وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ فِي علله هَذَا حَدِيث لم يثبت وَكَانَ يَحْيَى الْقطَّان قد حدث بِهِ عَن حَمَّاد بن سَلمَة بِهِ مَرْفُوعا ثمَّ تَركه
انْتَهَى
وَأما حَدِيث ابْن عَبَّاس فَرَوَاهُ ابْن عدي فِي الْكَامِل والطبري وَابْن مرْدَوَيْه والواحدي والثعلبي وَمن طَريقَة الْبَغَوِيّ فِي تفاسيرهم كلهم عَن سُفْيَان الثَّوْريّ عَن أبان بن أبي عَيَّاش عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس فِي هَذِه الْآيَة ثلة من الْأَوَّلين وثلة من الآخرين قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (هما جَمِيعًا من أمتِي)
انْتَهَى
وَضَعفه الطَّبَرِيّ فَإِنَّهُ قَالَ وَقد رُوِيَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ خبر من وَجه غير صَحِيح أَنه قَالَ (الثُّلَّتَانِ من أمتِي) ثمَّ سَاقه بالسند الْمَذْكُور وَضَعفه ابْن عدي بَابَانِ بن أبي عَبَّاس وَقَالَ هُوَ مولَى لأنس بن مَالك وَهُوَ مُنكر الحَدِيث وَأَرْجُو أَنه مِمَّن لَا يكذب وَلكنه يغلط
انْتَهَى
1286 - الْحَدث الثَّانِي فِي الحَدِيث أَوْلَاد الْكفَّار خدم أهل الْجنَّة
قلت رُوِيَ من حَدِيث سَمُرَة وَمن حَدِيث أنس
فَحَدِيث سَمُرَة رَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْكَبِير وَالْوسط وَالْبُخَارِيّ فِي تَارِيخه الْوسط كلهم من حَدِيث عِيسَى بن شُعَيْب ثَنَا عباد بن مَنْصُور عَن أبي رَجَاء العطاردي عَن سَمُرَة بن جُنْدُب قَالَ سَأَلنَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَن أَوْلَاد الْمُشْركين فَقَالَ (هم خدم أهل الْجنَّة)
انْتَهَى
قَالَ الْبَزَّار لَا نعلمهُ يرويهِ عَن النَّبِي إِلَّا سَمُرَة وَلَا رَوَاهُ عَنهُ إِلَّا أَبُو رَجَاء العطاردي
انْتَهَى
وَقَالَ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط وَلَا رَوَاهُ عَن أبي رَجَاء إِلَّا عباد بن مَنْصُور
انْتَهَى(3/404)
وَقَالَ البُخَارِيّ عِيسَى بن شُعَيْب بَصرِي صَدُوق
انْتَهَى
وَأما حَدِيث أنس فَرَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده ثَنَا الْفضل بن سهل ثَنَا الْحجَّاج ابْن نصير ثَنَا مبارك بن فضَالة عَن عَلّي بن زيد بن جدعَان عَن أنس قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (أَطْفَال الْمُشْركين خدم أهل الْجنَّة)
انْتَهَى
وَسكت عَنهُ وَهَذَا مُنَاقض لقَوْله لَا نعلمهُ يرويهِ عَن النَّبِي إِلَّا سَمُرَة
وَله طَرِيق آخر رَوَاهُ أَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ فِي مُسْنده ثَنَا الرّبيع بن صبيح عَن يزِيد بن أبان الرقاشِي قَالَ قُلْنَا لأنس بن مَالك يَا أَبَا حَمْزَة مَا تَقول فِي أَطْفَال الْمُشْركين فَقَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (لم يكن لَهُم سيئات فَيُعَذَّبُوا بهَا وَلم يكن لَهُم حَسَنَات فَيَكُونُوا بهَا من أهل الْجنَّة هم خدم أهل الْجنَّة)
انْتَهَى
وَبِهَذَا السَّنَد رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي الْحِلْية فِي تَرْجَمَة الرّبيع بن صبيح عَن الطَّبَرَانِيّ بِسَنَدِهِ إِلَى الرّبيع وَرَوَاهُ أَبُو يعْلى الْموصِلِي فِي مُسْنده ثَنَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة ثَنَا وَكِيع عَن الْأَعْمَش عَن يزِيد الرقاشِي عَن أنس بِهِ
1287 - الحَدِيث الثَّالِث عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَن أم سَلمَة سَأَلته عَن قَوْله تَعَالَى إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إنْشَاء فَقَالَ (يَا أم سَلمَة هن اللواتي قبضن فِي أَرض الدُّنْيَا عَجَائِز شُمْطًا رَمضًا جَعلهنَّ الله بعد الْكبر أَتْرَابًا عَلَى مِيلَاد وَاحِد فِي الاسْتوَاء كَمَا أَتَاهُنَّ أَزوَاجهنَّ وَجَدُوهُنَّ أَبْكَارًا) فَلَمَّا سَمِعت عَائِشَة ذَلِك من رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَت وَاوَجَعَاه فَقَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَامُ (لَيْسَ هُنَاكَ وجع)(3/405)
قلت رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه والطبري فِي تَفْسِيره بِنَقص لم يذكرَا فِيهِ كَلَام عَائِشَة كِلَاهُمَا من حَدِيث عَمْرو بن هَاشم الْبَيْرُوتِي ثَنَا سُلَيْمَان بن أبي كَرِيمَة عَن هِشَام ابْن حسان عَن الْحسن عَن أمه عَن أم سَلمَة قَالَت قلت يَا رَسُول الله أَخْبرنِي عَن قَوْله عربا أَتْرَابًا قَالَ هن اللواتي قبضن فِي دَار الدُّنْيَا عَجَائِز رَمْضَاءُ شَمْطَاء خَلقهنَّ الله بعد الْكبر فَجعلْنَ عذارى عربا مُتَعَشقَات مُتَحَببَات لِأَزْوَاجِهِنَّ أَتْرَابًا عَلَى مِيلَاد وَاحِد)
وَبِهَذَا السَّنَد رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره حَدثنَا مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم ثَنَا بكر بن سُهَيْل ثَنَا عَمْرو بن هَاشم بِهِ سندا ومتنا
وَرَوَاهُ بِلَفْظ المُصَنّف الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث عِيسَى بن عمر بن مَيْمُون ثَنَا الْمسيب بن إِسْحَاق ثَنَا عِيسَى بن مُوسَى غُنْجَار ثَنَا إِسْمَاعِيل بن أبي زِيَاد عَن يُونُس بن عبيد عَن الْحسن عَن أم سَلمَة زوج النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنَّهَا سَأَلت النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَن قَوْله تَعَالَى إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إنْشَاء الْآيَة فَقَالَ (يَا أم سَلمَة هن اللواتي قبضن فِي دَار الدُّنْيَا عَجَائِز شُمْطًا رَمضًا جَعلهنَّ الله بعد الْكبر أَتْرَابًا عَلَى مِيلَاد وَاحِد فِي الاسْتوَاء) ثمَّ قَالَ وَأخْبرنَا ابْن فَنْجَوَيْهِ ثَنَا مُوسَى بن مُحَمَّد ثَنَا الْحسن بن علوِيَّة ثَنَا إِسْمَاعِيل بن عِيسَى ثَنَا الْمسيب بن شريك فِي قَوْله تَعَالَى إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إنْشَاء الْآيَة قَالَ (هن عَجَائِز الدُّنْيَا أَنْشَأَهُنَّ الله خلقا جَدِيدا كلما أَتَاهُنَّ أَزوَاجهنَّ وَجَدُوهُنَّ أَبْكَارًا فَلَمَّا سَمِعت عَائِشَة ذَلِك قَالَت وَاوَجَعَاه فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (لَيْسَ هُنَاكَ وجع)
انْتَهَى
وَفِي التِّرْمِذِيّ مِنْهُ قِطْعَة يسيرَة رَوَاهُ من حَدِيث مُوسَى بن عُبَيْدَة عَن يزِيد ابْن أبان الرقاشِي عَن أنس قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي قَوْله (إِن أَنْشَأْنَاهُنَّ إنْشَاء) قَالَ إِن من الْمُنْشَآت الْآتِي كُنَّا فِي الدُّنْيَا عَجَائِز عمشًا رَمضًا)
انْتَهَى
وَقَالَ حَدِيث غَرِيب لَا نعرفه إِلَّا من حَدِيث مُوسَى بن عُبَيْدَة وَيزِيد الرقاشِي وهما يُضعفَانِ فِي الحَدِيث
انْتَهَى(3/406)
1288 - الحَدِيث الرَّابِع رُوِيَ أَن عجوزا قَالَت لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ادْع الله أَن يدخلني الْجنَّة فَقَالَ (إِن الْجنَّة لَا يدخلهَا الْعَجَائِز) فَوَلَّتْ وَهِي تبْكي فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام (أَخْبرُوهَا أَنَّهَا لَيست يَوْمئِذٍ بِعَجُوزٍ)
قلت رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي الشَّمَائِل فِي بَاب مزاح النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من حَدِيث الْمُبَارك ابْن فضَالة عَن الْحسن قَالَ أَتَت عَجُوز للنَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَت يَا رَسُول الله ادْع الله أَن يدخلني الْجنَّة فَقَالَ (يَا أم فلَان إِن الْجنَّة لَا يدخلهَا عَجُوز) قَالَ فَوَلَّتْ وَهِي تبْكي فَقَالَ (أَخْبرُوهَا أَنَّهَا لَا تدْخلهَا وَهِي عَجُوز إِن الله يَقُول (إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إنْشَاء) الْآيَة
انْتَهَى
وَهُوَ مُرْسل ضَعِيف
وَبِهَذَا السَّنَد رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ
وَذكر أَن ابْن الْجَوْزِيّ رَوَاهُ فِي كتاب الْوَفَاء من حَدِيث خَارِجَة بن مُصعب عَن سعيد بن أبي عرُوبَة عَن قَتَادَة عَن أنس أَن عجوزا دخلت فَقَالَت الحَدِيث
وَرَوَى الْبَيْهَقِيّ فِي الْبَعْث والنشور من حَدِيث لَيْث بن أبي سليم عَن مُجَاهِد عَن عَائِشَة قَالَت دخل النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَلَى عَائِشَة وَعِنْدهَا عَجُوز فَقَالَ (من هَذِه) قَالَت إِحْدَى خَالَاتِي قَالَ (أَنا إِنَّه لَا يدْخل الْجنَّة الْعَجز) فَدخل الْعَجُوز من ذَلِك مَا شَاءَ الله فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ خلقا آخر)
انْتَهَى
وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط حَدثنَا مُحَمَّد بن عُثْمَان بن أبي شيبَة ثَنَا أَحْمد بن طَارق الْوَالِبِي ثَنَا مسْعدَة بن اليسع ثَنَا سعيد بن أبي عرُوبَة عَن قَتَادَة عَن سعيد بن الْمسيب عَن عَائِشَة قَالَت أَتَت النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَجُوز من الْأَنْصَار فَقَالَت يَا رَسُول الله ادْع الله أَن يدخلني الْجنَّة فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام (إِن الْجنَّة لَا يدخلهَا عَجُوز) فَلَقِيت مِمَّا قَالَ مشقة فَقَالَ (إِن الله إِذا أدْخلهُنَّ الْجنَّة حَوْلهنَّ أَبْكَارًا)
انْتَهَى(3/407)
1289 - الحَدِيث الْخَامِس عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (يدْخل أهل الْجنَّة الْجنَّة جَرَادًا مردا بيضًا جِعَادًا مُكَحَّلِينَ أَبنَاء ثَلَاث وَثَلَاثِينَ)
قلت رَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده وَابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي صفة الْجنَّة وَأَبُو يعْلى الْموصِلِي فِي مُسْنده وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الصَّغِير وَفِي الْوسط فِي حرف الْمِيم وَالْبَيْهَقِيّ فِي الْبَعْث والنشور عَن يزِيد بن هَارُون وَعَفَّان أَنا حَمَّاد بن سَلمَة عَن عَلّي بن زيد عَن سعيد بن الْمسيب عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (يدْخل أهل الْجنَّة الْجنَّة جردا جردا بيضًا جِعَادًا مُكَحَّلِينَ أَبنَاء ثَلَاث وَثَلَاثِينَ عَلَى خلق آدم سِتُّونَ ذِرَاعا فِي عرض سَبْعَة أَذْرع)
انْتَهَى
وَرَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ بِهَذَا الْإِسْنَاد وَمن طَرِيقه الْبَغَوِيّ
قَالَ ابْن حَاتِم فِي علله قَالَ أبي وَرَوَاهُ أَبُو سَلمَة عَن حَمَّاد بن سَلمَة عَن عَلّي بن زيد عَن سعيد بن الْمسيب عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ وَكِلَاهُمَا صَحِيحَانِ
انْتَهَى
وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي كِتَابه مُخْتَصرا من حَدِيث عمرَان الْقطَّان عَن قَتَادَة عَن شهر بن حَوْشَب عَن عبد الرَّحْمَن بن غنم عَن معَاذ بن جبل أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (يدْخل أهل الْجنَّة الْجنَّة جردا مردا مُكَحَّلِينَ أَبنَاء ثَلَاثِينَ أَو ثَلَاث وَثَلَاثِينَ سنة)
انْتَهَى
وَقَالَ حَدِيث غَرِيب وَبَعض أَصْحَاب قَتَادَة رَوَوْهُ عَن قَتَادَة مُرْسلا لم يُسْنِدُوهُ
انْتَهَى
وَذكره فِي صفة الْجنَّة
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَالْبَيْهَقِيّ فِي كتاب الْبَعْث والنشور ثمَّ أخرجه الْبَيْهَقِيّ عَن شَيبَان عَن قَتَادَة بِهِ فَذكره مَوْقُوفا
وَرَوَاهُ ابْن سعد فِي أول الطَّبَقَات أخبرنَا يَحْيَى بن السكن أَنا حَمَّاد بن سَلمَة أَنا عَلَى بن زيد بِهِ فَذكره مُرْسلا لَيْسَ فِيهِ أَبُو هُرَيْرَة(3/408)
1290 - الحَدِيث السَّادِس عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (لَا يَقُولَن أحدكُم زرعت وَليقل حرثت)
قلت رَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الثَّالِث وَالْأَرْبَعِينَ من الْقسم الثَّانِي من حَدِيث مُسلم بن أبي مُسلم الْجرْمِي ثَنَا مخلد بن الْحُسَيْن عَن هِشَام ابْن حسان عَن مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (لَا يقل أحدكُم زرعت وَليقل حرثت) ثمَّ قَرَأَ أَبُو هُرَيْرَة أَفَرَأَيْتُم مَا تَحْرُثُونَ إِلَى آخرهَا
انْتَهَى
وَرَوَاهُ كَذَلِك أَبُو يعلي الْموصِلِي وَالْبَزَّار فِي مسنديهما وَأَبُو نعيم فِي الْحِلْية فِي تَرْجَمَة مخلد بن الْحُسَيْن والطبري وَابْن مرْدَوَيْه فِي تفسيريهما وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب الرَّابِع وَالثَّلَاثِينَ وَذكره عبد الْحق فِي أَحْكَامه فِي بَاب إحْيَاء الْموَات من جِهَة الْبَزَّار وَسكت عَنهُ فَهُوَ صَحِيح عِنْده وَأقرهُ ابْن الْقطَّان عَلَى ذَلِك
1291 - الحَدِيث السَّابِع فِي الحَدِيث مثل الْعَالم كَمثل الْحمة يَأْتِيهَا الْبعدَاء وَيَتْرُكهَا الْقُرَبَاء فَبَيْنَمَا هم إِذْ غَار مَاؤُهَا فَانْتَفع بهَا قوم وَبَقِي قوم تتفكنون) قَالَ المُصَنّف قرئَ يتفكنون وَمَعْنَاهُ تَنْدمُونَ وَاسْتشْهدَ بِالْحَدِيثِ
1292 - الحَدِيث الثَّامِن وَعَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ (نَاركُمْ هَذِه الَّتِي يُوقد بَنو آدم جُزْء من سبعين جُزْءا من حر جَهَنَّم)
قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم فِي صَحِيحَيْهِمَا فِي صفة النَّار من حَدِيث أبي الزِّنَاد(3/409)
عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (نَاركُمْ هَذِه الَّتِي يُوقد ابْن آدم جُزْء من سبعين جُزْءا من حر جَهَنَّم) قَالُوا وَالله إِن كَانَت لكَافِيَة يَا رَسُول الله قَالَ (فَإِنَّهَا قد فضلت عَلَيْهَا بِتِسْعَة وَسِتِّينَ جُزْءا كلهَا مثل حرهَا)
انْتَهَى
1293 - الحَدِيث التَّاسِع وَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام (الْمُسلم أَخُو الْمُسلم لَا يَظْلمه وَلَا يُسلمهُ)
قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه فِي الْمَظَالِم وَفِي الْإِكْرَاه وَمُسلم فِي كتاب الْبر والصلة من حَدِيث عقيل عَن الزُّهْرِيّ عَن سَالم عَن أَبِيه ابْن عمر قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (الْمُسلم أَخُو الْمُسلم لَا يَظْلمه وَلَا يُسلمهُ من كَانَ فِي حَاجَة أَخِيه كَانَ الله فِي حَاجته وَمن فرج عَن مُسلم كربَة فرج الله عَنهُ كربَة من كرب يَوْم الْقِيَامَة وَمن ستر مُسلما ستره الله يَوْم الْقِيَامَة)
انْتَهَى
وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي الْأَدَب
وَعَجِبت من الشَّيْخ زكي الدَّين يَقُول فِي مُخْتَصره وَأخرجه التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ ثمَّ قَالَ وَأخرج مُسلم من حَدِيث أبي هُرَيْرَة بعضه بِمَعْنَاهُ
وَمُسلم وَالْبُخَارِيّ أَخْرجَاهُ بِعَيْنِه سندا ومتنا وَكَأَنَّهُ أَشَارَ إِلَى حَدِيث رَوَاهُ مُسلم فِي كتاب الْبر والصلة من حَدِيث أبي هُرَيْرَة مَرْفُوعا لَا تَحَاسَدُوا إِلَى أَن قَالَ الْمُسلم أَخُو الْمُسلم لَا يَظْلمه وَلَا يَخْذُلهُ
1294 - الحَدِيث الْعَاشِر رَوَت عَائِشَة عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَروح بِالضَّمِّ
قلت رَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي سنَنه فِي كتاب الْحُرُوف وَالتِّرْمِذِيّ فِي الْقرَاءَات النَّسَائِيّ فِي التَّفْسِير من حَدِيث هَارُون بن مُوسَى الْأَعْوَر عَن بديل بن ميسرَة عَن عبد الله بن شَقِيق عَن عَائِشَة أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَانَ يقْرَأ فَروح وَرَيْحَان
انْتَهَى
قَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث حسن غَرِيب لَا نعرفه إِلَّا من حَدِيث هَارُون الْأَعْوَر
انْتَهَى(3/410)
وَرَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده وَزَاد فِيهِ بِرَفْع الرَّاء
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ وَابْن مرْدَوَيْه وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك بِسَنَد السّنَن وَمَتْنهَا وَسكت عَنهُ وَأَعَادَهُ فِي كتاب الْقرَاءَات من حَدِيث حَمَّاد عَن بديل بن ميسرَة بِهِ وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ
انْتَهَى
1295 - الحَدِيث الْحَادِي عشر عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ (من قَرَأَ سُورَة الْوَاقِعَة فِي كل ليله لم تصبه فاقة أبدا)
قلت رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب التَّاسِع عشر من حَدِيث الْحجَّاج ابْن منهال ثَنَا السّديّ بن يَحْيَى الشَّيْبَانِيّ أَبُو الْهَيْثَم عَن شُجَاع عَن أبي فَاطِمَة أَن عُثْمَان بن عَفَّان عَاد ابْن مَسْعُود فِي مَرضه فَقَالَ مَا تَشْتَكِي قَالَ ذُنُوبِي قَالَ فَمَا تشْتَهي قَالَ وَجه رَبِّي قَالَ أَلا نَدْعُو لَك طَبِيبا قَالَ الطَّبِيب أَمْرَضَنِي قَالَ أَلا آمُر لَك بِعَطَائِك قَالَ منحتنيه قبل الْيَوْم فَلَا حَاجَة لي فِيهِ قَالَ تَدعه لأهْلك وَعِيَالك قَالَ إِنِّي عَلَّمْتهمْ شَيْئا إِذا قَالُوهُ لم يَفْتَقِرُوا سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول (من قَرَأَ الْوَاقِعَة كل لَيْلَة لم يفْتَقر)
انْتَهَى
قَالَ الْبَيْهَقِيّ تفرد بِهِ شُجَاع هَذَا هَكَذَا رَوَاهُ الْحجَّاج بن منهال فَقَالَ فِيهِ عَن أبي فَاطِمَة وَخَالفهُ ابْن وهب وعباس بن الْفضل الْبَصْرِيّ وَيزِيد بن أبي حَكِيم فَرَوَوْه عَن السّديّ بن يَحْيَى عَن شُجَاع عَن أبي ظَبْيَة عَن ابْن مَسْعُود هَكَذَا قَالُوهُ بِنُقْطَة فَوق الطَّاء ثمَّ رَوَاهُ بأسانيدهم الثَّلَاثَة كَذَلِك أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (من قَرَأَ سُورَة الْوَاقِعَة لم تصبه فاقة أبدا) وَكَانَ ابْن مَسْعُود بِأَمْر بَنَاته يقْرَأن بهَا فِي كل لَيْلَة
انْتَهَى
ثمَّ قَالَ وَذكر البُخَارِيّ فِي تَارِيخه شَجَّاهَا هَذَا وَقَالَ إِنَّه هُوَ أَبُو ظَبْيَة
وَرَوَاهُ أَبُو يعْلى الْموصِلِي فِي مُسْنده عَن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم عَن مُحَمَّد بن(3/411)
منيب الْعَدنِي عَن السّري بن يَحْيَى عَن شُجَاع عَن أبي ظَبْيَة عَن ابْن مَسْعُود قَالَ سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول (من قَرَأَ سُورَة الْوَاقِعَة كل لَيْلَة لم تصبه فاقة أبدا) فَكَانَ أَبُو ظَبْيَة لَا يَدعهَا
انْتَهَى
ثمَّ رَوَاهُ عَن إِسْحَاق بن أبي إِسْرَائِيل عَن مُحَمَّد بن الْمُنِيب الْعَدنِي عَن السّري ابْن يَحْيَى عَن أبي ظَبْيَة عَن ابْن مَسْعُود نَحوه وَزَاد وَقد أمرت بَنَاتِي أَن يَقْرَأْنَهَا كل لَيْلَة
لم يذكر فِيهِ شجاعا
وَعَن أبي يعْلى رَوَاهُ أَبُو بكر بن السّني فِي كتاب عمل الْيَوْم وَاللَّيْلَة بِهَذَا الْإِسْنَاد الثَّانِي وَمَتنه وَهُوَ سَنَد جيد
وَرَوَاهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الْعِلَل المتناهية من طَرِيق ابْن وهب حَدثنِي السّري ابْن يَحْيَى أَن شجاعا حَدثهُ عَن أبي ظَبْيَة عَن ابْن مَسْعُود قَالَ سَمِعت النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول (من قَرَأَ سُورَة الْوَاقِعَة فِي كل لَيْلَة لم تصبه فاقة)
انْتَهَى ثمَّ قَالَ قَالَ أَحْمد بن حَنْبَل هَذَا حَدِيث مُنكر وشجاع وَالسري لَا أَعْرفهُمَا
انْتَهَى
وَبِهَذَا السَّنَد رَوَاهُ الْبَغَوِيّ فِي تَفْسِيره
وَرَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره من حَدِيث أبي بكر العطاردي ثَنَا السّري بن يَحْيَى عَن شُجَاع عَن أبي ظَبْيَة الْجِرْجَانِيّ قَالَ دخل عُثْمَان بن عَفَّان عَلَى ابْن مَسْعُود فَذكر بِاللَّفْظِ الْمُتَقَدّم سَوَاء
وَرَوَاهُ أَبُو عمر بن عبد الْبر فِي التَّمْهِيد من حَدِيث عَمْرو بن الرّبيع عَن السّري بن يَحْيَى عَن أبي شُجَاع عَن أبي ظَبْيَة عَن عبد الله بن مَسْعُود فَذكره بِاللَّفْظِ الأول أَيْضا
وَذكره عبد الْحق فِي آخر أَحْكَامه من جِهَة ابْن عبد الْبر وَسكت عَنهُ وَتعقبه ابْن الْقطَّان فِي كِتَابه الْوَهم وَالْإِيهَام وَقَالَ لَا يَنْبَغِي أَن يظنّ بِهَذَا الحَدِيث صِحَة فَابْن عبد الْبر يرويهِ عَن عَمْرو بن الرّبيع فَذكر سَنَده قَالَ وَلَا يتَحَقَّق كَون أبي ظَبْيَة هَذَا هُوَ الكلَاعِي وَلَا يعرف أَبُو ظَبْيَة غير الكلَاعِي وَالْكَلَاعِيُّ(3/412)
إِنَّمَا تعرف رِوَايَته عَن معَاذ بن جبل والمقداد وَهُوَ ثِقَة وَلَا يتَحَقَّق أَيْضا كَون أبي شُجَاع هَذَا هُوَ سعيد بن يزِيد الإسْكَنْدراني وَهُوَ أَيْضا ثِقَة يروي عَنهُ اللَّيْث وَابْن الْمُبَارك وَنَحْوهمَا وَالسري بن يَحْيَى ثِقَة أَيْضا وَعَمْرو بن الرّبيع بن طَارق أَيْضا ثِقَة أَيْضا وَبَاقِي السَّنَد لَا يعرف لَهُم حَال قَالَ وَذكر أَبُو عبيد الْقَاسِم بن سَلام هَذَا الحَدِيث فِي كتاب فَضَائِل الْقُرْآن عَن شُجَاع عَن أبي ظيبة عَن ابْن مَسْعُود وَذكره ابْن وهب فِي جَامعه فَقَالَ ثني السّري بن يَحْيَى أَن شجاعا حَدثهُ عَن أبي ظَبْيَة عَن عبد الله بن مَسْعُود هَكَذَا قَالَ إِن شجاعا فَإِن لم يكن وهما فَهُوَ مِمَّا يُؤَكد الْجَهْل بِهِ أَو يكون مُخْتَلفا فِيهِ فَيُقَال شُجَاع أَو أَبُو شُجَاع
انْتَهَى كَلَامه
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ فِي كتاب المؤتلف والمختلف أَبُو طيبَة الْجِرْجَانِيّ اسْمه عِيسَى ابْن سُلَيْمَان لَهُ حَدِيث مُرْسل يرويهِ السّري بن يَحْيَى أَبُو الْهَيْثَم عَن شُجَاع عَن أبي طيبَة عَن عبد الله بن مَسْعُود عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من قَرَأَ سُورَة الْوَاقِعَة فِي كل لَيْلَة لم يفْتَقر أبدا ذكره فِيمَن اسْمه طيبَة بِالطَّاءِ الْمُهْملَة وَلم يذكر فيهم من اسْمه شُجَاع
وَكَذَلِكَ فعل الزَّمَخْشَرِيّ فِي مؤتلفه
وَقد اعْترض ابْن مَاكُولَا عَلَى الدَّارَقُطْنِيّ فَقَالَ لَيْسَ هُوَ بِأبي طيبَة إِنَّمَا هُوَ أَبُو فَاطِمَة وَهَذَا اعْتِرَاض غير صَحِيح فَأكْثر الرِّوَايَات عَلَى أبي طيبَة وَأَبُو فَاطِمَة وَقع فِي رِوَايَة للبيهقي فِي الشّعب كَمَا تقدم
وَفِي الْمِيزَان لشَيْخِنَا الذَّهَبِيّ أَن أَبَا طيبَة هُوَ عِيسَى وَقد ضعف ذكره ابْن الْجَوْزِيّ فِي ضُعَفَائِهِ غَيره وشجاع مَجْهُول الْعين دون الْحَال فقد تبين ضعف هَذَا الحَدِيث من وُجُوه
أَحدهمَا الِانْقِطَاع كَمَا ذكره الدَّارَقُطْنِيّ وَابْن أبي حَاتِم فِي علله نقلا عَن أَبِيه
وَالثَّانِي نَكَارَة مَتنه كَمَا قَالَ أَحْمد(3/413)
وَالثَّالِث ضعف رُوَاته كَمَا ذكره ابْن الْجَوْزِيّ
وَالرَّابِع الإضراب فَمنهمْ من يَقُول أَبُو طيبَة بِالطَّاءِ الْمُهْملَة بعْدهَا يَاء آخر الْحُرُوف كَمَا ذكره الدَّارَقُطْنِيّ وَمِنْهُم من يَقُول بِظَاء مُعْجَمه بعْدهَا بَاء موحده وَمِنْهُم من يَقُول أَبُو فَاطِمَة كَمَا ذكرهمَا الْبَيْهَقِيّ وَمِنْهُم من يَقُول أَبُو شُجَاع وَمِنْهُم من يَقُول عَن أبي شُجَاع وَقد اجْتمع عَلَى ضعفه الإِمَام أَحْمد وَأَبُو حَاتِم وَابْنه وَالدَّارَقُطْنِيّ وَالْبَيْهَقِيّ وَابْن الْجَوْزِيّ تَلْوِيحًا وَتَصْرِيحًا وَالله أعلم
وَذكره النَّسَائِيّ فِي كتاب الكنى فَقَالَ أَبُو ظَبْيَة شُجَاع عَن ابْن عمر رَوَى عَنهُ السّري بن يَحْيَى
انْتَهَى
لم يقل غَيره(3/414)
سُورَة الْحَدِيد(3/415)
سُورَة الْحَدِيد
ذكر فِيهَا أَرْبَعَة أَحَادِيث
1296 - الحَدِيث الأول قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (لَو أنْفق أحدكُم ملْء أحد ذَهَبا مَا بلغ مد أحدهم وَلَا نصيفه)
قلت رَوَاهُ الْأَئِمَّة السِّتَّة فِي كتبهمْ فَرَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم فِي الْفَضَائِل وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ فِي المناقب وَأَبُو دَاوُد وَابْن ماجة فِي السّنة كلهم من حَدِيث الْأَعْمَش عَن أبي صَالح عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (لَا تسبوا أَصْحَابِي فَلَو أَن أحدكُم أنْفق مثل أحد ذَهَبا مَا بلغ مد أحدهم وَلَا نصيفه)
انْتَهَى
وَنسخ الْكَشَّاف مُطَابقَة عَلَى ملْء أحد وَكَأن التَّصْحِيف من المُصَنّف
وَرَوَاهُ مُسلم من حَدِيث أبي هُرَيْرَة قَالَ شَيخنَا الْمزي فِي أَطْرَافه وَهُوَ وهم وَقع مِنْهُ فِي حَال الْكِتَابَة بِدَلِيل أَنه ذكر أَولا حَدِيث أبي مُعَاوِيَة ثمَّ ثنى بِحَدِيث جرير وَذكر الْمَتْن وَبَقِيَّة الْإِسْنَاد عَن كل وَاحِد مِنْهُمَا ثمَّ ثلث بِحَدِيث وَكِيع ثمَّ ربع بِحَدِيث شُعْبَة وَلم يذكر الْمَتْن وَلَا بَقِيَّة السَّنَد عَنْهُمَا بل قَالَ عَن الْأَعْمَش بِإِسْنَاد جرير وَأبي مُعَاوِيَة بِمثل حَدِيثهمَا إِلَى آخر كَلَامه فلولا أَن إِسْنَاد جرير وَأبي مُعَاوِيَة وَاحِد لما جَمعهمَا جَمِيعًا فِي الْحِوَالَة عَلَيْهِمَا قَالَ وَالوهم تَارَة يكون فِي الْحِفْظ وَتارَة فِي القَوْل وَتارَة يكون فِي الْكِتَابَة وَالوهم هُنَا وَقع فِي الْكِتَابَة وَقد وَقع فِي بعض نسخ ابْن ماجة عَن أبي هُرَيْرَة وَهُوَ وهم أَيْضا
انْتَهَى(3/417)
1297 - قَوْله عَن ابْن مَسْعُود قَالَ مَا كَانَ بَين إسْلَامنَا وَبَين أَن عُوتِبْنَا بِهَذِهِ الْآيَة إِلَّا أَربع سِنِين يَعْنِي قَوْله تَعَالَى ألم يَأن للَّذين آمنُوا الْآيَة
قلت أخرجه مُسلم فِي التَّفْسِير عَنهُ قَالَ مَا كَانَ بَين إسْلَامنَا وَبَين أَن عَاتَبَنَا الله بِهَذِهِ الْآيَة ألم يَأن للَّذين آمنُوا إِلَّا أَربع سِنِين
انْتَهَى
وَوهم الْحَاكِم فَرَوَاهُ فِي الْمُسْتَدْرك وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ
انْتَهَى
1298 - الحَدِيث الثَّانِي عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ (إِن الله تَعَالَى أنزل أَربع بَرَكَات من السَّمَاء إِلَى الأَرْض أنزل الْحَدِيد وَالْمَاء وَالنَّار وَالْملح)
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره أخبرنَا أَبُو سُفْيَان الْحُسَيْن بن عبد الله الدهْقَان ثَنَا الْحسن بن إِسْمَاعِيل بن خلف الْخياط ثَنَا أَبُو بكر مُحَمَّد بن الْحسن بن الْفرج الْعدْل ثَنَا مُحَمَّد بن عبيد بن عبد الْملك بن مَالك التَّمِيمِي عَن عبد الله بن خَليفَة عَن ابْن عمر قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (إِن الله تَعَالَى أنزل) إِلَى آخِره
وَهُوَ فِي الفردوس كَذَلِك من حَدِيث ابْن عمر
1299 - الحَدِيث الثَّالِث رُوِيَ أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بعث جعفرا رَضِيَ اللَّهُ عَنْه فِي سبعين رَاكِبًا إِلَى النَّجَاشِيّ يَدعُوهُ فَقدم عَلَيْهِ فَدَعَاهُ فَاسْتَجَاب لَهُ فَقَالَ نَاس مِمَّن آمن من أهل مَمْلَكَته وهم أَرْبَعُونَ رجلا ائْذَنْ لنا فِي الْوِفَادَة عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَأذن لَهُم فقدموا مَعَ جَعْفَر وَقد تهَيَّأ لِوَقْعَة أحد فَلَمَّا رَأَوْا مَا بِالْمُسْلِمين من خصَاصَة اسْتَأْذنُوا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَرَجَعُوا(3/418)
وَقدمُوا بِأَمْوَالِهِمْ فآسوا بهَا الْمُسلمين فَأنْزل الله الَّذين آتَيْنَاهُم إِلَى قَوْله وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفقُونَ فَلَمَّا سمع من لم يُؤمن من أهل الْكتاب قَوْله يُؤْتونَ أجرهم مرَّتَيْنِ فَخَروا عَلَى الْمُسلمين وَقَالُوا من آمن بِكِتَابِكُمْ وَكِتَابنَا فَلهُ اجْرِ مرّة وَمن لم يُؤمن بِكِتَابِكُمْ فَلهُ أجر كأجركم فَمَا فَضلكُمْ علينا فَنزلت
قلت رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره ثَنَا ابْن حميد ثَنَا مهْرَان ثَنَا يَعْقُوب عَن جَعْفَر بن أبي الْمُغيرَة عَن سعيد بن جُبَير قَالَ بعث النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ جَعْفَر فِي سبعين رَاكِبًا إِلَى النَّجَاشِيّ يَدعُوهُ فَقدم عَلَيْهِ فَدَعَاهُ فَاسْتَجَاب لَهُ وآمن بِهِ فَلَمَّا كَانَ عِنْد انْصِرَافه قَالَ نَاس مِمَّن آمن بِهِ من أهل مَمْلَكَته وهم أَرْبَعُونَ رجلا ائْذَنْ لنا فِي الْوِفَادَة عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فقدموا مَعَ جَعْفَر عَلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَقد تهَيَّأ لِوَقْعِهِ أحد فَلَمَّا رَأَوْا بِالْمُسْلِمين من الْخَصَاصَة وَشدَّة الْحَال اسْتَأْذنُوا النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالُوا يَا نَبِي الله إِن لنا أَمْوَالًا وَنحن نرَى مَا بِالْمُسْلِمين من الْخَصَاصَة فَإِن أَذِنت لنا انصرفنا فَجِئْنَا بِأَمْوَالِنَا فواسينا الْمُسلمين بهَا فَأذن لَهُم فانصرفوا فَأتوا بِأَمْوَالِهِمْ فَوَاسَوْا بهَا الْمُسلمين فَأنْزل الله فيهم الَّذين آتَيْنَاهُم الْكتاب من قبله هم بِهِ مُؤمنُونَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفقُونَ وَكَانَت النَّفَقَة الَّتِي وَاسَوْا بهَا الْمُسلمين فَلَمَّا سمع أهل الْكتاب مِمَّن لم يُؤمن بقوله يُؤْتونَ أجرهم مرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا فَخَروا عَلَى الْمُسلمين فَقَالُوا يَا معشر الْمُسلمين أما من آمن منا بِكِتَابِكُمْ وَكِتَابنَا فَلهُ أجره مرَّتَيْنِ وَمن لم يُؤمن بِكِتَابِكُمْ فَلهُ أجر كَأُجُورِكُمْ فَمَا فَضلكُمْ علينا فَأنْزل الله (يأيها الَّذين آمنُوا اتَّقوا الله وآمنوا بِرَسُولِهِ يُؤْتكُم كِفْلَيْنِ من رَحمته) فَجعل لَهُم أَجْرَيْنِ وَزَادَهُمْ النُّور وَالْمَغْفِرَة
وَهَذَا مُرْسل(3/419)
وَذكر الثَّعْلَبِيّ عَن سعيد بن جُبَير بِاللَّفْظِ الْمَذْكُور من غير سَنَد
1300 - الحَدِيث الرَّابِع عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من قَرَأَ سُورَة الْحَدِيد كتب من الَّذين آمنُوا بِاللَّه وَرُسُله)
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث سَلام بن سليم الْمَدَائِنِي بِسَنَدِهِ الْمَعْرُوف
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه الْمُتَقَدِّمين فِي آل عمرَان
وَرَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط بِسَنَدِهِ الْمُتَقَدّم فِي يُونُس(3/420)
سُورَة المجادلة(3/421)
سُورَة المجادلة
ذكر فِيهَا أَرْبَعَة عشر حَدِيثا
1301 - الحَدِيث الأول رُوِيَ أَن خَوْلَة بنت ثَعْلَبَة رَآهَا زَوجهَا وَهِي تصلي وَهُوَ أَوْس بن الصَّامِت أَخُو عبَادَة وَكَانَت حَسَنَة الْجِسْم فَرَاوَدَهَا فَأَبت فَغَضب وَكَانَ بِهِ خفَّة لمَم فَظَاهر مِنْهَا فَأَتَت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَت إِن أَوْسًا تزَوجنِي وَأَنا شَابة مَرْغُوب فِي فَلَمَّا خلا سني وَنَثَرت بَطْني أَي كثر وَلَدهَا جعلني عَلَيْهِ كَأُمِّهِ
رَوَى أَنَّهَا قَالَت إِن لي صبية صغَارًا إِن ضَمَمْتهمْ إِلَى جَاعُوا وَإِن ضَمَمْتهمْ إِلَيْهِ ضَاعُوا فَقَالَ مَا عِنْدِي فِي أَمرك شَيْء
وَرُوِيَ أَنه قَالَ لَهَا حرمت عَلَيْهِ فَقَالَت يَا رَسُول الله مَا ذكر طَلَاقا وَإِنَّمَا هُوَ أَبُو وَلَدي وَأحب النَّاس إِلَيّ قَالَ حرمت عَلَيْهِ فَقَالَت أَشْكُو إِلَى الله فَاقَتِي وَوحْدَتِي كلما قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حرمت عَلَيْهِ هَتَفت وَشَكتْ إِلَى الله تَعَالَى فَنزلت قد سمع الله الْآيَة
قلت رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ وَالدَّارَقُطْنِيّ فِي سنَنَيْهِمَا بروايات مُخْتَلفَة وَفِي أبي دَاوُد مِنْهُ شَيْء يسير وَكَذَلِكَ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَخَوْلَة بنت ثَعْلَبَة وَيُقَال خُوَيْلَة وَالْأول أشهر
وَالرِّوَايَة الثَّالِثَة عِنْد الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره ثَنَا ابْن حميد ثَنَا مهْرَان عَن نجيح(3/423)
أبي معشر الْمدنِي عَن مُحَمَّد بن كَعْب الْقرظِيّ قَالَ كَانَت خَوْلَة بنت ثَعْلَبه تَحت أَوْس ابْن الصَّامِت وَكَانَ رجلا بِهِ لمَم فَقَالَ فِي بعض هِجْرَاته أَنْت عَلّي كَظهر أُمِّي ثمَّ نَدم وَقَالَ مَا أَظُنك إِلَّا حرمت فَجَاءَت إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَت يَا نَبِي الله إِن أَوْس بن الصَّامِت أَبُو وَلَدي وَأحب النَّاس إِلَيّ وَالَّذِي أنزل عَلَيْك الْكتاب مَا ذكر طَلَاقا وَإِنَّمَا قَالَ أَنْت عَلّي كَظهر أُمِّي ثمَّ نَدم فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام (كَمَا أَرَاك إِلَّا حرمت عَلَيْهِ) فَقَالَت يَا رَسُول الله لَا تقل كَذَلِك وَالله مَا ذكر طَلَاقا فَرَادتْ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مرَارًا ثمَّ قَالَت اللَّهُمَّ إِنِّي أَشْكُو إِلَيْك فَاقَتِي وَحْدَتي وَمَا يشق عَلّي من فِرَاقه اللَّهُمَّ فَأنْزل عَلَى نبيك وَفِي لفظ لَهُ عَن أبي الْعَالِيَة قَالَ فَجعلت كلما قَالَ لَهَا حرمت عَلَيْهِ هَتَفت وَقَالَت أَشْكُو إِلَى الله فَاقَتِي فَلم ترم مَكَانهَا حَتَّى نزلت الْآيَة فَدَعَاهُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فقرأها عَلَيْهِ ثمَّ قَالَ لَهُ أعتق رَقَبَة قَالَ لَا أجد قَالَ (فَصم شَهْرَيْن مُتَتَابعين) قَالَ لَا أَسْتَطِيع أَن أَصوم الْيَوْم الْوَاحِد قَالَ (أطْعم سِتِّينَ مِسْكينا) قَالَ أما هَذَا فَنعم فَهَذَا مُرْسل وَالَّذِي قبله أَيْضا
1302 - الحَدِيث الثَّانِي عَن عَائِشَة قَالَت الْحَمد لله الَّذِي وسع سَمعه الْأَصْوَات لقد كلمت المجادلة رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي جَانب الْبَيْت وَأَنا عِنْده لَا أسمع وَقد سمع الله لَهَا
قلت رَوَاهُ النَّسَائِيّ فِي التَّفْسِير وَفِي الطَّلَاق وَابْن ماجة فِي السّنة من حَدِيث الْأَعْمَش عَن تَمِيم بن سَلمَة عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة أَنَّهَا قَالَت الْحَمد لله الَّذِي وسع سَمعه الْأَصْوَات لقد جَاءَت خَوْلَة إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ تَشْكُو زَوجهَا فَكَانَ يخْفَى عَلّي كَلَامهَا فَأنْزل الله قد سمع الله قَول الَّتِي تُجَادِلك الْآيَة(3/424)
وَرَوَاهُ أَحْمد وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَالْبَزَّار فِي مسانيدهم والطبري فِي تَفْسِيره وَكَذَلِكَ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره وَالْبُخَارِيّ فِي صَحِيحه تَعْلِيقا فَقَالَ وَقَالَ الْأَعْمَش عَن تَمِيم بن سَلمَة عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة فَذكره فِي كتاب التَّوْحِيد وَأَلْفَاظهمْ كلهم الْحَمد لله الَّذِي وسع سَمعه الْأَصْوَات لقد جَاءَت المجادلة إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ تكَلمه وَأَنا فِي نَاحيَة الْبَيْت لَا أسمع مَا يَقُول فَأنْزل الله قد سمع الله إِلَى آخر الْآيَة
انْتَهَى
وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك وَلَفظه قَالَت تبَارك الَّذِي وسع سَمعه كل شَيْء إِنِّي لأسْمع كَلَام خَوْلَة بنت ثَعْلَبَة وَيخْفَى عَلَى بعضه وَهِي تَشْتَكِي زَوجهَا إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَهِي تَقول يَا رَسُول الله أكل شَبَابِي وَنَثَرت لَهُ بَطْني حَتَّى إِذا كبر سني وَانْقطع وَلَدي ظَاهر مني اللَّهُمَّ إِنِّي أَشْكُو إِلَيْك
قَالَت عَائِشَة فَمَا بَرحت حَتَّى نزل جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام بهؤلاء الْآيَات (قد سمع الله قَول الَّتِي تُجَادِلك فِي زَوجهَا) وَزوجهَا أَوْس بن الصَّامِت
انْتَهَى
وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ
1303 - الحَدِيث الثَّالِث عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ لسَلمَة بن صَخْر البياضي حِين قَالَ لَهُ يَا رَسُول الله ظَاهَرت من امْرَأَتي ثمَّ أَبْصرت خلْخَالهَا فِي لَيْلَة قَمْرَاء فَوَاقَعْتهَا فَقَالَ (اسْتغْفر الله وَلَا تعد حَتَّى تكفر
قلت رَوَاهُ أَصْحَاب السّنَن الْأَرْبَعَة فِي كتبهمْ من حَدِيث الْفضل بن مُوسَى عَن معمر عَن الحكم بن أبان عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس أَن رجلا ظَاهر من امْرَأَته ثمَّ وَاقعهَا قبل أَن يكفر فَأَتَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَأخْبرهُ قَالَ (مَا حملك عَلَى مَا صنعت) قَالَ رَأَيْت بَيَاض سَاقيهَا فِي الْقَمَر قَالَ (فَاعْتَزلهَا حَتَّى تكفر عَنْك) وَلَفظ التِّرْمِذِيّ قَالَ رَأَيْت خلْخَالهَا فِي ضوء الْقَمَر قَالَ (فَلَا تَقربهَا(3/425)
حَتَّى تفعل مَا أَمرك الله)
انْتَهَى
وَقَالَ حَدِيث حسن غَرِيب صَحِيح
انْتَهَى
وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ من طَرِيق عبد الرَّزَّاق أَنا معمر بِهِ فَذكره مُرْسلا قَالَ النَّسَائِيّ والمرسل أولَى بِالصَّوَابِ
انْتَهَى
وَرووا إِلَّا النَّسَائِيّ من حَدِيث سَلمَة بن صَخْر البياضي قَالَ كنت امْرَءًا أسْتَكْثر من النِّسَاء لَا أرَى رجلا يُصِيب من ذَلِك مَا كنت أُصِيب فَلَمَّا دخل رَمَضَان ظَاهَرت من امْرَأَتي حَتَّى يَنْسَلِخ رَمَضَان فَبَيْنَمَا هِيَ تُحَدِّثنِي ذَات لَيْلَة انْكَشَفَ لي مِنْهَا شَيْء فَوَثَبت عَلَيْهَا فَوَاقَعْتهَا الحَدِيث بِطُولِهِ وَلَيْسَ فِيهِ اسْتغْفر الله إِلَى آخِره
1304 - الحَدِيث الرَّابِع عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ (إِذا كُنْتُم ثَلَاثَة فَلَا يَتَنَاجَى اثْنَان دون صَاحبهمَا فَإِن ذَلِك يحزنهُ) وَرُوِيَ دون الثَّالِث
قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ وَأخرجه مُسلم فِي آخر الاسْتِئْذَان وَهُوَ بعد الْأَدَب من حَدِيث أبي وَائِل شَقِيق عَن عبد الله بن مَسْعُود قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (إِذا كُنْتُم ثَلَاثَة فَلَا يَتَنَاجَى اثْنَان دون صَاحبهمَا فَإِن ذَلِك يحزنهُ)
انْتَهَى دون آخر انْتَهَى
والْحَدِيث فِيهِ رِوَايَات فدون آخر اتفقَا عَلَيْهِ وَدون صَاحبهمَا وَدون وَاحِد انْفَرد بهما مُسلم وَدون ثَالِث انْفَرد بهَا البُخَارِيّ وَأَخْرَجَا عَن نَافِع عَن ابْن عمر مَرْفُوعا إِذا كَانَ ثَلَاثَة فَلَا يَتَنَاجَى اثْنَان دون وَاحِد
انْتَهَى
وَرَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده من حَدِيث ابْن عمر وَزَاد فِيهِ إِلَّا بِإِذْنِهِ قَالَ قلت فَإِن كَانُوا أَرْبَعَة قَالَ لَا بَأْس بِهِ
انْتَهَى
1305 - الحَدِيث الْخَامِس عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (بَين الْعَالم وَالْعَابِد مائَة دَرَجَة بَين كل دَرَجَتَيْنِ(3/426)
حضر الْجواد الْمُضمر سبعين سنة)
قلت رَوَى أَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مُسْنده من حَدِيث عبد الله بن مُحَرر عَن الزُّهْرِيّ عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (فضل الْعَالم عَلَى العابد سَبْعُونَ دَرَجه مَا بَين كل دَرَجَتَيْنِ مسيرَة مائَة عَام حضر الْفرس السَّرِيع) انْتَهَى
وَرَوَاهُ ابْن عدي فِي الْكَامِل وَأعله بِعَبْد الله بن مُحَرر ثمَّ أسْند عَن ابْن الْمُبَارك بَعرَة أحب إِلَيّ مِنْهُ وَعَن أبن معِين قَالَ ضَعِيف وَعَن السّديّ هَالك وَعَن النَّسَائِيّ وَالْفَلَّاس مَتْرُوك الحَدِيث وَعَن قَتَادَة مُنكر الحَدِيث وَوَافَقَهُمْ وَقَالَ رواياته غير مَحْفُوظَة
انْتَهَى
وَرَوَاهُ أَبُو الْقَاسِم الْأَصْبَهَانِيّ فِي كتاب التَّرْغِيب والترهيب أخبرنَا أَبُو الْخَيْر ابْن هَارُون أَنا أَبُو الْفرج الْبُرْجِي أَنا مُحَمَّد بن عمر بن حَفْص ثَنَا إِسْحَاق بن الْفَيْض ثَنَا الْقَاسِم بن الحكم عَن سَلام عَن خَارِجَة بن مُصعب عَن زيد ابْن أسلم عَن عبد الرَّحْمَن عَن عبد الله بن عَمْرو قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (فضل الْعَالم عَلَى العابد سَبْعُونَ دَرَجَة مَا بَين كل دَرَجَتَيْنِ حضر الْجواد سبعين عَاما)
انْتَهَى
وَفِي كتاب الْعلم لِابْنِ عبد الْبر قَالَ وَرَوَى ابْن عون عَن مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (بَين الْعَالم وَالْعَابِد مائَة دَرَجَة بَين كل دَرَجَتَيْنِ حضر الْجواد الْمُضمر سبعين سنة)
انْتَهَى
1306 - الحَدِيث السَّادِس عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (فضل الْعَالم عَلَى العابد كفضل الْقَمَر لَيْلَة الْبَدْر عَلَى سَائِر الْكَوَاكِب)(3/427)
قلت رَوَاهُ أَصْحَاب السّنَن الْأَرْبَعَة من حَدِيث أبي الدَّرْدَاء وَقد تقدم فِي سُورَة النَّمْل
1307 - الحَدِيث السَّابِع
وَعَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (يشفع يَوْم الْقِيَامَة ثَلَاثَة الْأَنْبِيَاء ثمَّ الْعلمَاء ثمَّ الشُّهَدَاء)
قلت رَوَاهُ ابْن ماجة فِي آخر سنَنه من حَدِيث عَنْبَسَة بن عبد الرَّحْمَن الْقرشِي عَن عَلان بن أبي مُسلم عَن أبان بن عُثْمَان عَن عُثْمَان بن عَفَّان قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (يشفع يَوْم الْقِيَامَة) إِلَى آخِره
وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي كتاب الْبَعْث والنشور وَأَبُو عمر بن عبد الْبر فِي كتاب الْعلم وَأخرجه ابْن عدي فِي الْكَامِل والعقيلي فِي ضعفَاهُ وَأَعلاهُ بِعَنْبَسَةَ ونقلا عَن البُخَارِيّ أَنه قَالَ فِيهِ تَرَكُوهُ
وَرَوَاهُ أَبُو يعْلى الْموصِلِي فِي مُسْنده بِسَنَدِهِ الْمَذْكُور وَمَتنه
1308 - قَوْله عَن ابْن عَبَّاس خير سُلَيْمَان بَين الْعلم وَالْمَال وَالْملك فَاخْتَارَ الْعلم فَأعْطِي الْعلم وَالْملك وَالْمَال
قلت ذكره ابْن عبد الْبر فِي كتاب الْعلم هَكَذَا من غير سَنَد وَذكره أَبُو شُجَاع الديلمي فِي كتاب الفردوس عَن ابْن عَبَّاس مَرْفُوعا عَلَى اصْطِلَاحه فِي حذف اسْمه عَلَيْهِ السَّلَام(3/428)
1309 - 09 الحَدِيث الثَّامِن قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (أوحى الله إِلَى إِبْرَاهِيم يَا إِبْرَاهِيم إِنِّي أحب كل عليم)
قلت ذكره ابْن عبد الْبر أَيْضا فِي كتاب الْعلم من غير سَنَد فَقَالَ وَرُوِيَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ (أوحى الله) إِلَى آخِره
1310 - قَوْله عَن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه أَنه قَالَ من أفضل مَا أُوتيت الْعَرَب الشّعْر يقدمهُ الرجل أَمَام حَاجته فيستمطر بِهِ الْكَرِيم وَيُسْتَنْزَلُ بِهِ اللَّئِيم
1311 - الحَدِيث التَّاسِع وَرُوِيَ أَن النَّاس أَكْثرُوا مُنَاجَاة رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بِمَا يُرِيدُونَ حَتَّى أَملوهُ فَأمروا بِالصَّدَقَةِ لمن أَرَادَ الْمُنَاجَاة قَالَ عَلّي لما نزلت دَعَاني رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ (مَا تَقول فِي دِينَار) قلت لَا يطيقُونَهُ قَالَ قلت حَبَّة أَو شعيرَة قَالَ (إِنَّك لَزَهِيد) قَالَ فَلَمَّا رَأَوْا ذَلِك اشْتَدَّ عَلَيْهِم فَارْتَدَعُوا وَكفوا أما الْغَنِيّ فلشحه وَأما الْفَقِير فَلِعُسْرَتِهِ
قلت رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ فِي سنَنه الْكُبْرَى فِي خَصَائِص عَلّي بِنَقص يسير من حَدِيث عُثْمَان بن الْمُغيرَة عَن سَالم بن أبي الْجَعْد عَن عَلّي بن عَلْقَمَة الْأَنمَارِي عَن عَلّي بن أبي طَالب قَالَ لما نزلت يأيها الَّذين آمنُوا إِذا نَاجَيْتُم الرَّسُول(3/429)
فقدموا بَين يَدي نَجوَاكُمْ صَدَقَة)
قَالَ لي النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (مَا ترَى فِي دِينَار) قلت لَا يطيقُونَهُ قَالَ (فَنصف دِينَار) قلت لَا يطيقُونَهُ قَالَ (فكم) قلت شعيرَة قَالَ (إِنَّك لَزَهِيد) قَالَ فَنزلت أَأَشْفَقْتُم أَن تقدمُوا بَين يَدي نَجوَاكُمْ صدقَات الْآيَة قَالَ فَبِي خفف الله عَن هَذِه الْأمة
انْتَهَى
وَقَالَ حَدِيث حسن غَرِيب إِنَّمَا نعرفه من هَذَا الْوَجْه وَمَعْنى شعيرَة أَي وزن شعيرَة من ذهب
انْتَهَى
وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الثَّامِن من الْقسم الثَّالِث وَرَوَاهُ ابْن أبي شيبَة وَعبد بن حميد وَالْبَزَّار وَأَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مسانيدهم قَالَ الْبَزَّار لَا نعلم رَوَاهُ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِلَّا عَلّي وَلَا نَحْفَظهُ عَن عَلّي إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَاد وَعُثْمَان بن الْمُغيرَة رَوَى عَنهُ جمَاعَة كَثِيرَة
وَرَوَى الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره ثني عَلّي ثَنَا أَبُو صَالح ثَنَا مُعَاوِيَة عَن ابْن أبي طَلْحَة عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى يأيها الَّذين آمنُوا إِذا نَاجَيْتُم الرَّسُول الْآيَة قَالَ وَذَلِكَ أَن الْمُسلمين أَكْثرُوا الْمسَائِل عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حَتَّى شَقوا عَلَيْهِ فَأَرَادَ أَن يُخَفف عَن نبيه فَلَمَّا قَالَ ذَلِك ضن كثير من النَّاس فَكف كثير من النَّاس عَن الْمَسْأَلَة فَأنْزل الله بعد هَذَا فَإذْ لم تَفعلُوا وَتَابَ الله عَلَيْكُم الْآيَة فَوسعَ الله عَلَيْهِم
انْتَهَى
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه كَذَلِك
1312 - قَوْله عَن عَلّي رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ إِن فِي كتاب الله لآيَة مَا عمل بهَا أحد قبلي وَلَا بِعَمَل بهَا أحد بعدِي كَانَ لي دِينَار فَصَرَفته فَكنت إِذا نَاجَيْته تَصَدَّقت بدرهم
قَالَ الْكَلْبِيّ تصدق بِهِ فِي عشر كَلِمَات سَأَلَهُنَّ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ
قلت رَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك من حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن أبي لَيْلَى قَالَ(3/430)
قَالَ عَلّي بن أبي طَالب رَضِيَ اللَّهُ عَنْه إِن فِي كتاب الله لآيَة مَا عمل بهَا أحد قبلي وَلَا يعْمل بهَا أحد بعدِي آيَة النَّجْوَى (يأيها الَّذين آمنُوا إِذا نَاجَيْتُم الرَّسُول فقدموا بَين يَدي نَجوَاكُمْ صَدَقَة) الْآيَة قَالَ كَانَ عِنْدِي دِينَار فَبِعْته بِعشْرَة دَرَاهِم فناجيت النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَكنت كلما نَاجَيْته قدمت بَين يَدي نَجْوَايَ درهما ثمَّ نسخت فَلم يعْمل بهَا أحد فَنزلت أَأَشْفَقْتُم أَن تقدمُوا بَين يَدي نَجوَاكُمْ صدقَات الْآيَة وَقَالَ حَدِيث صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ
انْتَهَى
وَرَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُسْنده ثَنَا عبد الله بن إِدْرِيس عَن لَيْث عَن مُجَاهِد قَالَ قَالَ عَلّي فَذكره بِلَفْظ المُصَنّف
وَقَالَ الْكَلْبِيّ لم أَجِدهُ 1313 الحَدِيث الْعَاشِر رُوِيَ أَن عبد الله بن نَبْتَل الْمُنَافِق كَانَ يُجَالس رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ثمَّ يرفع حَدِيثه إِلَى الْيَهُود فَبَيْنَمَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي حجرَة من حجره إِذْ قَالَ (يدْخل عَلَيْكُم الْآن رجل قلبه قلب جَبَّار وَينظر بِعَين شَيْطَان) فَدخل ابْن نَبْتَل وَكَانَ أَزْرَق فَقَالَ لَهُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (علام تَشْتمنِي أَنْت وَأَصْحَابك) فَحلف بِاللَّه مَا فعل فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام (فعلت) فَانْطَلق فجَاء بِأَصْحَابِهِ فَحَلَفُوا بِاللَّه مَا سبوه فَنزلت
قلت رَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك بِنَقص يسير من حَدِيث سماك بن حَرْب عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس قَالَ كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي ظلّ حجرَة وَقد كَاد الظل أَن يَتَقَلَّص فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (إِنَّه سَيَأْتِيكُمْ إِنْسَان فَينْظر إِلَيْكُم(3/431)
بِعَين الشَّيْطَان فَإِذا جَاءَكُم فَلَا تُكَلِّمُوهُ) فَلم يَلْبَثُوا أَن طلع عَلَيْهِم رجل أَزْرَق أَعور فَقَالَ حِين رَآهُ دَعَاهُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ (علا تَشْتمنِي أَنْت وَأَصْحَابك) فَقَالَ ذَرْنِي آتِك بهم فَانْطَلق فَدَعَاهُمْ فَحَلَفُوا مَا قَالُوا وَمَا فعلوا فَأنْزل الله عَزَّ وَجَلَّ يَوْم يَبْعَثهُم الله جَمِيعًا فَيحلفُونَ لَهُ كَمَا يحلفُونَ لكم وَيَحْسبُونَ أَنهم عَلَى شَيْء أَلا إِنَّهُم هم الْكَاذِبُونَ وَقَالَ صَحِيح عَلَى شَرط مُسلم وَلم يخرجَاهُ
رَوَاهُ أَحْمد وَابْن أبي شيبَة وَالْبَزَّار فِي مسانيدهم وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَالْبَيْهَقِيّ قي دَلَائِل النُّبُوَّة والواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول والطبري وَابْن أبي حَاتِم فِي تفسيريهما وَهَذَا سَنَد جيد وَابْن مرْدَوَيْه أَيْضا
1314 - الحَدِيث الْحَادِي عشر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه كَانَ يَقُول (اللَّهُمَّ لَا تجْعَل لِفَاجِر وَلَا الْفَاسِق عِنْدِي نعْمَة فَإِنِّي وجدت فِيمَا أوحيت لَا تَجِد قوما يُؤمنُونَ بِاللَّه الْآيَة
قلت رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره حَدثنَا عبد الله بن مُحَمَّد ثَنَا مُحَمَّد بن يَحْيَى ثَنَا أَحْمد بن إِسْحَاق ثَنَا أَبُو أَحْمد الزبيرِي ثَنَا جَعْفَر الْأَحْمَر عَن كثير ابْن عَطِيَّة عَن رجل قَالَ قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (اللَّهُمَّ لَا تجْعَل لِفَاجِر عِنْدِي يدا وَلَا نعْمَة فَإِنِّي أجد فِيمَا أنزلت (لَا تَجِد قوما يُؤمنُونَ بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر) الْآيَة
انْتَهَى
وَهُوَ فِي الفردوس لأبي شُجَاع الديلمي من حَدِيث معَاذ
1315 - الحَدِيث الثَّانِي عشر رُوِيَ أَن أَبَا قُحَافَة سبّ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَصَكَّهُ أَبُو بكر صَكه سقط مِنْهَا إِلَى الأَرْض فَقَالَ لَهُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (أَو فعلته) قَالَ نعم قَالَ (لَا تعد) قَالَ وَالله لَو كَانَ السَّيْف إِلَى جَانِبي لقتلته(3/432)
قلت غَرِيب وَنَقله الثَّعْلَبِيّ عَن ابْن جريج قَالَ حدثت أَن أَبَا قُحَافَة إِلَى آخِره وَزَاد فَأنْزل الله لَا تَجِد قوما الْآيَة وَكَذَلِكَ ذكره الواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول نَحوه سَوَاء
1316 - الحَدِيث الثَّالِث عشر رُوِيَ أَن أَبَا عُبَيْدَة بن الْجراح قتل أَبَاهُ عبد الله بن الْجراح يَوْم أحد
وَأَبُو بكر دَعَا ابْنه إِلَى البرَاز يَوْم بدر وَقَالَ لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ دَعْنِي أكن فِي الرَّعْلَة الأولَى قَالَ (متعنَا بِنَفْسِك يَا أَبَا بكر أما تعلم أَنَّك عِنْدِي بِمَنْزِلَة سَمْعِي وبصري)
وَمصْعَب بن عُمَيْر قتل أَخَاهُ عبيد بن عُمَيْر يَوْم أحد
وَعمر قتل خَاله الْعَاصِ بن هِشَام يَوْم بدر
وَعلي وَحَمْزَة وَعبيدَة بن الْحَارِث قتلوا شيبَة وَعتبَة ابْني رَبِيعه والوليد ابْن عتبَة يَوْم بدر
قلت فِي تَفْسِير الثَّعْلَبِيّ وَرَوَى مقَاتل بن حَيَّان عَن مرّة الْهَمدَانِي عَن عبد الله ابْن مَسْعُود فِي الْآيَة وَلَو كَانُوا آبَاءَهُم يَعْنِي أَبَا عُبَيْدَة قتل أَبَاهُ فَذكره إِلَى آخِره
وَفِي أَسبَاب النُّزُول لِلْوَاحِدِيِّ وَرُوِيَ عَن ابْن مَسْعُود أَنه قَالَ نزلت هَذِه الْآيَة فِي أبي عُبَيْدَة بن الْجراح فَذكره إِلَى آخِره
1317 - الحَدِيث الرَّابِع عشر عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (من قَرَأَ سُورَة المجادلة كتب من(3/433)
حزب الله يَوْم الْقِيَامَة)
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث سَلام بن سليم الْمَدَائِنِي ثَنَا هَارُون بن كثير عَن زيد بن أسلم عَن أَبِيه عَن أبي أُمَامَة عَن أبي بن كَعْب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَذكره
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه الْمُتَقَدِّمين فِي آل عمرَان
وَرَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط بِسَنَدِهِ فِي يُونُس(3/434)
سُورَة الْحَشْر(3/135)
سُورَة الْحَشْر
ذكر فِيهَا سَبْعَة أَحَادِيث
1318 - الحَدِيث الأول رُوِيَ أَن بني النَّضِير صَالحُوا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَلَى أَلا يَكُونُوا عَلَيْهِ وَلَا لَهُ فَلَمَّا ظَهَرُوا يَوْم بدر قَالُوا هُوَ النَّبِي الَّذِي نَعته فِي التَّوْرَاة لَا ترد لَهُ راية فَلَمَّا هزم الْمُسلمُونَ يَوْم أحد ارْتَابُوا وَنَكَثُوا فَخرج كَعْب بن الْأَشْرَف فِي أَرْبَعِينَ رَاكِبًا إِلَى مَكَّة فَحَالَفُوا عَلَيْهِ قُريْشًا عِنْد الْكَعْبَة فَأمر النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مُحَمَّد بن مسلمة الْأنْصَارِيّ فَقتل كَعْبًا غيلَة وَكَانَ أَخَاهُ من الرضَاعَة ثمَّ صبحهمْ بِالْكَتَائِبِ وَهُوَ عَلَى حمَار مَخْطُوم بِلِيفٍ فَقَالَ لَهُم اخْرُجُوا من الْمَدِينَة فَقَالُوا الْمَوْت أحب إِلَيْنَا من ذَلِك فَتَنَادَوْا بِالْحَرْبِ وَقيل اسْتمْهلُوا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عشرَة أَيَّام لِيَتَجَهَّزُوا لِلْخُرُوجِ فَدس عبد الله بن أبي الْمُنَافِق إِلَيْهِم لَا تخْرجُوا من الْحصن فَإِن قَاتَلُوكُمْ فَنحْن مَعكُمْ لَا نَخْذُلكُمْ وَإِن خَرجْتُمْ لَنخْرجَنَّ مَعكُمْ فَدُرِّبُوا عَلَى الْأَزِقَّة وَحَصَّنُوهَا فَحَاصَرَهُمْ إِحْدَى وَعشْرين لَيْلَة فَلَمَّا قذف الله فِي قُلُوبهم الرعب وَأَيِسُوا من نصر الْمُنَافِقين طلبُوا الصُّلْح فَأَبَى عَلَيْهِم إِلَّا الْجلاء عَلَى أَن يحمل كل ثَلَاث أَبْيَات عَلَى بعير مَا شَاءُوا من مَتَاعهمْ فَجَلَوْا إِلَى الشَّام إِلَى أرِيحَا وَأَذْرعَات إِلَّا آل بَيْتَيْنِ مِنْهُم آل أبي الْحقيق وَآل حييّ بن أَخطب فَإِنَّهُم لَحِقُوا بِخَيْبَر وَلَحِقت طَائِفَة بِالْحيرَةِ(3/437)
فَلت غَرِيب
وَهُوَ فِي تَفْسِير الثَّعْلَبِيّ هَكَذَا من غير سَنَد
1319 - الحَدِيث الثَّانِي رُوِيَ أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حِين أَمر أَن يقطع نَخْلهمْ وَيحرق قَالُوا يَا مُحَمَّد قد كنت تنْهَى عَن الْفساد فِي الأَرْض فَمَا بَال قطع النّخل وَتَحْرِيقهَا وَكَانَ فِي أنفس الْمُؤمنِينَ شَيْء من ذَلِك فَنزلت يَعْنِي قَوْله مَا قطعْتُمْ من لينَة أَو تَرَكْتُمُوهَا الْآيَة
قلت رَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي مراسيله عَن عبد الله بن أبي بكر أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَتَى بنى النَّضِير فَتَحَصَّنُوا فَقطع رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ النّخل وَحرق فَنَادوا حِين رَأَوْا النّخل تقطع وَتحرق يَا مُحَمَّد قد كنت تنْهَى عَن الْفساد فَمَا بَال قطع النّخل وَحَرقه وَكَانَ من أنفس الْمُؤمنِينَ من ذَلِك شَيْء فَأنْزل الله مَا قطعْتُمْ من لينَة الْآيَة
انْتَهَى
وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره ثَنَا ابْن حميد ثَنَا سَلمَة بن الْفضل حَدثنِي مُحَمَّد ابْن إِسْحَاق ثَنَا يزِيد بن رُومَان قَالَ لما نزل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بني النَّضِير تحَصَّنُوا مِنْهُ فِي الْحُصُون فَأمر رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بِقطع النّخل وَالتَّحْرِيق فِيهَا بالنَّار فَنَادَوْهُ يَا مُحَمَّد قد كنت تنْهَى إِلَى آخِره
وَذكره ابْن هِشَام فِي سيرته فِي غَزْوَة بني النَّضِير من قَول ابْن إِسْحَاق
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من حَدِيث مُحَمَّد بن إِسْحَاق ثني مُحَمَّد بن السَّائِب الْكَلْبِيّ ثني أَبُو صَالح عَن ابْن عَبَّاس فَذكره
وَرَوَاهُ الْوَاقِدِيّ فِي كتاب الْمَغَازِي وَثني يَحْيَى بن عبد الْعَزِيز قَالَ أرسل النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ سعد بن عبَادَة فَضرب قُبَّته إِلَى أَن قَالَ وَأمر رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بِالنَّخْلِ(3/438)
فَقطعت وَحرقت قَالَ فَأرْسل حييّ بن أَخطب إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَا مُحَمَّد إِنَّك كنت تنْهَى عَن الْفساد إِلَى آخِره
1320 - الحَدِيث الثَّالِث رُوِيَ أَن رجلَيْنِ كَانَا يقْطَعَانِ أَحدهمَا الْعَجْوَة وَالْآخر اللَّوْن فَسَأَلَهُمَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ أَحدهمَا إِنَّمَا تركتهَا لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَقَالَ الآخر إِنَّمَا قَطَعْتهمَا غيظا للْكفَّار
قلت غَرِيب وَرَوَى الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة اُخْبُرْنَا أَبُو عبد الله الْحَافِظ أَنا عبد الرَّحْمَن بن الْحسن القَاضِي أَنا إِبْرَاهِيم بن الْحُسَيْن ثَنَا آدم ثَنَا وَرْقَاء عَن ابْن أبي نجيح عَن مُجَاهِد فِي قَوْله تَعَالَى مَا قطعْتُمْ من لينَة يَعْنِي من نَخْلَة قَالَ نهَى بعض الْمُهَاجِرين بَعْضًا عَن قطع النّخل وَقَالَ إِنَّمَا هِيَ من مَغَانِم الْمُسلمين وَقَالَ الَّذين قطعُوا بل هُوَ غيظ لِلْعَدو فَنزل الْقُرْآن بِتَصْدِيق من نهَى عَن قطعه وَتَحْلِيل من قطعه من الْإِثْم فَقَالَ إِنَّمَا قطعه وَتَركه بِإِذن الله عَزَّ وَجَلَّ
انْتَهَى
وَرَوَى الْوَاقِدِيّ فِي كتاب الْمَغَازِي ثني يَحْيَى بن عبد الْعَزِيز فَذكر الْقِصَّة وَفِيه فَأمر رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بِالنَّخْلِ فَقطعت وَحرقت وَاسْتعْمل عَلَى قطعهَا رجلَيْنِ من أَصْحَابه أَبَا لَيْلَى الْمَازِني وَعبد الله بن سَلام وَكَانَ أَبُو لَيْلَى يقطع الْعَجْوَة وَكَانَ عبد الله بن سَلام يقطع اللَّوْن فَقيل لَهما فِي ذَلِك فَقَالَ أَبُو لَيْلَى كَانَت الْعَجْوَة احْرِقْ لَهُم وَقَالَ عبد الله بن سَلام قد عرفت أَن الله سَيَغْنَمُهُ أَمْوَالهم وَكَانَت الْعَجْوَة خير أَمْوَالهم فَأنْزل الله تَعَالَى رضَا بِمَا صنعا مَا قطعْتُمْ من لينَة الْآيَة
1321 - الحَدِيث الرَّابِع قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي الْإِفَاضَة من عَرَفَات (لَيْسَ الْبر فِي إيجَاف الْخَيل وَلَا إيضَاع الْإِبِل عَلَى هينَتكُمْ)(3/439)
قلت رَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي سنَنه فِي كتاب الْحَج من حَدِيث الْأَعْمَش عَن الحكم عَن مقسم عَن ابْن عَبَّاس قَالَ أَفَاضَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من عَرَفَة وَعَلِيهِ السكينَة ورديفه أسَامَه فَقَالَ (يأيها النَّاس عَلَيْكُم بِالسَّكِينَةِ فَإِن الْبر لَيْسَ بِإِيجَاف الْخَيل وَالْإِبِل) قَالَ فَمَا رَأَيْتهَا بعد رَافِعَة يَديهَا عَادِية حَتَّى أَتَى جمعا
انْتَهَى
وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك وَقَالَ صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ
انْتَهَى
وَرَوَاهُ أَحْمد وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَالْبَزَّار فِي مسانيدهم
وَأخرج البُخَارِيّ فِي عَن ابْن عَبَّاس أَنه دفع مَعَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من عَرَفَة فَسمع النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَرَاءه زجرا شَدِيدا وَضَربا لِلْإِبِلِ فَأَشَارَ بِسَوْطِهِ إِلَيْهِم وَقَالَ (يأيها النَّاس عَلَيْكُم بِالسَّكِينَةِ فَإِن الْبر لَيْسَ بِالْإِيضَاعِ)
انْتَهَى
1322 - قَوْله عَن ابْن مَسْعُود أَنه لَقِي رجلا محرما وَعَلِيهِ ثِيَابه فَقَالَ لَهُ انْزعْ عَنْك هَذَا فَقَالَ لَهُ الرجل اقْرَأ عَلّي فِي هَذَا آيَة من كتاب الله تَعَالَى قَالَ نعم فَقَرَأَ علية (وَمَا آتَاكُم الرَّسُول فَخُذُوهُ) الْآيَة
قلت رَوَاهُ الإِمَام الْحَافِظ أَبُو عمر بن عبد الْبر فِي كتاب الْعلم أخبرنَا مُحَمَّد ابْن خَليفَة ثَنَا مُحَمَّد بن الْحُسَيْن الْبَغْدَادِيّ بِمَكَّة ثَنَا أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن سهل الْأُشْنَانِي ثَنَا الْحُسَيْن بن عَلّي بن الْأسود ثَنَا يَحْيَى بن آدم ثَنَا قُطْبَة بن عبد الْعَزِيز وَأَبُو بكر بن عَيَّاش عَن أبي إِسْحَاق عَن عبد الرَّحْمَن بن يزِيد قَالَ لَقِي عبد الله بن مَسْعُود رجلا محرما وَعَلِيهِ ثِيَابه فَقَالَ لَهُ انْزعْ عَنْك هَذَا فَقَالَ لَهُ الرجل أَتَقْرَأُ عَلّي بِهَذَا آيَة من كتاب الله تَعَالَى قَالَ نعم وَمَا آتَاكُم الرَّسُول فَخُذُوهُ الْآيَة
انْتَهَى
وَرَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره من طَرِيق ابْن أبي شيبَة ثَنَا مُعَاوِيَة بن هِشَام ثَنَا سُفْيَان الثَّوْريّ عَن الْأَعْمَش عَن إِبْرَاهِيم عَن عبد الرَّحْمَن بن يزِيد بِهِ سندا ومتنا(3/440)
1323 - الحَدِيث الْخَامِس رُوِيَ أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قسم أَمْوَال بني النَّضِير عَلَى الْمُهَاجِرين وَلم يُعْط الْأَنْصَار إِلَّا ثَلَاثَة نفر مُحْتَاجين أَبَا دُجَانَة سماك بن خَرشَة وَسَهل ابْن حنيف والْحَارث بن الصمَّة وَقَالَ لَهُم (إِن شِئْتُم قسمت للمهاجرين من أَمْوَالكُم وداركم وَشَارَكْتُمُوهُمْ فِي هَذِه الْغَنِيمَة وَإِن شِئْتُم كَانَت لكم دِيَاركُمْ وَأَمْوَالكُمْ وَلم يقسم لكم شَيْء من الْغَنِيمَة) فَقَالَت الْأَنْصَار بل يقسم لَهُم من دِيَارنَا وَأَمْوَالنَا وَنُؤْثِرهُمْ بِالْقِسْمَةِ وَلَا نشاركهم فِيهَا فَنزلت
قلت رَوَاهُ الْوَاقِدِيّ فِي كتاب الْمَغَازِي ثني معمر عَن الزُّهْرِيّ عَن خَارِجَة ابْن زيد عَن أم الْعَلَاء قَالَت لما غنم رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بني النَّضِير قَالَ لِثَابِت بن قيس بن شماس ادْع لي الْأَنْصَار كلهَا فَدَعَا الْأَوْس والخزرج فَتكلم وَحمد الله ثمَّ ذكر الْأَنْصَار وَمَا صَنَعُوا مَعَ الْمُهَاجِرين وَإِنْزَالهمْ إيَّاهُم فِي مَنَازِلهمْ وأثرهم عَلَى أنفسهم ثمَّ قَالَ (إِن أَحْبَبْتُم قسمت بَيْنكُم وَبَين الْمُهَاجِرين مِمَّا أَفَاء الله عَلّي من بني النَّضِير وَيكون الْمُهَاجِرُونَ عَلَى مَا هم عَلَيْهِ من السُّكْنَى فِي مَسَاكِنكُمْ وَأَمْوَالكُمْ وَإِن أَحْبَبْتُم أَعطيتهم وَخَرجُوا من دُوركُمْ) فَقَالَ سعد بن عبَادَة وَسعد بن معَاذ يَا رَسُول الله بل نقسمهُ للمهاجرين وَيَكُونُونَ فِي دُورنَا كَمَا كَانُوا وَنَادَتْ الْأَنْصَار رَضِينَا يَا رَسُول الله فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام (اللَّهُمَّ ارْحَمْ الْأَنْصَار وَأَبْنَاء الْأَنْصَار) فقسم رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مَا أَفَاء الله عَلَيْهِ فَأعْطَى الْمُهَاجِرين وَلم يُعْط أحدا من الْأَنْصَار إِلَّا رجلَيْنِ كَانَا مُحْتَاجين سهل بن حنيف وَأَبا دُجَانَة وَنفل سعد بن معَاذ بِسيف ابْن أبي الْحقيق وَكَانَ لَهُ ذكر عِنْدهم
انْتَهَى
وَرَوَى أَبُو دَاوُد فِي سنَنه فِي كتاب الْجِهَاد من طَرِيق عبد الرَّزَّاق أَنا معمر عَن الزُّهْرِيّ عَن عبد الرَّحْمَن بن كَعْب بن مَالك عَن رجل من أَصْحَاب النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَن كفار قُرَيْش كتبُوا إِلَى ابْن أبي وَمن كَانَ مَعَه يعبد الْأَوْثَان من الْأَوْس والخزرج فَذكره قصَّة بني النَّضِير وَفِي آخِره وَكَانَت نخل بني النَّضِير لرَسُول الله(3/441)
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ خَاصَّة أعطَاهُ الله إِيَّاهَا وَخَصه بهَا فَقَالَ مَا أَفَاء الله عَلَى رَسُوله مِنْهُم فَمَا أَوجَفْتُمْ عَلَيْهِ من خيل يَقُول بِغَيْر قتال فَأعْطَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَكْثَرهَا للمهاجرين قسمهَا بَينهم وَقسم مِنْهَا لِرجلَيْنِ من الْأَنْصَار وَلم يقسم لغَيْرِهِمَا من الْأَنْصَار مُخْتَصر
وَفِي سيرة ابْن هِشَام فِي غَزْوَة بني النَّضِير عَن ابْن إِسْحَاق ثني عبد الله ابْن أبي بكر أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قسم أَمْوَال بني النَّضِير عَلَى الْمُهَاجِرين الْأَوَّلين دون الْأَنْصَار إِلَّا أَن سهل بن جنيف وَأَبا دُجَانَة سماك بن خَرشَة ذكرا فقرا فَأَعْطَاهُمَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ
وَمن طَرِيق ابْن إِسْحَاق رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره سندا ومتنا
وَذكر الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره لفظ المُصَنّف بِحُرُوفِهِ عَن ابْن عَبَّاس من غير سَنَد
وَفِي الرَّوْض الْأنف لِلسُّهَيْلِي ابْن إِسْحَاق يَقُول أعطي أَبَا دُجَانَة وَسَهل ابْن حنيف وَغير ابْن إِسْحَاق يَقُول أعْطى ثَلَاثَة وَذكر فيهم الْحَارِث بن الصمَّة
1324 - الحَدِيث السَّادِس عَن أبي هُرَيْرَة سَأَلت حَبِيبِي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَن اسْم الله الْأَعْظَم قَالَ (عَلَيْك بِأخر سُورَة الْحَشْر فَأكْثر قِرَاءَته) فَأَعَدْت عَلَيْهِ فَأَعَادَ عَلّي فَأَعَدْت عَلَيْهِ فَأَعَادَ عَلّي
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ أَنا أَبُو عُثْمَان بن أبي بكر الْحِيرِي ثَنَا أَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد ابْن الْحَجَّاجِي ثَنَا عبد الله بن أبان بن شَدَّاد أَن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد الْحبرِي حَدثهمْ قَالَ ثَنَا عَلّي بن زُرَيْق ثَنَا هِشَام عَن زيد بن أسلم عَن عَطاء بن يسَار عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ سَأَلت حَبِيبِي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ
وَرَوَى الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط أَنا أَبُو سعد عبد الرَّحْمَن بن الْحسن(3/442)
الْحَافِظ أَنا عَلّي بن عمر بن مهْدي ثَنَا مُحَمَّد بن عَلّي بن حَمْزَة بن صَالح الْأَنْطَاكِي ثَنَا أَحْمد بن نجدة ثَنَا أَبُو الْمُغيرَة عبد القدوس بن الْحجَّاج ثَنَا يَحْيَى بن ثَعْلَبَة ثني الحكم بن عتيبة عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (اسْم الله الْأَعْظَم فِي سِتّ آيَات من سُورَة الْحَشْر)
انْتَهَى
1325 - الحَدِيث السَّابِع عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من قَرَأَ سُورَة الْحَشْر غفر الله لَهُ مَا تقدم من ذَنبه وَمَا تَأَخّر)
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ أَنا الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن فَنْجَوَيْهِ الدينَوَرِي ثَنَا ابْن حمدَان ثَنَا أبي ثَنَا مُحَمَّد بن يُونُس الْكُدَيْمِي ثَنَا عَمْرو بن عَاصِم ثَنَا أَبُو الْأَشْهب عَن يزِيد بن أبان عَن أنس بن مَالك قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من قَرَأَ آخر سُورَة الْحَشْر) إِلَى آخِره
وَأما ابْن مرْدَوَيْه فَلم يروه أصلا وَلَا الواحدي فِي الْوَسِيط(3/443)
سُورَة الممتحنة(3/445)
سُورَة الممتحنة
ذكر فِيهَا ثَمَانِيَة أَحَادِيث
1326 - الحَدِيث الأول رُوِيَ أَن مولاة لأبي عَمْرو بن صَيْفِي بن هَاشم يُقَال لَهَا سارة أَتَت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بِالْمَدِينَةِ وَهُوَ يُجهز لِلْفَتْحِ فَقَالَ لَهَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (أَمُسْلِمَة جِئْت) قَالَت لَا قَالَ (أفمهاجرة) قَالَت لَا قَالَ (فَمَا جَاءَ بك) فَقَالَت كُنْتُم الْأَهْل وَالْمُوَالَى وَالْعشيرَة وَقد ذهبت الموَالِي يَعْنِي قتلوا يَوْم بدر فَاحْتَجت حَاجَة شَدِيدَة فَحَث عَلَيْهَا بني عبد الْمطلب فَكَسَوْهَا وَحملُوهَا وزودوها فَأَتَاهَا حَاطِب ابْن أبي بلتعة وَأَعْطَاهَا عشرَة دَنَانِير وَكَسَاهَا بردا واستحملها كتابا إِلَى أهل مَكَّة نسخته من حَاطِب بن أبي بلتعة إِلَى أهل مَكَّة أعلمُوا أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يُرِيدكُمْ فَخُذُوا حذركُمْ فَخرجت سارة وَنزل جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام بالْخبر فَبعث رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عليا وَعمَّارًا وَعمر وَطَلْحَة وَالزُّبَيْر والمقداد وَأَبا مرْثَد وَكَانُوا فُرْسَانًا وَقَالَ (انْطَلقُوا حَتَّى تَأْتُوا رَوْضَة خَاخ فَإِن بهَا ظَعِينَة مَعهَا كتاب من حَاطِب بن أبي بلتعة إِلَى أهل مَكَّة فَخُذُوهُ مِنْهَا وَحلوهَا فَإِن أَبَت فَأَضْرَبُوا عُنُقهَا) فَأَدْرَكُوهَا فَجحدت وَحلفت فَهموا بِالرُّجُوعِ فَقَالَ عَلّي مَا كذبنَا وَلَا كذب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وسل سَيْفه وَقَالَ أَخْرِجِي الْكتاب أَو تَضَعِي رَأسك فَأَخْرَجته من عقَاص شعرهَا(3/447)
وَرُوِيَ أَنه عَلَيْهِ السَّلَام أَمن النَّاس إِلَّا أَرْبَعَة هِيَ أحدهم فَاسْتَحْضر رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حَاطِبًا وَقَالَ مَا حملك عَلَى هَذَا فَقَالَ يَا رَسُول الله مَا كفرت مُنْذُ أسلمت وَلَا غشتك مُنْذُ نَصَحْتُك وَلَا أَحْبَبْتهم مُنْذُ فَارَقْتهمْ وَلَكِنِّي كنت امْرَءًا مُلْصقًا فِي قُرَيْش وَرُوِيَ عَزِيزًا فيهم أَي غَرِيبا وَلم أكن من أَنْفسهَا وكل من مَعَك من الْمُهَاجِرين لَهُم قَرَابَات بِمَكَّة يحْمُونَ أَهَالِيهمْ وَأَمْوَالهمْ غَيْرِي فَخَشِيت عَلَى أَهلِي فَأَرَدْت أَن أَتَّخِذ عِنْدهم يدا وَقد علمت أَن الله ينزل عَلَيْهِم بأسه وَأَن كتابي لَا يَنْفَعهُمْ شَيْئا فَصدقهُ وَقبل عذره فَقَالَ عمر يَا رَسُول الله دَعْنِي أضْرب عنق هَذَا الْمُنَافِق فَقَالَ (وَمَا يدْريك يَا عمر لَعَلَّ الله قد اطلع عَلَى أهل بدر فَقَالَ اعْمَلُوا مَا شِئْتُم فقد غفرت لكم) فَفَاضَتْ عينا عمر وَقَالَ الله وَرَسُوله أعلم فَنزلت
هُوَ كَذَلِك بِتَمَامِهِ فِي تَفْسِير الثَّعْلَبِيّ ثمَّ الْبَغَوِيّ وَكَذَلِكَ فِي أَسبَاب النُّزُول لِلْوَاحِدِيِّ
قلت غَرِيب بِهَذَا اللَّفْظ والْحَدِيث رَوَاهُ الْجَمَاعَة إِلَّا ابْن ماجة بِنَقص أَلْفَاظ فَرَوَاهُ البُخَارِيّ فِي موضِعين فِي الْجِهَاد وَرَوَاهُ فِي التَّفْسِير وَمُسلم فِي المناقب وَأَبُو دَاوُد فِي الْجِهَاد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ فِي التَّفْسِير كلهم من حَدِيث عبيد الله بن أبي رَافع عَن عَلّي رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ بَعَثَنِي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنا وَالزُّبَيْر والمقداد فَقَالَ (انْطَلقُوا حَتَّى تَأْتُوا رَوْضَة خَاخ فَإِن بهَا ظَعِينَة مَعهَا كتاب فَخُذُوهُ مِنْهَا) فَانْطَلَقْنَا تَتَعَادَى بِنَا خَيْلنَا حَتَّى أَتَيْنَا الرَّوْضَة فَإِذا نَحن بِالظَّعِينَةِ فَقُلْنَا هَلُمِّي الْكتاب قَالَت مَا عِنْدِي من كتاب فَقُلْنَا لتخْرجن الْكتاب أَو لتلْقين الثِّيَاب فَأَخْرَجته من عقَاص شعرهَا فأتينا بِهِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَإِذا فِيهِ من حَاطِب بن أبي بلتعة(3/448)
إِلَى نَاس من الْمُشْركين يُخْبِرهُمْ بِبَعْض أَمر النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (يَا حَاطِب مَا هَذَا قَالَ لَا تجْعَل عَلّي يَا رَسُول الله إِنِّي كنت امْرَءًا مُلْصقًا فِي قُرَيْش وَلم أكن من أَنْفسهَا وَكَانَ مَعَك من الْمُهَاجِرين بهَا قَرَابَات يحْمُونَ بهَا أَهْليهمْ وَأَمْوَالهمْ فَأَحْبَبْت إِذْ فَاتَنِي فيهم ذَلِك أَن أَتَّخِذ مِنْهُم يدا يحْمُونَ بهَا قَرَابَتي وَمَا فعلت ذَلِك كفرا وَلَا ارْتِدَادًا عَن ديني وَلَا رضَا بالْكفْر فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (إِنَّه قد صدقكُم) فَقَالَ عمر دَعْنِي يَا رَسُول الله أضْرب عنق هَذَا الْمُنَافِق فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (إِنَّه قد شهد بَدْرًا فَمَا يدْريك لَعَلَّ الله اطلع عَلَى أهل بدر فَقَالَ اعْمَلُوا مَا شِئْتُم فقد غفرت لكم) قَالَ وَفِيه أنزل الله يأيها الَّذين آمنُوا لَا تَتَّخِذُوا عدوي وَعَدُوكُمْ أَوْلِيَاء السُّورَة
انْتَهَى
وَفِي لفظ للْبُخَارِيّ بَعَثَنِي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنا وَأَبا مرْثَد الغنوي وَالزُّبَيْر بن الْعَوام وكلنَا فَارس فَقَالَ انْطَلقُوا الحَدِيث ذكره فِي كتاب اسْتِتَابَة الْمُرْتَدين وَرَوَاهُ فِي كتاب الاسْتِئْذَان وَفِيه فَقَالَ عَلّي مَا كذب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَفِيه فَقَالَ عمر إِنَّه قد خَان الله وَرَسُوله فَدَعْنِي أضْرب عُنُقه فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (أَلَيْسَ من أهل بدر وَمَا يدْريك لَعَلَّ الله اطلع عَلَى أهل بدر فَقَالَ اعْمَلُوا مَا شِئْتُم فقد وَجَبت لكم الْجنَّة) قَالَ فَدَمَعَتْ عينا عمر وَقَالَ الله وَرَسُوله أعلم
وَرَوَاهُ البُخَارِيّ فِي كِتَابه الْمُفْرد فِي الْأَدَب وَفِيه فَأَخْرَجته من حجزَتهَا
الرِّوَايَتَانِ فِي صَحِيح ابْن حبَان ذكر الأول فِي النَّوْع الثَّانِي من الْقسم الثَّالِث عَن أبي عبد الرَّحْمَن السّلمِيّ عَن عَلّي فَذكره بِلَفْظ الصَّحِيحَيْنِ الأول وَفِيه فَأَخْرَجته من حجزَتهَا ثمَّ أَعَادَهُ فِي النَّوْع الْحَادِي عشر مِنْهُ فَذكره بِسَنَد الصَّحِيحَيْنِ وَمَتنه إِلَّا أَنه قَالَ بَعَثَنِي أَنا وَالزُّبَيْر وَطَلْحَة والمقداد بن الْأسود
وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي الْفَضَائِل بِلَفْظ الصَّحِيحَيْنِ وَفِي لفظ لأبي دَاوُد قَالَت مَا معي من كتاب فَقَالَ عَلّي وَالَّذِي يحلف بِهِ لأَقْتُلَنك أَو لتخرجي الْكتاب الحَدِيث بِطُولِهِ(3/449)
وَرَوَى الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره وَابْن هِشَام وَرَوَاهُ الْوَاقِدِيّ فِي كتاب الْمَغَازِي ثني الْمُنْذر بن سعيد عَن يزِيد بن رُومَان قَالَ لما أجمع فَذكره بِلَفْظ ابْن هِشَام ثمَّ قَالَ وحَدثني عتبَة بن جبيرَة عَن الْحصين بن عبد الرَّحْمَن بن عَمْرو بن سعد قَالَ هِيَ سارة وَجعل لَهَا عشرَة دَنَانِير
وَفِي السِّيرَة فِي فتح مَكَّة من حَدِيث مُحَمَّد بن إِسْحَاق ثني مُحَمَّد بن جَعْفَر ابْن الزُّبَيْر عَن عُرْوَة بن الزُّبَيْر وَغَيره من عُلَمَائِنَا قَالُوا لما أجمع رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ السّير إِلَى مَكَّة كتب حَاطِب بن أبي بلتعة إِلَى قُرَيْش كتابا يُخْبِرهُمْ فِيهِ بأَمْره ثمَّ أعطَاهُ امْرَأَة زعم مُحَمَّد بن جَعْفَر أَنَّهَا من مزينة زَاد الْوَاقِدِيّ فِي الْمَغَازِي يُقَال لَهَا كنُود وَزعم غَيره أَنَّهَا سارة مولاة لبني عبد الْمطلب وَجعل لَهَا جعلا عَلَى أَن تبلغه قُريْشًا فَجَعَلته فِي رَأسهَا ثمَّ فتلت عَلَيْهِ قُرُونهَا ثمَّ خرجت بِهِ وَأَتَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الْخَبَر من السَّمَاء بِمَا فعل حَاطِب فَبعث عَلّي بن أبي طَالب وَالزُّبَيْر بن الْعَوام فَقَالَ (أدْركَا امْرَأَة قد كتب مَعهَا حَاطِب بِكِتَاب إِلَى قُرَيْش يُحَذرهُمْ مَا قد اجْتَمَعنَا عَلَيْهِ من أَمرهم) فَخَرَجَا حَتَّى أَدْركَاهَا بِالْحُلَيْفَة فَاسْتَنْزَلَاهَا فَالْتَمَسَا رَحلهَا فَلم يجدا شَيْئا فَقَالَ عَلَى وَالله مَا كذب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَلَا كذبنَا لتخْرجن هَذَا الْكتاب أَو ليكشفنك فَلَمَّا رَأَتْ الْجد قَالَت لَهُ أعرض فَأَعْرض فَحلت قُرُون رَأسهَا وَدفعت الْكتاب إِلَيْهِ فَأَتَى بِهِ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَدَعَا حَاطِبًا الحَدِيث
وَرَوَى الطَّبَرِيّ أَيْضا وَابْن أبي حَاتِم فِي تفسيريهما وَأَبُو يعلي فِي مُسْنده من حَدِيث أبي سِنَان سعيد بن سِنَان عَن عَمْرو بن مرّة الْجملِي عَن أبي إِسْحَاق عَن أبي البخْترِي عَن الْحَارِث عَن عَلّي قَالَ لما أَرَادَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَن يَأْتِي مَكَّة أسر إِلَى أنَاس من أَصْحَابه أَنه يُرِيد مَكَّة فيهم حَاطِب بن أبي بلتعة وَأَفْشَى فِي النَّاس أَنه يُرِيد خَيْبَر قَالَ فَكتب حَاطِب بن أبي بلتعة إِلَى أهل مَكَّة أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يُرِيدكُمْ فَأخْبر رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ فَبَعَثَنِي وَأَبا مرْثَد وَلَيْسَ منا رجل إِلَّا وَعِنْده فرس فَقَالَ ائْتُوا رَوْضَة خَاخ فَإِنَّكُم سَتَلْقَوْنَ امْرَأَة مَعهَا كتاب فَخُذُوهُ مِنْهَا فَانْطَلَقْنَا حَتَّى رَأينَا الْمَكَان فَقُلْنَا لَهَا هَاتِي الْكتاب فَقَالَت مَا معي كتاب ففتشناها فَلم نجده فَقُلْنَا لَهَا(3/450)
لَتُخْرِجنَّهُ أَو لَنُجَرِّدَنَّكِ قَالَ عَمْرو بن مرّة فَأَخْرَجته من حجزَتهَا وَقَالَ حبيب بن أبي ثَابت فَأَخْرَجته من قبلهَا فَأتوا بِهِ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الحَدِيث
وَقَوله وَرُوِيَ أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَمن النَّاس إِلَّا أَرْبَعَة هِيَ أحدهم
وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة فِي بَاب فتح مَكَّة أخبرنَا أَبُو عبد الله الْحَافِظ ثَنَا أَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد بن يَعْقُوب ثَنَا أَبُو زرْعَة عبد الرَّحْمَن بن عَمْرو الدِّمَشْقِي ثَنَا الْحسن بن بشر الْكُوفِي ثَنَا الحكم بن عبد الْملك عَن قَتَادَة عَن أنس بن مَالك قَالَ أَمن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ النَّاس يَوْم فتح مَكَّة إِلَّا أَرْبَعَة من النَّاس عبد الْعُزَّى بن خطل وَمقيس بن ضَبَابَة وَعبد الله بن سعد بن أبي سرح وَأم سارة مولاة لقريش وَفِي لفظ سارة مولاة لبَعض بني عبد الْمطلب أَتَت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فشكت إِلَيْهِ الْحَاجة فَأَعْطَاهَا شَيْئا ثمَّ أَتَاهَا رجل فَبعث مَعهَا بِكِتَاب إِلَى أهل مَكَّة فَذكر قصَّة حَاطِب
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من حَدِيث الْحسن بن بشر بِهِ سندا ومتنا
وَكَذَلِكَ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط وَقَالَ تفرد بِهِ الْحسن بن بشر
وَذكره ابْن هِشَام فِي السِّيرَة من قَول ابْن إِسْحَاق قَالَ فِيهِ وَسَارة مولاة لبَعض بني عبد الْمطلب وَزَاد خَامِسًا قَالَ وَالْحُوَيْرِث بن نقيذ فَإِنَّهُ لما حمل الْعَبَّاس ابْن عبد الْمطلب بِنْتي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من مَكَّة يُرِيد الْمَدِينَة جلس لَهما فَرَمَى بهما الأَرْض
وَرَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ فِي سنَنه فِي آخر الْحَج من حَدِيث عمر بن عُثْمَان بن عبد الرَّحْمَن ابْن سعيد المَخْزُومِي عَن أَبِيه عَن جده عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَجعل الْحُوَيْرِث عوض سارة ثمَّ رَوَاهُ فِي آخر الْبيُوع من حَدِيث مُصعب بن سعد عَن أَبِيه وَجعل عوضهَا عِكْرِمَة بن أبي جهل
وَبِهَذَا السَّنَد والمتن رَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك فِي الْبيُوع وَسكت عَنهُ(3/451)
وَفِي عُيُون الْأَثر لأبي الْفَتْح الْيَعْمرِي وَمَغَازِي الْوَاقِدِيّ وَهَبَّار بن الْأسود وَقَيْنَتَا ابْن خطل كَانَتَا تُغنيَانِ بهجوه عَلَيْهِ السَّلَام قَالَ
وَأما ابْن خطل فَإِنَّهُ كَانَ مُسلما وَبَعثه النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مُصدقا وَمَعَهُ آخر من الْأَنْصَار فَعمد ابْن خطل عَلَى الْأنْصَارِيّ وَهُوَ نَائِم فَقتله ثمَّ ارْتَدَّ مُشْركًا فَأمر النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَوْم الْفَتْح بقتْله وَهُوَ مُتَعَلق بِأَسْتَارِ الْكَعْبَة فَقتله أَبُو بَرزَة الْأَسْلَمِيّ وَقيل سعيد بن حُرَيْث المَخْزُومِي وَقيل عمار بن يَاسر وَالْأول أثبت ثمَّ أسْند عَن عبد الرَّحْمَن بن أَبْزَى قَالَ سَمِعت أَبَا بَرزَة يَقُول أَنا أخرجت عبد الله بن خطل من تَحت أَسْتَار الْكَعْبَة فَضربت عُنُقه بَين الرُّكْن وَالْمقَام
وَأما ابْن أبي سرح فَإِنَّهُ أَيْضا كَانَ مِمَّن أسلم وَهَاجَر وَكَانَ يكْتب الْوَحْي للنَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ثمَّ ارْتَدَّ وَلحق بالمشركين فَلَمَّا كَانَ يَوْم الْفَتْح اخْتَبَأَ عِنْد عُثْمَان فَأَتَى بِهِ وَاسْتَأْمَنَ لَهُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَحسن بعد ذَلِك إِسْلَامه ولاه عمر ثمَّ عُثْمَان بعده
وَأما عِكْرِمَة فَإِنَّهُ فر إِلَى الْيمن وَلَحِقتهُ امْرَأَته أم حَكِيم بنت الْحَارِث بن هِشَام فَردته فَأسلم وَحسن إِسْلَامه
وَأما الْحُوَيْرِث بن نقيذ وَكَانَ يُؤْذِي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بِمَكَّة فَقتله عَلّي بن أبي طَالب يَوْم الْفَتْح
وَأما مقيس بن ضَبَابَة فَإِنَّهُ أَيْضا كَانَ مُسلما وَلكنه قتل رجلا من الْأَنْصَار بأَخيه هِشَام بن ضَبَابَة بعد أَن أَخذ الدِّيَة وَكَانَ الْأنْصَارِيّ قتل أَخَاهُ مُسلما خطأ فِي غَزْوَة ذِي قرد وَهُوَ يرَى أَنه من الْعَدو ثمَّ لحق بِمَكَّة مُرْتَدا فَقتله يَوْم الْفَتْح نميلَة بن عبد الله اللَّيْثِيّ وَهُوَ ابْن عَمه
وَأما هَبَّار بن الْأسود فَهُوَ الَّذِي عرض لِزَيْنَب بنت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حِين بعث بهَا زَوجهَا أَبُو الْعَاصِ إِلَى الْمَدِينَة فَنَخَسَ بهَا فَأسْقطت وَأَلْقَتْ مَا فِي بَطنهَا وَأَهْرَقت الدِّمَاء وَلم يزل بهَا مَرضهَا حَتَّى مَاتَت سنة ثَمَان فَقَالَ لَهُم عَلَيْهِ السَّلَام (إِن وجدْتُم هَبَّارًا فَأَحْرقُوهُ بالنَّار) ثمَّ قَالَ (اقْتُلُوهُ وَلَا تحرقُوهُ) فَلم يُوجد ثمَّ إِنَّه أسلم(3/452)
بعد الْفَتْح وَحسن إِسْلَامه وَصَحب النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَجعل النَّاس يَسُبُّونَهُ فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام (من سبك فَسَبهُ) فَانْتَهوا عَنهُ
وَأما قَيْنَتَا ابْن خطل فقتلت إِحْدَاهمَا وَاسْتُؤْمِنَ لِلْأُخْرَى فَعَاشَتْ مُدَّة ثمَّ مَاتَت فِي حَيَاته عَلَيْهِ السَّلَام
وَأما سارة فَاسْتُؤْمِنَ لَهَا أَيْضا فَأَمَّنَهَا عَلَيْهِ السَّلَام وَعَاشَتْ إِلَى أَن أَوْطَأَهَا رجل فرسا بِالْأَبْطح فَمَاتَتْ فِي زمن عمر
انْتَهَى
وَقَالَ السُّهيْلي فِي الرَّوْض الْأنف
وَأما الْقَيْنَتَانِ اللَّتَان أَمر بِقَتْلِهِمَا فهما سارة وَفَرْتَنَا فَأسْلمت فَرَّتْنَا وَأمنت سارة وَعَاشَتْ إِلَى زمن عمر
انْتَهَى
وَقَالَ ابْن سعد فِي الطَّبَقَات فِي بَاب غَزْوَة الْفَتْح وَأمر النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَوْمئِذٍ بقتل سِتَّة نفر وَأَرْبع نسْوَة عِكْرِمَة بن أبي جهل وَهَبَّار بن الْأسود وَعبد الله بن أبي سرح وَمقيس بن ضَبَابَة وَالْحُوَيْرِث بن نقيذ وَهِنْد بنت عتبَة وَسَارة مولاة عَمْرو بن هِشَام وَفَرْتَنَا وَقَرِيبَة فَقتل مِنْهُم ابْن خطل وَمقيس بن ضَبَابَة وَالْحُوَيْرِث بن نقيذ انْتَهَى
وَكَذَلِكَ قَالَه الْوَاقِدِيّ فِي كتاب الْمَغَازِي
1327 - الحَدِيث الثَّانِي رُوِيَ أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ تزوج أم حَبِيبَة فَلَانَتْ عِنْد ذَلِك عَرِيكَة أبي سُفْيَان وَاسْتَرْخَتْ شَكِيمَته فِي الْعَدَاوَة وَكَانَت أم حَبِيبَة قد أسلمت وَهَاجَرت مَعَ زَوجهَا عبيد الله بن جحش إِلَى الْحَبَشَة فَتَنَصَّرَ وَأَرَادَهَا عَلَى النَّصْرَانِيَّة فَأَبت وَصَبَرت عَلَى دينهَا وَمَات زَوجهَا فَبعث رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِلَى النَّجَاشِيّ فَخَطَبَهَا عَلَيْهِ وسَاق عَنهُ إِلَيْهَا مهرهَا أَربع مائَة دِينَار وَبلغ ذَلِك أَبَاهَا فَقَالَ ذَلِك الْفَحْل لَا يُقْدَع أَنفه(3/453)
قلت غَرِيب بِهَذَا اللَّفْظ
وَرَوَى أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ فِي سنَنَيْهِمَا فِي النِّكَاح من حَدِيث عُرْوَة بن الزُّبَيْر عَن أم حَبِيبَة أَنَّهَا كَانَت تَحت عبيد الله بن جحش فَمَاتَ بِأَرْض الْحَبَشَة فَزَوجهَا النَّجَاشِيّ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَأَمْهَرهَا عَنهُ أَرْبَعَة أُلَّاف دِرْهَم وَبعث بهَا إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مَعَ شُرَحْبِيل بن حَسَنَة
انْتَهَى
وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد مُرْسلا عَن الزُّهْرِيّ أَن النَّجَاشِيّ زوج أم حَبِيبَة بنت أبي سُفْيَان من رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَلَى صدَاق أَرْبَعَة آلَاف دِرْهَم وَكتب بذلك إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقبل
انْتَهَى
وَرَوَى الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك فِي النِّكَاح من طَرِيق ابْن الْمُبَارك أَنا معمر عَن الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة عَن أم حَبِيبَة أَنَّهَا كَانَت تَحت عبيد الله بن جحش فَمَاتَ بِأَرْض الْحَبَشَة فَزَوجهَا النَّجَاشِيّ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَأَمْهَرهَا عَنهُ أَرْبَعَة آلَاف وَبعث بهَا إِلَيْهِ مَعَ شُرَحْبِيل بن حَسَنَة
انْتَهَى
وَقَالَ صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ هن وَرَوَاهُ أَحْمد وَابْن أبي شيبَة فِي مسنديهما كَذَلِك وَزَاد فِيهِ وَلم يُرْسل إِلَيْهَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَكَانَ مُهُور أَزوَاجه أَرْبَعمِائَة دِرْهَم
انْتَهَى
ثمَّ رَوَى فِي فَضَائِل أم حَبِيبَة بِسَنَدِهِ إِلَى الزُّهْرِيّ قَالَ تزوج رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أم حَبِيبَة بنت أبي سُفْيَان وَكَانَت قبله تَحت عبيد الله بن جحش الْأَسدي وَكَانَ قد هَاجر بهَا من مَكَّة إِلَى الْحَبَشَة ثمَّ افْتتن وَتَنصر وَمَات نَصْرَانِيّا وَأثبت الله الْإِسْلَام لأم حَبِيبَة حَتَّى رجعت إِلَى الْمَدِينَة فَخَطَبَهَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَزَوجهَا إِيَّاه عُثْمَان بن عَفَّان قَالَ الزُّهْرِيّ وَزَعَمُوا أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كتب إِلَى النَّجَاشِيّ فَزَوجهَا إِيَّاه وسَاق عَنهُ أَرْبَعِينَ أُوقِيَّة
انْتَهَى(3/454)
ثمَّ أسْند إِلَى الْوَاقِدِيّ ثني إِسْحَاق بن مُحَمَّد عَن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن عَلّي عَن أَبِيه قَالَ بعث رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَمْرو بن أُميَّة الضمرِي إِلَى النَّجَاشِيّ يخْطب عَلَيْهِ أم حَبِيبَة بنت أبي سُفْيَان وَكَانَت تَحت عبيد الله بن جحش وَزوجهَا إِيَّاه وَأصْدقهَا النَّجَاشِيّ من عِنْده عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَرْبَعمِائَة دِينَار
انْتَهَى
ثمَّ أسْند أَيْضا إِلَى الْوَاقِدِيّ حَدثنِي عبد الله بن جَعْفَر بن عبد الْوَاحِد بن أبي عون قَالَ لما بلغ أَبَا سُفْيَان بن حَرْب نِكَاح النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ابْنَته قَالَ ذَلِك الْفَحْل لَا يفرع أَنفه هَكَذَا وجدته فِي نُسْخَة مُعْتَمدَة وَهَكَذَا وجدته فِي تَارِيخ ابْن أبي خَيْثَمَة يفرع بِالْفَاءِ وَالرَّاء وَبَينه فِي الْحَاشِيَة وَوَجَدته فِي عُيُون الْأَثر يقزع وَوَجَدته فِي طَبَقَات ابْن سعد بِالْفَاءِ وَالرَّاء كَمَا فِي تَارِيخ ابْن أبي خَيْثَمَة
ثمَّ أسْند الْحَاكِم إِلَى الْوَاقِدِيّ ثني عبد الله بن عَمْرو بن زُهَيْر عَن إِسْمَاعِيل بن عَمْرو ابْن سعيد بن الْعَاصِ قَالَ قَالَت أم حَبِيبَة لما مَاتَ عبيد الله بن جحش رَأَيْت فِي النّوم كَأَن أبي يَقُول لي يَا أم الْمُؤمنِينَ فَفَزِعت وَأَوَّلْتهَا أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَتَزَوَّجنِي قَالَت فَمَا هُوَ إِلَّا أَن انْقَضتْ عدتي فَمَا شَعرت إِلَّا برَسُول النَّجَاشِيّ جَارِيَة يُقَال لَهَا أَبْرَهَة كَانَت تقوم عَلَى بَنَاته دخلت عَلّي فَقَالَت إِن الْملك يَقُول لَك إِن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كتب إِلَيّ أَن أزَوجك مِنْهُ فَقلت بشرك الله بِالْخَيرِ ثمَّ قَامَت فَدفعت لَهَا سواري من فضَّة وخواتيم فضَّة كَانَت فِي أَصَابِع رِجْلَيْهَا سُرُورًا بِمَا بَشرَتهَا وَأرْسلت إِلَى خَالِد بن سعيد بن الْعَاصِ فَوَكَّلَتْهُ فَلَمَّا كَانَ الْعشَاء أَمر النَّجَاشِيّ جَعْفَر بن أبي طَالب وَمن هُنَاكَ من الْمُسلمين فَحَضَرُوا فَخَطب النَّجَاشِيّ فَقَالَ الْحَمد لله الْملك القدوس السَّلَام الْمُؤمن الْمُهَيْمِن الْعَزِيز الْجَبَّار بِحَق حَمده وَأشْهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وحدة لَا شريك لَهُ وَأَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله وَأَنه الَّذِي بشر بِهِ عِيسَى بن مَرْيَم أما بعد فَإِن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كتب إِلَيّ أَن أزَوجهُ أم حَبِيبَة بنت أبي سُفْيَان وَقد أَجَبْته إِلَى مَا دَعَا وَقد أَصدقتهَا عَنهُ أَرْبَعمِائَة دِينَار ثمَّ سكب الدَّنَانِير فَتكلم خَالِد بن سعيد فَقَالَ الْحَمد لله أَحْمَده أَسْتَعِينهُ وَأَسْتَنْصِرهُ وَأشْهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَأشْهد أَن مُحَمَّد عَبده وَرَسُوله أرْسلهُ بِالْهُدَى وَدين الْحق(3/455)
لِيظْهرهُ عَلَى الدَّين كُله وَلَو كره الْمُشْركُونَ أما بعد فقد أجبْت إِلَى مَا دَعَا إِلَيْهِ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَزَوجته أم حَبِيبَة بنت أبي سُفْيَان فَبَارك الله لرَسُوله ثمَّ قبض الدَّنَانِير ودعا النَّجَاشِيّ بِطَعَام فَأَكَلُوا ثمَّ تفَرقُوا فَلَمَّا وصل الذَّهَب أم حَبِيبَة أرْسلت مِنْهُ إِلَى أَبْرَهَة خمسين دِينَارا الَّتِي بَشرَتهَا فَردَّتهَا وَردت جَمِيع مَا أخذت مِنْهَا وَقَالَت قد عزم عَلّي الْملك أَن لَا أرزأك شَيْئا وَقد أسلمت لله وَاتَّبَعت رَسُوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَإِذا وصلت إِلَيْهِ فَأَقْرئِيهِ مني السَّلَام واعلميه أَنِّي قد اتبعت دينه وَقد أَمر الْملك نِسَاءَهُ أَن يبْعَثْنَ إِلَيْك بِكُل مَا عِنْدهن من الْعطر قَالَت فَلَمَّا كَانَ الْغَد جَاءَتْنِي بِعُود وَوَرس وَعَنْبَر وَزَباد كثير وَكَانَت هِيَ الَّتِي جَهَّزْتنِي فَلَمَّا قدمت عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أخْبرته الْخَبَر وَمَا فعل النَّجَاشِيّ وَمَا فعلت أَبْرَهَة معي وَأَقْرَأْته مِنْهَا السَّلَام فَقَالَ (وَعَلَيْهَا السَّلَام وَرَحْمَة الله)
انْتَهَى
وَسكت عَن هَذِه الْأَحَادِيث الواقدية كلهَا
وَرَوَى ابْن هِشَام فِي أَوَائِل السِّيرَة حَدثنِي زِيَاد بن عبد الله البكائي عَن مُحَمَّد بن إِسْحَاق ثني مُحَمَّد بن عَلّي بن الْحُسَيْن أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بعث فِي أم حَبِيبَة إِلَى النَّجَاشِيّ عَمْرو بن أُميَّة الضمرِي فَخَطَبَهَا عَلَيْهِ النَّجَاشِيّ فَزَوجهُ إِيَّاهَا وَأصْدقهَا عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَرْبَعمِائَة دِينَار فَقَالَ مُحَمَّد بن عَلّي مَا نرَى عبد الْملك ابْن مَرْوَان وقف صدَاق النِّسَاء عَلَى أَرْبَعمِائَة دِينَار إِلَّا عَن ذَلِك وَكَانَ الَّذِي أملكهَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ خَالِد بن سعيد بن الْعَاصِ
انْتَهَى
وَقَالَ أَبُو نعيم فِي كتاب دَلَائِل النُّبُوَّة فِي الْبَاب التَّاسِع عشر قَالَ وَبعث النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَمْرو بن أُمِّيّه الضمرِي إِلَى النَّجَاشِيّ فَزَوجهُ أم حَبِيبَة بنت أبي سُفْيَان وَأصْدقهَا عَنهُ من مَاله أَرْبَعمِائَة دِينَار وَبعث بهَا إِلَيْهِ قَالَ وَكَانَ ذَلِك فِي سنة سِتّ من الْهِجْرَة بعد رُجُوع النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من خَيْبَر قَالَ وَلَا أعلم فِي ذَلِك خلافًا
انْتَهَى كَلَامه
وَرَوَى ابْن سعد فِي الطَّبَقَات أخبرنَا مُحَمَّد بن عمر الْوَاقِدِيّ ثني سيف ابْن سُلَيْمَان عَن ابْن أبي نجيح وَثني عبد الله بن مُحَمَّد الجُمَحِي عَن أَبِيه عَن عبد الْعَزِيز بن سابط فَذكر قصَّة الْمُهَاجِرين إِلَى أَرض الْحَبَشَة(3/456)
الْهِجْرَة الأولَى كَانُوا أحد عشر رجلا وَأَرْبع نسْوَة مِنْهُم عُثْمَان بن عَفَّان وَزَوجته رقية بنة رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ
وَالْهجْرَة الثَّانِيَة كَانُوا ثَلَاثَة وَثَمَانِينَ رجلا وَاحِد وَإِحْدَى عشرَة امْرَأَة فَلَمَّا سمعُوا بِهِجْرَة النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِلَى الْمَدِينَة رَجَعَ بَعضهم وَبَقِي بَعضهم فَلَمَّا كَانَ شهر ربيع الأول سنة سبع من الْهِجْرَة أرسل النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِلَى النَّجَاشِيّ عَمْرو بن أُميَّة الضمرِي بِكِتَاب يَدعُوهُ فِيهِ إِلَى الْإِسْلَام فَأسلم وَسَأَلَهُ أَن يُزَوجهُ أم حَبِيبَة وَكَانَت هَاجَرت مَعَ زَوجهَا عبيد الله بن جحش وَتَنصر وَمَات فَزَوجهُ النَّجَاشِيّ إِيَّاهَا وَأصْدقهَا عَنهُ أَرْبَعمِائَة دِينَار وَوَلَّى تَزْوِيجهَا خَالِد بن سعيد بن الْعَاصِ وَسَأَلَهُ أَن يبْعَث إِلَيْهِ بِمن بَقى من أَصْحَابه فَفعل وَحَملهمْ مَعَ عَمْرو بن أُميَّة حَتَّى قدمُوا الْمَدِينَة فوجدوا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قد فتح خَيْبَر فَكلم عَلَيْهِ السَّلَام الْمُسلمين أَن يُدْخِلُوهُمْ فِي سِهَامهمْ فَفَعَلُوا
مُخْتَصر
وَرَوَى ابْن أبي شيبَة فِي مصنفة فِي النِّكَاح ثَنَا عَبدة عَن مُحَمَّد بن إِسْحَاق عَن أبي جَعْفَر أَن
النَّجَاشِيّ زوج النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أم حَبِيبَة عَلَى أَرْبَعمِائَة دِينَار انْتَهَى
وَرَوَى الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط فِي تَرْجَمَة أَحْمد بن النَّضر من حَدِيث أنس أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ زوجه النَّجَاشِيّ أم حَبِيبَة أَصْدف عَنهُ من مَاله مِائَتي دِينَار
انْتَهَى
وَرَوَى فِي مُعْجَمه الْكَبِير من حَدِيث عُرْوَة بن الزُّبَيْر أَن عبيد الله بن جحش مَاتَ بِالْحَبَشَةِ نَصْرَانِيّا وَمَعَهُ أم حَبِيبَة بنت أبي سُفْيَان فَأَنْكحهَا عُثْمَان بن عَفَّان رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من أجل أَنَّهَا بنت صَفيه بنت أبي الْعَاصِ وَصفيه عمَّة عُثْمَان بن عَفَّان
وَأخرج من حَدِيث بَقِيَّة ثَنَا أَبُو بكر بن أبي مَرْيَم عَن عَطِيَّة بن قيس أَن أم حَبِيبَة كَانَت بِأَرْض الْحَبَشَة وَأَنه عَلَيْهِ السَّلَام تزَوجهَا وَأصْدقهَا عَنهُ النَّجَاشِيّ أَرْبَعمِائَة دِينَار
انْتَهَى
وَرَوَى الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره فِي سُورَة النِّسَاء من طَرِيق أبي عبيد ثَنَا أَبُو الْيَمَان عَن أبي بكر بن عبد الله بن أبي مَرْيَم عَن ضَمرَة بن حبيب أَن أم حَبِيبَة كَانَت(3/457)
بِأَرْض الْحَبَشَة مَعَ جَعْفَر بن أبي طَالب وَأَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ تزَوجهَا فَأَصدق عَنهُ النَّجَاشِيّ أَرْبَعمِائَة دِينَار
انْتَهَى
وَقَالَ أَبُو الْفَتْح الْيَعْمرِي فِي عُيُون الْأَثر وَقع فِي الصَّحِيح أخرج مُسلم فِي الْفَضَائِل عَن أبي زميل عَن ابْن عَبَّاس قَالَ لما كَانَ الْمُسلمُونَ لَا ينظرُونَ إِلَى أبي سُفْيَان وَلَا يُقَاعِدُونَهُ فَقَالَ للنَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَا نَبِي الله ثَلَاث أَعطيتهنَّ قَالَ نعم عِنْدِي أحسن الْعَرَب أم حَبِيبَة أزَوّجكَهَا قَالَ نعم قَالَ وَمُعَاوِيَة تَجْعَلهُ كَاتبا بَين يَديك قَالَ نعم وَتُؤَمِّرنِي حَتَّى أقَاتل الْكفَّار كَمَا كنت أقَاتل الْمُسلمين قَالَ نعم قَالَ أَبُو زميل لَوْلَا أَنه طلب ذَلِك من النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مَا أعطَاهُ لِأَنَّهُ لم يكن يسْأَل شَيْئا إِلَّا قَالَ نعم
انْتَهَى
قَالَ عبد الْحق فِي الْجمع فِي الصَّحِيحَيْنِ لم يُخرجهُ البُخَارِيّ وَالصَّحِيح أَنه عَلَيْهِ السَّلَام تزَوجهَا قبل إِسْلَام أبي سُفْيَان
انْتَهَى
وَقَول أبي سُفْيَان يَوْم الْفَتْح للنَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَسأَلك ثَلَاثًا فَذكر مِنْهُنَّ أَن يتَزَوَّج رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أم حَبِيبَة يَعْنِي ابْنَته فَأَجَابَهُ عَلَيْهِ السَّلَام لما سَأَلَ قَالَ وَهَذَا مُخَالف لما اتّفق عَلَيْهِ أَرْبَاب السّير وَالْعلم بالْخبر قَالَ وَأجَاب عَنهُ الْحَافِظ الْمُنْذِرِيّ جَوَابا يتساءل هزلا فَقَالَ يحْتَمل أَن أَبَا سُفْيَان ظن أَنه تَجَدَّدَتْ لَهُ عَلَيْهَا ولَايَة بِمَا حصل لَهُ من الْإِسْلَام فَأَرَادَ تَجْدِيد العقد يَوْم ذَاك لَا غير
1328 - الحَدِيث الثَّالِث رُوِيَ أَن أَسمَاء بنت أبي بكر الصّديق قدمت عَلَيْهَا أمهَا قتيلة بنت عبد الْعُزَّى وَهِي مُشركَة بِهَدَايَا فَلم تقبلهَا وَلم تَأذن لَهَا فِي الدُّخُول فَنزلت بِعني قَوْله تَعَالَى لَا يَنْهَاكُم الله الْآيَة فَأمرهَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَن تدْخلهَا وَتقبل مِنْهَا وتكرمها(3/458)
قلت رَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك من طَرِيق ابْن الْمُبَارك عَن مُصعب بن ثَابت ابْن عبد الله بن الزُّبَيْر عَن أَبِيه عَن جده قَالَ قدمت قتيلة بنت عبد الْعُزَّى عَلَى ابْنَتهَا أَسمَاء بنت أبي بكر وَكَانَ أَبُو بكر طَلقهَا فِي الْجَاهِلِيَّة فَقدمت عَلَى ابْنَتهَا بِهَدَايَا صَبَّابًا وَسمنًا وَأَقِطًا فَأَبت أَسمَاء أَن تقبلهَا أَو تدْخلهَا منزلهَا حَتَّى أرْسلت إِلَى عَائِشَة أَن سَلِي عَن هَذَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَأَخْبَرته فَأمرهَا أَن تقبل هَدَايَاهَا وَتدْخلهَا منزلهَا فَأنْزل الله تَعَالَى لَا يَنْهَاكُم الله عَن الَّذين لم يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدَّين الْآيَتَيْنِ
انْتَهَى
وَقَالَ حَدِيث صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَحْمد وَالْبَزَّار وَأَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ وَأَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مسانيدهم وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه والطبري وَابْن مرْدَوَيْه وَابْن أبي حَاتِم فِي تفاسيرهم والواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول
وَحَدِيث أَسمَاء فِي الصَّحِيحَيْنِ من حَدِيث عُرْوَة عَنْهَا بِغَيْر هَذَا اللَّفْظ
1329 - الحَدِيث الرَّابِع كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول للممتحنة (بِاللَّه الَّذِي لَا إِلَه إِلَّا هُوَ مَا خرجت من بغض زوج بِاللَّه مَا خرجت رَغْبَة عَن أَرض إِلَى أَرض بِاللَّه مَا خرجت التمَاس دنيا بِاللَّه مَا خرجت إِلَّا حبا لله وَرَسُوله)
قلت رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي مُعْجَمه وَالْبَزَّار فِي مُسْنده من حَدِيث قيس بن الرّبيع عَن الْأَغَر بن الصَّباح عَن خَليفَة بن حُصَيْن عَن أبي نصر الْأَسدي قَالَ سُئِلَ ابْن عَبَّاس كَيفَ كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يمْتَحن النِّسَاء قَالَ كَانَ إِذا أَتَتْهُ امْرَأَة لتسلم حَلفهَا بِاللَّه مَا خرجت لِبُغْض زوج بِاللَّه مَا خرجت إِلَّا حبا لِاكْتِسَابِ دنيا وَبِاللَّهِ مَا خرجت رَغْبَة عَن أَرض إِلَى أَرض وَبِاللَّهِ مَا خرجت إِلَّا حبا لله وَلِرَسُولِهِ)
انْتَهَى
وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي كِتَابه حَدثنَا سَلمَة بن شبيب ثَنَا مُحَمَّد بن يُوسُف الْفِرْيَانِيُّ ثَنَا قيس بن الرّبيع بِهِ سندا ومتنا وَهُوَ مَوْجُود فِي نسخ التِّرْمِذِيّ الَّتِي هِيَ من رِوَايَة(3/459)
الصَّدَفِي دون غَيرهَا وَلم يذكرهُ ابْن عَسَاكِر فِي أَطْرَافه وَقَالَ فِيهِ التِّرْمِذِيّ حَدِيث غَرِيب
وَقَالَ الْبَزَّار لَا نعلمهُ يرْوَى عَن ابْن عَبَّاس إِلَّا من هَذَا الْوَجْه بِهَذَا الْإِسْنَاد
انْتَهَى
وَرَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه فِي أَوَاخِر الْمَغَازِي من حَدِيث قَتَادَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مُرْسلا
1330 - الحَدِيث الْخَامِس رُوِيَ أَن صلح الْحُدَيْبِيَة كَانَ عَلَى أَن من أَتَاكُم من أهل مَكَّة يرد إِلَيْنَا وَمن أَتَى مِنْكُم مَكَّة لَا يرد إِلَيْكُم وَكَتَبُوا بذلك كتابا وختموه فَجَاءَت سبيعة بنت الْحَارِث الأسْلَمِيَّة مسلمة وَالنَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بِالْحُدَيْبِية وَأَقْبل زَوجهَا مُسَافر المَخْزُومِي وَقيل صَيْفِي بن الراهب فَقَالَ يَا مُحَمَّد ارْدُدْ عَلّي امْرَأَتي فَإنَّك قد شرطت علينا أَن ترد علينا من أَتَاك منا وَهَذِه طِينَة الْكتاب لم تَجف فَنزلت بَيَانا لِأَن الشَّرْط إِنَّمَا كَانَ فِي الرِّجَال دون النِّسَاء
وَعَن الضَّحَّاك كَانَ بَين رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَبَين الْمُشْركين عهد أَلا يَأْتِيك منا امْرَأَة لَيست عَلَى دينك إِلَّا رَددتهَا إِلَيْنَا فَإِن دخلت فِي دينك وَلها زوج أَن ترد عَلَى زَوجهَا الَّذِي أنْفق عَلَيْهَا وَلِلنَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَام من الشَّرْط مثل ذَلِك
وَعَن قَتَادَة ثمَّ نسخ هَذَا الحكم وَهَذَا الْعَهْد بِبَرَاءَة فَاسْتَحْلَفَهَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَحَلَفت فَأعْطَى زَوجهَا مَا أنْفق وَتَزَوجهَا عمر
قلت غَرِيب ذكره الْبَغَوِيّ هَكَذَا عَن ابْن عَبَّاس من غير سَنَد
1331 - الحَدِيث السَّادِس رُوِيَ أَن من لحق بالمشركين من نسَاء الْمُؤمنِينَ الْمُهَاجِرين رَاجِعَة عَن(3/460)
الْإِسْلَام سِتّ نسْوَة أم الحكم بنت أبي سُفْيَان كَانَت تَحت عِيَاض بن شَدَّاد الفِهري وَفَاطِمَة بنت أبي أُميَّة كَانَت تَحت عمر بن الْخطاب وَهِي أُخْت أم سَلمَة وَبرْوَع بنت عقبَة كَانَت تَحت شماس بن عُثْمَان وَعَبدَة بنت عبد الْعُزَّى ابْن نَضْلَة وَزوجهَا عَمْرو بن عبد ود وَهِنْد بنت أبي جهل كَانَت تَحت هِشَام ابْن الْعَاصِ وَأم كُلْثُوم بنت جَرْوَل كَانَت تَحت عمر بن الْخطاب وَأَعْطَاهُمْ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مُهُور نِسَائِهِم من الْغَنِيمَة
قلت غَرِيب وَذكره هَكَذَا الثَّعْلَبِيّ ثمَّ الْبَغَوِيّ هَكَذَا عَن ابْن عَبَّاس من غير سَنَد وَلَا راو
1332 - الحَدِيث السَّابِع رَوَى أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لما فرغ يَوْم فتح مَكَّة من بيعَة الرِّجَال أَخذ فِي بيعَة النِّسَاء وَهُوَ عَلَى الصَّفَا وَعمر بن الْخطاب أَسْفَل مِنْهُ يُبَايِعهُنَّ بِإِذْنِهِ ويبلغهن عَنهُ وَهِنْد بنت عتبَة امْرَأَة أبي سُفْيَان مُتَقَنعَة مُتَنَكِّرَة خوفًا من رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَن يعرفهَا فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (أُبَايِعكُنَّ عَلَى أَن لَا تُشْرِكْنَ بِاللَّه شَيْئا) فَرفعت هِنْد رَأسهَا وَقَالَت وَالله لقد عَبدنَا الْأَصْنَام وَإنَّك لتأْخذ علينا أمرا مَا رَأَيْنَاك أَخَذته عَلَى الرِّجَال تبَايع الرِّجَال عَلَى الْإِسْلَام وَالْجهَاد فَقَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَامُ وَلَا يَسْرِقن فَقَالَت إِن أَبَا سُفْيَان رجل شحيح وَإِنِّي أصبت من مَاله هَنَات فَمَا أَدْرِي أَيحلُّ أم لَا فَقَالَ أَبُو سُفْيَان مَا أصبت من مَالِي فِيمَا مَضَى وَفِيمَا غبر فَهُوَ لَك حَلَال فَضَحِك رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَعرفهَا فَقَالَ لَهَا (وَإنَّك لهِنْد بنت عتبَة) قَالَت نعم فَاعْفُ عَمَّا سلف يَا نَبِي الله عَفا الله عَنْك فَقَالَ وَلَا يَزْنِين فَقَالَت أَو تَزني الْحرَّة وَفِي رِوَايَة مَا زنت مِنْهُنَّ امْرَأَة قطّ فَقَالَ وَلَا يقتلن أَوْلَادهنَّ فَقَالَت رَبَّيْنَاهُمْ(3/461)
صغَارًا وَقَتَلْتُمُوهُمْ كبارًا فَأنْتم وهم أعلم وَكَانَ ابْنهَا حنظله بن أبي سُفْيَان قد قتل يَوْم بدر فَضَحِك عمر حَتَّى اسْتَلْقَى وَتَبَسم رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ وَلَا يَأْتِين بِبُهْتَان فَقَالَت وَالله إِن الْبُهْتَان لأمر عَظِيم الْقبْح وَمَا تَأْمُرنَا إِلَّا بِالرشد وَمَكَارِم الْأَخْلَاق فَقَالَ وَلَا يَعْصِينَك فِي مَعْرُوف فَقَالَت وَالله مَا جلسنا فِي مَجْلِسنَا هَذَا وَفِي أَنْفُسنَا أَن نَعْصِيك فِي شَيْء
وَقيل فِي كَيْفيَّة الْمُبَايعَة أَنه دَعَا بقدح مَاء فَغمسَ يَده فِيهِ ثمَّ غمس أَيْدِيهنَّ
وَقيل صَافَحَهُنَّ وَكَانَ عَلَى يَده ثوب قطري
وَقيل كَانَ عمر يُصَافِحهُنَّ عَنهُ
قلت غَرِيب بِهَذَا اللَّفْظ
وَرَوَى الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره مُخْتَصرا فَقَالَ ثَنَا مُحَمَّد بن سعد ثَنَا أبي عَن عمي ثني أبي عَن أَبِيه عَن ابْن عَبَّاس أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَمر عمر بن الْخطاب فَقَالَ قل لَهُنَّ إِن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يُبَايِعكُنَّ عَلَى أَن لَا تُشْرِكْنَ بِاللَّه شَيْئا وَكَانَت هِنْد بنة عتبَة بن ربيعَة الَّتِي شقَّتْ بطن حَمْزَة مُتَنَكِّرَة فِي النِّسَاء فَقَالَت إِنِّي إِن أَتكَلّم يعرفنِي فَيَقْتُلنِي فَتَنَكَّرت فرقا من رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَقَالَت كَيفَ تقبل من النِّسَاء مَا لم تقبله من الرِّجَال فَنظر إِلَيْهَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَقَالَ لعمر قل لَهُنَّ وَلَا يَسْرِقن قَالَت هِنْد وَالله إِنِّي لَأُصِبْت من مَال أبي سُفْيَان الهنت مَا أَدْرِي أحل لي أم لَا قَالَ فَضَحِك رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَصرف عَنْهَا ثمَّ قَالَ وَلَا يَزْنِين فَقَالَت يَا رَسُول الله وَهل تَزني الْحرَّة قَالَ لَا ثمَّ قَالَ وَلَا يقتلن أَوْلَادهنَّ قَالَت هِنْد أَنْت قَتلتهمْ يَوْم بدر فَأَنت وهم أبْصر قَالَ وَلَا يَأْتِين بِبُهْتَان يَفْتَرِينَهُ بَين أَيْدِيهنَّ وَأَرْجُلهنَّ قَالَ وَلَا يَعْصِينَك فِي مَعْرُوف قَالَ مَنعهنَّ أَن يَنحن وَكَانَ أهل الْجَاهِلِيَّة يُمَزِّقْنَ الثِّيَاب وَيَخْدِشْنَ(3/462)
الْوُجُوه وَيَقْطَعْنَ الشُّعُور وَيدعونَ بِالْوَيْلِ وَالثُّبُور
انْتَهَى
وَأخرجه ابْن أبي حَاتِم فِي تَفْسِيره عَن مقَاتل بن حَيَّان فَذكره كَمَا تقدم وَزَاد فَلَمَّا قَالَ وَلَا تقتلن أَوْلَادكُنَّ قَالَت هِنْد رَبَّيْنَاهُمْ صغَارًا فَقَتَلْتُمُوهُمْ كبارًا فَضَحِك عمر بن الْخطاب حَتَّى اسْتَلْقَى
قَوْله وَقيل فِي كَيْفيَّة الْمُبَايعَة إِنَّه دَعَا بقدح مَاء إِلَى آخِره
رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه من حَدِيث جبارَة بن الْمُغلس ثَنَا عبد الله بن حَكِيم عَن حجاج عَن دَاوُد بن أبي عَاصِم عَن عُرْوَة بن مَسْعُود الثَّقَفِيّ قَالَ كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عِنْده المَاء فَإِذا بَايع النِّسَاء غمسن أَيْدِيهنَّ فِيهِ
انْتَهَى
وَفِي تَارِيخ أَصْبَهَان فِي بَاب الْحَاء الْمُهْملَة لأبي نعيم عَن صغدي بن سِنَان ثَنَا عُثْمَان بن عبد الْملك عَن شهر بن حَوْشَب عَن أَسمَاء بنت يزِيد بن السكن قَالَت مر رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَلَى نسْوَة فَسلم عَلَيْهِنَّ فَقُلْنَ يَا رَسُول الله إِنَّا نحب أَن نُبَايِعك ونصافحك قَالَ (إِنِّي لَا أُصَافح النِّسَاء) ثمَّ دَعَا بِقَعْبٍ مَاء فَخَاضَ فِيهِ يَده فَقَالَ (ضعن أَيْدِيكُنَّ فِيهِ) وَكَانَت بيعتهن
انْتَهَى
وَرَوَى ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من حَدِيث أبي مُطِيع الحكم بن عبد الله عَن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد عَن ابْن عجلَان عَن عَمْرو بن شُعَيْب عَن أَبِيه عَن جده قَالَ كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذا صَافح النِّسَاء دَعَا بقدح من مَاء فَغمسَ يَده فِيهِ ثمَّ غمسن أَيْدِيهنَّ فِيهِ وَكَانَت هَذِه بيعتهن
انْتَهَى
وَرَوَاهُ ابْن سعد فِي الطَّبَقَات أخبرنَا مُحَمَّد بن عمر هُوَ الْوَاقِدِيّ ثَنَا أُسَامَة ابْن زيد اللَّيْثِيّ عَن عَمْرو بن شُعَيْب عَن أَبِيه عَن جده فَذكره سَوَاء ببقبق
قَوْله وَقيل صَافَحَهُنَّ وَعَلَى يَده ثوب قطري(3/463)
رَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي مراسيله عَن الشّعبِيّ أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حِين بَايع النِّسَاء أَتَى بِبرد قطري فَوَضعه عَلَى يَده وَقَالَ (لَا أُصَافح النِّسَاء)
انْتَهَى
وَرَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه وَفِي تَفْسِيره أخبرنَا الثَّوْريّ عَن مَنْصُور عَن إِبْرَاهِيم النَّخعِيّ مُرْسلا قَالَ كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يُصَافح النِّسَاء وَعَلَى يَده ثوب قطري
وَرَوَى ابْن سعد فِي الطَّبَقَات الْمُرْسلين
قَوْله وَقيل كَانَ عمر يُصَافِحهُنَّ عَنهُ
رَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي الْقسم الثَّانِي عَن إِسْمَاعِيل بن عبد الرَّحْمَن ابْن عَطِيَّة عَن جدته أم عَطِيَّة قَالَت لما قدم رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الْمَدِينَة أَمر نسَاء الْأَنْصَار فجمعن فِي بَيت ثمَّ أرسل إلَيْهِنَّ عمر فجَاء عمر فَسلم علينا فَقَالَ أَنا رَسُول رَسُول الله إلَيْكُنَّ فَقُلْنَ مرْحَبًا برَسُول رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ أُبَايِعكُنَّ عَلَى أَن لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّه شَيْئا وَلَا يَسْرِقن إِلَى آخر الْآيَة ثمَّ مد يَده من خَارج الْبَيْت وَمَدَدْنَا أَيْدِينَا من دَاخل الْبَيْت فَقَالَ اللَّهُمَّ اشْهَدْ فَبَايَعْنَاهُ انْتَهَى
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَالْبَزَّار فِي مُسْنده والطبري فِي تَفْسِيره وَابْن مرْدَوَيْه وَأَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مُسْنده وَالنَّسَائِيّ فِي كتاب الكنى
وَفِي الصَّحِيح مَا يدْفع هَذِه الرِّوَايَات عَن الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة قَالَت كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يُبَايع النِّسَاء بالْكلَام بِهَذِهِ الْآيَة عَلَى أَن لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّه سَيِّئًا قَالَت وَمَا مست يَده يَد امْرَأَة قطّ إِلَّا امْرَأَة يملكهَا
انْتَهَى
رَوَاهُ البُخَارِيّ بِهَذَا اللَّفْظ وَرَوَاهُ مُسلم فِي أَوَاخِر الْجِهَاد بِلَفْظ وَالله مَا مست يَد رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَد امْرَأَة قطّ غير أَنه يُبَايِعهُنَّ بالْكلَام
وَرَوَى التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ فِي السّير وَابْن حبَان وَالْحَاكِم فِي صَحِيحَيْهِمَا وَمَالك فِي الْمُوَطَّأ فِي أول الْجِهَاد مَالك عَن مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر بِهِ من حَدِيث مُحَمَّد بن(3/464)
الْمُنْكَدر عَن أُمَيْمَة بنت رقيقَة قَالَت أتيت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي نسْوَة نُبَايِعهُ عَلَى الْإِسْلَام فَقلت يَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ هَلُمَّ نُبَايِعك فَقَالَ (إِنِّي لَا أُصَافح النِّسَاء إِنَّمَا قولي لمِائَة امْرَأَة كَقَوْلي لامْرَأَة وَاحِدَة) وَصَححهُ التِّرْمِذِيّ وَهُوَ فِي لفظ الْحَاكِم وَكَذَلِكَ الطَّبَرِيّ إِنَّمَا قولي لامْرَأَة كَقَوْلي لمِائَة امْرَأَة وَهُوَ فِي مُسْند أَحْمد باللفظين وَكَذَلِكَ الطَّبَقَات لِابْنِ سعد
وَذكر الْحَازِمِي فِي كتاب النَّاسِخ والمنسوخ حَدِيث الشّعبِيّ بِلَفْظ أبي دَاوُد ثمَّ قَالَ وَهَذَا مُرْسل لَا يُقَاوم الْأَحَادِيث الثَّابِتَة ثمَّ ذكر حَدِيث أُمَيْمَة هَذَا ثمَّ قَالَ فَإِن كَانَ ثَابتا فَفِيهِ دَلَائِل عَلَى النّسخ وَله شَاهد فِي بعض الْأَحَادِيث
انْتَهَى
وَرَوَى الْوَاقِدِيّ فِي كتاب الْمَغَازِي فِي غَزْوَة الْفَتْح ثني ابْن أبي سُبْرَة عَن مُوسَى بن عقبَة عَن أبي حَبِيبَة مولَى الزُّبَيْر عَن عبد الله بن الزُّبَيْر قَالَ لما كَانَ يَوْم الْفَتْح أسلم عشرَة نسْوَة من قُرَيْش مِنْهُنَّ هِنْد بنت عتبَة وَأم حَكِيم بنت الْحَارِث بن هِشَام امْرَأَة عِكْرِمَة بن أبي جهل فَأَتَيْنَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فبايعنه فَقَالَت هِنْد يَا رَسُول الله نُصَافِحك قَالَ (إِنِّي لَا أُصَافح النِّسَاء إِن قولي لمِائَة امْرَأَة مثل قولي لامْرَأَة وَاحِدَة) قَالَ الْوَاقِدِيّ وَيُقَال وضع عَلَى يَده ثوبا ثمَّ مَسَحْنَ عَلَى يَده وَيُقَال إِنَّه أَتَى بقدح من مَاء فَوضع يَده فِيهِ ثمَّ جَعلهنَّ يَضعن أَيْدِيهنَّ فِيهِ قَالَ وَالْأول أثبت عندنَا مُخْتَصر
1333 - الحَدِيث الثَّامِن عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ (من قَرَأَ سُورَة الممتحنة كَانَ لَهُ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَات شُفَعَاء يَوْم الْقِيَامَة)
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ أخبرنَا أَبُو الْحسن الْخَبَّازِي الْمُقْرِئ أَنا ابْن حسان أَنا الفرقدي ثَنَا إِسْمَاعِيل بن عَمْرو ثَنَا يُوسُف بن عَطِيَّة ثَنَا هَارُون بن كثير عَن زيد بن أسلم عَن أَبِيه عَن أبي أُمَامَة عَن أبي بن كَعْب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من قَرَأَ سُورَة الممتحنة) إِلَى آخِره سَوَاء(3/465)
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه فِي آل عمرَان
وَرَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط بِسَنَدِهِ الْمُتَقَدّم فِي يُونُس(3/466)
سُورَة الصَّفّ
ذكر فِيهَا ثَلَاثَة أَحَادِيث
1334 - الحَدِيث الأول
رُوِيَ أَن رجلا آذَى الْمُسلمين وَنَكَى فيهم فَقتله صُهَيْب وَانْتَحَلَ قَتله آخر فَقَالَ عمر لِصُهَيْب أخبر النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنَّك قتلته فَقَالَ إِنَّمَا قتلته لله وَلِرَسُولِهِ فَقَالَ عمر يَا رَسُول الله قَتله صُهَيْب قَالَ كَذَلِك يَا أَبَا يَحْيَى قَالَ نعم فَنزلت فِي الْمُنْتَحل
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ أَنا الْحُسَيْن بن فَنْجَوَيْهِ الدينَوَرِي ثَنَا ابْن أبي صقْلَابٍ ثَنَا أَبُو الْحَارِث بن سعيد بِدِمَشْق ثَنَا أَحْمد بن مَنْصُور الرَّمَادِي ثَنَا مُحَمَّد بن يَعْقُوب ابْن مُحَمَّد الزُّهْرِيّ ثَنَا حُصَيْن بن حُذَيْفَة الصُّهَيْبِيُّ ثَنَا يَحْيَى عَن سعيد بن الْمسيب عَن صُهَيْب قَالَ كَانَ رجل يَوْم بدر قد آذَى الْمُسلمين ونكاهم فَقتله صُهَيْب فَقَالَ رجل يَا رَسُول الله قتلت فلَانا ففرح بذلك رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ عمر وَعبد الرَّحْمَن لِصُهَيْب أخبر النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنَّك قتلته فَإِن فلَانا يَنْتَحِلهُ فَقَالَ صُهَيْب إِنَّمَا قتلته لله وَرَسُوله فَقَالَ عمر وَعبد الرَّحْمَن يَا رَسُول الله إِنَّمَا قَتله صُهَيْب قَالَ كَذَلِك يَا أَبَا يَحْيَى قَالَ نعم يَا رَسُول الله فَأنْزل الله تَعَالَى يأيها الَّذين آمنُوا لم تَقولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ ... انْتَهَى
1335 - الحَدِيث الثَّانِي
قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الزُّبَيْر ابْن عَمَّتي وَحَوَارِيي من أمتِي
قلت رَوَاهُ النَّسَائِيّ فِي سنَنه الْكُبْرَى فِي كتاب المناقب ثَنَا أَحْمد بن حَرْب(4/7)
ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَة عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر عَن جَابر بن عبد الله قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الزُّبَيْر ابْن عَمَّتي وَحَوَارِيي من أمتِي انْتَهَى
وَرَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي كتاب الْفَضَائِل وَكَذَلِكَ فِي مُسْنده أَيْضا ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَة سندا ومتنا
والْحَدِيث فِي الصَّحِيحَيْنِ بعضه أَخْرجَاهُ فِي الْفَضَائِل من حَدِيث مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر عَن جَابر قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِن لكل نَبِي حوارِي وَحَوَارِيي الزُّبَيْر انْتَهَى
1336 - الحَدِيث الثَّالِث
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من قَرَأَ سُورَة الصَّفّ كَانَ عِيسَى مُصَليا عَلَيْهِ مُسْتَغْفِرًا لَهُ مَا دَامَ فِي الدُّنْيَا وَهُوَ يَوْم الْقِيَامَة رَفِيقَة
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ أخبرنَا أَبُو الْحُسَيْن الْخَبَّازِي ثَنَا ابْن حَنش الْمُقْرِئ ثَنَا أَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد بن مُوسَى الرَّازِيّ ثَنَا عبد الله بن روح الْمَدَائِنِي ثَنَا شَبابَة بن سوار الْفَزارِيّ ثَنَا مخلد بن عبد الْوَاحِد عَن عَلّي بن زيد وَعَطَاء بن أبي مَيْمُونَة عَن زر بن حُبَيْش عَن أبي بن كَعْب عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه بسنديه فِي آل عمرَان
وَرَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط بِسَنَدِهِ الْمُتَقَدّم فِي يُونُس(4/8)
سُورَة الْجُمُعَة(4/9)
سُورَة الْجُمُعَة(4/10)
ذكر فِيهَا خَمْسَة عشر حَدِيثا
1337 - الحَدِيث الأول
فِي حَدِيث أشعياء إِنِّي أبْعث أَعْمَى فِي عُمْيَان وَأُمِّيًّا فِي أُمِّيين
قلت لم أَجِدهُ إِلَّا من قَول وهب بن مُنَبّه رَوَاهُ الْحَافِظ أَبُو نعيم فِي كِتَابه دَلَائِل النُّبُوَّة حَدثنَا أبي ثَنَا إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن جميل ثَنَا مُحَمَّد بن سهل بن عَسْكَر ثَنَا إِسْمَاعِيل بن عبد الْكَرِيم ثني عبد الصَّمد بن معقل قَالَ سَمِعت وهب بن مُنَبّه يَقُول أوحى الله إِلَى نَبِي من أَنْبيَاء بني إِسْرَائِيل يُقَال لَهُ أشعياء أَن قُم فِي بني إِسْرَائِيل فَإِنِّي سَأُطلقُ لسَانك بِوَحْي فَقَامَ فَقَالَ يَا سَمَاء أسمعي يَا أَرض أنصتي فَإِن الله يُرِيد أَن يقْضِي شَأْنًا وَيُدبر أمرا هُوَ منفذه إِنَّه يُرِيد أَن يحول الرِّيف إِلَى الفلاة وَالْآجَام إِلَى الْغِيطَان والأنهار فِي الصَّحَارِي وَالنعْمَة فِي الْفُقَرَاء وَالْملك فِي الرُّعَاة قَالَ الله إِنِّي مبتعث كَذَلِك نَبيا أُمِّيا من أُمِّيين أَعْمَى من عُمْيَان ضَالًّا من ضَالِّينَ أفتح بِهِ آذَانا صمًّا وَأَعْيُنًا عميا وَقُلُوبًا غلفًا وَأُسَدِّدهُ لكل أَمر جميل وَأهب لَهُ كل خلق كريم وَأَجْعَل السكينَة لِبَاسه وَالْبر شعاره وَالتَّقْوَى ضَمِيره وَالْحكمَة مَنْطِقه والصدق وَالْوَفَاء طَبِيعَته وَالْعَفو وَالْمَعْرُوف خلقه وَالْحق شَرِيعَته وَالْعدْل سيرته وَالْهُدَى أَمَامه وَالْإِسْلَام مِلَّته اسْمه أَحْمد أهدي بِهِ بعد الضَّلَالَة وَأعلم بِهِ من الْجَهَالَة وَأَرْفَع بِهِ بعد الْخَمَالَة وَأعرف بِهِ بعد النكرَة وَأكْثر بِهِ بعد الْقلَّة وَأغْنِي بعد الْعيلَة وَأجْمع بِهِ بعد الْفرْقَة وَأُؤَلِّف بِهِ بَين أُمَم مُتَفَرِّقَة وَقُلُوب مُخْتَلفَة وَأَهْوَاء مُتَشَتِّتَة وَأَسْتَنْقِذ بِهِ فِئَامًا من النَّاس عَظِيما من الْمهْلكَة وَأَجْعَل أمته خير أمة أخرجت للنَّاس يأمرون بِالْمَعْرُوفِ وَينْهَوْنَ عَن(4/11)
الْمُنكر مُوَحِّدين مُؤمنين مُخلصين مُصدقين بِمَا جَاءَت بِهِ رُسُلِي انْتَهَى
حَدثنَا سُلَيْمَان بن احْمَد ثَنَا مُحَمَّد بن احْمَد بن الْبَراء ثَنَا عبد الْمُنعم بن إِدْرِيس ابْن سِنَان عَن أَبِيه عَن جده وهب بن مُنَبّه فَذكره
1338 - الحَدِيث الثَّانِي
رُوِيَ أَنه كَانَ لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَوْم الْجُمُعَة مُؤذن وَاحِد وَكَانَ إِذا جلس عَلَى الْمِنْبَر أذن عَلَى الْمَسْجِد فَإِذا نزل أَقَامَ الصَّلَاة وَكَانَ أَبُو بكر وَعمر عَلَى ذَلِك حَتَّى إِذا كَانَ عُثْمَان وَكثر النَّاس وَتَبَاعَدَتْ الْمنَازل زَاد مُؤذنًا آخر فَأمر بِالتَّأْذِينِ الأول عَلَى دَاره الَّتِي تسمى الزَّوْرَاء فَإِذا جلس عَلَى الْمِنْبَر أذن الْمُؤَذّن الْأَذَان الثَّانِي فَإِذا نزل أَقَامَ الصَّلَاة فَلم يعب عَلَيْهِ ذَلِك
قلت رَوَى الْجَمَاعَة إِلَّا مُسلما من حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن السَّائِب بن يزِيد أَن الْأَذَان كَانَ أَوله حِين يجلس الإِمَام عَلَى الْمِنْبَر يَوْم الْجُمُعَة فِي عهد رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَأبي بكر وَعمر فَلَمَّا كَانَ خلَافَة عُثْمَان وَكثر النَّاس أَمر عُثْمَان يَوْم الْجُمُعَة بِالْأَذَانِ الثَّالِث فَأذن بِهِ عَلَى الزَّوْرَاء انْتَهَى وَفِي رِوَايَة للْبُخَارِيّ لم يكن لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِلَّا مُؤذن وَاحِد وَفِي رِوَايَة كَانَ يُؤذن بَين يَدي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذا جلس عَلَى الْمِنْبَر يَوْم الْجُمُعَة
1339 - الحَدِيث الثَّالِث
رُوِيَ أَن الْأَنْصَار قَالُوا إِن الْيَهُود يَوْمًا مَا يَجْتَمعُونَ فِيهِ كل سَبْعَة أَيَّام وَلِلنَّصَارَى يَوْمًا مثل ذَلِك فَهَلُمُّوا نجْعَل لنا يَوْمًا نَجْتَمِع فِيهِ فَنَذْكُر الله وَنُصَلِّي فَقَالُوا يَوْم السبت للْيَهُود وَيَوْم الْأَحَد لِلنَّصَارَى فَاجْعَلُوهُ(4/12)
يَوْم الْعرُوبَة وَكَانَ يُقَال لَهَا الْعرُوبَة فَاجْتمعُوا إِلَى أسعد بن زُرَارَة فَصَلى بهم يَوْمئِذٍ رَكْعَتَيْنِ وَذكرهمْ فَسَموهُ يَوْم الْجُمُعَة لِاجْتِمَاعِهِمْ فِيهِ فَأنْزل الله آيَة الْجُمُعَة فَهِيَ أول جُمُعَة كَانَت فِي الْإِسْلَام
قلت رَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه فِي الْجُمُعَة أخبرنَا معمر عَن أَيُّوب عَن ابْن سِيرِين قَالَ جمع أهل الْمَدِينَة قبل أَن يقدم رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَقبل أَن ينزل الْجُمُعَة وهم الَّذين سَموهَا الْجُمُعَة فَقَالَت الْأَنْصَار للْيَهُود يَوْم وَلِلنَّصَارَى مثله فَهَلُمَّ نجْعَل لنا يَوْمًا نَجْتَمِع فِيهِ وَنَذْكُر الله وَنُصَلِّي فَقَالُوا يَوْم السبت للْيَهُود وَيَوْم الْأَحَد لِلنَّصَارَى فَاجْعَلُوهُ يَوْم الْعرُوبَة وَكَانُوا يسمون يَوْم الْجُمُعَة يَوْم الْعرُوبَة فَاجْتمعُوا إِلَى أسعد بن زُرَارَة فَذكرهمْ وَصَلى بهم فَسَموهُ الْجُمُعَة حِين اجْتَمعُوا فِيهِ فَأنْزل الله بعد ذَلِك يأيها الَّذين آمنُوا إِذا نُودي للصَّلَاة من يَوْم الْجُمُعَة انْتَهَى
وَمن طَرِيق عبد الرَّزَّاق رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره بِسَنَدِهِ وَمَتنه
وَاخْتَصَرَهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه عَن مُحَمَّد بن إِسْحَاق ثني مُحَمَّد بن أبي أُمَامَة ابْن سهل بن حنيف عَن أَبِيه حَدثنِي عبد الرَّحْمَن بن كَعْب بن مَالك قَالَ كنت قَائِد أبي حِين كف بَصَره فَإِذا خرجت بِهِ إِلَى الْجُمُعَة اسْتغْفر لأبي أُمَامَة أسعد ابْن زُرَارَة فَمَكثت حينا أسمع مِنْهُ ذَلِك فَسَأَلته يَوْمًا عَن ذَلِك فَقَالَ أَي بني كَانَ أسعد بن زُرَارَة أول من جمع بِنَا فِي الْمَدِينَة قبل مقدم رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي نَقِيع الْخضمات قلت وَكم كُنْتُم قَالَ كُنَّا أَرْبَعِينَ رجلا انْتَهَى
وَرَوَى ابْن سعد فِي الطَّبَقَات فِي تَرْجَمَة مُصعب بن عُمَيْر من حَدِيث الزُّهْرِيّ وَأبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن وَعَاصِم بن عمر بن قَتَادَة قَالَ لما انْصَرف أهل الْعقبَة الأولَى وهم اثْنَا عشر رجلا وَأسلم بعض الْأَنْصَار أرْسلُوا إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَن ابْعَثْ إِلَيْنَا رجلا يعلمنَا الْقُرْآن وَشَرَائِع الدَّين فَبعث إِلَيْهِم مُصعب بن عُمَيْر وَكَانَ يُقْرِئهُمْ الْقُرْآن وَيُعلمهُم الْإِسْلَام حَتَّى فَشَا الْإِسْلَام فِي دور الْأَنْصَار فَكتب مُصعب إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَسْتَأْذِنهُ فِي أَن يجمع بهم فَأذن لَهُ وَكتب إِلَيْهِ أَن(4/13)
انْظُر الْيَوْم الَّذِي تجهز الْيَهُود فِيهِ لِسَبْتِهَا فَإِذا زَالَت الشَّمْس فَأرْدف إِلَى الله بِرَكْعَتَيْنِ واخطب فيهم فَجمع بهم مُصعب بن عُمَيْر فِي دَار سعد بن خَيْثَمَة وهم اثْنَا عشر رجلا فَهُوَ أول من جمع فِي الْإِسْلَام وَرَوَى قوم من الْأَنْصَار أَن أول من جمعهم أَبُو أُمَامَة اِسْعَدْ بن زُرَارَة مُخْتَصر
1340 - الحَدِيث الرَّابِع
رُوِيَ أَن أول جُمُعَة جمعهَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ انه لما قدم الْمَدِينَة مُهَاجرا نزل قبَاء عَلَى بني عَمْرو بن عَوْف وَأقَام بهَا يَوْم الِاثْنَيْنِ وَالثُّلَاثَاء وَالْأَرْبِعَاء وَالْخَمِيس فَأَسَّسَ مَسْجِدهمْ ثمَّ خرج يَوْم الْجُمُعَة عَامِدًا الْمَدِينَة فَأَدْرَكته الْجُمُعَة فِي بني سَالم بن عَوْف فِي بطن وَادِيهمْ فَخَطب صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَصَلى الْجُمُعَة
قلت رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة من حَدِيث مُحَمَّد بن إِسْحَاق عَن مُحَمَّد ابْن جَعْفَر عَن عُرْوَة بن الزُّبَيْر عَن عبد الرَّحْمَن بن عويم قَالَ أَخْبرنِي بعض قومِي قَالَ قدم رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الْمَدِينَة يَوْم الِاثْنَيْنِ لِاثْنَتَيْ عشرَة لَيْلَة مَضَت من ربيع الأول فَأَقَامَ بقباء الِاثْنَيْنِ وَالثُّلَاثَاء وَالْأَرْبِعَاء وَالْخَمِيس فَأَسَّسَ الْمَسْجِد وَصَلى فِيهِ تِلْكَ الْأَيَّام حَتَّى إِذا كَانَ يَوْم الْجُمُعَة خرج عَلَى نَاقَته الْقَصْوَاء وَبَنُو عَمْرو بن عَوْف يَزْعمُونَ أَنه لبث فيهم ثَمَان عشرَة لَيْلَة ثمَّ خرج وَقد اجْتمع النَّاس فَأَدْرَكته الصَّلَاة فِي بني سَالم فَصلاهَا بِمن مَعَه فِي الْمَسْجِد الَّذِي بِبَطن الْوَادي فَكَانَت أول جُمُعَة صلاهَا بِالْمَدِينَةِ انْتَهَى
وَذكره ابْن هِشَام فِي السِّيرَة من قَول ابْن إِسْحَاق لم يتَجَاوَز بِهِ فَذكر كلَاما طَويلا فِي الْهِجْرَة إِلَى أَن قَالَ فَأَقَامَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بقباء فِي بني عَمْرو ابْن عَوْف يَوْم الِاثْنَيْنِ وَيَوْم الثُّلَاثَاء وَيَوْم الْأَرْبَعَاء وَيَوْم الْخَمِيس وَأسسَ مَسْجِدهمْ ثمَّ أخرجه الله من بَين أظهرهم يَوْم الْجُمُعَة أَدْرَكته الْجُمُعَة فِي بني سَالم بن عَوْف فَصلاهَا فِي الْمَسْجِد الَّذِي بِبَطن الْوَادي وَادي رَانُونَاء وَكَانَت أول جُمُعَة صلاهَا بِالْمَدِينَةِ مُخْتَصر(4/14)
وَأخرج الْبَيْهَقِيّ نَحوه عَن عُرْوَة بن الزُّبَيْر مُرْسلا قَالَ تلقى الْمُسلمُونَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَلَقوهُ إِلَى بني عَمْرو بن عَوْف وَذَلِكَ يَوْم الِاثْنَيْنِ لهِلَال شهر ربيع الأول ... إِلَى أَن قَالَ وَمكث رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي بني عَمْرو بن عَوْف ثَلَاث لَيَال وَقيل أَكثر وَاتَّخذُوا فيهم مَسْجِدا وَهُوَ الَّذِي فِي الْقُرْآن أَنه أسس عَلَى التَّقْوَى ثمَّ إِن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ركب يَوْم الْجُمُعَة فَمر عَلَى بني سَالم فَصَلى فيهم الْجُمُعَة وَكَانَت أول جُمُعَة صلاهَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بِالْمَدِينَةِ مُخْتَصر وَلَيْسَ فِيهَا ذكر الْخطْبَة
وَفِي صَحِيح البُخَارِيّ مِنْهُ قِطْعَة يسيرَة ذكره فِي آخر حَدِيث الْهِجْرَة أَن الْمُسلمين تلقوا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بِظهْر الْحرَّة فَعدل بهم ذَات الْيَمين حَتَّى نزل بهم فِي بني عَمْرو ابْن عَوْف وَذَلِكَ يَوْم الِاثْنَيْنِ من شهر ربيع الأول فَلبث رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي بني عَمْرو بن عَوْف بضع عشرَة لَيْلَة وَأسسَ الْمَسْجِد الَّذِي أسس عَلَى التَّقْوَى وَصَلى فِيهِ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ثمَّ ركب رَاحِلَته وَسَار وَالنَّاس مَعَه حَتَّى بَركت عِنْد مَسْجِد رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مُخْتَصر
1341 - الحَدِيث الْخَامِس
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ خير يَوْم طلعت فِيهِ الشَّمْس يَوْم الْجُمُعَة فِيهِ خلق آدم وَفِيه أَدخل الْجنَّة وَفِيه أهبط إِلَى الأَرْض وَفِيه تقوم السَّاعَة هُوَ عِنْد الله يَوْم الْمَزِيد
قلت هُوَ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَلَيْسَ فِيهِ قَوْله وَهُوَ عِنْد الله يَوْم الْمَزِيد أَخْرجَاهُ فِي الْجُمُعَة من حَدِيث الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ خير يَوْم طلعت فِيهِ الشَّمْس يَوْم الْجُمُعَة فِيهِ خلق آدم وَفِيه أَدخل الْجنَّة وَفِيه أخرج مِنْهَا وَفِي رِوَايَة أهبط وَفِيه تقوم السَّاعَة
1342 - الحَدِيث السَّادِس
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ أَتَانِي جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام وَفِي كَفه مرْآة(4/15)
بَيْضَاء وَقَالَ هَذَا يَوْم الْجُمُعَة يعرضهَا عَلَيْك رَبك ليَكُون لَك عيدا ولامتك من بعْدك وَهُوَ سيد الْأَيَّام عندنَا وَنحن نَدْعُوهُ فِي الْآخِرَة يَوْم الْمَزِيد
قلت رُوِيَ من حَدِيث أنس وَمن حَدِيث حُذَيْفَة
أما حَدِيث أنس فَلهُ طرق
مِنْهَا عِنْد الْبَزَّار فِي مُسْنده عَن عمر بن يُونُس اليمامي ثَنَا جَهْضَم بن عبد الله ابْن أبي الطُّفَيْل ثني أَبُو طيبَة عَن عُثْمَان بن عُمَيْر عَن انس بن مَالك أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ أَتَانِي جِبْرِيل وَفِي يَده مرْآة بَيْضَاء فِيهَا نُكْتَة سَوْدَاء فَقلت مَا هَذِه يَا جِبْرِيل قَالَ هَذِه الْجُمُعَة يعرضهَا عَلَيْك رَبك لتَكون لَك عيدا ولامتك من بعْدك قلت مَا هَذِه النُّكْتَة السَّوْدَاء فِيهَا قَالَ هِيَ السَّاعَة تقوم يَوْم الْجُمُعَة وَهُوَ سيد الْأَيَّام عندنَا وَنحن نَدْعُوهُ فِي الْآخِرَة يَوْم الْمَزِيد قلت فَلم تَدعُونَهُ يَوْم الْمَزِيد قَالَ إِن الله تَعَالَى إِذا صير أهل الْجنَّة إِلَى الْجنَّة أخرجُوا إِلَى دَار الْمَزِيد فَيخْرجُونَ فِي كُثْبَان الْمسك ... إِلَى أَن قَالَ ثمَّ يرجعُونَ إِلَى مَنَازِلهمْ فَتَقول لَهُم أَزوَاجهم لقد خَرجْتُمْ من عندنَا بِصُورَة وَرَجَعْتُمْ إِلَيْنَا بغَيْرهَا فَيَقُولُونَ تجلى لنا الْجَبَّار عَزَّ وَجَلَّ فَنَظَرْنَا إِلَى مَا جِئْنَا بِهِ عَلَيْكُم فهم يَتَقَلَّبُونَ فِي مسك الْجنَّة وَنَعِيمهَا فِي كل سَبْعَة أَيَّام يَوْم وَهُوَ يَوْم الْمَزِيد مُخْتَصر
وَرَوَاهُ كَذَلِك الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره فِي سُورَة ق إِلَّا أَنه أَدخل بَين أبي طيبَة وَعُثْمَان بن عُمَيْر رجلا آخر فَقَالَ ثني أَبُو ظَبْيَة عَن مُعَاوِيَة الْعَبْسِي عَن عُثْمَان ابْن عُمَيْر
طَرِيق آخر رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط حَدثنَا أَحْمد بن زُهَيْر ثَنَا مُحَمَّد ابْن عُثْمَان بن كَرَامَة ثَنَا خَالِد بن مخلد الْقَطوَانِي ثَنَا عبد السَّلَام بن حَفْص عَن أبي عمرَان الْجونِي عَن انس بن مَالك ... فَذكره(4/16)
طَرِيق آخر رَوَاهُ الشَّافِعِي فِي مُسْنده أَخْبرنِي إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الْأَسْلَمِيّ ثني مُوسَى بن عُبَيْدَة ثني أَبُو الْأَزْهَر مُعَاوِيَة بن إِسْحَاق بن طَلْحَة عَن عبيد بن عُمَيْر أَنه سمع أنس بن مَالك يَقُول أَتَى جِبْرِيل إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بِمِرْآة بَيْضَاء فِيهَا نُكْتَة سَوْدَاء فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام مَا هَذِه قَالَ هَذِه الْجُمُعَة فضلت بهَا أَنْت وَأمتك وَهُوَ عندنَا يَوْم الْمَزِيد قَالَ يَا جِبْرِيل وَمَا يَوْم الْمَزِيد قَالَ إِن رَبك اتخذ فِي الفردوس وَاديا فِيهِ كتب مسك فَإِذا كَانَ يَوْم الْجُمُعَة ... إِلَى آخِره كَمَا تقدم
وَمن طَرِيق الشَّافِعِي رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي الْمعرفَة إِلَّا أَنه قَالَ مُوسَى بن عقبَة عوض ابْن عُبَيْدَة
رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من حَدِيث مُوسَى بن عُبَيْدَة بِهِ
وَرَوَاهُ أَيْضا من حَدِيث عَلّي بن الحكم الْبَيَانِي عَن عُثْمَان بن عُمَيْر عَن أنس ... فَذكره
وَرَوَاهُ من حَدِيث عَنْبَسَة بن سعيد عَن عُثْمَان بن عُمَيْر عَن أنس بِهِ
طَرِيق آخر رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مسنديهما قَالَ ابْن أبي شيبَة أخبرنَا عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد الْمحَاربي وَقَالَ إِسْحَاق أخبرنَا جرير قَالَا أَنا لَيْث بن أبي سليم عَن عُثْمَان بن عُمَيْر بِهِ سَوَاء
طَرِيق آخر رَوَاهُ أَبُو يعْلى الْموصِلِي فِي مُسْنده ثَنَا شَيبَان بن فروخ ثَنَا الصَّعق ابْن حزن ثَنَا عَلّي بن الحكم الْبنانِيّ عَن أنس ... فَذكره بِلَفْظ الشَّافِعِي
طَرِيق آخر رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط أَيْضا من حَدِيث الْوَلِيد بن مُسلم عَن عبد الرَّحْمَن بن ثَابت بن ثَوْبَان عَن أَبِيه عَن سَالم بن عبد الله انه سمع انس ابْن مَالك يَقُول قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَتَانِي جِبْرِيل وَفِي يَده كَهَيئَةِ الْمرْآة الْبَيْضَاء فِيهَا نُكْتَة(4/17)
سَوْدَاء فَقلت مَا هَذِه يَا جِبْرِيل قَالَ هَذِه الْجُمُعَة بعث بهَا إِلَيْك رَبك تكون عيدا لَك وَلِأُمَّتِك من بعْدك فَقلت مَا لنا فِيهَا قَالَ خير كثير أَنْتُم الْآخرُونَ السَّابِقُونَ يَوْم الْقِيَامَة وفيهَا سَاعَة لَا يُوَافِقهَا عبد يُصَلِّي يسْأَل الله شَيْئا إِلَّا أعطَاهُ إِيَّاه فَقلت مَا هَذِه النُّكْتَة السَّوْدَاء فَقَالَ هَذِه السَّاعَة تقوم يَوْم الْجُمُعَة وَنحن نُسَمِّيه عندنَا يَوْم الْمَزِيد انْتَهَى
طَرِيق آخر رَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده أخبرنَا مُحَمَّد بن شُعَيْب بن سَابُور حَدثنِي عمر مولَى عفرَة عَن انس فَذكره بِالْفَظِّ الأول
وَله طرق أُخْرَى أضربت عَنْهَا لِضعْفِهَا
وَأما حَدِيث حُذَيْفَة فَرَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده من حَدِيث يَحْيَى بن كثير ثَنَا إِبْرَاهِيم بن الْمُبَارك عَن الْقَاسِم بن مُطيب عَن الْأَعْمَش عَن أبي وَائِل عَن حُذَيْفَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَتَانِي جِبْرِيل فَذكره بِاللَّفْظِ الأول
وَله طَرِيق آخر عِنْد ابْن الْجَوْزِيّ فِي الْعِلَل المتناهية عَن عبد الله بن عَرَادَة الشَّيْبَانِيّ ثَنَا الْقَاسِم بن الْمطلب عَن الْأَعْمَش فَذكره وَأعله بِعَبْد الله بن عَرَادَة وَنقل عَن ابْن معِين انه قَالَ فِيهِ لَيْسَ بِشَيْء وَعَن ابْن عدي انه قَالَ عَامَّة مَا يرويهِ لَا يُتَابع عَلَيْهِ
1343 - الحَدِيث السَّابِع
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ إِن لله فِي كل جُمُعَة سِتّمائَة ألف عَتيق من النَّار
قلت رُوِيَ من حَدِيث انس وَله طرق
أَحدهَا رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب الْحَادِي وَالْعِشْرين وَأَبُو يعْلى الْموصِلِي فِي مُسْنده من حَدِيث أَزور بن غَالب عَن سُلَيْمَان التَّيْمِيّ عَن ثَابت(4/18)
عَن أنس قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِن لله تَعَالَى فِي كل جُمُعَة أَو قَالَ لَيْلَة جُمُعَة سِتّمائَة ألف عَتيق من النَّار كلهم قد اسْتوْجبَ النَّار انْتَهَى قَالَ الْبَيْهَقِيّ فِي سَنَده ضعف انْتَهَى
وَرَوَاهُ كَذَلِك ابْن عدي فِي الْكَامِل وَابْن حبَان فِي الضُّعَفَاء وَأَعلاهُ بالأزور قَالَ ابْن حبَان يروي عَن الثِّقَات مَا لَا يُتَابع عَلَيْهِ من الْمَنَاكِير فَكَانَ يُخطئ وَهُوَ لَا يعلم حَتَّى صَار مِمَّن لَا يحْتَج بِهِ إِذا انْفَرد وَأما ابْن عدي فَإِنَّهُ مَشاهُ فَقَالَ أَرْجُو أَنه لَا بَأْس بِهِ
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ فِي علله الْأَزْوَر مَتْرُوك والْحَدِيث غير ثَابت انْتَهَى
وَقَالَ البُخَارِيّ وَأَبُو حَاتِم مُنكر الحَدِيث وَقَالَ النَّسَائِيّ ضَعِيف
طَرِيق آخر رَوَاهُ أَبُو يعْلى الْموصِلِي فِي مُسْنده وَالْبُخَارِيّ فِي تَارِيخه الْكَبِير فِي حرف الْمِيم فِي تَرْجَمَة الْمُعْتَمِر بن نَافِع فَقَالَ ثَنَا سَلمَة بن شبيب ثَنَا زيد بن الْحباب عَن الْمُعْتَمِر بن نَافِع عَن أبي عبد الله الْعَنزي عَن ثَابت الْبنانِيّ حَدثنِي أنس بن مَالك قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لَيْلَة الْجُمُعَة وَيَوْم الْجُمُعَة أَربع وَعِشْرُونَ سَاعَة الله تَعَالَى فِي كل سَاعَة مِنْهَا سِتّمائَة ألف عَتيق من النَّار كلهم قد اسْتوْجبَ النَّار عَلَى نَفسه انْتَهَى
طَرِيق آخر رَوَاهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الْعِلَل المتناهية من طَرِيق الدَّارَقُطْنِيّ بِسَنَدِهِ عَن عبد الْوَاحِد بن زيد عَن الْبنانِيّ عَن انس مَرْفُوعا بِلَفْظ البُخَارِيّ سَوَاء قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ هَذَا لَا يَصح قَالَ ابْن معِين عبد الْوَاحِد بن زيد لَيْسَ بِشَيْء وَقَالَ الفلاس مَتْرُوك انْتَهَى
1344 - الحَدِيث الثَّامِن
وَعَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ من مَاتَ يَوْم الْجُمُعَة كتب لَهُ أجر شَهِيد(4/19)
وَوُقِيَ فتْنَة الْقَبْر
قلت غَرِيب بِهَذَا اللَّفْظ وَقَرِيب مِنْهُ مَا رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي الْحِلْية فِي تَرْجَمَة مُحَمَّد ابْن الْمُنْكَدر قَالَ ثَنَا عبد الرَّحْمَن بن الْعَبَّاس الْوراق ثَنَا أَحْمد بن دَاوُد السجسْتانِي ثَنَا الْحسن بن سوار أَبُو الْعَلَاء ثَنَا عمر بن مُوسَى بن الْوَجِيه عَن مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر عَن جَابر قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من مَاتَ يَوْم الْجُمُعَة أَو لَيْلَة الْجُمُعَة أجِير من عَذَاب الْقَبْر وَجَاء يَوْم الْقِيَامَة عَلَيْهِ طَابع الشُّهَدَاء انْتَهَى وَقَالَ غَرِيب من حَدِيث مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر وَجَابِر تفرد بِهِ عَنهُ عمر بن مُوسَى وَهُوَ مدنِي فِيهِ لين انْتَهَى
وَفِي سنَن أبي قُرَّة مُوسَى بن طَارق الزبيدِيّ فِي الْجُمُعَة قَالَ ذكر ابْن جريج أَخْبرنِي سُفْيَان عَن ربيعَة بن سيف الْمعَافِرِي عَن عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من مَاتَ يَوْم الْجُمُعَة أَو لَيْلَة الْجُمُعَة وَفِي فتْنَة الْقَبْر وَمَات شَهِيدا انْتَهَى
وَرَوَى عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه أَنا ابْن جريج عَن رجل عَن ابْن شهَاب أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ من مَاتَ يَوْم الْجُمُعَة أَو لَيْلَة الْجُمُعَة وَفِي فتْنَة الْقَبْر وَكتب شَهِيدا انْتَهَى
والْحَدِيث رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي جَامعه بِسَنَد مُنْقَطع وَلَيْسَ فِيهِ كتب الله لَهُ أجر شَهِيد أخرجه فِي الْجَنَائِز عَن ربيعَة بن سيف عَن عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مَا من مُسلم يَمُوت يَوْم الْجُمُعَة إِلَّا وَقَاه الله فتْنَة الْقَبْر انْتَهَى وَقَالَ حَدِيث غَرِيب وَلَيْسَ بِمُتَّصِل لَا يعرف لِرَبِيعَة سَماع من عبد الله وَإِنَّمَا يرْوَى عَن أبي عبد الرَّحْمَن الحبلي عَنهُ انْتَهَى
قلت وَصله الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه فَرَوَاهُ من حَدِيث ربيعَة بن سيف عَن عِيَاض ابْن عقبَة الفِهري عَن عبد الله بن عَمْرو فَذكره وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَبُو يعْلى الْموصِلِي فِي مُسْنده(4/20)
وَله طَرِيق آخر رَوَاهُ احْمَد وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مسنديهما وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه من حَدِيث بَقِيَّة حَدثنِي مُعَاوِيَة بن سعيد التجِيبِي سَمِعت أَبَا قبيل سَمِعت عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول من مَاتَ يَوْم الْجُمُعَة أَو لَيْلَة الْجُمُعَة وقِي فتْنَة الْقَبْر انْتَهَى وَكَذَلِكَ رَوَاهُ عبد بن حميد فِي مُسْنده سَوَاء
والْحَدِيث الَّذِي أَشَارَ إِلَيْهِ التِّرْمِذِيّ رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ فِي الْجَنَائِز عَن ربيعَة بن سيف عَن أبي عبد الرَّحْمَن الحبلي عَن عبد الله بن عَمْرو أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ لفاطمة لَعَلَّك بلغت مَعَهم الكدا الحَدِيث وَلَيْسَ لِرَبِيعَة غير هذَيْن الْحَدِيثين مَعَ أَن فِيهِ مقَالا
1345 - الحَدِيث التَّاسِع
فِي الحَدِيث إِذا كَانَ يَوْم الْجُمُعَة قعدت الْمَلَائِكَة عَلَى أَبْوَاب الْمَسْجِد بِأَيْدِيهِم صحف من فضَّة وَأَقْلَام من ذهب يَكْتُبُونَ الأول فَالْأول عَلَى مَرَاتِبهمْ
قلت الحَدِيث فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيرهمَا وَلَيْسَ فِيهِ بِأَيْدِيهِم صحف من فضَّة وَأَقْلَام من ذهب أَخْرجَاهُ فِي الْجُمُعَة من حَدِيث سلمَان الْأَغَر عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذا كَانَ يَوْم الْجُمُعَة وقفت الْمَلَائِكَة عَلَى بَاب الْمَسْجِد يَكْتُبُونَ الأول فَالْأول عَلَى مَرَاتِبهمْ فَمثل المهجر كَمثل الَّذِي يهدي بَدَنَة ثمَّ كَالَّذي يهدي بقرة ثمَّ كَبْشًا ثمَّ دجَاجَة ثمَّ بَيْضَة فَإِذا خرج الإِمَام طَوَوْا صُحُفهمْ وَاسْتَمعُوا للذّكر انْتَهَى
ثمَّ وجدته فِي تَفْسِير ابْن مرْدَوَيْه رَوَاهُ فِي تَفْسِير سُورَة الْأَعْرَاف عِنْد قَوْله تَعَالَى وَاخْتَارَ مُوسَى قومه سبعين رجلا لِمِيقَاتِنَا قَالَ ثَنَا زيد بن عَلّي بن دُحَيْم ثَنَا أَحْمد بن حَازِم أَنا أَبُو صَالح الْحرار ثَنَا عَمْرو بن شمر عَن سعد بن طريف عَن الْأَصْبَغ بن نباتة عَن عَلّي عَنهُ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذا كَانَ يَوْم(4/21)
الْجُمُعَة نزل جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام إِلَى الْمَسْجِد الْحَرَام فَرَكزَ لِوَاءُهُ بِهِ وَعدا سَائِر الْمَلَائِكَة إِلَى الْمَسَاجِد الَّتِي يجمع فِيهَا الْجُمُعَة فركزوا أَلْوِيَتهم بِأَبْوَاب الْمَسَاجِد ثمَّ نشرُوا قَرَاطِيس من فضَّة وأقلاما من ذهب ثمَّ كتبُوا الأول فَالْأول مِمَّن بكر إِلَى الْجُمُعَة فَإِذا بلغ من الْمَسْجِد سبعين رجلا قد بَكرُوا طَوَوْا الْقَرَاطِيس فَكَانَ أُولَئِكَ السبعون كَالَّذِين اخْتَارَهُمْ مُوسَى من قومه وَالَّذين اخْتَارَهُمْ مُوسَى من قومه كَانُوا أَنْبيَاء انْتَهَى
1346 - الحَدِيث الْعَاشِر
عَن ابْن مَسْعُود انه بكر فَرَأَى ثَلَاثَة نفر سَبَقُوهُ فَاغْتَمَّ وَأخذ يُعَاتب نَفسه وَيَقُول أَرَاك رَابِع أَرْبَعَة وَمَا رَابِع أَرْبَعَة بِبَعِيد
قلت رَوَاهُ ابْن ماجة فِي سنَنه فِي الْجُمُعَة ثَنَا كثير بن عبيد الْحِمصِي عَن عبد الْمجِيد بن عبد الْعَزِيز بن أبي رواد عَن معمر عَن الْأَعْمَش عَن إِبْرَاهِيم عَن عَلْقَمَة قَالَ خرجت مَعَ عبد الله بن مَسْعُود إِلَى الْجُمُعَة فَوجدَ ثَلَاثَة فَقَالَ رَابِع أَرْبَعَة وَمَا رَابِع أَرْبَعَة بِبَعِيد إِنِّي سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول إِن النَّاس يَجْلِسُونَ من الله تَعَالَى يَوْم الْقِيَامَة عَلَى قدر رَوَاحهمْ إِلَى الْجُمُعَات الأول وَالثَّانِي وَالثَّالِث ثمَّ قَالَ رَابِع أَرْبَعَة وَمَا رَابِع أَرْبَعَة بِبَعِيد انْتَهَى
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَرَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب الْحَادِي عشر عَن عبد الْمجِيد بن عبد الْعَزِيز بن أبي رواد عَن مَرْوَان بن سَالم عَن الْأَعْمَش بِهِ قَالَ الْبَزَّار ومروان بن سَالم لين الحَدِيث
وَقَالَ ابْن أبي حَاتِم فِي علله بعد أَن رَوَاهُ بِسَنَد ابْن ماجة وَقد رُوِيَ عَن عبد الْمجِيد عَن مَرْوَان بن سَالم ومروان بن سَالم مُنكر الحَدِيث ضَعِيف الحَدِيث جدا لَيْسَ لَهُ حَدِيث قَائِم يكْتب انْتَهَى
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ فِي علله وَقد رُوِيَ من حَدِيث عبد الْمجِيد عَن سُفْيَان(4/22)
الثَّوْريّ عَن الْأَعْمَش بِهِ ثمَّ قَالَ وَهَذَا لَا يَصح عَن الثَّوْريّ انْتَهَى
1347 - الحَدِيث الْحَادِي عشر
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ لَا جُمُعَة وَلَا تَشْرِيق وَلَا فطر وَلَا أَضْحَى إِلَّا فِي مصر جَامع
قلت غَرِيب وَرَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه مَوْقُوفا عَلَى عَلّي فَقَالَ ثَنَا عباد بن الْعَوام عَن حجاج عَن أبي إِسْحَاق عَن الْحَارِث عَن عَلّي قَالَ لَا جُمُعَة وَلَا تَشْرِيق وَلَا صَلَاة فطر وَلَا أَضْحَى إِلَّا فِي مصر جَامع أَو مَدِينَة عَظِيمَة انْتَهَى
1348 - الحَدِيث الثَّانِي عشر
قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من تَركهَا يَعْنِي الْجُمُعَة وَله إِمَام عَادل أَو جَائِر ... الحَدِيث
قلت رُوِيَ من حَدِيث جَابر وَمن حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَمن حَدِيث أبي سعيد الْخُدْرِيّ
وَأما حَدِيث جَابر فَرَوَاهُ ابْن مَاجَه فِي سنَنه فِي الْجُمُعَة من حَدِيث عبد الله ابْن مُحَمَّد الْعَدوي عَن عَلّي بن زيد بن جدعَان عَن سعيد بن الْمسيب عَن جَابر ابْن عبد الله قَالَ خَطَبنَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ يأيها النَّاس تُوبُوا إِلَى الله قبل أَن تَمُوتُوا وَبَادرُوا بِالْأَعْمَالِ الصَّالِحَة قبل أَن تشْغَلُوا وصلوا الَّذِي بَيْنكُم وَبَين ربكُم بِكَثْرَة ذكركُمْ وَكَثْرَة الصَّدَقَة فِي السِّرّ وَالْعَلَانِيَة تُرْزَقُوا وَتنصرُوا وَتجبرُوا وَاعْلَمُوا أَن الله قد افْترض عَلَيْكُم الْجُمُعَة فِي مقَامي هَذَا فِي يومي هَذَا فِي شَهْري هَذَا فِي عَامي هَذَا إِلَى يَوْم الْقِيَامَة فَمن تَركهَا وَله إِمَام عَادل أَو جَائِز اسْتِخْفَافًا بهَا أَو جحُودًا بهَا فَلَا جمع الله شَمله وَلَا بَارك الله فِي أمره أَلا وَلَا صَلَاة لَهُ وَلَا زَكَاة لَهُ وَلَا حج لَهُ وَلَا صَوْم لَهُ وَلَا بر لَهُ حَتَّى يَتُوب وَمن تَابَ تَابَ الله عَلَيْهِ(4/23)
الا وَلَا تؤمن امْرَأَة رجلا وَلَا يؤم أَعْرَابِي مُهَاجرا وَلَا يؤم فَاجر مُؤمنا إِلَّا أَن يَقْهَرهُ بسُلْطَان يخَاف سَيْفه وَسَوْطه انْتَهَى
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان وَأَبُو نعيم فِي الْحِلْية فِي تَرْجَمَة بشر الْأُمِّي وَالدَّارَقُطْنِيّ فِي علله وَرَوَاهُ ابْن عدي فِي الْكَامِل وَأسْندَ إِلَى وَكِيع أَنه قَالَ عبد الله بن مُحَمَّد الْعَدوي يضع الحَدِيث وَإِلَى البُخَارِيّ أَنه قَالَ مُنكر الحَدِيث وَوَافَقَهُمْ وَقَالَ إِن هَذَا الحَدِيث مَعْرُوف بِهِ انْتَهَى
وَقَالَ ابْن حبَان مُنكر الحَدِيث جدا عَلَى قلَّة رِوَايَته لَا يحل الِاحْتِجَاج بِخَبَرِهِ ثمَّ ذكر لَهُ هَذَا الحَدِيث
وَله طَرِيق آخر عِنْد أبي يعْلى الْموصِلِي فِي مُسْنده عَن فُضَيْل بن مَرْزُوق اخبرني الْوَلِيد بن بكير عَن مُحَمَّد بن عَلّي عَن سعيد بن الْمسيب عَن جَابر
وَله طَرِيق آخر رَوَاهُ ابْن حبَان فِي كتاب الضُّعَفَاء أَنا مُحَمَّد بن إِسْحَاق بن خُزَيْمَة ثَنَا مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن غَزوَان ثَنَا أبي عَن حَمَّاد بن سَلمَة عَن عَلّي بن زيد بِهِ وَأعله بِمُحَمد بن عبد الرَّحْمَن وَقَالَ إِنَّه يروي عَن أَبِيه وَغَيره الْعَجَائِب
وَأما حَدِيث أبي هُرَيْرَة فَرَوَاهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الْعِلَل المتناهية من طَرِيق الدَّارَقُطْنِيّ عَن ابْن حبَان هَكَذَا رَوَاهُ ابْن حبَان فِي كتاب الضُّعَفَاء حَدثنَا عمر بن مُحَمَّد الْهَمدَانِي ثَنَا زَكَرِيَّا بن يَحْيَى الْوَقَّاد ثَنَا خَالِد بن عبد الدَّائِم ثَنَا نَافِع بن يزِيد عَن زهرَة بن معبد عَن سعيد عَن أبي هُرَيْرَة أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ خطب فَقَالَ ... الحَدِيث ثمَّ قَالَ هَذَا حَدِيث لَا يَصح قَالَ ابْن حبَان خَالِد بن عبد الدَّائِم يروي الْمَنَاكِير الَّتِي لَا تشبه أَحَادِيث الثِّقَات وَيلْزق الْمُتُون الْوَاهِيَة بِالْأَسَانِيدِ الْمَشْهُورَة انْتَهَى
وَقَالَ ابْن عدي زَكَرِيَّا بن يَحْيَى كَانَ يضع الحَدِيث انْتَهَى
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ فِي علله هَذَا حَدِيث يرويهِ زهرَة بن معبد عَن سعيد بن(4/24)
الْمسيب عَن أبي هُرَيْرَة وَخَالفهُ عَلّي بن زيد بن جدعَان فَرَوَاهُ عَن سعيد بن الْمسيب عَن جَابر وَكِلَاهُمَا غير ثَابت انْتَهَى
وَأما حَدِيث الْخُدْرِيّ فَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط ثَنَا مُحَمَّد بن يَحْيَى ثَنَا يَحْيَى بن حبيب بن عدي ثَنَا مُوسَى بن عَطِيَّة الْبَاهِلِيّ ثَنَا فُضَيْل بن مَرْزُوق عَن عَطِيَّة عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ قَالَ خَطَبنَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ إِن الله كتب عَلَيْكُم الْجُمُعَة فِي مقَامي هَذَا ... إِلَى آخِره ثمَّ قَالَ لم يرو هَذَا الحَدِيث عَن عَطِيَّة إِلَّا فُضَيْل بن مَرْزُوق وَلَا عَن فُضَيْل إِلَّا مُوسَى بن عَطِيَّة تفرد بِهِ يَحْيَى ابْن حبيب بن عدي قَالَ وَرَوَاهُ أَسد بن مُوسَى وَعبد الله بن صَالح الْعجلِيّ عَن فُضَيْل بن مَرْزُوق عَن الْوَلِيد بن بكير عَن عبد الله بن مُحَمَّد الْعَدوي عَن عَلّي ابْن زيد عَن سعيد بن الْمسيب عَن جَابر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ
1349 - الحَدِيث الثَّالِث عشر
وَعَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ أَربع إِلَى الْوُلَاة الْفَيْء وَالصَّدقَات وَالْحُدُود وَالْجمعَات
قلت غَرِيب
وَرَفعه صَاحب الْهِدَايَة كَمَا رَفعه المُصَنّف وَهُوَ فِي غَالب كتب الْفِقْه مَوْقُوف عَلَى ابْن عمر
1350 - قَوْله
وَعَن عُثْمَان رَضِيَ اللَّهُ عَنْه أَنه صعد الْمِنْبَر فَقَالَ الْحَمد لله وَارْتجَّ عَلَيْهِ فَقَالَ إِن أَبَا بكر وَعمر كَانَا يعدَّانِ لهَذَا الْمقَام مقَالا(4/25)
وَإِنَّكُمْ إِلَى إِمَام قَوَّال وَسَتَأْتِيكُمْ الْخطب ثمَّ نزل وَكَانَ بِحَضْرَة الصَّحَابَة من غير نَكِير
1351 - الحَدِيث الرَّابِع عشر
رُوِيَ أَن أهل الْمَدِينَة أَصَابَهُم جوع وَغَلَاء شَدِيد فَقدم دحْيَة بن خَليفَة الْكَلْبِيّ بِتِجَارَة من زَيْت الشَّام وَالنَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يخْطب يَوْم الْجُمُعَة فَقَامُوا إِلَيْهِ خَشوا أَن يسْبقُوا إِلَيْهِ فَمَا بَقِي مَعَه إِلَّا يسير قيل ثَمَانِيَة وَقيل أحد عشر وَاثنا عشر وَأَرْبَعُونَ فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ لَو خَرجُوا جَمِيعًا لَأَضْرَمَ الله عَلَيْهِم الْوَادي نَارا
قلت غَرِيب وَرَوَى الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره حَدثنَا ابْن حميد ثَنَا مهْرَان عَن سُفْيَان عَن إِسْمَاعِيل عَن السّديّ عَن أبي مَالك قَالَ قدم دحْيَة بن خَليفَة بِتِجَارَة زَيْت من الشَّام وَالنَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يخْطب يَوْم الْجُمُعَة فَلَمَّا رَأَوْهُ قَامُوا خَشوا أَن يسْبقُوا إِلَيْهِ فَنزلت وَإِذا رَأَوْا تِجَارَة الْآيَة انْتَهَى
وَرَوَى عبد الرَّزَّاق فِي تَفْسِيره أخبرنَا معمر عَن الْحسن فِي قَوْله تَعَالَى وَإِذا رَأَوْا تِجَارَة أَو لهوا ... الْآيَة قَالَ أصَاب أهل الْمَدِينَة جوع وَغَلَاء سعر فَقدمت عير وَالنَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يخْطب يَوْم الْجُمُعَة فَسَمِعُوا بهَا وَخَرجُوا إِلَيْهَا وَالنَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَائِم يخْطب كَمَا هُوَ فَأنْزل الله وَتَرَكُوك قَائِما فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لَو اتبع آخِرهم أَوَّلهمْ لَالْتَهَبَ عَلَيْهِم الْوَادي نَارا انْتَهَى
وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع التَّاسِع وَالْخمسين من الْقسم الثَّالِث(4/26)
من حَدِيث أبي سُفْيَان عَن جَابر بن عبد الله قَالَ بَينا النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يخْطب يَوْم الْجُمُعَة فَقدمت عير إِلَى الْمَدِينَة فَابْتَدَرَهَا أَصْحَاب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حَتَّى لم يبْق مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِلَّا اثْنَا عشر رجلا فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ لَو تَتَابَعْتُمْ حَتَّى لم يبْق مِنْكُم أحد لَسَالَ بكم الْوَادي نَارا وَنزلت هَذِه الْآيَة وَإِذا رَأَوْا تِجَارَة ... الْآيَة انْتَهَى
وَرَوَى الْبَزَّار فِي مُسْنده حَدثنَا عبد الله بن شبيب ثَنَا إِسْحَاق بن مُحَمَّد ثَنَا إِبْرَاهِيم بن إِسْمَاعِيل عَن دَاوُد بن الْحصين عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس قَالَ كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يخْطب يَوْم الْجُمُعَة فجَاء دحْيَة بن خَليفَة بِبيع سلْعَة لَهُ فَمَا بَقِي فِي الْمَسْجِد أحد إِلَّا خرج إِلَّا نفر وَالنَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَائِم فَأنْزل الله تَعَالَى وَإِذا رَأَوْا تِجَارَة الْآيَة انْتَهَى وَقَالَ هَذَا الحَدِيث بِهَذِهِ الْحِكَايَة لَا نعلمهُ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَاد انْتَهَى
وَرِوَايَة الاثْنَي عشر فِي الصَّحِيحَيْنِ أَخْرجَاهُ من حَدِيث سَالم بن أبي الْجَعْد عَن جَابر قَالَ كَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يخْطب قَائِما يَوْم الْجُمُعَة فَجَاءَت عير من الشَّام فَانْفَتَلَ النَّاس حَتَّى لم يبْق إِلَّا اثْنَا عشر رجلا فأنزلت هَذِه الْآيَة وَإِذا رَأَوْا تِجَارَة أَو لهوا انْفَضُّوا إِلَيْهَا ... الْآيَة وَفِي لفظ للْبُخَارِيّ بَيْنَمَا نَحن نصلي مَعَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذْ أَقبلت عير فَقَالَ الْبَيْهَقِيّ الْأَشْبَه رِوَايَة أَنه كَانَ فِي الْخطْبَة وَكَأن المُرَاد بقوله يُصَلِّي الْخطْبَة وَيدل عَلَيْهِ حَدِيث كَعْب بن عجْرَة انه دخل الْمَسْجِد وَعبد الرَّحْمَن ابْن أم الحكم يخْطب قَاعِدا فَقَالَ انْظُرُوا إِلَى هَذَا الْخَبيث يخْطب قَاعِدا وَقد قَالَ تَعَالَى وَإِذا رَأَوْا تِجَارَة أَو لهوا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوك قَائِما أخرجه مُسلم انْتَهَى فِي لفظ لمُسلم إِلَّا اثْنَا عشر رجلا فيهم أَبُو بكر وَعمر وَفِي لفظ أَنا فيهم
وَرِوَايَة الْأَرْبَعين رَوَاهَا الدَّارَقُطْنِيّ فِي سنَنه من حَدِيث عَلّي بن عَاصِم عَن حُصَيْن بن عبد الرَّحْمَن عَن سَالم بن أبي الْجَعْد عَن جَابر بن عبد الله قَالَ بَيْنَمَا(4/27)
رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَخْطُبنَا يَوْم الْجُمُعَة إِذْ أَقبلت عير تحمل الطَّعَام حَتَّى نزلُوا بِالبَقِيعِ فَانْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتركُوا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لَيْسَ مَعَه إِلَّا أَرْبَعُونَ رجلا أَنا فيهم وَانْزِلْ الله الْآيَة ثمَّ قَالَ لم يقل فِيهِ أَرْبَعُونَ إِلَّا عَلّي بن عَاصِم عَن حُصَيْن وَخَالفهُ أَصْحَاب حُصَيْن فَقَالُوا لم يبْق مَعَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِلَّا اثْنَا عشر رجلا انْتَهَى
فَائِدَة ورد مَا يدل عَلَى أَن هَذِه الْوَاقِعَة كَانَت حِين كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يقدم الصَّلَاة عَلَى الْخطْبَة فِي الْجُمُعَة رَوَى أَبُو دَاوُد فِي مراسيله ثَنَا مَحْمُود بن خَالِد عَن الْوَلِيد أَخْبرنِي أَبُو معَاذ بكير بن مَعْرُوف أَنه سمع مقَاتل بن حَيَّان قَالَ كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يُصَلِّي يَوْم الْجُمُعَة قبل الْخطْبَة مثل الْعِيدَيْنِ حَتَّى إِذا كَانَ يَوْم وَالنَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يخْطب وَقد صَلَّى الْجُمُعَة فَدخل رجل فَقَالَ إِن دحْيَة بن خَليفَة قد قدم لتِجَارَة وَكَانَ إِذا قدم تَلقاهُ أَهله بِالدُّفُوفِ فَخرج النَّاس لم يَظُنُّوا إِلَّا أَنه لَيْسَ فِي ترك الْخطْبَة شَيْء فَأنْزل الله وَإِذا رَأَوْا تِجَارَة أَو لهوا انْفَضُّوا إِلَيْهَا الْآيَة فَقدم النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الْخطْبَة يَوْم الْجُمُعَة وَأخر الصَّلَاة فَكَانَ لَا يخرج أحد لحَدث أَو رُعَاف بعد النَّهْي حَتَّى يسْتَأْذن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يُشِير إِلَيْهِ بِأُصْبُعِهِ الَّتِي تلِي الْإِبْهَام فَيَأْذَن لَهُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَكَانَ من الْمُنَافِقين من يثقل عَلَيْهِ الْخطْبَة وَالْجُلُوس فِي الْمَسْجِد فَكَانَ إِذا اسْتَأْذن رجل من الْمُسلمين قَامَ الْمُنَافِق إِلَى جنبه يسْتَتر بِهِ حَتَّى يخرج فَأنْزل الله تَعَالَى قد يعلم الله الَّذين يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُم لِوَاذًا الْآيَة
وَمن طَرِيق أبي دَاوُد وَرَوَاهُ الْحَازِمِي فِي النَّاسِخ والمنسوخ وَذكر انه مُرْسل مَنْسُوخ بالأحاديث الْمُتَّصِلَة الثَّابِتَة بِالْإِجْمَاع وَالله أعلم
1352 - الحَدِيث الْخَامِس عشر
عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ من قَرَأَ سُورَة الْجُمُعَة أعطي من الْأجر عشر حَسَنَات بِعَدَد من أَتَى الْجُمُعَة وَبِعَدَد من لم يَأْتهمْ فِي أَمْصَار الْمُسلمين
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ حَدثنَا أَبُو مُوسَى عمرَان بن مُوسَى ثَنَا مكي بن عَبْدَانِ ثَنَا سُلَيْمَان ثَنَا أَبُو معَاذ عَن أبي عصمَة عَن زيد الْعمي عَن أبي نَضرة عَن(4/28)
ابْن عَبَّاس عَن أبي بن كَعْب عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ من قَرَأَ سُورَة الْجُمُعَة ... إِلَى آخِره
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه فِي آل عمرَان
وَرَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط بِسَنَدِهِ الْمُتَقَدّم فِي سُورَة يُونُس(4/29)
سُورَة الْمُنَافِقين(4/32)
ذكر فِيهَا حديثين
1353 - الحَدِيث الأول
رُوِيَ أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حِين لَقِي بني المصطلق عَلَى الْمُريْسِيع وَهُوَ مَاء لَهُم وَهَزَمَهُمْ وَقتل مِنْهُم ازْدحم عَلَى المَاء جَهْجَاه بن سعيد أجِير لعمر يَقُود فرسه وَسنَان الْجُهَنِيّ حَلِيف لعبد الله بن أبي واقتتلا فَصَرَخَ جَهْجَاه يَا للمهاجرين وَسنَان يَا للْأَنْصَار فَأَعَانَ جَهْجَاه جِعَال من فُقَرَاء الْمُهَاجِرين وَلَطم سِنَانًا فَقَالَ عبد الله لجعال وَأَنت هُنَاكَ قَالَ مَا صَحِبنَا مُحَمَّد إِلَّا لنلطم وَالله مَا مثلنَا وَمثلهمْ إِلَّا كَمَا قَالَ الْقَائِل سمن كلبك يَأْكُلك أما وَالله لَئِن رَجعْنَا الْمَدِينَة ليخرجن الْأَعَز مِنْهَا الْأَذَل عَنى الْأَعَز بِنَفسِهِ وَبِالْأَذَلِّ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ثمَّ قَالَ لِقَوْمِهِ مَاذَا فَعلْتُمْ بِأَنْفُسِكُمْ أَحْلَلْتُمُوهُم بِلَادكُمْ وَقَاسَمْتُمُوهُمْ أَمْوَالكُم وَالله لَو أَمْسَكْتُم عَن جِعَال وَذَوِيهِ فضل الطَّعَام لم يركبُوا رِقَابكُمْ ولأوشكوا أَن يَتَحَوَّلُوا عَنْكُم فَلَا تنفقوا عَلَيْهِم حَتَّى يَنْفضوا من حول مُحَمَّد فَسمع بذلك زيد بن أَرقم وَكَانَ حَدثا فَقَالَ أَنْت وَالله الذَّلِيل الْقَلِيل الْمُبْغض فِي قومه وَمُحَمّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي عز من الرَّحْمَن وَقُوَّة من الْمُسلمين فَقَالَ عبد الله اسْكُتْ فَإِنَّمَا كنت أَلعَب فَأخْبر زيد رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ عمر يَا رَسُول الله دَعْنِي أضْرب عنق هَذَا الْمُنَافِق قَالَ إِذا ترْعد أنف كَثِيرَة بِيَثْرِب(4/33)
قَالَ فَإِن كرهت أَن يقْتله مُهَاجِرِي فَأمر بِهِ أَنْصَارِيًّا قَالَ عَلَيْهِ السَّلَام فَكيف إِذا تحدث النَّاس أَن مُحَمَّدًا يقتل أَصْحَابه وَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام لعبد الله أَنْت صَاحب الْكَلَام الَّذِي بَلغنِي قَالَ وَالله الَّذِي انْزِلْ عَلَيْك الْكتاب مَا قلت شَيْئا من ذَلِك إِن زيدا لَكَاذِب فَقَالَ الْحَاضِرُونَ يَا رَسُول الله شَيخنَا وَكَبِيرنَا لَا يصدق عَلَيْهِ غُلَام عَسى أَن يكون قد وهم فَروِيَ أَنه قَالَ عَلَيْهِ السَّلَام لزيد لَعَلَّك غضِبت عَلَيْهِ قَالَ لَا قَالَ فَلَعَلَّهُ أَخطَأ سَمعك قَالَ لَا قَالَ فَلَعَلَّهُ شبه عَلَيْك قَالَ لَا فَلَمَّا نزلت لحق رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ زيدا من خلف فَعَرَكَ أُذُنه وَقَالَ وفت أُذُنك يَا غُلَام إِن الله قد صدقك وَكذب الْمُنَافِقين إِلَى هُنَا ذكره الْوَاقِدِيّ فِي الْمَغَازِي بِغَيْر سَنَد
وَلما أَرَادَ عبد الله أَن يدْخل الْمَدِينَة اعْتَرَضَهُ ابْنه حباب وَهُوَ عبد الله بن عبد الله غير النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ اسْمه وَقَالَ حباب اسْم شَيْطَان وَقَالَ لَهُ وَرَاءَك وَالله لَا تدْخلهَا حَتَّى تَقول رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الْأَعَز وَأَنا الْأَذَل فَلم يزل حَبِيسًا فِي يَده حَتَّى أمره عَلَيْهِ السَّلَام بِتَخْلِيَتِهِ
وَرُوِيَ أَنه قَالَ لَهُ لَئِن لم تقر لله وَرَسُوله بِالْعِزَّةِ لَأَضرِبَن عُنُقك قَالَ وَيحك أفَاعِل أَنْت قَالَ نعم فَلَمَّا رَأَى مِنْهُ الْجد قَالَ أشهد أَن الْعِزَّة لله وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمنِينَ فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لِابْنِهِ جَزَاك الله عَن رَسُوله وَعَن الْمُؤمنِينَ خيرا فَلَمَّا بَان كذب عبد الله قيل لَهُ قد نزلت فِيك آي شَدَّاد فَاذْهَبْ إِلَى رَسُول الله يسْتَغْفر لَك فَلَوى رَأسه وَقَالَ أَمرْتُمُونِي أَن أومن فآمنت وَأَمَرْتُمُونِي أَن أزكي مَالِي فَزُكِّيَتْ فَمَا بَقِي إِلَّا أَن أَسجد لمُحَمد فَنزلت وَإِذا قيل لَهُم تَعَالَوْا يسْتَغْفر لكم رَسُول الله ... وَلم يلبث إِلَّا أَيَّامًا قَلَائِل حَتَّى اشْتَكَى وَمَات(4/34)
قلت المُصَنّف رَحِمَهُ اللَّهُ فرق هَذَا الحَدِيث فِي طول السُّورَة وَجمعته لِأَنَّهُ حَدِيث وَاحِد وَذكره الثَّعْلَبِيّ بِتَمَامِهِ وَعَزاهُ لأَصْحَاب السّير وَكَذَلِكَ الواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول
وَرَوَاهُ ابْن هِشَام فِي سيرته فِي غَزْوَة بني المصطلق من طَرِيق ابْن إِسْحَاق حَدثنِي عَاصِم بن عمر بن قَتَادَة وَعبد الله بن أبي بكر وَمُحَمّد بن يَحْيَى بن حَيَّان كل قد حَدثنِي بعض حَدِيث بني المصطلق قَالُوا بلغ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِن بني المصطلق يَجْتَمعُونَ لَهُ وَقَائِدهمْ الْحَارِث بن أبي ضرار أَبُو جوَيْرِية بنت الْحَارِث زوج النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَلَمَّا سمع بهم رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ خرج إِلَيْهِم حَتَّى لَقِيَهُمْ عَلَى مَاء من مِيَاههمْ يُقَال لَهُ الْمُريْسِيع ... فَذكر الْقِصَّة بِطُولِهَا وفيهَا اخْتِلَاف يسير وَتَقْدِيم وَتَأْخِير
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره من طَرِيق ابْن إِسْحَاق بِسَنَدِهِ وَمَتنه
وَاعْلَم أَن الحَدِيث رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم فِي صَحِيحَيْهِمَا مُخْتَصرا وَكَذَلِكَ التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ فِي سنَنَيْهِمَا كلهم من حَدِيث زيد بن أَرقم فَرَوَاهُ البُخَارِيّ فِي التَّفْسِير من حَدِيث أبي إِسْحَاق عَن زيد بن أَرقم قَالَ كنت مَعَ عمي فَسمِعت عبد الله ابْن أبي بن سلول يَقُول لأَصْحَابه لَا تنفقوا عَلَى من عِنْد رَسُول الله حَتَّى يَنْفضوا لَئِن رَجعْنَا إِلَى الْمَدِينَة ليخرجن الْأَعَز مِنْهَا الْأَذَل فَذكرت ذَلِك لِعَمِّي فَذكره عمي لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فدعاني عَلَيْهِ السَّلَام فَحَدَّثته فَأرْسل عَلَيْهِ السَّلَام إِلَى عبد الله بن أبي وَأَصْحَابه فَحَلَفُوا مَا قَالُوا فَكَذبنِي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَصدقه فَأَصَابَنِي شَيْء لم يُصِبْنِي قطّ مثله فَجَلَست فِي الْبَيْت فَقَالَ عمي مَا أردْت إِلَّا أَن كَذبك رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَأنْزل الله إِذا جَاءَك المُنَافِقُونَ فَبِعْت إِلَيّ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فقرأها ثمَّ قَالَ إِن الله قد صدقك انْتَهَى
وَرَوَاهُ مُسلم فِي كتاب الْمُنَافِقين قَرِيبا مِنْهُ وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ فِي التَّفْسِير من حَدِيث أبي سعيد الأودي ثَنَا زيد بن أَرقم قَالَ غزونا مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَكَانَ مَعنا نَاس من الْأَعْرَاب فَكُنَّا نَبْتَدِر المَاء وَكَانَ الْأَعْرَاب يَسْبِقُونَنَا إِلَيْهِ فَيَسْبق(4/35)
أَعْرَابِي أَصْحَابه فَيمْلَأ الْحَوْض وَيجْعَل حوله حِجَارَة وَيجْعَل النطع عَلَيْهِ حَتَّى يَجِيء أَصْحَابه قَالَ فَأَتَى رجل من الْأَنْصَار أَعْرَابِيًا فَأَرْخَى زِمَام نَاقَته ليشْرب فَأَبَى أَن يَدعه فَانْتزع حجرا فَفَاضَ المَاء فَرفع الْأَعرَابِي خَشَبَة فَضرب بهَا رَأس الْأنْصَارِيّ وشجها فَأَتَى عبد الله بن أبي رَأس الْمُنَافِقين فَأخْبرهُ وَكَانَ من أَصْحَابه فَغَضب عبد الله بن أبي ثمَّ قَالَ لَا تنفقوا عَلَى من عِنْد رَسُول الله حَتَّى يَنْفضوا وَكَانُوا يحْضرُون رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عِنْد الطَّعَام فَقَالَ عبد الله إِذا انْفَضُّوا من عِنْد مُحَمَّد فَأتوا مُحَمَّدًا بِالطَّعَامِ فَليَأْكُل هُوَ وَمن عِنْده ثمَّ قَالَ لأَصْحَابه لَئِن رَجعْنَا إِلَى الْمَدِينَة فَليخْرجْ الْأَعَز مِنْكُم قَالَ زيد وَأَنا ردف رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَسمِعت عبد الله فَأخْبرت عمي فَانْطَلق فَأخْبر رَسُول الله فَأرْسل إِلَيْهِ رَسُول الله فَحلف وَجحد قَالَ فَصدقهُ رَسُول الله وَكَذبَنِي قَالَ فجَاء عمي إِلَيّ فَقَالَ مَا أردْت إِلَّا أَن مَقَتك رَسُول الله وَكَذبَك هُوَ والمسلمون قَالَ فَوَقع عَلّي من الْهم مَا لم يَقع عَلَى أحد قَالَ فَبَيْنَمَا أَسِير مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي سفر قد خَفَقت رَأْسِي من الْهم إِذا أَتَانِي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَعَرَكَ أُذُنِي وَضحك فِي وَجْهي فَمَا سرني أَن بهَا الْخلد فِي الْجنَّة ثمَّ إِن أَبَا بكر لَحِقَنِي فَقَالَ مَا قَالَ لَك رَسُول الله قلت مَا قَالَ شَيْئا إِلَّا أَنه عَرك أُذُنِي وَضحك فِي وَجْهي فَقَالَ أبشر ثمَّ لَحِقَنِي عمر فَقلت لَهُ مثل قولي لأبي بكر فَلَمَّا أَصْبَحْنَا قَرَأَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ سُورَة الْمُنَافِقين انْتَهَى وَقَالَ حَدِيث حسن صَحِيح
وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك وَقَالَ اخْرُج الشَّيْخَانِ بعضه
وَرَوَى البُخَارِيّ فِي التَّفْسِير وَمُسلم فِي الْأَدَب وَالتِّرْمِذِيّ فِي التَّفْسِير وَالنَّسَائِيّ فِي السّير وَفِي الْيَوْم وَاللَّيْلَة من حَدِيث عَمْرو بن دِينَار عَن جَابر بن عبد الله وَاللَّفْظ لِلتِّرْمِذِي قَالَ كُنَّا فِي غَزْوَة بني المصطلق فَكَسَعَ رجل من الْمُهَاجِرين رجلا من الْأَنْصَار فَقَالَ الْمُهَاجِرِي يَا للمهاجرين وَقَالَ الْأنْصَارِيّ يَا للْأَنْصَار فَسمع ذَلِك رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ مَا بَال دَعْوَى الْجَاهِلِيَّة قَالُوا رجل(4/36)
من الْمُهَاجِرين كسع رجلا من الْأَنْصَار فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَة فَسمع بذلك عبد الله بن أبي بن سلول فَقَالَ أوقد فَعَلُوهَا وَالله لَئِن رَجعْنَا إِلَى الْمَدِينَة ليخرجن الْأَعَز مِنْهَا الْأَذَل فَقَالَ عمر يَا رَسُول الله دَعْنِي أضْرب عنق هَذَا الْمُنَافِق فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام دَعه لَا يتحدث النَّاس أَن مُحَمَّدًا يقتل أَصْحَابه وَقَالَ غير عمر وَقَالَ لَهُ ابْنه عبد الله بن عبد الله وَالله لَا تَنْفَلِت حَتَّى تَقول إِنَّك أَنْت الذَّلِيل وَرَسُول الله الْعَزِيز فَفعل انْتَهَى وَقَالَ حَدِيث حسن صَحِيح
وَرَوَى الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره حَدثنَا أَحْمد بن مَنْصُور الرَّمَادِي ثَنَا إِبْرَاهِيم بن الحكم بن أبان ثَنَا أبي ثني بشير بن مُسلم أَنه قيل لعبد الله بن أبي يَا أَبَا حباب إِنَّه قد أنزل فِيك آي شَدَّاد فَاذْهَبْ إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يسْتَغْفر لَك فَلَوى رَأسه وَقَالَ أَمرْتُمُونِي أَن أُؤْمِن فآمنت وَأَمَرْتُمُونِي أَن أعطي زَكَاة مَالِي فَأعْطيت فَمَا بَقِي إِلَّا أَن أَسجد لمُحَمد انْتَهَى
1354 - الحَدِيث الثَّانِي
عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من قَرَأَ سُورَة الْمُنَافِقين برِئ من النِّفَاق
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من طَرِيق ابْن أبي دَاوُد ثَنَا مُحَمَّد بن عَاصِم ثَنَا شَبابَة ثَنَا مخلد بن عبد الْوَاحِد عَن عَلّي بن زيد عَن زر بن حُبَيْش عَن أبي بن كَعْب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... ذكره
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه فِي آل عمرَان
وَرَوَاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط بِسَنَدِهِ فِي سُورَة يُونُس(4/37)
سُورَة التغابن(4/40)
ذكر فِيهَا خَمْسَة أَحَادِيث
1355 - الحَدِيث الأول
قَالَ المُصَنّف الزَّعْم ادِّعَاء الْعلم وَمِنْه قَوْله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ زَعَمُوا مَطِيَّة الْكَذِب
قلت غَرِيب بِهَذَا اللَّفْظ وَالْمَوْجُود فِي الحَدِيث بئس مَطِيَّة الرجل زَعَمُوا وَقد تقدم فِي أَوَائِل الْبَقَرَة فِي الحَدِيث الرَّابِع عشر
وَفِي الطَّبَقَات لِابْنِ سعد من قَول شُرَيْح زَعَمُوا كنية الْكَذِب وَقد تقدم بِإِسْنَادِهِ فِي الْبَقَرَة
1356 - الحَدِيث الثَّانِي
قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مَا من عبد أَدخل الْجنَّة إِلَّا أرِي مَقْعَده من النَّار لَو أَسَاءَ لِيَزْدَادَ شكرا وَمَا من عبد أَدخل النَّار إِلَّا أرِي مَقْعَده من الْجنَّة لَو أحسن لِيَزْدَادَ حسرة
قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه فِي كتاب الرقَاق فِي كتاب صفة الْجنَّة وَالنَّار من حَدِيث الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لَا يدْخل أحد الْجنَّة إِلَّا أرِي مَقْعَده من النَّار لَو أَسَاءَ لِيَزْدَادَ شكرا وَلَا يدْخل اُحْدُ النَّار إِلَّا أرِي(4/41)
مَقْعَده من الْجنَّة لَو أحسن ليَكُون عَلَيْهِ حسرة انْتَهَى
وَأخرج البُخَارِيّ وَمُسلم عَن ابْن عمر أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ إِن أحدكُم إِذا مَاتَ عرض عَلَيْهِ مَقْعَده بِالْغَدَاةِ والعشي إِن كَانَ من أهل الْجنَّة فَمن أهل الْجنَّة وَإِن كَانَ من أهل النَّار فَمن أهل النَّار يُقَال هَذَا مَقْعَدك حَتَّى يَبْعَثك الله يَوْم الْقِيَامَة انْتَهَى
وَلَا تعَارض بَين الْحَدِيثين فَإِنَّهُ يرَى الْمَقْعَدَيْنِ جَمِيعًا سَوَاء كَانَ مُؤمنا أَو كَافِرًا يدل عَلَيْهِ مَا أَخْرجَاهُ عَن أنس بن مَالك قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِن العَبْد إِذا وضع فِي قَبره وَتَوَلَّى عَنهُ أَصْحَابه إِنَّه ليسمع قرع نعَالهمْ قَالَ فيأتيه ملكان فَيُقْعِدَانِهِ فَيَقُولَانِ لَهُ مَا كنت تَقول فِي هَذَا الرجل قَالَ فَأَما الْمُؤمن فَيَقُول أشهد أَنه عَبده وَرَسُوله قَالَ فَيُقَال لَهُ انْظُر إِلَى مَقْعَدك من النَّار قد أبدلك الله بِهِ مقْعدا من الْجنَّة قَالَ نَبِي الله فَيَرَاهُمَا جَمِيعًا زَاد البُخَارِيّ وَأما الْكَافِر وَالْمُنَافِق فَيَقُول لَا أَدْرِي كنت أَقُول مَا يَقُول النَّاس فَيُقَال لَا دَريت وَلَا تليت ثمَّ يضْرب بَين أُذُنَيْهِ بِمِطْرَقَةٍ من حَدِيد ضَرْبَة فَيَصِيح صَيْحَة يسْمعهَا من يَلِيهِ إِلَّا الثقلَيْن انْتَهَى أخرجه البُخَارِيّ فِي الْجَنَائِز وَمُسلم فِي التَّوْبَة قبيل الْفِتَن
1357 - الحَدِيث الثَّالِث
فِي الحَدِيث يُؤْتَى بِرَجُل يَوْم الْقِيَامَة فَيُقَال أكل عِيَاله حَسَنَاته
قلت غَرِيب مَرْفُوعا وَهُوَ فِي الْحِلْية لأبي نعيم من قَول سُفْيَان الثَّوْريّ رَوَاهُ فِي تَرْجَمته فَقَالَ حَدثنَا أَبُو حَامِد أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن ثَنَا أَبُو السّري(4/42)
هناد بن السّري بن يَحْيَى ثَنَا أَبُو سعيد الْأَشَج ثَنَا حُصَيْن بن مَالك الضَّبِّيّ عَن بكر بن مُحَمَّد العابد قَالَ قَالَ سُفْيَان الثَّوْريّ يُؤمر بِالرجلِ إِلَى النَّار يَوْم الْقِيَامَة فَيُقَال هَذَا عِيَاله أكلُوا حَسَنَاته انْتَهَى
وَرَوَى عَلّي بن معبد فِي كتاب الطَّاعَة وَالْمَعْصِيَة ثَنَا إِسْحَاق بن أبي يَحْيَى عَن عبد الْملك عَن بكر فَقَالَ يُنَادي مُنَاد يَوْم الْقِيَامَة أَيْن الَّذين أكل عِيَالهمْ حسناتهم قومُوا فَإِن قبلكُمْ التَّبعَات انْتَهَى
1358 - الحَدِيث الرَّابِع
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه كَانَ يخْطب فجَاء الْحسن وَالْحُسَيْن وَعَلَيْهِمَا قَمِيصَانِ أَحْمَرَانِ يَعْثرَانِ وَيقومَانِ فَنزل إِلَيْهِمَا وَأَخذهمَا وَوَضعهمَا فِي حجره عَلَى الْمِنْبَر فَقَالَ صدق الله إِنَّمَا أَمْوَالكُم وَأَوْلَادكُمْ فتْنَة رَأَيْت هذَيْن الصَّبِيَّيْنِ فَلم أَصْبِر عَنْهُمَا ثمَّ أَخذ فِي خطبَته
قلت رَوَاهُ أَصْحَاب السّنَن الْأَرْبَعَة فِي سُنَنهمْ فَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ فِي الْجُمُعَة وَالتِّرْمِذِيّ فِي المناقب وَابْن ماجة فِي اللبَاس من حَدِيث الْحُسَيْن بن وَاقد عَن عبد الله بن بُرَيْدَة بن الْحصيب عَن أَبِيه بُرَيْدَة قَالَ خَطَبنَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَأقبل الْحسن وَالْحُسَيْن عَلَيْهِمَا قَمِيصَانِ أَحْمَرَانِ يَعْثرَانِ وَيقومَانِ فَنزل فَأَخذهُمَا فَصَعدَ بهما ثمَّ قَالَ صدق الله إِنَّمَا أَمْوَالكُم وَأَوْلَادكُمْ فتْنَة رَأَيْت هذَيْن فَلم أَصْبِر ثمَّ أَخذ فِي الْخطْبَة انْتَهَى قَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث حسن غَرِيب إِنَّمَا نعرفه من حَدِيث الْحُسَيْن بن وَاقد انْتَهَى
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الثَّامِن من الْقسم الثَّالِث وَالْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي موضِعين فَرَوَاهُ فِي الْجُمُعَة وَقَالَ حَدِيث صَحِيح عَلَى شَرط مُسلم وَرَوَاهُ فِي كتاب اللبَاس وَقَالَ صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ
واقره الذَّهَبِيّ وَهُوَ مِمَّا ينْتَقد عَلَيْهِ فَإِن الْحُسَيْن بن وَاقد احْتج بِهِ مُسلم فَقَط(4/43)
وَعَن الْحَاكِم رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب الْخَامِس وَالسبْعين وَرَوَاهُ أَحْمد وَالْبَزَّار وَابْن أبي شيبَة وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَأَبُو يعْلى الْموصِلِي فِي مسانيدهم قَالَ الْبَزَّار لَا نعلم رَوَاهُ إِلَّا بُرَيْدَة وَلَا طَرِيقا عَنهُ إِلَّا هَذِه الطَّرِيق انْتَهَى
قَالَ النَّوَوِيّ فِي الْخُلَاصَة إِسْنَاده عَلَى شَرط مُسلم انْتَهَى
1359 - الحَدِيث الْخَامِس
عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من قَرَأَ سُورَة التغابن دفع عَنهُ موت الْفجأَة
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره من حَدِيث أبي عصمَة نوح بن أبي مَرْيَم عَن عَلّي بن زيد عَن زر بن حُبَيْش عَن أبي بن كَعْب قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه فِي آل عمرَان
وَرَوَاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط بِسَنَدِهِ فِي يُونُس(4/44)
سُورَة الطَّلَاق(4/46)
ذكر فِيهَا ثَلَاثَة عشر حَدِيثا
1360 - الحَدِيث الأول
قَالَ عَلَيْهِ السَّلَام من قتل قَتِيلا فَلهُ سلبه
قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم من حَدِيث أبي قَتَادَة وَقد تقدم فِي أَوَائِل الْبَقَرَة
1361 - الحَدِيث الثَّانِي
رُوِيَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ لِابْنِ عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما حِين طلق امْرَأَته وَهِي حَائِض مَا هَكَذَا أَمرك الله إِنَّمَا السّنة أَن تسْتَقْبل الطُّهْر اسْتِقْبَالًا وَتُطَلِّقهَا بِكُل قرء تَطْلِيقَة
قلت رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ فِي سنَنه وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه من حَدِيث شُعَيْب بن زُرَيْق حَدثنِي عَطاء الْخُرَاسَانِي عَن الْحسن عَن عبد الله بن عمر أَنه طلق امْرَأَته وَهِي حَائِض ثمَّ أَرَادَ أَن يتبعهَا تَطْلِيقَتَيْنِ أُخْرَيَيْنِ عِنْد الْقُرْأَيْنِ فَبَلع ذَلِك رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ يَا بن عمر مَا هَكَذَا أَمرك الله قد أَخْطَأت السّنة وَالسّنة أَن يسْتَقْبل الطُّهْر فَتطلق لكل قرء فَأمرنِي فَرَاجَعْتهَا فَقَالَ إِذا هِيَ طهرت فَطلق عِنْد ذَلِك وَأمْسك فَقلت يَا رَسُول الله أَفَرَأَيْت لَو طَلقتهَا ثَلَاثًا أَكَانَ يحل لي أَن أرَاجعهَا قَالَ لَا كَانَت تبين مِنْك وَكَانَت مَعْصِيّة ... وَفِيه كَلَام فِي أَحَادِيث الْهِدَايَة(4/47)
1362 - الحَدِيث الثَّالِث
رُوِيَ أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ لعمر مر ابْنك فَلْيُرَاجِعهَا ثمَّ لِيَدَعْهَا حَتَّى تحيض ثمَّ تطهر ثمَّ ليُطَلِّقهَا إِن شَاءَ فَتلك الْعدة الَّتِي أَمر الله أَن تطلق بهَا النِّسَاء
قلت رَوَاهُ الْجَمَاعَة عَن ابْن عمر أَنه طلق امْرَأَته وَهِي حَائِض فَذكر عمر ذَلِك لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ مره فَلْيُرَاجِعهَا ثمَّ يمْسِكهَا حَتَّى تطهر ثمَّ تحيض فَتطهر قَالَ فَإِن بدا لَهُ أَن يطلقهَا فَلْيُطَلِّقهَا طَاهِرا قبل أَن يَمَسهَا فَتلك الْعدة الَّتِي أَمر الله أَن تطلق بهَا النِّسَاء انْتَهَى
1363 - الحَدِيث الرَّابِع
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَن رجلا طلق امْرَأَته ثَلَاثًا بَين يَدَيْهِ فَقَالَ أَتَلْعَبُونَ بِكِتَاب الله وَأَنا بَين أظْهركُم
قلت رَوَاهُ النَّسَائِيّ فِي سنَنه فِي الطَّلَاق من حَدِيث مخرمَة عَن أَبِيه عَن مَحْمُود بن لبيد أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أخبر عَن رجل طلق امْرَأَته ثَلَاث تَطْلِيقَات جَمِيعًا فَقَامَ غَضْبَان ثمَّ قَالَ أَيلْعَبُ بِكِتَاب الله تَعَالَى وَأَنا بَين أظْهركُم حَتَّى قَامَ رجل فَقَالَ يَا رَسُول الله الا نَقْتُلهُ انْتَهَى قَالَ النَّسَائِيّ لَا أعلم رَوَاهُ غير مخرمَة
وَقَالَ عبد الْحق فِي أَحْكَامه ذهب البُخَارِيّ إِلَى أَن مَحْمُودًا لَهُ صُحْبَة وَقَالَ أَبُو حَاتِم لَا يعرف لَهُ صُحْبَة انْتَهَى
1364 - الحَدِيث الْخَامِس
فِي حَدِيث ابْن عمر انه قَالَ يَا رَسُول الله أَرَأَيْت لَو طَلقهَا ثَلَاثًا فَقَالَ لَهُ إِذن عصيت رَبك وَبَانَتْ مِنْك امْرَأَتك(4/48)
قلت هُوَ قِطْعَة من الحَدِيث الثَّانِي الْمُتَقَدّم وَهُوَ فِي الصَّحِيحَيْنِ مَوْقُوف عَلَى ابْن عمر أَنه سُئِلَ عَن رجل طلق امْرَأَته فَقَالَ إِن طَلقهَا وَاحِدَة أَو اثْنَتَيْنِ فَرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أمره أَن يُرَاجِعهَا ثمَّ يُمْهِلهَا حَتَّى تحيض ثمَّ تطهر وَإِن طَلقتهَا ثَلَاثًا فقد عصيت رَبك فِيمَا أَمر بِهِ من طَلَاق امْرَأَتك وَبَانَتْ مِنْك مُخْتَصر
1365 - قَوْله
عَن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه أَنه كَانَ لَا يُؤْتَى بِرَجُل طلق امْرَأَته ثَلَاثًا إِلَّا أوجعهُ ضربا وَأَجَازَ ذَلِك عَلَيْهِ
قلت رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة وَعبد الرَّزَّاق فِي مصنفيهما قَالَ ابْن أبي شيبَة ثَنَا عَلّي بن مسْهر وَقَالَ عبد الرَّزَّاق ثَنَا سُفْيَان بن عُيَيْنَة كِلَاهُمَا عَن شَقِيق ابْن أبي عبد الله عَن انس قَالَ كَانَ عمر إِذا أُتِي بِرَجُل قد طلق امْرَأَته ثَلَاثًا فِي مجْلِس أوجعهُ ضربا وَفرق بَينهمَا انْتَهَى
1366 - الحَدِيث السَّادِس
سُئِلَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَمَّن طلق ثَلَاثًا أَو ألفا هَل لَهُ مخرج فَتَلَاهَا يعْنى قَوْله تَعَالَى وَمن يتق الله يَجْعَل لَهُ مخرجا
قلت غَرِيب بِهَذَا اللَّفْظ وَرَوَى الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَالدَّارَقُطْنِيّ فِي سنَنه عَن إِبْرَاهِيم بن عبيد الله بن عبَادَة بن الصَّامِت عَن أَبِيه عَن جده قَالَ طلق بعض آبَائِي امْرَأَته ألفا فَانْطَلق بنوه إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالُوا يَا رَسُول الله إِن أَبَانَا طلق أمنا ألفا فَهَل لَهُ من مخرج فَقَالَ إِن أَبَاكُم لم يتق الله فَيجْعَل لَهُ مخرجا بَانَتْ مِنْهُ بِثَلَاث عَلَى غير السّنة وَتِسْعمِائَة وَسبع وَتسْعُونَ رثما فِي عُنُقه انْتَهَى قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ رُوَاته ضعفاء وَمَجْهُولُونَ
وَذكره عبد الْحق فِي أَحْكَامه من جِهَة الدَّارَقُطْنِيّ وَقَالَ فِيهِ سَبْعَة رجال بَين مَجْهُول وَضَعِيف وَأعله ابْن عدي فِي الْكَامِل بِعَبْد الله بن الْوَلِيد الْوَصَّافِي(4/49)
وَضَعفه عَن النَّسَائِيّ وَابْن معِين وَالْفَلَّاس وَوَافَقَهُمْ وَقَالَ إِنَّه ضَعِيف جدا
لَكِن رَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده أخبرنَا عبد الله بن إِدْرِيس سَمِعت عبد الله بن الْوَلِيد يحدث عَن دَاوُد بن إِبْرَاهِيم عَن عبَادَة بن الصَّامِت
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من حَدِيث عبيد الله بن الْوَلِيد وَصدقَة ابْن أبي عمرَان عَن إِبْرَاهِيم بن عبيد الله بِهِ
1367 - الحَدِيث السَّابِع
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه تَلَاهَا فَقَالَ مخرجا من شُبُهَات الدُّنْيَا وَمن غَمَرَات الْمَوْت وَمن شَدَائِد يَوْم الْقِيَامَة
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره من طَرِيق ابْن وهب ثَنَا عبد الله بن إِسْحَاق ثَنَا عَمْرو بن الْأَشْعَث ثَنَا سعيد بن رَاشد الْحَنَفِيّ ثَنَا عبد الله بن سعيد بن أبي هِنْد عَن زيد بن أسلم عَن عَطاء عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَرَأَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَمن يتق الله يَجْعَل لَهُ مخرجا فَقَالَ مخرجا من شُبُهَات الدُّنْيَا إِلَى آخِره
رَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط من حَدِيث عَمْرو بن الْحصين ثَنَا سعيد بن رَاشد عَن عبد الله بن سعيد بِهِ وَرَوَاهُ أَبُو نعيم فِي الْحِلْية مَوْقُوفا عَلَى قَتَادَة ذكره فِي تَرْجَمَة
1368 - الحَدِيث الثَّامِن
قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِنِّي لأعْلم آيَة لَو أَخذ النَّاس بهَا لكفتهم وَمن يتق الله ... فَمَا زَالَ يقْرؤهَا وَيُعِيدهَا
قلت رَوَاهُ ابْن ماجة فِي سنَنه فِي كتاب الزّهْد من حَدِيث أبي السَّلِيل ضريب(4/50)
ابْن نقير عَن أبي ذَر قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِنِّي لأعْلم كلمة أَو قَالَ آيَة لَو أَخذ النَّاس كلهم بهَا لكفتهم قَالُوا يَا رَسُول الله أَيَّة آيَة قَالَ وَمن يتق الله يَجْعَل لَهُ مخرجا وَيَرْزقهُ من حَيْثُ لَا يحْتَسب انْتَهَى
وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه وَالْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ وَفِي لَفْظهمَا قَالَ فَجعل يُرَدِّدهَا حَتَّى نَعَست
وَرَوَاهُ عبد الله بن الإِمَام أَحْمد فِي كتاب الزّهْد عَنهُ وَقَالَ فِيهِ فَمَا زَالَ يَقُولهَا وَيُعِيدهَا
1369 - الحَدِيث التَّاسِع
رُوِيَ أَن عَوْف بن مَالك الْأَشْجَعِيّ أسر الْمُشْركُونَ ابْنا لَهُ يُسمى سالما فَأَتَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَقَالَ اسر ابْني وشكا إِلَيْهِ الْفَاقَة فَقَالَ مَا أَمْسَى عِنْد آل مُحَمَّد إِلَّا مد فَاتق واصبر وَأكْثر من ذكر لَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه الْعلي الْعَظِيم فَبينا هُوَ فِي بَيته إِذْ قرع ابْنه الْبَاب وَمَعَهُ مائَة من الْإِبِل غفل عَنهُ الْعَدو فَاسْتَاقَهَا فَنزلت
قلت رَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك بِنَقص من حَدِيث عبيد بن كثير العامري عَن عباد بن يَعْقُوب ثَنَا يَحْيَى بن آدم ثَنَا إِسْرَائِيل ثَنَا عمار بن أبي مُعَاوِيَة عَن سَالم بن أبي الْجَعْد عَن جَابر بن عبد الله قَالَ نزلت هَذِه الْآيَة وَمن يتق الله يَجْعَل لَهُ مخرجا فِي رجل من أَشْجَع كَانَ فَقِيرا خَفِيف ذَات الْيَد كثير الْعِيَال فَأَتَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَسَأَلَهُ فَقَالَ اتَّقِ الله واصبر فَلم يلبث إِلَّا يَسِيرا حَتَّى جَاءَ ابْن لَهُ بِغنم كَانَ الْعَدو أَصَابُوهُ فَأَتَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَسَأَلَهُ عَنْهَا وَأخْبرهُ خَبَرهَا فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كلهَا فَنزلت وَمن يتق الله يَجْعَل لَهُ مخرجا الْآيَة وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ وَتعقبه الذَّهَبِيّ لَان عبيد بن كثير قَالَ فِيهِ الْأَزْدِيّ مَتْرُوك وَعباد بن يَعْقُوب رَافِضِي(4/51)
وَبِسَنَد الْحَاكِم وَمَتنه رَوَاهُ الواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول
وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة فِي بَاب قَوْله تَعَالَى وَمن يتق الله يَجْعَل لَهُ مخرجا وَمَا جَاءَ فِيهِ من المعجزات بِسَنَدِهِ إِلَى أبي عُبَيْدَة عَن عبد الله بن مَسْعُود قَالَ أَتَى رجل النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَأرَاهُ عَوْف بن مَالك الْأَشْجَعِيّ فَقَالَ يَا رَسُول الله إِن بني فلَان أَغَارُوا عَلّي فَذَهَبُوا بِابْني وإبلي فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِن آل مُحَمَّد لآهل كَذَا وَكَذَا بَيت أَظُنهُ قَالَ تسع أَبْيَات مَا فيهم صَاع من طَعَام وَلَا مد من طَعَام فَسئلَ الله عَزَّ وَجَلَّ فَرجع فَأخْبر امْرَأَته قَالَ فَلم يلبث الرجل أَن رد الله عَلَيْهِ ابْنه وَإِبِله أوفر مَا كَانَت فَأَتَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَأخْبرهُ فَقَامَ عَلَى الْمِنْبَر فَحَمدَ الله وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَأمرهمْ بِمَسْأَلَة الله عَزَّ وَجَلَّ وَالرَّغْبَة إِلَيْهِ وَقَرَأَ عَلَيْهِم وَمن يتق الله يَجْعَل لَهُ مخرجا وَيَرْزقهُ من حَيْثُ لَا يحْتَسب انْتَهَى
وَرَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره بِسَنَدِهِ إِلَى الْكَلْبِيّ عَن أبي صَالح عَن ابْن عَبَّاس قَالَ جَاءَ عَوْف بن مَالك الْأَشْجَعِيّ إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ يَا رَسُول الله إِن ابْني أسره الْعَدو وَجَزِعت أمه فَمَا تَأْمُرنِي قَالَ آمُرك وَإِيَّاهَا أَن تَسْتَكْثِرُوا من لَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه الْعلي الْعَظِيم فَانْصَرف إِلَيْهَا فَقَالَت مَا قَالَ لَك رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ أَمرنِي وَإِيَّاك أَن نَسْتَكْثِر من لَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه الْعلي الْعَظِيم فَجعلَا يَقُولَانِ ذَلِك فَغَفَلَ الْعَدو عَن ابْنه يَوْمًا فجَاء وَقد استاق غَنمهمْ وَهِي أَرْبَعَة آلَاف شَاة فَأَتَى بهَا إِلَى أَبِيه فَنزلت وَمن يتق الله ... الْآيَة
وَبِسَنَد الْبَيْهَقِيّ فِي الدَّلَائِل وَمَتنه رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره
1370 - قَوْله
وَعَن ابْن عَبَّاس وَعلي قَالَا عدَّة الْحَامِل الْمُتَوفَّى عَنْهَا أبعد الْأَجَليْنِ
قلت قَول ابْن عَبَّاس رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه قَالَ جَاءَ رجل إِلَى ابْن عَبَّاس وَأَبُو هُرَيْرَة جَالس عِنْده فَقَالَ أَفْتِنِي فِي امْرَأَة ولدت بعد وَفَاة زَوجهَا(4/52)
بِأَرْبَعِينَ لَيْلَة فَقَالَ ابْن عَبَّاس آخر الْأَجَليْنِ مُخْتَصر
وَقَول عَلّي رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه ثَنَا شَبابَة عَن شُعْبَة عَن عبيد ابْن الْحسن عَن عبد الرَّحْمَن بن معقل قَالَ شهِدت عليا وَسَأَلَهُ رجل عَن امْرَأَة توفّي عَنْهَا وَهِي حَامِل قَالَ تَتَرَبَّص أبعد الْأَجَليْنِ
حَدثنَا وَكِيع عَن إِسْمَاعِيل عَن الشّعبِيّ قَالَ قَالَ عبد الله أجل كل حَامِل أَن تضع حملهَا قَالَ وَكَانَ عَلّي يَقُول آخر الْأَجَليْنِ انْتَهَى
1371 - قَوْله
وَعَن ابْن مَسْعُود رَضِيَ اللَّهُ عَنْه أَنه قَالَ من شَاءَ لَاعَنته أَن سُورَة النِّسَاء الْقُصْرَى نزلت بعد الَّتِي فِي الْبَقَرَة
قلت رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة فِي الطَّلَاق من حَدِيث مَسْرُوق عَن ابْن مَسْعُود قَالَ من شَاءَ لَاعَنته لَا نزلت سُورَة النِّسَاء الْقُصْرَى بعد الْأَرْبَعَة أشهر وَعشر انْتَهَى
وَرَوَاهُ البُخَارِيّ بِمَعْنَاهُ فِي التَّفْسِير قَالَ أَتَجْعَلُونَ عَلَيْهَا التَّغْلِيظ وَلَا تَجْعَلُونَ لَهَا الرُّخْصَة لَا نزلت سُورَة النِّسَاء الْقُصْرَى بعد الطُّولَى وَأولَات الْأَحْمَال أَجلهنَّ أَن يَضعن حَملهنَّ انْتَهَى
وَزَاد عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه وَكَانَ بلغه أَن عليا يَقُول هِيَ آخر الْأَجَليْنِ فَقَالَ ذَلِك انْتَهَى
وَمن طَرِيق عبد الرَّزَّاق رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه(4/53)
1372 - الحَدِيث الْعَاشِر
رَوَت أم سَلمَة أَن سبيعة الأسْلَمِيَّة ولدت بعد وَفَاة زَوجهَا بِليَال فَذكرت ذَلِك لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ لَهَا قد حللت فَانْكِحِي
قلت رَوَاهُ الْأَئِمَّة السِّتَّة فِي كتبهمْ فِي الطَّلَاق وَاللَّفْظ للْبُخَارِيّ من حَدِيث أم سَلمَة قَالَت قتل زوج سبيعة الأسْلَمِيَّة وَهِي حُبْلَى فَوضعت بعد مَوته بِأَرْبَعِينَ لَيْلَة فَخطبت فَأَنْكحهَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ لَا نَفَقَة لَك وَلَا سُكْنى
1373 - الحَدِيث الْحَادِي عشر
رُوِيَ أَن فَاطِمَة بنت قيس أَبَت زَوجهَا طَلاقهَا فَقَالَ لَهَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لَا سُكْنى وَلَا نَفَقَة
قلت رَوَاهُ مُسلم فِي صَحِيحه من حَدِيث الشّعبِيّ عَن فَاطِمَة بنت قيس قَالَت طَلقنِي زَوجي ثَلَاثًا فَخَاصَمته إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي السُّكْنَى وَالنَّفقَة فَلم يَجْعَل لي سُكْنى وَلَا نَفَقَة وَأَمرَنِي أَن أَعْتَد فِي بَيت ابْن أم مَكْتُوم انْتَهَى وَفِي لفظ لَهُ من حَدِيث أبي سَلمَة فِيهَا فَذكرت ذَلِك لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ
1374 - الحَدِيث الثَّانِي عشر
عَن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ لَا نَدع كتاب رَبنَا وَلَا سنة نَبينَا لقَوْل امْرَأَة لَعَلَّهَا نسيت أَو شبه لَهَا سَمِعت النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول لَهَا السُّكْنَى وَالنَّفقَة
قلت رَوَاهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ مُخْتَصرا وَمُطَولًا من حَدِيث أبي إِسْحَاق قَالَ كنت مَعَ الْأسود بن يزِيد جَالِسا فِي الْمَسْجِد الْأَعْظَم ومعنا الشّعبِيّ فَحدث الشّعبِيّ بِحَدِيث فَاطِمَة بنت قيس أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لم يَجْعَل(4/54)
لَهَا سُكْنى وَلَا نَفَقَة ثمَّ أَخذ الْأسود كفا من حَصى فَحَصَبه بِهِ وَقَالَ وَيلك تحدث بِمثل هَذَا قَالَ عمر لَا نَتْرُك كتاب الله وَسنة نَبينَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لقَوْل امْرَأَة لَا نَدْرِي لَعَلَّهَا حفظت أَو نسيت لَهَا السُّكْنَى وَالنَّفقَة انْتَهَى
1375 - الحَدِيث الثَّالِث عشر
عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من قَرَأَ سُورَة الطَّلَاق مَاتَ عَلَى سنة رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث سَلام بن سليم ثَنَا هَارُون بن كثير الْعَبْدي عَن زيد بن أسلم عَن أَبِيه عَن أبي أُمَامَة عَن أبي بن كَعْب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه فِي آل عمرَان
وَرَوَاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط بِسَنَدِهِ فِي يُونُس(4/55)
سُورَة التَّحْرِيم(4/58)
ذكر فِيهَا أحد عشر حَدِيثا
1376 - الحَدِيث الأول
رُوِيَ أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ خلا بمارية فِي يَوْم عَائِشَة وَعلمت بذلك حَفْصَة فَقَالَ لَهَا اكْتُمِي عَلّي ذَلِك وَقد حرمت مَارِيَة عَلَى نَفسِي وأبشرك أَن أَبَا بكر وَعمر يملكَانِ بعدِي أَمر أمتِي فَأخْبرت بِهِ عَائِشَة وكانتا مُتَصَادِقَتَيْنِ
قلت رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه باخْتلَاف يسير فَقَالَ حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن نائلة الْأَصْبَهَانِيّ ثَنَا إِسْمَاعِيل بن عَمْرو البَجلِيّ ثَنَا أَبُو عوَانَة عَن أبي عَن الضَّحَّاك بن مُزَاحم عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى وَإِذ أسر النَّبِي إِلَى بعض أَزوَاجه حَدِيثا قَالَ دخلت حَفْصَة عَلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي بَيتهَا وَهُوَ يطَأ مَارِيَة فَقَالَ لَهَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لَا تُخْبِرِي عَائِشَة حَتَّى أُبَشِّرك بِبِشَارَة فَإِن أَبَاك يَلِي(4/59)
الْأَمر من بعد أبي بكر إِذا أَنا مت فَذَهَبت حَفْصَة فَأخْبرت عَائِشَة أَنَّهَا رَأَتْ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يطَأ مَارِيَة وَأَنه أخْبرهَا أَن أَبَا بكر يَلِي بعد رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَعمر من بعده فَقَالَت عَائِشَة للنَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من أَنْبَأَك هَذَا قَالَ نَبَّأَنِي الْعَلِيم الْخَبِير فَقَالَت عَائِشَة لَا أنظر إِلَيْك حَتَّى تحرم مَارِيَة فَحَرمهَا فَأنْزل الله يأيها النَّبِي لم تحرم ... الْآيَة انْتَهَى
وَرَوَى ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره ثَنَا سُلَيْمَان بن أَحْمد ثَنَا إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد ابْن برة الصَّنْعَانِيّ ثَنَا أَبُو الْوَلِيد هِشَام بن إِسْمَاعِيل المَخْزُومِي أَنا مُوسَى بن جَعْفَر ابْن أبي كثير مولَى الْأنْصَارِيّ عَن عَمه عَن أبي بكر بن عبد الرَّحْمَن بن الْحَارِث ابْن هِشَام عَن أبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ دخل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بمارية الْقبْطِيَّة فِي بَيت حَفْصَة بنت عمر فَوَجَدتهَا مَعَه فَقَالَت يَا رَسُول الله فِي بَيْتِي وَتفعل هَذَا بِي من دون نِسَائِك قَالَ فَإِنَّهَا حرَام أَن أَمسهَا يَا حَفْصَة الا أُبَشِّرك فَقَالَت بلَى قَالَ يَلِي هَذَا الْأَمر بعدِي أَبُو بكر ويليه من بعده أَبوك واكتمي عَلّي هَذَا فَخرجت حَتَّى أَتَت عَائِشَة فَقَالَت يَا بنة أبي بكر أَلا أُبَشِّرك قَالَت بِمَاذَا قَالَت وجدت النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مَعَ مَارِيَة فِي بَيْتِي فَقلت لَهُ يَا رَسُول الله فِي بَيْتِي وَتفعل بِي هَذَا من دون نِسَائِك وَكَانَ أول السرُور أَن حرمهَا عَلَى نَفسه ثمَّ قَالَ لي يَا حَفْصَة أَلا أُبَشِّرك قلت بلَى قَالَ إِن أَبَا بكر يَلِي هَذَا الْأَمر من بعدِي وَإِن أَبَاك يَلِيهِ من بعده وَقد اِسْتَكْتَمَنِي ذَلِك فَاكْتُمِيهِ فَأنْزل الله فِي ذَلِك يأيها النَّبِي لم تحرم مَا أحل الله لَك ... الْآيَة انْتَهَى
1377 - الحَدِيث الثَّانِي
رُوِيَ أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ خلا بمارية فِي يَوْم حَفْصَة فأرضاها بذلك واستكتمها فَلم تكْتم فَطلقهَا وَاعْتَزل نِسَاءَهُ وَمكث تسعا وَعشْرين(4/60)
لَيْلَة فِي بَيت مَارِيَة
قلت غَرِيب وَرَوَى ابْن أبي خَيْثَمَة فِي تَارِيخه بِسَنَدِهِ إِلَى مُحَمَّد بن إِسْحَاق قَالَ اخبرني بعض آل عمر أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أصَاب جَارِيَته الْقبْطِيَّة أم إِبْرَاهِيم فِي بَيت حَفْصَة وَفِي يَوْمهَا فَعَثَرَتْ حَفْصَة عَلَى ذَلِك فَقَالَت يَا رَسُول الله لقد جِئْت إِلَيّ شَيْئا مَا جِئْته إِلَى أحد من نِسَائِك فِي بَيْتِي وَعَلَى فِرَاشِي وَفِي دَوْلَتِي قَالَ أيرضيك أَن أحرمهَا فَلَا أَمسهَا أبدا قَالَت نعم فَحَرمهَا عَلَى نَفسه وَقَالَ لَا تَذْكُرِيهِ لأحد من النَّاس قَالَت افْعَل وَكَانَت حَفْصَة لَا تكْتم عَائِشَة شَيْئا فَلَمَّا خرج رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ذهبت إِلَى عَائِشَة فَأَخْبَرتهَا فَأنْزل الله يأيها النَّبِي لم تحرم ... الْآيَة فَكفر يَمِينه وَقرب جَارِيَته انْتَهَى
وَرَوَى ابْن سعد فِي الطَّبَقَات أخبرنَا مُحَمَّد بن عمر حَدثنِي عمر بن عقبَة عَن شُعْبَة قَالَ سَمِعت ابْن عَبَّاس يَقُول خرجت حَفْصَة من بَيتهَا وَكَانَ يَوْم عَائِشَة فَدخل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بِجَارِيَتِهِ الْقبْطِيَّة بَيت حَفْصَة فَجَاءَت حَفْصَة وَالْبَاب مُجَاف فَرَقَبَته حَتَّى خرجت الْجَارِيَة فَقَالَت حَفْصَة لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أما إِنِّي قد رَأَيْت مَا صنعت فَقَالَ لَهَا عَلَيْهِ السَّلَام فَاكْتُمِي عني وَهِي عَلّي حرَام فَانْطَلَقت حَفْصَة إِلَى عَائِشَة فَأَخْبَرتهَا فَأنْزل الله وَإِذ أسر النَّبِي إِلَى بعض أَزوَاجه حَدِيثا إِلَى قَوْله قُلُوبكُمَا يَعْنِي عَائِشَة وَحَفْصَة فَتَرَكَهُنَّ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ تسعا وَعشْرين لَيْلَة ثمَّ نزل يأيها النَّبِي لم تحرم مَا أحل الله لَك ... الْآيَة فَكفر يَمِينه وَحبس نِسَاءَهُ انْتَهَى
1378 - الحَدِيث الثَّالِث
وَرُوِيَ أَن عمر قَالَ لَهَا لَو كَانَ فِي آل الْخطاب خير لما طَلَّقَك رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَنزل جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام فَقَالَ لَهُ رَاجعهَا فَإِنَّهَا صَوَّامَة(4/61)
قَوَّامَة وَإِنَّهَا لمن نِسَائِك فِي الْجنَّة
قلت غَرِيب وَرَوَى الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك فِي الْفَضَائِل من حَدِيث الْحسن ابْن أبي جَعْفَر ثَنَا ثَابت عَن انس أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ طلق حَفْصَة تَطْلِيقَة فَأَتَاهُ جِبْرِيل فَقَالَ يَا مُحَمَّد طلقت حَفْصَة رَاجعهَا فَإِنَّهَا قَوَّامَة صَوَّامَة وَإِنَّهَا زَوجتك فِي الْجنَّة انْتَهَى وَسكت عَنهُ
وَرَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه عَن الْحسن بن أبي جَعْفَر عَن عَاصِم عَن زر بن حُبَيْش عَن عمار بن يَاسر قَالَ لما طلق رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حَفْصَة أَتَاهُ جِبْرِيل فَقَالَ لَهُ رَاجع حَفْصَة فَإِنَّهَا صَوَّامَة قَوَّامَة وَإِنَّهَا زَوجتك فِي الْجنَّة انْتَهَى قَالَ الْبَزَّار لَا نعلمهُ عَن عمار إِلَّا من هَذَا الْوَجْه انْتَهَى
وَرَوَى ابْن سعد فِي الطَّبَقَات فِي تَرْجَمَة حَفْصَة اُخْبُرْنَا يزِيد بن هَارُون عَن حَمَّاد بن سَلمَة عَن أبي عمرَان الْجونِي عَن قيس بن زيد أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ طلق حَفْصَة بنت عمر فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِن جِبْرِيل أَتَانِي فَقَالَ لي رَاجع حَفْصَة فَإِنَّهَا صَوَّامَة قَوَّامَة وَهِي زَوجتك فِي الْجنَّة
أخبرنَا سعيد بن عَامر عَن سعيد بن أبي عرُوبَة عَن قَتَادَة ... فَذكر نَحوه
وَبِالسَّنَدِ الأول رَوَاهُ الْحَارِث بن أبي أُسَامَة فِي مُسْنده ثَنَا عَفَّان ثَنَا حَمَّاد ابْن سَلمَة بِهِ
1379 - الحَدِيث الرَّابِع
رُوِيَ أَنه عَلَيْهِ السَّلَام شرب عسلا وَمَضَى إِلَى بَيت زَيْنَب بنت جحش فَتَوَاطَأت عَائِشَة وَحَفْصَة فَقَالَتَا لَهُ إِنَّا نَشُمُّ مِنْك ريح مَغَافِير وَكَانَ عَلَيْهِ السَّلَام يكره التفل فَحرم الْعَسَل(4/62)
قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه وَمُسلم أَيْضا من حَدِيث عبيد بن عُمَيْر عَن عَائِشَة قَالَت كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يشرب عسلا عِنْد زَيْنَب بنت جحش وَيمْكث عِنْدهَا فَتَوَاطَأت أَنا وَحَفْصَة أَيَّتنَا دخل عَلَيْهَا فَلْتَقُلْ لَهُ إِنِّي أجد مِنْك ريح مَغَافِير قَالَ لَا وَلَكِنِّي كنت أشْرب عسلا عِنْد زَيْنَب بنت جحش فَلَنْ أَعُود لَهُ وَقد حَلَفت لَا تُخْبِرِي بذلك أحدا انْتَهَى
وَرَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده وَزَاد فِيهِ وَكَانَ عَلَيْهِ السَّلَام يكره أَن يُوجد مِنْهُ ريح
وَفِي لفظ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَكَانَ عَلَيْهِ السَّلَام يشْتَد عَلَيْهِ أَن يُوجد مِنْهُ الرّيح
1380 - الحَدِيث الْخَامِس
قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لَا يَمُوت لأحد ثَلَاثَة من الْوَلَد فَتَمَسهُ النَّار إِلَّا تَحِلَّة الْقسم
قلت رَوَاهُ الْجَمَاعَة إِلَّا أَنا دَاوُد فَرَوَاهُ مُسلم فِي الزّهْد وَالْبَاقُونَ فِي الْجَنَائِز من حَدِيث سعيد بن الْمسيب عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لَا يَمُوت لأحد إِلَى آخِره
1381 - قَوْله
عَن أبي بكر وَعمر وَابْن عَبَّاس وَابْن مَسْعُود وَزيد وَعَائِشَة إِن الْحَرَام يَمِين
وَعَن عَلّي أَنه ثَلَاث
قلت رَوَى ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه حَدثنَا عبد الرَّحِيم بن سليم عَن جُوَيْبِر عَن الضَّحَّاك أَن أَبَا بكر وَعمر وَابْن مَسْعُود قَالُوا من قَالَ لامْرَأَته هِيَ عَلّي حرَام فَلَيْسَتْ بِحرَام وَعَلِيهِ كَفَّارَة يَمِين انْتَهَى(4/63)
حَدثنَا عبد الله بن الْمُبَارك عَن خَالِد عَن عِكْرِمَة عَن عمر قَالَ الْحَرَام يَمِين انْتَهَى
وَرَوَى عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه اُخْبُرْنَا ابْن عُيَيْنَة عَن عبد الله بن أبي نجيح عَن مُجَاهِد عَن ابْن مَسْعُود قَالَ فِي الْحَرَام هِيَ يَمِين يكفرهَا انْتَهَى
وَمن طَرِيق عبد الرَّزَّاق رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه
وَحَدِيث ابْن عَبَّاس رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم من حَدِيث سعيد بن جُبَير عَنهُ قَالَ فِي الْحَرَام يَمِين يكفرهَا ثمَّ قَرَأَ لقد كَانَ لكم فِي رَسُول الله أُسْوَة حَسَنَة ... انْتَهَى وَفِي لفظ لمُسلم قَالَ إِذا حرم الرجل امْرَأَته فَهِيَ يَمِين يكفرهَا انْتَهَى
وَحَدِيث عَلّي فِي مُصَنف ابْن أبي شيبَة حَدثنَا حَاتِم بن إِسْمَاعِيل عَن جَعْفَر ابْن مُحَمَّد عَن أَبِيه عَن عَلّي قَالَ فِي قَول الرجل لامْرَأَته أَنْت عَلّي حرَام هِيَ ثَلَاث انْتَهَى
وَرَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه ثَنَا ابْن جريج عَن جَعْفَر بن مُحَمَّد بِهِ
وَحَدِيث عَائِشَة رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ فِي سنَنه عَن سعيد بن أبي عرُوبَة عَن مطر الْوراق عَن عَطاء عَن عَائِشَة أَنَّهَا قَالَت فِي الْحَرَام يكفر انْتَهَى
1382 - الحَدِيث السَّادِس
عَن مقَاتل أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ اعْتِقْ رَقَبَة فِي تَحْرِيم مَارِيَة(4/64)
وَعَن الْحسن أَنه لم يكفر لِأَنَّهُ كَانَ مغفورا لَهُ مَا تقدم من ذَنبه وَمَا تَأَخّر
قلت غَرِيب وَفِي مَرَاسِيل أبي دَاوُد عَن الْحسن خلاف هَذَا فروَى من حَدِيث قَتَادَة عَنهُ أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حرم فتَاته أم إِبْرَاهِيم الْقبْطِيَّة فَأمر أَن يكفر عَن يَمِينه وَعُوتِبَ فِي ذَلِك
وَقد تقدم فِي الحَدِيث الثَّانِي عِنْد ابْن أبي خَيْثَمَة من طَرِيق ابْن إِسْحَاق أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كفر عَن يَمِينه
1383 - الحَدِيث السَّابِع
عَن ابْن عَبَّاس قَالَ لم أزل حَرِيصًا عَلَى أَن أسأَل عمر عَنْهَا يَعْنِي قَوْله إِن تَتُوبَا إِلَى الله ... حَتَّى حج وَحَجَجْت مَعَه فَلَمَّا كَانَ بِبَعْض الطَّرِيق عدل وَعدلت مَعَه بِالْإِدَاوَةِ فَسَكَبت المَاء عَلَى يَده فَتَوَضَّأ فَقلت من هما فَقَالَ عجبا يَا بن عَبَّاس كَأَنَّهُ كره مَا سَأَلته عَنهُ ثمَّ قَالَ هما حَفْصَة وَعَائِشَة
قلت رَوَاهُ الْجَمَاعَة إِلَّا أَبَا دَاوُد فَالْبُخَارِي وَالتِّرْمِذِيّ فِي التَّفْسِير وَأخرجه مُسلم فِي الطَّلَاق عَن عبيد الله بن عبد الله عَن ابْن عَبَّاس وَأخرجه البُخَارِيّ أَيْضا لَكِن لم يذكر فِيهِ كَلَام الزُّهْرِيّ وَالنَّسَائِيّ فِي الصَّوْم وَابْن ماجة فِي الزّهْد عَن ابْن عَبَّاس قَالَ لم أزل حَرِيصًا أَن اسْأَل عمر عَن الْمَرْأَتَيْنِ من أَزوَاج النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ اللَّتَيْنِ قَالَ الله فيهمَا إِن تَتُوبَا إِلَى الله فقد صغت قُلُوبكُمَا حَتَّى حج عمر وَحَجَجْت مَعَه فَلَمَّا كُنَّا بِبَعْض الطَّرِيق عدل عمر وَعدلت مَعَه بِالْإِدَاوَةِ فَتبرز ثمَّ أَتَانِي فَصَبَبْت عَلَيْهِ من الْإِدَاوَة فَتَوَضَّأ فَقلت يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ من الْمَرْأَتَانِ من أَزوَاج النَّبِي اللَّتَان قَالَ الله إِن تَتُوبَا إِلَى الله فقد صغت قُلُوبكُمَا فَقَالَ(4/65)
لي وَاعجَبا يَا بن عَبَّاس قَالَ الزُّهْرِيّ وَكره وَالله مَا سَأَلَهُ عَنهُ وَلم يَكْتُمهُ فَقَالَ هِيَ عَائِشَة وَحَفْصَة مُخْتَصر
1384 - الحَدِيث الثَّامِن
فِي الحَدِيث رحم الله رجلا قَالَ يأهلاه صَلَاتكُمْ صِيَامكُمْ زَكَاتكُمْ مسكينكم يتيمكم جِيرَانكُمْ لَعَلَّ الله يجمعهُمْ مَعَه فِي الْجنَّة
قلت غَرِيب
1385 - قَوْله عَن ابْن عَبَّاس قَالَ مَا بَغت امْرَأَة نَبِي قطّ
قلت رَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي تَفْسِيره فِي سُورَة هود أخبرنَا سُفْيَان الثَّوْريّ عَن أبي عَامر الْهَمدَانِي عَن الضَّحَّاك بن مُزَاحم عَن ابْن عَبَّاس قَالَ مَا بَغت امْرَأَة نَبِي قطّ انْتَهَى
وَعَن عبد الرَّزَّاق رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره فِي السُّورَة الْمَذْكُورَة
وَرَوَاهُ أَيْضا من حَدِيث سُفْيَان عَن مُوسَى بن أبي عَائِشَة عَن عبد الله ابْن شَدَّاد عَن ابْن عَبَّاس ... فَذكره
وَرَوَاهُ فِي هَذِه السُّورَة حَدثنَا ابْن حميد ثَنَا مهْرَان عَن سُفْيَان عَن أبي عَامر بِهِ وَزَاد فِيهِ فَخَانَتَاهُمَا أَي فِي الدَّين انْتَهَى
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره فِي سُورَة هود من حَدِيث حُصَيْن بن مُخَارق عَن حَمْزَة الزيات عَن مُوسَى بن أبي عَائِشَة عَن سُلَيْمَان بن قَتَّة عَن ابْن عَبَّاس وَعَن عبد الصَّمد بن عَلّي عَن ابْن عَبَّاس ... فَذكره(4/66)
1386 - الحَدِيث التَّاسِع
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ كمل من الرِّجَال كثير وَلم يكمل من النِّسَاء إِلَّا أَرْبَعَة آسِيَة بنت مُزَاحم امْرَأَة فِرْعَوْن وَمَرْيَم بنة عمرَان وَخَدِيجَة بنت خويلد وَفَاطِمَة بنت مُحَمَّد وَفضل عَائِشَة عَلَى النِّسَاء كفضل الثَّرِيد عَلَى سَائِر الطَّعَام
قلت رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي الْحِلْية فِي تَرْجَمَة عَمْرو بن مرّة فَقَالَ حَدثنَا سُلَيْمَان بن أَحْمد ثَنَا يُوسُف القَاضِي ثَنَا عَمْرو بن مَرْزُوق ثَنَا شُعْبَة عَن عَمْرو بن مرّة سمع مرّة يحدث عَن أبي مُوسَى قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كمل من الرِّجَال كثير وَلم يكمل من النِّسَاء إِلَّا أَربع ... إِلَى آخِره سَوَاء
وَبِهَذَا السَّنَد والمتن رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره
والْحَدِيث رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه لَيْسَ فِيهِ خَدِيجَة وَلَا فَاطِمَة رَوَاهُ فِي بَدْء الْخلق فِي بَاب قَوْله تَعَالَى وَضرب الله مثلا للَّذين آمنُوا امْرَأَة فِرْعَوْن ... من حَدِيث مرّة الْهَمدَانِي عَن أبي مُوسَى قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كمل من الرِّجَال كثير وَلم يكمل من النِّسَاء إِلَّا آسِيَة امْرَأَة فِرْعَوْن وَمَرْيَم بنة عمرَان وَإِن فضل عَائِشَة عَلَى النِّسَاء كفضل الثَّرِيد عَلَى سَائِر الطَّعَام انْتَهَى
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ فِي الْأَطْعِمَة فِي بَاب الثَّرِيد وَسَنَده فِيهِ ثَنَا مُحَمَّد بن بشار ثَنَا غنْدر ثَنَا شُعْبَة بِهِ
وَرَوَاهُ الْبَاقُونَ إِلَّا مُسلما فَالتِّرْمِذِي وَابْن ماجة فِي الْأَطْعِمَة وَالنَّسَائِيّ فِي المناقب
وَرَوَى ابْن حبَان فِي صَحِيحه وَالْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه من حَدِيث ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أفضل نسَاء الْعَالمين أَربع ... فَذَكرهنَّ وَصَححهُ الْحَاكِم
1387 - الحَدِيث الْعَاشِر
رُوِيَ أَن عَائِشَة سَأَلت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَيفَ سَمّى الله الْمسلمَة تَعْنِي(4/67)
مَرْيَم وَلم يسم الْكَافِرَة فَقَالَ بغضا لَهَا قَالَت فَمَا اسْمهَا قَالَ اسْم امْرَأَة نوح وَاغِلَة وَاسم امْرَأَة لوط وَاهِلَة ثمَّ قَالَ المُصَنّف وَهَذَا حَدِيث أثر الصَّنْعَة عَلَيْهِ ظَاهر بَين وَلَقَد سَمّى الله تَعَالَى جمَاعَة من الْكفَّار بِأَسْمَائِهِمْ وَكُنَاهُمْ
قلت غَرِيب
1388 - الحَدِيث الْحَادِي عشر
عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من قَرَأَ سُورَة التَّحْرِيم آتَاهُ الله تَوْبَة نصُوحًا
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث سَلام بن سليم ثَنَا هَارُون بن كثير عَن زيد ابْن أسلم عَن أَبِيه عَن أبي أُمَامَة الْبَاهِلِيّ عَن أبي بن كَعْب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه فِي آل عمرَان
وَرَوَاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط بِسَنَدِهِ فِي يُونُس(4/68)
سُورَة الْملك(4/70)
فِيهَا حديثان
1389 - الحَدِيث الأول
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه تَلَاهَا فَلَمَّا بلغ قَوْله أَيّكُم أحسن عملا قَالَ أَيّكُم أحسن عقلا وَأَوْرَع عَن محارم الله وأسرع فِي طَاعَة الله
قلت تقدم فِي أول هود
1390 - الحَدِيث الثَّانِي
عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ من قَرَأَ سُورَة الْملك فَكَأَنَّمَا أَحْيَا لَيْلَة الْقدر
قلت رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه فِي آل عمرَان
وَرَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط بِسَنَدِهِ الْمُتَقَدّم فِي يُونُس(4/71)
سُورَة ن(4/74)
ذكر فِيهَا خَمْسَة أَحَادِيث
1391 - الحَدِيث الأول
عَن عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها أَن سعد بن هِشَام سَأَلَهَا عَن خلق رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَت كَانَ خلقه الْقُرْآن أَلَسْت تقْرَأ الْقُرْآن
قلت رَوَاهُ مُسلم فِي صَحِيحه فِي التَّهَجُّد عَن زُرَارَة بن أبي أَوْفَى أَن سَعْدا أَتَى ابْن عَبَّاس فَسَأَلَهُ عَن الْوتر فَقَالَ أَلا أدلك عَلَى أعلم النَّاس بِوتْر رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ من قَالَ عَائِشَة فَذهب إِلَيْهَا وَمَعَهُ حَكِيم بن أَفْلح فَاسْتَأْذَنا فَأَذنت فَقَالَت حَكِيم قَالَ نعم قَالَت من مَعَك قَالَ سعد بن هِشَام قَالَت من هِشَام قَالَ ابْن عَامر فَتَرَحَّمت عَلَيْهِ وَقَالَت خيرا فَقلت يَا أم الْمُؤمنِينَ أَخْبِرِينِي عَن خلق رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَت أَلَسْت تقْرَأ الْقُرْآن قَالَ بلَى قَالَت فَإِن خلق رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَانَ الْقُرْآن مُخْتَصر
وَفِي بعض طرقه قَالَ حَكِيم بن أَفْلح لِابْنِ عَبَّاس حِين أعَاد عَلَيْهِ كَلَام عَائِشَة أما إِنِّي لَو علمت أَنَّك لَا تدخل عَلَيْهَا مَا أَنْبَأتك حَدِيثهَا وَهَذَا يدل عَلَى أَن الَّذِي سَأَلَ عَائِشَة إِنَّمَا هُوَ حَكِيم بن أَفْلح وَهِشَام يسمع لَا كَمَا هُوَ فِي لفظ المُصَنّف
وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك وَقَالَ صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ وَهُوَ وهم وَلَفظه عَن زُرَارَة بن أبي أَوْفَى عَن سعد بن هِشَام فِي قَوْله تَعَالَى وَإنَّك لعَلَى خلق عَظِيم قَالَ سَأَلت عَائِشَة فَقلت يَا أم الْمُؤمنِينَ أَنْبِئِينِي عَن خلق رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَت أَتَقْرَأُ الْقُرْآن قلت نعم قَالَت كَانَ خلقه(4/75)
الْقُرْآن انْتَهَى وَقَالَ صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ وَهُوَ كَلَفْظِ المُصَنّف
1392 - الحَدِيث الثَّانِي
قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لَا يدْخل الْجنَّة ولد الزِّنَا وَلَا وَلَده وَلَا ولد وَلَده
قلت رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي كتاب الْحِلْية فِي تَرْجَمَة مُجَاهِد من حَدِيث عبد الله بن حنيف ثَنَا يُوسُف بن أَسْبَاط عَن أبي إِسْرَائِيل الْملَائي إِسْمَاعِيل بن إِسْحَاق عَن فُضَيْل ابْن عَمْرو عَن مُجَاهِد عَن ابْن عمر عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لَا يدْخل الْجنَّة ولد الزِّنَا وَلَا وَلَده وَلَا ولد وَلَده انْتَهَى ثمَّ قَالَ تَابع يُوسُف ابْن أَسْبَاط عَلَيْهِ إِسْحَاق بن مَنْصُور ثمَّ رَوَاهُ من حَدِيث إِسْحَاق بن مَنْصُور ثَنَا أَبُو إِسْرَائِيل بِهِ
وَرَوَاهُ أَيْضا فِي تَرْجَمَة يُوسُف بن أَسْبَاط من حَدِيث بركَة بن مُحَمَّد الْحلَبِي ثَنَا يُوسُف بن أَسْبَاط بِهِ سَوَاء
وَبِهَذَا الْإِسْنَاد رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره
وَرَوَاهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الموضوعات من طَرِيق أبي نعيم بِسَنَدِهِ وَمَتنه وَأعله بِأبي إِسْرَائِيل
والْحَدِيث مَعْنَاهُ عِنْد النَّسَائِيّ فِي سنَنه الْكُبْرَى فِي كتاب الْعتْق من حَدِيث إِبْرَاهِيم بن مهَاجر عَن مُجَاهِد عَن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لَا يدْخل الْجنَّة ولد زنا وَلَا شَيْء من نَسْله إِلَى سَبْعَة آبَاء انْتَهَى
قَالَ ابْن حبَان فِي كتاب الضُّعَفَاء هُوَ كثير الْخَطَأ فَاسْتحقَّ التّرْك وَنقل عَن(4/76)
ابْن معِين انه قَالَ هُوَ ضَعِيف وَكَذَلِكَ ابْن طَاهِر فِي مَوْضُوعَاته وَأعله ابْن الْجَوْزِيّ فِي الموضوعات بإبراهيم بن مهَاجر
وَرَوَى النَّسَائِيّ أَيْضا من حَدِيث شُعْبَة عَن مَنْصُور عَن سَالم بن أبي الْجَعْد عَن نبيط من شريط عَن جَابَان عَن عبد الله بن عَمْرو عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ لَا يدْخل الْجنَّة ولد زنية وَلَا عَاق وَلَا مدمن خمر انْتَهَى
ثمَّ رَوَاهُ من حَدِيث سُفْيَان الثَّوْريّ عَن مَنْصُور عَن سَالم بن أبي الْجَعْد عَن جَابَان عَن عبد الله بن عَمْرو عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ نَحوه
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع التَّاسِع عشر من الْقسم الثَّالِث ثمَّ قَالَ وَقد اخْتلف الثَّوْريّ وَشعْبَة فِيهِ فَقَالَ الثَّوْريّ عَن سَالم بن أبي الْجَعْد عَن جَابَان وَقَالَ شُعْبَة عَن سَالم بن أبي الْجَعْد عَن نبيط عَن جَابَان قَالَ وَلَا يضر ذَلِك فَإِن سالما سَمعه من جَابَان مرّة وسَمعه مرّة أُخْرَى من نبيط فَالْخَبَر مُتَّصِل إِلَّا أَن الثَّوْريّ أعرف بِحَدِيث بَلَده انْتَهَى كَلَامه
وَرَوَاهُ النَّسَائِيّ أَيْضا من حَدِيث جرير عَن يزِيد بن أبي زِيَاد عَن مُجَاهِد عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ مَرْفُوعا نَحْو حَدِيث ابْن عَمْرو وَهُوَ مَعْلُول بِيَزِيد بن أبي زِيَاد
قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الموضوعات وَقد اخْتلف فِيهِ عَلَى مُجَاهِد من عشرَة أوجه فَتَارَة يرْوَى عَن مُجَاهِد عَن أبي هُرَيْرَة وَتارَة عَن مُجَاهِد عَن ابْن عَمْرو وَتارَة عَن مُجَاهِد عَن أبي سعيد وَتارَة عَن مُجَاهِد عَن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن وَتارَة يرْوَى مَوْقُوفا وَكله من تَخْلِيط الروَاة قَالَ وَفِيه مُخَالفَة لِلْأُصُولِ وَأَعْظَمهَا قَوْله تَعَالَى وَلَا تزر وَازِرَة وزر أُخْرَى انْتَهَى كَلَامه
1393 - الحَدِيث الثَّالِث
رُوِيَ أَن الْعَبَّاس رَضِيَ اللَّهُ عَنْه وسم أباعره فِي وَجههَا فَقَالَ لَهُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أكْرمُوا الْوُجُوه فوسمها فِي جواعرها(4/77)
قلت غَرِيب بِهَذَا اللَّفْظ وَرَوَى مُسلم فِي صَحِيحه فِي كتاب اللبَاس من حَدِيث يزِيد بن أبي حبيب أَن نَاعِمًا مولَى أم سَلمَة حَدثهُ انه سمع ابْن عَبَّاس يَقُول وَقد رَأَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حمارا مَوْسُوم الْوَجْه فَأنْكر ذَلِك فَقَالَ الرجل وَالله لَا أُسَمِّهِ إِلَّا أقْصَى شَيْء من الْوَجْه فَأمر بِحِمَار لَهُ أَن يُكْوَى فِي جَاعِرَتَيْهِ فَهُوَ أول من كوى الْجَاعِرَتَيْنِ انْتَهَى
وَبِالسَّنَدِ والمتن رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَزَاد قَالَ وَكَانَ الرجل الَّذِي كوى الْجَاعِرَتَيْنِ الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب انْتَهَى
وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه كَذَلِك وَلَفظه عَن ابْن عَبَّاس أَن الْعَبَّاس وسم بَعِيرًا لَهُ أَو دَابَّة فِي وَجهه فَرَآهُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَغَضب فَقَالَ الْعَبَّاس لَا أُسَمِّهِ إِلَّا فِي آخِره فَوَسمه فِي جَاعِرَتَيْهِ انْتَهَى
1394 - الحَدِيث الرَّابِع
حَدِيث ابْن مَسْعُود يكْشف الرَّحْمَن عَن سَاقيه أما الْمُؤْمِنُونَ فَيَخِرُّونَ سجدا وَأما المُنَافِقُونَ فَتكون ظُهُورهمْ طبقًا كَأَن فِيهَا السَّفَافِيد
قلت رَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك فِي كتاب الْفِتَن وَفِي كتاب الْأَهْوَال من حَدِيث الْحُسَيْن بن حَفْص ثَنَا سُفْيَان ثَنَا سَلمَة بن كهيل عَن أبي الزَّعْرَاء عَن عبد الله بن مَسْعُود قَالَ إِنَّكُم ستفترقون أَيهَا النَّاس لِخُرُوجِهِ يَعْنِي الدَّجَّال ثَلَاث فرق ... فَذكر حَدِيثا طَويلا إِلَى أَن قَالَ ثمَّ يتَمَثَّل الله لِلْخلقِ حَتَّى يمر الْمُسلمُونَ فَيُقَال لَهُم من تَعْبدُونَ فَيَقُولُونَ نعْبد الله وَلَا نشْرك بِهِ شَيْئا فَيُقَال هَل تعرفُون ربكُم فَيَقُولُونَ سُبْحَانَهُ إِذا اعْترف لنا عَرفْنَاهُ قَالَ فَعِنْدَ ذَلِك يكْشف عَن سَاق فَلَا يَبْقَى مُؤمن إِلَّا خر لله سَاجِدا وَيبقى المُنَافِقُونَ ظُهُورهمْ(4/78)
طبق وَاحِد كَأَنَّمَا فِيهَا السَّفَافِيد فَيُقَال لَهُم قد كُنْتُم تدعون إِلَى السُّجُود وَأَنْتُم سَالِمُونَ ... الحَدِيث بِطُولِهِ وَقَالَ فِي الْمَوْضِعَيْنِ حَدِيث صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ انْتَهَى
وَفِي الصَّحِيح بعضه رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم فِي صفة الْقِيَامَة من حَدِيث أبي سعيد الْخُدْرِيّ سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول يكْشف رَبنَا عَن سَاقه فَيسْجد لَهُ كل مُؤمن ومؤمنه وَيبقى من كَانَ يسْجد فِي الدُّنْيَا رِيَاء وَسُمْعَة فَيذْهب فَيسْجد فَيَعُود طبقًا وَاحِدًا مُخْتَصر
وَاخْتصرَ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره حَدِيث الْحَاكِم فَقَالَ ثَنَا مُحَمَّد بن بشار ثَنَا عبد الرَّحْمَن بن مهْدي ثَنَا سُفْيَان بِهِ عَن ابْن مَسْعُود قَالَ يتَمَثَّل الله تَعَالَى لِلْخَلَائِقِ يَوْم الْقِيَامَة حَتَّى يمر الْمُسلمُونَ فَيُقَال لَهُم من تَعْبدُونَ فَيَقُولُونَ نعْبد الله وَلَا نشْرك بِهِ شَيْئا فَيَقُول هَل تعرفُون ربكُم فَيَقُولُونَ سُبْحَانَهُ إِذا اعْترف إِلَيْنَا عَرفْنَاهُ قَالَ فَعِنْدَ ذَلِك يكْشف عَن سَاق فَلَا يَبْقَى مُؤمن إِلَّا خر لله سَاجِدا وَيبقى المُنَافِقُونَ ظُهُورهمْ طبق وَاحِد كَأَنَّمَا فِيهَا السَّفَافِيد فَيَقُولُونَ رَبنَا فَيُقَال لَهُم قد كُنْتُم تدعون إِلَى السُّجُود وَأَنْتُم سَالِمُونَ انْتَهَى
1395 - الحَدِيث الْخَامِس
عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ من قَرَأَ سُورَة الْقَلَم أعطَاهُ الله عَزَّ وَجَلَّ ثَوَاب الَّذين حسن الله أَخْلَاقهم
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره من حَدِيث سَلام بن سليم ثَنَا هَارُون بن كثير عَن زيد بن أسلم عَن أَبِيه عَن أبي أُمَامَة عَن أبي بن كَعْب مَرْفُوعا ... فَذكره
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه فِي آل عمرَان
وَرَوَاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط بِسَنَدِهِ فِي يُونُس(4/79)
سُورَة الحاقة(4/82)
ذكر فِيهَا أَرْبَعَة أَحَادِيث
1396 - الحَدِيث الأول
عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ مَا أرسل الله سفينة من ريح إِلَّا بِمِكْيَال وَلَا قَطْرَة من مطر إِلَّا بِمِكْيَال إِلَّا يَوْم عَاد وَيَوْم نوح فَإِن المَاء يَوْم نوح طَغى عَلَى الْخزَّان فَلم يكن لَهُم عَلَيْهِ سَبِيل ثمَّ قَرَأَ إِنَّا لما طَغى المَاء حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَة وَإِن الرّيح يَوْم عَاد عَتَتْ عَلَى الْخزَّان فَلم يكن لَهُم عَلَيْهَا سَبِيل ثمَّ قَرَأَ برِيح صَرْصَر عَاتِيَة
قلت رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي الْحِلْية فِي تَرْجَمَة شهر بن حَوْشَب عَن الطَّبَرَانِيّ بِسَنَدِهِ إِلَى مُوسَى بن أعين عَن سُفْيَان عَن مُوسَى بن الْمسيب عَن شهر ابْن حَوْشَب عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مَا أرسل سفينة من ريح ... فَذكره إِلَى آخِره سَوَاء ثمَّ قَالَ تفرد بِرَفْعِهِ مُوسَى بن أعين عَن سُفْيَان وَرَوَاهُ غير وَاحِد مَوْقُوفا انْتَهَى
قلت وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره فَقَالَ حَدثنَا ابْن حميد ثَنَا مهْرَان عَن سُفْيَان عَن مُوسَى بن الْمسيب عَن شهر بن حَوْشَب عَن ابْن عَبَّاس قَالَ مَا أرسل الله سفينة من ريح ... فَذكره مَوْقُوفا
وَرَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث مُوسَى بن أعين بِسَنَدِهِ الْمُتَقَدّم مَرْفُوعا
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره عَن الطَّبَرَانِيّ ثَنَا سُلَيْمَان بن الْمعَافى(4/83)
ابْن سُلَيْمَان ثَنَا أبي مُوسَى بن أعين بِهِ
1397 - الحَدِيث الثَّانِي
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ لعَلي رَضِيَ اللَّهُ عَنْه عِنْد نزُول قَوْله تَعَالَى وَتَعيهَا أذن وَاعِيَة سَأَلت الله أَن يَجْعَلهَا أُذُنك يَا عَلّي قَالَ عَلّي رَضِيَ اللَّهُ عَنْه فَمَا نسيت شَيْئا بعد وَمَا كَانَ لي أَن أنسى
قلت رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره ثَنَا عَلّي بن سهل ثَنَا الْوَلِيد بن مُسلم عَن عَلّي بن حَوْشَب قَالَ سَمِعت مَكْحُولًا يَقُول لما نزلت عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَتَعيهَا أذن وَاعِيَة قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ سَأَلت رَبِّي أَن يَجْعَلهَا أذن عَلّي قَالَ مَكْحُول فَكَانَ عَلّي يَقُول مَا سَمِعت من رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ شَيْئا قطّ فَنسيته انْتَهَى وَهُوَ مُرْسل
وَرَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ حَدثنَا ابْن فَنْجَوَيْهِ ثَنَا ابْن حبَان ثَنَا إِسْحَاق بن مُحَمَّد ثَنَا أبي ثَنَا إِبْرَاهِيم بن عِيسَى ثَنَا عَلّي بن عَلّي ثَنَا أَبُو حَمْزَة الثمالِي حَدثنِي عبد الله ابْن حسن قَالَ حِين نزلت هَذِه الْآيَة وَتَعيهَا أذن وَاعِيَة قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ سَأَلت الله ... إِلَى آخِره بِلَفْظ المُصَنّف سَوَاء
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من حَدِيث سعيد بن مَنْصُور ثَنَا الْوَلِيد بن مُسلم بِهِ بِلَفْظ الطَّبَرِيّ
1398 - الحَدِيث الثَّالِث
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي قَوْله تَعَالَى وَيحمل عرش رَبك فَوْقهم يَوْمئِذٍ ثَمَانِيَة قَالَ الْيَوْم أَرْبَعَة فَإِذا كَانَ يَوْم الْقِيَامَة أَيّدهُم الله بأَرْبعَة آخَرين انْتَهَى
قلت رَوَاهُ الطَّبَرِيّ أَيْضا ثَنَا ابْن حميد ثَنَا سَلمَة بن الْفضل عَن مُحَمَّد(4/84)
ابْن إِسْحَاق قَالَ بلغنَا أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ هم الْيَوْم أَرْبَعَة يَعْنِي حَملَة الْعَرْش فَإِذا كَانَ يَوْم الْقِيَامَة أَيّدهُم الله بأَرْبعَة آخَرين فَكَانُوا ثَمَانِيَة وَقد قَالَ تَعَالَى وَيحمل عرش رَبك فَوْقهم يَوْمئِذٍ ثَمَانِيَة انْتَهَى وَهُوَ معضل
وَذكره الثَّعْلَبِيّ من غير سَنَد
وَفِي حَدِيث الصُّور الطَّوِيل من رِوَايَة إِسْمَاعِيل بن رَافع الْمدنِي عَن يزِيد بن أبي زِيَاد عَن مُحَمَّد بن كَعْب الْقرظِيّ عَن رجل عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ تُوقَفُونَ يَوْم الْقِيَامَة موقفا مِقْدَار سبعين عَاما لَا يُقْضَى بَيْنكُم ... فَذكره بِطُولِهِ إِلَى أَن قَالَ ثمَّ ينزل الْجَبَّار تَعَالَى فِي ظلل من الْغَمَام وَالْمَلَائِكَة تحمل عَرْشه يَوْمئِذٍ ثَمَانِيَة وهم الْيَوْم أَرْبَعَة أَقْدَامهم عَلَى نُجُوم الأَرْض السُّفْلَى وَالسَّمَوَات إِلَى حُجَزهمْ وَالْعرش عَلَى مَنَاكِبهمْ ... الحَدِيث بِطُولِهِ رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ وَالطَّبَرَانِيّ وَأَبُو يعْلى الْموصِلِي وَغَيرهم وَقد اسْتَوْفَيْنَا الْكَلَام عَلَيْهِ فِي غير هَذَا الْكتاب
1399 - الحَدِيث الرَّابِع
عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ من قَرَأَ سُورَة الحاقة حَاسبه الله حسابا يَسِيرا
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث سَلام بن سليم ... فَذكره
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه فِي آل عمرَان
وَرَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط بِسَنَدِهِ فِي يُونُس(4/85)
سُورَة المعارج(4/88)
ذكر فِيهَا أَرْبَعَة أَحَادِيث
1400 - الحَدِيث الأول
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ انه قَالَ شَرّ مَا أعطي ابْن أَدَم شح هَالِع وَجبن خَالع
قلت رَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي سنَنه فِي كتاب الْجِهَاد من حَدِيث عبد الْعَزِيز بن مَرْوَان بن الحكم قَالَ سَمِعت أَبَا هُرَيْرَة يَقُول قَالَ رَسُول اله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ شَرّ مَا فِي الرجل شح هَالِع وَجبن خَالع انْتَهَى
قَالَ ابْن طَاهِر إِسْنَاده مُتَّصِل وَهُوَ من شَرط أبي دَاوُد وَقد احْتج مُسلم بمُوسَى بن عَلّي عَن أَبِيه عَن جمَاعَة من الصَّحَابَة انْتَهَى
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع السَّادِس وَالسبْعين من الْقسم الثَّانِي
وَرَوَاهُ احْمَد وَعبد بن حميد وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَالْبَزَّار فِي مسانيدهم وَابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي الْأَدَب وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب الثَّالِث وَالسبْعين وَأَبُو نعيم فِي الْحِلْية فِي تَرْجَمَة عبد الرَّحْمَن بن مهْدي
وَالْهَالِع ذُو الْهَلَع وَهُوَ الْجزع والخالع الَّذِي يخلع الْفُؤَاد لِشِدَّتِهِ وَاخْتلف فِي الشُّح وَالْبخل فَقيل هما مُتَرَادِفَانِ وَهُوَ شدَّة الْحِرْص وَقيل الشُّح الْحِرْص عَلَى مَا لَيْسَ لَك وَالْبخل بِمَا عنْدك وَهَذَا رَوَاهُ الطَّبَرِيّ عَن طَاوس(4/89)
1401 - الحَدِيث الثَّانِي
وَعنهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ أفضل الْعَمَل أَدْوَمه وَإِن قل
قلت رَوَاهُ مُسلم فِي صَحِيحه فِي الصَّلَاة من حَدِيث سعد بن إِبْرَاهِيم أَنه سمع أَبَا سَلمَة يحدث عَن عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ سُئِلَ أَي عمل أحب إِلَى الله قَالَ أَدْوَمه وَإِن قل انْتَهَى
1402 - الحَدِيث الثَّالِث
عَن عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها قَالَت كَانَ عمله عَلَيْهِ السَّلَام دِيمَة
قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي الصَّوْم وَمُسلم فِي الصَّلَاة من حَدِيث عَلْقَمَة قَالَ سَأَلت أم الْمُؤمنِينَ عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها فَقَالَت يَا أم الْمُؤمنِينَ كَيفَ كَانَ عمل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ هَل كَانَ يخص شَيْئا من الْأَيَّام قَالَت لَا كَانَ عمله دِيمَة وَأَيكُمْ يُطيق مَا كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يُطيق انْتَهَى
1403 - الحَدِيث الرَّابِع
عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من قَرَأَ سُورَة سَأَلَ سَائل أعطَاهُ الله ثَوَاب الَّذين هم لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدهمْ رَاعُونَ
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ اخبرني مُحَمَّد بن الْقَاسِم ثَنَا إِسْمَاعِيل بن نجيد ثَنَا مُحَمَّد ابْن إِبْرَاهِيم بن سعيد ثَنَا سعيد بن حَفْص قَالَ قَرَأت عَلَى معقل بن عبيد الله عَن عِكْرِمَة بن خَالِد عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس عَن أبي بن كَعْب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من قَرَأَ سُورَة سَأَلَ سَائل أعطَاهُ الله ثَوَاب الَّذين هم لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدهمْ رَاعُونَ وَالَّذين هم عَلَى صلَاتهم يُحَافِظُونَ انْتَهَى
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه فِي آل عمرَان وَلَفظ الثَّعْلَبِيّ
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط بِسَنَدِهِ فِي يُونُس وَمتْن الثَّعْلَبِيّ(4/90)
سُورَة نوح عَلَيْهِ السَّلَام(4/92)
ذكر فِيهَا ثَلَاثَة أَحَادِيث
1404 - قَوْله
عَن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه انه خرج يَسْتَسْقِي فَمَا زَاد عَلَى الاسْتِغْفَار فَقيل لَهُ مَا رَأَيْنَاك اسْتَسْقَيْت فَقَالَ لقد اسْتَسْقَيْت بِمَجَادِيح السَّمَاء الَّتِي يسْتَنْزل بهَا الْمَطَر
قلت رَوَاهُ عبد الرَّزَّاق وَابْن أبي شيبَة فِي مصنفيهما فِي الاسْتِسْقَاء وَالطَّبَرَانِيّ فِي كتاب الدُّعَاء لَهُ وَالْبَيْهَقِيّ فِي سنَنه والطبري والثعلبي فِي تفسيريهما كلهم من حَدِيث سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن مطرف عَن الشّعبِيّ أَن عمر خرج يَسْتَسْقِي ... إِلَى آخِره وَزَادُوا ثمَّ قَرَأَ اسْتَغْفرُوا ربكُم ... إِلَى آخر الْآيَة
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط
قَالَ النَّوَوِيّ فِي الْخُلَاصَة إِسْنَاده صَحِيح لكنه مُرْسل فَإِن الشّعبِيّ لم يدْرك عمر انْتَهَى
1405 - قَوْله
عَن ابْن عَبَّاس وَابْن عمر إِن الشَّمْس وَالْقَمَر وُجُوههمَا مِمَّا يَلِي السَّمَاء وَظُهُورهمَا مِمَّا يَلِي الأَرْض(4/93)
قلت غَرِيب رَوَى ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره فِي أول سُورَة يُونُس من حَدِيث حَمَّاد بن سَلمَة عَن عَلّي بن زيد عَن يُوسُف بن مهْرَان عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى هُوَ الَّذِي جعل الشَّمْس ضِيَاء وَالْقَمَر نورا قَالَ وُجُوههمَا إِلَى السَّمَاء وَأَقْفِيَتهمَا إِلَى الأَرْض
وَرُوِيَ أَيْضا من حَدِيث حَمَّاد بن سَلمَة عَن عبد الْجَلِيل عَن شهر بن حَوْشَب عَن عبد الله بن عَمْرو نَحوه
وَرَوَى عبد الرَّزَّاق فِي تَفْسِيره أخبرنَا معمر عَن قَتَادَة قَالَ قَالَ عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ إِن الشَّمْس وَالْقَمَر وُجُوههمَا قبل السَّمَاء وَأَقْفِيَتهمَا قبل الأَرْض انْتَهَى
وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره اُخْبُرْنَا يُونُس بن عبد الْأَعْلَى ثَنَا ابْن ثَوْر عَن معمر بِهِ
حَدثنَا مُحَمَّد بن يسَار ثَنَا معَاذ بن هِشَام الدستوَائي ثَنَا أبي عَن قَتَادَة عَن شهر بن حَوْشَب عَن عبد الله بن عَمْرو ... فَذكره
وَرَوَى الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك من حَدِيث يُوسُف بن مهْرَان عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله وَجعل الْقَمَر فِيهِنَّ نورا قَالَ وَجهه إِلَى الْعَرْش وَقَفاهُ إِلَى الأَرْض انْتَهَى وَقَالَ صَحِيح عَلَى شَرط مُسلم وَلم يخرجَاهُ
1406 - الحَدِيث الأول
قَالَ عَلَيْهِ السَّلَام من قتل قَتِيلا فَلهُ سلبه
قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَتقدم أول الْبَقَرَة
1407 - الحَدِيث الثَّانِي
قَالَ النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام يهْلكُونَ مهْلكا وَاحِدًا وَيَصْدُرُونَ مصَادر شَتَّى(4/94)
قلت رَوَاهُ مُسلم فِي صَحِيحه فِي الْفِتَن فِي بَاب فتح ردم يَأْجُوج وَمَأْجُوج من حَدِيث عبد الله بن الزُّبَيْر عَن عَائِشَة قَالَت عَبث النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي مَنَامه فَقُلْنَا لَهُ يَا رَسُول الله صنعت فِي مَنَامك شَيْئا لم تكن تَفْعَلهُ قَالَ الْعجب أَن أُنَاسًا من أمتِي يؤمُّونَ هَذَا الْبَيْت لرجل من قُرَيْش قد لَجأ بِالْبَيْتِ حَتَّى إِذا كَانُوا بِالْبَيْدَاءِ خسف بهم فَقُلْنَا يَا رَسُول الله إِن الطَّرِيق قد يجمع النَّاس فَقَالَ نعم فيهم الْمُسْتَنْصر وَالْمَجْبُور وَابْن السَّبِيل وَيهْلِكُونَ مهْلكا وَاحِدًا وَيَصْدُرُونَ مصَادر شَتَّى يَبْعَثهُم الله عَلَى نياتهم انْتَهَى
وَعَزاهُ الْمزي فِي أَطْرَافه لمُسلم فِي الْحَج وَمَا وجدته إِلَّا فِي الْفِتَن
1408 - الحَدِيث الثَّالِث
عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من قَرَأَ سُورَة نوح كَانَ من الْمُؤمنِينَ الَّذين تُدْرِكهُمْ دَعْوَة نوح
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ اخبرني مُحَمَّد بن الْقَاسِم ثَنَا مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن شَادَّة ثَنَا احْمَد بن مُحَمَّد بن الْحسن ثَنَا مُحَمَّد بن يَحْيَى ثَنَا سلم بن قُتَيْبَة عَن سعيد عَن عَاصِم بن بَهْدَلَة عَن زر بن حُبَيْش عَن أبي بن كَعْب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه فِي آل عمرَان
وَرَوَاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط بِسَنَد يُونُس(4/95)
سُورَة الْجِنّ(4/98)
ذكر فِيهَا سِتَّة أَحَادِيث
1409 - الحَدِيث الأول
فِي حَدِيث عمر كَانَ الرجل منا إِذا قَرَأَ الْبَقَرَة وَآل عمرَان جد فِينَا وَرُوِيَ فِي أعيينا
قلت غَرِيب من حَدِيث عمر وَقد تقدم فِي أَوَائِل الْبَقَرَة من حَدِيث انس رَوَاهُ احْمَد
1410 - الحَدِيث الثَّانِي
رَوَى الزُّهْرِيّ عَن عَلّي بن الْحُسَيْن عَن ابْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهم قَالَ بَيْنَمَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ جَالس فِي نفر من الْأَنْصَار إِذْ رمي بِنَجْم فَاسْتَنَارَ فَقَالَ مَا كُنْتُم تَقولُونَ فِي مثل هَذَا قَالُوا كُنَّا نقُول يَمُوت عَظِيم أَو يُولد عَظِيم
قلت رَوَاهُ مُسلم فِي صَحِيحه فِي كتاب الطِّبّ من حَدِيث الْأَوْزَاعِيّ عَن الزُّهْرِيّ عَن عَلّي بن الْحُسَيْن عَن ابْن عَبَّاس اخبرني رجل من الْأَنْصَار قَالَ بَيْنَمَا هم جُلُوس لَيْلَة مَعَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذْ رمي بِنَجْم فَاسْتَنَارَ فَقَالَ مَا كُنْتُم تَقولُونَ فِي مثل هَذَا فِي الْجَاهِلِيَّة إِذا رَأَيْتُمُوهُ قَالُوا كُنَّا نقُول يَمُوت عَظِيم أَو يُولد(4/99)
عَظِيم فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَإِنَّهُ لَا يُرْمَى بِهِ لمَوْت اُحْدُ وَلَا لِحَيَاتِهِ وَلَكِن رَبنَا تَعَالَى إِذا قَضَى أمرا تسبح حَملَة الْعَرْش ثمَّ يسبح أهل السَّمَاء الَّذين يَلُونَهُمْ ثمَّ الَّذين يَلُونَهُمْ ثمَّ الَّذين يَلُونَهُمْ حَتَّى يبلغ التَّسْبِيح إِلَى هَذِه السَّمَاء ثمَّ سَأَلَ أهل السَّمَاء السَّادِسَة أهل السَّابِعَة مَاذَا قَالَ ربكُم قَالَ فَيُخْبِرُونَهُمْ ثمَّ تَسْتَجِيب أهل كل سَمَاء حَتَّى يبلغ الْخَبَر أهل السَّمَاء الدُّنْيَا وَيُتَخَطَّف الشَّيَاطِين السّمع فَيَقْذِفُونَهُ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ فَمَا جَاءُوا بِهِ عَلَى وَجهه فَهُوَ حق وَلَكنهُمْ يحرفُونَ وَيزِيدُونَ
وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي كِتَابه فِي تَفْسِير سُورَة سبأ من حَدِيث معمر عَن الزُّهْرِيّ عَن عَلّي بن الْحُسَيْن عَن ابْن عَبَّاس قَالَ بَيْنَمَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لم يقل فِيهِ اخبرني رجال من الْأَنْصَار وَقَالَ فِيهِ حسن صَحِيح انْتَهَى
وَرَوَاهُ جمَاعَة كَمَا رَوَاهُ مُسلم وَآخَرُونَ كَمَا رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ
1411 - قَوْله
قَالَ عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه مَا تَصعَّدَنِي شَيْء مَا تَصَعَّدَتْنِي خطْبَة النِّكَاح
قلت رَوَاهُ أَبُو عبيد الْقَاسِم بن سَلام وَإِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ فِي غريبيهما من حَدِيث حَمَّاد بن سَلمَة عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عمر أَنه قَالَ مَا تَصعَّدَنِي شَيْء ... إِلَى آخِره قَالَ أَبُو عبيد وَمَعْنَاهُ أَي مَا شقّ عَلّي وكل شَيْء فعلته بِمَشَقَّة فقد تصعدك قَالَ تَعَالَى كَأَنَّمَا يصعد فِي السَّمَاء قَالَ وَأرَى أَن أصل هَذَا من الصعُود وَهِي الْعقبَة الْمُنكرَة قَالَ تَعَالَى سَأُرْهِقُهُ صعُودًا انْتَهَى كَلَامه
1412 - الحَدِيث الثَّالِث
قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الْمُؤمن من أَمنه النَّاس عَلَى أنفسهم وَأَمْوَالهمْ
قلت رُوِيَ من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَمن حَدِيث فضَالة بن عبيد وَمن حَدِيث(4/100)
انس وَمن حَدِيث أبي مَالك الْأَشْعَرِيّ وَمن حَدِيث وَاثِلَة بن الْأَسْقَع وَمن حَدِيث عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ
أما حَدِيث أبي هُرَيْرَة فَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي كتاب الْإِيمَان من حَدِيث الْقَعْقَاع عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الْمُسلم من سلم الْمُسلمُونَ من لِسَانه وَيَده وَالْمُؤمن من أَمنه النَّاس عَلَى دِمَائِهِمْ وَأَمْوَالهمْ انْتَهَى وَقَالَ حَدِيث حسن صَحِيح انْتَهَى
وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع التَّاسِع وَالْأَرْبَعِينَ من الْقسم الثَّالِث وَالْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي كتاب الْإِيمَان وَفِي لفظ لَهُ عَلَى أنفسهم وَأَمْوَالهمْ وَقَالَ لم يخرجَاهُ بِهَذِهِ الزِّيَادَة وَهِي صَحِيحَة عَلَى شَرط مُسلم
وَأما حَدِيث فضَالة بن عبيد فَرَوَاهُ ابْن ماجة فِي سنَنه فِي كتاب الْفِتَن من حَدِيث عَمْرو بن مَالك الْجَنبي عَن فضَالة بن عبيد أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ الْمُؤمن من أَمنه النَّاس عَلَى أنفسهم وَأَمْوَالهمْ وَالْمُهَاجِر من هجر الْخَطَايَا والذنُوب انْتَهَى
وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع السَّادِس وَالسِّتِّينَ من الْقسم الثَّالِث وَالْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك وَقَالَ صَحِيح عَلَى شَرط مُسلم وَلم يخرجَاهُ
وَأما حَدِيث انس فَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الأول من الْقسم الأول من حَدِيث حَمَّاد بن سَلمَة عَن يُونُس بن عبيد وَحميد عَن أنس مَرْفُوعا من لفظ التِّرْمِذِيّ
وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك أَيْضا وَقَالَ إِنَّه صَحِيح عَلَى شَرط مُسلم وَلم يخرجَاهُ
وَأما حَدِيث أبي مَالك الْأَشْعَرِيّ فَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه حَدثنَا هَاشم ابْن مرْثَد ثَنَا مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن عَيَّاش حَدثنِي أبي ثَنَا ضَمْضَم بن زرْعَة عَن شُرَيْح بن عبيد عَن أبي مَالك الْأَشْعَرِيّ أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ فِي حجَّة الْوَدَاع أَلَيْسَ هَذَا الْيَوْم الْحَرَام قَالُوا بلَى يَا رَسُول الله قَالَ فَإِن حُرْمَة(4/101)
مَا بَيْنكُم إِلَى يَوْم الْقِيَامَة كَحُرْمَةِ هَذَا الْيَوْم وَأُحَدِّثكُمْ عَن الْمُسلم الْمُسلم من سلم الْمُسلمُونَ من لِسَانه وَيَده وَأُحَدِّثكُمْ من الْمُؤمن الْمُؤمن من أَمنه النَّاس عَلَى أنفسهم وَأَمْوَالهمْ وَأُحَدِّثكُمْ من المُهَاجر المُهَاجر من هجر السَّيِّئَات
حَدثنَا الْعَبَّاس بن الْفضل الْأَسْفَاطِي ثَنَا إِسْمَاعِيل بن أبي أويس ثني إِسْمَاعِيل ابْن عبد الله بن خَالِد بن سعيد بن أبي مَرْيَم عَن جده سَمِعت أَبَا مَالك ... فَذكره
وَأما حَدِيث وَاثِلَة بن الْأَسْقَع فَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه أَيْضا ثَنَا جَعْفَر ابْن احْمَد بن سِنَان الوَاسِطِيّ ثَنَا أَحْمد بن الْمِقْدَام أَبُو الْأَشْعَث ثَنَا عَبْثَر بن الْقَاسِم ثَنَا الْعَلَاء بن ثَعْلَبَة عَن أبي الْمليح الْهُذلِيّ عَن وَاثِلَة بن الْأَسْقَع قَالَ رَأَيْت النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بِمَسْجِد الْخيف فَقلت لَهُ يَا رَسُول الله أَفْتِنَا فِي أَمر نَأْخُذهُ عَنْك من بعْدك قَالَ تدع مَا يريبك إِلَى مَا لَا يريبك وَإِن أَفْتَاك الْمفْتُون قلت وَكَيف لي بذلك قَالَ تضع يدك عَلَى فُؤَادك فَإِن الْقلب يسكن للْحَلَال وَلَا يسكن لِلْحَرَامِ وَإِن الْمُسلم الْوَرع يدع الصَّغِير مَخَافَة أَن يَقع فِي الْكَبِير قلت يَا رَسُول الله فَمَا الْمعْصِيَة قَالَ الَّذِي يعين قومه عَلَى الظُّلم قلت فَمن الْحَرِيص قَالَ الَّذِي يطْلب الْكسْب من غير حل قلت فَمن الْوَرع قَالَ الَّذِي يقف عِنْد الشُّبْهَة قلت فَمن الْمُؤمن قَالَ من أَمنه النَّاس عَلَى أَمْوَالهم وَدِمَائِهِمْ قلت فَمن الْمُسلم قَالَ من سلم النَّاس من لِسَانه وَيَده قلت فَأَي الْجِهَاد أفضل قَالَ كلمة حق عِنْد إِمَام جَائِر انْتَهَى
وَرَوَاهُ أَبُو يعْلى الْموصِلِي فِي مُسْنده حَدثنَا أَبُو الْأَشْعَث احْمَد بن الْمِقْدَام بِهِ
وَأما حَدِيث ابْن الْعَاصِ فَرَوَاهُ عبد بن حميد فِي مُسْنده حَدثنَا عبد الله بن يزِيد الْمُقْرِئ ثَنَا عبد الرَّحْمَن بن زِيَاد بن أنعم الإفْرِيقِي عَن عبد الله بن يزِيد عَن عبد الله ابْن عَمْرو بن الْعَاصِ أَن رجلا قَالَ يَا رَسُول الله من الْمُسلم قَالَ من سلم الْمُسلمُونَ من يَده وَلسَانه قَالَ فَمن الْمُؤمن قَالَ من أَمنه النَّاس عَلَى أنفسهم وَأَمْوَالهمْ قَالَ فَمن المُهَاجر قَالَ من هجر السَّيِّئَات قَالَ فَمن الْمُجَاهِد(4/102)
قَالَ من جَاهد نَفسه لله عَزَّ وَجَلَّ انْتَهَى
1413 - الحَدِيث الرَّابِع
قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أمرت أَن أَسجد عَلَى سَبْعَة آرَاب وَهِي الْجَبْهَة وَالْأنف وَالْيَدَانِ وَالرُّكْبَتَانِ وَالْقَدَمَانِ
قلت لم يروه بِهَذَا اللَّفْظ فِيمَا وجدته إِلَّا الْبَزَّار فِي مُسْنده من حَدِيث الْعَبَّاس ابْن عبد الْمطلب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أمرت أَن أَسجد عَلَى سَبْعَة آرَاب ... فَذكرهَا إِلَّا أَنه قَالَ الْوَجْه عوض الْجَبْهَة وَالْأنف وَهُوَ أولَى لِاسْتِقَامَةِ الْعدَد قَالَ الْبَزَّار وَقد رَوَى هَذَا الحَدِيث سعد وَابْن عَبَّاس وَأَبُو هُرَيْرَة وَغَيرهم لَا نعلم أحدا قل الْآرَاب إِلَّا الْعَبَّاس انْتَهَى
والْحَدِيث فِي السّنَن الْأَرْبَعَة وَلَفْظهمْ فِيهِ إِذا سجد العَبْد سجد مَعَه سَبْعَة آرَاب وَجهه وَكَفاهُ وَقَدمَاهُ وَركبَتَاهُ
وَرَوَى أَبُو دَاوُد من حَدِيث ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أمرت وَرُبمَا قَالَ أَمر نَبِيكُم أَن يسْجد عَلَى سَبْعَة آرَاب انْتَهَى وَلم يذكرهَا
وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَن ابْن عَبَّاس مَرْفُوعا أمرت أَن أَسجد عَلَى سَبْعَة أعظم وَفِي لفظ سَبْعَة أَعْضَاء فَذكرُوا الْجَبْهَة دون الْأنف وَيحْتَمل أَن يكون قَوْله فِي الْكتاب وَهِي الْجَبْهَة ... إِلَى آخِره من كَلَام المُصَنّف لَا من الحَدِيث فَلْيتَأَمَّل
1414 - الحَدِيث الْخَامِس
قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بلغُوا عني بلغُوا عني
قلت غَرِيب وَالَّذِي وَجَدْنَاهُ فِي الحَدِيث من رِوَايَة عبَادَة بن الصَّامِت عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ خُذُوا عني خُذُوا عني قد جعل الله لَهُنَّ سَبِيلا الْبكر بالبكر جلد مائَة وَنفي سنة وَالثَّيِّب بِالثَّيِّبِ جلد مائَة وَالرَّجم انْتَهَى أخرجه الْجَمَاعَة إِلَّا البُخَارِيّ(4/103)
وَرَوَى البُخَارِيّ فِي صَحِيحه من حَدِيث بني إِسْرَائِيل من حَدِيث أبي كَبْشَة عَن عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بلغُوا عني وَلَو آيَة وَحَدثُوا عَن بني إِسْرَائِيل وَلَا حرج وَمن كذب عَلّي مُتَعَمدا فَليَتَبَوَّأ مَقْعَده من النَّار انْتَهَى وَرَوَاهُ مُسلم أَيْضا
1415 - الحَدِيث السَّادِس
عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ من قَرَأَ سُورَة الْجِنّ كَانَ لَهُ بِعَدَد كل جن صدق بِمُحَمد وَكذب بِهِ عتق رَقَبَة
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره من حَدِيث نوح بن أبي مَرْيَم عَن عَلّي بن زيد عَن زر بن حُبَيْش عَن أبي بن كَعْب مَرْفُوعا ... فَذكره
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بِسَنَدِهِ الثَّانِي فِي آل عمرَان
وَرَوَاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط بِسَنَدِهِ فِي يُونُس(4/104)
سُورَة المزمل(4/106)
ذكر فِيهَا ثَمَانِيَة أَحَادِيث
1416 - الحَدِيث الأول
عَن عَائِشَة أَنَّهَا سُئِلت مَا كَانَ تزميل النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَت كَانَ مِرْطًا طوله أَرْبَعَة عشر ذِرَاعا نصفه عَلّي وَأَنا نَائِمَة وَنصفه عَلَيْهِ وَهُوَ يُصَلِّي فَسُئِلت مَا كَانَ فَقَالَت وَالله مَا كَانَ خَزًّا وَلَا قَزًّا وَلَا مَرْعَزِيٌّ وَلَا إبْريسَمًا وَلَا صُوفًا كَانَ سداه شعرًا وَلحمَته وَبرا
قلت غَرِيب وَرُوِيَ الْبَيْهَقِيّ فِي كتاب الدَّعْوَات الْكَبِير لَهُ اُخْبُرْنَا أَبُو عبد الله الْحَافِظ اخبرني أَبُو صَالح خلف بن مُحَمَّد أَنا صَالح بن مُحَمَّد ثَنَا مُحَمَّد بن عباد الْمَكِّيّ ثَنَا حَاتِم بن إِسْمَاعِيل عَن نصر بن كثير عَن يَحْيَى بن سعيد عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة قَالَت لما كَانَت لَيْلَة النّصْف من شعْبَان انْسَلَّ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من مِرْطِي ثمَّ قَالَت وَالله مَا كَانَ مِرْطِي من حَرِير وَلَا قَز وَلَا كتَّان وَلَا كُرْسُف وَلَا صوف قُلْنَا فَمن أَي شَيْء كَانَ قَالَت إِن كَانَ سداه لمن شعر وَإِن كَانَ لحْمَته لمن وبر مُخْتَصر
وَرَوَاهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الْعِلَل المتناهية من حَدِيث سُلَيْمَان بن أبي كَرِيمَة عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة ... فَذكره سَوَاء وَأعله بِابْن أبي كَرِيمَة وَقَالَ إِن لَهُ مَنَاكِير(4/107)
1417 - الحَدِيث الثَّانِي
رُوِيَ أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ دخل عَلَى خَدِيجَة وَقد جَاءَ فرقا أول مَا أَتَاهُ جِبْرِيل وبوادره ترْعد فَقَالَ زَمِّلُونِي وَحسب أَنه عرض لَهُ فَبينا هُوَ كَذَلِك إِذْ ناداه جِبْرِيل يأيها المزمل ...
قلت غَرِيب
1418 - قَوْله
قَالَ عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه شَرّ السّير الْحَقْحَقَةُ وَشر الْقِرَاءَة الْهَذْرَمَةُ
قلت غَرِيب وَرَوَى ابْن الْمُبَارك فِي الزّهْد اُخْبُرْنَا معمر عَن يَحْيَى بن الْمُخْتَار عَن الْحسن قَالَ كَانَ يُقَال شَرّ السّير الْحَقْحَقَةُ مُخْتَصر
وَرَفعه ابْن عدي فِي الْكَامِل من حَدِيث الْحسن بن دِينَار عَن الْحسن عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ شَرّ السّير الْحَقْحَقَةُ وَضَعفه بِابْن دِينَار
وَرَوَى الْخَطِيب الْبَغْدَادِيّ فِي أَوَائِل كِتَابه الْجَامِع لِآدَابِ الرَّاوِي وَالسَّمَاع حَدثنَا الْحُسَيْن بن مُحَمَّد الْأَصَم قَالَ قَرَأت عَلَى مَنْصُور بن جَعْفَر قَالَ قَرَأت عَلَى أبي مُحَمَّد بن درسْتوَيْه قَالَ قَرَأنَا عَلَى ابْن قُتَيْبَة قَالَ عمر بن الْخطاب شَرّ الْقِرَاءَة الْهَذْرَمَةُ وَشر الْكِتَابَة الْمشق يَعْنِي التَّعْلِيق انْتَهَى
1419 - الحَدِيث الثَّالِث
سُئِلت عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها عَن قِرَاءَة رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَت لَا كَسَرْدِكُمْ هَذَا لَو أَرَادَ السَّامع أَن يعد حُرُوفه لعَدهَا(4/108)
قلت تقدم فِي الْفرْقَان
1420 - الحَدِيث الرَّابِع
عَن ابْن عَبَّاس قَالَ كَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذا نزل عَلَيْهِ الْوَحْي ثقل عَلَيْهِ وَتَربد لَهُ جلده
قلت غَرِيب
وَرَوَى مُسلم فِي صَحِيحه فِي الْفَضَائِل من حَدِيث عبَادَة بن الصَّامِت قَالَ كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذا نزل عَلَيْهِ الْوَحْي كرب لذَلِك وَتَربد وَجهه انْتَهَى
وَرَوَى أَحْمد فِي مُسْنده من حَدِيث ابْن عَبَّاس فِي قصَّة هِلَال بن أُميَّة قَالَ وَكَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذْ أنزل عَلَيْهِ الْوَحْي عرفُوا ذَلِك فِي تَرَبد جلده
وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ فِي مُسْنده ثَنَا عباد بن مَنْصُور ثَنَا عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس وَفِيه كَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذا نزل عَلَيْهِ الْوَحْي تَرَبد لَهُ وَجهه وَجَسَده
وَمن طَرِيق الطَّيَالِسِيّ رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي دَلَائِل النُّبُوَّة
1421 - الحَدِيث الْخَامِس
عَن عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها رَأَيْته عَلَيْهِ السَّلَام ينزل عَلَيْهِ الْوَحْي فِي الْيَوْم الشَّديد الْبرد فَيفْصم عَنهُ وَإِن جَبينه لِيَرْفَضَّ عرقا
قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي أول صَحِيحه من حَدِيث عُرْوَة عَنْهَا قَالَت وَلَقَد رَأَيْته ينزل عَلَيْهِ الْوَحْي فِي الْيَوْم الشَّديد الْبرد فَيفْصم عَنهُ وَإِن جَبينه ليتفصد عرقا مُخْتَصر
وَهُوَ فِي الثَّعْلَبِيّ لِيَرْفَضَّ(4/109)
1422 - الحَدِيث السَّادِس
قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ اللَّهُمَّ أشدد وطأتك عَلَى مُضر
قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَقد تقدم فِي الْأَنْبِيَاء
1423 - قَوْله
عَن أبي الدَّرْدَاء إِنَّا لَنكشر فِي وُجُوه قوم وَنَضْحَك إِلَيْهِم وَإِن قُلُوبنَا لَتَقْلِيهِمْ
قلت رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب السَّادِس وَالْخمسين عَن الْحَاكِم بِسَنَدِهِ إِلَى مسلمة بن سعيد عَن أبي الْأَحْوَص عَن أبي الزَّاهِرِيَّة قَالَ قَالَ أَبُو الدَّرْدَاء إِنَّا لَنكشر فِي وُجُوه أَقوام وَإِن قُلُوبنَا لَتَلْعَنهُمْ انْتَهَى
وَرَوَى أَبُو نعيم فِي الْحِلْية فِي تَرْجَمَة أبي الدَّرْدَاء ثَنَا عبد الله بن مُحَمَّد بن جَعْفَر ثَنَا إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن الْحسن ثَنَا عبد الْجَبَّار بن الْعَلَاء ثَنَا سُفْيَان ثَنَا خلف بن حَوْشَب قَالَ قَالَ أَبُو الدَّرْدَاء ... فَذكره بِاللَّفْظِ الْمَذْكُور
وَبِهَذَا اللَّفْظ ذكره البُخَارِيّ فِي صَحِيحه تَعْلِيقا فِي كتاب الْأَدَب فَقَالَ وَيذكر عَن أبي الدَّرْدَاء فَذكره بِاللَّفْظِ الْمَذْكُور
وَرَوَاهُ عَلّي بن معبد فِي كتاب الطَّاعَة وَالْمَعْصِيَة فِي بَاب مُخَالطَة النَّاس حَدثنَا أَبُو مُعَاوِيَة عَن الْأَحْوَص بن حَكِيم عَن أَبِيه عَن أبي الزَّاهِرِيَّة قَالَ قَالَ أَبُو الدَّرْدَاء إِنَّا لَنكشر فِي وُجُوه أَقوام وَإِن قُلُوبنَا لَتَقْلِيهِمْ انْتَهَى
1424 - الحَدِيث السَّابِع
رُوِيَ أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَرَأَ هَذِه الْآيَة إِنَّا لدينا أَنْكَالًا وَجَحِيمًا ... الْآيَة فَصعِقَ(4/110)
قلت رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره ثَنَا أَبُو كريب ثَنَا وَكِيع عَن حَمْزَة الزيات عَن حمْرَان بن أعين أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَرَأَ هَذِه الْآيَة إِن لدينا أَنْكَالًا وَجَحِيمًا وَطَعَامًا ذَا غُصَّة وَعَذَابًا أَلِيمًا فَصعِقَ انْتَهَى
وَمن طَرِيق الطَّبَرِيّ رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ
وَرَوَاهُ احْمَد بن حَنْبَل فِي كتاب الزّهْد ثَنَا وَكِيع بِهِ سندا ومتنا مُرْسلا
وَرَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط ثَنَا أَبُو سعد بن أبي بكر الْوراق أَنا مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْحَافِظ أَنا أَبُو الْعَبَّاس إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الْفَرَائِضِي أَنا طَاهِر بن الْفضل بن سعيد الْبَغْدَادِيّ ثَنَا وَكِيع عَن حَمْزَة الزيات عَن حمْرَان بن أعين عَن عبد الله بن عمر أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ سمع قَارِئًا يقْرَأ إِن لدينا أَنْكَالًا وَجَحِيمًا وَطَعَامًا ذَا غُصَّة ... فَصعِقَ انْتَهَى ثمَّ قَالَ وَرَوَاهُ إِسْحَاق الْحَنْظَلِي فِي تَفْسِيره عَن وَكِيع انْتَهَى
وَرَوَاهُ أَبُو عبيد الْقَاسِم بن سَلام فِي كتاب فَضَائِل الْقُرْآن ثَنَا وَكِيع بِهِ بِسَنَد الطَّبَرِيّ
وأسنده ابْن عدي فِي الْكَامِل فَقَالَ حَدثنَا احْمَد بن الْحسن الْكَرْخِي ثَنَا الْحسن بن شبيب ثَنَا أَبُو يُوسُف عَن حَمْزَة الزيات عَن حمْرَان بن أعين عَن أبي حَرْب عَن أبي الْأسود أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره وَأعله بحمران بن أعين وَضَعفه ابْن معِين ثمَّ قَالَ وَغير أبي يُوسُف يرويهِ عَن حَمْزَة عَن حمْرَان لم يقل فِيهِ عَن أبي الْأسود انْتَهَى
1425 - قَوْله
عَن ابْن مَسْعُود أَيّمَا رجل جلب شَيْئا إِلَى مَدِينَة من مَدَائِن الْمُسلمين صَابِرًا محتسبا فَبَاعَهُ بِسعْر يَوْمه كَانَ عِنْد الله من الشُّهَدَاء
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره من حَدِيث الْمعَافى بن عمرَان عَن فرقد السبخي عَن إِبْرَاهِيم بن مَسْعُود ... فَذكره(4/111)
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره مَرْفُوعا من حَدِيث عِيسَى بن يُونُس عَن أبي عَمْرو بن الْعَلَاء الْبَصْرِيّ عَن فرقد السبخي عَن إِبْرَاهِيم عَن عَلْقَمَة عَن عبد الله قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره وَزَاد ثمَّ قَرَأَ وَآخَرُونَ يضْربُونَ فِي الأَرْض يَبْتَغُونَ من فضل الله انْتَهَى
1426 - قَوْله
عَن ابْن عمر مَا خلق الله موتَة أَمُوتهَا بعد الْقَتْل فِي سَبِيل الله أحب إِلَيّ من أَن أَمُوت بَين شُعْبَتَيْ رجل أضْرب فِي الأَرْض ابْتغِي من فضل الله
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث الْقَاسِم بن عبيد الله عَن أَبِيه قَالَ سَمِعت ابْن عمر يَقُول ... فَذكره
وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب الثَّالِث عشر من طَرِيق عبد الرَّزَّاق أَنا معمر عَن الزُّهْرِيّ عَن عبيد الله بن عبد الله ذكر عمر أَو غَيره وَقَالَ مَا خلق الله إِلَى آخِره ثمَّ قَالَ وَرَوَاهُ غَيره فَقَالَ عَن عمر بن الْخطاب لم يشك وَزَاد ثمَّ تَلا وَآخَرُونَ يضْربُونَ فِي الأَرْض يَبْتَغُونَ من فضل الله انْتَهَى
قلت كَذَلِك رَوَاهُ عَلّي بن معبد فِي كتاب الطَّاعَة وَالْمَعْصِيَة أَنا ابْن وهب عَن يُونُس عَن ابْن شهَاب عَن نَافِع أَن عمر بن الْخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ مَا خلق الله مَوته أَمُوتهَا إِلَّا أَن أَمُوت مُجَاهدًا فِي سَبِيل الله أحب إِلَيّ من أَن أَمُوت وَأَنا أضْرب فِي الأَرْض عَلَى ظهر رَاحِلَتي أَبْتَغِي من فضل الله عَزَّ وَجَلَّ انْتَهَى
1427 - الحَدِيث الثَّامِن
عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من قَرَأَ سُورَة المزمل دفع الله عَنهُ الْعسرَة فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة(4/112)
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث المؤمل بن إِسْمَاعِيل ثَنَا سُفْيَان الثَّوْريّ ثَنَا أسلم الْمُقْرِئ عَن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن أَبْزَى عَن أَبِيه عَن أبي بن كَعْب مَرْفُوعا ... فَذكره
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه فِي آل عمرَان
وَرَوَاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط بِسَنَدِهِ فِي يُونُس(4/113)
سُورَة المدثر(4/116)
ذكر فِيهَا ثَمَانِيَة أَحَادِيث
1428 - الحَدِيث الأول
قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الْأَنْصَار شعار وَالنَّاس دثار
قلت تقدم فِي الْأَرْبَعين من سُورَة آل عمرَان
1429 - الحَدِيث الثَّانِي
رَوَى جَابر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ كنت عَلَى جبل حراء فنوديت يَا مُحَمَّد إِنَّك رَسُول الله فَنَظَرت عَن يَمِيني ويساري فَلم أر شَيْئا فَنَظَرت فَوقِي فَرَأَيْت شَيْئا وَفِي رِوَايَة عَائِشَة فَنَظَرت فَوقِي فَإِذا بِهِ قَاعِدا عَلَى عرش بَين السَّمَاء وَالْأَرْض يَعْنِي الْملك الَّذِي ناداه فَرُعِبْت وَرجعت إِلَى خَدِيجَة فَقلت دَثرُونِي دَثرُونِي فَنزل جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام وَقَالَ يَا أَيهَا المدثر ...
قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه من حَدِيث أبي سَلمَة عَن جَابر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ جَاوَرت بحراء فَلَمَّا قضيت بِجوَارِي هَبَطت فنوديت فَنَظَرت(4/117)
عَن يَمِيني فَلم أر شَيْئا وَنظرت عَن شمَالي فَلم أر شَيْئا وَنظرت أَمَامِي فَلم أر شَيْئا وَنظرت خَلْفي فَلم أر شَيْئا فَرفعت رَأْسِي فَرَأَيْت شَيْئا فَأتيت خَدِيجَة فَقلت دَثرُونِي وَصبُّوا عَلّي مَاء بَارِدًا فَنزلت انْتَهَى
وَرَوَاهُ فِي بَدْء الْخلق وَزَاد قَالَ أَبُو سَلمَة وَالرجز الْأَوْثَان انْتَهَى
وَرَوَاهُ فِي أول صَحِيحه بالسند الْمَذْكُور قَالَ بَيْنَمَا أَنا أَمْشِي إِذْ سَمِعت صَوتا من السَّمَاء فَرفعت بَصرِي فَإِذا الْملك الَّذِي جَاءَنِي بحراء جَالس عَلَى كرْسِي بَين السَّمَاء وَالْأَرْض فَرُعِبْت مِنْهُ فَرَجَعت فَقلت دَثرُونِي فَأنْزل الله يأيها المدثر مُخْتَصر
1430 - الحَدِيث الثَّالِث
عَن الزُّهْرِيّ أول مَا نزلت سُورَة اقْرَأ باسم رَبك إِلَى قَوْله مَا لم يعلم قَالَ فَحزن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَجعل يَعْلُو شَوَاهِق الْجبَال فناداه جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام إِنَّك نَبِي الله فَرجع إِلَى خَدِيجَة وَقَالَ دَثرُونِي وَصبُّوا عَلّي مَاء بَارِدًا فَنزلت يأيها المدثر
قلت رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره حَدثنَا يُونُس بن عبد الْأَعْلَى ثَنَا ابْن ثَوْر عَن معمر عَن الزُّهْرِيّ قَالَ كَانَ أول شَيْء انْزِلْ عَلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ اقْرَأ باسم رَبك حَتَّى بلغ مَا لم يعلم ثمَّ فتر الْوَحْي فَتْرَة فَحزن لذَلِك صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَجعل يَغْدُو إِلَى شَوَاهِق الْجبَال لِيَتَرَدَّى مِنْهَا فَكلما وافى بِذرْوَةِ جبل تبدى لَهُ جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام فَيَقُول لَهُ إِنَّك نَبِي الله قَالَ فَبَيْنَمَا أَنا أَمْشِي يَوْمًا إِذْ رَأَيْت الْملك الَّذِي كَانَ يأتيني بحراء عَلَى كرْسِي بَين السَّمَاء وَالْأَرْض فَجَثَتْ مِنْهُ رعْبًا وَرجعت إِلَى خَدِيجَة وَقلت دَثرُونِي فَدَثَّرْنَاهُ وَأنزل الله يأيها المدثر انْتَهَى
وَفِي مُسْتَدْرك الْحَاكِم من طَرِيق مُحَمَّد بن إِسْحَاق عَن الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة قَالَت إِن أول مَا نزل من الْقُرْآن اقْرَأ باسم رَبك الَّذِي خلق انْتَهَى(4/118)
وَلَا يُعَارض ذَلِك مَا رَوَاهُ مُسلم فِي صَحِيحه من حَدِيث أبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن قَالَ سَأَلت جَابر بن عبد الله الْأنْصَارِيّ أَي الْقُرْآن انْزِلْ قبل قَالَ يَا أَيهَا المدثر فَقلت أَو اقْرَأ باسم رَبك قَالَ جَابر أحدثكُم مَا حَدثنَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ إِنِّي جَاوَرت بحراء شهرا فَلَمَّا قضيت جواري نزلت فَاسْتَبْطَنْت بطن الْوَادي فنوديت فَنَظَرت أَمَامِي وَخَلْفِي وَعَن يَمِيني وَعَن شمَالي ثمَّ نظرت إِلَى السَّمَاء فَإِذا هُوَ عَلَى الْعَرْش فِي الْهَوَاء يَعْنِي جِبْرِيل فَأَخَذَتْنِي رَجْفَة فَأتيت خَدِيجَة فَأَمَرتهمْ فَدَثَّرُونِي ثمَّ صبوا عَلّي المَاء وَأنزل الله عَلّي يأيها المدثر قُم فَأَنْذر انْتَهَى
قَالَ الواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول وَذَلِكَ لَان جَابِرا سمع آخر الْقِصَّة وَلم يسمع أَولهَا فَتوهم أَن سُورَة المدثر أول مَا نزل وَلَيْسَ كَذَلِك وَلكنهَا أول مَا نزل عَلَيْهِ بعد سُورَة اقْرَأ يدل عَلَيْهِ مَا رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم من طَرِيق عبد الرَّزَّاق أَنا معمر عَن الزُّهْرِيّ أَخْبرنِي أَبُو سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن عَن جَابر قَالَ سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَهُوَ يحدث عَن فَتْرَة الْوَحْي فَقَالَ فِي حَدِيثه بَيْنَمَا أَنا أَمْشِي إِذْ سَمِعت صَوتا من السَّمَاء فَرفعت رَأْسِي فَإِذا الْملك الَّذِي جَاءَنِي بحراء جَالس عَلَى كرْسِي بَين السَّمَاء وَالْأَرْض فَجَثَتْ مِنْهُ رعْبًا فَرَجَعت فَقلت زَمِّلُونِي فَدَثَّرُونِي فَأنْزل الله تَعَالَى يأيها المدثر انْتَهَى قَالَ فَظهر بِهَذَا أَن الْوَحْي كَانَ قد فتر بعد نزُول اقْرَأ باسم رَبك ثمَّ نزلت يأيها المدثر يُوضحهُ قَوْله فِيهِ إِن الْملك الَّذِي جَاءَ بحراء جَالس فَدلَّ عَلَى أَن هَذِه الْقِصَّة كَانَت بعد نزُول سُورَة اقْرَأ انْتَهَى
1431 - قَوْله
فِي الحَدِيث المستغزر يُثَاب من هِبته
قلت تقدم فِي الرّوم رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة من قَول شُرَيْح(4/119)
1432 - الحَدِيث الرَّابِع
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي قَوْله تَعَالَى سَأُرْهِقُهُ صعُودًا قَالَ يُكَلف أَن يصعد عقبَة فِي النَّار كلما وضع عَلَيْهَا يَده ذَابَتْ فَإِذا رَفعهَا عَادَتْ وَإِذا وضع رجله ذَابَتْ فَإِذا رَفعهَا عَادَتْ
قلت رَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده وَالْبَيْهَقِيّ فِي كتاب الْبَعْث والنشور وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط من حَدِيث منْجَاب بن الْحَارِث ثَنَا شريك عَن عمار الذَّهَبِيّ عَن عَطِيَّة عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي قَوْله تَعَالَى سَأُرْهِقُهُ صعُودًا قَالَ جبل من نَار يُقَال لَهُ صعُود يُكَلف أَن يَصْعَدهُ إِذا وضع يَده عَلَيْهِ ذَابَتْ ... إِلَى آخِره
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الطَّبَرِيّ والثعلبي ثمَّ الْبَغَوِيّ وَابْن مرْدَوَيْه والواحدي وَابْن أبي حَاتِم فِي تفاسيرهم ثمَّ رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ من حَدِيث سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن سُفْيَان ابْن عُيَيْنَة عَن عمار الذَّهَبِيّ بِهِ مَوْقُوفا
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي تَفْسِيره وَابْن الْمُبَارك فِي كتاب الزّهْد قَالَا أَنا ابْن عُيَيْنَة بِهِ مَوْقُوفا
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْبَزَّار مَوْقُوفا ثمَّ قَالَ وَلَا نعلم رَفعه عَن عمار إِلَّا شريك
وَكَذَلِكَ قَالَ الطَّبَرَانِيّ وَزَاد وَرَوَاهُ ابْن عُيَيْنَة عَن عمار فَوَقفهُ
1433 - الحَدِيث الْخَامِس
وَعَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ الصعُود جبل من نَار يصعد فِيهِ سبعين خَرِيفًا ثمَّ يهوي فِيهِ كَذَلِك أبدا
قلت رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي كِتَابه فِي التَّفْسِير وَفِي صفة جَهَنَّم من طَرِيق ابْن لَهِيعَة عَن دراج عَن أبي الْهَيْثَم عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ قَالَ قَالَ رَسُول الله(4/120)
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الصعُود جبل من نَار يتَصَعَّد فِيهِ سبعين خَرِيفًا ثمَّ يهوي بِهِ كَذَلِك أبدا انْتَهَى وَقَالَ حَدِيث غَرِيب إِنَّمَا نعرفه مَرْفُوعا من حَدِيث ابْن لَهِيعَة وَقد رُوِيَ عَن عَطِيَّة عَن أبي سعيد مَوْقُوفا انْتَهَى
قلت رَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك من طَرِيق عبد الله بن وهب عَن عَمْرو ابْن الْحَارِث عَن دراج بِهِ مَرْفُوعا وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ
وَبِهَذَا السَّنَد رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره وَعَن الْحَاكِم رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي الْبَعْث والنشور
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من حَدِيث رشدين بن سعد عَن عَمْرو بن الْحَارِث بِهِ مَرْفُوعا
1434 - الحَدِيث السَّادِس
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي قَوْله تَعَالَى عَلَيْهَا مَلَائِكَة غِلَاظ شَدَّاد قَالَ كَأَن أَعينهم الْبَرْق وَكَأن أَفْوَاههم الصَّيَاصِي يجرونَ شُعُورهمْ لأَحَدهم مثل قُوَّة الثقلَيْن يَسُوق أحدهم الْأمة وَعَلَى رقبته جبل فَيَرْمِي بهم فِي النَّار وَيَرْمِي بِالْجَبَلِ عَلَيْهِم
قلت غَرِيب
1435 - الحَدِيث السَّابِع
رَوَى انس عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي قَوْله تَعَالَى هُوَ أهل التَّقْوَى قَالَ هُوَ أهل أَن يتقَى وَأهل أَن يغْفر لمن اتَّقَاهُ
قلت رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ فِي التَّفْسِير وَابْن ماجة فِي الزّهْد من حَدِيث سُهَيْل بن عبد الله الْقطعِي عَن ثَابت عَن أنس عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ فِي هَذِه(4/121)
الْآيَة قَالَ الله تَعَالَى أَنا أهل أَن أَتْقَى فَمن اتَّقَانِي فَلم يَجْعَل معي إِلَهًا فَأَنا أهل أَن أَغفر لَهُ انْتَهَى قَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث حسن غَرِيب وَسُهيْل لَيْسَ بِالْقَوِيّ وَقد تفرد بِهِ عَن ثَابت انْتَهَى
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط وَالْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ انْتَهَى وَرَوَاهُ احْمَد والدارمي وَأَبُو يعْلى الْموصِلِي وَالْبَزَّار وَابْن أبي شيبَة فِي مسانيدهم
وَرَوَاهُ أَبُو عبد الله التِّرْمِذِيّ الْحَكِيم فِي نَوَادِر الْأُصُول فِي الأَصْل السَّابِع وَالتسْعين بعد الْمِائَة بِلَفْظ السّنَن وَفِي لفظ قَالَ هُوَ أهل أَن يتقَى فَمن أَتْقَى لَهو أهل أَن أَغفر لَهُ ثمَّ قَالَ وَالرِّوَايَتَانِ تَرْجِعَانِ إِلَى مَوضِع وَاحِد
وَرَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ وَمن طَرِيقه الْبَغَوِيّ وَكَذَلِكَ الواحدي فِي تفاسيرهم
وَرَوَاهُ ابْن عدي فِي الْكَامِل والعقيلي فِي ضعفَاهُ وَقَالا لَا يُتَابع عَلَيْهِ سُهَيْل وَلَا يعرف إِلَّا بِهِ وَمِقْدَار مَا يرويهِ إِفْرَادَاتٌ وَقَالَ الْبَزَّار أَحَادِيث سُهَيْل لَا نعلم رَوَاهَا عَن ثَابت غَيره انْتَهَى
وَقد رُوِيَ من غير حَدِيث أنس قَالَ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره حَدثنَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن مهْرَان ثَنَا حَاجِب بن أبي بكر الدِّمَشْقِي ثَنَا أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن مفضل الْحَرَّانِي ثَنَا يَحْيَى بن سَاج الْحَرَّانِي ثَنَا سليم بن عبد الله الْأَحْمَر عَن عبد الله ابْن نيار قَالَ سَمِعت ثَلَاثَة نفر من أَصْحَاب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَبَا هُرَيْرَة وَابْن عمر وَابْن عَبَّاس يَقُولُونَ سُئِلَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَن قَوْله تَعَالَى هُوَ أهل التَّقْوَى وَأهل الْمَغْفِرَة قَالَ أَنا أهل أَن اتَّقَى فَلَا يَجْعَل معي شريك وَإِذا اتَّقَيْت وَلم يَجْعَل معي شريك فَأَنا أهل أَن أَغفر مَا سُوَى ذَلِك انْتَهَى
1436 - الحَدِيث الثَّامِن
عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من قَرَأَ سُورَة المدثر أعطَاهُ الله عشر حَسَنَات بِعَدَد من صدق مُحَمَّدًا وَكذب بِهِ بِمَكَّة(4/122)
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث سَلام بن سليم ثَنَا هَارُون بن كثير عَن زيد ابْن اسْلَمْ عَن أَبِيه عَن أبي أُمَامَة عَن أبي بن كَعْب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من قَرَأَ سُورَة المدثر ... إِلَى آخِره
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه فِي آل عمرَان وَلَفظ المُصَنّف سَوَاء
وَرَوَاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط بِسَنَدِهِ فِي يُونُس وَلَفظ المُصَنّف سَوَاء(4/123)
سُورَة الْقِيَامَة(4/126)
ذكر فِيهَا أَرْبَعَة أَحَادِيث
1437 - الحَدِيث الأول
رُوِيَ أَن عدي بن أبي ربيعَة ختن الْأَخْنَس بن شريق وهما اللَّذَان كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول فيهمَا اللَّهُمَّ اكْفِنِي جاري السوء قَالَ لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَا مُحَمَّد حَدثنِي عَن يَوْم الْقِيَامَة مَتى يكون وَكَيف أمرهَا فاخبره رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ لَو عَايَنت ذَلِك الْيَوْم لم أصدقك يَا مُحَمَّد وَلم أومن بِهِ أَو يجمع الله الْعِظَام فَنزلت بلَى قَادِرين
قلت غَرِيب وَهُوَ فِي تَفْسِير الثَّعْلَبِيّ وَالْبَغوِيّ وَأَسْبَاب النُّزُول لِلْوَاحِدِيِّ هَكَذَا من غير سَنَد وَلَا راو
1438 - الحَدِيث الثَّانِي
عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ إِذا مشت أمتِي الْمُطَيْطَاء وَخدمَتهمْ فَارس وَالروم فقد جعل بأسهم بَينهم
قلت رُوِيَ من حَدِيث ابْن عمر وَمن حَدِيث خَوْلَة بنت قيس وَمن حَدِيث أبي هُرَيْرَة
أما الحَدِيث ابْن عمر فَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي كِتَابه فِي الْفِتَن من طَرِيقين
أَحدهمَا عَن مُوسَى بن عُبَيْدَة الربذي عَن عبد الله بن دِينَار عَن ابْن(4/127)
عمر قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذا مشت أمتِي الْمُطَيْطَاء وَخدمتهَا أَبنَاء فَارس وَالروم سلط شِرَارهَا عَلَى خِيَارهَا انْتَهَى وَقَالَ غَرِيب
وَبِهَذَا السَّنَد والمتن رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَأَبُو يعْلى الْموصِلِي وَالْبَزَّار فِي مسانيدهم وَالْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة وَابْن الْمُبَارك فِي كتاب الزّهْد وَابْن عدي فِي الْكَامِل وَأعله بمُوسَى ابْن عُبَيْدَة وَضَعفه عَن أَحْمد وَقَالَ الضعْف عَلَى رواياته بَين انْتَهَى
الطَّرِيق الثَّانِي قَالَ التِّرْمِذِيّ ثَنَا مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل الوَاسِطِيّ ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَة عَن يَحْيَى بن سعيد الْأنْصَارِيّ عَن عبد الله بن دِينَار عَن ابْن عمر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ نَحوه ثمَّ قَالَ وَحَدِيث أبي مُعَاوِيَة هَذَا لَيْسَ لَهُ أصل إِنَّمَا الْمَعْرُوف حَدِيث مُوسَى بن عُبَيْدَة انْتَهَى وَبِهَذَا الْإِسْنَاد رَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده وَقَالَ لَا نعلم أحدا تَابع مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل عَلَى هَذِه الرِّوَايَة عَن أبي مُعَاوِيَة وَإِنَّمَا يعرف عَن مُوسَى بن عُبَيْدَة عَن ابْن عمر مَرْفُوعا انْتَهَى
طَرِيق آخر رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ فِي غرائب مَالك من حَدِيث مَالك عَن عبد الله ابْن دِينَار عَن ابْن عمر مَرْفُوعا نَحوه وَقَالَ غَرِيب من حَدِيث مَالك وَالْمَشْهُور عَن مُوسَى بن عُبَيْدَة عَن عبد الله بن دِينَار عَن ابْن عمر انْتَهَى
طَرِيق آخر رَوَاهُ أَبُو الْقَاسِم الْأَصْبَهَانِيّ فِي كتاب التَّرْغِيب والترهيب من حَدِيث فرج بن فضَالة عَن يَحْيَى بن سعيد عَن يحنس مولَى الزُّبَيْر عَن ابْن عمر مَرْفُوعا وَقَالَ سلط بَعضهم عَلَى بعض وَفرج ابْن فضَالة ضَعِيف
وَهَذَا رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة من حَدِيث يَحْيَى بن سعيد عَن يحنس مولَى الزُّبَيْر أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ ... فَذكره بِلَفْظ(4/128)
الْأَصْبَهَانِيّ لم يقل فِيهِ عَن ابْن عمر وَلم يروه الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره إِلَّا كَذَلِك لَا غير
وَأما حَدِيث خَوْلَة فروه ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الثَّامِن وَالسِّتِّينَ من الْقسم الثَّالِث عَن حَمَّاد بن سَلمَة عَن يَحْيَى بن سعيد الْأنْصَارِيّ عَن عبيد سَنُوطا عَن خَوْلَة بنت قيس أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ ... فَذكره بِلَفْظ الْأَصْبَهَانِيّ سَوَاء
وَأما حَدِيث أبي هُرَيْرَة فَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط ثَنَا أَحْمد بن يَحْيَى ثَنَا يَحْيَى بن بكير ثَنَا ابْن لَهِيعَة عَن عمَارَة بن غزيَّة عَن يَحْيَى بن سعيد عَن يحنس مولَى الزُّبَيْر عَن أبي هُرَيْرَة أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ ... فَذكره بِلَفْظ الْأَصْبَهَانِيّ وَسكت عَنهُ
قَالَ إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ فِي كِتَابه غَرِيب الحَدِيث الْمُطَيْطَاء بِالْمدِّ أَن يفتح يَدَيْهِ عَن جَنْبَيْهِ وَيَمْشي وَهُوَ التَّبَخْتُر نَقله عَن أبي عُبَيْدَة وَالْفراء وَابْن الْأَعرَابِي
1439 - الحَدِيث الثَّالِث
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ انه كَانَ إِذا قَرَأَ أَلَيْسَ ذَلِك بِقَادِر عَلَى أَن يحيي الْمَوْتَى قَالَ سُبْحَانَكَ بلَى
قلت أخرجه أَبُو دَاوُد فِي سنَنه فِي الصَّلَاة عَن مُوسَى بن أبي عَائِشَة قَالَ كَانَ رجل يُصَلِّي فَوق بَيته وَكَانَ إِذا قَرَأَ أَلَيْسَ ذَلِك بِقَادِر عَلَى أَن يحيي الْمَوْتَى قَالَ فَسُبْحَانَك بلَى فَسَأَلُوهُ عَن ذَلِك فَقَالَ سمعته من رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ انْتَهَى
وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك عَن إِسْمَاعِيل بن أُميَّة عَن أبي اليسع عَن أبي هُرَيْرَة أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَانَ إِذا قَرَأَ أَلَيْسَ ذَلِك بِقَادِر عَلَى أَن يحيي الْمَوْتَى قَالَ بلَى وَإِذا قَرَأَ أَلَيْسَ الله بِأَحْكَم الْحَاكِمين قَالَ بلَى انْتَهَى(4/129)
وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ
1440 - الحَدِيث الرَّابِع
عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ من قَرَأَ سُورَة الْقِيَامَة شهِدت لَهُ أَنا وَجِبْرِيل يَوْم الْقِيَامَة أَنه كَانَ مُؤمنا بِيَوْم الْقِيَامَة
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث مُحَمَّد بن عمرَان بن عبد الرَّحْمَن بن أبي لَيْلَى ثني أبي عَن مجَالد بن عبد الْوَاحِد عَن الْحجَّاج بن عبد الله بن أبي الْخَلِيل عَن عَلّي بن زيد وَعَطَاء بن أبي مَيْمُونَة عَن زر بن حُبَيْش عَن أبي بن كَعْب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره وَزَاد وَجَاء وَجهه مُسْفِرًا عَلَى وُجُوه الْخَلَائق يَوْم الْقِيَامَة انْتَهَى
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه فِي آل عمرَان
وَرَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط بِسَنَدِهِ فِي يُونُس وَمتْن الثَّعْلَبِيّ(4/130)
سُورَة الْإِنْسَان(4/132)
ذكره فِيهَا خَمْسَة أَحَادِيث
1441 - الحَدِيث الأول
عَن الْحسن قَالَ كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يُؤْتَى بالأسير فيدفعه إِلَى بعض الْمُسلمين فَيَقُول أحسن إِلَيْهِ فَيكون عِنْده الْيَوْمَيْنِ وَالثَّلَاثَة فَيُؤْثِرُهُ عَلَى نَفسه
1442 - الحَدِيث الثَّانِي
وَسَمَّى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الْغَرِيم أَسِيرًا قَالَ غريمك أسيرك فَأحْسن إِلَى أسيرك
1443 - الحَدِيث الثَّالِث
عَن ابْن عَبَّاس أَن الْحسن وَالْحُسَيْن رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما مَرضا فَعَادَهُمَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي نَاس مَعَه فَقَالُوا يَا أَبَا الْحسن لَو نذرت عَلَى ولدك فَنَذر عَلّي وَفَاطِمَة وَفِضة جَارِيَة لَهما إِن برئا مِمَّا بهما أَن يَصُومُوا ثَلَاثَة أَيَّام فشفيا وَمَا مَعَهُمَا شَيْء فَاسْتقْرض عَلّي رَضِيَ اللَّهُ عَنْه من شَمْعُون الْخَيْبَرِيّ الْيَهُودِيّ ثَلَاثَة آصَع من شعير فَطحنت فَاطِمَة صَاعا واختبزت خَمْسَة أَقْرَاص عَلَى عَددهمْ فَوَضَعُوهَا بَين أَيْديهم لِيُفْطِرُوا فَوقف عَلَيْهِم سَائل فَقَالَ السَّلَام عَلَيْكُم أهل بَيت مُحَمَّد مِسْكين من مَسَاكِين الْمُسلمين أَطْعمُونِي أطْعمكُم الله من مَوَائِد الْجنَّة فَآثَرُوهُ(4/133)
وَبَاتُوا وَلم يَذُوقُوا إِلَّا المَاء وَأَصْبحُوا صياما فَلَمَّا أَمْسوا وضعُوا الطَّعَام بَين أَيْديهم لِيُفْطِرُوا فَوقف عَلَيْهِم سَائل فَقَالَ يَتِيم من أَيْتَام الْمُسلمين أَطْعمُونِي أطْعمكُم الله من مَوَائِد الْجنَّة فَآثَرُوهُ وَبَاتُوا لم يَذُوقُوا شَيْئا إِلَّا المَاء فَأَصْبحُوا صياما فَلَمَّا أَمْسوا وضعُوا الطَّعَام لِيُفْطِرُوا فَوقف عَلَيْهِم سَائل وَقَالَ أَسِير من أسَارِي الْمُسلمين أَطْعمُونِي أطْعمكُم الله من مَوَائِد الْجنَّة فَآثَرُوهُ وَبَاتُوا وَلم يَذُوقُوا إِلَّا المَاء فَلَمَّا أَصْبحُوا أَخذ عَلّي رَضِيَ اللَّهُ عَنْه بيد الْحسن وَالْحُسَيْن وَأَقْبلُوا إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَلَمَّا رَآهُمْ يَرْتَعِشُونَ كَأَنَّهُمْ الْفِرَاخ من شدَّة الْجُوع قَالَ مَا أَشد مَا يسوءني مِمَّا أرَى بكم وَقَامَ فَانْطَلق مَعَهم فَرَأَى فَاطِمَة فِي مِحْرَابهَا قد الْتَصق ظهرهَا بِبَطْنِهَا وَغَارَتْ عَيناهَا فساءه ذَلِك فَنزل جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام وَقَالَ خُذ يَا مُحَمَّد هَنَّأَك الله فِي أهل بَيْتك فَأَقْرَأهُ السُّورَة
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره من حَدِيث الْقَاسِم بن بهْرَام عَن لَيْث عَن مُجَاهِد عَن ابْن عَبَّاس وَمن حَدِيث مُحَمَّد بن السَّائِب الْكَلْبِيّ عَن أبي صَالح عَن ابْن عَبَّاس فِي قَول تَعَالَى يُوفونَ بِالنذرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَره مُسْتَطِيرا قَالَ فرض الْحسن وَالْحُسَيْن فَعَادَهُمَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره وَزَاد فِي أَثْنَائِهِ شعرًا لعَلي وَفَاطِمَة
وَقَالَ أَبُو عبد الله التِّرْمِذِيّ الْحَكِيم فِي كِتَابه نَوَادِر الْأُصُول فِي الأَصْل الرَّابِع وَالْأَرْبَعِينَ وَمن الْأَحَادِيث الَّتِي تنكرهَا الْقُلُوب حَدِيث رَوَوْهُ عَن مُجَاهِد عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى يُوفونَ بِالنذرِ قَالَ مرض الْحسن وَالْحُسَيْن فَعَادَهُمَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِلَى آخر الحَدِيث بِشعرِهِ ثمَّ قَالَ هَذَا حَدِيث مُزَوق مفتعل لَا يروج إِلَّا عَلَى أَحمَق جَاهِل وَكَيف يظنّ بعلي رَضِيَ اللَّهُ عَنْه مثل هَذَا فَيجْهد نَفسه وَعِيَاله وَأَطْفَالًا صغَارًا عَلَى جوع ثَلَاثَة أَيَّام وَقد قَالَ تَعَالَى يَسْأَلُونَك مَاذَا يُنْفقُونَ قل الْعَفو وَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام خير الصَّدَقَة مَا كَانَ عَن ظهر(4/134)
غنى وَقَالَ كفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَن يضيع من يقوت انْتَهَى كَلَامه
وَرَوَاهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الموضوعات من حَدِيث أبي عبد الله السَّمرقَنْدِي عَن مُحَمَّد بن كثير الْكُوفِي عَن الْأَصْبَغ بن نَبَاته قَالَ مرض الْحسن وَالْحُسَيْن ... إِلَى آخِره فَذكره بِشعرِهِ وَزِيَادَة أَلْفَاظ ثمَّ قَالَ وَهَذَا حَدِيث لَا يشك فِي وَضعه وَلَو لم يدل عَلَيْهِ إِلَّا هَذِه الْأَلْفَاظ الرَّكِيكَة والأشعار الرَّديئَة وَالْأَفْعَال الَّتِي تنزه عَنْهَا أُولَئِكَ السَّادة قَالَ ابْن معِين أصبغ بن نَبَاته لَا يُسَاوِي شَيْئا وَقَالَ احْمَد حرقنا حَدِيث مُحَمَّد بن كثير وَأما أَبُو عبد الله السَّمرقَنْدِي فَلَا يوثق بِهِ
1444 - الحَدِيث الرَّابِع
قَوْله وَفِي الحَدِيث هَوَاء الْجنَّة سَجْسَج لَا حر وَلَا قر
قلت رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي بَاب صفة الْجنَّة من قَول ابْن مَسْعُود فَقَالَ ثَنَا أَبُو أُسَامَة ثَنَا زَكَرِيَّا عَن أبي إِسْحَاق عَن عبد الرَّحْمَن بن عَوْسَجَة عَن عَلْقَمَة عَن عبد الله قَالَ الْجنَّة سَجْسَج لَا حر بهَا وَلَا قر انْتَهَى
وَرَوَاهُ عبد الله بن احْمَد بن حَنْبَل فِي كتاب الزّهْد لِأَبِيهِ عَن ابْن أبي شيبَة بِسَنَدِهِ الْمَذْكُور
وَرَوَاهُ الإِمَام أَبُو مُحَمَّد قَاسم بن ثَابت السَّرقسْطِي فِي كِتَابه غَرِيب الحَدِيث من حَدِيث سُفْيَان الثَّوْريّ عَن أبي إِسْحَاق عَن عَلْقَمَة عَن عبد الله ... فَذكره وَقَالَ السجسج من الزَّمَان الَّذِي لَيْسَ فِيهِ برد وَلَا رد يُؤْذيَانِ انْتَهَى
قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ فِي علله هَذَا حَدِيث رَوَاهُ زَكَرِيَّا عَن أبي إِسْحَاق عَن عبد الرَّحْمَن بن عَوْسَجَة عَن عَلْقَمَة عَن عبد الله بن مَسْعُود وَخَالفهُ الثَّوْريّ فَرَوَاهُ عَن أبي إِسْحَاق عَن عَلْقَمَة عَن عبد الله بن مَسْعُود قَالَ وَقَول زَكَرِيَّا أصح انْتَهَى
وَقَالَ ابْن أبي حَاتِم فِي علله سَأَلت أبي عَن حَدِيث رَوَاهُ إِسْرَائِيل عَن أبي إِسْحَاق عَن عَلْقَمَة عَن عبد الله ... فَذكره هَل سمع أَبُو إِسْحَاق من عَلْقَمَة(4/135)
فَقَالَ لَا وَلَكِن هَكَذَا رَوَاهُ وَقد رَوَاهُ زَكَرِيَّا بن أبي زَائِدَة فَقَالَ عَن أبي إِسْحَاق عَن عبد الرَّحْمَن بن عَوْسَجَة عَن عَلْقَمَة عَن عبد الله انْتَهَى
وَقَالَ فِي مَوضِع آخر من علله وَرَوَاهُ مَالك بن إِسْمَاعِيل وَعَمْرو بن خَالِد عَن زُهَيْر بن مُعَاوِيَة عَن أبي إِسْحَاق عَن عَلْقَمَة عَن عبد الله ثمَّ قَالَ وَقد رَوَاهُ جرير عَن مَنْصُور عَن أبي إِسْحَاق عَن عَلْقَمَة من قَوْله لم يُجَاوز بِهِ وَكَذَلِكَ رَوَاهُ عَلّي بن الْجَعْد عَن زُهَيْر بن مُعَاوِيَة عَن أبي إِسْحَاق عَن عَلْقَمَة من قَوْله انْتَهَى
قَالَ فِي الصِّحَاح يَوْم سَجْسَج لَا حر فِيهِ وَلَا برد وَفِي الحَدِيث الْجنَّة سَجْسَج انْتَهَى
1445 - الحَدِيث الْخَامِس
قَالَ عَلَيْهِ السَّلَام من قَرَأَ سُورَة هَل أَتَى كَانَ جَزَاؤُهُ عَلَى الله جنَّة وَحَرِيرًا
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ أخبرنَا بَاقِل بن أَرقم ثَنَا مُحَمَّد بن شَادَّة ثَنَا مُحَمَّد بن احْمَد بن الْحسن ثَنَا مُحَمَّد بن يَحْيَى ثَنَا سلم بن قُتَيْبَة عَن شُعْبَة عَن عَاصِم عَن زر عَن أبي قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بِسَنَدِهِ الثَّانِي فِي آل عمرَان
وَرَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط بِسَنَدِهِ الْمُتَقَدّم فِي يُونُس(4/136)
سُورَة المرسلات(4/138)
فِيهَا حديثان
1446 - الحَدِيث الأول
رُوِيَ فِي قَوْله تَعَالَى وَإِذا قيل لَهُم ارْكَعُوا لَا يَرْكَعُونَ أَنَّهَا نزلت فِي ثَقِيف حِين أَمرهم رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بِالصَّلَاةِ فَقَالُوا لَا نجبى فَإِنَّهَا مسَبَّة علينا فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام لَا خير فِي دين لَيْسَ فِيهِ رُكُوع وَلَا سُجُود
قلت رَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي سنَنه بِنَقص أخرجه فِي كتاب الْخراج من حَدِيث الْحسن الْبَصْرِيّ عَن عُثْمَان بن أبي الْعَاصِ أَن وَفد ثَقِيف لما قدمُوا عَلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أنزلهم النَّبِي الْمَسْجِد ليَكُون أرق لقُلُوبِهِمْ فَاشْتَرَطُوا عَلَيْهِم أَلا يحْشرُوا وَلَا يعشرُوا وَلَا يجبوا فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لكم أَلا تُحشرُوا وَلَا تعشرُوا وَلَا خير فِي دين لَيْسَ فِيهِ رُكُوع انْتَهَى
وَرَوَاهُ احْمَد وَابْن أبي شيبَة وَأَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ فِي مسانيدهم وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه
وَذكره عبد الْحق فِي أَحْكَامه من جِهَة أبي دَاوُد وَقَالَ لَا يعرف لِلْحسنِ سَماع من عُثْمَان وَلَيْسَ طَرِيق الحَدِيث بِقَوي انْتَهَى
وَذكره الثَّعْلَبِيّ عَن مقَاتل بِلَفْظ المُصَنّف سَوَاء
1447 - الحَدِيث الثَّانِي
عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ من قَرَأَ والمرسلات(4/139)
كتب لَهُ انه لَيْسَ من الْمُشْركين
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث مُحَمَّد بن عمرَان بن عبد الرَّحْمَن بن أبي لَيْلَى ثني أبي عَن مجَالد بن عبد الْوَاحِد عَن عَلّي بن زيد عَن زر بن حُبَيْش عَن أبي بن كَعْب مَرْفُوعا ... فَذكره
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه فِي آل عمرَان
وَرَوَاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط بِسَنَدِهِ فِي يُونُس(4/140)
سُورَة عَم(4/142)
ذكر فِيهَا أَرْبَعَة أَحَادِيث
1448 - الحَدِيث الأول
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ انه قَالَ الْحَج العج والثج
قلت رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن ماجة من حَدِيث وَكِيع عَن إِبْرَاهِيم بن يزِيد الخوزي قَالَ سَمِعت مُحَمَّد بن جَعْفَر المَخْزُومِي يحدث عَن ابْن عمر قَالَ قَامَ رجل إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ من الْحَاج قَالَ الشعث التفل فَقَامَ آخر فَقَالَ أَي الْحَج أفضل قَالَ العج والثج فَقَامَ آخر فَقَالَ مَا السَّبِيل يَا رَسُول الله قَالَ الزَّاد وَالرَّاحِلَة قَالَ وَكِيع يَعْنِي العج التَّلْبِيَة والثج نحر الْبدن انْتَهَى وَضَعفه التِّرْمِذِيّ فَقَالَ هَذَا حَدِيث غَرِيب لَا نعرفه إِلَّا من حَدِيث إِبْرَاهِيم بن يزِيد الخوزي وَقد تكلم فِيهِ بعض أهل الْعلم من قبل حفظه انْتَهَى
وَرَوَاهُ أَيْضا من حَدِيث مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر عَن عبد الرَّحْمَن بن يَرْبُوع عَن أبي بكر الصّديق مَرْفُوعا نَحوه وَضَعفه التِّرْمِذِيّ أَيْضا فَقَالَ هَذَا حَدِيث غَرِيب وَمُحَمّد بن الْمُنْكَدر لم يسمع من عبد الرَّحْمَن بن يَرْبُوع انْتَهَى
وَفِيه كَلَام طَوِيل اسْتَوْفَيْنَاهُ فِي أَحَادِيث الْهِدَايَة فَليُرَاجع هُنَاكَ إِن شَاءَ الله تَعَالَى
1449 - الحَدِيث الثَّانِي
عَن معَاذ بن جبل انه سَأَلَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَن قَوْله تَعَالَى فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا فَقَالَ يَا معَاذ سَأَلت عَن أَمر عَظِيم من الْأُمُور(4/143)
ثمَّ أرسل عَيْنَيْهِ وَقَالَ يحْشر النَّاس عشرَة أَصْنَاف من أمتِي بَعضهم عَلَى صور القردة وَبَعْضهمْ عَلَى صور الْخَنَازِير وَبَعْضهمْ منكوسون أَرجُلهم فَوق وُجُوههم يسْحَبُونَ عَلَيْهَا وَبَعْضهمْ عمي وَبَعْضهمْ صم بكم وَبَعْضهمْ يَمْضُغُونَ ألسنتهم فَهِيَ مولاة عَلَى صُدُورهمْ يسيل الْقَيْح من أَفْوَاههم يَتَقَذَّرهُمْ أهل الْجمع وَبَعْضهمْ مقطعَة أَيْديهم وأرجلهم وَبَعْضهمْ مصلوبون عَلَى جُذُوع من نَار وَبَعْضهمْ اشد نَتنًا من الْجِيَف وَبَعْضهمْ مُلْبسُونَ جِبَابًا سَائِغَة من قطران لَازِقَة بِجُلُودِهِمْ فَأَما الَّذين عَلَى صور القردة فَالْقَتَّات من النَّاس وَأما الَّذين عَلَى صور الْخَنَازِير فَأهل السُّحت وَأما المنكوسون عَلَى وُجُوههم فَأَكلَة الرِّبَا وَأما الْعمي فَالَّذِينَ يَجُورُونَ فِي الْأَحْكَام وَأما الصم الْبكم فالمعجبون بأعمالهم وَأما الَّذين يَمْضُغُونَ ألسنتهم فَالْعُلَمَاء وَالْقصاص الَّذين خَالف قَوْلهم فعلهم وَأما الَّذين قطعت أَيْديهم وأرجلهم فهم الَّذِي يُؤْذونَ الْجِيرَان وَأما المصلوبون عَلَى جُذُوع من نَار فَالسُّعَاة بِالنَّاسِ إِلَى الشَّيْطَان وَأما الَّذين هم اشد نَتنًا فِي الْجِيَف فَالَّذِينَ يتبعُون الشَّهَوَات وَاللَّذَّات وَيمْنَعُونَ حق الله وَأما الَّذين يلبسُونَ الْجبَاب فَأهل الْكبر وَالْفَخْر وَالْخُيَلَاء
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره أَخْبرنِي ابْن فَنْجَوَيْهِ ثَنَا ابْن شيبَة ثَنَا عبيد الله ابْن احْمَد بن مَنْصُور الْكسَائي ثَنَا مُحَمَّد بن عبد الْجَبَّار ثَنَا مُحَمَّد بن زُهَيْر عَن مُحَمَّد بن الْمُهْتَدي عَن حَنْظَلَة السدُوسِي عَن الْبَراء بن عَازِب قَالَ كَانَ معَاذ بن جبل جَالِسا قَرِيبا من رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ يَا رَسُول الله أَرَأَيْت قَول الله تَعَالَى يَوْم ينْفخ فِي الصُّور فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا قَالَ يَا معَاذ سَأَلت عَن أَمر عَظِيم ... إِلَى آخِره سَوَاء
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره ثَنَا الْحسن بن عَلّي بن أَحْمد ثَنَا الْحسن بن عَلّي(4/144)
ابْن الْحَارِث الْكسَائي ثَنَا إِبْرَاهِيم بن مَسْعُود ثَنَا مُحَمَّد بن زُهَيْر بِهِ
1450 - الحَدِيث الثَّالِث
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي قَوْله تَعَالَى فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدكُمْ إِلَّا عذَابا قَالَ هَذِه الْآيَة أَشد مَا فِي الْقُرْآن عَلَى أهل النَّار
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من طَرِيق الإِمَام أبي بكر بن السّني أَنا ابْن فَنْجَوَيْهِ ثَنَا أَبُو دَاوُد الْحَرَّانِي ثَنَا شُعَيْب بن بَيَان ثني مهْدي بن مَيْمُون سَمِعت الْحسن بن دِينَار انه سَأَلَ الْحسن عَن أَشد آيَة فِي الْقُرْآن عَلَى أهل النَّار فَقَالَ الْحسن سَأَلت أَبَا بَرزَة الْأَسْلَمِيّ فَقَالَ سَالَتْ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدكُمْ إِلَّا عذَابا انْتَهَى
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن أبي حَاتِم فِي تَفْسِيره ثَنَا مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُصعب الصُّورِي ثَنَا خَالِد بن عبد الرَّحْمَن ثَنَا جسر بن فرقد عَن الْحسن قَالَ سَأَلت أَبَا بَرزَة الْأَسْلَمِيّ عَن اشد آيَة فِي الْقُرْآن عَلَى أهل النَّار فَقَالَ سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدكُمْ إِلَّا عذَابا انْتَهَى وجسر بن فرقد ضَعِيف جدا
وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي كتاب الْبَعْث والنشور من حَدِيث مُسلم بن إِبْرَاهِيم ثني جسر بن فرقد بِهِ ... فَذكره مَوْقُوفا لم يرفعهُ
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه رَوَاهُ مَوْقُوفا فَقَط وَيُرَاجع
وَأخرجه ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من طَرِيق أبي بكر بن أبي شيبَة ثَنَا عَلّي بن أَحْمد الْحوَاري ثَنَا جَعْفَر بن جسر بن فرقد ثني أبي عَن الْحسن بِهِ
1451 - الحَدِيث الرَّابِع
عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ انه قَالَ من قَرَأَ سُورَة عَم يتساءلون سقَاهُ الله برد الشَّرَاب يَوْم الْقِيَامَة(4/145)
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث سَلام بن سليم ثَنَا هَارُون بن كثير عَن زيد ابْن أسلم عَن أَبِيه عَن أبي أُمَامَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه فِي آل عمرَان
وَرَوَاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط بِسَنَدِهِ فِي يُونُس(4/146)
سُورَة النازعات(4/148)
ذكر فِيهَا أَرْبَعَة أَحَادِيث
1452 - الحَدِيث الأول
قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من خَافَ أدْلج وَمن أدْلج بلغ الْمنزل
قلت رُوِيَ من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَمن حَدِيث أبي بن كَعْب
فَحَدِيث أبي هُرَيْرَة رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي كِتَابه من حَدِيث يزِيد بن سِنَان التَّمِيمِي سَمِعت بكير بن فَيْرُوز يَقُول سَمِعت أَبَا هُرَيْرَة يَقُول قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من خَافَ أدْلج وَمن أدْلج بلغ الْمنزل الا أَن سلْعَة الله غَالِيَة أَلا إِن سلْعَة الله الْجنَّة انْتَهَى وَقَالَ حَدِيث حسن غَرِيب لَا نعرفه إِلَّا من حَدِيث أبي النَّضر انْتَهَى
وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي كتاب الرقَاق وَقَالَ حَدِيث صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ إِلَّا أَنِّي وجدت فِي النُّسْخَة برد بن سِنَان فَلْينْظر
وَرَوَاهُ عبد بن حميد فِي مُسْنده وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب الْحَادِي عشر عَن يزِيد بن سِنَان بِهِ
وَرَوَاهُ الْعقيلِيّ فِي كِتَابه وَأعله بِيَزِيد بن سِنَان
وَقَالَ ابْن طَاهِر يزِيد بن سِنَان مَتْرُوك وَلَا يَصح مُسْندًا وَيروَى من كَلَام أبي ذَر
أما حَدِيث أبي بن كَعْب فَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك أَيْضا من حَدِيث عبد الله ابْن الْوَلِيد الْعَدنِي عَن سُفْيَان الثَّوْريّ عَن عبد الله بن مُحَمَّد بن عقيل عَن الطُّفَيْل ابْن أبي بن كَعْب عَن أَبِيه قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من خَافَ أدْلج ...(4/149)
إِلَى آخِره
وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان أَيْضا من حَدِيث وَكِيع ثَنَا سُفْيَان الثَّوْريّ بِهِ
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي الْحِلْية فِي تَرْجَمَة وَكِيع وَقَالَ غَرِيب تفرد بِهِ وَكِيع عَن الثَّوْريّ وَسَنَد الْحَاكِم وَارِد عَلَيْهِ
1453 - الحَدِيث الثَّانِي
رُوِيَ أَن مُصعب بن عُمَيْر قتل أَخَاهُ أَبَا عَزِيز يَوْم أحد وَوَقَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حَتَّى نفذت المشاقيص فِي جَوْفه
1454 - الحَدِيث الثَّالِث
عَن عَائِشَة لم يزل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يذكر السَّاعَة وَيسْأل عَنْهَا حَتَّى نزلت يَعْنِي قَوْله تَعَالَى فيمَ أَنْت من ذكرَاهَا
قلت رُوِيَ من حَدِيث طَارق بن شهَاب وَمن حَدِيث عَائِشَة
فَحَدِيث طَارق رَوَاهُ النَّسَائِيّ أَنا أَحْمد بن سُلَيْمَان ثَنَا مُؤَمل بن الْفضل ثَنَا عِيسَى عَن إِسْمَاعِيل ثَنَا طَارق بن شهَاب أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَانَ لَا يزَال يذكر من شَأْن السَّاعَة حَتَّى نزلت يَسْأَلُونَك عَن السَّاعَة أَيَّانَ مرْسَاها ... الْآيَة انْتَهَى
وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره حَدثنَا أَبُو كريب ثَنَا وَكِيع ثَنَا إِسْمَاعِيل بِهِ
وَأما حَدِيث عَائِشَة فَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك من حَدِيث سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة قَالَت كَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يسْأَل عَن السَّاعَة حَتَّى أنزل عَلَيْهِ يَسْأَلُونَك عَن السَّاعَة أَيَّانَ مرْسَاها فيمَ أَنْت من ذكرَاهَا إِلَى(4/150)
رَبك مُنْتَهَاهَا) قَالَ فَانْتَهَى ثمَّ قَالَ حَدِيث صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ فَإِن ابْن عُيَيْنَة كَانَ يُرْسِلهُ بِأخرَة انْتَهَى
وَرَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده أَنا ابْن عُيَيْنَة بِهِ مُسْندًا
وَكَذَلِكَ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره ثني يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم ثَنَا سُفْيَان بن عُيَيْنَة بِهِ مُسْندًا
وَرَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي تَفْسِيره أَنا ابْن عُيَيْنَة بِهِ مُرْسلا لم يذكر فِيهِ عَائِشَة
وَذكر الدَّارَقُطْنِيّ فِي علله جمَاعَة رَوَوْهُ عَن ابْن عُيَيْنَة فَأَسْنَدُوهُ وَآخَرين رَوَوْهُ عَنهُ فَأَرْسلُوهُ قَالَ وَكَأن ابْن عُيَيْنَة أسْندهُ مرّة وأرسله أُخْرَى
وَقَالَ ابْن أبي حَاتِم فِي علله وَقَالَ أَبُو زرْعَة الصَّحِيح مُرْسل بِلَا عَائِشَة انْتَهَى
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من طَرِيق إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه بِهِ مُسْندًا ثمَّ رَوَاهُ من حَدِيث نعيم بن حَمَّاد عَن سُفْيَان بِهِ مُرْسلا وَمن حَدِيث سعيد بن مَنْصُور بِهِ مُرْسلا
وَرُوِيَ أَيْضا حَدِيث طَارق من رِوَايَة عباد بن صُهَيْب ثَنَا إِسْمَاعِيل بن أبي خَالِد عَن طَارق
1455 - الحَدِيث الرَّابِع
عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من قَرَأَ سُورَة النازعات كَانَ مِمَّن حَبسه الله تَعَالَى فِي الْقَبْر وَالْقِيَامَة حَتَّى يدْخل الْجنَّة قدر صَلَاة الْمَكْتُوبَة
قلت ذكره الثَّعْلَبِيّ مَقْطُوعًا فَقَالَ وَرَوَى أبي بن كَعْب عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من قَرَأَ سُورَة والنازعات كَانَ حَبسه فِي الْقَبْر حَتَّى يدْخل الْجنَّة قدر صَلَاة مَكْتُوبَة قَالَ وَرُوِيَ لم يكن حَبسه فِي الْقَبْر وَالْقِيَامَة إِلَّا كَقدْر صَلَاة مَكْتُوبَة انْتَهَى
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه فِي آل عمرَان(4/151)
وَرَوَاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط بِسَنَدِهِ فِي يُونُس(4/152)
سُورَة عبس(4/154)
ذكر فِيهَا ثَلَاثَة أَحَادِيث
1456 - الحَدِيث الأول
رُوِيَ أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَتَاهُ ابْن أم مَكْتُوم وَأم مَكْتُوم أم أَبِيه وأسمه عبد الله بن شُرَيْح بن مَالك بن ربيعَة الفِهري من بني عَامر بن لؤَي وَعِنْده صَنَادِيد قُرَيْش عتبَة وَشَيْبَة ابْنا ربيعَة وَأَبُو جهل بن هِشَام وَالْعَبَّاس بن عبد الْمطلب وَأُميَّة بن خلف والوليد بن الْمُغيرَة يَدعُوهُم إِلَى الْإِسْلَام رَجَاء أَن يسلم بِإِسْلَامِهِمْ غَيرهم فَقَالَ يَا رَسُول الله أقرئني وَعَلمنِي مِمَّا علمك الله وَكرر ذَلِك وَهُوَ لَا يعلم تَشَاغُله بالقوم فكره رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قطعه لكَلَامه وَعَبس وَأعْرض عَنهُ فَنزلت فَكَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يُكرمهُ وَيَقُول إِذا رَآهُ مرْحَبًا بِمن عَاتَبَنِي فِيهِ رَبِّي وَيَقُول هَل لَك من حَاجَة واستخلفه عَلَى الْمَدِينَة مرَّتَيْنِ
وَقَالَ انس رَأَيْته يَوْم الْقَادِسِيَّة وَعَلِيهِ درع وَله راية سَوْدَاء
قلت اخْرُج الطَّبَرِيّ وَابْن مرْدَوَيْه حَدثنَا مُحَمَّد بن سعد ثَنَا أبي ثَنَا عمي(4/155)
ثَنَا أبي عَن أَبِيه عَن ابْن عَبَّاس وَابْن أبي حَاتِم فِي تفسريهما عَن الْعَوْفِيّ عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى عبس وَتَوَلَّى قَالَ بَيْنَمَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يُنَاجِي عتبَة ابْن ربيعَة وَأَبا جهل بن هِشَام وَالْعَاص بن عبد الْمطلب وَكَانَ يَتَصَدَّى لَهُم كثيرا وَجعل عَلَيْهِم أَن يُؤمنُوا فَأقبل إِلَيْهِ رجل أَعْمَى يُقَال لَهُ عبد الله بن أم مَكْتُوم يمشي هُوَ يُنَاجِيهِمْ فَجعل عبد الله يَسْتَقْرِئ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ آيَة من الْقُرْآن وَقَالَ يَا رَسُول الله عَلمنِي مِمَّا علمك الله فَأَعْرض عَنهُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَعَبس فِي وَجهه وَتَوَلَّى وَكره كَلَامه وَاقْبَلْ عَلَى الآخرين فَلَمَّا قَضَى عَلَيْهِ السَّلَام نَجوَاهُ وَأخذ يَنْقَلِب إِلَى أَهله أمسك الله بعض بَصَره ثمَّ خَفق بِرَأْسِهِ وَأنزل الله عبس وَتَوَلَّى ... الْآيَة فَأكْرمه رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَكَلمه وَقَالَ لَهُ مَا حَاجَتك انْتَهَى
وَرَوَى الطَّبَرِيّ أَيْضا ثَنَا بشر بن معَاذ ثَنَا يزِيد بن هَارُون ثَنَا سعيد بن أبي عرُوبَة عَن قَتَادَة قَالَ ذكر لنا أَن عبد الله بن أم مَكْتُوم جَاءَ إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَسْتَقْرِئهُ وَهُوَ يُنَاجِي أُميَّة بن خلف فَأَعْرض عَنهُ عَلَيْهِ السَّلَام فَأنْزل الله عبس وَتَوَلَّى ... الْآيَة قَالَ وَذكر لنا أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ اسْتَخْلَفَهُ بعد ذَلِك عَلَى الْمَدِينَة مرَّتَيْنِ فِي غَزْوَة غَزَاهُمَا يُصَلِّي بِأَهْلِهَا انْتَهَى
وَرَوَى التِّرْمِذِيّ فِي كِتَابه من حَدِيث هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة قَالَت أنزل عبس وَتَوَلَّى فِي ابْن أم مَكْتُوم الْأَعْمَى أَتَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَجعل يَقُول يَا رَسُول الله أَرْشدنِي وَعند رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من عُظَمَاء الْمُشْركين فَجعل عَلَيْهِ السَّلَام يعرض عَنهُ وَيقبل عَلَى الآخر وَيَقُول أَتَرَى بِمَا أَقُول بَأْسا فَيَقُول لَا فَفِي هَذَا انْزِلْ انْتَهَى
رَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الْخَامِس من الْقسم الْخَامِس وَالْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك وَقَالَ عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ
وَكَلَام أنس رَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي تَفْسِيره أخبرنَا معمر عَن قَتَادَة قَالَ(4/156)
أَخْبرنِي انس بن مَالك قَالَ رَأَيْته يَوْم الْقَادِسِيَّة وَعَلِيهِ درع وَمَعَهُ راية سَوْدَاء يَعْنِي ابْن أم مَكْتُوم انْتَهَى
وَمن طَرِيق عبد الرَّزَّاق رَوَاهُ أَبُو يعْلى الْموصِلِي فِي مُسْنده
وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ أَيْضا فِي تَفْسِيره أخبرنَا بشر بن معَاذ ثَنَا يزِيد بن هَارُون عَن سعيد بن أبي عرُوبَة عَن قَتَادَة عَن انس بن مَالك ... فَذكره
وَذكر الثَّعْلَبِيّ لفظ المُصَنّف بِتَمَامِهِ من غير سَنَد وَلَا راو وَكَذَلِكَ فعل الواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول
وَقَالَ السُّهيْلي فِي الرَّوْض الْأنف سَمِعت شَيخنَا أَبَا بكر بن الْعَرَبِيّ يَقُول قَول الْمُفَسّرين فِي الَّذِي شغل النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه الْوَلِيد بن الْمُغيرَة وَأُميَّة بن خلف وَالْعَبَّاس كُله بَاطِل فَإِن أُميَّة والوليد كَانَا بِمَكَّة وَابْن أم مَكْتُوم كَانَ بِالْمَدِينَةِ مَا حضر مَعَهُمَا وَلَا حضرا مَعَه وَمَاتَا كَافِرين أَحدهمَا قبل الْهِجْرَة وَالْآخر فِي بدر وَلم يقْصد أُميَّة الْمَدِينَة قطّ وَلَا حضر عِنْده مُفردا وَلَا مَعَ آخر انْتَهَى
وَرَوَى ابْن سعد فِي الطَّبَقَات اُخْبُرْنَا يزِيد بن هَارُون أَنا جُوَيْبِر عَن الضَّحَّاك قَالَ كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ تَصَدَّى لرجل من قُرَيْش يَدعُوهُ إِلَى الْإِسْلَام فَأقبل عبد الله بن أم مَكْتُوم الْأَعْمَى فَجعل يسْأَل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَهُوَ يعرض عَنهُ وَيَعْبَسَ فِي وَجهه وَيقبل عَلَى الآخر فَعير الله رَسُوله فَقَالَ عبس وَتَوَلَّى ... الْآيَات قَالَ فَدَعَاهُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَأكْرمه واستخلفه فِي الْمَدِينَة مرَّتَيْنِ انْتَهَى وجويبر ضَعِيف
1457 - قَوْله
عَن أبي بكر الصّديق رَضِيَ اللَّهُ عَنْه انه سُئِلَ عَن الْأَب فَقَالَ أَي سَمَاء تُظِلنِي وَأي ارْض تُقِلني إِذا قلت فِي كتاب الله بِمَا لَا علم لي بِهِ(4/157)
قلت رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي فَضَائِل الْقُرْآن وَعبد بن حميد فِي تَفْسِيره قَالَا ثَنَا مُحَمَّد بن عبيد عَن الْعَوام بن حَوْشَب عَن إِبْرَاهِيم التَّيْمِيّ أَن أَبَا بكر سُئِلَ عَن قَوْله تَعَالَى وَفَاكِهَة وَأَبا فَقَالَ أَي سَمَاء تُظِلنِي وَأي أَرض تُقِلني إِذا قلت فِي كتاب الله تَعَالَى مَا لَا أعلم انْتَهَى
وَمن طَرِيق عبد بن حميد رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره
وَرَوَاهُ أَبُو عبيد الْقَاسِم بن سَلام فِي كتاب فَضَائِل الْقُرْآن ثَنَا مُحَمَّد بن يزِيد عَن الْعَوام بن حَوْشَب وَفِيه انْقِطَاع بَين إِبْرَاهِيم التَّيْمِيّ وَالصديق
وَرَوَاهُ ابْن عبد الْبر فِي كتاب الْعلم من حَدِيث مُوسَى بن هَارُون الْحمال ثَنَا يَحْيَى الْحمانِي ثَنَا حَفْص عَن الْحسن بن عبيد الله عَن إِبْرَاهِيم النَّخعِيّ عَن أبي معمر عَن أبي بكر ... فَذكره ثمَّ قَالَ وَرَوَاهُ عَن أبي بكر أَيْضا مَيْمُون ابْن مهْرَان وعامر الشّعبِيّ وَابْن أبي مليكَة انْتَهَى
1458 - قَوْله
عَن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه انه قرا هَذِه الْآيَة فَقَالَ كل هَذَا قد عرفنَا فَمَا الْأَب ثمَّ رفض عَصا كَانَت فِي يَده وَقَالَ هَذَا لعمر الله التَّكَلُّف يَا ابْن أم عمر أَلا تَدْرِي مَا الْأَب ثمَّ قَالَ ابْتَغوا مَا تبين لكم من هَذَا الْكتاب وَمَا لَا فَدَعوهُ
قلت رَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك من حَدِيث يزِيد بن هَارُون أَنا ابْن حميد عَن أنس وَعَن يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم بن سعد ثَنَا أبي عَن صَالح عَن ابْن شهَاب أَن أنس أخبرهُ أَنه سمع عمر بن الْخطاب يقْرَأ فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حبا وَعِنَبًا وَقَضْبًا وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا وَحَدَائِق غلبا وَفَاكِهَة وَأَبا قَالَ كل هَذَا قد عرفنَا فَمَا الْأَب ثمَّ نقض عَصا كَانَت فِي يَده وَقَالَ هَذَا لعمر الله التَّكَلُّف اتبعُوا مَا تبين لكم من هَذَا الْكتاب وَمَا لَا فَدَعوهُ انْتَهَى وَقَالَ هَذَا صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ(4/158)
وَلم يخرجَاهُ انْتَهَى
وَعَن الْحَاكِم رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب التَّاسِع عشر بالسند الثَّانِي وَكَذَلِكَ الثَّعْلَبِيّ رَوَاهُ بالسند الثَّانِي
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه من حَدِيث أبي الْيَمَان أَنا شُعَيْب بن أبي حَمْزَة عَن الزُّهْرِيّ بِهِ
وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُسْند الشاميين وَكَذَلِكَ الطَّبَرِيّ رَوَاهُ من طَرِيق ابْن وهب أَنا يُونُس وَعَمْرو بن الْحَارِث عَن ابْن شهَاب عَن أنس فَذكره كلهم بِلَفْظ الْحَاكِم
فَائِدَة رَوَى الْحَاكِم فِي كتاب الصَّوْم فِي الْمُسْتَدْرك عَن عمر بن الْخطاب أَنه سَأَلَ ابْن عَبَّاس عَن الْأَب فَقَالَ هُوَ نبت الأَرْض مِمَّا يَأْكُلهُ الدَّوَابّ والأنعام وَلَا يَأْكُلهُ النَّاس مُخْتَصر وَقَالَ صَحِيح عَلَى شَرط مُسلم
1459 - الحَدِيث الثَّانِي
فِي الحَدِيث من كثرت صلَاته بِاللَّيْلِ حسن وَجهه بِالنَّهَارِ
قلت رَوَاهُ ابْن ماجة من حَدِيث جَابر وَقد تقدم مُسْتَوفى فِي سُورَة الْفَتْح
1460 - الحَدِيث الثَّالِث
عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ من قَرَأَ سُورَة عبس جَاءَ الْقِيَامَة وَوَجهه ضَاحِك مُسْتَبْشِرٍ
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث سَلام بن سليم ثَنَا هَارُون بن كثير عَن زيد ابْن أسلم عَن أَبِيه عَن أبي أُمَامَة عَن أبي بن كَعْب مَرْفُوعا ... فَذكره
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه فِي آل عمرَان
وَرَوَاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط بِسَنَدِهِ فِي يُونُس(4/159)
سُورَة التكوير(4/162)
فِيهَا حديثان
1461 - الحَدِيث الأول
عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ انه قَالَ يحْشر النَّاس حُفَاة عُرَاة فَقَالَت أم سَلمَة كَيفَ بِالنسَاء فَقَالَ شغل النَّاس يَا أم سَلمَة قَالَت وَمَا شغلهمْ قَالَ نشر الصُّحُف فِيهَا مَثَاقِيل الذَّر وَمَثَاقِيل الْخَرْدَل
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره من حَدِيث سعيد بن سُلَيْمَان عَن عبد الحميد ابْن سُلَيْمَان ثَنَا مُحَمَّد بن أبي مُوسَى عَن عَطاء بن يسَار عَن أم سَلمَة قَالَت سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول يحْشر النَّاس ... فَذكره
والْحَدِيث فِي الصَّحِيحَيْنِ عَن عَائِشَة من رِوَايَة عبد الله بن أبي مليكَة عَن الْقَاسِم عَنْهَا قَالَت سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول يحْشر النَّاس يَوْم الْقِيَامَة حُفَاة عُرَاة غرلًا قَالَت يَا رَسُول الله الرِّجَال وَالنِّسَاء جَمِيعًا ينظر بَعضهم إِلَى بعض قَالَ يَا عَائِشَة الْأَمر أَشد من أَن ينظر بَعضهم إِلَى بعض انْتَهَى وَفِي لفظ للْبُخَارِيّ الْأَمر أد من أَن يهمهم ذَلِك
وَهُوَ فِي مُسْتَدْرك الْحَاكِم فِي تَفْسِير سُورَة عبس من حَدِيث سَوْدَة وَقَالَ فِيهِ صَحِيح عَلَى شَرط مُسلم وَرَوَى ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره حَدِيث عَائِشَة وَحَدِيث سَوْدَة فَقَط
1462 - الحَدِيث الثَّانِي
عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ انه قَالَ من قَرَأَ سُورَة إِذا الشَّمْس(4/163)
كورت) أَعَاذَهُ الله أَن يَفْضَحهُ حِين تنشر صَحِيفَته
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث سَلام بن سليم ثَنَا هَارُون بن كثير عَن زيد بن أسلم عَن أَبِيه عَن أبي أُمَامَة عَن أبي بن كَعْب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه فِي آل عمرَان
وَرَوَاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط بِسَنَدِهِ فِي يُونُس(4/164)
سُورَة الانفطار(4/166)
فِيهَا حديثان
1463 - قَوْله
عَن عَلّي رَضِيَ اللَّهُ عَنْه انه صَاح بِغُلَام لَهُ مَرَّات فَلم يُلَبِّهِ فَنظر فَإِذا هُوَ بِالْبَابِ فَقَالَ لَهُ مَالك لَا تُجِيبنِي فَقَالَ لِثِقَتِي بِحِلْمِك وَأَمني من عُقُوبَتك فَاسْتحْسن جَوَابه وَأعْتقهُ
1464 - الحَدِيث الأول
قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لما تَلا قَوْله تَعَالَى مَا غَرَّك بِرَبِّك الْكَرِيم قَالَ غره جَهله
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ أخبرنَا أَبُو عبد الله بن فَنْجَوَيْهِ واسْمه الْحُسَيْن بن مُحَمَّد ثَنَا أَبُو عَلّي بن حَنش الْمقري ثَنَا أَبُو الْقَاسِم بن الْفضل الْمقري ثَنَا عَلّي بن الْحُسَيْن الْمقدمِي وَعلي بن هَاشم قَالَا ثَنَا كثير بن هِشَام ثَنَا جَعْفَر بن برْقَان ثَنَا صَالح ابْن مِسْمَار قَالَ بَلغنِي أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ تَلا هَذِه الْآيَة يأيها الْإِنْسَان مَا غَرَّك بِرَبِّك الْكَرِيم قَالَ غره جَهله
وَعَن الثَّعْلَبِيّ رَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط بِسَنَدِهِ وَمَتنه
وَرَوَاهُ أَبُو عبيد الْقَاسِم بن سَلام فِي كتاب فَضَائِل الْقُرْآن حَدثنَا كثير ابْن هِشَام وَذكره سَوَاء إِلَّا أَنه قَالَ غره حلمه وَالنُّسْخَة صَحِيحَة(4/167)
1465 - الحَدِيث الثَّانِي
عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ انه قَالَ من قَرَأَ إِذا السَّمَاء انفطرت كتب الله لَهُ بِعَدَد كل قَطْرَة من السَّمَاء حَسَنَة وَبِعَدَد كل قبر حَسَنَة
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث سَلام بن سليم ثَنَا هَارُون بن كثير عَن زيد بن اسْلَمْ عَن أَبِيه عَن أبي أُمَامَة عَن أبي بن كَعْب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره وَزَاد وَأصْلح لَهُ شَأْنه يَوْم الْقِيَامَة انْتَهَى
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه فِي آل عمرَان
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط بِسَنَدِهِ فِي يُونُس(4/168)
سُورَة المطففين(4/170)
ذكر فِيهَا ثَلَاثَة أَحَادِيث
1466 - الحَدِيث الأول
رُوِيَ أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قدم الْمَدِينَة وَكَانُوا أَخبث كَيْلا فَنزلت فَأحْسنُوا الْكَيْل
وَقيل قدمهَا وَبهَا رجل يعرف بِأبي جُهَيْنَة وَمَعَهُ صَاعَانِ يَكِيل بِأَحَدِهِمَا وَيَكْتَال بِالْآخرِ
وَقيل كَانَ أهل الْمَدِينَة تجارًا يُطَفِّفُونَ وَكَانَت مُبَايَعَتهمْ الْمُنَابذَة وَالْمُلَامَسَة وَالْمُخَابَرَة فَنزلت فَخرج رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فقرأها عَلَيْهِم وَقَالَ خمس بِخمْس قيل يَا رَسُول الله وَمَا خمس بِخمْس قَالَ مَا نقض قوم الْعَهْد إِلَّا سلط الله عَلَيْهِم الْفقر وَمَا ظَهرت فيهم الْفَاحِشَة إِلَّا فَشَا فيهم الْمَوْت وَلَا طَفَّفُوا الْكَيْل إِلَّا منعُوا النَّبَات وَأخذُوا بِالسِّنِينَ وَلَا منعُوا الزَّكَاة إِلَّا حبس عَنْهُم الْقطر
قلت
الأول رَوَاهُ النَّسَائِيّ فِي التَّفْسِير من حَدِيث يزِيد بن أبي سعيد النَّحْوِيّ عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس قَالَ لما قدم رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الْمَدِينَة فَكَانُوا من أَخبث النَّاس كَيْلا فَأنْزل الله تَعَالَى ويل لِلْمُطَفِّفِينَ ... إِلَى أخر الْآيَة فَأحْسنُوا الْكَيْل بعد ذَلِك انْتَهَى
وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الرَّابِع عشر من الْقسم الثَّالِث(4/171)
وَالْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك فِي الْبيُوع وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ انْتَهَى
وَالثَّانِي نَقله الثَّعْلَبِيّ عَن السّديّ وَكَذَلِكَ الواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول وَفِي الْوَسِيط
وَالثَّالِث غَرِيب
وَحَدِيث خمس بِخمْس رَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك فِي كتاب الْجِهَاد من حَدِيث بشر بن المُهَاجر عَن عبد الله بن بُرَيْدَة عَن أَبِيه قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مَا نقض قوم الْعَهْد إِلَّا كَانَ الْقَتْل فيهم وَلَا ظَهرت فيهم فَاحِشَة إِلَّا سلط الله عَلَيْهِم الْمَوْت وَلَا منع قوم الزَّكَاة إِلَّا حبس الله عَنْهُم الْقطر وَمَا نَقَصُوا الْمِكْيَال وَالْمِيزَان إِلَّا أخذُوا بِالسِّنِينَ وَمَا حكمُوا بِغَيْر مَا أنزل الله إِلَّا فَشَا فيهم الْفقر انْتَهَى وَقَالَ صَحِيح عَلَى شَرط مُسلم وَلم يخرجَاهُ
وَرُوِيَ فِي كتاب الْفِتَن من حَدِيث حَفْص بن غيلَان عَن عَطاء بن أبي رَبَاح عَن عبد الله بن عمر مَرْفُوعا نَحوه وَصَححهُ
وَرُوِيَ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه من حَدِيث إِسْحَاق بن عبد الله بن كيسَان حَدثنِي أبي عَن الضَّحَّاك بن مُزَاحم عَن مُجَاهِد وَطَاوُس عَن ابْن عَبَّاس مَرْفُوعا نَحوه وَقَالَ فِيهِ وَلَا طَفَّفُوا الْمِكْيَال إِلَّا منعُوا النَّبَات أخذُوا بِالسِّنِينَ
1467 - الحَدِيث الثَّانِي
رُوِيَ أَن الْمَلَائِكَة لتَصْعَد بِعَمَل العَبْد فيستقلونه فَإِذا انْتَهوا بِهِ إِلَى مَا شَاءَ الله من سُلْطَانه أوحى إِلَيْهِم أَنْتُم الْحفظَة عَلَى عبَادي وَأَنا(4/172)
الرَّقِيب عَلَى مَا فِي قلبه وَإنَّهُ قد أخْلص عمله فَاجْعَلُوهُ فِي عليين فقد غفرت لَهُ وَإِنَّهَا لتَصْعَد بِعَمَل العَبْد فَيُزَكُّونَهُ فَإِذا انْتَهوا بِهِ إِلَى مَا شَاءَ أوحى إِلَيْهِم أَنْتُم الْحفظَة عَلَى عَبدِي وَأَنا الرَّقِيب عَلَى قلبه وَإنَّهُ لم يخلص عمله فَاجْعَلُوهُ فِي سِجِّين
قلت رَوَاهُ ابْن الْمُبَارك فِي كتاب الزّهْد وَالرَّقَائِق أخبرنَا أَبُو بكر بن أبي مَرْيَم الغساني عَن ضَمرَة بن حبيب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِن الْمَلَائِكَة ليصعدون بِعَمَل العَبْد فيستقلونه وَيَحْتَقِرُونَهُ حَتَّى ينْتَهوا بِهِ حَيْثُ شَاءَ الله من سُلْطَانه فَيُوحِي الله إِلَيْهِم إِنَّكُم حفظَة عَلَى عمل عَبدِي وَأَنا رَقِيب عَلَى مَا فِي نَفسه فضاعفوا لَهُ واكتبوه لَهُ فِي عليين وَإِن الْمَلَائِكَة ليرفعون عمل العَبْد من عباد الله فيكثرونه ويزكونه حَتَّى ينْتَهوا بِهِ حَيْثُ شَاءَ الله بن سُلْطَانه فَيُوحِي الله إِلَيْهِم أَنكُمْ حفظَة عَلَى عمل عَبدِي وَأَنا رَقِيب عَلَى مَا فِي نَفسه إِن عَبدِي هَذَا لم يخلص لي عمله فَاجْعَلُوهُ فِي سِجِّين انْتَهَى
1468 - الحَدِيث الثَّالِث
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من قَرَأَ سُورَة المطففين سقَاهُ الله من الرَّحِيق الْمَخْتُوم يَوْم الْقِيَامَة
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره من حَدِيث سَلام بن سليم الْمَدَائِنِي ثَنَا هَارُون ابْن كثير عَن زيد بن أسلم عَن أَبِيه عَن أبي أُمَامَة عَن أبي بن كَعْب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من قَرَأَ سُورَة المطففين ... إِلَى آخِره
قَالَ ابْن أبي حَاتِم فِي علله قَالَ أبي سَلام بن سليم هُوَ سَلام الطَّوِيل وَهُوَ مَتْرُوك الحَدِيث
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره حَدثنَا أَبُو عَمْرو احْمَد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم ثَنَا أَبُو أُميَّة مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم ثَنَا عَمْرو بن سُفْيَان الْقطيعِي ثَنَا الْحسن بن عجلَان(4/173)
وَهُوَ ابْن أبي جَعْفَر الْجفْرِي ثَنَا عَلّي بن زيد عَن زر بن حُبَيْش عَن أبي ابْن كَعْب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من قَرَأَ ويل لِلْمُطَفِّفِينَ سقَاهُ الله من الرَّحِيق الْمَخْتُوم قيل يَا رَسُول الله وَمَا الرَّحِيق الْمَخْتُوم قَالَ غُدْرَان الْخمر انْتَهَى
وَرَوَاهُ أَيْضا بسنديه فِي آل عمرَان بِلَفْظ المُصَنّف
وَرَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط بِسَنَدِهِ فِي يُونُس(4/174)
سُورَة الانشقاق(4/176)
ذكر فِيهَا خَمْسَة أَحَادِيث
1469 - الحَدِيث الأول
قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مَا أذن الله لشَيْء كَإِذْنِهِ لنَبِيّ يتَغَنَّى بِالْقُرْآنِ
قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَقد تقدم فِي سُورَة إِبْرَاهِيم
1470 - الحَدِيث الثَّانِي
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ من يُحَاسب يعذب فَقيل يَا رَسُول الله فَسَوف يُحَاسب حسابا يَسِيرا قَالَ ذَلِك الْعرض من نُوقِشَ فِي الْحساب عذب
قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي التَّفْسِير وَفِي الْعلم وَمُسلم فِي صفة الْقِيَامَة من حَدِيث عبد الله بن أبي مليكَة عَن عَائِشَة قَالَت سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول من حُوسِبَ يَوْم الْقِيَامَة عذب فَقلت أَلَيْسَ قد قَالَ الله فَسَوف يُحَاسب حسابا يَسِيرا قَالَ لَيْسَ ذَلِك الْحساب إِنَّمَا ذَلِك الْعرض من نُوقِشَ الْحساب يَوْم الْقِيَامَة عذب انْتَهَى
1471 - الحَدِيث الثَّالِث
رُوِيَ أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَرَأَ ذَات يَوْم واسجد واقترب فَسجدَ هُوَ وَمن مَعَه من الْمُؤمنِينَ وقريش تصفق فَوق رؤوسهم وَتَصْفَر فَنزلت(4/177)
وَإِذا قرئَ عَلَيْهِم الْقُرْآن لَا يَسْجُدُونَ
1472 - الحَدِيث الرَّابِع
عَن أبي هُرَيْرَة انه سجد فِي إِذا السَّمَاء انشقت وَقَالَ وَالله مَا سجدت فِيهَا إِلَّا بعد أَن رَأَيْت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ سجد فِيهَا
قلت وَرَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم من حَدِيث أبي رَافع عَن أبي هُرَيْرَة انه قَرَأَ إِذا السَّمَاء انشقت فَسجدَ فَقلت مَا هَذِه السَّجْدَة قَالَ لَو لم أر النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يسجدها لم أَسجد زَاد فِي رِوَايَة فَلَا أَزَال أَسجد بهَا حَتَّى أَلْقَاهُ انْتَهَى
1473 - الحَدِيث الْخَامِس
عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ من قَرَأَ سُورَة انشقت أَعَاذَهُ الله أَن يُعْطِيهِ كِتَابه وَرَاء ظَهره
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث سَلام بن سليم بِسَنَدِهِ الْمُتَقَدّم وَهَذَا الْمَتْن
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه فِي آل عمرَان
وَبِسَنَد الثَّعْلَبِيّ رَوَاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط(4/178)
سُورَة البروج(4/180)
ذكر فِيهَا خَمْسَة أَحَادِيث
1474 - الحَدِيث الأول
رُوِيَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ انه كَانَ لبَعض الْمُلُوك سَاحر فَلَمَّا كبر ضم إِلَيْهِ خَادِمًا وَكَانَ فِي طَرِيق الْغُلَام رَاهِب فَسمع مِنْهُ فَرَأَى فِي طَريقَة ذَات يَوْم دَابَّة قد حبست النَّاس فَأخذ حجرا وَقَالَ اللَّهُمَّ إِن كَانَ الراهب أحب إِلَيْك من السَّاحر فَاقْتُلْهَا فَقَتلهَا وَكَانَ الْغُلَام بعد ذَلِك يُبرئ الأكمه والأبرص وَيُبرئ من الأدواء إِذْ عمي جليس الْملك فَأَبْرَأهُ فَأَبْصَرَهُ الْملك فَسَأَلَهُ من رد عَلَيْك بَصرك فَقَالَ رَبِّي فَغَضب فَعَذَّبَهُ فَدلَّ عَلَى الْغُلَام فَعَذَّبَهُ فَدلَّ عَلَى الراهب فَلم يرجع الراهب عَن دينه فقد بِالْمِنْشَارِ وَأَبَى الْغُلَام فَذهب بِهِ إِلَى جبل لِيطْرَح من ذروته فَدَعَا فَرَجَفَ بالقوم وطاحوا وَنَجَا فَذَهَبُوا بِهِ إِلَى قُرْقُور فَلَججُوا بِهِ ليغرقوه فَدَعَا فَانْكَفَأت بهم السَّفِينَة فَغَرقُوا وَنَجَا فَقَالَ للْملك لست بِقَاتِلِي حَتَّى تجمع النَّاس فِي صَعِيد وَاحِد وَتَصْلُبنِي عَلَى جذع وَتَأْخُذ سَهْما من كِنَانَتِي وَتقول باسم الله رب الْغُلَام ثمَّ ترميني بِهِ فَرَمَاهُ فَوَقع فِي صَدره فَوضع يَده عَلَيْهِ وَمَات فَقَالَ النَّاس آمنا بِرَبّ الْغُلَام فَقيل للْملك نزل بك مَا كنت تحذر فَأمر بِأَخَادِيدَ فِي أَفْوَاه السكَك وَأوقدت فِيهَا النيرَان فَمن لم يرجع طَرحه فِيهَا حَتَّى جَاءَت امْرَأَة مَعهَا صبي فَتَقَاعَسَتْ أَن تقع فِيهَا فَقَالَ الصَّبِي يَا أُمَّاهُ(4/181)
اصْبِرِي فَإنَّك عَلَى الْحق فَاقْتَحَمت وَقيل لَهَا قَعِي وَلَا تُنَافِقِي وَقيل مَا هِيَ إِلَّا غُمَيْضَة فَصَبَرت
قلت رَوَاهُ مُسلم فِي صَحِيحه فِي آخر الْكتاب وَبَوَّبَ عَلَيْهِ بَاب قصَّة الْأُخْدُود وَأسْندَ إِلَى عبد الرَّحْمَن بن أبي لَيْلَى عَن صُهَيْب أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ كَانَ ملك فِيمَن كَانَ قبلكُمْ وَكَانَ لَهُ سَاحر فَلَمَّا كبر قَالَ للْملك إِنِّي قد كَبرت فَابْعَثْ لي غُلَاما أعلمهُ السحر فَبعث إِلَيْهِ غُلَاما يُعلمهُ فَكَانَ فِي طَرِيقه إِذا سلك رَاهِب وَسمع كَلَامه وَأَعْجَبهُ فَكَانَ إِذا أَتَى السَّاحر مر بِالرَّاهِبِ وَقعد إِلَيْهِ وَإِذا أَتَى السَّاحر ضربه فَشَكا ذَلِك إِلَى الراهب فَقَالَ إِذا خشيت السَّاحر فَقل حَبَسَنِي أَهلِي وَإِذا خشيت أهلك فَقل حَبَسَنِي السَّاحر فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِك إِذْ أَتَى عَلَى دَابَّة عَظِيمَة قد حبست النَّاس فَقَالَ الْيَوْم أعلم السَّاحر أفضل أم الراهب أفضل فَأخذ حجرا فَقَالَ اللَّهُمَّ إِن كَانَ أَمر الراهب أحب إِلَيْك من أَمر السَّاحر فَاقْتُلْ هَذِه الدَّابَّة حَتَّى يمْضِي النَّاس فَرَمَاهَا فَقَتلهَا وَمَضَى النَّاس ... إِلَى آخِره الحَدِيث فِيهِ زِيَادَة وَنقص وَيُقَارب فِي الْمَعْنى
وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ فِي التَّفْسِير وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع السَّادِس من الْقسم الثَّالِث وَفِي آخِره فَجَاءَت امْرَأَة بِابْن لَهَا ترْضِعه وَكَأَنَّهَا تَقَاعَسَتْ أَن تقع فِي النَّار فَقَالَ الصَّبِي يَا أمه اصْبِرِي فَإنَّك عَلَى الْحق وَهُوَ لفظ النَّسَائِيّ أَيْضا
وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ وَقَالَ فِيهِ فَاقْتَحَمت فَقَالَ لَهَا امْضِي وَلَا تُنَافِقِي
وَرَوَاهُ احْمَد وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَأَبُو يعْلى الْموصِلِي وَالْبَزَّار فِي مسانيدهم
وَرَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه فِي كتاب الْمَغَازِي وَقَالَ فِي آخِره وَأما الْغُلَام فَإِنَّهُ دفن وَذكر انه أخرج فِي زمن عمر بن الْخطاب وَيَده عَلَى صُدْغه كَمَا وَضعهَا حِين قتل قَالَ وَالْأُخْدُود بِنَجْرَان انْتَهَى
وَمن طَرِيق عبد الرَّزَّاق رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان(4/182)
فِي الْبَاب السَّادِس عشر بِسَنَدِهِ وَمَتنه وَلَيْسَ عِنْدهم قصَّة الْمَرْأَة قَالَ الْبَزَّار لَا نعلم رَوَاهُ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِلَّا صُهَيْب وَلَا نعلم رَوَاهُ إِلَّا ثَابت الْبنانِيّ عَن عبد الرَّحْمَن ابْن أبي لَيْلَى عَن صُهَيْب انْتَهَى
1475 - الحَدِيث الثَّانِي
عَن عَلّي رَضِيَ اللَّهُ عَنْه أَنهم حِين اخْتلفُوا فِي أَحْكَام الْمَجُوس قَالَ هم أهل كتاب وَكَانُوا مُتَمَسِّكِينَ بِكِتَابِهِمْ وَكَانَت الْخمر قد أحلّت لَهُم فَتَنَاولهَا بعض مُلُوكهمْ فَسَكِرَ فَوَقع عَلَى أُخْته فَلَمَّا صَحا نَدم وَطلب الْمخْرج فَقَالَت لَهُ الْمخْرج أَن تخْطب النَّاس فَتَقول يأيها النَّاس إِن الله قد أحل نِكَاح الْأَخَوَات ثمَّ تخطبهم بعد ذَلِك أَن الله حرمه فَخَطب فَلم يقبلُوا فَقَالَت لَهُ ابْسُطْ فيهم السَّوْط فَلم يقبلُوا فَقَالَت لَهُ ابْسُطْ فيهم السَّيْف فَلم يقبلُوا فَأَمَرته بالأخاديد وَإِيقَاد النَّار وَطرح من أبي فِيهَا فهم الَّذين أَرَادَهُم الله تبَارك وَتَعَالَى بقوله قتل أَصْحَاب الْأُخْدُود ... الْآيَة
قلت رَوَاهُ عبد بن حميد فِي تَفْسِيره عَن الْحسن بن مُوسَى ثَنَا يَعْقُوب بن عبد الله القمي ثَنَا جَعْفَر بن أبي الْمُغيرَة عَن عبد الرَّحْمَن بن أَبْزَى قَالَ لما هزم الْمُسلمُونَ أهل الأسفيدهار انصرفوا فَجَاءَهُمْ نعي عمر فَاجْتمعُوا فَقَالُوا أَي شَيْء يجْرِي عَلَى الْمَجُوس من الْأَحْكَام فَإِنَّهُم لَيْسُوا بِأَهْل كتاب وَلَيْسوا من مُشْركي الْعَرَب فَقَالَ عَلّي بن أبي طَالب بل هم أهل كتاب وَكَانُوا مُتَمَسِّكِينَ بِكِتَابِهِمْ وَكَانَت الْخمر أحلّت لَهُم فَتَنَاولهَا ملك من مُلُوكهمْ فَسَكِرَ فَوَقع عَلَى أُخْته ... إِلَى آخِره سَوَاء
وَمن طَرِيق عبد بن حميد رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره بِسَنَدِهِ وَمَتنه
وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ أَيْضا فِي تَفْسِيره ثَنَا ابْن حميد ثَنَا يَعْقُوب القمي ثَنَا جَعْفَر عَن ابْن أَبْزَى فَذكره إِلَى قَوْله فَوَقع عَلَى أُخْته قَالَ فَلَمَّا ذهب عَنهُ السكر(4/183)
قَالَ لَهَا وَيحك مَا الْمخْرج مِمَّا ابْتليت بِهِ فَقَالَت اخْطُبْ النَّاس فَقل يأيها النَّاس إِن الله قد أحل نِكَاح الْأَخَوَات فَقَالَ النَّاس بَرِئْنَا إِلَى الله من هَذَا القَوْل مَا أَتَانَا بِهِ نَبِي وَلَا وَجَدْنَاهُ فِي كتاب فَرجع إِلَيْهَا نَادِما فَقَالَ لَهَا وَيحك إِن النَّاس قد أَبَوا أَن يقرُّوا بذلك فَقَالَت ابْسُطْ فيهم السِّيَاط فَفعل فَأَبَوا أَيْضا فَرجع إِلَيْهَا نَادِما فَقَالَ إِنَّهُم قد أَبَوا فَقَالَت اُخْطُبْهُمْ فَإِن أَبَوا فَجرد فيهم السَّيْف فَفعل فَأَبَوا عَلَيْهِ أَيْضا فَقَالَ لَهَا إِنَّهُم قد أَبَوا فَقَالَت خد لَهُم الْأُخْدُود ثمَّ اعرضهم عَلَيْهَا فَمن اقر وَإِلَّا فَاقْذِفْهُ فِي النَّار فَأنْزل الله فيهم قتل أَصْحَاب الْأُخْدُود النَّار ذَات الْوقُود إِلَى قَوْله وَلَهُم عَذَاب الْحَرِيق قَالَ فَلم يزَالُوا مُنْذُ ذَلِك يسْتَحلُّونَ نِكَاح الْأُمَّهَات وَالْأَخَوَات وَالْبَنَات انْتَهَى
وَرَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط من حَدِيث الْهَيْثَم بن جميل ثَنَا يَعْقُوب القمي عَن جَعْفَر عَن سعيد بن جُبَير قَالَ لما انهزم أهل أسفيدهار قَالَ عمر ابْن الْخطاب مَا هم يهود وَلَا نَصَارَى وَلَيْسَ لَهُم كتاب فَقَالَ عَلّي بن أبي طَالب لَهُم كتاب وَلكنه رفع وَذَلِكَ أَن ملكا لَهُم سكر ... إِلَى آخِره
وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي كتاب الْمعرفَة فِي أَوَاخِر السّير أخبرنَا أَبُو مَنْصُور الدَّامغَانِي إجَازَة عَن أبي بكر الْإِسْمَاعِيلِيّ عَن يُوسُف بن يَعْقُوب عَن أبي الرّبيع عَن يَعْقُوب القمي بِهِ
1476 - الحَدِيث الثَّالِث
رُوِيَ أَنه وَقع إِلَى نَجْرَان رجل مِمَّن كَانَ عَلَى دين عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام فَدَعَاهُمْ فَأَجَابُوا فَسَار إِلَيْهِم ذُو نواس الْيَهُودِيّ بجُنُوده من حمير فَخَيرهمْ بَين الْيَهُودِيَّة وَالنَّار فَأَبَوا فَأحرق مِنْهُم اثْنَي عشر ألفا فِي الأخاديد وَقتل سبعين ألفا وَذكر أَن طول الْأُخْدُود أَرْبَعُونَ ذِرَاعا وَعرضه اثْنَا عشر ذِرَاعا(4/184)
قلت رَوَاهُ ابْن هِشَام فِي أَوَائِل السِّيرَة حَدثنَا زِيَاد بن عبد الله البكائي عَن مُحَمَّد بن إِسْحَاق حَدثنِي يزِيد بن زِيَاد عَن مُحَمَّد بن كَعْب الْقرظِيّ إِن أهل نَجْرَان كَانُوا أهل شرك يعْبدُونَ الْأَوْثَان ... فَذكر الْخَبَر بِطُولِهِ إِلَى أَن قَالَ وَاسْتَجْمَعَ أهل نَجْرَان عَلَى دين عبد الله بن الثَّامِر وَكَانَ عَلَى مَا جَاءَ بِهِ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام من الْإِنْجِيل وَحكمه وَجعل عبد الله بن الثَّامِر لَا يجد بِنَجْرَان أحدا بِهِ ضرّ إِلَّا أَتَاهُ فَاتبعهُ عَلَى أمره ودعا لَهُ فَعُوفِيَ فَمن هُنَالك كَانَ أصل النَّصْرَانِيَّة بِنَجْرَان حَتَّى رفع شَأْنه إِلَى ملك نَجْرَان فَدَعَاهُ ثمَّ أرسل بِهِ إِلَى جبل عَظِيم فَأَلْقَاهُ من أَعْلَاهُ إِلَى الأَرْض فَقَامَ لَيْسَ بِهِ بَأْس ثمَّ بعث بِهِ فَأَلْقَاهُ فِي بَحر بعيد الْغَوْر فَخرج بِهِ لَيْسَ بِهِ بَأْس فَقَالَ لَهُ عبد الله بن الثَّامِر إِنَّك لن تقدر عَلّي حَتَّى توَحد الله فَوحد الْملك الله وآمن بِهِ ثمَّ أَخذ الْملك عَصا فَضرب بهَا عبد الله بن الثَّامِر فَشَجَّهُ فَهَلَك وَهلك الْملك وَاجْتمعت أهل نَجْرَان عَلَى دين عبد الله بن الثَّامِر فَسَار إِلَيْهِم ذُو نواس بجُنُوده فَدَعَاهُمْ إِلَى الْيَهُودِيَّة وَخَيرهمْ بَين ذَلِك وَالْقَتْل فَاخْتَارُوا الْقَتْل فَخدَّ لَهُم الْأُخْدُود فَحرق بالنَّار وَقتل بِالسَّيْفِ وَمثل بهم حَتَّى قتل عشْرين ألفا فَفِي ذِي نواس وَجُنُوده انْزِلْ الله تَعَالَى قتل أَصْحَاب الْأُخْدُود النَّار ذَات الْوقُود الْآيَة انْتَهَى مُلَفقًا من كَلَام طَوِيل
وَنَقله الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره عَن مُحَمَّد بن إِسْحَاق عَن وهب بن مُنَبّه أَن رجلا كَانَ عَلَى دين عِيسَى فَوَقع إِلَى نَجْرَان فَدَعَاهُمْ فَأَجَابُوهُ فَسَار إِلَيْهِم ذُو نواس الْيَهُودِيّ فَخَيرهمْ بَين الْيَهُودِيَّة وَالنَّار فَأَبَوا عَلَيْهِ فَخدَّ الأخاديد فَأحرق اثْنَي عشر ألفا
وَقَالَ الْكَلْبِيّ كَانَ أَصْحَاب الْأُخْدُود سبعين ألفا وهم نَصَارَى نَجْرَان وَذَلِكَ أَن ملكا بِنَجْرَان أَخذ بهَا قوما مُؤمنين فَخدَّ لَهُم فِي الأَرْض سَبْعَة أخاديد طول كل أخدُود أَرْبَعُونَ ذِرَاعا وَعرضه اثْنَا عشر ذِرَاعا ثمَّ طرح فِيهَا النفط وَالنَّار ثمَّ عرضهمْ عَلَيْهَا فَمن أَبَى قَذَفُوهُ فِيهَا وَمن رَضِي تَرَكُوهُ إِلَى آخر الْقِصَّة(4/185)
1477 - الحَدِيث الرَّابِع
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ انه كَانَ إِذا ذكر أَصْحَاب الْأُخْدُود تعوذ من جهد الْبلَاء
قلت رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي أَبْوَاب كَلَام الْأَنْبِيَاء فِي بَاب كَلَام النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ثَنَا أَبُو أُسَامَة عَن عَوْف عَن الْحسن قَالَ كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذا ذكر أَصْحَاب الْأُخْدُود تعوذ من جهد الْبلَاء انْتَهَى
1478 - الحَدِيث الْخَامِس
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ انه قَالَ من قَرَأَ سُورَة البروج أعطَاهُ الله بِعَدَد كل يَوْم جُمُعَة وكل يَوْم عَرَفَة تكون فِي الدُّنْيَا عشر حَسَنَات
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ اخبرني مُحَمَّد بن الْقَاسِم ثَنَا إِسْمَاعِيل بن نجيد ثَنَا مُحَمَّد ابْن إِبْرَاهِيم بن سعد ثَنَا سعيد بن حَفْص قَالَ قَرَأت عَلَى معقل بن عبيد الله عَن عِكْرِمَة بن خَالِد عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس عَن أبي بن كَعْب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من قَرَأَ وَالسَّمَاء ذَات البروج ... إِلَى آخِره
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بِسَنَدِهِ فِي آل عمرَان
وَرَوَاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط بِسَنَدِهِ فِي يُونُس(4/186)
سُورَة الطارق(4/188)
ذكر فِيهَا ثَلَاثَة أَحَادِيث
1479 - الحَدِيث الأول
رُوِيَ أَن أَبَا طَالب كَانَ عِنْد رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَانْحَطَّ نجم فَامْتَلَأَ مَاء ثمَّ نورا فَفَزعَ أَبُو طَالب وَقَالَ أَي شَيْء هَذَا فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام هَذَا نجم رمي بِهِ وَهُوَ آيَة من آيَات الله تَعَالَى فَعجب أَبُو طَالب فَنزلت
قلت هَكَذَا هُوَ فِي تَفْسِير الثَّعْلَبِيّ وَأَسْبَاب النُّزُول لِلْوَاحِدِيِّ
1480 - الحَدِيث الثَّانِي
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ انه قَالَ وكل بِالْمُؤمنِ مائَة وَسِتُّونَ ملكا يَذبُّونَ عَنهُ كَمَا يذب عَن قَصْعَة الْعَسَل الذُّبَاب وَلَو وكل العَبْد إِلَى نَفسه طرفَة عين لَاخْتَطَفَتْهُ الشَّيَاطِين
قلت رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه من حَدِيث عفير بن معدان عَن سليم بن عَامر عَن أبي أُمَامَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وكل بِالْمُؤمنِ مائَة وَسِتُّونَ ملكا يَذبُّونَ عَنهُ مَا لم يقدر عَلَيْهِ من ذَلِك الْبَصَر عَلَيْهِ سَبْعَة أَمْلَاك يَذبُّونَ عَنهُ كَمَا يذب عَن قَصْعَة الْعَسَل الذُّبَاب فِي الْيَوْم الصَّائِف وَلَو وكل العَبْد ... إِلَى آخِره(4/189)
وَبِهَذَا الْإِسْنَاد رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره وَهُوَ مَعْلُول بعفير
1481 - الحَدِيث الثَّالِث
عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من قَرَأَ سُورَة الطارق أعطَاهُ الله تَعَالَى بِكُل نجم فِي السَّمَاء عشر حَسَنَات
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث سَلام بن سليم ثَنَا هَارُون بن كثير عَن زيد بن أسلم عَن أَبِيه عَن أبي أُمَامَة عَن أبي بن كَعْب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه فِي آل عمرَان
وَبِسَنَد الثَّعْلَبِيّ رَوَاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط(4/190)
سُورَة الْأَعْلَى(4/192)
ذكر فِيهَا أَرْبَعَة أَحَادِيث
1482 - الحَدِيث الأول
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه لما نزلت فسبح باسم رَبك الْعَظِيم قَالَ اجْعَلُوهَا فِي ركوعكم وَلما نزلت سبح اسْم رَبك الْأَعْلَى قَالَ اجْعَلُوهَا فِي سُجُودكُمْ
قلت رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَابْن مَاجَه فِي سُنَنهمَا فِي الصَّلَاة من حَدِيث ثَابت بن عَامر عَن عقبَة بن عَامر قَالَ لما نزلت فسبح باسم رَبك الْعَظِيم قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ اجْعَلُوهَا فِي ركوعكم فَلَمَّا نزلت سبح اسْم رَبك الْأَعْلَى قَالَ اجْعَلُوهَا فِي سُجُودكُمْ انْتَهَى
وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه وَالْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ انْتَهَى
وَرَوَاهُ احْمَد وَأَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ وَزَاد فِي رِوَايَة لأبي دَاوُد وَكَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذا ركع قَالَ سُبْحَانَ رَبِّي الْعَظِيم وَبِحَمْدِهِ ثَلَاثًا وَإِذا سجد قَالَ سُبْحَانَ رَبِّي الْأَعْلَى وَبِحَمْدِهِ ثَلَاثًا ثمَّ قَالَ أَخَاف أَلا تكون هَذِه الزِّيَادَة مَحْفُوظَة
1483 - الحَدِيث الثَّانِي
رُوِيَ أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ اسقط آيَة فِي قِرَاءَته فِي الصَّلَاة فَحسب أبي بن كَعْب أَنَّهَا نسخت فَسَأَلَهُ فَقَالَ نسيتهَا(4/193)
قلت رَوَاهُ النَّسَائِيّ فِي سنَنه الْكُبْرَى فِي كتاب المناقب ثَنَا سُفْيَان عَن سَلمَة بن كهيل عَن ذَر عَن سعيد بن عبد الرَّحْمَن بن أَبْزَى عَن أَبِيه قَالَ صَلَّى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الْفجْر فَترك آيَة فَقَالَ أَفِي الْقَوْم أبي بن كَعْب فَقَالَ أبي يَا رَسُول الله أَنْسَخْت آيَة كَذَا وَكَذَا أم نسيتهَا قَالَ لَا بل نسيتهَا انْتَهَى
وَرَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه وَفِي مُسْنده وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَقَالا فِيهِ فَضَحِك ثمَّ قَالَ بل نسيتهَا انْتَهَى
وَكَذَلِكَ البُخَارِيّ فِي كِتَابه الْمُفْرد فِي الْأَدَب فِي الْقِرَاءَة خلف الإِمَام بِسَنَدِهِ وَمتْن الطَّبَرَانِيّ
وَإِسْنَاده عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَعبد الرَّحْمَن بن أَبْزَى مُخْتَلف فِي صحبته قَالَ البُخَارِيّ لَهُ صُحْبَة وَقَالَ أَبُو حَاتِم أدْرك النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَصَلى خَلفه وَقَالَ ابْن أبي دَاوُد تَابِعِيّ وَكَذَا ذكره ابْن حبَان فِي ثِقَات التَّابِعين
قلت الصَّوَاب الأول فَفِي صَحِيح البُخَارِيّ فِي بَاب السّلم عَن مُحَمَّد ابْن أبي مجَالد قَالَ أَرْسلنِي أَبُو بردة وَعبد الله بن شَدَّاد إِلَى عبد الرَّحْمَن بن أَبْزَى وَعبد الله بن أبي أَوْفَى فَسَأَلتهمَا عَن السّلف فَقَالَا كُنَّا نصيب الْمَغَانِم مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَتَأْتِينَا أَنْبَاط من أَنْبَاط الشَّام فَنُسلفهُمْ فِي الْحِنْطَة وَالشعِير وَالزَّبِيب إِلَى أجل مُسَمَّى وَفِي لفظ لَهُ قَالَ أَرْسلنِي أَبُو بردة وَعبد الله بن شَدَّاد إِلَى عبد الله ابْن أبي أَوْفَى سَأَلته عَن السّلف فَقَالَ كُنَّا نُسلف عَلَى عهد رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَأبي بكر وَعمر فِي الْحِنْطَة وَالشعِير وَالزَّبِيب قَالَ وَسَأَلت ابْن أَبْزَى فَقَالَ مثل ذَلِك انْتَهَى فَفِي هَذَا تَصْرِيح بِصُحْبَة عبد الرَّحْمَن بن أَبْزَى
وَفِي سنَن أبي دَاوُد أَنه صَلَّى مَعَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَذكره فِي الصَّلَاة فِي بَاب تَمام التَّكْبِير ثَنَا مُحَمَّد بن بشار ثَنَا أَبُو دَاوُد ثَنَا شُعْبَة بِسَنَد النَّسَائِيّ وَمَتنه
قَالَ الْمُنْذِرِيّ فِي مُخْتَصره وَرَوَاهُ البُخَارِيّ فِي تَارِيخه الْكَبِير قَالَ وَحَكَى عَن أبي دَاوُد الطَّيَالِسِيّ انه قَالَ هَذَا عندنَا بَاطِل قَالَ الْمُنْذِرِيّ وَالْأَحَادِيث الثَّابِتَة عَلَى خلاف هَذَا الحَدِيث وَمَعْنَاهُ أَي كَانَ لَا يَأْتِي بِالتَّكْبِيرِ فِي الِانْتِقَالَات كلهَا(4/194)
إِنَّمَا يَأْتِي بِهِ فِي بَعْضهَا انْتَهَى كَلَامه
وَرَوَاهُ ابْن سعد فِي الطَّبَقَات وَلَفظه فِيهِ فَكَانَ إِذا سجد لَا يكبر قَالَ وَهُوَ قَول مُحَمَّد بن سِيرِين وَالقَاسِم وَغَيرهمَا وَقَالَ ابْن سعد وَكَانَ عبد الرَّحْمَن بن أَبْزَى من أَصْحَاب النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ انْتَهَى
ثمَّ ذكره ابْن سعد فِي بَاب ذكر من نزل مَكَّة بعد الْهِجْرَة من الصَّحَابَة فعد جمَاعَة مِنْهُم عبد الرَّحْمَن بن أَبْزَى عَن أَبِيه قَالَ شهِدت مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ جَنَازَة فَلَمَّا تقدم ليُصَلِّي عَلَيْهِ الْتفت فَإِذا هُوَ بِامْرَأَة فَطُرِدَتْ ثمَّ صَلَّى عَلَيْهَا انْتَهَى
وَرَوَى الطَّحَاوِيّ فِي شرح الْآثَار حَدِيث أبي دَاوُد بِلَفْظِهِ ثمَّ قَالَ وَبِهَذَا اخذ بَنو أُميَّة فَكَانُوا لَا يكبرُونَ فِي حَال الْخَفْض وَيُكَبِّرُونَ فِي حَال الرّفْع وَالْأَحَادِيث الثَّابِتَة عَلَى خلاف ذَلِك انه عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَامُ كَانَ يكبر فِي كل خفض وَرفع انْتَهَى
وَرَوَى الطَّحَاوِيّ أَيْضا عَن عبد الرَّحْمَن بن أَبْزي انه صَلَّى مَعَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الْوتر فَقَرَأَ فِي الرَّكْعَة الأولَى سبح اسْم رَبك الْأَعْلَى وَفِي الثَّانِيَة قل يأيها الْكَافِرُونَ وَفِي الثَّالِثَة قل هُوَ الله اُحْدُ وَرِجَاله ثِقَات
وَرَوَاهُ النَّسَائِيّ فِي الكنى أَيْضا عَن شُعْبَة عَن الْحسن بن عمرَان سَمِعت سعيد بن عبد الرَّحْمَن بن أَبْزَى عَن أَبِيه انه صَلَّى مَعَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَكَانَ لَا يتم التَّكْبِير انْتَهَى
وَقد أسْندهُ أَبُو بشر الدولابي من حَدِيث أبي بن كَعْب فِي كِتَابه الَّذِي جمعه من أَحَادِيث سُفْيَان فَقَالَ ثَنَا عَمْرو بن عَلّي وَبُنْدَار قَالَا ثَنَا يَحْيَى بن سعيد ثَنَا سُفْيَان الثَّوْريّ ثني سَلمَة بن كهيل عَن ذَر عَن سعيد بن عبد الرَّحْمَن بن أَبْزَى عَن أَبِيه عَن أبي بن كَعْب قَالَ صَلَّى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ صَلَاة الْفجْر ... إِلَى آخِره ثمَّ قَالَ لم يقل غَيره وَفِيه عَن أبي بن كَعْب انْتَهَى(4/195)
1484 - الحَدِيث الثَّالِث
عَن أبي ذَر أَنه سَأَلَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كم أنزل الله من كتاب فَقَالَ مائَة وَأَرْبَعَة كتب مِنْهَا عَلَى آدم عشر صحف وَعَلَى شِيث خَمْسُونَ وَعَلَى إِبْرَاهِيم عشر صحايف وَعَلَى أَخْنُوخ وَهُوَ إِدْرِيس ثَلَاثُونَ صحيفَة والتوراة وَالْإِنْجِيل وَالزَّبُور وَالْفرْقَان
قلت رَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الثَّالِث من الْقسم الأول من حَدِيث أبي إِدْرِيس الْخَولَانِيّ عَن أبي ذَر قَالَ دخلت الْمَسْجِد يَوْمًا فَإِذا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ جَالس وَحده قَالَ يَا أَبَا ذَر إِن لِلْمَسْجِدِ تَحِيَّة وَإِن تحيته رَكْعَتَانِ فَقُمْ فَارْكَعْهُمَا قَالَ فَقُمْت فَرَكَعْتهمَا ... إِلَى أَن قَالَ يَا رَسُول الله كم عدد الْأَنْبِيَاء قَالَ مائَة ألف وَعِشْرُونَ ألفا قلت يَا رَسُول الله كم الرُّسُل مِنْهَا قَالَ ثَلَاثمِائَة وَثَلَاثَة عشر جما غفيرا قلت يَا رَسُول الله من كَانَ أَوَّلهمْ قَالَ آدم قلت يَا رَسُول الله أَنَبِي مُرْسل قَالَ نعم قلت يَا رَسُول الله كَمَا كتابا انزله الله قَالَ مائَة وَأَرْبَعَة كنت عَلَى مُوسَى قبل التَّوْرَاة عشر صَحَائِف وَعَلَى إِبْرَاهِيم عشر صَحَائِف وَانْزِلْ عَلَى شِيث خمسين وَأنزل عَلَى أَخْنُوخ ثَلَاثِينَ صحيفَة وَأنزل التَّوْرَاة وَالْإِنْجِيل وَالزَّبُور وَالْفرْقَان مُخْتَصر وَقد تقدم بِتَمَامِهِ فِي سُورَة الْحَج
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك فِي الْفَضَائِل من حَدِيث عبيد بن عُمَيْر عَن أبي ذَر فَذكره وَسكت عَنهُ وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَالْبَيْهَقِيّ فِي أول شعب الْإِيمَان وَأَبُو نعيم الْحَافِظ فِي الْحِلْية فِي تَرْجَمَة أبي ذَر كلهم بِلَفْظ ابْن حبَان سَوَاء
وَكَأن الْوَهم من المُصَنّف فِي قَوْله عَلَى آدم عشر صحف(4/196)
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بِلَفْظ ابْن حبَان
1485 - الحَدِيث الرَّابِع
عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ من قَرَأَ سُورَة الْأَعْلَى أعطَاهُ الله عشر حَسَنَات بِعَدَد كل حرف انزله الله عَلَى إِبْرَاهِيم ومُوسَى وَمُحَمّد
وَكَانَ إِذا قَرَأَهَا قَالَ سُبْحَانَ رَبِّي الْأَعْلَى وَكَانَ عَلّي وَابْن عَبَّاس يَقُولَانِ ذَلِك
وَكَانَ يُحِبهَا
وَقَالَ أول من قَالَ سُبْحَانَ رَبِّي الْأَعْلَى مِيكَائِيل
قلت هَذِه أَرْبَعَة أَحَادِيث
فَالْأول رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره والواحدي فِي الْوَسِيط من حَدِيث سَلام بن سليم الْمَدَائِنِي ثَنَا هَارُون بن كثير عَن زيد بن أسلم عَن أَبِيه عَن أبي أُمَامَة عَن أبي بن كَعْب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه فِي آل عمرَان
وَأما الثَّانِي فَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي سنَنه فِي الصَّلَاة من حَدِيث سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَانَ إِذا قَرَأَ سبح اسْم رَبك الْأَعْلَى قَالَ سُبْحَانَ رَبِّي الْأَعْلَى انْتَهَى وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ ذكره فِي الصَّلَاة
وَأما الثَّالِث وَالرَّابِع فَقَالَ الثَّعْلَبِيّ وَرَوَى عَلّي بن أبي طَالب قَالَ كَانَ رَسُول الله(4/197)
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يحب هَذِه السُّورَة سبح اسْم رَبك الْأَعْلَى وَأول من قَالَ سُبْحَانَ رَبِّي الْأَعْلَى مِيكَائِيل انْتَهَى
وَرَوَى الْبَزَّار فِي مُسْنده ثَنَا يُوسُف بن مُوسَى ثَنَا وَكِيع ثَنَا إِسْرَائِيل عَن ثُوَيْر بن أبي فَاخِتَة عَن أَبِيه عَن عَلّي ابْن أبي طَالب قَالَ كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يحب سُورَة سبح اسْم رَبك الْأَعْلَى انْتَهَى
وَرَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط من طَرِيق احْمَد بن حَنْبَل ثَنَا وَكِيع بِهِ(4/198)
سُورَة الغاشية(4/200)
حَدِيث وَاحِد
1486 - عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ من قَرَأَ سُورَة الغاشية حَاسبه الله حسابا يَسِيرا
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ أَنا مُحَمَّد بن الْقَاسِم ثَنَا إِسْمَاعِيل بن نجيد ثَنَا مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن سعيد ثَنَا سعيد بن حَفْص قَالَ قَرَأت عَلَى معقل بن عبيد الله عَن عِكْرِمَة بن خَالِد عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس عَن أبي بن كَعْب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه فِي آل عمرَان
وَرَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط بِسَنَدِهِ فِي يُونُس(4/201)
سُورَة الْفجْر(4/204)
ذكر فِيهَا ثَلَاثَة أَحَادِيث
1487 - الحَدِيث الأول
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه فسر الشفع بِيَوْم النَّحْر وَالْوتر بِيَوْم عَرَفَة لِأَنَّهُ تَاسِع هَذِه الْأَيَّام وَذَاكَ عَاشرهَا
قلت رَوَاهُ النَّسَائِيّ فِي سنَنه فِي الْحَج وَفِي التَّفْسِير أَيْضا من حَدِيث زيد ابْن الْحباب اخبرني عَيَّاش بن عقبَة اخبرني خير بن نعيم عَن أبي الزُّبَيْر عَن جَابر قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عشر الْأَضْحَى وَالْوتر وَيَوْم عَرَفَة وَالشَّفْع يَوْم النَّحْر انْتَهَى
وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك فِي أول الْأَضَاحِي وَقَالَ صَحِيح عَلَى شَرط مُسلم وَلم يخرجَاهُ
وَرَوَاهُ احْمَد وَالْبَزَّار فِي مسنديهما وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب الثَّالِث عشر قَالَ الْبَزَّار لَا نعلمهُ يرْوَى عَن جَابر إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَاد انْتَهَى وَهَذَا سَنَد لَا بَأْس بِرِجَالِهِ
1488 - قَوْله
رُوِيَ عَن عبد الله بن قلَابَة أَنه خرج فِي طلب إبل لَهُ فَوَقع عَلَيْهَا يَعْنِي إرم ذَات الْعِمَاد فَحمل مِنْهَا مَا قدر عَلَيْهِ وَبلغ خَبره مُعَاوِيَة(4/205)
فَاسْتَحْضرهُ وقص عَلَيْهِ فَبعث إِلَى كَعْب يسْأَله فَقَالَ هِيَ إرم ذَات الْعِمَاد وَسَيَدْخُلُهَا رجل من الْمُسلمين فِي زَمَانك أَحْمَر أشقر قصير عَلَى حَاجِبه خَال وَعَلَى عقبه خَال يخرج فِي طلب إبل لَهُ ثمَّ الْتفت فأبصر ابْن قلَابَة فَقَالَ هَذَا وَالله ذَلِك الرجل
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من طَرِيق عُثْمَان بن سعيد الدَّارمِيّ أَنا عبد الله بن صَالح ثَنَا ابْن لَهِيعَة عَن خَالِد بن أبي عمرَان عَن وهب بن مُنَبّه عَن عبد الله بن قلَابَة أَنه خرج فِي طلب إبل لَهُ شَردت ... إِلَى آخِره
وَفِيه زِيَادَة
1489 - الحَدِيث الثَّانِي
رُوِيَ انه لما نزل قَوْله تَعَالَى وَجِيء يَوْمئِذٍ بجهنم تغير وَجه رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَعرف فِي وَجهه حَتَّى اشْتَدَّ عَلَى أَصْحَابه فَأخْبرُوا عليا فجَاء فَاحْتَضَنَهُ من خَلفه وَقبل بَين عَاتِقيهِ وَقَالَ يَا نَبِي الله بِأبي وَأمي مَا الَّذِي حدث الْيَوْم وَمَا الَّذِي غَيْرك فَتلا عَلَيْهِ الْآيَة فَقَالَ عَلّي كَيفَ يجاء بهَا قَالَ يَجِيء بهَا سَبْعُونَ ألف ملك يَقُودُونَهَا بسبعين ألف زِمَام فَتَشْرُد شَرْدَةً لَو تركت لأحرقت أهل الْجمع
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ أَنا ابْن فَنْجَوَيْهِ ثَنَا احْمَد بن الْحُسَيْن بن مَاجَه ثَنَا يَعْقُوب بن يُوسُف الْقزْوِينِي ثَنَا الْقَاسِم بن الحكم ثَنَا عبيد الله بن الْوَلِيد ثَنَا عَطِيَّة عَن أبي سعيد قَالَ لما نزلت هَذِه الْآيَة وَجِيء يَوْمئِذٍ بجهنم تغير لون رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَعرف فِي وَجهه ... إِلَى آخِره وَفِيه زِيَادَة
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره ثَنَا مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مَالك ثَنَا يَعْقُوب بن(4/206)
يُوسُف الْقزْوِينِي ثَنَا الْقَاسِم بن الحكم العرني ثَنَا عبيد الله بن الْوَلِيد الْوَصَّافِي عَن عَطِيَّة عَن أبي سعيد قَالَ لما نزلت ... فَذكره
وَعَن الثَّعْلَبِيّ رَوَاهُ الواحدي بِسَنَدِهِ وَمَتنه
1490 - الحَدِيث الثَّالِث
عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ من قَرَأَ سُورَة الْفجْر فِي اللَّيَالِي الْعشْر غفر الله لَهُ وَمن قَرَأَهَا فِي سَائِر الْأَيَّام كَانَت لَهُ نورا يَوْم الْقِيَامَة
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ اخبرني بَاقِل بن رَاقِم بن احْمَد الْبَاقِي ثَنَا مُحَمَّد بن مُحَمَّد ابْن شَادَّة ثَنَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْحسن ثَنَا مُحَمَّد بن يَحْيَى ثَنَا سلم بن قُتَيْبَة عَن سعيد عَن عَاصِم بن بَهْدَلَة عَن زر بن حُبَيْش عَن أبي بن كَعْب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه فِي آل عمرَان
وَرَوَاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط بِسَنَدِهِ الْمُتَقَدّم فِي يُونُس(4/207)
سُورَة الْبَلَد(4/210)
ذكر فِيهَا سِتَّة أَحَادِيث
1491 - الحَدِيث الأول
قتل النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ابْن خطل وَهُوَ مُتَعَلق بِأَسْتَارِ الْكَعْبَة وَمقيس بن ضَبَابَة وَغَيرهم وَحرم دَار أبي سُفْيَان
قلت أما قتل ابْن خطل فَرَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم من حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن أنس أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لما دخل عَام الْفَتْح قيل لَهُ إِن ابْن خطل مُتَعَلق بِأَسْتَارِ الْكَعْبَة فَقَالَ اقْتُلُوهُ انْتَهَى
وَأما قتل مقيس بن ضَبَابَة وَغَيره فروَى أَبُو دَاوُد فِي سنَنه فِي الْجِهَاد وَالنَّسَائِيّ فِي الْمُرْتَد من حَدِيث مُصعب بن سعد عَن أَبِيه سعد بن أبي وَقاص قَالَ لما كَانَ يَوْم فتح مَكَّة أَمن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ النَّاس إِلَّا أَرْبَعَة نفر وَامْرَأَتَيْنِ قَالَ اقْتُلُوهُمْ وَإِن وَجَدْتُمُوهُمْ مُتَعَلقين بِأَسْتَارِ الْكَعْبَة عِكْرِمَة بن أبي جهل وَعبد الله بن خطل وَمقيس بن ضَبَابَة وَعبد الله بن أبي سرح
فَأَما ابْن خطل فَأدْرك وَهُوَ مُتَعَلق بِأَسْتَارِ الْكَعْبَة فَاسْتَبق إِلَيْهِ سعيد بن حُرَيْث وعمار بن يَاسر فَسبق سعيد عمارا وَكَانَ أشب الرجلَيْن فَقتله
وَأما مقيس بن ضَبَابَة فأدركه النَّاس فِي السُّوق فَقَتَلُوهُ
وَأما عِكْرِمَة فَركب الْبَحْر فَأَصَابَتْهُمْ ريح عَاصِفَة قَالَ أَصْحَاب السَّفِينَة أَخْلصُوا فَإِن آلِهَتكُم لَا تغني عَنْكُم شَيْئا هَاهُنَا فَقَالَ عِكْرِمَة وَالله إِن لم يُنجنِي من الْبَحْر إِلَّا الْإِخْلَاص لَا يُنجنِي فِي الْبر غَيره اللَّهُمَّ إِن لَك عَلّي عهدا إِن عَافَيْتنِي(4/211)
مِمَّا أَنا فِيهِ أَن آتِي مُحَمَّدًا حَتَّى أَضَع يَده فِي يَدي فلأجدنه عفوا كَرِيمًا فجَاء فَاسْلَمْ
وَأما عبد الله بن سعد بن أبي سرح فَإِنَّهُ اخْتَبَأَ عِنْد عُثْمَان بن عَفَّان فَلَمَّا دَعَا النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ النَّاس إِلَى الْبيعَة جَاءَ بِهِ وَأَوْقفهُ وَقَالَ يَا رَسُول الله بَايع عبد الله فَنظر إِلَيْهِ ثَلَاثًا كل ذَلِك يَأْبَى فَبَايعهُ بعد ثَلَاث ثمَّ أقبل عَلَى أَصْحَابه فَقَالَ مَا كَانَ فِيكُم رجل رشيد يقوم إِلَى هَذَا فيقتله حَيْثُ رَآنِي كَفَفْت يَدي عَن بيعَته قَالُوا وَمَا يُدْرِينَا يَا رَسُول الله هلا أَوْمَأت لنا بِعَيْنِك قَالَ إِنَّه لَا يَنْبَغِي لنَبِيّ أَن يكون لَهُ خَائِنَة أعين انْتَهَى
وَأما تَحْرِيم دَار سُفْيَان فَغَرِيب
1492 - الحَدِيث الثَّانِي
قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِن الله تبَارك وَتَعَالَى حرم مَكَّة يَوْم خلق السَّمَوَات وَالْأَرْض فَهُوَ حرَام بِحرْمَة الله إِلَى يَوْم الْقِيَامَة لم تحل لأحد قبلي وَلنْ تحل لأحد بعدِي وَلم تحل لي إِلَّا سَاعَة من نَهَار فَلَا يعضد شَجَرهَا وَلَا يُخْتَلَى خَلاهَا وَلَا ينفر صيدها وَلَا تحل لقطتهَا إِلَّا لِمُنْشِد فَقَالَ الْعَبَّاس يَا رَسُول الله إِلَّا الْإِذْخر فَإِنَّهُ لقيوننا وَقُبُورنَا وَبُيُوتنَا فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام إِلَّا الْإِذْخر
قلت رَوَاهُ الْجَمَاعَة إِلَّا ابْن ماجة من حَدِيث أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَوْم فتح مَكَّة إِن هَذَا الْبَلَد حرمه الله يَوْم خلق الله السَّمَوَات(4/212)
وَالْأَرْض فَهُوَ حرَام بِحرْمَة الله إِلَى يَوْم الْقِيَامَة وَإنَّهُ لم يحل الْقِتَال فِيهِ لأحد قبلي وَلم تحل لي إِلَّا سَاعَة من نَهَار فَهُوَ حرَام بِحرْمَة الله تَعَالَى إِلَى يَوْم الْقِيَامَة لَا يعضد شَوْكهَا وَلَا ينفر صيدها وَلَا تلْتَقط لقطتهَا إِلَّا من عرفهَا فَقَالَ الْعَبَّاس إِلَّا الْإِذْخر فَإِنَّهُ لِقُبُورِنَا وَبُيُوتنَا فَقَالَ إِلَّا الْإِذْخر انْتَهَى
وَفِي رِوَايَة لِلشَّيْخَيْنِ وَلَا يُخْتَلَى خَلاهَا وَفِي رِوَايَة وَأَنَّهَا لم تحل لأحد كَانَ قبلي وَإِنَّهَا أحلّت لي سَاعَة من نَهَار وَإِنَّهَا لن تحل لأحد بعدِي وَفِي رِوَايَة فَإِنَّهُ لِقَيْنِهِم وَبُيُوتهمْ
وَإِذا تتبعت طرق الحَدِيث وجدت لفظ المُصَنّف
1493 - الحَدِيث الثَّالِث
رُوِيَ أَن رجلا قَالَ لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ دلَّنِي عَلَى عمل يدخلني الْجنَّة فَقَالَ تعْتق النَّسمَة وَتَفُك الرَّقَبَة قَالَ أوليسا سَوَاء قَالَ لَا إعْتَاقهَا أَن ينْفَرد بِعتْقِهَا وَفَكهَا أَن تعين فِي تَخْلِيصهَا من قَود أَو غرم
قلت رَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه وَالْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي كتاب الْمكَاتب من حَدِيث عِيسَى بن عبد الرَّحْمَن السّلمِيّ ثَنَا طَلْحَة بن مصرف عَن عبد الرَّحْمَن ابْن عَوْسَجَة عَن الْبَراء بن عَازِب قَالَ جَاءَ رجل إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ لَهُ دلَّنِي عَلَى عمل يقربنِي من الْجنَّة وَيُبَاعِدنِي من النَّار قَالَ اعْتِقْ النَّسمَة وَفك الرَّقَبَة قَالَ أوليسا وَاحِدًا قَالَ لَا عتق النَّسمَة أَن ينْفَرد بِعتْقِهَا وَفك الرَّقَبَة أَن تعين فِي ثمنهَا انْتَهَى قَالَ الْحَاكِم صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ
وَرَوَاهُ احْمَد وَابْن أبي شيبَة وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مسانيدهم وَرَوَاهُ البُخَارِيّ فِي كِتَابه الْمُفْرد فِي الْأَدَب وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْحَج وَلَيْسَ عِنْد اُحْدُ مِنْهُم ذكر الْقود وَالْغُرْم(4/213)
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره والواحدي فِي الْوَسِيط
1494 - الحَدِيث الرَّابِع
قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من فك رَقَبَة فك الله بِكُل عُضْو مِنْهَا عضوا مِنْهُ من النَّار
قلت غَرِيب
وَرَوَى الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه من حَدِيث عقبَة بن عَامر قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من أعتق رَقَبَة فك الله بِكُل عُضْو من أَعْضَائِهِ عضوا من أَعْضَائِهِ من النَّار انْتَهَى وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ
1495 - الحَدِيث الْخَامِس
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي قَوْله تَعَالَى أَو مِسْكينا ذَا مَتْرَبَة قَالَ هُوَ الَّذِي مَأْوَاه الْمَزَابِل
قلت غَرِيب أَيْضا
وَفِي مُسْتَدْرك الْحَاكِم مَوْقُوفا عَلَى ابْن عَبَّاس قَالَ هُوَ الْمَطْرُوح الَّذِي لَيْسَ لَهُ بَيت وَفِي لفظ قَالَ هُوَ الَّذِي لَا يَقِيه من التُّرَاب شَيْء وَصحح الأول وَسكت عَن الثَّانِي
ثمَّ وجدته عِنْد ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره فَقَالَ حَدثنَا احْمَد بن عَلّي بن حُبَيْش الرَّازِيّ ثَنَا الْحسن بن عَلّي بن نصر ثَنَا أَبُو النَّضر إِسْمَاعِيل بن عبد الله الْعجلِيّ ثَنَا عَمْرو بن حكام ثَنَا شُعْبَة عَن حُصَيْن عَن مُجَاهِد عَن عبد الله بن عمر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي قَوْله تَعَالَى أَو مِسْكينا ذَا مَتْرَبَة قَالَ الَّذِي مَأْوَاه الْمَزَابِل انْتَهَى(4/214)
1496 - الحَدِيث السَّادِس
عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ من قَرَأَ لَا أقسم بِهَذَا الْبَلَد أعطَاهُ الله الْأمان من غَضَبه يَوْم الْقِيَامَة
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث أبي عصمَة نوح بن أبي مَرْيَم عَن عَلّي بن زيد عَن زر عَن أبي بن كَعْب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من قَرَأَ لَا أقسم بِهَذَا الْبَلَد ... إِلَى آخِره وَقَالَ الْأَمْن
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه فِي ال عمرَان
وَرَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط بِسَنَدِهِ فِي يُونُس(4/215)
سُورَة وَالشَّمْس(4/218)
حَدِيث وَاحِد
1497 - عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ من قَرَأَ سُورَة الشَّمْس فَكَأَنَّمَا تصدق بِكُل شَيْء طلعت عَلَيْهِ الشَّمْس وَالْقَمَر
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ أَخْبرنِي أَبُو الْحسن مُحَمَّد بن الْقَاسِم الْفَارِسِي ثَنَا أَبُو مُحَمَّد ابْن أبي حَامِد ثَنَا أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بن الْحسن الْأَصْبَهَانِيّ ثَنَا المؤمل بن إِسْمَاعِيل ثَنَا سُفْيَان الثَّوْريّ ثَنَا أسلم الْمنْقري عَن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن أَبْزَى عَن أَبِيه عَن أبي بن كَعْب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه فِي آل عمرَان
وَرَوَاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط بِسَنَدِهِ فِي يُونُس(4/219)
سُورَة وَاللَّيْل(4/222)
فِيهَا حديثان
1498 - الحَدِيث الأول
قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كل ميسر لما خلق لَهُ
قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي آخر صَحِيحه فِي بَاب قَوْله تَعَالَى وَلَقَد يسرنَا الْقُرْآن للذّكر وَمُسلم فِي كتاب الْقدر من حَدِيث مطرف عَن عمرَان بن حُصَيْن قَالَ قيل يَا رَسُول الله اعْلَم أهل الْجنَّة من أهل النَّار فَقَالَ نعم قَالَ فَفِيمَ يعْمل الْعَامِلُونَ قَالَ كل ميسر لما خلق لَهُ انْتَهَى
وَرَوَاهُ مُسلم أَيْضا من حَدِيث عَلّي بن أبي طَالب قَالَ كُنَّا جُلُوسًا مَعَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَمَعَهُ عود ينكت بِهِ الأَرْض فَقَالَ مَا مِنْكُم من أحد إِلَّا وَقد كتب مَقْعَده من النَّار أَو من الْجنَّة فَقَالَ رجل من الْقَوْم الا نَتَّكِل يَا رَسُول الله قَالَ لَا اعْمَلُوا فَكل ميسر لما خلق لَهُ ثمَّ قَرَأَ فَأَما من أعْطى وَاتَّقَى وَصدق بِالْحُسْنَى الْآيَة انْتَهَى أخرجه أَيْضا فِي كتاب الْقدر عَن أبي عبد الرَّحْمَن السّلمِيّ عَن عَلّي
1499 - الحَدِيث الثَّانِي
عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ انه قَالَ من قَرَأَ سُورَة وَاللَّيْل أعطَاهُ الله تَعَالَى حَتَّى يرْضَى وَعَافَاهُ من الْعسر وَيسر لَهُ الْيُسْر
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث سَلام بن سليم ثَنَا هَارُون بن كثير عَن زيد بن اسْلَمْ عَن أَبِيه عَن أبي أُمَامَة عَن أبي بن كَعْب مَرْفُوعا ... فَذكره(4/223)
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه فِي آل عمرَان
وَبِسَنَد الثَّعْلَبِيّ رَوَاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط(4/224)
سُورَة وَالضُّحَى(4/226)
ذكر فِيهَا سِتَّة أَحَادِيث
1500 - الحَدِيث الأول
رُوِيَ أَن الْوَحْي تَأَخّر عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَيَّامًا فَقَالَ الْمُشْركُونَ إِن مُحَمَّدًا ودعه ربه وقلاه
وَقيل إِن أم جميل امْرَأَة أبي لَهب قَالَت لَهُ يَا مُحَمَّد مَا أرَى شَيْطَانك إِلَّا قد تَركك فَنزلت
قلت رَوَى البُخَارِيّ وَمُسلم عَن الْأسود عَن قيس عَن جُنْدُب بن عبد الله البَجلِيّ قَالَ أَبْطَا جِبْرِيل عَلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ الْمُشْركُونَ قد ودع مُحَمَّد فَأنْزل الله تَعَالَى وَالضُّحَى وَاللَّيْل إِذا سَجى إِلَى آخرهَا انْتَهَى
وَرَوَى البُخَارِيّ فِي صَحِيحه فِي التَّهَجُّد وَفِي التَّفْسِير وَمُسلم فِي الْمَغَازِي بِهَذَا السَّنَد قَالَ احْتبسَ جِبْرِيل عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَجَاءَت امْرَأَة فَقَالَت يَا مُحَمَّد إِنِّي لأرجو أَن يكون شَيْطَانك قد تَركك فَأنْزل الله وَالضُّحَى وَاللَّيْل إِلَى آخرهَا انْتَهَى
وَفِي مُسْتَدْرك الْحَاكِم من حَدِيث زيد بن أَرقم أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مكث أَيَّامًا لَا ينزل عَلَيْهِ الْوَحْي فَأَتَتْهُ امْرَأَة أبي لَهب فَقَالَت يَا مُحَمَّد مَا أرَى صَاحبك إِلَّا قد وَدعك وَقَلَاكَ فَأنْزل الله تَعَالَى (وَالضُّحَى) إِلَى آخرهَا مُخْتَصرا وَقَالَ(4/227)
صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ
وَرَوَى ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره حَدِيث التِّرْمِذِيّ بِسَنَدِهِ وَمَتنه
وَرَوَاهُ أَيْضا ثَنَا أَحْمد بن كَامِل ثَنَا مُحَمَّد بن سعد ثني أبي ثَنَا عَمى ثَنَا أبي عَن أَبِيه عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله مَا وَدعك رَبك وَمَا قلى قَالَ أَبْطَأَ عَلَيْهِ جِبْرِيل أَيَّامًا فَعير بذلك وَقَالَ الْمُشْركُونَ ودعه ربه وقلاه فَأنْزل الله مَا وَدعك رَبك وَمَا قلى انْتَهَى
1501 - الحَدِيث الثَّانِي
رُوِيَ أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مَاتَ أَبوهُ وَهُوَ جَنِين قد أَتَت عَلَيْهِ سِتَّة أشهر وَمَاتَتْ أمه وَهُوَ ابْن ثَمَان سِنِين فَكَفَلَهُ عَمه أَبُو طَالب وَعطفه الله عَلَيْهِ فَأحْسن تَرْبِيَته
قلت غَرِيب
وَرَوَى الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك فِي كتاب الْفَضَائِل من طَرِيق ابْن إِسْحَاق حَدثنِي مطلب بن عبد الله بن قيس بن مخرمَة عَن أَبِيه عَن جده أَنه ذكر ولادَة رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ توفّي أَبوهُ وَأمه حُبْلَى بِهِ انْتَهَى وَقَالَ صَحِيح عَلَى شَرط مُسلم وَلم يخرجَاهُ
وَفِي السِّيرَة قَالَ ابْن إِسْحَاق ثمَّ لم يلبث عبد الله بن عبد الْمطلب أَن هلك وَأم رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حَامِل بِهِ وَقَالَ ابْن إِسْحَاق أَيْضا وَتوفيت أمه وَهُوَ ابْن سِتّ سِنِين وَقَالَ أَبُو عمر سبع سِنِين وَقَالَ قَالَ مُحَمَّد بن حبيب المحبر توفيت أمه وَهُوَ ابْن ثَمَان سِنِين من سيرة أبي الْفَتْح الْيَعْمرِي
وَقَالَ السُّهيْلي فِي الرَّوْض الْأنف وَأكْثر الْعلمَاء عَلَى انه عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَامُ توفّي أَبوهُ وَهُوَ فِي المهد كَمَا ذكره الدولابي وَغَيره انْتَهَى(4/228)
وَقَالَ ابْن سعد فِي الطَّبَقَات وَالْأول اثْبتْ انه عَلَيْهِ السَّلَام توفّي أَبوهُ عبد الله وَهُوَ حمل
1502 - الحَدِيث الثَّالِث
قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ جعل رِزْقِي تَحت ظلّ رُمْحِي
قلت رُوِيَ من حَدِيث ابْن عمر وَمن حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَمن حَدِيث انس ابْن مَالك
أما حَدِيث ابْن عمر فَرَوَاهُ الإِمَام احْمَد وَابْن أبي شيبَة وَعبد بن حميد وَأَبُو يعْلى الْموصِلِي فِي مسانيدهم وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب الثَّالِث عشر من حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن ثَابت بن ثَوْبَان ثَنَا حسان بن عَطِيَّة عَن أبي منيب الْحَرَشِي عَن عبد الله بن عمر قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بعثت بَين يَدي السَّاعَة بِالسَّيْفِ حَتَّى يعبد الله تَعَالَى وَجعل رِزْقِي تَحت ظلّ رُمْحِي وَجعل الذل وَالصغَار عَلَى من خَالف أَمْرِي وَمن تشبه بِقوم فَهُوَ مِنْهُم انْتَهَى
وَذكره البُخَارِيّ فِي صَحِيحه فِي كتاب الْجِهَاد تَعْلِيقا فَقَالَ بَاب مَا قيل فِي الرماح وَيذكر عَن ابْن عمر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ بعثت بَين يَدي السَّاعَة ... إِلَى آخِره
وَأما حَدِيث أبي هُرَيْرَة فَرَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده من حَدِيث صَدَقَة بن عبد الله عَن الْأَوْزَاعِيّ عَن يَحْيَى بن أبي كثير عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ جعل رِزْقِي تَحت ظلّ رُمْحِي وَجعل الذل وَالصغَار عَلَى من خَالف أَمْرِي وَمن تشبه بِقوم فَهُوَ مِنْهُم انْتَهَى ثمَّ قَالَ لم يُتَابع صَدَقَة عَلَى رِوَايَته هَذِه وَغَيره يرويهِ عَن الْأَوْزَاعِيّ مُرْسلا انْتَهَى
وَأما حَدِيث انس فَرَوَاهُ أَبُو نعيم الْحَافِظ فِي كِتَابه تَارِيخ أَصْبَهَان فِي تَرْجَمَة احْمَد(4/229)
ابْن مَحْمُود فَقَالَ ثَنَا الْحجَّاج بن يُوسُف بن قُتَيْبَة ثَنَا بشر بن الْحُسَيْن الْأَصْبَهَانِيّ ثَنَا الزُّبَيْر بن عدي عَن أنس بن مَالك قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بعثت بَين يَدي السَّاعَة وَجعل رِزْقِي تَحت ظلّ رُمْحِي وَجعل الذل الصغار عَلَى من خَالف أَمْرِي وَمن تشبه بِقوم فَهُوَ مِنْهُم انْتَهَى
1503 - الحَدِيث الرَّابِع
فِي الحَدِيث بِأبي وَأمي هُوَ وَالله مَا كَهَرَنِي
قلت رَوَاهُ مُسلم فِي صَحِيحه فِي كتاب الصَّلَاة من حَدِيث مُعَاوِيَة بن الحكم السّلمِيّ قَالَ بَينا أَنا أُصَلِّي مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذْ عطس رجل من الْقَوْم فَقلت يَرْحَمك الله فَرَمَانِي الْقَوْم بِأَبْصَارِهِمْ فَقلت وأثكل أمِّياه مَا شَأْنكُمْ تنْظرُون إِلَيّ فَجعلُوا يضْربُونَ بِأَيْدِيهِم عَلَى أَفْخَاذهم وَلما رَأَيْتهمْ يُصمتُونِي لكني سكت فَلَمَّا صَلَّى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فبأني هُوَ وَأمي مَا رَأَيْت معلما قبله وَلَا بعده أحسن تَعْلِيما مِنْهُ فوَاللَّه مَا كَهَرَنِي وَلَا ضَرَبَنِي وَلَا شَتَمَنِي قَالَ إِن هَذِه الصَّلَاة لَا يصلح فِيهَا شَيْء من كَلَام النَّاس إِنَّمَا هُوَ التَّسْبِيح وَالتَّكْبِير وَقِرَاءَة الْقُرْآن الحَدِيث بِطُولِهِ
قَالَ الْجَوْهَرِي فِي الصِّحَاح الْكَهْر الِانْتِهَار قَالَ وَمِنْه قِرَاءَة ابْن مَسْعُود فَأَما الْيَتِيم فَلَا تَكْهَر وَفَسرهُ المُصَنّف بالعبس
1504 - الحَدِيث الْخَامِس
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ إِذا رددت السَّائِل ثَلَاثًا فَلم يرجع فَلَا عَلَيْك أَن تزبره
قلت رَوَاهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي كتاب الموضوعات من طَرِيق الدَّارَقُطْنِيّ ثَنَا إِسْمَاعِيل بن أبي الْعَبَّاس الْوراق ثَنَا عباد بن الْعَوام ثَنَا الْوَلِيد بن الْفضل الْعمريّ(4/230)
ثَنَا عبد الرَّحْمَن بن أبي حسن ثَنَا ابْن جريج عَن عَطاء عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذا رددت السَّائِل ثَلَاثًا فَلَا بَأْس أَن تزبره انْتَهَى ثمَّ قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ تفرد بِهِ الْوَلِيد قَالَ ابْن حبَان يروي الْمَنَاكِير الَّتِي لَا يشك أَنَّهَا مَوْضُوعَة انْتَهَى
وَرَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره أخبرنَا ابْن فَنْجَوَيْهِ ثَنَا عبد الله بن يُوسُف ثَنَا الْحسن بن عَلّي بن زَكَرِيَّا الْقرشِي ثَنَا قُتَيْبَة بن مجَالد ثَنَا حبَان بن عَلّي ثَنَا طَلْحَة ابْن عَمْرو عَن عَطاء عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذا رددت السَّائِل ثَلَاثًا فَلم يرجع فَلَا عَلَيْك أَلا تَنْهَرهُ انْتَهَى
قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ وَقد رُوِيَ من حَدِيث عَائِشَة ثمَّ سَاق من طَرِيق عبد الْغَنِيّ ابْن سعيد الْحَافِظ بِسَنَدِهِ إِلَى وهب بن زَمعَة الْقرشِي عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة قَالَت قَالَ لي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَا عَائِشَة إِذا رددت السَّائِل ثَلَاثًا فَلم يذهب فَلَا بَأْس أَن تزبريه انْتَهَى ثمَّ قَالَ قَالَ عبد الْغَنِيّ وهب ابْن زَمعَة هَذَا هُوَ وهب بن وهب القَاضِي قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ وَكَانَ يضع الْأَحَادِيث قَالَ وَمن المصائب الْعَظِيمَة فِي الدَّين تَدْلِيس اسْم الْكذَّاب انْتَهَى
وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط فَقَالَ ثَنَا عبد الْملك بن مُحَمَّد ثَنَا نعيم ثَنَا عمار بن رَجَاء ثَنَا أَحْمد بن أبي طيبَة ثَنَا حبَان بن عَلّي عَن طَلْحَة ابْن عَمْرو عَن عَطاء عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذا رددت السَّائِل ثَلَاثًا فَلَا عَلَيْك أَن تزبره انْتَهَى
1505 - الحَدِيث السَّادِس
عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ من قَرَأَ سُورَة وَالضُّحَى جعله الله فِيمَن يرْضَى بِمُحَمد أَن يشفع لَهُ وَعشر حَسَنَات يَكْتُبهَا الله بِعَدَد كل(4/231)
يَتِيم وَسَائِل
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره من حَدِيث مُحَمَّد بن عمرَان بن عبد الرَّحْمَن ابْن أبي لَيْلَى ثنى أبي عَن مجَالد بن عبد الْوَاحِد عَن الْحجَّاج بن عبد الله عَن أبي الْجَلِيل عَن عَلّي بن زيد وَعَطَاء بن أبي مَيْمُونَة عَن زر بن حُبَيْش عَن أبي بن كَعْب ... فَذكره
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه فِي آل عمرَان
وَرَوَاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط بِسَنَدِهِ فِي يُونُس(4/232)
سُورَة ألم نشرح(4/234)
ذكر فِيهَا حديثين
1506 - الحَدِيث الأول
عَن ابْن عَبَّاس وَابْن مَسْعُود لن يغلب عسر يسرين وَرُوِيَ مَرْفُوعا أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ خرج ذَات يَوْم وَهُوَ يضْحك وَهُوَ يَقُول لن يغلب عسر يسرين
قلت رَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي تَفْسِيره أَنا معمر عَن أَيُّوب عَن الْحسن فِي قَوْله تَعَالَى إِن مَعَ الْعسر يسرا قَالَ خرج النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَوْمًا مَسْرُورا فَرحا وَهُوَ يضْحك وَهُوَ يَقُول لن يغلب عسر يسرين فَإِن مَعَ الْعسر يسرا إِن مَعَ الْعسر يسرا انْتَهَى
وَمن طَرِيق عبد الرَّزَّاق رَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه وَسكت عَنهُ وَعَن الْحَاكِم رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب الثَّمَانِينَ بِسَنَدِهِ وَمَتنه
وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره أخبرنَا يُونُس بن عبد الْأَعْلَى ثَنَا أَبُو ثَوْر عَن معمر عَن الْحسن ... فَذكره وَهُوَ مُرْسل
وَمَوْقُوف ابْن مَسْعُود رَوَاهُ عبد الرَّزَّاق أَيْضا أخبرنَا جَعْفَر بن أبي سُلَيْمَان عَن مَيْمُون بن أبي حَمْزَة عَن إِبْرَاهِيم النَّخعِيّ عَن ابْن مَسْعُود قَالَ لَو كَانَ الْعسر فِي جُحر ضَب لتَبعه الْيُسْر حَتَّى يَسْتَخْرِجهُ لن يغلب عسر يسرين انْتَهَى
وَمَوْقُوف ابْن عَبَّاس غَرِيب(4/235)
وَفِيه مَوْقُوف عَلَى عمر رَوَاهُ مَالك فِي الْمُوَطَّأ فِي كتاب الْجِهَاد أَنا زيد بن أسلم عَن أَبِيه أَن عمر بن الْخطاب بلغه أَن أَبَا عُبَيْدَة حضر بِالشَّام وَقد تَأَلُّبُ عَلَيْهِ الْقَوْم فَكتب إِلَيْهِ عمر سَلام عَلَيْك أما بعد فَإِنَّهُ مَا نزل بِمُؤْمِن شدَّة إِلَّا جعل الله بعْدهَا فرجا وَلنْ يغلب عسر يسرين ويأيها الَّذين آمنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابطُوا إِلَى آخرهَا انْتَهَى
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك قَالَ عَلَى شَرط مُسلم وَلم يخرجَاهُ
وَفِيه مَرْفُوع آخر رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره فَقَالَ حَدثنَا احْمَد بن مُحَمَّد ابْن السّري ثَنَا الْمُنْذر بن مُحَمَّد بن الْمُنْذر ثني أبي ثَنَا يَحْيَى بن مُحَمَّد بن هَانِئ عَن مُحَمَّد بن إِسْحَاق ثني الْحسن بن عَطِيَّة الْعَوْفِيّ عَن أَبِيه عَن جَابر بن عبد الله قَالَ لما نزلت فَإِن مَعَ الْعسر يسرا إِن مَعَ الْعسر يسرا قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ابشروا لن يغلب عسر يسرين وَفِيه قصَّة
1507 - قَوْله
عَن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ إِنِّي لأكْره أَن أرَى أحدكُم فَارغًا سَبَهْلَلا لَا فِي عمل دنيا وَلَا فِي عمل آخِرَة
قلت غَرِيب
وَرُوِيَ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي بَاب كَلَام الصَّحَابَة وَأحمد فِي كتاب الزّهْد ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَة عَن الْأَعْمَش عَن الْمسيب بن رَافع قَالَ قَالَ عبد الله بن(4/236)
مَسْعُود إِنِّي لأمقت الرجل أرَاهُ فَارغًا لَيْسَ فِي شَيْء من عمل دنيا وَلَا آخِرَة انْتَهَى
وَمن طَرِيق ابْن أبي شيبَة رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي الْحِلْية فِي تَرْجَمَة ابْن مَسْعُود وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَابْن الْمُبَارك فِي كتاب الزّهْد وَالرَّقَائِق وَالْبَيْهَقِيّ فِي كتاب الزّهْد لَهُ
1508 - الحَدِيث الثَّانِي
عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ من قَرَأَ ألم نشرح فَكَأَنَّمَا جَاءَنِي وَأَنا مُغْتَم فَفرج عني
قلت رَوَاهُ الإِمَام أَبُو الْفَتْح سليم بن أَيُّوب الرَّازِيّ الْفَقِيه الشَّافِعِي فِي كتاب التَّرْغِيب اُخْبُرْنَا أَبُو الْعَبَّاس احْمَد بن إِبْرَاهِيم بن ترْكَان أَنا أَبُو احْمَد الْقَاسِم بن أبي صَالح ثَنَا إِبْرَاهِيم بن الْحسن ثَنَا شَاذ بن الْفَيَّاض ثَنَا الْحسن بن أبي جَعْفَر عَن عَلّي بن زيد بن جدعَان عَن عَاصِم عَن زر قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من قَرَأَ ألم نشرح ... إِلَى آخِره هَكَذَا وجدته مُرْسلا
وَرَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ مُسْندًا من طَرِيق أبي عوَانَة عَن عَاصِم بن بَهْدَلَة عَن زر ابْن حُبَيْش عَن عبد الله بن مَسْعُود قَالَ سَمِعت الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول ... فَذكره
وَرَوَاهُ ابْن مَرْوُدَيْهِ فِي تَفْسِيره من حَدِيث عَلّي بن زيد عَن زر بن حُبَيْش عَن أبي بن كَعْب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره
وَرَوَاهُ أَيْضا حَدثنَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن زِيَاد ثَنَا أَبُو عمَارَة احْمَد بن مُحَمَّد ابْن الْمهْدي ثَنَا مُحَمَّد بن ضوء بن الصلصال بن الدلهمس ثني أبي أَن أَبَاهُ أعلمهُ أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره
وَرَوَاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط بِسَنَدِهِ فِي يُونُس(4/237)
سُورَة التِّين(4/240)
ذكر فِيهَا أَرْبَعَة أَحَادِيث
1509 - الحَدِيث الأول
رُوِيَ أَنه أهدي لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ طبق من تين فَأكل مِنْهُ وَقَالَ لأَصْحَابه كلوا فَلَو قلت إِن فَاكِهَة نزلت من الْجنَّة لَقلت هَذِه لِأَن فَاكِهَة الْجنَّة بِلَا عجم فَإِنَّهَا تقطع البواسير وَتَنْفَع من النقرس
قلت رَوَاهُ أَبُو نعيم الْحَافِظ فِي كتاب الطِّبّ لَهُ حَدثنَا أَبُو زرْعَة مُحَمَّد بن مُحَمَّد ابْن عبد الْوَهَّاب بن أبي عصمَة العكبري ثَنَا عبد الله بن الْحسن بن نصر الوَاسِطِيّ نَثَا إِسْحَاق بن وهيب الوَاسِطِيّ ثَنَا أَحْمد بن نصر الْخُرَاسَانِي ثَنَا عبد الله بن مُحَمَّد الْكُوفِي ثَنَا عِيسَى بن يُونُس عَن الْأَوْزَاعِيّ عَن يَحْيَى بن أبي كثير عَن أبي سَلمَة عَن أبي ذَر قَالَ أهدي إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ طبق من تين ... إِلَى آخِره سَوَاء ... ثمَّ رَوَاهُ بِهَذَا الْإِسْنَاد عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة مَرْفُوعا نَحوه سَوَاء
وَرَوَاهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي كِتَابه الْمُسَمَّى بِلَفْظ الْمَنَافِع فِي الطِّبّ من طَرِيق أبي بكر مُحَمَّد بن إِسْحَاق السّني ثَنَا الْقَاسِم بن أبي الْحسن الزبيرِي ثَنَا سهل بن إِبْرَاهِيم الوَاسِطِيّ عَن عِيسَى بن يُونُس عَن الْأَوْزَاعِيّ عَن يَحْيَى بن أبي كثير قَالَ ثني الثِّقَة عَن أبي ذَر قَالَ أهدي إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره وَبِهَذَا الْإِسْنَاد رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره(4/241)
1510 - الحَدِيث الثَّانِي
عَن معَاذ بن جبل أَنه مر بشجرة الزَّيْتُون فَأخذ مِنْهَا قَضِيبًا وَاسْتَاك بِهِ وَقَالَ سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول نعم السِّوَاك الزَّيْتُون من الشَّجَرَة الْمُبَارَكَة تطيب الْفَم وَتذهب بِالْحُفْرَةِ وسمعته يَقُول هِيَ سِوَاكِي وَسوَاك الْأَنْبِيَاء من قبلي
قلت رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي كِتَابه مُسْند الشاميين وَفِي مُعْجَمه الْوسط حَدثنَا أَحْمد بن عَلّي الْأَبَّار ثَنَا مُعَلل بن نفَيْل الْحَرَّانِي ثَنَا مُحَمَّد بن مُحصن عَن إِبْرَاهِيم ابْن أبي عبلة عَن عبد الله بن الديلمي عَن عبد الرَّحْمَن بن غنم عَن معَاذ بن جبل قَالَ سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول نعم السِّوَاك الزَّيْتُون من الشَّجَرَة الْمُبَارَكَة تطيب الْفَم وَتذهب بِالْحفرِ وسمعته يَقُول هِيَ سِوَاكِي وَسوَاك الْأَنْبِيَاء من قبلي انْتَهَى
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ تَفْسِيره عَن مُعَلل بن نفَيْل بِهِ
1511 - الحَدِيث الثَّالِث
عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَانَ إِذا قَرَأَهَا قَالَ بلَى وَأَنا عَلَى ذَلِك من الشَّاهِدين
قلت رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره أخبرنَا بشر بن معَاذ ثَنَا يزِيد بن هَارُون ثَنَا سعيد بن أبي عرُوبَة عَن قَتَادَة فِي قَوْله تَعَالَى أَلَيْسَ الله بِأَحْكَم الْحَاكِمين وَقَالَ ذكر لنا أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَانَ إِذا قَرَأَهَا قَالَ بلَى وَأَنا عَلَى ذَلِك من الشَّاهِدين انْتَهَى
وَرَوَى الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك من حَدِيث يزِيد بن عِيَاض عَن إِسْمَاعِيل(4/242)
ابْن أُميَّة عَن أبي اليسع عَن أبي هُرَيْرَة أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَانَ إِذا قَرَأَ أَلَيْسَ ذَلِك بِقَادِر عَلَى أَن يحيي الْمَوْتَى قَالَ بلَى وَإِذا قَرَأَ أَلَيْسَ الله بِأَحْكَم الْحَاكِمين قَالَ بلَى انْتَهَى وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ
1512 - الحَدِيث الرَّابِع
عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ من قَرَأَ سُورَة والتين أعطَاهُ الله خَصْلَتَيْنِ الْعَافِيَة وَالْيَقِين مَا دَامَ فِي دَار الدُّنْيَا فَإِذا مَاتَ أعطَاهُ الله من الْأجر بِعَدَد من قَرَأَهَا
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث سَلام بن سليم ثَنَا هَارُون بن كثير عَن زيد بن أسلم عَن أَبِيه عَن أبي أُمَامَة عَن أبي بن كَعْب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره إِلَّا أَنه قَالَ بِعَدَد من قَرَأَهَا صِيَام يَوْم وَهَذِه الزِّيَادَة لم أَجدهَا فِي نسخ الْكَشَّاف
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه فِي آل عمرَان بِلَفْظ الثَّعْلَبِيّ
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط بِسَنَدِهِ فِي يُونُس بِلَفْظ الثَّعْلَبِيّ(4/243)
سُورَة الْقَلَم(4/246)
ذكر فِيهَا سِتَّة أَحَادِيث
1513 - الحَدِيث الأول
رُوِيَ أَن أَبَا جهل قَالَ لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أتزعم أَن من اسْتَغنَى طَغى فَاجْعَلْ لنا جبال مَكَّة ذَهَبا وَفِضة لَعَلَّنَا نَأْخُذ مِنْهَا فَنَطْغَى فَنَدَع ديننَا وَنَتبع دينك فَنزل جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام فَقَالَ إِن شِئْت قعلنا ذَلِك ثمَّ إِن لم يُؤمنُوا فعلنَا بهم مَا فعلنَا بِصَاحِب الْمَائِدَة فَكف عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَامُ عَن الدُّعَاء إبْقَاء عَلَيْهِم
1514 - الحَدِيث الثَّانِي
رُوِيَ أَن أَبَا جهل قَالَ لقريش هَل يعفر مُحَمَّد وَجهه بَين أظْهركُم قَالُوا نعم قَالَ فوالذي يحلف بِهِ لَئِن رَأَيْته لَأَطَأَن عُنُقه فَجَاءَهُ ثمَّ نكص عَلَى عَقِبَيْهِ فَقَالُوا مَالك يَا أَبَا الحكم قَالَ إِن بيني وَبَينه لَخَنْدَقًا من نَار وَهولا وَأَجْنِحَة
قلت رَوَاهُ مُسلم فِي صَحِيحه فِي صفة الْقِيَامَة من حَدِيث أبي حَازِم عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ أَبُو جهل هَل يعفر مُحَمَّد وَجهه بَين أظْهركُم قَالُوا نعم(4/247)
قَالَ وَاللات والعزى لَئِن رَأَيْته يفعل ذَلِك لَأَطَأَن عَلَى رقبته أَو لأُعَفِّرَنَّ وَجهه فِي التُّرَاب قَالَ فَأَتَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَهُوَ يُصَلِّي زعم ليَطَأ عَلَى رقبته قَالَ فَمَا فَجِئَهُمْ إِلَّا وَهُوَ يَنْكص عَلَى عَقِبَيْهِ وَيَتَّقِي بيدَيْهِ فَقيل لَهُ مَالك قَالَ إِن بيني وَبَينه لَخَنْدَقًا من نَار وَهولا وَأَجْنِحَة فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لَو دنا مني لَاخْتَطَفَتْهُ الْمَلَائِكَة عضوا عضوا قَالَ وَأنزل الله تَعَالَى كلا إِن الْإِنْسَان ليَطْغَى إِلَى آخرهَا انْتَهَى
1515 - الحَدِيث الثَّالِث
رُوِيَ أَن أَبَا جهل مر برَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَهُوَ يُصَلِّي فَقَالَ ألم أَنْهَك فَأَغْلَظ لَهُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ أَتُهَدِّدُنِي وَأَنا أَكثر أهل الْوَادي نَادِيًا فَنزلت فَليدع نَادِيَةَ الْآيَة
قلت رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ بتغيير يسير من حَدِيث أبي خَالِد الْأَحْمَر سُلَيْمَان ابْن حبَان ثَنَا دَاوُد بن أبي هِنْد عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس قَالَ كَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يُصَلِّي فجَاء أَبُو جهل فَقَالَ الم أَنْهَك عَن هَذَا فنهره النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ أَبُو جهل إِنَّه ليعلم مَا بهَا نَاد أَكثر مني فَأنْزل الله تَعَالَى فَليدع نَادِيه الْآيَة قَالَ ابْن عَبَّاس وَالله لَو دَعَا نَادِيَةَ لَأَخَذته زَبَانِيَة الله انْتَهَى قَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث حسن صَحِيح غَرِيب انْتَهَى
رَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ
وَعَن الْحَاكِم رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة
وَرَوَاهُ احْمَد وَابْن أبي شيبَة وَالْبَزَّار فِي مسانيدهم
وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره ... فَذكره بِلَفْظ المُصَنّف سَوَاء زَاد عَلَيْهِ قَول ابْن عَبَّاس أَيْضا
وَكَذَلِكَ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره عَن عَلّي بن مسْهر عَن دَاوُد بن أبي هِنْد(4/248)
بِلَفْظ المُصَنّف سَوَاء
1516 - الحَدِيث الرَّابِع
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ لَو دَعَا نَادِيه لَأَخَذته الزَّبَانِيَة عيَانًا
قلت رَوَاهُ النَّسَائِيّ من طَرِيق عبد الرَّزَّاق أَنا معمر عَن عبد الْكَرِيم الْجَزرِي عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى سَنَدع الزَّبَانِيَة قَالَ قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لَو فعل أَبُو جهل لَأَخَذته الْمَلَائِكَة عيَانًا انْتَهَى وَتقدم هَذَا من قَول ابْن عَبَّاس
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من طرق بِلَفْظ النَّسَائِيّ سَوَاء
1517 - الحَدِيث الْخَامِس
فِي الحَدِيث اقْربْ مَا يكون العَبْد من ربه إِذا سجد
قلت رَوَاهُ مُسلم فِي صَحِيحه فِي الصَّلَاة من حَدِيث أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ اقْربْ مَا يكون العَبْد من ربه وَهُوَ ساجد فَأَكْثرُوا الدُّعَاء انْتَهَى
1518 - الحَدِيث السَّادِس
عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ من قَرَأَ سُورَة العلق أعطي من الْأجر كَأَنَّمَا قَرَأَ الْمفصل كُله
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث إِسْمَاعِيل بن عَمْرو ثَنَا يُوسُف بن عَطِيَّة ثَنَا هَارُون بن كثير عَن زيد بن أسلم عَن أَبِيه عَن أبي أُمَامَة عَن أبي بن كَعْب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من قَرَأَ اقْرَأ باسم رَبك ... إِلَى آخِره(4/249)
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه فِي آل عمرَان
وَرَوَاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط بِسَنَدِهِ فِي يُونُس(4/250)
سُورَة الْقدر(4/252)
ذكر فِيهَا حديثان
1519 - الحَدِيث الأول
رُوِيَ أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ذكر رجلا من بني إِسْرَائِيل لبس السِّلَاح فِي سَبِيل الله ألف شهر فَعجب الْمُؤْمِنُونَ من ذَلِك وتقاصرت إِلَيْهِم أَعْمَالهم فأعطوا لَيْلَة خيرا من مُدَّة ذَلِك الْغَازِي يَعْنِي لَيْلَة الْقدر
قلت رَوَاهُ ابْن أبي حَاتِم والثعلبي فِي تفسيريهما والواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول من حَدِيث مُسلم بن خَالِد الزنْجِي عَن ابْن أبي نجيح عَن مُجَاهِد أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ذكر رجلا من بني إِسْرَائِيل لبس السِّلَاح فِي سَبِيل الله تَعَالَى ألف شهر قَالَ فَعجب الْمُسلمُونَ من ذَلِك فَأنْزل الله تَعَالَى إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَة الْقدر وَمَا أَدْرَاك مَا لَيْلَة الْقدر لَيْلَة الْقدر خير من ألف شهر الَّذِي لبس السِّلَاح فِيهَا فِي سَبِيل الله تَعَالَى انْتَهَى وَهُوَ مُرْسل
1520 - الحَدِيث الثَّانِي
عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ من قَرَأَ سُورَة الْقدر أعطي من الْأجر كمن صَامَ رَمَضَان وَأَحْيَا لَيْلَة الْقدر
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره من حَدِيث عبد الله بن روح الْمَدَائِنِي ثَنَا شَبابَة بن سوار ثَنَا مخلد بن عبد الْوَاحِد عَن عَلّي بن زيد عَن زر بن حُبَيْش(4/253)
عَن أبي بن كَعْب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه فِي آل عمرَان
وَرَوَاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط بِسَنَدِهِ فِي يُونُس(4/254)
سُورَة لم يكن(4/256)
حَدِيث وَاحِد
1521 - عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ من قَرَأَ سُورَة لم يكن كَانَ يَوْم الْقِيَامَة من خير الْبَريَّة مسَاء وَمَقِيلا
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من طَرِيق ابْن أبي دَاوُد ثَنَا مُحَمَّد بن عَاصِم ثَنَا شَبابَة ابْن سوار ثَنَا مخلد بن عبد الْوَاحِد بالسند الَّذِي قبله وَبِهَذَا الْمَتْن
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه فِي آل عمرَان وَقَالَ فِي الأول مسَاء وَمَقِيلا وَفِي الثَّانِي سَاكِنا وَمَقِيلا
وَرَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط بِسَنَدِهِ فِي يُونُس وَقَالَ مُسَافِرًا وَمُقِيمًا وَهَذَا اخْتِلَاف(4/257)
سُورَة الزلزلة(4/260)
فِيهَا حديثان
1522 - الحَدِيث الأول
رُوِيَ عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ تشهد الأَرْض عَلَى كل اُحْدُ بِمَا عمل عَلَى ظهرهَا
قلت رُوِيَ من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَمن حَدِيث انس
فَحَدِيث أبي هُرَيْرَة رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ من طَرِيق ابْن الْمُبَارك ثَنَا سعيد ابْن أبي أَيُّوب ثَنَا يَحْيَى بن أبي سُلَيْمَان عَن سعيد المَقْبُري عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَرَأَ رَسُول الله هَذِه الْآيَة يَوْمئِذٍ تحدث أَخْبَارهَا قَالَ أَتَدْرُونَ مَا أَخْبَارهَا قَالُوا الله وَرَسُوله اعْلَم قَالَ فَإِن أَخْبَارهَا أَن تشهد عَلَى كل عبد أَو أمة بِمَا عمل عَلَى ظهرهَا تَقول عمل كَذَا فِي يَوْم كَذَا فَهَذِهِ أَخْبَارهَا انْتَهَى قَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث حسن صَحِيح غَرِيب انْتَهَى
وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الثَّانِي وَالسبْعين من الْقسم الثَّالِث وَالْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك فِي كتاب الْقرَاءَات وَقَالَ عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ
وَأما حَدِيث انس فَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي أَوَاخِر الْبَاب السَّابِع وَالْأَرْبَعِينَ من حَدِيث رشدين بن سعد ثَنَا يَحْيَى بن أبي سُلَيْمَان عَن أبي حَازِم عَن أنس بن مَالك أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ إِن الأَرْض لِتُخْبِرَ يَوْم الْقِيَامَة بِكُل عمل(4/261)
عمل عَلَى ظهرهَا ثمَّ تَلا إِذا زلزلت الأَرْض زِلْزَالهَا إِلَى آخرهَا انْتَهَى
قَالَ الْبَيْهَقِيّ وَرشْدِين بن سعد ضَعِيف
وَبِالسَّنَدَيْنِ رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره
1523 - الحَدِيث الثَّانِي
عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ من قَرَأَ إِذا زلزلت الأَرْض أَربع مَرَّات كَانَ كمن قَرَأَ الْقُرْآن كُله
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ اُخْبُرْنَا يَعْقُوب بن احْمَد السّري الْعَرُوضِي أَنا مُحَمَّد بن عبد الله الْعمانِي ثَنَا أَبُو الْقَاسِم الطَّائِي حَدثنِي أبي ثني عَلّي بن مُوسَى الرِّضَا ثني أبي مُوسَى بن جَعْفَر حَدثنِي أبي جَعْفَر بن مُحَمَّد حَدثنِي أبي مُحَمَّد بن عَلّي حَدثنِي أبي عَلّي بن الْحُسَيْن حَدثنِي أبي الْحُسَيْن بن عَلّي حَدثنِي أبي عَلّي بن أبي عَلّي ابْن أبي طَالب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره
وَفِي مُسْند ابْن أبي شيبَة وَالْبَزَّار عَن سَلمَة بن وردان عَن أنس بن مَالك عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ قل يأيها الْكَافِرُونَ ربع الْقُرْآن وإِذا زلزلت ربع الْقُرْآن وإِذا جَاءَ نصر الله ربع الْقُرْآن انْتَهَى وَفِي لفظ الْبَزَّار تعدل ربع الْقُرْآن
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بِسَنَدِهِ الثَّانِي فِي آل عمرَان وَلَفظه من قَرَأَ إِذا زلزلت أعطي من الْأجر كمن قَرَأَ ربع الْقُرْآن
وَبِهَذَا اللَّفْظ رَوَاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط بِسَنَدِهِ فِي يُونُس(4/262)
سُورَة العاديات(4/264)
فِيهَا حديثان
1524 - الحَدِيث الأول
قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مَا لم يكن نقع وَلَا لقلقَة
قلت غَرِيب مَرْفُوعا وَلم أَجِدهُ إِلَّا من قَول عمر رَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه فِي الْجَنَائِز أَنا معمر عَن الْأَعْمَش عَن أبي وَائِل قَالَ قيل لعمر إِن نسْوَة من بني الْمُغيرَة قد اجْتَمعْنَ فِي دَار خَالِد بن الْوَلِيد يبْكين عَلَيْهِ وَإِنَّا نكره أَن يؤذينك فَلَو نَهَيْتُهُنَّ فَقَالَ عمر مَا عَلَيْهِنَّ أَن يُهْرِقَن من دُمُوعهنَّ عَلَى أبي سُلَيْمَان سجلا أَو سَجْلَيْنِ مَا لم يكن نقع أَو لقلقَة انْتَهَى
وَمن طَرِيق عبد الرَّزَّاق رَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك فِي فَضَائِل خَالِد بن الْوَلِيد وَزَاد فِيهِ النَّقْع اللَّطْم وَاللَّقْلَقَة الصُّرَاخ انْتَهَى وَسكت عَنهُ
وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي سنَنه قَالَ النَّوَوِيّ فِي الْخُلَاصَة بِسَنَد صَحِيح
وَذكره البُخَارِيّ فِي صَحِيحه تَعْلِيقا فِي بَاب الْجَنَائِز فَقَالَ بَاب مَا يكره من النِّيَاحَة عَلَى الْمَيِّت وَقَالَ عمر دَعْهُنَّ يبْكين عَلَى أبي سُلَيْمَان مَا لم يكن نقع أَو لقلقَة قَالَ وَالنَّقْع التُّرَاب عَلَى الرَّأْس وَاللَّقْلَقَة الصَّوْت انْتَهَى
قلت وَرَوَاهُ أَبُو عبيد الْقَاسِم بن سَلام فِي غَرِيب الحَدِيث لَهُ حَدثنِي جرير عَن مَنْصُور عَن أبي وَائِل بِهِ بِلَفْظ عبد الرَّزَّاق
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ فِي غَرِيب الحَدِيث لَهُ عَن أبي مُعَاوِيَة عَن الْأَعْمَش بِهِ(4/265)
قَالَ أَبُو عبيد وَالنَّقْع عندنَا رفع الصَّوْت وَهُوَ قَول أَكثر أهل الْعلم وَقَالَ بَعضهم هُوَ رفع التُّرَاب عَلَى الرَّأْس وَقَالَ آخَرُونَ هُوَ شقّ الْجُيُوب قَالَ وَأما اللَّقْلَقَة فَهِيَ شدَّة الصَّوْت وَلم أسمع فِيهِ خلافًا انْتَهَى
وَقَالَ إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ قَالَ الْأَصْمَعِي النَّقْع الصياح وَقَالَ أَبُو سَلمَة هُوَ وضع التُّرَاب عَلَى الرَّأْس انْتَهَى
وَالْمُصَنّف رَحِمَهُ اللَّهُ احْتج بِالْحَدِيثِ عَلَى أَن النَّقْع الصياح
وَرَوَاهُ ابْن سعد فِي الطَّبَقَات فِي تَرْجَمَة خَالِد بن الْوَلِيد اُخْبُرْنَا وَكِيع ثَنَا الْأَعْمَش بِهِ بِلَفْظ عبد الرَّزَّاق وَزَاد قَالَ وَكِيع قَالَ وَالنَّقْع الشق وَاللَّقْلَقَة الصَّوْت انْتَهَى
1525 - قَوْله
عَن ابْن عَبَّاس قَالَ كنت جَالِسا فِي الْحجر فجَاء رجل فَسَأَلَنِي عَن وَالْعَادِيات ضَبْحًا قَالَ ففسرتها بِالْخَيْلِ فَذهب إِلَى عَلّي وَهُوَ تَحت سِقَايَة زَمْزَم فَسَأَلَهُ وَذكر لَهُ مَا قلت فَقَالَ ادْعُه لي فَلَمَّا وقفت عَلَى رَأسه قَالَ تُفْتِي النَّاس بِمَا لَا علم لَك بِهِ وَالله إِن كَانَت لأوّل غَزْوَة فِي الْإِسْلَام بدر وَمَا مَعنا إِلَّا فرسَان فرس للزُّبَيْرِ وَفرس لِلْمِقْدَادِ إِنَّمَا العاديات ضَبْحًا الْإِبِل من عَرَفَة إِلَى مُزْدَلِفَة وَمن مُزْدَلِفَة إِلَى منى
قلت رَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك فِي كتاب الْجِهَاد من طَرِيق ابْن وهب ثني أَبُو صَخْر عَن أبي مُعَاوِيَة البَجلِيّ عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس قَالَ بَيْنَمَا أَنا فِي الْحجر جَالس ... إِلَى آخِره سَوَاء وَقَالَ صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَتعقبه الذَّهَبِيّ فِي مُخْتَصره فَقَالَ لم يحْتَج البُخَارِيّ بِأبي صَخْر وَأما مُعَاوِيَة البَجلِيّ فَلَا ذكر لَهُ فِي الْكتب السِّتَّة انْتَهَى(4/266)
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره
وَمن طَرِيقه رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره
1526 - الحَدِيث الثَّانِي
عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ من قَرَأَ العاديات أعطي من الْأجر عشر حَسَنَات بِعَدَد من بَات فِي الْمزْدَلِفَة وَشهد جمعا
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث عبد الله بن روح ثَنَا شَبابَة بن سوار بِسَنَدِهِ فِي سُورَة الْقدر
وَبِهَذَا الْمَتْن رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه فِي آل عمرَان
وَرَوَاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط بِسَنَدِهِ فِي يُونُس(4/267)
سُورَة القارعة(4/270)
فِيهَا حديثان
1527 - قَوْله
وَثقل الْمِيزَان رُجْحَانهَا وَمِنْه حَدِيث أبي بكر فِي وَصيته لعمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما
قلت رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي خِلَافه ... حَدثنَا وَكِيع عَن إِسْمَاعِيل ابْن أبي خَالِد عَن زبيد بن الْحَارِث أَن أَبَا بكر لما حَضَره الْمَوْت أرسل إِلَى عمر فَلَمَّا أَتَى قَالَ لَهُ إِنِّي مُوصِيك بِوَصِيَّة إِن لله حَقًا فِي اللَّيْل لَا يقبله بِالنَّهَارِ وَحقا بِالنَّهَارِ لَا يقبله بِاللَّيْلِ وَإنَّهُ لَيْسَ لِأَحَدِنَا نَافِلَة حَتَّى يُؤَدِّي الْفَرِيضَة إِنَّه إِنَّمَا ثقلت مَوَازِين من ثقلت مَوَازِينه يَوْم الْقِيَامَة باتبَاعهمْ الْحق فِي الدُّنْيَا وَثقله عَلَيْهِم وَحقّ لِمِيزَانٍ لَا يوضع فِيهِ إِلَّا الْحق أَن يثقل وَخفت مَوَازِين من خفت مَوَازِينه يَوْم الْقِيَامَة باتبَاعهمْ الْبَاطِل وَخِفته عَلَيْهِم وَحقّ لِمِيزَانٍ لَا يوضع فِيهِ إِلَّا الْبَاطِل أَن يخف ألم تَرَ أَن الله ذكر أهل الْجنَّة بِأَحْسَن أَعْمَالهم حَتَّى يَقُول قَائِل من يبلغ عمله عمل هَؤُلَاءِ وَذَلِكَ أَن الله تجَاوز عَن أَسْوَأ أَعْمَالهم فَلم يُبْدِهِ لَهُم وَذكر أهل النَّار بِأَسْوَأ أَعْمَالهم حَتَّى يَقُول قَائِل أَنا خير عملا من هَؤُلَاءِ وَذَلِكَ أَن الله رد عَلَيْهِم أحسن أَعْمَالهم ألم تَرَ أَن الله أنزل آيَة الشدَّة عِنْد آيَة الرخَاء وَآيَة الرخَاء عِنْد آيَة الشدَّة ليَكُون رَاغِبًا رَاهِبًا لِئَلَّا يلقِي بِيَدِهِ إِلَى التَّهْلُكَة وَلَا يتَمَنَّى عَلَى الله أُمْنِية يتَمَنَّى فِيهَا عَلَى الله غير الْحق انْتَهَى
وَرَوَاهُ أَبُو نعيم فِي الْحِلْية فِي تَرْجَمَة أبي بكر الصّديق(4/271)
وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره سُورَة الْأَحْقَاف حَدثنَا ابْن حميد ثَنَا جرير عَن لَيْث عَن مُجَاهِد قَالَ دَعَا أَبُو بكر عمر ... فَذكره
1528 - الحَدِيث الأول
رُوِيَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يهوي فِيهَا يَعْنِي النَّار سبعين خَرِيفًا
قلت رَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك فِي كتاب الْأَهْوَال من حَدِيث مُحَمَّد بن إِسْحَاق عَن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم التَّيْمِيّ عَن عِيسَى بن طَلْحَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِن الرجل ليَتَكَلَّم بِالْكَلِمَةِ لَا يرَى بهَا بَأْسا فَيهْوِي بهَا فِي النَّار سبعين خَرِيفًا انْتَهَى وَقَالَ حَدِيث صَحِيح عَلَى شَرط مُسلم
وَرَوَاهُ أَحْمد وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَالْبَزَّار وَأَبُو يعْلى الْموصِلِي فِي مسانيدهم
وَفِيه أَحَادِيث مِنْهَا
حَدِيث رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه من حَدِيث عبد الله بن دِينَار عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ إِن أحدكُم ليَتَكَلَّم بِالْكَلِمَةِ من رضوَان الله مَا يلقِي بهَا بَالا يرفعهُ الله بهَا دَرَجَات وَإِن العَبْد ليَتَكَلَّم بِالْكَلِمَةِ من سخط الله مَا يلقِي بهَا بَالا يهوي بهَا فِي جَهَنَّم
حَدِيث آخر رَوَى التِّرْمِذِيّ فِي كِتَابه فِي صفة جَهَنَّم من حَدِيث الْحسن عَن عتبَة بن غَزوَان أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ إِن الصَّخْرَة الْعَظِيمَة لتلقى من شَفير جَهَنَّم فَتَهْوِي فِيهَا سبعين عَاما وَمَا تُفْضِي إِلَى قَرَارهَا انْتَهَى وَضَعفه فَقَالَ لَا نَعْرِف لِلْحسنِ سَمَاعا من عتبَة بن غَزوَان وَإِنَّمَا قدم عتبَة فِي زمَان عمر وَولد الْحسن لِسنتَيْنِ بَقِيَتَا من خلَافَة عمر انْتَهَى(4/272)
وَرَوَاهُ فِي الشَّمَائِل من حَدِيث خَالِد بن عُمَيْر عَن عتبَة بن غَزوَان
وَرى التِّرْمِذِيّ أَيْضا من حَدِيث أبي الْهَيْثَم عَن الْخُدْرِيّ مَرْفُوعا ويل وَاد فِي جَهَنَّم يهوي فِيهِ الْكَافِر أَرْبَعِينَ خَرِيفًا قبل أَن يبلغ قَعْره انْتَهَى
حَدِيث آخر رَوَى الْبَزَّار فِي مُسْنده ثَنَا معَاذ بن سهل ثَنَا عُثْمَان بن عبد الله ثَنَا الْحسن بن أبي جَعْفَر عَن عَاصِم عَن أبي وَائِل عَن عبد الله عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ إِن الرجل ليَتَكَلَّم بِالْكَلِمَةِ يهوي بهَا فِي النَّار كَذَا وَكَذَا خَرِيفًا انْتَهَى وَقَالَ لَا نعلمهُ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَاد
وَأخرج أَيْضا من حَدِيث مجَالد عَن الشّعبِيّ عَن مَسْرُوق عَن ابْن مَسْعُود يرفعهُ يُؤْتَى بِالْقَاضِي يَوْم الْقِيَامَة فَيُوقف عَلَى شَفير جَهَنَّم فَإِن أَمر بِهِ دفع فَيهْوِي فِيهَا سبعين خَرِيفًا
1529 - الحَدِيث الثَّانِي
عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ من قَرَأَ سُورَة القارعة ثقل الله مِيزَانه يَوْم الْقِيَامَة
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث سَلام بن سليم ثَنَا هَارُون بن كثير عَن زيد بن أسلم عَن أَبِيه عَن أبي أُمَامَة عَن أبي بن كَعْب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره فِي آل عمرَان
وَبِسَنَد الثَّعْلَبِيّ رَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط(4/273)
سُورَة التكاثر(4/276)
فِيهَا حديثان
1530 - الحَدِيث الأول
رُوِيَ أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أكل هُوَ وَأَصْحَابه تَمرا وَشَرِبُوا عَلَيْهِ مَاء فَقَالَ الْحَمد لله الَّذِي أطعمنَا وَسَقَانَا وَجَعَلنَا مُسلمين
قلت غَرِيب بِهَذَا اللَّفْظ وَالَّذِي وجدته مَا رَوَاهُ النَّسَائِيّ من حَدِيث عمار سَمِعت جَابر بن عبد الله يَقُول أكل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ رطبا وَشَرِبُوا مَاء فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ هَذَا من النَّعيم الَّذِي تسْأَلُون عَنهُ انْتَهَى
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الأول من الْقسم الرَّابِع
وَلم يروه الطَّبَرِيّ وَابْن مرْدَوَيْه فِي تفسيريهما إِلَّا كَذَلِك
وَرَوَى أَبُو دَاوُد فِي سنَنه فِي الْأَطْعِمَة وَالتِّرْمِذِيّ فِي الشَّمَائِل وَالنَّسَائِيّ فِي الْيَوْم وَاللَّيْلَة من حَدِيث رَبَاح بن عُبَيْدَة السّلمِيّ عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ قَالَ كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذا أكل طَعَاما قَالَ الْحَمد لله الَّذِي أطعمنَا وَسَقَانَا وَجَعَلنَا مُسلمين انْتَهَى
1531 - الحَدِيث الثَّانِي
عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ من قَرَأَ أَلْهَاكُم التكاثر لم(4/277)
يحاسبه الله بالنعيم الَّذِي أنعم عَلَيْهِ فِي دَار الدُّنْيَا وَأعْطِي من الْأجر كَأَنَّمَا قَرَأَ ألف آيَة
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث سَلام بن سليم ثَنَا هَارُون بن كثير بِسَنَدِهِ الْمُتَقَدّم غير مرّة
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بِسَنَدِهِ الأول فِي آل عمرَان
وَرَوَاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط بِسَنَدِهِ فِي يُونُس(4/278)
سُورَة الْعَصْر(4/280)
فِيهَا حديثان
1532 - الحَدِيث الأول
قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من فَاتَتْهُ صَلَاة الْعَصْر كَأَنَّمَا وتر أَهله وَمَاله
قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم فِي الصَّلَاة من حَدِيث نَافِع عَن ابْن عمر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ الَّذِي تفوته صَلَاة الْعَصْر كَأَنَّمَا وتر أَهله وَمَاله انْتَهَى
1533 - الحَدِيث الثَّانِي
عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ من قَرَأَ سُورَة الْعَصْر غفر الله لَهُ وَكَانَ مِمَّن تَوَاصَى بِالْحَقِّ وَتَوَاصَى بِالصبرِ
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ بِغَيْر هَذَا اللَّفْظ من حَدِيث سَلام بن سليم ثَنَا هَارُون ابْن كثير بِسَنَدِهِ الْمُتَقَدّم مَرْفُوعا من قَرَأَ سُورَة وَالْعصر ختم الله لَهُ بِالصبرِ وَكَانَ مَعَ أَصْحَاب الْحق يَوْم الْقِيَامَة انْتَهَى
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه فِي آل عمرَان
وبلفظ الثَّعْلَبِيّ أَيْضا رَوَاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط بِسَنَدِهِ الْمُتَقَدّم(4/281)
سُورَة الْهمزَة(4/284)
1534 - عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ من قَرَأَ سُورَة الْهمزَة أعطَاهُ الله عشر حَسَنَات بِعَدَد من اسْتَهْزَأَ بِمُحَمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَأَصْحَابه
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ أَخْبرنِي أَبُو الْحسن مُحَمَّد بن الْقَاسِم الْفَارِسِي ثَنَا أَبُو عَمْرو إِسْمَاعِيل بن نجيد ثَنَا أَبُو عبيد الله مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن سعيد البوسنجي ثَنَا سعيد ابْن حَفْص قَالَ قَرَأت عَلَى معقل بن عبيد الله عَن عِكْرِمَة بن خَالِد عَن سعيد ابْن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس عَن أبي بن كَعْب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من قَرَأَ سُورَة ويل لكل همزَة لُمزَة أعطي من الْأجر ... إِلَى آخِره
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه فِي آل عمرَان
وَرَوَاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط بِسَنَدِهِ فِي يُونُس(4/285)
سُورَة الْفِيل(4/288)
1535 - خبر أَبْرَهَة وَالنَّجَاشِي وقصة الْفِيل
قلت رَوَاهُ الطَّبَرِيّ من قَول ابْن إِسْحَاق أَن أَبْرَهَة بنى كَنِيسَة بِصَنْعَاء وَكَانَ نَصْرَانِيّا وَسَماهُ الْقليس ... فَذكره
1536 - قَالَ من قَرَأَ سُورَة الْفِيل أَعْفَاهُ الله من الْخَسْف وَالْمَسْخ
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ أخبرنَا بَاقِل بن أَرقم ثَنَا مُحَمَّد بن شَادَّة ثَنَا احْمَد ابْن الْحسن ثَنَا مُحَمَّد بن يَحْيَى ثَنَا سلم بن قُتَيْبَة عَن شُعْبَة عَن عَاصِمَة عَن زر عَن أبي مَرْفُوعا ... فَذكره
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه فِي آل عمرَان
وَرَوَاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط بِسَنَدِهِ فِي يُونُس(4/289)
سُورَة قُرَيْش(4/292)
حَدِيث وَاحِد
1537 - قَوْله
عَن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه أَنه قَرَأَ سُورَة قُرَيْش مَعَ سُورَة أَرَأَيْت فِي الرَّكْعَة الثَّانِيَة من الْمغرب وَقَرَأَ فِي الأولَى والتين
قلت رَوَاهُ عبد الرَّزَّاق وَابْن أبي شيبَة فِي مصنفيهما فِي الصَّلَاة قَالَ عبد الرَّزَّاق أَنا سُفْيَان بن عُيَيْنَة وَقَالَ ابْن أبي شيبَة ثَنَا أَبُو الْأَحْوَص كِلَاهُمَا عَن أبي إِسْحَاق عَن عَمْرو بن مَيْمُون قَالَ صَلَّى بِنَا عمر الْمغرب فَقَرَأَ فِي الأولَى بِالتِّينِ وَالزَّيْتُون وَفِي الثَّانِيَة ألم تَرَ كَيفَ ولِإِيلَافِ قُرَيْش انْتَهَى
وَذكره الثَّعْلَبِيّ مَوْقُوفا مَقْطُوعًا فَقَالَ قَالَ عَمْرو بن مَيْمُون صليت الْمغرب خلف عمر ... فَذكره
1538 - حَدِيث فَضِيلَة السُّورَة
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ من قَرَأَ سُورَة لِإِيلَافِ قُرَيْش أعطَاهُ الله عشر حَسَنَات بِعَدَد من طَاف بِالْكَعْبَةِ وَاعْتَكف بهَا
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث نوح بن أبي مَرْيَم عَن عَلّي بن زيد عَن زر بن حُبَيْش عَن أبي بن كَعْب مَرْفُوعا ... فَذكره سَوَاء
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه فِي آل عمرَان
وَرَوَاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط بِسَنَدِهِ فِي يُونُس(4/293)
سُورَة أَرَأَيْت(4/296)
ذكر فِيهَا أَرْبَعَة أَحَادِيث
1539 - الحَدِيث الأول
كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقع لَهُ السَّهْو فِي صلَاته
قلت ورد فِي ذَلِك خَمْسَة أَحَادِيث
الحَدِيث الأول حَدِيث ذِي الْيَدَيْنِ رَوَاهُ الْأَئِمَّة السِّتَّة فِي كتبهمْ من حَدِيث أبي هُرَيْرَة قَالَ صَلَّى بِنَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِحْدَى صَلَاتي الْعشي الظّهْر أَو الْعَصْر فَصَلى بِنَا رَكْعَتَيْنِ ثمَّ سلم ثمَّ قَامَ إِلَى خَشَبَة فِي مقدم الْمَسْجِد فَوضع يَدَيْهِ عَلَيْهَا يعرف فِي وَجهه الْغَضَب ثمَّ خرج سرعَان النَّاس وهم يَقُولُونَ قصرت الصَّلَاة قصرت الصَّلَاة وَفِي النَّاس أَبُو بكر وَعمر فَهَابَا أَن يُكَلِّمَاهُ فَقَامَ رجل كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يُسَمِّيه ذَا الْيَدَيْنِ فَقَالَ يَا رَسُول الله أنسيت أم قصرت الصَّلَاة قَالَ لم أنس وَلم تقصر الصَّلَاة قَالَ بل نسيت يَا رَسُول الله فَأقبل عَلَى الْقَوْم وَقَالَ أصدق ذُو الْيَدَيْنِ فَأَوْمَئُوا أَي نعم فَرجع رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِلَى مقَامه فَصَلى الرَّكْعَتَيْنِ الْبَاقِيَتَيْنِ ثمَّ سلم ثمَّ كبر وَسجد مثل سُجُوده أَو أطول ثمَّ رفع وَكبر ثمَّ كبر وَسجد مثل سُجُوده أَو أطول ثمَّ رفع وَكبر ثمَّ سلم انْتَهَى
الحَدِيث الثَّانِي رَوَاهُ الْأَئِمَّة السِّتَّة أَيْضا عَن عبد الله بن بُحَيْنَة قَالَ صَلَّى لنا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ رَكْعَتَيْنِ ثمَّ قَامَ فَلم يجلس فَقَامَ النَّاس مَعَه فَلَمَّا قَضَى صلَاته وَانْتَظرْنَا التَّسْلِيم كبر فَسجدَ سَجْدَتَيْنِ وَهُوَ جَالس قبل التَّسْلِيم ثمَّ سلم انْتَهَى(4/297)
وَهَذَا رَوَاهُ أَبُو يعْلى الْموصِلِي فِي مُسْنده بِزِيَادَة فَقَالَ ثَنَا شُرَيْح ثَنَا مُعَاوِيَة ثَنَا إِسْمَاعِيل بن أبي خَالِد عَن قيس بن أبي حَازِم عَن سعد انه نَهَضَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ فَسَبحُوا بِهِ فَاسْتَتَمَّ قَائِما فَلَمَّا فرغ سجد سَجْدَتي السَّهْو ثمَّ قَالَ أَكُنْتُم ترَوْنَ أَنِّي أَجْلِس إِنَّمَا صنعت كَمَا صنع رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ انْتَهَى
الحَدِيث الثَّالِث حَدِيث ابْن مَسْعُود أخرجه الْأَئِمَّة السِّتَّة أَيْضا عَنهُ قَالَ صَلَّى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الظّهْر خمْسا فَقيل لَهُ أَزِيد فِي الصَّلَاة قَالَ وَمَا ذَاك قَالَ صليت خمْسا فَسجدَ سَجْدَتَيْنِ بَعْدَمَا سلم انْتَهَى
قَالَ القَاضِي عِيَاض فِي كتاب الشِّفَاء وَالصَّحِيح من الْأَحَادِيث الْوَارِدَة فِي سَهْوه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي الصَّلَاة ثَلَاثَة أَحَادِيث أَولهَا حَدِيث ذِي الْيَدَيْنِ وَالثَّانِي حَدِيث ابْن بُحَيْنَة وَالثَّالِث حَدِيث ابْن مَسْعُود انْتَهَى كَلَامه
وَهَذَا الْكَلَام مَدْخُول بِالْحَدِيثين الآخرين
الحَدِيث الرَّابِع حَدِيث عمرَان بن حُصَيْن رَوَاهُ مُسلم فِي صَحِيحه عَنهُ أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ صَلَّى الْعَصْر فَسلم فِي ثَلَاث رَكْعَات فَقَامَ رجل يُقَال لَهُ الْخِرْبَاق فَقَالَ لَهُ يَا رَسُول الله فَذكر لَهُ صَنِيعه فَقَالَ أصدق هَذَا قَالُوا نعم فَصَلى رَكْعَة ثمَّ سلم ثمَّ سجد سَجْدَتي السَّهْو ثمَّ سلم انْتَهَى
الحَدِيث الْخَامِس رَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الثَّامِن عشر من الْقسم الْخَامِس عَن ابْن خُزَيْمَة بِسَنَدِهِ إِلَى مُعَاوِيَة بن خديج رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ صليت مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الْمغرب فَسَهَا فَسلم فِي الرَّكْعَتَيْنِ ثمَّ انْصَرف فَقَالَ لَهُ رجل يَا رَسُول الله إِنَّك سَهَوْت فَسلمت فِي رَكْعَتَيْنِ قَالَ فَأمر بِلَالًا فَأَقَامَ الصَّلَاة ثمَّ أتم تِلْكَ الرَّكْعَة وَسَأَلت عَن هَذَا الرجل فَقَالُوا هُوَ طَلْحَة بن عبيد الله انْتَهَى
قَالَ ابْن حبَان وَلَا تضَاد فِي هَذِه الْأَخْبَار فَإِنَّهَا صلوَات مُتَغَايِرَة فِي أَوْقَات مُخْتَلفَة فَفِي حَدِيث أبي هُرَيْرَة أَن الَّذِي أعلمهُ بسهوه ذُو الْيَدَيْنِ وَفِي خبر عمرَان(4/298)
ابْن حُصَيْن الَّذِي أعلمهُ الْخِرْبَاق وَفِي حَدِيث مُعَاوِيَة بن خديج الَّذِي أعلمهُ طَلْحَة ابْن عبيد الله انْتَهَى كَلَامه
وَفِي الْمعرفَة للبيهقي رَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي سنَنه
1540 - الحَدِيث الثَّانِي
قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لَا غمَّة فِي فَرَائض الله
قلت تقدم فِي سُورَة يُونُس أَيْضا وَذكره القَاضِي عِيَاض فِي الشِّفَاء
1541 - الحَدِيث الثَّالِث
وَعَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ الرِّيَاء أَخْفَى من دَبِيب النملة فِي اللَّيْلَة الْمظْلمَة عَلَى الْمسْح الْأسود
1542 - الحَدِيث الرَّابِع
عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ من قَرَأَ سُورَة أَرَأَيْت غفر الله لَهُ إِن كَانَ لِلزَّكَاةِ مُؤديا
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ أخبرنَا أَبُو الْحسن مُحَمَّد بن الْقَاسِم الْقَارئ الْفَقِيه ثَنَا أَبُو مُحَمَّد بن أبي حَامِد ثَنَا أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بن الْحسن الْأَصْبَهَانِيّ ثَنَا مُؤَمل بن إِسْمَاعِيل ثَنَا سُفْيَان الثَّوْريّ ثَنَا أسلم الْمنْقري عَن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن أَبْزَى عَن أَبِيه عَن أبي بن كَعْب مَرْفُوعا ... فَذكره
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه فِي آل عمرَان
وَرَوَاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط بِسَنَدِهِ فِي يُونُس(4/299)
سُورَة الْكَوْثَر(4/302)
ذكر فِيهَا خَمْسَة أَحَادِيث
1543 - الحَدِيث الأول
قَرَأَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِنَّا أعطيناك الْكَوْثَر
قلت رَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك فِي كتاب الْقرَاءَات من حَدِيث عَمْرو بن عبيد عَن الْحسن عَن أمه عَن أم سَلمَة أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَرَأَ إِنَّا أعطيناك انْتَهَى وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ وَتعقبه الذَّهَبِيّ فِي مُخْتَصره وَقَالَ عَمْرو بن عبيد واه
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَالدَّارَقُطْنِيّ فِي المؤتلف والمختلف والثعلبي فِي تَفْسِيره وَكَذَلِكَ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره
1544 - الحَدِيث الثَّانِي
قَالَ عَلَيْهِ السَّلَام وأنطوا الثبجة
قلت ذكره القَاضِي عِيَاض فِي الشِّفَاء فِي كتاب النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لِوَائِل بن حجر وَقد تقدم
1545 - الحَدِيث الثَّالِث
رُوِيَ أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَرَأَهَا حِين أنزلت فَقَالَ أَتَدْرُونَ مَا الْكَوْثَر إِنَّه نهر فِي الْجنَّة وعدنيه رَبِّي فِيهِ خير كثير(4/303)
قلت رَوَاهُ مُسلم فِي صَحِيحه فِي أَوَائِل الصَّلَاة من حَدِيث الْمُخْتَار بن فلفل عَن أنس قَالَ بَيْنَمَا نَحن ذَات يَوْم وَرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بَين أظهرنَا إِذْ أَغْفَى إغْفَاءَة ثمَّ رفع رَأسه مُتَبَسِّمًا فَقُلْنَا لَهُ مَا أضْحكك يَا رَسُول الله قَالَ أنزلت عَلّي آنِفا سُورَة فقرأها حَتَّى خَتمهَا ثمَّ قَالَ هَل تَدْرُونَ مَا الْكَوْثَر قَالُوا الله وَرَسُوله أعلم قَالَ فَإِنَّهُ نهر وعدنيه رَبِّي فِي الْجنَّة
1546 - الحَدِيث الرَّابِع
وَرُوِيَ فِي صفته يَعْنِي الْكَوْثَر أَحْلَى من الْعَسَل وَأَشد بَيَاضًا من اللَّبن وأبرد من الثَّلج وألين من الزّبد حافتاه الزبرجد وَأَوَانيهِ من فضَّة عدد نُجُوم السَّمَاء
وَرُوِيَ لَا يظمأ من شرب مِنْهُ أبدا أول وَارِد بِهِ فُقَرَاء الْمُهَاجِرين الدنس الثِّيَاب الشعث الرُّءُوس الَّذين لَا يَتَزَوَّجُونَ الْمُنَعَّمَاتِ وَلَا يفتح لَهُم أَبْوَاب السدد يَمُوت أحدهم وَحَاجته تتلجلج فِي صَدره لَو أقسم عَلَى الله لَأَبَره
قلت الأول رَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك فِي كتاب الْإِيمَان بِنَقص يسير من حَدِيث أبي بَرزَة قَالَ سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول حَوْضِي مَا بَين أَيْلَة إِلَى صنعاء عرضه كَطُولِهِ فِيهِ مِيزَابَانِ يصبَّانِ من الْجنَّة أَحْلَى من الْعَسَل وأبرد من الثَّلج وَأَشد بَيَاضًا من اللَّبن والين من الزّبد فِيهِ أَبَارِيق عدد نُجُوم السَّمَاء من شرب مِنْهُ لم يظمأ حَتَّى يدْخل الْجنَّة انْتَهَى وَقَالَ حَدِيث صَحِيح عَلَى شَرط مُسلم
وَرَوَى ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره حَدِيث الْإِسْرَاء حَدثنَا سُلَيْمَان بن احْمَد وَهُوَ الطَّبَرَانِيّ ثَنَا عبد الله بن احْمَد بن أسيد الْأَصْبَهَانِيّ ثَنَا مُحَمَّد بن عِيسَى بن يزِيد السَّعْدِيّ ثَنَا سُلَيْمَان بن عمر بن سيار التَّيْمِيّ ثني أبي ثَنَا شُعَيْب بن رزين(4/304)
ثَنَا عمر بن سُلَيْمَان عَن الضَّحَّاك بن مُزَاحم عَن ابْن عَبَّاس عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ لما أسرِي بِي إِلَى السَّمَوَات رَأَيْت فِيهَا أَعَاجِيب ... فَذكره طَويلا نَحْو عشر وَرَقَات وَفِيه ثمَّ نظرت فَإِذا نهر يجْرِي من أصل شَجَرَة مَاؤُهَا أَشد بَيَاضًا من اللَّبن وَأَحْلَى من الْعَسَل وَمَجْرَاهُ عَلَى رَضْرَاض در وَيَاقُوت وحافتها زبرجد وَذكر فِيهِ أَشْيَاء اثر الْوَضع عَلَيْهَا
وَالثَّانِي رَوَاهُ ابْن ماجة فِي سنَنه فِي كتاب الزّهْد بِنَقص يسير أَيْضا من حَدِيث ثَوْبَان مولَى رَسُول الله أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ إِن حَوْضِي مَا بَين عدن إِلَى أَيْلَة أَشد بَيَاضًا من اللَّبن وَأَحْلَى من الْعَسَل أَكَاوِيبه عدد نُجُوم السَّمَاء من شرب مِنْهُ شربة لم يظمأ بعْدهَا أبدا وَأول من يردهُ عَلّي من الْمُهَاجِرين الدنس ثيابًا الشعث رُءُوسًا الَّذين لَا ينْكحُونَ الْمُنَعَّمَاتِ وَلَا تفتح لَهُم السدد مُخْتَصر
وَرَوَاهُ احْمَد فِي مُسْنده وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَقَالا فِيهِ أول من يردهُ فُقَرَاء الْمُهَاجِرين
1547 - الحَدِيث الْخَامِس
عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ من قَرَأَ سُورَة الْكَوْثَر سقَاهُ الله من كل بِئْر فِي الْجنَّة وَيكْتب لَهُ عشر حَسَنَات بِعَدَد كل قرْبَان قربه الْعباد يَوْم النَّحْر أَو يقربونه
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث سَلام بن سليم ثَنَا هَارُون بن كثير عَن زيد بن اسْلَمْ عَن أَبِيه عَن أبي أُمَامَة عَن أبي بن كَعْب مَرْفُوعا ... فَذكره
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بِسَنَدِهِ الثَّانِي فِي آل عمرَان إِلَّا أَنه قَالَ أَو يقربونه من أهل الْكتاب وَالْمُشْرِكين
وَرَوَى الواحدي فِي الْوَسِيط بِسَنَدِهِ الْمُتَقَدّم صَدره لم يقل فِيهِ وَيكْتب لَهُ عشر حَسَنَات إِلَى آخِره(4/305)
سُورَة الْكَافِرُونَ(4/308)
حَدِيث وَاحِد
1548 - عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ من قَرَأَ سُورَة الْكَافِرُونَ فَكَأَنَّمَا قَرَأَ ربع الْقُرْآن وَتَبَاعَدَتْ مِنْهُ مَرَدَة الشَّيَاطِين وَبرئ من الشّرك وتعافى من الْفَزع الْأَكْبَر
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث مُحَمَّد بن عمرَان بن أبي لَيْلَى ثني أبي عَن مجَالد عَن الْحجَّاج بن عبد الله عَن أبي الْجَلِيل عَن زر بن حُبَيْش عَن أبي ابْن كَعْب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من قَرَأَ سُورَة الْكَافِرُونَ ...
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بِسَنَدِهِ الثَّانِي إِلَّا أَنه قَالَ وَيُعَافَى من فزع الْيَوْم فَمروا صِبْيَانكُمْ أَن يَقْرَءُوهَا عِنْد الْمَنَام فَلَا يعرض لَهُم شَيْء انْتَهَى
وَرَوَاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط بِسَنَدِهِ فِي يُونُس بِلَفْظ المُصَنّف(4/309)
سُورَة النَّصْر(4/312)
ذكر فِيهَا اثْنَي عشر حَدِيثا
1549 - الحَدِيث الأول
رُوِيَ أَن فتح مَكَّة كَانَ لعشر مضين من رَمَضَان سنة ثَمَان وَكَانَ مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عشرَة آلَاف من الْمُهَاجِرين وَالْأَنْصَار وَطَوَائِف الْعَرَب وَأقَام بهَا خمس عشرَة لَيْلَة ثمَّ خرج إِلَى هوَازن وَحين دَخلهَا وقف عَلَى بَاب الْكَعْبَة ثمَّ قَالَ لَا إِلَه إِلَّا الله وَحده لَا شريك لَهُ صدق وعده وَنصر عَبده وَهزمَ الْأَحْزَاب وَحده ثمَّ قَالَ يأهل مَكَّة مَا ترَوْنَ أَنِّي فَاعل بكم قَالُوا خيرا أَخ كريم وَابْن أَخ كريم ثمَّ قَالَ اذْهَبُوا فَأنْتم الطُّلَقَاء فَأعْتقهُمْ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ
قلت أخرجه ابْن هِشَام فِي السِّيرَة فِي فتح مَكَّة من قَول ابْن إِسْحَاق إِلَّا أَنه قَالَ فِيهِ إِن فتح مَكَّة كَانَ لعشر لَيَال بَقينَ من رَمَضَان
وَفِي صَحِيح البُخَارِيّ فِي فتح مَكَّة عَن الزُّهْرِيّ عَن عبيد الله بن عبد الله ابْن عتبَة عَن ابْن عَبَّاس أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ خرج فِي رَمَضَان من الْمَدِينَة وَمَعَهُ عشرَة آلَاف من الْمُسلمين ... إِلَى أَن قَالَ قَالَ الزُّهْرِيّ فَصبح رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مَكَّة لثلاث عشرَة لَيْلَة خلت من رَمَضَان
وَرَوَى الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة من طَرِيق ابْن إِسْحَاق عَن الزُّهْرِيّ وَمُحَمّد ابْن عَلّي بن الْحُسَيْن وَعَاصِم بن عمر بن قَتَادَة وَعَمْرو بن شُعَيْب وَعبد الله بن أبي بكر وَغَيرهم قَالُوا كَانَ فتح مَكَّة سنة ثَمَان لعشر بقيت من شهر رَمَضَان انْتَهَى(4/313)
وَهَذَا اخْتِلَاف رِوَايَة وَأخرج الْوَاقِدِيّ فِي كتاب الْمَغَازِي الرِّوَايَتَيْنِ ذكرهمَا فِي غَزْوَة حنين
1550 - الحَدِيث الثَّانِي
عَن جَابر بن عبد الله أَنه بَكَى ذَات يَوْم فَقيل لَهُ فِي ذَلِك فَقَالَ سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول دخل النَّاس فِي دين الله أَفْوَاجًا وَسَيَخْرُجُونَ مِنْهُ أَفْوَاجًا
قلت رَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده حَدثنَا مُعَاوِيَة بن عَمْرو ثَنَا أَبُو إِسْحَاق عَن الْأَوْزَاعِيّ ثني أَبُو عمار ثني جَار لجَابِر بن عبد الله قَالَ قدمت من سفر فَجَاءَنِي جَابر بن عبد الله يسلم عَلّي فَجعلت أحدثه عَن افْتِرَاق النَّاس وَمَا أَحْدَثُوا فَجعل جَابر يبكي ثمَّ قَالَ سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول إِن النَّاس دخلُوا فِي دين الله أَفْوَاجًا وَسَيَخْرُجُونَ مِنْهُ أَفْوَاجًا انْتَهَى
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده ثَنَا أَبُو أُسَامَة حَدثنِي الْمفضل ابْن يُونُس عَن الْأَوْزَاعِيّ بِهِ
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره من طَرِيق بَقِيَّة بن الْوَلِيد ثَنَا الْأَوْزَاعِيّ ثَنَا شَدَّاد بن عمار حَدثنِي جَار لجَابِر بن عبد الله ... فَذكره
وَاخْتَصَرَهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك فَرَوَاهُ فِي الْفِتَن من طَرِيق ابْن وهب ثني عبد الرَّحْمَن بن شُرَيْح عَن أبي الْأسود الْقرشِي عَن أبي قُرَّة مولَى أبي جهل عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه لما أنزلت عَلَيْهِ هَذِه السُّورَة إِذا جَاءَ نصر الله وَالْفَتْح ... إِلَى آخرهَا قَالَ عَلَيْهِ السَّلَام ليخرجن مِنْهُ أَفْوَاجًا كَمَا دَخَلُوهُ أَفْوَاجًا انْتَهَى وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من حَدِيث مُعَاوِيَة بن عَمْرو عَن أبي إِسْحَاق الْفَزارِيّ عَن الْأَوْزَاعِيّ بِسَنَد أَحْمد وَمَتنه(4/314)
1551 - الحَدِيث الثَّالِث
قَالَ أَبُو هُرَيْرَة لما نزلت قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الله أكبر جَاءَ نصر الله وَالْفَتْح وَجَاء أهل الْيمن رقيقَة قُلُوبهم الْإِيمَان يمَان وَالْفِقْه يمَان وَالْحكمَة يَمَانِية
قلت غَرِيب من حَدِيث أبي هُرَيْرَة
وَرَوَاهُ النَّسَائِيّ من حَدِيث ابْن عَبَّاس أخرجه من طَرِيق أبي عوَانَة عَن هِلَال ابْن خباب عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس قَالَ لما نزلت إِذا جَاءَ نصر الله ... إِلَى آخرهَا قَالَ نعيت لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ نَفسه حِين أنزلت فَأخذ فِي أَشد مَا كَانَ اجْتِهَادًا فِي أَمر الآخر وَقَالَ بعد ذَلِك جَاءَ الْفَتْح وَجَاء نصر الله وَجَاء أهل الْيمن فَقَالَ رجل يَا رَسُول الله وَمَا أهل الْيمن قَالَ رقيقَة قُلُوبهم الْإِيمَان يمَان وَالْحكمَة يَمَانِية وَالْفِقْه يمَان انْتَهَى
وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الْحَادِي عشر من الْقسم الثَّالِث
وَحَدِيث أبي هُرَيْرَة فِي صَحِيح البُخَارِيّ وَمُسلم مُخْتَصرا رَوَاهُ فِي كتاب الْإِيمَان من حَدِيث مُحَمَّد بن سِرين عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ جَاءَ أهل الْيمن لَهُم أرق أَفْئِدَة الْإِيمَان يمَان وَالْفِقْه يمَان وَالْحكمَة يَمَانِية انْتَهَى
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه من حَدِيث أبي هُرَيْرَة أخرجه من طَرِيق عبد الرَّزَّاق ثَنَا هِشَام بن حسان عَن أَيُّوب عَن مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ لما نزلت إِذا جَاءَ نصر الله وَالْفَتْح ... إِلَى آخر لفظ المُصَنّف
1552 - الحَدِيث الرَّابِع
قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (إِنِّي أجد نَفْس ربكُم من قبل الْيمن)(4/315)
قلت رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَالْبَزَّار فِي مُسْنده وَالْبَيْهَقِيّ فِي كتاب الْأَسْمَاء وَالصِّفَات من حَدِيث عبد الله بن سَالم الْحِمصِي ثَنَا إِبْرَاهِيم بن سُلَيْمَان الْأَفْطَس ثَنَا الْوَلِيد بن عبد الرَّحْمَن الجرشِي عَن جُبَير بن نفير عَن سَلمَة بن نفَيْل السكونِي قَالَ دَنَوْت من رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقلت يَا رَسُول الله تركت الْخَيل وَأُلْقِي السِّلَاح وَزعم قوم أَلا قتال فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كذبُوا الْآن حَان الْقِتَال لَا تزَال من أمتِي أمة قَائِمَة عَلَى الْحق ظَاهِرَة قَالَ وَهُوَ مول ظَهره إِلَى الْيمن أَنِّي أجد نَفْس الرَّحْمَن من هَاهُنَا وَالْخَيْل مَعْقُود فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْر إِلَى يَوْم الْقِيَامَة وَأَهْلهَا مُعَانُونَ عَلَيْهَا انْتَهَى قَالَ الْبَزَّار هَذَا حَدِيث رِجَاله شَامِيُّونَ مَشْهُورُونَ إِلَّا إِبْرَاهِيم ابْن سُلَيْمَان الْأَفْطَس انْتَهَى
وَرَوَى الطَّبَرَانِيّ فِي كِتَابه مُسْند الشاميين ثَنَا أَبُو زرْعَة أَحْمد بن مُحَمَّد بن يَحْيَى بن حَمْزَة قَالَا ثَنَا عَلّي بن عَيَّاش الْحِمصِي ثَنَا حريز بن عُثْمَان عَن شبيب أبي روح عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الْإِيمَان يمَان وَالْحكمَة يَمَانِية وَأَجد نَفْس الرَّحْمَن من قبل الْيمن انْتَهَى
وَرَوَاهُ فِي المعجم الْوسط ثَنَا أَبُو زرْعَة عبد الرَّحْمَن بن عَمْرو ثَنَا أَبُو الْيَمَان ثَنَا حريز بن عُثْمَان عَن شبيب عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ الْإِيمَان يمَان وَالْحكمَة يَمَانِية وَأَجد نَفْس ربكُم من قبل الْيمن مُخْتَصر
قَالَ الْبَيْهَقِيّ وَهَذَا الْخَبَر إِن كَانَ مَحْفُوظًا فَمَعْنَاه أَلا إِنِّي أجد الْفرج من قبل الْيمن وَهُوَ كَقَوْلِه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من نَفْس عَن مُؤمن كربَة نَفْس الله عَنهُ كربَة أَي فرج ثمَّ نقل عَن الْأَزْهَرِي أَنه قَالَ فِيهِ وَفِي حَدِيث أبي بن كَعْب لَا تسبوا الرّيح فَإِنَّهَا من نَفْس الرَّحْمَن إِن النَّفس فِي هذَيْن الْحَدِيثين اسْم وضع مَوضِع الْمصدر لِأَن مصدر نَفْس تَنْفِيس فَوضع النَّفس مَوضِع التَّنْفِيس كَمَا وضع الْفرج مَوضِع التَّفْرِيج انْتَهَى(4/316)
والْحَدِيث بِلَفْظ الْكتاب فِي الفردوس من رِوَايَة أبي هُرَيْرَة وَأنس
1553 - الحَدِيث الْخَامِس
رَوَت أم هَانِئ أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لما فتح بَاب الْكَعْبَة صَلَّى صَلَاة الضُّحَى ثَمَان رَكْعَات
قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم فِي صَحِيحَيْهِمَا من حَدِيث ابْن أبي لَيْلَى قَالَ مَا أخبرنَا أحد أَنه رَأَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ صَلَّى الضُّحَى غير أم هَانِئ فَإِنَّهَا ذكرت أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَوْم فتح مَكَّة اغْتسل فِي بَيتهَا وَصَلى ثَمَانِي رَكْعَات فَلم يره أحد صَلَّاهُنَّ بعد انْتَهَى
وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ فِي سُنَنهمَا وَرَوَاهُ بن حبَان فِي صَحِيحه وَالْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه
وَرَوَاهُ احْمَد فِي مُسْنده وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَأَبُو يعْلى الْموصِلِي من نَحْو ثَلَاثِينَ طَرِيقا وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي سنَنه وَابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه والطبري فِي تَفْسِيره وَلَيْسَ عِنْد أحد مِنْهُم أَنه صلاهَا لما فتح بَاب الْكَعْبَة وَإِنَّمَا يَقُولُونَ يَوْم الْفَتْح أَو يَوْم فتح مَكَّة وَالله أعلم
وَفِي سنَن أبي دَاوُد انه عَلَيْهِ السَّلَام كَانَ يسلم يَوْم الْفَتْح من كل رَكْعَتَيْنِ وَهَذَا يَنْفِي انه صلاهَا بِتَسْلِيمَة وَاحِدَة رَوَاهُ من حَدِيث كريب عَن أم هَانِئ
وَبَعض الْعلمَاء أنكر أَن هَذِه الصَّلَاة صَلَاة الضُّحَى قَالُوا لِأَنَّهُ عَلَيْهِ السَّلَام لم يواظب عَلَيْهَا كَيفَ يُصليهَا فِي ذَلِك الْيَوْم مَعَ أَنه لم ينْو الْإِقَامَة بِمَكَّة وَمكث بهَا تِسْعَة عشر يَوْمًا من رَمَضَان يقصر الصَّلَاة وَيفْطر هُوَ وَجَمِيع الْجَيْش وَكَانُوا نَحوا من عشرَة آلَاف قَالُوا وَإِنَّمَا كَانَت صَلَاة الْفَتْح وَاسْتَحَبُّوا لأمير الْجَيْش إِذا فتح بَلَدا أَن يُصَلِّي فِيهَا ثَمَان رَكْعَات وَهَكَذَا فعل سعد بن أبي وَقاص يَوْم فتح الْمَدَائِن لَكِن يرد هَذَا تَسْمِيَتهَا فِي الحَدِيث صَلَاة الضُّحَى كَمَا تقدم فِي لفظ البُخَارِيّ وَمُسلم لكنه من كَلَام الرَّاوِي(4/317)
وَقد ورد من كَلَام النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَرَوَاهُ أَبُو نعيم فِي تَارِيخ أَصْبَهَان الثَّاء الْمُثَلَّثَة بِسَنَدِهِ إِلَى أم هَانِئ أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ صَلَّى حِين فتح مَكَّة ثَمَان رَكْعَات قَالَت فَقلت يَا رَسُول الله مَا هَذِه الصَّلَاة قَالَ هَذِه صَلَاة الضُّحَى
وَيُؤَيِّدهُ أَيْضا أَنه قد رُوِيَ من حَدِيث عَائِشَة أَيْضا رَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الثَّالِث عشر من الْقسم الْخَامِس من حَدِيث عَائِشَة قَالَت دخل النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بَيْتِي فَصَلى الضُّحَى ثَمَان رَكْعَات انْتَهَى
فقد اتفقَا فِي التَّسْمِيَة وَالْوَقْت وَالْعد
قَالَ السُّهيْلي فِي الرَّوْض الْأنف هَذِه صَلَاة الضُّحَى وَقد صَلَّى سعد بن أبي وَقاص حِين افْتتح الْمَدَائِن وَدخل إيوَان كسْرَى صَلَاة الْفَتْح قَالَ وَهِي ثَمَان رَكْعَات لَا يفصل بَينهَا وَلَا يُصَلِّي بِإِمَام وَلَا يجْبر فِيهَا بِقِرَاءَة قَالَه الطَّبَرِيّ انْتَهَى
وَلَفظ أبي دَاوُد أَيْضا يرد هَذَا عَن أم هَانِئ أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَوْم الْفَتْح صَلَّى سبْحَة الضُّحَى ثَمَان رَكْعَات يسلم من كل رَكْعَتَيْنِ انْتَهَى
قَالَ النَّوَوِيّ فِي الْخُلَاصَة سَنَده عَلَى شَرط البُخَارِيّ
1554 - الحَدِيث السَّادِس
عَن عَائِشَة كَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يكثر قبل مَوته أَن يَقُول سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِك أستغفرك وَأَتُوب إِلَيْك
قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه فِي التَّفْسِير وَمُسلم فِي أَوَائِل الصَّلَاة فِي بَاب مَا يُقَال فِي الرُّكُوع وَالسُّجُود وَاللَّفْظ لمُسلم عَن مَسْرُوق عَن عَائِشَة قَالَت كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يكثر أَن يَقُول قبل أَن يَمُوت سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِك أستغفرك وَأَتُوب إِلَيْك قَالَت فَقلت يَا رَسُول الله مَا هَذِه الْكَلِمَات(4/318)
الَّتِي أَرَاك تَقُولهَا قَالَ قد جعلت لي عَلامَة فِي أمتِي إِذا رَأَيْتهَا قلتهَا إِذا جَاءَ نصر الله وَالْفَتْح ... إِلَى آخر السُّورَة انْتَهَى
وَلَفظ البُخَارِيّ قَالَت مَا صَلَّى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ صَلَاة بعد أَن نزلت عَلَيْهِ إِذا جَاءَ نصر الله وَالْفَتْح إِلَّا يَقُول فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِك رَبنَا اللَّهُمَّ اغْفِر لي انْتَهَى
1555 - الحَدِيث السَّابِع
وَعَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ إِنِّي لاستغفر الله فِي الْيَوْم وَاللَّيْلَة مائَة مرّة
قلت رَوَاهُ مُسلم فِي صَحِيحه فِي كتاب الذّكر وَالدُّعَاء من حَدِيث أبي بردة عَن الْأَغَر الْمُزنِيّ وَكَانَت لَهُ صُحْبَة أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ إِنَّه ليغان عَلَى قلبِي وَإِنِّي لاستغفر الله فِي الْيَوْم مائَة مرّة انْتَهَى
1556 - الحَدِيث الثَّامِن
رُوِيَ أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لما قَرَأَ هَذِه السُّورَة اسْتَبْشَرُوا وَبكى الْعَبَّاس فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام مَا يبكيك يَا عَم قَالَ نعيت إِلَيْك نَفسك قَالَ إِنَّهَا لَكمَا تَقول فَعَاشَ بعْدهَا سنتَيْن لم ير فِيهَا ضَاحِكا مُسْتَبْشِرًا
وَقيل إِن ابْن عَبَّاس هُوَ الَّذِي قَالَ ذَلِك فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام لقد أُوتِيَ هَذَا الْغُلَام علما كَبِيرا
قلت الأول ذكره الثَّعْلَبِيّ من قَول مقَاتل قَالَ لما نزلت هَذِه السُّورَة قَرَأَهَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَلَى أَصْحَابه وَفِيهِمْ أَبُو بكر وَعَمْرو وَسعد بن أبي وَقاص فَفَرِحُوا وَاسْتَبْشَرُوا ... إِلَى آخِره وَسَنَده إِلَى مقَاتل أول كِتَابه(4/319)
1557 - الحَدِيث التَّاسِع
رُوِيَ أَن السُّورَة لما نزلت خطب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ إِن عبدا خَيره الله بَين الدُّنْيَا وَبَين لِقَائِه فَاخْتَارَ لِقَاء الله فَعلم أَبُو بكر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه فَقَالَ فَدَيْنَاك بِأَنْفُسِنَا وَأَمْوَالنَا وَآبَائِنَا وَأَوْلَادنَا
قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم فِي صَحِيحَيْهِمَا فِي الْفَضَائِل من حَدِيث عبيد ابْن حنين عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ خطب النَّاس يَوْمًا فَقَالَ إِن عبدا خَيره الله بَين الدُّنْيَا وَأَن يعِيش فِيهَا مَا شَاءَ وَبَين لِقَائِه فَاخْتَارَ لِقَاء الله فَبَكَى أَبُو بكر وَبكى وَقَالَ فَدَيْنَاك بِآبَائِنَا وَأُمَّهَاتنَا وَكَانَ عَلَيْهِ السَّلَام هُوَ الْمُخَير وَكَانَ أَبُو بكر أعلمنَا بِهِ
وَرَوَاهُ البُخَارِيّ أَيْضا من حَدِيث بسر بن سعيد عَن الْخُدْرِيّ نَحوه وَوَقع لَهُ فِي الصَّلَاة عَن عبيد بن حنين عَن بسر بن سعيد عَن الْخُدْرِيّ قَالَ الْفربرِي الرِّوَايَة هَكَذَا وَصَوَابه عَن عبيد بن حنين وَبسر بن سعيد
1558 - الحَدِيث الْعَاشِر
عَن ابْن عَبَّاس أَن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما كَانَ يُدْنِيه وَيَأْذَن لَهُ مَعَ أهل بدر فَقَالَ عبد الرَّحْمَن رَضِيَ اللَّهُ عَنْه أيأذن لهَذَا الْفَتَى مَعنا وَفِي أَبْنَائِنَا من هُوَ مثله فَقَالَ إِنَّه مِمَّن قد علمْتُم قَالَ ابْن عَبَّاس فَأذن لَهُم ذَات يَوْم وَأذن لي مَعَهم فَسَأَلَهُمْ عَن قَوْله تَعَالَى إِذا جَاءَ نصر ... وَلَا أرَاهُ سَأَلَهُمْ إِلَّا من أَجلي فَقَالَ بَعضهم أَمر الله تَعَالَى نبيه إِذا فتح عَلَيْهِ أَن يَسْتَغْفِرهُ وَيَتُوب إِلَيْهِ فَقلت لَيْسَ كَذَلِك وَلَكِن نعيت إِلَيْهِ نَفسه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ عمر مَا أعلم فِيهَا إِلَّا كَمَا تعلم(4/320)
ثمَّ قَالَ كَيفَ تَلُومُونَنِي عَلَيْهِ بعد مَا ترَوْنَ
قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه بتغيير يسير من حَدِيث سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس قَالَ كَانَ عمر يدخلني مَعَ أَشْيَاخ بدر فَكَأَن بَعضهم وجد فِي نَفسه فَقَالَ لم تدخل هَذَا مَعنا وَلنَا أَبنَاء مثله فَقَالَ عمر إِنَّه من قد علمْتُم قَالَ فدعاني ذَات يَوْم فَأَدْخلنِي مَعَهم فَأريت أَنه إِنَّمَا دَعَاني يَوْمئِذٍ إِلَّا لِيُرِيَهُمْ فَسَأَلَ مَا تَقولُونَ فِي قَول الله عَزَّ وَجَلَّ إِذا جَاءَ نصر الله وَالْفَتْح فَقَالَ بَعضهم أمرنَا بِحَمْد الله وَنَسْتَغْفِرهُ إِذا نصرنَا وَفتح علينا وَسكت بَعضهم فَلم يقل شَيْئا فَقَالَ لي أَكَذَلِك تَقول يَا ابْن عَبَّاس فَقلت لَا قَالَ فَمَا تَقول قلت هُوَ أجل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أعلمهُ لَهُ قَالَ إِذا جَاءَ نصر الله وَالْفَتْح وَذَلِكَ عَلامَة أَجلك فسبح بِحَمْد رَبك وَاسْتَغْفرهُ إِنَّه كَانَ تَوَّابًا فَقَالَ عمر مَا أعلم مِنْهَا إِلَّا مَا تَقول انْتَهَى
وَوهم الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك فَرَوَاهُ فِي الْفَضَائِل وَقَالَ عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ
وَرَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده وَزَاد فِيهِ ثمَّ قَالَ عمر كَيفَ تَلُومُونَنِي عَلَيْهِ بعد مَا ترَوْنَ انْتَهَى
وَكَذَلِكَ ابْن سعد فِي الطَّبَقَات
1559 - الحَدِيث الْحَادِي عشر
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه دَعَا فَاطِمَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها فَقَالَ لَهَا يَا ابنتاه إِنَّه قد نعيت إِلَيّ نَفسِي فَبَكَتْ فَقَالَ لَا تبْكي فَإنَّك أول أَهلِي لُحُوقا بِي(4/321)
قلت رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي أَوَاخِر كِتَابه دَلَائِل النُّبُوَّة من حَدِيث هِلَال بن خباب عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس قَالَ لما نزلت إِذا جَاءَ نصر الله وَالْفَتْح دَعَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَاطِمَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها وَقَالَ لَهَا إِنَّه قد نعيت إِلَيّ نَفسِي فَبَكَتْ فَقَالَ لَهَا اصْبِرِي فَإنَّك أول أَهلِي لُحُوقا بِي
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره حَدثنَا سُلَيْمَان بن احْمَد ثَنَا احْمَد بن يَحْيَى الْحلْوانِي ثَنَا سعيد بن سُلَيْمَان عَن عباد بن الْعَوام عَن هِلَال بن خباب بِهِ سندا ومتنا زَاد فِيهِ فَقَالَ لَهَا بعض أَزوَاج النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ رَأَيْتُك بَكَيْت ثمَّ ضحِكت قَالَت إِنَّه قَالَ قد نعيت إِلَيّ نَفسِي فَبَكَيْت فَقَالَ لَا تبْكي فَإنَّك أول أَهلِي لُحُوقا بِي فَضَحكت انْتَهَى
وَبَعضه فِي الصَّحِيحَيْنِ رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي عَلَامَات النُّبُوَّة وَمُسلم فِي الْفَضَائِل من حَدِيث مَسْرُوق عَن عَائِشَة قَالَت اجْتَمعْنَ نسَاء النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَلم يُغَادر مِنْهُنَّ امْرَأَة فَجَاءَت فَاطِمَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها كَأَن مشيتهَا مشْيَة النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ مرْحَبًا بِابْنَتي ثمَّ أَجْلِسهَا عَن شِمَاله وَأسر إِلَيْهَا حَدِيثا فَبَكَتْ فَاطِمَة ثمَّ سَارهَا فَضَحكت فَقلت لَهَا مَا رَأَيْت كَالْيَوْمِ فَرحا اقْربْ من حزن فَقَالَت مَا كنت لأفشي سر رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لأحد حَتَّى إِذا قبض سَأَلتهَا فَقَالَت إِنَّه قَالَ إِن جِبْرِيل كَانَ يُعَارضهُ بِالْقُرْآنِ فِي كل عَام مرّة وَإنَّهُ عَارضه بِهِ الْعَام مرَّتَيْنِ وَلَا أَرَانِي إِلَّا قد حضر أَجلي وَإنَّك لأوّل أَهلِي لُحُوقا بِي وَنعم السّلف أَنا لَك فَبَكَيْت ثمَّ إِنَّه سَارَّنِي فَقَالَ أَلا ترْضينَ أَن تَكُونِي سيدة نسَاء الْمُؤمنِينَ أَو نسَاء هَذِه الْأمة فَضَحكت لذَلِك انْتَهَى
وَقد تعَارض هَذَا بِمَا رَوَاهُ مُسلم فِي صَحِيحه فِي الْفَضَائِل من حَدِيث عَائِشَة بنت طَلْحَة عَن عَائِشَة أم الْمُؤمنِينَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ أَسْرَعكُنَّ لحَاقًا بِي أَطْوَلكُنَّ يدا قَالَت فَكُن يَتَطَاوَلْنَ أيتهن أطول يدا حَتَّى توفيت زَيْنَب فَعرفنَا أَنه الصَّدَقَة وَكَانَت زَيْنَب امْرَأَة صناعًا تعْمل بِيَدَيْهَا وَتَتَصَدَّق وَالْجَوَاب أَن المُرَاد(4/322)
بالأهل فِي الأول الْأَقَارِب وَالْخطاب فِي الثَّانِي لِلزَّوْجَاتِ
وَوَقع فِي البُخَارِيّ أَن سَوْدَة كَانَت أول أَهله لُحُوقا بِهِ رَوَاهُ فِي الزَّكَاة من حَدِيث مَسْرُوق عَن عَائِشَة أَن بعض أَزوَاج النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قُلْنَ لَهُ أَيّنَا أسْرع بك لُحُوقا فَقَالَ أَطْوَلكُنَّ يدا فَأخذُوا قَصَبَة يَذْرَعُونَهَا فَكَانَت سَوْدَة أَطْوَلهنَّ يدا فَقُلْنَا بعد إِنَّمَا كَانَ طول يَدهَا الصَّدَقَة وَكَانَت أَسْرَعنَا لُحُوقا بِهِ وَكَانَت تحب الصَّدَقَة انْتَهَى بِحُرُوفِهِ
وَإِذا تَأَمَّلت تَجدهُ غير مُنْتَظم فَإِن سَوْدَة كَانَت أَطْوَلهنَّ يدا من حَيْثُ الْخلقَة وَزَيْنَب كَانَت أَطْوَلهنَّ يدا من حَيْثُ الصَّدَقَة فَجمع بَينهمَا لسودة فِي متن البُخَارِيّ وَهَذَا وهم ظَاهر وَنسب إِلَى البُخَارِيّ نَفسه وَقد رَوَاهُ مُسلم عَن الصَّوَاب وَالله أعلم
وَرَوَاهُ ابْن سعد فِي الطَّبَقَات أخبرنَا عَفَّان بن مُسلم ثَنَا أَبُو عوَانَة عَن فراس عَن عَامر عَن عَائِشَة ... فَذكره بِلَفْظ البُخَارِيّ ثمَّ قَالَ قَالَ مُحَمَّد بن عمر يَعْنِي الْوَاقِدِيّ هَذَا الحَدِيث وَهل فِي سَوْدَة وَإِنَّمَا هُوَ فِي زَيْنَب بنت جحش فَإِنَّهَا كَانَت أول نِسَائِهِ لُحُوقا بِهِ توفيت فِي خلَافَة عمر بن الْخطاب وَبقيت سَوْدَة بنت زَمعَة فِيمَا حَدثنَا بِهِ مُحَمَّد بن عبد الله بن مُسلم عَن أَبِيه أَن سَوْدَة توفيت فِي شَوَّال سنة أبع وَخمسين بِالْمَدِينَةِ فِي خلَافَة مُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان وَهُوَ الثبت عندنَا انْتَهَى
قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ وَهَذَا بِلَا شكّ وهم من بعض الروَاة قَالَ وَالْعجب من البُخَارِيّ كَيفَ لم يُغَيِّرهُ وَلَا نبه عَلَيْهِ وَإِنَّمَا هِيَ زَيْنَب فَإِنَّهَا كَانَت أَطْوَلهنَّ يدا فِي الصَّدَقَة وَالعطَاء وَزَيْنَب توفيت سنة عشْرين وَسَوْدَة إِنَّمَا توفيت سنة أَربع وَخمسين انْتَهَى
وَقَالَ عبد الْحق فِي الْجمع بَين الصَّحِيحَيْنِ لما ذكر حَدِيث البُخَارِيّ فِي الْفَضَائِل وَالْمَعْرُوف أَن زَيْنَب كَانَت أول من مَاتَ من أَزوَاج النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مَاتَت أَيَّام عمر(4/323)
ابْن الْخطاب انْتَهَى
والْحميدِي عده فِيمَا اتّفق الشَّيْخَانِ عَلَى مَتنه بِسَنَدَيْنِ وَلم يبين وهم البُخَارِيّ فِيهِ
1560 - الحَدِيث الثَّانِي عشر
عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ من قَرَأَ سُورَة إِذا جَاءَ نصر الله وَالْفَتْح أعطي من الْأجر كمن شهد مَعَ مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فتح مَكَّة
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره من حَدِيث سَلام بن سليم ثَنَا هَارُون بن كثير عَن زيد بن أسلم عَن أَبِيه عَن أبي أُمَامَة عَن أبي بن كَعْب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه فِي آل عمرَان
وَبِسَنَد الثَّعْلَبِيّ رَوَاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط(4/324)
سُورَة تبت(4/326)
فِيهَا ثَلَاثَة أَحَادِيث
1561 - الحَدِيث الأول
رُوِيَ أَنه لما نزلت وأنذر عشيرتك الْأَقْرَبين رقى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الصَّفَا وَقَالَ يَا صَبَاحَاه فَاسْتَجْمَعَ إِلَيْهِ النَّاس من كل أَوب فَقَالَ يَا بني عبد الْمطلب يَا بني فهر أَن أَخْبَرتكُم إِن بسفح هَذَا الْجَبَل خيلا أَكُنْتُم مصدقي قَالُوا نعم قَالَ فَإِنِّي نَذِير لكم بَين يَدي السَّاعَة فَقَالَ أَبُو لَهب تَبًّا لَك أَلِهَذَا دَعوتنَا فَنزلت
قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه فِي التَّفْسِير وَمُسلم فِي الْإِيمَان من حَدِيث سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس قَالَ لما نزلت وانذر عشيرتك الْأَقْرَبين خرج رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حَتَّى صعد الصَّفَا فَهَتَفَ يَا صَبَاحَاه فَقَالُوا من هَذَا الَّذِي يَهْتِف قَالُوا مُحَمَّد فَاجْتمعُوا إِلَيْهِ فَقَالَ يَا بني فلَان يَا بني فلَان يَا بني عبد منَاف يَا بني عبد الْمطلب فَاجْتمعُوا إِلَيْهِ فَقَالَ أَرَأَيْتكُم لَو أَخْبَرتكُم أَن خيلا تخرج بسفح هَذَا الْجَبَل أَكُنْتُم مصدقي قَالُوا مَا جربنَا عَلَيْك كذبا قَالَ فَإِنِّي نَذِير لكم بَين يَدي عَذَاب شَدِيد قَالَ فَقَالَ أَبُو لَهب تَبًّا لَك أما جمعتنَا إِلَّا لهَذَا ثمَّ قَالَ فَنزلت تبت يدا أبي لَهب ... إِلَى آخرهَا انْتَهَى
1562 - الحَدِيث الثَّانِي
قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِن أطيب مَا يَأْكُل الرجل من كَسبه وَإِن وَلَده من كَسبه(4/327)
قلت رَوَاهُ أَصْحَاب السّنَن الْأَرْبَعَة وَغَيرهم وَقد تقدم فِي آخر سُورَة النُّور
1563 - الحَدِيث الثَّالِث
عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ من قَرَأَ سُورَة تبت رَجَوْت الا يجمع الله بَينه وَبَين أبي لَهب فِي دَار وَاحِدَة
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره من حَدِيث سَلام بن سليم ثَنَا هَارُون بن كثير عَن زيد بن أسلم عَن أَبِيه عَن أبي أُمَامَة عَن أبي بن كَعْب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من قَرَأَ سُورَة تبت ... إِلَى آخِره
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه فِي آل عمرَان وَبِسَنَد الثَّعْلَبِيّ رَوَاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط(4/328)
سُورَة الْإِخْلَاص(4/330)
فِيهَا حديثان
1564 - الحَدِيث الأول
رَوَى أنس عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ انه قَالَ أسست السَّمَوَات السَّبع والأرضون السَّبع عَلَى قل هُوَ الله اُحْدُ
قلت غَرِيب
وَرَوَى ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي كِتَابه الْمُفْرد فِي فَضَائِل الْقُرْآن وَهُوَ مُجَلد لطيف ثَنَا الْحسن بن مُوسَى ثَنَا أَبُو هِلَال عَن قَتَادَة عَن عبد الله بن غيلَان الثَّقَفِيّ انه كَانَ أَمِيرا عَلَى الْبَصْرَة فَقَالَ حَدثنِي هَذَا الرجل الصَّالح كَعْب الْأَحْبَار أَن الله تبَارك وَتَعَالَى أسس الْأَرْضين عَلَى قل هُوَ الله أحد انْتَهَى
1565 - الحَدِيث الثَّانِي
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ انه سمع رجلا يقْرَأ قل هُوَ الله اُحْدُ فَقَالَ وَجَبت قيل يَا رَسُول الله وَمَا وَجَبت قَالَ وَجَبت لَهُ الْجنَّة
قلت رُوِيَ من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَمن حَدِيث أبي أُمَامَة
أما حَدِيث أبي هُرَيْرَة فَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي كِتَابه فَضَائِل الْقُرْآن وَالنَّسَائِيّ فِي(4/331)
الصَّلَاة وَفِي التَّفْسِير وَفِي الْيَوْم وَاللَّيْلَة من حَدِيث عبيد بن حنين عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ أَقبلنَا مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَسمع رجلا يقْرَأ قل هُوَ الله اُحْدُ ... إِلَى آخرهَا فَقَالَ وَجَبت فسألنا يَا رَسُول الله مَاذَا وَجَبت قَالَ الْجنَّة انْتَهَى قَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث حسن صَحِيح غَرِيب لَا نعرفه إِلَّا من حَدِيث مَالك بن انس انْتَهَى
وَرَوَاهُ مَالك فِي موطئِهِ عَن عبيد الله بن عبد الرَّحْمَن عَن عبيد بن حنين بِهِ
وَمن طَرِيق مَالك أَيْضا رَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك فِي فَضَائِل الْقُرْآن وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ انْتَهَى
وَعَن الْحَاكِم رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب التَّاسِع عشر بِسَنَدِهِ وَمَتنه
وَأما حَدِيث أبي أُمَامَة فَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه من حَدِيث معَاذ بن رِفَاعَة ثَنَا عَلّي بن يزِيد عَن الْقَاسِم عَن أبي أُمَامَة قَالَ مر رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بِرَجُل وَهُوَ يقْرَأ قل هُوَ الله اُحْدُ فَقَالَ أوجب هَذَا قيل مَا أوجب قَالَ وَجَبت لَهُ الْجنَّة انْتَهَى(4/332)
سُورَة الفلق(4/334)
ذكر فِيهَا أَرْبَعَة أَحَادِيث
1566 - الحَدِيث الأول
فِي الحَدِيث لما رَأَى الشَّمْس قد وَقَبَتْ قَالَ هَذَا حِين حلهَا يَعْنِي صَلَاة الْمغرب
قلت رَوَاهُ أَبُو عبيد الْقَاسِم بن سَلام فِي كِتَابه غَرِيب الحَدِيث فَقَالَ ثَنَا مُحَمَّد بن ربيعَة عَن عبد الله بن سعيد عَن أَبِيه عَن أبي هِنْد عَن أَبِيه عَن عبيد الله بن عبد الله بن عتبَة رَفعه إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه لما رَأَى الشَّمْس قد وَقَبَتْ قَالَ هَذَا حِين حلهَا انْتَهَى ثمَّ قَالَ قَوْله وَقَبَتْ أَي غَابَتْ وَاصل الوقوب الدُّخُول قَالَ وَمِنْه قَوْله تَعَالَى وَمن شَرّ غَاسِق إِذا وَقب انْتَهَى
وَالْمُصَنّف احْتج بِهِ عَلَى أَن وَقب بِمَعْنى غَابَ
1567 - الحَدِيث الثَّانِي
عَن عَائِشَة قَالَت أَخذ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بيَدي فَأَشَارَ إِلَى الْقَمَر فَقَالَ نَعُوذ بِاللَّه من شَرّ هَذَا إِنَّه الْغَاسِق إِذا وَقب
قلت رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي كِتَابه فِي التَّفْسِير وَالنَّسَائِيّ فِيهِ وَفِي الْيَوْم وَاللَّيْلَة من حَدِيث ابْن أبي ذِئْب عَن خَاله الْحَارِث بن عبد الرَّحْمَن عَن أبي سَلمَة عَن عَائِشَة أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ نظر إِلَى الْقَمَر فَقَالَ يَا عَائِشَة اسْتَعِيذِي بِاللَّه من شَرّ هَذَا فَإِنَّهُ الْغَاسِق إِذا وَقب انْتَهَى قَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث حسن صَحِيح(4/335)
وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ انْتَهَى
وَرَوَاهُ احْمَد وَابْن أبي شيبَة وَعبد بن حميد وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَأَبُو يعْلى الْموصِلِي وَأَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ فِي مسانيدهم
وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره عَن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن أبي ذِئْب عَن خَاله الْحَارِث بِهِ
وَلَفظ النَّسَائِيّ فِي التَّفْسِير أَخذ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بيَدي وَقد طلع الْقَمَر فَقَالَ
1568 - الحَدِيث الثَّالِث
قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لَا حسد إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ هَكَذَا فِي الْكتاب
قلت فِيهِ أَحَادِيث
رَوَى البُخَارِيّ وَمُسلم فِي فَضَائِل الْقُرْآن من حَدِيث سَالم بن عبد الله عَن أَبِيه سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول لَا حسد إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ رجل آتَاهُ الله الْكتاب فَهُوَ يقوم بِهِ آنَاء اللَّيْل وَالنَّهَار انْتَهَى
وَرَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه وَزَاد فِيهِ فَهُوَ ينْفق يَعْنِي الصَّدَقَة
وَرَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُسْنده وَزَاد فِيهِ فَيَقُول الرجل لَو آتَانِي الله مثل مَا أُوتِيَ فلَان لفَعَلت مثل مَا يفعل
حَدِيث آخر رَوَى البُخَارِيّ فِي كتاب الْعلم وَمُسلم فِي فَضَائِل الْقُرْآن من حَدِيث قيس بن أبي حَازِم عَن ابْن مَسْعُود عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ لَا حسد إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ رجل آتَاهُ الله مَالا فَسَلَّطَهُ عَلَى هَلَكته فِي الْحق وَرجل آتَاهُ الله الْحِكْمَة فَهُوَ يقْضِي بهَا وَيعلمهَا انْتَهَى
وَرَوَاهُ البُخَارِيّ من حَدِيث أبي هُرَيْرَة بِاللَّفْظِ الأول وَزَاد فِيهِ فَقَالَ(4/336)
رجل لَيْتَني أُوتيت مثل مَا أُوتِيَ فلَان فَعمِلت مثل الَّذِي يعْمل فَوضع الْحَسَد مَوضِع الْغِبْطَة
وَلَا يُعَارض هَذَا بقوله تَعَالَى وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فضل الله بِهِ بَعْضكُم عَلَى بعض لَان الْآيَة نزلت فِي سَبَب خَاص رَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك من حَدِيث مُجَاهِد عَن أم سَلمَة قَالَت يَا رَسُول الله أيغزو الرِّجَال وَلَا نعزو وَلَا نُقَاتِل فَنُسْتَشْهَد وَإِنَّمَا لنا نصف الْمِيرَاث فَأنْزل الله الْآيَة ثمَّ قَالَ صَحِيح إِن كَانَ مُجَاهِد سمع من أم سَلمَة انْتَهَى
قَالَ الْقُرْطُبِيّ فِي شرح مُسلم المُرَاد بِالْحَسَدِ فِي هَذَا الحَدِيث الْغِبْطَة وَقد نبه عَلَيْهِ البُخَارِيّ فِي التَّبْوِيب فَقَالَ بَاب الِاغْتِبَاط فِي الْعلم وَالْحكمَة وَكَذَلِكَ قَالَ النَّوَوِيّ لَا غِبْطَة أفضل مِنْهَا فِي هَاتين
قَالَ الْبَغَوِيّ فِي شرح السّنة وَقيل إِن فِيهِ إِبَاحَة لنَوْع من الْحَسَد كَمَا فِيهِ نوع إِبَاحَة من الْكَذِب فِي قَوْله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لَا يحل الْكَذِب إِلَّا فِي ثَلَاث الرجل يكذب فِي الْحَرْب وَيصْلح بَين اثْنَيْنِ وَيحدث أَهله انْتَهَى
قَالَ الْقُرْطُبِيّ وَمن الْحَسَد مَا يكون مَحْمُودًا مثل أَن يتَمَنَّى زَوَال النِّعْمَة عَن الْكَافِر وَعَمن يَسْتَعِين بهَا عَلَى الْمعاصِي وَكلهمْ اتَّفقُوا عَلَى تَفْسِير الْحَسَد تمني زَوَال النِّعْمَة عَن الْمَحْسُود إِلَى الْحَاسِد وَالْغِبْطَة أَن يتَمَنَّى لنَفسِهِ مثلهَا دون زَوَالهَا من أَخِيه فَقَالَ الْقُرْطُبِيّ وَيُسمى أَيْضا مُنَافَسَة قَالَ الله تَعَالَى وَفِي ذَلِك فَلْيَتَنَافَس الْمُتَنَافسُونَ
1569 - الحَدِيث الرَّابِع
عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ من قَرَأَ المعوذتين فَكَأَنَّمَا قَرَأَ الْكتب الَّتِي أنزلهَا الله تَعَالَى كلهَا
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث أبي عصمَة نوح بن أبي مَرْيَم عَن زيد الْعمي(4/337)
عَن أبي نَضرة عَن ابْن عَبَّاس عَن أبي بن كَعْب عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ من قَرَأَ المعوذتين ... إِلَى آخِره
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه فِي آل عمرَان
وَرَوَاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط بِسَنَدِهِ الْمُتَقَدّم فِي يُونُس(4/338)
سُورَة النَّاس(4/340)
حَدِيث وَاحِد
1570 - عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ لقد انْزِلْ عَلّي سورتان مَا أنزل عَلّي مثلهمَا وَإنَّك لن تقْرَأ سُورَة أحب وَلَا أَرْضَى عِنْد الله مِنْهُمَا
قلت غَرِيب بِهَذَا اللَّفْظ
وَرَوَى مُسلم فِي صَحِيحه من حَدِيث عقبَة بن عَامر الْجُهَنِيّ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ الم تَرَ آيَات أنزلت هَذِه اللَّيْلَة لم ير مِثْلهنَّ قطّ قل أعوذ بِرَبّ الفلق وقل أعوذ بِرَبّ النَّاس
وَرَوَى ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الأول من الْقسم الأول من حَدِيث اسْلَمْ بن عمرَان عَن عقبَة قَالَ سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول لن يقْرَأ سُورَة أحب إِلَى الله وَلَا أبلغ من قل أعوذ بِرَبّ الفلق وقل أعوذ بِرَبّ النَّاس فَإِن اسْتَطَعْت أَلا تدعهما فِي صَلَاة فافعل انْتَهَى(4/341)
مَا رُوِيَ فِي فَضَائِل السُّور
رَوَى أَبُو جَعْفَر الْعقيلِيّ رَحِمَهُ اللَّهُ فِي تَرْجَمَة بزيع بن حسان حَدثنَا عَلّي بن الْحُسَيْن بن عَامر ثَنَا مُحَمَّد بن بكار ثَنَا بزيع بن حسان أَبُو الْخَلِيل الْبَصْرِيّ ثَنَا عَلّي بن زيد بن جدعَان وَعَطَاء بن أبي مَيْمُونَة كِلَاهُمَا عَن زر بن حُبَيْش عَن أبي بن كَعْب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَا أبي من قَرَأَ فَاتِحَة الْكتاب أعطي من الْأجر فَذكر فضل سُورَة سُورَة إِلَى آخر الْقُرْآن انْتَهَى بِحُرُوفِهِ
ثمَّ أسْند إِلَى ابْن الْمُبَارك أَنه قَالَ فِي حَدِيث أبي بن كَعْب عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من قَرَأَ سُورَة كَذَا فَلهُ كَذَا وَمن قَرَأَ سُورَة كَذَا فَلهُ كَذَا قَالَ ابْن الْمُبَارك أَظن الزَّنَادِقَة وَضعته انْتَهَى
وَرَوَى ابْن الْجَوْزِيّ فِي أول كتاب الموضوعات من طَرِيق الْحَافِظ أبي عبد الله الْحَاكِم قَالَ سَمِعت أَبَا عَلّي الْحَافِظ يَقُول سَمِعت مُحَمَّد بن يُونُس الْمُقْرِئ يَقُول سَمِعت جَعْفَر بن احْمَد بن نصر يَقُول سَمِعت أَبَا عمار الْمروزِي يَقُول قيل لأبي عصمَة نوح بن أبي مَرْيَم الْمروزِي من أَيْن لَك عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس فِي فَضَائِل الْقُرْآن سُورَة سُورَة وَلَيْسَ هَذَا عِنْد أَصْحَاب عِكْرِمَة فَقَالَ إِنِّي رَأَيْت النَّاس قد أَعرضُوا عَن الْقُرْآن وَاشْتَغلُوا بِفقه أبي حنيفَة وَمَغَازِي ابْن إِسْحَاق فَوضعت هَذَا الحَدِيث حسبَة انْتَهَى
ثمَّ رَوَى الحَدِيث الْمُتَقَدّم من طَرِيق الْعقيلِيّ بِسَنَدِهِ وَمَتنه
ثمَّ رَوَاهُ من طَرِيق أبي بكر بن أبي دَاوُد السجسْتانِي ثَنَا مخلد بن عبد الْوَاحِد عَن عَلّي بن زيد بن جدعَان وَعَطَاء بن أبي مَيْمُونَة عَن زر بن حُبَيْش عَن أبي بن(4/343)
كَعْب انه قَالَ أَيّمَا مُسلم قَرَأَ فَاتِحَة الْكتاب أعطي من الْأجر كَأَنَّمَا تصدق عَلَى كل مُؤمن ومؤمنة وَمن قَرَأَ آل عمرَان بِكُل آيَة مِنْهَا أَمَانًا عَلَى جسر جَهَنَّم وَمن قَرَأَ سُورَة النِّسَاء أعطي من الْأجر كَأَنَّمَا تصدق عَلَى كل مُؤمن ومؤمنة وَمن قرا الْمَائِدَة أعطي عشر حَسَنَات ومحي عَنهُ عشر سيئات وَرفع لَهُ عشر دَرَجَات بِعَدَد كل يَهُودِيّ وَنَصْرَانِي تنفس فِي الدُّنْيَا وَمن قَرَأَ سُورَة الْأَنْعَام صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ ألف ملك وَمن قَرَأَ الْأَعْرَاف جعل الله بَينه وَبَين إِبْلِيس سترا وَمن قَرَأَ الْأَنْفَال كنت لَهُ شَفِيعًا وَشَاهدا وَبرئ من النِّفَاق وَمن قَرَأَ سُورَة يس أعطي من الْأجر عشر حَسَنَات بِعَدَد من كذب يُونُس وَصدق بِهِ وَبِعَدَد من غرق مَعَ فِرْعَوْن وَمن قَرَأَ سُورَة هود أعطي من الْأجر عشر حَسَنَات بِعَدَد من صدق بِنوح وَكذب بِهِ قَالَ وَذكر فِي كل سُورَة ثَوَاب تَالِيهَا إِلَى آخر الْقُرْآن
وَقد فرق هَذَا الحَدِيث أَبُو إِسْحَاق الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره فَذكر عِنْد كل سُورَة مِنْهَا مَا يَخُصهَا وَتَبعهُ أَبُو الْحسن الواحدي فِي ذَلِك وَلم أعجب مِنْهُمَا لِأَنَّهُمَا ليسَا من أَصْحَاب الحَدِيث وَإِنَّمَا عجبت من الإِمَام أبي بكر بن أبي دَاوُد كَيفَ فرقه عَلَى كِتَابه الَّذِي صنفه فِي فَضَائِل الْقُرْآن وَهُوَ من أهل هَذَا الشَّأْن وَيعلم أَنه حَدِيث محَال وَلَكِن بعض الْمُحدثين يرَى تَنْفِيقِ حَدِيثه وَلَو بِالْبَوَاطِيل وَهَذَا قَبِيح مِنْهُم فَإِنَّهُ قد صَحَّ عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ من حدث عني حَدِيثا يرَى أَنه كذب فَهُوَ أحد الْكَاذِبين
وَهَذَا حَدِيث فَضَائِل السُّور مَصْنُوع بِلَا شكّ وَفِي إِسْنَاد الطَّرِيق الأول بزيع قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ مَتْرُوك وَفِي الطَّرِيق الثَّانِي مخلد بن عبد الْوَاحِد قَالَ ابْن حبَان مُنكر الحَدِيث جدا وَقد اتّفق بزيع ومخلد عَلَى رِوَايَة هَذَا الحَدِيث عَن عَلّي بن زيد قَالَ أَحْمد وَابْن معِين عَلّي بن زيد لَيْسَ بِشَيْء وَأَيْضًا فَنَفْس الحَدِيث(4/344)
يدل عَلَى أَنه مَصْنُوع فَإِنَّهُ قد اسْتَنْفَذَ السُّور وَذكر فِي كل وَاحِدَة مَا يُنَاسِبهَا من الثَّوَاب بِكَلَام رَكِيك فِي نِهَايَة الْبُرُودَة لَا يُنَاسب كَلَام الرَّسُول
قَالَ وَقد رَوَى فِي فَضَائِل السُّور أَيْضا ميسرَة بن عبد ربه قَالَ عبد الرَّحْمَن ابْن مهْدي قلت لِميسرَة وَمن أَيْن جِئْت بِهَذِهِ الْأَحَادِيث من قَرَأَ كَذَا فَلهُ كَذَا وَمن قَرَأَ كَذَا فَلهُ كَذَا قَالَ وَضعته أَرغب النَّاس فِيهِ
ثمَّ أسْند من طَرِيق الإِمَام أبي بكر الْخَطِيب الْبَغْدَادِيّ بِسَنَدِهِ إِلَى مَحْمُود بن غيلَان قَالَ سَمِعت المؤمل وَذكر عِنْده حَدِيث أبي بن كَعْب عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي فَضَائِل الْقُرْآن فَذكر عَن أَشْيَاخ عدَّة لم يذكر أَسْمَاءَهُم أَنهم قَالُوا اجْتَمَعنَا فَرَأَيْنَا النَّاس قد رَغِبُوا عَن الْقُرْآن فَوَضَعْنَا لَهُم هَذِه الْفَضَائِل لِيَرْغَبُوا فِيهِ انْتَهَى كَلَام ابْن الْجَوْزِيّ
وَرَوَى الْحَافِظ أَبُو نعيم الْأَصْبَهَانِيّ فِي تَارِيخ أَصْبَهَان فِي تَرْجَمَة من اسْمه يُوسُف حَدثنَا أَبُو عَمْرو يُوسُف بن إِبْرَاهِيم بن يُوسُف الْبَاطِرْقَانِيُّ الْمُؤَدب ثَنَا أَبُو خَالِد يزِيد ابْن خَالِد بن يزِيد الرَّمْلِيّ ثَنَا يُوسُف بن عَطِيَّة عَن هَارُون بن كثير عَن زيد ابْن أسلم عَن أَبِيه عَن أبي أُمَامَة عَن أبي بن كَعْب عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حَدِيث فَضَائِل الْقُرْآن بِطُولِهِ انْتَهَى بِحُرُوفِهِ
وَرَوَى ابْن مرْدَوَيْه فِي آخر تَفْسِيره حَدثنَا سُلَيْمَان بن احْمَد وَهُوَ الطَّبَرَانِيّ ثَنَا بشر بن مُوسَى ثَنَا مُحَمَّد بن عمرَان بن أبي لَيْلَى ثني أبي عَن مخلد بن عبد الْوَاحِد عَن الْحجَّاج بن عبد الله عَن أبي الْخَلِيل عَن عَلّي بن زيد وَعَطَاء بن أبي مَيْمُونَة عَن زر بن حُبَيْش عَن أبي بن كَعْب قَالَ قَرَأَ عَلّي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الْقُرْآن فِي السّنة الَّتِي مَاتَ فِيهَا فَقَالَ يَا أبي إِن جِبْرِيل أَمرنِي أَن أَقرَأ عَلَيْك الْقُرْآن وَهُوَ يُقْرِئك السَّلَام قَالَ أبي فَقلت كَمَا كَانَ لي خَاصَّة قرأتك عَلّي الْقُرْآن فخصني بِثَوَاب الْقُرْآن مِمَّا علمك الله وأطلعك عَلَيْهِ قَالَ نعم أَيّمَا مُسلم قَرَأَ فَاتِحَة الْكتاب أعطي من الْأجر كَأَنَّمَا قَرَأَ ثُلثي الْقُرْآن وَأعْطِي من الْأجر كَأَنَّمَا(4/345)
تصدق عَلَى كل مُؤمن ومؤمنة وَمن قَرَأَ سُورَة الْبَقَرَة أعطي من الْأجر كَالْمُرَابِطِ فِي سَبِيل الله سنة لَا يسكن رَوْعَته وَقَالَ يَا أبي مر الْمُسلمين يتعلموا الْبَقَرَة فَإِن تعلمهَا بركَة وَتركهَا حسرة وَلَا تستطيعها البطلة قلت يَا رَسُول الله وَمَا البطلة قَالَ السَّحَرَة وَمن قَرَأَ آل عمرَان أعطي بِكُل آيَة مِنْهَا أَمَانًا عَلَى جسر جَهَنَّم ... فَذكره بِطُولِهِ كَمَا ذكرته مفرقا فِي السُّور إِلَى آخر المعوذتين وَهَذَا سَنَده الأول فِي حَدِيث فَضَائِل السُّور
ثمَّ رَوَاهُ بِسَنَد آخر فَقَالَ حَدثنَا أَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن حَمْزَة أَنا إِبْرَاهِيم بن شريك بن الْفضل بن خَالِد الْأَسدي الْكُوفِي ثَنَا احْمَد بن عبد الله بن يُونُس ثَنَا سَلام بن سليم الْمَدَائِنِي ثَنَا هَارُون بن كثير ح وَحدثنَا مُحَمَّد بن احْمَد ابْن يَعْقُوب الْحرفِي ثَنَا أَبُو عَمْرو يُوسُف بن إِبْرَاهِيم بن يُوسُف الْبَاطِرْقَانِيُّ الْمُؤَدب ثَنَا أَبُو خَالِد الرَّمْلِيّ يزِيد بن خَالِد بن يزِيد بن موهب بِمَكَّة ثَنَا يُوسُف بن عَطِيَّة عَن هَارُون بن كثير عَن زيد بن اسْلَمْ عَن أَبِيه عَن أبي أُمَامَة عَن أبي بن كَعْب رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره نَحوه باخْتلَاف أَلْفَاظ يسيرَة كَمَا بَينته فِي أَوَاخِر السُّورَة وَهَذَا سَنَده الثَّانِي فِي حَدِيث فَضَائِل السُّور وَالله أعلم
تمت النُّسْخَة الْمُبَارَكَة تَخْرِيج أَحَادِيث الْكَشَّاف للْإِمَام الزَّيْلَعِيّ رَحِمَهُ اللَّهُ(4/346)
هَذَا آخر مَا وجدته من تَخْرِيج أَحَادِيث الْكَشَّاف وَكتبه من خطّ مُؤَلفه العَبْد الْفَقِير الراجي عَفْو ربه الْقَدِير الْمُعْتَرف بالْخَطَأ وَالتَّقْصِير عَلّي بن سودون بن عبد الله الإبراهيمي الْحَنَفِيّ عَامله الله بِلُطْفِهِ الْخَفي
فِي الثَّانِي وَالْعِشْرين من شهر جُمَادَى الأولَى سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة
أحسن الله عَاقبَتهَا
بِمُحَمد وَآله وَصَحبه وَسلم تَسْلِيمًا دَائِما أبدا إِلَى يَوْم الدَّين
حَسبنَا الله وَنعم الْوَكِيل
وَلَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه(4/347)