سُورَة يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام(2/157)
سُورَة يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام
ذكر فِيهَا وَاحِدًا وَعشْرين حَدِيثا
623 - الحَدِيث الأول
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (إِذا قيل من الْكَرِيم فَقولُوا الْكَرِيم ابْن الْكَرِيم بن الْكَرِيم بن الْكَرِيم يُوسُف بن يَعْقُوب بن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام)
قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه فِي بَدْء الْخلق فِي بَاب قَوْله تَعَالَى أم كُنْتُم شُهَدَاء إِذْ حضر يَعْقُوب الْمَوْت وَفِي بَاب قَوْله تَعَالَى لقد كَانَ فِي يُوسُف وَإِخْوَته آيَات وَفِي التَّفْسِير أَيْضا من حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن عبد الله ابْن دِينَار عَن أَبِيه عَن ابْن عمر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (الْكَرِيم بن الْكَرِيم) إِلَى آخِره سَوَاء
وَغلط الطَّيِّبِيّ فَقَالَ رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم عَن أبي هُرَيْرَة وَالَّذِي رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ سُئِلَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَي النَّاس أكْرم قَالَ (أكْرمهم عِنْد الله أَتْقَاهُم) قَالُوا لَيْسَ عَن هَذَا نَسْأَلك قَالَ (فَأكْرم النَّاس يُوسُف نَبِي الله بن نَبِي الله بن نَبِي الله بن خَلِيل الله) ذكره البُخَارِيّ فِي بَدْء الْخلق وَمُسلم فِي الْفَضَائِل وَلَيْسَ هَذَا حَدِيث الْكتاب وَلَا قَرِيبا مِنْهُ وَلَكِن رَوَاهُ من حَدِيث أبي هُرَيْرَة بِلَفْظ الْكتاب التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (إِن الْكَرِيم ابْن الْكَرِيم بن الْكَرِيم بن الْكَرِيم يُوسُف بن يَعْقُوب بن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم)
انْتَهَى
وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه وَقَالَ صَحِيح عَلَى شَرط مُسلم(2/159)
الحَدِيث الثَّانِي
رَوَى جَابر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَن يَهُودِيّا جَاءَ إِلَيْهِ فَقَالَ أَخْبرنِي عَن النُّجُوم الَّتِي رآهن يُوسُف فَسكت عَلَيْهِ السَّلَام حَتَّى نزل جِبْرِيل فَأخْبرهُ فَقَالَ (إِن أَخْبَرتك هَل تسلم) قَالَ نعم
قَالَ (خرثان والطارق وَالذَّيَّال وَقَابِس وَعَمُودَان وَالْفَيْلَق وَالْمصْبح وَالضَّرُوح وَالْفَرغ وَوَثَّاب وَذُو الْكَتِفَيْنِ وَالشَّمْس وَالْقَمَر نَزَلْنَ من السَّمَاء فسجدن لَهُ) فَقَالَ الْيَهُودِيّ إِي وَالله وَالله إِنَّهَا لَأَسْمَاؤُهَا
قلت رَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي كتاب الرُّؤْيَا من حَدِيث عَمْرو بن حَمَّاد عَن طَلْحَة حَدثنَا أَسْبَاط بن نصر عَن السّديّ عَن عبد الرَّحْمَن بن سابط عَن جَابر بن عبد الله قَالَ جَاءَ بُسْتَان الْيَهُودِيّ إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ يَا مُحَمَّد هَل تعرف النُّجُوم الَّتِي رَآهَا يُوسُف يَسْجُدْنَ لَهُ فَسكت عَلَيْهِ السَّلَام حَتَّى جَاءَهُ جِبْرِيل فَأخْبرهُ فَقَالَ (يَا يَهُودِيّ لله عَلَيْك إِن أَخْبَرتك أَن تسلم قَالَ نعم)
فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام (هِيَ خربَان والطارق وَالذَّيَّال وَقَابِس وَالْعَمُودَانِ وَالْفَيْلَق وَالْمصْبح وَالضَّرُوح وَذُو الكتفات وَوَثَّاب رَآهَا يُوسُف مُحِيطَة بِأَكْنَافِ السَّمَاء سَاجِدَة فَقَصَّهَا عَلَى أَبِيه فَقَالَ لَهُ أَبوهُ إِن هَذَا أَمر قد تشَتت وسيجمعه الله بعد)
انْتَهَى
وَقَالَ حَدِيث صَحِيح عَلَى شَرط مُسلم وَلم يخرجَاهُ وَأقرهُ الذَّهَبِيّ عَلَيْهِ
طَرِيق آخر لَهُ رَوَاهُ الْبَزَّار وَأَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مسنديهما وَالْبَيْهَقِيّ وَأَبُو نعيم فِي دَلَائِل النُّبُوَّة لَهما والطبري وَابْن أبي حَاتِم فِي تفسيريهما كلهم عَن الحكم بن ظهير الْفَزارِيّ عَن السّديّ عَن عبد الرَّحْمَن بن سابط عَن جَابر قَالَ جَاءَ يَهُودِيّ إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره قَالَ الْبَزَّار لَا نعلم يرويهِ إِلَّا جَابر وَلَا طَرِيقا عَنهُ إِلَّا هَذَا الطَّرِيق وَالْحكم بن ظهير لَيْسَ بِالْقَوِيّ وَقد رَوَى عَنهُ جمَاعَة من أهل الْعلم
انْتَهَى(2/160)
وَقَالَ الْبَيْهَقِيّ تفرد بِهِ الحكم بن ظهير
وَقَالَ النَّسَائِيّ فِي كتاب الكنى الحكم بن ظهير أَبُو مُحَمَّد كُوفِي لَيْسَ بِثِقَة
انْتَهَى
وَرَوَى التِّرْمِذِيّ فِي كِتَابه للْحكم بن ظهير حَدِيثا فِي الدَّعْوَات وَسكت عَنهُ وَقَالَ وَالْحكم بن ظهير ترك حَدِيثه بعض أهل الحَدِيث انْتَهَى
وَقَالَ ابْن حبَان فِي كتاب الضُّعَفَاء الحكم بن ظهير كَانَ يشْتم الصَّحَابَة ويروي عَن الثِّقَات الْأَشْيَاء الموضوعات قَالَ ابْن معِين فِيهِ لَيْسَ بِشَيْء
انْتَهَى
وَرَوَاهُ الْعقيلِيّ فِي ضعفَاهُ وَأعله بالحكم وَقَالَ إِنَّه حَدِيث لَا يَصح وَلَيْسَ لَهُ وَجه يثبت
انْتَهَى
وَذكره ابْن الْجَوْزِيّ فِي الموضوعات فَقَالَ هَذَا حَدِيث مَوْضُوع عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَكَانَ وَاضعه قصد شين الْإِسْلَام بِمثل هَذَا قَالَ وَالْحكم بن ظهير قَالَ ابْن حبَان كَانَ يروي عَن الثِّقَات الموضوعات وَالسُّديّ قَالَ ابْن نمير كَذَّاب وَقَالَ وَقَالَ البُخَارِيّ لَا يكْتب حَدِيثه وَقَالَ صَالح بن مُحَمَّد كَانَ يضع الحَدِيث
انْتَهَى
وَذكره ابْن أبي حَاتِم فِي علله بِهَذَا الْإِسْنَاد وَقَالَ إِن أَبَا زرْعَة سُئِلَ عَنهُ فَقَالَ إِنَّه حَدِيث مُنكر لَيْسَ بِشَيْء
وَسَنَد الْحَاكِم وَارِد عَلَى الْبَزَّار فِي قَوْله لَا نعلم لَهُ طَرِيقا غَيره وَعَلَى الْبَيْهَقِيّ أَيْضا فِي قَوْله تفرد بِهِ الحكم بن ظهير وَلَهُمَا عُذْرهمَا
625 - الحَدِيث الثَّالِث
جَاءَ فِي الحَدِيث الْمَرْفُوع إِن الصَّبْر الْجَمِيل الَّذِي لَا شكوى فِيهِ
قلت رَوَاهُ الطَّبَرِيّ حَدثنَا عَمْرو بن عون أَنا هشيم عَن عبد الرَّحْمَن بن يَحْيَى عَن حبَان بن أبي جبلة قَالَ سُئِلَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَن قَوْله تَعَالَى فَصَبر جميل فَقَالَ (صَبر لَا شكوى فِيهِ من بَث لم يصبر)
انْتَهَى(2/161)
626 - الحَدِيث الرَّابِع
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (تكلم أَرْبَعَة فِي المهد وهم صغَار ابْن ماشطة بنت فِرْعَوْن وَشَاهد يُوسُف وَصَاحب جريج وَعِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام)
قلت اسْتشْهد لَهُ الطَّيِّبِيّ بِحَدِيث الصَّحِيحَيْنِ عَن أبي هُرَيْرَة مَرْفُوعا لم يتَكَلَّم فِي المهد إِلَّا ثَلَاثَة عِيسَى بن مَرْيَم وَصَاحب جريج وَصبي كَانَ يرضع أمه فَمر رجل رَاكب دَابَّة حسن الْهَيْئَة فَقَالَت أمه اللَّهُمَّ اجْعَل ابْني مثل هَذَا فَالْتَفت الصَّبِي وَقَالَ اللَّهُمَّ لَا تجعلني مثله ... إِلَى آخِره ذكره البُخَارِيّ فِي بَدْء الْخلق فِي قَوْله تَعَالَى وَاذْكُر فِي الْكتاب مَرْيَم وَمُسلم فِي كتاب الْبر والصلة وَهَذَا خطأ مِنْهُ لِأَنَّهُ لَيْسَ حَدِيث الْكتاب
وَحَدِيث الْكتاب رُوِيَ من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَمن حَدِيث أبي هُرَيْرَة
فَحَدِيث ابْن عَبَّاس رَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه وَالْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه وَأحمد وَابْن أبي شيبَة وَالْبَزَّار وَأَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مسانيدهم والطبري فِي تَفْسِيره وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب السَّادِس عشر كلهم عَن حَمَّاد بن سَلمَة عَن عَطاء بن السَّائِب عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (لما أسرِي بِي مرت بِي رَائِحَة طيبَة فَقلت مَا هَذِه الرَّائِحَة قَالُوا هَذِه رَائِحَة ماشطة ابْنة فِرْعَوْن وَأَوْلَادهَا كَانَت يَوْمًا تمشطهَا فَوَقع الْمشْط من يَدهَا فَقَالَت بِسم الله قَالَت ابْنة فِرْعَوْن باسم أبي فَقَالَت لَا بل باسم الله رَبِّي وَرَبك وَرب أَبِيك فَقَالَت أخبر بذلك أبي قَالَت نعم
فَأَخْبَرته فَدَعَا بهَا وَبِوَلَدِهَا فَقَالَت لَهُ لي إِلَيْك حَاجَة قَالَ مَا هِيَ قَالَت تجمع عِظَامِي وَعِظَام أَوْلَادِي فتدفنا جَمِيعًا قَالَ ذَلِك لَك فَأتي بِأَوْلَادِهَا فَجعل يُلقيهِمْ وَاحِدًا بعد وَاحِد حَتَّى إِذا كَانَ آخر وَلَدهَا وَكَانَ مُرْضعًا قَالَ لَهَا يَا أُمَّاهُ اصْبِرِي فَإنَّك عَلَى الْحق ثمَّ ألقيت مَعَ وَلَدهَا قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (تكلم أَرْبَعَة وهم صغَار هَذَا وَشَاهد يُوسُف وَصَاحب جريج وَعِيسَى(2/162)
ابْن مَرْيَم)
انْتَهَى قَالَ الْحَاكِم صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ
وَحَدِيث أبي هُرَيْرَة رَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي فَضَائِل عِيسَى من حَدِيث مُسلم بن إِبْرَاهِيم حَدثنَا جرير بن حَازِم حَدثنَا مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (لم يتَكَلَّم فِي المهد إِلَّا أَرْبَعَة عِيسَى بن مَرْيَم وَشَاهد يُوسُف وَصَاحب جريج وَابْن ماشطة فِرْعَوْن)
انْتَهَى وَقَالَ حَدِيث صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ
وَقَالَ الثَّعْلَبِيّ فِي سُورَة مَرْيَم وَيروَى عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ (تكلم فِي المهد خَمْسَة) فَذكر الْأَرْبَعَة وَزَاد (ولد الْمَرْأَة الَّتِي أحرقت بِالْأُخْدُودِ) وَهُوَ فِي مُسلم وَقَالَ فِي سُورَة البروج قَالَ الضَّحَّاك الَّذين تكلمُوا فِي المهد سِتَّة فَذكر هَؤُلَاءِ الْخَمْسَة وَزَاد يَحْيَى بن زَكَرِيَّا عَلَيْهِ السَّلَام
627 - الحَدِيث الْخَامِس
فِي الحَدِيث نهَى أَن يَأْكُل الرجل مُتكئا
قلت رُوِيَ من حَدِيث جَابر وَابْن مَسْعُود وَأبي الدَّرْدَاء
فَحَدِيث جَابر رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي كتاب الْأَطْعِمَة حَدثنَا ابْن نمير عَن عبد الْملك بن أبي سُلَيْمَان عَن أبي الزُّبَيْر عَن جَابر قَالَ نهَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَن يَأْكُل أَحَدنَا بِشمَالِهِ وَأَن يَأْكُل مُتكئا
انْتَهَى
وَحَدِيث ابْن مَسْعُود رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْكَبِير حَدثنَا الْحُسَيْن بن إِسْحَاق التسترِي حَدثنَا أَبُو الْمعَافى الْحَرَّانِي حَدثنَا مُحَمَّد بن سَلمَة عَن أبي عبد الرَّحِيم عَن زيد بن أبي أنبسة عَن أبي إِسْحَاق عَن الْأَحْوَص عَن عبد الله قَالَ نهَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَن صَومينِ وَعَن صَلَاتَيْنِ وَعَن لباسين وَعَن مطْعمين وَعَن نِكَاحَيْنِ وَعَن بيعَتَيْنِ فَأَما الصومان فَيوم الْفطر وَيَوْم الْأَضْحَى وَأما الصَّلَاتَان فَصَلَاة بعد الْغَدَاة حَتَّى تطلع الشَّمْس وَصَلَاة بعد الْعَصْر حَتَّى تغرب الشَّمْس ... إِلَى أَن(2/163)
قَالَ وَأما الْمُطْعِمَانِ فَأن يَأْكُل الرجل بِشمَالِهِ وَيَمِينه صَحِيحه وَأَن يَأْكُل الرجل مُتكئا
مُخْتَصر
وَحَدِيث أبي الدَّرْدَاء رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط حَدثنَا أَحْمد بن عبد الْوَهَّاب ابْن نجدة حَدثنَا أَبُو الْيَمَان الحكم بن نَافِع حَدثنَا أَرْطَاة بن الْمُنْذر عَن عبد الله بن رُزَيْق عَن عَمْرو بن الْأسود عَن أبي الدَّرْدَاء قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (لَا تَأْكُل مُتكئا وَلَا تَتَخَطَّى رِقَاب النَّاس يَوْم الْجُمُعَة) قَالَ لم يرو عَن أبي الدَّرْدَاء إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَاد تفرد بِهِ أَرْطَاة بن الْمُنْذر
انْتَهَى
وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي كتاب الضُّعَفَاء عَن زُرَيْق أبي عبد الله الْأَلْهَانِي عَن عَمْرو بن الْأسود بِهِ وَزَاد فيجعلك الله جِسْرًا لَهُم وَلَا تتخذن من الْمَسْجِد مُصَلَّى لَا تصلي إِلَّا فِيهِ
انْتَهَى
وَقَالَ فِي رُزَيْق ينْفَرد بأَشْيَاء لَا تشبه حَدِيث الْأَثْبَات لَا يحْتَج بِهِ إِلَّا عِنْد الْوِفَاق
حَدِيث آخر رَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده حَدثنَا عَمْرو بن سعيد الْقرشِي حَدثنَا أَبُو قُتَيْبَة حَدثنَا مُحَمَّد بن عبيد الله عَن ابْن أبي مليكَة عَن ابْن أبي إهَاب قَالَ نهَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَن نَأْكُل متكئين
انْتَهَى
وَرَوَى الْجَمَاعَة إِلَّا مُسلما عَن أبي جُحَيْفَة أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (لَا آكل مُتكئا) وَفِي لفظ (وَأَنا متكئ)
انْتَهَى
628 - الحَدِيث السَّادِس عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (مَرَرْت بِيُوسُف فِي اللَّيْلَة الَّتِي عرج بِي إِلَى السَّمَاء فَقلت لجبريل من هَذَا فَقَالَ يُوسُف قَالُوا يَا رَسُول الله(2/164)
كَيفَ رَأَيْته قَالَ كَالْقَمَرِ لَيْلَة الْبَدْر)
قلت رَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه من طَرِيق مُحَمَّد بن إِسْحَاق عَن روح بن الْقَاسِم حَدثنِي عمَارَة بن جُوَيْبِر أَبُو هَارُون الْعَبْدي عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يصف يُوسُف حِين رَآهُ فِي السَّمَاء الثَّالِثَة قَالَ (رَأَيْت رجلا صورته كَالْقَمَرِ لَيْلَة الْبَدْر فَقلت يَا جِبْرِيل من هَذَا قَالَ هَذَا أَخُوك يُوسُف) قَالَ ابْن إِسْحَاق وَكَانَ يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام قد أعطَاهُ الله من الْحسن مَا لم يُعْط أحدا من النَّاس قبله وَلَا بعده حَتَّى كَانَ يُقَال وَالله أعلم بِهِ أعطي نصف الْحسن وَقسم النّصْف الآخر بَين النَّاس
انْتَهَى
وَسكت عَنهُ
وَبِهَذَا الْإِسْنَاد رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ بِلَفْظ المُصَنّف سَوَاء
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من طرق كلهَا دَائِرَة عَلَى أبي هَارُون الْعَبْدي بِهِ وَرَوَاهُ أَيْضا بِسَنَد الْحَاكِم وَمَتنه
وَرَوَى الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة حَدِيث الْإِسْرَاء من رِوَايَة أبي سعيد الْخُدْرِيّ وَفِيه (ثمَّ صعدت إِلَى السَّمَاء الثَّانِيَة فَإِذا أَنا بِرَجُل أحسن مَا خلق الله تَعَالَى قد فضل عَلَى النَّاس بالْحسنِ كَالْقَمَرِ لَيْلَة الْبَدْر عَلَى سَائِر الْكَوَاكِب فَقلت يَا جِبْرِيل من هَذَا قَالَ هَذَا أَخُوك يُوسُف) الحَدِيث بِطُولِهِ وَينظر
629 - الحَدِيث السَّابِع
فِي الحَدِيث (الله فِي عون العَبْد مَا دَامَ العَبْد فِي عون أَخِيه الْمُسلم وَمن فرج عَن مُؤمن كربَة من كرب الدُّنْيَا فرج الله عَنهُ كربَة من كرب الْآخِرَة)
قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم فِي كتاب الذّكر وَالدُّعَاء من حَدِيث الْأَعْمَش عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من نَفْس عَن مُؤمن كربَة من كرب الدُّنْيَا نَفْس الله عَنهُ كربَة من كرب يَوْم الْقِيَامَة وَمن يسر عَلَى(2/165)
مُعسر يسر الله عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة وَمن ستر مُسلما ستره الله فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة وَالله فِي عون العَبْد مَا كَانَ العَبْد فِي عون أَخِيه وَمن سلك طَرِيقا يلْتَمس فِيهِ علما سهل الله لَهُ بِهِ طَرِيقا إِلَى الْجنَّة وَمَا اجْتمع قوم فِي بَيت من بيُوت الله يَتلون كتاب الله وَيَتَدَارَسُونَهُ بَينهم إِلَّا نزلت عَلَيْهِم السكينَة وَغَشِيَتْهُمْ الرَّحْمَة وَحَفَّتْهُمْ الْمَلَائِكَة وَذكرهمْ الله فِيمَن عِنْده وَمن بطأ بِهِ عمله لم يسْرع بِهِ نسبه)
انْتَهَى
630 - الحَدِيث الثَّامِن
عَن عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لم يَأْخُذهُ النّوم لَيْلَة من اللَّيَالِي وَكَانَ يطْلب من يَحْرُسهُ حَتَّى جَاءَ سعد فَسمع غَطِيطه
قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم فِي الْفَضَائِل عَن عبد الله بن عَامر بن ربيعَة عَن عَائِشَة قَالَت أرق رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ذَات لَيْلَة فَقَالَ (لَيْت رجلا صَالحا من أَصْحَابِي يَحْرُسنِي اللَّيْلَة) قَالَت وَسَمعنَا صَوت السِّلَاح فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من هَذَا) فَقَالَ سعد بن أبي وَقاص يَا رَسُول الله جِئْت أَحْرُسُك قَالَت عَائِشَة فَنَامَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حَتَّى سَمِعت غَطِيطه
انْتَهَى
وَوهم الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فَرَوَاهُ فِي كتاب الْفَضَائِل بالسند والمتن وَقَالَ حَدِيث صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ
631 - الحَدِيث التَّاسِع قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من كَانَ يُؤمن بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر فَلَا يَقِفن مَوَاقِف التهم)
قلت وَأَعَادَهُ فِي الْأَحْزَاب(2/166)
632 - الحَدِيث الْعَاشِر
قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لِلْمَارِّينَ بِهِ فِي مُعْتَكفه وَعِنْده بعض نِسَائِهِ (هِيَ فُلَانَة)
قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه فِي بَدْء الْخلق وَمُسلم فِي ... من حَدِيث عَلّي بن حُسَيْن عَن صَفِيَّة بنت حييّ قَالَت كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يعْتَكف فَأَتَيْته أَزورهُ لَيْلًا فَحَدَّثته ثمَّ قُمْت فَانْقَلَبت فَقَامَ معي لِيقلبنِي وَكَانَ مَسْكَنهَا فِي دَار أُسَامَة بن زيد فَمر رجلَانِ من الْأَنْصَار فَلَمَّا رَأيا النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَسْرعَا فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (عَلَى رِسْلكُمَا إِنَّهَا صَفِيَّة بنت حييّ) فَقَالَا سُبْحَانَ الله يَا رَسُول الله قَالَ (إِن الشَّيْطَان يجْرِي من ابْن آدم مجْرى الدَّم إِنِّي خشيت أَن يقذف فِي قُلُوبكُمَا سوءا)
انْتَهَى
633 - الحَدِيث الْحَادِي عشر
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ (لقد عجبت من يُوسُف وَكَرمه وَصَبره وَالله يغْفر لَهُ حِين سُئِلَ عَن الْبَقَرَات الْعِجَاف وَالسمان وَلَو كنت مَكَانَهُ مَا أَجَبْتهم حَتَّى اشْترط أَن يُخْرِجُونِي وَلَقَد عجبت مِنْهُ حِين أَتَاهُ الرَّسُول قَالَ ارْجع إِلَى رَبك
وَلَو كنت مَكَانَهُ وَلَبِثت فِي السجْن مَا لبث لَأَسْرَعت الْإِجَابَة وبادرتهم الْبَاب وَلما ابْتَغَيْت الْعذر إِن كَانَ لَحَلِيمًا ذَا أَنَاة
قلت رَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده أخبرنَا عَمْرو بن مُحَمَّد الْعَنْقَزِي حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن يزِيد الْحَوْزِيِّ عَن عَمْرو بن دِينَار عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (عجبت لصبر أخي يُوسُف وَكَرمه وَالله يغْفر لَهُ حَيْثُ أرسل إِلَيْهِ لِيَسْتَفْتِيَ فِي الرُّؤْيَا وَلَو كنت لم أفعل حَتَّى أخرج وَعَجِبت لِصَبْرِهِ وَكَرمه وَالله يغْفر لَهُ حَيْثُ أُتِي ليخرج فَلم يخرج حَتَّى أخْبرهُم بِعُذْرِهِ وَلَو كنت أَنا لَبَادَرت الْبَاب وَلَوْلَا الْكَلِمَة الَّتِي قَالَهَا لما لبث فِي السجْن طول مَا لبث حَتَّى(2/167)
يَبْتَغِي الْفرج من عِنْد غير الله) يَعْنِي قَوْله اذْكُرْنِي عِنْد رَبك
انْتَهَى
وَمن طَرِيق ابْن رَاهَوَيْه رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه بِسَنَدِهِ وَمَتنه وَبِالسَّنَدِ الْمَذْكُور رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره أَعنِي من طَرِيق ابْن رَاهَوَيْه بِهِ
قَالَ وَرَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي تَفْسِيره مُرْسلا فَقَالَ أخبرنَا ابْن عُيَيْنَة عَن عَمْرو بن دِينَار عَن عِكْرِمَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره بِلَفْظ المُصَنّف وَلم يقل فِيهِ إِن كَانَ حَلِيمًا ذَا أَنَاة
وَمن طَرِيق عبد الرَّزَّاق رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره بِسَنَدِهِ وَمَتنه
ثمَّ أخرج الطَّبَرِيّ عَن ابْن إِسْحَاق عَن رجل لم يسمه عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (يرحم الله يُوسُف لَو كنت أَنا الْمَحْبُوس ثمَّ أرسل إِلَيّ لَخَرَجت سَرِيعا إِن كَانَ حَلِيمًا ذَا أَنَاة)
انْتَهَى
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه من طَرِيق ابْن إِسْحَاق عَن عبد الله بن أبي بكر عَن الزُّهْرِيّ
وَحَدِيث أَيْضا عَن عبد الرَّحْمَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ
634 - الحَدِيث الثَّانِي عشر
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (أَنا سيد ولد آدم وَلَا فَخر)
قلت وَأَعَادَهُ فِي الشُّعَرَاء
رُوِيَ من حَدِيث الْخُدْرِيّ وَمن حَدِيث عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ وَمن حَدِيث وَاثِلَة بن الْأَسْقَع وَمن حَدِيث أبي بكر الصّديق وَمن حَدِيث جَابر بن عبد الله وَمن حَدِيث أنس بن مَالك وَمن حَدِيث عبد الله بن سَلام وَمن حَدِيث عبَادَة بن الصَّامِت وَمن حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَمن حَدِيث ابْن عَبَّاس
أما حَدِيث أبي سعيد فَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي كِتَابه فِي تَفْسِيره سُورَة بني إِسْرَائِيل وَابْن ماجة فِي الزّهْد من حَدِيث عَلّي بن زيد بن جدعَان عَن أبي نَضرة عَن(2/168)
أبي سعيد الْخُدْرِيّ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (أَنا سيد ولد آدم يَوْم الْقِيَامَة وَلَا فَخر وَبِيَدِي لِوَاء الْحَمد وَلَا فَخر وَمَا من نَبِي يَوْمئِذٍ آدم فَمن سواهُ إِلَّا تَحت لِوَائِي وَأَنا أول من تَنْشَق عَنهُ الأَرْض وَلَا فَخر) ثمَّ ذكر حَدِيث الشَّفَاعَة قَالَ التِّرْمِذِيّ هَذَا حَدِيث حسن وَقد رَوَاهُ بَعضهم عَن أبي نَضرة عَن ابْن عَبَّاس
انْتَهَى
هَذَا الَّذِي أَشَارَ إِلَيْهِ سَيَأْتِي وَعلي بن زيد قَالَ فِيهِ ابْن حبَان كَانَ كثير الْوَهم فَاسْتحقَّ التّرْك إِلَّا أَنه كَانَ شَيخا جَلِيلًا وَأسْندَ عَن ابْن معِين أَنه قَالَ لَيْسَ بِشَيْء
وَأما حَدِيث عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ فَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع السَّابِع وَالسبْعين من الْقسم الثَّالِث من حَدِيث بشر بن شغَاف عَن عبد الله بن عَمْرو قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (أَنا سيد ولد آدم يَوْم الْقِيَامَة وَلَا فَخر وَأول من تَنْشَق عَنهُ الأَرْض وَأول شَافِع وَمُشَفَّع بيَدي لِوَاء الْحَمد تَحْتَهُ آدم فَمن دونه)
انْتَهَى
وَأما حَدِيث وَاثِلَة فَرَوَاهُ ابْن حبَان أَيْضا فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الرَّابِع وَالْعِشْرين من الْقسم الثَّانِي مِنْهُ من حَدِيث الْأَوْزَاعِيّ حَدثنِي شَدَّاد أَبُو عمار عَن وَاثِلَة بن الْأَسْقَع قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (إِن الله اصْطَفَى من ولد إِسْمَاعِيل كنَانَة وَاصْطَفَى من كنَانَة قُريْشًا وَاصْطَفَى من قُرَيْش بني هَاشم وَاصْطَفَانِي من بني هَاشم فَأَنا سيد ولد آدم يَوْم الْقِيَامَة وَلَا فَخر وَأول من تَنْشَق عَنهُ الأَرْض وَأول شَافِع وَأول مُشَفع)
انْتَهَى
وَأما حَدِيث أبي بكر الصّديق فَرَوَاهُ ابْن حبَان أَيْضا فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الثَّانِي من الْقسم الثَّالِث من حَدِيث ... عَن أبي بكر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ أصبح رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ذَات يَوْم فَصَلى الْغَدَاة ... فَذكر حَدِيث الشَّفَاعَة وَفِيه فَإِذا نظر إِلَى ربه خر سَاجِدا قدر جُمُعَة وَيفتح الله عَلَيْهِ من الدُّعَاء شَيْئا لم يَفْتَحهُ عَلَى بشر(2/169)
قطّ فَيَقُول (أَي رَبِّي جَعَلتني سيد ولد آدم وَلَا فَخر وَأول من تَنْشَق عَنهُ الأَرْض يَوْم الْقِيَامَة وَلَا فَخر) الحَدِيث بِطُولِهِ
وَأما حَدِيث جَابر بن عبد الله فَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي الْفَضَائِل من حَدِيث عبيد الله بن إِسْحَاق الْعَطَّار حَدثنَا الْقَاسِم بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد ابْن عقيل حَدثنِي أبي عَن أَبِيه عَن جَابر بن عبد الله قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (أَنا سيد ولد آدم وَلَا فَخر) وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ وَتعقبه الذَّهَبِيّ بِأَن عبيد الله ضعفه غير وَاحِد وَالقَاسِم مَتْرُوك تَالِف
انْتَهَى
وَأما حَدِيث أنس فَرَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده حَدثنَا مُحَمَّد بن حيدران حَدثنَا مبارك مولَى عبد الْعَزِيز بن صُهَيْب حَدثنَا عبد الْعَزِيز بن صُهَيْب عَن أنس بن مَالك أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (أَنا سيد ولد آدم يَوْم الْقِيَامَة وَلَا فَخر وَأَنا أول من يدْخل الْجنَّة وَلَا فَخر وَأَنا أول شَافِع وَأول مُشَفع بيَدي لِوَاء الْحَمد يَوْم الْقِيَامَة آدم فَمن دونه تَحت لِوَائِي فَآتي رَبِّي تبَارك وَتَعَالَى فَيُقَال لي من فَأَقُول أَحْمد فَيفتح فَإِذا رَأَيْت رَبِّي خَرَرْت لَهُ سَاجِدا فَأَحْمَد بِمَحَامِد لَا يحمد بهَا أحد قبلي وَلَا بعدِي يلهمنيها الله تَعَالَى)
انْتَهَى
وَقَالَ لَا نعلم رَوَاهُ عَن عبد الْعَزِيز إِلَّا مبارك وَقد حدث عَنهُ بمناكير وَلَا نعلم رَوَى مبارك عَن غير عبد الْعَزِيز
انْتَهَى
وَله طَرِيق آخر عِنْد أبي يعلي الْموصِلِي فِي مُسْنده وَأبي نعيم فِي دَلَائِل النُّبُوَّة عَن مَنْصُور بن مُزَاحم حَدثنَا أَبُو سعيد الْمُؤَدب عَن زِيَاد بن مَيْمُون عَن أنس بن مَالك مَرْفُوعا نَحوه ... إِلَى قَول (لِوَاء الْحَمد بيَدي وَلَا فَخر)
وَأما حَدِيث عبد الله بن سَلام فَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَأَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مُسْنده من حَدِيث مُوسَى بن أعين عَن معمر بن رَاشد عَن مُحَمَّد بن عبد الله ابْن أبي يَعْقُوب عَن بشر بن شغَاف عَن عبد الله بن سَلام قَالَ قَالَ رَسُول الله(2/170)
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (أَنا سيد ولد آدم يَوْم الْقِيَامَة وَلَا فَخر وَأول من تَنْشَق عَنهُ الأَرْض وَلَا فَخر وَأول شَافِع وَأول مُشَفع لِوَاء الْحَمد بيَدي يَوْم الْقِيَامَة آدم فَمن دونه)
انْتَهَى
وَأما حَدِيث عبَادَة بن الصَّامِت فَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي كتاب الْإِيمَان من حَدِيث إِسْحَاق بن يَحْيَى عَن عبَادَة بن الصَّامِت قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (أَنا سيد النَّاس يَوْم الْقِيَامَة وَلَا فَخر مَا من أحد إِلَّا وَهُوَ تَحت لِوَائِي يَوْم الْقِيَامَة) وَقَالَ صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ وَتعقبه الذَّهَبِيّ فِي مُخْتَصره وَقَالَ إِنَّه مُنْقَطع فَإِن إِسْحَاق لم يدْرك عبَادَة قَالَ غير وَاحِد من الْحفاظ
انْتَهَى
وَأما حَدِيث أبي هُرَيْرَة فَرَوَاهُ أَبُو نعيم فِي أول كِتَابه دَلَائِل النُّبُوَّة حَدثنَا عَلّي ابْن مُحَمَّد بن نضر الْوراق حَدثنَا أَحْمد بن زَنْجوَيْه حَدثنَا أَبُو معمر إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم الْقطيعِي حَدثنَا عبد الله بن جَعْفَر عَن سُهَيْل بن أبي صَالح عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (أَنا سيد ولد آدم يَوْم الْقِيَامَة وَأَنا أول من تَنْشَق عَنهُ الأَرْض وَلَا فَخر وَأَنا صَاحب لِوَاء الْحَمد بيَدي وَلَا فَخر وَأَنا أول من يدْخل الْجنَّة وَلَا فَخر آخذ بِحَلقَة بَاب الْجنَّة فَيُؤذن لي فيستقبلني الْجَبَّار تَعَالَى فَأخر لَهُ سَاجِدا فَيَقُول يَا مُحَمَّد ارْفَعْ رَأسك وَاشْفَعْ تشفع وسل تعط فَأَقُول رب أمتِي أمتِي)
انْتَهَى
وَأما حَدِيث ابْن عَبَّاس فَرَوَاهُ أَحْمد وَأَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مسنديهما وَالْبَيْهَقِيّ وَأَبُو نعيم فِي دَلَائِل النُّبُوَّة لَهما عَن حَمَّاد بن زيد عَن عَلّي بن زيد بن جدعَان عَن أبي نَضرة قَالَ خَطَبنَا ابْن عَبَّاس عَلَى مِنْبَر الْبَصْرَة فَقَالَ قَالَ رَسُول الله) صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (إِنَّه لم يكن نَبِي إِلَّا لَهُ دَعْوَة قد تَنَجزهَا فِي الدُّنْيَا وَإِنِّي قد اخْتَبَأْت دَعْوَتِي شَفَاعَة لأمتي يَوْم الْقِيَامَة وَأَنا سيد ولد آدم يَوْم الْقِيَامَة وَلَا فَخر وَأول من تَنْشَق عَنهُ الأَرْض وَلَا فَخر وَبِيَدِي لِوَاء الْحَمد وَلَا فَخر آدم فَمن دونه تَحت لِوَائِي وَلَا فَخر) الحَدِيث بِطُولِهِ(2/171)
وَرَوَاهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الْعِلَل المتناهية من طَرِيق الدَّارَقُطْنِيّ بِسَنَدِهِ إِلَى خَارِجَة ابْن مُصعب عَن ابْن جريج عَن عَطاء عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (أَنا سيد ولد آدم وَلَا فَخر) مُخْتَصر قَالَ ثمَّ قَالَ ابْن حبَان خَارِجَة ابْن مُصعب لَا يحل الِاحْتِجَاج بِهِ وَقَالَ ابْن معِين لَيْسَ بِثِقَة
انْتَهَى كَلَامه
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره فِي سُورَة الْإِسْرَاء فَقَالَ حَدثنَا سُلَيْمَان بن أَحْمد هُوَ الطَّبَرَانِيّ حَدثنَا عبد الله بن أَحْمد بن أسيد الْأَصْبَهَانِيّ حَدثنَا مُحَمَّد بن عِيسَى بن يزِيد السَّعْدِيّ ثَنَا سُلَيْمَان بن عَمْرو بن سيار التَّمِيمِي حَدثنَا أبي حَدثنَا سعيد بن رزين حَدثنَا عمر بن سُلَيْمَان عَن الضَّحَّاك بن مُزَاحم وَعِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (لما أسرِي بِي إِلَى السَّمَوَات) فَذكر حَدِيث الْإِسْرَاء بِطُولِهِ وَقَالَ فِي آخِره (فَأَنا بِنِعْمَة الله سيد ولد آدم وَلَا فَخر وَأَنا عبد مَقْبُوض وَمَا عِنْد الله خير وَأَبْقَى) مُخْتَصر
وَأعلم أَن الحَدِيث رَوَاهُ مُسلم فِي صَحِيحه فِي الْفَضَائِل من حَدِيث أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ
وَأما حَدِيث عَائِشَة فَرَوَاهُ الإِمَام أَبُو بكر بن عَاصِم فِي كتاب الْآدَاب وَهُوَ ثَلَاثَة أَجزَاء حَدِيثِيَّةٌ حَدثنَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة حَدثنَا خلف بن خَليفَة عَن إِسْمَاعِيل بن أبي خَالِد عَن عَائِشَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (أَنا سيد ولد آدم وَلَا فَخر)
635 - الحَدِيث الثَّالِث عشر
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (رحم الله أخي يُوسُف لَو لم يقل اجْعَلنِي عَلَى خَزَائِن الأَرْض لَاسْتَعْمَلَهُ من سَاعَته وَلكنه أخر ذَلِك سنة)(2/172)
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ أخبرنَا الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن فَنْجَوَيْهِ حَدثنَا مخلد بن جَعْفَر الباقرجي حَدثنَا الْحسن بن علوِيَّة حَدثنَا إِسْمَاعِيل بن عِيسَى حَدثنَا إِسْحَاق بن بشر عَن جُوَيْبِر عَن الضَّحَّاك عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره سَوَاء
وَعَن الثَّعْلَبِيّ رَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط بِسَنَدِهِ وَمَتنه
636 - الحَدِيث الرَّابِع عشر
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه كَانَ يعوذ الْحسن وَالْحُسَيْن فَيَقُول (أُعِيذكُمَا بِكَلِمَات الله التَّامَّة من كل هَامة وَمن كل عين لَامة)
قلت رَوَاهُ الْجَمَاعَة إِلَّا مُسلما فَرَوَاهُ البُخَارِيّ فِي بَدْء الْخلق وَأَبُو دَاوُد فِي السّنة وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن ماجة فِي الطِّبّ وَالنَّسَائِيّ فِي الْبعُوث من حَدِيث الْمنْهَال عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس قَالَ كَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يعوذ الْحسن وَالْحُسَيْن وَيَقُول (إِن أَبَاكُمَا كَانَ يعوذ بهَا إِسْمَاعِيل وَإِسْحَاق أعوذ بِكَلِمَات الله التَّامَّة من كل شَيْطَان وَهَامة وَمن كل عين لَامة)
انْتَهَى
637 - الحَدِيث الْخَامِس عشر
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ (لم تعط أمة من الْأُمَم إِنَّا لله وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون عِنْد الْمُصِيبَة إِلَّا أمة مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَلا ترَى إِلَى يَعْقُوب حِين أَصَابَهُ مَا أَصَابَهُ لم يسترجع وَإِنَّمَا قَالَ يَا أسفا)
قلت رَوَى عبد الرَّزَّاق فِي تَفْسِيره أخبرنَا سُفْيَان الثَّوْريّ عَن سُفْيَان بن زِيَاد الْعُصْفُرِي عَن سعيد بن جُبَير قَالَ لم تعط أمة من الْأُمَم إِنَّا لله ... إِلَى آخِره
وَمن طَرِيق عبد الرَّزَّاق رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره بِسَنَدِهِ وَمَتنه
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب السّبْعين عَن الْحَاكِم بِسَنَدِهِ(2/173)
إِلَى إِبْرَاهِيم بن مَرْزُوق أَنا أَبُو عَامر عَن سُفْيَان الثَّوْريّ بِهِ سَوَاء ثمَّ قَالَ الْبَيْهَقِيّ وَقد رفع بعض الضِّعَاف هَذَا الحَدِيث إِلَى ابْن عَبَّاس عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَلَيْسَ بِشَيْء
انْتَهَى
وَهَذَا الَّذِي أَشَارَ إِلَيْهِ رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره من طَرِيق ابْن وهب حَدثنِي مُحَمَّد بن سعيد الْهَبَّاري حَدثنَا إِسْحَاق بن الرّبيع حَدثنَا سُفْيَان بن زِيَاد الْعُصْفُرِي عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (لم تعط أمة من الْأُمَم إِنَّا لله وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون عِنْد الْمُصِيبَة إِلَّا أمة مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَلا ترَى إِلَى يَعْقُوب حِين أَصَابَهُ مَا أَصَابَهُ لم يسترجع إِنَّمَا قَالَ يَا أسفا عَلَى يُوسُف)
انْتَهَى
وَرَوَى الطَّبَرَانِيّ فِي كتاب الدُّعَاء حَدثنَا عبد الله بن أَحْمد بن حَنْبَل حَدثنِي مُحَمَّد بن خَالِد بن عبد الله الوَاسِطِيّ حَدثنَا أبي حَدثنَا عمر بن الْخطاب رجل من أهل الْكُوفَة عَن سُفْيَان بن زِيَاد الْعُصْفُرِي عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (أَعْطَيْت أمتِي شَيْئا لم يُعْطه أحد من الْأُمَم عِنْد الْمُصِيبَة إِنَّا لله وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون عِنْد الْمُصِيبَة)
انْتَهَى
وَبِهَذَا السَّنَد والمتن رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره
وَرَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط من حَدِيث إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم حَدثنَا مُحَمَّد بن عبيد عَن سُفْيَان بن زِيَاد الْعُصْفُرِي بِهِ
638 - الحَدِيث السَّادِس عشر
عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه سَأَلَ جِبْرِيل مَا بلغ من وجد يَعْقُوب عَلَى يُوسُف قَالَ (وجد سبعين ثَكْلَى قَالَ فَمَا كَانَ لَهُ من الْأجر قَالَ أجر مائَة شَهِيد وَمَا سَاءَ ظَنّه بِاللَّه قطّ)
قلت لم يروه الطَّبَرِيّ إِلَّا من قَول الْحسن فَقَالَ حَدثنَا ابْن حميد حَدثنَا حكام(2/174)
عَن عِيسَى بن يزِيد عَن الْحسن أَنه قيل لَهُ مَا بلغ وجد يُوسُف فَقَالَ وجد سبعين ثَكْلَى قَالَ فَمَا كَانَ لَهُ من الْأجر قَالَ أجر مائَة شَهِيد وَمَا سَاءَ ظَنّه بِاللَّه قطّ
انْتَهَى
وَرَوَى الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط من حَدِيث جرير عَن لَيْث عَن ثَابت الْبنانِيّ قَالَ دخل جِبْرِيل عَلَى يُوسُف فَسَأَلَهُ هَل لَهُ علم بِيَعْقُوب قَالَ نعم قَالَ مَا فعل قَالَ ابْيَضَّتْ عَيناهُ قَالَ مَا بلغ حزنه قَالَ حزن سبعين ثَكْلَى ... إِلَى آخِره
639 - الحَدِيث السَّابِع عشر
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه بَكَى عَلَى وَلَده إِبْرَاهِيم وَقَالَ (الْقلب يجزع وَالْعين تَدْمَع وَلَا نقُول مَا يسْخط الرب وَإِنَّا عَلَيْك يَا إِبْرَاهِيم لَمَحْزُونُونَ)
قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه فِي الْجَنَائِز وَمُسلم فِي الْفَضَائِل وَاللَّفْظ للْبُخَارِيّ عَن أنس بن مَالك قَالَ دَخَلنَا مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَلَى أبي سيف الْقَيْن وَكَانَ ظِئْرًا لإِبْرَاهِيم فَأخذ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقبله وَشمه ثمَّ دخل عَلَيْهِ بعد ذَلِك وَإِبْرَاهِيم يجود بِنَفسِهِ فَجعلت عينا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ تَذْرِفَانِ فَقَالَ لَهُ عبد الرَّحْمَن وَأَنت يَا رَسُول الله فَقَالَ (يَا ابْن عَوْف إِنَّهَا رَحْمَة) ثمَّ أتبعهَا بِأُخْرَى فَقَالَ (إِن الْعين تَدْمَع وَالْقلب يحزن وَلَا نقُول إِلَّا مَا يُرْضِي رَبنَا عَزَّ وَجَلَّ وَإِنَّا بِفِرَاقِك يَا إِبْرَاهِيم لَمَحْزُونُونَ)
انْتَهَى
640 - الحَدِيث الثَّامِن عشر
عَن النَّبِي أَنه بَكَى عَلَى ولد بعض بَنَاته وَهُوَ يجود بِنَفسِهِ فَقيل يَا رَسُول الله تبْكي وَقد نَهَيْتنَا عَن الْبكاء فَقَالَ (مَا نَهَيْتُكُمْ عَن الْبكاء وَإِنَّمَا نَهَيْتُكُمْ عَن صَوْتَيْنِ أَحْمَقَيْنِ صَوت عِنْد الْفَرح وَصَوت عِنْد التَّرَحِ)(2/175)
قلت لم يرد هَذَا فِي ولد بَنَاته عَلَيْهِ السَّلَام وَإِنَّمَا ورد فِي إِبْرَاهِيم وَلَده رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي الْجَنَائِز من حَدِيث ابْن أبي لَيْلَى عَن عَطاء عَن جَابر بن عبد الله قَالَ أَخذ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بيد عبد الرَّحْمَن بن عَوْف فَانْطَلق بِهِ إِلَى ابْنه إِبْرَاهِيم فَوَجَدَهُ يجود بِنَفسِهِ فَأَخذه النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَوَضعه فِي حجره فَبَكَى فَقَالَ لَهُ عبد الرَّحْمَن أَو تبْكي أَو لم تكن نهيت عَن الْبكاء قَالَ (لَا وَلَكِن نهيت عَن صَوْتَيْنِ أَحْمَقَيْنِ صَوت عِنْد مُصِيبَة خَمش وُجُوه وشق جُيُوب وَرَنَّة شَيْطَان وَصَوت عِنْد نَغمَة لعب وَلَهو وَمَزَامِير شَيْطَان)
انْتَهَى
وَقَالَ حَدِيث حسن
انْتَهَى
وَرَوَاهُ كَذَلِك ابْن أبي شيبَة وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَأَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ وَعبد بن حميد وَقد جَاءَ مُصَرحًا بِهِ عبد الرَّحْمَن بن عَوْف عِنْد الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان
وَله طَرِيق آخر عِنْد الْحَاكِم فِي كِتَابه الْمُسْتَدْرك رَوَاهُ فِي فَضَائِل مَارِيَة الْقبْطِيَّة عَن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف عَن أَبِيه عَن جده قَالَ أَخذ النَّبِي بيَدي فَانْطَلَقت مَعَه ... إِلَى آخِره وَسكت عَنهُ
وَالَّذِي قَالَ ورد فِي ولد بَنَاته فَهُوَ فِي الصَّحِيحَيْنِ من حَدِيث أُسَامَة بن زيد كُنَّا عِنْد النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَأرْسلت إِلَيْهِ إِحْدَى بَنَاته تَدعُوهُ وَتُخْبِرهُ أَن صَبيا أَو ابْنا لَهَا فِي الْمَوْت فَقَالَ للرسول (ارْجع إِلَيْهَا فَأَخْبرهَا أَن لله مَا أَخذ وَله مَا أعْطى فَمُرْهَا فَلتَصْبِر وَتحْتَسب) فَعَاد الرَّسُول فَقَالَ إِنَّهَا قد أَقْسَمت لَتَأْتِيَنَّهَا فَقَامَ عَلَيْهِ السَّلَام وَمَعَهُ سعد بن عبَادَة ومعاذ بن جبل وَانْطَلَقت مَعَهم فَرفع إِلَيْهِ الصَّبِي وَنَفسه تقَعْقع بهَا كَأَنَّهَا فِي شن فَفَاضَتْ عَيناهُ فَقَالَ لَهُ سعد مَا هَذَا يَا رَسُول الله قَالَ (هَذِه رَحْمَة جعلهَا الله فِي قُلُوب عباده وَإِنَّمَا يرحم الله من عباده الرُّحَمَاء)
انْتَهَى
وَكَأن المُصَنّف خلط حَدِيث بِحَدِيث وَلم يحسن الطَّيِّبِيّ إِذْ عزا حَدِيث الْكتاب لِلصَّحِيحَيْنِ ظنا مِنْهُ أَنه هُوَ هَذَا الحَدِيث(2/176)
641 - قَوْله وَقيل أَدّوا إِلَيْهِ كتاب يَعْقُوب من يَعْقُوب إِسْرَائِيل الله بن إِسْحَاق ذبيح الله بن إِبْرَاهِيم خَلِيل الله إِلَى عَزِيز مصر أما بعد فَإنَّا أهل بَيت مُوكل بِنَا الْبلَاء أما جدي فسرت يَدَاهُ وَرجلَاهُ وَرمي بِهِ فِي النَّار فَنَجَّاهُ الله مِنْهَا وَجعلت عَلَيْهِ بردا وَسلَامًا وَأما أبي فَوضعت السكين عل قَفاهُ فَفَدَاهُ الله وَأما أَنا فَكَانَ لي ابْن وَهُوَ أحب أَوْلَادِي إِلَيّ فَذهب بِهِ إِلَى الْبَريَّة ثمَّ أَتَوْنِي بِقَمِيصِهِ مُلَطَّخًا بِالدَّمِ وَقَالُوا قد أكله الذِّئْب فَذَهَبت عَيْنَايَ من بُكَائِي عَلَيْهِ ثمَّ كَانَ لي ابْن وَكَانَ أَخَاهُ من أمه وَكنت أَتَسَلَّى بِهِ فَذَهَبُوا بِهِ ثمَّ رجعُوا وَقَالُوا إِنَّه سرق وَإنَّك حَبسته لذَلِك وَإِنَّا أهل بَيت لَا نَسْرِق وَلَا نَلِد سَارِقا فَإِن رَددته عَلّي وَإِلَّا دَعَوْت عَلَيْك دَعْوَة تدْرك السَّابِع من ولدك وَالسَّلَام
قلت سَيَأْتِي ذكر هَذَا الْكتاب من رِوَايَة الدَّارَقُطْنِيّ وَالتِّرْمِذِيّ الْحَكِيم فِي الصافات وَلَيْسَ فِيهِ هَذَا اللَّفْظ وَلَكِن رَوَاهُ بِهَذَا اللَّفْظ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط أخبرنَا أَبُو حَامِد بن أبي حَامِد الْعدْل حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الله الضَّبِّيّ حَدثنَا أَبُو بكر ابْن أبي نصر الدَّرَاورْدِي حَدثنَا مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن سعيد حَدثنَا سُلَيْمَان بن مَنْصُور ابْن عمار حَدثنِي أبي ثَنَا يُوسُف بن الصَّباح الْفَزارِيّ عَن عبد الله بن يُونُس عَن أبي فَرْوَة قَالَ لما كَانَ من أَمر الْإِخْوَة مَا كَانَ كتب يَعْقُوب إِلَى يُوسُف وَهُوَ لَا يعلم أَنه يُوسُف بن يَعْقُوب إِسْرَائِيل الله بن إِسْحَاق ذبيح الله بن إِبْرَاهِيم خَلِيل الله أما بعد فَإنَّا أهل بَيت ... إِلَى آخِره سَوَاء وَزَاد قَالَ فَلَمَّا قَرَأَ يُوسُف الْكتاب لم يَتَمَالَك الْبكاء وَعيلَ صبره
انْتَهَى
642 - الحَدِيث التَّاسِع عشر
رُوِيَ أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَخذ بِعضَادَتَيْ بَاب الْكَعْبَة يَوْم الْفَتْح(2/177)
فَقَالَ لقريش (مَا ترونني فَاعِلا بكم) قَالُوا نظن خيرا أَخ كريم وَابْن أَخ كريم وَقد قدرت فَقَالَ (أَقُول مَا قَالَ أخي يُوسُف لَا تَثْرِيب عَلَيْكُم الْيَوْم)
الْآيَة
قلت رَوَاهُ النَّسَائِيّ فِي سنَنه الْكُبْرَى فِي تَفْسِيره سُورَة الْإِسْرَاء من حَدِيث سَلام بن مِسْكين عَن ثَابت الْبنانِيّ عَن عبد الله بن أبي رَبَاح عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ لما فتح رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مَكَّة ... إِلَى أَن قَالَ فجَاء رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حَتَّى طَاف بِالْبَيْتِ فَجعل يمر بِتِلْكَ الْأَصْنَام فَيَطْعَنُهَا بِسِيَةِ الْقوس وَيَقُول جَاءَ الْحق وزهق الْبَاطِل إِن الْبَاطِل كَانَ زهوقا حَتَّى إِذا فرغ وَصَلى جَاءَ فَأخذ بِعضَادَتَيْ الْبَاب ثمَّ قَالَ (يَا معشر قُرَيْش مَا تَقولُونَ) قَالُوا نقُول ابْن أَخ وَابْن عَم رَحِيم كريم ثمَّ أعَاد عَلَيْهِم القَوْل فَقَالُوا مثل ذَلِك فَقَالَ (أَقُول كَمَا قَالَ أخي يُوسُف لَا تَثْرِيب عَلَيْكُم الْيَوْم يغْفر الله لكم وَهُوَ أرْحم الرَّاحِمِينَ)
مُخْتَصر
وَرَوَاهُ كَذَلِك الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة فِي فتح مَكَّة
وَرَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ بِلَفْظ المُصَنّف حَدثنِي الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن فَنْجَوَيْهِ حَدثنِي مخلد بن الْحسن بن علوِيَّة حَدثنَا إِسْمَاعِيل بن عِيسَى حَدثنَا إِسْحَاق بن بشر عَن ابْن سمْعَان عَن عَطاء عَن ابْن عَبَّاس قَالَ أَخذ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بِعِضَادَةِ الْبَاب يَوْم فتح مَكَّة وَقد لَاذَ النَّاس بِالْبَيْتِ فَقَالَ (الْحَمد لله الَّذِي صدق وعده وَنصر عَبده وَهزمَ الْأَحْزَاب وَحده) ثمَّ قَالَ (مَا تظنون بِي) قَالُوا نظن خيرا ... إِلَى آخِره
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن هِشَام فِي السِّيرَة فِي فتح مَكَّة عَن ابْن إِسْحَاق قَالَ حَدثنِي بعض أهل الْعلم أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَامَ عَلَى بَاب الْكَعْبَة فَقَالَ (لَا إِلَه إِلَّا الله وَحده) إِلَى آخر لفظ الثَّعْلَبِيّ
وَرَوَاهُ الْأَزْرَقِيّ فِي تَارِيخ مَكَّة عَن طَاوس أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَخذ بِعضَادَتَيْ بَاب الْكَعْبَة ... إِلَى آخِره وَقَالَ فِيهِ وَقد قدرت فَأَسْجِحْ(2/178)
وَرَوَاهُ أَبُو عبيد الْقَاسِم بن سَلام فِي كتاب الْأَمْوَال حَدثنَا إِسْمَاعِيل بن عَيَّاش عَن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن أبي حُسَيْن قَالَ لما فتح رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مَكَّة ... إِلَى آخر لفظ الثَّعْلَبِيّ
وَعَن أبي عبيد رَوَاهُ ابْن فَنْجَوَيْهِ فِي كتاب الْأَمْوَال بِسَنَدِهِ وَمَتنه
وَرَوَاهُ الْوَاقِدِيّ فِي كتاب الْمَغَازِي حَدثنِي عَلّي بن مُحَمَّد بن عبيد الله عَن مَنْصُور الحَجبي عَن أمة صَفِيَّة بنت شيبَة عَن برة بنت أبي تجراة قَالَت أَنا أنظر إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حِين خرج من الْبَيْت فَوقف عَلَى الْبَاب وَأخذ بِعضَادَتَيْ الْبَاب ثمَّ أشرف عَلَى النَّاس وهم جُلُوس حول الْكَعْبَة فَقَالَ (الْحَمد لله الَّذِي صدق وعده) إِلَى آخر لفظ الثَّعْلَبِيّ
643 - الحَدِيث الْعشْرُونَ
رُوِيَ أَن أَبَا سُفْيَان لما جَاءَ ليسلم قَالَ لَهُ الْعَبَّاس إِذا أتيت الرَّسُول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَاتْلُ عَلَيْهِ لَا تَثْرِيب عَلَيْكُم فَفعل فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام (غفر الله لَك وَلمن علمك)
قلت غَرِيب جدا
644 - الحَدِيث الْحَادِي وَالْعشْرُونَ
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ (علمُوا أَرِقَّاءَكُم سُورَة يُوسُف فَإِنَّهُ أَيّمَا مُسلم تَلَاهَا وَعلمهَا أَهله وَمَا ملكت يَمِينه هون الله عَلَيْهِ سَكَرَات الْمَوْت وَأَعْطَاهُ الْقُوَّة أَلا يحْسد مُسلما)
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره من حَدِيث سَلام بن سليم الْمَدَائِنِي حَدثنَا هَارُون ابْن كثير عَن زيد بن أسلم عَن أَبِيه عَن أبي أُمَامَة عَن أبي بن كَعْب قَالَ(2/179)
قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره سَوَاء وَهُوَ حَدِيث ضَعِيف فَإِن سَلام بن سليم وَيُقَال سلم مَتْرُوك وَهَارُون بن كثير قَالَ أَبُو حَاتِم مَجْهُول
قَالَ ابْن كثير فِي تَفْسِيره وَقد سَاق لَهُ الْحَافِظ ابْن عَسَاكِر مُتَابعًا من طَرِيق الْقَاسِم بن الحكم عَن هَارُون بن كثير بِهِ
وَمن طَرِيق شَبابَة عَن مخلد بن عبد الْوَاحِد الْبَصْرِيّ عَن عَلّي بن زيد بن جدعَان وَعَن عَطاء بن أبي مَيْمُونَة عَن زر بن حُبَيْش عَن أبي بن كَعْب عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكر نَحوه قَالَ وَهُوَ مُنكر من سَائِر طرقه
انْتَهَى
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه الْمَذْكُورين فِي آل عمرَان
وَرَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط بِسَنَدِهِ الْمَذْكُور فِي سُورَة يُونُس(2/180)
سُورَة الرَّعْد(2/181)
سُورَة الرَّعْد
ذكر فِيهَا عشرَة أَحَادِيث
645 - الحَدِيث الأول
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ (لَوْلَا عَفْو الله وتجاوزه مَا هَنأ أحد الْعَيْش وَلَوْلَا وعيده وعقابه لاتكل كل أحد)
قلت رَوَاهُ ابْن أبي حَاتِم فِي تَفْسِيره حَدثنَا أبي حَدثنَا مُوسَى بن إِسْمَاعِيل حَدثنَا حَمَّاد ابْن سَلمَة عَن عَلّي بن زيد عَن سعيد بن الْمسيب قَالَ لما نزلت هَذِه الْآيَة وَإِن رَبك لذُو مغْفرَة للنَّاس عَلَى ظلمهم قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (لَوْلَا عَفْو الله وتجاوزه) الحَدِيث إِلَى آخِره
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره وَهُوَ مُرْسل
وَرَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط أخبرنَا نصر بن بكر بن أَحْمد بن الْحُسَيْن حَدثنَا عبد الله بن مُحَمَّد بن نصير أَنا مُحَمَّد بن أَيُّوب حَدثنَا مُوسَى بن إِسْمَاعِيل بِهِ
646 - الحَدِيث الثَّانِي
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه كَانَ يَقُول (سُبْحَانَ من يسبح الرَّعْد بِحَمْدِهِ)
وَكَانَ إِذا اشْتَدَّ الرَّعْد يَقُول (اللَّهُمَّ لَا تَقْتُلنَا بِغَضَبِك وَلَا تُهْلِكنَا بِعَذَابِك وَعَافنَا قبل ذَلِك)
قلت هما حديثان
فَالْأول رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره حَدثنَا أَحْمد بن إِسْحَاق حَدثنَا أَبُو أَحْمد حَدثنَا(2/183)
إِسْرَائِيل عَن لَيْث عَن رجل عَن أبي هُرَيْرَة رفع الحَدِيث إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَانَ إِذا سمع الرَّعْد قَالَ (سُبْحَانَ من يسبح الرَّعْد بِحَمْدِهِ)
انْتَهَى
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره حَدثنَا مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم حَدثنَا مُحَمَّد ابْن يَحْيَى حَدثنَا أَحْمد بن إِسْحَاق حَدثنَا أَبُو أَحْمد حَدثنَا عتاب بن زِيَاد عَن رجل عَن أبي هُرَيْرَة رفع الحَدِيث ... إِلَى آخِره
وَرَوَاهُ البُخَارِيّ فِي كِتَابه الْمُفْرد فِي الْأَدَب مَوْقُوفا عَلَى عبد الله بن الزُّبَيْر وموقوفا عَلَى ابْن عَبَّاس
وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي كتاب الدُّعَاء مَوْقُوفا عَلَى كَعْب بن مَالك
وَذكره الثَّعْلَبِيّ عَن أبي عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من غير سَنَد
وَالثَّانِي رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي جَامعه فِي كتاب الدَّعْوَات وَالنَّسَائِيّ فِي الْيَوْم وَاللَّيْلَة من حَدِيث الْحجَّاج بن أَرْطَأَة عَن أبي مطر عَن سَالم بن عبد الله عَن أَبِيه أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَانَ إِذا سمع صَوت الرَّعْد وَالصَّوَاعِق قَالَ (اللَّهُمَّ لَا تَقْتُلنَا بِغَضَبِك) إِلَى آخِره قَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث غَرِيب
انْتَهَى
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده وَأَبُو يعلي الْموصِلِي وَالْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه وَالْبُخَارِيّ فِي كتاب الْمُفْرد فِي الْأَدَب
647 - الحَدِيث الثَّالِث
عَن ابْن عَبَّاس أَن الْيَهُود سَأَلت النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَن الرَّعْد مَا هُوَ فَقَالَ (ملك من الْمَلَائِكَة مُوكل بالسحاب مَعَه مخاريق من نَار يَسُوق بهَا السَّحَاب)
قلت رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي التَّفْسِير وَالنَّسَائِيّ فِي الْعشْرَة عَن عبد الله بن(2/184)
الْوَلِيد عَن بكير بن شهَاب عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس قَالَ أَقبلت يهود إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالُوا أخبرنَا يَا أَبَا الْقَاسِم عَن الرَّعْد مَا هُوَ قَالَ (ملك من الْمَلَائِكَة مُوكل بالسحاب مَعَه مخاريق من نَار يَسُوق بهَا السَّحَاب حَيْثُ شَاءَ الله) قَالُوا فَمَا هَذَا الصَّوْت الَّذِي نسْمع قَالَ (زَجْرَة بالسحاب إِذا زَجره حَيْثُ يَنْتَهِي إِلَى حَيْثُ أَمر) قَالُوا صدقت
مُخْتَصر
قَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث حسن صَحِيح غَرِيب
وَرَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده وَعند الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط فِي آخر تَرْجَمَة المحمدين عَن أبي عمرَان الْجونِي حَدثنَا ابْن جريج عَن عَطاء عَن جَابر بن عبد الله أَن خُزَيْمَة بن ثَابت وَلَيْسَ بِالْأَنْصَارِيِّ سَأَلَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَن الرَّعْد قَالَ (هُوَ ملك بِيَدِهِ مِخْرَاق إِذا رفع برقتْ وَإِذا زجر رعدَتْ وَإِذا ضربت صعِقَتْ) مُخْتَصر
648 - الحَدِيث الرَّابِع
رُوِيَ أَن أَرْبَد أَخا لبيد بن ربيعَة العامري قَالَ لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حِين وَفد عَلَيْهِ مَعَ عَامر بن الطُّفَيْل قَاصِدين لقَتله فَرَمَى الله عَامِرًا بغدة كَغُدَّة الْبَعِير وَمَوْت فِي بَيت سَلُولِيَّة وَأرْسل عَلَى أَرْبَد صَاعِقَة فَقتلته أَخْبرنِي عَن رَبنَا أَمن نُحَاس هُوَ أم من حَدِيد
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره من حَدِيث مُحَمَّد بن السَّائِب الْكَلْبِيّ عَن أبي صَالح عَن ابْن عَبَّاس قَالَ أقبل عَامر بن الطُّفَيْل وأربد بن ربيعَة وهما عَامِدَانِ يُريدَان رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكر الْقِصَّة بِطُولِهَا وفيهَا اللَّفْظ الْمَذْكُور
وَرَوَاهُ النَّسَائِيّ مُخْتَصرا من حَدِيث عَلّي بن أبي سارة الشَّيْبَانِيّ عَن ثَابت عَن أنس قَالَ بعث النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ رجلا إِلَى رجل من فَرَاعِنَة الْعَرَب أَن ادْعُه لي) قَالَ يَا رَسُول الله إِنَّه أَعْتَى من ذَلِك قَالَ (اذْهَبْ فَادعه)
فَأَتَاهُ وَقَالَ إِن رَسُول الله يَدْعُوك قَالَ أَرَسُول الله وَمَا الله أَمن ذهب هُوَ أم من فضَّة(2/185)
أَو من نُحَاس فَرجع فَأخْبر النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بِمَا قَالَ فَبَعثه إِلَيْهِ فَأَعَادَ عَلَيْهِ فَلَمَّا كَانَ فِي الثَّالِثَة بعث الله سَحَابَة حِيَال رَأسه نزلت مِنْهَا صَاعِقَة ذهبت بِقحْفِ رَأسه وَأنزل الله وَيُرْسل الصَّوَاعِق فَيُصِيب بهَا من يَشَاء الْآيَة
انْتَهَى
وَرَوَاهُ كَذَلِك أَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مُسْنده والطبري فِي تَفْسِيره
وَرَوَاهُ الْعقيلِيّ فِي ضعفَاهُ وَأعله بعلي بن أبي سارة وَقَالَ لَا يُتَابِعه عَلَيْهِ إِلَّا من هُوَ مثله أَو دونه
انْتَهَى
وَرَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده وَالْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة من حَدِيث دَيْلَم بن غَزوَان عَن ثَابت عَن أنس نَحوه سَوَاء قَالَ الْبَزَّار وَدَيْلَم هَذَا بَصرِي صَالح
انْتَهَى
وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه لم يقل فِيهِ أَخْبرنِي عَن رَبنَا أَمن نُحَاس هُوَ أَو من حَدِيد فَقَالَ حَدثنَا مسْعدَة بن سعد الْعَطَّار حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن الْمُنْذر الْحزَامِي حَدثنِي عبد الْعَزِيز بن عمرَان حَدثنِي عبد الرَّحْمَن وَعبد الله ابْنا زيد بن أسلم عَن أَبِيهِمَا عَن عَطاء بن يسَار عَن ابْن عَبَّاس أَن أَرْبَد بن قيس بن جُزْء بن خَالِد بن جَعْفَر ابْن كلاب وعامر بن الطُّفَيْل بن مَالك قدما الْمَدِينَة عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَانْتَهَيَا إِلَيْهِ وَهُوَ جَالس فَجَلَسَا بَين يَدَيْهِ فَقَالَ عَامر بن الطُّفَيْل يَا مُحَمَّد مَا تجْعَل لي إِن أسلمت فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (لَك مَا للْمُسلمين وَعَلَيْك مَا عَلَيْهِم) قَالَ عَامر بن الطُّفَيْل أَتجْعَلُ لي الْأَمر من بعْدك إِن أسلمت فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (لَيْسَ لَك وَلَا لقَوْمك وَلَكِن لَك أَعِنَّة الْخَيل) فَقَالَ أَنا الْآن فِي أَعِنَّة خيل نجد اجْعَل لي الْوَبر وَلَك الْمدر فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (لَا) فَلَمَّا قفا من عِنْده قَالَ عَامر أما وَالله لأَمْلَأَنهَا عَلَيْك خيلا ورجالا فَقَالَ (يمنعك الله من ذَلِك) فَلَمَّا خرج أَرْبَد وعامر قَالَ عَامر يَا أَرْبَد إِذا اشْتغل عَنْك مُحَمَّد بِالْحَدِيثِ فَاضْرِبْهُ بِالسَّيْفِ فَإِن النَّاس إِذا قتلت مُحَمَّدًا لم يزِيدُوا عَلَى أَن يرْضوا بِالدِّيَةِ وَيَكْرَهُوا الْحَرْب وسنعطيهم الدِّيَة قَالَ أَرْبَد أفعل فَأَقْبَلَا رَاجِعين إِلَيْهِ فَقَالَ عَامر يَا مُحَمَّد قُم معي أُكَلِّمك فَقَامَ مَعَه رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَجَلَسْنَا إِلَى الْجِدَار(2/186)
ووقف مَعَه رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وسل أَرْبَد السَّيْف فَلَمَّا وضع يَده عَلَى السَّيْف يَبِسَتْ يَده فَلم يسْتَطع أَن يَسلهُ فَأَبْطَأَ أَرْبَد عَلَى عَامر بِالضَّرْبِ فَالْتَفت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَرَأَى أَرْبَد وَمَا صنع فَانْصَرف عَنْهُمَا فَلَمَّا خرج عَامر وأربد من عِنْد رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حَتَّى إِذا كَانَ بِالْحرَّةِ نزلا فَخرج إِلَيْهِمَا سعد بن معَاذ وَأسيد بن حضير فَقَالَا اُشْخُصَا يَا عدوي الله لَعَنَكُمَا الله فَقَالَ عَامر من هَذَا يَا سعد فَقَالَ هَذَا أسيد بن حضير الْكَاتِب فَخَرَجَا حَتَّى إِذا كَانَا بِالرَّقْمِ أرسل الله عَلَى أَرْبَد صَاعِقَة فَقتلته وَخرج عَامر حَتَّى إِذا كَانَ بِالْحَرِيمِ أرسل الله عَلَيْهِ قرحَة فأدركه اللَّيْل فِي بَيت امْرَأَة من بني سلول فَجعل يمس قُرْحَته فِي حلقه وَيَقُول غُدَّة كَغُدَّة الْبَعِير فِي بَيت سَلُولِيَّة ترغب أَن يَمُوت فِي بَيتهَا ثمَّ ركب فرسه فَأحْضرهُ حَتَّى مَاتَ عَلَيْهِ فَأنْزل الله فيهمَا الله أعلم مَا تحمل كل أُنْثَى إِلَى قَوْله من وَال
انْتَهَى
وَعَن الطَّبَرَانِيّ رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بِسَنَدِهِ وَمَتنه
649 - الحَدِيث الْخَامِس
فِي الحَدِيث (وَلَا تَجْعَلهُ علينا ماحلا مُصدقا)
قلت غَرِيب بِهَذَا اللَّفْظ وَالَّذِي وجدته فِي الحَدِيث الْمَرْفُوع (الْقُرْآن شَافِع مُشَفع وَمَاحِل مُصدق) رُوِيَ من حَدِيث جَابر وَأنس وَعَن معقل بن يسَار وَمن حَدِيث ابْن مَسْعُود
فَحَدِيث جَابر رَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه من حَدِيث أبي سُفْيَان عَنهُ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (الْقُرْآن شَافِع مُشَفع وَمَاحِل مُصدق من جعله أَمَامه قَادَهُ إِلَى الْجنَّة وَمن جعله خَلفه قَادَهُ إِلَى النَّار)
انْتَهَى
وَمن حَدِيث أنس رَوَاهُ أَبُو عبيد الْقَاسِم بن سَلام فِي كِتَابه فَضَائِل الْقُرْآن حَدثنَا حجاج عَن ابْن جريج قَالَ حدثت عَن أنس بن مَالك قَالَ قَالَ رَسُول الله(2/187)
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (الْقُرْآن شَافِع مُشَفع وَمَاحِل مُصدق وَمن شفع لَهُ يَوْم الْقِيَامَة نجا وَمن مَحل بِهِ كَبه الله فِي النَّار)
انْتَهَى
وَفِيه انْقِطَاع وحجاج ضَعِيف
وَحَدِيث معقل بن يسَار رَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي فَضَائِل الْقُرْآن من حَدِيث عبيد الله بن أبي حميد عَن أبي الْمليح عَن معقل بن يسَار قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (اعْمَلُوا بِالْقُرْآنِ أحلُّوا حَلَاله وحرموا حرَامه وَاقْتَدوا بِهِ وَلَا تكفرُوا بِشَيْء مِنْهُ وَمَا تشابه عَلَيْكُم مِنْهُ فَردُّوهُ إِلَى الله وَإِلَى أولي الْعلم كَيْمَا يُخْبِرُوكُمْ وآمنوا بِالتَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيل وَالزَّبُور وَلْيَسَعْكُمْ الْقُرْآن وَمَا فِيهِ من الْبَيَان فَإِنَّهُ شَافِع مُشَفع وَمَاحِل مُصدق وَإِنِّي أَعْطَيْت سُورَة الْبَقَرَة من الذّكر الأول وَأعْطيت طه وَيَاسِين وَالْخَوَاتِيم من أَلْوَاح مُوسَى وَأعْطيت فَاتِحَة الْكتاب من تَحت الْعَرْش)
انْتَهَى
وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ
وَعَن الْحَاكِم رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب التَّاسِع بِسَنَدِهِ وَمَتنه
وَحَدِيث ابْن مَسْعُود رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه من حَدِيث الرّبيع بن بدر عَن الْأَعْمَش عَن شَقِيق بن سَلمَة عَن عبد الله بن مَسْعُود مَرْفُوعا بِلَفْظ ابْن حبَان
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي الْحِلْية فِي تَرْجَمَة أبي وَائِل شَقِيق بن سَلمَة وَكَذَلِكَ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان ثمَّ نقل عَن ابْن عدي أَنه قَالَ هَذَا الحَدِيث يعرف بِالربيعِ ابْن بدر وَقد رَوَاهُ عبد الله بن الْأَجْلَح عَن الْأَعْمَش فَوَقفهُ
انْتَهَى
650 - الحَدِيث السَّادِس
رُوِيَ أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ دَعَا عَلَيْهِمَا يَعْنِي عَامر بن الطُّفَيْل وأربد فَقَالَ (اللَّهُمَّ اخسفهما بِمَا شِئْت)
فَأُجِيب فيهمَا
قلت لم يتَقَدَّم هَذَا فِيمَا مَضَى من الْأَحَادِيث وَلَكِن ذكر الواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول حَدِيث أَرْبَد وعامر عَن ابْن عَبَّاس من غير سَنَد قَالَ نزلت هَذِه(2/188)
الْآيَة وَالَّتِي قبلهَا فِي عَامر بن الطُّفَيْل وأربد بن ربيعَة وَذَلِكَ أَنَّهُمَا أَقبلَا يُريدَان رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ رجل من أَصْحَابه يَا رَسُول الله هَذَا عَامر بن طفيل قد أقبل نَحْوك فَقَالَ (دَعه إِن يرد الله بِهِ خيرا يهده) فَأقبل حَتَّى قَامَ عَلَيْهِ فَقَالَ يَا مُحَمَّد مَا لي إِن أسلمت قَالَ (لَك مَا للْمُسلمين وَعَلَيْك مَا عَلَيْهِم) قَالَ تجْعَل لي الْأَمر بعْدك قَالَ (لَيْسَ ذَلِك إِلَيّ إِنَّمَا ذَلِك إِلَى الله يَجعله حَيْثُ يَشَاء) قَالَ فتجعلني عَلَى الْوَبر وَأَنت عَلَى الْمدر قَالَ (لَا)
قَالَ فَمَاذَا تجْعَل لي قَالَ (لَك أَعِنَّة الْخَيل) قَالَ أَو لَيْسَ ذَلِك الْيَوْم إِلَيّ وَكَانَ أَوْصَى بِهِ أَرْبَد بن ربيعَة إِذا رَأَيْتنِي ُأكَلِّمهُ فدر من خَلفه وَاضْرِبْهُ بِالسَّيْفِ فَلَمَّا دَار أَرْبَد خلف النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَاخْتَرَطَ من سَيْفه قدر شبر حَبسه الله عَنهُ فَلم يقدر عَلَى سَله وَجعل عَامر يومي عَلَيْهِ فَالْتَفت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَرَأَى أَرْبَد وَمَا يصنع بِسَيْفِهِ فَقَالَ (اللَّهُمَّ اخسفهما بِمَا شِئْت) فَأرْسل الله عَلَى أَرْبَد صَاعِقَة فِي يَوْم صَائِف فَأَحْرَقتهُ وَوَلَّى عَامر هَارِبا فَخرجت عَلَى ركبته غُدَّة وَنزل عَامر بَيت امْرَأَة سَلُولِيَّة وَهُوَ يَقُول غُدَّة كَغُدَّة الْبَعِير وَمَوْت فِي بَيت سَلُولِيَّة ثمَّ خرج فَمَاتَ عَلَى ظهر فرسه فَأنْزل الله فِيهِ هَذِه الْآيَة سَوَاء مِنْكُم من أسر القَوْل وَمن جهر بِهِ الْآيَة
انْتَهَى
651 - الحَدِيث السَّابِع
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه كَانَ يَأْتِي قُبُور الشُّهَدَاء عَلَى رَأس كل حول فَيَقُول سَلام عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنعم عُقْبى الدَّار
قلت رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره حَدثنِي الْمثنى حَدثنَا سُوَيْد حَدثنَا ابْن الْمُبَارك عَن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد عَن سُهَيْل بن أبي صَالح عَن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم التَّمِيمِي قَالَ كَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (يَأْتِي قُبُور الشُّهَدَاء عِنْد رَأس الْحول فَيَقُول سَلام عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنعم عُقْبى الدَّار قَالَ وَكَانَ أَبُو بكر وَعُثْمَان يَفْعَلُونَ ذَلِك
انْتَهَى
وَرَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه فِي الْجَنَائِز أخبرنَا رجل من أهل الْمَدِينَة عَن(2/189)
سُهَيْل بن أبي صَالح عَن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم التَّيْمِيّ ... فَذكره سَوَاء وَهَذَا معضل
وَذكره الْوَاقِدِيّ فِي كتاب الْمَغَازِي فِي غَزْوَة أحد هَكَذَا من غير سَنَد
652 - الحَدِيث الثَّامِن
رُوِيَ أَن أَبَا جهل بن هِشَام قَالَ لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ سير بِقِرَاءَتِك الْجبَال عَن مَكَّة حَتَّى يَتَّسِع لنا فنتخذ فِيهَا الْبَسَاتِين والقطائع كَمَا سخرت لداود إِن كنت نَبيا كَمَا تزْعم فلست بِأَهْوَن عَلَى الله من دَاوُد أَو سخر لنا بِهِ الرّيح لنركبها ونتجر إِلَى الشَّام ثمَّ نرْجِع فِي يَوْمنَا فقد شقّ علينا قطع الْمسَافَة الْبَعِيدَة كَمَا سخرت لِسُلَيْمَان أَو ابْعَثْ لنا رجلَيْنِ أَو ثَلَاثَة مِمَّن مَاتَ من آبَائِنَا مِنْهُم قصي بن كلاب فَنزلت وَلَو أَن قُرْآنًا سيرت بِهِ الْجبَال الْآيَة
قلت غَرِيب بِهَذَا اللَّفْظ
وَيقرب مِنْهُ مَا رَوَاهُ أَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مُسْنده وَابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره حَدثنَا مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن عَلّي الْأنْصَارِيّ حَدثنَا خلف بن تَمِيم المصِّيصِي عَن عبد الْجَبَّار ابْن عمر الْأَيْلِي عَن عبد الله بن عَطاء بن إِبْرَاهِيم عَن جدته أم عَطاء مولاة الزُّبَيْر قَالَت سَمِعت الزُّبَيْر بن الْعَوام يَقُول لما نزلت وأنذر عشيرتك الْأَقْرَبين صَاح رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (يَا آل عبد بني منَاف) فَجَاءَتْهُ قُرَيْش فَحَذَّرَهُمْ وَأَنْذرهُمْ فَقَالُوا تزْعم أَنَّك نَبِي يُوحَى إِلَيْك وَأَن سُلَيْمَان سخر لَهُ الرّيح وَالْجِبَال وَأَن مُوسَى سخر لَهُ الْبَحْر وَأَن عِيسَى كَانَ يَحْيَى الْمَوْتَى فَادع الله أَن يسير عَنَّا هَذِه الْجبَال وَيفجر لنا الأَرْض أَنهَارًا فنتخذها مَحَارِث فَنَزْرَع وَنَأْكُل وادع الله أَن يَحْيَى لنا مَوتَانا فنكلمهم وَيُكَلِّمُونَا أَو ادْع الله أَن يصير هَذِه الصَّخْرَة الَّتِي تَحْتك ذَهَبا فَنَنْحِت مِنْهَا وَتُغْنِينَا عَن رحْلَة الشتَاء قَالَ فَبَيْنَمَا نَحن حوله إِذْ نزل عَلَيْهِ(2/190)
الْوَحْي فَلَمَّا سري عَنهُ قَالَ (وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ لقد أَعْطَانِي الله مَا سَأَلْتُم وَلَو شِئْت لَكَانَ وَلَكِن أَخْبرنِي أَنه إِن أَعْطَاكُم ذَلِك ثمَّ كَفرْتُمْ إِنَّه مُعَذِّبكُمْ عذَابا لَا يعذبه أحدا من الْعَالمين) فَنزلت وَلَو أَن قُرْآنًا سيرت بِهِ الْجبَال الْآيَة
انْتَهَى
حَدِيث آخر رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي الْمَغَازِي حَدثنَا أَبُو أُسَامَة حَدثنَا مجَالد عَن الشّعبِيّ قَالَ قَالَت قُرَيْش لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِن كنت نَبيا كَمَا تزْعم فباعد جبلي مَكَّة أخشبيها هذَيْن مسيرَة أَرْبَعَة أَيَّام أَو خَمْسَة فَإِنَّهَا ضيقَة حَتَّى نَزْرَع فِيهَا وَنَرْعَى وَابعث لنا آبَاءَنَا من الْمَوْت حَتَّى يُكَلِّمُونَا وَيُخْبِرُونَا أَنَّك نَبِي أَو احْمِلْنَا إِلَى الشَّام أَو إِلَى الْيمن أَو إِلَى الْحيرَة حَتَّى نَذْهَب وَنَجِيء فِي لَيْلَة كَمَا زعمت أَنَّك فعلته فَأنْزل الله وَلَو أَن قُرْآنًا سيرت بِهِ الْجبَال أَو قطعت بِهِ الأَرْض أَو كلم بِهِ الْمَوْتَى وَهُوَ مُرْسل
انْتَهَى
حَدِيث آخر رَوَى ابْن أبي حَاتِم فِي تَفْسِيره حَدثنَا أَبُو زرْعَة حَدثنَا أَبُو منْجَاب ابْن الْحَارِث أَنا بشر بن عمَارَة حَدثنَا عمر بن حسان عَن عَطِيَّة الْعَوْفِيّ قَالَ قلت لَهُ وَلَو أَن قُرْآنًا سيرت بِهِ الْجبَال الْآيَة قَالَ قَالُوا لمُحَمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لَو سيرت لنا جبال مَكَّة حَتَّى نَتَّسِع فَنَحْرُث فِيهَا أَو قطعت بِنَا الأَرْض كَمَا كَانَ سُلَيْمَان يقطع لِقَوْمِهِ بِالرِّيحِ أَو أَحييت لنا الْمَوْتَى كَمَا كَانَ عِيسَى يَحْيَى الْمَوْتَى لِقَوْمِهِ فَأنْزل الله هَذِه الْآيَة قَالَ فَقلت لَهُ هَل ترَوْنَ هَذَا الحَدِيث عَن أحد من أَصْحَاب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ نعم عَن أبي سعيد عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ
انْتَهَى
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه عَن بشر بن عمَارَة بِهِ
653 - الحَدِيث التَّاسِع
كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لَا يزَال يبْعَث السَّرَايَا فَنُغَيِّر حول مَكَّة ونختطف مِنْهُم وَنصِيب من مَوَاشِيهمْ
قلت فِي صَحِيح مُسلم عَن سَلمَة بن الْأَكْوَع قَالَ بعث رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ(2/191)
أَبَا بكر إِلَى فَزَارَة ... فَذكره فِي السِّيرَة فِي ذكر سيرة ابْن أبي حَدْرَد قَالَ ابْن إِسْحَاق قَالَ ابْن أبي حَدْرَد تزوجت امْرَأَة من قومِي فَجئْت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَسْتَعِينهُ عَلَى نِكَاحي ... إِلَى أَن قَالَ وَأَقْبل رجل من بني جشم حَتَّى نزل بقَوْمه وَمن مَعَه بِالْغَابَةِ يُرِيد أَن يجمع قيسا عَلَى حَرْب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فدعاني رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَرجلَيْنِ من الْمُسلمين فَقَالَ (اخْرُجُوا إِلَى هَذَا الرجل حَتَّى تَأْتُوا مِنْهُ بِخَبَر) وَخَرجْنَا ومعنا سِلَاحنَا من النبل وَالسُّيُوف فَجِئْنَاهَا مَعَ غرُوب الشَّمْس فَكَمَنْت فِي نَاحيَة وَأمرت صَاحِبي فَكَمَنَا فِي نَاحيَة أُخْرَى نَنْتَظِر غرَّة الْقَوْم وَأَن نصيب مِنْهُم شَيْئا فَمر بِي رَاع لَهُم يَسُوق إبِلا وَغنما فَنَفَحَتْهُ بِسَهْم فَوَقع فِي فُؤَاده وَوَثَبْت إِلَيْهِ فَجَزَزْتُ رَأسه وَكَبرت وَكبر صَاحِبَايَ وَاسْتَقْنَا إبِلا عَظِيمَة وَغنما كَثِيرَة فَجِئْنَا بهَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَجئْت بِرَأْسِهِ أحملهُ فَأَعَانَنِي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من تِلْكَ الْإِبِل بِثَلَاثَة عشر بَعِيرًا فِي صَدَاقي فَجمعت إِلَيّ أَهلِي
مُخْتَصر
وَذكر ابْن سعد والواقدي فِي سَرِيَّة قُطْبَة بن عَامر قَالَ وَبعث رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قُطْبَة بن عَامر فِي عشْرين رجلا إِلَى حَيّ من خثعم بِنَاحِيَة تبَالَة وَأمره أَن يَشن الْغَارة أَي يُفَرِّقهُمْ فِي كل مَكَان فَخَرجُوا عَلَى عشرَة أَبْعِرَة يعتقبونها وَشن عَلَيْهِم الْغَارة وَأَقَامُوا حَتَّى نَامُوا ثمَّ أَغَارُوا عَلَيْهِم فَاقْتَتلُوا حَتَّى أَكثر الْجَرْحى فِي الْفَرِيقَيْنِ جَمِيعًا وَقتل قُطْبَة بن عَامر وَسَاقُوا الْإِبِل وَالشَّاء وَالنِّسَاء إِلَى الْمَدِينَة وَقسمت فيهم فَكَانَت سُهْمَانهمْ أَرْبَعَة أَبْعِرَة وَالْبَعِير يعدل بِعشر من الْغنم بعد أَن أخرج الْخمس
وَذكر ابْن سعد فِي الطَّبَقَات فِي سَرِيَّة عكاشة بن مُحصن فِي جمَاعَة إِلَى الْغمر عَلَى يَوْمَيْنِ من الْمَدِينَة مَاء لبني أَسد فَأَغَارَ عَلَيْهِم وَاسْتَاقَ مِائَتي بعير فَقدم بهَا عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ
وَذكر أَيْضا سَرِيَّة أبي عُبَيْدَة بن الْجراح إِلَى ذِي الْقِصَّة لَيْلَة من الْمَدِينَة فِي أَرْبَعِينَ رجلا فَأَغَارُوا عَلَى بني ثَعْلَبَة وَأخذُوا نعما من نعامهم وَرَثَة من مَتَاعهمْ وَقدمُوا بِهِ الْمَدِينَة فَخمسهُ عَلَيْهِ السَّلَام(2/192)
وَذكر أَيْضا سَرِيَّة زيد بن حَارِثَة إِلَى بني سليم بالجموم وَهِي بطن نخل فَأَصَابُوا مِنْهُ نعما وَشاء وَأَسْرَى
وَذكر أَيْضا سَرِيَّة زيد بن حَارِثَة إِلَى الطّرف عَلَى سِتَّة وَثَلَاثِينَ ميلًا من الْمَدِينَة فَخرج إِلَى بني ثَعْلَبَة فِي خَمْسَة عشر رجلا فَأصَاب نعما وَشاء
وَذكر أَيْضا سَرِيَّة زيد بن حَارِثَة إِلَى الْعيص عَلَى أَربع لَيَال من الْمَدِينَة وَذكره الْوَاقِدِيّ فِي الْمَغَازِي وَذكر الَّتِي قبلهَا أَيْضا فِي مائَة وَسبعين رَاكِبًا حِين بلغه أَن عيرًا لقريش أَقبلت من الشَّام فَأَخَذُوهَا وَمَا فِيهَا وَأخذُوا فضَّة كَثِيرَة لِصَفْوَان بن أُميَّة وأسروا أُنَاسًا مِنْهُم أَبُو الْعَاصِ بن الرّبيع وَقدمُوا بهم الْمَدِينَة فَاسْتَجَارَ أَبُو الْعَاصِ بِزَيْنَب بنت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَأَجَارَتْهُ
وَذكر أَيْضا سَرِيَّة عَلّي بن أبي طَالب إِلَى بني سعد بن بكر بِفَدَكَ عَلَى سِتّ لَيَال من الْمَدِينَة فِي مائَة رجل فَأَغَارَ عَلَيْهِم وَأخذ خَمْسمِائَة بعير وَألْفي شَاة ... وَذكره الْوَاقِدِيّ
ثمَّ ذكر سَرِيَّة مُحَمَّد بن سَلمَة إِلَى القرطاء بطن من بني بكر بن كلاب عَلَى سبع لَيَال من الْمَدِينَة وَأمره أَن يَشن الْغَارة فَسَار اللَّيْل وَكَمن النَّهَار حَتَّى انْتَهَى فَأَغَارَ عَلَيْهِم وَقتل مِنْهُم نَفرا وهرب سَائِرهمْ وَاسْتَاقَ مائَة وَخمسين بَعِيرًا وَثَلَاثَة آلَاف شَاة وَلم يتَعَرَّض لِلطَّعْنِ وَانْحَدَرَ إِلَى الْمَدِينَة فَخمس عَلَيْهِ السَّلَام مَا جَاءَ بِهِ وَذكرهَا الْوَاقِدِيّ
ثمَّ ذكر سَرِيَّة غَالب بن عبد الله اللَّيْثِيّ إِلَى الْمِيفَعَة عَن الْمَدِينَة بِثمَانِيَة برد فِي مائَة وَثَلَاثِينَ رجلا فَقتل من بني عَوَالٍ وَبني عبد بن ثَعْلَبَة وَاسْتَاقُوا نعما وَشاء فقدموا بِهِ الْمَدِينَة وَلم يَأْسِرُوا أحدا وَفِي هَذِه السّريَّة قتل أُسَامَة بن زيد الرجل الَّذِي قَالَ لَا إِلَه إِلَّا الله
ثمَّ ذكر سَرِيَّة أبي قَتَادَة إِلَى أَرض محَارب بِنَجْد قَالُوا بعث رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ(2/193)
أَبَا قَتَادَة إِلَى أَرض محَارب فِي خَمْسَة عشر رجلا فَهَجَمُوا عَلَى حَاضر مِنْهُم فَقتلُوا مِنْهُم وَاسْتَاقُوا من الْإِبِل مِائَتي بعير وَمن الْغنم ألفي شَاة وَسبوا سبيا كثيرا وَرَجَعُوا إِلَى الْمَدِينَة
ثمَّ ذكر سَرِيَّة عَلّي بن أبي طَالب إِلَى الْيمن يُقَال مرَّتَيْنِ أَحدهمَا فِي شهر رَمَضَان سنة عشرَة من الْهِجْرَة قَالَ بعث رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عليا إِلَى الْيمن وَعقد لَهُ لِوَاء وَقَالَ لَهُ امْضِ وَلَا تلْتَفت فَإِذا نزلت بِسَاحَتِهِمْ فَلَا تقَاتلهمْ حَتَّى يُقَاتِلُوك) فَخرج فِي ثَلَاثمِائَة فَارس حَتَّى نزل فِي بِلَاد مذْحج فَفرق أَصْحَابه عَلَيْهَا فَأتوا بِنَهْب وَغَنَائِم وَنسَاء وَأَطْفَال وَنعم وَشاء وَغير ذَلِك وَجعل عَلّي عَلَيْهَا بُرَيْدَة بن الْحصيب ثمَّ لَقِي جمعهم فَدَعَاهُمْ إِلَى الْإِسْلَام فَأَبَوا فَقَاتلهُمْ حَتَّى هَزَمَهُمْ وَقتل مِنْهُم عشْرين رجلا ثمَّ دعاهم إِلَى الْإِسْلَام فَأَسْرعُوا وَأَجَابُوا وَبَايَعَهُ نفر من رُؤَسَائِهِمْ عَلَى الْإِسْلَام وَقَالُوا نَحن عَلَى من وَرَاءَنَا من قَومنَا وَهَذِه صَدَقَاتنَا فَخذ مِنْهَا حق الله ثمَّ قفل عَلّي فَوَافَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بِمَكَّة قد قدمهَا لِلْحَجِّ سنة عشرَة
وَرَوَى الْوَاقِدِيّ فِي الْمَغَازِي حَدثنِي ابْن أبي سُبْرَة عَن إِسْحَاق بن عبد الله ابْن أبي فَرْوَة عَن عَمْرو بن الحكم قَالَ بعث رَسُول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ شُجَاع بن وهب فِي أَرْبَعَة فِي أَرْبَعَة وَعشْرين رجلا إِلَى جمع من هوَازن بِالسَّبْيِ وَأمرهمْ أَن يُغيرُوا عَلَيْهِم فَخرج وَكَانَ يسير اللَّيْل ويكمن النَّهَار حَتَّى صبحهمْ وهم غَارونَ فَأَصَابُوا نعما كثيرا وَشاء وَنسَاء فَاسْتَاقُوا ذَلِك كُله حَتَّى قدمُوا الْمَدِينَة وَكَانَت سِهَامهمْ خَمْسَة عشر بَعِيرًا لكل رجل وَعدلُوا الْبَعِير بِعشْرَة من الْغنم وَغَابَتْ السّريَّة خَمْسَة عشر يَوْمًا
انْتَهَى
وَرُوِيَ أَيْضا حَدثنَا عبد الرَّحْمَن بن عبد الْعَزِيز عَن عبد الله بن أبي بكر ابْن حزم قَالَ بعث رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَلّي بن أبي طَالب فِي خمسين وَمِائَة رجل عَلَى مائَة بعير وَخمسين فرسا ليهْدم الْفلس وَهُوَ صنم لِطَيِّئٍ وَأمره أَن يَشن الْغَارة فَسَارُوا حَتَّى غاروا عَلَى أَحيَاء من الْعَرَب وَهدم الْفلس وَخَرَّبَهُ وَشن الْغَارة(2/194)
مَعَ الْفجْر فَسبوا حَتَّى ملوا أَيْديهم من السَّبي وَالنعَم وَالشَّاء وَسبي يَوْمئِذٍ أُخْت عدي بن حَاتِم وهرب أَخُوهَا عدي ثمَّ انصرفوا رَاجِعين إِلَى الْمَدِينَة وأنزلت أُخْت عدي بَيت رَملَة بنت الْحَارِث وَكَانَت تَقول إِذا مر بهَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَا رَسُول الله أهلك الْوَالِد وَغَابَ الْوَافِد فَامْنُنْ علينا من الله عَلَيْك فَمن النَّبِي عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَامُ فِي الْيَوْم الرَّابِع وَوَصلهَا
مُخْتَصر
سَرِيَّة خضرَة قَالَ الْوَاقِدِيّ فِي الْمَغَازِي حَدثنِي مُحَمَّد بن سهل بن أبي خَيْثَمَة عَن أَبِيه قَالَ عبد الله بن أبي حَدْرَد تزوجت امْرَأَة من قومِي فَلم أجد شَيْئا أصدقهَا فَجئْت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَسْتَعِينهُ فَقَالَ لي (مَا وَافَقت عندنَا شَيْئا وَلَكِنِّي أَجمعت أَن أبْعث أَبَا قَتَادَة فِي أَرْبَعَة عشر رجلا نَحْو غطفان فَأخْرج مَعَهم فَعَسَى أَن تصيب شَيْئا) قَالَ فَخرجت مَعَهم إِلَى غطفان نَحْو نجد نسير اللَّيْل ونكمن النَّهَار حَتَّى جِئْنَا غطفان فهجمنا عَلَى حَاضر عَظِيم مِنْهُم وَجَرَّدْنَا سُيُوفنَا وَكَبَّرْنَا فَقَتَلْنَا مِنْهُم وَسَبَيْنَا وَاسْتَقْنَا الشَّاء وَالنعَم
قَالَ الْوَاقِدِيّ وحَدثني عبد الله بن جَعْفَر عَن جَعْفَر بن عَمْرو قَالَ غَابُوا خمس عشرَة لَيْلَة وَجَاءُوا بِمِائَتي بعير وَألف شَاة وَسبوا النِّسَاء كثيرا وَكَانَت سُهْمَانهمْ بعد الْخمس اثْنَي عشر بَعِيرًا لكل رجل وَالْبَعِير يعدل بِعشر من الْغنم قَالَ ابْن أبي حَدْرَد فَدخلت بِزَوْجَتِي وَرَزَقَنِي الله خيرا كثيرا
مُخْتَصر
654 - الحَدِيث الْعَاشِر
عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (من قَرَأَ سُورَة الرَّعْد أعطي من الْأجر عشر حَسَنَات بِوَزْن كل سَحَاب مَضَى وكل سَحَاب يكون إِلَى يَوْم الْقِيَامَة وَبعث يَوْم الْقِيَامَة من الْمُوفينَ بِعَهْد الله)
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ أخبرنَا أَبُو الْحسن مُحَمَّد بن الْقَاسِم بن أَحْمد الْفَارِسِي بِقِرَاءَتِي(2/195)
عَلَيْهِ حَدثنَا أَبُو عمر إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن يُوسُف السّلمِيّ حَدثنَا أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن سعد البوسنجي حَدثنَا سعيد بن حَفْص قَالَ قَرَأت عَلَى معقل ابْن عبد الله عَن عِكْرِمَة بن خَالِد عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس عَن أبي بن كَعْب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره كَمَا تقدم إِسْنَاده فِي آل عمرَان
وَرَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط حَدثنَا أَبُو سعد أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَلّي الْخفاف حَدثنَا أَبُو عَمْرو مُحَمَّد بن جَعْفَر بن مطر بِالْإِسْنَادِ الْمُتَقَدّم فِي يُونُس(2/196)
سُورَة إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام(2/197)
سُورَة إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام
ذكر فِيهَا سِتَّة أَحَادِيث
655 - الحَدِيث الأول
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ (من أَذَى جَاره وَرثهُ الله دَاره)
656 - الحَدِيث الثَّانِي
عَن ابْن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ ذَات يَوْم إِن الله ضرب مثل الْمُؤمن بشجرة فَأَخْبرُونِي مَا هِيَ) فَوَقع النَّاس فِي شجر الْبَوَادِي وَكنت صَبيا فَوَقع فِي قلبِي أَنَّهَا النَّخْلَة فَهبت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَأَنا أَصْغَر الْقَوْم وَرُوِيَ فَمَنَعَنِي مَكَان عمر وَاسْتَحْيَيْت فَقَالَ عمر يَا بني لَو كنت قلتهَا لَكَانَ أحب إِلَيّ من حمر النعم ثمَّ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِنَّهَا (النَّخْلَة)
قَالَ الطَّيِّبِيّ وَيُوجد فِي بعض النّسخ ابْن عَبَّاس وَلَيْسَ بِصَحِيح
قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه فِي الْعلم وَفِي الْبيُوع وَفِي الْأَطْعِمَة وَمُسلم فِي صفة الْقِيَامَة من حَدِيث مُجَاهِد عَن ابْن عمر قَالَ كُنَّا عِنْد النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَأَتَى بِحِمَار فَقَالَ (إِن من الشّجر شَجَرَة مثلهَا كَمثل الْمُسلم) فَأَرَدْت أَن أَقُول هِيَ النَّخْلَة فَإِذا أَنا أَصْغَر الْقَوْم فَسكت فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (هِيَ(2/199)
النَّخْلَة) وَزَاد مُسلم فَذكرت ذَلِك لعمر فَقَالَ لِأَن يكون قلت هِيَ النَّخْلَة أحب إِلَيّ من كَذَا وَكَذَا انْتَهَى
657 - الحَدِيث الثَّالِث
عَن الْبَراء بن عَازِب أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ذكر قبض روح الْمُؤمن فَقَالَ (ثمَّ تُعَاد روحه فِي جسده فيأتيه ملكان فيجلسانه فِي قَبره ويقولان لَهُ من رَبك وَمَا دينك وَمن نبيك فَيَقُول رَبِّي الله وديني الْإِسْلَام وَنَبِي مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فينادي مُنَاد من السَّمَاء أَن صدق عَبدِي)
قلت رَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي سنَنه فِي كتاب السّنة من حَدِيث الْمنْهَال بن عَمْرو عَن زَاذَان عَن الْبَراء بن عَازِب قَالَ خرجنَا مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي جَنَازَة رجل من الْأَنْصَار قَالَ فَانْتَهَيْنَا إِلَى الْقَبْر وَلما يلْحد بعد قَالَ فَقَعَدْنَا حول النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَجعل ينظر إِلَى السَّمَاء يرفع بَصَره وَيخْفِضهُ ثمَّ قَالَ (إِنِّي أعوذ بك من عَذَاب الْقَبْر) إِلَى أَن قَالَ (ثمَّ يُعَاد روحه إِلَى جسده فَتَأْتِيه الْمَلَائِكَة فَيَقُولُونَ من رَبك فَيَقُول الله فَيَقُولُونَ وَمَا دينك فَيَقُول الْإِسْلَام فَيَقُولُونَ مَا هَذَا الرجل الَّذِي خرج فِيكُم فَيَقُول رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ فينادي مُنَاد من السَّمَاء أَن صدق عَبدِي)
مُخْتَصر
وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي كتاب الْإِيمَان وَقَالَ حَدِيث صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ
انْتَهَى
وَرَوَاهُ أَحْمد وَابْن رَاهَوَيْه وَابْن أبي شيبَة وَأَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ فِي مسانيدهم بِطُولِهِ
وَهُوَ فِي الصَّحِيحَيْنِ مُخْتَصر أَخْرجَاهُ عَن سعد بن عُبَيْدَة عَن الْبَراء بن عَازِب مَرْفُوعا قَالَ يثبت الله الَّذين آمنُوا بالْقَوْل الثَّابِت فِي الْحَيَاة الدُّنْيَا وَفِي(2/200)
الْآخِرَة) نزلت فِي عَذَاب الْقَبْر يُقَال لَهُ من رَبك فَيَقُول رَبِّي الله ونبيي مُحَمَّد فَذَلِك قَوْله تَعَالَى يثبت الله الَّذين آمنُوا الْآيَة
انْتَهَى
658 - الحَدِيث الرَّابِع قَالَ المُصَنّف وَمِنْه قَوْله (من غَشنَا فَلَيْسَ منا)
قلت هُوَ حَدِيث مَرْفُوع رُوِيَ من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَمن حَدِيث ابْن مَسْعُود وَمن حَدِيث الْحَارِث بن سعيد النَّخعِيّ وَمن حَدِيث أبي بردة وَمن حَدِيث أبي الْحَمْرَاء وَمن حَدِيث أبي مُوسَى وَمن حَدِيث عَلّي وَمن حَدِيث ابْن عَبَّاس وَمن حَدِيث ابْن عمر وَمن حَدِيث الْبَراء بن عَازِب وَمن حَدِيث عَائِشَة وَمن حَدِيث أنس وَمن حَدِيث عبد الله بن أبي ربيعَة
أما حَدِيث أبي هُرَيْرَة فَرَوَاهُ مُسلم فِي صَحِيحه فِي كتاب الْإِيمَان من حَدِيث أبي صَالح عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من حمل علينا السَّيْف فَلَيْسَ منا وَمن غَشنَا فَلَيْسَ منا)
انْتَهَى
وَأما حَدِيث ابْن مَسْعُود فَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الرَّابِع والثمانين من الْقسم الثَّانِي من حَدِيث عَاصِم بن أبي النجُود عَن زر عَن عبد الله بن مَسْعُود عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (من غَشنَا فَلَيْسَ منا وَالْمَكْر وَالْخداع فِي النَّار)
انْتَهَى
وَأما حَدِيث الْحَارِث بن سعيد النَّخعِيّ فَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي الْبيُوع من حَدِيث عبد الله بن عِيسَى عَن عُمَيْر بن سعيد عَن عَمه واسْمه الْحَارِث بن سعيد النَّخعِيّ قَالَ خرج رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِلَى البقيع فَرَأَى طَعَاما يُبَاع فِي غَرَائِر فَأدْخل يَده فَأخْرج شَيْئا كرهه فَقَالَ (من غَشنَا فَلَيْسَ منا)
انْتَهَى
وَقَالَ حَدِيث صَحِيح
وَأما حَدِيث أبي بردة فَرَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُسْنده حَدثنَا أسود بن عَمْرو حَدثنَا شريك عَن عبد الله بن عِيسَى عَن جَمِيع بن عُمَيْر عَن خَاله أبي بردة بن(2/201)
نيار أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... بِنَحْوِهِ
وَرَوَاهُ النَّسَائِيّ فِي كتاب الكنى أخبرنَا أَحْمد بن عُثْمَان بن حَكِيم حَدثنَا أَبُو الْمُنْذر يَحْيَى بن الْمُنْذر الْكِنْدِيّ شيخ صَدُوق أَنا شريك عَن عبد الله بن عِيسَى بِهِ سَوَاء
وَأما حَدِيث أبي الْحَمْرَاء فَرَوَاهُ ابْن أبي شيبَة أَيْضا حَدثنَا فضل بن دُكَيْن عَن يُونُس عَن أبي دَاوُد عَن أبي الْحَمْرَاء مَرْفُوعا ... نَحوه
قَالَ التِّرْمِذِيّ فِي علله الْكُبْرَى بعد أَن رَوَاهُ بِسَنَدِهِ سَأَلت مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل عَن هَذَا الحَدِيث فَقَالَ لَا يَصح لأبي الْحَمْرَاء عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حَدِيث وَأَبُو دَاوُد نفيع الْأَعْمَى ذَاهِب الحَدِيث لَا أكتب حَدِيثه قلت فَأَبُو الْحَمْرَاء مَا أُسَمِّهِ فَلم يعرفهُ
انْتَهَى
وَرَأَيْت فِي حَاشِيَة بِخَط بعض الْفُضَلَاء أَبُو الْحَمْرَاء ذكره فِي الصَّحَابَة ابْن أبي خَيْثَمَة وَابْن أبي حَاتِم وَالْبَغوِيّ وَذكره العسكري أَيْضا فِي الصَّحَابَة وَسَماهُ هِلَال بن الْحَارِث مولَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ وَكَذَلِكَ ذكره ابْن عَسَاكِر فِي التَّارِيخ فِي موَالِي النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ وَسَماهُ هِلَال بن الْحَارِث
وَأما حَدِيث أبي مُوسَى فَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه حَدثنَا أَبُو حُسَيْن القَاضِي حَدثنَا يَحْيَى الْحمانِي حَدثنَا أَبُو أُسَامَة عَن بريد عَن أبي بردة عَن أبي مُوسَى عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (من غَشنَا فَلَيْسَ منا) انْتَهَى
وَرَوَاهُ فِي الْوسط حَدثنَا الْعَبَّاس بن الرّبيع بن ثَعْلَب حَدثنَا أبي حَدثنَا يَحْيَى بن عقبَة بن أبي الْعيزَار عَن عبد الله بن عِيسَى حَدثنَا عبد الرَّحْمَن بن أبي لَيْلَى عَن مجمع بن بَحر عَن أبي بردة عَن أبي مُوسَى
وَأما حَدِيث عَلّي فَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب الْخَامِس وَالسبْعين(2/202)
من طَرِيق عُثْمَان بن سعيد الدَّارمِيّ حَدثنَا القعْنبِي أَن حُسَيْن بن عبد الله بن ضميرَة حَدثهمْ عَن أَبِيه عَن جده عَن عَلّي قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (لَيْسَ منا من لم يرحم صَغِيرنَا وَيعرف حق كَبِيرنَا وَلَيْسَ منا من غَشنَا وَلَا يكون الْمُؤمن مُؤمنا حَتَّى يحب للنَّاس مَا يحب لنَفسِهِ)
انْتَهَى
وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه من حَدِيث إِسْمَاعِيل بن أبي أويس حَدثنَا حُسَيْن بن عبد الله بن ضميرَة عَن أَبِيه عَن جده مَرْفُوعا نَحوه وَلم يذكر فِيهِ عليا ذكره فِي تَرْجَمَة ضميرَة بن أبي ضميرَة مولَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ
وَأما حَدِيث ابْن عَبَّاس فَرَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده حَدثنَا عبد الْعَزِيز ابْن مُحَمَّد عَن ثَوْر بن يزِيد عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس مَرْفُوعا (من غَشنَا فَلَيْسَ منا)
انْتَهَى
وَبِهَذَا الْإِسْنَاد رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه
وَأما حَدِيث ابْن عمر فَرَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده أَيْضا أخبرنَا يَحْيَى بن آدم حَدثنَا يَحْيَى بن المتَوَكل عَن الْقَاسِم بن عبيد الله عَن عَمه سَالم بن عبد الله عَن أَبِيه عبد الله بن عمر أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مر فِي السُّوق بِطَعَام لرجل فَأدْخل يَده فِيهِ فَأخْرج مِنْهُ شَيْئا لَيْسَ كَالظَّاهِرِ فَأَنف بِصَاحِبِهِ ثمَّ قَالَ لرجل مَعَه (نَاد فِي النَّاس لَيْسَ منا من غَشنَا)
انْتَهَى
وَعَن ابْن رَاهَوَيْه رَوَاهُ النَّسَائِيّ فِي الكنى لم يذكر فِيهِ قصَّة الطَّعَام ثمَّ قَالَ وَأَبُو عقيل يَحْيَى بن المتَوَكل أَثْنَى عَلَيْهِ أَبُو بكر بن عَيَّاش
انْتَهَى وَلم يُضعفهُ هُوَ بِشَيْء
وَرَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده حَدثنَا مُحَمَّد بن معمر حَدثنَا عبد الْعَزِيز بن الْخطاب حَدثنَا أَبُو معشر عَن نَافِع عَن ابْن عمر أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (من غَشنَا فَلَيْسَ منا)
انْتَهَى
وَسكت عَنهُ(2/203)
وَرَوَاهُ ابْن عدي فِي الْكَامِل وَأعله بِيَحْيَى بن المتَوَكل أبي عقيل الْبَاهِلِيّ وَضَعفه عَن النَّسَائِيّ وَأحمد وَابْن معِين وَالسَّعْدِي وَالْفَلَّاس وَوَافَقَهُمْ
وَأما حَدِيث الْبَراء فَرَوَاهُ البُخَارِيّ فِي تَارِيخه الْكَبِير فِي تَرْجَمَة سعيد بن مَيْمُون قَالَ قَالَ لي مَنْصُور عَن مُحَمَّد بن عِيسَى الواشبي أَنه سمع شَرِيكا عَن سعيد بن مَيْمُون عَن الْبَراء بن عَازِب أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (من غَشنَا فَلَيْسَ منا)
انْتَهَى
وَله لفظ آخر عِنْد الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه رَوَاهُ من حَدِيث قيس بن أبي عَرزَة الْغِفَارِيّ وَيُقَال الْجُهَنِيّ وَيُقَال البَجلِيّ وَكَانَ من الصَّحَابَة أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مر عَلَى رجل يَبِيع طَعَاما فَقَالَ لَهُ (يَا هَذَا أَسْفَل هَذَا الطَّعَام مثل أَعْلَاهُ) قَالَ نعم فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام (من غش الْمُسلمين فَلَيْسَ مِنْهُم)
انْتَهَى
وَأما حَدِيث عَائِشَة فَرَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده من حَدِيث أبي عَلّي الْحَنَفِيّ حَدثنَا أَبُو هَارُون السَّامِي عَن الحكم بن عُيَيْنَة عَن إِبْرَاهِيم عَن الْأسود عَن عَائِشَة أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (من غَشنَا فَلَيْسَ منا)
انْتَهَى
وَقَالَ لَا نعلمهُ يرْوَى عَن عَائِشَة إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَاد
انْتَهَى
وَأما حَدِيث أنس فَرَوَاهُ أَبُو نعيم فِي جُزْء وَضعه فِي جمع طرق حَدِيث (من غَشنَا فَلَيْسَ منا) فَقَالَ حَدثنَا سُلَيْمَان بن أَحْمد حَدثنَا عَلّي بن الْمُبَارك الصَّنْعَانِيّ حَدثنَا إِسْمَاعِيل بن أبي أويس حَدثنِي سُلَيْمَان بن هِلَال عَن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن أبي ربيعَة عَن أنس بن مَالك مَرْفُوعا (من غَشنَا فَلَيْسَ منا)
وَأما حَدِيث عبد الله بن أبي ربيعَة فَرَوَاهُ أَبُو نعيم أَيْضا حَدثنَا مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْحسن حَدثنَا مُحَمَّد بن عُثْمَان بن أبي شيبَة حَدثنَا سعيد بن عَمْرو حَدثنَا حَاتِم ابْن إِسْمَاعِيل حَدثنَا إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم المَخْزُومِي عَن أَبِيه عَن جده عَن عبد الله بن أبي ربيعَة مَرْفُوعا نَحوه
وَأخرج الطَّبَرَانِيّ حَدِيث الْبَراء فِي مُعْجَمه الْوسط عَن سوار بن مُصعب عَن مطرف بن طريف عَن أبي الجهم عَن الْبَراء بن عَازِب أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مر(2/204)
بِطَعَام فَأدْخلهُ فِيهِ وَقَالَ (من غَشنَا فَلَيْسَ منا)
انْتَهَى
659 - الحَدِيث الْخَامِس
فِي الحَدِيث (مَا أذن الله لشَيْء كَإِذْنِهِ لنَبِيّ يتَغَنَّى بِالْقُرْآنِ)
قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه فِي فَضَائِل الْقُرْآن وَمُسلم فِي الصَّلَاة من حَدِيث مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (مَا أذن الله لشَيْء كَإِذْنِهِ لنَبِيّ يتَغَنَّى بِالْقُرْآنِ)
انْتَهَى
وَأَعَادَهُ فِي سُورَة الانشقاق
660 - الحَدِيث السَّادِس
عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (من قَرَأَ سُورَة إِبْرَاهِيم أعطي من الْأجر عشر حَسَنَات بِعَدَد كل من عبد الْأَصْنَام وَعدد من لم يَعْبُدهَا)
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث سَلام بن سليم الْمَدَائِنِي حَدثنَا هَارُون بن كثير حَدثنَا زيد بن أسلم عَن أَبِيه عَن أبي أُمَامَة عَن أبي بن كَعْب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره كَمَا تقدم فِي آل عمرَان
وَرَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط بِسَنَدِهِ الْمُتَقَدّم فِي يُونُس(2/205)
سُورَة الْحجر(2/207)
سُورَة الْحجر
ذكر فِيهَا تِسْعَة أَحَادِيث
661 - الحَدِيث الأول
قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي دُعَائِهِ (واجعله الْوَارِث منا)
قلت رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي كِتَابه فِي الدَّعْوَات وَالنَّسَائِيّ فِي الْيَوْم وَاللَّيْلَة من حَدِيث ابْن الْمُبَارك حَدثنَا يَحْيَى بن أَيُّوب عَن عبيد الله بن زحر عَن خَالِد بن أبي عمرَان عَن ابْن عمر قَالَ قَلما كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يقوم من مجْلِس حَتَّى يَدْعُو بِهَذِهِ الدَّعْوَات لأَصْحَابه (اللَّهُمَّ اقْسمْ لنا من خشيتك مَا تحول بِهِ بَيْننَا وَبَين مَعَاصِيك وَمن طَاعَتك مَا تبلغنَا بِهِ جنتك وَمن الْيَقِين مَا تهون علينا مصائب الدُّنْيَا وَمَتعْنَا بِأَبْصَارِنَا وَأَسْمَاعِنَا وَقُوَّتِنَا مَا أَحْيَيْتَنَا واجعله الْوَارِث منا وَاجعَل ثَأْرنَا عَلَى من ظلمنَا وَانْصُرْنَا عَلَى من عَادَانَا وَلَا تجْعَل مُصِيبَتنَا فِي ديننَا وَلَا تجْعَل الدُّنْيَا أكبر هَمنَا وَلَا مبلغ علمنَا وَلَا تسلط علينا من لَا يَرْحَمنَا)
انْتَهَى
قَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث حسن وَقد رَوَاهُ بَعضهم عَن خَالِد بن أبي عمرَان عَن نَافِع عَن ابْن عمر
انْتَهَى
قيل وَصَححهُ الْحَاكِم من حَدِيث ابْن عمر وَمن حَدِيث أبي هُرَيْرَة أَيْضا
أما حَدِيث أبي هُرَيْرَة فَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي كتاب الدُّعَاء من الْمُسْتَدْرك من حَدِيث مُحَمَّد بن عَمْرو عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ كَانَ من دُعَاء النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (اللَّهُمَّ متعني بسمعي وبصري واجعلهما الْوَارِث مني وَانْصُرْنِي عَلَى من ظَلَمَنِي وَأَرِنِي فِيهِ ثَأْرِي)
انْتَهَى
وَقَالَ صَحِيح عَلَى شَرط مُسلم وَلم يخرجَاهُ(2/209)
وَأما حَدِيث ابْن عمر فَرَوَاهُ من حَدِيث اللَّيْث بن سعد أَن خَالِد بن أبي عمرَان حدث عَن نَافِع عَن ابْن عمر ... فَذكره بِلَفْظ السّنَن وَقَالَ صَحِيح عَلَى شَرط البُخَارِيّ وَلم يخرجَاهُ وَلَعَلَّ هَذَا السَّنَد هُوَ الَّذِي أَشَارَ إِلَيْهِ التِّرْمِذِيّ
وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط حَدثنَا مَحْمُود بن مُحَمَّد الْمروزِي حَدثنَا دَاوُد بن رشيد حَدثنَا عبد الله بن جَعْفَر عَن مُوسَى بن عقبَة عَن الْحسن بن مُحَمَّد ابْن عَلّي عَن أَبِيه عَن عَلّي قَالَ كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَدْعُو (اللَّهُمَّ متعني بسمعي وبصري حَتَّى تَجْعَلهُ الْوَارِث مني وَعَافنِي فِي ديني وَانْصُرْنِي عَلَى من ظَلَمَنِي)
مُخْتَصر
وَهَذَا الَّذِي أَشَارَ إِلَيْهِ رَوَاهُ النَّسَائِيّ فِي الْيَوْم وَاللَّيْلَة وَالْبَزَّار فِي مُسْنده من حَدِيث عبد الله بن الحكم أَنا بكر عَن عبيد الله بن زحر عَن خَالِد بن أبي عمرَان عَن ابْن عمر ... فَذكره قَالَ الْبَزَّار وَعبيد الله بن زحر لين الحَدِيث وَقد تفرد
وَرَوَاهُ الْبَزَّار أَيْضا من حَدِيث حَمْزَة الزيات عَن حبيب بن أبي ثَابت عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة قَالَت كَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول (اللَّهُمَّ عَافنِي فِي جَسَدِي وَعَافنِي فِي بَصرِي واجعله الْوَارِث مني لَا إِلَه إِلَّا الله الْحَلِيم الْكَرِيم سُبْحَانَ الله رب الْعَرْش الْعَظِيم وَالْحَمْد لله رب الْعَالمين)
انْتَهَى وَقَالَ لَا نعلم رَوَاهُ عَن حبيب إِلَّا حَمْزَة
وَبِالسَّنَدِ والمتن الْمَذْكُورين رَوَاهُ أَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مُسْنده
وَحَدِيث أبي هُرَيْرَة رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ أَيْضا فِي أخر الدَّعْوَات حَدثنَا يَحْيَى بن مُوسَى حَدثنَا جَابر بن نوح حَدثنَا مُحَمَّد بن عَمْرو عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة مَرْفُوعا بِلَفْظ الْحَاكِم إِلَّا أَنه قَالَ (وَخذ مِنْهُ بِثَأْرِي) وَقَالَ حسن غَرِيب من هَذَا الْوَجْه
انْتَهَى(2/210)
662 - الحَدِيث الثَّانِي
رُوِيَ أَن امْرَأَة حسناء كَانَت فِي الْمُصَليَات خلف رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَكَانَ بعض الْقَوْم يَسْتَقْدِم لَيْلًا ينظر إِلَيْهَا وَبَعض الْقَوْم يسْتَأْخر لينْظر إِلَيْهَا فَنزلت وَلَقَد علمنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُم الْآيَة
قلت رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي التَّفْسِير وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة فِي الصَّلَاة من حَدِيث نوح بن قيس الْحدانِي عَن عَمْرو بن مَالك عَن أبي الجوزاء أَوْس بن عبد الله الربعِي عَن ابْن عَبَّاس قَالَ كَانَت امْرَأَة حسناء من أحسن النَّاس تصلي خلف رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَكَانَ بعض الْقَوْم يتَقَدَّم حَتَّى يكون فِي الصَّفّ الأول لِأَن لَا يَرَاهَا وَيَسْتَأْخِر بَعضهم حَتَّى يكون فِي الصَّفّ الْمُؤخر فَإِذا ركع نظر من تَحت إبطه فَأنْزل الله تَعَالَى وَلَقَد علمنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُم وَلَقَد علمنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ
انْتَهَى
وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع التَّاسِع وَالْخمسين من الْقسم الثَّالِث وَالْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ
وَعَن الْحَاكِم رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي السَّادِس وَالثَّلَاثِينَ
وَرَوَاهُ أَحْمد وَالْبَزَّار وَأَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ فِي مسانيدهم والطبري وَابْن أبي حَاتِم فِي تفسيريهما وَكَذَلِكَ أَبُو يعلي الْموصِلِي وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه قَالَ الْبَزَّار لَا نعلم رَوَاهُ إِلَّا ابْن عَبَّاس وَلَا طَرِيقا إِلَّا هَذِه الطَّرِيق
انْتَهَى
وَالتِّرْمِذِيّ فِي كِتَابه سكت عَنهُ لم يُصَحِّحهُ وَلم يُحسنهُ وَإِنَّمَا قَالَ وَقد رَوَى هَذَا الحَدِيث جَعْفَر بن سُلَيْمَان عَن عَمْرو بن مَالك فَلم يذكر فِيهِ ابْن عَبَّاس وَهُوَ أشبه أَن يكون أصح من حَدِيث نوح
انْتَهَى
وَهَذَا الَّذِي أَشَارَ إِلَيْهِ رَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي تَفْسِيره عَن جَعْفَر بن سُلَيْمَان عَن عَمْرو بن مَالك بِهِ مُرْسلا
663
- قَوْله عَن الْحَارِث الْأَعْوَر قَالَ كنت جاسا عِنْد عَلّي بن أبي طَالب(2/211)
إِذْ جَاءَ ابْن طَلْحَة فَقَالَ لَهُ عَلّي مرْحَبًا بك يَا ابْن أخي أما وَالله إِنِّي لأرجو أَن أكون أَنا وَأَبُوك مِمَّن قَالَ الله تَعَالَى فيهم وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورهمْ من غل فَقَالَ لَهُ قَائِل كلا الله أعدل من أَن يَجْمَعُكَ وَطَلْحَة فِي مَكَان وَاحِد قَالَ فَلِمَنْ هَذِه الْآيَة لَا أم لَك
قلت رُوِيَ من حَدِيث الْحَارِث وَمن حَدِيث غَيره
فَحَدِيث الْحَارِث عِنْد الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط وَعند الْعقيلِيّ فِي ضعفَاهُ وَابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره وَابْن سعد فِي الطَّبَقَات قَالَ كنت عِنْد عَلّي بن أبي طَالب إِذْ جَاءَ عمرَان بن طَلْحَة فَقَالَ لَهُ عَلّي مرْحَبًا بك يَا ابْن أخي وَأَدْنَاهُ وَأَجْلسهُ مَعَه ثمَّ قَالَ وَالله إِنِّي لأرجو أَن أكون أَنا وَأَبُوك مِمَّن قَالَ الله تَعَالَى وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورهمْ من غل إخْوَانًا عَلَى سرر مُتَقَابلين قَالَ الْحَارِث الله أجل وَأَعْدل من ذَلِك فَقَالَ عَلّي فَمن هم إِذا لَا أم لَك
انْتَهَى
وَأَطْنَبَ الْعقيلِيّ فِي تَكْذِيب الْحَارِث
وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي الْفَضَائِل والطبري فِي تَفْسِيره عَن أبي حَبِيبَة مولَى لطلْحَة قَالَ دخل عمرَان بن طَلْحَة عَلَى عَلّي ... فَذكره نَحوه وَصَححهُ
وَرَوَاهُ الْحَاكِم أَيْضا من حَدِيث ربعي بن حِرَاش قَالَ إِنِّي لعِنْد عَلّي جَالس إِذْ جَاءَهُ ابْن طَلْحَة فَسلم عَلَيْهِ فَرَحَّبَ بِهِ فَقَالَ ترحب بِي يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ وَقد قتلت وَالِدي وَأخذت مَالِي قَالَ أما مَالك فَهُوَ مَعْزُول فِي بَيت المَال اغْدُ إِلَيْهِ فَخذه وَأما أَبوك فَإِنِّي أَرْجُو أَن أكون أَنا وَأَبُوك من الَّذين قَالَ الله عَزَّ وَجَلَّ وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورهمْ من غل إخْوَانًا عَلَى سرر مُتَقَابلين فَقَالَ رجل من هَمدَان الله أعدل من ذَلِك قَالَ فَمن إِذا إِن لم نَكُنْ أُولَئِكَ
انْتَهَى
وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ(2/212)
664 - الحَدِيث الثَّالِث
عَن جَابر قَالَ مَرَرْنَا مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَلَى الْحجر فَقَالَ لنا (لَا تدْخلُوا مسَاكِن الَّذين ظلمُوا أنفسهم إِلَّا أَن تَكُونُوا بَاكِينَ حذرا من أَن يُصِيبكُم مثل مَا أَصَابَهُم) ثمَّ زجر رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ نَاقَته فأسرع حَتَّى خلفهَا
قلت غَرِيب من حَدِيث جَابر وَلَكِن الثَّعْلَبِيّ قَالَ رَوَى ابْن عمر وَجَابِر قَالَا مَرَرْنَا مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَلَى الْحجر ... فَذكره إِلَى آخِره
وَكَذَلِكَ قَالَ الْبَغَوِيّ فِي سُورَة الْأَعْرَاف رَوَى أَبُو الزُّبَيْر عَن جَابر قَالَ لما مر النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَلَى الْحجر ... إِلَى آخِره
والْحَدِيث فِي الصَّحِيحَيْنِ من رِوَايَة ابْن عمر رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي غير مَوضِع وَمُسلم فِي آخر الْكتاب من حَدِيث سَالم بن عبد الله بن عمر عَن أَبِيه قَالَ مَرَرْنَا مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَلَى الْحجر فَقَالَ لنا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (لَا تدْخلُوا مسَاكِن الَّذين ظلمُوا أنفسهم إِلَّا أَن تَكُونُوا بَاكِينَ حذرا أَن يُصِيبكُم مثل مَا أَصَابَهُم) ثمَّ زجر فأسرع حَتَّى خلفهَا
انْتَهَى
وَلَيْسَ فِي الحَدِيث ذكر النَّاقة قَالَ النَّوَوِيّ حذف للْعلم بِهِ قَالَ وَخَلفهَا بتَشْديد اللَّام
انْتَهَى
وَزَاد فِي طَرِيق آخر وَكَانَ ذَلِك فِي غَزْوَة تَبُوك
665 - الحَدِيث الرَّابِع
فِي الحَدِيث (لَيْسَ منا من لم يَتَغَنَّ بِالْقُرْآنِ)
قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه فِي كتاب التَّوْحِيد من حَدِيث أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (لَيْسَ منا من لم يَتَغَنَّ بِالْقُرْآنِ)
انْتَهَى(2/213)
وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي سنَنه فِي الصَّلَاة من حَدِيث سعد بن أبي وَقاص ... بِنَحْوِهِ سَوَاء
وَرَوَاهُ أَيْضا من حَدِيث أبي لبَابَة ... بِنَحْوِهِ وَزَاد فِي آخِره فَقلت لِابْنِ أبي مليكَة أَرَأَيْت إِذا لم يكن حسن الصَّوْت قَالَ يُحسنهُ مَا اسْتَطَاعَ
انْتَهَى
وَزَاد فِي حَدِيث سعد قَالَ وَكِيع وَابْن عُيَيْنَة يَعْنِي يَسْتَغْنِي بِهِ
انْتَهَى
وَذهل النَّوَوِيّ فِي كتاب التِّبْيَان فَعَزاهُ لأبي دَاوُد فَقَط وَقَالَ رَوَاهُ أَبُو دَاوُد بِإِسْنَادَيْنِ جَيِّدين
انْتَهَى
وَكَذَلِكَ الطَّيِّبِيّ عزاهُ لأبي دَاوُد فَقَط وَلم يعزه الْمُنْذِرِيّ فِي مُخْتَصره للْبُخَارِيّ
وَغلط الْقُرْطُبِيّ فِي كِتَابه التذْكَار فَعَزاهُ لمُسلم وَلم يعزه للْبُخَارِيّ وَلَا لأبي دَاوُد
وَلم يذكرهُ صَاحب جَامع الْأُصُول فِي كِتَابه أصلا
وَوهم الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه أَيْضا فَقَالَ بعد أَن رَوَاهُ من حَدِيث سعد وَقد رَوَاهُ الشَّيْخَانِ عَن أبي هُرَيْرَة بِغَيْر هَذَا الْمَتْن (مَا أذن الله لشَيْء كَإِذْنِهِ لنَبِيّ يتغني الْقُرْآن)
انْتَهَى
ذكره فِي فَضَائِل الْقُرْآن
وَاعْلَم أَن الْعلمَاء مُخْتَلفُونَ فِي هَذَا الحَدِيث عَلَى قَوْلَيْنِ
فَمنهمْ من حمله عَلَى الْغناء الْمَمْدُود وَهُوَ رفع الصَّوْت بِهِ وَمِنْهُم من حمله عَلَى الْغناء الْمَقْصُور وَهُوَ اليساد وَقد اخْتلف فهم الروَاة فِيهِ كَذَلِك كَمَا تقدم عِنْد أبي دَاوُد وَالْأَكْثَر عَلَى الأول وَاحْتَجُّوا بِحَدِيث أبي هُرَيْرَة (مَا أذن الله لشَيْء كَإِذْنِهِ لنَبِيّ تَغنى بِالْقُرْآنِ يجْهر بِهِ) أَخْرجَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَفِي رِوَايَة لَهما النَّبِي حسن الصَّوْت بِالْقُرْآنِ يجْهر بِهِ وَبِحَدِيث الْبَراء بن عَازِب زَينُوا الْقُرْآن بِأَصْوَاتِكُمْ رَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي سنَنه زَاد الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فَإِن حسن الصَّوْت يزِيد الْقُرْآن حسنا
انْتَهَى
وَهَذِه الزِّيَادَة تدفع قَول من يَجعله عَلَى الْقلب أَي زَينُوا أَصْوَاتكُم بِالْقُرْآنِ(2/214)
مَعَ أَنه ورد بِهَذَا اللَّفْظ روا هـ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه من طَرِيق عبد الرَّزَّاق عَن معمر عَن الْأَعْمَش عَن طَلْحَة بن مصرف عَن عبد الرَّحْمَن بن عَوْسَجَة عَن الْبَراء بن عَازِب عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (زَينُوا أَصْوَاتكُم بِالْقُرْآنِ)
انْتَهَى
وَسكت عَنهُ فَثَبت أَن كلا من الْمَعْنيين صَحِيح عَلَى حَاله وَيشْهد لَهُ أَيْضا حَدِيث رَوَاهُ الْحَاكِم أَيْضا من حَدِيث إِسْمَاعِيل بن أبي المُهَاجر عَن فضَالة بن عبيد أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (لله أَشد أذنا إِلَى الرجل الْحسن الصَّوْت بِالْقُرْآنِ من صَاحب الْقَيْنَة إِلَى قَيْنَته)
انْتَهَى
وَقَالَ صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ
انْتَهَى
وَاحْتَجُّوا أَيْضا بِأَن تَغنى مَبْنِيّ من الْمَمْدُود لَا من الْمَقْصُور
وَأجَاب عَنهُ أَبُو عبيد الْقَاسِم بن سَلام فِي كِتَابه غَرِيب الحَدِيث مُخْتَارًا لِلْقَوْلِ الثَّانِي وَمُرَجِّحًا لَهُ فَقَالَ وَقد وَجَدْنَاهُ مَبْنِيا من الْمَقْصُور فَفِي الصَّحِيح وَأما الَّتِي هِيَ ستر فَرجل يَظُنهَا تغَنِّيا وَتَعَفُّفًا وَتَغَنِّيًا من الْمَقْصُور مصدر تَغنى قَالَ وَهُوَ فَاش فِي لُغَة الْعَرَب وَأَشْعَارهَا يَقُولُونَ تَغَنَّيْت تغَنِّيا وَتَغَانَيْت تَغَانِيًا بِمَعْنى اسْتَغْنَيْت قَالَ الْمُغيرَة يُعَاتب أَخَاهُ
(كِلَانَا غَنِي عَن أَخِيه حَيَاته ... وَنحن إِذا متْنا أَشد تغَنِّيا)
أَي أَشد اسْتغْنَاء قَالَ وَأَيْضًا فَلَو كَانَ المُرَاد بِهِ تَحْسِين الصَّوْت كَمَا فهم أُولَئِكَ لَاسْتَحَقَّ تَاركه الْعقُوبَة وَدخل فِي الْوَعيد لقَوْله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ
لَيْسَ منا من لم يَتَغَنَّ بِالْقُرْآنِ) قَالَ وَيدل عَلَى صِحَة مَا قُلْنَاهُ مَا حَدثنَا وَأسْندَ إِلَى عَابس الْغِفَارِيّ أَنه سمع النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَقد ذكر أَشْرَاط السَّاعَة فَقَالَ (بيع الحكم وَقَطِيعَة الرَّحِم وَالِاسْتِخْفَاف بِالدَّمِ وَأَن يتَّخذ النَّاس الْقُرْآن مَزَامِير يقدمُونَ الرجل بَينهم لَيْسَ بأفقههم وَلَا بأعلمهم وَلَكِن لِيُغنيَهُمْ بِهِ غناء)
انْتَهَى
وَهَذَا الحَدِيث رَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَغَيرهمَا وَلَيْسَ فِيهِ حجَّة فَإِن التَّغَنِّي كَمَا أَشَارَ إِلَيْهِ أَبُو عبيد الْقَاسِم بن سَلام فِي كتاب فَضَائِل(2/215)
الْقُرْآن عَلَى نَوْعَيْنِ وَكِلَاهُمَا فِيهِ تَحْسِين الصَّوْت وَلَكِن أَحدهمَا يحزن وَيذكر الْآخِرَة وَلَا يَصْحَبهُ طرب وَلَا لَهو فَهَذَا هُوَ الْمَنْدُوب إِلَيْهِ وَالْآخر يَصْحَبهُ الطَّرب وَاللَّهْو الَّذِي يبسط النَّفس وَتَشَوُّقِ الْمُنْكَرَات فَهَذَا هُوَ الْمنْهِي عَنهُ وَعَلِيهِ يحمل حَدِيث عَابس
قَالَ وَقد ورد مَا يدل عَلَى ذَلِك رَوَى الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه من حَدِيث بَقِيَّة بن الْوَلِيد عَن حَفْص بن مَالك الْفَزارِيّ قَالَ شيخ يُسمى أَبَا مُحَمَّد يحدث عَن حُذَيْفَة بن الْيَمَان أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (اقْرَءُوا الْقُرْآن بِلُحُونِ الْعَرَب وَأَصْوَاتهَا وَإِيَّاكُم وَلُحُون أهل الْعِشْق وَالْفِسْق وَأهل الْكِتَابَيْنِ وَسَيَأْتِي قوم يرجعُونَ بِالْقُرْآنِ تَرْجِيع الْغناء وَالنوح لَا يُجَاوز حَنَاجِرهمْ قُلُوبهم مَفْتُونَة وَقُلُوب من يُعجبهُ شَأْنهمْ)
انْتَهَى
وَرَوَاهُ أَبُو عبيد حَدثنَا نعيم بن حَمَّاد عَن بَقِيَّة عَن حَفْص بن مَالك الْفَزارِيّ بِهِ وَهُوَ وَإِن كَانَ حَدِيثا ضَعِيفا لَكِن يسْتَأْنس بِهِ فَإِن بَقِيَّة يُدَلس عَن الضُّعَفَاء وَأَبُو مُحَمَّد مَجْهُول قَالَه ابْن عدي
وَقد سمع النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قِرَاءَة أبي مُوسَى وَقَالَ (لقد أُوتِيَ مِزْمَارًا من مَزَامِير دَاوُد)
وَقَوله لَاسْتَحَقَّ تَاركه الْعقُوبَة قلت لَا يلْزم وَلَيْسَ المُرَاد نفي الدَّين وَالْملَّة وَإِنَّمَا المُرَاد نفي الْكَمَال أَو نفي مَا كَانَت عَلَيْهِ الْعَرَب
قَالَ الْبَيْهَقِيّ فِي الْمعرفَة فِي كتاب الشَّهَادَات أخبرنَا أَبُو عبد الله الْحَافِظ قَالَ سَمِعت الرّبيع يَقُول سَمِعت الشَّافِعِي يَقُول لَيْسَ منا من لم يَتَغَنَّ بِالْقُرْآنِ فَقَالَ لَهُ رجل يَسْتَغْنِي بِهِ قَالَ لَيْسَ هَذَا مَعْنَاهُ إِنَّمَا مَعْنَاهُ يَقْرَؤُهُ تَحْزِينًا
قَالَ الْبَيْهَقِيّ وَيُؤَيّد مَا قَالَ الشَّافِعِي قَول النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (زَينُوا الْقُرْآن بِأَصْوَاتِكُمْ) وَحَدِيث أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ فِي الصَّحِيحَيْنِ (لقد أعطي هَذَا مِزْمَارًا من مَزَامِير آل وَفِي الصَّحِيحَيْنِ أَيْضا من حَدِيث أبي هُرَيْرَة مَا أذن الله لشَيْء كَإِذْنِهِ لنَبِيّ يتَغَنَّى بِالْقُرْآنِ يجْهر بِهِ قَالَ وَرَوَى أنس قَالَ كَانَ أَنْجَشَة يَحْدُو بِالنسَاء وَكَانَ الْبَراء بن مَالك يَحْدُو بِالرِّجَالِ وَكَانَ أَنْجَشَة إِذا حدا أَعْنَقت الْإِبِل فَقَالَ(2/216)
لَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (وَيحك يَا أَنْجَشَة ارْفُقْ بِالْقَوَارِيرِ) وَعَن عِكْرِمَة قَالَ سمع النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَهُوَ يسير إِلَى الشَّام حَادِيًا يَحْدُو فَقَالَ (أَسْرعُوا بِنَا إِلَى هَذَا الْحَادِي) وَسمع النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حَادِيًا فِي ركب من بني تَمِيم فَأمره أَن يَحْدُو وَقَالَ لَهُ (إِن حادينا وَنى من آخر اللَّيْل)
وَمِمَّا يدل لِلْجُمْهُورِ مَا رَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده من طَرِيق عبد الرَّزَّاق أَنا عبد الله بن الْمُحَرر عَن قَتَادَة عَن أنس قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (إِن لكل شَيْء حلية وَحلية الْقُرْآن الصَّوْت الْحسن)
انْتَهَى
وَهُوَ ضَعِيف
وَفِي الفردوس من حَدِيث سعد بن أبي وَقاص غنوا بِالْقُرْآنِ
وَرَوَى ابْن سعد فِي الطَّبَقَات أخبرنَا مُسلم بن إِبْرَاهِيم حَدثنَا سعيد بن رزين حَدثنَا حَمَّاد عَن إِبْرَاهِيم عَن عَلْقَمَة بن قيس قَالَ كنت رجلا قد أَعْطَانِي الله حسن الصَّوْت فِي الْقُرْآن وَكَانَ عبد الله يستقرئني وَيَقُول اقْرَأ فَإِنِّي سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول (حسن الصَّوْت تَزْيِين لِلْقُرْآنِ)
انْتَهَى
وَرَوَى الْبَيْهَقِيّ فِي كتاب مَنَاقِب الشَّافِعِي بِإِسْنَادِهِ إِلَى الشَّافِعِي أَنه قَالَ فِي قَوْله عَلَيْهِ السَّلَام (لَيْسَ منا من لم يَتَغَنَّ بِالْقُرْآنِ) مَعْنَاهُ حسن الصَّوْت لَا بِمَعْنى يَسْتَغْنِي بِهِ فَذكر لَهُ كَلَام ابْن عُيَيْنَة فَقَالَ لَو أَرَادَ الِاسْتِغْنَاء لقَالَ لَيْسَ منا من لم يسْتَغْن فَعلمنَا أَنه إِنَّمَا أَرَادَ التَّغَنِّي انْتَهَى
666 - الحَدِيث الْخَامِس
حَدِيث أبي بكر من أُوتِيَ الْقُرْآن فَرَأَى أَن أحدا أُوتِيَ من الدُّنْيَا أفضل مِمَّا أُوتِيَ فقد صغر عَظِيما وَعظم صَغِيرا
قلت غَرِيب من حَدِيث أبي بكر
وَرَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده حَدثنَا عِيسَى بن يُونُس عَن إِسْمَاعِيل(2/217)
ابْن رَافع عَن إِسْمَاعِيل بن عبيد الله بن المُهَاجر عَن عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من أعْطى الْقُرْآن فَرَأَى أَن أحدا قد أعطي أفضل مِمَّا أعطي فقد عظم مَا صغر الله وَصغر مَا عظم الله وَمن قَرَأَ الْقُرْآن فَكَأَنَّمَا استدرجت النُّبُوَّة بَين جَنْبَيْهِ غير أَنه لَا يُوحَى إِلَيْهِ)
انْتَهَى
وَمن طَرِيق ابْن رَاهَوَيْه رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَرَوَى ابْن عدي فِي كَامِله عَن حَمْزَة بن أبي حَمْزَة النصيبي عَن زيد بن رفيع عَن أبي عُبَيْدَة عَن عبد الله بن مَسْعُود عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (من تعلم الْقُرْآن فَظن أَن أحدا أَغْنَى مِنْهُ فقد حقر عَظِيما وَعظم صَغِيرا)
انْتَهَى
وَأعله بِحَمْزَة هَذَا وَقَالَ إِنَّه يضع الحَدِيث
انْتَهَى
667 - الحَدِيث السَّادِس
وَلعن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الْعَاصِفَة والمستعصفة
قَالَ المُصَنّف يَقُولُونَ لِلسَّاحِرَةِ عاضة
قلت رَوَاهُ ابْن عدي فِي الْكَامِل من حَدِيث سَلمَة بن وهرام عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لعن الْعَاصِفَة والمستعصفة
انْتَهَى
وَضعف سَلمَة ابْن وهرام عَن أَحْمد وَرَاوِيه عَن سَلمَة زَمعَة بن صَالح وَهُوَ أَيْضا فِيهِ مقَال قَالَ ابْن عدي وَأَرْجُو أَنه لَا بَأْس بِهَذِهِ الْأَحَادِيث الَّتِي يَرْوِيهَا عَنهُ زَمعَة
انْتَهَى
وَرَوَاهُ أَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مُسْنده من حَدِيث زَمعَة بن صَالح عَن سَلمَة بِهِ سَوَاء
وَرَوَى عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه فِي كتاب الصَّلَاة أخبرنَا بن جريج قَالَ سَأَلت عَطاء عَن الشّعْر الَّذِي يُوصل فِي الرَّأْس فَقَالَ أما الْوَصْل فَإِن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لعن الْوَاصِلَة وَالْمسْتَوْصِلَة فَقَالَ أنس حِينَئِذٍ وآكل الرِّبَا وموكله وَالشَّاهِد وَالْمكَاتب والعاصفة والمستعصفة
فَقَالَ عَطاء قد سمعنَا ذَلِك
مُخْتَصر(2/218)
668 - الحَدِيث السَّابِع
عَن عُرْوَة بن الزُّبَيْر فِي قَوْله تَعَالَى (3 إِنَّا كَفَيْنَاك الْمُسْتَهْزِئِينَ) قَالَ هم خَمْسَة نفر ذَوُو أَسْنَان وَشرف الْوَلِيد بن الْمُغيرَة وَالْعَاص بن وَائِل وَالْأسود بن عبد يَغُوث وَالْأسود بن الْمطلب والْحَارث بن الطُّلَاطِلَة
وَعَن ابْن عَبَّاس قَالَ مَاتُوا كلهم قبل بدر قَالَ جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أمرت أَن أكفيكهم فَأَوْمأ إِلَى سَاق الْوَلِيد فَمر بِنِبَالٍ فَتعلق بِثَوْبِهِ سهم فَلم يَنْعَطِف تَعَظُّمًا لأَخذه فَأصَاب عرقا فِي عقبه فَقَطعه فَمَاتَ وَأَوْمَأَ إِلَى أَخْمص الْعَاصِ بن وَائِل فَدخلت فِيهَا شَوْكَة فَقَالَ لدغت لدغت وَانْتَفَخَتْ رجله حَتَّى صَارَت كالرحا وَمَات وَأَشَارَ إِلَى عَيْني الْأسود بن الْمطلب فَعميَ وَأَشَارَ إِلَى أنف الْحَارِث ابْن قيس فَامْتَخَطَ قَيْحا فَمَاتَ وَإِلَى الْأسود بن عبد يَغُوث وَهُوَ قَاعد فِي أصل شَجَرَة فَجعل يَنْطَح رَأسه بِالشَّجَرَةِ وَضرب وَجهه بِالشَّوْكَةِ حَتَّى مَاتَ
قلت حَدِيث عُرْوَة أخرجه ابْن هِشَام فِي سيرته عَن ابْن إِسْحَاق حَدثنِي يزِيد بن رُومَان عَن عُرْوَة بن الزُّبَيْر قَالَ كَانَ عُظَمَاء الْمُسْتَهْزِئِينَ خَمْسَة نفر من قومه وَكَانُوا ذَوي أَسْنَان وَشرف فِي قَومهمْ الْأسود بن الْمطلب وَكَانَ عَلَيْهِ السَّلَام دَعَا عَلَيْهِ لما يبلغهُ من أَذَاهُ فَقَالَ (اللَّهُمَّ اعم بَصَره واثكله وَلَده) وَالْأسود بن عبد يَغُوث والوليد بن الْمُغيرَة وَالْعَاص بن وَائِل والْحَارث بن الطُّلَاطِلَة قَالَ فَلَمَّا تَمَادَوْا فِي الشَّرّ وَأَكْثرُوا برَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الِاسْتِهْزَاء أنزل الله تَعَالَى فَاصْدَعْ بِمَا تُؤمر الْآيَة ثمَّ إِن جِبْرِيل أَتَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وهم يطوفون بِالْبَيْتِ فَقَامَ وَقَامَ عَلَيْهِ السَّلَام إِلَى جنبه فَمر بِهِ الْأسود بن الْمطلب(2/219)
فَرَمَى فِي وَجهه بِوَرَقَة خضراء فَعميَ وَمر بِهِ الْأسود بن عبد يَغُوث فَأَشَارَ إِلَى بَطْنه فَاسْتَسْقَى بَطْنه فَمَاتَ مِنْهُ وَمر بِهِ الْوَلِيد بن الْمُغيرَة فَأَشَارَ إِلَى أثر جرح كَانَ بِأَسْفَل كَعبه أَصَابَهُ قبل ذَلِك بسنين وَذَلِكَ أَنه مر بِرَجُل من خُزَاعَة يريش نبْلًا لَهُ فَتعلق سهم من نبله بِإِزَارِهِ فَخدش رجله فَانْتقضَ بِهِ فَقتله وَمر بِهِ الْعَاصِ بن وَائِل فَأَشَارَ إِلَى أَخْمص رجله فَخرج عَلَى حمَار لَهُ يُرِيد الطَّائِف فَرَبَضَ بِهِ عَلَى شبْرقَة فَدخلت فِي أَخْمص رجله شَوْكَة فَقتلته وَمر بِهِ الْحَارِث بن الطُّلَاطِلَة فَأَشَارَ إِلَى رَأسه فَامْتَخَطَ قَيْحا فَقتله
مُخْتَصر
وَمن طَرِيق ابْن إِسْحَاق أَيْضا رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي دَلَائِل النُّبُوَّة بِسَنَدِهِ وَمَتنه فِي الْبَاب التَّاسِع وَالْعِشْرين
وَأما حَدِيث ابْن عَبَّاس فَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَأَبُو نعيم وَالْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة لَهما عَن جَعْفَر بن إِيَاس عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى إِنَّا كَفَيْنَاك الْمُسْتَهْزِئِينَ قَالَ هم الْوَلِيد بن الْمُغيرَة وَالْعَاص بن وَائِل وَالْأسود بن عبد يَغُوث وَالْأسود بن الْمطلب أَبُو زَمعَة والْحَارث بن عطيل السَّهْمِي قَالَ أَتَاهُ جِبْرِيل فَشَكَاهُمْ إِلَيْهِ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَأرَاهُ الْوَلِيد بن الْمُغيرَة فَأَوْمَى جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام إِلَى أنجله قَالَ (مَا صنعت) قَالَ كفيته ثمَّ أرَاهُ الْأسود بن عبد يَغُوث فَأَوْمَى إِلَى رَأسه فَقَالَ (مَا صنعت) قَالَ كفيته ثمَّ أرَاهُ الْحَارِث بن العطيل السَّهْمِي فَأَوْمَى إِلَى رَأسه أَو قَالَ بَطْنه قَالَ مَا صنعت) قَالَ كفيته فَمر بِهِ الْعَاصِ بن وَائِل فَأَوْمأ إِلَى أَخْمُصُهُ فَقَالَ مَا صنعت) قَالَ كفيته فَأَما الْوَلِيد بن الْمُغيرَة فَمر بِرَجُل من خُزَاعَة هُوَ يريش نبْلًا لَهُ فَأصَاب أنجله فقطعها وَأما الْأسود بن الْمطلب فَعَمَى وَأما الْأسود ابْن عبد يَغُوث فَخرج فِي رَأسه قُرُوح فَمَاتَ مِنْهَا وَأما الْحَارِث بن العطيل فَأَخذه المَاء الْأَصْفَر فِي بَطْنه حَتَّى خرج قرؤه من فِيهِ فَمَاتَ مِنْهَا وَأما الْعَاصِ بن وَائِل فَركب إِلَى الطَّائِف عَلَى حمَار فَرَبَضَ بِهِ عَلَى شبْرقَة يَعْنِي شَوْكَة فَدخلت فِي أَخْمص قدمه فَقتلته
انْتَهَى(2/220)
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من طَرِيق مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل البُخَارِيّ حَدثنَا حُسَيْن بن مَنْصُور حَدثنَا مُبشر بن عبد الله حَدثنَا سُفْيَان بن حُسَيْن عَن جَعْفَر بن إِيَاس سندا ومتنا
وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط عَن مُبشر بن عبد الله بِهِ سَوَاء
669 - الحَدِيث الثَّامِن
يُوجد فِي بعض نسخ هُنَا وَعَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه كَانَ إِذا حزبه أَمر فزع إِلَى الصَّلَاة وَهَذَا تقدم فِي أَوَائِل الْبَقَرَة
670 - الحَدِيث التَّاسِع
عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (من قَرَأَ سُورَة الْحجر كَانَ لَهُ من الْأجر عشر حَسَنَات بِعَدَد الْمُهَاجِرين وَالْأَنْصَار والْمُسْتَهْزِئِين بِمُحَمد)
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من طَرِيق يَحْيَى بن سعيد الْقطَّان حَدثنَا أَبُو الْخَلِيل عَن عَلّي ابْن زيد عَن زر بن حُبَيْش عَن أبي بن كَعْب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره سَوَاء
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بِسَنَدِهِ فِي آل عمرَان
وَرَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط بِسَنَدِهِ الْمُتَقَدّم فِي يُونُس(2/221)
سُورَة النَّحْل(2/223)
سُورَة النَّحْل
ذكر فِيهَا سَبْعَة عشر حَدِيثا
671 - الحَدِيث الأول
رَوَى أَن أبي بن خلف جَاءَ بِعظم رَمِيم إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ يَا مُحَمَّد أَتَرَى أَن الله يحيي هَذَا بَعْدَمَا قد رم
قلت ذكره المُصَنّف فِي سُورَة يس أتم من هَذَا وَسَيَأْتِي هُنَاكَ إِن شَاءَ الله تَعَالَى
672 - الحَدِيث الثَّانِي
فِي حَدِيث عِكْرِمَة لَا تَأْكُلُوا ثمن الشّجر فَإِنَّهُ سحت يَعْنِي الْكلأ
قلت غَرِيب
وَبِمَعْنَاهُ مَا رَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه عَن وهب بن مُنَبّه قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (اتَّقوا السُّحت) قَالُوا وَمَا السُّحت يَا رَسُول الله قَالَ(2/225)
* 1 *(2/1)
(بيع الشّجر وَثمن الْخمر وَإِجَارَة الْأمة الْمُسَاحَقَة) انْتَهَى
وَذكره عبد الْحق فِي أَحْكَامه فِي الْبيُوع من جِهَة عبد الرَّزَّاق وَقَالَ هَذَا مُرْسل
وَحَدِيث عِكْرِمَة أخرجه أَبُو عبيد الْقَاسِم بن سَلام فِي كتاب الْأَمْوَال مَوْقُوفا عَلَيْهِ أخرجه عَن معمر بن رَاشد عَن عَمْرو عَن عِكْرِمَة أَنه قَالَ لَا تَأْكُلُوا من ثمن الشّجر فَإِنَّهُ سحت
يَعْنِي الْكلأ وَنَحْوه انْتَهَى(2/1)
673 - قَوْله عَن أبي هُرَيْرَة أَنه سمع رجلا يَقُول إِن الظَّالِم لَا يضر إِلَّا نَفسه فَقَالَ بلَى وَالله حَتَّى إِن الْحُبَارَى لتَمُوت فِي وَكرها بظُلْم الظَّالِم
وَعَن ابْن مَسْعُود كَاد الْجعل يهْلك فِي وَكره بذنب ابْن آدم
قلت
الأول رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب التَّاسِع وَالْأَرْبَعِينَ من حَدِيث أبي حَاتِم الرَّازِيّ أَنا نعيم بن حَمَّاد أَنا إِسْمَاعِيل بن حَكِيم الْخُزَاعِيّ عَن عَمْرو بن جَابر الْحَنَفِيّ عَن يَحْيَى بن أبي كثير عَن أبي سَلمَة قَالَ سمع أَبُو هُرَيْرَة رجلا يَقُول ... إِلَى آخِره
وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره حَدثنَا مُحَمَّد بن الْمثنى حَدثنَا إِسْمَاعِيل بن حَكِيم الْخُزَاعِيّ ثَنَا مُحَمَّد بن جَابر الْحَنَفِيّ عَن يَحْيَى بن أبي كثير بِهِ
الثَّانِي رَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه من حَدِيث أبي الْأَحْوَص قَالَ قَرَأَ ابْن مَسْعُود وَلَو يُؤَاخذ الله النَّاس الْآيَة قَالَ كَاد الْجعل يعذب فِي جُحْره بذنب ابْن آدم انْتَهَى
وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْأَيْمَان وَسَيَأْتِي فِي فاطر
674 - الحَدِيث الثَّالِث
قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (الْخمر حرَام بِعَينهَا وَالسكر من كل شراب)
قلت رَوَاهُ الْعقيلِيّ فِي ضعفَاهُ من حَدِيث مُحَمَّد بن الْفُرَات الْكُوفِي عَن أبي إِسْحَاق السبيعِي عَن الْحَارِث عَن عَلّي أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (حرمت الْخمر بِعَينهَا وَالسكر من كل شراب) مُخْتَصر وَفِيه قصَّة وَأعله بِمُحَمد بن الْفُرَات(2/226)
وَقَالَ لَا يُتَابع عَلَيْهِ وَنقل عَن البُخَارِيّ أَنه قَالَ فِيهِ مُنكر الحَدِيث وَعَن ابْن معِين أَنه قَالَ لَيْسَ بِشَيْء
وَرَوَاهُ النَّسَائِيّ مَوْقُوفا عَلَى ابْن عَبَّاس وَفِيه كَلَام طَوِيل مُسْتَوفى فِي أَحَادِيث الْهِدَايَة
675 - الحَدِيث الرَّابِع
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَن رجلا جَاءَ إِلَيْهِ فَقَالَ إِن أخي يشتكي بَطْنه فَقَالَ (اسْقِهِ الْعَسَل) فَذهب ثمَّ رَجَعَ فَقَالَ قد سقيته فَمَا نفع ... الحَدِيث
قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم فِي صَحِيحَيْهِمَا فِي كتاب الطِّبّ عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ قَالَ جَاءَ رجل فَقَالَ إِن أخي اسْتطْلقَ بَطْنه فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (اسْقِهِ عسلا) فَسَقَاهُ ثمَّ جَاءَهُ فَقَالَ إِنِّي سقيته عسلا فَلم يزده إِلَّا اسْتِطْلَاقًا فَقَالَ لَهُ ذَلِك ثَلَاث مَرَّات ثمَّ جَاءَ الرَّابِعَة فَقَالَ (اسْقِهِ عسلا) فَسَقَاهُ فبرئ فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (صدق الله وَكذب بطن أَخِيك) انْتَهَى
وَوهم الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فَرَوَاهُ فِي الطِّبّ كَذَلِك وَقَالَ صَحِيح عَلَى شَرط مُسلم وَلم يخرجَاهُ
676 - قَوْله عَن ابْن مَسْعُود قَالَ الْعَسَل شِفَاء من كل دَاء وَالْقُرْآن شِفَاء لما فِي الصُّدُور فَعَلَيْكُم بِالشِّفَاءَيْنِ الْعَسَل وَالْقُرْآن
قلت رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي فَضَائِل الْقُرْآن حَدثنَا وَكِيع عَن مسعر عَن أبي الْأَحْوَص عَن عبد الله قَالَ الْعَسَل شِفَاء من كل دَاء وَالْقُرْآن شِفَاء لما فِي الصُّدُور انْتَهَى(2/227)
وَحدثنَا أَبُو مُعَاوِيَة عَن الْأَعْمَش عَن خَيْثَمَة عَن الْأسود عَن عبد الله قَالَ عَلَيْكُم بِالشِّفَاءَيْنِ الْقُرْآن وَالْعَسَل
انْتَهَى
وَمن طَرِيق ابْن أبي شيبَة رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره كَذَلِك مفرقا
وَقد رُوِيَ بعضه مَرْفُوعا رَوَاهُ ابْن ماجة فِي سنَنه فِي كتاب الطِّبّ من حَدِيث زيد بن الْحباب عَن سُفْيَان الثَّوْريّ عَن أبي إِسْحَاق عَن أبي الْأَحْوَص عَن عبد الله قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (عَلَيْكُم بِالشِّفَاءَيْنِ الْعَسَل وَالْقُرْآن)
انْتَهَى
وَبِهَذَا الْإِسْنَاد رَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي الطِّبّ من طَرِيق ابْن خُزَيْمَة حَدثنَا عَلّي بن سَلمَة حَدثنَا زيد بن الْحباب بِهِ وَقَالَ صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ قَالَ وَقد وَقفه وَكِيع عَن سُفْيَان ثمَّ أخرجه من طَرِيق ابْن أبي شيبَة كَذَلِك
انْتَهَى
قلت قد رَوَاهُ سُفْيَان بن وَكِيع عَن وَكِيع فرفعه أَيْضا رَوَاهُ ابْن عدي فِي الْكَامِل كَذَلِك عَن سُفْيَان بن وَكِيع عَن أَبِيه وَكِيع عَن الثَّوْريّ عَن أبي إِسْحَاق عَن أبي الْأَحْوَص عَن عبد الله قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (عَلَيْكُم بِالشِّفَاءَيْنِ الْعَسَل شِفَاء من كل دَاء وَالْقُرْآن شِفَاء لما فِي الصُّدُور)
انْتَهَى
ثمَّ قَالَ وَهَذَا رُوِيَ عَن الثَّوْريّ مَرْفُوعا من رِوَايَة زيد بن الْحباب عَنهُ وَأما عَن وَكِيع فَلم يرفعهُ عَنهُ إِلَّا ابْنه سُفْيَان وَهُوَ فِي الأَصْل مَوْقُوف
انْتَهَى
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ فِي علله الصَّحِيح أَنه مَوْقُوف
انْتَهَى
677 - الحَدِيث الْخَامِس
عَن أبي ذَر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه أَنه سمع رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول (إِنَّمَا هم إخْوَانكُمْ فاكسوهم مِمَّا تلبسُونَ وَأَطْعِمُوهُمْ مِمَّا تطْعمُونَ) فَمَا رئي عَبده بعد ذَلِك إِلَّا وَرِدَاؤُهُ رِدَاؤُهُ وَإِزَاره إزَاره من غير تفَاوت
قلت رَوَاهُ الْأَئِمَّة السِّتَّة فِي كتبهمْ فَالْبُخَارِي فِي الْعتْق وَمُسلم فِي الْإِيمَان(2/228)
وَأَبُو دَاوُد وَابْن ماجة فِي الْأَدَب وَالتِّرْمِذِيّ فِي الْبر والصلة كلهم من حَدِيث الْمَعْرُور بن سُوَيْد قَالَ رَأَيْت أَبَا ذَر وَعَلِيهِ حلَّة وَعَلَى غُلَامه مثلهَا فَسَأَلته عَن ذَلِك فَذكر أَنه سَاب رجلا عَلَى عهد رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَعَيَّرَهُ بِأُمِّهِ فَأَتَى الرجل النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَذكر ذَلِك لَهُ فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (إِنَّك امْرُؤ فِيك جَاهِلِيَّة) قلت عَلَى سَاعَتِي هَذِه من كبر السن قَالَ (نعم هم إخْوَانكُمْ جعلهم الله تَحت أَيْدِيكُم فَأَطْعِمُوهُمْ مِمَّا تَأْكُلُونَ وَاكْسُوهُمْ مِمَّا تلبسُونَ وَلَا تُكَلِّفُوهُمْ مَا يَغْلِبهُمْ فَإِن كلفْتُمُوهُمْ فَأَعِينُوهُمْ)
انْتَهَى
وَقَوله فَمَا رئي عَبده بعد ذَلِك إِلَّا وَرِدَاؤُهُ رِدَاؤُهُ لَيْسَ فِي الحَدِيث وَإِنَّمَا هُوَ من كَلَام المُصَنّف
678 - الحَدِيث السَّادِس
قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (أَصْحَابِي كَالنُّجُومِ فَبِأَيِّهِمْ اقْتَدَيْتُمْ اهْتَدَيْتُمْ)
قلت رُوِيَ من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَمن حَدِيث جَابر وَمن حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَمن حَدِيث ابْن عمر
أما حَدِيث ابْن عَبَّاس فَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي كتاب الْمدْخل عَن الْحَاكِم بِسَنَدِهِ إِلَى جُوَيْبِر عَن الضَّحَّاك عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (مهما أُوتِيتُمْ من كتاب الله فَالْعَمَل بِهِ لَا عذر لأحد فِي تَركه فَإِن لم يكن فِي كتاب الله فَسنة مني مَاضِيَة وَإِن لم يكن سنة مني فَمَا قَالَ أَصْحَابِي إِن أَصْحَابِي بِمَنْزِلَة النُّجُوم فِي السَّمَاء فأيما أَخَذْتُم بِهِ اهْتَدَيْتُمْ وَاخْتِلَاف أَصْحَابِي لكم رَحْمَة)
انْتَهَى
ثمَّ أخرجه من حَدِيث أبي زرْعَة حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن مُوسَى حَدثنَا حَدثنَا يزِيد بن هَارُون عَن جُوَيْبِر عَن جَوَاب بن عبيد الله قَالَ قَالَ رَسُول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (إِن مثل أَصْحَابِي(2/229)
كَمثل النُّجُوم فِي السَّمَاء من أَخذ بِنَجْم مِنْهَا اهْتَدَى وَبِأَيِّ قَول أَصْحَابِي أَخَذْتُم فقد اهْتَدَيْتُمْ)
انْتَهَى
ثمَّ قَالَ الْبَيْهَقِيّ هَذَا حَدِيث مَشْهُور وَأَسَانِيده كلهَا ضَعِيفَة لم يثبت مِنْهَا شَيْء
انْتَهَى
أما حَدِيث جَاءَ فَرَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ فِي كِتَابه الْمُسَمَّى بِغَرَائِب مَالك فَقَالَ حَدثنَا إِسْمَاعِيل بن يَحْيَى الْعَبْسِي حَدثنَا الْحسن بن مهْدي بن عَبدة الْمروزِي حَدثنَا أَبُو الْحسن مُحَمَّد بن أَحْمد السكرِي حَدثنَا أَبُو يَحْيَى بكر بن عِيسَى الْمروزِي حَدثنَا جميل بن يزِيد عَن مَالك بن أنس عَن جَعْفَر بن مُحَمَّد عَن أَبِيه عَن جَابر قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (مَا وجدْتُم فِي كتاب الله فَالْعَمَل بِهِ لَا يَسَعكُمْ تَركهَا إِلَى غَيره وَمَا لم تَجِدُوهُ فِي كتاب الله وَكَانَت مني سنة فَالْعَمَل بهَا لَا يَسَعكُمْ تَركهَا إِلَى غَيرهَا وَمَا لم تُؤْتوا بِهِ فِي كتاب الله وَلم تكن فِي سنة فَإلَى أَصْحَابِي فَبِأَي قَول أَصْحَابِي أَخَذْتُم اهْتَدَيْتُمْ إِنَّمَا مثل أَصْحَابِي مثل النُّجُوم من أَخذ بِنَجْم مِنْهَا اهْتَدَى)
انْتَهَى
ثمَّ قَالَ هَذَا لَا يثبت عَن مَالك وَرُوَاته عَن مَالك مَجْهُولُونَ
انْتَهَى
وَرَوَاهُ فِي كتاب المؤتلف والمختلف من طَرِيق آخر فَقَالَ حَدثنَا أَحْمد بن كَامِل بن خلف حَدثنَا عبد الله بن روح حَدثنَا سَلام بن سُلَيْمَان الْمَدَائِنِي حَدثنَا الْحَارِث ابْن غصين عَن الْأَعْمَش عَن أبي سُفْيَان عَن جَابر قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (أَصْحَابِي كَالنُّجُومِ بِأَيِّهِمْ اقْتَدَيْتُمْ اهْتَدَيْتُمْ)
انْتَهَى
ذكره فِي تَرْجَمَة الْحَارِث بن غصين بالصَّاد الْمُهْملَة وَقَالَ الْحَارِث بن غصين يروي عَن مَنْصُور وَالْأَعْمَش وحصين وَلَيْث بن أبي سليم وَغَيرهم رَوَى عَنهُ سَلام بن سُلَيْمَان الْمَدَائِنِي وَيَحْيَى بن يعْلى الْأَسْلَمِيّ وَغَيرهمَا
انْتَهَى
قَالَ ابْن طَاهِر هَذِه الرِّوَايَة معلولة بِسَلام الْمَدَائِنِي فَإِنَّهُ ضَعِيف
انْتَهَى(2/230)
وَأما حَدِيث أبي هُرَيْرَة فَرَوَاهُ الْقُضَاعِي فِي مُسْند الشهَاب أَنا أَبُو الْفَتْح بن مَنْصُور بن عَلّي الأنماظي حَدثنَا أَبُو مُحَمَّد الْحسن بن رَشِيق حَدثنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر بن مُحَمَّد حَدثنَا جَعْفَر بن عبد الْوَاحِد الْهَاشِمِي أَنا وهب بن جرير بن حَازِم عَن أَبِيه عَن الْأَعْمَش عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (مثل أَصْحَابِي مثل النُّجُوم من اقْتَدَى بِشَيْء مِنْهَا اهْتَدَى)
انْتَهَى
وَهُوَ مَعْلُول بِجَعْفَر بن عبد الْوَاحِد نقل عَن الدَّارَقُطْنِيّ أَنه قَالَ فِيهِ كَانَ يضع الحَدِيث وَقَالَ ابْن طَاهِر كَانَ يروي الْمَنَاكِير عَن الثِّقَات وَلَو سلمت هَذِه الرِّوَايَة مِنْهُ لكَانَتْ صَحِيحَة
وَأما حَدِيث ابْن عمر فَرَوَاهُ عبد بن حميد فِي مُسْنده وَالدَّارَقُطْنِيّ فِي كِتَابه فَضَائِل الصَّحَابَة كِلَاهُمَا من حَدِيث حَمْزَة الْجَزرِي عَن نَافِع عَن ابْن عمر قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (إِنَّمَا أَصْحَابِي مثل النُّجُوم فَأَيهمْ أَخَذْتُم بقوله اهْتَدَيْتُمْ)
انْتَهَى
وَرَوَاهُ ابْن عدي فِي الْكَامِل إِنَّه حَدِيث مُنكر قَالَ وَحَمْزَة الْجَزرِي هُوَ حَمْزَة بن حَمْزَة النصيبي يضع الحَدِيث
انْتَهَى
وَقَالَ ابْن طَاهِر حَمْزَة النصيبي كَذَّاب قَالَ وَرَوَاهُ بشر بن الْحُسَيْن الْأَصْبَهَانِيّ عَن الزُّبَيْر بن عدي عَن أنس وَبشر هَذَا يروي عَن الزُّبَيْر مَوْضُوعَات
انْتَهَى
حَدِيث فِي الْمَعْنى رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي كِتَابه الْمدْخل أخبرنَا أَبُو عبد الله الْحَافِظ حَدثنَا أَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد بن يَعْقُوب حَدثنَا بكر بن سهل حَدثنَا نعيم بن حَمَّاد حَدثنَا عبد الرَّحِيم ابْن زيد الْعمي عَن أَبِيه عَن سعيد بن الْمسيب عَن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ قَالَ لي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (سَأَلت رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ فِيمَا يخْتَلف فِيهِ أَصْحَابِي من بعدِي فَأَوْحَى إِلَيّ يَا مُحَمَّد إِن أَصْحَابك عِنْدِي بِمَنْزِلَة النُّجُوم فِي السَّمَاء بَعْضهَا أَضْوَأ من بعض فَمن أَخذ بِشَيْء مِمَّا هم عَلَيْهِ من اخْتلَافهمْ فَهُوَ عِنْدِي عَلَى هدى)
انْتَهَى(2/231)
وَهُوَ مَعْلُول بِعَبْد الرَّحِيم الْعَمى قَالَ ابْن معِين كَذَّاب وَقَالَ مرّة لَيْسَ بِشَيْء وَقَالَ البُخَارِيّ وَالنَّسَائِيّ تَرَكُوهُ وَقَالَ أَبُو دَاوُد ضَعِيف الحَدِيث وَفِيه أَيْضا شَائِبَة الِانْقِطَاع بَين سعيد وَعمر
679 - الحَدِيث السَّابِع
قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لمن علمه الْفَرَائِض حِين قَالَ وَالله لَا زِدْت عَلَيْهَا وَلَا نقصت (أَفْلح إِن صدق)
قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم فِي كتاب الْإِيمَان من حَدِيث أبي سُهَيْل عَن أَبِيه أَنه سمع طَلْحَة بن عبيد الله يَقُول جَاءَ رجل إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من أهل نجد ثَائِر الرَّأْس يسمع دوِي صَوته وَلَا نفقه مَا يَقُول حَتَّى دنا من رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَإِذا هُوَ يسْأَل عَن الْإِسْلَام فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (خمس صلوَات فِي الْيَوْم وَاللَّيْلَة) فَقَالَ هَل عَلّي غَيْرهنَّ قَالَ لَا إِلَّا إِن تطوع وَصِيَام رَمَضَان) قَالَ هَل عَلّي غَيره قَالَ لَا إِلَّا أَن تطوع) وَذكر لَهُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الزَّكَاة فَقَالَ هَل عَلّي غَيرهَا قَالَ لَا إِلَّا أَن تطوع) قَالَ فَأَدْبَرَ الرجل وَهُوَ يَقُول وَالله لَا أَزِيد عَلَى هَذَا وَلَا أنقص فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (أَفْلح إِن صدق)
انْتَهَى
وَوَقع فِي رِوَايَة لمُسلم (أَفْلح وَأَبِيهِ إِن صدق)
680 - الحَدِيث الثَّامِن
قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (اسْتَقِيمُوا وَلنْ تُحْصُوا)
قلت رُوِيَ من حَدِيث ثَوْبَان وَمن حَدِيث جَابر وَمن حَدِيث عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ وَمن حَدِيث سَلمَة بن الْأَكْوَع وَمن حَدِيث أبي أُمَامَة
أما حَدِيث ثَوْبَان فَرَوَاهُ ابْن ماجة فِي سنَنه فِي الطَّهَارَة من حَدِيث سَالم ابْن أبي الْجَعْد عَن ثَوْبَان قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (اسْتَقِيمُوا وَلنْ تُحْصُوا وَاعْلَمُوا أَن خير أَعمالكُم الصَّلَاة وَلَا يحافظ عَلَى الْوضُوء إِلَّا مُؤمن)
انْتَهَى(2/232)
قَالَ التِّرْمِذِيّ فِي كِتَابه سَأَلت مُحَمَّدًا يَعْنِي البُخَارِيّ هَل سمع سَالم من ثَوْبَان قَالَ لَا
انْتَهَى
وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي الطَّهَارَة كَذَلِك وَقَالَ صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ وَلست أعرف لَهُ عِلّة
انْتَهَى
وَلم يتعقبه الذَّهَبِيّ فِي مُخْتَصره
وَرَوَاهُ أَحْمد وَابْن أبي شيبَة وَأَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ والدارمي وَأَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مسانيدهم
وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي سنَنه فِي بَاب فَضِيلَة الْوضُوء كَذَلِك وَسكت عَنهُ لكنه رَوَاهُ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب الْعشْرين مِنْهُ كَذَلِك وَقَالَ حَدِيث مُنْقَطع فَإِن سالما لم يسمع من ثَوْبَان
انْتَهَى
وَله طَرِيق آخر رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه حَدثنَا هَاشم بن مرْثَد الطَّبَرَانِيّ حَدثنَا صَفْوَان بن صَالح حَدثنَا الْوَلِيد بن مُسلم عَن ابْن ثَوْبَان عَن حسان بن عَطِيَّة عَن أبي كَبْشَة السَّلُولي عَن ثَوْبَان ... فَذكره سَوَاء
وَأما حَدِيث جَابر فَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه من حَدِيث الْأَعْمَش عَن أبي سُفْيَان عَن جَابر مَرْفُوعا نَحوه وَسكت عَنهُ
وَأما حَدِيث ابْن الْعَاصِ فَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان عَن لَيْث بن أبي سليم عَن مُجَاهِد عَن عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ ... مَرْفُوعا نَحوه
وَرَوَاهُ ابْن أبي شيبَة وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَالْبَزَّار فِي مسانيدهم زَاد ابْن رَاهَوَيْه وَقَوله وَلنْ تُحْصُوا أَي لن تُطِيقُوا الاسْتقَامَة
وَقَالَ الْبَزَّار لَا نعلمهُ يروي عَن عبد بن عَمْرو بن الْعَاصِ إِلَّا من هَذَا الْوَجْه بِهَذَا الْإِسْنَاد
انْتَهَى(2/233)
وَأما حَدِيث سَلمَة بن الْأَكْوَع فَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه من طَرِيق مُحَمَّد ابْن عمر الْوَاقِدِيّ حَدثنَا مُوسَى بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم أَنه سمع إِيَاس بن سَلمَة بن الْأَكْوَع يحدث عَن أَبِيه قَالَ قَالَ رَسُول الله ... فَذكره
وَرَوَاهُ الْعقيلِيّ فِي ضعفَاهُ وَأعله بمُوسَى بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْهُذلِيّ وَقَالَ لَا يُتَابع عَلَى حَدِيثه قَالَ وَقد رُوِيَ هَذَا الحَدِيث عَن ثَوْبَان بِإِسْنَاد ثَابت
انْتَهَى
وَأما حَدِيث أبي أُمَامَة فَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان من طَرِيق عُثْمَان بن سعيد الدَّارمِيّ حَدثنَا سعيد بن أبي مَرْيَم أَنا يَحْيَى بن أَيُّوب حَدثنَا إِسْحَاق بن أسيد عَن أبي حَفْص الدِّمَشْقِي عَن أبي أُمَامَة الْبَاهِلِيّ يرفع الحَدِيث قَالَ (اسْتَقِيمُوا وَنِعما إِن اسْتَقَمْتُمْ وَخير أَعمالكُم الصَّلَاة وَلنْ يحافظ عَلَى الْوضُوء إِلَّا مُؤمن)
انْتَهَى
681 - الحَدِيث التَّاسِع
قَالَ وَذَلِكَ لدَعْوَة نَبينَا (اللَّهُمَّ عَاد من عَادَاهُ)
قلت رُوِيَ من حَدِيث زيد بن أَرقم وَمن حَدِيث الْبَراء بن عَازِب وَمن حَدِيث سعد بن أبي وَقاص وَمن حَدِيث طَلْحَة بن عبيد الله وَأبي سعيد الْخُدْرِيّ وَأبي هُرَيْرَة وَأنس بن مَالك وَابْن عمر وَجَرِير بن عبد الله البَجلِيّ وَجَابِر بن عبد الله وَحُذَيْفَة بن أسيد الْغِفَارِيّ وَحبشِي بن جُنَادَة
أما حَدِيث زيد بن أَرقم فَرَوَاهُ النَّسَائِيّ فِي سنَنه الْكُبْرَى فِي خَصَائِص عَلّي من طَرِيق أبي عوَانَة عَن سُلَيْمَان الْأَعْمَش حَدثنَا حبيب بن أبي ثَابت عَن أبي الطُّفَيْل عَن زيد بن أَرقم قَالَ أَخذ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَوْم غَدِير خم بيد عَلّي وَقَالَ (من كنت وليه فَهَذَا وليه اللَّهُمَّ وَال من وَالَاهُ وَعَاد من عَادَاهُ)
مُخْتَصر
وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الثَّامِن من الْقسم الثَّالِث وَالْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي كتاب الْفَضَائِل وَقَالَ صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ(2/234)
وَأما حَدِيث الْبَراء بن عَازِب فَرَوَاهُ النَّسَائِيّ أَيْضا أخبرنَا أَبُو دَاوُد ثَنَا عمرَان بن أبان حَدثنَا شريك قلت لأبي إِسْحَاق هَل سَمِعت الْبَراء بن عَازِب يحدث عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ يَوْم غَدِير خم (من كنت مَوْلَاهُ فعلي مَوْلَاهُ اللَّهُمَّ وَال من وَالَاهُ وَعَاد من عَادَاهُ) قَالَ نعم
مُخْتَصر
وَأما حَدِيث سعد بن أبي وَقاص فَرَوَاهُ النَّسَائِيّ أَيْضا من طرق ثَلَاثَة دَائِرَة عَلَى المُهَاجر بن مِسْمَار عَن عَائِشَة بنت سعد عَن سعد أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَخذ بيد عَلّي وَقَالَ (من كنت وليه فَهَذَا وليه اللَّهُمَّ وَال من وَالَاهُ وَعَاد من عَادَاهُ)
مُخْتَصر
وَرَوَاهُ الْحَافِظ أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن عقدَة فِي كتاب الْمُوَالَاة من حَدِيث عَلّي ابْن زيد بن جدعَان عَن سعيد بن الْمسيب عَن سعد ... فَذكره وَقَالَ فِيهِ من كنت مَوْلَاهُ
وَأما حَدِيث طَلْحَة بن عبيد الله فَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه من حَدِيث الْحسن ابْن الْحُسَيْن العرني عَن رِفَاعَة بن إِيَاس الضَّبِّيّ عَن أَبِيه عَن جده قَالَ كُنَّا مَعَ عَلّي يَوْم الْجمل فَبعث إِلَى طَلْحَة بن عبيد الله فَأَتَاهُ فَقَالَ لَهُ عَلّي يَا طَلْحَة نشدتك بِاللَّه ألم تسمع رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول (من كنت مَوْلَاهُ فعلي مَوْلَاهُ اللَّهُمَّ وَال من وَالَاهُ وَعَاد من عَادَاهُ) قَالَ نعم قَالَ فَلم تُقَاتِلنِي قَالَ لم أذكر وَانْصَرف طَلْحَة
انْتَهَى
وَسكت عَنهُ قَالَ الذَّهَبِيّ فِي مُخْتَصره الْحسن العرني لَيْسَ بِثِقَة
وَأما حَدِيث الْخُدْرِيّ فَرَوَاهُ الْحَاكِم أَيْضا من حَدِيث مُسلم الْملَائي عَن خَيْثَمَة بن عبد الرَّحْمَن قَالَ سَمِعت سعد بن مَالك قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَوْم غَدِير خم بعد حمد الله وَالثنَاء عَلَيْهِ (هَل تعلمُونَ أَنِّي أولَى بِالْمُؤْمِنِينَ من أنفسهم)(2/235)
قُلْنَا نعم قَالَ (اللَّهُمَّ من كنت مَوْلَاهُ فعلي مَوْلَاهُ اللَّهُمَّ وَال من وَالَاهُ وَعَاد من عَادَاهُ)
مُخْتَصر وَسكت عَنهُ قَالَ الذَّهَبِيّ وَمُسلم الْأَعْوَر الْملَائي مَتْرُوك
وَأما حَدِيث أبي هُرَيْرَة فَلهُ طرق
فَرَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُسْنده وَالْبَزَّار حَدثنَا شريك عَن دَاوُد بن يزِيد الأودي عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة أَنه سمع رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول (من كنت مَوْلَاهُ فعلي مَوْلَاهُ اللَّهُمَّ وَال من وَالَاهُ وَعَاد من عَادَاهُ)
انْتَهَى
وَعَن ابْن أبي شيبَة رَوَاهُ أَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مُسْنده
وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط حَدثنَا أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن حَدثنَا أَبُو جَعْفَر النُّفَيْلِي حَدثنَا عِكْرِمَة بن إِبْرَاهِيم الْأَزْدِيّ حَدثنَا إِدْرِيس بن يزِيد الأودي عَن أبي هُرَيْرَة ... فَذكره
وَرَوَاهُ ابْن عقدَة فِي كتاب الْمُوَالَاة فَقَالَ فِيهِ عَن دَاوُد بن يزِيد الأودي عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة
وَأما حَدِيث أنس بن مَالك فَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الصَّغِير عَن طَلْحَة ابْن مصرف عَن عميرَة بن سعد قَالَ شهِدت عليا عَلَى الْمِنْبَر نَاشد أَصْحَاب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من سَمعه يَقُول يَوْم غَدِير خم مَا قَالَ فَقَالَ اثْنَا عشر رجلا مِنْهُم أَبُو هُرَيْرَة وَأَبُو سعيد وَأنس بن مَالك فَشَهِدُوا أَنه سمع رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (يَقُول من كنت مَوْلَاهُ) إِلَى آخِره
وَأما حَدِيث ابْن عمر فَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه من حَدِيث عمر بن شبيب الْمسلي عَن عبد الله بن عِيسَى عَن عَطِيَّة عَن بن عمر مَرْفُوعا بِلَفْظ النَّسَائِيّ سَوَاء
وَرَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده من حَدِيث إِسْمَاعِيل بن نشيط عَن جميل بن عمَارَة عَن سَالم عَن أَبِيه قَالَ سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول وَهُوَ آخذ بيد عَلّي (من كنت مَوْلَاهُ فعلي مَوْلَاهُ) إِلَى آخِره ثمَّ قَالَ وَجَمِيل بن عمَارَة لَا نعلم رَوَى عَنهُ إِلَّا إِسْمَاعِيل بن نشيط وَلَا نعلم حدث عَن سَالم إِلَّا هَذَا الحَدِيث
انْتَهَى(2/236)
وَأما حَدِيث جرير فَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ أَيْضا حَدثنَا عَلّي بن سعيد الرَّازِيّ حَدثنَا الْحسن بن صَالح بن زُرَيْق الْعَطَّار حَدثنَا مُحَمَّد بن عون أَبُو عون الزيَادي حَدثنَا حَرْب ابْن شُرَيْح عَن بشر بن حَرْب عَن جرير عبد الله البَجلِيّ قَالَ شَهِدنَا حجَّة الْوَدَاع مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَبَلغنَا مَكَانا يُقَال لَهُ غَدِير خم فَنَادَى الصَّلَاة جَامِعَة فَاجْتَمَعْنَا الْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَار فَقَامَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَسطنَا وَقَالَ (يأيها النَّاس بِمَ تَشْهَدُون) قَالُوا نشْهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله قَالَ (ثمَّ مَه) قَالُوا وَأَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله قَالَ فَمن وَلِيكُم قَالُوا الله وَرَسُوله مَوْلَانَا قَالَ فَضرب بِيَدِهِ إِلَى عضد عَلّي وَقَالَ (من يكن الله وَرَسُوله موليَاهُ فَإِن هَذَا مَوْلَاهُ اللَّهُمَّ وَال من وَالَاهُ وَعَاد من عَادَاهُ
مُخْتَصر
وَأما حَدِيث جَابر بن عبد الله فَرَوَاهُ أَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مُسْنده من حَدِيث ابْن لَهِيعَة عَن بكر بن سوارة عَن قبيصَة بن ذُؤَيْب وَأبي سَلمَة عَن جَابر بن عبد الله أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (من كنت مَوْلَاهُ فعلي مَوْلَاهُ اللَّهُمَّ وَال من وَالَاهُ وَعَاد من عَادَاهُ) وَفِيه قصَّة
وَأما حَدِيث حُذَيْفَة بن أسيد فَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ أَيْضا من حَدِيث زيد بن الْحسن الْأنمَاطِي حَدثنَا مَعْرُوف بن خَرَّبُوذ عَن أبي الطُّفَيْل عَن حُذَيْفَة بن أسيد الْغِفَارِيّ أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (من كنت مَوْلَاهُ فعلي مَوْلَاهُ) إِلَى آخِره مُخْتَصر وَفِيه قصَّة
وَرَوَاهُ ابْن عقدَة من حَدِيث إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الْأَسْلَمِيّ عَن أبي هَارُون الْعَبْدي عَن ربيعَة السَّعْدِيّ عَن حُذَيْفَة فَذكره
وَأما حَدِيث حبشِي بن جُنَادَة فَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ أَيْضا من حَدِيث سُلَيْمَان بن قرم الضَّبِّيّ عَن أبي إِسْحَاق سَمِعت حبشِي بن جُنَادَة سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول (وَيَوْم غَدِير خم) فَذكره وَزَاد (أعن من أَعَانَهُ)
وَأما حَدِيث عمار بن يَاسر فَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِير سُورَة الْمَائِدَة فَقَالَ(2/237)
حَدثنَا سُلَيْمَان بن أَحْمد حَدثنَا مُحَمَّد بن عَلّي الصَّائِغ حَدثنَا خَالِد بن يزِيد الْعمريّ حَدثنَا إِسْحَاق بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عَلّي بن حُسَيْن بن عَلّي بن الْحُسَيْن بن زيد عَن أَبِيه زيد بن عَلّي بن الْحُسَيْن عَن جده قَالَ سَمِعت عمار بن يَاسر يَقُول وقف بعلي سَائل وَهُوَ وَاقِف فِي صَلَاة تطوع فَنزع خَاتمه فَأعْطَاهُ السَّائِل فَأَتَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَأعلمهُ ذَلِك فَنزلت إِنَّمَا وَلِيكُم الله وَرَسُوله وَالَّذين آمنُوا الَّذين يُقِيمُونَ الصَّلَاة وَيُؤْتونَ الزَّكَاة وهم رَاكِعُونَ فقرأها رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَلَى أَصْحَابه ثمَّ قَالَ (من كنت مَوْلَاهُ فعلي مَوْلَاهُ اللَّهُمَّ وَال من وَالَاهُ وَعَاد من عَادَاهُ)
انْتَهَى
ثمَّ وَقع لي فِي كتاب الْمُوَالَاة لِلْحَافِظِ أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن مُحَمَّد بن سعيد الْمَعْرُوف بِابْن عقدَة فَوَجَدته رَوَاهُ عَن جمَاعَة آخَرين من الصَّحَابَة رضوَان الله عَلَيْهِم أَجْمَعِينَ
فَمِنْهَا حَدِيث عَن الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب أخرجه عَن حُسَيْن بن حسن الْأَشْقَر عَن مَنْصُور بن أبي الْأسود عَن الْأَجْلَح عَن أبي الضَّحَّاك عَن الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب من كنت مَوْلَاهُ) إِلَى آخِره
وَمِنْهَا حَدِيث ابْنه عبد الله بن الْعَبَّاس أخرجه من حَدِيث سُلَيْمَان بن قرم عَن عبد الرَّحْمَن بن مَيْمُون عَن أَبِيه عَن ابْن عَبَّاس قَالَ أَخذ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بيد عَلّي يَوْم غَدِير خم وَقَالَ (من كنت مَوْلَاهُ) إِلَى آخِره
وَمِنْهَا حَدِيث الْحسن بن عَلّي أخرجه عَن لَبِيب بن عبد الرَّحْمَن الشاكري سَمِعت الْحسن بن الْحسن أَخا عبد الله بن الْحسن يذكر عَن أَبِيه عَن جده بِلَفْظ ابْن عَبَّاس سَوَاء
وَمِنْهَا حَدِيث الْحُسَيْن بن عَلّي أخرجه عَن سعيد بن عُثْمَان وَأبي جَعْفَر مُحَمَّد ابْن عقبَة الشَّيْبَانِيّ قَالَا حَدثنَا مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن عَلّي بن الْحُسَيْن بن عَلّي بن أبي طَالب(2/238)
حَدثنَا أبي عَن أَبِيه عَن جده مَرْفُوعا نَحوه
وَمِنْهَا حَدِيث عبد الله بن جَعْفَر بن أبي طَالب حَدثنَا يَحْيَى بن زَكَرِيَّا بن شَيبَان حَدثنَا عبد الله عَن إِبْرَاهِيم الْغِفَارِيّ حَدثنِي حسن الْحذاء حَدثنِي إِسْمَاعِيل بن عبد الله بن جَعْفَر عَن أَبِيه قَالَ خطب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَوْم غَدِير خم فَقَالَ (من كنت مَوْلَاهُ) إِلَى آخِره
وَمِنْهَا حَدِيث ابْن عمر أخرجه من حَدِيث إِسْمَاعِيل بن نشيط عَن جميل ابْن عمَارَة الْوَالِبِي عَن سَالم بن عبد الله بن عمر سَمِعت أبي يَقُول سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول ... فَذكر بِنَحْوِهِ
وَمِنْهَا حَدِيث سَمُرَة بن جُنْدُب حَدثنَا الْحسن بن عَلّي الْأَشْعَرِيّ اللؤْلُؤِي حَدثنِي عتاب بن كَلوب أَبُو الْمثنى من كِتَابه حَدثنَا مطرف بن سَمُرَة بن جُنْدُب عَن أَبِيه مَرْفُوعا نَحوه
وَمِنْهَا حَدِيث سَلمَة بن الْأَكْوَع أخرجه من حَدِيث الْفضل بن سُفْيَان زِيَاد اليمامي حَدثنَا أَيُّوب بن عُيَيْنَة حَدثنِي إِيَاس بن سَلمَة بن الْأَكْوَع عَن أَبِيه مَرْفُوعا نَحوه
وَمِنْهَا حَدِيث زيد بن ثَابت الْأنْصَارِيّ حَدِيث زيد بن ثَابت رَوَاهُ أَبُو يعلي فِي مُسْنده من حَدِيث حسان بن إِبْرَاهِيم حَدثنَا مُحَمَّد بن سَلمَة بن كهيل عَن أَبِيه عَن أبي عبد الله الشَّيْبَانِيّ عَن زيد بن ثَابت مَرْفُوعا نَحوه
حَدثنَا الْحُسَيْن بن الْقَاسِم البَجلِيّ حَدثنَا جَعْفَر بن مُحَمَّد الرَّسْعَنِي حَدثنَا مُحَمَّد بن الْقَاسِم الْأَسدي حَدثنَا كَامِل بن الْعَلَاء عَن أبي صَالح عَن زيد بن ثَابت مَرْفُوعا نَحوه
وَمِنْهَا حَدِيث حَدثنَا مُحَمَّد بن فضل الْأَشْعَرِيّ حَدثنَا رَجَاء بن عبد الله الْبَزَّار حَدثنَا مُحَمَّد بن كثير عَن فطر وَأبي الْجَارُود عَن أبي الطُّفَيْل قَالَ قَالَ عَلّي أنْشد الله من شهد يَوْم غَدِير خم فَقَامَ سَبْعَة عشر رجلا فَشَهِدُوا أَن رَسُول الله(2/239)
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (من كنت مَوْلَاهُ) إِلَى آخِره فيهم عدي بن حَاتِم الطَّائِي وَسَهل ابْن سعد وَأَبُو لَيْلَى وَأَبُو قدامَة الْأَنْصَارِيُّونَ وَأَبُو الْهَيْثَم بن التيهَان وَأَبُو شُرَيْح الْخُزَاعِيّ وَعقبَة بن عَامر الْجُهَنِيّ
وَمِنْهَا حَدِيث حَدثنَا الْمُنْذر بن مُحَمَّد حَدثنَا حُسَيْن بن مُحَمَّد بن عَلّي حَدثنَا عُمَيْر بن عمرَان حَدثنَا أَبُو مَرْيَم عَن الْمنْهَال عَن زر بن حُبَيْش قَالَ شهد اثْنَا عشر رجلا من أَصْحَاب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنهم سَمِعُوهُ يَقُول يَوْم غَدِير خم (من كنت مَوْلَاهُ) الحَدِيث فيهم قيس بن ثَابت بن شماس وهَاشِم بن عتبَة بن أبي وَقاص الزُّهْرِيّ وحبِيب بن بديل بن وَرْقَاء الْخُزَاعِيّ
وَمِنْهَا حَدِيث أخبرنَا يَعْقُوب بن يُوسُف بن زِيَاد الضَّبِّيّ حَدثنَا أَحْمد بن حَمَّاد حَدثنِي عبد الله بن الْحجَّاج عَن عبد الله بن شريك عَن حَبَّة العرني أَن قوما من الْأَنْصَار قَالُوا سمعنَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول يَوْم غَدِير خم (من كنت مَوْلَاهُ) إِلَى آخِره فيهم جبلة بن عَمْرو وَسَهل بن حنيف وَعُثْمَان بن حنيف فِي جمَاعَة من الْأَنْصَار
وَمِنْهَا حَدِيث عمار بن يَاسر حَدثنَا الْحُسَيْن بن عبد الرَّحْمَن الْأَزْدِيّ حَدثنَا أبي حَدثنَا عَلّي بن عَابس حَدثنِي عَمْرو بن عُمَيْر أَبُو الْخطاب الهجري حَدثنِي زيد بن وهب الْجُهَنِيّ سَمِعت أَبَا نوح الْحِمْيَرِي سَمِعت عمار بن يَاسر بِلَفْظ ابْن عَبَّاس
وَمِنْهَا حَدِيث أبي ذَر حَدثنَا مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْحسن الْقَطوَانِي حَدثنَا مُحَمَّد ابْن خلف النَّهْرِي حَدثنَا عَلّي بن الْحسن الْعَبْدي عَن سعد بن طريف عَن الْأَصْبَغ ابْن نباتة عَن أبي ذَر مَرْفُوعا
وَبِهَذَا الْإِسْنَاد عَن الْأَصْبَغ بن نباتة عَن أبي عَمْرو بن عمر بن مُحصن الْأنْصَارِيّ مَرْفُوعا نَحوه
وَبِه أَيْضا عَن الْأَصْبَغ عَن أبي زَيْنَب بن عَوْف الْأنْصَارِيّ مَرْفُوعا نَحوه
وَبِه أَيْضا عَن الْأَصْبَغ عَن ثَابت بن وذيبة الْأنْصَارِيّ مَرْفُوعا(2/240)
وَبِه عَن الْأَصْبَغ عَن ثَابت بن عبد الله الْأنْصَارِيّ مَرْفُوعا نَحوه
وَبِه عَن الْأَصْبَغ عَن عبيد بن عَازِب الْأنْصَارِيّ مَرْفُوعا نَحوه
وَبِه عَن الْأَصْبَغ عَن أبي فضَالة الْأنْصَارِيّ مَرْفُوعا نَحوه
وَبِه عَن الْأَصْبَغ عَن عبد الرَّحْمَن بن زيد الْأنْصَارِيّ مَرْفُوعا نَحوه
ثمَّ رَوَاهُ بالسند الْمَذْكُور وَجمع فِيهِ الشِّيعَة وَفِيه يَوْم غَدِير خم
وَمِنْهَا حَدِيث سلمَان الْفَارِسِي حَدثنَا أَحْمد بن يُوسُف بن يَعْقُوب الْجعْفِيّ حَدثنَا مُحَمَّد بن يزِيد النَّخعِيّ حَدثنِي حسن بن شَدَّاد الْجعْفِيّ حَدثنَا مُحَمَّد بن كثير عَن أبي حَمْزَة الثمالِي عَن أبي عقيل عَن سلمَان مَرْفُوعا
وَمِنْهَا حَدِيث يعلي بن مرّة وَخُزَيْمَة بن ثَابت وَأبي أَيُّوب الْأنْصَارِيّ وَسَهل ابْن حنيف
حَدثنَا عبد الله بن إِبْرَاهِيم بن قُتَيْبَة الْأنْصَارِيّ حَدثنَا حسن بن زِيَاد بن عمر حَدثنَا عمر بن سعد الْبَصْرِيّ عَن عمر بن عبد الله بن يعلي بن مرّة عَن أَبِيه عَن جده يعلي بن مرّة سَمِعت النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول (من كنت مَوْلَاهُ فعلي مَوْلَاهُ اللَّهُمَّ وَال من وَالَاهُ وَعَاد من عَادَاهُ) فَلَمَّا قدم عَلّي الْكُوفَة نَشد النَّاس من سمع ذَلِك من رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَأَنْشد بضعَة عشر رجلا فيهم خُزَيْمَة بن ثَابت ذُو الشَّهَادَتَيْنِ وَأَبُو أَيُّوب الْأنْصَارِيّ وَسَهل بن حنيف وَنَاجِيَة بن عمر الْخُزَاعِيّ وَعَمْرو بن الْحمق الْخُزَاعِيّ وَيزِيد بن شرَاحِيل الْأنْصَارِيّ وَيُقَال زيد وعامر بن لَيْلَى الْغِفَارِيّ
وَمِنْهَا حَدِيث جَابر بن عبد الله أخرجه من حَدِيث هَارُون بن الجهم بن يُونُس ابْن عبد الله بن أبي فَرْوَة عَن أبي جَعْفَر مُحَمَّد بن عَلّي عَن جَابر بن عبد الله أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لما رَجَعَ من حجَّة الْوَدَاع قَامَ فَخَطب النَّاس بِالْجُحْفَةِ ثمَّ أَخذ بيد عَلّي فَقَالَ من كنت مَوْلَاهُ) إِلَى آخِره
وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُسْند الشاميين حَدثنَا مطلب بن شُعَيْب حَدثنَا عبد الله(2/241)
بن صَالح ثني ابْن لَهِيعَة عَن عبد الله بن هُبَيْرَة وَبكر بن سوَادَة عَن قبيصَة بن ذُؤَيْب وَأبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن عَن جَابر بن عبد الله وَفِيه قصَّة
وَمِنْهَا حَدِيث أبي رَافع أخرجه من حَدِيث مخول عَن عبد الرَّحْمَن بن الْأسود عَن مُحَمَّد بن عبيد الله عَن أَبِيه عَن جده عَن أبي رَافع مولَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مَرْفُوعا
وَمِنْهَا حَدِيث زيد بن حَارِثَة الْأنْصَارِيّ حَدثنَا مُحَمَّد بن الْحسن بن جَعْفَر الْخلال حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن سُلَيْمَان التَّيْمِيّ حَدثنَا يُونُس بن أَرقم عَن وهب بن عبد الله الْهنائِي عَن أبي الطُّفَيْل عَن زيد بن حَارِثَة الْأنْصَارِيّ قَالَ تنَاول رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَد عَلّي بن أبي طَالب وَقَالَ (من كنت مَوْلَاهُ) الحَدِيث
وَمِنْهَا حَدِيث مَالك بن الْحُوَيْرِث حَدثنَا عبد الله بن إِبْرَاهِيم بن قُتَيْبَة حَدثنَا حسن ابْن عَلّي الْحلْوانِي حَدثنَا عمر بن لأَبَان حَدثنَا مَالك بن الْحُسَيْن بن مَالك بن الْحُوَيْرِث عَن أَبِيه عَن جده مَرْفُوعا نَحوه
وَمِنْهَا حَدِيث جَابر بن سَمُرَة السوَائِي حَدثنَا عَلّي بن الْحسن الْقَسْمَلِي حَدثنَا عبد الرَّحْمَن ابْن الهلقام حَدثنَا صبح الْمَحْمِلِيُّ عَن سماك بن حَرْب عَن جَابر بن سَمُرَة مَرْفُوعا نَحوه
وَمِنْهَا حَدِيث ضميرَة الْأَسْلَمِيّ أخرجه عَن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الْأَسْلَمِيّ عَن حُسَيْن بن عبد الله بن ضميرَة عَن أَبِيه عَن جده مَرْفُوعا نَحوه
وَمِنْهَا حَدِيث عبد الله بن أبي أَوْفَى أخرجه عَن الْحسن بن عمار عَن أَبِيه عَن عبد الله بن أَوْفَى مَرْفُوعا نَحوه
وَمِنْهَا حَدِيث عبد الله بن بشر الْمَازِني أخرجه عَن خَالِد الْعَبْدي وَسَعِيد بن عَنْبَسَة الْقطَّان كِلَاهُمَا عَن عبد الله بن بشر السّلمِيّ عَن عبد الله بن بشر الْمَازِني مَرْفُوعا
وَمِنْهَا حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن يعمر الديلِي أخرجه عَن حُصَيْن بن مُخَارق(2/242)
عَن مُحَمَّد بن خَالِد الضَّبِّيّ عَن بكير بن عَطاء عَن عبد الرَّحْمَن بن يعمر الديلِي مَرْفُوعا نَحوه نَحوه
وَمِنْهَا حَدِيث أبي الطُّفَيْل حَدثنَا عبد الرَّحْمَن بن يُوسُف بن خرَاش حَدثنَا حُسَيْن ابْن يزِيد الصدائي حَدثنَا أبي عَن فطر عَن أبي إِسْحَاق عَن مُحَمَّد بن سبع عَن أبي الطُّفَيْل عَامر بن وَاثِلَة الْكِنَانِي مَرْفُوعا نَحوه
وَمِنْهَا حَدِيث سعد بن جُنَادَة الْعَوْفِيّ حَدثنَا مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن إِسْحَاق الرَّاشِدِي حَدثنَا حسن بن صَالح بن أبي الدَّوَاهِي حَدثنَا مُحَمَّد بن خُلَيْد الْعَوْفِيّ حَدثنَا مُحَمَّد بن الْحسن بن عَطِيَّة الْعَوْفِيّ عَن أَبِيه الْحسن بن عَطِيَّة أَنه سمع جده سعد ابْن جُنَادَة يَقُول قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره
وَمِنْهَا حَدِيث عَامر بن عُمَيْر حَدثنَا مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْحسن الْقَطوَانِي حَدثنَا الْمُنْذر ابْن جَيْفَر الْعَبْدي حَدثنَا مُوسَى بن أَكْتَل النميري عَن عَمه عَامر بن عُمَيْر النميري العامري مَرْفُوعا نَحوه
وَمِنْهَا حَدِيث حَبَّة بن جُوَيْن العرني أخرجه عَن بصر بن مُزَاحم حَدثنَا عبد الله ابْن مُسلم الْملَائي عَن أَبِيه عَن حَبَّة بن جُوَيْن العرني مَرْفُوعا نَحوه
وَمِنْهَا حَدِيث أبي أُمَامَة أخرجه عَن عبيد الله بن زحر عَن عَلّي بن يزِيد عَن الْقَاسِم عَن أبي أُمَامَة مَرْفُوعا نَحوه
وَمِنْهَا حَدِيث عَامر بن لَيْلَى بن ضَمرَة حَدثنَا أَحْمد بن عمر بن كَبْشَة حَدثنَا الْحسن ابْن عَلّي الطَّائِي حَدثنِي مُحَمَّد بن زِيَاد عَن عبد الله بن سِنَان عَن أبي الطُّفَيْل عَامر ابْن وَاثِلَة عَن عَامر بن لَيْلَى بن ضَمرَة مَرْفُوعا نَحوه
وَمِنْهَا حَدِيث وَحشِي بن حَرْب حَدثنَا سعيد بن مُحَمَّد بن سعيد الشوسي حَدثنَا عَلّي بن بَحر بن الْبري الْقطَّان حَدثنَا الْوَلِيد بن مُسلم الدِّمَشْقِي حَدثنَا وَحشِي بن(2/243)
حَرْب عَن أَبِيه عَن جده وَحشِي بن حَرْب مَرْفُوعا نَحوه
وَمِنْهَا حَدِيث عَائِشَة حَدثنَا يَحْيَى بن زَكَرِيَّا بن شَيبَان حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن الحكم حَدثنَا أَبُو عبد الرَّحْمَن المَسْعُودِيّ عَن السّري بن إِسْمَاعِيل عَن الشّعبِيّ عَن عبد الرَّحْمَن ابْن مَسْعُود عَن عَائِشَة مَرْفُوعا نَحوه
وَمِنْهَا حَدِيث أم سَلمَة أخرجه عَن هَارُون بن خَارِجَة عَن فَاطِمَة بنت عَلّي عَن أم سَلمَة قَالَت أَخذ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بيد عَلّي يَوْم غَدِير خم فَقَالَ من كنت مَوْلَاهُ) إِلَى آخِره
قَالَ ابْن عبد الْهَادِي فِي كِتَابه الَّذِي صنفه فِي الرَّد عَلَى الْخَطِيب فِي الْبَسْمَلَة أَحْمد بن مُحَمَّد بن سعيد بن عقدَة الْحَافِظ بَاب الْأَسَانِيد الْمظْلمَة وَمجمع الْأَحَادِيث الْمَوْضُوعَة وَقَالَ ابْن عدي كَانَ مقدما فِي الشِّيعَة ذَا فضل وَحفظ وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ كَانَ رَافِضِيًّا
682 - الحَدِيث الْعَاشِر
عَن عبد الله بن مَسْعُود قَرَأت عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقلت أعوذ بِاللَّه السَّمِيع الْعَلِيم من الشَّيْطَان الرَّجِيم فَقَالَ لي يَا بن أم عبد قل أعوذ بِاللَّه من الشَّيْطَان الرَّجِيم هَكَذَا أَقْرَأَنِي جِبْرِيل عَن اللَّوْح الْمَحْفُوظ)
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره مسلسلا قلت قَرَأت عَلَى الشَّيْخ أبي الْفضل مُحَمَّد بن جَعْفَر الْخُزَاعِيّ فَقلت أعوذ بالسميع الْعَلِيم من الشَّيْطَان الرَّجِيم فَقَالَ لي قل أعوذ بِاللَّه من الشَّيْطَان الرَّجِيم فَإِنِّي قَرَأت عَلَى أبي الْحُسَيْن عبد الرَّحْمَن ابْن مُحَمَّد بِالْبَصْرَةِ فَقلت أعوذ بالسميع الْعَلِيم فَقَالَ أعوذ بِاللَّه من الشَّيْطَان الرَّجِيم فَإِنِّي قَرَأت عَلَى أبي مُحَمَّد عبد الله بن عجلَان يَقُول أعوذ بالسميع الْعَلِيم(2/244)
قَالَ لي قل أعوذ بِاللَّه من الشَّيْطَان الرَّجِيم فَإِنِّي قَرَأت عَلَى أبي عُثْمَان إِسْمَاعِيل ابْن إِبْرَاهِيم الْأَهْوَازِي فَقلت أعوذ بالسميع الْعَلِيم فَقَالَ لي قل أعوذ بِاللَّه من الشَّيْطَان الرَّجِيم فَإِنِّي قَرَأت عَلَى مُحَمَّد بن عبد الله بن بسطَام قَالَ فَقلت أعوذ بالسميع الْعَلِيم فَقَالَ لي قل أعوذ بِاللَّه من الشَّيْطَان الرَّجِيم فَإِنِّي قَرَأت عَلَى روح بن عبد الْمُؤمن فَقلت أعوذ بالسميع الْعَلِيم فَقَالَ لي قل أعوذ بِاللَّه من الشَّيْطَان الرَّجِيم فَإِنِّي قَرَأت عَلَى سَلام أبي الْمُنْذر فَقلت أعوذ بالسميع الْعَلِيم فَقَالَ لي قل أعوذ بِاللَّه من الشَّيْطَان الرَّجِيم فَإِنِّي قَرَأت عَلَى عَاصِم فَقلت أعوذ بالسميع الْعَلِيم فَقَالَ لي قل أعوذ بِاللَّه من الشَّيْطَان الرَّجِيم فَإِنِّي قَرَأت عَلَى زر بن حُبَيْش فَقلت أعوذ بالسميع الْعَلِيم فَقَالَ لي قل أعوذ بِاللَّه من الشَّيْطَان الرَّجِيم فَأَنِّي قَرَأت عَلَى عبد الله بن مَسْعُود فَقلت أعوذ بالسميع الْعَلِيم فَقَالَ لي قل أعوذ بِاللَّه من الشَّيْطَان الرَّجِيم فَأَنِّي قَرَأت عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقلت أعوذ بِالسَّمْعِ الْعَلِيم فَقَالَ لي (يَا بن أم عبد قل أعوذ بِاللَّه من الشَّيْطَان الرَّجِيم هَكَذَا أَقْرَأَنِيهِ جِبْرِيل عَن الْقَلَم عَن اللَّوْح الْمَحْفُوظ)
انْتَهَى
وَعَن الثَّعْلَبِيّ رَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط بِسَنَدِهِ وَمَتنه
683 - الحَدِيث الْحَادِي عشر
رُوِيَ أَن نَاسا من أهل مَكَّة فتنُوا فَارْتَدُّوا عَن الْإِسْلَام بعد دُخُولهمْ فِيهِ وَكَانَ فيهم من أكره فَأَجْرَى كلمة الْكفْر عَلَى لِسَانه وَهُوَ مُعْتَقد للْإيمَان مِنْهُم عمار وَأَبَوَاهُ يَاسر وَسُميَّة وصهيب وبلال وخباب وَسَالم عذبُوا فَأَما سميَّة فَربطت بَين بَعِيرَيْنِ ووجي فِي قبلهَا بِحَرْبَة وَقَالُوا إِنَّك أسلمت من أجل الرِّجَال فَقلت وَقتل يَاسر وهما أول قَتِيلين فِي الْإِسْلَام وَأما عمار فَأَعْطَاهُمْ مَا أَرَادوا بِلِسَانِهِ مكْرها فَقيل يَا رَسُول الله إِن عمارا كفر فَقَالَ (كلا إِن عمارا ملئ إِيمَانًا(2/245)
من قرنه إِلَى قدمه وَاخْتَلَطَ الْإِيمَان بِلَحْمِهِ وَدَمه) فَأَتَى عمار رَسُول الله وَهُوَ يبكي فَجعل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يمسح عَيْنَيْهِ وَيَقُول (مَالك إِن عَادوا لَك فعد لَهُم بِمَا قلت)
قلت ذكره الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره هَكَذَا بِاللَّفْظِ الْمَذْكُور عَن ابْن عَبَّاس من غير سَنَد وَكَذَلِكَ الْبَغَوِيّ وَكَذَلِكَ الواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول
وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي فَضَائِل بِلَال عَن الْحُسَيْن بن عَلّي الْجعْفِيّ حَدثنَا زَائِدَة عَن عَاصِم عَن زر عَن عبد الله قَالَ أول من أظهر إِسْلَامه سَبْعَة رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَأَبُو بكر وعمار وَأَبوهُ يَاسر وَأمه سميَّة وصهيب والمقداد فَأَما رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَمَنعه الله بِعَمِّهِ أبي طَالب وَأما أَبُو بكر فَمَنعه الله بقَوْمه وَأما سَائِرهمْ فَأَخذهُم الْمُشْركُونَ فَأَلْبَسُوهُمْ أَدْرَاع الْحَدِيد وَأَوْقَفُوهُمْ فِي الشَّمْس فَمَا من أحد إِلَّا وَقد أَتَاهُم مَا أَرَادوا غير بِلَال فَإِنَّهُ هَانَتْ عَلَيْهِ نَفسه فِي الله وَهَان عَلَى قومه فَأَعْطوهُ الْولدَان فَجعلُوا يطوفون بِهِ فِي شعاب مَكَّة وَجعل يَقُول أحد أحد
انْتَهَى
وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ
وَرَوَاهُ ابْن سعد فِي الطَّبَقَات فِي تَرْجَمَة بِلَال أخبرنَا جرير بن عبد الحميد عَن مَنْصُور عَن مُجَاهِد قَالَ أول من أظهر الْإِسْلَام سَبْعَة ... فَذكره إِلَى آخِره وَزَاد وَجَاء أَبُو جهل فَجعل يشْتم سميَّة وَيَرْفث ثمَّ طَعنهَا فَقَتلهَا فَهِيَ أول شَهِيد فِي الْإِسْلَام
انْتَهَى(2/246)
وَقَالَ فِي مَوضِع آخر أخبرنَا إِسْمَاعِيل بن عمر أَبُو الْمُنْذر حَدثنَا سُفْيَان الثَّوْريّ عَن مَنْصُور عَن مُجَاهِد قَالَ أول شَهِيد اسْتشْهد فِي الْإِسْلَام سميَّة أم عمار أَتَاهَا أَبُو جهل لَعنه الله فَطَعَنَهَا بِحَرْبَة فِي قبلهَا حَتَّى قَتلهَا
انْتَهَى
684 - الحَدِيث الثَّانِي عشر
رُوِيَ أَن مُسَيْلمَة أَخذ رجلَيْنِ فَقَالَ لأَحَدهمَا مَا تَقول فِي مُحَمَّد قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ فَمَا تَقول فِي قَالَ أَنْت أَيْضا فَخَلَّاهُ وَقَالَ للْآخر مَا تَقول فِي مُحَمَّد قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ فَمَا تَقول فِي قَالَ أَنا أَصمّ فَأَعَادَ عَلَيْهِ ثَلَاثًا فَأَعَادَ جَوَابه فَقتله فَبلغ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ (أما الأول فقد أَخذ بِرُخْصَة الله وَأما الثَّانِي فقد صدع بِالْحَقِّ فهنيئا لَهُ)
قلت رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي الْجِهَاد بتغيير يسير فَقَالَ حَدثنَا إِسْمَاعِيل بن علية عَن يُونُس عَن الْحسن أَن عيُونا لمُسَيْلمَة أخذُوا رجلَيْنِ من الْمُسلمين فَأتوهُ بهما فَقَالَ لأَحَدهمَا أَتَشهد أَن مُحَمَّدًا رَسُول الله قَالَ نعم قَالَ أَتَشهد أَنِّي رَسُول الله فَأَهْوَى إِلَى أُذُنَيْهِ فَقَالَ إِنِّي أَصمّ فَأَعَادَهُ عَلَيْهِ فَقَالَ مثله فَأمر بِهِ فَقتل وَقَالَ للْآخر أَتَشهد أَن مُحَمَّدًا رَسُول الله قَالَ نعم قَالَ أَتَشهد أَنِّي رَسُول الله قَالَ نعم فَأرْسلهُ فَأَتَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ يَا رَسُول الله هَلَكت قَالَ (وَمَا شَأْنك) فَأخْبرهُ بِقِصَّتِهِ وقصة صَاحبه فَقَالَ (أما صَاحبك فَمَضَى عَلَى إيمَانه وَأما أَنْت فَأخذت بِالرُّخْصَةِ)
انْتَهَى
وَهُوَ مُرْسل وَبَوَّبَ لَهُ
وَرَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي تَفْسِيره أخبرنَا معمر قَالَ سَمِعت أَن مُسَيْلمَة الْكذَّاب أحد رجلَيْنِ ... فَذكر الْقِصَّة بِنَحْوِهِ وَهَذَا معضل
وَرَوَى الْوَاقِدِيّ فِي كتاب الزَّكَاة فِي بَاب مُسَيْلمَة حَدثنِي يَعْقُوب بن مُحَمَّد ابْن أبي صعصعة عَن مُوسَى بن ضَمرَة بن سعيد عَن أَبِيه عَن عباد بن تَمِيم(2/247)
قَالَ لما توفّي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أقبل عَمْرو بن الْعَاصِ من عمان فَسمع بِهِ مُسَيْلمَة الْكذَّاب فَاعْترضَ لعَمْرو بن الْعَاصِ وَكَانَ عمي حبيب بن زيد بن عَاصِم وَعبد الله ابْن وهب الْأَسْلَمِيّ فِي السَّاقَة فَأَصَابَهُمَا فَقَالَ مُسَيْلمَة لِلْأَسْلَمِيِّ أَتَشهد أَنِّي رَسُول الله قَالَ نعم فَتَركه مَحْبُوسًا فِي حَدِيد وَأما عمي فَقَالَ لَهُ أَتَشهد أَنِّي رَسُول الله قَالَ لَا أسمع فَقَالَ أَتَشهد أَن مُحَمَّدًا رَسُول الله قَالَ نعم وَجعل كلما قَالَ أَتَشهد أَنِّي رَسُول الله قَالَ لَا أسمع وَإِذا قَالَ أَتَشهد أَن مُحَمَّدًا رَسُول الله قَالَ نعم فَأمر بِهِ فَقطع عضوا عضوا حَتَّى قطع يَدَيْهِ من الْمَنْكِبَيْنِ وَرجلَيْهِ من الْوَرِكَيْنِ وَأحرقهُ بالنَّار
وَرَوَاهُ ابْن سعد فِي الطَّبَقَات فِي تَرْجَمَة عَمْرو بن الْعَاصِ أَنا مُحَمَّد بن عمر الْوَاقِدِيّ حَدثنِي الضَّحَّاك أَبُو عُثْمَان قَالَ سَمِعت الزُّهْرِيّ يَقُول لما أقبل عَمْرو ابْن الْعَاصِ من عمان ... إِلَى آخر لفظ الْوَاقِدِيّ
685 - الحَدِيث الثَّالِث عشر
فِي الحَدِيث نَادَى مُنَاد النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بِالْمَوْسِمِ بمنى إِنَّهَا أَيَّام طعم وَنعم فَلَا تَصُومُوا
قلت غَرِيب جدا
686 - قَوْله رَوَى الشّعبِيّ عَن فَرْوَة بن نَوْفَل الْأَشْجَعِيّ عَن ابْن مَسْعُود أَنه قَالَ إِن معَاذًا كَانَ أمة قَانِتًا لله فَقلت غَلطت فَإِنَّمَا هُوَ إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام فَقَالَ الْأمة الَّذِي يعلم الْخَيْر وَالْقَانِت الْمُطِيع لله وَرَسُوله وَكَانَ معَاذ كَذَلِك(2/248)
قلت رَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي تَفْسِيره أخبرنَا الثَّوْريّ عَن فراس عَن الشّعبِيّ عَن مَسْرُوق قَالَ قَرَأت عِنْد عبد الله بن مَسْعُود إِن إِبْرَاهِيم كَانَ أمة قَانِتًا لله فَقَالَ ابْن مَسْعُود إِن معَاذًا كَانَ أمة قَانِتًا قَالَ فَأَعَادُوا عَلَيْهِ فَأَعَادَ ثمَّ قَالَ أَتَدْرُونَ مَا الْأمة الَّذِي يعلم النَّاس الْخَيْر وَالْقَانِت الَّذِي يُطِيع الله وَرَسُوله
انْتَهَى
وَمن طَرِيق عبد الرَّزَّاق رَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه وَقَالَ صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ
وَرَوَاهُ فِي كتاب الْفَضَائِل من طَرِيق أَحْمد بن حَنْبَل حَدثنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر حَدثنَا شُعْبَة سَمِعت فِرَاسًا يحدث عَن الشّعبِيّ عَن مَسْرُوق عَن عبد الله قَالَ إِن معَاذًا كَانَ أمة قَانِتًا لله فَقَالَ رجل من أَشْجَع يُقَال لَهُ فَرْوَة بن نَوْفَل إِنَّمَا ذَاك إِبْرَاهِيم فَقَالَ عبد الله إِنَّا كُنَّا نُشبههُ بإبراهيم ثمَّ قَالَ عبد الله الْأمة معلم الْخَيْر وَالْقَانِت الْمُطِيع لله وَلِرَسُولِهِ
انْتَهَى
وَقَالَ صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ
وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَأَبُو نعيم فِي الْحِلْية وَالْحَاكِم أَيْضا من حَدِيث إِسْمَاعِيل ابْن علية عَن مَنْصُور بن عبد الرَّحْمَن عَن الشّعبِيّ حَدثنِي فَرْوَة بن نَوْفَل الْأَشْجَعِيّ قَالَ قَالَ ابْن مَسْعُود إِن معَاذ بن جبل كَانَ أمة قَانِتًا لله حَنِيفا فَقيل إِن إِبْرَاهِيم كَانَ أمة قَانِتًا لله حَنِيفا فَقَالَ الْأمة الَّذِي يعلم النَّاس الْخَيْر وَالْقَانِت الْمُطِيع لله وَالرَّسُول وَكَانَ معَاذ بن جبل يعلم النَّاس الْخَيْر وَكَانَ مُطيعًا لله وَرَسُوله
انْتَهَى
وَسكت عَنهُ الْحَاكِم
وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي كتاب الْمدْخل من حَدِيث سُفْيَان عَن زَكَرِيَّا عَن الشّعبِيّ بِهِ بِلَفْظ عبد الرَّزَّاق
687 - الحَدِيث الرَّابِع عشر
عَن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه أَنه قَالَ حِين قيل أَلا تسْتَخْلف لَو(2/249)
كَانَ أَبُو عُبَيْدَة حَيا لَاسْتَخْلَفْته وَلَو كَانَ معَاذ حَيا لَاسْتَخْلَفْته وَلَو كَانَ سَالم حَيا لَاسْتَخْلَفْته فَأَنِّي سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول (أَبُو عُبَيْدَة أَمِين هَذِه الْأمة ومعاذ أمة لله قَانِت لَيْسَ بَينه وَبَين الله يَوْم الْقِيَامَة إِلَّا المُرْسَلُونَ وَسَالم شَدِيد الْحبّ لله لَو كَانَ لَا يخَاف الله لم يَعْصِهِ)
688 - الحَدِيث الْخَامِس عشر
رُوِيَ أَن الْمُشْركين مثلُوا بِالْمُسْلِمين يَوْم أحد بَقَرُوا بطونهم وَقَطعُوا مَذَاكِيرهمْ مَا تركُوا أحدا غير مَمْثُولٍ بِهِ إِلَّا حَنْظَلَة بن الراهب فَوقف رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَلَى عَمه حَمْزَة وَقد مثل بِهِ فَقَالَ (وَالَّذِي أَحْلف بِهِ لَئِن أَظْفرنِي الله بهم لَأُمَثِّلَن بسبعين مَكَانك) فَنزلت يَعْنِي قَوْله تَعَالَى وَإِن عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمثل مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ الْآيَة فَكفر عَن يَمِينه وكف عَمَّا أَرَادَ
قلت غَرِيب بِهَذَا اللَّفْظ وَذكره الثَّعْلَبِيّ هَكَذَا من غير سَنَد
وَحَدِيث حَمْزَة رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ فِي سنَنه فِي كتاب السّير من حَدِيث إِسْمَاعِيل ابْن عَيَّاش عَن عبد الْملك بن أبي غنية أَو غَيره عَن الحكم بن عتيبة عَن مُجَاهِد عَن ابْن عَبَّاس قَالَ لما انْصَرف الْمُشْركُونَ عَن قَتْلَى أحد فَرَأَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بِعَمِّهِ حَمْزَة منْظرًا سَاءَهُ قد شقّ بَطْنه وَاصْطلمَ أَنفه وجدعت أذنَاهُ فَقَالَ لَوْلَا أَن يحزن النَّاس أَو يكون سنة بعدِي لتركته حَتَّى يَبْعَثهُ الله من بطُون الطير وَالسِّبَاع لَأُمَثِّلَن مَكَانَهُ بسبعين رجلا) ثمَّ دَعَا بِبُرْدَةٍ فَغَطَّى بهَا وَجهه فَخرجت رِجْلَاهُ فَغَطَّى وَجهه وَجعل عَلَى رجلَيْهِ شَيْئا من الْإِذْخر ثمَّ قدمه فَكبر عَلَيْهِ عشرا وَجعل يجاء بِالرجلِ فَيُوضَع وَحَمْزَة مَكَانَهُ حَتَّى صَلَّى عَلَيْهِ سبعين صَلَاة وَكَانَ الْقَتْلَى سبعين فَلَمَّا دفنُوا وَفرغ مِنْهُم نزلت هَذِه الْآيَة ادْع إِلَى سَبِيل رَبك بالحكمة(2/250)
وَالْمَوْعِظَة الْحَسَنَة) الْآيَة فَصَبر رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَلم يمثل بِأحد
انْتَهَى
ثمَّ قَالَ لم يروه غير إِسْمَاعِيل بن عَيَّاش وَهُوَ مُضْطَرب الحَدِيث عَن غير الشاميين
انْتَهَى
وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَالْبَزَّار فِي مُسْنده من حَدِيث صَالح المري عَن سُلَيْمَان التَّيْمِيّ عَن أبي عُثْمَان النَّهْدِيّ عَن أبي هُرَيْرَة أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ نظر يَوْم أحد إِلَى حَمْزَة وَقد قتل وَمثل بِهِ فَرَأَى منْظرًا لم ير قطّ أوجع لِقَلْبِهِ مِنْهُ فَقَالَ (رَحِمك الله قد كنت وصُولا للرحم فعولًا لِلْخَيْرَاتِ) ثمَّ حلف وَهُوَ وَاقِف مَكَانَهُ (وَالله لَأُمَثِّلَن بسبعين مِنْهُم مَكَانك) فَنزل الْقُرْآن وَهُوَ فِي مَكَانَهُ لم يبرح وَإِن عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمثل مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ الْآيَة فَكفر رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَأمْسك عَمَّا أَرَادَ
انْتَهَى
689 - الحَدِيث السَّادِس عشر قَالَ المُصَنّف وَقد وَردت الْأَخْبَار بِالنَّهْي عَن الْمثلَة
قلت رَوَاهُ جمَاعَة من الصَّحَابَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَهُوَ مُسْتَوْفِي فِي أَحَادِيث الْهِدَايَة
690 - الحَدِيث السَّابِع عشر
عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ (من قَرَأَ سُورَة النَّحْل لم يحاسبه الله بِمَا أنعم عَلَيْهِ فِي دَار الدُّنْيَا وَإِن مَاتَ فِي يَوْم تَلَاهَا أَو لَيْلَة كَانَ لَهُ من الْأجر كَالَّذي مَاتَ وَأحسن الْوَصِيَّة)
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث سَلام بن سليم حَدثنَا هَارُون بن كثير عَن زيد بن أسلم عَن اسْلَمْ عَن أبي أُمَامَة عَن أبي بن كَعْب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره سَوَاء
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه فِي آل عمرَان
وَرَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط بِسَنَدِهِ الْمُتَقَدّم فِي يُونُس(2/251)
سُورَة بني إِسْرَائِيل(2/253)
سُورَة بني إِسْرَائِيل
ذكر فِيهَا وَاحِدًا وَأَرْبَعين حَدِيثا
691 - الحَدِيث الأول
رُوِيَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (بَينا أَنا فِي الْمَسْجِد الْحَرَام فِي الْحجر عِنْد الْبَيْت بَين النَّائِم وَالْيَقظَان إِذْ أَتَانِي جِبْرِيل بِالْبُرَاقِ)
قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي بَدْء الْخلق وَمُسلم فِي الْإِيمَان من حَدِيث أنس بن مَالك عَن مَالك بن صعصعة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (بَيْتا أَنا نَائِم فِي الْبَيْت بَين النَّائِم وَالْيَقظَان إِذْ أَتَانِي آتٍ فشق مَا بَين هَذِه إِلَى هَذِه فاستخرج قلبِي فَغسله ثمَّ أُعِيد ثمَّ أتيت بِدَابَّة دون الْبَغْل وَفَوق الْحمار أَبيض يُقَال لَهُ الْبراق يضع خطْوَة عِنْد أقْصَى طرفه) الحَدِيث بِطُولِهِ
692 - الحَدِيث الثَّانِي
رُوِيَ أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَانَ نَائِما فِي بَيت أم هَانِئ بعد صَلَاة الْعشَاء فَأُسْرِيَ بِهِ وَرجع من ليلته وقص الْقِصَّة عَلَى أم هَانِئ وَقَالَ (مثل لي النَّبِيُّونَ فَصليت بهم) وَقَامَ ليخرج إِلَى الْمَسْجِد فتشبثت أم هَانِئ بِثَوْبِهِ فَقَالَ مَالك) قَالَت أخْشَى أَن يكذبك قَوْمك إِن أَخْبَرتهم قَالَ (وَإِن كَذَّبُونِي) قَالَ فَخرج فَجَلَسَ إِلَيْهِ أَبُو جهل فَأخْبرهُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بِحَدِيث الْإِسْرَاء فَقَالَ أَبُو جهل يَا معشر بني كَعْب بن لؤَي هَلُمَّ فَحَدثهُمْ فَمن بَين مُصَفِّق وَوَاضِع يَده عَلَى(2/255)
رَأسه تَعَجبا وَإِنْكَارا وارتد نَاس مِمَّن كَانَ آمن بِهِ وَسَعَى رجال إِلَى أبي بكر فَقَالَ إِن كَانَ قَالَ ذَلِك لقد صدق قَالَ أَتُصَدِّقُهُ عَلَى ذَلِك قَالَ إِنِّي لَأُصَدِّقهُ عَلَى أبعد من ذَلِك فَسُمي الصّديق وَفِيهِمْ من سَافر إِلَى مَا تمّ فاستنعتوه الْمَسْجِد فَجُليَ لَهُ بَيت الْمُقَدّس فَطَفِقَ ينظر إِلَيْهِ وَيُنْعِتُهُ لَهُم فَقَالُوا أما النَّعْت فقد أصَاب فَقَالُوا أخبرنَا عَن عيرنَا فَأخْبرهُم بِعَدَد جمَالهَا وَأَحْوَالهَا وَقَالَ (تقدم يَوْم كَذَا مَعَ طُلُوع الشَّمْس يقدمهَا جمل أَوْرَق) فَخَرجُوا يَشْتَدُّونَ ذَلِك الْيَوْم نَحْو الثَّنية فَقَالَ قَائِل مِنْهُم هَذِه وَالله الشَّمْس قد شَرقَتْ وَقَالَ آخر هَذِه وَالله العير قد أَقبلت يقدمهَا جمل أَوْرَق كَمَا قَالَ مُحَمَّد ثمَّ لم يُؤمنُوا وَقَالُوا مَا هَذَا إِلَّا سحر مُبين
قلت رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه بِنَقص يسير فَقَالَ حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الله الْحَضْرَمِيّ حَدثنَا رزق الله بن مُوسَى حَدثنَا شَبابَة بن سوار حَدثنَا عبد الْأَعْلَى بن أبي الْمسَاوِر عَن عِكْرِمَة عَن أم هَانِئ بنت أبي طَالب قَالَت بَات رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لَيْلَة أسرِي بِهِ فِي بَيْتِي فَفَقَدته من اللَّيْل فَامْتنعَ مني النّوم مَخَافَة أَن يكون عرض لَهُ بعض قُرَيْش فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (إِن جِبْرِيل أَتَانِي فَأخذ بيَدي فَأَخْرجنِي فَإِذا عَلَى الْبَيْت دَابَّة دون الْبَغْل وَفَوق الْحمار فَحَمَلَنِي عَلَيْهَا وَكَانَ يضع حَافره مد بَصَره إِذا أَخذ بِي فِي هُبُوطه طَالَتْ يَدَاهُ وَقصرت رِجْلَاهُ وَإِذا أَخذ بِي فِي صُعُوده طَالَتْ رِجْلَاهُ وَقصرت يَدَاهُ) ثمَّ انْطلق حَتَّى انْتَهَى بِي إِلَى بَيت الْمُقَدّس فَأرَانِي إِبْرَاهِيم يشبه خلقه خلقي وَخلقِي خلقه وَأرَانِي مُوسَى أَدَم طَويلا سبط الشّعْر شبهته بِرِجَال أَزْد شنُوءَة وَأرَانِي عِيسَى بن مَرْيَم ربعَة أَبيض يضْرب إِلَى الْحمرَة شبهته بِعُرْوَة بن مَسْعُود الثَّقَفِيّ وَأرَانِي الدَّجَّال مَمْسُوح الْعين الْيُمْنَى شبهته بِقطن بن عبد الْعزي(2/256)
وَأَنا أُرِيد أَن أخرج إِلَى قُرَيْش فَأخْبرهُم بِمَا رَأَيْت فَأخذت بِثَوْبِهِ فَقلت إِنِّي أذكرك الله أَنَّك تَأتي قوما يكذبُونَك وَيُنْكِرُونَ مَقَالَتك فَأَخَاف أَن يَسْطُو بك قَالَت فَضرب ثَوْبه من يَدي ثمَّ خرج إِلَيْهِم فَأَتَاهُم وهم جُلُوس فَأخْبرهُم مَا أَخْبرنِي فَقَالَ جُبَير بن مطعم فَقَالَ يَا مُحَمَّد أَن لَو كنت لَك سَابًّا كَمَا كنت مَا تَكَلَّمت عَمَّا تَكَلَّمت بِهِ وَأَنت بَين أظهرنَا فَقَالَ رجل من الْقَوْم يَا مُحَمَّد هَل مَرَرْت بِإِبِل لنا فِي مَكَان كَذَا وَكَذَا قَالَ نعم وَالله وَجَدتهمْ قد أَضَلُّوا بَعِيرًا لَهُم وهم فِي طلبه) قَالَ فَهَل مَرَرْت بِإِبِل لبني فلَان قَالَ نعم وَجَدتهمْ بمَكَان كَذَا وَكَذَا قد انْكَسَرت لَهُم نَاقَة حَمْرَاء وَوجدت عِنْدهم قَصْعَة من مَاء فَشَرِبت مَا فِيهَا) قَالُوا فَأخْبرنَا عدتهَا وَمَا فِيهَا من الرُّعَاة قَالَ قد كنت عَن عدتهَا مَشْغُولًا) فَقَامَ فَأَتَى بِالْإِبِلِ فَعَدهَا وَعلم مَا فِيهَا من الرُّعَاة ثمَّ أَتَى قُريْشًا فَقَالَ لَهُم سَأَلْتُمُونِي عَن إبل بني فلَان فَهِيَ كَذَا وَكَذَا وفيهَا من الرُّعَاة فلَان وَفُلَان وَسَأَلْتُمُونِي عَن إبل بني فلَان فَهِيَ كَذَا وَكَذَا وفيهَا من الرُّعَاة ابْن أبي قُحَافَة وَفُلَان وَفُلَان وَهِي مُصَبِّحَتكُمْ الْغَدَاة عَلَى الثَّنية)
قَالَ فَغَدوْا إِلَى الثَّنية ينظرُونَ أصدقهم مَا قَالَ فَاسْتَقْبلُوا الْإِبِل فَسَأَلُوهُمْ هَل ضل لكم بعير قَالُوا نعم فسألوا الآخرين هَل انْكَسَرت لكم نَاقَة حَمْرَاء قَالُوا نعم
قَالُوا فَهَل كَانَت عنْدكُمْ قَصْعَة قَالَ أَبُو بكر أَنا وَالله وَضَعتهَا فَمَا شربهَا أحد وَلَا أَهْرَاقُوا فِي الأَرْض وَصدقه أَبُو بكر وآمن بِهِ فَسُمي يَوْمئِذٍ الصّديق
وَرَوَى النَّسَائِيّ فِي سنَنه الْكُبْرَى من حَدِيث عَوْف بن أبي جميلَة عَن زُرَارَة ابْن أَوْفَى عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (لما كَانَ لَيْلَة أسرِي بِي ثمَّ أَصبَحت بِمَكَّة فضقت بأَمْري وَعرفت أَن النَّاس مُكَذِّبِي فَقَعَدت مُعْتَزِلا حَزينًا) قَالَ فَمر بِهِ أَبُو جهل فجَاء حَتَّى جلس إِلَيْهِ وَقَالَ كَالْمُسْتَهْزِئِ هَل اسْتَفَدْت من شَيْء قَالَ نعم) قَالَ مَا هُوَ قَالَ (أسرِي بِي اللَّيْلَة) فَقَالَ إِلَى أَيْن قَالَ (إِلَى بَيت الْمُقَدّس) قَالَ ثمَّ أَصبَحت بَين أظهرنَا قَالَ (نعم) فَقَالَ أَبُو جهل معشر بني كَعْب بن لؤَي هَلُمَّ فَجَاءُوا حَتَّى جَلَسُوا(2/257)
فَقَالَ لَهُ حدث قَوْمك فَقَالَ (إِنِّي أسرِي بِي اللَّيْلَة) قَالُوا إِلَى أَيْن قَالَ (إِلَى بَيت الْمُقَدّس) قَالُوا ثمَّ أَصبَحت بَين أظهرنَا قَالَ نعم) قَالَ فَمن بَين مُصَفِّق وَمن بَين وَاضع يَده عَلَى رَأسه مُتَعَجِّبا قَالَ وَفِيهِمْ من سَافر وَرَأَى الْمَسْجِد فَقَالُوا لَهُ هَل تَسْتَطِيع أَن تنْعَت لنا الْمَسْجِد قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (فَذَهَبت أنعته لَهُم حَتَّى الْتبس عَلّي بعض النَّعْت فجِئ بِالْمَسْجِدِ فَجعلت أَنعَت وَأَنا أنظر إِلَيْهِ) فَقَالَ الْقَوْم أما النَّعْت فقد أصَاب
انْتَهَى
وَرَوَى الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي الْفَضَائِل من حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة قَالَت لما أسرِي بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِلَى الْمَسْجِد الْأَقْصَى أصبح النَّاس يتحدثون بذلك فَارْتَد نَاس وَسعوا إِلَى أبي بكر فَقَالُوا هَل لَك فِي صَاحبك يزْعم أَنه أسرِي بِهِ إِلَى بَيت الْمُقَدّس قَالَ لَئِن قَالَ ذَلِك لقد صدق قَالُوا وَتصدقه أَنه ذهب إِلَى بَيت الْمُقَدّس وَجَاء قبل أَن يصبح قَالَ نعم إِنِّي لَأُصَدِّقهُ بِمَا هُوَ أبعد من ذَلِك أصدقه بِخَبَر السَّمَاء فِي غدْوَة أَو رَوْحَة فَلذَلِك سمي أَبُو بكر الصّديق انْتَهَى
قَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ
وَذكره الثَّعْلَبِيّ بِلَفْظ المُصَنّف بِتَمَامِهِ من حَدِيث ابْن عَبَّاس من غير سَنَد وَكَذَلِكَ فعل الْبَغَوِيّ
وَرَوَاهُ أَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مُعْجَمه حَدثنَا مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل الْوَسَاوِسِيُّ حَدثنَا ضَمرَة ابْن ربيعَة عَن يَحْيَى بن أبي عَمْرو الشَّيْبَانِيّ عَن أبي صَالح مولَى أم هَانِئ عَن أم هَانِئ ... فَذكره بِزِيَادَة أَلْفَاظ وَفِي آخِره فَقَالَ لَهُ الْمطعم بن عدي يَا مُحَمَّد صف لنا بَيت الْمُقَدّس فَقَالَ (دَخلته لَيْلًا وَخرجت مِنْهُ لَيْلًا) فَأَتَاهُ جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام فَصورهُ فِي جنَاحه فَجعل يَقُول (بَاب مِنْهُ كَذَا وَبَاب مِنْهُ كَذَا) يَنْعَتهُ لَهُم وَأَبُو بكر يَقُول لَهُ صدقت ثمَّ قَالُوا لَهُ أخبرنَا عَن عيرنَا فَأخْبرهُم بهَا وَقَالَ (يقدمهَا جمل أَوْرَق هَا هُوَ ذَا يطلع بَين الثَّنية) فَانْطَلقُوا فوجدوه كَمَا قَالَ فَرَمَوْهُ بِالسحرِ(2/258)
وَرَوَاهُ ابْن سعد فِي الطَّبَقَات حَدثنَا مُحَمَّد بن عمر الْوَاقِدِيّ حَدثنِي إِسْحَاق بن حَازِم عَن وهب بن كيسَان عَن أبي مرّة مولَى عقيل عَن أم هَانِئ بنت أبي طَالب ... فَذكره باخْتلَاف
قَالَ الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة وَقد رُوِيَ حَدِيث الْمِعْرَاج من طرق كَثِيرَة بأسانيد ضَعِيفَة قَالَ فَمِنْهَا مَا أخبرنَا أَبُو عبد الله الْحَافِظ وَأسْندَ إِلَى جُوَيْبِر عَن الضَّحَّاك عَن ابْن عَبَّاس قَالَ كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي بَيت أم هَانِئ رَاقِدًا وَقد صَلَّى الْعشَاء الْآخِرَة ... وَذكر حَدِيثا طَويلا
قَالَ ابْن دحْيَة فِي كِتَابه الْمُسَمَّى بالتنوير فِي مولد السراج الْمُنِير وَقد ورد حَدِيث الْإِسْرَاء من رِوَايَة عمر بن الْخطاب وَعلي وَابْن مَسْعُود وَأبي ذَر وَمَالك بن صعصعة وَأبي هُرَيْرَة وَأبي سعيد وَابْن عَبَّاس وَشَدَّاد بن أَوْس وَأبي بن كَعْب وَعبد الرَّحْمَن بن قرط وَأبي حَبَّة وَأبي لَيْلَى الْأنْصَارِيّ وَعبد الله ابْن عَمْرو وَجَابِر الْأنْصَارِيّ وَحُذَيْفَة وَبُرَيْدَة وَأبي أَيُّوب وَأبي أُمَامَة وَسمرَة ابْن جُنْدُب وَأبي الْحَمْرَاء وصهيب الرُّومِي وَعَائِشَة وَأُخْتهَا أَسمَاء وَأم هَانِئ مِنْهُم من رَوَاهُ بِطُولِهِ وَمِنْهُم من اخْتَصَرَهُ
693 - الحَدِيث الثَّالِث
عَن عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها قَالَت وَالله مَا فقد جَسَد رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَلَكِن عرج بِرُوحِهِ
قلت قَالَ مُحَمَّد بن إِسْحَاق فِي السِّيرَة حَدثنِي يَعْقُوب بن عتبَة بن الْمُغيرَة ابْن الْأَخْنَس أَن مُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان كَانَ إِذا سُئِلَ عَن مسْرى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ كَانَت رُؤْيا من الله صَادِقَة وحَدثني بعض آل أبي بكر أَن عَائِشَة كَانَت تَقول مَا فقد جَسَد رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَلَكِن أسرِي بِرُوحِهِ
انْتَهَى(2/259)
694 - الحَدِيث الرَّابِع
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه دفع إِلَى سَوْدَة بنت زَمعَة أَسِيرًا فَأقبل يَئِن بِاللَّيْلِ فَقَالَت لَهُ مَالك تَئِنُّ فَشَكَى ألم الْقد فَأَرختْ من كِتَافِهِ فَلَمَّا نَامَتْ أخرج يَده وهرب فَلَمَّا أصبح النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ دَعَا بِهِ فَأعْلم بِشَأْنِهِ فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (اللَّهُمَّ اقْطَعْ يَديهَا) فَرفعت سَوْدَة يَديهَا تتَوَقَّع الْإِجَابَة وَأَن يقطع الله يَديهَا فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام إِنِّي سَالَتْ الله أَن يَجْعَل لَعْنَتِي وَدُعَائِي عَلَى من لَا يسْتَحق من أَهلِي رَحْمَة لِأَنِّي بشر أغضب كَمَا تغْضب الْبشر فَلْتردَّ سَوْدَة يَديهَا)
قلت غَرِيب من حَدِيث سَوْدَة
وَوَقع لي عَن عَائِشَة فِي الْجُزْء الْمَعْرُوف بِجُزْء ابْن الطلابة وَأَنا أذكرهُ بسندي أخبرنَا قَاضِي الْقُضَاة عز الدَّين أَبُو عمر عبد الْعَزِيز ابْن قَاضِي الْقُضَاة بدر الدَّين أبي عبد الله بن مُحَمَّد بن الإِمَام برهَان الدَّين أبي إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بن سعد الله بن جمَاعَة الشَّافِعِي أمتع الله بِبَقَائِهِ قِرَاءَة عَلَيْهِ وَأَنا أسمع فِي شهر صفر سنة أَربع وَخمسين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ أَنا الشَّيْخ أَبُو الْمَعَالِي أَحْمد بن الإِمَام رفيع الدَّين إِسْحَاق ابْن الْمُؤَيد الإبرفوهي قَرَأَهُ عَلَيْهِ وَأَنا أسمع فِي سنة سَبْعمِائة أَنا أَبُو الْقَاسِم بن الْمُبَارك ابْن أبي الْحسن بن أبي الْحسن بن أبي الْجُود أَنا أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن أبي غَالب بن الطلابة أَنا أَبُو الْقَاسِم عبد الْعَزِيز بن عَلّي بن أَحْمد بن الْحُسَيْن الْأنمَاطِي أَنا الشَّيْخ أَبُو طَاهِر مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن الْعَبَّاس المخلص حَدثنَا أَبُو بكر بن أبي دَاوُد حَدثنَا أَحْمد بن صَالح حَدثنَا ابْن أبي فديك حَدثنِي ابْن أبي ذِئْب عَن مُحَمَّد بن عَمْرو بن عَطاء عَن ذكْوَان مولَى عَائِشَة عَن عَائِشَة زوج النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ دخل عَلَيْهَا بأسير فَلَهَتْ مَعَ نسْوَة كن عِنْدهَا حَتَّى خرج الْأَسير فَقَالَ لَهَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (مَالك) ودعا عَلَيْهَا ثمَّ خرج وَأمر النَّاس بِطَلَبِهِ فَلم يَنْشَبُوا أَن جَاءُوا(2/260)
بِهِ فَدخل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَعَائِشَة تقلب يَديهَا فَقَالَ (مَالك) قلت قد دَعَوْت عَلّي فَأَنا أنْتَظر مَتى يكون فَقَامَ عَلَيْهِ السَّلَام فَرفع يَدَيْهِ مدا ثمَّ قَالَ (اللَّهُمَّ إِنَّمَا أَنا بشر آسَف وأغضب كَمَا يغْضب الْبشر فأيما مُؤمن أَو مُؤمنَة دعوتك عَلَيْهِ بدعوة فاجعلها عَلَيْهِ زَكَاة وطهرا)
انْتَهَى
وَرَوَاهُ الْوَاقِدِيّ فِي كتاب الْمَغَازِي حَدثنِي مُوسَى بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم التَّيْمِيّ عَن أَبِيه أَخْبرنِي ذكْوَان مولَى عَائِشَة أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ دخل عَلَيْهَا بأسير وَقَالَ لَهَا (احْتَفِظِي بِهِ) قَالَت فلهوت مَعَ امْرَأَة فَخرج وَلم أشعر فَدخل النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَسَأَلَ عَنهُ فَقلت وَالله لَا أَدْرِي غفلت عَنهُ فَخرج فَقَالَ (قطع الله يدك) ثمَّ خرج عَلَيْهِ السَّلَام فصاح بِهِ فَخَرجُوا فِي طلبه حَتَّى وجدوه ثمَّ دخل فرآني وَأَنا أقلب يَدي فَقَالَ (مَالك) فَقلت أنْتَظر دعوتك
فَرفع يَدَيْهِ وَقَالَ ... إِلَى آخِره
695 - الحَدِيث الْخَامِس
فِي الحَدِيث (خير المَال سكَّة مأبورة ومهرة مأمورة)
قلت رَوَاهُ أَحْمد وَابْن أبي شيبَة والْحَارث بن أبي أُسَامَة فِي مُسْنده حَدثنَا روح بن عبَادَة حَدثنَا أَبُو نعَامَة بِهِ فِي مسنديهما وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَأَبُو عبيد ابْن الْقَاسِم بن سَلام وَإِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ فِي غريبيهما كلهم من حَدِيث أبي نعَامَة الْعَدوي وأسمه عَمْرو بن عِيسَى عَن مُسلم بن بديل عَن إِيَاس بن زُهَيْر عَن سُوَيْد بن هُبَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (خير مَال الْمَرْء مهرَة مأمورة أَو سكَّة مأبورة)
انْتَهَى
وَرَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده حَدثنَا النَّضر بن شُمَيْل حَدثنَا أَبُو نعَامَة الْعَدوي بِهِ مَوْقُوفا عَلَى سُوَيْد بن هُبَيْرَة ثمَّ قَالَ وَغير النَّضر يرفعهُ
انْتَهَى(2/261)
وَفِي التَّنْقِيح وَمُسلم بن بديل الْعَدوي وَإيَاس بن زُهَيْر أَبُو طَلْحَة ذكرهمَا ابْن أبي حَاتِم وَلم يذكر فيهمَا جرحا
وَقد رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي تَارِيخه وَقَالَ وَقَالَ معَاذ عَن أبي نعَامَة بِإِسْنَادِهِ عَن سُوَيْد بَلغنِي عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ...
قَالَ أَبُو عبيد وَالْمهرَة الْمَأْمُورَة أَي كَثِيرَة النَّسْل وَالسِّكَّة أَي النّخل الْمُصْطَفّ وَقَالَ الْمَأْبُورَة تنَاسبا لقَوْله (ارْجِعْنَ مَأْزُورَات غير مَأْجُورَات لِأَنَّهُ من التَّأْبِير وَهُوَ مَا يصلح النّخل من سقِِي وَغَيره
696 - الحَدِيث السَّادِس
رُوِيَ أَن رجلا من الْمُشْركين قَالَ لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِنِّي أرَى أَمرك هَذَا حَقِيرًا فَقَالَ إِنَّه سيأمر)
قلت غَرِيب جدا وَلَو اسْتشْهد الصِّنْف بِحَدِيث الصَّحِيحَيْنِ لَكَانَ أولَى أَخْرجَاهُ فِي كتاب النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِلَى هِرقل وَفِيه قَالَ أَبُو سُفْيَان فَلَمَّا خرجنَا قلت لِأَصْحَابِي لقد أَمر أَمر ابْن أبي كَبْشَة إِنَّه لَيَخَافهُ ملك بني الْأَصْفَر وَالله مَا زلت مُسْتَيْقنًا أَن أمره سَيظْهر حَتَّى أَدخل الله قلبِي الْإِسْلَام ... الحَدِيث بِطُولِهِ
وَالْمُصَنّف اسْتدلَّ بِهَذَا الحَدِيث وَالَّذِي قبله لمن فسر قَوْله أمرنَا مُتْرَفِيهَا بِمَعْنى كَثرْنَا أَخْرجَاهُ عَن ابْن عَبَّاس عَن أبي سُفْيَان(2/262)
697 - الحَدِيث السَّابِع
قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (فَمن كَانَت هجرته إِلَى الله وَرَسُوله فَهجرَته إِلَى الله وَرَسُوله وَمن كَانَت هجرته لدُنْيَا يُصِيبهَا أَو امْرَأَة يَتَزَوَّجهَا فَهجرَته إِلَى مَا هَاجر إِلَيْهِ)
قلت رَوَاهُ الْأَئِمَّة السِّتَّة فِي كتبهمْ من حَدِيث عمر بن الْخطاب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (إِنَّمَا الْأَعْمَال بِالنِّيَّاتِ وَلكُل امْرِئ مَا نَوى فَمن كَانَت هجرته إِلَى الله وَرَسُوله فَهجرَته إِلَى الله وَرَسُوله وَمن كَانَت هجرته إِلَى دنيا يُصِيبهَا أَو امْرَأَة يَتَزَوَّجهَا فَهجرَته إِلَى مَا هَاجر إِلَيْهِ)
انْتَهَى
698 - قَوْله قَالَت عَائِشَة نَحَلَنِي أَبُو بكر كَذَا
قلت رَوَاهُ مَالك فِي الْمُوَطَّأ أخبرنَا ابْن شهَاب الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة أَن أَبَا بكر نَحَلَنِي جذاذ عشْرين وسْقا من مَاله بِالْعَالِيَةِ فَلَمَّا حَضرته الْوَفَاة قَالَ مَا من النَّاس أحد أحب إِلَى ... الحَدِيث وَسَيَأْتِي تَمَامه فِي سُورَة فاطر
699 - الحَدِيث الثَّامِن
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (رضَا الله من رضَا الْوَالِدين وَسخطه فِي سَخَطِهِمَا)
قلت رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي كِتَابه فِي بَاب الْبر والصلة من حَدِيث خَالِد بن الْحَارِث حَدثنَا شُعْبَة عَن يعلي بن عَطاء عَن أَبِيه عَن عبد الله بن عَمْرو عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (إِن رضَا الرب فِي رضَا الْوَالِد وَسخط الرب فِي سخط الْوَالِد)
انْتَهَى
ثمَّ أخرجه عَن مُحَمَّد بن جَعْفَر غنْدر حَدثنَا شُعْبَة بِهِ مَوْقُوفا قَالَ وَهَذَا أصح(2/263)
وَلَا نعلم أحدا رَفعه غير خَالِد بن الْحَارِث عَن شُعْبَة وخَالِد ثِقَة مَأْمُون
انْتَهَى
وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الأول من الْقسم الأول بِسَنَد التِّرْمِذِيّ وَمَتنه
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده وَقَالَ لَا نعلم أحدا أسْندهُ إِلَّا خَالِد بن الْحَارِث عَن شُعْبَة
انْتَهَى
قلت قد تَابعه جمَاعَة فَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي كتاب الْبر والصلة من طَرِيق أَحْمد بن حَنْبَل حَدثنَا عبد الرَّحْمَن بن مهْدي حَدثنَا شُعْبَة بِهِ مَرْفُوعا وَقَالَ حَدِيث صَحِيح عَلَى شَرط مُسلم وَلم يخرجَاهُ
انْتَهَى
وَرَوَاهُ أَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مُسْنده من حَدِيث أبي إِسْحَاق الْفَزارِيّ عَن شُعْبَة بِهِ مَرْفُوعا
وَرَوَاهُ البُخَارِيّ فِي كِتَابه الْمُفْرد فِي الْأَدَب حَدثنَا آدم بن أبي إِيَاس حَدثنَا شُعْبَة بِهِ مَوْقُوفا
وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب الْخَامِس وَالْخمسين من حَدِيث الْقَاسِم بن سليم الصَّواف عَن شُعْبَة بِهِ مَرْفُوعا
وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ أَيْضا من حَدِيث الْحُسَيْن بن الْوَلِيد حَدثنَا شُعْبَة بِهِ مَرْفُوعا ثمَّ قَالَ ورويناه أَيْضا من حَدِيث خَالِد بن الْحَارِث وَأبي إِسْحَاق الْفَزارِيّ وَزيد ابْن الزَّرْقَاء وَغَيرهم مَرْفُوعا
انْتَهَى
وَرَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده فِي الزَّوَائِد عقيب مُسْند ابْن مَسْعُود من حَدِيث ابْن عمر فَقَالَ حَدثنَا الْحسن بن عَلّي بن يزِيد بن أبي يزِيد الْأنْصَارِيّ حَدثنَا عصمَة بن مُحَمَّد بن فضَالة بن عبيد الْأنْصَارِيّ عَن يَحْيَى بن سعيد الْأنْصَارِيّ عَن سَالم بن عبد الله بن عمر عَن أَبِيه عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (رضَا الرب فِي رضَا الْوَالِد وَسخط الرب من سخط الْوَالِد)
انْتَهَى
وَقَالَ لَا نعلم رَوَاهُ عَن يَحْيَى بن سعيد إِلَّا عصمَة بن مُحَمَّد
انْتَهَى(2/264)
700 - الحَدِيث التَّاسِع
رُوِيَ يفعل الْبَار مَا شَاءَ أَن يفعل فَلَنْ يدْخل النَّار وَيفْعل الْعَاق مَا شَاءَ أَن يفعل فَلَنْ يدْخل الْجنَّة
قلت رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي الْحِلْية فِي تَرْجَمَة أبي الْعَبَّاس الطوسي فَقَالَ حَدثنَا حبيب بن الْحسن حَدثنَا أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن مُحَمَّد بن مَسْرُوق الطوسي حَدثنَا يَعْقُوب ابْن إِسْحَاق حَدثنَا أَحْمد بن عبيد الله الغزاني حَدثنَا مُحَمَّد بن السماك عَن عَائِذ عَن عَطاء عَن عَائِشَة قَالَ سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول (يُقَال لِلْبَارِّ اعْمَلْ مَا شِئْت فَإِنِّي سَأَغْفِرُ لَك وَيُقَال لِلْعَاقِّ اعْمَلْ مَا شِئْت فَإِنِّي لَا أَغفر لَك)
انْتَهَى
وَرَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره من حَدِيث أَحْمد بن غَالب غُلَام الْخَلِيل بن أَحْمد حَدثنَا مُحَمَّد بن سَلام السّلمِيّ حَدثنَا مُحَمَّد بن سماك الْكُوفِي عَن حَامِد بن شُرَيْح عَن عَطاء عَن عَائِشَة ... فَذكره
701 - الحَدِيث الْعَاشِر
قَالَ رجل لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِن أَبَوي بلغا من الْكبر أَلِي مِنْهُمَا مَا وليا مني فِي الصغر فَهَل قضيت لَهما قَالَ لَا فَإِنَّهُمَا كَانَا يفْعَلَانِ ذَلِك وهما يُحِبَّانِ بَقَاءَك) فَقَالَ وَأَنت تفعل ذَلِك وَأَنت تُرِيدُ مَوْتهمَا)(2/265)
702 - الحَدِيث الْحَادِي عشر
وشكا رجل إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَبَاهُ وَأَنه يَأْخُذ مَاله فَدَعَا بِهِ فَإِذا هُوَ شيخ يتَوَكَّأ عَلَى عَصا فَسَأَلَهُ فَقَالَ إِنَّه كَانَ ضَعِيفا وَأَنا قوي وَفَقِيرًا وَأَنا غَنِي فَكنت لَا أمْنَعهُ شَيْئا من مَالِي وَالْيَوْم أَنا ضَعِيف وَهُوَ قوي وَأَنا فَقير وَهُوَ غَنِي وَيبْخَل عَلّي بِمَالِه فَبَكَى عَلَيْهِ السَّلَام وَقَالَ (مَا من حجر وَلَا مدر يسمع هَذَا إِلَّا بَكَى) ثمَّ قَالَ للْوَلَد (أَنْت وَمَالك لأَبِيك)
703 - الحَدِيث الثَّانِي عشر
وشكا آخر إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ سوء خلق أمه فَقَالَ لم تكن سَيِّئَة الْخلق حِين حَملتك تِسْعَة أشهر) قَالَ إِنَّهَا سَيِّئَة الْخلق قَالَ لم تكن كَذَلِك حِين أَرْضَعتك حَوْلَيْنِ كَامِلين) قَالَ إِنَّهَا سَيِّئَة الْخلق قَالَ لم تكن كَذَلِك حِين أَسهرت لَيْلهَا وَأَظْمَأت نَهَارهَا) قَالَ لقد جَازَيْتهَا قَالَ مَا فعلت) قَالَ حججْت بهَا عَلَى عَاتِقي قَالَ (مَا جزيتهَا وَلَا طَلْقَة)(2/266)
704 - قَوْله عَن ابْن عمر أَنه رَأَى رجلا فِي الطّواف يحمل أمه وَهُوَ يَقُول
إِنَّهَا لِمَطِيَّةٍ لَا تذْعَر ... إِذا الركاب نَفرت لَا تنفر)
(مَا حَملتنِي وَأَرْضَعَتْنِي أَكثر ... الله رَبِّي ذُو الْجلَال الْأَكْبَر)
تَظُنُّنِي جزيتهَا يَا ابْن عمر قَالَ لَا وَلَا زفرَة
قلت رَوَاهُ ابْن الْمُبَارك فِي كتاب الْبر والصلة أخبرنَا شُعْبَة عَن سعيد بن أبي بردة عَن أَبِيه قَالَ كَانَ ابْن عمر يطوف بِالْبَيْتِ فَرَأَى رجلا يطوف حَامِلا أمه وَهُوَ يَقُول ... فَذكره إِلَى آخِره
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب الْخَامِس وَالْخمسين أخبرنَا أَبُو عبد الله الْحَافِظ بِسَنَدِهِ إِلَى شُعْبَة بِهِ سندا ومتنا
وَرَوَاهُ البُخَارِيّ فِي كِتَابه الْمُفْرد فِي الْأَدَب مُخْتَصر فَقَالَ حَدثنَا ابْن أبي إِيَاس حَدثنَا شُعْبَة عَن سعيد بن بن أبي بردة عَن أَبِيه أَن ابْن عمر كَانَ يطوف بِالْبَيْتِ فَرَأَى رجلا يَمَانِيا يطوف وَهُوَ حَامِلا أمه وَيَقُول
(إِنِّي لَهَا بَعِيرهَا الْمُذَلل ... إِذا ذعرت ركابهَا لم أَذْعَر)
ثمَّ قَالَ يَا ابْن عمر أَترَانِي جزيتهَا قَالَ لَا وَلَا بِزَفْرَةٍ وَاحِدَة
انْتَهَى
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ فِي غَرِيبه
705 - الحَدِيث الثَّالِث عشر
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ (إيَّاكُمْ وعقوق الْوَالِدين فَإِن الْجنَّة تُوجد رِيحهَا من مسيرَة ألف عَام وَلَا يجد رِيحهَا عَاق وَلَا قَاطع رحم وَلَا شيخ زَان وَلَا جَار إزَاره خُيَلَاء إِن الْكِبْرِيَاء لله رب الْعَالمين)(2/267)
قلت رَوَاهُ ابْن عدي فِي الْكَامِل من حَدِيث مُحَمَّد بن الْفُرَات عَن أبي إِسْحَاق عَن الْحَارِث عَن عَلّي قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (احْذَرُوا الْبَغي فَإِنَّهُ لَيْسَ من الْعقُوبَة أسْرع من عُقُوبَة الْبَغي وصلوا أَرْحَامكُم فَإِنَّهُ لَيْسَ من ثَوَاب أعجل من ثَوَاب صلَة الرَّحِم وَإِيَّاكُم وَالْيَمِين الْفَاجِرَة فَإِنَّهَا تدع الديار من أَهلهَا بَلَاقِع وَإِيَّاكُم وعقوق الْوَالِدين فَإِن الْجنَّة تُوجد رِيحهَا من مسيرَة خَمْسمِائَة عَام وَلَا يجد رِيحهَا عَاق وَلَا قَاطع رحم وَلَا جَار إزَاره خُيَلَاء إِنَّمَا الْكِبْرِيَاء لله رب الْعَالمين وَالْكذب كُله إِثْم إِلَّا مَا نَفَعت بِهِ مُسلما أَو دفعت بِهِ عَن دين فَلَا بَأْس) انْتَهَى وَأعله بِمُحَمد بن الْفُرَات وَضَعفه عَن البُخَارِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن معِين وَوَافَقَهُمْ
وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الله الْحَضْرَمِيّ حَدثنَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن طريف البَجلِيّ حَدثنَا أبي حَدثنَا مُحَمَّد بن كثير الْكُوفِي حَدثنِي جَابر الْجعْفِيّ عَن أبي جَعْفَر مُحَمَّد بن عَلّي بن حُسَيْن عَن جَابر بن عبد الله أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (اتَّقوا الله وصلوا أَرْحَامكُم فَإِنَّهُ لَيْسَ من ثَوَاب أسْرع من صلَة الرَّحِم وَإِيَّاكُم وَالْبَغي فَإِنَّهُ لَيْسَ من عُقُوبَة أسْرع من عُقُوبَة بغي وَإِيَّاكُم وعقوق الْوَالِدين فَإِن ريح الْجنَّة تُوجد من مسيرَة ألف عَام وَالله لَا يجد رِيحهَا عَاق وَلَا قَاطع رحم وَلَا شيخ زَان وَلَا جَار إزَاره خُيَلَاء إِنَّمَا الْكِبْرِيَاء لله رب الْعَالمين)
انْتَهَى
706 - الحَدِيث الرَّابِع عشر
عَن حُذَيْفَة أَنه اسْتَأْذن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي قتل أَبِيه وَهُوَ فِي صف الْمُشْركين فَقَالَ لَهُ (دَعه بلية غَيْرك)(2/268)
707 - 07الحَدِيث الْخَامِس عشر
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (إِن من أبر الْبر أَن يصل الرجل أهل ود أَبِيه)
قلت رَوَاهُ مُسلم فِي صَحِيحه فِي كتاب الْبر والصلة من حَدِيث عبد الله ابْن دِينَار عَن ابْن عمر مَرْفُوعا ... فَذكره وَفِيه قصَّة زَاد فِي لفظ آخر بعد أَن يولي
708 - الحَدِيث السَّادِس عشر
عَن عبد الله بن عمر قَالَ مر رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بِسَعْد وَهُوَ يتَوَضَّأ فَقَالَ مَا هَذَا السَّرف يَا سعد قَالَ أَو فِي الْوضُوء سرف قَالَ نعم وَإِن كنت عَلَى نهر جَار
قلت رَوَاهُ ابْن ماجة فِي سنَنه فِي الطَّهَارَة فِي بَاب مَا جَاءَ فِي الْقَصْد فِي الْوضُوء من حَدِيث ابْن لَهِيعَة عَن حييّ بن عبد الله الْمعَافِرِي عَن أبي عبد الرَّحْمَن الحبلي عَن عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مر بِسَعْد وَهُوَ يتَوَضَّأ فَقَالَ مَا هَذَا السَّرف) فَقَالَ أَفِي الْوضُوء إِسْرَاف قَالَ نعم وَإِن كنت عَلَى نهر جَار
انْتَهَى
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده وَالْبَيْهَقِيّ فِي كِتَابه شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب الْعشْرين مِنْهُ
وَلم يعزه الطَّيِّبِيّ إِلَّا لمُسْند أَحْمد
وَرَوَاهُ أَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مُسْنده بِالْإِسْنَادِ الْمَذْكُور(2/269)
709 - الحَدِيث السَّابِع عشر
كَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذا سُئِلَ شَيْئا وَلَيْسَ عِنْده أعرض عَن السَّائِل وَسكت حَيَاء
قلت غَرِيب وَيقرب مِنْهُ مَا رَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الثَّالِث من الْقسم الْوَاحِد وَالْأَرْبَعِينَ وَالْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي الْجِهَاد من حَدِيث أنس بن مَالك قَالَ كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لَا يسْأَل شَيْئا إِلَّا أعطَاهُ أَو سكت وَفِيه قصَّة حنين قَالَ الْحَاكِم صَحِيح عَلَى شَرط مُسلم وَقد ذَكرْنَاهُ بِتَمَامِهِ فِي أَحَادِيث الْهِدَايَة
وَيقرب مِنْهُ حَدِيث أَيْضا رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط حَدثنَا مُحَمَّد بن يَعْقُوب الْخَطِيب حَدثنَا يَعْقُوب بن إِسْحَاق القلوسي حَدثنَا الْحسن بن عَنْبَسَة حَدثنَا مُحَمَّد ابْن كثير الْكُوفِي عَن أبي الْعَلَاء الْخفاف عَن الْمنْهَال بن عَمْرو عَن حَبَّة العرني عَن عَلّي قَالَ كَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذا سُئِلَ شَيْئا فَأَرَادَ أَن يَفْعَله قَالَ نعم) وَإِذا أَرَادَ أَن لَا يفعل سكت وَلم يقل قطّ لشَيْء لَا فَأَتَاهُ أَعْرَابِي يَوْمًا فَسَأَلَهُ فَسكت ثمَّ سَأَلَهُ فَسكت فَقَالَ لَهُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كالمنتهر لَهُ سل مَا شِئْت) فَقَالَ أَسأَلك رَاحِلَة قَالَ لَك ذَلِك) قَالَ وَزَادا قَالَ لَك ذَلِك أَعْطوهُ مَا سَأَلَ) فَأَعْطوهُ ثمَّ قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كم بَين مَسْأَلَة الْأَعرَابِي وَمَسْأَلَة عَجُوز بني إِسْرَائِيل إِن مُوسَى لما أَمر أَن يقطع الْبَحْر فَانْتَهَى إِلَى آخِره ضربت وُجُوه الدَّوَابّ فَرَجَعت فَقَالَ مُوسَى يَا رب فَقَالَ إِنَّك عِنْد قبر يُوسُف فَاحْتمل عِظَامه مَعَك فَجعل مُوسَى لَا يدْرِي أَيْن هُوَ قَالُوا إِن كَانَ أحد يُعلمهُ فعجوز بني إِسْرَائِيل فَأرْسل إِلَيْهَا مُوسَى فَسَأَلَهَا عَنهُ فَقَالَت وَالله لَا أدلك عَلَيْهِ حَتَّى تُعْطِينِي مَا أَسأَلك فَقَالَ لَك ذَلِك قَالَت فَإِنِّي أَسأَلك أَن أكون مَعَك فِي الْجنَّة فَجعل مُوسَى يرادها فَأَوْحَى الله إِلَيْهِ أَن أعْطهَا ذَلِك فَإِنَّهُ لَا ينْقصك فَأَعْطَاهَا ودلته عَلَى الْقَبْر فَأخْرج الْعِظَام وَجَاوَزَ الْبَحْر)
انْتَهَى(2/270)
710 - الحَدِيث الثَّامِن عشر
عَن جَابر قَالَ بَينا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ جَالس إِذْ أَتَاهُ صبي فَقَالَ إِن أُمِّي تستكسيك درعا فَقَالَ من سَاعَة إِلَى سَاعَة تظهر فعد إِلَيْنَا) فَذهب إِلَى أمه فَقَالَت لَهُ قل لَهُ إِن أُمِّي تستكسيك الدرْع الَّذِي عَلَيْك فَدخل دَاره وَنزع قَمِيصه وَأَعْطَاهُ وَقعد عُريَانا وَأذن بِلَال وَانْتَظرُوا فَلم يخرج إِلَى الصَّلَاة
711 - الحَدِيث التَّاسِع عشر
رُوِيَ أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أعْطى الْأَقْرَع بن حَابِس مائَة من الْإِبِل وعيينة بن حصن فجَاء عَبَّاس بن مرداس وَأَنْشَأَ يَقُول
(أَتجْعَلُ نَهْبي وَنهب العبيد ... بَين عُيَيْنَة والأقرع)
(وَمَا كَانَ حصن وَلَا حَابِس ... يَفُوقَانِ جدي فِي مجمع)
(وَمَا كنت دون امْرِئ مِنْهُمَا ... وَمن تضع الْيَوْم لَا يرفع)
فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (يَا أَبَا بكر اقْطَعْ لِسَانه عني أعْطه مائَة من الْإِبِل) فَنزلت
قلت رَوَاهُ فِي مُسلم فِي صَحِيحه فِي كتاب الزَّكَاة من حَدِيث عَبَايَة بن رِفَاعَة عَن رَافع بن خديج قَالَ أعْطى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَبَا سُفْيَان بن حَرْب وَصَفوَان ابْن أُميَّة وعيينة بن حصن والأقرع بن حَابِس كل إِنْسَان مِنْهُم مائَة من الْإِبِل وَأعْطَى عَبَّاس بن مرداس دون ذَلِك فَقَالَ عَبَّاس بن مرداس ... فَذكر الشّعْر بِعَيْنِه قَالَ فَأَتمَّ لَهُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مائَة
انْتَهَى
إِلَّا أَنه قَالَ فِي الشّعْر بدر(2/271)
عوض حصن وَقَالَ مرداس عوض جدي وَقَالَ من يخْفض عوض وَمن يضع
وَزَاد الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة من رِوَايَة مُوسَى بن عقبَة وَابْن إِسْحَاق حَدثنَا عبد الله بن أبي بكر بن حزم وَغَيره ... فَذكر الْقِصَّة وَفِي آخرهَا اذْهَبُوا فَاقْطَعُوا عني لِسَانه فوادوه حَتَّى رَضِي فَكَانَ ذَلِك قطع لِسَانه
وَكَذَلِكَ ذكره ابْن هِشَام فِي سيرته فِي غَزْوَة الطَّائِف من قَول ابْن إِسْحَاق
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن سعد فِي الطَّبَقَات فِي تَرْجَمَة الْعَبَّاس بن مرداس من قَول عُرْوَة بن الزُّبَيْر وَمن قَول عبد الرَّحْمَن بن أبي الزِّنَاد ... فَذكر الْقِصَّة وفيهَا أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (اقْطَعُوا لِسَانه عني) فَأعْطَاهُ مائَة من الْإِبِل وَيُقَال خمسين وَفِي رِوَايَة عُرْوَة فَأعْطَاهُ حلَّة
وَرَوَاهُ الْوَاقِدِيّ فِي كتاب الْمَغَازِي غَزْوَة هوَازن حَدثنَا ابْن أبي الزِّنَاد قَالَ وَأعْطَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَوْمئِذٍ الْأَقْرَع بن حَابِس مائَة من الْإِبِل وَأعْطَى عُيَيْنَة الْفَزارِيّ أَيْضا مائَة وَأعْطَى الْعَبَّاس بن مرداس أَرْبعا من الْإِبِل فَقَالَ يُعَاتب النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكر الشّعْر فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (اقْطَعُوا عني لِسَانه فَأَعْطوهُ مائَة من الْإِبِل)
712 - الحَدِيث الْعشْرُونَ
فِي الحَدِيث (من قفا مُؤمنا بِمَا لَيْسَ فِيهِ حَبسه الله فِي ردغة الخبال حَتَّى يَأْتِي بالمخرج)
قلت غَرِيب
وَرَوَى أَبُو دَاوُد فِي سنَنه فِي كتاب الْقَضَاء من حَدِيث عمَارَة بن غزيَّة عَن يَحْيَى بن رَاشد عَن ابْن عمر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (وَمن قَالَ فِي مُؤمن بِمَا(2/272)
لَيْسَ فِيهِ أسْكنهُ الله ردغة الخبال حَتَّى يخرج مِمَّا قَالَ) مُخْتَصر
وَرَوَى الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي كتاب الْبيُوع عَن عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (وَمن قَالَ فِي مُؤمن مَا لَيْسَ فِيهِ حَبسه الله فِي ردغة الخبال حَتَّى يَأْتِي بالمخرج) مُخْتَصر وَصَححهُ
وَرَوَى أَحْمد فِي مُسْنده وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب الثَّالِث وَالْخمسين وَأَبُو نعيم فِي الْحِلْية فِي تَرْجَمَة عبد الله بن الْمُبَارك عَنهُ عَن يَحْيَى بن أَيُّوب عَن عبد الله بن سُلَيْمَان أَن إِسْمَاعِيل بن يَحْيَى الْمعَافِرِي حَدثهُ عَن سهل بن معَاذ بن أنس عَن أَبِيه قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من قفا مُؤمنا بِمَا لَيْسَ فِيهِ يُرِيد شينه بِهِ حَبسه الله عَلَى جسر جَهَنَّم حَتَّى يخرج مِمَّا قَالَ)) مُخْتَصر
وَلَفظ المُصَنّف رَوَاهُ أَبُو عبيد الْقَاسِم بن سَلام فِي غَرِيب الحَدِيث من قَول حسان بن عَطِيَّة قَالَ حَدثنَا مُحَمَّد بن كثير عَن الْأَوْزَاعِيّ عَن حسان بن عَطِيَّة قَالَ من قفا مُؤمنا بِمَا لَيْسَ فِيهِ وَقفه الله فِي ردغة الخبال حَتَّى يَأْتِي بالمخرج مِنْهُ
انْتَهَى قَالَ والقفو الْقَذْف يُقَال قَفَوْت الرجل أَقْفُوهُ إِذا قَذَفته
انْتَهَى
وَلم يُورِدهُ صَاحب النِّهَايَة إِلَّا من قَول حسان بن عَطِيَّة
وَرَوَى الطَّبَرَانِيّ فِي الْجُزْء الَّذِي جمعه من أَحَادِيث حَمْزَة الزيات عَن حَمْزَة الْجَزرِي عَن مطر الْوراق عَن نَافِع عَن ابْن عمر قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من قذف مُؤمنا أَو مُؤمنَة حبس فِي ردغة الخبال حَتَّى يَأْتِي الله بالمخرج) مُخْتَصر وَرَوَاهُ فِي مُسْند الشاميين من حَدِيث مطر الْوراق عَن عَطاء الْخُرَاسَانِي عَن نَافِع عَن ابْن عمر نَحوه سَوَاء
713 - الحَدِيث الْحَادِي وَالْعشْرُونَ
رُوِيَ أَنه لما تزاحف الْفَرِيقَانِ يَوْم بدر وَرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي الْعَريش مَعَ أبي بكر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه كَانَ يَدْعُو وَيَقُول (اللَّهُمَّ إِنِّي أَسأَلك عَهْدك وَوَعدك) ثمَّ خرج وَعَلِيهِ الدرْع يحرض النَّاس وَيَقُول(2/273)
سَيهْزمُ الْجمع وَيُوَلُّونَ الدبر
وَلَعَلَّ الله تَعَالَى أرَاهُ مصَارِعهمْ فِي مَنَامه فَكَانَ يَقُول حِين ورد مَاء بدر (وَالله لكَأَنِّي أنظر إِلَى مصَارِع الْقَوْم) وَهُوَ يومي إِلَى الأَرْض وَيَقُول (هَذَا مصرع فلَان هَذَا مصرع فلَان) فَتَسَامَعَتْ قُرَيْش بِمَا أوحى إِلَى رَسُول الله من أَمر بدر وَمَا أرِي فِي مَنَامه من مصَارِعهمْ وَكَانُوا يَضْحَكُونَ ويستسخرون
قلت غَرِيب بِهَذَا اللَّفْظ وَفِي الصَّحِيحَيْنِ بعضه فروَى البُخَارِيّ فِي الْمَغَازِي عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ وَهُوَ فِي قبَّة يَوْم بدر (اللَّهُمَّ إِنِّي أنْشدك عَهْدك وَوَعدك اللَّهُمَّ إِن تشَاء لَا تعبد الْيَوْم) فَأخذ أَبُو بكر بِيَدِهِ فَقَالَ حَسبك فَخرج وَهُوَ يَقُول سَيهْزمُ الْجمع وَيُوَلُّونَ الدبر
انْتَهَى
وَرَوَى مُسلم فِي الْمَغَازِي فِي قصَّة الطَّائِف عَن أنس قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (هَذَا مصرع فلَان) وَيَضَع يَده عَلَى الأَرْض هَاهُنَا وَهَاهُنَا قَالَ فَمَا مَاطَ أحدهم عَن مَوضِع يَد رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ
714 - الحَدِيث الثَّانِي وَالْعشْرُونَ
قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (يَا خيل الله ارْكَبِي)
قلت رَوَاهُ الْحَازِمِي فِي كِتَابه النَّاسِخ والمنسوخ فِي بَاب حَدِيث الْمثلَة حَدثنَا مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْفَارِسِي أَنا يَحْيَى بن عبد الْوَهَّاب أَنا مُحَمَّد بن أَحْمد الْكَاتِب أَنا عبد الله بن مُحَمَّد حَدثنَا إِسْحَاق بن أَحْمد حَدثنَا مُحَمَّد بن عَلّي بن الْحسن بن شَقِيق(2/274)
سَمِعت أبي يَقُول حَدثنَا أَبُو حَمْزَة عَن عبد الْكَرِيم وَسُئِلَ عَن أَبْوَال الْإِبِل فَقَالَ حَدثنِي سعيد بن جُبَير عَن الْمُحَاربين فَقَالَ كَانَ نَاس أَتَوا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالُوا نُبَايِعك عَلَى الْإِسْلَام فَبَايعُوهُ وهم كذبة لَيْسَ الْإِسْلَام يُرِيدُونَ ثمَّ قَالُوا إِنَّا نَجْتَوِي الْمَدِينَة فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام هَذِه اللقَاح تَغْدُو عَلَيْكُم وَتَروح فَاشْرَبُوا من أَلْبَانهَا وَأَبْوَالهَا) فَبَيْنَمَا هم كَذَلِك إِذْ جَاءَ الصَّرِيخ إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بِأَن قتلوا الرَّاعِي وَسَاقُوا النعم فَأمر النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَنُوديَ فِي النَّاس (يَا خيل الله ارْكَبِي) فَرَكبُوا لَا ينْتَظر فَارس فَارِسًا وَركب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَلَى أَثَرهم فَلم يزَالُوا فِي طَلَبهمْ حَتَّى أَدْركُوهُم فَقتل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَقطع وَسمر الْأَعْين قَالَ وَمَا مثل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قبل وَلَا بعد وَنَهَى عَن الْمثلَة وَكَانَ أنس بن مَالك يَقُول نَحْو ذَلِك غير أَنه قَالَ وَأَحْرَقَهُمْ بالنَّار بَعْدَمَا قَتلهمْ
انْتَهَى
وَفِي عُيُون الْأَثر لأبي الْفَتْح الْيَعْمرِي فِي بَاب غَزْوَة بني قُرَيْظَة قَالَ وَرَوَى ابْن عَابِد أَخْبرنِي الْوَلِيد بن مُسلم أَخْبرنِي سعيد بن بشير عَن قَتَادَة قَالَ بعث رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَوْم الْأَحْزَاب مناديا يُنَادي (يَا خيل الله ارْكَبِي)
انْتَهَى
وَعَجِيب من السُّهيْلي كَيفَ عزا هَذِه اللَّفْظَة لمُسلم ذكره فِي الرَّوْض الْأنف فِي أول غَزْوَة حنين وَهِي أَوَاخِر الْكتاب
وَأما أَبُو دَاوُد فَإِنَّهُ قَالَ فِي كتاب الْجِهَاد فِي سنَنه بَاب النداء عِنْد النفير (يَا خيل الله ارْكَبِي)
ثمَّ رَوَى بِسَنَدِهِ عَن سَمُرَة بن جُنْدُب أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ سَمّى خَيْلنَا خيل الله وَفِيه نظر لمن تَأمله(2/275)
وَهُوَ فِي مُسْتَدْرك الْحَاكِم من قَول عَلّي رَوَاهُ فِي تَفْسِير سُورَة الْإِسْرَاء من حَدِيث أبي نَضرة عَن أَسِير بن جَابر قَالَ قَالَ لي صَاحب وَأَنا بِالْكُوفَةِ هَل لَك فِي أَن تنظر رجلا ... فَذكر قصَّة أويس الْقَرنِي إِلَى أَن قَالَ فَنَادَى مُنَادِي عَلّي يَا خيل الله ارْكَبِي وَأَبْشِرِي ... الحَدِيث بِطُولِهِ
وَهُوَ فِي كتاب الرِّدَّة لِلْوَاقِدِي من قَول خَالِد بن الْوَلِيد فَقَالَ حَدثنِي مُحَمَّد ابْن صَالح بن دِينَار عَن عَاصِم بن عمر بن قَتَادَة عَن مَحْمُود بن لبيد أَن خَالِد بن الْوَلِيد قَالَ لأَصْحَابه يَوْم الْيَمَامَة يَا خيل الله ارْكَبِي فَرَكبُوا وَسَارُوا إِلَى بني حنيفَة فَقَتَلُوهُمْ وَأسرُوهُمْ
مُخْتَصر
715 - الحَدِيث الثَّالِث وَالْعشْرُونَ
قَالَ المُصَنّف فِي الرَّد عَلَى أهل السّنة تَفْضِيلهمْ الْبشر عَلَى الْمَلَائِكَة وَقد لَفَظُوا أَخْبَارًا مِنْهَا مَا رووا أَن الْمَلَائِكَة قَالَت رَبنَا إِنَّك أَعْطَيْت بني آدم الدُّنْيَا يَأْكُلُون مِنْهَا ويتمتعون وَلم تُعْطِنَا ذَلِك فَأَعْطِنَاهُ فِي الْآخِرَة فَقَالَ وَعِزَّتِي وَجَلَالِي لَا أجعَل ذُرِّيَّة من خلقت بيَدي كمن قلت لَهُ كن فَكَانَ
قلت هَذَا الحَدِيث رُوِيَ من حَدِيث ابْن عمر وَجَابِر
فَحَدِيث ابْن عمر رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه حَدثنَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن صَدَقَة الْبَغْدَادِيّ حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن خَالِد المصِّيصِي حَدثنَا حجاج بن مُحَمَّد الْأَعْوَر حَدثنَا أَبُو غَسَّان مُحَمَّد بن مطرف عَن صَفْوَان بن سليم عَن عَطاء بن يسَار عَن عبد الله بن عمر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (أَن الْمَلَائِكَة قَالَت يَا رب أَعْطَيْت بني آدم الدُّنْيَا يَأْكُلُون فِيهَا وَيَشْرَبُونَ وَيلبسُونَ وَنحن نُسَبِّح بحَمْدك وَلَا نَأْكُل وَلَا نشرب وَلَا نَلْهُو فَكَمَا جعلت لَهُم الدُّنْيَا فَاجْعَلْ لنا الْآخِرَة قَالَ لَا أجعَل ذُرِّيَّة من(2/276)
خلقت بيَدي كمن قلت لَهُ كن فَكَانَ)
انْتَهَى
وَرَوَاهُ فِي مُعْجَمه الْوسط حَدثنَا مُحَمَّد بن حنيفَة الوَاسِطِيّ حَدثنَا أَحْمد بن مُحَمَّد ابْن ماهان حَدثنَا أبي حَدثنَا طَلْحَة بن زيد عَن صَفْوَان بن سليم بِهِ سندا ومتنا وَقَالَ لم يروه عَن صَفْوَان إِلَّا طَلْحَة بن زيد وَأَبُو غَسَّان وَتفرد بِهِ عَن طَلْحَة مُحَمَّد بن ماهان وَتفرد بِهِ عَن أبي غَسَّان حجاج الْأَعْوَر
انْتَهَى
وَرَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي تَفْسِيره من قَول زيد بن أسلم فَقَالَ حَدثنَا معمر عَن زيد بن أسلم قَالَ قَالَت الْمَلَائِكَة يَا رَبنَا أَعْطَيْت بني آدم الدُّنْيَا يَأْكُلُون مِنْهَا وَيَتَنَعَّمُونَ وَلم تُعْطِنَا ذَلِك فَأَعْطِنَاهُ فِي الْآخِرَة فَقَالَ الله وَعِزَّتِي وَجَلَالِي لَا أجعَل صَالح ذُرِّيَّة من خلقت بيَدي كمن قلت لَهُ كن فَكَانَ
انْتَهَى
قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ فِي علله رَوَى عبد الْمجِيد بن أبي رواد عَن معمر عَن زيد ابْن أسلم عَن عَطاء بن يسَار عَن ابْن عمر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (قَالَت الْمَلَائِكَة أَي رب أَعْطَيْت بني آدم الدُّنْيَا فَأَعْطِنَا الْآخِرَة فَقَالَ الله تَعَالَى لَا أجعَل صَالح ذُرِّيَّة من خلقت بيَدي كمن قلت لَهُ كن فَكَانَ) وَقد رَوَاهُ سُرَيج بن يُونُس عَن عبد الْمجِيد فَوَقفهُ وَهُوَ أصح
انْتَهَى كَلَامه
وَرَوَاهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الْعِلَل المتناهية كَذَلِك وَقَالَ هَذَا حَدِيث لَا يَصح وَكَانَ الْحميدِي يتَكَلَّم فِي عبد الْمجِيد وَقَالَ ابْن حبَان يقلب الْأَخْبَار ويروي الْمَنَاكِير عَن الْمَشَاهِير فَاسْتحقَّ التّرْك
انْتَهَى
وَأما حَدِيث جَابر فَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي كتاب الْأَسْمَاء وَالصِّفَات فِي بَاب وَصفه تَعَالَى بِالْيَدِ أخبرنَا عَلّي بن أَحْمد بن عَبْدَانِ أَنا أَحْمد بن عبيد الصفار حَدثنَا جُنَيْد ابْن حَكِيم حَدثنَا هِشَام بن عمار حَدثنَا عبد ربه بن صَالح قَالَ سَمِعت عُرْوَة بن رُوَيْم اللَّخْمِيّ يحدث عَن جَابر بن عبد الله قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (لما خلق الله آدم وَذريته قَالَت الْمَلَائِكَة يَا رب خلقتهمْ يَأْكُلُون وَيَشْرَبُونَ وَيَنْكِحُونَ فَاجْعَلْ لَهُم الدُّنْيَا وَلنَا الْآخِرَة فَقَالَ الله لَا أجعَل من خلقت بيَدي كمن قلت(2/277)
لَهُ كن فَكَانَ) انْتَهَى
وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي كِتَابه مُسْند الشاميين حَدثنَا أَحْمد بن يعلي الدِّمَشْقِي حَدثنَا هِشَام بن عمار حَدثنَا عُثْمَان بن علاق قَالَ سَمِعت عُرْوَة بن رُوَيْم بِهِ
716 - الحَدِيث الرَّابِع وَالْعشْرُونَ
قَالَ وَمِنْهَا مَا رَوَاهُ عَن أبي هُرَيْرَة أَنه قَالَ الْمُؤمن أكْرم عَلَى الله من الْمَلَائِكَة الَّذين عِنْده
قلت رُوِيَ مَوْقُوفا كَمَا ذكره المُصَنّف
وَرُوِيَ مَرْفُوعا أَيْضا فَرَوَاهُ ابْن ماجة فِي سنَنه فِي كتاب الْفِتَن حَدثنَا هِشَام بن عمار حَدثنَا الْوَلِيد بن مُسلم حَدثنَا حَمَّاد بن سَلمَة حَدثنَا أَبُو المهزم يزِيد بن سُفْيَان عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (الْمُؤمن أكْرم عَلَى الله من بعض مَلَائكَته)
انْتَهَى
وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي أول شعب الْإِيمَان عَن أبي المهزم بِهِ مَوْقُوفا الْمُؤمن أكْرم عَلَى الله من مَلَائكَته
انْتَهَى
ثمَّ قَالَ وَأَبُو الْمَهْزُوم مَتْرُوك انْتَهَى
وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي كتاب الضُّعَفَاء وَأعله بِأبي المهزم وَقَالَ كَانَ كثير الْخَطَأ فَلَمَّا كثرت فِي رِوَايَته مُخَالفَة الْأَثْبَات خرج عَن حد الْعُدُول وَقد تَركه شُعْبَة
انْتَهَى
وَفِي حَدِيث آخر مَرْفُوع رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان عَن عبيد الله بن تَمام عَن خَالِد الْحذاء عَن بشر بن شغَاف عَن أَبِيه عَن عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (مَا شَيْء أكْرم عَلَى الله يَوْم الْقِيَامَة من ابْن آدم) قيل يَا رَسُول الله وَلَا الْمَلَائِكَة قَالَ وَلَا الْمَلَائِكَة الْمَلَائِكَة مَجْبُورُونَ كَالشَّمْسِ وَالْقَمَر)
انْتَهَى
قَالَ الْبَيْهَقِيّ تفرد بِهِ عبيد الله بن تَمام وَقد رَوَاهُ غَيره عَن خَالِد الْحذاء بِهِ مَوْقُوفا وَهُوَ الْأَصَح ثمَّ أخرجه كَذَلِك(2/278)
وَذكره الدَّارَقُطْنِيّ فِي علله وَقَالَ عبيد الله بن تَمام يروي أَحَادِيث مَقْلُوبَة وَهُوَ ضَعِيف
717 - الحَدِيث الْخَامِس وَالْعشْرُونَ
رُوِيَ أَن ثقيفا قَالَت للنَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لَا ندخل فِي أَمرك حَتَّى تُعْطِينَا خِصَالًا نفتخر بهَا عَلَى الْعَرَب لَا نَعْشِرُ وَلَا نحْشر وَلَا نجبي فِي صَلَاتنَا وكل رَبًّا فَهُوَ لنا وكل رَبًّا علينا فَهُوَ مَوْضُوع عَنَّا وَأَن تَمَتعنَا بِاللات سنة وَلَا نكسرها بِأَيْدِينَا عِنْد رَأس الْحول وَأَن تمنع من قصد وَادِينَا وَج فَعَضَدَ شَجَره فَإِذا سَأَلتك الْعَرَب لم فعلت ذَلِك فَقل إِن الله أَمرنِي بِهِ وَجَاءُوا بِكِتَابِهِمْ فَكتب (بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم هَذَا كتاب من مُحَمَّد رَسُول الله لثقيف لَا يعشرُونَ وَلَا يحشرون) فَقَالُوا وَلَا يجبونَ فَسكت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ثمَّ قَالُوا لِلْكَاتِبِ اكْتُبْ وَلَا يجبونَ وَالْكَاتِب ينظر إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَامَ عمر بن الْخطاب فسل سَيْفه وَقَالَ أسعرتم قلب نَبينَا يَا معشر ثَقِيف أَسعر الله قُلُوبكُمْ نَارا فَقَالُوا لسنا نُكَلِّم إياك إِنَّمَا نُكَلِّم مُحَمَّدًا فَنزلت 718الحَدِيث السَّادِس وَالْعشْرُونَ
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنَّهَا لما نزلت يَعْنِي قَوْله تَعَالَى وَلَوْلَا أَن ثَبَّتْنَاك الْآيَة كَانَ يَقُول (اللَّهُمَّ لَا تَكِلنِي إِلَى نَفسِي طرفَة عين)
قلت ذكره الثَّعْلَبِيّ عَن قَتَادَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ(2/279)
وَذكر الَّذِي قبله عَن ابْن عَبَّاس من غير سَنَد
719 - الحَدِيث السَّابِع وَالْعشْرُونَ
رُوِيَ أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لما هَاجر حَسَدْته الْيَهُود وكرهوا قربه مِنْهُم فَاجْتمعُوا وَقَالُوا يَا أَبَا الْقَاسِم إِن الْأَنْبِيَاء إِنَّمَا بعثوا بِالشَّام وَهِي بِلَاد مُقَدَّسَة وَكَانَت مهَاجر إِبْرَاهِيم فَلَو خرجت إِلَى الشَّام لآمَنَّا بك واتبعناك وَقد علمنَا أَنه لَا يمنعك من الْخُرُوج إِلَّا خوف الرّوم فَإِن كنت نَبيا فَالله مانعك مِنْهُم فَعَسْكَرَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَلَى أَمْيَال من الْمَدِينَة وَقيل بِذِي الحليفة حَتَّى يجْتَمع إِلَيْهِ أَصْحَابه وَيَرَاهُ النَّاس عَازِمًا عَلَى الْخُرُوج إِلَى الشَّام لِحِرْصِهِ عَلَى دُخُول النَّاس فِي دين الله فَنزلت وَإِذا لَا يلبثُونَ خِلافك فَرجع
720 - الحَدِيث الثَّامِن وَالْعشْرُونَ
رُوِيَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ (أَتَانِي جِبْرِيل لدلوك الشَّمْس حِين زَالَت الشَّمْس وَصَلى بِي الظّهْر)
قلت غَرِيب
وَبِمَعْنَاهُ مَا رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي كتاب الْمعرفَة أخبرنَا عَلّي بن أَحْمد بن عَبْدَانِ أَنا أَحْمد بن عبيد حَدثنَا أَحْمد بن عَلّي الجزار حَدثنَا سعيد بن سُلَيْمَان سَعْدَوَيْه حَدثنَا(2/280)
أَيُّوب بن عتبَة حَدثنَا أَبُو بكر بن عَمْرو بن حزم عَن عُرْوَة بن الزُّبَيْر عَن ابْن أبي مَسْعُود الْأنْصَارِيّ عَن أَبِيه أَن جِبْرِيل أَتَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حِين دلكت الشَّمْس يَعْنِي حِين زَالَت فَقَالَ لَهُ قُم فصل فَقَامَ فَصَلى الظّهْر ثمَّ ذكر بَاقِي الصَّلَوَات بأعدادهن ... ثمَّ قَالَ وَأَيوب بن عتبَة لَيْسَ بِالْقَوِيّ
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من حَدِيث يَحْيَى بن سعيد حَدثنِي أَبُو بكر مُحَمَّد بن عَمْرو بن حزم عَن عقبَة بن عَمْرو أبي مَسْعُود الْأنْصَارِيّ قَالَ جَاءَ جِبْرِيل إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ قُم فصل وَذَلِكَ لدلوك حِين مَالَتْ فَقَامَ فَصَلى الظّهْر أَرْبعا
انْتَهَى
وَرَوَاهُ كَذَلِك بشر بن عمر الزهْرَانِي حَدثنِي سَلمَة بن بِلَال حَدثنَا يَحْيَى ابْن سعيد حَدثنِي أَبُو بكر بن عَمْرو بن حزم عَن أبي مَسْعُود الْأنْصَارِيّ ... فَذكره بِلَفْظ ابْن مرْدَوَيْه وَزَاد بَاقِي الصَّلَوَات
وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ وَينظر فِي أَحَادِيث الْهِدَايَة
وَرَوَاهُ بِهَذَا السَّنَد الْبَيْهَقِيّ وَقَالَ إِنَّه مُنْقَطع لم يسمعهُ أَبُو بكر من أبي مَسْعُود وَإِنَّمَا هُوَ بَلَاغ بلغه
انْتَهَى
قَالَه فِي السّنَن
وَبِمَعْنَاهُ مَا رَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده من حَدِيث عمر بن قيس عَن الزُّهْرِيّ عَن سَالم عَن ابْن عمر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (دلوك الشَّمْس زَوَالهَا)
انْتَهَى وَقَالَ إِنَّمَا يرْوَى هَذَا الحَدِيث مَوْقُوفا عَلَى ابْن عمر وَلم يسْندهُ عَن الزُّهْرِيّ إِلَّا عمر ابْن قيس وَكَانَ لين الحَدِيث انْتَهَى
وَرَوَى الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره عَن سهل بن بكار عَن أبي عوَانَة عَن الْأسود ابْن قيس عَن نُبيح الْعَنزي عَن جَابر بن عبد الله قَالَ دَعَوْت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَمن شَاءَ من أَصْحَابه يطْعمُون عِنْدِي ثمَّ خَرجُوا حِين زَالَت الشَّمْس فَخرج النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَقَالَ اخْرُج يَا أَبَا بكر) فَهَذَا حِين دلكت الشَّمْس
انْتَهَى(2/281)
وَذكره الثَّعْلَبِيّ عَن ابْن مَسْعُود عقبه عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من غير سَنَد
721 - الحَدِيث التَّاسِع وَالْعشْرُونَ
عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ فِي الْمقَام الْمَحْمُود هُوَ الْمقَام الَّذِي أشفع فِيهِ لأمتي)
قلت رُوِيَ من حَدِيث سعد بن أبي وَقاص وَمن حَدِيث أنس وَمن حَدِيث عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ وَمن حَدِيث ابْن عمر وَمن حَدِيث ابْن مَسْعُود وَمن حَدِيث كَعْب بن مَالك وَمن حَدِيث جَابر وَمن حَدِيث الْخُدْرِيّ وَمن حَدِيث أبي هُرَيْرَة
أما حَدِيث أنس فَذكره البُخَارِيّ فِي كتاب التَّوْحِيد وَلم يصل سَنَده بِهِ فَقَالَ وَقَالَ حجاج بن منهال حَدثنَا همام حَدثنَا قَتَادَة عَن أنس قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (يجمع الله النَّاس يَوْم الْقِيَامَة فَيَهْتَمُّونَ لذَلِك الْيَوْم فَيَقُولُونَ لَو اسْتَشْفَعْنَا إِلَى رَبنَا حَتَّى يُرِيحنَا من مَكَاننَا فَيَأْتُونَ آدم عَلَيْهِ السَّلَام) إِلَى أَن قَالَ فَيَأْتُونَ عِيسَى فَيَقُول لَهُم لست هُنَاكُم ائْتُوا مُحَمَّدًا) قَالَ فَيَأْتُوني فَأَسْتَأْذِن عَلَى رَبِّي فَيُؤذن لي ثمَّ أشفع) إِلَى أَن قَالَ فَأَقُول يَا رب مَا بَقِي فِي النَّار إِلَّا من وَجب عَلَيْهِ الخلود) ثمَّ تَلا هَذِه الْآيَة عَسى أَن يَبْعَثك رَبك مقَاما مَحْمُودًا قَالَ وَهَذَا الْمقَام الَّذِي وعده نَبِيكُم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ)
مُخْتَصر
أما حَدِيث ابْن عمر فَرَوَاهُ البُخَارِيّ فِي تَفْسِيره هَذِه السُّورَة وَفِي الزَّكَاة عَنهُ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (إِن الشَّمْس لَتَدْنُو حَتَّى يبلغ الْعرق نصف الْأذن فَبَيْنَمَا هم كَذَلِك إِذْ اسْتَغَاثُوا بِآدَم فَيَقُول لست صَاحب ذَلِك ثمَّ مُوسَى فَيَقُول كَذَلِك ثمَّ بِمُحَمد فَيشفع بَين الْخلق فَيَمْشِي حَتَّى يَأْخُذ بِحَلقَة الْجنَّة فَذَلِك يَوْمئِذٍ يَبْعَثهُ الله مقَاما مَحْمُودًا
انْتَهَى
وَأما حَدِيث ابْن مَسْعُود فَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي كتاب الْفِتَن من(2/282)
حَدِيث سَلمَة بن كهيل عَن أبي الزَّعْرَاء عَن عبد الله بن مَسْعُود قَالَ يَأْذَن الله فِي الشَّفَاعَة فَيكون أول شَافِع روح الْقُدس جِبْرِيل ثمَّ إِبْرَاهِيم ثمَّ مُوسَى ثمَّ عِيسَى ثمَّ يقوم نَبِيكُم رَافعا لَا يشفع أحد بعده فِيمَا يشفع فِيهِ وَهُوَ الْمقَام الْمَحْمُود الَّذِي وعده الله عَسى أَن يَبْعَثك رَبك مقَاما مَحْمُودًا
مُخْتَصر
وَرَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده فَقَالَ حَدثنَا عَارِم بن الْفضل حَدثنَا سعيد بن زيد حَدثنَا عَلّي بن الحكم الْبنانِيّ عَن عُثْمَان بن عمر أبي الْيَقظَان عَن إِبْرَاهِيم عَن عَلْقَمَة وَالْأسود عَن ابْن مَسْعُود قَالَ جَاءَ ابْنا مليكَة إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَا إِن أمنا تكرم الزَّوْج وَتعطف عَلَى الْوَلَد وَذكر الضَّيْف غير أَنَّهَا وَأَدت فِي الْجَاهِلِيَّة فَقَالَ (أمكُمَا فِي النَّار) قَالَ فَأَدْبَرَا وَالسوء يرَى فِي وُجُوههمَا فَأمر بهما فَردا وَالسُّرُور يرَى فِي وُجُوههمَا رَجَاء أَن يكون قد حدث شَيْء فَقَالَ (أُمِّي مَعَ أمكُمَا) فقاتل رجل من الْمُنَافِقين وَمَا يُغني هَذَا عَن أمه شَيْئا وَنحن نَطَأ عقبه فَقَالَ رجل من الْأَنْصَار هَل وَعدك رَبك فِيهَا أَو فيهمَا فَقَالَ مَا شَاءَ الله رَبِّي وَمَا أَطْعمنِي فِيهِ وَإِنِّي لأَقوم الْمقَام الْمَحْمُود يَوْم الْقِيَامَة) فَقَالَ الْأنْصَارِيّ يَا رَسُول الله وَمَا ذَاك الْمقَام الْمَحْمُود قَالَ ذَاك إِذا جِيءَ بكم حُفَاة عُرَاة غرلًا) ثمَّ ذكره بِطُولِهِ
وَرَوَاهُ النَّسَائِيّ فِي التَّفْسِير حَدثنَا بنْدَار حَدثنَا غنْدر حَدثنَا شُعْبَة عَن سَلمَة ابْن كهيل حَدثنَا أَبُو الزَّعْرَاء عَن عبد الله بن مَسْعُود قَالَ يَأْذَن الله فِي الشَّفَاعَة فَيقوم نَبِيكُم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَلَا يشفع أحد بِمثل شَفَاعَته وَهُوَ الْمقَام الْمَحْمُود الَّذِي وعده الله عَسى أَن يَبْعَثك رَبك مقَاما مَحْمُودًا
انْتَهَى
وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك عَن عَلّي بن الحكم بِهِ وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ
أما حَدِيث كَعْب بن مَالك فَرَوَاهُ الْحَاكِم أَيْضا فِي الْمُسْتَدْرك من حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن كَعْب بن مَالك عَن كَعْب بن مَالك(2/283)
أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (يبْعَث الله النَّاس يَوْم الْقِيَامَة فَأَكُون أَنا وَأمتِي عَلَى تل وَيَكْسُونِي رَبِّي حلَّة خضراء ثمَّ يُؤذن لي فَأَقُول مَا شَاءَ الله أَن أَقُول فَذَلِك الْمقَام الْمَحْمُود)
انْتَهَى
وَأما حَدِيث جَابر فَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك وَأحمد فِي مُسْنده وَأخرجه مُسلم فِي الْإِيمَان عَن يزِيد الْفَقِير عَن جَابر فِي بَاب الشَّفَاعَة بِلَفْظ آخر وَيُرَاجع أَيْضا من حَدِيث إِبْرَاهِيم بن سعد عَن الزُّهْرِيّ عَن عَلّي بن الْحُسَيْن عَن جَابر بن عبد الله قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (إِذا كَانَ يَوْم الْقِيَامَة مد الله الأَرْض مد الْأَدِيم حَتَّى لَا يكون لبشر من النَّاس إِلَّا مَوضِع قَدَمَيْهِ فَأَكُون أول من يُدعَى جِبْرِيل عَن يَمِين الرَّحْمَن فَأَقُول أَي رب إِن هَذَا أَخْبرنِي أَنَّك أَرْسلتهُ إِلَيّ فَيَقُول صدق ثمَّ أشفع فَأَقُول يَا رب عِبَادك عَبَدُوك فِي أَطْرَاف الأَرْض) قَالَ (فَهُوَ الْمقَام الْمَحْمُود)
انْتَهَى
وَقَالَ صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَقد أرْسلهُ معمر عَن الزُّهْرِيّ عَن عَلّي بن الْحُسَيْن قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره ثمَّ أخرجه من طَرِيق عبد الرَّزَّاق أَنا معمر عَن الزُّهْرِيّ بِهِ كَذَلِك مُرْسلا
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي تَفْسِيره مُرْسلا
وَأما حَدِيث الْخُدْرِيّ فَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي التَّفْسِير وَابْن ماجة فِي الزّهْد من حَدِيث عَلّي بن زيد بن جدعَان عَن أبي نَضرة عَن الْخُدْرِيّ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (أَنا سيد ولد آدم يَوْم الْقِيَامَة وَلَا فَخر)
قَالَ فَيفزع النَّاس ثَلَاث فَزعَات فَيَأْتُونَ آدم) فَذكر حَدِيث الشَّفَاعَة وَفِي آخِره فَيُقَال ارْفَعْ رَأسك وَاشْفَعْ تشفع وَقل يسمع لِقَوْلِك وَهُوَ الْمقَام الْمَحْمُود الَّذِي قَالَ الله عَسى أَن يَبْعَثك رَبك مقَاما مَحْمُودًا) مُخْتَصر قَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث حسن
انْتَهَى
وَأما حَدِيث أبي هُرَيْرَة فَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي كِتَابه وَالنَّسَائِيّ وَأحمد وَابْن أبي شيبَة فِي مسنديهما عَن وَكِيع عَن دَاوُد بن يزِيد الأودي عَن أبي هُرَيْرَة(2/284)
قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي قَوْله تَعَالَى عَسى أَن يَبْعَثك رَبك مقَاما مَحْمُودًا وَسُئِلَ عَنْهَا قَالَ (هِيَ الشَّفَاعَة)
انْتَهَى
وَقَالَ حَدِيث حسن
انْتَهَى
وَمن طَرِيق ابْن أبي شيبَة رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره وَمن طَرِيق أَحْمد رَوَاهُ الواحدي فِي الْأَوْسَط
وَأما حَدِيث ابْن الْعَاصِ فَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من حَدِيث ابْن ثَوْبَان عَن عَمْرو بن شُعَيْب عَن أَبِيه عَن جده عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ قَالَ أَتَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ رجل من الْأَنْصَار فَقَالَ يَا رَسُول الله مَا الْمقَام الْمَحْمُود الَّذِي وَعدك رَبك قَالَ يحْشر النَّاس عُرَاة غرلًا) فَذكره بِطُولِهِ
وَأما حَدِيث سعد فَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه أَيْضا من حَدِيث مُحَمَّد بن الْحسن عَن أبي حنيفَة عَن عبد الْعَزِيز بن رفيع عَن مُصعب بن سعد عَن أَبِيه قَالَ سُئِلَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَن الْمقَام الْمَحْمُود فَقَالَ هُوَ الشَّفَاعَة)
انْتَهَى
722 - الحَدِيث الثَّلَاثُونَ
عَن حُذَيْفَة قَالَ يجمع النَّاس فِي صَعِيد فَلَا تكلم نَفْس فَأول مدعُو مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَيَقُول لبيْك وَسَعْديك وَالشَّر لَيْسَ إِلَيْك وَالْمهْدِي من هديت وَعَبْدك بَين يَديك وَبِك وَإِلَيْك لَا ملْجأ وَلَا منجا مِنْك إِلَّا إِلَيْك تَبَارَكت وَتَعَالَيْت سُبْحَانَكَ رب الْبَيْت) قَالَ فَهَذَا قَوْله عَسى أَن يَبْعَثك رَبك ... الْآيَة
قلت رَوَاهُ النَّسَائِيّ حَدثنَا إِسْمَاعِيل بن مَسْعُود حَدثنَا خَالِد حَدثنَا شُعْبَة عَن أبي إِسْحَاق سَمِعت صلَة بن زفر يَقُول سَمِعت حُذَيْفَة يَقُول يجمع النَّاس فِي صَعِيد وَلَا تكلم نَفْس فَأول مدعُو مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَيَقُول لبيْك وَسَعْديك وَالْخَيْر فِي يَديك وَالشَّر لَيْسَ إِلَيْك وَالْمهْدِي من هديت وَعَبْدك وَابْن عَبدك وَبِك وَإِلَيْك وَلَا ملْجأ وَلَا منجا مِنْك إِلَّا إِلَيْك تَبَارَكت وَتَعَالَيْت) فَهَذَا قَوْله عَسى أَن يَبْعَثك رَبك(2/285)
مقَاما مَحْمُودًا)
انْتَهَى
وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه عَن إِسْرَائِيل عَن أبي إِسْحَاق بِهِ وَزَاد فِيهِ سُبْحَانَكَ رب الْبَيْت كَمَا ذكره فِي الْكتاب وَقَالَ حَدِيث صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي أَبْوَاب كَلَام الصَّحَابَة فِي بَاب كَلَام حُذَيْفَة
وَكَذَلِكَ الْبَيْهَقِيّ فِي كتاب الْبَعْث والنشور
وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره عَن مُحَمَّد بن بشار عَن غنْدر عَن شُعْبَة بِهِ
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه عَن إِسْرَائِيل عَن أبي إِسْحَاق بِهِ
وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ فِي مُسْنده حَدثنَا شُعْبَة بِهِ
وَمن طَرِيق أبي دَاوُد رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي الْحِلْية فِي تَرْجَمَة حُذَيْفَة
وَرَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده عَن شُعْبَة بِهِ بِلَفْظ الْحَاكِم وَكَذَلِكَ أَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مُسْنده
723 - الحَدِيث الْحَادِي وَالثَّلَاثُونَ
رُوِيَ أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ اسْتعْمل عتاب بن أسيد عَلَى أهل مَكَّة وَقَالَ (انْطلق فقد اسْتَعْمَلْتُك عَلَى أهل الله) فَكَانَ شَدِيدا عَلَى الْمُرِيب لينًا عَلَى الْمُؤمن وَقَالَ لَا وَالله لَا أعلم مُتَخَلِّفًا يتَخَلَّف عَن الصَّلَاة فِي جمَاعَة إِلَّا ضربت عُنُقه فَإِنَّهُ لَا يتَخَلَّف عَن الصَّلَاة إِلَّا مُنَافِق فَقَالَ أهل مَكَّة يَا رَسُول الله لقد اسْتعْملت عَلَى أهل الله عتاب بن أسيد أَعْرَابِيًا جَافيا فَقَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَامُ (إِنِّي رَأَيْت فِيمَا يرَى النَّائِم كَأَن عتاب بن أسيد أَتَى بَاب الْجنَّة فَأخذ حَلقَة الْبَاب فقلقها قِلْقَالًا شَدِيدا حَتَّى فتح لَهُ فَدَخلَهَا)
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ بِإِسْنَادِهِ إِلَى الْكَلْبِيّ قَالَ سُلْطَانا نَصِيرًا عتاب بن أسيد اسْتَعْملهُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَلَى أهل مَكَّة فَقَالَ (انْطلق فقد اسْتَعْمَلْتُك عَلَى(2/286)
أهل الله ... فَذكره إِلَى آخِره سَوَاء
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره حَدثنَا مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم حَدثنَا مُحَمَّد ابْن أَحْمد الْأَشَج حَدثنَا إِسْمَاعِيل بن زيد حَدثنَا الْحُسَيْن بن حَفْص حَدثنَا إِسْمَاعِيل بن خَليفَة عَن الْكَلْبِيّ عَن أبي صَالح عَن ابْن عَبَّاس وَاجعَل لي من لَدُنْك سُلْطَانا نَصِيرًا قَالَ عتاب بن أسيد أمره رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَلَى مَكَّة ... فَذكره وَلم يذكر فِيهِ قَوْله عَلَيْهِ السَّلَام
724 - الحَدِيث الثَّانِي وَالثَّلَاثُونَ
رُوِيَ أَنه لما نزلت وَقل جَاءَ الْحق وزهق الْبَاطِل يَوْم الْفَتْح قَالَ جِبْرِيل لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ خُذ مخصرتك فَأَلْقِهَا فَجعل يَأْتِي صنما صنما وينكت بِالْمِخْصَرَةِ فِي عينه وَيَقُول جَاءَ الْحق وزهق الْبَاطِل فَينكب الصَّنَم عَلَى وَجهه حَتَّى أَلْقَاهَا جَمِيعًا وَبَقِي صنم خُزَاعَة وَكَانَ فَوق الْكَعْبَة وَكَانَ من قَوَارِير صفر فَقَالَ (يَا عَلّي ارْمِ بِهِ) وَحمله رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَرَمَى بِهِ فَكَسرهُ فَجعل أهل مَكَّة يعْجبُونَ وَيَقُولُونَ مَا رَأينَا رجلا أَسحر من مُحَمَّد
قلت غَرِيب
وَرَوَاهُ مُخْتَصرا النَّسَائِيّ فِي سنَنه الْكُبْرَى فِي خَصَائِص عَلّي حَدثنَا أَحْمد بن حَرْب حَدثنَا أَسْبَاط عَن نعيم بن حَكِيم الْمَدَائِنِي حَدثنَا أَبُو مَرْيَم قَالَ قَالَ عَلّي انْطَلَقت مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حَتَّى أَتَيْنَا الْكَعْبَة فَقَالَ لي (اجْلِسْ) فَجَلَست فَصَعدَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَلَى مَنْكِبي فَنَهَضت بِهِ فَلَمَّا رَأَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ضعْفي(2/287)
قَالَ لي (اجْلِسْ) فَجَلَست فَنزل نَبِي الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَقَالَ لي اصْعَدْ أَنْت عَلَى مَنْكِبي) فَنَهَضَ بِي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَإنَّهُ ليُخَيل لي أَنِّي لَو شِئْت لَنِلْت أفق السَّمَاء فَصَعدت عَلَى الْكَعْبَة وَعَلَيْهَا تِمْثَال من صفر أَو نُحَاس فَجعلت أعَالجهُ يَمِينا وَشمَالًا وَقُدَّام وَمن بَين يَدَيْهِ وَمن خَلفه حَتَّى إِذا اسْتَمْكَنت مِنْهُ قَالَ لي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (اقْذِفْهُ) فَقَذَفْتُ بِهِ فَكَسرته كَمَا تكسر الْقَوَارِير ثمَّ نزلت فَانْطَلَقت أَنا وَرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ نَسْتَبِق حَتَّى تَوَارَيْنَا بِالْبُيُوتِ خشيَة أَن يَلْقَانَا أحد من النَّاس
انْتَهَى
وَرَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده حَدثنَا شَبابَة حَدثنَا نعيم ... بِهِ سَوَاء
وَمن طَرِيق ابْن رَاهَوَيْه رَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه وَقَالَ فِيهِ فَصَعدت عَلَى الْكَعْبَة فَقَالَ لي (ألق صَنَمهمْ الْأَكْبَر صنم قُرَيْش) وَكَانَ نُحَاسا مُؤَبَّدًا بِأَوْتَادٍ من حَدِيد فَجعلت أعَالجهُ وَرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول جَاءَ الْحق وزهق الْبَاطِل الْآيَة قَالَ فَلم أزل أعَالجهُ حَتَّى اسْتَمْكَنت فِيهِ ... الحَدِيث
وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ
725 - الحَدِيث الثَّالِث وَالثَّلَاثُونَ
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (من لم يسْتَشف بِالْقُرْآنِ فَلَا شفَاه لَهُ)
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ أخبرنَا ابْن بَاقِل رَاقِم بن أَحْمد الْقَارِي حَدثنَا أَبُو مُحَمَّد عبد الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْحسن حَدثنَا مُحَمَّد بن أَحْمد بن مدرك البُخَارِيّ حَدثنَا عبيد الله بن وَاصل حَدثنَا مُحَمَّد بن يُوسُف حَدثنَا أَحْمد بن الْحَارِث الغساني حَدثنَا سَاكِنة ابْن الْجَعْد قَالَ سَمِعت رَجَاء الغنوي يَقُول قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من لم يسْتَشف بِالْقُرْآنِ فَلَا شفَاه الله)
انْتَهَى(2/288)
726 - الحَدِيث الرَّابِع وَالثَّلَاثُونَ
عَن ابْن بُرَيْدَة قَالَ لقد مَضَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَهُوَ لَا يعلم الرّوح
قلت فِي الْوَسِيط لِلْوَاحِدِيِّ وَقَالَ عبد الله بن بُرَيْدَة مَا بلغ الْإِنْس وَالْجِنّ ولَا الْمَلَائِكَة وَلَا الشَّيَاطِين علم الرّوح وَلَقَد مَاتَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَهُوَ لَا يعلم الرّوح
727 - الحَدِيث الْخَامِس وَالثَّلَاثُونَ
رُوِيَ أَن الْيَهُود أرْسلت إِلَى قُرَيْش أَن سلوه عَن أَصْحَاب الْكَهْف وَعَن ذِي القرنين وَعَن الرّوح فَإِن أجَاب عَنْهَا أَو سكت فَلَيْسَ بِنَبِي وَإِن أجَاب عَن بعض وَسكت عَن بعض فَهُوَ نَبِي فَبين لَهُم الْقصَّتَيْنِ وَأبْهم أَمر الرّوح وَهُوَ مُبْهَم فِي التَّوْرَاة فَنَدِمُوا عَلَى سُؤَالهمْ
قلت ذكره ابْن هِشَام فِي السِّيرَة وَالْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة أَن أهل مَكَّة بعثوا رهطا مِنْهُم إِلَى الْيَهُود يَسْأَلُونَهُمْ عَن أَشْيَاء يمْتَحنُونَ بهَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالُوا لَهُم سلوه عَن ثَلَاث فَإِن عرفهَا فَهُوَ نَبِي سلوه عَن أَقوام ذَهَبُوا فِي الأَرْض فَلَا يدْرِي مَا صَنَعُوا وَسَلُوهُ عَن رجل بلغ مَشَارِق الأَرْض وَمَغَارِبهَا وَسَلُوهُ عَن الرّوح فَلَمَّا رجعُوا سَأَلُوا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَن ذَلِك فَقَالَ (غَدا أُجِيبكُم) الحَدِيث بِطُولِهِ وَيُرَاجع
728 - الحَدِيث السَّادِس وَالثَّلَاثُونَ
رُوِيَ أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لما قَالَ لَهُم ذَلِك يَعْنِي قَوْله تَعَالَى وَمَا أُوتِيتُمْ من الْعلم إِلَّا قَلِيلا قَالُوا أَنَحْنُ مختصون بِهَذَا الْخطاب(2/289)
أم أَنْت مَعنا فِيهِ فَقَالَ بل نَحن وَأَنْتُم لم نُؤْت من الْعلم إِلَّا قَلِيلا فَقَالُوا مَا أعجب شَأْنك سَاعَة تَقول وَمن يُؤْت الْحِكْمَة فقد أُوتِيَ خيرا كثيرا وَسَاعَة تَقول هَذَا فَنزلت وَلَو أَنما فِي الأَرْض من شَجَرَة أَقْلَام ... الْآيَة
قلت ذكره الثَّعْلَبِيّ فِي سُورَة لُقْمَان هَكَذَا من غير سَنَد
وَرَوَى ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره فِي سُورَة لُقْمَان حَدثنَا مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم حَدثنَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن يَعْقُوب بن مهْرَان حَدثنَا سَعْدَان بن نصر حَدثنَا عَلّي ابْن عَاصِم حَدثنَا دَاوُد بن أبي هِنْد عَن عِكْرِمَة قَالَ عَلّي لَا أعلمهُ إِلَّا عَن ابْن عَبَّاس قَالَ لما نزلت هَذِه الْآيَة وَمَا أُوتِيتُمْ من الْعلم إِلَّا قَلِيلا ... فَذكره بتغيير وَزِيَادَة وَنقص وَتَطْوِيل
729 - الحَدِيث السَّابِع وَالثَّلَاثُونَ
قيل لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَيفَ يَمْشُونَ عَلَى وُجُوههم فَقَالَ (إِن الَّذِي أَمْشَاهُم عَلَى أَقْدَامهم قَادر عَلَى أَن يُمشيهمْ عَلَى وُجُوههم)
قلت رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي كِتَابه من حَدِيث عَلّي بن زيد بن جدعَان عَن أَوْس بن خَالِد عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (يحْشر النَّاس يَوْم الْقِيَامَة ثَلَاثَة أَصْنَاف صنفا مشَاة وَصِنْفًا ركبانا وَصِنْفًا عَلَى وُجُوههم) قيل يَا رَسُول الله وَكَيف يَمْشُونَ عَلَى وُجُوههم قَالَ (إِن الَّذِي أَمْشَاهُم عَلَى أَقْدَامهم قَادر عَلَى أَن يُمشيهمْ عَلَى وُجُوههم أما إِنَّهُم يَتَّقُونَ بِوُجُوهِهِمْ كل حدب وَشَوْك) انْتَهَى
وَقَالَ حَدِيث حسن
وَرَوَاهُ أَحْمد وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَأَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ وَالْبَزَّار فِي مسانيدهم قَالَ الْبَزَّار وَلَا نعلمهُ يرْوَى عَن أبي هُرَيْرَة إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَاد
انْتَهَى(2/290)
وَمن طَرِيق أبي دَاوُد الطَّيَالِسِيّ رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي كتاب الْبَعْث والنشور
والْحَدِيث مَعْنَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي الرقَاق وَمُسلم فِي التَّوْبَة عَن أنس أَن رجلا قَالَ يَا رَسُول الله كَيفَ يحْشر الْكَافِر عَلَى وَجهه قَالَ (أَلَيْسَ الَّذِي أَمْشَاهُ عَلَى الرجلَيْن فِي الدُّنْيَا قَادر عَلَى أَن يمْشِيه عَلَى وَجهه يَوْم الْقِيَامَة) قَالَ قَتَادَة بلَى وَعزة رَبنَا
انْتَهَى
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بِلَفْظ الْكتاب فَقَالَ حَدثنَا مُحَمَّد بن عَلّي بن دُحَيْم حَدثنَا أَحْمد بن حَازِم أَنا يعلي بن عبيد حَدثنَا إِسْمَاعِيل بن أبي خَالِد عَن نفيع أبي دَاوُد عَن أنس قَالَ قيل يَا رَسُول الله كَيفَ يحْشر النَّاس عَلَى وُجُوههم قَالَ (إِن الَّذِي أَمْشَاهُم عَلَى أَرجُلهم قَادر عَلَى أَن يُمشيهمْ عَلَى وُجُوههم)
انْتَهَى
730 - قَوْله عَن ابْن مَسْعُود قَالَ إِن أول مَا تَفْقِدُونَ من دينكُمْ الْأَمَانَة وَآخر مَا تَفْقِدُونَ الصَّلَاة وَلْيُصَلِّينَ قوم وَلَا دين لَهُم وَإِن هَذَا الْقُرْآن لتصبحون يَوْمًا وَمَا فِيكُم مِنْهُ شَيْء فَقَالَ رجل وَكَيف ذَلِك وَقد أَثْبَتْنَاهُ فِي قُلُوبنَا وَمَصَاحِفنَا يُعلمهُ أَبْنَاؤُنَا فَقَالَ يسري عَلَيْهِ لَيْلًا فَيُصْبِح النَّاس مِنْهُ فُقَرَاء ترفع الْمَصَاحِف وَينْزع مَا فِي الْقُلُوب
قلت رَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه أخبرنَا سُفْيَان الثَّوْريّ عَن عبد الْعَزِيز ابْن رفيع عَن شَدَّاد بن معقل قَالَ سَمِعت ابْن مَسْعُود يَقُول إِن أول مَا تَفْقِدُونَ من دينكُمْ الْأَمَانَة وَآخر مَا يَبْقَى من دينكُمْ الصَّلَاة وَلْيُصَلِّينَ أَقوام وَلَا دين لَهُم وَلَينْزَعَنَّ الْقُرْآن من بَين أظْهركُم قَالُوا يَا أَبَا عبد الرَّحْمَن أَلسنا نَقْرَأ الْقُرْآن وَقد أثْبته الله فِي قُلُوبنَا وَأَثْبَتْنَاهُ فِي مَصَاحِفنَا قَالَ يُسرى عَلَى الْقُرْآن لَيْلًا فَلَا يَبْقَى فِي قلب عبد مِنْهُ شَيْء وَلَا فِي مصحف مِنْهُ شَيْء وَيُصْبِح النَّاس كَالْبَهَائِمِ ثمَّ قَرَأَ عبد الله وَلَئِن شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَينَا إِلَيْك ... الْآيَة
انْتَهَى(2/291)
وَمن طَرِيق عبد الرَّزَّاق رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَرَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي فضل الْقُرْآن وَفِي الْفِتَن وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره عَن زُهَيْر عَن عبد الْعَزِيز بِهِ
وَرَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط من حَدِيث شريك عَن عبد الْعَزِيز بِهِ
731 - الحَدِيث الثَّامِن وَالثَّلَاثُونَ
عَن صَفْوَان بن عَسَّال أَن بعض الْيَهُود سَأَلَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَن قَوْله تَعَالَى وَلَقَد آتَيْنَا مُوسَى تسع آيَات بَيِّنَات فَقَالَ (أوحى الله إِلَى مُوسَى أَن قل لبني إِسْرَائِيل لَا تُشْرِكُوا بِاللَّه شَيْئا وَلَا تَسْرِقُوا وَلَا تَزْنُوا وَلَا تقتلُوا النَّفس الَّتِي حرم الله إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا تسحرُوا وَلَا تَأْكُلُوا الرِّبَا وَلَا تَمْشُوا بِبَرِيءٍ إِلَى سُلْطَان ليَقْتُلهُ وَلَا تَقْذِفُوا مُحصنَة وَلَا تَفِرُّوا من الزَّحْف وَأَنْتُم يهود خَاصَّة لَا تعدوا فِي السبت)
قلت رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي التَّفْسِير وَفِي الاسْتِئْذَان وَالنَّسَائِيّ فِي الْمُحَاربَة وَابْن ماجة فِي الْأَدَب من حَدِيث عبد الله بن سَلمَة عَن صَفْوَان بن عَسَّال أَن يهوديين قَالَ أَحدهمَا لصَاحبه اذْهَبُوا بِنَا إِلَى هَذَا النَّبِي نَسْأَلهُ فَقَالَ لَا تقل لَهُ نَبِي فَإِنَّهُ إِن سَمعك صَارَت لَهُ أَرْبَعَة أعين فَأتيَا النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَسَأَلَاهُ عَن قَول الله تَعَالَى وَلَقَد أَتَيْنَا مُوسَى تسع آيَات بَيِّنَات فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لَا تُشْرِكُوا بِاللَّه شَيْئا وَلَا تَزْنُوا وَلَا تقتلُوا النَّفس الَّتِي حرم الله إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا تَسْرِقُوا وَلَا تسحرُوا وَلَا تَمْشُوا بِبَرِيءٍ إِلَى سُلْطَان فيقتله وَلَا تَأْكُلُوا الرِّبَا وَلَا تَقْذِفُوا مُحصنَة وَلَا تَفِرُّوا من الزَّحْف وَعَلَيْكُم يَا يهود خَاصَّة أَلا تعدوا فِي السبت) فَقبلا يَدَيْهِ وَرجلَيْهِ وَقَالا نشْهد أَنَّك نَبِي قَالَ (فَمَا يَمْنَعكُمَا) قَالَا إِن دَاوُد دَعَا الله أَلا يزَال فِي ذُريَّته نَبِي وَإِنَّا نَخَاف إِن أسلمنَا أَن تَقْتُلنَا الْيَهُود
انْتَهَى
قَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث حسن صَحِيح(2/292)
وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي كتاب الْإِيمَان وَقَالَ فِيهِ حَدِيث صَحِيح لَا نَعْرِف لَهُ عِلّة بِوَجْه من الْوُجُوه وَلم يخرجَاهُ وَلَا خرجا لِصَفْوَان شَيْئا
انْتَهَى
وَرَوَاهُ أَحْمد وَأَبُو يعلي الْموصِلِي وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَأَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ فِي مسانيدهم
من طَرِيق أبي دَاوُد الطَّيَالِسِيّ رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي الْحِلْية وَدَلَائِل النُّبُوَّة وَلم يذكر فِيهِ السحر وَكَذَلِكَ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَلم يذكر فِيهِ السحر
وَرَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي أول الْمَغَازِي
وَالْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة بِلَفْظ السّنَن
وَأحمد رَوَاهُ من طَرِيقين لم يذكر فِي احدهما قذف المحصنة وَقَالَ فِي الآخر وَلَا تَقْذِفُوا مُحصنَة أَو قَالَ لَا تَفِرُّوا من الزَّحْف شكّ شُعْبَة
والْحَدِيث فِيهِ إشْكَالَانِ
أَحدهمَا أَنهم سَأَلُوا عَن تِسْعَة وَأجَاب فِي الحَدِيث بِعشْرَة وَهَذَا لَا يرد عَلَى رِوَايَة أبي نعيم وَالطَّبَرَانِيّ لِأَنَّهُمَا لم يذكرَا فِيهِ السحر وَلَا عَلَى رِوَايَة أَحْمد أَيْضا لِأَنَّهُ لم يذكر الْقَذْف مرّة وَشك فِي أُخْرَى فَيَبْقَى الْمَعْنى فِي رِوَايَة غَيرهم أَي خُذُوا مَا سَأَلْتُمُونِي عَنهُ وَأَزِيدكُمْ مَا يخْتَص بكم لِتَعْلَمُوا وُقُوفِي عَلَى مَا يشْتَمل عَلَيْهِ كتابكُمْ
الْإِشْكَال الثَّانِي أَن هَذِه وَصَايَا فِي التَّوْرَاة لَيْسَ فِيهَا حجج عَلَى فِرْعَوْن وَقَومه فَأَي مُنَاسبَة بَين هَذَا وَبَين إِقَامَة الْبَرَاهِين عَلَى فِرْعَوْن وَمَا جَاءَ هَذَا إِلَّا من عبد الله ابْن سَلمَة فَإِن فِي حفظه شَيْئا وَتَكَلَّمُوا فِيهِ وَأَن لَهُ مَنَاكِير وَلَعَلَّ ذَيْنك الْيَهُودِيين إِنَّمَا سَأَلَا عَن الْعشْر كَلِمَات فَاشْتَبَهَ عَلَيْهِ بِالتسْعِ آيَات فَوَهم فِي ذَلِك
وَالله أعلم
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره كَذَلِك بِلَفْظ السّنَن(2/293)
732 - الحَدِيث التَّاسِع وَالثَّلَاثُونَ
رُوِيَ أَن أَبَا بكر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه كَانَ يخْفض صَوته بِالْقُرْآنِ فِي صلَاته وَيَقُول أُنَاجِي رَبِّي وَقد علم حَاجَتي وَكَانَ عمر يرفع صَوته وَيَقُول أزْجر الشَّيْطَان وَأُوقِظ الْوَسْنَان فَأمر أَبَا بكر أَن يرفع قَلِيلا وَأمر عمر أَن يخْفض قَلِيلا
قلت رُوِيَ من حَدِيث أبي قَتَادَة وَمن حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَمن حَدِيث عَلّي
وَأما حَدِيث أبي قَتَادَة فَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ فِي التَّهَجُّد من حَدِيث ابْن إِسْحَاق السيلَحِينِي أَخْبرنِي حَمَّاد بن سَلمَة عَن ثَابت الْبنانِيّ عَن عبد الله بن رَبَاح عَن أبي قَتَادَة أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ خرج لَيْلَة فَإِذا هُوَ بِأبي بكر يُصَلِّي يخْفض من صَوته وَمر بعمر بن الْخطاب وَهُوَ يُصَلِّي رَافعا صَوته قَالَ فَلَمَّا اجْتمعَا عِنْد رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ يَا أَبَا بكر مَرَرْت بك وَأَنت تصلي خَافِضًا صَوْتك) قَالَ قَالَ قد أسمعت من نَاجَيْت يَا رَسُول الله وَقَالَ لعمر بن الْخطاب مَرَرْت بك وَأَنت تصلي رَافعا صَوْتك) قَالَ يَا رَسُول الله أُوقِظ الْوَسْنَان وَأطْرد الشَّيْطَان
انْتَهَى بِلَفْظ أبي دَاوُد وَزَاد فِي رِوَايَة بِالْإِسْنَادِ الْمَذْكُور فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَا أَبَا بكر ارْفَعْ من صَوْتك شَيْئا وَقَالَ لعمر اخْفِضْ من صَوْتك شَيْئا)
انْتَهَى
وَلَفظ التِّرْمِذِيّ عَن أبي قَتَادَة أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ لأبي بكر (مَرَرْت بك وَأَنت تقْرَأ تخْفض من صَوْتك) فَقَالَ إِنِّي أسمعت من نَاجَيْت فَقَالَ ارْفَعْ قَلِيلا) وَقَالَ لعمر (مَرَرْت بك وَأَنت تقْرَأ ترفع صَوْتك) قَالَ إِنِّي أُوقِظ الْوَسْنَان وَأطْرد الشَّيْطَان قَالَ (اخْفِضْ قَلِيلا)
انْتَهَى
وَقَالَ حَدِيث غَرِيب صَحِيح وَإِنَّمَا أسْندهُ يَحْيَى بن إِسْحَاق السيلَحِينِي عَن حَمَّاد بن سَلمَة وَأكْثر النَّاس(2/294)
رَوَوْهُ هَكَذَا عَن عبد الله بن رَبَاح مُرْسلا
انْتَهَى
وَقَالَ ابْن أبي حَاتِم فِي علله سَأَلت أبي عَن حَدِيث رَوَاهُ يَحْيَى بن إِسْحَاق السيلَحِينِي عَن حَمَّاد عَن ثَابت عَن عبد الله بن رَبَاح عَن أبي قَتَادَة أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ صَلَّى الْعشَاء فَقَامَ أَبُو بكر فَقَرَأَ ... إِلَى آخِره فَقَالَ أبي أَخطَأ فِيهِ السيلَحِينِي وَالصَّحِيح عَن عبد الله بن رَبَاح أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مُرْسلا
انْتَهَى
وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الأول من الْقسم الْخَامِس حَدثنَا ابْن خُزَيْمَة أَنا أَبُو يَحْيَى مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم حَدثنَا يَحْيَى بن إِسْحَاق السيلَحِينِي
وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه كَذَلِك وَقَالَ صَحِيح عَلَى شَرط مُسلم وَلم يخرجَاهُ
وَأما حَدِيث أبي هُرَيْرَة فَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد من حَدِيث مُحَمَّد بن عَمْرو عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بِهَذِهِ الْقِصَّة لم يقل فِيهِ لأبي بكر ارْفَعْ شَيْئا وَلَا لعمر اخْفِضْ شَيْئا زَاد (وَقد سَمِعتك يَا بِلَال وَأَنت تقْرَأ من هَذِه السُّورَة وَمن هَذِه السُّور وَقَالَ كلكُمْ أصَاب)
انْتَهَى
وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان عَن الْحَاكِم بِسَنَدِهِ إِلَى مُحَمَّد بن عَمْرو بِهِ وَلم يذكر فِيهِ قصَّة بِلَال
وَأما حَدِيث عَلّي فَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب أَيْضا فَقَالَ أخبرنَا عَلّي بن أَحْمد ابْن عَبْدَانِ أَنا أَحْمد بن عبيد الصفار حَدثنَا عَبَّاس بن الْفضل حَدثنَا منْجَاب حَدثنَا ابْن أبي زَائِدَة يَحْيَى بن زَكَرِيَّا عَن أَبِيه عَن أبي إِسْحَاق عَن هَانِئ بن هَانِئ عَن عَلّي قَالَ كَانَ أَبُو بكر يُخَافت من صَوته إِذا قَرَأَ وَكَانَ عمر يجْهر بقرَاءَته فَذكر ذَلِك للنَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ لأبي بكر لم تخَافت) قَالَ إِنِّي اسْمَع من أُنَاجِي وَقَالَ لعمر لم تجْهر) قَالَ أطْرد الشَّيْطَان وَأُوقِظ الْوَسْنَان
قَالَ فَكل طيب)
انْتَهَى
وَرَوَى الطَّبَرِيّ هَذَا الحَدِيث فِي تَفْسِيره عَن مُحَمَّد بن سِيرِين قَالَ(2/295)
نبئت أَن أَبَا بكر ... فَذكره مُرْسلا وَفِيه فَقَالَ أُنَاجِي رَبِّي وَقد علم حَاجَتي ... الحَدِيث لم أجد هَذِه اللَّفْظَة إِلَّا عِنْده
733 - الحَدِيث الْأَرْبَعُونَ
كَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذا أفْصح الْغُلَام من بني عبد الْمطلب علمه هَذِه الْآيَة وَقل الْحَمد لله الَّذِي لم يتَّخذ ولدا ... إِلَى آخرهَا
قلت رَوَاهُ ابْن السّني فِي كِتَابه عمل الْيَوْم وَاللَّيْلَة أخبرنَا أَبُو مُحَمَّد عبد الله ابْن زَيْدَانَ البَجلِيّ حَدثنَا سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن عبد الْكَرِيم بن أبي أُميَّة عَن عَمْرو ابْن شُعَيْب عَن أَبِيه عَن جده قَالَ كَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذا أفْصح الْغُلَام ... إِلَى آخِره
وَمن طَرِيق ابْن السّني رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره
وَرَوَاهُ ابْن أبي شيبَة وَعبد الرَّزَّاق فِي مصنفيهما حَدثنَا سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن عبد الْكَرِيم بن أبي أُميَّة عَن عَمْرو بن شُعَيْب قَالَ كَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره معضلا لَيْسَ فِيهِ عَن أَبِيه عَن جده
734 - الحَدِيث الْحَادِي وَالْأَرْبَعُونَ
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (من قَرَأَ سُورَة بني إِسْرَائِيل فرق قلبه عِنْد ذكر الْوَالِدين كَانَ لَهُ قِنْطَار فِي الْجنَّة وَالْقِنْطَار ألف أُوقِيَّة وَمِائَتَا أُوقِيَّة)
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث ابْن عَمْرو مُحَمَّد بن جَعْفَر بن مُحَمَّد الشُّرُوطِي حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن شريك بن الْفضل الْكُوفِي حَدثنَا أَحْمد بن عبد الله بن يُونُس اليرعوبي(2/296)
حَدثنَا سَلام بن سليم حَدثنَا هَارُون بن كثير عَن زيد بن أسلم عَن أَبِيه عَن أبي أُمَامَة عَن أبي بن كَعْب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره وَلم يقل فِيهِ وَمِائَتَا أُوقِيَّة وَإِنَّمَا قَالَ وَالْقِنْطَار ألف أُوقِيَّة الْأُوقِيَّة مِنْهَا خير من الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا
انْتَهَى
رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بِسَنَدِهِ الأول فِي آل عمرَان بِلَفْظ المُصَنّف وَبِسَنَدِهِ الثَّانِي بِلَفْظ الثَّعْلَبِيّ
وَرَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط بِسَنَد الثَّعْلَبِيّ الْمَذْكُور(2/297)
سُورَة الْكَهْف(2/299)
سُورَة الْكَهْف
ذكر فِيهَا سِتَّة عشر حَدِيثا
735 - قَوْله رُوِيَ أَن مُعَاوِيَة غزا الرّوم فَمر بالكهف فَقَالَ لَو كشف لنا عَن هَؤُلَاءِ فَنَظَرْنَا إِلَيْهِم فَقَالَ لَهُ ابْن عَبَّاس لَيْسَ لَك ذَلِك قد منع الله من هُوَ خير مِنْك فَقَالَ لَو اطَّلَعت عَلَيْهِم لَوَلَّيْت مِنْهُم فِرَارًا وَلَمُلئت مِنْهُم رعْبًا
فَقَالَ مُعَاوِيَة لَا أَنْتَهِي حَتَّى أعلم علمهمْ فَبعث نَاسا لينظروهم فَلَمَّا دخلُوا جَاءَتْهُم ريح فَأَحْرَقَتْهُمْ
قلت رَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط من طَرِيق أبي بكر بن أبي شيبَة حَدثنَا يزِيد بن هَارُون حَدثنَا سُفْيَان بن حُسَيْن عَن يعلي بن مُسلم عَن سعيد بن جُبَير أَنه غزا مَعَ مُعَاوِيَة غَزْوَة الْمضيق نَحْو الرّوم فَمروا بالكهف فَقَالَ مُعَاوِيَة لَو كشف لنا ... إِلَى آخِره
736 - الحَدِيث الأول
رُوِيَ أَن عرْفجَة أُصِيب أَنفه يَوْم الْكلاب فَاتخذ أنفًا من ورق فَأَنْتن فَأمره النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَن يتَّخذ أنفًا من ذهب
قلت رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ من حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن طرفَة(2/301)
عَن عرْفجَة بن أسعد أَنه قطع أَنفه يَوْم الْكلاب فَاتخذ أنفًا من ورق ... إِلَى آخِره
وَفِيه كَلَام مَبْسُوط فِي أَحَادِيث الْهِدَايَة
737 - الحَدِيث الثَّانِي
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (هُوَ كَعَكرِ الزَّيْت) يَعْنِي الْمهل
قلت رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي كِتَابه فِي صفة جَهَنَّم من حَدِيث رشدين بن سعد عَن عَمْرو بن الْحَارِث عَن دراج أبي السَّمْح عَن سُلَيْمَان بن عَمْرو أبي الْهَيْثَم عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ كَالْمهْلِ كَعَكرِ الزَّيْت فَإِذا قرب إِلَيْهِ سَقَطت فَرْوَة وَجهه فِيهِ)
انْتَهَى وَأَعَادَهُ فِي تَفْسِير سُورَة المعارج وَقَالَ هَذَا حَدِيث غَرِيب لَا نعرفه إِلَّا من حَدِيث رشدين بن سعد وَقد تكلم فِيهِ من قبل حفظه
انْتَهَى
وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع التَّاسِع وَالسبْعين من الْقسم الثَّالِث وَالْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه كِلَاهُمَا من طَرِيق ابْن وهب أَخْبرنِي عَمْرو بن الْحَارِث عَن دراج بِهِ قَالَ الْحَاكِم صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ
وَعَن الْحَاكِم رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي الْبَعْث والنشور بِسَنَدِهِ وَمَتنه
وَرَوَاهُ أَحْمد وَأَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مسنديهما من حَدِيث ابْن لَهِيعَة عَن دراج بِهِ
738 - قَوْله قَالَت عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها لمن سَأَلَهَا عَن محرم يشد عَلَيْهِ هِمْيَانه قَالَت أوثق عَلَيْك نَفَقَتك
قلت رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي كتاب الْمَنَاسِك حَدثنَا حَفْص بن غياث عَن يَحْيَى بن سعيد عَن الْقَاسِم عَن عَائِشَة أَنَّهَا سُئِلت عَن الْهِمْيَان للْمحرمِ فَقَالَت أوثق عَلَيْك نَفَقَتك
انْتَهَى(2/302)
739 - قَوْله يُحْكَى عَن الْمَنْصُور أَنه بلغه أَن أَبَا حنيفَة خَالف ابْن عَبَّاس فِي الِاسْتِثْنَاء الْمُنْفَصِل فَغَضب عَلَيْهِ فَقَالَ أَبُو حنيفَة هَذَا يرجع عَلَيْك افْترض لمن يُبَايِعك بِالْإِيمَان أَن يخرج من عنْدك فَيَسْتَثْنِي فَاسْتَحْسَنَهُ
قلت قَول ابْن عَبَّاس رَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي كتاب الْإِيمَان وَالنُّذُور من حَدِيث الْأَعْمَش عَن مُجَاهِد عَن ابْن عَبَّاس قَالَ إِذا حلف الرجل عَلَى يَمِين فَلهُ أَن يَسْتَثْنِي وَلَو إِلَى سنة وَإِنَّمَا نزلت هَذِه الْآيَة فِي هَذَا وَاذْكُر رَبك إِذا نسيت قَالَ إِذا ذكر اسْتثْنى وَكَانَ الْأَعْمَش يَأْخُذ بهَا
انْتَهَى
وَقَالَ حَدِيث صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ
انْتَهَى
وَقَالَ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره وَمَعْنَاهُ أَنه إِذا نسي أَن يَقُول فِي كَلَامه أَو حلفه إِن شَاءَ الله وَذكر وَلَو بعد سنة فَالسنة أَن نقُول لَهُ ذَلِك ليَكُون آتِيَا بِسنة الِاسْتِثْنَاء حَتَّى وَلَو بعد الْحِنْث لَا أَنه يكون رَافعا لحنث الْيَمين وَمُسْقِطًا لِلْكَفَّارَةِ
انْتَهَى
قَالَ بعض الْعلمَاء وَهَذَا الْأَلْيَق يحمل كَلَام ابْن عَبَّاس عَلَيْهِ
وَرَوَى الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط عَن الْوَلِيد بن مُسلم عَن عبد الْعَزِيز بن الْحصين عَن ابْن أبي نجيح عَن مُجَاهِد عَن ابْن عَبَّاس فِي قَول الله تَعَالَى وَاذْكُر رَبك إِذا نسيت قَالَ إِذا نسيت الِاسْتِثْنَاء فَاسْتَثْنِ إِذا ذكرت قَالَ هِيَ لرَسُول الله خَاصَّة وَلَيْسَ لأحد منا أَن يُسْتَثْنَى إِلَّا بصلَة الْيَمين
انْتَهَى
740 - الحَدِيث الثَّالِث
فِي الحَدِيث (ليقل أحدكُم فَتَاي وَفَتَاتِي وَلَا يقل عَبدِي وَلَا أمتِي)
قلت رَوَاهُ الْجَمَاعَة إِلَّا التِّرْمِذِيّ فَرَوَاهُ البُخَارِيّ فِي الْعتْق وَمُسلم فِي الْأَلْفَاظ من الْأَدَب ... وَأَبُو دَاوُد فِي الْأَدَب وَالنَّسَائِيّ فِي الْيَوْم وَاللَّيْلَة وَابْن ماجة فِي الْأَدَب كلهم عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (لَا يقل أحدكُم أطْعم رَبك(2/303)
أَرض رَبك اسْقِ رَبك وَليقل سَيِّدي مولَايَ وَلَا يقل أحدكُم عَبدِي أمتِي وَليقل فَتَاي وَفَتَاتِي وَغُلَامِي)
انْتَهَى
وَلم يعزه الطَّيِّبِيّ إِلَّا لمُسْند أَحْمد
741 - قَوْله عَن سعيد بن جُبَير أَنه قَالَ لِابْنِ عَبَّاس إِن نَوْفًا ابْن امْرَأَة كَعْب يزْعم أَن الْخضر لَيْسَ بِصَاحِب مُوسَى وَأَن مُوسَى هُوَ مُوسَى بن مِيشَا فَقَالَ كذب عَدو الله
قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي التَّفْسِير وَمُسلم فِي فَضَائِل الْأَنْبِيَاء فِي قصَّة مُوسَى وَالْخضر من حَدِيث عَمْرو بن دِينَار عَن سعيد بن جُبَير قَالَ قلت لِابْنِ عَبَّاس إِن نَوْفًا الْبكالِي يزْعم أَن مُوسَى صَاحب الْخضر لَيْسَ هُوَ مُوسَى صَاحب بني إِسْرَائِيل فَقَالَ ابْن عَبَّاس كذب عَدو الله ثمَّ ذكر قصَّة مُوسَى وَالْخضر
انْتَهَى
وَرَوَى مُحَمَّد ابْن إِسْحَاق فِي سيرته عَن الْحسن بن عمَارَة عَن الحكم بن عُيَيْنَة عَن سعيد بن جُبَير قَالَ جَلَست عِنْد ابْن عَبَّاس وَعِنْده نفر من أهل الْكتاب فَقَالَ بَعضهم يَا أَبَا الْعَبَّاس إِن نَوْفًا ابْن امْرَأَة كَعْب يزْعم أَن مُوسَى الَّذِي طلب الْعَالم إِنَّمَا هُوَ مُوسَى بن مِيشَا فَقَالَ ابْن عَبَّاس أَنْت سمعته يَا سعيد قَالَ نعم قَالَ كذب نوف ثمَّ ذكر الْقِصَّة بِطُولِهَا
742 - الحَدِيث الرَّابِع
عَن ابْن عَبَّاس أَن نجدة الحروري كتب إِلَيْهِ كَيفَ جَازَ قَتله يَعْنِي غُلَام مُوسَى وَقد نهَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَن قتل الْولدَان فَكتب إِلَيْهِ إِن علمت من حَال الْولدَان مَا علمه عَالم مُوسَى فلك أَن تقتل
قلت الحَدِيث فِي مُسلم بِغَيْر هَذَا اللَّفْظ رَوَاهُ فِي الْجِهَاد من حَدِيث يزِيد ابْن هُرْمُز قَالَ كتب نجدة بن عَامر إِلَى ابْن عَبَّاس يسْأَله عَن العَبْد وَالْمَرْأَة يحْضرَانِ(2/304)
الْمغنم هَل يقسم لَهما وَعَن قتل الْولدَان وَعَن الْيَتِيم مَتى يَنْقَطِع عَنهُ الْيُتْم وَعَن ذَوي الْقُرْبَى من هم فَكتب إِلَيْهِ ابْن عَبَّاس سَأَلتنِي عَن العَبْد وَالْمَرْأَة يحْضرَانِ الْمغنم هَل يقسم لَهما شَيْء إنَّهُمَا ليسَا لَهما شَيْء من الْمغنم إِلَّا أَن يحْذيَا من الْغَنِيمَة وَسَأَلتنِي عَن قتل الْولدَان فَإِن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لم يقتلهُمْ إِلَّا أَن علم مِنْهُم مَا علم صَاحب مُوسَى من الْغُلَام الَّذِي قَتله وَسَأَلتنِي عَن الْيَتِيم مَتى يَنْقَطِع عَنهُ الْيُتْم فَإِنَّهُ لَا يَنْقَطِع عَنهُ اسْم الْيُتْم حَتَّى يبلغ وَيُؤْنس مِنْهُ الرشد وَسَأَلتنِي عَن ذَوي الْقُرْبَى من هم فَإنَّا زَعمنَا أَنا هم فَأَبَى علينا ذَلِك قَومنَا
انْتَهَى
رَوَاهُ من طرق فِي بَعْضهَا الْخضر عوض صَاحب مُوسَى
وَرَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده وَقَالَ الْخضر
وَرَوَاهُ أَبُو يعلي فِي مُسْنده وَقَالَ فِيهِ فَأن كنت تعلم من الْولدَان مَا يُعلمهُ عَالم مُوسَى كَانَ ذَلِك لَك وَفِي لفظ فَقلت وَلَكِن لَا تعلم فَاجْتَنِبْهُمْ
743 - الحَدِيث الْخَامِس
عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ رحم الله أخي مُوسَى اسْتَحَى فَقَالَ ذَلِك) يَعْنِي قَوْله قد بلغت من لدني عذرا
قلت رَوَى ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من حَدِيث مسلمة بن عَلْقَمَة عَن دَاوُد ابْن أبي هِنْد عَن عبد الله بن عبيد بن عُمَيْر عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَامَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام خَطِيبًا فِي بني إِسْرَائِيل ... فَذكر الحَدِيث قَالَ ابْن عَبَّاس قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (رَحْمَة الله علينا وَعَلَى مُوسَى اسْتَحَى عِنْد ذَلِك فَقَالَ إِن سَأَلتك عَن شَيْء بعْدهَا فَلَا تُصَاحِبنِي قد بلغت من لدني عذرا
انْتَهَى
بِحُرُوفِهِ
744 - الحَدِيث السَّادِس
عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (رحم الله أخي مُوسَى لَو لبث مَعَ صَاحبه لَأبْصر أعجب الْأَعَاجِيب)(2/305)
قلت رَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي كتاب الْقرَاءَات من سنَنه وَالنَّسَائِيّ فِي التَّفْسِير وَاللَّفْظ لَهُ عَن حَمْزَة الزيات عَن أبي إِسْحَاق عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس عَن أبي بن كَعْب قَالَ كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذا ذكر أحدا فَدَعَا لَهُ بَدَأَ بِنَفسِهِ فَقَالَ ذَات يَوْم (رَحْمَة الله علينا وَعَلَى مُوسَى لَو لبث مَعَ صَاحبه لَأبْصر الْعجب العاجب وَلكنه قَالَ إِن سَأَلتك عَن شَيْء بعْدهَا فَلَا تُصَاحِبنِي قد بلغت من لدني عذرا
انْتَهَى
وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه كَذَلِك
وَرَوَاهُ مُسلم فِي فَضَائِل الْأَنْبِيَاء قَرِيبا من هَذَا اللَّفْظ وَلَفظه قَالَ رَحْمَة الله علينا وَعَلَى مُوسَى لَوْلَا أَنه عجل لرَأَى الْعجب وَلَكِن أَخَذته من صَاحبه ذمَامَة فَقَالَ إِن سَأَلتك عَن شَيْء بعْدهَا فَلَا تُصَاحِبنِي قد بلغت من لدني عذرا وَلَو صَبر لرَأَى الْعجب
مُخْتَصر
745 - الحَدِيث السَّابِع
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (كَانُوا أهل قَرْيَة لِئَامًا)
قلت رَوَاهُ النَّسَائِيّ أخبرنَا مُحَمَّد بن عَلّي حَدثنَا الْفرْيَابِيّ حَدثنَا إِسْرَائِيل عَن أبي إِسْحَاق عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس عَن أبي بن كَعْب عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي قَوْله فَأَبَوا أَن يُضَيِّفُوهُمَا قَالَ (كَانُوا أهل قَرْيَة لِئَامًا)
انْتَهَى
وَهُوَ فِي مُسلم فِي فِي حَدِيث مُوسَى وَالْخضر فَانْطَلقَا حَتَّى إِذا أَتَيَا أهل قَرْيَة لِئَامًا فَطَافَا فِي الْمجَالِس فَاسْتَطْعَمَا فَأَبَوا أَن يُضَيِّفُوهُمَا
وَلَفظ النَّسَائِيّ هُوَ لفظ الْكتاب
746 - قَوْله وَكَانَ تَحْتَهُ كنز لَهما
فَقيل كنز من ذهب وَفِضة
وَقيل لوح من ذهب مَكْتُوب فِيهِ عجبت لمن يعرف الْمَوْت(2/306)
كَيفَ يفرح وَعَجِبت لمن يعرف النَّار كَيفَ يضْحك وَعَجِبت لمن يعرف الدُّنْيَا وَتَقَلُّبهَا بِأَهْلِهَا ثمَّ هُوَ يطمئن إِلَيْهَا لَا إِلَه إِلَّا الله مُحَمَّد رَسُول الله
قلت
الأول رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ من حَدِيث يزِيد بن يُوسُف الصَّنْعَانِيّ عَن يزِيد بن يزِيد ابْن جَابر عَن مَكْحُول عَن أم الدَّرْدَاء عَن أبي الدَّرْدَاء عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي قَوْله تَعَالَى وَكَانَ تَحْتَهُ كنز لَهما قَالَ ذهب وَفِضة
انْتَهَى وَسكت عَنهُ
وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه وَسكت عَنهُ وَتعقبه الذَّهَبِيّ فِي مُخْتَصره وَقَالَ يزِيد بن يُوسُف مَتْرُوك وَإِن كَانَ حَدِيثه أشبه مَا رُوِيَ فِي تَفْسِير الْكَنْز
انْتَهَى
وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَالْبَزَّار فِي مُسْنده وَقَالَ إِسْنَاده حسن وَيزِيد بن يُوسُف لَيْسَ بِهِ بَأْس وَمن قبله وَبعده ثِقَات
انْتَهَى
وَرَوَاهُ ابْن عدي فِي الْكَامِل وَأعله بِيَزِيد بن يُوسُف وَضَعفه عَن النَّسَائِيّ وَابْن معِين وَلينه هُوَ وَقَالَ وَهُوَ مَعَ ضعفه يكْتب حَدِيثه
الثَّانِي رُوِيَ مَرْفُوعا وموقوفا
فَالْمَرْفُوع رَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن سعيد الْجَوْهَرِي حَدثنَا بشر ابْن الْمُنْذر حَدثنَا الْحَارِث بن عبد الله الْيحصبِي عَن عَيَّاش بن عَبَّاس العتباني عَن ابْن حُجَيْر عَن أبي ذَر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (الْكَنْز الَّذِي ذكره الله فِي كِتَابه لوح من ذهب مَكْتُوب فِيهِ بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم عجبت لمن يعرف الْمَوْت كَيفَ يفرح وَعَجِبت لمن يعرف النَّار كَيفَ يضْحك وَعَجِبت لمن يعرف الدُّنْيَا وَتَحْوِيلهَا بِأَهْلِهَا ثمَّ هُوَ يطمئن إِلَيْهَا وَعَجِبت لمن أَيقَن بِالْقضَاءِ وَالْقدر كَيفَ ينصب فِي طلب الرزق وَعَجِبت لمن يُوقن بِالْحِسَابِ كَيفَ يعْمل الْخَطَايَا لَا إِلَه إِلَّا الله(2/307)
مُحَمَّد رَسُول الله)
انْتَهَى
وَقَالَ لَا نعلمهُ يرْوَى عَن أبي ذَر إِلَّا من هَذَا الْوَجْه بِهَذَا الْإِسْنَاد
انْتَهَى
وَالْمَوْقُوف رُوِيَ عَن ابْن عَبَّاس وَعَن عَلّي
فَحَدِيث ابْن عَبَّاس لَهُ ثَلَاث طرق
أَحدهَا عِنْد الطَّبَرَانِيّ فِي كتاب الدُّعَاء لَهُ عَن رشدين بن سعد عَن أبي حَازِم عَن ابْن عَبَّاس قَالَ الْكَنْز الَّذِي ذكره الله فِي كِتَابه لوح من ذهب ... فَذكره
وَالثَّانِي عِنْد الدَّارَقُطْنِيّ فِي غرائب مَالك عَن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن عون حَدثنَا مُحَمَّد بن صَالح بن فَيْرُوز حَدثنَا مَالك عَن نَافِع عَن ابْن عمر قَالَ سُئِلَ ابْن عَبَّاس عَن هَذِه الْآيَة وَكَانَ تَحْتَهُ كنز لَهما قَالَ لوح من ذهب ... فَذكره أَيْضا نَحوه ثمَّ قَالَ هَذَا بَاطِل عَن مَالك وجعفر بن مُحَمَّد وَمُحَمّد بن صَالح مَجْهُولَانِ
انْتَهَى
وَالثَّالِث عِنْد ابْن عدي فِي الْكَامِل عَن أبين بن سُفْيَان عَن أبي حَازِم عَن ابْن عَبَّاس نَحوه قَالَ ابْن عدي وَأبين بن سُفْيَان أَحَادِيثه كلهَا مَنَاكِير
انْتَهَى
وَحَدِيث عَلّي رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب الْخَامِس من حَدِيث جُوَيْبِر عَن الضَّحَّاك عَن النزال بن سُبْرَة عَن عَلّي بن أبي طَالب فِي قَوْله تَعَالَى وَكَانَ تَحْتَهُ كنز لَهما قَالَ لوح من ذهب مَكْتُوب فِيهِ عجبا لمن يعرف الْمَوْت كَيفَ يفرح ... إِلَى آخِره بِلَفْظ المُصَنّف سَوَاء
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره مَرْفُوعا فَقَالَ حَدثنَا عبد الرَّحْمَن بن الْحسن حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن الْحُسَيْن حَدثنَا عَتيق بن يَعْقُوب حَدثنَا عَلّي بن عبيد الله بن عمر بن عَلّي بن أبي طَالب عَن أَبِيه عَن جده يرفعهُ إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي قَوْله وَكَانَ تَحْتَهُ كنز لَهما قَالَ لوح من ذهب ... الحَدِيث
وَرَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط من حَدِيث ضرار بن صرد حَدثنَا مُحَمَّد(2/308)
ابْن مَرْوَان حَدثنَا أبان عَن أنس قَالَ سُئِلَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَن قَوْله تَعَالَى وَكَانَ تَحْتَهُ كنز لَهما قَالَ كَانَ لوح من ذهب مَكْتُوب فِيهِ) إِلَى آخِره
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَبُو حَفْص بن شاهين فِي كتاب الْجَنَائِز حَدثنَا مُحَمَّد بن هَارُون ابْن عبد الله الْحَضْرَمِيّ حَدثنَا زيد بن سعيد الوَاسِطِيّ حَدثنَا مُوسَى بن بِلَال الْعَنسِي حَدثنَا مُحَمَّد بن مَرْوَان بِهِ
747 - قَوْله قيل ملك الدُّنْيَا أَرْبَعَة مُؤْمِنَانِ الْإِسْكَنْدَر ذُو القرنين وَسليمَان ابْن دَاوُد وَكَافِرَانِ نمْرُود وَبُخْتنَصَّرَ
قلت رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي كتاب الْفَضَائِل بِسَنَدِهِ عَن مُجَاهِد قَالَ لم يملك الأَرْض كلهَا إِلَّا أَرْبَعَة مُؤْمِنَانِ وَكَافِرَانِ ... فَذكره
748 - الحَدِيث الثَّامِن
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (سمي ذَا القرنين لِأَنَّهُ طَاف قَرْني الدُّنْيَا)
قلت غَرِيب وَرَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ فِي كِتَابه المؤتلف والمختلف من قَول الزُّهْرِيّ فَقَالَ حَدثنَا مُسلم بن عبد الله الْحُسَيْنِي حَدثنَا الْخضر بن دَاوُد حَدثنَا الزُّبَيْر بن بكار حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن الْمُنْذر حَدثنِي عبد الْعَزِيز بن عمرَان عَن سُلَيْمَان بن أسيد عَن ابْن شهَاب الزُّهْرِيّ قَالَ إِنَّمَا سمي ذَا القرنين لِأَنَّهُ بلغ قرن الشَّمْس من مغْرِبهَا وَقرن الشَّمْس من مطْلعهَا فَسُمي ذَا القرنين
749 - الحَدِيث التَّاسِع
عَن أبي ذَر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ كنت رَدِيف رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ(2/309)
عَلَى جمل فَرَأَى الشَّمْس حِين غَابَتْ فَقَالَ أَتَدْرِي يَا أَبَا ذَر أَيْن تغرب هَذِه) قلت الله وَرَسُوله أعلم قَالَ (فَإِنَّهَا تغرب فِي عين حامية)
قلت رَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي سنَنه فِي كتاب الْحُرُوف من حَدِيث يزِيد بن هَارُون عَن سُفْيَان بن حُسَيْن عَن الحكم بن عتيبة عَن إِبْرَاهِيم التَّيْمِيّ عَن أَبِيه عَن أبي ذَر قَالَ كنت مَعَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَهُوَ عَلَى حمَار وَالشَّمْس عِنْد غُرُوبهَا فَقَالَ هَل تَدْرِي أَيْن تغرب هَذِه) قلت الله وَرَسُوله أعلم قَالَ (فَإِنَّهَا تغرب فِي عين حامية)
انْتَهَى
وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي كتاب الْقرَاءَات كَذَلِك إِلَّا أَنه زَاد فِي عين حامية غير مَهْمُوزَة
انْتَهَى
وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ
انْتَهَى
وَرَوَاهُ أَحْمد وَأَبُو يعلي الْموصِلِي بِلَفْظ الْبَزَّار وَابْن أبي شيبَة وَالْبَزَّار فِي مسانيدهم
وَمن طَرِيق ابْن أبي شيبَة رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بِلَفْظ أبي دَاوُد
وَزَاد الْبَزَّار قَالَ تَنْطَلِق حَتَّى تَخِر لِرَبِّهَا سَاجِدَة تَحت الْعَرْش فَإِذا كَانَ خُرُوجهَا أذن الله لَهَا فَإِذا أَرَادَ الله أَن يطْلعهَا من مغْرِبهَا حَبسهَا فَيَقُول اطلعِي من حَيْثُ غربت فَذَلِك حِين لَا ينفع نفسا إيمَانهَا
انْتَهَى
قَالَ وَقد رَوَاهُ عَن إِبْرَاهِيم التَّيْمِيّ يُونُس بن عبيد وَسليمَان الْأَعْمَش وَهَارُون ابْن سعيد وَلَا نعلم رَوَاهُ عَن الحكم بن عتيبة عَن إِبْرَاهِيم إِلَّا سُفْيَان بن حُسَيْن
انْتَهَى
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي سُورَة الْأَنْعَام عِنْد قَوْله تَعَالَى يَوْم يَأْتِي بعض آيَات رَبك
وَعَجِبت لِلْمُنْذِرِيِّ كَيفَ عزا هَذَا الحَدِيث فِي مُخْتَصره لِلصَّحِيحَيْنِ مُقَلدًا(2/310)
لأَصْحَاب الْأَطْرَاف وَحَدِيث الصَّحِيحَيْنِ لَيْسَ هُوَ هَذَا وَلَفْظهمَا عَن أبي ذَر قَالَ دخلت الْمَسْجِد حِين غَابَتْ الشَّمْس وَالنَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ جَالس فَقَالَ يَا أَبَا ذَر أَتَدْرِي أَيْن تذْهب هَذِه) قلت الله وَرَسُوله أعلم قَالَ فَإِنَّهَا تذْهب فَتَسْتَأْذِن فِي السُّجُود فَيُؤذن لَهَا وَكَأَنَّهَا قد قيل اطلعِي من حَيْثُ جِئْت فَتَطلع من مغْرِبهَا) وَهَذَا الْمَتْن لَيْسَ هُوَ متن أبي دَاوُد وَلَكِن فِيهِ بعضه
750 - الحَدِيث الْعَاشِر
عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي صفتهمْ يَعْنِي يَأْجُوج وَمَأْجُوج لَا يَمُوت أحد مِنْهُم حَتَّى ينظر إِلَى ألف ذكر من صلبه كلهم قد حمل السِّلَاح)
قلت رَاه ابْن عدي فِي الْكَامِل وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط من حَدِيث يَحْيَى بن سعيد عَن مُحَمَّد بن سعيد عَن مُحَمَّد بن إِسْحَاق عَن الْأَعْمَش عَن شَقِيق أبي وَائِل عَن حُذَيْفَة قَالَ سَأَلت النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَن يَأْجُوج وَمَأْجُوج فَقَالَ يَأْجُوج أمة وَمَأْجُوج أمة كل أمة أَرْبَعَة آلَاف أمة لَا يَمُوت الرجل مِنْهُم حَتَّى ينظر إِلَى ألف ذكر من صلبه كلهم قد حمل السِّلَاح)
انْتَهَى
قَالَ ابْن عدي هَذَا حَدِيث مُنكر مَوْضُوع وَمُحَمّد بن إِسْحَاق هَذَا لَيْسَ هُوَ صَاحب الْمَغَازِي وَإِنَّمَا هُوَ مُحَمَّد بن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عكاشة بن مَحِيض الْأَسدي
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الموضوعات ثمَّ قَالَ وَمُحَمّد بن إِسْحَاق هَذَا هُوَ الْعُكَّاشِي قَالَ ابْن معِين كَذَّاب وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ يضع الحَدِيث
انْتَهَى
وَمن هَذَا الطَّرِيق رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه والواحدي والثعلبي فِي تفاسيرهم
وَرَوَى النَّسَائِيّ فِي التَّفْسِير فِي سُورَة الْأَنْبِيَاء عَن عَمْرو بن أَوْس عَن أَبِيه قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِن يَأْجُوج وَمَأْجُوج لَهُم قدرَة يُجَامِعُونَ مَا شَاءُوا(2/311)
وَشَجر يُلَقِّحُونَ مَا شَاءُوا وَلَا يَمُوت رجل مِنْهُم إِلَّا ترك من ذُريَّته ألفا فَصَاعِدا)
انْتَهَى
وَفِي صَحِيح ابْن حبَان عَن عمرَان بن مَيْمُون الأودي عَن ابْن مَسْعُود عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (إِن يَأْجُوج وَمَأْجُوج أقل مَا يتْرك أحدهم لصلبه ألفا)
انْتَهَى
وَفِي مُسْتَدْرك الْحَاكِم فِي الْفِتَن عَن وهب بن جَابر عَن عبد الله بن عَمْرو عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (إِن يَأْجُوج وَمَأْجُوج من ولد آدم وَلنْ يَمُوت مِنْهُم رجل إِلَّا ترك من ذُريَّته ألفا فَصَاعِدا) مُخْتَصر
751 - الحَدِيث الْحَادِي عشر
عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَن رجلا أخبرهُ بِهِ يَعْنِي السد فَقَالَ لَهُ كَيفَ رَأَيْته قَالَ كَالْبردِ المحبر طَريقَة سَوْدَاء وَطَرِيقَة حَمْرَاء قَالَ قد رَأَيْته)
قلت وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره حَدثنَا بشر بن معَاذ حَدثنَا يزِيد بن هَارُون حَدثنَا سعيد بن أبي عرُوبَة عَن قَتَادَة قَالَ ذكر لنا أَن رجلا قَالَ يَا رَسُول الله قد رَأَيْت سد يَأْجُوج وَمَأْجُوج قَالَ (انْعَتْهُ لي) قَالَ كَالْبردِ المحبر طَريقَة سَوْدَاء وَطَرِيقَة حَمْرَاء قَالَ (قد رَأَيْته)
انْتَهَى
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره حَدثنَا سُلَيْمَان بن أَحْمد وَهُوَ الطَّبَرَانِيّ حَدثنَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن يَحْيَى بن حَمْزَة حَدثنَا أَبُو الْجمَاهِر حَدثنَا سعيد بن بشير عَن قَتَادَة عَن رجل عَن أبي بكرَة الثَّقَفِيّ أَن رجلا أَتَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ إِنِّي قد رَأَيْته يَعْنِي السد قَالَ كَيفَ هُوَ) قَالَ كَالْبردِ المحبر قَالَ قد رَأَيْته وَحدثنَا قَتَادَة أَنه قَالَ طَريقَة حَمْرَاء من نُحَاس وَطَرِيقَة سَوْدَاء من حَدِيد)
انْتَهَى
حَدثنَا مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم حَدثنَا عبد الله بن مُحَمَّد حَدثنَا ابْن أبي عمر حَدثنَا سُفْيَان عَن سعيد بن أبي عرُوبَة عَن قَتَادَة عَن رجل من أهل الْمَدِينَة أَنه قَالَ للنَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَا رَسُول الله قد رَأَيْت الرَّدْم الَّذِي بَين يَأْجُوج وَمَأْجُوج قَالَ(2/312)
كَيفَ رَأَيْته) قَالَ رَأَيْته مثل الْبرد الْحبرَة طَريقَة حَمْرَاء وَطَرِيقَة سَوْدَاء قَالَ رَأَيْته)
انْتَهَى
وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُسْند الشاميين بالسند الأول والمتن سَوَاء
وَرَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده بِنَقص يسير فَقَالَ حَدثنَا عَمْرو بن مَالك حَدثنَا مُحَمَّد ابْن عمرَان حَدثنَا عبد الْملك بن أبي نعَامَة الْحَنَفِيّ عَن يُوسُف بن أبي مَرْيَم الْحَنَفِيّ قَالَ بَينا أَنا قَاعد مَعَ أبي بكرَة إِذْ جَاءَ رجل فَسلم عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ أَبُو بكرَة من أَنْت قَالَ تعلم رجلا أَتَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَأخْبرهُ أَنه رَأَى الرَّدْم فَقَالَ لَهُ أَبُو بكرَة وَأَنت هُوَ قَالَ نعم قَالَ اجْلِسْ حَدثنَا قَالَ انْطَلَقت حَتَّى انْتَهَيْت إِلَى أَرض لَيْسَ لَهُم إِلَّا الْحَدِيد يَعْمَلُونَهُ فَدخلت بَيْتا فاستلقيت فِيهِ عَلَى ظَهْري وَجعلت رجْلي عَلَى جِدَاره فَلَمَّا كَانَ عِنْد الْغُرُوب سَمِعت صَوتا لم أسمع مثله فَجَلَست فَقَالَ لي رب الْبَيْت لَا تذعرن فَإِن هَذَا لَا يَضرك هَذَا صَوت قوم يَنْصَرِفُونَ هَذِه السَّاعَة من هَذَا السد ثمَّ قَالَ لي أَيَسُرُّك أَن ترَاهُ قلت نعم قَالَ فَغَدَوْت إِلَيْهِ فَإِذا ألبنه حَدِيد كل وَاحِدَة مثل الصَّخْرَة وَإِذا كَأَنَّهُ الْبرد المحبر مَسَامِيرهُ مثل الْجُذُوع فَأتيت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ صفه لي) فَقلت كَأَنَّهُ الْبرد المحبر فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام من سره أَن ينظر إِلَى رجل قد أَتَى الرّوم فَلْينْظر إِلَى هَذَا)
انْتَهَى
ثمَّ قَالَ لَا نعلم يرويهِ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ غير أبي بكرَة وَلَا نعلم لَهُ طَرِيقا غير هَذَا الطَّرِيق
انْتَهَى
752 - الحَدِيث الثَّانِي عشر
رُوِيَ أَن جُنْدُب بن زُهَيْر قَالَ لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِنِّي أعمل الْعَمَل لله فَإِذا اطلع عَلَيْهِ سرني فَقَالَ إِن الله لَا يقبل مَا شُورِكَ فِيهِ)
قلت غَرِيب وَذكره الواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول عَن ابْن عَبَّاس فَقَالَ قَالَ(2/313)
ابْن عَبَّاس نزلت هَذِه الْآيَة فَمن كَانَ يَرْجُو لِقَاء ربه فليعمل عملا صَالحا فِي جُنْدُب بن زُهَيْر أَنه قَالَ لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... إِلَى آخِره
753 - الحَدِيث الثَّالِث عشر
وَرُوِيَ أَنه قَالَ (لَهُ أَجْرَانِ أجر السِّرّ وَأجر الْعَلَانِيَة)
قلت رُوِيَ من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَمن حَدِيث أبي مَسْعُود الْأنْصَارِيّ وَمن حَدِيث أبي ذَر
فَحَدِيث أبي هُرَيْرَة رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن ماجة فِي الزّهْد من حَدِيث أبي سِنَان سعيد بن سِنَان الشَّيْبَانِيّ عَن حبيب بن أبي ثَابت عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رجل يَا رَسُول الله إِنِّي أعمل الْعَمَل فَيطلع عَلَيْهِ فَيُعْجِبنِي قَالَ (لَك أَجْرَانِ أجر السِّرّ وَأجر الْعَلَانِيَة)
انْتَهَى قَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث غَرِيب وَقد رَوَاهُ الْأَعْمَش عَن حبيب بن أبي ثَابت عَن أبي صَالح عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مُرْسلا
انْتَهَى
وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ فِي مُسْنده حَدثنَا سعيد بن سِنَان بِهِ
وَمن طَرِيقه رَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه وَأَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مُسْنده وَالْبَزَّار فِي مُسْنده وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب الْخَامِس وَالْأَرْبَعِينَ
وَقَالَ ابْن أبي حَاتِم فِي علله قَالَ أبي الصَّحِيح عِنْدِي مُرْسل
انْتَهَى
وَأما حَدِيث أبي مَسْعُود الْأنْصَارِيّ فَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه من حَدِيث سُفْيَان عَن حبيب بن أبي ثَابت عَن أبي صَالح عَن أبي مَسْعُود قَالَ جَاءَ رجل إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ إِنِّي أعمل الْعَمَل فَأسرهُ فَيظْهر فَأَفْرَح بِهِ قَالَ كتب لَك أَجْرَانِ) الحَدِيث
وَأما حَدِيث أبي ذَر فَرَوَاهُ أَبُو نعيم فِي الْحِلْية فِي تَرْجَمَة يُوسُف بن أَسْبَاط عَن سُفْيَان الثَّوْريّ عَن حبيب بن أبي ثَابت عَن أبي صَالح عَن أبي ذَر نَحوه(2/314)
ثمَّ قَالَ لم يقل أحد عَن أبي صَالح عَن أبي ذَر غير يُوسُف عَن الثَّوْريّ وَقد اخْتلف فِيهِ عَلَى الثَّوْريّ فَرَوَاهُ يَحْيَى بن يمَان عَنهُ فَقَالَ عَن أبي مَسْعُود الْأنْصَارِيّ وَرَوَاهُ قبيصَة عَنهُ فَقَالَ عَن الْمُغيرَة بن شُعْبَة وَرَوَاهُ أَبُو سِنَان عَن حبيب عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة وَالْمَحْفُوظ عَن الثَّوْريّ عَن حبيب عَن أبي صَالح مُرْسلا
754 - الحَدِيث الرَّابِع عشر
وَعنهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (اتَّقوا (الشّرك الْأَصْغَر) قَالُوا وَمَا الشّرك الْأَصْغَر يَا رَسُول الله قَالَ (الرِّيَاء)
قلت رَوَاهُ أَبُو الْقَاسِم الْأَصْبَهَانِيّ فِي كِتَابه التَّرْغِيب والترهيب من حَدِيث أبي بكر أَحْمد بن مُوسَى بن مرْدَوَيْه حَدثنَا دعْلج بن أَحْمد حَدثنَا حَامِد بن مُحَمَّد حَدثنَا سُرَيج ابْن يُونُس حَدثنَا إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر عَن الْعَلَاء بن عبد الرَّحْمَن عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... ذكره سَوَاء
وَبِهَذَا الْإِسْنَاد رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره سَوَاء
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره فِي سُورَة الرَّعْد حَدثنَا دعْلج بن أَحْمد بِهِ سندا ومتنا وَكَذَلِكَ رَوَاهُ فِي هَذِه السُّورَة
وَرَوَى أَيْضا حَدثنَا سُلَيْمَان بن أَحْمد هُوَ الطَّبَرَانِيّ حَدثنَا أَحْمد بن حَمَّاد ابْن رَغْبَة حَدثنَا سعيد بن أبي مَرْيَم حَدثنَا ابْن لَهِيعَة عَن عمَارَة بن غزيَّة عَن يعلي ابْن شَدَّاد بن أَوْس عَن أَبِيه قَالَ كُنَّا نعد الرِّيَاء عَلَى عهد رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الشّرك الْأَصْغَر
وَرَوَى الدَّارَقُطْنِيّ فِي غرائب مَالك من حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن سَلام حَدثنَا إِسْحَاق بن عِيسَى الطباع عَن مَالك بن أنس عَن عَمْرو بن أبي عَمْرو عَن عَاصِم بن عَمْرو بن قَتَادَة عَن مَحْمُود بن لبيد قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (إِن أخوف مَا أَخَاف عَلَيْكُم الشّرك الْأَصْغَر) قَالُوا يَا رَسُول الله وَمَا(2/315)
الشّرك الْأَصْغَر قَالَ الرِّيَاء)
انْتَهَى ثمَّ قَالَ غَرِيب من حَدِيث مَالك تفرد بِهِ إِسْحَاق الطباع وَهُوَ ثِقَة وَلَا أعلم رَوَاهُ عَنهُ غير عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد ابْن سَلام وَهُوَ من الثِّقَات
انْتَهَى
وَرَوَاهُ أَحْمد حَدثنَا يُونُس حَدثنَا لَيْث عَن يزِيد بن الْهَاد عَن عَمْرو بن أبي عَمْرو بِهِ
وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب الْخَامِس وَالْأَرْبَعِينَ من حَدِيث ابْن أبي مَرْيَم حَدثنَا ابْن أبي الزِّنَاد عَن عَمْرو بن أبي عَمْرو بِهِ
755 - الحَدِيث الْخَامِس عشر
عَن رَسُول الله قَالَ (من قَرَأَ سُورَة الْكَهْف من آخرهَا كَانَت لَهُ نورا من قرنه إِلَى قدمه وَمن قَرَأَهَا كلهَا كَانَت لَهُ نورا من الأَرْض إِلَى السَّمَاء)
قلت رَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده وَأَبُو بكر بن السّني فِي كِتَابه عمل الْيَوْم وَاللَّيْلَة من حَدِيث ابْن لَهِيعَة حَدثنِي زبان بن فائد عَن سهل بن معَاذ عَن أَبِيه معَاذ ابْن أنس الْجُهَنِيّ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من قَرَأَ أول سُورَة الْكَهْف كَانَت لَهُ نورا من قرنه إِلَى قدمه وَمن قَرَأَهَا كلهَا كَانَت لَهُ نورا من الأَرْض إِلَى السَّمَاء)
انْتَهَى
بِلَفْظ أَحْمد وَلَفظ ابْن السّني هُوَ لفظ المُصَنّف
وَبِهَذَا السَّنَد رَوَاهُ الْبَغَوِيّ فِي تَفْسِيره
وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه من حَدِيث رشدين بن سعد عَن زبان بن فائد بِهِ بِلَفْظ أَحْمد
وَبِهَذَا السَّنَد رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره وَكَذَلِكَ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره(2/316)
756 - الحَدِيث السَّادِس عشر
وَعَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ من قَرَأَ عِنْد مضجعه قل إِنَّمَا أَنا بشر مثلكُمْ كَانَ لَهُ فِي مضجعه نور يتلألأ إِلَى مَكَّة حَشْو ذَلِك النُّور مَلَائِكَة يصلونَ عَلَيْهِ حَتَّى يقوم وَإِن كَانَ مضجعه بِمَكَّة كَانَ لَهُ نور يتلألأ من مضجعه إِلَى الْبَيْت الْمَعْمُور حَشْو ذَلِك النُّور مَلَائِكَة يصلونَ عَلَيْهِ حَتَّى يَسْتَيْقِظ)
قلت رَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده مُخْتَصرا أخبرنَا النَّضر بن شُمَيْل حَدثنَا أَبُو قُرَّة الْأَسدي ثمَّ الصَّيْدَاوِيُّ رجل من أهل الْبَادِيَة قَالَ سَمِعت سعيد بن الْمسيب يحدث عَن عمر بن الْخطاب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من قَرَأَ فِي ليلته فَمن كَانَ يَرْجُو لِقَاء ربه فليعمل عملا صَالحا وَلَا يُشْرك بِعبَادة ربه أحدا كَانَ لَهُ نور من عدن أبين إِلَى مَكَّة حشْوَة الْمَلَائِكَة)
انْتَهَى
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده بِهَذَا السَّنَد والمتن بِحُرُوفِهِ وَقَالَ هَذَا حَدِيث لَا نعلمهُ يرْوَى عَن عمر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِلَّا من هَذَا الْوَجْه بِهَذَا الْإِسْنَاد
انْتَهَى
وَبِهَذَا الْإِسْنَاد رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره لكنه زَاد (يصلونَ عَلَيْهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لَهُ)
انْتَهَى
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه الْمَذْكُورين فِي آل عمرَان وَمتْن المُصَنّف سَوَاء(2/317)
سُورَة مَرْيَم(2/319)
سُورَة مَرْيَم
ذكر فِيهَا اثْنَيْنِ وَعشْرين حَدِيثا
757 - الحَدِيث الأول
سُئِلَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَن السّري فَقَالَ (هُوَ الْجَدْوَل)
قلت رُوِيَ من حَدِيث الْبَراء بن عَازِب وَمن حَدِيث ابْن عمر
فَحَدِيث الْبَراء بن عَازِب رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الصَّغِير من حَدِيث مُعَاوِيَة ابْن يَحْيَى الصَّدَفِي عَن أبي سِنَان سعيد بن سِنَان الشَّيْبَانِيّ عَن أبي إِسْحَاق عَن الْبَراء ابْن عَازِب عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي قَوْله تَعَالَى قد جعل رَبك تَحْتك سريا قَالَ السّري النَّهر
انْتَهَى
قَالَ الطَّبَرَانِيّ لم يرفعهُ عَن أبي إِسْحَاق إِلَّا أَبُو سِنَان
انْتَهَى
وَرَوَاهُ ابْن عدي فِي الْكَامِل وَأعله بِمُعَاوِيَة بن يَحْيَى وَضَعفه عَن النَّسَائِيّ وَابْن الْمَدِينِيّ وَابْن معِين وَوَافَقَهُمْ
وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه مَوْقُوفا عَلَى الْبَراء رَوَاهُ عَن شُعْبَة عَن أبي إِسْحَاق عَن الْبَراء فِي قَوْله تَعَالَى قد جعل رَبك تَحْتك سريا قَالَ هُوَ الْجَدْوَل النَّهر الصَّغِير
انْتَهَى
وَقَالَ صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ
وَذكره البُخَارِيّ فِي صَحِيحه فِي كتاب بَدْء الْخلق تَعْلِيقا وَلَفظه قَالَ وَكِيع عَن إِسْرَائِيل عَن أبي إِسْحَاق عَن الْبَراء سريا قَالَ هُوَ النَّهر الصَّغِير بالسُّرْيَانيَّة
انْتَهَى
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي تَفْسِيره رَوَاهُ مَوْقُوفا أخبرنَا الثَّوْريّ عَن(2/321)
أبي إِسْحَاق عَن الْبَراء بن عَازِب فِي قَوْله تَعَالَى قد جعل رَبك تَحْتك سريا قَالَ السّري الْجَدْوَل يَعْنِي النَّهر الصَّغِير
انْتَهَى
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه من حَدِيث آدم بن أبي إِيَاس عَن إِسْرَائِيل مَوْقُوفا
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره
وَأما حَدِيث ابْن عمر فَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه حَدثنَا أَبُو شُعَيْب عبد الله ابْن الْحسن الْحَرَّانِي حَدثنَا يَحْيَى بن عبد الله الْبَابلُتِّي حَدثنَا أَيُّوب بن نهيك قَالَ سَمِعت عِكْرِمَة مولَى ابْن عَبَّاس يَقُول سَمِعت ابْن عمر يَقُول سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول (إِن السّري الَّذِي قَالَ الله عَزَّ وَجَلَّ لِمَرْيَم قد جعل رَبك تَحْتك سريا نهر أخرجه الله لتشرب مِنْهُ)
انْتَهَى
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي الْحِلْية فِي تَرْجَمَة عِكْرِمَة حَدثنَا أَحْمد بن يَعْقُوب حَدثنَا أَبُو شُعَيْب بِهِ سندا ومتنا وَهُوَ حَدِيث غَرِيب وَأَيوب بن نهيك هَذَا هُوَ الْحلَبِي قَالَ أَبُو حَاتِم ضَعِيف وَقَالَ أَبُو زرْعَة مُنكر الحَدِيث
785 - الحَدِيث الثَّانِي
وَنَهَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَن صَوْم الصمت
قلت رُوِيَ من حَدِيث عَلّي وَجَابِر
فَحَدِيث عَلّي رَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي سنَنه فِي كتاب الْوَصَايَا من حَدِيث يَحْيَى ابْن مُحَمَّد الْجَارِي حَدثنِي عبد الله بن خَالِد بن سعيد بن أبي مَرْيَم عَن أَبِيه عَن سعيد بن عبد الرَّحْمَن بن رُقَيْش أَنه سمع شُيُوخًا من بني عَمْرو بن عَوْف وَمن خَاله عبد الله بن أبي أَحْمد قَالَ قَالَ عَلّي حفظت عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ(2/322)
لَا يتم بعد احْتِلَام وَلَا صمَات يَوْم إِلَى اللَّيْل)
انْتَهَى
وَيَحْيَى بن مُحَمَّد الْجَارِي مُتَكَلم فِيهِ
وَرَوَاهُ الْعقيلِيّ فِي ضُعَفَائِهِ وَقَالَ لَا يُتَابع عَلَيْهِ يَحْيَى الْجَارِي
وَتكلم عَلَيْهِ ابْن الْقطَّان فِي كِتَابه وَتقدم ذَلِك فِي سُورَة النِّسَاء
وَأما حَدِيث جَابر فَرَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه فِي الرَّضَاع أخبرنَا معمر عَن حرَام بن عُثْمَان عَن عبد الرَّحْمَن وَمُحَمّد ابْني جَابر عَن أَبِيهِمَا جَابر بن عبد الله أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (لَا صمت يَوْم إِلَى اللَّيْل وَلَا مُوَاصلَة فِي الصّيام وَلَا يتم بعد حلم وَلَا رضَاع بعد الْفِطَام) مُخْتَصر وَتقدم الْكَلَام عَلَيْهِ فِي سُورَة النِّسَاء
759 - الحَدِيث الثَّالِث
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي قَوْله يَا أُخْت هَارُون قَالَ إِنَّمَا عنوا هَارُون النَّبِي)
قلت غَرِيب وَذكره الثَّعْلَبِيّ هَكَذَا من غير سَنَد بل ورد خِلَافه فروَى مُسلم فِي آخر اللبَاس عَن الْمُغيرَة بن شُعْبَة وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ من حَدِيث عبد الله بن إِدْرِيس عَن أَبِيه عَن سماك عَن عَلْقَمَة بن وَائِل عَن الْمُغيرَة بن شُعْبَة قَالَ بَعَثَنِي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِلَى نَجْرَان فَقَالُوا لي أَرَأَيْتُم شَيْئا تَقْرَءُونَهُ يَا أُخْت هَارُون وَبَين مُوسَى وَعِيسَى مَا شَاءَ الله من السنين فَلم أدر مَا أُجِيبهُم حَتَّى أخْبرت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (فَهَلا أَخْبَرتهم أَنهم كَانُوا يسمون بِأَنْبِيَائِهِمْ وَالصَّالِحِينَ قبلهم)
انْتَهَى
وَقَالَ حَدِيث حسن صَحِيح غَرِيب لَا نعرفه إِلَّا من حَدِيث ابْن إِدْرِيس
انْتَهَى
وَعَزاهُ فِي جَامع الْأُصُول لمُسلم فَلْينْظر وَكَذَلِكَ الواحدي فِي الْوَسِيط
وَرَوَى الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره حَدثنِي يَعْقُوب حَدثنَا ابْن علية عَن سعيد ابْن أبي صَدَقَة عَن مُحَمَّد بن سِيرِين قَالَ نبئت أَن كَعْبًا قَالَ إِن قَوْله يَا أُخْت(2/323)
هَارُون) لَيْسَ بهَارُون أخي مُوسَى قَالَ فَقَالَت لَهُ عَائِشَة كذبت فَقَالَ يَا أم الْمُؤمنِينَ إِن كَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَه فَهُوَ أعلم وَأخْبر وَإِلَّا فَأَنا أجد بَينهمَا سِتّمائَة سنة قَالَ فَسَكَتَتْ
انْتَهَى
وَاحْتج الطَّبَرِيّ بِهَذَيْنِ الْحَدِيثين لمن قَالَ إِنَّه هَارُون آخر غير هَارُون النَّبِي وَلم يذكر فِي القَوْل الآخر أَنه هَارُون النَّبِي حَدِيثا مَرْفُوعا بل رُوِيَ عَن السّديّ أَنه قَالَ هُوَ هَارُون أَخُو مُوسَى
760 - الحَدِيث الرَّابِع
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي قَوْله مُبَارَكًا أَيْنَمَا كنت قَالَ نَفَّاعًا حَيْثُ كنت
قلت رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي الْحِلْية فِي تَرْجَمَة يُونُس بن عبيد حَدثنَا عبد الله بن مُحَمَّد بن عُثْمَان الْحَافِظ حَدثنَا الْحُسَيْن بن عبد الْمُجيب حَدثنَا شُعَيْب بن مُحَمَّد الْكُوفِي حَدثنَا هشيم بن بشير عَن يُونُس بن عبيد عَن الْحسن عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (قَول عِيسَى رَحْمَة الله علينا وَعَلِيهِ وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَمَا كنت قَالَ جعلني نَفَّاعًا أَيْنَمَا تَوَجَّهت) انْتَهَى وَقَالَ غَرِيب من حَدِيث يُونُس تفرد بِهِ هشيم وَعنهُ شُعَيْب
انْتَهَى
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره حَدثنِي إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد حَدثنَا الْحُسَيْن بن عبد الْمُجيب الْموصِلِي بِهِ سَوَاء
761 - الحَدِيث الْخَامِس
سُئِلَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَن قَوْله تَعَالَى وَأَنْذرهُمْ يَوْم الْحَسْرَة إِذْ قضي الْأَمر فَقَالَ (حِين يذبح الْكَبْش وَالْفَرِيقَانِ ينْظرَانِ)(2/324)
قلت غَرِيب بِهَذَا اللَّفْظ
وَقد رُوِيَ من حَدِيث الْخُدْرِيّ وَابْن عمر وَأبي هُرَيْرَة
فَحَدِيث الْخُدْرِيّ رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي التَّفْسِير وَمُسلم فِي صفة الْقِيَامَة عَنهُ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (يُؤْتَى بِالْمَوْتِ كَهَيئَةِ كَبْش أَمْلَح فينادي مُنَاد يأهل الْجنَّة فَيَشْرَئِبُّونَ وَيَنْظُرُونَ فَيَقُول هَل تعرفُون هَذَا فَيَقُولُونَ نعم هَذَا الْمَوْت وَكلهمْ قد رَآهُ ثمَّ يُنَادي يأهل النَّار فَيَشْرَئِبُّونَ وَيَنْظُرُونَ فَيَقُول هَل تعرفُون هَذَا فَيَقُولُونَ نعم هَذَا الْمَوْت وَكلهمْ قد رَآهُ فَيذْبَح ثمَّ يَقُول يأهل الْجنَّة خُلُود فَلَا موت وَيَأْهِلُ النَّار خُلُود فَلَا موت) ثمَّ قَرَأَ وَأَنْذرهُمْ يَوْم الْحَسْرَة إِذْ قضي الْأَمر وهم فِي غَفلَة
انْتَهَى
وَحَدِيث ابْن عمر أخرجه البُخَارِيّ وَمُسلم أَيْضا عَنهُ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (إِذا صَار أهل الْجنَّة إِلَى الْجنَّة وَأهل النَّار إِلَى النَّار أُتِي بِالْمَوْتِ حَتَّى يَجْعَل بَين الْجنَّة وَالنَّار ثمَّ يذبح ثمَّ يُنَادي مُنَاد يأهل الْجنَّة لَا موت وَيَأْهِلُ النَّار لَا موت فَيَزْدَاد أهل الْجنَّة فَرحا إِلَى فَرَحهمْ وَيُزَاد أهل النَّار حزنا إِلَى حزنهمْ)
انْتَهَى
وَحَدِيث أبي هُرَيْرَة رَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي الثَّامِن وَالسبْعين من الْقسم الثَّالِث وَالْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي الْإِيمَان عَنهُ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي هَذِه الْآيَة قَالَ يُنَادَى مُنَاد) فَذكره نَحوه قَالَ الْحَاكِم حَدِيث صَحِيح عَلَى شَرط مُسلم
وَرَوَى أَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مُسْنده حَدثنَا نَافِع بن خَالِد الطَّاحِي حَدثنَا نوح ابْن قيس عَن أَخِيه خَالِد بن قيس عَن قَتَادَة عَن أنس قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (يُؤْتَى بِالْمَوْتِ يَوْم الْقِيَامَة كَأَنَّهُ كَبْش أَمْلَح فَيُوقف بَين الْجنَّة وَالنَّار ثمَّ يُنَادي مُنَاد يأهل الْجنَّة فَيَقُولُونَ لبيْك رَبنَا فَيَقُول هَل تعرفُون هَذَا فَيَقُولُونَ نعم هَذَا الْمَوْت وَيُقَال لأهل النَّار مثل ذَلِك ثمَّ يذبح كَمَا تذبح الشَّاة فَيَأْمَن هَؤُلَاءِ وَيَنْقَطِع رَجَاء هَؤُلَاءِ)
انْتَهَى(2/325)
وَبِالسَّنَدِ الْمَذْكُور رَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده وَقَالَ لَا نعلمهُ يرْوَى عَن أنس إِلَّا من هَذَا الْوَجْه بِهَذَا الْإِسْنَاد وَقد أَخْرجَاهُ من حَدِيث الْخُدْرِيّ
انْتَهَى
وَرَوَاهُ النَّسَائِيّ فِي التَّفْسِير رَوَاهُ البُخَارِيّ عَنهُ بِلَفْظ يأهل الْجنَّة خُلُود بِلَا موت وَيَأْهِلُ النَّار خُلُود بِلَا موت
انْتَهَى
وَلَيْسَ فِيهِ ذكر الذّبْح وَينظر ابْن حبَان
762 - الحَدِيث السَّادِس
عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (أوحى الله إِلَى إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام حسن خلقك وَلَو مَعَ الْكفَّار تدخل مدَاخِل الْأَبْرَار فَإِن كَلَّمتنِي سبقت لمن حسن خلقه أظلهُ تَحت عَرْشِي وَأَسْكَنَهُ حَظِيرَة الْقُدس وَأُدْنِيه من جواري)
قلت رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط حَدثنِي مُحَمَّد بن دَاوُد بن أسلم الصَّدَفِي حَدثنَا عمر بن سوار السرُوجِي حَدثنَا مُؤَمل بن عبد الرَّحْمَن بِهِ وَابْن عدي فِي الْكَامِل من حَدِيث مُؤَمل بن عبد الرَّحْمَن بن الْعَبَّاس بن عبد الله بن عُثْمَان بن أبي الْعَاصِ الثَّقَفِيّ حَدثنَا أَبُو أُميَّة بن يعلي عَن سعيد المَقْبُري عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (أوحى الله إِلَى إِبْرَاهِيم) فَذكره إِلَى آخِره ولين مُؤَمل بن عبد الرَّحْمَن وَقَالَ عَامَّة حَدِيثه غير مَحْفُوظ
وَرَوَاهُ أَبُو عبد الله التِّرْمِذِيّ الْحَكِيم فِي كِتَابه نَوَادِر الْأُصُول فِي الأَصْل الثَّانِي وَالثَّلَاثِينَ بعد الْمِائَتَيْنِ فَقَالَ حَدثنَا عمر بن أبي عمر يرفعهُ إِلَى أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (أوحى الله إِلَى إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام أَن يَا إِبْرَاهِيم حسن خلقك وَلَو مَعَ الْكفَّار) إِلَى آخِره وَهَذَا معضل
763 - الحَدِيث السَّابِع
قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (الدُّعَاء هُوَ الْعِبَادَة)(2/326)
قلت رَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي الصَّلَاة وَالتِّرْمِذِيّ فِي الدَّعْوَات وَالنَّسَائِيّ فِي التَّفْسِير فِي سُورَة حم غَافِر الْمُؤمن وَابْن ماجة فِي الدُّعَاء من حَدِيث ذَر عَن يسيع الْحَضْرَمِيّ عَن النُّعْمَان بن بشير قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (الدُّعَاء هُوَ الْعِبَادَة) ثمَّ قَرَأَ وَقَالَ ربكُم ادْعُونِي أَسْتَجِب لكم الْآيَة
انْتَهَى
قَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث حسن صَحِيح وَلَا نعرفه إِلَّا من حَدِيث ذَر
انْتَهَى
وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه وَالْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي كتاب الدُّعَاء وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ
وَرَوَاهُ أَبُو يعلي الْموصِلِي وَأحمد وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَابْن أبي شيبَة وَأَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ وَالْبَزَّار فِي مسانيدهم
وَمن طَرِيق أبي دَاوُد الطَّيَالِسِيّ رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه
وَرَوَاهُ البُخَارِيّ فِي كِتَابه الْمُفْرد فِي الْأَدَب وَابْن مرْدَوَيْه والطبري وَابْن أبي حَاتِم فِي تفاسيرهم وَأَعَادَهُ المُصَنّف فِي الزمر
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره أَيْضا من حَدِيث الْأَعْمَش عَن طَلْحَة بن مصرف عَن عبد الرَّحْمَن بن عَوْسَجَة عَن الْبَراء بن عَازِب أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (الدُّعَاء هُوَ الْعِبَادَة) ثمَّ قَرَأَ ادْعُونِي أَسْتَجِب لكم
انْتَهَى
وَبِهَذَا السَّنَد رَوَاهُ أَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مُعْجَمه
764 - الحَدِيث الثَّامِن
عَن أنس بن مَالك يرفعهُ فِي قَوْله تَعَالَى وَرَفَعْنَاهُ مَكَانا عليا قَالَ رفع إِلَى السَّمَاء الرَّابِعَة
قلت رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ من حَدِيث شَيبَان عَن قَتَادَة فِي قَوْله وَرَفَعْنَاهُ مَكَانا عليا قَالَ حَدثنَا أنس بن مَالك أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (لما عرج بِي إِلَى السَّمَاء رَأَيْت إِدْرِيس فِي السَّمَاء الرَّابِعَة)
انْتَهَى(2/327)
وَقَالَ حَدِيث حسن صَحِيح وَقد رَوَاهُ سعيد بن أبي عرُوبَة وَهَمَّام وَغير وَاحِد عَن قَتَادَة عَن أنس بن مَالك عَن مَالك بن صعصعة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حَدِيث الْمِعْرَاج بِطُولِهِ وَهَذَا عِنْدِي مُخْتَصر من ذَاك
انْتَهَى
وَحَدِيث الْمِعْرَاج فِي الصَّحِيحَيْنِ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من حَدِيث أنس بن مَالك عَن مَالك بن صعصعة وَفِيه ثمَّ عرج بِي إِلَى السَّمَاء الرَّابِعَة فَاسْتَفْتَحَ قيل من هَذَا قَالَ جِبْرِيل وَمن مَعَك قَالَ مُحَمَّد فَفتح لنا فَإِذا أَنا بِإِدْرِيس عَلَيْهِ السَّلَام فَرَحَّبَ بِي ودعا لي قَالَ الله تَعَالَى وَرَفَعْنَاهُ مَكَانا عليا
انْتَهَى
765 - قَوْله وَعَن ابْن عَبَّاس قَالَ رفع إِلَى السَّمَاء السَّادِسَة
قلت رَوَاهُ الطَّبَرِيّ حَدثنِي مُحَمَّد بن سعد حَدثنِي أبي حَدثنِي عمي حَدثنِي أبي عَن أَبِيه عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى وَرَفَعْنَاهُ مَكَانا عليا قَالَ رفع إِلَى السَّمَاء السَّادِسَة فَمَاتَ فِيهَا
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه حَدثنَا أَحْمد بن كَامِل حَدثنَا مُحَمَّد بن سعد بِهِ سَوَاء
766 - الحَدِيث التَّاسِع
رُوِيَ عَن النَّابِغَة الْجَعْدِي أَنه لما أنْشد رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الشّعْر الَّذِي آخِره
(بلغنَا السَّمَاء مَجدنَا وسناؤنا ... وَإِنَّا لنَرْجُو فَوق ذَلِك مظْهرا) قَالَ لَهُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (إِلَى أَيْن يَا أَبَا لَيْلَى) قَالَ إِلَى الْجنَّة
قلت رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ وَأَبُو نعيم فِي دَلَائِل النُّبُوَّة لَهما من حَدِيث يعْلى بن الْأَشْدَق قَالَ سَمِعت النَّابِغَة نَابِغَة بني جعدة يَقُول أنشدت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من قولي
(بلغنَا السَّمَاء مَجدنَا وجدودنا ... وَإِنَّا لنَرْجُو فَوق ذَلِك مظْهرا)(2/328)
فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام (إِلَى أَيْن الْمظهر يَا أَبَا لَيْلَى) قلت إِلَى الْجنَّة قَالَ أجل إِن شَاءَ الله) قَالَ ثمَّ قَالَ أَنْشدني) فَأَنْشَدته من قولي
(وَلَا خير فِي حلم إِذا لم يكن لَهُ ... بَوَادِر تَحْمِي صَفوه أَن تكدرا)
(وَلَا خير فِي جهل إِذا لم يكن لَهُ ... حَلِيم إِذا مَا أورد الْأَمر أصْدرَا)
فَقَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَامُ (أَجدت لَا يفضض الله فَاك)
قَالَ يعْلى بن الْأَشْدَق فَلَقَد رَأَيْته وَقد أَتَى عَلَيْهِ نَيف وَمِائَة سنة وَلم تذْهب لَهُ سنّ ... وَرَوَاهُ الْبَزَّار كَذَلِك فِي مُسْنده
وَله طَرِيق آخر عِنْد الْبَيْهَقِيّ فِي الدَّلَائِل أَيْضا رَوَاهُ من حَدِيث مُجَاهِد بن سليم بن عبد الله بن جَراد قَالَ سَمِعت النَّابِغَة ... فَذكره وَالْقَصِيدَة طَوِيلَة
767 - الحَدِيث الْعَاشِر
عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ (اتْلُوا الْقُرْآن وابكوا فَإِن لم تبكوا فتباكوا)
قلت رَوَاهُ ابْن ماجة فِي سنَنه فِي التَّهَجُّد من حَدِيث إِسْمَاعِيل بن رَافع أبي رَافع عَن ابْن أبي مليكَة عَن عبد الرَّحْمَن بن السَّائِب قَالَ قدم علينا سعد بن أبي وَقاص وَقد كف بَصَره فَسلمت عَلَيْهِ فَقَالَ من أَنْت فَأَخْبَرته فَقَالَ مرْحَبًا يَا ابْن أخي بَلغنِي أَنَّك حسن الصَّوْت بِالْقُرْآنِ سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول (إِن هَذَا الْقُرْآن نزل بحزن فَإِذا قرأتموه فابكوا فَإِن لم تبكوا فتباكوا وَتَغَنوا بِهِ فَمن لم يَتَغَنَّ بِهِ فَلَيْسَ منا)
انْتَهَى
وَرَوَاهُ كَذَلِك أَبُو يعلي الْموصِلِي والْحَارث بن أبي أُسَامَة فِي مسنديهما وَرَوَاهُ كَذَلِك الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب التَّاسِع عشر
وَله طَرِيق أُخْرَى رَوَاهَا إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَالْبَزَّار فِي مسنديهما من حَدِيث(2/329)
عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر عَن ابْن أبي مليكَة عَن عبد الله بن السَّائِب عَن سعد قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (اقْرَءُوا الْقُرْآن وابكوا فَإِن لم تبكوا فتباكوا)
انْتَهَى قَالَ الْبَزَّار لَا نعلمهُ عَن سعد إِلَّا من هَذَا الْوَجْه بِهَذَا الْإِسْنَاد وَعبد الرَّحْمَن ابْن أبي بكر هَذَا لين الحَدِيث
انْتَهَى
768 - الحَدِيث الْحَادِي عشر
عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ (إِن الْقُرْآن نزل بحزن فَإِذا قرأتموه فتحازنوا)
قلت غَرِيب وَيقرب مِنْهُ مَا رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي الْحِلْية فِي تَرْجَمَة ريَاح بن عَمْرو الْقَيْسِي من حَدِيث إِسْمَاعِيل بن سيف حَدثنَا عُوين بن عَمْرو أَخُو ريَاح الْقَيْسِي حَدثنَا الْجريرِي عَن أبي بُرَيْدَة عَن أَبِيه قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (اقْرَأ الْقُرْآن بحزن فَإِنَّهُ نزل بحزن)
انْتَهَى
وَرَوَاهُ أَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مُسْنده كَذَلِك وَرَوَاهُ الْعقيلِيّ فِي ضُعَفَائِهِ وَأعله بِعُوَيْنٍ بن عَمْرو وَقَالَ لَا يُتَابع عَلَى حَدِيثه
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي أخر تَفْسِيره حَدثنَا عبد الْبَاقِي بن قَانِع حَدثنَا مُحَمَّد بن يُونُس حَدثنَا أَبُو زيد سعيد بن أَوْس حَدثنَا قيس بن الرّبيع عَن قَابُوس بن أبي ظبْيَان عَن أَبِيه عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (إِن الْقُرْآن نزل بحزن فَاقْرَءُوهُ بحزن)
انْتَهَى
769 - الحَدِيث الثَّانِي عشر
رُوِيَ أَن جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام احْتبسَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَرْبَعِينَ يَوْمًا وَقيل خَمْسَة عشر حِين سُئِلَ عَن قصَّة أَصْحَاب الْكَهْف وَذي القرنين وَالروح فَلم يدر كَيفَ يُجيب وَرَجا أَن يُوحَى إِلَيْهِ فِيهِ فشق عَلَيْهِ ذَلِك وَقَالَ الْمُشْركُونَ ودعه ربه وقلاه فَلَمَّا نزل جِبْرِيل قَالَ لَهُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ(2/330)
(أَبْطَأت حَتَّى سَاءَ ظَنِّي وَاشْتقت إِلَيْك) فَقَالَ إِنِّي كنت أشوق وَلَكِنِّي عبد مَأْمُور إِذا بعثت نزلت وَإِذا حبست احْتبست وَأنزل الله هَذِه الْآيَة وَمَا نَتَنَزَّل إِلَّا بِأَمْر رَبك وَسورَة الضُّحَى
قلت رَوَاهُ ابْن إِسْحَاق فِي سيرته بِنَقص يسير فَقَالَ حَدثنِي شيخ من أهل مصر قدم علينا مُنْذُ بضع وَأَرْبَعين سنة عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس أَن قُريْشًا جَاءُوا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالُوا يَا مُحَمَّد أخبرنَا عَن فتية ذَهَبُوا فِي الدَّهْر الأول قد كَانَت لَهُم قصَّة عَجِيبَة وَعَن رجل كَانَ طَوافا قد بلغ مَشَارِق الأَرْض وَمَغْرِبهَا وَأخْبرنَا عَن الرّوح مَا هِيَ فَقَالَ لَهُم رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (غَدا أخْبركُم عَمَّا سَأَلْتُم)
وَلم يسْتَثْن فانصرفوا عَنهُ فَمَكثَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِيمَا يذكرُونَ خمس عشرَة لَيْلَة لَا يحدث الله إِلَيْهِ فِي ذَلِك وَحيا وَلَا يَأْتِيهِ جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام حَتَّى أَحْزَن ذَلِك رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وشق عَلَيْهِ مَا يتَكَلَّم أهل مَكَّة ثمَّ جَاءَهُ جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام بِسُورَة أَصْحَاب الْكَهْف فِيهَا مُعَاتَبَته إِيَّاه عَلَى حزنه عَلَيْهِم وَخبر مَا سَأَلُوهُ عَنهُ من أَمر الْفتية وَالرجل الطّواف وَالروح قَالَ ابْن إِسْحَاق فَذكر لي أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ لجبريل حِين جَاءَهُ (لقد احْتبست عني يَا جِبْرِيل حَتَّى سُؤْت ظنا) فَقَالَ لَهُ جِبْرِيل وَمَا نَتَنَزَّل إِلَّا بِأَمْر رَبك
مُخْتَصر
وَمن طَرِيق ابْن إِسْحَاق رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي دَلَائِل النُّبُوَّة فِي الْبَاب التَّاسِع عشر بِسَنَدِهِ وَمَتنه
وَرَوَاهُ أَيْضا من طَرِيق الْكَلْبِيّ عَن أبي صَالح عَن ابْن عَبَّاس ... فَذكره نَحوه وَفِيه قَالَ فَأَبْطَأَ جِبْرِيل عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ خَمْسَة عشر يَوْمًا لَا يَأْتِيهِ لتَركه الِاسْتِثْنَاء ... الحَدِيث
وَقَالَ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره ثمَّ الواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول وَعَن عِكْرِمَة وَالضَّحَّاك وَقَتَادَة وَمُقَاتِل والكلبي قَالُوا احْتبسَ جِبْرِيل ... إِلَى آخر لفظ المُصَنّف وَسَنَد الثَّعْلَبِيّ إِلَى الْمَذْكُورين أول كِتَابه(2/331)
770 - الحَدِيث الثَّالِث عشر
عَن جَابر بن عبد الله أَنه سَأَلَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَن الْوُرُود فَقَالَ إِذا دخل أهل الْجنَّة الْجنَّة قَالَ بَعضهم لبَعض أَلَيْسَ قد وعدنا رَبنَا أَن نرد النَّار قَالَ فَيُقَال لَهُم قد وردتموها وَهِي خامدة)
قلت غَرِيب وَلم أَجِدهُ إِلَّا من قَول خَالِد بن معدان فَرَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده حَدثنَا عِيسَى بن يُونُس عَن ثَوْر بن يزِيد عَن خَالِد بن معدان قَالَ إِذا جَازَ الْمُؤْمِنُونَ الصِّرَاط نَادَى بَعضهم ألم يعدنا رَبنَا أَن نرد النَّار فَيُقَال لَهُم قد وردتموها وَهِي خامدة
انْتَهَى
وَمن طَرِيق ابْن رَاهَوَيْه رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي الْحِلْية فِي تَرْجَمَة خَالِد بن معدان
وَرَوَاهُ أَبُو عبيد الْقَاسِم بن سَلام فِي غَرِيبه حَدثنَا مَرْوَان بن مُعَاوِيَة حَدثنَا بكار ابْن أبي مَرْوَان عَن خَالِد بن معدان ... فَذكره
وَعَن أبي عبيد رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان
وَرَوَاهُ أَبُو عبد الله التِّرْمِذِيّ الْحَكِيم فِي كِتَابه نَوَادِر الْأُصُول فِي الأَصْل الْحَادِي وَالسبْعين بعد الْمِائَة أخبرنَا عبد الْعَزِيز بن أبي رواد يرفعهُ إِلَى خَالِد بن معدان ... فَذكره
وَرَوَاهُ ابْن الْمُبَارك فِي كتاب الزّهْد أخبرنَا سُفْيَان عَن رجل عَن خَالِد ابْن معدان ... فَذكره
وَلم يذكر الْبَغَوِيّ هَذَا الحَدِيث فِي تَفْسِيره وَكَذَلِكَ الواحدي فِي الْوَسِيط إِلَّا من قَول خَالِد بن معدان
قَالَ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك فِي الْفَضَائِل وخَالِد بن معدان من كبار التَّابِعين صحب معَاذ بن جبل فَمن بعده من الصَّحَابَة(2/332)
771 - الحَدِيث الرَّابِع عشر
وَعَن جَابر أَنه سُئِلَ عَن الْآيَة فَقَالَ سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول (الْوُرُود الدُّخُول لَا يَبْقَى بر وَلَا فَاجر إِلَّا دَخلهَا فَتكون عَلَى الْمُؤمنِينَ بردا وَسلَامًا كَمَا كَانَت عَلَى إِبْرَاهِيم حَتَّى أَن للنار ضَجِيجًا من بردهَا)
قلت رَوَاهُ أَحْمد وَأَبُو يعلي الْموصِلِي وَابْن أبي شيبَة وَعبد بن حميد فِي مسانيدهم قَالُوا ثَلَاثَتهمْ حَدثنَا سُلَيْمَان بن حَرْب حَدثنَا أَبُو صَالح غَالب بن سُلَيْمَان عَن كثير بن زِيَاد البرْسَانِي عَن أبي سميَّة قَالَ اخْتَلَفْنَا فِي الْوُرُود فَمن قَائِل لَا يدخلهَا مُؤمن وَمن قَائِل يدْخلُونَهَا جَمِيعًا ثمَّ يُنجى الَّذين اتَّقوا فسألنا جَابِرا عَن ذَلِك فَقَالَ وَقد أَهْوَى بِأُصْبُعَيْهِ إِلَى أُذُنَيْهِ صمتا إِن لم أكن سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول الْوُرُود الدُّخُول لَا يَبْقَى بر وَلَا فَاجر إِلَّا دَخلهَا فَتكون عَلَى الْمُؤمن بردا وَسلَامًا كَمَا كَانَت عَلَى إِبْرَاهِيم حَتَّى إِن لِجَهَنَّم ضَجِيجًا من بردهمْ ثمَّ يُنجي الله الَّذين اتَّقوا)
انْتَهَى
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ الْحَكِيم فِي نَوَادِر الْأُصُول فِي الأَصْل السَّادِس عشر وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان وَقَالَ إِسْنَاده حسن ذكره فِي الْبَاب التَّاسِع
وَبِهَذَا السَّنَد والمتن رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره
وَرَوَاهُ النَّسَائِيّ فِي كتاب الكنى أخبرنَا عَمْرو بن مَنْصُور حَدثنَا سُلَيْمَان بِهِ
وَله طَرِيق آخر رَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي كتاب الْأَهْوَال من حَدِيث سُلَيْمَان بن حَرْب حَدثنَا أَبُو صَالح غَالب بن سُلَيْمَان عَن كثير بن زِيَاد أبي سهل عَن مسَّة الْأَزْدِيَّة عَن عبد الرَّحْمَن بن شيبَة قَالَ اخْتَلَفْنَا فِي الْوُرُود فَقَالَ قوم لَا يدخلهَا مُؤمن وَقَالَ آخَرُونَ يدْخلُونَهَا جَمِيعًا ثمَّ يُنجى الَّذين اتَّقوا فَأَهْوَى بِأُصْبُعَيْهِ وَقَالَ صمتا إِن لم أكن سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول الْوُرُود) إِلَى آخِره سَوَاء وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ(2/333)
772 - الحَدِيث الْخَامِس عشر
قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (الْحمى من فيح جَهَنَّم)
قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي بَدْء الْخلق وَمُسلم فِي الطِّبّ من حَدِيث عَائِشَة قَالَت قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (الْحمى من فيح جَهَنَّم فَأَبْرِدُوهَا بِالْمَاءِ)
انْتَهَى
773 - الحَدِيث السَّادِس عشر
فِي الحَدِيث (الْحمى حَظّ كل مُؤمن من النَّار)
قلت رُوِيَ من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَمن حَدِيث أنس وَمن حَدِيث عَائِشَة وَمن حَدِيث أبي رَيْحَانَة وَمن حَدِيث أبي أُمَامَة وَمن حَدِيث عُثْمَان بن عَفَّان وَمن حَدِيث ابْن مَسْعُود
وَأما حَدِيث أبي هُرَيْرَة فَرَوَاهُ ابْن ماجة فِي سنَنه فِي كتاب الطِّبّ حَدثنَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة حَدثنَا أَبُو أُسَامَة عَن عبد الرَّحْمَن بن يزِيد عَن إِسْمَاعِيل بن عبيد الله عَن أبي صَالح الْأَشْعَرِيّ عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه عَاد مَرِيضا من وعك بِهِ وَمَعَهُ أَبُو هُرَيْرَة فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام (اُبْشُرْ فَإِن الله تَعَالَى يَقُول هِيَ نَارِي أُسَلِّطهَا عَلَى عَبدِي الْمُؤمن فِي الدُّنْيَا ليَكُون حَظه من النَّار فِي الْآخِرَة)
انْتَهَى
وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك فِي الْجَنَائِز وَقَالَ حَدِيث صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ
وَأما حَدِيث أنس فَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط حَدثنَا مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْعَسَّال حَدثنَا سُلَيْمَان بن دَاوُد الشَّاذكُونِي حَدثنَا عُبَيْس بن مَيْمُون حَدثنِي قَتَادَة عَن انس قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (الْحمى حَظّ الْمُؤمن من النَّار)
انْتَهَى
وَأما حَدِيث عَائِشَة فَرَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده من حَدِيث عُثْمَان بن مخلد الوَاسِطِيّ حَدثنَا هشيم عَن الْمُغيرَة عَن إِبْرَاهِيم عَن الْأسود عَن عَائِشَة أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ(2/334)
(الْحمى خطّ كل مُؤمن من النَّار)
انْتَهَى
وَقَالَ لَا نعلم أسْندهُ عَن هشيم إِلَّا عُثْمَان بن مخلد
انْتَهَى
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ فِي علله عُثْمَان بن مخلد الوَاسِطِيّ لَا بَأْس بِهِ لكنه خُولِفَ فِي رفع هَذَا الحَدِيث فَرَوَاهُ منْدَل بن عَلّي عَن هشيم بِهِ مَوْقُوفا وَهُوَ الْمَحْفُوظ
وَأما حَدِيث أبي رَيْحَانَة فَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب السّبْعين من حَدِيث مُسلم بن إِبْرَاهِيم حَدثنَا عصمَة بن سَالم الْهنائِي حَدثنَا الْأَشْعَث بن جَابر الْحدانِي عَن شهر بن حَوْشَب عَن أبي رَيْحَانَة مَرْفُوعا (الْحمى من فيح جَهَنَّم وَهِي نصيب الْمُؤمن من النَّار)
انْتَهَى
قَالَ أَبُو طَاهِر هَذَا إِسْنَاد فِيهِ جمَاعَة من الضُّعَفَاء وَأَبُو رَيْحَانَة أُسَمِّهِ شَمْعُون
انْتَهَى
وَأما حَدِيث أبي أُمَامَة فَرَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَالْبَيْهَقِيّ أَيْضا فِي الشّعب عَن يزِيد بن هَارُون أَنا مُحَمَّد بن مطرف عَن أبي الْحصين عَن أبي صَالح الْأَشْعَرِيّ عَن أبي أُمَامَة مَرْفُوعا الْحمى كي من جَهَنَّم فَمَا أصَاب الْمُؤمن كَانَ حَظه من النَّار)
انْتَهَى
وَأما حَدِيث عُثْمَان فَرَوَاهُ الْعقيلِيّ فِي ضُعَفَائِهِ من حَدِيث فضل بن حَمَّاد الوَاسِطِيّ حَدثنَا عبد الله بن عمرَان الْقرشِي حَدثنَا مَالك بن دِينَار عَن معبد الْجُهَنِيّ عَن عُثْمَان ابْن عَفَّان قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (الْحمى حَظّ كل مُؤمن من النَّار)
انْتَهَى
وَأعله بِفضل بن حَمَّاد وَبِعَبْد الله بن عمرَان أَيْضا وَقَالَ إِسْنَاد غير مَحْفُوظ وَيروَى بِإِسْنَاد أصلح من هَذَا وَهُوَ حَدِيث صَحِيح
وَأما حَدِيث ابْن مَسْعُود فَرَوَاهُ الْقُضَاعِي فِي مُسْند الشهَاب أخبرنَا مُحَمَّد ابْن الْحُسَيْن الْموصِلِي حَدثنَا أَبُو بكر أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن شَاذان حَدثنَا صَالح بن أَحْمد الْهَرَوِيّ حَدثنَا أَحْمد بن رَاشد الْهِلَالِي حَدثنَا حميد بن عبد الرَّحْمَن الرواسِي عَن الْحسن ابْن صَالح عَن الْحسن بن عَمْرو عَن إِبْرَاهِيم عَن الْأسود عَن ابْن مَسْعُود قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (الْحمى حَظّ كل مُؤمن من النَّار وَحمى لَيْلَة تلْغي خَطَايَا(2/335)
سنة)
انْتَهَى
قَالَ ابْن طَاهِر وَالْحسن بن صَالح تَركه يَحْيَى الْقطَّان وَعبد الرَّحْمَن بن مهْدي
وَأما حَدِيث سعد بن معَاذ فَرَوَاهُ ابْن سعد فِي الطَّبَقَات فِي تَرْجَمته أخبرنَا أَبُو نعيم الْفضل بن دُكَيْن حَدثنَا إِسْمَاعِيل بن مُسلم الْعَبْدي حَدثنَا أَبُو المتَوَكل أَن سعد ابْن معَاذ ذكر لَهُ أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (من كَانَت بِهِ حمى فَهِيَ حَظه من النَّار) قَالَ فَسَأَلَهَا سعد فَلَزِمته وَلم تُفَارِقهُ حَتَّى فَارق الدُّنْيَا
انْتَهَى
774 - قَوْله عَن الْحسن أَنَّهَا نزلت فِي الْوَلِيد بن الْمُغيرَة وَالْمَشْهُور أَنَّهَا فِي الْعَاصِ بن وَائِل قَالَ خباب بن الْأَرَت كَانَ لي دين عَلَيْهِ فاقتضيته قَالَ لَا وَالله حَتَّى تكفر بِمُحَمد ... الحَدِيث
قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه فِي كتاب الْإِجَارَة وَمُسلم فِي كتاب الْمُنَافِقين من حَدِيث مَسْرُوق عَن خباب بن الْأَرَت قَالَ كنت قينا فِي الْجَاهِلِيَّة وَكَانَ لي دين عَلَى الْعَاصِ بن وَائِل فَأَتَيْته أَتَقَاضَاهُ فَقَالَ لَهُ لَا أُعْطِيك حَتَّى تكفر بِمُحَمد فَقلت لَا وَالله لَا أكفر بِمُحَمد حَتَّى يُمِيتك الله ثمَّ تبْعَث فَقَالَ إِنِّي لمَيت ثمَّ مَبْعُوث قلت نعم قَالَ دَعْنِي حَتَّى أَمُوت ثمَّ أبْعث فسأوتي مَالا وَولدا فَأَقْضِيك فَنزلت أَفَرَأَيْت الَّذِي كفر بِآيَاتِنَا ... الْآيَات
انْتَهَى
775 - الحَدِيث السَّابِع عشر
قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (وهم يَد عَلَى من سواهُم)
قلت رُوِيَ من حَدِيث عَلّي وَمن حَدِيث ابْن عَبَّاس وَمن حَدِيث معقل ابْن يسَار وَمن حَدِيث عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ وَمن حَدِيث ابْن عمر(2/336)
أما حَدِيث عَلّي فَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ فِي سنَنَيْهِمَا فِي كتاب الدِّيات من حَدِيث قيس بن عباد عَن عَلّي أَنه أخرج من قرَاب سَيْفه كتابا عهد إِلَيْهِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَإِذا فِيهِ (الْمُسلمُونَ تَتَكَافَأ دِمَاؤُهُمْ وهم يَد عَلَى من سواهُم وَيسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُم أَلا لَا يقتل مُؤمن بِكَافِر وَلَا ذُو عهد فِي عَهده من أحدث أَو أَوَى مُحدثا فَعَلَيهِ لعنة الله وَالْمَلَائِكَة وَالنَّاس أَجْمَعِينَ)
انْتَهَى
وَرَوَاهُ أَحْمد وَابْن رَاهَوَيْه فِي مسنديهما
وَمن طَرِيق أَحْمد رَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك فِي كتاب قسم الْفَيْء وَقَالَ صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ
وَأما حَدِيث ابْن عَبَّاس فَرَوَاهُ ابْن ماجة حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الْأَعْلَى الصَّنْعَانِيّ حَدثنَا الْمُعْتَمِر بن سُلَيْمَان عَن أَبِيه عَن حُبَيْش عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (الْمُسلمُونَ تَتَكَافَأ دِمَاؤُهُمْ وهم يَد عَلَى من سواهُم يسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُم وَيرد عَلَى أَقْصَاهُم)
انْتَهَى
وَأما حَدِيث معقل بن يسَار فَرَوَاهُ ابْن ماجة أَيْضا حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن سعيد الْجَوْهَرِي حَدثنَا أنس بن عِيَاض أَبُو ضَمرَة عَن عبد السَّلَام بن أبي الْجنُوب عَن الْحسن عَن معقل بن يسَار قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (الْمُسلمُونَ يَد عَلَى من سواهُم تَتَكَافَأ دِمَاؤُهُمْ)
انْتَهَى
وَأما حَدِيث عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ فَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَابْن ماجة من حَدِيث عَمْرو بن شُعَيْب عَن أَبِيه عَن جده قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (الْمُسلمُونَ تَتَكَافَأ دِمَاؤُهُمْ وَيسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُم وَيجْبر عَلَيْهِم أَقْصَاهُم وهم يَد عَلَى من سواهُم) مُخْتَصر
وَرَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَالْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة وَرَوَاهُ احْمَد وَأَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ وَالْبَزَّار فِي مسانيدهم(2/337)
وَأما حَدِيث ابْن عمر فَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الثَّالِث وَالْأَرْبَعِينَ من الْقسم الثَّالِث من حَدِيث طَلْحَة بن مصرف عَن مُجَاهِد عَن ابْن عمر قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (الْمُؤْمِنُونَ يَد عَلَى من سواهُم تَتَكَافَأ دِمَاؤُهُمْ يعْقد عَلَيْهِم أَوَّلهمْ وَيرد عَلَيْهِم أَقْصَاهُم)
مُخْتَصر
776 - قَوْله
عَن عَلّي رَضِيَ اللَّهُ عَنْه فِي قَوْله تَعَالَى يَوْم نحْشر الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَن وَفْدًا قَالَ وَالله مَا يحشرون عَلَى أَرجُلهم وَلَكنهُمْ عَلَى نُوق رِحَالهَا ذهب وَعَلَى نَجَائِب سُرُوجهَا ياقوت
قلت رَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه وَابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه وَعبد الله بن أَحْمد فِي مُسْند أَبِيه وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان والطبري وَابْن مرْدَوَيْه والواحدي وَابْن أبي حَاتِم فِي تفاسيرهم كلهم من حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن إِسْحَاق عَن النُّعْمَان ابْن سعد عَن عَلّي فِي هَذِه الْآيَة يَوْم نحْشر الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَن وَفْدًا
قَالَ أما وَالله لَا يحشرون عَلَى أَقْدَامهم وَلَكنهُمْ يأْتونَ بِنُوق لم ير الْخَلَائق مثلهَا عَلَيْهَا رحال الذَّهَب وَأَزِمَّتهَا الزبرجد فَيَجْلِسُونَ عَلَيْهَا ثمَّ ينْطَلق بهم حَتَّى يقرعُوا بَاب الْجنَّة
انْتَهَى
وَسَنَد عبد الله بن أَحْمد حَدثنَا سُوَيْد بن سعيد أَنا عَلّي بن مسْهر عَن عبد الرَّحْمَن بن إِسْحَاق بِهِ
وَرَفعه ابْن عدي فِي الْكَامِل رَوَاهُ من حَدِيث عَمْرو بن هَاشم أبي مَالك الْجَنبي حَدثنَا جُوَيْبِر عَن الضَّحَّاك بن مُزَاحم عَن ابْن عَبَّاس أَنه سَأَلَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَوْم نحْشر الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَن وَفْدًا فَقَالَ يَا عَلّي وَهل يكون الْوَفْد إِلَّا الركب وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ إِنَّهُم لَيَأْتُونَ إِلَى قُبُورهم بِنُوق) الحَدِيث ولين عَمْرو بن هَاشم وَقَالَ أَرْجُو أَنه صَدُوق
انْتَهَى(2/338)
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الإِمَام أَبُو بكر عبد الله بن أبي دَاوُد السجسْتانِي فِي كتاب الْبَعْث لَهُ وَهُوَ جُزْء حَدِيثي فَقَالَ حَدثنَا عباد بن يَعْقُوب الرواجي حَدثنَا مُحَمَّد بن فُضَيْل عَن عبد الرَّحْمَن بن إِسْحَاق عَن النُّعْمَان بن سعد عَن عَلّي عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي هَذِه الْآيَة يَوْم نحْشر الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَن وَفْدًا الْآيَة ... إِلَى آخر اللَّفْظ الأول ثمَّ قَالَ لم يرفعهُ عَن ابْن فُضَيْل إِلَّا عباد
انْتَهَى كَلَامه
777 - الحَدِيث الثَّامِن عشر
عَن ابْن مَسْعُود أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ لأَصْحَابه ذَات يَوْم أَيعْجزُ أحدكُم أَن يتَّخذ كل صباح وَمَسَاء عِنْد الله عهدا) قَالُوا وَكَيف ذَلِك قَالَ يَقُول كل صباح وَمَسَاء اللَّهُمَّ فاطر السَّمَوَات وَالْأَرْض عَالم الْغَيْب وَالشَّهَادَة إِنِّي أَعهد إِلَيْك بِأَنِّي أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا أَنْت وَحدك لَا شريك لَك وَأَن مُحَمَّدًا عَبدك وَرَسُولك وَأَنَّك إِن تَكِلنِي إِلَى نَفسِي تقربني من الشَّرّ وَتُبَاعِدنِي عَن الْخَيْر وَإِنِّي لَا أَثِق إِلَّا بِرَحْمَتك فَاجْعَلْ لي عهدا تُوفينِيهِ يَوْم الْقِيَامَة إِنَّك لَا تخلف الميعاد فَإِذا قَالَ ذَلِك طبع عَلَيْهِ بِطَابع وَوضع تَحت الْعَرْش فَإِذا كَانَ يَوْم الْقِيَامَة نَادَى مُنَاد أَيْن الَّذين كَانَ لَهُم عِنْد الله عهد فَيدْخلُونَ الْجنَّة)
قلت غَرِيب مَرْفُوعا وَلم أَجِدهُ إِلَّا مَوْقُوفا رَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي كتاب الدُّعَاء وَأَبُو نعيم فِي الْحِلْية كلهم من حَدِيث المَسْعُودِيّ عَن عون بن عبد الله بن عبد الله بن عتبَة عَن أبي فَاخِتَة عَن الْأسود بن يزِيد عَن ابْن مَسْعُود أَنه قَرَأَ إِلَّا من اتخذ عِنْد الرَّحْمَن عهدا فَإِن الله يَقُول اتَّخذُوا عِنْد الرَّحْمَن عهدا فَإِن الله يَقُول يَوْم الْقِيَامَة من كَانَ لَهُ عِنْدِي عهد فَليقمْ قَالَ فَقُلْنَا فَعلمنَا يَا أَبَا عبد الرَّحْمَن فَقَالَ قُولُوا اللَّهُمَّ فاطر السَّمَوَات وَالْأَرْض ... إِلَى قَوْله إِنَّك لَا تخلف الميعاد
قَالَ الْحَاكِم صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ(2/339)
وَقَالَ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره وَرَوَى أَبُو وَائِل عَن عبد الله بن مَسْعُود أَنه عَلَيْهِ السَّلَام قَالَ لأَصْحَابه ... فَذكره بِلَفْظ المُصَنّف سَوَاء
وَرَوَاهُ أَبُو عبد الله التِّرْمِذِيّ مَرْفُوعا فِي كِتَابه نَوَادِر الْأُصُول لَكِن من حَدِيث أبي بكر فَقَالَ حَدثنَا عمر بن أبي عمر حَدثنَا أَبُو عبد الله بن أبي أُميَّة الْفَزارِيّ عَن أبي عَلّي بن الرماح عَن عَمْرو بن مَيْمُون حَدثنِي مقَاتل بن حَيَّان عَن الْأسود ابْن هِلَال عَن أبي بكر الصّديق قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من قَالَ فِي دبر الصَّلَوَات هَؤُلَاءِ الْكَلِمَات اللَّهُمَّ فاطر السَّمَوَات وَالْأَرْض) إِلَى قَوْله إِنَّك لَا تخلف الميعاد إِلَّا كتبهَا فِي رق ثمَّ خَتمه بِخَاتمِهِ ثمَّ رَفعه إِلَى يَوْم الْقِيَامَة فَإِذا كَانَ يَوْم الْقِيَامَة نَادَى مُنَاد أَيْن الَّذين كَانَ لَهُم عِنْد الله عهد فَدفع إِلَيْهِم)
انْتَهَى
ذكره فِي الأَصْل السَّادِس وَالسبْعين بعد الْمِائَة
وَرَوَى ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره فِي سُورَة الْأَحْزَاب حَدثنَا عَلَى بن أبي حَامِد الْمَدِينِيّ حَدثنَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن سعيد حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الله بن سُلَيْمَان قَالَ وجدت فِي كتاب عقبَة بن قبيصَة حَدثنَا أبي حَدثنَا حَمْزَة الزيات عَن عون بن عبد الله عَن رجل من بني سليم عَن عبد الله بن مَسْعُود قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الْعَهْد الْمَسْئُول أَن تَقول اللَّهُمَّ فاطر السَّمَوَات وَالْأَرْض عَالم الْغَيْب وَالشَّهَادَة إِنِّي أَعهد إِلَيْك فِي هَذِه الْحَيَاة الدُّنْيَا أَلا تَكِلنِي إِلَى عمل يقربنِي من الشَّرّ وَيُبَاعِدنِي من الْخَيْر وَإِنِّي لَا أَثِق إِلَّا بِرَحْمَتك فَاجْعَلْ لي عهدا عنْدك تُؤَدِّيه إِلَيّ يَوْم الْقِيَامَة إِنَّك لَا تخلف الميعاد)
انْتَهَى
778 - الحَدِيث التَّاسِع عشر
قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من ادَّعَى إِلَى غير موَالِيه)
قلت غَرِيب بِهَذَا اللَّفْظ وَالَّذِي فِي مُسلم عَن عَلّي بن أبي طَالب عَن(2/340)
النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (وَمن ادَّعَى إِلَى غير أَبِيه أَو انْتَمَى إِلَى غير موَالِيه فَعَلَيهِ لعنة الله وَالْمَلَائِكَة وَالنَّاس أَجْمَعِينَ) مُخْتَصرا أخرجه مُسلم فِي الْعتْق عَن ابْن شريك التَّيْمِيّ عَن عَلّي ... فَذكره
وَقد تقدم بِتَمَامِهِ فِي 37 من الْبَقَرَة
وَهُوَ فِي البُخَارِيّ لَيْسَ فِيهِ اللَّفْظ الْمَذْكُور
وَالْمُصَنّف احْتج بِهِ عَلَى أَن من ادَّعَى فِيهِ مُطَاوع دعِي بِمَعْنى نسب
وَذكره السَّرقسْطِي فِي غَرِيبه من غير سَنَد بِلَفْظ المُصَنّف فَقَالَ رُوِيَ عَن عَلّي بن أبي طَالب أَنه قَامَ خَطِيبًا فَقَالَ إِن الله بعث مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَاما غير خَاص أَدَّى مَا أَدَّى عَلَانيَة غير سر وَقد بَلغنِي أَن نَاسا يَزْعمُونَ أَن عِنْدِي من رَسُول الله مَا لَيْسَ عِنْد النَّاس وَأَنا أعوذ بِاللَّه إِلَّا أَن يكون فِي قرابي هَذَا شَيْء ثمَّ أخرج من قرَابه صحيفَة فقرأها رَافعا صَوته قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من ادَّعَى إِلَى غير موَالِيه أَو تولى مولَى قوم دونهم فَعَلَيهِ لعنة الله ... إِلَى آخر لفظ الصَّحِيح
779 - الحَدِيث الْعشْرُونَ
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ لعَلي يَا عَلّي قل اللَّهُمَّ اجْعَل لي عنْدك عهدا وَاجعَل لي فِي صُدُور الْمُؤمنِينَ مَوَدَّة) فَأنْزل الله هَذِه الْآيَة
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ أخبرنَا عبد الْخَالِق أَنا أَبُو عَلّي مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْحسن الصَّواف بِبَغْدَاد حَدثنَا أَبُو جَعْفَر الْحسن بن عَلّي الْفَارِسِي حَدثنَا إِسْحَاق بن بشر الْكُوفِي حَدثنَا خَالِد بن يزِيد عَن حَمْزَة الزيات عَن أبي إِسْحَاق السبيعِي عَن الْبَراء بن عَازِب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لعَلي بن أبي طَالب (يَا عَلّي قل اللَّهُمَّ اجْعَل لي عنْدك عهدا وَاجعَل لي فِي صُدُور الْمُؤمنِينَ مَوَدَّة) فَأنْزل الله تَعَالَى إِن الَّذين آمنُوا وَعمِلُوا الصَّالِحَات سَيجْعَلُ لَهُم الرَّحْمَن ودا
انْتَهَى(2/341)
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره حَدثنَا مُحَمَّد بن أَحْمد بن السّري وَعبد الْبَاقِي ابْن قَانِع قَالَا حَدثنَا الْحسن بن عَلّي بن النُّعْمَان حَدثنَا إِسْحَاق بن بشر الْكَاهِلِي حَدثنَا خَالِد بن يزِيد بِهِ سندا ومتنا
وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي الْجُزْء الَّذِي جمعه من أَحَادِيث حَمْزَة الزيات وَهُوَ جُزْء لطيف جملَته ثَمَان وَرَقَات فَقَالَ حَدثنَا الْحسن بن عَلّي الْفَسَوِي حَدثنَا إِسْحَاق بن بشر الْكَاهِلِي حَدثنَا خَالِد بن يزِيد الْقَسرِي بِهِ سندا ومتنا
780 - الحَدِيث الْحَادِي وَالْعشْرُونَ
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ (يَقُول الله عَزَّ وَجَلَّ يَا جِبْرِيل قد أَحْبَبْت فلَانا فَأَحبهُ فَيُحِبهُ جِبْرِيل فينادي جِبْرِيل فِي أهل السَّمَاء إِن الله قد أحب فلَانا فَأَحبُّوهُ فَيُحِبهُ أهل السَّمَاء ثمَّ تُوضَع لَهُ الْمحبَّة فِي الأَرْض)
قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه فِي كتاب الْأَدَب وَمُسلم فِي الْبر والصلة من حَدِيث سهل عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (إِذا أحب الله عبدا نَادَى جِبْرِيل إِن الله يحب فلَانا فَأَحبهُ فَيُحِبهُ جِبْرِيل فينادي جِبْرِيل فِي أهل السَّمَاء إِن الله يحب فلَانا فَأَحبُّوهُ فَيُحِبهُ أهل السَّمَاء ثمَّ يوضع لَهُ الْقبُول فِي الأَرْض)
انْتَهَى للْبُخَارِيّ وَزَاد مُسلم (وَإِذا أبْغض عبدا دَعَا جِبْرِيل فَيَقُول إِنِّي أبْغض فلَانا فَأَبْغضهُ قَالَ فَيبْغضهُ جِبْرِيل ثمَّ يُنَادي فِي أهل السَّمَاء إِن الله يبغض فلَانا فَأَبْغضُوهُ قَالَ فَيبْغضُونَهُ ثمَّ تُوضَع لَهُ الْبغضَاء فِي الأَرْض)
انْتَهَى
781 - الحَدِيث الثَّانِي وَالْعشْرُونَ
عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ (من قَرَأَ سُورَة مَرْيَم أعطي من الْأجر عشر حَسَنَات بِعَدَد من كذب زَكَرِيَّا وَصدق بِهِ وَيَحْيَى وَمَرْيَم وَعِيسَى وَإِبْرَاهِيم وَإِسْحَاق وَيَعْقُوب ومُوسَى وَهَارُون وَإِسْمَاعِيل وَإِدْرِيس(2/342)
وَعشر حَسَنَات بِعَدَد من دَعَا الله فِي الدُّنْيَا وَبِعَدَد من لم يدع الله
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث سَلام بن سليم الْمَدَائِنِي حَدثنَا هَارُون بن كثير عَن زيد بن أسلم عَن أَبِيه عَن أبي أُمَامَة عَن أبي بن كَعْب عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره إِلَّا أَنه قَالَ وَبِعَدَد من دَعَا لله ولدا وَبِعَدَد من لم يدع لَهُ ولدا) عوض قَوْله من يدع الله فِي الدُّنْيَا وَمن لم يدع
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه فِي آل عمرَان بِلَفْظ الثَّعْلَبِيّ
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط بِلَفْظ الثَّعْلَبِيّ بِسَنَدِهِ فِي يُونُس(2/343)
سُورَة طه(2/345)
سُورَة طه
ذكر فِيهَا تِسْعَة أَحَادِيث
782 - الحَدِيث الأول
رُوِيَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه كَانَ يقوم فِي تَهَجُّده عَلَى إِحْدَى رجلَيْهِ فَأمره أَن يطَأ الأَرْض بقدميه مَعًا فَقيل طه وَأَصله طَأْهَا
قلت رَوَى الْبَزَّار فِي مُسْنده حَدثنَا مُحَمَّد بن إِسْحَاق الْبَغْدَادِيّ حَدثنَا عبيد الله ابْن مُوسَى حَدثنَا كيسَان أَبُو عمر عَن يزِيد بن بِلَال عَن عَلّي قَالَ كَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يرواح بَين قَدَمَيْهِ يقوم عَلَى كل رجل حَتَّى نزلت طه مَا أنزلنَا عَلَيْك الْقُرْآن لتَشْقَى
انْتَهَى
وَقَالَ أَحَادِيث يزِيد بن بِلَال عَن عَلّي لَا نعلم لَهُ طَرِيقا إِلَّا من حَدِيث كيسَان
انْتَهَى
حَدِيث آخر رَوَى الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب الرَّابِع عشر مِنْهُ أخبرنَا أَبُو عَلّي الرُّوذَبَارِي أَنا الْحُسَيْن بن الْحسن بن أَيُّوب الطوسي حَدثنَا أَبُو يَحْيَى بن أبي مَسَرَّة حَدثنَا خَلاد بن يَحْيَى حَدثنَا مُحَمَّد بن زِيَاد الْيَشْكُرِي حَدثنَا مَيْمُون بن مهْرَان عَن ابْن عَبَّاس أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أول مَا أنزل عَلَيْهِ الْوَحْي كَانَ يقوم عَلَى صُدُور قَدَمَيْهِ إِذا صَلَّى فَأنْزل الله تَعَالَى طه مَا أنزلنَا عَلَيْك الْقُرْآن لتَشْقَى
انْتَهَى
وَرَوَى القَاضِي عِيَاض فِي الْبَاب الأول من الشِّفَاء من حَدِيث عبد بن حميد حَدثنَا هَاشم بن الْقَاسِم عَن أبي جَعْفَر عَن الرّبيع بن أنس قَالَ كَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذا صَلَّى قَامَ عَلَى رجل وَرفع الْأُخْرَى فَأنْزل الله تَعَالَى طه يَعْنِي طأ(2/347)
الأَرْض يَا مُحَمَّد مَا أنزلنَا عَلَيْك الْقُرْآن لتَشْقَى)
انْتَهَى
وَرَوَى ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره حَدثنَا سُلَيْمَان بن أَحْمد وَهُوَ الطَّبَرَانِيّ حَدثنَا مُحَمَّد بن زَكَرِيَّا الْغلابِي حَدثنَا شُعَيْب بن وَاقد الصفار حَدثنَا قيس بن الرّبيع عَن فطر بن خَليفَة عَن مُنْذر الثَّوْريّ عَن مُحَمَّد بن الْحَنَفِيَّة عَن عَلّي قَالَ لما نزل عَلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَا أَيهَا المزمل قُم اللَّيْل إِلَّا قَلِيلا فَقَامَ اللَّيْل كُله حَتَّى تورمت قدماه فَجعل يرفع رجلا وَيَضَع أُخْرَى فهبط عَلَيْهِ جِبْرِيل فَقَالَ طه طأ الأَرْض بقدميك يَا مُحَمَّد مَا أنزلنَا عَلَيْك الْقُرْآن لتَشْقَى
انْتَهَى
حَدثنَا عبد الله بن مُحَمَّد حَدثنَا مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عَامر حَدثنَا أبي عَن جدي قَالَ سَمِعت نَهْشَلَا عَن الضَّحَّاك عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى طه قَالَ إِن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ رُبمَا قَرَأَ الْقُرْآن إِذا صَلَّى فَقَامَ عَلَى رجل وَاحِدَة فَأنْزل الله تَعَالَى طه بِرِجْلَيْك مَا أنزلنَا عَلَيْك الْقُرْآن لتَشْقَى
انْتَهَى
783 - الحَدِيث الثَّانِي
رُوِيَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه صَلَّى بِاللَّيْلِ حَتَّى اسمغدت قدماه فَقَالَ لَهُ جِبْرِيل أبق عَلَى نَفسك فَإِن لَهَا عَلَيْك حَقًا
قلت رَوَى الْبَيْهَقِيّ فِي كتاب الدَّعْوَات الْكَبِير أخبرنَا أَبُو عبد الله الْحَافِظ أَخْبرنِي أَبُو صَالح خلف بن مُحَمَّد حَدثنِي صَالح بن مُحَمَّد الْحَافِظ حَدثنَا مُحَمَّد بن عباد حَدثنِي حَاتِم بن إِسْمَاعِيل الْمدنِي عَن نصر بن كثير عَن يَحْيَى بن سعيد عَن عُرْوَة ابْن الزُّبَيْر عَن عَائِشَة قَالَت لما كَانَت لَيْلَة النّصْف من شعْبَان انْسَلَّ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من مِرْطِي ثمَّ قَالَت وَالله مَا كَانَ مِرْطُنَا من خَز وَلَا قَز وَلَا كُرْسُف وَلَا كتَّان وَلَا صوف قُلْنَا سُبْحَانَ الله فَمن أَي شَيْء كَانَ قَالَت إِن كَانَ سداه لشعرا وَإِن كَانَت لحْمَته لمن وبر الْإِبِل قَالَت فَخَشِيت أَن يكون أَتَى بعض(2/348)
نِسَائِهِ فَقُمْت أَلْتَمِسهُ فِي الْبَيْت فَتَقَع قدمه عَلَى قدمي وَهُوَ ساجد فَحفِظت من قَوْله (سجد لَك سوَادِي وَأمن لَك فُؤَادِي أَبُوء لَك بِالنعَم وَاعْتَرَفت لَك بِالذنُوبِ ظلمت نَفسِي فَاغْفِر لي ذُنُوبِي إِنَّه لَا يغْفر الذُّنُوب إِلَّا أَنْت) قَالَت فَمَا زَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يُصَلِّي قَائِما وَقَاعِدا حَتَّى أصبح وَحَتَّى اسمغدت قدماه فَقُمْت أغمزها وَأَقُول بِأبي أَنْت وَأمي يَا رَسُول الله أَتعبت نَفسك أَلَيْسَ قد غفر الله لَك مَا تقدم من ذَنْبك وَمَا تَأَخّر فَقَالَ يَا عَائِشَة (أَفلا أكون عبدا شكُورًا)
انْتَهَى
وَلَيْسَ فِيهِ كَلَام جِبْرِيل
784 - قَوْله أَمر مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام فَخلع نَعْلَيْه لِأَنَّهُمَا كَانَا من جلد حمَار ميت غير ذكي
قلت رَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك من حَدِيث حَفْص بن غياث عَن حميد بن قيس عَن عبد الله بن الْحَارِث عَن ابْن مَسْعُود عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (يَوْم كلم الله مُوسَى كَانَ عَلَيْهِ جُبَّة صوف وَسَرَاويل صوف وَكسَاء صوف وَنَعْلَان من جلد حمَار غير ذكي)
انْتَهَى
وَقَالَ حَدِيث صَحِيح عَلَى شَرط البُخَارِيّ وَلم يخرجَاهُ
وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي اللبَاس وَقَالَ حَدِيث غَرِيب لَا يعرف إِلَّا من حَدِيث حميد بن عَلّي الْأَعْرَج وَهُوَ مُنكر الحَدِيث وَحميد بن قيس الْأَعْرَج الْمَكِّيّ صَاحب مُجَاهِد ثِقَة
انْتَهَى
وَكَانَ الْحَاكِم وهم فِي قَوْله حميد بن قيس فَليُرَاجع
785 - الحَدِيث الثَّالِث
قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من نَام عَن صَلَاة أَو نَسِيَهَا فليصلها إِذا ذكرهَا)(2/349)
قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم فِي الصَّلَاة من حَدِيث قَتَادَة عَن أنس قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من نسي صَلَاة أَو نَام عَنْهَا فكفارتها أَن يُصليهَا إِذا ذكرهَا)
انْتَهَى
وَرَوَى الْأَئِمَّة السِّتَّة بِهَذَا السَّنَد من نسي فليصلها إِذا ذكرهَا لَا كَفَّارَة لَهَا إِلَّا ذَلِك
انْتَهَى
786 - قَوْله وَقَرَأَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أقِم الصَّلَاة لذكرى
قلت رَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي سنَنه من حَدِيث عبد الله بن وهب أَخْبرنِي يُونُس عَن ابْن شهَاب عَن ابْن الْمسيب عَن أبي هُرَيْرَة فِي قصَّة التَّعْرِيس أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حِين قفل من غَزْوَة خَيْبَر فَسَار لَيْلَة حَتَّى إِذا أدْركهُ الْكرَى عرس ... إِلَى أَن قَالَ ثمَّ تَوَضَّأ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَأمر بِلَالًا فَأَقَامَ الصَّلَاة وَصَلى لَهُم الصُّبْح فَلَمَّا قَضَى الصَّلَاة قَالَ من نسي صَلَاة فليصلها إِذا ذكرهَا فَإِن الله عَزَّ وَجَلَّ قَالَ أقِم الصَّلَاة للذِّكْرَى
قَالَ يُونُس وَكَانَ ابْن شهَاب يقْرؤهَا كَذَلِك
مُخْتَصرا
قَالَ الْمُنْذِرِيّ فِي مُخْتَصره وَأخرجه مُسلم وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن ماجة وَينظر
وَرَوَاهُ مُسلم لم يذكر فِيهِ إِلَّا قَول يُونُس وَلَفظه فَلَمَّا قَضَى صلَاته قَالَ من نسي الصَّلَاة فليصلها إِذا ذكرهَا فَإِن الله عَزَّ وَجَلَّ قَالَ أقِم الصَّلَاة لذكرى قَالَ يُونُس وَكَانَ ابْن شهَاب يقْرؤهَا للذِّكْرَى وَهِي عِنْد البُخَارِيّ معلقَة من حَدِيث أنس فَإِنَّهُ رَوَاهُ عَن مُوسَى بن إِسْمَاعِيل حَدثنَا همام عَن قَتَادَة عَن أنس قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من نسي صَلَاة فليصلها إِذا ذكرهَا لَا كَفَّارَة لَهَا إِلَّا ذَلِك أقِم الصَّلَاة لذكري ثمَّ قَالَ قَالَ مُوسَى قَالَ همام سمعته يَقُول بعد أقِم الصَّلَاة للذِّكْرَى وَقَالَ حبَان حَدثنَا همام حَدثنَا قَتَادَة عَن أنس عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... نَحوه
انْتَهَى(2/350)
وَرَوَى عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه أَنا معمر عَن الزُّهْرِيّ عَن ابْن الْمسيب قَالَ لما قفل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من خَيْبَر فَذكر قصَّة التَّعْرِيس ... إِلَى أَن قَالَ فَلَمَّا فرغ قَالَ (من نسي صَلَاة فليصلها إِذا ذكرهَا فَإِن الله يَقُول أقِم الصَّلَاة لذكري قَالَ معمر فَقلت لِلزهْرِيِّ أبلغك أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَانَ يَقْرَأها للذِّكْرَى قَالَ نعم مُخْتَصر 787قَوْله
وَعَن ابْن عَبَّاس كَانَ فِي لِسَان مُوسَى رثَّة لما رُوِيَ من حَدِيث الْجَمْرَة
قلت غَرِيب عَن ابْن عَبَّاس
وَرَوَى الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك قصَّة مُوسَى وَفرْعَوْن عَن وهب بن مُنَبّه ... فَذكرهَا إِلَى أَن قَالَ فَمَكثَ مُوسَى عِنْد أمه حَتَّى فَطَمته ثمَّ ردته إِلَيْهِ فَنَشَأَ مُوسَى فِي حجر فِرْعَوْن وَامْرَأَته فاتخذاه ولدا فَبَيْنَمَا هُوَ يَوْمًا يلْعَب بَين يَدي فِرْعَوْن وَبِيَدِهِ قضيب خَفِيف إِذْ رفع الْقَضِيب فَضرب بِهِ رَأس فِرْعَوْن فَغَضب فِرْعَوْن وَتَطير مِنْهُ حَتَّى هم بقتْله فَقَالَت لَهُ آسِيَة أَيهَا الْملك لَا تغْضب فَإِنَّهُ صَغِير لَا يعقل وَجَربه إِن شِئْت اجْعَل فِي هَذَا جَمْرَة وذهبا فَانْظُر أَيهمَا يقبض فَأمر فِرْعَوْن بذلك فَلَمَّا مد مُوسَى يَده ليقْبض عَلَى الذَّهَب قبض الْملك الْمُوكل بِهِ عَلَى يَده فَردهَا إِلَى الْجَمْرَة فَأَخذهَا وَأَلْقَاهَا فِي فِيهِ ثمَّ قَذفهَا حِين وجد حَرَارَتهَا فَقَالَت آسِيَة ألم أقل لَك فَكف عَنهُ فِرْعَوْن ... وَيُقَال إِن الْعقْدَة الَّتِي فِي لِسَان مُوسَى أثر تِلْكَ الْجَمْرَة الَّتِي التقمها وَسكت عَنهُ
وَحَدِيث الْجَمْرَة رَوَاهُ النَّسَائِيّ فِي التَّفْسِير من حَدِيث ابْن عَبَّاس فَقَالَ أخبرنَا عبد الله بن مُحَمَّد حَدثنَا يزِيد بن هَارُون أَنا أصبغ بن زيد حَدثنَا الْقسم بن أبي أَيُّوب أَخْبرنِي سعيد بن جُبَير قَالَ سَأَلت عبد الله بن عَبَّاس عَن قَول الله تَعَالَى لمُوسَى وَفَتَنَّاك فُتُونًا فَذكر حَدِيث الْفُتُون بِطُولِهِ إِلَى أَن قَالَ فَلَمَّا دخلت امْرَأَة فِرْعَوْن(2/351)
بمُوسَى عَلَى فِرْعَوْن فَجعله فِي حجره فَتَنَاول مُوسَى لحية فِرْعَوْن فَمدَّهَا إِلَى الأَرْض فَقَالَ لَهَا مَا بدا لَك فِي هَذَا الْغُلَام أَلا تَرين مَا يصنع قَالَت اجْعَل بيني وَبَيْنك أمرا تعرف فِيهِ الْحق ائْتِ بجَمْرَتَيْن وَلُؤْلُؤَتَيْن فَقَربهُنَّ إِلَيْهِ فَإِن بَطش بِاللُّؤْلُؤِ واجتنب الْجَمْرَتَيْن عرفت أَنه يعقل وَإِن تنَاول الْجَمْرَتَيْن وَلم يرد اللُّؤْلُؤَتَيْن علمت أَن أحدا لَا يُؤثر الْجَمْرَتَيْن عَلَى اللُّؤْلُؤَتَيْن وَهُوَ يعقل فَقرب ذَلِك إِلَيْهِ فَتَنَاول الْجَمْرَتَيْن فانتزعوها مِنْهُ مَخَافَة أَن تحرقا يَده فَقَالَت الْمَرْأَة أَلا ترَى فَصَرفهُ الله عَنهُ بَعْدَمَا كَانَ قد هم بِهِ
مُخْتَصر
788 - الحَدِيث الرَّابِع
رُوِيَ أَنه كَانَ فِي لِسَان الْحسن بن عَلّي رثَّة فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (ورثهَا من عَمه مُوسَى)
قلت غَرِيب جدا
789 - الحَدِيث الْخَامِس
قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (تَمسحُوا بِالْأَرْضِ فَإِنَّهَا بكم برة)
قلت رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الصَّغِير حَدثنَا حَملَة بن مُحَمَّد الْغَزِّي بِمَدِينَة غَزَّة حَدثنَا عبد الله بن مُحَمَّد بن عَمْرو الْغَزِّي أَنا مُحَمَّد بن يُوسُف الْفرْيَابِيّ حَدثنَا سُفْيَان الثَّوْريّ عَن عَوْف عَن أبي عُثْمَان النَّهْدِيّ عَن سلمَان الْفَارِسِي قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (تَمسحُوا بِالْأَرْضِ فَإِنَّهَا بكم برة)
انْتَهَى
ثمَّ قَالَ لم يروه عَن الثَّوْريّ إِلَّا الْفرْيَابِيّ
انْتَهَى
وَمن طَرِيق الطَّبَرَانِيّ رَوَاهُ الْقُضَاعِي فِي مُسْند الشهَاب
وَرَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي بَاب التَّيَمُّم حَدثنَا ابْن علية عَن عَوْف عَن أبي عُثْمَان النَّهْدِيّ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره مُرْسلا(2/352)
قَالَ ابْن طَاهِر فِي كَلَامه عَلَى أَحَادِيث الشهَاب تفرد بِهِ الْفرْيَابِيّ عَن الثَّوْريّ وَالْفِرْيَابِي ثِقَة والمرسل أشبه بِالصَّوَابِ
انْتَهَى
790 - قَوْله وَفِي حَدِيث عمر إِنِّي لأكْره أَن أرَى أحدكُم فَارغًا سَبَهْلَلا) لَا فِي أَمر دنيا وَلَا فِي أَمر آخِرَة
قلت لم أَجِدهُ إِلَّا من قَول ابْن مَسْعُود هَكَذَا رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَأَبُو نعيم فِي الْحِلْية وَابْن الْمُبَارك فِي كتاب الزّهْد
وَذكره المُصَنّف أتم من هَذَا فِي سُورَة ألم نشرح وَسَيَأْتِي هُنَاكَ إِن شَاءَ الله
791 - الحَدِيث السَّادِس قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي موت الْفجأَة (رَحْمَة للْمُؤْمِنين وَأَخْذَة أَسف للْكَافِرِ)
قلت رَوَى أَحْمد فِي مُسْنده حَدثنَا وَكِيع حَدثنَا عبيد الله بن الْوَلِيد عَن عبيد الله ابْن عبيد بن عُمَيْر عَن عَائِشَة قَالَت سَأَلت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَن موت الْفجأَة فَقَالَ (رَاحَة لِلْمُؤمنِ وَأَخْذَة أَسف لِلْفَاجِرِ)
انْتَهَى
وَرَوَى عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه فِي الْجَنَائِز أَنا يَحْيَى بن الْعَلَاء عَن ابْن سابط عَن حَفْصَة بنت عبد الرَّحْمَن عَن عَائِشَة قَالَت سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول (موت الْفجأَة تَخْفيف عَلَى الْمُؤمن وَأَخْذَة أَسف عَلَى الْكَافِر)
انْتَهَى
ثمَّ رَوَاهُ عبد الرَّزَّاق مَوْقُوفا عَلَى عَائِشَة
وَمن طَرِيق عبد الرَّزَّاق رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه مَوْقُوفا أَيْضا(2/353)
وَرَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي الْجَنَائِز مَوْقُوفا عَلَى عَائِشَة وَعَلَى ابْن مَسْعُود من طرق
وَكَذَلِكَ ابْن الْمُبَارك فِي كتاب الزّهْد رَوَاهُ مَوْقُوفا عَلَى عَائِشَة وَابْن مَسْعُود
وَقَالَ الْأَزْدِيّ فِي كِتَابه لهَذَا الحَدِيث طرق لَا يَصح فِيهَا شَيْء عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ
انْتَهَى
وَأَعَادَهُ فِي الزخرف
وَرَوَى أَبُو حَفْص عمر بن شاهين فِي كتاب الْجَنَائِز حَدثنَا عبيد الله بن عمر ابْن سعيد الطَّالقَانِي حَدثنَا عمار بن عبد الْمجِيد حَدثنَا مُحَمَّد بن مقَاتل الرَّازِيّ عَن حَفْص بن هَارُون عَن سمْعَان بن الْمهْدي عَن أنس عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (موت الْفجأَة رَحْمَة للْمُؤْمِنين وَعَذَاب للْكَافِرِينَ)
انْتَهَى
وَأخرج أَبُو دَاوُود عَن عبيد بن خَالِد مَرْفُوعا وموقوفا موت الْفجأَة أَخْذَة أَسف
قَالَ النَّوَوِيّ فِي الْخُلَاصَة وَسَنَده صَحِيح والإسف بِالْكَسْرِ الْغَضَب
انْتَهَى
792 - الحَدِيث السَّابِع
عَن عبد الله بن قسيط عَن رَافع قَالَ بَعَثَنِي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِلَى يَهُودِيّ وَقَالَ قل لَهُ يَقُول لَك رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَقْرضنِي إِلَى رَجَب) فَقَالَ وَالله لَا أَقْرَضته إِلَّا برهن فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (إِنِّي لأمين فِي السَّمَاء وَأمين فِي الأَرْض) زَاد فِي بعض النّسخ احْمِلْ إِلَيْهِ دِرْعِي الْحَدِيد)
قلت رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه من حَدِيث مُوسَى بن عُبَيْدَة الربذي عَن يزِيد ابْن عبد الله بن قسيط عَن أبي رَافع مولَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ أضَاف رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ(2/354)
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حَنِيفا فَلم يكن عِنْد النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مَا يصلح فَأرْسل إِلَى رجل من الْيَهُود يَقُول لَك مُحَمَّد رَسُول الله (أَسْلفنِي دَقِيقًا إِلَى هِلَال رَجَب) قَالَ لَا إِلَّا برهن فَأتيت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَأَخْبَرته فَقَالَ (أما وَالله إِنِّي لأمين فِي السَّمَاء أَمِين فِي الأَرْض وَلَو أَسْلفنِي أَو بَاعَنِي لَأَدَّيْت إِلَيْهِ)
فَلَمَّا خرجت من عِنْده نزلت هَذِه الْآيَة وَلَا تَمُدَّن عَيْنَيْك إِلَى مَا متعنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُم ... إِلَى آخر الْآيَة تَعْزِيَة عَن الدُّنْيَا
انْتَهَى
وَرَوَاهُ ابْن أبي شيبَة وَعنهُ أَبُو يعلي الْموصِلِي وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَالْبَزَّار فِي مسانيدهم كَذَلِك سندا ومتنا وَزَادُوا فِيهِ اذْهَبْ بِدِرْعِي الْحَدِيد إِلَيْهِ وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الطَّبَرِيّ وَابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره والواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول وَسكت الْبَزَّار عَنهُ
وَذكر الطَّيِّبِيّ هُنَا إشْكَالًا فَقَالَ وَفِيه نظر لِأَن هَذِه السُّورَة مَكِّيَّة وَرهن الدرْع عِنْد الْيَهُودِيّ مدنِي كَمَا ورد فِي البُخَارِيّ فِي الْبيُوع عَن قَتَادَة عَن أنس وَلَقَد رهن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ درعا لَهُ بِالْمَدِينَةِ عِنْد يَهُودِيّ وَأخذ مِنْهُ شَعِيرًا لأَهله وسمعته يَقُول مَا أَمْسَى عِنْد آل مُحَمَّد صَاع بر وَلَا حب وَإِن عِنْده لتسْع نسْوَة وَرَوَى فِي الْجِهَاد أَيْضا عَن الْأسود عَن عَائِشَة قَالَت توفّي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَدِرْعه مَرْهُونَة عِنْد يَهُودِيّ سَلَفُهُنَّ صَاعَانِ من شعير
انْتَهَى
وَقد يُجَاب عَن هَذَا بِأَنَّهُمَا وَاقِعَتَانِ بِدَلِيل أَن الْمَطْلُوب فِي الحَدِيث الأول دَقِيق وَفِي الثَّانِي شعير وَالْمَطْلُوب لَهُ فِي الأول الضَّيْف وَفِي الثَّانِي أَهله
وَفِي مُسْند إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه أَنا عِيسَى بن يُونُس حَدثنَا مجَالد عَن الشّعبِيّ قَالَ مَاتَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَدِرْعه مَرْهُونَة فَافْتَكَّهَا أَبُو بكر وَسلمهَا إِلَى عَلّي(2/355)
انْتَهَى هَكَذَا رَوَاهُ مُرْسلا ذكره فِي مُسْند جَابر عَن الشّعبِيّ عَنهُ
وَرُوِيَ أَيْضا أخبرنَا مُحَمَّد بن الفضيل حَدثنَا الْأَعْمَش عَن أنس قَالَ كَانَت لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ درع مَرْهُونَة عَن يَهُودِيّ فَمَا وجد مَا يَفْتكهَا بِهِ حَتَّى مَاتَ
انْتَهَى
وَرَوَى التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة من حَدِيث عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قبض النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَإِن درعه مَرْهُونَة عِنْد رجل يَهُودِيّ عَلَى ثَلَاثِينَ صَاعا من شعير أَخذهَا رزقا لِعِيَالِهِ قَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث حسن صَحِيح
793 - الحَدِيث الثَّامِن عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من قَرَأَ سُورَة طه أعطي يَوْم الْقِيَامَة ثَوَاب الْمُهَاجِرين وَالْأَنْصَار)
قلت ذكره ابْن غَنَائِم التنيسِي فِي كتاب الْفَائِق فِي اللَّفْظ الرايق
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه الْمُتَقَدِّمين فِي آل عمرَان
794 - الحَدِيث التَّاسِع
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (لَا يقْرَأ أهل الْجنَّة من الْقُرْآن إِلَّا طه وَيس)
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ أخبرنَا أَبُو عَمْرو ... حَدثنَا أَبُو نصر مَنْصُور بن مُحَمَّد السَّرخسِيّ حَدثنَا مُحَمَّد بن الْفضل حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن يُوسُف حَدثنَا الْمسيب عَن زِيَاد عَن الْحسن أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ ... الحَدِيث(2/356)
سُورَة الْأَنْبِيَاء(2/357)
سُورَة الْأَنْبِيَاء
ذكر فِيهَا اثْنَي عشر حَدِيثا
795 - الحَدِيث الأول
قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (بعثت فِي نسم السَّاعَة)
قلت رَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده حَدثنَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن سعيد حَدثنَا ابْن أبي الْوَزير مُحَمَّد بن عمر حَدثنَا سُفْيَان عَن إِسْمَاعِيل عَن قيس عَن أبي جبيرَة بن الضَّحَّاك قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (بعثت فِي نسم السَّاعَة)
انْتَهَى
وَسكت عَنهُ إِلَّا أَنه قَالَ لَا نعلم رَوَى أَبُو جبيرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِلَّا هذَيْن الْحَدِيثين وَأسْندَ لَهُ حَدِيثا آخر فِي النَّهْي عَن التَّنَابُز بِالْأَلْقَابِ وَأَبُو جبيرَة بن الضَّحَّاك هُوَ أَخُو ثَابت ابْن الضَّحَّاك
وَرَوَاهُ أَبُو نعيم فِي الْحِلْية فِي تَرْجَمَة أبي الطُّفَيْل فَقَالَ حَدثنَا أَبُو عَمْرو بن هَمدَان حَدثنَا الْحسن بن سُفْيَان حَدثنَا مُحَمَّد بن الصَّباح حَدثنَا سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن إِسْمَاعِيل بن أبي خَالِد عَن قيس عَن أبي جبيرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره
وَفِي النِّهَايَة فِي الحَدِيث (بعثت فِي نسم السَّاعَة) وَالنَّسَمُ جمع نسمَة وَهِي النَّفس وَالروح أَي بعثت فِي ذِي أَرْوَاح خلقهمْ الله قريب السَّاعَة
وَقَالَ الْجَوْهَرِي نسم السَّاعَة ابْتِدَاؤُهَا وَنَسَم الرّيح أَولهَا وَفِي الحَدِيث (بعثت فِي نسم السَّاعَة)
انْتَهَى
وَرَوَى التِّرْمِذِيّ فِي الْفِتَن من حَدِيث الْمُسْتَوْرد بن شَدَّاد قَالَ قَالَ رَسُول الله(2/359)
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (بعثت فِي نَفْس السَّاعَة فَسَبَقتهَا كَمَا سبقت هَذِه لهَذِهِ) لِأُصْبُعَيْهِ السبابَة وَالْوُسْطَى
انْتَهَى وَقَالَ غَرِيب لَا نعرفه من من حَدِيث الْمُسْتَوْرد إِلَّا من هَذَا الْوَجْه
انْتَهَى
قَالَ إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ فِي غَرِيبه نَفْس السَّاعَة قربهَا جعل لَهَا نفسا كَنَفس الْإِنْسَان
انْتَهَى
وَأَعَادَهُ المُصَنّف فِي سُورَة سبأ
796 - قَوْله وَفِي خطْبَة بعض الْمُتَقَدِّمين ولت الدُّنْيَا حذاء وَلم تبْق إِلَّا صبَابَة كَصُبَابَةِ الْإِنَاء
قلت رَوَاهُ مُسلم فِي صَحِيحه عَن خَالِد بن عُمَيْر الْعَدوي قَالَ خطب بِنَا عتبَة بن غَزوَان وَكَانَ أَمِيرا عَلَى الْبَصْرَة فَحَمدَ الله وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثمَّ قَالَ أما بعد فَإِن الدُّنْيَا قد آذَنت بِصرْم وَوَلَّتْ حذاء وَلم يبْق مِنْهَا إِلَّا صبَابَة كَصُبَابَةِ الْإِنَاء ... الحَدِيث بِطُولِهِ
وَقَالَ ابْن سعد فِي الطَّبَقَات عتبَة بن غَزوَان بن جَابر بن وهيب يكنى أَبَا عبد الله وَسمعت بَعضهم يكنيه أَبَا غَزوَان قديم الْإِسْلَام وَهَاجَر إِلَى الْحَبَشَة وَشهد بَدْرًا وَاسْتَعْملهُ عمر بن الْخطاب عَلَى الْبَصْرَة وَكَانَ أول خطْبَة خطبهَا بِالْبَصْرَةِ أَن قَالَ الْحَمد لله أَحْمَده وَأَسْتَعِينهُ وَأُؤْمِنُ بِهِ وَأَتَوَكَّل عَلَيْهِ وَأشْهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَأَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله أما بعد أَيهَا النَّاس فَإِن الدُّنْيَا قد ولت حذاء ... إِلَى آخرهَا توفّي سنة سبع عشرَة وَهُوَ ابْن سبع وَخمسين سنة
انْتَهَى
797 - الحَدِيث الثَّانِي
اسْتَعِينُوا عَلَى حَوَائِجكُمْ بِالْكِتْمَانِ جعله المُصَنّف من كَلَام النَّاس ثمَّ قَالَ وَيرْفَع إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ(2/360)
قلت رُوِيَ من حَدِيث معَاذ بن جبل وَمن حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَمن حَدِيث ابْن عَبَّاس
أما حَدِيث معَاذ فَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمَيْهِ الْكَبِير وَالصَّغِير وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي آخر الْبَاب الثَّالِث وَالْأَرْبَعِينَ وَأَبُو نعيم فِي الْحِلْية فِي تَرْجَمَة خَالِد بن معدان كلهم من حَدِيث سعيد بن سَلام الْعَطَّار حَدثنَا ثَوْر بن يزِيد عَن خَالِد بن معدان عَن معَاذ بن جبل قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (اسْتَعِينُوا عَلَى إنْجَاح الْحَوَائِج بِالْكِتْمَانِ فَإِن كل ذِي نعْمَة مَحْسُود)
انْتَهَى
وَفِي رِوَايَة للطبراني (اسْتَعِينُوا عَلَى أُمُوركُم)
وَرَوَاهُ ابْن عدي فِي الْكَامِل وَأعله بِسَعِيد الْعَطَّار وَأسْندَ إِلَى البُخَارِيّ أَنه قَالَ يذكر بِوَضْع الحَدِيث وَإِلَى ابْن نمير أَنه قَالَ كَذَّاب
وَرَوَاهُ الْعقيلِيّ أَيْضا وَقَالَ سعيد ضَعِيف وَلَا يُتَابع عَلَيْهِ وَلَا يعرف إِلَّا بِهِ
وَله طَرِيق آخر رَوَاهُ ابْن عدي عَن حُسَيْن بن علوان عَن ثَوْر بن يزِيد بِهِ ثمَّ قَالَ وحسين هَذَا كَانَ يضع الحَدِيث
وَرَوَاهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الموضوعات من الطَّرِيقَيْنِ وَقَالَ الْمُتَّهم بِهِ فِي الأولَى سعيد الْعَطَّار قَالَ ابْن حَنْبَل كَذَّاب وَفِي الثَّانِي حُسَيْن قَالَ ابْن حبَان يضع الحَدِيث
وَأما حَدِيث أبي هُرَيْرَة فَرَوَاهُ أَبُو الْقَاسِم حَمْزَة بن يُوسُف السَّهْمِي فِي كتاب تَارِيخ جرجان أخبرنَا الإِمَام أَبُو بكر أَحْمد بن إِبْرَاهِيم الْإِسْمَاعِيلِيّ حَدثنِي أَبُو بكر عَن عُمَيْر حَدثنَا بشار بن نصر بن يسَار الْبَزَّار الْبَغْدَادِيّ حَدثنَا الْهَيْثَم بن أَيُّوب الطَّالقَانِي حَدثنَا سهل بن عبد الرَّحْمَن الْجِرْجَانِيّ عَن مُحَمَّد بن مطرف عَن مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر عَن عُرْوَة بن الزُّبَيْر عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (اسْتَعِينُوا عَلَى الْحَوَائِج بِكِتْمَانِهَا فَإِن لكل نعْمَة حَاسِدًا)
انْتَهَى
وَأما حَدِيث ابْن عَبَّاس فَرَوَاهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الموضوعات من حَدِيث الْحسن ابْن عبيد الله الْأَبْزَارِيِّ بِسَنَدِهِ إِلَى عَطاء عَن ابْن عَبَّاس مَرْفُوعا بِلَفْظ الطَّبَرَانِيّ ثمَّ(2/361)
قَالَ هَذَا من عمل الْأَبْزَارِيِّ وَكَانَ مَاجِنًا كذابا
وَقَالَ مهنا سَالَتْ أَحْمد بن حَنْبَل وَيَحْيَى بن معِين عَن حَدِيث اسْتَعِينُوا عَلَى طلب الْحَوَائِج بِالْكِتْمَانِ
فَقَالَا هَذَا حَدِيث مَوْضُوع وَلَيْسَ لَهُ أصل
انْتَهَى كَلَامه
وَقَالَ ابْن أبي حَاتِم فِي علله قَالَ أبي إِن هَذَا حَدِيث مُنكر لَا يعرف لَهُ أصل وَضعف سَلام بن سعيد من أجل هَذَا الحَدِيث
انْتَهَى كَلَامه
وَقَالَ ابْن طَاهِر فِي كَلَامه عَلَى أَحَادِيث الشهَاب هَذَا حَدِيث رُوِيَ من حَدِيث معَاذ بن جبل وَمن حَدِيث ابْن عَبَّاس وَمن حَدِيث بُرَيْدَة
أما حَدِيث معَاذ فَرَوَاهُ سعيد بن سَلام الْعَطَّار عَن ثَوْر بن يزِيد عَن خَالِد ابْن معدان عَن معَاذ بن جبل وَسَعِيد هَذَا بَصرِي يكنى أَبَا الْحسن كَذَّاب وخَالِد بن معدان لم يلق معَاذًا وَرَوَاهُ حُسَيْن بن علوان عَن ثَوْر وحسين مَتْرُوك الحَدِيث
وَرَوَاهُ شُعْبَة عَن ثَوْر وَلَا يثبت عَنهُ وَرُوِيَ عَن حَفْص بن غياث عَن ثَوْر وَحَفْص ثِقَة إِلَّا أَن الَّذِي رَوَاهُ عَنهُ غير ثِقَة
وَأما حَدِيث ابْن عَبَّاس فَرَوَاهُ طَاهِر بن الْفضل الْحلَبِي عَن حجاج بن مُحَمَّد الْأَعْوَر عَن ابْن جريج عَن عَطاء عَن ابْن عَبَّاس قَالَ ابْن حبَان وَضعه طَاهِر عَلَى حجاج وَلم يُتَابِعه عَلَيْهِ أحد من أَصْحَاب حجاج
وَرُوِيَ أَيْضا من طَرِيق الْخُلَفَاء من ولد ابْن عَبَّاس رَوَاهُ الْحسن بن عَلّي صَاحب السّلْعَة عَن إِبْرَاهِيم بن سعيد الْجَوْهَرِي عَن الْمَأْمُون عَن آبَائِهِ
وَأما حَدِيث بُرَيْدَة فَرَوَاهُ إِبْرَاهِيم بن عَلّي بن بَالَوَيْهِ الثَّلْجِي حَدثنَا الطَّالِبِيُّ حَدثنَا إِبْرَاهِيم معقل حَدثنَا أَبُو الْفضل الْمروزِي حَدثنَا عِيسَى بن يُونُس حَدثنَا السينَانِي حَدثنَا الْحُسَيْن بن وَاقد عَن ابْن بُرَيْدَة عَن أَبِيه عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... وَهَذَا الْإِسْنَاد إِن سلم من الطَّالِبِيُّ فَإِنِّي لم أعرفهُ فَهُوَ أَجود مَا ورد فِي الْبَاب فَإِن إِبْرَاهِيم(2/362)
ثِقَة وَأَبُو الْفضل الْمروزِي لَعَلَّه صَدَقَة بن الْفضل أحد أَرْكَان الحَدِيث وَعِيسَى ثِقَة والسيناني الْفضل بن مُوسَى ثِقَة
انْتَهَى
وَحَدِيث طَاهِر بن الْفضل الْحلَبِي رَوَاهُ ابْن حبَان فِي كتاب الضُّعَفَاء وَالله أعلم
798 - الحَدِيث الثَّالِث
فِي الحَدِيث كفن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي ثَوْبَيْنِ سَحُولِيَّيْنِ وحضوريين
قَالَ المُصَنّف وَسحُول وَحُضُور قَرْيَتَانِ بِالْيمن ينْسب إِلَيْهِمَا الثِّيَاب
ثمَّ اسْتشْهد بِالْحَدِيثِ
قلت الأول رَوَاهُ أَصْحَاب الْكتب السِّتَّة عَن عَائِشَة قَالَت كفن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي ثَلَاثَة أَثوَاب بيض سحُولِيَّة لَيْسَ فِيهَا قَمِيص وَلَا عِمَامَة
انْتَهَى وَلم أَجِدهُ بِلَفْظ المُصَنّف
وَأما رِوَايَة الحضوريين فَرَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ فِي كتاب الْعِلَل من حَدِيث مُحَمَّد بن إِسْحَاق الصَّاغَانِي حَدثنَا أَبُو الْجَواب حَدثنَا سُفْيَان الثَّوْريّ عَن عَاصِم بن عبيد الله عَن سَالم عَن ابْن عمر قَالَ كفن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي ثَلَاثَة أَثوَاب ثَوْبَيْنِ حضوريين وثوب حبرَة
انْتَهَى وَقَالَ تفرد بِهِ الصَّاغَانِي عَن أبي الْجَواب
انْتَهَى
وَفِي الصِّحَاح حُضُور بِفَتْح الْحَاء بلد بِالْيمن
799 - الحَدِيث الرَّابِع
رُوِيَ أَن أمة قَالَ لَهَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (أَيْن رَبك) فَأَشَارَتْ إِلَى السَّمَاء فَقَالَ إِنَّهَا مُؤمنَة)
قلت رَوَاهُ مُسلم فِي الصَّلَاة من حَدِيث مُعَاوِيَة بن الحكم السّلمِيّ قَالَ بَيْنَمَا أَنا أُصَلِّي مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذْ عطس رجل من الْقَوْم فَقلت لَهُ يَرْحَمك الله ...(2/363)
إِلَى أَن قَالَ فَقلت يَا رَسُول الله جَارِيَة لي صَكَكْتهَا صَكَّة فَعظم ذَلِك عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقلت يَا رَسُول الله أَفلا أعْتقهَا قَالَ ائْتِنِي بهَا) فَجِئْته بهَا فَقَالَ لَهَا (أَيْن الله) قَالَت فِي السَّمَاء قَالَ من أَنا) قَالَت أَنْت رَسُول الله قَالَ (أعْتقهَا فَإِنَّهَا مُؤمنَة)
انْتَهَى بِلَفْظ أبي دَاوُد وَطوله مُسلم
800 - الحَدِيث الْخَامِس
عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه رَأَى جِبْرِيل سَاقِطا كالحلس
قلت رَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده وَالْبَيْهَقِيّ فِي أول شعب الْإِيمَان وَفِي دَلَائِل النُّبُوَّة وَابْن سعد فِي الطَّبَقَات وَابْن خُزَيْمَة فِي كتاب التَّوْحِيد وَالْتزم فِي أَوله أَن مَا يرويهِ من الْأَحَادِيث صَحِيح ثَابت بأسانيد ثَابِتَة صَحِيحَة مَوْصُولَة إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط من حَدِيث سعيد بن مَنْصُور حَدثنَا الْحَارِث بن عبيد الْإِيَادِي عَن ابْن عمرَان الْجونِي عَن أنس بن مَالك قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (بَيْنَمَا أَنا قَاعد إِذْ جَاءَ جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام فَوَكَزَ بَين كَتِفي فَقُمْت إِلَى شَجَرَة فِيهَا كَوَكْرَيْ الطير فَقعدَ فِي أَحدهمَا وَقَعَدت فِي الآخر فَسَمت وَارْتَفَعت حَتَّى سدت الْخَافِقين وَأَنا أقلب طرفِي وَلَو شِئْت أَن أمس السَّمَاء لَمَسِسْت فَالْتَفت إِلَيّ جِبْرِيل كَأَنَّهُ حلْس لَاطَ فَعرفت فضل علمه بِاللَّه عَلّي وَفتح بَاب من أَبْوَاب السَّمَاء فَرَأَيْت النُّور الْأَعْظَم وَإِذا دون الْحجاب رَفْرَف الدّرّ والياقوت وَأَوْحَى الله إِلَيّ مَا شَاءَ أَن يُوحَى) انْتَهَى قَالَ الْبَزَّار لَا نعلم رَوَاهُ عَن أبي عمرَان إِلَّا الْحَارِث بن عبيد وَهُوَ مَشْهُور من أهل الْبَصْرَة
وَقَالَ الْبَيْهَقِيّ هَكَذَا رَوَاهُ الْحَارِث بن عبيد عَن أبي عمرَان وَقد رَوَاهُ حَمَّاد بن سَلمَة عَن أبي عمرَان الْجونِي عَن مُحَمَّد بن عُمَيْر بن عُطَارِد أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... انْتَهَى
وَهَذَا الَّذِي أَشَارَ إِلَيْهِ الْبَيْهَقِيّ رَوَاهُ ابْن الْمُبَارك فِي كتاب الزّهْد أخبرنَا حَمَّاد ابْن سَلمَة عَن أبي عمرَان الْجونِي عَن مُحَمَّد بن عُمَيْر بن عُطَارِد أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ(2/364)
كَانَ فِي مَلأ من أَصْحَابه فَأَتَاهُ جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام قَالَ فَنكتَ فِي ظَهْري فَذهب بِي إِلَى شَجَرَة فِيهَا مثل وَكري الطير فَقعدَ فِي أَحدهمَا وَقَعَدت فِي الآخر فَنَشَأَتْ بِنَا سَحَابَة حَتَّى مَلَأت الْأُفق فَلَو بسطت يَدي إِلَى السَّمَاء لَنِلْتهَا ثمَّ أَنَّهَا دُلي بِسَبَب فَهَبَطت فَوَقع النُّور فَوَقع جِبْرِيل مغشيا عَلَيْهِ كَأَنَّهُ حلْس فَعرفت فضل خَشيته عَلَى خَشْيَتِي فَأَوْحَى الله إِلَيْهِ أَنَبِيًّا عبدا أم نَبيا ملكا وَإِلَى الْجنَّة مَا أَنْت فَأَوْمَى إِلَيّ جِبْرِيل وَهُوَ مُضْطَجع بل نَبيا عبدا)
انْتَهَى وَهَذَا مُرْسل
وَالْأول فِيهِ الْحَارِث بن عبيد وَهُوَ وَإِن أخرج لَهُ مُسلم فِي صَحِيحه فقد ضعفه لِابْنِ معِين وَقَالَ أَحْمد مُضْطَرب الحَدِيث وَقَالَ أَبُو حَاتِم لَا يحْتَج بِهِ وَقَالَ ابْن حبَان كثير الْوَهم فَلَا يحْتَج بِهِ إِذا انْفَرد وَهَذَا الحَدِيث من غَرَائِبه وَلَعَلَّه مَنَام
وَالله أعلم
وَقَالَ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الْعِلَل المتناهية بَاب ذكر أَشْيَاء رُوِيَ أَنه رَآهَا عَلَيْهِ السَّلَام لَيْلَة الْمِعْرَاج وَذكر أَشْيَاء من جُمْلَتهَا مَا رَوَاهُ من طَرِيق مُحَمَّد بن إِسْحَاق ابْن خُزَيْمَة حَدثنَا مُحَمَّد بن مَيْمُون حَدثنَا سُفْيَان عَن مَالك بن مغول عَن زبيد عَن مرّة قَالَ قَالَ عبد الله بن مَسْعُود إِن نَبِيكُم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ذكر سِدْرَة الْمُنْتَهَى إِلَى أَن قَالَ فَوَقع جِبْرِيل فَصَارَ كالحلس الْمُلقى ثمَّ قَالَ وَهَذَا لَا يَصح وَابْن مَيْمُون مُنكر الحَدِيث
وَرَوَى ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من حَدِيث الله عبيد بن عَمْرو عَن عبد الْكَرِيم الْجَزرِي عَن عَطاء بن أبي رَبَاح عَن جَابر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (مَرَرْت فِي السَّمَاء الرَّابِعَة بِجِبْرِيل وَهُوَ كالحلس الْبَالِي من خشيَة الله تَعَالَى)
انْتَهَى
وَهَذَا رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط حَدثنَا أَبُو زرْعَة عبد الرَّحْمَن بن عَمْرو(2/365)
حَدثنَا عَمْرو بن عُثْمَان حَدثنَا عبيد الله بن عَمْرو بِهِ سَوَاء
801 - الحَدِيث السَّادِس
قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (مَا أَنا من دَد وَلَا الدَّد مني)
قلت رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَالْبَزَّار فِي مُسْنده وَالْبَيْهَقِيّ فِي سنَنه فِي الشَّهَادَات وَالْبُخَارِيّ فِي كِتَابه الْمُفْرد فِي الْأَدَب من حَدِيث أبي زُكَيْرٍ يَحْيَى بن مُحَمَّد بن قيس عَن عَمْرو بن أبي عَمْرو سَمِعت أنس بن مَالك يَقُول قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (لست من دَد وَلَا دَد مني)
انْتَهَى زَاد الْبَزَّار قَالَ يَحْيَى يَقُول لست من الْبَاطِل وَلَا الْبَاطِل مني ثمَّ قَالَ وَلَا نعلمهُ يرْوَى إِلَّا عَن أنس وَلَا نعلم رَوَاهُ عَن عَمْرو ابْن أبي عَمْرو إِلَّا يَحْيَى بن قيس
انْتَهَى
وَرَوَاهُ ابْن عدي فِي الْكَامِل وَأعله بِيَحْيَى وَقَالَ عَامَّة رواياته مُسْتَقِيمَة إِلَّا هَذَا الحَدِيث وَهُوَ يعرف بِهِ
انْتَهَى
وَقَالَ ابْن أبي حَاتِم فِي علله وَقد رَوَاهُ الدَّرَاورْدِي عَن عَمْرو بن أبي عَمْرو عَن الْمطلب بن عبد الله عَن مُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان مَرْفُوعا نَحوه سَوَاء قَالَ وَسَأَلت أبي وَأَبا زرْعَة أَيهمَا أشبه حَدِيث يَحْيَى أَو حَدِيث الدَّرَاورْدِي فَقَالَا حَدِيث الدَّرَاورْدِي أشبه
انْتَهَى
802 - الحَدِيث السَّابِع
جَاءَ فِي الحَدِيث (لَا يعذب بالنَّار إِلَّا خَالِقهَا)
قلت غَرِيب بِهَذَا اللَّفْظ وَهُوَ فِي البُخَارِيّ فِي الْجِهَاد عَن سُلَيْمَان بن يسَار عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (لَا يعذب بالنَّار إِلَّا الله) وَفِي لفظ(2/366)
أبي دَاوُد (لَا يعذب بالنَّار إِلَّا رب النَّار)
803 - الحَدِيث الثَّامِن
قَالَ المُصَنّف فِي قَوْله وَأَدْخَلْنَاهُ فِي رَحْمَتنَا المُرَاد بِالرَّحْمَةِ الْجنَّة قَالَ وَمِنْه فِي الحَدِيث (هَذِه رَحْمَتي أرْحم بهَا من أَشَاء)
قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه فِي كتاب التَّوْحِيد فِي بَاب مَا جَاءَ فِي قَوْله تَعَالَى إِن رَحْمَة الله قريب من الْمُحْسِنِينَ وَمُسلم فِي صفة النَّار عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (تَحَاجَّتْ النَّار وَالْجنَّة فَقَالَت(2/367)
النَّار أُوثِرت بِالْمُتَكَبِّرِينَ وَالْمُتَجَبِّرِينَ وَقَالَت الْجنَّة فَمَالِي لَا يدخلني إِلَّا ضعفاء النَّاس وَسَقَطهمْ فَقَالَ الله تَعَالَى للجنة أَنْت رَحْمَتي أرْحم بهَا من أَشَاء من عبَادي وَقَالَ للنار أَنْت عَذَابي أعذب بك من أَشَاء من عبَادي وَلكُل وَاحِدَة مِنْكُمَا ملؤُهَا)
انْتَهَى
وَأخرجه مُسلم عَن الْخُدْرِيّ من حَدِيث أبي صَالح عَنهُ بِنَحْوِ حَدِيث أبي هُرَيْرَة سَوَاء
804 - الحَدِيث التَّاسِع
عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ (مَا من مكروب يَدْعُو بِهَذَا الدُّعَاء إِلَّا اسْتُجِيبَ لَهُ يَعْنِي دُعَاء يُونُس عَلَيْهِ السَّلَام فِي بطن الْحُوت لَا إِلَه إِلَّا أَنْت سُبْحَانَكَ إِنِّي ظلمت نَفسِي)
قلت رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي الدَّعْوَات وَالنَّسَائِيّ فِي الْيَوْم وَاللَّيْلَة من حَدِيث إِبْرَاهِيم ابْن مُحَمَّد بن سعد عَن أَبِيه عَن جده سعد بن أبي وَقاص قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (دَعْوَة ذِي النُّون إِذْ دَعَا وَهُوَ فِي بطن الْحُوت لَا إِلَه إِلَّا أَنْت سُبْحَانَكَ إِنِّي كنت من الظَّالِمين فَإِنَّهُ لم يدع بهَا رجل مُسلم فِي شَيْء قطّ إِلَّا اسْتَجَابَ الله لَهُ) انْتَهَى وَسكت التِّرْمِذِيّ عَنهُ إِلَّا أَنه قَالَ وَرَوَاهُ جمَاعَة عَن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد ابْن سعد عَن سعد فَلم يقل فِيهِ عَن أَبِيه
انْتَهَى
وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ
وَعَن الْحَاكِم رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب السّبْعين بِسَنَدِهِ وَمَتنه
وَله طَرِيق آخر رَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْفَضَائِل عَن كثير بن يزِيد عَن الْمطلب ابْن عبد الله بن حنْطَب عَن مُصعب بن سعد عَن سعد فَذكره وَقَالَ إِنَّه شَاهد لحَدِيث إِبْرَاهِيم وَلَفظه فِيهِ قَالَ أَلا أخْبركُم بِشَيْء إِذا نزل بِأحد مِنْكُم كرب أَو بلَاء فَدَعَا بِهِ إِلَّا فرج عَنهُ قيل بلَى يَا رَسُول الله قَالَ دُعَاء ذِي النُّون لَا إِلَه إِلَّا أَنْت سُبْحَانَكَ إِنِّي كنت من الظَّالِمين)
انْتَهَى(2/368)
وَله طَرِيق آخر رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره عَن مُعْتَمر بن سُلَيْمَان عَن معمر عَن الزُّهْرِيّ عَن أبي أُمَامَة بن سهل بن حنيف عَن سعد
805 - الحَدِيث الْعَاشِر
رُوِيَ أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ دخل الْمَسْجِد وحول الْكَعْبَة ثلثمِائة وَسِتُّونَ صنما وَكَانَت صَنَادِيد قُرَيْش فِي الْحطيم فَجَلَسَ إِلَيْهِم عَلَيْهِ السَّلَام فَعرض لَهُ النَّضر بن الْحَارِث فَكَلمهُ عَلَيْهِ السَّلَام حَتَّى أَفْحَمَهُ ثمَّ تَلا عَلَيْهِم إِنَّكُم وَمَا تَعْبدُونَ من دون الله ... الْآيَة فَأقبل عبد الله ابْن الزبعري فأخبروه بِمَا قَالَ عَلَيْهِ السَّلَام فَقَالَ أما وَالله لَو وجدته لَخَصمْته فَدَعوهُ فَقَالَ عبد الله أَأَنْت قلت ذَلِك قَالَ نعم) قَالَ قد خصمتك وَرب الْكَعْبَة أَلَيْسَ الْيَهُود عبدُوا عُزَيْرًا وَالنَّصَارَى عبدُوا الْمَسِيح وبنوا مليح عبدُوا الْمَلَائِكَة فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام (بل هم عبدُوا الشَّيَاطِين الَّتِي أَمرتهم بذلك) فَنزلت إِن الَّذين سبقت لَهُم منا الْحُسْنَى ... الْآيَة
قلت رَوَاهُ الواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول أخبرنَا عمر بن أَحْمد بن عمر الْمَاوَرْدِيّ أَنا عبد الله بن مُحَمَّد بن نصر الرَّازِيّ أَنا مُحَمَّد بن أَيُّوب أَنا عَلّي بن الْمَدِينِيّ حَدثنَا يَحْيَى بن نوح حَدثنَا أَبُو بكر بن عَيَّاش عَن عَاصِم بن أبي النجُود عَن أبي رزين عَن أبي يَحْيَى قَالَ قَالَ ابْن عَبَّاس لما نزلت إِنَّكُم وَمَا تَعْبدُونَ من دون الله حصب جَهَنَّم أَنْتُم لَهَا وَارِدُونَ شقّ ذَلِك عَلَى قُرَيْش وَقَالُوا يشْتم آلِهَتنَا فجَاء ابْن الزبعري فَقَالَ مَا لكم قَالُوا يشْتم آلِهَتنَا قَالَ فَمَا قَالَ قَالُوا قَالَ إِنَّكُم وَمَا تَعْبدُونَ من دون الله حصب جَهَنَّم أَنْتُم لَهَا وَارِدُونَ قَالَ ادعوهُ لي فَلَمَّا دعِي النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ يَا مُحَمَّد هَذَا شَيْء لِآلِهَتِنَا خَاصَّة أَو لكل من عبد(2/369)
من دون الله قَالَ لَا بل لكل من عبد من دون الله)
فَقَالَ ابْن الزبعري خصمتك وَرب الْكَعْبَة أَلَسْت تزْعم أَن الْمَلَائِكَة عباد صَالِحُونَ وَأَن عِيسَى عبد صَالح وَأَن عُزَيْرًا عبد صَالح وَهَذِه بَنو مليح يعْبدُونَ الْمَلَائِكَة وَهَذِه النَّصَارَى يعْبدُونَ عِيسَى وَهَذِه الْيَهُود يعْبدُونَ عُزَيْرًا قَالَ فَضَجَّ أهل مَكَّة
فَأنْزل الله إِن الَّذين سبقت لَهُم منا الْحُسْنَى ... الْآيَة
انْتَهَى
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره حَدثنَا مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم حَدثنَا مُحَمَّد ابْن أَيُّوب بِهِ سندا ومتنا
وَفِي أَوَائِل سيرة ابْن هِشَام عَن ابْن إِسْحَاق قَالَ جلس رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَوْمًا فِي الْمَسْجِد مَعَ رجال قُرَيْش فَعرض لَهُ النَّضر بن الْحَارِث فَكَلمهُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حَتَّى أَفْحَمَهُ ثمَّ تَلا عَلَيْهِ وَعَلَيْهِم إِنَّكُم وَمَا تَعْبدُونَ من دون الله حصب جَهَنَّم ... الْآيَة وَقَامَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَأَقْبل عبد الله بن الزبعري حَتَّى جلس فَقَالَ لَهُ الْوَلِيد بن الْمُغيرَة زعم مُحَمَّد أَنا وَمَا نعْبد من آلِهَتنَا هَذِه حصب جَهَنَّم فَقَالَ عبد الله بن الزبعري أما وَالله لَو وجدته لَخَصمْته فَسَلُوا مُحَمَّدًا أكل مَا يعبد من دون الله فِي جَهَنَّم مَعَ من عَبده فَنحْن نعْبد الْمَلَائِكَة وَالْيَهُود تعبد عُزَيْرًا وَالنَّصَارَى تعبد الْمَسِيح فَعجب الْوَلِيد وَمن كَانَ مَعَه فِي الْمجْلس من قَول عبد الله ابْن الزبعري وَرَأَوا أَنه قد احْتج وَخَاصم فَذكر ذَلِك لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ (إِن كل من أحب أَن يعبد من دون الله فَهُوَ مَعَ من عَبده إِنَّهُم إِنَّمَا يعْبدُونَ الشَّيَاطِين وَمن أَمرتهم بِعِبَادَتِهِ) فَأنْزل الله إِن الَّذين سبقت لَهُم منا الْحُسْنَى ... الْآيَة
وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره بِسَنَدِهِ إِلَى ابْن إِسْحَاق بِاللَّفْظِ الْمَذْكُور
وَصدر الحَدِيث رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي آخر مُعْجَمه الصَّغِير من حَدِيث مُحَمَّد بن إِسْحَاق عَن عبد الله بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن عَمْرو بن حزم الْأنْصَارِيّ عَن عَلّي بن عبد الله بن الْعَبَّاس عَن ابْن عَبَّاس قَالَ دخل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مَكَّة يَوْم الْفَتْح وَعَلَى الْكَعْبَة ثَلَاثمِائَة وَسِتُّونَ صنما قد شدت أَقْدَامهَا بِرَصَاصٍ فجَاء وَمَعَهُ(2/370)
قضيب يهوي إِلَى كل صنم مِنْهَا فيخر لوجهه وَيَقُول جَاءَ الْحق وزهق الْبَاطِل إِن الْبَاطِل كَانَ زهوقا حَتَّى مر عَلَيْهَا كلهَا
انْتَهَى وَقَالَ تفرد بِهِ ابْن إِسْحَاق
وَذكره الثَّعْلَبِيّ ثمَّ الْبَغَوِيّ الحَدِيث بِلَفْظ المُصَنّف من غير سَنَد
وَقَالَ السُّهيْلي فِي الرَّوْض الْأنف وَاعْتِرَاض ابْن الزبعري عَنهُ غير لَازم فَإِن الْخطاب مَخْصُوص بِقُرَيْش وَمَا يعْبدُونَ من الْأَصْنَام وَكَذَلِكَ أَتَى بِمَا الْوَاقِعَة عَلَى مَا لَا يعقل
انْتَهَى
وَهَذَا مَنْقُوص بِمَا فِي متن الواحدي أَن ابْن الزبعري قَالَ يَا مُحَمَّد هَذَا شَيْء لِآلِهَتِنَا خَاصَّة أَو لكل من عبد من دون الله فَقَالَ لَا بل لكل من عبد من دون الله فَقَالَ خصمتك وَرب الْكَعْبَة ... وَفِي متن السِّيرَة قريب من ذَلِك
806 - قَوْله رُوِيَ أَن عليا رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَرَأَ الْآيَة الْمَذْكُورَة ثمَّ قَالَ أَنا مِنْهُم وَأَبُو بكر وَعمر وَعُثْمَان وَطَلْحَة وَالزُّبَيْر وَسعد وَعبد الرَّحْمَن بن عَوْف ثمَّ أُقِيمَت الصَّلَاة فَقَامَ يجر رِدَاءَهُ وَهُوَ يَقُول لَا يسمعُونَ حَسِيسهَا
قلت رَوَاهُ ابْن أبي حَاتِم والثعلبي وَابْن مرْدَوَيْه فِي تفاسيرهم من حَدِيث مُحَمَّد بن الْحسن بن أبي يزِيد الْهَمدَانِي حَدثنَا لَيْسَ بن أبي سليم عَن ابْن عَم النُّعْمَان(2/371)
ابْن بشير وَكَانَ من سمار عَلّي قَالَ تَلا عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام هَذِه الْآيَة إِن الَّذين سبقت لَهُم منا الْحُسْنَى ... الْآيَة فَقَالَ أَنا مِنْهُم وَأَبُو بكر وَعمر وَعُثْمَان وَطَلْحَة وَالزُّبَيْر وَعبد الرَّحْمَن بن عَوْف ثمَّ أُقِيمَت الصَّلَاة فَقَامَ عَلّي يجر رِدَاءَهُ وَيَقُول لَا يسمعُونَ حَسِيسهَا
انْتَهَى
بِلَفْظ الثَّعْلَبِيّ لم يذكر فِيهِ سَعْدا وَلَفظ ابْن أبي حَاتِم وَعبد الرَّحْمَن بن عَوْف أَو قَالَ سعد شكّ فِيهِ
وَرَوَاهُ ابْن عدي فِي الْكَامِل عَن دَاوُد بن علية الْحَارِثِيّ عَن لَيْث بن أبي سليم بِهِ ... فَذكره وَلم يذكر فِيهِ سَعْدا كَالثَّعْلَبِيِّ
807 - الحَدِيث الْحَادِي عشر
قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (اللَّهُمَّ اشْدُد وطأتك عَلَى مُضر)
قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم فِي الصَّلَاة من حَدِيث أبي هُرَيْرَة قَالَ كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول حِين يفرغ من صَلَاة الْفجْر من الْقِرَاءَة وَيكبر وَيرْفَع رَأسه (سمع الله لمن حَمده رَبنَا وَلَك الْحَمد) ثمَّ يَقُول وَهُوَ قَائِم اللَّهُمَّ أَنْج الْوَلِيد بن الْوَلِيد وَسَلَمَة بن هِشَام وَعَيَّاش بن أبي ربيعَة وَالْمُسْتَضْعَفِينَ من الْمُؤمنِينَ اللَّهُمَّ شدد وطأتك عَلَى مُضر وَاجْعَلْهَا عَلَيْهِم سِنِين كَسِنِي يُوسُف اللَّهُمَّ الْعَن لحيان وَرِعْلًا وَعصيَّة عَصَتْ الله وَرَسُوله) قَالَ ثمَّ بلغنَا أَنه ترك ذَلِك لما نزلت لَيْسَ لَك من الْأَمر شَيْء ...
انْتَهَى
808 - الحَدِيث الثَّانِي عشر
قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من قَرَأَ اقْترب للنَّاس حسابهم حَاسبه الله حسابا يَسِيرا وَصَافحهُ وَسلم عَلَيْهِ كل نَبِي ذكر فِي الْقُرْآن)
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ أخبرنَا أَبُو الْحُسَيْن عَلّي بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن الْجِرْجَانِيّ الْمُقْرِئ حَدثنَا أَبُو عَلّي بن حُبَيْش الْمُقْرِئ الدينَوَرِي حَدثنَا أَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد بن مُوسَى الرقَاق الرَّازِيّ حَدثنَا عبد الله بن روح الْمَدَائِنِي حَدثنَا شَبابَة بن سوار الْفَزارِيّ حَدثنَا مُحَمَّد بن(2/372)
عبد الْوَاحِد الْفَزارِيّ عَن عَلّي بن زيد عَن عَطاء بن أبي مَيْمُونَة عَن زر بن حُبَيْش عَن أبي بن كَعْب عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بِسَنَدِهِ الثَّانِي فِي آل عمرَان
وَرَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط بِسَنَدِهِ الْمَذْكُور فِي سُورَة يُونُس(2/373)
سُورَة الْحَج(2/375)
سُورَة الْحَج
ذكر فِيهَا أَرْبَعَة عشر حَدِيثا
809 - الحَدِيث الأول
رُوِيَ أَن هَاتين الْآيَتَيْنِ يَا أَيهَا النَّاس اتَّقوا ربكُم ... نزلتا لَيْلًا فِي غَزْوَة بني المصطلق فَقَرَأَهُمَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَلم ير أَكثر بكاء من تِلْكَ اللَّيْلَة فَلَمَّا أَصْبحُوا لم يَحُطُّوا السُّرُوج عَن الدَّوَابّ وَلم يضْربُوا الْخيام وَقت النُّزُول وَلم يَطْبُخُوا قدرا وَكَانُوا من بَين حَزِين وَبَاكٍ وَمُفَكِّرٌ
قلت غَرِيب بِهَذَا اللَّفْظ وَيقرب مِنْهُ مَا رَوَى التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ من حَدِيث الْحسن عَن عمرَان بن حُصَيْن أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ وَهُوَ فِي بعض أَسْفَاره وَقد تقَارب من أَصْحَاب السّير رفع بِهَاتَيْنِ الْآيَتَيْنِ صَوته يَا أَيهَا النَّاس اتَّقوا ربكُم ... إِلَى قَوْله وَلَكِن عَذَاب الله شَدِيد فَلَمَّا سمع أَصْحَابه بذلك حثوا الْمطِي وَعرفُوا أَنه عِنْد قَول يَقُوله فَلَمَّا تَأَشَّبُوا حوله قَالَ أَتَدْرُونَ أَي يَوْم ذَاك ذَاك يَوْم يُنَادَى آدم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فينادي بِهِ ربه عَزَّ وَجَلَّ فَيَقُول يَا آدم ابْعَثْ بعثا إِلَى النَّار فَيَقُول يَا رب وَمَا بعث النَّار فَيَقُول من كل ألف تِسْعمائَة وَتِسْعَة وَتسْعُونَ(2/377)
فِي النَّار وَوَاحِد فِي الْجنَّة قَالَ فَأبْلسَ أَصْحَابه حَتَّى مَا أوضحُوا بِضَاحِكَةٍ فَلَمَّا رَأَى ذَلِك قَالَ أَبْشِرُوا وَاعْمَلُوا فوالذي نَفْس مُحَمَّد بِيَدِهِ إِنَّكُم لمع خَلِيقَتَيْنِ مَا كَانَتَا مَعَ شَيْء إِلَّا كَثرَتَاهُ يَأْجُوج وَمَأْجُوج وَمن هلك من بني أَدَم وَبني إِبْلِيس) قَالَ فَسرِّي عَنهُ ثمَّ قَالَ اعْمَلُوا وَأَبْشِرُوا فوالذي نَفْس مُحَمَّد بِيَدِهِ مَا أَنْتُم فِي النَّاس إِلَّا كَالشَّامَةِ فِي جنب الْبَعِير أَو الرَّقْمَة فِي ذِرَاع الدَّابَّة)
انْتَهَى
وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي الْإِيمَان قَالَ وَعِنْدِي أَنَّهُمَا لم يخرجَاهُ خشيَة الْإِرْسَال وَقد سمع الْحسن من عمرَان بن حُصَيْن ثمَّ أَعَادَهُ فِي كتاب الْقرَاءَات وَقَالَ حَدِيث صَحِيح وَأكْثر أَئِمَّتنَا الْمُتَقَدِّمين عَلَى أَن الْحسن سمع من عمرَان بن حُصَيْن وَأَعَادَهُ أَيْضا فِي كتاب الْأَهْوَال وَنقل عَن البُخَارِيّ وَمُسلم أَنَّهُمَا قَالَا لم يسمع الْحسن من عمرَان بن حُصَيْن قَالَ وَعِنْدِي أَنه سمع مِنْهُ
انْتَهَى
وَقَالَ الثَّعْلَبِيّ ثمَّ الْبَغَوِيّ فِي تفسيريهما وَرَوَى عمرَان بن حُصَيْن وَأَبُو سعيد الْخُدْرِيّ وَغَيرهمَا أَن هَاتين الْآيَتَيْنِ نزلتا لَيْلًا فِي غَزْوَة بني المصطلق ... إِلَى آخر لفظ المُصَنّف
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من حَدِيث مُحَمَّد بن إِسْحَاق حَدثنَا مُحَمَّد بن السَّائِب الْكَلْبِيّ عَن أبي صَالح عَن ابْن عَبَّاس قَالَ بَيْنَمَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي مسيره فِي غَزْوَة بني المصطلق إِذْ أنزل الله عَلَيْهِ يَا أَيهَا النَّاس اتَّقوا ربكُم إِن زَلْزَلَة السَّاعَة شَيْء عَظِيم إِلَى قَوْله وَلَكِن عَذَاب الله شَدِيد فَوقف رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَلَى نَاقَته وَرفع بهَا صَوته ... إِلَى آخر لفظ السّنَن
810 - الحَدِيث الثَّانِي
عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ أَن رجلا من الْيَهُود أسلم فأصابته مصائب فتشاءم بِالْإِسْلَامِ فَأَتَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ لَهُ أَقلنِي فَقَالَ (إِن الْإِسْلَام لَا يُقَال وَمن النَّاس من يعبد الله عَلَى حرف(2/378)
قلت رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره حَدثنَا عبد الله بن مُحَمَّد حَدثنَا الحكم بن معبد الْخُزَاعِيّ حَدثنَا عَلّي بن الْحَارِث حَدثنَا مُحَمَّد بن فُضَيْل حَدثنَا مُحَمَّد بن عبيد الله عَن عَطِيَّة عَن أبي سعيد قَالَ أسلم رجل من الْيَهُود فَذهب مَاله وَولده فتشاءم بِالْإِسْلَامِ فَأَتَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ لَهُ أَقلنِي فَقَالَ (إِن الْإِسْلَام لَا يُقَال) فَقَالَ إِنِّي لم أصب من هَذَا الدَّين خيرا ذهب بَصرِي وَمَالِي وَوَلَدي فَقَالَ يَا يَهُودِيّ الْإِسْلَام يسبك الرِّجَال كَمَا يسبك النَّار خبث الْحَدِيد وَالْفِضَّة وَالذَّهَب) فَنزلت وَمن النَّاس من يعبد الله عَلَى حرف الْآيَة
انْتَهَى
وَقَالَ الواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول وَرَوَى عَطِيَّة عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ أَن رجلا من الْيَهُود أسلم إِلَى آخر لفظ المُصَنّف غَرِيب عَن الْخُدْرِيّ وَهُوَ فِي كتاب الْعقيلِيّ عَن جَابر فَقَالَ حَدثنَا عَلّي بن الْعَبَّاس الْبَزَّار حَدثنَا مُحَمَّد بن عمر بن هياج الْأَزْدِيّ حَدثنَا إِسْمَاعِيل بن صبيح حَدثنَا عَنْبَسَة بن سعيد اخو أبي الرّبيع السمان عَن أبي الزُّبَيْر عَن جَابر أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَتَاهُ يَهُودِيّ فَأسلم عَلَى يَدَيْهِ ثمَّ رَجَعَ إِلَى منزله فأصيب فِي عينه وَأُصِيب فِي وَلَده فَرجع إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ أَقلنِي فَقَالَ (إِن الْإِسْلَام لَا يُقَال إِنَّك إِن رجعت عَن الْإِسْلَام ضربت عُنُقك إِن الْإِسْلَام سبك الرِّجَال يخرج خبثهمْ كَمَا يخرج الْكِير خبث الذَّهَب وَالْفِضَّة وَالْحَدِيد إِذا ألقِي فِيهِ)
انْتَهَى وَأعله بِعَنْبَسَةَ بن سعيد وَضَعفه عَن جمَاعَة من غير تَوْثِيق
811 - الحَدِيث الثَّالِث
فِي الحَدِيث (لَو وضعت مقمعَة مِنْهَا فِي الأَرْض فَاجْتمع عَلَيْهَا الثَّقَلَان مَا أَقلوهَا)
قلت رَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي كتاب الْأَهْوَال من حَدِيث عبد الله بن(2/379)
وهب أَخْبرنِي عَمْرو بن الْحَارِث عَن دراج عَن أبي الْهَيْثَم عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (لَو أَن مِقْمَعًا من حَدِيد وضع فِي الأَرْض فَاجْتمع عَلَيْهِ الثَّقَلَان مَا أَقلوهُ من الأَرْض)
انْتَهَى وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ
انْتَهَى
وَرَوَاهُ أَحْمد وَأَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مسنديهما وَالْبَيْهَقِيّ فِي كتاب الْبَعْث والنشور من حَدِيث ابْن لَهِيعَة حَدثنَا دراج بِهِ سندا ومتنا قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي قَوْله تَعَالَى وَلَهُم مَقَامِع من حَدِيد لَو وضع مقْمَع مِنْهَا فِي الأَرْض ... إِلَى آخِره
وَبِالسَّنَدَيْنِ رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره وَبِالسَّنَدِ الثَّانِي رَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره
812 - قَوْله عَن عبد الله بن عمر أَنه كَانَ لَهُ فُسْطَاطَانِ أَحدهمَا فِي الْحل وَالْآخر فِي الْحرم فَإِذا أَرَادَ أَن يُعَاتب أَهله عَاتَبَهُمْ فِي الْحل فَقيل لَهُ فَقَالَ كُنَّا نُحدث أَن من الْإِلْحَاد فِيهِ أَن يَقُول الرجل لَا وَالله وبلى وَالله
قلت رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره أخبرنَا مُحَمَّد بن الْمثنى حَدثنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر حَدثنَا شُعْبَة عَن مَنْصُور عَن مُجَاهِد قَالَ كَانَ لعبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ فُسْطَاطَانِ ... إِلَى آخِره سَوَاء
وَرَوَاهُ أَبُو الْوَلِيد الْأَزْرَقِيّ فِي تَارِيخ مَكَّة حَدثنَا عَمْرو بن حكام الْبَصْرِيّ عَن شُعْبَة عَن مَنْصُور عَن مُجَاهِد قَالَ كَانَ لعبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ فُسْطَاطَانِ أَحدهمَا فِي الْحل وَالْآخر فِي الْحرم فَإِذا أَرَادَ أَن يُصَلِّي صَلَّى فِي الْحرم وَإِذا أَرَادَ أَن يُعَاتب أَهله عَاتَبَهُمْ فِي الْحل فَقيل لَهُ فِي ذَلِك فَقَالَ لي ... آخِره سَوَاء
وَفِي نسخ الْكَشَّاف عبد الله بن عمر هَكَذَا وجدته وَإِنَّمَا هُوَ عبد الله بن عَمْرو
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره عَن أَشْعَث بن عبد الله عَن شُعْبَة بِهِ(2/380)
813 - الحَدِيث الرَّابِع
عَن الْحسن قَالَ أَمر النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَن يَقُول ذَلِك فِي حجَّة الْوَدَاع يَعْنِي النداء بِالْحَجِّ لقَوْله تَعَالَى وَأذن فِي النَّاس بِالْحَجِّ
وَرُوِيَ أَن الْخَلِيل عَلَيْهِ السَّلَام صعد أَبَا قبيس وَقَالَ يَا أَيهَا النَّاس حجُّوا بَيت ربكُم
قلت الأول ذكره الثَّعْلَبِيّ عَن الْحسن وَسَنَده إِلَيْهِ مَذْكُور فِي أول كِتَابه
وَالثَّانِي رَوَاهُ الطَّبَرِيّ عَن ابْن عَبَّاس لم يقل فِيهِ صعد أَبَا قبيس وَإِنَّمَا قَالَ قَامَ عِنْد الْحجر وَفِي لفظ قَامَ عِنْد مقَامه وَقَالَ يَا أَيهَا النَّاس حجُّوا بَيت ربكُم فَأَجَابُوهُ لبيْك اللَّهُمَّ لبيْك
814 - قَوْله وَعَن ابْن مَسْعُود أَنه بعث بِهَدي وَقَالَ فِيهِ إِذا نَحرته فَكل وَتصدق وَابعث مِنْهُ إِلَى عتبَة يَعْنِي ابْنه
قلت رَوَى الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه حَدثنَا عَلّي بن عبد الْعَزِيز حَدثنَا أَبُو نعيم حَدثنَا سُفْيَان عَن حبيب بن أبي ثَابت عَن إِبْرَاهِيم عَن عَلْقَمَة أَن عبد الله بعث مَعَه بِهَدي فَقَالَ كل أَنْت وَأَصْحَابك ثلثا وَتصدق بِثلث وَابعث إِلَى أخي عتبَة بِثلث قيل لِسُفْيَان تطوع قَالَ نعم
انْتَهَى
وَعتبَة بن مَسْعُود وَهُوَ أَخُو عبد الله بن مَسْعُود صَحَابِيّ أَيْضا وَله رِوَايَة
815 - الحَدِيث الْخَامِس
فِي الحَدِيث كلوا وَادخرُوا وَائْتَجِرُوا)(2/381)
قلت رُوِيَ من حَدِيث نُبَيْشَة وَمن حَدِيث الْخُدْرِيّ
فَحَدِيث نُبَيْشَة رَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي سنَنه سنَنه فِي الْأَضَاحِي حَدثنَا مُسَدّد حَدثنَا يزِيد ابْن زُرَيْع حَدثنَا خَالِد الْحذاء عَن أبي الْمليح عَن نُبَيْشَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (إِنَّا كُنَّا نَهَيْنَاكُمْ عَن لُحُوم الْأَضَاحِي أَن تَأْكُلُوهَا فَوق ثَلَاث لكَي تَسَعكُمْ جَاءَ الله بِالسَّعَةِ وكلوا وَادخرُوا وَائْتَجِرُوا أَلا وَإِن هَذِه الْأَيَّام أَيَّام أكل وَشرب وَذكر الله عَزَّ وَجَلَّ)
انْتَهَى
وَرَوَاهُ أَحْمد وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مسنديهما عَن خَالِد الْحذاء بِهِ
والْحَدِيث فِي مُسلم وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة وَلَيْسَ فِيهِ وَاتَّجرُوا
وَقَول الْمُنْذِرِيّ فِي مُخْتَصره وَرَوَاهُ النَّسَائِيّ بِتَمَامِهِ فِيهِ نظر فَإِن النَّسَائِيّ رَوَاهُ فِي كتاب الْفَرْع وَالْعَتِيرَة من حَدِيث نُبَيْشَة لَيْسَ فِيهِ وَائْتَجِرُوا
وَرَوَاهُ فِي الضَّحَايَا كلوا وَادخرُوا وتصدقوا وَلكنه من حَدِيث عَائِشَة فَكَلَامه غير مُحَرر وَكَأَنَّهُ قلد أَصْحَاب الْأَطْرَاف وَالله أعلم
وَأما حَدِيث الْخُدْرِيّ فَرَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده حَدثنَا حجاج عَن ابْن جريج قَالَ قَالَ سُلَيْمَان بن مُوسَى أَخْبرنِي زبيد أَن أَبَا سعيد الْخُدْرِيّ أَتَى أَهله فَوجدَ قَصْعَة من قديد الْأَضَاحِي فَأَبَى أَن يَأْكُلهُ فَأَتَى قَتَادَة بن النُّعْمَان فَأخْبرهُ أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَامَ فَقَالَ (إِنِّي كنت أَمرتكُم أَلا تَأْكُلُوا الْأَضَاحِي فَوق ثَلَاثَة أَيَّام وَإِنِّي أحله لكم فَكُلُوا مِنْهُ مَا شِئْتُم وَلَا تَبِيعُوا لُحُوم الْهَدْي وَالْأَضَاحِي وكلوا وتصدقوا وَاسْتَمْتِعُوا بِجُلُودِهَا وَلَا تَبِيعُوهَا وَإِن أطعمْتُم من لَحمهَا فَكُلُوا إِن شِئْتُم) وَقَالَ فِي هَذَا الحَدِيث عَن أبي سعيد عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (فَالْآن كلوا وَائْتَجِرُوا وَادخرُوا)
انْتَهَى
وَفِي النِّهَايَة وَائْتَجِرُوا بِالْهَمْزَةِ أَي تصدقوا طَالِبين لِلْأجرِ وَلَا يجوز فِيهِ اتَّجرُوا بِالْإِدْغَامِ لِأَن الْهمزَة لَا تُدْغَم فِي التَّاء لِأَنَّهُ من الْأجر لَا من التِّجَارَة وَقد أجَاز الْهَرَوِيّ الْإِدْغَام وَاسْتدلَّ عَلَيْهِ بِالْحَدِيثِ أَن رجلا دخل الْمَسْجِد وَقد قَضَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ صلَاته فَقَالَ (من يتجر مَعَ هَذَا فَيصَلي مَعَه) وَهَذِه الرِّوَايَة تكون من التِّجَارَة لَا(2/382)
من الْأجر
انْتَهَى كَلَامه
وَوَقع هَذَا اللَّفْظ فِي حَدِيث آخر رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ فِي الزَّكَاة عَن بهز بن حَكِيم عَن جده مُعَاوِيَة بن حيدة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (كل سَائِمَة إبل فِي أَرْبَعِينَ بنت لبون وَلَا تفرق إبل عَن حِسَابهَا من أَعْطَاهَا مُؤْتَجِرًا بهَا فَلهُ أجرهَا وَمن منعهَا إِنَّا آخِذُوهَا وَشطر مَاله عَزمَة من عَزمَات رَبنَا لَيْسَ لآل مُحَمَّد مِنْهَا شَيْء)
انْتَهَى قَالَ الْمُنْذِرِيّ فِي مُخْتَصره مُؤْتَجِرًا أَي طَالبا لِلْأجرِ
816 - الحَدِيث السَّادِس
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه صَلَّى الصُّبْح فَلَمَّا سلم قَامَ قَائِما واستقبل النَّاس بِوَجْهِهِ وَقَالَ (عدلت شَهَادَة الزُّور الْإِشْرَاك بِاللَّه) وتلا هَذِه الْآيَة
قلت رُوِيَ من حَدِيث خُزَيْمٌ بن فاتك وَمن حَدِيث أَيمن بن خُزَيْمٌ
فَحَدِيث خُزَيْمٌ بن فاتك رَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي سنَنه فِي كتاب الْأَقْضِيَة وَابْن ماجة فِي الْأَحْكَام من حَدِيث سُفْيَان بن زِيَاد الْعُصْفُرِي عَن أَبِيه عَن حبيب ابْن النُّعْمَان الْأَسدي عَن خُزَيْمٌ بن فاتك أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ صَلَّى صَلَاة الصُّبْح فَلَمَّا انْصَرف قَامَ قَائِما فَقَالَ (عدلت شَهَادَة الزُّور الْإِشْرَاك بِاللَّه) ثَلَاث مَرَّات ثمَّ قَرَأَ فَاجْتَنبُوا الرجس من الْأَوْثَان وَاجْتَنبُوا قَول الزُّور
انْتَهَى
وَرَوَاهُ أَحْمد وَابْن أبي شيبَة وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مسانيدهم
وَمن طَرِيق ابْن رَاهَوَيْه رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب الثَّالِث وَالثَّلَاثِينَ
وَعَزاهُ الْمُنْذِرِيّ فِي مُخْتَصره لِلتِّرْمِذِي وَلم أَجِدهُ وَلَا عزاهُ ابْن عَسَاكِر فِي الْأَطْرَاف إِلَيْهِ بل عزاهُ لأبي دَاوُد وَابْن ماجة فَقَط
قَالَ ابْن الْقطَّان فِي كِتَابه الْوَهم وَالْإِيهَام حَدِيث خُزَيْمٌ بن فاتك لَا يَصح لِأَنَّهُ من رِوَايَة زِيَاد الْعُصْفُرِي وَهُوَ مَجْهُول عَن حبيب بن النُّعْمَان الْأَسدي وَلَا(2/383)
يعرف بِغَيْر هَذَا وَلَا يعرف حَاله
انْتَهَى
وَأما حَدِيث أَيمن بن خُزَيْمٌ فَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي كتاب الشَّهَادَات من حَدِيث سُفْيَان بن زِيَاد الْعُصْفُرِي عَن فاتك بن فضَالة عَن أَيمن بن خُزَيْمٌ أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَامَ خَطِيبًا فَقَالَ يَا أَيهَا النَّاس عدلت شَهَادَة الزُّور الْإِشْرَاك بِاللَّه) إِلَى آخِره سَوَاء ثمَّ قَالَ هَذَا حَدِيث إِنَّمَا نعرفه من حَدِيث سُفْيَان بن زِيَاد وَقد اخْتلفُوا فِي رِوَايَة هَذَا الحَدِيث عَن سُفْيَان بن زِيَاد وَلَا نَعْرِف لِابْنِ خُزَيْمٌ سَمَاعا من النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ
انْتَهَى
وَرَوَى الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره الْحَدِيثين بِسَنَدَيْهِمَا ومتنيهما وَكَذَلِكَ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره
817 - حَدِيث
رَوَى ابْن عمر عَن أَبِيه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما أَنه أهْدَى بُخْتِيَّة طلبت مِنْهُ بثلاثمائة دِينَار فَسَأَلَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَن يَبِيعهَا وَيَشْتَرِي بِثمنِهَا بدنا فَنَهَاهُ عَن ذَلِك وَقَالَ بل أهدها)
قلت تقدم أَوَائِل الْبَقَرَة فِي الحَدِيث الثَّانِي وَالثَّلَاثِينَ
818 - الحَدِيث السَّابِع
وَأهْدَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مائَة بَدَنَة فِيهَا جمل لأبي جهل فِي أَنفه برة من ذهب
قلت وَقع فِي رِوَايَة لأبي دَاوُد وَرَوَاهُ غَيره قَالَ أَبُو دَاوُد فِي سنَنه فِي كتاب الْحَج حَدثنَا مُحَمَّد بن منهال حَدثنَا يزِيد بن زُرَيْع عَن ابْن إِسْحَاق بِهِ ح وَحدثنَا النُّفَيْلِي حَدثنَا مُحَمَّد بن سَلمَة حَدثنَا مُحَمَّد بن إِسْحَاق قَالَ قَالَ عبد الله بن أبي نجيح(2/384)
حَدثنِي مُجَاهِد عَن ابْن عَبَّاس قَالَ أهْدَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي هداياه جملا كَانَ لأبي جهل فِي رَأسه برة فضَّة قَالَ ابْن منهال برة من ذهب زَاد النُّفَيْلِي يغِيظ بِهِ الْمُشْركين
انْتَهَى
وَرَوَى الْبَزَّار فِي مُسْنده حَدثنَا نصر بن عَلّي حَدثنَا أَبُو بَحر عبد الرَّحْمَن بن عُثْمَان حَدثنَا إِسْرَائِيل عَن عبد الْكَرِيم الْجَزرِي عَن مُجَاهِد عَن عبد الرَّحْمَن بن أبي لَيْلَى عَن عَلّي أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أهْدَى فِي حجَّته مائَة بَدَنَة فِيهَا جمل لأبي جهل فِي أَنَفَة برة من ذهب
انْتَهَى
وَقَالَ لَا نعلم رَوَاهُ عَن عبد الْكَرِيم إِلَّا إِسْرَائِيل
انْتَهَى
وَرَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده حَدثنَا النَّضر بن شُمَيْل حَدثنَا إِسْرَائِيل بِهِ وَقَالَ برة من فضَّة
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ فِي غَرِيب الحَدِيث بِسَنَد ابْن رَاهَوَيْه وَمَتنه وَنقل عَن الْأَصْمَعِي أَنه قَالَ الْبرة الْحلقَة تجْعَل فِي أنف الْبَعِير
انْتَهَى
وَحَدِيث ابْن عَبَّاس رَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه من طَرِيق ابْن إِسْحَاق حَدثنِي عبد الله بن أبي نجيح عَن مُجَاهِد عَن ابْن عَبَّاس قَالَ أهْدَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَام الْحُدَيْبِيَة جملا لأبي جهل فِي رَأسه برة من فضَّة ليغيظ الْمُشْركين بذلك
انْتَهَى وَقَالَ صَحِيح عَلَى شَرط مُسلم وَلم يخرجَاهُ
انْتَهَى لم يذكر فِيهِ رِوَايَة الذَّهَب
وَبِهَذَا الْإِسْنَاد رَوَاهُ أَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مُسْنده أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أهْدَى عَام الْحُدَيْبِيَة فِي هَدِيَّة جمل أبي جهل الَّذِي اسْتَلَبَ يَوْم بدر فِي أَنفه برة من فضَّة
انْتَهَى
وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه بِهَذَا الْإِسْنَاد وَقَالَ فِيهِ عَلَيْهِ خشَاش من ذهب وَهُوَ الزِّمَام
وَحَدِيث الْبرة من فضَّة رُوِيَ أَيْضا من حَدِيث جَابر وَسَلَمَة بن الْأَكْوَع
فَحَدِيث جَابر رَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي الْمَغَازِي من حَدِيث زيد بن الْحباب عَن سُفْيَان الثَّوْريّ عَن جَعْفَر بن مُحَمَّد عَن أَبِيه عَن جَابر أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حج(2/385)
قبل أَن يُهَاجر حجَجًا وَحج بَعْدَمَا هَاجر الْوَدَاع وَكَانَ جَمِيع مَا جَاءَ بِهِ مائَة بَدَنَة فِيهَا جمل فِي أَنفه برة من فضَّة فَنحر بِيَدِهِ ثَلَاثًا وَسِتِّينَ وَنحر عَلّي مِنْهَا مَا غبر
انْتَهَى وَسكت عَنهُ
رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَمن طَرِيق الطَّبَرَانِيّ رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة فِي بَاب حج النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَقَالَ تفرد بِهِ زيد بن الْحباب وَبَلغنِي عَن البُخَارِيّ أَنه قَالَ هَذَا خطأ وَإِنَّمَا رُوِيَ عَن الثَّوْريّ عَن أبي إِسْحَاق عَن مُجَاهِد عَن النَّبِي مُرْسلا انْتَهَى كَلَامه
وَحَدِيث سَلمَة رَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده من حَدِيث مُوسَى بن عُبَيْدَة الربذي عَن إِيَاس بن سَلمَة عَن أَبِيه قَالَ أهْدَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي الْبدن عَام الْحُدَيْبِيَة جملا كَانَ تَحت أبي جهل يَوْم بدر فِي رَأسه برة من فضَّة
انْتَهَى
وَمن طَرِيق أَحْمد رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه بِسَنَدِهِ وَمَتنه
819 - قَوْله وَكَانَ ابْن عمر يَسُوق الْبدن مُجَللَة بِالْقبَاطِيِّ فَيتَصَدَّق بِلُحُومِهَا وجللها
قلت رَوَاهُ مَالك فِي موطئِهِ فِي كتاب الْحَج عَن نَافِع أَن عبد الله بن عمر كَانَ يُجَلل بدنه الْقبَاطِي وَالْأَنْمَاط وَالْحلَل ثمَّ يبْعَث بهَا إِلَى الْكَعْبَة يَكْسُوهَا إِيَّاهَا
انْتَهَى
قَالَ وَسَأَلت عبد الله بن دِينَار مَا كَانَ عبد الله بن عمر يصنع بِجلَال بدنه حِين كُسِيت الْكَعْبَة هَذِه الْكسْوَة قَالَ كَانَ يتَصَدَّق بهَا
انْتَهَى
وَرَوَى ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي الْمَنَاسِك حَدثنَا سُرَيج بن النُّعْمَان حَدثنَا فليح عَن نَافِع قَالَ كَانَ ابْن عمر يُجَلل بدنه قبل أَن تُكْسَى الْكَعْبَة الْحلَل وَالْأَنْمَاط وَالْقَبَاطِي ثمَّ يَنْزِعهَا قبل أَن يَنْحَرهَا فَيُرْسل بهَا إِلَى خَزَنَة الْكَعْبَة كسْوَة للكعبة فَلَمَّا كُسِيت الْكَعْبَة ترك ذَلِك
انْتَهَى(2/386)
وَرَوَاهُ أَبُو الْوَلِيد الْأَزْرَقِيّ فِي تَارِيخ مَكَّة حَدثنِي جدي أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْوَلِيد الْأَزْرَقِيّ عَن سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن إِسْمَاعِيل بن أُميَّة عَن نَافِع ... بِلَفْظ ابْن أبي شيبَة
حَدثنِي مُحَمَّد بن يَحْيَى عَن الْوَاقِدِيّ عَن عبد الله بن عمر عَن نَافِع ... فَذكر نَحوه
820 - الحَدِيث الثَّامِن
قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (الْبَدنَة عَن سَبْعَة وَالْبَقَرَة عَن سَبْعَة)
قلت غَرِيب بِهَذَا اللَّفْظ وَالْمُصَنّف احْتج بِهِ عَلَى أَن اسْم الْبَدنَة تخْتَص بِالْإِبِلِ
وَبِمَعْنَاهُ مَا رَوَاهُ الْجَمَاعَة إِلَّا البُخَارِيّ من حَدِيث مَالك عَن أبي الزُّبَيْر عَن جَابر قَالَ نحرنا مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بِالْحُدَيْبِية الْبَدنَة عَن سَبْعَة وَالْبَقَرَة عَن سَبْعَة
انْتَهَى
وَرَوَى أَبُو دَاوُد فِي سنَنه فِي الْأُضْحِية عَن جَابر قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (الْبَقَرَة عَن سَبْعَة وَالْجَزُور عَن سَبْعَة)
انْتَهَى
وَرَوَى الدَّارَقُطْنِيّ فِي سنَنه فِي الْحَج عَن مجَالد عَن الشّعبِيّ عَن جَابر مَرْفُوعا
وَرَوَى الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه عَن حَفْص بن جَمِيع عَن مُغيرَة عَن إِبْرَاهِيم عَن عَلْقَمَة عَن ابْن مَسْعُود مَرْفُوعا نَحوه سَوَاء
821 - الحَدِيث التَّاسِع
رُوِيَ أَن مُشْركي مَكَّة كَانُوا يُؤْذونَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَأَصْحَابه أَذَى شَدِيدا وَكَانُوا يأْتونَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من بَين مَضْرُوب ومشجوج ويتظلمون إِلَيْهِ فَيَقُول (اصْبِرُوا فَإِنِّي لم أومر بِقِتَال) حَتَّى هَاجر(2/387)
فأنزلت هَذِه الْآيَة أذن للَّذين يقاتلونك بَعْدَمَا نهي عَن الْقِتَال فِي نَيف وَسبعين آيَة
قلت غَرِيب جدا وَعَزاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط لِلْمُفَسِّرِينَ
822 - الحَدِيث الْعَاشِر
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه سُئِلَ عَن الْأَنْبِيَاء فَقَالَ (مائَة ألف وَأَرْبَعَة وَعِشْرُونَ ألفا قيل فكم الرُّسُل مِنْهُم قَالَ ثَلَاثمِائَة وَثَلَاثَة عشر جما غفيرا)
قلت رَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الثَّالِث من الْقسم الأول من حَدِيث إِبْرَاهِيم بن هِشَام بن يَحْيَى الغساني حَدثنَا أبي عَن جدي يَحْيَى الغساني عَن أبي إِدْرِيس الْخَولَانِيّ عَائِذ بِاللَّه عَن أبي ذَر قَالَ دخلت الْمَسْجِد فَإِذا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ جَالس وَحده فَقَالَ يَا أَبَا ذَر إِن لِلْمَسْجِدِ تَحِيَّة وَإِن تحيته رَكْعَتَانِ فَقُمْ فَارْكَعْهُمَا) قَالَ فَرَكَعْتهمَا ثمَّ عدت فَجَلَست فَقلت يَا رَسُول الله إِنَّك أَمرتنِي بِالصَّلَاةِ فَمَا الصَّلَاة قَالَ خير مَوْضُوع فَاسْتَكْثر أَو اسْتَقل) قلت يَا رَسُول الله أَي الْعَمَل أفضل قَالَ إِيمَان بِاللَّه وَجِهَاد فِي سَبيله) قلت يَا رَسُول الله(2/388)
فَأَي الْمُؤمنِينَ أكمل إِيمَانًا قَالَ أحْسنهم أَخْلَاقًا) قلت يَا رَسُول الله فَأَي الْمُسلمين أسلم قَالَ من سلم النَّاس من لِسَانه وَيَده) قلت يَا رَسُول الله فَأَي الصَّلَاة أفضل قَالَ طول الْقُنُوت) قلت يَا رَسُول الله فَأَي الْهِجْرَة أفضل قَالَ من هجر السَّيِّئَات) قلت يَا رَسُول الله فَمَا الصّيام قَالَ فرض مَجْزِي وَعند الله أَضْعَاف كَثِيرَة) قلت يَا رَسُول الله فَأَي الْجِهَاد أفضل قَالَ من عقر جَوَاده وَأُهْرِيقَ دَمه) قلت يَا رَسُول الله فَأَي الصَّدَقَة أفضل قَالَ جهد الْمقل) قلت يَا رَسُول الله فأيما أنزل الله عَلَيْك أعظم قَالَ آيَة الْكُرْسِيّ) ثمَّ قَالَ يَا أَبَا ذَر مَا السَّمَوَات السَّبع مَعَ الْكُرْسِيّ إِلَّا كحلقة ملقاة فِي فلاة وَفضل الْعَرْش عَلَى الْكُرْسِيّ كفضل الفلاة عَلَى الْحلقَة) قلت يَا رَسُول الله كم الْأَنْبِيَاء قَالَ مائَة ألف وَعِشْرُونَ ألفا) قلت يَا رَسُول الله كم الرُّسُل من ذَلِك قَالَ ثَلَاثمِائَة وَثَلَاثَة عشر جما غفيرا) قلت يَا رَسُول الله من كَانَ أَوَّلهمْ قَالَ آدم) قلت يَا رَسُول الله أَنَبِي مُرْسل قَالَ نعم خلقه الله بِيَدِهِ وَنفخ فِيهِ من روحه) قلت يَا رَسُول الله كم أنزل الله من كتاب قَالَ مائَة كتاب وَأَرْبَعَة كتب أنزل عَلَى شِيث خَمْسُونَ صحيفَة وَأنزل عَلَى أَخْنُوخ ثَلَاثُونَ صحيفَة وَأنزل عَلَى إِبْرَاهِيم عشر صَحَائِف وَأنزل عَلَى مُوسَى قبل التَّوْرَاة عشر صَحَائِف وَأنزل التَّوْرَاة وَالْإِنْجِيل وَالزَّبُور وَالْفرْقَان) قَالَ قلت يَا رَسُول الله مَا كَانَت صحيفَة إِبْرَاهِيم قَالَ كَانَت أَمْثَالًا مِنْهَا أَيهَا الْملك الْمُسَلط الْمُبْتَلَى الْمَغْرُور إِنِّي لم أَبْعَثك لِتجمع الدُّنْيَا بَعْضهَا إِلَى بعض وَلَكِنِّي بَعَثْتُك لِترد عني دَعْوَة الْمَظْلُوم فَإِنِّي لَا أردهَا وَلَو كَانَت من كَافِر وَعَلَى الْعَاقِل مَا لم يكن مَغْلُوبًا عَلَى عقله أَن يكون لَهُ سَاعَات سَاعَة يُنَاجِي فِيهَا ربه وَسَاعَة يُحَاسب فِيهَا نَفسه وَسَاعَة يتفكر فِيهَا فِي صنع الله وَسَاعَة يَخْلُو فِيهَا لِحَاجَتِهِ من الْمطعم وَالْمشْرَب وَنَحْوه وَعَلَى الْعَاقِل أَلا يكون ظَاعِنًا إِلَّا لثلاث تزَود لِمَعَاد وَمَرَمَّة لِمَعَاش وَلَذَّة فِي غير محرم وَعَلَى الْعَاقِل أَن يكون بَصيرًا بِزَمَانِهِ مُقبلا عَلَى شَأْنه حَافِظًا(2/389)
لِلِسَانِهِ وَمن حسب كَلَامه من عمله قل كَلَامه إِلَّا فِيمَا يعنيه) قلت يَا رَسُول الله فَمَا كَانَت صحف مُوسَى قَالَ كَانَت عبرا كلهَا عجبت لمن أَيقَن بِالْمَوْتِ كَيفَ يفرح وَعَجِبت لمن أَيقَن بالنَّار ثمَّ هُوَ يضْحك وَعَجِبت لمن أَيقَن بِالْقدرِ ثمَّ هُوَ ينصب وَعَجِبت لمن رَأَى الدُّنْيَا وَتَقَلُّبهَا بِأَهْلِهَا ثمَّ اطْمَأَن إِلَيْهَا وَعَجِبت لمن أَيقَن بِالْحِسَابِ غَدا ثمَّ لَا يعْمل قلت يَا رَسُول الله زِدْنِي قَالَ عَلَيْك بِتِلَاوَة الْقُرْآن وَذكر الله فَإِنَّهُ نور لَك فِي الأَرْض وَذخر لَك فِي السَّمَاء) قلت يَا رَسُول الله زِدْنِي قَالَ إياك وَكَثْرَة الضحك فَإِنَّهُ يُمِيت الْقلب وَيذْهب بِنور الْوَجْه) قلت يَا رَسُول الله زِدْنِي قَالَ عَلَيْك بِالصَّمْتِ إِلَّا من خير فَإِنَّهُ مطردَة للشَّيْطَان عَنْك وَعون لَك عَلَى أَمر دينك) قلت يَا رَسُول الله زِدْنِي قَالَ عَلَيْك بِالْجِهَادِ فَإِنَّهُ رَهْبَانِيَّة أمتِي) قلت يَا رَسُول الله زِدْنِي قَالَ أحب الْمَسَاكِين وَجَالسهمْ) قلت يَا رَسُول الله زِدْنِي قَالَ انْظُر إِلَى من تَحْتك وَلَا تنظر إِلَى من فَوْقك فَإِنَّهُ أَجْدَر أَلا تَزْدَرُوا نعْمَة الله) قلت يَا رَسُول الله زِدْنِي قَالَ قل الْحق وَإِن كَانَ مرا) قلت يَا رَسُول الله زِدْنِي قَالَ ليردك عَن النَّاس مَا تعرف من نَفسك وَكَفَى بك عَيْبا أَن تعرف من النَّاس مَا تجْهَل من نَفسك أَو تَجِد عَلَيْهِم فِيمَا تَأتي) ثمَّ ضرب بِيَدِهِ فِي صَدْرِي وَقَالَ يَا أَبَا ذَر لَا عقل كالتدبير وَلَا ورع كَالْكَفِّ وَلَا حسب كحسن الْخلق)
انْتَهَى
وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي الْفَضَائِل عَن يَحْيَى بن سعيد السَّعْدِيّ عَن ابْن جريج عَن عَطاء عَن عبيد بن عُمَيْر عَن أبي ذَر ... فَذكره بِلَفْظ ابْن حبَان سَوَاء وَسكت عَنهُ
وَبِهَذَا السَّنَد رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَالْبَيْهَقِيّ فِي أول شعب الْإِيمَان وَقَالَ إِن يَحْيَى السَّعْدِيّ ضَعِيف
انْتَهَى
وَله طَرِيق آخر رَوَاهُ أَحْمد وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مسنديهما من حَدِيث معَان بن رِفَاعَة السلَامِي عَن عَلّي بن يزِيد الدِّمَشْقِي عَن الْقَاسِم بن عبد الرَّحْمَن(2/390)
وَهُوَ مولَى يزِيد بن مُعَاوِيَة السَّامِي عَن أبي أُمَامَة أَن أَبَا ذَر سَأَلَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كم الْأَنْبِيَاء فَقَالَ مائَة ألف وَأَرْبَعَة وَعِشْرُونَ ألفا فَقَالَ كم المُرْسَلُونَ مِنْهُم فَقَالَ ثَلَاثمِائَة وَخَمْسَة عشر جما غفيرا)
انْتَهَى وَمَعَان وَعلي بن يزِيد وَالقَاسِم ثَلَاثَتهمْ ضعفاء
وَقد خَالف ابْن حبَان فِي هَذَا الحَدِيث أَبُو الْفرج بن الْجَوْزِيّ فَأوردهُ فِي كِتَابه الموضوعات واتهم بِهِ إِبْرَاهِيم بن هِشَام وَلَا شكّ أَنه تكلم فِيهِ أَئِمَّة الْجرْح وَالتَّعْدِيل من أجل هَذَا الحَدِيث
823 - الحَدِيث الْحَادِي عشر
حَدِيث تِلْكَ الغرانيق العلى)
قلت رَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده حَدثنَا يُوسُف بن حَمَّاد حَدثنَا أُميَّة بن خَالِد حَدثنَا شُعْبَة عَن أبي بشر عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس فِيمَا أَحسب أَشك فِي الحَدِيث أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَانَ بِمَكَّة فَقَرَأَ سُورَة النَّجْم حَتَّى انْتَهَى إِلَى قَوْله تَعَالَى أَفَرَأَيْتُم اللات والعزى وَمَنَاة الثَّالِثَة الْأُخْرَى فَجَرَى عَلَى لِسَانه تِلْكَ الغرانيق العلى الشَّفَاعَة مِنْهَا تُرْتَجَى قَالَ فَسمع ذَلِك مُشْرِكُوا مَكَّة فسروا بذلك فَاشْتَدَّ عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَأنْزل الله تَعَالَى وَمَا أرسلنَا من قبلك من رَسُول وَلَا نَبِي إِلَّا إِذا تمنى ألْقَى الشَّيْطَان فِي أمْنِيته فَينْسَخ الله مَا يلقى الشَّيْطَان ثمَّ يحكم الله آيَاته
انْتَهَى ثمَّ قَالَ هَذَا حَدِيث لَا نعلمهُ يرْوَى عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بِإِسْنَاد مُتَّصِل يجوز ذكره إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَاد وَلَا نعلم أحدا أسْند هَذَا الحَدِيث عَن شُعْبَة عَن أبي بشر عَن سعيد عَن ابْن عَبَّاس إِلَّا أُميَّة وَلم نَسْمَعهُ نَحن إِلَّا(2/391)
من يُوسُف بن حَمَّاد وَكَانَ ثِقَة وَغير أُميَّة يحدث بِهِ عَن أبي بشر عَن سعيد ابْن جُبَير مُرْسلا وَإِنَّمَا يعرف هَذَا الحَدِيث عَن الْكَلْبِيّ عَن أبي صَالح عَن ابْن عَبَّاس وَأُميَّة ثِقَة مَشْهُور
انْتَهَى
وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَلَفظه عَن سعيد بن جُبَير لَا أعلمهُ إِلَّا عَن ابْن عَبَّاس أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... إِلَى آخِره
وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره عَن سعيد بن جُبَير مُرْسلا لم يذكر فِيهِ ابْن عَبَّاس وَكَذَلِكَ الواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول
وَأخرجه الطَّبَرِيّ عَن مُحَمَّد بن كَعْب الْقرظِيّ وَعَن قَتَادَة وَعَن أبي الْعَالِيَة
وَأخرجه أَيْضا عَن ابْن عَبَّاس وَلَكِن فِيهِ عدَّة مَجَاهِيل عينا وَحَالا
وَقد أَطَالَ النَّاس الْكَلَام عَلَى هَذَا الحَدِيث وَفِي الطعْن فِيهِ وَمِمَّنْ أَجَاد فِي ذَلِك القَاضِي عِيَاض فِي كتاب الشِّفَاء وَمُلَخَّص كَلَامه قَالَ وَقد توجه لبَعض الْمُلْحِدِينَ سُؤَالَات وَذكر مِنْهَا أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لما قَرَأَ سُورَة النَّجْم قَالَ أَفَرَأَيْتُم اللات والعزى وَمَنَاة الثَّالِثَة الْأُخْرَى قَالَ تِلْكَ الغرانيق العلى وَإِن شَفَاعَتهَا لترتجى وَيروَى تَرْتَضِي فَلَمَّا ختم السُّورَة سجد وَسجد مَعَه الْمُسلمُونَ وَالْكفَّار لما سَمِعُوهُ أَثْنَى عَلَى آلِهَتهم وَفِي رِوَايَة إِن الشَّيْطَان أَلْقَاهَا عَلَى لِسَانه وَأَنه عَلَيْهِ السَّلَام كَانَ تمنى ألو نزل عَلَيْهِ شَيْء يُقَارب بَينه وَبَين قومه وَفِي رِوَايَة أَلا ينزل عَلَيْهِ شَيْء ينفرهُمْ عَنهُ وَذكر هَذِه الْقِصَّة وَأَن جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام جَاءَهُ فَعرض عَلَيْهِ السُّورَة فَلَمَّا بلغ الْكَلِمَتَيْنِ فَقَالَ مَا جئْتُك بِهَاتَيْنِ الْكَلِمَتَيْنِ
فَحزن لذَلِك النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَأنْزل الله تَسْلِيَة لَهُ وَمَا أرسلنَا من قبلك من رَسُول وَلَا نَبِي الْآيَة وَقَوله وَإِن كَادُوا لَيَفْتِنُونَك الْآيَة ثمَّ قَالَ وَيَكْفِيك فِي توهين هَذَا الحَدِيث أَنه حَدِيث لم يُخرجهُ أحد من أهل الصِّحَّة وَلَا رَوَاهُ ثِقَة بِسَنَد سليم مُتَّصِل وَإِنَّمَا(2/392)
أولع بِهِ وبمثله الْمُفَسِّرُونَ والمؤرخون المولعون بِكُل غَرِيب الْمُتَلَقِّفُونَ من الصُّحُف كل صَحِيح وَسَقِيم وَصدق القَاضِي بكر بن الْعَلَاء الْمَالِكِي حَيْثُ قَالَ لقد بلي النَّاس بِبَعْض أهل الْأَهْوَاء وَالتَّفْسِير وَتعلق بذلك الْمُلْحِدُونَ مَعَ ضعف نقلته واضطراب رواياته وَانْقِطَاع إِسْنَاده وَاخْتِلَاف كَلِمَاته فَقَائِل يَقُول إِنَّه فِي الصَّلَاة وَآخر يَقُول قَالَهَا فِي نَادِي قومه حِين أنزلت عَلَيْهِ السُّورَة وَأخر يَقُول قَالَهَا وَقد أَصَابَته سنة وَآخر يَقُول بل حدث نَفسه فَسَهَا وَآخر يَقُول إِن الشَّيْطَان قَالَهَا عَلَى لِسَانه وَأَنه عَلَيْهِ السَّلَام لما عرضهَا عَلَى جِبْرِيل قَالَ مَا هَكَذَا أقرأتك وَأخر يَقُول بل علمهمْ الشَّيْطَان أَنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَرَأَهَا فَلَمَّا بلغ النَّبِي ذَلِك قَالَ وَالله مَا هَكَذَا أنزلت) إِلَى غير ذَلِك من اخْتِلَاف الروَاة وَمن حكيت عَنهُ هَذِه الْحِكَايَة من الْمُفَسّرين وَغَيرهم لم يسندها أحد مِنْهُم وَلَا رَفعهَا إِلَى صَاحب وَأكْثر الطّرق عَنْهُم ضَعِيفَة وَالْمَرْفُوع فِيهَا حَدِيث الْبَزَّار وَقد بَين الْبَزَّار أَنه لَا يعرف من طَرِيق يجوز ذكره سُوَى مَا ذكر وَفِيه من الضعْف مَا فِيهِ عَلَيْهِ مَعَ وُقُوع الشَّك وَحَدِيث الْكَلْبِيّ الَّذِي أَشَارَ إِلَيْهِ لَا تجوز رِوَايَته لكذبه وَقُوَّة ضعفه(2/393)
وَالَّذِي مِنْهُ فِي الصَّحِيح أَنه عَلَيْهِ السَّلَام قَرَأَ والنجم وَهُوَ بِمَكَّة فَسجدَ وَسجد مَعَه الْمُسلمُونَ وَالْمُشْرِكُونَ وَالْجِنّ وَالْإِنْس
انْتَهَى
هَذَا توهِينه من جِهَة النَّقْل ثمَّ ذكر توهِينه من جِهَة الْمَعْنى بِوُجُوه كَثِيرَة يطول ذكرهَا
رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من حَدِيث يُوسُف بن حَمَّاد بِهِ عَن سعيد بن جُبَير قَالَ لَا أعلمهُ إِلَّا عَن ابْن عَبَّاس أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَانَ بِمَكَّة فَقَرَأَ سُورَة النَّجْم حَتَّى بلغ أَفَرَأَيْتُم اللات والعزى وَمَنَاة الثَّالِثَة الْأُخْرَى فَألْقَى الشَّيْطَان عَلَى لِسَانه تِلْكَ الغرانيق العلى وَإِن شَفَاعَتهَا لترتجى فَلَمَّا بلغ آخرهَا سجد وَسجد مَعَه الْمُسلمُونَ وَالْمُشْرِكُونَ وَأنزل الله وَمَا أرسلنَا من قبلك من رَسُول وَلَا نَبِي ... الْآيَة
انْتَهَى
وَرَوَاهُ أَيْضا حَدثنَا أَحْمد بن كَامِل حَدثنَا مُحَمَّد بن سعد الْعَوْفِيّ حَدثنَا أبي حَدثنَا عمي حَدثنَا أبي عَن أَبِيه عَن ابْن عَبَّاس أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بَينا هُوَ يُصَلِّي فَقَرَأَ سُورَة النَّجْم حَتَّى بلغ ... فَذكر نَحوه
وَرَوَاهُ أَيْضا من حَدِيث يَحْيَى بن كثير حَدثنَا الْكَلْبِيّ عَن أبي صَالح وَأَبُو بكر الْهُذلِيّ وَأَيوب عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس ... فَذكر نَحوه
وَرَوَاهُ فِي سُورَة النَّجْم حَدثنِي إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد حَدثنِي أَبُو بكر مُحَمَّد بن عَلّي الْمُقْرِئ الْبَغْدَادِيّ حَدثنَا جَعْفَر بن مُحَمَّد الطَّيَالِسِيّ حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عرْعرة حَدثنَا أَبُو عَاصِم النَّبِيل حَدثنَا عُثْمَان بن الْأسود عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَرَأَ أَفَرَأَيْتُم اللات والعزى وَمَنَاة الثَّالِثَة الْأُخْرَى تِلْكَ الغرانيق العلى وَشَفَاعَتهنَّ تُرْتَجَى ففرح الْمُشْركُونَ بذلك وَقَالُوا قد ذكر آلِهَتنَا فَجَاءَهُ جِبْرِيل فَقَالَ اقْرَأ عَلّي مَا جئْتُك بِهِ فَقَرَأَ لَهُ كَذَلِك فَقَالَ مَا أَتَيْتُك بِهَذَا وَإِن هَذَا لمن الشَّيْطَان فَأنْزل الله وَمَا أرسلنَا من قبلك من رَسُول ...(2/394)
الْآيَة
انْتَهَى
وَرَوَاهُ ابْن سعد فِي الطَّبَقَات أخبرنَا مُحَمَّد بن عمر الْوَاقِدِيّ حَدثنِي يُونُس ابْن مُحَمَّد بن فضَالة الطَّفْرِيُّ عَن أَبِيه قَالَ وحَدثني كثير بن زيد عَن الْمطلب ابْن عبد الله بن حنْطَب قَالَا جلس رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَوْمًا مَجْلِسا فِي نَاد من تِلْكَ الأندية حول الْكَعْبَة فَقَرَأَ عَلَى قومه والنجم إِذا هوى ... إِلَى آخر الْمَتْن الَّذِي قبله
824 - الحَدِيث الثَّانِي عشر
عَن عقبَة بن عَامر قلت يَا رَسُول الله أَفِي الْحَج سَجْدَتَانِ قَالَ نعم إِن لم تسجدها فَلَا تقرأهما)
قلت رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ فِي الصَّلَاة من حَدِيث عبد الله بن لَهِيعَة عَن مشرح بن هاعان عَن عقبَة بن عَامر قَالَ قلت يَا رَسُول الله أَفِي الْحَج سَجْدَتَانِ قَالَ نعم وَمن لم يسجدها فَلَا يقرأهما)
انْتَهَى
وَرَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ ثمَّ الْبَيْهَقِيّ فِي سنَنَيْهِمَا وَأحمد فِي مُسْنده وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَالْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه وَلم يُصَحِّحهُ وَإِنَّمَا قَالَ هَذَا حَدِيث لم نَكْتُبهُ مُسْندًا إِلَّا من هَذَا الْوَجْه وَعبد الله بن لَهِيعَة أحد الْأَئِمَّة وَإِنَّمَا نقم عَلَيْهِ اخْتِلَاطه فِي آخر عمره
انْتَهَى وَكَذَلِكَ التِّرْمِذِيّ قَالَ لَيْسَ إِسْنَاده بِالْقَوِيّ
انْتَهَى
825 - الحَدِيث الثَّالِث عشر
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه رَجَعَ من بعض غَزَوَاته فَقَالَ (رَجعْنَا من الْجِهَاد الْأَصْغَر إِلَى الْجِهَاد الْأَكْبَر)
قلت غَرِيب جدا وَذكره الثَّعْلَبِيّ هَكَذَا من غير سَنَد(2/395)
وَرَوَى الْبَيْهَقِيّ فِي كتاب الزّهْد وَهُوَ مُجَلد لطيف أخبرنَا عَلّي بن أَحْمد بن عَبْدَانِ حَدثنَا أَحْمد بن عبيد حَدثنَا تمْتَام حَدثنَا عِيسَى بن إِبْرَاهِيم حَدثنَا يَحْيَى بن يعلي عَن لَيْث عَن عَطاء عَن جَابر قَالَ قدم عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قوم غزَاة فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام قدمتم خير مقدم من الْجِهَاد الْأَصْغَر إِلَى الْجِهَاد الْأَكْبَر) قيل وَمَا الْجِهَاد الْأَكْبَر قَالَ مجاهدة العَبْد هَوَاهُ)
انْتَهَى قَالَ الْبَيْهَقِيّ هَذَا إِسْنَاد فِيهِ ضعف
انْتَهَى
وَرَوَى النَّسَائِيّ فِي كتاب الكنى أَخْبرنِي حَدثنَا أَبُو مَسْعُود مُحَمَّد بن زِيَاد الْمَقْدِسِي سَمِعت إِبْرَاهِيم بن أبي عبلة يَقُول لِأُنَاس جَاءُوا من الْغَزْو وَقد جئْتُمْ من الْجِهَاد الْأَصْغَر فَمَا فَعلْتُمْ فِي الْجِهَاد الْأَكْبَر قَالُوا يَا أَبَا إِسْمَاعِيل وَمَا الْجِهَاد الْأَكْبَر قَالَ جِهَاد الْقلب
انْتَهَى
826 - الحَدِيث الرَّابِع عشر
عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ من قَرَأَ سُورَة الْحَج أعطي من الْأجر كحجة حَجهَا وَعمرَة اعْتَمَرَهَا بِعَدَد من حج وَاعْتمر فِيمَا مَضَى وَفِيمَا بَقِي)
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث سَلام بن سليم الْمَدَائِنِي حَدثنَا هَارُون بن كثير عَن زيد بن أسلم عَن أَبِيه عَن أبي أُمَامَة عَن أبي بن كَعْب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه فِي آل عمرَان
وَرَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط بِسَنَدِهِ الْمَذْكُور فِي سُورَة يُونُس(2/396)
سُورَة الْمُؤْمِنُونَ(2/397)
سُورَة الْمُؤْمِنُونَ
ذكر فِيهَا اثْنَي عشر حَدِيثا
827 - الحَدِيث الأول
عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه كَانَ يُصَلِّي رَافعا بَصَره إِلَى السَّمَاء فَلَمَّا نزلت هَذِه الْآيَة رَمَى ببصره نَحْو مَسْجده
قلت رَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه من حَدِيث مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَانَ إِذا صَلَّى رفع بَصَره إِلَى السَّمَاء فَنزلت الَّذين هم فِي صلَاتهم خاشعون فطأطأ رَأسه
انْتَهَى وَقَالَ صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ لَوْلَا خلاف فِيهِ عَلَى مُحَمَّد فقد قيل عَنهُ مُرْسلا وَلم يخرجَاهُ
انْتَهَى
وَهَذَا الْمُرْسل الَّذِي أَشَارَ إِلَيْهِ رَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي مراسيله عَن ابْن سِيرِين عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِلَّا أَنه قَالَ عوض رفع بَصَره إِلَى السَّمَاء نظر هَكَذَا وَهَكَذَا وَأخرجه الطَّبَرِيّ مُرْسلا كَذَلِك
وَرَوَاهُ الواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول من حَدِيث إِسْمَاعِيل بن علية عَن أَيُّوب عَن مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره
828 - الحَدِيث الثَّانِي
رُوِيَ أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أبْصر رجلا يعبث بلحيته فِي الصَّلَاة فَقَالَ لَو خشع قلب هَذَا خَشَعت جوارحه) قلت رَوَاهُ أَبُو عبد الله التِّرْمِذِيّ الْحَكِيم فِي كِتَابه نَوَادِر الْأُصُول فِي الأَصْل(2/399)
السَّادِس وَالْأَرْبَعِينَ بعد الْمِائَتَيْنِ حَدثنَا صَالح بن مُحَمَّد حَدثنَا سُلَيْمَان بن عَمْرو عَن مُحَمَّد بن عجلَان عَن سعيد المَقْبُري عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه رَأَى رجلا يعبث بلحيته فِي الصَّلَاة فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام لَو خشع قلب هَذَا خَشَعت جوارحه) انْتَهَى
وَسليمَان بن عَمْرو هَذَا يشبه أَن يكون هُوَ أَبُو دَاوُد النَّخعِيّ فَإِنِّي لم أجد أحدا فِي هَذِه الطَّبَقَة غَيره وَقد اتَّفقُوا عَلَى ضعفه قَالَ ابْن عدي أَجمعُوا عَلَى أَنه يضع الحَدِيث
829 - الحَدِيث الثَّالِث
عَن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لما بلغ قَوْله خلقا آخر قَالَ عمر فَتَبَارَكَ الله أحسن الْخَالِقِينَ
فَنزلت
قلت رَوَى ابْن أبي حَاتِم فِي تَفْسِيره والواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول من طَرِيق أبي دَاوُد حَدثنَا حَمَّاد بن سَلمَة عَن عَلّي بن زيد بن جدعَان عَن أنس بن مَالك قَالَ قَالَ عمر بن الْخطاب وَافَقت رَبِّي فِي أَربع قلت يَا رَسُول الله لَو صلينَا خلف الْمقَام فَأنْزل الله وَاتَّخذُوا من مقَام إِبْرَاهِيم مُصَلَّى وَقلت يَا رَسُول الله لَو اتَّخذت عَلَى نِسَائِك حِجَابا فَإِنَّهُ يدْخل عَلَيْك الْبر والفاجر فَأنْزل الله تَعَالَى وَإِذا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعا فَاسْأَلُوهُنَّ من وَرَاء حجاب وَقلت لِأَزْوَاج النَّبِي لتَنْتَهُنَّ أَو لِيُبدلَهُ الله أَزْوَاجًا خيرا مِنْكُن فَأنْزل الله عَسى ربه إِن طَلَّقَكُن أَن يُبدلهُ أَزْوَاجًا خيرا مِنْكُن وَنزلت وَلَقَد خلقنَا الْإِنْسَان من سلالة من طين إِلَى قَوْله ثمَّ أَنْشَأْنَاهُ خلقا آخر فَقلت فَتَبَارَكَ الله أحسن الْخَالِقِينَ
فَنزلت
انْتَهَى(2/400)
وَرَوَى ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من حَدِيث بشر بن السّري حَدثنَا رَبَاح بن أبي مَعْرُوف عَن سَالم بن عجلَان الْأَفْطَس عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ لما نزلت وَلَقَد خلقنَا الْإِنْسَان من سلالة ... إِلَى آخر الْآيَة قَالَ عمر فَتَبَارَكَ الله أحسن الْخَالِقِينَ فَنزلت فَتَبَارَكَ الله أحسن الْخَالِقِينَ
انْتَهَى
وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الله الْحَضْرَمِيّ حَدثنَا أَبُو عُبَيْدَة بن فُضَيْل بن عِيَاض حَدثنَا بشر بن السّري بِهِ
830 - الحَدِيث الرَّابِع
رُوِيَ أَن عبد الله بن سعد بن أبي سرح كَانَ يكْتب لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَنَطَقَ بقوله تَعَالَى فَتَبَارَكَ الله أحسن الْخَالِقِينَ قبل إمْلَائِهِ فَقَالَ لَهُ عَلَيْهِ السَّلَام اكْتُبْ فَهَكَذَا أنزلت) فَقَالَ عبد الله إِن كَانَ مُحَمَّد يُوحَى إِلَيْهِ فَأَنا نَبِي يُوحَى إِلَيّ فلحق بِمَكَّة كَافِرًا ثمَّ أسلم يَوْم الْفَتْح
قلت غَرِيب وَذكره الثَّعْلَبِيّ عَن ابْن عَبَّاس أَن عبد الله بن سعد ... إِلَى آخِره
وَكَذَلِكَ الواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول ذكره عَن الْكَلْبِيّ عَن ابْن عَبَّاس وَقد تقدم فِي سُورَة الْأَنْعَام أَيْضا
831 - قَوْله وَفِي قِرَاءَة النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَعَائِشَة يأْتونَ مَا آتوا
قلت رَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك من حَدِيث يَحْيَى بن رَاشد الْفُرَات عَن خَالِد الْحذاء عَن عبد الله بن عبيد بن عُمَيْر عَن أَبِيه أَنه سَأَلَ عَائِشَة عَن قَوْله تَعَالَى وَالَّذين يُؤْتونَ مَا آتوا كَيفَ كَانَ عَلَيْهِ السَّلَام يَقْرَأها يُؤْتونَ أَو(2/401)
يأْتونَ قَالَت أَيهمَا أحب إِلَيْك قَالَ وَالَّذين يأْتونَ مَا آتوا قَالَت أشهد أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَانَ يَقْرَأها وَكَذَلِكَ أنزلت انْتَهَى
وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ وَتعقبه الذهْنِي فِي مُخْتَصره بِيَحْيَى بن رَاشد وَقَالَ إِنَّه ضَعِيف
انْتَهَى
وَرَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده من حَدِيث إِسْمَاعِيل بن مُسلم الْمَكِّيّ حَدثنِي أَبُو خلف مولَى بني جمح أَن عبيد بن عُمَيْر سَأَلَ عَائِشَة ... فَذكره
وَأعله ابْن كثير فِي تَفْسِيره بِإِسْمَاعِيل بن مُسلم قَالَ وَالْمعْنَى عَلَى الْقِرَاءَة الأولَى وَهِي قِرَاءَة السَّبْعَة لِأَنَّهُ قَالَ أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخيرَات وهم لَهَا سَابِقُونَ وَلَو كَانَ عَلَى الْقِرَاءَة الْأُخْرَى لَأَوْشَكَ أَلا يَكُونُوا من السَّابِقين بل من الْمُقْتَصِدِينَ أَو الْمُقَصِّرِينَ
انْتَهَى
832 - الحَدِيث الْخَامِس
عَن عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها أَنَّهَا قَالَت حِين قَرَأَ وَالَّذين يُؤْتونَ مَا آتوا وَقُلُوبهمْ وَجلة يَا رَسُول الله هُوَ الَّذِي يَزْنِي وَيسْرق وَيشْرب الْخمر وَهُوَ مَعَ ذَلِك يخَاف الله قَالَ لَا يَا ابْنة الصّديق وَلَكِن الَّذِي يُصَلِّي ويصوم وَيتَصَدَّق وَهُوَ عَلَى ذَلِك يخَاف الله أَلا يقبل مِنْهُ)
قلت رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي التَّفْسِير وَابْن ماجة فِي الزّهْد من حَدِيث عبد الرَّحْمَن ابْن سعيد بن وهب الْهَمدَانِي عَن عَائِشَة قَالَت سَأَلت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَن هَذِه الْآيَة وَالَّذين يُؤْتونَ مَا آتوا ... الْآيَة قَالَت هم الَّذين يشربون الْخمر وَيَسْرِقُونَ قَالَ لَا يَا ابْنة الصّديق وَلَكنهُمْ الَّذين يَصُومُونَ وَيصلونَ وَيَتَصَدَّقُونَ وهم يخَافُونَ أَلا يقبل مِنْهُم أُولَئِكَ الَّذين يُسَارِعُونَ فِي الْخيرَات
انْتَهَى وَسكت عَنهُ التِّرْمِذِيّ ثمَّ قَالَ وَقد رَوَى عبد الرَّحْمَن بن سعيد هَذَا الحَدِيث عَن أبي حَازِم عَن أبي هُرَيْرَة
انْتَهَى(2/402)
وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك كَذَلِك وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ
وَعَن الْحَاكِم رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب الْعَاشِر بِسَنَدِهِ وَرَوَاهُ أَحْمد وَابْن أبي شيبَة وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مسانيدهم
قَالَ ابْن عَسَاكِر فِي الْأَطْرَاف وَعبد الرَّحْمَن بن سعيد لم يدْرك عَائِشَة
انْتَهَى
وَله طَرِيق آخر رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره عَن جرير عَن لَيْث بن أبي سليم وهشيم عَن الْعَوام بن حَوْشَب جَمِيعًا عَن عَائِشَة أَنَّهَا سَأَلت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره
وَطَرِيق آخر عِنْد الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط عَن جرير عَن لَيْث عَن عمْرَة عَن عَائِشَة
وَحَدِيث أبي هُرَيْرَة الَّذِي أَشَارَ إِلَيْهِ التِّرْمِذِيّ رَوَاهُ الطَّبَرِيّ أَيْضا حَدثنَا ابْن حميد واسْمه مُحَمَّد بن حميد الرَّازِيّ حَدثنَا الحكم بن بشير حَدثنَا عَمْرو بن قيس عَن عبد الرَّحْمَن بن سعيد الْهَمدَانِي عَن أبي حَازِم عَن أبي هُرَيْرَة أَن عَائِشَة قَالَت ... فَذكره
833 - الحَدِيث السَّادِس
قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (اللَّهُمَّ اشْدُد وطأتك عَلَى مُضر وَاجْعَلْهَا عَلَيْهِم سِنِين كَسِنِي يُوسُف) فَابْتَلَاهُمْ الله بِالْقَحْطِ حَتَّى أكلُوا الْجِيَف وَالْكلاب وَالْعِظَام الْمُحْتَرِقَة وَالْقد وَالْأَوْلَاد
قلت هَذِه قِطْعَة من حَدِيث أخرجه البُخَارِيّ وَمُسلم من حَدِيث ابْن مَسْعُود وَقد ذكره المُصَنّف فِي سُورَة الدُّخان وَسَيَأْتِي هُنَاكَ إِن شَاءَ الله تَعَالَى(2/403)
834 - الحَدِيث السَّابِع
قَالَ النَّبِي) صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (لَا تسبوا مُضر وَلَا ربيعَة فَإِنَّهُمَا كَانَا مُسلمين وَلَا تسبوا قيسا فَإِنَّهُ كَانَ مُسلما وَلَا تسبوا الْحَارِث بن كَعْب وَلَا أَسد بن خُزَيْمَة وَلَا تَمِيم بن مر فَإِنَّهُم كَانُوا عَلَى الْإِسْلَام وَمَا شَكَكْتُمْ فِيهِ من شَيْء فَلَا تَشكوا فِي أَن تبعا كَانَ مُسلما)
قلت فِي أول الرَّوْض الْأنف لِلسُّهَيْلِي قَالَ وَفِي الحَدِيث الْمَرْفُوع لَا تسبوا مُضر وَلَا ربيعَة فَإِنَّهُمَا كَانَا مُؤمنين) ذكره الزُّبَيْر بن بكار
انْتَهَى
835 - قَوْله وَالْخطْبَة الَّتِي خطبهَا أَبُو طَالب فِي نِكَاح خَدِيجَة بنت خويلد كفَى برغائها مناديا
836 - الحَدِيث الثَّامِن
رُوِيَ أَنه لما أسلم ثُمَامَة بن أَثَال الْحَنَفِيّ وَلحق بِالْيَمَامَةِ وَمنع الْميرَة(2/404)
من أهل مَكَّة وَأَخذهم الله بِالسِّنِينَ حَتَّى أكلُوا العلهز جَاءَ أَبُو سُفْيَان إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ أنْشدك الله وَالرحم أَلَسْت تزْعم أَنَّك بعثت رَحْمَة للْعَالمين قَالَ بلَى) قَالَ فقد قتلت الْآبَاء بِالسَّيْفِ وَالْأَبْنَاء بِالْجُوعِ)
قلت رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة فِي آخر بَاب حَدِيث الْإِفْك أخبرنَا أَبُو عبد الله الْحَافِظ حَدثنَا أَبُو قُتَيْبَة سَلمَة بن الْفضل الْآدَمِيّ حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن هَاشم حَدثنَا مُحَمَّد بن حميد الرَّازِيّ حَدثنَا أَبُو تُمَيْلة يَحْيَى بن وَاضح حَدثنَا عبد الْمُؤمن بن خَالِد الْحَنَفِيّ عَن علْبَاء بن أَحْمَر عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس أَن ثُمَامَة بن أَثَال الْحَنَفِيّ لما أُتِي بِهِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَهُوَ أَسِير خَلى سَبيله فَأسلم وَلحق بِمَكَّة ثمَّ رَجَعَ فحال بَين أهل مَكَّة وَبَين الْميرَة من الْيَمَامَة حَتَّى أكلت قُرَيْش العلهز فجَاء إِلَيْهِ أَبُو سُفْيَان ابْن حَرْب فَنَاشَدَهُ الله وَالرحم أَلَسْت تزْعم أَنَّك بعثت رَحْمَة للْعَالمين قَالَ بلَى) فَقَالَ فقد قتلت الْآبَاء بِالسَّيْفِ وَالْأَبْنَاء بِالْجُوعِ فَأنْزل الله تَعَالَى وَلَقَد أَخَذْنَاهُم بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لرَبهم وَمَا يَتَضَرَّعُونَ
انْتَهَى
وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره حَدثنَا ابْن حميد بِهِ
وَرَوَاهُ الواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول من حَدِيث الْحُسَيْن بن وَاقد حَدثنَا يزِيد النَّحْوِيّ أَن عِكْرِمَة حَدثهُ عَن ابْن عَبَّاس قَالَ لما أَتَى ثُمَامَة بن أَثَال الْحَنَفِيّ ... فَذكره إِلَى آخِره
وَاخْتَصَرَهُ النَّسَائِيّ فِي التَّفْسِير فَقَالَ أخبرنَا مُحَمَّد بن عقيل حَدثنَا عَلّي بن الْحُسَيْن بن وَاقد حَدثنَا أبي بِهِ قَالَ جَاءَ أَبُو سُفْيَان إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ يَا مُحَمَّد أنْشدك الله وَالرحم فقد أكلنَا العلهز يَعْنِي الْوَبرَة وَالدَّم فَأنْزل الله تَعَالَى وَلَقَد أَخَذْنَاهُم بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا ... الْآيَة
837 - قَوْله قَالَ أَبُو بكر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه وليتكُمْ وَلست بِخَيْرِكُمْ(2/405)
قلت أخرجه ابْن هِشَام فِي السِّيرَة عَن ابْن إِسْحَاق حَدثنِي الزُّهْرِيّ حَدثنِي أنس بن مَالك قَالَ لما بُويِعَ أَبُو بكر فِي السَّقِيفَة وَكَانَ الْغَد جلس أَبُو بكر عَلَى الْمِنْبَر فَقَامَ عمر فَتكلم قبل أبي بكر فَحَمدَ الله وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثمَّ قَالَ يَا أَيهَا النَّاس إِنِّي كنت قلت لكم بالْأَمْس مقَالَة مَا وَجدتهَا فِي كتاب الله وَلَا كَانَت عهدا عَهده رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَلَكِنِّي كنت أرَى أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ سيدبر أمرنَا بقول يكون آخِرنَا وَإِن الله قد أَبْقَى فِيكُم كِتَابه الَّذِي بِهِ هدى الله وَرَسُوله فَإِن اعْتَصَمْتُمْ بِهِ هدَاكُمْ الله فَإِن الله قد جمع أَمركُم عَلَى خَيركُمْ صَاحب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ثَانِي اثْنَيْنِ إِذْ هما فِي الْغَار فَقومُوا فَبَايعُوهُ فَبَايع النَّاس أَبَا بكر بيعَة الْعَامَّة ثمَّ تكلم أَبُو بكر فَحَمدَ الله وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثمَّ قَالَ أما بعد أَيهَا النَّاس فَإِنِّي قد وليت عَلَيْكُم وَلست بِخَيْرِكُمْ فَإِن أَحْسَنت فَأَعِينُونِي وَإِن أَسَأْت فقوموني الصدْق أَمَانَة وَالْكذب خِيَانَة والضعيف فِيكُم قوي عِنْدِي حَتَّى آخذ لَهُ حَقه وَالْقَوِي مِنْكُم ضَعِيف عِنْدِي حَتَّى آخذ مِنْهُ الْحق أَطِيعُونِي مَا أَطَعْت الله وَرَسُوله فَإِذا عصيت وَرَسُوله فَلَا طَاعَة لي عَلَيْكُم قومُوا إِلَى صَلَاتكُمْ يَرْحَمكُمْ الله
انْتَهَى
وَرَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ فِي كِتَابه المؤتلف والمختلف وَفِي غرائب مَالك من حَدِيث فتيَان بن أبي السَّمْح حَدثنِي مَالك بن أنس عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه أَن أَبَا بكر خطب بعد وَفَاة رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَحَمدَ الله وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثمَّ قَالَ أما بعد فَإِنِّي وليتكُمْ وَلست بِخَيْرِكُمْ أَلا وَإِن أقواكم عِنْدِي الضَّعِيف حَتَّى آخذ لَهُ الْحق وَإِن أَضْعَفكُم عِنْدِي الْقوي حَتَّى آخذ مِنْهُ الْحق إِنَّمَا أَنا مُتبع وَلست بِمُبْتَدعٍ فَإِن أَنا أَحْسَنت فَأَعِينُونِي وَإِن زِغْت فقوموني أَقُول قولي هَذَا وَأَسْتَغْفِر الله لي وَلكم
انْتَهَى ثمَّ قَالَ تفرد بِهِ فتيَان عَن مَالك
انْتَهَى
وَرَوَاهُ ابْن سعد فِي الطَّبَقَات فِي تَرْجَمَة أبي بكر أخبرنَا عبد الله بن مُوسَى أَنا هِشَام بن عُرْوَة أَظُنهُ عَن أَبِيه قَالَ لما ولي أَبُو بكر خطب النَّاس فَحَمدَ الله وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثمَّ قَالَ أما بعد ... إِلَى آخِره(2/406)
وَرَوَاهُ أَبُو عبيد الْقَاسِم بن سَلام فِي كتاب الْأَمْوَال حَدثنَا عَلّي بن هَاشم ابْن الْبَرِيد عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه قَالَ خطب أَبُو بكر فَحَمدَ الله وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثمَّ قَالَ أما بعد فَإِنِّي وليت أَمركُم وَلست بِخَيْرِكُمْ وَلكنه نزل الْقُرْآن وَسن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَعلمنَا فَعلمنَا وَاعْلَمُوا أَيهَا النَّاس إِن أَكيس الْكيس التقَى وَإِن أعجز الْعَجز الْفُجُور وَإِن أقواكم عِنْدِي الضَّعِيف ... إِلَى آخِره
حَدثنَا عَلّي بن هَاشم عَن إِسْمَاعِيل بن أبي خَالِد عَن قيس بن أبي حَازِم عَن أبي بكر نَحوه
وَرَوَاهُ الْوَاقِدِيّ فِي آخر كتاب الْمَغَازِي حَدثنِي مُحَمَّد بن عبد الله عَن الزُّهْرِيّ عَن عبيد الله بن عبد الله بن عتبَة عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ لي عمر هَل تَدْرِي يَا ابْن عَبَّاس مَا حَملَنِي عَلَى مَقَالَتي الَّتِي قلتهَا حِين توفّي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قلت لَا قَالَ قَوْله تَعَالَى وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أمة وسطا لِتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاس وَيكون الرَّسُول عَلَيْكُم شَهِيدا فوَاللَّه إِن كنت لأَظُن أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ سَيَبْقَى فِي أمته حَتَّى يشْهد عَلَيْهَا بآخر أَعمالهَا فَإِنَّهُ الَّذِي حَملَنِي عَلَى مَا قلت فَقَامَ أَبُو بكر تكلم فَحَمدَ الله وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثمَّ قَالَ أما بعد ... إِلَى آخِره بِلَفْظ أبي عبيد
838 - الحَدِيث التَّاسِع
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ (إِذا عاين الْمُؤمن الْمَلَائِكَة قَالُوا نُرْجِعك إِلَى الدُّنْيَا فَيَقُول إِلَى دَار الهموم وَالْأَحْزَان بل قدومًا عَلَى الله وَأما الْكَافِر فَيَقُول رب ارْجِعُونِ ... الْآيَة
قلت رَوَاهُ الطَّبَرِيّ حَدثنِي الْقَاسِم حَدثنَا الْحُسَيْن بن حجاج عَن ابْن جريج قَالَ قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لعَائِشَة إِذا عاين الْمُؤمن الْمَلَائِكَة) إِلَى آخِره
وَذكره الثَّعْلَبِيّ عَن عَائِشَة مَرْفُوعا من غير سَنَد(2/407)
839 - الحَدِيث الْعَاشِر
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي قَوْله تَعَالَى وهم فِيهَا كَالِحُونَ قَالَ تَشْوِيه النَّار فتتقلص شفته الْعليا حَتَّى تبلغ وسط رَأسه وَتَسْتَرْخِي شفته السُّفْلَى حَتَّى تبلغ سرته)
قلت رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي كِتَابه من حَدِيث عبد الله بن الْمُبَارك أَنا سعيد بن يزِيد أَبُو شُجَاع عَن أبي السَّمْح عَن أبي الْهَيْثَم سُلَيْمَان بن عَمْرو عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ وهم فِيهَا كَالِحُونَ تَشْوِيه النَّار فتتقلص شفته الْعليا حَتَّى تبلغ وسط رَأسه وَتَسْتَرْخِي شفته السُّفْلَى حَتَّى تضرب سرته)
انْتَهَى
وَقَالَ حَدِيث حسن صَحِيح غَرِيب
انْتَهَى
وَرَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده وَالْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ
وَعَن الْحَاكِم رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي كتاب الْبَعْث والنشور
840 - الحَدِيث الْحَادِي عشر
عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (من قَرَأَ سُورَة الْمُؤْمِنُونَ بَشرته الْمَلَائِكَة بِالروحِ وَالريحَان وَمَا تقر بِهِ عينه عِنْد نزُول ملك الْمَوْت)
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث شَبابَة بن سوار الْفَزارِيّ حَدثنَا مخلد بن عبد الْوَاحِد عَن عَلّي بن زيد عَن عَطاء بن أبي مَيْمُونَة عَن زر بن حُبَيْش عَن أبي بن كَعْب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه فِي آل عمرَان
وَرَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط بِسَنَدِهِ الْمَذْكُور فِي سُورَة يُونُس
841 - الحَدِيث الثَّانِي عشر
رُوِيَ أَن سُورَة قد أَفْلح) أَولهَا وَآخِرهَا من كنوز الْعَرْش(2/408)
من عمل بِثَلَاث آيَات من أَولهَا واتعظ بِأَرْبَع آيَات من آخرهَا فقد نجا وأفلح
قلت غَرِيب جدا
842 - الحَدِيث الثَّالِث عشر
عَن عمر بن الْخطاب كَانَ عَلَيْهِ السَّلَام إِذا نزل عَلَيْهِ الْوَحْي يسمع عِنْده دوِي كَدَوِيِّ النَّحْل فَمَكثْنَا سَاعَة فَاسْتقْبل الْقبْلَة وَرفع يَدَيْهِ (اللَّهُمَّ زِدْنَا وَلَا تنْقصنَا وَأَكْرمنَا وَلَا تهنا وَأَعْطِنَا وَلَا تَحْرِمنَا وَآثرنَا وَلَا تُؤثر علينا وَارْضَ عَنَّا وَأَرْضنَا) ثمَّ قَالَ لقد أنزلت عَلّي عشر آيَات من أَقَامَهُنَّ دخل الْجنَّة)
ثمَّ قَرَأَ قد أَفْلح الْمُؤْمِنُونَ حَتَّى ختم الْعشْر آيَات
قلت رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي التَّفْسِير وَالنَّسَائِيّ فِي الصَّلَاة من طَرِيق عبد الرَّزَّاق أَنا يُونُس بن سليم الصَّنْعَانِيّ عَن يُونُس بن يزِيد الْأَيْلِي عَن الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة ابْن الزُّبَيْر عَن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْقَارِي قَالَ سَمِعت عمر بن الْخطاب يَقُول كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذا نزل عَلَيْهِ الْوَحْي سمع عِنْد وَجهه كَدَوِيِّ النَّحْل ... إِلَى آخِره قَالَ النَّسَائِيّ هَذَا حَدِيث مُنكر لَا نعلم أحدا رَوَاهُ غير يُونُس بن سليم وَيُونُس بن سليم لَا أعرفهُ
انْتَهَى
وَقَالَ ابْن أبي حَاتِم فِي علله قَالَ أبي يُونُس بن سليم لَا أعرفهُ وَلَا يعرف هَذَا الحَدِيث من حَدِيث الزُّهْرِيّ
انْتَهَى
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ
وَرَوَاهُ أَحْمد وَعبد بن حميد وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَالْبَزَّار فِي مسانيدهم وَرَوَاهُ(2/409)
عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه فِي فَضَائِل الْقُرْآن كَذَلِك وَكَذَلِكَ الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة والواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول
وَرَوَاهُ الْعقيلِيّ فِي ضعفَاهُ وَأعله بِيُونُس بن سليم وَقَالَ لَا يُتَابع عَلَيْهِ وَلَا يعرف إِلَّا بِهِ
وَكَذَلِكَ ابْن عدي فِي الْكَامِل
وَتعقب الذَّهَبِيّ فِي مُخْتَصره عَلَى الْحَاكِم بِتَصْحِيحِهِ إِيَّاه وَقَالَ سُئِلَ عبد الرَّزَّاق عَن شَيْخه يُونُس بن سليم فَقَالَ أَظُنهُ لَا شَيْء
انْتَهَى(2/410)
سُورَة النُّور(2/411)
سُورَة النُّور
ذكر فِيهَا أَرْبَعِينَ حَدِيثا
843 - الحَدِيث الأول
رُوِيَ أَنه عَلَيْهِ السَّلَام رجم يهوديين زَنَيَا
قلت رَوَاهُ الْأَئِمَّة السِّتَّة فِي كتبهمْ من حَدِيث نَافِع عَن ابْن عمر أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَتَى بِيَهُودِيٍّ وَيَهُودِيَّة قد زَنَيَا فَانْطَلق عَلَيْهِ السَّلَام حَتَّى جَاءَ يهود فَقَالَ مَا تَجِدُونَ فِي التَّوْرَاة) قَالُوا تسود وُجُوههمَا وَنُحَمِّمهُمَا وَنُخَالِف بَين وُجُوههمَا وَيُطَاف بهما قَالَ فَأتوا بِالتَّوْرَاةِ إِن كُنْتُم صَادِقين) فَجَاءُوا بهَا فقرأها حَتَّى إِذا مروا بِآيَة الرَّجْم وضع الْفَتَى الَّذِي يقْرَأ يَده عَلَى آيَة الرَّجْم وَقَرَأَ مَا بَين يَديهَا وَمَا وَرَاءَهَا فَقَالَ لَهُ عبد الله بن سَلام وَهُوَ مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مره فَليرْفَعْ يَده فَرَفعهَا فَإِذا تحتهَا آيَة الرَّجْم فَأمر بهما رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَرُجِمَا قَالَ عبد الله بن عمر فَكنت فِيمَن رَجمهَا فَلَقَد رَأَيْته يَقِيهَا من الْحِجَارَة بِنَفسِهِ
انْتَهَى
844 - الحَدِيث الثَّانِي
وَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام (من أشرك بِاللَّه فَلَيْسَ بمحصن)
قلت رَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده أخبرنَا عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد الدَّرَاورْدِي حَدثنَا عبيد الله عَن نَافِع عَن ابْن عمر قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من أشرك بِاللَّه فَلَيْسَ بمحصن) قَالَ إِسْحَاق وَوَقفه مرّة أُخْرَى
انْتَهَى
وَمن طَرِيق ابْن رَاهَوَيْه رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ فِي سنَنه وَقَالَ لم يرفعهُ غير إِسْحَاق وَالصَّوَاب مَوْقُوف وَينظر فِي أَحَادِيث الْهِدَايَة(2/413)
845 - الحَدِيث الثَّالِث
وَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام لَو سرقت فَاطِمَة بنت مُحَمَّد لَقطعت يَدهَا)
قلت رَوَاهُ الْأَئِمَّة السِّتَّة فِي كتبهمْ فِي الْحُدُود من حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة قَالَت إِن قُريْشًا أَهَمَّهُمْ شَأْن الْمَرْأَة المخزومية الَّتِي سرقت فِي عهد رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالُوا من يكلم فِيهَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالُوا وَمن يَجْرُؤ عَلَيْهِ إِلَّا أُسَامَة بن زيد حب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَكَلمهُ أُسَامَة فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَتَشفع فِي حد من حُدُود الله) ثمَّ قَامَ فَاخْتَطَبَ فَقَالَ إِنَّمَا هلك الَّذين من قبلكُمْ أَنهم كَانُوا إِذا سرق فيهم الشريف تَرَكُوهُ وَإِذا سرق فيهم الضَّعِيف أَقَامُوا عَلَيْهِ الْحَد وَايْم وَالله لَو أَن فَاطِمَة بنت مُحَمَّد سرقت لَقطعت يَدهَا)
انْتَهَى
846 - الحَدِيث الرَّابِع
فِي الحَدِيث يُؤْتَى بوال نقص من الْحَد سَوْطًا فَيَقُول رَحْمَة لِعِبَادِك فَيُقَال لَهُ أَنْت أرْحم بِهِ مني فَيُؤْمَر إِلَى النَّار وَيُؤْتَى بِمن زَاد سَوْطًا فَيَقُول لِيَنْتَهُوا عَن مَعَاصِيك فَيُؤْمَر بِهِ إِلَى النَّار)
قلت غَرِيب
وَرَوَى أَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مُسْنده حَدثنَا أَبُو وَائِل خَالِد بن مُحَمَّد الْبَصْرِيّ حَدثنَا عبد الله بن بكر السَّهْمِي حَدثنَا خلف بن خلف عَن إِبْرَاهِيم بن سَالم عَن عَمْرو بن ضرار عَن حُذَيْفَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يُؤْتَى بِالَّذِي ضرب فَوق الْحَد فَيَقُول لَهُ الله تَعَالَى عَبدِي لم ضربت فَوق الْحَد فَيَقُول غضِبت لَك فَيَقُول أَكَانَ غضبك أَشد من غَضَبي وَيُؤْتَى بِالَّذِي قصر فَيَقُول عَبدِي(2/414)
لم قصرت فَيَقُول رَحمته فَيَقُول أَكَانَت رحمتك أَشد من رَحْمَتي ثمَّ يُؤمر بهما جَمِيعًا إِلَى النَّار)
انْتَهَى
847 - الحَدِيث الْخَامِس
عَن أبي هُرَيْرَة إِقَامَة حد بِأَرْض خير لأَهله من مطر أَرْبَعِينَ لَيْلَة
قلت هَكَذَا ذكره مَوْقُوفا وَقد رُوِيَ مَرْفُوعا وموقوفا
فَالْمَوْقُوفُ رَوَاهُ النَّسَائِيّ فِي السّرقَة أخبرنَا عَمْرو بن زُرَارَة حَدثنَا إِسْمَاعِيل بن علية أَنا يُونُس بن عبيد عَن جرير بن يزِيد البَجلِيّ عَن أبي زرْعَة بن عَمْرو ابْن جرير عَن أبي هُرَيْرَة بِلَفْظ المُصَنّف سَوَاء
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره من طَرِيق مُسَدّد حَدثنَا إِسْمَاعِيل بن علية بِهِ مَوْقُوفا
أما الْمَرْفُوع فَرَوَاهُ النَّسَائِيّ أَيْضا أخبرنَا سُوَيْد بن نصر أَنا عبد الله عَن عِيسَى بن يزِيد عَن جرير بِهِ مَرْفُوعا إِلَّا أَنه قَالَ ثَلَاثِينَ صباحا
وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع التَّاسِع والثمانين من الْقسم الأول كَذَلِك مَرْفُوعا وَقَالَ أَرْبَعِينَ صباحا عَلَى الشَّك
وَرَوَاهُ ابْن ماجة فِي أول الْحُدُود من طَرِيق ابْن الْمُبَارك كَمَا رَوَاهُ النَّسَائِيّ وَقَالَ أَرْبَعِينَ صباحا وَرَوَاهُ أَيْضا مَرْفُوعا من حَدِيث ابْن عمر حَدثنَا هِشَام بن عمار حَدثنَا الْوَلِيد بن مُسلم حَدثنَا سعيد بن سِنَان عَن أبي الزَّاهِرِيَّة عَن كثير بن مرّة عَن ابْن عمر أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ إِقَامَة حد من حُدُود الله خير من مطر أَرْبَعِينَ لَيْلَة)
انْتَهَى
وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه من حَدِيث مُحَمَّد بن قدامَة الْجَوْهَرِي حَدثنَا إِسْمَاعِيل ابْن علية حَدثنَا يُونُس بن عبيد بِهِ مَرْفُوعا وَقَالَ أَرْبَعِينَ صباحا(2/415)
848 - الحَدِيث السَّادِس
وَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام (الْبكر بالبكر جلد مائَة وتغريب عَام)
قلت رَوَاهُ الْجَمَاعَة إِلَّا البُخَارِيّ من حَدِيث حطَّان بن عبد الله الرقاشِي عَن عبَادَة بن الصَّامِت قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ خُذُوا عني خُذُوا عني قد جعل الله لَهُنَّ سَبِيلا الْبكر بالبكر جلد مائَة وَنفي سنة وَالثَّيِّب بِالثَّيِّبِ جلد مائَة وَالرَّجم)
انْتَهَى
849 - قَوْله رُوِيَ عَن الصَّحَابَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهم أَنهم جلدُوا وَنَفَوْا
قلت رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي كِتَابه وَالنَّسَائِيّ فِي سنَنه من حَدِيث عبد الله بن إِدْرِيس عَن عبيد الله بن عمر عَن نَافِع عَن ابْن عمر أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ضرب وَغرب مَاتَ أَبَا بكر ضرب وَغرب وَأَن عمر ضرب وَغرب
انْتَهَى
قَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث حسن غَرِيب
وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك وَقَالَ صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ
انْتَهَى
وَفِيه كَلَام مَبْسُوط فِي أَحَادِيث الْهِدَايَة
850 - الحَدِيث السَّابِع
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ يَا معشر النَّاس اتَّقوا الزِّنَا فَإِن فِيهِ سِتّ خِصَال ثَلَاث فِي الدُّنْيَا وَثَلَاث فِي الْآخِرَة فَأَما اللَّاتِي فِي الدُّنْيَا فَيذْهب الْبَهَاء وَيُورث الْفقر وَينْقص الْعُمر
وَأما اللَّاتِي فِي الْآخِرَة فَيُوجب سخط الرب وَسُوء الْحساب وَالْخُلُود فِي النَّار)
قلت رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب السَّابِع وَالثَّلَاثِينَ وَأَبُو نعيم فِي الْحِلْية فِي تَرْجَمَة أبي وَائِل من حَدِيث مسلمة بن عَلّي الْخُشَنِي عَن أبي عبد الرَّحْمَن(2/416)
الْكُوفِي عَن الْأَعْمَش عَن أبي وَائِل شَقِيق بن سَلمَة عَن حُذَيْفَة أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ يَا معشر النَّاس اتَّقوا الزِّنَا فَإِنَّهُ فِيهِ سِتّ خِصَال ثَلَاث فِي الدُّنْيَا وَثَلَاث فِي الْآخِرَة) فَذكرهَا وَزَاد ثمَّ تَلا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَن سخط الله عَلَيْهِم وَفِي الْعَذَاب هم خَالدُونَ
انْتَهَى قَالَ الْبَيْهَقِيّ إِسْنَاده ضَعِيف فَإِن مسلمة بن عَلّي الْخُشَنِي مَتْرُوك وَأَبُو عبد الرَّحْمَن الْكُوفِي مَجْهُول وَالتَّخْلِيد فِي الْآيَة إِنَّمَا ورد فِي الْكفَّار
انْتَهَى
وَقَالَ أَبُو نعيم تفرد بِهِ مسلمة الْخُشَنِي
انْتَهَى وَهُوَ ضَعِيف
انْتَهَى
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه وَابْن أبي حَاتِم فِي تفسيريهما
وَمن طَرِيق ابْن مرْدَوَيْه رَوَاهُ أَبُو الْقَاسِم الْأَصْبَهَانِيّ فِي كتاب التَّرْغِيب والترهيب
وَرَوَاهُ ابْن عدي فِي الْكَامِل عَن مسلمة بِهِ وَأعله بِمسلمَة وَضَعفه عَن البُخَارِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن معِين وَوَافَقَهُمْ وَقَالَ عَامَّة رِوَايَته غير مَحْفُوظَة
انْتَهَى
وَرَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من طَرِيق غير مسلمة أخرجه عَن مُحَمَّد بن شُعَيْب أَخْبرنِي مُعَاوِيَة بن يَحْيَى عَن سُلَيْمَان الْأَعْمَش عَن شَقِيق عَن حُذَيْفَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره سَوَاء
وَله طَرِيق آخر فِي مَوْضُوعَات ابْن الْجَوْزِيّ رَوَاهُ من حَدِيث كَعْب بن عَمْرو ابْن جَعْفَر أبي النَّضر الْبَلْخِي حَدثنَا أَبُو جَابر عرس بن فَهد الْموصِلِي حَدثنَا الْحسن بن عَرَفَة حَدثنِي يزِيد بن هَارُون عَن حميد الطَّوِيل عَن أنس قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إيَّاكُمْ وَالزِّنَا فَإِن فِيهِ سِتّ خِصَال) فَذكرهَا ثمَّ قَالَ قَالَ الْخَطِيب إِسْنَاده ثِقَات إِلَّا كَعْبًا
انْتَهَى
وَرَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط فِي سُورَة الْإِسْرَاء فِي قَوْله تَعَالَى وَلَا تقربُوا الزِّنَا من طَرِيق آخر سَمِعت الْأُسْتَاذ أَبَا عُثْمَان سعيد بن مُحَمَّد الْبُحَيْرِي يَقُول سَمِعت أَبَا بكر مُحَمَّد بن يَعْقُوب يَقُول سَمِعت أَبَا عَمْرو عُثْمَان بن الْخطاب الْمَعْرُوف(2/417)
بِأبي الدُّنْيَا يَقُول سَمِعت عَلّي بن أبي طَالب يَقُول سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (يَقُول إيَّاكُمْ وَالزِّنَا فَإِن فِيهِ سِتّ خِصَال ثَلَاث فِي الدُّنْيَا وَثَلَاث فِي الْآخِرَة) فَذكرهَا إِلَّا أَنه قَالَ وَالدُّخُول عوض الخلود وَينظر من نُسْخَة أُخْرَى وَيُحَرر سَنَده فَكَأَن فِيهِ نقصا
851 - الحَدِيث الثَّامِن
رُوِيَ أَنه كَانَ بِالْمَدِينَةِ مُوسِرَات من بَغَايَا الْمُشْركين فَرغب فُقَرَاء الْمُهَاجِرين فِي نِكَاحهنَّ وَاسْتَأْذَنُوا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَنزلت وَانْكِحُوا الأيامي مِنْكُم وَالصَّالِحِينَ من عبادكُمْ وَإِمَائِكُمْ
قلت رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي النِّكَاح حَدثنَا مُعَاوِيَة بن هِشَام عَن سُفْيَان التمار الْعُصْفُرِي قَالَ سَمِعت سعيد بن جُبَير يَقُول كَانَ بَغَايَا بِمَكَّة قبل الْإِسْلَام فَلَمَّا جَاءَ الْإِسْلَام أَرَادَ رجال من أهل الْإِسْلَام أَن يَتَزَوَّجُوهُنَّ فَحرم رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ذَلِك عَلَيْهِم وَفِيهِمْ نزلت وَانْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُم ... الْآيَة
انْتَهَى
852 - قَوْله عَن عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها أَن الرجل إِذا زنَى بِامْرَأَة لَيْسَ لَهُ أَن يَتَزَوَّجهَا وَإِن بَاشَرَهَا كَانَ زَانيا
قلت رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي النِّكَاح وَعبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه فِي(2/418)
الطَّلَاق كِلَاهُمَا عَن إِسْمَاعِيل بن أبي خَالِد عَن الشّعبِيّ عَن عَائِشَة فِي رجل فجر بِامْرَأَة لَيْسَ لَهُ أَن يَتَزَوَّجهَا فَإِن تزَوجهَا فَلم يَزَالَا زَانِيَيْنِ مَا اصْطَحَبَا
انْتَهَى
وَأَخْرَجَا نَحوه عَن ابْن مَسْعُود وَأخرجه ابْن أبي شيبَة عَن الْبَراء بن عَازِب
853 - الحَدِيث التَّاسِع رُوِيَ أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ سُئِلَ عَن رجل نكح امْرَأَة زنَى بهَا فَقَالَ أَوله سفاح وَآخره نِكَاح وَالْحرَام لَا يحرم الْحَلَال)
قلت غَرِيب بِهَذَا اللَّفْظ
وَفِي مُعْجم الطَّبَرَانِيّ وَسنَن الدَّارَقُطْنِيّ من حَدِيث عُثْمَان بن عبد الرَّحْمَن الزُّهْرِيّ عَن ابْن شهَاب عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة قَالَت سُئِلَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَن رجل زنَى بِامْرَأَة وَأَرَادَ أَن يَتَزَوَّجهَا أَو ابْنَتهَا فَقَالَ (الْحَرَام لَا يحرم الْحَلَال)
انْتَهَى زَاد الطَّبَرَانِيّ إِنَّمَا يحرم مَا كَانَ بِنِكَاح حَلَال
انْتَهَى
وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي كتاب الضُّعَفَاء وَأعله بعثمان هَذَا وَقَالَ إِنَّه كَانَ يروي عَن الثِّقَات الموضوعات لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ
انْتَهَى
وَرَوَى ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي النِّكَاح وَعبد الرَّزَّاق فِي الطَّلَاق حَدثنَا خلف بن خَليفَة عَن أبي هَاشم الرماني عَن سعيد بن جُبَير قَالَ سُئِلَ ابْن عَبَّاس عَن الرجل يُصِيب من الْمَرْأَة حَرَامًا ثمَّ يَبْدُو لَهُ أَن يتَزَوَّج بهَا قَالَ أَوله سفاح وَآخره نِكَاح
انْتَهَى
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ فِي سنَنه
وَرَوَى ابْن ماجة فِي النِّكَاح حَدثنَا يَحْيَى بن مُعلى بن مَنْصُور حَدثنَا إِسْحَاق بن مُحَمَّد الْقَرَوِي حَدثنَا عبد الله بن عمر عَن نَافِع عَن ابْن عمر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (لَا يحرم الْحَرَام الْحَلَال)
انْتَهَى(2/419)
وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ وَقَالَ تفرد بِهِ عُثْمَان بن عبد الرَّحْمَن الْوَقَّاصِ وَهُوَ ضَعِيف وَالصَّحِيح عَن الزُّهْرِيّ عَن عَلّي رَضِيَ اللَّهُ عَنْه مُرْسلا وموقوفا وَحَدِيث عبد الله ابْن عمر الْعمريّ أمثل
وَالله أعلم
وَحَدِيث ابْن ماجة فِيهِ ابْن إِسْحَاق بن مُحَمَّد الْقَرَوِي رَوَى لَهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه وَلَيْسَ بِإسْحَاق بن عبد الله الْقَرَوِي ذَاك مَجْرُوح
854 - الحَدِيث الْعَاشِر
قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي الْحَد لَا يُورث)
قلت غَرِيب جدا
855 - الحَدِيث الْحَادِي عشر
أَنه لما نزلت آيَة الْقَذْف قَرَأَهَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَلَى الْمِنْبَر فَقَامَ عَاصِم بن عدي الْأنْصَارِيّ فَقَالَ جعلني الله فدَاك إِن وجد رجل مَعَ امْرَأَته رجلا فَأخْبر جلد ثَمَانِينَ وَردت شَهَادَته أبدا وَفسق وَإِن ضربه بِالسَّيْفِ قتل وَإِن سكت سكت عَلَى غيظ وَإِلَى أَن يَجِيء بأَرْبعَة شُهَدَاء قَضَى الرجل حَاجته وَمَضَى اللَّهُمَّ افْتَحْ فَخرج الرجل فَاسْتَقْبلهُ هِلَال بن أُميَّة أَو عُوَيْمِر فَقَالَ مَا وَرَاءَك قَالَ شَرّ وجدت عَلَى امْرَأَتي خَوْلَة بنت عَاصِم شريك بن سَحْمَاء فَقَالَ وَالله هَذَا سُؤَالِي مَا أسْرع مَا ابْتليت بِهِ فَرَجَعَا فَأخْبر عَاصِم رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَكلم خَوْلَة فَقَالَت لَا أَدْرِي الْغيرَة أَدْرَكته أم بخلا عَلَى الطَّعَام وَكَانَ شريك نَزِيلهُمْ فَقَالَ هِلَال لقد رَأَيْته عَلَى بَطنهَا فَنزلت الْآيَة وَلَا عَن بَينهمَا وَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عِنْد قَوْله وَقَوْلها أَن لعنة الله عَلَيْهِ أَن غضب عَلَيْهَا آمين) وَقَالَ الْقَوْم آمين(2/420)
وَقَالَ لَهَا إِن كنت أَلممْت بذنب فاعترفي بِهِ فَالرَّجْم أَهْون عَلَيْك من غضب الله إِن غَضَبه هُوَ النَّار وَقَالَ تَحَيَّنُوا بهَا الْولادَة فَإِن جَاءَت بِهِ أُصَيْهِب أثيج يضْرب إِلَى السوَاد فَهُوَ لِشَرِيك وَإِن جَاءَت بِهِ أَوْرَق جَعدًا جمالِيًّا خَدلج السَّاقَيْن فَهُوَ لغير الَّذِي رميت بِهِ) وَقَالَ ابْن عَبَّاس فَجَاءَت بِهِ أشبه خلق الله بِشريك فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لَوْلَا الْأَيْمَان لَكَانَ لي وَلها شَأْن)
قلت غَرِيب بِهَذَا السِّيَاق وَفِيه تَخْلِيط فَإِن حَدِيث عَاصِم بن عدي رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم عَن ابْن عَبَّاس من غير هَذَا الْوَجْه وَرَوَى مُسلم أَوله عَن ابْن مَسْعُود وَلَيْسَ فِيهِ ذكر الْأَسَامِي
وقصة هِلَال وَشريك رَوَاهَا مُسلم وَلَيْسَ فِيهَا ذكر عَاصِم وَغَيره
وَنَقله الثَّعْلَبِيّ هَكَذَا بِتَمَامِهِ عَن ابْن عَبَّاس
856 - الحَدِيث الثَّانِي عشر
رُوِيَ أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ضرب عبد الله بن أبي وَحسان وَمِسْطَحًا
وَقعد صَفْوَان لحسان فَضَربهُ ضَرْبَة بِالسَّيْفِ
قلت رَوَى الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة بِسَنَدِهِ عَن عمْرَة عَن عَائِشَة قَالَت لما تَلا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الْقِصَّة الَّتِي نزل بهَا عُذْري عَلَى النَّاس نزل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَأمر برجلَيْن وَامْرَأَة فَضربُوا الْحَد وَكَانَ رَمَاهَا عبد الله بن أبي ومسطح بن أَثَاثَة وَحسان بن ثَابت وَحمْنَة بنت جحش رَمَوْهَا بِصَفْوَان بن الْمُعَطل السّلمِيّ
انْتَهَى
وَرَوَى الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه من حَدِيث سعيد بن جُبَير قَالَ جلد النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ(2/421)
حسان بن ثَابت وَعبد الله بن أبي وَمِسْطَحًا وَحمْنَة بنت جحش كل وَاحِد ثَمَانِينَ جلدَة ثمَّ تَابُوا غير عبد الله بن أبي فَإِنَّهُ مَاتَ عَلَى نفَاقه
انْتَهَى
هَكَذَا رَوَاهُ مُرْسلا فِي تَرْجَمَة عَائِشَة
وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي سنَنه من حَدِيث عَائِشَة فَلم يذكر فِيهِ عبد الله بن أبي رَوَاهُ من طَرِيق مُحَمَّد بن إِسْحَاق عَن عَائِشَة قَالَت لما نزل عُذْري من السَّمَاء قَامَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وتلا يَعْنِي الْقُرْآن فَلَمَّا نزل من الْمِنْبَر أَمر بِالرجلَيْنِ وَالْمَرْأَة فَضربُوا حَدهمْ وَسَمَّاهُمْ حسان بن ثَابت ومسطح بن أَثَاثَة وَيَقُولُونَ إِن الْمَرْأَة حمْنَة بنت جحش وَلم يعله ابْن الْقطَّان إِلَّا بِابْن إِسْحَاق
وَرَوَى ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من حَدِيث مُحَمَّد بن إِسْحَاق حَدثنِي ابْن شهَاب الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة بن الزُّبَيْر قَالَ بعث رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِلَى عبد الله بن أبي وَإِلَى مسطح بن أَثَاثَة وَإِلَى حسان بن ثَابت وَإِلَى حمْنَة بنت جحش فَلَمَّا أَتَى بهم جلدهمْ الْحَد
انْتَهَى
وَرَوَاهُ من حَدِيث الْحسن العرني عَن ابْن عَبَّاس أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ضَربهمْ حدا حدا إِلَّا عبد الله بن أبي فَإِنَّهُ ضربه حَدَّيْنِ
انْتَهَى
وَرَوَى الْوَاقِدِيّ فِي كتاب الْمَغَازِي حَدِيث الْإِفْك حَدثنِي يَعْقُوب بن يَحْيَى عَن عباد عَن عِيسَى بن معمر عَن عباد بن عبد الله بن الزُّبَيْر قَالَ سَأَلت عَائِشَة عَمَّا قَالَ أهل الْإِفْك ... فَذكر بِطُولِهِ وَفِي آخِره قَالَت فَخرج رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِلَى النَّاس مَسْرُورا ثمَّ صعد الْمِنْبَر فَحَمدَ الله وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثمَّ تَلا عَلَيْهِم مَا نزل فِي بَرَاءَة عَائِشَة ثمَّ أَمر بهم فَضربُوا الْحَد عبد الله بن أبي ومسطح بن أَثَاثَة وَحسان ابْن ثَابت قَالَ الْوَاقِدِيّ وَيُقَال إِنَّه لم يَضْرِبهُمْ وَهُوَ أثبت عندنَا
انْتَهَى
وَأما ضرب صَفْوَان لحسان بِالسَّيْفِ فَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة فِي بَاب حَدِيث الْإِفْك من حَدِيث ابْن إِسْحَاق حَدثنِي مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم التَّيْمِيّ قَالَ كَانَ حسان بن ثَابت قد كثر عَلَى صَفْوَان بن الْمُعَطل فِي شَأْن عَائِشَة فَاعْترضَ(2/422)
لَهُ صَفْوَان لَيْلَة فَضَربهُ بِالسَّيْفِ عَلَى رَأسه فَأخْبر رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ لَهُ يَا صَفْوَان مَا دعَاك إِلَى مَا صنعت) فَقَالَ يَا رَسُول الله آذَانِي وَكثر عَلّي فَقَالَ ادعوا حسانا) فَأتي بِهِ فَقَالَ يَا حسان أحسن فِيمَا أَصَابَك) قَالَ هِيَ لَك يَا رَسُول الله فأعجبه ذَلِك وَأَعْطَاهُ سِيرِين الْقبْطِيَّة مُخْتَصر
وَرَوَى الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك فِي فَضَائِل صَفْوَان من حَدِيث عَائِشَة قَالَت قعد صَفْوَان بن الْمُعَطل لحسان بن ثَابت فَضَربهُ بِالسَّيْفِ فجَاء حسان يَسْتَعْدِي عَلَيْهِ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَسَأَلَهُ أَن يَهَبهَا لَهُ فَوَهَبَهَا لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَعوضهُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حَائِطا من نخل وَجَارِيَة رُومِية تُدعَى سِيرِين فَبَاعَ حسان الْحَائِط من مُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان بِمَال عَظِيم فِي ولَايَته
انْتَهَى
وَقَالَ صَحِيح عَلَى شَرط مُسلم وَلم يخرجَاهُ
وَرَوَى الْوَاقِدِيّ فِي الْمَغَازِي حَدثنِي عبد الحميد بن جَعْفَر عَن ابْن رُومَان وَعبد الله بن يزِيد بن قسيط عَن أَبِيه وَمُحَمّد بن صَالح عَن عَاصِم بن عمر قَالُوا لما قَالَ ابْن أبي ومسطح وَحسان مَا قَالُوا وَنزل الْقُرْآن خرج صَفْوَان مُصْلِتًا السَّيْف حَتَّى أَتَى حسان بن ثَابت فَضَربهُ فجَاء حسان إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَأخْبرهُ فَقَالَ احْبِسُوا صَفْوَان فَإِن مَاتَ حسان فَاقْتُلُوهُ بِهِ) فَبلغ سعد بن عبَادَة فجَاء حَتَّى اسْتَرْضَى حسان وَكَلمه أَن يهب لَهُ حَقه فَمَضَى حسان وَعَفا عَن صَفْوَان بَين يَدي النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَأعْطَاهُ أَرضًا وَأَعْطَاهُ سِيرِين مُخْتَصر
857 - الحَدِيث الثَّالِث عشر
رُوِيَ أَن مسطحًا ابْن خَالَة أبي بكر كَانَ فَقِيرا من فُقَرَاء الْمُهَاجِرين وَكَانَ أَبُو بكر ينْفق عَلَيْهِ فَلَمَّا فرط مِنْهُ مَا فرط آلَى أَن لَا ينْفق عَلَيْهِ فَنزلت أَلا تحبون أَن يغْفر الله لكم وَقرأَهَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ بلَى أحب أَن يغْفر الله لي وَرجع إِلَى مسطح نَفَقَته وَقَالَ وَالله لَا أَنْزعهَا مِنْهُ أبدا(2/423)
قلت هُوَ فِي حَدِيث الْإِفْك رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم من حَدِيث عَائِشَة وَفِي آخِره فَقَالَ أَبُو بكر وَكَانَ ينْفق عَلَى مسطح لِقَرَابَتِهِ مِنْهُ وَفَقره وَالله لَا أنْفق عَلَيْهِ شَيْئا أبدا بعد الَّذِي قَالَ لعَائِشَة فَأنْزل الله وَلَا يَأْتَلِ أولُوا الْفضل مِنْكُم وَالسعَة إِلَى قَوْله أَلا تحبون أَن يغْفر الله لكم فَقَالَ أَبُو بكر وَالله إِنِّي لأحب أَن يغْفر الله لي فَرجع إِلَى مسطح النَّفَقَة الَّتِي كَانَ ينْفق عَلَيْهِ وَقَالَ لَا أَنْزعهَا مِنْهُ أبدا 858قَوْله عَن ابْن عَبَّاس أَنه كَانَ بِالْبَصْرَةِ يَوْم عَرَفَة وَكَانَ يسْأَل عَن تَفْسِير الْقُرْآن حَتَّى سُئِلَ عَن هَذِه الْآيَات فَقَالَ من أذْنب ذَنبا ثمَّ تَابَ مِنْهُ قبلت تَوْبَته إِلَّا من خَاضَ فِي أَمر عَائِشَة
قلت رَوَى الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه حَدثنَا مُحَمَّد بن عَلّي الصَّائِغ الْمَكِّيّ حَدثنَا سعيد بن مَنْصُور حَدثنَا هشيم أَنا الْعَوام بن حَوْشَب حَدثنَا شيخ من بني كَاهِل عَن ابْن عَبَّاس أَنه قَرَأَ سُورَة النُّور فَفَسَّرَهَا فَلَمَّا أَتَى عَلَى هَذِه الْآيَة إِن الَّذين يرْمونَ الْمُحْصنَات الْغَافِلَات الْمُؤْمِنَات لعنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة وَلَهُم عَذَاب عَظِيم قَالَ هَذِه فِي عَائِشَة وَأَزْوَاج النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لم يَجْعَل لمن فعل ذَلِك تَوْبَة وَجعل لمن رَمَى امْرَأَة من الْمُؤْمِنَات من أَزوَاج النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ التَّوْبَة وَالَّذين يرْمونَ الْمُحْصنَات ثمَّ لم يَأْتُوا بأَرْبعَة شُهَدَاء فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جلدَة وَلَا تقبلُوا لَهُم شَهَادَة أبدا وَأُولَئِكَ هم الْفَاسِقُونَ إِلَّا الَّذين تَابُوا من بعد ذَلِك وَأَصْلحُوا فَإِن الله غَفُور رَحِيم قَالَ فهم بعض الْقَوْم إِلَى ابْن عَبَّاس فَيقبل رَأسه من حسن مَا فسر
انْتَهَى
وَبِهَذَا السَّنَد والمتن رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ وَابْن مرْدَوَيْه(2/424)
859 - الحَدِيث الرَّابِع عشر
عَن عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها لقد أَعْطَيْت تسعا مَا أَعطيتهنَّ امْرَأَة لقد نزل جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام بِصُورَتي فِي رَاحَته حِين أَمر رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَن يَتَزَوَّجنِي وَلَقَد تزَوجنِي بكرا وَمَا تزوج بكرا غَيْرِي وَلَقَد توفّي وَإِن رَأسه لفي حجري وَلَقَد قبر فِي بَيْتِي وَلَقَد حَفَّتْهُ الْمَلَائِكَة فِي بَيْتِي وَإِن كَانَ الْوَحْي لينزل عَلَيْهِ فِي أَهله فَيَتَفَرَّقُونَ عَنهُ وَإنَّهُ لينزل عَلَيْهِ وَإِنِّي مَعَه فِي لِحَافه وَإِنِّي لابنَة خَلِيفَته وَصديقه وَلَقَد نزل عُذْري من السَّمَاء وَلَقَد خلقت طيبَة عِنْد طيب وَلَقَد وعدت مغْفرَة وَرِزْقًا كَرِيمًا
قلت رَوَاهُ أَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مُسْنده حَدثنَا بشر بن الْوَلِيد الْكِنْدِيّ حَدثنَا أَبُو حَفْص عمر عَن سُلَيْمَان الشَّيْبَانِيّ بِهِ سندا ومتنا بِلَفْظ المُصَنّف سَوَاء إِلَّا أَنه قَالَ عَمَّن حَدثهُ عَن عَائِشَة فَلْينْظر فِيهِ فَإِن أحد اللَّفْظَيْنِ تَصْحِيف
وَرَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط من حَدِيث بشر بن الْوَلِيد الْكِنْدِيّ بِهِ وَقَالَ عَن جدته
رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ بِلَفْظ المُصَنّف فَقَالَ حَدثنَا أَبُو نصر النُّعْمَان بن مُحَمَّد بن النُّعْمَان الْجِرْجَانِيّ أَنا مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم النابلي حَدثنَا أَبُو بكر مُحَمَّد بن أَحْمد بن سُفْيَان التِّرْمِذِيّ حَدثنَا بشر بن الْوَلِيد الْكِنْدِيّ حَدثنَا أَبُو عمر حَفْص عَن سُلَيْمَان الشَّيْبَانِيّ عَن عَلّي بن زيد بن جدعَان عَن جدته عَن عَائِشَة قَالَت لقد أَعْطَيْت تسعا مَا أعطيتهَا امْرَأَة ... فَذكره
وَرَوَاهُ بتغيير يسير الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي فَضَائِل عَائِشَة من حَدِيث إِسْمَاعِيل بن أبي خَالِد أَنا عبد الرَّحْمَن بن الضَّحَّاك أَن عبد الله بن صَفْوَان أَتَى عَائِشَة(2/425)
وَمَعَهُ آخر فَسَأَلَاهَا عَن نَفسهَا فَقَالَت خلال فِي تسع لم تكن فِي أحد إِلَّا مَا آتَى الله مَرْيَم وَالله مَا أَقُول ذَلِك تفخرا بِهِ عَلَى أحد من صُوَيْحِبَاتِي نزل الْملك بِصُورَتي وَتَزَوَّجنِي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لسبع سِنِين وَأهْديت ابْنة تسع وَتَزَوَّجنِي بكرا لم يشركهُ فِي أحد من النَّاس وَكنت وَكنت أحب النَّاس إِلَيْهِ وَنزل فِي آيَات من الْقُرْآن كَادَت الْأُمَم أَن تهْلك فِيهِنَّ وَرَأَيْت جِبْرِيل وَلم يره أحد من نِسَائِهِ غَيْرِي وَقبض فِي بَيْتِي وَلم يَله أحد إِلَّا الْملك وَأَنا
انْتَهَى
وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه وَمُسْنَده
وَمن طَرِيقه رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَزَاد ابْن أبي شيبَة وَأَتَاهُ الْوَحْي وَأَنا وَهُوَ فِي لِحَاف
وَرَوَى الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه حَدثنَا إِسْحَاق بن دَاوُد الصَّواف حَدثنَا يَحْيَى بن غيلَان حَدثنَا عبد الله بن بزيع عَن أبي حنيفَة عَن أبي إِسْحَاق الشَّيْبَانِيّ عَن عَامر الشّعبِيّ عَن مَسْرُوق عَن عَائِشَة قَالَت أَعْطَيْت سبعا لم يُعْطهَا نسَاء النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كنت من أحب النِّسَاء إِلَيْهِ نفسا وَأحب النَّاس إِلَيْهِ أَبَا وَتَزَوَّجنِي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بكرا وَلم يتَزَوَّج بكرا غَيْرِي وَكَانَ جِبْرِيل ينزل عَلَيْهِ وَأَنا مَعَه فِي لِحَاف وَاحِد وَلم يفعل ذَلِك لأحد غَيْرِي وَكَانَ لي يَوْمَانِ وَلَيْلَتَانِ وَلِنِسَائِهِ يَوْم وَلَيْلَة وَأنزل عُذْري من السَّمَاء وَكَاد أَن يهْلك بِي فِئَام من النَّاس وَقبض رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بَين سحرِي وَنَحْرِي
انْتَهَى
860 - الحَدِيث الْخَامِس عشر
رُوِيَ عَن أبي أَيُّوب الْأنْصَارِيّ قَالَ قلت يَا رَسُول الله مَا الِاسْتِئْنَاس قَالَ يتَكَلَّم الرجل بِالتَّسْبِيحَةِ وَالتَّكْبِيرَة وَالتَّحْمِيدَة يَتَنَحْنَح يُؤذن أهل الْبَيْت وَالسَّلَام أَن يَقُول السَّلَام عَلَيْكُم أَدخل ثَلَاث مَرَّات فَإِن أذن لَهُ وَإِلَّا رَجَعَ)(2/426)
قلت رَوَاهُ ابْن ماجة فِي سنَنه فِي كتاب الْأَدَب حَدثنَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة حَدثنَا عبد الرَّحِيم بن سُلَيْمَان عَن وَاصل بن السَّائِب عَن أبي سُورَة عَن أبي أَيُّوب الْأنْصَارِيّ قَالَ قُلْنَا يَا رَسُول الله هَذَا السَّلَام فَمَا الِاسْتِئْنَاس قَالَ يتَكَلَّم الرجل تَسْبِيحَة وَتَكْبِيرَة وَتَحْمِيدَة وَيَتَنَحْنَح وَيُؤذن أهل الْبَيْت)
انْتَهَى
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه وَمُسْنَده
وَمن طَرِيق ابْن أبي شيبَة أَيْضا رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَابْن أبي حَاتِم فِي تَفْسِيره وَابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره
861 - الحَدِيث السَّادِس عشر
عَن أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ أَنه أَتَى بَاب عمر فَقَالَ السَّلَام عَلَيْكُم أَدخل قَالَهَا ثَلَاثًا
ثمَّ رَجَعَ وَقَالَ سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول الاسْتِئْذَان ثَلَاث)
قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم فِي كتاب الاسْتِئْذَان من حَدِيث أبي سعيد الْخُدْرِيّ عَن أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ قَالَ اسْتَأْذَنت عَلَى عمر بن الْخطاب ثَلَاثًا فَلم يُؤذن لي فَرَجَعت فَقَالَ ردُّوهُ فَرَجَعت فَقَالَ مَا حملك عَلَى هَذَا قَالَ قد اسْتَأْذَنت ثَلَاثًا فَلم يُؤذن لي وَقد قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذا اسْتَأْذن أحدكُم ثَلَاثًا فَلم يُؤذن لَهُ فَليرْجع) فَقَالَ لتَأْتِيني عَلَى هَذَا بِبَيِّنَة وَإِلَّا فعلت وَفعلت فَذَهَبت إِلَى مجْلِس من مجَالِس الْأَنْصَار فَأَخْبَرتهمْ فَقَامَ أَبُو سعيد مَعَه فَشهد لَهُ مُخْتَصر
862 - الحَدِيث السَّابِع عشر
وَاسْتَأْذَنَ رجل عَلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ أَأَلِجُ فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام لامْرَأَة تسمى رَوْضَة قومِي إِلَى هَذَا فَعَلِّمِيهِ فَإِنَّهُ لَا يحسن أَن يسْتَأْذن قولي لَهُ يَقُول السَّلَام عَلَيْكُم أَأدْخل) فَسَمعَهَا الرجل فَقَالَهَا فَقَالَ لَهُ ادخل(2/427)
قلت رَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي سنَنه فِي كتاب الْأَدَب وَالنَّسَائِيّ فِي الْيَوْم وَاللَّيْلَة وَالْبُخَارِيّ فِي كِتَابه الْمُفْرد فِي الْأَدَب عَن مَنْصُور عَن ربعي بن حِرَاش عَن رجل من بني عَامر أَنه اسْتَأْذن عَلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَهُوَ فِي بَيت فَقَالَ أَأَلِجُ فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام لِخَادِمِهِ أَخْرِجِي إِلَى هَذَا فَعَلِّمِيهِ الاسْتِئْذَان فَقولِي لَهُ قل السَّلَام عَلَيْكُم أَأدْخل) فَسَمعهُ الرجل فَقَالَ السَّلَام عَلَيْكُم أَأدْخل فَأذن لَهُ فَدخل
انْتَهَى
وَلَفظ أبي دَاوُد اخْرُج إِلَى هَذَا فَعلمه عَلَى التَّذْكِير وَلَفظ النَّسَائِيّ اخْرُجِي عَلَى التَّأْنِيث وَلَفظ البُخَارِيّ فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام لِلْجَارِيَةِ اخْرُجِي وَلم يسمهَا أحد مِنْهُم رَوْضَة إِلَّا الطَّبَرِيّ فَإِنَّهُ سَمَّاهَا فَقَالَ حَدثنَا هشيم أَنا مَنْصُور عَن ابْن سِيرِين وَأخْبرنَا يُونُس بن عبيد عَن عَمْرو بن سعيد الثَّقَفِيّ أَن رجلا اسْتَأْذن عَلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره بِلَفْظ المُصَنّف سَوَاء
863 - الحَدِيث الثَّامِن عشر
فِي الحَدِيث (من سبقت عينه اسْتِئْذَانه فقد دمر)
قلت رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه حَدثنَا بكر بن سهل الدمياطي حَدثنَا عبد الله ابْن صَالح حَدثنِي مُعَاوِيَة بن صَالح عَن السّفر بن بشير عَن يزِيد بن شُرَيْح الْحَضْرَمِيّ عَن أبي أُمَامَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من أَدخل عينه فِي بَيت بِغَيْر إِذن أَهله فقد دمر وَمن صَلَّى بِقوم فَخص نَفسه بِدَعْوَى فقد خَانَهُمْ)
انْتَهَى
وَرَوَاهُ إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ فِي كِتَابه غَرِيب الحَدِيث حَدثنَا عَلّي بن أَحْمد حَدثنَا يزِيد ابْن هَارُون عَن أصبغ بن يزِيد حَدثنِي مَنْصُور عَن ثَوْر بن يزِيد عَن يزِيد ابْن شُرَيْح عَن أبي حَيّ الْمُؤَذّن عَن أبي هُرَيْرَة أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (لَا يحل لمُسلم أَن ينظر فِي بَيت حَتَّى يسْتَأْذن فَإِن فعل فقد دمر)
انْتَهَى
وَرَوَاهُ أَبُو الْقَاسِم الْأَصْبَهَانِيّ فِي كتاب التَّرْغِيب والترهيب عَن يزِيد بن هَارُون بِهِ
وَرَوَاهُ أَبُو عبيد الْقَاسِم بن سَلام فِي غَرِيبه حَدثنِي هشيم عَن عَوْف عَن(2/428)
الْحسن قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من اطلع فِي بَيت قوم بِغَيْر إذْنهمْ فقد دمر)
انْتَهَى
ثمَّ قَالَ قَالَ الْكسَائي دمر يَعْنِي دخل قَالَ أَبُو عبيد والدمور أَن يدْخل عَلَيْهِم بِغَيْر إِذن فَإِن دخل بِإِذن فَلَيْسَ بدمور
انْتَهَى
وَقَالَ إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ يُقَال دمر يدمر دُمُورًا إِذا دخل بِغَيْر إِذن
انْتَهَى
وَدَمرَ بِالتَّشْدِيدِ أَي أهلك
انْتَهَى
864 - الحَدِيث التَّاسِع عشر
رُوِيَ أَن رجلا قَالَ لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَأَسْتَأْذِنُ عَلَى أُمِّي قَالَ نعم) قَالَ إِنَّهَا لَيْسَ لَهَا خَادِم غَيْرِي أَأَسْتَأْذِنُ عَلَيْهَا كلما دخلت فَقَالَ أَتُحِبُّ أَن ترَاهَا عُرْيَانَة) قَالَ لَا قَالَ فَاسْتَأْذن)
قلت رَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي الْمَرَاسِيل من حَدِيث عَطاء بن يسَار أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ سَأَلَهُ رجل فَقَالَ يَا رَسُول الله أَسْتَأْذن عَلَى أُمِّي قَالَ نعم) فَقَالَ الرجل إِنِّي مَعهَا فِي الْبَيْت فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام اسْتَأْذن عَلَيْهَا) قَالَ يَا رَسُول الله إِنِّي خَادِمهَا قَالَ أَتُحِبُّ أَن ترَاهَا عُرْيَانَة) قَالَ لَا قَالَ فَاسْتَأْذن)
انْتَهَى
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ مَالك فِي موطئِهِ عَن صَفْوَان بن سليم عَن عَطاء بن يسَار ... فَذكره
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره حَدثنَا الْقَاسِم حَدثنَا الْحُسَيْن حَدثنِي حجاج عَن ابْن جريج أَخْبرنِي زِيَاد أَن صَفْوَان أخبرهُ عَن عَطاء بن يسَار أَن رجلا قَالَ ... إِلَى آخِره
وَرَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي النِّكَاح حَدثنَا ابْن عُيَيْنَة عَن زيد بن أسلم أَن رجلا قَالَ ... الحَدِيث
865 - قَوْله رُوِيَ أَن أَبَا بكر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ يَا رَسُول قد أنزل الله(2/429)
عَلَيْك آيَة فِي الاسْتِئْذَان وَإِنَّا نَخْتَلِف فِي تِجَارَتِنَا فَنَنْزِل هَذِه الْخَانَات أَفلا ندْخلهَا 3 4 5 6 7 8 9 10 11 * بِأَزْوَاج النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ
انْتَهَى(2/430)
وَلم أجد هَذَا الْكَلَام فِي سنَن أَبُو أبي دَاوُد فَإِن صَحَّ فَيُعَكر عَلَيْهِ مَا فِي الصَّحِيح أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ جعل ينظر إِلَى الْحَبَشَة وهم يَلْعَبُونَ بِحِرَابِهِمْ يَوْم الْعِيد فِي الْمَسْجِد وَعَائِشَة أم الْمُؤمنِينَ تنظر إِلَيْهِم من وَرَائه وَهُوَ يَسْتُرهَا مِنْهُم حَتَّى ملت وَرجعت
وَاسْتدلَّ ابْن حبَان فِي صَحِيحه بِحَدِيث أم سَلمَة عَلَى تَحْرِيم نظر الْمَرْأَة إِلَى الرِّجَال الْأَجَانِب مُطلقًا وَبِه قَالَ جمَاعَة من الْعلمَاء وَيُعَكر عَلَيْهِم حَدِيث عَائِشَة الْمَذْكُور وَحَدِيث فَاطِمَة بنت قيس فِي مُسلم أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ لَهَا اعْتَدَى فِي بَيت ابْن أم مَكْتُوم فَإِنَّهُ رجل أَعْمَى تَضَعِينَ ثِيَابك عِنْده وَفِي لفظ فَإنَّك إِذا وضعت خِمَارك لم يَرك وَفِي لفظ اعْتدي فِي بَيت ابْن عمك ابْن أم مَكْتُوم فَإِنَّهُ ضَرِير الْبَصَر تلقين ثَوْبك عِنْده) الحَدِيث
وَذكره أَيْضا فِي أول حَدِيث الْجَسَّاسَة انْتَقِلِي إِلَى ابْن عمك عبد الله بن عَمْرو بن أم مَكْتُوم وَقد ورد أَن الَّتِي كَانَت مَعَ أم سَلمَة زَيْنَب رَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده أخبرنَا يَحْيَى بن آدم حَدثنَا منْدَل عَن يُونُس حَدثنِي الزُّهْرِيّ عَن نَبهَان مولَى أم سَلمَة عَن أم سَلمَة قَالَت اسْتَأْذن ابْن أم مَكْتُوم عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَأَنا وَزَيْنَب عِنْده فَقَالَ قوما فاحتجبا) فَقلت يَا رَسُول الله إِنَّه أَعْمَى لَا يُبصرنَا قَالَ إِن كَانَ لَا يبصركن فَإِنَّكُنَّ تبصرنه)
انْتَهَى
وَيُمكن أَن تَكُونَا وَاقِعَتَيْنِ أَو يكون الْخطاب وَقع لاثْنَتَيْنِ وَكَانُوا ثَلَاثَة بِدَلِيل قَوْله فَإِنَّكُنَّ تبصرنه)
867 - قَوْله عَن عَائِشَة أم الْمُؤمنِينَ قَالَت مَا رَأَيْت نسَاء خيرا من نسَاء الْأَنْصَار لما نزلت هَذِه الْآيَة يَعْنِي قَوْله تَعَالَى وَليَضْرِبن بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبهنَّ قَامَت كل وَاحِدَة مِنْهُنَّ إِلَى مرْطهَا الْمرجل فَصَعدت مِنْهُ(2/431)
صدعة فَاخْتَمَرت فَأَصْبَحْنَ عَلَى رؤوسهن الْغرْبَان
قلت رَوَاهُ ابْن أبي حَاتِم فِي تَفْسِيره حَدثنَا أبي حَدثنَا أَحْمد بن عبد الله بن يُونُس حَدثنِي مُسلم بن خَالِد الزنْجِي حَدثنَا عبد الله بن عُثْمَان بن خَيْثَم عَن صَفِيَّة بنت شيبَة قَالَت بَيْنَمَا نَحن عِنْد عَائِشَة فَذَكرنَا نسَاء قُرَيْش وَفَضْلهنَّ فَقَالَت عَائِشَة إِن لِنسَاء قُرَيْش فضلا وَإِنِّي وَالله مَا رَأَيْت أفضل من نسَاء الْأَنْصَار وَلَا أَشد تَصْدِيقًا بِكِتَاب الله وإيمانا بِهِ لقد أنزلت سُورَة النُّور وَليَضْرِبن بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبهنَّ فَانْقَلَبَ رِجَالهنَّ يَتلون عَلَيْهِنَّ مَا أنزل يَتْلُو الرجل عَلَى زَوجته وَابْنَته وَأُخْته وَذَوي قرَابَته قَالَت فَمَا مِنْهُنَّ امْرَأَة إِلَّا قَامَت إِلَّا مرْطهَا الْمرجل فَاعْتَجَرَتْ بِهِ تَصْدِيقًا وإيمانا فَأَصْبَحْنَ وَرَاء رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الصُّبْح مُعْتَجِرَات وَكَأن عَلَى رؤوسهن الْغرْبَان
انْتَهَى
وَرَوَاهُ ابْن مَرْوُدَيْهِ فِي تَفْسِيره حَدثنَا عبد الله بن مُحَمَّد بن عِيسَى حَدثنَا أَحْمد ابْن مهْدي حَدثنَا سعيد بن أبي مَرْيَم حَدثنَا دَاوُد بن عبد الرَّحْمَن حَدثنِي عبد الله بن عُثْمَان بِهِ
وَرَوَاهُ أَيْضا حَدثنَا عبد الله بن جَعْفَر حَدثنَا عبد الله بن مُحَمَّد بن سِنَان حَدثنَا أُميَّة بن بسطَام حَدثنَا يزِيد بن زُرَيْع حَدثنَا روح بن الْقَاسِم عَن عبد الله بن عُثْمَان بِهِ
وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي سنَنه فِي اللبَاس مُخْتَصرا من حَدِيث قُرَّة بن عبد الرَّحْمَن ابْن حَيْوِيل عَن ابْن شهَاب عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة قَالَت يرحم الله نسَاء الْمُهَاجِرَات الأول لما أنزل الله وَليَضْرِبن بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبهنَّ شققْنَ عَلَى مُرُوطهنَّ فَاخْتَمَرْنَ بهَا
انْتَهَى
وَرَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه فِي التَّفْسِير مُعَلّقا وَلَفظه قَالَ أَحْمد بن شبيب حَدثنَا أبي عَن يُونُس قَالَ ابْن شهَاب عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة ... فَذكره(2/432)
وَالطِّيبِي عزاهُ للْبُخَارِيّ وَالْمُنْذِرِي فِي مُخْتَصره لم يعزه وَكِلَاهُمَا غير فَإِن الطَّيِّبِيّ أطلق الْعزو وَالْمُنْذِرِي من عَادَته أَن يَعْزُو الْأَحَادِيث الْمُعَلقَة
868 - قَوْله عَن عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها أَنَّهَا أَبَاحَتْ النّظر لِعَبْدِهَا إِلَيْهَا وَقَالَت لذكوان إِنَّك إِذا وَضَعتنِي فِي الْقَبْر فَأَنت حر
قلت رَوَى عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه فِي الْجَنَائِز أخبرنَا ابْن جريج أَخْبرنِي ابْن أبي مليكَة أَن عَائِشَة قَالَت إِذا غيبني أَبُو عَمْرو ودلاني فِي حفرتي فَهُوَ حر
انْتَهَى
وَقَالَ ابْن سعد فِي الطَّبَقَات قَالَ الْوَاقِدِيّ ذكْوَان أَبُو عَمْرو مولَى عَائِشَة وَكَانَت قد دَبرته وَقَالَت لَهُ إِذا واريتني فَأَنت حر مَاتَ ليَالِي الْحرَّة سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ فِي خلَافَة يزِيد بن مُعَاوِيَة وَقَالَ فِي تَرْجَمَة عَائِشَة أخبرنَا أنس بن عِيَاض عَن جَعْفَر بن مُحَمَّد عَن أَبِيه أَن عَائِشَة قَالَت إِذا كفنت وحنطت ودلاني ذكْوَان فِي حفرتي فَهُوَ حر
انْتَهَى
وَأما كَون عَائِشَة أَبَاحَتْ نظر عَبدهَا إِلَيْهَا فَيشْهد لَهُ مَا رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي سنَنه من حَدِيث أبي مُعَاوِيَة عَن عَمْرو بن مَيْمُون بن مهْرَان عَن سُلَيْمَان بن يسَار قَالَ اسْتَأْذَنت عَلَى عَائِشَة فَقَالَت من هَذَا قلت سُلَيْمَان قَالَت كم بَقِي عَلَيْك من مُكَاتَبَتك قلت عشرَة أَوَاقٍ قَالَت ادخل فَإنَّك عبد مَا بَقِي عَلَيْك دِرْهَم
869 - قَوْله عَن سعيد بن الْمسيب مثل مَا قَالَت عَائِشَة
ثمَّ رَجَعَ وَقَالَ لَا يَغُرنكُمْ سُورَة النُّور فَإِن المُرَاد بهَا الْإِمَاء(2/433)
قلت رَوَى ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي النِّكَاح حَدثنَا أَبُو أُسَامَة حَدثنَا يُونُس ابْن أبي إِسْحَاق عَن طَارق عَن سعيد بن الْمسيب قَالَ لَا يَغُرنكُمْ الْآيَة إِلَّا مَا ملكت أَيْمَانكُم إِنَّمَا عَنى بِهِ الْإِمَاء دون العبيد
انْتَهَى
870 - قَوْله عَن مَيْسُونُ بنت بَحْدَل الْكلابِيَّة أَن مُعَاوِيَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه دخل عَلَيْهَا وَمَعَهَا خصي فَتَقَنَّعت مِنْهُ فَقَالَ إِنَّه خصي فَقَالَت يَا مُعَاوِيَة أَتَرَى أَن الْمثلَة بِهِ يحل مَا حرمه الله تَعَالَى
قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ فِي المؤتلف والمختلف مَيْسُونُ بنت بَحْدَل الْكَلْبِيَّة أم يزِيد بن مُعَاوِيَة
871 - الحَدِيث الْحَادِي وَالْعشْرُونَ
أَنه أهْدَى لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ خصي فَقبله
ثمَّ اسْتَضْعَفَهُ المُصَنّف وَقَالَ لَا يقبل فِيمَا تعم بِهِ الْبَلْوَى إِلَّا حَدِيث مَكْشُوف وَإِن صَحَّ فَلَعَلَّهُ قبله لِيعْتِقَهُ أَو غير ذَلِك
قلت فِي عُيُون الْأَثر لأبي الْفَتْح الْيَعْمرِي وَأهْدَى الْمُقَوْقس للنَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مَارِيَة وَسِيرِين وَألف مِثْقَال ذهب وَعشْرين ثوبا من قَبَاطِي مصر وَالْبَغْلَة الشَّهْبَاء دُلْدُل وَحِمَارًا أَشهب يُقَال لَهُ يَعْفُور وَخَصِيًّا يُقَال لَهُ مَأْبُور وَعَسَلًا من عسل بنها فأعجب النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ودعا فِي عسل بنها بِالْبركَةِ
انْتَهَى
وَقَالَ السُّهيْلي فِي الرَّوْض الْأنف وَأهْدَى الْمُقَوْقس للنَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مَارِيَة الْقبْطِيَّة وَأُخْتهَا سِيرِين وَغُلَامًا خَصيا اسْمه مَأْبُور وَبغلة تسمى دُلْدُل وَقَدحًا من قَوَارِير(2/434)
كَانَ رَسُول الله يشرب فِيهِ
انْتَهَى
وَرَوَى ابْن سعد فِي الطَّبَقَات أخبرنَا مُحَمَّد بن عمر هُوَ الْوَاقِدِيّ حَدثنَا يَعْقُوب بن مُحَمَّد بن أبي صعصعة عَن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن أبي صعصعة قَالَ أهْدَى الْمُقَوْقس صَاحب الْإسْكَنْدَريَّة إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي سنة سبع من الْهِجْرَة بمارية وَأُخْتهَا سِيرِين وَألف مِثْقَال من الذَّهَب وَعشْرين ثوبا وَبغلته الدلْدل وَحِمَاره عفير وَيُقَال يَعْفُور وَخصي يُقَال لَهُ مَأْبُور وَهُوَ أَخُو مَارِيَة بعث ذَلِك كُله مَعَ حَاطِب بن أبي بلتعة فَعرض حَاطِب بن أبي بلتعة عَلَى مَارِيَة الْإِسْلَام ورغبها فِيهِ فَأسْلمت وَأسْلمت أُخْتهَا وَأقَام الْخصي عَلَى دينه حَتَّى أسلم بِالْمَدِينَةِ بعد فِي عهد رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ
انْتَهَى
872 - الحَدِيث الثَّانِي وَالْعشْرُونَ
عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ اللَّهُمَّ إِنِّي أعوذ بك من العيمة والغيمة وَالْأَيمَة والكزم وَالْقَرْمُ)
873 - الحَدِيث الثَّالِث وَالْعشْرُونَ قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من أحب فِطْرَتِي فَليَسْتَنَّ بِسنتي يَعْنِي النِّكَاح)
قلت رَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه فِي كتاب النِّكَاح حَدثنَا ابْن جريج أَخْبرنِي إِبْرَاهِيم بن ميسرَة أَنه سمع عبيد بن سعد يَقُول قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من(2/435)
أحب فِطْرَتِي فَليَسْتَنَّ بِسنتي وَمن سنتي النِّكَاح)
انْتَهَى
وَفِي لفظ وَمن اسْتنَّ سنتي فَهُوَ مني وَمن سُنَنِي النِّكَاح)
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مُسْنده حَدثنَا زُهَيْر حَدثنَا سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن إِبْرَاهِيم بن ميسرَة بِهِ بِلَفْظ عبد الرَّزَّاق الأول
وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي سنَنه وَفِي الْمعرفَة قَالَ وَهُوَ مُرْسل وَقد رُوِيَ عَن أبي حرَّة عَن الْحسن عَن أبي هُرَيْرَة ...
انْتَهَى
قلت هَكَذَا رَوَاهُ ابْن عدي فِي الْكَامِل عَن أبي حرَّة وَاصل بن عبد الرَّحْمَن عَن الْحسن عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من أحب فِطْرَتِي فَليَسْتَنَّ بِسنتي وَإِن من سنتي النِّكَاح)
انْتَهَى
وَأسْندَ إِلَى ابْن معِين أَنه قَالَ فِي أبي حرَّة صَالح إِلَّا أَن فِي حَدِيثه عَن الْحسن ضعفا يَقُولُونَ لم يسمعهُ من الْحسن قَالَ ابْن عدي وَلم أجد فِي حَدِيثه حَدِيثا مُنْكرا
انْتَهَى
874 - الحَدِيث الرَّابِع وَالْعشْرُونَ
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (من كَانَ لَهُ مَا يتَزَوَّج بِهِ فَلم يتَزَوَّج فَلَيْسَ منا)
قلت رَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي الْمَرَاسِيل وَالنَّسَائِيّ فِي الكنى وَفِيه عَن أبي الْمُغلس عُمَيْر ثمَّ قَالَ وَيَحْيَى بن معِين يَقُول إِنَّه اسْمه مَيْمُون من حَدِيث ابْن جريج عَن أبي الْمُغلس عَن أبي نجيح السّلمِيّ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من كَانَ مُوسِرًا لِأَن ينْكح فَلم ينْكح فَلَيْسَ منا)
انْتَهَى
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة وَعبد الرَّزَّاق فِي مصنفيهما
وَمن طَرِيق عبد الرَّزَّاق رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَأحمد والدارمي وَإِسْحَاق(2/536)
ابْن رَاهَوَيْه فِي مسانيدهم قَالَ الطَّبَرَانِيّ وَلَيْسَ أَبُو نجيح هَذَا عَمْرو بن عَنْبَسَة
قَالَ ابْن رَاهَوَيْه وَقد رَوَى هَذَا الحَدِيث بَعضهم عَن ابْن جريج عَن أبي الْمُغلس عَن أبي نجيح عَمْرو بن عَنْبَسَة قَالَ سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول ... فَذكره وَخَالف بَعضهم فَقَالَ لَيْسَ أَبُو نجيح هَذَا بِعَمْرو بن عَنْبَسَة قَالَ إِسْحَاق وَصَدقُوا
انْتَهَى كَلَامه
قلت رَوَاهُ كَذَلِك الْحَارِث بن أبي أُسَامَة فِي مُسْنده فَقَالَ حَدثنَا الحكم بن مُوسَى حَدثنَا الْوَلِيد بن مُسلم حَدثنَا ابْن جريج حَدثنِي أَبُو الْمُغلس سَمِعت أَبَا نجيح السّلمِيّ يَقُول سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول من قدر عَلَى أَن ينْكح فَلم ينْكح فَلَيْسَ منا)
انْتَهَى
فَصرحَ أَبُو نجيح فِيهِ بِالسَّمَاعِ
وَكلهمْ رَوَوْهُ بِلَفْظ أبي دَاوُد مَا خلا الثَّعْلَبِيّ فَإِنَّهُ رَوَاهُ بِهَذَا الْإِسْنَاد بِلَفْظ المُصَنّف سَوَاء
875 - الحَدِيث الْخَامِس وَالْعشْرُونَ
وَعَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (إِذا تزوج أحدكُم عج شَيْطَانه يَا ويله عصم ابْن آدم مني ثُلثي دينه)
قلت رَوَاهُ أَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مُسْنده من حَدِيث خَالِد بن إِسْمَاعِيل المَخْزُومِي حَدثنَا عبيد الله بن عمر عَن صَالح مولَى التَّوْأَمَة عَن جَابر قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَيّمَا شَاب تزوج فِي حَدَاثَة سنه عج شَيْطَانه يَا ويله عصم مني دينه)
انْتَهَى
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الْعِلَل المتناهية وَأعله بِخَالِد بن إِسْمَاعِيل وَنقل عَن ابْن عدي أَنه قَالَ يضع الحَدِيث
وَرَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره بِهَذَا الْإِسْنَاد وَمتْن المُصَنّف بِسَوَاء إِلَّا أَنه قَالَ عوض عَن جَابر عَن أبي هُرَيْرَة فَلْينْظر(2/437)
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مُعْجَمه بِمُسْنَدِهِ فِي مُسْنده وَمَتنه
وَهُوَ فِي الفردوس من حَدِيث أبي هُرَيْرَة بِلَفْظ الْكتاب سَوَاء
وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط عَن خَالِد بن إِسْمَاعِيل بِهِ بِلَفْظ أبي يعلي
876 - الحَدِيث السَّادِس وَالْعشْرُونَ
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ يَا عِيَاض لَا تَزَوَّجن عجوزا وَلَا عاقرا فَإِنِّي مُكَاثِر بكم)
قلت رَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك فِي كتاب الْفَضَائِل من حَدِيث مُعَاوِيَة بن يَحْيَى الصَّدَفِي حَدثنَا يَحْيَى بن جَابر عَن جُبَير بن نفير عَن عِيَاض بن غنم الْأَشْعَرِيّ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَا عِيَاض لَا تَزَوَّجن عجوزا وَلَا عاقرا فَإِنِّي مُكَاثِر بكم)
انْتَهَى
وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ
وَتعقبه الذَّهَبِيّ بِأَن مُعَاوِيَة هَذَا ضَعِيف
وَبِهَذَا الْإِسْنَاد رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ
قلت وَالْأَحَادِيث عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي ذَلِك والْآثَار كَثِيرَة
قَوْله فَمِنْهَا حَدِيث فِي الصَّحِيحَيْنِ عَن ثَابت عَن أنس أَن نَاسا من أَصْحَاب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ سَأَلُوا أَزوَاجه عَلَيْهِ السَّلَام عَن عمله فِي السِّرّ فَقَالَ بَعضهم لَا آكل اللَّحْم وَقَالَ بَعضهم لَا أَتزوّج النِّسَاء وَقَالَ بَعضهم لَا أَنَام عَلَى فرَاش فَبلغ ذَلِك رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ (مَا بَال أَقوام يَقُول أحدهم كَذَا وَكَذَا لكني أَصوم وَأفْطر وأنام وأقوم وآكل اللَّحْم وأتزوج النِّسَاء فَمن رغب عَن سنتي فَلَيْسَ مني)
انْتَهَى
حَدِيث آخر فِي الصَّحِيحَيْنِ من حَدِيث ابْن مَسْعُود مَرْفُوعا (يَا معشر الشَّبَاب من اسْتَطَاعَ مِنْكُم الْبَاءَة فليتزوج فَإِنَّهُ أَغضّ لِلْبَصَرِ وَأحْصن لِلْفَرجِ(2/438)
وَمن لم يسْتَطع فَعَلَيهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وَجَاء)
حَدِيث آخر فِي السّنَن من غير وَجه عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ تزوجوا تَوَالَدُوا تَنَاسَلُوا فَإِنِّي مُبَاهٍ بكم الْأُمَم يَوْم الْقِيَامَة) وَفِي رِوَايَة حَتَّى السقط
حَدِيث آخر فِي صَحِيح ابْن حبَان فِي الْقسم الأول مِنْهُ عَن أنس بن مَالك قَالَ كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَأْمر بِالْبَاءَةِ وَيُنْهِي عَن التبتل نهيا شَدِيدا وَيَقُول تزوجوا الْوَدُود الْوَلُود فَإِنِّي مُكَاثِر بكم الْأُمَم يَوْم الْقِيَامَة)
انْتَهَى
وَرَوَاهُ أَحْمد
حَدِيث آخر رَوَى إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده أخبرنَا بَقِيَّة بن الْوَلِيد حَدثنِي مُعَاوِيَة بن يَحْيَى الصَّدَفِي عَن سُلَيْمَان بن مُوسَى عَن مَكْحُول عَن غُضَيْف بن الْحَارِث عَن عَطِيَّة بن بشر الْمَازِني أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ لِعَكَّافِ بن وَادعَة الْهِلَالِي أَلَك زَوْجَة) قَالَ لَا قَالَ أَفَلَك جَارِيَة) قَالَ لَا قَالَ وَأَنت صَحِيح مُوسر) قَالَ نعم قَالَ فَأَنت إِذن من إخْوَان الشَّيَاطِين إِمَّا أَن تكون من رُهْبَان النَّصَارَى فَأَنت مِنْهُم أَو تكون منا فَإِن من سنتنا النِّكَاح إِن شِرَاركُمْ عُزَّابُكُمْ والمتزوجون أُولَئِكَ المبرؤون الْمُطهرُونَ من الْخَنَا وَيحك يَا عَكَّاف إنَّهُنَّ صَوَاحِب دَاوُد وَصَوَاحِب أَيُّوب وَصَوَاحِب يُوسُف وَصَوَاحِب كُرْسُف) قلت يَا رَسُول الله وَمن كُرْسُف قَالَ كَانَ رجلا يعبد الله تَعَالَى عَلَى سَاحل الْبَحْر ثَلَاثِينَ عَاما فَابْتَلَى أَن كفر بِاللَّه الْعَظِيم فِي سَبَب امْرَأَة عَشِقَهَا فَتَدَاركهُ الله بِمَا سلف مِنْهُ من عبَادَة ربه فَتَابَ فغفر لَهُ وَيحك يَا عَكَّاف إِنَّك من الْمُذَبْذَبِينَ) فَقَالَ يَا رَسُول الله زَوجنِي الْآن قبل أَن أَبْرَح قَالَ قد زَوجتك كَرِيمَة بنت كُلْثُوم الْحِمْيَرِي عَلَى اسْم الله وَالْبركَة)
انْتَهَى
قَالَ ابْن رَاهَوَيْه وَفِي هَذَا جَوَاز النِّكَاح من غير خطْبَة
انْتَهَى
وَضعف ابْن الْجَوْزِيّ فِي الْعِلَل المتناهية هَذَا الحَدِيث وَقَالَ هَذَا حَدِيث لَا يَصح(2/439)
وَلَيْسَ فِي الصَّحَابَة من اسْمه بشر بن عَطِيَّة وَلَا عَطِيَّة وَمُعَاوِيَة بن يَحْيَى لَيْسَ بِشَيْء
وَقَالَ الْعقيلِيّ عَطِيَّة عَن عَكَّاف لَا يُتَابع عَلَيْهِ وَلَا يَصح من هَذَا شَيْء
انْتَهَى
وَرَوَاهُ أَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مُسْنده وَترْجم عَلَيْهِ حَدِيث عَطِيَّة بن بشر الْمَازِني
وَرَوَاهُ أَحْمد أَيْضا عَن عبد الرَّزَّاق عَن مُحَمَّد بن رَاشد عَن مَكْحُول عَن أبي ذَر
وَقيل إِنَّه مَوْضُوع وَقد اخْتلف فِي إِسْنَاده كَمَا ذَكرْنَاهُ قَالَه فِي التَّنْقِيح
وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي كِتَابه مُسْند الشاميين من حَدِيث سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن برد بن سِنَان عَن مَكْحُول عَن عَطِيَّة بن بشر بِهِ
وَعَن أبي يعلي الْموصِلِي رَوَاهُ ابْن حبَان فِي كتاب الضُّعَفَاء وَأعله بِمُعَاوِيَة بن يَحْيَى الصَّدَفِي وَقَالَ إِنَّه مُنكر الحَدِيث جدا قَالَ ابْن معِين لَيْسَ بِشَيْء
وَحَدِيث آخر أخرجه الْموصِلِي أَيْضا عَن خَالِد بن إِسْمَاعِيل المَخْزُومِي حَدثنَا عبيد الله بن عمر عَن صَالح مولَى التَّوْأَمَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ لَو لم يبْق من أَجلي إِلَّا يَوْم وَاحِد لقِيت الله تَعَالَى بِزَوْجَة إِنِّي سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ شِرَاركُمْ عُزَّابُكُمْ)
انْتَهَى
وَأخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط وَعَن أبي يعلي الْموصِلِي رَوَاهُ ابْن حبَان فِي كتاب الضُّعَفَاء وَأعله بِخَالِد هَذَا وَقَالَ إِنَّه يروي الْعَجَائِب لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ وَلَا الرِّوَايَة عَنهُ
حَدِيث آخر رَوَى الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط حَدثنَا مُحَمَّد بن مُوسَى الْإِصْطَخْرِي ثَنَا مُحَمَّد بن سُهَيْل بن مخلد الْإِصْطَخْرِي حَدثنَا عصمَة بن المتَوَكل حَدثنَا زَافِر بن سُلَيْمَان عَن إِسْرَائِيل بن يُونُس عَن جَابر عَن يزِيد الرقاشِي عَن(2/440)
أنس بن مَالك قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من تزوج فقد اسْتكْمل نصف الْإِيمَان فليتق الله فِي النّصْف الْبَاقِي)
وَرَوَاهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الْعِلَل المتناهية من طَرِيق أبي الْفَتْح الْأَزْدِيّ بِسَنَدِهِ عَن مَالك بن سُلَيْمَان حَدثنَا هياج بن بسطَام عَن خَالِد الْحذاء عَن يزِيد الرقاشِي عَن أنس بن مَالك ... فَذكره ثمَّ قَالَ هَذَا لَا يَصح وَفِيه آفَات يزِيد الرقاشِي قَالَ أَحْمد مُنكر الحَدِيث وَقَالَ النَّسَائِيّ مَتْرُوك الحَدِيث وَهياج قَالَ أَحْمد وَالنَّسَائِيّ مَتْرُوك الحَدِيث وَمَالك بن سُلَيْمَان قَدَحُوا فِيهِ
انْتَهَى كَلَامه
حَدِيث آخر رَوَى أَبُو يعلي الْموصِلِي حَدثنَا عَمْرو بن حُصَيْن حَدثنَا حُصَيْن حَدثنَا حسان بن سياه حَدثنَا عَاصِم عَن زر عَن عبد الله قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (ذَروا الْحَسْنَاء الْعَقِيم وَعَلَيْكُم بِالسَّوْدَاءِ الْوَلُود فَإِنِّي مُكَاثِر بكم الْأُمَم حَتَّى بِالسقطِ يظل حبنطيا بِبَاب الْجنَّة فَيُقَال لَهُ ادخل فَيَقُول حَتَّى يدْخل وَالِدَايَ معي)
انْتَهَى
877 - الحَدِيث السَّابِع وَالْعشْرُونَ
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ إِذا أَتَى عَلَى أمتِي مائَة وَثَمَانُونَ سنة فقد حلت لَهُم الْعزبَة وَالْعُزْلَة وَالتَّرَهُّب فِي رُءُوس الْجبَال)
قلت رَوَاهُ عَلّي بن معبد فِي كِتَابه الْمَعْرُوف بِالطَّاعَةِ وَالْمَعْصِيَة حَدثنَا الْحسن ابْن وَاقد الْحَنَفِيّ قَالَ أَظُنهُ من حَدِيث بهز بن حَكِيم قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذا كَانَ سنة ثَمَانِينَ وَمِائَة فقد حلت لأمتي الْعزبَة وَالْعُزْلَة وَالتَّرَهُّب فِي رُءُوس الْجبَال)
انْتَهَى
وَهُوَ معضل
وَرَوَاهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الموضوعات من طَرِيق الْبَيْهَقِيّ أخبرنَا أَبُو عبد الله الْحَاكِم بِسَنَدِهِ إِلَى أبي يَحْيَى سُلَيْمَان بن عِيسَى الْخُرَاسَانِي عَن سُفْيَان الثَّوْريّ عَن(2/441)
مَنْصُور عَن إِبْرَاهِيم عَن عَلْقَمَة عَن عبد الله بن مَسْعُود أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ إِذا أَتَى عَلَى أمتِي) الحَدِيث ثمَّ قَالَ هَذَا مَوْضُوع وَسليمَان بن عِيسَى يضع الحَدِيث قَالَه ابْن عدي
انْتَهَى
وَبِهَذَا الْإِسْنَاد رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ وَهُوَ فِي الفردوس من حَدِيث أبي أُمَامَة
878 - الحَدِيث الثَّامِن وَالْعشْرُونَ
فِي الحَدِيث يَأْتِي عَلَى النَّاس زمَان لَا تنَال الْمَعيشَة فِيهِ إِلَّا بالمعصية فَإِذا كَانَ ذَلِك الزَّمَان حلت الْعُزُوبَة)
قلت رَوَاهُ الْخطابِيّ فِي كتاب الْعُزْلَة حَدثنَا أَحْمد بن سُلَيْمَان النجاد حَدثنَا مُحَمَّد بن يُونُس الْكُدَيْمِي حَدثنَا مُحَمَّد بن مَنْصُور الْجُشَمِي حَدثنَا سليم بن سَالم حَدثنَا السّري بن يَحْيَى عَن الْحسن عَن أبي الْأَحْوَص عَن عبد الله بن مَسْعُود عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (يَأْتِي عَلَى النَّاس زمَان لَا يسلم لذِي دين دينه إِلَّا من فر بِدِينِهِ من شَاهِق إِلَى شَاهِق وَمن حجر إِلَى حجر فَإِذا كَانَ ذَلِك لم تنَلْ الْمَعيشَة إِلَّا بِمَعْصِيَة الله فَإِذا كَانَ ذَلِك حلت الْعزبَة) قَالَ وَكَيف تحل الْعزبَة يَا رَسُول الله وَأَنت تَأمر بِالتَّزْوِيجِ قَالَ إِذا كَانَ ذَلِك كَانَ هَلَاك الرجل عَلَى أَيدي أَبَوَيْهِ فَإِن لم يكن لَهُ أَبَوَانِ كَانَ هَلَاكه عَلَى يَدي زَوجته فَإِن لم تكن لَهُ زَوْجَة كَانَ هَلَاكه عَلَى يَدي وَلَده فَإِن لم يكن لَهُ ولد كَانَ هَلَاكه عَلَى يَدي الْقرَابَات وَالْجِيرَان) قَالُوا وَكَيف ذَلِك يَا رَسُول الله قَالَ يُعَيِّرُونَهُ بِضيق الْمَعيشَة وَيُكَلِّفُونَهُ مَا لَا يُطيق فَعِنْدَ ذَلِك يُورد نَفسه الْمَوَارِد الَّتِي يهْلك فِيهَا)
وَرَوَاهُ عَلّي بن معبد أَيْضا فِي كتاب الطَّاعَة وَالْمَعْصِيَة حَدثنَا عبد الله بن(2/442)
الْمُبَارك عَن مبارك بن فضَالة عَن الْحسن قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَأْتِي عَلَى النَّاس زمَان) إِلَى آخِره سَوَاء وَهُوَ مُرْسل
879 - الحَدِيث التَّاسِع وَالْعشْرُونَ
وَعَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ التمسوا الرزق بِالنِّكَاحِ)
قلت لم يروه بِهَذَا اللَّفْظ إِلَّا الثَّعْلَبِيّ
وَرَوَاهُ بِمَعْنَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك فِي النِّكَاح من حَدِيث أبي السَّائِب سلم ابْن جُنَادَة حَدثنَا أَبُو أُسَامَة حَدثنَا هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة قَالَت قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (تزوجوا النِّسَاء فَإِنَّهُنَّ يَأْتينكُمْ بِالْمَالِ)
انْتَهَى
وَقَالَ حَدِيث صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ لِتَفَرُّد سلم بن جُنَادَة بِهِ مُسْندًا وَهُوَ ثِقَة مَأْمُون
انْتَهَى
وَرَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ فِي علله وَالْبَزَّار فِي مُسْنده كَذَلِك وَقَالَ وَغير أبي السَّائِب يرويهِ مُرْسلا وَهُوَ أصح
انْتَهَى
قلت هَكَذَا رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه حَدثنَا أَبُو أُسَامَة عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مُرْسلا
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي مراسيله من حَدِيث أبي تَوْبَة عَن أبي أُسَامَة عَن هِشَام بِهِ مُرْسلا
لَكِن رَوَاهُ أَبُو الْهَيْثَم حَمْزَة بن يُوسُف السَّهْمِي فِي تَارِيخ جرجان فَقَالَ حَدثنَا الْحَافِظ أَبُو أَحْمد بن عدي حَدثنَا أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْفضل الْجِرْجَانِيّ حَدثنَا أَبُو بشر مُحَمَّد بن عبد الْمُؤمن الْجِرْجَانِيّ حَدثنَا عبد الْمُؤمن بن عبد الْعَزِيز الْعَطَّار حَدثنَا حُسَيْن بن علوان عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة ... فَذكره فقد تَابعه عبد الْمُؤمن الْعَطَّار كَمَا ترَاهُ
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره حَدثنَا أَبُو بكر مُحَمَّد بن إِسْحَاق حَدثنَا عبد الله(2/443)
ابْن نَاجِية حَدثنَا سلم بن جُنَادَة حَدثنَا أَبُو أُسَامَة بِهِ مُسْندًا فقد تَابعه أَيْضا ابْن نَاجِية
وَسَنَد الثَّعْلَبِيّ أخبرنَا الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن فَنْجَوَيْهِ حَدثنَا عَلّي بن أَحْمد بن نصرويه حَدثنَا عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب أَنا أَبُو زرْعَة حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن مُوسَى الْفراء حَدثنَا مُسلم بن خَالِد عَن سعيد بن أبي صَالح عَن ابْن عَبَّاس مَرْفُوعا بِلَفْظ المُصَنّف سَوَاء
880 - الحَدِيث الثَّلَاثُونَ
وَعَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه شكا إِلَيْهِ رجل الْفقر فَقَالَ عَلَيْك بِالْبَاءَةِ)
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ أَخْبرنِي ابْن فَنْجَوَيْهِ حَدثنَا مُحَمَّد بن الْحسن بن بشر حَدثنَا أَبُو يُوسُف مُحَمَّد بن يُوسُف بن مُوسَى الصفار حَدثنَا أَبُو عبد الله أَحْمد بن نَاصح حَدثنَا عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد الدَّرَاورْدِي عَن مُحَمَّد بن عجلَان أَن رجلا أَتَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَشَكا إِلَيْهِ الْحَاجة فَقَالَ لَهُ عَلَيْك بِالْبَاءَةِ)
انْتَهَى
881 - قَوْله عَن عمر قَالَ عجبت لمن لَا يطْلب الْغناء بِالْبَاءَةِ
قلت رَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه فِي النِّكَاح أخبرنَا معمر عَن قَتَادَة أَن عمر بن الْخطاب قَالَ عجبت لرجل لَا يطْلب الْغناء بِالْبَاءَةِ وَالله تَعَالَى يَقُول فِي كِتَابه إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِم الله من فَضله
انْتَهَى
أخبرنَا هِشَام بن حسان عَن الْحسن عَن عمر نَحوه
882 - الحَدِيث الْحَادِي وَالثَّلَاثُونَ
قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي حَدِيث بَرِيرَة هُوَ لَهَا صَدَقَة وَلنَا هَدِيَّة)(2/444)
قلت رَوَاهُ الْأَئِمَّة السِّتَّة فِي كتبهمْ من حَدِيث عَائِشَة قَالَت أَتَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بِلَحْم بقر فَقيل هَذَا يصدق بِهِ عَلَى بَرِيرَة فَقَالَ هُوَ لَهَا صَدَقَة وَلنَا هَدِيَّة)
انْتَهَى
883 - قَوْله عَن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه أَنه كَاتب عبدا لَهُ يكنى أَبَا أُميَّة وَهُوَ أول عبد كُوتِبَ فِي الْإِسْلَام فَأَتَاهُ بِأول نجم فَدفعهُ إِلَيْهِ عمر وَقَالَ اسْتَعِنْ بِهِ عَلَى مُكَاتَبَتك فَقَالَ لَو أَخَّرته إِلَى آخر نجم قَالَ أَخَاف أَلا أدْرك ذَلِك
قلت رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي الْبيُوع حَدثنَا وَكِيع عَن أبي شبيب عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس أَن عمر كَاتب عبدا لَهُ يكنى أَبَا أُميَّة فَجَاءَهُ بنجمة حِين حل فَقَالَ لَهُ يَا أَبَا أُميَّة اسْتَعِنْ بِهِ فِي مُكَاتَبَتك فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ لَو تركته حَتَّى يكون فِي آخر نجم قَالَ إِنِّي أَخَاف أَلا أدْرك ذَلِك ثمَّ قَرَأَ وَآتُوهُمْ من مَال الله الَّذِي آتَاكُم قَالَ عِكْرِمَة هُوَ أول نجم أَدَّى فِي الْإِسْلَام
انْتَهَى
وَرَوَاهُ ابْن أبي حَاتِم فِي تَفْسِيره حَدثنَا مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل حَدثنَا وَكِيع بِهِ
884 - الحَدِيث الثَّانِي وَالثَّلَاثُونَ
رُوِيَ أَنه كَانَ لعبد الله بن أبي رَأس النِّفَاق سِتّ جوَار معَاذَة ومسيك وَأُمَيْمَة وَعمرَة وأرْوَى وَقتيلَة وَكَانَ يُكْرهن عَلَى الْبغاء وَضرب عَلَيْهِنَّ ضَرَائِب فشكت ثِنْتَانِ مِنْهُنَّ إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَنزلت وَلَا تكْرهُوا فَتَيَاتكُم عَلَى الْبغاء ... الْآيَة
قلت رَوَاهُ مُسلم مُخْتَصرا فِي آخر صَحِيحه من حَدِيث الْأَعْمَش عَن أبي سُفْيَان عَن جَابر أَن جَارِيَة لعبد الله بن أبي يُقَال لَهَا مُسَيْكَة وَأُخْرَى يُقَال لَهَا أُمَيْمَة كَانَ يُرِيدهُمَا عَلَى الزِّنَا فَشَكَتَا ذَلِك إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَأنْزل الله تَعَالَى وَلَا تكْرهُوا فَتَيَاتكُم عَلَى الْبغاء إِن أردن تَحَصُّنًا إِلَى قَوْله غَفُور رَحِيم(2/445)
وَرَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده فَقَالَ فِيهِ عَن الْأَعْمَش حَدثنِي أَبُو سُفْيَان قَالَ الْبَزَّار وَفِي هَذَا رد عَلَى من يَقُول إِن الْأَعْمَش لم يسمع من أبي سُفْيَان وَإِنَّمَا هُوَ صحيفَة
انْتَهَى
وَذكره الثَّعْلَبِيّ عَن مقَاتل بِلَفْظ المُصَنّف سَوَاء وَسَنَده إِلَى مقَاتل فِي أول كِتَابه
885 - حَدِيث (ليقل أحدكُم فَتَاي وَفَتَاتِي)
قلت تقدم فِي الْكَهْف
886 - الحَدِيث الثَّالِث وَالثَّلَاثُونَ
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ عَلَيْكُم بِهَذِهِ الشَّجَرَة زَيْت الزَّيْتُون فَتَدَاوَوْا بِهِ فَإِنَّهُ مَصَحَّة من الْبَاسُور)
قلت رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه حَدثنَا يَحْيَى بن عُثْمَان بن صَالح حَدثنَا أبي حَدثنَا ابْن لَهِيعَة عَن يزِيد بن أبي حبيب عَن أبي الْخَيْر عَن عقبَة بن عَامر أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ عَلَيْكُم بِهَذِهِ الشَّجَرَة) إِلَى آخِره سَوَاء
وَعَن الطَّبَرَانِيّ رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي كتاب طب الْفُقَرَاء
وَرَوَاهُ ابْن أبي حَاتِم فِي علله حَدثنِي أبي عَن يَحْيَى بن عُثْمَان عَن أَبِيه ثمَّ قَالَ أبي هَذَا حَدِيث كذب
انْتَهَى
وَبِهَذَا الْإِسْنَاد رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ
887 - الحَدِيث الرَّابِع وَالثَّلَاثُونَ
قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (لَا خير فِي شَجَرَة فِي مقنأة وَلَا نَبَات فِي مقنأة وَلَا خير فيهمَا فِي مُضحى)(2/446)
قلت غَرِيب جدا
888 - الحَدِيث الْخَامِس وَالثَّلَاثُونَ
رُوِيَ أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَأَصْحَابه مَكَثُوا عشر سِنِين خَائِفين وَلما هَاجرُوا كَانُوا بِالْمَدِينَةِ يُصْبِحُونَ فِي السِّلَاح وَيُمْسُونَ فِيهِ حَتَّى قَالَ رجل مَا يَأْتِي علينا يَوْم نَأْمَن فِيهِ وَنَضَع فِيهِ السِّلَاح فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام لَا تَغْبُرُونَ إِلَّا يَسِيرا حَتَّى يجلس الرجل مِنْكُم فِي الْمَلأ الْعَظِيم مُحْتَبِيًا لَيْسَ فِيهِ حَدِيدَة)
قلت رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره أخبرنَا الْقَاسِم حَدثنَا الْحُسَيْن حَدثنِي حجاج عَن أبي جَعْفَر عَن أبي الْعَالِيَة فِي قَوْله تَعَالَى وعد الله الَّذين آمنُوا مِنْكُم وَعمِلُوا الصَّالِحَات ليَستَخْلِفنهم فِي الأَرْض قَالَ مكث النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عشر سِنِين خَائفًا يدعوا الله سرا وَعَلَانِيَة ثمَّ أَمر بِالْهِجْرَةِ إِلَى الْمَدِينَة فَمَكثَ بهَا هُوَ وَأَصْحَابه خَائِفين ... إِلَى آخِره سَوَاء وَقَالَ مجتبيا عوض مَجْلِسا
وَأَشَارَ إِلَيْهِ الواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول فَقَالَ وَرَوَى الرّبيع بن أنس عَن أبي الْعَالِيَة فِي هَذِه الْآيَة قَالَ مكث رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ هُوَ وَأَصْحَابه بِمَكَّة عشر سِنِين ... إِلَى آخِره وَهَذَا مُرْسل
وَأسْندَ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك بِنَقص يسير فَرَوَاهُ من حَدِيث الرّبيع بن أنس عَن أبي الْعَالِيَة عَن أبي بن كَعْب قَالَ لما قدم رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَأَصْحَابه الْمَدِينَة وآوتهم الْأَنْصَار رَمَتْهُمْ الْعَرَب عَن قَوس وَاحِدَة لَا يبيتُونَ إِلَّا بِالسِّلَاحِ وَلَا يُصْبِحُونَ إِلَّا فِيهِ فَقَالَ ترَوْنَ أَنا نَعِيش حَتَّى نبيت آمِنين مُطْمَئِنين لَا نَخَاف إِلَّا الله فَنزلت وعد الله الَّذين آمنُوا مِنْكُم وَعمِلُوا الصَّالِحَات ليَستَخْلِفنهم فِي الأَرْض الْآيَة وَقَالَ حَدِيث صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ
وَبِهَذَا السَّنَد والمتن رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره(2/447)
889 - الحَدِيث السَّادِس وَالثَّلَاثُونَ
قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الْخلَافَة بعدِي ثَلَاثُونَ سنة ثمَّ يملك الله من يَشَاء فَيصير ملكا ثمَّ يصير بزيزي قطع سَبِيل وَسَفك دِمَاء وَأخذ أَمْوَال بِغَيْر حَقّهَا)
قلت غَرِيب بِهَذَا اللَّفْظ
وَرَوَى أَبُو دَاوُد فِي سنَنه فِي كتاب السّنة وَالتِّرْمِذِيّ فِي الْفِتَن وَالنَّسَائِيّ فِي المناقب من حَدِيث سعيد بن جمْهَان عَن سفينة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الْخلَافَة فِي أمتِي ثَلَاثُونَ سنة ثمَّ ملك بعد ذَلِك) وَفِي لفظ يملك الله من يَشَاء قَالَ سعيد قَالَ لي سفينة أمسك مَعَك خلَافَة أبي بكر قَالَ وَخِلَافَة عمر قَالَ وَخِلَافَة عُثْمَان قَالَ وَخِلَافَة عَلّي فَوَجَدْنَاهَا ثَلَاثِينَ سنة قَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث حسن لَا نعرفه إِلَّا من حَدِيث سعيد بن جمْهَان
انْتَهَى
وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي كِتَابه الْمدْخل وَزَاد فِيهِ قَالَ فَقلت لَهُ مُعَاوِيَة هُوَ أول الْمُلُوك
وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الثَّامِن من الْقسم الثَّالِث وَالْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي كتاب الْفَضَائِل وَسكت عَنهُ وَلَفْظهمَا قَالَ سعيد أمسك مَعَك خلَافَة أبي بكر سنتَانِ وَخِلَافَة عمر عشر سِنِين وَخِلَافَة عُثْمَان اثْنَا عشر وَخِلَافَة عَلّي سِتّ سِنِين
وَرَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَالْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة
وَلم يرو الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره إِلَّا حَدِيث سفينة هَذَا(2/448)
وَرَوَى أَحْمد وَابْن أبي شيبَة وَأَبُو دَاوُد وَالطَّيَالِسِي فِي مسانيدهم وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَالْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة من حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن سابط عَن أبي ثَعْلَبَة الْخُشَنِي عَن أبي عُبَيْدَة بن الْجراح ومعاذ بن جبل عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ إِن الله تَعَالَى بَدَأَ هَذَا الْأَمر نبوة وَرَحْمَة وَكَائِنًا خلَافَة وَرَحْمَة وَكَائِنًا ملكا عَضُوضًا وَكَائِنًا عنْوَة وَجَبْرِيَّة وَفَسَادًا فِي الْأمة يسْتَحلُّونَ الْفروج وَالْخُمُور وَالْحَرِير ينْصرُونَ عَلَى ذَلِك وَيُرْزَقُونَ حَتَّى يلْقوا الله)
انْتَهَى
وَلم يذكر الثَّعْلَبِيّ إِلَّا حَدِيث الْفِتَن
وَقَالَ صَاحب النِّهَايَة فِي حَدِيث أبي عُبَيْدَة أَنه سَيكون نبوة كَذَا وَكَذَا ثمَّ تكون بزيزي قطع سَبِيل وَأخذ أَمْوَال بِغَيْر حق) البزيزي بِكَسْر الْبَاء وَتَشْديد الزَّاي الأولَى وَالْقصر وَمَعْنَاهُ السَّلب وَالْغَلَبَة وَقطع سَبِيل عطف بَيَان أَو بدل
انْتَهَى
وَقَالَ السَّرقسْطِي فِي كِتَابه الْبَز الْغَلَبَة وَالسَّلب يُقَال ابْتَزَّ الرجل إِذا جرد من ثِيَابه وَالِاسْم البزيزي وَالْبزَّة الْهَيْئَة الْحَسَنَة من الثِّيَاب
890 - الحَدِيث السَّابِع وَالثَّلَاثُونَ
رُوِيَ أَن مُدْلِج بن عمر وَكَانَ غُلَاما أَنْصَارِيًّا أرْسلهُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَقت الظّهْر إِلَى عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه لِيَدْعُوهُ فَدخل عَلَيْهِ وَهُوَ نَائِم وَقد انْكَشَفَ عَنهُ ثَوْبه فَقَالَ عمر لَوَدِدْت أَن الله عَزَّ وَجَلَّ نهَى آبَاءَنَا وَأَبْنَاءَنَا وَخَدَمنَا أَن يدخلُوا علينا هَذِه السَّاعَات إِلَّا بِإِذن ثمَّ انْطلق مَعَه إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَوَجَدَهُ وَقد نزلت عَلَيْهِ هَذِه الْآيَة يَعْنِي قَوْله تَعَالَى طَوَّافُونَ عَلَيْكُم الْآيَة
وَقيل نزلت فِي أَسمَاء بنت مرْثَد قَالَت إِنَّا لنَدْخُل عَلَى الرجل وَالْمَرْأَة وَلَعَلَّهُمَا يكونَانِ فِي لِحَاف وَاحِد وَقيل دخل عَلَيْهَا(2/449)
غُلَام كَبِير فِي وَقت كرهت دُخُوله فَأَتَت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَت إِن خدمنا وغلماننا يدْخلُونَ علينا فِي حَال نكْرههَا فَأنْزل الله تَعَالَى يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا لِيَسْتَأْذِنكُم الَّذين ملكت أَيْمَانكُم
قلت الأول نَقله الثَّعْلَبِيّ ثمَّ الْبَغَوِيّ والواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول عَن ابْن عَبَّاس من غير سَنَد
وَالثَّانِي نَقله الثَّعْلَبِيّ والواحدي عَن مقَاتل
891 - الحَدِيث الثَّامِن وَالثَّلَاثُونَ
فِي الحَدِيث إِن أطيب مَا يَأْكُل الْمَرْء من كَسبه وَإِن وَلَده من كَسبه)
قلت رَوَاهُ أَصْحَاب السّنَن الْأَرْبَعَة فَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ فِي الْبيُوع وَالتِّرْمِذِيّ فِي الْأَحْكَام وَابْن ماجة فِي التِّجَارَات من حَدِيث عمَارَة بن عُمَيْر عَن عمته عَن عَائِشَة قَالَت قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِن أطيب مَا أكل الرجل من كَسبه وَإِن وَلَده من كَسبه)
انْتَهَى
قَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث حسن وَبَعْضهمْ قَالَ فِيهِ عَن أمه عَن عَائِشَة وَأَكْثَرهم قَالَ عَن عمته عَن عَائِشَة
انْتَهَى
وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الْخَامِس وَالسِّتِّينَ من الْقسم الثَّالِث وَالْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي الْبيُوع وَقَالَ صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ لكنه قَالَ فِيهِ عَن أمه
وَرَوَاهُ أَحْمد وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَأَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ والدارمي وَأَبُو يعلي الْموصِلِي وَالْبَزَّار فِي مسانيدهم وَرَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي الْبيُوع وَعبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه فِي الْهِبَة(2/450)
وَرَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ فِي علله وَأطَال فِي ذكر اخْتِلَاف الروَاة فِيهِ وَذكر أَنه مَحْفُوظ مَرْفُوعا وموقوفا
وَقَالَ ابْن الْقطَّان فِي كتاب الْوَهم وَالْإِيهَام هَذَا حَدِيث يرويهِ عمَارَة بن عُمَيْر وَاخْتلف عَلَيْهِ فَقَالَ إِبْرَاهِيم النَّخعِيّ عَن عمَارَة بن عُمَيْر عَن عمته أَنَّهَا سَأَلت عَائِشَة فَقَالَت فِي حجري يَتِيم فَآكل من مَاله فَقَالَت قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِن أطيب) فَذكره وَقَالَ الحكم عَن عمَارَة بن عُمَيْر عَن أمه عَن عَائِشَة فَذكره قَالَ وَأمه وَعَمَّته لَا يعرفان
انْتَهَى
وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد من حَدِيث حبيب الْمعلم وَابْن ماجة من حَدِيث الْحجَّاج ابْن أَرْطَأَة وَكِلَاهُمَا عَن عَمْرو بن شُعَيْب عَن أَبِيه عَن جده قَالَ أَتَى أَعْرَابِي إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ يَا رَسُول الله إِن أبي يُرِيد أَن يجتاح مَالِي قَالَ أَنْت وَمَالك لوالدك إِن أطيب مَا أكلْتُم من كسبكم وَإِن أَمْوَال أَوْلَادكُم من كسبكم فكلوه هَنِيئًا)
انْتَهَى
892 - الحَدِيث التَّاسِع وَالثَّلَاثُونَ
عَن أنس بن مَالك قَالَ خدمت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عشر سِنِين وَرُوِيَ سبع سِنِين فَمَا قَالَ لشَيْء فعلته لم فعلته وَلَا قَالَ لي لشَيْء كَسرته لما كَسرته وَكنت وَاقِفًا عَلَى رَأسه أصب المَاء عَلَى يَدَيْهِ فَرفع رَأسه إِلَيّ فَقَالَ أَلا أعلمك ثَلَاث خِصَال تنْتَفع بهَا) قلت بلَى بِأبي أَنْت وَأمي يَا رَسُول الله قَالَ مَتى لقِيت من أمتِي أحدا فَسلم عَلَيْهِ يطلّ عمرك وَإِذا دخلت بَيْتك فَسلم عَلَيْهِم يكثر خير بَيْتك وصل صَلَاة الضُّحَى فَإِنَّهَا صَلَاة الْأَبْرَار الْأَوَّابِينَ)(2/451)
قلت رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب الْحَادِي وَالسِّتِّينَ من حَدِيث أبي نصر اليسع بن زيد بن سهل الزَّيْنَبِي حَدثنَا سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن حميد الطَّوِيل عَن أنس قَالَ خدمت النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عشر سِنِين ... إِلَى آخِره سَوَاء إِلَّا أَنه لم يقل فِيهِ الْأَوَّابِينَ)
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره
وَرَوَاهُ أَبُو الْقَاسِم حَمْزَة بن يُوسُف السَّهْمِي فِي تَارِيخ جرجان فَذكره بِتَمَامِهِ الْأَبْرَار الْأَوَّابِينَ
وَالْيَسع هَذَا ذكره شَيخنَا الذَّهَبِيّ فَقَالَ اليسع بن سهل الزَّيْنَبِي عَن ابْن عُيَيْنَة بِخَبَر بَاطِل وَلم أر لَهُم فِيهِ كلَاما وَهُوَ آخر من زعم أَنه سمع من سُفْيَان مَاتَ سنه نَيف وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ
انْتَهَى
وَالْمَوْجُود من هَذَا الحَدِيث فِي عدَّة كتب عَن أنس قَالَ أَوْصَانِي النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بِخمْس خِصَال قَالَ أَسْبغ الْوضُوء يزدْ فِي عمرك وَسلم عَلَى من لقِيت من أمتِي يكثر حَسَنَاتك وَإِذا دخلت بَيْتك فَسلم عَلَى أهلك يكثر خير بَيْتك وصل صَلَاة الضُّحَى فَإِنَّهَا صَلَاة الْأَوَّابِينَ وَارْحَمْ الصَّغِير وَوقر الْكَبِير تكن من رُفَقَائِي)
انْتَهَى
وَرُوِيَ من طرق
أَحدهَا عِنْد الْبَزَّار فِي مُسْنده حَدثنَا مُحَمَّد بن الْمثنى حَدثنَا عُوَيْد بن أبي عمرَان عَن أَبِيه عبد الْملك أبي عمرَان عَن أنس ... فَذكره وَسكت عَنهُ
وَالثَّانِي عِنْد أبي يعلي الْموصِلِي فِي مُسْنده حَدثنَا مَنْصُور بن أبي مُزَاحم حَدثنَا عَمْرو ابْن أبي خَليفَة عَن ضرار بن مُسلم عَن انس ... فَذكره
وَالثَّالِث رَوَاهُ مُسَدّد فِي مُسْنده ثَنَا عَلّي بن الْجُنَيْد عَن عَمْرو بن دِينَار عَن أنس ... فَذكره(2/452)
وَمن طَرِيق مُسَدّد رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الصَّغِير
وَالرَّابِع عِنْد ابْن عدي فِي الْكَامِل عَن أَزور بن غَالب عَن سُلَيْمَان التَّيْمِيّ عَن أنس ... ولين أَزور تَلْيِينًا يَسِيرا
قَالَ ابْن طَاهِر فِي كَلَامه عَلَى أَحَادِيث الشهَاب هَذَا حَدِيث رَوَاهُ أَشْعَث بن برَاز عَن ثَابت عَن انس وَأَشْعَث مَتْرُوك الحَدِيث
وَرَوَاهُ الْفضل بن الْعَبَّاس الْبَصْرِيّ عَن ثَابت عَن أنس قَالَ الْعقيلِيّ فضل مَجْهُول وَلم يُتَابِعه عَلَيْهِ إِلَّا من هُوَ دونه أَو مثله
وَرَوَاهُ عُوَيْد بن أبي عمرَان الْجونِي عَن أَبِيه عَن انس وعويد لَا شَيْء
وَرَوَاهُ سعيد بن زون الثَّعْلَبِيّ عَن أنس وَسَعِيد بن زون أَيْضا لَا شَيْء
وَرَوَاهُ الْأَزْوَر بن غَالب عَن سُلَيْمَان التَّيْمِيّ عَن انس وَالْأَزْوَر مُنكر الحَدِيث ضَعِيف
انْتَهَى
وَحَدِيث عُوَيْد رَوَاهُ ابْن حبَان فِي كتاب الضُّعَفَاء وَأعله بِهِ وَقَالَ إِنَّه يروي عَن أَبِيه مَا لَيْسَ من حَدِيثه فَبَطل الِاحْتِجَاج بِخَبَرِهِ
انْتَهَى
893 - الحَدِيث الْأَرْبَعُونَ
عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (من قَرَأَ سُورَة النُّور أعطي من الْأجر عشر حَسَنَات بِعَدَد كل مُؤمن ومؤمنة فِيمَا مَضَى وَفِيمَا بَقِي)
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث يُوسُف بن عَطِيَّة حَدثنَا هَارُون بن كثير حَدثنَا زيد بن أسلم عَن أَبِيه عَن أبي أُمَامَة عَن أبي بن كَعْب مَرْفُوعا
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه الْمُتَقَدِّمين فِي آل عمرَان
وَرَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط بِسَنَدِهِ الْمُتَقَدّم فِي يُونُس(2/453)
سُورَة الْفرْقَان(2/455)
سُورَة الْفرْقَان
ذكر فِيهَا أحد عشر حَدِيثا
894 - الحَدِيث الأول
قَالَ عَلَيْهِ السَّلَام (لَا ترَاءَى ناراهما)
قلت تقدم فِي الْمَائِدَة
895 - الحَدِيث الثَّانِي
رُوِيَ أَن عقبَة بن أبي معيط صنع طَعَاما ودعا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَأَبَى أَن يَأْكُل من طَعَامه حَتَّى ينْطق بِالشَّهَادَتَيْنِ وَكَانَ أبي بن خلف صديقه فَعَاتَبَهُ وَقَالَ صَبَأت يَا عقبَة قَالَ لَا وَلَكِن آلَى أَلا يَأْكُل من طَعَامي وَهُوَ فِي بَيْتِي فَاسْتَحْيَيْت مِنْهُ فَشَهِدت لَهُ وَالشَّهَادَة لَيست فِي نَفسِي فَقَالَ وَجْهي من وَجهك حرَام إِن لقِيت مُحَمَّدًا فَلم تطَأ قَفاهُ وتبزق فِي وَجهه وتلطم عينه فَوَجَدَهُ سَاجِدا فِي دَار الندوة فَفعل ذَلِك فَقَالَ رَسُول الله لَا أَلْقَاك خَارِجا من مَكَّة إِلَّا عَلَوْت رَأسك بِالسَّيْفِ) فَقتل يَوْم بدر أَمر عليا رَضِيَ اللَّهُ عَنْه بقتْله
وَقيل قَتله عَاصِم بن ثَابت بن أَفْلح الْأنْصَارِيّ وَقَالَ يَا مُحَمَّد إِلَى من الصبية قَالَ إِلَى النَّار) وَطعن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَبَيَا بِأحد فَرجع إِلَى مَكَّة فَمَاتَ وَفِيهِمَا نزلت وَيَوْم يعَض الظَّالِم عَلَى(2/457)
يَدَيْهِ) الْآيَة
قلت رَوَاهُ الْحَافِظ أَبُو نعيم الْأَصْبَهَانِيّ بِنَقص يسير فِي كِتَابه دَلَائِل النُّبُوَّة فِي فصل الْغَزَوَات وَهُوَ الْفَصْل الثَّامِن وَالْعشْرُونَ فَقَالَ حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن أَحْمد الْقمرِي الْبزورِي حَدثنَا أَحْمد بن فرج حَدثنَا أَبُو عمر الدوري حَدثنَا مُحَمَّد بن مَرْوَان عَن مُحَمَّد بن السَّائِب الْكَلْبِيّ عَن أبي صَالح عَن ابْن عَبَّاس قَالَ كَانَ عقبَة بن أبي معيط لَا يقدم من سفر إِلَّا صنع طَعَاما فَجمع عَلَيْهِ أهل مَكَّة قَالَ وَكَانَ يكثر مجالسة النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَيُعْجِبهُ حَدِيثه وَلَكِن تغلب عَلَيْهِ الشَّقَاء فَقدم ذَات يَوْم من سفر فَصنعَ طَعَاما ثمَّ دَعَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِلَى طَعَامه فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مَا أَنا بِالَّذِي آكل من طَعَامك حَتَّى تشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَأَنِّي رَسُول الله) فَقَالَ لَهُ يَا ابْن أخي دَعْنِي واطعم قَالَ مَا أَنا بِالَّذِي أفعل حَتَّى تَقول) قَالَ فَشهد عقبَة بذلك وَطعم رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من طَعَامه فَبلغ ذَلِك أبي بن خلف فَأَتَاهُ فَقَالَ لَهُ أَصَبَوْت يَا عقبَة قَالَ لَا وَلَكِن دخل عَلّي فَأَبَى أَن يطعم من طَعَامي إِلَّا أَن اشْهَدْ لَهُ فَاسْتَحْيَيْت أَن يخرج من بَيْتِي قبل أَن يطعم فَشَهِدت لَهُ فَطَعِمَ فَقَالَ مَا أَنا بِالَّذِي أَرْضَى عَنْك حَتَّى تَأتيه فَتَبَزَّقَ فِي وَجهه وَتَطَأ عَلَى عُنُقه قَالَ فَفعل عقبَة ذَلِك فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (وَالله لَا أَلْقَاك خَارِجا من مَكَّة إِلَّا عَلَوْت رَأسك بِالسَّيْفِ) فَأسر عقبَة يَوْم بدر فَقتل صبرا وَلم يقتل من الْأسَارَى يَوْمئِذٍ غَيره قَتله ثَابت بن الْأَفْلَح
انْتَهَى
وَرَوَى الطَّبَرِيّ حَدثنِي مُحَمَّد بن عمر وَحدثنَا أَبُو عَاصِم حَدثنَا عِيسَى وحَدثني الْحَارِث حَدثنَا الْحسن حَدثنَا وَرقا جَمِيعًا عَن أبي نجيح عَن مُجَاهِد فِي قَوْله وَيَوْم يعَض الظَّالِم عَلَى يَدَيْهِ ... قَالَ دَعَا عقبَة بن أبي معيط النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِلَى طَعَام صنعه ... إِلَى قَوْله لَيست فِي نَفسِي
ثمَّ رَوَى من طَرِيق عبد الرَّزَّاق أَنا معمر عَن قَتَادَة عَن مقسم فِي قَوْله وَيَوْم يعَض الظَّالِم عَلَى يَدَيْهِ ... الْآيَة قَالَ اجْتمع عقبَة بن أبي معيط وَأبي(2/458)
ابْن خلف فَقَالَ أَحدهمَا لصَاحبه بَلغنِي أَنَّك أتيت مُحَمَّدًا فَاسْتَمَعْت مِنْهُ وَالله لَا أَرْضَى عَنْك حَتَّى تَتْفُل فِي وَجهه وَتكَذبه فَلم يُسَلِّطهُ فَقتل عقبَة يَوْم بدر صبرا وَأما أبي بن خلف فَقتله النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بِيَدِهِ يَوْم أحد فِي الْقِتَال وهما اللَّذَان أنزل الله فيهمَا وَيَوْم يعَض الظَّالِم عَلَى يَدَيْهِ ...
انْتَهَى
وَذكره الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره ثمَّ الواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول بِلَفْظ المُصَنّف من غير سَنَد وَلَا راو
896 - الحَدِيث الثَّالِث
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (من تعلم الْقُرْآن وَعلمه وعلق مُصحفا لم يتعاهده وَلم ينظر فِيهِ جَاءَ يَوْم الْقِيَامَة مُتَعَلقا بِهِ وَيَقُول يَا رب الْعَالمين عَبدك هَذَا اتَّخَذَنِي مَهْجُورًا اقْضِ بيني وَبَينه)
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ أخبرنَا أَبُو الطّيب الرّبيع بن مُحَمَّد الْحَاتِمِي وَأَبُو نصر مُحَمَّد بن عَلّي بن الْفضل الْخُزَاعِيّ قَالَا أَنا أَبُو الْحسن عَلّي بن مُحَمَّد بن عقبَة الشَّيْبَانِيّ حَدثنَا أَبُو الْقَاسِم الْخضر بن أبان الْقرشِي حَدثنَا أَبُو هَدِيَّة إِبْرَاهِيم بن هدبة حَدثنَا أنس بن مَالك قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من تعلم) إِلَى آخِره سَوَاء
897 - الحَدِيث الرَّابِع
قَالَت عَائِشَة فِي صفة قِرَاءَته عَلَيْهِ السَّلَام لَا كَسَرْدِكُمْ هَذَا لَو أَرَادَ السَّامع أَن يعد حُرُوفه لعَدهَا
قلت غَرِيب بِهَذَا اللَّفْظ
وَرَوَى التِّرْمِذِيّ فِي المناقب وَالشَّمَائِل وَالنَّسَائِيّ فِي الْيَوْم وَاللَّيْلَة من حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة قَالَت مَا كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يسْرد الحَدِيث سَرْدكُمْ(2/459)
هَذَا وَلَكِن كَانَ يتَكَلَّم بِكَلَام فصل يحفظه من جلس إِلَيْهِ
انْتَهَى
وَرَوَاهُ أَحْمد وَأَبُو يعلي الْموصِلِي وَابْن أبي شيبَة وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مسانيدهم
وَعَزاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي الْمدْخل لمُسلم فِي الْفَضَائِل
وَذكره عبد الْحق فِي الْمُتَّفق عَلَيْهِ من حَدِيث ابْن وهب أَخْبرنِي يُونُس بن يزِيد عَن ابْن شهَاب أَن عُرْوَة بن الزُّبَيْر حَدثهُ أَن عَائِشَة قَالَت أَلا يُعْجِبك أَبُو هُرَيْرَة ... إِلَى أَن قَالَت إِن رَسُول ال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لم يكن يسْرد الحَدِيث كَسَرْدِكُمْ
وَهَذَا لم يصل البُخَارِيّ سَنَده بِهِ فَقَالَ فِي بَدْء الْخلق فِي بَاب صفة النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَقَالَ اللَّيْث عَن يُونُس عَن ابْن شهَاب بِهِ
وَعزا الْبَيْهَقِيّ أَيْضا للْبُخَارِيّ من حَدِيث سُفْيَان عَن الثَّوْريّ عَن عُرْوَة قَالَ جلس أَبُو هُرَيْرَة إِلَى جنب حجرَة عَائِشَة ... إِلَى أَن قَالَت إِن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِنَّمَا كَانَ يحدث حَدِيثا لَو عده الْعَاد أَحْصَاهُ
وَينْظرَانِ وَأَعَادَهُ فِي المزمل
898 - الحَدِيث الْخَامِس
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (يحْشر النَّاس يَوْم الْقِيَامَة عَلَى ثَلَاثَة أَثلَاث ثلث عَلَى الدَّوَابّ وَثلث عَلَى وُجُوههم وَثلث عَلَى أَقْدَامهم يَنْسلونَ نَسْلًا)
قلت رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي تَفْسِير سُورَة الْإِسْرَاء من حَدِيث عَلّي بن زيد بن جدعَان عَن أَوْس بن خَالِد عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (يحْشر النَّاس يَوْم الْقِيَامَة ثَلَاثَة أَصْنَاف صنفا مشَاة وَصِنْفًا ركبانا وَصِنْفًا عَلَى وُجُوههم) قيل يَا رَسُول الله وَكَيف يَمْشُونَ عَلَى وُجُوههم قَالَ إِن الَّذِي أَمْشَاهُم عَلَى أَقْدَامهم قَادر عَلَى أَن يُمشيهمْ عَلَى وُجُوههم أما أَنهم يَتَّقُونَ بِوُجُوهِهِمْ كل حدب وَشَوْك)
انْتَهَى
وَقَالَ حَدِيث حسن(2/460)
وَرَوَاهُ أَحْمد وَابْن أبي شيبَة وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَأَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ
وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي الْبَعْث والنشور بِسَنَدِهِ وَمَتنه
ثمَّ رَوَاهُ من طَرِيق مُسَدّد حَدثنَا بشر بن الْمفضل حَدثنَا عَلّي بن زيد حَدثنَا أَوْس بن أبي أَوْس عَن أبي هُرَيْرَة مَرْفُوعا بِلَفْظ المُصَنّف سَوَاء إِلَّا أَنه قدم ثلث الْأَقْدَام عَلَى ثلث الْوُجُوه
وَأخرج الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك فِي كتاب الْأَهْوَال عَن الْوَلِيد بن جَمِيع الْقرشِي حَدثنِي أَبُو الطُّفَيْل عَامر بن وَاثِلَة عَن حُذَيْفَة بن أسيد عَن أبي ذَر قَالَ حَدثنِي الصَّادِق المصدوق صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِن النَّاس يحشرون ثَلَاثَة أَفْوَاج فوجا طاعمين كاسين راكبين وفوجا يَمْشُونَ ويسعون وفوجا تسحبهم الْمَلَائِكَة عَلَى وُجُوههم إِلَى النَّار)
انْتَهَى
وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ
قَالَ الذَّهَبِيّ الْوَلِيد بن جَمِيع رَوَى لَهُ مُسلم مُتَابعَة وَاحْتج بِهِ النَّسَائِيّ
انْتَهَى
وَرَوَى التِّرْمِذِيّ فِي الزّهْد وَفِي تَفْسِير سُورَة ... عَن بهز بن حَكِيم عَن أَبِيه عَن جده مُعَاوِيَة بن حيدة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِنَّكُم مَحْشُورُونَ ركبانا ورجالا وَتجرونَ عَلَى وُجُوهكُم)
انْتَهَى
وَقَالَ حَدِيث حسن وَفِي الْبَاب عَن أبي هُرَيْرَة
انْتَهَى
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ النَّسَائِيّ فِي التَّفْسِير فِي سُورَة يس أخبرنَا مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل ابْن إِبْرَاهِيم حَدثنَا يَحْيَى حَدثنَا شبْل سَمِعت أَبَا قزعة يحدث عَمْرو بن دِينَار عَن حَكِيم ابْن مُعَاوِيَة عَن أَبِيه عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (تحشرون ركبانا وَمُشَاة وَعَلَى وُجُوهكُم يَوْم الْقِيَامَة عَلَى أَفْوَاهكُم الْفِدَام يُوفونَ سبعين أمة أَنْتُم أكْرمهم عَلَى الله)
مُخْتَصرا
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه من حَدِيث حَمَّاد بن سَلمَة عَن أبي قزعة عَن حَكِيم بن مُعَاوِيَة بن حيدة عَن أَبِيه فَذكره(2/461)
899 - الحَدِيث السَّادِس
قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (لَا صَلَاة إِلَّا بِطهُور)
قلت غَرِيب بِهَذَا اللَّفْظ
وَوَقع فِي رِوَايَة لِلتِّرْمِذِي فَإِنَّهُ قَالَ حَدثنَا قُتَيْبَة بن سعيد حَدثنَا أَبُو عوَانَة عَن سماك بن حَرْب ح وَحدثنَا هناد حَدثنَا وَكِيع عَن إِسْرَائِيل عَن سماك عَن مُصعب بن سعد عَن ابْن عمر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (لَا تقبل صَلَاة بِغَيْر طهُور وَلَا صَدَقَة من غلُول) قَالَ هناد فِي حَدِيثه إِلَّا بِطهُور
انْتَهَى
وَرَوَاهُ كَذَلِك ابْن ماجة فِي سنَنه من حَدِيث ابْن عمر وَمن حَدِيث أُسَامَة قَالَ لَا يقبل الله صَلَاة إِلَّا بِطهُور
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه من حَدِيث ابْن عمر وَابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه
وَرَوَى أَبُو يعلي فِي مُسْنده من حَدِيث عباد بن كثير عَن أبي أُميَّة عبد الْكَرِيم حَدثنِي الْحسن بن أبي الْحسن عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (لَا يقبل الله صَلَاة إِلَّا بِطهُور)
وَهُوَ عِنْد ابْن عدي فِي كَامِله عَن إِسْمَاعِيل بن مُسلم الْمَكِّيّ عَن أبي إِسْحَاق عَن أبي عُبَيْدَة عَن عبد الله مَرْفُوعا نَحوه وَأعله بِإِسْمَاعِيل بن مُسلم
والْحَدِيث رَوَاهُ مُسلم من حَدِيث ابْن عمر (لَا يقبل صَلَاة بِغَيْر طهُور وَلَا صَدَقَة من غلُول)
انْتَهَى
وَأقرب مَا وَجَدْنَاهُ للفظ الْكتاب مَا رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه حَدثنَا أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن حَدثنَا أَبُو جَعْفَر النُّفَيْلِي حَدثنَا عِيسَى بن يزِيد بن عبد الله بن أنيس حَدثنَا عِيسَى بن سُبْرَة عَن أَبِيه عَن جده قَالَ صعد النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الْمِنْبَر ذَات يَوْم فَحَمدَ الله وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثمَّ قَالَ أَيهَا النَّاس لَا صَلَاة إِلَّا بِوضُوء) الحَدِيث(2/462)
وَرَوَى الدَّارَقُطْنِيّ فِي سنَنه فِي الطَّهَارَة حَدِيث أبي ثفال عَن رَبَاح بن عبد الرَّحْمَن أَنه سمع جدته تحدث عَن أَبِيهَا أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (لَا صَلَاة إِلَّا بِوضُوء وَلَا وضوء لمن لم يذكر اسْم الله عَلَيْهِ)
900 - الحَدِيث السَّابِع
سُئِلَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَن بِئْر بضَاعَة فَقَالَ المَاء طهُور لَا يُنجسهُ شَيْء إِلَّا مَا غير لَونه أَو طعمه أَو رِيحه)
قلت رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ من حَدِيث عبيد الله بن عبد الله ابْن رَافع بن خديج عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ قَالَ قيل يَا رَسُول الله أَنَتَوَضَّأُ من بِئْر بضَاعَة وَهِي بِئْر يلقى فِيهَا الْحيض وَلُحُوم الْكلاب وَالنَّتن فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام (المَاء طهُور لَا يُنجسهُ شَيْء)
انْتَهَى
قَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث حسن صَحِيح وَفِيه كَلَام مَبْسُوط فِي أَحَادِيث الْهِدَايَة
قَوْله
إِلَّا مَا غير لَونه أَو طعمه أَو رِيحه) لَيْسَ فِي حَدِيث بِئْر بضَاعَة وَإِنَّمَا فِي حَدِيث آخر رَوَاهُ ابْن ماجة فِي سنَنه من حَدِيث رَاشد ابْن سعد عَن أبي أُمَامَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (المَاء طهُور لَا يُنجسهُ شَيْء إِلَّا مَا غلب عَلَى لَونه أَو طعمه أَو رِيحه)
وَفِيه كَلَام
901 - قَوْله عَن ابْن عَبَّاس قَالَ مَا من عَام أقل مَطَرا من عَام وَلَكِن الله قسم ذَلِك بَين عباده عَلَى من يَشَاء وتلا قَوْله تَعَالَى وَلَقَد صرفناه(2/463)
بَينهم لِيذكرُوا) الْآيَة
قلت رَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه عَن الْحسن بن مُسلم عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس قَالَ مَا من عَام أمطر من عَام وَلَكِن الله يصرفهُ ... إِلَى آخِره سَوَاء وَقَالَ حَدِيث صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ
انْتَهَى
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره
وَرَوَى الْعقيلِيّ فِي الضُّعَفَاء نَحوه مَرْفُوعا من حَدِيث عَلّي بن حميد السَّلُولي حَدثنَا شُعْبَة عَن أبي إِسْحَاق عَن أبي الْأَحْوَص عَن عبد الله بن مَسْعُود قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مَا أحد بِأَكْسَبَ من أحد وَمَا من عَام بِأَمْطَر من عَام وَلَكِن الله يصرفهُ حَيْثُ يحب وَإِن الله يُعْطي المَال من يحب وَمن لَا يحب وَلَا يُعْطي الْإِيمَان إِلَّا من يحب)
انْتَهَى
ثمَّ قَالَ لَا يُتَابع عَلَى رَفعه عَلَى بن حميد
ثمَّ أخرجه عَن عَمْرو بن مَرْزُوق حَدثنَا شُعْبَة بِهِ مَوْقُوفا قَالَ وَهَذَا أولَى
انْتَهَى
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من حَدِيث حَمَّاد بن شُعَيْب عَن الْأَعْمَش عَن أبي وَائِل عَن ابْن مَسْعُود مَرْفُوعا
902 - الحَدِيث الثَّامِن
فِي الحَدِيث (أحبب حَبِيبك هونا مَا)
قلت رُوِيَ من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَمن حَدِيث ابْن عمر وَمن حَدِيث ابْن عَمْرو
أما حَدِيث أبي هُرَيْرَة فَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي كِتَابه بَاب الْبر والصلة من حَدِيث سُوَيْد بن عَمْرو الْكَلْبِيّ عَن حَمَّاد بن سَلمَة عَن أَيُّوب عَن مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة أرَاهُ رَفعه قَالَ أحبب حَبِيبك هونا مَا عَسى أَن يكون بَغِيضك يَوْمًا مَا وَأبْغض بَغِيضك هونا مَا عَسى أَن يكون حَبِيبك يَوْمًا(2/464)
مَا
انْتَهَى
وَقَالَ حَدِيث غَرِيب لَا نعرفه بِهَذَا الْإِسْنَاد إِلَّا من هَذَا الْوَجْه وَقد رَوَاهُ الْحسن بن أبي جَعْفَر بِإِسْنَادِهِ عَن عَلّي عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَهُوَ ضَعِيف أَيْضا وَالصَّحِيح هَذَا عَن عَلّي مَوْقُوفا
انْتَهَى
وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط حَدثنَا مُحَمَّد بن حنيفَة الوَاسِطِيّ حَدثنَا عمي أَحْمد بن مُحَمَّد بن ماهان حَدثنَا أبي عَن عباد بن كثير عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة مَرْفُوعا
وَأما حَدِيث ابْن عمر فَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه من حَدِيث أبي الصَّلْت عبد السَّلَام بن صَالح الْهَرَوِيّ عَن جميل بن زيد عَن ابْن عمر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... نَحوه سَوَاء وَعبد السَّلَام الْهَرَوِيّ ضَعِيف جدا
وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي كتاب الضُّعَفَاء وَأعله بِهِ وَقَالَ إِنَّه يروي فِي فَضَائِل عَلّي وَأَهله الْعَجَائِب لَا يحْتَج بِهِ إِذا انْفَرد
انْتَهَى
وَأما حَدِيث ابْن عَمْرو فَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ أَيْضا حَدثنَا مُحَمَّد بن هِشَام الْمُسْتَمْلِي حَدثنَا مُحَمَّد بن كثير الفِهري حَدثنَا ابْن لَهِيعَة عَن أبي قبيل عَن عبد الله بن عَمْرو ابْن الْعَاصِ مَرْفُوعا نَحوه سَوَاء
وَأخرجه ابْن عدي فِي كَامِله عَن الْحسن بن دِينَار عَن مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة مَرْفُوعا نَحوه لَيْسَ فِيهِ سُوَيْد بن عَمْرو قَالَ وَأجْمع من تكلم فِي الرِّجَال عَلَى ضعف الْحسن بن دِينَار عَلَى أَنِّي لم أجد لَهُ حَدِيثا جَاوز الْحَد فِي الْإِنْكَار وَهُوَ إِلَى الضعْف أقرب
انْتَهَى
وَالْمَوْقُوف عَن عَلّي رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي كتاب شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب الْحَادِي(2/465)
وَالْأَرْبَعِينَ عَن أبي عبد الله الْحَاكِم بِسَنَدِهِ إِلَى إِسْرَائِيل عَن أبي إِسْحَاق عَن هُبَيْرَة عَن عَلّي أَنه قَالَ أحبب حَبِيبك هونا مَا ... إِلَى آخِره
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ فِي علله لَا يَصح رَفعه وَالصَّحِيح عَن عَلّي مَوْقُوف
انْتَهَى
وَلم يعزه الطَّيِّبِيّ إِلَّا لِلشِّهَابِ وَهُوَ فِي الشهَاب عَن ابْن عمر وأسنده الْقُضَاعِي فِي مُسْند الشهَاب بِسَنَد الطَّبَرَانِيّ عَن ابْن عمر وَقَالَ ابْن طَاهِر فِي كَلَامه عَلَى أَحَادِيث الشهَاب هَذَا حَدِيث يرويهِ سُوَيْد بن عَمْرو الْكَلْبِيّ عَن حَمَّاد بن سَلمَة عَن أَيُّوب وَهِشَام عَن مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة مَرْفُوعا وسُويد هَذَا يضع الْأَسَانِيد الصَّحِيحَة عَلَى الْمُتُون الْوَاهِيَة
وَرَوَاهُ أَيْضا كَذَلِك الْحسن بن دِينَار عَن ابْن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة وَالْحسن هَذَا مَتْرُوك
وَرَوَاهُ أَيْضا الْحسن بن أبي جَعْفَر الْجفْرِي عَن أَيُّوب وَهُوَ مَتْرُوك كلهم رَفَعُوهُ وَلَا يَصح رَفعه وَإِنَّمَا هُوَ عَن عَلّي مَوْقُوف وَالله أعلم
وَحَدِيث الْحسن بن أبي جَعْفَر فِي فَوَائِد تَمام أخرجه عَنهُ عَن أَيُّوب عَن حميد بن عبد الرَّحْمَن الْحِمْيَرِي عَن عَلّي بن أبي طَالب مَرْفُوعا
وَأخرجه أَيْضا من طَرِيق مُحَمَّد ابْن إِسْحَاق بن خُزَيْمَة حَدثنَا يَحْيَى بن الْفضل الْعَنزي حَدثنَا أَبُو عَامر الْعَقدي حَدثنَا هَارُون بن إِبْرَاهِيم الْأَهْوَازِي عَن ابْن سِيرِين عَن حميد بن عبد الرَّحْمَن الْحِمْيَرِي عَن عَلّي مَرْفُوعا ... فَذكره
وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي كتاب الضُّعَفَاء بِسَنَد التِّرْمِذِيّ وَأعله بِسُوَيْدِ وَقَالَ إِنَّه يضع الْمُتُون الْوَاهِيَة عَلَى الْأَسَانِيد الصَّحِيحَة لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ بِحَال وَلَيْسَ هَذَا من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَإِنَّمَا هُوَ من قَول عَلّي بن أبي طَالب وَقد رَفعه الْحسن ابْن أبي جَعْفَر عَن أَيُّوب عَن حميد بن عبد الرَّحْمَن عَن عَلّي وَهُوَ خطأ فَاحش
انْتَهَى(2/466)
903 - الحَدِيث التَّاسِع
فِي الحَدِيث (الْمُؤْمِنُونَ هَينُونَ لَينُونَ)
قلت رَوَاهُ ابْن الْمُبَارك فِي كتاب الزّهْد وَالرَّقَائِق أخبرنَا سعيد بن عبد الْعَزِيز عَن مَكْحُول قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الْمُؤْمِنُونَ هَينُونَ لَينُونَ هَينُونَ كَالْجمَلِ الْألف) قَالَ وَيروَى الْأنف الَّذِي إِن قيد انْقَادَ وَإِن أُنِيخ عَلَى صَخْرَة ناخ
انْتَهَى
وَمن طَرِيق ابْن الْمُبَارك رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب السَّادِس وَالْخمسين بِسَنَدِهِ وَمَتنه ثمَّ قَالَ هَذَا مُرْسل
ثمَّ أخرجه الْبَيْهَقِيّ عَن عبد الله بن عبد الْعَزِيز بن أبي رواد عَن أَبِيه عَن نَافِع ابْن عمر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره قَالَ وَالْأول مَعَ إرْسَاله أصح
انْتَهَى
وَهَذَا السَّنَد رَوَاهُ الْعقيلِيّ فِي ضعفَاهُ عَن عبد الله بن عبد الْعَزِيز بِهِ وَأعله بِهِ وَقَالَ إِنَّه من مُنْكَرَاته
وَقَالَ ابْن طَاهِر لَا يُتَابع عَلَى رواياته قَالَ وَرُوِيَ من حَدِيث أنس رَوَاهُ زَكَرِيَّا بن يَحْيَى الْوَقار عَن مُؤَمل بن عبد الرَّحْمَن الثَّقَفِيّ عَن حميد عَن أنس وزَكَرِيا هَذَا يضع الحَدِيث
904 - قَوْله عَن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ كفَى سَرفًا أَلا يَشْتَهِي الرجل شَيْئا إِلَّا اشْتَرَاهُ فَأَكله
قلت رَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي تَفْسِيره أخبرنَا سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن رجل عَن الْحسن أَن عمر بن الْخطاب فِي قَوْله تَعَالَى لم يُسْرِفُوا وَلم يقترُوا قَالَ كفَى سَرفًا أَلا يَشْتَهِي الرجل شَيْئا إِلَّا اشْتَرَاهُ فَأَكله
انْتَهَى(2/467)
وَمن طَرِيق عبد الرَّزَّاق رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره
وَرَوَاهُ أَحْمد بن حَنْبَل فِي كتاب الزّهْد أخبرنَا سعيد بن إِبْرَاهِيم حَدثنَا يُونُس عَن الْحسن قَالَ عمر كفَى بِالْمَرْءِ سَرفًا أَن يَأْكُل كل مَا اشْتَهَى وَفِيه قصَّة
وَقد رُوِيَ نَحوه مَرْفُوعا رَوَاهُ ابْن ماجة فِي كتاب الْأَطْعِمَة حَدثنَا هِشَام ابْن عمار حَدثنَا بَقِيَّة بن الْوَلِيد حَدثنَا يُوسُف بن أبي كثير عَن نوح بن ذكْوَان عَن الْحسن عَن أنس قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من السَّرف أَن تَأْكُل مَا اشْتهيت)
انْتَهَى
وَرَوَاهُ أَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مُسْنده وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب التَّاسِع وَالثَّلَاثِينَ
905 - الحَدِيث الْعَاشِر
عَن ابْن مَسْعُود قلت يَا رَسُول الله أَي الذَّنب أعظم قَالَ أَن تجْعَل لله ندا وَهُوَ خلقك) قلت ثمَّ أَي قَالَ أَن تقتل ولدك خشيَة أَن يَأْكُل مَعَك) قلت ثمَّ أَي قَالَ أَن تُزَانِي حَلِيلَة جَارك)
قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه فِي ... وَمُسلم فِي الْإِيمَان من حَدِيث أبي وَائِل عَن عَمْرو بن شُرَحْبِيل عَن عبد الله بن مَسْعُود قَالَ سَأَلت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَي الذَّنب أعظم قَالَ أَن تجْعَل لله ندا وَهُوَ خلقك) قلت ثمَّ أَي قَالَ أَن تقتل ولدك مَخَافَة أَن يطعم مَعَك) قلت ثمَّ أَي قَالَ أَن تُزَانِي حَلِيلَة جَارك)
انْتَهَى(2/468)
906 - الحَدِيث الْحَادِي عشر
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ من قَرَأَ سُورَة الْفرْقَان لَقِي الله يَوْم الْقِيَامَة وَهُوَ مُؤمن بِأَن السَّاعَة آتِيَة لَا ريب فِيهَا وَأدْخل الْجنَّة بِغَيْر نصب)
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره من حَدِيث سَلام بن سليم حَدثنَا هَارُون بن كثير عَن زيد بن أسلم عَن أَبِيه عَن أبي أُمَامَة عَن أبي بن كَعْب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه فِي آل عمرَان
وَرَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط بِسَنَدِهِ الْمُتَقَدّم فِي يُونُس إِلَّا أَنه قَالَ وَأدْخل الْجنَّة بِغَيْر حِسَاب(2/469)
سُورَة الشُّعَرَاء(2/471)
سُورَة الشُّعَرَاء
ذكر فِيهَا تِسْعَة أَحَادِيث
907 - الحَدِيث الأول
قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من اسْتمع إِلَى حَدِيث قوم وهم لَهُ كَارِهُون صبَّتْ فِي أُذُنه الْبرم)
قلت غَرِيب جدا وَذكره ابْن الْأَثِير فِي النِّهَايَة وَقَالَ الْبرم وَهُوَ الْكحل الْمُذَاب
908 - الحَدِيث الثَّانِي
قَالَ عَلَيْهِ السَّلَام لَا تحلفُوا بِآبَائِكُمْ وَلَا بِأُمَّهَاتِكُمْ وَلَا بِالطَّوَاغِيتِ وَلَا تحلفُوا بِاللَّه وَلَا تحلفُوا إِلَّا وَأَنْتُم صَادِقُونَ)
قلت رَوَاهُ النَّسَائِيّ فِي سنَنه فِي الْإِيمَان بِنَقص أخبرنَا أَبُو بكر بن عَلّي حَدثنَا عبيد الله بن معَاذ بن معَاذ حَدثنَا أبي حَدثنَا عَوْف عَن مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة(2/473)
قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لَا تحلفُوا بِآبَائِكُمْ وَلَا بِأُمَّهَاتِكُمْ وَلَا بِالْأَنْدَادِ وَلَا تحلفُوا بِاللَّه إِلَّا وَأَنْتُم صَادِقُونَ)
انْتَهَى
وَرَوَى أَيْضا أخبرنَا أَحْمد بن سُلَيْمَان حَدثنَا يزِيد أَنا هِشَام عَن الْحسن عَن عبد الرَّحْمَن بن سَمُرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ لَا تحلفُوا بِآبَائِكُمْ وَلَا بِالطَّوَاغِيتِ)
انْتَهَى
وَفِي الصَّحِيحَيْنِ من حَدِيث عبد الله بن دِينَار عَن ابْن عمر قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من كَانَ حَالفا فَلَا يحلف إِلَّا بِاللَّه وَكَانَت قُرَيْش تحلف بِآبَائِهَا فَقَالَ لَا تحلفُوا بِآبَائِكُمْ)
انْتَهَى
909 - قَوْله أَلا ترَى هِرقل حِين سَأَلَ أَبَا سُفْيَان عَن أَتبَاع رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَلَمَّا قَالَ ضعفاء النَّاس وَأَرَاذِلهمْ قَالَ مَا زَالَت أَتبَاع الْأَنْبِيَاء كَذَلِك
قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم فِي صَحِيحَيْهِمَا من حَدِيث ابْن عَبَّاس قَالَ حَدثنِي أَبُو سُفْيَان بن حَرْب من فِيهِ إِلَى فِي قَالَ انْطَلَقت فِي الْمدَّة الَّتِي كَانَت بَيْننَا وَبَين النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَبينا أَنا بِالشَّام إِذْ جِيءَ بِكِتَاب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِلَى هِرقل جَاءَ بِهِ دحْيَة الْكَلْبِيّ فَدفعهُ عَظِيم بصرَى إِلَى هِرقل فَقَالَ هِرقل هَل هَا هُنَا أحد من قوم هَذَا الرجل الَّذِي يزْعم أَنه نَبِي قَالُوا نعم قَالَ أَبُو سُفْيَان فَدُعِيت فِي نفر من قُرَيْش فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ وأجلسنا بَين يَدَيْهِ فَقَالَ أَيّكُم أقرب نسبا مِنْهُ قَالَ أَبُو سُفْيَان فَقلت أَنا فَقَدَّمَنِي إِلَيْهِ وَجعل أَصْحَابِي خَلْفي وَقَالَ لِترْجُمَانِهِ قل لَهُم إِنِّي سَائِلكُمْ عَن أَمر هَذَا الرجل الَّذِي يزْعم أَنه نَبِي ثمَّ سَأَلَهُمْ كَيفَ حسب هَذَا الرجل فِيكُم قَالَ قلت هُوَ فِينَا ذُو حسب قَالَ فَهَل كَانَ من آبَائِهِ ملك قلت لَا قَالَ فَهَل كُنْتُم تَتَّهِمُونَهُ بِالْكَذِبِ قبل أَن يَقُول مَا قَالَ قلت لَا قَالَ من تبعه أَشْرَاف النَّاس أم ضُعَفَاؤُهُمْ قَالَ قلت بل ضُعَفَاؤُهُمْ قَالَ فَهَل يزِيدُونَ أم ينقصُونَ قَالَ قلت بل يزِيدُونَ ثمَّ قَالَ(2/474)
لِترْجُمَانِهِ قل لَهُ إِنِّي سَأَلت عَن حَسبه فِيكُم فَزَعَمت أَنه فِيكُم ذُو حسب وَكَذَلِكَ الرُّسُل تبْعَث فِي أَحْسَاب قَومهَا وَسَأَلْتُك هَل كَانَ فِي آبَائِهِ ملك فَزَعَمت أَن لَا فَقلت لَو كَانَ فِي آبَائِهِ ملك قلت رجل يطْلب ملك آبَائِهِ وَسَأَلْتُك عَن أَتْبَاعه أَضُعَفَاء النَّاس أم أَشْرَافهم فَقلت بل ضُعَفَاؤُهُمْ وَكَذَلِكَ أَتبَاع الرُّسُل ... الحَدِيث بِطُولِهِ
910 - الحَدِيث الثَّالِث
رُوِيَ أَنه عَلَيْهِ السَّلَام لما دخل مَكَّة قَالَ كل رَبًّا فِي الْجَاهِلِيَّة مَوْضُوع تَحت قدمي هَاتين وَأول مَا أَضَعهُ رَبًّا الْعَبَّاس)
قلت رَوَاهُ مُسلم فِي حَدِيث جَابر الطَّوِيل فِي الْحَج من حَدِيث جَابر بن عبد الله قَالَ مكث رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ تسع سِنِين لم يحجّ ثمَّ أذن فِي النَّاس فِي السّنة الْعَاشِرَة ... إِلَى أَن قَالَ وكل شَيْء من أَمر الْجَاهِلِيَّة تَحت قدمي مَوْضُوع وَدِمَاء الْجَاهِلِيَّة مَوْضُوعَة وَأول دم أَضَعهُ دم ابْن ربيعَة بن الْحَارِث وَربا الْجَاهِلِيَّة مَوْضُوع وَأول رَبًّا أَضَعهُ رَبًّا الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب فَإِنَّهُ مَوْضُوع كُله) مُخْتَصرا
وغفل الطَّيِّبِيّ فَعَزاهُ لِلتِّرْمِذِي وَابْن ماجة عَن عَمْرو بن الْأَحْوَص سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول فِي حجَّة الْوَدَاع أَلا إِن كل رَبًّا فِي الْجَاهِلِيَّة مَوْضُوع لكم رُؤُوس أَمْوَالكُم لَا تظْلمُونَ وَلَا تظْلمُونَ)
911 - الحَدِيث الرَّابِع
رُوِيَ أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ صعد الصَّفَا فَنَادَى يَا بني عبد الْمطلب يَا بني هَاشم يَا بني عبد منَاف افْتَدَوْا أَنفسكُم يَا عَبَّاس عَم النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَا صَفِيَّة عمَّة النَّبِي إِنِّي لَا أملك لكم من الله شَيْئا سلوني من مَالِي مَا شِئْتُم)(2/475)
وَرُوِيَ أَنه جمع بني عبد الْمطلب وهم يَوْمئِذٍ أَرْبَعُونَ رجلا الرجل مِنْهُم يَأْكُل الْجَذعَة وَيشْرب اللَّبن عَلَى رجل شَاة وَقَعْب من لبن فَأَكَلُوا وَشَرِبُوا حَتَّى صدرُوا ثمَّ أَنْذرهُمْ فَقَالَ يَا بني عبد الْمطلب لَو أَخْبَرتكُم أَن بسفح هَذَا الْجَبَل خيلا أَكنت مصدقي قَالُوا نعم قَالَ فَإِنِّي نَذِير لكم بَين يَدي عَذَاب شَدِيد)
وَرُوِيَ أَنه قَالَ يَا بني عبد الْمطلب يَا بني هَاشم يَا بني عبد منَاف افْتَدَوْا أَنفسكُم من النَّار فَإِنِّي لَا اغني عَنْكُم من الله شَيْئا ثمَّ قَالَ يَا عَائِشَة بنت أبي بكر وَيَا حَفْصَة بنت عمر وَيَا فَاطِمَة بنت مُحَمَّد وَيَا صَفِيَّة عمَّة مُحَمَّد اشترين أَنْفُسكُنَّ من النَّار فَإِنِّي لَا أُغني عَنْكُم من الله شَيْئا)
قلت أما الأول وَالثَّالِث فَيقرب مِنْهُ مَا رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم من حَدِيث ابْن عَبَّاس قَالَ لما نزلت وأنذر عشيرتك الْأَقْرَبين خرج رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حَتَّى صعد الصَّفَا فَهَتَفَ يَا صَبَاحَاه فَقَالُوا من هَذَا الَّذِي يَهْتِف فَقَالُوا مُحَمَّد فَاجْتمعُوا إِلَيْهِ فَقَالَ يَا بني فلَان يَا بني فلَان يَا بني عبد منَاف فَاجْتمعُوا إِلَيْهِ فَقَالَ أَرَأَيْتكُم لَو أَخْبَرتكُم أَن خيلا تخرج بسفح هَذَا الْجَبَل أَكُنْتُم مصدقي قَالُوا مَا جربنَا عَلَيْك كذبا قَالَ فَإِنِّي نَذِير لكم بَين يَدي عَذَاب شَدِيد) فَقَالَ أَبُو لَهب تَبًّا لَك أَلِهَذَا جمعتنَا فَنزلت هَذِه السُّورَة تبت يدا أبي لَهب
وَرَوَى مُسلم من حَدِيث عَائِشَة قَالَت لما نزلت وأنذر عشيرتك الْأَقْرَبين قَامَ رَسُول الله عَلَى الصَّفَا فَقَالَ يَا فَاطِمَة بنت مُحَمَّد يَا صَفِيَّة بنت عبد الْمطلب يَا بني عبد الْمطلب لَا أملك لكم من الله شَيْئا سلوني من مَالِي مَا شِئْتُم)(2/476)
وَرَوَى ابْن حبَان فِي صَحِيحه من حَدِيث أبي هُرَيْرَة قَالَ قَامَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حِين نزلت وأنذر عشيرتك الْأَقْرَبين فَقَالَ يَا بني عبد منَاف وَيَا بني هَاشم لَا أُغني عَنْكُم من الله شَيْئا يَا صَفِيَّة بنت عبد الْمطلب لَا أُغني عَنْك من الله شَيْئا يَا فَاطِمَة بنت مُحَمَّد لَا أُغني عَنْك من الله شَيْئا يَا عَبَّاس بن عبد الْمطلب لَا أُغني عَنْك من الله شَيْئا)
انْتَهَى
وَرَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده وَزَاد فِيهِ عَائِشَة لَا أُغني عَنْك من الله شَيْئا
قَالَ ابْن حبَان وَهَذَا الْخَبَر مَنْسُوخ لِأَن فِيهِ أَنه عَلَيْهِ السَّلَام لَا يشفع لأحد وَأَحَادِيث الشَّفَاعَة إِنَّمَا كَانَت بِالْمَدِينَةِ بعد ذَلِك
انْتَهَى
وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ وَزَاد فِيهِ أَنْقِذُوا أَنفسكُم من النَّار
وَرَوَى الطَّبَرِيّ أَيْضا حَدِيث عَائِشَة وَحَدِيث أبي هُرَيْرَة من طرق كَثِيرَة مُسندَة ومرسلة وَلَيْسَ فِي شَيْء مِنْهَا ذكر حَفْصَة
لَكِن رَوَى ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من حَدِيث عَلّي بن يزِيد عَن الْقَاسِم عَن أبي أُمَامَة قَالَ لما نزلت وأنذر عشيرتك الْأَقْرَبين خرج رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ يَا بني هَاشم اشْتَروا أَنفسكُم من النَّار فَإِنِّي لَا أملك لكم من الله شَيْئا) ثمَّ قَالَ يَا عَائِشَة بنت أبي بكر وَيَا حَفْصَة بنت عمر وَيَا أم سَلمَة وَيَا فَاطِمَة بنت مُحَمَّد وَيَا أم الزُّبَيْر عمَّة رَسُول الله اشْتَروا أَنفسكُم من النَّار فَإِنِّي لَا أملك لكم من الله شَيْئا)
وَأما الحَدِيث الثَّانِي فَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة من طَرِيق مُحَمَّد بن إِسْحَاق حَدثنِي من سمع عبد الله بن الْحَارِث بن نَوْفَل وَاسْتَكْتَمَنِي اسْمه عَن ابْن عَبَّاس عَن عَلّي بن أبي طَالب قَالَ لما نزلت هَذِه الْآيَة عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وأنذر عشيرتك الْأَقْرَبين عرفت أَنِّي إِن بادأت بهَا قومِي ... إِلَى أَن قَالَ فَاصْنَعْ لنا يَا عَلّي رجل شَاة عَلَى صَاع من طَعَام وَأعد لنا عس لبن ثمَّ اجْمَعْ لي بني عبد الْمطلب فَفعلت فَاجْتمعُوا وهم يَوْمئِذٍ أَرْبَعُونَ رجلا فيهم أَعْمَامه(2/477)
أَبُو طَالب وَحَمْزَة وَالْعَبَّاس وَأَبُو لَهب فَقدمت إِلَيْهِم تِلْكَ الْجَفْنَة فَأخذ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حذْيَة فَشَقهَا بِأَسْنَانِهِ ثمَّ رَمَى بهَا فِي نَوَاحِيهَا
وَقَالَ (كلوا بِسم الله) فَأكل الْقَوْم حَتَّى نَهِلُوا عَنهُ مَا ترَى إِلَّا آثَار أَصَابِعهم وَالله إِن كَانَ الرجل ليَأْكُل مثلهَا ثمَّ قَالَ اِسْقِهِمْ يَا عَلّي) فَجئْت بذلك الْقَعْب فَشَرِبُوا مِنْهُ حَتَّى نَهِلُوا جَمِيعًا وَالله إِن كَانَ الرجل مِنْهُم ليشْرب مثله ... الحَدِيث مُخْتَصرا
وَرَوَاهُ أَبُو نعيم فِي دَلَائِل النُّبُوَّة من طَرِيق ابْن أبي شيبَة حَدثنَا شريك عَن الْأَعْمَش عَن الْمنْهَال بن عَمْرو عَن عباد بن عبد الله الْأَسدي عَن عَلّي بن أبي طَالب قَالَ لما نزلت وأنذر عشيرتك الْأَقْرَبين قَالَ لي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ اصْنَع لي رجل شَاة عَلَى صَاع من طَعَام وَأعد قَعْبًا من اللَّبن) فَفعلت ثمَّ قَالَ اجْمَعْ لي بني عبد الْمطلب فَجمعتهمْ وهم يَوْمئِذٍ أَرْبَعُونَ رجلا فَوضعت الطَّعَام بَينهم فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا وَإِن مِنْهُم لمن يَأْكُل الْجَذعَة وَيشْرب الْعس ثمَّ جِئْت بالقعب فَشَرِبُوا حَتَّى رووا فَقَالَ بَعضهم يرَوْنَ أَنه أَبُو لَهب مَا رَأينَا سحرًا مثل الْيَوْم ثمَّ عرض عَلَيْهِم رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مَا عرض
انْتَهَى
وَرَوَى الطَّبَرِيّ وَابْن مرْدَوَيْه فِي تفسيريهما من حَدِيث ابْن إِسْحَاق حَدثنِي عبد الْغفار بن الْقَاسِم عَن الْمنْهَال بن عَمْرو عَن عبد الله بن الْحَارِث بن نَوْفَل ابْن الْحَارِث بن عبد الْمطلب عَن ابْن عَبَّاس عَن عَلّي بن أبي طَالب قَالَ لما نزلت وأنذر عشيرتك الْأَقْرَبين ... فَذكره بِلَفْظ الْبَيْهَقِيّ
وَرَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده بِسَنَد الطَّبَرِيّ وَمتْن أبي نعيم سَوَاء
وَقَوله فِي الْكتاب فِيهِ ثمَّ أَنْذرهُمْ فَقَالَ يَا بني عبد الْمطلب لَو أَخْبَرتكُم أَن بسفح هَذَا الْجَبَل خيلا) هُوَ فِي حَدِيث ابْن عَبَّاس كَمَا تقدم عِنْد البُخَارِيّ وَمُسلم
912 - الحَدِيث الْخَامِس
قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (أَتموا الرُّكُوع وَالسُّجُود فوَاللَّه إِنِّي لأَرَاكُمْ(2/478)
من خلف ظَهْري إِذا رَكَعْتُمْ وَسَجَدْتُمْ)
قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَبَاقِي السِّتَّة فِي الصَّلَاة من حَدِيث قَتَادَة عَن أنس قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَتموا الرُّكُوع وَالسُّجُود فو الله إِنِّي لأَرَاكُمْ من بعد ظَهْري)
انْتَهَى وَلَفظ النَّسَائِيّ (من خلف ظَهْري إِذا رَكَعْتُمْ وَسَجَدْتُمْ) انْتَهَى
وَأخرج البُخَارِيّ وَمُسلم عَن أبي هُرَيْرَة أَنه عَلَيْهِ السَّلَام قَالَ هَل ترَوْنَ قِبْلَتِي هَا هُنَا فو الله مَا يخْفَى عَلّي ركوعكم وَلَا سُجُودكُمْ وَإِنِّي لأركم من وَرَاء ظَهْري)
انْتَهَى
قَالَ البُخَارِيّ وَلَا خُشُوعكُمْ عوض سُجُودكُمْ
913 - الحَدِيث السَّادِس
فِي الحَدِيث الْكَلِمَة يختطفها الجني فَيَقْرَؤُهَا فِي أذن وليه فيزيد فِيهَا أَكثر من مائَة كذبة)
قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم من حَدِيث عَائِشَة قَالَت سَأَلَ نَاس رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَن الْكُهَّان فَقَالَ لَهُم لَيْسُوا بِشَيْء قَالُوا يَا رَسُول الله فَإِنَّهُم يحدثُونَ أَخْبَارًا بالشَّيْء أَحْيَانًا يكون حَقًا فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ تِلْكَ الْكَلِمَة من الْحق يَخْطفهَا الجني فَيقر فِي أذن وليه قر الدَّجَاجَة فَيَخْلِطُونَ فِيهَا أَكثر من مائَة كذبة)
انْتَهَى
914 - الحَدِيث السَّابِع
عَن كَعْب بن مَالك أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ لَهُ اهجهم فوالذي نَفْس مُحَمَّد بِيَدِهِ لَهو أَشد عَلَيْهِم من النبل)
قلت غَرِيب
وَرَوَى التِّرْمِذِيّ فِي آخر أَبْوَاب الاسْتِئْذَان وَالنَّسَائِيّ فِي الْحَج من حَدِيث جَعْفَر بن سُلَيْمَان عَن ثَابت عَن أنس أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ دخل مَكَّة فِي عمْرَة الْقَضَاء(2/479)
وَعبد الله بن رَوَاحَة بَين يَدَيْهِ وَهُوَ يَقُول
(خلوا بني الْكفَّار عَن سَبيله ... الْيَوْم نَضْرِبكُمْ عَلَى تَنْزِيله)
ضربا يزِيل الْهَام عَن مقِيله ... وَيذْهل الْخَلِيل عَن خَلِيله)
فَقَالَ لَهُ عمر يَا ابْن رَوَاحَة بَين يَدي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَفِي حرم الله تَقول الشّعْر فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ خل عَنهُ يَا عمر فَلَهو أسْرع فيهم من نضح النبل)
انْتَهَى قَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث حسن صَحِيح غَرِيب قَالَ وَرُوِيَ أَن الَّذِي كَانَ يَقُول الشّعْر بَين يَدي النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ هُوَ كَعْب بن مَالك قَالَ وَهَذَا أصح عِنْد بعض أهل الحَدِيث لِأَن عبد الله بن رَوَاحَة قتل يَوْم مُؤْتَة وَإِنَّمَا كَانَت عمْرَة الْقَضَاء بعد ذَلِك
انْتَهَى
وَرَوَى ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من حَدِيث أبي روق عَن الضَّحَّاك عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى وَالشعرَاء يتبعهُم الْغَاوُونَ قَالَ هم الْمُشْركُونَ الَّذين كَانُوا يَهْجُونَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَأَصْحَابه ثمَّ قَالَ إِلَّا الَّذين آمنُوا وَعمِلُوا الصَّالِحَات يَعْنِي حسانا وَعبد الله بن رَوَاحَة وَكَعب بن مَالك كَانُوا يَذبُّونَ عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَأَصْحَابه بِهِجَاء الْمُشْركين
ثمَّ رَوَى من طَرِيق عبد الرَّزَّاق أَنا معمر عَن الزُّهْرِيّ عَن عبد الرَّحْمَن ابْن كَعْب بن مَالك عَن أَبِيه قَالَ لما نزلت وَالشعرَاء يتبعهُم الْغَاوُونَ أتيت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقلت يَا رَسُول الله مَاذَا ترَى فِي الشّعْر فَقَالَ إِن الْمُؤمن يُجَاهد بِسَيْفِهِ وَلسَانه وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ لكَأَنَّمَا تَنْضَحُونَهُمْ بِالنَّبلِ)
انْتَهَى
وَرَوَى ابْن سعد فِي الطَّبَقَات فِي تَرْجَمَة كَعْب بن مَالك أخبرنَا عبد الْوَهَّاب بن عَطاء أَنا عبد الله بن عون عَن مُحَمَّد بن سِيرِين أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ لكعب بن مَالك هيه) فأنشده فَقَالَ لَهو أَشد عَلَيْهِم من وَقع النبل)
انْتَهَى
وَأخرج مُسلم فِي فَضَائِل حسان عَن أبي سَلمَة عَن عَائِشَة أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ اهجوا قُريْشًا فَإِنَّهُ أَشد عَلَيْهَا من رشق النبل)(2/480)
915 - الحَدِيث الثَّامِن
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه كَانَ يَقُول لحسان قل وروح الْقُدس مَعَك)
قلت رَوَاهُ النَّسَائِيّ فِي سنَنه فِي المناقب من حَدِيث أبي إِسْحَاق عَن الْبَراء بن عَازِب أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ لحسان اهج الْمُشْركين فَإِنَّهُ روح الْقُدس مَعَك)
انْتَهَى
رَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك وَصَححهُ
وَرَوَى ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره فِي سُورَة الْأَحْزَاب من حَدِيث مجَالد عَن الشّعبِيّ عَن جَابر أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ يَوْم الْأَحْزَاب من يحمي أَعْرَاض الْمُسلمين) فَقَالَ حسان أَنا يَا رَسُول الله قَالَ نعم اهجهم فَإِنَّهُ روح الْقُدس سيعينك عَلَيْهِم)
انْتَهَى
والْحَدِيث فِي الصَّحِيحَيْنِ عَن عدي بن ثَابت عَن الْبَراء أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ لَهُم اهجهم وَجِبْرِيل مَعَك)
انْتَهَى
916 - قَوْله وَقد تَلَاهَا أَبُو بكر عَلَى عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما حِين عهد إِلَيْهِ
قلت رَوَى ابْن أبي حَاتِم فِي تَفْسِيره عَن زَكَرِيَّا بن يَحْيَى الوَاسِطِيّ حَدثنَا الْهَيْثَم ابْن مَحْفُوظ أَبُو سعيد النَّهْدِيّ حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن المحبر حَدثنَا هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة قَالَت كتب أبي وَصيته بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم هَذَا مَا أَوْصَى بِهِ أَبُو بكر بن أبي قُحَافَة عِنْد خُرُوجه من الدُّنْيَا حِين يُؤمن الْكَافِر وَيَنْتَهِي الْفَاجِر وَيصدق الْكَاذِب إِنِّي اسْتخْلفت عَلَيْكُم عمر بن الْخطاب فَإِن يعدل فَذَلِك ظَنِّي بِهِ وَإِن يجر وَيظْلم فَإِنِّي لَا أعلم الْغَيْب وَسَيعْلَمُ الَّذين ظلمُوا أَي مُنْقَلب يَنْقَلِبُون
انْتَهَى
وَرَوَى ابْن سعد فِي الطَّبَقَات فِي تَرْجَمَة أبي بكر أخبرنَا مُحَمَّد بن عمر(2/481)
الْوَاقِدِيّ حَدثنِي أَبُو بكر بن عبد الله بن أبي سُبْرَة عَن عبد الْمجِيد بن سُهَيْل عَن أبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن وَأخْبرنَا بردَان بن أبي النَّضر عَن أبي النَّضر عَن مُحَمَّد ابْن إِبْرَاهِيم بن الْحَارِث التَّيْمِيّ وَأخْبرنَا عَمْرو بن عبد الله بن عَنْبَسَة عَن عبد الله الْبَهِي دخل حَدِيث بَعضهم فِي بعض أَن أَبَا بكر الصّديق لما اسْتعزَّ بِهِ دَعَا عبد الرَّحْمَن بن عَوْف وَعُثْمَان بن عَفَّان فَقَالَ لعُثْمَان أَخْبرنِي عَن عمر بن الْخطاب فَقَالَ لَهُ أَنْت أعرف بِهِ منا وَالله مَا علمي بِهِ إِلَّا أَن سَرِيرَته أحسن من عَلَانِيَته وَلَيْسَ فِينَا جَمِيعًا مثله وَقَالَ عبد الرَّحْمَن مثل ذَلِك وَاسْتَشَارَ مَعَهُمَا سعيد بن زيد وَأسيد بن الْحضير وَغَيرهمَا من الْمُهَاجِرين فَلم يخْتَلف فِيهِ أحد فَأمر أَبُو بكر بِدَوَاةٍ وَقِرْطَاس وَقَالَ لعُثْمَان بن عَفَّان اكْتُبْ فَكتب بِسم الله الرَّحْمَن الرَّجِيم هَذَا مَا عهد أَبُو بكر بن أبي قُحَافَة فِي آخر عَهده بالدنيا خَارِجا مِنْهَا وَأول عَهده بِالآخِرَة دَاخِلا فِيهَا حَيْثُ يُؤمن الْكَافِر وَيَنْتَهِي الْفَاجِر وَيصدق الْكَاذِب إِنِّي اسْتخْلفت عَلَيْكُم بعدِي عمر بن الْخطاب فَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطيعُوا وَإِنِّي لم آل الله وَرَسُوله وديني وَإِيَّاكُم وَنَفْسِي خيرا فَإِن عدل فَذَلِك ظَنِّي بِهِ وَعلمِي فِيهِ وَإِن بدل فَلِكُل امْرِئ مَا اكْتسب وَالْخَيْر أردْت وَلَا أعلم الْغَيْب وَسَيعْلَمُ الَّذين ظلمُوا أَي مُنْقَلب يَنْقَلِبُون فَأمر بِخَتْم الْكتاب ثمَّ رفع يَدَيْهِ وَقَالَ اللَّهُمَّ إِنِّي لم أرد إِلَّا صَلَاحهمْ وَقد عملت فيهم بِمَا أَنْت أعلم بِهِ وَاجْتَهَدت لَهُم رَأْيِي وَوليت عَلَيْهِم خَيرهمْ وَأَقْوَاهُمْ عَلَيْهِ فَاخْلُفْنِي فيهم فَإِنَّهُم عِبَادك وَنَوَاصِيهمْ بِيَدِك أَصْلحهم لَهُ وَأَصْلحهُ لَهُم واجعله من خلفائك الرَّاشِدين يتبع هدى نبيك وَهدى الصَّالِحين بعده ثمَّ دَعَا أَبُو بكر عمر فَأَوْصَاهُ بِمَا أَوْصَى وَأمر عُثْمَان فَخرج بِالْكتاب مَخْتُومًا فَقَالَ عُثْمَان للنَّاس تُبَايِعُونَ لمن فِي هَذَا الْكتاب قَالُوا نعم فَقَالَ عَلّي قد علمنَا بِهِ هُوَ عمر بن الْخطاب فرضوا بِهِ جَمِيعًا وَقَامُوا فَبَايعُوهُ
مُخْتَصر من كَلَام طَوِيل
917 - الحَدِيث التَّاسِع
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ من قَرَأَ سُورَة الشُّعَرَاء كَانَ لَهُ من الْأجر عشر حَسَنَات بِعَدَد من صدق بِنوح وَكذب بِهِ وَهود وَشُعَيْب(2/482)
وَصَالح وَإِبْرَاهِيم وَبِعَدَد كل من كذب بِعِيسَى وَصدق بِمُحَمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث سَلام بن سليم حَدثنَا هَارُون بن كثير عَن زيد بن أسلم عَن أَبِيه عَن أبي أُمَامَة عَن أبي بن كَعْب عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ
فَذكره
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بِسَنَدِهِ الثَّانِي فِي آل عمرَان
وَرَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط بِسَنَدِهِ الْمُتَقَدّم فِي يُونُس(2/483)
سُورَة النَّمْل
ذكر فِيهَا خَمْسَة عشر حَدِيثا
918 - الحَدِيث الأول
سَمّى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الْعلمَاء وَرَثَة الْأَنْبِيَاء
قلت رُوِيَ من حَدِيث أبي الدَّرْدَاء والبراء بن عَازِب وَعبد الله بن عَمْرو وَجَابِر وَابْن مَسْعُود
فَحَدِيث أبي الدَّرْدَاء رَوَاهُ أَبُو دَاوُود وَالتِّرْمِذِيّ فِي كتاب الْعلم وَابْن ماجة فِي السّنة فَأَبُو دَاوُد وَابْن ماجة من حَدِيث عَاصِم بن رَجَاء بن حَيْوَة عَن دَاوُد بن جميل عَن كثير بن قيس قَالَ كنت جَالِسا مَعَ أبي الدَّرْدَاء فِي مَسْجِد دمشق فَجَاءَهُ رجل فَقَالَ يَا أَبَا الدَّرْدَاء إِنِّي جئْتُك من مَدِينَة الرَّسُول لحَدِيث بَلغنِي أَنَّك تحدثه عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مَا جِئْت لحَاجَة قَالَ فَإِنِّي سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول (من سلك طَرِيقا يطْلب فِيهِ علما سلك بِهِ طَرِيقا من طرق الْجنَّة وَإِن الْمَلَائِكَة لتَضَع أَجْنِحَتهَا رضَا لطَالب الْعلم وَإِن الْعَالم ليَسْتَغْفِر لَهُ من فِي السَّمَوَات وَالْأَرْض وَالْحِيتَان فِي جَوف المَاء وَإِن فضل الْعَالم عَلَى العابد كفضل الْقَمَر لَيْلَة الْبَدْر عَلَى سَائِر الْكَوَاكِب وَإِن الْعلمَاء وَرَثَة الْأَنْبِيَاء وَإِن الْأَنْبِيَاء لم يورثوا دِينَارا وَلَا درهما وَإِنَّمَا ورثوا الْعلم فَمن أَخذه أَخذ بحظ وافر) انْتَهَى قَالَ التِّرْمِذِيّ لَا يعرف هَذَا الحَدِيث إِلَّا عَن عَاصِم بن رَجَاء بن حَيْوَة وَلَيْسَ إِسْنَاده عِنْدِي بِمُتَّصِل هَكَذَا حَدثنَا مَحْمُود بن خِدَاش هَذَا الحَدِيث وَإِنَّمَا يروي هَذَا الحَدِيث عَن عَاصِم بن رَجَاء بن حَيْوَة عَن دَاوُد بن جميل عَن كثير بن قيس عَن أبي الدَّرْدَاء عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَهَذَا أصح من حَدِيث مَحْمُود بن خِدَاش انْتَهَى(3/7)
وَقَالَ الْمُنْذِرِيّ فِي مُخْتَصره وَقد اخْتلف فِي هَذَا الحَدِيث اخْتِلَافا كثيرا فَقيل فِيهِ كثير بن قيس وَقيل قيس بن كثير وَفِي بَعْضهَا أَن كثير بن قيس ذكر أَنه جَاءَهُ رجل من الْمَدِينَة وَفِي بَعْضهَا عَن كثير بن قيس قَالَ أتيت أَبَا الدَّرْدَاء وَهُوَ جَالس فِي مَسْجِد دمشق وَفِي بَعْضهَا جَاءَهُ رجل من أهل الْمَدِينَة وَهُوَ بِمصْر وَمِنْهُم من أثبت فِي إِسْنَاده دَاوُد بن جميل وَمِنْهُم من أسْقطه وَرُوِيَ عَن كثير ابْن قيس عَن يزِيد بن سَمُرَة عَن أبي الدَّرْدَاء انْتَهَى كَلَامه
وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الثَّالِث من الْقسم الأول كَرِوَايَة أبي دَاوُد
وَخَالفهُ الدَّارَقُطْنِيّ فَذكره فِي الْعِلَل وَأعله بِالِاضْطِرَابِ وَضعف رَاوِيه فَقَالَ وَعَاصِم بن رَجَاء وَمن فَوْقه إِلَى أبي الدَّرْدَاء ضعفاء وَلَا يثبت انْتَهَى
وَأعله ابْن الْقطَّان أَيْضا فِي كتاب الْوَهم وَالْإِيهَام فَقَالَ دَاوُد بن جميل وَكثير ابْن قيس لَا يعلمَانِ فِي غير هَذَا الحَدِيث وَلَا نعلم رَوَى عَن كثير غير دَاوُد والوليد ابْن مرّة وَلَا نعلم رَوَى عَن دَاوُد غير عَاصِم بن رَجَاء ... إِلَى أَن قَالَ فالمتحصل من علته هُوَ الْجَهْل بِحَال رَاوِيَيْنِ من رُوَاته وَالِاضْطِرَاب فِيهِ مِمَّن لم تثبت عَدَالَته يَعْنِي عَاصِمًا انْتَهَى
وَفِيه نظر فَإِن عَاصِم بن رَجَاء قَالَ فِيهِ أَبُو زرْعَة لَا بَأْس بِهِ وَقَالَ ابْن معِين صُوَيْلِح وَقَالَ ابْن عبد الْبر ثِقَة مَشْهُور وَذكره ابْن حبَان فِي الثِّقَات وَرَوَى لَهُ فِي صَحِيحه وَرَوَى عَنهُ جمَاعَة من الْأَئِمَّة مِنْهُم أَبُو نعيم الْفضل بن دُكَيْن والخربي وَغَيرهمَا وَدَاوُد بن جميل وَكثير بن قيس ذكرهمَا ابْن حبَان فِي الثِّقَات وَرَوَى لَهما فِي صَحِيحه وَرَوَى عَن كثير جمَاعَة دَاوُد بن جميل والوليد بن مرّة الْأَوْزَاعِيّ وَرِوَايَته عَنهُ فِي المعجم الْكَبِير للطبراني وَذكر ابْن حبَان فِي الثِّقَات أَنه رَوَى عَنهُ يزِيد بن سَمُرَة نعم لم أر من رَوَى عَن دَاوُد بن جميل غير(3/8)
عَاصِم وَلِهَذَا قَالَ ابْن عبد الْبر فِي كتاب الْعلم إِنَّه مَجْهُول لَا يعرف هُوَ وَلَا أَبوهُ وَلَا نعلم أحدا رَوَى عَنهُ غير عَاصِم بن رَجَاء وَذكره الْأَزْدِيّ أَيْضا فِي الضُّعَفَاء
وَله طَرِيق آخر عِنْد أبي دَاوُد عَن الْوَلِيد بن مُسلم قَالَ لقِيت شبيب بن شيبَة فَحَدثني بِهِ عَن عُثْمَان بن أبي سَوْدَة عَن أبي الدَّرْدَاء بِمَعْنَاهُ مَرْفُوعا وَعُثْمَان ابْن أبي سَوْدَة قَالَ فِيهِ مَرْوَان بن مُحَمَّد ثِقَة ثَبت وَذكره ابْن حبَان فِي الثِّقَات وَتوقف فِيهِ ابْن الْقطَّان لعدم مَعْرفَته بِثِقَتِهِ وَأما شبيب بن شيبَة فَلم أر لَهُ ذكر إِلَّا فِي هَذَا الحَدِيث
وَقد رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْكَبِير من حَدِيث مُسلم عَن شُعَيْب بن زُرَيْق سَمِعت عُثْمَان بن أبي سَوْدَة قَالَ قدم رجل من الْمَدِينَة عَلَى أبي الدَّرْدَاء فَقَالَ لَهُ أَبُو الدَّرْدَاء أما الَّذِي قدمت لَهُ فَذكر الحَدِيث وَفِيه الْعلمَاء وَرَثَة الْأَنْبِيَاء لَيْسَ فِيهِ إِن وَهَذِه الرِّوَايَة أشبه من رِوَايَة أبي دَاوُد وَإِسْنَاده جيد وَشُعَيْب ابْن زُرَيْق قَالَ فِيهِ دُحَيْم لَا بَأْس بِهِ وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ ثِقَة انْتَهَى
وَلِلْحَدِيثِ طَرِيق سَالِمَة من الضعْف وَالِاضْطِرَاب
رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْكَبِير حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الله الْحَضْرَمِيّ ثَنَا عمر بن مُحَمَّد بن الْحسن الْأَسدي ثَنَا أبي شَيبَان بن عبد الرَّحْمَن عَن عتبَة ابْن عبد الله عَن يُونُس بن يزِيد عَن عَطاء بن أبي رَبَاح عَن أبي الدَّرْدَاء فَذكره
فَشَيْخ الطَّبَرَانِيّ هُوَ مطين صَاحب الْمسند إِمَام حَافظ وَبَاقِي رِجَاله مُحْتَج بهم فِي الصَّحِيح لَيْسَ فيهم من تكلم فِيهِ غير مُحَمَّد بن الْحسن الْأَسدي الْمَعْرُوف بِالتَّلِّ وَقد احْتج بِهِ البُخَارِيّ وَقَالَ أَبُو دَاوُد صَالح وَقَالَ ابْن عدي لم أر بحَديثه بَأْسا وَضَعفه ابْن معِين وَابْن حبَان وَيَعْقُوب الْفَسَوِي وَالله أعلم
وَأما حَدِيث الْبَراء بن عَازِب رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي كتاب فضل الْعَالم الْعَفِيف عَلَى الْجَاهِل الشريف حَدثنَا أَحْمد بن عَاصِم مُحَمَّد بن عَاصِم الْأَيْلِي ثَنَا زَكَرِيَّا(3/9)
ابْن يَحْيَى السَّاجِي ثَنَا مُحَمَّد بن إِسْحَاق البكائي ثَنَا مُحَمَّد بن مطرف ثَنَا شريك عَن أبي إِسْحَاق عَن الْبَراء بن عَازِب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (الْعلمَاء وَرَثَة الْأَنْبِيَاء يُحِبهُمْ أهل السَّمَاء وَتَسْتَغْفِر لَهُم الْحيتَان فِي الْبَحْر) انْتَهَى
وَأما حَدِيث عبد الله بن عَمْرو فَرَوَاهُ أَبُو نعيم أَيْضا حَدثنَا مُحَمَّد بن عَلّي ابْن مُسلم الْعقيلِيّ ثَنَا عبد الْكَبِير بن عمر الخطائري ثَنَا سُلَيْمَان بن مُحَمَّد بن الْفضل ثَنَا عَلّي بن شبْرمَة عَن شريك عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عبد الله ابْن عَمْرو قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (إِن الْعلمَاء وَرَثَة الْأَنْبِيَاء وَإِن الْأَنْبِيَاء لم يورثوا دِينَارا وَلَا درهما وَلَكِن ورثوا الْعلم) انْتَهَى
وَأما حَدِيث ابْن مَسْعُود فَرَوَاهُ أَبُو الْقَاسِم حَمْزَة بن يُوسُف السَّهْمِي فِي تَارِيخ جرجان ثَنَا يَحْيَى بن زَكَرِيَّا بن أَحْمد الْمصْرِيّ ثَنَا زفر بن الهديل ثَنَا أَبُو حنيفَة النُّعْمَان بن ثَابت عَن حَمَّاد عَن عَلْقَمَة عَن عبد الله بن مَسْعُود سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول الْعلمَاء وَرَثَة الْأَنْبِيَاء انْتَهَى
وَأما حَدِيث جَابر فَرَوَاهُ الْخَطِيب فِي تَارِيخ بَغْدَاد فِي تَرْجَمَة أَحْمد بن مُحَمَّد ابْن حَامِد الْبَلْخِي من رِوَايَة مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر عَن جَابر بن عبد الله قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أكْرمُوا الْعلمَاء فَإِنَّهُم وَرَثَة الْأَنْبِيَاء فَمن أكْرمهم فقد أكْرم الله وَرَسُوله
وَفِي إِسْنَاده الضَّحَّاك بن حَجْوَةَ قَالَ ابْن حبَان لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ وَقَالَ ابْن عدي مُنكر الحَدِيث وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ يضع الحَدِيث
وَرَوَاهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الْعِلَل المتناهية من حَدِيث الضَّحَّاك بن حَجْوَةَ ثَنَا الْفِرْيَانِيُّ ثَنَا سُفْيَان الثَّوْريّ عَن مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر بِهِ وَنقل كَلَام الْمَذْكُورين
919 - قَوْله
قَالَ عمر كل النَّاس أفقه من عمر
قلت تقدم بِتَمَامِهِ فِي سُورَة النِّسَاء وَكَذَا أَحَالهُ الطَّيِّبِيّ(3/10)
920 - الحَدِيث الثَّانِي
قَالَ عَلَيْهِ السَّلَام (أَنا سيد ولد آدم وَلَا فَخر)
قلت تقدم فِي يُوسُف
921 - الحَدِيث الثَّالِث
أَمر النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الْعَبَّاس أَن يحبس أَبَا سُفْيَان حَتَّى تمر عَلَيْهِ الْكَتَائِب
قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه فِي الْمَغَازِي فِي غَزْوَة الْفَتْح من حَدِيث هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه قَالَ لما سَار رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَام الْفَتْح بلغ ذَلِك قُريْشًا فَخرج أَبُو سُفْيَان بن حَرْب وَحَكِيم بن حزَام وَبُدَيْل بن وَرْقَاء يَلْتَمِسُونَ الْخَبَر عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَأَقْبَلُوا يَسِيرُونَ حَتَّى أَتَوا مر الظهْرَان فَرَآهُمْ نَاس من حرس رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَأَخَذُوهُمْ فَأتوا بهم رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَأسلم أَبُو سُفْيَان فَلَمَّا سَار قَالَ للْعَبَّاس احْبِسْ أَبَا سُفْيَان عِنْد حطم الْخَيل حَتَّى ينظر إِلَى الْمُسلمين فحبسه الْعَبَّاس فَجعلت الْقَبَائِل تمر مَعَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ تمر كَتِيبَة كَتِيبَة عَلَى أبي سُفْيَان فمرت كَتِيبَة فَقَالَ يَا عَبَّاس من هَذِه قَالَ غفار فَقَالَ مَا لي وَلِغفار ثمَّ مرت جُهَيْنَة فَقَالَ مثل ذَلِك ثمَّ مرت سعد بن هديم فَقَالَ مثل ذَلِك وَمَرَّتْ سليم فَقَالَ مثل ذَلِك حَتَّى أَقبلت كَتِيبَة لم ير مثلهَا قَالَ من هَذِه قَالَ هَؤُلَاءِ الْأَنْصَار عَلَيْهِم سعد بن عبَادَة مَعَه الرَّايَة ثمَّ جَاءَت كَتِيبَة وَهِي أقل الْكَتَائِب فيهم رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَأَصْحَابه وَرَايَة النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مَعَ الزُّبَيْر ... الحَدِيث بِطُولِهِ وَهُوَ مُرْسل فَليعلم ذَلِك
رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة فِي فتح مَكَّة عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس وَفِيه ابْن إِسْحَاق(3/11)
922 - الحَدِيث الرَّابِع
رُوِيَ أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ضحك حَتَّى بَدَت نَوَاجِذه
قلت حَدِيث أخرجه مُسلم فِي الْمَغَازِي عَن سَلمَة بن الْأَكْوَع قَالَ قدمنَا الْحُدَيْبِيَة مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكر الحَدِيث بِطُولِهِ وَفِيه قَالَ قلت يَا رَسُول الله خَلِّنِي أَنْتَخِبُ من الْقَوْم مائَة رجل فَاتبع الْقَوْم فَلَا أُبْقِي مِنْهُم أحد إِلَّا قتلته فَضَحِك رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حَتَّى بَدَت نَوَاجِذه ... الحَدِيث بِطُولِهِ
وَورد فِيهِ أَحَادِيث
فَمِنْهَا حَدِيث رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم فِي صَحِيحَيْهِمَا من رِوَايَة عُبَيْدَة السَّلمَانِي عَن ابْن مَسْعُود قَالَ جَاءَ رجل من الْيَهُود فَقَالَ يَا مُحَمَّد إِن الله يمسك السَّمَوَات عَلَى أصْبع وَالْأَرضين عَلَى أصْبع وَالْجِبَال عَلَى أصْبع وَالشَّجر عَلَى أصْبع وَالْخَلَائِق عَلَى أصْبع ثمَّ يَقُول أَنا الْملك فَضَحِك رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حَتَّى بَدَت نَوَاجِذه وَقَرَأَ وَمَا قدرُوا الله حق قدره الْآيَة
حَدِيث آخر رَوَاهُ مُسلم فِي صَحِيحه فِي الْإِيمَان من حَدِيث الْمَعْرُور بن سُوَيْد عَن أبي ذَر قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (إِنِّي لأعْلم آخر أهل الْجنَّة دُخُولا الْجنَّة وَآخر أهل النَّار خُرُوجًا رجل يُؤْتَى بِهِ يَوْم الْقِيَامَة فَيُقَال أَعرضُوا عَلَيْهِ صغَار ذنُوبه وَارْفَعُوا عَنهُ كِبَارهَا فَيعرض عَلَيْهِ صغَار ذنُوبه فَيُقَال لَهُ عملت كَذَا وَكَذَا فِي يَوْم كَذَا وَكَذَا فَيَقُول نعم لَا يَسْتَطِيع أَن يُنكر وَهُوَ مُشفق من كبار ذنُوبه أَن تعرض عَلَيْهِ فَيُقَال لَهُ فَإِن لَك مَكَان كل سَيِّئَة حَسَنَة فَيَقُول رب قد عملت أَشْيَاء لَا أَرَاهَا هَاهُنَا) فَلَقَد رَأَيْت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ضحك حَتَّى بَدَت نَوَاجِذه انْتَهَى
حَدِيث آخر رَوَى ابْن حبَان وَالْحَاكِم وَصَححهُ من حَدِيث أبي عمره الْأنْصَارِيّ واسْمه ثَعْلَبَة عَمْرو بن مُحصن رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ كُنَّا مَعَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي غَزْوَة فَأصَاب النَّاس مَخْمَصَة شَدِيدَة فَاسْتَأْذنُوا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي نحر بعض ظهْرهمْ(3/12)
فَقَالَ عمر يَا رَسُول الله كَيفَ بِنَا إِذا لَقينَا الْعَدو غَدا وَنحن جِيَاع وَلَكِن إِن رَأَيْت يَا رَسُول الله أَن نَدْعُو النَّاس بِبَقِيَّة أَزْوَادهم قَالَ فَجعل الرجل يَجِيء بِالْحَفْنَةِ من الطَّعَام فَمَا زَاد وَأَعْلَاهُمْ من جَاءَ بِصَاع فَجَمعه عَلَى نطع ثمَّ دَعَا الله بِمَا شَاءَ أَن يَدْعُو ثمَّ أَتَى النَّاس بِأَوْعِيَتِهِمْ قَالَ فَلم يبْق فِي الْجَيْش وعَاء إِلَّا مَلِيء وَبَقِي مثله قَالَ فَضَحِك رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حَتَّى بَدَت نَوَاجِذه وَقَالَ (أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَأَنِّي رَسُول الله لَا يلقاه بهما عبد مُؤمن إِلَّا حجبتاه عَن النَّار يَوْم الْقِيَامَة) انْتَهَى
حَدِيث آخر رَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك وَسكت عَنهُ فِي الْفَضَائِل عَن أبي مَالك النَّخعِيّ عَن الْأسود بن قيس عَن نُبيح الْعَنزي عَن أم أَيمن قَالَت قَامَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بِاللَّيْلِ فَبَال فِي فخاره فَقُمْت وَأَنا عَطْشَانَة فَشَربته وَأَنا لَا أشعر فَلَمَّا أصبح أَمرنِي أَن أهريقها فَقلت لَهُ إِنِّي شربته فَضَحِك حَتَّى بَدَت نَوَاجِذه وَقَالَ لَا تتجعي بَطْنك أبدا انْتَهَى
حَدِيث آخر رَوَى الدَّارَقُطْنِيّ فِي سنته من جِهَة زَمعَة بن صَالح عَن سَلمَة ابْن وهرام عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس قَالَ كَانَ عبد الله بن رَوَاحَة مُضْطَجعا إِلَى جنب امْرَأَته فَقَامَ إِلَى جَارِيَة لَهُ فِي نَاحيَة الْحُجْرَة فَوَقع عَلَيْهَا فَقَامَتْ امْرَأَته فَأخذت الشَّفْرَة وَقَامَت إِلَيْهِ فَلَمَّا رَآهَا قَالَ لَهَا مَا رَأَيْت قَالَت رَايَتك تفعل كَذَا وَكَذَا فَجحد فَقلت لَهُ اقْرَأ فَقَالَ
(أَتَانَا رَسُول الله يَتْلُو كِتَابه ... كَمَا لَاحَ مَشْهُور من الْفجْر سَاطِع)
(أَتَى بِالْهُدَى بعد الْعَمى فَقُلُوبنَا ... بِهِ مُوقِنَات أَن مَا قَالَ وَاقع)
(يبيت يُجَافِي جفْنه عَن فرَاشه ... إِذا اسْتَقَلت بالمشركين الْمضَاجِع)
فَقَالَت آمَنت بِاللَّه وكذبت الْبَصَر ثمَّ غَدا عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فاخبره فَضَحِك حَتَّى بَدَت نَوَاجِذه انْتَهَى وَزَمعَة ضَعِيف إِلَّا أَن ابْن عَبدِي مَشاهُ(3/13)
حَدِيث آخر رَوَى الْبَزَّار فِي مُسْنده من حَدِيث عبد الحميد بن صَيْفِي بن صُهَيْب عَن أَبِيه عَن جده صُهَيْب قَالَ دخلت عَلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَعِنْده أَصْحَابه وَبَين أَيْديهم تمر يَأْكُلُونَهُ وَكنت رمد إِحْدَى الْعَينَيْنِ فَقَالَ لي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (لَا تَأْكُل التَّمْر فَإِن بِعَيْنَيْك المَاء فَقلت يَا رَسُول الله إِنَّمَا آكله بشق عَيْني الصَّحِيحَة قَالَ فَضَحِك عَلَيْهِ السَّلَام حَتَّى بَدَت نَوَاجِذه) انْتَهَى
وَرَوَاهُ ابْن ماجة فِي سنَنه فِي الطِّبّ وَقَالَ فِيهِ فَتَبَسَّمَ وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك وَصَححهُ إِلَّا أَنه لم يقل فِيهِ حَتَّى بَدَت نَوَاجِذه وَسَنَده جيد
وَعند الْحَاكِم فِي آخر الْمُسْتَدْرك عَن ابْن مَسْعُود أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ضحك حَتَّى بدا آخر ضرس من أَضْرَاسه وَصَححهُ
حَدِيث آخر رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم أَيْضا من حَدِيث ابْن مَسْعُود رَضِيَ اللَّهُ عَنْه عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (إِنِّي لأعْلم آخر أهل النَّار خُرُوجًا وَآخر أهل الْجنَّة دُخُولا إِلَى أَن قَالَ فَيَقُول الله تَعَالَى اذْهَبْ فَادْخُلْ الْجنَّة فَإِن لَك مثل الدُّنْيَا وَعشر أَمْثَالهَا فَيَقُول أَتسخر بِي وَأَنت الْملك) قَالَ فَلَقَد رَأَيْت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ضحك حَتَّى بَدَت نَوَاجِذه
حَدِيث آخر رَوَى البُخَارِيّ وَمُسلم أَيْضا من حَدِيث عَطاء بن يسَار عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (تكون الأَرْض يَوْم الْقِيَامَة خبْزَة وَاحِدَة يَتَكَفَّؤُهَا الْجَبَّار بِيَدِهِ كَمَا يَتَكَفَّأ أحدكُم خبزته فِي السّفر قَالَ فَأَتَى رجل من الْيَهُود وَقَالَ بَارك الرَّحْمَن عَلَيْك يَا أَبَا الْقَاسِم أَلا أخْبرك بِنزل أهل الْجنَّة يَوْم الْقِيَامَة قَالَ بلَى تكون الأَرْض خبْزَة وَاحِدَة قَالَ فَنظر إِلَيْنَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ثمَّ ضحك حَتَّى بَدَت نَوَاجِذه وَقَالَ أَلا أخْبرك بِإِدَامِهِمْ قَالَ بلَى قَالَ إدَامهمْ بَالَام نون قَالَ وَمَا هَذَا قَالَ ثَوْر وَنون يَأْكُل من زَائِدَة كَبِدهَا سَبْعُونَ ألفا) انْتَهَى(3/14)
حَدِيث آخر رَوَاهُ مُسلم فِي الطَّلَاق عَن أبي الزُّبَيْر عَن جَابر قَالَ دخل أَبُو بكر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه عَلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَالْقَوْم جُلُوس بِالْبَابِ لم يُؤذن لَهُم قَالَ فَأذن لنا فَدَخَلْنَا قَالَ وَجَلَسْنَا وَالنَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ جَالس وَالنِّسَاء حوله وَسَاكِت فَاحم فَقَالَ عمر لأُكلمَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَأَدَعُهُ يضْحك فَقَالَ يَا رَسُول الله لَو رَأَيْت بنت خَارِجَة وَهِي تَسْأَلنِي النَّفَقَة فَقُمْت فَوَجَأْت عُنُقهَا قَالَ فَضَحِك النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حَتَّى بَدَت نَوَاجِذه الحَدِيث مُخْتَصر
حَدِيث آخر رَوَى أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ فِي الطَّلَاق وَابْن ماجة فِي الْأَحْكَام من حَدِيث زيد بن أَرقم قَالَ أَتَى عَلّي وَهُوَ بِالْيمن بِثَلَاثَة وَقَعُوا عَلَى امْرَأَة فِي طهر وَاحِد فَسَالَ اثْنَيْنِ أَتُقِرَّانِ لهَذَا بِالْوَلَدِ قَالَا لَا حَتَّى سَأَلَهُمْ جَمِيعًا ثمَّ أَقرع بَينهم فَألْحق الْوَلَد بِالَّذِي صَارَت عَلَيْهِ الْقرعَة وَجعل عَلَيْهِ ثُلثي الدِّيَة فَذكر ذَلِك للنَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَضَحِك حَتَّى بَدَت نَوَاجِذه انْتَهَى
وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك فِي الْفَضَائِل وَزَاد فِيهِ فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (مَا أعلم فِيهَا إِلَّا مَا قَالَ عَلّي) وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد
حَدِيث آخر رَوَى أَبُو دَاوُد فِي الْأَدَب وَالنَّسَائِيّ فِي الْعشْرَة من حَدِيث عَائِشَة قَالَت قدم رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من غَزْوَة تَبُوك أَو خَيْبَر وَفِي سهواتها ستر فَهبت ريح فَكشفت نَاحيَة السّتْر عَن بَنَات لعَائِشَة لعب فَقَالَ مَا هَذَا يَا عَائِشَة قَالَت بَنَاتِي وَرَأَى بَينهُنَّ فرسا لَهَا جَنَاحَانِ قَالَ وَمَا هَذَا قَالَت فرس قَالَ فرس لَهَا جَنَاحَانِ قَالَت أما سَمِعت أَن لِسُلَيْمَان خيلا لَهَا أَجْنِحَة قَالَت فَضَحِك حَتَّى بَدَت نَوَاجِذه انْتَهَى
وَسكت عَنهُ ثمَّ الْمُنْذِرِيّ بعده
حَدِيث آخر رَوَى أَبُو دَاوُد فِي الاسْتِسْقَاء من حَدِيث عَائِشَة قَالَت شكا النَّاس إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قُحُوط الْمَطَر إِلَى أَن قَالَت فَأَنْشَأَ الله سَحَابَة فَرعدَت وَبَرقَتْ ثمَّ أمْطرت بِإِذن الله فَلم يَأْتِ مَسْجده حَتَّى سَالَتْ السُّيُول فَلَمَّا(3/15)
رَأَى سُرْعَتهمْ إِلَى الْكن ضحك حَتَّى بَدَت نَوَاجِذه وَقَالَ أشهد أَن الله عَلَى كل شَيْء قدير مُخْتَصر
وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه وَالْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه وَقَالَ عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ
923 - الحَدِيث الْخَامِس
قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كرم الْكتاب خَتمه
قلت رَوَاهُ الْقُضَاعِي فِي مُسْند الشهَاب من حَدِيث مُحَمَّد بن مَرْوَان عَن مُحَمَّد بن السَّائِب الْكَلْبِيّ عَن أبي صَالح مولَى أم هَانِئ عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كرم الْكتاب خَتمه وَذَلِكَ قَوْله تَعَالَى إِنِّي ألقِي إِلَيّ كتاب كريم انْتَهَى
وَرَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره من حَدِيث مُعَاوِيَة بن مُحَمَّد ثَنَا صَالح بن مُحَمَّد عَن مَرْوَان بن مُحَمَّد عَن ابْن جريج عَن عَطاء بن أبي رَبَاح عَن ابْن عَبَّاس أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ كَرَامَة الْكتاب خَتمه انْتَهَى
وَرَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط من حَدِيث مُحَمَّد بن إِسْحَاق الثَّقَفِيّ ثَنَا يَحْيَى بن طَلْحَة الْيَرْبُوعي ثَنَا مُحَمَّد بن مَرْوَان السّديّ عَن ابْن جريج بِهِ
قَالَ ابْن طَاهِر فِي كَلَامه عَلَى أَحَادِيث الشهَاب هَذَا التَّخْلِيط وَقع فِيهِ من جِهَة مُحَمَّد بن مَرْوَان فَإِنَّهُ مرّة عَن مُحَمَّد بن السَّائِب الْكَلْبِيّ عَن أبي صَالح عَن ابْن عَبَّاس وَمرَّة رَوَاهُ عَن ابْن جريج عَن عَطاء عَن ابْن عَبَّاس وَمُحَمّد ابْن مَرْوَان يعرف بِالسُّدِّيِّ الصَّغِير مَتْرُوك الحَدِيث والكلبي مثله انْتَهَى
وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط عَن مُحَمَّد بن مَرْوَان السّديّ عَن ابْن جريج بِهِ وَقَالَ لم يروه عَن ابْن جريج إِن مُحَمَّد بن مَرْوَان
انْتَهَى
924 - الحَدِيث السَّادِس
كَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يكْتب إِلَى الْعَجم فَقيل لَهُ إِنَّهُم لَا يقبلُونَ إِلَّا(3/16)
كتابا مَخْتُومًا فَاصْطَنع خَاتمًا
قلت رَوَاهُ الْجَمَاعَة إِلَّا ابْن مَاجَه فِي اللبَاس من حَدِيث قَتَادَة عَن أنس قَالَ أَرَادَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَن يكْتب إِلَى الْعَجم فَقيل لَهُ إِنَّهُم لَا يقبلُونَ كتابا إِلَّا بِخَاتم وَفِي لفظ للْبُخَارِيّ أَن يكون مَخْتُومًا فَاتخذ خَاتمًا من فضَّة وَنقش فِيهِ مُحَمَّد رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ انْتَهَى وَفِيه رِوَايَة اصْطنع خَاتمًا من ورق وَزَاد فِي رِوَايَة فَكَانَ فِي يَده حَتَّى قبض وَفِي يَد أبي بكر حَتَّى قبض وَفِي يَد عمر حَتَّى قبض وَفِي يَد عُثْمَان فِينَا هُوَ عِنْد بِئْر إِذْ سقط فِي الْبِئْر فَأمر بهَا فَنُزِحَتْ فَلم يقدر عَلَيْهِ انْتَهَى
925 - الحَدِيث السَّابِع
رُوِيَ أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَانَ إِذا قَرَأَ قَوْله تَعَالَى (آللَّهُ خير أم مَا يشركُونَ) قَالَ بل الله خير وَأجل وَأَبْقَى وَأكْرم
قلت قَالَ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب التَّاسِع وَقد رُوِيَ فِي ختم الْقُرْآن حَدِيث مُنْقَطع بِسَنَد ضَعِيف إِلَّا أَنه لَيْسَ فِيهِ من يعرف بِالْكَذِبِ وَوضع الحَدِيث ثمَّ قَالَ أَنا أَبُو نصر بن قَتَادَة وَهُوَ عمر بن عبد الْعَزِيز أَنا أَبُو الْفضل مُحَمَّد ابْن عبد الله بن مُحَمَّد بن خمرويه الْكَرَابِيسِي الْهَرَوِيّ ثَنَا احْمَد بن نجدة بن الْعُرْيَان ابْن شَدَّاد الْقرشِي ثَنَا أَحْمد بن يُونُس ثَنَا عَمْرو بن عمر عَن جَابر الْجعْفِيّ عَن أبي جَعْفَر قَالَ كَانَ عَلّي بن الْحُسَيْن يذكر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه كَانَ إِذا ختم الْقُرْآن قَالَ الْحَمد لله رب الْعَالمين الْحَمد لله الَّذِي خلق السَّمَوَات وَالْأَرْض وَجعل الظُّلُمَات والنور ثمَّ الَّذين كفرُوا برَبهمْ يعدلُونَ لَا إِلَه إِلَّا الله وَكذب الْعَادِلُونَ بِاللَّه وَضَلُّوا ضلالا بَعيدا لَا إِلَه إِلَّا الله وَكذب الْمُشْركين من الْعَرَب وَالْمَجُوس وَالْيَهُود وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ وَمن دَعَا لله ولدا أَو صَاحبه أَو ندا أَو مثلا أَو عدلا أَو شَبِيها وَإِن رَبنَا أعظم من أَن نتَّخذ شَرِيكا فِيمَا خلقت الْحَمد لله الَّذِي لم يتَّخذ ولدا وَلم يكن لَهُ شريك فِي الْملك وَلم يكن لَهُ ولي من الذل وَكبره تَكْبِيرا الله أكبر كَبِيرا وَالْحَمْد لله كثيرا وَسُبْحَان الله بكرَة(3/17)
وَأَصِيلا الْحَمد لله الَّذِي أنزل عَلَى عَبده الْكتاب وَلم يَجْعَل لَهُ عوجا قيمًا إِلَى قَوْله إِن يَقُولُونَ إِلَّا كذبا الْحَمد لله الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَوَات وَمَا فِي الأَرْض وَله الْحَمد فِي الْآخِرَة وَهُوَ الْحَكِيم الْخَبِير يعلم مَا يلج فِي الأَرْض وَمَا يخرج مِنْهَا وَمَا ينزل من السَّمَاء وَمَا يعرج فِيهَا فِيهَا وَهُوَ الرَّحِيم الغفور الْحَمد لله وَسَلام عَلَى عباده الَّذين اصْطَفَى آللَّهُ خير أم مَا يشركُونَ بل الله خير وَأجل وَأَتْقَى وَأكْرم وَأعظم مِمَّا يشركُونَ وَالْحَمْد لله بل أَكْثَرهم يعلمُونَ الْحَمد لله فاطر السَّمَوَات وَالْأَرْض جَاعل الْمَلَائِكَة رسلًا أولي أَجْنِحَة مثنى وَثَلَاث وَربَاع يزِيد فِي الْخلق مَا يَشَاء إِن الله عَلَى كل شَيْء قدير مَا يفتح الله للنَّاس من رَحْمَة فَلَا مُمْسك لَهَا وَمَا يمسك فَلَا مُرْسل لَهُ من بعده وَهُوَ الْعَزِيز الْحَكِيم صدق الله وَبَلغت رسله وَأَنا عَلَى ذَلِك من الشَّاهِدين اللَّهُمَّ صل عَلَى جَمِيع الْمَلَائِكَة وَالْمُرْسلِينَ وَارْحَمْ عِبَادك الْمُؤمنِينَ من أهل السَّمَوَات وَالْأَرضين وَاخْتِمْ لنا بِخَير وَافْتَحْ لنا بِخَير وَبَارك لنا فِي الْقُرْآن الْعَظِيم وانفعنا بِالْآيَاتِ وَالذكر الْحَكِيم رَبنَا تقبل منا إِنَّك أَنْت السَّمِيع الْعَلِيم انْتَهَى
وَذكره الثَّعْلَبِيّ من غير سَنَد وَلَا راو
926 - الحَدِيث الْعَاشِر
قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لمن قَالَ وَمن يَعْصِمهَا فقد غَوى بئس خطيب الْقَوْم أَنْت
قلت رَوَاهُ مُسلم فِي الْجُمُعَة من حَدِيث عدي بن حَاتِم أَن رجلا خطب عِنْد النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ وَمن يطع الله وَرَسُوله فقد رشد وَمن يَعْصِيهمَا فقد غَوى فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (بئس الْخَطِيب أَنْت قل وَمن يعْص الله وَرَسُوله فقد غَوى) انْتَهَى(3/18)
927 - الحَدِيث الْحَادِي عشر
عَن عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها من زعم أَنه يعلم مَا فِي غَد فقد أعظم عَلَى الله الْفِرْيَة
قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه فِي ... وَمُسلم فِي الْإِيمَان عَن مَسْرُوق قَالَ كنت مُتكئا عِنْد عَائِشَة فَقَالَت يَا أَبَا عَائِشَة ثَلَاث من تكلم بِوَاحِدَة مِنْهُنَّ فقد أعظم عَلَى الله الْفِرْيَة قلت مَا هن قَالَت من زعم أَن مُحَمَّد رَأَى ربه فقد أعظم عَلَى الله الْفِرْيَة وَمن زعم أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كتم شَيْئا من كتاب الله عَزَّ وَجَلَّ فقد أعظم عَلَى الله الْفِرْيَة وَمن زعم أَنه يخبر مَا فِي غَد فقد أعظم عَلَى الله الْفِرْيَة مُخْتَصر
928 - الحَدِيث الثَّانِي عشر
جَاءَ فِي الحَدِيث (إِن دَابَّة الأَرْض وَهِي الْجَسَّاسَة طولهَا سِتُّونَ ذِرَاعا لَا يُدْرِكهَا طَالب وَلَا يفوتها هارب)
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث مُحَمَّد بن النَّضر بن مُحَمَّد الأودي عَن أَبِيه عَن سُفْيَان الثَّوْريّ عَن شهَاب بن عبد الرَّحْمَن بن طَارق عَن ربعي بن حِرَاش عَن حُذَيْفَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (دَابَّة الأَرْض طولهَا سِتُّونَ ذِرَاعا لَا يُدْرِكهَا طَالب وَلَا يفوتها هارب فَتَسِم الْمُؤمن بَين عَيْنَيْهِ مُؤمن وَتَسِم الْكَافِر بَين عَيْنَيْهِ كَافِر وَمَعَهَا عَصا مُوسَى وَخَاتم سُلَيْمَان) انْتَهَى وَبَعضه فِي مُسْتَدْرك الْحَاكِم وَسَيَأْتِي بعده
929 - الحَدِيث الثَّالِث عشر
سُئِلَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَن الدَّابَّة من أَيْن تخرج فَقَالَ (من أعظم الْمَسَاجِد حُرْمَة وَأَكْرمهَا عَلَى الله يَعْنِي الْمَسْجِد الْحَرَام)
قلت رَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي كتاب الْفِتَن من حَدِيث طَلْحَة بن عَمْرو(3/19)
الْحَضْرَمِيّ عَن عبد الله بن عبيد بن عُمَيْر اللَّيْثِيّ عَن أبي الطُّفَيْل عَن حُذَيْفَة بن أسيد أبي سريحَة الْأنْصَارِيّ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (تكون للدابة ثَلَاث خرجات ... إِلَى أَن قَالَ ثمَّ بَيْنَمَا النَّاس فِي أعظم الْمَسَاجِد حُرْمَة عَلَى الله وَخَيرهَا وَأَكْرمهَا الْمَسْجِد الْحَرَام لم ترعهم إِلَّا وَهِي ترعوا بَين الرُّكْن وَالْمقَام فَارْفض النَّاس عَنْهَا وَتثبت عِصَابَة من الْمُؤمنِينَ وَعرفُوا أَنهم لم يعْجزُوا الله فَبَدَأت بهم فَجلت وُجُوههم حَتَّى جَعلتهَا كَالْكَوْكَبِ الدُّرِّي ثمَّ ولت فِي الأَرْض لَا يُدْرِكهَا طَالب وَلَا يفوتها هارب حَتَّى أَن الرجل ليَتَعَوَّذ مِنْهَا بِالصَّلَاةِ فَتَأْتِيه من خَلفه فَتَقول لَهُ يَا فلَان الْآن تصلي فَتَسِمهُ فِي وَجهه ثمَّ تَنْطَلِق ... مُخْتَصر وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ وَهُوَ أبين حَدِيث فِي الدَّابَّة
انْتَهَى
رَوَاهُ أَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مسنديهما
وَمن طَرِيق الطَّيَالِسِيّ رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره
وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي كتاب الْبَعْث والنشور وَقَالَ وَطَلْحَة بن عَمْرو غير قوي
انْتَهَى
وَرَوَى الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره حَدثنَا عِصَام بن رواد بن الْجراح ثَنَا أبي ثَنَا سُفْيَان الثَّوْريّ ثَنَا مَنْصُور بن الْمُعْتَمِر عَن ربعي بن حِرَاش قَالَ سَمِعت حُذَيْفَة ابْن الْيَمَان يَقُول ذكر رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الدَّابَّة فَقلت يَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من أَيْن تخرج فَقَالَ من أعظم الْمَسَاجِد حُرْمَة عَلَى الله بَينا عِيسَى يطوف بِالْبَيْتِ مَعَه الْمُسلمين إِذْ اضْطَرَبَتْ الأَرْض تَحْتهم فَتَنْشَق الصَّفَا مِمَّا يَلِي الْمَسْعَى وَتخرج الدَّابَّة من الصَّفَا أول مَا يَبْدُو مِنْهَا رَأسهَا مُلَمَّعَة ذَات وبر وَرِيش لن يُدْرِكهَا طَالب وَلَا يفوتها هارب تسم النَّاس مُؤمن وَكَافِر فَأَما الْمُؤمن فَتتْرك وَجهه كَأَنَّهُ كَوْكَب دري وَأما الْكَافِر فَتنْكت بَين عَيْنِيَّة نُكْتَة سَوْدَاء انْتَهَى
وَمن طَرِيق الطَّبَرِيّ رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ وَمن طَرِيق الثَّعْلَبِيّ رَوَاهُ الْبَغَوِيّ
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من حَدِيث مُحَمَّد بن مُسلم الطَّائِفِي عَن عَمْرو بن دِينَار عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ تخرج دَابَّة الأَرْض(3/20)
وَلها ثَلَاث خرجات فَأول خرجَة مِنْهَا بِأَرْض الْبَادِيَة وَالثَّانيَِة فِي أعظم الْمَسَاجِد وَأَشْرَفهَا وَأَكْرمهَا وَلها عنق مشرف ... فَذكره بِطُولِهِ
930 - الحَدِيث الرَّابِع عشر
رُوِيَ أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لما خرج من مَكَّة مُهَاجرا حَتَّى بلغ الْحَزْوَرَة اسْتَقْبلهَا بِوَجْهِهِ الْكَرِيم وَقَالَ أعلم أَنَّك أحب بِلَاد الله إِلَى الله وَلَوْلَا أَن اهلك أَخْرجُونِي مَا خرجت
قلت رُوِيَ من حَدِيث عبد الله بن عدي بن الْحَمْرَاء وَمن حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَمن حَدِيث ابْن عَبَّاس
أما حَدِيث عدي بن الْحَمْرَاء فَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي المناقب فِي بَاب فضل مَكَّة وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة فِي الْحَج من حَدِيث عقيل عَن الزُّهْرِيّ عَن أبي سَلمَة عَن عبد الله بن عدي بن الْحَمْرَاء قَالَ رَأَيْت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَاقِفًا عَلَى الْحَزْوَرَة وَهُوَ يَقُول وَالله إِنَّك لخير أَرض الله وَأحب أَرض الله عَلَى الله وَلَوْلَا أَنِّي أخرجت مِنْك مَا خرجت انْتَهَى هَكَذَا لَفظهمْ الثَّلَاثَة وَلَوْلَا أَنِّي أخرجت قَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث حسن صَحِيح وَقد رَوَاهُ يُونُس عَن الزُّهْرِيّ كَمَا رَوَاهُ عقيل وَرَوَاهُ مُحَمَّد بن عَمْرو عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَحَدِيث الزُّهْرِيّ عَن أبي سَلمَة عَن عبد الله بن عدي بن الْحَمْرَاء عِنْدِي أصح انْتَهَى
وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي تَصْحِيحه فِي النَّوْع الأول من الْقسم الأول
وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي كتاب الْهِجْرَة وَقَالَ صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ
وَرَوَاهُ ابْن أبي شيبَة وَعبد بن حميد وَأَبُو يعلي الْموصِلِي والدارمي وَالْبَزَّار فِي مسانيدهم قَالَ الْبَزَّار وَلَا يعلم لعبد الله بن عدي بن الْحَمْرَاء غير هَذَا الحَدِيث انْتَهَى
وَرَوَاهُ النَّسَائِيّ أَيْضا من حَدِيث صَالح بن كيسَان عَن الزُّهْرِيّ بِهِ سَوَاء(3/21)
وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة من حَدِيث شُعَيْب عَن الزُّهْرِيّ بِهِ سَوَاء
وَله طَرِيق آخر عِنْد الطَّبَرَانِيّ أخرجه عَن مُحَمَّد بن عبد الله ابْن أخي الزُّهْرِيّ عَن مُحَمَّد بن جُبَير بن مطعم عَن عبد الله بن عدي بن الْحَمْرَاء ... فَذكره بِلَفْظ السّنَن
قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ ذكر أَحَادِيث رجال من الصَّحَابَة رووا عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ رويت أَحَادِيثهم من وُجُوه صِحَاح لَا مطْعن فِي نَاقِلِيهَا وَلم يخرجَا من أَحَادِيثهم شَيْئا يَعْنِي البُخَارِيّ وَمُسلمًا فَيلْزم إخْرَاجهَا عَلَى مَذْهَبهمَا فَذكر جمَاعَة مِنْهُم عبد الله بن عدي بن الْحَمْرَاء الزُّهْرِيّ رَوَى عَنهُ أَبُو سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن وَمُحَمّد ابْن جُبَير بن مطعم قَالَه الزُّهْرِيّ عَنْهُمَا انْتَهَى
وَأما حَدِيث أبي هُرَيْرَة فَرَوَاهُ النَّسَائِيّ من حَدِيث معمر عَن الزُّهْرِيّ عَن أبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ وقف رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي سوق الْحَزْوَرَة بِمَكَّة وَقَالَ وَالله إِنَّك لخير أَرض الله وَأحب الْبِلَاد إِلَى الله وَلَوْلَا أَنِّي أخرجت مِنْك مَا خرجت انْتَهَى
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ عبد الرازق فِي مُصَنفه أَنا معمر بِهِ سَوَاء
وَعَن عبد الرازق رَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة وَقَالَ فِيهِ لَوْلَا أَن أهلك أَخْرجُونِي مِنْك مَا خرجت انْتَهَى
ثمَّ قَالَ الْبَيْهَقِيّ هَذَا وهم وهم فِيهِ معمر وَقد رَوَاهُ بَعضهم أَيْضا عَن مُحَمَّد بن عَمْرو عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة وَهُوَ أَيْضا وهم وَالصَّحِيح حَدِيث عبد الله بن عدي بن الْحَمْرَاء
انْتَهَى
وَمن طَرِيق عبد الرازق أَيْضا رَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده وَقَالَ لَا نعلم رَوَاهُ عَن الزُّهْرِيّ إِلَّا معمر
وَبِهَذَا الحَدِيث اسْتدلَّ أَحْمد عَلَى تَفْضِيل مَكَّة عَلَى الْمَدِينَة
وَأما حَدِيث ابْن عَبَّاس فَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ من حَدِيث عبد الله بن عُثْمَان بن خثيم(3/22)
ثَنَا سعيد بن جُبَير وَأَبُو الطُّفَيْل عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لمَكَّة مَا أطيبك من بلد وَأَحَبَّك إِلَى وَلَوْلَا أَن قومِي أَخْرجُونِي مِنْك مَا سكنت غَيْرك انْتَهَى قَالَ حَدِيث حسن صَحِيح غَرِيب من هَذَا الْوَجْه انْتَهَى
931 - الحَدِيث الْخَامِس عشر
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ من قَرَأَ طس سُلَيْمَان كَانَ لَهُ من الْأجر عشر حَسَنَات بِعَدَد من صدق بِسُلَيْمَان وَكذب بِهِ وَهود وَشُعَيْب وَصَالح وَإِبْرَاهِيم وَيخرج من قَبره وَهُوَ يَقُول لَا إِلَه إِلَّا الله
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره أخبرنَا أَبُو الْحسن مُحَمَّد بن الْقَاسِم الْفَقِيه ثَنَا أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن يزِيد الْمعدل ثَنَا أَبُو يَحْيَى الْبَزَّار ثَنَا مُحَمَّد بن مَنْصُور ثَنَا مُحَمَّد بن عمرَان بن عبد الرَّحْمَن بن أبي لَيْلَى ثَنَا أبي عَن مجَالد بن عبد الْوَاحِد عَن الْحجَّاج بن عبد الله عَن أبي الْجَلِيل وَعَن عَلّي بن زيد وَعَطَاء بن مَيْمُون عَن زر بن حُبَيْش عَن أبي بن كَعْب مَرْفُوعا ... فَذكره
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بِسَنَد الثَّانِي فِي آل عمرَان
وَرَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط بِسَنَدِهِ الْمُتَقَدّم فِي يُونُس(3/23)
سُورَة الْقَصَص(3/24)
سُورَة الْقَصَص(3/25)
سُورَة الْقَصَص
ذكر فِيهَا اثْنَي عشر حَدِيثا
932 - الحَدِيث الأول
رُوِيَ فِي حَدِيث لَو قَالَ هُوَ قُرَّة عين لي كَمَا قَالَت امْرَأَته لهداه الله كَمَا هداها
قلت رَوَاهُ النَّسَائِيّ فِي سنَنه الْكُبْرَى فِي تَفْسِير سُورَة طه حَدثنَا عبد الله ابْن مُحَمَّد ثَنَا يزِيد بن هَارُون أَنا أصبغ بن زيد ثَنَا الْقَاسِم بن أبي أَيُّوب أَخْبرنِي سعيد بن جُبَير قَالَ سَأَلت ابْن عَبَّاس عَن قَوْله تَعَالَى لمُوسَى علية السَّلَام وَفَتَنَّاك فُتُونًا فَذكر حَدِيث الْفُتُون بِطُولِهِ فَلَمَّا سمع الذَّبَّاحُونَ بِأَمْر مُوسَى اقْبَلُوا بشفَارهمْ إِلَى امْرَأَة فِرْعَوْن ليَذْبَحُوهُ ففالت لَهُم أَقروهُ فَإِن هَذَا الْوَاحِد لَا يزِيد فِي بني إِسْرَائِيل حَتَّى آتِي فِرْعَوْن فَأَسْتَوْهبهُ مِنْهُ فَإِن وهبه لي كُنْتُم قد أَحْسَنْتُم وَأَجْمَلْتُمْ وَإِن أَمر بذَبْحه لم أَلمكُم فَأَتَت فِرْعَوْن فَقَالَت لَهُ قُرَّة عين لي وَلَك فَقَالَ فِرْعَوْن يكون لَك فَأَما أَنا فَلَا حَاجَة لي فِيهِ فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَالَّذِي يحلف بِهِ لَو أقرّ فِرْعَوْن أَن يكون عين كَمَا أقرَّت امْرَأَته لهداه الله كَمَا هداها وَلَكِن الله حرمه ذَلِك ... الحَدِيث بِطُولِهِ
933 - الحَدِيث الثَّانِي
يروي أَنه لم يبْعَث نَبِي إِلَّا عَلَى رَأس أَرْبَعِينَ
قلت غَرِيب(3/27)
934 - الحَدِيث الثَّالِث فِي الحَدِيث يُنَادي مُنَاد يَوْم الْقِيَامَة أَيْن الظلمَة وَأَتْبَاع الظلمَة وَأَعْوَان الظلمَة حَتَّى من لَاق لَهُم دَوَاة أَو بَرَى لَهُم قَلما فَيجْمَعُونَ فِي تَابُوت وَاحِد فَيُرْمَى بِهِ فِي جَهَنَّم
قلت غَرِيب
وَذكره أَبُو شُجَاع الديلمي فِي كتاب الفردوس من حَدِيث أبي هُرَيْرَة بِلَفْظ الْمنصف سَوَاء
935 - الحَدِيث الرَّابِع
قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي التَّعْزِيَة أجركُم الله وَرَحِمَكُمْ
قلت رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي الْجَنَائِز حَدثنَا وَكِيع عَن عمرَان ابْن أبي زَائِدَة بن نشيط عَن حُسَيْن بن أبي عَائِشَة عَن أبي خَالِد الْوَالِبِي أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عزى رجلا فَقَالَ لَهُ يرَحِمَهُ اللَّهُ ويأجركم انْتَهَى
وَالْمنصف احْتج بِهِ عَلَى أَن قَوْله تَأْجُرنِي ثَمَانِي حجج من الْأجر الَّذِي هُوَ الثَّوَاب
وَرَوَاهُ بِلَفْظ الْكتاب أَبُو نعيم الْأَصْبَهَانِيّ فِي تَارِيخ أَصْبَهَان من حَدِيث أَحْمد ابْن الْحسن عرف بِابْن طَبَاطَبَا حَدثنِي أبي الْحسن حَدثنِي أبي إِبْرَاهِيم عَن أَبِيه إِسْمَاعِيل عَن أَبِيه إِبْرَاهِيم بن الْحسن عَن أمه فَاطِمَة بنت الْحُسَيْن عَن أَبِيهَا الْحُسَيْن بن عَلّي قَالَ كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذا عزى قَالَ أجركُم الله وَرَحِمَكُمْ وَإِذا هَنأ قَالَ بَارك الله لكم وَبَارك عَلَيْكُم انْتَهَى
وَرَوَى ابْن حبَان فِي كتاب الضُّعَفَاء من حَدِيث إِسْمَاعِيل بن يَحْيَى بن عبد الله التَّيْمِيّ أَنا ابْن أبي ذِئْب عَن نَافِع عَن ابْن عمر أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عزى رجلا مُسلما بِرَجُل ذمِّي فَقَالَ أجرك الله وَأعظم أجرك انْتَهَى وَأعله بِإِسْمَاعِيل(3/28)
هَذَا وَقَالَ إِنَّه يروي عَن الثِّقَات الموضوعات لَا تحل الرِّوَايَة عَنهُ وَلَا الِاحْتِجَاج بِهِ بِحَال انْتَهَى
وَأخرج أَبُو دَاوُد عَن عمَارَة بن عَمْرو بن حزم عَن أبي بن كَعْب أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ لرجل أعْطى فِي زَكَاة مَاله نَاقَة سَمِينَة هَذَا الَّذِي عَلَيْك فَإِن تَطَوَّعت بِخَير أجرك الله وَقَبلنَا مِنْك وَفِيه قصَّة قَالَ النَّوَوِيّ فِي الْخُلَاصَة إِسْنَاده صَحِيح أَو حسن
وَرَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده وَزَاد ابْنه عبد الله قَالَ عمَارَة وَقد وليت الصَّدقَات فِي زمن مُعَاوِيَة فَأخذت من ذَلِك الرجل ثَلَاثِينَ حقة لِأَلف وَخَمْسمِائة بعير
936 - الحَدِيث الْخَامِس
فِي حَدِيث كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ شَرِيكي وَكَانَ خير شريك لَا يُدَارِي وَلَا يُمَارِي
قلت رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَابْن ماجة فِي الشّركَة من حَدِيث السَّائِب بن يزِيد أَنه انه قَالَ للنَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كنت شَرِيكي فَكنت خير شريك لَا تُدَارِي وَلَا تُمَارِي انْتَهَى
937 - الحَدِيث السَّادِس
سُئِلَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَي الْأَجَليْنِ قَضَى مُوسَى قَالَ أبعدهُمَا وأبطأهما
وَرُوِيَ أَنه قَالَ قَضَى أَوْفَاهُمَا وَتزَوج صُغْرَاهُمَا
قلت رَوَى الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس قَالَ سُئِلَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَي الْأَجَليْنِ قَضَى مُوسَى قَالَ أبعدهُمَا وأبطأهما انْتَهَى
وَسَاقه من طَرِيقا آخر وَقَالَ أَوْفَاهُمَا ثمَّ قَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ انْتَهَى
قَالَ ابْن الْقطَّان فِي كِتَابه الْوَهم وَالْإِيهَام هَذَا حَدِيث يرويهِ سُفْيَان بن عُيَيْنَة ثَنَا إِبْرَاهِيم بن يَحْيَى بن أبي يَعْقُوب وَكَانَ رجلا صَالحا عَن الْحسن بن أبان(3/29)
عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس قَالَ سُئِلَ ... الحَدِيث قَالَ وَإِبْرَاهِيم بن يَحْيَى لَا يعرف بِغَيْر هَذَا وَلَا يعرف رُوِيَ عَنهُ إِلَّا ابْن عُيَيْنَة وَلَيْسَ كل صَالح ثِقَة فِي الحَدِيث بل قيل لَا نرَى الْكَذِب من الصَّالِحين فِي الحَدِيث وَذَلِكَ لِسَلَامَةِ صُدُورهمْ وَتَحْسِينهمْ الظَّن بِمن يُحَدِّثهُمْ وتشاغلهم بِمَا هم فِيهِ عَن ضبط الحَدِيث وَحفظه وَمن لم تثبت عَدَالَته لَا يَصح حَدِيثه
وَرَوَى الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَالْبَزَّار فِي مُسْنده من حَدِيث عُوَيْد بن عمرَان الْجونِي عَن أَبِيه عَن عبد الله بن الصَّامِت عَن أبي ذَر أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ سُئِلَ أَي الْأَجَليْنِ قَضَى مُوسَى قَالَ أَوْفَاهُمَا وَأَبَرهمَا قَالَ وَإِن سُئِلت أَي الْمَرْأَتَيْنِ تزوج فَقل الصُّغْرَى مِنْهُمَا انْتَهَى
وَمن طَرِيق الطَّبَرَانِيّ رَوَاهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الْعِلَل وَزَاد فِيهِ وَهِي الَّتِي قَالَت يَا أَبَت اسْتَأْجرهُ إِن خبر من اسْتَأْجَرت الْقوي الْأمين ثمَّ قَالَ هَذَا حَدِيث لَا يَصح قَالَ ابْن معِين عُوَيْد لَيْسَ بِشَيْء وَقَالَ البُخَارِيّ مُنكر الحَدِيث انْتَهَى
وَرَوَى ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من حَدِيث سُلَيْمَان بن دَاوُد الشَّاذكُونِي ثَنَا عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد الدَّرَاورْدِي عَن الْعَلَاء بن عبد الرَّحْمَن عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ لي جِبْرِيل يَا مُحَمَّد إِن سَأَلَك الْيَهُود أَي الْأَجَليْنِ قَضَى مُوسَى فَقل أَوْفَاهُمَا وَإِن سَأَلُوا أَيهمَا تزوج فَقل الصُّغْرَى مِنْهُمَا
938 - الحَدِيث السَّابِع
قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِيمَا حَكَى عَن ربه الْكِبْرِيَاء رِدَائي(3/30)
وَالْعَظَمَة إزَارِي فَمن نَازَعَنِي وَاحِدًا مِنْهُمَا أَلقيته فِي النَّار
قلت رَوَاهُ مُسلم فِي صَحِيحه من حَدِيث أبي سعيد وَأبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ الْكِبْرِيَاء رِدَاؤُهُ وَالْعَظَمَة إزَاره فَمن يُنَازعنِي عَذبته انْتَهَى
وَهُوَ من مُفْرَدَات مُسلم ذكره فِي آخر الْبر والصلة
939 - الحَدِيث الثَّامِن
رُوِيَ أَن أَبَا طَالب قَالَ عِنْد مَوته يَا معشر بني هَاشم أطِيعُوا مُحَمَّدًا وَصَدقُوهُ تُفْلِحُوا وَتَرْشُدُوا فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَا عَم تَأْمُرهُمْ بِالنَّصِيحَةِ لأَنْفُسِهِمْ وتدعها لنَفسك قَالَ فَمَا تُرِيدُ يَا ابْن أخي قَالَ أُرِيد مِنْك كلمة وَاحِدَة فَإنَّك فِي آخر يَوْم من أَيَّام الدُّنْيَا أَن تَقول لَا إِلَه إِلَّا الله أشهد لَك بهَا عِنْد الله قَالَ يَا ابْن أخي قد علمت إِنَّك لصَادِق وَلَكِنِّي أكره أَن يُقَال جزع عِنْد الْمَوْت وَلَوْلَا أَن يكون عَلَيْك وَعَلَى بني أَبِيك غَضَاضَة بعدِي لقلتهَا ولأقررت بهَا عَيْنك بهَا عِنْد الْفِرَاق لما رَأَى من شدَّة وَجدك وَنَصِيحَتِك وَلَكِنِّي سَوف أَمُوت عَلَى مِلَّة الْأَشْيَاخ عبد الْمطلب وهَاشِم وَعبد منَاف قَالَت قُرَيْش وَقيل الْقَائِل الْحَارِث ابْن عُثْمَان بن نَوْفَل نَحن نعلم أَنَّك لعَلَى الْحق وَلَكنَّا تخَاف إِن اتَّبَعْنَاك وَخَالَفنَا الْعَرَب بذلك وَإِنَّمَا نَحن أَكلَة رَأس أَي قَلِيلُونَ أَن يتخطفونا من أَرْضنَا
قلت غَرِيب بِهَذَا اللَّفْظ وَهُوَ فِي الصَّحِيحَيْنِ عَن سعيد بن الْمسيب عَن(3/31)
أَبِيه الْمسيب بن حزن المَخْزُومِي ... مُخْتَصرا
940 - الحَدِيث التَّاسِع
فِي الحَدِيث أَن أهل الْجنَّة يُلْهمُون التَّسْبِيح وَالتَّقْدِيس
قلت رَوَاهُ مُسلم فِي صَحِيحه فِي كتاب التَّوْبَة عَن أبي سُفْيَان عَن جَابر ابْن عبد الله قَالَ سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول إِن أهل الْجنَّة يَأْكُلُون فِيهَا وَيَشْرَبُونَ وَلَا يَتْفلُونَ وَلَا يَبُولُونَ وَلَا يَتَغَوَّطُونَ وَلَا يَمْتَخِطُونَ قَالُوا فَمَا بَال الطَّعَام قَالَ حَشا وَرشح كَرَشْحِ الْمسك يُلْهمُون التَّسْبِيح وَالتَّقْدِيس كَمَا يُلْهمُون النَّفس انْتَهَى
وَفِي لفظ يُلْهمُون التَّسْبِيح وَالتَّكْبِير عَن أبي الزُّبَيْر عَنهُ وَلَفْظَة التَّقْدِيس غَرِيبَة
941 - الحَدِيث الْعَاشِر
قيل لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ هَل يضر الْغَبْطُ قَالَ لَا إِلَّا كَمَا يضر الْعضَاة الْخبط
قلت رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه حَدثنَا أَحْمد بن مُعلى الدِّمَشْقِي ثَنَا هِشَام ابْن عمار ثَنَا مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن بِلَال بن أبي الدَّرْدَاء حَدَّثتنِي أُمِّي عَن جدَّتهَا أم الدَّرْدَاء قَالَت قلت يَا رَسُول الله هَل يضر الْغَبْطُ قَالَ نعم كَمَا يضر الشّجر الْخبط انْتَهَى
وَرَوَاهُ إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ فِي كِتَابه غَرِيب الحَدِيث ثَنَا إِسْحَاق بن إِسْمَاعِيل ثَنَا سُفْيَان عَن رجل مكي عَن ابْن أبي حُسَيْن أَن سَائِلًا سَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَيَضُرُّ النَّاس الْغَبْطُ قَالَ نعم كَمَا يضر الْعضَاة الْخبط قَالَ إِرَادَة الْغَبْطُ السعَة وَالْغِبْطَة السرُور انْتَهَى(3/32)
وَذكره السَّرقسْطِي فِي غَرِيبه بِلَفْظ المُصَنّف إِلَّا انه لم يسْندهُ وَقَالَ المُرَاد بِهِ الْحَسَد
942 - الحَدِيث الْحَادِي عشر
حَدِيث مُوسَى وَقَارُون لما أذن الله للْأَرْض أَن تطيع مُوسَى فَأمرهَا مُوسَى فَانْطَبَقَتْ عَلَيْهِم طوله المُصَنّف
قلت اخْتَصَرَهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك فَرَوَاهُ من حَدِيث عبد الله بن الْحَارِث عَن ابْن عَبَّاس قَالَ لما أَتَى مُوسَى قومه أَمرهم بِالزَّكَاةِ فَجَمعهُمْ قَارون فَقَالَ لَهُم جَاءَكُم بِالصَّلَاةِ وَجَاءَكُم بأَشْيَاء فاحتملتموها فَتَحملُوا أَن تُعْطُونَهُ أَمْوَالكُم فَقَلُّوا لَا نَحْتَمِلُ أَن نُعْطِيه أَمْوَالنَا فَمَا ترَى قَالَ أرَى أَن أرسل إِلَى بغي من بني إِسْرَائِيل فَتَرْمِيه بِأَنَّهُ أَرْدَاهَا عَلَى نَفسهَا فَدَعَا الله مُوسَى عَلَيْهِم فَأمر الله الأَرْض أَن تُطِيعهُ فَقَالَ مُوسَى للْأَرْض خُذِيهِمْ فَأَخَذتهم إِلَى ركبهمْ فَجعلُوا يَقُولُونَ يَا مُوسَى يَا مُوسَى فَقَالَ للْأَرْض خُذِيهِمْ فَأَخَذتهم إِلَى أَعْنَاقهم فَجعلُوا يَقُولُونَ يَا مُوسَى يَا مُوسَى فَقَالَ للْأَرْض خُذِيهِمْ فَأَخَذتهم فَغَيَّبَتْهُمْ فَأَوْحَى الله إِلَى مُوسَى يَا مُوسَى سَأَلَك عبَادي وَتَضَرَّعُوا إِلَيْك فَلم تجبهمْ فَوَعِزَّتِي لَو أَنهم دَعونِي لَأَجَبْتهمْ قَالَ ابْن عَبَّاس وَذَلِكَ قَوْله تَعَالَى فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأَرْض خسف بِهِ إِلَى الأَرْض السُّفْلَى انْتَهَى وَقَالَ حَدِيث صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ انْتَهَى
وَرَوَاهُ عبد الرازق ثمَّ الطَّبَرِيّ فِي تفسيريهما أخبرنَا جَعْفَر بن سُلَيْمَان عَن عَلّي بن زيد بن جدعَان قَالَ سَمِعت عبد الله بن الْحَارِث بن نَوْفَل الْهَاشِمِي وَهُوَ مُسْتَند إِلَى الْمَقْصُورَة فَذكر نَبِي الله سُلَيْمَان بن دَاوُد وَمَا آتَاهُ الله من الْملك ثمَّ قَرَأَ هَذِه الْآيَة أَيّكُم يأتيني بِعَرْشِهَا حَتَّى بلغ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقرًّا عِنْده قَالَ(3/33)
هَذَا من فضل رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أم أكفر) وَلم يقل هَذَا من كَرَامَتِي ثمَّ قَرَأَ إِن رَبِّي غَنِي كريم ثمَّ ذكر قَارون وَمَا أُوتِيَ من الْكُنُوز فَقَالَ إِنَّمَا أُوتِيتهُ عَلَى علم عِنْدِي قَالَ بلغنَا أَنه أُوتِيَ الْكُنُوز وَالْمَال حَتَّى جعل بَاب دَاره من ذهب وَجعل دَاره كلهَا من صَفَائِح الذَّهَب وَكَانَ الْمَلأ من بني إِسْرَائِيل يَغْدُونَ إِلَيْهِ وَيَرُوحُونَ يُطعمهُمْ الطَّعَام وَيَتَحَدَّثُونَ فَكَانَ مُؤْذِيًا لمُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام فَلم تَدعه الْقَسْوَة وَالْبَلَاء حَتَّى أرسل إِلَى امْرَأَة من بني إِسْرَائِيل مَذْكُورَة بِجَمَال مَعْرُوفَة بِأَفْعَال لَهَا هَل لَك فِي أَن أُمَوِّلك وَأُعْطِيك وَأَخْلِطك بِنِسَائِي عَلَى أَن تَأتِينِي وَالْمَلَأ من بني إِسْرَائِيل عِنْدِي فتقولين يَا قَارون أَلا تنْهَى مُوسَى عني فَقَالَت بلَى قَالَ فَلَمَّا جَاءَ أَصْحَابه واجتمعوا عِنْده دَعَاهَا فَقَامَتْ عَلَى رُءُوسهم فَقلب الله قَلبهَا وَرِزْقهَا التَّوْبَة فَقَالَت مَا أجد الْيَوْم تَوْبَة من أَن أكذب عَدو الله وأبرئ رَسُول الله فَقَالَت إِن قَارون بعث إِلَيّ وَقَالَ لي كَيْت وَكَيْت وَإِنِّي لم أجد الْيَوْم تَوْبَة فضلا من أَن أكذب عَدو الله وأبرئ رَسُول الله قَالَ فَنَكس قَارون رَأسه وَعرف أَنه قد هلك وَفَشَا الحَدِيث فِي النَّاس حَتَّى بلغ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام وَكَانَ شَدِيد الْغَضَب فَلَمَّا بلغه ذَلِك تَوَضَّأ وَصَلى وَسجد فَبَكَى وَقَالَ يَا رب عَدوك قَارون كَانَ لي مُؤْذِيًا وَذكر أَشْيَاء ثمَّ لم ينْتَه حَتَّى أَرَادَ فَضِيحَتِي يَا رب سَلطنِي عَلَيْهِ قَالَ فَأَوْحَى الله إِلَيْهِ أَن أَمر الأَرْض بِمَا شِئْت فَتُطِيعك فجَاء مُوسَى يمشي إِلَى قَارون فَرَآهُ قَارون فَعرف الْغَضَب فِي وَجهه فَقَالَ يَا مُوسَى ارْحَمْنِي ثمَّ قَالَ مُوسَى للْأَرْض خُذِيهِمْ قَالَ فَأَخَذتهم الأَرْض إِلَى أَقْدَامهم وَسَاخَتْ دَاره عَلَى قدر ذَلِك فَقَالَ قَارون يَا مُوسَى ارْحَمْنِي فَقَالَ مُوسَى يَا أَرض خُذِيهِمْ فَأَخَذتهم إِلَى ركبهمْ وَسَاخَتْ دَاره فِي الأَرْض عَلَى قدر ذَلِك وَجعل يَقُول يَا مُوسَى ارْحَمْنِي فَقَالَ مُوسَى يَا أَرض خُذِيهِمْ فَأَخَذتهم إِلَى حُلُوقهمْ وَجعل يَقُول يَا مُوسَى ارْحَمْنِي فَقَالَ مُوسَى يَا أَرض خُذِيهِمْ فَخسفَ بِهِ وَبِدَارِهِ وَأَصْحَابه فَقيل لَهُ يَا مُوسَى مَا أفضك أما وَعِزَّتِي لَو إيَّايَ دَعَا لِرَحْمَتِهِ انْتَهَى(3/34)
قَوْله
وَفِي الْأَخْبَار والْآثَار مَا يدل عَلَيْهِ يَعْنِي وُقُوع الرعب فِي قُلُوب جَمِيع النَّاس يَوْم الْموقف
قلت أما الْأَخْبَار فَمِنْهَا حَدِيث الشَّفَاعَة عِنْد البُخَارِيّ وَمُسلم عَن أبي هُرَيْرَة فِي حَدِيث طَوِيل وَفِيه يجمع الله الْأَوَّلين والآخرين فِي صَعِيد وَاحِد فَيبْصرُهُمْ النَّاظر وَيسْمعهُمْ الدَّاعِي تَدْنُو مِنْهُم الشَّمْس فَيبلغ النَّاس من الْغم وَالْكرب مَا لَا يُطِيقُونَ وَلَا يحْتَملُونَ ثمَّ سَاق الرَّاوِي الحَدِيث إِلَى أَن آدم يَقُول نَفسِي نَفسِي وَكَذَا إِبْرَاهِيم ومُوسَى وَعِيسَى
وَأَخْرَجَاهُ أَيْضا عَن أنس قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يجمع الله النَّاس يَوْم الْقِيَامَة فَيَهْتَمُّونَ لذَلِك فَيَقُولُونَ لَو اسْتَشْفَعْنَا إِلَى رَبنَا حَتَّى يُرِيحنَا الحَدِيث بِطُولِهِ
944 - قَوْله
عَن عَلّي رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ إِن الرجل ليُعْجِبهُ أَن يكون شِرَاك نَعله أَجود من شِرَاك نعل صَاحبه يدْخل تحتهَا يَعْنِي قَوْله تَعَالَى تِلْكَ الدَّار الْآخِرَة نَجْعَلهَا للَّذين لَا يُرِيدُونَ علوا فِي الأَرْض وَلَا فَسَادًا
قلت رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره أخبرنَا ابْن وَكِيع عَن أَبِيه عَن أَشْعَث السمان عَن أبي سَلام الْأَعْرَج عَن عَلّي قَالَ إِن الرجل ليُعْجِبهُ من شِرَاك نَعله أَن يكون أَجود من شِرَاك نعل صَاحبه فَيدْخل فِي قَوْله تَعَالَى تِلْكَ الدَّار الْآخِرَة نَجْعَلهَا للَّذين لَا يُرِيدُونَ علوا فِي الأَرْض وَلَا فَسَادًا انْتَهَى
وَرَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط من طَرِيق إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم ثَنَا وَكِيع عَن أَشْعَث بِهِ(3/35)
945 - الحَدِيث الثَّانِي عشر
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من قَرَأَ طسم الْقَصَص كَانَ لَهُ من الْأجر بِعَدَد من صدق مُوسَى وَكذبه وَلم يبْق ملك فِي السَّمَوَات وَالْأَرْض إِلَّا شهد لَهُ يَوْم الْقِيَامَة أَنه كَانَ صَادِقا
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ بِنَقص من طَرِيق ابْن أبي دَاوُد ثَنَا مُحَمَّد بن حواص ثَنَا شَبابَة بن سوار الْفَزارِيّ ثَنَا مخلد بن عبد الْوَاحِد عَن عَلّي بن زيد عَن عَطاء ابْن أبي مَيْمُونَة عَن زر بن حُبَيْش عَن أبي بن كَعْب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من قَرَأَ طسم الْقَصَص لم يبْق ملك فِي السَّمَوَات وَالْأَرْض إِلَّا شهد لَهُ يَوْم الْقِيَامَة أَنه كَانَ صَادِقا إِن كل شَيْء هَالك إِلَّا وَجهه لَهُ الحكم وَإِلَيْهِ ترجعون انْتَهَى
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بِسَنَد الأول فِي آل عمرَان بِلَفْظ المُصَنّف وَبِسَنَدِهِ الثَّانِي بِلَفْظ الثَّعْلَبِيّ
وَرَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره بِسَنَدِهِ فِي يُونُس(3/36)
سُورَة العنكبوت(3/37)
سُورَة العنكبوت
ذكر فِيهَا أَرْبَعَة عشر حَدِيثا
946 - الحَدِيث الأول
قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ سيد الشُّهَدَاء مهجع وَهُوَ أول من يُدعَى إِلَى بَاب الْجنَّة من هَذِه الْأمة
قلت غَرِيب وَفِي تَفْسِير الثَّعْلَبِيّ قَالَ مقَاتل نزلت هَاتَانِ الْآيَتَانِ فِي مهجع ابْن عبد الله مولَى عمر بن الْخطاب كَانَ أول من قتل من الْمُسلمين يَوْم بدر رَمَاه عَامر الْحَضْرَمِيّ بِسَهْم فَقتله فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ سيد الشُّهَدَاء مهجع وَهُوَ أول من يُدعَى إِلَى بَاب الْجنَّة من هَذِه الْأمة انْتَهَى وَسَنَده إِلَى مقَاتل فِي أول كِتَابه
وَكَذَلِكَ قَالَه الْبَغَوِيّ وَكَذَلِكَ قَالَه الواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول
وَفِي مُصَنف ابْن أبي شيبَة فِي كتاب الْأَوَائِل عَن الْقَاسِم بن عبد الرَّحْمَن عَن أَبِيه عَن ابْن مَسْعُود قَالَ أول من اسْتشْهد يَوْم فِي بدر مهجع مولَى عمر بن الْخطاب انْتَهَى
وَفِي مُسْتَدْرك الْحَاكِم عَن هِقْل بن زِيَاد عَن الْأَوْزَاعِيّ حَدثنِي أَبُو عمار عَن وَاثِلَة بن الْأَسْقَع قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ خير السودَان ثَلَاثَة لُقْمَان وبلال وَمهجع مولَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ انْتَهَى وَصَححهُ
قَالَ الذَّهَبِيّ هَكَذَا قَالَ مولَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَلَا أعرف هَذَا انْتَهَى كَلَامه
وَقَالَ ابْن سعد فِي الطَّبَقَات فِي تَرْجَمَة مهجع وَهِي فِي الطَّبَقَة الأولَى من الصَّحَابَة مهجع مولَى عمر بن الْخطاب وَقَالَ إِنَّه من أهل الْيمن أَصَابَهُ سبي(3/39)
فَمن عَلَيْهِ عمر وَهُوَ من الْمُهَاجِرين الْأَوَّلين وَقتل يَوْم بدر ثمَّ أخرج عَن الزُّهْرِيّ وَدَاوُد بن الْحصين قَالَا أول قَتِيل قتل من الْمُسلمين يَوْم بدر مهجع مولَى عمر ابْن الْخطاب قَتله عَامر بن الْحَضْرَمِيّ انْتَهَى
947 - الحَدِيث الثَّانِي
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ قد كَانَ من قبلكُمْ يُؤْخَذ فَيُوضَع الْمِنْشَار عَلَى رَأسه فَيُفَرق فرْقَتَيْن مَا يصرفهُ ذَلِك عَن دينه وَيُمشط بِأَمْشَاط الْحَدِيد مَا دون عظمه من لحْمَة وَعصب مَا يصرفهُ ذَلِك عَن دينه
قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه فِي عَلَامَات النُّبُوَّة وَفِي الْإِكْرَاه من حَدِيث خباب بن الْأَرَت قَالَ شَكَوْنَا إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَهُوَ مُتَوَسِّد بردة لَهُ فِي ظلّ الْكَعْبَة قُلْنَا لَهُ أَلا تَسْتَنْصِر لنا أَلا تَدْعُو الله لنا قَالَ كَانَ الرجل فِيمَن كَانَ قبلكُمْ يحْفر لَهُ فِي الأَرْض فَيجْعَل فِيهَا ثمَّ يجاء بِالْمُشَارِ فَيُوضَع عَلَى رَأسه فَيجْعَل فرْقَتَيْن مَا يصرفهُ ذَلِك عَن دينه وَالله لَا لَيتِمَّن هَذَا الْأَمر حَتَّى يسير الرَّاكِب من صنعاء إِلَى حَضرمَوْت لَا يخَاف إِلَّا الله وَالذِّئْب عَلَى غنمه وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُون انْتَهَى
948 - الحَدِيث الثَّالِث
رُوِيَ أَن سعد بن أبي وَقاص لما أسلم قَالَت لَهُ أمه وَهِي حمْنَة بنت أبي سُفْيَان بن أُميَّة بَلغنِي أَنَّك قد صَبَأت فوَاللَّه لَا يُظِلنِي سقف بَيت من الضح وَالرِّيح وَإِن الطَّعَام وَالشرَاب عَلّي حرَام حَتَّى تكفر بِمُحَمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَكَانَ أحب وَلَدهَا إِلَيْهَا فَأَبَى سعد وَبقيت ثَلَاثَة أَيَّام كَذَلِك فجَاء سعد إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وشكا إِلَيْهِ فَنزلت يَعْنِي قَوْله تَعَالَى وَإِن جَاهَدَاك عَلَى أَن تشرك بِي الْآيَة فَأمره عَلَيْهِ السَّلَام أَن يَتَرَضَّاهَا وَيُدَارِيهَا بِالْإِحْسَانِ
قلت غَرِيب بِهَذَا اللَّفْظ(3/40)
وَرَوَى مُسلم فِي صَحِيحه فِي الْفَضَائِل عَن سعد قَالَ أنزلت فِي أَربع آيَات من الْقُرْآن قَالَ حَلَفت أم سعد أَلا تكَلمه أبدا حَتَّى يكفر بِدِينِهِ وَلَا تَأْكُل وَلَا تشرب وَقَالَت زعمت أَن الله أَوْصَاك بِوَالِدَيْك وَأَنا أمك وَأَنا آمُرك بِهَذَا وَمَكَثت ثَلَاثًا حَتَّى غشي عَلَيْهَا من الْجهد فَقَامَ ابْن لَهَا يُقَال لَهُ عمار فَسَقَاهَا فَجعلت تَدْعُو عَلَى سعد فَأنْزل الله تَعَالَى وَوَصينَا الْإِنْسَان بِوَالِديهِ حسنا وَإِن جَاهَدَاك عَلَى أَن تشرك بِي الْآيَة الحَدِيث مُخْتَصر
وَذكره الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره والواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول بِلَفْظ سَوَاء من غير سَنَد وَلَا راو
949 - قَوْله
رُوِيَ أَن عَيَّاش بن ربيعَة المَخْزُومِي هَاجر مَعَ عمر بن الْخطاب مُتَرَافِقين حَتَّى نزلا الْمَدِينَة فَخرج أَبُو جهل بن هِشَام والْحَارث بن هِشَام أَخَوَاهُ لأمه أَسمَاء بنت مخرمَة امْرَأَة من بني تَمِيم من بني حَنْظَلَة فَنزلَا بعياش فَقَالَا لَهُ إِن من دين مُحَمَّد عَلَيْهِ السَّلَام صلَة الْأَرْحَام وبر الْوَالِدين وَقد تركت أمك لَا تطعم وَلَا تأوي بَيْتا حَتَّى تراك وَهِي اشد حبا لَك منا فَاخْرُج مَعنا وفتلا مِنْهُ فِي الذرْوَة وَالْغَارِب فَاسْتَشَارَ عمر فَقَالَ هما يخدعانك وَلَك عَلّي أَن أقسم مَالِي بيني وَبَيْنك فَمَا زَالا بِهِ حَتَّى أَطَاعَهُمَا وَعَصى عمر فَقَالَ عمر أما إِذْ عَصَيْتنِي فَخدَّ نَاقَتي فَلَيْسَ فِي الدُّنْيَا بعير يلْحقهَا فَإِن رَابَك مِنْهُمَا ريب فَارْجِع فَلَمَّا انْتَهوا إِلَى الْبَيْدَاء قَالَ أَبُو جهل إِن نَاقَتي قد خلت فَاحْمِلْنِي مَعَك قَالَ نعم فَنزل لِيُوَطِّئ لنَفسِهِ وَله فَأَخَذَاهُ وشدا وثَاقه وَنزلا فجلداه كل وَاحِد مِنْهُمَا مائَة جلدَة وذهبا بِهِ إِلَى أمه فَقَالَت لَهُ لَا تزَال فِي عَذَاب حَتَّى ترجع عَن دين مُحَمَّد(3/41)
قلت رَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده بِنَقص يسير حَدثنَا زُهَيْر بن مُحَمَّد بن قمير أَنا صَدَقَة بن سَابق عَن مُحَمَّد بن سَابق حَدثنِي نَافِع عَن ابْن عمر عَن عمر ابْن الْخطاب قَالَ لما اجْتَمَعنَا لِلْهِجْرَةِ ابتعدت أَنا وَعَيَّاش بن أبي ربيعَة وَهِشَام بن الْعَاصِ الْمِيضَاة ميضاة بني غفار فَوق سرف وَقُلْنَا أَيّكُم لم يصبح عِنْدهَا فقد احْتبسَ فَلْيَنْطَلِقْ صَاحِبَاه فَجَلَسَ عَنَّا هِشَام بن الْعَاصِ فَلَمَّا قدمنَا الْمَدِينَة نزلنَا فِي بني عَمْرو بن عَوْف بقباء وَخرج أَبُو جهل بن هِشَام والْحَارث بن هِشَام إِلَى عَيَّاش بن أبي ربيعَة وَكَانَ ابْن عَمهمَا وأخاهما لِأُمِّهِمَا حَتَّى قدما علينا الْمَدِينَة وَكَلَّمَاهُ فَقَالَا لَهُ إِن أمك نذرت أَلا تمس رَأسهَا بِمشْط حَتَّى تراك فرق لَهَا فَقلت لَهُ يَا عَيَّاش إِنَّه وَالله يردك الْقَوْم عَن دينك فَاحْذَرْهُمْ فوَاللَّه لَو قد أَذَى أمك الْقمل لامتشطت وَلَو قد أَشْتَدّ عَلَيْهَا حر مَكَّة لاستظلت فَقَالَ إِن لي هُنَاكَ مَالا فَآخذهُ قَالَ فَقلت وَالله لتعلم أَنِّي من أَكثر قُرَيْش مَالا فلك نصف مَالِي وَلَا تذْهب مَعَهُمَا قَالَ فَأَبَى عَلّي إِلَّا أَن يخرج مَعَهُمَا فَقلت لَهُ أما إِذْ فعلت مَا فعلت فَخذ نَاقَتي هَذِه فَإِنَّهَا ذَلُول فَالْزَمْ ظهرهَا فَإِن رَابَك من الْقَوْم ريب فَانْجُ عَلَيْهَا فَخرج مَعَهُمَا عَلَيْهَا حَتَّى إِذا كَانُوا بِبَعْض الطّرق قَالَ أَبُو جهل بن هِشَام يَا عَيَّاش وَالله لقد اسْتَبْطَأَتْ بَعِيري هَذَا أَفلا تحملنِي عَلَى نَاقَتك هَذِه قلت بلَى فَأَنَاخَ وأناخا لِيَتَحَوَّل عَلَيْهَا فَلَمَّا اسْتَووا بِالْأَرْضِ عديا عَلَيْهِ فَأَوْثَقَاهُ ثمَّ أدْخلَاهُ مَكَّة وفتناه فَافْتتنَ مُخْتَصر من كَلَام طَوِيل
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن هِشَام فِي السِّيرَة عَن ابْن إِسْحَاق بِسَنَدِهِ الْمُذكر وَمَتنه سَوَاء وَقد تقدم فِي النِّسَاء وَنَقله الثَّعْلَبِيّ بِلَفْظ الْمنصف عَن مقَاتل
950 - الحَدِيث الرَّابِع
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ إِن أَصْحَاب السَّفِينَة كَانُوا ثَمَانِيَة نوح وَأَهله وَبَنوهُ الثَّلَاثَة وَأَهْلُوهُمْ(3/42)
قلت غَرِيب وَتقدم فِي هود
951 - الحَدِيث الْخَامِس
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه تَلا قَوْله تَعَالَى وَمَا يَعْقِلهَا إِلَّا الْعَالمُونَ فَقَالَ الْعَالم من عقل عَن الله تَعَالَى فَعمل بِطَاعَتِهِ واجتنب سخطه
قلت رَوَاهُ دَاوُد بن المحبر فِي كتاب الْعقل ثَنَا عباد بن كثير عَن ابْن جريج عَن عَطاء وَأبي الزُّبَيْر عَن جَابر بن عبد الله أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ تَلا هَذِه الْآيَة وَتلك الْأَمْثَال نَضْرِبهَا للنَّاس وَمَا يَعْقِلهَا إِلَّا الْعَالمُونَ فَقَالَ الْعلم ... إِلَى آخِره سَوَاء
وَعَن دَاوُد بن المحبر رَوَاهُ الْحَارِث بن أبي أسَامَه فِي مُسْنده
وَمن طَرِيق الْحَارِث بن أبي أسَامَه رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ والواحدي فِي تَفْسِيره
وَمن طَرِيق الثَّعْلَبِيّ رَوَاهُ الْبَغَوِيّ فِي تَفْسِيره
وَذكر ابْن الْجَوْزِيّ فِي الموضوعات وَنقل عَن الدَّارَقُطْنِيّ أَنه قَالَ كَنَابِ الْعقل وَضعه أَرْبَعه أَوَّلهمْ ميسرَة بن عبد ربه ثمَّ سَرقه دَاوُد بن المحبر مِنْهُ فَرَكبهُ بأسانيد غير أَسَانِيد ميسرَة وَسَرَقَهُ عبد الْعَزِيز بن أبي رَجَاء فَرَكبهُ بأسانيد أخر ثمَّ سَرقه سُلَيْمَان بن عِيسَى السجْزِي فَأَتَى بأسانيد أخر انْتَهَى
وَقَالَ الشَّيْخ شرف الدَّين الدمياطي رُوِيَ من طَرِيق دَاوُد بن المحبر ثَنَا هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة قَالَت أسقطت سقطا فَسَماهُ عبد الله وَكَنَّانِي بِأم عبد الله دَاوُد بن المحبر قَالَ فِيهِ أَحْمد شبه لَا شَيْء لَا يدْرِي مَا الحَدِيث وَقَالَ البُخَارِيّ مُنكر الحَدِيث وَقَالَ ابْن معِين لَيْسَ بِكَذَّابٍ وَلكنه جَفا الحَدِيث وَتعبد فَلَمَّا كبر كثر خَطؤُهُ وَتَصْحِيفه إِلَّا أَنه ثِقَة وَقَالَ بن عدي لَهُ كتاب فِي الْعقل فِيهِ أَحَادِيث مُنكرَة وَله خَارج كتاب الْعقل أَحَادِيث صَالِحَة وَيُشبه أَن يكون الْأَمر فِيهِ كَمَا قَالَ ابْن معِين وَهُوَ فِي الأَصْل صَدُوق انْتَهَى كَلَامه(3/43)
952 - الحَدِيث السَّادِس
عَن أبي عَبَّاس قَالَ من لم تَأمره صلَاته بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَهُ عَن النكر لم يَزْدَدْ بِصَلَاتِهِ إِلَّا بعدا من الله
قلت هَكَذَا ذكره مَوْقُوفا وَقد رُوِيَ مَرْفُوعا وموقوفا
أما الْموقف فَلم يروه إِلَّا الطَّبَرِيّ حَدثنَا الْقَاسِم ثَنَا الْحُسَيْن ثَنَا خَالِد بن عبد الله عَن الْعَلَاء بن الْمسيب عَمَّن ذكره عَن ابْن عَبَّاس قَالَ من لم تَأمره صلَاته ... إِلَى آخر الحَدِيث
أما الْمَرْفُوع فَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ من حَدِيث يَحْيَى بن أبي طَلْحَة الْيَرْبُوعي ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَة عَن لَيْث بن أبي سليم عَن طَاوس عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من لم تَنْهَهُ صلَاته عَن الْفَحْشَاء وَالْمُنكر لم يَزْدَدْ بِصَلَاتِهِ من الله إِلَّا بعدا انْتَهَى
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ بن أبي حَاتِم فِي تَفْسِيره ثَنَا عَلّي بن الْحُسَيْن ثَنَا يَحْيَى بن أبي طَلْحَة الْيَرْبُوعي ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَة بِهِ
وَرَوَاهُ بن مرْدَوَيْه أَيْضا فِي تَفْسِيره من حَدِيث يَحْيَى بن طَلْحَة بِهِ
وَيَحْيَى هَذَا أحد شُيُوخ التِّرْمِذِيّ ذكره بن حبَان فِي الثِّقَات وَقَالَ النَّسَائِيّ لَيْسَ بِشَيْء وَلَيْث مُخْتَلف فِي الِاحْتِجَاج بِهِ
وَرُوِيَ هَذَا الْمَرْفُوع أَيْضا من حَدِيث ابْن عمر رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ فِي غرائب مَالك من حَدِيث مُحَمَّد بن الْحسن الْأَزْدِيّ الْمصْرِيّ ثَنَا مَالك عَن نَافِع عَن ابْن عمر قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من صَلَّى صَلَاة لم تَأمره صلَاته بِمَعْرُوف وَلم تَنْهَهُ عَن الْفَحْشَاء وَالْمُنكر لم تزِدْه صلَاته من الله إِلَّا بعدا انْتَهَى قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ هَذَا بَاطِل لَا أصل لَهُ وَمُحَمّد بن الْحسن الْمصْرِيّ مَجْهُول انْتَهَى
وَذكره ابْن حبَان فِي ضعفَاهُ وَقَالَ مُحَمَّد هَذَا يروي عَن مَالك مَا لَا أصل لَهُ لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ انْتَهَى(3/44)
شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب الْحَادِي وَالْعِشْرين أخبرنَا أَبُو عبد الله الْحَافِظ ثَنَا أَبُو الْعَبَّاس الْأَصَم ثَنَا أَحْمد بن عبد الْجَبَّار العطاري ثَنَا حَفْص بن غياث عَن إِسْمَاعِيل بن مُسلم عَن الْحسن قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بِلَفْظ الدَّارَقُطْنِيّ
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الطَّبَرِيّ وَعبد الرازق فِي تفسيريهما عَن الثَّوْريّ عَن إِسْمَاعِيل ابْن مُسلم بِهِ
والعطاري فِي سَنَد الْبَيْهَقِيّ فِيهِ مقَال
وَذكره صَاحب الفردوس من حَدِيث ابْن مَسْعُود
وَوَقفه الإِمَام أَحْمد فِي كتاب الزّهْد لَهُ عَلَيْهِ فَقَالَ ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَة ثَنَا الْأَعْمَش عَن مَالك بن الْحَارِث عَن عبد الرَّحْمَن بن يزِيد قَالَ قَالَ عبد الله ... فَذكره
953 - الحَدِيث السَّابِع
قيل لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِن فلَان يُصَلِّي بِالنَّهَارِ وَيسْرق بِاللَّيْلِ فَقَالَ إِن صلَاته لتردعه
قلت رُوِيَ من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَمن حَدِيث جَابر
فَحدث أبي هُرَيْرَة رَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه من رِوَايَة عِيسَى بن يُونُس عَن الْأَعْمَش عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ جَاءَ رجل إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ إِن فلَانا يُصَلِّي بِاللَّيْلِ فَإِذا أصبح سرق فَقَالَ إِن صلَاته ستنهاه انْتَهَى
وَرَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده ثَنَا وَكِيع ثَنَا الْأَعْمَش بِهِ
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب الْحَادِي وَالْعِشْرين من حَدِيث وَكِيع بِهِ سندا ومتنا
وَرَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده أخبرنَا عِيسَى بن يُونُس ثَنَا الْأَعْمَش بِهِ(3/45)
وَرَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده من حَدِيث محَاضِر بن الْمُوَرِّع عَن الْأَعْمَش بِهِ
وَحَدِيث جَابر رَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده ثَنَا مُحَمَّد بن مُوسَى الْحَرَشِي ثَنَا زِيَاد ابْن عبد الله عَن الْأَعْمَش عَن أبي صَالح عَن جَابر قَالَ جَاءَ رجل إِلَى آخِره قَالَ وَقد اخْتلفُوا فِي إِسْنَاده فَرَوَاهُ غير وَاحِد عَن الْأَعْمَش عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة وَرَوَاهُ بَعضهم عَن الْأَعْمَش عَن أبي صَالح عَن جَابر وَبَعْضهمْ يرويهِ عَن الْأَعْمَش عَن أبي سُفْيَان عَن جَابر انْتَهَى كَلَامه
قلت وَرَوَاهُ أَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مُسْنده من حَدِيث عِيسَى بن يُونُس بِسَنَد ابْن حبَان وَمَتنه ثمَّ أخرجه عَن أبي إِسْحَاق الْفَزارِيّ عَن الْأَعْمَش عَن أبي صَالح عَن جَابر نَحوه سَوَاء
954 - الحَدِيث الثَّامِن
رُوِيَ أَن فَتى من الْأَنْصَار كَانَ يُصَلِّي مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الصَّلَوَات وَلَا يدع شَيْئا من الْفَوَاحِش إِلَّا رَكبه فوصف لَهُ فَقَالَ إِن صلَاته ستنهاه فَلم يلبث أَن تَابَ
قلت غَرِيب
955 - الحَدِيث التَّاسِع
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ مَا حَدثكُمْ أهل الْكتاب فَلَا تُصَدِّقُوهُمْ وَقُولُوا آمنا بِاللَّه وَكتبه وَرُسُله فَإِن كَانَ بَاطِلا لم تُصَدِّقُوهُمْ وَإِن كَانَ حَقًا لم تكذبوهم(3/46)
قلت وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي سنَنه فِي كتاب الْعلم من حَدِيث الزُّهْرِيّ أَخْبرنِي ابْن أبي نملة أَن أَبَاهُ أَبَا نملة الْأنْصَارِيّ أخبرهُ قَالَ بَيْنَمَا هُوَ عِنْد رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ جَالس إِذْ جَاءَهُ رجل من الْيَهُود فَمر بِجنَازَة فَقَالَ يَا مُحَمَّد هَل تَتَكَلَّم هَذِه الْجِنَازَة فَقَالَ الله أعلم فَقَالَ الْيَهُودِيّ أشهد أَنَّهَا لَتَتَكَلَّمَ فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مَا حَدثكُمْ أهل الْكتاب فَلَا تُصَدِّقُوهُمْ وَلَا تكذبوهم وَقُولُوا آمنا بِاللَّه وَكتبه وَرُسُله فَإِن كَانَ بَاطِلا لم تُصَدِّقُوهُ وَإِن كَانَ حَقًا لم تُكَذِّبُوهُ انْتَهَى
وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الْعَاشِر من الْقسم الأول وَزَاد فِيهِ وَقَالَ قَاتل الله الْيَهُود لقد أَتَوا علما انْتَهَى
وَرَوَاهُ أَحْمد وَابْن رَاهَوَيْه وَأَبُو يعلي فِي مسانيدهم وَابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان
قَالَ ابْن الْقطَّان فِي كِتَابه الْوَهم وَالْإِيهَام وَمثل هَذَا الحَدِيث لَيْسَ بِصَحِيح فَإِن نملة بن أبي نملة مَجْهُول الْحَال وَلَا يعرف بِغَيْر هَذَا الحَدِيث وَلَا رَوَى عَنهُ غير الزُّهْرِيّ وَأَبوهُ أَبُو نملة مَعْرُوف فِي الصَّحَابَة واسْمه عمار بن معَاذ بن زُرَارَة شهد بَدْرًا مَعَ أَبِيه معَاذ ثمَّ الْمشَاهد كلهَا وَتُوفِّي فِي خلَافَة عبد الْملك بن مَرْوَان رحمهمَا الله
وَرَأَيْت فِي حَاشِيَة نملة بن أبي نملة ذكره ابْن حبَان فِي الثِّقَات وَرَوَى عَنهُ جمَاعَة الزُّهْرِيّ وَعَاصِم بن عمر بن قَتَادَة وَغَيرهمَا
وَله سَنَد آخر رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي كِتَابه مُسْند الشاميين حَدثنَا عُثْمَان بن خَالِد ابْن عَمْرو السلَفِي ثَنَا عبد الله بن عبد الْجَبَّار ثَنَا الْحَارِث بن عُبَيْدَة ثَنَا بَقِيَّة ابْن الْوَلِيد عَن مُحَمَّد بن الْوَلِيد عَن الزبيدِيّ عَن الزُّهْرِيّ عَن سَالم عَن ابْن عمر عَن عَامر بن ربيعَة قَالَ كُنَّا جُلُوسًا مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَمر بِجنَازَة فَقَالَ رجل من الْيَهُود يَا مُحَمَّد ... الحَدِيث(3/47)
956 - الحَدِيث الْعَاشِر
جَاءَ فِي صفة هَذِه الْأمة صُدُورهمْ أَنَاجِيلهمْ
قلت رَوَى الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه حَدثنَا سهل بن أبي سهل الوَاسِطِيّ ثَنَا الْجراح بن مخلد ثَنَا إِسْمَاعِيل بن عبد الحميد بن عبد الرَّحْمَن بن فَرْوَة ثني أبي عَن أبي مَرْوَان أَن سِنَان بن الْحَارِث حَدثهُ عَن إِبْرَاهِيم النَّخعِيّ عَن عَلْقَمَة عَن ابْن مَسْعُود قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ صِفَتي أَحْمد المتَوَكل لَيْسَ بِفَظٍّ وَلَا غليظ يَجْزِي بِالسَّيِّئَةِ الْحَسَنَة وَلَا يُكَافِئ بِالسَّيِّئَةِ مولده مَكَّة وَمُهَاجره طيبَة وَأمته الْحَمَّادُونَ يَأْتَزِرُونَ عَلَى أَنْصَافهمْ ويوضئون أَطْرَافهم أَنَاجِيلهمْ صُدُورهمْ يصفونَ للصَّلَاة كَمَا يصفونَ لِلْقِتَالِ قُرْبَانهمْ الَّذِي يَتَقَرَّبُون بِهِ إِلَى رَبهم دِمَاؤُهُمْ لُيُوث بِالنَّهَارِ وَرُهْبَان بِاللَّيْلِ انْتَهَى
وَفِي كتاب الرِّدَّة لِلْوَاقِدِي حَدثنَا إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن أبي ربيعَة عَن أَبِيه أَن يَهُودِيّا من أهل سبأ يُقَال لَهُ نعْمَان وَكَانَ أعلم أَحْبَار يهود قدم عَلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَلَمَّا رَآهُ آمن بِهِ وَسَأَلَهُ عَن أَشْيَاء وَقَالَ لَهُ إِن أبي دفع إِلَيّ سفرا مَخْتُومًا وَقَالَ لي لَا تَقْرَأهُ عَلَى يهود حَتَّى تسمع بِنَبِي قد خرج من يثرب فَلَمَّا سَمِعت بك فَتحته فَإِذا فِيهِ صِفَتك كَمَا أَرَاك السَّاعَة وَفِيه مَا يحل وَمَا يحرم وَفِيه أَنه خير الْأَنْبِيَاء وَأمته خير الْأُمَم وأسمه أَحْمد أمته الْحَمَّادُونَ قُرْبَانهمْ دِمَاؤُهُمْ وَأَنَاجِيلهمْ صُدُورهمْ لَا يحْضرُون قتالا إِلَّا وَجِبْرِيل مَعَهم تَحَنن الله عَلَيْهِم كَتَحَنُّنِ النسْر عَلَى فِرَاخه قَالَ وَكَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يحب أَن يسمع أَصْحَابه حَدِيثه انْتَهَى(3/48)
957 - الحَدِيث الْحَادِي عشر
رُوِيَ أَن نَاسا من الْمُسلمين أَتَوا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بكتف قد كتبُوا فِيهَا بعض مَا تَقول الْيَهُود قَلما نظر إِلَيْهَا أَلْقَاهَا وَقَالَ كفَى بهَا حَمَاقَة قوم أَو ضَلَالَة قوم أَن يَرْغَبُوا عَمَّا جَاءَ بِهِ نَبِيّهم إِلَى مَا جَاءَ بِهِ غير نَبِيّهم فَنزلت أولم يَكفهمْ أَنا أنزلنَا عَلَيْك الْكتاب الْآيَة
قلت رَوَاهُ دَاوُد فِي مراسيله عَن يَحْيَى بن جعدة أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ آتَاهُ قوم من الْمُسلمين بِكِتَاب فِي كتف فَقَالَ كفَى بِقوم ضَلَالَة أَن يَبْتَغُوا كتبا غير كِتَابهمْ إِلَى نَبِي غير نَبِيّهم فَأنْزل الله تَعَالَى أولم يَكفهمْ أَنا أنزلنَا عَلَيْك الْكتاب يُتْلَى عَلَيْهِم انْتَهَى
وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره ثَنَا الْقَاسِم ثَنَا الْحُسَيْن ثَنَا الْحجَّاج عَن ابْن جريج عَن عَمْرو بن دِينَار عَن يَحْيَى بن جعدة أَن نَاسا من الْمُسلمين بِلَفْظ المُصَنّف سَوَاء
وَرَوَاهُ ابْن عبد الْبر فِي كتاب الْعلم من حَدِيث يُونُس بن عبد الْأَعْلَى ثَنَا سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن عَمْرو بن دِينَار عَن يَحْيَى بن جعدة فَذكره ثمَّ قَالَ وَرَوَاهُ الْفرْيَابِيّ وَابْن وهب والْحميدِي وَأَبُو الطَّاهِر عَن سُفْيَان عَن عَمْرو من دِينَار عَن يَحْيَى بن جعدة نَحوه انْتَهَى
958 - الحَدِيث الثَّانِي عشر
رُوِيَ أَن الله تَعَالَى وعد رَسُوله أَلا يعذب قومه وَلَا يَسْتَأْصِلهُمْ وَأَن يُؤَخر عَذَابهمْ إِلَى يَوْم الْقِيَامَة
قلت غَرِيب وَيُخَالِفهُ مَا رَوَاهُ الْحَاكِم فِي كِتَابه الْمُسْتَدْرك فِي الْفِتَن من حَدِيث سعيد بن أبي بردة عَن أَبِيه عَن مُوسَى قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ(3/49)
أَن أمتِي أمة مَرْحُومَة لَيْسَ عَلَيْهَا الْآخِرَة عَذَاب إِنَّمَا عَذَابهَا فِي الدُّنْيَا الزلَال وَالْقَتْل وَالْبَلَاء انْتَهَى وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ
959 - الحَدِيث الثَّالِث عشر
عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ من فر بِدِينِهِ من ارْض إِلَى أَرض وَإِن كَانَ شبْرًا من الأَرْض اسْتوْجبَ الْجنَّة وَكَانَ رَفِيق إِبْرَاهِيم وَمُحَمّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مُرْسلا وَقد تقدم فِي النِّسَاء
960 - الحَدِيث الرَّابِع عشر
قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من قَرَأَ سُورَة العنكبوت كَانَ لَهُ من الْأجر عشر حَسَنَات بِعَدَد كل الْمُؤمنِينَ وَالْمُنَافِقِينَ
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث يُوسُف بن عَطِيَّة ثَنَا هَارُون بن كثير ثَنَا زيد بن أسلم عَن أَبِيه عَن أبي أُمَامَة عَن أبي بن كَعْب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من قَرَأَ سُورَة العنكبوت إِلَى آخِره سَوَاء
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه الْمَذْكُورين فِي آل عمرَان
وَرَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط بِسَنَدِهِ الْمُتَقَدّم فِي يُونُس(3/50)
سُورَة الرّوم(3/51)
سُورَة الرّوم
ذكر فِيهَا سِتَّة عشر حَدِيثا
961 - الحَدِيث الأول
رُوِيَ أَن الرّوم وَفَارِس تَحَارَبُوا بَين أَذْرُعَات وَبصرَى فَغلبَتْ فَارس الرّوم فَبلغ الْخَبَر مَكَّة فشق ذَلِك عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَعَلَى الْمُسلمين لِأَن فَارس مجوس لَا كتاب لَهُم وَالروم أهل كتاب وَفَرح الْمُشْركُونَ وشتموا وَقَالُوا إِن النَّصَارَى أهل كتاب وَنحن وَفَارِس أُمِّيُّونَ وَقد ظهر إِخْوَاننَا عل إخْوَانكُمْ ولنظهرن نَحن عَلَيْكُم فَنزلت آلم غلبت الرّوم الْآيَة فَقَالَ لَهُم أَبُو بكر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه لَا يُقرر الله أعينكُم فوَاللَّه لَيظْهرَن الرّوم عَلَى فَارس بعد بضع سِنِين فَقَالَ لَهُ أبي بن خلف كذبت يَا أَبَا فُضَيْل اجْعَل بَيْننَا أَََجَلًا أناحبكم عَلَيْهِ وَالْمُنَاحَبَة الْمُرَاهنَة فناحبه عَلَى عشر قَلَائِص من كل وَاحِد مِنْهُمَا وَجعلا الْأَجَل ثَلَاث سِنِين فَأخْبر أَبُو بكر رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ الْبضْع مَا بَين الثَّلَاث إِلَى التسع فَزَايِدْهُ فِي الْخطر وَمَاده فِي الْأَجَل فَجَعَلَاهَا مائَة قلُوص إِلَى تسع وَمَات أبي من جرح رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَوْم الْحُدَيْبِيَة وَذَلِكَ عِنْد رَأس سبع سِنِين وَقيل كَانَ النَّصْر يَوْم بدر لِلْفَرِيقَيْنِ فَأخذ أَبُو بكر الْخطر من ذُرِّيَّة أبي وَجَاء بِهِ إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ تصدق بِهِ(3/53)
قلت غَرِيب وَأقرب مَا وجدته وَإِن طرقه تَغْيِير يسير مَا رَوَاهُ سنيد بن دَاوُد فِي تَفْسِيره حَدثنِي حجاج عَن أبي بكر بن عبد الله عَن عِكْرِمَة قَالَ كَانَت امْرَأَة فِي فَارس لَا تَلد إِلَّا الْأَبْطَال فَدَعَاهَا كسْرَى فَقَالَ إِنِّي أُرِيد أَن أبْعث إِلَى الرّوم جَيْشًا وَاسْتعْمل عَلَيْهِم رجلا من بنيك فَأَشِيرِي عَلّي أَيهمْ أسْتَعْمل فَأَشَارَتْ عَلَيْهِ بِولد لَهَا يُدعَى شهربراز فَاسْتَعْملهُ قَالَ أَبُو بكر بن عبد الله فَحدثت هَذَا الحَدِيث عَطاء الْخُرَاسَانِي فَقَالَ عَطاء الْخُرَاسَانِي فَحَدثني يَحْيَى بن يعمر أَن قَيْصر بعث رجلا يُدعَى قطمة بِجَيْش من الرّوم وَبعث كسْرَى بشهربراز فَالْتَقَيَا بأذرعات وَبصرَى فَغَلَبَتْهُمْ فَارس فَفَرِحت بذلك كفار قُرَيْش وَكَرِهَهُ الْمُسلمُونَ قَالَ عِكْرِمَة وَلَقي الْمُشْركُونَ أَصْحَاب النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالُوا إِنَّكُم أهل كتاب وَالنَّصَارَى أهل كتاب وَنحن أُمِّيُّونَ وَقد ظهر إِخْوَاننَا من أهل فَارس عَلَى إخْوَانكُمْ من أهل الْكتاب وَإِنَّكُمْ إِن قَاتَلْتُمُونَا لَنَظْهَرَنَّ عَلَيْكُم فوَاللَّه لَتظْهرنَّ الرّوم عَلَى فَارس أخبرنَا بذلك نَبينَا صلوَات الله عَلَيْهِ فَقَامَ أبي بن خلف فَقَالَ كذبت يَا أَبَا فُضَيْل فَقَالَ لَهُ أَبُو بكر أَنْت أكذب يَا عَدو الله فَقَالَ أُنَاحِبك عشر قَلَائِص مني وَعشر قَلَائِص مِنْك فَإِن ظَهرت الرّوم عَلَى فَارس غرمت إِلَيّ ثَلَاث سِنِين ثمَّ جَاءَ أَبُو بكر إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَأخْبرهُ فَقَالَ مَا هَكَذَا ذكرت إِنَّمَا الْبضْع مَا بَين الثَّلَاث إِلَى التسع فَزَايِدْهُ فِي الْخطر وَمَاده فِي الْأَجَل فَخرج أَبُو بكر فلقي أَبَيَا فَقَالَ لَعَلَّك نَدِمت قَالَ لَا تعال أُزَايِدك فِي الْخطر وَأُمَادّك فِي الْأَجَل فاجعلها مائَة قلُوص لمِائَة قلُوص إِلَى تسع سِنِين قَالَ قد فعلت وَظَهَرت الرّوم عَلَى فَارس قبل ذَلِك فَغَلَبَهُمْ الْمُسلمُونَ وَهَذَا مُرْسل
وَذكر التِّرْمِذِيّ مِنْهُ قِطْعَة وَقَالَ فِيهِ وَكَانَ ذَلِك قبل تَحْرِيم الرِّهَان
وَرَوَى الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه أَيْضا مِنْهُ قِطْعَة يسيرَة(3/54)
وَكَذَلِكَ الطَّبَرِيّ وَابْن مرْدَوَيْه وَابْن أبي حَاتِم وَهَذَا أقرب مَا وَجَدْنَاهُ
962 - الحَدِيث الثَّانِي
رُوِيَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه ذكر الْجنَّة وَمَا فِيهَا من النَّعيم وَفِي الْقَوْم أَعْرَابِي فَقَالَ يَا رَسُول الله هَل فِي الْجنَّة من سَماع قَالَ نعم يَا أَعْرَابِي إِن فِي الْجنَّة نَهرا حَافَّاته الْأَبْكَار من كل بَيْضَاء خوصانية يَتَغَنَّيْنَ بِأَصْوَات لم تسمع الْخَلَائق بِمِثْلِهَا قطّ فَذَلِك أفضل نعيم الْجنَّة
قَالَ الرَّاوِي فَسَأَلت أَبَا الدَّرْدَاء بِمَ يَتَغَنَّيْنَ قَالَ بالتسبيح
قلت رَوَاهُ ابْن عدي فِي الْكَامِل من حَدِيث سُلَيْمَان بن عَطاء عَن مسلمة ابْن عبد الله الْجُهَنِيّ عَن عَمه أبي مشجعَة بن ربعي عَن أبي الدَّرْدَاء قَالَ كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يذكر النَّاس فَذكر الْجنَّة وَمَا فِيهَا من الْأَرْوَاح وَالنَّعِيم وَفِي أخريات الْقَوْم أَعْرَابِي فَجَثَا لِرُكْبَتَيْهِ وَقَالَ يَا رَسُول الله هَل فِي الْجنَّة من سَماع فَذكره إِلَى آخِره ولين سُلَيْمَان بن عَطاء وَنقل عَن البُخَارِيّ أَنه قَالَ فِي حَدِيثه بعض مَنَاكِير قَالَ ابْن عدي وَهُوَ كَمَا قَالَ انْتَهَى
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ
963 - الحَدِيث الثَّالِث
رُوِيَ إِن فِي الْجنَّة لَأَشْجَارًا عَلَيْهَا أَجْرَاس من فضَّة فَإِذا أَرَادَ أهل الْجنَّة السماع بعث الله ريحًا من تَحت الْعَرْش فَيَقَع فِي تِلْكَ الْأَشْجَار فَتحَرك تِلْكَ الْأَجْرَاس بِأَصْوَات لَو سَمعهَا أهل الدُّنْيَا لماتوا كلهم طَربا(3/55)
قلت غَرِيب وَرَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث عبد الله بن عَرَادَة الشَّيْبَانِيّ عَن الْقَاسِم بن مُطيب عَن مُغيرَة عَن إِبْرَاهِيم قَالَ إِن فِي الْجنَّة لَأَشْجَارًا إِلَى آخِره
وَرَوَى إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده أخبرنَا عتاب بن بشير عَن عبد الله ابْن مُسلم بن هُرْمُز الهرمزي عَن مُجَاهِد قَالَ قيل لأبي هُرَيْرَة هَل فِي الْجنَّة من سَماع قَالَ نعم شَجَرَة أَصْلهَا من ذهب وَأَغْصَانهَا الْفضة وَثَمَرهَا الْيَاقُوت والزبرجد يبْعَث لَهُ ريح فَيَحُك بَعْضهَا بَعْضًا فَمَا سمع شَيْء قطّ أحسن مِنْهُ انْتَهَى
964 - الحَدِيث الرَّابِع
عَن عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها فرضت الصَّلَاة رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ فَلَمَّا قدم رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الْمَدِينَة أقرَّت صَلَاة السّفر وَزيد فِي صَلَاة الْحَضَر رَكْعَتَيْنِ
قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم فِي صَحِيحهمَا من طرق عَن عَائِشَة وَلَيْسَ فِي شَيْء مِنْهَا ذكر الْمَدِينَة وَهِي عِنْد أَحْمد فِي مُسْنده عَنْهَا قَالَت فرضت الصَّلَاة رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ بِمَكَّة فَلَمَّا قدم رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الْمَدِينَة زَاد مَعَ كل رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ إِلَّا صَلَاة الْمغرب فَإِنَّهَا وتر النَّهَار وَصَلَاة الْفجْر لطول قرَاءَتهَا
وَرَوَى البُخَارِيّ مَعْنَاهُ عَن عَائِشَة أَيْضا قَالَت فرضت الصَّلَاة رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ ثمَّ هَاجر النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَفرضت أَرْبعا انْتَهَى ذكره بعد كتاب المناقب فِي بَاب من أَيْن أَرخُوا التَّارِيخ(3/56)
965 - الحَدِيث الْخَامِس
عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ من سره أَن يُكَال لَهُ بالقفيز الأوفى فَلْيقل فسبحان الله حِين تمسون وَحين تُصبحُونَ الْآيَة
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره من حَدِيث الْحجَّاج بن يُوسُف بن قُتَيْبَة بن مُسلم ثَنَا بشر بن الْحُسَيْن ثَنَا الزبيرِي عَن عدي عَن أنس بن مَالك قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من سره أَن يُكَال لَهُ إِلَى آخِره
966 - الحَدِيث السَّادِس
وَعَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من قَالَ حِين يصبح فسبحان الله حِين تمسون وَحين تُصبحُونَ إِلَى قَوْله وَكَذَلِكَ تخرجُونَ أدْرك مَا فَاتَهُ فِي يَوْمه ذَلِك وَمن قَالَهَا حِين يُمْسِي أدْرك مَا فَاتَهُ فِي ليلته
قلت رَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي سنَنه فِي كتاب الْأَدَب من حَدِيث سعيد بن بشير عَن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الْبَيْلَمَانِي عَن أَبِيه عَن ابْن عَبَّاس عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ من قَالَ حِين يصبح إِلَى آخِره
وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَابْن السّني فِي عمل الْيَوْم وَاللَّيْلَة
وَرَوَاهُ الْعقيلِيّ وَابْن عدي فِي كِتَابَيْهِمَا وَأَعلاهُ بِسَعِيد بن بشير ونقلا عَن البُخَارِيّ أَنه قَالَ لَا يَصح حَدِيثه قَالَ الْعقيلِيّ وَهُوَ مَجْهُول وَقَالَ ابْن عدي وَلَا أعلم لسَعِيد بن بشير النجراني غير هَذَا الحَدِيث وَإِلَيْهِ أَشَارَ البُخَارِيّ بقوله لَا يَصح حَدِيثه(3/57)
967 - الحَدِيث السَّابِع
قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حِكَايَة عَن الله كل عبَادي خلقت حنفَاء فَاجْتَالَتْهُمْ الشَّيَاطِين وَأمرُوهُمْ أَن يشركوا بِي غَيْرِي
قلت رَوَاهُ مُسلم فِي صَحِيحه فِي صفة النَّار من حَدِيث عِيَاض بن حمَار الْمُجَاشِعِي أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ ذَات يَوْم فِي خطبَته عَن الله عَزَّ وَجَلَّ إِنِّي خلقت عبَادي حنفَاء كلهم وَأَنَّهُمْ أَتَتْهُم الشَّيَاطِين فَاجْتَالَتْهُمْ عَن دينهم وَأمرُوهُمْ أَن يشركوا بِي مَا لم أنزل بِهِ سُلْطَانا الحَدِيث بِطُولِهِ
968 - الحَدِيث الثَّامِن
قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كل مَوْلُود يُولد عَلَى الْفطْرَة حَتَّى يكون أَبَوَاهُ هما اللَّذَان يُهَوِّدَانِهِ وَيُنَصِّرَانِهِ
قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم من حَدِيث أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مَا من مَوْلُود إِلَّا يُولد عَلَى الْفطْرَة فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَو ينصرَانِهِ أَو يُمَجِّسَانِهِ كَمَا تنْتج الْبَهِيمَة جَمْعَاء هَل تُحِسُّونَ فِيهَا من جَدْعَاء ثمَّ قَرَأَ أَبُو هُرَيْرَة فطْرَة الله الَّتِي فطر النَّاس عَلَيْهَا لَا تَبْدِيل لخلق الله ذَلِك الدَّين الْقيم
انْتَهَى
969 - الحَدِيث التَّاسِع
فِي الحَدِيث المستغزر يُثَاب من هِبته
قلت لم أَجِدهُ إِلَّا من قَول شُرَيْح رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي الْبيُوع ثَنَا ابْن أبي زَائِدَة عَن هِشَام عَن ابْن سِيرِين عَن شُرَيْح قَالَ المستغزر يُثَاب من هِبته أَو ترد عَلَيْهِ انْتَهَى
وَرَوَاهُ عبد الرازق فِي مُصَنفه فِي الْهِبَة أخبرنَا معمر عَن أَيُّوب عَن ابْن سِيرِين بِهِ(3/58)
قَالَ ابْن الْأَثِير فِي النِّهَايَة ورد عَن بعض التَّابِعين أَنه قَالَ الْجَانِب المستغزر يُثَاب من هِبته قَالَ وَهُوَ الَّذِي يطْلب أَكثر مِمَّا يهدي انْتَهَى
970 - الحَدِيث الْعَاشِر
قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا رياحا وَلَا تجعلها ريحًا
قلت رُوِيَ من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَله طَرِيقَانِ
عِنْد أبي يعلي الْموصِلِي فِي مُسْنده وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه عَن حُسَيْن بن قيس عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس قَالَ كَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذا هَاجَتْ ريح اسْتَقْبلهَا بِوَجْهِهِ وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَمد يَدَيْهِ وَقَالَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسأَلك من خير هَذِه الرّيح وَخير مَا أرْسلت بِهِ وَأَعُوذ بك من شَرها وَشر مَا أرْسلت بِهِ اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا رَحْمَة وَلَا تجعلها عذَابا اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا رياحا وَلَا تجعلها ريحًا انْتَهَى
وَرَوَاهُ ابْن عدي فِي الْكَامِل وَأعله بِحُسَيْن بن قيس وَنقل تَضْعِيفه عَن أَحْمد وَالنَّسَائِيّ
وَالطَّرِيق الآخر رَوَاهُ الشَّافِعِي فِي مُسْنده أَخْبرنِي من لَا أتهم أَنا الْعَلَاء ابْن رَاشد عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس مَرْفُوعا نَحوه سَوَاء
وَمن طَرِيق الشَّافِعِي رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي الْمعرفَة فِي بَاب الاسْتِسْقَاء وَزَاد قَالَ ابْن عَبَّاس أَلا ترَى إِلَى قَوْله تَعَالَى فَأَرْسَلنَا عَلَيْهِم ريحًا صَرْصَرًا وَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِم الرّيح الْعَقِيم وَقَالَ وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاح لَوَاقِح وَيُرْسل الرِّيَاح مُبَشِّرَات انْتَهَى
وَرَوَاهُ فِي كتاب الدُّعَاء الْكَبِير لَهُ وَزَاد قَالَ الْأَصَم سَمِعت الرّبيع بن سُلَيْمَان(3/59)
يَقُول كَانَ الشَّافِعِي إِذا قَالَ أَخْبرنِي من لَا أتهم يُرِيد بِهِ إِبْرَاهِيم بن أبي يَحْيَى الْأَسْلَمِيّ وَإِذا قَالَ أَخْبرنِي الثِّقَة يُرِيد بِهِ يَحْيَى بن حسان انْتَهَى
وَالْمُصَنّف قد اسْتدلَّ بِهِ عَلَى أَن الرِّيَاح هِيَ الْجنُوب وَالشمَال وَالصبَا وَهِي ريَاح الرَّحْمَة وَالدبور هِيَ ريح الْعَذَاب
971 - الحَدِيث الْحَادِي عشر
قَالَ عَلَيْهِ السَّلَام إِذا كثرت الْمُؤْتَفِكَات زكتْ الأَرْض
قلت غَرِيب
972 - الحَدِيث الثَّانِي عشر
قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مَا من امْرِئ مُسلم يرد عَن عرض أَخِيه إِلَّا كَانَ حَقًا عَلَى الله أَن يرد عَنهُ نَار جَهَنَّم
قلت رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي كتاب الْبر والصلة من طَرِيق ابْن الْمُبَارك أَنا أَبُو بكر النَّهْشَلِي عَن مَرْزُوق أبي بكر التَّيْمِيّ عَن أم الدَّرْدَاء عَن أبي الدَّرْدَاء قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من رد عَن عرض أَخِيه رد الله عَن وَجهه النَّار يَوْم الْقِيَامَة انْتَهَى وَقَالَ حَدِيث حسن انْتَهَى
قَالَ ابْن الْقطَّان فِي كِتَابه وَمَانعه من الصِّحَّة مَرْزُوق هَذَا فَإِنَّهُ لم تثبت عَدَالَته انْتَهَى(3/60)
وَرَوَاهُ كَذَلِك أَحْمد فِي مُسْنده وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب الثَّالِث وَالْخمسين
وَرُوِيَ أَيْضا من حَدِيث أَسمَاء بنت يزِيد رَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَأَبُو يعلي الْموصِلِي وَعبد بن حميد فِي مسانيدهم وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان وَأَبُو نعيم فِي الْحِيلَة فِي تَرْجَمَة شهر بن حَوْشَب كلهم من حَدِيث عبيد الله ابْن أبي زِيَاد القداح عَن شهر بن حَوْشَب عَن أَسمَاء بن يزِيد الْأَنْصَارِيَّة قَالَت قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ نَحوه
وَرَوَاهُ ابْن عدي فِي الْكَامِل وَأعله بِالْقداحِ وَلينه يَسِيرا
وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ أَيْضا عَن لَيْث بن أبي سليم عَن شهر بن حَوْشَب بِهِ وَزَاد ثمَّ قَرَأَ وَكَانَ حَقًا علينا نصر الْمُؤمنِينَ
وَبِهَذَا الْإِسْنَاد رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره وَرَوَاهُ أَيْضا عَن لَيْث بن أبي سليم عَن شهر بن حَوْشَب عَن أبي هُرَيْرَة مَرْفُوعا نَحوه سَوَاء
973 - الحَدِيث الثَّالِث عشر
عَن ابْن عمر قَالَ قرأتها عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من ضعف يَعْنِي بِفَتْح الضَّاد فأقرأني من ضعف يَعْنِي بضَمهَا
قلت رَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي سنَنه فِي كتاب الْحُرُوف وَالتِّرْمِذِيّ فِي الْقرَاءَات من حَدِيث فُضَيْل بن مَرْزُوق عَن عَطِيَّة الْعَوْفِيّ عَن عبد الله بن عمر أَنه قَرَأَ عَلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من ضعف فَقَالَ لَهُ انْتَهَى من ضعف قَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث حسن غَرِيب لَا نعرفه إِلَّا من حَدِيث فُضَيْل بن مَرْزُوق انْتَهَى
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده وَالْبَزَّار وَسكت عَنهُ
وَوهم ابْن عَسَاكِر فِي أَطْرَافه فَعَزاهُ لِلتِّرْمِذِي فِي تَرْجَمَة عَطِيَّة عَن الْخُدْرِيّ وَأَهْمَلَهُ فِي تَرْجَمَة عَطِيَّة عَن ابْن عمر(3/61)
قَالَ الْمُنْذِرِيّ فِي مُخْتَصره وَالَّذِي شَاهَدْنَاهُ فِي غير مَا نُسْخَة من التِّرْمِذِيّ إِنَّمَا ذكره عَن عَطِيَّة عَن ابْن عمر انْتَهَى
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره أَيْضا من حَدِيث سَلام بن سُلَيْمَان الْمَدَائِنِي عَن أبي عَمْرو بن الْعَلَاء عَن نَافِع عَن ابْن عمر قَالَ قَرَأت عَلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الَّذِي خَلقكُم من ضعف فَقَالَ لي قل من ضعف وَلَا تقل ضعفا انْتَهَى
وَرَوَاهُ أَيْضا من حَدِيث عبد الْجَبَّار بن نَافِع الضَّبِّيّ عَن أَيُّوب بن مُوسَى عَن نَافِع عَن ابْن عمر نَحوه
974 - الحَدِيث الرَّابِع عشر
فِي الحَدِيث مَا بَين فنَاء الدُّنْيَا إِلَى الْبَعْث أَرْبَعِينَ قَالُوا لَا نعلم أَهِي أَرْبَعُونَ سنة أم أَرْبَعُونَ ألف سنة
قلت غَرِيب بِهَذَا اللَّفْظ
وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مَا بَين النفختين أَرْبَعُونَ قَالُوا يَا أَبَا هُرَيْرَة أَرْبَعُونَ سنة قَالَ أَبيت قَالُوا أَرْبَعُونَ شهرا قَالَ أَبيت قَالُوا أَرْبَعِينَ يَوْمًا قَالَ أَبيت انْتَهَى
975 - الحَدِيث السَّادِس عشر
قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من قَرَأَ سُورَة الرّوم كَانَ لَهُ من الْأجر عشر(3/62)
حَسَنَات بِعَدَد كل ملك سبح لله بَين السَّمَاء وَالْأَرْض وَأدْركَ مَا ضيع يَوْمه وَلَيْلَته
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث سَلام بن سليم الْمَدَائِنِي ثَنَا هَارُون بن كثير عَن زيد بن أسلم عَن أَبِيه عَن أبي أَمَامه عَن أبي بن كَعْب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَذكره
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه الْمَذْكُورين فِي آل عمرَان
وَرَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط بِسَنَدِهِ الْمُتَقَدّم فِي يُونُس(3/63)
سُورَة لُقْمَان(3/65)
سُورَة لُقْمَان
ذكر فِيهَا أحد عشر حَدِيثا
967 - الحَدِيث الأول
قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لَا يحل بيع الْمُغَنِّيَات وَلَا شِرَاؤُهُنَّ وَلَا التِّجَارَة فِيهَا وَلَا أَثْمَانهنَّ
قلت رُوِيَ من حَدِيث أبي أُمَامَة وَمن حَدِيث عمر بن الْخطاب وَمن حَدِيث عَلّي وَمن حَدِيث عَائِشَة
أما حَدِيث أبي أُمَامَة فَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ من حَدِيث عبيد الله بن زحر عَن عَلّي بن يزِيد عَن الْقَاسِم أبي عبد الرَّحْمَن عَن أبي أُمَامَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ لَا تَبِيعُوا الْقَيْنَات وَلَا تَشْتَرُوهُنَّ وَلَا تُعَلِّمُوهُنَّ وَلَا خير فِي التِّجَارَة فِيهِنَّ وَثَمَنهنَّ حرَام فِي مثل هَذَا نزلت هَذِه الْآيَة وَمن النَّاس من يَشْتَرِي لَهو الحَدِيث الْآيَة انْتَهَى وَقَالَ حَدِيث غَرِيب إِنَّمَا يروي من حَدِيث الْقَاسِم عَن أبي أُمَامَة وَالقَاسِم ثِقَة وَعلي ين يزِيد يضعف فِي الحَدِيث قَالَه مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل انْتَهَى
وَرَوَاهُ أَحْمد وَابْن أبي شيبَة وَأَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مسانيدهم وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ وَابْن أبي حَاتِم وَابْن مرْدَوَيْه والثعلبي وَالْبَغوِيّ فِي تفاسيرهم وَأَلْفَاظهمْ فِيهِ قَالَ لَا يحل بيع الْمُغَنِّيَات وَلَا شِرَاؤُهُنَّ وَلَا التِّجَارَة فِيهِنَّ وَأكل أَثْمَانهنَّ حرَام انْتَهَى وَهُوَ لفظ الْكتاب(3/67)
وَذكره عبد الْحق فِي أَحْكَامه فِي الْبيُوع من جِهَة التِّرْمِذِيّ ثمَّ قَالَ وَعلي ابْن يزِيد ضعفه أَحْمد وَالْبُخَارِيّ وَأَبُو زرْعَة وَأَبُو حَاتِم وَقَالَ النَّسَائِيّ مَتْرُوك وَأحسن مَا وجدنَا فِيهِ قَول ابْن عدي وَقَالَ هُوَ صَالح فِي نَفسه إِلَّا أَن يروي عَنهُ ضَعِيف وَهَذَا قد رَوَى عَنهُ ابْن زحر وَقد ضعفه أَبُو حَاتِم وَابْن معِين وَابْن الْمَدِينِيّ وَوَثَّقَهُ البُخَارِيّ
وَله طَرِيق آخر رَوَاهُ ابْن مَاجَه فِي التِّجَارَات ثَنَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن سعيد الْقطَّان ثَنَا هَاشم بن الْقَاسِم ثَنَا أَبُو جَعْفَر الرَّازِيّ عَن عَاصِم عَن أبي الْمُهلب عَن عبيد الله الإفْرِيقِي عَن أبي أُمَامَة قَالَ نهَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَن بيع الْمُغَنِّيَات وَعَن شِرَائِهِنَّ وَعَن كَسْبهنَّ وَعَن أكل أَثْمَانهنَّ انْتَهَى
وَله طَرِيق آخر عِنْد الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه عَن الْوَلِيد بن الْوَلِيد ثَنَا أَبُو ثَوْبَان عَن يَحْيَى بن الْحَارِث عَن الْقَاسِم عَن أبي أُمَامَة فَذكره بِلَفْظ الطَّبَرِيّ بِزِيَادَة الحَدِيث الَّذِي بعده
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من حَدِيث فرج بن فضَالة عَن عَلّي بن زيد بِدُونِ الزِّيَادَة
وَأما حَدِيث عمر فَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه من حَدِيث يزِيد بن عبد الْملك النَّوْفَلِي عَن يزِيد بن خصيفَة عَن السَّائِب بن يزِيد عَن عمر بن الْخطاب عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ النّظر إِلَى الْمُغنيَة حرَام وَغِنَاهَا حرَام وَثمنهَا كَثمن الْكَلْب سحت مُخْتَصر
وَرَوَاهُ ابْن عدي فِي الْكَامِل وَأعله بِيَزِيد بن عبد الْملك وَقَالَ عَامَّة مَا يرويهِ غير مَحْفُوظ وَاسْنِدِ إِلَى النَّسَائِيّ أَنه قَالَ فِيهِ مَتْرُوك الحَدِيث
وَأما حَدِيث عَلّي فَرَوَاهُ أَبُو يعل الْموصِلِي فِي مُسْنده عَن عَلّي بن يزِيد(3/68)
الصدائي عَن الْحَارِث بن نَبهَان عَن إِسْحَاق عَن الْحَارِث عَن عَلّي قَالَ نهَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَن الْمُغَنِّيَات وَعَن بيعهنَّ وشرائهن وَالتِّجَارَة فِيهِنَّ وَقَالَ كَسْبهنَّ حرَام انْتَهَى
وَرَوَاهُ ابْن عدي فِي الْكَامِل وَأعله بِالْحَارِثِ بن نَبهَان وَفِيه أَيْضا غَيره
وَأما حَدِيث عَائِشَة فَرَوَاهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الْعِلَل المتناهية من حَدِيث لَيْث ابْن أبي سليم عَن عبد الرَّحْمَن بن سابط عَن عَائِشَة مَرْفُوعا إِن الله حرم الْقَيْنَة وَبَيْعهَا وَثمنهَا وَتَعْلِيمهَا وَالِاسْتِمَاع إِلَيْهَا ثمَّ قَرَأَ وَمن النَّاس من يَشْتَرِي لَهو الحَدِيث انْتَهَى
وَأعله بليث بن أبي سليم قَالَ ابْن حبَان قد اخْتَلَط فِي آخر عمره فَكَانَ يقلب الْأَسَانِيد وَيرْفَع الْمَرَاسِيل وَيَأْتِي عَن الثِّقَات بِمَا لَيْسَ من حَدِيثهمْ انْتَهَى
وَإِلَيْهِ أَشَارَ الْبَيْهَقِيّ فِي سنَنه عقيب حَدِيث أبي أُمَامَة فَقَالَ وَرُوِيَ عَن لَيْث ابْن أبي سليم عَن عبد الرَّحْمَن بن سابط عَن عَائِشَة وَلَيْسَ بِمَحْفُوظ
977 - الحَدِيث الثَّانِي
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ انه قَالَ مَا من رجل رفع صَوته بِالْغنَاءِ إِلَّا يبْعَث الله عَلَيْهِ شَيْطَانَيْنِ أَحدهمَا عَلَى الْمنْكب وَالْآخر عَلَى هَذَا الْمنْكب فَلَا يزَالَانِ يَضْرِبَانِهِ بِأَرْجُلِهِمَا حَتَّى يكون هُوَ الَّذِي يسكت
قلت رَوَاهُ أَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مُسْنده وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه من حَدِيث رَشِيدين بن سعد عَن يَحْيَى بن أَيُّوب عَن عبيد الله بن زحر عَن عَلّي بن يزِيد عَن الْقَاسِم عَن أبي أُمَامَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مَا رفع رجل صَوته بِالْغنَاءِ إِلَى آخِره(3/69)
وَرَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه والْحَارث بن أبي أُسَامَة والواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول من حَدِيث مطرح بن يزِيد عَن عبيد الله بن زحر عَن عَلّي بن يزِيد الْأَلْهَانِي عَن الْقَاسِم عَن أبي أَمَامه مَرْفُوعا لَا يحل بيع الْمُغَنِّيَات وَلَا شِرَاؤُهُنَّ وَأَثْمَانُهُنَّ حرَام وَمَا من رجل رفع صَوته بِالْغنَاءِ إِلَى آخِره
بِهَذَا السَّنَد الْمَتْن رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه والثعلبي ثمَّ الواحدي فِي تفاسيرهم وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه أَيْضا مُلْحقًا بِالْحَدِيثِ الَّذِي قبله حَدثنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر بن سُفْيَان الرقي ثَنَا أَيُّوب بن مُحَمَّد الْوزان ثَنَا الْوَلِيد بن الْوَلِيد ثَنَا عبد الرَّحْمَن بن ثَابت بن ثَوْبَان عَن يَحْيَى بن الْحَارِث الزيَادي عَن الْقَاسِم عَن أبي أُمَامَة مَرْفُوعا نَحوه
وَرَوَاهُ فِي كِتَابه الْمُسَمَّى بِمُسْنَد الشاميين ثَنَا مُحَمَّد بن عمار الدِّمَشْقِي ثَنَا الْعَبَّاس بن الْوَلِيد الْخلال ثَنَا الْوَلِيد بن الْوَلِيد بِهِ لَا يحل بيع الْمُغَنِّيَات إِلَى آخِره سَوَاء
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن عدي فِي الْكَامِل عَن مسلمة بن عَلّي أبي سعيد الْخُشَنِي ثني يَحْيَى بن الْحَارِث بِهِ وَضعف مسلمة عَن البُخَارِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن معِين وَوَافَقَهُمْ وَقَالَ عَامَّة أَحَادِيثه غير مَحْفُوظَة انْتَهَى
978 - الحَدِيث الثَّالِث
رُوِيَ فِي الحَدِيث الحَدِيث فِي الْمَسْجِد يَأْكُل الْحَسَنَات كم تَأْكُل الْبَهِيمَة الْحَشِيش
قلت اسْتدلَّ بِهِ المُصَنّف عَلَى أَن المُرَاد بِهِ الحَدِيث الْمُنكر وَتقدم فِي بَرَاءَة
979 - الحَدِيث الرَّابِع
قَالَ رجل لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من أبر قَالَ أمك قَالَ(3/70)
ثمَّ من قَالَ ثمَّ أمك قَالَ ثمَّ من قَالَ ثمَّ أمك قَالَ ثمَّ من قَالَ ثمَّ أَبَاك
قلت رَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي سنَنه فِي الْأَدَب وَالتِّرْمِذِيّ فِي الْبر والصلة من حَدِيث بهز بن حَكِيم عَن أَبِيه عَن جده قَالَ قلت يَا رَسُول الله من أبر إِلَى آخِره سَوَاء وَزَاد فِيهِ ثمَّ الْأَقْرَب فَالْأَقْرَب انْتَهَى وَلم يعزه الطَّيِّبِيّ إِلَّا لِلتِّرْمِذِي
وَمَعْنَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي الْأَدَب وَمُسلم فِي الْبر والصلة عَن أبي زرْعَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ جَاءَ رجل إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ من أَحَق النَّاس بِحسن صَحَابَتِي قَالَ أمك قَالَ ثمَّ من قَالَ ثمَّ أمك قَالَ ثمَّ من قَالَ ثمَّ أمك قَالَ ثمَّ من قَالَ ثمَّ أَبوك انْتَهَى
980 - الحَدِيث الْخَامِس
قَالَ عَلَيْهِ السَّلَام لَا صِيَام لمن لم يعزم الصّيام من اللَّيْل
قلت تقدم فِي الْبَقَرَة وَكَذَا قَوْله أَلا يرَى إِلَى قَوْله لمن لم يبيت الصّيام من اللَّيْل تقدم فِي أَوَاخِر الْبَقَرَة
981 - الحَدِيث السَّادِس
فِي الحَدِيث إِن الله يحب أَن يُؤْخَذ بِرُخصِهِ كَمَا يحب أَن يُؤْخَذ بِعَزَائِمِهِ
قلت رُوِيَ من حَدِيث ابْن عمر وَمن حَدِيث ابْن عَبَّاس وَمن حَدِيث ابْن مَسْعُود وَمن حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَمن حَدِيث عَائِشَة
أما حَدِيث ابْن عمر فَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فَبِي النَّوْع الْحَادِي وَالسبْعين(3/71)
من الْقسم الأول من حَدِيث عمَارَة بن غزيَّة عَن حَرْب بن قيس عَن نَافِع عَن ابْن عمر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ إِن الله يحب أَن تُؤْتَى رخصه كَمَا يحب أَن تُؤْتَى عَزَائِمه انْتَهَى
وَرَوَاهُ أَحْمد وَالْبَزَّار وَأَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مسانيدهم وَكَذَلِكَ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب الثَّالِث وَالْعِشْرين
وَعمارَة بن غزيَّة احْتج بِهِ مُسلم وَوَثَّقَهُ أَحْمد وَأَبُو زرْعَة وَقَالَ ابْن معِين هُوَ صَالح الحَدِيث وَقَالَ أَبُو حَاتِم كَانَ صَدُوقًا وَقَالَ ابْن سعد كَانَ ثِقَة وَضَعفه ابْن حزم وَحده وَحرب بن قيس ذكره ابْن أبي حَاتِم وَلم يذكر فِيهِ جرحا
وَأما حَدِيث ابْن عَبَّاس فَرَوَاهُ ابْن حبَان أَيْضا فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الثَّامِن وَالسِّتِّينَ من الْقسم الثَّالِث عَن هِشَام بن حسان عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس مَرْفُوعا بِاللَّفْظِ الْمَذْكُور
وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه أَيْضا
وَعَن الطَّبَرَانِيّ رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي الْحِيلَة فِي تَرْجَمَة هِشَام بن حسان
وَأما حَدِيث ابْن مَسْعُود فَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه أَيْضا ثَنَا أَبُو مُسلم الْكشِّي ثَنَا معمر بن عبد الله الْأنْصَارِيّ ثَنَا شُعْبَة عَن الحكم عَن إِبْرَاهِيم عَن عَلْقَمَة عَن ابْن مَسْعُود مَرْفُوعا نَحوه
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي الْحِلْية فِي تَرْجَمَة عَلْقَمَة وَقَالَ لم يروه مَرْفُوعا عَن شُعْبَة إِلَّا معمر وَرَوَاهُ غنْدر وَبكر بن بكار وَغَيرهمَا مَوْقُوفا
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْعقيلِيّ عَن معمر بن عبد الله الْأنْصَارِيّ بِهِ مَرْفُوعا وَقَالَ لَا يُتَابع عَلَى رَفعه وَوَقفه غَيره وَهُوَ أولَى انْتَهَى
قَالَ ابْن طَاهِر فِي كَلَامه عَلَى أَحَادِيث الشهَاب فَقَالَ إِنَّه من أَقْرَان معمر وَلم يُتَابع عَلَى رَفعه وَقد رَوَاهُ روح بن عبَادَة عَن شُعْبَة مَوْقُوفا وَرَوَاهُ أَبُو إِسْحَاق(3/72)
السبيعِي عَن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن مَسْعُود عَن أَبِيه من قَوْله الصَّحِيح انْتَهَى
قلت رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه مَوْقُوفا
وَأما حَدِيث أبي هُرَيْرَة فَرَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُسْنده حَدثنَا زيد بن الْحباب حَدثنِي عمر بن عبد الله بن أبي خثعم اليمامي أَنا يَحْيَى بن أبي كثير عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة أَن رجلا قَالَ يَا رَسُول الله أقصر الصَّلَاة فِي سَفَرِي قَالَ نعم إِن الله يحب أَن يُؤْخَذ بِرُخصِهِ كَمَا يحب أَن يُؤْخَذ بِفَرِيضَتِهِ انْتَهَى
وَرَوَاهُ ابْن عدي فِي الْكَامِل وَأعله بعمر بن أبي خثعم وَقَالَ إِن عمر مُنكر الحَدِيث
وَرَوَاهُ ابْن عدي أَيْضا عَن سعيد بن سعيد بن أبي المَقْبُري ثني أخي عبيد الله عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة مَرْفُوعا نَحوه وَأعله بِسَعْد هَذَا وَقَالَ عَامَّة مَا يرويهِ لَا يُتَابع عَلَيْهِ وَلم أر للْمُتَقَدِّمين فِيهِ كلَاما انْتَهَى
قَالَ ابْن طَاهِر وَسعد هَذَا لم يتَكَلَّم فِيهِ وَلَكِن لَهُ مَنَاكِير مِنْهَا هَذَا الحَدِيث وَقد عده ابْن عدي من مَنَاكِيره قلت وَرَوَاهُ يَحْيَى بن عبيد الله عَن أَبِيه كَذَلِك وَيَحْيَى ضَعِيف انْتَهَى
وَأما حَدِيث عَائِشَة فَرَوَاهُ ابْن عدي فِي الْكَامِل من طَرِيقين
أَحدهمَا عَن الحكم بن عبد الله بن سعد الْأَيْلِي أَنه سمع الْقَاسِم عَن عَائِشَة أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (إِن الله يحب أَن يعْمل بِرُخصِهِ كَمَا يحب أَن يعْمل بِفَرَائِضِهِ) انْتَهَى وَضعف الحكم هَذَا عَن جمَاعَة جدا وَوَافَقَهُمْ
وَالْآخر عَن عمر بن عبيد الْبَصْرِيّ ثَنَا هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة مَرْفُوعا إِن الله يحب أَن تُؤْتَى رخصه كَمَا يحب أَن تُؤْتَى عَزَائِمه(3/73)
قلت وَمَا عَزَائِمه قَالَ فَرَائِضه وَضعف عمر بن عبيد هَذَا
وَقَالَ لم يروه بِهَذَا الْإِسْنَاد غَيره انْتَهَى
وَبِهَذَا السَّنَد الثَّانِي والمتن رَوَاهُ أَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مُعْجَمه وَحَجمه ثَلَاثَة أَجزَاء حَدِيثِيَّةٌ وَكَذَلِكَ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط
قَالَ ابْن طَاهِر وَرُوِيَ هَذَا الحَدِيث من حَدِيث عَلّي رَوَاهُ عِيسَى بن عبد الله ابْن مُحَمَّد بن عمر بن عَلّي عَن أَبِيه عَن جده عَن عَلّي مَرْفُوعا قَالَ وَعِيسَى هَذَا من أهل الْكُوفَة عَامَّة مَا يرويهِ لَا يُتَابع عَلَيْهِ انْتَهَى
حَدِيث آخر رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط ثَنَا الْفضل بن الْعَبَّاس الْقُرْطُبِيّ ثَنَا إِسْمَاعِيل بن عِيسَى الْعَطَّار ثَنَا عمر بن عبد الْجَبَّار ثَنَا عبد الله بن يزِيد بن آدم عَن أبي الدَّرْدَاء وَأبي أُمَامَة وواثلة بن الْأَسْقَع وَأنس بن مَالك أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ إِن الله يحب أَن يُؤْتَى رخصه كَمَا يحب العَبْد مغْفرَة ربه انْتَهَى وَقَالَ لَا يرْوَى إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَاد تفرد بِهِ إِسْمَاعِيل بن عِيسَى الْعَطَّار انْتَهَى
قَوْله
وَقَوْلهمْ عَزمَة من عَزمَات رَبنَا
قلت رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ فِي الزَّكَاة من حَدِيث بهز بن حَكِيم عَن أَبِيه عَن جده مُعَاوِيَة بن حيدة أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ فِي كل سَائِمَة إبل فِي أَرْبَعِينَ بنت لبون لَا يفرق إبل عَن حِسَابهَا من أَعْطَاهَا مُؤْتَجِرًا فَلهُ أجرهَا فَإنَّا آخِذُوهَا وَشطر مَاله عَزمَة من عَزمَات رَبنَا لَيْسَ لآل مُحَمَّد مِنْهَا شَيْء انْتَهَى
وَرَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده وَالْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ انْتَهَى(3/74)
وَعَزاهُ الشَّيْخ فِي الْإِلْمَام إِلَى التِّرْمِذِيّ وَهُوَ خطأ
وَقَالَ الْبَيْهَقِيّ إِنَّمَا لم يخرجَاهُ لِأَنَّهُ لَا يثبت عِنْدهمَا مُعَاوِيَة بن حيدة رِوَايَة ثِقَة غير ابْنه عَلَى عَادَتهمَا فِي الصَّحَابِيّ أَو التَّابِع أَو تَابع التَّابِع إِذا لم يكن لَهُ إِلَّا راو وَاحِد لم يخرجَا حَدِيثه فِي الصَّحِيح انْتَهَى
وَقد وثق بهز بن حَكِيم أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن معِين وَابْن الْمَدِينِيّ وَابْن الْجَارُود وَغَيرهم وَلَكِن ابْن حبَان قَالَ إِنَّه كَانَ يُخطئ كثيرا قَالَ وَلَوْلَا حَدِيث إِنَّا آخذوه وَشطر إبِله لَأَدْخَلْنَاهُ فِي الثِّقَات انْتَهَى
قَالَ الشَّيْخ فِي الإِمَام وَلَا يتَعَيَّن أَن يكون الشَّيْخَانِ تركا تَخْرِيجه لِلْعِلَّةِ الَّتِي ذكرهَا الْبَيْهَقِيّ فقد يكونَانِ لم يريَا بَهْزًا من شَرطهمَا وَهُوَ وَإِن وَثَّقَهُ جمَاعَة فقد قَالَ أَبُو حَاتِم يكْتب حَدِيثه وَلَا يحْتَج بِهِ وَقَالَ أَبُو زرْعَة لَيْسَ بِمَشْهُور
وَقَوله إِن الصَّحَابِيّ وَالتَّابِع إِذا لم يكن لَهُ إِلَّا راو وَاحِد لم يخرجَا حَدِيثه هَذَا قد أبْطلهُ الْحَافِظ عبد الْغَنِيّ فِي الْكتاب الَّذِي وَضعه فِي أَوْهَام الْمدْخل للْحَاكِم انْتَهَى كَلَامه
983 - الحَدِيث السَّابِع
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ سرعَة الْمَشْي يذهب بهاء الْمُؤمن
قلت رُوِيَ من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَمن حَدِيث ابْن عمر وَمن حَدِيث الْخُدْرِيّ
فَحَدِيث أبي هُرَيْرَة رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي الْحِلْية فِي تَرْجَمَة أبي جَعْفَر يَعْقُوب بن الْفَرَجِيِّ من حَدِيث أبي معشر عَن سعيد المَقْبُري عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ سرعَة الْمَشْي تذْهب بهاء الْمُؤمن انْتَهَى
وَأَبُو معشر فِيهِ مقَال
وَأخرجه ابْن عدي فِي الْكَامِل عَن عمار بن مطر الْعَنْبَري الرهاوي ثَنَا ابْن أبي ذِئْب عَن المَقْبُري عَن أبي هُرَيْرَة مَرْفُوعا وَأعله بِعَمَّار هَذَا وَقَالَ(3/75)
أَنه مُنكر الحَدِيث
وَأما حَدِيث ابْن عمر فَرَوَاهُ ابْن عدي فِي الْكَامِل من حَدِيث الْوَلِيد بن سَلمَة قَاضِي الْأُرْدُن ثَنَا عمر بن مُحَمَّد بن صهْبَان عَن نَافِع عَن ابْن عمر مَرْفُوعا نَحوه سَوَاء وَأعله بعمر بن صهْبَان وَضَعفه عَن البُخَارِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن معِين وَوَافَقَهُمْ وَقَالَ غَالب أَحَادِيثه غير مَحْفُوظَة
وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي كتاب الضُّعَفَاء أَيْضا وَأسْندَ عَن ابْن معِين أَنه قَالَ عمر بن صهْبَان لَا يُسَاوِي فلسًا وَقَالَ فِي أبي معشر اخْتَلَط فِي آخر عمره وَكَثُرت الْمَنَاكِير فِي رِوَايَته فَبَطل الِاحْتِجَاج بِهِ
وَأما حَدِيث الْخُدْرِيّ فَرَوَاهُ ابْن عدي أَيْضا عَن الْوَلِيد بن سَلمَة الْمَذْكُور ثَنَا ابْن أبي ذِئْب عَن سعيد المَقْبُري عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ نَحوه
وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي كتاب الضُّعَفَاء وَقَالَ الْوَلِيد بن سَلمَة الطَّبَرَانِيّ قَاضِي الْأُرْدُن كَانَ يضع الحَدِيث لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ بِحَال وَابْنه إِبْرَاهِيم بن الْوَلِيد ثِقَة انْتَهَى
984 - قَوْله
قَالَت عَائِشَة فِي حق عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما كَانَ إِذا مَشَى أسْرع
قلت غَرِيب وَفِي النِّهَايَة لِابْنِ الْأَثِير عَن عَائِشَة قَالَت كَانَ عمر إِذا مَشَى أسْرع وَإِذا قَالَ أسمع وَإِذا ضرب أوجع
وَرَوَى ابْن سعد فِي الطَّبَقَات فِي تَرْجَمَة عمر أخبرنَا مُحَمَّد بن عمر الْوَاقِدِيّ ثَنَا عمر بن سُلَيْمَان بن أبي خَيْثَمَة عَن أَبِيه قَالَ قَالَت الشِّفَاء بنت عبد الله كَانَ عمر إِذا مَشَى إِلَى آخِره سَوَاء(3/76)
985 - الحَدِيث الثَّامِن
يروي أَن أيسر مَا يعذب بِهِ أهل النَّار الْأَخْذ بالأنفاس
قَالَت غَرِيب جدا
968 - الحَدِيث التَّاسِع
فِي الحَدِيث فِي جَذَعَة ابْن نيار تجزي عَنْك وَلنْ تُجزئ عَن أحد بعْدك
قلت تقدم فِي أَوَائِل الْبَقَرَة
987 - قَوْله
رُوِيَ أَن الْحَارِث بن عَمْرو بن حَارِثَة أَتَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ يَا رَسُول الله أَخْبرنِي عَن السَّاعَة مَتى قِيَامهَا وَإِنِّي قد ألقيت حباتي فِي الأَرْض وَقد أَبْطَأت عَنَّا السَّمَاء فَمَتَى تمطر وَأَخْبرنِي عَن امْرَأَتي فقد اشْتَمَلت عَلَى حمل مَا فِي بَطنهَا أذكر أم أُنْثَى وَإِنِّي علمت مَا علمت أمس فَمَا أعمل غَدا وَهَذَا مولدِي قد عَرفته فَأَيْنَ أَمُوت فَنزلت إِن الله عِنْده علم السَّاعَة الْآيَة
قلت رَوَى الطَّبَرِيّ وَابْن أبي حَاتِم فِي تفسيريهما من حَدِيث ابْن أبي نجيح عَن مُجَاهِد قَالَ جَاءَ رجل من أهل الْبَادِيَة فَقَالَ يَا مُحَمَّد إِن امْرَأَتي حُبْلَى فَأَخْبرنِي مَا تَلد وَبَلَدنَا مُجْدِبَة فَأَخْبرنِي مَا ينزل الْغَيْث وَقد علمت مَتى ولدت فَأَخْبرنِي مَتى أَمُوت فَأنْزل الله إِن الله عِنْده علم السَّاعَة الْآيَة انْتَهَى
وَذكره الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره والواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول بِلَفْظ الْمنصف من غير سَنَد وَلَا راو(3/77)
988 - الحَدِيث الْعَاشِر
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ مَفَاتِيح الْغَيْب خمس وتلا الْآيَة
قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه من حَدِيث مُحَمَّد بن زيد عَن عبد الله ابْن عمر قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مَفَاتِيح الْغَيْبِيِّ خمس ثمَّ قَرَأَ عَن الله عِنْده علم السَّاعَة وَينزل الْغَيْث الْآيَة
وَرَوَاهُ فِي تَفْسِير سُورَة الرَّعْد عَن عبد الله بن دِينَار عَن ابْن عمر أطول من هَذَا وَبِه فِي التَّوْحِيد أَخْضَر مِنْهُ وَكَذَلِكَ رَوَاهُ فِي الاسْتِسْقَاء وَهُوَ من أَفْرَاده
989 - قَوْله
رُوِيَ أَن ملك الْمَوْت مر عَلَى سُلَيْمَان فَجعل ينظر إِلَى رجل من جُلَسَائِهِ يديم النّظر إِلَيْهِ فَقَالَ الرجل من هَذَا قَالَ ملك الْمَوْت فَقَالَ كَأَنَّهُ يُرِيدنِي وَسَأَلَ سُلَيْمَان أَن يحملهُ عَلَى الرّيح وَيُلْقِيه بِبِلَاد الْهِنْد فَفعل ثمَّ قَالَ ملك الْمَوْت لِسُلَيْمَان كَانَ دوَام نَظَرِي إِلَيْهِ تَعَجبا مِنْهُ لِأَنِّي أمرت أَن أَقبض روحه بِالْهِنْدِ
قلت رَوَاهُ ابْن أبي شَيْبه فِي مُصَنفه فِي أَبْوَاب كَلَام الْأَنْبِيَاء حَدثنَا عبد الله ابْن نمير ثَنَا الْأَعْمَش عَن خَيْثَمَة عَن شهر بن حَوْشَب قَالَ دخل ملك الْمَوْت عَلَى سُلَيْمَان عَلَيْهِ السَّلَام فَجعل ينظر إِلَى آخِره
وَرَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره من طَرِيق أَحْمد بن حَنْبَل ثَنَا عبد الله بن نمير
وَرَوَاهُ أَحْمد فِي كتاب الزّهْد حَدثنَا عبد الله بن نمير بِهِ سندا ومنتا
990 - الحَدِيث الْحَادِي عشر
قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من قَرَأَ سُورَة لُقْمَان كَانَ لُقْمَان رَفِيقه(3/78)
يَوْم الْقِيَامَة وَأعْطِي من الْحَسَنَات عشرا بِعَدَد من عمل بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَى عَن الْمُنكر
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره من حَدِيث عَطاء بن أبي مَيْمُونَة عَن زر بن حُبَيْش عَن أبي كَعْب مَرْفُوعا وَرَوَاهُ عَن ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه الْمَذْكُورين فِي آل عمرَان
وَرَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط بِسَنَدِهِ الْمُتَقَدّم فِي سُورَة يُونُس(3/79)
سُورَة آلم تَنْزِيل السَّجْدَة(3/81)
سُورَة آلم تَنْزِيل السَّجْدَة
ذكر فِيهَا سِتَّة أَحَادِيث
991 - الحَدِيث الأول
قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ للْمُغِيرَة لَو نظرت إِلَيْهَا
قلت احْتج بِهِ المُصَنّف عَلَى أَن لَو فِيهِ لِلتَّمَنِّي
والْحَدِيث رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة فِي سُنَنهمْ وَابْن حبَان وَالْحَاكِم فِي صَحِيحهمَا وَأحمد والدارمي وَعبد بن حميد وَالْبَزَّار فِي مسانيدهم وَالْبَيْهَقِيّ وَالدَّارَقُطْنِيّ فِي سنَنَيْهِمَا وَابْن شيبَة وَعبد الرَّزَّاق فِي مصنفيهما وَكلهمْ لم يذكرُوا فِيهِ لَو أَخْرجُوهُ كلهم من حَدِيث الْمُغيرَة بن شُعْبَة أَنه خطب امْرَأَة فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ انْظُر إِلَيْهَا فَإِنَّهُ أَحْرَى أَن يُؤْدم بَيْنكُمَا انْتَهَى وَفِيه كَلَام مَبْسُوط فِي أَحَادِيث الْهِدَايَة
وَلم يجد أحدا رَوَاهُ بِلَفْظَة لَو إِلَّا أَبُو عبيد الْقَاسِم بن سَلام فَإِنَّهُ رَوَاهُ فِي غَرِيب الحَدِيث لَهُ حَدثنِي أَبُو مُعَاوِيَة عَن عَاصِم عَن بكر بن عبد الله الْمُزنِيّ عَن الْمُغيرَة بن شُعْبَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ انه قَالَ للْمُغِيرَة وَقد خطب امْرَأَة لَو نظرت إِلَيْهَا فَإِنَّهُ أَحْرَى أَن يُؤْدم بَيْنكُمَا انْتَهَى
وَلَو احْتج المُصَنّف بقوله تَعَالَى أَو تَقول حِين ترَى الْعَذَاب لَو أَن لي كرة فَأَكُون من الْمُحْسِنِينَ لَكَانَ أولَى مَعَ أَن التَّمَنِّي فِي الحَدِيث غير ظَاهر وَالتَّمَنِّي فِي الْآيَة ظَاهر قطعا لوُجُود النصب فِي جَوَابه(3/83)
992 - الحَدِيث الثَّانِي
عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي تَفْسِيرهَا يَعْنِي قَوْله تَعَالَى تَتَجَافَى جنُوبهم عَن الْمضَاجِع قَالَ قيام العَبْد من اللَّيْل
قلت رَوَاهُ أَحْمد وَابْن أبي شيبَة وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مسانيدهم عَن حَمَّاد بن سَلمَة عَن عَاصِم بن بَهْدَلَة عَن شهر بن حَوْشَب عَن معَاذ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ فِي قَوْله تَعَالَى تَتَجَافَى جنُوبهم عَن الْمضَاجِع قَالَ قيام العَبْد من اللَّيْل انْتَهَى
وَمن طَرِيق أَحْمد رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ وَبِهَذَا الْإِسْنَاد رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه
وَمَعْنَاهُ عِنْد التِّرْمِذِيّ فِي الْإِيمَان وَابْن ماجة فِي الْفِتَن عَن أبي وَائِل عَن معَاذ قَالَ كنت مَعَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي سفر فَأَصْبَحت يَوْمًا قَرِيبا مِنْهُ إِلَى أَن قَالَ أَلا أدلك عَلَى أَبْوَاب الْخَيْر الصَّوْم جنَّة وَالصَّدَََقَة تُطْفِئ الْخَطِيئَة كَمَا يُطْفِئ المَاء النَّار وَصَلَاة الرجل فِي جَوف اللَّيْل ثمَّ قَرَأَ تَتَجَافَى جنُوبهم عَن الْمضَاجِع انْتَهَى قَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث حسن صَحِيح
وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه وَقَالَ عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ
993 - الحَدِيث الثَّالِث
عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ إِذا جمع الله الْأَوَّلين والآخرين يَوْم الْقِيَامَة جَاءَ مُنَاد يُنَادي بِصَوْت يسمع الْخَلَائق كلهم سَيعْلَمُ أهل الْجمع الْيَوْم من أولَى بِالْكَرمِ ثمَّ يرجع فينادي ليقمْ الَّذين كَانَت تَتَجَافَى جنُوبهم عَن الْمضَاجِع فَيقومُونَ وَهُوَ قَلِيل ثمَّ يرجع فينادي ليقمْ الَّذين كَانُوا يحْمَدُونَ الله فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء فَيقومُونَ وهم قَلِيل(3/84)
فَيسرحُونَ جَمِيعًا إِلَى الْجنَّة ثمَّ يُحَاسب سَائِر النَّاس
قلت رَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَأَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مسنديهما أخبرنَا أَبُو مُعَاوِيَة ثَنَا عبد الرَّحْمَن بن إِسْحَاق عَن شهر بن حَوْشَب عَن أَسمَاء بنت يزِيد عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ يحْشر النَّاس يَوْم الْقِيَامَة فِي صَعِيد وَاحِد فَيسْمعهُمْ الدَّاعِي وَينْفذهُمْ الْبَصَر ثمَّ يقوم مُنَاد فينادي سَيعْلَمُ أهل الْجمع الْيَوْم من أولَى بِالْكَرمِ فَيَقُول أَيْن الَّذين كَانُوا يحْمَدُونَ الله فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء فَيقومُونَ وهم قَلِيل فَيدْخلُونَ الْجنَّة بِغَيْر حِسَاب ثمَّ يعود فينادي أَيْن الَّذين كَانُوا لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَة وَلَا بيع عَن ذكر الله فَيقومُونَ وهم قَلِيل فَيدْخلُونَ الْجنَّة بِغَيْر حِسَاب ثمَّ يُحَاسب سَائِر النَّاس انْتَهَى
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره عَن عبد الر حمن بن إِسْحَاق بِهِ بِلَفْظ المُصَنّف سَوَاء
وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب الْحَادِي وَالْعِشْرين بِالْإِسْنَادِ الْمَذْكُور فَذكره إِلَى قَوْله فينادي ليقمْ الَّذين كَانَت تَتَجَافَى جنُوبهم عَن الْمضَاجِع فَيقومُونَ وهم قَلِيل فَيدْخلُونَ الْجنَّة بِغَيْر حِسَاب ثمَّ يُحَاسب سَائِر النَّاس انْتَهَى
وَاخْتَصَرَهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك فِي تَفْسِير سُورَة النُّور عَن أبي إِسْحَاق عَن عبد الله بن عَطاء عَن عقبَة بن عَامر الْجُهَنِيّ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ يجمع النَّاس فِي صَعِيد وَاحِد فَيَنْفُذهُمْ الْبَصَر وَيسْمعهُمْ الدَّاعِي فينادي مُنَاد سَيعْلَمُ أهل الْجمع لمن الْكَرم الْيَوْم ثَلَاث مَرَّات ثمَّ يَقُول أَيْن الَّذين كَانَت تَتَجَافَى جنُوبهم عَن الْمضَاجِع ثمَّ يَقُول أَيْن الَّذين كَانُوا لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَة وَلَا بيع عَن ذكر الله ثمَّ يُنَادي أَيْن الْحَمَّادُونَ الَّذين كَانُوا يحْمَدُونَ رَبهم وَصَححهُ(3/85)
994 - قَوْله
عَن أنس بن مَالك قَالَ كَانَ أنَاس من أَصْحَاب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يصلونَ من صَلَاة الْمغرب إِلَى صَلَاة الْعشَاء الْآخِرَة فَنزلت تَتَجَافَى جنُوبهم عَن الْمضَاجِع الْآيَة
قلت رَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي سنَنه فِي قيام اللَّيْل من حَدِيث سعيد بن أبي عرُوبَة عَن قَتَادَة عَن أنس بن مَالك فِي هَذِه الْآيَة تَتَجَافَى جنُوبهم عَن الْمضَاجِع يدعونَ رَبهم خوفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفقُونَ قَالَ كَانُوا يَنْتَفِلُونَ مَا بَين الْمغرب وَالْعشَاء يصلونَ قَالَ وَكَانَ الْحسن يَقُول هُوَ قيام اللَّيْل انْتَهَى
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من حَدِيث الْحَارِث بن وجيه سَمِعت مَالك ابْن دِينَار يَقُول سَأَلت أنس بن مَالك عَن قَوْله تَعَالَى تَتَجَافَى جنُوبهم عَن الْمضَاجِع قَالَ كَانَ أنَاس من أَصْحَاب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يصلونَ من الْمغرب إِلَى الْعشَاء وَأنزل الله فيهم هَذِه الْآيَة انْتَهَى
وَله سَنَد آخر عِنْد الْبَزَّار فِي مُسْنده عَن عبد الحميد بن سُلَيْمَان حَدثنِي مُصعب عَن زيد بن أسلم عَن أَبِيه قَالَ قَالَ بِلَال كُنَّا نجلس وناس من أَصْحَاب النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يصلونَ بعد الْمغرب إِلَى الْعشَاء فَنزلت هَذِه الْآيَة تَتَجَافَى جنُوبهم عَن الْمضَاجِع انْتَهَى قَالَ وَلَا نعلم رَوَى أسلم عَن بِلَال إِلَّا هَذَا الحَدِيث وَلَا نعلم لَهُ طَرِيقا عَن بِلَال إِلَّا هَذِه الطَّرِيق انْتَهَى
955 - الحَدِيث الرَّابِع
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ أَعدَدْت لعبادي الصَّالِحين مَا لَا عين رَأَتْ وَلَا أذن سَمِعت وَلَا خطر عَلَى قلب بشر بله مَا أطلعتهم عَلَيْهِ اقْرَءُوا إِن شِئْتُم فَلَا تعلم نَفْس مَا أُخْفِي لَهُم من قُرَّة عين
قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي بَدْء الْخلق وَمُسلم فِي صفة الْقِيَامَة وَاللَّفْظ لمُسلم(3/86)
عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ يَقُول الله تَعَالَى أَعدَدْت لعبادي الصَّالِحين مَا لَا عين رَأَتْ وَلَا أذن سَمِعت وَلَا خطر عَلَى قلب بشر ذخْرا بله مَا أطْلعكُم الله عَلَيْهِ ثمَّ قَرَأَ فَلَا تعلم نَفْس مَا أُخْفِي لَهُم من قُرَّة أعين انْتَهَى قَوْله ذخْرا بله مَا أطْلعكُم الله عَلَيْهِ زِيَاد لمُسلم
قَالَ الْبَيْهَقِيّ لَيْسَ عِنْد البُخَارِيّ ذخْرا بله مَا أطلعْتُم عَلَيْهِ بل انْفَرد بِهِ مُسلم
996 - قَوْله
رُوِيَ أَنه شجر بَين عَلّي بن أبي طَالب والوليد بن عقبَة بن أبي معيط يَوْم بدر كَلَام فَقَالَ لَهُ الْوَلِيد اسْكُتْ فَإنَّك صبي أَنا أشب مِنْك شبَابًا وَأجْلَد مِنْك جلدا وأذرب مِنْك لِسَانا وَأحد مِنْك سانا وَأَشْجَع مِنْك جنَانًا وَأَمْلَأُ مِنْك حَشْوًا فِي الكتبية فَقَالَ لَهُ عَلّي اسْكُتْ فَإنَّك فَاسق فَنزلت أَفَمَن كَانَ مُؤمنا كمن كَانَ فَاسِقًا
قلت رَوَاهُ الواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول أخبرنَا أَبُو بكر أَحْمد بن مُحَمَّد الْأَصْبَهَانِيّ ثَنَا عبد الله بن مُحَمَّد الْحَافِظ ثَنَا إِسْحَاق بن بَيَان ثَنَا حُبَيْش بن مُبشر الْفَقِيه ثَنَا عبيد الله بن مُوسَى ثَنَا ابْن أبي لَيْلَى عَن الحكم عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ الْوَلِيد بن عقبَة بن أبي معيط لعَلي بن أبي طَالب أَنا أحد مِنْك سِنَانًا وَأنْشط مِنْك لِسَانا وَأَمْلَأُ للكتبية مِنْك فَقَالَ لَهُ عَلّي اسْكُتْ يَا فَاسق فَإِنَّمَا أَنْت فَاسق فَنزلت أَفَمَن كَانَ مُؤمنا كمن كَانَ فَاسِقًا قَالَ يَعْنِي بِالْمُؤمنِ عليا وَبِالْفَاسِقِ الْوَلِيد بن عقبَة انْتَهَى(3/87)
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره ثَنَا مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم ثَنَا إِسْحَاق ابْن بَيَان بِهِ
وَرَوَاهُ أَيْضا عَن عَلّي بن منْدَل عَن الْكَلْبِيّ عَن أبي صَالح عَن أبن عَبَّاس فَذكره
997 - الحَدِيث الْخَامِس
قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من قَرَأَ آلم تَنْزِيل وتبَارك الَّذِي بِيَدِهِ الْملك أعطي من الْأجر كَمَا لَو أَحْيَا لَيْلَة الْقدر
قلت وَرَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث أبي عصمَة نوح بن أبي مَرْيَم عَن زيد الْعمي عَن أبي نَضرة عَن ابْن عَبَّاس عَن أبي بن كَعْب مَرْفُوعا لَيْسَ فِيهِ وتبَارك الَّذِي بِيَدِهِ الْملك
وَهَكَذَا هُوَ الْفَائِق لِابْنِ غَنَائِم
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه ثَنَا دَاوُد فِي تَفْسِيره حَدثنَا سُلَيْمَان بن أَحْمد ثَنَا الْحُسَيْن بن مَنْصُور الروماني ثَنَا دَاوُد بن معَاذ المصِّيصِي ثَنَا فَهد أَبُو الْخَيْر الْموصِلِي وَعبد الله ابْن وهب الْمصْرِيّ قَالَا ثَنَا اللَّيْث بن سعد عَن نَافِع عَن ابْن عمر قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من قَرَأَ تبَارك الَّذِي بِيَدِهِ الْملك وآلم تَنْزِيل السَّجْدَة بَين الْمغرب وَالْعشَاء فَكَأَنَّمَا أَحْيَا لَيْلَة الْقدر انْتَهَى
وَرَوَاهُ أَيْضا بسنديه الْمَذْكُورين فِي آل عمرَان لَيْسَ فِيهِ بَين الْمغرب وَالْعشَاء(3/88)
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط بِسَنَدِهِ الْمُتَقَدّم فِي يُونُس بِلَفْظ المُصَنّف سَوَاء
998 - الحَدِيث السَّادِس
وَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام من قَرَأَ آلم تَنْزِيل فِي بَيته لم يدْخل الشَّيْطَان بَيته ثَلَاثَة أَيَّام
قلت غَرِيب جدا(3/89)
سُورَة الْأَحْزَاب(3/91)
سُورَة الْأَحْزَاب
ذكر فِيهَا أَرْبَعِينَ حَدِيثا
999 - الحَدِيث الأول
عَن زر قَالَ قَالَ لي أبي بن كَعْب كم تَعدونَ سُورَة الْأَحْزَاب قلت ثَلَاثًا وَسبعين آيَة قَالَ فو الَّذِي يحلف بِهِ أبي بن كَعْب إِن كَانَت لتعدل سُورَة الْبَقَرَة أَو أطول وَلَقَد قَرَأنَا مِنْهَا آيَة الرَّجْم الشَّيْخ وَالشَّيْخَة إِذا زَنَيَا فَارْجُمُوهُمَا أَلْبَتَّة نكالا من الله وَالله عَزِيز حَكِيم
قلت رَوَاهُ النَّسَائِيّ فِي سنَنه فِي كتاب الرَّجْم من حَدِيث مَنْصُور عَن عَاصِم بن أبي النجُود عَن زر بن حُبَيْش قَالَ قَالَ أبي بن كَعْب كم تَعدونَ سُورَة الْأَحْزَاب قُلْنَا ثَلَاثًا وَسبعين آيَة قَالَ فو الَّذِي يحلف بِهِ أبي بن كَعْب إِن كَانَت لتعدل سُورَة الْبَقَرَة أَو أطول وَلَقَد كَانَ فِيهَا آيَة الرَّجْم الشَّيْخ وَالشَّيْخَة ... إِلَى آخِره
وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الْحَادِي وَالْمِائَة
وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك فِي الْحُدُود عَن حَمَّاد بن زيد عَن عَاصِم بِهِ وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ
وَبِسَنَد الْحَاكِم رَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده
وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط ثَنَا زيد بن أبي أنيسَة عَن عَاصِم بِهِ
وَرَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه فِي الْحُدُود أَنا سُفْيَان الثَّوْريّ عَن عَاصِم(3/93)
بِهِ وَزَاد قَالَ الثَّوْريّ بلغنَا أَن نَاسا من أَصْحَاب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَانُوا يقرءُون الْقُرْآن أجِيبُوا يَوْم مُسَيْلمَة فَذهب حُرُوف من الْقُرْآن انْتَهَى
وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ فِي مُسْنده ثَنَا ابْن فضَالة عَن عَاصِم بِهِ
وَمن طَرِيق الطَّيَالِسِيّ رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي كتاب الْمدْخل فَرفعت فِيمَا رفعت
وَمن طَرِيق الطَّبَرَانِيّ رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره
1000 - قَوْله
وَأما مَا يُحْكَى أَن تِلْكَ الزِّيَارَة كَانَت فِي صحيفَة فِي بَيت عَائِشَة فَأَكَلتهَا الدَّاجِن فَمن تَأْلِيفَات الْمَلَاحِدَة وَالرَّوَافِض
قلت رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ فِي سنَنه فِي كتاب الرَّضَاع من حَدِيث مُحَمَّد بن إِسْحَاق عَن عبد الله بن أبي بكر عَن عمره عَن عَائِشَة وَعَن عبد الرَّحْمَن الْقَاسِم عَن أَبِيه عَن عَائِشَة قَالَت لقد نزلت آيَة الرَّجْم وَالرضَاعَة وكانتا فِي صحيفَة تَحت سَرِيرِي فَلَمَّا مَاتَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ تَشَاغَلْنَا بِمَوْتِهِ فَدخل دَاجِن فَأكلهَا انْتَهَى
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَبُو يعْلى الْموصِلِي فِي سَنَده
وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي الْمعرفَة فِي الرَّضَاع من طَرِيق الدَّارَقُطْنِيّ بِسَنَدِهِ الْمُتَقَدّم وَمَتنه
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده وَسكت وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط فِي تَرْجَمَة مَحْمُود الوَاسِطِيّ
وَرَوَى إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ فِي كتاب غَرِيب الحَدِيث ثَنَا هَارُون بن عبد الله ثَنَا عبد الصَّمد ثَنَا أبي قَالَ سَمِعت حُسَيْنًا عَن ابْن أبي بردة أَن الرَّجْم أنزل(3/94)
فِي سُورَة الْأَحْزَاب وَكَانَ مَكْتُوبًا فِي خوصَة فِي بَيت عَائِشَة فَأَكَلتهَا شَاتِهَا انْتَهَى
1001 - الحَدِيث الثَّانِي
رُوِيَ أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لما هَاجر إِلَى الْمَدِينَة كَانَ يحب إِسْلَام الْيَهُود قُرَيْظَة وَالنضير وَبني قينقاع وَقد تَابعه نَاس مِنْهُم عَلَى النِّفَاق وَكَانَ يلين لَهُم جَانِبه وَيكرم صَغِيرهمْ وَكَبِيرهمْ وَإِذا أَتَى مِنْهُم قَبِيح تجَاوز عَنْهُم وَكَانَ يسمع مِنْهُم فَنزلت وَلَا تُطِع الْكَافرين الْآيَة
وَرُوِيَ أَن أَبَا سُفْيَان بن حَرْب وَعِكْرِمَة بن أبي جهل وَأَبا الْأَعْوَر السّلمِيّ قدمُوا عَلَيْهِ فِي الْمُوَادَعَة الَّتِي كَانَت بَينهم وَبَينه وَقَامَ مَعَهم عبد الله بن أبي ومتعب بن قُشَيْر وَالْجد بن قيس فَقَالُوا لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ارْفض ذكر آلِهَتنَا وَقل إِنَّهَا تضر وَتَنْفَع وَتشفع وَنحن نَدعك وَرَبك قَالَ فشق ذَلِك عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَعَلَى الْمُؤمنِينَ وهموا بِقَتْلِهِم فَنزلت
قلت غَرِيب
وَالثَّانِي ذكره الثَّعْلَبِيّ من غير سَنَد وَكَذَلِكَ الواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول
1002 - الحَدِيث الثَّالِث
رُوِيَ فِي زيد بن حَارِثَة وَكَانَ رجلا من كلب سبي صَغِيرا وَكَانَت الْعَرَب فِي جَاهِلِيَّتهَا يَتَغَاوَرُونَ ويتسابون فَاشْتَرَاهُ حَكِيم بن حزَام لِعَمَّتِهِ خَدِيجَة فَلَمَّا تزَوجهَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وهبته لَهُ وَطَلَبه أَبوهُ وَعَمه فَخير فَاخْتَارَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَأعْتقهُ وَكَانُوا يَقُولُونَ زيد بن مُحَمَّد فَأنْزل الله هَذِه الْآيَة وَمَا كَانَ مُحَمَّد أَبَا أحد ... الْآيَة(3/95)
قلت رَوَاهُ ابْن أبي خَيْثَمَة فِي أول تَارِيخه بِسَنَدِهِ إِلَى ابْن إِسْحَاق قَالَ وَكَانَ من أَمر زيد بن حَارِثَة أَنه أَصَابَته منَّة من رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَهُوَ من سَبَايَا الْعَرَب من كلب فِي بَيت مِنْهُم كَانَ حَكِيم بن حزَام اشْتَرَاهُ من سوق حُبَاشَة بِمَكَّة سوق للْعَرَب يتسوقون بِهِ فِي كل سنة وَاشْتَرَاهُ لِخَدِيجَة بنة خويلد فَوَهَبته لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَكَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أكبر مِنْهُ بِعشر سِنِين فَتَبَنَّاهُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَحفظ عَن سَالم بن عبد الله عَن أَبِيه قَالَ مَا كُنَّا نَدْعُوهُ إِلَّا زيد بن مُحَمَّد حَتَّى أنزل الله ادعوهُمْ لِآبَائِهِمْ انْتَهَى
وَهَذِه اللَّفْظَة فِي الصَّحِيحَيْنِ عَن سَالم بن عبد الله عَن أَبِيه عبد الله بن عمر قَالَ مَا كُنَّا نَدْعُوهُ إِلَّا زيد بن مُحَمَّد حَتَّى أنزل الله ادعوهُمْ لِآبَائِهِمْ انْتَهَى
1003 - الحَدِيث الرَّابِع
قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مَا أخْشَى عَلَيْكُم الْخَطَأ وَلَكِن أخْشَى عَلَيْكُم الْعمد
قلت رُوِيَ من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَمن حَدِيث عَائِشَة
فَحَدِيث أبي هُرَيْرَة رَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الثَّانِي وَالْعِشْرين من الْقسم الثَّالِث عَن جَعْفَر بن برْقَان عَن يزِيد بن الْأَصَم عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مَا أخْشَى عَلَيْكُم بعدِي الْفقر وَلَكِن أخْشَى عَلَيْكُم الْغِنَى وَالتَّكَاثُر وَمَا أخْشَى عَلَيْكُم الْخَطَأ وَلَكِن أخْشَى عَلَيْكُم الْعمد
انْتَهَى
وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك فِي تَفْسِير سُورَة التكاثر وَقَالَ حَدِيث صَحِيح عَلَى شَرط مُسلم وَلم يخرجَاهُ
وَعَن الْحَاكِم رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب الْحَادِي وَالسبْعين بِسَنَدِهِ وَمَتنه
وَحَدِيث عَائِشَة رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط من حَدِيث ثَابت بن(3/96)
عجلَان عَن عَطاء عَن عَائِشَة قَالَت قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أما إِنِّي لست أَخَاف عَلَيْكُم الْخَطَأ وَلَكِن أَخَاف عَلَيْكُم الْعمد انْتَهَى
وَرَوَاهُ أَيْضا فِي مُسْند الشاميين ثَنَا مُحَمَّد بن عِيسَى بن الْمُنْذر الْحِمصِي ثَنَا أبي ثَنَا بَقِيَّة عَن ثَابت بن عجلَان ثني عَطاء بن أبي رَبَاح بِهِ
1004 - الحَدِيث الْخَامِس
قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ رفع عَن أمتِي الْخَطَأ وَالنِّسْيَان وَمَا اسْتكْرهُوا عَلَيْهِ
قلت رَوَاهُ ابْن ماجة فِي سنَنه فِي الطَّلَاق ثَنَا مُحَمَّد بن الْمُصَفَّى ثَنَا الْوَلِيد ابْن مُسلم عَن الْأَوْزَاعِيّ عَن عَطاء بن يسَار عَن ابْن عَبَّاس عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ إِن الله وضع عَن أمتِي الْخَطَأ وَالنِّسْيَان وَمَا اسْتكْرهُوا عَلَيْهِ انْتَهَى
وَهُوَ سَنَد ضَعِيف
لَكِن رَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الثَّامِن وَالسِّتِّينَ من الْقسم الثَّالِث عَن عَطاء بن أبي رَبَاح عَن عبيد بن عُمَيْر عَن ابْن عَبَّاس مَرْفُوعا إِن الله تجَاوز عَن أمتِي الْخَطَأ وَالنِّسْيَان وَمَا اسْتكْرهُوا عَلَيْهِ انْتَهَى
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك فِي الطَّلَاق وَقَالَ صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ انْتَهَى
وَرَوَاهُ ابْن عدي فِي الْكَامِل من حَدِيث جَعْفَر بن جبر بن فرقد ثني أبي عَن الْحسن عَن أبي بكرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ رفع الله عَن هَذِه الْأمة ثَلَاثًا الْخَطَأ وَالنِّسْيَان وَالْأَمر يكْرهُونَ عَلَيْهِ انْتَهَى وعده من مُنكرَات جَعْفَر
وَفِي الحَدِيث كَلَام طَوِيل وَله طرق أُخْرَى بيّنت ذَلِك فِي أَحَادِيث الْهِدَايَة
1005 - الحَدِيث السَّادِس
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ مَا من مُؤمن إِلَّا أَنا أولَى بِهِ فِي الدُّنْيَا(3/97)
وَالْآخِرَة اقْرَءُوا إِن شِئْتُم النَّبِي أولَى بِالْمُؤْمِنِينَ من أنفسهم فأيما مُؤمن هلك وَترك مَالا فلترثه عصبته من كَانُوا وَمن ترك دينا أَو ضيَاعًا فَإِلَيَّ
قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه من حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن أبي عمْرَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مَا من مُؤمن إِلَّا وَأَنا أولَى النَّاس بِهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة اقْرَءُوا إِن شِئْتُم النَّبِي أولَى بِالْمُؤْمِنِينَ من أنفسهم فأيما مُؤمن ترك مَالا فلترثه عصبته من كَانُوا وَإِن ترك دينا أَو ضيَاعًا فَليَأْتِنِي أَنا مَوْلَاهُ انْتَهَى
1006 - قَوْله
قَالَت عَائِشَة لسنا أُمَّهَات النِّسَاء
قلت رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ فِي فِي كِتَابه المؤتلف والمختلف ثَنَا مُحَمَّد بن مخلد ثَنَا عبيد الله بن الْهَيْثَم الْعَبْدي ثَنَا أَبُو قُتَيْبَة مُسلم بن قُتَيْبَة ثَنَا مطر الْأَعْنَق حَدَّثتنِي خرقاء قَالَت قلت لعَائِشَة يَا أمة فَقَالَت لست أم النِّسَاء إِنَّمَا أَنا أم الرِّجَال انْتَهَى ذكره فِي بَاب خرقاء
وَرَوَاهُ ابْن سعد فِي الطَّبَقَات فِي تَرْجَمَة عَائِشَة أخبرنَا الْفضل بن دُكَيْن ثَنَا سُفْيَان عَن فراس عَن الشّعبِيّ عَن مَسْرُوق قَالَ قَالَت امْرَأَة لعَائِشَة يَا أمة فَقَالَت عَائِشَة إِنِّي لست بأمك إِنَّمَا أَنا أم الرِّجَال انْتَهَى
1007 - الحَدِيث السَّابِع
قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ نصرت بالصبا وأهلكت عَاد بالدبور
قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم من حَدِيث مُجَاهِد عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ نصرت بالصبا وأهلكت عَاد بالدبور انْتَهَى البُخَارِيّ فِي الاسْتِسْقَاء وَفِي بَدْء الْخلق وَفِي الْمَغَازِي وَمُسلم فِي الاسْتِسْقَاء(3/98)
1008 - الحَدِيث الثَّامِن
من حَدِيث الْأَحْزَاب وَيَوْم الخَنْدَق رُوِيَ أَن الله تَعَالَى أرسل جُنُودا لم تَرَوْهَا وهم الْمَلَائِكَة وَكَانُوا ألفا بعث الله عَلَيْهِم صبا بَارِدَة فِي لَيْلَة شَاتِيَة فَأَخْصَرَتْهُمْ وَسَفتْ التُّرَاب فِي وُجُوههم وَأمر الْمَلَائِكَة فَقلعت الْأَوْتَاد وَقطعت الْأَطْنَاب وَأَطْفَأت النيرَان وَأَكْفَأت الْقُدُور وَمَاجَتْ الْخُيُول بَعْضهَا فِي بعض وَقذف فِي قُلُوبهم الرعب وَكَبرت الْمَلَائِكَة فِي جَوَانِب عَسْكَرهمْ فَقَالَ طليحة بن خويلد الْأَسدي أما مُحَمَّد فقد بَدَأَكُمْ بِالسحرِ فَالنَّجَاةُ النجَاة فَانْهَزَمُوا من غير قتال وَحين سمع النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بِإِقْبَالِهِمْ ضرب الخَنْدَق عَلَى الْمَدِينَة وَأَشَارَ عَلَيْهِ بذلك سلمَان الْفَارِسِي ثمَّ خرج فِي ثَلَاثَة آلَاف من الْمُسلمين فَضرب مُعَسْكَره وَالْخَنْدَق بَينه وَبَين الْقَوْم وَأمر بِالذَّرَارِيِّ وَالنِّسَاء فَرفعُوا فِي الْآطَام وَاشْتَدَّ الْخَوْف وَظن الْمُؤْمِنُونَ كل ظن وَنجم النِّفَاق من الْمُنَافِقين حَتَّى قَالَ معتب بن قُشَيْر كَانَ مُحَمَّد يعدنا كنوز كسْرَى وَقَيْصَر وَنحن لَا نقدر نَذْهَب إِلَى الْغَائِط وَكَانَت قُرَيْش قد أَقبلت فِي عشرَة آلَاف من الْأَحَابِيش وَبني كنَانَة وَأهل تهَامَة وَقَائِدهمْ أَبُو سُفْيَان وَخرج غطفان فِي ألف وَمن تَابعهمْ من أهل نجد وَقَائِدهمْ عُيَيْنَة بن حصن وعامر بن الطُّفَيْل فِي هوَازن وضامتهم الْيَهُود من قُرَيْظَة وَالنضير وَمَضَى عَلَى الْفَرِيقَيْنِ قريب من شهر لَا حَرْب بَينهم إِلَّا الرَّمْي بِالنَّبلِ وَالْحِجَارَة حَتَّى أنزل الله النَّصْر
قلت هَذَا كُله فِي سيرة ابْن هِشَام فِي غَزْوَة الخَنْدَق مُعَرفا فِي طول الْقِصَّة عَن ابْن إِسْحَاق من قَوْله
وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ من طَرِيق ابْن إِسْحَاق عَن يزِيد بن رُومَان عَن عُرْوَة بن(3/99)
الزُّبَيْر وَعبد الله بن أبي بكر بن حزم وَمُحَمّد بن كَعْب الْقرظِيّ وَغَيرهم من عُلَمَائِنَا أَنه كَانَ من حَدِيث الخَنْدَق ... فَذكره مطولا بِزِيَادَات وَنقص
1009 - الحَدِيث التَّاسِع
عَن ابْن عَبَّاس أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ لأَصْحَابه إِن الْأَحْزَاب سائرون إِلَيْكُم تسعا أَو عشرا يَعْنِي فِي آخر تسع ليل أَو عشر فَلَمَّا رَأَوْهُمْ قد أَقبلُوا لِلْمِيعَادِ قَالُوا هَذَا مَا وعدنا الله وَرَسُوله
1010 - الحَدِيث الْعَاشِر
فِي الحَدِيث من أحب أَن ينظر إِلَى شَهِيد يمشي عَلَى وَجه الأَرْض فَلْينْظر إِلَى طَلْحَة
قلت رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي كِتَابه فِي المناقب وَابْن ماجة فِي السّنة من حَدِيث الصَّلْت بن دِينَار الْأَزْدِيّ عَن أبي نَضرة مُنْذر بن مَالك عَن جَابر بن عبد الله قَالَ سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول من سره أَن ينظر إِلَى شَهِيد يمشي عَلَى وَجه الأَرْض فَلْينْظر إِلَى طَلْحَة بن عبيد الله انْتَهَى قَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث غَرِيب لَا نعرفه إِلَّا من حَدِيث الصَّلْت بن دِينَار وَقد تكلم فِيهِ بعض أهل الْعلم وَضَعفه انْتَهَى
قلت رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه بِسَنَد آخر فَقَالَ ثَنَا يَحْيَى بن عُثْمَان بن صَالح ثَنَا سُلَيْمَان بن أَيُّوب بن سُلَيْمَان ابْن عِيسَى بن مُوسَى بن طَلْحَة بن عبيد الله حَدثنِي أبي ثني جدي عَن مُوسَى بن طَلْحَة عَن أَبِيه طَلْحَة بن عبيد الله قَالَ كَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذا رَآنِي يَقُول من أحب أَن ينظر إِلَى شَهِيد ... الحَدِيث(3/100)
الحَدِيث الْحَادِي عشر
رُوِيَ أَن طَلْحَة ثَبت مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَوْم أحد حَتَّى أُصِيبَت يَده فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أوجب طَلْحَة
قلت لم يروه هَكَذَا بِهَذَا اللَّفْظ إِلَّا الثَّعْلَبِيّ أخبرنَا عبد الله بن حَامِد ثَنَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن شَاذان ثَنَا جَيْعُونَةَ بن مُحَمَّد التِّرْمِذِيّ ثَنَا صَالح بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن حَرْب عَن حزم عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة فِي قَوْله تَعَالَى من الْمُؤمنِينَ رجال صدقُوا مَا عَاهَدُوا الله عَلَيْهِ قَالَت مِنْهُم طَلْحَة بن عبيد الله ثَبت مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... إِلَى آخِره
وَلَكِن رُوِيَ مفرقا
فَحَدِيث أوجب طَلْحَة رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي كِتَابه فِي الْجِهَاد من طَرِيق مُحَمَّد بن إِسْحَاق عَن يَحْيَى بن عباد بن عبد الله بن الزُّبَيْر عَن أَبِيه عَن عبد الله ابْن الزُّبَيْر عَن أَبِيه الزُّبَيْر بن الْعَوام قَالَ كَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ دِرْعَانِ يَوْم أحد فَنَهَضَ إِلَى الصَّخْرَة فَلم يسْتَطع فَأقْعدَ طَلْحَة تَحْتَهُ فَصَعدَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حَتَّى اسْتَوَى عَلَى الصَّخْرَة قَالَ فَسمِعت النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول أوجب طَلْحَة انْتَهَى وَقَالَ حَدِيث حسن غَرِيب لَا نعرفه إِلَّا من حَدِيث مُحَمَّد بن إِسْحَاق انْتَهَى
وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الثَّامِن من الْقسم الثَّالِث وَكَذَلِكَ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك فِي الْمَغَازِي وَقَالَ عَلَى شَرط مُسلم وَلم يخرجَاهُ(3/101)
وَرَوَاهُ ابْن أبي شيبَة وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَأَبُو يعلي الْموصِلِي وَالْبَزَّار فِي مسانيدهم
وَحَدِيث أُصِيبَت يَده رَوَاهُ النَّسَائِيّ فِي الْجِهَاد أخبرنَا عَمْرو بن سَواد أَنا ابْن وهب أَخْبرنِي يَحْيَى بن أَيُّوب عَن عمَارَة بن غزيَّة عَن أبي الزُّبَيْر عَن جَابر قَالَ لما كَانَ يَوْم أحد كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي نَاحيَة فِي اثْنَي عشر رجلا من الْأَنْصَار وَفِيهِمْ طَلْحَة بن عبيد الله فأدرجهم الْمُشْركُونَ فَالْتَفت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ من للْقَوْم فَقَالَ طَلْحَة أَنا قَالَ كَمَا أَنْت فَقَالَ رجل من الْأَنْصَار أَنا يَا رَسُول الله فقاتل حَتَّى قتل ثمَّ الْتفت فَإِذا الْمُشْركُونَ قَالَ من للْقَوْم فَقَالَ طَلْحَة أَنا فَقَالَ كَمَا أَنْت فَقَالَ رجل من الْأَنْصَار أَنا فَقَالَ أَنْت فقاتل حَتَّى قتل ثمَّ لم يزل يَقُول ذَلِك وَيخرج إِلَيْهِم رجل من الْأَنْصَار فَيُقَاتل قتال من قبله حَتَّى يقتل حَتَّى بَقى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَطَلْحَة فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من للْقَوْم فَقَالَ طَلْحَة أَنا فقاتل طَلْحَة قتال الْأَحَد عشر حَتَّى ضربت يَده فَانْقَطَعت أَصَابِعه فَقَالَ حس فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لَو قلت بِسم الله لَرَفَعَتْك الْمَلَائِكَة وَالنَّاس ينظرُونَ ثمَّ رد الله الْمُشْركين انْتَهَى
وَرُوِيَ البُخَارِيّ فِي الْمَغَازِي من حَدِيث إِسْمَاعِيل عَن قيس قَالَ رَأَيْت يَد طَلْحَة شلاء وقِي بهَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَوْم أحد انْتَهَى
1012 - الحَدِيث الثَّانِي عشر
رُوِيَ أَن جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام أَتَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ صَبِيحَة اللَّيْلَة الَّتِي انهزم فِيهَا الْأَحْزَاب وَرجع الْمُسلمُونَ إِلَى الْمَدِينَة وَوَضَعُوا سِلَاحهمْ عَلَى فرسه الحيزوم وَالْغُبَار عَلَى وَجه الْفرس وَعَلَى السرج فَقَالَ مَا هَذَا يَا جِبْرِيل قَالَ من مُتَابعَة قُرَيْش فَجعل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يمسح الْغُبَار عَن وَجه الْفرس وَعَن سَرْجه فَقَالَ يَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِن الْمَلَائِكَة لم تضع السِّلَاح إِن الله يَأْمُرك بِالْمَسِيرِ إِلَى بني قُرَيْظَة وَأَنا عَامِد إِلَيْهِم(3/102)
فَإِن الله داقهم دق الْبيض عَلَى الصَّفَا وَإِنَّهُم لكم طعمة فَأذن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي النَّاس أَن من كَانَ سَامِعًا مُطيعًا فَلَا يُصَلِّي الْعَصْر إِلَّا فِي بني قُرَيْظَة فَمَا صَلَّى كثير من النَّاس الْعَصْر إِلَّا بعد الْعشَاء الْآخِرَة لأجل قَول رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَحَاصَرَهُمْ خمْسا وَعشْرين لَيْلَة حَتَّى جهدهمْ الْحصار فَقَالَ لَهُم رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ تَنْزِلُونَ عَلَى حكمي فَأَبَوا فَقَالَ عَلَى حكم سعد بن معَاذ فَرَفَضُوا بِهِ فَقَالَ سعد حكمت فيهم أَن تقتل مُقَاتلَتهمْ وَتَسْبِي ذَرَارِيهمْ وَنِسَاؤُهُمْ فَكبر رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَقَالَ لقد حكمت بِحكم الله من فَوق سَبْعَة أَرقعَة ثمَّ اسْتَنْزَلَهُمْ وَخَنْدَق فِي سوق الْمَدِينَة خَنْدَقًا وَقَدَّمَهُمْ وَضرب أَعْنَاقهم وهم من ثَمَانمِائَة إِلَى تِسْعمائَة وَقيل كَانُوا سِتّمائَة مقَاتل وَسَبْعمائة أَسِير
قلت هَذَا كُله فِي سيرة ابْن هِشَام فِي غَزْوَة بني قُرَيْظَة عَن ابْن إِسْحَاق من قَوْله إِلَّا قَوْله عَلَيْهِ السَّلَام لقد حكمت بِحكم الله من فَوق سَبْعَة أَرقعَة فَإِنَّهُ أسْندهُ حَدثنِي عَاصِم بن عُمَيْر بن قَتَادَة عَن عبد الرَّحْمَن بن عَمْرو بن سعد ابْن معَاذ عَن عَلْقَمَة بن وَقاص اللَّيْثِيّ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لسعد لقد حكمت فيهم بِحكم الله من فَوق سَبْعَة أَرقعَة ثمَّ قَالَ قَالَ ابْن إِسْحَاق ثمَّ خرج رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِلَى سوق الْمَدِينَة فَخَنْدَق بهَا خَنْدَق ثمَّ بعث إِلَيْهِم فَضربت أَعْنَاقهم فِي تِلْكَ الْخَنَادِق فَخرج بهم إِلَيْهِ أَرْسَالًا وهم سِتّمائَة أَو سَبْعمِائة وَالْمُكثر يَقُول كَانُوا بَين الثَّمَانمِائَة إِلَى التسْعمائَة وَبَقِيَّة الحَدِيث مفرق فِي طول الْقِصَّة إِلَّا قَوْله فَإِن الله داقهم دق الْبيض عَلَى الصَّفَا فَإِنَّهُ قَالَ بدله إِنِّي عَامِد إِلَيْهِم فَمُزَلْزِل بهم وَرَوَاهَا بِهَذَا اللَّفْظ أَبُو نعيم فِي دَلَائِل النُّبُوَّة فَقَالَ فِي الْفَصْل الثَّامِن وَالْعِشْرين وَهُوَ فصل الْمَغَازِي ثَنَا عبد الله بن مُحَمَّد فِي جمَاعَة قَالُوا ثَنَا عبد الله ابْن مُحَمَّد الْبَغَوِيّ ثَنَا الحكم بن مُوسَى ثَنَا مُبشر بن إِسْمَاعِيل الْحلَبِي ثَنَا معَاذ ابْن رِفَاعَة حَدثنِي أَبُو الزُّبَيْر عَن جَابر قَالَ لما رابط النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بني النَّضِير(3/103)
وَطَالَ الْمكْث بهم أَتَاهُ جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام وَهُوَ يغسل رَأسه فَقَالَ عَفا الله عَنْك يَا مُحَمَّد مَا أسْرع مَا مللتهم وَالله مَا نَزَعْنَا من لِأُمَّتِنَا شَيْئا مُنْذُ نزلت عَلَيْهِم قُم فَشد عَلَيْك سِلَاحك وَالله لأذقنهم كَمَا يدق الْبيض عَلَى الصَّفَا قَالَ فَأَتْبَعته بَصرِي حَتَّى تقذفذ فِي الْمَدِينَة فَلَمَّا رَأينَا ذَلِك نهضنا إِلَيْهِ فَفَتحهَا الله انْتَهَى
1013 - الحَدِيث الثَّالِث عشر
رُوِيَ أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ جعل عقارهم يَعْنِي الْأَحْزَاب للمهاجرين دون الْأَنْصَار فَقَالَت الْأَنْصَار فِي ذَلِك فَقَالَ إِنَّكُم فِي مَنَازِلكُمْ وَقَالَ عمر أما نُخَمِّسُ كَمَا خمست يَوْم بدر قَالَ لَا إِنَّمَا جعلت هَذِه طعمة لي دون النَّاس قَالُوا رَضِينَا بِمَا صنع الله وَرَسُوله
قلت رَوَاهُ الْوَاقِدِيّ فِي كتاب الْمَغَازِي حَدثنِي معمر عَن الزُّهْرِيّ عَن خَارِجَة بن زيد عَن أم الْعَلَاء قَالَت لما غنم رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بني النَّضِير قسم مَا أَفَاء الله عَلَيْهِ فَأعْطَى الْمُهَاجِرين وَلم يُعْط أحدا من الْأَنْصَار من ذَلِك الْفَيْء شَيْئا إِلَّا رجلَيْنِ كَانَا مُحْتَاجين سهل بن حنيف وَأَبا دُجَانَة مُخْتَصر
وحَدثني أَبُو بكر بن عبد الله عَن الْمسور بن رِفَاعَة قَالَ وَقبض رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الْأَمْوَال وَالْحَلقَة فوجدوا من الْحلقَة خمسين درعا وَخمسين بَيْضَة وثلاثمائة وَأَرْبَعين سَيْفا وَكَانَ الَّذِي ولي قبضهَا مُحَمَّد بن مسلمة وَيُقَال إِنَّهُم غَيَّبُوا بعض سِلَاحهمْ فَقَالَ عمر يَا رَسُول الله أَلا نُخَمِّسُ كَمَا خمست مَا أُصِيب من بدر فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام لَا أجعَل شَيْئا جعله الله لي دون الْمُؤمنِينَ بقوله مَا أَفَاء الله عَلَى رَسُوله من أهل الْقرى الْآيَة كَهَيئَةِ مَا وَقع فِيهِ السهْمَان للْمُسلمين مُخْتَصر
1014 - الحَدِيث الرَّابِع عشر
رُوِيَ أَن آيَة التَّخْيِير لما نزلت غم ذَلِك رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَبَدَأَ(3/104)
بعائشة وَكَانَت أحبهنَّ إِلَيْهِ فَخَيرهَا وَقَرَأَ عَلَيْهَا الْقُرْآن فَاخْتَارَتْ الله وَرَسُوله وَالدَّار الْآخِرَة فَرُئِيَ الْفَرح فِي وَجه رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ثمَّ اخْتَار جَمِيعهنَّ اخْتِيَارهَا فَشكر الله لَهُنَّ ذَلِك وَأنزل لَا يحل لَك النِّسَاء من بعد وَلَا أَن تبدل بِهن من أَزوَاج
وَرُوِيَ انه قَالَ لعَائِشَة إِنِّي ذَاكر لَك أمرا وَلَا عَلَيْك أَلا تجعلي فِيهِ حَتَّى تَسْتَأْمِرِي أَبَوَيْك ثمَّ قَرَأَ عَلَيْهَا الْقُرْآن قَالَت أَفِي هَذَا أَستَأْمر أَبَوي إِنِّي أُرِيد الله وَرَسُوله وَالدَّار الْآخِرَة
وَرُوِيَ أَنَّهَا قَالَت لَا تخير أَزوَاجك إِنِّي اخْتَرْتُك قَالَ إِنَّمَا بَعَثَنِي الله مبلغا وَلم يَبْعَثنِي مُتَعَنتًا
قلت الأول رَوَاهُ الطَّبَرِيّ حَدثنَا مُحَمَّد بن بشار ثَنَا عبد الْأَعْلَى ثَنَا سعيد ابْن أبي عرُوبَة عَن قَتَادَة عَن الْحسن فِي قَوْله تَعَالَى يَا أَيهَا النَّبِي قل لِأَزْوَاجِك إِن كنتن تردن الْحَيَاة الدُّنْيَا وَزينتهَا ... الْآيَة قَالَ أمره الله أَن يُخَيِّرهُنَّ بَين الدُّنْيَا وَالْآخِرَة وَالْجنَّة وَالنَّار قَالَ قَتَادَة وَهِي غيرَة من عَائِشَة فِي شَيْء أَرَادَتْهُ من الدُّنْيَا وَكَانَت تَحْتَهُ تسع نسْوَة عَائِشَة وَحَفْصَة وَأم حَبِيبَة بنت أبي سُفْيَان وَسَوْدَة بنت زَمعَة وَأم سَلمَة بنت أبي أُميَّة وَزَيْنَب بنت جحش ومَيْمُونَة بني الْحَارِث الْهِلَالِيَّة جوَيْرِية بنت الْحَارِث من بني المصطلق وَصفِيَّة بنت حييّ وَكَانَت أحبهنَّ إِلَيْهِ فَلَمَّا اخْتَارَتْ الله رَسُوله وَالدَّار الْآخِرَة رئي الْفَرح فِي وَجه رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَتَتَابَعْنَ عَلَى ذَلِك فشكرهن الله عَلَى ذَلِك فَقَالَ لَا يحل لَك النِّسَاء من بعد ... الْآيَة فَقَصره الله عَلَيْهِنَّ وَهن التسع اللَّاتِي اخْترْنَ الله وَرَسُوله انْتَهَى
وَالثَّانِي رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه فِي التَّفْسِير وَمُسلم فِي الطَّلَاق من(3/105)
حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن أبي سَلمَة عَن عَائِشَة قَالَت لما أَمر رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بِتَخْيِير أَزوَاجه بَدَأَ بِي فَقَالَ إِنِّي ذَاكر لَك أمرا فَلَا عَلَيْك أَلا تعجلِي حَتَّى تَسْتَأْمِرِي أَبَوَيْك وَقد علم أَن أَبَوي لم يَكُونَا يَأْمُرَانِي بِفِرَاقِهِ ثمَّ قَالَ إِن الله قَالَ يأيها النَّبِي قل لِأَزْوَاجِك ... إِلَى تَمام الْآيَتَيْنِ فَقلت لَهُ فَفِي هَذَا أَستَأْمر أَبَوي فَإِنِّي أُرِيد الله وَرَسُوله وَالدَّار الْآخِرَة قَالَت ثمَّ فعل أَزوَاج النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مِثْلَمَا فعلت انْتَهَى
الثَّالِث رَوَاهُ مُسلم فِي صَحِيحه فِي الطَّلَاق من حَدِيث أبي الزُّبَيْر عَن جَابر قَالَ دخل أَبُو بكر يسْتَأْذن عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَوجدَ فَوجدَ النَّاس جُلُوسًا ... فَذكر قصَّة عَائِشَة بِعَينهَا وَفِي آخِره قَالَت بل أخْتَار الله وَرَسُوله وَالدَّار الْآخِرَة وَأَسْأَلك أَلا تخبر امْرَأَة من نِسَائِك قَالَ لَا تَسْأَلنِي امْرَأَة مِنْهُنَّ إِلَّا أخْبرتهَا إِن الله لم يَبْعَثنِي مُعنتًا وَلَا متمعنتا وَلَكِن بَعَثَنِي معلما ميسرًا مُخْتَصر
وَهُوَ فِي الصَّحِيحَيْنِ من طَرِيق عبد الرَّزَّاق أَنا معمر عَن الزُّهْرِيّ عَن عبيد الله بن عبد الله عَن ابْن عَبَّاس ... فَذَكَرَاهُ مطولا وَفِي آخِره قَالَ معمر فَأخْبرنَا أَيُّوب عَن عَائِشَة قَالَت لَهُ لَا تخبر نِسَاءَك أَنِّي اخْتَرْتُك فَقَالَ لَهَا النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِن الله أَرْسلنِي مبلغا وَلم يُرْسِلنِي مُتَعَنتًا
وَعَزاهُ الطَّيِّبِيّ لِأَحْمَد فَقَط
1015 - الحَدِيث الْخَامِس عشر
عَن عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها خيرنا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فاخترناه فَلم يعده طَلَاقا وَرُوِيَ أَفَكَانَ طَلَاقا
قلت رَوَاهُ الْأَئِمَّة السِّتَّة فِي كتبهمْ بَعضهم فِي النِّكَاح وَبَعْضهمْ فِي الطَّلَاق من رِوَايَة مَسْرُوق عَن عَائِشَة قَالَت خيرنا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَلم يعده طَلَاقا انْتَهَى
وَفِي رِوَايَة فَلم نعده طَلَاقا وَفِي رِوَايَة أَفَكَانَ طَلَاقا وَالثَّلَاثَة فِي الصَّحِيحَيْنِ(3/106)
1016 - الحَدِيث السَّادِس عشر
رُوِيَ أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ لأبي الدَّرْدَاء (إِن فِيك جَاهِلِيَّة قَالَ جَاهِلِيَّة كفر أم إِسْلَام قَالَ بل جَاهِلِيَّة كفر)
قلت غَرِيب وَالَّذِي فِي الصَّحِيحَيْنِ أَنه عَلَيْهِ السَّلَام قَالَ ذَلِك لأبي ذَر أَخْرجَاهُ فِي الْعتْق من حَدِيث الْمَعْرُور بن سُوَيْد عَن أبي ذَر قَالَ كَانَ بيني وَبَين رجل من إخْوَانِي كَلَام وَكَانَت أمه أَعْجَمِيَّة فَعَيَّرْته بِأُمِّهِ فَشَكَانِي إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ لي (أُعِيرَت فلَانا بِأُمِّهِ قلت نعم قَالَ يَا أَبَا ذَر إِنَّك امْرُؤ فِيك جَاهِلِيَّة هم إخْوَانكُمْ) الحَدِيث مُخْتَصر
وَلم يذكر الطَّيِّبِيّ غير حَدِيث أبي ذَر من غير أَن يَعْتَرِضهُ وَالَّذِي عيره أَبُو ذَر بِأُمِّهِ هُوَ بِلَال بن رَبَاح قَالَه الْمُنْذِرِيّ
1017 - الحَدِيث السَّابِع عشر
رُوِيَ أَن أَزوَاج النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قُلْنَ يَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ذكر الله الرِّجَال فِي الْقُرْآن بِخَير وَمَا فِينَا خير نذْكر بِهِ إِنَّا نَخَاف أَلا يقبل منا طَاعَة فَنزلت إِن الْمُسلمين وَالْمُسلمَات ... الْآيَة وَرُوِيَ أَن السَّائِل أم سَلمَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها
قلت رَوَى النَّسَائِيّ من حَدِيث شريك عَن مُحَمَّد بن عَمْرو عَن أبي سَلمَة عَن أم سَلمَة قَالَت يَا رَسُول الله مَا لي أسمع الرِّجَال يذكرُونَ فِي الْقُرْآن وَالنِّسَاء لَا يذكرُونَ فَأنْزل الله إِن الْمُسلمين وَالْمُسلمَات الْآيَة انْتَهَى
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه والطبري فِي تَفْسِيره عَن أبي مُعَاوِيَة عَن مُحَمَّد بن عَمْرو بِهِ(3/107)
وَرَوَاهُ أَحْمد وَابْن رَاهَوَيْه فِي مسنديهما من حَدِيث عبد الْوَاحِد بن زِيَاد ثَنَا عُثْمَان بن حَكِيم عَن عبد الرَّحْمَن بن شيبَة عَن أم سَلمَة فَذكره وَكَذَلِكَ رَوَاهُ النَّسَائِيّ أَيْضا
وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه من حَدِيث مُجَاهِد عَن أم سَلمَة فَذكره وَقَالَ حَدِيث صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ
وَرَوَى التِّرْمِذِيّ عَن أم عمَارَة الْأَنْصَارِيَّة بِنَحْوِ حَدِيث أم سَلمَة سَوَاء
وَرَوَى ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من طَرِيق أَحْمد بن حَنْبَل حَدثنَا الْحُسَيْن ابْن الْحسن الْأَشْقَر ثَنَا أَبُو كُدَيْنَة عَن قَابُوس عَن أبيَّة عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قُلْنَ نسَاء النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَا رَسُول الله مَا لَهُ لَيْسَ يذكر إِلَّا الْمُؤْمِنُونَ وَلَا يذكر الْمُؤْمِنَات بِشَيْء فَأنْزل الله إِن الْمُسلمين وَالْمُسلمَات وَالْمُؤمنِينَ وَالْمُؤْمِنَات الْآيَة
1018 - قَوْله
وَرُوِيَ أَنه لما نزل فِي نسَاء النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مَا نزل قَالَ نسَاء الْمُسلمين فَمَا نزل فِينَا شَيْء فَنزلت
قلت رَوَاهُ الطَّبَرِيّ حَدثنَا بشر بن معَاذ ثَنَا يزِيد بن هَارُون ثَنَا سعيد عَن قَتَادَة قَالَ دخل نسَاء من الْمُؤْمِنَات عَلَى نسَاء النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقُلْنَ قد ذَكَرَكُنَّ الله فِي الْقُرْآن وَلم نذْكر بِشَيْء مَا فِينَا مَا يذكر فَأنْزل الله تَعَالَى إِن الْمُسلمين وَالْمُسلمَات الْآيَة
وَرَوَاهُ ابْن سعيد فِي الطَّبَقَات أخبرنَا مُحَمَّد بن عمر هُوَ الْوَاقِدِيّ ثَنَا عَن قَتَادَة نَحوه
1019 - الحَدِيث الثَّامِن عشر
قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من اسْتَيْقَظَ من نَومه وَأَيْقَظَ امْرَأَته فَصَليَا جَمِيعًا رَكْعَتَيْنِ كتبا من الذَّاكِرِينَ الله كثيرا وَالذَّاكِرَات)(3/108)
قلت رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة فِي صَلَاة اللَّيْل من حَدِيث الْأَعْمَش عَن الْأَغَر أبي مُسلم الْمَدِينِيّ عَن أبي سعيد وَأبي هُرَيْرَة قَالَا قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من اسْتَيْقَظَ من اللَّيْل وَأَيْقَظَ امْرَأَته) إِلَى آخِره قَالَ أَبُو دَاوُد وَرَوَاهُ بَعضهم مَوْقُوفا عَلَى أبي سعيد وَلم يذكر فِيهِ أَبَا هُرَيْرَة انْتَهَى
قلت وَهَكَذَا رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة وَعبد الرَّزَّاق فِي مصنفيهما أخبرنَا الثَّوْريّ عَن عَلّي بن الْأَقْمَر عَن الْأَغَر عَن الْخُدْرِيّ مَوْقُوفا
وَرَوَاهُ مَرْفُوعا ابْن حبَان فِي صَحِيحه وَالْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه وَقَالَ صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ انْتَهَى
قَالَ النَّوَوِيّ فِي الْخُلَاصَة إِسْنَاده صَحِيح
1020 - الحَدِيث التَّاسِع عشر
رُوِيَ أَن رَسُول الله خطب زَيْنَب بنت جحش بنت عمته أُمَيْمَة بنت عبد الْمطلب عَلَى مَوْلَاهُ زيد بن حَارِثَة فَأَبت وَأَبَى أَخُوهَا عبد الله فَنزلت وَمَا كَانَ لمُؤْمِن وَلَا مُؤمنَة إِذا قَضَى الله وَرَسُوله أمرا أَن يكون لَهُم الْخيرَة الْآيَة فَقَالَا رَضِينَا برَسُول الله فَأَنْكحهَا إِيَّاه وسَاق إِلَيْهَا مهرهَا سِتِّينَ درهما وَحِمَارًا وَمِلْحَفَة وَدِرْعًا وَإِزَار وَخمسين مدا من الطَّعَام وَثَلَاثِينَ صَاعا من تمر
قلت غَرِيب بِهَذَا اللَّفْظ
وَرَوَى الدَّارَقُطْنِيّ فِي سنَنه فِي النِّكَاح وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه من حَدِيث الْحسن بن أبي السّري الْعَسْقَلَانِي ثني الْحسن بن أعين الْحَرَّانِي ثَنَا حَفْص بن سُلَيْمَان عَن الْكُمَيْت بن زيد الْأَسدي حَدثنِي مَذْكُور مولَى زَيْنَب بنت جحش عَن زَيْنَب بنت جحش قَالَت خطبني عدَّة من قُرَيْش فَأرْسلت أُخْتِي حمْنَة إِلَى(3/109)
رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَسْتَشِيرهُ فَقَالَ لَهَا أَيْن هِيَ مِمَّن يعلمهَا كتاب رَبهَا وَسنة نبيها قَالَت وَمن هُوَ يَا رَسُول الله قَالَ زيد بن حَارِثَة قَالَ فَغضِبت حمْنَة غَضبا شَدِيدا وَقَالَت يَا رَسُول الله أَتزوّج بنت عَمَّتك مَوْلَاك قَالَت وجاءتني فأعلمتني فَغضِبت غَضبا شَدِيدا من غَضَبهَا وَقلت أَشد من قَوْلهَا فَأنْزل الله وَمَا كَانَ لمُؤْمِن وَلَا مُؤمنَة إِذا قَضَى الله وَرَسُوله أمرا أَن يكون لَهُم الْخيرَة من أَمرهم قَالَت فَأرْسلت إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَقلت إِنِّي أسْتَغْفر الله وَأطِيع الله وَرَسُوله أفعل مَا رَأَيْت فَزَوجنِي زيد انْتَهَى
وَالْحُسَيْن بن أبي السّري ضعفه أَبُو دَاوُد وَغَيره وَحَفْص بن سُلَيْمَان الْأَسدي قَالَ البُخَارِيّ تَرَكُوهُ
1021 - الحَدِيث الْعشْرُونَ
قَالَ المُصَنّف رَحِمَهُ اللَّهُ وَقيل أم كُلْثُوم بنت عقبَة بن أبي معيط وَهِي أول من هَاجر من النِّسَاء فَوهبت نَفسهَا للنَّبِي فَقَالَ قد قبلت وَزوجهَا زيدا فَسَخِطَتْ هِيَ وأخوها وَقَالا إِنَّمَا أردنَا رَسُول الله فَزَوَّجنَا عَبده
قلت رَوَاهُ الطَّبَرِيّ حَدثنِي يُونُس أَنا ابْن وهب قَالَ عبد الرَّحْمَن بن زيد ابْن أسلم فِي قَوْله تَعَالَى وَمَا كَانَ لمُؤْمِن وَلَا مُؤمنَة الْآيَة قَالَ نزلت فِي أم كُلْثُوم بنت عقبَة بن أبي معيط وَكَانَت أول من هَاجر من النِّسَاء فَوهبت نَفسهَا للنَّبِي فَقَالَ قد قبلت فَزَوجهَا زيد بن حَارِثَة فَسَخِطَتْ هِيَ وأخوها وَقَالا إِنَّمَا أردنَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَزَوَّجنَا عَبده انْتَهَى
وَذكر الثَّعْلَبِيّ هَذِه الرِّوَايَة وَالَّتِي قبلهَا بِلَفْظ المُصَنّف من غير سَنَد(3/110)
1022 - الحَدِيث الْحَادِي وَالْعِشْرين
رُوِيَ أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أبْصر زَيْنَب بَعْدَمَا أنْكحهَا زيد فَوَقَعت فِي نَفسه فَقَالَ (سُبْحَانَ الله مُقَلِّب الْقُلُوب) وَسمعت زَيْنَب بِالتَّسْبِيحَةِ فَذَكرتهَا لزيد فَفطن وَألقَى الله فِي نَفسه كَرَاهَة صحبتهَا وَالرَّغْبَة عَنْهَا فَقَالَ لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِنِّي أُرِيد أَن أُفَارِق صَاحِبَتي فَقَالَ (مَا لَك أَرَابَك مِنْهَا شَيْء) قَالَ لَا وَالله مَا رَأَيْت مِنْهَا إِلَّا خيرا وَلكنهَا تتعظم عَلّي بِشَرَفِهَا وَيُؤْذِينِي فَقَالَ أمسك عَلَيْك زَوجك وَاتَّقِ الله ثمَّ طَلقهَا بعد فَلَمَّا اعْتدت قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مَا أجد أحد أوثق فِي نَفسِي مِنْك أَخطب لي زَيْنَب) قَالَ زيد فَانْطَلَقت فَإِذا هِيَ تخمر عَجِينَتَهَا فَلَمَّا رَأَيْتهَا عظمت فِي صَدْرِي حَتَّى مَا أَسْتَطِيع أَن أنظر إِلَيْهَا حِين علمت أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ذكرهَا فَوليتهَا ظَهْري قلت يَا زَيْنَب أَبْشِرِي إِن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ خَطبك فَفَرِحت وَقَالَت مَا أَنا بِصَانِعَةٍ شَيْئا حَتَّى أوَامِر رَبِّي فَقَامَتْ إِلَى مَسْجِدهَا وَنزل الْقُرْآن زَوَّجْنَاكهَا فَتَزَوجهَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَمَا أولم رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَلَى امْرَأَة مَا أولم عَلَيْهَا ذبح شَاة وَأطْعم النَّاس الْخبز وَاللَّحم إِلَى أَن امْتَدَّ النَّهَار انْتَهَى
قلت غَرِيب بِهَذَا اللَّفْظ وَرَوَاهُ مُسلم فِي صَحِيحه فِي النِّكَاح مُخْتَصر من حَدِيث سُلَيْمَان بن الْمُغيرَة عَن ثَابت عَن أنس قَالَ لما انْقَضتْ عدَّة زَيْنَب قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لزيد اذْكُرْهَا عَلّي قَالَ فَانْطَلق زيد حَتَّى أَتَاهَا وَهِي تخمر عَجِينهَا قَالَ فَلَمَّا رَأَيْتهَا عظمت فِي صَدْرِي حَتَّى مَا أَسْتَطِيع أَن أنظر إِلَيْهَا أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ذكرهَا فَوليتهَا ظَهْري وَنَكَصت عَلَى عَقبي قفلت يَا زَيْنَب إِن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يذكرك قَالَت مَا أَنا بِصَانِعَةٍ شَيْئا حَتَّى أوَامِر رَبِّي فَقَامَتْ(3/111)
إِلَى مَسْجِدهَا وَنزل الْقُرْآن وَجَاء رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَدخل عَلَيْهَا بِغَيْر إِذن ثمَّ ذكر قصَّة الْحجاب
وَرَوَى البُخَارِيّ وَمُسلم من حَدِيث عبد الْعَزِيز بن صُهَيْب عَن أنس وَاللَّفْظ لمُسلم قَالَ مَا أولم رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَلَى امْرَأَة من نِسَائِهِ أَكثر وَأفضل مِمَّا أولم عَلَى زَيْنَب أطْعمهُم خبْزًا وَلَحْمًا حَتَّى تَرَكُوهُ وَفِي رِوَايَة ذبح شَاة
وَرَوَى الطَّبَرِيّ حَدثنِي يُونُس أَنا وهب قَالَ قَالَ عبد الرَّحْمَن بن زيد بن أسلم كَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قد زوج زيد بن حَارِثَة زَيْنَب بنت جحش ابْنة عمته فَخرج رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَوْمًا يُريدهُ وَعَلَى الْبَاب ستر من شعر فَرفعت الرّيح السّتْر فَانْكَشَفَتْ وَهِي فِي حُجْرَتهَا حَاسِرَة فَوَقع إعْجَابهَا فِي قلب النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَلَمَّا وَقع ذَلِك كرهت إِلَى زيد فَأَتَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ يَا رَسُول الله إِنِّي أُرِيد أَن أُفَارِق صَاحِبَتي قَالَ أَرَابَك مِنْهَا شَيْء فَقَالَ لَا وَالله يَا رَسُول الله مَا رَابَنِي مِنْهَا شَيْء وَلَا إِلَّا رَأَيْت إِلَّا خيرا فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أمسك عَلَيْك زَوجك الْآيَة انْتَهَى
وَذكر الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره الحَدِيث بِلَفْظ المُصَنّف من غير سَنَد
1023 - الحَدِيث الثَّانِي وَالْعِشْرين
عَن عَائِشَة قَالَت لَو كتم رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ شَيْئا مِمَّا أُوحِي إِلَيْهِ لكَتم هَذِه الْآيَة يَعْنِي قَوْله أمسك عَلَيْك زَوجك
قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي التَّفْسِير وَمُسلم فِي الْإِيمَان من حَدِيث مَسْرُوق عَن عَائِشَة قَالَت ثَلَاث من تكلم بِوَاحِدَة مِنْهُنَّ فقد أعظم عَلَى الله الْفِرْيَة إِلَى أَن قَالَ وَلَو كَانَ مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَاتِما شَيْئا مِمَّا أنزل الله عَلَيْهِ لكَتم هَذِه الْآيَة وَإِذا تَقول للَّذي أنعم الله عَلَيْهِ الْآيَة مُخْتَصر
وَسَيَأْتِي فِي حم عسق وَفِي الْجمع لعبد الْحق الصَّحِيح انه عزاهُ لمُسلم فَقَط(3/112)
1024 - الحَدِيث الثَّالِث وَالْعِشْرين
رُوِيَ أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لما أَرَادَ قتل عبد الله بن أبي السَّرْح وَأَعْتَرِض عُثْمَان بِشَفَاعَتِهِ لَهُ قَالَ عمر لقد كَانَ عَيْني إِلَى عَيْنك هلا تُشِير إِلَيّ فَأَقْتُلهُ فَقَالَ (إِن الْأَنْبِيَاء لَا تُومِضْ ظَاهِرهمْ وَبَاطِنهمْ وَاحِد)
قلت رَوَى الْبَيْهَقِيّ فِي كِتَابه دَلَائِل النُّبُوَّة فِي بَاب فتح مَكَّة وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط من حَدِيث الْحسن بن بشر البَجلِيّ ثَنَا الحكم بن عبد الْملك عَن قَتَادَة عَن أنس بن مَالك قَالَ أَمن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَوْم فتح مَكَّة إِلَّا أَرْبَعَة من النَّاس عبد الْعُزَّى بن خطل وَمقيس بن ضَبَابَة وَعبد الله بن سعد بن أبي سرح وَأم سارة فَأَما ابْن خطل فَإِنَّهُ قتل وَهُوَ مُتَعَلق بِأَسْتَارِ الْكَعْبَة قَالَ وَنذر رجل من الْأَنْصَار أَن يقتل عبد الله بن سعد إِذا رَآهُ وَكَانَ أَخا عُثْمَان بن عَفَّان من الرضَاعَة فَأَتَى بِهِ إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ليشفع لَهُ فَجعل الْأنْصَارِيّ يتَرَدَّد وَيكرهُ أَن يقدم عَلَيْهِ فَبَايعهُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ثمَّ قَالَ للْأَنْصَارِيِّ (قد انْتَظَرْتُك أَن توفّي بِنَذْرِك) قَالَ يَا رَسُول الله أَفلا أَوْمَضْت إِلَيّ قَالَ إِنَّه لَيْسَ للنَّبِي أَن يُومِض مُخْتَصر
طَرِيق آخر رَوَى عبد الرازق فِي مُصَنفه فِي الْمَغَازِي فِي غَزْوَة الْفَتْح ثَنَا معمر عَن عُثْمَان الْجَزرِي عَن مقسم مولَى ابْن عَبَّاس قَالَ لما كَانَت الْمدَّة الَّتِي بَين رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَبَين قُرَيْش فَذكره بِطُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِلَى أَن قَالَ وَأمن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ النَّاس إِلَّا أَرْبَعَة عبد الله بن أبي سرح وَابْن خطل وَمقيس بن ضَبَابَة الْكِنَانِي وَامْرَأَة أُخْرَى قَالَ ثمَّ جَاءَهُ عُثْمَان بن عَفَّان بِابْن أبي سرح فَقَالَ بَايعه يَا رَسُول الله فَأَعْرض عَنهُ ثمَّ جَاءَهُ فَبَايعهُ فَقَالَ علية السَّلَام (لقد أَعرَضت عَنهُ ليَقْتُلهُ بَعْضكُم) فَقَالَ رجل من الْأَنْصَار هلا أَوْمَضْت إِلَيْنَا يَا رَسُول الله(3/113)
قَالَ (إِن النَّبِي لَا يُومِض) وَهُوَ مُرْسل
طَرِيق آخر رَوَى الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره فِي سُورَة الْأَنْفَال حَدثنَا بشر بن معَاذ ثَنَا يزِيد بن هَارُون ثَنَا سعيد بن أبي عرُوبَة عَن قَتَادَة فِي قَوْله تَعَالَى وَإِن يُرِيدُوا خِيَانَتك الْآيَة قَالَ ذكر لنا رجلا كَانَ يكْتب للنَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَنَافَقَ وَلحق بالمشركين بِمَكَّة فَسمع ذَلِك رجل من الْأَنْصَار فَنَذر لَئِن أمكنه الله مِنْهُ لَيَقْتُلَنهُ فَلَمَّا كَانَ يَوْم الْفَتْح أَمن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ النَّاس إِلَّا أَرْبَعَة عبد الله بن سعد بن أبي سرح وَمقيس بن ضَبَابَة وَابْن خطل وَامْرَأَته فجَاء عُثْمَان بِابْن أبي سرح وَكَانَ أَخَاهُ من الرضَاعَة فَقَالَ يَا رَسُول الله هَذَا عبد الله قد جَاءَ تَائِبًا فَأَعْرض عَنهُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَلَمَّا سمع بِهِ الْأنْصَارِيّ جَاءَ مُتَقَلِّدًا سَيْفه وَجعل يطِيف بِهِ وَهُوَ ينظر إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ رَجَاء أَن يومي إِلَيْهِ ثمَّ إِن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قدم يَده إِلَيْهِ فَبَايعهُ ثمَّ قَالَ (وَالله لقد تَلَوَّمْتك فِيهِ لِتوفي بِنَذْرِك) فَقَالَ يَا نَبِي الله إِنِّي هِبتك فلولا أَوْمَضْت إِلَيّ فَقَالَ إِنَّه لَا يَنْبَغِي لنَبِيّ أَن يُومِض انْتَهَى
وَلَيْسَ فِي شَيْء مِنْهَا ذكر عمر وَلَا قَوْله ظَاهِرهمْ وَبَاطِنهمْ وَاحِدًا وَمَعْنى الحَدِيث فِي سنَن أبي دَاوُد فِي الْجِهَاد عَن سعد بن أبي وَقاص قَالَ لما كَانَ يَوْم فتح مَكَّة أَمن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ النَّاس إِلَّا أَرْبَعَة قَالَ (اقْتُلُوهُمْ وَإِن وَجَدْتُمُوهُمْ مُتَعَلقين بِأَسْتَارِ الْكَعْبَة) عِكْرِمَة بن أبي جهل وَعبد الله بن خطل وَمقيس بن ضَبَابَة وَعبد الله بن أبي سرح فَأَما ابْن خطل فَأدْرك مُتَعَلقا بِأَسْتَارِ الْكَعْبَة فَقتله سعيد بن حُرَيْث إِلَى أَن قَالَ وَأما عبد الله بن أبي سرح فَإِنَّهُ اخْتَبَأَ عِنْد عُثْمَان بن عَفَّان فَلَمَّا دَعَا النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِلَى الْبيعَة جَاءَ بِهِ حَتَّى أوقفهُ فَقَالَ يَا رَسُول الله بَايع عبد الله فَنظر إِلَيْهِ ثَلَاثًا كل ذَلِك يَأْبَى فَبَايعهُ بعد ثَلَاث ثمَّ أقبل عَلَى أَصْحَابه فَقَالَ (أما كَانَ فِيكُم رشيد يقوم إِلَى هَذَا حَيْثُ رَآنِي كَفَفْت يَدي عَن بيعَته فيقتله) قَالُوا وَمَا يُدْرِينَا يَا رَسُول الله مَا فِي نَفسك هلا أَوْمَأت إِلَيْنَا بِعَيْنَيْك قَالَ (لَا يَنْبَغِي لنَبِيّ أَن يكون لَهُ خَائِنَة أعين) مُخْتَصر(3/114)
وَلَفظ يُومِض فِي سنَن أبي دَاوُد فِي الْجَنَائِز فِي بَاب أَيْن يقوم الإِمَام من الْمَيِّت وَلكنه فِي غير هَذِه الْقِصَّة
1025 - الحَدِيث الرَّابِع وَالْعِشْرين
رُوِيَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ فِي ابْنه إِبْرَاهِيم حِين توفّي (لَو عَاشَ لَكَانَ نَبيا)
قلت رَوَاهُ ابْن ماجة فِي سنَنه فِي الْجَنَائِز حَدثنَا عبد القدوس بن مُحَمَّد ثَنَا دَاوُد بن شبيب ثَنَا أَبُو شيبَة إِبْرَاهِيم بن عُثْمَان نَا الحكم بن عتيبة عَن مقسم عَن ابْن عَبَّاس قَالَ لما مَاتَ إِبْرَاهِيم بن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ صَلَّى عَلَيْهِ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (إِن لَهُ مُرْضعًا فِي الْجنَّة وَلَو عَاشَ لَكَانَ صديقا نَبيا وَلَو عَاشَ لأعتقت أَخْوَاله القبط وَمَا اسْترق قبْطِي) انْتَهَى
وَأخرج البُخَارِيّ فِي الْأَدَب عَن ابْن أبي أوفي قَالَ مَاتَ إِبْرَاهِيم بن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ صَغِيرا وَلَو قضي أَن يكون بعد مُحَمَّد نَبِي عَاشَ ابْنه وَلَكِن لَا نَبِي بعده انْتَهَى
وَرَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ فِي كِتَابه المؤتلف والمختلف عَن الْحَارِث بن رَجَب الضَّبِّيّ عَن أبي شيبَة بِهِ
1026 - الحَدِيث الْخَامِس وَالْعشْرُونَ
قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (ذكر الله عَلَى فَم كل مُسلم) وَرُوِيَ (فِي قلب كل مُسلم)
قلت غَرِيب بِهَذَا اللَّفْظ
وَرَوَى الْبَيْهَقِيّ وَالدَّارَقُطْنِيّ من حَدِيث أبي هُرَيْرَة قَالَ سَأَلَ رجل(3/115)
رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الرجل منا يذبح وَيُنْسِي أَن يُسَمِّي قَالَ (اسْم الله عَلَى فَم كل مُسلم)
وَرَوَاهُ ابْن عدي فِي الْكَامِل وَأعله بِمَرْوَان بن سَالم الْغِفَارِيّ
وَكَذَلِكَ ابْن الْقطَّان فِي كِتَابه وَقَالَ إِنَّه ضَعِيف جدا
1027 - الحَدِيث السَّادِس وَالْعشْرُونَ
رُوِيَ عَن أم هَانِئ بنت أبي طَالب قَالَت خطبني رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فاعتذرت إِلَيْهِ فعذرني ثمَّ أنزل الله هَذِه إِنَّا أَحللنَا لَك أَزوَاجك إِلَى قَوْله وَبَنَات عمك وَبَنَات عَمَّاتك وَبَنَات خَالك وَبَنَات خَالَاتك اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَك فَلم أحل لَهُ لِأَنِّي لم أُهَاجِر مَعَه كنت من الطُّلَقَاء
قلت رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ من حَدِيث السّديّ عَن أبي صَالح عَن أم هَانِئ قَالَت خطبني إِلَى آخِره
وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك فِي النِّكَاح وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ انْتَهَى
قَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث حسن غَرِيب لَا نعرفه إِلَّا من حَدِيث السّديّ انْتَهَى
وَرَوَاهُ ابْن أبي شيبَة وَعبد بن حميد وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مسانيدهم
وَمن طَرِيق ابْن أبي شيبَة رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه
وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ وَابْن مرْدَوَيْه وَابْن أبي حَاتِم فِي تفاسيرهم وَمن طَرِيق الطَّبَرِيّ رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ
1028 - الحَدِيث السَّابِع وَالْعشْرُونَ رُوِيَ أَن أُمَّهَات الْمُؤمنِينَ حِين تَغَايَرْنَ وابتغين زِيَادَة النَّفَقَة وغظن(3/116)
رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ هَجرهنَّ شهرا وَنزل التَّخْيِير فَأَشْفَقْنَ أَن يطلقن فَقُلْنَ يَا رَسُول الله افْرِضْ لنا من نَفسك وَمَالك مَا شِئْت
قلت غَرِيب بِهَذَا اللَّفْظ وَيقرب مِنْهُ مَا رَوَاهُ مُسلم فِي صَحِيحه فِي الطَّلَاق من حَدِيث أبي الزُّبَيْر عَن جَابر قَالَ دخل أَبُو بكر عَلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَالنَّاس عَلَى الْبَاب جُلُوس لم يُؤذن لَهُم فَجَلَسَا وَالنَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ جَالس وَالنَّاس حوله وَهُوَ سَاكِت فَقَالَ عمر لأُكلمَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حَتَّى أَدَعهُ يضْحك فَقَالَ يَا رَسُول الله لَو رَأَيْت بنت خَارِجَة وَهِي تَسْأَلنِي النَّفَقَة فَقُمْت فَوَجَأْت عُنُقهَا قَالَ فَضَحِك النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حَتَّى بَدَت نَوَاجِذه ثمَّ قَالَ (هن حَولي كَمَا ترَى يَسْأَلْنَنِي النَّفَقَة) فَقَامَ أَبُو بكر إِلَى عَائِشَة يجَأ عُنُقهَا وَقَامَ عمر إِلَى حَفْصَة يجَأ عُنُقهَا كِلَاهُمَا يَقُول تَسْأَلَانِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مَا لَيْسَ عِنْده فَنَهَاهُمَا النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقُلْنَ وَالله لَا نسْأَل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بعد هَذَا الْمجْلس مَا لَيْسَ عِنْده وَأنزل الله آيَة التَّخْيِير فَذكره
وَرَوَى ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من طَرِيق أَحْمد بن حَنْبَل ثَنَا عبد الْملك ابْن عبد الرَّحْمَن الذمارِي عَن سُفْيَان حَدثنِي سَالم الْأَفْطَس عَن مُجَاهِد قَالَ كَانَ للنَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ تسع نسْوَة فخشين أَن يُطَلِّقهُنَّ فَقُلْنَ يَا رَسُول الله أقسم لنا من نَفسك وَمَالك مَا شِئْت فَنزلت ترجى من تشَاء الْآيَة
وَرَوَى ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه ثَنَا جرير عَن مَنْصُور عَن أبي رزين أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَرَادَ أَن يُفَارق نِسَاءَهُ فَقُلْنَ لَهُ اقْسمْ لنا من نَفسك وَمَالك مَا شِئْت وَدعنَا عَلَى حَالنَا
وَسَيَأْتِي قَرِيبا بِتَمَامِهِ وَهُوَ مُرْسل(3/117)
1029 - الحَدِيث الثَّامِن وَالْعِشْرين
يرْوَى أَن عَائِشَة قَالَت يَا رَسُول الله إِنِّي أرَى رَبك يُسَارع فِي هَوَاك
قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم فِي النِّكَاح من حَدِيث هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه كَانَت خَوْلَة بنت حَكِيم من اللَّاتِي وهبْنَ أَنْفسهنَّ للنَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَت عَائِشَة أما تَسْتَحي الْمَرْأَة أَن تهب نَفسهَا للرجل فَلَمَّا نزلت ترجى من تشَاء مِنْهُنَّ قلت يَا رَسُول الله مَا أرَى رَبك إِلَّا يُسَارع فِي هَوَاك انْتَهَى
وَوهم الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك فَرَوَاهُ فِي تَفْسِير سُورَة الرَّمْز وَقَالَ صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ انْتَهَى
1030 - الحَدِيث التَّاسِع وَالْعشْرُونَ
رُوِيَ أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَرْجَى من نِسَائِهِ خَمْسَة سَوْدَة وَجُوَيْرِية وَصفِيَّة ومَيْمُونَة وَأم حَبِيبَة فَكَانَ يقسم لَهُنَّ مَا يَشَاء وَأَوَى أَرْبَعَة عَائِشَة وَحَفْصَة وَأم سَلمَة وَزَيْنَب
وَرُوِيَ انه كَانَ يُسَوِّي مَعَ مَا أطلق لَهُ وَخير فِيهِ إِلَّا سَوْدَة فَإِنَّهَا وهبت لَيْلَتهَا لعَائِشَة وَقَالَت لَا تُطَلِّقنِي حَتَّى أحْشر فِي جملَة نِسَائِك
قلت الأول رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي النِّكَاح حَدثنَا جرير عَن مَنْصُور عَن أبي رزين فِي قَوْله تَعَالَى ترجى من تشَاء مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْك من تشَاء فَكَانَ مِمَّن أَوَى عَائِشَة وَأم سَلمَة وَزَيْنَب وَحَفْصَة وَكَانَ قِسْمَتهنَّ من نَفسه وَمَاله فهن سَوَاء وَكَانَ مِمَّن أَرْجَى سَوْدَة وَجُوَيْرِية وَأم حَبِيبَة ومَيْمُونَة وَصفِيَّة فَكَانَ يقسم لَهُنَّ مَا شَاءَ وَكَانَ أَرَادَ أَن يُفَارِقهُنَّ فَقُلْنَ لَهُ اقْسمْ لنا من نَفسك مَا شِئْت وَدعنَا عَلَى حَالنَا انْتَهَى
وَرَوَاهُ عبد الرازق فِي تَفْسِيره حَدثنَا معمر عَن مَنْصُور بِهِ(3/118)
وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ حَدثنَا ابْن حميد عَن جرير بِهِ وَهُوَ مُرْسل
وَرَوَى ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من طَرِيق أَحْمد بن حَنْبَل حَدثنَا عبد الْملك ابْن عبد الرَّحْمَن الذمارِي عَن سُفْيَان ثني سَالم الْأَفْطَس عَن مُجَاهِد قَالَ كَانَ المرجئات خمْسا وَمن أَوَى أَرْبعا فَذَكرهنَّ وَهَذَا مُرْسل
وَأما الثَّانِي فَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه فِي مُسْند سَوْدَة ثَنَا عمر بن حَفْص السدُوسِي ثَنَا أَبُو بِلَال الْأَشْعَرِيّ ثَنَا عبد الرَّحْمَن بن أبي الزِّنَاد عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة قَالَت مَا كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يفضل بَعْضنَا عَلَى بعض فِي الْقسم وَكَانَ كل يَوْم إِلَّا وَهُوَ يطِيف بِنَا وَيَدْنُو من كل وَاحِدَة منا من غير مَسِيس حَتَّى يَنْتَهِي إِلَى الَّتِي هِيَ يَوْمهَا وَيثبت عِنْدهَا وَلَقَد قَالَت لَهُ سَوْدَة بنت زَمعَة وَقد أَرَادَ أَن يفارقها يومي مِنْك وَنَصِيبِي لعَائِشَة فَقبل ذَلِك مِنْهَا وفيهَا نزلت وَإِن امْرَأَة خَافت من بَعْلهَا نُشُوزًا أَو إعْرَاضًا الْآيَة انْتَهَى
زَاد فِيهِ من طَرِيق أُخْرَى وَالله مَا بِي رَغْبَة فِي الدُّنْيَا إِلَّا أَنِّي أحْشر فِي جملَة نِسَائِك فَيكون لي مَا لَهُنَّ
وَرَوَى الْبَيْهَقِيّ من حَدِيث أَحْمد بن عبد الْجَبَّار العطاردي ثَنَا حَفْص بن غياث عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن عُرْوَة أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ طلق سَوْدَة فَلَمَّا خرج إِلَى الصَّلَاة أَمْسَكت بِثَوْبِهِ فَقَالَت وَالله مَا لي فِي الرِّجَال من حَاجَة وَلَكِنِّي أُرِيد أَن أحْشر فِي أَزوَاجك قَالَ فَرَاجعهَا وَجعل يَوْمهَا لعَائِشَة وَهُوَ مُرْسل
وَفِي التِّرْمِذِيّ عَن ابْن عَبَّاس أَن سَوْدَة خشيت أَن يطلقهَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَت يَا رَسُول الله لَا تُطَلِّقنِي وَأَمْسِكْنِي وَاجعَل يومي لعَائِشَة فَفعل انْتَهَى وَينظر
1031 - قَوْله
وَالتسع اللَّاتِي مَاتَ عَنْهُن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَائِشَة بنت أبي بكر وَحَفْصَة بنت عمر وَأم حَبِيبَة بنت أبي سُفْيَان وَسَوْدَة بنت زَمعَة(3/119)
وَأم سَلمَة بنت أبي أُميَّة وَصفِيَّة بنت حييّ الْخَيْبَرِية ومَيْمُونَة بنت الْحَارِث الْهِلَالِيَّة وَزَيْنَب بنت جحش الأَسدِية وَجُوَيْرِية بنت الْحَارِث الْمُصْطَلِقِيَّة
قلت رَوَاهُ ابْن أبي خَيْثَمَة فِي تَارِيخه بِسَنَدِهِ إِلَى الزُّهْرِيّ قَالَ توفّي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَعِنْده تسع نسْوَة فَذَكرهنَّ سَوَاء
وَرَوَاهُ أَيْضا بِسَنَدِهِ إِلَى قَتَادَة أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ توفّي عَن تسع نسْوَة خمس من قُرَيْش عَائِشَة وَحَفْصَة وَأم حَبِيبَة وَسَوْدَة وَأم سَلمَة وَثَلَاثَة من سَائِر الْعَرَب مَيْمُونَة وَجُوَيْرِية وَزَيْنَب وَمن بني إِسْرَائِيل صَفِيَّة انْتَهَى
وَحَدِيث قَتَادَة هَذَا رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي آخر كِتَابه دَلَائِل النُّبُوَّة أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ تزوج خمس عشرَة امْرَأَة وَدخل بِثَلَاثَة عشر وَتُوفِّي عَن تسع مِنْهُنَّ خمس من قُرَيْش فَذَكرهنَّ سَوَاء
وَرَوَى الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك فِي أول فَضَائِل عَائِشَة بِسَنَدِهِ إِلَى أبي عبيد الْقَاسِم ابْن سَلام قَالَ صَحَّ عندنَا وَثَبت أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ تزوج ثَمَانِي عشر امْرَأَة مِنْهُنَّ وَاحِدَة من بني إِسْرَائِيل وَلم يتَزَوَّج فِي الْجَاهِلِيَّة إِلَّا خَدِيجَة ثمَّ تزوج بعْدهَا فِي الْإِسْلَام سَوْدَة بِمَكَّة ثمَّ تزوج عَائِشَة قبل الْهِجْرَة بِسنتَيْنِ ثمَّ تزوج بِالْمَدِينَةِ بعد وقْعَة بدر بِأم سَلمَة ثمَّ تزوج حَفْصَة بنت عمر سنة ثِنْتَيْنِ فَهَؤُلَاءِ الْخَمْسَة من قُرَيْش ثمَّ تزوج سنة ثَلَاث زَيْنَب بنت جحش ثمَّ تزوج جوَيْرِية سنة خمس ثمَّ تزوج أم حَبِيبَة سنة سِتّ ثمَّ تزوج صَفِيَّة سنة سبع ثمَّ تزوج مَيْمُونَة ثمَّ تزوج فَاطِمَة بنت شُرَيْح ثمَّ تزوج زَيْنَب بنت خُزَيْمَة ثمَّ تزوج هِنْد بنت يزِيد ثمَّ تزوج أَسمَاء بنت النُّعْمَان ثمَّ تزوج فَتِيلَة بنت قيس أُخْت الْأَشْعر ثمَّ تزوج أَسمَاء بنت شيبَة السلمِيَّة انْتَهَى
وَأسْندَ إِلَى معمر بن الْمثنى قَالَ أول من مَاتَ من أَزوَاج النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ زَيْنَب وَآخر من مَاتَ مِنْهُنَّ أم سَلمَة
انْتَهَى(3/120)
وَقَالَ ابْن سعد فِي الطَّبَقَات قَالَ مُحَمَّد بن عمر الْوَاقِدِيّ قبض رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَن تسع لَا اخْتِلَاف فِيهِنَّ وَهن عَائِشَة إِلَى آخِرهنَّ سَوَاء قَالَ الْوَاقِدِيّ وَالْمجْمَع عَلَيْهِ أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ تزوج أَربع عشرَة امْرَأَة الْآتِي سميتهن وَأَسْمَاء بنت النُّعْمَان الْجَوْنِية الَّتِي استعاذت مِنْهُ وَفَاطِمَة بنت الضَّحَّاك الْكلابِيَّة وَخَدِيجَة بنت خويلد وَزَيْنَب بنت خُزَيْمَة وَرَيْحَانَة بنت زيد النَّضْرِية وَمَاتَتْ عِنْده خَدِيجَة بنت خويلد وَزَيْنَب وَرَيْحَانَة انْتَهَى
1032 - الحَدِيث الثَّلَاثُونَ
رُوِيَ أَن عُيَيْنَة بن حصن دخل عَلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَعِنْده عَائِشَة من غير اسْتِئْذَان فَقَالَ علية السَّلَام (يَا عُيَيْنَة وَأَيْنَ الاسْتِئْذَان) قَالَ يَا رَسُول الله مَا اسْتَأْذَنت عَلَى رجل قطّ مِمَّن مَضَى مُنْذُ أدْركْت ثمَّ قَالَ من هَذِه الْجُمْلَة إِلَى جَنْبك فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام هَذِه (عَائِشَة أم الْمُؤمنِينَ) قَالَ عُيَيْنَة أَفلا أنزل لَك عَن أحسن الْخلق فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام (إِن الله قد حرم ذَلِك) فَلَمَّا خرج قَالَت عَائِشَة من هَذَا يَا رَسُول الله قَالَ (أَحمَق مُطَاع وَإنَّهُ عَلَى مَا تَرين سيد قومه)
قلت رُوِيَ من حَدِيث عَائِشَة وَمن حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَمن حَدِيث جرير ابْن عبد الله البَجلِيّ
أما حَدِيث أبي هُرَيْرَة فَرَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده وَالدَّارَقُطْنِيّ فِي سنَنه فِي أول النِّكَاح من حَدِيث إِسْحَاق بن عبد الله بن أبي فَرْوَة عَن زيد بن اسْلَمْ عَن(3/121)
عَطاء بن يسَار عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ كَانَ الْبَدَل فِي الْجَاهِلِيَّة أَن يَقُول الرجل للرجل تنزل لي عَن امْرَأَتك وَأنزل عَن امْرَأَتي وَأَزِيدك قَالَ فَانْزِل الله وَلَا أَن تبدل بِهن من أَزوَاج وَلَو أعْجبك حسنهنَّ قَالَ فَدخل عُيَيْنَة بن حصن الْفَزارِيّ عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَعِنْده عَائِشَة بِغَيْر إِذن فَقَالَ لَهُ عَلَيْهِ السَّلَام يَا عُيَيْنَة وَأَيْنَ الاسْتِئْذَان قَالَ يَا رَسُول الله مَا اسْتَأْذَنت عَلَى رجل من مُضر مُنْذُ أدْركْت ثمَّ قَالَ من هَذِه الْحُمَيْرَاء الَّتِي هِيَ جَنْبك يَا رَسُول الله قَالَ (هَذِه عَائِشَة أم الْمُؤمنِينَ) فَقَالَ عُيَيْنَة يَا رَسُول الله أَفلا أنزل لَك عَن أحسن الْخلق قَالَ (يَا عُيَيْنَة إِن الله حرم ذَلِك) قَالَ فَلَمَّا خرج قَالَت عَائِشَة يَا رَسُول الله من هَذَا قَالَ (هَذَا أَحمَق مُطَاع وَإنَّهُ عَلَى مَا تَرين لسَيِّد قومه) انْتَهَى قَالَ الْبَزَّار لَا نَحْفَظهُ عَن أبي هُرَيْرَة إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَاد وَإِسْحَاق لين الحَدِيث فَكَتَبْنَاهُ وَبينا علته انْتَهَى
وَأما حَدِيث جرير فَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه بِنَقص يسير فَقَالَ ثَنَا عَلّي ابْن سعيد الرَّازِيّ ثَنَا يَحْيَى بن مُطِيع هُوَ الشَّيْبَانِيّ ثَنَا يَحْيَى بن عبد الْملك ابْن أبي غنية عَن إِسْمَاعِيل بن أبي خَالِد عَن قيس بن أبي حَازِم عَن جرير بن عبد الله البَجلِيّ قَالَ دخل عُيَيْنَة بن حصن عَلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَعِنْده عَائِشَة بِغَيْر إِذن فَقَالَ من هَذِه الْجَالِسَةُ إِلَى جَانِبك قَالَ (هَذِه عَائِشَة) قَالَ أَفلا أنزل لَك عَن خير مِنْهَا يَعْنِي امْرَأَته فَقَالَ لَهُ لَا ثمَّ قَالَ لَهُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (اخْرُج فَاسْتَأْذن) قَالَ إِنَّهَا يَمِين عَلّي أَلا أَسْتَأْذن عَلَى مُضَرِي فَقَالَت عَائِشَة من هَذَا قَالَ (هَذَا أَحمَق مُتبع) انْتَهَى
وَأما حَدِيث عَائِشَة فَرَوَاهُ ابْن سعد فِي الطَّبَقَات فِي تَرْجَمَة عُيَيْنَة بن حصن أخبرنَا مُحَمَّد بن عمر هُوَ الْوَاقِدِيّ ثَنَا مُوسَى بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن الْحَارِث التَّمِيمِي عَن أَبِيه عَن أبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن عَن عَائِشَة قَالَت دخل عُيَيْنَة ابْن حصن عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ من هَذِه الْحُمَيْرَاء إِلَى آخِره(3/122)
1033 - الحَدِيث الثَّانِي وَالثَّلَاثُونَ
عَن عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها قَالَت مَا مَاتَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حَتَّى أحل لَهُ النِّسَاء يَعْنِي نسخ قَوْله تَعَالَى لَا يحل لَك النِّسَاء من بعد
قلت رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي التَّفْسِير وَالنَّسَائِيّ فِي النِّكَاح من حَدِيث سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن عَمْرو عَن عَطاء قَالَ قَالَت عَائِشَة مَا مَاتَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حَتَّى أحل لَهُ النِّسَاء انْتَهَى قَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث حسن صَحِيح انْتَهَى
وَبِهَذَا الْإِسْنَاد رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي النِّكَاح وَأحمد وَأَبُو يعلي الْموصِلِي وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مسانيدهم
وَرَوَاهُ النَّسَائِيّ وَعبد الرازق وَابْن مرْدَوَيْه والطبري فِي التَّفْسِير أخبرنَا ابْن جريج عَن عَطاء عَن عبيد بن عُمَيْر عَن عَائِشَة قَالَت مَا مَاتَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حَتَّى أحل لَهُ من النِّسَاء مَا شَاءَ انْتَهَى وَمن طَرِيق عبد الرازق رَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده
وَبِهَذَا الْإِسْنَاد رَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الثَّامِن وَالْأَرْبَعِينَ من الْقسم الْخَامِس وَالْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي تَفْسِير سُورَة الرَّمْز وَقَالَ حَدِيث صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ انْتَهَى
وَرَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده أَيْضا حَدثنَا عَمْرو بن عَلّي ثَنَا أَبُو عَاصِم عَن ابْن جريج عَن عَطاء عَن عَائِشَة فَذكره
وَقد رُوِيَ نَحْو هَذَا من حَدِيث أم سَلمَة رَوَاهُ ابْن أبي حَاتِم فِي تَفْسِيره ثَنَا أَبُو زرعه ثَنَا عبد الرَّحْمَن بن عبد الْملك بن شيبَة ثني عمر بن أبي بكر حَدثنِي الْمُغيرَة بن عبد الرَّحْمَن الْحزَامِي عَن أبي النَّضر مولَى عمر بن عبد الله عَن عبد الله بن وهب بن زَمعَة عَن أم سَلمَة قَالَت لم يمت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حَتَّى(3/123)
أحل لَهُ أَن يتَزَوَّج من النِّسَاء مَا شَاءَ إِلَّا ذَات محرم انْتَهَى
وَرَوَاهُ ابْن سعد فِي الطَّبَقَات أخبرنَا مُحَمَّد بن عمر هُوَ الْوَاقِدِيّ حَدثنِي يَزْدَان بن أبي النَّضر عَن أَبِيه عَن عبد الله بن وهب بن زَمعَة عَن أم سَلمَة فَذكره
وَرَوَاهُ أَيْضا أخبرنَا مُحَمَّد بن عمر ثَنَا ابْن أبي سُبْرَة وَسَعِيد بن مُحَمَّد عَن جَعْفَر بن مُحَمَّد عَن أَبِيه عَن عَائِشَة وَابْن عَبَّاس مثله انْتَهَى
1034 - الحَدِيث الثَّالِث وَالثَّلَاثُونَ
رُوِيَ أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أولم عَلَى زَيْنَب بِتَمْر وَسَوِيق وشَاة وَأمر أَن يدعوا بِالنَّاسِ فترادفوا أَفْوَاجًا يَأْكُل كل فَوْج ثمَّ يخرج وَيدخل فَوْج إِلَى أَن قَالَ وَالله يَا رَسُول الله دَعَوْت حَتَّى مَا أجد أحدا أَدْعُوهُ فَقَالَ (ارْفَعُوا طَعَامكُمْ) وتفرق النَّاس وَبَقِي ثَلَاثَة نفر يتحدثون فَأَطَالُوا فَقَامَ عَلَيْهِ السَّلَام لِيَنْطَلِقُوا فَذهب إِلَى حجرَة عَائِشَة فَقَالَ (السَّلَام عَلَيْكُم أهل الْبَيْت) قَالُوا وَعَلَيْك السَّلَام يَا رَسُول الله كَيفَ وجدت أهلك وَطَاف بالحجرات وَسلم عَلَيْهِنَّ وَدَعَوْنَ لَهُ وَرجع فَإِذا الثَّلَاث جُلُوس يتحدثون فَكَانَ عَلَيْهِ السَّلَام شَدِيد الْحيَاء فَتَوَلَّى فَلَمَّا رَأَوْهُ مُتَوَلِّيًا خَرجُوا فَرجع وَنزلت آيَة الْحجاب
قلت رَوَى البُخَارِيّ فِي التَّفْسِير وَمُسلم فِي النِّكَاح من حَدِيث أنس قَالَ بِنَا النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بِزَيْنَب بنة جحش بِخبْز وَلحم فَأرْسلت عَلَى طَعَام دَاعيا فَيَجِيء قوم فَيَأْكُلُونَ وَيخرجُونَ حَتَّى مَا أجد أحد أَدْعُو فَقلت يَا نَبِي الله مَا أجد أحد أَدَعهُ قَالَ (ارْفَعُوا طَعَامكُمْ) وَبَقِي ثَلَاثَة رَهْط يتحدثون فِي الْبَيْت فَخرج النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَانْطَلق إِلَى حجرَة عَائِشَة فَقَالَ (السَّلَام عَلَيْكُم أهل الْبَيْت وَرَحْمَة الله) فَقَالَت وَعَلَيْك السَّلَام وَرَحْمَة الله كَيفَ وجدت أهلك بَارك الله(3/124)
لَك فَيُقْرِي حجر نِسَائِهِ كُلهنَّ يَقُول لَهُنَّ كَمَا قَالَ لعَائِشَة وَيَقُلْنَ لَهُ كَمَا قَالَت عَائِشَة ثمَّ رَجَعَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَإِذا ثَلَاثَة رَهْط فِي الْبَيْت يتحدثون وَكَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ شَدِيد الْحيَاء فَخرج مُنْطَلقًا نَحْو حجرَة عَائِشَة فَمَا أَدْرِي أخْبرته أَو أخبر أَنه الْقَوْم خَرجُوا حَتَّى إِذا وضع رجله فِي أُسْكُفَّة الْبَاب دَاخِلَة وَأُخْرَى خَارِجَة أَرْخَى السّتْر بيني وَبَينه وأنزلت آيَة الْحجاب انْتَهَى
وَرَوَاهُ البُخَارِيّ أَيْضا فِي آخر الْأَطْعِمَة عَن الزُّهْرِيّ عَن أنس فَذكره بِتَغَيُّر يسير
1035 - قَوْله
عَن عَائِشَة أَنَّهَا قَالَت حَسبك فِي الثُّقَلَاء أَن الله لم يَحْتَمِلهُمْ فَقَالَ فَإِذا طَعِمْتُمْ فَانْتَشرُوا
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ ثَنَا أَبُو الْقَاسِم الْحسن بن مُحَمَّد بن حبيب ثَنَا أَبُو مُوسَى عمرَان بن مُوسَى ثَنَا أَبُو عوَانَة يَعْقُوب بن إِسْحَاق ثَنَا أَبُو عَمْرو عُثْمَان بن خرذاد الْأَنْطَاكِي أَنا عمر بن مَرْزُوق ثَنَا جوَيْرِية بن أَسمَاء قَالَ قرئَ بَين يَدي إِسْمَاعِيل بن حَكِيم هَذِه الْآيَة فَقَالَ هَذَا أدب أدب الله بِهِ الثُّقَلَاء وَسمعت الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن يَقُول سَمِعت مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد يَقُول سَمِعت الْغلابِي يَقُول سَمِعت عَائِشَة تَقول إِلَى آخِره(3/125)
1036 - الحَدِيث الرَّابِع وَالثَّلَاثُونَ
فِي سَبَب آيَة الْحجاب قَالَ الْمنصف رَحِمَهُ اللَّهُ رُوِيَ أَن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه كَانَ يحب ضرب الْحجاب عَلَيْهِنَّ محبَّة شَدِيدَة وَكَانَ يذكرهُ كثيرا وَيَوَد أَن ينزل فِيهِ وَكَانَ يَقُول لَو أطَاع فيكُن مَا رَأَتْكُنَّ عين وَقَالَ يَا رَسُول الله يدْخل عَلَيْك الْبَار والفاجر فَلَو أمرت أُمَّهَات الْمُؤمنِينَ بالحجاب فَنزلت
قَالَ وَرُوِيَ أَنه مر عَلَيْهِنَّ وَهن مَعَ النِّسَاء فِي الْمَسْجِد فَقَالَ لَهُنَّ احْتَجِبْنَ فَإِن لَكِن عَلَى النِّسَاء فضلا كَمَا أَن لزوجكن عَلَى الرِّجَال فضلا فَقَالَت زَيْنَب يَا ابْن الْخطاب إِنَّك لَتَغَار علينا وَالْوَحي ينزل فِي بُيُوتنَا فَلم يَلْبَثُوا إِلَّا يَسِيرا فَنزلت
وَرُوِيَ أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَانَ يطعم وَمَعَهُ بعض أَصْحَابه فأصابت يَد وَاحِد مِنْهُم يَد عَائِشَة فكره النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ذَلِك فَنزلت
قلت رَوَى النَّسَائِيّ من حَدِيث أنس عَن عمر بن الْخطاب قَالَ قلت يَا رَسُول الله يدْخل عَلَيْك الْبَار والفاجر فَلَو حجبت أُمَّهَات الْمُؤمنِينَ فَأنْزل الله آيَة الْحجاب انْتَهَى
وَعَزاهُ الواحدي للْبُخَارِيّ فِي تَفْسِيره وَينظر
وَرَوَى النَّسَائِيّ أَيْضا وَابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من حَدِيث سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن مسعر عَن مُوسَى بن أبي كثير عَن مُجَاهِد عَن عَائِشَة قَالَت كنت آكل مَعَ النَّبِي حَيْسًا فِي قَعْب فَمر عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه فَدَعَاهُ فَأكل فأصابت أُصْبُعه أُصْبُعِي فَقَالَ حس أَواه لَو كنت أطَاع فيكُن مَا رَأَتْكُنَّ عين فَنزل الْحجاب انْتَهَى
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي كِتَابه الْمُفْرد فِي الْأَدَب وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الصَّغِير(3/126)
وَرَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي الْفَضَائِل ثَنَا مُحَمَّد بن بشر ثَنَا مسعر عَن مُوسَى بن أبي كثير عَن مُجَاهِد فَذكره مُرْسلا وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الطَّبَرِيّ مُرْسلا
وَمن طَرِيق الطَّبَرِيّ رَوَاهُ الواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول لَهُ
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ فِي علله هَذَا حَدِيث يرويهِ مسعر وَاخْتلف عَنهُ فَرَوَاهُ ابْن عُيَيْنَة عَنهُ عَن مُوسَى بن أبي كثير عَن مُجَاهِد عَن عَائِشَة وَغَيره يرويهِ عَن مسعر عَن مُوسَى عَن مُجَاهِد مُرْسلا وَالصَّوَاب الْمُرْسل انْتَهَى
وَرَوَى الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره حَدثنَا عَمْرو بن عَلّي ثَنَا أَبُو دَاوُد ثَنَا المَسْعُودِيّ ثَنَا أَبُو نهشل عَن أبي وَائِل عَن ابْن مَسْعُود قَالَ أَمر عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه نسَاء النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بالحجاب فَقَالَت زَيْنَب يَا بن الْخطاب إِنَّك لَتَغَار علينا وَالْوَحي ينزل فِي بُيُوتنَا فَأنْزل الله تَعَالَى (وَإِذا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعا فَسْأَلُوهُنَّ من وَرَاء حجاب) الْآيَة
حَدثنِي أَحْمد بن مُحَمَّد الطوسي ثَنَا عبد الصَّمد بن عبد الْوَارِث ثَنَا همام ثَنَا عَطاء بن السَّائِب عَن أبي وَائِل بِهِ
وَرَوَى الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث أبي أُسَامَة عَن مُجَاهِد عَن الشّعبِيّ قَالَ مر عمر عَلَى نسَاء النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَهن مَعَ نسَاء فِي الْمَسْجِد فَقَالَ لَهُنَّ احْتَجِبْنَ فَإِن لَكِن عَلَى النِّسَاء فضلا كَمَا أَن لزوجكن عَلَى الرِّجَال فضلا فَلم يَلْبَثُوا إِلَّا يَسِيرا حَتَّى أمروا بالحجاب انْتَهَى
1037 - قَوْله
وَذكر أَن بَعضهم قَالَ أننهى أَن نُكَلِّم بَنَات عمنَا إِلَّا من وَرَاء حجاب لَئِن مَاتَ مُحَمَّد لأَتَزَوَّجَن فُلَانَة فَأعْلم الله أَن ذَلِك محرم
قلت قَالَ الطَّيِّبِيّ ذكر الْبَغَوِيّ أَن هَذَا الْقَائِل هُوَ طَلْحَة بن عبيد الله وَفِي رِوَايَة بدل فُلَانَة عَائِشَة انْتَهَى(3/127)
وَرَوَى عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه أخبرنَا معمر عَن قَتَادَة أَن رجلا قَالَ لَو قد مَاتَ مُحَمَّد لأَتَزَوَّجَن عَائِشَة فَأنْزل الله (وَمَا كَانَ لكم أَن تُؤْذُوا رَسُول الله وَلَا أَن تنْكِحُوا أَزوَاجه من بعده) الْآيَة
وَرَوَى ابْن أبي حَاتِم فِي تَفْسِيره ثَنَا عَلّي بن الْحُسَيْن ثَنَا مُحَمَّد بن أبي حَمَّاد ثَنَا مهْرَان عَن سُفْيَان عَن دَاوُد بن أبي هِنْد عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى (وَمَا لكم أَن تُؤْذُوا رَسُول الله) الْآيَة قَالَ نزلت فِي رجل هم أَن يتَزَوَّج بِبَعْض نسَاء النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بعده قَالَ رجل لِسُفْيَان أَهِي عَائِشَة قَالَ هَكَذَا ذكرُوا
ثمَّ أسْند إِلَى السّديّ أَن الَّذِي عزم عَلَى ذَلِك طَلْحَة بن عبيد الله حَتَّى نزل تَحْرِيم ذَلِك انْتَهَى
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره عَن مُحَمَّد بن حميد ثَنَا مهْرَان بِهِ سندا ومتنا لم يذكر قَول السّديّ
وَرَوَى ابْن سعد فِي الطَّبَقَات أخبرنَا مُحَمَّد بن عمر هُوَ الْوَاقِدِيّ ثني عبد الله بن جَعْفَر عَن ابْن أبي عون عَن أبي بكر بن مُحَمَّد بن عمر بن حزم فِي قَوْله تَعَالَى (مَا كَانَ لكم أَن تُؤْذُوا رَسُول الله) الْآيَة قَالَ نزلت فِي طَلْحَة بن عبيد الله لِأَنَّهُ قَالَ إِذا توفّي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ تزوجت عَائِشَة انْتَهَى
1038 - الحَدِيث الْخَامِس وَالثَّلَاثُونَ
فِي حَدِيث (من ذكرت عِنْده فَلم يصل عَلّي فَأَبْعَده الله)
قلت رُوِيَ من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَمن حَدِيث جَابر بن سَمُرَة وَمن حَدِيث مَالك بن الْحُوَيْرِث
فَحَدِيث أبي هُرَيْرَة رَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الأول من الْقسم الأول من حَدِيث حَفْص بن غياث عَن مُحَمَّد بن عَمْرو عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ صعد الْمِنْبَر فَقَالَ (آمين آمين آمين) قلت(3/128)
يَا رَسُول الله إِنَّك صعدت الْمِنْبَر قلت (آمين آمين آمين) قَالَ (إِن جِبْرِيل أَتَانِي فَقَالَ من أدْرك شهر رَمَضَان وَلم يغْفر لَهُ فَدخل النَّار فَأَبْعَده الله قل آمين فَقلت آمين وَمن أدْرك أَبَوَيْهِ أَحدهمَا فَلم يَبرهُمَا فَمَاتَ فَدخل النَّار فَأَبْعَده الله قل آمين فَقلت آمين وَمن ذكرت عِنْده وفلم يصل عَلَيْك فَمَاتَ فَدخل النَّار فَأَبْعَده الله قل آمين فَقلت آمين) انْتَهَى
وَحَدِيث جَابر بن سَمُرَة رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه ثَنَا عَبْدَانِ بن أَحْمد ثَنَا مُحَمَّد بن عبد الله بن عبيد بن عقيل ثَنَا إِسْمَاعِيل بن أبان ثَنَا قيس بن الرّبيع عَن سماك عَن جَابر بن سَمُرَة أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ صعد الْمِنْبَر فَذكره سَوَاء
وَحَدِيث مَالك بن الْحُوَيْرِث رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ أَيْضا من حَدِيث عمرَان بن أبان الوَاسِطِيّ ثَنَا مَالك بن الْحسن بن مَالك بن الْحُوَيْرِث عَن أَبِيه عَن جده مَالك ابْن الْحُوَيْرِث أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ رقى عتبَة الْمِنْبَر فَقَالَ (آمين) ثَلَاث مَرَّات فَسئلَ عَن ذَلِك فَقَالَ إِلَى آخِره
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الْعشْرين من الْقسم الثَّالِث لَكِن لم يقل فِيهِ فَدخل النَّار وَقد رَوَاهُ جمَاعَة من الصَّحَابَة وَلَيْسَ فِيهِ يدْخل النَّار
رَوَاهُ ابْن عَبَّاس وَجَابِر بن عبد الله وعمار بن يَاسر وَبُرَيْدَة وَعبد الله ابْن الْحَارِث بن جُزْء الزبيدِيّ
فَحَدِيث ابْن عَبَّاس رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه عَن يزِيد بن أبي زِيَاد عَن مُجَاهِد عَن ابْن عَبَّاس قَالَ بَيْنَمَا النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَلَى الْمِنْبَر إِذْ قَالَ (آمين) ثَلَاث مَرَّات فَسئلَ عَن ذَلِك فَقَالَ (أَتَانِي جِبْرِيل فَقَالَ من ذكرت عِنْده فَلم يصل فَأَبْعَده الله قل آمين فَقلت آمين قَالَ وَمن أدْرك وَالِديهِ أَو أَحدهمَا عَلَيْك فَمَاتَ قلم يغْفر لَهُ فَأَبْعَده الله قل آمين فَقلت آمين وَمن أدْرك رَمَضَان فَلم يغْفر لَهُ فَأَبْعَده الله قل آمين فَقلت آمين) انْتَهَى(3/129)
وَرَوَاهُ أَيْضا من حَدِيث إِسْحَاق بن عبد الله بن كيسَان عَن أَبِيه عبد الله ابْن كيسَان عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس فَذكره
وَحَدِيث جَابر بن عبد الله رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الثَّالِث وَالْعِشْرين أخبرنَا أَبُو عبد الله الْحَافِظ أَنا أَبُو بكر مُحَمَّد بن جَعْفَر الْقَارئ بِبَغْدَاد ثَنَا عبد الله بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم الدَّوْرَقِي ثَنَا مُوسَى بن إِسْمَاعِيل التَّبُوذَكِي ثَنَا أَبُو يَحْيَى صَاحب الطَّعَام واسْمه مُحَمَّد بن عِيسَى الْعَبْدي عَن مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر عَن جَابر فَذكره نَحوه
وَحَدِيث عمار بن يَاسر رَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده ثَنَا أَحْمد بن الْمِقْدَام ثَنَا سَلمَة بن عبيد الله الرهاوي ثَنَا عُثْمَان بن أبي عُبَيْدَة عَن مُحَمَّد بن عمار بن يَاسر قَالَ صعد النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الْمِنْبَر فَذكره
وَحَدِيث بُرَيْدَة رَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده أخبرنَا جرير عَن عَطاء ابْن السَّائِب عَن أَصْحَابه عَن بُرَيْدَة قَالَ قَامَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَلَى الْمِنْبَر فَذكره نَحوه
وَحَدِيث الزبيدِيّ رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي مُعْجَمه من طَرِيق ابْن لَهِيعَة عَن عبد الله ابْن يزِيد الْحَضْرَمِيّ عَن مُسلم بن يزِيد الصَّدَفِي عَن عبد الله بن الْحَارِث بن جُزْء الزبيدِيّ أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ صعد الْمِنْبَر فَذكره
وَهَذِه الْأَحَادِيث كلهَا كَمَا نرَاهَا مُتَطَابِقَة أَن هَذَا الحَدِيث من كَلَام جِبْرِيل يُخَاطب بِهِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَلَيْسَ من كَلَام النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَالْمُصَنّف أوردهُ من كَلَام النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَأعْلم ذَلِك
1039 - الحَدِيث السَّادِس وَالثَّلَاثُونَ
رُوِيَ أَنه قيل يَا رَسُول الله أَرَأَيْت قَوْله الله تَعَالَى إِن الله مَلَائكَته يصلونَ عَلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام (هَذَا من الْعلم الْمكنون وَلَوْلَا أَنكُمْ سَأَلْتُمُونِي عَلَيْهِ مَا أَخْبَرتكُم بِهِ إِن الله وكل(3/130)
بِي ملكَيْنِ فَلَا أذكر عِنْد عبد مُسلم فَيصَلي عَلّي إِلَّا قَالَ ذَانك الْملكَانِ غفر الله لَك وَقَالَ الله وَمَلَائِكَته جَوَابا لِذَيْنِك الْملكَيْنِ آمين وَلَا أذكر عِنْد عبد مُسلم فَلَا يُصَلِّي عَلّي إِلَّا قَالَ ذَانك الْملكَيْنِ لَا غفر الله لَك وَقَالَ الله وَمَلَائِكَته جَوَابا لِذَيْنِك الْملكَيْنِ آمين)
قلت رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه من حَدِيث يزِيد بن هَارُون أَنا شَيبَان عَن الحكم بن عبد الله بن خطَّاف عَن أم أنيس بنت الْحسن بن عَلّي بن أبي طَالب عَن أَبِيهَا الْحسن قَالَ قَالُوا يَا رَسُول الله أَرَأَيْت إِلَى آخِره
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ وَابْن مرْدَوَيْه
1040 - قَوْله
وَالِاحْتِيَاط أَن يُصَلِّي عَلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كلما ذكر لما ورد من الْأَخْبَار
قلت فِيهِ أَحَادِيث رَوَى مُسلم فِي صَحِيحه من حَدِيث الْعَلَاء بن عبد الرَّحْمَن عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من صَلَّى عَلّي وَاحِدَة صَلَّى الله عَلَيْهِ عشرا)
حَدِيث آخر رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي الدَّعْوَات عَن عمَارَة بن غزيَّة عَن عبد الله ابْن عَلّي بن حُسَيْن بن عَلّي بن أبي طَالب عَن أَبِيه عَن حُسَيْن بن عَلّي بن أبي طَالب عَن عَلّي بن أبي طَالب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الْبَخِيل الَّذِي من ذكرت عِنْده فَلم يُصَلِّي عَلّي) انْتَهَى وَقَالَ حَدِيث حسن صَحِيح غَرِيب انْتَهَى
حَدِيث آخر رَوَاهُ رَوَاهُ النَّسَائِيّ فِي عمل الْيَوْم وَاللَّيْلَة بالسند والمتن الْمَذْكُورين عَن حُسَيْن بن عَلّي عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لَيْسَ فِيهِ عَلّي بن أبي طَالب
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الأول من الْقسم الأول وَالْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي الدُّعَاء وَصَحِيحه(3/131)
حَدِيث آخر رَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك أَيْضا من طَرِيق ابْن وهب عَن عَمْرو عَن عمَارَة بن غزيَّة عَن عبد الله بن عَلّي بن الْحُسَيْن أَنه سمع أَبَا هُرَيْرَة يَقُول قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (إِن الْبَخِيل من ذكرت عِنْده وَلم يصل عَلّي) انْتَهَى وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ انْتَهَى
حَدِيث آخر رَوَى النَّسَائِيّ أَيْضا من حَدِيث الْمُغيرَة بن مُسلم الْخُرَاسَانِي عَن أبي إِسْحَاق الْهَمدَانِي عَن أنس بن مَالك أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (من ذكرت عِنْده فَليصل عَلّي فَمن صَلَّى عَلّي مرّة صَلَّى الله عَلَيْهِ عشرا) انْتَهَى وَسَنَده جيد
حَدِيث آخر رَوَى التِّرْمِذِيّ من حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن إِسْحَاق عَن سعيد المَقْبُري عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (رغم أنف رجل ذكرت عِنْده فَلم يُصَلِّي عَلّي) وَقَالَ حَدِيث حسن غَرِيب انْتَهَى
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه وَرَوَاهُ الْحَاكِم وَسكت عَنهُ وَلم يُصَحِّحهُ
حَدِيث آخر رَوَى التِّرْمِذِيّ أَيْضا فِي الصَّلَاة من حَدِيث مُوسَى بن يَعْقُوب الزمعِي ثَنَا عبد الله بن كيسَان أَن عبد الله بن شَدَّاد أخبرهُ عَن عبد الله بن مَسْعُود أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (أولَى النَّاس بِي يَوْم الْقِيَامَة أَكْثَرهم عَلّي صَلَاة) انْتَهَى وَقَالَ حَدِيث حسن غَرِيب انْتَهَى
وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الأول من الْقسم الأول فَقَالَ فِيهِ عَن عبد الله بن شَدَّاد بن الْهَاد عَن أَبِيه عَن ابْن مَسْعُود
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه
وَهَذَا غير قَادِح فَإِنَّهُ رَوَى عَن أَبِيه وَعَن ابْن مَسْعُود فَلَعَلَّهُ سَمعه مِنْهُمَا
وَلَكِن أعله ابْن الْقطَّان فِي كِتَابه بِعَبْد الله بن كيسَان وَقَالَ إِنَّه لَا يعرف حَاله وَلَا نَعْرِف رَوَى عَنهُ إِلَّا مُوسَى بن يَعْقُوب هَذَا انْتَهَى
قلت رَوَى عَنهُ أَيْضا ابْنه إِسْحَاق بن عبد الله بن كيسَان وَهُوَ عِنْد الطَّبَرَانِيّ كَمَا تقدم قَرِيبا فِي الحَدِيث الْخَامِس وَالثَّلَاثِينَ(3/132)
حَدِيث آخر رَوَى ابْن ماجة من حَدِيث جبارَة بن الْمُغلس ثَنَا حَمَّاد بن زيد عَن عَمْرو بن دِينَار عَن جَابر بن زيد عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من نسي الصَّلَاة عَلّي خطئَ طَرِيق الْجنَّة) انْتَهَى
وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه من حَدِيث فطر بن خَليفَة عَن أبي جَعْفَر مُحَمَّد ابْن عَلّي بن حُسَيْن عَن جده حُسَيْن بن عَلّي مَرْفُوعا من ذكرت عِنْده فَخَطِئَ الصَّلَاة عَلّي خطئَ طَرِيق الْجنَّة انْتَهَى
وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي الْمعرفَة فِي الضَّحَايَا من حَدِيث عمر بن حَفْص بن غياث ثَنَا أبي عَن مُحَمَّد بن عَمْرو عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة مَرْفُوعا بِلَفْظ ابْن ماجة سَوَاء
حَدِيث آخر رَوَاهُ ابْن ماجة فِي الصَّلَاة من حَدِيث عَاصِم بن عبيد الله الْعَدوي عَن عبد الله بن عَامر بن ربيعَة عَن أَبِيه عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (من صَلَّى عَلّي صلت عَلَيْهِ الْمَلَائِكَة مَا صَلَّى عَلّي فَلْيقل عبد من ذَلِك أَو ليكْثر انْتَهَى
وَعَاصِم هَذَا وَإِن تكلم فِيهِ فقد رَوَى التِّرْمِذِيّ فِي الْجَنَائِز من حَدِيث عَاصِم بن عبيد الله هَذَا عَن الْقَاسِم عَن عَائِشَة أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قبل عُثْمَان بن مَظْعُون وَهُوَ ميت وَقَالَ فِيهِ حَدِيث حسن صَحِيح مَعَ أَنه قد رُوِيَ من غير طَرِيق عَاصِم فَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْكَبِير من طَرِيق عبد الرازق عَن عبد الله ابْن عمر عَن عبد الرَّحْمَن بن الْقَاسِم عَن عبد الله بن عَامر بن ربيعَة عَن أَبِيه فَذكره إِلَّا أَنه قَالَ عوض (صلت عَلَيْهِ الْمَلَائِكَة) (صَلَّى الله عَلَيْهِ)
وَرَوَاهُ فِي مُعْجَمه الْوسط من حَدِيث عِيسَى بن يُونُس عَن شُعْبَة عَن يعلي بن عَطاء عَن عبد الله بن عَامر بن ربيعَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَذكره وَقَالَ لم يرو هَذَا الحَدِيث عَن شُعْبَة عَن يعلي بن عَطاء إِلَّا عِيسَى بن يُونُس انْتَهَى
قلت عِيسَى بن يُونُس أخرج لَهُ الشَّيْخَانِ وَكَذَلِكَ شُعْبَة وَيعْلي بن عَطاء أخرج لَهُ مُسلم(3/133)
حَدِيث آخر رَوَى ابْن خُزَيْمَة فِي صَحِيحه حَدثنَا زِيَاد بن يَحْيَى ثَنَا معمر ابْن مُحَمَّد بن عبيد الله بن عَلّي بن أبي رَافع عَن أَبِيه عَن أبي رَافع قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (إِذا طَنَّتْ أذن أحدكُم فَلْيذكرْنِي وَليصل عَلّي وَليقل ذكر الله من ذَكرنِي بِخَير) انْتَهَى
فِيهِ عدم الِاكْتِفَاء بِالذكر حَتَّى صَلَّى عَلَيْهِ
حَدِيث آخر رَوَى الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب الْخَامِس عشر من حَدِيث سعد بن إِسْحَاق بن كَعْب بن عجْرَة عَن أَبِيه كَعْب ابْن عجْرَة قَالَ ارْتَقَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الْمِنْبَر فَقَالَ أول دَرَجَة (آمين) ثمَّ ارْتَقَى دَرَجَة ثَانِيَة فَقَالَ (آمين) ثمَّ ارْتَقَى دَرَجَة ثَالِثَة فَقَالَ (آمين) ثمَّ نزل فَقيل لَهُ فَقَالَ (إِن جِبْرِيل عرض لي فَقَالَ بعد من أدْرك رَمَضَان فَلم يغْفر لَهُ فَقلت آمين فَلَمَّا رقيت الثَّانِيَة قَالَ بعد من إِذا ذكرت عِنْده وَلم يصل عَلَيْك فَقلت آمين فَلَمَّا رقيت الثَّالِثَة قَالَ بعد من أدْرك أَبَوَاهُ الْكبر أَو أَحدهمَا عِنْده فَلم يدْخل يدْخلَاهُ الْجنَّة فَقلت آمين انْتَهَى
وَأَبُو يعلي والْحَارث بن أبي أُسَامَة
حَدِيث آخر رَوَى إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده أخبرنَا النَّضر بن شُمَيْل من حَمَّاد بن سَلمَة أَنا معبد وهلال الْعَنزي الْعَبْدي أَنا فلَان فِي مَسْجِد دمشق عَن عَوْف بن مَالك عَن أبي ذَر أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (إِن أضلّ النَّاس من ذكرت عِنْده فَلم يصل عَلّي) مُخْتَصرا
حَدِيث آخر رَوَى البُخَارِيّ فِي كِتَابه الْمُفْرد فِي الْأَدَب حَدثنَا عبد الرَّحْمَن ابْن شيبَة أَخْبرنِي عبد الله بن نَافِع الصَّائِغ عَن عِصَام بن زيد عَن مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر عَن جَابر بن عبد الله أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ رقى الْمِنْبَر ... بِنَحْوِ حَدِيث كَعْب ابْن عجْرَة إِلَّا انه قَالَ عوض بعد شقي
وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط ثَنَا عَلّي بن سعيد الرَّازِيّ ثَنَا الْعَبَّاس(3/134)
ابْن إِسْمَاعِيل الطَّيَالِسِيّ ثَنَا عبد الرَّحْمَن بن مُغْرِي ثَنَا الْفضل بن مُبشر عَن جَابر نَحوه
حَدِيث آخر رَوَى التِّرْمِذِيّ فِي الصَّلَاة أخبرنَا أَبُو دَاوُد سُلَيْمَان بن سلم الْبَلْخِي أَنا النَّضر بن شَمل عَن أبي قُرَّة الْأَسْلَمِيّ عَن سعيد بن الْمسيب عَن عمر بن الْخطاب قَالَ إِن الدُّعَاء مَوْقُوف بَين السَّمَاء وَالْأَرْض لَا يصعد مِنْهُ شَيْء حَتَّى يصلى عَلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ انْتَهَى وَسكت عَنهُ
وَرَوَى نَحوه مَرْفُوعا الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان عَن عبد الْكَرِيم الْجَزرِي عَن أبي إِسْحَاق عَن الْحَارِث عَن عَلّي قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (الدُّعَاء مَحْجُوب عَن الله حَتَّى يصلى عَلَى النَّبِي مُحَمَّد وَعَلَى آل مُحَمَّد) انْتَهَى
حَدِيث آخر رَوَى الْعقيلِيّ فِي ضعفَاهُ من حَدِيث مُحَمَّد بن مَرْوَان عَن الْأَعْمَش عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من صَلَّى عَلّي عِنْد قَبْرِي سمعته وَمن صَلَّى عَلّي نَائِيا أبلغته) وَضعف مُحَمَّد بن مَرْوَان عَن جمَاعَة وَقَالَ لَيْسَ لَهُ أصل وَلَا هُوَ مَحْفُوظ وَقَالَ ابْن دحْيَة فِي الْعلم الْمَشْهُور هَذَا حَدِيث مَوْضُوع تقرب بِهِ مُحَمَّد بن مَرْوَان السّديّ وَكَانَ كذابا
وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي كتاب حَيَاة الْأَنْبِيَاء فِي قُبُورهم وَهُوَ جُزْء حَدِيثي ثمَّ قَالَ وَمُحَمّد بن مَرْوَان فِيهِ نظر وَلَكِن يؤكده مَا أخبرنَا بِهِ الْحسن بن بَشرَان أَنا حَمْزَة بن مُحَمَّد بن الْعَبَّاس ثَنَا أَبُو أَحْمد الزبيرِي وَإِسْرَائِيل قَالَا أَنا ابْن أبي نجيح عَن مُجَاهِد عَن ابْن عَبَّاس قَالَ لَيْسَ أحد من أمة مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يُصَلِّي علية صَلَاة إِلَّا وَهِي تبلغه يَقُول لَهُ الْملك فلَان يُصَلِّي عَلَيْك انْتَهَى كَلَامه
حَدِيث آخر رَوَى الْأَمَام أَبُو بكر بن أبي عَاصِم فِي كتاب الصَّلَاة عَلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَهُوَ جُزْء حَدِيثي من طَرِيق ابْن لَهِيعَة عَن عبد الله بن يزِيد الْحَضْرَمِيّ عَن مسلمة بن يزِيد الصَّدَفِي عَن عبد الله بن الْحَارِث بن جُزْء الزبيدِيّ قَالَ(3/135)
صعد النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَوْمًا الْمِنْبَر فَقَالَ (أَتَانِي جِبْرِيل فَقَالَ من ذكرت عِنْده فَلم يصل عَلَيْك فَأَبْعَده الله ثمَّ أبعده الله فَقلت آمين) انْتَهَى
1041 - الحَدِيث السَّابِع وَالثَّلَاثُونَ
قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (اللَّهُمَّ صل عَلَى آل أبي أَوْفَى)
قلت رَوَاهُ الْجَمَاعَة إِلَّا التِّرْمِذِيّ كلهم فِي الزَّكَاة من حَدِيث عَمْرو بن مرّة عَن عبد الله بن أبي أَوْفَى قَالَ كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذا أَتَاهُ قوم بِصَدَقَاتِهِمْ قَالَ (اللَّهُمَّ صل عَلَيْهِم) فَأَتَاهُ أَبُو أَوْفَى بِصَدَقَتِهِ فَقَالَ (اللَّهُمَّ صل عَلَى آل أبي أَوْفَى) انْتَهَى
وَتقدم فِي بَرَاءَة
1042 - الحَدِيث الثَّامِن وَالثَّلَاثُونَ
قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من كَانَ يُؤمن بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر فَلَا يَقِفن مَوَاقِف التهم)
قلت غَرِيب
وَتقدم فِي سُورَة يُوسُف
1043 - الحَدِيث التَّاسِع وَالثَّلَاثُونَ
عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِيمَا حَكَى عَن ربه قَالَ (يَشْتمنِي ابْن آدم وَلم يَنْبغ لَهُ أَن يَشْتمنِي آذَانِي وَلم يَنْبع لَهُ أَن يُؤْذِينِي فَأَما شَتمه إيَّايَ فَقَوله إِنِّي اتَّخذت ولدا وَأما أَذَاهُ فَقَوله إِن الله لَا يُعِيدنِي بعد أَن بَدَأَنِي)(3/136)
قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه فِي بَدْء الْخلق من حَدِيث أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (قَالَ الله عَزَّ وَجَلَّ كَذبَنِي ابْن آدم وَلم يكن لَهُ أَن يكذبنِي وَشَتَمَنِي ابْن آدم وَلم يكن لَهُ أَن يَشْتمنِي أما تَكْذِيبه إيَّايَ فَقَوله لَا أُعِيدهُ كَمَا بَدأته وَلَيْسَ آخر الْخلق بِأَعَز من أَوله وَأما شَتمه إيَّايَ فَقَوله اتخذ الله ولدا وَأَنا الله أحد صَمد لم أَلد وَلم أولد وَلم يكن لي كفوا أحد) انْتَهَى
وَرَوَاهُ فِي تَفْسِير أول سُورَة الْبَقَرَة من حَدِيث نَافِع بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس مَرْفُوعا نَحوه
وَفِي شرح السّنة لِلْبَغوِيِّ رَوَاهُ البُخَارِيّ من طَرِيق عبد الرَّزَّاق عَن همام ابْن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة انْتَهَى
وَهُوَ من مُفْرَدَات البُخَارِيّ وَلَيْسَ فِيهِ وَآذَانِي
1044 - الحَدِيث الْأَرْبَعُونَ
عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (من قَرَأَ سُورَة الْأَحْزَاب وَعلمهَا أَهله وَمَا ملكت يَمِينه أعطي الْأمان من عَذَاب الْقَبْر)
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث سَلام بن سليم ثَنَا هَارُون بن كثير عَن زيد بن أسلم عَن أَبِيه عَن أبي أُمَامَة عَن أبي بن كَعْب عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بِسَنَدِهِ الثَّانِي فِي آل عمرَان(3/137)
سُورَة سبأ(3/139)
سُورَة سبأ
ذكر فِيهَا أَرْبَعَة أَحَادِيث
1045 - قَوْله
عَن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه أَنه سمع رجلا يَقُول اللَّهُمَّ اجْعَلنِي من الْقَلِيل فَقَالَ عمر مَا هَذَا الدُّعَاء إِنِّي سَمِعت الله يَقُول وَقَلِيل من عبَادي الشكُور فَأَنا أَدْعُوهُ أَن يَجْعَلنِي من ذَلِك الْقَلِيل فَقَالَ عمر كل النَّاس أعلم من عمر
قلت رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي كتاب الدُّعَاء ثَنَا يزِيد بن هَارُون عَن الْعَوام عَن إِبْرَاهِيم التَّيْمِيّ قَالَ قَالَ رجل عِنْد عمر اللَّهُمَّ اجْعَلنِي من الْقَلِيل ... إِلَى آخِره
وَرَوَاهُ عبد الله بن أَحْمد بن حَنْبَل فِي كتاب الزّهْد لِأَبِيهِ فَقَالَ ثَنَا مُحَمَّد ابْن عبَادَة ثَنَا سُفْيَان عَن مسعر قَالَ سمع عمر ... إِلَى آخِره
1046 - الحَدِيث الأول
عَن ابْن عَبَّاس عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (فَإِذا أذن لمن أذن أَن يشفع فزعته الشَّفَاعَة)
قلت غَرِيب وَالتَّفْزِيع هُوَ إِزَالَة الْفَزع(3/141)
1047 - الحَدِيث الثَّانِي
قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (بعثت فِي نسم السَّاعَة)
قلت رَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده
وَقد تقدم فِي سُورَة الْأَنْبِيَاء
1048 - الحَدِيث الثَّالِث
عَن ابْن مَسْعُود دخل النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وحول الْكَعْبَة ثَلَاثمِائَة وَسِتُّونَ صنما فَجعل يطعنها بِعُود وَيَقُول جَاءَ الْحق وزهق الْبَاطِل أَن الْبَاطِل كَانَ زهوقا وَمَا يُبْدِي وَمَا يُعِيد
قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم فِي الصَّحِيحَيْنِ فِي الْمَغَازِي من حَدِيث أبي معمر عبد الله بن سَخْبَرَة عَن ابْن مَسْعُود دخل النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... إِلَى آخِره وَفِي لفظ يَوْم الْفَتْح
1049 - الحَدِيث الرَّابِع
عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (من قَرَأَ سُورَة سبأ لم يبْق رَسُول وَلَا نَبِي إِلَّا كَانَ لَهُ يَوْم الْقِيَامَة رَفِيقًا ومصافحا)
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره من حَدِيث سَلام بن سليم ثَنَا هَارُون بن كثير عَن زيد بن أسلم عَن أَبِيه عَن أبي أُمَامَة عَن أبي بن كَعْب مَرْفُوعا فَذكره
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بِسَنَدِهِ الأول فِي آل عمرَان
وَرَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط بِسَنَدِهِ الْمُتَقَدّم فِي يُونُس(3/142)
سُورَة الْمَلَائِكَة(3/143)
سُورَة الْمَلَائِكَة
ذكر فِيهَا أَرْبَعَة عشر حَدِيثا
1050 - قَوْله
عَن ابْن عَبَّاس مَا كنت أَدْرِي مَا فاطر السَّمَوَات وَالْأَرْض حَتَّى اخْتصم إِلَيّ أَعْرَابِيَّانِ فِي بِئْر فَقَالَ أَحدهمَا أَنا فطرتها أَي ابْتَدَأتهَا
قلت تقدم فِي أول الْأَنْعَام
1051 - الحَدِيث الأول
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه رَأَى جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام لَيْلَة الْمِعْرَاج وَله سِتّمائَة جنَاح
قلت فِي الصَّحِيحَيْنِ من حَدِيث زر بن حُبَيْش عَن ابْن مَسْعُود أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ رَأَى جِبْرِيل فِي صورته وَله سِتّمائَة جنَاح انْتَهَى
وَرَوَاهُ البُخَارِيّ فِي تَفْسِير سُورَة النَّجْم وَمُسلم فِي كتاب الْإِيمَان فِي سِيَاق حَدِيث الْمِعْرَاج
وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الثَّالِث من الْقسم الثَّالِث وَلَفظه قَالَ (رَأَيْت جِبْرِيل عِنْد سِدْرَة الْمُنْتَهَى وَله سِتّمائَة جنَاح ينتثر من ريشه الدّرّ والياقوت) انْتَهَى وَهُوَ أصرح(3/145)
1052 - الحَدِيث الثَّانِي
رُوِيَ أَنه عَلَيْهِ السَّلَام سَأَلَ جِبْرِيل أَن يتَرَاءَى لَهُ فِي صورته فَقَالَ لَهُ إِنَّك لن تطِيق ذَلِك قَالَ (إِنِّي أحب أَن تفعل) فَخرج رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِلَى الْمُصَلى فِي لَيْلَة مُقْمِرَة فَأَتَاهُ جِبْرِيل علية السَّلَام فِي صورته فَغشيَ عَلَيْهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ثمَّ أَفَاق وَجِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام مُسْنده وَاضِعا إِحْدَى يَدَيْهِ عَلَى صَدره وَالْأُخْرَى بَين كَتفيهِ فَقَالَ (سُبْحَانَ الله مَا كنت أرَى أَن شَيْئا من الْخلق هَكَذَا) فَقَالَ لَهُ جِبْرِيل فَكيف لَو رَأَيْت إسْرَافيل لَهُ اثْنَا عشر جنَاحا جنَاح بالمشرق وَجَنَاح بالمغرب وَأَن الْعَرْش عَلَى كَاهِله وَأَنه لَيَتَضَاءَل الْأَحَايِين لِعَظَمَة الله تَعَالَى حَتَّى يعود مثل الْوَصع
قلت رَوَاهُ ابْن الْمُبَارك فِي كتاب الزّهْد أخبرنَا اللَّيْث بن سعد عَن عقيل عَن ابْن شهَاب أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ سَأَلَ جِبْرِيل إِلَى آخِره سَوَاء وَزَاد وَالْوَصْع عُصْفُور صَغِير حَتَّى مَا يحمل عَرْشه إِلَّا عَظمته انْتَهَى وَهُوَ مُرْسل جيد
وَمن جِهَة ابْن مبارك رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره
1053 - الحَدِيث الثَّالِث
رُوِيَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ فِي قَوْله يزِيد فِي الْخلق مَا يَشَاء قَالَ (هُوَ الْوَجْه الْحسن وَالشعر الْحسن وَالصَّوْت الْحسن)(3/146)
1054 - الحَدِيث الرَّابِع
سُئِلَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَيفَ يَحْيَى الله الْمَوْتَى وَمَا آيَة ذَلِك فِي خلقه فَقَالَ (هَل مَرَرْت بوادي أهلك محلا ثمَّ مَرَرْت بِهِ يَهْتَز خضرًا) قَالُوا نعم سُؤال (فَكَذَلِك يَحْيَى الله الْمَوْتَى وَتلك آتِيَة فِي خلقه)
قلت رَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك فِي كتاب الْأَهْوَال من حَدِيث حَمَّاد بن سَلمَة أَنا يعْلى بن عَطاء عَن وَكِيع بن عدس عَن عَمه أبي رزين الْعقيلِيّ لَقِيط ابْن عَامر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه أَنه قَالَ يَا رَسُول الله أكلنَا يرَى ربه يَوْم الْقِيَامَة وَمَا آيَة ذَلِك فِي خلقه فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (أَلَيْسَ كلكُمْ ينظر الْقَمَر مخليا بِهِ) قَالَ بلَى قَالَ (فَالله أعظم) قَالَ قلت يَا رَسُول الله كَيفَ يحيي الله الْمَوْتَى وَمَا آيَة ذَلِك فِي خلقه قَالَ (أما مَرَرْت بوادي أهلك محلا) قَالَ بلَى قَالَ (ثمَّ مَرَرْت بِهِ يَهْتَز خضرًا) قَالَ قلت بلَى قَالَ (فَكَذَلِك يَحْيَى الله الْمَوْتَى وَذَلِكَ آيَته فِي خلقه) انْتَهَى وَقَالَ حَدِيث صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ
وَعَن الْحَاكِم رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي كتاب الِاعْتِقَاد وَفِي كتاب الْبَعْث والنشور
وَرَوَاهُ أَحْمد وَعبد بن حميد وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مسانيدهم
وَمن طَرِيق أَحْمد رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره وَمن طَرِيق عبد بن حميد رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره
وَرَوَاهُ ابْن أبي شيبَة وَأَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ فِي مسنديهما من حَدِيث شُعْبَة أَنا يعْلى بن عَطاء بِهِ
وَمن طَرِيق ابْن أبي شيبَة رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ فِي كتاب المؤتلف والمختلف حَمَّاد بن سَلمَة يَقُول وَكِيع ابْن حدس وَغَيره يَقُول وَكِيع بن عدس قَالَ عبد الله بن أَحْمد عَن أَبِيه الأول هُوَ الصَّوَاب انْتَهَى كَلَامه
وَلم يعز الطَّيِّبِيّ الحَدِيث إِلَّا لمُسْند رزين الْعَبدَرِي(3/147)
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره أَيْضا ثَنَا سُلَيْمَان بن أَحْمد هُوَ الطَّبَرَانِيّ ثَنَا عَبْدَانِ بن أَحْمد ثَنَا عبد الله بن حَمَّاد بن نمير ثَنَا عبد الْأَعْلَى عَن برد بن سِنَان عَن سُلَيْمَان بن مُوسَى عَن أبي رزين الْعقيلِيّ فَذكر نَحوه
وَمن طَرِيق الطَّيَالِسِيّ رَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط
وَاعْلَم أَن بعض الحَدِيث فِي سنَن أبي دَاوُد وَابْن ماجة أَخْرجَاهُ فِي كتاب السّنة فَأَبُو دَاوُد فِي بَاب الرُّؤْيَة وَابْن ماجة فِي بَاب مَا أنْكرت الْجَهْمِية
وَوهم ابْن كثير فَعَزاهُ فِي تَفْسِيره بِتَمَامِهِ إِلَيْهِمَا وَهُوَ فيهمَا عَن حَمَّاد بن سَلمَة بالسند الْمَذْكُور والمتن إِلَى قَوْله (فَالله أعظم) وَكَأَنَّهُ قلد أَصْحَاب الْأَطْرَاف وَالله أعلم
1055 - الحَدِيث الْخَامِس
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي قَوْله تَعَالَى إِلَيْهِ يصعد الْكَلم الطّيب قَالَ (هُوَ قَول الرجل سُبْحَانَ الله وَالْحَمْد لله وَلَا إِلَه إِلَّا الله وَالله أكبر إِذا قَالَهَا العَبْد عرج بهَا الْملك إِلَى السَّمَاء فَحَيَّا بهَا وَجه الرَّحْمَن فَإِذا لم يكن للْعَبد عمل صَالح لم يقبل مِنْهُ)
قلت لم أَجِدهُ هَكَذَا مَرْفُوعا عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِلَّا عِنْد الثَّعْلَبِيّ فَقَالَ أخبرنَا أَبُو عبد الله الْحسن بن مُحَمَّد بن عبد الله الدينَوَرِي ثَنَا أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بن مُحَمَّد ابْن أَحْمد الْهَمدَانِي ثَنَا أَبُو الْحسن أَحْمد بن مُحَمَّد بن السكن الْبَصْرِيّ ثَنَا أَحْمد ابْن مُحَمَّد الْمَكِّيّ ثَنَا عَلّي بن عَاصِم عَن سُهَيْل بن أبي صَالح عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي قَوْله (إِلَيْهِ يصعد الْكَلم الطّيب وَالْعَمَل الصَّالح يرفعهُ) قَالَ (هُوَ قَول الرجل سُبْحَانَ الله) إِلَى آخِره
وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه مَوْقُوفا عَلَى ابْن مَسْعُود وَكَذَلِكَ الْبَيْهَقِيّ فِي كتاب الْأَسْمَاء وَالصِّفَات وَكَذَلِكَ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره كلهم من حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن(3/148)
عبد الله المَسْعُودِيّ عَن عبد الله بن الْمخَارِق عَن أَبِيه بن سليم عَن عبد الله ابْن مَسْعُود قَالَ إِذا حَدَّثْنَاكُمْ بِحَدِيث أَتَيْنَاكُم بِتَصْدِيق ذَلِك فِي كتاب الله إِن العَبْد إِذا قَالَ سُبْحَانَ الله وَالْحَمْد لله وَلَا إِلَه إِلَّا الله وَالله أكبر قبض عَلَيْهِنَّ ملك فَضَمَّهُنَّ تَحت جنَاحه وَصعد بِهن لَا يمر بِهن عَلَى جمع من الْمَلَائِكَة إِلَّا اسْتَغْفرُوا لِقَائِلِهِنَّ حَتَّى يحيي بهَا وَجه الرَّحْمَن ثمَّ تَلا عبد الله إِلَيْهِ يصعد الْكَلم الطّيب وَالْعَمَل الصَّالح يرفعهُ انْتَهَى وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ انْتَهَى
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره أَيْضا مَرْفُوعا فَقَالَ حَدثنَا مُحَمَّد بن الْحُسَيْن ثَنَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن ثَنَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْحسن الْقرشِي الْبَغْدَادِيّ ثَنَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن زِيَاد الْمَعْرُوف بِالْمَكِّيِّ ثَنَا عَلّي بن عَاصِم بِهِ سندا ومتنا إِلَّا أَنه قَالَ عوض لم يقبل مِنْهُ لم ترفع
1056 - الحَدِيث السَّادِس
فِي الحَدِيث لَا يقبل الله قولا إِلَّا بِعَمَل وَلَا يقبل قولا وَعَملا إِلَّا بنية وَلَا يقبل قولا وَعَملا وَنِيَّة إِلَّا بِإِصَابَة السّنة
قلت رَوَى من حَدِيث أنس وَمن حَدِيث أبي هُرَيْرَة
فَحَدِيث أنس رَوَاهُ الْخَطِيب الْبَغْدَادِيّ فِي كتاب الْجَامِع لِآدَابِ الرَّاوِي وَالسَّامِع أَنا أَبُو بكر أَحْمد بن الْحسن الْحَرَشِي ثَنَا أَبُو الْعَبَّاس الْأَصَم ثَنَا أَبُو عتبَة أَحْمد ابْن الْفرج ثَنَا بَقِيَّة ثَنَا إِسْمَاعِيل بن عبد الله عَن أبان بن أبي عَيَّاش عَن أنس أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (لَا يقبل الله قولا إِلَّا بِعَمَل وَلَا يقبل قولا وَعَملا إِلَّا بنية وَلَا يقبل قولا عَن عملا وَنِيَّة إِلَّا بِإِصَابَة السّنة) انْتَهَى
وَمن طَرِيق الْخَطِيب رَوَاهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي كِتَابه التَّحْقِيق فِي مَسْأَلَة نِيَّة الْوضُوء وَغلط فِي سَنَده فَقَالَ عَن إِيَاس عَن أنس
قَالَ ابْن عبد الْهَادِي فِي تَنْقِيح التَّحْقِيق وَهُوَ غلط وَإِنَّمَا هُوَ أبان قَالَ(3/149)
وَقد حسن ابْن عَسَاكِر هَذَا الحَدِيث وَغلط فَإِن هَذَا الحَدِيث لَا يَصح مَرْفُوعا وَإِنَّمَا يعرف من كَلَام الثَّوْريّ وَأَبُو عتبَة أَحْمد بن الْفرج ضعفه ابْن جوصا وَقَالَ ابْن عدي يكْتب حَدِيثَة وَلَا يحْتَج بِهِ وَقَالَ ابْن حبَان كتبنَا عَنهُ وَأَبَان بن أبي عَيَّاش مَتْرُوك انْتَهَى كَلَامه
وَحَدِيث أبي هُرَيْرَة رَوَاهُ ابْن عدي فِي الْكَامِل وَابْن حبَان فِي الضُّعَفَاء عَن زَكَرِيَّا عَن خَالِد بِهِ من حَدِيث خَالِد بن عبد الدَّائِم عَن نَافِع بن يُزْبِد عَن زهرَة بن معبد عَن سعيد بن الْمسيب عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (قُرْآن فِي صَلَاة خير من قُرْآن فِي غير صَلَاة وَقُرْآن فِي غير صَلَاة خير مِمَّا سواهُ من الذّكر وَالصَّدَََقَة خير من الصَّلَاة وَالصِّيَام جنَّة حَصِينَة من النَّار وَلَا قَول إِلَّا بِعَمَل وَلَا قَول وَلَا عمل إِلَّا بنية وَلَا قَول وَعمل وَنِيَّة إِلَّا بِإِصَابَة السّنة) ولين خَالِدا وَقَالَ أَرْجُو أَنه لَا بَأْس بِهِ
وَرَوَاهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الْعِلَل المتناهية من طَرِيق الدَّارَقُطْنِيّ عَن ابْن حبَان هَكَذَا
وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي كتاب الضُّعَفَاء ثَنَا عمر بن مُحَمَّد الْهَمدَانِي ثَنَا زَكَرِيَّا ابْن يَحْيَى الْوَقَّاد ثَنَا خَالِد بن عبد الدَّائِم بِهِ ثمَّ قَالَ وزَكَرِيا بن يَحْيَى الْوَقَّاد قَالَ فِيهِ ابْن عدي كَانَ يضع الحَدِيث وخَالِد بن عبد الدَّائِم قَالَ ابْن حبَان يروي الْمَنَاكِير وَيلْزق الْمُتُون الْوَاهِيَة بِالْأَسَانِيدِ الْمَشْهُورَة انْتَهَى
وَأما حَدِيث ابْن مَسْعُود فَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي كتاب الضُّعَفَاء من حَدِيث أَحْمد ابْن الْحُسَيْن بن أبان الْمصْرِيّ عَن إِبْرَاهِيم بن يسَار عَن ابْن عُيَيْنَة عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد بن الْمسيب قَالَ قَالَ عبد الله بن مَسْعُود سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول (لَا يقبل الله قولا إِلَّا بِعَمَل وَلَا يقبل قولا وَعَملا إِلَّا بنية وَلَا يقبل قولا وَعَملا وَنِيَّة إِلَّا بِمَا يُوَافق الْكتاب وَالسّنة) انْتَهَى وَأعله بِأَحْمَد هَذَا وَقَالَ إِنَّه يضع لَا يحل أَن يحْتَج بِهِ(3/150)
1057 - الحَدِيث السَّابِع
قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (إِن الصِّلَة وَالصَّدَََقَة يعمرَانِ الديار وَيَزِيدَانِ فِي الْأَعْمَار)
قلت رَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده لكنه قَالَ عوض الصَّدَقَة حسن الْخلق فَقَالَ حَدثنَا عبد الصَّمد بن عبد الْوَارِث ثَنَا مُحَمَّد بن مهرام عَن عبد الرَّحْمَن ابْن الْقَاسِم ثَنَا الْقَاسِم عَن عَائِشَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (صلَة الرَّحِم وَحسن الْخلق وَحسن الْجوَار يعمرَانِ الديار وَيزدْنَ فِي الْأَعْمَار) انْتَهَى
وَرَوَاهُ أَبُو الْقَاسِم الْأَصْبَهَانِيّ فِي كتاب التَّرْغِيب والترهيب أخبرنَا أَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بن أَحْمد بن هَارُون ثَنَا أَبُو بكر بن مرْدَوَيْه ثَنَا عبد الحميد بن مُوسَى الفناد الوَاسِطِيّ ثَنَا إِبْرَاهِيم بن عبد السَّلَام الْعَنْبَري ثَنَا أَبُو حصن جميل بن يُونُس الْأنْصَارِيّ ثَنَا عصمَة ابْن مُحَمَّد الْأنْصَارِيّ ثَنَا يَحْيَى بن سعيد الْأنْصَارِيّ عَن عبد الرَّحْمَن بن أبي سعيد الْخُدْرِيّ عَن أَبِيه عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (صلَة الرَّحِم وَحسن الْخلق وبر الْوَالِدين يُعَمِّرْنَ الديار وَيزدْنَ فِي الْأَعْمَار وَإِن كَانَ الْقَوْم فجار) انْتَهَى
1058 - قَوْله
عَن كَعْب أَنه قَالَ حِين طعن عمر لَو أَن عمر دَعَا الله لأخر فِي أَجله فَقيل أَلَيْسَ قد قَالَ تَعَالَى فَإِذا جَاءَ أَجلهم لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَة وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ قَالَ فقد قَالَ تَعَالَى (وَمَا يعمر من معمر) الْآيَة
قلت رَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده أخبرنَا عبد الرَّزَّاق حَدثنَا معمر عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد بن الْمسيب قَالَ قَالَ كَعْب وَالله لَو سَأَلَ الله عمر(3/151)
حِين طعن لأخر فِي أَجله فَقيل لَهُ يَا أَبَا إِسْحَاق أَتَقول هَذَا وَقد قَالَ الله فَإِذا جَاءَ أَجلهم لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَة وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ قَالَ فقد قَالَ تَعَالَى وَمَا يعمر من معمر وَلَا ينقص من عمره إِلَّا فِي كتاب انْتَهَى ذكره فِي آخر مُسْند ابْن عَبَّاس
1059 - الحَدِيث الثَّامِن
فِي الحَدِيث أعلمكُم بِاللَّه أَشدّكُم لَهُ خشيَة
قلت غَرِيب وَذكره الثَّعْلَبِيّ هَكَذَا
1060 - الحَدِيث التَّاسِع
قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (إِنِّي أَرْجُو أَن أكون أَتْقَاكُم لله وَأعْلمكُمْ بِهِ)
قلت رَوَاهُ مَالك فِي موطئِهِ عَن زيد بن أسلم عَن عَطاء بن يسَار أَن رجلا قبل امْرَأَته وَهُوَ صَائِم فَوجدَ من ذَلِك وجدا شَدِيدا فَأرْسل امْرَأَته فَسَأَلت أم سَلمَة عَن ذَلِك فَقَالَت أم سَلمَة رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يقبل وَهُوَ صَائِم فَرَجَعت فَأخْبرت زَوجهَا فَقَالَ لسنا مثل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يحل لرَسُوله مَا يَشَاء فَبلغ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَغَضب وَقَالَ (إِنِّي لأرجو أَن أكون أَتْقَاكُم لله وَأعْلمكُمْ بِحُدُودِهِ) انْتَهَى
وَعَن مَالك رَوَاهُ الشَّافِعِي فِي مُسْنده
وَرَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه فِي الصَّوْم أخبرنَا ابْن جريج عَن زيد بن أسلم بِهِ
1061 - الحَدِيث الْعَاشِر
رَوَى عمر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ (سَابِقنَا سَابق وَمُقْتَصِدنَا نَاجٍ وَظَالِمنَا مغْفُور لَهُ)(3/152)
قلت رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي كتاب الْبَعْث والنشور من حَدِيث حَفْص بن خَالِد أبي جَابر ثني مَيْمُون بن سياه عَن عمر بن الْخطاب أَنه قَرَأَ عَلَى الْمِنْبَر (ثمَّ أَوْرَثنَا الْكتاب الَّذين اصْطَفَيْنَا من عبادنَا) فَقَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (سَابِقنَا سَابق وَمُقْتَصِدنَا نَاجٍ وَظَالِمنَا مغْفُور لَهُ) انْتَهَى ثمَّ قَالَ الْبَيْهَقِيّ فِيهِ إرْسَال بَين مَيْمُون وَعمر قَالَ وَقد رُوِيَ مَوْقُوفا من وَجه غير قوي ثمَّ أخرجه عَن سعيد بن مَنْصُور ثَنَا فرج بن فضَالة ثَنَا أَزْهَر بن عبد الله الْحرَازِي عَمَّن عمر يَقُول فَذكره مَوْقُوفا لم يرفعهُ
وَرَوَاهُ الْعقيلِيّ فِي كتاب الضُّعَفَاء وَابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره والواحدي فِي الْوَسِيط عَن الْفضل بن عميرَة الظفاوي عَن مَيْمُون بن سياه الْكرْدِي عَن أبي عُثْمَان النَّهْدِيّ قَالَ سَمِعت عمر بن الْخطاب قَرَأَ عَلَى الْمِنْبَر إِلَى آخر لقط الْبَيْهَقِيّ وَأعله بِالْفَضْلِ بن عُمَيْر وَقَالَ لَا يُتَابع عَلَى إِسْنَاده وَقد رُوِيَ بِإِسْنَاد أصلح من هَذَا انْتَهَى كَلَامه
وَبِسَنَد الْعقيلِيّ رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ وَمن طَرِيق الثَّعْلَبِيّ رَوَاهُ الْبَغَوِيّ
1062 - الحَدِيث الْحَادِي عشر
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ (لَيْسَ عَلَى أهل لَا إِلَه إِلَّا الله وَحْشَة فِي قُبُورهم وَلَا فِي مَحْشَرهمْ وَلَا فِي مَسِيرهمْ وَكَأَنِّي بِأَهْل لَا إِلَه إِلَّا الله يخرجُون من قُبُورهم يَنْفضونَ التُّرَاب عَن وُجُوههم وَيَقُولُونَ (الْحَمد لله الَّذِي أذهب عَنَّا الْحزن)
قلت رَوَى من حَدِيث ابْن عمر وَمن حَدِيث ابْن عَبَّاس
فَحَدِيث ابْن عمر لَهُ طرق
أَحدهَا عِنْد أبي يعلي الْموصِلِي وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط وَفِي كتاب الدُّعَاء(3/153)
وَالْبَيْهَقِيّ فِي أول شعب الْإِيمَان عَن عبد الرَّحْمَن بن زيد بن أسلم عَن أَبِيه عَن ابْن عمر أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (لَيْسَ عَلَى أهل لَا إِلَه إِلَّا الله وَحْشَة فِي قُبُورهم) إِلَى آخِره
وَبِهَذَا الْإِسْنَاد رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه وَابْن أبي حَاتِم والثعلبي ثمَّ الْبَغَوِيّ فِي تفاسيرهم
وَعبد الرَّحْمَن ضَعِيف جدا لَكِن تَابعه أَخُوهُ عبد الله كَمَا رَوَاهُ أَبُو الْقَاسِم الْأَصْبَهَانِيّ فِي كتاب التَّرْغِيب والترهيب من حَدِيث عبد الله بن زيد بن أسلم عَن أَبِيه بِهِ
طَرِيق آخر رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْكَبِير حَدثنَا جَعْفَر بن مُحَمَّد الْفرْيَابِيّ ثَنَا يَحْيَى بن مُوسَى الْمروزِي ثَنَا سُلَيْمَان بن عبد الله بن وهب الْكُوفِي عَن عبد الْعَزِيز بن حَكِيم عَن أبن عمر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَذكره
طَرِيق آخر رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي الْبَعْث والنشور من حَدِيث بهْلُول بن عبيد عَن سَلمَة بن كهيل عَن نَافِع عَن ابْن عمر مَرْفُوعا
وَرَوَاهُ ابْن عدي فِي الْكَامِل وَأعله ببهلول وَقَالَ إِن أَحَادِيثه لَا يُتَابِعه الثِّقَات عَلَيْهَا
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن حبَان فِي الضُّعَفَاء وَأعله ببهلول وَقَالَ إِنَّه يسرق الحَدِيث لَا يحْتَج بِهِ
وَحَدِيث ابْن عَبَّاس رَوَاهُ الْخَطِيب فِي تَارِيخ بَغْدَاد فِي تَرْجَمَة مُحَمَّد بن سعيد الطَّائِفِي عَن مُحَمَّد بن سعيد الطَّائِفِي عَن ابْن جريج عَن عَطاء عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (لَيْسَ عَلَى أهل لَا إِلَه إِلَّا الله) إِلَى آخِره وَلم يذكر الْخَطِيب مُحَمَّد بن سعيد الطَّائِفِي بِجرح وَلَا تَعْدِيل وَهُوَ كَذَلِك فِي فَوَائِد تَمام
وَأعله ابْن حبَان فِي كتاب الضُّعَفَاء بالطائفي وَقَالَ لَا يحل الِاحْتِجَاج بِهِ(3/154)
وَهَذَا خبر بَاطِل إِنَّمَا يرْوَى عَن عبد الرَّحْمَن بن زيد بن أسلم بِهِ
وَحَدِيث أنس رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من حَدِيث الْقَاسِم بن مُطيب عَن إِسْحَاق بن عبد الله بن أبي فَرْوَة عَن أنس بن مَالك أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (لَيْسَ عَلَى أهل لَا إِلَه إِلَّا الله) إِلَى آخِره
وَلِحَدِيث ابْن عمر طَرِيق آخر عِنْد النَّسَائِيّ فِي كتاب الكنى عَن سُلَيْمَان ابْن عبد الْعَزِيز بن أبي دَاوُد عَن عبد الْعَزِيز بن حَكِيم بِهِ سندا ومتنا
1063 - الحَدِيث الثَّانِي عشر
فِي الحَدِيث الَّذِي أعذر الله فِيهِ لِابْنِ آدم سِتُّونَ سنة
قلت رَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده ثَنَا هِشَام بن يُونُس ثَنَا عبد الْعَزِيز بن أبي حَازِم عَن أَبِيه عَن سعيد المَقْبُري عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (الْعُمر الَّذِي أعذر الله لِابْنِ آدم سِتُّونَ سنة أَو لم نُعَمِّركُمْ مَا يتَذَكَّر فِيهِ من تذكر انْتَهَى
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره ثَنَا أَحْمد بن جَعْفَر بن أَحْمد ثَنَا عبيد بن الْحسن ثَنَا سلمَان بن حَرْب ثَنَا حَمَّاد بن زيد عَن أبي حَازِم عَن سهل بن سعد وَرُبمَا لم يقل عَن سهل قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (الْعُمر الَّذِي أعذر الله فِيهِ لِابْنِ آدم سِتُّونَ سنة) انْتَهَى
وَهُوَ فِي البُخَارِيّ بِلَفْظ آخر رَوَاهُ فِي ... من حَدِيث مُحَمَّد بن معن الْغِفَارِيّ عَن سعيد المَقْبُري عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ من عمره الله سِتِّينَ سنة فقد أعذر الله إِلَيْهِ فِي الْعُمر انْتَهَى
وَوهم الْحَاكِم فَرَوَاهُ فِي الْمُسْتَدْرك وَقَالَ عَلَى شَرط البُخَارِيّ وَلم يخرجَاهُ
وَرَوَى التِّرْمِذِيّ وَابْن ماجة فِي الزّهْد من حَدِيث مُحَمَّد بن عَمْرو عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (أَعمار أمتِي مَا بَين السِّتين إِلَى السّبْعين وَأَقلهمْ من يجوز ذَلِك) قَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث حسن غَرِيب لَا نعرفه إِلَّا من هَذَا الْوَجْه انْتَهَى(3/155)
وَهُوَ عَجِيب من التِّرْمِذِيّ فَإِنَّهُ رَوَاهُ فِي الزّهْد أَيْضا من حَدِيث كَامِل أبي الْعَلَاء عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة مَرْفُوعا (عمر أمتِي من السِّتين إِلَى السّبْعين سنة) انْتَهَى وَقَالَ حسن غَرِيب وَقد رُوِيَ من غير وَجه عَن أبي هُرَيْرَة انْتَهَى
وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع السّبْعين من الْقسم الثَّالِث بِسَنَد التِّرْمِذِيّ الأول وَمَتنه
وَكَذَلِكَ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه وَقَالَ عَلَى شَرط مُسلم
1064 - قَوْله
وَفِي حَدِيث أبي بكر ذُو بطن خَارجه جَارِيَة
قلت رَوَاهُ مَالك فِي الْمُوَطَّأ عَن ابْن شهَاب الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة قَالَت إِن أَبَا بكر كَانَ نَحَلَنِي جدَاد عشْرين وسْقا من مَاله بِالْعَالِيَةِ فَلَمَّا حَضرته الْوَفَاة قَالَ مَا من النَّاس أحد أحب إِلَيّ عني بعدِي مِنْك وَلَا أعز عَلّي فقرا مِنْك وَإِنِّي كنت نحلتك جدَاد عشْرين وسْقا فَلَو كنت حُزْته لَكَانَ لَك وَإِنَّمَا هُوَ الْيَوْم مَال وَارِث وَإِنَّمَا هُوَ أَخَوَاك وَأُخْتَاك فَاقْتَسمُوهُ عَلَى كتاب الله قَالَت يَا أَبَت وَالله لَو كَانَ كَذَا وَكَذَا لتركته وَإِنَّمَا هِيَ أَسمَاء فَمن الْأُخْرَى قَالَ ذُو بطن بنت خَارِجَة أَرَاهَا جَارِيَة فَولدت جَارِيَة أَخُوهَا عبد الرَّحْمَن وَمُحَمّد وَبنت خَارِجَة هِيَ حَبِيبَة بنت خَارِجَة بن زيد زَوْجَة أبي بكر كَانَت ذَلِك الْوَقْت حَامِلا فَولدت أم كُلْثُوم انْتَهَى
وَعَن مَالك رَوَاهُ مُحَمَّد بن الْحسن فِي موطئِهِ بِسَنَدِهِ وَمَتنه
وَتقدم بعضه فِي سُورَة الْإِسْرَاء(3/156)
1065 - قَوْله
عَن ابْن عَبَّاس أَنه قَالَ لرجل مقبل من الشَّام من لقِيت بِهِ قَالَ كَعْب قَالَ مَا سمعته يَقُول قَالَ سمعته يَقُول إِن السَّمَوَات تَدور عَلَى منْكب ملك قَالَ كذب كَعْب أما ترك يَهُودِيَّته بعد ثمَّ قَرَأَ إِن الله يمسك السَّمَوَات وَالْأَرْض أَن تَزُولَا الْآيَة
قلت رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره حَدثنَا مُحَمَّد بن بشار ثَنَا عبد الرَّحْمَن ثَنَا سُفْيَان عَن الْأَعْمَش عَن أبي وَائِل قَالَ جَاءَ رجل إِلَى ابْن مَسْعُود فَقَالَ من أَيْن جِئْت قَالَ من الشَّام قَالَ من لقِيت قَالَ لقِيت كَعْبًا قَالَ مَا حَدثَك كَعْب قَالَ حَدثنِي أَن السَّمَوَات تَدور عَلَى منْكب ملك قَالَ لقد كذب كَعْب إِن الله يَقُول (إِن الله يمسك السَّمَوَات وَالْأَرْض أَن تَزُولَا) الْآيَة وَهَذَا سَنَد صَحِيح وَهُوَ كَمَا ترَاهُ عَن ابْن مَسْعُود لَا عَن ابْن عَبَّاس وَلعلَّة اشْتبهَ عَلَى المُصَنّف عبد الله بِعَبْد الله وَقد تقدم لَهُ نَحْو هَذَا وَلَيْسَ فِيهِ أَيْضا قَوْله أما ترك يَهُودِيَّته
وَرَوَى ابْن وهب عَن مَالك أَن السَّمَاء لَا تَدور وَاحْتج بِهَذِهِ الْآيَة وَبِحَدِيث إِن بالمغرب بَابا للتَّوْبَة لَا يزَال مَفْتُوحًا حَتَّى تطلع الشَّمْس مِنْهُ وَهُوَ فِي الصَّحِيح وَالله أعلم
1066 - الحَدِيث الثَّالِث عشر
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ (لَا تَمْكُرُوا وَلَا تعينُوا مَاكِرًا فَإِن الله يَقُول وَلَا يَحِيق الْمَكْر السَّيئ إِلَّا بأَهْله وَلَا تَبْغُوا وَلَا تعينُوا بَاغِيا فَإِن الله يَقُول إِنَّمَا بَغْيكُمْ عَلَى أَنفسكُم(3/157)
قلت رَوَاهُ ابْن الْمُبَارك فِي كتاب الزّهْد وَقد تقدم أَوله فِي يُونُس
1067 - قَوْله
عَن ابْن مَسْعُود أَن الْجعل يعذب فِي جُحْره بذنب ابْن آدم
1068 - قَوْله
وَعَن أنس قَالَ إِن الضَّب ليَمُوت هزلا فِي حجره بذنب ابْن آدم
قلت الأول رَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك وَقد تقدم فِي النَّحْل
وَالثَّانِي لم أَجِدهُ عَن أنس وَإِنَّمَا رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان عَن أبي هُرَيْرَة كَمَا عزاهُ المُصَنّف فِي سُورَة النَّحْل وَقد تقدم هُنَاكَ
1069 - الحَدِيث الرَّابِع عشر
عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من قَرَأَ سُورَة الْمَلَائِكَة دَعَتْهُ ثَمَانِيَة أَبْوَاب الْجنَّة أَن أَدخل من أَي بَاب شِئْت)
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث سَلام بن سليم الْمَدَائِنِي ثَنَا هَارُون بن كثير عَن زيد بن أسلم عَن أَبِيه عَن أبي أُمَامَة عَن أبي بن كَعْب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من قَرَأَ سُورَة الْمَلَائِكَة دَعَتْهُ يَوْم الْقِيَامَة ثَمَانِيَة أَبْوَاب الْجنَّة) إِلَى آخِره
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه فِي آل عمرَان
وَرَوَاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط بِسَنَدِهِ فِي يُونُس(3/158)
سُورَة يس(3/159)
سُورَة يس
ذكر فِيهَا عشرَة أَحَادِيث
1070 - قَوْله
رَوَى أَن أَبَا جهل حلف إِن رَأَى مُحَمَّدًا يُصَلِّي لَيَرْضَخَنَّ رَأسه فَأَتَاهُ وَمَعَهُ حجر ليدمغه فَلَمَّا رفع يَده انْثَنَتْ إِلَى عُنُقه وَلَزِقَ الْحجر بِيَدِهِ حَتَّى فكوه عَنْهَا بِجهْد فَرجع إِلَى قومه فَأخْبرهُم فَقَالَ آخر أَنا أَقتلهُ بِهَذَا الْحجر فَذهب فَأَعْمَى الله بَصَره
قلت رَوَاهُ بِنَقص يسير أَبُو نعيم فِي دَلَائِل النُّبُوَّة فِي الْفَصْل الثَّالِث وَالثَّلَاثِينَ من طَرِيق ابْن إِسْحَاق ثني مُحَمَّد بن أبي مُحَمَّد مولَى زيد بن ثَابت عَن سعيد أَو عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس قَالَ إِن أَبَا جهل قَالَ إِنِّي أعَاهد الله لَأَجْلِسَن غَدا لمُحَمد بِحجر مَا أُطِيق حمله فَإِذا سجد فِي صلَاته فضخت بِهِ رَأسه فَلَمَّا أصبح أَخذ أَبُو جهل حجرا كَمَا وصف وَغدا إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَوَجَدَهُ يُصَلِّي بَين الرُّكْنَيْنِ وغدت قُرَيْش فَجَلَست فِي أَنْدِيَتهمْ ينتظرون مَا يفعل أَبُو جهل فَلَمَّا سجد رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ احْتمل أَبُو جهل الْحجر ثمَّ أقبل نَحوه حَتَّى إِذا دنا مِنْهُ رَجَعَ مُنْهَزِمًا مَرْعُوبًا قد يَبِسَتْ يَدَاهُ عَلَى الْحجر حَتَّى قذف الْحجر من يَده انْتَهَى وَهُوَ فِي أَوَائِل سيرة ابْن هِشَام من قَول ابْن إِسْحَاق فِي كَلَام طَوِيل(3/161)
1071 - الحَدِيث الأول
عَن جَابر قَالَ أردنَا النقلَة إِلَى الْمَسْجِد وَالْبِقَاع حوله خَالِيَة فَبلغ ذَلِك رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَأَتَانَا فِي دِيَارنَا وَقَالَ (يَا بني سَلمَة بَلغنِي أَنكُمْ تُرِيدُونَ النقلَة إِلَى الْمَسْجِد) فَقُلْنَا نعم بعد علينا الْمَسْجِد وَالْبِقَاع حوله خَالِيَة فَقَالَ (عَلَيْكُم دِيَاركُمْ فَإِنَّمَا تكْتب لكم آثَاركُم) قَالَ فَمَا وَدِدْنَا حَضْرَة الْمَسْجِد لما قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ
قلت رَوَاهُ مُسلم بِتَغَيُّر يسير فِي الصَّلَاة فِي بَاب كَثْرَة الْخَطَأ إِلَى الْمَسَاجِد من حَدِيث أبي نَضرة عَن جَابر بن عبد الله قَالَ خلت الْبِقَاع حول الْمَسْجِد فَأَرَادَ بَنو سَلمَة أَن يَنْتَقِلُوا إِلَى قريب من الْمَسْجِد فَبلغ ذَلِك رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ لَهُم (إِنَّه بَلغنِي أَنكُمْ تُرِيدُونَ أَن تَنقلُوا قرب الْمَسْجِد) فَقَالُوا نعم يَا رَسُول الله قَالَ (يَا بني سَلمَة دِيَاركُمْ تكْتب آثَاركُم دِيَاركُمْ تكْتب آثَاركُم) فَقَالُوا مَا كَانَ يسرنَا أَنا كُنَّا تَحَوَّلْنَا انْتَهَى
وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الأول من الْقسم الأول بِلَفْظ المُصَنّف بِحُرُوفِهِ إِلَّا أَنه قَالَ فَمَا وَدِدْنَا أَنا بِحَضْرَة الْمَسْجِد
1072 - الحَدِيث الثَّانِي
عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (سباق الْأُمَم ثَلَاثَة لم يكفروا بِاللَّه طرفَة عين عَلّي بن أبي طَالب وَصَاحب ياسين وَمُؤمن آل فِرْعَوْن)
قلت رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ بِنَقص فِي مُعْجَمه من حَدِيث حُسَيْن بن حسن الْأَشْقَر عَن سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن ابْن أبي نجيح عَن مُجَاهِد عَن ابْن عَبَّاس عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (السباق ثَلَاثَة فَالسَّابِق إِلَى مُوسَى يُوشَع بن نون وَالسَّابِق إِلَى عِيسَى صَاحب ياسين وَالسَّابِق إِلَى مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَلّي بن أبي طَالب) انْتَهَى
وَرَوَاهُ كَذَلِك ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره والعقيلي فِي الضُّعَفَاء وَأعله بِحُسَيْن(3/162)
الْأَشْقَر وَقَالَ إِنَّه شيعي مَتْرُوك وَلَا يعرف هَذَا إِلَّا من جِهَته وَهُوَ حَدِيث مُنكر
وَرَوَاهُ بِلَفْظ المُصَنّف الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث عَمْرو بن جَمِيع عَن مُحَمَّد بن أبي لَيْلَى عَن أَخِيه عِيسَى بن عبد الرَّحْمَن بن أبي لَيْلَى عَن أَبِيه قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (سباق الْأُمَم ثَلَاثَة) إِلَى آخِره سَوَاء
وَحَدِيث السباق أَرْبَعَة رَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي الْفَضَائِل من حَدِيث عمَارَة بن زَاذَان عَن ثَابت عَن أنس قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (السباق أَرْبَعَة أَنا سَابق الْعَرَب وبلال سَابق الْحَبَشَة وصهيب سَابق الرّوم وسلمان سَابق الْفرس) انْتَهَى وَلم يُصَحِّحهُ وَإِنَّمَا قَالَ تفرد بِهِ عمَارَة بن زَاذَان عَن ثَابت انْتَهَى قَالَ الذَّهَبِيّ فِي مُخْتَصره وَعمارَة بن زَاذَان واه ضعفه الدَّارَقُطْنِيّ انْتَهَى
وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الصَّغِير من حَدِيث بَقِيَّة بن الْوَلِيد ثَنَا أبي عَن مُحَمَّد بن زِيَاد عَن أبي أُمَامَة مَرْفُوعا نَحوه وَزَاد فِيهِ إِلَى الْجنَّة
وَذكره ابْن أبي حَاتِم فِي علله بِهَذَا السَّنَد وَقَالَ سَمِعت أبي وَأَبا زرْعَة يَقُولَانِ هَذَا حَدِيث بَاطِل لَا أصل لَهُ بِهَذَا الْإِسْنَاد
1073 - الحَدِيث الثَّالِث
فِي حَدِيث مَرْفُوع نصح قومه حَيا وَمَيتًا
قلت رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره حَدثنَا الْحسن بن مُحَمَّد السكونِي الْكُوفِي ثَنَا عَلّي بن مُحَمَّد بن خَالِد الْمُطَرز ثَنَا عمر بن إِسْمَاعِيل بن مجَالد ثَنَا أبي ثَنَا بَيَان عَن قيس بن أبي حَازِم عَن الْمُغيرَة بن شُعْبَة أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لما هَاجر إِلَى الْمَدِينَة وَأهل مَكَّة حَرْب وَأهل الطَّائِف حَرْب وَكَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ جَالِسا إِذْ جَاءَهُ عُرْوَة بن مَسْعُود فَسلم عَلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ثمَّ أقبل عَلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ يَا(3/163)
رَسُول الله إِنِّي أسلمت لم يغزها وَلم يطَأ أرْضهَا جَيش قَالَ نعم قَالَ فَاجْعَلْنِي رَسُولك إِلَيْهِم فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (أَتَخَوَّف أَن يَقْتُلُوك) قَالَ لَو وَجَدُونِي نَائِما لم يوقظوني قَالَ (فَأَنت رَسُولي إِلَيْهِم) فَانْطَلق إِلَيْهِم فَدَعَاهُمْ إِلَى الْإِسْلَام فَرَمَاهُ رجل مِنْهُم بِسَهْم فَأصَاب مَقْتَله فَوَقع وَاجْتمعَ حوله بَنو عَمه فَكَانَ يَقُول لَهُم وَهُوَ فِي النزع يَا معشر ثَقِيف ايتُوا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَاطْلُبُوا مِنْهُ الْأمان قبل أَن يبلغهُ موتِي فيغزوكم فَمَا زَالَ هَذَا كَلَامه حَتَّى قبض رَحِمَهُ اللَّهُ فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (لقد نصحهمْ حَيا وَمَيتًا) وَشبهه بِصَاحِب ياسين إِذْ نصح قومه حَيا وَمَيتًا فَقَالَ يَا لَيْت قومِي يعلمُونَ بِمَا غفر لي رَبِّي وَجَعَلَنِي من الْمُكرمين انْتَهَى
1074 - قَوْله
عَن ابْن عَبَّاس أَنه قيل لَهُ إِن قوما مَا يَزْعمُونَ أَن عليا مَبْعُوث قبل يَوْم الْقِيَامَة فَقَالَ بئس الْقَوْم نَحن إِذا نَكَحْنَا نِسَاءَهُ وَقَسمنَا مِيرَاثه
قلت رَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي فَضَائِل الصَّحَابَة عَن أبي إِسْحَاق السبيعِي عَن عَمْرو بن الْأَصَم قَالَ قلت لِلْحسنِ بن عَلّي إِن هَذِه الشِّيعَة تزْعم أَن عليا عَلَيْهِ السَّلَام مَبْعُوث قبل يَوْم الْقِيَامَة فَقَالَ كذبُوا مَا أُولَئِكَ شيعَة لَو كَانَ مَبْعُوثًا مَا زَوجْنَا نِسَاءَهُ وَلَا اقْتَسَمْنَا مَاله انْتَهَى وَسكت عَنهُ
وَرَوَاهُ فِي تَفْسِير سُورَة الْبَقَرَة من حَدِيث عمرَان بن الْحَارِث قَالَ بَينا نَحن عِنْد ابْن عَبَّاس إِذْ جَاءَ رجل فَقَالَ من أَيْن جِئْت قَالَ من الْعرَاق قَالَ من أَيهمْ قَالَ من الْكُوفَة قَالَ فَمَا الْخَبَر قَالَ تَركتهم وهم يتحدثون أَن عليا خَارج إِلَيْهِم فَقَالَ لَا أَبَا لَك لَو شعرنَا ذَلِك مَا أَنْكَحنَا نِسَاءَهُ مُخْتَصر وَهُوَ حَدِيث الْكتاب فَإِنَّهُ من رِوَايَة بن عَبَّاس(3/164)
1075 - الحَدِيث الرَّابِع
أَعدَدْت لعبادي الصَّالِحين مَا لَا عين رَأَتْ وَلَا أذن سَمِعت وَلَا خطر عَلَى قلب بشر بله مَا أطلعْتُم عَلَيْهِ
قلت رَوَاهُ الْجَمَاعَة إِلَّا أَبَا دَاوُد من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَقد تقدم فِي سُورَة السَّجْدَة
1076 - الحَدِيث الْخَامِس
فِي الحَدِيث يَقُول العَبْد يَوْم الْقِيَامَة إِنِّي لَا أُجِيز عَلّي شَاهدا إِلَّا من نَفسِي فيختم عَلَى فِيهِ وَيُقَال لِأَرْكَانِهِ انْطِقِي فَتَنْطِق بِأَعْمَالِهِ ثمَّ يُخلى بَينه وَبَين الْكَلَام فَيَقُول بعدا لَكِن وَسُحْقًا فَعَنْكُنَّ كنت أُنَاضِل
قلت رَوَاهُ مُسلم فِي الزّهْد من حَدِيث عبيد الله الْأَشْجَعِيّ عَن سُفْيَان الثَّوْريّ عَن عبيد الْمَكِّيّ عَن فُضَيْل عَن الشّعبِيّ عَن أنس بن مَالك قَالَ كُنَّا عِنْد رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَضَحِك فَقَالَ (هَل تَدْرُونَ مِم أضْحك) قَالَ قُلْنَا الله وَرَسُوله أعلم قَالَ (من مُخَاطبَة العَبْد لرَبه فَيَقُول يَا رب ألم تُجِرْنِي من الظُّلم فَيَقُول بلَى فَيَقُول فَإِنِّي لَا أُجِيز عَلَى نَفسِي إِلَّا شَاهدا مني قَالَ فَيَقُول فَكَفَى بِنَفْسِك الْيَوْم عَلَيْك شَهِيدا وَبِالْكِرَامِ الْكَاتِبين شُهُودًا قَالَ فيختم عَلَى فِيهِ وَيُقَال لِأَرْكَانِهِ انْطِقِي قَالَ فَتَنْطِق بِأَعْمَالِهِ ثمَّ يُخلى بَينه وَبَين الْكَلَام فَيَقُول بعدا لَكِن وَسُحْقًا فَعَنْكُنَّ كنت أُنَاضِل) انْتَهَى
وَوهم الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فَرَوَاهُ فِي كتاب الْأَهْوَال بِسَنَدِهِ وَمَتنه وَقَالَ حَدِيث صَحِيح عَلَى شَرط مُسلم وَلم يخرجَاهُ انْتَهَى
وَقَالَ الْحميدِي فِي الْجمع بَين الصَّحِيحَيْنِ لَيْسَ لِلشَّعْبِيِّ عَن أنس فِي الصَّحِيح غير هَذَا الحَدِيث انْتَهَى(3/165)
وَقَالَ النَّسَائِيّ فِي التَّفْسِير فِي سُورَة الانفطار بعد أَن رَوَاهُ لَا أعلم أحدا رَوَاهُ عَن الثَّوْريّ غير الْأَشْجَعِيّ وَهُوَ حَدِيث غَرِيب
1077 - الحَدِيث السَّادِس
قَوْله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ
(أَنا النَّبِي لَا أكذب ... أَنا ابْن عبد الْمطلب)
وَقَالَ
(هَل أَنْت إِلَّا أصْبع دميت ... وَفِي سَبِيل الله مَا لقِيت)
قلت أخرجهَا البُخَارِيّ فِي صَحِيحه فِي الْجِهَاد وَمُسلم فِي الْمَغَازِي
الأول من حَدِيث الْبَراء بن عَازِب قَالَ لَهُ رجل أَفَرَرْتُم عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَوْم حنين قَالَ لَا لَكِن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لم يفر إِن هوَازن كَانُوا قوما رُمَاة وَإِنَّا لما لَقِينَاهُمْ حملنَا عَلَيْهِم فَانْهَزَمُوا فَأقبل الْمُسلمُونَ عَلَى الْغَنَائِم استقبلونا بِالسِّهَامِ فَأَما رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لم يفر فَلَقَد رَأَيْته وَإنَّهُ لعَلَى بغلته الْبَيْضَاء وَإِن أَبَا سُفْيَان آخذ بِلِجَامِهَا وَالنَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول (أَنا النَّبِي لَا كذب أَنا ابْن عبد الْمطلب) انْتَهَى
الثَّانِي من حَدِيث جُنْدُب بن سُفْيَان أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ فِي بعض الْمشَاهد وَقد دميت أَصَابِعه فَقَالَ (هَل أَنْت إِلَّا أصْبع دميت) إِلَى آخِره
1078 - الحَدِيث السَّابِع
حَدِيث تَلْبِيَة رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (إِن الْحَمد وَالنعْمَة لَك)
قلت رَوَاهُ الْأَئِمَّة السِّتَّة فِي كتبهمْ من حَدِيث ابْن عمر أَن تَلْبِيَة رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (لبيْك اللَّهُمَّ لبيْك لبيْك لَا شريك لَك لبيْك إِن الْحَمد وَالنعْمَة لَك وَالْملك لَا شريك لَك) قَالَ وَكَانَ عبد الله بن عمر يزِيد فِي تَلْبِيَة لبيْك لبيْك وَسَعْديك وَالْخَيْر بَين يَديك وَالرغْبَاء إِلَيْك وَالْعَمَل انْتَهَى
وَقَوله كسر أَبُو حنيفَة وَرفع الشَّافِعِي وَكِلَاهُمَا تَعْلِيل يَعْنِي همزَة إِن وَهَذَا الْخلاف لَا أعرفهُ لَكِن قَالَ الشَّيْخ تَقِيّ الدَّين فِي الإِمَام قَالَ الْخطابِيّ هما(3/166)
رِوَايَتَانِ وَالْكَسْر أَجود قَالَ ثَعْلَب من كسر فقد عَم وَمن فتح فقد خص قَالَ القَاضِي عِيَاض وَالْأَوْجه مَا قَالَه وَذَلِكَ أَنه اسْتَأْنف الْأَخْبَار وَالِاعْتِرَاف لله بِمَا يجب لَهُ من الْحَمد وَمَا لَهُ من النِّعْمَة وَإِذا فتح فَإِنَّمَا تَقْتَضِي التَّلْبِيَة لَهُ من أجل ذَلِك وَلَا تعلق لِلتَّلْبِيَةِ بهَا إِلَّا عَلَى بعد وَتَخْرِيج وَهَذَا مَا أَشَارَ إِلَيْهِ ثَعْلَب من الْعُمُوم وَالْخُصُوص انْتَهَى كَلَامه
1079 - الحَدِيث الثَّامِن
رُوِيَ أَن جمَاعَة من كفار قُرَيْش مِنْهُم أبي بن خلف وَأَبُو جهل وَالْعَاص بن وَائِل والوليد بن الْمُغيرَة تكلمُوا فِي ذَلِك فَقَالَ لَهُم أبي أَلا تَسْمَعُونَ مَا يَقُول مُحَمَّد إِن الله يبْعَث الْأَمْوَات قَالَ وَاللات والعزى لأسيرن لَهُ ولأخصمنه وَأخذ عظما بَالِيًا فَجعل يفته بِيَدِهِ وَيَقُول يَا مُحَمَّد أَتَرَى الله يحيي هَذَا بَعْدَمَا رم فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (نعم وَيَبْعَثُك وَيُدْخِلك جَهَنَّم)
قلت غَرِيب بِهَذَا اللَّفْظ وَنَقله الثَّعْلَبِيّ عَن قَتَادَة هَكَذَا بِلَفْظ المُصَنّف
وَرَوَى الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك من حَدِيث عَمْرو بن عون ثَنَا هَيْثَم أَنا أَبُو بشر عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس أَن الْعَاصِ بن وَائِل أَخذ عظما من الْبَطْحَاء فَفتهُ بِيَدِهِ ثمَّ قَالَ لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَيُحْيِي الله هَذَا بعد مَا أرَى فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام (نعم يُمِيتك الله ثمَّ يُحْيِيك ثمَّ يدْخلك جَهَنَّم) قَالَ وَنزلت الْآيَات من آخر يس انْتَهَى وَقَالَ حَدِيث صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ
وَحَدِيث أبي رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي كتاب الْبَعْث والنشور من حَدِيث سعيد بن مَنْصُور عَن خَالِد عَن حُصَيْن عَن أبي مَالك قَالَ جَاءَ أبي بن خلف بِعظم فَجعل يفتته بَين يَدي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَقَالَ من يحيي الْعِظَام وَهِي رَمِيم فَأنْزل الله آخر سُورَة يس انْتَهَى(3/167)
وَرَوَى الطَّبَرِيّ وَابْن مرْدَوَيْه ثَنَا مُحَمَّد بن سعد ثني أبي ثَنَا عمي ثَنَا أبي عَن أَبِيه عَن ابْن عَبَّاس من حَدِيث الْعَوْفِيّ عَن ابْن عَبَّاس أَن عبد الله ابْن أبي جَاءَ بِعظم يفتته فَذكر نَحوه وَهَذَا فِيهِ نَكَارَة فَإِن السُّورَة مَكِّيَّة وَعبد الله بن أبي بن سلول إِنَّمَا كَانَ فِي الْمَدِينَة وَعَلَى كل تَقْدِير فَسَوَاء كَانَت فِي أبي بن خلف أَو فِي الْعَاصِ بن وَائِل أَو فيهمَا فَهِيَ عَامَّة فِي كل من أنكر الْبَعْث
وَقد تقدم فِي أول النَّحْل شَيْء من هَذَا
وَرَوَى ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من حَدِيث نهشل بن سعيد عَن الضَّحَّاك عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله من يحيي الْعِظَام وَهِي رَمِيم قَالَ نزلت هَذِه الْآيَة فِي أبي جهل جَاءَ بِعظم حَائِل بَال إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فذراه فَقَالَ من يحيي الْعِظَام وَهِي رَمِيم فَقَالَ الله يَا مُحَمَّد قل يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أول مرّة وَهُوَ بِكُل خلق عليم انْتَهَى
1080 - قَوْله
عَن ابْن عَبَّاس قَالَ لَيْسَ من شَجَرَة إِلَّا وفيهَا نَار إِلَّا الْعنَّاب
1081 - الحَدِيث التَّاسِع
قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (إِن لكل شَيْء قلب وقلب الْقُرْآن يس وَمن قَرَأَ يس يُرِيد بهَا وَجه الله تَعَالَى غفر الله لَهُ وَأَعْطَاهُ من الْأجر كَأَنَّمَا قَرَأَ الْقُرْآن اثْنَتَيْنِ وَعشْرين مرّة وَأَيّمَا مُسلم قرئَ عِنْده إِذا نزل بِهِ ملك الْمَوْت سُورَة يس نزل بِكُل حرف منا عشرَة أَمْلَاك يقومُونَ بَين يَدَيْهِ صُفُوفا يصلونَ عَلَيْهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لَهُ وَيشْهدُونَ(3/168)
غسله ويشيعون جنَازَته وَيصلونَ عَلَيْهِ وَيشْهدُونَ دَفنه وَأَيّمَا مُسلم قَرَأَ سُورَة يس وَهُوَ فِي سَكَرَات الْمَوْت لم يقبض ملك الْمَوْت روحه حَتَّى يَجِيئهُ رضوَان خَازِن الْجنَّة بِشَربَة من شراب الْجنَّة يشْربهَا وَهُوَ عَلَى فرَاشه فَيقبض ملك الْمَوْت روحه وَهُوَ رَيَّان وَلَا يحْتَاج إِلَى حَوْض من حِيَاض الْأَنْبِيَاء حَتَّى يدْخل الْجنَّة وَهُوَ رَيَّان)
قلت رَوَاهُ الْقُضَاعِي فِي مُسْند الشهَاب من طَرِيق مُحَمَّد بن جرير الطَّبَرِيّ ثَنَا زَكَرِيَّا بن يَحْيَى ثَنَا شَبابَة ثَنَا مخلد بن عبد الْوَاحِد عَن عَلّي بنى زيد بن جدعَان وَعَطَاء بن أبي مَيْمُونَة عَن زر حُبَيْش عَن أبي بن كَعْب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (إِن لكل شَيْء قلب وَإِن قلب الْقُرْآن يس من قَرَأَ يس وَهُوَ يُرِيد بهَا الله عَزَّ وَجَلَّ غفر الله لَهُ وَأعْطِي من الْأجر كَأَنَّمَا قَرَأَ الْقُرْآن اثْنَتَيْ عشر مرّة وَأَيّمَا مُسلم قرئَ عِنْده إِذا نزل بِهِ ملك الْمَوْت سُورَة يس نزل بِكُل حرف مِنْهَا عشرَة أَمْلَاك يقومُونَ بَين يَدَيْهِ صُفُوفا يصلونَ عَلَيْهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لَهُ وَيشْهدُونَ عَلَيْهِ ويشيعون جنَازَته وَيصلونَ عَلَيْهِ وَيشْهدُونَ دَفنه وَأَيّمَا مُسلم قَرَأَ يس وَهُوَ فِي سَكَرَات الْمَوْت لم يقبض ملك الْمَوْت روحه حَتَّى يَجِيئهُ رضوَان خَازِن الْجنَّة بِشَربَة من الْجنَّة فَيَشْرَبهَا وَهُوَ عَلَى فرَاشه فَيقبض ملك الْمَوْت روحه وَهُوَ رَيَّان وَيمْكث فِي قَبره وَهُوَ رَيَّان وَيبْعَث يَوْم الْقِيَامَة وَهُوَ رَيَّان وَيُحَاسب وَهُوَ رَيَّان وَلَا يحْتَاج إِلَى حَوْض من حِيَاض الْأَنْبِيَاء حَتَّى يدْخل الْجنَّة وَهُوَ رَيَّان) انْتَهَى
وَلم أَجِدهُ فِي تَفْسِير الطَّبَرِيّ
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من حَدِيث سَلام بن سليم الْمَدَائِنِي ثَنَا هَارُون ابْن كثير عَن زيد بن أسلم عَن أَبِيه عَن أبي أُمَامَة عَن أبي بن كَعْب مَرْفُوعا بِلَفْظ الْقُضَاعِي
وَرَوَاهُ أَيْضا عَن الطَّبَرِيّ بِسَنَدِهِ الأول فِي آل عمرَان(3/169)
وَرَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره من حَدِيث يُوسُف بن عَطِيَّة عَن هَارُون بن كثير عَن زيد بن أسلم عَن أَبِيه عَن أبي أُمَامَة عَن أبي بن كَعْب مَرْفُوعا فَذكره سَوَاء
وَقَوله فِي الحَدِيث أَن لكل شَيْء قلب وقلب الْقُرْآن يس هُوَ فِي التِّرْمِذِيّ رَوَاهُ فِي فَضَائِل الْقُرْآن من حَدِيث حميد بن عبد الرَّحْمَن الرُّؤَاسِي عَن الْحسن ابْن صَالح عَن هَارُون أبي مُحَمَّد عَن مقَاتل بن حبَان عَن قَتَادَة عَن انس قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (إِن لكل شَيْء قلبا وَإِن قلب الْقُرْآن يس وَمن قَرَأَ يس كتب الله لَهُ بِقِرَاءَتِهَا قِرَاءَة الْقُرْآن عشر مَرَّات) انْتَهَى وَقَالَ حَدِيث غَرِيب لَا نعرفه إِلَّا من حَدِيث حميد بن عبد الرَّحْمَن
وَهَارُون أَبُو مُحَمَّد شيخ مَجْهُول وَفِي الْبَاب عَن أبي بكر الصّديق وَأبي هُرَيْرَة وَحَدِيث أبي بكر الصّديق لَا يَصح وَحَدِيث أبي هُرَيْرَة مَنْظُور فِيهِ
قلت حَدِيث أبي هُرَيْرَة رَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده من حَدِيث زيد بن الْحباب عَن حميد الْمَكِّيّ مولَى آل عَلْقَمَة عَن عَطاء بن أبي رَبَاح عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (إِن لكل شَيْء قلب وَإِن قلب الْقُرْآن يس) انْتَهَى وَقَالَ لَا نعلمهُ يرويهِ عَن حميد إِلَّا زيدا انْتَهَى
وَذكره عبد الْحق فِي أَحْكَامه من جِهَة الْبَزَّار وَسكت عَنهُ وَتعقبه ابْن الْقطَّان فَقَالَ حميد هَذَا مولَى بني عَلْقَمَة لَا نَعْرِف رَوَى عَنهُ إِلَّا زيد بن الْحباب قَالَ وَقد ذكر هُوَ ذَلِك فِي أَحْكَامه الْكُبْرَى انْتَهَى
1082 - الحَدِيث الْعَاشِر
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (إِن فِي الْقُرْآن سُورَة تشفع قَارِئهَا وَتغْفر(3/170)
لِمُسْتَمِعِهَا أَلا وَهِي سُورَة يس)
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ أَخْبرنِي مُحَمَّد بن مُحَمَّد ثَنَا مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يَعْقُوب ثَنَا مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن مُسلم الْمَلْطِي بِمصْر ثَنَا إِسْمَاعِيل بن حَمْدَوَيْه النَّيْسَابُورِي ثَنَا أَحْمد بن عمرَان الرَّازِيّ عَن مُحَمَّد بن عُمَيْر عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة قَالَت قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (إِن فِي الْقُرْآن سُورَة تشفع لِقَارِئِهَا وَيغْفر لِمُسْتَمِعِهَا أَلا وَهِي سُورَة يس) انْتَهَى
وَعَزاهُ الْقُرْطُبِيّ فِي التذْكَار لأبي عِيسَى التِّرْمِذِيّ من حَدِيث عَائِشَة وَالتِّرْمِذِيّ الْحَكِيم من حَدِيث أبي بكر وَينظر(3/171)
سُورَة الصافات(3/173)
سُورَة الصافات
ذكر فِيهَا أحد عشر حَدِيثا
1083 - الحَدِيث الأول
فِي الحَدِيث عجب ربكُم من إِلِّكُمْ وَقُنُوطِكُمْ وَسُرْعَة إجَابَته إيَّاكُمْ
قلت غَرِيب وَقَالَ أَبُو عبيد الْقَاسِم بن سَلام فِي غَرِيب الحَدِيث يرْوَى عَن عبد الْعَزِيز بن عبد الله بن أبي سَلمَة الْمَاجشون عَن مُحَمَّد بن عَمْرو يرفعهُ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ (عجب ربكُم من إِلِّكُمْ وَقُنُوطِكُمْ وَسُرْعَة أَجَابَتْهُ إيَّاكُمْ) ثمَّ قَالَ وَهُوَ أَن يرفع الرجل صَوته بِالدُّعَاءِ قَالَ وَبَعض الْمُحدثين يرويهِ من أزلّكُم قَالَ وَالْأَزَلُ الشدَّة قَالَ وَأرَاهُ الْمَحْفُوظ انْتَهَى كَلَامه
1084 - الحَدِيث الثَّانِي
كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يحب التَّيَامُن فِي كل شَيْء
قلت رَوَاهُ الْأَئِمَّة السِّتَّة فِي كتبهمْ فَالْبُخَارِي وَمُسلم وَالتِّرْمِذِيّ فِي الصَّلَاة وَأَبُو دَاوُد فِي اللبَاس وَالْبَاقِي فِي الطَّهَارَة من حَدِيث مَسْرُوق وَعَن عَائِشَة قَالَت كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يحب التَّيَمُّن مَا اسْتَطَاعَ فِي شَأْنه كُله وَطهُوره وَترَجله وَنَعله وَلَفظ التَّيَامُن من عِنْد النَّسَائِيّ
1085 - الحَدِيث الثَّالِث
فِي الحَدِيث الْعَاقِل من دَان نَفسه
قلت غَرِيب بِهَذَا اللَّفْظ وَالْمَوْجُود الْكيس من دَان نَفسه رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه فِي الزّهْد من حَدِيث أبي بكر بن أبي مَرْيَم عَن ضَمرَة بن حبيب(3/175)
عَن شَدَّاد بن أَوْس عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (الْكيس من دَان نَفسه وَعمل لما بعد الْمَوْت وَالْعَاجِز من اتبع نَفسه هَواهَا وَتَمَنَّى عَلَى الله الْأَمَانِي) انْتَهَى قَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث حسن قَالَ وَمَعْنى دَان نَفسه أَي حَاسَبَهَا فِي الدُّنْيَا قبل يَوْم الْقِيَامَة انْتَهَى
وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي كتاب الْإِيمَان وَقَالَ فِيهِ حَدِيث صَحِيح عَلَى شَرط البُخَارِيّ وَمُسلم قَالَ الذَّهَبِيّ فِي مُخْتَصره لَا وَالله لَيْسَ عَلَى شَرط وَاحِد مِنْهُمَا قَالَ فَأَبُو بكر بن أبي مَرْيَم واه انْتَهَى
وَرَوَاهُ أَحْمد وَأَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ وَالْبَزَّار وَأَبُو يعْلى الْموصِلِي والْحَارث ابْن أبي أُسَامَة فِي مسانيدهم
وَمن طَرِيق الطَّيَالِسِيّ رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي الْحِلْية فِي تَرْجَمَة شَدَّاد بن أَوْس
وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه
قَالَ الْبَزَّار لَا نعلمهُ يرْوَى إِلَّا عَن شَدَّاد بن أَوْس وَلَا طَرِيق لَهُ غير هَذَا الطَّرِيق انْتَهَى
وَالْمُصَنّف احْتج بِهِ عَلَى أَن دَان بِمَعْنى سَاس
وَقَالَ ابْن طَاهِر وَهُوَ حَدِيث مَدَاره عَلَى أبي بكر بن أبي مَرْيَم وَهُوَ ضَعِيف انْتَهَى
1086 - قَوْله
عَن ابْن عَبَّاس قَالَ لَو تمت تِلْكَ الذبْحَة لَصَارَتْ سنة وَذبح النَّاس أَبْنَاءَهُم
1087 - الحَدِيث الرَّابِع
قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (اسْتَشْرِقُوا ضَحَايَاكُمْ فَإِنَّهُم عَلَى الصِّرَاط مَطَايَاكُمْ)(3/176)
قلت غَرِيب وَبِمَعْنَاهُ مَا رَوَاهُ أَبُو الْفَتْح سليم بن أَيُّوب الْفَقِيه الرَّازِيّ الشَّافِعِي فِي كتاب التَّرْغِيب لَهُ أخبرنَا أَبُو سعد أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد أَنا أَبُو بكر عبد الله ابْن مُحَمَّد القَتَّات ثَنَا أَبُو بكر أَحْمد بن يَحْيَى بن الْحجَّاج بن سعيد الشَّيْبَانِيّ ثَنَا عَبَّاس ابْن يزِيد الْيَشْكُرِي ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَة الضَّرِير عَن الْأَعْمَش عَن أبي صَالح عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ (اسْتَفْرِهُوا أُضْحِيَتكُم فَإِنَّكُم يَوْم الْقِيَامَة لَا تَرْكَبُونَ شَيْئا من الدَّوَابّ إِلَّا الْبدن وَالْأُضْحِيَّة) انْتَهَى
والْحَدِيث بِلَفْظ الْكتاب فِي الفردوس من رِوَايَة أبي هُرَيْرَة ذكره فِي أَوَائِله
1088 - الحَدِيث الْخَامِس
رُوِيَ أَنه لما ذبحه قَالَ جِبْرِيل الله أكبر فَقَالَ الذَّبِيح لَا إِلَه إِلَّا الله وَالله أكبر فَقَالَ إِبْرَاهِيم الله أكبر وَللَّه الْحَمد فَبَقيت سنة
1089 - الحَدِيث السَّادِس
قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (أَنا ابْن الذبيحين)
قلت غَرِيب
1090 - الحَدِيث السَّابِع
رُوِيَ أَن أَعْرَابِيًا قَالَ للنَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَا ابْن الذبيحين فَتَبَسَّمَ النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام فَسئلَ عَن ذَلِك فَقَالَ (إِن عبد الْمطلب لما حفر بِئْر زَمْزَم نذر لله لَئِن سهل لَهُ أمرهَا لَيَذْبَحَن أحد وَلَده فَخرج السهْم عَلَى عبد الله فَمَنعه أَخْوَاله وَقَالُوا لَهُ أفد ابْنك بِمِائَة من الْإِبِل فَفَدَاهُ بِمِائَة من الْإِبِل وَالثَّانِي إِسْمَاعِيل)(3/177)
قلت رَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي فَضَائِل الْأَنْبِيَاء من حَدِيث عبد الله بن مُحَمَّد الْعُتْبِي من ولد عَتبه بن أبي سُفْيَان عَن أَبِيه قَالَ حَدثنِي عبد الله بن سعيد عَن الصنَابحِي قَالَ كُنَّا عِنْد مُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان فَتَذَاكَرَ الْقَوْم الذَّبِيح فَقَالَ بَعضهم هُوَ إِسْمَاعِيل وَقَالَ بَعضهم هُوَ إِسْحَاق فَقَالَ مُعَاوِيَة عَلَى الْخَبِير سَقَطْتُمْ كُنَّا يَوْمًا عِنْد رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَأَتَاهُ أَعْرَابِي فَقَالَ يَا رَسُول الله خلفت الْبِلَاد يَابسا وَالْمَاء عَابِسا هلك الْعِيَال وَضاع المَال فعد عَلّي بِمَا أَفَاء الله عَلَيْك يَا بن الذبيحين قَالَ فَتَبَسَّمَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَلم يُنكر عَلَيْهِ
فَقُلْنَا يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ وَمَا الذَّبِيحَانِ قَالَ إِن عبد الْمطلب لما أَمر بِحَفر زَمْزَم نذر لله إِن سهل لَهُ أمرهَا أَن ينْحَر بعض وَلَده فَأخْرجهُمْ فَأَسْهم بَينهم فَخرج السهْم عَلَى عبد الله فَأَرَادَ ذبحه فَمَنعه أَخْوَاله من بني مَخْزُوم وَقَالُوا ارْض رَبك وَافد ولدك قَالَ فَفَدَاهُ بِمِائَة نَاقَة قَالَ فَهُوَ الذَّبِيح وَإِسْمَاعِيل الثَّانِي انْتَهَى وَسكت عَنهُ
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره وَابْن مرْدَوَيْه سندا ومتنا
قَالَ الذَّهَبِيّ فِي مُخْتَصره وَإِسْنَاده واه
وَتَفْسِيره الذبيحين من كَلَام مُعَاوِيَة كَمَا ترَاهُ فَيكون قَول المُصَنّف فَسئلَ عَن ذَلِك أَي سُئِلَ رجل عَن ذَلِك مَعَ احْتِمَال عوده عَلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَعوده عَلَى الْأَعرَابِي أَيْضا وَهُوَ مُصَرح بِهِ فِي تَفْسِير الثَّعْلَبِيّ من كَلَام النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَذكر بِالْإِسْنَادِ الْمَذْكُور وَفِيه فَقيل يَا رَسُول الله وَمَا الذَّبِيحَانِ قَالَ (إِن عبد الْمطلب) الحَدِيث
وَفِي غَرِيب الحَدِيث لِلسَّرَقُسْطِيِّ تركت الْبِلَاد يَابسا أَي ذَاهِبَة المَاء وَالْمَاء عَابِسا أَي نَاشِفًا يُقَال عبس عَلَيْهِ الْوَسخ أَي نشف انْتَهَى
1091 - الحَدِيث الثَّامِن
حَدِيث كتاب يَعْقُوب إِلَى يُوسُف قَالَ المُصَنّف رَحِمَهُ اللَّهُ وَمِمَّا يدل عَلَى أَن الذَّبِيح إِسْحَاق كتاب يَعْقُوب إِلَى يُوسُف بن يَعْقُوب(3/178)
إِسْرَائِيل الله بن إِسْحَاق ذبيح الله بن إِبْرَاهِيم خَلِيل الله
قلت رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ فِي كِتَابه غرائب مَالك من حَدِيث إِسْحَاق بن وهب الجُمَحِي الطهرمسي ثَنَا عبد الله بن وهب عَن مَالك عَن نَافِع عَن ابْن عمر قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (أُوحِي الله إِلَى ملك الْمَوْت إِن رَأَيْت يَعْقُوب بن إِسْرَائِيل فَسلم عَلَيْهِ فَأَتَاهُ فَسلم فَرد عَلَيْهِ وَقَالَ من أَنْت يَرْحَمك الله قَالَ أَنا ملك الْمَوْت قَالَ مرْحَبًا بِمن كنت أَتَمَنَّى لقيَاهُ وَلَو بعد حِين أَسأَلك يَا ملك الْمَوْت بِالَّذِي ملكك قبض روح ابْن آدم هَل قبضت روح يُوسُف قَالَ لَا وَإنَّهُ لحي عَلَى الأَرْض قَالَ فَدَعَا بنيه وَبني بنيه فَقَالَ ائْتُونِي بدواه وَقِرْطَاس فَاكْتُبُوا بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم من يَعْقُوب إِسْرَائِيل الله بن إِسْحَاق ذبيح الله بن إِبْرَاهِيم خَلِيل الله إِلَى عَزِيز مصر أما بعد فَإنَّا أهل بَيت مُوكل بِنَا أَسبَاب الْبلَاء أما جدي إِبْرَاهِيم فَأَبْلَاهُ الله بالنَّار حَتَّى فدَاه وَأما إِسْحَاق فَأَبْلَاهُ الله بِالذبْحِ حَتَّى فدَاه وَأما أَنا فَكَانَ لي ولد قُرَّة عَيْني وَأحب إِلَيّ من ملْء الدُّنْيَا ذَهَبا وَفِضة فَارْحَمْ الْيَوْم كبر سني وَانْحِنَاء ظَهْري وَذَهَاب بَصرِي فَرد عَلّي وَلَدي فَأَوْحَى الله إِلَى يَعْقُوب أَتَشْكُونِي إِلَى عوادك فَقَالَ يَا إِلَه إِبْرَاهِيم أَسأَلك بِحَق إِبْرَاهِيم خَلِيلك عَلَيْك وَإِسْحَق ذبيحك عَلَيْك وَأَنا إسرائيلك إِلَّا رحمت الْيَوْم كبر سني وَانْحِنَاء ظَهْري وَذَهَاب بَصرِي رد عَلَى وَلَدي فَأَوْحَى الله إِلَى جِبْرِيل إِن رَأَيْت عَبدِي يُوسُف فَسلم عَلَيْهِ قَالَ فَدخل عَلَيْهِ السجْن فَقَالَ السَّلَام عَلَيْك أَيهَا الصّديق فَقَالَ من أَنْت يَرْحَمك الله قَالَ أما تعرفنِي قَالَ لَا وَإِنِّي أرَى صُورَة حَسَنَة وَأَشَمَّ رَائِحَة طيبَة لَا تشبه رَوَائِح الْخَطَّائِينَ قَالَ أَيهَا الصّديق إِن الله طهر إِسْحَاق بِالنُّبُوَّةِ بِأَطْهَرَ الْأَطْهَار ذكر كلمة قيد لَك الزَّمَان بِملك مصر وَأَهْلهَا تملك مُلُوكهَا وتخدمك أَشْرَافهَا يأيها الصّديق قل اللَّهُمَّ يَا كَبِير كل كَبِير وَيَا من لَا ند لَهُ وَلَا شريك وَلَا وَزِير وَيَا خَالق الشَّمْس وَالْقَمَر الْمُنِير يَا منزل التَّوْرَاة وَالْإِنْجِيل وَالزَّبُور وَالْقُرْآن الْعَظِيم وَيَا مُجيب دَعْوَة الْمُضْطَرين وَرَجَاءَهُمْ وَيَا رَاحِم الطِّفْل الصَّغِير وَيَا مُطلق الْأَسير وَيَا رَازِق الْفَقِير اكْفِنَا اللَّهُمَّ من أَمر دُنْيَانَا وَآخِرَتِنَا(3/179)
وَالسَّلَام عَلَيْك وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته انْتَهَى ثمَّ قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ هَذَا حَدِيث مَوْضُوع بَاطِل وَإِسْحَاق بن وهب الطهرمسي يضع الحَدِيث عَلَى ابْن وهب وَغَيره حدث عَنهُ بِهَذَا الْإِسْنَاد أَحَادِيث لَا أصل لَهَا انْتَهَى
وَرَوَاهُ أَبُو عبد الله التِّرْمِذِيّ الْحَكِيم فِي كِتَابه نَوَادِر الْأُصُول فِي الأَصْل الْحَادِي وَالْعِشْرين بعد الْمِائَتَيْنِ حَدثنَا عمر بن أبي عمر ثَنَا عِصَام بن الْمثنى الْحِمصِي عَن أَبِيه عَن وهب بن مُنَبّه قَالَ كتب يَعْقُوب كتابا فِيهِ بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم من يَعْقُوب نَبِي الله ابْن إِسْحَاق ذبيح الله إِلَى آخِره
وَذكره المُصَنّف فِي سُورَة يُوسُف بِأَلْفَاظ لَيست فِي هَذَا وَقد تقدم
1092 - قَوْله
عَن ابْن عَبَّاس قَالَ كل تَسْبِيح فِي الْقُرْآن فَهُوَ صَلَاة
قلت رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره فِي سُورَة النُّور عِنْد قَوْله تَعَالَى يسبح لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَال رجال فَقَالَ الْمُعَانَى بن عمرَان عَن سُفْيَان عَن عمار الذَّهَبِيّ عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس قَالَ كل تَسْبِيح فِي الْقُرْآن فَهُوَ صَلَاة انْتَهَى
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره فِي سُورَة الْحَدِيد من حَدِيث الْمعَافى بن عمرَان بِهِ سندا ومتنا وَزَاد كل سُلْطَان فِي الْقُرْآن فَهُوَ حجَّة
وَرَوَاهُ عبد الرازق فِي تَفْسِيره فِي سُورَة غَافِر من قَول قَتَادَة فَقَالَ أخبرنَا معمر عَن قَتَادَة فِي قَوْله تَعَالَى وَسبح بِحَمْد رَبك بالْعَشي وَالْإِبْكَار قَالَ هِيَ صَلَاة الصُّبْح وَصَلَاة الْعَصْر وكل شَيْء فِي الْقُرْآن من التَّسْبِيح فَهُوَ صَلَاة انْتَهَى
1093 - الحَدِيث التَّاسِع قيل لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِنَّك لِتُحَبّ القرع قَالَ أجل هِيَ شَجَرَة أخي يُونُس
قلت غَرِيب وَفِي تَفْسِير ابْن مرْدَوَيْه فِي سُورَة الْأَنْبِيَاء من حَدِيث الْحسن ابْن عمَارَة ثَنَا أَبُو إِسْحَاق عَن عَمْرو بن مَيْمُون ثَنَا عبد الله بن مَسْعُود عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (الْتَقم يُونُس عَلَيْهِ السَّلَام الْحُوت فَنَادَى فِي الظُّلُمَات أَن لَا إِلَه إِلَّا أَنْت سُبْحَانَكَ إِنِّي كنت من الظَّالِمين قَالَ فَرَمَى بِهِ عَلَى شاطئ النَّهر لَيْسَ لَهُ جلد وَلَا شعر فَصَارَ كَأَنَّهُ فرج قَالَ وَأنْبت الله عَلَيْهِ شَجَرَة من يَقْطِين) قَالَ عبد الله عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (واليقطين القرع) مُخْتَصر
1094 - الحَدِيث الْعَاشِر عَن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْه لما أَتَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ خَيْبَر وَكَانُوا خَارِجين إِلَى مَزَارِعهمْ وَمَعَهُمْ الْمساحِي قَالُوا مُحَمَّد وَالْخَمِيس وَرَجَعُوا إِلَى حصنهمْ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (الله أكبر خرجت خَيْبَر إِنَّا إِذا نزلنَا بِسَاحَة قوم) الْآيَة
قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه فِي الْمَغَازِي وَمُسلم فِي النِّكَاح وَاللَّفْظ للْبُخَارِيّ عَن ثَابت عَن أنس أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَتَى خَيْبَر لَيْلًا وَكَانَ إِذا أَتَى بلَيْل لم يقربهُمْ حَتَّى يصبح فَلَمَّا خرجت الْيَهُود بِمساحِيهِمْ وَمَكَاتِلهمْ فَلَمَّا رَأَوْهُ قَالُوا مُحَمَّد بِسَاحَة قوم فسَاء صباح الْمُنْذرين انْتَهَى
وَطوله مُسلم وَفِيه تَزْوِيج صَفِيَّة(3/180)
الحَدِيث التَّاسِع
قيل لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِنَّك لِتُحَبّ القرع قَالَ أجل هِيَ شَجَرَة أخي يُونُس
قلت غَرِيب وَفِي تَفْسِير ابْن مرْدَوَيْه فِي سُورَة الْأَنْبِيَاء من حَدِيث الْحسن ابْن عمَارَة ثَنَا أَبُو إِسْحَاق عَن عَمْرو بن مَيْمُون ثَنَا عبد الله بن مَسْعُود عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (الْتَقم يُونُس عَلَيْهِ السَّلَام الْحُوت فَنَادَى فِي الظُّلُمَات أَن لَا إِلَه إِلَّا أَنْت سُبْحَانَكَ إِنِّي كنت من الظَّالِمين قَالَ فَرَمَى بِهِ عَلَى شاطئ النَّهر لَيْسَ لَهُ جلد وَلَا شعر فَصَارَ كَأَنَّهُ فرج قَالَ وَأنْبت الله عَلَيْهِ شَجَرَة من يَقْطِين) قَالَ عبد الله عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (واليقطين القرع) مُخْتَصر
1094 - الحَدِيث الْعَاشِر
عَن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْه لما أَتَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ خَيْبَر وَكَانُوا خَارِجين إِلَى مَزَارِعهمْ وَمَعَهُمْ الْمساحِي قَالُوا مُحَمَّد وَالْخَمِيس وَرَجَعُوا إِلَى حصنهمْ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (الله أكبر خربَتْ خَيْبَر إِنَّا إِذا نزلنَا بِسَاحَة قوم) الْآيَة
قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه فِي الْمَغَازِي وَمُسلم فِي النِّكَاح وَاللَّفْظ للْبُخَارِيّ عَن ثَابت عَن أنس أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَتَى خَيْبَر لَيْلًا وَكَانَ إِذا أَتَى بلَيْل لم يقربهُمْ حَتَّى يصبح فَلَمَّا أصبح خرجت الْيَهُود بِمساحِيهِمْ وَمَكَاتِلهمْ فَلَمَّا رَأَوْهُ قَالُوا مُحَمَّد وَالْخَمِيس وَرَجَعُوا إِلَى حصنهمْ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الله أكبر خربَتْ خَيْبَر إِنَّا إِذا نزلنَا بِسَاحَة قوم فسَاء صباح الْمُنْذرين انْتَهَى وَطوله مُسلم وَفِيه تَزْوِيج صَفِيَّة(3/181)
1095 - قَوْله
عَن عَلّي قَالَ من أحب أَن يكتال بالمكيال الأوفى من ألأجر يَوْم الْقِيَامَة فَلْيَكُن آخر كَلَامه إِذا قَامَ من مَجْلِسه سُبْحَانَ رَبك رب الْعِزَّة عَمَّا يصفونَ إِلَى آخر السُّورَة
قلت رَوَاهُ عَن الرَّزَّاق فِي مُصَنفه فِي الصَّلَاة أخبرنَا ابْن عُيَيْنَة عَن حَمْزَة الثمالِي عَن الْأَصْبَغ بن نباتة قَالَ قَالَ عَلّي بن أبي طَالب من سره أَن يكتال بالمكيال الأوفى فَلْيقل حِين يفرغ من صلَاته سُبْحَانَ رَبك رب الْعِزَّة إِلَى آخرهَا
وَرَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره والواحدي فِي الْوَسِيط عَن الْأَصْبَغ بن نباتة وَقَالَ فِيهِ فَلْيَكُن آخر كَلَامه من مَجْلِسه
وَمن طَرِيق الثَّعْلَبِيّ رَوَاهُ الْبَغَوِيّ
وَرَوَاهُ ابْن أبي حَاتِم فِي تَفْسِيره مُسْندًا مُرْسلا فَقَالَ ثَنَا عمار بن خَالِد الوَاسِطِيّ عَن شَبابَة عَن يُونُس عَن أبي إِسْحَاق عَن الشّعبِيّ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من سره أَن يكتال بالمكيال الأوفى) إِلَى آخِره
1096 - الحَدِيث الْحَادِي عشر
عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من قَرَأَ وَالصَّافَّات أعْطى من الْأجر عشر حَسَنَات بِعَدَد كل جني وَشَيْطَان وَتَبَاعَدَتْ عَنهُ مَرَدَة الشَّيَاطِين وَبرئ من الشّرك وَشهد لَهُ حافظاه يَوْم الْقِيَامَة أَنه آمن بِالْمُرْسَلين
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث سَلام بن سليم ثَنَا هَارُون بن كثير عَن زيد بن أسلم عَن أَبِيه عَن أبي أُمَامَة عَن أبي بن كَعْب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من قَرَأَ سُورَة الصافات) إِلَى آخِره
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه فِي آل عمرَان
وَرَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط بِسَنَدِهِ فِي يُونُس(3/182)
سُورَة ص(3/183)
سُورَة ص
ذكر فِيهَا أحد عشر حَدِيثا
1097 - الحَدِيث الأول
رُوِيَ أَنه لما أسلم عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه فَرح بِهِ الْمُؤْمِنُونَ فَرحا شَدِيدا وشق عَلَى قُرَيْش وَبلغ مِنْهُم فَاجْتمع خَمْسَة وَعِشْرُونَ من صَنَادِيدهمْ وَمَشوا إِلَى أبي طَالب وَقَالُوا أَنْت شَيخنَا وَكَبِيرنَا وَقد علمت مَا فعل السُّفَهَاء يُرِيدُونَ الَّذين دخلُوا فِي الْإِسْلَام وَجِئْنَاك يَا أَبَا طَالب لِتَقضي بَيْننَا وَبَين بن أَخِيك فَاسْتَحْضر أَبُو طَالب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَقَالَ يَا ابْن أخي هَؤُلَاءِ قَوْمك يَسْأَلُونَك السُّؤَال فَلَا تمل عَلَيْهِم كل الْميل فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (مَاذَا يَسْأَلُونِي) قَالُوا اُرْفُضْنَا وَارْفض ذكر آلِهَتنَا وَإِلَهك وَنَدَعك وَإِلَهك فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (أَرَأَيْتُم إِن أَعطيتكُم مَا سَأَلْتُم أمعطي أَنْتُم كلمة وَاحِدَة تَمْلِكُونَ بهَا الْعَرَب وَتَدين لكم بهَا الْعَجم) قَالُوا نعم فَقَالَ (قُولُوا لَا إِلَه إِلَّا الله) فَقَامُوا فَقَالُوا أجعَل الْآلهَة إِلَهًا وَاحِدًا
قلت رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ مُخْتَصرا من حَدِيث يَحْيَى بن عمَارَة عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس قَالَ مرض أَبُو طَالب فَجَاءَت قُرَيْش وَجَاء النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَعند رَأس أبي طَالب مجْلِس رجل فَقَامَ أَبُو جهل كي يمنعهُ ذَلِك وَشَكَوْهُ إِلَى أبي طَالب فَقَالَ يَا بن أخي مَا تُرِيدُ من قَوْمك قَالَ (يَا عَم أُرِيد مِنْهُم كلمة تدين لَهُم الْعَرَب وَتُؤَدِّي إِلَيْهِم بهَا الْجِزْيَة الْعَجم) قَالَ كلمة وَاحِدَة(3/185)
قَالَ مَا هِيَ قَالَ (لَا إِلَه إِلَّا الله) فَقَالُوا أجعَل الْآلهَة إِلَهًا وَاحِدًا إِن هَذَا لشَيْء عُجاب قَالَ وَنزل فيهم ص وَالْقُرْآن ذِي الذّكر حَتَّى إِن هَذَا إِلَّا اخْتِلَاق انْتَهَى قَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث حسن صَحِيح
وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الثَّامِن وَالسِّتِّينَ من الْقسم الثَّالِث وَالْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ انْتَهَى
وَرَوَاهُ أَحْمد وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَأَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مسانيدهم وَابْن مرْدَوَيْه والطبري وَابْن أبي حَاتِم فِي تفاسيرهم وَابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه وَالْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة وَذكره الثَّعْلَبِيّ بِلَفْظ المُصَنّف سَوَاء من غير سَنَد وَكَذَلِكَ الواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول
وَابْن الْقطَّان فِي كتاب الْوَهم وَالْإِيهَام يَجْعَل مثل هَذَا الحَدِيث مُرْسلا قَالَ لَا إِلَّا من جِهَة الِاحْتِمَال الَّذِي فِي قَول الصَّحَابِيّ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من أَن لَا يكون سَمعه من النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ وَلَكِن من جِهَة أَن الصَّحَابِيّ إِذا أخبر بِقصَّة وَلم يذكر أَنه شَاهدهَا وَلَا حَدثهُ بهَا من شَاهدهَا وَلَا فِيهِ أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أخبرهُ فَإِنَّهُ يكون مُرْسلا لِأَنَّهُ يحْتَمل أَن يكون تَلقاهُ عَن صَحَابِيّ آخر مِمَّن شَاهد أَو سمع من النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ وَيصير هَذَا بِمَثَابَة مَا لَو قَالَ ابْن عَبَّاس نَام النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عِنْد الْبَيْت فَجَاءَهُ جِبْرِيل فَأَسْرَى بِهِ أَو تَحنث فِي غَار حراء فَجَاءَهُ الْملك وَنَحْو ذَلِك مِمَّا علم أَنه لم يُشَاهِدهُ قَالَ وَلَيْسَ بِنَافِع فِي مثل هَذَا أَن يُقَال يحْتَمل انه شَاهد أَو سمع من النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذْ لَيْسَ بِالِاحْتِمَالِ يثبت الِاتِّصَال وَاعْترض بِهَذَا الْكَلَام عَلَى أَحَادِيث كَثِيرَة وَقعت من صَحِيح مُسلم فِي هَذَا النَّوْع فِي مَوَاضِع مُتَفَرِّقَة مِنْهَا حَدِيث الْمسيب بن حزن قَالَ لما حضرت أَبَا طَالب الْوَفَاة جَاءَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَوجدَ عِنْده أَبَا جهل وَعبد الله بن أبي أُميَّة فَذكره وَمِنْهَا حَدِيث أنس أَن أهل مَكَّة سَأَلُوا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَن يُرِيهم آيَة فَأَرَاهُم انْشِقَاق الْقَمَر(3/186)
1098 - الحَدِيث الثَّانِي
قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (ضمُّوا فَوَاشِيكُمْ)
قلت رَوَاهُ مُسلم فِي صَحِيحه فِي كتاب الْأَشْرِبَة من حَدِيث أبي الزُّبَيْر عَن جَابر قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (لَا تُرْسِلُوا فَوَاشِيكُمْ وَصِبْيَانكُمْ إِذا غَابَتْ الشَّمْس حَتَّى تذْهب فَحْمَة الْعشَاء) انْتَهَى
وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه وَلَفظه (كفوا فَوَاشِيكُمْ)
وَالْفَوَاشِي جمع فَاشِية وَهِي الْمَوَاشِي كَالْإِبِلِ وَالْبَقر وَالْغنم وَغَيرهَا سميت بِهِ لِأَنَّهَا تَفْشُو أَي تَنْتَشِر وَفَحْمَة الْعشَاء الظلمَة الَّتِي بَين الصَّلَاتَيْنِ وَالَّتِي بَين الْغَدَاة وَالْعشَاء عسعسة
1099 - الحَدِيث الثَّالِث
عَن أم هَانِئ دخل علينا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَدَعَا بِوضُوء فَتَوَضَّأ ثمَّ صَلَّى صَلَاة الضُّحَى وَقَالَ (يَا أم هَانِئ هَذِه صَلَاة الْإِشْرَاق)
قلت رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه ثَنَا الْعَبَّاس بن مُحَمَّد الْمُجَاشِعِي ثَنَا مُحَمَّد بن أبي يَعْقُوب الْكرْمَانِي ثَنَا الْحجَّاج بن نصير ثَنَا أَبُو بكر الْهُذلِيّ واسْمه سلْمَى عَن عَطاء ابْن أبي رَبَاح عَن ابْن عَبَّاس قَالَ كنت أَمر بِهَدِّهِ الْآيَة فَمَا أَدْرِي مَا هِيَ قَوْله بالْعَشي وَالْإِشْرَاق حَتَّى حَدَّثتنِي أم هَانِئ بنت أبي طَالب أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ دخل عَلَيْهَا فَدَعَا بِوضُوء فِي جفْنه كَأَنِّي أنظر إِلَى أثر الْعَجِين فَتَوَضَّأ ثمَّ قَامَ فَصَلى الضُّحَى فَقَالَ (يَا أم هَانِئ هَذِه صَلَاة الْإِشْرَاق) انْتَهَى
وَرَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث حجاج بن نصير بِهِ
وَمن طَرِيق الثَّعْلَبِيّ رَوَاهُ الْبَغَوِيّ وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه كَذَلِك(3/187)
وَعَن الثَّعْلَبِيّ رَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط
وَيقرب مِنْهُ مَا رَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي فَضَائِل أم هَانِئ من حَدِيث سعيد ابْن أبي عرُوبَة عَن أَيُّوب بن صَفْوَان عَن عبد الله بن الْحَارِث أَن ابْن عَبَّاس كَانَ لَا يُصَلِّي الضُّحَى حَتَّى أدخلْنَاهُ عَلَى أم هَانِئ فَقلت لَهَا أَخْبِرِي ابْن عَبَّاس بِمَا أخبرتينا بِهِ فَقَالَت أم هَانِئ دخل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي بَيْتِي فَصَلى صَلَاة الضُّحَى ثَمَانِي رَكْعَات فَخرج ابْن عَبَّاس وَهُوَ يَقُول لقد قَرَأت مَا بَين اللَّوْحَيْنِ فَمَا عرفت صَلَاة الْإِشْرَاق إِلَّا السَّاعَة يسبحْنَ بالْعَشي وَالْإِشْرَاق ثمَّ قَالَ ابْن عَبَّاس هَذِه صَلَاة الْإِشْرَاق انْتَهَى وَسكت عَنهُ
1100 - الحَدِيث الرَّابِع
فِي وصف كَلَام النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لَا نذر وَلَا هذر
قلت هُوَ فِي حَدِيث أم معبد وَقد تقدم بِطرقِهِ فِي سُورَة الْأَعْرَاف
وَقَالُوا فِي تَفْسِير هَذَا إِن مَعْنَاهُ لَيْسَ فِيهِ اخْتِصَار مخل وَلَا تَطْوِيل مُمل بل هُوَ وسط لَيْسَ بِقَلِيل وَلَا كثير
وَرَوَى أَبُو دَاوُد فِي سنَنه فِي كتاب الْأَدَب من حَدِيث عَائِشَة قَالَت كَانَ كَلَام رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فصلا يفهمهُ من سَمعه انْتَهَى
1101 - قَوْله عَن سعيد بن الْمسيب والْحَارث الْأَعْوَر عَن عَلّي بن أبي طَالب رَضِيَ اللَّهُ عَنْه أَنه قَالَ من حَدثكُمْ بِحَدِيث دَاوُد عَلَى مَا يَرْوُونَهُ الْقصاص جلدته مائَة وَسِتِّينَ جلدَة وَهُوَ حد الْفِرْيَة عَلَى الْأَنْبِيَاء صلوَات الله وَسَلَامه(3/188)
عَلَيْهِم أَجْمَعِينَ
1102 - الحَدِيث الْخَامِس
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من سره أَن يقوم لَهُ النَّاس صُفُونا فَليَتَبَوَّأ مَقْعَده من النَّار)
قلت غَرِيب
وَرَوَى أَبُو دَاوُد فِي الْأَدَب وَالتِّرْمِذِيّ فِي الاسْتِئْذَان من حَدِيث لَاحق بن حميد أبي مجلز أَن مُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان دخل بَيْتا فِيهِ ابْن عَامر وَابْن الزُّبَيْر فَقَامَ ابْن عَامر وَجلسَ ابْن الزُّبَيْر فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَة اجْلِسْ فَإِنِّي سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول (من سره أَن يتَمَثَّل لَهُ النَّاس قيَاما فَليَتَبَوَّأ مَقْعَده من النَّار) انْتَهَى
وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَزَاد فِيهِ من سره أَن يتَمَثَّل لَهُ النَّاس قيَاما إِذا جَاءَ مُقبلا فَليَتَبَوَّأ الحَدِيث
وَرَوَى أَبُو عبيد الْقَاسِم بن سَلام فِي غَرِيب الحَدِيث ثَنَا هشيم أَنا الْعَوام ابْن حَوْشَب عَن عزْرَة بن الْحَارِث عَن الْبَراء بن عَازِب قَالَ كُنَّا إِذا صلينَا مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَرفع رَأسه قمنا مَعَه صُفُوفا فَإِذا سجد تَبِعْنَاهُ انْتَهَى قَالَ وَلِلنَّاسِ فِي تَفْسِير الصَّافِن وَجْهَان فَمنهمْ من قَالَ كل صَاف قَدَمَيْهِ قَائِما فَهُوَ صَافِن وَالْقَوْل الآخر إِن الصَّافِن من الْخَيل الَّذِي قلب أحد حَوَافِرِهِ وَقَامَ عَلَى ثَلَاث قَوَائِم وَمِنْه قِرَاءَة عبد الله بن مَسْعُود واذْكُرُوا اسْم الله عَلَيْهَا صَوَافِن(3/189)
1103 - الحَدِيث السَّادِس
قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (الْخَيل مَعْقُود فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْر إِلَى يَوْم الْقِيَامَة)
قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم فِي الْجِهَاد من حَدِيث مَالك عَن نَافِع عَن ابْن عمر قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَذكره
قَالَ التِّرْمِذِيّ وَفقه هَذَا الحَدِيث أَن الْجِهَاد قَائِم مَعَ كل إِمَام إِلَى يَوْم الْقِيَامَة انْتَهَى
وَأَخْرَجَاهُ عَن عُرْوَة بن الْجَعْد الْبَارِقي مَرْفُوعا بِنَحْوِهِ وَبِزِيَادَة الْأجر وَالْغنيمَة
وَأخرجه مُسلم عَن جرير بِنَحْوِ حَدِيث عُرْوَة سَوَاء
1104 - الحَدِيث السَّابِع
قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي زيد الْخَيل حِين وَفد عَلَيْهِ وَأسلم (مَا وصف لي رجل فرأيته إِلَّا كَانَ دون مَا بَلغنِي إِلَّا زيد الْخَيل) وَسَماهُ زيد الْخَيْر
قلت رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة فِي بَاب الْوُفُود فِي بَاب وَفد طَيئ أخبرنَا أَبُو عبد الله الْحَافِظ ثَنَا أَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد بن يَعْقُوب ثَنَا أَحْمد بن عبد الْجَبَّار ثَنَا يُونُس عَن ابْن إِسْحَاق قَالَ قدم عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَفد طَيئ مِنْهُم زيد الْخَيل فَلَمَّا انْتَهوا إِلَيْهِ كَلمُوهُ وَعرض عَلَيْهِم رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الْإِسْلَام فأسلموا وَحسن إسْلَامهمْ فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (مَا ذكر لي رجل من الْعَرَب بِفضل ثمَّ جَاءَنِي إِلَّا رَأَيْته دون مَا يُقَال لي مِنْهُ إِلَّا زيد الْخَيل) ثمَّ سَمَّاهُ زيد الْخَيْر الحَدِيث بِطُولِهِ
وَرَوَاهُ ابْن سعد فِي الطَّبَقَات فِي ذكر الْوُفُود أخبرنَا مُحَمَّد بن عمر يَعْنِي الْوَاقِدِيّ ثني أَبُو بكر بن عبد الله أبي سُبْرَة عَن أبي عُوَيْمِر الطَّائِي وَكَانَ(3/190)
يَتِيم الزُّهْرِيّ قَالَ وَحدثنَا هِشَام بن مُحَمَّد بن السَّائِب الْكَلْبِيّ ثَنَا عباد الطَّائِي عَن أَشْيَاخهم قَالُوا قدم وَفد طَيء عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ خَمْسَة عشر رجلا رَأْسهمْ زيد الْخَيل عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَعرض عَلَيْهِم الْإِسْلَام فاسلموا وَأَجَازَهُمْ بِخَمْسَة أَوَاقٍ فضَّة لكل رجل مِنْهُم فَأعْطَى زيد الْخَيل اثْنَتَيْ عشر أوقيه وَنَشَأ وَقَالَ (مَا ذكر لي رجل) إِلَى آخر لفظ الْبَيْهَقِيّ
1105 - قَوْله
وَسَأَلَ رجل بِلَال رَضِيَ اللَّهُ عَنْه عَن قوم يَسْتَبقُونَ من السَّابِق فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ لَهُ الرجل أردْت الْخَيل قَالَ وَأَنا أردْت الْخَيْر
قلت رَوَاهُ إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ فِي كِتَابه حَدثنَا ابْن عَائِشَة عَن أبي عوَانَة عَن مُغيرَة عَن الشّعبِيّ قَالَ كَانَ رهان فَقَالَ رجل لِبلَال من سبق قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ فَمن صَلَّى قَالَ أَبُو بكر قَالَ إِنَّمَا أَعنِي فِي الْخَيل قَالَ وَأَنا أَعنِي فِي الْخَيْر انْتَهَى ذكره فِي بَاب صَلَّى قَالَ وَالْمُصَلي الَّذِي يَجِيء عَلَى أثر السَّابِق انْتَهَى كَلَامه
1106 - الحَدِيث الثَّامِن
رُوِيَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ (قَالَ سُلَيْمَان لأطوفن اللَّيْلَة عَلَى سبعين امْرَأَة تَأتي كل وَاحِدَة بِفَارِس يُجَاهد فِي سَبِيل الله وَلم يقل إِن شَاءَ الله فَطَافَ عَلَيْهِنَّ فَلم تحمل إِلَّا امْرَأَة) وَاحِدَة جَاءَت بشق رجل وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ لَو قَالَ إِن شَاءَ الله لَجَاهَدُوا فِي سَبِيل الله فُرْسَانًا أَجْمَعُونَ)(3/191)
قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم فِي كتاب الْإِيمَان من حَدِيث أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (قَالَ سُلَيْمَان بن دَاوُد لأطوفن اللَّيْلَة عَلَى سبعين امْرَأَة كُلهنَّ يَأْتِين بِفَارِس يُجَاهد فِي سَبِيل الله فَقَالَ لَهُ صَاحبه قل إِن شَاءَ الله فَلم يقل إِن شَاءَ الله فَلم تحمل مِنْهُنَّ إِلَّا امْرَأَة جَاءَت بشق رجل وَايْم الَّذِي نَفْس مُحَمَّد بِيَدِهِ لَو قَالَ إِن شَاءَ الله لَجَاهَدُوا فِي سَبِيل الله فُرْسَانًا أَجْمَعُونَ) انْتَهَى
وَرَوَاهُ البُخَارِيّ فِي بَدْء الْخلق فِي بَاب قَوْله تَعَالَى وَوَهَبْنَا لداود سُلَيْمَان وَقَالَ فِي آخِره قَالَ شُعَيْب وَابْن أبي الزِّنَاد تسعين امْرَأَة وَهُوَ أصح انْتَهَى
1107 - قَوْله
وَأما مَا يُحْكَى من حَدِيث الْخَاتم والشيطان وَعبادَة الوثن فِي بَيت سُلَيْمَان فَالله أعلم بِصِحَّتِهِ ثمَّ ذكره
قلت رَوَى ابْن أبي حَاتِم فِي تَفْسِيره من حَدِيث ابْن عَبَّاس فَذكر حَدِيث الْخَاتم والشيطان قَرِيبا مِمَّا حَكَاهُ المُصَنّف
وَذكره ابْن كثير فِي تَفْسِيره وَقَالَ إِسْنَاده قوي وَكَأَنَّهُ مِمَّا تَلقاهُ ابْن عَبَّاس من أهل الْكتاب إِن صَحَّ عَنْهُم وَفِيهِمْ طَائِفَة لَا يَعْتَقِدُونَ نبوة سُلَيْمَان عَلَيْهِ السَّلَام فَالظَّاهِر أَنهم يكذبُون عَلَيْهِ وَفِيه مُنكرَات من أَشدّهَا ذكر النِّسَاء وَالْمَشْهُور عَن مُجَاهِد وَغَيره من أَئِمَّة السّلف أَن ذَلِك الجني لم يُسَلط عَلَى نسَاء سُلَيْمَان بل عَصَمَهُنَّ الله مِنْهُ تَشْرِيفًا لنَبيه عَلَيْهِ السَّلَام قَالَ وَقد رويت هَذِه الْقِصَّة عَن سعيد بن الْمسيب وَزيد بن أسلم وَجَمَاعَة من السّلف وَكلهَا مُتَلَقَّاة من قصَص أهل الْكتاب
قلت رَوَى النَّسَائِيّ فِي التَّفْسِير عِنْد قَوْله تَعَالَى وَمَا كفر سُلَيْمَان وَلَكِن الشَّيَاطِين كفرُوا أخبرنَا مُحَمَّد بن الْعَلَاء ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَة ثَنَا الْأَعْمَش عَن الْمنْهَال ابْن عَمْرو عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس قَالَ كَانَ الَّذِي أصَاب أَصْحَاب سُلَيْمَان ابْن دَاوُد عَلَيْهِ السَّلَام بِسَبَب امْرَأَة من أَهله يُقَال لَهَا جَرَادَة وَكَانَت أحب نِسَائِهِ(3/192)
إِلَيْهِ وَكَانَ إِذا أَرَادَ أَن يَأْتِي نِسَاءَهُ أَو يدْخل الْخَلَاء أَعْطَاهَا الْخَاتم فجَاء نَاس من أهل جَرَادَة يُخَاصِمُونَ قوما إِلَى سُلَيْمَان فَكَانَ هوى سُلَيْمَان أَن يكون الْحق لأهل جَرَادَة فَيَقْضِي لَهُم فَعُوقِبَ إِذْ لم يكن هَوَاهُ عَلَيْهِم وَإِنَّمَا أَرَادَ الله أَن يَبْتَلِيه دخل الْخَلَاء وَأَعْطَاهَا الْخَاتم فجَاء الشَّيْطَان فِي سُورَة سُلَيْمَان وَقَالَ لَهَا هَاتِي خَاتمِي فَدَفَعته إِلَيْهِ فَلَمَّا لبسه دَانَتْ لَهُ الشَّيَاطِين وَالْإِنْس وَالْجِنّ وكل شَيْء فَجَاءَهَا سُلَيْمَان فَطلب مِنْهَا الْخَاتم فَقَالَت لَهُ اخْرُج لست بِسُلَيْمَان قَالَ سُلَيْمَان إِن ذَلِك أَمر الله أَبْتَلِي بِهِ فَخرج فَجعل كلما قَالَ أَنا سُلَيْمَان رَجَمُوهُ حَتَّى يدمون عقبه وَمكث هَذَا الشَّيْطَان فيهم مُقيما ينْكح نِسَاءَهُ وَيَقْضِي بَينهم وَانْطَلَقت الشَّيَاطِين فَكَتَبُوا كتبا فِيهَا سحر وَكفر وَدَفَنُوهَا تَحت كرْسِي سُلَيْمَان عَلَيْهِ السَّلَام ثمَّ أَثَارُوهَا وَقَالُوا كَانَ سُلَيْمَان يفتن بِهَذَا الْأنس وَالْجِنّ قَالَ فَأكفر النَّاس سُلَيْمَان حَتَّى بعث الله مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَانْزِل الله عَلَيْهِ وَمَا كفر سُلَيْمَان وَلَكِن الشَّيَاطِين كفرُوا وَلما أنكر النَّاس من أَمر سُلَيْمَان وَأَرَادَ الله أَن يرد عَلَيْهِ ملكه جَاءُوا إِلَى نِسَائِهِ فَسْأَلُوهُنَّ فَقُلْنَ إِنَّه ليَأْتِينَا وَنحن حيض وَمَا كَانَ يأتينا قيل ذَلِك فَلَمَّا رَأَى الشَّيْطَان أَنه حضر هَلَاكه هرب وَألقَى الْخَاتم فِي الْبَحْر فَتَلَقَّتْهُ سَمَكَة وَخرج سُلَيْمَان يحمل عَلَى سَاحل بَحر فَحمل لرجل سمكًا بِسَمَكَةٍ مِنْهُ فَلَمَّا بلغ بِهِ أعطَاهُ السَّمَكَة الَّتِي فِي بَطنهَا الْخَاتم فَذهب بهَا فشق بَطنهَا يُرِيد أَن يشويها فَإِذا الْخَاتم فِيهَا فَلَمَّا لبسه أقبل إِلَيْهِ الْإِنْس وَالْجِنّ وَالشَّيَاطِين وَأرْسل فِي طلب الشَّيْطَان فَجعلُوا لَا يطيقُونَهُ حَتَّى احْتَالُوا عَلَيْهِ فوجدوه نَائِما قد سكر فَأَخَذُوهُ وَجَاءُوا بِهِ إِلَى سُلَيْمَان فَأمر بتخت من رُخَام فَنقرَ ثمَّ أدخلهُ فِي جَوْفه ثمَّ سَده بِالنُّحَاسِ ثمَّ أَمر بِهِ فَطرح فِي الْبَحْر انْتَهَى
1108 - الحَدِيث التَّاسِع
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه أَتَى بِمَخْدَعٍ قد خبث بِأُمِّهِ فَقَالَ (خُذُوا عثْكَالًا فِيهِ مائَة شِمْرَاخ فَاضْرِبُوهُ بهَا ضَرْبَة)(3/193)
قلت رَوَاهُ النَّسَائِيّ وَابْن ماجة فِي سنَنَيْهِمَا الأول فِي الرَّجْم وَالثَّانِي فِي الْحُدُود من حَدِيث مُحَمَّد بن إِسْحَاق عَن يَعْقُوب بن عبد الله بن الْأَشَج عَن أبي أُمَامَة سهل بن حنيف عَن سعيد بن سعد بن عبَادَة قَالَ كَانَ بَين أَبْيَاتنَا رجل ضَعِيف مُخْدج فَلم يرع الْحَيّ إِلَّا وَهُوَ عَلَى أمة من إمَائِهِمْ يخْبث بهَا قَالَ ذَلِك سعد بن عبَادَة لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ (اضْرِبُوهُ حَده) قَالُوا يَا رَسُول الله هُوَ أَضْعَف من ذَلِك لَو ضَرَبْنَاهُ مائَة قَتَلْنَاهُ فَقَالَ (خُذُوا لَهُ عثْكَالًا فِيهِ مائَة شِمْرَاخ فَاضْرِبُوهُ بِهِ ضَرْبَة وَاحِدَة) قَالَ فَفَعَلُوا انْتَهَى
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَحْمد وَابْن أبي شيبَة وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَالْبَزَّار فِي مسانيدهم
وَمن طَرِيق ابْن أبي شيبَة رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه
قَالَ الْبَزَّار وَلَا نعلم أسْند سعيد بن سعد إِلَّا هَذَا الحَدِيث وَقد اخْتلف فِيهِ عَلَى أبي أُمَامَة فَرَوَاهُ ابْن عُيَيْنَة عَن أبي الزِّنَاد عَن أبي أُمَامَة مُرْسلا وَرَوَاهُ دَاوُد بن مهْرَان عَن ابْن عُيَيْنَة عَن أبي الزِّنَاد عَن أبي أُمَامَة عَن الْخُدْرِيّ وَرَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاشد عَن الزُّهْرِيّ عَن أبي أُمَامَة عَن أَبِيه وَغير إِسْحَاق يرويهِ عَن الزُّهْرِيّ عَن أبي أُمَامَة بن سهل مُرْسلا انْتَهَى كَلَامه
وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي سنَنه فِي الْحُدُود من حَدِيث أبي أُمَامَة بن سهل بن حنيف أَنه أخبرهُ بعض أَصْحَاب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَذكره باخْتلَاف لفظ
1109 - الحَدِيث الْعَاشِر
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ (لِلْمُتَكَلِّفِ ثَلَاث عَلَامَات يُنَازع من فَوْقه وَيَتَعَاطَى مَا لَا ينَال وَيَقُول مَا لَا يعلم)
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره أخبرنَا الْحسن بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن الدينَوَرِي ثَنَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِسْحَاق السّني ثَنَا أَحْمد بن عُمَيْر بن يُوسُف ثَنَا مُحَمَّد ابْن عَوْف ثَنَا مُحَمَّد بن الصفي ثَنَا حَيْوَة بن شُرَيْح بن يزِيد ثَنَا أَرْطَاة بن الْمُنْذر(3/194)
عَن ضَمرَة بن حبيب عَن سَلمَة بن نفَيْل قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (لِلْمُتَكَلِّفِ ثَلَاث عَلَامَات) إِلَى آخِره
وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب الثَّالِث وَالثَّلَاثِينَ من كَلَام أَرْطَاة ابْن الْمُنْذر فَقَالَ أخبرنَا أَبُو عبد الله الْحَافِظ أَنا أَبُو بكر مُحَمَّد بن عَلّي الْفَقِيه الإِمَام الشَّاشِي ثَنَا أَبُو بكر بن أبي دَاوُد ثَنَا كثير بن عبيد ثَنَا بَقِيَّة بن الْوَلِيد عَن أَرْطَاة بن الْمُنْذر قَالَ آيَة الْمُتَكَلف ثَلَاث إِلَى آخِره إِلَّا أَنه قَالَ وَيتَكَلَّم فِيمَا لَا يعلم
وَرَوَاهُ أَبُو نعيم فِي كتاب الْحِلْية من كَلَام وهب بن مُنَبّه بِسَنَدِهِ إِلَيْهِ
1110 - الحَدِيث الْحَادِي عشر
عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (من قَرَأَ سُورَة ص كَانَ لَهُ بِوَزْن كل جبل سَخَّرَهُ الله لداود عَلَيْهِ السَّلَام عشر حَسَنَات وَعَصَمَهُ أَن يصر عَلَى ذَنْب صَغِير أَو كَبِير)
قلت ذكره الثَّعْلَبِيّ عَن أبي بن كَعْب عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من غير سَنَد
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه الْمُتَقَدِّمين فِي آل عمرَان
وَرَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط بِسَنَدِهِ الْمُتَقَدّم فِي يُونُس(3/195)
سُورَة الزمر(3/197)
سُورَة الزمر
ذكر فِيهَا ثَلَاثَة عشر حَدِيثا
1111 - الحَدِيث الأول
كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَتَخَوَّلُ أَصْحَابه بِالْمَوْعِظَةِ
قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه فِي كتاب الْعلم وَفِي آخر الدَّعْوَات وَمُسلم فِي صفة الْقِيَامَة من حَدِيث شَقِيق قَالَ كَانَ عبد الله بن مَسْعُود يذكرنَا كل يَوْم خَمِيس فَقَالَ لَهُ رجل يَا أَبَا عبد الرَّحْمَن إِنَّا نحب حَدِيثك وَنَشْتَهِيهِ وَلَوَدِدْنَا أَنَّك حَدَّثتنَا كل يَوْم فَقَالَ مَا يَمْنعنِي أَن أحدثكُم إِلَّا كَرَاهِيَة أَن أَملكُم إِن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَانَ يَتَخَوَّلنَا بِالْمَوْعِظَةِ فِي الْأَيَّام كَرَاهِيَة السَّآمَة علينا انْتَهَى
1112 - الحَدِيث الثَّانِي
قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (أفضل الصَّلَاة صَلَاة الْقُنُوت)
قلت هَكَذَا وجدته فِي عدَّة نسخ وَالَّذِي فِي الصَّحِيح وَغَيره أفضل الصَّلَاة طول الْقُنُوت رَوَاهُ مُسلم فِي الصَّلَاة من حَدِيث أبي الزُّبَيْر عَن جَابر قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (أفضل الصَّلَاة طول الْقُنُوت) انْتَهَى
وَالْمُصَنّف احْتج بِهِ عَلَى أَن المُرَاد بِالْقُنُوتِ الْقيام وَقد جَاءَ مُصَرحًا بِهِ فِي حَدِيث رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي الْحِلْية من طَرِيق أَحْمد بن حَنْبَل بِسَنَدِهِ إِلَى عبد الله ابْن حبشِي الْخَثْعَمِي أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ سُئِلَ أَي الصَّلَاة أفضل قَالَ (طول الْقيام) انْتَهَى
وَرَوَى أَبُو عبيد الْقَاسِم بن سَلام حَدثنَا يَحْيَى بن سعيد عَن عبد الله عَن نَافِع عَن ابْن عمر أَنه سُئِلَ عَن الْقُنُوت فَقَالَ مَا أعرف الْقُنُوت إِلَّا طول(3/199)
وَرَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ أَخْبرنِي ابْن فَنْجَوَيْهِ ثَنَا عبد الله بن مُحَمَّد ثني ابْن أبي شيبَة ثَنَا أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن مدينا الْموصِلِي بِبَغْدَاد ثَنَا أَبُو فَرْوَة يزِيد بن الْقيام ثمَّ قَرَأَ أَمن هُوَ قَانِت آنَاء اللَّيْل سَاجِدا وَقَائِمًا انْتَهَى
وَرَوَى الطَّحَاوِيّ فِي شرح الْآثَار فِي بَاب الْقِرَاءَة فِي رَكْعَتي الْفجْر حَدثنَا مُحَمَّد بن النُّعْمَان ثَنَا الْحميدِي ثَنَا سُفْيَان قَالَ سَمِعت أَبَا الزُّبَيْر يحدث عَن جَابر أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (أفضل الصَّلَاة طول الْقيام) انْتَهَى
1113 - الحَدِيث الثَّالِث
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ (ينصب الله الموازين يَوْم الْقِيَامَة فَيُؤتَى بِأَهْل الصَّلَاة فَيُوَفَّوْنَ أُجُورهم بِالْمَوَازِينِ وَيُؤْتَى بِأَهْل الصَّدَقَة فَيُوَفَّوْنَ أُجُورهم بِالْمَوَازِينِ وَيُؤْتَى بِأَهْل الْحَج فَيُوَفَّوْنَ أُجُورهم بِالْمَوَازِينِ وَيُؤْتَى بِأَهْل الْبلَاء فَلَا ينصب لَهُم ميزَان وَلَا ينشر لَهُم ديوَان وَيصب عَلَيْهِم الْأجر صبا قَالَ الله تَعَالَى إِنَّمَا يُوفى الصَّابِرُونَ أجرهم بِغَيْر حِسَاب حَتَّى يتَمَنَّى أهل الْعَافِيَة أَن أَجْسَادهم تقْرض بالمقابض مِمَّا يذهب بِهِ أهل الْبلَاء من الْفضل ويحوزونه)
قلت رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه مُخْتَصرا فَقَالَ ثَنَا السّري بن سهل الجنديسابوري ثَنَا عبد الله بن رشيد ثَنَا مجاعَة بن الزُّبَيْر عَن قَتَادَة عَن جَابر بن زيد عَن ابْن عَبَّاس أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (يُؤْتَى بِالشُّهَدَاءِ يَوْم الْقِيَامَة فَيَنْصبُونَ لِلْحسابِ وَيُؤْتَى بالمتصدقين فَيَنْصبُونَ لِلْحسابِ ثمَّ يُؤْتَى بِأَهْل الْبلَاء فَلَا ينصب لَهُم ميزَان وَلَا ينشر لَهُم ديوَان فَيصب عَلَيْهِم الْأجر حَتَّى إِن أهل الْعَافِيَة لَيَتَمَنَّوْنَ فِي الْموقف أَن أَجْسَادهم قرضت بِالْمَقَارِيضِ من حسن ثَوَاب الله لَهُم) انْتَهَى
وَعَن الطَّبَرَانِيّ رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي الْحِلْية فِي تَرْجَمَة جَابر بن زيد بِسَنَدِهِ وَمَتنه
وَرَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره بِسَنَد آخر وَمتْن الْكتاب فَقَالَ أَخْبرنِي ابْن فَنْجَوَيْهِ ثَنَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِسْحَاق السّني حَدثنِي مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الضَّحَّاك ثَنَا نصر بن مَرْزُوق ثَنَا أَسد بن مُوسَى ثَنَا بكر بن حُبَيْش عَن ضرار بن عَمْرو(3/200)
عَن زيد الرقاشِي عَن أنس بن مَالك عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (ينصب الْمِيزَان) إِلَى آخِره بِلَفْظ المُصَنّف
وَرَوَاهُ أَبُو الْقَاسِم الْأَصْبَهَانِيّ فِي كتاب التَّرْغِيب والترهيب بِهَذَا السَّنَد وَبكر ابْن حُبَيْش وَضِرَار وَالرَّقَاشِيُّ كلهم ضِعَاف
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره ثَنَا أَبُو عَمْرو أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم ثَنَا مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب ثَنَا آدم ثَنَا بكر بن حُبَيْش ثَنَا ضرار بن عَمْرو بِهِ بِلَفْظ المُصَنّف إِلَّا أَنه زَاد الصَّوْم بعد الصَّلَاة
1114 - الحَدِيث الرَّابِع
قَرَأَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَفَمَن شرح الله صَدره لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نور من ربه فَقيل يَا رَسُول الله كَيفَ انْشِرَاح الصَّدْر قَالَ (إِذا دخل النُّور الْقلب انْشَرَحَ وَانْفَتح) فَقيل يَا رَسُول الله فَمَا عَلامَة ذَلِك قَالَ (الْإِنَابَة إِلَى دَار الْخلد والتجافي عَن دَار الْغرُور وَالتَّأَهُّب للْمَوْت قبل نُزُوله)
قلت رَوَاهُ أَبُو عبد الله التِّرْمِذِيّ الْحَكِيم فِي نَوَادِر الْأُصُول فِي الأَصْل السَّادِس والثمانين حَدثنَا صَالح بن مُحَمَّد ثَنَا إِبْرَاهِيم بن يَحْيَى الْأَسْلَمِيّ حَدثنِي أَبُو سُهَيْل بن أبي أنس عَن عَطاء بن أبي رَبَاح عَن ابْن عمر أَن رجلا قَالَ يَا نَبِي الله أَي الْمُؤمن أَكيس قَالَ (أَكْثَرهم ذكرا للْمَوْت وَأَحْسَنهمْ لَهُ اسْتِعْدَادًا وَإِذا دخل النُّور فِي الْقلب انْفَتح وَاسْتَوْسَعَ) قَالُوا فَمَا آيَة ذَلِك يَا رَسُول الله قَالَ (الْإِنَابَة إِلَى دَار الخلود والتجافي عَن دَار الْغرُور والاستعداد للْمَوْت قبل نُزُوله) ثمَّ قَرَأَ أَفَمَن شرح الله صَدره لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نور من ربه انْتَهَى(3/201)
مُحَمَّد ثني أبي عَن أَبِيه ثَنَا زيد بن أبي أنيسَة عَن عَمْرو بن مرّة عَن عبد الله ابْن الْحَارِث عَن عبد الله بن مَسْعُود قَالَ قَرَأَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (أَفَمَن شرح الله صَدره) إِلَى آخِره
والْحَدِيث رَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك فِي كتاب الرقَاق من حَدِيث عبد الرَّحْمَن ابْن عبد الله المَسْعُودِيّ عَن الْقَاسِم بن عبد الرَّحْمَن عَن أَبِيه عَن ابْن مَسْعُود قَالَ تَلا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (فَمن يرد الله أَن يهديه يشْرَح صَدره لِلْإِسْلَامِ) فَقَالَ (إِن النُّور إِذا دخل الصَّدْر اِنْفَسَحَ) إِلَى آخِره فَقيل يَا رَسُول الله إِلَى آخِره
وَعَن الْحَاكِم رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب الْحَادِي وَالسبْعين وَسكت عَنهُ الْحَاكِم
وَهَذِه الْآيَة فِي الْأَعْرَاف وَكَأَنَّهُ اخْتِلَاف لفظ من الرَّاوِي
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره حَدثنَا الْحسن بن سعيد بن جَعْفَر الْبَصْرِيّ ثَنَا عبد الله بن سعيد بن يَحْيَى ثَنَا أَبُو فَرْوَة يزِيد بن مُحَمَّد بن سِنَان الرهاوي حَدثنِي أبي عَن أَبِيه بِهِ بِسَنَد الثَّعْلَبِيّ وَمتْن المُصَنّف
ثمَّ رَوَاهُ حَدثنَا أَبُو عَمْرو أَحْمد بن إِبْرَاهِيم ثَنَا مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب ثَنَا آدم ثَنَا عِيسَى بن مَيْمُون ثَنَا مُحَمَّد بن كَعْب الْقرظِيّ قَالَ لما نزلت هَذِه الْآيَة (أَفَمَن شرح الله صَدره لِلْإِسْلَامِ) قَالُوا يَا رَسُول الله فَهَل تَنْشَرِح الصُّدُور قَالَ (نعم) قَالُوا هَل لذَلِك عَلامَة قَالَ (نعم التَّجَافِي عَن دَار الْغرُور) إِلَى آخِره
وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي كتاب الزّهْد أخبرنَا أَبُو عبد الله الْحَافِظ أَنا أَبُو حَامِد أَحْمد بن عَلّي بن الْحسن الْمُقْرِئ ثَنَا أَبُو فَرْوَة يزِيد بن مُحَمَّد بن سِنَان ثني أبي(3/202)
عَن أَبِيه بِسَنَد الثَّعْلَبِيّ وَمتْن المُصَنّف إِلَّا أَنه قَالَ (وَانْفَسَحَ)
1115 - قَوْله
كَمَا جَاءَ فِي وَصفه يَعْنِي الْقُرْآن لَا ينْفد وَلَا ينشاق وَلَا يخلق عَلَى كَثْرَة الرَّد
قلت تقدم فِي آل عمرَان وَلَيْسَ فِيهِ لَا ينْفد وَلَا ينشاق لَكِن ذكر القَاضِي عِيَاض الحَدِيث الْمَذْكُور فِي الشِّفَاء فِي آل عمرَان بِلَفْظ ثمَّ قَالَ وَعَن ابْن مَسْعُود نَحوه وَزَاد فِيهِ لَا يخْتَلف وَلَا يتشان فِيهِ نبأ الْأَوَّلين والآخرين انْتَهَى
1116 - الحَدِيث الْخَامِس
فِي الحَدِيث أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَانَ يُكَرر عَلَى أَصْحَابه مَا كَانَ يَعِظهُمْ بِهِ وَينْصَح ثَلَاث مَرَّات وَسبعا
قلت غَرِيب وَرَوَى البُخَارِيّ فِي صَحِيحه فِي كتاب الْعلم وَفِي الاسْتِئْذَان من حَدِيث ثُمَامَة عَن أنس عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه كَانَ إِذا تكلم بِكَلِمَة أَعَادَهَا ثَلَاثًا حَتَّى تفهم عَنهُ وَإِذا أَتَى إِلَى قوم فَسلم عَلَيْهِم سلم عَلَيْهِم ثَلَاثًا انْتَهَى وَزَاد أَحْمد فِي مُسْنده وَكَانَ يسْتَأْذن ثَلَاثًا
قَالَ الْبَيْهَقِيّ فِي كتاب الْمدْخل قَالَ الْإِسْمَاعِيلِيّ يشبه أَن يكون تَسْلِيمه عَلَيْهِ السَّلَام ثَلَاثًا كَانَ تَسْلِيم الاسْتِئْذَان كَمَا جَاءَ فِي حَدِيث أبي مُوسَى وَأبي سعيد وَإِلَّا فَالسنة فِي التَّسْلِيم مرّة وَاحِدَة(3/203)
قلت يُعَكر عَلَى هَذَا زِيَادَة أَحْمد فِي مُسْنده كَمَا ذَكرْنَاهُ
1117 - قَوْله
قَالَ عبد الله بن عمر فِي قَوْله تَعَالَى ثمَّ إِنَّكُم يَوْم الْقِيَامَة عِنْد ربكُم تختصمون لقد عِشْنَا بُرْهَة من دَهْرنَا وَنحن نرَى أَن هَذِه الْآيَة أنزلت فِينَا وَفِي أهل الْكتاب قُلْنَا كَيفَ نَخْتَصِم وَنَبِينَا وَاحِد وَدِيننَا وَاحِد وَكِتَابنَا وَاحِد حَتَّى رَأَيْت بَعْضنَا يضْرب وُجُوه بعض بِالسَّيْفِ فَعرفت أَنَّهَا نزلت فِينَا
وَقَالَ أَبُو سعيد الْخُدْرِيّ كُنَّا نقُول رَبنَا وَاحِد وَدِيننَا وَاحِد فَمَا هَذِه الْخُصُومَة فَلَمَّا كَانَ يَوْم صفّين وَشد بَعْضنَا عَلَى بعض بِالسُّيُوفِ قُلْنَا نعم هَذَا هُوَ
وَعَن إِبْرَاهِيم النَّخعِيّ قَالَت الصَّحَابَة مَا خُصُومَتنَا وَنحن إخْوَان فَلَمَّا قتل عُثْمَان بن عَفَّان رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالُوا هَذِه خُصُومَتنَا
قلت
الأول رَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي كتاب الْأَهْوَال من حَدِيث زيد بن أبي أنيسَة عَن الْقَاسِم بن عَوْف الْبكْرِيّ قَالَ سَمِعت ابْن عمر يَقُول لقد عِشْنَا إِلَى آخِره قَالَ صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ
وَالثَّانِي ذكره الثَّعْلَبِيّ تَعْلِيقا فَقَالَ وَرَوَى خلف بن خَليفَة عَن أبي هَاشم عَن الْخُدْرِيّ قَالَ كُنَّا نقُول إِلَى آخر كَلَامه
وَالثَّالِث رَوَاهُ عبد الرازق والطبري والثعلبي فِي تفاسيرهم من حَدِيث إِسْمَاعِيل ابْن علية عَن ابْن عون عَن إِبْرَاهِيم النَّخعِيّ قَالَ لما نزلت ثمَّ إِنَّكُم يَوْم الْقِيَامَة عِنْد ربكُم تختصمون قَالَت الصَّحَابَة فيمَ خُصُومَتنَا إِلَى آخِره(3/204)
1118 - قَوْله
عَن ابْن عَبَّاس فِي ابْن آدم نَفْس وروح بَينهمَا مثل شُعَاع الشَّمْس فَالنَّفْس الَّتِي بهَا الْعقل وَالتَّمَيُّز وَالروح الَّتِي بهَا النَّفس وَالْحَرَكَة فَإِذا نَام العَبْد قبض الله نَفسه وَلم يقبض روحه
قلت غَرِيب جدا
1119 - الحَدِيث السَّادِس
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ فِي قَوْله تَعَالَى قل يَا عبَادي الَّذين أَسْرفُوا عَلَى أنفسهم الْآيَة (مَا أحب أَن لي الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا بِهَذِهِ الْآيَة) فَقَالَ رجل يَا رَسُول الله وَمن أشرك فَسكت سَاعَة ثمَّ قَالَ (إِلَّا وَمن أشرك) ثَلَاث مَرَّات
قلت رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره ثني زَكَرِيَّا بن يَحْيَى بن أبي زَائِدَة ثَنَا حجاج ثَنَا ابْن لَهِيعَة عَن أبي قبيل قَالَ سَمِعت أَبَا عبد الرَّحْمَن السّلمِيّ يَقُول ثني أَبُو عبد الرَّحْمَن الحبلي انه سمع ثَوْبَان مولَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول (مَا أحب أَن لي الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا بِهَذِهِ الْآيَة قل يَا عبَادي الَّذين أَسْرفُوا عَلَى أنفسهم الْآيَة فَقَالَ رجل يَا رَسُول الله وَمن أشرك فَسكت عَلَيْهِ السَّلَام ثمَّ قَالَ (إِلَّا وَمن أشرك إِلَّا وَمن أشرك إِلَّا وَمن أشرك) انْتَهَى
وَمن طَرِيق الطَّبَرِيّ رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من طَرِيق ابْن وهب ثَنَا عبد الله بن لَهِيعَة بِهِ
وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب(3/205)
التَّاسِع وَالْأَرْبَعِينَ كِلَاهُمَا من طَرِيق ابْن لَهِيعَة بِهِ سندا ومتنا وَلم يَقُولَا إِلَّا وَمن أشرك إِلَّا مرّة
1120 - الحَدِيث السَّابِع
فِي حَدِيث من الشّرك الْخَفي أَن يُصَلِّي الرجل لمَكَان الرجل) أَي لأجل الرجل
قلت رَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك فِي كتاب الرقَاق من حَدِيث كثير بن زيد الْمدنِي عَن ربيح بن عبد الرَّحْمَن بن أبي سعيد الْخُدْرِيّ عَن أَبِيه عَن جده أبي سعيد الْخُدْرِيّ قَالَ خرج علينا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَوْمًا وَنحن نتذاكر الدَّجَّال فَقَالَ (غير الدَّجَّال أخوف عَلَيْكُم الشّرك الْخَفي أَن يعْمل الرجل لمَكَان الرجل) مُخْتَصر وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ
وَرَوَاهُ أَحْمد وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَالْبَزَّار فِي مسانيدهم وَلَفظ أَحْمد أَن يُصَلِّي الرجل لمَكَان الرجل وَقَالَ الْبَزَّار لَا نعلمهُ يرْوَى عَن أبي سعيد إِلَّا من هَذَا الْوَجْه وَربيح بن عبد الرَّحْمَن حدث عَنهُ جمَاعَة من أهل الْعلم فَذكرهمْ بِأَسْمَائِهِمْ
وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب الْخَامِس وَالْأَرْبَعِينَ عَن كثير بن زيد بِهِ بِلَفْظ أَحْمد
وَالْمُصَنّف احْتج بِهِ عَلَى أَن المُرَاد بقوله لِمَكَانِك أَي لِأَجلِك
1121 - الحَدِيث الثَّامِن
قيل سَأَلَ عُثْمَان رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَن تَفْسِير قَوْله تَعَالَى (لَهُ مقاليد السَّمَوَات وَالْأَرْض) فَقَالَ (يَا عُثْمَان مَا سَأَلَني عَنْهَا أحد قبلك(3/206)
تَفْسِيرهَا لَا إِلَه إِلَّا الله وَالله أكبر وَسُبْحَان الله وَبِحَمْدِهِ أسْتَغْفر الله وَلَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه الْعلي الْعَظِيم هُوَ الأول وَالْآخر وَالظَّاهِر وَالْبَاطِن بِيَدِهِ الْخَيْر يَحْيَى وَيُمِيت وَهُوَ عَلَى كل شَيْء قدير)
قلت رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي كتاب الْأَسْمَاء وَالصِّفَات فِي كَلَامه عَلَى الظَّاهِر من أَسمَاء الله تَعَالَى وَالطَّبَرَانِيّ فِي كتاب الدُّعَاء وَأَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مُسْنده من حَدِيث أغلب بن تَمِيم ثَنَا مخلد أَبُو الْهُذيْل الْعَبْدي عَن عبد الرَّحِيم عَن عبد الله ابْن عمر أَن عُثْمَان بن عَفَّان رَضِيَ اللَّهُ عَنْه سَأَلَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَن تَفْسِير قَوْله تَعَالَى لَهُ مقاليد السَّمَوَات وَالْأَرْض إِلَى آخِره سَوَاء
وَرَوَاهُ الْعقيلِيّ فِي ضُعَفَائِهِ عَن أغلب بن تَمِيم هَذَا وَيعرف بالكندي وَيُقَال المَسْعُودِيّ وَضَعفه وَقَالَ لَا يُتَابع عَلَيْهِ
وَذكره ابْن الْجَوْزِيّ فِي كِتَابه الموضوعات قَالَ أما أغلب بن تَمِيم فَقَالَ يَحْيَى لَيْسَ بِشَيْء وَأما مخلد فَقَالَ ابْن حبَان مُنكر الحَدِيث وَأما عبد الرَّحِيم فَكَذَا هُوَ فِي رِوَايَة يُوسُف بن يَعْقُوب القَاضِي وَهُوَ فِي رِوَايَة الْعقيلِيّ عبد الرَّحْمَن ابْن عدي الْمدنِي وَهُوَ ضَعِيف قَالَ وَهَذَا الحَدِيث من الموضوعات الْبَارِدَة الَّتِي لَا تلِيق بِمنْصب النُّبُوَّة انْتَهَى
وَرَوَاهُ ابْن أبي حَاتِم والثعلبي فِي تفسيريهما
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره ثَنَا سُلَيْمَان بن أَحْمد ثَنَا عَلّي بن الْمُبَارك الصَّنْعَانِيّ ثَنَا زيد بن الْمُبَارك ثَنَا سَلام بن وهب الجندي ثَنَا أبي عَن طَاوس عَن ابْن عَبَّاس أَن عُثْمَان بن عَفَّان فَذكره
حَدثنَا الْحسن بن مُحَمَّد بن إِسْحَاق السُّوسِي ثَنَا عبد الله بن سعد بن يَحْيَى القَاضِي ثَنَا سعيد بن بزيع الرقي ثَنَا سعيد بن مسلمة بن هِشَام ثني كُلَيْب بن(3/207)
وَائِل عَن عبد الله بن عمر عَن عُثْمَان بن عَفَّان قَالَ سَأَلت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَذكره وَزَاد فيهمَا يَا عُثْمَان من قَالَهَا كل يَوْم مائَة مرّة أعطي بهَا عشر خِصَال فَذكر أَشْيَاء الْوَضع ظَاهر عَلَيْهَا وَهُوَ الَّذِي ذكره ابْن الْجَوْزِيّ وَرَوَاهُ أَيْضا بِسَنَد الْبَيْهَقِيّ وَالطَّبَرَانِيّ
1122 - الحَدِيث التَّاسِع
رُوِيَ أَن جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام جَاءَ إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ يَا أَبَا الْقَاسِم إِن الله تَعَالَى يمسك السَّمَوَات يَوْم الْقِيَامَة عَلَى أصْبع وَالْأَرضين عَلَى أصْبع وَالْجِبَال عَلَى أصْبع وَالشَّجر عَلَى أصْبع وَالثَّرَى عَلَى أصْبع وَسَائِر الْخلق عَلَى أصْبع ثمَّ يَهُزهُنَّ وَيَقُول أَنا الْملك فَضَحِك رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ تَعَجبا مِمَّا قَالَ ثمَّ قَرَأَ وَمَا قدرُوا الله حق قدره
قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه فِي كتاب التَّوْحِيد وَفِي التَّفْسِير وَمُسلم فِي صفة الْقِيَامَة من حَدِيث عُبَيْدَة السَّلمَانِي عَن ابْن مَسْعُود قَالَ جَاءَ حبر فَقَالَ يَا مُحَمَّد إِن الله يمسك السَّمَوَات عَلَى أصْبع وَالْأَرضين عَلَى أصْبع وَالْجِبَال عَلَى أصْبع وَالثَّرَى عَلَى أصْبع وَالشَّجر عَلَى أصْبع وَالْخَلَائِق عَلَى أصْبع ثمَّ يَقُول أَنا الْملك فَضَحِك رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حَتَّى بَدَت نَوَاجِذه تَعَجبا لَهُ ثمَّ قَرَأَ وَمَا قدرُوا الله حق قدره الْآيَة انْتَهَى
وَوَقع للْمُصَنف هُنَا تَصْحِيف فِي قَوْله إِن جِبْرِيل وَإِنَّمَا هُوَ حبر كَمَا هُوَ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَفِي لفظ للْبُخَارِيّ أَن يَهُودِيّا وَفِي لفظ أَن رجلا من أهل الْكتاب وَفِي لفظ لمُسلم جَاءَ حبر من الْيَهُود
وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ فِي كِتَابَيْهِمَا وَابْن حبَان وَالْحَاكِم فِي صَحِيحهمَا وَأحمد وَابْن رَاهَوَيْه وَالْبَزَّار فِي مسانيدهم وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه كلهم لم يخرجُوا عَن هَذِه الْأَلْفَاظ(3/208)
1123 - الحَدِيث الْعَاشِر
رُوِيَ أَنه نهَى عَن خطْفَة السَّبع
قلت رَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَأَبُو يعلي الْموصِلِي وَاحْمَدْ فِي مسانيدهم أخبرنَا جرير عَن سُهَيْل بن أبي صَالح عَن عبيد الله بن يزِيد رجل من بني سعد ابْن بكر قَالَ سَأَلت سعيد بن الْمسيب إِن نَاسا من قومِي يَأْكُلُون الضبع فَقَالَ إِنَّهَا لَا تحل وَعِنْده شيخ من أهل الشَّام فَقَالَ الشَّيْخ أخْبرك بِمَا سَمِعت أَبَا الدَّرْدَاء يَقُول فِيهِ قلت نعم قَالَ سَمِعت أَبَا الدَّرْدَاء يَقُول نهَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من أكل كل خطْفَة وَنُهْبَة وَمُجَثمَة وكل ذِي نَاب من السَّبع فَقَالَ سعيد صدق انْتَهَى
وَرَوَى الدِّرَامِي فِي مُسْنده فِي الضَّحَايَا أخبرنَا عبد الله بن مسلمة ثَنَا أَبُو أويس بن عَم مَالك بن أنس عَن الزُّهْرِيّ عَن أبي إِدْرِيس الْخَولَانِيّ عَن أبي ثَعْلَبَة الْخُشَنِي قَالَ نهَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَن الْخَطفَة وَالْمُجَثمَة وَالنهبَة وكل ذِي نَاب من السبَاع انْتَهَى
وَالنَّسَائِيّ فِي كتاب الكنى أخبرنَا عَمْرو بن مَنْصُور ثَنَا عبد الله القعْنبِي ثَنَا أَبُو أويس عبد الله بن عبد الله عَن الزُّهْرِيّ بِهِ
وَكَذَلِكَ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط عَن القعْنبِي بِهِ
وَقد تقدم فِي الْأَعْرَاف
قَالَ إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ فِي غَرِيبه الْخَطفَة هِيَ أَن يُرْمَى الصَّيْد فَيَنْقَطِع مِنْهُ عُضْو وَكَأَنَّهُ اخْتَطَف مِنْهُ ذَلِك الْعُضْو لأَخذه إِيَّاه بِسُرْعَة فَإِنَّهُ يَأْكُلهُ وَلَا يَأْكُل الْعُضْو انْتَهَى
وَالْمُصَنّف احْتج بِهِ عَلَى التَّسْمِيَة بِالْمَصْدَرِ كَالْقبْضَةِ(3/209)
وَرَوَاهُ أَبُو يعلي الْموصِلِي أَيْضا عَن أبي بكر بن أبي شيبَة ثَنَا عبد الرَّحِيم بن سُلَيْمَان ثَنَا عبد الرَّحْمَن بن زِيَاد الإفْرِيقِي عَن صَفْوَان بن سليم عَن سعيد بن الْمسيب عَن أبي الدَّرْدَاء
1124 - الحَدِيث الْحَادِي عشر
قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (الظُّلم ظلمات يَوْم الْقِيَامَة)
قلت رَوَاهُ الْجَمَاعَة إِلَّا ابْن ماجة فَرَوَاهُ البُخَارِيّ فِي الْمَظَالِم وَفِي الْإِكْرَاه وَمُسلم فِي الْبر والصلة وَكَذَلِكَ التِّرْمِذِيّ ثَلَاثَتهمْ من حَدِيث عبد الله بن دِينَار عَن ابْن عمر قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (إِن الظُّلم ظلمات يَوْم الْقِيَامَة) انْتَهَى
وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ من حَدِيث زُهَيْر بن الْأَقْمَر عَن عبد الله بن عَمْرو قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (اتَّقوا الظُّلم فَإِن الظُّلم ظلمات يَوْم الْقِيَامَة وَاتَّقوا الْفُحْش فَإِن الله لَا يحب الْفُحْش وَلَا التَّفَحُّش وَإِيَّاكُم وَالشح فَإِنَّهُ أهلك من كَانَ قبلكُمْ أَمرهم بِالْفُجُورِ فَفَجَرُوا وبالقطيعة فَقطعُوا)
وَأخرجه مُسلم عَن عبد الله بن مقسم عَن جَابر أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (اتَّقوا الظُّلم فَإِن الظُّلم ظلمات يَوْم الْقِيَامَة وَاتَّقوا الشُّح فَأن الشُّح أهلك من كَانَ قبلكُمْ حملهمْ عَلَى أَن سَفَكُوا دِمَاءَهُمْ وَاسْتَحَلُّوا مَحَارِمهمْ) انْتَهَى
1125 - الحَدِيث الثَّانِي عشر
عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (من قَرَأَ سُورَة الزمر لم يقطع الله رَجَاءَهُ يَوْم الْقِيَامَة وَأَعْطَاهُ الله ثَوَاب الْخَائِفِينَ الَّذين خَافُوا)
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث سَلام بن سليم ثَنَا هَارُون بن كثير عَن زيد بن أسلم عَن أَبِيه عَن أبي أُمَامَة عَن أبي بن كَعْب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من قَرَأَ سُورَة الزمر) إِلَى آخِره لم يقل فِيهِ (الَّذين خَافُوا)(3/210)
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بِسَنَدِهِ الأول فِي آل عمرَان وَقَالَ الْحَافِّينَ الَّذين يحفونَ بِعَرْشِهِ وَرَوَاهُ بالسند الثَّانِي وَقَالَ الَّذين خَافُوا الله تَعَالَى
وَبِهَذَا اللَّفْظ رَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط بِسَنَدِهِ الْمُتَقَدّم فِي سُورَة يُونُس
1126 - الحَدِيث الثَّالِث عشر
عَن عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَانَ يقْرَأ كل لَيْلَة بني إِسْرَائِيل وَالزمر
قلت رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي الدَّعْوَات وَالنَّسَائِيّ فِي التَّفْسِير فِي الْيَوْم وَاللَّيْلَة من حَدِيث حَمَّاد بن زيد عَن أبي لبَابَة مَرْوَان عَن عَائِشَة قَالَت كَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لَا ينَام حَتَّى يقْرَأ الزمر وَبني إِسْرَائِيل وَلَفظ النَّسَائِيّ وَكَذَا قَالَت كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَصُوم حَتَّى نقُول إِنَّه لَا يُرِيد أَن يفْطر وَيفْطر حَتَّى نقُول إِنَّه لَا يُرِيد أَن يَصُوم وَكَانَ يقْرَأ كل لَيْلَة بني إِسْرَائِيل وَالرَّمْز انْتَهَى
وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك بِهَذَا الْمَتْن وَسكت عَنهُ
وَعَن الْحَاكِم رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب التَّاسِع عشر
وَرَوَاهُ أَحْمد وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مسنديهما وَأَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مُسْنده(3/211)
سُورَة غَافِر الْمُؤمن(3/213)
سُورَة غَافِر الْمُؤمن
ذكر فِيهَا ثَمَانِيَة أَحَادِيث
1127 - قَوْله
رَوَى أَن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه افْتقدَ رجلا ذَا بَأْس شَدِيد من أهل الشَّام فَقيل تتَابع فِي الشَّرَاب فَقَالَ عمر لكَاتبه اكْتُبْ من عمر ابْن الْخطاب إِلَى فلَان بن فلَان سَلام عَلَيْك إِنِّي أَحْمد إِلَيْك الله الَّذِي لَا إِلَه إِلَّا هُوَ بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم حم إِلَى قَوْله وَإِلَيْهِ الْمصير وَختم الْكتاب وَقَالَ لرَسُوله لَا تَدْفَعهُ إِلَيْهِ حَتَّى تَجدهُ صَاحِيًا ثمَّ أَمر من عِنْده بِالدُّعَاءِ لَهُ بِالتَّوْبَةِ فَلَمَّا أَتَتْهُ الصَّحِيفَة جعل يَقْرَأها وَيَقُول قد وَعَدَني الله أَن يغْفر لي وَحَذَّرَنِي عِقَابه فَلم يزل يُرَدِّدهَا حَتَّى بَكَى ثمَّ نزع فَأحْسن النُّزُوع وَحسنت تَوْبَته فَلَمَّا بلغ عمر أمره قَالَ هَكَذَا فَاصْنَعُوا إِذا رَأَيْتُمْ أَخَاكُم قد زل زلَّة فَسَدِّدُوهُ ووفقوه وَادعوا لَهُ أَن يَتُوب الله عَلَيْهِ وَلَا تَكُونُوا إخْوَان الشَّيْطَان عَلَيْهِ
قلت رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي كتاب الْحِلْية فِي تَرْجَمَة يزِيد بن الْأَصَم ثَنَا عبد الله ابْن مُحَمَّد بن جَعْفَر ثَنَا مُحَمَّد بن سهل ثَنَا عبد الله بن عمر ثَنَا كثير بن هِشَام أَنا جَعْفَر بن برْقَان ثَنَا يزِيد بن الْأَصَم أَن رجلا كَانَ ذَا بَأْس وَكَانَ يوفد إِلَى عمر ابْن الْخطاب لِبَأْسِهِ وَكَانَ من أهل الشَّام وَإِن عمر فَقده فَسَأَلَ عَنهُ فَقيل لَهُ تتَابع فِي الشَّرَاب إِلَى آخِره سَوَاء
وَرَوَاهُ عبد بن حميد فِي تَفْسِيره ثَنَا كثير بن هِشَام بِهِ إِلَى قَوْله وَحَذَّرَنِي(3/215)
عِقَابه لم يذكر بَاقِيه
وَمن طَرِيق عبد بن حميد رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره بِسَنَدِهِ وَمَتنه
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن أبي حَاتِم فِي تَفْسِيره حَدثنَا أبي ثَنَا مُوسَى بن مَرْوَان الرقي ثَنَا عمر بن أَيُّوب ثَنَا جَعْفَر بن برْقَان بِهِ بِلَفْظ ابْن حميد
وَفِي سيرة ابْن هِشَام فِي غَزْوَة خَيْبَر عَن ابْن إِسْحَاق قَالَ لما ولي عمر بن الْخطاب ولي النُّعْمَان بن عدي بن نظلة ميسَان فَأرْسل النُّعْمَان إِلَى امْرَأَته بِأَبْيَات وَكَانَت امْتنعت من الْخُرُوج مَعَه
(فَمن مبلغ الْحَسْنَاء أَن حَلِيلهَا ... بِمَيْسَان يُسْقَى فِي زجاج وَحَنْتَم)
(إِذا كنت نَدْمَانِي فَبِالْأَكْبَرِ اسْقِنِي ... وَلَا تَسْقِنِي بِالْأَصْغَرِ الْمُتَثَلِّم)
(لَعَلَّ أَمِير الْمُؤمنِينَ يسوؤه ... تَنَادمنَا فِي الْجَوْسَقِ الْمُتَهَدِّم)
فَبلغ ذَلِك عمر فَكتب إِلَيْهِ عمر بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم حم تَنْزِيل الْكتاب إِلَى قَوْله وَإِلَيْهِ الْمصير وَبعد فقد بَلغنِي قَوْلك لَعَلَّ أَمِير الْمُؤمنِينَ يسوؤه الْبَيْت وَايْم الله لقد سَاءَنِي ثمَّ عَزله فَلَمَّا قدم عَلَيْهِ قَالَ وَالله يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ لم يكن مَا قلته شَيْئا وَقع وَإِنَّمَا هُوَ فضل شعر وَمَا شربت وَالله الْخمر قطّ فَقَالَ عمر أَظن ذَلِك وَلَكِن وَالله لَا تعْمل لي عملا أبدا انْتَهَى
1128 - الحَدِيث الأول
قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (إِن جدالا فِي الْقُرْآن كفر)
قلت رَوَى من حَدِيث عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ وَمن حَدِيث أبي هُرَيْرَة
فَحَدِيث أبي هُرَيْرَة رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه حَدثنَا عبد الله بن أَحْمد بن حَنْبَل ثَنَا يُونُس بن عبد الرَّحِيم الْعَسْقَلَانِي ثَنَا ضَمرَة بن ربيعَة عَن عبد الله ابْن شَوْذَب عَن مُحَمَّد بن عَمْرو بن عَلْقَمَة عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة(3/216)
قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (الْجِدَال فِي الْقُرْآن كفر) انْتَهَى
وَعَن الطَّبَرَانِيّ رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي الْحِلْية فِي تَرْجَمَة عبد الله بن شَوْذَب
وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك من حَدِيث عمر بن أبي سَلمَة عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة مَرْفُوعا بِاللَّفْظِ الْمَذْكُور وَقَالَ الشَّيْخَانِ لم يحْتَجَّا بعمر بن أبي سَلمَة وَسكت عَنهُ
وَبِهَذَا السَّنَد رَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَأَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مسنديهما وَالدَّارَقُطْنِيّ فِي علله
وَرَوَاهُ النَّسَائِيّ فِي كتاب الكنى من حَدِيث سعد بن إِبْرَاهِيم عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة مَرْفُوعا جِدَال فِي الْقُرْآن كفر انْتَهَى ثمَّ قَالَ وَسعد لم يسمع من أبي سَلمَة انْتَهَى
وَأما حَدِيث عبد الله بن عَمْرو فَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ فِي مُسْنده حَدثنَا فليح بن سُلَيْمَان عَن سَالم أبي النَّضر عَن سُلَيْمَان بن يسَار عَن عبد الله بن عَمْرو أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (لَا تجادلوا فِي الْقُرْآن فَإِن جدالا فِيهِ كفر) انْتَهَى
وَمن طَرِيق أبي دَاوُد الطَّيَالِسِيّ رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب التَّاسِع عشر مِنْهُ
والْحَدِيث رَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي سنَنه فِي كتاب السّنة من حَدِيث أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (المراء فِي الْقُرْآن كفر) انْتَهَى
قَالَ ابْن عبد الْبر فِي كتاب الْعلم وَمَعْنى الحَدِيث المراء الَّذِي يُؤَدِّي إِلَى جَحدهَا أَو وُقُوع الشَّك فِيهَا فَهَذَا هُوَ الْكفْر وَأما التَّنَازُع فِي مَعَاني الْقُرْآن وَأَحْكَامه فَجَائِز إِجْمَاعًا انْتَهَى(3/217)
1129 - الحَدِيث الثَّانِي
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (لَا تَتَفَكَّرُوا فِي عظم ربكُم وَلَكِن تَفَكَّرُوا فِيمَا خلق الله من الْمَلَائِكَة فَإِن خلقا من الْمَلَائِكَة يُقَال لَهُ إسْرَافيل زَاوِيَة من زَوَايَا الْعَرْش عَلَى كَاهِله وَقَدمَاهُ فِي الأَرْض السُّفْلَى وَقد مرق رَأسه من سبع سموات وَأَنه ليتضائل من عَظمَة الله حَتَّى يصير كَأَنَّهُ الْوَضع
قلت غَرِيب وَفِي تَفْسِير الثَّعْلَبِيّ وَرَوَى شهر بن حَوْشَب عَن ابْن عَبَّاس عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (لَا تَتَفَكَّرُوا فِي عظم ربكُم) إِلَى آخِره
1130 - الحَدِيث الثَّالِث
فِي الحَدِيث إِن الله تَعَالَى أَمر جَمِيع الْمَلَائِكَة أَن يغدوا وَيَرُوحُوا بِالسَّلَامِ عَلَى حَملَة الْعَرْش تَفْضِيلًا لَهُم عَلَى سَائِر الْمَلَائِكَة
1131 - الحَدِيث الرَّابِع
فِي الحَدِيث تحشرون حُفَاة عُرَاة غرلًا
قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي التَّفْسِير وَفِي الرقَاق وَمُسلم فِي صفة الْقِيَامَة من حَدِيث الْقَاسِم بن مُحَمَّد عَن عَائِشَة قَالَت سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول (يحْشر النَّاس يَوْم الْقِيَامَة حُفَاة عُرَاة غرلًا) قلت يَا رَسُول الله النِّسَاء وَالرِّجَال جَمِيعًا ينظر بَعضهم إِلَى بعض قَالَ (يَا عَائِشَة الْأَمر أَشد من أَن ينظر بَعضهم إِلَى بعض) انْتَهَى
1132 - الحَدِيث الْخَامِس
رُوِيَ أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ طَاف بِالْبَيْتِ فَتَلقاهُ الْمُشْركُونَ حِين فرغ(3/218)
من ذَلِك فَأَخَذُوهُ بِمَجَامِع رِدَائه فَقَالُوا أَنْت الَّذِي تَنْهَانَا أَن نعْبد مَا يعبد آبَاؤُنَا قَالَ (نعم أَنا ذَاك) فَقَامَ أَبُو بكر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه فَالْتَزمهُ من وَرَائه وَقَالَ أَتقْتلونَ رجلا أَن يَقُول رَبِّي الله وَقد جَاءَكُم بِالْبَيِّنَاتِ من ربكُم رَافعا صَوته بذلك وَعَيناهُ تسفحان حَتَّى أَرْسلُوهُ
قلت رَوَاهُ النَّسَائِيّ أخبرنَا هناد بن السّري عَن عَبدة عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَمْرو بن الْعَاصِ أَنه سُئِلَ مَا أَشد شَيْء رَأَيْت قُريْشًا بلغُوا من رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ مر بهم ذَات يَوْم فَقَالُوا أَنْت تَنْهَانَا أَن نعْبد مَا يعبد آبَاؤُنَا فَقَالَ (أَنا) فَقَامُوا إِلَيْهِ فَأخذُوا بِمَجَامِع ثِيَابه قَالَ فَرَأَيْت أَبَا بكر محتضنة من رُوَائِهِ يصْرخ وَإِن عَيْنَيْهِ تَنْضَحَانِ وَهُوَ يَقُول أَتقْتلونَ رجلا أَن يَقُول رَبِّي الله الْآيَة انْتَهَى
وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة وَقَالَ فِيهِ رَافعا صَوته وَعَيناهُ تسفحان حَتَّى أَرْسلُوهُ انْتَهَى
وَطوله ابْن حبَان فِي صَحِيحه فَرَوَاهُ فِي النَّوْع الْخَامِس وَالْأَرْبَعِينَ من الْقسم الْخَامِس من طَرِيق أبي إِسْحَاق عَن يَحْيَى بن عُرْوَة عَن عُرْوَة عَن عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ قَالَ قلت لَهُ مَا أكبر مَا رَأَيْت قُريْشًا نَالَتْ من رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ حَضرتهمْ وَقد اجْتمع أَشْرَافهم يَوْمًا فِي الْحجر فَذكرُوا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالُوا مَا رَأينَا مثل هَذَا الرجل سفه أَحْلَامنَا وَشتم آبَاءَنَا وَعَابَ ديننَا وَفرق جماعاتنا وَسَب آلِهَتنَا وَلَقَد صَبرنَا مِنْهُ عَلَى أَمر عَظِيم فَبَيْنَمَا هم كَذَلِك إِذْ طلع رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَأقبل يمشي حَتَّى اسْتَلم الرُّكْن ثمَّ مر بهم طَائِفًا بِالْبَيْتِ فَلَمَّا مر بهم غَمَزُوهُ بِبَعْض القَوْل فَعرفت ذَلِك فِي وَجهه فَمر بهم الثَّانِيَة فَغَمَزُوهُ بِمِثْلِهَا ثمَّ مر بهم الثَّالِثَة فَغَمَزُوهُ بِمِثْلِهَا حَتَّى وقف ثمَّ قَالَ (أتسمعون يَا معشر قُرَيْش أما وَالَّذِي نَفْس مُحَمَّد بِيَدِهِ لقد جِئتُكُمْ بِالذبْحِ) قَالَ فَأَطْرَقَ الْقَوْم حَتَّى مَا مِنْهُم إِلَّا كَأَنَّمَا عَلَى رَأسه طَائِر ثمَّ انْصَرف عَلَيْهِ السَّلَام حَتَّى إِذا كَانَ الْغَد اجْتَمعُوا(3/219)
فِي الْحجر وَأَنا مَعَهم فَقَالَ بَعضهم لبَعض ذكرْتُمْ مَا بلغ مِنْكُم وَمَا بَلغَكُمْ عَنهُ حَتَّى إِذا ناداكم بِمَا كُنْتُم تَكْرَهُونَ تَرَكْتُمُوهُ فَبَيْنَمَا هم فِي ذَلِك إِذْ طلع رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَمَعَهُ رجل فَوَثَبُوا إِلَيْهِ وَأَحَاطُوا بِهِ يَقُولُونَ أَنْت الَّذِي تَقول كَذَا وَتقول كَذَا قَالَ (نعم أَنا ذَاك) قَالَ فَلَقَد رَأَيْت رجلا مِنْهُم أَخذ بِمَجَامِع رِدَائه وَقَامَ أَبُو بكر دونه يَقُول وَهُوَ يبكي وَيْلكُمْ أَتقْتلونَ رجلا أَن يَقُول رَبِّي الله قَالَ ثمَّ انصرفوا عَنهُ فَذَلِك أَشد مَا رَأَيْت قُريْشًا بلغت مِنْهُ انْتَهَى
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ البرَاز فِي مُسْنده وَابْن هِشَام فِي أَوَائِل سيرته وَالْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة وَالْبرْقَانِي فِي كِتَابه يعلي وَأَبُو الْموصِلِي فِي مُسْنده
1133 - الحَدِيث السَّادِس
فِي الحَدِيث إِذا شغل عَبدِي طَاعَتي عَن الدُّعَاء أَعْطيته أفضل مَا أعطي السَّائِلين
قلت غَرِيب بِهَذَا اللَّفْظ
وَفِي الصَّحِيح من شغله ذكري عَن مَسْأَلَتي أَعْطيته أفضل مَا أعطي السَّائِلين
وَفِي التِّرْمِذِيّ فِي فَضَائِل الْقُرْآن بِسَنَد ضَعِيف عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (يَقُول الله تَعَالَى من شغله قِرَاءَة الْقُرْآن عَن مَسْأَلَتي أَعْطيته أفضل مَا أعطي السَّائِلين)
وَفِي مُصَنف عبد الرازق فِي كتاب الصَّلَاة أَنا سُفْيَان عَن مَنْصُور عَن(3/220)
مَالك بن الْحَارِث قَالَ يَقُول الله عَزَّ وَجَلَّ إِذا شغل عَبدِي ثَنَاؤُهُ عَلّي عَن مَسْأَلَتي أَعْطيته أفضل مَا أعطي السَّائِلين انْتَهَى
1134 - الحَدِيث السَّابِع
رَوَى النُّعْمَان بن بشير عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ (الدُّعَاء هُوَ الْعِبَادَة) وَقَرَأَ ادْعُونِي أَسْتَجِب لكم
قلت رَوَاهُ أَصْحَاب السّنَن الْأَرْبَعَة وَقدم تقدم فِي سُورَة مَرْيَم
1135 - قَوْله
عَن ابْن عَبَّاس قَالَ أفضل الْعِبَادَة الدُّعَاء
قلت رَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي كتاب الدُّعَاء من حَدِيث كَامِل بن الْعَلَاء عَن حبيب بن أبي ثَابت عَن ابْن عَبَّاس وَعَن أبي يَحْيَى عَن مُجَاهِد عَن ابْن عَبَّاس قَالَ أفضل الْعِبَادَة الدُّعَاء وَقَرَأَ وَقَالَ ربكُم ادْعُونِي أَسْتَجِب لكم الْآيَة انْتَهَى وَسكت عَنهُ
1136 - قَوْله
وَعَن ابْن عَبَّاس من قَالَ لَا إِلَه إِلَّا الله فَلْيقل عَلَى إثْرهَا الْحَمد لله رب الْعَالمين
قلت رَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه أَيْضا من حَدِيث عَلّي بن الْحسن بن شَقِيق أَنا الْحُسَيْن بن وَاقد ثَنَا الْأَعْمَش عَن مُجَاهِد عَن ابْن عَبَّاس قَالَ من قَالَ لَا إِلَه إِلَّا الله إِلَى آخِره وَقَالَ حَدِيث صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ
وَعَن الْحَاكِم رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي كتاب الْأَسْمَاء وَالصِّفَات بِسَنَدِهِ وَمَتنه وَزَاد(3/221)
فَإِن الله يَقُول فَادعوهُ مُخلصين لَهُ الدَّين الْحَمد لله رب الْعَالمين
وَبِهَذَا الْإِسْنَاد رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره
وَمن طَرِيق الطَّبَرِيّ رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ وَكَذَلِكَ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره
1137 - قَوْله
عَن عَلّي قَالَ إِن الله بعث نَبيا أسود
قلت رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره ثَنَا أَحْمد بن الْحُسَيْن التِّرْمِذِيّ ثَنَا آدم بن أبي إِيَاس ثَنَا إِسْرَائِيل عَن جَابر عَن عبد الله بن نجي عَن عَلّي بن أبي طَالب فِي قَوْله تَعَالَى مِنْهُم منى قَصَصنَا عَلَيْك وَمِنْهُم من لم نَقْصُصْ عَلَيْك قَالَ بعث الله عبدا حَبَشِيًّا نَبيا فَهُوَ الَّذِي لم نَقْصُصْ عَلَيْك انْتَهَى
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه أَيْضا من حَدِيث آدم بن أبي إِيَاس بِهِ سندا ومتنا
وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط عَن آدم بن إِيَاس وَقَالَ تَفِر بِهِ آدم
وَرَوَى الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره أخبرنَا عبد الله بن حَامِد أَنا أَبُو مُحَمَّد الْمُزنِيّ ثَنَا مطين ثَنَا عُثْمَان ثَنَا مُعَاوِيَة بن هِشَام عَن شريك عَن جَابر عَن أبي الطُّفَيْل عَن عَلّي قَالَ كَانَ أَصْحَاب الْأُخْدُود نَبِيّهم حبشِي بعث نَبِي من الْحَبَشَة إِلَى قومه ثمَّ قَرَأَ وَلَقَد أرسلنَا رسلًا من قبلك مِنْهُم من قَصَصنَا عَلَيْك وَمِنْهُم من لم نَقْصُصْ عَلَيْك قَالَ فَدَعَاهُمْ فَتَبِعَهُ نَاس فَأَخَذُوهُمْ وخدوا لَهُم أُخْدُودًا من نَار فَمن تبع النَّبِي رَمَوْهُ فِيهَا وَمن تَبِعَهُمْ تَرَكُوهُ فَجَاءُوا بِامْرَأَة مَعهَا صبي رَضِيع فَجَزِعت فَقَالَ لَهَا الصَّبِي مري وَلَا تُنَافِقِي فَإنَّك عَلَى الْحق انْتَهَى
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي سُورَة البروج من حَدِيث منْجَاب بن الْحَارِث ثَنَا طلق بن غَنَّام عَن قيس بن الرّبيع عَن جَابر عَن عبد الله بن نجي عَن عَلّي قَالَ بعث نَبِي من الْحَبَش إِلَى قومه فَذكره(3/222)
1138 - الحَدِيث الثَّامِن
عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (من قَرَأَ سُورَة الْمُؤمن لم تبْق روح نَبِي وَلَا صديق وَلَا شَهِيد وَلَا مُؤمن إِلَّا صَلَّى عَلَيْهِ واستغفر لَهُ)
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من طَرِيق ابْن أبي حَاتِم ثَنَا الْحسن بن مُحَمَّد بن الصَّباح ثَنَا شَبابَة بن سوار وَمن طَرِيق ابْن أبي دَاوُد ثَنَا مُحَمَّد بن عَاصِم ثَنَا شَبابَة بن سوار ثَنَا مخلد بن عبد الْوَاحِد عَن عَلّي بن زيد عَن عَطاء بن أبي مَيْمُونَة عَن زر بن حُبَيْش عَن أبي بن كَعْب عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (من قَرَأَ سُورَة حم الْمُؤمن لم يبْق نَبِي وَلَا صديق وَلَا شَهِيد وَإِلَّا صلوا عَلَيْهِ وَاسْتَغْفرُوا لَهُ) انْتَهَى
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه الْمُتَقَدِّمين فِي آل عمرَان
وَرَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوسط بِسَنَدِهِ الْمَذْكُور فِي يُونُس(3/223)
سُورَة حم فصلت(3/225)
سُورَة حم فصلت
ذكر فِيهَا ثَلَاثَة أَحَادِيث
1139 - الحَدِيث الأول
رُوِيَ أَن أَبَا جهل قَالَ فِي مَلأ من قُرَيْش قد الْتبس علينا أَمر مُحَمَّد فَلَو الْتَمَسْتُمْ لنا رجلا عَالما بِالسحرِ وَالْكهَانَة وَالشعر فَكَلمهُ ثمَّ أَتَانَا بِبَيَان من أمره فَقَالَ عتبَة بن ربيعَة وَالله لقد سَمِعت الشّعْر وَالْكهَانَة وَالسحر وَعلمت من ذَلِك علما وَمَا يخْفَى عَلّي فَأَتَاهُ فَقَالَ يَا مُحَمَّد أَنْت خير أم هَاشم أَنْت خير أم عبد الْمطلب أَنْت خير أم عبد الله فَبِمَ تَشْتُم آلِهَتنَا وتظللنا فَإِن كنت تُرِيدُ الرِّئَاسَة عَقدنَا لَك اللِّوَاء فَكنت رَئِيسا وَإِن كَانَت بك الْبَاءَة زَوَّجْنَاك عشرَة نسْوَة تختارهن أَي بَنَات قُرَيْش شِئْت وَإِن كَانَ بك المَال جَمعنَا لَك مَالا تَسْتَغْنِي بِهِ وَرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ سَاكِت فَلَمَّا فرغ قَالَ (بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم حم إِلَى قَوْله صَاعِقَة مثل صَاعِقَة عَاد وَثَمُود فَأمْسك عتبَة عَلَى فَمه وَنَاشَدَهُ الله وَالرحم وَرجع إِلَى أَهله وَلم يخرج إِلَى قُرَيْش فَلَمَّا احْتبسَ عَنْهُم قَالُوا مَا نرَى عتبَة إِلَّا قد صَبأ فَانْطَلقُوا إِلَيْهِ وَقَالُوا يَا عتبَة مَا حَبسك عَنَّا إِلَّا أَنَّك قد صَبَأت فَغَضب وَأقسم أَلا يكلم مُحَمَّدًا أبدا ثمَّ قَالَ وَالله لقد كَلمته فَأَجَابَنِي بِشَيْء مَا هُوَ شعر وَلَا كُهَّانه وَلَا سحر وَلما بلغ صَاعِقَة عَاد وَثَمُود أَمْسَكت بِفِيهِ وَنَاشَدْته الرَّحِم أَن يكف وَقد علمْتُم أَن مُحَمَّدًا إِذا قَالَ شَيْئا لم يكذب فَخفت أَن ينزل بكم الْعَذَاب(3/227)
قلت رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة وَالْحَاكِم بِسَنَدِهِ إِلَى الْأَجْلَح بن عبد الله الْكِنْدِيّ عَن الذَّيَّال بن حَرْمَلَة عَن جَابر بن عبد الله قَالَ أَبُو جهل فِي مَلأ من قُرَيْش لقد انْتَشَر علينا أَمر مُحَمَّد فَلَو الْتَمَسْتُمْ عَالما بِالسحرِ وَالْكهَانَة وَالشعر فَكَلمهُ ثمَّ أَتَانَا بِبَيَان من أمره فَقَالَ عتبَة لقد سَمِعت السحر وَالْكهَانَة وَالشعر وَعلمت من ذَلِك علما وَمَا يخْفَى عَلّي إِن كَانَ كَذَلِك فَأَتَاهُ فَقَالَ لَهُ يَا مُحَمَّد أَنْت خير أم هَاشم أَنْت خير أم عبد الْمطلب أَنْت خير أم عبد الله فَبِمَ تَشْتُم آلِهَتنَا وتظللنا وَآبَاءَنَا فَإِن كنت إِنَّمَا بك الرِّئَاسَة عَقدنَا لَك ألويتنا وَكنت رَأْسنَا مَا بقيت وَإِن كَانَ بك الْبَاءَة زَوَّجْنَاك عشرَة نسْوَة تختارهن من أَي أَبْيَات قُرَيْش شِئْت وَإِن كَانَ بك المَال جَمعنَا لَك من أَمْوَالنَا مَا تَسْتَغْنِي بِهِ أَنْت وَعَقِبك من بعْدك وَرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ سَاكِت لَا يتَكَلَّم فَلَمَّا فرغ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم حم تَنْزِيل من الرَّحْمَن الرَّحِيم كتاب فصلت آيَاته قُرْآنًا عَرَبيا حَتَّى بلغ فَقل أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَة مِثَال صَاعِقَة عَاد وَثَمُود فَأمْسك عتبَة عَلَى فِيهِ وَنَاشَدَهُ الرَّحِم ليكف عَنهُ لفظ ابْن مرْدَوَيْه وَرجع إِلَى أَهله وَلم يخرج إِلَى قُرَيْش وَاحْتبسَ عَنْهُم فَقَالَ أَبُو جهل يَا معشر قُرَيْش وَالله مَا نرَى عتبَة إِلَّا قد صبا إِلَى مُحَمَّد وَأَعْجَبهُ طَعَامه وَمَا ذَلِك إِلَّا من حَاجَة أَصَابَته انْطَلقُوا بِنَا إِلَيْهِ فَأتوهُ فَقَالَ أَبُو جهل وَالله يَا عتبَة مَا حَسبنَا إِلَّا أَنَّك صَبَأت إِلَى مُحَمَّد وَأَعْجَبَك أمره فَإِن كَانَت بك حَاجَة جَمعنَا لَك من أَمْوَالنَا مَا يُغْنِيك عَن طَعَام مُحَمَّد فَغَضب وَأقسم بِاللَّه لَا يكلم مُحَمَّدًا أبدا وَقَالَ لقد علمْتُم أَنِّي من أَكثر قُرَيْش مَالا وَلَكِنِّي أَتَيْته فَقص عَلَيْهِم الْقِصَّة فَأَجَابَنِي بِشَيْء مَا هُوَ بِسحر وَلَا شعر وَلَا كهَانَة قَرَأَ بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم حم تَنْزِيل من الرَّحْمَن الرَّحِيم حَتَّى بلغ فَقل أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَة مثل صَاعِقَة عَاد وَثَمُود فَأَمْسَكت بِفِيهِ وَنَاشَدْته الرَّحِم أَن يكف وَقد علمْتُم أَن مُحَمَّدًا إِذا قَالَ شَيْئا لم يكذب فَخفت أَن ينزل بكم الْعَذَاب انْتَهَى
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي دَلَائِل النُّبُوَّة فِي الْبَاب التَّاسِع عشر(3/228)
وَرَوَاهُ أبي ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي أَوَائِل الْمَغَازِي وَعَن ابْن أبي شيبَة رَوَاهُ عبد حميد وَأَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مسنديهما
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره وَمن طَرِيقه رَوَاهُ الْبَغَوِيّ وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره
وَسَنَد ابْن أبي شيبَة ثَنَا عَلّي بن مسْهر عَن الْأَجْلَح بِهِ وَهَذَا إِسْنَاد صَالح فالأجلح بن عبد الله الْكِنْدِيّ أَبُو جُحَيْفَة الْكُوفِي يُقَال اسْمه يَحْيَى وَإِنَّمَا الْأَجْلَح لقب لَهُ وَثَّقَهُ يَحْيَى بن معِين وَالْعجلِي وَقَالَ أَبُو حَاتِم يكْتب حَدِيثه وَلَا يحْتَج بِهِ (وَثَّقَهُ يَحْيَى بن معِين الْعجلِيّ مكر وَقَالَ أَبُو حَاتِم يكْتب حَدِيثه وَلَا يحْتَج بِهِ) وَقَالَ النَّسَائِيّ لَيْسَ بذلك وَقَالَ ابْن عدي لم أجد لَهُ حَدِيثا مُنْكرا إِلَّا أَنه يعد من شيعَة الْكُوفَة وَهُوَ عِنْدِي صَدُوق مُسْتَقِيم الحَدِيث وَأما الذَّيَّال بن حَرْمَلَة فَذكره ابْن أبي حَاتِم فِي كِتَابه وَلم يذكرهُ بِجرح وَإِنَّمَا قَالَ رَوَى عَن ابْن عمر وَجَابِر وَعنهُ الْأَجْلَح وحجاج بن أَرْطَاة وَفطر سَمِعت أبي يَقُول ذَلِك انْتَهَى
وَرَوَاهُ الإِمَام مُحَمَّد بن إِسْحَاق فِي السِّيرَة فَقَالَ ثني يزِيد بن زِيَاد عَن مُحَمَّد بن كَعْب الْقرظِيّ قَالَ حدثت أَن عتبَة بن ربيعَة فَذكره هَكَذَا مُرْسلا بِزِيَادَة وَنقص
1140 - الحَدِيث الثَّانِي
عَن سُفْيَان بن عبد الله الثَّقَفِيّ قَالَ قلت يَا رَسُول الله أَخْبرنِي بِأَمْر أَعْتَصِم بِهِ قَالَ (قل رَبِّي الله ثمَّ اسْتَقِم) قَالَ فَقلت مَا أخوف مَا يخَاف عَلّي فَأخذ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بِلِسَانِهِ نَفسه ثمَّ قَالَ (هَذَا)
قلت رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي الطِّبّ وَابْن ماجة فِي الْفِتَن من حَدِيث عبد الرَّحْمَن ابْن مَاعِز عَن سُفْيَان بن عبد الله الثَّقَفِيّ قَالَ قلت يَا رَسُول الله حَدثنِي بِأَمْر أَعْتَصِم بِهِ قَالَ (قل رَبِّي الله ثمَّ اسْتَقِم) قلت يَا رَسُول الله مَا أخوف مَا أَخَاف عَلّي فاخذ بِلِسَان نَفسه ثمَّ قَالَ (هَذَا) انْتَهَى قَالَ التِّرْمِذِيّ(3/229)
حَدِيث حسن صَحِيح انْتَهَى
وَرَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده وَابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الأول من الْقسم الأول وَالْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي كتاب الرقَاق وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ انْتَهَى
وَرَوَاهُ النَّسَائِيّ فِي التَّفْسِير فِي سُورَة الْأَحْقَاف من حَدِيث شُعْبَة عَن يعلي ابْن عَطاء عَن عبد الله بن سُفْيَان بن عبد الله الثَّقَفِيّ عَن أَبِيه قَالَ قلت يَا رَسُول الله مرني بِأَمْر فِي الْإِسْلَام لَا أسَال عَنهُ أحدا غَيْرك قَالَ (قل آمَنت بِاللَّه ثمَّ اسْتَقِم) قَالَ فَنًّا أَبْقَى فَأخذ بِلِسَان نَفسه انْتَهَى
وَيُوجد فِي بعض نسخ النَّسَائِيّ عَن سُفْيَان بن عبد الله عَن أَبِيه وَهُوَ غلط نبه عَلَيْهِ ابْن عَسَاكِر فِي أَطْرَافه
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب الثَّالِث وَالثَّلَاثِينَ وَهُوَ سَنَد صَحِيح رِجَاله كلهم ثِقَات
وَشطر الحَدِيث فِي مُسلم رَوَاهُ فِي كتاب الْإِيمَان عَن عُرْوَة عَن سُفْيَان بن عبد الله الثَّقَفِيّ قَالَ قلت يَا رَسُول الله قل لي فِي الْإِسْلَام قولا لَا أسأَل عَنهُ أحدا بعْدك قَالَ (قل آمَنت بِاللَّه ثمَّ اسْتَقِم) انْتَهَى
1141 - الحَدِيث الثَّالِث
عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من قَرَأَ سُورَة السَّجْدَة أعطَاهُ الله بِكُل حرف عشر حَسَنَات)
قلت ذكره الثَّعْلَبِيّ من رِوَايَة أبي بن كَعْب عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من غير سَنَد وَذكره فِي الْفَائِق لِابْنِ غَنَائِم التنيسِي
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه فِي آل عمرَان إِلَّا أَنه قَالَ بِعَدَد كل حرف(3/230)
سُورَة الشورى(3/231)
سُورَة الشورى
ذكر فِيهَا أَرْبَعَة عشر حَدِيثا
1142 - قَوْله
فِي حَدِيث رقيقَة بنت ضَيْفِي فِي سقيا عبد الْمطلب أَلا وَفِيهِمْ الطّيب الطَّاهِر لذاته
قلت حَدِيث سقيا عبد الْمطلب رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَلَيْسَ فِيهِ هَذَا اللَّفْظ فَرَوَاهُ فِي تَرْجَمَة رقيقَة بنت أبي صَيْفِي فِي بَاب الرَّاء من مُسْند النِّسَاء حَدثنَا مُحَمَّد بن مُوسَى بن حَمَّاد الْبَرْبَرِي ثَنَا زَكَرِيَّا بن يَحْيَى أَبُو السكين الطَّائِي ثَنَا عمر أبي زحر بن حصن عَن جده حميد بن منْهب ثني عُرْوَة بن مُضرس قَالَ حدث مخرمَة بن نَوْفَل عَن أمه رقيقَة بنت أبي صَيْفِي بن هَاشم وَكَانَت لِدَة عبد الْمطلب قَالَت تَتَابَعَت عَلَى قُرَيْش سنُون أَمْحَلت الضَّرع وأدقت الْعظم فَبينا أَنا رَاقِدَة إِذا هَاتِف يصْرخ بِصَوْت صَحِلَ يَقُول معشر قُرَيْش إِن هَذَا النَّبِي الْمَبْعُوث قد أَظَلَّتْكُم أَيَّامه وَظَهَرت أَعْلَامه فَحَيَّهَلا بِالْحَيَاءِ وَالْخصب أَلا فانظروا رجلا مِنْكُم أَبيض وَسِيطًا جِسَامًا عظاما أَوْطَفُ الْأَهْدَاب سهل الْخَدين أَشمّ الْعرنِين لَهُ فَخر يَكْظِم عَلَيْهِ وَسنة يهدي إِلَيْهِ فَلْيخْلصْ هُوَ وَولده وليهبط إِلَيْهِ من كل بطن رجل فليشنوا من المَاء وليمسوا من الطّيب وليستلموا الرُّكْن ثمَّ ليرقوا أَبَا قبيس ثمَّ ليَدع الرجل ثمَّ ليؤمن من الْقَوْم فَأَصْبَحت مَذْعُورَة قد أقشعر جلدي وَوَلِهَ عَقْلِي فَاقْتَصَصْت رُؤْيَايَ ثمَّ نمت فِي شعاب مَكَّة فوالحرمة وَالْحرم مَا بَقِي بهَا أبطحي إِلَّا قَالَ هَذَا شِيمَة الْفرج هَذَا شيبَة الْحَمد وَتَنَاهَتْ إِلَيْهِ رجال قُرَيْش وَهَبَطَ إِلَيْهِ من كل بطن رجل فَشُنُّوا(3/233)
من المَاء وَمَسُّوا من الطّيب ثمَّ مَسُّوا واستلموا الرُّكْن ثمَّ ارْتَقَوْا أَبَا قبيس وَاصْطَفُّوا حوله حَتَّى اسْتَووا بِذرْوَةِ الْجَبَل قَامَ عبد الْمطلب وَمَعَهُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ غُلَام قد أَيفع أَو كرب فَرفع يَدَيْهِ وَقَالَ اللَّهُمَّ سَاد الْخلَّة وَكَاشف الْكُرْبَة أَنْت معلم غير معلم وَمَسْئُول غير مبخل وَهَذِه عبيدك وإماؤك بِعَذِرَاتٍ حَرمك يَشكونَ إِلَيْك سنتهمْ أذهبت الْخُف وأمحقت الظلْف اللَّهُمَّ فَأمْطر علينا مُغْدِقًا مربعًا قَالَت فَوَرَبِّ الْكَعْبَة مَا انصرفوا حَتَّى تَفَجَّرَتْ السَّمَاء بِمَائِهَا واكتظ الْوَادي بثجيجه وَسمعت شَيْخَانِ قُرَيْش وجلتها عبد الله بن جدعَان وَحرب بن أُميَّة وَهِشَام بن الْمُغيرَة يَقُولُونَ لعبد الْمطلب هَنِيئًا لَك أَبَا الْبَطْحَاء وَقَالَت رقيقَة
(بِشَيْبَة الْحَمد أسْقَى الله بَلْدَتنَا ... وَقد فَقدنَا الْحَيَاة واجلوذ الْمَطَر)
(فجَاء بِالْمَاءِ جَوْنِي لَهُ سبل ... سَحا فَعَاشَتْ بِهِ الْأَنْغَام وَالشَّجر)
(منا من الله باليمون طَائِره ... وَخير من بشرت يَوْمًا بِهِ مُضر)
(مبارك الْأَمر يُسْتَسْقَى الْغَمَام بِهِ ... مَا فِي الْأَنَام لَهُ عدل وَلَا خطر)
وَعَن الطَّبَرَانِيّ رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي دَلَائِل النُّبُوَّة لَهُ
وَرَوَاهُ ابْن سعد فِي الطَّبَقَات أَنا هِشَام بن مُحَمَّد بن السَّائِب الْكَلْبِيّ ثني الْوَلِيد بن عبد الله بن جَمِيع عَن ابْن لعبد الرَّحْمَن بن موهب بن رَبَاح الْأَشْعَرِيّ حَلِيف بني زهرَة عَن أَبِيه قَالَ حَدثنِي مخرمَة بن نَوْفَل بِهِ
1143 - الحَدِيث الأول
رُوِيَ أَنه لما نزلت قل لَا أَسأَلكُم عَلَيْهِ أجرا إِلَّا الْمَوَدَّة فِي الْقُرْبَى قيل يَا رَسُول الله من قربتك الَّذين وَجَبت علينا مَوَدَّتهمْ قَالَ (عَلّي وَفَاطِمَة وَأَبْنَاؤُهُمَا)
قلت رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الله الْحَضْرَمِيّ ثَنَا(3/234)
حَرْب بن الْحسن الطَّحَّان ثَنَا حُسَيْن الْأَشْقَر عَن قيس بن الرّبيع عَن الْأَعْمَش عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس قَالَ لما نزلت قل لَا أَسأَلكُم عَلَيْهِ أجرا إِلَّا الْمَوَدَّة فِي الْقُرْبَى قَالُوا يَا رَسُول الله إِلَى آخِره
وَرَوَاهُ ابْن أبي حَاتِم وَابْن مرْدَوَيْه فِي تفسيريهما ثَنَا عَلّي بن الْحُسَيْن ثَنَا رجل سَمَّاهُ ثَنَا حُسَيْن الْأَشْقَر بِهِ سَوَاء وحسين الْأَشْقَر شيعي مختلق
وَذكر نزُول هَذِه الْآيَة فِي الْمَدِينَة بعيد فَإِنَّهَا مَكِّيَّة وَلم تكن إِذْ ذَاك لفاطمة أَوْلَاد بِالْكُلِّيَّةِ فَأَنَّهَا لم تتَزَوَّج بعلي إِلَّا بعد بدر من السّنة الثَّانِيَة وَالْحق تَفْسِير الْآيَة بِمَا فَسرهَا حبر الْأمة ابْن عَبَّاس أخرجه البُخَارِيّ من رِوَايَة طَاوس عَنهُ أَنه سُئِلَ عَن قَوْله تَعَالَى إِلَّا الْمَوَدَّة فِي الْقُرْبَى فَقَالَ سعيد بن جُبَير قربى آل مُحَمَّد فَقَالَ ابْن عَبَّاس عجلت إِن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لم يكن بطن من قُرَيْش إِلَّا كَانَ لَهُم فِيهِ قرَابَة فَقَالَ إِلَّا أَن يصلوا مَا بيني وَبَيْنكُم من الْقَرَابَة انْتَهَى
وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي كتاب مَنَاقِب الشَّافِعِي عَن حَرْب بن الْحسن بن الطَّحَّان بِهِ سندا ومتنا
ثمَّ أخرجه عَن مُحَمَّد بن حدير ثَنَا الْقَاسِم بن إِسْمَاعِيل أَبُو الْمُنْذر ثَنَا حُسَيْن الْأَشْقَر فَذكره مَوْقُوفا
1144 - الحَدِيث الثَّانِي
رُوِيَ عَن عَلّي رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ شَكَوْت إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حسد النَّاس لي فَقَالَ (أما ترْضَى أَن تكون رَابِع أَرْبَعَة أول من يدْخل الْجنَّة أَنا وَأَنت وَالْحسن وَالْحُسَيْن وَأَزْوَاجنَا عَن أَيْمَاننَا وَشَمَائِلنَا وَذُرِّيَّتنَا خلف أَزوَاجنَا)(3/335)
قلت رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه بِنَقص يسير ثَنَا الْحُسَيْن بن إِسْحَاق التسترِي ثَنَا يَحْيَى الْحمانِي ثَنَا منْدَل بن عَلّي عَن مُحَمَّد بن عبيد الله بن أبي رَافع عَن أَبِيه عَن جده أبي رَافع أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ لعَلي (إِن أول أَرْبَعَة يدْخلُونَ الْجنَّة أَنا وَأَنت وَالْحسن وَالْحُسَيْن وَذُرِّيَّاتنَا خلف ظُهُورنَا وَأَزْوَاجنَا خلف ذرياتنا شِيعَتِنَا عَن أَيْمَاننَا وَعَن شَمَائِلنَا) انْتَهَى
حَدثنَا أَحْمد بن مُحَمَّد المري الْقَنْطَرِي ثَنَا حَرْب بن الْحسن الطَّحَّان ثَنَا يَحْيَى بن يعلي عَن مُحَمَّد بن عبيد الله بِهِ
وَرَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ أَنا أَبُو مَنْصُور الحمشادي ثَنَا أَبُو عبد الله الْحَافِظ ثني أَبُو بكر بن مَالك ثني مُحَمَّد بن يُونُس ثَنَا عبيد الله بن عَائِشَة ثَنَا إِسْمَاعِيل بن عَمْرو عَن عمر بن مُوسَى عَن زيد بن عَلّي بن الْحُسَيْن عَن أَبِيه عَن جده عَن عَلّي بن أبي طَالب قَالَ شَكَوْت إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِلَى آخِره بِلَفْظ المُصَنّف سَوَاء
1145 - الحَدِيث الثَّالِث
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (حرمت الْجنَّة عَلَى من ظلم أهل بَيْتِي وَآذَانِي فِي عِتْرَتِي وَمن اصْطنع صَنِيعَة إِلَى أحد من ولد عبد الْمطلب وَلم يُجَازِهِ عَلَيْهَا فَأَنا أُجَازِيهِ عَلَيْهَا إِذا لَقِيَنِي يَوْم الْقِيَامَة
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ أَنا يَعْقُوب بن السّري ثَنَا مُحَمَّد بن عبد الله الْحَفِيد ثَنَا عبد الله بن أَحْمد بن عَامر أَنا أبي ثَنَا عَلّي بن مُوسَى الرِّضَا ثني أبي مُوسَى ابْن جَعْفَر أَنا أبي جَعْفَر بن مُحَمَّد أَنا أبي مُحَمَّد بن عَلّي ثني أبي عَلّي بن الْحُسَيْن ثني أبي الْحُسَيْن بن عَلّي ثني أبي عَلّي بن أبي طَالب رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (حرمت الْجنَّة) إِلَى آخِره(3/336)
1146 - الحَدِيث الرَّابِع
رُوِيَ أَن الْأَنْصَار قَالُوا فعلنَا وَفعلنَا كَأَنَّهُمْ افْتَخرُوا فَقَالَ عَبَّاس أَو ابْن عَبَّاس لنا الْفضل عَلَيْكُم يَا معشر الْأَنْصَار فَبلغ ذَلِك رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَأَتَاهُم فِي مجَالِسهمْ فَقَالَ (يَا معشر الْأَنْصَار ألم تَكُونُوا أَذِلَّة فَأَعَزكُم الله بِي) قَالُوا بلَى يَا رَسُول الله (ألم تَكُونُوا ضلالا فَهدَاكُم الله بِي) قَالُوا بلَى يَا رَسُول الله قَالَ (أَفلا تُجِيبُونِي) قَالُوا مَا نقُول يَا رَسُول الله قَالَ (أَلا تَقولُونَ ألم يخْرجك قَوْمك فَآوَيْنَاك أولم يُكذِّبُوك فَصَدَّقْنَاك أولم يَخْذُلُوك فَنَصَرْنَاك) قَالَ فَمَا زَالَ يَقُول حَتَّى جثوا عَلَى الركب وَقَالُوا أَمْوَالنَا وَمَا فِي أَيْدِينَا لله وَرَسُوله فَنزلت
قلت رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره ثَنَا أَبُو كريب ثَنَا مَالك بن إِسْمَاعِيل ثَنَا عبد السَّلَام ثَنَا يزِيد بن أبي زِيَاد عَن مقسم عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَت الْأَنْصَار فعلنَا وَفعلنَا كَأَنَّهُمْ افْتَخرُوا فَقَالَ ابْن عَبَّاس أَو الْعَبَّاس شكّ عبد السَّلَام لنا الْفضل عَلَيْكُم إِلَى آخِره قَالَ فَنزلت قل لَا أَسأَلكُم عَلَيْهِ أجرا إِلَّا الْمَوَدَّة فِي الْقُرْبَى
انْتَهَى
وَمن طَرِيق الطَّبَرِيّ رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن أبي حَاتِم فِي تَفْسِيره عَن عَلّي بن الْحُسَيْن عَن عبد الْمُؤمن ابْن عَلّي عَن عبد السَّلَام عَن يزِيد بن أبي زِيَاد مثله
وَفِي نزُول هَذِه الْآيَة بِالْمَدِينَةِ نظر فَإِن السُّورَة مَكِّيَّة وَلَيْسَ يظْهر من هَذِه الْآيَة وَهَذَا السِّيَاق مُنَاسبَة فَالله أعلم
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره عَن عبد السَّلَام بن حَرْب عَن يزِيد ابْن أبي زِيَاد بِهِ سندا ومتنا
وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط ثَنَا عَلّي بن سعيد الرَّازِيّ ثَنَا عبد السَّلَام(3/237)
ابْن حَرْب عَن يزِيد بن أبي زِيَاد عَن مقسم عَن ابْن عَبَّاس قَالَ سمع النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ شَيْئا فَخَطب فَقَالَ للْأَنْصَار (ألم تَكُونُوا أَذِلَّة فَأَعَزكُم الله) إِلَى آخِره وَقَالَ لم يروه عَن يزِيد إِلَّا عبد السَّلَام
1147 - الحَدِيث الْخَامِس
قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من مَاتَ عَلَى حب آل مُحَمَّد مَاتَ شَهِيدا أَلا وَمن مَاتَ عَلَى حب آل مُحَمَّد مَاتَ مغفورا لَهُ أَلا وَمن مَاتَ عَلَى حب آل مُحَمَّد مَاتَ تَائِبًا أَلا وَمن مَاتَ عَلَى حب آل مُحَمَّد مَاتَ مُؤمنا مُسْتَكْمل الْإِيمَان أَلا وَمن مَاتَ عَلَى حب آل مُحَمَّد بشره ملك الْمَوْت بِالْجنَّةِ ثمَّ مُنكر وَنَكِير أَلا وَمن مَاتَ عَلَى حب آل مُحَمَّد يزف إِلَى الْجنَّة كَمَا تزف الْعَرُوس إِلَى بَيت زَوجهَا أَلا وَمن مَاتَ عَلَى حب آل مُحَمَّد فتح الله لَهُ فِي قَبره بَابَيْنِ إِلَى الْجنَّة أَلا وَمن مَاتَ عَلَى حب آل مُحَمَّد جعل الله قَبره مَزَار مَلَائِكَة الرَّحْمَة أَلا وَمن مَاتَ عَلَى حب آل مُحَمَّد مَاتَ عَلَى السّنة وَالْجَمَاعَة أَلا وَمن مَاتَ عَلَى بغض آل مُحَمَّد جَاءَ يَوْم الْقِيَامَة مَكْتُوبًا بَين عَيْنَيْهِ آيس من رَحْمَة الله أَلا وَمن مَاتَ عَلَى بغض آل مُحَمَّد مَاتَ كَافِرًا أَلا وَمن مَاتَ عَلَى بغض مُحَمَّد لم يشم رَائِحَة الْجنَّة)
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ اُخْبُرْنَا عبد الله بن أبي عبد الله مُحَمَّد بن عَلّي بن الْحسن الْبَلْخِي ثَنَا يَعْقُوب بن يُوسُف بن إِسْحَاق ثَنَا مُحَمَّد بن أسلم الطوسي ثَنَا يعلي ابْن عبيد عَن إِسْمَاعِيل بن أبي خَالِد عَن قيس بن أبي حَازِم عَن جرير بن عبد الله البَجلِيّ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من مَاتَ عَلَى حب آل مُحَمَّد فَذكره سَوَاء(3/238)
1148 - الحَدِيث السَّادِس
رُوِيَ أَن الْأَنْصَار أَتَوا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بِمَال جَمَعُوهُ فَقَالُوا يَا رَسُول الله هدَانَا الله بك وَأَنت ابْن أُخْتنَا وتعروك نَوَائِب وَحُقُوق وَمَا لَك سَعَة فَاسْتَعِنْ بِهَذَا عَلَى مَا يَنُوبك فَنزلت ورده
قلت غَرِيب
وَنَقله الثَّعْلَبِيّ عَن ابْن عَبَّاس أَن الْأَنْصَار أَتَوا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِلَى آخِره من غير سَنَد وَكَذَلِكَ الواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول
وَرَوَى ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بِمَعْنَاهُ فَقَالَ ثَنَا سُلَيْمَان بن أَحْمد وَهُوَ الطَّبَرَانِيّ ثَنَا مُحَمَّد بن عبد الله الْحَضْرَمِيّ ثَنَا مُحَمَّد بن مَرْزُوق ثَنَا حُسَيْن الْأَشْقَر ثَنَا نصير بن زِيَاد عَن عُثْمَان بن أبي الْيَقظَان عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَت الْأَنْصَار فِيمَا بَينهم لَو جَمعنَا لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مَالا فَبسط يَدَيْهِ لَا يحول بَينه وَبَين أحد فَأتوا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالُوا يَا رَسُول الله إِنَّا أردنَا أَن نجمع لَك من أَمْوَالنَا فَأنْزل الله قل لَا أَسأَلكُم عَلَيْهِ أجرا إِلَّا الْمَوَدَّة فِي الْقُرْبَى فَخَرجُوا مُخْتَلفين فَقَالَ بَعضهم ألم تروا إِلَى مَا قَالَ رَسُول الله وَقَالَ بَعضهم إِنَّمَا قَالَ هَذَا لِيُقَاتل عَن أهل بَيته وَيَنْصُرهُمْ فَأنْزل الله أم يَقُولُونَ افتَرَى عَلَى الله كذبا إِلَى قَوْله وَهُوَ الَّذِي يقبل التَّوْبَة عَن عباده فَعرض لَهُم بِالتَّوْبَةِ انْتَهَى
1149 - الحَدِيث السَّابِع
قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (أخوف مَا أَخَاف عَلَى أمتِي زهرَة الدُّنْيَا وَكَثْرَتهَا)
قلت رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره أخبرنَا بشر بن معَاذ ثَنَا يزِيد بن هَارُون(3/239)
ثَنَا سعيد بن أبي عرُوبَة عَن قَتَادَة قَالَ ذكر لنا أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (أخوف مَا أَخَاف عَلَى أمتِي زهرَة الدُّنْيَا وَكَثْرَتهَا) وَكَانَ يُقَال خير الرزق مَا لَا يُطْغِيك وَلَا يُلْهِيك انْتَهَى
وَذكر الثَّعْلَبِيّ عَن قَتَادَة من غير سَنَد
وَفِي الصَّحِيحَيْنِ من حَدِيث أبي سعيد الْخُدْرِيّ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (إِن أخوف مَا أَخَاف عَلَيْكُم من زهرَة الدُّنْيَا وَزينتهَا) ذكره البُخَارِيّ فِي مَوَاضِع وَمُسلم فِي الزَّكَاة
1150 - قَوْله
وَعَن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه أَنه قيل لَهُ اشْتَدَّ الْقَحْط وَقَنطَ النَّاس فَقَالَ مُطِرُوا إِذن وَقَرَأَ وَهُوَ الَّذِي ينزل الْغَيْث من بعد مَا قَنطُوا
قلت رَوَاهُ عبد الرازق فِي تَفْسِيره أَنا معمر عَن قَتَادَة فِي قَوْله تَعَالَى وَهُوَ الَّذِي ينزل الْغَيْث من بعد مَا قَنطُوا قَالَ ذكر لنا أَن رجلا أَتَى عمر ابْن الْخطاب فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ قحط الْمَطَر وَقَنطَ النَّاس فَقَالَ مُطِرُوا إِذن انْتَهَى
وَرَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث روح ثَنَا سعيد عَن قَتَادَة فَذكره وَزَاد ثمَّ قَرَأَ وَهُوَ الَّذِي ينزل الْغَيْث من بعد مَا قَنطُوا الْآيَة
1151 - الحَدِيث الثَّامِن
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (مَا من اخْتِلَاج عرق وَلَا خدش عود وَلَا نكبة حجر إِلَّا بذنب وَلما يعْفُو الله عَنهُ أَكثر)
قلت رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان لم يذكر فِيهِ الْحجر فَقَالَ فِي الْبَاب السّبْعين مِنْهُ أخبرنَا أَبُو عبد الله الْحَافِظ أَنا أَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد بن يَعْقُوب ثَنَا أَبُو جَعْفَر الْمُنَادِي ثَنَا يُونُس بن مُحَمَّد ثَنَا شَيبَان عَن قَتَادَة قَالَ ذكر لنا أَن(3/240)
رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَانَ يَقُول (لَا يصب ابْن آدم خدش عود وَلَا عَثْرَة قدم وَلَا اخْتِلَاج عرق إِلَّا بذنب وَمَا يعْفُو الله عَنهُ أَكثر) انْتَهَى قَالَ وَهَذَا مُرْسل وَقد رَوَاهُ الْحسن عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ انْتَهَى
قلت رَوَاهُ كَذَلِك عبد الرَّزَّاق فِي تَفْسِيره أَنا سُفْيَان الثَّوْريّ عَن إِسْمَاعِيل ابْن مُسلم عَن الْحسن الْبَصْرِيّ قَالَ قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (مَا من خدش عود وَلَا عَثْرَة قدم وَلَا اخْتِلَاج عرق إِلَّا بذنب وَمَا يعْفُو الله عَنهُ أَكثر) ثمَّ قَرَأَ وَمَا أَصَابَتْكُم من مُصِيبَة فبمَا كسبت أَيْدِيكُم وَيَعْفُو عَن كثير انْتَهَى
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن أبي حَاتِم فِي تَفْسِيره حَدثنَا عَمْرو بن عبد الله الأودي ثَنَا أَبُو أُسَامَة عَن إِسْمَاعِيل بن مُسلم بِهِ
وَرَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث احْمَد بن عبد الْجَبَّار ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَة الضَّرِير عَن إِسْمَاعِيل بن مُسلم بِهِ فَذكره بِلَفْظ المُصَنّف سَوَاء
وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره أَنا بشر بن معَاذ ثَنَا يزِيد بن هَارُون ثَنَا سعيد ابْن أبي عرُوبَة عَن قَتَادَة فَذكر بِلَفْظ الْبَيْهَقِيّ سَوَاء
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من حَدِيث مُحَمَّد بن بكير عَن ابْن فُضَيْل عَن الصَّلْت بن بهْرَام عَن أبي وَائِل عَن الْبَراء عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَذكره بِلَفْظ عبد الرَّزَّاق سَوَاء
1152 - الحَدِيث التَّاسِع
عَن عَلّي رَضِيَ اللَّهُ عَنْه وَقد رَفعه من عُفيَ عَنهُ فِي الدُّنْيَا عُفيَ عَنهُ فِي الْآخِرَة وَمن عُوقِبَ فِي الدُّنْيَا لم يثن عَلَيْهِ الْعقُوبَة فِي الْآخِرَة
قلت رَوَى ابْن ماجة مَعْنَاهُ فِي سنَنه فِي كتاب الْحُدُود من حَدِيث يُونُس ابْن أبي إِسْحَاق عَن أبي إِسْحَاق عَن أبي جُحَيْفَة عَن عَلّي قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من أصَاب ذَنبا فِي الدُّنْيَا فَعُوقِبَ بِهِ فَالله أعدل من أَن يثني عَلَى عَبده(3/241)
عُقُوبَته وَمن أذْنب ذَنبا فَستر الله عَلَيْهِ وَعَفا عَنهُ فَالله أكْرم من أَن يعود فِي شَيْء عَفى عَنهُ) انْتَهَى
قَالَ ابْن طَاهِر فِي كَلَامه عَلَى أَحَادِيث الشهَاب رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن ماجة بِإِسْنَاد مُتَّصِل ثَابت انْتَهَى
وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه وَقَالَ صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ
وَرَوَاهُ أَحْمد وَعبد بن حميد وَالْبَزَّار فِي مسانيدهم وَكَذَلِكَ الدَّارَقُطْنِيّ فِي سنَنه فِي آخر الْحُدُود وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب السَّابِع وَالْأَرْبَعِينَ وَيُونُس ابْن أبي إِسْحَاق السبيعِي فِيهِ مقَال
وَرَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده أخبرنَا عِيسَى بن يُونُس عَن إِسْمَاعِيل ابْن عبد الْملك بن أبي الصَّغِير الْمَكِّيّ عَن يُونُس بن حباب عَن عَلّي مَرْفُوعا بِلَفْظ الْحَاكِم
وَبِهَذَا السَّنَد رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره
1153 - قَوْله
عَن الْحسن قَالَ مَا تشَاور قوم قطّ إِلَّا هُدُوا لأَرْشَد أَمرهم
قلت رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي كتاب الْأَدَب ثَنَا الْفضل بن دُكَيْن عَن إِيَاس بن دَغْفَل قَالَ قَالَ الْحسن فَذكره
وَعَن ابْن أبي شيبَة رَوَاهُ عبد الله بن أَحْمد فِي كتاب الزّهْد لِأَبِيهِ بِسَنَدِهِ وَمَتنه
وَرَوَاهُ البُخَارِيّ فِي كِتَابه الْمُفْرد فِي الْأَدَب ثَنَا آدم بن أبي إِيَاس ثَنَا حَمَّاد بن زيد عَن الْحسن أَنه قَالَ وَالله مَا تشَاور قوم إِلَّا هُدُوا لأَفْضَل مَا يحضر بهم ثمَّ تَلا وَأمرهمْ شُورَى بَينهم انْتَهَى(3/242)
وَذكره المُصَنّف فِي سُورَة آل عمرَان مَرْفُوعا وَذَكَرْنَاهُ هُنَاكَ للبيهقي بِمَعْنَاهُ
1154 - الحَدِيث الْعَاشِر
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ (إِذا كَانَ يَوْم الْقِيَامَة نَادَى مُنَاد من كَانَ لَهُ عَلَى الله أجر فَليقمْ فَيقوم خلق فَيُقَال لَهُم مَا أجركُم عَلَى الله فَيَقُولُونَ نَحن الَّذين عَفَوْنَا عَمَّن ظلمنَا فَيُقَال لَهُم ادخُلُوا الْجنَّة بِإِذن الله تَعَالَى)
قلت رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي كتاب مَكَارِم الْأَخْلَاق وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب السَّابِع وَالْخمسين وَأَبُو نعيم فِي الْحِلْية من حَدِيث يَحْيَى بن خلف أبي سَلمَة الْبَاهِلِيّ ثَنَا الْفضل بن يسَار عَن غَالب الْقطَّان عَن الْحسن عَن أنس أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (إِذا وقف الْعباد لِلْحسابِ يُنَادي مُنَاد لَهُم من كَانَ أجره عَلَى الله فَلْيدْخلْ الْجنَّة فَيُقَال وَمن ذَا الَّذِي أجره عَلَى الله فَيَقُول الْعَافُونَ عَن النَّاس فَقَامَ كَذَا وَكَذَا فَدَخَلُوهَا بِغَيْر حِسَاب) انْتَهَى
وَزَاد الْبَيْهَقِيّ ثمَّ قَرَأَ فَمن عَفا وَأصْلح فَأَجره عَلَى الله انْتَهَى
وَرَوَاهُ الْعقيلِيّ فِي كِتَابه وَأعله بِالْفَضْلِ بن يسَار وَقَالَ لَا يُتَابع عَلَى حَدِيثه وَقد رَوَى من غير هَذَا الْوَجْه بِإِسْنَاد أصلح من هَذَا انْتَهَى
وَرَوَاهُ الْعقيلِيّ أَخْبرنِي مُحَمَّد بن عبد الله الْعدْل ثَنَا مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن بشر ثَنَا أَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد بن جَعْفَر بن جلاس الدِّمَشْقِي ثَنَا أَبُو عبد الْملك أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن بشر الْقرشِي ثَنَا زُهَيْر بن عباد الرواسِي ثَنَا سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن عَمْرو بن دِينَار عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (إِذا كَانَ يَوْم الْقِيَامَة) إِلَى آخِره إِلَّا أَنه قَالَ عوض فَيقوم خلق فَيقوم عنق كَبِير(3/243)
وَكَذَلِكَ أخرجه ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره عَن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الْملك الدِّمَشْقِي ثَنَا زُهَيْر بن عباد بِهِ سندا ومتنا
وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ أَيْضا فِي الْبَاب السَّادِس وَالْخمسين من حَدِيث خلف بن هِشَام ثَنَا أَبُو الْمطرف مُغيرَة الشَّامي عَن الْعَرْزَمِي عَن عَمْرو بن شُعَيْب عَن أَبِيه عَن جده قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (إِذْ جمع الله الْخَلَائق يَوْم الْقِيَامَة نَادَى مُنَاد أَيْن أهل الْفضل فَيقوم نَاس وهم يسير فَيَنْطَلِقُونَ سرَاعًا إِلَى الْجنَّة فَتَلقاهُمْ الْمَلَائِكَة فَيَقُولُونَ إِنَّا نَرَاكُمْ سرَاعًا إِلَى الْجنَّة فَمن أَنْتُم فَيَقُولُونَ نَحن أهل الْفضل فَيَقُولُونَ وَمَا فَضلكُمْ فَيَقُولُونَ كُنَّا إِذا ظلمنَا صَبرنَا وَإِذا أُسِيء علينا حملنَا فَيُقَال لَهُم ادخُلُوا الْجنَّة فَنعم أجر العاملين) انْتَهَى قَالَ الْبَيْهَقِيّ مَتنه غَرِيب وَإِسْنَاده ضَعِيف
1155 - الحَدِيث الْحَادِي عشر
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَن زَيْنَب أسمعت عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها بِحَضْرَة النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَكَانَ يَنْهَاهَا فَلَا تَنْتَهِي فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام لعَائِشَة (دُونك فَانْتَصِرِي)
قلت رَوَاهُ النَّسَائِيّ بتغيير يسير من حَدِيث خَالِد بن سَلمَة عَن الْبَهِي عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة قَالَت مَا علمت حَتَّى دخلت عَلّي زَيْنَب بِغَيْر إِذن وَهِي غَضْبَى ثمَّ قَالَت لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حَسبك إِذا قلبت لَك ابْنة أبي بكر ذويبتيها ثمَّ أَقبلت عَلّي فَأَعْرَضت عَنْهَا حَتَّى قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (دُونك فَانْتَصِرِي) فَأَقْبَلت عَلَيْهَا حَتَّى رَأَيْتهَا قد يبس رِيقهَا فِي فِيهَا مَا ترد عَلَى شَيْئا فَرَأَيْت النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَتَهَلَّل وَجهه انْتَهَى
وَرَوَاهُ ابْن مَاجَه فِي سنَنه فِي النِّكَاح كَذَلِك إِلَّا أَنه قَالَ أَقبلت لَك بنية أبي بكر ذُرَيْعَتَيْهَا
وَرَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُسْنده وَقَالَ زيبعتيها(3/244)
وَرَوَاهُ ابْن عدي فِي الْكَامِل ولين خَالِد بن سَلمَة وَنقل عَن ابْن معِين أَنه قَالَ فِيهِ كَانَ ثِقَة إِلَّا أَنه كَانَ يبغض عليا
وَمَعْنَاهُ فِي سنَن أبي دَاوُد رَوَاهُ فِي كتاب الْأَدَب من حَدِيث عَلّي بن زيد ابْن جدعَان عَن أم مُحَمَّد امْرَأَة أَبِيه زيد بن جدعَان عَن عَائِشَة قَالَت دخل عَلّي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَعِنْدنَا زَيْنَب بنت جحش إِلَى أَن قَالَ فَأَقْبَلت زَيْنَب تقحم لعَائِشَة فَنَهَاهَا عَلَيْهِ السَّلَام فَأَبت أَن تَنْتَهِي فَقَالَ لعَائِشَة (سبيهَا) فَسَبَّتْهَا فَغَلَبَتْهَا مُخْتَصر وَعلي بن زيد بن جدعَان لَا يحْتَج بِهِ وَأم مُحَمَّد هَذِه مَجْهُولَة
وَرَوَى ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره الْحَدِيثين الْمَذْكُورين بِسَنَدَيْهِمَا وَمَتْنهمَا سَوَاء
1156 - الحَدِيث الثَّانِي عشر
رُوِيَ أَن الْيَهُود قَالُوا للنَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَلا تكلم الله وَتنظر إِلَيْهِ فَإنَّا لن نؤمن لَك حَتَّى تفعل ذَلِك فَقَالَ (لم ينظر مُوسَى إِلَى الله) فأنزلت وَمَا كَانَ لبشر أَن يكلمهُ الله إِلَّا وَحيا
1157 - الحَدِيث الثَّالِث عشر
عَن عَائِشَة من زعم أَن مُحَمَّدًا رَأَى ربه فقد أعظم عَلَى الله الْفِرْيَة ثمَّ قَالَت أولم تسمعوا ربكُم وَمَا كَانَ لبشر أَن يكلمهُ الله إِلَّا وَحيا الْآيَة
قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه فِي التَّفْسِير وَمُسلم فِي الْإِيمَان من حَدِيث مَسْرُوق عَن عَائِشَة قَالَت ثَلَاث من تكلم بِوَاحِدَة مِنْهُنَّ فقد أعظم عَلَى الله الْفِرْيَة من زعم أَن مُحَمَّدًا رَأَى ربه فقد أعظم عَلَى الله الْفِرْيَة ثمَّ قَرَأت لَا تُدْرِكهُ الْأَبْصَار وَهُوَ يدْرك الْأَبْصَار وَمَا كَانَ لبشر أَن، يكلمهُ الله إِلَّا وَحيا أَو من(3/245)
وَرَاء حجاب) وَمن زعم أَن مُحَمَّدًا يعلم مَا فِي غَد الْغَيْب فقد أعظم عَلَى الله الْفِرْيَة ثمَّ قَرَأت وَمَا تَدْرِي نَفْس مَاذَا تكسب غَدا وَمن زعم أَن مُحَمَّدًا كتم شَيْئا مِمَّا أوحى إِلَيْهِ ربه فقد أعظم عَلَى الله الْفِرْيَة ثمَّ قَرَأت يأيها الرَّسُول بلغ مَا أنزل إِلَيْك الْآيَة انْتَهَى
وَتقدم فِي الْأَحْزَاب
1158 - الحَدِيث الرَّابِع عشر
عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من قَرَأَ حم عسق كَانَ مِمَّن تصلي عَلَيْهِ الْمَلَائِكَة وَيَسْتَغْفِرُونَ لَهُ ويسترحمون لَهُ)
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث سَلام بن سليم ثَنَا هَارُون بن كثير عَن زيد بن أسلم عَن أَبِيه عَن أبي أُمَامَة عَن أبي بن كَعْب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من قَرَأَ حم عسق كَانَ مِمَّن تصلي عَلَيْهِ الْمَلَائِكَة وَيَسْتَغْفِرُونَ لَهُ وَيَتَرَحَّمُونَ عَلَيْهِ) انْتَهَى
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه فِي آل عمرَان وَلَفظ المُصَنّف(3/246)
سُورَة الزخرف(3/247)
سُورَة الزخرف
ذكر فِيهَا ثَمَانِيَة أَحَادِيث
1159 - الحَدِيث الأول
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَانَ إِذا وضع رجله فِي الركاب قَالَ (بِسم الله) فَإِذا اسْتَوَى عَلَى الدَّابَّة قَالَ (الْحَمد لله عَلَى كل حَال (سُبْحَانَ الَّذِي سخر لنا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقرنين وَإِنَّا إِلَى رَبنَا لمنقلبون) وَكبر ثَلَاثًا وَهَلل ثَلَاثًا
وَكَانَ إِذا ركب السَّفِينَة قَالَ (بِسم الله مجْراهَا مرْسَاها)
قلت
أما الأول فَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي سنَنه فِي الْجِهَاد وَالتِّرْمِذِيّ فِي الدَّعْوَات وَالنَّسَائِيّ فِي السّير من حَدِيث أبي إِسْحَاق عَن عَلّي بن ربيعَة قَالَ شهِدت عَلّي بن أبي طَالب أَتَى بِدَابَّة ليرْكبَهَا فَلَمَّا وضع رجله فِي الركاب قَالَ بِسم الله فَلَمَّا اسْتَوَى عَلَى ظهرهَا قَالَ الْحَمد لله ثمَّ قَالَ (سُبْحَانَ الَّذِي سخر لنا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقرنين وَإِنَّا إِلَى رَبنَا لمنقلبون) ثمَّ قَالَ الله أكبر ثَلَاث مَرَّات ثمَّ قَالَ الْحَمد لله ثَلَاث مَرَّات ثمَّ قَالَ سُبْحَانَكَ إِنِّي ظلمت نَفسِي فَاغْفِر لي فَإِنَّهُ لَا يغْفر الذُّنُوب إِلَّا أَنْت ثمَّ ضحك فَقيل يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ من أَي شَيْء ضحِكت قَالَ رَأَيْت النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فعل كَمَا فعلت ثمَّ ضحك فَقلت يَا رَسُول الله من أَي شَيْء ضحِكت فَقَالَ (إِن رَبك تَعَالَى يعجب من عبيده إِذا قَالَ اغْفِر لي ذُنُوبِي يعلم أَنه لَا يغْفر الذُّنُوب غَيْرِي) انْتَهَى قَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث حسن صَحِيح انْتَهَى(3/249)
وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الثَّانِي عشر من الْقسم الْخَامِس وَالْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه وَقَالَ صَحِيح عَلَى شَرط مُسلم وَلم يخرجَاهُ
وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي كتاب الدُّعَاء لَهُ حَدثنَا مُحَمَّد بن عُثْمَان بن أبي شيبَة ثَنَا مُحَمَّد بن عمرَان بن أبي لَيْلَى ثني أبي عَن ابْن أبي لَيْلَى عَن الحكم عَن عَلّي بن ربيعَة عَن عَلّي بن أبي طَالب عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَانَ إِذا وضع رجله فِي الركاب إِلَى آخر لفظ المُصَنّف
وَرَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ بِسَنَد السّنَن وَلَفظ المُصَنّف بِتَمَامِهِ
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بِسَنَد السّنَن وَمَتْنهَا
وَحَدِيث السَّفِينَة غَرِيب لَكِن رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه من قَوْله عَلَيْهِ السَّلَام لَا من فعله إِذْ لَا يعرف أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ركب السَّفِينَة قَالَ الطَّبَرَانِيّ ثَنَا مُحَمَّد بن مُوسَى الْأَيْلِي الْمُفَسّر ثَنَا مُحَمَّد بن يَحْيَى الْأَيْلِي ثَنَا عبد الحميد بن الْحسن الْهِلَالِي عَن نهشل عَن الضَّحَّاك بن مُزَاحم عَن ابْن عَبَّاس عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (أَمَان لأمتي من الْغَرق إِذا ركبُوا الْفلك أَن يَقُولُوا بِسم الله وَمَا قدرُوا الله حق قدره وَالْأَرْض جَمِيعًا قَبضته يَوْم الْقِيَامَة وَالسَّمَوَات مَطْوِيَّات بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يشركُونَ بِسم الله مجْراهَا وَمرْسَاهَا إِن رَبِّي لغَفُور رَحِيم انْتَهَى
وَرَوَاهُ فِي كتاب الدُّعَاء لَهُ حَدثنَا عبد الله بن وهيب الْغَزِّي ثَنَا مُحَمَّد بن أبي السّري الْعَسْقَلَانِي ثَنَا سيف بن الْحجَّاج الْكُوفِي عَن يَحْيَى بن الْعَلَاء البَجلِيّ عَن طَلْحَة بن عبيد الله بن كريز عَن الْحُسَيْن بن عَلّي عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ نَحوه سَوَاء
وَحَدِيث الدَّابَّة فِي مُسلم بعضه رَوَاهُ فِي كتاب الْحَج من حَدِيث عَلّي الْأَزْدِيّ عَن ابْن عمر أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَانَ إِذا اسْتَوَى عَلَى بعيره خَارِجا إِلَى سفر كبر ثَلَاثًا ثمَّ قَالَ سُبْحَانَ الَّذِي سخر لنا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقرنين وَإِنَّا إِلَى رَبنَا لمنقلبون مُخْتَصر(3/250)
1160 - قَوْله
عَن الْحُسَيْن بن عَلّي أَنه رَأَى رجلا ركب دَابَّة فَقَالَ (سُبْحَانَ الَّذِي سخر لنا هَذَا) فَقَالَ الْحُسَيْن أَبِهَذَا أمرْتُم قَالَ وَبِمَ أمرنَا قَالَ أَن تَذكرُوا نعْمَة ربكُم كَأَنَّهُ ترك التَّحْمِيد فَنَبَّهَهُ عَلَيْهِ
قلت رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي كتاب الدُّعَاء لَهُ حَدثنَا عبد الله بن أَحْمد بن حَنْبَل ثَنَا تَمِيم بن الْمُنْتَصر ثَنَا إِسْحَاق الْأَزْرَق ثَنَا سُفْيَان الثَّوْريّ عَن أبي هَاشم الوَاسِطِيّ عَن أبي مخلد عَن الْحُسَيْن بن عَلّي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما أَنه رَأَى رجلا ركب دَابَّة فَقَالَ سُبْحَانَ الَّذِي سخر لنا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقرنين فَقَالَ لَهُ الْحُسَيْن بن عَلّي وَبِهَذَا أمرت قَالَ فَكيف أَقُول قَالَ يَقُول الْحَمد لله الَّذِي هَدَانِي لِلْإِسْلَامِ وَمن عَلّي بِمُحَمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَجَعَلَنِي فِي خير أمة أخرجت للنَّاس فَهَذِهِ النِّعْمَة يَقُول يبْدَأ بِهَذَا لقَوْله تَعَالَى ثمَّ تَذكرُوا نعْمَة ربكُم إِذا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقولُوا سُبْحَانَ الَّذِي سخر لنا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقرنين انْتَهَى
وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ ثَنَا مُحَمَّد بن بشار ثَنَا عبد الرَّحْمَن ثَنَا سُفْيَان عَن أبي هَاشم بِهِ
1161 - قَوْله
قَالَ عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه اخْشَوْشِنُوا وَاخْشَوْشِبُوا وَتَمَعْدَدُوا
قلت رَوَاهُ أَبُو عبيد الْقَاسِم بن سَلام فِي كِتَابه غَرِيب الحَدِيث ثَنَا أَبُو بكر ابْن عَيَّاش عَن عَاصِم بن أبي النجُود عَن أبي الْعَدَبَّس الْأَسدي عَن عمر أَنه قَالَ اخْشَوْشِنُوا وَاخْشَوْشِبُوا وَتَمَعْدَدُوا وَاجْعَلُوا الرَّأْس رَأْسَيْنِ وَلَا تلِثوا بدار معْجزَة وَأَصْلحُوا مَثَاوِيَكُمْ وَأَخِيفُوا الْهَوَام قبل أَن تُخِيفَكُمْ انْتَهَى
وَرَوَى ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع التَّاسِع من الْقسم الرَّابِع عَن قَتَادَة قَالَ سَمِعت أَبَا عُثْمَان النَّهْدِيّ يَقُول أَتَانَا كتاب عمر بن الْخطاب وَنحن بِأَذربِيجَان مَعَ عتبَة بن فرقد أما بعد فَاتَّزِرُوا وَارْتَدوا وَانْتَعِلُوا إِلَى أَن قَالَ وَاخْشَوْشنُوا وَاخْشَوْشِبُوا وَاخْلَوْلقُوا وَارْمُوا الْأَغْرَاض وانزلوا نَزْوًا مُخْتَصرا(3/251)
1162 - الحَدِيث الثَّانِي
قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (لَو وزنت الدُّنْيَا عِنْد الله جنَاح بعوضة لما سَقَى الْكَافِر مِنْهَا شربة مَاء)
قلت رُوِيَ من حَدِيث سهل بن سعد وَمن حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَمن حَدِيث ابْن عَبَّاس وَمن حَدِيث ابْن عمر
أما حَدِيث سهل بن سعد فَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن ماجة فِي الزّهْد من حَدِيث أبي حَازِم عَن سهل بن سعد قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (لَو كَانَت الدُّنْيَا تعدل عِنْد الله جنَاح بعوضة مَا سَقَى كَافِرًا مِنْهَا شربة) انْتَهَى
وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ من حَدِيث عبد الحميد بن سُلَيْمَان عَن أبي حَازِم بِهِ وَقَالَ صَحِيح غَرِيب من هَذَا الْوَجْه وَفِي الْبَاب عَن أبي هُرَيْرَة انْتَهَى
وَرَوَاهُ ابْن ماجة من حَدِيث زَكَرِيَّا بن مَنْظُور عَن أبي حَازِم بِهِ وَلَفظه قَالَ كُنَّا مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بِذِي الحليفة فَإِذا هُوَ بِشَاة ميتَة شَائِلَة رجلهَا فَقَالَ (أَتَرَوْنَ هَذِه هنيَّة عَلَى صَاحبهَا وَلَو كَانَت الدُّنْيَا تزن عِنْد الله جنَاح بعوضة مَا سَقَى كَافِرًا مِنْهَا قَطْرَة أبدا) انْتَهَى
وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي كتاب الرقَاق بِسَنَد ابْن ماجة وَمَتنه إِلَّا أَنه قَالَ شربة عوض قَطْرَة وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ
وَتعقبه الذَّهَبِيّ فِي مُخْتَصره فَقَالَ وزَكَرِيا بن مَنْظُور ضَعَّفُوهُ انْتَهَى
وَرَوَاهُ الْعقيلِيّ فِي كِتَابه بِسَنَد التِّرْمِذِيّ وَأعله بِعَبْد الحميد بن سُلَيْمَان وَقَالَ تَابعه زَكَرِيَّا بن مَنْظُور وَهُوَ دونه انْتَهَى
وَأما حَدِيث أبي هُرَيْرَة فَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب الْحَادِي وَالسبْعين عَن أبي معشر عَن سعيد المَقْبُري عَن أبي هُرَيْرَة مَرْفُوعا بِلَفْظ التِّرْمِذِيّ(3/252)
وَرَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده من حَدِيث مُحَمَّد بن عمار بن جَعْفَر بن سعد عَن صَالح مولَى التَّوْأَمَة عَن أبي هُرَيْرَة مَرْفُوعا نَحوه إِلَّا أَنه قَالَ مَا أعْطى كَافِرًا مِنْهَا شَيْئا
وَأما حَدِيث ابْن عَبَّاس فَرَوَاهُ أَبُو نعيم فِي الْحِلْية فِي تَرْجَمَة مُجَاهِد من حَدِيث الْحسن بن عمَارَة عَن الحكم عَن مُجَاهِد عَن ابْن عَبَّاس مَرْفُوعا بِلَفْظ المُصَنّف لم يذكر المَاء وَأَعَادَهُ فِي تَرْجَمَة الْمعَافى بن عمرَان وَقَالَ لم يَكْتُبهُ إِلَّا من حَدِيث الْحسن بن عمَارَة انْتَهَى
وَأما حَدِيث ابْن عمر فَرَوَاهُ الْقُضَاعِي فِي مُسْند الشهَاب من حَدِيث مُحَمَّد ابْن أَحْمد بن أبي عون عَن أبي مُصعب عَن مَالك عَن نَافِع عَن ابْن عمر مَرْفُوعا بِلَفْظ المُصَنّف سَوَاء
قَالَ ابْن طَاهِر فِي كَلَامه عَلَى أَحَادِيث الشهَاب هَذَا لَا أصل لَهُ من حَدِيث مَالك وَالْحمل فِيهِ عَلّي ابْن أبي عون وَحَدِيث ابْن عَبَّاس فِيهِ الْحسن بن عمَارَة وَهُوَ ضَعِيف وَحَدِيث أبي هُرَيْرَة طريقاه ضعيفان وَحَدِيث سهل أَيْضا طريقاه ضعيفان وَله طَرِيق ثَالِث رَوَاهُ صَالح بن مُوسَى عَن أبي حَازِم وَصَالح هَذَا من ولد طَلْحَة بن عبيد الله لَيْسَ بِشَيْء فِي الحَدِيث انْتَهَى
1163 - الحَدِيث الثَّالِث
فِي الحَدِيث إِن موت الْفجأَة رَحْمَة لِلْمُؤمنِ وَأَخْذَة أَسف للْكَافِرِ
قلت غَرِيب بِهَذَا اللَّفْظ وَرَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده من حَدِيث عَائِشَة مَرْفُوعا موت الْفجأَة رَاحَة لِلْمُؤمنِ وَأَخْذَة أَسف للْكَافِرِ انْتَهَى
وَقد تقدم فِي طه(3/253)
1164 - الحَدِيث الرَّابِع
رُوِيَ أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لما قَرَأَ عَلَى قُرَيْش إِنَّكُم وَمَا تَعْبدُونَ من دون الله حصب جَهَنَّم امتعضوا من ذَلِك امتعاضا شَدِيدا فَقَالَ عبد الله بن الزبعْرَى يَا مُحَمَّد أخاصة لنا ولآلهتنا أم لجَمِيع الْأُمَم فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام (هُوَ لكم ولآلهتكم وَلِجَمِيعِ الْأُمَم) فَقَالَ خصمتك وَرب الْكَعْبَة أَلَسْت تزْعم أَن عِيسَى بن مَرْيَم نَبِي وَتثني عَلَيْهِ خيرا وَعَلَى أمه وَقد علمت أَن النَّصَارَى يَعْبُدُونَهُمَا وعزير يعبد وَالْمَلَائِكَة يعْبدُونَ فَإِن كَانَ هَؤُلَاءِ فِي النَّار فقد رَضِينَا أَن نَكُون نَحن وَآلِهَتنَا مَعَهم فَفَرِحُوا وَضَحِكُوا وَسكت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَأنْزل الله إِن الَّذين سبقت لَهُم منا الْحُسْنَى الْآيَة
قلت غَرِيب وَتقدم نَحوه فِي سُورَة الْأَنْبِيَاء
1165 - الحَدِيث الْخَامِس
فِي الحَدِيث إِن عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام ينزل عَلَى ثنية الْبَيْت الْمُقَدّس يُقَال لَهَا أفِيق وَعَلِيهِ ممصرتان وَشعر رَأسه دَهِين وَبِيَدِهِ حَرْبَة وَبهَا يقتل الدَّجَّال فَيَأْتِي بَيت الْمُقَدّس وَالنَّاس فِي صَلَاة الصُّبْح وَالْإِمَام يؤم بهم فَيتَأَخَّر الإِمَام فَيقدمهُ عِيسَى وَيُصلي خَلفه عَلَى شَرِيعَة مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ثمَّ يقتل الْخِنْزِير وَيكسر الصَّلِيب وَيخرب البيع وَالْكَنَائِس وَيقتل النَّصَارَى إِلَّا من آمن بِهِ
قلت غَرِيب بِهَذَا اللَّفْظ وَهُوَ فِي تَفْسِير الثَّعْلَبِيّ هَكَذَا من غير سَنَد وَهُوَ مفرق فِي غُضُون الْأَحَادِيث(3/254)
فَقَوله ينزل عَلَى ثنية أفِيق عِنْد الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك فِي كتاب الْفِتَن من حَدِيث عُثْمَان بن أبي الْعَاصِ سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول (يكون للْمُسلمين ثَلَاثَة أَمْصَار) وَفِيه فَيَنْحَاز الْمُسلمُونَ إِلَى عقبَة أفِيق
وَقَوله وَعليَّة ممصرتان عِنْد ابْن حبَان وَالْحَاكِم وَأحمد عَن أبي هُرَيْرَة وَفِيه فَإِذا رَأَيْتُمُوهُ فَاعْرِفُوهُ رجل مَرْبُوع إِلَى الْحمرَة وَالْبَيَاض عَلَيْهِ ثَوْبَان مُمَصَّرَانِ الحَدِيث وَمَعْنَاهُ أَي مصبوغتان بِالْمِصْرِ وَهُوَ الْمغرَة
وَقَوله وَالنَّاس فِي صَلَاة الصُّبْح فَفِي ابْن ماجة فِي حَدِيث طَوِيل عَن أبي أُمَامَة فَبَيْنَمَا إمَامهمْ يُصَلِّي بهم الصُّبْح إِذْ نزل عِيسَى بن مَرْيَم فَرجع الإِمَام يمشي الْقَهْقَرَى لِيَتَقَدَّم عِيسَى فَيَضَع يَده بَين كَتفيهِ ثمَّ يَقُول لَهُ تقدم فصل فَإِنَّهَا لَك أُقِيمَت فَيصَلي بهم إمَامهمْ الحَدِيث
وَقَوله فَيقْتل الْخِنْزِير وَيكسر الصَّلِيب فِي الصَّحِيحَيْنِ عَن أبي هُرَيْرَة
1166 - الحَدِيث السَّادِس
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (لَا ينْزع رجل فِي الْجنَّة ثَمَرهَا إِلَّا نبت مَكَانهَا مِثْلَاهَا)
قلت رَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده من حَدِيث ثَوْبَان وَقد تقدم فِي سُورَة الْبَقَرَة
1167 - قَوْله
قيل لِابْنِ عَبَّاس قَرَأَ ابْن مَسْعُود وَنَادَوْا يَا مَال فَقَالَ مَا أشغل أهل النَّار عَن التَّرْخِيم
وَعنهُ إِنَّمَا يُجِيبهُمْ مَالك بعد ألف سنة(3/255)
قلت
الأول غَرِيب وَرَوَى البُخَارِيّ فِي بَدْء الْخلق فِي بَاب إِذا قَالَ أحدكُم آمين وَالْمَلَائِكَة فِي السَّمَاء فَوَافَقت إِحْدَاهمَا الْأُخْرَى وَمُسلم فِي من حَدِيث يعلي بن أُميَّة قَالَ سَمِعت النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يقْرَأ عَلَى الْمِنْبَر وَنَادَوْا يَا مَالك قَالَ سُفْيَان فِي قِرَاءَة عبد الله يَا مَال انْتَهَى
وَأما الثَّانِي فَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه عَن سُفْيَان عَن عَطاء بن السَّائِب عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى وَنَادَوْا يَا مَالك قَالَ مكث عَنْهُم ألف سنة ثمَّ يَقُول إِنَّكُم مَاكِثُونَ وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَهُوَ عِنْد الطَّبَرِيّ من قَول النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَسَيَأْتِي بعده
1168 - الحَدِيث السَّابِع
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (يلقى عَلَى أهل النَّار الْجُوع حَتَّى يعدل مَا هم فِيهِ من الْعَذَاب فَيَقُولُونَ ادعوا مَالِكًا فَيدعونَ مَالِكًا ليَقْضِ علينا رَبك)
قلت رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي كِتَابه فِي صفة جَهَنَّم من حَدِيث قُطْبَة بن عبد الْعَزِيز عَن الْأَعْمَش عَن شمر بن عَطِيَّة عَن شهر بن حَوْشَب عَن أم الدَّرْدَاء عَن أبي الدَّرْدَاء قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (يلقى عَلَى أهل النَّار الْجُوع فيعدل مَا هم فِيهِ من الْعَذَاب فَيَسْتَغِيثُونَ فَيُغَاثُونَ بِطَعَام من ضَرِيع لَا يسمن وَلَا يُغني من جوع فَيَسْتَغِيثُونَ بِالطَّعَامِ فَيُغَاثُونَ بِطَعَام ذِي غُصَّة فَيذكرُونَ أَنهم كَانُوا يجيرون الْغصَص فِي الدُّنْيَا بِالشرابِ فَيَسْتَغِيثُونَ بِالشرابِ فَيدْفَع إِلَيْهِم الْحَمِيم بِكَلَالِيب الْحَدِيد فَإِذا دنت(3/256)
من وُجُوههم شَوَتْ وُجُوههم فَإِذا دخلت بطونهم قطعت مَا فِي بطونهم فَيَقُولُونَ ادعوا خَزَنَة جَهَنَّم فَيَقُولُونَ ألم تَكُ تَأْتيكُمْ رسلكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بلَى قَالُوا فَادعوا وَمَا دُعَاء الْكَافرين إِلَّا فِي ضلال قَالَ فَيَقُولُونَ ادعوا مَالِكًا فَيَقُولُونَ ادعوا مَالِكًا فَيَقُولُونَ يَا مَالك ليَقْضِ علينا رَبك قَالَ فَيُجِيبهُمْ إِنَّكُم مَاكِثُونَ قَالَ الْأَعْمَش نبئت أَن بَين دُعَائِهِمْ وَإجَابَة مَالك إيَّاهُم ألف عَام فَيَقُولُونَ ادعوا ربكُم فَلَا أحد خير من ربكُم فَيَقُولُونَ رَبنَا غلبت علينا شِقْوَتنَا وَكُنَّا قوما ضَالِّينَ رَبنَا أخرجنَا مِنْهَا فَإِن عدنا فَإنَّا ظَالِمُونَ قَالَ فَيُجِيبهُمْ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تكَلمُون فَعِنْدَ ذَلِك يَيْأَسُوا من كل خير وَيَأْخُذُونَ فِي الزَّفِير وَالْحَسْرَة وَالْوَيْل) انْتَهَى وَسكت عَنهُ لَكِن ذكر عَن بَعضهم أَنهم لَا يَرْفَعُونَهُ قَالَ وَقُطْبَة بن عبد الْعَزِيز ثِقَة عِنْد أهل الحَدِيث انْتَهَى
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَالْبَيْهَقِيّ فِي الْبَعْث والنشور من حَدِيث قُطْبَة بن عبد الْعَزِيز بِهِ مَرْفُوعا بِلَفْظ التِّرْمِذِيّ
وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره من حَدِيث شريك عَن الْأَعْمَش بِهِ مَوْقُوفا وَفِيه إِن بَين دُعَائِهِمْ وَإجَابَة مَالك إيَّاهُم ألف عَام من كَلَام أبي الدَّرْدَاء
وَرَوَاهُ من حَدِيث قُطْبَة بن عبد الْعَزِيز بِهِ مَرْفُوعا وَسَاقه فِيهِ من قَول النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لَا من قَول الْأَعْمَش كَمَا هُوَ عِنْد التِّرْمِذِيّ
1169 - الحَدِيث الثَّامِن
عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من قَرَأَ (سُورَة الزخرف كَانَ مِمَّن يُقَال لَهُ يَوْم الْقِيَامَة يَا عباد لَا خوف عَلَيْكُم الْيَوْم وَلَا أَنْتُم تَحْزَنُونَ ادخُلُوا الْجنَّة بِغَيْر حِسَاب)
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث سَلام بن سليم ثَنَا هَارُون بن كثير عَن زيد بن أسلم عَن أَبِيه عَن أبي أُمَامَة عَن أبي بن كَعْب قَالَ قَالَ رَسُول الله(3/257)
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من قَرَأَ سُورَة الزخرف) إِلَى آخِره سَوَاء
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بِسَنَدِهِ الثَّانِي فِي آل عمرَان
وَبِسَنَد الثَّعْلَبِيّ رَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط(3/258)
سُورَة الدُّخان(3/259)
سُورَة الدُّخان
ذكر فِيهَا أحد عشر حَدِيثا
1170 - الحَدِيث الأول
قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من صَلَّى فِي هَذِه اللَّيْلَة مائَة رَكْعَة يَعْنِي لَيْلَة النّصْف من شعْبَان أرسل الله تَعَالَى إِلَيْهِ مائَة ملك ثَلَاثُونَ يُبَشِّرُونَهُ بِالْجنَّةِ وَثَلَاثُونَ يُؤَمِّنُونَهُ من عَذَاب النَّار وَثَلَاثُونَ يدْفَعُونَ عَنهُ آفَات الدُّنْيَا وَعشرَة يدْفَعُونَ عَنهُ مَكَائِد الشَّيْطَان)
قلت رَوَاهُ الإِمَام أَبُو الْفَتْح سليم بن أَيُّوب الرَّازِيّ الْفَقِيه الشَّافِعِي فِي كتاب التَّرْغِيب بِتَغَيُّر يسير حَدثنَا أَبُو عبد الله الْحُسَيْن بن عَلّي بن جَعْفَر ثَنَا أَبُو الْقَاسِم سُلَيْمَان بن أَحْمد الطَّبَرَانِيّ ثَنَا إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم الدبرِي ثَنَا عبد الرازق عَن تَوْبَة عَن عُثْمَان بن عبد الله عَن جَعْفَر بن مُحَمَّد عَن أَبِيه قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من صَلَّى لَيْلَة النّصْف من شعْبَان مائَة رَكْعَة يقْرَأ فِي كل رَكْعَة الْحَمد لله وقل هُوَ الله أحد عشر مَرَّات لم يمت حَتَّى يرِيه الله فِي مَنَامه مائَة ملك ثَلَاثُونَ يُبَشِّرُونَهُ بِالْجنَّةِ وَثَلَاثُونَ يُؤَمِّنُونَهُ من عَذَاب النَّار وَثَلَاثُونَ يَحْفَظُونَهُ من خطاياه وَعشرَة يكلئونه من عدوه) انْتَهَى
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الإِمَام أَبُو الْفضل مُحَمَّد بن نَاصِر السلَامِي فِي كتاب فَضَائِل شعْبَان من حَدِيث عَلّي بن عَاصِم عَن عَمْرو بن مِقْدَام عَن جَعْفَر بن مُحَمَّد عَن أَبِيه عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَذكره سَوَاء
ثمَّ أخرجه من حَدِيث سهل بن مَنْصُور ثَنَا الْحسن بن علوان عَن جَعْفَر(3/261)
ابْن مُحَمَّد عَن أَبِيه عَن عَلّي بن أبي طَالب فَذكره وَلم يرفعهُ
وَرَوَاهُ الْحَافِظ أَبُو مُحَمَّد عبد الْعَزِيز بن الْأَخْضَر فِي كِتَابه فَضَائِل شعْبَان وَهُوَ جُزْء حَدِيثي وَكَذَا الَّذِي قبله من طَرِيق مُحَمَّد بن إِسْحَاق السّني أَنا الْحُسَيْن بن عبد الله الْقطَّان ثَنَا مُوسَى بن مَرْوَان ثَنَا يَحْيَى بن الحكم عَن عمر ابْن ثَابت عَن جَعْفَر الْمَدَائِنِي عَن يَحْيَى القَتَّات قَالَ ثني بضعَة وَثَلَاثُونَ رجلا من أَصْحَاب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ انه قَالَ فَذكره
وَهُوَ فِي الفردوس من حَدِيث ابْن عمر بِاللَّفْظِ الْمَذْكُور
1171 - الحَدِيث الثَّانِي
قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (إِن الله يرحم أمتِي فِي هَذِه اللَّيْلَة بِعَدَد شعر أَغْنَام بني كلب)
قلت رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي كِتَابه فِي الصَّوْم وَابْن ماجة فِي التَّهَجُّد من حَدِيث الْحجَّاج بن أَرْطَاة عَن يَحْيَى بن أبي كثير عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة قَالَت فقدت النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ذَات لَيْلَة فَخرجت أطلب فَإِذا هُوَ بِالبَقِيعِ رَافع رَأسه إِلَى السَّمَاء فَقَالَ (يَا عَائِشَة أَكنت تَخَافِينَ أَن يَحِيف الله عَلَيْك وَرَسُوله) قَالَت قد قلت وَمَا بِي ذَلِك وَلَكِنِّي ظَنَنْت أَنَّك أتيت بعض نِسَائِك فَقَالَ (إِن الله تَعَالَى ينزل لَيْلَة النّصْف من شعْبَان إِلَى السَّمَاء الدُّنْيَا فَيغْفر لأكْثر من عدد شعر غنم كلب) انْتَهَى قَالَ التِّرْمِذِيّ لَا نعرفه إِلَّا من حَدِيث الْحجَّاج وَسمعت مُحَمَّدًا يَعْنِي البُخَارِيّ يضعف هَذَا الحَدِيث وَقَالَ إِن يَحْيَى بن أبي كثير لم يسمع من عُرْوَة وَالْحجاج لم يسمع من يَحْيَى بن أبي كثير انْتَهَى
وَرَوَاهُ ابْن أبي شيبَة وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مسنديهما(3/262)
وَرَوَاهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الْعِلَل المتناهية من طَرِيق الدَّارَقُطْنِيّ بِسَنَدِهِ عَن عَطاء بن عجلَان عَن عبد الله بن أبي ملكية عَن عَائِشَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (فِي لَيْلَة النّصْف من شعْبَان يعْتق الله فِيهَا من النَّار أَكثر من عدد شعر غنم كلب) مُخْتَصر وَقَالَ تفرد بِهِ عَطاء بن عجلَان عَن ابْن أبي ملكية قَالَ ابْن معِين عَطاء بن عجلَان لَيْسَ بِشَيْء كَانَ يوضع لَهُ حَدِيث فَيحدث بِهِ وَقَالَ الفلاس وَالسَّعْدِي كَذَّاب انْتَهَى
وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي كتاب الدَّعْوَات الْكَبِير عَن أبي عبد الله الْحَاكِم بِسَنَدِهِ إِلَى إِبْرَاهِيم بن إِسْحَاق الْغَسِيلِيِّ ثَنَا وهب ثَنَا سعيد بن عبد الْكَرِيم الوَاسِطِيّ عَن أبي نعْمَان السَّعْدِيّ عَن أبي رَجَاء العطاردي عَن أنس بن مَالك عَن عَائِشَة أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ لَهَا (أَتَدْرِينَ مَا هَذِه اللَّيْلَة هَذِه لَيْلَة النّصْف من شعْبَان لله فِيهِ عُتَقَاء من النَّار بِعَدَد سعر غنم كلب) قَالَت وَمَا بَال غنم كلب قَالَ (لَيْسَ فِي الْعَرَب أَكثر غنما مِنْهُم) مُخْتَصر قَالَ الْبَيْهَقِيّ فِي إِسْنَاده بعض من يجهل انْتَهَى
وَرَوَاهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الْعِلَل المتناهية وَقَالَ إِنَّه لَا يَصح قَالَ أَبُو الْفَتْح الْأَزْدِيّ سعيد بن عبد الْكَرِيم مَتْرُوك انْتَهَى
قَالَ ابْن دحْيَة فِي الْعلم الْمَشْهُور هَذَا حَدِيث مَوْضُوع وَإِبْرَاهِيم بن إِسْحَاق هَذَا من ولد حَنْظَلَة الغسيل قَالَ فِيهِ ابْن حبَان يقلب الْأَخْبَار وَيسْرق الحَدِيث وَشَيْخه وهب أكذب النَّاس وَسَعِيد مَتْرُوك وَلَيْسَ فِي لَيْلَة النّصْف من شعْبَان حَدِيث يَصح ذكر أهل التَّعْدِيل وَالتَّجْرِيح انْتَهَى(3/263)
1172 - الحَدِيث الثَّالِث
قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (إِن الله تَعَالَى يغْفر لجَمِيع الْمُسلمين فِي تِلْكَ اللَّيْلَة إِلَّا لِكَاهِنٍ أَو سَاحر أَو مُشَاحِن أَو مدمن خمر أَو عَاق للْوَالِدين أَو مصر عَلَى الزِّنَا)
قلت غَرِيب بِهَذَا اللَّفْظ وَأقرب مَا وجدته حديثان
أَحدهمَا رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب الثَّالِث وَالْعِشْرين عَن سَلام ابْن سليم أَنا سَلام الطَّوِيل عَن وهب الْمَكِّيّ عَن أبي رهم عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ أَنه دخل عَلَى عَائِشَة فَقَالَت لَهُ يَا أَبَا سعيد إِلَى أَن قَالَ فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (أَكنت تَخَافِينَ أَن يَحِيف الله عَلَيْك وَرَسُوله إِن جِبْرِيل أَتَانِي فَقَالَ هَذِه اللَّيْلَة لَيْلَة النّصْف من شعْبَان وَللَّه فِيهَا عُتَقَاء من النَّار بِعَدَد شُعُور غنم كلب لَا ينظر الله فِيهَا إِلَى مُشْرك وَلَا إِلَى مُشَاحِن وَلَا إِلَى قَاطع رحم وَلَا إِلَى مُسبل وَلَا إِلَى عَاق وَالِديهِ وَلَا مدمن خمر) مُخْتَصر
وَالثَّانِي رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي الدَّعْوَات الْكَبِير من حَدِيث سعيد ابْن عبد الْكَرِيم الوَاسِطِيّ عَن أبي نعْمَان السَّعْدِيّ عَن أبي رَجَاء العطاردي عَن أنس ابْن مَالك عَن عَائِشَة أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ لَهَا (أَتَدْرِينَ مَا هَذِه اللَّيْلَة هَذِه لَيْلَة النّصْف من شعْبَان لله فِيهَا عُتَقَاء من النَّار بِعَدَد شعر غنم كلب) قَالَت وَمَا بَال غنم كلب قَالَ (لَيْسَ فِي الْعَرَب أَكثر غنما مِنْهُم لَا أَقُول فيهم سِتَّة نفر مدمن خمر وَلَا عَاق وَالِديهِ وَلَا مصر عَلَى الزِّنَا وَلَا عَلَى الرِّبَا وَلَا مصارم وَلَا مُصَور وَلَا قَتَّات) مُخْتَصرا قَالَ الْبَيْهَقِيّ فِي إِسْنَاده بعض من يجهل(3/264)
وَأعله ابْن الْجَوْزِيّ بِسَعِيد وَقد تقدم فِي الحَدِيث قبله وَالله أعلم
وَرَوَى ابْن ماجة فِي سنَنه فِي التَّهَجُّد عَن الضَّحَّاك بن عبد الرَّحْمَن بن عَرْزَم عَن أَبِيه عَن أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (إِن الله ليطلع فِي لَيْلَة النّصْف من شعْبَان فَيغْفر لجَمِيع خلقه إِلَّا لِمُشْرِكٍ أَو مُشَاحِن)
وَرَوَى ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الأول من الْقسم الأول من حَدِيث مَكْحُول عَن مَالك بن يخَامر عَن معَاذ بن جبل عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (يطلع الله إِلَى خلقه لَيْلَة النّصْف من شعْبَان) إِلَى آخِره سَوَاء
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان
وَرَوَى البرَاز فِي مُسْنده من حَدِيث عبد الْملك بن عبد الْملك عَن مُصعب ابْن أبي ذِئْب عَن الْقَاسِم بن مُحَمَّد عَن أَبِيه أَو عَمه عَن أبي بكر مَرْفُوعا نَحوه سَوَاء وَقَالَ لَا نعلمهُ يرْوَى عَن أبي بكر إِلَّا من هَذَا الْوَجْه وَقد رُوِيَ عَن غير أبي بكر وَأَعْلَى من رَوَاهُ أَبُو بكر وَإِن كَانَ فِي إِسْنَاده شَيْء فجلالة أبي بكر تُحسنهُ انْتَهَى
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ أَيْضا فِي الشّعب
وَأعله ابْن عدي والعقيلي فِي كِتَابَيْهِمَا بِعَبْد الْملك
وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ أَيْضا وَالْبَزَّار من حَدِيث عبد الله بن لَهِيعَة عَن عبد الله ابْن زِيَاد بن أنعم عَن عبَادَة بن نسي عَن كثير بن مرّة عَن عَوْف بن مَالك مَرْفُوعا نَحوه سَوَاء
وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ وَالْبَزَّار أَيْضا من حَدِيث هِشَام بن عبد الرَّحْمَن عَن الْأَعْمَش عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة مَرْفُوعا نَحوه سَوَاء(3/265)
وَلم يروه الْبَغَوِيّ فِي تَفْسِيره إِلَّا بِهَذَا اللَّفْظ من حَدِيث أبي بكر بِسَنَد البرَاز وَمَتنه
1173 - الحَدِيث الرَّابِع
رُوِيَ أَنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ سَأَلَ لَيْلَة الثَّالِث عشر من شعْبَان فِي أمته فَأعْطِي الثُّلُث مِنْهَا ثمَّ سَأَلَ لَيْلَة الرَّابِع عشر فَأعْطَى الثُّلثَيْنِ ثمَّ سَأَلَ لَيْلَة الْخَامِس عشر فَأعْطِي الْجَمِيع إِلَّا من شرد عَلَى الله شِرَاد الْبَعِير
قلت غَرِيب
1174 - الحَدِيث الْخَامِس
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (أول الْآيَات الدُّخان ونزول عِيسَى ابْن مَرْيَم ونار تخرج من قَعْر عدن أبين تَسوق النَّاس إِلَى الْمَحْشَر) قَالَ حُذَيْفَة يَا رَسُول الله فَمَا الدُّخان فَتلا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَارْتَقِبْ يَوْم تَأتي السَّمَاء بِدُخَان الْآيَة وَقَالَ (يمْلَأ مَا بَين الْمشرق وَالْمغْرب يمْكث أَرْبَعِينَ يَوْمًا وَلَيْلَة أما الْمُؤمن فَيُصِيبهُ كَهَيئَةِ الزُّكَام وَأما الْكَافِر فَهُوَ كَالسَّكْرَانِ يخرج من مَنْخرَيْهِ وَأُذُنَيْهِ وَدبره)
قلت رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره حَدثنِي عِصَام بن رواد بن الْجراح ثَنَا أبي ثَنَا سُفْيَان الثَّوْريّ ثَنَا مَنْصُور بن الْمُعْتَمِر عَن ربعي بن حِرَاش قَالَ سَمِعت حُذَيْفَة ابْن الْيَمَان يَقُول قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (أول الْآيَات الدَّجَّال ونزول عِيسَى بن مَرْيَم ونار تخرج من قَعْر عدن أبين وَالدُّخَان) قَالَ حُذَيْفَة يَا رَسُول الله وَمَا الدُّخان فَتلا إِلَى آخِره سَوَاء
وَمن طَرِيق الطَّبَرِيّ رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ وَمن طَرِيق الثَّعْلَبِيّ رَوَاهُ الْبَغَوِيّ
وَضَعفه الطَّبَرِيّ فَقَالَ وحَدثني مُحَمَّد مُحَمَّد بن خلف الْعَسْقَلَانِي انه سَأَلَ رَوَّادًا عَن هَذَا الحَدِيث هَل سَمعه من سُفْيَان فَقَالَ لَا قَالَ فَقلت أَقرَأته عَلَيْهِ(3/266)
قَالَ لَا قَالَ فَقلت لَهُ أَقْْرِئ عَلَيْهِ وَأَنت حَاضر فَقَالَ لَا قلت فَمن أَيْن جِئْت بِهِ قَالَ جَاءَنِي بِهِ قوم فَعَرَضُوهُ عَلّي وَقَالُوا لي اسْمَعْهُ منا فَقَرَءُوهُ ثمَّ ذَهَبُوا فَحَدثُوا بِهِ عني قَالَ ابْن كثير وَقد أَجَاد الطَّبَرِيّ فَإِنَّهُ مَوْضُوع بِهَذَا السَّنَد انْتَهَى
1175 - قَوْله
عَن ابْن مَسْعُود قَالَ خمس قد مَضَت الرّوم وَالدُّخَان وَالْقَمَر وَالْبَطْشَة وَاللزَام
قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي التَّفْسِير وَمُسلم فِي التَّوْبَة عَن ابْن مَسْعُود قَالَ خمس قد مضين الرّوم وَالدُّخَان وَاللزَام وَالْبَطْشَة وَالْقَمَر انْتَهَى
1176 - الحَدِيث السَّادِس
رُوِيَ انه قيل لِابْنِ مَسْعُود إِن قَاصا عِنْد أَبْوَاب كِنْدَة يَقُول إِنَّه دُخان يَأْتِي يَوْم الْقِيَامَة فَيَأْخُذ بِأَنْفَاسِ النَّاس فَقَالَ من علم علما فَلْيقل بِهِ وَمن لم يعلم فَلْيقل الله أعلم ثمَّ قَالَ أَلا وَسَأُحَدِّثُكُمْ أَن قُريْشًا لما استعصمت عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ دَعَا عَلَيْهِم فَقَالَ (اللَّهُمَّ أشدد وطأتك عَلَى مُضر وَاجْعَلْهَا عَلَيْهِم سِنِين كَسِنِي يُوسُف فَأَصَابَهُمْ الْجهد حَتَّى أكلُوا الْجِيَف وَالْعِلْهِز وَكَانَ الرجل يرَى بَين السَّمَاء وَالْأَرْض الدُّخان وَكَانَ يحدث الرجل فَيسمع كَلَامه وَلَا يرَاهُ من الدُّخان فَمَشى إِلَيْهِ أَبُو سُفْيَان وَنَفر مَعَه وَنَاشَدُوهُ الله وَالرحم وَعَاهَدُوهُ إِن دَعَا لَهُم وكشف عَنْهُم أَن يُؤمنُوا فَلَمَّا كشف عَنْهُم رجعُوا إِلَى شركهم(3/267)
قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي الاسْتِسْقَاء وَفِي التَّفْسِير وَمُسلم فِي صفة الْقِيَامَة من حَدِيث مَسْرُوق قَالَ كُنَّا عِنْد عبد الله بن مَسْعُود جُلُوسًا وَهُوَ مُضْطَجع بَيْننَا فَأَتَاهُ رجل فَقَالَ يَا أَبَا عبد الرَّحْمَن إِن قَاصا عِنْد أَبْوَاب كِنْدَة يقص وَيَزْعُم فِي هَذِه الْآيَة يَوْم تَأتي السَّمَاء بِدُخَان مُبين قَالَ يَأْتِي النَّاس يَوْم الْقِيَامَة دُخان فَيَأْخُذ بِأَنْفَاسِهِمْ حَتَّى يَأْخُذهُمْ مِنْهُ كَهَيئَةِ الزُّكَام فَقَالَ عبد الله من علم علما فَلْيقل بِهِ وَمن لم يعلم فَلْيقل الله اعْلَم فَإِن من فقه الرجل أَن يَقُول لما لَا علم لَهُ الله أعلم إِنَّمَا كَانَ هَذَا أَن قُريْشًا لما اسْتَعْصَتْ عَلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ دَعَا عَلَيْهِم بسنين كَسِنِي يُوسُف فَأَصَابَهُمْ قحط وَجهد حَتَّى أكلُوا الْجُلُود وَالْمَيتَات وَكَانَ ينظر إِلَى السَّمَاء فَيرَى بَينه وَبَينهَا كَهَيئَةِ الدُّخان من الْجهد فَأَتَاهُ أَبُو سُفْيَان فَقَالَ يَا مُحَمَّد إِنَّك جِئْت تَأمر بِطَاعَة الله وَبِصِلَة الرَّحِم وَإِن قَوْمك قد هَلَكُوا فَادع الله لَهُم فَدَعَا لَهُم فَمُطِرُوا فَلَمَّا أَصَابَتْهُم الرَّفَاهِيَة عَادوا إِلَى مَا كَانُوا فَأنْزل الله تَعَالَى فَارْتَقِبْ يَوْم تَأتي السَّمَاء بِدُخَان مُبين الْآيَة انْتَهَى
وَلم أجد العلهز فِي شَيْء من طرقه وَإِنَّمَا هُوَ مَوْجُود فِي حَدِيث آخر رَوَاهُ النَّسَائِيّ فِي تَفْسِير سُورَة الْمُؤمنِينَ من حَدِيث ابْن عَبَّاس قَالَ جَاءَ أَبُو سُفْيَان إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ يَا مُحَمَّد أنْشدك الله وَالرحم فقد أكلنَا العلهز يَعْنِي الْوَبر وَالدَّم فَأنْزل الله تَعَالَى وَلَقَد أَخَذْنَاهُم بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لرَبهم وَمَا يَتَضَرَّعُونَ انْتَهَى
وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَالْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة
وَقد رُوِيَ فِي قصَّة أبي سُفْيَان مَا دلّ عَلَى أَن ذَلِك كَانَ بعد الْهِجْرَة وَلَعَلَّه مَرَّتَانِ انْتَهَى
1177 - الحَدِيث السَّابِع
قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (مَا من مُؤمن مَاتَ فِي غربَة غَابَتْ فِيهَا بوَاكِيهِ إِلَّا بَكت عَلَيْهِ السَّمَاء وَالْأَرْض)(3/268)
قلت رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب السّبْعين من حَدِيث يَحْيَى ابْن يَحْيَى ثَنَا إِسْمَاعِيل بن عَيَّاش عَن صَفْوَان بن عَمْرو عَن شُرَيْح بن عبيد الْحَضْرَمِيّ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (إِن الْإِسْلَام بَدَأَ غَرِيبا وَسَيَعُودُ غَرِيبا أَلا لَا غربَة عَلَى مُؤمن مَا مَاتَ مُؤمن فِي غربَة غَابَتْ عَنهُ فِيهَا بوَاكِيهِ إِلَّا بَكت عَلَيْهِ السَّمَاء وَالْأَرْض) انْتَهَى ثمَّ قَالَ هَكَذَا وجدته مُرْسلا
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره ثني يَحْيَى بن طَلْحَة ثَنَا عِيسَى بن يُونُس عَن صَفْوَان بن عَمْرو بِهِ سَوَاء
وَمن طَرِيق الطَّبَرِيّ رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ
1178 - الحَدِيث الثَّامِن
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (لَا تسبوا تبعا فَإِنَّهُ كَانَ قد أسلم)
قلت رُوِيَ من حَدِيث سهل بن سعد السَّاعِدِيّ رَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه من طَرِيق ابْن لَهِيعَة ثَنَا أَبُو زرْعَة عَمْرو بن جَابر الْحَضْرَمِيّ عَن سهل بن سعد السَّاعِدِيّ سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول (لَا تسبوا تبعا فَإِنَّهُ كَانَ قد أسلم) انْتَهَى
وَمن طَرِيق أَحْمد رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ وَمن طَرِيق الثَّعْلَبِيّ رَوَاهُ الْبَغَوِيّ وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الطَّبَرِيّ وَابْن مرْدَوَيْه عَن الطَّبَرَانِيّ وَابْن أبي حَاتِم فِي تفسيريهما
وَله طَرِيق آخر عِنْد الدَّارَقُطْنِيّ فِي غرائب مَالك رَوَاهُ من حَدِيث حبيب عَن مَالك عَن أبي حَازِم بن دِينَار أَنه سمع سهل بن سعد السَّاعِدِيّ يَقُول قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (لَا تَلْعَنُوا تبعا فَإِنَّهُ كَانَ قد أسلم) انْتَهَى ثمَّ قَالَ تفرد بِهِ حبيب عَن مَالك(3/269)
وَحَدِيث ابْن عَبَّاس رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه ثَنَا أَحْمد بن عَلّي الْأَبَّار ثَنَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي بزَّة ثَنَا مُؤَمل بن إِسْمَاعِيل ثَنَا سُفْيَان الثَّوْريّ عَن سماك ابْن حَرْب عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (لَا تسبوا تبعا فَأَنَّهُ كَانَ قد أسلم) انْتَهَى
وَرَوَاهُ أَيْضا فِي مُعْجَمه الْوسط وَقَالَ لم يروه عَن سُفْيَان إِلَّا مُؤَمل انْتَهَى
وَبِهَذَا الْإِسْنَاد رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره وَرَوَاهُ أَيْضا من حَدِيث مُحَمَّد ابْن زَكَرِيَّا ثَنَا أَبُو حُذَيْفَة ثَنَا سُفْيَان بِهِ سندا ومتنا
1179 - الحَدِيث التَّاسِع
وَعَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (مَا أَدْرِي أَكَانَ تبع نَبيا أَو غير نَبِي)
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من طَرِيق عبد الرازق أَنا معمر عَن ابْن أبي ذِئْب عَن المَقْبُري عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (مَا أَدْرِي تبع كَانَ نَبيا أَو غير نَبِي) انْتَهَى وَلم أَجِدهُ فِي تَفْسِير عبد الرازق
وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي سنَنه فِي كتاب السّنة من حَدِيث أبي سعيد المَقْبُري عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (مَا أَدْرِي تبع أَلَعِين هُوَ أم لَا وَمَا أَدْرِي أَعُزَيْر نَبِي أم لَا) انْتَهَى
وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك إِلَّا أَنه قَالَ عوض عُزَيْر ذُو القرنين وَزَاد وَمَا أَدْرِي الْحُدُود كَفَّارَات لأَهْلهَا أَو لَا انْتَهَى وَقَالَ عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ
وَذكره ابْن عبد الْبر فِي كتاب الْعلم ثمَّ قَالَ قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ تفرد بِهِ عبد الرازق وَحَدِيث عبَادَة بن الصَّامِت أَن الْحُدُود كَفَّارَات لأَهْلهَا أصح وَأثبت إِسْنَادًا ثمَّ سَاقه من طَرِيق البُخَارِيّ بِسَنَدِهِ إِلَى عبَادَة أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ(3/270)
تُبَايِعُونِي عَلَى أَن لَا تُشْرِكُوا بِاللَّه شَيْئا وَلَا تَسْرِقُوا وَلَا تَزْنُوا فَمن وَفَى مِنْكُم فَأَجره عَلَى الله وَمن أصَاب من ذَلِك شَيْئا فَعُوقِبَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَة لَهُ)
1180 - الحَدِيث الْعَاشِر
عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ (من قَرَأَ حم الدُّخان فِي لَيْلَة أصبح يسْتَغْفر لَهُ سَبْعُونَ ألف ملك)
قلت رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي فَضَائِل الْقُرْآن من حَدِيث عمر بن أبي خثعم ثَنَا يَحْيَى بن أبي كثير عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من قَرَأَ حم الدُّخان) إِلَى آخِره وَقَالَ حَدِيث غَرِيب لَا نعرفه إِلَّا من هَذَا الْوَجْه وَعمر بن أبي خثعم يضعف قَالَ مُحَمَّد مُنكر الحَدِيث انْتَهَى
وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب التَّاسِع عشر وَقَالَ عمر بن أبي خثعم مُنكر الحَدِيث انْتَهَى وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن عدي فِي الْكَامِل وَأعله بعمر بن عبد الله بن أبي خثعم وَقَالَ إِنَّه مُنكر الحَدِيث
وَبِهَذَا السَّنَد رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ وَمن طَرِيقه رَوَاهُ الْبَغَوِيّ
وَقَالَ ابْن حبَان فِي كتاب الضُّعَفَاء عمر بن أبي رَاشد اليمامي وَهُوَ الَّذِي يُقَال لَهُ عمر بن عبد الله بن أبي خثعم كَانَ يروي الموضوعات عَن الثِّقَات لَا يحل كتب حَدِيثه إِلَّا عَلَى سَبِيل الْقدح وَأسْندَ عَن ابْن معِين انه قَالَ فِيهِ لَيْسَ بِشَيْء
1181 - الحَدِيث الْحَادِي عشر
وَعنهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من قَرَأَ حم الَّتِي يذكر فِيهَا الدُّخان فِي لَيْلَة جُمُعَة أصبح مغفورا)
قلت رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي فَضَائِل الْقُرْآن أَيْضا من حَدِيث هِشَام أبي الْمِقْدَام عَن الْحسن عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من قَرَأَ حم الدُّخان فِي لَيْلَة(3/271)
الْجُمُعَة غفر لَهُ) انْتَهَى وَقَالَ حَدِيث لَا نعرفه إِلَّا من هَذَا الْوَجْه وَأَبُو الْمِقْدَام يضعف وَالْحسن لم يسمع من أبي هُرَيْرَة انْتَهَى
وَرَوَاهُ بِهَذَا السَّنَد أَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مُسْنده وَفِيه عَن الْحسن قَالَ سَمِعت أَبَا هُرَيْرَة يَقُول قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَذكره
وَهُوَ مُخَالف لِلتِّرْمِذِي كَذَا وجدته فِي ثَلَاث نسخ وَعنهُ الإِمَام أَبُو بكر بن السّني فِي عمل الْيَوْم وَاللَّيْلَة وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان كلهم بِلَفْظ المُصَنّف سَوَاء قَالَ الْبَيْهَقِيّ تفرد بِهِ هِشَام أَبُو الْمِقْدَام وَهُوَ ضَعِيف انْتَهَى
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه والثعلبي(3/272)
سُورَة الجاثية(3/273)
سُورَة الجاثية
ذكر فِيهَا ثَلَاثَة أَحَادِيث
1182 - الحَدِيث الأول
قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (لَا تسبوا الدَّهْر فَإِن الله هُوَ الدَّهْر)
قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي التَّفْسِير وَمُسلم فِي قتل الْحَيَّات من حَدِيث ابْن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة وَاللَّفْظ لمُسلم قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (لَا تسبوا الدَّهْر فَأن الله هُوَ الدَّهْر) انْتَهَى وَلَفظ البُخَارِيّ قَالَ قَالَ الله تَعَالَى يُؤْذِينِي ابْن آدم يسب الدَّهْر وَأَنا الدَّهْر بيَدي الْأَمر أقلب اللَّيْل وَالنَّهَار انْتَهَى
1183 - الحَدِيث الثَّانِي فِي الحَدِيث من جثا جَهَنَّم وَالْمُصَنّف احْتج بِهِ عَلَى أَن جثا جمع جثوَة وَهِي الْجَمَاعَة
قلت رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي كتاب الْأَمْثَال وَالنَّسَائِيّ فِي السّير وَفِي التَّفْسِير فِي آخر سُورَة الْحَج وَاللَّفْظ لَهُ من حَدِيث أبي سَلام أَن الْحَارِث بن الْحَارِث الْأَشْعَرِيّ حَدثهُ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من دَعَا بِدَعْوَى الْجَاهِلِيَّة فَإِنَّهُ من جثا جَهَنَّم) قَالَ رجل يَا رَسُول الله وَإِن صَلَّى وَصَامَ قَالَ (نعم وَإِن صَلَّى وَصَامَ فَادعوا بدعوة الله الَّتِي سَمَّاكُم بهَا الْمُسلمين الْمُؤمنِينَ عباد الله) انْتَهَى وَطوله التِّرْمِذِيّ وَقَالَ حَدِيث حسن صَحِيح غَرِيب وَأَبُو سَلام اسْمه مَمْطُور قَالَ مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل والْحَارث الْأَشْعَرِيّ لَهُ صُحْبَة وَله غير هَذَا الحَدِيث انْتَهَى
وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع السَّادِس وَالْخمسين من الْقسم الأول(3/275)
ثمَّ قَالَ والْحَارث الْأَشْعَرِيّ هُوَ أَبُو مَالك الْأَشْعَرِيّ من سَاكِني الشَّام انْتَهَى
وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي أول الصَّوْم وَقَالَ حَدِيث صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ لِأَنَّهُمَا لم يجدا لِلْحَارِثِ الْأَشْعَرِيّ رَاوِيا غير مَمْطُور بن سَلام فَتَرَكَاهُ انْتَهَى
وَرَوَاهُ أَحْمد وَأَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ وَأَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مسانيدهم
وَرَوَى البُخَارِيّ فِي صَحِيحه فِي تَفْسِير سُورَة الْإِسْرَاء من حَدِيث آدم ابْن عَلّي قَالَ سَمِعت ابْن عمر يَقُول سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول (إِن النَّاس يصيرون يَوْم الْقِيَامَة جثا كل أمة تتبع نبيها يَقُولُونَ أَي فلَان أشفع لنا حَتَّى تَنْتَهِي الشَّفَاعَة إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَذَلِك يَوْم يَبْعَثهُ الله الْمقَام الْمَحْمُود) انْتَهَى
1184 - الحَدِيث الثَّالِث
عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (من قَرَأَ حم الجاثية ستر الله عَوْرَته وَسكن رَوْعَته يَوْم الْحساب)
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث سَلام بن سليم ثَنَا هَارُون بن كثير عَن زيد ابْن أسلم عَن أَبِيه عَن أبي أُمَامَة عَن أبي بن كَعْب مَرْفُوعا سَوَاء
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه الْمَذْكُورين فِي آل عمرَان
وَبِسَنَد الثَّعْلَبِيّ رَوَاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط(3/276)
سُورَة الْأَحْقَاف(3/277)
سُورَة الْأَحْقَاف
ذكر فِيهَا اثْنَي عشر حَدِيثا
1185 - الحَدِيث الأول
قَوْله عَلَيْهِ السَّلَام (لَا أملك لكم من الله شَيْئا)
قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم فِي الْإِيمَان من حَدِيث مُوسَى بن طَلْحَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ لما نزلت وأنذر عشيرتك الْأَقْرَبين دَعَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قُريْشًا فَاجْتمعُوا فَعم وَخص وَقَالَ يَا بني كَعْب بن لؤَي يَا بني مرّة بن كَعْب يَا بني عبد شمس وَيَا بني عبد منَاف وَيَا بني وهَاشِم وَيَا بني عبد الْمطلب أَنْقِذُوا أَنفسكُم من النَّار يَا فَاطِمَة أَنْقِذِي نَفسك من النَّار إِنِّي لَا أملك لكم من الله شَيْئا غير أَن لكم رحما سَأَبلُّهَا بِبلَالِهَا انْتَهَى
1186 - الحَدِيث الثَّانِي
رُوِيَ أَن عبد الله بن سَلام قَالَ لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِنِّي سَائِلك عَن ثَلَاث لَا يعلمهُنَّ إِلَّا نَبِي مَا أول أَشْرَاط السَّاعَة وَمَا أول طَعَام يَأْكُلهُ أهل الْجنَّة وَالْولد ينْزع إِلَى أَبِيه أَو أمه فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام (أما أول أَشْرَاط السَّاعَة فَنَار تَحْشُرهُمْ من الْمشرق إِلَى الْمغرب وَأما أول طَعَام يَأْكُلهُ أهل الْجنَّة فَزِيَادَة كبد حوت وَأما الْوَلَد فَإِذا سبق مَاء الرجل نَزعه وَإِذا سبق مَاء الْمَرْأَة نَزَعته) فَقَالَ أشهد أَنَّك رَسُول الله حَقًا ثمَّ قَالَ يَا رَسُول الله إِن الْيَهُود قوم بهت وَإِن علمُوا بِإِسْلَامِي قبل أَن تَسْأَلهُمْ عني بَهَتُونِي عنْدك فَجَاءَت الْيَهُود فَقَالَ لَهُم النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (أَي رجل(3/279)
عبد الله فِيكُم) فَقَالُوا خيرنا وَابْن خيرنا وَسَيِّدنَا وَابْن سيدنَا وَأَعْلَمنَا وَابْن أعلمنَا فَقَالَ (أَرَأَيْتُم إِن أسلم عبد الله) قَالُوا أَعَاذَهُ الله فَخرج إِلَيْهِم عبد الله فَقَالَ أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَأَن مُحَمَّدًا رَسُول الله فَقَالُوا شَرنَا وَابْن شَرنَا وَانْتَقَصُوهُ قَالَ هَذَا يَا رَسُول الله مَا كنت أَخَاف وَأحذر
قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه فِي بَدْء الْخلق وَفِي التَّفْسِير من حَدِيث حميد عَن أنس قَالَ سمع عبد الله بن سَلام بِمقدم النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الْمَدِينَة وَهُوَ فِي أَرض يخْتَرف فَأَتَاهُ فَقَالَ لَهُ إِنِّي سَائِلك عَن ثَلَاث لَا يعلمهُنَّ إِلَّا نَبِي مَا أول أَشْرَاط السَّاعَة وَمَا أول طَعَام يَأْكُلهُ أهل الْجنَّة وَمَا ينْزع الْوَلَد إِلَى أَبِيه أَو إِلَى أمه قَالَ (أَخْبرنِي بِهن جِبْرِيل آنِفا) قَالَ جِبْرِيل قَالَ نعم قَالَ ذَلِك عَدو الْيَهُود من الْمَلَائِكَة فَقَرَأَ عَلَيْهِ السَّلَام هَذِه الْآيَة من كَانَ عدوا لجبريل فَإِنَّهُ نزله عَلَى قَلْبك أما أول أَشْرَاط السَّاعَة فَنَار تحْشر النَّاس من الْمشرق إِلَى الْمغرب وَأما أول طَعَام يَأْكُلهُ أهل الْجنَّة فَزِيَادَة كبد حوت وَإِذا سبق مَاء الرجل مَاء الْمَرْأَة نزع الْوَلَد وَإِذا سبق مَاء الْمَرْأَة نزعت قَالَ أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَأَنَّك رَسُول الله إِن الْيَهُود قوم بهت الحَدِيث إِلَى آخِره
1187 - الحَدِيث الثَّالِث
عَن سعد بن أبي وَقاص قَالَ مَا سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول لأحد يمشي عَلَى وَجه الأَرْض إِنَّه من أهل الْجنَّة إِلَّا لعبد الله بن سَلام وَفِيه نزل وَشهد شَاهد من بني إِسْرَائِيل عَلَى مثله فَآمن
قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم فِي الْفَضَائِل من حَدِيث عَامر بن سعد عَن أَبِيه سعد قَالَ مَا سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول لحي يمشي عَلَى وَجه الأَرْض إِنَّه فِي الْجنَّة إِلَّا لعبد الله بن سَلام زَاد البُخَارِيّ وَفِيه نزلت هَذِه الْآيَة وَشهد شَاهد(3/280)
من بني إِسْرَائِيل عَلَى مثله) الْآيَة قَالَ وَلَا أَدْرِي مَالك بن أنس قَالَ الْآيَة أَو هِيَ فِي الحَدِيث انْتَهَى
فَائِدَة رَوَى الطَّبَرِيّ عَن دَاوُد بن أبي هِنْد عَن الشّعبِيّ عَن مَسْرُوق قَالَ إِن نَاسا يَزْعمُونَ أَن شَاهدا من بني إِسْرَائِيل عَلَى مثله هُوَ عبد الله بن سَلام وَآل حم إِنَّمَا أنزلت بِمَكَّة كَمَا رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه عَن ابْن عَبَّاس عَن الزُّبَيْر من عدَّة طرق وَعبد الله بن سَلام إِنَّمَا أسلم بِالْمَدِينَةِ وَإِنَّمَا كَانَت مُحَاجَّة من رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لقَوْله فَقَالَ قل أَرَأَيْتُم إِن كَانَ من عِنْد الله ولكفرتم بِهِ وَشهد شَاهد من بني إِسْرَائِيل عَلَى مثله قَالَ التَّوْرَاة مثل الْفرْقَان ومُوسَى مثل مُحَمَّد فَآمن وَاسْتَكْبَرْتُمْ أَي فَآمن هَذَا الَّذِي من بني إِسْرَائِيل بِنَبِيِّهِ وَكتابه وَاسْتَكْبَرْتُمْ أَنْتُم فَكَذَّبْتُمْ نَبِيكُم وَكِتَابكُمْ إِن الله لَا يهدي إِلَى قَوْله إفْك قديم انْتَهَى
ثمَّ رَوَى من طَرِيق أبي دَاوُد الطَّيَالِسِيّ ثَنَا شُعَيْب بن صَفْوَان ثَنَا عبد الْملك أَن مُحَمَّد بن يُوسُف بن عبد الله بن سَلام قَالَ قَالَ عبد الله بن سَلام فِي أنزلت هَذِه الْآيَة قل أَرَأَيْتُم إِن كَانَ من عِنْد الله إِلَى قَوْله فَآمن وَاسْتَكْبَرْتُمْ انْتَهَى
وَرَوَى ابْن أبي شيبَة فِي كِتَابه الْمُفْرد فِي فَضَائِل الْقُرْآن ثَنَا وَكِيع عَن ابْن عون قَالَ قيل لِلشَّعْبِيِّ قَوْله وَشهد شَاهد من بني إِسْرَائِيل عَلَى مثله هُوَ عبد الله بن سَلام فَقَالَ كَيفَ يكون عبد الله بن سَلام وَالسورَة مَكِّيَّة انْتَهَى
1188 - قَوْله
وَعَن عَائِشَة أَنَّهَا أنْكرت نزُول هَذِه الْآيَة فِي أَخِيهَا عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر وَالَّذِي قَالَ لوَالِديهِ أُفٍّ لَكمَا
وَلما كتب مُعَاوِيَة إِلَى مَرْوَان أَن يُبَايع النَّاس ليزِيد بن مُعَاوِيَة قَالَ عبد الرَّحْمَن لقد جئْتُمْ بهَا هِرَقْلِيَّة أَتُبَايِعُونَ لِأَبْنَائِكُمْ فَقَالَ مَرْوَان أَيهَا النَّاس هُوَ الَّذِي قَالَ الله فِيهِ وَالَّذِي قَالَ لوَالِديهِ أُفٍّ لَكمَا(3/281)
فَسمِعت عَائِشَة فَغضِبت وَقَالَت وَالله مَا هُوَ بِهِ وَلَو شِئْت أَن أُسَمِّيهِ لَسَمَّيْته وَلَكِن الله لعن أَبَاك وَأَنت فِي صلبه فَأَنت فضَض من لعنة الله
قلت رَوَاهُ النَّسَائِيّ من حَدِيث مُحَمَّد بن زِيَاد قَالَ لما بَايع مُعَاوِيَة لِابْنِهِ قَالَ مَرْوَان سنة أبي بكر وَعمر فَقَالَ عبد الرَّحْمَن سنة هِرقل وَقَيْصَر قَالَ مَرْوَان هَذَا الَّذِي أنزل الله فِيهِ وَالَّذِي قَالَ لوَالِديهِ أُفٍّ لَكمَا الْآيَة فَبلغ ذَلِك عَائِشَة فَقَالَت كذب وَالله مَا هُوَ بِهِ وَلَو شِئْت أَن أُسَمِّيهِ لَسَمَّيْته وَلَكِن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لعن أَبَا مَرْوَان ومروان فِي صلبه فضَض من لَعنه الله انْتَهَى
وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك فِي الْفِتَن وَقَالَ صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ
قَالَ الذَّهَبِيّ فِي مُخْتَصره فِيهِ انْقِطَاع فَإِن مُحَمَّدًا لم يسمع من عَائِشَة انْتَهَى
وَرَوَاهُ ابْن أبي خَيْثَمَة فِي أول تَارِيخه ثَنَا مُوسَى بن إِسْمَاعِيل ثَنَا حَمَّاد بن سَلمَة عَن مُحَمَّد بن زِيَاد أَن مُعَاوِيَة كتب إِلَى مَرْوَان بن الحكم أَن يُبَايع النَّاس ليزِيد بن مُعَاوِيَة فَقَالَ عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر لقد جئْتُمْ بهَا هِرَقْلِيَّة إِلَى آخر لفظ المُصَنّف سَوَاء
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من حَدِيث أُميَّة بن خَالِد ثَنَا شُعْبَة عَن مُحَمَّد بن زِيَاد قَالَ لما بُويِعَ ليزِيد بن مُعَاوِيَة قَالَ مَرْوَان بن الحكم سنة أبي بكر وَعمر إِلَى آخِره
1189 - قَوْله عَن عمر لَو شِئْت دَعَوْت بصلانق وَصِنَاب وَكَرَاكِر وأسمنة وَلَكِنِّي رَأَيْت الله تَعَالَى نَعَى عَلَى قوم طَيِّبَاتهمْ فَقَالَ أَذهَبْتُم طَيِّبَاتكُمْ فِي حَيَاتكُم الدُّنْيَا(3/282)
وَعنهُ قَالَ لَو شِئْت لَكُنْت أطيبكُم طَعَاما وَأَحْسَنُكُمْ لباسا وَلَكِنِّي اُسْتُبْقِيَ طَيِّبَاتِي
قلت
الأول رَوَاهُ ابْن الْمُبَارك فِي كتاب الزّهْد أخبرنَا جرير بن حَازِم أَنه سمع الْحسن يَقُول قدم عَلَى أَمِير الْمُؤمنِينَ عمر وَفد أهل الْبَصْرَة مَعَ أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ قَالُوا وَكُنَّا ندخل عَلَيْهِ وَله كل يَوْم خبز يلت فَرُبمَا وَافَقْنَاهَا مَأْدُومَة بِسمن وَأَحْيَانا بِزَيْت وَأَحْيَانا بِاللَّبنِ فَرُبمَا وَافَقنَا القدائد الْيَابِسَة قد دقَّتْ ثمَّ أَغْلَى عَلَيْهَا وَرُبمَا وَافَقنَا اللَّحْم الْغَرِيض وَهُوَ قَلِيل فَقَالَ لنا يَوْمًا إِنِّي وَالله لقد أرَى تقذركم وَكَرَاهِيَتُكُمْ طَعَامي وَإِنِّي وَالله لَو شِئْت لَكُنْت أطيبكُم طَعَاما وَأَرَقِّكُمْ عَيْشًا أما وَالله مَا أَجْهَل الْكَرَاكِر وَأَسْنِمَة وصلا وَصِنَاب وصلانق قَالَ جرير وَالصَّلَا هُوَ الشواء وَالصِّنَاب الخرول والصلانق الْخبز الرقَاق وَلَكِنِّي سَمِعت الله عير أَقْوَامًا بِأَمْر فَعَلُوهُ فَقَالَ أَذهَبْتُم طَيِّبَاتكُمْ فِي حَيَاتكُم الدُّنْيَا الْآيَة انْتَهَى
وَمن طَرِيق ابْن الْمُبَارك رَوَاهُ إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ فِي غَرِيب الحَدِيث لَهُ
وَرَوَاهُ أَبُو عبيد الْقَاسِم بن سَلام فِي غَرِيب الحَدِيث لَهُ ثَنَا أَبُو نوح عَن جرير بن حَازِم عَن الْحسن عَن عمر قَالَ لَو شِئْت لَدَعَوْت بصلانق إِلَى أَخّرهُ
وَرَوَاهُ ابْن سعد فِي الطَّبَقَات فِي تَرْجَمَة عمر أَنا أَبُو أُسَامَة حَمَّاد بن أُسَامَة حَدثنِي جرير بن حَازِم بِهِ وَلم يذكر فِيهِ كَلَام جرير
وَرَوَاهُ أَحْمد بن حَنْبَل فِي كتاب الزّهْد فَقَالَ ثَنَا عَفَّان ثَنَا جرير بن حَازِم بِهِ بِتَمَامِهِ وَأما الثَّانِي فَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ ثَنَا بشر بن معَاذ ثَنَا يزِيد بن هَارُون عَن سعيد ابْن أبي عرُوبَة عَن قَتَادَة قَالَ ذكر لنا عَن عمر بن الْخطاب أَنه كَانَ يَقُول لَو شِئْت لَكُنْت. أطيبكُم طَعَاما إِلَى آخِره
وَمن طَرِيق الطَّبَرِيّ رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ
وَرَوَاهُ أَبُو نعيم فِي الْحِلْية فِي تَرْجَمَة عمر بن الْخطاب من حَدِيث عَفَّان ثَنَا جرير بن حَازِم(3/283)
ثَنَا الْحسن أَن عمر قَالَ وَالله لَو شِئْت إِلَى آخِره
1190 - الحَدِيث الرَّابِع
عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه دخل عَلَى أهل الصّفة وهم يُرَقِّعُونَ ثِيَابهمْ بِالْأدمِ مَا يَجدونَ لَهَا رِقَاعًا فَقَالَ (أَنْتُم الْيَوْم خير أم يَغْدُو أحدكُم فِي حلَّة وَيروح فِي حلَّة أُخْرَى وَيُغدى عَلَيْهِ بِجَفْنَة وَيرَاح بِأُخْرَى وَيسْتر بَيته كَمَا تستر الْكَعْبَة) قَالُوا نَحن يَوْمئِذٍ خير قَالَ (بل أَنْتُم الْيَوْم خير)
قلت رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره ثَنَا بشر بن معَاذ ثَنَا يزِيد بن هَارُون ثَنَا سعيد بن أبي عرُوبَة عَن قَتَادَة قَالَ ذكر لنا أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ دخل يَوْمًا عَلَى أَصْحَاب الصّفة وهم يُرَقِّعُونَ ثِيَابهمْ بِالْأدمِ مَا يَجدونَ لَهَا رِقَاعًا إِلَى آخِره سَوَاء
وَمن طَرِيق الطَّبَرِيّ رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ وَهَذَا مُرْسل
وَرَوَى أَبُو نعيم فِي الْحِلْية فِي تَرْجَمَة أَصْحَاب الصّفة حَدثنَا عبد الله بن مُحَمَّد أَنا أَبُو يَحْيَى الرَّازِيّ ثَنَا هناد بن السّري ثَنَا يُونُس بكير ثَنَا سِنَان ابْن سِنْبِسٍ الْحَنَفِيّ ثني الْحسن قَالَ بنيت صفة لِضُعَفَاء الْمُسلمين فَجعل الْمُسلمُونَ يوغلون إِلَيْهَا مَا اسْتَطَاعُوا من خير فَكَانَ عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَامُ يَأْتِيهم فَيَقُول (السَّلَام عَلَيْكُم يأهل الصّفة) فَيَقُولُونَ وَعَلَيْك السَّلَام يَا رَسُول الله فَيَقُول (كَيفَ أَصْبَحْتُم) فَيَقُولُونَ بِخَير يَا رَسُول الله فَيَقُول (أَنْتُم الْيَوْم خير أم يَوْم يُغدى عَلَى أحدكُم بِجَفْنَة وَيرَاح بِأُخْرَى وَيَغْدُو فِي حلَّة وَيروح فِي أُخْرَى وَتَسْتُرُونَ بُيُوتكُمْ كَمَا تستر الْكَعْبَة) فَقَالُوا نَحن يَوْمئِذٍ خير يُعْطِينَا الله فنشكر فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام (بل أَنْتُم الْيَوْم خير) انْتَهَى وَالْآخر مُرْسل
وَرَوَى التِّرْمِذِيّ فِي الْبر والصلة من حَدِيث مُحَمَّد بن كَعْب الْقرظِيّ قَالَ حَدثنِي من سمع عَلّي بن أبي طَالب يَقُول إِنَّا لجُلُوس مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي الْمجْلس(3/284)
إِذْ طلع علينا مُصعب بن عُمَيْر مَا عَلَيْهِ إِلَّا بردة لَهُ مَرْقُوعَة بِفَرْوٍ فَلَمَّا رَآهُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بَكَى للَّذي كَانَ فِيهِ من النِّعْمَة وَالَّذِي هُوَ فِيهِ الْيَوْم ثمَّ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (كَيفَ بكم إِذا غَدا أحدكُم فِي حلَّة وَرَاح فِي أُخْرَى وَوضعت بَين يَدَيْهِ صَحْفَة وَرفعت أُخْرَى وَيسْتر بَيته كَمَا تستر الْكَعْبَة قَالُوا يَا رَسُول الله نَحن يَوْمئِذٍ خير نكفي الْمُؤْنَة ونفرغ لِلْعِبَادَةِ فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام (أَنْتُم يَوْم خير) انْتَهَى وَقَالَ حَدِيث حسن غَرِيب
1191 - الحَدِيث الْخَامِس
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه كَانَ إِذا رَأَى الرّيح فزع وَقَالَ (اللَّهُمَّ إِنِّي أَسأَلك خَيرهَا وَخير مَا أرْسلت بِهِ وَأَعُوذ بك من شَرها وَشر مَا أرْسلت بِهِ) وَإِذا رَأَى مخيلة قَالَ وَقعد وَجَاء وَذهب وَتغَير لَونه فَنَقُول لَهُ يَا رَسُول الله مَا تخَاف فَيَقُول (إِنِّي أَخَاف أَن أكون مثل قوم عَاد وَثَمُود حَيْثُ قَالُوا هَذَا عَارض مُمْطِرنَا
قلت رَوَاهُ مُسلم فِي صَحِيحه بتغيير يسير فِي بَاب صَلَاة الاسْتِسْقَاء من حَدِيث ابْن جريج عَن عَطاء بن أبي رَبَاح عَن عَائِشَة قَالَت كَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذا رَأَى الرّيح قَالَ (اللَّهُمَّ إِنِّي أَسَالَك من خَيرهَا وَخير مَا فِيهَا وَخير مَا أرْسلت بِهِ وَأَعُوذ بك من شَرها وَشر مَا فِيهَا وَشر مَا أرْسلت بِهِ) وَإِذا تَخَيَّلت السَّمَاء تغير لَونه وَخرج وَدخل وَأَقْبل وَأدبر فَسَأَلته عَائِشَة فَقَالَ (أخْشَى أَن يكون كَمَا قَالَ قوم عَاد هَذَا عَارض مُمْطِرنَا انْتَهَى
وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي التَّفْسِير وَالنَّسَائِيّ فِي الصَّلَاة وَابْن ماجة فِي الدُّعَاء بالسند الْمَذْكُور قَالَت كَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذا رَأَى مخيلة أقبل وَأدبر فَإِذا مطرَت سرى عَنهُ قَالَت فَقلت لَهُ فَقَالَ (وَمَا أَدْرِي لَعَلَّه كَمَا قَالَ فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارَضنَا مُسْتَقْبل أَوْدِيَتهمْ قَالُوا هَذَا عَارض مُمْطِرنَا انْتَهَى قَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث حسن انْتَهَى(3/285)
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْبَزَّار وَأَبُو يعلي فِي مسنديهما وَالْبُخَارِيّ فِي كِتَابه الْمُفْرد فِي الْأَدَب وَابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره
1192 - الحَدِيث الثَّامِن
فِي حَدِيث أبي ذَر لَو كَانَ هَاهُنَا أحد من أَنْفَارنَا
قلت رَوَاهُ مُسلم فِي صَحِيحه فِي كتاب الْفَضَائِل وَهُوَ حَدِيث إِسْلَام أبي ذَر بِطُولِهِ وَأَنا أذكرهُ مُخْتَصرا عَن عبد الله بن الصَّامِت قَالَ قَالَ أَبُو ذَر خرجنَا من قَومنَا غفار وَكَانُوا وَكَانُوا يحلونَ الشَّهْر الْحَرَام أَنا وَأخي أنيس وَأمنا فَانْطَلَقْنَا حَتَّى نزلنَا عَلَى خَال لنا ذُو مَال وَذُو هَيْئَة فَأَكْرَمَنَا خَالنَا وَأحسن إِلَيْنَا فَحَسَدنَا قومه فَقَالُوا لَهُ إِنَّك إِذا خرجت عَن أهلك خَلفك إِلَيْهِم أنيس فجَاء خَالنَا فَنَثَا مَا قيل لَهُ قَالَ فَقلت لَهُ أما مَا مَضَى من مَعْرُوفك فقد كدرته وَلَا جماع لنا فِيمَا بعد قَالَ فَقَرَّبْنَا صِرْمَتنَا فَاحْتَمَلْنَا عَلَيْهَا حَتَّى نزلنَا بِحَضْرَة مَكَّة فَقَالَ لي أنيس إِن لي حَاجَة بِمَكَّة فَاكْفِنِي حَتَّى آتِيك قَالَ فَانْطَلق فَرَاثَ عَلّي ثمَّ أَتَانِي فَقلت مَا حَسبك قَالَ لقِيت رجلا يزْعم أَن الله أرْسلهُ قَالَ فَقلت مَا تَقول لَهُ النَّاس قَالَ يَقُولُونَ شَاعِر سَاحر كَاهِن قَالَ وَكَانَ أنيس شَاعِرًا فَقَالَ إِنِّي سَمِعت قَول الْكُهَّان فَمَا يَقُول بقَوْلهمْ وَقد وضعت قَوْله عَلَى قَول الشّعْر فَمَا هُوَ بِشَعْرِهِمْ وَوَاللَّه إِنَّه لصَادِق وَإِنَّهُم لَكَاذِبُونَ قَالَ فَقلت لَهُ هَل أَنْت كَافِي حَتَّى أَنطلق وَأنْظر قَالَ انْطلق وَكن من أهل مَكَّة عَلَى حذر قَالَ انْطَلَقت حَتَّى قدمت مَكَّة فَتَضَعَّفْت رجلا مِنْهُم فَقلت أَيْن هَذَا الرجل الَّذِي يَدعُونَهُ الصَّابِئ قَالَ فَأَشَارَ إِلَيّ فَمَال أهل الْوَادي عَلّي بِكُل مَدَرَة وَعظم حَتَّى خَرَرْت مغشيا عَلّي فَلَمَّا أَفَقْت أتيت زَمْزَم فَشَرِبت من مَائِهَا وَاغْتَسَلت ثمَّ جِئْت فَدخلت بَين الْكَعْبَة وَأَسْتَارهَا فَلَبثت ثَلَاثِينَ يَوْمًا وَلَيْلَة مَالِي طَعَام إِلَّا مَاء زَمْزَم فَسَمنت حَتَّى تَكَسَّرَتْ عُكَن بَطْني وَمَا وجدت عَلَى كَبِدِي سخْفَة جوع قَالَ فَبَيْنَمَا(3/286)
أَنا فِي لَيْلَة قَمْرَاء إِضْحِيَان وَقد ضرب الله عَلَى أَصْمِخَة أهل مَكَّة فَمَا يطوف بِالْبَيْتِ غير امْرَأتَيْنِ فَأَتَتَا عَلّي ثمَّ انطلقتا تُوَلْوِلَانِ وَتَقُولَانِ لَو كَانَ هَاهُنَا أحد من أَنْفَارنَا قَالَ فَاسْتَقْبَلَهُمَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَأَبُو بكر وهما هَابِطَانِ من الْجَبَل فَقَالَ مَا لَكمَا قَالَتَا الصَّابِئ بَين الْكَعْبَة وَأَسْتَارهَا قَالَ فجَاء النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ هُوَ وَصَاحبه حَتَّى اسْتَلم الْحجر ثمَّ طَاف بِالْبَيْتِ وَصَلى ثمَّ أَتَيْته فَكنت أول من حَيَّاهُ بِتَحِيَّة الْإِسْلَام فَقَالَ عَلَيْك وَرَحْمَة الله مِمَّن أَنْت قلت من غفار إِلَى أَن قَالَ فَتَحَمَّلْنَا حَتَّى أَتَيْنَا قَومنَا غفارًا فَأسلم بَعضهم وَقَالَ بَقِيَّتهمْ إِذا قدم رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أسلمنَا فَلَمَّا قدم النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الْمَدِينَة أسلم بَقِيَّتهمْ وَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (غفار غفر الله لَهَا وَأسلم سَالَمَهَا الله) مُخْتَصرا وَهَذَا مُعظم الحَدِيث
وَرَوَاهُ أَحْمد وَابْن رَاهَوَيْه وَالْبَزَّار فِي مسانيدهم
وَالْمُصَنّف اسْتدلَّ بِهِ عَلَى أَن النَّفر يجمع عَلَى أَنْفَار
1193 - الحَدِيث التَّاسِع
رُوِيَ أَن الْجِنّ كَانَت تسْتَرق السّمع فَلَمَّا حرست السَّمَاء وَرَجَمُوا بِالشُّهُبِ قَالُوا مَا هَذَا إِلَّا لنبأ حدث فَنَهَضَ سَبْعَة نفر أَو تِسْعَة من أَشْرَاف جن نَصِيبين أَو نِينَوَى مِنْهُم زَوْبَعَة فَضربُوا حَتَّى بلغُوا تهَامَة ثمَّ انْدَفَعُوا إِلَى وَادي نَخْلَة فَوَافَقُوا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَهُوَ وَاقِف فِي جَوف اللَّيْل يُصَلِّي أَو فِي صَلَاة الْفجْر فَاسْتَمعُوا لقرَاءَته وَذَلِكَ عِنْد مُنْصَرفه من الطَّائِف حِين خرج إِلَيْهِم يستنصرهم فَلم يُجِيبُوهُ إِلَى طلبته وَأغْروا بِهِ سُفَهَاء ثَقِيف
قلت غَرِيب بِهَذَا اللَّفْظ وَرَوَى البُخَارِيّ وَمُسلم من حَدِيث سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس قَالَ مَا قَرَأَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَلَى الْجِنّ وَمَا رَآهُمْ انْطلق رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي طَائِفَة من أَصْحَابه عَامِدين إِلَى سوق عكاظ وَقد حيل بَين الشَّيَاطِين وَبَين(3/287)
خبر السَّمَاء فَانْطَلقُوا يضْربُونَ مَشَارِق الأَرْض وَمَغَارِبهَا فَمر النَّفر الَّذين أخذُوا نَحْو تهَامَة وَهُوَ بِنَخْل عَامِدين إِلَى سوق عكاظ وَهُوَ يُصَلِّي بِأَصْحَابِهِ صَلَاة الْفجْر فَلَمَّا سمعُوا الْقُرْآن اسْتَمعُوا لَهُ وَقَالُوا هَذَا الَّذِي حَال بَيْننَا وَبَين خبر السَّمَاء فَرَجَعُوا إِلَى قَومهمْ فَقَالُوا يَا قَومنَا إِنَّا سمعنَا قُرْآنًا عجبا
مُخْتَصر
وَرَوَى الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه من حَدِيث عَاصِم عَن زر عَن ابْن مَسْعُود قَالَ هَبَطُوا يَعْنِي الْجِنّ عَلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَهُوَ يقْرَأ الْقُرْآن بِبَطن نَخْلَة فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصتُوا وَكَانُوا تِسْعَة أحدهم زَوْبَعَة فَأنْزل الله تَعَالَى وَإِذ صرفنَا إِلَيْك نَفرا من الْجِنّ يَسْتَمِعُون الْقُرْآن فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصتُوا الْآيَة إِلَى ضلال مُبين وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ
1194 - الحَدِيث الْعَاشِر
عَن سعيد بن جُبَير انه قَالَ مَا قَرَأَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَلَى الْجِنّ وَلَا رَآهُمْ وَلَكِن كَانَ يَتْلُوا فِي صلَاته فَمروا بِهِ فَقَرَأَ مُسْتَمِعِينَ وَهُوَ لَا يشْعر فَأَنْبَأَهُ الله بِاسْتِمَاعِهِمْ
قلت تقدم فِي الحَدِيث قبله رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم من حَدِيث سعيد بن جُبَير وَقد يُعَكر عَلَى هَذَا مَا رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ من حَدِيث جَابر قَالَ خرج رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَلَى أَصْحَابه فَقَرَأَ عَلَيْهِم سُورَة الرَّحْمَن من أَولهَا إِلَى آخرهَا فَسَكَتُوا فَقَالَ (مَالِي أَرَاكُم سكُوتًا لقد قرأتها عَلَى الْجِنّ لَيْلَة الْجِنّ فَكَانُوا أحسن ردودا مِنْكُم كلما أتيت عَلَى قَوْله فَبِأَي آلَاء رَبكُمَا تُكَذِّبَانِ قَالُوا وَلَا بِشَيْء من آلَائِكَ رَبنَا نكذب فلك الْحَمد) انْتَهَى وَقَالَ غَرِيب(3/288)
وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك فِي سُورَة الرَّحْمَن عَن زُهَيْر بن مُحَمَّد عَن مُحَمَّد ابْن الْمُنْكَدر عَن جَابر بِهِ وَقَالَ عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ
1195 - الحَدِيث الْحَادِي عشر
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ يَوْمًا (إِنِّي أمرت أَن أَقرَأ عَلَى الْجِنّ اللَّيْلَة فَمن يَتبعني) قَالَهَا ثَلَاثًا فَأَطْرقُوا إِلَّا عبد الله بن مَسْعُود قَالَ لم يحضر لَيْلَة الْجِنّ أحد غَيْرِي قَالَ فَانْطَلَقْنَا حَتَّى إِذا كُنَّا بِأَعْلَى مَكَّة فِي شعب الْحجُون فَخط لي خطا وَقَالَ (لَا تخرج حَتَّى أَعُود إِلَيْك) ثمَّ افْتتح الْقُرْآن وَسمعت لَغطا شَدِيدا حَتَّى خفت عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَغَشيتهُ أَسْوِدَة كَثِيرَة حَالَتْ بيني وَبَينه حَتَّى لَا أسمع صَوته ثمَّ انْقَطَعُوا كَقطع السَّحَاب فَقَالَ لي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (هَل رَأَيْت شَيْئا) قلت نعم رجلَانِ أسودان مُسْتَشْعِرِينَ بِثِيَاب بيض فَقَالَ (أُولَئِكَ جن نَصِيبين وَكَانُوا اثْنَي عشر ألفا) وَالسورَة الَّتِي قَرَأَهَا عَلَيْهِم (اقْرَأ باسم رَبك)
قلت غَرِيب بِهَذَا اللَّفْظ وَأخرج الطَّبَرِيّ عَن قَتَادَة أَنه قَالَ فِي قَوْله تَعَالَى وَإِذ صرفنَا إِلَيْك نَفرا من الْجِنّ قَالَ ذكر لنا أَنهم صرفُوا إِلَيْهِ من نِينَوَى وَأَن نَبِي الله قَالَ (إِنِّي أمرت أَن أَقرَأ عَلَى الْجِنّ فَأَيكُمْ يَتبعني) فَأَطْرقُوا ثمَّ اِسْتَتْبَعَهُمْ فَأَطْرقُوا ثمَّ أستتبعهم فَأَطْرقُوا إِلَّا عبد الله بن مَسْعُود قَالَ فَأتبعهُ ابْن مَسْعُود حَتَّى دخل النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ شعبًا يُقَال لَهُ شعب الْحجُون قَالَ وَخط عَلَى ابْن مَسْعُود خطا وَقَالَ (لَا تخرج حَتَّى أَعُود إِلَيْك) قَالَ وَسمعت لَغطا شَدِيدا حَتَّى خفت عَلَى نَبِي الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَلما رَجَعَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قلت لَهُ مَا هَذَا اللَّغط الَّذِي سمعته قَالَ (اخْتَصَمُوا إِلَى فِي قَتِيل فَقضيت بَينهم بِالْحَقِّ) انْتَهَى وَهُوَ مُرْسل(3/289)
وَرَوَى الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك فِي تَفْسِير سُورَة الْجِنّ من حَدِيث الزُّهْرِيّ قَالَ أَخْبرنِي أَبُو عُثْمَان بن سنة الْخُزَاعِيّ وَكَانَ من أهل الشَّام أَنه سمع عبد الله بن مَسْعُود يَقُول إِن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ لأَصْحَابه وَهُوَ بِمَكَّة (من أحب مِنْكُم أَن يحضر اللَّيْلَة أَمر الْجِنّ فَلْيفْعَل) فَلم يحضر مِنْهُم أحد غَيْرِي قَالَ فَانْطَلَقْنَا حَتَّى إِذا كُنَّا بِأَعْلَى مَكَّة خطّ لي بِرجلِهِ خطا ثمَّ أَمرنِي أَن أَجْلِس فِيهِ ثمَّ انْطلق حَتَّى قَامَ فَافْتتحَ الْقُرْآن فَغَشِيتهُ أَسْوِدَة كَثِيرَة حَالَتْ بيني وَبَينه حَتَّى مَا أسمع صَوته ثمَّ انْطَلقُوا وَطَفِقُوا يَتَقَطَّعُون مثل قطع السَّحَاب ذَاهِبين حَتَّى بَقِي مِنْهُم رَهْط وَفرغ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مَعَ الْفجْر ثمَّ أَتَانِي فَقَالَ (مَا فعل الرَّهْط) قلت هم أُولَئِكَ يَا رَسُول الله ثمَّ أَخذ عظما وَرَوْثًا فَأَعْطَاهُمْ إِيَّاه زادا ثمَّ نهَى أَن يَسْتَطِيب أحد بِعظم أَو رَوْث انْتَهَى وَسكت عَنهُ
وَرَوَى الطَّبَرِيّ من حَدِيث معمر عَن يَحْيَى بن أبي كثير عَن عبد الله بن عَمْرو بن غيلَان الثَّقَفِيّ أَنه قَالَ لِأَبْنِ مَسْعُود حدثت أَنَّك كنت مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لَيْلَة الْجِنّ قَالَ أجل قَالَ فَكيف كَانَ قَالَ فَذكر أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ خطّ عَلَيْهِ خطا وَقَالَ (لَا تَبْرَح مِنْهُ) وَغشيَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مثل الْعَجَاجَة السَّوْدَاء حَتَّى إِذا كَانَ قَرِيبا من الصُّبْح أَتَانِي النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ لي (هَل رَأَيْت شَيْئا) قلت نعم رَأَيْت رجَالًا سُودًا مُسْتَشْعِرِينَ بِثِيَاب بيض قَالَ (أُولَئِكَ جن نَصِيبين سَأَلُونِي الْمَتَاع) قَالَ فَمَتَّعْتهمْ بِكُل عظم وَحَائِل أَو بَعرَة أَو رَوْثَة فَقلت يَا رَسُول الله وَمَا يُغني ذَلِك عَنْهُم قَالَ (إِنَّهُم لَا يَجدونَ عظما إِلَّا وجدوا عَلَيْهِ لَحْمه يَوْم أكل وَلَا رَوْثًا إِلَّا وجدوا فِيهِ حَبَّة يَوْم أكل فَلَا يسْتَنْج أحدكُم بِعظم وَلَا رَوْث) انْتَهَى
وَرَوَى ابْن أبي حَاتِم فِي تَفْسِيره عَن عِكْرِمَة فِي قَوْله تَعَالَى (وَإِذ صرفنَا(3/290)
إِلَيْك نَفرا من الْجِنّ) قَالَ هم جن نَصِيبين جَاءُوا من جَزِيرَة الْموصل وَكَانُوا اثْنَي عشر ألفا فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (أَنْظرنِي حَتَّى آتِيك) وَخط عَلَيْهِ خطا فَلَمَّا خَشِيَهُمْ ابْن مَسْعُود كَاد أَن يذهب فَذكر قَول النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَلم يبرح فَقَالَ لَهُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (لَو ذهبت لم تلقني إِلَى يَوْم الْقِيَامَة)
1196 - الحَدِيث الثَّانِي عشر
عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ من قَرَأَ سُورَة الْأَحْقَاف كتب الله لَهُ عشر حَسَنَات بِعَدَد كل رَملَة فِي الدُّنْيَا)
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث سَلام بن سليم ثَنَا هَارُون بن كثير عَن زيد بن أسلم عَن أَبِيه عَن أبي أُمَامَة عَن أبي بن كَعْب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من قَرَأَ سُورَة الْأَحْقَاف أعطي من الْأجر بِعَدَد كل رمل فِي الدُّنْيَا عشر حَسَنَات ومحي عَنهُ عشر سيئات وَرفع لَهُ عشر دَرَجَات) انْتَهَى
رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بِسَنَدِهِ الثَّانِي فِي آل عمرَان
وَبِسَنَد الثَّعْلَبِيّ رَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط(3/291)
سُورَة الْقِتَال(3/293)
سُورَة الْقِتَال
ذكر فِيهَا ثَمَانِيَة أَحَادِيث
1197 - الحَدِيث الأول
رَوَى أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مر عَلَى أبي عزة الجُمَحِي وَعَلَى ثُمَامَة بن أَثَال الْحَنَفِيّ وفادي رجلا برجلَيْن من الْمُشْركين
قلت هُوَ ثَلَاثَة أَحَادِيث
فَالْأول فِي سيرة ابْن هِشَام فِي غَزْوَة بدر الْكُبْرَى قَالَ ابْن إِسْحَاق وَكَانَ مِمَّن سمي لنا من الْأسَارَى مِمَّن من عَلَيْهِ بِغَيْر فدَاء أَبُو الْعَاصِ بن الرّبيع وَالْمطلب بن حنْطَب وَصَيْفِي بن أبي رِفَاعَة وَأَبُو عزة عَمْرو بن عبد الله بن جمح الجُمَحِي مُخْتَصر
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ فِي كِتَابه المؤتلف والمختلف وَأَبُو عزة الجُمَحِي كَانَ مَعَ الْمُشْركين يَوْم بدر فَأسرهُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَكَانَ مِمَّن من عَلَيْهِ فَلَمَّا كَانَ يَوْم أحد خرج وَرجع مَعَ الْمُشْركين فَأسرهُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَقَتله صبرا انْتَهَى
وَفِي الطَّبَقَات لِابْنِ سعد أَبُو عزة الجُمَحِي أسر يَوْم بدر فَمن عَلَيْهِ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ثمَّ خرج عَلَيْهِ يَوْم أحد مَعَ الْمُشْركين فَأسرهُ أَيْضا فَقَالَ لَهُ من عَلّي يَا مُحَمَّد فَقَالَ (لَا يلْدغ الْمُؤمن من الْجُحر مرَّتَيْنِ) ثمَّ أَمر بِهِ عَاصِم بن ثَابت ابْن أبي الْأَفْلَح فَضرب عُنُقه انْتَهَى
وَأسْندَ الْبَيْهَقِيّ فِي الْمعرفَة عَن الشَّافِعِي قَالَ وَكَانَ من الْمَمْنُون عَلَيْهِم يَوْم(3/295)
بدر بِغَيْر فديَة أَبُو عزة الجُمَحِي تَركه رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لبنَاته وَأخذ عَلَيْهِ عهدا أَلا يقاتله فَخرج عَلَيْهِ يَوْم أحد وَرجع مَعَ الْمُشْركين فَمَا أسر من الْمُشْركين غَيره فَلَمَّا جِيءَ بِهِ قَالَ يَا مُحَمَّد اُمْنُنْ عَلّي وَدعنِي أَعُود لبناتي وَأَنا لَا أَعُود لِقِتَالِك فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام (لَا تمسح عَارِضَيْك وَتقول خدعت مُحَمَّدًا مرَّتَيْنِ) ثمَّ أَمر بِهِ فَضربت عُنُقه انْتَهَى
وَرَوَى الْوَاقِدِيّ فِي كتاب الْمَغَازِي ثني مُحَمَّد بن عبد الله عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد بن الْمسيب أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من يَوْم بدر عَلَى أبي عزة عَمْرو بن عبد الله ابْن عُمَيْر الجُمَحِي فَذكره بِنَحْوِهِ
وَقد ذَكرْنَاهُ فِي أَحَادِيث الْهِدَايَة
وَحَدِيث ثُمَامَة رَوَاهُ مُسلم فِي صَحِيحه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ بعث النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ خيلا قبل نجد فَجَاءَت بِرَجُل من بني حنيفَة يُقَال لَهُ ثُمَامَة بن أَثَال فَذكر قصَّته بِطُولِهَا وَهُوَ فِي نسخ الْكَشَّاف وَمن عَلَى أَثَال وَهُوَ غلط
الثَّالِث رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي كِتَابه فِي الْجِهَاد من حَدِيث أبي الْمُهلب عَن عمرَان ابْن حُصَيْن أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فدى رجلَيْنِ من الْمُسلمين بِرَجُل من الْمُشْركين انْتَهَى وَقَالَ حَدِيث حسن صَحِيح
وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الثَّالِث من الْقسم الْخَامِس وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَذكر فِيهِ قصَّة
وَالَّذِي فِي الْكتاب أَنه فَادَى رجلا برجلَيْن من الْمُشْركين وَهِي رِوَايَة ذكرهَا الْبَيْهَقِيّ فِي الْمعرفَة عَن الشَّافِعِي أخبرنَا عبد الْوَهَّاب الثَّقَفِيّ ثَنَا أَيُّوب السّخْتِيَانِيّ عَن أبي قلَابَة الْجرْمِي عَن أبي الْمُهلب عَن عمرَان بن حُصَيْن أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فدى رجلا من الْمُسلمين برجلَيْن من الْمُشْركين قَالَ الْبَيْهَقِيّ هَكَذَا وَقع فِي هَذَا(3/296)
الْمَتْن وَأَظنهُ غَلطا من الْكَاتِب وَالصَّحِيح مَا أخبرنَا أَبُو عبد الله الْحَافِظ أَنا أَبُو الْعَبَّاس أَنا أَبُو الرّبيع الشَّافِعِي بِهَذَا الْإِسْنَاد أَن أَصْحَاب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَسرُّوا رجلا من بني عقيل وَكَانَت ثَقِيف أسرت رجلَيْنِ من أَصْحَاب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَفَدَاهُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بِالرجلَيْنِ اللَّذين أسرتهمَا ثَقِيف انْتَهَى
1198 - الحَدِيث الثَّانِي
رُوِيَ أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَانَ فِي الشّعب يَوْم أحد وَقد فَشَتْ فيهم الْجِرَاحَات فَنَادَى الْمُشْركُونَ أعل هُبل فَنَادَى الْمُسلمُونَ الله أَعلَى وَأجل فَنَادَى الْمُشْركُونَ يَوْم بِيَوْم وَالْحَرب سِجَال إِن لنا عزى وَلَا عزى لكم فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (قُولُوا الله مَوْلَانَا وَلَا مولَى لكم إِن الْقَتْلَى مُخْتَلفَة أما قَتْلَانَا وَأَحْيَاء يرْزقُونَ وَأما قَتْلَاكُمْ فَفِي النَّار يُعَذبُونَ)
قلت رَوَاهُ الطَّبَرِيّ حَدثنَا بشر بن معَاذ ثَنَا يزِيد بن هَارُون ثَنَا سعيد بن أبي عرُوبَة عَن قَتَادَة قَالَ ذكر لنا أَن هَذِه الْآيَة نزلت يَوْم أحد وَرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي الشّعب وَقد فَشَتْ فيهم الْجِرَاحَات إِلَى آخِره سَوَاء
وَكَذَلِكَ ذكره الثَّعْلَبِيّ عَن قَتَادَة من غير سَنَد
وَفِي البُخَارِيّ بعضه رَوَاهُ فِي غَزْوَة أحد عَن أبي إِسْحَاق عَن الْبَراء بن عَازِب قَالَ لَقينَا الْمُشْركين يَوْم أحد فَذكر الْقِصَّة إِلَى أَن قَالَ فَقَالَ أَبُو سُفْيَان نَحن لنا الْعُزَّى وَلَا عزى لكم فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (أَجِيبُوهُ) قَالُوا مَا نقُول قَالَ (قُولُوا الله مَوْلَانَا وَلَا مولَى لكم) فَقَالَ أَبُو سُفْيَان يَوْم بِيَوْم وَالْحَرب سِجَال مُخْتَصر
وَلم يذكر ابْن مرْدَوَيْه إِلَّا متن البُخَارِيّ بِسَنَدِهِ
1199 - قَوْله
عَن ابْن عَبَّاس لَا يَمُوت أحد فِي مَعْصِيّة الله إِلَّا تضرب الْمَلَائِكَة(3/297)
فِي وَجهه وَدبره
1200 - الحَدِيث الثَّالِث
عَن أنس مَا خَفِي عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بعد هَذِه الْآيَة أحد من الْمُنَافِقين يَعْنِي قَوْله تَعَالَى وَلَو نشَاء لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتهمْ بِسِيمَاهُمْ قَالَ فَكَانَ يعرفهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَقَد كُنَّا فِي بعض الْغَزَوَات وفيهَا تِسْعَة من الْمُنَافِقين يَشْكُونَهُمْ النَّاس فَبَاتُوا ذَات لَيْلَة وَأَصْبحُوا عَلَى وَجه كل وَاحِد مَكْتُوب هَذَا مُنَافِق
قلت غَرِيب وَهُوَ فِي الثَّعْلَبِيّ هَكَذَا
1201 - الحَدِيث الرَّابِع
عَن أبي الْعَالِيَة قَالَ كَانَ أَصْحَاب النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يرَوْنَ أَنه لَا يضر مَعَ الْإِيمَان ذَنْب كَمَا أَنه ينفع لَا مَعَ الشّرك عمل
قلت رَوَاهُ الإِمَام مُحَمَّد بن نصر الْمروزِي الْفَقِيه الشَّافِعِي فِي كتاب الصَّلَاة ثَنَا أَبُو قدامَة ثَنَا وَكِيع ثَنَا أَبُو جَعْفَر الرَّازِيّ عَن الرّبيع بن أنس عَن أبي الْعَالِيَة قَالَ كَانَ أَصْحَاب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يرَوْنَ أَنه لَا يضر مَعَ لَا إِلَه إِلَّا الله ذَنْب كَمَا لَا ينفع مَعَ الشّرك عمل فَنزلت أطِيعُوا الله وَأَطيعُوا الرَّسُول وَلَا تُبْطِلُوا أَعمالكُم انْتَهَى
وَقد ورد فِي ذَلِك أَحَادِيث مَرْفُوعَة فَمِنْهَا
حَدِيث رَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده وَأَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مُسْنده إِلَّا انه قَالَ عوض يَحْيَى بن الْيَمَان أَبُو احْمَد فَلْينْظر أخبرنَا يَحْيَى بن الْيَمَان(3/298)
ثَنَا سُفْيَان عَن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن الْمُنْتَشِر عَن أَبِيه عَن مَسْرُوق قَالَ سَمِعت عبد الله بن عَمْرو يَقُول قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (لَا يضر مَعَ الْإِسْلَام ذَنْب كَمَا لَا ينفع مَعَ الشّرك عمل) انْتَهَى
وَمن طَرِيق ابْن رَاهَوَيْه رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي الْحِلْية فِي تَرْجَمَة سُفْيَان الثَّوْريّ ثمَّ قَالَ حَدِيث غَرِيب من رِوَايَة الثَّوْريّ عَن إِبْرَاهِيم تفرد بِهِ يَحْيَى بن الْيَمَان انْتَهَى
وَأعله عبد الْحق فِي أَحْكَامه فِي كتاب الْإِيمَان بِيَحْيَى بن الْيَمَان وَقَالَ إِنَّه لَا يحْتَج بحَديثه انْتَهَى
حَدِيث آخر رَوَاهُ الْعقيلِيّ فِي كِتَابه وَابْن عدي فِي الْكَامِل من حَدِيث حجاج بن نصير عَن مُنْذر بن زِيَاد الطَّائِي عَن زيد بن أسلم عَن أَبِيه عَن عمر ابْن الْخطاب قَالَ سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول (لَا ينفع مَعَ الشّرك شَيْء كَمَا لَا يضر مَعَ الْإِيمَان شَيْء) انْتَهَى
وَهُوَ مَعْلُول بِحجاج بن نصير وَمُنْذِر بن زِيَاد فَقَالَ عبد الْحق فِي أَحْكَامه وحجاج هَذَا ضعفه ابْن معِين وَالنَّسَائِيّ وَقَالَ فِيهِ البُخَارِيّ وَأَبُو حَاتِم وَابْن الْمَدِينِيّ مَتْرُوك وَقَالَ الْعقيلِيّ مُنْذر بن زِيَاد مُنكر الحَدِيث انْتَهَى
وَذكره ابْن الْجَوْزِيّ فِي الموضوعات وَقَالَ قَالَ عَمْرو بن عَلّي الفلاس كَانَ الْمُنْذر بن زِيَاد كذابا وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ مَتْرُوك وَله مَنَاكِير قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ وَقد رَوَاهُ أَحْمد بن عبد الله الْهَرَوِيّ عَن عبد الله بن معدان الْأَزْدِيّ عَن أنس بن مَالك عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ إِنِّي لأرجو أَلا يمْنَع مَعَ التَّوْحِيد ذَنْب كَمَا لَا يمْنَع مَعَ الشّرك عمل
وَقَالَ هَذَا أَيْضا بَاطِل وَهُوَ من عمل الْهَرَوِيّ(3/299)
1202 - الحَدِيث الْخَامِس
عَن ابْن عمر قَالَ كُنَّا نرَى أَنه لَيْسَ شَيْء من حَسَنَاتنَا إِلَّا مَقْبُولًا حَتَّى نزلت وَلَا تُبْطِلُوا أَعمالكُم فَقُلْنَا مَا هَذَا الَّذِي يبطل أَعمالنَا فَقُلْنَا الْكَبَائِر وَالْمُوجِبَات وَالْفَوَاحِش حَتَّى نزلت إِن الله لَا يغْفر أَن يُشْرك بِهِ وَيغْفر مَا دون ذَلِك لمن يَشَاء فَكَفَفْنَا عَن القَوْل فِي ذَلِك فَكُنَّا نَخَاف عَلَى من أصَاب الْكَبَائِر وَنَرْجُو لمن لم يصبهَا
قلت ثمَّ رَوَى الإِمَام مُحَمَّد بن نصر الْمَذْكُور فِي الحَدِيث قبله من طَرِيق عبد الله بن الْمُبَارك أَخْبرنِي بكير بن مَعْرُوف عَن مقَاتل بن حَيَّان عَن نَافِع عَن ابْن عمر قَالَ كُنَّا معشر أَصْحَاب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ نرَى أَنه لَيْسَ شَيْء من الْحَسَنَات إِلَّا مَقْبُولًا حَتَّى نزلت أطِيعُوا الله وَأَطيعُوا الرَّسُول وَلَا تُبْطِلُوا أَعمالكُم فَقُلْنَا مَا هَذَا الَّذِي يبطل أَعمالنَا ... إِلَى آخِره
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره حَدثنَا دعْلج بن أَحْمد ثَنَا جَعْفَر بن مُحَمَّد ابْن الْحسن ثَنَا سعيد بن يَعْقُوب الطَّالقَانِي ثَنَا عبد الله بن الْمُبَارك بِهِ سندا ومتنا بِلَفْظ المُصَنّف سَوَاء
1203 - الحَدِيث السَّادِس
قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من فَاتَتْهُ صَلَاة الْعَصْر فَكَأَنَّمَا وتر أَهله وَمَاله
قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم فِي الصَّلَاة من حَدِيث مَالك عَن نَافِع عَن ابْن عمر قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (الَّذِي تفوته صَلَاة الْعَصْر فَكَأَنَّمَا وتر أَهله وَمَاله) انْتَهَى
1204 - الحَدِيث السَّابِع
سُئِلَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَن الْقَوْم فِي قَوْله تَعَالَى يسْتَبْدل قوما غَيْركُمْ وَكَانَ سلمَان إِلَى جنبه فَضرب عَلَى فَخذه وَقَالَ (هَذَا(3/300)
وَقَومه وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ لَو كَانَ الْإِيمَان مَنُوطًا بِالثُّرَيَّا لتنَاوله رجال من فَارس)
قلت رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ من حَدِيث الْعَلَاء بن عبد الرَّحْمَن عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ تَلا هَذِه الْآيَة فَقَالُوا وَمن يسْتَبْدل بِنَا قَالَ فَضرب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَلَى فَخذ سلمَان وَقَالَ (هَذَا وَقَومه وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ) إِلَى آخِره سَوَاء
وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الثَّامِن من الْقسم الثَّالِث إِلَّا أَنه قَالَ الدَّين عوض الْإِيمَان ... إِلَى آخِره
وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك إِلَّا أَنه لم يقل فِيهِ وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ ... إِلَى آخِره وَقَالَ صَحِيح عَلَى شَرط مُسلم وَلم يخرجَاهُ
وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة والطبري وَابْن أبي حَاتِم فِي تفسيريهما وَابْن مرْدَوَيْه والواحدي
1205 - الحَدِيث الثَّامِن
عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ (من قَرَأَ سُورَة مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَانَ حَقًا عَلَى الله أَن يسْقِيه من أَنهَار الْجنَّة)
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره من حَدِيث أبي عبد الله مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن سعيد البوسنجي ثَنَا سعيد بن جَعْفَر قَالَ قَرَأت عَلَى معقل بن عبد الله عَن عِكْرِمَة بن خَالِد عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس عَن أبي بن كَعْب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من قَرَأَ سُورَة مُحَمَّد) إِلَى آخِره سَوَاء
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه الْمَذْكُورين فِي آل عمرَان
وَرَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط بِسَنَدِهِ الْمُتَقَدّم فِي يُونُس(3/301)
سُورَة الْفَتْح(3/303)
سُورَة الْفَتْح
ذكر فِيهَا أَرْبَعَة عشر حَدِيثا
1206 - الحَدِيث الأول
عَن مُوسَى بن عقبَة قَالَ أقبل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من الْحُدَيْبِيَة فَقَالَ رجل من أَصْحَابه مَا هَذَا بِفَتْح لقد صُدِدْنَا عَن الْبَيْت وَصد هدينَا فَبلغ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ (بئس الْكَلَام هَذَا بل هُوَ أعظم الْفتُوح قد رَضِي الْمُشْركُونَ أَن يَدْفَعُوكُمْ عَن بِلَادهمْ بِالرَّاحِ وَيَسْأَلُوكُمْ الْقَضِيَّة وَيرغبُوا إِلَيْكُم فِي الْأمان وَقد رَأَوْا مِنْكُم مَا كَرهُوا)
قلت رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة فِي بَاب قصَّة الْحُدَيْبِيَة حَدثنَا أَبُو عبد الله الْحَافِظ أَنا إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن الْفضل ثَنَا جدي ثَنَا إِبْرَاهِيم بن الْمُنْذر ثَنَا مُحَمَّد ابْن فليح عَن مُوسَى بن عقبَة عَن ابْن شهَاب الزُّهْرِيّ وَأخْبرنَا أَبُو عبد الله الْحَافِظ أَنا أَبُو جَعْفَر الْبَغْدَادِيّ ثَنَا مُحَمَّد بن عَمْرو بن خَالِد ثَنَا أبي ثَنَا ابْن لَهِيعَة ثَنَا أَبُو الْأسود عَن عُرْوَة قَالَ أقبل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من الْحُدَيْبِيَة رَاجعا فَقَالَ رجل من أَصْحَاب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَالله مَا هَذَا بِفَتْح لقد صُدِدْنَا عَن الْبَيْت وَصد هدينَا وَعَكَفَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ورد رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ رجلَيْنِ من الْمُسلمين خرجا فَبلغ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَن هَذَا لَيْسَ بِفَتْح فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (بئس الْكَلَام هَذَا أعظم الْفتُوح لقد رَضِي الْمُشْركُونَ أَن يَدْفَعُوكُمْ بِالرَّاحِ عَن بِلَادهمْ وَيَسْأَلُوكُمْ الْقَضِيَّة وَيرغبُوا إِلَيْكُم فِي الْأمان وَقد رَأَوْا مِنْكُم مَا كَرهُوا وَقد أَظْفَرَكُم الله عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِم وردوكم سَالِمين غَانِمِينَ مَأْجُورِينَ فَهَذَا أعظم الْفتُوح) الحَدِيث بِطُولِهِ(3/305)
1207 - الحَدِيث الثَّانِي
رُوِيَ أَنه كَانَ فِي فتح الْحُدَيْبِيَة آيَة عَظِيمَة وَذَلِكَ أَنه نزح مَاؤُهَا حَتَّى لم يبْق فِيهَا قَطْرَة فَتَمَضْمَض رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ثمَّ مجه فِيهَا فَدرت المَاء حَتَّى شرب جَمِيع من كَانَ مَعَه وَقيل فَجَاشَ المَاء حَتَّى امْتَلَأت وَلم ينفذ مَاؤُهَا بعد
قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم فِي صَحِيحه فِي فَضَائِل النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من حَدِيث أبي إِسْحَاق عَن الْبَراء قَالَ كُنَّا يَوْم الْحُدَيْبِيَة عَلَى شَفير الْبِئْر فَدَعَا بِمَاء فَمَضْمض وَمَج فِي الْبِئْر فَمَشى غير بعيد ثمَّ اسْتَقَيْنَا حَتَّى روينَا وَرويت رِكَابنَا انْتَهَى
وَأخرج أَيْضا عَن الْمسور ومروان قَالَا خرج علينا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من الْحُدَيْبِيَة ... إِلَى أَن قَالَ فَعدل عَنْهُم حَتَّى نزل بأقصى الْحُدَيْبِيَة عَلَى ثَمد قَلِيل المَاء فَلم يلبث النَّاس أَن نَزَحُوهُ وَشَكوا إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الْعَطش فَانْتزع سَهْما من كِنَانَته ثمَّ أَمرهم أَن يَجْعَلُوهُ فِيهِ فوَاللَّه مَا زَالَ يَجِيش لَهُم بِالريِّ حَتَّى صدرُوا عَنهُ مُخْتَصرا
وَهَذَا مُخَالف للْأولِ أَو تَكُونَا وَاقِعَتَيْنِ أَو فعلا فِي بِئْر وَاحِدَة يدل عَلَيْهِ مَا رَوَاهُ الْوَاقِدِيّ فِي الْمَغَازِي ثني الْهَيْثَم بن وَاقد عَن عَطاء بن أبي مَرْوَان عَن أَبِيه قَالَ حَدثنِي أَرْبَعَة عشر رجلا مِمَّن أسلم من الصَّحَابَة أَن نَاجِية بن الْأَعْجَم حَدثهمْ قَالَ دَعَاني رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حِين شكي إِلَيْهِ قلَّة المَاء يَعْنِي فِي الْحُدَيْبِيَة فَدفع إِلَيّ سَهْما من كِنَانَته وَأمر بِدَلْو من مَائِهَا فَمَضْمض فَاه مِنْهُ ثمَّ مجه فِي الدَّلْو وَقَالَ لي (انْزِلْ بِالْمَاءِ فَصَبَّهُ فِي الْبِئْر وحثحث المَاء بِالسَّهْمِ) فَفعلت فوالذي بَعثه بِالْحَقِّ مَا كدت أخرج حَتَّى كَاد يغمرني وَفَارَتْ كَمَا تَفُور الْقدر حَتَّى اسْتَوَى المَاء بشفيرها وَجعلُوا يَغْتَرِفُونَ مِنْهَا حَتَّى نَهِلُوا من آخِرهم مُخْتَصر(3/306)
قَالَ الْوَاقِدِيّ وَثني مُحَمَّد بن الْحِجَازِي عَن أسيد بن أبي أسيد عَن أبي قَتَادَة قَالَ لما دَعَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الرجل فَنزل بِالسَّهْمِ وَتوجه رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَمَج فَاه فِيهِ ثمَّ رده إِلَى الْبِئْر جَاشَتْ بِالرَّوَاءِ مُخْتَصر وَقَوله فَجَاشَ المَاء رَوَى الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة قصَّة الْحُدَيْبِيَة من طرق قَالَ فِي طَرِيق مِنْهَا فَجَاشَ المَاء حَتَّى ضرب المَاء بِعَطَن
وَلمُسلم فِي قصَّة خَيْبَر من حَدِيث سَلمَة قَالَ قدمنَا الْحُدَيْبِيَة مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَنحن أَربع عشرَة مائَة وَعَلَيْهَا خَمْسُونَ شَاة لَا ترْوِيهَا فَقعدَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَلَى جبا الرَّكية فإمَّا دَعَا وَإِمَّا بَصق قَالَ فَجَاشَتْ فسقيا وَاسْتَقَيْنَا ... الحَدِيث بِطُولِهِ
1208 - الحَدِيث الثَّالِث
عَن جَابر بن عبد الله قَالَ بَايعنَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ تَحت الشَّجَرَة عَلَى الْمَوْت وَعَلَى أَلا نفر فَمَا نكث أحد منا الْبيعَة إِلَّا جد بن قيس وَكَانَ منافقا اخْتَبَأَ تَحت إبط بعيره وَلم يسر مَعَ الْقَوْم أَخْزَاهُ الله
قلت رَوَاهُ مُسلم فِي كتاب الْإِمَارَة من حَدِيث أبي الزُّبَيْر عَن جَابر أَنه سُئِلَ كم كَانُوا يَوْم الْحُدَيْبِيَة قَالَ كُنَّا أَربع عشرَة مائَة فَبَايَعْنَاهُ وَعمر آخذ بِيَدِهِ تَحت الشَّجَرَة وَهِي سَمُرَة فَبَايَعْنَاهُ غير جد بن قيس الْأنْصَارِيّ اخْتَبَأَ تَحت بطن بعيره انْتَهَى
وَرَوَاهُ أَبُو يعْلى الْموصِلِي وَالْبرَاز فِي مسنديهما من حَدِيث أبي سُفْيَان عَن جَابر قَالَ لم نُبَايِع رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَلَى الْمَوْت إِنَّمَا بَايَعْنَاهُ عَلَى أَلا نفر بَايَعْنَاهُ كلنا إِلَّا الْجد بن قيس فَإِنَّهُ اخْتَبَأَ تَحت بطن بعيره انْتَهَى(3/307)
1209 - الحَدِيث الرَّابِع
رَوَى أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لما أَرَادَ الْمسير إِلَى مَكَّة عَام الْحُدَيْبِيَة مُعْتَمِرًا اسْتنْفرَ من حول الْمَدِينَة من أهل الْبَوَادِي وَالْإِعْرَاب لِيخْرجُوا مَعَه حذرا من قُرَيْش أَن يعرضُوا لَهُ بِحَرب أَو يَصُدُّوهُ عَن الْبَيْت وَأحرم هُوَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وسَاق الْهَدْي ليعلم أَنه لَا يُرِيد حَربًا فتناقل كثير من الْأَعْرَاب وَقَالَ يذهب إِلَى قوم قد غَزوه فِي عقر دَاره بِالْمَدِينَةِ وَاعْتَلُّوا بِالشغلِ بِأَهَالِيِهِمْ وَأَمْوَالهمْ وَأَنه لَيْسَ لَهُم من يقوم بِأَشْغَالِهِمْ
قلت رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ بِنَقص يسير فِي دَلَائِل النُّبُوَّة فِي بَاب قصَّة الْحُدَيْبِيَة أَنا أَبُو عبد الله الْحَافِظ أَنا عبد الرَّحْمَن بن الْحسن القَاضِي ثَنَا إِبْرَاهِيم بن الْحُسَيْن ثَنَا آدم بن أبي إِيَاس ثَنَا وَرْقَاء عَن ابْن أبي يَحْيَى عَن مُجَاهِد قَالَ أرِي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَهُوَ بِالْحُدَيْبِية أَنه يدْخل مَكَّة الحَدِيث إِلَى أَن قَالَ وَقَالَ تَعَالَى سَيَقُولُ لَك الْمُخَلفُونَ من الْأَعْرَاب شَغَلَتْنَا أَمْوَالنَا وَأَهْلُونَا يَعْنِي أَعْرَاب الْمَدِينَة جُهَيْنَة وَمُزَيْنَة وَذَلِكَ أَنهم اِسْتَتْبَعَهُمْ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لِخُرُوجِهِ إِلَى مَكَّة فَقَالُوا أنذهب مَعَه إِلَى قوم جَاءُوهُ فَقتلُوا أَصْحَابه فَنُقَاتِلهُمْ فِي دِيَارهمْ فَاعْتَلُّوا بِالشغلِ مُخْتَصر
1210 - الحَدِيث الْخَامِس
رَوَى أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حِين ترك الْحُدَيْبِيَة بعث جواس بن أُميَّة الْخُزَاعِيّ رَسُولا إِلَى أهل مَكَّة فَهموا بِهِ فَمَنعه الْأَحَابِيش فَلَمَّا رَجَعَ دَعَا بعمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه ليَبْعَثهُ فَقَالَ إِنِّي أَخَافهُم عَلَى نَفسِي لما عرف من عَدَاوَتِي إيَّاهُم وَمَا بِمَكَّة عدي يَمْنعنِي وَلَكِنِّي أدلك عَلَى رجل هُوَ أعْربهَا مني وَأحب إِلَيْهِم عُثْمَان بن عَفَّان فَبَعثه فَخَبرهُمْ أَنه لم يَأْتِ بِحَرب وَإِنَّمَا جَاءَ زَائِرًا لهَذَا الْبَيْت مُعظما لِحُرْمَتِهِ فوقروه وَقَالُوا إِن شِئْت أَن تَطوف بِالْبَيْتِ فافعل فَقَالَ مَا كنت لأَطُوف قبل أَن يطوف رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَاحْتبسَ عِنْدهم فَأَرْجَفَ بِأَنَّهُم قَتَلُوهُ فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (لَا نَبْرَح حَتَّى نُنَاجِز الْقَوْم) ودعا النَّاس إِلَى الْبيعَة فَبَايعُوهُ تَحت الشَّجَرَة وَكَانَت سَمُرَة قَالَ جَابر بن عبد الله لَو كنت أبْصر لَأَرَيْتُكُمْ مَكَانهَا وَقيل كَانَ عَلَيْهِ السَّلَام جَالِسا فِي ظلّ الشَّجَرَة وَعَلَى ظَهره غُصْن من أَغْصَانهَا قَالَ عبد الله بن الْمُغَفَّل وَكنت وَاقِفًا عَلَى رَأسه وَبِيَدِي غُصْن من الشَّجَرَة أذب عَنهُ فَرفعت الْغُصْن عَن ظَهره وَبَايَعُوهُ عَلَى الْمَوْت دونه وَعَلَى أَلا يَفروا فَقَالَ لَهُم عَلَيْهِ السَّلَام (أَنْتُم الْيَوْم خير أهل الأَرْض) وَكَانَ عدد الْمُبَايِعين ألفا وَخَمْسمِائة وَخَمْسَة وَعشْرين وَقيل ألفا وَأَرْبَعمِائَة وَقيل ألفا وثلاثمائة
قلت وجدته مفرقا
فَرَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده ثَنَا يزِيد بن هَارُون أَنا مُحَمَّد بن إِسْحَاق عَن الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة بن الزُّبَيْر عَن الْمسور بن مخرمَة ومروان بن الحكم قَالَا خرج رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَام الْحُدَيْبِيَة يُرِيد زِيَارَة الْبَيْت لَا يُرِيد قتالا وسَاق مَعَه الْهَدْي سبعين بَدَنَة ... إِلَى أَن قَالَ وَقد كَانَ قبل ذَلِك بعث رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ جواس بن أُميَّة الْخُزَاعِيّ إِلَى مَكَّة وَحمله عَلَى جمل لَهُ يُقَال لَهُ الثَّعْلَب فَلَمَّا دخل مَكَّة أَرَادَت قُرَيْش قَتله فَمَنعهُمْ الْأَحَابِيش حَتَّى أَتَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَدَعَا(3/208)
وَإِنَّمَا جَاءَ زَائِرًا لهَذَا الْبَيْت مُعظما لِحُرْمَتِهِ فوقروه وَقَالُوا إِن شِئْت أَن تَطوف بِالْبَيْتِ فافعل فَقَالَ مَا كنت لأَطُوف قبل أَن يطوف رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَاحْتبسَ عِنْدهم فَأَرْجَفَ بِأَنَّهُم قَتَلُوهُ فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (لَا نَبْرَح حَتَّى نُنَاجِز الْقَوْم ودعا النَّاس إِلَى الْبيعَة فَبَايعُوهُ تَحت الشَّجَرَة وَكَانَت سَمُرَة قَالَ جَابر بن عبد الله لَو كنت أبْصر لَأَرَيْتُكُمْ مَكَانهَا وَقيل كَانَ عَلَيْهِ السَّلَام جَالِسا فِي ظلّ الشَّجَرَة وَعَلَى ظَهره غُصْن من أَغْصَانهَا قَالَ عبد الله بن الْمُغَفَّل وَكنت وَاقِفًا عَلَى رَأسه وَبِيَدِي غُصْن من الشَّجَرَة أذب عَنهُ فَرفعت الْغُصْن عَن ظَهره وَبَايَعُوهُ عَلَى الْمَوْت دونه وَعَلَى أَلا يَفروا فَقَالَ لَهُم عَلَيْهِ السَّلَام (أَنْتُم الْيَوْم خير أهل الأَرْض) وَكَانَ عدد الْمُبَايِعين ألفا وَخَمْسمِائة وَخَمْسَة وَعشْرين وَقيل ألفا وَأَرْبَعمِائَة وَقيل ألفا وثلاثمائة
قلت وجدته مفرقا
فَرَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده ثَنَا يزِيد بن هَارُون أَنا مُحَمَّد بن إِسْحَاق عَن الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة بن الزُّبَيْر عَن الْمسور بن مخرمَة ومروان بن الحكم قَالَا خرج رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَام الْحُدَيْبِيَة يُرِيد زِيَارَة الْبَيْت لَا يُرِيد قتالا وسَاق مَعَه الْهَدْي سبعين بَدَنَة ... إِلَى أَن قَالَ وَقد كَانَ قبل ذَلِك بعث رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ جواس بن أُميَّة الْخُزَاعِيّ إِلَى مَكَّة وَحمله عَلَى جمل لَهُ يُقَال لَهُ الثَّعْلَب فَلَمَّا دخل مَكَّة أَرَادَت قُرَيْش قَتله فَمَنعهُمْ الْأَحَابِيش حَتَّى أَتَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَدَعَا(3/209)
عمر ليَبْعَثهُ إِلَى مَكَّة فَقَالَ يَا رَسُول الله إِنِّي أَخَاف قُريْشًا عَلَى نَفسِي وَلَيْسَ بهَا أحد من بني عدي يَمْنعنِي وَقد عرفت قُرَيْش عَدَاوَتِي إِيَّاهَا وَغِلْظَتِي عَلَيْهَا وَلَكِن أدلك عَلَى رجل هُوَ أعز مني عُثْمَان بن عَفَّان قَالَ فَدَعَاهُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَبَعثه إِلَى قُرَيْش يُخْبِرهُمْ أَنه لم يَأْتِ لِحَرْب وَأَنه جَاءَ زَائِرًا لهَذَا الْبَيْت مُعظما لِحُرْمَتِهِ فَخرج عُثْمَان حَتَّى أَتَى مَكَّة فَلَقِيَهُ أبان بن سعيد بن الْعَاصِ فَنزل عَن دَابَّته وَحمله بَين يَدَيْهِ وَردفهُ خَلفه وَأَجَارَهُ حَتَّى بلغ رِسَالَة رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَانْطَلق عُثْمَان حَتَّى أَتَى أَبَا سُفْيَان وَعُظَمَاء قُرَيْش فَبَلغهُمْ عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مَا أرْسلهُ بِهِ فَقَالُوا لعُثْمَان إِن شِئْت أَن تَطوف بِالْبَيْتِ فَطُفْ فَقَالَ مَا كنت لأَفْعَل حَتَّى يطوف بِهِ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ وَاحْتَبَسَتْهُ قُرَيْش عِنْدهَا فَبلغ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَالْمُسْلِمين أَن عُثْمَان قتل ... مُخْتَصر من حَدِيث فتح مَكَّة
وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره عَن عِكْرِمَة مولَى ابْن عَبَّاس أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ دَعَا جواس بن أُميَّة الْخُزَاعِيّ ... فَذكره مُرْسلا بِاللَّفْظِ الْمَذْكُور
ثمَّ أخرج عَن ابْن إِسْحَق قَالَ حَدثنِي عبد الله بن أبي بكر أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حِين بلغه أَن عُثْمَان قد قتل قَالَ (لَا نَبْرَح حَتَّى نُنَاجِز الْقَوْم) ودعا النَّاس إِلَى الْبيعَة فَكَانَت بيعَة الرضْوَان تَحت الشَّجَرَة فَقَالَ النَّاس يَقُولُونَ بايعهم رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَلَى الْمَوْت وَجَابِر يَقُول لم يُبَايِعنَا عَلَى الْمَوْت وَلَكِن بَايعنَا عَلَى أَلا نفر ... إِلَى أَن قَالَ وَبلغ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الَّذِي ذكر من أم عُثْمَان بَاطِل مُخْتَصر
وَقَوله فَبَايعُوهُ تَحت الشَّجَرَة وَكَانَت سَمُرَة رَوَاهُ مُسلم فِي الْإِمَارَة من حَدِيث أبي الزُّبَيْر عَن جَابر أَنه سُئِلَ كم كَانُوا يَوْم الْحُدَيْبِيَة قَالَ كُنَّا أَربع عشرَة مائَة فَبَايَعْنَاهُ وَعمر آخذ بِيَدِهِ تَحت الشَّجَرَة وَهِي سَمُرَة
وَقَول جَابر لَو كنت أبْصر لَأَرَيْتُكُمْ مَكَانهَا أَخْرجَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ عَن عَمْرو بن مرّة عَن جَابر قَالَ كُنَّا يَوْم الْحُدَيْبِيَة ألفا وَأَرْبَعمِائَة فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (أَنْتُم الْيَوْم خير أهل الأَرْض) قَالَ جَابر لَو كنت أبْصر لَأَرَيْتُكُمْ مَوضِع الشَّجَرَة انْتَهَى(3/310)
وَحَدِيث عبد الله بن الْمُغَفَّل رَوَاهُ النَّسَائِيّ فِي التَّفْسِير أَنا مُحَمَّد بن عقيل أَنا عَلّي بن الْحُسَيْن ثني أبي عَن ثَابت ثني عبد الله بن مُغفل الْمُزنِيّ قَالَ كُنَّا مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بِالْحُدَيْبِية فِي أصل الشَّجَرَة وَعَلَى ظَهره غُصْن من أَغْصَان تِلْكَ الشَّجَرَة فَرَفَعته عَن ظَهره ... وَسَيَأْتِي بِتَمَامِهِ فِي الحَدِيث التَّاسِع
وَقَوله عَلَيْهِ السَّلَام (أَنْتُم الْيَوْم خير أهل الأَرْض) تقدم تَقْرِيبًا
وَأما عدد التَّابِعين فَفِيهِ ثَلَاث رِوَايَات كَمَا ذكر المُصَنّف
فَالرِّوَايَة الأولَى أَخْرَجَاهَا فِي الصَّحِيحَيْنِ عَن سَالم ابْن أبي الْجَعْد قَالَ سَأَلت جَابر ابْن عبد الله عَن أَصْحَاب الشَّجَرَة فَقَالَ لَو كُنَّا مائَة لَكَفَانَا كُنَّا ألفا وَخَمْسمِائة انْتَهَى
وَالرِّوَايَة الثَّانِيَة أَخْرَجَاهَا فِي الصَّحِيحَيْنِ عَن عَمْرو بن مرّة عَن جَابر قَالَ كُنَّا يَوْم الْحُدَيْبِيَة ... وَقد تقدم قَرِيبا بِتَمَامِهِ
وَأما الرِّوَايَة الثَّالِثَة فَأَخْرَجَاهَا فِي الصَّحِيحَيْنِ أَيْضا من حَدِيث عَمْرو بن مرّة عَن عبد الله بن أبي أَوْفَى قَالَ كَانَ أَصْحَاب الشَّجَرَة ألفا وثلاثمائة وَكَانَت أسلم ثمن الْمُهَاجِرين انْتَهَى
ذكر هَذِه الْأَحَادِيث فِي الْمَغَازِي وَذكر الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة الرِّوَايَات الثَّلَاث وَعَزاهَا لِلصَّحِيحَيْنِ ثمَّ اسند إِلَى قَتَادَة قَالَ قلت لسَعِيد بن الْمسيب كم كَانَ الَّذين شهدُوا بيعَة الرضْوَان قَالَ خمس عشرَة مائَة قَالَ قلت فَإِن جَابر ابْن عبد الله قَالَ كَانُوا أَربع عشرَة مائَة قَالَ يرَحِمَهُ اللَّهُ لقد وهم هُوَ وَالله حَدثنِي أَنهم كَانُوا خمس عشرَة مائَة
انْتَهَى
وَهَذَا رَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الثَّالِث من الْقسم الْخَامِس وَعَزاهُ الْبَيْهَقِيّ للْبُخَارِيّ وَلم أَجِدهُ قَالَ الْبَيْهَقِيّ وَهَذَا يدل عَلَى أَنه كَانَ يَقُول فِي الْقَدِيم خمس عشرَة ثمَّ يذكر الْوَهم فَقَالَ أَربع عشرَة وَرِوَايَة الْأَرْبَع(3/311)
عشرَة أصح كَذَلِك رَوَاهُ الْبَراء بن عَازِب وَمَعْقِل بن يسَار وَسَلَمَة بن الْأَكْوَع انْتَهَى
قلت
فَحَدِيث سَلمَة بن الْأَكْوَع رَوَاهُ مُسلم قَالَ قدمنَا الْحُدَيْبِيَة مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَنحن أَربع عشرَة مائَة فَدَعَانَا لِلْبيعَةِ فِي أقْصَى الشَّجَرَة قَالَ فَبَايَعته أول النَّاس ... الحَدِيث
وَحَدِيث معقل بن يسَار رَوَاهُ مُسلم أَيْضا عَنهُ قَالَ لقد رَأَيْتنِي يَوْم الشَّجَرَة وَالنَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يُبَايع النَّاس وَأَنا غُصْن من أَغْصَانهَا عَن رَأسه وَنحن لم نُبَايِعهُ عَلَى الْمَوْت وَلَكِن بَايَعْنَاهُ عَلَى أَلا نفر انْتَهَى
وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه ثمَّ قَالَ وَفِي هَذَا رد عَلَى من يَقُول إِن هَذِه الرِّوَايَة بهَا جَابر قَالَ وَالصَّحِيح ألف وَخَمْسمِائة انْتَهَى
وَحَدِيث الْبَراء مَا وجدته
1211 - الحَدِيث السَّادِس
رُوِيَ أَن عِكْرِمَة بن أبي جهل خرج فِي خَمْسمِائَة فَبعث النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من هَزَمه وَأدْخلهُ حيطان مَكَّة وَكَانَ ذَلِك فِي غَزْوَة الْحُدَيْبِيَة
قلت رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره حَدثنَا ابْن حميد ثَنَا يَعْقُوب القمي ثَنَا جَعْفَر عَن ابْن أَبْزَى قَالَ لما خرج النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بِالْهَدْي وَانْتَهَى إِلَى ذِي الحليفة قَالَ لَهُ عمر يَا نَبِي الله تدخل عَلَى قوم حَرْب لَك بِغَيْر سلَاح وَلَا كرَاع قَالَ فَبعث إِلَى الْمَدِينَة فَلم يدع فِيهَا كُرَاعًا وَلَا سِلَاحا إِلَّا حمله فَلَمَّا دنا من مَكَّة منعُوهُ أَن يدْخل فَسَار حَتَّى أَتَى منى فَنزل بهَا فَأَتَاهُ عينه أَن عِكْرِمَة بن أبي جهل قد خرج عَلَيْك فِي خَمْسمِائَة فَقَالَ لخَالِد بن الْوَلِيد (يَا خَالِد هَذَا ابْن عمك(3/312)
وَقد أَتَاك فِي الْخَيل) فَقَالَ خَالِد أَنا سيف الله وَسيف رَسُوله فَيَوْمئِذٍ سمي سيف الله يَا رَسُول الله ارْمِ بِي إِن شِئْت فَبَعثه عَلَى خيل فلقي عِكْرِمَة فِي الشّعب فَهَزَمَهُ حَتَّى أدخلهُ حيطان مَكَّة ثمَّ عَاد فِي الثَّانِيَة فَهَزَمَهُ حَتَّى أدخلهُ حيطان مَكَّة ثمَّ عَاد فِي الثَّالِثَة فَهَزَمَهُ حَتَّى أدخلهُ حيطان مَكَّة فَأنْزل الله وَهُوَ الَّذِي كف أَيْديهم عَنْكُم وَأَيْدِيكُمْ عَنْهُم بِبَطن مَكَّة إِلَى قَوْله عذَابا أَلِيمًا قَالَ فَكف الله تَعَالَى النَّبِي عَنْهُم من بعد أَن أظفرهم عَلَيْهِم لِبَقَايَا من الْمُسلمين كَانُوا أَبقوا فِيهَا كَرَاهِيَة أَن تَطَأهُمْ الْخَيل انْتَهَى
وَرَوَاهُ ابْن أبي حَاتِم فِي تَفْسِيره كَذَلِك
قَالَ ابْن كثير فِي تَفْسِيره وَهَذَا السِّيَاق فِيهِ نظر فَإِنَّهُ لَا يجوز أَن يكون عَام الْحُدَيْبِيَة لِأَن خَالِدا لم يكن أسلم بل كَانَ حِينَئِذٍ طَلِيعَة للْمُشْرِكين كَمَا ورد فِي الصَّحِيح وَلَا يجوز أَن يكون فِي عمْرَة الْقَضَاء لأَنهم قَاضَوْهُ عَلَى أَن يَأْتِي فِي الْعَام الْقَابِل فَيَعْتَمِر وَيُقِيم بِمَكَّة ثَلَاثَة أَيَّام وَلما قدم لم يُمَانِعُوهُ وَلَا حَارَبُوهُ وَلَا قَاتلُوهُ وَلَا عَام الْفَتْح لِأَنَّهُ لم يسق عَام الْفَتْح هَديا وَإِنَّمَا جَاءَ مُحَاربًا مُقَاتِلًا فِي جَيش عَرَمْرَم فَهَذَا السِّيَاق فِيهِ خلل فَلْيتَأَمَّل انْتَهَى
1212 - الحَدِيث السَّابِع
رُوِيَ أَنه عَلَيْهِ السَّلَام وَأَصْحَابه نحرُوا بِالْحُدَيْبِية لما أحْصرُوا وَقَالَ المُصَنّف وَبَعض الْحُدَيْبِيَة من الْحرم
وَرُوِيَ أَن مضَارب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَانَت فِي الْحل وَمُصَلَّاهُ فِي الْحرم
قلت رُوِيَ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه فِي الشَّهَادَات من حَدِيث ابْن عمر أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ خرج مُعْتَمِرًا فحال كفار قُرَيْش بَينه وَبَين الْبَيْت فَنحر هَدْيه وَحلق رَأسه بِالْحُدَيْبِية وَقَاضَاهُمْ عَلَى أَن يعْتَمر الْعَام الْقَابِل وَلَا يحمل بهَا سِلَاحا وَلَا يُقيم بهَا إِلَّا مَا أَحبُّوا فَاعْتَمَرَ من الْعَام الْمقبل فَدَخلَهَا كَمَا كَانَ صَالحهمْ فَلَمَّا أَقَامَ بهَا ثَلَاثًا أَمرُوهُ أَن يخرج فَخرج انْتَهَى(3/313)
وَعند البُخَارِيّ عَن الْمسور ومروان فِي الْحَج أَنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ لأَصْحَابه (قومُوا فَانْحَرُوا ثمَّ احْلقُوا) قَالَ البُخَارِيّ عَقِيبه وَالْحُدَيْبِيَة خَارج الْحرم انْتَهَى
وَقَوله وَرُوِيَ أَن مضَارب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... إِلَى آخِره
رَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده فِي حَدِيث الْفَتْح ثَنَا يزِيد بن هَارُون أَنا مُحَمَّد بن إِسْحَاق عَن الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة بن الزُّبَيْر عَن الْمسور بن مخرمَة ومروان بن الحكم قَالَا خرج رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَام الْحُدَيْبِيَة يُرِيد زِيَارَة الْبَيْت ... فَذكره بِطُولِهِ وَفِيه وَكَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يُصَلِّي فِي الْحرم وَهُوَ مُضْطَرب فِي الْحل وَقد تقدم مِنْهُ قِطْعَة فِي الحَدِيث الْخَامِس
1213 - الحَدِيث الثَّامِن
قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (إِن آخر وَطْأَة وَطئهَا الله تَعَالَى بوج)
قلت تقدم فِي آخر بَرَاءَة
1214 - الحَدِيث التَّاسِع
رُوِيَ أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لما نزل بِالْحُدَيْبِية بعثت قُرَيْش سُهَيْل ابْن عَمْرو الْقرشِي وَحُوَيْطِب بن عبد الْعُزَّى وَمِكْرَز بن حَفْص بن الْأَحْنَف عَلَى أَن يعرضُوا عَلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَن يرجع من عَامه ذَلِك عَلَى أَن تخلي لَهُ قُرَيْش مَكَّة من الْعَام الْقَابِل ثَلَاثَة أَيَّام فَفعل ذَلِك وَكَتَبُوا مِنْهُم كتابا فَقَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَامُ لعَلي رَضِيَ اللَّهُ عَنْه (اكْتُبْ بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم) فَقَالَ سُهَيْل وَأَصْحَابه مَا نَعْرِف هَذَا وَلَكِن اكْتُبْ بِاسْمِك اللَّهُمَّ ثمَّ قَالَ اكْتُبْ هَذَا مَا صَالح عَلَيْهِ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أهل مَكَّة فَقَالُوا لَو كُنَّا نعلم أَنَّك رَسُول الله مَا صَدَدْنَاك عَن الْبَيْت وَلَا قَاتَلْنَاك(3/314)
وَلَكِن اكْتُبْ هَذَا مَا صَالح عَلَيْهِ مُحَمَّد بن عبد الله أهل مَكَّة فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (اكْتُبْ مَا يُرِيدُونَ فَإِنِّي أشهد أَنِّي رَسُول الله وَأَنا مُحَمَّد بن عبد الله)
قلت رَوَى الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة عَن عُرْوَة بن الزُّبَيْر فَذكر حَدِيث إرْسَال النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عُثْمَان بن عَفَّان إِلَى أهل مَكَّة كَمَا تقدم فِي الحَدِيث الْخَامِس وَقَالَ فِيهِ فَرجع عُرْوَة إِلَى قُرَيْش فَقَالَ إِنَّمَا جَاءَ الرجل وَأَصْحَابه عمارا فَخلوا بَينه وَبَين الْبَيْت فليطوفوا فَشَتَمُوهُ ثمَّ بعثت قُرَيْش سُهَيْل بن عمروا وَحُوَيْطِب بن عبد الْعُزَّى وَمِكْرَز بن حَفْص لِيُصْلِحُوا عَلَيْهِم فَكَلَّمُوا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَدعوهُ إِلَى الصُّلْح وَالْمُوَادَعَة ... الحَدِيث بِطُولِهِ
ثمَّ أخرج عَن ابْن إِسْحَاق ثني الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة بن الزُّبَيْر عَن الْمسور ومروان قَالَا فدعَتْ قُرَيْش سُهَيْل بن عَمْرو وَقَالُوا اذْهَبْ إِلَى هَذَا الرجل وَصَالَحَهُ أَن يرجع عَنَّا عَامه هَذَا لَا تَتَحَدَّث الْعَرَب أَنه دخل علينا عنْوَة فَخرج سُهَيْل من عِنْدهم حَتَّى انْتَهَى إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَوَقع الصُّلْح عَلَى أَن يوضع الْحَرْب بَينهم عشر سِنِين وَأَن يَأْمَن النَّاس بَعضهم من بعض وَأَن يرجع عَنْهُم عَامهمْ ذَلِك حَتَّى إِذا الْعَام الْمقبل خلوا بَينه وَبَين مَكَّة فَأَقَامَ بهَا ثَلَاثًا ... الحَدِيث بِطُولِهِ
وَرَوَى النَّسَائِيّ فِي التَّفْسِير من حَدِيث عَلّي بن الْحُسَيْن ثني أبي عَن ثَابت ثني عبد الله بن الْمُغَفَّل قَالَ كُنَّا مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بِالْحُدَيْبِية فِي أصل الشَّجَرَة الَّتِي قَالَ الله إِذْ يُبَايعُونَك تَحت الشَّجَرَة وَكَأَنِّي بِغُصْن من أَغْصَان تِلْكَ الشَّجَرَة عَلَى ظهر رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَرَفَعته عَن ظَهره وَعلي بن أبي طَالب وَسُهيْل ابْن عَمْرو بَين يَدَيْهِ فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (اكْتُبْ بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم) فَأخذ سُهَيْل يَده فَقَالَ مَا نَعْرِف الرَّحْمَن الرَّحِيم اكْتُبْ فِي قَضِيَّتنَا مَا نَعْرِف فَقَالَ (اكْتُبْ بِاسْمِك اللَّهُمَّ هَذَا مَا صَالح عَلَيْهِ مُحَمَّد رَسُول الله أهل مَكَّة) فَأمْسك يَده لقد ظَلَمْنَاك إِن كنت رَسُولا اكْتُبْ فِي قَضِيَّتنَا مَا نَعْرِف فَقَالَ (اكْتُبْ هَذَا مَا صَالح عَلَيْهِ مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الْمطلب وَأَنا رَسُول الله) قَالَ فَكتب ... الحَدِيث بِطُولِهِ(3/315)
وَفِي الصَّحِيحَيْنِ بعض هَذِه الْأَلْفَاظ وَلَكِن مَا ذَكرْنَاهُ أقرب إِلَى لفظ الْكتاب
1215 - الحَدِيث الْعَاشِر
رُوِيَ أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ رَأَى فِي مَنَامه قبل خُرُوجه إِلَى الْحُدَيْبِيَة كَأَنَّهُ وَأَصْحَابه قد دخلُوا مَكَّة آمِنين وَقد حَلقُوا وَقصرُوا فَقص الرُّؤْيَا عَلَى أَصْحَابه فَفَرِحُوا وَاسْتَبْشَرُوا وَحَسبُوا أَنهم دَاخِلُوهَا فِي عَامهمْ وَقَالُوا إِن رُؤْيا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حق فَلَمَّا تَأَخّر ذَلِك قَالَ عبد الله ابْن أبي وَعبد الله بن نفَيْل وَرِفَاعَة بن الْحَارِث وَالله مَا حلقنا وَلَا قَصرنَا وَلَا رَأينَا الْمَسْجِد فَنزلت لقد صدق الله رَسُوله الرُّؤْيَا الْحق الْآيَة
قلت رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة فِي بَاب قصَّة الْحُدَيْبِيَة أخبرنَا أَبُو عبد الله الْحَافِظ أَنا عبد الرَّحْمَن بن الْحسن القَاضِي ثَنَا إِبْرَاهِيم بن أبي إِيَاس ثَنَا وَرْقَاء عَن أبي نجيح عَن مُجَاهِد قَالَ أرَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَهُوَ بِالْحُدَيْبِية أَنه يدْخل مَكَّة هُوَ وَأَصْحَابه آمِنين مُحَلِّقِينَ رُءُوسهم وَمُقَصِّرِينَ فَقَالَ لَهُ أَصْحَابه حِين نحر بِالْحُدَيْبِية أَيْن رُؤْيَاك يَا رَسُول الله فَأنْزل الله عَزَّ وَجَلَّ لقد صدق الله رَسُوله الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ إِلَى قَوْله فَجعل من دون ذَلِك فتحا قَرِيبا فَكَانَ تَصْدِيق رُؤْيَاهُ فِي السّنة الْمُقبلَة فتح خَيْبَر ثمَّ اعْتَمر بعد ذَلِك وَهَذَا مُرْسل
وَرَوَى الطَّبَرِيّ ثني يُونُس أَنا ابْن وهب قَالَ قَالَ عبد الرَّحْمَن بن زيد ابْن أسلم فِي قَوْله لقد صدق الله رَسُوله الرُّؤْيَا الْآيَة قَالَ قَالَ لَهُم النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (إِنِّي قد رَأَيْت أَنكُمْ سَتَدْخُلُونَ الْمَسْجِد الْحَرَام مُحَلِّقِينَ رءوسكم وَمُقَصِّرِينَ) فَلَمَّا نزل بِالْحُدَيْبِية وَلم يدْخل ذَلِك الْعَام طعن المُنَافِقُونَ فِي ذَلِك فَقَالُوا أَيْن رُؤْيَاهُ(3/316)
فَأنْزل الله لقد صدق الله رَسُوله الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ الْآيَة انْتَهَى
1216 - الحَدِيث الْحَادِي عشر
رُوِيَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ (لَا تعلبوا صوركُمْ)
1217 - الحَدِيث الثَّانِي عشر
عَن ابْن عمر أَنه رَأَى رجلا قد أثر فِي وَجهه السُّجُود فَقَالَ إِن صُورَة وَجهك أَنْفك فَلَا تعلب وَجهك وَلَا تَشِنْ صُورَتك
قلت رَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه فِي الصَّلَاة أَنا سُفْيَان الثَّوْريّ عَن الْأَعْمَش عَن حبيب عَن أبي الشعْثَاء عَن ابْن عمر أَنه رَأَى رجلا يتَنَحَّى إِذا سجد قَالَ لَا تعلب صُورَتك يَقُول لَا توثرها قلت مَا تعلب صُورَتك قَالَ لَا تغير لَا تَشِنْ انْتَهَى وَرَوَاهُ إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ فِي كِتَابه غَرِيب الحَدِيث ثَنَا أَحْمد بن جَعْفَر ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَة عَن الْأَعْمَش عَن حبيب عَن عَطاء عَن ابْن عمر أَنه رَأَى رجلا قد أثر السُّجُود فِي وَجهه فَقَالَ لَا تعلب صُورَتك انْتَهَى ثمَّ قَالَ علبت الشَّيْء أعلبه عُلَبًا وعلوبا إِذا أثرت فِيهِ انْتَهَى
1218 - الحَدِيث الثَّالِث عشر
قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من كثرت صلَاته بِاللَّيْلِ حسن وَجهه بِالنَّهَارِ)
قلت رُوِيَ من حَدِيث جَابر وَمن حَدِيث أنس
فَحَدِيث جَابر رَوَاهُ ابْن ماجة فِي سنَنه فِي الصَّلَاة من حَدِيث أبي زيد ثَابت ابْن مُوسَى عَن شريك عَن الْأَعْمَش عَن أبي سُفْيَان عَن جَابر قَالَ قَالَ(3/317)
رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من كثرت صلَاته بِاللَّيْلِ حسن وَجهه بِالنَّهَارِ) انْتَهَى
وَقد طعن ابْن عدي والعقيلي وَابْن حبَان فِي ثَابت بِسَبَب رِوَايَته لهَذَا الحَدِيث وَذَلِكَ عَلَى مَا نقل ابْن طَاهِر عَن أبي عبد الله مُحَمَّد بن عبد الله الْحَاكِم قَالَ دخل ثَابت بن مُوسَى الزَّاهِد عَلَى شريك القَاضِي وَكَانَ شريك رجلا مزاحا وثابت رجلا صَالحا وَالْمُسْتَمْلِي بَين يَدي شريك وَشريك يَقُول لَهُ ثَنَا الْأَعْمَش عَن أبي سُفْيَان عَن جَابر قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَلم يذكر الْمَتْن فَلَمَّا نظر إِلَى ثَابت قَالَ يباسطه (من كثرت صلَاته بِاللَّيْلِ حسن وَجهه بِالنَّهَارِ) فَظن ثَابت لِغَفْلَتِه أَنه رَوَى هَذَا الحَدِيث بِهَذَا الْإِسْنَاد وَكَانَ ثَابت يحدث بِهِ عَن شريك بِهَذَا الْإِسْنَاد وَلَيْسَ لهَذَا الحَدِيث أصل إِلَّا من هَذَا الْوَجْه وَعَن قوم من الْمَجْرُوحين سَرقُوهُ من ثَابت وَرَوَوْهُ عَن شريك انْتَهَى كَلَامه
وَكَذَلِكَ قَالَه ابْن عدي فِي الْكَامِل كَمَا قَالَه مُحَمَّد بن عبد الله الْحَاكِم سَوَاء
وَذكره ابْن الْجَوْزِيّ فِي الموضوعات بِهَذَا الْإِسْنَاد وَنقل كَلَام ابْن عدي
قَالَ ابْن طَاهِر كل من رَوَاهُ عَن شريك غير ثِقَة
وَقَالَ القَاضِي أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن سَلامَة الْقُضَاعِي فِي كِتَابه مُسْند الشهَاب وَقد وَقع لنا هَذَا الحَدِيث من طَرِيق عَن ثِقَات غير ثَابت وَغير شريك وَذَلِكَ كَمَا أخبرنَا فساق بِسَنَدِهِ إِلَى عبد الله بن شبْرمَة الشريكي ثَنَا شريك وَعَن سعيد ابْن حَفْص ثَنَا شريك وَعَن مُوسَى بن عَلّي ثَنَا شريك وَعَن كثير بن عبد الله ابْن كثير ثَنَا شريك بِهِ ثمَّ رَوَاهُ من حَدِيث إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم وَأحمد بن عَلّي الْبحار وَمُحَمّد بن عَلّي بن الرّبيع قَالُوا ثَنَا عبد الرَّزَّاق عَن سُفْيَان الثَّوْريّ وَابْن جريج عَن أبي الزُّبَيْر عَن جَابر مَرْفُوعا نَحوه ثمَّ رَوَاهُ من حَدِيث الْحُسَيْن بن حَفْص عَن الثَّوْريّ عَن الْأَعْمَش عَن أبي سُفْيَان عَن جَابر وَمن حَدِيث عَلّي بن الْحُسَيْن الحلمي ثَنَا جرير بن عبد الحميد عَن الْأَعْمَش عَن أبي سُفْيَان عَن جَابر وَمن حَدِيث أبي الْعَتَاهِيَة الْقَاسِم بن إِسْمَاعِيل الشَّاعِر ثَنَا الْأَعْمَش(3/318)
عَن أبي سُفْيَان بِهِ فَهَذِهِ ثَمَانِيَة طرق
وَلم يصحح ابْن طَاهِر فِي كَلَامه عَلَى أَحَادِيث الشهَاب شَيْئا من هَذِه الطّرق وَإِنَّمَا قَالَ وَقد رَوَاهُ قوم من الضُّعَفَاء عَن ثِقَات عَن الْأَعْمَش ثمَّ ذكرهَا قَالَ وَظن صَاحب الشهَاب أَن الحَدِيث صَحِيح لِكَثْرَة رُوَاته وَهُوَ مَعْذُور لِأَنَّهُ لم يكن من أهل الشَّام انْتَهَى
وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي كتاب الضُّعَفَاء من حَدِيث عبد الحميد بن بَحر الْكُوفِي عَن شريك بِهِ ثمَّ قَالَ وَعبد الحميد هَذَا كَانَ يسرق الْأَخْبَار لَا يحل الِاحْتِجَاج بحَديثه وَهُوَ سَرقه من ثَابت وثابت أَخطَأ فِيهِ
وَحَدِيث أنس رَوَاهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الموضوعات من حَدِيث حَكَّامَة بنت عُثْمَان بن دِينَار قَالَت حَدثنِي أبي عَن أَخِيه مَالك بن دِينَار عَن أنس مَرْفُوعا بِلَفْظِهِ سَوَاء ثمَّ قَالَ هَذَا حَدِيث لَا يَصح عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَهَذَا السَّنَد فِيهِ عُثْمَان بن دِينَار رَوَت عَنهُ ابْنَته حَكَّامَة أَحَادِيث بَوَاطِيلُ لَا أصل لَهَا انْتَهَى
وَقَالَ ابْن أبي حَاتِم فِي علله قَالَ أبي هَذَا حَدِيث مَوْضُوع
1219 - الحَدِيث الرَّابِع عشر
عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ (من قَرَأَ سُورَة الْفَتْح فَكَأَنَّمَا كَانَ مِمَّن شهد مَعَ مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فتح مَكَّة) هُوَ هَكَذَا فِي الْفَائِق لِابْنِ غَنَائِم
قلت رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بِسَنَدِهِ الثَّانِي فِي آل عمرَان
وَرَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط بِسَنَدِهِ الْمُتَقَدّم فِي يُونُس(3/319)
سُورَة الحجرات(3/321)
سُورَة الحجرات
ذكر فِيهَا سَبْعَة وَعشْرين حَدِيثا
1220 - الحَدِيث الأول
رُوِيَ أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بعث سَرِيَّة إِلَى تهَامَة سَبْعَة وَعشْرين رجلا عَلَيْهِم الْمُنْذر بن عَمْرو السَّاعِدِيّ فَقَتلهُمْ بَنو عَامر وَعَلَيْهِم عَامر بن الطُّفَيْل إِلَّا ثَلَاثَة نفر نَجوا فَلَقوا رجلَيْنِ من بني سليم بِقرب الْمَدِينَة فاعتزيا لَهُم إِلَى بني عَامر لأَنهم أعز من بني سليم فَقَتَلُوهُمَا وَسَلَبُوهُمَا ثمَّ أَتَوا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ (بئْسَمَا صَنَعْتُم) كَانَا من سليم وَالسَّلب مَا كسوتهمَا فَوَدَاهُمَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ
قلت رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب الْخَامِس عشر أخبرنَا أَبُو عبد الله الْحَافِظ بِسَنَدِهِ إِلَى مقَاتل بن حَيَّان فِي قَوْله تَعَالَى يأيها الَّذين آمنُوا لَا تقدمُوا بَين يَدي الله وَرَسُوله قَالَ بلغنَا أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بعث سَرِيَّة وَاسْتعْمل عَلَيْهِم الْمُنْذر ابْن عَمْرو الْأنْصَارِيّ فَذكر قصَّة أَصْحَاب بِئْر مَعُونَة وَرُجُوع ثَلَاثَة نفر مِنْهُم إِلَى الْمَدِينَة وَأَنَّهُمْ لقوا رجلَيْنِ من بني سليم جاءين من عِنْد رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالُوا من أَنْتُمَا فاعتزيا إِلَى بني عَامر فَقَتَلُوهُمَا وَأتوا النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فأخبروه الْخَبَر فكره النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَتلهمَا فَنزلت الْآيَة انْتَهَى
وَرُوِيَ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة عَن مُوسَى بن عقبَة وَمُحَمّد بن إِسْحَاق قَالَ بعث رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ سَرِيَّة قبل نجد وَفِي لفظ قبل أَرض بني سليم وَهِي يَوْمئِذٍ بِئْر مَعُونَة وَكَانَ أَمِيرهمْ الْمُنْذر بن عَمْرو أَخا بني سَاعِدَة وَرَئِيس الْمُشْركين يَوْمئِذٍ(3/323)
عَامر بن الطُّفَيْل حَتَّى إِذا كَانَ الْمُسلمُونَ بِبَعْض الطَّرِيق بعثوا حرَام بن ملْحَان إِلَى الْمُشْركين ليقْرَأ عَلَيْهِم كتاب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَلَمَّا أَتَاهُ لم ينظر فِي كِتَابه وَغدا عَلَيْهِ عَامر فَقتله وَاتبع الْمُشْركُونَ أَثَره حَتَّى وجدوا الْقَوْم مُقْبِلين هم وَالْمُنْذر وَقَاتل الْقَوْم حَتَّى قتل الْمُسلمُونَ عَن آخِرهم وَارْتثَّ فِي الْقَتْلَى كَعْب بن زيد حَتَّى قتل يَوْم الخَنْدَق وَكَانَ عَمْرو بن أُميَّة الضمرِي فِي سرح الْقَوْم فَأَخذه عَامر بن الطُّفَيْل فَأعْتقهُ وَكَانَ ثَلَاثَة نفر من سَرِيَّة الْمُنْذر بن عَمْرو تخلفوا عَلَى ضَالَّة يَبْغُونَهَا فَانْطَلق أحدهم نَحْو الْمُشْركين فَقتل وَأما الْآخرَانِ فَأَقْبَلَا إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَلَمَّا كَانَ بِبَعْض الطَّرِيق لقيا رجلَيْنِ من بني كلاب كَافِرين قد كَانَا وصلا إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بِعَهْد فَنزلَا منزلا فَنَامَا فَقَتَلَاهُمَا وَلم يعلمَا أَن لَهما عهدا من النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَلَمَّا قدم عَمْرو بن أُميَّة الضمرِي عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أخبرهُ الْخَبَر فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام (لآدينهما) مُخْتَصر من حديثين أَحدهمَا عَن مُوسَى بن عقبَة وَالْآخر عَن ابْن إِسْحَاق
1221 - الحَدِيث الثَّانِي
عَن مَسْرُوق قَالَ دخلت عَلَى عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها فِي الْيَوْم الَّذِي يشك فِيهِ فَقَالَت لِلْجَارِيَةِ اسْقِهِ عسلا فَقلت إِنِّي صَائِم فَقَالَت قد نهَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَن صَوْم هَذَا الْيَوْم وَفِيه نزلت يأيها الَّذين آمنُوا لَا تقدمُوا بَين يَدي الله وَرَسُوله
قلت غَرِيب وَرَوَى الدَّارَقُطْنِيّ فِي كِتَابه المؤتلف والمختلف حَدثنَا إِبْرَاهِيم ابْن حَمَّاد ثَنَا عَبَّاس بن يزِيد ثَنَا بن مهْدي ثَنَا سُفْيَان عَن أبي إِسْحَاق عَن مَالك بن حمرَة عَن مَسْرُوق قَالَ دخلت عَلَى عَائِشَة فِي الْيَوْم الَّذِي يشك فِيهِ أَنه يَوْم عَرَفَة ... الحَدِيث انْتَهَى ذكره فِي بَاب حَمْزَة وَحُمرَة وَقَالَ مَالك بن حمرَة هَذَا بِالْحَاء وَالرَّاء الْمُهْمَلَتَيْنِ أَبُو عَطِيَّة الْهَمدَانِي رَوَى عَنهُ أَبُو إِسْحَاق وَمُحَمّد(3/324)
ابْن سِيرِين انْتَهَى وَلم يذكرهُ بِجرح وَلَا تَعْدِيل
وَذكره الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره بِلَفْظ المُصَنّف من غير سَنَد
1222 - الحَدِيث الثَّالِث
عَن الْحسن أَن نَاسا ذَبَحُوا يَوْم الْأَضْحَى قبل الصَّلَاة فَأَمرهمْ أَن يُعِيدُوا ذبحا آخر
وَعنهُ لما اسْتَقر رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بِالْمَدِينَةِ أَتَتْهُ الْوُفُود من الْآفَاق وَأَكْثرُوا عَلَيْهِ الْمسَائِل فنهوا أَن يبتدئوه بِالْمَسْأَلَة حَتَّى يكون هُوَ الْمُبْتَدِي
قلت
الأول رَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي تَفْسِيره أخبرنَا معمر عَن الْحسن فِي قَوْله تَعَالَى يأيها الَّذين آمنُوا لَا تقدمُوا بَين يَدي الله وَرَسُوله قَالَ هم قوم ذَبَحُوا قبل أَن يُصَلِّي النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَأَمرهمْ أَن يُعِيدُوا الذّبْح
وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ ثَنَا بشر بن معَاذ ثَنَا يزِيد بن هَارُون ثَنَا سعيد عَن قَتَادَة فِي قَوْله تَعَالَى يأيها الَّذين آمنُوا لَا تقدمُوا بَين يَدي الله وَرَسُوله قَالَ ذكر لنا أَن نَاسا كَانُوا يَقُولُونَ لَو أنزل كَذَا لَو صنع كَذَا لَو قيل كَذَا قَالَ وَقَالَ الْحسن هم أنَاس من الْمُسلمين ذَبَحُوا قبل صَلَاة النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَأَمرهمْ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَن يُعِيدُوا ذبحا آخر انْتَهَى وَالثَّانِي غَرِيب
1223 - الحَدِيث الرّبع
عَن ابْن عَبَّاس قَالَ لما نزلت هَذِه الْآيَة يَعْنِي وَلَا تَجْهَرُوا(3/325)
لَهُ بالْقَوْل) قَالَ أَبُو بكر يَا رَسُول الله وَالله لَا أُكَلِّمك إِلَّا السرَار أَو أَخا السرَار حَتَّى ألْقَى الله
وَعَن عمر أَنه كَانَ يكلم النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَأَخِي السرَار وَلَا يسمعهُ حَتَّى يَسْتَفْهِمهُ
وَكَانَ أَبُو بكر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه إِذا قدم عَلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَفد أرسل إِلَيْهِم من يعلمهُمْ كَيفَ يسلمُونَ وَيَأْمُرهُمْ بِالسَّكِينَةِ وَالْوَقار عِنْد رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ
قلت
الأول غَرِيب وَذكره الواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول وَفِي الْوَسِيط عَن عَطاء عَن ابْن عَبَّاس قَالَ لما نزلت هَذِه الْآيَة ... إِلَى آخِره إِلَّا أَنه قَالَ كَأَخِي السرَار وَلم يصل سَنَده بِهِ
وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك من حَدِيث أبي هُرَيْرَة قَالَ لما نزلت إِن الَّذين يَغُضُّونَ أَصْوَاتهم عِنْد رَسُول الله قَالَ أَبُو بكر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه وَالَّذِي أنزل عَلَيْك الْكتاب يَا رَسُول الله لَا أُكَلِّمك إِلَّا كَأَخِي السرَار حَتَّى ألْقَى الله عَزَّ وَجَلَّ انْتَهَى وَقَالَ حَدِيث صَحِيح عَلَى شَرط مُسلم وَلم يخرجَاهُ انْتَهَى
وَرَوَى الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَأَبُو يعْلى الْموصِلِي فِي مُسْنده من حَدِيث ذَيَّال ابْن عبيد بن حَنْظَلَة حَدثنِي جدي حَنْظَلَة بن حذيم الْمَالِكِي رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يُعجبهُ أَن يُدعَى الرجل بِأحب أَسْمَائِهِ إِلَيْهِ انْتَهَى
وَرَوَى الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب الْحَادِي وَالسِّتِّينَ عَن الْحَاكِم بِسَنَدِهِ إِلَى مُوسَى بن عبد الْملك بن عُمَيْر عَن شيبَة بن عُثْمَان الحَجبي عَن عُثْمَان بن طَلْحَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (ثَلَاث تَصِفِينَ لَك ود أَخِيك تسلم عَلَيْهِ إِذا لَقيته وَتوسع لَهُ فِي الْمجْلس وَتَدْعُوهُ بِأحب أَسْمَائِهِ إِلَيْهِ) انْتَهَى
قَالَ ابْن أبي حَاتِم فِي علله سَأَلت أبي عَن حَدِيث رَوَاهُ مُوسَى بن عبد الْملك(3/326)
ابْن عُمَيْر عَن أَبِيه بِهِ سندا ومتنا فَقَالَ حَدِيث مُنكر ومُوسَى هَذَا ضَعِيف انْتَهَى
وَعَن الْحَاكِم رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي الْمدْخل
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من حَدِيث طَارق بن شهَاب عَن أبي بكر قَالَ لما نزلت يأيها الَّذين آمنُوا لَا تَرفعُوا أَصْوَاتكُم فَوق صَوت النَّبِي قلت يَا رَسُول الله آلَيْت أَن لَا أُكَلِّمك إِلَّا كَأَخِي السرَار حَتَّى ألْقَى الله انْتَهَى
وَرَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده من حَدِيث حُصَيْن بن عمر عَن مُخَارق عَن طَارق بِهِ قَالَ وحصين حدث بِأَحَادِيث لَا يُتَابع عَلَيْهَا وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط
وَحَدِيث عمر رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه عَن ابْن أبي مليكَة قَالَ قَالَ ابْن الزُّبَيْر لما نزلت يأيها الَّذين آمنُوا لَا تَرفعُوا أَصْوَاتكُم فَوق صَوت النَّبِي كَانَ عمر بعد ذَلِك إِذا حدث النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حَدثهُ كَأَخِي السرَار لم يسمعهُ حَتَّى فِي الْكتاب يَسْتَفْهِمهُ مُخْتَصر
وَحَدِيث أبي بكر غَرِيب
1224 - الحَدِيث الْخَامِس
أَنه قَالَ للْعَبَّاس بن عبد الْمطلب لما انهزم النَّاس يَوْم أحد (اُصْرُخْ بِالنَّاسِ)
وَكَانَ الْعَبَّاس أَجْهَر النَّاس صَوتا
وَرُوِيَ أَن غَارة أَتَتْهُم يَوْمًا فصاح الْعَبَّاس يَا صَبَاحَاه فَأسْقطت الْحَوَامِل لشدَّة صَوته
وَزَعَمت الروَاة أَنه كَانَ يزْجر السبَاع عَن الْغنم فَيفْتق مرَارَة(3/327)
السَّبع فِي جَوْفه
1225 - الحَدِيث السَّادِس
عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى يأيها الَّذين آمنُوا لَا تَرفعُوا أَصْوَاتكُم فَوق صَوت النَّبِي قَالَ نزلت فِي ثَابت بن قيس بن شماس وَكَانَ فِي أُذُنه وقر وَكَانَ جَهورِي الصَّوْت وَكَانَ إِذا تكلم رفع صَوته وَكَانَ يكلم رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَيَتَأَذَّى بِصَوْتِهِ
1226 - الحَدِيث السَّابِع
وَعَن أنس قَالَ لما نزلت فقد ثَابت فَفَقدهُ رَسُول الله فَأخْبر بِشَأْنِهِ فَدَعَاهُ فَسَأَلَهُ فَقَالَ يَا رَسُول الله لقد أنزلت هَذِه الْآيَة وَأَنا رجل جهير الصَّوْت فَأَخَاف أَن يكون حَبط عَمَلي فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لست هُنَاكَ إِنَّك تعيش بِخَير وَتَمُوت بِخَير وَإنَّك من أهل الْجنَّة)
قلت أخرجه البُخَارِيّ فِي التَّفْسِير وَفِي فَضَائِل النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَمُسلم فِي الْإِيمَان من حَدِيث أنس أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ افْتقدَ ثَابت بن قيس فَقَالَ رجل يَا رَسُول الله أَنا أعلم لَك علمه فَأَتَاهُ فَوَجَدَهُ جَالِسا فِي بَيته مُنَكسًا رَأسه فَقَالَ لَهُ مَا شَأْنك فَقَالَ شَرّ كَانَ يرفع صَوته فَوق صَوت النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فقد حَبط عمله وَهُوَ من أهل النَّار فَأَتَى الرجل النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَأخْبرهُ أَنه قَالَ كَذَا وَكَذَا فَقَالَ مُوسَى(3/328)
فَرجع إِلَيْهِ الْمرة الْآخِرَة بِبِشَارَة عَظِيمَة فَقَالَ (اذْهَبْ إِلَيْهِ فَقل لَهُ لست من أهل النَّار وَلَكِنَّك من أهل الْجنَّة) انْتَهَى
وَزَاد فِيهِ أَحْمد فِي مُسْنده وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَالْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة قَالَ أنس كُنَّا نرَاهُ يمشي بَين أظهرنَا وَنحن نعلم أَنه من أهل الْجنَّة فَلَمَّا كَانَ يَوْم الْيَمَامَة جَاءَ ثَابت بن قيس وَقد تحَنط وَلبس أَكْفَانه وَقَالَ بئْسَمَا تعودُونَ أَقْرَانكُم ثمَّ تقدم فقاتل حَتَّى قتل انْتَهَى
1227 - الحَدِيث الثَّامِن
قَالَ عَلَيْهِ السَّلَام (وَإِن مِمَّا ينْبت الرّبيع لما يقتل حَبطًا أَو يلم)
قلت رَوَاهُ مُسلم فِي صَحِيحه فِي كتاب الزَّكَاة من حَدِيث عِيَاض بن عبد الله عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ قَالَ إِن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَامَ فَخَطب النَّاس فَقَالَ (لَا وَالله مَا أخْشَى عَلَيْكُم أَيهَا النَّاس إِلَّا مَا يخرج الله لكم من زهرَة الدُّنْيَا) فَقَالَ رجل يَا رَسُول الله أَيَأتِي الْخَيْر بِالشَّرِّ فَصمت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ثمَّ قَالَ (كَيفَ قلت) قَالَ قلت أَيَأتِي الْخَيْر بِالشَّرِّ قَالَ (إِن الْخَيْر لَا يَأْتِي إِلَّا بِخَير أَو خير هُوَ أَن كل مَا ينْبت الرّبيع يقتل حَبطًا أَو يلم إِلَّا آكِلَة الْخضر أكلت حَتَّى امْتَلَأت خَاصرتهَا اسْتقْبلت الشَّمْس ثَلَطَتْ أَو بَالَتْ ثمَّ اجْتَرَّتْ فَعَادَت فَأكلت فَمن يَأْخُذ مَالا بِحقِّهِ يُبَارك لَهُ فِيهِ وَمن يَأْخُذ مَالا بِغَيْر حَقه فَمثله كَمثل الَّذِي يَأْكُل وَلَا يشْبع)
1228 - الحَدِيث التَّاسِع
رُوِيَ أَن وَفد تَمِيم أَتَوا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَقت الظّهْر وَهُوَ رَاقِد فَجعلُوا يُنَادُونَهُ يَا مُحَمَّد اخْرُج إِلَيْنَا فَاسْتَيْقَظَ فَخرج وَنزلت وَلَو أَنهم صَبَرُوا حَتَّى تخرج إِلَيْهِم الْآيَة
وَسُئِلَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ (هم جُفَاة بني تَمِيم لَوْلَا أَنهم أَشد قتالا لِلْأَعْوَرِ الدَّجَّال لَدَعَوْت الله عَلَيْهِم أَن يُهْلِكهُمْ)(3/329)
قلت
الأول رَوَاهُ الواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول والثعلبي فِي تَفْسِيره من حَدِيث يعْلى بن عبد الرَّحْمَن ثَنَا عبد الحميد بن جَعْفَر عَن عمر بن الحكم عَن جَابر بن عبد الله قَالَ جَاءَت بَنو تَمِيم فَدَخَلُوا الْمَسْجِد فَنَادوا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من وَرَاء الحجرات أَن اخْرُج إِلَيْنَا يَا مُحَمَّد فَأَذَى ذَلِك رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من صِيَاحهمْ فَخرج إِلَيْهِم فَقَالُوا يَا مُحَمَّد جئْنَاك لِنُفَاخِرَك فَأذن لِشَاعِرِنَا وَخَطِيبِنَا ... الحَدِيث بِطُولِهِ قَالَ وَنزل الْقُرْآن فيهم (إِن الَّذين يُنَادُونَك من وَرَاء الحجرات) الْآيَة
وَذكره ابْن هِشَام فِي السِّيرَة فِي آخر غَزْوَة تَبُوك عَن ابْن إِسْحَاق قَالَ قدمت وُفُود الْعَرَب عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... إِلَى أَن قَالَ وَلما قدم وَفد بني تَمِيم دخلُوا الْمَسْجِد فَنَادوا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من وَرَاء الحجرات يَا مُحَمَّد اخْرُج إِلَيْنَا فَأَذَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ صِيَاحهمْ وَخرج إِلَيْهِم فَقَالُوا يَا مُحَمَّد جئْنَاك لِنُفَاخِرَك فَأذن لِشَاعِرِنَا وَخَطِيبِنَا فَأذن لَهُم فَقَامَ عُطَارِد بن حَاجِب فَخَطب وَأمر النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ثَابت بن قيس أَن يجِيبه قَالَ فَأَجَابَهُ ثَابت بِخطْبَة أفْصح مِنْهَا ثمَّ قَامَ شَاعِرهمْ الزبْرِقَان بن بدر فَذكر شعرًا فِي الْمُفَاخَرَة فَأمر النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حسان بن ثَابت أَن يجِيبه فَأَجَابَهُ ثمَّ عَاد فَذكر شعرًا فَأَجَابَهُ حَتَّى تكَرر ذَلِك مِنْهُمَا ... بِطُولِهِ وَفِي آخِره وَنزل فيهم الْقُرْآن إِن الَّذين يُنَادُونَك من وَرَاء الحجرات الْآيَة مُخْتَصر
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة فِي بَاب الْوُفُود بِسَنَدِهِ إِلَى ابْن إِسْحَاق فَذكره بِاللَّفْظِ الْمَذْكُور
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من طَرِيق مُحَمَّد بن إِسْحَاق ثني مُحَمَّد بن السَّائِب الْكَلْبِيّ عَن أبي صَالح عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قدم وَفد بني تَمِيم وهم سَبْعُونَ رجلا أَو ثَمَانُون رجلا مِنْهُم الزبْرِقَان بن بدر وَعُطَارِد بن حَاجِب وَقيس ابْن عَاصِم وَقيس بن الْحَارِث وَعَمْرو بن الْأَهْتَم الْمَدِينَة فَانْطَلق مَعَهم عُيَيْنَة ابْن حصن الْفَزارِيّ حَتَّى أَتَوا منزل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَنَادَوْهُ من وَرَاء الحجرات(3/330)
بِصَوْت جَاف يَا مُحَمَّد اخْرُج إِلَيْنَا يَا مُحَمَّد اخْرُج إِلَيْنَا يَا مُحَمَّد اخْرُج إِلَيْنَا فَخرج إِلَيْهِم فَقَالُوا يَا مُحَمَّد إِن مَدْحنَا زين وَإِن شَتمنَا شين نَحن أكْرم الْعَرَب فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (كَذبْتُمْ بل مِدْحَة الله الزين وَشَتمه الشين وَأكْرم مِنْكُم يُوسُف بن يَعْقُوب بن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم) فَقَالُوا إِنَّا أَتَيْنَاك لِنُفَاخِرَك ... فَذكره بِطُولِهِ وَفِي آخِره فَقَالَ التَّمِيمِيُّونَ فَقَالُوا وَالله إِن خَطِيبه لأخطب من خَطِيبنَا وشاعره أشعر من شَاعِرنَا قَالَ وَفِيهِمْ أنزل الله إِن الَّذين يُنَادُونَك من وَرَاء الحجرات الْآيَة انْتَهَى
وَرَوَاهُ ابْن سعد فِي الطَّبَقَات فِي بَاب الْوُفُود أخبرنَا مُحَمَّد بن عمر الْوَاقِدِيّ ثَنَا مُحَمَّد بن عبد الله بن مُسلم عَن الزُّهْرِيّ ... فَذكره بِلَفْظ ابْن مرْدَوَيْه
وَأَعَادَهُ فِي تَرْجَمَة ثَابت بن قيس وَقَالَ فِيهِ أَتَوا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَقد أذن بِلَال لِلظهْرِ ... فَذكره وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْوَاقِدِيّ فِي كتاب الْمَغَازِي بالسند الْمَذْكُور
وَأما الثَّانِي فَرَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ أَنا أَبُو الْقَاسِم الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن فَنْجَوَيْهِ ثَنَا عبد الله ابْن يُوسُف ثَنَا أَحْمد بن عِيسَى بن السكين الْبَلَدِي ثَنَا هَاشم بن الْقَاسِم الْحَرَّانِي ثَنَا يعْلى بن الْأَشْدَق ثَنَا سعيد بن عبد الله أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ سُئِلَ عَن قَول الله تَعَالَى إِن الَّذين يُنَادُونَك من وَرَاء الحجرات أَكْثَرهم لَا يعْقلُونَ من هم قَالَ (هم جُفَاة بني تَمِيم) إِلَى آخِره
وَلمُسلم فِي الْفَضَائِل عَن أبي زرْعَة قَالَ قَالَ أَبُو هُرَيْرَة لَا أَزَال أحب بني تَمِيم من ثَلَاث سَمِعتهنَّ من رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ سمعته يَقُول (هم أَشد أمتين عَلَى الدَّجَّال)
1229 - الحَدِيث الْعَاشِر
رُوِيَ أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بعث الْوَلِيد بن عقبَة أَخا عُثْمَان لأمه وَهُوَ الَّذِي ولاه عُثْمَان الْكُوفَة بعد سعد بن أبي وَقاص فَصَلى بِالنَّاسِ(3/331)
صَلَاة الْفجْر أَرْبعا وَهُوَ سَكرَان فَقَالَ هَل أَزِيدكُم فَعَزله عُثْمَان عَنْهُم وَبَعثه رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مُصدقا إِلَى بني الْمُصْطَفَى وَكَانَت بَينهم وَبَينه إحْنَة فَلَمَّا شَارف دِيَارهمْ ركبُوا مُسْتَقْبلين لَهُ فحسبهم مُقَاتِلِيهِ فَرجع وَقَالَ لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قد ارْتَدُّوا وَمنعُوا الزَّكَاة فَوَرَدُوا وَقَالُوا نَعُوذ بِاللَّه من غَضَبه وَغَضب رَسُوله فَاتَّهمهُمْ فَقَالَ (لتَنْتَهُنَّ أَو لَأَبْعَثَن إِلَيْكُم رجلا هُوَ عِنْدِي كنفسي يُقَاتل مُقَاتِلَتكُمْ وَيَسْبِي ذَرَارِيكُمْ) ثمَّ ضرب بِيَدِهِ عَلَى كتف عَلّي رَضِيَ اللَّهُ عَنْه
وَقيل بعث إِلَيْهِم خَالِد بن الْوَلِيد فَوَجَدَهُمْ منادين بِالصَّلَاةِ مُتَهَجِّدِينَ فَسَلمُوا إِلَيْهِ الصَّدقَات فَرجع
قلت رَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه من حَدِيث مُوسَى بن عُبَيْدَة الربذي عَن ثَابت مولَى أم سَلمَة عَن أم سَلمَة أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بعث الْوَلِيد بن عقبَة إِلَى بني المصطلق بعد الْوَقْعَة يَأْخُذ صدقَات أَمْوَالهم فَلَمَّا سمعُوا خرج إِلَيْهِ ركب مِنْهُم يَسْتَقْبِلُونَهُ فَظن أَنهم سَارُوا إِلَيْهِ لِيُقَاتِلُوا فَرجع إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَقَالَ يَا رَسُول الله إِن بني المصطلق مَنَعُونِي صَدَقَاتهمْ وَلما سمعُوا بمرجعه أَقبلُوا حَتَّى قدمُوا الْمَدِينَة وصلوا وَرَاءه فِي الصُّفُوف فَلَمَّا فرغوا قَالُوا إِنَّا نَعُوذ بِاللَّه من غَضَبه وَغَضب رَسُوله يَا رَسُول الله ذكر لنا أَنَّك أرْسلت لنا رجلا يصدق أَمْوَالنَا فَسُرِرْنَا بذلك وقرت أَعيننَا ثمَّ سمعنَا أَنه رَجَعَ فَخَشِينَا أَن يكون ذكره غَضبا من الله أَو من رَسُوله قَالَت فَمَا زَالُوا يعذرُونَ إِلَيْهِ حَتَّى نزلت فيهم الْآيَة يأيها الَّذين آمنُوا إِن جَاءَكُم فَاسق بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا انْتَهَى للطبراني(3/332)
وَزَاد ابْن رَاهَوَيْه قَالَ فَمَا زَالُوا يَعْتَذِرُونَ إِلَيْهِ حَتَّى جَاءَهُ الْمُؤَذّن لصَلَاة الْعَصْر فَصَلى الْمَكْتُوبَة ثمَّ دخل بَيْتِي فَصلي بعْدهَا رَكْعَتَيْنِ لم يصلهمَا قبل وَلَا بعد قَالَ فَبعثت إِلَيْهَا عَائِشَة مَا هَذِه الصَّلَاة الَّتِي صلاهَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي بَيْتك فَقَالَت هَذِه سَجْدَتَانِ كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يُصَلِّيهمَا قبل الْعَصْر فَشَغلهُ بَنو المصطلق فَأنْزل الله يأيها الَّذين آمنُوا إِن جَاءَكُم فَاسق بِنَبَأٍ انْتَهَى
وَرَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه ثَنَا مُحَمَّد بن سَابق ثَنَا عِيسَى ابْن دِينَار ثني أبي أَنه سمع الْحَارِث بن ضرار الْخُزَاعِيّ يَقُول قدمت عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فدعاني إِلَى الْإِسْلَام فَدخلت فِيهِ وَدَعَانِي إِلَى الزَّكَاة فَقلت يَا رَسُول الله أرجع إِلَى قومِي فَأَدْعُوهُمْ إِلَى الْإِسْلَام وَأَدَاء الزَّكَاة وَترسل إِلَيّ رَسُولا لأَبَان كَذَا ليأتك مَا جمعت من الزَّكَاة فَلَمَّا بلغ الأبان الَّذِي بَينه وَبَين رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لم يَأْته الرَّسُول ظن أَنه حدث فِيهِ سخط من الله أَو من رَسُوله فَدَعَا بِسَرَوَاتِ قومه وَأخْبرهمْ بذلك وَقَالَ لَهُم انْطَلقُوا بِنَا إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَلَمَّا كَانُوا بِبَعْض الطَّرِيق وَبعث رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الْوَلِيد بن عقبَة ليقْبض مَا عِنْده فَلَمَّا رَآهُمْ فرق وَرجع فَأَتَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ يَا رَسُول الله إِن الْحَارِث قَالَ إِلَى من بَعثهمْ قَالُوا إِلَيْك فَلَمَّا دخل عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ أَنْت منعت الزَّكَاة وَأَرَدْت قتل رَسُولي قَالَ لَا وَالَّذِي بَعثك بِالْحَقِّ مَا رَأَيْته وَلَا رَآنِي وَلَكِن لما احْتبسَ رَسُولك خشيت أَن يكون سخطَة من الله وَرَسُوله فَنزلت يأيها الَّذين آمنُوا إِن جَاءَكُم فَاسق بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا الْآيَة انْتَهَى
وَبِهَذَا السَّنَد والمتن رَوَاهُ الواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول
وَذكره الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره بِلَفْظ المُصَنّف سَوَاء من غير سَنَد
وقصة الْوَلِيد بن عقبَة فِي الصَّلَاة رَوَاهَا مُسلم فِي صَحِيحه فِي كتاب الْحُدُود عَن حُصَيْن بن الْمُنْذر قَالَ شهِدت عُثْمَان بن عَفَّان أُتِي الْوَلِيد بن عقبَة وَقد صَلَّى(3/333)
الْغَدَاة بِالْكُوفَةِ رَكْعَتَيْنِ ثمَّ قَالَ أَزِيدكُم فَشهد عَلَيْهِ رجلَانِ قَالَ أَحدهمَا رَأَيْته يشْربهَا وَقَالَ الآخر رَأَيْته يتقياها فَقَالَ عُثْمَان إِنَّه لم يتقياها حَتَّى شربهَا فَقَالَ لعَلي أقِم عَلَيْهِ الْحَد وَقَالَ لِابْنِ أَخِيه عبد الله بن جَعْفَر أقِم عَلَيْهِ الْحَد فَأخذ السَّوْط فجلده وَعلي يعد حَتَّى إِذا بلغ أَرْبَعِينَ جلدَة قَالَ لَهُ أمسك جلد النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَرْبَعِينَ وَجلد أَبُو بكر أَرْبَعِينَ وَجلد عُثْمَان ثَمَانِينَ وكل سنة انْتَهَى هَكَذَا فِي مُسلم وَقد صلي الْغَدَاة رَكْعَتَيْنِ
وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة وَالنَّسَائِيّ فِي سنَنه الْكُبْرَى وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده وَقَالُوا فِيهِ وَقد صَلَّى الْغَدَاة أَرْبعا فَلْينْظر
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره وَالْحَدِيثَانِ الْمَذْكُورَان عَن الطَّبَرَانِيّ سَنَده وَمَتنه فيهمَا
وَرُوِيَ أَيْضا من حَدِيث عبد الله بن عبد القدوس عَن الْأَعْمَش عَن مُوسَى ابْن الْمسيب عَن سَالم بن أبي الْجَعْد عَن جَابر بن عبد الله قَالَ بعث رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الْوَلِيد بن عقبَة إِلَى بني وَلِيعَةَ وَكَانَت بَينهم شَحْنَاء فِي الْجَاهِلِيَّة فَلَمَّا اسْتَقْبلُوهُ خشِي وَرجع إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَقَالَ لَهُ إِن بني وَلِيعَةَ مَنَعُونِي الصَّدَقَة وَأَرَادُوا قَتْلِي فَلَمَّا بَلغهُمْ أَتَوا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَكَذبُوهُ وَقَالُوا إِن بَيْننَا وَبَينه شَحْنَاء فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام (لتَنْتَهُنَّ أَو لَأَبْعَثَن إِلَيْكُم رجلا يُقَاتل مُقَاتِلَتكُمْ وَيَسْبِي ذَرَارِيكُمْ هُوَ هَذَا) وَضرب بِيَدِهِ عَلَى كتف عَلّي وَفِيهِمْ نزلت يأيها الَّذين آمنُوا إِن جَاءَكُم فَاسق بِنَبَأٍ ... الْآيَة
1230 - الحَدِيث الْحَادِي عشر
عَن ابْن عَبَّاس قَالَ وقف رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَلَى مجْلِس بعض الْأَنْصَار وَهُوَ عَلَى حمَار فَبَال الْحمار فَأمْسك عبد الله بن أبي بِأَنْفِهِ وَقَالَ خل سَبِيل حِمَارك فقد آذَانا نَتنه فَقَالَ عبد الله بن رَوَاحَة وَالله إِن بَوْل حِمَاره لَأَطْيَب من مسكك(3/334)
وَرُوِيَ أَن حِمَاره لأَفْضَل مِنْك وَبَوْل حِمَاره أطيب من مسكك وَمَضَى عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَامُ وَطَالَ الْخَوْض بَينهمَا حَتَّى اسْتَبَّا وتجالدا وَجَاء الْأَوْس والخزرج فتجالدوا بِالْعِصِيِّ وَقيل بِالْأَيْدِي وَالنعال وَالسَّعَف فَرجع إِلَيْهِم رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَأصْلح بَينهمَا وَنزلت وَإِن طَائِفَتَانِ من الْمُؤمنِينَ اقْتَتَلُوا الْآيَة
قلت غَرِيب من حَدِيث ابْن عَبَّاس
وَرَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم من حَدِيث أنس بتغيير يسير من حَدِيث مُعْتَمر بن سُلَيْمَان عَن أَبِيه عَن أنس قَالَ قيل للنَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لَو أتيت عبد الله بن أبي فَانْطَلق إِلَيْهِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَركب حمارا وَانْطَلق الْمُسلمُونَ يَمْشُونَ مَعَه وَهِي أَرض سبخَة فَلَمَّا أَتَاهُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بَال الْحمار فَقَالَ عبد الله بن أبي إِلَيْك عني فوَاللَّه لقد آذَانِي نَتن حِمَارك فَقَالَ رجل من الْأَنْصَار مِنْهُم وَالله لحِمَار رَسُول الله أطيب ريحًا مِنْك فَاسْتَبَّا فَغَضب لكل وَاحِد مِنْهُمَا أَصْحَابه وَكَانَ بَينهمَا ضرب بِالْجَرِيدِ وَالْأَيْدِي وَالنعال فَبَلغنَا أَنَّهَا نزلت وَإِن طَائِفَتَانِ من الْمُؤمنِينَ اقْتَتَلُوا الْآيَة انْتَهَى
رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي الشَّهَادَات وَمُسلم فِي الْمَغَازِي فِي غَزْوَة أحد
وَلم يروه ابْن مرْدَوَيْه إِلَّا بِلَفْظ الصَّحِيحَيْنِ وسنديهما وَكَذَلِكَ الواحدي فِي الْوَسِيط
1231 - الحَدِيث الثَّانِي عشر
رُوِيَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ (يَا بن أم عبد هَل تَدْرِي كَيفَ حكم الله فِيمَن بغى من هَذِه الْأمة) قَالَ الله وَرَسُوله أعلم قَالَ (لَا يُجهز عَلَى جَرِيحهَا لَا يقتل أَسِيرهَا لَا يطْلب هَارِبهَا وَلَا يقسم فَيْئهَا)(3/335)
قلت رَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك فِي كتاب قتال أهل الْبَغي من حَدِيث كوثر ابْن حَكِيم عَن نَافِع عَن ابْن عمر أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (يَا بن أم عبد هَل تَدْرِي) إِلَى آخِره سَوَاء وَسكت عَنهُ وَتعقبه الذَّهَبِيّ فِي مُخْتَصره وَقَالَ كوثر بن حَكِيم مَتْرُوك انْتَهَى
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده والْحَارث بن أبي أُسَامَة فِي مُسْنده والثعلبي فِي تَفْسِيره والواحدي فِي الْوَسِيط قَالَ الْبَزَّار لَا نعلم رَوَاهُ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِلَّا ابْن عمر وَلَا طَرِيق لَهُ غير هَذَا الطَّرِيق انْتَهَى
وَرَوَاهُ ابْن عدي فِي الْكَامِل وَضعف كوثر بن حَكِيم عَن البُخَارِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن معِين وَقَالُوا إِنَّه مُنكر الحَدِيث وَلَا تحل الرِّوَايَة عَنهُ وَوَافَقَهُمْ عَلَيْهِ
وَعَن الْحَاكِم رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ
قَالَ فِي التَّنْقِيح هَذَا حَدِيث غير ثَابت تفرد بِهِ كوثر بن حَكِيم وَأَحَادِيثه بَوَاطِيلُ قَالَ الإِمَام أَحْمد وَقَالَ ابْن حبَان فِي كتاب الضُّعَفَاء يروي الْمَنَاكِير عَن الْمَشَاهِير قَالَ ابْن معِين لَيْسَ بِشَيْء
1232 - الحَدِيث الثَّالِث عشر
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (الْمُسلم أَخُو الْمُسلم لَا يَظْلمه وَلَا يَخْذُلهُ وَلَا يعِيبهُ وَلَا يَتَطَاوَل عَلَيْهِ فِي الْبُنيان فَيسْتر عَلَيْهِ الرّيح إِلَّا بِإِذْنِهِ وَلَا يُؤْذِيه بِقُتَارِ قدره) ثمَّ قَالَ (احْفَظُوا وَلَا يحفظه مِنْكُم إِلَّا قَلِيل)
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ أَنا أَبُو الْقَاسِم الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن فَنْجَوَيْهِ ثَنَا عمر بن الْخطاب ثَنَا مُحَمَّد بن إِسْحَاق المسوحي ثَنَا عَمْرو بن عَاصِم ثَنَا إِسْمَاعِيل بن رَافع ثَنَا سعيد بن أبي سعيد عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (الْمُسلم أَخُو الْمُسلم) إِلَى آخِره سَوَاء وَزَاد فِيهِ (وَلَا يُؤْذِيه بِقُتَارِ إِلَّا أَن يغْرف لَهُ مِنْهَا وَلَا يَشْتَرِي لِبَنِيهِ الْفَاكِهَة فَيخْرجُونَ مِنْهَا إِلَى صبيان جَاره ثمَّ لَا يُطْعِمُونَهُمْ(3/336)
مِنْهَا) ثمَّ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (احْفَظُوا) إِلَى آخِره وَفِي الصَّحِيحَيْنِ من حَدِيث أبي هُرَيْرَة مَرْفُوعا (الْمُسلم أَخُو الْمُسلم لَا يَظْلمه وَلَا يَخْذُلهُ)
1233 - الحَدِيث الرَّابِع عشر
قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (النِّسَاء لحم عَلَى وَضم)
قلت غَرِيب مَرْفُوعا
وَرَوَاهُ ابْن الْمُبَارك مَوْقُوفا عَلَى عمر بن الْخطاب من حَدِيث مُحَمَّد بن عَمْرو ابْن عَلْقَمَة عَن يَحْيَى بن عبد الرَّحْمَن بن حَاطِب عَن أَبِيه عَن عمر بن الْخطاب قَالَ إِنَّمَا النِّسَاء لحم عَلَى وَضم إِلَّا مَا ذب عَنهُ فَخُذُوا عَلَى أَيدي نِسَائِكُم حَتَّى يبصر الشَّاب مَوضِع قَدَمَيْهِ انْتَهَى
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَبُو عبيد الْقَاسِم بن سَلام فِي كِتَابه غَرِيب الحَدِيث بالسند والمتن وَقَالَ الْوَضم مَا يوضع عَلَيْهِ اللَّحْم من خَشَبَة أَو بَارِية أَو غير ذَلِك كَأَنَّهُ يَقُول النِّسَاء فِي الضعْف كَاللَّحْمِ الْمَوْضُوع عَلَى الْوَضم الَّذِي لَا يمْتَنع من أحد إِلَّا أَن يذب عَنهُ
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَبُو بكر الْفرْيَابِيّ فِي سنَنه
1234 - قَوْله
عَن ابْن مَسْعُود الْبلَاء مُوكل بالْمَنْطق لَو سخرت من كلب لَخَشِيت أَن أَحول كَلْبا
وَعَن عَمْرو بن شُرَحْبِيل لَو رَأَيْت رجلا يرضع عَنْزًا فَضَحكت(3/337)
مِنْهُ لَخَشِيت أَن أصنع مثل الَّذِي صنع
قلت رَوَاهُمَا ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي كتاب الْأَدَب ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَة عَن الْأَعْمَش عَن إِبْرَاهِيم قَالَ قَالَ عبد الله بن مَسْعُود الْبلَاء مُوكل بالْمَنْطق لَو سخرت من كلب لَخَشِيت أَن أكون كَلْبا انْتَهَى
وَالثَّانِي أخرجه عَن أبي مُوسَى فَقَالَ ثَنَا عبد الصَّمد بن عبد الْوَارِث عَن عبد الله بن بكر عَن أَبِيه قَالَ قَالَ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيّ لَو رَأَيْت رجلا يرضع شَاة فِي الطَّرِيق فسخرت مِنْهُ خفت أَلا أَمُوت حَتَّى أَرْضعهَا انْتَهَى
1235 - الحَدِيث الْخَامِس عشر
قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (اذْكروا الْفَاجِر بِمَا فِيهِ)
قلت رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب التَّاسِع وَالسِّتِّينَ وَأَبُو يعْلى الْموصِلِي فِي مُسْنده وَالتِّرْمِذِيّ الْحَكِيم فِي نَوَادِر الْأُصُول فِي الأَصْل الثَّامِن وَالسِّتِّينَ بعد الْمِائَة كلهم من حَدِيث الْجَارُود بن يزِيد عَن بهز بن حَكِيم عَن أَبِيه عَن جده قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (أَتَرْعَوْنَ عَن ذكر الْفَاجِر اُذْكُرُوهُ بِمَا فِيهِ كي يحذرهُ النَّاس) انْتَهَى
قَالَ الْبَيْهَقِيّ وَهَذَا يعد فِي أَفْرَاد الْجَارُود وَقد رُوِيَ عَن غَيره وَلَيْسَ بِشَيْء ثمَّ رُوِيَ عَن الْحَاكِم بِسَنَدِهِ إِلَى الْعَلَاء بن بشر ثَنَا سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن بهز بن حَكِيم عَن أَبِيه عَن جده أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (لَيْسَ لِلْفَاسِقِ غيبَة) انْتَهَى ثمَّ قَالَ قَالَ أَبُو عبد الله الْحَاكِم هَذَا غير صَحِيح وَلَا مُعْتَمد قَالَ الْبَيْهَقِيّ وَهَذَا إِن صَحَّ فَإِنَّمَا أَرَادَ بِهِ فَاجِرًا مُعْلنا بِفُجُورِهِ أَو هُوَ مِمَّن يشْهد فِي أُمُور النَّاس وَيتَعَلَّق بِهِ شَيْء من الديانَات فَيحْتَاج إِلَى بَيَان حَاله لِئَلَّا يعْتَمد عَلَيْهِ انْتَهَى كَلَامه
وَرَوَاهُ الْعقيلِيّ فِي ضعفَاهُ عَن الْجَارُود بن يزِيد بِهِ وَقَالَ لَيْسَ لَهُ أصل(3/338)
وَلَا يُتَابع الْجَارُود عَلَيْهِ انْتَهَى
وَرَوَاهُ ابْن عدي فِي الْكَامِل وَابْن حبَان فِي الضُّعَفَاء وَقَالَ الْجَارُود بن يزِيد أَبُو عَلّي النَّيْسَابُورِي يروي عَن الثِّقَات مَا لَا أصل لَهُ كَذَلِك وَأسْندَ إِلَى أَحْمد بن حَنْبَل أَنه قَالَ هَذَا حَدِيث مُنكر وَأطَال ابْن عدي فِي تَضْعِيفه وَأخرجه أَيْضا عَن سُلَيْمَان بن عِيسَى بن نجيح السجْزِي عَن سُفْيَان الثَّوْريّ عَن بهز بن حَكِيم عَن أَبِيه عَن جده مَرْفُوعا (أَتَرْعَوْنَ عَن ذكر الْفَاجِر) إِلَى آخِره قَالَ وَسليمَان هَذَا مِمَّن يضع الحَدِيث وَهَذَا عَن الثَّوْريّ بَاطِل وَإِنَّمَا يرويهِ الْجَارُود بن يزِيد عَن بهز بِهِ وَأخرجه أَيْضا عَن عَمْرو بن الْأَزْهَر الْعَتكِي الوَاسِطِيّ عَن بهز ابْن حَكِيم وَضعف عَمْرو بن الْأَزْهَر عَن البُخَارِيّ وَالنَّسَائِيّ قَالَ وكل من رَوَى هَذَا الحَدِيث فَهُوَ ضَعِيف انْتَهَى
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ فِي علله الحَدِيث من وضع الْجَارُود سَرقه من الْجَارُود جمَاعَة مِنْهُم عَمْرو بن الْأَزْهَر حدث بِهِ عَن بهز وَعَمْرو كَذَّاب وَمِنْهُم سُلَيْمَان بن عِيسَى وَكَانَ دجالًا فَرَوَاهُ عَن الثَّوْريّ عَن بهز وَمِنْهُم الْعَلَاء ابْن بشر رَوَاهُ عَن سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن بهز وَابْن عُيَيْنَة لم يسمع من بهز وَغير لَفظه فَقَالَ لَيْسَ لفَاسِق غيبَة انْتَهَى
وَقَالَ ابْن طَاهِر حَدِيث أَتَرْعَوْنَ عَن ذكر الْفَاجِر رَوَاهُ الْجَارُود بن يزِيد عَن بهز بن حَكِيم عَن أَبِيه عَن جده قَالَ الْحَاكِم هَذَا غير صَحِيح وَلَا مُعْتَمد وَكَأن الْجَارُود أَدخل حَدِيثا فِي حَدِيث فَإِنَّهُ رَوَى عَن بهز أَحَادِيث مُسْتَقِيمَة وَقد رَوَى عَن معمر بن رَاشد عَن بهز وَلَيْسَ بِثَابِت قَالَ الطَّبَرَانِيّ لم يروه عَن معمر إِلَّا عبد الْوَهَّاب بن همام أَخُو عبد الرَّزَّاق قَالَ ابْن معِين عبد الْوَهَّاب معضل وَرَوَى عَن عمر بن الْخطاب وَطَرِيقه غير مَعْرُوف رَوَاهُ يُوسُف ابْن أبان ثَنَا الْأَبْرَد بن حَاتِم أَخْبرنِي منهال السراج عَن عمر بن الْخطاب(3/339)
وَحَدِيث لَيْسَ لِلْفَاسِقِ غيبَة رَوَاهُ الْعَلَاء بن بشر عَن سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن بهز بِهِ وَهُوَ حَدِيث مُنكر لم يروه عَن ابْن عُيَيْنَة أحد من أَصْحَابه إِلَّا الْعَلَاء ابْن بشر انْتَهَى
وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط ثَنَا عبد الله بن مُحَمَّد بن أبي السّري الْعَسْقَلَانِي ثني أبي ثَنَا عبد الْوَهَّاب بن همام أَخُو عبد الرَّزَّاق أَنا معمر عَن بهز بن حَكِيم بِهِ وَقَالَ لم يروه عَن معمر إِلَّا عبد الْوَهَّاب انْتَهَى
1236 - الحَدِيث السَّادِس عشر
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (إِن من حق الْمُؤمن عَلَى أَخِيه أَن يُسَمِّيه بِأحب الْأَسْمَاء إِلَيْهِ)
قلت غَرِيب بِهَذَا اللَّفْظ
وَرَوَى الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَأَبُو يعْلى الْموصِلِي فِي مُسْنده من حَدِيث ذَيَّال ابْن عبيد بن حَنْظَلَة حَدثنِي جدي حَنْظَلَة بن حذيم الْمَالِكِي رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يُعجبهُ أَن يُدعَى الرجل بِأحب أَسْمَائِهِ إِلَيْهِ انْتَهَى
وَرَوَى الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب الْحَادِي وَالسِّتِّينَ عَن الْحَاكِم بِسَنَدِهِ إِلَى مُوسَى بن عبد الْملك بن عُمَيْر عَن شيبَة بن عُثْمَان الحَجبي عَن عُثْمَان بن طَلْحَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (ثَلَاث تَصِفِينَ لَك ود أَخِيك تسلم عَلَيْهِ إِذا لَقيته وَتوسع لَهُ فِي الْمجْلس وَتَدْعُوهُ بِأحب أَسْمَائِهِ إِلَيْهِ) انْتَهَى
قَالَ ابْن أبي حَاتِم فِي علله سَأَلت أبي عَن حَدِيث رَوَاهُ مُوسَى بن عبد الْملك ابْن عُمَيْر عَن أَبِيه بِهِ سندا ومتنا فَقَالَ حَدِيث مُنكر ومُوسَى هَذَا ضَعِيف انْتَهَى
وَرَوَى ابْن عدي فِي الْكَامِل عَن الحكم بن عبد الله بن سعد الْأَيْلِي ثني(3/340)
الزُّهْرِيّ عَن سعيد بن الْمسيب عَن عَائِشَة أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (مَكْرُوه أَن يَدْعُو أحدكُم أَخَاهُ يَا هَناه وَيَا هَذَا وَلَكِن ليَدع أحدكُم أَخَاهُ بِأحب أَسْمَائِهِ إِلَيْهِ) انْتَهَى وَضعف الحكم هَذَا عَن جمَاعَة من غير تَوْثِيق انْتَهَى
1237 - الحَدِيث السَّابِع عشر
عَن ابْن عَبَّاس أَن صَفِيَّة بنت حييّ أَتَت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَقَالَت إِن النِّسَاء يُعَيِّرْنَنِي وَيَقُلْنَ يَا يَهُودِيَّة بنت يهوديين فَقَالَ لَهَا عَلَيْهِ السَّلَام (هلا قلت إِن أبي هَارُون وَإِن عمي مُوسَى وَإِن زَوجي مُحَمَّد)
قلت وَرَوَى التِّرْمِذِيّ فِي جَامعه فِي كتاب المناقب من طَرِيق عبد الرازق أَنا معمر عَن ثَابت عَن أنس قَالَ بلغ صَفِيَّة أَن حَفْصَة قَالَت بنت يَهُودِيّ فَبَكَتْ فَدخل عَلَيْهَا النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَهِي تبْكي فَقَالَ (مَا يبكيك) قَالَت قَالَت لي حَفْصَة إِنِّي ابْنة يَهُودِيّ فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (إِنَّك لابنَة نَبِي وَإِن عمك لنَبِيّ وَإنَّك لتَحْت نَبِي فَفِيمَ تَفْخَر عَلَيْك) ثمَّ قَالَ (اتقِي الله يَا حَفْصَة) انْتَهَى وَقَالَ حَدِيث حسن صَحِيح غَرِيب
وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الْخَامِس من الْقسم الْخَامِس وَأحمد فِي مُسْنده وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَأَبُو نعيم فِي الْحِلْية
وَرَوَى التِّرْمِذِيّ من حَدِيث هَاشم بن سعيد الْكُوفِي ثَنَا كنَانَة حَدَّثتنَا صَفِيَّة بنت حييّ قَالَت دخل عَلّي النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَقد بَلغنِي عَن عَائِشَة وَحَفْصَة كَلَام فَذكرت ذَلِك لَهُ فَقَالَ (أَلا قلت وَكَيف تَكُونَانِ خيرا مني وَزَوْجي مُحَمَّد وَأبي هَارُون وَعمي مُوسَى) وَكَانَ الَّذِي بلغَهَا أَنهم قَالُوا نَحن أكْرم عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مِنْهَا نَحن أَزوَاج النَّبِي وَبَنَات عَمه انْتَهَى وَقَالَ حَدِيث غَرِيب لَا نعرفه إِلَّا من حَدِيث هَاشم الْكُوفِي وَلَيْسَ إِسْنَاده بذلك الْقوي انْتَهَى
وَذكره الثَّعْلَبِيّ عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس بِلَفْظ المُصَنّف سَوَاء من غير سَنَد(3/341)
1238 - الحَدِيث الثَّامِن عشر
رَوَى فِي قَوْله تَعَالَى لَا يسخر قوم من قوم قَالَ نزلت فِي ثَابت بن قيس بن شماس وَكَانَ بِهِ وقر فَكَانُوا يُوسعُونَ لَهُ فِي مجْلِس رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَأَتَى قوما يَقُول تَفَسَّحُوا حَتَّى انْتَهَى إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ لرجل تَنَح فَلم يَتَنَحَّ فَقَالَ من هَذَا فَقَالَ الرجل أَنا فلَان فَقَالَ بل أَنْت ابْن فُلَانَة لأم كَانَ يعير بهَا فِي الْجَاهِلِيَّة فَخَجِلَ الرجل فَنزلت فَقَالَ ثَابت لَا أَفْخَر بعْدهَا عَلَى أحد فِي الْحسب
قلت غَرِيب وَذكره الثَّعْلَبِيّ ثمَّ الْبَغَوِيّ والواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول عَن ابْن عَبَّاس هَكَذَا من غير سَنَد
1239 - الحَدِيث التَّاسِع عشر
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (إِن الله حرم من الْمُسلم دَمه وَعرضه وَأَن نظن بِهِ ظن السوء)
قلت فِي الصَّحِيحَيْنِ عَن أبي هُرَيْرَة مَرْفُوعا (إيَّاكُمْ وَالظَّن فَإِن الظَّن الْكَذِب) الحَدِيث زَاد مُسلم (كل الْمُسلم عَلَى الْمُسلم حرَام دَمه وَمَاله وَعرضه إِن الله لَا ينظر إِلَى صوركُمْ وَأَمْوَالكُمْ وَلكنه ينظر إِلَى قُلُوبكُمْ وَأَعْمَالكُمْ) مُخْتَصر
وَرَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي كتاب الدِّيات حَدثنَا عَبدة بن سُلَيْمَان عَن مجَالد عَن الشّعبِيّ عَن ابْن عَبَّاس أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ نظر إِلَى الْكَعْبَة فَقَالَ (مَا أعظمك وَأعظم حرمتك للْمُسلمِ أعظم حُرْمَة مِنْك حرم الله دَمه وَمَاله وَعرضه وَأَن يظنّ بِهِ ظن السوء) انْتَهَى
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب الثَّالِث وَالْأَرْبَعِينَ من حَدِيث حَفْص بن عبد الرَّحْمَن عَن شبْل بن عباد عَن ابْن أبي نجيح عَن مُجَاهِد عَن ابْن(3/342)
عَبَّاس مَرْفُوعا نَحوه سَوَاء
وَرَوَى ابْن مَاجَه فِي سنَنه فِي الْفِتَن من حَدِيث عبد الله بن أبي قيس الْبَصْرِيّ ثَنَا عبد الله بن عمر قَالَ رَأَيْت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يطوف بِالْكَعْبَةِ وَهُوَ يَقُول (مَا أطيبك وَأطيب رِيحك مَا أعظمك وَأعظم حرمتك وَالَّذِي نَفْس مُحَمَّد بِيَدِهِ لحُرْمَة الْمُؤمن أعظم عِنْد الله حُرْمَة مِنْك مَاله وَدَمه وَأَن يظنّ بِهِ إِلَّا خير) انْتَهَى
1240 - الحَدِيث الْعشْرُونَ
رُوِيَ (من ألْقَى جِلْبَاب الْحيَاء فَلَا غيبَة لَهُ)
قلت رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب التَّاسِع وَالسِّتِّينَ من طَرِيق عُثْمَان ابْن سعيد الدَّارمِيّ أَنا الرّبيع بن نَافِع أَنا رواد بن الْجراح حَدثهمْ عَن أبي سعد السَّاعِدِيّ عَن أنس أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (من ألْقَى جِلْبَاب الْحيَاء فَلَا غيبَة لَهُ) انْتَهَى ثمَّ قَالَ فِي إِسْنَاده ضعف وَإِن صَحَّ فَيحمل عَلَى الْفَاسِق الْمُعْلن بِفِسْقِهِ انْتَهَى
وَرَوَاهُ القَاضِي أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن سَلامَة الْقُضَاعِي فِي مُسْند الشهَاب عَن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد الصفار ثَنَا الْعَبَّاس بن عبد الله الترفقي ثَنَا رواد بن الْجراح عَن أبي سعد بِهِ
وَرَوَاهُ ابْن عدي فِي الْكَامِل من حَدِيث الرّبيع بن بدر عَن أبان بن أبي عَيَّاش عَن أنس بن مَالك قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من خلع جِلْبَاب الْحيَاء فَلَا غيبَة لَهُ) انْتَهَى أعله بِأَبَان بن أبي عَيَّاش وَقَالَ هُوَ مولَى لأنس وَهُوَ مَتْرُوك الحَدِيث وَضَعفه عَن جمَاعَة من غير تَوْثِيق
وَمن طَرِيق ابْن عدي رَوَاهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الْعِلَل المتناهية وَقَالَ فِيهِ مَتْرُوكَانِ(3/343)
الرّبيع بن بدر وَأَبَان بن أبي عَيَّاش انْتَهَى
وَذكره ابْن طَاهِر فِي كَلَامه عَن أَحَادِيث الشهَاب من الطَّرِيقَيْنِ الْمَذْكُورين وَقَالَ هما ضعيفان فَفِي الأول أبان بن أبي عَيَّاش وَهُوَ مَتْرُوك وَفِي الثَّانِي رواد بن الْجراح وَهُوَ شَامي ضَعِيف وَأَبُو سعد مثله انْتَهَى
وَقَالَ ابْن حبَان فِي كتاب الضُّعَفَاء أَبُو سعد السَّاعِدِيّ شيخ يروي عَن أنس ابْن مَالك الْمَنَاكِير الَّتِي لَا يُشَارِكهُ فِيهَا أحد لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ بِحَال انْتَهَى
1241 - الحَدِيث الْحَادِي وَالْعشْرُونَ
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه خطب فَرفع صَوته حَتَّى أسمع الْعَوَاتِق فِي خُدُورهنَّ فَقَالَ (يَا معشر من آمن بِلِسَانِهِ وَلم يخلص الْإِيمَان إِلَى قلبه لَا تتبعوا عورات الْمُسلمين فَإِن من تتبع عورات الْمُسلمين تتبع الله عَوْرَته حَتَّى يَفْضَحهُ وَلَو فِي جَوف بَيته)
قلت رُوِيَ من حَدِيث ابْن عمر وَمن حَدِيث أبي بَرزَة وَمن حَدِيث الْبَراء ابْن عَازِب وَمن حَدِيث ثَوْبَان وَمن حَدِيث ابْن عَبَّاس وَمن حَدِيث بُرَيْدَة
أما حَدِيث ابْن عمر فَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي جَامعه فِي كتاب الْبر والصلة من حَدِيث أَوْفَى بن دلهم عَن نَافِع عَن ابْن عمر قَالَ صعد النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الْمِنْبَر فَنَادَى بِصَوْت رفيع قَالَ (يَا معشر من أسلم بِلِسَانِهِ وَلم يفض الْإِيمَان إِلَى قلبه لَا تُؤْذُوا الْمُسلمين وَلَا تُعَيِّرُوهُمْ وَلَا تتبعوا عَوْرَاتهمْ فَإِنَّهُ من يتبع عَورَة أَخِيه الْمُسلم يتبع الله عَوْرَته وَمن يتبع الله عَوْرَته يَفْضَحهُ وَلَو فِي جَوف رَحْله) انْتَهَى وَقَالَ حَدِيث حسن غَرِيب انْتَهَى
وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي أول الْقسم الثَّانِي وَهُوَ سَنَد صَحِيح فَإِن أَوْفَى بن دلهم وَثَّقَهُ النَّسَائِيّ وَابْن حبَان وَلَا يضرّهُ تفرد يَحْيَى بن أَكْثَم فَإِنَّهُ مقرون بالجارود بن معَاذ وَقد وَثَّقَهُ النَّسَائِيّ وَقد رَوَى عَنهُ جمَاعَة الْأَئِمَّة وَبَاقِي(3/344)
رِجَاله رجال الصَّحِيحَيْنِ
وَأما حَدِيث أبي بَرزَة فَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي سنَنه فِي كتاب الْأَدَب من حَدِيث سعيد بن عبد الله بن جريج عَن أبي بَرزَة الْأَسْلَمِيّ مَرْفُوعا نَحوه
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده عَن أبي بكر بن عَيَّاش عَن الْأَعْمَش عَن سعيد بِهِ
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مُسْنده
وَأما حَدِيث الْبَراء بن عَازِب فَرَوَاهُ أَبُو يعْلى الْموصِلِي فِي مُسْنده وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب التَّاسِع وَالسِّتِّينَ وَفِي الْبَاب السَّابِع وَالسبْعين من حَدِيث مُصعب بن سَلام ثَنَا حَمْزَة الزيات عَن أبي إِسْحَاق عَن الْبَراء بن عَازِب مَرْفُوعا نَحوه
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من حَدِيث مُصعب بن سَلام قَالَ خَطَبنَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ذَات يَوْم حَتَّى أسمع الْعَوَاتِق فِي خُدُورهنَّ (يَا معشر من آمن بِلِسَانِهِ وَلم يُؤمن بِقَلْبِه لَا تَغْتَابُوا الْمُسلمين وَلَا تتبعوا عَوْرَاتهمْ فَإِنَّهُ من تتبع عَورَة أَخِيه الْمُسلم يتبع الله عَوْرَته وَمن يتبع الله عَوْرَته يَفْضَحهُ وَهُوَ فِي جَوف بَيته) انْتَهَى
وَبِهَذَا اللَّفْظ رَوَاهُ أَبُو يعْلى
وَأما حَدِيث ثَوْبَان فَرَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده ثَنَا مُحَمَّد بن بكر ثَنَا مَيْمُون أَبُو مُحَمَّد الْمرَائِي ثَنَا مُحَمَّد بن عباد المَخْزُومِي عَن ثَوْبَان عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (لَا تُؤْذُوا عباد الله وَلَا تُعَيِّرُوهُمْ وَلَا تَطْلُبُوا عَوْرَاتهمْ فَإِنَّهُ من طلب عَورَة أَخِيه الْمُسلم طلب الله عَوْرَته حَتَّى يَفْضَحهُ فِي بَيته) انْتَهَى
وَأما حَدِيث ابْن عَبَّاس فَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه من حَدِيث قدامَة بن مُحَمَّد(3/345)
الْأَشْجَعِيّ عَن إِسْمَاعِيل بن شبيب الطَّائِفِي عَن ابْن جريج عَن عَطاء عَن ابْن عَبَّاس أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ خطب فَأَسْمع الْعَوَائِق فِي خُدُورهنَّ فَقَالَ (يَا معشر من آمن بِلِسَانِهِ) إِلَى آخِره
وَرَوَاهُ ابْن عدي فِي الْكَامِل وَأعله بِقُدَامَةَ هَذَا وَقَالَ حَدِيث غَيره مَحْفُوظ
وَرَوَاهُ الْعقيلِيّ فِي كِتَابه وَأعله إِسْمَاعِيل الطَّائِي وَقَالَ إِنَّه حَدِيث مُنكر غير مَحْفُوظ انْتَهَى
وَأما حَدِيث بُرَيْدَة فَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه من حَدِيث عبد الله بن بُرَيْدَة عَن أَبِيه مَرْفُوعا نَحوه
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره ثَنَا مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مَالك ثَنَا إِبْرَاهِيم بن إِسْحَاق الْحَرْبِيّ ثَنَا سعيد بن مُحَمَّد الْجرْمِي ثَنَا أَبُو نميلَة ثني رُمَيْح بن هِلَال الطَّائِي ثَنَا عبد الله بن بُرَيْدَة عَن أَبِيه قَالَ صلينَا الظّهْر خلف النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَلَمَّا انْفَتَلَ أقبل علينا غَضْبَان فَنَادَى بِصَوْت أسمع الْعَوَائِق فِي جَوف الْخُدُور (يَا معشر من آمن بِلِسَانِهِ وَلم يدْخل الْإِيمَان فِي قلبه لَا تَذُمُّوا الْمُسلمين وَلَا تَطْلُبُوا عَوْرَاتهمْ فَإِنَّهُ من يطْلب عَورَة أَخِيه الْمُسلم هتك الله ستره وَأَبْدَى عَوْرَته وَلَو كَانَ فِي جَوف بَيته) انْتَهَى
1242 - قَوْله
عَن زيد بن وهب قَالَ قُلْنَا لِابْنِ مَسْعُود هَل لَك فِي الْوَلِيد بن عقبَة تقطر لحيته خمرًا فَقَالَ ابْن مَسْعُود إِنَّا قد نهينَا عَن التَّجَسُّس وَلَكِن أَن ظهر لنا شَيْء أَخذنَا بِهِ
قلت رَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي سنَنه فِي كتاب الْأَدَب من حَدِيث أبي مُعَاوِيَة عَن(3/346)
الْأَعْمَش عَن زيد بن وهب قَالَ أَتَى ابْن مَسْعُود فَقيل هَذَا فلَان تقطر لحيته خمرًا فَقَالَ عبد الله إِنَّا قد نهينَا عَن التَّجَسُّس وَلَكِن إِن ظهر لنا شَيْء نَأْخُذ بِهِ انْتَهَى
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي الْأَدَب وَالْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب
وَرَوَاهُ عبد الرازق فِي مُصَنفه فِي السّرقَة ثَنَا سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن الْأَعْمَش بِهِ وَمن طَرِيق عبد الرازق رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب الثَّانِي وَالْخمسين وَفِي الْبَاب التَّاسِع وَالسِّتِّينَ
وَله طَرِيق آخر رَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك فِي كتاب الْحُدُود وَالتِّرْمِذِيّ فِي علله الْكَبِير عَن أَسْبَاط بن مُحَمَّد الْقرشِي عَن الْأَعْمَش بِهِ وَقَالَ فِيهِ إِن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ نَهَانَا عَن التَّجَسُّس فَإِن يظْهر لنا شَيْء نَأْخُذهُ بِهِ انْتَهَى
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده وَقَالَ لَا نعلم أحد أسْندهُ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِلَّا أَسْبَاط وَقد رَوَاهُ غير أَسْبَاط عَن الْأَعْمَش وَقَالَ إِن الله نَهَانَا أَو إِنَّا نهينَا انْتَهَى كَلَامه
وَقَالَ ابْن أبي حَاتِم فِي علله سَأَلت أَبَا زرْعَة عَن حَدِيث رَوَاهُ أَسْبَاط عَن الْأَعْمَش عَن زيد بن وهب قَالَ أَتَى رجل ابْن مَسْعُود ... إِلَى آخِره بِلَفْظ الْحَاكِم فَقَالَ أَبُو زرعه أَخطَأ فِيهِ أَسْبَاط إِنَّمَا هُوَ إِن الله نَهَانَا هَكَذَا رَوَاهُ أَبُو مُعَاوِيَة وَغَيره وَهُوَ الصَّحِيح انْتَهَى كَلَامه
وَقَالَ التِّرْمِذِيّ فِي علله الْكَبِير سَأَلت مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل عَن هَذَا الحَدِيث فَقَالَ خطأ وَالصَّحِيح عَن الْأَعْمَش عَن زيد بن وهب عَن عبد الله قَالَ نهينَا عَن التَّجَسُّس انْتَهَى
1243 - الحَدِيث الثَّانِي وَالْعشْرُونَ
سُئِلَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَن الْغَيْبَة فَقَالَ (أَن تذكر أَخَاك بِمَا(3/347)
يكره فَإِن كَانَ فِيهِ فقد اغْتَبْته وَإِن لم يكن فِيهِ فقد بَهته)
قلت رَوَاهُ الْجَمَاعَة إِلَّا ابْن ماجة فَالْبُخَارِي وَمُسلم وَالتِّرْمِذِيّ فِي كتاب الْبر والصلة وَأَبُو دَاوُد فِي الْأَدَب وَالنَّسَائِيّ فِي التَّفْسِير كلهم من حَدِيث أبي الْعَلَاء عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (أَتَدْرُونَ مَا الْغَيْبَة) قَالُوا الله وَرَسُوله أعلم قَالَ (ذكرك أَخَاك بِمَا يكره قيل أَفَرَأَيْت إِن كَانَ فِي أخي مَا أَقُول قَالَ (إِن كَانَ فِيهِ مَا تَقول فقد اغْتَبْته وَإِن لم يكن فِيهِ فقد بَهته) انْتَهَى
وَعَزاهُ الْمُنْذِرِيّ فِي مُخْتَصره لمُسلم فَقَط وَكَذَلِكَ عبد الْحق فِي الْجمع بَين الصَّحِيحَيْنِ قَالَ لم يُخرجهُ البُخَارِيّ
1244 - الحَدِيث الثَّالِث وَالْعشْرُونَ
عَن ابْن عَبَّاس أَن سلمَان كَانَ يخْدم رجلَيْنِ من الصَّحَابَة وَيُسَوِّي لَهما طَعَاما فَنَامَ عَن شَأْنه يَوْمًا فبعثاه إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَبْغِي لَهما إدَامًا وَكَانَ أُسَامَة عَلَى طَعَام النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ مَا عِنْدِي شَيْء فَأَخْبرهُمَا سلمَان فَعِنْدَ ذَلِك قولا لَو بَعَثْنَاهُ إِلَى بِئْر سَمْحَة لغَار مَاؤُهَا فَلَمَّا رَاحا إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ لَهما (مَالِي أرَى خضرَة اللَّحْم فِي أَفْوَاهكُمَا فَقَالَا مَا تناولنا لَحْمًا فَقَالَ إنَّكُمَا قد اغْتَبْتُمَا) وَنزلت أَيُحِبُّ أحدكُم أَن يَأْكُل لحم أَخِيه مَيتا
قلت غَرِيب وَبِمَعْنَاهُ مَا رَوَاهُ أَبُو الْقَاسِم الْأَصْبَهَانِيّ فِي كتاب التَّرْغِيب والترهيب من حَدِيث عَفَّان ثَنَا حَمَّاد بن سَلمَة ثَنَا ثَابت بن عبد الرَّحْمَن بن أبي لَيْلَى أَن الْعَرَب كَانَت تخْدم بَعضهم بَعْضًا فِي الْأَسْفَار وَكَانَ مَعَ أبي بكر وَعمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما رجل يَخْدُمهُمَا فَاسْتَيْقَظَا ذَات يَوْم وَهُوَ نَائِم لم يُهَيِّئ لَهما طَعَاما فَقَالَ(3/348)
أَحدهمَا لصَاحبه إِن هَذَا ليوائم نوم نَبِيكُم فَأَيْقَظَاهُ ثمَّ أَرْسلَاهُ إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يستأدمانه طَعَاما فَقَالَ (اذْهَبْ فَأَخْبرهُمَا أَنَّهُمَا ايتدما) فَأتيَاهُ فَسَأَلَاهُ عَن ذَلِك فَقَالَ (قد ايتدمتما بِلَحْم أَخِيكُمَا وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ إِنِّي لأرَى لَحْمه بَين ثَنَايَاكُمَا) قَالَا فَاسْتَغْفر لنا يَا رَسُول الله قَالَ (هُوَ يسْتَغْفر لَكمَا) انْتَهَى
وَذكره الثَّعْلَبِيّ ثمَّ الْبَغَوِيّ بِلَفْظ المُصَنّف سَوَاء من غير سَنَد وَلَا ذكر فِيهِ ابْن عَبَّاس
1245 - الحَدِيث الرَّابِع وَالْعشْرُونَ
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه طَاف يَوْم فتح مَكَّة فَحَمدَ الله وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثمَّ قَالَ (الْحَمد لله الَّذِي أذهب عَنْكُم عَيْبَة الْجَاهِلِيَّة وَتَكَبُّرهَا يَا أَيهَا النَّاس إِنَّمَا النَّاس رجلَانِ مُؤمن تَقِيّ كريم وَفَاجِر شقي هَين عَلَى الله تَعَالَى) ثمَّ قَرَأَ الْآيَة
قلت رُوِيَ من حَدِيث ابْن عمر وَأبي هُرَيْرَة
فَحَدِيث ابْن عمر رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ ثَنَا عَلّي بن حجر أَنا عبد الله بن جَعْفَر عَن عبد الله بن دِينَار عَن ابْن عمر أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ خطب النَّاس يَوْم فتح مَكَّة فَقَالَ (يأيها النَّاس إِن الله قد أذهب عَنْكُم عبِّيَّة الْجَاهِلِيَّة وَتَعَاظُمهَا بِآبَائِهَا فَالنَّاس رجلَانِ مُؤمن تقى كريم عَلَى الله وَفَاجِر هَين عَلَى الله وَالنَّاس بَنو آدم وَخلق الله آدم من تُرَاب قَالَ الله يأيها النَّاس إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ من ذكر وَأُنْثَى إِلَى قَوْله عليم خَبِير انْتَهَى ثمَّ قَالَ هَذَا حَدِيث غَرِيب لَا نعرفه من حَدِيث عبد الله بن دِينَار إِلَّا من هَذَا الْوَجْه وَعبد الله بن جَعْفَر يضعف ضعفه يَحْيَى بن معِين وَغَيره وَهُوَ وَالِد عَلّي بن الْمَدِينِيّ وَفِي الْبَاب عَن أبي هُرَيْرَة وَابْن عَبَّاس انْتَهَى
وَله طَرِيق آخر رَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الثَّامِن وَالْعِشْرين من الْقسم الْخَامِس من حَدِيث مُوسَى بن عُبَيْدَة عَن عبد الله بن دِينَار عَن ابْن عمر(3/349)
مَرْفُوعا بِلَفْظ التِّرْمِذِيّ سَوَاء
وَبِهَذَا الْإِسْنَاد رَوَاهُ عبد بن حميد وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَأَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مسانيدهم وَابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي فتح مَكَّة وَابْن أبي حَاتِم فِي تَفْسِيره وَابْن مرْدَوَيْه كلهم عَن مُوسَى بن عُبَيْدَة الربذي عَن عبد الله بن دِينَار عَن ابْن عمر أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ طَاف يَوْم الْفَتْح عَلَى رَاحِلَته يسْتَلم الْأَركان بِمِحْجَنِهِ فَلَمَّا خرج لم يجد منَاخًا فَنزل عَلَى أَيدي الرِّجَال ثمَّ قَامَ فخطبهم فَحَمدَ الله وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَقَالَ (الْحَمد لله الَّذِي اذْهَبْ عَنْكُم عبِّيَّة الْجَاهِلِيَّة وَتَكَبُّرهَا بِآبَائِهَا النَّاس رجلَانِ) إِلَى آخِره وَقرن ابْن أبي شيبَة مَعَ مُوسَى بن عُبَيْدَة أَخَاهُ عبد الله بن عُبَيْدَة كِلَاهُمَا عَن ابْن دِينَار بِهِ
وَحَدِيث أبي هُرَيْرَة رَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي سنَنه فِي كتاب الْأَدَب من حَدِيث الْمعَافي ابْن عمرَان وَابْن وهب كِلَاهُمَا عَن هِشَام بن سعد عَن سعيد عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (إِن الله قد أذهب عَنْكُم عَيْبَة الْجَاهِلِيَّة وَفَخْرهَا بِالْآبَاءِ النَّاس رجلَانِ مُؤمن تَقِيّ وَفَاجِر شقي أَنْتُم بَنو آدم وآدَم من تُرَاب لَيَدَعَن رجال فَخْرهمْ بِأَقْوَام إِنَّمَا هم فَحم من فَحم جَهَنَّم أَو لَيَكُونن أَهْون عَلَى الله من الْجعلَان الَّتِي تدفع بِأَنْفِهِ النتن) انْتَهَى
وَرَوَاهُ ابْن الْمُبَارك فِي كتاب الْبر والصلة حَدثنَا هِشَام بن سعد عَن سعيد المَقْبُري عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره لم يقل فِيهِ عَن أَبِيه
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده عَن مُحَمَّد بن عبد الله بن الزُّبَيْر ثَنَا هِشَام ابْن سعد عَن سعيد بن أبي سعيد عَن أبي هُرَيْرَة
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب الثَّالِث وَالثَّلَاثِينَ قَالَ الْبَزَّار هَكَذَا رَوَاهُ غير وَاحِد عَن هِشَام بن سعد عَن سعيد عَن أبي هُرَيْرَة وَقد رَوَاهُ الْمعَافي بن عمرَان عَن هِشَام بن سعيد عَن سعد عَن أبي هُرَيْرَة وَتَابعه عَلَيْهِ غَيره(3/350)
وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَهُوَ آخر حَدِيث فِي كتاب التِّرْمِذِيّ آخر المناقب بِسَنَد أبي دَاوُد وَمَتنه وَقَالَ حَدِيث حسن ثمَّ قَالَ وَسَعِيد المَقْبُري سمع من أبي هُرَيْرَة ويروي عَن أَبِيه كيسَان عَن أبي هُرَيْرَة أَشْيَاء كَثِيرَة انْتَهَى
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره أخبرنَا عبد الله بن مُحَمَّد بن عِيسَى ثَنَا عبد الله ابْن مُحَمَّد بن النُّعْمَان ثَنَا عبد الله بن رَجَاء أَنا عبد الْملك بن قدامَة الْحَاطِبِيُّ ثني أبي أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَام فتح مَكَّة صعد الْمِنْبَر فَحَمدَ الله وَأَثْنَى ثمَّ قَالَ (أما بعد يأيها النَّاس فَإِن الله قد أذهب عَنْكُم عبِّيَّة الْجَاهِلِيَّة وَتَعَظُّمهَا بِآبَائِهَا) إِلَى آخر لفظ التِّرْمِذِيّ فِي حَدِيث ابْن عمر وَقُدَامَة بن حَاطِب الْحَاطِبِيُّ يعد فِي الصَّحَابَة وَالتِّرْمِذِيّ أخرجه عَن أبي عَامر الْعَقدي ثَنَا هِشَام بن سعد عَن سعيد ابْن أبي سعيد عَن أبي هُرَيْرَة ... فَذكره وَقَالَ حَدِيث حسن وَفِي الْبَاب عَن ابْن عمر وَابْن عَبَّاس وَقد رَوَاهُ سُفْيَان الثَّوْريّ وَغَيره عَن هِشَام بن سعد بِنَحْوِ رِوَايَة أبي عَامر ثمَّ أخرجه عَن مُوسَى بن أبي عَلْقَمَة الْفَروِي عَن هِشَام ابْن سعد عَن سعيد بن أبي سعيد عَن أبي هُرَيْرَة ... فَذكره وَقَالَ أَيْضا حَدِيث حسن انْتَهَى
1246 - الحَدِيث الْخَامِس وَالْعشْرُونَ
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ من سره أَن يكون أكْرم النَّاس فليتق الله تَعَالَى)
قلت رَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك فِي كتاب الْأَدَب من حَدِيث أبي الْمِقْدَام هِشَام ابْن زِيَاد عَن مُحَمَّد بن كَعْب الْقرظِيّ ثني ابْن عَبَّاس عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (من أحب أَن يكون أَقْوَى النَّاس فَليَتَوَكَّل عَلَى الله وَمن أحب أَن يكون أكْرم النَّاس فليتق الله تَعَالَى وَمن أحب أَن يكون أَغْنَى النَّاس فَلْيَكُن بِمَا فِي يَد الله أوثق مِنْهُ بِمَا فِي يَده) مُخْتَصر وَفِيه طول وَسكت عَنهُ وَتعقبه الذَّهَبِيّ فِي مُخْتَصره فَقَالَ هِشَام بن زِيَاد مَتْرُوك انْتَهَى
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ عبد بن حميد وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَأَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مسانيدهم(3/351)
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه
وَعَن الطَّبَرَانِيّ رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي الْحِلْية فِي تَرْجَمَة مُحَمَّد بن كَعْب الْقرظِيّ
وَرَوَاهُ الْعقيلِيّ فِي كِتَابه بِطُولِهِ وَأعله بِهِشَام بن زِيَاد وَقَالَ لَيْسَ لهَذَا الحَدِيث طَرِيق يثبت انْتَهَى
وَرَوَاهُ ابْن عدي وَضعف هِشَام بن زِيَاد عَن البُخَارِيّ وَالنَّسَائِيّ وَأحمد بن حَنْبَل وَابْن معِين وَوَافَقَهُمْ وَقَالَ إِن الضعْف عَلَى رواياته بَين انْتَهَى
وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي كتاب الزّهْد عَن الْحَاكِم بِسَنَدِهِ إِلَى هِشَام بِهِ سَوَاء وَقَالَ إِنَّهُم تكلمُوا فِي هِشَام بِسَبَب هَذَا الحَدِيث وَإنَّهُ كَانَ يَقُول أَولا حَدثنِي يَحْيَى عَن مُحَمَّد بن كَعْب ثمَّ ذكر بعد أَنه سَمعه من مُحَمَّد بن كَعْب وَهَكَذَا وجد فِي كتاب عَفَّان ثمَّ قَالَ أخبرنَا أَبُو عبد الله الْحَافِظ وَأَبُو سعيد مُحَمَّد بن مُوسَى قَالَا ثَنَا أَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد بن يَعْقُوب ثَنَا أَحْمد بن عبد الْجَبَّار العطاردي ثَنَا أبي ثني عبد الرَّحْمَن الضَّبِّيّ عَن الْقَاسِم بن عُرْوَة عَن مُحَمَّد بن كَعْب الْقرظِيّ ثني عبد الله بن عَبَّاس يرفع الحَدِيث إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره بِنَحْوِهِ إِلَّا أَنه قدم وَأخر بعض الْأَلْفَاظ
1247 - الحَدِيث السَّادِس وَالْعشْرُونَ
عَن يزِيد بن شَجَرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ مر رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي سوق الْمَدِينَة فَرَأَى غُلَاما أسود يُنَادي من يشتريني عَلَى شَرط أَلا يَمْنعنِي الصَّلَوَات الْخمس خلف رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَاشْتَرَاهُ رجل وَكَانَ يُصَلِّي ورَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يرَاهُ عِنْد كل صَلَاة فَفَقدهُ فَسَأَلَ عَنهُ صَاحبه فَقَالَ مَحْمُوم فعاده ثمَّ سَأَلَ عَنهُ بعد ثَلَاثَة أَيَّام فَقيل هُوَ لما بِهِ فَجَاءَهُ وَهُوَ ذمائه فَتَوَلَّى غسله وَدَفنه فَدخل عَلَى الْمُهَاجِرين وَالْأَنْصَار أَمر عَظِيم فَنزلت يَعْنِي قَوْله تَعَالَى إِن أكْرمكُم عِنْد الله أَتْقَاكُم(3/352)
قلت هَكَذَا ذكره الثَّعْلَبِيّ والواحدي سَوَاء
1248 - الحَدِيث السَّابِع وَالْعشْرُونَ
عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من قَرَأَ سُورَة الحجرات أعطي من الْأجر بِعَدَد من أطَاع الله عَزَّ وَجَلَّ وَعَصَاهُ)
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث سَلام بن سليم الْمَدَائِنِي ثَنَا هَارُون بن كثير عَن زيد بن أسلم عَن أَبِيه عَن أبي أُمَامَة عَن أبي بن كَعْب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من قَرَأَ سُورَة الحجرات) إِلَى آخِره
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه الْمُتَقَدِّمين فِي آل عمرَان
وَبِسَنَد الثَّعْلَبِيّ رَوَاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط(3/353)
سُورَة ق(3/355)
سُورَة ق
ذكر فِيهَا سِتَّة أَحَادِيث
1249 - الحَدِيث الأول
عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ (كل ابْن آدم يبْلَى إِلَّا عجب الذَّنب)
قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم من حَدِيث أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (كل ابْن آدم يبْلَى إِلَّا عجب الذَّنب) رَوَاهُ مُسلم فِي آخر الْفِتَن وَزَاد فِي لفظ مِنْهُ خلق وَفِيه يركب انْتَهَى
وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك فِي كتاب الْأَهْوَال من حَدِيث دراج عَن أبي الْهَيْثَم عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (يَأْكُل التُّرَاب كل شَيْء من الْإِنْسَان إِلَّا عجب ذَنبه) قَالُوا وَمَا هُوَ يَا رَسُول الله قَالَ (هُوَ مثل حَبَّة الْخَرْدَل مِنْهُ يَنْبُتُونَ) انْتَهَى
وَقَالَ حَدِيث صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ
فَإِن أَرَادَ بِهَذَا الْإِسْنَاد فَغَرِيب وَإِن أَرَادَ أَصله فَوَهم وَالظَّاهِر أَنه مَقْصُوده عَلَى عَادَة أَوْهَامه فِي ذَلِك وَالله أعلم
وَعجب الذَّنب بِفَتْح الْعين الْمُهْملَة وَسُكُون الْجِيم بعْدهَا بَاء مُوَحدَة وَيروَى بِالْمِيم وَهُوَ الْعظم أَسْفَل الصلب وَهُوَ مَكَان الدبث من الْحَيَوَان وَذَوَات الْأَرْبَع
1250 - الحَدِيث الثَّانِي
وَعَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ (إِن مقْعد مَلَكَيْك عَلَى ثَنِيَّتك وَلِسَانك قَلَمهمَا وَرِيقك مِدَادهمَا وَأَنت تجْرِي فِيمَا لَا يَعْنِيك لَا تَسْتَحي من الله وَلَا مِنْهُمَا)(3/357)
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ أَخْبرنِي الْحسن بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن الدينَوَرِي ثَنَا أَحْمد بن جَعْفَر بن سُلَيْمَان الْخُتلِي ثَنَا أَحْمد بن أَيُّوب الْمرْجَانِي ثَنَا جميل بن الْحسن ثَنَا أَرْطَاة بن الْأَشْعَث الْعَدوي عَن جَعْفَر بن مُحَمَّد عَن أَبِيه عَن عَلّي بن أبي طَالب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (مقْعد مَلَكَيْك) إِلَى آخِره
1251 - الحَدِيث الثَّالِث عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ (كَاتب الْحَسَنَات عَلَى يَمِين الرجل وَكَاتب السَّيِّئَات عَلَى يسَاره وَكَاتب الْحَسَنَات أَمِين عَلَى كَاتب السَّيِّئَات فَإِذا عمل حَسَنَة كتبهَا ملك الْيَمين عشرا وَإِذا عمل سَيِّئَة قَالَ صَاحب الْيَمين صَاحب الشمَال دَعه سبع سَاعَات لَعَلَّه يسبح أَو يسْتَغْفر)
قلت رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب السَّابِع وَالْأَرْبَعِينَ كِلَاهُمَا من حَدِيث جَعْفَر بن الزُّبَيْر عَن الْقَاسِم عَن أبي أُمَامَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (صَاحب الْيَمين أَمِين عَلَى صَاحب الشمَال فَإِذا عمل العَبْد حَسَنَة كتبهَا بِعشر أَمْثَالهَا وَإِذا عمل سَيِّئَة قَالَ لَهُ صَاحب الْيَمين امْكُث سِتّ سَاعَات فَإِن أسْتَغْفر لم يكْتب عَلَيْهِ وَإِلَّا أَثْبَتَت عَلَيْهِ السَّيئَة) انْتَهَى
وَبِهَذَا السَّنَد رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ وَمن طَرِيقه رَوَاهُ الْبَغَوِيّ
وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ أَيْضا وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده والواحدي فِي الْوَسِيط من حَدِيث بشر بن نمير عَن الْقَاسِم بن مُحَمَّد عَن أبي أُمَامَة مَرْفُوعا ... فَذَكَرَاهُ وَفِيه فَيَقُول لَهُ أمسك فَيمسك سبع سَاعَات فَإِن اسْتغْفر لم تكْتب عَلَيْهِ وَإِن لم يسْتَغْفر كتبت سَيِّئَة انْتَهَى
وَرَوَى الطَّبَرَانِيّ أَيْضا عَن ثَوْر بن يزِيد عَن الْقَاسِم عَن أبي أُمَامَة مَرْفُوعا نَحوه
وَرَوَى الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره فِي سُورَة الرَّعْد عِنْد قَوْله تَعَالَى (لَهُ مُعَقِّبَات من بَين يَدَيْهِ وَمن خَلفه يَحْفَظُونَهُ من أَمر الله) حَدثنِي الْمثنى ثَنَا إِبْرَاهِيم بن(3/358)
عبد السَّلَام بن صَالح الْقشيرِي ثَنَا عَلّي بن جرير عَن حَمَّاد بن سَلمَة عَن عبد الحميد بن جَعْفَر عَن كنَانَة قَالَ دخل عُثْمَان بن عَفَّان عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ يَا رَسُول الله أَخْبرنِي عَن العَبْد كم مَعَه ملك قَالَ (عَلَى يَمِينك ملك وَهُوَ عَلَى حَسَنَاتك وَهُوَ أَمِين عَلَى الْملك الَّذِي عَلَى الشمَال إِذا عملت حَسَنَة كتبت عشرا وَإِذا عملت سَيِّئَة قَالَ الَّذِي عَلَى الشمَال للَّذي عَلَى الْيَمين اكْتُبْ فَيَقُول لَهُ لَا لَعَلَّه يسْتَغْفر الله وَيَتُوب) مُخْتَصر
وَاخْتَصَرَهُ أَبُو نعيم فِي الْحِلْية فِي تَرْجَمَة عُرْوَة فَرَوَاهُ من حَدِيث إِسْمَاعِيل بن عَيَّاش ثَنَا عَاصِم بن رَجَاء بن حَيْوَة عَن عُرْوَة بن رُوَيْم عَن الْقَاسِم عَن أبي أُمَامَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ إِن صَاحب الشمَال ليرْفَع الْقَلَم سِتّ سَاعَات عَن العَبْد الْمُسلم الْمُخطئ فَإِن نَدم واستغفر الله مِنْهَا أَلْقَاهَا عَنهُ وَإِلَّا كتبهَا وَاحِدَة انْتَهَى
وَقَالَ غَرِيب من حَدِيث عَاصِم وَعُرْوَة لم نَكْتُبهُ إِلَّا من حَدِيث إِسْمَاعِيل ابْن عَيَّاش انْتَهَى
وَبِهَذَا السَّنَد والمتن رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره
1252 - الحَدِيث الرَّابِع
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ (من صَلَّى رَكْعَتَيْنِ بعد الْمغرب قبل أَن يتَكَلَّم كتبت صلَاته فِي عليين)
قلت رُوِيَ مُرْسلا وَمُسْندًا
فَالْمُسْنَدُ رُوِيَ من حَدِيث أنس وَمن حَدِيث عَائِشَة
فَحَدِيث أنس رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ فِي كِتَابه غرائب مَالك من حَدِيث الْحسن بن اللَّيْث بن حَاجِب ثني أَحْمد بن سُلَيْمَان الْأَسدي قَالَ قَرَأت عَلَى مَالك بن أنس عَن ابْن شهَاب الزُّهْرِيّ عَن أنس بن مَالك قَالَ سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول (من صَلَّى الْمغرب ثمَّ صَلَّى بعْدهَا رَكْعَتَيْنِ قبل أَن يتَكَلَّم بِشَيْء كتبَتَا فِي عليين(3/359)
فَإِن صَلَّى أَرْبعا كَانَ كَالْمُعَقبِ غَزْوَة بعد غَزْوَة فَإِن صَلَّى ثِنْتَيْ عشرَة رَكْعَة بنى لَهُ فِي الْجنَّة قصر من ياقوت فِيهِ من الشّجر وَنور الثَّمر مَالا يُحْصِيه إِلَّا رب وَالْعَالمِينَ) انْتَهَى قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ هَذَا حَدِيث مَوْضُوع عَلَى مَالك وَمن دونه فِي الْإِسْنَاد ضعفاء انْتَهَى
وَحَدِيث عَائِشَة رَوَاهُ أَبُو حَفْص عمر بن أَحْمد بن عُثْمَان الْمَعْرُوف بِابْن شاهين فِي كتاب التَّرْغِيب فَقَالَ ثَنَا عمر بن عبد الله بن عَمْرو بن عُثْمَان الزيَادي ثَنَا إِسْحَاق بن عبد الحميد الوَاسِطِيّ الْعَطَّار ثَنَا مُحَمَّد بن عون بن عمَارَة عَن حَفْص بن جَمِيع عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة قَالَت قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (مَا من صَلَاة أحب إِلَى الله عَزَّ وَجَلَّ من صَلَاة الْمغرب بهَا يفتح العَبْد لَيْلَة وَيخْتم نَهَاره لم يحطهَا عَن مُسَافر من صلاهَا وَصَلى بعْدهَا رَكْعَتَيْنِ قبل أَن يكلم جَلِيسا كتبت صلَاته فِي عليين أَو رفعت) شكّ ابْن عون فَإِن صَلَّى بعْدهَا أَربع رَكْعَات قبل أَن يكلم جَلِيسا بنى الله لَهُ قَصْرَيْنِ من ياقوت بَينهمَا من الْجنان مَالا يُعلمهُ إِلَّا الله وَإِن صَلَّى بعْدهَا سِتا قبل أَن يكلم جَلِيسا غفر لَهُ ذنُوب أَرْبَعِينَ عَاما) انْتَهَى
وَأما الْمُرْسل فَرَوَاهُ ابْن أبي شيبَة وَعبد الرَّزَّاق فِي مصنفيهما فِي كتاب الصَّلَاة قَالَا حَدثنَا سُفْيَان الثَّوْريّ عَن عبد الْعَزِيز بن عمر قَالَ سَمِعت مَكْحُولًا يَقُول بَلغنِي أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (من صَلَّى رَكْعَتَيْنِ بعد الْمغرب قبل أَن يتَكَلَّم كتبَتَا) أَو قَالَ رُفِعَتَا فِي عليين انْتَهَى
1253 - الحَدِيث الْخَامِس
رُوِيَ أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ لِمعَاذ بن جبل (يَا معَاذ اسْمَع مَا أَقُول(3/360)
لَك) ثمَّ حَدثهُ بعد ذَلِك
1254 - الحَدِيث السَّادِس
عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ (من قَرَأَ سُورَة ق هون الله عَلَيْهِ ثَارَاتِ الْمَوْت وَسَكَرَاته)
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ أَنا أَبُو الْخَيْر مُحَمَّد بن الْقَاسِم بن أَحْمد الْمَاوَرْدِيّ ثَنَا أَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن شَادَّة الْكَرَابِيسِي ثَنَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْحسن ثَنَا مُحَمَّد بن يَحْيَى ثَنَا سَلمَة بن قُتَيْبَة عَن شُعْبَة عَن عَاصِم بن بهدله عَن زر بن حُبَيْش عَن أبي بن كَعْب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من قَرَأَ سُورَة ق هون الله عَلَيْهِ) إِلَى آخِره سَوَاء
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه فِي آل عمرَان
وَرَوَاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط بِسَنَدِهِ الْمَذْكُور فِي يُونُس(3/361)
سُورَة الذاريات(3/363)
سُورَة الذاريات
ذكر فِيهَا حديثين
1255 - قَوْله
عَن عَلّي بن أبي طَالب أَنه قَالَ عَلَى الْمِنْبَر سلوني قبل أَلا تَسْأَلُونِي وَلنْ تسألوا بعدِي مثلي فَقَامَ ابْن الْكواء فَقَالَ مَا الذاريات قَالَ الرِّيَاح قَالَ فَالْحَامِلَات وقرا قَالَ السَّحَاب قَالَ فَالْجَارِيَات يسرا قَالَ الْفلك قَالَ (فَالْمُقَسِّمَات أمرا) قَالَ الْمَلَائِكَة وَكَذَا عَن ابْن عَبَّاس
قلت رَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك من حَدِيث أبي الطُّفَيْل قَالَ رَأَيْت أَمِير الْمُؤمنِينَ عَلّي بن أبي طَالب قَامَ عَلَى الْمِنْبَر فَقَالَ سلوني قبل أَلا تَسْأَلُونِي وَلنْ تسألوا بعدِي مثلي إِلَى آخِره سَوَاء وَزَاد قَالَ فَمن الَّذين بدلُوا نعْمَة الله كفرا وَأَحلُّوا قَومهمْ دَار الْبَوَار قَالَ مُنَافِقُو قُرَيْش انْتَهَى قَالَ حَدِيث صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ انْتَهَى
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الطَّبَرِيّ وَعبد الرَّزَّاق فِي تفسريهما
وَرَوَى الْبَزَّار فِي مُسْنده نَحوه مَرْفُوعا فَقَالَ حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن هَانِئ ثَنَا سعيد بن سَلام الْعَطَّار ثَنَا أَبُو بكر بن أبي سُبْرَة عَن يَحْيَى بن سعيد عَن سعيد ابْن الْمسيب قَالَ جَاءَ صبيغ بن عَسَلِي التَّمِيمِي إِلَى عمر بن الْخطاب فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ أَخْبرنِي عَن الذاريات ذَروا قَالَ هِيَ الرِّيَاح وَلَوْلَا أَنِّي سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُوله مَا قلته قَالَ فَأَخْبرنِي عَن الْحَامِلَات وقرا قَالَ(3/365)
هِيَ السَّحَاب وَلَوْلَا أَنِّي سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُوله مَا قلته قَالَ فَأَخْبرنِي عَن الْجَارِيَات يسرا قَالَ هِيَ السفن وَلَوْلَا أَنِّي سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُوله مَا قلته قَالَ ثمَّ أَمر بِهِ عمر فَضرب مائَة وَجعله فِي بَيت فَلَمَّا برأَ دَعَا بِهِ فَضَربهُ مائَة أُخْرَى وَحمله عَلَى قتب وَكتب إِلَى أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ أَن امْنَعْ النَّاس عَن مُجَالَسَته فَلم يزل كَذَلِك حَتَّى أَتَى صبيغ أَبَا مُوسَى فَحلف لَهُ بِالْإِيمَان الْمُغَلَّظَة أَنه مَا يجد فِي نَفسه مِمَّا كَانَ يجد شَيْئا فَكتب فِي ذَلِك إِلَى عمر فَكتب عمر مَا إخَاله إِلَّا قد صدق فَخَل بَينه وَبَين النَّاس انْتَهَى ثمَّ قَالَ هَذَا حَدِيث لَا نعلمهُ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِلَّا من هَذَا الْوَجْه وَإِنَّمَا ذكرته لأبين علته فَإِنَّهُ إِنَّمَا أَتَى من جِهَة أبن أبي سُبْرَة فِيمَا أَحسب وَابْن أبي سبره لين الحَدِيث وَسَعِيد بن سَلام لم يكن من أَصْحَاب الحَدِيث انْتَهَى
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من حَدِيث عبد الله بن مُوسَى عَن ابْن أبي سُبْرَة بِهِ سندا ومتنا
وَأما حَدِيث ابْن عَبَّاس فَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ ثني مُحَمَّد بن سعد ثني أبي ثني عمي ثني أبي عَن أَبِيه عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى والذاريات قَالَ هِيَ الرِّيَاح (فَالْحَامِلَات وقرا) قَالَ السَّحَاب فَالْجَارِيَات قَالَ هِيَ السفن فَالْمُقَسِّمَات أمرا قَالَ هِيَ الْمَلَائِكَة انْتَهَى
1256 - الحَدِيث الأول
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (لَيْسَ الْمِسْكِين الَّذِي ترده الْأكلَة وَالْأكْلَتَان وَالتَّمْرَة وَالتَّمْرَتَانِ) قَالُوا فَمَا هُوَ قَالَ (الَّذِي لَا يجد وَلَا يتَصَدَّق عَلَيْهِ)
قلت رَوَاهُ مُسلم فِي صَحِيحه فِي الزَّكَاة من حَدِيث الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (لَيْسَ الْمِسْكِين الَّذِي يطوف عَلَى النَّاس فَتَردهُ اللُّقْمَة وَاللُّقْمَتَانِ وَالتَّمْرَة وَالتَّمْرَتَانِ) قَالُوا فَمَا الْمِسْكِين يَا رَسُول الله قَالَ (الَّذِي لَا يجد غنى يُغْنِيه وَلَا يفْطن لَهُ فَيتَصَدَّق عَلَيْهِ) انْتَهَى(3/366)
1257 - الحَدِيث الثَّانِي
عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (من قَرَأَ سُورَة الذاريات أعطَاهُ الله عشر حَسَنَات بِعَدَد كل ريح هبت وَجَرت فِي الدُّنْيَا)
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره من حَدِيث نوح بن أبي مَرْيَم عَن عَلّي بن زيد عَن زر بن حُبَيْش عَن أبي بن كَعْب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من قَرَأَ سُورَة الذاريات) إِلَى آخِره
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه الْمَذْكُورين فِي آل عمرَان
وَرَوَاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط بِسَنَدِهِ الْمُتَقَدّم قي يُونُس(3/367)
سَمُرَة الطّور(3/369)
سُورَة الطّور
ذكر فِيهَا خَمْسَة أَحَادِيث
1258 - قَوْله
عَن عَلّي أَنه سَأَلَ يَهُودِيّا أَيْن مَوضِع النَّار فِي كتابكُمْ قَالَ فِي الْبَحْر قَالَ لَا أرَاهُ إِلَّا صَادِقا لقَوْله وَالْبَحْر الْمَسْجُور
قلت رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي كتاب الْبَعْث والنشور عَن الْحَاكِم بِسَنَدِهِ إِلَى حَمَّاد بن سَلمَة عَن دَاوُد بن أبي هِنْد عَن سعيد بن الْمسيب قَالَ قَالَ عَلّي لرجل من الْيَهُود أَيْن جَهَنَّم قَالَ الْبَحْر قَالَ مَا أرَاهُ إِلَّا مَاء قَالَ وَالْبَحْر الْمَسْجُور وَإِذا الْبحار سجرت انْتَهَى
وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره عَن ابْن عَلَيْهِ ثَنَا دَاوُد بن أبي هِنْد بِهِ
1259 - الحَدِيث الأول
عَن جُبَير بن مطعم قَالَ أتيت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ُأكَلِّمهُ فِي الْأسَارَى فَأَلْفَيْته فِي صَلَاة الْفجْر يقْرَأ سُورَة الطّور فَلَمَّا بلغ إِن عَذَاب رَبك لوَاقِع أسلمت خوفًا من أَن ينزل الْعَذَاب
قلت لم أَجِدهُ كَذَلِك فقد أخرجه الْجَمَاعَة إِلَّا التِّرْمِذِيّ كلهم فِي الصَّلَاة من حَدِيث مُحَمَّد بن جُبَير بن مطعم عَن أَبِيه قَالَ سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يقْرَأ بِالطورِ فِي صَلَاة الْمغرب زَاد البُخَارِيّ فِي طَرِيق فَلَمَّا بلغ هَذِه الْآيَة أم خلقُوا من غير شَيْء أم هم الْخَالِقُونَ ... إِلَى آخرهَا كَاد قلبِي يطير انْتَهَى وَزَاد فِي طَرِيق آخر وَكَانَ قد جَاءَ فِي فدَاء الْأسَارَى يَوْم بدر(3/371)
1260 - الحَدِيث الثَّانِي
قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (إِن الله يرفع ذُرِّيَّة الْمُؤمن فِي دَرَجَته وَإِن كَانُوا دونه لِيُقِر بهم عينه)
قلت رَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده من حَدِيث قيس بن الرّبيع عَن عَمْرو بن مرّة عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس رَفعه إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (إِن الله ليرْفَع ذُرِّيَّة الْمُؤمن إِلَيْهِ فِي دَرَجَته وَإِن كَانُوا دونه فِي الْعَمَل لِيُقِر بهم عينه) ثمَّ قَرَأَ وَالَّذين آمنُوا وَاتَّبَعتهمْ ذُرِّيتهمْ بِإِيمَان الْآيَة انْتَهَى وَقَالَ هَذَا حَدِيث لَا نعلم أحدا أسْندهُ إِلَّا قيس وَقد رَوَاهُ الثَّوْريّ عَن عَمْرو بن مرّة عَن سعيد عَن ابْن عَبَّاس مَوْقُوفا انْتَهَى
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي كتاب الْحِلْية فِي تَرْجَمَة سعيد بن جُبَير عَن قيس بن الرّبيع بِهِ مَرْفُوعا وَقَالَ حَدِيث غَرِيب تفرد بِهِ قيس عَن عَمْرو بن مرّة انْتَهَى
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من حَدِيث قيس بِهِ عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (إِن الله ليرْفَع) الحَدِيث
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ وَمن طَرِيقه الْبَغَوِيّ فِي تفسيريهما
وَرَوَاهُ ابْن عدي فِي الْكَامِل وَضعف قيسا عَن أَحْمد وَابْن معِين وَابْن الْمُبَارك وَلينه ابْن عدي وَنقل عَن شُعْبَة أَنه قَالَ فِيهِ لَا بَأْس بِهِ انْتَهَى
وَالْمَوْقُوف الَّذِي أَشَارَ إِلَيْهِ الْبَزَّار رَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي تَفْسِيره أَنا الثَّوْريّ عَن عَمْرو بن مرّة بِهِ فَذكره مَوْقُوفا
وَمن طَرِيق عبد الرَّزَّاق رَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك وَسكت عَنهُ
وَعَن الْحَاكِم رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي كتاب الِاعْتِقَاد وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الطَّبَرِيّ وَابْن أبي حَاتِم فِي تفسيريهما(3/372)
1261 - الحَدِيث الثَّالِث
عَن قَتَادَة أَنه قيل لَهُ فِي قَوْله تَعَالَى (غلْمَان لَهُم كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤ مَكْنُون) هَذَا الْخَادِم فَكيف المخدوم فَقَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ إِن فضل المخدوم عَلَى الْخَادِم كفضل الْقَمَر لَيْلَة الْبَدْر عَلَى سَائِر الْكَوَاكِب)
قلت رَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي تَفْسِيره أخبرنَا معمر عَن قَتَادَة فِي قَوْله تَعَالَى كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤ مَكْنُون قَالَ بَلغنِي أَنه قيل للنَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَا رَسُول الله هَذَا الْخَادِم فَكيف المخدوم فَقَالَ (وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ) إِلَى آخِره
وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ حَدثنَا يُونُس بن عبد الْأَعْلَى ثَنَا ابْن ثَوْر عَن معمر بِهِ سَوَاء
وَرَوَاهُ أَيْضا حَدثنَا بشر بن معَاذ ثَنَا يزِيد بن هَارُون ثَنَا سعيد عَن قَتَادَة أَن رجلا قَالَ يَا رَسُول الله هَذَا الْخَادِم فَكيف المخدوم إِلَى آخِره
وَأخرجه الثَّعْلَبِيّ عَن الْحسن فَقَالَ أَنا الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن فَنْجَوَيْهِ ثَنَا عبد الله بن إِبْرَاهِيم بن أَيُّوب الْبونِي ثَنَا الْحُسَيْن بن الْمكتب الْموصِلِي ثَنَا الْمُعَلَّى بن مهْدي أَنا مِسْكين بن حَوْشَب عَن الْحسن فِي هَذِه الْآيَة وَيَطوف عَلَيْهِم غلْمَان لَهُم كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤ مَكْنُون قَالَ قَالُوا يَا رَسُول الله الْخَادِم كَاللُّؤْلُؤِ فَكيف بالمخدوم قَالَ (كَمَا بَين الْقَمَر لَيْلَة الْبَدْر وَالْكَوَاكِب) انْتَهَى
1262 - الحَدِيث الرَّابِع
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (إِن أدنَى أهل الْجنَّة منزلَة من يُنَادي الْخَادِم من خُدَّامه فَيُجِيبهُ ألف بِبَابِهِ لبيْك لبيْك)
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ أَنا الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن فَنْجَوَيْهِ ثَنَا أَحْمد بن عَلّي بن عمر ابْن حُبَيْش ثَنَا مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَاصِم ثَنَا عمر بن عبد الْعَزِيز الْبَصْرِيّ ثَنَا يُوسُف بن أبي طيبَة عَن وَكِيع بن الْجراح عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن(3/373)
عَائِشَة قَالَت قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (إِن أدنَى أهل الْجنَّة منزلَة من يُنَادي الْخَادِم فَيُجِيبهُ ألف يُنَادِيه كلهم لبيْك لبيْك) انْتَهَى
وَفِي التِّرْمِذِيّ عَن عَمْرو بن الْحَارِث أَن دَرَّاجًا أَبَا السَّمْح حَدثهُ عَن أبي الْهَيْثَم عَن أبي سعيد عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (إِن أدنَى أهل الْجنَّة منزلَة الَّذِي لَهُ ثَمَانُون ألف خَادِم وَاثْنَتَانِ وَسَبْعُونَ زَوْجَة وَينصب لَهُ فِيهِ من لُؤْلُؤ وَزَبَرْجَد وَيَاقُوت كَمَا بَين الْجَابِيَة وَصَنْعَاء) انْتَهَى
وَهُوَ فِي الفردوس عَن عَائِشَة بِلَفْظ المُصَنّف
1263 - الحَدِيث الْخَامِس
عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ (من قَرَأَ سُورَة الطّور كَانَ حَقًا عَلَى الله أَن يُؤمنهُ من عَذَابه وَأَن يُنَعِّمَهُ فِي جنته)
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ أَنا أَبُو الْحسن الْفَارِسِي ثَنَا أَبُو مُحَمَّد بن أبي حَامِد ثَنَا أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بن الْحسن الْأَصْبَهَانِيّ ثَنَا المؤمل بن إِسْمَاعِيل ثَنَا سُفْيَان الثَّوْريّ ثَنَا أسلم الْمنْقري عَن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن أَبْزَى عَن أَبِيه عَن أبي بن كَعْب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من قَرَأَ سُورَة وَالطور ... إِلَى آخِره سَوَاء
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه الْمُتَقَدِّمين فِي آل عمرَان
وَرَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط بِسَنَدِهِ الْمُتَقَدّم فِي يُونُس(3/374)
سُورَة والنجم(3/375)
سُورَة النَّجْم
ذكر فِيهَا أحد عشر حَدِيثا
1264 - الحَدِيث الأول
حَدِيثا عَن عُرْوَة بن الزُّبَيْر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما أَن عتبَة بن أبي لَهب وَكَانَت تَحْتَهُ ابْنة رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَرَادَ الْخُرُوج إِلَى الشَّام فَقَالَ لَآتِيَن مُحَمَّدًا فَلَأُوذِيَنَّهُ فَأَتَاهُ فَقَالَ يَا مُحَمَّد هُوَ كَافِر بِالنَّجْمِ إِذا هوى وَبِالَّذِي دنا فَتَدَلَّى ثمَّ تفل فِي وَجه رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ورد عَلَيْهِ ابْنَته وَطَلقهَا فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (اللَّهُمَّ سلط عَلَيْهِ كَلْبا من كلابك) وَكَانَ أَبُو طَالب حَاضرا فَوَجَمَ لَهَا وَقَالَ مَا كَانَ أَغْنَاك يَا بن أخي عَن هَذِه الدعْوَة فَرجع عتبَة إِلَى أَبِيه فَأخْبرهُ ثمَّ خَرجُوا إِلَى الشَّام فنزلوا منزلا فَأَشْرَف عَلَيْهِم رَاهِب من الدَّيْر فَقَالَ لَهُم إِن هَذِه أَرض مسبعَة فَقَالَ أَبُو لَهب لأَصْحَابه أَعِينُونَا يَا معشر قُرَيْش فَإِنِّي أَخَاف عَلَى ابْني دَعْوَة مُحَمَّد فَجمعُوا جمَالهمْ وَأَنَاخُوهَا حَولهمْ وَأَحْدَقُوا بِعتبَة فجَاء الْأسد يشْتم وُجُوههم حَتَّى ضرب عتبَة فَقتله
قلت رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي كِتَابه دَلَائِل النُّبُوَّة فِي الْبَاب السَّادِس وَالْعِشْرين من حَدِيث مُحَمَّد بن إِسْحَاق عَن عُثْمَان بن عُرْوَة بن الزُّبَيْر عَن أَبِيه ... فَذكره بِلَفْظ المُصَنّف إِلَّا أَنه قَالَ فَضَربهُ الْأسد بِذَنبِهِ ضَرْبَة وَاحِدَة فَمَاتَ مَكَانَهُ
وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه فِي تَرْجَمَة رقية بنة النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من حَدِيث زُهَيْر بن الْعَلَاء عَن سعيد بن أبي عرُوبَة عَن قَتَادَة قَالَ كَانَت(3/377)
أم كُلْثُوم بنة النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي الْجَاهِلِيَّة تَحت عتيبة بن أبي لَهب وَكَانَت رقية تَحت أَخِيه عتبَة بن أبي لَهب فَلَمَّا أنزل الله تَعَالَى تبت يدا أبي لَهب قَالَ أَبُو لَهب لابْنَيْهِ عتيبة وَعتبَة رَأْسِي من رءوسكما حرَام إِن لم تطلقَا ابْنَتي مُحَمَّد وَسَأَلَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عتبَة طَلَاق ابْنَته رقية وَسَأَلته رقية ذَلِك مُطلقهَا وطلق عتيبة أم كُلْثُوم قَالَ فَلَمَّا طَلَّقَاهُمَا جَاءَ عتيبة إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ لَهُ كفرت بِدينِك وَفَارَقت ابْنَتك ثمَّ سَطَا عَلَيْهِ فشق قَمِيص النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاة السَّلَام (اللَّهُمَّ سلط عَلَيْهِ كلبك) فَخرج نَحْو الشَّام تَاجِرًا فنزلوا بمَكَان يُقَال لَهُ الزَّرْقَاء لَيْلًا فَطَافَ بهم الْأسد فَعدا عَلَيْهِ من بني الْقَوْم فَقتله قَالَ زُهَيْر بن الْعلَا وحَدثني هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه فَذكره نَحوه وَقَالَ فَلَمَّا طَاف بِي الْأسد تِلْكَ اللَّيْلَة وَكَانُوا نَامُوا وَجعلُوا عتيبة وَسطهمْ فَأقبل الْأسد يَتَخَطَّاهُمْ حَتَّى أَخذ بِرَأْس عتيبة ففدغه وَخلف عُثْمَان بن عَفَّان بعده عَلَى رقِيه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما انْتَهَى
ذكره الثَّعْلَبِيّ عَن عُرْوَة بِلَفْظ المُصَنّف من غير سَنَد وَفِي آخِره سعر حسان
وَرَوَى الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك فِي تَفْسِيره سُورَة تبت عَن عَبَّاس بن الْفضل الْأَزْرَق ثَنَا الْأسود بن شَيبَان ثَنَا أَبُو نَوْفَل بن أبي عقرب عَن أَبِيه قَالَ كَانَ لَهب بن أبي لَهب يسب النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَيَدْعُو عَلَيْهِ فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (اللَّهُمَّ سلط عَلَيْهِ كلبك) فَجهز أَبُو لَهب الْبَز إِلَى الشَّام وَبعث مَعَه وَلَده وَقَالَ لِغِلْمَانِهِ إِنِّي أَخَاف عَلَى ابْني دَعْوَة مُحَمَّد فتعاهدوه فَكَانُوا إِذا نزلُوا منزلا ألزقوه بِالْحَائِطِ وَجعلُوا عَلَيْهِ الثِّيَاب وَالْمَتَاع قَالَ فَبَيْنَمَا هم كَذَلِك إِذْ جَاءَ سبع فنشله فَقتله انْتَهَى
وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ
وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة كَذَلِك وَقَالَ هَكَذَا قَالَ عَبَّاس بن الْفضل لَهب بن أبي لَهب وعباس لَيْسَ بِالْقَوِيّ وَأهل الْمَغَازِي يَقُولُونَهُ عتبَة بن أبي لَهب وَمِنْهُم من يَقُول عتيبة انْتَهَى(3/378)
1265 - الحَدِيث الثَّانِي
رُوِيَ أَنه عَلَيْهِ الصَّلَاة السَّلَام أحب أَن يرَى جِبْرِيل فِي صورته الَّتِي جبل عَلَيْهَا فَاسْتَوَى لَهُ فِي الْأُفق الْأَعْلَى وَهُوَ أفق الشَّمْس فَمَلَأ الْأُفق
وَقيل مَا رَآهُ أحد من الْأَنْبِيَاء فِي صورته الْحَقِيقَة إِلَّا مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مرَّتَيْنِ مرّة فِي الأَرْض وَمرَّة فِي السَّمَاء
قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه فِي التَّفْسِير وَمُسلم فِي الْإِيمَان وَاللَّفْظ لَهُ من حَدِيث مَسْرُوق عَن عَائِشَة قَالَت ثَلَاث من تكلم بِوَاحِدَة مِنْهُنَّ فقد أعظم عَلَى الله الْفِرْيَة ثمَّ قَالَت أَنا أول هَذِه الْأمة سَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ (إِنَّمَا هُوَ جِبْرِيل لم أره عَلَى صورته الَّتِي رَأَيْته عَلَيْهَا غير هَاتين الْمَرَّتَيْنِ رَأَيْته متهبطا من السَّمَاء سَادًّا عظم خلقه مَا بَين السَّمَاء وَالْأَرْض) الحَدِيث
وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَلَفظه قَالَ قلت هَل رَأَى مُحَمَّد ربه فَقَالَت لقد تَكَلَّمت بِشَيْء قف لَهُ شعري ثمَّ قَرَأت لقد رَأَى من آيَات ربه الْكُبْرَى وَقَالَت من أخْبرك أَن مُحَمَّدًا رَأَى ربه فقد أعظم الْفِرْيَة وَلكنه رَأَى جِبْرِيل لم يره فِي صورته إِلَّا مرَّتَيْنِ مرّة عِنْد سِدْرَة الْمُنْتَهَى وَمرَّة فِي جِيَاد لَهُ سِتّمائَة جنَاح قد سد الْأُفق
وَبِهَذَا اللَّفْظ رَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الْحَادِي عشر من الْقسم الثَّالِث مِنْهُ
1266 - الحَدِيث الثَّالِث
فِي الحَدِيث لَا صَلَاة إِلَى أَن ترْتَفع الشَّمْس مِقْدَار رُمْحَيْنِ
قلت احْتج بِهِ المُصَنّف وَبِالْحَدِيثِ الَّذِي بعده عَلَى أَن التَّقْدِير جَاءَ بِالْقَوْسِ وَالرمْح وَالسَّوْط وَغير ذَلِك(3/379)
وَهَذَا الحَدِيث رَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي كتاب الطَّهَارَة من حَدِيث عَمْرو بن عبسة أَنه قَالَ يَا رَسُول الله أَي اللَّيْل أسمع قَالَ (جَوف اللَّيْل الْأَخير فصل مَا شِئْت فَإِن الصَّلَاة مَشْهُودَة مَكْتُوبَة حَتَّى تطلع الشَّمْس قيد رمح أَو رُمْحَيْنِ) الحَدِيث بِطُولِهِ وَصَححهُ
وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه عَن الْحَارِث بن الضَّحَّاك ثني مَنْصُور بن الْمُعْتَمِر سَمِعت مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر يحدث عَن أبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف عَن أَبِيه أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ سُئِلَ أَي اللَّيْل أسمع قَالَ (جَوف اللَّيْل الْأَخير ثمَّ الصَّلَاة مَقْبُولَة حَتَّى يُصَلِّي الْفجْر ثمَّ صَلَاة حَتَّى تكون الشَّمْس قيد رمح أَو رُمْحَيْنِ) الحَدِيث
وَرَوَى إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده أَنا جرير عَن مَنْصُور عَن سَالم ابْن أبي الْجَعْد عَن كَعْب بن مرّة السّلمِيّ قَالَ سُئِلَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَي اللَّيْل الْأَخير ثمَّ الصَّلَاة مَقْبُولَة حَتَّى حَتَّى يُصَلِّي الْفجْر ثمَّ لَا صَلَاة حَتَّى تكون الشَّمْس قيد رمح أَو رُمْحَيْنِ ثمَّ لَا صَلَاة حَتَّى تميل الشَّمْس ثمَّ الصَّلَاة مَقْبُول حَتَّى تكون الشَّمْس قيد رمح أَو رُمْحَيْنِ ثمَّ لَا صَلَاة حَتَّى تغرب الشَّمْس انْتَهَى
وَرَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ فِي علله من حَدِيث الثَّوْريّ عَن مَنْصُور بِهِ سَوَاء
1267 - الحَدِيث الرَّابِع
فِي الحَدِيث لَقَاب قَوس أحدكُم من الْجنَّة وَمَوْضِع قُذَّة خير من الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا قَالَ المُصَنّف والقذ السَّوْط
قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه فِي كتاب الرقَاق فِي بَاب صفة الْجنَّة من حَدِيث إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر عَن حميد عَن أنس عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (لَرَوْحَة فِي سَبِيل الله أَو غدْوَة خير من الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا وَلَقَاب قَوس أحدكُم من الْجنَّة أَو مَوضِع قذ يَعْنِي سَوْطه خير من الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا وَلَو أَن امْرَأَة من أهل الْجنَّة اطَّلَعت عَلَى(3/380)
الأَرْض لَأَضَاءَتْ مَا بَينهمَا وَلَمَلَأَتْهُ ريحًا وَلنَصِيفهَا يَعْنِي الْخمار عَلَى رَأسهَا خير من الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا) وَفِيه قصَّة
وَرَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده كَذَلِك بِدُونِ الْقِصَّة
1268 - الحَدِيث الْخَامِس
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ فِي سِدْرَة الْمُنْتَهَى (أريت عَلَى كل ورقة من وَرقهَا ملكا قَائِما يسبح الله تَعَالَى)
قلت رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره ثني يُونُس بن عبد الْأَعْلَى أَنا ابْن وهب قَالَ قَالَ عبد الرَّحْمَن بن زيد بن أسلم فِي قَوْله إِذْ يغشى السِّدْرَة مَا يغشى قيل لَهُ يَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَي شَيْء رَأَيْت يغشى تِلْكَ السِّدْرَة قَالَ (رَأَيْتهَا يَغْشَاهَا فرَاش من ذهب وَرَأَيْت عَلَى كل ورقة ملكا قَائِما يسبح الله تَعَالَى) انْتَهَى وَهُوَ مُرْسل
1269 - الحَدِيث السَّادِس
وَعَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي قَوْله إِذْ يغشى السِّدْرَة مَا يغشى قَالَ يَغْشَاهَا رَفْرَف من طير خضر وَعَن ابْن مَسْعُود وَغَيره يَغْشَاهَا فرَاش من ذهب
قلت الأول غَرِيب
وَقَوله ابْن مَسْعُود رَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده أَنا ابْن عُيَيْنَة عَن مَالك بن مغول عَن طَلْحَة بن مصرف عَن مرّة عَن عبد الله بن مَسْعُود فِي قَوْله تَعَالَى إِذْ يغشى السِّدْرَة مَا يغشى قَالَ فرَاش من ذهب أعطي نَبِيكُم(3/381)
عِنْدهَا ثَلَاثًا فرضت عَلَيْهِ الصَّلَاة وَأعْطِي خَوَاتِم سُورَة الْبَقَرَة وَغفر لأمته الْمُقْحمَات مَا لم يشركوا بِاللَّه شَيْئا
انْتَهَى
1270 - الحَدِيث السَّابِع
رُوِيَ أَن الْعُزَّى كَانَت لغطفان وَهِي سَمُرَة فَبعث إِلَيْهَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من قطعهَا فَخرجت مِنْهَا شَيْطَانَة نَاشِرَة شعرهَا دَاعِيَة وَيْلَهَا وَاضِعَة يَدهَا عَلَى رَأسهَا فَجعل يضْربهَا بِالسَّيْفِ حَتَّى قَتلهَا وَهُوَ يَقُول
(يَا عز كُفْرَانك لَا سُبْحَانَكَ ... إِنِّي رَأَيْت الله قد أَهَانَك)
وَرجع فَأخْبر رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام (تِلْكَ الْعُزَّى وَلنْ تعبد أبدا)
قلت رَوَاهُ الْوَاقِدِيّ فِي كتاب الْمَغَازِي فِي غَزْوَة الْفَتْح بالسند والمتن الْمَذْكُورين
وَرَوَاهُ أَبُو عبد الله الْأَزْرَقِيّ من طَرِيق الْوَاقِدِيّ حَدثنِي عبد الله بن يزِيد الْهُذلِيّ عَن سعيد بن عَمْرو الْهُذلِيّ قَالَ قدم رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مَكَّة يَوْم الْجُمُعَة لعشر لَيَال بَقينَ من شهر رَمَضَان فَبَثَّ السَّرَايَا فِي كل وَجه وَأمرهمْ أَن يُغيرُوا عَلَى من لم يكن عَلَى الْإِسْلَام فَخرج هِشَام بن الْعَاصِ فِي مِائَتَيْنِ قبل يَلَمْلَم وَخرج خَالِد ابْن سعيد بن الْعَاصِ فِي ثَلَاثمِائَة قبل عُرَنَة وَبعث خَالِد بن الْوَلِيد إِلَى الْعُزَّى يَهْدِمهَا فَخرج خَالِد بن الْوَلِيد فِي ثَلَاثِينَ فَارِسًا من أَصْحَابه إِلَى الْعُزَّى حَتَّى انْتَهَى إِلَيْهَا فَهَدمهَا ثمَّ رَجَعَ إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ لَهُ (أهدمتها) قَالَ نعم قَالَ فَهَل رَأَيْت شَيْئا قَالَ لَا قَالَ (فَإنَّك لم تَهدمهَا فَارْجِع فَاهْدِمْهَا فَرجع إِلَيْهَا فَخرجت لَهُ امْرَأَة سَوْدَاء عُرْيَانَة نَاشِرَة شعرهَا فَأقبل عَلَيْهَا خَالِد بن الْوَلِيد ضربا بِالسَّيْفِ فجدلها بِاثْنَتَيْنِ وَهُوَ يَقُول يَا عز كُفْرَانك لَا سُبْحَانَكَ ... الْبَيْت ثمَّ رَجَعَ فَأخْبر النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (نعم تِلْكَ الْعُزَّى وَقد أَيِست أَن تعبد أَبَد) انْتَهَى وَهَذَا مُرْسل وَهُوَ أقرب إِلَى لفظ المُصَنّف(3/382)
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من طَرِيق مُحَمَّد بن إِسْحَاق حَدثنِي مُحَمَّد بن السَّائِب الْكَلْبِيّ عَن أبي صَالح وَعَن عِكْرِمَة عَن أبي عَبَّاس أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بعث خَالِد بن الْوَلِيد إِلَى الْعُزَّى ليهدمها وَكَانَت نَخْلَة عَلَيْهَا سَادِن فجَاء خَالِد فَهَدمهَا ثمَّ رَجَعَ إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ لَهُ (أهدمتها) قَالَ نعم قَالَ (رَأَيْت شَيْئا) قَالَ لَا قَالَ (فَإنَّك لم تَهدمهَا ارْجع فَاهْدِمْهَا) فَرجع إِلَيْهَا خَالِد فَهَدمهَا فَإِذا هُوَ بِامْرَأَة سَوْدَاء عُرْيَانَة وَاضِعَة يَديهَا عَلَى رَأسهَا وَهِي تَدْعُو بِالْوَيْلِ فَأقبل عَلَيْهَا خَالِد فَضرب رَأسهَا بِالسَّيْفِ وَهُوَ يَقُول
(يَا عز كُفْرَانك لَا سُبْحَانَكَ ... إِنِّي وجدت الله قد أَهَانَك)
ثمَّ رَجَعَ إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَأخْبرهُ قَالَ (نعم تِلْكَ الْعُزَّى وَلنْ تعبد بعد الْيَوْم أبدا) انْتَهَى
وَرَوَاهُ ابْن سعد فِي الطَّبَقَات بِسَنَدِهِ عَن مُحَمَّد بن إِسْحَاق ومُوسَى بن عقبَة وَعبد الرَّحْمَن بن أبي الزِّنَاد وَجَمَاعَة فَذكر سَرَايَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَمِنْهَا سَرِيَّة خَالِد ابْن الْوَلِيد إِلَى الْعُزَّى بِلَفْظ ابْن مرْدَوَيْه
وَرَوَاهُ أَيْضا فِي تَرْجَمَة خَالِد بن الْوَلِيد أخبرنَا مُحَمَّد بن عمر هُوَ الْوَاقِدِيّ بِسَنَد الْأَزْرَقِيّ وَمَتنه قَالَ لما فتح رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مَكَّة وَبث السَّرَايَا بعث خَالِد ابْن الْوَلِيد إِلَى الْعُزَّى ... الحَدِيث
وَرَوَاهُ النَّسَائِيّ بِنَقص من حَدِيث مُحَمَّد بن فُضَيْل ثَنَا الْوَلِيد بن جَمِيع عَن أبي الطُّفَيْل عَامر بن وَاثِلَة قَالَ لما فتح رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مَكَّة بعث خَالِد بن الْوَلِيد إِلَى نَخْلَة وَكَانَت بهَا الْعُزَّى فَأَتَاهَا خَالِد وَكَانَت عَلَى ثَلَاث سمُرَات فَقطع السَّمُرَات وَهدم الْبَيْت الَّذِي كَانَ عَلَيْهَا ثمَّ أَتَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَأخْبرهُ فَقَالَ (أرجع فَإنَّك لم تصنع شَيْئا) فَرجع خَالِد فَلَمَّا أَبْصرت بِهِ السَّدَنَة وهم حَجَبتهَا أَمْعَنُوا فِي الْجَبَل وهم يَقُولُونَ يَا عزى يَا عزى فَأَتَاهَا خَالِد فَإِذا امْرَأَة عُرْيَانَة نَاشِرَة شعرهَا تحتفن التُّرَاب عَلَى رَأسهَا فَعَمَّتهَا خَالِد بِالسَّيْفِ حَتَّى قَتلهَا ثمَّ رَجَعَ إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَأخْبرهُ فَقَالَ (تِلْكَ الْعُزَّى) انْتَهَى(3/383)
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة فِي فَتْحة مَكَّة وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَأَبُو يعل الْموصِلِي فِي مُسْنده عَن الطَّبَرَانِيّ رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي دَلَائِل النُّبُوَّة فِي الْبَاب الثَّامِن وَالْعِشْرين بِسَنَدِهِ وَمَتنه
1271 - الحَدِيث الثَّامِن
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي قَوْله تَعَالَى وَإِبْرَاهِيم الَّذِي وَفَى قَالَ (وَفِي عمله كل يَوْم بِأَرْبَع رَكْعَات فِي صدر النَّهَار)
قلت رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ وَابْن مرْدَوَيْه وَابْن أبي حَاتِم والثعلبي ثمَّ الْبَغَوِيّ فِي تفاسيرهم كلهم من حَدِيث جَعْفَر بن الزُّبَيْر عَن الْقَاسِم عَن أبي أُمَامَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه تَلا هَذِه الْآيَة وَإِبْرَاهِيم الَّذِي وَفَى ثمَّ قَالَ (أَتَدْرِي مَا الَّذِي وَفَى) قلت الله وَرَسُوله أعلم قَالَ (وَفَى عمل يَوْمه بِأَرْبَع رَكْعَات فِي أول النَّهَار) انْتَهَى وَهُوَ مَعْلُول بِجَعْفَر وَزَاد ابْن مرْدَوَيْه فِيهِ وَزعم أَنَّهَا صَلَاة الضُّحَى انْتَهَى
وَرَوَاهُ أَيْضا حَدثنَا سُلَيْمَان بن أَحْمد ثَنَا أَحْمد بن أبي يَحْيَى الْحَضْرَمِيّ الْبَصْرِيّ ثَنَا مُحَمَّد بن أَيُّوب عَن عَافِيَة ثَنَا جدي ثَنَا مُعَاوِيَة بن صَالح عَن سليم بن عَامر عَن أبي أُمَامَة ... فَذكره
1272 - الحَدِيث التَّاسِع
رُوِيَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ (أَلا أخْبركُم لم سَمّى الله خَلِيلَة الَّذِي وَفَى كَانَ يَقُول إِذا أصبح وَإِذا أَمْسَى فسبحان الله حِين تمسون وَحين تُصبحُونَ إِلَى قَوْله وَحين تظْهرُونَ
قلت رَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَابْن السّني فِي كتاب عمل الْيَوْم وَاللَّيْلَة كلهم من حَدِيث ابْن لَهِيعَة عَن زبان بن فَايِد عَن سهل بن معَاذ ابْن أنس الْجُهَنِيّ عَن أَبِيه عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ (أَلا أخْبركُم لم سَمّى الله(3/384)
إِبْرَاهِيم الْخَلِيل الَّذِي وَفَى كَانَ يَقُول كلما أصبح وَأَمْسَى فسبحان الله حِين تمسون وَحين تُصبحُونَ حَتَّى ختم الْآيَة انْتَهَى
وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ وَابْن مرْدَوَيْه والثعلبي وَابْن أبي حَاتِم فِي تفاسيرهم وَهُوَ مُشْتَمل عَلَى جمَاعَة من الضُّعَفَاء وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه أَيْضا من حَدِيث رشدين بن سعد عَن زبان بن فَايِد بِهِ
1273 - قَوْله
وَكَانَت قُرَيْش تَقول لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَبُو كَبْشَة تَشْبِيها لَهُ بِرَجُل من أَشْرَافهم يُقَال لَهُ أَبُو كَبْشَة
قلت كَأَنَّهُ وهم إِنَّمَا كَانُوا يَقُولُونَ لَهُ ابْن أبي كَبْشَة كَمَا جَاءَ فِي حَدِيث أبي سُفْيَان لقد أَمر أَمر ابْن أبي كَبْشَة
1274 - الحَدِيث الْعَاشِر
عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه لم ير ضَاحِكا بعْدهَا يَعْنِي قَوْله تَعَالَى وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره من طَرِيق أَحْمد بن حَنْبَل ثَنَا وَكِيع ثَنَا زِيَاد ابْن أبي مُسلم عَن صَالح أبي الْخَلِيل قَالَ لما نزلت هَذِه الْآيَة أَفَمَن هَذَا الحَدِيث تعْجبُونَ وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ لم ير النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ضَاحِكا بعد انْتَهَى
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره حَدثنَا إِسْمَاعِيل بن عَلّي بن إِسْمَاعِيل ثَنَا عبد الله ابْن قُرَيْش الْأَسدي قَالَ وجدت فِي سَماع الْفرج بن الْيَمَان ثَنَا عمر بن يزِيد ثَنَا معبد بن خَالِد عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس قَالَ لما نزلت هَذِه الْآيَة عَلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَفَمَن هَذَا الحَدِيث تعْجبُونَ وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ قَالَ(3/385)
فَمَا رئي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بعْدهَا ضَاحِكا أَو مُبْتَسِمًا حَتَّى ذهب من الدُّنْيَا انْتَهَى
وَرَوَاهُ أَحْمد بن حَنْبَل فِي كتاب الزّهْد ثَنَا وَكِيع ... إِلَى آخر لفظ الثَّعْلَبِيّ إِلَّا أَنه زَاد بعد قَوْله ضَاحِكا أَو مُبْتَسِمًا
1275 - الحَدِيث الْحَادِي عشر
عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من قَرَأَ سُورَة والنجم أعطَاهُ الله عشر حَسَنَات بِعَدَد كل من صدق بِمُحَمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَجحد بِهِ بِمَكَّة)
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره من حَدِيث سَلام بن سليم ثَنَا هَارُون بن كثير عَن زيد بن أسلم عَن أمه عَن أبي أُمَامَة عَن أبي كَعْب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من قَرَأَ سُورَة والنجم أعطي من الْأجر عشر حَسَنَات بِعَدَد من صدق بِمُحَمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَكذب بِهِ) انْتَهَى
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه الْمُتَقَدِّمين فِي آل عمرَان وَلم يقل فيهمَا بِمَكَّة
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط بِسَنَدِهِ فِي يُونُس وَلم يقل بِمَكَّة(3/386)
سُورَة الْقَمَر(3/387)
سُورَة الْقَمَر
ذكر فِيهَا أَرْبَعَة أَحَادِيث
1276 - الحَدِيث الأول
عَن ابْن عَبَّاس وَأنس وَابْن مَسْعُود أَن الْكفَّار سَأَلُوا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ آيَة فانشق الْقَمَر مرَّتَيْنِ
قَالَ ابْن عَبَّاس انْفَلق فلقَتَيْنِ فلقَة ذهبت وَفلقَة بقيت
وَقَالَ ابْن مَسْعُود رَأَيْت حراء بَين فِلْقَتَيْ الْقَمَر
قلت أما حَدِيث أنس فَفِي الصَّحِيحَيْنِ من حَدِيث قَتَادَة عَنهُ أَن أهل مَكَّة سَأَلُوا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَن يُرِيهم آيَة فَأَرَاهُم انْشِقَاق الْقَمَر مرَّتَيْنِ رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي التَّفْسِير وَفِي الْفَضَائِل وَمُسلم فِي صفة الْقِيَامَة زَاد البُخَارِيّ فِي لفظ حَتَّى رَأَوْا حراء بَينهمَا انْتَهَى
وَأما حَدِيث ابْن عَبَّاس فَفِي الصَّحِيحَيْنِ أَيْضا من رِوَايَة عرَاك بن مَالك عَن عبيد الله بن عبد الله بن عتبَة عَن ابْن عَبَّاس قَالَ انْشَقَّ الْقَمَر عَلَى زمَان رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حَتَّى رَأَوْا حراء بَينهمَا انْتَهَى
وَأما حَدِيث ابْن مَسْعُود فَفِي الصَّحِيحَيْنِ أَيْضا من حَدِيث أبي معمر عَنهُ قَالَ بَيْنَمَا نَحن مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بمنى إِذْ انْفَلق الْقَمَر فلقَتَيْنِ وَكَانَت فلقَة وَرَاء الْجَبَل وَكَانَت فلقَة دونه فَقَالَ لنا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (اشْهَدُوا) انْتَهَى
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من حَدِيث مَنْصُور بن الْمُعْتَمِر عَن زيد بن وهب عَن عبد الله بن مَسْعُود قَالَ وَلَقَد رَأَيْت حراء بَين الشقتَيْنِ(3/389)
وَرَوَى أَبُو نعيم فِي دَلَائِل النُّبُوَّة فِي الْبَاب التَّاسِع عشر من طَرِيق الْكَلْبِيّ عَن أبي صَالح عَن ابْن عَبَّاس قَالَ انْفَلق الْقَمَر عَلَى عهد النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فلقَتَيْنِ فلقَة ذهبت وَفلقَة بقيت قَالَ ابْن مَسْعُود وَلَقَد رَأَيْت جبل حراء بَين فِلْقَتَيْ الْقَمَر انْتَهَى
وَقد وري حَدِيث انْشِقَاق الْقَمَر من حَدِيث ابْن عمر وَهُوَ فِي مُسلم من رِوَايَة مُجَاهِد عَنهُ وَمن حَدِيث جُبَير بن مطعم رَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه عَن حُصَيْن ابْن عبد الرَّحْمَن عَن مُحَمَّد بن جُبَير بن مطعم عَن أَبِيه قَالَ انْشَقَّ الْقَمَر عَلَى عهد رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَصَارَ فرْقَتَيْن فرقة عَلَى هَذَا الْجَبَل وَفرْقَة عَلَى هَذَا الْجَبَل فَقَالُوا سحرنَا مُحَمَّد فَقَالُوا إِن كَانَ سحرنَا فَإِنَّهُ لَا يَسْتَطِيع أَن يسحر النَّاس كلهم انْتَهَى
وَقَالَ صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ انْتَهَى
وَرَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده وَالْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة
1277 - الحَدِيث الثَّانِي
عَن حُذَيْفَة أَنه خطب بِالْمَدَائِنِ فَقَالَ أَلا إِن السَّاعَة قد اقْتَرَبت وَإِن الْقَمَر قد انْشَقَّ عَلَى عهد رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ
قلت رَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك فِي الْأَهْوَال من حَدِيث إِسْمَاعِيل بن علية عَن عَطاء بن السَّائِب عَن أبي عبد الرَّحْمَن السّلمِيّ قَالَ نزلنَا الْمَدَائِن فَكُنَّا مِنْهَا عَلَى فَرسَخ فَجَاءَت الْجُمُعَة فَحَضَرَ أبي وَحَضَرت مَعَه فَخَطَبنَا حُذَيْفَة فَقَالَ أَلا إِن الله يَقُول اقْتَرَبت السَّاعَة وَانْشَقَّ الْقَمَر أَلا وَإِن السَّاعَة قد اقْتَرَبت وَإِن الْقَمَر قد انْشَقَّ عَلَى عهد نَبِيكُم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَلا وَإِن الدُّنْيَا قد أَذِنت بِفِرَاق أَلا وَإِن الْيَوْم الْمِضْمَار وَغدا السباق فَقلت إِنِّي لأستبق النَّاس غَدا فَقَالَ يَا بني إِنَّك لجَاهِل إِنَّمَا السباق بِالْأَعْمَالِ انْتَهَى
وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه فِي الْجُمُعَة وَأَبُو نعيم فِي الْحِلْية فِي تَرْجَمَة حُذَيْفَة(3/390)
وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ وَمن طَرِيقه الثَّعْلَبِيّ فِي تفسيرهما
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه قي تَفْسِيره من طَرِيق أَحْمد بن حَنْبَل ثَنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر ثَنَا شُعْبَة عَن عَطاء بن السَّائِب
1278 - الحَدِيث الثَّالِث
عَن عِكْرِمَة قَالَ لما نزلت سَيهْزمُ الْجمع قَالَ عمر أَي جمع يهْزم فَلَمَّا رَأَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ثَبت فِي الدرْع وَهُوَ يَقُول سَيهْزمُ الْجمع عرف تَأْوِيلهَا
قلت رَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي تَفْسِيره أَنا معمر عَن قَتَادَة عَن أَيُّوب عَن عِكْرِمَة أَن عمر بن الْخطاب قَالَ لما نزلت سَيهْزمُ الْجمع وَيُوَلُّونَ الدبر قَالَ عمر أَي جمع يهْزم أَي جمع يغلب قَالَ عمر فَلَمَّا كَانَ يَوْم بدر رَأَيْت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ثَبت فِي الدرْع وَهُوَ يَقُول سَيهْزمُ الْجمع وَيُوَلُّونَ الدبر فَعرفت تَأْوِيلهَا يَوْمئِذٍ انْتَهَى
وَعَن عبد الرَّزَّاق رَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي كمسنده بِسَنَدِهِ وَمَتنه
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الطَّبَرِيّ وَابْن أبي حَاتِم فِي تفسيريهما
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره وَأخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط عَن عبد الْمجِيد بن عبد الْعَزِيز بن أبي رواد عَن معمر عَن قَتَادَة عَن أنس أَن عمر بن الْخطاب قَالَ ... الحَدِيث بِحُرُوفِهِ
1279 - الحَدِيث الرَّابِع
عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (من قَرَأَ سُورَة الْقَمَر فِي كل غب بَعثه الله يَوْم الْقِيَامَة وَوَجهه مثل الْقَمَر لَيْلَة الْبَدْر) من قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره أخبرنَا أَبُو الْحسن مُحَمَّد بن الْقَاسِم الْفَقِيه ثَنَا أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن يزِيد الْعدْل ثَنَا أَبُو يَحْيَى الْبَزَّار ثَنَا مُحَمَّد بن مَنْصُور(3/391)
ثَنَا مُحَمَّد بن عمرَان بن عبد الرَّحْمَن بن أبي لَيْلَى ثني أبي عَن مجَالد بن عبد الْوَاحِد عَن الْحجَّاج بن عبد الله عَن أبي الْجَلِيل عَن عَلّي بن زيد وَعَطَاء بن أبي مَيْمُونَة عَن زر بن حُبَيْش عَن أبي بن كَعْب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من قَرَأَ سُورَة اقْتَرَبت السَّاعَة فِي كل غب بعث يَوْم الْقِيَامَة وَوَجهه عَلَى صُورَة الْقَمَر لَيْلَة الْبَدْر وَمن قَرَأَهَا فِي كل لَيْلَة فَهُوَ أفضل وَجَاء يَوْم الْقِيَامَة وَوَجهه مُسْفِر عَلَى وُجُوه الْخَلَائق) انْتَهَى
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بِسَنَدِهِ الثَّانِي فِي آل عمرَان
وَرَوَاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط بِسَنَدِهِ فِي يُونُس(3/392)
سُورَة الرَّحْمَن جلّ وَعلا(3/393)
سُورَة الرَّحْمَن جلّ وَعلا
ذكر فِيهَا خَمْسَة أَحَادِيث
1280 - الحَدِيث الأول
قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (أَلظُّوا بِيَاذَا الْجلَال وَالْإِكْرَام)
قلت رُوِيَ من حَدِيث أنس وَمن حَدِيث أبي هُرَيْرَة من حَدِيث ربيعَة ابْن عَامر
أما حَدِيث أنس فَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي الدَّعْوَات من طَرِيقين
أَحدهمَا عَن يزِيد الرقاشِي عَن أنس أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (أَلظُّوا بِيَاذَا الْجلَال وَالْإِكْرَام) انْتَهَى وَقَالَ حَدِيث غَرِيب وَقد رُوِيَ عَن أنس من غير هَذَا الْوَجْه ثمَّ أخرجه من حَدِيث المؤمل بن إِسْمَاعِيل ثَنَا حَمَّاد ابْن سَلمَة وَعَن حميد عَن أنس عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره ثمَّ قَالَ حَدِيث غَرِيب غير مَحْفُوظ وَإِنَّمَا يرْوَى عَن حَمَّاد بن سَلمَة عَن حميد عَن الْحسن الْبَصْرِيّ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَهُوَ أصح انْتَهَى
وَالْأول رَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَابْن أبي شيبَة فِي مسنديهما
وَبِالسَّنَدِ الثَّانِي رَوَاهُ أَبُو يعلي الْموصِلِي وَالْبَزَّار فِي مسنديهما
قَالَ أَبُو يعلي الْموصِلِي غلط فِيهِ المؤمل وَالصَّحِيح مَا رَوَاهُ أَبُو سَلمَة ثَنَا حَمَّاد عَن ثَابت وَحميد عَن الْحسن عَن النَّبِي مُرْسلا(3/395)
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من حَدِيث روح بن عبَادَة ثَنَا حَمَّاد بن سَلمَة عَن ثَابت وَحميد عَن أنس بن مَالك عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ... فَذكره
وَقَالَ ابْن طَاهِر وَقد تَابع المؤمل فِيهِ روح بن عبَادَة وروح حَافظ ثِقَة انْتَهَى
وَأما حَدِيث أبي هُرَيْرَة فَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي كتاب الدُّعَاء من حَدِيث رشدين بن سعد ثَنَا مُوسَى بن حبيب عَن سُهَيْل بن أبي صَالح عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة مَرْفُوعا ... فَذكره وَسكت عَنهُ وَلم يتعقبه الذَّهَبِيّ
وَأما حَدِيث ربيعَة فَرَوَاهُ النَّسَائِيّ فِي سنَنه الْكُبْرَى فِي الْبعُوث وَفِي التَّفْسِير من حَدِيث عبد الله بن الْمُبَارك عَن يَحْيَى بن حسان عَن ربيعَة بن عَامر بن بجاد مَرْفُوعا ... فَذكره
وَرَوَاهُ الْحَاكِم أَيْضا فِي الْمُسْتَدْرك وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ انْتَهَى
وَرَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه قَالَ أبن طَاهِر إِسْنَاده لَا بَأْس بِهِ
وَأما حَدِيث ابْن عمر فَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من حَدِيث الْمعَافى بن عمرَان ثَنَا ابْن عَيَّاش ثَنَا عمر بن مُحَمَّد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الْخطاب عَن أَبِيه عَن عبد الله بن عمر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (أَلظُّوا بِيَاذَا الْجلَال وَالْإِكْرَام) انْتَهَى(3/396)
1281 - الحَدِيث الثَّانِي
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه سمع رجلا يُصَلِّي وَهُوَ يَقُول يَا ذَا الْجلَال وَالْإِكْرَام فَقَالَ (لقد اسْتُجِيبَ لَك)
قلت رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي الدَّعْوَات أَيْضا من حَدِيث سعيد الْجريرِي عَن أبي الْورْد عَن اللَّجْلَاج عَن معَاذ بن معَاذ بن جبل قَالَ سمع النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ رجلا يَدْعُو يَقُول اللَّهُمَّ إِنِّي أَسأَلك تَمام النِّعْمَة فَقَالَ (أَي شَيْء تَمام النِّعْمَة) قَالَ دَعْوَة دَعَوْت بهَا أَرْجُو الْخَيْر قَالَ (فَإِن تَمام النِّعْمَة دُخُول الْجنَّة) وَسمع رجلا وَهُوَ يَقُول يَا ذَا الْجلَال وَالْإِكْرَام فَقَالَ (قد اسْتُجِيبَ لَك) وَسمع رجلا وَهُوَ يَقُول اللَّهُمَّ إِنِّي أَسأَلك الصَّبْر قَالَ (سَأَلت الله الْبلَاء فَاسْأَلْهُ الْعَافِيَة) انْتَهَى
قَالَ حَدِيث حسن انْتَهَى
وَرَوَاهُ البُخَارِيّ فِي كِتَابه الْمُنْفَرد فِي الْأَدَب وَأحمد وَالْبَزَّار فِي مسنديهما قَالَ الْبَزَّار وَلَا نعلم رَوَى عَن اللَّجْلَاج إِلَّا أَبُو الْورْد انْتَهَى
وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَمن طَرِيق الطَّبَرَانِيّ رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي الْأَسْمَاء وَالصِّفَات
قَالَ ابْن أبي حَاتِم فِي علله قَالَ أَبُو زرْعَة وَأَبُو الْورْد لَا يُسمى انْتَهَى
1282 - الحَدِيث الثَّالِث
وَعَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه تَلا قَوْله تَعَالَى كل يَوْم هُوَ فِي شَأْن فَقيل لَهُ مَا هَذَا الشَّأْن قَالَ (من شَأْنه أَن يغْفر ذَنبا ويفرج كربا وَيرْفَع قوما وَيَضَع آخَرين)
قلت رُوِيَ من حَدِيث أبي الدَّرْدَاء وَمن حَدِيث ابْن عَمْرو وَمن حَدِيث عبد وَالله بن منيب
فَحَدِيث أبي الدَّرْدَاء رَوَاهُ ابْن ماجة فِي سنَنه فِي كتاب السّنة من حَدِيث يُونُس بن ميسرَة بن حَلبس عَن أم الدَّرْدَاء عَن أبي الدَّرْدَاء عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي(3/397)
قَوْله كل يَوْم هُوَ فِي شَأْن قَالَ (من شَأْنه أَن يغْفر ذَنبا ويفرج كربا وَيرْفَع قوما وَيَضَع آخَرين) انْتَهَى
وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع السَّادِس وَالْبَيْهَقِيّ فِي الْأَسْمَاء وَالصِّفَات
قَالَ الْبَزَّار وَقد رُوِيَ هَذَا الحَدِيث عَن أبي الدَّرْدَاء من غير وَجه وَهَذَا من أحسن إِسْنَاد يرْوَى بِهِ انْتَهَى
وَأما حَدِيث ابْن عمر فَرَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده حَدثنَا مُحَمَّد بن الْمثنى ثَنَا مُحَمَّد بن الْحَارِث ثَنَا مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن السَّلمَانِي عَن أَبِيه عَن ابْن عمر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لم يقل فِيهِ وَيرْفَع قوما ... إِلَى آخِره
وَأما حَدِيث عبد الله بن منيب فَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه من حَدِيث عَمْرو ابْن بكر السكْسكِي ثَنَا الْحَارِث بن عُبَيْدَة بن رَبَاح الغساني عَن أَبِيه عُبَيْدَة عَن منيب بن عبد الله بن منيب الْأَزْدِيّ عَن أَبِيه عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بِلَفْظ ابْن ماجة سَوَاء
وَرَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده والطبري والثعلبي وَابْن أبي حَاتِم فِي تفاسيرهم
قَالَ الْبَزَّار وَلَا نعلم أسْند عبد الله بن منيب عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِلَّا هَذَا الحَدِيث انْتَهَى
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره
1283 - الحَدِيث الرَّابِع
قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (الْمُؤْمِنُونَ هَينُونَ لَينُونَ)
قلت تقدم فِي الْفرْقَان(3/398)
1284 - الحَدِيث الْخَامِس
عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ (من قَرَأَ سُورَة الرَّحْمَن أَدَّى شكر مَا أنعم الله عَلَيْهِ)
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره من حَدِيث سَلام بن سليم الْمَدَائِنِي ثَنَا هَارُون ابْن كثير عَن زيد بن أسلم عَن أَبِيه عَن أبي أُمَامَة الْبَاهِلِيّ عَن أبي بن كَعْب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ (من قَرَأَ سُورَة الرَّحْمَن رحم الله ضعفه وَأَدَّى شكر مَا أنعم الله عَلَيْهِ)
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بِسَنَدِهِ الثَّانِي فِي آل عمرَان وَمتْن الثَّعْلَبِيّ
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط بِسَنَدِهِ الْمُتَقَدّم فِي يُونُس وَمتْن الثَّعْلَبِيّ(3/399)
سُورَة الْوَاقِعَة(3/401)
سُورَة الْوَاقِعَة
ذكر فِيهَا أحد عشر حَدِيثا
1285 - الحَدِيث الأول
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ (الثُّلتان من أمتِي)
قلت رُوِيَ من حَدِيث أبي بكر وَمن حَدِيث ابْن عَبَّاس
أما حَدِيث أبي بكر فَرَوَاهُ مُسَدّد فِي مُسْنده حَدثنَا خاقَان بن عبد الله بن الْأَهْتَم السَّعْدِيّ أَبُو الصَّباح حَدثنَا عَلّي بن زيد عَن عقبَة بن صهْبَان عَن أبي بكرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي قَوْله تَعَالَى ثلة من الْأَوَّلين وثلة من الآخرين قَالَ (هما جَمِيعًا من أمتِي)
وَمن طَرِيق مُسَدّد رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره وَإِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ فِي غَرِيب الحَدِيث لَهُ وَقَالَ الثلَّة الْجَمَاعَة
وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ أَيْضا ثَنَا عَلّي بن عبد الْعَزِيز ثَنَا حجاج بن الْمنْهَال ثَنَا حَمَّاد بن سَلمَة عَن عَلّي بن زيد بِهِ
وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مسنديهما ثَنَا حَمَّاد بن زيد عَن عَلّي بن زيد عَن عقبَة بن صهْبَان عَن أبي بكرَة فِي قَوْله تَعَالَى ثلة من الْأَوَّلين وثلة من الآخرين قَالَ كلتاهما جَمِيعًا من هَذِه الْأمة قَالَ الطَّيَالِسِيّ وَقد رَوَاهُ الْحجَّاج بن أَرْطَاة عَن حَمَّاد بن سَلمَة فرفعه إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ انْتَهَى(3/403)