَرِّطَ، وَيُفَرِّطُ حَتَّى يضيع، ويضيع حَتَّى يَأْثَم.
وعَلى وَلَيْسَ يَنْبَغِي لِلْعَاقِلِ أَنْ يَكُونَ شَاخِصًا إِلا فِي ثَلاثِ خِصَالٍ: مَرَمُّه لِمَعَاشٍ، أَوْ حَظْوَةٌ لِمَعَادٍ، أَوْ لَذَّةٌ فِي غَيْرِ مُحَرَّمٍ ".
وَذكر بَاقِي الْوَصِيَّة إِلَى آخرهَا.
كَذَا قَالَ.
هَذَا حَدِيث مَوْضُوع، وَالْمُتَّهَم بِهِ حَمَّاد بْن عَمْرو.
قَالَ يَحْيَى: كَانَ يكذب وَيَضَع الْحَدِيثَ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ.
وَصِيَّة ثَانِيَة لعلى عَلَيْهِ السَّلَام أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ قُرَيْشٍ أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عمر(3/183)
الْبَرْمَكِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو جَعْفَر أَحْمد بن إِسْحَاق ابْن البهلول حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الله الْعَبْدِيُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ غَالِبٍ السُّلَمِي حَدَّثَنِي هُرَيْمُ بْنُ عُثْمَانَ أَبُو الْمُهَلَّبِ حَدَّثَنَا عبد الله بْن زِيَاد عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا عَليُّ لَا تَرْجُ إِلا رَبَّكَ: وَلا تَخَفْ إِلا ذَنْبَكَ.
يَا عَليُّ لَا تستحيى أَنْ تَعْلَمَ مَا لَمْ تَعْلَمْ، وَلَا تستحيى إِذا سُئِلت عَن شئ لَا تَعْلَمُ أَنْ تَقُولَ اللَّهُ أَعْلَمُ.
يَا عَليُّ إِنَّ مَنْزِلَةَ الصَّبْرِ مِنَ الإِيمَانِ بِمَنْزِلَةِ الرَّأْسِ مِنَ الْجَسَدِ.
يَا عَليُّ إِنَّ الصَّبَرَ ثَلاثُ خِصَالٍ، مَنْ جَاءَ بِوَاحِدَةٍ لَمْ تُقْبَلْ مِنْهُ، وَمَنْ جَاءَ بِاثْنَتَيْنِ لَمْ يُقْبَلا مِنْهُ.
يَا عَليُّ الصَّبْرُ عَلَى الْمُصِيبَةِ وَالصَّبْرُ عَلَى مَا أَمَرَ اللَّهُ عزوجل بِهِ، وَالصَّبْرُ عَمَّا نَهَى اللَّهُ عزوجل عَنْهُ.
يَا عَليُّ مَنْ صَبَرَ عَلَى مُصِيبَةٍ أَعْطَاهُ اللَّهُ مِائَةَ دَرَجَةٍ مَا بَيْنَ كُلِّ دَرَجَةٍ إِلَى صَاحِبَتِهَا كَمَا بَيْنَ الْعَرْشِ إِلَى الأَرْضِ.
يَا عَليُّ مَنْ صَبَرَ عَلَى مَا نَهَى اللَّهُ عزوجل عَنهُ أعطَاهُ الله عزوجل سَبْعمِائة دَرَجَة مابين الْعَرْشِ إِلَى الأَرْضِ.
يَا عَليُّ مَنْ صَبَرَ عَلَى مَا أَمَرَهُ الله عزوجل بِهِ أعطَاهُ الله عزوجل خَمْسمِائَة دَرَجَةٍ مَا بَيْنَ كُلِّ دَرَجَةٍ
إِلَى صَاحِبَتِهَا كَمَا بَيْنَ الْعَرْشِ إِلَى الأَرْضِ ".
هَذَا حَدِيث مَوْضُوع، وَالْمُتَّهَم بِهِ عبد الله بْن زِيَاد وَهُوَ ابْن سمْعَان.
قَالَ مَالِك وَيَحْيَى: كَانَ كذابا.
وَقَالَ النَّسَائِيّ وَالدَّارقطني: مَتْرُوك الْحَدِيث، عَلَى أَن عَلِي بْن زَيْد قَدْ قَالَ فِيهِ أَحْمد وَيحيى: لَيْسَ بشئ.
وَصِيَّة النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم لِمعَاذ بن جبل أَنبأَنَا أَبُو مَنْصُور عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ نَاصِحٍ حَدَّثَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ حَدَّثَنَا رُكْنُ بن عبد الله الدِّمَشْقِيُّ عَنْ مَكْحُولٍ الشَّامِيِّ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما بَعَثَهُ إِلَى الْيَمَنِ مَشَى مَعَهُ أَكْثَرَ مِنْ مِيلٍ يُوصِيهِ، فَقَالَ: يَا مُعَاذُ أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللَّهِ(3/184)
الْعَظِيمِ وَصِدْقِ الْحَدِيثِ وَأَدَاءِ الأَمَانَةِ وَتَرْكِ الْخِيَانَةِ وَخَفْضِ الْجَنَاحِ وَلِينِ الْكَلامِ وَرَحْمَةِ الْيَتِيمِ وَالتَّفَقُّهِ فِي الدَّينِ وَالْجَزَعِ مِنَ الْحِسَابَ وَحُبِّ الآخِرَةَ.
يَا مُعَاذُ لَا تُفْسِدَنَّ أَرْضًا وَلا تَشْتِمْ مُسْلِمًا وَلا تُصَدِّقْ كَاذِبًا وَلا تُكَذِّبْ صَادِقًا وَلا تَعْصِ إِمَامًا عَادِلا.
يَا مُعَاذُ أُوصِيكَ بِذِكْرِ اللَّهِ عِنْدَ كُلِّ حَجَرٍ وَشَجَرٍ وَأَنْ تُحْدِثَ لِكُلِّ ذَنْبٍ تَوْبَةً، السِّرُّ بِالسِّرِّ وَالْعَلانِيَةُ بِالْعَلانِيَةِ.
إِنِّي أُحِبُّ لَكَ مَا أُحِبُّ لِنَفْسِي، وَأَكْرَهُ لَكَ مَا أَكْرَهُ لَهَا.
يَا مُعَاذُ إِنِّي لَوْ أَعْلَمُ أَنَّا نَلْتَقِي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لأَقْصَرْتُ لَكَ مِنَ الْوَصِيَّةِ يَا مُعَاذُ إِنَّ أَحَبَّكُمْ إِلَيَّ مَنْ لَقِيَنِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى مِثْلِ الْحَالَةِ الَّتِي فَارَقَنِي عَلَيْهَا.
وَكَتَبَ لَهُ فِي عَهْدِهِ أَنْ لَا طَلاقَ لامْرِئٍ فِيمَا لَا يملك وَلَا - تذر -[نَذْرَ] فِي مَعْصِيَةٍ وَلا فِي قَطِيعَةِ رَحِمٍ وَلا فِيمَا لَا يَمْلِكُ ابْنُ آدَمَ، وَعَلَى أَنْ تَأْخُذَ مِنْ كُلِّ حَاكِمٍ دِينَارًا أَوْ عَدْلَهُ مَعَافِرَ، وَعَلَى أَنْ لَا تَمَسَّ الْقُرْآنَ إِلا طَاهِرٌ، وَإِنَّكَ إِذَا أَتَيْتَ الْيَمَنَ تَسْأَلُكَ نَصَارَاهَا عَنْ مِفْتَاحِ الْجَنَّةِ، فَقُلْ مِفْتَاحُ الْجَنَّةِ لَا إِلَهَ إِلا اللَّه وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ".
قَالَ أَحْمَد بْن عُبَيْد: قَوْله معافر يُرِيد بِهَا معافريه (1) .
هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالْمُتَّهَمُ بِهِ ركن.
قَالَ ابْن الْمُبَارَك: لِأَن أقطع الطَّرِيق أحب إِلَى من أَن أروي عَن عبد القدوس الشَّامي.
وَعبد القدوس خير من مائَة مثل ركن.
قَالَ يَحْيَى بْن معِين: ركن لَيْسَ بشئ.
وَقَالَ النَّسَائِيّ وَالدَّارقطني: مَتْرُوكٌ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ بِحَال.
وَصِيَّة النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم لابي هُرَيْرَة أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ الْبَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُهْتَدِي أَنْبَأَنَا أَبُو حَفْصِ بْنُ شَاهِينَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مَسْعُودٍ الزبيرِي عَن عَمْرو ابْن إِدْرِيسَ بْنِ عِكْرِمَةَ حَدَّثَنَا أَبُو بكر أَحْمد بن عَليّ بن عبد الله بن عبد الرحيم الْبَرْقِيُّ حَدَّثَنَا عُرْوَةُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ أَبُو حَفْصٍ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بن مُحَمَّد الْبَصْرِيّ عَن
__________
(1) هَكَذَا ورد النَّص بالاصل.(3/185)
عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ح.
وَأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْمُهْتَدِي حَدثنَا أَبُو الْقَاسِم عبيد الله بْنُ عَمْرِو بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْتَابِ حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ السَّرِيِّ الصَّيْرَفِيُّ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عِيسَى الْعَطَّارُ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ عَمْرٍو عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ غَالِبٍ عَنْ مَسْلَمَةَ بْنِ عَمْرٍو فِي نُسْخَةِ مَسْلَمَةَ عَنْ عُمَرَ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ مَكْحُولٍ الشَّامِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا أَبَا هُرَيْرَةَ إِذَا تَوَضَّأْتَ فَقُلْ بِسْمِ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، فَإِنْ حَفَظَتَكَ لَا تَسْتَرِيحُ تَكْتُبُ لَكَ حَسَناتٍ حَتَّى تَفْرُغَ مِنَ ذَلِكَ الْوُضُوءِ.
يَا أَبَا هُرَيْرَةَ إِذَا أَكَلْتَ طَعَامًا فَقُلْ بِسْمِ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ.
فَإِنْ حَفَظَتَكَ لَا تَسْتَرِيحُ، تَكْتُبُ لَكَ حَسَنَاتٍ حَتَّى تَنْبُذُهُ عَنْكَ.
يَا أَبَا هُرَيْرَةَ إِذَا غَشَيْتَ أَهْلَكَ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ فَقُلْ بِسْمِ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ.
فَإِنْ حَفَظَتَكَ [لَا تَسْتَرِيحُ، تَكْتُبُ
لَكَ حَسَنَاتٍ] حَتَّى تَغْتَسِلَ مِنَ الْجَنَابَةِ، فَإِذَا اغْتَسَلْتَ مِنَ الْجَنَابَةِ غُفِرَ لَكَ ذُنُوبَكَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ فَإِنْ كَانَ لَكَ مِنْ تِلْكَ الْوَقْعَةِ وَلَدٌ كُتِبَ لَكَ حَسَنَاتٍ بِعَدَدِ نَفَسِ ذَلِكَ الْوَلَدِ وَعَقِبِهِ حَتَّى لَا يَبْقَى مِنْهُ شئ.
يَا أَبَا هُرَيْرَةَ إِذَا رَكِبْتَ دَابَّةً فَقُلْ بِسْمِ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَكُنْ مِنَ الْعَابِدِينَ حَتَّى - تزل -[تَنْزِلَ] مِنْ ظَهْرِهَا.
يَا أَبَا هُرَيْرَةَ إِذَا رَكِبْتَ السَّفِينَةَ فَقُلْ بِسْمِ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تُكْتَبُ مِنَ الْعَابِدِينَ حَتَّى تَخْرُجَ مِنْهَا.
يَا أَبَا هُرَيْرَةَ إِذَا لَبِسْتَ ثَوْبًا فَقُلْ بِسْمِ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ يُكْتَبُ لَكَ عَشْرُ حَسَنَاتٍ بِعَدَدِ كُلِّ سِلْكٍ فِيهِ " وَذكر تَمام الْوَصِيَّة، وَهِيَ فِي خبر طَوِيل لَمْ أر التَّطْوِيل بذكرها.
هَذَا حَدِيث لَيْسَ لَهُ أصل، وَفِي إِسْنَاده جَمَاعَة مَجَاهِيل لَا يعْرفُونَ أصلا، وَلَا نشك أَنَّهُ من وضع بَعْض الْقصاص أَوِ الْجُهَّال، وَقَدْ خلط الَّذِي وَضعه فِي الْإِسْنَاد، وَمن المعروفين فِي إِسْنَاده حَمَّاد بْن عَمْرو، قَالَ يَحْيَى: كَانَ يكذب وَيَضَع الحَدِيث، وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ يَضَعُ الحَدِيث وضعا على الثقاة، لَا يَحِلُّ كَتْبُ حَدِيثِهِ إِلا على وَجه التَّعَجُّب.(3/186)
وَصِيَّة النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم لانس بْنِ مَالِكِ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الملك بْنُ خَيْرُونٍ أَنْبَأَنَا الْجَوْهَرِيُّ عَنِ الدَّارقطني عَن أبي حَاتِم بن حبَان حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا كَثِيرُ أَبُو هَاشِمٍ الأَيْلِيُّ قَالَ سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُول: إِن أم سليم فالت يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا مِنَ الأَنْصَارِ رَجُلٌ أَوِ امْرَأَةٌ إِلا وَقد أتحفك بشئ غَيْرِي وَلَيْسِ لِي إِلا وَلَدِي هَذَا، وَأُحِبُّ أَنْ تَقْبَلَهُ مِنِّي يَخْدُمُكَ.
فَقَبَّلَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَقْعَدَنِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَمَسَحَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِي وَبَرَّكَ عَلَيَّ وَقَالَ لِي: يَا بُنَيَّ احْفَظِ سِرِّي تَكُنْ مُؤْمِنًا.
يَا بُنَيَّ إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَكُونَ أَبَدًا عَلَى وُضُوءٍ فَكُنْ فَإِنَّ مَلَكَ الْمَوْقِفِ إِذَا قَبَضَ رُوحَ الْعَبْدِ وَهُوَ عَلَى وُضُوءٍ كَتَبَ لَهُ شَهَادَةً.
يَا بُنَيَّ إِنِ
اسْتَطَعْتَ أَنْ تَكُونَ أَبَدًا تُصَلِّي فَصَلِّ فَإِنَّ الْمَلائِكَةَ يُصَلُّونَ عَلَيْك مادمت تُصَلِّي يَا بُنَيَّ إِذَا خَرَجْتَ مِنْ رَحْلِكَ فَلا يَقَعْنَ بَصَرُكَ عَلَى أَحَدٍ مِنَ أَهْلِ قِبْلَتِكَ إِلا سَلَّمْتَ عَلَيْهِمْ فَإِنَّكَ تَرْجِعُ إِلَى مَنْزِلِكِ وَقَدِ ازْدَدْتَ فِي حَسَنَاتِكَ.
يَا بُنَيَّ إِذَا مَا دَخَلْتَ رَحْلِكَ فَسَلِّمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتك تكون بَرَكَةٌ عَلَيْكَ وَعَلَى أَهْلِ بَيْتِكَ.
يَا بُنَيَّ إِنْ أَطَعْتَنِي فَلا يكون شئ أَحَبُّ إِلَيْكَ مِنَ الْمَوْتِ.
يَا بُنَيَّ إِذَا خَرَجْتَ إِلَى الصَّلاةِ فَاسْتَقْبِلِ الْقِبْلَةَ وَارْفَعْ يَدَيْكَ وَكَبِّرْ وَأَقِمْ صُلْبَكَ حَتَّى [يَسْكُنَ] كُلَّ عَظْمٍ مَكَانَهُ، وَإِذَا سَجَدْتَ فَضَعْ عَقِبَكَ تَحْتَ أَلْيَتِكَ وَاذْكُرْ مَا بَدَالَكَ، وَأَقِمْ صُلْبَكَ فَإِنَّ اللَّهَ عزوجل لَا يَنْظُرُ إِلَى مَنْ لَا يُقِيمُ صُلْبَهُ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ ".
هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ.
قَالَ ابْن حبَان: أَبُو هَاشم الأَيْلِيّ كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ عَلَى أَنَسِ، لَا يَحِلُّ كَتْبُ حَدِيثِهِ إِلا اعْتِبَارا.
وَقَدْ رَوَى لنا من طَرِيق آخر: أَنبأَنَا عبد الله بْنُ عُمَرَ الْمُقْرِي أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّزَّاقِ الأَنْصَارِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمِصْرِيُّ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَبُو عَمْرٍو حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ كَثِيرٍ عَنِ عبد الرحمن بْنِ حَرْمَلَةَ عَنْ سَعِيدِ بْن الْمُسَيِّب عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: " قدم النَّبِي(3/187)
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ وَأَنَا ابْنُ عَشْرَ سِنِينَ، فَأَتَتْهُ أُمِّي فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ أَحَدٌ إِلا وَقَدْ أَتْحَفَكَ بِتُحْفَةٍ غَيْرِي، وَإِنِّي لَمْ أَجِدْ مَا أُتْحِفُكَ بِهِ إِلا ابْنِي هَذَا يَخْدُمُكَ.
قَالَ: فَخَدَمْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عشر سِنِين، فَمَا سَبَّنِي سَبَّةً قَطُّ وَلا ضَرَبَنِي ضَرْبَةً وَلا انْتَهَرَنِي قَطُّ، وَقَالَ لِي: يَا بُنَيَّ اكْتُمْ سِرِّي فَإِنَّهُ كَانَتْ أُمِّي تَسْأَلُنِي عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَا أُخْبِرُهَا بِهِ، وَمَا أَنَا بِمُخْبِرٍ سِرَّ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَدًا حَتَّى أَمُوتَ.
فَقَالَ: يَا بُنَيَّ عَلَيْكَ بِإِسْبَاغِ الْوُضُوءِ يَحْفَظْكَ اللَّهُ وَحَفِيظَاكَ.
يَا بُنَيَّ إِذَا خَرَجْتَ مِنْ بَيْتِكَ فَلا يَقَعَنَّ
بَصَرُكَ عَلَى أَحَدٍ مِنَ أَهْلِ الْقِبْلَةِ إِلا سَلَّمْتَ عَلَيْهِ تَرْجِعُ وَقَدْ زَيْدَ فِي حَسَنَاتِكَ.
يَا بُنَيَّ إِذَا دَخَلْتَ بَيْتَكَ فَسَلِّمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتِكَ تَكُنْ بَرَكَةٌ عَلَيْكَ وَعَلَيْهِمْ.
يَا بُنَيَّ إِذَا سَجَدْتَ فَلْتَكُنْ جَبْهَتُكَ مِنَ الأَرْضِ، وَلا تَنْقُرْ كَمَا يَنْقُرُ الدِّيكُ، وَلا تَبْسُطْ ذِرَاعَيْكَ كَمَا يَبْسُطُ الثَّعْلَبُ، وَلا تَقْعَ كَمَا يَقْعَى الْكَلْبُ، فَإِذَا رَكَعْتَ فَاحْنِ ظَهْرَكَ وافرج بنى أَصَابِعَكَ وَجَافِ عَضُدِكَ عَنْ جَنْبَيْكَ.
يَا بُنَيَّ إِنِ اسْتَطَعْتَ أَلا يَأْتِيكَ الْمَوْتُ إِلا وَأَنْتَ عَلَى وُضُوءٍ، فَمَنْ أَتَاهُ الْمَوْتُ وَهُوَ عَلَى وُضُوءٍ أُعْطِيَ الشَّهَادَةَ.
يَا بُنَيَّ إِنْ حَفِظْتَ وَصِيَّتِي لَمْ يكن شئ أحب إِلَيْك من الْمَوْت ولابد لَكَ مِنْهُ، وَإِنْ ضَيَّعْتَ وَصِيَّتِي لم يكن شئ أَبْغَضَ إِلَيْكَ مِنَ الْمَوْتِ وَلَنْ تُعْجِزَهُ ".
هَذَا حَدِيث مَوْضُوع.
وَفِي هَذِه الطَّرِيق آفَات، عبد الرحمن بْن حَرْمَلَة قَدْ ضعفه الْبُخَارِي، وَأَمَّا عباد بْن كثير فَقَالَ أَحْمَد: رَوَى أَحَادِيث كذب لَمْ يسْمعهَا وَقَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ فِي الْحَدِيث، وَقَالَ الْبُخَارِي وَالنَّسَائِيّ: مَتْرُوك الْحَدِيث.
وَأَمَّا بشر بْن إِبْرَاهِيم فَقَالَ ابْن عَدِي: هُوَ عِنْدِي مِمَّن يضع الحَدِيث على الثقاة، قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ يَضَعُ الحَدِيث على الثقاة.(3/188)
كتاب الْمَلَاحِم والفتن
بَاب بيع الدَّين بِالْمَالِ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الْحَافِظُ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا الْعَتَيقِيُّ أَنبأَنَا يُوسُف ابْن أَحْمَدَ حَدَّثَنَا الْعُقَيْلِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ حَمَّادٍ حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ الْمُنْذِرِ عَنْ نَافِعِ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تَذْهَبُ الأَيَّامُ وَاللَّيَالِي حَتَّى يَقُومَ الْقَائِمُ فَيَقُولُ مَنْ يَبِيعَنَا دِينَهُ بِكَفٍّ مِنْ دَرَاهِمَ ".
هَذَا حَدِيث لَا يَصح وَالْمُتَّهَم بِهِ زِيَاد بْن الْمُنْذر.
قَالَ يَحْيَى: هُوَ كَذَّاب عَدو
اللَّه لَا يساوى فلسًا.
بَاب من عَلَامَات السَّاعَة أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الْحَافِظُ أَنْبَأَنَا ابْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَتَيقِيُّ أَنْبَأَنَا يُوسُفُ بْنُ الدَّخِيلِ حَدَّثَنَا الْعَقِيلِيُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنِ عُثْمَانَ بْنِ صَالِحٍ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سَابِقٍ حَدَّثَنَا مَسْلَمَةُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ أَبِي مَهْدِي سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ كُرَيْبٍ عَنْ كَثِيرِ بْنِ مرّة عَن عبد الله بْنِ عُمَرَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ يُرْكَبَ - المنطور -[الْمَنْظُورُ] وَيُلْبَسَ الْمَشْهُورَ وَيُبْنَى الْمَسْدُورَ وَيَصِيرَ النَّاسُ إِخْوَانَ الْعَلانِيَةِ أَعْدَاءَ السَّرِيرَةِ ".
هَذَا حَدِيث لَا يَصح عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَفِيهِ كذابان أَحدهمَا أبومهدى.
قَالَ الْعَقِيلِيّ: لَا يعرف هَذَا الْحَدِيث إِلَّا بِهِ وَلَا يُتَابع عَلَيْهِ.
قَالَ يحيى: أبومهدى لَيْسَ بشئ أَحَادِيثه بَوَاطِيلُ.
وَقَالَ النَّسَائِيّ: مَتْرُوك الْحَدِيث.
وَالثَّانِي مسلمة بْن عَلِي.
قَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ.
وَقَالَ النَّسَائِيّ وَالدَّارقطني: مَتْرُوك.(3/189)
بَاب تغير النَّاس فِي آخر الزَّمَان أَنْبَأَنَا عَبْدُ الأَوَّلُ بْنُ عِيسَى أَنْبَأَنَا أَبُو الْفُضَيْلُ بْنُ يَحْيَى أَنبأَنَا عبد الرحمن ابْن أَبِي شُرَيْحٍ حَدَّثَنَا أَبُو سَهْلٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَزِيدَ الْقَاضِي حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ عُبَّادٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ الْحَرَّانِيُّ عَنِ خَصِيفِ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " سيجئ فِي آخِرِ الزَّمَانِ أَقْوَامٌ أَكْثَرُ وُجُوهِهِمْ وُجُوهُ الآدَمِيِّينَ وَقُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الذِّئَابِ الضَّوَارِي لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ شئ من الرَّحْمَة، سفاكين الدِّمَاءَ لَا يَزِعُّونَ عَنْ قَبِيحٍ، وَإِنْ بَايَعْتَهُمْ ضَارُّوكَ، وَإِنِ ائْتَمَنْتَهُمْ خَانُوكَ، صَبِيُّهُمْ غَارِمٌ وَشَيْخُهُمْ لَا يَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَلا يَنْهَى
عَنِ الْمُنْكَرِ، الاعْتِزَازُ بِهِمْ ذُلٌّ، وَطَلَبُ مَا فِي أَيْدِيهِمْ فَقْرٌ، وَالْمُؤْمِنُ فِيهِمْ مُسْتَضْعَفٌ، السُّنَّةُ فِيهِمْ بِدْعَةٌ، وَالْبِدْعَةُ فِيهِمْ سُنَّةٌ، لِذَلِكَ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِم شِرَارَهُمْ، وَيَدْعُو خِيَارَهُمْ، وَلا يُسْتَجَابُ لَهُمْ ".
هَذَا حَدِيث مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ مَعْرُوف بِمُحَمد بْن مُعَاوِيَة.
قَالَ أَحْمَد وَالدَّارقطني: هُوَ كَذَّابٌ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكُ الحَدِيث.
بَاب ظُهُور الْآيَات فِي الشُّهُور فِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وفيروز الديلمي: فَأَما حَدِيث أبي هُرَيْرَة: فَأَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الْحَافِظُ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا الْعَتَيقِيُّ أَنْبَأَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا الْعُقَيْلِيُّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَعِيدِ بْنِ دَاوُدَ الأَزْدِيُّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ الْمَوْصِلِيُّ حَدَّثَنَا عَنْبَسَةُ بْنُ أَبِي صَغِيرٍ الْهَمْدَانِيُّ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ حَدَّثَنِي عَبْدُ الْوَاحِد بْنُ قَيْسٍ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَكُونُ فِي رَمَضَانَ هَدَّةٌ تُوقِظُ النَّائِمَ وَتُقْعِدُ الْقَائِمَ، وَتُخْرِجُ(3/190)
الْعَوَاتِقَ مِنْ خُدُورِهَا، وَفِي شَوَّالٍ هَمْهَمَةٌ، وَفِي ذِي الْقِعْدَةِ تميزُ الْقَبَائِلُ بَعْضهَا إِلَى بَعْضٍ، وَفِي ذِي الْحِجَّةِ تُرَاقُ الدِّمَاءُ، وَفِي الْمُحَرَّمِ أَمْرٌ عَظِيمٌ وَهُوَ عِنْدَ انْقِطَاعِ مُلْكِ هَؤُلاءِ.
قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ هُمْ؟ قَالَ: الَّذين يكونُونَ فِي ذَلِك الزَّمَان ".
وَقد رَوَى مَسْلَمَةُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " يَكُونُ هَدَّةٌ فِي رَمَضَانَ توقظ النَّائِم وتفزع الْيَقظَان ".
وروى إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ لَيْثٍ عَنْ شَهْمِ بْنِ حَوْشَبٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
مَوْقُوفًا قَالَ: " يَكُونُ فِي رَمَضَانَ هَدَّةٌ تُوقِظُ النَّائِمَ وَتُقْعِدُ الْقَائِمَ وَتُخْرِجُ الْعَوَاتِقَ مِنْ خُدُورِهَا ".
هَذَا حَدِيث مَوْضُوع عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ يَحْيَى بْن سَعِيد: عَبْد الْوَاحِد بْن قَيْس شبه لَا شئ.
وَقَالَ الْعَقِيلِيّ: لَيْسَ لِهَذَا الْحَدِيث أصل عَنْ ثِقَة وَلَا من وَجه ثَابت.
وَأَمَّا مسلمة بْن عَلِي فَقَالَ يَحْيَى: مسلمة لَيْسَ بشئ.
وَقَالَ النَّسَائِيّ وَالدَّارقطني: مَتْرُوك.
وَأَمَّا إِسْمَاعِيل وَلَيْث وَشهر فثلاثتم ضعفاء مجروحون.
وَأما حَدِيث فَيْرُوز الديلمي: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيِّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ الْحَدَّادُ حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ ابْن عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنُ نَجْدَةَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الضَّحَّاكِ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ الأَوْزَاعِيُّ عَنْ عَبْدَةَ بْنِ أَبِي لُبَابَةَ عَنْ فَيْرُوزَ الدَّيْلَمِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَكُونُ صَوْتٌ فِي رَمَضَانَ.
قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ فِي أَوَّلِهِ أَوْ فِي وَسَطِهِ أَوْ فِي آخِرِهِ؟ قَالَ: بَلْ فِي النِّصْفِ مِنْ رَمَضَانَ إِذَا كَانَ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ رَمَضَانَ لَيْلَةَ الْجُمْعَةَ، يَكُونُ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ يُصْعَقُ لَهُ سَبْعُونَ ألفا، ويخرس(3/191)
سَبْعُونَ أَلْفًا، وَيُعْمَى سَبْعُونَ أَلْفًا، وَيُصَمُّ سَبْعُونَ أَلْفَا.
قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَمَنِ السَّالِمُ مِنْ أُمَّتِكَ؟ قَالَ: مَنْ لَزِمَ بَيْتَهُ وَتَعَوَّذَ بِالسُّجُودِ وَجَهَرَ بِالتَّكْبِيرِ لِلَّهِ تَعَالَى، ثُمَّ يَتْبَعُهُ صَوْتٌ آخَرُ، فَالصَّوْتُ الأَوَّلُ صُوتُ جِبْرِيلَ، وَالصُّوتُ الثَّانِي صَوْتُ الشَّيْطَانَ، وَالصَّوْتُ الثَالِثُ فِي رَمَضَانَ، وَالْمَعْمَعَةُ فِي شَوَّالٍ، وَتَمييزُ الْقَبَائِلُ فِي ذِي الْقِعْدَةِ، وَيُغَارُ عَلَى الْحَاجِّ فِي ذِي الْحِجَّةِ وَفِي الْمُحَرَّمِ، فَأَمَّا الْمُحَرَّمُ فَأَوَّلُهُ بَلاءٌ عَلَى أُمَّتِي وَآخِرُهُ فَرح لامتي - الدَّاخِلَة -[الراحللة] فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ يَقْنِيهَا يَنْجُو عَلَيْهَا الْمُؤْمِنُ خَيْرٌ مِنْ دَسْكَرَةِ بَغْلٍ بِمِائَةِ أَلْفٍ ".
هَذَا حَدِيث لَا يَصح.
قَالَ الْعَقِيلِيّ: عَبْد الْوَهَّاب لَيْسَ بشئ.
وَقَالَ الْعَقِيلِيّ عَبْد الْوَهَّاب لَيْسَ بشئ (1) ، وَقَالَ الْعَتِيقِي: هُوَ مَتْرُوك الْحَدِيث.
وَقَالَ ابْن حِبَّانَ كَانَ يسرق الحَدِيث لَا يَحِلُّ الاحْتِجَاجُ بِهِ.
وَقَالَ الدَّارقطني: مُنكر الْحَدِيث.
وَأَمَّا إِسْمَاعِيل فضعيف، وَعَبدَة لَمْ ير فيروزا، وفيروز لَمْ ير رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَقد روى هَذَا الْحَدِيث غُلَام خَلِيل عَنْ مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيمَ البياضي عَنْ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْعَطَّارُ عَنْ أَبِي المُهَاجر عَنِ الأَوْزَاعِيّ، وَكلهمْ ضِعَاف فِي الْغَايَة، وَغُلَام خَلِيل كَانَ يضع الحَدِيث.
بَاب ذمّ المولودين بعد الْمِائَة روى هُنَا عَنْ خَالِدِ بْنِ خِدَاشٍ عَنْ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ صَخْرِ بْنِ قُدَامَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يُولَدُ بَعْدَ الْمِائَةِ مَوْلُودٌ لِلَّهِ فِيهِ حَاجَةٌ ".
قَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل: لَيْسَ بِصَحِيح.
قَالَ المُصَنّف قُلْت: فَإِن قيل فإسناده صَحِيح فَالْجَوَاب أَن العنعنة تحْتَمل أَن يَكُون أحدهم سَمعه من ضَعِيف أَوْ كَذَّاب فأسقط اسْمه، وَذكر من رَوَاهُ لَهُ عَنْهُ بِلَفْظ عَنْ، وَكَيف يَكُون صَحِيحا وَكثير من الْأَئِمَّة والسادة ولدُوا بَعْد الْمِائَة.
__________
(1) التّكْرَار هُنَا من النَّاسِخ.(3/192)
بَاب هَلَاك النَّاس بعد الْمِائَة أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ أَنبأَنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر بن عَلانَ حَدَّثَنَا أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الأَزْدِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوبَةَ الْحَرَّانِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ مُحَمَّد بن الْعَلَاء حَدثنَا عبد الله ابْن أَبَانٍ الْعِجْلِيُّ حَدَّثَنَا بَشِيرُ بْنُ المُهَاجر عَن عبد الله بْنُ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عِنْدَ رَأْسِ الْمِائَةِ سَنَةٍ يَبْعَثُ اللَّهُ رِيحًا بَارِدَةً
طِيِّبَةً يَقْبِضُ فِيهَا رُوحَ كُلِّ مُؤْمِنٍ ".
هَذَا حَدِيث بَاطِل يكذبهُ الْوُجُود، وَفِيهِ بشير بْن المُهَاجر.
قَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل مُنكر الْحَدِيث يجِئ بالعجائب.
وَقَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ: لَا يحْتَج بِهِ.
بَاب مَتى ترفع زِينَة الدُّنْيَا أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد أَنبأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بن عدى حَدثنَا عبيد الله بْنُ أَبِي سُفْيَانَ حَدَّثَنَا بَرَكَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَلَبِيُّ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْن مُسْلِمٍ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " تُرْفَعُ زِينَةُ الدُّنْيَا سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ ".
وَقَدْ رَوَاهُ بَرَكَةُ عَنِ الْوَلِيدِ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَرَوَاهُ حَبِيبُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ مَالِكٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ.
وَهَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الدَّارقطني: بركَة الْحلَبِي كَانَ كذابا.
قَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل: وحبِيب بْن أَبِي حبيب كَانَ يكذب.
وَقَالَ الدَّارقطني: وَسَعِيد ضَعِيف، وَلَا يَصح عَنْ مَالك وَلَيْسَ مَحْفُوظ عَن الزُّهْرِيّ.(3/193)
بَاب وصف مَا يَكُون فِي الثَّلَاثِينَ والمائه أَنْبَأَنَا ابْنُ خَيْرُونٍ أَنْبَأَنَا الْجَوْهَرِيُّ عَن الدَّارقطني عَن أبي حَاتِم بن حبَان حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ هَارُونُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصُّورِيُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عبد الله الْبَابْلُتِّيُّ حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا كَانَتْ سَنَةُ ثَلاثِينَ وَمِائَةٍ كَانَ الغرباء قُرْآنٌ فِي جَوْفِ ظَالِمٍ، وَمُصْحَفٌ فِي بَيت قوم لايقرأ فِيهِ، وَرَجُلٌ
صَالِحٌ بَيْنَ قَوْمِ سُوءٍ ".
قَالَ ابْن حبَان: هَذَا بِلَا شكّ مَعْمُول، فالبابلتي يَأْتِي عَن الثقاة بأَشْيَاء معضلات.
وَقَالَ الدَّارقطني: البلية فِي هَذَا الْحَدِيث عَنِ البابلتى لَا مِنْهُ.
بَاب مَا يَكُون فِي سنة خمس وَثَلَاثِينَ ومائه أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا ابْنُ قُتَيْبَة حَدثنَا - كَبِير -[كَثِيرُ] بْنُ عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ عَنِ الصَّبَّاحِ بْنِ مُجَالِدٍ حَدَّثَنِي عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا كَانَ سَنَةُ خَمْسٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ خَرَجَتْ شَيَاطِينٌ كَانَ حَبَسَهُمْ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ فِي جَزَائِرِ الْبَحْرِ يَذْهَبُ مِنْهُ تِسْعَةُ أَعْشَارِهِمْ إِلَى الْعِرَاقِ يُجَادِلُونَهُمْ بِالْعِرَاقِ وَعَشرٌ بِالشَّامِ ".
قَالَ الدَّارقطني: تفرد بِهِ الصَّباح عَنْ عَطِيَّة وَتفرد بِهِ بَقِيَّة عَنْهُ.
قَالَ ابْن عدى: الصباج لَيْسَ بِمَعْرُوف وَهُوَ من مَشَايِخ بَقِيَّة الَّذِينَ لَا يرْوى عَنْهُم غَيره.
وَكَانَ يرْوى عَنِ الضُّعَفَاء والمجاهيل، وَأَمَّا عَطِيَّة فَقَدْ ضعفه الْكل.
بَاب فِي ذكر الْخمسين والمائه أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك وَابْنُ خَيْرُونٍِ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مسْعدَة أَنبأَنَا(3/194)
حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا عَبْدَانُ حَدَّثَنَا ابْنُ مُصَفَّى حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْعَطَّارُ عَنْ مُحَمَّدٍ الأَسْدِيِّ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ شَقِيقٍ عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " سَنَةَ خَمْسِينَ وَمِائَةٍ خَيْرُ أَوْلادِكُمُ الْبَنَات ".
طَرِيق آخر: أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّسْتَوَائِيُّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاس
عبد الله بْنُ أَحْمَدَ الْمَارَشَانِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَارَشَانِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن عبد الله أَبُو جَعْفَرٍ عَنْ سَيْفِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا كَانَتْ سَنَةُ خَمْسِينَ وَمِائَةٍ فَخَيْرُ أَوْلادِكُمُ الْبَنَاتُ.
فَإِذَا كَانَتْ سَنَةُ سِتِّينَ وَمِائَةٍ فَأَمْثَلُ النَّاسِ يَوْمَئِذٍ كُلُّ ذِي حَاذٍ قُلْنَا: وَمَا الْحَاذُ؟ قَالَ: الَّذِي لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ خَفِيفُ الْمَؤُنَةِ ".
هَذَا حَدِيث لَيْسَ بشئ.
أما مُحَمَّد الْأَسدي فَهُوَ مُحَمَّد بن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم ابْن مُحَمَّد بْن عكاشة.
قَالَ يَحْيَى: هُوَ كَذَّاب.
وَقَالَ ابْن عَدِي: يرْوى عَنِ الأَوْزَاعِيّ أَحَادِيث مَنَاكِير مَوْضُوعَة.
وَقَالَ الدَّارقطني: يضع الحَدِيث.
وَأما يحيى ابْن سَعِيد الْعَطَّار فَقَالَ يَحْيَى بْن معِين: لَيْسَ بشئ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يَرْوِي الْمَوْضُوعَاتِ عَن الْأَثْبَات لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ.
وَأَمَّا سَيْف فكذاب بإجماعهم قَالَ أَحْمَد: كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ.
وَقد رَوَى بِإِسْنَادٍ مُظْلِمٍ كُلُّهُمْ مَجَاهِيلُ إِلَى مُقَاتِلٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا كَانَ سَنَةُ خَمْسِينَ وَمِائَةٍ فَاحْذَرُوا التَّزْوِيجَ، فَإِنَّ مَنْ تَزَوَّجَ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ سَلَبَ اللَّهُ عَقْلَهُ وَهَدَمَ دِينَهُ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ - دينا -[دُنْيَا] وَلا آخِرَةٌ ".
هَذَا من أفحش الْكَذِب عَلَى رَسُول اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم.(3/195)
بَاب مَا يَكُون فِي سنة سِتِّينَ وَمِائَة روى يحيى بن عبد الله الْبَابَلْتِيُّ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا كَانَتْ سَنَةُ سِتِّينَ وَمِائَةٍ كَانَ الْغُرَبَاءُ فِي الدُّنْيَا أَرْبَعَةً: قُرْآنٌ فِي جَوْفِ ظَالِمٍ، وَمُصْحَفٌ فِي بَيت قوم لايقرأ فِيهِ، وَمَسْجِدٌ فِي نَادِمِ قَوْمٍ لَا يُصَلُّونَ فِيهِ، وَرَجُلٌ صَالِحٌ بَيْنَ قَوْمِ سُوءٍ ".
هَذَا حَدِيث مَوْضُوع، والآفة فِيهِ من الْبَابلُتِّي.
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يَأْتِي عَنِ الثقاة بأَشْيَاء معضلات يهم فِيهَا.
بَاب ذكر مَا يَكُون إِلَى الْمِائَتَيْنِ فِيهِ ذكر طَبَقَات هَذِه الْأمة، وَهِيَ فِي رِوَايَة أَبِي مُوسَى وَأنس وَابْن عَبَّاس فَأَما رِوَايَة أَبِي مُوسَى فَأَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْمُبَارَكِ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا الْعَتِيقِيُّ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا الْعُقَيْلِيُّ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ حَاتِمٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلامِ بْنُ عَاصِمٍ الرَّازِيُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ حَيَّوَيْهِ حَدثنَا الْمُبَارك ابْن سَعِيدٍ الثَّوْرِيُّ عَنْ عَرَفَةَ عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَا وَأَصْحَابِي أَهْلُ إِيمَانٍ وَعَمَلٍ إِلَى أَرْبَعِينَ، وَأَهْلُ بِرٍّ وَتَقْوَى إِلَى الْمِائَةِ، وَأَهْلُ تَوَاصُلٍ وَتَرَاحُمٍ إِلَى الْعِشْرِينَ وَمِائَةٍ، وَأَهْلُ تَقَاطُعٍ وِتَدَابُرٍ إِلَى السِّتِّينَ وَمِائَةٍ، ثُمَّ الْهَرْجُ الْهَرج، الْهَرَب الْهَرَب ".
وَأَمَّا حَدِيثُ أَنَسٍ: فَأَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ السَّمَرْقَنْدِيُّ وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْمِصْرِيُّ وَعَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ الْخَيَّاطُ قَالُوا أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ النَّقُّورِ أَنْبَأَنَا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ الْوَزِيرُ أَنبأَنَا عبد الله بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ حَدَّثَنَا كَامِلُ بْنُ طَلْحَةَ حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " طَبَقَاتُ أُمَّتِي خَمْسُ طَبَقَاتٍ كُلُّ طَبَقَةٍ مِنْهَا أَرْبَعُونَ سَنَةً، فَطَبَقَتِي وَطَبَقَةُ أَصْحَابِي أَهْلُ الْعِلْمِ وَالإِيمَانِ، وَالَّذِينَ يَلُونَهُمْ أَهْلُ التَّرَاحُمِ وَالتَّوَاصُلِ، وَالَّذِينَ(3/196)
يَلُونَهُمْ إِلَى السِّتِّينَ وَمِائَةٍ أَهْلُ التَّقَاطُعِ وَالتَّدَابُرِ، وَالَّذِينَ يَلُونَهُمْ إِلَى الْمِائَتَيْنِ أَهْلُ الْهَرْجِ وَالْحَرْبِ " وَقَدْ رَوَاهُ غَالِبُ بْنُ زُرَيْرٍ عَنِ المؤمل بن عبد الرحمن عَن عباد.
وَأما حَدِيث ابْن عَبَّاس فَرَوَى يَحْيَى بْنُ عَنْبَسَةَ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " أُمَّتِي
خَمْسُ طَبَقَاتٍ ".
هَذِه الْأَحَادِيث لَا أصل لَهَا.
أما الأَوَّل فَفِيهِ مَجَاهِيل لَا يعْرفُونَ.
وَأَمَّا الثَّانِي فالمتهم بِهِ عباد.
قَالَ الْبُخَارِيّ: هُوَ مُنكر الحَدِيث، وَقَالَ الْعَقِيلِيّ يرْوى عَنْ أَنَس نُسْخَة عامتها مَنَاكِير.
وَأَمَّا حَدِيث ابْن عَبَّاس فَإِن يَحْيَى بْن عَنْبَسَة كَذَّاب بإجماعهم.
حَدِيث آخر: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ البسرى عَن أَبى عبد الله ابْن بَطَّةَ حَدَّثَنَا ابْنُ صَاعِدٍ حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ عَبْدُ الْقُدُّوسِ بْنُ الْحَجَّاجِ حَدثنَا عبد الله بْنُ السَّمْطِ حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى الصَّرْفِيُّ عَنِ ابْنِ حُذَيْفَةَ عَنْ أَبِيهِ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خَيْرُ أَوْلادِكُمْ بَعْد أَرْبَعٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ الْبَنَاتُ، وَخَيْرُ بَنَاتِكُمْ بَعْدَ سِتِّينَ وَمِائَةٍ الْعَوَاقِرُ، وَسَنَةَ ثَمَانِي وَسِتِّينَ تَقَاضَى دَيْنُكَ، وَسَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ اقْضِ دَيْنَكَ، وَسَنَةَ سَبْعِينَ وَمِائَةٍ الْهَرْجُ.
فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْم: يَا رَسُول الله وَمَا النجار وَمَا الْخَلاصُ؟ قَالَ: الْهَرْجُ الْهَرْجُ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ ".
هَذَا حَدِيث لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
ابْن حُذَيْفَة مَجْهُول وَزَكَرِيَّا مَجْرُوح.
قَالَ ابْن حبَان: وَعبد القدوس كَانَ يضع الحَدِيث على الثقاة.
بَاب مَا يكون بعد الْمِائَتَيْنِ أَنبأَنَا ابْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَنَانٍ أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ بْنُ شَاذَانَ أَنْبَأَنَا أَبُو جَعْفَرِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَاسِطِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ الْكُدَيْمِيُّ حَدَّثَنَا عون بن عمَارَة(3/197)
حَدثنَا عبد الله بْنُ الْمَيْنِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَنَسٍ عَنْ أَبِي قَتَادَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الآيَاتُ بَعْدَ الْمِائَتَيْنِ ".
هَذَا حَدِيث مَوْضُوع عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَعون وَابْن الميني ضعيفان، غَيْر أَن الْمُتَّهم بِهِ الْكُدَيْمِي.
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ يَضَعُ الحَدِيث على الثقاة.
بَاب الْعزبَة والترهيب بعد الثلثمائة والثمانين أَنْبَأَنَا زَاهِرُ بْنُ طَاهِرٍ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْبَيْهَقِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّد بن عبد الله الْحَاكِمُ أَخْبَرَنِي أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا عَلانُ بن الْمُغيرَة حَدثنَا عبد الله بن صَالح حَدثنَا أبويحيى الْخُرَاسَانِيُّ سُلَيْمَانُ بْنُ عِيسَى حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذا أَتَت على أمتى ثلثمِائة وَثَمَانُونَ سَنَةً فَقَدْ حَلَّتْ لَهُمُ الْعزبَة والترهيب على رُؤُوس الْجِبَالِ ".
هَذَا حَدِيث مَوْضُوع.
قَالَ ابْن عَدِي: سُلَيْمَان بْن عِيسَى يضع الحَدِيث.
بَاب ذكر خَليفَة يَكُون فِي آخر الزَّمَان أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد أَنبأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا كَهْمَسُ بْنُ معمر حَدثنَا أبويحيى الْوَقار حَدثنَا مُؤَمل بن عبد الرحمن عَنْ عَوْفٍ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ خَلِيفَةٌ لَا يَفْضُلُ عَلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ وَلا عُمَرُ ".
هَذَا حَدِيث مَوْضُوع لَا يرويهِ عَنْ عَوْف غَيْر مُؤَمل، وَلَا عَنْ مُؤَمل غَيْر الْوَقار.
فَأَما مُؤَمل فَقَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ: هُوَ ضَعِيف الْحَدِيث، وَقَالَ ابْن عَدِي: عَامَّة حَدِيثه غَيْر مَحْفُوظ.
وَأَبُو يَحْيَى الْوَقار اسْمه زَكَرِيَّا بْن يَحْيَى.
قَالَ صَالِح جزره: كَانَ من الْكَذَّابين، وَقَالَ ابْن عَدِي: كَانَ يضع الحَدِيث ويوصله وَقَالَ الدَّارقطني: مَتْرُوك.(3/198)
كتاب الْمَرَض
بَاب كتمان الْمَرَض
أَنبأَنَا مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَبْدِ الْبَاقِي أَنْبَأَنَا حَمْدُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَجَّالِ حَدَّثَنَا قَطَنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ النَّيْسَابُورِيُّ حَدَّثَنَا الْجَارُودُ بْنُ يَزِيدَ حَدَّثَنَا سُفْيَان عَن أَشْعَث بن عبد الملك عَنِ ابْنِ سِيرِينَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ثَلاثٌ مِنْ كُنُوزِ الْبَرِّ: إِخْفَاءُ الصَّدَقَةِ، وَكِتْمَانُ الشَّكْوَى، وَكِتْمَانُ الْمُصِيبَةَ.
يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: إِذَا ابْتَلَيْتُ عِنْدِي فَصَبر وَلم يشتكى إِلَى عُوَّادِهِ أَبْدَلْتُهُ لَحْمًا خَيْرًا مِنْ لَحْمِهِ وَدَمًا خَيْرًا مِنْ دَمِهِ، فَإِنْ أَبْرَأْتُهُ أَبْرَأْتُهُ وَلا ذَنْبَ لَهُ، وَإِنْ تَوَفَّيْتُهُ فَإِلَى رَحْمَتِي ".
هَذَا حَدِيث لَا يَصح عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
تفرد بِهِ الْجَارُود عَنْ سُفْيَان.
قَالَ الْبُخَارِي: هُوَ مُنكر الْحَدِيث، وَكَانَ أَبُو أُسَامَة يرميه بِالْكَذِبِ وَقَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بشئ، وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ، وَقَالَ ابْن حبَان: الْجَارُود يرْوى عَنِ الثقاة مَا لَا أَصْلَ لَهُ مِنْهَا هَذَا الْحَدِيث.
حَدِيث آخر فِي ذَلِك: أَنبأَنَا مُحَمَّد بن نَاصِر أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بن عبد الرحيم حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حِبَّانَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحسن حَدثنَا أبوالجماهر مُحَمَّد بن عبد الرحمن حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبَّاسٍ حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن أَبى الْجَوْز حَدثنَا عبد الله بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَالَ الله عزوجل: أَبْتَلِي عَبْدِي بِالْبَلاءِ فَإِنْ لَمْ يَشْكِنِي إِلَى عُوَّادِهِ أَبْدَلْتُهُ لَحْمًا خَيْرًا مِنْ لَحْمِهِ وَدَمًا أَطْيَبَ مِنْ دَمِهِ، فَإِنْ أَطْلَقْتُهُ مِنْ أَسْرِي أَمَرْتُهُ فَاسْتَأْنَفَ الْعَمَلَ ".
وَهَذَا أَيْضًا لَا يَصح عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ يحيى بن سعيد:(3/199)
عبد الله بن سعيد كَذَّاب، وَقَالَ يَحْيَى بن معِين: لَيْسَ بشئ، وَقَالَ الفلاس وَالدَّارقطني: مَتْرُوك.
بَاب تمحيص الْمَرَض الذُّنُوب أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بكر أَحْمد بن عَليّ أَنْبَأَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ النِّعَالِيُّ حَدثنَا أَحْمد بن عبد الله الذَّارَّعُ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ يَحْيَى بن عبد الله البرَاز حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْفَضْلِ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَرَضُ يَوْمٍ كَفَّارَةُ ثَلاثِينَ سَنَةً ".
هَذَا حَدِيث لَا يَصح.
قَالَ الدَّارقطني: الذارع كَذَّاب دجال.
قَالَ المُصَنّف قُلْت: إِلَّا أَن هَذَا لَيْسَ من عمل الذارع.
أَنْبَأَنَا ابْنُ خَيْرُونٍ أَنْبَأَنَا الْجَوْهَرِيُّ عَن الدَّارقطني عَن أبي حَاتِم بن حبَان أَنْبَأَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْحَاقَ الْخَلالُ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَرْدَعِيُّ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ سِنَانٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ بَشِيرٍ عَنِ الثَّوْرِيِّ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَرَضُ يَوْمٍ يُكَفِّرُ ثَلاثِينَ سَنَةً، وَإِنَّ الْمَرَضَ يَتَّبِعُ الذُّنُوبَ فِي الْمَفَاصِلِ حَتَّى يَسِّلَهُ عَنْهُ (1) سَلا، فَيَقُومُ مِنْ مَرَضِهِ قَدْ خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ ".
هَذَا من عمل أَبِي حُذَيْفَة إِسْحَاق بْن بشر.
قَالَ ابْن حِبَّانَ: كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ عَلَى الثقاة، وَقَالَ الدَّارقطني: كَذَّاب مَتْرُوك.
حَدِيث آخر: أَنْبَأَنَا يَحْيَى بْنُ عَلِيٍّ الْمُدَبِّرُ أَنْبَأَنَا جَابِرُ بْنُ يَاسِينَ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ ابْن عَلِيٍّ الأَنْمَاطِيُّ ح.
وَأَنْبَأَنَا سَعِيدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبُسْرِيِّ قَالُوا حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الرحمن الْمُخَلِّصُ حَدَّثَنَا الْبَغَوِيُّ حَدَّثَنَا حَاجِبُ بْنُ الْوَلِيدِ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُقْرِيُّ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنْسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
__________
(1) أَي الْمُؤمن.(3/200)
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَثَلُ الْمَرِيضِ إِذَا بَرَأَ وَصَحَّ مَنْ مَرَضِهِ كَمَثَلِ الْبَردةِ تَقَعُ مِنَ
السَّمَاءِ بِصَفَائِهَا وَلَوْنِهَا ".
قَالَ أَبُو حَاتِمِ بْنُ حِبَّانَ: هَذَا حَدِيث بَاطِل إِنَّمَا هُوَ قَوْل الزُّهْرِيّ لَمْ يرفعهُ عَنِ الزُّهْرِيّ إِلَّا الموقري، وَهُوَ يرْوى عَنِ الزُّهْرِيّ أَشْيَاء مَوْضُوعَة لَمْ يروها الزُّهْرِيّ قطّ، وَلَا يَجُوز الِاحْتِجَاج بِهِ بِحَال.
وَقَالَ يَحْيَى: الْوَلِيد لَيْسَ بشئ، وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ.
قَالَ الْمُصَنِّفُ قُلْتُ: وَقَدْ رَوَى هَذَا الْحَدِيث سَعِيد بْن هَاشم بْن صَالِح الْمَخْزُومِيّ عَنِ ابْن أخي الزُّهْرِيّ عَنِ الزُّهْرِيّ.
رَوَاهُ سُفْيَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفُرَاوِيُّ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسٍ نَحْوَهُ.
قَالَ ابْن عَدِي: أما سَعِيد فَلَيْسَ بِمُسْتَقِيم الْحَدِيث.
رَوَى أَحَادِيث غَيْر مَحْفُوظَة.
وَأَمَّا سُفْيَان فَإِنَّهُ يسرق الْأَحَادِيث ويسوى الْأَسَانِيد وَفِي حَدِيثه مَوْضُوعَات.
وَقَالَ ابْن حبَان: لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ.
بَاب أَن الْبلَاء عَلامَة الْمُحب أَنبأَنَا ابْن نَاصِر أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ حَمَدٍ الدُّونِيُّ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْكَسَّارُ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ السُّنِّيُّ أَخْبرنِي عبد الرحمن بْنِ حَمْدَانَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ رَوْحٍ حَدَّثَنَا الْيَمَانُ بْنُ عَدِيٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ الْخَوْلانِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ عَبْدًا ابْتَلاهُ، وَإِذَا أَحَبَّهُ الْحُبَ الْبَالِغَ اقْتَتَاهُ.
قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا اقْتَتَاهُ؟ قَالَ: لَمْ يَتْرُكْ لَهُ مَالا وَلا وَلَدًا ".
هَذَا حَدِيث لَا يَصح.
واليمان قَدْ نسبه أَحْمَد إِلَى أَنَّهُ يضع الْحَدِيث.
وَمُحَمّد بن زِيَاد لَيْسَ بشئ.
بَاب ثَوَاب الْمَرِيض فِيهِ عَنِ الْحَسَن وَجَابِر وأبى هُرَيْرَة رض ى الله عَنْهُم أَجْمَعِينَ:(3/201)
فَأَما حَدِيث الْحَسَن: أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمُتَوَكِّليُّ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا أَبو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَخْلَدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْقَاضِي حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْحُكْمِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنَا مَكِّيُّ بْنُ قُمَيْرٍ الْعِجْلِيُّ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ سَعْدِ بْنِ طَرِيفٍ عَنِ الأَصْبَغِ بْنِ نَبَاتَةَ قَالَ: " دَخَلْنَا مَعَ عَلِيِّ بْنِ أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ عَلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ نَعُودُهُ، فَقَالَ لَهُ: كَيْفَ أَصْبَحْتَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ؟ قَالَ: أَصْبَحْتُ بِحَمْدِ اللَّهِ بَارِئًا.
قَالَ: كَذَلِكَ أَنْتَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى.
ثُمَّ قَالَ الْحَسَنُ: أَسْنِدُونِي أَسْنِدُونِي.
فَأَسْنَدَهُ عَلَيٌّ إِلَى صَدْرِهِ.
فَقَالَ الْحَسَنُ: سَمِعْتُ جَدِّي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ لِي يَوْمًا: يَا بُنَيَّ إِنَّ فِي الْجَنَّةِ شَجَرَةً يُقَالَ لَهَا شَجَرَةُ الْبَلْوَى، يَؤْتَى بِأَهْلِ الْبَلاءِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَلا يُنْصَبُ لَهُمْ مِيزَانٌ وَلا يُنْشَرُ لَهُمْ دِيوَانٌ يُصَبُّ لَهُمُ الأَجْرُ صَبًّا.
وَقَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ) ".
هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ.
قَالَ يَحْيَى: أصبغ لَا يساوى شَيْئًا.
وَقَالَ ابْن حِبَّانَ: فتن بحب عَلِي بْن أَبِي طَالِب فَأتى بالطامات فِي الرِّوَايَات فَاسْتحقَّ من أجلهَا التّرْك قَالَ يَحْيَى: وَسعد بْن طريف لَا يحل لأحد أَن يرْوى عَنْهُ، وَقَالَ النَّسَائِيّ وَالدَّارقطني: مَتْرُوك، وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ يضع الْحَدِيث عَلَى الْفَوْر.
وَأَمَّا حَدِيث جَابِر فَأَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُوِر الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا ابْنُ شَهْرَيَارَ أَنْبَأَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهِ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى الْقطَّان حَدثنَا أَبُو زُهَيْر عبد الرحمن بْنُ مَغْرَاءٍ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَوَدُّ أَهْلُ الْعَافِيَةِ [لَوْ] أَنَّ لَحُومَهُمْ قُرِضَتْ بِالْمَقَارِيضِ لِمَا يَرَوْنَ لأَهْلِ الْبَلاءِ مِنْ جَزِيلِ الثَّوَابِ ".
طَرِيق آخر: أَنْبَأَنَا الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ أَنبأَنَا أَبُو الْحسن عَليّ بن عُمَرَ الْحَرْبِيُّ أَنْبَأَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الصَّيْرَفِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بن بَيَان(3/202)
حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا عبد الرحمن بْنُ مَغْرَا الدُّوسِيُّ حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ بن عبد الله قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيَوَدَّنَّ أَهْلُ الْعَافِيَةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنَّ جُلُودَهُمْ قُرِضَتْ بِالْمَقَارِيضِ مِمَّا يَرَوْنَ مِنَ ثَوَابِ أَهْلِ الْبَلاءِ ".
هَذَا حَدِيث لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ على بن المدينى: عبد الرحمن بن مغراء لَيْسَ بشئ.
وَأما حَدِيث أَبِي هُرَيْرَةَ فَرَوَى عِيسَى بْنُ مَيْمُونٍ الْخَوَّاصِ عَنِ السُّدِّيِّ عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ مَرِضَ لَيْلَةً فَقَبِلَهَا بَقَبُولِهَا، وَأَدَّى الْحَقَّ الَّذِي يَلْزَمُهُ فِيهَا، كُتِبَ لَهُ عِبَادَةُ أَرْبَعِينَ سَنَةٍ، وَمَا زَادَ فَعَلَى قَدْرِ ذَلِكَ ".
هَذَا حَدِيث لَا يَصح.
قَالَ يَحْيَى: عِيسَى بن مَيْمُون لَيْسَ حَدِيثه بشئ، وَقَالَ النَّسَائِيّ: مَتْرُوك الحَدِيث.
بَاب ثَوَاب من ذهب بَصَره أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْجُرَيْرِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو طَالب العشارى حَدثنَا الدَّارقطني حَدَّثَنَا الْقَاضِي الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ حَفْصٍ أَبُو الْوَلِيدِ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " [مِنْ أَذْهَبَ اللَّهُ بَصَرَهُ فِي الدُّنْيَا] كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ وَاجِبًا أَنْ لَا تَرَى عَيناهُ نَار جَهَنَّم ".
قَالَ الدَّارقطني: تفرد بِهِ وهب بْن حَفْص عَنْ جَعْفَر.
قَالَ أَبُو عرُوبَة: وهب كَذَّاب يضع الْحَدِيث، يكذب كذبا فَاحِشا.
بَاب ثَوَاب ذهَاب السّمع وَالْبَصَر أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا أَبُو نعيم الْحَافِظ(3/203)
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْوَرَّاقُ حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن سعد بن عبد الرحمن أَبُو على الْحَافِظ حَدثنَا عبد الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ عَيْشُونٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ ابْن أَبِي دَاوُدَ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الزبر قان عَنْ مَطَرٍ الْوَرَّاقِ عَنْ هَارُونِ بن عنترة عَن عبد الله بْنِ السَّائِبِ عَنْ زَاذَانَ عَنْ عبد الله بْنِ مَسْعُودٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " ذِهَابُ الْبَصَرِ مَغْفِرَةٌ لِلذُّنُوبِ، وَذِهَابُ السَّمَعِ مَغْفِرَةٌ لِلذِّنُوبِ، وَمَا نَقُصَ مِنَ الْحَسَدِ فَعَلَى قَدْرِ ذَلِكَ ".
قَالَ ابْن عَدِي: هَذَا مُنكر الْمَتْن والإسناد.
قَالَ ابْن حبَان: هَارُون بْن عنترة لَا يَجُوز الِاحْتِجَاج بِهِ.
قَالَ يَحْيَى: وَدَاوُد بْن الزبر قان لَيْسَ بشئ، وَقَالَ أَحْمد: لَيْسَ حَدِيثه بشئ.
بَاب فَائِدَة الرمد والزكام والسعال والدماميل أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد أَنبأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ الأَفْطَحُ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَهْدَمِ بْنِ الْحَارِثِ الْغِفَارِيُّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تُكْرِهُوا أَرْبَعَةً فَإِنَّهَا لأَرْبَعَةٍ: لَا تُكْرِهُوا الرَّمَدَ فَإِنَّهُ يَقْطَعُ عُرُوقَ الْعَمَى، وَلا تُكْرِهُوا الزُّكَامَ فَإِنَّهُ يَقْطَعُ عُرُوقَ الْجُذَامِ، وَلا تُكْرِهُوا السُّعَالَ فَإِنَّهُ يَقْطَعُ عُرُوقَ الْفَالِجِ، وَلا تُكْرِهُوا الدَّمَامِيلَ فَإِنَّهَا تَقْطَعُ عُرُوقَ الْبَرَصِ ".
هَذَا حَدِيث مَوْضُوع.
قَالَ ابْن حبَان: يَحْيَى عَنْ أَبِيهِ نُسْخَة مَوْضُوعَة لَا يحل كتبهَا إِلَّا عَلَى التَّعَجُّب.
حَدِيث آخر: أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْجَرِيرِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو طَالِبٍ الْعُشَارِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحُصَيْنِ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ جَعْفَرٍ الْحَبْلِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ
حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ حَجَرٍ حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ عَنْ لَيْثٍ عَنْ مُجَاهِد عَن عَائِشَة(3/204)
قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْ أَحَدٍ إِلا فِي رَأْسِهِ عِرْقٌ من الجذام - معر -[يَنْفُرُ] فَإِذَا هَاجَ سُلَّطَ عَلَيْهِ الزُّكَامُ ".
هَذَا حَدِيث لَا يَصح.
وَمُحَمّد بْن يُونُسَ هُوَ الْكُدَيْمِي.
وَقَدْ ذَكَرْنَا أَنَّهُ كَانَ كذابا.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ يَضَعُ الحَدِيث عَن الثقاة.
حَدِيث آخر: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَاهِر أَنبأَنَا الْحسن بن سهل ابْن عبد الله الْغَازِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ النَّقَّاشُ أَنْبَأَنَا أَبُو حَامِدٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيم حَدثنَا ممد بن عبد الله الصَّفَّارُ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَبْسٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سُحْنُونٍ التَّنُوخِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ عَنْ جَرِيرِ بْنِ عبد الله قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْ آدَمِيٍّ إِلا وَفِيهِ عِرْقٌ مِنَ الْجُذَامِ، فَإِذَا تَحَرَّكَ ذَلِكَ الْعِرْقُ سُلِّطَ عَلَيْهِ الزُّكَامُ.
يُسْكِنُهُ " قَالَ النقاش: هَذَا حَدِيث مَوْضُوع لَا شكّ وَضعه يَحْيَى بْن مُحَمَّد أَو مُحَمَّد بن بشر بَاب مَتى يُعَاد الْمَرِيض أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ السَّمَرْقَنْدِيِّ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الرُّسْعَنِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْفَضْلِ الدَّهْقَانُ حَدَّثَنَا نَصَرُ بْنُ حَمَّادٍ الْوَرَّاقُ عَنْ رَوْحِ بْنِ عُطَيْفٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدِ ابْن الْمُسَيِّب عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يُعَادُ الْمَرِيضُ إِلا بَعْدَ ثَلاثٍ ".
هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ.
قَالَ النَّسَائِيُّ: روح بْن عطيف مَتْرُوك الْحَدِيث.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يَرْوِي الْمَوْضُوعَاتِ عَن الثقاة لَا يحل كتب حَدِيثه.
قَالَ مُسْلِم بْن
الْحَجَّاج: وَنصر بْن الْحجَّاج ذَاهِب الحَدِيث.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَة.(3/205)
بَاب ثَوَاب عِيَادَة الْمَرِيض أَنبأَنَا مُحَمَّد بن نَاصِر الْحَافِظ أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الأَنْبَارِيِّ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بن عبد الملك بْنِ بِشْرَانَ حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصِ بْنُ شَاهِينَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ الْمَوْصِلِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن عبد الرحمن الْهَرَوِيُّ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْهَيَّاجِ حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ عَبَّادِ بْنِ كَثِيرٍ أَخْبَرَنِي ابْنٌ لأَبِي أَيُّوبَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَحَدَّثَنِي بِهِ أَبِي عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا فَقَدَ الرَّجُلُ انْتَظَرَهُ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ، وَإِذَا كَانَ ثَلاثَةُ أَيَّامْ سَأَلَ عَنْهُ، فَإِنْ كَانَ مَرِيضًا عَادَهُ، وَإِنْ كَانَ غَائِبًا دَعَا لَهُ، وَإِنْ كَانَ صَحِيحًا زَارَهُ.
فَفَقَدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلا مِنَ الأَنْصَارِ فَسَأَلَ عَنْهُ يَوْمَ الثَّالِثِ فَقِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَرِيضٌ كَأَنَّهُ الْفَرْخُ.
فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم لاصحابه بعد مَا صَلَّى وَسَأَلَ عَنْهُ: انْطَلِقُوا إِلَى أَخِيكُمْ نَعُودُهُ.
فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ نَفَرٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَيهِمْ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، فَلَمَّا دَخُلُوا عَلَيْهِ قَعَدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلَهُ، فَإِذَا هُوَ مِثْلُ الْفَرْخِ، لَا يَأْكُلُ شَيْئًا إِلا خَرَجَ مِنْ دُبُرِهِ.
فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا شَأْنُكَ؟ قَالَ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، بَيْنَا أَنْتَ تُصِلِّي قَرَأْتُ فِي صَلاةِ الْمَغْرِبِ الْقَارِعَةَ ثُمَّ مَرَرْتُ عَلَى هَذِهِ الآيَةِ: (يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ المبثوث وَتَكون الْجبَال كالعهن المنقوش) فَقُلْتُ: أَيْ رَبِّ مَهْمَا كَانَ لِي مِنْ ذَنْبٍ أَنْتَ مُعَذِّبِي عَلَيْهِ فِي الآخِرَةِ، فَعَجِّلْ لِي عُقُوبَتِي فِي الدُّنْيَا، فَرَجعْتُ إِلَى أَهْلِي فَأَصَابَنِي مَا تَرَى.
فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بِئْسَ مَا صَنَعْتَ حَبَّبْتَ لنَفسك الْبلَاء، وَسَأَلت الله عزوجل الْبلَاء، أَلا سَأَلت الله عزوجل الْعَافِيَّةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ.
قَالَ: فَمَا أَقُولُ؟ قَالَ: تَقُولُ
رَبِّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.
ثُمَّ دَعَا لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَبَرَأَ وَقَامَ كَأَنَّمَا نَشَطَ مِنْ عَقَالٍ.
ثُمَّ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ حَضَضْتَنَا آنِفًا عَلَى عِيَادَةِ الْمَرِيضِ فَمَا لَنَا فِي ذَلِك(3/206)
مِنَ الأَجْرِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنْ الْمَرْءَ المْسُلِمَ إِذَا تَوَجَّهَ إِلَى أَخِيهِ الْمَرِيضِ يَعُودُهُ خَاضَ فِي الرَّحْمَةِ إِلَى حقْوَيْهِ وَرَفَعَ اللَّهُ عزوجل لَهُ بِكُلِّ قَدَمٍ دَرَجَةً وَكَتَبَ لَهُ بِكُلِّ قَدَمٍ حَسَنَةً وَحَطَّ عَنْهُ بِهِ خَطِيئَةً، فَإِذَا قَعَدَ عِنْدَ الْمَرِيضِ غَمَرَتْهُ الرَّحْمَةُ وَكَانَ الْمَرِيضُ فِي ظِلِّ عَرْشِ الرَّحْمَنِ وَكَانَ الْعَائِدُ فِي ظَلِّ عَرْشِهِ يَقُولُ اللَّهُ لِمَلائِكَتِهِ: كَمِ احْتَبَسَ عِنْدَ عَبْدِي الْمَرِيضِ؟ يَقُولُ الْمَلَكُ: إِذَا كَانَ لَمْ يَطُلِ احْتَبَسَ عِنْدَهُ فَوَاقًا.
قَالَ: اكْتُبُوا لَهُ عِبَادَةَ أَلْفِ سَنَةٍ إِنْ عَاشَ لَمْ تُكْتَبْ عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ وَاسْتَأْنَفَ الْعَمَلَ وَإِنْ مَاتَ قَبْلَ أَلْفِ سَنَةٍ دَخَلَ الْجَنَّةَ، ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَكِ: كَمِ احْتَبَسَ؟ فَإِنْ كَانَ أَطَالَ الْحَبْسَ يَقُولُ: سَاعَةً، يَقُولُ: اكْتُبُوا لَهُ دَهْرًا وَالدَّهْرُ عَشَرَةُ آلافِ سَنَةٍ اسْتَأْنَفَ الْعَمَلَ، فَإِنْ مَاتَ قيدَ عَشَرَةَ آلافِ سَنَةٍ دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَإِنْ كَانَ حِينَ يُصْبِحُ صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ إِلَى أَنْ يُمْسِيَ وَإِنْ كَانَ مَسَاءً إِلَى أَنْ يُصْبِحَ ".
هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالْمُتَّهَم بِهِ عباد بْن كثير.
قَالَ أَحْمَد: رَوَى أَحَادِيث كذب لم يسْمعهَا.
وَقَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بشئ فِي الْحَدِيث.
وَقَالَ الْبُخَارِي وَالنَّسَائِيّ: مَتْرُوك.
حَدِيث آخر: أَنْبَأَنَا ابْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّار أَنبأَنَا عبد الْبَاقِي ابْن أَحْمَدَ الْوَاعِظُ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَلانَ حَدَّثَنَا أَبُو الْفَتْحِ الأَزْدِيُّ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ أَبِي حَرْبٍ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زِيَادٍ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بن عبد الله الكوفى عَن عبد الله بْنِ قَيْسٍ عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ قَالَ: " دَخَلْنَا عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ نَعُودُهُ، فَقُلْنَا: يَا أَبَا حَمْزَةَ الطَّبِيبَ، قَالَ: قَدْ رَآنِي.
قُلْنَا: حَدثنَا بشئ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ: سَمِعْتُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: عِيَادَةُ مَرِيضٍ أَحَبُّ إِلَى من عِيَادَة أَرْبَعِينَ أَوْ خَمْسِينَ سَنَةً.
قُلْنَا: زِدْنَا.
قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو الدَّرْدَاءِ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ شَيَّع جِنَازَةً فَرَبَعَ حَطَّ اللَّهُ عَنْهُ أَرَبِعيَن كَبِيرَةٍ ".
هَذَا حَدِيث لَا أَصْلَ لَهُ.
وَإِبْرَاهِيم وَعبد اللَّه بْن قيس كذابان.(3/207)
بَاب كَيفَ عِيَادَة الْمَرِيض أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الْحَافِظُ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا الْعَتَيقِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ الدَّخِيلِ حَدَّثَنَا الْعَقِيلِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْقُرَشِيّ حَدثنَا سُلَيْمَان بن عبد الرحمن حَدثنَا عبد الاعلى بْنُ مُحَمَّدٍ التَّاجِرُ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنِ الزُّبَيْرِيِّ عَنِ الْقَاسِم بن عبد الرحمن عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ مِنْ تَمَامِ الْعِيَادَةِ أَنْ تَضَعَ يَدَكَ عَلَى الْمَرِيضِ وَتَقُولُ كَيْفَ أَصْبَحْتَ وَكَيْفَ أَمْسَيْتَ " هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ.
قَالَ العقيلى: عبد الاعلى رَوَى عَنْ يَحْيَى بْن سَعِيد أَحَادِيث مَنَاكِير لَا يُتَابع عَلَيْهَا وَلَا أصُول لَهَا مِنْهَا هَذَا الحَدِيث.
قَالَ الْمُصَنِّفُ قُلْتُ: وَقد روى عبد الله بْنِ زُحَرٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَنِ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " مِنْ تَمَامِ عِيَادَةِ الْمَرِيضِ أَنْ تَضَعَ يَدَهُ وَتَسْأَلَهُ كَيْفَ هُوَ ".
أما عبد الله فَقَالَ عَلَيْهِ يحيى: لَيْسَ بشئ.
وَقَالَ أَبُو مسْهر: صَاحب كُل معضلة.
وَأَمَّا عَلِي بْن زَيْد فَقَالَ عَنهُ يحيى: لَيْسَ بشئ.
وَأَمَّا الْقَاسِم فَقَالَ أَحْمَد: يرْوى عَنْهُ عَلِي بْن زَيْد الْأَعَاجِيب وَمَا أَرَاهَا إِلا مِنَ الْقَاسِمِ.
بَاب مَا لَا يُعَاد من المرضى أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ أَنْبَأَنَا ابْنُ الْمُظَفَّرِ حَدَّثَنَا الْعَتَيقِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ الدَّخِيلِ حَدَّثَنَا
الْعَقِيلِيُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ ح.
وَأَنْبَأَنَا ابْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا ابْنُ الْعَلافِ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ الْحِمَامِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ قَالا حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمٍ أَنْبَأَنَا مَسْلَمَةَ بْنُ عَلِيٍّ الْخُشَنِيُّ حَدَّثَنِي الأَوْزَاعِيُّ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " ثَلاثَةٌ لَا يُعَادُونَ: صَاحِبُ الرَّمَدِ وَصَاحِبُ الضرس وَصَاحب الدمل ".(3/208)
هَذَا حَدِيث مَوْضُوع، وَالْحمل فِيهِ عَلَى مسلمة بْن عَلِي الْخُشَنِي.
قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بشئ.
وَقَالَ الْبُخَارِي: مُنكر الْحَدِيث، وَإِنَّمَا يرْوى هَذَا من كَلام يَحْيَى بن كثير.
وَقَالَ النَّسَائِيّ وَالدَّارقطني: مَتْرُوك.
بَاب ذكر الْعَدْوى أَنبأَنَا على بن عبد الله أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ النَّقُّورِ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيز ابْن مُبْرُوكٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْن يَعْقُوبَ بْنِ شَبَّةَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ حَدَّثَنَا الْخَلِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا عَنِ ابْنِ عَوْنٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ " أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بَوَادِي الْمَجْذُمِينَ فَقَالَ: أَسْرِعُوا السَّيْرَ، فَإِنَّ كَانَ شئ يُعْدِي فَهُوَ هَذَا ".
هَذَا حَدِيث مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَفَرَّدَ بِهِ الْخَلِيل بْن زَكَرِيَّا وَهُوَ الْمُتَّهم بِهِ.
قَالَ الْعَقِيلِيّ: الْخَلِيل يحدث بِالْبَوَاطِيل عَن الثقاة، وفى الصَّحِيح: " لَا عدوى ".
بَاب مجئ الْعَافِيَة قَلِيلا قَلِيلا أَنْبَأَنَا يَحْيَى بْنُ عَلِيٍّ الْمُدَبِّرُ أَنبأَنَا أَحْمد بن عَليّ بن ثَابِتٍ قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ عَنْ مُحَمَّدِ بن عبد الله بْنِ نُعَيْمٍ النَّيْسَابُورِيِّ حَدَّثَنَا أَبُو بكر مُحَمَّد ابْن يَحْيَى بْنِ سَعْدَانَ الْمُؤَدِّبُ حَدَّثَنَا عبد الله بْنُ الْحَارِثِ الصَّنْعَانِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ
الرَّزَّاقِ أَنْبَأَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْمَرَضُ يَنْزِلُ جُمْلَةً، وَالْبرءُ يَنْزِلُ قَلِيلا قَلِيلا ".
قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ ثَابت: قَدْ أَخطَأ عبد الله بْن الْحَارِث فِي رِوَايَة هَذَا عَنْ عَبْد الرَّزَّاق خطأ فظيعا، وَهَذَا الْحَدِيث لَا يثبت عَنْ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِوَجْه وَلَا أحد من الصَّحَابَة وَإِنَّمَا هُوَ من قَوْل عُرْوَة بن الزبير.(3/209)
كتاب الطِّبّ
بَاب شرب الدَّوَاء أَنبأَنَا أَبُو مَنْصُور بن خيرون أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمد بن عدى حَدثنَا عبد الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ بْنِ الْحَجَّاجِ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا سَيْفٌ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَكْتَحِلُ كُلَّ لَيْلَةٍ وَيَحْتَجِمُ كُلَّ شَهْرٍ وَيَشْرَبُ الدَّوَاءَ كُلَّ سَنَةً ".
هَذَا حَدِيث لَا يَصح.
وسَيْف هُوَ ابْن مُحَمَّد بْن أُخْت سُفْيَان الثَّوْرِي.
قَالَ أَحْمَد: كَانَ يضع الحَدِيث.
بَاب الْحمى والاغتسال للمحموم أَنبأَنَا أَبُو الْحسن عَليّ بن أَحْمَدَ بْنِ الْمُوَحِّدُ أَنْبَأَنَا هَنَّادُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ النَّسَفِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو الْوَفَاءِ الْمُسَيِّبُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْقُضَاعِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَن عبد الله ابْن عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ الْمُوقِرِيُّ حَدثنَا يحيى بن - ساسوير -[ساسوبه] المروزى حَدثنَا مُحَمَّد ابْن النَّضْرِ حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ رَجَاءٍ عَنْ أَبِي طَاهِرٍ عَنْ مَرْزُوقِ ابْن عبد الله الْحِمْصِيِّ عَنْ ثَوْبَانَ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " النِّيرَانُ ثَلاثَةٌ: نَارٌ تَأْكُلُ وَتَشْرَبُ، وَنَارٌ تَأْكُلُ وَلا تَشْرَبُ، وَنَارٌ تَشْرَبُ وَلا تَأْكُلُ فَأَمَّا النَّارُ الَّتِي تَشْرَبُ وَتَأْكُلُ فَجَهَنَّمُ، وَأَمَّا النَّارُ الَّتِي تَأْكُلُ وَلا تَشْرَبُ فَنَارُ
الدُّنْيَا، وَأَمَّا النَّارُ الَّتِي تَشْرَبُ وَلا تَأْكُلُ فَالْحُمَّى، فَإِذَا وَجَدَ أَحَدُكُمْ فَلْيَقُمْ إِلَى بِئْرٍ فَلْيَسْتَقِ مِنْهَا، وَلْيَصُبَّ عَلَيْهِ، وَلْيَقُلِ: اللَّهُمَّ اشْفِ عَبْدَكَ وَصَدِّقْ رَسُولَكَ يَفْعَلُ ذَلِكَ ثَلاثَ غَدَوَاتٍ فَإِنْ ذَهَبَتْ وَإِلا يَفْعَلُ سَبْعَ غَدَوَاتٍ فَإِنَّهَا سَتَذْهَبُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ " هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَفِيهِ مَجْهُولُونَ وضعفاء مِنْهُم سَلمَة بْن رَجَاء.
قَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ.(3/210)
بَاب الِاسْتِشْفَاء بِالْقُرْآنِ روى أَبُو بكر الْخلال أَنبأَنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمُؤَذِّنُ حَدَّثَنَا سَلامُ بْنُ رَزِينٍ قَاضِي أَنْطَاكيَّةَ حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ عَنْ شَقِيقٍ عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: " بَيْنَا أَنَا وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي طُرُقَاتِ الْمَدِينَةِ إِذَا بِرَجُلٍ قَدْ صُرِعَ فَدَنَوْتُ فَقَرَأْتُ فِي أُذُنِهِ فَاسْتَوَى جَالِسًا.
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا قَرَأْتَ فِي أُذُنِهِ يَا ابْنَ أُمِّ عَبْدٍ؟ قُلْتُ: فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي قَرَأْتُ: (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ) فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ لَوْ قَرَأَهَا مُؤْمِنٌ عَلَى جَبَلٍ لَزَالَ ".
قَالَ عبد الله بْن أَحْمَدَ: قَالَ أَبِي: هَذَا حَدِيث مَوْضُوع كذب، حَدِيث الْكَذَّابين.
بَاب النهى عَنِ الْحجامَة يَوْم السبت وَيَوْم الاربعاء فِيهِ أَحَادِيث: الْحَدِيث الأول: أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ عَنْ عَبَّادِ بْنِ رَاشِدٍ عَنِ الْحَسَنِ " حَدَّثَنِي سَبْعَةٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهُم عبد الله بْنُ عُمَرَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو وَأَبُو هُرَيْرَةَ
وَعِمْرَانُ وَمَعْقِلُ بْنُ يَسَارٍ وَسَمُرَةُ وَجَابِرُ بْنُ عبد الله أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الْحِجَامَةِ يَوْمَ السّبْتِ وَيَوْمَ الأَرْبِعَاءِ، وَقَالَ: مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَأَصَابَهُ بَيَاضٌ فَلَا يَلُومن إِلَّا نَفسه ".
الحَدِيث الثَّانِي: أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي الْفَضْلِ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ السَّهْمِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ أَنْبَأَنَا الْقَاسِمُ بْنُ يَحْيَى بْنِ نَصْرٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَرْقَمَ وَابْنِ إِسْمَاعِيلَ عَنِ(3/211)
الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ سعيد بن الْمسيب عَن أبي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من احْتَجَمَ يَوْمَ الأَرْبِعَاءَ وَيَوْمَ السَّبْتِ فَأَصَابَهُ مَرَضٌ فَلا يَلُومَنَّ إِلا نَفسه ".
الحَدِيث الثَّالِث: أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ أَنْبَأَنَا ابْنُ عدى حَدثنَا الْحسن بن عبد الله الْقَطَّانُ حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ حَدَّثَنَا قَاسِمُ بْنُ يَزِيدَ الْكِلابِيُّ حَدَّثَنَا حَسَّانُ بْنُ سِيَاهٍ حَدَّثَنَا ثَابِتٌ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنِ احْتَجَمَ يَوْمَ السَّبْتِ وَالأَرْبِعَاءِ، فَرَأَى وَضْحًا، فَلا يَلُومَنَّ إِلا نَفسه ".
الحَدِيث الرَّابِع: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ أَنْبَأَنَا الْجَوْهَرِيُّ عَنِ الدَّارقطني عَن أبي حَاتِم بن حبَان حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ شَقِيقٍ حَدَّثَنَا الحكم بن مُوسَى حَدثنَا عبد الله بْنُ زِيَادٍ الْفِلَسْطِينِيُّ عَنْ زُرْعَةَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " من احْتَجَمَ يَوْمَ السَّبْتِ وَيَوْمَ الأَرْبِعَاءِ فَأَصَابَهُ وَضَحٌ فَلا يَلُومَنَّ إِلا نَفْسَهُ ".
هَذِه الْأَحَادِيث لَيْسَ فِيهَا مَا يَصح.
أما الأَوَّل فَقَالَ أَبُو حَاتِم بْن حبَان: الْحَسَن لَمْ يشافه ابْن عُمَر وَلَا ابْن عَمْرو وَلَا أَبَا هُرَيْرَةَ وَلَا سَمُرَة وَلَا جَابِر وَلَا بَدْرِيًّا إِلَّا عُثْمَان بْن عَفَّان، وَعُثْمَان يعد فِي
الْبَدْرِيِّينَ وَلَمْ يشهدها، وَعباد بْن رَاشد يَأْتِي بِالْمَنَاكِيرِ عَنِ الْمَشَاهِير حَتَّى يسْبق إِلَى الْقلب أَنه الْمُتَعَمد لَهَا.
وَأَمَّا الْحَدِيث الثَّانِي، فَإِن إِسْمَاعِيل بْن عَيَّاش ضَعِيف، وَسليمَان بْن أَرقم وَعبد اللَّه بْن زِيَاد بْن سمْعَان كذابان.
قَالَ أَحْمَد فِي حق سُلَيْمَان: لَيْسَ بشئ لَا يُرْوَى عَنْهُ الْحَدِيثُ.
وَقَالَ يَحْيَى: لَا يُسَاوِي فِلْسًا.
وَقَالَ النَّسَائِيّ وَأَبُو دَاوُد وَالدَّارقطني مَتْرُوك.
وَأَمَّا الثَّالِث، فَقَالَ ابْن عَدِي: حسان بْن سياه يحدث بِمَا لَا يُتَابع عَلَيْهِ.
قَالَ ابْن حبَان: يَأْتِي عَن الثقاة بِمَا لَا يُشْبِهُ حَدِيثَ الأَثْبَاتِ.(3/212)
وَأَمَّا الرَّابِع، فَقَالَ ابْن حبَان: عبد الله بْن زِيَاد الفلسطيني يجب مجانبة رِوَايَته.
قَالَ وَلَا يحل ذكر مثل هَذَا الْحَدِيث فِي الْكتب إِلَّا عَلَى سَبِيل الِاعْتِبَار لِأَنَّهُ مَوْضُوع، لَيْسَ هَذَا من حَدِيث رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَدْ ذكر أَحْمَد بْن حَنْبَل الْحجامَة يَوْم السبت وَالْأَرْبِعَاء لحَدِيث عَنِ الزُّهْرِيّ مُرْسلا غَيْر مَرْفُوع وَقَالَ: يُعجبنِي أَن يتوفى ذَلِك.
بَاب فِي النهى عَنِ الْحجامَة يَوْم الْجُمُعَة روى يَحْيَى بْنُ الْعَلاءِ الرَّازِيُّ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ طَلْحَةَ بن عبد الله عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فِي الْجُمُعَةِ سَاعَةٌ لَا يُوَافِقُهَا رَجُلٌ يَحْتَجِمُ فِيهَا إِلا مَاتَ ".
هَذَا حَدِيث مَوْضُوع.
قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ يَحْيَى بْن الْعَلَاء بِثِقَة.
وَقَالَ الفلاس: مَتْرُوك الْحَدِيث.
قَالَ ابْن حبَان: لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ.
وَقَالَ ابْن عَدِي: كُل حَدِيثه لَا يُتَابع عَلَيْهِ.
بَاب النهى عَنِ الْحجامَة يَوْم الثُّلَاثَاء
فِيهِ عَنْ جَابِر وأبى بكرَة: فَأَما حَدِيث جَابِر: فَأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بن عبد الملك أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أبي الْفضل أَنْبَأَنَا أَبُو عَمْرٍو الْفَارِسِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمَّاد حَدثنَا أَحْمد ابْن عَلِيٍّ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَمْرٍو الْبَجَلِيُّ عَنْ عُمَرَ بْنِ مُوسَى عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَحْتَجِمُوا يَوْمَ الثُّلاثَاءِ فَإِنَّ سُورَةَ الْحَدِيدِ أنزلت على يَوْم الثُّلَاثَاء ".
وَأما حَدِيث أَبِي بكرَة: فَأَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا الْعَتِيقِيُّ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ الدخيل حَدثنَا العقيلى حَدثنَا عبد الله بن أَبى - مَسَرَّة -[مَيْسَرَةَ] حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا بَكَّارُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ حَدَّثَتْنِي عَمَّتِي(3/213)
كَبْشَةَ " أَنَّ أَبَا بَكْرَةَ كَانَ يَنْهَى عَنِ الْحِجَامَةَ يَوْمَ الثُّلاثَاءِ، وَيَزْعُمُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ يَوْمُ الدَّمُ وَيَقُولُ فِيهِ سَاعَةٌ لَا يَرْقَى فِيهَا الدَّمُ ".
أما الْحَدِيث الأَوَّل، فَإِن عُمَر بْن مُوسَى هُوَ الوجيهي.
قَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بِثِقَة.
وَقَالَ النَّسَائِيّ وَالدَّارقطني: مَتْرُوك.
وَقَالَ ابْن عدي: هُوَ فِي عِدَادِ مَنْ يَضَعُ الْحَدِيثَ متْنا وإسنادا.
وَأَمَّا الْحَدِيث الثَّانِي، فَقَالَ يحيى: بكار لَيْسَ بشئ.
قَالَ الْعَقِيلِيّ: وَلَا يُتَابع بكار على هَذَا الحَدِيث.
بَاب فضل الْحجامَة يَوْم الثُّلَاثَاء لسبع عشرَة يمضين من الشَّهْر فِيهِ عَنِ ابْن عَبَّاس وَمَعْقِل بْن يسَار وَأنس: فَأَما حَدِيث ابْن عَبَّاس: فَأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ عَن الدَّارقطني عَن أبي حَاتِم بن حبَان حَدَّثَنَا السِّخْتِيانِيُّ حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ
حَدَّثَنَا نَافِعٌ أَبُو هُرْمُزَ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " دَخْلَنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَحْتَجِمُ يَوْمَ الثَّلاثَاءِ، فَقُلْتُ: هَذَا الْيَوْمُ تَحْتَجِمُ؟ قَالَ: نَعَمْ، مِنْ وَافَقَ مِنْكُمْ يَوْمَ الثُّلاثَاءِ لِسَبْعَ عَشْرَةَ مَضَتْ مِنَ الشَّهْرِ فَلا يجاوزها حَتَّى يحتجم ".
وَأما حَدِيث معقل فَأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الملك أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ عَبَّادٍ حَدَّثَنَا سَلامُ الطَّوِيلُ عَنْ زَيْدٍ الْعَمِيِّ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْحِجَامَةُ يَوْمَ الثُّلاثَاءِ لِسَبْعَ عَشْرَةَ مَضَتْ مِنَ الشَّهْر دَوَاء السّنة ".
وَأما حَدِيث أنس: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْن عَبْدِ الْبَاقِي عَنِ الْجَوْهَرِيِّ عَنِ الدَّارقطني(3/214)
عَن أبي حَاتِم بن حبَان حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْحَاقَ الأَصْبَهَانِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ النَّسَائِيُّ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ عَنْ زَيْدٍ الْعَمى عَن مُعَاوِيَة ابْن قُرَّةَ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنِ احْتَجَمَ يَوْمَ الثُّلاثَاءِ لِسَبْعَ عَشْرَةَ مَضَيْنَ مِنَ الشَّهْرِ كَانَ دَوَاءً لِدَاءِ سَنَةٍ ".
هَذِه الْأَحَادِيث لَيْسَ فِيهَا شئ صَحِيح.
أما الأَوَّل فَفِيهِ أَبُو هُرْمُز.
قَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ كَذَّاب، وَقَالَ النَّسَائِيّ: لَيْسَ بِثِقَة، وَقَالَ الدَّارقطني: مَتْرُوك.
وَالثَّانِي وَالثَّالِث فيهمَا زَيْد الْعَمى.
قَالَ ابْن حبَان: يرْوى أَشْيَاء مَوْضُوعَة لَا أصل لَهَا حَتَّى يسْبق إِلَى الْقلب أَنه الْمُتَعَمد لَهَا.
وَفِي الْحَدِيث الثَّانِي أَيْضًا سَلام.
قَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بشئ، وَقَالَ الْبُخَارِي: مَتْرُوك.
وَفِي الْحَدِيث الثَّالِث مُحَمَّد بْن الْفضل.
قَالَ أَحْمد: لَيْسَ بشئ، حَدِيثه حَدِيث أهل الْكَذِب، وَقَالَ يَحْيَى: كَانَ كذابا.
قَالَ المُصَنّف قُلْت: وَقَدْ جَاءَ فِي الْحجامَة يَوْم الْخَمِيس حَدِيث وَلَا يَصح.
قَالَ الْعَقِيلِيّ: وَلَيْسَ يثبت فِي التَّوْقِيت فِي الْحجامَة شئ فِي يَوْم بِعَيْنِه وَلَا فِي الِاخْتِيَار فِي الْحجامَة والكراهية شئ يثبت.
قَالَ عبد الرحمن بْن مهدى: مَا صَحَّ عَنِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شئ إِلَّا الامر بِهِ.
بَاب تَأْثِير الْعَسَل فِي الامراض أَنبأَنَا عبد الْوَهَّاب بن الْمُبَارك أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَتَيقِيُّ أَنْبَأَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا الْعُقَيْلِيُّ حَدَّثَنَا إِدْرِيسُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْمُقْرِي حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ زَكَرِيَّا الْمَدَائِنِيُّ حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ سَعِيدٍ عَنْ عبد الحميد بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ لَعِقَ الْعَسَلَ ثَلاثَ غَدَوَاتٍ فِي كُلِّ شَهْرٍ لَمْ يُصِبْهُ عَظَيمٌ مِنَ الْبَلاءِ ".
هَذَا حَدِيث لَا يَصح.
قَالَ يحيى: الزبير لَيْسَ بشئ.
قَالَ الْعَقِيلِيّ: وَلَيْسَ لِهَذَا الْحَدِيث أصل عَن ثِقَة.(3/215)
كتاب ذكر الْمَوْت
بَاب أجر من مَاتَ مَرِيضا أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد أَنبأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ أَحْمَدَ الْخُرَاسَانِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقُ أَنْبَأَنَا ابْنُ جَرِيجٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي عَطَاءٍ عَنْ مُوسَى بْنِ وَرْدَانَ عَنْ أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " من مَاتَ مَرِيضًا مَاتَ شَهِيدًا وَوُقِيَ فِتَانُ الْقَبْرِ وَعَدَى عَلَيْهِ وَرَبِحَ بِرِزْقِهِ مِنَ الْجَنَّةِ ".
طَرِيقٌ آخَرُ: أَنْبَأَنَا ابْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْحَرِيرِيُّ أَنْبَأَنَا الدَّارقطني حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ
زَنْجَوَيْهِ وَأَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الرَّمَادِيُّ وَاللَفْظُ لَهُ قَالا حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَطَاءٍ عَنْ مُوسَى فَذَكَرَ مِثْلَهُ سَوَاءً.
طَرِيق آخر: أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ أَنْبَأَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَاجِيَةَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدَانَ وَمُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ بْنِ حُمَيْدٍ قَالُوا حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ طَلْحَةَ الْيَرْبُوعِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنِ الْقَدَّاحِ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُوسَى بْنِ وَرْدَانَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ مَاتَ مَرِيضًا مَاتَ شَهِيدًا وَوُقِيَ فِتَانُ الْقَبْرِ وَعَدَى عَلَيْهِ بِرِزْقِهِ مِنَ الْجَنَّةِ بُكْرَةً وَعِشِيًّا ".
طَرِيق آخر: أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ السَّمَرْقَنْدِيُّ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي الْفَضْلِ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ السَّهْمِي أَنبأَنَا أَبُو أَحْمد بن عَدِيٍّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُنِيرٍ الطَّبَرِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْبَكَّائِيُّ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعْدٍ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عُلَيَّةَ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ أَبِي اللَّيْثِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم: " من(3/216)
مَاتَ مَرِيضًا مَاتَ شَهِيدًا ".
هَذَا حَدِيث لَا يَصح، ومدار الطّرق عَلَى إِبْرَاهِيم وَهُوَ ابْن أَبِي نجيح، وَقَدْ كَانُوا يدلسونه لِأَنَّهُ لَيْسَ بِثِقَة.
وَكَانَ ابْن جريج يَقُول: إِبْرَاهِيم بْن أَبِي عَطَاء، وَتارَة يَقُول: إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن عَطَاء، وَتارَة يَقُول حَدَّثَنَا أَبُو الذيب، وَكَانَ يَحْيَى بْن آدم يَقُول حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن أَبِي يَحْيَى المدنى.
وَكَانَ الْوَاقِدِيّ يَقُول حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاق بْن مُحَمَّد وَرُبمَا قَالَ إِسْحَاق بْن إِدْرِيس.
وَكَانَ مَرْوَان بْن مُعَاوِيَة يَقُول عَبْد الْوَهَّاب المغربي إِلَى غَيْر ذَلِكَ، وَهَذَا الرجل هُوَ إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن أَبِي يَحْيَى الْأَسْلَمِيّ وَاسم أَبِي يَحْيَى سرحان.
قَالَ مَالِك: وَيَحْيَى ابْن سَعِيد وَابْن معِين: هُوَ كَذَّاب.
وَقَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل: قَدْ ترك النَّاس حَدِيثه.
وَقَالَ الدَّارقطني: هُوَ مَتْرُوك.
وَأَمَّا الطَّرِيق الثَّالِث: فَأَبُو الذيب هُوَ إِبْرَاهِيم أَيْضًا، وَإِنَّمَا كنوه بِهَذَا ليخفى، وَقَدْ أسقط دَاوُد مُوسَى بْن وردان، وَدَاوُد لَيْسَ بشئ أصلا وَلَا هَذَا الْحَدِيث.
قَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل: إِنَّمَا هُوَ من مَاتَ مرابطا، وَلَيْسَ هَذَا الحَدِيث بشئ.
وَقَدْ أَنْبَأَنَا ابْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ حَدَّثَنَا الدَّارقطني حَدَّثَنَا ابْنُ مَخْلَدٍ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الأَبَّارُ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي سَكِينَةَ الْحَلَبِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَبِي يَحْيَى يَقُولُ: حدثت ابْن جريج بِهَذَا الْحَدِيث من مَاتَ مرابطا، فَرَوَى عَنى: من مَاتَ مَرِيضا، وَمَا هَكَذَا حدثته.
قَالَ المُصَنّف قُلْت: ابْن جريج هُوَ الصَّادِق.
بَاب الْفِرَار من الْمَوْت أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا الْعَتَيقِيُّ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا الْعُقَيْلِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّمَّارُ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ كَثِيرٍ أَبُو مَالِكٍ صَاحِبُ الْبَصْرِيُّ حَدَّثَنِي أَبِي حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وُلِدَ لِسُلَيْمَانُ ابْنٌ فَقَالَ لِلشَّيْطَانُ: أَيْنَ أُدَارِيهِ من الْمَوْت؟(3/217)
قَالُوا: يُذْهَبُ بِهِ إِلَى تُخُومِ الأَرْضِ.
قَالَ: يَصِلُ إِلَيْهِ الْمَوْتُ.
قَالُوا: قَعْرِ الْبَحْرِ.
قَالَ: يَصِلُ إِلَيْهِ الْمَوْتُ.
قَالُوا: يُذْهَبُ بِهِ إِلَى الْغَرْبِ.
قَالَ: يَصِلُ إِلَيْهِ الْمَوْتُ.
قَالُوا: فَإِلَى الشَّرْقِ.
قَالَ: يَصِلُ إِلَيْهِ الْمَوْتُ.
قَالُوا: فَنَصْعَدُ بِهِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ.
قَالَ: نَعَمْ.
قَالَ: فَصَعَدُوا بِهِ، وَنَزَلَ مَلَكُ الْمَوْتِ فَقَالَ: يَا ابْنَ دَاوُدَ إِنِّي أُمِرْتُ بِقَبْضِ النَّسَمَةِ، وَطَلَبْتُهَا فِي الْبَحْرِ فَلَمْ أُصِبْهَا، وَطَلَبْتُهَا فِي الأَرْضِ فَلَمْ أُصِبْهَا، وَطَلَبْتُهَا فِي الشَّرْقِ وَالْغَرْبِ فَلَمْ أُصِبْهَا، فَبْينا أَنَا أَصْعَدُ إِلَى السَّمَاءِ أَصَبْتُهَا فَقَبَضْتُهَا.
قَالَ: وَجَاءَ جَسَدُهُ حَتَّى وَقَعَ عَلَى كُرْسِيهِ، وَذَلِكَ قَول الله عزوجل (وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كرسيه جسدا ثمَّ أناب) ".
هَذَا حَدِيث مَوْضُوع وَلَا يَجُوز أَن ينْسب إِلَى سُلَيْمَان - وَهُوَ نَبِي كريم - أَنَّهُ يفر من الْمَوْت، وَلَا أَنَّهُ يقر عَلَى أَن كَونه بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْض يدْفع الْمَوْت.
وَفِي الْإِسْنَاد: يَحْيَى بْن كثير.
قَالَ ابْن حبَان: يرْوى عَن الثقاة مَا لَيْسَ من أَحَادِيثهم، وَفِيهِ مُحَمَّد بْن عُمَر.
وَقَالَ يَحْيَى بْن معِين: مَا زَالَ النَّاس يثقون حَدِيث مُحَمَّد بن عَمْرو.
بَاب الْمَوْت كَفَّارَة لكل مُسلم أَنبأَنَا أَبُو مَنْصُور عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمُفِيدُ حَدَّثَنَا أَحْمد بن عبد الرحمن السَّقَطِيُّ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أَنْبَأَنَا عَاصِمُ الأَحْوَلُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْمَوْتُ كَفَّارَةٌ لِكُلِّ مُسْلِمٍ ".
طَرِيق آخَرُ: أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنبأَنَا أَبُو بكر بن ثَابت أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَجَلِيُّ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَاسِطِيُّ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا مُفْرِحُ بْنُ شُجَاعٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ أَنْسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْمَوْت كَفَّارَة لكل مُسلم ".(3/218)
طَرِيق آخر: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا الْعَتِيقِيُّ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا الْعُقَيْلِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبِّرُ حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ حُمَيْدٍ حَدَّثَنَا حَفْص بن عبد الرحمن قَالَ: " أَتَيْنَا عَاصِمًا الأَحْوَلَ نُعَزِّيهِ حِينَ قُتِلَ ابْنُهُ وَقُلْنَا: إِنَّا نَرْجُو لَهُ الشَّهَادَةَ.
قَالَ: أَوْ مَا أَوْسَعَ مِنْ ذَلِكَ؟ سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الْمَوْتُ كَفَّارَةٌ لِلْمُؤْمِنِ ".
هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أما الطَّرِيق الأَوَّل: فَإِن أَبَا بَكْر الْمُفِيد ضَعِيف جدا.
قَالَ أَبُو بَكْر الْخَطِيب والسقطي: مَجْهُول.
وَأما الطَّرِيق الثَّانِي: فَقَالَ أَبُو الْفَتْح الْأَزْدِيّ الْحَافِظ: مفرح بْن شُجَاع واهي الْحَدِيث.
قَالَ أَبُو بَكْر الْخَطِيب: هُوَ فِي عداد المجهولين.
قَالَ والحَدِيث عَنْ يَزِيد شَاذ مَعَ أَنَّهُ قَدْ رَوَى عَنْ نصر بْن عَلِي الْجَهْضَمِي أَيْضًا عَنْ أَنَس وَلَيْسَ بِثَابِت عَنْهُ.
قَالَ وَرَوَاهُ إِسْمَاعِيل بْن يحيى بن عبيد الله التَّيْمِي عَنِ الْحَسَن بْن صَالِح عَنْ عَاصِم الْأَحول، وَإِسْمَاعِيل كَانَ كذابا.
وَرَوَاهُ أَصْرَم بْن غياث عَنْ عَاصِم، وأصرم لَا تقوم بِهِ حجَّة، وَأَمَّا دَاوُد بْن المحبر فَقَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل: شبه لَا شئ.
بَاب تلقين الْمَيِّت أَنْبَأَنَا زَاهِرُ بْنُ طَاهِرٍ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَيْهَقِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن عبد الله الْحَاكِمُ حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَحْمَوَيْهِ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَقِيمُوا عَلَى صِبْيَانِكُمْ أَوَّلَ كَلِمَةٍ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَلَقِّنُوهُمْ عِنْدَ الْمَوْتِ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، فَإِنَّهُ من كَانَ أول(3/219)
كَلامِهِ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَآخِرُ كَلامِهِ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، ثُمَّ عَاشَ أَلْفَ سَنَةٍ لَا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبٍ وَاحِدٍ ".
هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَدْ ضعف الْبُخَارِي إِبْرَاهِيم بْن مهَاجر، وَابْن محمويه وَأَبوهُ مَجْهُولا الْحَال.
بَاب شدَّة الْمَوْت أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بكر أَحْمد بن عَليّ الْحَافِظُ أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ
أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عُمَرَ السُّكَّرِيُّ حَدَّثَنَا جَدِّي حَدَّثَنَا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورِ بْنِ حِبَّانَ الْهَاشِمِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ قَاسِمٍ الْبَلْخِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو الأَيْلِيُّ عَنْ كَثِيرٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَمُعَالَجَةُ مَلَكِ الْمَوْتِ أَشَدُّ مِنْ أَلْفِ ضَرْبَةٍ بِالسَّيْفِ ".
هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِنَّمَا يرْوى عَنِ الْحَسَن.
قَالَ أَبُو عَبْد اللَّهِ الْحَاكِم: كَانَ مُحَمَّد بْن الْقَاسِم يضع الْحَدِيث.
قَالَ النَّسَائِيُّ وَكثير مَتْرُوك الْحَدِيث.
حَدِيث آخر: أَنْبَأَنَا ابْنُ خَيْرُونٍ أَنبأَنَا الجوهرى عَن الدَّارقطني عَن أَبى حَاتِم ابْن حِبَّانَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سَهْلِ بْنِ الْحَسَنِ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ نَصْرٍ الْعَنْبَرِيُّ عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " لما أَتَى إِبْرَاهِيم ربه عزوجل قَالَ لَهُ: يَا إِبْرَاهِيمُ كَيْفَ وَجَدْتَ الْمَوْتَ؟ قَالَ: وَجَدْتُ نَزْعَ السَّلَى قَالَ: هَذَا وَقَدْ يَسَرْنَا عَلَيْكَ الْمَوْتَ ".
قَالَ ابْن حبَان: هَذَا متن مَوْضُوع، وَجَعْفَر بْن نصر يرْوى عَن الثقاة مَا لم يحدثوا بِهِ.(3/220)
بَاب الْعدْل فِي الْوَصِيَّة أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ ثَابِتٍ أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الإِيَادِيُّ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدُ الْحَضْرَمِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ حَاتِمُ بْنُ الْحَسَنِ الشَّاسِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ السَّنْجَيُّ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّد الزُّهْرِيّ حَدثنَا عبد الله بْنُ عِصْمَةَ النُّصَيْبِيُّ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ حَكِيمٍ عَنْ سَالِمِ بْنِ كَثِيرٍ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " من حَضَرَهُ الْمَوْتُ فَوَضَعَ وَصِيَّتَهُ عَلَى كِتَابِ اللَّهِ كَانَ ذَلِكَ كَفَّارَةٌ لِمَا ضَيَّعَ مِنْ زَكَاتِهِ فِي حَيَاتِهِ ".
هَذَا حَدِيث لَا يَصح.
قَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل: يَعْقُوب لَا يساوى شَيْئا.
بَاب تولى الْحور الْعين الْمُؤمن عِنْدَ مَوته أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَسَارٍ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَحْمَوَيْهِ الْعَسْكَرِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ ابْن أَحْمَدَ بْنِ الْوَلِيدِ الأَنْطَاكِيُّ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن عبد الملك عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابر بن عبد الله قَالَ: " خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبْيَنَا نَحْنُ فِي مَسِيرِنَا إِذَا نَحْنُ بِرَاكِبٍ مُقْبِلٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِخَالُ الرَّجُلَ يُرِيدُكُمْ، فَوَقَفَ وَوَقَفْنَا، فَإِذَا أَعْرَابِيٌّ عَلَى قَعُودٍ لَهُ، فَقُلْنَا: مِنْ أَيْنَ أَقْبَلَ الرَّجُلُ؟ فَقَالَ: أَقْبَلْتُ مِنْ أَهْلِي وَمَالِي أُرِيدُ مُحَمَّدًا، فَقُلْنَا: هَذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ اعْرِضْ عَلَيَّ الإِسْلامَ، فَقَالَ: تَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ.
قَالَ: أَقْرَرْتُ.
قَالَ: وَتُؤْمِنُ بِالْجَنَّةِ وَالنَّارِ وَالْبَعْثُ وَالْحِسَابُ.
قَالَ: أَقْرَرْتُ.
قَالَ: فَجَعَلَ لَا يَعْرِضُ شَيْئًا مِنَ شَرَائِعِ الإِسْلامِ إِلا قَالَ: أَقْرَرْتُ.
قَالَ: بَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ وَقَعَتْ يَدُ بَعِيرَةٍ فِي سِكَّةٍ، فَإِذَا الْبَعِيرُ لِجَنْبِهِ، وَإِذَا الرَّجُلُ لِرَأْسِهِ.
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم:(3/221)
ابْتَدِرُوا صَاحِبَهُ.
فَابْتَدْرَنَاهُ.
فَسَبَقَ إِلَيْهِ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ وَحُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ، فَإِذَا الرَّجُلُ قَدْ مَاتَ.
فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اغْسِلُوا صَاحِبَكُمْ.
قَالَ: فَغَسَّلْنَاهُ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُعْرِضٌ عَنْهُ.
وَكَفَّنَّاهُ وَصَلَّى عَلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
فَلَمَّا فَرَغْنَا قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هَذَا الَّذِي تَعِبَ قَلِيلا وَنَعِمَ طَوِيلا، هَذَا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ.
قَالَ قُلْنَا: رَأَيْنَاكَ أَعْرَضْتَ عَنْهُ وَنَحْنُ نُغسلُهُ.
قَالَ: أَحَسَبُ أَنَّ صَاحِبَكُمْ مَاتَ جَائِعًا، إِنِّي رَأَيْتُ زَوْجَتَيْهِ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ وَهُمَا يُدْنِيَانِ فِي فِيهِ مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةِ ".
هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ، وَالْحمل فِيهِ عَلَى مُحَمَّد بْن عبد الملك.
قَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل وَأَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ ويكذب، وَقَالَ النَّسَائِيّ وَالدَّارقطني: مَتْرُوك، وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ يروي الموضوعات عَن الْأَثْبَات لَا يحل ذكره إِلَّا على جِهَة الْقدح فِيهِ.
بَاب آجال الْبَهَائِم أَنبأَنَا عبد الْوَهَّاب بن الْمُبَارك أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا العتيقي أَنبأَنَا يُوسُف ابْن أَحْمَدَ حَدَّثَنَا الْعَقِيلِيُّ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَزِيدَ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُوسَى الدِّمَشْقِيُّ حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " آجَالُ الْبَهَائِمِ كُلِّهَا مِنَ الْقَمْلِ وَالْبَرَاغِيثِ وَالْجَرَادِ وَالْخَيْلِ وَالْبِغَالِ وَالدَّوَابِ كُلِّهَا وَالْبَقَرِ وَغَيْرِ ذَلِكَ آجَالُهَا فِي التَّسْبِيحِ، فَإِذَا انْقَضَى تَسْبِيحُهَا قَبَضَ اللَّهُ أَرْوَاحَهَا وَلَيْسَ إِلَى ملك الْمَوْت من ذَلِك شئ ".
هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ، وَالْمُتَّهَمُ بِهِ الْوَلِيد.
قَالَ الْعَقِيلِيّ: أَحَادِيثه بَوَاطِيلُ لَا أصل لَهَا.
وَهَذَا الْحَدِيث لَا أَصْلَ لَهُ مِنْ حَدِيثِ الأَوْزَاعِيّ وَلَا غَيره.
وَقَالَ ابْن حبَان: الْوَلِيد يرْوى عَنِ الأَوْزَاعِيّ مَا لَيْسَ من حَدِيثه لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ.(3/222)
بَاب ثَوَاب من عزى مصابا فِيهِ عَنِ ابْن مَسْعُود وَجَابِر.
فَأَما حَدِيث ابْن مَسْعُود فَلهُ ثَلَاثَة طرق: الطَّرِيق الأول: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي بْنِ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا حَمَدُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا أَبُو نعيم أَحْمد بن عبد الله الْحَافِظُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ حَدثنَا عبد الله بْنُ نَاجِيَةَ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّدَائِيُّ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ الْوَلِيدِ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ مُحَمَّد ابْن سُوقَةَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الأَسْوَدِ عَن عبد الله قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: " مَنْ عَزَّى مصابا كَانَ لَهُ مثل أجره ".
الطَّرِيق الثَّانِي: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي أَنْبَأَنَا حَمَدٌ أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْوَرَّاقُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ حَمَّادٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الاسود عَن عبد الله قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ عَزَّى مصابا فَلهُ مثل أجره ".
الطَّرِيق الثَّالِث: أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ الْخَطِيبُ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي طَاهِرٍ الدَّقَّاقُ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عبد الله الشَّافِعِي حَدثنَا مُوسَى ابْن مَنْهَلٍ الْوَشَّاءُ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُوقَةَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الأَسْوَدِ عَنْ عبد الله قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ عَزَّى مصابا فَلهُ مثل أجره ".
وَأما حَدِيث جَابِر: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بن عبد الملك أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ السَّهْمِي أَنبأَنَا أَبُو أَحْمد بن عَدِيٍّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ مَيْمُونٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ السَّرِيِّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ يَزِيدَ الصَّدَائِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بن عبيد الله عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ عَزَّى مُصَابًا فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ " هَذَا حَدِيث لَا يَصح.(3/223)
فَأَما حَدِيث ابْن مَسْعُود فَفِي طَرِيقه الأَوَّل حَمَّاد بْن الْوَلِيد، وَقَدْ تفرد بِهِ عَنِ الثَّوْرِي.
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ يسرق الحَدِيث وَيلْزق بالثقاة مَا لَيْسَ مِنْ حَدِيثِهِمْ لَا يحْتَج بِهِ بِحَال.
وَقَالَ ابْن عدي: عَامَّة مَا يرويهِ لَا يُتَابع عَلَيْهِ.
وَأَمَّا طَرِيقه الثَّانِي فَفِيهِ نصر بْن حَمَّاد، وَقَدْ تفرد بِهِ عَنْ شُعْبَة.
قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: هُوَ كَذَّاب، وَقَالَ مُسْلِم بْن الْحَجَّاجِ: هُوَ ذَاهِب الحَدِيث، وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَة.
وَأَمَّا طَرِيقه الثَّالِث فَفِيهِ عَلِي بْن عَاصِم، وَقَدْ تفرد بِهِ عَنْ مُحَمَّد بْن سوقة، وَقَدْ كذبه
شُعْبَة وَيزِيد بْن هَارُون وَيَحْيَى بْن معِين.
وَأَمَّا حَدِيث جَابِر فَفِيهِ مُحَمَّد بْن عبيد الله وَهُوَ الْعَرْزَمِي.
قَالَ يَحْيَى: لَا يكْتب حَدِيثه، وَقَالَ النسانى: مَتْرُوك الحَدِيث.
بَاب الشماتة بالمصائب أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمَّادٍ حَدَّثَنَا حَمْزَةُ بْنُ الْقَاسِمِ الْهَاشِمِيُّ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُجَالِدٍ حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ عَنْ بُرْدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ مَكْحُولٍ عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تُظْهِرِ الشَّمَاتَةَ لأَخِيكَ فَيَرْحَمَهُ اللَّهُ وَيَبْتَلِيَكَ ".
هَذَا حَدِيث لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَعُمَر بْن إِسْمَاعِيل لَا يعد.
وَقَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بشئ كَذَّاب رجل سوء خَبِيث.
وَقَالَ الدَّارقطني: مَتْرُوك.
وَقد رَوَاهُ أبوحانم بْن حبَان من حَدِيث الْقَاسِم بْن أُميَّة الْحذاء عَنْ حَفْص بْن غياث.
قَالَ: وَلَا يَجُوز الِاحْتِجَاج بالقاسم.
قَالَ: وَهَذَا حَدِيث لَا أَصْلَ لَهُ مِنْ كَلامِ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم.
بَاب النهى عَنِ اتِّبَاع جَنَازَة فِيهَا صارخة أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ عَنْ الدَّارقطني عَن أَبى(3/224)
حَاتِمٍ الْبَسْتِيُّ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبْدُوسٍ النَّيْسَابُورِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يزِيد حَدثنَا حَمَّاد ابْن قِيرَاط عَن عبيد الله بْنُ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " نَهَى رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تُتَّبَعَ جِنَازَةٌ فِيهَا صَارِخَةٌ ".
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَا أصل لهَذَا الحَدِيث من حَدِيث رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَكَانَ حَمَّاد يقلب الْأَخْبَار عَلَى الثقاة ويجئ عَنِ الْأَثْبَات بالطامات لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ.
بَاب الغفران لمن يتبع جَنَازَة فِيهِ عَن على وَابْن عَبَّاس وَجَابِر وَأبي هُرَيْرَة: فَأَما حَدِيث على عَلَيْهِ السَّلامُ: أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورِ بْنُ خَيْرُونَ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ سَهَلٍ الأَنْصَارِيُّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ طريف عَن الاصبغ ابْن نَبَاتَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا سَمِعْتُمْ بِمَوْتَةِ مُؤْمِنٍ أَوْ مُؤْمِنَةٍ أَمَرَ اللَّهُ جِبْرِيلَ أَنْ يُنَادِيَ فِي الأَرْضِ: رَحِمَ اللَّهُ مَنْ شَهِدَ جِنَازَةَ هَذَا الْعَبْدِ، فَمَنْ شَهِدَهَا فَلا يَرْجِعَ إِلا مَغْفُورًا لَهُ، وَكَتَبَ اللَّهُ لِمَنْ شَهِدَهَا بِكُلِّ [خُطْوَةٍ] اثْنَتَيْ عَشْرَةَ حُجَّةً وَعُمْرَةً وَكَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ تَكْبِيرَةٍ كَبَّرَ عَلَيْهَا ثَوَابَ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفَ شَهِيد، وكَأَنَّمَا أَعْتَقَ بِكُلِّ شَعْرَةٍ عَلَى بَدَنِهِ رَقَبَةً، وَأَعْطَاهُ اللَّهُ بِكُلِّ حَرْفٍ مِنَ الدُّعَاءِ الَّذِي دَعَا بِهِ ثَوَابَ نَبِيٍّ، وَأَعْطَاهُ قِنْطَارًا، وَكَتَبَ لَهُ عِبَادَةَ سَنَةٍ، وَأَعْطَاهُ اللَّهُ بِكُلِّ مَرَّةٍ يَأْخُذُ بِالسَّرِيرِ (1) مَدِينَةً فِي الْجَنَّةِ، وَاسْتَغْفَرَ لَهُ مَلائِكَةُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ أَيَّام حَيَاتِهِ، وَإِذَا رَجَعَ إِلَى مَنْزِلِهِ نَادَى مَلَكٌ من تَحت الْعَرْش: يَا عبد الله اسْتَأْنَفِ الْعَمَلَ فَقَدْ غُفِرَ لَكَ ذَنْبَا السِّرِّ وَالْعَلانِيَةِ فَإِنْ مَاتَ إِلَى مِائَةِ يَوْمٍ مَاتَ شَهِيدًا، وَإِذَا حَضَرْتُمُ الْجِنَازَةَ فَامْشُوا خَلْفَهَا وَلا تَمْشُوا أَمَامَهَا، فَإِنَّكُمْ تُشَيِّعُوهَا، وَإِنَّ فَضْلَ الْمَاشِي خَلْفَهَا كَفَضْلِي على أدناكم ".
__________
(1) يقْصد بِهِ النعش.(3/225)
وَأما حَدِيث ابْن عَبَّاس: أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنبأَنَا أَبُو أَحْمد بن عدي حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَيَّاشٍ الْجَهْرِيُّ حَدثنَا عبد الغنى بن رِفَاعَة حَدثنَا عبد المجيد بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ عَنْ مَرْوَانِ بْنِ سَالِمٍ عَن عبد الملك بْنِ أَبِي سَلْمَانَ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَوَّلُ مَا يُجَازَى بِهِ الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ أَنْ يُغْفَرَ لِجَمِيعِ من تبع جنَازَته ".
وَأما حَدِيث جَابر: أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا طَلْحَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْهَاشِمِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا طَلْحَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْهَاشِمِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَسْفَاطِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ عبيد الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَبِيبٍ الْمُؤَدِّبُ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ زِيَادٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ الْبَغْدَادِيُّ حَدَّثَنَا بَقِيَّة عَن عبد الملك الْعَرْزَمِيِّ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَوَّلُ تُحْفَةِ الْمُؤْمِنِ أَنْ يُغْفَرَ لِمَنْ خَرَجَ فِي جنَازَته ".
وَأما حَدِيث أبي هُرَيْرَة: أَنْبَأَنَا ابْنُ خَيْرُونٍ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي الْفَضْلِ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ السَّهْمِيُّ أَنْبَأَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُنِيرٍ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عبد الله ابْن مَيْمُون حَدثنَا عبد الرحمن بْنُ قَيْسٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَرَامَةُ الْمُؤْمِنِ عَلَى اللَّهِ أَنْ يَغْفِرِ لِمُشَيِّعِيهِ " هَذِه الْأَحَادِيث لَيْسَ فِيهَا مَا يَصح.
أما حَدِيث عَلَى فَفِي إِسْنَاده الْأَصْبَغ.
قَالَ يَحْيَى بْن معِين: لَا يساوى شَيْئًا، إِلَّا أَن الْمُتَّهم بِهِ سَعْد بْن طريف.
قَالَ ابْن حِبَّانَ: كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ عَلَى الْفَوْر.
وَأَمَّا حَدِيث ابْن عَبَّاس فَفِيهِ مَرْوَان بْن سَالِم.
قَالَ أَحْمَد: لَيْسَ بِثِقَة، وَقَالَ النَّسَائِيّ وَالدَّارقطني: مَتْرُوك.
وَفِيه عبد الحميد.
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يقلب الْأَخْبَار ويروي الْمَنَاكِير عَنِ الْمَشَاهِير فَاسْتحقَّ التّرْك.
وَأَمَّا حَدِيث جَابِر فَفِيهِ مُحَمَّد بْن رَاشد.
قَالَ أَبُو بكر الْخَطِيب: هُوَ مَجْهُول(3/226)
عندنَا، وَقَالَ الدَّارقطني: مَتْرُوك.
وَفِيه عبد الحميد.
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يقلب الْأَخْبَار ويروي الْمَنَاكِير عَنِ الْمَشَاهِير فَاسْتحقَّ التّرْك لَيْسَ بِمَحْفُوظ.
وَأَمَّا حَدِيث أَبى هُرَيْرَة فتفرد بِهِ عبد الرحمن بْن قَيْس.
قَالَ أَحْمَد: لَمْ يكن حَدِيثه بشئ مَتْرُوك الْحَدِيث، وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: كَذَّاب، وَقَالَ الْبُخَارِي وَمُسلم: ذهب حَدِيثه، وَقَالَ أَبُو عَلِي: صَالِح بن مُحَمَّد كَانَ يضع الحدبث.
وَفِيه عبد الله ابْن مَيْمُون.
قَالَ الْبُخَارِي: ذَاهِب الْحَدِيثِ، وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يَرْوِي عَنِ الْأَثْبَات الملزقات لَا يَجُوز الِاحْتِجَاج بِهِ إِذا انْفَرد.
بَاب التَّسْلِيم من صَلَاة الْجِنَازَة أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بكر أَحْمد بن عَليّ أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ ابْن مُحَمَّد بن عبد الله الْكَاتِبُ أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْمُزَكِّيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ ابْن عبد الرحمن الدغولى حَدثنَا عبد الله بن جَعْفَر بن حاقان قَالَ سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ النَّضْرِ يَقُولُ: " قَرَأَ عَلَيْنَا عَبْدَانُ كِتَابَ الْجَنَائِزِ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ بَابِ التَّسْلِيمِ عَلَى الْجِنَازَةِ قَالَ لِرَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ الرَّأْيِ: يَا أَبَا فُلانٍ مِنْ أَيْنَ جِئْتُمْ بِتَسْلِيمَتَيْنِ؟ فَقَالَ الرَّجُلُ: يُرْوَى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمَتَيْنِ.
فَقَالَ عَبْدَانُ: عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: عَنِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ: عَنْ مَنْ؟ فَقَالَ: أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ رُسْتُمَ عَنْ أَبِي عِصْمَةَ عَنِ الرُّكْنِ عَنْ مَكْحُولٍ عَنْ عُثْمَانَ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الصَّلاةُ عَلَى الْجِنَازَةِ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سَوَاءٌ، يُكَبِّرُ أَرْبَعًا وَيُسَلِّمُ تَسْلِيمَتَيْنِ.
فَقَالَ لَهُ عَبْدَانِ: يَا أَبَا فُلان من هَاهُنَا - أَبِي [إِلَى] أَبِي عصمَة - حَيْثُ ترك حَدِيثه يرْوى مثل هَذَا عَنِ الرُّكْن ".
قَالَ عبد الله بْن الْمُبَارَك: لِأَن أقطع الطَّرِيق أحب إِلَى من أَن أروي عَنْ عَبْد القدوس الشَّامي.
وَعبد القدوس خير من مائَة مثل الرُّكْن.
قَالَ المُصَنّف قُلْت: وَقَدْ قَالَ يحيى: ركن لَيْسَ بشئ، وَقَالَ النَّسَائِيّ(3/227)
وَالدَّارقطني: مَتْرُوكٌ، وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لَا يَجُوزُ الاحْتِجَاجُ بِهِ بِحَالٍ.
قَالَ المُصَنّف: وَأَبُو عصمَة اسْمه نوح بْن أَبِي مَرْيَمَ.
قَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بشئ وَلَا يكْتب حَدِيثه.
قَالَ ابْن عَدِي: وَإِبْرَاهِيم بْن رستم لَيْسَ بِمَعْرُوف مُنكر الحَدِيث عَن الثقاة.
بَاب مَا يصنع الْملكَانِ بَعْد موت الْمُؤمن فِيهِ عَنْ أَبِي بَكْر وأبى سَعِيد وَأنس: فَأَما حَدِيث أَبِي بَكْر: أَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّيْرَفِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّد ابْن أَحْمَدَ الْخَازِنُ أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الْمُحْسِنِ التَّنُوخِيُّ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَضْرَمِيُّ حَدَّثَنَا عبد الله بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ الْمَكَتِّبُ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يَحْيَى التَّيْمِيُّ حَدَّثَنَا قَطْرُ بْنُ خَلِيفَةَ عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا قُبِضَ الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ صَعَدَ مَلَكَاهُ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ اللَّهُ لَهُمَا: ارْجِعَا إِلَى قَبْرِهِ وَاحْمِدَانِي وَهَلِّلانِي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ فَإِنَّنِي قَدْ جَعَلْتُ لَهُ مثل أجر تسبيحكما وتحميد كَمَا وَتَهْلِيلِكُمَا، ثَوَابًا مِنِّي لَهُ، فَإِذَا كَانَ الْعَبْدُ كَافِرًا فَمَاتَ صَعَدَ مَلَكَاهُ إِلَى السَّمَاءِ، فَيَقُولُ اللَّهُ عزوجل لَهُمَا: مَا جَاءَ بِكُمَا؟ فَيَقُولانِ: رَبُّ قَبَضْتَ عَبْدَكَ وَجِئْنَاكَ، فَيَقُولُ لَهُمَا: ارْجِعَا إِلَى قَبْرِهِ وَالْعَنَاهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، فَإِنَّهُ كَذَّبَنِي وَجَحَدَنِي، فَإِنِّي جَعَلْتُ لَعْنَتَكُمَا عَذَابًا أعذبه يَوْم الْقِيَامَة ".
وَأما حَدِيث أبي سعيد فَأَنْبَأَنَا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْجَرِيرِيُّ أَنبأَنَا مُحَمَّد بن على ابْن الْفَتْح حَدثنَا الدَّارقطني حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ حَدَّثَنَا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بن يحيى بن عبيد الله حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ عَنْ عَطِيَّةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: " إِذا قبض الله عزوجل رُوحَ الْعَبْدِ صَعَدَ مَلِكَاهُ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالا: يَا رَبَّنَا إِنَّكَ وَكَّلْتَنَا بِعَبْدِكَ الْمُؤْمِنِ نَكْتُبُ عَمَلَهَ، وَقد(3/228)
قَبَضْتَهُ إِلَيْكَ فَأَذَنْ لَنَا أَنْ نَسْكُنَ السَّمَاءَ، فَيَقُولُ: سَمَائِي مَمْلُوءَةٌ مِنْ مَلائِكَتِي يُسَبِّحُونِي، فَيَقُولُونَ: ائْذَنْ لَنَا نَسْكُنُ الأَرْضَ، فَيَقُولُ: أَرْضِي مَمْلُوءَةٌ مِنْ خَلْقِي يُسَبِّحُونِي، وَلَكِنْ قُومَا عَلَى قَبْرِهِ فَسَبِّحَانِي وَاحْمِدَانِي وَهَلِّلانِي وَاكْتُبَاهُ لِعَبْدِي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَة ".
وَأما حَدِيث أنس فأنبأنا عبد الله بْنُ عَلِيٍّ الْمُقْرِي أَنْبَأَنَا غَانِمُ بن أَحْمد الْحداد أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عبد الرحمن حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُعَدَّلُ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ مُوسَى بْنُ عَامِرٍ حَدَّثَنَا عِيسَى ابْن خَالِدٍ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مَطَرٍ حَدَّثَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ عَنْ أَنَسٍ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِن الله عزوجل وَكَّلَ بِعَبْدِهِ الْمُؤْمِنِ مَلَكَيْنِ يَكْتُبَانِ عَمَلَهُ، فَإِذَا مَاتَ قَالَ الْمَلَكَانِ اللَّذَانَ وُكِّلا بِهِ: قَدْ مَاتَ فَأَذَنْ لَنَا أَنْ نَصْعَدَ إِلَى السَّمَاء، فَيَقُول الله عزوجل: سَمَائِي مَمْلُوءَةٌ مِنْ مَلائِكَتِي يُسَبِّحُونِي، فَيَقُولانِ: فِي الأَرْضٍ، فَيَقُولُ: أَرْضِي مَمْلُوءَةٌ مِنْ خَلْقِي يُسَبِّحُونِي، فَيَقُولانِ: أَيْنَ، فَيَقُولُ: قُومَا عِنْدَ قَبْرِ عَبْدِي فَسَبِّحَانِي وَاحْمِدَانِي وَكَبِّرِانِي وَهَلِّلانِي وَاكْتُبَا ذَلِكَ لِعَبْدِي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ".
هَذَا [حَدِيثٌ] لَا يَصِحُّ.
وَقَدِ اتَّفقُوا عَلَى تَضْعِيف عُثْمَان بْن مطر، وَقَالَ ابْن حبَان: يروي الموضوعات عَن الْأَثْبَات لَا يحل الِاحْتِجَاج بِهِ.(3/229)
كتاب الْمِيرَاث
بَاب تَوْرِيث الْمُسلم من الْكَافِر روى مُحَمَّدُ بْنُ الْمُهَاجِرِ عَنْ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ عَنْ عَمْرِو بْنِ كُرْدِيٍّ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمُرَ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ أَنَّهُ كَانَ يُوَرِّثُ الْمُسْلِمَ عَن الْكَافِرِ وَلا يُوَرِّثُ الْكَافِرَ مِنَ الْمُسْلِمِ وَيَقُول: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: " الإِسْلامُ يَزِيدُ وَلا يَنْقُصُ ".
هَذَا بَاطِل، وَالْمُتَّهَم بِوَضْعِهِ مُحَمَّد بْن المُهَاجر.
قَالَ ابْن حبَان: كَانَ يضع الْحَدِيث، وَقَدْ رَوَاهُ فَغير إِسْنَاده وَلَفظه.
بَاب إِثْبَات الْوَلَاء لمن أسلم عَلَى يَده كَافِر أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد أَنبأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ أَنْبَأَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ حَدَّثَنَا مُسَدِّدٌ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنِ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " من أَسْلَمَ عَلَى يَدَيْ رَجُلٍ فَلَهَ وَلاؤُهُ ".
هَذَا حَدِيث لَا يَصح.
قَالَ ابْن حبَان: الفاسم كَانَ يَرْوِي عَنِ الصَّحَابَة المعضلات قَالَ شُعْبَة: وَجَعْفَر بْن الزُّبَيْر كَانَ يكذب، وَقَالَ الْبُخَارِي وَالنَّسَائِيّ وَالدَّارقطني: جَعْفَر مَتْرُوك.
وَقَدْ رَوَاهُ مُعَاوِيَة بْن يَحْيَى عَنِ الْقَاسِم.
وَمُعَاوِيَة لَيْسَ بشئ.
بَاب مِيرَاث الْخُنْثَى أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد أَنبأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي الْفَضْلِ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الأَيْلِيُّ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَمْرٍو النَّخَعَيُّ عَنِ الْكَلْبِيِّ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْخُنْثَى تَرِثُ مِنْ قِبَلِ مَالِهِ " هَذَا حَدِيث لَا يَصح.
وَقَدِ اجْتمع فِيهِ كذابون: أَبُو صَالِح والكلبي وَسليمَان.
قَالَ ابْن عَدِي: وَالْبَلَاء فِيهِ من الكلبى.(3/230)
كتاب الْقُبُور
بَاب ضمة الْقَبْر أَنْبَأَنَا ابْنُ الْحُصَيْنِ أَنْبَأَنَا ابْنُ الْمُذْهِبِ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدثنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنِي أَبِي حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ
عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: " كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جِنَازَةٍ، فَلَمَّا انْتَهَيْنَا إِلَى الْقَبْرِ قَعَدَ عَلَى شَقَّتِهِ فَجَعَلَ يُرَدِّدُ بَصَرَهُ ثُمَّ قَالَ: يُضْغَطُ الْمُؤْمِنُ فِيهِ ضَغْطَةً تَزُولُ مِنْهَا حَمَائِلُهُ وَيَمْلأ عَلَى الْكَافِرِ نَارًا ".
هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ.
قَالَ يَحْيَى: مُحَمَّد بن جَابر لَيْسَ بشئ، وَقَالَ أَحْمَد: لَا يحدث عَنْهُ إِلَّا من هُوَ شَرّ مِنْهُ.
بَاب مَا رَوَى فِيمَا لقِيت من ذَلِكَ زَيْنَب بنت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنبأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الأَنْبَارِيِّ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بن عبد الملك بْنِ بِشْرَانَ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ شَاهِينَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بن صاعد ملاء غَيْرَ مَرَّةٍ وَمَا كَتَبْنَاهُ إِلا عَنْهُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ شَقِيقٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبِي حَدَّثَنَا أَبُو حَمْزَةَ عَنْ سُلَيْمَانَ الأَعْمَشِ عَنْ سُلَيْمَانَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: " تُوُفِّيَتْ زَيْنَبُ ابْنَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَتِ امْرَأَةً مِسْقَامَةً فَتَبِعَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَاءَنَا حَالُهُ، فَلَمَّا دَخَلَ الْقَبْرَ الْتَمَعَ وَجْهُهُ صُفْرَةً، ثُمَّ اسْفَرَ وَجْهُهُ.
فَقُلْنَا: يَا رَسُول الله رَأَيْنَاك أَمْرًا سَاءَنَا، فَلَمَّا دَخَلْتَ الْقَبْرَ الْتَمَعَ وَجْهُكَ صُفْرَةً، ثُمَّ اسْفَرَ وَجْهُكَ، فَمِمَّ ذَلِكَ؟ قَالَ: ذَكَرْتُ ضَعْفَ ابْنَتِي وَشِدَّةَ عَذَابِ الْقَبْرِ فَأُتِيتُ فَأُخْبِرْتُ أَنَّهُ قَدْ خُفِّفَ عَنْهَا، وَلَقَدْ ضُغِطَتْ ضَغْطَةً سَمِعَ صَوتهَا مَا بَين الْخَافِقين ".(3/231)
طَرِيق آخر: أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِم سَعِيدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبَنَّا أَنبأَنَا أَبُو نصر مُحَمَّد ابْن مُحَمَّدٍ الزَّيْنَبِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ الْمَعْرُوفُ بَابْنِ زُنْبُورٍ حَدَّثَنَا أَبُو بكر عبد الله بْنُ أَبِي دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا سَعْدٌ يَعْنِي ابْنَ الصَّلْتِ حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: تُوُفِّيَتْ
زَيْنَبُ بِنْتُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَخَرَجَ بِجِنَازَتِهَا وَخَرَجْنَا مَعَهُ فَرَأَيْنَاهُ كَئِيبًا حَزِينًا، ثُمَّ دَخَلَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْرَهَا فَخَرَجَ مُلْتَمِعَ اللَّوْنِ، فَسَأَلْنَاهُ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ: إِنَّهَا كَانَتْ سَقَّامَةً، فَذَكَرْتُ شِدَّةَ الْمَوْتِ وَضَغْطَةَ الْقَبْرِ، فَدَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْهَا ".
طَرِيق آخر: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْمُبَارَكِ أَنْبَأَنَا أَبُو طَاهِرٍ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الْبَاقَلاوِيِّ أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيِّ بْنُ شَاذَانَ حَدَّثَنَا دَعْلَجٌ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ الصَّائِغُ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ مَنْصُورٍ حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ أَنْبَأَنَا الْعَلاءُ بْنُ الْمُسَيِّبِ عَنْ مُعَاوِيَةَ الْعَبْسِيِّ عَنْ زَاذَانَ أَبِي عَمْرَةَ قَالَ: " لَمَّا دَفَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابْنَتُهُ جَلَسَ عِنْدَ الْقَبْرِ فَتَرَبَّدَ وَجْهُهُ ثُمَّ سُرِّيَ عَنْهُ، فَسَأَلَهُ أَصْحَابُهُ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: ذَكَرْتُ ابْنَتِي وَضَعْفَهَا وَعَذَابَ الْقَبْرِ، فَدَعَوْتُ اللَّهَ فَفَرَّجَ عَنْهَا، وَايْمُ اللَّهِ لَقَدْ ضُمَّتْ ضَمَّةً سَمِعَهَا مَا بَيْنَ الْخَافِقَيْنِ ".
هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ مِنْ جَمِيعِ طرقه.
قَالَ الدَّارقطني: رَوَاهُ الأَعْمَشُ، وَاخْتَلَفَ عَنْهُ فَرَوَاهُ أَبُو حَمْزَةَ السُّكَّرِيُّ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ عَنْ أَنَسٍ، وَرَوَاهُ سَعْدُ بْنُ الصَّلْتِ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ أَنَسٍ، وَرَوَاهُ حَبِيبُ بْنُ خَالِدٍ الأَسَدِيُّ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ عبد الله بْنِ الْمُغِيرَةِ عَنْ أَنَسٍ والحَدِيث مُضْطَرب عَن الاعمش.
بَاب مَا رَوَى عَنْ ذَلِكَ فِي حق سعد بن معَاذ أَنْبَأَنَا الْجُرَيْرِيُّ أَنْبَأَنَا الْعُشَارِيُّ حَدَّثَنَا الدَّارقطني حَدثنَا عبيد الله بن مُبشر(3/232)
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ الْقَطَّانُ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ سَعْدِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم: " اهتز عرش الله عزوجل لِوَفَاةِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ وَنَزَلَ الأَرْضَ لِشُهُودِ [جِنَازَةِ]
سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ مَا نَزَلُوهَا قَبْلَهَا، وَاسْتَبْشَرَ بِهِ أَهْلُ السَّمَاءِ، وَلَقَدْ ضُمَّ سَعْدُ ابْنُ مُعَاذٍ ضَمَّةً - يَعْنِي فِي قَبْرِهِ - وَلَوْ كَانَ أَحَدٌ مِنْهَا مُعَافَى عُوفِيَ مِنْهَا سَعْدُ ابْنُ مُعَاذٍ ".
تفرد بِهِ مُحَمَّد بْن صَالِح.
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يَرْوِي الْمَنَاكِيرَ عَن الْمَشَاهِير لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ.
طَرِيق آخر: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَنْبَارِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو بكر مُحَمَّد بن عبد الملك بْنِ بِشْرَانَ أَنْبَأَنَا ابْنُ شَاهِينَ حَدثنَا عبد الله ابْن سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بن مهْرَان حَدثنَا عبد الله بْنُ رَشِيدٍ حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ وَهُوَ مُجَاهِدُ بْنُ الزُّبَيْرِ عَنِ الْقَاسِم بن عبد الرحمن عَنْ أَبِي حَازِم عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " لَمَّا أُخْرِجَتْ جِنَازَةُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ قَالَ الْمُنَافِقُونَ: مَا أَخَفَّ جِنَازَةَ سَعْدٍ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: الْمَلائِكَةُ يَحْمِلُونَهُ، فَلَمَّا سَوَّيْنَا عَلَيْهِ وَفَرَغْنَا الْتَفَتَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: مَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ إِلا وَلَهُ ضَغْطَةٌ فِي قَبْرِهِ، وَلَوْ كَانَ منفلتا مِنْهَا أحد لَا نفلت سعد ابْن مُعَاذٍ، ثُمَّ قَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ سَمِعْتُ أَنِينَهُ، وَرَأَيْتُ اخْتِلافَ أَضْلاعِهِ فِي قَبْرِهِ ".
هَذَا حَدِيث لَا يَصح، وآفته من الْقَاسِم.
قَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل: هُوَ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ حَدَّثَ عَنْهُ عَلِي بْن يَزِيد أَعَاجِيب وَمَا أَرَاهَا إِلا مِنَ الْقَاسِمِ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ يَرْوِي عَنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المعضلات.
طَرِيق آخر: أَنْبَأَنَا ابْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ وَعَبْدُ الْقَادِر ابْن مُحَمَّدٍ قَالا أَنْبَأَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْبَرْمَكِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بن عبد الله بن(3/233)
خَلَفٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ ذَرِيحٍ حَدَّثَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: " أَصَابَ سَعْدَ بْنُ مُعَاذٍ جِرَاحَةٌ فَجَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
عِنْدَ امْرَأَتِهِ تُدَاوِيهِ، فَمَاتَ مِنَ اللَّيْلِ، فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ: لَقَدْ مَاتَ اللَّيْلَةَ فِيكُمْ رَجُلٌ لَقَدِ اهْتَزَّ الْعَرْشُ لِحُبِّ لِقَاءِ اللَّهِ إِيَّاهُ، فَإِذَا هُوَ سَعْدٌ.
قَالَ: فَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْرَهُ فَجَعَلَ يُكَبِّرُ وَيُهَلِّلُ وَيُسَبِّحُ، فَلَمَّا خَرَجَ قِيلَ لَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا رَأَيْنَاكَ صَنَعْتَ مِثْلَ هَذَا قَطُّ.
قَالَ: إِنَّهُ ضُمَّ فِي الْقَبْرِ ضَمَّةً حَتَّى صَارَ مِثْلَ الشَّعْرَةِ، فدعوت الله عزوجل أَنْ يُرَفِّهَ عَنْهُ، وَذَلِكَ أَنَّهُ كَانَ لَا يَسْتَبْرِئَ مِنَ الْبَوْلِ ".
هَذَا حَدِيث مَقْطُوع، فَإِن الْحَسَن لَمْ يدْرك سَعْدا، وَأَبُو سُفْيَان اسْمه طريف ابْن شهَاب الصَّفَدِي.
قَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل وَيَحْيَى بن معِين: لَيْسَ بشئ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابْن حبَان: كَانَ مغفلا يهم فِي الْأَخْبَار حَتَّى يقلبها، ويروى عَن الثقاة مَا لَا يشبه حَدِيث الْأَثْبَات، وحوشيت زَيْنَب من مثل هَذَا، وحوشى سَعْد أَن يقصر فِيمَا يجب عَلَيْهِ من الطَّهَارَة.
بَاب ذكر فتان الْقَبْر حدثت عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الحميد أَنبأَنَا أَحْمد بن عَليّ بن لالٍ حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَامِرٍ النَّهَاوَنْدِيُّ حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ سَهْلٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي السَّرِيِّ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا عُتْبَةُ بْنُ ضَمْرَةَ بْنِ حَبِيبِ بْنِ صُهَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَتَّانُو الْقَبْرِ أَرْبَعَةٌ: مُنْكَرٌ وَنَكِيرٌ وَنَاكُورٌ وَسَيِّدُهُمُ دُومَانُ ".
هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ لَا أَصْلَ لَهُ وَهُوَ مَقْطُوع لِأَن ضَمرَة من النابغين، وَقد رَوَى لَنَا عَنْ ضَمْرَةَ نَفْسَهُ فَأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي أَنْبَأَنَا حَمَدُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا أَبُو نعيم أَحْمد بن عبد الله حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّد بن الْحسن حَدثنَا(3/234)
أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الْحِمْصِيُّ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ عَنْ عُتْبَةَ بْنِ ضَمْرَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ:
" فِتَانُ الْقَبْرِ ثَلاثَةٌ: أَنْكَرُ وَنَاكِرٌ وسيدهم دومان ".
بَاب النهى عَن الِاطِّلَاع فِي الْقَبْر أَنبأَنَا عبد الْوَهَّاب بن الْمُبَارك الْحَافِظ أَنبأَنَا - سهر حواست -[شَهْرُ بْنُ حَوْشَبِ] بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْجَبَلِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو صَالِحٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُهَذِّبُ بْنُ عَلِيٍّ حَدَّثَنى على ابْن الْمُهَذِّبُ بْنُ أَبِي خُلَيْدٍ حَدَّثَنِي جَدِّي أَبُو حَامِدٍ مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْقُرَشِيُّ كَذَّابٌ.
قَالَ: وَالصَّوَابُ مُحَمَّدُ بْنُ سَلِيمٍ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ هدبة عَن أنس ابْن مَالِكٍ " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيَّعَ جِنَازَةً فَلَمَّا صلى عَلَيْهَا دعى بِثَوْبٍ فَبُسِطَ عَلَى الْقَبْرِ وَهُوَ يَقُولُ: لَا تَطلعُوا فِي الْقَبْرِ فَإِنَّهَا أَمَانَةٌ، فَلَعَسَى تُحَلُّ الْعُقَدُ، فَيَتَجَلَّى لَهُ وَجْهٌ أَسْوَدُ، وَلَعَلَّهُ تُحَلُّ الْعُقُدُ فَيُرَى فِي قَبْرِهِ حَيَّةٌ سَوْدَاءُ مُطَوَّقَةٌ فِي عُنُقِهِ فَإِنَّهَا أَمَانَةٌ، وَعَسَى أَنْ يَقْلِبَهُ فَيَفُورُ إِلَيْهِ دُخَّانٌ مِنْ تَحْتِهِ فَإِنَّهَا أَمَانَةٌ ".
هَذَا حَدِيث مَوْضُوع على رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأكْثر رُوَاته مَجْهُولُونَ لَا يعْرفُونَ، وَإِبْرَاهِيم بْن هدبة قَدْ كذبه يَحْيَى وعَلى، وَقَالَ أَبُو حَاتِم بن حبَان: هُوَ دجال لَا يحل لمُسلم أَن يكْتب حَدِيثه.
بَاب دفن الْبَنَات فِيهِ عَنِ ابْن عُمَر وَابْن عَبَّاس.
فَأَما حَدِيث ابْن عمر فَلهُ طَرِيقَانِ: الطَّرِيق الأول: أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنبأَنَا أَبُو بكر أَحْمد بن عَلِيٍّ أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بن بدر بن عبد الله مَوْلَى الْمُوَفَّقِ بِاللَّهِ حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ أَنَسُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الطَّحَّانُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ الأَرْنَطَانِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ حَدَّثَنِي حُمَيْدٌ عَنْ مِسْعَرِ بن كدام عَن عبد الله بْنِ دِينَارٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " دَفْنُ الْبَنَاتِ من المكرمات ".(3/235)
وَأما حَدِيث ابْن عَبَّاسٍ فَأَنْبَأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ غَالِبٍ الْمُقْرِي حَدَّثَنَا أَبُو الْفضل عبيد الله بن عبد الرحمن الزُّهْرِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّد الْبَزَّازُ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَسْدِيُّ ح.
وَأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْقَاسِمٍ أَنْبَأَنَا حَمَدُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرو ابْن حَمْدَانَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدثنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ بْنِ ذَكْوَانٍ ح.
وَأَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّيْرَفِيُّ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ سَعِيدٍ الْعَطَّارُ حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ أَحْمد بن عبد الله بْنِ أَحْمَدَ بْنِ ذَكْوَانَ حَدَّثَنِي أَبِي ح.
وَأَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ الطَّبَرِيُّ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْن ابْن الْمفضل أَنبأَنَا عبد الله بْنُ جَعْفَرِ بْنِ دُرَسْتَوَيْهِ حَدَّثَنَا يَعْقُوب بن سُفْيَان حَدثنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ بْنِ ذَكْوَانٍ ح.
وأنبأنا مُحَمَّد بن عبد الملك بْنُ خَيْرُونٍ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي الْفَضْلِ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنِ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ مُحَمَّد بن عبد الله بن أَحْمد ابْن بِشْرِ بْنِ ذَكْوَانَ حَدَّثَنَا أَبِي قَالُوا حَدَّثَنَا عِرَاكُ بْنُ خَالِدٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَطَاءٍ ح.
وأنبأنا مُحَمَّد بن عبد الملك أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يُونُسَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ بُهْلُولٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن عبد الرحمن بْنِ طَلْحَةَ الْقُرَشِيُّ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنِ عَطَاءٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " لَمَّا عَزَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِابْنَتِهِ رُقَيَّةَ قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ دَفْنُ الْبَنَاتِ مِنَ الْمَكْرُمَاتِ ".
هَذَا حَدِيث لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أَمَّا حَدِيثُ ابْن عُمَر فتفرد بِهِ مُحَمَّد بْن مَعْمَر عَنْ حميد بْن حَمَّاد.
قَالَ ابْن عَدِي: حميد تحدث عَن الثقاة بِالْمَنَاكِيرِ.(3/236)
وَأَمَّا حَدِيث ابْن عَبَّاس فَقَالَ أَبُو نعيم: تفرد بِهِ عرَاك، وَقد ذَكرْنَاهُ عَن مُحَمَّد ابْن عبد الرحمن، فَأَما عرَاك فَقَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ: مُضْطَرب الْحَدِيث لَيْسَ بالقوى وَأما مُحَمَّد بن عبد الرحمن فَقَالَ ابْن عَدِي: ضَعِيف يسرق الْحَدِيث، وَأَمَّا عُثْمَان بْن عَطَاء فَقَالَ يَحْيَى بْن معِين: هُوَ ضَعِيف، وَقَالَ ابْن حبَان: لَا يَجُوز الِاحْتِجَاج بروايته، قَالَ: وَكَانَ أَبوهُ عَطاء ردئ الْحِفْظ يُخطئ وَلَا يعلم فَبَطل الِاحْتِجَاج بِهِ وَسمعت شَيخنَا عَبْد الْوَهَّاب بْن الْمُبَارَك الأَنْمَاطِيّ يحلف بِاللَّه عزوجل أَنَّهُ مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من هَذَا شَيْئا قطّ.
بَاب [موت] الْمَرْأَة أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد أَنبأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بن عدى حَدثنَا مُحَمَّد ابْن أَحْمَدَ بْنِ يَزِيدَ الْعَسْكَرِيُّ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ حَدَّثَنَا خَالِدُ بن يزِيد حَدثنَا أبوروق الْهَمْدَانِيُّ عَنِ الضَّحَّاكِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لِلْمَرْأَةِ سِتْرَانِ الْقَبْرُ وَالزَّوْجِ.
قَالَ: وَأَيُّهُمَا أَفْضَلُ؟ قَالَ: الْقَبْرُ ".
هَذَا حَدِيث مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالْمُتَّهَمُ بِهِ خَالِد، وَهُوَ خَالِد بْن يَزِيد بْن أَبِي أَسد الْقُشَيْرِيّ.
قَالَ ابْن عَدِي: أَحَادِيثه كلهَا لَا يُتَابع عَلَيْهَا لَا متْنا وَلَا إِسْنَادًا.
بَاب دفن الْمَيِّت فِي جوَار الصَّالِحين أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي بْن أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا حَمَدُ بْنُ أَحْمَدَ الْحَدَّادُ أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ أَحْمد بن عبد الله الْحَافِظ حَدثنَا أَحْمد بن عبيد الله بْنِ مَحْمُودٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عمرَان ابْن الْجُنَيْدِ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ سُحَيْبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عِيسَى حَدَّثَنَا مَالِكٌ عَنْ نَافِعِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ادْفِنُوا مَوْتَاكُمْ وَسَطَ قَوْمٍ صَالِحِينَ، فَإِنَّ الْمَيِّتَ يَتَأَذَّى بِجِوَارِ السُّوءِ
كَمَا يَتَأَذَّى الَحَيُّ بِجِوَارِ السوء ".(3/237)
طَرِيق آخر: رَوَى دَاوُدُ بْنُ الْحُصَيْنِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الأَشْعَثِ عَن مَرْوَان ابْن مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ادْفِنُوا مَوْتَاكُمْ فِي جِوَارِ قَوْمٍ صَالِحِينَ فَإِنَّ الْمَيِّتَ يَتَأَذَّى مِنْ جِوَارِ السُّوءِ كَمَا يَتَأَذَّى الأَحْيَاءُ مِنْ جِوَارِ السُّوءِ ".
هَذَا حَدِيث لَا يَصح.
أما الطَّرِيق الأول فَفِيهِ سُلَيْمَان بْن عِيسَى.
قَالَ السَّعْدِيّ: هُوَ كَذَّاب مُصَرح وَقَالَ ابْن عدي: يضع الحَدِيث.
وَأما الثَّانِي فَفِيهِ دَاوُد بْن الْحُصَيْنِ.
قَالَ أَبُو حَاتِم ابْن حِبَّانَ: دَاوُد يحدث عَن الثقاة بِمَا لَا يُشْبِهُ حَدِيثَ الأَثْبَاتِ يجب مجانبة رِوَايَته والبلية فِي هَذَا مِنْهُ.
قَالَ: وَهَذَا خبر بَاطِل لَا أَصْلَ لَهُ من كَلامِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم.
بَاب سَماع الْمَيِّت الاذان أَنْبَأَنَا زَاهِرُ بْنُ طَاهِرٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْبَيْهَقِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو عبد الله مُحَمَّد ابْن عبد الله الْحَاكِمُ حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَعْدٍ الرَّازِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ حَمْدَانَ بْنِ مِهْرَانَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ مُجَمِّعٍ الطَّالَكَانِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو مُقَاتِلٍ السَّمَرْقَنْدِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ ثَابِتٍ الأَنْصَارِيُّ عَنْ كَثِيرِ بْنِ شِنْظِيرٍ عَنِ الْحَسَنِ عَن عبد الله بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَزَالُ الْمَيِّتُ يَسْمَعُ الآذَانَ مَا لَمْ يَطَيَّنْ قَبْرُهُ ".
هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِ محن.
أما الْحَسَن فَإِنَّهُ لَمْ يسمع من ابْن مَسْعُود.
وَأَمَّا كثير بْن شنظير فَقَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بشئ، وَأَمَّا أَبُو مقَاتل فَقَالَ ابْن مهدى: وَالله مَا تحل الرِّوَايَة عَنْهُ، غَيْر أَن الْمُتَّهم بِوَضْع
هَذَا الْحَدِيث مُحَمَّد بْن الْقَاسِم فَإِنَّهُ كَانَ علما فِي الْكَذَّابين الوضاعين، قَالَ أَبُو عَبْد اللَّهِ الْحَاكِم: كَانَ يضع الحَدِيث.(3/238)
بَاب رد أَرْوَاح الأَنْبِيَاء إِلَيْهِم فِي قُبُورهم أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك أَنبأَنَا الجوهرى عَن الدَّارقطني عَن أبي حَاتِم بن حبَان أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ خَالِدٍ الأَزْرَقُ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى الْحَسَنِيُّ أَبُو عَبْدِ الْمَلكِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ يَزِيدِ بْنِ أَبِي مَالِكٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْ نَبِيٍّ يَمُوتُ فَيُقِيمُ فِي قَبْرِهِ إِلا أَرْبَعِينَ صَبَاحًا حَتَّى يُرَدُّ إِلَيْهِ رُوحُهُ ".
قَالَ أَبُو حَاتِم: هَذَا حَدِيث بَاطِل مَوْضُوع، وَالْحسن بْن يَحْيَى [يرْوى] عَنِ الثقاة مَا لَا أَصْلَ لَهُ، وَقَالَ يحيى: الْحسن لَيْسَ بشئ، وَقَالَ الدَّارقطني: مَتْرُوك.
بَاب زِيَارَة قبر الْوَالِدين يَوْم الْجُمُعَة أَنبأَنَا أَبُو مَنْصُور بن خيرون أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الضَّحَّاكِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَاصِمِ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ خَالِدٍ الأَصْبَهَانِيُّ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ زِيَادَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ الطَّائِفِيُّ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ زَارَ قَبْرَ وَالِدَيْهِ أَوْ أَحَدِهِمَا يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَقَرَأَ يس غُفِرَ لَهُ ".
قَالَ أَبُو أَحْمَدَ: هَذَا بِهَذَا الإِسْنَادِ بَاطِل لَيْسَ لَهُ أصل، وَكَانَ عُمَر يتهم بِالْوَضْعِ وَيحدث بِالْبَوَاطِيل وَيسْرق الْحَدِيث، وَقَالَ الدَّارقطني: كَانَ يضع الحَدِيث.
بَاب زِيَارَة قُبُور الاقارب أَنْبَأَنَا الْجُرَيْرِيُّ أَنْبَأَنَا الْعُشَارِيُّ حَدَّثَنَا الدَّارقطني حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْنُ الْفَتْحِ الْقَلانِسِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ دَيْسَمٍ الدَّقَّاقُ حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ يَحْيَى الْقَاضِي الْخُرَاسَانِي حَدثنَا حَفْص
ابْن سَلَمٍ وَهُوَ أَبُو مُقَاتِلٍ عَنْ عبيد الله بْنُ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ زَارَ قَبْرَ أَبِيهِ أَوْ قَبْرَ أُمِّهِ أَوْ قَبْرَ أَحَدٍ من قرَابَته(3/239)
كُتِبَ لَهُ كَحَجَّةٍ مَبْرُورَةٍ، وَمَنْ كَانَ زَوَّارًا لَهُمْ حَتَّى يَمُوتَ زَارَتِ الْمَلائِكَةُ قَبْرَهُ " طَرِيق آخر: أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد أَنبأَنَا حَمْزَةُ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَفْصٍ السَّعْدِيُّ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا خَاقَانُ السَّعْدِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو مقَاتل السمرقندى عَن عبيد الله عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ زَارَ قَبْرَ أَبِيهِ أَوْ أُمِّهِ أَوْ عَمَّتِهِ أَوْ خَالَتِهِ أَوْ أَحَدٍ مِنْ قَرَابَاتِهِ كَانَتْ لَهُ حَجَّةً مَبْرُورَةً، وَمَنْ كَانَ زَائِرًا لَهُمْ حَتَّى يَمُوتَ زَارَتِ الْمَلائِكَةُ قَبْرَهُ " قَالَ أَبُو حَاتِم بن حبَان: لَيْسَ لِهَذَا الْحَدِيث أصل يرجع إِلَيْهِ، وَحَفْص يَأْتِي بالأشياء الْمُنكرَة، وَقَالَ ابْن مهدى: لَا تحل الرِّوَايَة عَنْهُ.
قَالَ المُصَنّف قُلْت: حَفْص هُوَ اسْم أَبى مقَاتل.
بَاب تزاور الْمَوْتَى فِي أكفانهم فِيهِ عَن أبي هُرَيْرَة وَأنس: فَأَما حَدِيث أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ السَّمَرْقَنْدِيِّ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي الْفَضْلِ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ السَّهْمِي أَنبأَنَا أَبُو أَحْمد بن عدى حَدثنَا عبد الرحمن بن عبد المؤمن حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ الْمَكِّيُّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبَّاسٍ الْحِمْصِيُّ حَدثنَا سُلَيْمَان ابْن أَرْقَمَ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " حَسِّنُوا أَكْفَانَ مَوْتَاكُمْ فَإِنَّهُمْ يَتَزَاوَرُونَ فِي أكفانهم ".
وَأما حَدِيث أَنَس: أَنْبَأَنَا الْقَزَّازُ أَنبأَنَا أَبُو بكر أَحْمد بن عَلِيٍّ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْخَالِقِ بْنُ الْحَسَنِ الْمُعَدَّلُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْحَارِثِ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سَلامٍ الْعَطَّارُ حَدَّثَنَا أَبُو مَيْسَرَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ
رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا وَلِيَ أَحَدَكُمْ أَخَاهْ فَلْيُحْسِنْ كَفَنَهُ، فَإِنَّهُمْ يُبْعَثُونَ فِي أَكْفَانِهِمْ وَيَتَزَاوَرُونَ فِي أَكْفَانِهِمْ ".
هَذَا حَدِيث لَا يَصح عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم.(3/240)
أما حَدِيث أَبِي هُرَيْرَةَ فَلم يروه عَنِ ابْن سِيرِين إِلَّا سُلَيْمَانُ بْنُ أَرْقَمَ.
قَالَ أَحْمَدُ: لَيْسَ بشئ لَا يُرْوَى عَنْهُ الْحَدِيثُ، وَقَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ لَا يساوى فلسًا وَقَالَ عَمْرو بْنُ عَلِيٍّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ، وَقَالَ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَالدَّارقطني: مَتْرُوك.
وَأَمَّا حَدِيث أَنَس فَفِيهِ سعدون [بْن] سَلام.
قَالَ مُحَمَّد بن عبد الله بْن نمير وَأَحْمَد بْن حَنْبَل: هُوَ كَذَّاب، وَقَالَ الْبُخَارِيّ: يذكر بِوَضْع الحَدِيث، وَقَالَ الدَّارقطني: مَتْرُوك يحدث بالاباطيل.
بَاب طول البلى أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْجَرِيرِيُّ عَنْ أَبِي طَالِبٍ الْعُشَارِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو الْحسن الدَّارقطني حَدثنَا أَبُو الْأسود عبد الله بن مُوسَى القاضى حَدثنَا عبد الله بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَنَفِيُّ حَدَّثَنَا عِمْرَانُ حَدَّثَنَا خَارِجَةُ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ حَظَّ أُمَّتِي مِنَ النَّارِ طُولُ بَلاهَا تَحْتَ الأَرْضِ، وَإِنَّ الْجَنَّةَ مُحَرَّمَةٌ عَلَى جَمِيعِ الأُمَمِ حَتَّى أَدْخُلَهَا أَنا وأمتى الأول ف الأول ".
قَالَ الدَّارقطني: تفرد بِهِ الْحَنَفِيّ عَنْ عمرَان عَنْ خَارِجَة وَهُوَ ابْن مُصْعَب.
قَالَ المُصَنّف قَالَ: قَالَ يَحْيَى بْن معِين: خَارِجَة لَيْسَ بِثِقَة، وَقَالَ مرّة: لَيْسَ بشئ، وَقَالَ أَحْمد لِابْنِهِ: لَا تكْتب عَنْهُ، وَقَالَ ابْن حبَان: لَا يحل الِاحْتِجَاج بِهِ.
بَاب التَّعْزِيَة أَنْبَأَنَا أَبُو غَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَاوَرْدِيُّ وَأَبُو سَعْدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ قَالا أَنْبَأَنَا الْمُطَهَّرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ أَنْبَأَنَا أَبُو جَعْفَرِ بْنُ الْمِرْزِبَانِ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ
الْحَرُورِيُّ حَدَّثَنَا عبد الله بن عبد الرحمن عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ عبَادَة بن نسيى عَن عبد الرحمن بْنِ غَنْمٍ قَالَ: " أُصِيبَ مُعَاذُ بِوَلَدِهِ وَاشْتَدَّ جَزَعُهُ عَلَيْهِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ: مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ إِلَى مُعَاذِ بن(3/241)
جَبَلٍ، سَلامٌ عَلَيْكَ، فَإِنِّي أَحْمَدُ إِلَيْكَ اللَّهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلا هُوَ، أَمَّا بَعْدُ، فَأَعْظَمَ اللَّهُ لَكَ الأَجْرَ وَأَلْهَمَكَ الصَّبْرَ وَرَزَقَنَا وَإِيَّاكَ الشُّكْرَ، ثُمَّ إِنَّ أَنْفُسَنَا وَأَهْلِينَا وَأَمْوَالَنَا وَأَوْلادَنَا مِنْ مَوَاهِبِ اللَّهِ تَعَالَى الْهَنِيَّةِ وَعَوَارِيهِ المستودعة، نمتع بِهَا إِلَى أَجَلٍ مَعْدُودٍ وَيَقْبِضُهَا لَوَقْتٍ مَعْلُومٍ، ثُمَّ افْتَرْضَ عَلَيْنَا الشُّكْرَ إِذَا أَعْطَى، وَالصَّبْرَ إِذَا ابْتَلَى، وَكَانَ ابْنُكَ مِنْ مَوَاهِبِ اللَّهِ تَعَالَى الْهَنِيَّةِ وَعَوَارِيهِ الْمُسْتَوْدَعَةِ، مَتَّعَكَ اللَّهُ بِهِ فِي غِبْطَةٍ وَسُرُورٍ، وَقَبَضَهُ مِنْكَ بِأَجْرِ الصَّلاةِ وَالرَّحْمَةِ وَالْهُدَى إِنْ صَبَرْتَ وَاحْتَسَبْتَ، فَلا تَجْمَعَنَّ يَا مُعَاذُ خَصْلَتَيْنِ، أَنْ يُحْبِطَ جَزَعُكَ أَجْرَكَ فَتَنْدَمَ عَلَى مَا فَاتَكَ، فَلَوْ نَدِمْتَ عَلَى ثَوَابِ مُصِيبَتِكَ وَتَنَجَّزْتَ مَوْعِدَهُ عَرَفْتَ أَنَّ الْمُصِيبَةَ قَدْ قَصرَتْ عَنْهُ، وَاعْلَمْ يَا مُعَاذُ أَنَّ الْجَزَعَ لَا يَرُدُّ شَيْئًا وَلا يَدْفَعُ حُزْنًا، فَأَحْسَنِ الْعَزَاءَ وَتنجزِ الْمَوْعِدَةَ وَلْيَذْهَبْ أَسَفُكَ بِمَا هُوَ نَازل بك - فَكَانَ -[فَكَأَنَّ] قَدْ، وَالسَّلامُ ".
هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ.
وَمُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ هُوَ الْكَذَّابُ الْوَضَّاعُ الَّذِي صُلِبَ فِي الزَّنْدَقَةِ، وَقَدْ ذَكَرْتُ الْقَدْحَ فِيهِ فِي مَوَاضِعَ.
وَقَدْ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ مُجَاشِعُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ عَمْرِو بْنِ حَسَّانٍ عَنِ اللَّيْثِ عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ عَنْ مُعَاذٍ مِثْلَهُ.
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: مُجَاشِعٌ يَضَعُ الْحَدِيثَ لَا يَحِلُّ ذِكْرُهُ إِلا بِالْقَدْحِ.
وَقَدْ رَوَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ نَجِيحٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " كَتَبَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى مُعَاذٍ وَهُوَ وَالِي الْيَمَنَ: مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ إِلَى مُعَاذٍ "
فَذَكَرَ نَحْوَهُ مُخْتَصَرًا.
قَالَ يَحْيَى: إِسْحَاق مَعْرُوف بِالْكَذِبِ وَوضع الْحَدِيث، وكل هَذِه الرِّوَايَات بَاطِلَة، وَإِنَّمَا كَانَت وَفَاة ابْن معَاذ فِي سنة الطَّاعُون، سنة ثَمَان عشرَة، بَعْد موت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسبع سِنِين، وَإِنَّمَا كتب إِلَيْهِ بَعْض الصَّحَابَة يعزيه.(3/242)
بَاب ذكر عمر الدُّنْيَا أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد أَنبأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ السَّهْمِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بن عبد الله النَّبْطِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا حَمْزَةُ بْنُ دَاوُدَ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا الْعَلاءُ بْنُ زَيْدَلَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عُمَرُ الدُّنْيَا سَبْعَةُ أَيَّامٍ مِنْ أَيَّامِ الآخِرَةِ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: (وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ) ".
هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالْمُتَّهَم بِهِ الْعَلَاء ابْن زيدل.
قَالَ ابْنُ الْمَدِينِيّ: كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ، وَقَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ وَأَبُو دَاوُد: مَتْرُوك الْحَدِيث، وَقَالَ ابْن حِبَّانَ: روى عَنْ أَنَس نُسْخَة مَوْضُوعَة لَا يحل ذكره إِلَّا تَعَجبا.(3/243)
كتاب الْبَعْث وأهوال الْقِيَامَة
بَاب صفة حشر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِيه أَحَادِيث: الحَدِيث الأول: أَنبأَنَا عبد الرحمن أَنبأَنَا أَحْمد بن عَليّ بن ثَابت أَنبأَنَا عبد الله ابْن مُحَمَّد بن عبيد الله النَّجَّارُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ حَدثنَا عبد الله بن مُحَمَّد بن عبيد الله السِّمْسَارُ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُثَنَّى الطهرى حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ حَدَّثَنَا عبد الله
ابْن لَهِيعَةَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَمَّا أَنَا فِي الْقِيَامَةِ فَعَلَى الْبُرَاقِ، وَجْهُهَا كَوَجْهِ الإِنْسَانِ وَخَدُّهَا كَخَدِ الْفَرَسِ، وَعُرْفُهَا مِنْ لُؤْلُؤٍ مَمْشُوطٍ، وَأُذُنَاهَا زبر جدتان خَضْرَاوَانِ، وَعَيْنَاهَا مِثْلُ كَوْكَبِ الزّهْرَةِ، تَتَّقِدَانِ مِثْلَ النِّجْمَيْنِ الْمُضِيئَيْنِ، لَهَا شُعَاعٌ مِثْلَ شُعَاعِ الشَّمْسِ، بَلْقَاءٍ محجلة يضئ مَرَّةً وَيَنْمَى أُخْرَى، يَنْحَدِرُ مِنْ نَحْرِهَا مِثْلُ الْجُمَانِ، مَضْطَرِبَةُ الْخلقِ، أَدْنَى ذَنِبَهَا مِثْلَ ذَنِبِ الْبَقَرَةِ، طَوِيلَةُ الْيَدَيْنِ وَالرِّجْلَيْنِ، أَظْلافُهَا كَأَظْلَافِ الهر من زبر جد أَخْضَرَ، تَجِدُّ فِي سَيْرِهَا مَمَرُّهَا كَالرِّيحِ و - هَل -[هِيَ] مِثْلُ السَّحَابَةِ، لَهَا نَفَسٌ كَنَفَسِ الآدَمِيِّينَ، تَسْمَعُ الْكَلامَ وَتَفْهَمُهُ، وَهِيَ فَوْقَ الْحِمَارِ وَدُونَ الْبَغْلِ ".
هَذَا حَدِيث لاصحة لَهُ، وَكَانَ يَحْيَى بْن سَعِيد لَا يرى ابْن لَهِيعَة شَيْئا، وَقد ضعفه ابْن معِين وَغَيره.
الحَدِيث الثَّانِي: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الْحَافِظُ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا الْعَتِيقِيُّ أَنْبَأَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا الْعَقِيلِيُّ حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ شُعَيْبٍ حَدَّثَنَا أُمَيَّةُ بْنُ بِسْطَامٍ الْعَيْشِيُّ حَدَّثَنَا عَاصِمُ الْعَبَادَانِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ كَيْسَانَ عَنْ سُوَيْدِ بْنِ عُمَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " حَوْضِي أَشْرَبُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمَنِ اتَّبَعَنِي مِنَ الأَنْبِيَاءِ وَيَبْعَثُ اللَّهُ نَاقَةَ ثَمُودَ لِصَالِحٍ فَيَحْلِبُهَا فَيَشْرَبُهَا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ(3/244)
حَتَّى يُوَافُوا بِهَا الْمَوْقِفَ مَعَهُ وَلَهَا رُغَاءٌ.
قَالَ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ وَأَظُنُّهُ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَأَنْتَ يَوْمَئِذٍ عَلَى الْعَضْبَاءِ؟ قَالَ: لَا، ابْنَتِي فَاطِمَةُ عَلَى الْعَضْبَاءِ وَأُحْشَرُ أَنَا عَلَى الْبُرَاقِ فَأَخْتَصُّ بِهَا دُونَ الأَنْبِيَاءِ.
قَالَ: ثُمَّ نَظَرَ إِلَى بِلالٍ فَقَالَ: يُحْشَرُ هَذَا عَلَى نَاقَةٍ مِنْ نُوقِ الْجَنَّةِ فَيُقَدِّمُنَا بِالأَذَانِ مَحْضًا، فَإِذَا قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، قَالَتِ الأَنْبِيَاءُ مِثْلَهَا: وَنَحْنُ نَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، فَإِذَا قَالَ: أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، فَمِنْ مَقْبُولٍ مِنْهُ وَمَرْدُودٍ عَلَيْهِ.
قَالَ: فَيَتَلَقَّى بِحُلَّةٍ مِنْ
حُلَلِ الْجَنَّةِ، وَأَوَّلُ مَنْ يُكْسَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ حُلَلِ الْجَنَّةِ بَعْدَ الأَنْبِيَاءِ الشُّهَدَاءُ وَصَالِحُ الْمُؤَذِّنِينَ ".
هَذَا حَدِيث مَوْضُوع لَا أَصْلَ لَهُ.
قَالَ الْعَقِيلِيّ: عَبْد الْكَرِيم مَجْهُول بِالنَّقْلِ وحَدِيثه غير مَحْفُوظ.
الحَدِيث الثَّالِث: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الْحَافِظُ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا الْعَتِيقِيُّ أَنْبَأَنَا الْعَتِيقِيُّ أَنْبَأَنَا بْنُ الدَّخِيلِ أَنْبَأَنَا الْعَقِيلِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَتْنَا حَكَّامَةُ بِنْتُ عُثْمَانَ بْنِ دِينَارٍ أَخِي مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ كُنْتُ أَوَّلَ مَنْ تَنْشَقُّ الأَرْضُ عَنْهُ وَلا فَخْرَ، وَيَتْبَعُنِي بِلالٌ الْمُؤَذِّنُ وَيَتْبَعُهُ سَائِرُ الْمُؤَذِّنِينَ وَهُوَ وَاضِعٌ يَدَهُ فِي أُذُنِهِ وَهُوَ يُنَادِي: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولَ اللَّهِ، أَرْسَلَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهُ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ، وَسَائِرُ الْمُؤَذِّنِينَ يُنَادُونَ مَعَهُ وَيَتَّبِعُونَهُ حَتَّى يَأْتِيَ أَبْوَابَ الْجَنَّةِ فَأَكُونُ أَنَا أَوَّلَ ضَارِبِ حَلْقَةِ بَابِ الْجَنَّةِ وَلا فَخْرَ، وَتَلْقَانَا الْمَلائِكَةُ بِخُيُولٍ وَنُوقٍ مِنْ أَلْوَانِ الْجَوْهَرِ صَهِيلُهَا التَّسْبِيحُ حَتَّى يُسَلِّمَ عَلَيْنَا وَيَقُولُ: ادْخُلُوهَا بِسَلامٍ آمِنِينَ، هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ " وَذكر حَدِيثا طَويلا.
كَذَا قَالَ الْعَقِيلِيّ.
قَالَ: وَعُثْمَان تروى عَنْهُ ابْنَته حَكَّامَة أَحَادِيث بَوَاطِيلُ لَيْسَ لَهَا أصل مِنْهَا هَذَا [الحَدِيث] .(3/245)
الحَدِيث الرَّابِعُ: أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنبأَنَا أَحْمد بن عَليّ بن ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَزَّازُ حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّد عبد الله بْنُ مُحَمَّدِ الْخَلالُ حَدَّثَنَا أَبِي حَدثنَا على بن دَاوُد - العنطرى -[القنطرى] حَدثنَا عبد الله بن صَالح حَدثنَا يحيى ابْن أَيُّوبَ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقَرْطِيُّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَبْعَثُ اللَّهُ الأَنْبِيَاءَ عَلَى الدَّوَابِ، وَيَبْعَثُ صَالِحًا
عَلَى نَاقَتِهِ، يُوَافِي الْمُؤْمِنيِنَ مِنْ أَصْحَابِهِ الْمَحْشَرَ، وَيَبْعَثُ ابْنَيْ فَاطِمَةَ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ عَلَى ناقتين وعَلى ابْن أَبِي طَالِبٍ عَلَى نَاقَتِي وَأَنَا عَلَى الْبُرَاقِ، وَيَبْعَثُ بَلالا عَلَى نَاقَةٍ فَيُنَادِي بِالأَذَانِ وَشَاهدُهُ حَقًّا حَقًّا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ شَهِدْتُهَا مَعَ الْخَلائِقِ مِنَ الْمُؤْمِنيِنَ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ، فَقَبِلْتُ مِمَّنْ قَبِلْتُ ".
هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَعبد الله بن صَالح هُوَ كَاتب اللَّيْث.
قَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل: لَيْسَ بشئ، وَقَالَ ابْن حبَان: كَانَ مُنكر الْحَدِيث جدا يرْوى عَنِ الْأَثْبَات مَا لَيْسَ من حَدِيث الثقاة، وَكَانَ لَهُ جَار يضع الْحَدِيث على شيخ عبد الله ويكتبه بِخَط يشبه خطّ عبد الله ويرميه فِي دَاره بَيْنَ كتبه فيتوهم عبد الله أَنه خطه فَيحدث بِهِ.
بَاب حشر الْمُشْركين أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ السَّمَرْقَنْدِيُّ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ السَّهْمِي أَنبأَنَا أَبُو أَحْمد بن عدى حَدثنَا ابْن أَبِي سُوَيْدٍ حَدَّثَنَا شَيْبَانُ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ دِينَارٍ عَنِ الْخَصِيبِ بْنِ جُحْدَرٍ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ الْمُتَكَبِّرِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي صُوَرِ الذَّرِّ لِهَوَانِهِمْ عَلَى اللَّهِ ليطأوهم الْجِنُّ وَالإِنْسُ وَالدَّوَابُ بِأَرْجُلِهَا حَتَّى يَقْضِيَ اللَّهُ بَيْنَ عِبَادِهِ، فَيُدْخِلُ أَهْلَ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ، وَأَهْلَ النَّارِ النَّارَ، وَيُعَذَّبُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي وادى جَهَنَّم ".(3/246)
قَالَ ابْن عَدِي: مدَار هَذَا الْحَدِيث عَلَى الخصيب وَرَاوِيه عَنْهُ الْحَسَن.
قَالَ المُصَنّف قُلْت: أما الخصيب فَقَدْ كذبه شُعْبَة وَيَحْيَى الْقَطَّان وَابْن معِين وَقَالَ أَحْمَد: لَا يكْتب حَدِيثه، وَقَالَ الدَّارقطني: مَتْرُوكٌ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يَرْوِي عَن الثقاة الْأَحَادِيث الموضوعات.
وَأَمَّا الْحَسَن فَقَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل:
لَا يكْتب حَدِيثه.
وَقَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكٌ.
وَقَالَ ابْنُ حبَان: حدث بالموضوعات عَن الاثبات.
بَاب ذكر المواقف بَيْنَ يدى اللَّه عزوجل أَنبأَنَا أَبُو بكر مُحَمَّد بن الْحُسَيْنِ الْمَزْرَقِيُّ وَحَدَّثَنَا عَنْهُ ابْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَيَّاطُ أَنْبَأَنَا أَبُو سَهْلٍ مَحْمُودُ بْنُ عُمَرَ الْعُكْبَرِيُّ حَدثنَا أَبُو بكر مُحَمَّد ابْن الْحَسَنِ النَّقَّاشُ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الطَّبَرِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الرَّازِيُّ حَدَّثَنَا مَسْلَمَةُ بْنُ صَالِحٍ حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ الْحَكَمِ عَنْ سَلامٍ الطَّوِيلِ عَنْ غِيَاثِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ عبد الرحمن بْنِ غَنْمٍ وَزَيْدِ بْنِ وَهْبٍ عَن عبد الله بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: " كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَعِنْده عبد الله بْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا وَعِنْدَهُ عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ فِي الْقِيَامَةِ لَخَمْسِينَ مَوْقِفًا، كُلُّ مَوْقِفٍ مِنْهَا أَلْفُ سَنَةٍ، فَأَوَّلُ مَوْقِفٍ إِذَا خَرَجَ النَّاسُ مِنْ قُبُورِهِمْ يَقُومُونَ عَلَى أَبْوَابِ قُبُورِهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ عُرَاة حُفَاة جياعا عظاشا، فَمَنْ خَرَجَ مِنْ قَبْرِهِ، مُؤْمِنًا بِرَبِّهِ مُؤْمِنًا بِنَبِيِّهِ مُؤْمِنًا بِجَنَّتِهِ وَنَارِهِ، مُؤْمِنًا بِالْبَعْثِ وَالْقِيَامَةِ وَالْقَدَرِ خَيره وشره من الله عزوجل مُصَدِّقًا بِمَا جَاءَ بِهِ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من عِنْدَ رَبِّهِ، نَجَا وَفَازَ وَغَنمَ وَسعد، وَمن شكّ فِي شئ مِنْ هَذَا بَقِيَ فِي جُوعِهِ وَعَطَشِهِ وَغَمِّهِ وَكَرْبِهِ أَلْفَ سَنَةٍ حَتَّى يَقْضِيَ اللَّهُ بِمَا يَشَاءُ، ثُمَّ يُسَاقُونَ مِنْ ذَلِكَ الْمُقَامِ إِلَى الْمَحْشَرِ، فَيَقُومُونَ عَلَى أَرْجُلِهِمْ أَلْفَ عَامٍ فِي سُرَادِقَاتِ النِّيرَانِ فِي حَرِّ الشَّمْسِ وَالنَّارُ عَنْ أَيْمَانهم ".(3/247)
وَذكر حَدِيثا طَويلا مِقْدَار جُزْء عَلَيْهِ آثَار تَدُل عَلَى أَنَّهُ مَوْضُوع لَا أَصْلَ لَهُ ثُمَّ فِي إِسْنَاده سَلام الطَّوِيل.
قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: لَا يُكْتَبُ حَدِيثه لَيْسَ بشئ.
وَقَالَ البُخَارِيّ وَالنَّسَائِيّ وَالدَّارقطني: مَتْرُوكٌ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يَرْوِي عَن
الثقاة الموضوعات كَأَنَّهُ كَانَ الْمُتَعَمد لَهَا.
وَفِي الْإِسْنَاد سَلمَة بْن صَالِح.
قَالَ أَحْمد وَيحيى: لَيْسَ بشئ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لَا يَحِلُّ كتب حَدِيثه إِلَّا تَعَجبا.
وَفِيهِ مُحَمَّد بن حميد، كذبه أبوررعة وَابْن وارة.
بَاب دُعَاء النَّاس بأمهاتهم أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد أَنبأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي الْفَضْلِ أَنْبَأَنَا حَمْزَة السَّهْمِي أَنبأَنَا أَبُو أَحْمد بْنُ عَدِيٍّ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجُهَنِيُّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بِشْرِ بْنِ هَلالٍ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الطَّبَرِيُّ حَدَّثَنَا مَرْوَانُ الْفَزَارِيُّ عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ عَنْ أَنْسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يُدْعَى النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأُمَّهَاتِهِمْ سِتْرًا من الله عزوجل عَلَيْهِمْ ".
هَذَا حَدِيث لَا يَصح وَالْمُتَّهَم بِهِ إِسْحَاق.
قَالَ ابْن عَدِي: هُوَ مُنكر الْحَدِيث وَمن حَدِيثه هَذَا الْحَدِيث وَقَالَ ابْن حبَان: يَأْتِي عَن الثقاة بالأشياء الموضوعات لَا يحل كتب حَدِيثه إِلَّا على التَّعَجُّب.
بَاب ذكر الْمِيزَان روى إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الطَّيَّانُ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ الزَّاهِدُ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ عَنْ ثَوْرٍ عَنْ خَالِدٍ عَنْ مُعَاذٍ قَالَ: " قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَثَمَّ مَوَازِينٌ وَكِفَّتَانِ؟ فَقَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ، إِنَّمَا ثُمَّ حَسَنَاتٌ وَسَيِّئِّاتٌ تُوزَنُ حَسَنَاتُهُ بِسَيِّئَاتِهِ، فَإِنْ فَضَلَتْ حَسَنَاتُهُ عَلَى سَيِّئَاتِهِ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَإِنْ فَضَلَتْ سَيِّئَاتُهُ عَلَى حَسَنَاتِهِ كَانَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، وَمَنِ اسْتَوَتْ حَسَنَاتُهُ وَسَيِّئَاتُهُ جَازَ الصِّرَاطَ وَكَانَ عَلَى السُّورِ - وَهُوَ الأَعْرَافُ - حَتَّى أَشْفَعَ لَهُمْ فَيَدْخُلُونَ الْجنَّة(3/248)
بِشَفَاعَتِي، وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرٍ، وَالسِّيِّئَةُ بِوَاحِدَةٍ، فَأَبْعَدَ اللَّهُ مَنْ غَلَبَتْ وَاحِدَتُهُ عَشْرًا ".
هَذَا حَدِيث لَا يَصح، وَإِبْرَاهِيم وَالْحُسَيْن وَإِسْمَاعِيل كلهم مجروحون.
قَالَ الدَّارقطني: إِسْمَاعِيل بْن أَبِي زِيَاد كَذَّاب مَتْرُوكٌ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لَا يحل ذكره فِي الْكتب إِلَّا على سَبِيل الْقدح فِيهِ.
بَاب اختصام الرّوح والجسد يَوْم الْقِيَامَة أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ أَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّد الْهَمدَانِي حَدثنَا الدَّارقطني حَدثنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رَبِيعَةَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الْخَيَّاطُ حَدَّثَنَا صَالِحٌ التِّرْمِذِيُّ حَدَّثَنَا الْمُسَيِّبُ بْنُ شَرِيكٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمِرْزِبَانِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَخْتَصِمُ الرُّوحُ وَالْجَسَدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيَقُولُ الْجَسَدُ: أَنَا كُنْتُ بِمَنْزِلَةِ الْجِذْعِ مُلْقَى لَا أُحِرِّكُ يَدًا وَلا رِجْلا لَوْلا الرُّوحُ، وَتَقُولُ الرُّوحُ: أَنَا كُنْتُ رِيحًا لَوْلا الْجَسَدُ لَمْ أَسْتَطِعْ أَنْ أَعْمَلَ شَيْئًا، وَضَرَبَ لَهَا مَثَلَ أَعْمَى وَمُقْعَدٍ، حَمَلَ الأَعْمَى الْمُقْعَدَ، فَدَلَّهُ بِبَصَرِهِ الْمُقْعَدُ، وَحَمَلَهُ الأَعْمَى بِرِجْلِهِ ".
هَذَا حَدِيث مَوْضُوع على رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ يَحْيَى: سَعِيد ابْن الْمَرْزُبَان وَالْمُسَيب ليسَا بشئ.
وَقَالَ الفلاس: حَدِيثهمَا مَتْرُوك.
بَاب أهوال الْقِيَامَة أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفُرَاتِ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَارِبَ بْنَ دِثَارٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الطَّيْرُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرْفَعُ مَنَاقِيرَهَا، وَتَضْرِبُ بِأَذْنَابِهَا، وَتَطْرَحُ مَا فِي بَطُونِهَا، وَلَيْسَ عِنْدهَا طلبه فاتقة ".(3/249)
هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَالْمُتَّهَم بِهِ مُحَمَّد
ابْن الْفُرَات.
قَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ.
وَقَالَ أَبُو بَكْر بْن أَبِي شيبَة: كَذَّاب.
وَقَالَ أَبُو دَاوُد: رَوَى عَنْ محَارب بْن دثار أَحَادِيث مَوْضُوعَة.
بَاب فِي ذكر الشَّفَاعَة أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الأَرْمَوِيُّ وَأَحْمَدُ بْنُ ظَفْرٍ الْمَغَازِلِيُّ قَالا أَنبأَنَا عبد الصَّمد ابْن الْمَأْمُون أَنبأَنَا الدَّارقطني حَدَّثَنَا الْبَغَوِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعٍ الزَّهْرَانِيُّ حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ أَبِي دَاوُدَ عَنْ لَيْثٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَوَّلُ مِنْ أَشْفَعُ لَهُ مِنْ أُمَّتِي أَهْلُ بَيْتِي، ثُمَّ الأَقْرَبُ فَالأَقْرَبُ، ثُمَّ الأَنْصَارُ، ثُمَّ مَنْ آمَنَ بِي وَاتَّبَعَنِي مِنَ الْيَمَنِ، ثُمَّ سَائِرُ الْعَرَبِ، ثُمَّ الاعاجم، وَمن أشفع لَهُ أَو لَا أفضل ".
قَالَ الدَّارقطني: تفرد بِهِ حَفْص عَنْ لَيْث.
قَالَ المُصَنّف قُلْت: أما لَيْث فغاية فِي الصعف عِنْدهم، إِلَّا أَن الْمُتَّهم بِهَذَا حَفْص.
قَالَ أَحْمَد وَمُسلم وَالنَّسَائِيّ: هُوَ مَتْرُوك.
وَقَالَ عبد الرحمن يُوسُف بْن خرَاش: مَتْرُوك يضع الحَدِيث.(3/250)
كتاب صفة الْجنَّة
بَاب جعل الخواتيم فِي أَصَابِع أهل الْجنَّة أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ الْبَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ عَلِيٍّ الْبَصْرِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو مسْعدَة عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الإِدْرِيسِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ قُرَيْشٍ الْمَرْوَزِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْكَاتِبُ الْمَرْوَزِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَوْرِ بْنِ هَانِي الْقُرَشِيُّ حَدَّثَنَا الشَّاهُ بْنُ فَرْعٍ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ عَن عبد الله قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يُدْخِلَ أَهْلَ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ
بَعَثَ اللَّهُ مَلَكًا، فَيَقُولُ الْمَلكُ: كَمَا أَنْتُمْ وَمَعَهُ عَشْرُ خَوَاتِيمَ مِنْ خَوَاتِيمِ الْجَنَّةِ هَدِيَّةً مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينِ، فَوَضَعَهُ فِي أَصَابِعِهِمْ، مَكْتُوبٌ فِي أَوَّلِ خَاتَمٍ: طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ، وَفِي الثَّانِي مَكْتُوبٌ: ادْخُلُوهَا بِسَلامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ، وَفِي الثَّالِثِ مَكْتُوبٌ: ذَهَبَ عَنْكُمُ الأَحْزَانُ وَالْغُمُومُ، وَفِي الرَّابِعِ مَكْتُوبٌ: لِبَاسُهُمُ الْحُلِيُّ وَالْحُلَلُ، وَفِي الْخَامِسِ مَكْتُوبٌ: زَوَّجْنَاكُمُ الْحُورَ الْعِينَ، وَفِي السَّادِسِ مَكْتُوبٌ: إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا إِنُّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ، وَفِي السَّابِعِ مَكْتُوبٌ: صِرْتُمْ شُبَّانًا لَا تَهْرَمُونَ، وَفِي الثَّامِنِ مَكْتُوبٌ: صِرْتُمْ آمِنِينَ لَا تَخَافُونَ أَبَدًا، وَفِي التَّاسِعِ مَكْتُوبٌ: رَافَقْتُمُ النَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءَ، وَفِي الْعَاشِرِ مَكْتُوبٌ: أَنْتُمْ فِي جِوَارِ مَنْ لَا يُؤْذِي الْجِيرَانَ.
فَلَمَّا دَخَلُوا بُيُوتَهُمْ قَالُوا: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ ".
هَذَا حَدِيث لَا نشك فِي وَضعه، وَفِيهِ مَجْهُولُونَ وضعفاء، والشاه كَانَ يضع الحَدِيث.
بَاب دُخُول أَقوام الْجنَّة سرا أَنبأَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الصُّوفِيُّ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد بن عبد الملك الْمُؤَذّن(3/251)