8527 - رجلٌ من الصحابة: لمَّا أمرَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بحفر الخندقِ عرضت لهم صخرةٌ حالت بينهم وبين الحفرِ، فقام - صلى الله عليه وسلم - وأخذ المعول ووضعَ رداءه ناحيةَ الخندق [وقال] (1): َتَمَّتْ كلماتُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ فبرز ثلثُ الحجر وسلمانُ الفارسيُّ ينظرُ، فبرق مع ضربته - صلى الله عليه وسلم - برقةً، ثم ضرب الثانية [وقال] (2): تَمَّتْ كلماتُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً (فندر) (3) الثلثُ الآخرُ فبرقت، فرآها سلمانُ، ثم ضربَ الثالثةَ وقالَ: {وَتَمَّتْ كلمات رَبِّكَ} الآية فبرز الثلثُ الباقي، وخرجَ - صلى الله عليه وسلم - وأخذَ رداءه وجلسَ، قال سلمانُ يا رسول الله: رأيتُك حين ضربتَ ما تضربُ ضربةً إلا كانت معها برقةُ، قال له يا سلمانُ: ((رأيت ذلك؟)) قال: أي والذي بعثك بالحقِ، قالَ: ((فإنِّي حينَ ضربتُ الضربة الأولى رُفعت لي مدائنُ كسرى وما حولها ومدائنُ كثيرةٌ حتى رأيتُها بعيني))، فقال من حضر من أصحابه: يا رسول الله، أدعُ الله أن يفتحها علينا ويغنمنا ذراريهم، ويخربَ بأيدينا بلادهم، فدعا - صلى الله عليه وسلم - بذلكَ، ((ثم ضربتُ الضربة الثانيةَ فرُفعت لي مدائنٌ قيصر وما حولها حتى رأيتُها بعيني)) فقالوا: يا رسول الله: فادعُ الله أن يفتحها علينا ويغنمنا ذراريهم ويخربَ بأيدينا بلادهم فدعا - صلى الله عليه وسلم - بذلك، ((ثم ضربتُ الضربة الثالثة فرفعت لي مدائنُ حبشةَ وما حولها من القرى حتى رأيتُها بعيني))، قال - صلى الله عليه وسلم - عند ذلك: ((دعوا الحبشة ما ودعوكم واتركوا التركَ ما تركوكم)).
للنسائي (4).
_________
(1) في الأصل ((وقالت)) وهو خلاف الجادة.
(2) في الأصل ((وقالت)) وهو خلاف الجادة.
(3) في الأصل: فبرز، وما أثبتناه من النسائي 6/ 43 - 44.
(4) أبو داود (4302) مختصرا, والنسائي 6/ 43 - 44، وحسنه الألباني في صحيح النسائي (2976).(3/476)
8528 - ابنُ مسعودٍ: بينا نحنُ مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - بمنى إذ انفلق القمرُ فلقتين، فلقة وراء الجبل وفلقة دونه، فقال لنا - صلى الله عليه وسلم -: ((اشهدوا)) (1).
_________
(1) البخاري (3636)، ومسلم (2800).(3/477)
8529 - أنسُ: أنَّ أهلَ مكةَ سألوا النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أن يريهُم آيةً، فأراهم انشقاق القمر. هما للشيخين والترمذي (1).
_________
(1) البخاري (3637)، ومسلم (2802).(3/477)
8530 - وله عن جُبير بنِ مطعمٍ: انشقَّ القمرُ على عهدِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فصار فرقتين، فقالتْ قريشُ: سحر محمدٌ أعيننا، فقال بعضهم: لئن كان سحرنا ما يستطيع أن يسحر الناسَ كلهم. زاد رُزينُ: فكانوا يتلقون الرُكبان فيخبرونهم بأنَّهم قد رأوه فيكذبونهم (1).
_________
(1) الترمذي (3289)، وقال الألباني: صحيح الإسناد.(3/477)
8531 - أسماءُ بنتُ عميس: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - صلَّى الظهرَ بالصَّهباءِ ثُم أرسل عليًا في حاجةٍ، فرجعَ وقد صلَّى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - العصرَ فوضعَ رأسه في حجر عليٍّ فنام فلم يُحركه حتى غابت الشمسُ فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((اللهمَّ إنَّ عبدك عليًا احتبست بنفسيه على نبيه فردَّ عليه الشمسَ)). قالت أسماءُ: فطلعت عليه الشمسُ حتى وقفت على الجبالِ وعلى الأرض، فقام عليٌّ فتوضأ وصلَّى العصرَ ثُمَّ غابت، وذلك بالصهباءِ (1).
_________
(1) الطبراني 24/ 145. فيه محمد بن موسى الفطري، وحكم عليه بالوضع بعض العلماء منهم شيخ الإسلام ابن تيمية في ((منهاج السنة)) (4/ 188 - 195) وابن الجوزي في الموضوعات (1/ 355) وابن القيم في المنار المنيف ص (57). وقال الإمام أحمد: لا أصل له كما في كشف الخفاء للعجلوني.(3/477)
8532 - وفي روايةٍ: قالت: كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إذا نزل عليه الوحيُّ يكادُ يُغشى عليه، فأُنزل عليه يومًا وهو في حجر عليٍّ، فقالَ له - صلى الله عليه وسلم -: ((صلَّيتَ العصرَ؟)) قال: لا، فدعا الله فردَّ عليه الشمسَ حتى صلَّى العصرَ، قالت: فرأيتُ الشمس طلعت بعد ما غابت حين ردت حتى صلى العصرَ. للكبير (1).
_________
(1) الطبراني 24/ 152، وقال الهيثمي 8/ 297: رجاله رجال الصحيح غير إبراهيم بن حسن وهو ثقة وفاطمة بنت علي بن أبي طالب لم أعرفها.(3/477)
8533 - عائشةُ: كان لآل رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وحشٌ، فإذا خرجَ - صلى الله عليه وسلم - لعب واشتدَّ وأقبل وأدبر، فإذا أحسَّ به - صلى الله عليه وسلم - ربض فلم يترمرم ما دام - صلى الله عليه وسلم - في البيتِ كراهية أن يُؤذيه. لأحمد والموصلي والبزار والأوسط (1).
_________
(1) أحمد 6/ 112 - 113، وأبو يعلى 8/ 121 (4660)، والبزار كما في ((كشف الأستار)) (2450)، والطبراني في ((الأوسط)) 6/ 348 - 349 (6591). وقال الهيثمي 9/ 3 - 4: رجال أحمد رجال الصحيح.(3/478)
8534 - ابنُ عباس: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أقام بمكة [ثلاث] (1) عشرة سنةً يُوحى إليه وتُوفيَّ وهو ابنُ ثلاثٍ وستين (2).
_________
(1) في الأصل (ثلاثة) وهو خلاف الجادة.
(2) البخاري (3903)، ومسلم (2351).(3/478)
8535 - وفي رواية: أقام بمكةَ خمس عشرة سنةً يسمعُ الصوت ويرى الضوءَ ولا يرى شيئًا سبع سنين، وثماني سنين يوُحى إليه، وأقامَ بالمدينة عشرًا وتُوفيَّ وهو ابنُ خمسٍ وستين سنةً (1).
_________
(1) مسلم (2353) 123.(3/478)
8536 - وفي أخرى أُنْزِلَ عليه - صلى الله عليه وسلم - وهو ابنُ أربعينَ فمكث ثلاث عشرةَ، ثمَّ أُمر بالهجرة فهاجرَ إلى المدينة فمكث بها عشر سنين (1).
_________
(1) البخاري (3902)، ومسلم (2351).(3/478)
8537 - وفي أخرى: عن عمروِ بنِ دينارٍ: قلتُ لعروة: كم لبث - صلى الله عليه وسلم - بمكةَ؟ قال: عشرًا، قلتُ: فابنُ عباسٍ يقول: بضع عشرةَ فغفره، وقال: إنما أخذه من قولِ الشاعرِ. ثوى في قريشٍ بضع عشرة حجةً. للشيخين والترمذي (1).
_________
(1) مسلم (2350).(3/478)
8538 - أنسُ: تُوفيَّ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - وهو ابنُ ثلاثٍ وستين سنةً، وأبو بكرٍ وهو ابنُ ثلاثٍ وستينَ، وعمر وهو ابن ثلاثٍ وستينَ. لمسلم (1).
_________
(1) مسلم (2352).(3/478)
8539 - وللترمذي عن جرير: خطب معاويةُ فقال: ماتَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - وهو ابنُ ثلاثٍ وستينَ، وأبو بكرٍ وعمرُ، وأنا ابن ثلاث وستين (1).
_________
(1) مسلم (2352) 120.(3/478)
8540 - ابنُ عباس: قال: إن قريشًا تواصت بينها بالتمادي في الغيِ والكفر، فقال بعضهم: الذي نحن عليه أحقُ مما هو عليه هذا الصنبورُ المنبترُ فأنزل الله تعالى: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} [الكوثر:1: 2] إلى آخرها، وأتاه بعد ذلك خمسةُ أولادٍ ذكورٍ؛ أربعةٍ من خديجةَ؛ عبدِ الله وهو أكبرُهم، والطاهرِ، وقيل: إنَّ الطاهرَ هو عبدُ الله، فهم ثلاثةٌ، والطيبِ، والقاسم، وإبراهيمُ من ماريةَ، وكانَ له - صلى الله عليه وسلم - أربعُ بناتٍ؛ منهنَّ زينبُ التي كانت تحت أبي العاص بن الربيع، ورقيةُ، وأمُّ كلثومٍ، كانتا تحت عتبة وعتيبةَ ابني أبي لهبٍ، فلما نزلت {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ} [المسد:1] أمرهما بفراقهما، وتزوجَ عثمانُ أولاً رقية، وهاجرت معه إلى أرض الحبشةِ، وولدت هناك عبد الله، وبه كان يكنَّى، ثم ماتت، وتزوج بعدها أم كلثوم. وفاطمةُ، وكانت تحت عليٍّ وولدت له حسنًا، وحسينًا، ومحسنًا، وزينب كانت تحت عبد الله بن جعفر، وأم كلثوم زوَّجها عليُّ من عمرَ. لرزين.(3/479)
8541 - أنس: رفعه: ((أنَّ إبراهيم ماتَ في الثديِّ، وإنَّ له لظئران يكملان رضاعه في الجنةِ وإنه ابني)). لمسلم (1).
_________
(1) مسلم (2316).(3/479)
8542 - إسماعيل بن أبي خالد: قلتُ لابن أبي أوفى: أرأيتَ إبراهيمَ ابن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -؟ قالَ: نعم، مات صغيرًا ولو قضي أن يكون بعد محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - نبيٌّ عاش ابنهُ، ولكن لا نبيَّ بعده. للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (6194).(3/479)
من فضائل الصحابة المشتركة التي لا تخص واحدًا منهم رضي الله عنهم أجمعين(3/479)
8543 - عمران بن حُصين رفعه: ((خيرُ الناسِ قرني ثُمَّ الذين يلونهم ثُمَّ الذين يلونهم)) فلا أدري ذكر قرنين أو ثلاثةَ ((ثُمَّ إنَّ بعدهم قومًا
[ص:480] يشهدُون ولا يستشهدُون، ويخونون ولا يُؤتمنون، وينذرون ولا يُوفونَ، ويظهر فيهم السِّمنُ)). للستة إلا مالكًا (1).
_________
(1) البخاري (2651) ومسلم (2535).(3/479)
8544 - جابر رفعه: ((لا تمسُّ النارُ مسلمًا رآني، أو رأى من رآني))،قالَ طلحةُ: فقد رأيتُ جابرًا، وقال موسى: رأيت طلحةَ، قال يحيى: وقال لي موسى وقد رأيتني ونحن نرجو الله. للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (3858)، وقال: حسن غريب. وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (807).(3/480)
8545 - أبو سعيد: ((يأتي على الناسِ زمانٌ فيغزو فئام من الناسِ فيقولون هل فيكم من صاحب رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -؟)) فيقولون: نعم، ((فيفتحُ لهم، ثُمَّ يأتي على النَّاسِ زمانٌ فيغزو فئامُ من الناسِ، فيقالُ لهم: هل فيكم من صاحبَ أصحابَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -؟)) فيقولون: نعم، فيفتحُ لهم (1).
_________
(1) البخاري (2897)، ومسلم (2532).(3/480)
8546 - وفي رواية بنحوه وزاد: ((ثم يكونُ بعث الرابعِ فيقالُ: انظروا هل ترون فيهم أحدًا رأى من رأى أحدًا رأى أصحابَ النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ فيوجدُ فيفتح لهم)) (1). للشيخين والترمذي.
_________
(1) مسلم (2532).(3/480)
8547 - وعنه: كان بين خالدِ بن الوليدِ، وبين عبد الرحمن بن عوفٍ شيءٌ فسبَّه خالدُ، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تسبُّوا أصحابي، فإن أحدكم لو أنفق مثل أحدٍ ذهبًا ما بلغ مدَّ أحدهم ولا نصيفه)). للشيخين وأبي داود والترمذي (1).
_________
(1) البخاري (3673) ومسلم (2541).(3/480)
8548 - عبدُ الله بن مغفل رفعه: ((الله الله في أصحابي، لا تتخذوهم غرضًا بعدي فمن أحبَّهم فبحُبي أحبَّهم، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم، ومن آذاهم فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله، ومن آذى الله فيوُشكُ أن يأخذه)) (1).
_________
(1) الترمذي (3862) وضعفه. وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (808).(3/481)
8549 - ابنُ عمر رفعه: ((إذا رأيتم الذين يسُبُّون أصحابي فقولوا لعنةُ الله على شرِّكم)). هما للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (3866) وضعفه فقال: هذا حديث منكر والنضر وسيف مجهولان. وقال الألباني في ضعيف الترمذي (811): ضعيف جدا.(3/481)
8550 - عروةُ: قالت لي عائشةُ: يا ابنَ أُختي أُمروا أن يستغفروا لأصحاب رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فسبُّوهم. لمسلم (1).
_________
(1) مسلم (3022).(3/481)
8551 - جابر: قيل لعائشة: إن ناسًا يتناولون أصحابَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - حتى أبا بكرٍ وعمر، فقالت: وما تعجبُون من هذا؟ انقطعَ عنهم العملُ، فأحب الله أن لا يقطع عنه الأجر. لرزين (1).
_________
(1) رواه البغدادي في ((تاريخه)) 11/ 276 (6049).(3/481)
8552 - أبو موسى: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ليلةً رفع رأسه إلى السماءِ فقال: ((النجومُ أمنةٌ السماءِ، فإذا ذهبت النجومُ أتى السماءَ ما تُوعد وإني أمنةٌ لأصحابي، فإذا ذهبتُ أتى أصحابي ما يوُعدُون، وأصحابي أمنةٌ لأمتي فإذا ذهبَ أصحابي أتى أمتي ما يُوعدُون)). لمسلم (1).
_________
(1) مسلم (2531).(3/481)
8553 - بُريدة: رفعه: ((ما من أحدٍ من أصحابي يموتُ بأرضٍ إلا بُعثَ لهم نورًا، وقائدًا يومَ القيامةِ)). للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (3865)، وقال غريب وقال الألباني في ضعيف الترمذي (810): ضعيف.(3/481)
8554 - عمر: رفعه: ((سألتُ ربي عن اختلاف أصحابي من بعدي، فأوحى إليَّ يا محمدُ أنَّ أصحابك عندي بمنزلةِ النجوم من السماءِ بعضُها أقوى من بعضٍ، ولكلٍّ نورٌ، فمن أخذ بشيءٍ مما هم عليه من اختلافهم؛ فهو عندي على هدى))، وقال: ((أصحابي كالنجوم بأيهمُ اقتديتُم اهديتم)). لرزين.(3/482)
8555 - سعيد بن زيد: سمعَ من يسبُّ عليًا بحضرةِ بعضِ الأمراءِ، فقال: ألا أرى أصحابَ النبي - صلى الله عليه وسلم - يُسبُّون عندكم، ثم لا تُنكروا ولا تُغيروا سمعتُه - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: ((وإني لغنيٌُّ أن أقول عنه ما لم يقل فيسألني عنه غدًا إذا لقيتُه، أبو بكرٍ في الجنة، وعمرُ في الجنةِ، وعثمان في الجنةِ، وعليُّ في الجنةِ، وطلحةُ في الجنةِ، وزبيرُ في الجنةِ، وسعدُ بن مالكٍ في الجنةِ، وعبد الرحمن بنُ عوفٍ في الجنةِ، وأبو عبيدةَ بنُ الجرَّاح في الجنةِ))، وسكتَ عن العاشرِ، قالوا: ومن هو العاشرُ؟ فقال: سعيدُ بنُ زيدٍ يعني نفسه، ثُمَّ قال: والله لمشهدُ رجلٍ منهم مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - يغبرُ فيه وجهه خيرٌ من عملِ أحدكم ولو عمَّر عُمر نوحٍ (1).
_________
(1) أبو داود (4649)،والترمذي (3757)، وقال: حسن صحيح، وابن ماجة (134). وصححه الألباني في صحيح أبي داود (3836).(3/482)
8556 - وفي رواية: فعدَّ هؤلاء التسعة وسكت عن العاشر، فقالَ القومُ: ننشدُك الله يا أبا الأعور، من العاشر؟ قال نشدتُموني بالله، أبو الأعورِ: في الجنةِ. لأبي داود والترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (3748)، وقال: حسن صحيح. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (2947).(3/482)
8557 - أبو موسى: أنَّه توضأ في بيته ثُمَّ خرج فقال: لألزمنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - ولأكوننَّ معه يومي هذا، فجاءَ المسجدَ فسألَ عنه، فقالوا: خرجَ وجه ههنا، قال: فخرجتُ على إثره أسألُ عنه حتى دخل بئر أريسٍ، فجلستُ عند البابِ، وبابُها من جريدٍ، حتى قضى - صلى الله عليه وسلم - حاجته، وتوضَّأ فقمتُ إليه، فإذا هو قد جلس على بئر أريسٍ وتوسط قفها وكشف عن ساقيه ودلاهُما في البئر، فسلَّمتُ عليه ثم انصرفتُ فجلستُ عند البابِ فقلتُ: لأكوننَّ بوابَ النبي - صلى
[ص:483] الله عليه وسلم - اليومَ، فجاءَ أبو بكرٍ فدفع الباب فقلتُ: من هذا؟ فقال أبو بكرٍ، فقلتُ: على رسلك، ثم ذهبتُ، فقلتُ: يا رسولَ الله هذا أبو بكرٍ يستأذنُ، فقال: ((ائذن له َوبَشِّرهُ بالجنةِ))، فأقبلتُ حتى قلتُ لأبي بكرٍ ادخلْ والنبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يُبشِّرك بالجنةِ، فدخل فجلسَ عن يمينِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - معه في القفِّ ودلَّى رجليه في البئر كما صنع - صلى الله عليه وسلم - وكشف عن ساقيه، ثم رجعتُ فجلستُ وقد تركتُ أخي يتوضأ ويلحقني، فقلتُ إن يرد الله بفلانٍ يعني أخاه خيرًا يأت به، فإذا إنسانٌ يحركُ الباب فقلتُ من هذا؟ قال: عمرُ، فقلتُ: على رسلك، ثم جئتُ إليه - صلى الله عليه وسلم - فسلمتُ عليه، وقلتُ: هذا عمرُ يستأذنُ، فقال: ((ائذن له، وبشِّره بالجنةِ))، فجئتُ عمر فقلتُ: ادخلْ ويبشِّرك بالجنةِ، فدخل عمرُ فجلسَ معه في القُفِّ عن يساره ودلَّى رجليه في البئر، ثُمَّ رجعتُ فجلستُ، فقلتُ: إن يرد الله بفلان خيرًا يعني أخاه يأتِ به، فجاء إنسانٌ فحرَّكَ البابَ، فقلتُ من هذا؟ فقال: عثمان، فقلتُ: على رسلك، وجئتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فأخبرتُه، فقال: ((ائذن له وبشِّره بالجنة)) مع بلوى تصيبُه، فجئتُ فقلتُ: ادخلْ ويبشِّرك النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بالجنة مع بلوى تصيبُك، فدخل فوجد القُفَّ قد مُلئ فجلس وجاههم من
الشقِّ الآخرِ. قال ابنُ المسيبِ: فأولتُ ذلك قبورهم اجتمعت ههنا وانفرد عثمان عنهم (1).
_________
(1) البخاري (3674) ومسلم (2403).(3/482)
8558 - وفي رواية: وقلتُ: لأكوننَّ اليوم بواب النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ولم يأمرني (1).
_________
(1) البخاري (3674) ومسلم (2403).(3/483)
8559 - وفي أخرى: أنَّه - صلى الله عليه وسلم - دخل حائطًا وأمرني بحفظ بابِ الحائط بنحوه.
[ص:484] وفيه أن عثمان قال حين بشَّره اللهم صبرًا والله المستعان. وفيه أنَّ كلَّ واحدٍ منهم قال: حين بشَّره الحمدُ لله وأنَّه - صلى الله عليه وسلم - لما دخل عثمانُ غطى ركبتيه (1).
_________
(1) البخاري (3696)، ومسلم (2403).(3/483)
8560 - وفي أخرى: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قاعدٌ في مكانٍ فيه ماءٌ متكئ يركزُ بعودٍ معه بين الماءِ والطينِ. للشيخين والترمذي (1).
_________
(1) البخاري (6216)، ومسلم (2403) 28.(3/484)
8561 - علىُّ: رفعه: ((طلحة والزبير جاراي في الجنةِ)) (1).
_________
(1) الترمذي (3741)، وقال: غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (782).(3/484)
8562 - أنس رفعه: ((إنَّ الجنةَ تشتاقُ إلى ثلاثةٍ: عليٌّ وعمار وسلمان)). هما للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (3797)، وقال: حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث الحسن بن صالح، وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (793).(3/484)
8563 - أبو هريرة: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كان على حراءَ هو وأبو بكرٍ، وعثمانُ، وعليُّ، وطلحةُ، والزبيرُ فتحركتِ الصَّخرةُ، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((اهدأ فما عليك إلا نبيٌّ أو صديقٌ أو شهيدٌ)) (1).
_________
(1) مسلم (2417) والترمذي (3696).(3/484)
8564 - وفي رواية: وسعد بن أبي وقاص. لمسلمٍ والترمذي (1).
_________
(1) مسلم (2417).(3/484)
8565 - أنس: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - صعد أحدًا، وأبو بكرٍ، وعمرُ، وعثمانُ، فرَجَفَ بهم الجبلُ، فقال: ((اسكن أحدُ))، أراه ضربه برجلهِ، ((فإنما عليك نبيٌّ وصديقٌ وشهيدان)). للبخاري وأبي داود والترمذي (1).
_________
(1) البخاري (3699).(3/484)
8566 - وعنه رفعه: ((أرحمُ أمتي بأمتي أبو بكر، وأشدُّهم في أمرِ الله عمرُ، وأشدُّهم حياءً عثمانُ، وأقضاهم عليُّ، وأعلمُهم بالحلالِ والحرامِ معاذُ بنُ جبلٍ، وأفرضهم زيدُ بنُ ثابتٍ، وأقرؤُهم أبيّ بنُ كعبٍ، ولكلِّ قومٍ أمينٌ، وأمينُ هذه الأُمة أبو عبيدة بنُ الجرَّاحِ،
[ص:485] ولا أقلتِ الغبراءُ أصدقَ لهجةً من أبي ذر أشبه عيسى عليه السلام في ورعه))، قال عمرُ: أفنعرفُ له ذلك يا رسولَ الله؟ قال: ((نعم))، فاعرفه. للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (3790 - 3791)، وصححه الألباني في صحيح الترمذي (2981)،قلت: وأخرج البخاري منه ما ورد في فضل أبي عبيدة.(3/484)
8567 - ابنُ عمرو بن العاص: رفعه: ((خذوا القرآنَ من أربعةٍ من عبد الله، وسالم، ومعاذ، وأبيّ بن كعبٍ)). للشيخين والترمذي (1).
_________
(1) البخاري (4999) ومسلم (2464).(3/485)
8568 - معاذ: قيل له لما حضره الموت أوصنا، قال: اجلسوني، ففعلنا، فقال: إن العلمَ والإِيمان مكانهما، من ابتغاهما وجدهما، يقولُ ذلك ثلاثَ مراتٍ، والتمسوا العلم عند أربعة رهطٍ: عند عُويمر أبي الدرداءِ وعند سلمان الفارسيِّ، وعند ابن مسعودٍ، وعند عبدِ الله بن سلامِ، الذي كان يهوديًا فأسلم فإني سمعت النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: ((إنه عاشرُ عشرةٍ في الجنةِ)) (1).
_________
(1) الترمذي (3804)، وقال: حسن صحيح غريب، وصححه الألباني في صحيح الترمذي (2991).(3/485)
8569 - خيثمة بن أبي سبرة: أتيتُ المدينةَ فسألتُ الله أن ييسِّر لي جليسًا صالحًا، فيسر لي أبا هريرة فجلستُ إليه، فقلتُ له: إني سألتُ الله أن ييسَّر لي جليسًا صالحًا فوقعت لي، فقال لي: من أين أنتَ؟ فقلتُ: من أهلِ الكوفة جئتُ التمسُ الخير وأطلبُه، فقالَ: أليس فيكم سعدُ بن مالكٍ مجابُ الدعوةِ وابن مسعودٍ صاحب طهور النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ونعليهِ، وحذيفةُ صاحبُ سره - صلى الله عليه وسلم -، وعمَّارُ الذي أجاره الله من الشيطان على لسان نبيِّه - صلى الله عليه وسلم -، وسلمانُ صاحبُ الكتابين؟ قال قتادة: والكتابان: الإِنجيلُ والقرآنُ (1).
_________
(1) الترمذي (3811)، وقال: حسن صحيح غريب، وصححه الألباني في صحيح الترمذي (2996).(3/485)
8570 - عليُّ رفعه: ((رحم الله أبا بكرٍ زوجتي ابنته، وحملني إلى دار الهجرةِ، وصحبني في الغارِ، وأعتقَ بلالاً من مالهِ، رحم الله عمرَ، يقولُ الحقَّ
[ص:486] وإن كان مرًا، تركه الحق ومالهُ من صديقٍ، رحم الله عثمان تستحي منه الملائكةُ، رحم الله عليًا، اللهمَّ أدر الحقَّ معه حيثُ دار)) (1).
_________
(1) الترمذي (3714)، وقال الألباني في ضعيف الترمذي (767): ضعيف جدًا.(3/485)
8571 - حذيفة: رفعه: ((إني لا أدري قدر بقائي فيكم فاقتدوا بالذين من بعدي))، وأشار إلى أبي بكرٍ وعمر، ((واهتدوا بهدي عمَّارٍ، وما حدَّثكم ابنُ مسعودٍ فصدِّقُوه)). هي للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (3799)، وابن ماجة (97)،وصححه الألباني في صحيح الترمذي (2988).(3/486)
8572 - أبو بكرة: رفعه: ((من رأى الليلة رؤيا؟)) فقال رجلٌ: أنا رأيتُ كأنَّ ميزانًا نزل من السماءِ فوزنت أنت وأبو بكرٍ، فرجحت أنت بأبي بكرٍ، ووزن عمرُ وأبو بكرٍ، فرجح أبو بكرٍ، ووزن عمرُ بعثمان فرجح عمرُ، ثُمَّ رفع الميزانُ، فرأينا الكراهية في وجه النبي - صلى الله عليه وسلم -. لأبي داود والترمذي (1).
_________
(1) أبو داود (4634)، والترمذي (2287)، وقال: حسن صحيح، وصححه الألباني في صحيح الترمذي (1864).(3/486)
8573 - سمرةُ: أنَّ رجلاً قال: يا رسول الله رأيتُ كأنَّ دلوًا دُلي من السماءِ، فجاء أبو بكرٍ فأخذ بعراقيها فشرب شُربًا ضعيفًا، ثم جاءَ عمرُ فأخذ بعراقيها فشرب حتى تضلَّع، ثُمَّ جاءَ عثمانُ فأخذَ بعراقيها فشرب حتى تضلَّع، ثم جاء عليُّ فأخذ بعراقيها فانتشطت وانتضح عليه منها شيءٌ. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (4637)، وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (1004).(3/486)
8574 - جابر: رفعه: ((رأيتُني أدخلتُ الجنة فإذا بالرُّميصاء امرأةُ أبي طلحة، وسمعتُ خشفةً، فقلتُ من هذا؟ فقال: هذا بلالٌ، ورأيت قصرًا بفنائه جاريةٌ فقلتُ: لمن هذا؟)) فقالوا: لعمرَ، فأردتُ أن أدخله فأنظرَ إليه، فذكرتُ غيرتك فوليتُ مُدبرًا، فبكى عمرُ وقال: أعليك أغارُ يا رسولَ الله. للشيخين (1).
_________
(1) البخاري (3679)، ومسلم (2457).(3/486)
8575 - أسامة: كنتُ جالسًا إذ جاءَ عليُّ والعباسُ فقال: يا أسامةُ استأذن لنا على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -،
[ص:487] فقلتُ: يا رسول الله عليُّ والعباسُ يستأذنان، قال: ((أتدري ما جاءَ بهما؟)) قلتُ: لا قال: لكني أدري، فأذن لهما فدخلا، فقالا: يا رسولَ الله. إنا جئناك نسألُك أيُّ أهلك أحبُّ إليك قال: ((فاطمةُ بنتُ محمدٍ))، قالا ما جئناك نسألك عن أهلكَ، قال: ((أحبُّ أهلي إلى من أنعم الله عليه وأنعمتُ عليه، أسامةُ بن زيدٍ))، قال ثم من؟ قال: ((ثم عليُّ)) فقال العباس: جعلت عمك آخرهم؟
قال: إن عليًا سبقك بالهجرةِ (1).
_________
(1) الترمذي (3819)، وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (800).(3/486)
8576 - بريدة: رفعه: ((إنَّ الله تعالى أمرني بحبِّ أربعةٍ، وأخبرني أنَّه يحبهم))، قيل: يا رسول الله سمِّهم، قال: ((عليُّ منهم، يقولُ ذلك ثلاثًا، وأبو ذرٍ والمقدادُ وسلمانُ أمرني بحبهم وأخبرني أنه يُحبُّهم)). هما للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (3718)، وقال: حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث شريك، وابن ماجة (149)،وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (771).(3/487)
8577 - ابنُ عمر: كُنا زمن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - لا نعدلُ بأبي بكرٍ أحدًا ثم عمرَ، ثم عثمانَ، ثم نترك أصحابَ رسول - صلى الله عليه وسلم - لا نفاضل بينهم. للبخاري وأبي داود والترمذي (1).
_________
(1) البخاري (3655)، وأبو داود (4627).(3/487)
8578 - أبو هريرة رفعه: ((نعم الرجلُ أبو بكرٍ، نعم الرجلُ عمرُ، نعم الرجلُ أبو عبيدة بنُ الجراحِ، نعم الرجلُ أُسيد بن حضيرٍ، نعم الرجلُ ثابت بنُ قيس بن شماسٍ، نعم الرجلُ معاذُ بنُ جبلٍ، نعم الرجلُ عمرو بنُ الجموحِ)) (1).
_________
(1) الترمذي (3795)، وقال: حديث حسن، وصححه الألباني في صحيح الترمذي (2984).(3/487)
8579 - عليُّ: ((إنَّ كلَّ نبيٍّ أُعطي سبعةُ نُجباء أو قال: رُقباءَ، وأعطيتُ أنا أربعة عشر)) قلنا من هم؟ قال: ((أنا، وابناي، وجعفرُ، وحمزةُ، وأبو بكر، وعمرُ، ومصعبُ بن عمير، وبلالُ، وسلمانُ، وعمَّارُ والمقدادُ، وحذيفةُ، وعبد الله بن مسعودٍ)). هما للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (3785)، وقال: حسن غريب، وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (791).(3/487)
8580 - عمَّار: رأيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - وما معه إلا خمسةُ أعبدُ وامرأتان وأبو بكر. للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (3857).(3/488)
8581 - عائذ بنُ عمرو: أنَّ أبا سفيانَ أتى على سلمان، وصهيبٍ، وبلالٍ في نفرٍ بالمدينةِ، فقالوا: ما أخذت سيوفُ الله من عُنُق عدوِّ الله مأخذها، فقال أبو بكر: تقولون هذا لشيخ قريشٍ وسيدهم، فأتى أبو بكر النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فأخبره، فقال: ((يا أبا بكر أغضبتهم، لئن كنتَ أغضبتهم لقد أغضبتَ ربَّك))، فأتاهم أبو بكر فقال: يا أخوتاه أغضبتُكم؟ قالوا لا، ثُمَّ قالوا: يغفرُ الله لك يا أخي. لمسلم (1).
_________
(1) مسلم (2504).(3/488)
8582 - أبو موسى: كُنَّا عند النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - بالجعرانةِ ومعه بلالٌ، فأتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أعرابيُّ، فقال: ألا تُنجزُ لي يا محمدُ ما وعدتني؟ فقال له: ((أبشر))، فقال: قد أكثرتَ علىَّ من أبشر، فأقبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عليّ وعلى بلالٍ كهيئةِ الغضبانِ، فقال: إنَّ هذا ردُّ البشرى، فاقبلا أنتما، فقلنا قبلنا، ثم دعا بقدحٍ فيه ماءٌ فغسلَ يديه، ووجه فيه، ومجَّ فيه، ثم قال: اشربا، وأفرغا على وجوهكما، ونحوركما، وأبشرا، فأخذنا القدح ففعلنا، فنادت أمُّ سلمة من وراءِ السِّتر أفضلا لأمكُما من إنائكما، فأفضلنا لها منه طائفةً. للشيخين (1).
_________
(1) البخاري (4328)، ومسلم (2497).(3/488)
8583 - أنسُ: أنَّ رجلين من أصحابِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - خرجا من عنده في ليلةٍ مظلمةٍ ومعهما مثلُ المصباحين بين أيديهما، فلما افترقا صار مع كلِّ واحدٍ منهما واحدٌ حتى أتى أهله (1).
_________
(1) البخاري (465).(3/488)
8584 - وفي رواية: كان أُسيدُ بنُ حُضيرٍ وعبَّادُ بنُ بشرٍ عند النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فخرجا في ليلةٍ مظلمةٍ بنحوه. للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (3805).(3/488)
8585 - ابنُ عمر: جاءه رجلٌ يسألُه عن عثمانَ فذكر محاسنَ عمله، فقال: لعلَّ ذلك يسوؤك، قال: نعم، قال: فأرغمَ الله أنفك، ثم سأله عن
[ص:489] عليٍّ، فذكر محاسن عمله، قال: ذاك بيتُه أوسطُ بيوتِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: لعلَّ ذلك يسوؤك، قال: أجل، قال: فأرغم الله أنفك، انطلق فاجهد على جهدك. للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (3704).(3/488)
8586 - عمرو بن العاص: رفعه: ((هممتُ أن أبعث معاذ بن جبلٍ، وسالمًا مولى أبي حذيفة، وأُبيَّ بن كعبٍ، وابن مسعودٍ إلى الأمم كما بعثَ عيسى الحواريين))، فقال رجلٌ: ألا تبعثُ أبا بكر وعمر فإنهما أبلغ؟ فقال: ((لا غنى لي عنهما إنما منزلتُهما من الدين منزلةَ السمعِ والبصرِ)). للكبير براوٍ لم يسمِ (1).
_________
(1) ((الأوسط)) 5/ 187من حديث ابن عمر، وذكره الهيثمي 9/ 52، وقال: رواه الطبراني وفيه: راوٍ لم يسم.(3/489)
8587 - ابنُ عمر: لم يجلس أبو بكر في مجلسِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - على المنبر حتى لقي الله، ولم يجلس عمرُ في مجلس أبي بكرٍ حتى لقي الله، ولم يجلسْ عثمانُ في مجلسِ عمرَ حتى لقي الله. للأوسط (1).
_________
(1) ((الأوسط)) 8/ 49 (7923)، وقال الهيثمي 9/ 54: رجاله ثقات وفي بعضهم خلاف.(3/489)
8588 - أبو هريرة: رفعه: ((بينما راعٍ في غنمه عدا الذئبُ فأخذ منها شاةً فطلبها حتى استنفذها منه، فالتفتَ إليه الذئبُ، فقال: من لها يوم السَّبُعِ يومَ ليس لها راعٍ غيري، فقال الناسُ: سبحانَ الله، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((فإني أؤمنُ بهذا وأبو بكر وعمرُ)) (1).
_________
(1) البخاري (3663)، ومسلم (2388).(3/489)
8589 - وفي رواية: بينما رجلٌ يسوقُ بقرةً قد حمل عليها، التفتت إليه، فقالت: إني لم أخلق لهذا، ولكني خُلِقْتُ للحرث، فقال الناس: سبحانَ الله تعجبًا وفزعًا أبقرة تتكلمُ؟ فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((فإني أومن بهذا وأبو بكر وعمر)) (1).
_________
(1) البخاري (3663، 3471)، ومسلم (2388).(3/489)
8590 - وفي أخرى: بينما رجل يسوق بقرة إذ ركبها فضربها، فقالت: إنا لم نخلق لهذا بنحوه. وفيه: ((فإني أؤمن بهذا أنا وأبو بكر وعمرُ وما هما ثمَّ)). للشيخين والترمذي (1).
_________
(1) البخاري (3471)، ومسلم (2388).(3/490)
8591 - أبو سعيدٍ رفعه: ((إنَّ أهلَ الدرجات العُلى ليراهُم من تحتهم كما ترون النَّجم الطالعَ في أُفق السماءِ، وإنَّ أبا بكرٍ وعمر منهم وأنعما)). لأبي داود والترمذي (1).
_________
(1) أبو داود (3987)، والترمذي (3658)، وقال: حسن، وابن ماجة (96)،وصححه الألباني في صحيح الترمذي (2892).(3/490)
8592 - عليُّ: قالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - لأبي بكرٍ وعمر: ((هذان سيِّدًا كُهول أهلِ الجنةِ من الأولينَ والآخرينَ، إلا النبيينَ والمرسلينَ، يا عليُّ لا تخبرهما)) (1).
_________
(1) الترمذي (3665)، وابن ماجة (95)،وصححه الألباني في صحيح الترمذي (2897).(3/490)
8593 - ابنُ عمر: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - خرج ذات يومٍ فدخلَ المسجدَ وأبو بكر وعمرُ، أحدُهما عن يمينه والآخر عن شماله، وهو آخذٌ بأيديهما، وقال: ((هكذا نُبعثُ يوم القيامةِ)) (1).
_________
(1) الترمذي (3669)، وقال: غريب. وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (755).(3/490)
8594 - أنسُ: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كان يخرجُ على أصحابهِ من المهاجرينَ والأنصار ولا يرفعُ طرفه أولاً إلا إلى أبي بكرٍ وعمرَ، كانا ينظران إليه وينظر إليهما، ويتبسمانِ إليه ويتبسمُ إليهما خاصةً، وإلى سائر أصحابهِ عامةً (1).
_________
(1) الترمذي (3668)، وقال: غريب. وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (754).(3/490)
8595 - أبو سعيد رفعه: ((ما من نبيٍّ إلا وله وزيران من أهلِ السماءِ، ووزيران من أهل الأرضِ، فأما وزيراي من أهل السماءِ فجبريلُ وميكائيلُ، وأمَّا وزيراي من أهلِ الأرضِ فأبو بكرٍ وعمرُ)) (1).
_________
(1) الترمذي (3680)، وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (758).(3/490)
8596 - ابنُ عمر رفعه: ((أنا أولُ من تنشقُ عنه الأرضُ يوم القيامةِ، ثم أبو بكر، ثم عمرُ، فنأتي البقيعَ فيُحشرون معي، ثم ننتظرُ أهل مكةَ حتى نحشر بين الحرمينِ)). هي للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (3692)، وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (761).(3/491)
8597 - محمدُ بنُ الحنفية: قلتُ لأبي: أيُّ الناسِ خيرٌ بعد النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: أبو بكر، قلتُ: ثم منْ؟ قال: عمر وخشيتُ أن أقولَ ثم من؟ فيقول عثمانُ، قلتُ: ثم أنتَ؟ قال: ما أنا إلا رجلٌ من المسلمين. للبخاري، وأبي داود (1).
_________
(1) البخاري (3671)، أبو داود (4629).(3/491)
8598 - عائشةُ: بينا رأسُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - في حجري في ليلة ضاحيةٍ إذ قلت: يا رسولَ الله يكونُ لأحدِ من الحسناتِ عددُ نجوم السماءِ؟ قال: نعم، عمرُ، قلت: فأين حسناتُ أبي؟ قال: إنما جميعُ حسناتِ عمر كحسنةٍ واحدةٍ من حسناتٍ أبي بكرٍ. لرزين (1).
_________
(1) قال الألباني في المشكاة (6059): موضوع.(3/491)
8599 - أنس: رفعه: ((السُّبَّاقُ أربعةٌ: أنا سابقُ العربِ، وصهيبُ سابقُ الروم، وسلمان سابقُ الفرسِ، وبلالُ سابقُ الحبشةِ)). للكبير (1).
_________
(1) الطبراني 8/ 29 (7288)، وقال الهيثمي 9/ 305: ورجاله رجال الصحيح، غير عمارة بن زادان، وهو ثقة وفيه خلاف. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1315).(3/491)
8600 - ابنُ مسعود: كان أولُ من أظهر إسلامه سبعةٌ: رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، وأبو بكرٍ، وعمارُ، وأمه سميةُ، وصهيبُ، وبلالُ، والمقدادُ، فأمَّا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فمنعه الله بعمِّه أبي طالبٍ، وأمَّا أبو بكرٍ فمنعه الله بقومه، وأما سائرهم فأخذهم المشركون وألبسوهم أدراع الحديد، وصهروهم في الشمسِ، فما منهم من أحدٍ إلا وقد، واتاهم على ما أرادوا إلا بلالاً فإنه هانت عليه نفسه في الله، وهان على قومِه فأخذوه فأعطوه الولدان، فجعلوا يطوفون به في شعابِ مكةَ ويقول: أحد أحد. للقزويني (1).
_________
(1) ابن ماجة (150)، قال البوصيري في ((زوائدده)) ص49: هذا إسناد رجاله ثقات.(3/491)
مناقب أبي بكر الصّديق - رضي الله عنه -(3/492)
8601 - عروةُ: أبو بكر اسمهُ عبد الله بنُ عثمانَ بنُ عامرٍ بنُ عمروٍ بنُ كعبٍ بنُ سعدٍ بنُ تيمٍ بنُ مُرة، وأمُّهُ أمُ الخير سلمى بنتُ صخرٍ بنُ عامرٍ ابنُ عمرو بنُ كعبٍ. للكبير مطولاً (1).
_________
(1) الطبراني 1/ 51 - 52 (1)، وقال الهيثمي 9/ 40: إسناده حسن.(3/492)
8602 - عائشةُ: دخلَ أبو بكرٍ على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فقال له: ((أبشر، فأنتَ عتيقُ الله من النَّارِ))، فمن يومئذٍ سُمِّي عتيقًا (1).
_________
(1) الترمذي (3679)، وقال: حديث غريب. صححه الألباني في ((الصحيحة)) (1574).(3/492)
8603 - أبو هريرة رفعهُ: ((ما لأحدٍ عندنا يدًا إلا وقد كافأناه، ما خلا أبا بكر، فإن له عندنا يدًا ليكافأه الله بها يوم القيامةِ، وما نفعني مالُ أحدٍ قط، ما نفعني مالُ أبي بكر، ولو كنتُ متخذًا خليلاً من النَّاسِ لاتخذتُ أبا بكرٍ خليلاً، وإنَّ صاحبَكم خليلُ الله))، هما للترمذي.
زاد رزين: ((وما عرضتُ الإِسلام على أحدٍ إلا كانت له كبوةٌ، إلا أبو بكرٍ، فإنه لم يتلعثمْ في قولهِ)) (1).
_________
(1) الترمذي (3661)، وقال: حسن غريب من هذا الوجه، وابن ماجة (94) مختصرا، وصححه الألباني في صحيح الترمذي (2894).(3/492)
8604 - وعنه رفعهُ: ((أتاني جبريلُ، فأخذ بيدي فأراني بابَ الجَّنةِ التي تدخلُ منهُ أمَّتي))، فقال أبو بكرٍ: يا رسول الله وددتُ أني كنتُ معكَ حتى أنظرَ إليهِ، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((أما إنَّك يا أبا بكرٍ أولُ من يدخلُ الجَّنة من أمَّتي)). لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (4652)، وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (1008).(3/492)
8605 - وعنهُ: رفعه: ((من أنفق زوجين في سبيل الله نُودي من أبوابِ الجنَّة يا عبد الله هذا خيرٌ، فمن كان من أهلِ الصَّلاة دُعى من باب الصَّلاةِ، ومن كان من أهلِ الجهاد دُعى من بابِ الجهادِ، ومن كان من أهلِ الصَّدقةِ دُعى من باب الصَّدقةِ، ومن كان من أهلِ الصِّيام دُعى من باب الرَّيان))، فقال أبو بكرٍ: يا رسولَ الله ما على أحدٍ
[ص:493] يُدعى من تلك الأبوابِ من ضرورةٍ، فهل يُدعى أحدٌ من تلك الأبوابِ كلِّها؟ قال - صلى الله عليه وسلم -: ((نعم، وأرجو أن تكونَ منهمْ يا أبا بكرٍ)). للستة إلا أبا داود (1).
_________
(1) البخاري (1897)، ومسلم (1027).(3/492)
8606 - وعنه رفعه: ((من أصبح اليوم منكم صائمًا؟)) قال أبو بكرٍ: أنا، قال: ((فمن تبعَ اليومَ منكم جنازةً؟)) قال أبو بكرٍ: أنا، قال: ((فمن أطعم اليومَ منكم مسكينًا؟)) قال أبو بكرٍ: أنا، قال: ((فمن عادَ اليوم منكم مريضًا؟)) قال أبو بكرٍ: أنا، قال - صلى الله عليه وسلم -: ((ما اجتمعن في رجلٍ إلا دخلَ الجنةَ)). لمسلم (1).
_________
(1) مسلم (1028).(3/493)
8607 - أبو سعيد: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - جلسَ على المنبرِ فقال: ((إنَّ عبدًا خيرَّه الله بين أن يؤتيه زهرة الدنيا، وبين ما عنده، فاختار ما عنده))، فقال أبو بكرٍ: فديناك يا رسولَ الله بآبائنا وأمهاتنا، فعجبنا، فقالَ الناسُ: انظروا إلى هذا الشيخ يخبر النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - عن عبدٍ خيرَّه الله بين أن يؤتيه زهرةَ الدنيا وبين ما عنده، وهو يقول: فديناك بآبائنا وأمهاتنا، فكان - صلى الله عليه وسلم - هو المخيرُ، وكان وأبو بكرٍ هو أعلمُنا به، فقالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((إن من أمنِّ الناسِ عليَّ في صحبته ومالهِ أبا بكرٍ، ولو كنتُ متخذًا خليلاً لاتخذتُ أبا بكر خليلاً، ولكن أخوة الإِسلام، لا يبقينّ خوخةٌ إلا خوخة أبي بكرٍ)). للشيخين والترمذي بلفظه (1).
_________
(1) البخاري (466)، ومسلم (2382).(3/493)
8608 - عمر: أمَرَنا النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - أن نتصدَّقَ ووافقَ ذلك مني مالاً، فقلتُ: اليوم أسبقُ أبا بكرٍ إن سبقتُه فجئتُ بنصف مالي، فقالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((ما أبقيت لأهلك؟)) قلتُ: مثله، وأتى أبو بكر بكلِّ ما عنده، فقال: ((يا أبا بكرٍ: ما أبقيتَ لأهلك؟)) قال: أبقيتُ لهم الله ورسوله، قلتُ: ((لا أسبقهُ إلى شيء أبدًا)). لأبي داود والترمذي (1).
_________
(1) أبو داود (1678)، والترمذي (3675)، وقال: حسن صحيح. وحسنه الألباني في صحيح الترمذي (2902).(3/493)
8609 - أبو الدرداء: كنتُ جالسًا عند النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - إذ أقبلَ أبو بكرٍ آخذًا بطرفِ ثوبهِ حتى أبدى عن ركبتيه، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((أما صاحبُكم فقد غامر فسلم))، فقال: إني كان بيني وبين ابن الخطاب شيءٌ فأسرعتُ إليه ثم ندمتُ، فسألتُه أن يغفر لي، فأبى عليّ، فأقبلتُ عليك، فقال: ((يغفر الله لك يا أبا بكر ثلاثًا))، ثم إن عمر ندم وأتى منزل أبي بكرٍ، فقال أثمَّ أبو بكر؟ قالوا: لا، فأتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فجعل وجه النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - يتمعرُ حتى أشَفق أبو بكر فجثى على ركبتيهِ وقال: والله يا رسولَ الله أنا كنتُ أظلمُ مرتين، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((إن الله بعثني إليكم فقلتُم كذبت وقال أبو بكر صدقَ، وواساني بنفسهِ ومالهِ، فهل أنتم تاركوا لي صاحبي؟)) مرتين فما أوذي بعدها. للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (3661).(3/494)
8610 - عائشة رفعته: ((لا ينبغي لقومٍ فيهم أبو بكرٍ أن يؤمهم غيرهُ)). للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (3673)، وقال: حسن غريب، وضعفه الألباني، قال: ضعيف جدًا.(3/494)
8611 - عبدُ الله بن زمعة: لما اسْتُعزَّ بالنبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وأنا عنده في نفرٍ من الناسِ، دعاه بلالُ إلى الصلاةِ، فقالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((مروا أبا بكرٍ يُصلِّي بالناسِ))، فخرجتُ فإذا عمرُ في الناسِ، وكان أبو بكر غائبًا، فقلتُ يا عمرُ: قمْ، فصلِّ بالناسِ، فتقدَّم وكبَّر، فلما سمع - صلى الله عليه وسلم - صوته وكان عمر رجلاً مُجهرًا قال: ((فأين أبو بكر؟ يأبى الله ذلك والمسلمون، يأبى الله ذلك والمسلمون))، فبعث إلى أبي بكر فجاءَ بعد أن صلَّى عمرُ تلك الصلاة فصلَّى بالناسِ (1).
_________
(1) أبو داود (4660)، وصححه الألباني في صحيح أبي داود (3895).(3/494)
8612 - وفي رواية: لما سمع النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - صوتَ عمرَ خرجَ حتى أطلعَ رأسَه من حجرتهِ ثم قالَ: ((لا، لا، لا، ليُصلِّ بالناس ابن أبي قحافةَ))، يقول ذلك مغضبًا. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (4661)، صححه الألباني في صحيح أبي داود (3896).(3/494)
8613 - ابنُ مسعود: لما قُبض النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - قالت الأنصارُ: منا أميرٌ ومنكم أميرٌ، فأتاهم عمرُ فقال: ألستم تعلمون أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أمر أبا بكر أن يصليَّ بالناسِ؟ فأيكم تطيبُ نفسهُ أن يتقدمَ أبا بكرٍ؟ قالوا: نعوذُ بالله أن نتقدم أبا بكر. للنسائي (1).
_________
(1) النسائي 2/ 74 - 75، حسنه الألباني في صحيح النسائي (749).(3/495)
8614 - عائشة: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال في مرضه: ((مروا أبا بكر يُصلي بالناس))، قلتُ: إنَّ أبا بكرٍ إذا قامَ في مقامك لم يسمع الناسُ من البكاء، فَمُرْ عمر فليصلِّ بالناسِ، فقلت لحفصة: قولي له: إنَّ أبا بكر إذا قام في مقامك لم يسمع الناس من البكاء، فمر عمر فليصلِّ بالناس. ففعلتْ حفصةُ، فقال: ((إنكن لأنتنَّ صواحبُ يوسفَ، مروا أبا بكرٍ فليصلْ بالناسِ))، فقالت حفصةُ لعائشةَ: ما كنتُ لأصيب منك خيرًا (1).
_________
(1) البخاري (679)، ومسلم (418).(3/495)
8615 - وفي رواية: قالت: لقد راجعتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - في ذلك، وما حملني على كثرة مراجعتي إلا أنَّه لم يقع في قلبي أن يحبَّ الناسُ بعده رجلاً قام مقامه أبدًا، وإني كنتُ أرى لن يقوم مقامه أحدٌ إلا تشاءم الناسُ به، فأردتُ أن يعدلَ ذلك النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - عن أبي بكرٍ. للستة إلا أبا داود (1).
_________
(1) مسلم (418) 93.(3/495)
8616 - ابنُ عباس: أسلمت أمُّ أبي بكرٍ، وأمُّ عثمان، وأمُّ طلحةَ، وأمُّ الزبير، وأمُّ عبدِ الرحمنِ بن عوفٍ، وأمُّ عمارِ بن ياسرَ، وإنما سمي عتيقُ بن عثمان لحسن وجهه. للكبير بضعف (1).
_________
(1) ((الكبير)) 1/ 52 (3)، وقال الهيثمي 9/ 41: وفيه عبد الله بن شبيب وهو ضعيف.(3/495)
8617 - أبو هريرة رفعه: ((عُرجَ بي إلى السماءِ فما مررتُ بسماءٍ إلا وجدتُ فيها اسمي محمدٌ رسولُ الله، وأبو بكر الصديقُ من خلفي)). للموصلي الأوسط بضعف (1).
_________
(1) أبو يعلى 11/ 488 (6607)، و ((الأوسط)) 2/ 318 (2092)، وقال الهيثمي 9/ 41: وفيه عبد الله بن إبراهيم الغفاري، وهو ضعيف.(3/496)
8618 - موسى بن عقبة: لا نعلمُ أربعةً أدركوا النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - وأبناؤهم إلا هؤلاء الأربعة: أبو قحافة وأبو بكرٍ، وعبدُ الرحمن، وأبو عتيق بنُ عبدِ الرحمنِ واسمه محمدٌ. للكبير بخفى (1).
_________
(1) ((الكبير)) 1/ 54 (11)، وقال الهيثمي 9/ 51: وفيه محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن القاسم بن محمد ولم أعرفه.(3/496)
8619 - عائشة: تُوفيَّ أبو بكرٍ ليلةَ الثلاثاءِ ودُفن ليلاً. للكبير (1).
_________
(1) ((الكبير)) 1/ 61 (40)، وقال الهيثمي 9/ 60: ورجاله رجال الصحيح.(3/496)
8620 - الهيثم بن عمران: سمعتُ جدي يقولُ: تُوفي أبو بكرٍ وفيه طرف من السلِّ، وولي سنتين ونصفًا. للكبير (1).
_________
(1) ((الكبير)) 1/ 61 (41)، وقال الهيثمي 9/ 60: ورجاله ثقات.(3/496)
مناقب عمر بن الخطّاب - رضي الله عنه -(3/496)
8621 - ابن إسحاق: هو عمرُ بنُ الخطابِ بن نفيلِ بن عبد العزي بن رباح بن عبدِ الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي، وأمُّه حنتمة بنتُ هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمروِ بن مخزوم. للكبير (1).
_________
(1) الطبراني 1/ 64 (49).(3/496)
8622 - جابر: قال عمر لأبي بكرٍ: يا خير الناسِ بعد رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال أبو بكر: أما إنَّك إن قلتَ ذلك، فلقد سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((ما طلعتِ الشمس على رجلٍ خير من عمرَ)) (1).
_________
(1) الترمذي (3684)، وقال: حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه وليس إسناده بذاك، وقال الألباني في ضعيف الترمذي (760): موضوع.(3/496)
8623 - ابن عمر رفعه: ((اللهمَّ أعزَّ الإِسلامَ بأحبِّ هذين الرجُلين إليك، بأبي جهلِ بن هشامٍ أو بعمرَ بن الخطاب)) قال: وكان أحبَّهما إليه عمرُ. هما للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (3681)، وقال: حسن صحيح غريب، من حديث ابن عمر. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (3907).(3/496)
8624 - وعنه: لما أسلم عمرُ اجتمعَ الناسُ عند دارهِ، فقالوا: صبأ عمرُ، وأنا غلامٌ فوقَ ظهر بيتي، فجاءَ رجلٌ عليه قباءُ ديباجٍ، فقال: صبأ عمرُ، فما ذاك فأنا له جارٌ، فرأيتُ الناسَ تصدعوا عنه، فقلت: من هذا؟ قالوا: العاصُ بنُ وائلَ. للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (3865).(3/497)
8625 - وعنه رفعه: ((إن الله تعالى جعلَ الحقَّ على لسانِ عمرَ وقلبه)). وقال ابنُ عمرَ: ما نزل بالناسِ أمرٌ قط فقالوا فيه وقال فيه عمرُ، إلا نزلَ فيه القرآنُ على نحو ما قالَ فيه عمرُ. للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (3682)، وقال: حسن صحيح غريب من هذا الوجه. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (2908).(3/497)
8626 - عقبة بن عامر رفعه: ((لقد كان فيمن كان قبلكم ناسٌ محدَّثُونَ من غير أن يكونوا أنبياءَ، فإن يكن في أُمَّتي أحدٌ فإنه عمرُ)). للشيخين (1).
_________
(1) البخاري (3469) من حديث أبي هريرة، ومسلم (2398) من حديث عائشة رضي الله عنهما.(3/497)
8627 - ابن مسعود: مازلنا أعزةً منذ أسلم عمرُ. للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (3684).(3/497)
8628 - أبو سعيد: رفعه: ((بينا أنا نائمٌ رأيتُ الناسَ يُعرضُون وعليهم قمصٌ فمنها ما يبلغ الثديَّ، ومنها ما يبلغُ دونَ ذلك، وعُرض عليَّ عمرُ عليه قميصٌ يجرُّه)). قالوا: فما أولتَّه يا رسولَ الله؟ قال: ((الدينُ)). للشيخين والترمذي والنسائي (1).
_________
(1) البخاري (23)، ومسلم (2390).(3/497)
8629 - ابن عمر رفعه: ((بينا أنا نائمٌ أُتيتُ بقدح لبنٍ، فشربتُ منه، حتى إني لأرى الريَّ يخرجُ من أظافيري، ثم أعطيتُ فضلي عمرَ)). قالوا: ما أولتَّ ذلك يا رسولَ الله؟ قال: العلمَ (1).
_________
(1) البخاري (3681)، ومسلم (2391).(3/497)
8630 - أبو هريرة رفعه: ((بينا أنا نائمٌ رأيتُني على قليبٍ عليه دلوٌ، فنزعتُ منه ما شاءَ الله، ثم أخذها ابنُ أبي
[ص:498] قحافة فنزعَ بها ذَنُوبًا أو ذنوبين وفي نزعه ضعفٌ والله يغفرُ له، ثم استحالت غربًا فأخذها ابنُ الخطاب، فلم أر عبقريًا من الناس ينزعُ نزعَ عمرَ حتى ضرَبَ الناسُ بعطنٍ)). هما للشيخين والترمذي (1).
_________
(1) البخاري (3664)، ومسلم (2392).(3/497)
8631 - عمر: استأذنتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - في العُمَرَةِ فأذن لي، قال: لا تنسانا يا أخي من دعائك، أو قالَ: أشركنا يا أخي في دعائك، فقال: كلمة ما يسرُّني أن لي بها الدنيا. للترمذي وأبي داود بلفظه (1).
_________
(1) أبو داود (1498)، والترمذي (3562)، وقال: حسن صحيح، وابن ماجة (2894) ,وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (322).(3/498)
8632 - بريدة: خرجَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - في بعض مغازيه فلمَّا انصرف جاءت جارية سوداءُ فقالت: إني كنتُ نذرتُ إن ردَّك الله سالمًا أن أضربَ بين يديكَ بالدفِّ وأتغنى. فقال لها: ((إن كنت نذرت فاضربي وإلا فلا)) فقالت: نذرت وجعلتْ تضربُ. زاد رزين: وتقول:
طلع البدر علينا ... من ثنيات الوداع
وجب الشكر علينا ... ما دعا لله داعٍ
ثم اتفقا، فدخلَ أبو بكر وهي تضربُ، ثم دخلَ عليٌ وهي تضربُ، ثم دخلَ عثمان وهي تضربُ، ثم دخل عمرُ فألقت الدفَّ تحت استها وقعدت عليها، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((إنَّ الشيطان ليخافُ منك يا عمر، إني كنتُ جالسًا وهي تضربُ، فدخل أبو بكرٍ وهي تضربُ، ثم دخل عليٌ وهي تضربُ، ثم دخلَ عثمانُ وهي تضرب، فلمَّا دخلتَ أنتَ يا عمرُ، ألقتْ الدفَّ وجلستْ عليه)) (1).
_________
(1) الترمذي (3690)، وقال: حديث حسن صحيح غريب من حديث بريدة. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (2913)(3/498)
8633 - عائشة: ذكرت قصة لعب الحبشة وفيه: فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((إني لأنظرُ إلى شياطين الجنِّ والإنسِ يفرون من عمرَ)). هما للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (3691) وقال: حسن صحيح غريب من هذا الوجه. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (2914).(3/498)
8634 - سعد: استأذن عمرُ على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وعنده نسوةٌ من قريشٍ يكلمنه عاليةً أصواتِهنَّ على صوتهِ، فلما استأذن عمرُ عليه قمن يبتدرنَ الحجابَ، فأذن له فدخل وهو - صلى الله عليه وسلم - يضحك، فقال عمرُ: أضحكَ الله سنَّك، بأبي أنت وأمي ما أضحكك؟ قال: ((عجبتُ من هؤلاء اللاتي كنَّ عندي، فلمَّا سمعن صوتك ابتدرن الحجاب)) قال عمرُ: فأنت يا رسول الله لأحقُ أن يهبن، ثمَّ قال عمرُ: أي عدوات أنفسهنَّ أتهبنني ولا تهبن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قلن: نعم، أنت أفظُّ وأغلظُ مِنْ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((إيهٍ يا ابنَ الخطابِ، والذي نفسي بيدهِ ما لقيك الشيطانُ سالكًا فجًا إلا سلك فجًا غير فجِّكَ)) (1).
_________
(1) البخاري (3294)، ومسلم (2396).(3/499)
8635 - أنس وابن عمر: إن عمرَ قال: وافقت ربي في ثلاثٍ، قلتُ: يا رسول الله! لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلى فنزلت {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلّىً} [البقرة: 125] وقلتُ: يا رسولَ الله! يدخلُ على نسائك البرُّ والفاجرُ، فلو أمرتهن يحتجبن، فنزلت آيةُ الحجاب، واجتمع نساءُ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - في غيرةٍ، فقلتُ {عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجاً خَيْراً مِنْكُنَّ} [التحريم: 5] فنزلت كذلك (1).
_________
(1) البخاري (402)، ومسلم (2399).(3/499)
8636 - وفي روايةٍ: حتى أتيت إحدى نسائه فقالت يا عمرُ: أما في رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - ما يعظُ نساءه حتى تعظهُنَّ أنت؟ فأنزل الله {عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ} الآية (1).
_________
(1) البخاري (4483).(3/499)
8637 - وفي أخرى: وافقتُ ربي في ثلاثٍ: في مقامِ إبراهيم، وفي الحجابِ، وفي أسارى بدرٍ. هما للشيخين (1).
_________
(1) مسلم (2399).(3/499)
8638 - يحيى بن سعيد: أن عمرَ كان يحملُ في العام الواحدِ على أربعين ألف بعيرٍ، يحملُ الرجلَ إلى الشام على بعيرٍ، والرجلين إلى العراقِ على
[ص:500] بعيرٍ، فجاءهُ رجلٌ من أهلِ العراقِ فقال: احملني وسحيمًا، فقالَ له عمرُ: نشدتك الله أسحيمُ زقٍ؟ قال: نعم. لمالك (1).
_________
(1) مالك ص287 من رواية يحيى بن يحيى.(3/499)
8639 - المسور: لما طعنَ عمرُ جعلَ يألم، فقالَ له ابن عباسٍ: وكأنَّه يجزعه: يا أمير المؤمنين! ولئن كان ذاك لقد صحبت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأحسنتَ صحبتهُ، ثم فارقك وهو عنك راضٍ، ثم صحبت أبا بكرٍ فأحسنت صحبتهُ، ثم فارقك وهو عنك راضٍ، ثم صحبت المسلمين فأحسنت صحبتهُم، ولئن فارقتهم لتفارقنَّهم وهم عنك راضون، قال: أما ما ذكرتَ من صحبةِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - ورضاه فإنَّما ذلك من منَّ الله به عليَّ وأما ما ذكرت من صحبة أبي بكرٍ ورضاه، فإنَّما ذلك مما منَّ الله به عليَّ، وأما ما ذكرتَ من جزعي فهو من أجلك ومن أجل أصحابكَ، والله لو أن لي طلاع الأرض ذهبًا لافتديتُ به من عذاب الله قبل أن أراه. للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (3692).(3/500)
8640 - ابن عباس: إني لواقفٌ في قومٍ يدعون لعمر وقد وضع على سريرهِ فتكَّنفه الناسُ يدعون ويصلون قبل أن يرفع، فلم يرعني إلا رجلٌ أخذَ بمنكبي فإذا عليٌّ فترحَّم على عمرَ وقال: ما خلفتُ أحدًا أحبُّ إليَّ أن ألقى الله بمثلِ عمله منكَ، وايم الله إن كنتُ لأظنُّ أن يجعلك الله مع صاحبيك لأني كنتُ كثيرًا أسمعُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: ((ذهبتُ أنا وأبو بكرٍ وعمرُ، ودخلتُ أنا وأبو بكرٍ وعمرُ، وخرجتُ أنا وأبو بكرٍ وعمرُ))، فإن كنتُ لأرجو ولأظنُّ أن يجعلكَ الله معهما. للشيخين (1).
_________
(1) البخاري (3677)، ومسلم (2389).(3/500)
8641 - ابن شهاب: قال عمرُ بن عبد العزيز لأبي بكر بن سليمانَ: من أولُ من كتب أميرَ المؤمنينَ؟ فقال: أخبرتني الشفاءُ بنتُ عبد الله وكانت من المهاجرات الأولِ. أنَّ لبيد بن ربيعةَ وعديَّ بن حاتمٍ قدما المدينة، فأتيا المسجد فوجدا عمرو بن العاصِ، فقالا له: استأذن لنا على أميرِ المؤمنين، فقال: أنتما والله أصبتما اسمه فهو
[ص:501] الأميرُ ونحن المؤمنون، فدخل على عمرَ، فقال: السلامُ عليك يا أميرَ المؤمنين، فقال: ما هذا؟ فقالَ: أنت الأميرُ ونحن المؤمنون، فجرى الكتابُ من يومئذٍ (1).
_________
(1) الطبراني 1/ 64 (48)، وقال الهيثمي 9/ 61، رجاله رجال الصحيح.(3/500)
8642 - ابن مسعود: ركب عمرُ فرسًا فركضه فانكشفت فخذه فرأى أهل نجران على فخذه شامةًََ سوداء، قالوا: هذا الذي نجدُ في كتابنا أنه يخرجُنا من أرضنا. هما للكبير (1).
_________
(1) الطبراني 1/ 66 (53)، وقال الهيثمي 9/ 61: إسناده حسن.(3/501)
8643 - عمر: كنت أشد الناسِ على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فبينا أنا في بعض طرق مكة إذ رآني رجلٌ من قريشٍ، فقال: أين تذهبُ يا ابن الخطابِ؟ قلتُ: أريدُ هذا الرجل، قال: تقولُ هذا وقد ذهبت إليه أختك، فرجعتُ مغضبًا، حتى قرعت عليها البابَ، وكان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إذا أسلم بعض من لا شيء له ضمَّ الرجل والرجلين إلى الرجلِ ينفقُ عليه، وكان ضمَّ الرجلين إلى زوج أختي، فقرعتُ البابَ، فقيل من هذا؟ قلتُ: عمرُ، وقد كانوا يقرءون كتابًا في أيديهم، فلمَّا سمعُوا صوتي قاموا، حتى اختبئوا في مكانٍ وتركوا الكتاب، فلمَّا فتحت لي أختي، قلت: يا عدوة نفسها صبوت، فأضرب رأسها، فبكت وقالت: يا ابن الخطاب اصنع ما كنت صانعًا، فقد أسلمتُ، فذهبتُ فجلست على السرير إذا الصحيفة، فقلتُ: ما هذه الصحيفةُ. فقالتْ: دعنا عنك فإنِّك لا تغتسلُ من الجنابة ولا تتطهر، وهذا لا يمسُّه إلا المطهرون، فما زلتُ بها حتى أعطتنيها، فإذا فيها: بسم الله الرحمن الرحيم، فلمَّا قرأتُ، الرحمن الرحيم تذكرت من أين اشتقَّ، ثم رجعتُ إلى نفسي فقرأت {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} حتى بلغ {آمِنُوا بِالله وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيه} [الحديد: 1 - 7].
قلتُ: أشهدُ أنْ لا إله إلا الله وأشهدُ أنَّ محمدًا رسولُ الله، فخرجَ القومُ مبادرين فكبَّروا واستبشروا، ثم قالوا: أبشر يا ابن الخطابِ فإنَّ النبيَِّ - صلى الله عليه وسلم - دعا يومَ الإثنينِ: اللهمَّ أعزَّ الدين بأحبِّ الرجلينِ إليك عمرِ بن الخطابِ وأبي جهلِ بن هشامِ، وإنا نرجو أن تكونَ دعوةُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - لكَ، فقلتُ: دلوني على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - أين هو؟ فلمَّا عرفُوا
[ص:502] الصدقَ دلوني عليه، فجئتُ حتى قرعتُ البابَ، فقال: من هذا؟ قلتُ: عمرُ، وقد علموا شدَّتي عليه، ولم يعلموا بإسلامي، فما اجترأ أحدٌ منهم أن يفتح لي، حتى قالَ لهم: ((افتحوا له، فإن يرد الله به خيرًا يهده))، ففتحَ لي، فأخذ رجلانِ بعضديَّ حتى دنوتُ منه - صلى الله عليه وسلم -، فقالَ لهم: ((أرسلوه)) فجلستُ بين يديه، فأخذ بمجامع قميصي، ثم قال: ((أسلِّم يا ابن الخطابِ اللهمَّ اهده))، فقلتُ: أشهدُ أن لا إله إلا الله وأنك رسولُ الله، فكبرَّ المسلمونَ تكبيرةً سمُعت في طريقِ مكةَ وقد كانوا سبعينَ قبل ذلك، وكان الرجلُ إذا أسلم فعلم به الناسُ يضربونه ويضربُهم، فجئتُ إلى رجلٍ فقرعتُ عليه البابَ فخرجَ إليَّ، فقلتُ: أعلمتَ أني صبوتُ؟ فقالَ: لا تفعلْ ودخلَ البيتَ فأجاف البابَ دوني، فذهبت إلى آخرَ، فقلتُ له: وقال: مثل ذلك وأجافَ البابَ دوني، فقلتُ: ما هذا بشيء، فقال لي رجلٌ: أتحبُّ أن يُعلم إسلامُك؟ قلتُ: نعم، قال: إذا جلس الناسُ في الحجر فأت فلانًا فقل له فيما بينك وبينه أشعرتَ أني صبوتُ؟ فإنه قلمَّا يكتمُ شيئًا ففعلتُ ذلك، فقامَ الرجلُ فنادي بأعلى صوتهِ ألا إنَّ عمرَ قد صبأ، فثار إليَّ الناسُ فما زالوا يضربونني وأضربُهم حتى أتى خالي، فقيل له: إنَّ عمرَ قد صبأ، فقام على الحجر فنادى: ألا إني قد أجرتُ ابن أختي فانكشفوا عني، فكنتُ لا أشاءُ أن أرى أحدًا من المسلمين يُضربُ إلا رأيتُه، فقلتُ: ما هذا
بشيء إن الناسَ يُضربون ولا أُضرب، فلما جلس الناسُ في الحجر جئت إلى خالي، فقلتُ: جوارك عليك رد، فقال لا تفعل، فأبيتُ فمازلتُ أضربُ وأضربُ حتى أظهر الله تعالى الإِسلامَ. للبزار بضعف (1).
_________
(1) البزار كما في ((كشف الأستار)) (2493)، وقال الهيثمي 9/ 63 - 65: رواه البزار، وفيه: أسامة بن زيد بن أسلم، وهو ضعيف.(3/501)
8644 - عصمة رفعه: ((لو كان بعدي نبيّ لكان عمرُ)). للكبير بضعف (1).
_________
(1) الطبراني 17/ 180، وقال الهيثمي 9/ 68: وفيه الفضل بن مختار، وهو ضعيف. وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5284).(3/502)
8645 - أبو هريرة رفعه: ((إنَّ الله تعالى باهي ملائكته بعبيده عشيةَ عرفة عامةً، وباهى بعمرَ خاصةً)). للأوسط بلين (1).
_________
(1) الطبراني في ((الأوسط)) 2/ 61 (1251)، وقال الهيثمي 9/ 71: فيه عبد الرحمن بن إبراهيم القاص، وثقه أحمد، وضعفه الجمهور.(3/502)
8646 - عبد الرحمن بن يسار: شهدتُ موتَ عمرَ، فانكسفتِ الشمسُ يومئذٍ (1).
_________
(1) الطبراني 1/ 71 (79)، وقال الهيثمي 9/ 78: رجاله ثقات.(3/503)
8647 - عروةُ: لما قُتل عمرُ محا الزبيرُ اسمه من الديوانِ (1).
_________
(1) الطبراني 1/ 122 (240)، وقال الهيثمي 9/ 78: رجاله ثقات.(3/503)
8648 - المسورُ بنُ مخرمة: ولي عمرُ عشرَ سنينَ ثم تُوفيَ (1).
_________
(1) الطبراني 1/ 68 (63)، وقال الهيثمي 9/ 78: إسناده حسن.(3/503)
8649 - سالم بن عبد الله: أنَّ عمرَ قُبض وهو ابنُ خمسٍ وخمسينَ. هي للكبير (1).
_________
(1) الطبراني 1/ 69 (69)، وقال الهيثمي 9/ 78: رجاله ثقات.(3/503)
8650 - أبو بردة بن أبي موسى: قال لي عبدُ الله بنُ عمرَ: هل تدري ما قال أبي لأبيكَ؟ قلتُ: لا قالَ: فإنَّ أبي قالَ لأبيكَ: يا أبا موسى! هل يسرُّك أنَّ إسلامنا مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وهجرتنا معه، وجهادنا معه، وعملنا كلَّه معه، يردُّ لنا، وأنَّ كلَّ عملٍ عملنا بعده نجونا منه، كفافًا رأسًا برأسٍ؟ فقال أبوك لأبي: والله لقد جاهدنا بعده - صلى الله عليه وسلم - وصلِّينا وصمنا وعملنا خيرًا كثيرًا، وأسلمَ على أيدينا بشرٌ كثيرٌ، وإنَّا لنرجو ذلك، قال أبي: لكني أنا والذي نفسُ عمر بيده لوددتُ أنَّ ذلك يردُّ لنا، وأنَّ كلَّ شيءٍ عملناه بعده نجونا منه كفافًا، رأسًا برأسٍ، فقلتُ: إنَّ أباك والله كان خيرًا من أبي. للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (3915).(3/503)
8651 - أُبيّ: رفعه: ((أولُ من يصافحهُ الحقُّ عمرَ، وأول من يسلِّمُ عليه، وأولُ من يأخذُ بيده فيدخله الجنةَ)). للقزويني بضعف (1).
_________
(1) ابن ماجة (104)، وقال البوصيري في ((زوائده)) ص43 (20): إسناد ضعيف فيه داود بن عطاء المزني وقد اتفقوا على ضعفه وباقي رجاله ثقات، ورواه الحاكم من طريق سعيد بن المسيب. وقال الألباني في ضعيف ابن ماجة (20): منكر جدا.(3/503)
مناقب عثمان بن عفّان - رضي الله عنه -(3/503)
8652 - مصعبُ بن عبد الله بن الزبير: قالَ: هو عثمانُ بنُ عفانَ ابن أبي العاصِ بن أميةَ بن عبدِ شمسِ بنِ عبدِ منافِ بن قصيِّ، وأمه أروى بنتُ كريز بن ربيعة بن
[ص:504] حبيب بن عبد شمس بن عبدِ منافِ، وأمُّها أمُّ حكيم البيضاءِ بنت عبد المطلبِ عمةِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -. للكبير (1).
_________
(1) الطبراني 1/ 74 (90)، وقال الهيثمي 9/ 79 - 80 رجاله ثقات.(3/503)
8653 - عائشة: استأذن أبو بكرٍ على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وهو مضطجعٌ على فراشي عليه مرطٌ لي، فأذن له، وهو على حالهِ، فقضى إليه حاجته، ثمَّ انصرف، ثم استأذنَ عمرُ فأذنَ له وهو على تلك الحالةِ، فقضى إليه حاجتهَ ثم انصرفَ، ثم استأذنَ عثمانُ فجلسَ - صلى الله عليه وسلم - وأصلحَ عليه ثيابه وقال: ((اجمعي عليك ثيابك))، فأذن له، فقضى إليه حاجته ثم انصرفَ، فقلتُ: يا رسولَ الله! لم أرك فزعت لأبي بكرٍ وعمرَ كما فزعت لعثمانَ؟ فقال: ((يا عائشةُ! إنَّ عثمانَ رجلٌ حييٌ، وإني خشيتُ إن أذنتُ له على تلك الحالةِ أن لا يبلغ إليَّ حاجتَه)). وفي رواية: قال لها: ((ألا استحيي من رجلٍ تستحيى منه الملائكةُ)). لمسلم (1).
_________
(1) مسلم (2401)، (2402).(3/504)
8654 - ابن عمر: وقد قال له رجلٌ مصريٌّ: إني سائلُك عن شيءٍ فحدثني، هل تعلمُ أنَّ عثمانَ فرَّ يومَ أحدٍ؟ قال: نعمْ. قال: تعلم أنه تغيبَ عن بدرٍ ولم يشهد؟ قال: نعم، قالَ: تعلم أنه تغيَّب عن بيعة الرضوانِ فلم يشهدها؟ قال: نعم، قال: الله أكبرُ، فقال ابنُ عمرَ: تعال أُبين لك، أمَّا فرارُه يوم أحدٍ: فأشهدُ أنَّ الله عفا عنه، وأما تغيبُهُ عن بدرِ: فإنه كانت تحته رقيةُ بنتُ رسولٍِ الله - صلى الله عليه وسلم -، وكانت مريضةً، فقال له النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: ((إنَّ لك أجرَ رجلٍ ممن شهدَ بدرًا وسهمه))، وأمَّا تغيبُه عن بيعة الرضوانِ: فلو كان أحدٌ أعزَّ ببطنِ مكةَ من عثمان لبعثه، فبعث - صلى الله عليه وسلم - عثمانَ، وكانت بيعةُ الرضوانِ بعد ما ذهبَ عثمانُ إلى مكة، فقال - صلى الله
[ص:505] عليه وسلم - بيده اليمنى ((هذه يدُ عثمانَ))، فضربَ بها على يدهِ، وقال هذه لعثمانَ، ثم قال ابنُ عمر: اذهب بها الآنَ معكَ. للبخاري والترمذي (1).
_________
(1) البخاري (3698)، والترمذي (3706).(3/504)
8655 - عبدُ الرحمن بنُ سمرة: جاء عثمانُ إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - بألفِ دينارٍ في كُمِّه حين جهزَ جيش العسرةِ فنثرها في حجره، فرأيتُه - صلى الله عليه وسلم - يقلبُها في حجره ويقولُ: ((ما ضر عثمان ما فعل بعد اليومِ مرتين)) (1).
_________
(1) الترمذي (3701)، وقال: حديث حسن غريب من هذا الوجه. وحسنه الألباني في صحيح الترمذي (2920).(3/505)
8656 - عبدُ الرحمن بنُ خبَّاب: شهدتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - وهو يحثُّ على تجهيزِ جيش العسرة، فقام عثمانُ فقالَ: يا رسول الله، عليَّ مائةُ بعيرٍ بأحلاسها وأقتابها في سبيل الله، ثم حضَّ على الجيشِ، فقام عثمانُ فقال: يا رسول الله، عليَّ مائتا بعير بأحلاسها وأقتابها في سبيلِ الله، ثم حضَّ على الجيش، فقامَ عثمانُ فقالَ: يا رسولَ الله عليَّ ثلاثُمائةِ بعيرٍ بأحلاسها وأقتابها في سبيل الله، فأنا رأيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - ينزلُ عن المنبرِ وهو يقولُ: ((ما على عثمانَ ما عملَ بعد هذه ما على عثمان ما عمل بعد هذه)) (1).
_________
(1) الترمذي (3700)، وقال: حديث غريب، وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (764).(3/505)
8657 - طلحة بن عبيد الله رفعه: ((لكلِّ نبيٍّ رفيقٌ ورفيقي يعني في الجنةِ عثمانُ)). هي للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (3698)، وقال: غريب ليس إسناده بالقوي وهو منقطع. وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (763).(3/505)
8658 - أبو هريرة: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - لقي عثمانَ عند بابِ المسجدِ، فقالَ: ((يا عثمانُ هذا جبريلُ أخبرني أنَّ الله قد زوجكَ أم كلثومَ بمثلِ صداقِ رقيةَ على مثل صُحبتها)) (1).
_________
(1) ابن ماجة (110)، وقال البوصيري في ((زوائده)) ص44 (23): إسناده ضعيف. وضعفه الألباني في ضعيف ابن ماجة (22).(3/505)
8659 - عثمان: قال ما تغنيت ولا تمنيتُ ولا مسستُ ذكري بيميني منذ بايعتُ بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. هما للقزويني بضعف (1).
_________
(1) ابن ماجة (311)، وقال الألباني في ضعيف ابن ماجة (65): ضعيف جدًا.(3/505)
8660 - الأحنفُ بنُ قيسٍ: خرجنا حُجَّاجًا فقدمنا المدينة، فبينا نحن نضعُ رحالنا، إذ قيلَ لنا: إنَّ الناسَ قد اجتمعوا في المسجدِ وفزعنا فانطلقنا فإذا الناسُ مجتمعونَ على نفرٍ في وسطِ المسجدِ، فإذا عليٌّ والزبيرُ وطلحةُ وسعدُ، فإنا لكذلك إذ جاءَ عثمانُ وعليه ملاءة صفراءُ قد قنع بها رأسه، فقال أههنا عليٌّ؟ أههنا طلحةُ؟ أههنا الزبيرُ؟ أههنا سعدُ؟ قالوا: نعم، قال: فإني أنشدُكم بالله الذي لا إله إلا هو أتعلمونَ أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: ((من يبتاع مربدَ فلانٍ غفر الله له؟)) فابتعته بعشرين ألفًا أو بخمسةٍ وعشرين ألفًا فأتيتُه فأخبرتُه، فقال: ((اجعله في مسجدنا وأجرهُ لك))، قالوا: اللهمَّ نعم، قال: أنشدُكم بالله الذي لا إله إلاَّ هو أتعلمون أنَّه - صلى الله عليه وسلم - قال: ((من يبتاع بئر رومة غفر الله له؟)) فابتعتُها بكذا وكذا فأتيتُه فأخبرتُه، قال: ((اجعلها سقايةً للمسلمين وأجرُها لكَ))، قالوا: اللهمَّ نعم، قال: أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو، أتعلمون أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - نظرَ في وجوه القوم فقال: ((من يجهز هؤلاء غفر الله له؟)) يعني جيشَ العسرةِ، فجهزتُهم حتَّى لم يفقدوا عقالاً ولا خطامًا، قالوا: اللهمَّ نعم، قال: اللهمَّ اشهدْ، اللهمَّ اشهد، اللهمَّ اشهد. للنسائي (1).
_________
(1) النسائي 6/ 46 - 47. وضعفه الألباني في ضعيف النسائي (204).(3/506)
8661 - ثمامة بن حزن القشيري: شهدتُ يوم الدارِ حين أشرفَ عليهم عثمانُ، فقال: ائتوني بصاحبيكم اللذين ألباكم عليّ، فجيءَ بهما كأنَّهما جملان أو كأنهما حماران فأشرف عليهم عثمانُ فقال: أنشدكُم بالله بنحوه. وزاد: وأنشدُكم بالله هل تعلمون أنِّي كنتُ على ثبير مكةَ مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكرٍ وعمرَ، فتحرك الجبلُ حتَّى تساقطت حجارتُه بالحضيض، فركضهُ - صلى الله عليه وسلم - برجلِهِ وقال: ((اسكن ثبيرُ، فإنَّما عليك نبيٌّ وصديقٌ وشهيدان))، فقالوا: اللهمَّ نعم، فقال: الله أكبرُ شهدوا لي بالجنةِ وربِّ الكعبةِ ثلاثًا. للترمذي والنسائي (1).
_________
(1) الترمذي (3703)، النسائي 6/ 235 - 236، وحسنه الترمذي. وحسنه الألباني في صحيح الترمذي (2921).(3/506)
8662 - جابر: أتى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بجنازةِ رجلٍ ليصلَّى عليه، فلم يصلِّ عليه، فقيل يا رسولَ الله، ما رأيناك تركتَ الصلاة على أحدٍ قبل هذا، قال: ((إنَّه كان يبغضُ عثمانَ فأبغضهُ الله)) (1).
_________
(1) الترمذي (3709)، وقال الألباني في ضعيف الترمذي (766): موضوع.(3/507)
8663 - ابن عمر: أنّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - ذكر فتنةً وقال: ((يُقتلُ هذا فيها مظلومًا يعني عثمانَ)). هما للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (3708)، وقال: حسن. وحسنه الألباني في صحيح الترمذي (2529).(3/507)
8664 - عبيد الله بن عدى بن الخيار: أنَّ المسورَ بن مخرمةَ وعبد الرحمن بن الأسودَ قالا له: ما يمنعكَ أن تكلمَ أميرَ المؤمنين عثمان في شأن الوليدِ بن عقبةَ؟ فقد أكثر الناسُ فيه، فقصدتُ لعثمانَ حين خرجَ إلى الصلاةِ قلتُ: إن لي إليكَ حاجةً وهي نصيحةٌ لك، قال: يا أيها المرءُ أعوذُ بالله منك، فانصرفتُ فرجعتُ إليهم إذ جاء رسولُ عثمانَ فأتيتُه، فقال: ما نصيحتُك؟ فقلتُ: إنَّ الله تعالى بعثَ محمدًا - صلى الله عليه وسلم - بالحقِّ، وأنزلَ عليه الكتابَ، وكنتَ ممن استجابَ للهِ ورسولهِ، فهاجرتَ الهجرتين وصحبتَه - صلى الله عليه وسلم - ورأيتَ هديهُ وقد أكثرَ الناسُ في شأنِ الوليدِ، قال: أدركتَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قلتُ: لا ولكن خلص إليَّ من علمِهِ ما يخلصُ إلى العذراء في سترها، فقال: أما بعدُ: فإنَّ الله تعالى بعثَ محمدًا - صلى الله عليه وسلم - بالحقِّ، وكنتُ ممن استجابَ للهِ ورسولهِ، وآمنتُ بما بُعث به وهاجرتُ الهجرتين كما قلت، وصحبتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، ونلتُ صهرهُ وبايعتُه، فوالله ما عصيتُه ولا غششتُه حتَّى توفاه الله، ثم أبو بكرٍ مثلُه ثم عمرَ مثلُه، ثم استُخلفتُ أفليس لي من الحقِّ مثلُ الذي لهم؟ قلتُ: بلى، قال: فما هذه الأحاديثُ التي تبلغني عنكم؟ أمَّا ما ذكرت من شأن الوليدِ فسنأخذُ فيه بالحقِّ إن شاءَ الله ثم دعا عليًّا، فأمره أن يجلدهُ فجلدهُ ثمانين. للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (3696)، (3872).(3/507)
8665 - عبد الله بن سلام: أنَّه دخلَ على عثمانَ وهو محصورٌ فسلَّم عليه ورَّد عليه، وقال: ما جاء بك يا عبد الله بن سلامٍ؟ قال: جئتُ لأثبتَ حتَّى أستشهدَ أو يفتح الله
[ص:508] لك، ولا أرى هؤلاءِ القومِ إلا قاتلوكَ، فإن يقتلوكَ فذاك خيرٌ لك وشرٌ لهم، فقال عثمانُ: أسألُك بالذي لي عليك من الحقِّ لما خرجتَ إليهم خيرٌ يسوقه الله بك أو شرٌ يدفعه الله بكَ، فسمعَ وأطاعَ فخرجَ عليهم، فلمَّا رأوه اجتمعوا وظنُّوا أنُّه قد جاءهم ببعضِ ما يسرون به، فقامَ خطيبًا وقال في جملة خطبته: إنَّه لم يُقتل نبيٌّ فيما مضى إلا قُتل به سبعون ألفَ مقاتلٍ، ولا قُتل خليفةً قطُّ إلا قُتل به خمسةٌ وثلاثون ألفَ مقاتلٍ فلا تعجلوا على هذا الشيخِ بقتلٍ، فوالله لا يقتله رجلٌ منكم إلا لقى الله يومَ القيامةِ ويدهُ مقطوعةٌ مسلولةٌ، واعلموا أنه ليس لوالدٍ على ولدٍ حقٌّ إلا ولهذا الشيخ عليكم مثلُه، فقاموا فقالوا: كذبت اليهودُ، فقال: كذبتُم والله ما أنا بيهوديٍّ، وإنِّي لأحدُ المسلمين يعلمُ الله بذلك ورسولُه والمؤمنون، وقد أنزل الله فيَّ القرآن {قُلْ كَفَى بِالله شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ} [الرعد: 43] {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ الله وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ} [الاحقاف: 10] فقاموا فدخلوا على عثمان فذبحوه، فخرج عبدُ الله بنُ سلامٍ فقام على راحلتهِ فقال: يا أهل مصرَ يا قتلةَ عثمانَ، قتلتم أميرَ المؤمنين، أما والله لا يزالُ عهدٌ منكوثٌ ودمٌ مسفوحٌ ومالٌ مقسومٌ. للكبير مطولاً وللترمذي بعضه (1).
_________
(1) الترمذي (3803)، وقال: غريب.(3/507)
8666 - يزيد بن أبي حبيب: أنَّ عامةَ الركبِ الذين ساروا إلى عثمان جُنُّوا (1).
_________
(1) الطبراني 1/ 88 (134)، وقال الهيثمي 9/ 94: إسناده حسن قلت: ابن لهيعة. ضعيف إلا في رواية العبادلة عنه وهذا منه.(3/508)
8667 - مالك بن أنسٍ: قُتل عثمانُ فأقام مطروحًا على كناسةِ بنى فلانٍ ثلاثًا، وأتاه اثنا عشر رجلاً منهم جدِّى مالكُ بنُ أبي عامرٍ وحويطبُ بنُ عبد العزَّى وحكيمُ بنُ حزامٍ وعبدُ الله بنُ الزبيرِ وعائشةُ بنتُ عثمانَ معهم مصباح في حقٍّ، فحملوه على بابٍ، وإنَّ رأسه ليقولُ على البابِ طق طق حتَّى أتوا به البقيعَ فاختلفوا في الصلاة عليه، فصلَّى عليه حكيمٌ أو حويطبٌ، ثم أرادوا دفنه فقام رجلٌ من بني مازن فقال: لئن دفنتمُوه مع المسلمين لأخبرنَّ الناسَ غدًا فحملوه حتَّى أتوا به حشَّ كوكبٍ
[ص:509] فدفنوه، وكان عثمانُ قبل ذلك يمرُّ بحش كوكبٍٍ فيقولُ ليدفننَّ ههنا رجلٌ صالحٌ. هما للكبير، وقال: الحشُّ البستانُ (1).
_________
(1) الطبراني 1/ 78 (109)، قال الهيثمي 9/ 95: رجاله ثقات.(3/508)
8668 - مسلم بن سعيد مولى عثمان: إنَّ عثمانَ أعتق عشرينَ عبدًا فدعا بسراويلَ فشدَّها عليه ولم يلبسْها في جاهليةٍ ولا إسلامٍ وقال إنيِّ رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - البارحةَ في المنامِ وأبا بكر وعمرَ، فقالوا لي: ((اصبر فإنَّك تفطرُ عندنا القابلةَ))، فدعا بمصحفٍ فَنَشَرَهُ بين يديه فَقُتلَ وهو بين يديه. لابن أحمد والموصلي (1).
_________
(1) عبد الله بن أحمد في زوائده على المسند 1/ 72، وقال الهيثمي 7/ 232: رواه عبد الله وأبو يعلى في ((الكبير)) ورجالهما ثقات.(3/509)
8669 - زهدم الجرمي: خطبنا ابنُ عباسٍ فقال: لو أنَّ الناسَ لم يطلبوا بدم عثمانَ لَرُجِمُوا بالحجارة من السماءِ. للكبير والأوسط (1).
_________
(1) ((الكبير)) 1/ 84 (1229، وقال الهيثمي 9/ 97: رواه الطبراني في ((الكبير)) و ((الأوسط)) ورجال الكبير رجال الصحيح.(3/509)
8670 - كعب بن عجرة: ذكررسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فتنةً بها، فمرَّ رجلٌ مقنِعٌ رأسَه، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((هذا يومئذٍ على الهدى))، فوثبت فأخذتُ بضبعي عثمانَ، ثمَّ استقبلتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فقلتُ هذا؟ قال: ((هذا)) (1).
_________
(1) الترمذي (3704) ,وابن ماجة (111)، وقال البوصيري في ((زوائده)) ص44 (24): هذا إسناد منقطع. وصححه الألباني في صحيح ابن ماجة (89).(3/509)
8671 - عائشة: رفعته: ((يا عثمانُ: إنْ ولاَّك الله هذا الأمرَ يومًا فأرادكَ قومٌ أنْ تخلعَ قميصَكَ الذي قمَّصَكَ الله فلا تخلعه))، يقولُ: ذلك ثلاث مراتِ، قال النعمانُ بنُ بشيرٍ: فقلتُ لعائشةَ: ما منعكِ أن تُعلميِ الناس بهذا؟ قالت: أُنسيتهُ والله. هما للقزويني (1).
_________
(1) الترمذي (3705) ,وابن ماجة (112)، وصححه الألباني في ((صحيح ابن ماجة)) (90).(3/509)
8672 - الحسن قالَ: أُخذ الفاسقُ محمدُ بنُ أبي بكرٍ في شعبٍ من شعابِ مصرَ فأدخلَ في جوف حمارٍ فأحرقَ. للكبير (1).
_________
(1) ((الكبير)) 1/ 84 - 85 (123)، وقال الهيثمي 9/ 97: رواه الطبراني ورجاله ثقات.(3/509)
8673 - عبد الله بن سعيد عن أبيه: كُنَّا جلوسًا عند عليٍّ وعن يمينه عمارٌ وعن يساره محمَّدُ بن أبي بكرٍ، إذ جاء رجلٌ فقال: يا أمير المؤمنين! ما تقولُ في عثمانَ؟ فبدره الرجلان فقال: تسألُ عن رجلٍ كفَرَ بالله من بعد إيمانهِ ونافقَ؟ فقال الرجلُ لهما: لستُ لكما أسألُ، ولا إليكُما جئتُ، فقال له عليٌّ: لستُ أقولُ ما قالا، فقالا له جميعًا: فلم قتلناهُ إذًا؟ قال ولى عليكم فأساء الولاية في آخر أيامه وجدعتم فأسأتم، والله إني لأرجو أن أكون أنا وعثمانُ كما قال الله تعالى {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ} [الحجر:47]. للكبير بضعف (1).
_________
(1) الطبراني1/ 79 - 80 111،وقال الهيثمي 9/ 97:وفيه عبد المنعم بن بشير، ولا يحل الاحتجاج به.(3/510)
8674 - وثابُ: جاءَ محمدُ بن أبي بكرٍ في ثلاثة عشر رجلاً حتى انتهوا إلى عثمانَ فأخذ بلحيتهِ فقال بها وقال بها، حتى سمعت وقع أضراسهِ، فقال: ما يُغني عنك معاوية وفلان وفلان، فقام إليه بمشقصٍ حتَّى وجأهُ به في رأسِه، ثمَّ تعاونوا عليه حتَّى قتلُوهُ. للكبير مطولاً (1).
_________
(1) الطبراني 1/ 82 (116)، وقال الهيثمي 7/ 232: ورجاله رجال الصحيح، غير وثاب، وقد ذكره ابن أبي حاتم، ولم يجرحه أحد.(3/510)
8675 - يحيى بن بُكيرٍ: كانت الشورى فاجتمعَ الناسُ على عثمانَ لثلاثٍ بقينَ من ذي الحجةِ سنةَ ثلاثٍ وعشرين، وقُتل عثمانُ يومَ الجُمُعَةِ لثلاث عشرة خلت من ذي الحجةِ سنة خمسةٍ وثلاثينَ، وسنه ثمانٍ وثمانون سنةٍ، وكان يصفر لحيتهُ، وولايتهُ اثنتى عشرةَ سنةٍ. للكبير (1).
_________
(1) الطبراني 1/ 78 (107)، وقال الهيثمي 9/ 99: ورجاله ثقات.(3/510)
8676 - الزبيرُ: قَتَلَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يومَ الفتح رجلاً من قريشٍ صبرًا، ثم قال: ((لا يُقتلُ قرشيٌّ بعد هذا اليومِ صبرًا إلا رجلٌ قتل عثمان ابن عفان فاقتلوه، فإن لم تفعلوا تُقتَّلوا قتل الشاءِ)).للأوسط والبزار بضعف (1).
_________
(1) ((الأوسط)) 2/ 182 (1653)، والبزار كما في ((كشف الأستار)) (2518)، وقال الهيثمي 9/ 99 - 100: وفي إسناد الطبراني أبو خثيمة مصعب بن سعيد، وفي إسناد البزار: عبد ابن شبيب، وكلاهما ضعيف.(3/510)
8677 - عبد الله بن فروخ: شهدتُ عثمانَ دُفن في ثيابه بدمائهِ ولم يُغسَّل. لابن أحمد (1).
_________
(1) عبد الله بن أحمد في زوائده على المسند 1/ 73.(3/510)
مناقب الإمام على - رضي الله عنه -(3/511)
8678 - جابر رفعه: ((الناسُ من شجرٍ شتَّى، وأنا وعلىٌ من شجرةٍ واحدةٍ)). للأوسط (1).
_________
(1) ((الأوسط)) 4/ 263 (4150)، وقال الهيثمي 9/ 100: وفيه من لم أعرفه، ومن اختلف فيه.(3/511)
8679 - وللكبير: هو عليُّ بن أبي طالبِ بن عبدِ المطلبِ بن هاشمِ (1). وقال الزبيرُ بنُ بكارٍ: أمُّهُ فاطمةُ بنتُ أسدٍ بن هاشمٍ بن عبد منافٍ، ويقال: إنَّها أولُ هاشميةٍ ولدت لهاشميٍّ، وقد أسلمتْ وهاجرتْ إلى المدينةِ، وماتتْ ودفنها النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -.
_________
(1) ((الكبير)) 1/ 92 (151)، وقال الهيثمي 9/ 11: وهو صحيح.(3/511)
8680 - أنس قال: بُعث النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يوم الإثنينِ وصلَّى عليٌّ يوم الثلاثاءِ (1).
_________
(1) الترمذي (3728)، وقال: غريب، لا نعرفه إلا من حديث مسلم الأعور، ومسلم الأعور ليس عندهم بذلك القوي. وقال الألباني في ضعيف الترمذي (779): ضعيف الإسناد.(3/511)
8681 - زيد بن أرقم: أولُ من أسلمَ عليٌّ، قال عمروُ بنُ مرةَ: فذكرتُ ذلك لإِبراهيمَ النخعيِّ فأنكره، وقال: أولُ من أسلمَ أبو بكرٍ (1).
_________
(1) أحمد 4/ 371 ,والترمذي (3735)، وقال: حسن صحيح. وقال الألباني في صحيح الترمذي (2937): صحيح الإسناد.(3/511)
8682 - ابن عمر: لما آخى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بين أصحابهِ جاء عليٌّ تدمعُ عيناه، فقال: يا رسولَ الله آخيتَ بين أصحابك ولم تواخِ بيني وبين أحدٍ، فسمعتُه - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: ((أنت أخي في الدنيا والآخرةِ)). هي للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (3720)، وقال: حسن غريب، وقال الألباني في ضعيف الترمذي (772): ضعيف.(3/511)
8683 - سعد: إنَّ معاويةَ قال له: ما يمنعُك أن تسبَّ أبا ترابٍ؟ فقال: أما ذكرتُ ثلاثًا قالهن له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فلن أسبَّهُ، لأن تكون لي واحدةٌ منهنَّ أحبُ إليَّ من حُمْرِ النَّعَمِ، سمعتُه - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: وخلف في بعض مغازيه، فقال
[ص:512] له عليٌّ: يا رسولَ الله: خلفتني مع النساءِ والصبيانِ، فقال له - صلى الله عليه وسلم -: ((أما ترضي أن تكون منِّي بمنزلةِ هارونَ من موسى إلا أنَّه لا نبوةَ بعدي))، وسمعتُه يقولُ يومَ خيبرَ: ((لأُعطينَّ الرايةََ رجلاً يحبُّ الله ورسوله ويحبُّهُ الله ورسولُه))، فتطاولنا لها، فقال: ((ادعوا لي عليًّا))، فأتى به أرمد فبصق في عينه ودفعَ الرايةَ إليه، ففتحَ الله عليه، ولما نزلت هذه الآية {نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُم} [آل عمران: 61] دعا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عليًّا وفاطمةَ وحسنًا وحسينًا فقالَ: ((اللهمَّ هؤلاءِ أهلي)). لمسلم والترمذي (1).
_________
(1) مسلم (2404)، والترمذي (3724).(3/511)
8684 - حبشي بن جنادة رفعه: ((عليٌّ منِّي وأنا من علي، ولا يؤدي عنِّي إلا أنا أو عليٌّ)) (1).
_________
(1) الترمذي (3719)، وقال: حسن غريب، وابن ماجة (119) , وحسنه الألباني في صحيح الترمذي (2931).(3/512)
8685 - أنسٌ: كانَ عِندَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - طيرٌ فقالَ: ((اللهمَّ ائتني بأحبِّ خلقِكَ إليك يأكلُ معي هذا الطيرَ، فجاءَ عليٌّ فأكلَ معه)). هما للترمذي.
زاد رزين: أنَّ أنسًا قال لعليّ: استغفر لي ولكَ عندي بشارةٌ ففعل، فأخبرهُ بقوله - صلى الله عليه وسلم - (1).
_________
(1) الترمذي (3721)، وقال: غريب، لا نعرفه من حديث السدي إلا من هذا الوجه. وقال الألباني في ضعيف الترمذي (773): ضعيف.(3/512)
8686 - أبو هريرة: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال يومَ خيبرَ: ((لأُعطينَّ هذه الرايةَ رجلاً يحبُّ الله ورسوله يفتحُ الله على يديه))، قال عمرُ: ما أحببتُ الإمارةَ إلا يومئذٍ، فتساورتُ لها رجاءَ أن أُدعى لها، فدعا - صلى الله عليه وسلم - عليًّا فأعطاه إياه وقال: ((امشْ ولا تلتفتْ حتَّى يفتحَ الله عليك))، فسار شيئًا ثمَّ وقف ولم يلتفتْ، فصرخَ يا رسولَ الله: على ماذا أقاتلُ الناسَ؟ قال: ((قاتلهم حتَّى يشهدوا أنَّ لا إلهَ إلاَّ الله، وأنَّ محمدًا رسولُ الله، فإذا فعلوا ذلك فقد مَنَعُوا منك دماءهم وأموالهم إلا بحقِّها وحسابُهم على الله)). لمسلم (1).
_________
(1) مسلم (2405).(3/512)
8687 - أبو سعيد: إنا كنَّا لنعرفَ المنافقين نحنُ معشرَ الأنصارِ ببغضهم عليًّا (1).
_________
(1) الترمذي (3717)، وقال: غريب. وقال الألباني في ضعيف الترمذي (769): ضعيف الإسناد جدا.(3/513)
8688 - أم سلمة رفعته: ((لا يحبُّ عليًّا منافقٌ ولا يُبغضُهُ مؤمنٌ)) (1).
_________
(1) الترمذي (3717)، وقال: حسن غريب. وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (770).(3/513)
8689 - علي رفعه: ((أنا مدينةُ العلمِ وعليٌّ بابُها)) (1).
_________
(1) الترمذي (3723)، وقال: غريب منكر. وقال الألباني في ضعيف الجامع (1313): موضوع.(3/513)
8690 - أبو سعيد رفعه: ((يا عليٌّ، لا يحلُّ لأحدٍ أن يجنبَ في هذا المسجدِ غيري وغيرُك)) وفُسِّرَ أنَّه لا يحل لأحدٍ أن يستطرقهُ جنبًا غيري وغيرك (1).
_________
(1) الترمذي (3727)، وقال: حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (778).(3/513)
8691 - جابر: دعا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عليًّا يومَ الطائفِ فانتجاه، فقال الناسُ: لقد طالَ نجواه مع ابن عمِّه، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((ما انتجيتُه ولكنَّ الله انتجاه)) (1).
_________
(1) الترمذي (3726)، وقال: حسن غريب. وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (777).(3/513)
8692 - ابن عباس: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أمرَ بسدِ الأبوابِ إلاَّ بابَ عليٍّ. هي للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (3732)، وقال: غريب. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (2935).(3/513)
8693 - بريدة: خطبَ أبو بكرٍ وعمرُ فاطمةَ، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((إنَّها صغيرةٌ فخطبها عليٌّ فزوَّجها منه)) (1).
_________
(1) النسائي 6/ 62، وقال الألباني في صحيح النسائي (3020): صحيح الإسناد.(3/513)
8694 - علي: كانت لي منزلةٌ من النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - لم تكن لأحدٍ من الخلائقِ، آتيه بأعلىَ سحرٍ فأقولُ: السلامُ عليك يا رسولَ الله، فإن تنحنحَ انصرفتُ إلى أهلي وإلاَّ دخلتُ عليه. هما للنسائيِّ ومرَّ في الاستئذان غير هذا (1).
_________
(1) النسائي 3/ 12،وابن ماجة (3708) مختصرا، وقال الألباني في ضعيف النسائي (60): ضعيف الإسناد.(3/514)
8695 - أنس: بعثَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - ببراءة مع أبي بكرٍ، ثم دعاه فقالَ: ((لا ينبغي لأحدٍ أن يبلغَ هذه إلا رجلٌ من أهلي، فدعا عليًّا فأعطاه إياها)) (1).
_________
(1) الترمذي (3090)، وقال: غريب من حديث أنس. وقال الألباني في صحيح الترمذي (2467): حسن الإسناد.(3/514)
8696 - أمُّ عطيةَ: بعثَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - جيشًا فيهم عليٌّ فسمعتُه - صلى الله عليه وسلم - يقولُ وهو رافعٌ يديه: ((اللهمَّ لا تُمتني حتَّى تريني عليًّا)). هما للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (3737)، وقال: حسن غريب. وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (781).(3/514)
8697 - محمدُ بنُ كعبٍ: افتخرَ علىٌّ وعباسٌ وشيبة بنُ عبدِ الدارِ، فقال عباسٌ: أنا أُسقى حاجَّ بيتِ الله، وقال شيبةُ: أنا أعمرُ مسجدَ الله، وقال عليٌّ: أنا هاجَرْتُ معَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فنزل {أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِالله} [التوبة: 19] الآية. لرزين.(3/514)
8698 - ذويب: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - لما احتضرَ، قالت صفيةُ: لكلِّ امرأةٍ من نسائك أهلٌ تلجأُ إليهم وإنَّك أجليتَ أهلي، فإن حدثَ حدثٌ فإلي من؟ قال: ((إلى عليٍّ)). للكبير (1).
_________
(1) الطبراني 4/ 230 (4214)، وقال الهيثمي 9/ 13 رجاله رجال الصحيح.(3/514)
8699 - ابن عباس: كنَّا نتحدثُ أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - عهدَ إلى عليٍّ سبعين عهدًا لم يعهدها إلى غيرهِ. للصغير. بخفي (1).
_________
(1) ((الصغير)) 2/ 161 (956)، وقال الهيثمي 9/ 113: وفيه من لم أعرفهم. وضعفه الألباني في ظلال الجنة (1186).(3/514)
8700 - أنس رفعه: ((من سيدُ العربِ؟)) قالوا: أنتَ يا رسولَ الله، فقال: ((أنا سيدُ ولدِ آدمَ، وعليٌّ سيدُ العربِ)). للأوسط بضعف (1).
_________
(1) ((الأوسط)) 2/ 127 (1468)، وقال الهيثمي 9/ 116: وفيه خاقان بن عبد الله بن الأصم، ضعفه أبو داود.(3/514)
8701 - ابن مسعود رفعه: ((النظرُ إلى عليٍّ عبادةٌ)). للكبير بلين (1).
_________
(1) الطبراني 18/ 109.(3/515)
8702 - وله بضعفٍ عن طارقِ بن محمدٍ: رأيتُ عمرانَ بن حصينٍ يحدُّ النظرَ إلى عليٍّ، فقيل له، فقال سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((النظرُ إلى عليٍّ عبادةٌ)) (1).
_________
(1) الطبراني 18/ 109 (207) وقال الهيثمي 9/ 119: وفيه عمران بن خالد الخزاعي، وهو ضعيف.(3/515)
8703 - علي أنَّه قيل له: نراكَ في الحرِّ الشديدِ وعليكَ ثيابُ الشتاء، ونراك في الشتاءِ وعليكَ ثيابُ الصيفِ، وتمسحُ العرقَ، فقال: إنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - بزقَ في عينيَّ وأنا أرمدُ، فما اشتكيتهما حتَّى الساعةِ، ودعا لي فقال: ((اللهمَّ أذهبْ عنه الحرَّ والبردَ))، فما وجدتُ حرًّا ولا بردًا حتى يومي هذا. للأوسط (1).
_________
(1) ذكره الهيثمي 9/ 122، وقال: رواه الطبراني في ((الأوسط)) وإسناده حسن، وفي ((مصباح الزجاجة)) 1/ 20، قال: ابن أبي ليلى شيخ وكيع هو محمد وهو ضعيف الحفظ لا يحتج بما ينفرد به. وحسنه الألباني في صحيح ابن ماجة (95).(3/515)
8704 - وعنه: لقد رأيتني مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وإنِّي لأربط الحجرَ على بطني من الجوعِ، وإنَّ صدقةَ مالي لتبلغ أربعين ألفَ دينارٍ (1).
_________
(1) أحمد 1/ 159، وقال الهيثمي 9/ 123، رجال الصحيح غير شربك بن عبد الله النخعي وهو حسن الحديث، ولكن اختلف في سماع محمد بن كعب من علي.(3/515)
8705 - وفي رواية: وإنَّ صدقتي اليومَ لأربعون ألفًا. لأحمد (1).
_________
(1) أحمد 1/ 159.(3/515)
8706 - وعنه قال: أنا عبدُ الله وأخو رسولهِ - صلى الله عليه وسلم -، وأنا الصدِّيق الأكبرُ، لا يقولها بعدي إلا كذَّابٌ، صليتُ مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قبلَ الناسِ بسبعِ سنين. للقزويني وأنكره ابن المديني (1).
_________
(1) ابن ماجة (120)، وقال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات، وقال الألباني في ضعيف ابن ماجة (23): باطل وعباد بن عبد الله ضعيف.(3/515)
8707 - أبو رافع رفعه في شأنِ عليٍّ: ((من أبغضهُ فقد أبغضني، ومن أبغضني فقد أبغض الله، ومن أحبَّه فقد أحبَّني ومن أحبَّني فقد أحبَّ الله)). للبزار بلين (1).
_________
(1) البزار في (البحر الزخار) 9/ 323 (3874)،وقال الهيثمي9/ 129:فيه رجال وثقوا على ضعفهم.(3/515)
8708 - أبو عبد الله الجدلي دخلتُ على أمِّ سلمةَ فقالتْ لي: أيسبُّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فيكم؟ قلتُ: معاذ الله، قالت: سمعتهُ - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((من سبَّ عليًّا فقد سبَّني)). لأحمد (1).
_________
(1) أحمد 6/ 323، وقال الهيثمي 9/ 130، رجاله رجال الصحيح غير أبي عبد الله الجدلي وهو ثقة. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5618).(3/516)
8709 - أمُّ سلمة رفعته: ((عليٌّ مع القرآنِ والقرآنُ مع عليٍّ، لا يفترقان حتَّى يردا على الحوضِ)). للأوسط والصغير بضعف (1).
_________
(1) الطبراني في ((الصغير)) 2/ 28 (720)، وقال الهيثمي 9/ 134، رواه الطبراني في ((الصغير)) و ((الأوسط))، وفيه: صالح بن أبي الأسود، وهو ضعيف. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3802).(3/516)
8710 - أبو ذرٍ رفعه: ((يا عليُّ، من فارقني فارق الله، ومن فارقكَ يا عليُّ فارقني)). للبزار (1).
_________
(1) البزار في ((البحر الزخار)) 9/ 455 (4066)، وقال الهيثمي 9/ 135، رجاله ثقات. وقال الألباني في الضعيفة (4893): منكر.(3/516)
8711 - أبو سعيد رفعه: ((يا عليُّ، معك يومَ القيامةِ عصى من عصَى الجنةِ تذودُ بها المنافقين عن حوضي)). للأوسط بلين (1).
_________
(1) ذكره الهيثمي 9/ 135 وقال: رواه الطبراني في ((الأوسط)): وفيه سلام بن سليمان المدائني وزيد العمي وهما ضعيفان، وقد وثقا، وبقية رجالهما ثقات.(3/516)
8712 - صهيب: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال لعليٍّ: ((من أشقى الأولين؟)) قال: الذي عقر الناقة يا رسولَ الله، قال: ((صدقت، فمن أشقى الآخرين؟)) قال: لا علمَ لي يا رسولَ الله، قال: الذي يضربُكَ على هذه، وأشار إلى يافوخه، فكان عليٌّ يقولُ لأهلِ العراقِ: وددتُ أنه قد انبعثَ أشقاكُم فيخضِّبُ هذه -يعني لحيته- من هذه، ووضع يدهُ على مقدم رأسه. للكبير بلين (1).
_________
(1) الطبراني 8/ 38 (7311)، وقال الهيثمي 9/ 136، فيه: رشدين بن سعد، وقد وثق، وبقية رجاله ثقات.(3/516)
8713 - إسماعيل بن رشد: أنَّ ابن ملجمٍ لعنهُ الله، والبركَ بن عبدِ الله، وعمروَ بن بكرٍ التميميَّ، اجتمعوا بمكةَ فعابوا على الناسِ ولاتهم، وقالوا: والله ما نصنعُ بالبقاءِ شيئًا بعد إخواننا أهلِ النهروانِ الذين كانوا لا يخافونَ في الله لومةَ لائمٍ، وقتلهم علي، فلو أتينَا أئمةَ الضلالةِ فقتلناهُم فأرحنا منهم البلادَ، قال ابنُ ملجمٍ وكان من أهلِ مصرَ، أنا أكفيكم عليًّا، وقال البركُ: أنا أكفيكم معاويةَ، وقال عمروُ: أنا
[ص:517] أكفيكم عمرو بن العاصِ، فتواثقوا علي قتلهم، فسمَّوا أسيافهم وتواعدوا أنَّ في سبعَ عشرةَ من رمضانَ يثبُ كلٌّ منهم على صاحبهِ، فخرج عليٌ لصلاةِ الغداةِ فجعل يقول: الصلاةَ الصلاةَ، فشدَّ عليه ابن ملجمٍ فضربهَ على قرنه وهربَ، فلُحقَ وأخذَ فأُدخلَ على عليٍّ، فقال له: يا عدو الله ألم أُحسنْ إليك؟ قال: بلى، ولكن شحذتُه أربعين صباحًا، فسألتُ الله أن يقتل به شرَّ خلقهِ، قال له عليٌّ: ما أراك إلا مقتولاً به، وما أراك إلا من شرٍِّ خلقه، فقال عليٌّ للحسنِ: إن بقيتُ رأيتُ فيه رأى، وإن هلكتُ فاقتلوه ولا تمثلوا به، فإني سمعتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - نهى عن المثلةِ ولو بالكلبِ العقورِ، فلما قُبضَ عليٌّ، أدخل ابنُ ملجمٍ على الحسنِ، فقال: هل لكَ في خصلةٍ إني كنتُ أعطيتُ عهدًا أن أقتلَ عليًّا ومعاويةَ، فإن شئتَ خليتَ بيني وبينه ولكَ الله علىَّ إن لم أقتلهُ أن آتيك حتَّى أضعَ يدي في يدكَ، فقال الحسنُ: لا والله، فقدَّمَه فقتله فأحرقه الناسُ، وأما البركُ بنُ عبدِ الله فقعدَ لمعاويةَ فخرج لصلاةِ الغداةِ فشدَّ عليه فأدبرَ معاويةُ هاربًا، فوقع السيفُ في إليتهِ، فأخذ البركُ، فقال لمعاويةَ: عندي خبرٌ أسركَ به أنافعي ذلك عندك؟ قال: وما هو؟ قال إنَّ أخًا لي قتل عليًّا الليلة، قال: فلعلَّهُ لم يقدر عليه؟ قال: بلى.
إن عليًّا يخرجُ ليس معه أحدٌ يحرسه، فأمرَ به معاويةُ فقتلَ، وبعثَ إلى الطبيب فنظر إليه فقال: إنَّ ضربتك مسمومةٌ، فاختر إما أنْ أحمى حديدةً فأضعُها في موضع السيفِ، وإما أنْ أسقيكَ شربةً ينقطعُ منها الولدُ، فقال: أما النارُ فلا صبر لي عليها، وأما انقطاعُ الولدِ ففي يزيدَ وعبدِ الله وولديهما ما تقرُّ به عيني، فسقاه الشربةَ فبرأ فلم يولد له ولدٌ بعدُ، فأمرَ معاويةَ بعد ذلك بالمقصورات وقيام الشرطِ على رأسهِ. وأما عمروُ بن بكير: فقعدَ لعمروِ بن العاصِ في تلك الليلةِ فلم يخرج واشتكى، فأمرَ خارجة بن حبيبٍ يصلِّي بالناس، فشدَّ عليه فضربه بالسيفِ فقتله، فأُخذ فأدخلَ على عمروٍ، فلما رآهم يسلِّمُون عليه بالإِمرةِ قال: من هذا؟ قالوا: عمرو بن العاصِ، قال: من قتلتُ؟ قالوا: خارجةَ، قال: أما والله يا فاسقُ ما عمدتُ غيركَ، قال عمروٌ: أردتني والله أراد خارجةَ، فقدَّمه وقتله. للكبير بإرسال مطولاً (1).
_________
(1) الطبراني 1/ 97 - 105 (168): وقال الهيثمي 9/ 139 - 145 هو مرسل، وإسناده حسن.(3/516)
8714 - محمد بن علي بن الحسين قال: تُوفى عليٌّ وهو ابنُ ثمانٍ وخمسين (1).
_________
(1) الطبراني 1/ 96 (166)، وقال الهيثمي 9/ 145، رجاله رجال الصحيح.(3/518)
8715 - يحيى بن بكير: قتل عليٌّ يومَ الجمعةِ سبعَ عشرةَ من رمضانَ سنةَ أربعين (1).
_________
(1) الطبراني 1/ 95 (164)، وقال الهيثمي 9/ 146، ورجاله ثقات.(3/518)
8716 - أبو بكر بن أبي شيبة: قُتل عليٌّ سنةَ أربعين، وكانت خلافتُه خمسَ سنين وستةَ أشهرٍ. هي للكبير (1).
_________
(1) الطبراني 1/ 106 (172)، وقال الهيثمي 9/ 146 رجاله ثقات.(3/518)
مناقب بقية العشرة
طلحة والزبير وسعد وسعيد وعبد الرحمن بن عوف وأبي عبيدة بن الجراح - رضي الله عنهم -(3/518)
8717 - أبو عبيدة معمر بن المثنى قال: طلحةُ بنُ عبيدِ الله بن عثمانَ ابنِ عامرِ بنِ كعبِ بنِ سعدِ بن تيمِ بنِ مرةَ بنِ كعبٍ، وأمُّه: الصعبةُ بنتُ الحضرميِّ بنِ عامرِ بن ربيعةَ من كندة. للكبير (1).
_________
(1) الطبراني 1/ 109 - 110 (187)، وذكره الهيثمي 9/ 147، وقال: إسناده حسن.(3/518)
8718 - جابر رفعه: ((من سرَّهُ أن ينظر إلى شهيدٍ يمشى على وجهِ الأرضِ فلينظر إلى طلحةَ بن عبيدِ الله)) (1).
_________
(1) الترمذي (3739)، وقال: حديث غريب، وابن ماجة (125)،وصححه الألباني في صحيح الترمذي (2940).(3/518)
8719 - الزبير: كان على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - درعان يومَ أحدٍ، فنهضَ إلى صخرةٍ فلم يستطع، فأقعدَ طلحةَ تحته وصعدَ حتَّى استوى على الصخرةِ فسمعتُه يقول: ((أوجبَ طلحةُ)). هما للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (1692)، وقال: حسن صحيح غريب. وحسنه الألباني في صحيح الترمذي (2939).(3/518)
8720 - قيس بن أبي حازم: رأيتُ يد طلحةَ التي وقى بها النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قد شلَّت. للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (3724).(3/519)
8721 - أبو عثمان النهدي قال: لم يبقَ مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - في تلك الأيامِ التي قاتلَ فيهنَّ غيرُ طلحةَ وسعدٍ عن حديثهما. للشيخين (1).
_________
(1) البخاري (3723)، ومسلم (2414).(3/519)
8722 - طلحة: أنَّ الصحابةَ قالوا لأعرابيٍّ جاهلٍ: سل النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - عمن قضى نحبهُ من هو؟ وكانوا لا يجترءون على مسائلتهِ، وكانوا يوقرونهُ ويهابونهُ، فسأله الأعرابيُّ، فأعرض عنه، ثم طلعتُ من بابِ المسجدِ وعليَّ ثيابٌ خضرٌ، فلمَّا رآني النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - قال: ((أينَ السائلُ عمن قضى نحبهُ؟)) قال الأعرابيُّ: أنا يا رسولَ الله، فقال: ((هذا ممن قضى نحبهُ)). للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (3742)، وقال: حسن غريب، وابن ماجة (127) مختصرا، وقال الألباني في صحيح الترمذي (2942): حسن صحيح.(3/519)
8723 - وعنه: سمَّاني النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يومَ أحدٍ: طلحة الخيرِ، وفي غزوة العشيرة: طلحةَ الفياضِ، ويوم حنينٍ: طلحةَ الجودِ. للكبير بخفى (1).
_________
(1) الطبراني 1/ 112 (197)، وذكره الهيثمي 9/ 148 وقال: فيه من لم أعرفهم وسليمان بن أيوب الطلحي وثق وضعف.(3/519)
8724 - قبيصة: ما رأيتُ رجلاً قطُّ أُعطى الجزيلَ من المالِ من غيرِ مسألةٍ من طلحةَ بن عبيدِ الله، وكان أهلُه يقولون إنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - سمَّاه الفياضَ. للكبير (1).
_________
(1) الطبراني 1/ 111 (194)، وذكره الهيثمي 9/ 147، وقال: إسناده حسن.(3/519)
8725 - أبو هريرة رفعه: ((ألا أخبرُكُم عن يوم أحدٍ وما معي إلا جبريلُ عن يميني وطلحةُ عن يساري)). للأوسط وفيه القعقاع بن زكريا الطلحي (1).
_________
(1) ((الأوسط)) 6/ 68 (5816)، وذكره الهيثمي 9/ 148، وقال: فيه القعقاع بن زكريا الطلحي ولم أعرفه وبقية رجاله رجال الصحيح. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4704).(3/519)
8726 - يحيى بن بكير: قُتل طلحةُ يوم الجملِ في جمادي سنةَ ستٍّ وثلاثين وسنةَ ثنتان وخمسون أو أربعٍ وخمسون سنةٍ (1).
_________
(1) الطبراني 1/ 113 (200)، وذكره الهيثمي 9/ 150، وقال: رواه الطبراني عن يحيى هكذا.(3/520)
8727 - قيس بن حازم: رأيتُ مروانَ بن الحكمِ حين رمى طلحةَ بسهمٍ فوقع في عينِ ركبتهِ، فما زالَ يسيحُ إلى أنْ ماتَ (1).
_________
(1) الطبراني 1/ 113 (201)، وذكره الهيثمي 9/ 150، وقال: رجاله رجال الصحيح.(3/520)
8728 - طلحة بن مصرف: أنَّ عليًّا انتهى إلى طلحةَ بن عبيدِ الله وقد ماتَ فنزلَ عن دابتهِ وأجلسَه فجعل يمسحُ الغبارَ عن وجههِ ولحيتهِ وهو يترحَّمُ عليه ويبكى ويقولُ ليتني متُّ قبل هذا اليوم بعشرين سنةٍ. هي للكبير (1).
_________
(1) الطبراني 1/ 113 (202)، وذكره الهيثمي 9/ 150، وقال: إسناده حسن.(3/520)
8729 - الطبراني قال في الكبير: الزبيرُبنُ العوامِ بن خويلدِ بنِ أسدِ بن عبدِ العزَّى بن قصيِّ بنِ كلابٍ، وأمُّه صفيةُ عمةً رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - (1).
_________
(1) الطبراني 1/ 118 قبل (220).(3/520)
8730 - جابر: قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يومَ الأحزابِ: ((من يأتينا بخبر القومِ؟)) فقال الزبيرُ: أنا، ثمَّ قال: من يأتينا بخبر القومِ؟ فقال الزبيرُ أنا، ثمَّ قال في الثالثةِ: ((إنَّ لكلِّ نبيٍّ حواريًا وإنَّ حواريِّ الزبيرَ)) (1).
_________
(1) البخاري (2846)، ومسلم (2415).(3/520)
8731 - ابن الزبير: كنتُ يومَ الأحزابِ جعلتُ أنا وعمروُ بنُ أبي سلمةَ مع النساءِ يعني نسوةَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - في أُطُمِ حسانِ بنِ ثابتٍ، فنظرتُ فإذا أنا بالزبير على فرسهِ يختلفُ إلى بنى قريظةَ، فلمَّا رجع قلتُ: يا أبتُ، رأيتُك تختلفُ، قال وهل رأيتني يا بنى؟ قلتُ: نعم، قال: كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - قال: ((من يأتي بني قريظةَ فيأتيني بخبرهم؟)) فانطلقتُ فلمَّا رجعتُ جمعَ لي - صلى الله عليه وسلم - أبويه قال: ((فداك أبي وأمِّي)). هما للشيخين والترمذي (1).
_________
(1) البخاري (3720)، ومسلم (2416).(3/520)
8732 - عروة: أوصى الزبيرُ إلى ابنهِ عبدِ الله صبيحةَ يومِ الجملِ فقال: ما منِّي عضوٌ إلا وقد جُرحَ مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - حتَّى انتهى ذلك منِّي إلى الفرجِ. للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (3746)، وقال: حسن غريب، قال الألباني في صحيح الترمذي (2945):صحيح الإسناد.(3/521)
8733 - مروان بن الحكم: قال أصابَ عثمان رعافٌ شديدٌ سنةَ الرعافِ حتَّى حبسهُ عن الحجِّ، وأوصىَ فدخلَ عليه رجلٌ من قريشٍ فقال: استخلفْ، فقال عثمانَ: أو قالوه؟ قال: نعم، قال: ومن هو؟ فسكتْ، قال: فلعلَّهُم قالوا الزبيرُ؟ قال: نعم، قال أما والذي نفسي بيدهِ إنَّه لخيرُهم ما علمتُ، وإن كان لأحبَّهم إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - (1).
_________
(1) البخاري (3717).(3/521)
8734 - عروة: كان في الزبيرِ ثلاثُ ضرباتٍ: إحداهُنَّ في عاتِقِه إن كنتُ لأُدخلُ أصابعي فيها ألعبُ بها وأنا صغيرٌ، قال له أصحابُ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - يومَ اليرموكِ: ألا تشدُّ فنشدُّ معك؟ قال: إنْ شددتُ كذبتُم، قالوا: لا نفعلُ، فحمل عليهم حتَّى شقَّ صفوفهُم فجاوزهُم وما معه أحدٌ، ثم رجع مقبلاً فأخذوا بلجامه فضربُوه ضربتين بينهما ضربةٌ ضربها يومَ بدرٍ، وكان معه عبدُ الله يومئذٍ وهو ابنُ عشرِ سنينَ، فحمله على فرسِه فوَّكل به رجلاً (1).
_________
(1) البخاري (3975).(3/521)
8735 - وعنه: قالَ لي عبدُ الملكِ بنُ مروانَ حين قُتلَ عبدُ الله: يا عروةُ هل تعرفُ سيفَ الزبيرِ؟. قلتُ: نعم، قال: فما فيه؟ قلتُ: فيه فلةٌ فلَّها يومَ بدرٍ، وقال: صدقتَ بهنَّ فلولٌ من قراعِ الكتائبِ، ثمَّ ردَّهُ على عروةَ قال هشامٌ: فأقمناه بثلاثةِ آلافٍ فأخذهُ بعضُنا، ووددتُ أنِّي كنتُ أخذتُه وكان على بعضهِ. هي للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (3973).(3/521)
8736 - عمر قال: والله لو عهدتُ عهدًا أو تركتُ تركةً، لكان أحبُّ إليَّ أن أجعلها إلى الزبيرِ بن العوامِ، فإنه ركنٌ من أركانِ الدينِ (1).
_________
(1) الطبراني 1/ 120 (232)، وقال الهيثمي 9/ 151: إسناده حسن.(3/522)
8737 - أبو الأسود أسلم الزبيرُ وهو ابنُ ثمانِ سنين، وهاجرَ وهو ابن ثمانِ عشرةَ، وكان عمُّه يعلقُ الزبيرَ في حصيرٍ ويدخِّنُ عليه بالنارِ ويقول: ارجعْ إلى الكفرِ، فيقولُ لا أكفرُ أبدًا (1).
_________
(1) الطبراني 1/ 122 (239)، وقال الهيثمي 9/ 151 رجاله ثقات إلا أنه مرسل.(3/522)
8738 - يحيى بن بكير: قُتل الزبيرُ يومَ الجملِ في جُمادي لا أدري الأولى، أو الآخرة سنةَ ست وثلاثينَ، وأسلمَ وهو ابن ثمانِ سنينَ، فإن كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - أقام بمكة ثلاثَ عشرةَ سنةً، فهو يومَ قُتل ابنُ سبعٍ وخمسينَ، وإن أقامَ عشر فالزبيرُ ابنُ أربعٍ وخمسينَ. هي للكبير (1).
_________
(1) الطبراني 1/ 122وقال الهيثمي في المجمع 9/ 152: رجاله ثقات.(3/522)
8739 - سعد: أنَّه جاءَ إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فقاَل: يا رسولَ الله! من أنا؟ قال: ((سعدُ بن مالكٍ بنُ أُهيبٍ بنُ عبدِ منافٍ، من قال غير ذلك، فعليه لعنةُ الله)). للكبير والبزار (1).
_________
(1) الطبراني (289) 1/ 136، وقال الهيثمي 9/ 153، رواه الطبراني والبزار (2576) مسندًا ومرسلاً ورجال المسند وثقوا.(3/522)
8740 - مصعبُ بنُ عبد الله الزبيري قال: أمُّ سعدٍ: حمنة بنتُ سفيانَ بن أميةَ بن عبدِ شمسٍ بن عبد منافٍ. للكبير (1).
_________
(1) الطبراني (292).(3/522)
8741 - علي: ما سمعتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يفدي أحدًا غير سعدٍ، سمعتُه يوم أحدٍ يقولُ: ((ارم فداكَ أبي وأمِّي)). للشيخين والترمذي (1).
_________
(1) البخاري (2905)، ومسلم (2411).(3/522)
8742 - سعد: ما أسلم أحدٌ إلاَّ في اليومِ الذي أسلمتُ فيه، ولقد مكثتُ سبعةَ أيامٍ وإنِّي لثلثُ الإِسلامِ. للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (3727).(3/522)
8743 - جابر: كنتُ جالسًا مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فأقبلَ سعدُ، فقالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((هذا خالي، فليُرني امرؤ خاله)). للترمذي: وقال كانَ سعدُ وأمُّ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - من بنى زُهرةَ (1).
_________
(1) الترمذي (3752)، وقال: حسن غريب، وقال الألباني في صحيح الترمذي (2951): صحيح.(3/523)
8744 - سعد: أُنزلت فيَّ أربعُ آياتٍ من القرآنِ حلفت أمُّ سعدٍ أن لا تكلِّمهُ أبدًا حتَّى يكفرَ بدينهِ، ولا تأكلُ ولا تشربُ، قالت: زعمتَ إنَّ الله وصاكَ بوالديك وأنا أمُّك وأنا آمرك بهذا، فمكثتْ ثلاثًا حتَّى غشى عليها من الجهد، فقام ابنٌ لها يُقالُ له عمارةُ، فسقاها، فجعلت تدعُو على سعدٍ فنزلَ {وَوَصَّيْنَا الْأِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا} إلى {معروفًا} [العنكبوت: 8] قالَ: وأصابَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - غنيمةً عظيمةً فإذا فيه سيفٌ، فأخذتُه فأتيتُ به النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فقلتُ نفلني هذا السيفُ، فأنا من قد علمت حالهُ، فقال: ((ردَّهُ حيثُ أخذتهُ)) فانطلقتُ حتَّى أردتُ أن ألقيهُ في القبضِ لا متني نفسي فرجعتُ إليهِ، فقلتُ أعطنيهِ، فشدَّ لي صوتهُ: ((ردَّهُ من حيثُ أخذتهُ)) فنزل {يَسْأَلونَكَ عَنِ الْأَنْفَال} [الأنفال: 1] ومرضتُ فأرسلتُ إليه - صلى الله عليه وسلم - فأتاني. فقلتُ: دعنى أقسِّمُ مالي حيثُ شئتُ، فأبى، قلتُ فالنصفُ، فأبى، قلتُ فالثلثُ، فسكت، فكان بعد الثلثِ جائزًا، وأتيت على نفرٍ من الأنصارِ والمهاجرينَ فقالوا: تعالَ نطعُمك ونسقيكَ خمرًا، وذلك قبل أن تحرَّم، فأتيتُهم فإذا رأسُ جزورٍ مشوىٍّ وزقِ خمرٍ عندهُم، فأكلتُ وشربتُ، فذكرت الأنصارُ والمهاجرون عندهُم، فقلتُ: المهاجرون خيرٌ من الأنصارِ، فأخذَ رجلٌ أحد لحي الرأسِ فضربني بهِ فجرحَ أنفي، فأتيتُهُ - صلى
[ص:524] الله عليه وسلم - فأخبرتُهُ، فنزلَ في شأنِ الخمرِ {يَسْأَلونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ} [البقرة: 219] الآية. لمسلمٍ والترمذي (1).
_________
(1) مسلم (1748)، والترمذي (3189).(3/523)
8745 - جابر بن سمرة: شكى أهلُ الكوفة سعدًا إلى عمرَ فعزلهُ واستعمل عليهم عمَّارًا، فشكُوا حتَّى ذكروا أنُّه لا يحسنُ يُصلِّى، فأرسلَ إليهِ فقال: يا أبا إسحاق! إنَّ هؤلاءِ يزعُمون أنَّك لا تحسنُ تصلِّى، قال: أما والله إنِّي كنتُ أصلِّي بهم صلاةَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - لا أخرمُ عنها، أُصلِّى صلاةَ العشاءِ فأركدُ في الأوليين وأخفُّ في الأخريين، قالَ: ذاك الظنُّ بك يا أبا إسحاق، فأرسلَ معهُ رجلاً أو رجالاً إلى الكوفة يسألُ عنهُ أهل الكوفة، فلم يدعْ مسجدًا إلا سأل عنه ويثنون عليه حتَّى دخل مسجدًا لبنى عبسٍ فقامَ رجلٌ منهم يُقالُ له أسامةُ بن قتادةَ، يكنى أبا سعدة، فقالَ: أما إذا نشدتنا فإنَّ سعدًا كان لا يسيرُ بالسريَّة ولا يقسمُ بالسوية ولا يعدلُ في القضيةِ، قالَ سعدُ: أما والله لأدعونَّ بثلاثٍ، اللهمَّ إن كانَ عبدُك هذا كاذبًا قام رياءً وسمعةً فأطل عُمرهُ وأطل فقرهُ وعرضهُ للفتن، فكانَ بعد ذلك إذا سُئل يقولُ شيخُ كبيرٌ مفتونٌ أصابتني دعوةُ سعدٍ، قالَ عبدُ الملكِ بنُ عميرٍ: فأنا رأيتُهُ بعدُ قد سقط حاجباهُ على عينيه من الكبر، وإنَّه يتعرضُ للجواري في الطريقِ فيغمزهُنَّ. للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (755).(3/524)
8746 - سعد رفعه: ((اللهمَّ استجب لسعدٍ إذا دعاك)). للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (3751)، وصححه. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (2950).(3/524)
8747 - وعنه: إني لأولُ رجلٍ من العرب رمى بسهمٍ في سبيلِ الله، ورأيتُنا نغزُو مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وما لنا طعامٌ إلا ورق الحُبلة وهو السَّمرُ، وإن كان أحدُنا ليضعُ كما تضعُ الشاةُ مالهُ خلطٌ، ثم أصبحت بنو أسدٍ تُعزرني على الإِسلام لقد خبتُ إذًا وضلَّ عملي (1).
_________
(1) البخاري (3728)، ومسلم (2966).(3/524)
8748 - عائشة: كانَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - سهرَ مقدمه المدينة ليلةً، فقال: ليت رجلاً من أصحابي صالحًا يحرُسني الليلة فبينا نحن كذلك إذ سمعنا خشخشةَ سلاحٍ، فقال: ((منْ هذا؟)) قال: أنا سعدُ، قال لهُ: ((ما جاء بك؟)) قال: وقع في نفسي خوفٌ على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فجئتُ أحرسُهُ، فدعا له ثمَّ نامَ. هما لليشيخين والترمذي (1).
_________
(1) البخاري (2885)، ومسلم (2410).(3/525)
8749 - أحمد بن حنبل: تُوفىِّ سعدُ وهو ابنُ ثلاثٍ وثمانينَ سنةً، وماتَ على عشرةِ أميالٍ من المدينةِ، وحُمل على رقابِ الرجالِ إلى المدينةِ، وكانَ مروانُ يومئذٍ الوالي عليها، وأسلمَ وهو ابنُ سبع عشرة سنةً. للكبير (1).
_________
(1) الطبراني 1/ 139 (300).(3/525)
8750 - وله عن الزبير بن بكار: مات سعدُ بالعقيق في قصره على عشرة أميالٍ. بنحوه (1).
_________
(1) الطبراني 1/ 139 (302).(3/525)
8751 - شباب العصفري قال: سعيدُ بنُ زيدٍ بن عمروٍ بن نفيلٍ ابن عبد العُزى بن رباحٍ بن عبدِ الله بن قرطٍ بن رزاح بن عديّ بن كعبٍ، وأمُّه فاطمةُ بنتُ بعجةَ بن أميةَ بن خويلدٍ من خزاعةَ. للكبير (1).
_________
(1) ((الكبير)) 1/ 148 (335).(3/525)
8752 - قيس بن حازم: سمعتُ سعيدَ بن زيدٍ في مسجدِ الكوفةِ يقولُ: والله لقد رأيتُني وإنَّ عمر لموثقي على الإِسلام أنا وأختُه قبل أن يسلم عمرُ، ولو أنَّ أحدً أرفض للذي صنعتم بعثمانَ، لكانَ محقوقًا أن يرفض. للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (3862).(3/525)
8753 - يحيى بن بكير: تُوفِّى سعيدُ بنُ زيدٍ سنةَ إحدى وخمسينَ وسنه بضعٌ وسبعونَ ودُفن بالمدينة، وماتَ بالعقيق ونزل في قبره سعدُ ابنُ أبي وقاصٍ للكبير (1).
_________
(1) ((الكبير)) 1/ 149 (340).(3/525)
8754 - أبو عبيدة معمر بن المثنى قال: عبدُ الرحمن بن الحارثِ ابن زهرةَ بن كلابٍ. للكبير (1).
_________
(1) ((الكبير)) 1/ 126 (252).(3/526)
8755 - عائشة: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كان يقولُ لنسائهِ: ((إنَّ أمركُنَّ مما يهمني من بعدي، ولن يصبر عليكُنَّ إلا الصابرون الصدِّيقون))، قالتْ: يعني المتصدِّقين، ثمَّ قالت لأبي سلمةَ بن عبد الرحمنِ: سقى الله أباك من سلسبيل الجنة، وكان ابنُ عوفٍ قد تصدَّق على أمهاتِ المؤمنين بحديقةٍ بيعتْ بأربعين ألفًا. للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (3749)، وقال: حسن غريب. وحسنه الألباني في صحيح الترمذي (2948).(3/526)
8756 - ولهُ عن أبي سلمة بن عبدِ الرحمن: أنَّ الحديقة بيعتْ بأربعمائة ألفِ (1).
_________
(1) الترمذي (3750)، وقال: حسن غريب. وقال الألباني في صحيح الترمذي (2946): حسن الإسناد.(3/526)
8757 - يحيى بن بكير: ولد عبدُ الرحمنِ بن عوفٍ بعد الفيل بعشرين سنةً، وماتَ سنةَ إحدى وثلاثين أو اثنتين وثلاثينَ سنةً، وسنهُ خمسٌ وسبعونَ، وصلَّى عليه عثمانُ. للكبير (1).
_________
(1) ((الكبير)) 1/ 128 (262).(3/526)
8758 - أبو إسحاق: أبو عبيدةَ هو عامرُ بنُ عبدِ الله بن الجراحِ ابن هلالٍ بن أُهيبٍ بن ضبَّةَ بن الحارث بن فهرٍ لم يعقِّب، وأمُّهُ: أمُّ غنم بنت جابرٍ ابن عديٍّ بن العداءِ بن عامرٍ بن عُميرةَ بن وديعة بن الحارثِ بن فهرٍ. للكبير (1).
_________
(1) ((الكبير)) 1/ 154 (358).(3/526)
8759 - أنس رفعه: ((إنَّ لكلِ أمةٍ أمينًا وإن أمينُنا أيَّتُها الأمةُ أبو عبيدةَ ابن الجراحِ)) (1).
_________
(1) البخاري (4382)، مسلم (2419).(3/526)
8760 - وفي رواية: إنَّ أهلَ اليمنِ قدمُوا على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فقالُوا: ابعثُ معنا رجلاً يعلِّمُنا السنةَ والإِسلامَ، فأخذ بيد أبي عبيدةَ فقال: ((هذا أمينُ هذه الأُمّةِ)). للشيخين (1).
_________
(1) البخاري (4380)، مسلم (2419).(3/526)
8761 - زاد رزين: وفيه نزل {لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِالله وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ الله وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُم} [المجادلة: 22] الآية، وكُان قتل أباهُ، وهو من جُملةِ أُسارى بدرٍ بيدهِ، لما سمعَ منهُ في النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ما يكرهُ ونهاهُ فلم ينتهِ.(3/527)
8762 - عمر قال: إن أدركني أجلي وأبو عبيدةَ حيٌّ استخلفتهُ، فإن قال الله لم استخلفتهُ على أمةِ محمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم -؟ قلتُ: إنِّي سمعتُهُ - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: ((لكلِ نبيٍ أمينٌ، وأميني أبو عبيدةَ)). لأحمد بإرسال (1).
_________
(1) أحمد 1/ 18. قال الهيثمي: وهو مرسل.(3/527)
8763 - يحيى بن بكير: ماتَ أبو عبيدةَ في طاعونَ عمواسَ سنةَ ثمانِ عشرةَ، وهو ابنُ ثمانٍ وخمسينَ سنةً، وشهدَ بدرًا وهو ابنُ إحدى وأربعينَ، ويقال صلَّى عليه معاذُ بنُ جبلٍ. للكبير (1).
_________
(1) الطبراني 1/ 155 (363).(3/527)
8764 - حذيفة: جاءَ السَّيِّدُ والعاقبُ صاحبا نجران إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - يريدان أن يُلاعناهِ، فقال أحدُهُما لصاحبهِ: لا تفعل، والله إن كانَ نبيًا فتلاعننا لا نفلحُ أبدًا نحنُ ولا عقبنا بعدنا، قال: إنا نعطيك ما سألتنا وابعث معنا رجلاً أمينًا ولا تبعث معنا إلا أمينًا، فقالَ: ((لأبعثنَّ معكما رجلاً أمينًا حقَّ أمينٍ)). فاستشرف لها أصحابُ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فقالَ: ((قُمْ يا أبا عبيدة))، فلمَّا قام، قال - صلى الله عليه وسلم -: ((هذا أمينُ هذه الأُمَّةِ)). للشيخين والترمذي (1).
_________
(1) البخاري (4380)، ومسلم (2419).(3/527)
مناقبُ العباس وجعفرٍ والحسنُ والحسين - رضي الله عنهم -(3/528)
8765 - عبد المطلب بن ربيعة: أنَّ العباسَ دخل على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - مُغضبًا فقال له: ((ما أغضبكَ؟)) فقال: يا رسولَ الله، أرى قومًا من قريشٍ يتلاقون بينهم بوجوهٍ مسفرةٍ، وإذا لقونا لقونا بغير ذلك. فغضب - صلى الله عليه وسلم - حتَّى احمرَّ وجههُ، وقال: (والذي نفسي بيده لا يدخلُ قلبَ رجلٍ إيمانٌ حتَّى يحبُكُم للهِ ورسولِهِ)). ثُمَّ قالَ: ((أيُّها النَّاسُ، من آذى عمِّى فقد آذاني، وإنَّما عمُّ الرجلِ صنوُ أبيه)) (1).
_________
(1) الترمذي (3758)، وقال: حسن صحيح، وقال الألباني في ضعيف الترمذي (784): ضعيف إلا قوله "عم الرجل صنو أبيه" فصحيح.(3/528)
8766 - ابنُ عباسٍ رفعهُ: ((يا عمِّ، إذا كان غداةَ الاثنين فأتني أنت وولدُكَ حتَّى أدعُو لكُم بدعوةٍ ينفعُكَ الله بها وولدكَ)). فغدا وغدونا معهُ فألبسنا كساءً ثُمَّ قالَ: ((اللهمَّ اغفرِ للعباسِ وولدهِ مغفرةً ظاهرةً وباطنةً لا تغادرُ ذنبًا، اللهمَّ احفظهُ في ولدهِ)). زاد رزينُ: ((واجعلْ الخلافةَ باقيةً في عقبهِ)) (1).
_________
(1) الترمذي (3762)، وقال: حسن غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه. وحسنه الألباني في صحيح الترمذي (2962).(3/528)
8767 - أبو هريرة رفعهُ: ((تخرجُ من خُراسان رايات سُود، فلا يردَّها شيءٌ حتَّى تنصبَّ بإيلياءَ)). هي للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (2269)، وقال: غريب. وقال الألباني في ضعيف الترمذي (395):ضعيف الإسناد.(3/528)
8768 - سعد رفعهُ: ((هذا العباسُ بنُ عبد المطلبِ، أجودُ قريشٍ كفًّا وأوصلُها)). لأحمد والبزار والموصلي (1).
_________
(1) أحمد 1/ 185، والبزار 3/ 285 (1077)، وأبو يعلى 2/ 139 (820)، وقال الهيثمي 9/ 268: وفيه محمد بن طلحة التيمي، وثقه غير واحد، وبقية رجال أحمد وأبي يعلى رجال الصحيح. ذكره الألباني في الصحيحة (3326).(3/528)
8769 - أبو هريرة رفعهُ: ((رأيتُ جعفرًا يطيرُ في الجنَّة مع الملائكةِ)). للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (3763)، وقال: غريب. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (2963).(3/529)
8770 - وعنه: أن النَّاسَ يقولونَ: أكثر أبو هريرةَ، وإنِّي كنتُ ألزمُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - لشبع بطني حين لا آكل الخمير ولا ألبس الحبير ولا يخدمني فلان ولا فلانة، وكنت ألصق بطني بالحصى من الجوع، وإن كنت لأستقرئ الرجلَ الآيةَ وهي معي كي ينقلبَ معي فيطعُمني، وكان خير النَّاسِ للمساكين جعفرُ بنُ أبي طالبٍ كان ينقلبُ معنا فيطعمُنا ما كان في بيتهِ، حتَّى إن كان ليخرج بالعكة ليس فيها شيء فنشقها فنلعق ما فيها. للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (3708).(3/529)
8771 - وللترمذي نحوه وفيه: وكانَ جعفرُ يحبُّ المساكين، ويجلسُ إليهم، ويحدثُهُم ويحدثونهُ، وكان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يكنيهِ بأبي المساكين (1).
_________
(1) الترمذي (3766)، وقال: غريب. وقال الألباني في ضعيف الترمذي (786): ضعيف جدا.(3/529)
8772 - وعنهُ قالَ: ما احتذى النِّعال ولا ركب المطايا ولا ركبَ الكُور بعد النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أفضل من جعفرٍ بن أبي طالبٍ. للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (3764)، وقال: حسن صحيح غريب. وقال الألباني في صحيح الترمذي (2963): صحيح الإسناد.(3/529)
8773 - ابنُ عمر: كان إذا سلَّم على عبد الله بن جعفرٍ قال: ((السلامُ عليكَ يا ابن ذي الجناحين)). للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (3709).(3/529)
8774 - ابنُ عباسٍ: بينما النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - جالسٌ وأسماءُ بنتُ عميسٍ قريبةٌ منهُ إذ ردَّ السلامَ ثُمَّ قال: ((يا أسماءُ هذا جعفرٌ مع جبريل وميكائيل مرُّوا فسلَّموا علينا، فرددتُ السلامَ وأخبرني أنَّهُ لقى المشركين يوم كذا وكذا، فأصبتُ في جسدي من مقاديمي ثلاثًا وسبعينَ بين طعنةٍ وضربةٍ، ثمَّ أخذتُ اللواءَ بيدي اليمنى فقطعتُ،
[ص:530] ثمَّ أخذتُه بيدي اليسرى فقُطعت، فعوَّضني الله من يدي جناحين أطيرُ بهما مع جبريل وميكائيل في الجنَّةِ)). للكبير مطولاً بخفى (1).
_________
(1) ذكره الهيثمي 9/ 272 - 273،رواه الطبراني وفيه سعدان بن الوليد ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات.(3/529)
8775 - البراء: رأيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - والحسنَ على عاتقهِ يقولُ: ((اللهمَّ إني أحبُّهُ فأحبَّه)). وفي رواية: أنَّه أبصرَ حسنًا وحسينًا فقالَ: ((اللهمَّ إني أحبُّهما فأحبَّهما)). للشيخين والترمذي (1).
_________
(1) البخاري (3749)، ومسلم (2422).(3/530)
8776 - أنس: سُئل النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -، أيُّ أهل بيتكَ أحبُّ إليكَ؟ فقال: ((الحسن والحسينُ))، وكان يقول لفاطمة: ((ادعي لي ابنيّ))، فيشمُّهُما ويضمهما إليهِ. للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (3772)، وقال: غريب. وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (788).(3/530)
8777 - أبو هريرة: خرجتُ مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - في طائفةٍ من النَّهارِ لا يكلمُني ولا أكلِّمُه، حتَّى جاءَ سوقَ بني فينُقاعَ، ثُمَّ انصرف حتَّى أتى مخبأ فاطمةَ فقال: ((أثمَّ لُكعُ؟)) يعني حسنًا، فظننا إنما تحبسُه لأن تُغسِّلُهُ أو تُلبسُهُ سخابًا، فلم نلبث أن جاءَ يسعى حتَّى اعتنق كلُّ واحدٍ منهما صاحبه فقال: ((اللهمَّ إني أحبُّه فأحبَّهُ وأحبَّ من يحبُّه)). للشيخين (1).
_________
(1) البخاري (2122)، ومسلم (2421).(3/530)
8778 - خالد بن معدان قال: وفد المقدامُ بنُ معدى كربٍ وعمرو بنُ الأسودِ ورجلٌ من بني أسدٍ من أهلِ قنسرينَ إلى معاويةَ، فقالَ معاويةُ للمقدامِ: أما علمتَ أنَّ الحسن بنَ علي تُوفَّى، فرجعَ المقدامُ فقالَ لهُ: يا فلانُ! أتعدُّها مصيبةً؟ فقال المقدامُ: مالي لا أُعدُّها مصيبةً، وقد وضعهُ - صلى الله عليه وسلم - في حجرهِ، فقالَ: ((هذا منِّي وحسينُ من علي))، فقالَ الأسدي: جمرةٌ أطفأها الله، فقالَ المقدامُ: أمَّا أنا فلا أبرحُ اليومَ حتَّى أغضبَك وأُسمعُكَ ما تكرهُ، ثُمَّ قال يا معاويةَ: إن أنا صدقتُ فصدقني، وإن أنا كذبتُ فكذبني قال: افعل، قالَ أُنشدُك بالله هل سمعتَ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - نهى عن لبس الذهبِ؟ قال: نعم، قال: أنشدُكَ بالله هل تعلمُه نهى عن لبس الحرير؟ قال: نعم، قال:
[ص:531] فأنشدُك بالله هل تعلمُه نهى عن لبس جلودِ السِّباع والركوبِ عليها؟ قال: نعم، قال: فوالله لقد رأيتُ هذا كلَّه في بيتكَ يا معاويةَ، قال معاويةُ: قد علمتُ أنِّي لا أنجو منك يا مقدامُ، قالَ خالدُ: فأمر معاويةَ للمقدام بما لم يأمر لصاحبيهِ، وفرضَ لابنه في المائتينِ، ففرَّقَهَا المقدامُ على أصحابهِ ولم يعط الأسديَّ لأحدٍ شيئًا مما أخذ، فبلغ معاوية ذلكَ فقالَ: فأمَّا المقدامُ فرجلٌ كريمٌ بسطَ يدهُ، وأمَّا الأسديُّ فرجلٌ حسنُ الإِمساكِ لشيئهِ. للنَّسائي وأبي داود بلفظه (1).
_________
(1) أبو داود (4131)، والنسائي 7/ 176 - 177، وقال الألباني في صحيح أبي داود (3479): صحيح.(3/530)
8779 - يعلى بن مرة رفعه: ((حسينٌ مني وأنا من حسينٍ، أحبَّ الله من أحبَّ حسينًا، حسينٌ سبطٌ من الأسباطِ)) (1).
_________
(1) الترمذي (3775)، وقال: حسن. وحسنه الألباني في صحيح الترمذي (2970).(3/531)
8780 - أبو سعيد رفعه: ((الحسنُ والحسين سيدا شبابِ أهل الجنة)). هما للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (3768)، وقال: صحيح. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (2965).(3/531)
8781 - ابن عمر سألهُ رجلٌ عن دم البعوضِ؟ فقال: ممن أنت؟ قال: من أهل العراقِ، قال: انظروا إلى هذا، يسألني عن دم البعوض، وقد قتلوا ابن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وسمعته - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: ((هما ريحانتاي من الدنيا)) (1).
_________
(1) البخاري (5994)، والترمذي (3770).(3/531)
8782 - وفي روايةٍ: سأله عن المحرم يقتلُ الذبابَ، فقال: يا أهل العراقِ! تسألونا عن قتل الذبابِ، وقد قتلتم ابن بنت النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - (1).
_________
(1) البخاري (3753).(3/531)
8783 - وفي أخرى: ما أسألهم عن الصغيرة وأجرأهم على الكبيرةِ. للبخاري والترمذي (1).
_________
(1) مسلم (2905) بنحوه.(3/531)
8784 - عبد الله بن شداد عن أبيه: خرجَ علينا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - في إحدى صلاتي العشاءِ وهو حاملٌ حسنًا أو حسينًا، فتقدم - صلى
[ص:532] الله عليه وسلم - فوضعه ثم كبر للصلاةِ، فصلى فسجد بين ظهراني صلاتهِ سجدة أطالها، فرفعتُ رأسي فإذا الصبيُ على ظهر النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وهو ساجدٌ، فرجعت إلى سجودي، فلما قضى الصلاة قال الناسُ: يا رسول الله! إنك سجدت بين ظهراني صلاتك سجدةً أطلتها حتى ظننا أنه قد حدث أمرٌ، وأنه يوحى إليك، قال: ((كلُّ ذلك لم يكن، ولكن ابني ارتحلني فكرهتُ أن أعجله حتى يقضي حاجته)). للنسائي (1).
_________
(1) النسائي 2/ 229 - 230. وصححه الألباني في صحيح النسائي (1093).(3/531)
8785 - بريدة: كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يخطبُنا فجاءَ الحسنُ والحسينُ وعليهما قميصان أحمران يمشيان ويعثران، فنزل - صلى الله عليه وسلم - من المنبرِ فحملهما ووضعهما بين يديه، ثم قال: ((صدقَ الله {إِِِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ} [الأنفال: 28] نظرتُ إلى هذين الصبيين يمشيان ويعثران فلم أصبر حتى قطعتُ حديثي ورفعتُهما)). لأصحاب السنن (1).
_________
(1) أبو داود (1109)، والترمذي (3774)،وقال: حسن غريب ,والنسائي (1413)،وابن ماجة (3600). وصححه الألباني في صحيح الترمذي (2968).(3/532)
8786 - علي قال: الحسنُ أشبهُ بالنبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ما بين الصدر إلى الرأسِ، والحسينُ أشبه به - صلى الله عليه وسلم - فيما كان أسفل من ذلك (1).
_________
(1) الترمذي (3779)، وقال: حسن غريب. وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (789).(3/532)
8787 - سلمى امرأة من الأنصار دخلتُ على أمِّ سلمةَ وهي تبكي قلتُ: ما يبكيكِ؟ قالت: رأيتُ الآن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - في المنامِ وعلى رأسِهِ ولحيتهِ الترابُ وهو يبكي، فقلتُ: ما لك يا رسول الله؟ فقال: ((شهدتُ قتل الحسين آنفًا)). هما للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (3771): وقال: حديث غريب، وقال الألباني في ضعيف الترمذي (787): ضيعف.(3/532)
8788 - أنس: كنتُ عند ابن زيادٍ فجيء برأس الحسين، فجعلَ يضرب بقضيبٍ في أنفه ويقول: ما رأيتُ مثلَ هذا حسنا، فقلتُ: أما إنه كانَ أشبههم برسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -. للبخاري والترمذي بلفظه. وللبزار والكبير قال أنس: والله لأسوءنك إني رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يلثم حسينا حيث يقع قضيبك. قال: فانقبض (1).
_________
(1) البخاري (3748)، الترمذي (3778).(3/532)
8789 - عمار بن عمير: لما جيء برأس عبيد الله بن زيادٍ وأصحابه: نضدت في المسجدِ في الرحبة، فانتهيتُ إليهم وهم يقولون: قد جاءت قد جاءت، فإذا حيةٌ قد جاءت تخللُ الرءوس حتى دخلت في منخر عبيد الله بن زيادٍ، فمكثت هنيهةً، ثم خرجت فذهبت، حتى تغيبت، ثم قالوا: قد جاءت قد جاءت، ففعلت ذلك مرتين أو ثلاثًا. للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (3780)، وقال: حسن صحيح. وقال الألباني في صحيح الترمذي (2974): صحيح الإسناد.(3/533)
8790 - أم سلمة رفعته في حقِّ الحسين: ((إنَّ جبريل قال تحبُّه؟ قلتُ: أمَّا في الدنيا فنعم، قال: إن أمتك ستقتله بأرض يقال لها كربلاء))، فلما أحبط بحسينٍ حين قتل، قال: ما اسمُ هذه الأرضِ؟ قالوا: كربلاء قال: صدقَ الله ورسوله كربٌ وبلاءٌ. للكبير مطولاً (1).
_________
(1) الطبراني 3/ 108 - 109 (2819)، وقال الهيثمي 9/ 187 - 189، رواه الطبراني بأسانيد ورجال أحدها ثقات.(3/533)
8791 - عائشة رفعته: ((إنَّ جبريل أخبرني أن ابني حسينًا مقتولٌ في أرض الطفِّ، وأن أمتي ستفتنُ بعدي)). للكبير بلين مطولاً (1).
_________
(1) الطبراني 3/ 107 (2814)، وقال الهيثمي 9/ 187 - 188: في إسناده ابن لهيعة. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (223).(3/533)
8792 - محمد بن الحسن بن زبالة: لما نزل عمرُ بنُ سعدٍ بالحسينِ وأيقنَ أنهم قاتلوه، قامَ في أصحابه خطيبًا، فحمدَ الله ورغبهم في لقاءِ الله، نفرهم من الحياةِ مع الظالمين، وقتل بالطفِّ بكربلاء. للكبير بضعف (1).
_________
(1) الطبراني 3/ 114 (2842)، وقال الهيثمي 9/ 193: ومحمد بن الحسن هو ابن زبالة متروك ولم يدرك القصة.(3/533)
8793 - الشعبي: لما أراد الحسينُ أن يخرجَ أتى ابن عمر ليودعه، فقال له: إني أريدُ العراق، فقال: لا تفعل، فإنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: ((خيرتُ بين أن أكون نبيًّا ملكًا أو نبيًا عبدًا، فقيل لي تواضع، فاخترتُ أن أكونَ نبيًا عبداً))، وإنك بضعةٌ من النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فلا تخرج فأبى فودَّعه وقال: أستودعُك الله من مقتولٍ. للبزار والأوسط (1).
_________
(1) البزار كما في ((كشف الأستار)) (2643)، والطبراني في ((الأوسط)) 1/ 189 (597)، وقال الهيثمي 9/ 192، رجال البزار ثقات.(3/533)
8794 - ابن عباس: استأذنني حسينٌ في الخروجِ، فقلتُ: لولا أن يُزرى بي أو بك، لشبَّكتُ بيدي في رأسكِ، فقال: لأن أقتل بمكان كذا وكذا، أحبُّ إلي من أن يستحلَّ بي حرم الله ورسولِهِ، قال: فذلك الذي سلى بنفسي عنه (1).
_________
(1) الطبراني 3/ 119 - 120 (2859)، وقال الهيثمي 9/ 192: رجاله رجال الصحيح.(3/534)
8795 - الضحاك بن عثمان: خرجَ الحسينُ إلى الكوفة ساخطًا لولاية يزيد بن معاوية، فكتب يزيدُ إلى عبيد الله بن زيادٍ وهو واليه على العراق: إنه قد بلغني أن حسينًا قد سار إلى الكوفة، وقد ابتلي به زمانُك وبلدك وابتليت به، وعندها تعتقُ أو تعودُ عبدًا، فقتله عبيدُ الله بنُ زيادٍ وبعث برأسهِ إليه، فلمَّا وضع بين يديه تمثلَ بقولِ الحصين بن حمامٍ: نعلِّقُ هامًا من رجالٍ أحبَّةٍ. إلينا وهم كانوا أعقَّ وأظلما (1).
_________
(1) الطبراني 3/ 115 (2846)، وقال الهيثمي 9/ 193: ورجاله ثقات إلا أن الضحاك لم يدرك القصة.(3/534)
8796 - الزبير بن بكار: ولد الحسينُ لخمسٍ خلونَ من شعبانَ سنة أربعٍ من الهجرة، وقُتل يوم الجمعة يوم عاشوراء سنة إحدى وستين، قتله سنانُ ابنُ أبي أنسٍ، وأجهزَ عليه خولي بنُ يزيدٍ الأصبحي، وحز رأسه وأتى به ابن زيادٍ. فقال سنانٌ:
أوقر ركابي فضةً وذهبًا. ... أنِّي قتلتُ الملك المحجَّبا.
قتلتُ خير الناسِ أمًا وأبًا (1).
_________
(1) الطبراني 3/ 117 - 118 (2852)، وقال الهيثمي 9/ 149: ورجاله ثقات.(3/534)
8797 - الليث بن سعد قال: أبى الحسينُ أن يستأسر فقاتلوه، فقتلوه وقتلوا بنيه وأصحابه الذين قاتلوا معه، وانطلق بعليِّ بن حسينٍ وفاطمةَ وسكينة بنتي حسين إلى ابن زيادٍ، فبعثَ بهم إلى يزيد، فأمر بسكينةَ فجعلها خلف سريره؛ لئلا ترى رأس أبيها، وعلي بن حسين في غلٍ وهو غلامٌ، فوضع رأس الحسين، وقال يزيدُ: نعلقُ هامًا البيتِ، وقال عليُّ بنُ الحسين: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى الله يَسِيرٌ} [الحديد:22] فقال يزيدُ: بل بما كسبت أيدكم ويعفُو عن كثيرٍ، فقال علي: أما والله لو رآنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - مغلولينَ لأحبَّ أن يحلنا من الغلِّ، قال: صدقت، فحلوهم ففعلوا، وقال:
[ص:535] ولو وقفنا بينَ يدي رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - على بُعدٍ لأحبَّ أن يقربنا، قالَ: صدقتَ، فقربُوهُم، فجعلت فاطمةُ وسكينةُ تتطاولان لتريان رأسَ أبيهما، وجعل يزيدُ يتطاولُ في مجلسهِ ليسترَ الرأسَ، ثم أمرَ بهم فجُهزُوا وأصلحَ إليه، وأُخرجُوا إلى المدينةِ (1).
_________
(1) الطبراني 3/ 104 (2806)، وقال الهيثمي 9/ 195: ورجاله ثقات.(3/534)
8798 - الشعبي: رأيتُ في النومِ كأنَّ رجالاً نزلوا من السماءِ معهم حرابٌ يتتبعون قتلةَ الحسين، فما لبثتُ أن نزل المختارُ فقتلهمُ (1).
_________
(1) الطبراني 3/ 113 (2833)، وقال الهيثمي 9/ 196: إسناده حسن.(3/535)
8799 - الزهري قال: ما رُفع بالشامِ حجرٌ يومَ قتلِ الحسينِ إلا عن دمٍ (1).
_________
(1) الطبراني 3/ 113 (2835)، وقال الهيثمي 9/ 196: ورجاله رجال الصحيح.(3/535)
8800 - وفي روايةٍ: لم ترفع حصاةٌ بيتِ المقدسِ إلا وُجدَ تحتها دمٌ عبيط (1).
_________
(1) الطبراني 3/ 113 (2834)، وقال الهيثمي 9/ 196: ورجاله ثقات.(3/535)
8801 - أبو قبيل: لمَّا قُتل الحسينُ انكسفت الشمسُ حتى بدت الكواكبُ نصف النهارِ، حتى ظننا أنها هي (1).
_________
(1) الطبراني 3/ 114 (2838)، وقال الهيثمي 9/ 197: إسناده حسن.(3/535)
8802 - الليثُ بنُ سعدٍ: أنهُ قُتل مع الحسينِ، العباسُ بنُ علي ابن أبي طالبٍ، وأمُه أمُّ البنين عامرة، وجعفرُ وعبدُ الله وعثمانُ وأبو بكرٍ بنو عليّ، وأمُّ أبي بكرٍ ليلى بنتُ مسعودٍ نهشلية، وعلىُّ بنُ الحسين الأكبر وأُمهُ ليلى ثقفيةٌ، وعبدُ الله بنُ الحسينِ وأمهُ الربابُ كلبية، وأبو بكرٍ بنُ الحسينِ، وعونُ ومحمدُ ابنا عبد الله بنُ جعفرَ بن أبي طالبٍ، وجعفرُ ومسلمُ ابنا عقيلٍ بن أبي طالبٍ وسليمانُ مولى الحسين، وعبدُ الله رضيعُ الحسينِ (1).
_________
(1) الطبراني 3/ 103 (2803)، وقال الهيثمي 9/ 197 - 198: ورجاله إلى قائليه رجال الصحيح.(3/535)
8803 - محمدُ بنُ الحنفيةِ: قُتل مع الحسين سبعةَ عشر كلُّهم ارتكض في رحمِ فاطمةَ رضي الله عنهم. هي للكبير (1).
_________
(1) الطبراني 3/ 119 (2855)، وقال الهيثمي 9/ 198: رواه الطبراني بإسنادين ورجال أحدهما ثقات.(3/535)
8804 - أبو قبيل: لمَّا قُتل الحسينُ احتزُوا رأسهُ، وقعدُوا في أولِ مرحلةٍ يشربونَ النبيذَ، فخرجَ إليهم قلمٌ من حديدٍ من حائطٍ، فكتبَ بدمٍ:
أترجُو أمة قتلتْ حسينًا ... شفاعة جده يوم الحسابِ.
فهربوا وتركُوا الرأسَ ثم رجعُوا. للكبير بخفى (1).
_________
(1) الطبراني 3/ 123 (2873)، وقال الهيثمي 9/ 199: وفيه من لم أعرفه.(3/536)
8805 - أمُّ سلمةَ: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: لا تدعي أحدًا يدخلُ علىّ، فجاءَ الحسينُ فأرادَ أن يدخلَ فأخذتُهُ، فلمَّا اشتدَ في البكاءِ خليتُ عنهُ، فدخلَ حتى جلسُ في حجرِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فقالَ جبريلُ للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: إنَّ أُمتكَ ستقتلُ ابنكَ هذا، فقالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((يقتلونهُ وهم مؤمنونَ بي؟)) قال: نعم، فخرج - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((إنَّ أُمتي يقتلونَ هذا))، فقالَ أبو بكرٍ وعمرُ: يا نبيّ الله وهم مؤمنونَ؟ قالَ: ((نعم)). للكبير بلين مطولاً (1).
_________
(1) الطبراني 8/ 285 (8096)، وقال الهيثمي 9/ 189: ورجاله موثقون وفي بعضهم ضعف.(3/536)
مناقب زيد بن حارثة وابنه أسامة وعمّار بن ياسر وعبد الله بن مسعود وأبى ذر الغفاري - رضي الله عنهم -(3/536)
8806 - عائشة: قدمَ زيدٌ بن حارثةَ المدينةَ ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - في بيتي، فقرعَ البابَ فقامَ إليهِ - صلى الله عليه وسلم - عريانًا يجرُّ ثوبه، والله ما رأيتُه عريانًا قبلهُ ولا بعدهُ فاعتنقه وقبلهُ (1).
_________
(1) الترمذي (2732)، وقال: حسن غريب، وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (516).(3/536)
8807 - جبلة بن حارثة: قدمتُ على النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقلتُ: يا رسولَ الله ابعث معي أخي زيداً، قال: ((هو ذاك انطلق إليهِ، فإن ذهبَ معك لم أمنعهُ))، فجاءَ زيدٌ فقالَ: يا رسولَ الله! أوَ أختارُ عليك أحدًا؟ قالَ جبلةُ: فأقمتُ أنا مع أخي، ورأيتُ رأي أخي أفضل من رأيي. هما للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (3815)، وقال: حسن غريب، وحسنه الألباني في صحيح الترمذي (2998).(3/536)
8808 - ابنُ عمر: بعثَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بعثًا وأمرَّ عليهم أسامةَ ابن زيدٍ فطعنَ بعضُ النَّاسِ في إمارته، فقال - صلى الله
[ص:537] عليه وسلم -: ((إنْ تطعنُوا في إمارتِه فقد كنتمُ تُطعنونَ في إمارةِ أبيه من قبلِ، وايمُ الله إن كان لخليقٌ بالإمارةِ وكانَ لَمِنْ أحبِّ النَّاسِ إليَّ، وإنَّ هذا لمن أحبِّ النَّاسِ إليَّ بعدهُ)). للشيخين والترمذي (1).
_________
(1) البخاري (3730)، ومسلم (2426).(3/536)
8809 - أسامة: كانَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - قد عقدَ لي لواءً في مَرَضِهِ الذي ماتَ فيه وبرزتُ بالنَّاسِ، فلمَّا ثقُل هبطتُ وهبطَ النَّاسُ إلى المدينةِ، فدخلتُ عليهِ وقد أصمتَ، فجعلَ يَضَعُ يديهِ عليَّ ويرفعهُما، فعرفتُ أنَّه يدعُو لي. للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (3817)، وقال: حسن غريب، وحسنه الألباني في صحيح الترمذي (3000).(3/537)
8810 - عائشة قالت: عثر أسامةُ بعتبة البابِ فشُجَّ في وجهه فقالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أميطي عنه الأذى)) فتقذرتُه، فجعلَ يمصُّ عنهُ الدّمَ ويمجُّ عن وجههِ ثُمَّ قال: ((لو كان أسامةُ جاريةً لحليتهِ وكسوتهِ حتى أنفقهُ)). للقزويني (1).
_________
(1) ابن ماجة (1976)، وقال البوصيري: هذا إسناد صحيح إن كان البهي سمع من عائشة ((مصباح الزجاجة)) 2/ 117، وصححه الألباني في صحيح الترمذي (1607).(3/537)
8811 - وعنها: أراد رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أن يُنحِّى مُخاطَ أسامةَ، قالتْ عائشةُ: دعني حتَّى أنا أفعلُهُ، قالَ: ((يا عائشةُ أحبِّيهِ فإنِّي أحبُّهُ)) (1).
_________
(1) الترمذي (3818)، وقال: حسن صحيح، وحسنه الألباني في صحيح الترمذي (3001).(3/537)
8812 - ابنُ عمرَ: أنَّ عمرَ فرضَ لأسامةَ في ثلاثةِ آلافٍ وخمسمائةِ وفرض لعبدِ الله بن عمرَ في ثلاثةِ آلافٍ، فقال ابنُ عمرَ: لِمَ فضَّلتَ أسامةَ عليُّ؟ فوالله ما سبقني إلى مشهدٍ قال: لأنَّ زيدًا كان أحبَّ إلى النبيِّ من أبيك، وأسامةَ أحبَّ إليهِ منكَ، فآثرتُ حبَّه - صلى الله عليه وسلم - على حُبِّي. هما للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (3813)، وقال: حسن غريب، وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (799).(3/537)
8813 - وعنهُ: وقد نظر وهُو في المسجدِ إلى رجلٍ يسحبُ ثيابه في ناحيةٍ من المسجدِ، فقالَ: انظروا من هذا؟ فقيلَ له: هذا محمدٌ بنُ أسامةَ، فطأطأ ابنُ عمرَ
[ص:538] رأسهُ ثُمَّ قال: لو رآه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - لأحبَّهُ. للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (3734).(3/537)
8814 - ابن شهاب: قال: أولُ من أسلم زيدُ بنُ حارثةَ. للكبير بإرسالٍ (1).
_________
(1) الطبراني 5/ 84 (4653)، وقال الهيثمي 9/ 274: إسناده حسن.(3/538)
8815 - علي: جاءَ عمَّارُ بنُ ياسرٍ يستأذنُ على النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال: ((ائذنوا له، مرحبًا بالطيِّبِ المطيَّبِ)). للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (3798)، وقال: حسن صحيح، وابن ماجة (146)،وصححه الألباني في صحيح الترمذي (2986).(3/538)
8816 - أبو هريرة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قالَ لعمارٍ: ((أبشرْ تقتلُك الفئةُ الباغيةُ)). للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (3800)، وقال: حسن صحيح غريب، وصححه الألباني في صحيح الترمذي (2989).(3/538)
8817 - وزاد رزين: واستسقى يومَ صفين فأتى بقعبٍ فيه لبنٌ، فلمَّا نظر إليه كبَّر ثمَّ قالَ: أخبرنيِ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أنَّ آخرَ رزقي من الدُّنيا ضياحُ لبنٍ في مثل هذا القعب، ثُمَّ حُمل فلم يُنثني حتَّى قُتل.(3/538)
8818 - أبو سعيدٍ رفَعَهُ: ((ويحَ عمَّارٍ، تقتلُهُ الفئةُ الباغيةُ، يدعُوهُم إلى الجنَّة ويدعونهُ إلى النَّارِ)). للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (447).(3/538)
8819 - عائشة رفعتْهُ: ((ما خُيِّرَ عمَّارٌ بينَ أمرينِ إلاَّ اختارَ أرشَدَهُما)). للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (3799)، وقال: حسن غريب، وصححه الألباني في صحيح الترمذي (2987).(3/538)
8820 - رَجُلٌ منَ الصحابة رفعهُ: ((مُلئَ عمَّارٌ إيمانًا إلى مُشاشهِ)). للنسائي (1).
_________
(1) النسائي 8/ 111، وصححه الألباني في صحيح النسائي (4634).(3/538)
8821 - عليُّ رفعهُ: ((دمُ عمَّارٍ ولحمُه حرامٌ على النَّارِِ أن تطعمهُ)). للبزار (1).
_________
(1) البزار في ((البحر الزخار)) 3/ 14 (760)، وقال الهيثمي 9/ 295: رجاله ثقات وفي بعضهم ضعف لا يضر.(3/538)
8822 - بلالُ بنُ يحيى: لما قُتل عثمانُ (1) قيل لحذيفةَ قُتل هذا الرجلُ وقد اختلفَ النَّاسُ فما تقولُ؟ قال: سمعتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: ((أبو اليقظانِ على الفطرةِ لا يدعُها حتَّى يموتَ أو يمسَّهُ الهرمُ)). للبزار والأوسط (2).
_________
(1) (لما قتل عثمان) كذا في نسخة المؤلف والسائر المنقولات، والظاهر أنه عمار، لما يقتضيه السياق وهو الذي يكنى بأبي اليقظان.
(2) البزار في ((البحر الزخار)) 7/ 348 (2945)، و ((الأوسط)) 3/ 191 - 192 (2897)، وقال الهيثمي 9/ 295: رواه البزار والطبراني في ((الأوسط)) باختصار ورجالهما ثقات. ذكره الألباني في الصحيحة (3216).(3/539)
8823 - عثمانُ: أقبلتُ مع النبيِّ نتمشَّى في البطحاءِ حتَّى أتى على عمَّارٍ وأبيهِ وأمِّهِ يُعذَّبونَ، فقالَ أبو عمَّارٍ: يا رسولَ الله الدَّهر هكذا؟ فقالَ - صلى الله عليه وسلم -: اصبر، اللهمَّ اغفر لآلِ ياسرٍ وقد فعلت. لأحمدَ (1).
_________
(1) أحمد 1/ 62، وقال الهيثمي 9/ 293: رجاله رجال الصحيح.(3/539)
8824 - وللكبير بخفى: ((اصبرُوا آل ياسرٍ موعدُكُم الجنَّةُ)) (1).
_________
(1) ((المعجم الكبير)) 24/ 303، وقال الهيثمي 9/ 293: وفيه من لم أعرفهم. ذكره الألباني في صحيح السيرة ص 154.(3/539)
8825 - الحسن: كانَ عمَّارُ يقولُ: قاتلتُ مع النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - الجنَّ والإِنسَ، أرسلني إلى بئر بدرٍ فلقيتُ الشيطانَ في صورةِ الإنِس فصارعنيِ فصرعتُهُ، فجعلتُ أدقُّهُ بفهرٍ معي، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((عمَّارُ لقى الشيطانَ عند البئر فقاتلهُ))، فما عدى أن رجعتُ فأخبرتُه فقال ذاك الشيطانُ. للكبير بلين وخفى (1).
_________
(1) ذكره الهيثمي 9/ 293، وقال: رواه الطبراني عن شيخه يعقوب بن إسحاق المخرمي ولم أعرفه، والحكم بن عطية مختلف فيه، وبقية رجاله رجال الصحيح.(3/539)
8826 - خالد بن الوليد رفعهُ: ((من يُحقر عمَّارًا يُحقِّرهُ الله، ومنْ يسبَّه يسبَّه الله، ومن ينتقصهُ ينتقصهُ الله)) (1).
_________
(1) ((الكبير)) 4/ 112 - 113 (3832)، وقال الهيثمي 9/ 294: وراه الطبراني مطولاً ومختصرًا بأسانيد منها ما وافق أحمد ورجاله ثقات، ومنها ما هو مرسل.(3/539)
8827 - وفي رواية: ((ومن يعادِ عمَّارًا يُعادِهِ الله)). للكبير مطولاً (1).
_________
(1) ((الكبير)) 4/ 112 (3831)، وقال الهيثمي 9/ 293: رجاله رجال الصحيح.(3/539)
8828 - عمرو بن العاص: وقد أتاه رجلان يختصمان في دم عمار وسلبه، فقال عمرو: خليا عنه فإني سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: «قاتل عمار وسالبه في النار» (1).
_________
(1) ذكره الهيثمي (7/ 244) وقال: رواه أحمد والطبراني، ورجال أحمد ثقات. وصححه الألباني في " صحيح الجامع " (4294).(3/539)
8829 - عبد الله بن الحارث: أن عمرو بن العاص قال لمعاوية: يا أمير المؤمنين، أما سمعت رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول حين كان يبني المسجد لعمار: «إنك لحريصٌ على الجهاد، وإنك لمن أهل الجنة، ولتقتلنك الفئة الباغية». قال: بلى. فلم قتلتموه؟! ما تزال تدحض في بولك، أنحن قتلناه؟ إنما قتله الذي جاء به» (1).
_________
(1) رواه الطبراني (19/ 330)، وذكره الهيثمي (7/ 241) وقال: رواه الطبراني، وأحمد باختصار، وأبو يعلى بنحو الطبراني، والبزار ورجال أحمد وأبي يعلى ثقات.(3/540)
8830 - كلثوم بن جبر: أنه قيل لقاتل عمار كيف كان أمر عمار قال: أدركت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكنا نعد عمارًا من خيارنا حتى سمعته يومًا في مسجد قباء يقع في عثمان فلو حصلت إليه لوطئته برجلي فما صليت بعد ذلك صلاة إلا قلت: اللهم لقنى عمارًا فلما كان يوم صفين استقبلني رجل يسوق الكتيبة فاختلفت أنا وهو ضربتين فبدرته وضربته فكبا لوجهه ثم قتلته. هي للكبير (1).
_________
(1) ذكره الهيثمي (9/ 298) وقال: رواه الطبراني وعبد الله باختصار، ورجال أحد إسنادي الطبراني رجال الصحيح.(3/540)
8831 - عَلِيّ رفعه: «لَوْ كُنْتُ مُؤَمِّرًا أَحَدًا منهم مِنْ غَيْرِ مَشُورَةٍ، لَأَمَّرْتُ عليهم ابْنَ أُمِّ عَبْدٍ» (1). للترمذي.
_________
(1) الترمذي (3809) وقال: حديث غريب. وضعفه الألباني في ضعيف سنن الترمذي (796).(3/540)
8832 - عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ: سألت حُذَيْفَةَ عَنْ رَجُلٍ قَرِيبِ السَّمْتِ وَالْهَدْيِ والدل مِنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى نَأْخُذَ عَنْهُ فَقَالَ: مَا نعلم أَحَدًا أَقْرَبَ سَمْتًا وَهَدْيًا وَدَلًّا به - صلى الله عليه وسلم - مِنْ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ، أقربهم إلى الله وسيلة. للبخاري والترمذي (1).
_________
(1) البخاري (3762)، والترمذي (3807).(3/540)
8833 - أبو مُوسَى رَضِيَ الله عَنْهُ: قَدِمْتُ أَنَا وَأَخِي مِنْ الْيَمَنِ فَمَكَثْنَا حِينًا ولا ندري إلا أن ابْنَ مَسْعُودٍ وَأُمَّهُ مِنْ أَهْلِ بيت النبي - صلى الله عليه وسلم - مِنْ كَثْرَةِ دُخُولِهِمْ عليه وَلُزُومِهِمْ بَهُ. للشيخين والترمذي (1)
_________
(1) البخاري (3763)، ومسلم (2460)، والترمذي (3806).(3/540)
8834 - أبو مُوسَى وَأَبَو مَسْعُودٍ الأنصاري: قال أحدهما لصاحبه حِينَ مَاتَ ابْنُ مَسْعُودٍ: أَتُرَاهُ تَرَكَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ؟ فَقَالَ: إِنْ قُلْتَ ذَلكَ إِنْ كَانَ لَيُؤْذَنُ لَهُ إِذَا حُجِبْنَا وَيَشْهَدُ إِذَا غِبْنَا (1). لمسلم.
_________
(1) مسلم (2461).(3/541)
8835 - ابْنِ مَسْعُودٍ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ بَشَّرَاهُ أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَقْرَأَ الْقُرْآنَ غَضًّا كَمَا أُنْزِلَ فَلْيَقْرَأْهُ عَلَى قِرَاءَةِ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ» (1). للقزويني.
_________
(1) ابن ماجه (138)، وقال الألباني في الصحيحة (2301): صحيح.(3/541)
8836 - وعنه: لقد رأيتني وإنى لسادس ستة ما على الأرض مسلمٌ غيرُنا (1). للكبير.
_________
(1) الطبراني (9/ 65 / 8406) وقال الهيثمي (9/ 287): رجاله رجال الصحيح.(3/541)
8837 - أبو ذر قال عبد الله بن الصامت قَالَ أَبُو ذَرٍّ: خَرَجْنَا مِنْ قَوْمِنَا غِفَارٍ وَكَانُوا يُحِلُّونَ الشَّهْرَ الْحَرَامَ، فَخَرَجْتُ أَنَا وَأَخِي أُنَيْسٌ وَأُمُّنَا، فَنَزَلْنَا عَلَى خَالٍ لَنَا فَأَكْرَمَنَا خَالُنَا وَأَحْسَنَ إِلَيْنَا فَحَسَدَنَا قَوْمُهُ، فَقَالُوا: إِنَّكَ إِذَا خَرَجْتَ عَنْ أَهْلِكَ خَالَفَ إِلَيْهِمْ أُنَيْسٌ، فَجَاءَ خَالُنَا فَنَثَا (1) عَلَيْنَا الَّذِي قِيلَ لَهُ. فَقُلْتُ: أَمَّا مَا مَضَى مِنْ مَعْرُوفِكَ فَقَدْ كَدَّرْتَهُ، وَلَا جِمَاعَ لَكَ فِيمَا بَعْدُ فَقَرَّبْنَا صِرْمَتَنَا (2)،فَاحْتَمَلْنَا عَلَيْهَا وَتَغَطَّى خَالُنَا بثَوْبِهُ فَجَعَلَ يَبْكِي، فَانْطَلَقْنَا حَتَّى نَزَلْنَا بِحَضْرَةِ مَكَّةَ فَنَافَرَ أُنَيْسٌ عَنْ صِرْمَتِنَا فَأَتَيَا الْكَاهِنَ فَخَيَّرَ أُنَيْسًا فَأَتَانَا أُنَيْسٌ بِصِرْمَتِنَا وَمِثْلِهَا. ومعهما، وَقَدْ صَلَّيْتُ يَا ابْنَ أَخِي قَبْلَ أَنْ أَلْقَى رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - بِثَلَاثِ سِنِينَ. قُلْتُ لِمَنْ؟ قَالَ: لِلَّهِ تعالى قُلْتُ: فَأَيْنَ تَوَجَّهُ؟ قَالَ: أَتَوَجَّهُ حَيْثُ يُوَجِّهُنِي رَبِّي، أُصَلِّي عِشَاءً حَتَّى إِذَا كَانَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ أُلْقِيتُ كَأَنِّي خِفَاءٌ (3) حَتَّى تَعْلُوَنِي الشَّمْسُ فَقَالَ أُنَيْسٌ إِنَّ لِي حَاجَةً بِمَكَّةَ فَاكْفِنِي، فَانْطَلَقَ أُنَيْسٌ حَتَّى أَتَى مَكَّةَ فَرَاثَ (4)
عَلَيَّ ثُمَّ جَاءَ فَقُلْتُ مَا صَنَعْتَ؟ قَالَ: لَقِيتُ رَجُلًا بِمَكَّةَ عَلَى دِينِكَ يَزْعُمُ أَنَّ الله أَرْسَلَهُ. قُلْتُ: فَمَا يَقُولُ النَّاسُ؟ قَالَ: يَقُولُونَ شَاعِرٌ, كَاهِنٌ، سَاحِرٌ. وَكَانَ أُنَيْسٌ أَحَدَ الشُّعَرَاءِ قَالَ أُنَيْسٌ: لَقَدْ سَمِعْتُ قَوْلَ الْكَهَنَةِ فَمَا هُوَ بِقَوْلِهِمْ، وَلَقَدْ وَضَعْتُ قَوْلَهُ عَلَى أَقْرَاءِ (5) الشِّعْرِ فَمَا يَلْتَئِمُ عَلَى لِسَانِ أَحَدٍ بَعْدِي أَنَّهُ شِعْرٌ وَالله إِنَّهُ لَصَادِقٌ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ. قُلْتُ: فَاكْفِنِي حَتَّى أَذْهَبَ فَأَنْظُرَ فَأَتَيْتُ مَكَّةَ
[ص:542] فَتَضَعَّفْتُ رَجُلًا مِنْهُمْ فَقُلْتُ أَيْنَ هَذَا الَّذِي تَدْعُونَهُ الصَّابِئَ؟ فَأَشَارَ إِلَيَّ فَقَالَ: الصَّابِئَ الصَّابِئَ. فَمَالَ عَلَيَّ أَهْلُ الْوَادِي بِكُلٍّ مَدَرَةٍ وَعَظْمٍ حَتَّى خَرَرْتُ مَغْشِيًّا عَلَيَّ. فَارْتَفَعْتُ حِينَ ارْتَفَعْتُ كَأَنِّي نُصُبٌ أَحْمَرُ. فَأَتَيْتُ زَمْزَمَ فَغَسَلْتُ عَنِّي الدِّمَاءَ وَشَرِبْتُ مِنْ مَائِهَا، وَلَقَدْ لَبِثْتُ يَا ابْنَ أَخِي ثَلَاثِينَ بَيْنَ لَيْلَةٍ وَيَوْمٍ، مَا كَانَ لِي طَعَامٌ إِلَّا مَاءُ زَمْزَمَ فَسَمِنْتُ حَتَّى تَكَسَّرَتْ عُكَنُ (6) بَطْنِي، وَمَا وَجَدْتُ عَلَى كَبِدِي سُخْفَةَ (7) جُوعٍ. فَبَيْنَا أَهْلُ مَكَّةَ فِي لَيْلَةٍ قَمْرَاءَ إِضْحِيَانَ (8) إِذْ ضُرِبَ عَلَى أَصْمِخَتِهِمْ (9)
فَمَا يَطُوفُ بِالْبَيْتِ أَحَدٌ وَامْرَأَتَان مِنْهُمْ تَدْعُوَانِ أِسَافًا وَنَائِلَةَ فَأَتَتَا عَلَيَّ فِي طَوَافِهِمَا فَقُلْتُ أَنْكِحَا إَحَدَهُمَا الْأُخْرَى فَمَا تَنَاهَتَا عَنْ قَوْلِهِمَا. فَأَتَتَا عَلَيَّ فَقُلْتُ هَنٌ مِثْلُ الْخَشَبَةِ غَيْرَ أَنِّي لَا أَكْنِي فَانْطَلَقَتا تُوَلْوِلَانِ وَتَقُولَانِ: لَوْ كَانَ هَاهُنَا أَحَدٌ مِنْ أَنْفَارِنَا. فَاسْتَقْبَلَهُمَا رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وَأَبُو بَكْرٍ وَهُمَا هَابِطَانِ قَالَ: مَا لَكُمَا: قَالَتَا: الصَّابِئُ بَيْنَ الْكَعْبَةِ وَأَسْتَارِهَا قَالَ مَا قَالَ لَكُمَا قَالَتَا إِنَّهُ قَالَ لَنَا كَلِمَةً تَمْلَأُ الْفَمَ وَجَاءَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى اسْتَلَمَ الْحَجَرَ وَطَافَ بِالْبَيْتِ هُوَ وَصَاحِبُهُ ثُمَّ صَلَّى فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ قَالَ أَبُو ذَرٍّ: فَكُنْتُ أَوَّلَ مَنْ حَيَّاهُ بِتَحِيَّةِ الْإِسْلَامِ. فَقُلْتُ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ الله فَقَالَ: «وَعَلَيْكَ وَرَحْمَةُ الله». ثُمَّ قَالَ: «ممَنْ أَنْتَ» قَالَ: قُلْتُ: مِنْ غِفَارٍ. فَأَهْوَى بِيَدِهِ فَوَضَعَ أَصَابِعَهُ عَلَى جَبْهَتِهِ فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: كَرِهَ أَنِ انْتَمَيْتُ إِلَى غِفَارٍ، فَذَهَبْتُ آخُذُ بِيَدِهِ فَقَدَعَنِي صَاحِبُهُ وَكَانَ أَعْلَمَ بِهِ مِنِّي، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فقال «مَتَى كُنْتَ هَاهُنَا؟» قَالَ: كُنْتُ هَاهُنَا مُنْذُ ثَلَاثِينَ بَيْنَ لَيْلَةٍ وَيَوْمٍ. «قَالَ فَمَنْ كَانَ يُطْعِمُكَ؟» قُلْتُ: مَا كَانَ لِي طَعَامٌ إِلَّا مَاءُ زَمْزَمَ فَسَمِنْتُ حَتَّى تَكَسَّرَتْ عُكَََنُ بَطْنِي وَمَا أَجِدُ عَلَى كَبِدِي سُخْفَةَ جُوعٍ. فقَالَ: «إِنَّهَا مُبَارَكَةٌ إِنَّهَا طَعَامُ طُعْمٍ».
قال أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ الله، ائذَنْ لِي فِي طَعَامِهِ اللَّيْلَةَ فَانْطَلَقَ - صلى الله عليه وسلم - وَأَبُو بَكْرٍ وَانْطَلَقْتُ مَعَهُمَا، فَفَتَحَ أَبُو بَكْرٍ بَابًا فَجَعَلَ يَقْبِضُ لَنَا مِنْ زَبِيبِ الطَّائِفِ َكَانَ ذَلِكَ أَوَّلَ طَعَامٍ أَكَلْتُهُ بِهَا، ثُمَّ غَبَرْتُ مَا غَبَرْتُ ثُمَّ أَتَيْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: «إِنَّهُ قََدْ وُجِّهَتُ إلِى أَرْضٍ ذَاتِ نَخْلٍ لَا أُرَاهَا إِلَّا يَثْرِبَ فَهَلْ أَنْتَ مُبَلِّغٌ عَنِّي قَوْمَكَ عَسَى الله أَنْ يَنْفَعَهُمْ بِكَ وَيَأْجُرَكَ فِيهِمْ» فَأَتَيْتُ أُنَيْسًا فَقَالَ: مَا صَنَعْتَ؟ قُلْتُ: صَنَعْتُ أَنِّي قَدْ أَسْلَمْتُ وَصَدَّقْتُ قَالَ مَا بِي رَغْبَةٌ عَنْ دِينِكَ فَإِنِّي قَدْ أَسْلَمْتُ
[ص:543] وَصَدَّقْتُ فَأَتَيْنَا أُمَّنَا فَقَالَتْ مَا بِي رَغْبَةٌ عَنْ دِينِكُمَا فَإِنِّي قَدْ أَسْلَمْتُ وَصَدَّقْتُ، فَاحْتَمَلْنَا حَتَّى أَتَيْنَا قَوْمَنَا غِفَارًا فَأَسْلَمَ نِصْفُهُمْ وَكَانَ يَؤُمُّهُمْ أَيْمَاءُ بْنُ رَخصَةَ وَكَانَ سَيِّدَهُمْ، وَقَالَ نِصْفُهُمْ إِذَا قَدِمَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - الْمَدِينَةَ أَسْلَمْنَا فَقَدِمَ الْمَدِينَةَ فَأَسْلَمَ نِصْفُهُمْ الْبَاقِي، وَجَاءَتْ أَسْلَمُ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ الله إِخْوَتُنَا نُسْلِمُ عَلَى الَّذِي أَسْلَمُوا عَلَيْهِ فَأَسْلَمُوا. فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: «غِفَارُ غَفَرَ الله لَهَا وَأسْلَمُ سَالَمَهَا الله».
ومن رواياته: فتنافر إلى رجل من الكهان فلم يزل أخي أنيس يمدحه حتى غلبه فأخذنا صرمته (10).
_________
(1) فنثا: من نثا الحديث والخبر إذا حدَّث به وأشاعه وأظهره. انظر " اللسان " مادة: نثا.
(2) صرمتنا: بكسر الصاد، وهي القطعة من الإبل، وتطلق أيضًا على القطعة من الغنم. انظر " اللسان " مادة: صرم.
(3) خفاء: بكسر الخاء، الكساء. انظر " اللسان " مادة: خبو.
(4) فراث؛ أي فأبطأ. انظر " اللسان " مادة: ريث ..
(5) أقراء الشعر: طرقه وأنواعه. انظر " اللسان " مادة: قرء.
(6) عكن، واحد الأعكان وهي الأطواء في البطن من السَّمن. انظر " اللسان " مادة: عكن.
(7) سخفة: من السخف، وهو ضعف العقل، ورقته. وسخفة جوع؛ أي رقته، وهزاله. انظر " اللسان " مادة: سخف.
(8) إضحيان: مضيئة، لا غيم فيها. انظر " اللسان " مادة: ضحا.
(9) أصمختهم: جمع صماخ .. وصماخ الأذن: الذي يفضي إلى الرأس، وقيل هو الأذن نفسها. والمراد هنا: أنهم ناموا نومًا عميق. انظر " اللسان " مادة: صمخ.
(10) مسلم (2473).(3/541)
8838 - ومنها: أن أبا ذرٍ تزود وحمل شنة حَتَّى قَدِمَ مَكَّةَ فَأَتَى الْمَسْجِدَ فَالْتَمَسَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - وَلَا يَعْرِفُهُ وَكَرِهَ أَنْ يَسْأَلَ عَنْهُ حَتَّى أَدْرَكَهُ بعضُ اللَّيْلِ فَاضْطَجَعَ فَرَآهُ عَلِيٌّ فعرفه أَنَّهُ غَرِيبٌ، فَلَمَّا رَآهُ تَبِعَهُ فَلَمْ يَسْأَلْ وَاحِدٌ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أَصْبَحَ، ثُمَّ احْتَمَلَ قِرْبَتَهُ وَزَادَهُ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَظَلَّ ذَلِكَ الْيَوْمَ وَلَا يَرَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى أَمْسَى، فَعَادَ إِلَى مَضْجَعِهِ فَمَرَّ بِهِ عَلِيٌّ فَقَالَ: مَا آَنَ لِلرَّجُلِ أَنْ يَعْلَمَ مَنْزِلَهُ. فَأَقَامَهُ فَذَهَبَ بِهِ مَعَهُ، وَلَا يَسْأَلُ وَاحِدٌ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ عَنْ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا كَانَ يَوْمُ الثَّالِثِ فَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ فَأَقَامَهُ عَلِيٌّ مَعَهُ فقال: أَلَا تُحَدِّثُنِي مَا الَّذِي أَقْدَمَكَ هَذَا الْبَلَدَ؟ قَالَ: إِنْ أَعْطَيْتَنِي عَهْدًا وَمِيثَاقًا لَتُرْشِدَنِّي فَعَلْتُ فَفَعَلَ.
فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ: َإِنَّهُ حَقٌّ وَهُوَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فَإِذَا أَصْبَحْتَ فَاتَّبِعْنِي فَإِنِّي إِنْ رَأَيْتُ شَيْئًا أَخَافُه عَلَيْكَ قُمْتُ كَأَنِّي أُرِيقُ الْمَاءَ فَإِذاْ أمَضَيْتُ فَاتَّبِعْنِي حَتَّى تَدْخُلَ مَدْخَلِي فَفَعَلَ، فأخبره فَانْطَلَقَ يَقْفُوهُ حَتَّى دَخَلَ عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَدَخَلَ مَعَهُ فَسَمِعَ مِنْ قَوْلِهِ وَأَسْلَمَ مَكَانَهُ فَقَالَ: لَهُ - صلى الله عليه وسلم -: «ارْجِعْ إِلَى قَوْمِكَ فَأَخْبِرْهُمْ حَتَّى يَأْتِيَكَ أَمْرِي» فَقَالَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَأَصْرُخَنَّ بِهَا بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِمْ فَخَرَجَ حَتَّى أَتَى الْمَسْجِدَ فَنَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا الله وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ الله وَثَارَ الْقَوْمُ فَضَرَبُوهُ حَتَّى أَضْجَعُوهُ وَأَتَى الْعَبَّاسُ فَأَكَبَّ عَلَيْهِ فَقَالَ: وَيْلَكُمْ أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّهُ
[ص:544] مِنْ غِفَارٍ وَأَنَّ طَرِيقَ تُجَّارِكُمْ إِلَى الشَّامِ عَلَيْهِمْ فَأَنْقَذَهُ مِنْهُمْ ثُمَّ عَادَ مِنْ الْغَدِ بِمِثْلِهَا وَثَارُوا إِلَيْهِ فَضَرَبُوهُ فَأَكَبَّ عَلَيْهِ الْعَبَّاسُ فَأَنْقَذَهُ (1). لمسلم وشاركه البخاري في هذه.
_________
(1) البخاري (3522)، ومسلم (2474).(3/543)
8839 - أَبُو ذَرٍّ: إِنِّي لَأَقْرَبُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -؛ إِنِّي سمعتُهُ يَقُولُ: «إِنَّ أَقْرَبَكُمْ مِنِّي يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ خَرَجَ مِنْ الدُّنْيَا كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ تَرَكْتُهُ وَإِنَّهُ وَالله مَا مِنْكُمْ مِن أَحَدٍْ إِلَّا وَقَدْ تَشَبَّثَ مِنْهَا بِشَيْءٍ غَيْرِي» (1). لأحمد والكبير.
_________
(1) أحمد (5/ 165)، وقال الهيثمي (9/ 327): رجاله ثقات، إلا أن عراك بن مالك لم يسمع من أبي ذر فيما أحسب، والله أعلم.(3/544)
8840 - وعنه: لقد رأيتنى ربع الإسلام لم يسلم قبلي إلا النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر وبلال رضي الله عنهما (1).للكبير.
_________
(1) الطبراني (2/ 148 / 1618) وقال الهيثمي (9/ 327): رواه الطبراني بإسنادين وأحدهما متصل الإسناد ورجاله ثقات. وذكر هـ الألباني في " صحيح السيرة " (125).(3/544)
8841 - إبراهيم بن الأشتر: أَنَّ أَبَا ذَرٍّ حَضَرَهُ الْمَوْتُ بِالرَّبَذَةِ فَبَكَتْ امْرَأَتُهُ، فَقَالَ: مَا يُبْكِيكِ؟ قَالَتْ: أَبْكِي إنه لَا يَدَ لِي بِنَفْسِكَ وَلَيْسَ عِنْدِي ثَوْبٌ يَسَعُكَ كَفَنًا. فَقَالَ: لَا تَبْكِي؛ فَإِنِّي سَمِعْتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «لَيَمُوتَنَّ رَجُلٌ مِنْكُمْ بِفَلَاةٍ مِنْ الْأَرْضِ يَشْهَدُهُ عِصَابَةٌ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ». فَكُلُّ مَنْ كَانَ مَعِي فِي ذَلِكَ الْمَجْلِسِ مَاتَ فِي جَمَاعَةٍ وَقريةٍ وَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ غَيْرِي، وَقَدْ أَصْبَحْتُ بِالْفَلَاةِ أَمُوتُ فَرَاقِبِي الطَّرِيقَ فَإِنَّكِ سَوْفَ تَرَيْنَ مَا أَقُولُ، فَإِنِّي مَا كَذَبْتُ وَلَا كُذِبْتُ، فَبَيْنَا هِيَ كَذَلِكَ إذا بْقَوْمِ تَخُّب بِهِمْ رَوَاحِلُهُمْ حَتَّى وَقَفُوا عَلَيْهَا، فَقَالُوا: مَا لَكِ قَالَتْ: امْرُؤٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ تُكَفِّنُوهُ وَتُؤْجَرُواَ قَالُوا: وَمَنْ هُوَ؟ قَالَتْ: أَبُو ذَرٍّ. فَفَدَوْهُ بِآبَائِهِمْ وَأُمَّهَاتِهِمْ فابتدروه فَقَالَ: أَبْشِرُوا فأَنْتُمْ النَّفَرُ الَّذِي قَالَ فِيكُمْ النبي - صلى الله عليه وسلم - مَا قَالَ فَأَنْشُدُكُمْ بالله لَا يُكَفِّنَنِي رَجُلٌ مِنْكُمْ
[ص:545] عَرِيفًا أَوْ أميرًا أو بَرِيدًا فَكُلُّ الْقَوْمِ قَدْ نَالَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا إِلَّا فَتًى مِنْ الْأَنْصَارِ قَالَ عندي ثَوْبَانِ فِي عَيْبَتِي مِنْ غَزْلِ أُمِّي. قَالَ: أَنْتَ صَاحِبِي (1). لأحمد والبزار.
_________
(1) أحمد (5/ 155)، والبزار كما في كشف الستار (2716)، وقال الهيثمي (9/ 231 - 232):رواه أحمد من طريقين: أحدهما هذه، والأخرى مختصرة عن إبراهيم عن الأشتر عن أم ذر، ورجال الطريق الأولى رجال الصحيح. وحسنه الألباني في صحيح الترغيب (3314).(3/544)
مناقب حذيفة بن اليمان، وسعد بن معاذ، وابن عباس، وابن عمر وابن الزبير - رضي الله عنهم -(3/545)
8842 - حُذَيْفَةَ: سَأَلَتْنِي أُمِّي مَتَى عَهْدُكَ برسول الله فَقُلْتُ: مَا لِي بِهِ عَهْدٌ مُنْذُ كَذَا وَكَذَا فَنَالَتْ مِنِّي. فَقُلْتُ: دَعِينِي آتيه فَأُصَلِّيَ مَعَهُ الْمَغْرِبَ وَأَسْأَلُهُ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لِي وَلَكِ فَأَتَيْتُه فَصَلَّيْتُ مَعَهُ الْمَغْرِبَ ثم قام يصلي حَتَّى صَلَّى الْعِشَاءَ ثُمَّ انْفَتَلَ فَتَبِعْتُهُ فَسَمِعَ صَوْتِي فَقَالَ: «مَنْ هَذَا حُذَيْفَةُ؟» قُلْتُ: نَعَمْ قَالَ: «مَا حَاجَتُكَ غَفَرَ الله لَكَ وَلِأُمِّكَ؟ قَالَ إِنَّ هَذَا مَلَكٌ لَمْ يَنْزِلْ إلى الْأَرْضَ قَطُّ قَبْلَ هَذِهِ اللَّيْلَةِ اسْتَأْذَنَ رَبَّهُ أَنْ يُسَلِّمَ عَلَيَّ وَيُبَشِّرَنِي ِأَنَّ فَاطِمَةَ سَيِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَأَنَّ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ» (1).
_________
(1) الترمذي (3781) وقال: حسن غريب وصححه الألباني في المشكاة (6162).(3/545)
8843 - وعنه: قَالُوا: يَا رَسُولَ الله، لَوْ اسْتَخْلَفْتَ؟ قَالَ: «إني إِنْ اسْتَخْلِفْتُ فَعَصَيْتُمُ خليفتي عُذِّبْتُمْ، وَلَكِنْ مَا حَدَّثَكُمْ حُذَيْفَةُ فَصَدِّقُوهُ وَمَا أَقْرَأَكُمْ عَبْدُ الله بن مسعود فَاقْرَءُوه» (ُ (1). هما للترمذي.
_________
(1) الترمذي (3812) وقال: حسن. وقال الألباني في " المشكاة " (6232): سنده ضعيف.(3/545)
8844 - أبو إسحاق قال البراء بن عازب: أُهْدِيَ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ثَوْبُ حَرِيرٍ فَجَعَلْنَا نَلْمُسُهُ وَنَتَعَجَّبُ مِنْهُ، فَقَالَ أَتَعْجَبُونَ مِنْ لين هذه؟ لمَنَادِيلُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ فِي الْجَنَّةِ خَيْرٌ منها وألين. للشيخين والترمذي (1)
_________
(1) البخاري (3249)، ومسلم (2468)، والترمذي (3847).(3/545)
8845 - جَابِرٍ رفعه: «اهْتَزَّ الْعَرْشُ لِمَوْتِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ» , فَقَالَ رَجُلٌ: إِنَّ الْبَرَاءَ يَقُولُ: اهْتَزَّ السَّرِيرُ. فَقَالَ: إِنَّهُ كَانَ بَيْنَ هَذَيْنِ الْحَيَّيْنِ ضَغَائِنُ. سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «اهْتَزَّ عَرْشُ الرَّحْمَنِ لِمَوْتِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذ» (1). للشيخين والترمذي بلفظ البخاري.
_________
(1) البخاري (3803)، ومسلم (2466) والترمذي (3848).(3/546)
8846 - ابْنِ عَبَّاسٍ: ضَمَّنِي النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - إلى صدره وَقَالَ: «اللهمَّ عَلِّمْهُ الْكِتَابَ» (1).
_________
(1) البخاري (75).(3/546)
8847 - وفي رواية: «الحكمة» (1).
_________
(1) البخاري (3756)، والترمذي (2824)(3/546)
8848 - وفي أخرى أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - أتى الْخَلَاءَ فَوَضَعْتُ لَهُ وَضُوءً فلما خرجَ قال: «مَنْ وَضَعَ هَذَا» فَأُخْبِرَ فَقَالَ «اللهمَّ فَقِّهْهُ فِي الدِّينِ، وعلمه التأويل» (1). للشيخين والترمذي.
_________
(1) البخاري (143)، ومسلم (2477).(3/546)
8849 - أُمُّ الْفَضْلِ: بَيْنَا أَنَا مَارَّةٌ وَالنَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فِي الْحِجْرِ، فَقَالَ: «يَا أُمَّ الْفَضْلِ»، قُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ الله، قَالَ: «إِنَّكِ حَامِلٌ بِغُلامٍ فَإِذَا وَضَعْتِيهِ فَأتِينِي بِهِ»، فَلَمَّا وَضَعَتْهُ أَتَيتْه بِهِ فَسَمَّاهُ عَبْدَ الله، وَأَلْبَأَهُ (1) بريقه، ثُمَّ قَالَ: «اذْهَبِي بِهِ، فلتجِدِيهُ كَيِّسًا» (2). للكبير بضعف.
_________
(1) ألبأه بريقه: أي: صب ريقه في فيه. وألبأه من اللبأ، وهو أول ما يحلب عند الولادة. والمراد بألبأه بريقه: أي سقاه ريقه.
(2) الطبراني (10/ 235/ 10580) وقال الهيثمي (9/ 277): إسناده حسن.(3/546)
8850 - ابن عباس: دعا لي النبيُّ وقال: «نعم ترجمان القرآن أنت»، ودعا لى جبريل عليه السلام مرتين. (1) للكبير مطولًا.
_________
(1) الطبراني (11/ 80 / 11108) وقال الهيثمي (9/ 276): فيه عبد الله بن خراش وهو ضعيف.(3/546)
8851 - سعيد بن جبير: مات ابن عباس بالطائف وشهدنا جنازته فجاء طائر حتى دخل في نعشه، ثم لم ير خارجًا منه فلما دفن تليت هذه الآية على القبر ولم يدر من تلاها {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ} إلى {جنتي}». (1) [الفجر: 27 - 30] للكبير.
_________
(1) الطبراني (10/ 236 / 10581) وقال الهيثمي (5/ 285): رجاله رجال الصحيح.(3/546)
8852 - ابْنِ عُمَرَ: كَانَ الرَّجُلُ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا رَأَى رُؤْيَا قَصَّهَا عليه فَتَمَنَّيْتُ أَنْ أَرَى رُؤْيَا أَقُصُّهَا عليه، وَكُنْتُ غُلَامًا شَابًّا َعْزَبًَا أَنَامُ فِي الْمَسْجِدِ فَرَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ كَأَنَّ مَلَكَيْنِ أَخَذَانِي فَذَهَبَا بِي إِلَى النَّارِ فَإِذَا هِيَ مَطْوِيَّةٌ كَطَيِّ الْبِئْرِ، وَإِذَا لَهَا قَرْنَانِ كَقَرْنَيْ الْبِئْرِ، وَإِذَا فِيهَا أنَاسٌ قَدْ عَرَفْتُهُمْ فَجَعَلْتُ أَقُولُ: أَعُوذُ بِالله مِنْ النَّارِ فلقيهم مَلَكٌ آخَرُ، فَقَالَ لِي لم ترع فَقَصَصْتُهَا عَلَى حَفْصَةَ فَقَصَّتْهَا حَفْصَةُ عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: «نِعْمَ الرَّجُلُ عَبْدُ الله لَوْ كَانَ يُصَلِّي من الليل» قَالَ سَالِمٌ: فَكَانَ عَبْدُ الله لَا يَنَامُ مِنْ اللَّيْلِ إِلَّا قَلِيلًا (1)
_________
(1) البخاري (1121، 1122) ومسلم (2479).(3/547)
8853 - وفي رواية: رَأَيْتُ فِي النوم كأن في كفي سرقة من حرير لا أهوي بها إلى مكان في الجنة إِلَّا طَارَتْ بِي إِلَيْهِ فَقَصَصْتُهَا عَلَى حَفْصَةَ فَقَصَّتْهَا حَفْصَةُ عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ «إِنَّ أَخَاكِ رَجُلٌ صَالِحٌ» أَوْ قال «إِنَّ عَبْدَ الله رَجُلٌ صَالِحٌ» (1)
_________
(1) البخاري (7016)، ومسلم (2478).(3/547)
8854 - وفي أخرى: قَالَ: إِنَّ رِجَالًا كَانُوا يَرَوْنَ الرُّؤْيَا فَيَقُصُّونَهَا عَلَى النبي - صلى الله عليه وسلم - فَيَقُولُ فِيهَا وَأَنَا غُلَامٌ حَدِيثُ السِّنِّ َبَيْتِي الْمَسْجِدُ قَبْلَ أَنْ أَنْكِحَ, فَقُلْتُ فِي نَفْسِي لَوْ كَانَ فِيكَ خَيْرٌ لَرَأَيْتَ مِثْلَ مَا يَرَى هَؤُلَاءِ فَلَمَّا اضْطَجَعْتُ لَيْلَةً فقُلْتُ: اللهمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ فِيَّ خَيْرًا فَأَرِنِي رُؤْيَا، فَبَيْنَمَا أَنَا كَذَلِكَ إِذْ جَاءَنِي مَلَكَانِ فِي يَدِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِقْمَعَةٌ مِنْ حَدِيدٍ فحملاني إِلَى جَهَنَّمَ، وَأَنَا بَيْنَهُمَا أَدْعُو اللهمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ جَهَنَّمَ، ثُمَّ أُرَانِي لَقِيَنِي مَلَكٌ فِي يَدِهِ مِقْمَعَةٌ مِنْ حَدِيدٍ، فَقَالَ: لم ترع؟ نِعْمَ الرَّجُلُ أَنْتَ لَوْ تُكْثِرُ الصَّلَاةَ، فَانْطَلَقُوا بِي حَتَّى وَقَفُوا بِي عَلَى شَفِيرِ جَهَنَّمَ، فَإِذَا هِيَ مَطْوِيَّةٌ كَطَيِّ الْبِئْرِ ولَهُا قُرُونٌ
[ص:548] كَقَُرْونِ الْبِئْرِ بَيْنَ كُلِّ قَرْنَيْنِ مَلَكٌ بِيَدِهِ مِقْمَعَةٌ مِنْ حَدِيدٍ وَأَرَى فِيهَا رِجَالًا مُعَلَّقِينَ بِالسَّلَاسِلِ رُءُوسُهُمْ أَسْفَلَهُمْ وعَرَفْتُ فِيهَا رِجَالًا مِنْ قُرَيْشٍ فَانْصَرَفُوا بِي ذَاتَ الْيَمِينِ فَقَصَصْتُهَا عَلَى حَفْصَةَ (1). بنحوه للشيخين.
_________
(1) البخاري (7028).(3/547)
8855 - ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ: كَانَ بَيْنَ ابن عباس وبين ابن الزبير شَيْءٌ فَغَدَوْتُ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ فَقُلْتُ: أَتُرِيدُ أَنْ تُقَاتِلَ ابْنَ الزُّبَيْرِ فَتُحِلَّ ما حَرَّمَ الله َقَالَ: مَعَاذَ الله، إِنَّ الله كَتَبَ ابْنَ الزُّبَيْرِ وَبَنِي أُمَيَّةَ مُحِلِّينَ للحرم وَإِنِّي وَالله لَا أُحِلُّهُ أَبَدًا، قَالَ: قَالَ النَّاسُ: بَايِعْ لِابْنِ الزُّبَيْرِ فَقُلْتُ: وَأَيْنَ بِهَذَا الْأَمْرِ عَنْهُ، أَمَّا أَبُوهُ فَحَوَارِيُّ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -،وَأَمَّا جَدُّهُ فَصَاحِبُ الْغَارِ، وأما أُمُّهُ فَذَاتُ النِّطَاقِتين، وَأَمَّا خَالَتُهُ فَأُمُّ الْمُؤْمِنِينَ، وَأَمَّا عَمَّتُهُ فَزَوْجُ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -،وَأَمَّا جدته فعمة النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -،ثُمَّ عَفِيفٌ فِي الْإِسْلَامِ، قَارِئٌ القرآن وَالله إِنْ وَصَلُونِي وَصَلُونِي مِنْ قَرِيبٍ وَإِنْ رَبُّونِي ربني أَكْفَاءٌ كِرَامٌ فَآثَرَ التُّوَيْتَاتِ وَالْأُسَامَاتِ وَالْحُمَيْدَاتِ يعني أَبْطُنًا مِنْ بَنِي أَسَدٍ بَنِي تُوَيْتٍ وَبَنِي أُسَامَةَ وَبَنِي حميد إِنَّ ابْنَ أَبِي الْعَاصِ بَرَزَ يَمْشِي الْقُدَمِيَّةَ يَعْنِي عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ وَإِنَّهُ لَوَّى ذَنَبَهُ يَعْنِي ابْنَ الزُّبَيْرِ (1). للبخاري.
_________
(1) البخاري (4665)(3/548)
8856 - عُرْوَةُ وَفَاطِمَةُ: خَرَجَتْ أَسْمَاءُ حِينَ هَاجَرَتْ وَهِيَ حُبْلَى بِعَبْدِ الله بْنِ الزُّبَيْرِ فَقَدِمَتْ قُبَاءً فَنُفِسَتْ بِعَبْدِ الله بِقُبَاءٍ ثُمَّ خَرَجَتْ حِينَ نُفِسَتْ إِلَى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - لِيُحَنِّكَهُ فَأَخَذَهُ فَوَضَعَهُ فِي حَجْرِهِ فَمَكَثْنَا سَاعَةً نَلْتَمِسُهَا -تعني تمرة- فَمَضَغَهَا ثُمَّ بَصَقَهَا فِي فِيهِ فأولُ شَيْءٍ دَخَلَ بَطْنَهُ لَريقُهُ - صلى الله عليه وسلم - قَالَتْ أَسْمَاءُ: ثُمَّ مَسَحَ وَصَلَّى عَلَيْهِ، وَسَمَّاهُ عَبْدَ الله ثُمَّ جَاءَ وَهُوَ ابْنُ سَبْعِ سِنِينَ أَوْ ثَمَانٍ لِيُبَايِعَ النبي - صلى الله عليه وسلم - وَأَمَرَهُ بِذَلِكَ الزُّبَيْرُ فَتَبَسَّمَ - صلى الله عليه وسلم - حِينَ رَآهُ مُقْبِلًا إِلَيْهِ ثُمَّ بَايَعَه (1). للشيخين.
[ص:549] مناقب بلال بن رباح، وأبي بن كعب، وأبي طلحة الأنصاري، والمقداد بن عمرو، وأبي قتادة الأنصاري
_________
(1) البخاري (3909)، ومسلم (2146)(3/548)
8857 - أبو هُرَيْرَةَ: قَالَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - لِبِلالٍ عِنْدَ صَلَاةِ الْغَدَاةِ: «حَدِّثْنِي بِأَرْجَى عَمَلٍ عَمِلْتَهُ فِي الْإِسْلَامِ مَنْفَعَةً، فَإِنِّي سَمِعْتُ اللَّيْلَةََََ خَشْفَ نَعْلَيْكَ بَيْنَ يَدَيَّ فِي الْجَنَّةِ» قَالَ بِلَالٌ: مَا عَمِلْتُ عَمَلًاً فِي الْإِسْلَامِ أَرْجَى عِنْدِي مَنْفَعَةً مِنْ أَنِّي لَا أَتَطَهَّرُ طُهُورًا تَامًّا فِي سَاعَةٍ مِنْ لَيْلٍ أو نَهَارٍ إِلَّا صَلَّيْتُ بِذَلِكَ الطُّهُورِ مَا كَتَبَ الله لِي أَنْ أُصَلِّيَ (1). للشيخين.
_________
(1) البخاري (1149)، ومسلم (2458)(3/549)
8858 - جَابِرُ: كَانَ عُمَرُ يَقُولُ أَبُو بَكْرٍ سَيِّدُنَا وَأَعْتَقَ سَيِّدَنَا يَعْنِي بِلَالًا (1). للبخاري.
_________
(1) البخاري (3754).(3/549)
8859 - سَالِم بن عبد الله: أَنَّ شَاعِرًا مَدَحَ بِلَالَ بْنَ عَبْدِ الله فَقَالَ: بِلَالُ بْنُ عَبْدِ الله خَيْرُ بِلَالٍ فَقَالَ له ابْنُ عُمَرَ: كَذَبْتَ. بِلَالُ رَسُولِ الله خَيْرُ بِلَالٍ (1). للقزويني.
_________
(1) ابن ماجه (152) وضعفه الألباني في ضعيف ابن ماجه (29).(3/549)
8860 - أَنَسِ قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - لِأُبَيٍّ: «إِنَّ الله - تعالى - أَمَرَنِي أَنْ أَقْرَأَ عَلَيْكَ {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ} [البينة:1]. قَالَ: وَسَمَّانِي؟! قَالَ: «نَعَمْ». فَبَكَى (1). للشيخين والترمذي.
_________
(1) البخاري (3809)، ومسلم (799).(3/549)
8861 - أَبِو هُرَيْرَةَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النبي - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: «إِنِّي مَجْهُودٌ فَأَرْسَلَ إِلَى بَعْضِ نِسَائِهِ. فَقَالَتْ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ
[ص:550] مَا عِنْدِي إِلَّا مَاءٌ ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى أُخْرَى فَقَالَتْ مِثْلَ ذَلِكَ وقُلْنَ كُلُّهُنَّ مِثْلَ ذَلِكَ فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم - «مَنْ يُضِيفُه رَحِمَهُ الله»،فَقَامَ رجل من الأنصار فَقَالَ: أَنَا فَانْطَلَقَ بِهِ إِلَى رَحْلِهِ فَقَالَ لِامْرَأَتِهِ هَلْ عِنْدَكِ شَيْءٌ قَالَتْ لَا إِلَّا قُوتُ صِبْيَانِي، قَالَ: فَعَلِّلِيهِمْ بِشَيْءٍ، ونوميهم فَإِذَا دَخَلَ ضَيْفُنَا فأريه أَنَّا نَأْكُلُ، فَإِذَا أَهْوَى بيده لِيَأْكُلَ فَقُومِي إِلَى السِّرَاجِ كي تصلحيه فاطفئيه، ففعلت، فَقَعَدُوا، فَأَكَلَ الضَّيْفُ، وباتا طاويين، فَلَمَّا أَصْبَحَ غَدَا عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: «لقَدْ عَجِبَ الله - أو ضحك الله - من فلان وفلانة» (1).
_________
(1) البخاري (4889)، ومسلم (2054).(3/549)
8862 - وفي رواية: فأنزل الله {وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ} (1). [الحشر: 9].
_________
(1) مسلم (2054).(3/550)
8863 - المقداد، وهو ابن الأسود: أَقْبَلْتُ أَنَا وَصَاحِبَانِ لِي َقَدْ ذَهَبَتْ أَسْمَاعُنَا وَأَبْصَارُنَا مِنْ الْجَهْدِ فَجَعَلْنَا نَعْرِضُ أَنْفُسَنَا عَلَى الصحابة فَلَيْسَ أَحَدٌ يَقْبَلُنَا فَأَتَيْنَا النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَانْطَلَقَ بِنَا إِلَى أَهْلِهِ فَإِذَا ثَلَاثَةُ أَعْنُزٍ فَقَالَ احْتَلِبُوا هَذَا اللَّبَنَ بَيْنَنَا كُنَّا نَحْتَلِبُ فَيَشْرَبُ كُلُّ إِنْسَانٍ مِنَّا نَصِيبَهُ وَنَرْفَعُ له - صلى الله عليه وسلم - نَصِيبَهُ فَيَجِيءُ مِنْ اللَّيْلِ فَيُسَلِّمُ تَسْلِيمًا لَا يُوقِظُ نَائِمًا وَيُسْمِعُ الْيَقْظَانَ ثُمَّ يَأْتِي الْمَسْجِدَ فَيُصَلِّي ثُمَّ يَأْتِي شَرَابَهُ فَيَشْرَبُ، فَأَتَانِي الشَّيْطَانُ ذَاتَ لَيْلَةٍ وَقَدْ شَرِبْتُ نَصِيبِي، فَقَالَ: مُحَمَّدٌ يَأْتِي الْأَنْصَارَ فَيُتْحِفُونَهُ وَيُصِيبُ عِنْدَهُمْ مَا بِهِ حَاجَةٌ إِلَى هَذِهِ الْجُرْعَةِ فَأَتَيْتُهَا فَشَرِبْتُهَا، فَلَمَّا أَنْ وَغَلَتْ فِي بَطْنِي وَعَلِمْتُ أَنَّ لَيْسَ ِلهَا سَبِيلٌ قَالَ: نَدَّمَنِي الشَّيْطَانُ وَقَالَ وَيْحَكَ، مَا صَنَعْتَ؟ أَشَرِبْتَ شَرَابَ مُحَمَّدٍ فَيَجِيءُ فَلَا يَجِدُهُ فَيَدْعُو عَلَيْكَ فَتَهْلِكُ فَتَذْهَبُ دُنْيَاكَ وَآخِرَتُكَ وَعَلَيَّ شَمْلَةٌ إِذَا وَضَعْتُهَا عَلَى قَدَمَيَّ خَرَجَ رَأْسِي وَإِذَا وَضَعْتُهَا عَلَى رَأْسِي خَرَجَ قَدَمَايَ وَجَعَلَ لَا يَجِيئُنِي النَّوْمُ، وَأَمَّا صَاحِبَايَ فَنَامَا وَلَمْ يَصْنَعَا مَا صَنَعْتُ فَجَاءَ - صلى الله عليه وسلم - فَسَلَّمَ كَمَا كَانَ يُسَلِّمُ ثُمَّ أَتَى الْمَسْجِدَ فَصَلَّى ثُمَّ أَتَى شَرَابَهُ فَكَشَفَ عَنْهُ فَلَمْ يَجِدْ فِيهِ شَيْئًا،
فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ فَقُلْتُ الْآنَ يَدْعُو عَلَيَّ َأَهْلِكُ فَقَالَ: اللهمَّ أَطْعِمْ مَنْ أَطْعَمَنِي وَاسْقِ مَنْ سْقَانِي، فَعَمَدْتُ إِلَى الشَّمْلَةِ
[ص:551] فَشَدَدْتُهَا عَلَيَّ وَأَخَذْتُ الشَّفْرَةَ، وَانْطَلَقْتُ إِلَى الْأَعْنُزِ أَيُّهَا أَسْمَنُ فَأَذْبَحُهَا لِرَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فَإِذَا هِيَ حَافِلٌ وَإِذَا هُنَّ حُفَّلٌ كُلُّهُنَّ فَعَمَدْتُ إِلَى إِنَاءٍ لِآلِ مُحَمَّدٍ مَا كَانُوا يَطْمَعُونَ أَنْ يَحْتَلِبُوا فِيهِ. فَحَلَبْتُ فِيهِ حَتَّى عَلَتْهُ رَغْوَةٌ فَجِئتُ إِلَيه - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: أَشَرِبْتُمْ شَرَابَكُمْ اللَّيْلَةَ؟ قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، اشْرَبْ فَشَرِبَ ثُمَّ نَاوَلَنِي، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، اشْرَبْ فَشَرِبَ ثُمَّ نَاوَلَنِي فَلَمَّا عَرَفْتُ أَنَّه قَدْ رَوِيَ وَأَصَبْتُ دَعْوَتَهُ ضَحِكْتُ حَتَّى أُلْقِيتُ إِلَى الْأَرْضِ فَقَالَ: «إِحْدَى سَوْآتِكَ يَا مِقْدَادُ» فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله كَانَ مِنْ أَمْرِي كَذَا وَكَذَا وَفَعَلْتُ كَذَا وكذا فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم - «مَا هَذِهِ إِلَّا رَحْمَةٌ مِنْ الله أَفَلَا كُنْتَ آذَنْتَنِي فَنُوقِظََ صَاحِبَيْنَا فَيُصِيبَانِ مِنْهَا معنا»: فَقُلْتُ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ إِذَا أَصَبْتَهَا وَأَصَبْتُهَا مَعَكَ لا أُبالي مَنْ أَصَابَهَا مِنْ النَّاسِ (1). للترمذي، ومسلم بلفظه.
_________
(1) مسلم (2055)، والترمذي (2719).(3/550)
8864 - أَبُو قَتَادَةَ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ فِي سَفَرٍ فَعَطِشُوا فَانْطَلَقَ سَرْعَانُ النَّاسِ فَلَزِمْتُ - صلى الله عليه وسلم - تِلْكَ اللَّيْلَةَ. فَقَالَ: «حَفِظَكَ الله بِمَا حَفِظْتَ بِهِ نَبِيَّهُ» (1). لمسلم، وأبي داود وهو طرفٌ من حديث مر في المعجزات.
_________
(1) مسلم (681)، وأبو داود (5228).(3/551)
مناقب سلمان وأبي موسى، وعبد الله بن سلام، وابنه يوسف، وجرير، وجابر بن عبد الله، وأبيه، وأنس والبراء ابني مالك - رضي الله عنهم -(3/551)
8865 - أبو هريرة: «تَلَا النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - {هَاأَنتُمْ هَؤُلَاء تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ الله ... } [محمد: 38]. قَالُوا: َمَنْ يُسْتَبْدَل بنا فَضَرَبَ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى مَنْكِبِ سَلْمَانَ ثُمَّ قَالَ هَذَا وَقَوْمُهُ (1)
_________
(1) الترمذي (3260) وقال: حديث غريب وفي إسناده مقال وصححه الألباني في صحيح الترمذي (2598).(3/551)
8866 - وفي رواية: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ كَانَ الْإِيمَانُ مَنُوطًًا بِالثُّرَيَّا لَتَنَاوَلَهُ رِجَالٌ مِنْ فَارِسَ» (1) للترمذي
_________
(1) الترمذي (3261) وصححه الألباني في "صحيح الترمذي". وأصله في البخاري (4898).(3/552)
8867 - سلمان: أنا من رامهرمز (1).
_________
(1) 3) البخاري (3947).(3/552)
8868 - وعنه: إنه تداوله بضعة عشر من رب إلى رب. هما للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (3946).(3/552)
8869 - وعنه: كنت رجلا من أصبهان من قرية يقال لها جي، وكان أبي دهقانها، وكنت أحب خلق الله إليه، واجتهدت في المجوسية، حتى كنت قطن النار الذي يوقدها، فأرسلني يوماً إلى ضيعته، فمررت بكنيسة النصارى، فدخلت عليهم، فلما رأيتهم أعجبتني صلاتهم، ورغبت في أمرهم، وقلت: هذا خير من الدين الذي نحن عليه، فما تركتهم حتى غربت الشمس، فقلت لهم: أين أصل هذا الدين؟ قالوا: بالشام، ثم رجعت إلى أبي فقال: أين كنت؟ فأخبرته، فقال: أي بني: ليس في ذلك الدين خير، دينك، ودين آبائك خير، قلت: كلا والله إنه لخير من ديننا فخافني فجعل في رجلي قيدًا وحبسني في بيته،
[ص:553] وبعثت إلى النصارى إذا قدم إليكم من الشام تجار أخبروني فأقبلوا عليهم فأخبروني فلما أرادوا الرجوع إلى بلادهم ألقيت الحديد من رجلي ثم خرجت معهم إلى الشام، فلما قدمتها قلت: من أفضل أهل هذا الدين؟ قالوا: الأسقف في الكنيسة، فجئته فقلت: إني رغبت في هذا الدين وأحببت أن أكون معك أخدمك وأتعلم منك، قال: ادخل، فدخلت معه، فكان رجل سوء يأمرهم بالصدقة، فإذا جمعوا له شيئًا اكتنزه ولم يعط المساكين، ثم مات فاجتمعوا ليدفنوه، فقلت لهم: إن هذا كان رجل سوء يأمركم بالصدقة وإذا جمعتهم له شيئًا اكتنزه، قالوا: وما علمك بذلك؟ قلت: أنا أدلكم على كنزه، فأريتهم موضعه، فاستخرجوا منه سبع قلال مملوءة ذهبًا وورقا، فلما رأوها قالوا: والله لا ندفنه، فصلبوه ثم رجموه بالحجارة، ثم جاءوا برجل آخر فجعلوه مكانه، فرأيته أفضل منه وأزهد في الدنيا فأحببته فأقمت معه زماناً، ثم حضرته الوفاةُ، فقلت له: إلى من توصيني، وما تأمرني؟ قال: لا أعلم اليوم أحدًا على ما كنت عليه إلا رجلا بالموصل، وهو فلان فالحق به، فلحقت به وأخبرته، فقال: أقم عندي فأقمت فوجدته خير رجل، فلما حضرته الوفاة قلت: إلى من توصيني وما تأمرني؟ قال الحق بفلان في نصيبين، فلحقت به فأخبرته فقال: أقم عندي فأقمت مع خير رجل، فلما حضرته الوفاة
[ص:554] قلت: إلى من توصيني وبما تأمرني؟ قال: فلان في عموريا فأتيته فأخبرته فقال أقم عندي فأقمت مع خير رجل واكتسبت حتى صارت لي بقيرات وغنيمة، فلما حضرته الوفاة قلت: إلى من توصيني وبما تأمرني؟ قال: يا بني والله ما أعلم أحدًا على ما كنا عليه، ولكن قد أظلك زمان نبي هو مبعوث بدين إبراهيم يخرج بأرض العرب، مهاجره إلى أرض نخل بين حرتين، يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة بين كتفيه خاتم النبوة، فإن استطعت أن تلحق بتلك البلاد فافعل، ثم مات، ومر بي نفر من كلب تجار، فقلت لهم: تحملوني إلى أرض العرب وأعطيكم بقيراتي وغنيمتي؟ قالوا: نعم، فأعطيتهم، فحملوني إلى وادي القرى فظلموني فباعوني، ثم ابتاعني رجل من بني فأقمت بها إلى أن هاجر النبي - صلى الله عليه وسلم - فأتيته بشيء عندي وهو بقباء فقلت له: هذه صدقة قريظة، فحملني إلى المدينة، فوالله ما هو إلى أن رأيتها عرفتها بصفة صاحبي، فقال - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه: كلوا وأمسك يده، فقلت في نفسي: هذه واحدة،
[ص:555] ثم انصرفت فجمعت شيئًا وتحول - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة فجئته، فقلت: هذه هدية أكرمتك بها فأكل منها، فقلت في نفسي: هذه اثنتان، ثم جئته وهو بالبقيع جالس في أصحابه فسلمت عليه، ثم استدرت إلى ظهره هل أرى الخاتم، فلما رآني عرف، فألقى رداءه عن ظهره فنظرت إلى الخاتم فانكببت عليه أقبله وأبكي، فقال لي: تحول فتحولت فقصصت عليه حديثي فأعجبه - صلى الله عليه وسلم - أن يسمع ذلك أصحابه، ثم شغلني الرق حتى فاتني بدر وأحد، ثم قال لي - صلى الله عليه وسلم - «كاتب»، فكاتبت على ثلاثمائة نخلة أحييها له، وبأربعين أوقية، فقال - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه «أعينوا أخاكم».
[ص:556] فأعانوني، فجمعوا لي ثلاثمائة ودية، ففقرت لها، فخرج - صلى الله عليه وسلم - معي فجعلنا نقرب إليه الودي ويضعه بيده، فما مات منها ودية، ثم أتي - صلى الله عليه وسلم - بمثل بيضة دجاجة من ذهب من بعض المعادن، فقال: ما فعل الفارسي المكاتب؟ فدعيت له، قال «خذ هذه فأدّ بها ما عليك». قلت: وأين تقع هذه يا رسول الله مما علي؟ قال: «إن الله سيؤدي بها عنك»،فوزنت لهم منها أربعين أوقية وعتقت، فشهدت معه - صلى الله عليه وسلم - الخندق، ثم لم يفتني معه مشهد» (1). لأحمد والكبير والبزار مطولاً.
_________
(1) أحمد (5/ 441) والبزار كما في " كشف الأستار " (2726)، والطبراني (6/ 222/ 6065) وقال الهيثمي (9/ 332 ـ 336): إسناد هذه الرواية. عند أحمد والطبراني، رجالهما رجال الصحيح غير محمد بن إسحاق، وقد صرح بالسماع، وصححه الألباني في " صحيح السيرة " (62).(3/552)
8870 - أبو موسى: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «لو رأيتني البارحة وأنا أستمع لقراءتك، لقد أعطيت مزمارًا من مزامير آل داود، قلت: والله يا رسول الله: لو علمت لحبرته لك تحبيرًا».لمسلم والنسائي (1).
_________
(1) مسلم (793)، والنسائي (2/ 180).(3/556)
8871 - قيس بن عباد: قَالَ كُنْتُ جالسًا في مسجد المدينة فِي نَاسٍ فِيهِمْ بَعْضُ الصحابة فَجَاءَ رَجُلٌ فِي وَجْهِهِ أَثَرٌ مِنْ خُشُوعٍ، فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ: هَذَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ َتَجَوَّزُ فِيهِمَا ثُمَّ خَرَجَ فَاتَّبَعْتُهُ فَدَخَلَ مَنْزِلَهُ وَدَخَلْتُ فَتَحَدَّثْنَا فَلَمَّا اسْتَأْنَسَ قُلْتُ: إِنَّكَ لَمَّا دَخَلْتَ قَالَ رَجُلٌ: كَذَا وَكَذَا قَالَ: سُبْحَانَ الله مَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يَقُولَ مَا لَا يَعْلَمُ وَسَأُحَدِّثُكَ لِمَ ذَاكَ: رَأَيْتُ رُؤْيَا عَلَى عَهْدِ النبي - صلى الله عليه وسلم - رَأَيْتُنِي فِي رَوْضَةٍ ذَكَرَ سَعَتَهَا وَعُشْبَهَا وَخُضْرَتَهَا وَوَسْطَ الرَّوْضَةِ عَمُودٌ مِنْ حَدِيدٍ أَسْفَلُهُ فِي الْأَرْضِ وَأَعْلَاهُ فِي السَّمَاءِ فِي أَعْلَاهُ عُرْوَةٌ فَقِيلَ لِي: ارْقَهْ فَقُلْتُ: لَا أَسْتَطِيعُ فَجَاءَنِي وصيفٌ فقَالَ بثيابي من خلفي وصف أنه رفعه من خلف بيده، فرقيت حتى كنت في أعلى العمود، فأخذت بالعروة، فقيل لي: استمسك، لقد استيقظت وإنها لفي يدي، فقصصتها على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: «تلك الروضة الإسلام، وذلك العمود عمود الإسلام، وتلك العروة عروة الوثقي، وأنت على الإسلام حتى تموت، والرجل عبد الله بن سلام». (1).
_________
(1) البخاري (3813)، ومسلم (2484).(3/556)
8872 - وفي رواية: قال: بينا أنا نائم إذ أتاني رجل، فقال لي: قم، فأخذ بيدي فانطلقت معه، فإذا أنا بجواد على شمالي فأخذت لآخذ فيها فقال لي: لا تأخذ فيها فإنها طرق أصحاب الشمال، وإذا جواد منهج على يميني، فقال لي: خذ هاهنا، فأتى بي جبلاً فقال لي: اصعد، فجعلت إذا أردت أن أصعد خررت على استي، حتى فعلتُ ذلك مرارًا، ثم انطلق بي حتى أتى بي عمودًا رأسه في السماء، وأسفله في الأرض في أعلاه حلقة، فقال لي: اصعد فوق هذا، قلت: كيف أصعد هذا ورأسه في السماء، فأخذ بيدي فزجل بي فإذا أنا متعلق بالحلقة، ثم ضرب العمود فخر وبقيت متعلقًا بالحلقة، حتى أصبحت فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقصصتها عليه، فقال: «أما الطرق التي رأيت عن يسارك فهي طرق أصحاب الشمال، وأما الطرق التي عن يمينك فهي طرق أصحاب اليمين، وأما الجبل فهو منزل الشهداء ولن تناله، وأما العمود فهو عمود الإسلام، وأما العروة، فهي عروة الإسلام، ولن تزال متمسكًا بها حتى تموت». للشيخين (1).
_________
(1) مسلم (2484)(3/557)
8873 - سعد: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أتي بقصعة فأكل منها ففضلت فضلة فقال: «يجيء رجل من هذا الفج من أهل الجنة يأكل هذه الفضلة»: فجاء عبد الله بن سلام فأكلها لأحمد والموصلي والبزار بلين (1).
_________
(1) أحمد (1/ 169)، والبزار كما في كشف الأستار (2712)، وأبو يعلى (2/ 98 / 754) وقال الهيثمي (9/ 326): فيه عاصم بن بهدلة وفيه خلاف وبقية رجاله رجال الصحيح.(3/557)
8874 - يوسف بن عبد الله بن سلام: قال: أجلسني النبي - صلى الله عليه وسلم - في حجره ومسح على رأسي وسماني يوسف. لأحمد والكبير وزاد: ودعا لي بالبركة (1).
_________
(1) أحمد (4/ 35) والطبراني (22/ 285) وقال الهيثمي (9/ 326 ـ 327): رواه أحمد بأسانيد ورجال إسنادين منها ثقات.(3/557)
8875 - جرير بن عبد الله: ما حجبني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منذ أسلمت وما رآني إلا تبسم في وجهي (1).
_________
(1) البخاري (3035)، ومسلم (2475)، والترمذي (3821).(3/558)
8876 - وفي رواية: ولقد شكوت إليه أني لا أثبت على الخيل فضرب بيده في صدري فقال: اللهم ثبته واجعله هاديًا مهديًّا. للشيخين والترمذي (1).
_________
(1) البخاري (3036، ومسلم (2475)(3/558)
8877 - جابر قال: لقد استغفر لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة البعير خمسًا وعشرين مرة (1).
_________
(1) الترمذي (3852) وقال: حسن صحيح وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (806).(3/558)
8878 - وعنه: «لقيني النبي - صلى الله عليه وسلم - وأنا مهتم «ما لي أراك منكسرًا؟» فقلت: استشهد أبي يوم أحد وترك عيالًا ودينًا، فقال: «ألا أبشرك بما لقى الله به أباك» قلت: بلى. قال: «ما كلم الله أحد قط إلا من وراء حجاب، وإنه أحيى أباك فكلمه كفاحًا فقال: يا عبدي تمن علي أعطك، قال: يا رب: تحييني فأقتل ثانية، قال سبحانه: قد سبق مني أنهم لا يرجعون، فنزلت {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ الله أَمْوَاتاً} ... [آل عمران 169] الآية. هما للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (3010)، وقال: حسن غريب. وحسنه الألباني في صحيح سنن الترمذي (2408)، وأخرجه ابن ماجه (2800).(3/558)
8879 - وعنه: غزوت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - تسع عشرة غزوة ولم أشهد بدرًا ولا أحدًا منعني أبي، فلما قتل عبد الله يوم أحد لم أتخلف عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. لمسلم (1).
_________
(1) مسلم (1813).(3/558)
8880 - أنس: دخل النبي - صلى الله عليه وسلم - على أم سليم، فأتته بتمر وسمن فقال: «أعيدوا سمنكم في سقائه وتمركم في وعائه»، ثم قام إلى ناحية البيت فصلى غير المكتوبة فدعا لأم سليم وأهل بيتها، فقالت أم سليم: يا رسول الله إن لي خويصة، قال: ما هي؟ قالت: خادمك أنس، فما ترك لي خيرًا دنيا ولا آخرة إلا دعا به؛ اللهم ارزقه مالًا وولدًا وبارك له؛ فإني لمن أكثر الأنصار
[ص:559] مالًا، وحدثتني ابنتي أمينة أنه دفن لصلبي إلى مقدم الحجاج البصرة، بضع وعشرون ومائة. للشيخين (1).
_________
(1) البخاري (1982)، ومسلم (2481).(3/558)
8881 - أبو خلدة: قلت لأبي العالية: سمع أنس من النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: خدمه عشر سنين ودعا له، وكان له بستان يحمل في السنة الفاكهة مرتين وكان فيه ريحان يجئ منه ريح المسك. للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (3833) وقال: حسن غريب. وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي (3010).(3/559)
8882 - أنس رفعه: «كم من أشعث أغبر ذي طمرين (1) لا يؤبه له لو أقسم على الله لأبره منهم البراء بن مالك» هما للترمذي (2).
_________
(1) الطمر: الثوب الخلق. انظر " اللسان " مادة: طمر.
(2) الترمذي (3854)، وقال: حسن غريب من هذا الوجه. وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي (3028)(3/559)
مناقب ثابت بن قيس وأبي هريرة وحاطب بن أبي بلتعة وجليبيب - رضي الله عنهم -(3/559)
8883 - أنس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - افتقد ثابت بن قيس، فقال رجل: يا رسول الله، أنا أعلم لك علمه، فأتاه فوجده جالسًا في بيته منكسًا رأسه، فقال له: ما شأنك؟ قال: شر كان يرفع صوته فوق صوت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقد حبط عمله وهو من أهل النار، فأتى الرجل النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبره أنه قال كذا وكذا، فرجع إليه المرة الآخرة ببشارة عظيمة، فقال: «اذهب إليه، فقل له: إنك لست من أهل النار، ولكنك من أهل الجنة». للشيخين (1).
_________
(1) البخاري (4846)، ومسلم (119).(3/559)
8884 - أبو هريرة: قلت: يا رسول الله أسمع منك أشياء فلا أحفظها، قال «ابسط رداءك فبسطته، فحدث كثيرًا فما نسيت شيئًا حدثني به». للترمذي ومر في العلم (1).
_________
(1) الترمذي (3835) وقال: حسن صحيح. وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي (3011) وأصله في البخاري (2350).(3/559)
8885 - وعنه: قال لي النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - «ممن أنت؟» قلت: من دوس، قال: «ما كنت أرى أن في دوس أحدًا فيه خير» (1).
_________
(1) الترمذي (3838) وقال: حسن صحيح غريب. وقال الألباني في صحيح سنن الترمذي (3014): صحيح الإسناد.(3/560)
8886 - عبد الله بن رافع: قلت لأبي هريرة: لم كنيت أبا هريرة؟ قال: أما تفرق مني؟ قلت: بلى والله إني لأهابك. قال: كنت أرعى غنم أهلي وكانت لي هريرة صغيرة فكنت أضعها بالليل في شجرة، فإذا كان النهار وسرحت الغنم ذهبت بها معي، فلعبت بها؛ فكنوني أبا هريرة (1).
_________
(1) الترمذي (3840) وقال: حسن غريب. وقال الألباني في صحيح سنن الترمذي (3016): حسن الإسناد.(3/560)
8887 - جابر: أن عبدًا لحاطبٍ جاءَ إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - يشكو حاطبًا. فقال: يا رسولَ الله، ليدخل حاطب النار، فقال - صلى الله عليه وسلم -: «كذبت؛ لا يدخلها؛ فإنه شهد بدرًا والحديبية» هي للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (3864) وقال: حسن صحيح. وصححه الألباني في " صحيح سنن الترمذي" (3035).(3/560)
8888 - أبو برزة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كَانَ فِي مَغْزًى لَهُ فَأَفَاءَ الله عَلَيْهِ فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ: «هَلْ تَفْقِدُونَ مِنْ أَحَدٍ؟» قَالُوا: نَعَمْ فُلَانًا وَفُلَانًا وَفُلَانًا ثُمَّ قَالَ: «هَلْ تَفْقِدُونَ مِنْ أَحَدٍ؟» قَالُوا: نَعَمْ فُلَانًا وَفُلَانًا وَفُلَانًا. ثُمَّ قَالَ: «هَلْ تَفْقِدُونَ مِنْ أَحَدٍ؟» قَالُوا: لَا قَالَ: «لَكِنِّي أَفْقِدُ جُلَيْبِيبًا فَاطْلُبُوهُ» فَطُلِبَ فِي الْقَتْلَى فَوَجَدُوهُ إِلَى جَنْبِ سَبْعَةٍ قَدْ قَتَلَهُمْ ثُمَّ قَتَلُوهُ فَأَتَى النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فَوَقَفَ عَلَيْهِ ثم قال: «قَتَلَ سَبْعَةً ثُمَّ قَتَلُوهُ هَذَا مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ هَذَا مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ». قَالَ: فَوَضَعَهُ عَلَى سَاعِدَيْهِ لَيْسَ لَهُ سرير إلا ساعديه - صلى الله عليه وسلم - فحفر له فوضع في قبره ولم يذكر غسلاً. لمسلم (1).
_________
(1) مسلم (2472).(3/560)
مناقب حارثة بن سراقة وقيس بن سعد بن عبادة وخالد بن الوليد وعمرو بن العاص وأبي سفيان بن حرب وابنه معاوية - رضي الله عنهم -(3/560)
8889 - أنس: أن أم حارثة بن سراقة أتت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت: يا نبي الله ألا تحدثني عن حارثة؟
[ص:561] وكان قتل يوم بدر أصابه سهم غرب (1)، فإن كان في الجنة صبرت، وإن كان غير ذلك اجتهدت عليه في البكاء، قال «يا أم حارثة إنها جنان في الجنة وإن ابنك أصاب الفردوس الأعلى» للشيخين (2).
_________
(1) سهم غرب: لا يدرى من رمى به. انظر " اللسان " مادة: غرب.
(2) البخاري (2809).(3/560)
8890 - وعنه: كان قيس بن سعد بن عبادة بين يدي النبي - صلى الله عليه وسلم - بمنزلة صاحب الشرط من الأمير. للبخاري والترمذي (1).
_________
(1) البخاري (7155).(3/561)
8891 - أبو مالك: كان صاحب لواء النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد مصعب قيس بن سعد. لرزين.(3/561)
8892 - أبو هريرة: نزلنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - منزلًا فجعل الناس يمرون فيقول - صلى الله عليه وسلم - «من هذا يا أبا هريرة؟» فأقول: فلان. فيقول: «نعم عبد الله هذا»، ويقول: «من هذا؟» فأقول: فلان، يقول «بئس عبد الله هذا»، حتى مر خالد ابن الوليد فقال: «من هذا؟» فقلت: خالد بن الوليد، قال: «نعم عبد الله خالد بن الوليد سيف من سيوف الله» للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (3846) وقال: غريب حسن ولا نعرف لزيد بن أسلم سماعًا من أبي هريرة وهو عندي حديث مرسل. وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي (3021)(3/561)
8893 - عقبة بن عامر رفعه «أسلم الناس وآمن عمرو بن العاص» (1).
_________
(1) الترمذي (3844) وقال: غريب. وحسنه الألباني في صحيح سنن الترمذي (3020).(3/561)
8894 - طلحة بن عبيد الله رفعه: «عمرو بن العاص من صالحي قريش» هما للترمذي بمقال فيهما (1).
_________
(1) الترمذي (3845) وقال: إنما نعرفه من حديث نافع عن عمر الجمحي ونافع ثقة وليس إسناده بمتصل وابن أبي مليكة لم يدرك طلحة. وضعفه الألباني في ضعيف سنن الترمذي (805).(3/561)
8895 - زاد أحمد والموصلي في هذا «ونعم أهل البيت أبو عبد الله وأم عبد الله وعبد الله» (1).
_________
(1) أحمد (1/ 161)، وأبو يعلى (2/ 18 / 645) وقال الهيثمي (9/ 354): ورجاله ثقات.(3/561)
8896 - عبد الله بن شماسة المهري: حضرنا عمرو بن العاص وهو في سياق الموت فبكى طويلًا وحوَّل وجهه إلى الجدار فجعل ابنه يقول: ما يبكيك يا أبتاه؟ أما بشرك
[ص:562] النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بكذا وكذا؟. فأقبل بوجهه فقال: إِنَّ أَفْضَلَ مَا نُعِدُّ شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا الله وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ الله وإِنِّي كُنْتُ عَلَى طباقٍ ثلاث: لَقَدْ رَأَيْتُنِي وَمَا أَحَدٌ أَشَدَّ بُغْضًا للنبي - صلى الله عليه وسلم - مِنِّي وَلَا أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ أَكُونَ قَدْ اسْتَمْكَنْتُ مِنْهُ فَقَتَلْتُهُ فَلَوْ مُتُّ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ لَكُنْتُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَلَمَّا جَعَلَ الله الْإِسْلَامَ فِي قَلْبِي أَتَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَقُلْتُ: ابْسُطْ يَمِينَكَ فَلْأُبَايِعْكَ فَبَسَطَ يَمِينَهُ فقبضت يدي، فقال: «مَا لَكَ يَا عَمْرُو؟» قُلْتُ: أَرَدْتُ أَنْ أَشْتَرِطَ. قَالَ: «تَشْتَرِطُ ِمَاذَا؟» قُلْتُ: أَنْ يُغْفَرَ لِي. قَالَ: «أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الْإِسْلَامَ يَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهُ» وَأَنَّ الْهِجْرَةَ تَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهَا وَأَنَّ الْحَجَّ يَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهُ وَمَا كَانَ أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَيَّ منه - صلى الله عليه وسلم - ولا أجلَّ في عيني منه وما كنت أطيقُ أن أملا عيني منه إجلالاً له، ولو قيل لي صفه لما استطعت أن أصفه لأني لم أكن أملأ عيني منه، ولو مت على تلك الحالة لرجوت أن أكون من أهل الجنة ثم ولينا أشياء لا أدري ما حالي فيها، فإذا أنا مت فلا تصحبني نائحة ولا نار، فإذا دفنتموني فشنوا على التراب شنًّا ثم أقيموا حول قبري قدر ما تنحر جزور ويقسم لحمها حتى استأنس بكم وأنظر ماذا أراجع به رُسُلَ ربي (1).
_________
(1) مسلم (121).(3/561)
8897 - ابن عباس: كان المسلمون لا ينظرون إِلَى أَبِي سُفْيَانَ وَلَا يُقَاعِدُونَهُ فَقَالَ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: ثَلَاثٌ أَعْطِنِيهِنَّ قَالَ: «نَعَمْ». قَالَ: عِنْدِي أَحْسَنُ الْعَرَبِ وَأَجْمَلُهُ أُمُّ حَبِيبَةَ أُزَوِّجُكَهَا قَالَ: «نَعَمْ». قَالَ: وَمُعَاوِيَةُ تَجْعَلُهُ كَاتِبًا بَيْنَ يَدَيْكَ. قَالَ: «نَعَمْ». قَالَ: وَتُؤَمِّرُنِي حَتَّى أُقَاتِلَ الْكُفَّارَ كَمَا كُنْتُ أُقَاتِلُ الْمُسْلِمِينَ قَالَ: نَعَمْ قَالَ أَبُو زُمَيْلٍ: وَلَوْلَا أَنَّهُ طَلَبَ ذَلِكَ مِنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ما أعطاه إياه؛ لأنه لم يكن يسأل شيئًا إلا قال: نعم». هما لمسلم (1).
_________
(1) مسلم (2501).(3/562)
8898 - عبد الرحمن بن أبي عميرة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قَالَ لِمُعَاوِيَةَ: «اللهمَّ اجْعَلْهُ هَادِيًا ومَهْدِيًّا وَاهْدِ بِهِ» (1).
_________
(1) الترمذي (3842) وقال: حسن غريب. وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي (3018).(3/562)
8899 - أبو إدريس الخولاني: لَمَّا عَزَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عُمَيْرَ بْنَ سَعْدٍ عَنْ حِمْصَ وَلَّى مُعَاوِيَةَ فَقَالَ النَّاسُ: عَزَلَ عُمَيْرًا وَوَلَّى مُعَاوِيَةَ. فَقَالَ عُمَْرٌ: لَا تَذْكُرُوا مُعَاوِيَةَ إِلَّا بِخَيْرٍ فَإِنِّي سَمِعْتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «اللهمَّ اهْدِ بِهِ» (1). هما للترمذي.
_________
(1) الترمذي (3843) وقال: غريب. وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي (3019).(3/563)
8900 - ابن عباس: كنت ألعب مع الصبيان فجاء النبي - صلى الله عليه وسلم - فتواريت خلف باب فجاء فحطأني حطأةً وقال: «اذهب فادع لي معاوية» فجئت فقلت: هو يأكل، ثم قال: اذهب فادع لي معاوية، فجئت فقلت: هو يأكل فقال: «لا أشبع الله بطنه» قال ابن المثنى: فقلت لأمية: ما معنى حطأني قال: قفذني قفذة. لمسلم (1).
_________
(1) مسلم (2604).(3/563)
مناقب سنين أبو جميلة وعباد وضماد وعدي بن حاتم وثمامة بن أثال وعمرو بن عبسة السلمي - رضي الله عنهم -(3/563)
8901 - الزهري: زعم أبو جميلة أنه أدرك النبي - صلى الله عليه وسلم - وخرج معه عام الفتح (1).
_________
(1) البخاري (4301).(3/563)
8902 - عائشة: تهجد رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - في بيتي، فسمع صوت عباد يصلي في المسجد، فقال: «يا عائشةُ أصوتُ عبادٍ هذا؟» قلت: نعم، قال: «اللهم ارحم عبادًا» هما للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (2655).(3/563)
8903 - ابنُ عباسٍ: أنَّ ضمادًا قدمَ مكةَ وكانَ مِنْ أزدٍ شنوءةَ، وكان يرقي من هذه الريح، فسمع سفهاء مكة يقولون: إن محمدًا مجنون، فقال: لو أني أتيت هذا الرجل لعل الله يشفيه على يدي، فلقيه فقال: يا محمد إني أرقى من هذه الريح، وإن الله يشفي على يدي من شاء، فهل لك؟ فقال - صلى الله عليه وسلم - «إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ مَنْ يَهْدِهِ الله فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا
[ص:564] هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا الله وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ أَمَّا بَعْدُ» قال ضماد: فقلت له: أَعِدْ عَلَيَّ كَلِمَاتِكَ هَؤُلَاءِ فَأَعَادَهُنَّ عَلَيْهِ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - ثلاث مرات فَقَالَ: لَقَدْ سَمِعْتُ قَوْلَ الْكَهَنَةِ وَقَوْلَ السَّحَرَةِ وَقَوْلَ الشُّعَرَاءِ فَمَا سَمِعْتُ مِثْلَ كَلِمَاتِكَ هَؤُلَاءِ وَلَقَدْ بَلَغْنَ قاموس البحر، هات يداك أبايعك على الإسلام فبايعه - صلى الله عليه وسلم - وقال: «وعلى قومك؟» قال: وعلى قومي. فبعث - صلى الله عليه وسلم - سرية بعد مقدمه المدينة، فمروا على قوم فقال صاحب السرية للجيش: هل أصبتم من هؤلاء شيئًا؟ فقال رجل: أصبت منهم مطهرة فقال: ردها، فإن هؤلاء قوم ضماد. لمسلم (1).
_________
(1) مسلم (868).(3/563)
8904 - عدي بن حاتم: أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو في المسجد، فقال القوم هذا عدي، وكنت جئت بغير أمان ولا كتاب، فلما رفعت إليه أخذ بيدي، وقد كان بلغني أنه قال: «إني لأرجو أن يجعل الله يده في يدي»، فقام بي فلقينا امرأة معها صبي فقالا: إن لنا إليك حاجة فقام معها حتى قضى حاجتهما، ثم أخذ بيدي حتى إذا أتى داره فألقت له الوليدة وسادة فجلس عليها وأنا بين يديه، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال لي: يا عدي ما يفرك من الإسلام أن يقال لا إله إلا الله، فهل تعلم من إله سوى الله؟ قلت: لا، ثم تكلم ساعة ثم قال: «أتفر من أن يقال الله أكبر فهل تعلم شيئًا أكبر من الله؟» قلت: لا، قال: «اليهود مغضوب عليهم والنصارى ضلال»، قلت: فإني حنيف مسلم، فرأيت وجهه ينبسط فرحًا» للترمذي مطولاً (1).
_________
(1) الترمذي (2954) وقال: حسن.(3/564)
8905 - أبو هريرة: بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - خَيْلًا قِبَلَ نَجْدٍ فَجَاءَتْ بِرَجُلٍ مِنْ بَنِي حَنِيفَةَ يُقَالُ لَهُ ثُمَامَةُ بْنُ أُثَالٍ سيد أهل اليمامة، فَرَبَطُوهُ بِسَارِيَةٍ مِنْ سَوَارِي الْمَسْجِدِ فَخَرَجَ إِلَيْهِ - صلى الله عليه وسلم - فقال ماذا عندك يا ثمامة؟ قال: عندي خير يا محمد، إن تقتل تقتل ذا دم، وإن تنعم تنعم على شاكر، وإن كنت تريد المال فسل تعط منه ما شئت، فتركه - صلى الله عليه وسلم -
[ص:565] حتى إذا كان من الغد: فقال: ما عندك يا ثمامة؟ قال: مثل ذلك، فتركه. حتى كان بعد الغد قال: ما عندك يا ثمامة قال: عندي ما قلت لك، وذكر مثله، فقال - صلى الله عليه وسلم - «أطلقوا ثمامة» فأطلقوه فانطلق إلى نخلٍ فاغتسل، ثم دخل المسجدَ فقالَ: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، يا محمد، والله ما كان على الأرض أبغض إليَّ من وجهك فقد أصبح وجهك أحب الوجوه كلها إليَّ والله ما كان من دين أبغض إليَّ من دينك، فقد أصبح دينك أحب الدين كله إليَّ، والله ما كان من بلد أبغض إليَّ من بلدك فقد أصبح بلدك أحب البلاد إليَّ، وإن خيلك أخذتني وأنا أريد العمرة فماذا ترى؟ فبشره - صلى الله عليه وسلم - وأمره أن يعتمر فلما قدم مكة، قيل له: أصبأت؟ قال: لا، ولكني أسلمت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا والله لا يأتيكم من اليمامة حبة حنطة حتى يأذن فيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -» (1). للشيخين وأبي داود والنسائي.
_________
(1) البخاري (4372)، ومسلم (1764)، وأبو داود (2679)، والنسائي (2/ 46).(3/564)
8906 - عمرو بن عبسة: كُنْتُ وَأَنَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ أَظُنُّ أَنَّ النَّاسَ عَلَى الضَّلَالَةٍ وَأَنَّهُمْ لَيْسُوا عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَعْبُدُونَ الْأَوْثَانَ فَسَمِعْتُ بِرَجُلٍ بِمَكَّةَ يُخْبِرُ أَخْبَارًا فَقَعَدْتُ عَلَى رَاحِلَتِي فَقَدِمْتُ عَلَيْهِ فَإِذَا رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - مُسْتَخْفِيًا جرءاء عليه قومه. فتلطفت حتى دخلت عليه فقلت له: ما أنت؟ فقال «أنا نبي». فقلت: وما نبي؟ قال: «أرسلني الله»، فقلت: فبأي شيء أرسلك الله؟ قال: «أبصلة أرحام، وكسر الأوثان، وأن يوحد الله ولا يشرك به شيءٌ»، قلت له: فمن معك على هذا؟ قال «حر وعبد» ومعه يومئذ ممن آمن به أبو بكر وبلال قلت: إني متبعك، قال: «إنك لا تستطيع ذلك يومك هذا ألا ترى حالي وحال الناس؟ ولكن ارجع إلى أهلك فإذا سمعت أني قد ظهرت فأتني» فذهبت إلى أهلي، وقدم - صلى الله عليه وسلم - المدينة وكنت في أهلي، فَجَعَلْتُ أَتَخَبَّرُ الْأَخْبَارَ وَأَسْأَلُ النَّاسَ
[ص:566] حِينَ قَدِمَ الْمَدِينَةَ حَتَّى قَدِمَ عَلَيَّ نَفَرٌ مِنْ أَهْلِ يَثْرِبَ فقلت: ما فعل هذا الرجل الذي قدم المدينة؟ فقالوا: الناس إليه سراع، وقد أراد قومه قتله فلم يستطيعوا ذلك، فقدمت المدينة فدخلت عليه فقلت: يا رسول أتعرفني؟ قال: «نعم أنت الذي لقيتني بمكة». فقلت بلى يا رسول الله، أخبرني عما علمك الله وأجهله، أخبرني عن الصلاة. لمسلم مطولاً (1).
_________
(1) مسلم (832).(3/565)
مناقب حمزة بن عبد المطلب وعقيل بن أبي طالب وأبي سفيان بن الحارث وعبد الله بن جعفر - رضي الله عنهم -(3/566)
8907 - محمد بن كعب القرظي قال: كانَ إسلامُ حمزةَ حمية، كان يخرج من الحرم فيصطاد، فإذا رجع مرَّ بمجلسِ قريشٍ، فيقول: رميت كذا وصنعت كذا، فأقبل ذات يوم فلقيته امرأةٌ فقالتْ: يا أبا عمارة ماذا لقي ابن أخيك من أبي جهل، شتمه وتناوله وفعل وفعل؟ قال: هل رآهُ أحدٌ؟ قالت: إي والله، لقد رآه ناس، فأقبل حتى انتهى إلى ذلك المجلس فإذا هم جلوس وأبو جهل فيهم، فأتكأ على قوسه وقال: رميت كذا وفعلت كذا ثم جمع يديه بالقوس فضرب بها أذني أبي جهل فدق سيتها، ثم قال: خذها بالقوس وأخرى بالسيف، أشهد أنه لرسول الله، وأنه جاء بالحق من عند الله. للكبير مرسلا (1).
_________
(1) الطبراني (3/ 139ـ 140/ 2925) وقال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح.(3/566)
8908 - يحيى بن عبد الرحمن بن أبي لبيبة عن أبيه عن جده رفعه: «والذي نفسي بيده إنه لمكتوب عند الله في السماء السابعة، حمزة أسد الله وأسد رسوله» للكبير بخفى (1).
_________
(1) الطبراني (3/ 149 / 2925) وقال الهيثمي (9/ 268): فيه يحيى وأبوه لم أعرفهما وبقية رجاله رجال الصحيح.(3/566)
8909 - ابن عباس رفعه: «سيد الشهداء يوم القيامة حمزة بن عبد المطلب، ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله» للأوسط بضعف (1).
_________
(1) الأوسط (4079) وقال الهيثمي (7/ 266): وفيه شخص ضعيف في الحديث.(3/566)
8910 - أبو إسحاق: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لعقيل ابن أبي طالب: «يا أبا
[ص:567] يزيد إني أحبك حبين، حبّا لقرابتك، وحبًّا لما كنت أعلم من حب عمي إياك» للكبير مرسلاً (1).
_________
(1) الطبراني (17/ 191)، وقال الهيثمي (9/ 273): ورجاله ثقات.(3/566)
8911 - أبو حبة البدري: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم حنين لا ينظر في ناحية إلا رأى أبا سفيان بن الحارث يقاتل، فقال - صلى الله عليه وسلم -: «إن أبا سفيان خير أهلي - أو - من خير أهلي» للكبير والأوسط (1).
_________
(1) الطبراني (22/ 327) والأوسط (6/ 330 / 6546) وقال الهيثمي (9/ 274): وإسناده حسن. وحسنه الألباني في صحيح الجامع (52).(3/567)
8912 - عبد الله بن جعفر: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - مَسحَ على رأسِهِ ثلاثًا كلما مسحَ قال اللهم اخلف جعفرًا في ولده. لأحمد (1).
_________
(1) أحمد (1/ 205) وقال الهيثمي (9/ 285 ـ 286): رجاله ثقات.(3/567)
مناقب خباب بن الأرت وسالم مولى أبي حذيفة وعامر بن فهيرة وعامر بن ربيعة وعبد الله بن جحش وصهيب - رضي الله عنهم -(3/567)
8913 - كردوس: أن خباب بن الأرت أسلم سادس ستة، كان سدس الإسلام. للكبير مرسلاً (1).
_________
(1) الطبراني (4/ 55 / 6313) وقال الهيثمي (9/ 298): ورجاله إلى الكردوس رجال الصحيح، وكردوس ثقة.(3/567)
8914 - عائشة: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - سمعَ سالمًا مولى أبي حذيفة يقرأ من الليل، فقال: «الحمد الذي جعل في أمتي مثله». للبزار (1).
_________
(1) البزار كما في كشف الأستار " (2694) وقال الهيثمي (9/ 300): رجاله رجال الصحيح.(3/567)
8915 - عبد الرحمن بن عوف قال: كلم طلحة بن عبيد الله عامر بن فهيرة بشيء فقال - صلى الله عليه وسلم - «مهلاً يا طلحة، فإنه شهد بدرًا فما شهدته، وخيركم خيركم لمواليه» للطبراني (1).
_________
(1) الطبراني (1/ 136 / 287) وقال الهيثمي (9/ 301): فيه مصعب بن مصعب وهو ضعيف.(3/567)
8916 - عبد الله بن عامر بن ربيعة قال: كان عامر بن ربيعة يصلي من الليل حين نشب الناس في الفتنة، فأري في المنام، فقيل له: قم فاسأل الله أن يعيذك من الفتنة التي أعاذ منها صالح عباده، فقام فصلى فاشتكى فما خرج إلا جنازته» (1).
_________
(1) ذكره الهيثمي (9/ 301) وقال: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.(3/568)
8917 - مصعب بن عبد الله الزبيري قال: توفي عامر بن ربيعة البدري سنة اثنين وثلاثين (1).
_________
(1) ذكره الهيثمي (9/ 301) وقال: رواه الطبراني.(3/568)
8918 - سعد: أن عبد الله بن جحش قال له يوم أحد: ألا ندعو الله؟ فخلوا في ناحية فدعا سعد فقال: يا رب، إذا لقيت العدو فلقني رجلاً شديدًا بأسه شديدًا حرده أقاتله ويقاتلني، ثم ارزقني الظفر عليه حتى أقتله وآخذ سلبه، فأمن عبد الله بن جحش ثم قال: اللهم ارزقني رجلاً شديدًا حرده شديدًا بأسه، أقاتله فيك ويقاتلني، ثم يأخذني فيجدع أنفي وأذني، فإذا لقيتك غدًا قلت: من جدع أنفك وأذنك؟ فأقول: فيك وفي رسولك - صلى الله عليه وسلم -، فتقول: صدقت، قال سعد فكانت دعوة عبد الله بن جحش خيرًا، لقد رأيته آخر النهار، وأن أنفه وأذنه لمعلقان في خيط. هي للكبير (1).
_________
(1) ذكره الهيثمي (9/ 301) وقال: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.(3/568)
8919 - صهيب: صحبت النبي - صلى الله عليه وسلم - قبل أن يوحى إليه. للكبير بخفى (1).
_________
(1) الطبراني (8/ 35 / 7303) وقال الهيثمي (9/ 305): فيه من لم أعرفه(3/568)
8920 - وعنه: لم يشهد النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - مشهدًا قط إلا كنت حاضره ولا غزا غزوة قط إلا كنت فيها عن يمينه أو عن شماله، ولم يبايع بيعة قط إلا كنت حاضرها ولم يسير سرية إلا كنت حاضرها، وما خافوا أمامهم قط إلا كنت أمامهم، ولا وراءهم إلا كنت وراءهم، وما جعلت النبي - صلى الله عليه وسلم - بيني وبين العدو قط. للكبير بضعف (1).
_________
(1) الطبراني (8/ 37 / 7309) وقال الهيثمي (9/ 306): فيه محمد بن الحسن بن زبالة وهو ضعيف.(3/568)
مناقب عثمان بن مظعون ومعاذ بن جبل وعمرو بن الجموح وحارثة بن النعمان وبشر بن البراء وعبد الله بن رواحة - رضي الله عنهم -(3/569)
8921 - ابن عمر: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا مات ميت قال: «قدموه على فرطنا نعم الفرط لأمتي عثمان بن مظعون». للكبير والأوسط بضعف (1).
_________
(1) الطبراني (12/ 295 / 13160) والأوسط (3/ 324 / 3293) وقال الهيثمي (9/ 302): إسناد الكبير ضعيف، وفي إسناد الأوسط من لم أعرفهم.(3/569)
8922 - الأسود بن سريع: لما مات عثمان بن مظعون أشفق المسلمون عليه فلما مات ابراهيم بن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال «الحق بسلفنا الصالح عثمان بن مظعون» للكبير (1).
_________
(1) الطبراني (1/ 286 / 837) وقال الهيثمي (9/ 302): رجال ثقات.(3/569)
8923 - وله عن ابن عباس: لما ماتت رقية قال «الحقي بسلفنا عثمان ابن مظعون» (1).
_________
(1) الطبراني (9/ 37/8317) وقال الهيثمي (9/ 302): رجاله ثقات وفي بعضهم خلاف.(3/569)
8924 - معاذ: أنه كان مريضًا فبصق أو أراد أن يبصق عن يمينه، فقال: ما بصقت عن يميني منذ أسلمت. للكبير (1).
_________
(1) الطبراني (20/ 163) وقال الهيثمي (9/ 311): رجاله رجال الصحيح.(3/569)
8925 - أنس: مات معاذ بن جبل وهو ابن ثمانٍ وعشرينَ سنةً، وقائل يقول: ابن اثنتين وثلاثين، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - «معاذٌ أمامَ العلماء برتوة» للكبير بانقطاع (1).
_________
(1) الطبراني (20/ 29) وقال الهيثمي (9/ 311): منقطع الإسناد(3/569)
8926 - جابر رفعه: «من سيدكم يا بني سلمة؟» قالوا: الجد بن قيس على أنا نبَخِّلُهُ، قال: «بل سيدكم الجعد الأبيض عمرو بن الجموح»، قال: وكان عمرو بن الجموح يؤلم على النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا تزوج. للبزار بلين (1)
_________
(1) البزار كما في "كشف الأستار" (2705) وقال الهيثمي (9/ 315): رجاله رجال الصحيح غير حميد بن الربيع وثقه عثمان بن أبي شيبة وابن حبان وغيرهما وضعفه جماعة.(3/570)
8927 - وله عن كعب بن مالك نحوه، وفيه: «وأي داءٍ أدوأُ من البخلِ؟ بل سيدكم الجعد القطط عمرو بن الجموح» (1).
_________
(1) الصغير (1/ 199 / 317) وقال الهيثمي (9/ 315): رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح غير شيخ الطبراني.(3/570)
8928 - عائشة رفعته: «دخلتُ الجنةَ فسمعتُ قراءةًً، قلتُ: منْ هذا؟ قالوا: حارثة بن النعمان، كذاكم البر كذاكم البر» لأحمد والموصلي (1).
_________
(1) أحمد (6/ 36)، وأبو يعلى (7/ 399 / 4425) وقال الهيثمي (9/ 313): رجاله رجال الصحيح.(3/570)
8929 - عبد الله بن عامر بن ربيعة: أن حارثة بن النعمان قال: مررت على النبي - صلى الله عليه وسلم - ومعه جبريل جالس في المقاعد، فسلمت عليه ثم أجزت، فلما رجعت وانصرف - صلى الله عليه وسلم - قال: «هل رأيتَ الذي كان معي؟ قلت: نعم. قالَ: إنه جبريلُ وقد رد عليك السلام» لأحمد والكبير (1).
_________
(1) أحمد (5/ 433)،والطبراني (3/ 228 / 3226) وقال الهيثمي (9/ 313): رجاله رجال الصحيح.(3/570)
8930 - كعب بن مالك رفعه: «من سيدكم يا بني سلمة؟» قالوا: الجد بن قيس على أنًّا نزنه بالبخل، فقال: «وأي داء أدوأ من البخل؟» قالوا: فمن سيدنا يا رسول الله؟ قال: «سيدكم بشر بن البراء بن معرور» (1).
_________
(1) الطبراني (19/ 81 ـ 82) وقال الهيثمي (9/ 315): رواه الطبراني بإسنادين ورجالهما رجال الصحيح غير شيخي الطبراني ولم أر من ضعفهما.(3/570)
8931 - ابن عمر رفعه: «رحم الله أخي عبد الله بن رواحة»، قال: «كان أينما أدركته الصلاة أناخ» هما للكبير (1).
_________
(1) الطبراني (12/ 322 / 13241) وقال الهيثمي (9/ 316): إسناده حسن، وضعفه الألباني في "ضعيف الجامع" (3096).(3/570)
مناقب أبي اليسر وعبد الله بن عبد الله بن أبيّ، وقتادة بن النعمان وعبادة بن الصامت وخزيمة بن ثابت وأبي أيوب - رضي الله عنهم -(3/571)
8932 - أبو اليسر كعب بن عمرو قال: والله إني لمع النبي - صلى الله عليه وسلم - بخيبر عشية، إذ أقبلت غنمٌ لرجلٍ من اليهود يريد حصنهم، ونحن محاصروهم، إذ قال - صلى الله عليه وسلم -: «من يطعمنا من هذه الغنم؟» قلت: أنا يا رسول الله، قال: «فافعل» فخرجت أشتد مثل الظليم، فلما نظر إليَّ - صلى الله عليه وسلم - موليا قال: «اللهم أمتعنا به» فأدركت الغنم وقد دخل أوائلها الحصن، فأخذت شاتين من أخراها فاحتضنتهما تحت يدي، ثم أقبلت بهما أشتد كأنه ليس معي شيء حتى ألقيتهما عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذبحوهما وأكلوهما. لأحمد (1)
_________
(1) أحمد (3/ 427) وقال الهيثمي (6/ 149): رواه أحمد عن بعض رجال بني سلمة عنه، بقية رجاله ثقات.(3/571)
8933 - يحيى بن بكير قال: توفي أبو اليسر سنة خمس وخمسين بالمدينة، وهو آخر من مات من أهل بدر. للكبير (1).
_________
(1) الطبراني (19/ 164).(3/571)
8934 - أسامة: لما رجع النبي - صلى الله عليه وسلم - من بني المصطلق، قام ابن عبد الله بن أبيٍّ فسلَّ على أبيه السيف، وقال: لله عليَّ أن لا أغمده حتى تقول: محمد الأعز وأنا الأذل، قال: ويلك، محمد الأعز وأنا الأذل، فبلغت النبي - صلى الله عليه وسلم - فأعجبه وشكرها له. بضعف. للكبير (1).
_________
(1) ذكره الهيثمي (9/ 317 ـ 318) وقال: رواه الطبراني وفيه: محمد بن الحسن بن زبالة وهو ضعيف.(3/571)
8935 - عبد الله بن عبد الله بن أبي: أنه استأذن النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يقتل أباه. فقال: لا تقتل أباك. للكبير (1).
_________
(1) ذكره الهيثمي (9/ 318) وقال: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح إلا أن عروة بن الزبير لم يدرك عبد الله بن عبد الله بن أبي.(3/571)
8936 - قتادة بن النعمان: خرجت ليلة مظلمة، فقلت: لو أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - وشهدت معه الصلاة وآنسته بنفسي، ففعلت، فلما دخلت المسجد برقت السماء فرآني - صلى الله عليه وسلم - فقال: «يا قتادة،
[ص:572] ما هاج عليك؟ قلت: أردت بأبي وأمي أنت أن أؤنسك، قال: «خذ هذا العرجون فتخصر به، فإنك إذا خرجت أضاء لك عشراً أمامك وعشراً خلفك». ثم قال لي: «إذا دخلت بيتك فإنك تجد مثل الحجر الأخشن في أستار بيتك فإنَّ ذلك الشيطان»، فخرجت فأضاء لي ثم ضربت به مثل الحجر الأخشن حتى خرج من بيتي. للكبير وأحمد والبزار (1).
_________
(1) أحمد (3/ 65) من حديث أبي سعيد والبزار كما في "كشف الأستار" (2709) من حديث قتادة ابن النعمان والطبراني (19/ 13 ـ 14) وقال الهيثمي (9/ 319): رجال أحمد رجال الصحيح وصححه ابن خزيمة (1660) من حديث أبي سعيد.(3/571)
8937 - عبادة بن الصامت: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ له: «يا أبا الوليد»، وهو بدري عقبي أُحُديٌّ شجري نقيب (1).
_________
(1) ذكره الهيثمي (9/ 320) وقال: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.(3/572)
8938 - يحيى بن بكير قال: مات عبادة بن الصامت بالرملة من فلسطين سنة أربع وثلاثين وهو ابن اثنتين وسبعين. هما للكبير (1).
_________
(1) ذكره الهيثمي (9/ 320) قال: رواه الطبراني، ورواه الحاكم (3/ 355).(3/572)
8939 - خزيمة بن ثابت: أنه رأى في النوم أنه سجد على جبهة النبي - صلى الله عليه وسلم -، فذكر ذلك له، فاضطجع له - صلى الله عليه وسلم - فجاء فسجد على جبهته. لأحمد بلين (1).
_________
(1) أحمد (5/ 216) وقال الهيثمي (7/ 182): رواه أحمد عن شيخه عامر بن صالح الزبيري وثقه أحمد وأبو حاتم وضعفه جماعة وبقية رجاله ثقات.(3/572)
8940 - أبو أيوب الأنصاري: كانَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يطوفُ بينَ الصفا والمروةِ، فسقطت على لحيته ريشةٌ، فابتدرَ إليه أبو أيوبَ فأخذها، فقالَ له - صلى الله عليه وسلم -: «نزعَ الله عنك ما تكره». للكبير بلين (1).
_________
(1) الطبراني (4/ 172 / 4048) وقال الهيثمي (9/ 323): فيه نائل بن نجيح، وثقه أبو حاتم وغيره وضعفه الدارقطني وغيره، وبقية رجاله ثقات، إلا أن حبيب بن أبي ثابت لم يسمع من أبي أيوب.(3/572)
8941 - ابن عباسٍ: أنَّ أبا أيوبَ الأنصاريِّ غزا أهلَ الروم فمرَّ على معاوية فجفاه فانطلق ثم رجع من غزوته فجفاه، ولم يرفع رأسًا، فقالَ: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنبأني إنا سنرى بعده أثرة، فقال معاوية: فبم أمركم؟ قال: أمرنا أن نصبر، قال: اصبروا إذًا فأتى عبد الله بن عباس بالبصرة، وقد أمره عليها عليٌّ، فقالَ: يا أبا أيوب،
[ص:573] إني أريد أن أخرج لك عن مسكني كما خرجت للنبي - صلى الله عليه وسلم -، فأمر أهله فخرجوا وأعطاه كل شيء أغلق عليه الدار، فلما كان انطلاقه قال: ما حاجتك؟ قال: حاجتي عطائي وثمانية أعبد يعملون في أرضي، وكان عطاؤه أربعة آلاف فأضعفها له خمس مرات وأعطاه عشرين ألفا وأربعين عبدًا. للكبير (1).
_________
(1) الطبراني (4/ 125 ـ 126/ 3876 ـ 3877) وقال الهيثمي (9/ 323): فذكر الحديث بإسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح إلا أن حبيب بن أبي ثابت لم يسمع من أبي أيوب.(3/572)
مناقب أبي الدحداح وزيد بن ثابت ورافع بن خديج وسلمة بن الأكوع وأبي الدرداء وزاهر بن حرام وعبد الله ذي البجادين - رضي الله عنهم -(3/573)
8942 - عبد الله بن أبزى: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث إلى أبي الدحداح يستقرضه، فلما جاءه الرسول قال: النبي - صلى الله عليه وسلم - بعثك إليَّ ليستقرضني؟ قال: نعم، قال: فإني أشهد الله أن مالي في موضع كذا وكذا في سبيل الله، فقال - صلى الله عليه وسلم - «كم من عذق لأبي الدحداح في الجنة». للكبير بلين (1).
_________
(1) قال الهيثمي (9/ 324): ورجالهما رجال الصحيح، وصححه الألباني في "صحيح الجامع" ... (4574).(3/573)
8943 - زيد بن ثابت قال: أجازني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكساني قبطية. للكبير بضعف (1).
_________
(1) الطبراني (5/ 107 / 4743) وقال الهيثمي: وفيه إسماعيل بن قيس بن سعد بن زيد وهو ضعيف.(3/573)
8944 - أبو هريرة: قال حين مات زيد بن ثابت: اليوم مات خير هذه الأمة وعسى الله أن يجعل في ابن عباس منه خلفًا (1).
_________
(1) الطبراني (5/ 108 / 4750) وقال الهيثمي (9/ 345): ورجاله رجال الصحيح إلا أن يحيى ابن سعيد الأنصاري لم يسمع من أبي هريرة.(3/573)
8945 - امرأة رافع بن خديج: أن رافعًا رمي مع النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم أحد ويوم خبير بسهم في ثندوته، فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، انزع السهم، فقال: «يا رافع، إن شئت نزعت السهم والقطنة جميعًا، وإن شئت نزعت السهم وتركت القطنة وشهدت له يوم القيامة أنك شهيد»، قال: فنزع - صلى الله عليه وسلم - السهم وترك القطنة، فعاش بها حتى كان في خلافة معاوية فانتقض الجرح، فمات بعد العصر، فأتى ابن عمر فقيل له: مات رافع فترحم عليه، وقال:
[ص:574] إن مثل رافع لا يخرج به حتى يؤذن من حول المدينة من أهل القرى، فلما خرجنا بجنازته جاء ابن عمر حتى جلس على رأس القبر ... . فذكر الحديث (1).
_________
(1) الطبراني (4/ 239 / 4242) وقال الهيثمي (9/ 346): وامرأة رافع إن كانت صحابية وإلا فإني لم أعرفها وبقية رجاله ثقات.(3/573)
8946 - سلمة بن الأكوع: أردفني النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - مرارًا ومسحَ رأسي مرارًا، واستغفر لي ولذريتي عدد ما بيدي من الأصابع (1).
_________
(1) الطبراني (7/ 24 / 6267) وقال الهيثمي (9/ 363): ورجاله رجال الصحيح غير علي بن يزيد بن حكيمة وهو ثقة.(3/574)
8947 - أبو الدرداء: قلت: يا رسول الله بلغني أنك تقول: إنَّ قوماً من أمتي سيكفرون من بعد إيمانهم قال: «أجل يا أبا الدرداء، ولست منهم» هي للكبير (1).
_________
(1) الطبراني (1/ 89 / 137) وقال الهيثمي (9/ 367): ورجاله رجال الصحيح غير أبي عبد الله الأشعري وهو ثقة(3/574)
8948 - سالم بن أبي الجعد: عن رجل من أشجع يقال له زاهر بن حرام رجل بدوي، وكان لا يزال يأتي النبي - صلى الله عليه وسلم - بطرفة أو هدية، فرآه - صلى الله عليه وسلم - في سوق المدينة يبيع سلعة، ولم يكن أتاه في ذلك الوقت فاحتضنه من وراء كتفه، فالتفت فأبصر النبي - صلى الله عليه وسلم - فقبل كفه، فقال: «من يشتري العبد؟» قال: «إذاً تجدني يا رسول الله كاسدًا»، فقال: «لكنك عند الله ربيح». فقال - صلى الله عليه وسلم -: «لكل حاضر بادية وبادية آل محمد زاهر بن حرام». للبزار. والكبير (1).
_________
(1) البزار كما في "كشف الأستار" (2734)،والطبراني (5/ 274 / 5310) وقال الهيثمي
(9/ 369): رجاله موثقون.(3/574)
8949 - عقبة بن عامر: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لرجل يقال له ذا البجادتين إنه أواب، وذلك أنه كان كثيرًا لذكر الله تعالى في القرآن، وكان يرفع صوته في الدعاء. لأحمد والكبير (1).
_________
(1) أحمد (4/ 159)،والطبراني (17/ 295) وقال الهيثمي: وإسنادهما حسن.(3/574)
مناقب عبد الله بن الأرقم وعثمان بن أبي العاص ووائل بن حجر والعلاء بن الحضرمي وأبي زيد عمرو بن أخطب - رضي الله عنهم -(3/574)
8950 - عبد الواحد بن أبي عون: أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - كتاب رجل، فقال لعبد الله ابن الأرقم: أجب علي فكتب جوابه، ثم قرأه عليه، فقال: أصبت وأحسنت، اللهم وفقه، فلما ولي عمر كان يشاوره. للكبير مفصلاً (1).
_________
(1) ذكره الهيثمي (9/ 370) وقال: رواه الطبراني معضلا وإسناده حسن.(3/574)
8951 - عثمان بن أبي العاص: قدمت في وفد ثقيف حين قدموا على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: من يمسك لنا رواحلنا؟ فقلت، وأنا أصغر القوم: إن شئتم أمسكت لكم على أن لي عليكم عهد الله لتمسكن لي إذا خرجتم، قالوا: فذلك لك، فدخلوا عليه ثم خرجوا فقالوا: انطلق بنا، قلت: إلى أين؟ قالوا: إلى أهلك، قلت: ضربت من أهلي، حتى إذا حللت بباب النبي - صلى الله عليه وسلم - أرجع ولا أدخل عليه، وقد أعطيتموني ما قد علمتم، قالوا: فأعجل، فإنا قد كفيناك المسألة لم ندع شيئًا إلا سألناه، فدخلت فقلت: يا رسول الله، ادع الله أن يفقهني في الدين ويعلمني، قال: «ماذا قلت؟» فأعدت عليه القول فقال: «لقد سألتني عن شيء ما سألني عنه أحد من أصحابك، اذهب فإنك أمير عليهم، وعلى من تقدم عليهم من قومك ... » وذكر الحديث. للكبير (1).
_________
(1) الطبراني (9/ 50/8356) وقال الهيثمي (9/ 371): رجاله رجال الصحيح غير حكيم بن حكيم بن عباد وقد وثق.(3/575)
8952 - أبو هريرة: لما بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - العلاء بن الحضرمي إلى البحرين تبعته فرأيت منه ثلاث خصال لا أدري أيتهن أعجب، انتهينا إلى ساحل البحر فقال: «سموا الله واقتحموا»، فسمينا الله واقتحمنا، فعبرنا فما بل الماء أسافل أخفاف إبلنا، فلما قفلنا صرنا معه بفلاة من الأرض، وليس معنا ماء، فشكونا إليه فقال: «صلوا ركعتين»، ثم دعا فإذا سحابة مثل الترس ثم أرخت عزاليها فسقينا وأسقينا، ومات فدفناه في الرمل، فلما سرنا غير بعيد قلنا: يجيء سبع فيأكله، فرجعنا فلم نره. للطبراني، وفيه إبراهيم بن معمر الهروي (1).
_________
(1) الطبراني (18/ 95) وقال الهيثمي (9/ 376): وفيه إبراهيم بن معمر الهروي والد إسماعيل، ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات.(3/575)
8953 - أبو زيد بن أخطب الأنصاري: استسقى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأتيته بقدح فيه ماء فكانت فيه شعرة فأخذتها فقال: «اللهم جمله»، فرأيته وهو ابن أربع وتسعين ليس في لحيته شعرة بيضاء. لأحمد
[ص:576] والكبير، إلا أنه قال: ستون سنة (1).
_________
(1) أحمد (5/ 340)،والطبراني (17/ 28) , وقال الهيثمي (9/ 378): إسناده حسن.(3/575)
مناقب أبي أمامة وزيد بن صوحان وفروة بن هبيرة وعبد الله بن بسر والهرماس بن زياد والسائب بن يزيد - رضي الله عنهم -(3/576)
8954 - أبو أمامة: بعثني النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إلى باهلة فأتيتهم، وهم على الطعام فرحبوا بي، وأكرموني، وقالوا: تعال فكل، فقلت: إني جئت لأنهاكم عن هذا الطعام وأنا رسول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتيتكم لتؤمنوا به، فكذبوني وزبروني وأنا جائع ظمآن، فنمت فأتيت في منامي بشربة لبن، فشربت ورويت وعظم بطني، قال القوم: أتاكم ر جل من أشرافكم وسراتكم فرددتموه، اذهبوا إليه وأطعموه من الطعام والشراب ما يشتهي فأتوني بالطعام والشراب فقلت: لا حاجة في طعامكم وشرابكم فإن الله أطعمني وسقاني، فانظروا إلى الحال التي أنا عليها، فنظروا فأريتهم بطني، فأسلموا عن آخرهم. للكبير (1).
_________
(1) الطبراني (8/ 286/8099)، وقال الهيثمي (9/ 387): رواه الطبراني بإسنادين وإسناد الأولى حسن؛ فيها: أبو غالب وقد وثق.(3/576)
8955 - علي رفعه: «من سره أن ينظر إلى رجل يسبقه بعض أعضائه إلى الجنة فلينظر إلى زيد بن صوحان» للموصلي بخفى (1).
_________
(1) أبو يعلى (1/ 393/511)، وقال الهيثمي (9/ 398): وفيه من لم أعرفهم.(3/576)
8956 - فروة بن هبيرة: أنه أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: إنه كان لنا أرباب وربات نعبدهن من دون الله تعالى، فدعوناهن فلم يجبن، وسألناهن فلم يعطين، فجئناك فهدنا، فنحن نعبد الله فقال - صلى الله عليه وسلم - «قد أفلح من رزق لبًّا». فقال: يا رسول الله! ألبسني ثوبين من ثيابك قد لبستهما فكساه، فلما كان بالموقف من عرفات، قال - صلى الله عليه وسلم -: «أعد علي مقالتك»، فأعاد عليه فقال: «أفلح من رزق لبًّا». للكبير براو لم يسم (1).
_________
(1) الطبراني (19/ 33 / 70)، وقال الهيثمي (9/ 400 ـ 401): فيه راو لم يسم وبقية رجاله ثقات. وضعفه الألباني في "ضعيف الجامع" (1056).(3/576)
8957 - عبد الله بن بسر: وضع النبي - صلى الله عليه وسلم - يده على رأسي فقال: «يعيش هذا الغلام قرنًا» فعاش مائة سنة، وكان في وجهه ثؤلول فقال: «لا يموت حتى يذهب الثؤلول من وجهه، فلم يمت حتى ذهب الثؤلول من وجهه». للكبير والبزار (1).
_________
(1) البزار (2747) وقال الهيثمي (9/ 404): ورجال أحد إسنادي البزار رجال الصحيح غير الأحسن بن أيوب الحضرمي وهو ثقة.(3/577)
8958 - الهرماس بن زياد: وفد أبي وأنا معه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال له أبي: ادع الله لي ولابني، فمسح رأسه وبايعه على الإسلام. للأوسط بخفى (1).
_________
(1) الأوسط (3837) وقال الهيثمي (9/ 408): فيه جماعة لم أعرفهم.(3/577)
8959 - عطاء مولى السائب بن يزيد: رأيت مولاي السائب بن يزيد لحيته بيضاء ورأسه أسود، فقلت: يا مولاي: ما لرأسك لا يبيض؟ فقال: لا يبيض رأسي أبدًا وذلك أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - مضى، وأنا غلام ألعب مع الغلمان، فسلم وأنا معهم فرددت السلام من بين الغلمان فدعاني، فقال لي: ما اسمك؟ فقلت: السائب بن يزيد بن أخت النمر، فوضع يده على رأسي، وقال: «بارك الله فيك»، فلا يبيض موضع يده أبدًا. للطبراني (1).
_________
(1) الطبراني (7/ 160 / 6693) وقال الهيثمي (9/ 409): رجال الكبير رجال الصحيح غير عطاء مولى السائب وهو ثقة.(3/577)
مناقب حرملة بن زيد وحمزة بن عمرو وورقة بن نوفل والأحنف بن قيس - رضي الله عنهم -(3/577)
8960 - ابن عمر: كنتُ عند النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - إذ جاءه حرملة بن زيد، فجلس بين يديه فقال: يا رسولَ الله! الإيمانُ هاهُنا، وأشار إلى لسانِهِ، والنفاق هاهنا، وأشارَ إلى صدرهِ ولا نذكر الله إلا قليلاً، فسكتَ عنه - صلى الله عليه وسلم - فردد ذلك عليه حرملة، فأخذ - صلى الله عليه وسلم - بطرف لسان حرملة فقال: «اللهم اجعل له لسانًا صادقًا وقلبا شاكراً وارزقه حبي وحب من يحبني وصبر أمره إلى الخير». فقال
[ص:578] حرملة: يا رسول الله، إن لي إخوانا منافقين كنت فيهم رأسا، ألا أدلك عليهم؟ فقال - صلى الله عليه وسلم -: «من جاءنا كما جئتنا استغفرنا له كما استغفرنا لك، ومن أصر على دينه فالله أولى به، ولا تخرق على أحد سترًا». للكبير (1).
_________
(1) الطبراني (4/ 5 / 3475)، وقال الهيثمي (9/ 410): رجاله رجال الصحيح.(3/577)
8961 - حمزة بن عمرو الأسلمي: أسرينا في سفر مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في ليلة ظلماء فأضائت أصابعي حتى جمعوا عليها ظهرهم، وما سقط من متاعهم، وإن أصابعي لتنير. للكبير بلين (1).
_________
(1) الطبراني (3/ 159/2991) وقال الهيثمي (9/ 411):رجاله ثقات، وفي كثير بن زيد اختلاف.(3/578)
8962 - عائشة رفعته: «لا تسبوا ورقة فإني رأيت له جنة أو جنتين». للبزار (1).
_________
(1) البزار كما في "كشف الأستار" (2750) وقال الهيثمي (9/ 416): رجاله رجال الصحيح، وصححه الألباني في "صحيح الجامع" (7320).(3/578)
8963 - أسماء بنت أبي بكر: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سئل عن ورقة بن نوفل، فقال: يبعث يوم القيامة أمة وحده. للكبير (1).
_________
(1) الطبراني (24/ 82) وقال الهيثمي (9/ 416): رجاله رجال الصحيح.(3/578)
8964 - جابر: سئل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن أبي طالب هل تنفعه نبؤتك؟ قال: «نعم، أخرجته من غمرات جهنم إلى ضحضاح منها»، وسئل عن خديجة؛ لأنها ماتت قبل الفرائض، وأحكام القرآن، فقال: «أبصرتها على نهرٍ من أنهارِ الجنة من بيت في قصب لا صخب فيه ولا نصب»، وسئل عن ورقة بن نوفل، فقال: «أبصرته في بطنان الجنة عليه سندس»، وسئل عن زيد بن عمرو بن نفيل فقال: «يبعث يوم القيامة أمة واحدة بيني وبين عيسى عليه السلام» للموصلي (1).
_________
(1) أبو يعلى (4/ 41 / 2047) وقال الهيثمي (9/ 416): فيه مجالد وهذا مما مدح من حديث مجالد وبقية رجاله رجال الصحيح.(3/578)
8965 - الأحنف بن قيس: بينما أنا أطوف بالبيت إذ لقيني رجل من بني سليم فقال: ألا أبشرك؟ قلت: بلى قال: تذكر إذ بعثني النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى قومك من بني سعد أدعوهم إلى الإسلام، فقلت: إيه والله ما قال إلا خيرًا، ولا أسمع إلا
[ص:579] حسنا، فإني رجعت وأخبرت النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - مقالتك، فقال: «اللهم اغفر للأحنف، فما أنا لشيء أرجى مني لها» لأحمد والكبير (1).
_________
(1) أحمد (5/ 372)،والطبراني (8/ 28 / 7285) وقال الهيثمي (10/ 2): رجال أحمد رجال الصحيح غير علي بن زيد وهو حسن الحديث.(3/578)
مناقب خديجة بنت خويلد، وفاطمة وعائشة، وصفية، وسودة، وأسماء بنت أبي بكر، وأم حرام، وأم سليم، وهند بنت عتبة رضي الله تعالى عنهن(3/579)
8966 - إسماعيل بن أبي خالد: قلت: لعبد الله بن أبي أوفى: أكان النبي - صلى الله عليه وسلم - بشر خديجة ببيت في الجنة؟ قال: نعم بشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب. للشيخين (1).
_________
(1) البخاري (3819)، ومسلم (2433).(3/579)
8967 - عائشة: ما غرت على أحد من نساء النبي - صلى الله عليه وسلم - ما غرت على خديجة قط، وما رأيتها قط، ولكن كان يكثر ذكرها، وربما ذبح الشاة ثم يقطعها أعضاء ثم يبعث في صدائق خديجة، وربما قلت له: كأن لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة، فيقول: إنها كانت وكانت وكان لي منها ولدٌ (1).
_________
(1) البخاري (3818)، ومسلم (2435).(3/579)
8968 - وفي رواية: وتزوجني بعدها بثلاث سنين (1).
_________
(1) البخاري (3817).(3/579)
8969 - وفي أخرى: استأذنت هالة بنت خويلد أخت خديجة على النبي - صلى الله عليه وسلم - فعرف استئذان خديجة فارتاع لذلك، فقال: اللهم هالة بنت خويلد فغرت. فقلت: ما تذكر من عجوز من عجائز قريش حمراء الشدقين، هلكت في الدهر، قد أبدلك الله خيرًا منها. للشيخين والترمذي (1).
_________
(1) البخاري (3821)، ومسلم (2437)، والترمذي (2017).(3/579)
8970 - أنس رفعه: «حسبك من نساء العالمين مريم ابنة عمران، وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد، وآسية امرأة فرعون» (1).
_________
(1) الترمذي (3878) وقال: صحيح، وصححه الألباني في "صحيح سنن الترمذي" (3053).(3/579)
8971 - عائشة: سئلت أي الناس كان أحب إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ قالت: فاطمة قيل من الرجال؟ قالت: زوجها إن كان ما علمت صوامًا قوامًا. هما للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (3874) وقال: حسن غريب وقال الألباني في "ضعيف سنن الترمذي" (814): منكر (814).(3/580)
8972 - وعنها: كن أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - عنده لم يغادر منهن واحدة فأقبلت فاطمة تمشي ما تخطئ مشيتها من مشية النبي - صلى الله عليه وسلم - شيئًا، فلما رآها رّحَّب بها وقال: «مرحبًا بابنتي». ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله، ثم سار فبكت بكاءً شديدًا، فلما رأى جزعها، سارّها الثانية فضحكت، فقلت لها: خصك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من بين نسائه بالسرار، ثم أنت تبكين فلما قام سألتها ما قال لك؟ قالت: ما كنت لأفشي على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سرّه، فلما توفي قلت: عزمت عليك بما لي عليك من الحق لما حدثتني بما قال لك - صلى الله عليه وسلم - قالت: أما الآن فنعم، أما حين سارني في المرة الأولى، فأخبرني أن جبريل كان يعارض بالقرآن في كل سنة مرة، وعارضه الآن مرتين «وإني لا أرى الأجل إلا قد اقترب فاتقي الله واصبري فإنه نعم السلف أنا لك»، قالت: فبكيت بكائي الذي رأيت فلما رأى جزعي سارَّني الثانية فقال: «يا فاطمة أما ترضين أن تكوني سيدة المؤمنين أو سيدة نساء هذه الأمة؟» فضحكت ضحكي الذي رأيت (1).
_________
(1) البخاري (3623، 3624) ومسلم (2450/ 98)، والترمذي (3872).(3/580)
8973 - وفي رواية: ثم سارني أني أول أهله يتبعه، فضحكت (1).
_________
(1) البخاري (3626)، ومسلم (2450).(3/580)
8974 - وفي أخرى: «أما ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة وأنك أول أهلي لحوقًا بي». فضحكت. للشيخين والترمذي (1).
_________
(1) البخاري (3624).(3/580)
8975 - وله عن أم سلمة نحوه، وفيه: ثم أخبرني أني سيدة نساء أهل الجنة إلا مريم بنت عمران فضحكت (1).
_________
(1) الترمذي (3873) وقال: حسن غريب من هذا الوجه.(3/581)
8976 - أنس رفعه: «فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام». للشيخين والترمذي (1).
_________
(1) البخاري (3770)، ومسلم (2446)، والترمذي (3887).(3/581)
8977 - عائشة رفعته «يا عائش هذا جبريل يقرئك السلام. قلت: وعليه السلام ورحمة الله، وهو يرى ما لا أرى». للستة إلا مالكًا (1).
_________
(1) البخاري (3768)، ومسلم (2447/ 91)، وأبو داود (5232)، والترمذي (3881)، والنسائي (7/ 69).(3/581)
8978 - أبو موسى: ما أشكل علينا أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حديث قط، فسألنا عائشة إلا وجدنا عندها منه علمًا (1).
_________
(1) الترمذي (3883)،وقال: حسن صحيح. وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي (3044).(3/581)
8979 - عمار بن ياسر: وقد نال عنده رجل من عائشة فقال له عمار: أغرب مقبوحًا منبوحًا، تؤذي حبيبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. هما للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي 3888،وقال: حسن. وقال الألباني في ضعيف سنن الترمذي 815:ضعيف الإسناد.(3/581)
8980 - عائشة: أن نساء النبي - صلى الله عليه وسلم - كن حزبين: فحزب فيه عائشة وحفصة وصفية وسودة والحزب الآخر: أم سلمة وسائر أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقد كان المسلمون قد علموا حبه - صلى الله عليه وسلم - عائشة، فإذا كانت عند أحدهم هدية يريد أن يهديها إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - آخرها حتى إذا كان - صلى الله عليه وسلم - في بيت عائشة ذهب صاحب الهدية بها إليه - صلى الله عليه وسلم - في بيت عائشة، فكلم حزب أم سلمة فقلن لها: كلمي النبي - صلى الله عليه وسلم - يكلم
[ص:582] الناس فيقول: من أراد أن يهدي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - هدية فليهد له حيث كان من نسائه فكلمته أم سلمة بما قلن، فلم يقل لها شيئًا، فسألنها فقالت: ما قال لي شيئًا فقلن لها: كلميه فكلمته حِينَ دَارَ إِلَيْهَا أَيْضًا فَلَمْ يَقُلْ لَهَا شَيْئًا فَقَالَتْ: مَا قَالَ لِي شَيْئًا فَقُلْنَ لَهَا كَلِّمِيهِ حَتَّى يُكَلِّمَكِ فَدَارَ إِلَيْهَا فَكَلَّمَتْهُ فَقَالَ لَهَا: «لَا تُؤْذِينِي فِي عَائِشَةَ فَإِنَّ الْوَحْيَ لَمْ يَأْتِنِي وَأَنَا فِي ثَوْبِ امْرَأَةٍ إلا عَائِشَةَ» فقلت: أَتُوبُ إِلَى الله مِنْ أَذَاكَ يَا رَسُولَ الله ثُمَّ إِنَّهُنَّ دَعَوْنَ فَاطِمَةَ فأرسلنها إليه تقول: إن نساءك يسألنك العدل في بنت أبي بكر، فقال: «يا بنية ألا تحبين ما أحبه» فقالت: بلى، فرجعت إليهن فأخبرتهن، فقلن: ارجعي، فأبت أن ترجع، فأرسلن زينت بنت جحش، فأتته فأغلظت وقالت: إن نساءك ينشدنك الله العدل في بنت أبي قحافة، فرفعت صوتها ثلاثًا حتى تناولت عائشة وهي قاعدة فسبتها، حتى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لينظر إلى عائشة هل تكلم، فتكلمت ترد على زينب حتى اسكتتها، فنظر - صلى الله عليه وسلم - إلى عائشة فقال: «إنها ابنة أبي بكر» (1).
_________
(1) البخاري (2581)، ومسلم (2441).(3/581)
8981 - وفي رواية: قالت عائشة: فأرسلن زينب بنت جحش وهي التي كانت تساميني منهن في المنزلة عند النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم أر امرأة قط خيرًا في الدين من زينب وأتقى لله أصدق حديثًا وأوصل للرحم، وأعظم صدقة وأشد ابتذالاً لنفسها في العمل الذي تصدق به، وتقرب به إلى الله تعالى ما عدا سورة من حدة كانت فيها تسرع منها الفيئة ... بنحوه. للشيخين والترمذي والنسائي (1).
_________
(1) مسلم (2442).(3/582)
8982 - عروة: ما رأيت امرأة أعلم بطب ولا فقه ولا شعر من عائشة (1).
_________
(1) الطبراني (23/ 182 / 294) وقال الهيثمي (9/ 242 ـ 243): إسناده حسن.(3/582)
8983 - الزهري أرسله: «لو جُمعَ علمُ نساءِ هذه الأمة فيهن أزواج النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - كانت عائشة أكثر من علمهن» هما للكبير (1).
_________
(1) الطبراني (23/ 184 / 299) وقال الهيثمي (9/ 243): ورجاله ثقات.(3/583)
8984 - صفية: دخل علي النبي - صلى الله عليه وسلم - وأنا أبكي وكانت حفصة قالت: يا بنت يهود، فأخبرته فقال: «ألا تتقين الله يا حفصة، إنها ابنة نبي، وإن عمها لنبي، وإنها لتحت نبي، فبم تفخرين عليها» (1).
_________
(1) الترمذي (3894) وقال: حسن غريب من هذا الوجه. وصححه الألباني في "صحيح سنن الترمذي" (3055).(3/583)
8985 - وفي رواية: قالت: دخل علي - صلى الله عليه وسلم - وقد بلغني كلام من حفصة وعائشة فذكرته له فقال: «ألا قلت كيف تكونان خيرًا مني، وزوجي محمد، وأبي هارون، وعمي موسى» وكان الذي قالتا، نحن على النبي - صلى الله عليه وسلم - أكرم منها، وقالتا: نحن أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - بنات عمه. للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (3892) وقال: ليس إسناده بذلك القوي، وقال الألباني في ضعيف سنن الترمذي (816): ضعيف الإسناد.(3/583)
8986 - عكرمة: قيل لابن عباس بعد صلاة الصبح: ماتت فلانة لبعض أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم -، فسجد فقيل له: أتسجد هذه الساعة؟ فقال: أليس قال - صلى الله عليه وسلم -: «إذا رأيتم آية فاسجدوا؟» وأي آية أعظم من ذهاب أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم -. لأبي داود والترمذي ولرزين: ماتت سودة؛ فسماها (1).
_________
(1) أبو داود (1197)، والترمذي (3891) وقال: حسن غريب. وحسنه الألباني في "صحيح سنن الترمذي" (3054).(3/583)
8987 - وهب بن كيسان: كان أهل الشام يعيرون ابن الزبير، يقولون يا ابن ذات النطاقين، فقالت له أسماء: يا بني إنهم يعيرونك بالنطاقين هل تدري ما ذاك؟ إنما كان نطاقي شققته نصفين، فأوكيت قربة للنبي - صلى الله عليه وسلم - بأحدهما، وجعلت في سفرته آخر، فكان ابن الزبير إذا عيره أهل الشام يقول: إيها والإله، تلك شكاة ظاهر عنك عارها. للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (5388).(3/583)
8988 - أنس: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا ذهب إلى قباء يدخل على أم حرام بنت ملحان فتطعمه، وكانت تحت عبادة بن الصامت، فدخل عليها - صلى الله عليه وسلم - يومًا فأطعمته، ثم جعلت تفلي رأسه، فنام - صلى الله عليه وسلم - ثم استيقظ وهو يضحك قالت: فقلت: يا رسول الله ما يضحكك؟ قال: «ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله يركبون ثبج هذا البحر ملوكًا على الأسرة، وقال: مثل الملوك على الأسرة»، فقلت: يا رسول الله، ادع الله لي أن يجعلني منهم، فدعا لها، ثم وضع رأسه فنام ثم استيقظ وهو يضحك. قلت: ما يضحكك يا رسول الله؟ قال: «ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله» كما قال في الأولى، فقلت: يا رسول الله، ادع الله لي أن يجعلني منهم، قال: «أنت من الأولين»، فركبت أم حرام البحر في زمن معاوية فصرعت عن دابتها حين خرجت من البحر فهلكت (1).
_________
(1) البخاري (2788)،ومسلم (1912)،والترمذي (1645)، والنسائي (6/ 40 ـ 41).(3/584)
8989 - وفي رواية: فتزوجها عبادة بن الصامت بعد فغزا في البحر فحملها معه فلما جاءت قربت لها بغلة فركبتها فصرعتها فاندقت عنقها (1).
_________
(1) البخاري (2788 ـ 2789)، ومسلم (1912) والنسائي (6/ 41).(3/584)
8990 - وفي أخرى: وماتت بنت ملحان بقبرص. للستة (1).
_________
(1) أبو داود (2491).(3/584)
8991 - أنس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان لا يدخل في المدينة بيت امرأة، غير أم سليم، إلا على أزواجه، فقيل له فقال: «إني أرحمها قتل معي أخوها» (1).
_________
(1) البخاري (2844)، ومسلم (2455).(3/584)
8992 - جابر رفعه: «رأيتني دخلت الجنة، وإذا أنا بالرميصاء امرأة أبي طلحة» هما للشيخين (1).
_________
(1) البخاري (3679).(3/584)
8993 - أنس رفعه: «دخلت الجنة فسمعت خشفة، قلت: من هذا؟ قالوا: هذه الرميصاء بنت ملحان أم أنس» لمسلم (1).
_________
(1) مسلم (2456).(3/585)
8994 - عائشة: جاءت هند بنت عتبة فقالت: يا رسول الله: ما كان على ظهر الأرض أهل خباء أحب إلي أن يذلوا من أهل خبائك، ثم ما أصبح اليوم على ظهر الأرض من أهل خباء أحب إلي أن يعزوا من أهل خبائك، قال - صلى الله عليه وسلم -: «وأيضًا، والذي نفسي بيده». قالت: يا رسول الله، إن أبا سفيان رجل مسيك، فهل علي حرج أن أطعم من الذي له عيالنا؟ قال: «لا حرج عليك أن تطعميهم بالمعروف» للشيخين (1).
_________
(1) البخاري (3825)، ومسلم (1714).(3/585)
مناقب زينب ورقية وأم كلثوم بنات النبي - صلى الله عليه وسلم -،وأم سلمة وغيرهن من النساء، رضي الله عنهن(3/585)
8995 - عائشة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما قدم المدينة خَرَجَتِ ابْنَتُهُ زَيْنَبُ مِنْ مَكَّةَ مَعَ كِنَانَةَ أَوِ ابْنِ كِنَانَةَ فَخَرَجُوا فِي طلبها فأدركها هَبَّارُ بنُ الأَسْوَدِ فَلَمْ يَزَلْ يَطْعَنُ بَعِيرَهَا بِرُمْحِهِ حَتَّى صَرَعَهَا، وَأَلْقَتْ مَا فِي بَطْنِهَا وَهُرِيقَتْ دَمًا فتخلت، وتشاجر فيها بنو هاشم وبنو أمية، فقال بنو أمية: نحن أحق بها، وكانت تحت ابن عمهم أبي العاص وكانت عند هند بنت عتبة فقال - صلى الله عليه وسلم - لزيد بن حارثة «أَلا تَنْطَلِقُ فَتَجِيءَ بِزَيْنَبَ» َقَالَ: بَلَى، قال: «فَخُذْ خَاتَمِي فَأَعْطِهَا إِيَّاهُ»، فَانْطَلَقَ زَيْدُ يَتَلَطَّفْ فلقي راعيًا لأبي العاص فقال: لمن هذه الغنم؟ فقال: لزينب بنت محمد، قال: هل لك أن أعطيك شيئًا تعطيها إياه ولا تذكره لأحد؟ قال: نعم، فأعطاه الخاتم وانطلق الراعي وأخلى غنمه وأعطاها الخاتم فعرفته، فقالت: من أعطاك هذا؟ قال: رجل، قالت: أين تركته؟ قال بمكان كذا، فسكتت، حتى إذا كان الليل خرجت إليه فلما جاءته أركبها وراءه حتى أتت، فكان - صلى الله عليه وسلم - يقول: «هي خير بناتي، أصيبت في»، فبلغ ذلك علي بن الحسين فانطلق إلى عروة فقال: ما حديث بلغني عنك تنتقص فاطمة،
[ص:586] فقال عروة: والله ما أحب أن لي ما بين المشرق والمغرب وأني أنتقص فاطمة، أما بعد هذا فإني لا أحدث به أبدًًا». للكبير والأوسط والبزار (1).
_________
(1) الطبراني (22/ 431 ـ 432/ 1051)، والبزار كما في "كشف الأستار" (3/ 242 ـ 243/ 266) وقال الهيثمي (9/ 212 ـ 213): رجاله رجال الصحيح.(3/585)
8996 - قتادة بن دعامة: كانت رقية بنت النبي - صلى الله عليه وسلم - عند عتبة بن أبي لهب، فلما نزلت {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} [المسد: 1] سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عتبة طلاقها، وسألته رقية ذلك فطلقها فتزوجها عثمان وتوفيت عنده. للكبير بلين، ومر مطولاً في صبره - صلى الله عليه وسلم - في تبليغه (1).
_________
(1) الطبراني (22/ 434 / 1056) قال الهيثمي (9/ 216 ـ 217): فيه زهير بن العلاء ضعفه أبو حاتم ووثقه ابن حبان، فالإسناد حسن.(3/586)
8997 - الزبير بن بكار: كانت أم كلثوم بنت النبي - صلى الله عليه وسلم - عند عتيبة بن أبي لهب ففارقها فلما توقيت رقية عند عثمان، زوجه النبي - صلى الله عليه وسلم - أم كلثوم، فتوفيت عنده، ولم تلد له، وقال - صلى الله عليه وسلم -: لو كان لي عشر لزوجتكهن. للكبير بانقطاع (1).
_________
(1) الطبراني (22/ 436 / 1061) وقال الهيثمي (9/ 217): منقطع الإسناد.(3/586)
8998 - زينب بنت أبي سلمة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان عند أم سلمة، فدخل عليها الحسن والحسين وفاطمة، فجعل الحسن من شق والحسين من شق، وفاطمة في حجره، فقال: {رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد} [هود:73]. وأنا وأم سلمة جالستين فبكت أم سلمة فنظر إليها فقال «ما يبكيك؟» فقالت: يا رسول الله خصصت هؤلاء وتركتني أنا وابنتي فقال: «أنت وابنتك من أهل البيت». للكبير والأوسط (1).
_________
(1) الطبراني (24/ 281 ـ 282/ 713) وقال الهيثمي (9/ 171): رواه الطبراني في الكبير والأوسط باختصار وفيه ابن لهيعة وهو لين.(3/586)
8999 - عائشة: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أُهدى له قلادةٌ من جزع معلمةً بالذهبِ، وقال: «والله لأضعنها في رقبةِ أحبِّ أهلِ البيتِ إليَّ»، فاستشرفَ لها كلٌّ من نسائه، فأقبل بها حتَّى وضعها في رقبةِ أمامةَ بنتِ أبي العاصِ. لأحمد والموصلي (1).
_________
(1) أحمد 6/ 101، وقال الهيثمي 9/ 254: إسناد أحمد وأبي يعلى حسن.(3/586)
9000 - وللكبير: قال: قال الزبير بن بكار: وأوصى أبو العاصِ بابنته أمامةَ إلى الزبيرِ، فزوجها الزبيرُ عليًّا بعد وفاةِ فاطمةَ، وقتل عليٌّ وهي عندهُ ولم تلد (1).
_________
(1) الطبراني 22/ 443، وقال الهيثمي 9/ 255 إسناده مُنقطع.(3/587)
9001 - أنس: لما توفيتْ فاطمةُ بنتُ أسدٍ أمُّ عليٍّ، دخل عليها النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - فجلسَ عند رأسها، فقال: «رحمكِ الله يا أمِّي، كنتِ أميِّ بعد أمِّي تجوعين وتشبعينني، وتعرين وتكسينني وتمنعين نفسكِ طيبًا وتطعمينني، تريدينَ بذلك وجه الله والدارَ الآخرِ»، ثمَّ أمرَ أن تغسل ثلاثًا ثلاثًا، فلمَّا بلغَ الماءُ الذي فيه الكافورُ سكبهُ - صلى الله عليه وسلم - بيدهِ، ثم خلع قميصه فألبسها إياه وكفَّنها ببردٍ فوقه، ثم دعا أسامةَ وأبا أيوبٍ الأنصاريَّ وعمرَ وغلامًا أسودَ يحفرون، فحفروا قبرها، فلمَّا بلغوا اللحدَ حفره - صلى الله عليه وسلم - بيدهِ، وأخرج ترابه بيدهِ، فلمَّا فرغ دخلَ فاضطجعَ فيه، ثمَّ قال: «الله الذي يحيى ويميتُ، هو حيٌّ لا يموتُ، اللهمَّ اغفر لأمِّي فاطمةَ بنتِ أسدٍ، ولقِّنها حجتها ووسِّع عليها مدخلها، بحقِّ نبيِّكَ والأنبياءِ الذين من قبلي، فإنَّكَ أرحمُ الراحمين»، وكبرَّ عليها أربعا وأدخلها اللحد هو والعباسُ وأبو بكرٍ. للكبير والأوسط بلين (1).
_________
(1) الطبراني 24/ 351، و «الأوسط)) 1/ 67 (189)، قال الهيثمي 9/ 256 - 257: فيه روح بن صلاح وثقه ابن حبان والحاكم وفيه ضعف وبقية رجاله رجال الصحيح.(3/587)
9002 - عبد الرحمن بن أبي رافع: أنَّ أمَّ هانئ بنتَ أبي طالبٍ قال لها عمرُ: اعملي، فإنَّ محمدًا لا يغني عنكِ شيئًا، فجاءت النبيَِّ - صلى الله عليه وسلم - فأخبرتهُ، فقال - صلى الله عليه وسلم -: «ما بالُ أقوامٍ يزعمون أنَّ شفاعتي لا تنالُ أهل بيتي، وأنَّ شفاعتي تنالُ حاءَ وحكمَ (قبيلتان)». للكبير بإرسال (1).
_________
(1) الطبراني 24/ 434 قال الهيثمي 9/ 257 هو: مُرسلٌ ورجاله ثقات.(3/587)
9003 - درة بنت أبي لهب: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال لها: «أنت منِّي وأنا منكِ». لأحمد مطولاً (1).
_________
(1) أحمد 6/ 432 قال الهيثمي 9/ 258: رجاله ثقات.(3/587)
9004 - وللكبير بلين عن ابن عمر وغيره: قالوا: قدمت درةُ بنتُ أبي لهبٍ مهاجرةً، فقال لها نسوةٌ من بني زريق: أنت بنتُ أبي لهبٍ الذي قال الله فيه: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} [المسد:1] الآية، يغني عنكِ مهاجركِ، فأتت النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فشكتْ إليه ما قلنَ لها، فسكتها، وقال لها «اجلسي»، ثمَّ صلَّى بالناسِ الظهرَ وجلسَ على المنبرِ، ثمَّ قال: «أيها الناسُ مالي أوذي في أهلي فوالله إنَّ شفاعتي لتنالُ حيَّ حاءَ وحكمَ وصدا وسهلبَ يوم القيامةِ» (1).
_________
(1) الطبراني 24/ 259 قال الهيثمي 9/ 258: فيه عبد الرحمن بن بشير الدمشقي، وثقة ابن حبان وضعفه أبو حاتم، وبقية رجاله ثقات.(3/588)
مناقب أهل البيت وأصهَاره - صلى الله عليه وسلم -(4/1)
9005 - ابن عباس رفعه: «أحبوا الله لما يغذوكم به من نعمه, وأحبوني لحب الله وأحبوا أهل بيتي لحبي» (1).
_________
(1) الترمذي (3789) قال: حسن غريب.(4/1)
9006 - سعد بن أبى وقاص: لما نزلت هذه الآية: {نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ} الآية, دعا النبي - صلى الله عليه وسلم - عليا, وفاطمة, وحسنا, وحسينا, فقال: «اللهم هؤلاء أهلي» (1).
_________
(1) مسند أحمد (1/ 185)،والترمذي (2999) وقال: غريب, وصححه الألباني في صحيح الترمذي (2932).(4/1)
9007 - أم سلمة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - جلَّلَ على الحسن والحسين وعلي وفاطمة, ثم قال: «اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي, أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا» , قالت أم سلمة: وأنا معهم يارسول الله, قال: «إنك إلى خير» (1).
_________
(1) الترمذي (3787) قال هذا حديث حسن صحيح وهو أحسن شيء روي في هذا الباب. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (3038).(4/1)
9008 - عمر بن أبى سلمة نزلت: {إِنَّمَا يُرِيدُ الله لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} في بيت أم سلمة, فدعا النبي - صلى الله عليه وسلم - فاطمة وحسنًا وحسينًا, فجللهم بكساء وعلىّ خلف ظهره ثم قال: «اللهم هؤلاء أهل بيتي, فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا» , قالت أم سلمة: وأنا معهم يانبي الله؟ قال: «أنت على مكانك وأنت على خير» (1).
_________
(1) الترمذي (3787) قال: هذا حديث غريب من حديث عطاء عن عمر بن أبي سلمة. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (2562).(4/1)
9009 - علي: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أخذ بيد حسن وحسين قال: «من أحبني وأحب هذين وأباهما وأمهما, كان معي في درجتي يوم القيامة» (1).
_________
(1) مسند أحمد (1/ 77) والترمذي (3733) قال: حسن غريب, وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (780).(4/1)
9010 - زاد رزين بعد وأمهما: «ومات متبعًا لسنتي غير مبتدع, كان معي في الجنة».(4/1)
9011 - زيد بن أرقم: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لعلي وفاطمة والحسن والحسين: «أنا حرب لمن حاربتم, وسلم لمن سالمتم» , هي للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي, (3870) وقال: غريب من هذا الوجه. وابن ماجه (145). وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (813).(4/2)
9012 - أنس رفعه: «نحن ولد عبد المطلب سادة أهل الجنة, أنا وحمزة وعلي وجعفر والحسن والحسين والمهدي» , للقزويني بلين (1).
_________
(1) ابن ماجه (4087) وقال البوصيري في «زوائده» (1372) هذا إسناد فيه مقال على بن زياد لم أر من وثقه ولا من جرحه, وباقى رجاله موثقون. وقال الألباني في ضعيف ابن ماجة (888): موضوع.(4/2)
9013 - زيد بن أرقم رفعه: «ألا أيها الناس إنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب, وأنا تارك فيكم ثقلين, أولهما: كتاب الله فيه الهدى والنور, فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به» , فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال: «وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي» , فقال له حصين: ومن أهل بيته يازيد؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: نساؤه من أهل بيته ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده, قال: ومن هم؟ قال: آل علي, وآل عقيل, وآل جعفر, وآل عباس, قال: كل هؤلاء حرم الصدقة؟ قال نعم.
وفى رواية: قلنا من أهل بيته؟ نساؤه؟ قال: لا وايم الله, إن المرأة تكون مع رجل العصر من الدهر, ثم يطلقها فترجع إلى أبيها وقومها. لمسلم (1).
_________
(1) مسلم (2408).(4/2)
9014 - ابن الزبير رفعه: «مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تركها غرق» , للبزار (1).
_________
(1) البزار كما في «كشف الأستار)) (2613)، وقال الهيثمي 9/ 168: فيه ابن لهيعة وهو لين.(4/2)
9015 - زاد في «الأوسط» بخفي: «وإنما مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطة في بنى إسرائيل من دخله غفر له» (1).
_________
(1) الطبراني في (الأوسط)) 6/ 85 (5870) من حديث أبي سعيد الخُدريِّ.(4/2)
9016 - عثمان رفعه: «من صنع إلى أحد من ولد عبد المطلب يدا فلم يكافئه بها في الدنيا, فعلىَّ مكافأته غدًا إذا لقيني». للأوسط بلين (1).
_________
(1) «الأوسط)) 2/ 120 (1446)، وقال الهيثمي 9/ 173: فيه عبد الرحمن بن أبي الزناد، وهو ضعيف.(4/2)
9017 - جابر: أنه سمع عمر يقول للناس حين تزوج بنت علي, ألا تهنوني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «ينقطع يوم القيامة كل سبب ونسب إلا سببي ونسبى» , للكبير والأوسط (1).
_________
(1) الطبراني 3/ 45 (2635)، و «الأوسط)) 5/ 376 (5606)، وقال الهيثمي 9/ 173: رجالهما رجال الصحيح غير الحسن بن سهل وهو ثقة.(4/3)
9018 - عبد الله بن أبي أوفى رفعه: «سألت ربى أن لا أتزوج إلى أحد, ولا أزوج إليه, إلا كان معي في الجنة, فأعطاني ذلك».للأوسط بلين (1).
_________
(1) «الأوسط)) 6/ 50 (5762)، وقال الهيثمي 10/ 17: وفيه بن عمار بن سيف، وقد ضعفه جماعة، ووثقه ابن معين وبقية رجاله ثقات.(4/3)
مناقب المهاجرين والأنصَار - رضي الله عنهم -(4/3)
9019 - مسلمة بن مخلد سبق المهاجرون الناس بأربعين خريفًا يتنعمون فيها, والناس محبوسون للحساب, ثم تكون الزمرة الثانية مائة خريفًا. للكبير وفيه عبد الرحمن بن مالك السنانى (1).
_________
(1) ((الكبير)) 19/ 438 - 439 وقال الهيثمي 10/ 15: وفيه عبد الرحمن بن مالك ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات.(4/3)
9020 - جرير رفعه: «المهاجرون والأنصار أولياء بعضهم لبعض, والطلقاء من قريش والعتقاء من ثقيف بعضهم أولياء بعض». لأحمد والكبير (1).
_________
(1) أحمد 4/ 4/363، و ((الكبير)) 2/ 314 (2310)، وقال الهيثمي 10/ 15: وأحد أسانيد الطبراني رجاله رجال الصحيح. وقد جوده رضى الله عنه وعنا فإنه رواه عن الأعمش عن موسى بن عبد الله ابن يزيد بن عبد الرحمن بن هلال العبسى عن جرير وموسى بن عبد الله ابن هلال العبسى والله أعلم.(4/3)
9021 - غيلان بن جرير قلت لأنس: أرأيتم اسم الأنصار أكنتم تسمون به أم سماكم الله تعالى؟ قال: بل سمانا الله, وكنا ندخل على أنس فيحدثنا بمناقب الأنصار ومشاهدهم, ويقبل علىّ أو على رجل من الأزد فيقول: فعل قومك يوم كذا وكذا كذا وكذا. للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (3776).(4/3)
9022 - أُبي رفعه: «لولا الهجرة لكنت امرءا من الأنصار». للترمذي (1).
_________
(1) أحمد 5/ 128, والترمذي (3899)، وقال: حسن صحيح. وقال الألباني في صحيح الترمذي (3059): حسن صحيح.(4/4)
9023 - البراء بن عازب رفعه: «لا يحب الأنصار إلا مؤمن, ولا يبغضهم إلا منافق, فمن أحبهم أحبه الله, ومن أبغضهم أبغضه الله». للشيخين والنسائي (1).
_________
(1) البخاري (3783)، ومسلم (75)، والترمذي (3900).(4/4)
9024 - أنس رفعه: «آية الإيمان حب الأنصار, وآية النفاق بغض الأنصار». للشيخين والنسائي (1).
_________
(1) البخاري (3783)، ومسلم (74)، والنسائي 8/ 116.(4/4)
9025 - وعنه: رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - النساء والصبيان مقبلين أحسب أنه قال من «عرس» , فقام ممثلا فقال: «اللهم أنتم من أحبِّ الناسِ إليَّ» , قالها ثلاث مرات. للشيخين. يعني الأنصار (1).
_________
(1) البخاري (3785)، ومسلم (2508).(4/4)
9026 - زيد بن أرقم رفعه: «اللهم اغفر للأنصار ولأبناء الأنصار ولأبناء أبناء الأنصار». للشيخين (1).
_________
(1) البخاري (4906)، ومسلم (2506).(4/4)
9027 - زاد الترمذى: «ولنساء الأنصار» (1).
_________
(1) أحمد 4/ 374 والترمذي (3903) وقال: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه. وقال الألباني في صحيح الترمذي (3068): صحيح.(4/4)
9028 - ولمسلم عن أنس: «ولموالي الأنصار» (1).
_________
(1) مسلم (2507).(4/4)
9029 - ابن عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خطب في مرضه الذي مات فيه: «أما بعد: أيها الناس! فإن الناس يكثرون وتقل الأنصار حتى يكونوا كالملح في الطعام, فمن ولي منكم أمرًا يضر فيه أحدًا أو ينفعه, فليقبل من محسنهم ويتجاوز عن مسيئهم». للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (3628).(4/4)
9030 - أنس رفعه: «أوصيكم بالأنصار فإنهم كرشي وعيبتي (1) , قد قضوا الذي عليهم وبقي الذي لهم, فاقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم».للشيخين والترمذي (2).
_________
(1) كرشي وعيبتي: أي أنهم بطانَته وموضع سِرِّه وأمانَتِه والذين يَعْتَمد عليهم في أموره واسْتعار الكَرِش والعَيْبة لذلك لأن المُجْترَّ يجمَع عَلَفه في كَرِشه والرجل يَضع ثيابه في عَيْبته. وقيل: أراد بالكَرِش الجماعة. أي جَماعَتي وصَحابَتِي. ويقال: عليه كَرِشٌ من الناس: أي جماعة. انظر النهاية مادة: كرش.
(2) البخاري (3801)، ومسلم (2510)، والترمذي (3907).(4/5)
9031 - زيد بن أرقم: قالت الأنصار: يانبي الله، لكل نبي أتباع وإنا قد اتبعناك, فادع الله أن يجعل أتباعنا منا, فدعا به. للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (3787).(4/5)
9032 - أبو طلحة رفعه: «أقرأ قومك السلام, فإنهم ما علمت أعفة صبر». للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (3903)، وقال: حسن غريب، وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (819).(4/5)
9033 - أنس: دعا النبي - صلى الله عليه وسلم - الأنصار ليكتب لهم بالبحرين, فقالوا: لا والله حتى تكتب لإخواننا من قريش بمثلها, فقال: «ذلك لهم ما شاء الله» , كل ذلك يقولون له, قال: «فإنكم سترون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني» (1).
_________
(1) البخاري (2376).(4/5)
9034 - وفي رواية: «علي الحوض» (1).
_________
(1) البخاري (3163).(4/5)
9035 - قتادة: ما علنما حيًا من أحياء العرب أكثر شهيدًا أعز يوم القيامة من الأنصار, فقال أنس: قتل منهم يوم أحد سبعون, ويوم بئر معونة سبعون, ويوم اليمامة على عهد أبي بكر سبعون. هما للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (4078).(4/5)
9036 - أبو أسيد رفعه: «خير دور الأنصار بنو النجار, ثم بنو عبد الأشهل, ثم بنو الحارث بن الخزرج, ثم بنو ساعدة, وفي كل دور الأنصار خير» ,
[ص:6] وبلغ ذلك سعد بن عبادة, فوجد في نفسه وقال: خلفنا فكنا آخر الأربع, أسرجوا لي حماري آتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -،فكلمه ابن أخيه سهل بن سعد, فقال: أتذهب لترد على النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو أعلم؟ أو ليس حسبك أن تكون رابع أربعة؟ فرجع وقال: الله ورسوله أعلم وأمر بحماره فحل عنه. للشيخين (1).
_________
(1) البخاري (3789)، ومسلم (2511).(4/5)
9037 - ولمسلم، عن أبي هريرة نحوه. لكن بدأ ببني عبد الأشهل ثم بني النجار ثم بني الحارث ثم بني ساعدة ثم في كل دور الأنصار خير فقام سعد بن عبادة مغضبًا فقال أنحن آخر الأربع؟ فأراد كلام النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال له رجال من قومه: اجلس ألا ترضى أن سمى داركم في الأربع؟ فمن ترك فلم يسم أكثر ممن سمى, فانتهى سعد (1).
_________
(1) مسلم (2512).(4/6)
9038 - أنس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - مر ببعض المدينة, فإذا هو بجوارٍ يضربْن بدفهنَّ ويتغنين ويقلن: نحن جوار من بنى النجار: ياحبذا محمد من جار فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «الله يعلم إني لأحبكن». للقزويني (1).
_________
(1) ابن ماجة (1899)، وصححه الألباني. في صحيح ابن ماجه (1541).(4/6)
فضائل هذه الأمّة(4/7)
9039 - أبو موسى رفعه: «مثل المسلمين واليهود والنصارى كمثل رجل استأجر قومًا يعملون له عملا إلى الليل على أجر معلوم, فعملوا له إلى نصف النهار فقالوا: لا حاجة لنا إلا أجرك الذي شرطت لنا وما عملنا باطل, فقال: لا تفعلوا, أكملوا بقية عملكم وخذوا أجركم كاملا, فأبوا وتركوا, واستأجر آخرين بعدهم, فقال: أكملوا بقية يومكم ولكم الذي شرطت لهم من الأجر, فعملوا حتى إذا كان صلاة العصر قالوا: كل ما عملنا باطل, ولك الأجر, الذي جعلت لنا, فقال أكملوا بقية عملكم فإنما بقي من النهار شيء يسير, فأبوا فاستأجر قومًا أن يعملوا بقية يومهم, فعملوا بقية يومهم حتى غابت الشمس, فاستكملوا أجر الفريقين كليهما, فذلك مثلهم ومثل ما قبلوا من هذا النور». للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (2271).(4/7)
9040 - ابن عمر رفعه: «إنما بقاؤكم فيما سَلَفَ قبلكم من الأمم كما بينَ العصر إلى غروب الشمس, وأوتي أهل التوراة، التوراة, فعملوا بها حتى انتصف النهار, ثم عجزوا فأعطوا قيراطًا قيراطًا, ثم أوتي أهل الإنجيل, الإنجيل, فعملوا إلى صلاة العصر, فعجزوا فأعطوا قيراطًا قيراطًا, ثم أوتينا القرآن فعملنا إلى غروب الشمس فأعطينا قيراطين قيراطين, فقال أهل الكتابين: أعطيت هؤلاء قيراطين قيراطين, وأعطيتنا قيراطًا قيراطًا ونحن كنا أكثر عملاً, قال الله تعالى: هل ظلمتكم من أجركم من شيء؟ قالوا: لا قال: فهو فضلي أوتيه من أشاء» (1).
_________
(1) البخاري (557).(4/7)
9041 - وفي روايةٍ: «مثلكم ومثل أهل الكتابين كمثلِ رجلٍ استأجرَ أجراءَ, فقال من يعمل لي من غدوة إلى نصف النهار على قيراط؟ فعملت اليهود, ثم قال: من يعمل لي من نصف النهار إلى صلاة العصر على قيراط؟ فعملت النصارى, ثم قال: من يعمل لي من العصر إلى تغيب الشمس على قيراطين؟
[ص:8] فأنتم هم فغضبت اليهود والنصارى».بنحوه (1).
_________
(1) البخاري (2268).(4/7)
9042 - وفي أخرى: «قال إنما أجَلُكُم من أجَلِ من خلا من الأمم كما بين صلاة العصر إلى مغرب الشمس, وإنما مثلكم ومثل اليهود والنصارى كمثل رجل استعمل عمالاً فقال: من يعمل لي من غدوة إلى نصف النهار على قيراط قيراط؟» بنحوه. للبخاري والترمذي (1).
_________
(1) البخاري (5021)، والترمذي (2871).(4/8)
9043 - أنس: مُرَّ على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - بجنازة فأثني عليها خيرًا فقال: «وجبت, وجبت, وجبت, ومر بجنازة فأثني عليها شرًا فقال: وجبت, وجبت, وجبت» فقلت: وما وجبت؟ [فقال عمر: فداك أبي وأمي, مر بجنازة فأثني عليها شرًا فقلت: وجبت, وجبت, وجبت] (1) , فقال - صلى الله عليه وسلم -: «من أثنيتم عليه خيرًا وجبت له الجنة, ومن أثنيتم عليه شرًا وجبت له النار, أنتم شهداء الله في الأرض».للشيخين والترمذي والنسائي (2).
_________
(1) من «صحيح البخاري)).
(2) البخاري (1367)، ومسلم (949)، والترمذي (1058)،والنسائي (4/ 49).(4/8)
9044 - عمر رفعه: «أيما مسلم شهد له أربعة نفر بخيرٍ أدخله الله الجنة» , فقلنا واثنان؟ فقال: «واثنان» , ثم لم نسأله عن الواحد. للبخاري والترمذي والنسائي مطولاً (1).
_________
(1) البخاري (2643)، والترمذي (1058)، النسائي 4/ 51.(4/8)
9045 - أبو هريرة رفعه: «أَضلَّ الله تعالى عنِ الجُمُعَةِ من كان قبلنا, فكان لليهود يوم السبت, وكان للنصارى يوم الأحد, فجاء الله بنا فهدانا ليوم الجمعة, فجعل الجمعة والسبت والأحد, وكذلك هم فيه تبعٌ لنا يوم القيامة, نحن الآخرون من أهل الدنيا, والأولون يوم القيامة. المقضى لهم قبل الخلائق» (1).
_________
(1) مسلم (856)، والنسائي (3/ 87).(4/8)
9046 - وفي رواية: «نحن الآخرون السابقون, بيد أنهم أوتوا الكتاب من
[ص:9] قبلنا, ثم هذا يومهم الذي فرض الله عليهم فاختلفوا فيه فهدانا الله له». بنحوه. للشيخين والنسائي (1).
_________
(1) البخاري (876)، ومسلم (855)، والنسائي 3/ 87.(4/8)
9047 - عمران بن حصين: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما نزلت {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ} , الآية, قال: «أتدون أي يوم ذاك؟» قالوا: الله ورسوله أعلم, قال: «ذاك يوم يقول الله تعالى لآدم ابعث بعث النار, قال: يارب، وما بعث النار؟ قال: تسعمائة وتسعة وتسعين إلى النار, وواحد إلى الجنة» , فأنشأ المسلمون يبكون, «فقال - صلى الله عليه وسلم -: قاربوا وسددوا فإنها لم تكن نبوة قط إلا كان بين يديها جاهلية, فتؤخذ العدة من الجاهلية, فإن تمت وإلا كملت من المنافقين, وما مثلكم والأمم إلا كمثل الرقمة في ذراع الدابة, أو كالشامة في جنب البعير, ثم قال: إني لأرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة, فكبروا, ثم قال: إني لأرجو أن تكونوا ثلث أهل الجنة, فكبروا, ثم قال: إني لأرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة, فكبروا» , قال: ولا أدري أقال: الثلثين أم لا (1).
_________
(1) أحمد (4/ 432)، والترمذي (3168)، وقال: حسن صحيح. وقال الألباني في ضعيف الترمذي (618): ضعيف الأسناد.(4/9)
9048 - وفي رواية: «أتدرون أي يوم ذلك؟» قالوا: الله ورسوله أعلم, قال: «ذلك يوم ينادي الله في آدم فيناديه ربه, فيقول: ياآدم, ابعث بعث النار, فيقول: أي رب وما بعث النار؟ فيقول: من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين إلى النار, وواحد إلى الجنة» فيَئسَ القومُ حتى ما أبدوا بضاحكةٍ, فلما رأى الذي بأصحابِهِ قالَ: «اعملوا وأبشروا, فوالذي نفسُ محمدٍ بيدِهِ أنكم لَمَعَ خليقتين ما كانتا مع كلِ شيءٍ إلا كثرتاهُ, يأجوج ومأجوج, ومن ماتَ منْ بني آدمَ وبني إبليسَ» , فَسُرِّيَ عنِ القومِ بعض الذي يجدون, قالَ: «اعملوا وأبشروا فوالذي نفس محمد بيده ما أنتم في الناس إلا كالشامة في جنب البعير, أو كالرقمة في ذراع الدابة».للترمذي (1).
_________
(1) أحمد (4/ 432)، الترمذي (3169)، وقال: حسن صحيح. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (2534).(4/9)
9049 - أبو أمامة رفعه: «وعدني ربي أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفًا لا حساب عليهم ولا عذاب, ومع كل ألف سبعون ألفًا وثلاث حثيات من حثيات ربي» (1).
_________
(1) أحمد (5/ 268)،الترمذي (2473)،وابن ماجه (4286) وقال الترمذي: حسن غريب. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (1984).(4/10)
9050 - بريدة رفعه: «أهل الجنة عشرون ومائة صف, منها ثمانون من هذه الأمة, وأربعون من سائر الأمم».هما للترمذي (1).
_________
(1) أحمد (5/ 361)،الترمذي (2546)،وابن ماجه (4289) وقال الترمذي: حديث حسن. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (2065).(4/10)
9051 - أبو هريرة رفعه: «يدخل [الجنة] (1) من أمتي زمرة هم سبعون ألفًا تضيء وجوهم إضاءة القمر ليلة البدر» , فقام عكاشة بن محصن الأسدي, فرفع نَمِرَةً عليه, فقال: يارسول الله، ادعوا الله أن يجعلني منهم, قال: (اللهم اجعله منهم» , ثم قام رجلٌ منَ الأنصار، فقال: يارسول الله، ادع الله أن يجعلني منهم, فقال: «سبقك عكاشة».للشيخين (2).
_________
(1) من الصحيح.
(2) البخاي (5811)، ومسلم (216).(4/10)
9052 - أبو موسى رفعه: «إذا كان يوم القيامة دفع الله إلى كل مسلم يهوديًا أو نصرانيًا، فيقول: هذا فكاكك من النار».لمسلم (1).
_________
(1) مسلم (2767).(4/10)
9053 - أبو مالك الأشعري رفعه: «قد أجاركم الله من ثلاث خلال: أن لا يدعوا عليكم نبيكم فتهلكوا جميعًا, وأن لا يظهر أهل الباطل على أهل الحق, وأن لا تجتمعوا على ضلالة» (1).
_________
(1) أبو داود (4253)، وقال المنذري في «مختصره)) 6/ 139 - 140: في إسناده: محمد بن إسماعيل بن عياش الحمصي عن أبيه، قال أبو حاتم الرازي لم يسمع من أبيه شيئًا، حملوه على أن يحدث عنه فحدث وأبوه إسماعيل بن عياش وقد تكلم فيه غير واحد. وقال الحافظ في «التلخيص)). في إسناده انقطاع. وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (914).(4/10)
9054 - أبو موسى رفعه: «أمتي هذه أمة مرحومة ليس عليها عذاب في الآخرة, عذابها في الدنيا الفتن والزلازل والقتل» (1).
_________
(1) أحمد (4/ 410)،وأبو داود (4287)، وقال المنذري في «مختصره)) 6/ 155: في إسناده المسعودي. وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عقبة بن مسعود الهذلي الكوفي استشهد به البخاري وتكلم فيه غير واحد. وقال العقيلي: تغير في آخر عمره. في حديثه اضطراب. وقال ابن حبان البستي: اختلط حديثه. فلم يتميز فاستحق الترك. وصححه الألباني في صحيح أبي داود (3597).(4/10)
9055 - عوف بن مالك رفعه: «لن يجمع الله على هذه الأمة سيفين سيفًا منها, وسيفًا من عدوها». هي لأبي داود (1).
_________
(1) أحمد (6/ 26) أبو داود (4301)، وقال المنذري في «مختصره)) 6/ 166: في إسناده إسماعيل بن عياش، وفيه مقال. ومن الحفاظ من فرق بين حديثه عن الشاميين وحديثه عن غيرهم. فصحح حديثه عن الشاميين. وهذا الحديث شامي الإسناد. وصححه. وصححه الألباني في صحيح أبي داود (3614).(4/11)
9056 - أبو موسى رفعه: «إن الله أنزل عليّ أمانين لأمتي, وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم, وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون, فإذا مضيت تركت فيهم الاستغفار إلى يوم القيامة». للترمذي (1).
_________
(1) أحمد (3/ 393)،والترمذي (3083)، وقال: حديث غريب وإسماعيل بن مهاجر بضعف في الحديث. وقال الألباني في ضعيف الترمذي (597): ضعيف الأسناد.(4/11)
9057 - سعد: أنه أقبل مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم من العالية, حتى إذا مر بمسجد بني معاوية, دخل فركع فيه ركعتين وصلينا معه, ودعا ربه طويلاً ثم انصرف إلينا فقال: «سألت ربي ثلاثًا فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة, سألت ربي أن لا يهلك أمتي بالسنة فأعطانيها, وسألته أن لا يهلك أمتي بالغرق فأعطانيها, وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها».لمسلم (1).
_________
(1) مسلم (2890).(4/11)
9058 - وللترمذي, عن خباب بن الأرت: «سألته أن لا يهلك أمتي بسنة فأعطانيها, وسألته أن لا يسلط عليهم عدواً من غيرهم فأعطانيها, وسألته أن لا يذيق بعضهم بأس بعض فمنعنيها» (1).
_________
(1) الترمذي (2175)، والنسائي (3/ 116)، وقال الترمذي: حسن صحيح غريب. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (1767).(4/11)
9059 - أبو سعيد رفعه: «إن من أمتي من يشفع للفئام من الناس, ومنهم من يشفع للقبيلة, ومنهم من يشفع للعصبة, ومنهم من يشفع للواحد حتى يدخلوا الجنة» (1).
_________
(1) الترمذي (2440)، وقال: حديث حسن. وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (430).(4/11)
9060 - زاد رزين: «وإنما شفاعتي في أهل الكبائر, وإنه ليؤمر برجل إلى النار فيمر برجل كانَ سقاهُ شربةَ ماءٍ على ظمأ فيعرفه, فيقول: ألا تشفع لي؟ فيقول ومن
[ص:12] أنت؟ فيقول: ألستُ أنا سقيتُكَ الماءَ يومَ كذا وكذا؟ فيعرفه فيشفع فيه فيرد من النار إلى الجنة».(4/11)
9061 - عبد الله بن أبي الجدعاء رفعه: «يدخلُ الجنةَ بشفاعة رجل من أمتي أكثر من بني تميم» , قلنا: سواك يارسول الله؟ قال: «نعم سواي» (1).
_________
(1) أحمد (3/ 470)، والترمذي (2438)، وابن ماجه (4316) وقال الترمذي: حسن صحيح غريب. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (1985).(4/12)
9062 - أنس رفعه: «مثل أمتي مثل المطر لا يدري آخره خيرًا أم أوله». هما للترمذي (1).
_________
(1) أحمد (3/ 130)، والترمذي (2869)، وقال: حسن غريب. وقال الألباني في صحيح الترمذي (2302): حسن صحيح.(4/12)
9063 - زاد رزين في هذا: «وأنه لا مهديَّ إلا عيسى بن مريم, وأنا أولى الناسِ به, وليس بيني وبينه نبي» , وسمعته يقول: «لن تهلك أمة أنا أولها, ومهديها وسطها, والمسيح آخرها».(4/12)
9064 - المغيرة رفعه: «لا يزال ناس من أمتي ظاهرين حتى يأتيهم أمر الله وهم ظاهرون».للشيخين (1).
_________
(1) البخاري (3640)،ومسلم (1921).(4/12)
9065 - سعد رفعه: «لا يزال أهل الغرب ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة».لمسلم (1).
_________
(1) مسلم (1925).(4/12)
9066 - معاوية بن قرة, عن أبيه رفعه: «إذا فسد أهل الشام فلا خير لكم, ولا تزال طائفة من أمتي منصورين لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة» , قال ابن المديني: هم أصحاب الحديث. للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (2192)،وابن ماجه (6) وقال الترمذي: حسن صحيح. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (1782).(4/12)
9067 - أبو موسى رفعه: «أن الله إذا أراد رحمة أمة من عباده قبض نبيها قبلها فجعله فرطًا وسلفًا بين يديها, وإذا أراد
[ص:13] هلاك أمة عذبها ونبيها حي, فأهلكها وهو ينظر, فأقر عينه بهلكتها حين كذبوه وعصوا أمره».لمسلم (1).
_________
(1) مسلم (2288).(4/12)
9068 - أبو الدرداء رفعه: «أنا حظكم من الأنبياء وأنتم حظي من الأمم».للبزار (1).
_________
(1) البزار كما في ((كشف الأستار)) (2847)، وقال الهيثمي 10/ 68: رجاله رجال الصحيح غير أبي حبيبة الطائي، وقد صحح له الترمذي حديثًا وذكره ابن حبان في الثقات.(4/13)
9069 - وعنه رفعه: «إن الله تعالى يقول: ياعيسى, إني باعث من بعدك أمة إن أصابهم ما يحبون حمدوا وشكروا وأن أصابهم ما يكرهون احتسبوا وصبروا, ولا حلم ولا علم, قال: يارب كيف هذا لهم ولا حلم ولا علم؟ قال أعطيتهم من حلمي وعلمي».لأحمد والكبير والأوسط والبزار (1).
_________
(1) أحمد 6/ 450، والبزار كما في «كشف الأستار)) (2845)، والطبراني في «الأوسط)) 3/ 311 (3252)، وقال الهيثمي 10/ 67: رجال أحمد رجال الصحيح غير الحسن بن سوار، وأبي حلبس يزيد بن ميسرة وهما ثقتان.(4/13)
9070 - ابن عمر رفعه: «ما من أمة إلا وبعضها في النار, وبعضها في الجنة إلا أمتي, فإنها كلها في الجنة».للأوسط والصغير بضعف (1).
_________
(1) «الأوسط)) 2/ 232 (1837)، و «الصغير)) 1/ 387 (648)، وقال الهيثمي 10/ 96: فيه أحمد بن الحجاج بن رشدين، وهو ضعيف.(4/13)
فضائل قريش وغيرهم من قبَائل العرب وفضائل العجم والروم(4/13)
9071 - سعد رفعه: «من أراد هوان قريش أهانه الله» (1).
_________
(1) الترمذي (3905)، وقال: غريب وصححه الألباني في صحيح الترمذي (3065).(4/13)
9072 - ابن عباس رفعه: «اللهم أذقت أول قريش نكالاً فأذق آخرهم نوالاً». للترمذي (1).
_________
(1) أحمد (1/ 242) والترمذي (3908)، وقال: حسن صحيح. وقال الألباني في صحيح الترمذي (3067): حسن صحيح.(4/13)
9073 - أبو هريرة رفعه: «نساء قريش خير نساء ركبن الإبل, أحناه على طفل في صغره, وأرعاه على زوج في ذات يده» , ويقول أبو هريرة
[ص:14] في إثر ذلك: ولم تركب مريم ابنة عمران بعيرًا قط ولو علمت أنها ركبت بعيرًا ما فضلت عليها أحدًا. للشيخين (1).
_________
(1) البخاري (3434)، ومسلم (2527).(4/13)
9074 - أبو بكرة رفعه: «أرأيتم إن كان جهينة ومزينة وأسلم وغفار خيرًا من بني تميم وبني أسد وبني عبد الله بن غطفان ومن بني عامر ابن صعصعة؟» فقال رجل: خابوا وخسروا, «فقال: هم خير من بني تميم وبني أسد وبني غطفان ومن بني عامر بن صعصعة» (1).
_________
(1) البخاري (3515)، ومسلم (2522).(4/14)
9075 - وفي رواية: أن الأقرع بن حابس, قال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: إنما بايعك سراق الحجيج من أسلم وغفار ومزينة وأحسبه قال: وجهينة, قال - صلى الله عليه وسلم -: «أرأيت إن كان أسلم وغفار».بنحوه (1).
_________
(1) مسلم (2522).(4/14)
9076 - أبو هريرة رفعه: «أسلم سالمها الله, وغفار غفر الله لها, وأما إني لم أقلها ولكن الله قالها».هما للشيخين (1).
_________
(1) البخاري (3514)، ومسلم (2515).(4/14)
9077 - وعنه رفعه: «قريش والأنصار وجهينة ومزينة وأسلم وأشجع وغفار, مواليَّ ليس لهم مولى دون الله ورسوله».للشيخين والترمذي (1).
_________
(1) البخاري (3512)، ومسلم (2520).(4/14)
9078 - أبو موسى رفعه: «إني لأعرف أصوات رفقة الأشعريين بالقرآن حين يدخلون بالليل, وأعرف منازلهم من أصواتهم بالقرآن [بالليل] (1) , وإن كنت لم أر منازلهم حين نزلوا بالنهار, ومنهم حكيم إذا لقي الخيل أو قال العدو, قال: إن أصحابي يأمرونكم أن تنظروهم» (2).
_________
(1) ساقطة من الأصل وما أثبتناه من ((البخاري)).
(2) البخاري (4232)، ومسلم (2499).(4/14)
9079 - وعنه رفعه: «إنَّ الأشعريين إذا أرملوا في الغزو, أو قل طعام عيالهم بالمدينة جمعوا ما كان عندهم في ثوب واحد, ثم اقتسموه
[ص:15] بينهم في إناء واحد بالسوية فهم مني وأنا منهم». للشيخين (1).
_________
(1) البخاري (2468)، ومسلم (2500).(4/14)
9080 - أبو عامر الأشعري رفعه: «نعم الحي الأسدي والأشعريون لا يفرون في القتال ولا يغلون, هم مني وأنا منهم» , قال عامر ابنه فحدثت به معاوية فقال: ليس كذا قال - صلى الله عليه وسلم -: «هم مني وإلي» , فقلت: ليس كذا حدثني أبي, ولكنه حدثني قال سمعت - صلى الله عليه وسلم - يقول: «هم مني وأنا منهم» , قال: فأنت أعلم بحديث أبيك. للترمذي (1).
_________
(1) أحمد4/ 164والترمذي3947،وقال: حسن غريب. وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (832).(4/15)
9081 - أبو هريرة لا أزال أحب بني تميم بعد ثلاث سمعتها من النبي - صلى الله عليه وسلم - يقولها فيهم, سمعته يقول: «هم أشد أمتي على الدجال, وجاءت صدقاتهم فقال - صلى الله عليه وسلم -: هذه صدقات قومنا, وكانت سبية منهم عند عائشة فقال - صلى الله عليه وسلم - اعتقيها فإنها من ولد إسماعيل».للشيخين (1).
_________
(1) البخاري (2543)، ومسلم (2525).(4/15)
9082 - وعنه رفعه: «ذكر بني تميم فقال: ضخام الهام, ثبت الأقدام, نصار الحق في آخر الزمان, أشد قومٍ على الدجال» , للبراز بلين (1).
_________
(1) البزار كما في ((كشف الأستار)) (2823)، وقال: فيه سلام، أحسبه سلام المدائني، وهو لين الحديث.(4/15)
9083 - وعنه, ربما ضرب النبي - صلى الله عليه وسلم - على كتفي وقال «أحبوا بني تميم». للبزار (1).
_________
(1) البزار كما في ((كشف الأستار)) (2824)، وقال الهيثمي 10/ 47: فيه عبيدة بن عبد الرحمن، ذكره ابن حاتم، ولم يخرجه أحد وبقية رجاله ثقات.(4/15)
9084 - وعنه أن رجلا من قيس جاء النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: العن حمير, فأعرض عنه فأعاد عليه فقال: «رحم الله حمير أفواههم سلام, وأيديهم طعام, وهم أهل أمن وإيمان» (1).
_________
(1) الترمذي (3939)، وقال: غريب وقال الألباني: موضوع.(4/15)
9085 - أنس رفعه: «الأزد أزد الله في الأرض يريد الناس أن يضعوهم ويأبى الله إلا أن يرفعهم, وليأتين على الناس زمان يقول الرجل فيه: ياليت أبي كان أزديًا وياليت أمي كانت أزدية». هما للترمذى (1).
_________
(1) الترمذي (3937)، وقال: غريب. وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (828).(4/16)
9086 - أبو هريرة رفعه: «نعم القوم الأزد, طيبة أفواههم, برة أيمانهم, نقية قلوبهم».لأحمد (1).
_________
(1) أحمد 2/ 351، وقال الهيثمي 10/ 9: إسناده حسن.(4/16)
9087 - وعنه, جاء الطفيل بن عمرو الدوسي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: إن دوسًا قد هلكت, عصت وأبت, فادع الله عليهم, فظن الناس أنه يدعوا عليهم فقال: «اللهم اهد دوسًا وائت بهم».للشيخين (1).
_________
(1) البخاري (2937)، ومسلم (2524).(4/16)
9088 - جابر: أن الصحابة قالوا: يارسول الله أحرقتنا نبال ثقيف فادع الله عليهم, فقال: «اللهم اهد ثقيفًا» (1).
_________
(1) الترمذي (3942)، وقال: حسن صحيح غريب. وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (830).(4/16)
9089 - عمران بن حصين مات النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يكره ثلاثة أحياء ثقيفًا وبني حنيفة وبني أمية. هما للترمذي (1).
_________
(1) أحمد 4/ 386 - 387، وقال الهيثمي 10/ 71: رجاله ثقات ..(4/16)
9090 - عمرو بن عبسة رفعه: «شر قبيلتين في العرب, نجران وبنو ثعلبة».لأحمد (1).
_________
(1) أحمد 4/ 386 - 387، وقال الهيثمي 10/ 71: رجاله ثقات.(4/16)
9091 - أبو ذر: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث رجلا إلى حي من أحياء العرب فسبوه وضربوه, فجاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبره فقال - صلى الله عليه وسلم -: «لو أن أهل عمان أتيت ما سبوك ولا ضربوك».لمسلم (1).
_________
(1) مسلم (2544).(4/16)
9092 - عمر رفعه: «إنِّي
[ص:17] لأعلمُ أرضًا يُقالُ لها عُمانَ ينضحُ بناحيتها البحر, لو أتاهم رسولي مارموه بسهم ولا حجر».لأحمد (1).
_________
(1) أحمد 1/ 44، وقال الهيثمي 10/ 51: رجاله رجال الصحيح غير لمازة بن زيار وهو ثقة، ورواه أبو يعلى كذلك وله شاهد صحيح من حديث أبي برزة عند مسلم (2544).(4/16)
9093 - أبو هريرة رفعه: «الملك في قريش, والقضاء في الأنصار, والأذان في الحبشة, والأمانة في الأزد».للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (3936)، وصححه الألباني في صحيح الترمذي (3088).(4/17)
9094 - زاد أحمد: «والسرعة في اليمن» (1).
_________
(1) أحمد 2/ 364، والترمذي (3943)، وقال الهيثمي (6985): رواه أحمد ورجاله ثقات. وصححه الألباني في «الصحيحة)) (1084).(4/17)
9095 - طارق بن شهاب قدم وفد بجيلة على النبي - صلى الله عليه وسلم - ,فقال: «اكتبوا البجليين وابدءوا بالأحمسيين» (1).
_________
(1) أحمد 2/ 364، والترمذي (3943)، وقال الهيثمي (6985): رواه أحمد ورجاله ثقات. وصححه الألباني في «الصحيحة)) (1084).(4/17)
9096 - وفي رواية: قدم وفد أحمس ووفد قيس على النبي - صلى الله عليه وسلم -،فقال: «ابدءوا بالأحمسيين قبل القيسيين ثم دعا لأحمس: اللهم بارك في أحمس وخيلها ورجالها سبع مرات».لأحمد والكبير (1).
_________
(1) أحمد 4/ 315، والطبراني 8/ 323 (8211)، وقال الهيثمي 10/ 48: رجالهما رجال الصحيح.(4/17)
9097 - غالب بن أبجر: ذكرت قيس عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: «رحم الله قيسا» , قيل يارسول الله ترَّحمْ على قيسٍ؟ قال: «نعم إنه كان على دين أبينا إبراهيم خليل الله, ياقيس حي يمنًا, يايمن حي قيسًا, إن قيسًا فرسان الله في الأرض, والذي نفسي بيده ليأتين على الناس زمان ليس لهذا الدين ناصر غير قيس, إنما قيس بيضة تفلقت عنا أهل البيت, إن قيسًا ضراء الله, يعني: أسد الله».للكبير والأوسط (1).
_________
(1) الطبراني 18/ 265، وفي «الأوسط)) 8/ 77 (8015)، وذكره الهيثمي 10/ 48، وقال: رجاله ثقات.(4/17)
9098 - سلمة بن سعد: أنه وفد على النبي - صلى الله عليه وسلم - هو وجماعة من أهل بيته, فاستأذنوا عليه فدخلوا, فقال: «من هؤلاء؟» , فقيل له وفد عنزة, فقال: «بخ بخ بخ نعم الحي عنزة, مبغي عليهم منصورون, مرحبًا بقوم شعيب وأختان موسى, سل يا سلمة عن
[ص:18] حاجتك؟» فقال: جئت أسألك عما افترضت على في الإبل والغنم, فأخبره, ثم جلس عنده قريبًا ثم استأذنه في الانصراف, فقال: «انصرف» , فما عدا أن قام لينصرف فقال: «اللهم ارزق عنزة قوتا لا سرف فيه».للكبير والبزار بخفي (1).
_________
(1) البزار كما في ((كشف الأستار)) (2828)، والطبراني 7/ 55 (6364)، وقال الهيثمي 10/ 50: فيه من لم أعرفهم.(4/17)
9099 - عمر: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - تذكر عنزة ذات يوم, فقال أصحابه: يارسول الله! وما عنزة؟ فأشار بيدهِ نحو المشرقِ, فقال: «حي من ههنا مبغي عليهم منصورون».للموصلي والبزار والأوسط وأحمد (1).
_________
(1) أحمد 1/ 403، والبزار (2830)، والطبراني 10/ 133 (10212)،وقال الهيثمي 10/ 51: رجال أحمد ثقات.(4/18)
9100 - أبو هريرة رفعه: «خير أهل المشرق عبد القيس».للأوسط (1).
_________
(1) الطبراني 11/ 178 (11418)، وقال الهيثمي 10/ 51: رواه الطبراني من طريق عبد الله بن المؤمل، عن المثنى بن الصباح، كلاهما ضعيف، وقد وثقا.(4/18)
9101 - ابن عباس رفعه: «أنا حجيج من ظلم عبد القيس».للبزار والكبير بخفي (1).
_________
(1) الترمذي (3927)، وقال: حسن غريب، وقال: سمعت محمد بن إسماعيل يقول: أبو ظبيان لم يدرك سلمان، مات سلمان قبل علي. وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (823).(4/18)
9102 - ابن مسعود: شهدت النبي - صلى الله عليه وسلم - يدعو لهذا الحي من النخع أو قال يثني عليهم حتى تمنيت أن أكون رجلاً منهم. لأحمد والبزار والكبير (1).
_________
(1) أحمد (1/ 72) الترمذي (3928)، وقال: غريب لا نعرفه إلا من حديث حصين بن عمر الأحمسي عن مخارق، وليس حصين عند أهل الحديث بذاك القوي، وقال الألباني في ضعيف الترمذي (824): «موضوع)).(4/18)
9103 - ابن عباس رفعه: «إذا اختلف الناس فالعدل في مضر».للكبير بلين (1).
_________
(1) الترمذي (3932)، وقال: غريب، وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (827):.(4/18)
9104 - سلمان رفعه: «لا تبغضني فتفارق دينك» , قلت يارسول الله! كيف أبغضك وبك هداني الله؟ قال: «تبغض العرب فتبغضني» (1).
_________
(1) الترمذي (3927)، وقال: حسن غريب، وقال: سمعت محمد بن إسماعيل يقول: أبو ظبيان لم يدرك سلمان، مات سلمان قبل علي.(4/18)
9105 - عثمان رفعه: «من
[ص:19] غش العرب لم يدخل في شفاعتي ولم تنله مودتي».هما للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (3928)، وقال: غريب لا نعرفه إلا من حديث حصين بن عمر الأحمسي عن مخارق، وليس حصين عند أهل الحديث بذاك القوي، وقال الألباني: «موضوع)).(4/18)
9106 - أبو هريرة: ذكرت الأعاجمُ عند النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فقال: «لأنا بهم أو ببعضهم أوثق مني بكم أو ببعضكم».للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (3932)، وقال: غريب، وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (827):.(4/19)
9107 - المستورد القرشي رفعه: «تقوم الساعة والروم أكثر» , فقال عمرو بن العاص للمستورد أبصر ما تقول؟ قال: أقول ما سمعت منه - صلى الله عليه وسلم - قال: «لئن قلت ذلك إن فيهم لخصالاً أربعًا: إنهم لأحلم الناس عند فتنة, وأسرعهم إفاقة بعد مصيبة, وأوشكهم كرة بعد فرة, وخيرهم لمسكين, ويتيم, وضعيف, وخامسة حسنة جميلة, وأمنعهم من ظلم الملوك».لمسلم (1).
_________
(1) مسلم (2898).(4/19)
فضائل جماعة من غير الصحابة(4/19)
9108 - أسير بن جبير: كان عمر إذا أتى عليه أمداد اليمن سألهم أفيكم أويس بن عامر؟ حتى أتى على أويس قال: أنت أويس بن عامر؟ قال: نعم, قال: من مراد ثم من قرن؟ , قال: نعم, قال: فكان بك برص فبرأت منه إلا موضع درهم؟ قال: نعم, قال: ألك والدة؟ قال: نعم قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن من مراد ثم من قرن كان به برص فبرأ منه إلا موضع درهم, له والدة هو بها بر, لو أقسم على الله لأبره, فإن استعطت أن يستغفر
[ص:20] لك فافعل» , فاستغفرلي, فاستغفر له, فقال له عمر: أين تريد؟ قال: الكوفة, قال: ألا اكتب لك إلى عاملها؟ قال: أكون في غبراء الناس أحب إلىَّ, فلما كان من العام المقبل حج رجل من أشرافهم, فوافق عمر فسأله عن أويس, فقال: تركته رث البيت قليل المتاع قال سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن فذكره» , ثم قال: «فأتى أويسًا» فقال: استغفر لي؟ قال: أنت أحدث عهد بسفر صالح فاستغفر لي, قال: لقيت عمر؟ , قال: نعم, «فاستغفر له» , ففطن له الناس فانطلق على وجهه, قال أسير: وكسوته بردة, فكان كلما رآه إنسان قال: من أين لأويس هذه البردة. لمسلم (1).
_________
(1) مسلم (2542).(4/19)
9109 - عائشة: لما مات النجاشي كنا نتحدث أنه لا يزال يرى على قبره نور. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (2523)، وقال المنذري في «مختصره)) 3/ 376: هذا موقوف. وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (542).(4/20)
9110 - ابن عمر: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لقي زيد بن عمرو ابن نفيل بأسفل بلدح, وذلك قبل أن ينزل عليه الوحي, فقدم إليه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - سفرة فيها لحم فأبى أن يأكل منها, ثم قال زيد: إني لست آكل مما تذبحون على أنصابكم, ولا آكل إلا مما ذكر اسم الله عليه (1).
_________
(1) البخاري (5499).(4/20)
9111 - وفي رواية: أن زيد بن عمرو خرج إلى الشام يسأل عن الدين, فلقي عالمًا من اليهود فسأله عن دينهم, قال: لا تكون على ديننا حتى تأخذ بنصيبك من غضب الله, قال زيد: ما أفر إلا من غضب الله؟ ولا أحمل من غضب الله شيئًا أبدًا, وأنىّ أستطيعه؟ فهل تدلني على غيره؟ قال: ما أعمله إلا أن تكون حنيفًا, قال زيد وما الحنيف؟ قال: دين إبراهيم لم يكن يهوديًا ولا نصرانيًا ولا يعبد إلا الله, فخرج زيد فلقي عالمًا من النصارى فذكر مثله, فقال: لن تكون في ديننا حتى تأخذ بنصيبك من لعنة الله, قال: ما أفر إلا من لعنة الله ولا أحمل من لعنة الله ولا من غضبه شيئًا أبدًا, وأنى أستطيع فهل تدلني على غيره؟ قال: ما أعلمه إلا أن تكون حنيفًا, قال: وما الحنيف؟ قال دين إبراهيم لم يكن يهوديًا ولا نصرانيًا ولا يعبد إلا الله, فلما رأى زيد قولهم في إبراهيم خرج فلما برز رفع يديه وقال: اللهم اشهد أني على دين إبراهيم (1).
_________
(1) البخاري (3827).(4/20)
9112 - أسماء بنت أبي بكر: رأيت زيد بن عمرو قائمًا ومسندًا ظهره إلى الكعبة يقول: يا معشر قريش والله ما منكم على دين إبراهيم غيري, وكان يحيى الموءودة, يقول للرجل إذا أراد أن يقتل ابنته: لا تقتلها, أنا أكفيك مؤنتها فيأخذها, فإذا ترعرعت قال لأبيها: إن شئت دفعتها إليك, وإن شئت كفيتك مؤنتها. هما للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (3828).(4/21)
9113 - المسيب بن حزن: لما حضرت أبا طالب الوفاةُ, جاءه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فوجد عنده أبا جهل بن هشام, وعبد الله بن أمية بن المغيرة, فقال «أي عم! قل: لا إله إلا الله كلمة أحاج لك بها عند الله» , فقال أبو جهل وعبد الله: أترغب عن ملة عبد المطلب؟ فلم يزل - صلى الله عليه وسلم - يعرضها عليه, ويعودان لتلك المقالة, حتى قال أبو طالب آخر ما كلمه: إنه على ملة عبد المطلب, وأبى أن يقول لا إله إلا الله, قال - صلى الله عليه وسلم -: «لاستغفرن لك مالم انه عنك» , فنزل {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ} الآية, ونزل {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ الله يَهْدِي مَن يَشَاء وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ}.للشيخين والنسائي (1).
_________
(1) البخاري (3884)،ومسلم (24)، والنسائي 4/ 90 - 91.(4/21)
9114 - أبو سعيد رفعه في أبي طالب: «لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة, يجعل في ضحضاح من نار تبلغ كعبيه, تغلي منه أم دماغه». للشيخين (1).
_________
(1) البخاري (3885)، ومسلم (210).(4/21)
9115 - ابن عباس رفعه: «أهون أهل النار عذابًا أبو طالب, وهو مشتملٌ نعلينِِ يغلي منهما دماغه». مسلم (1).
_________
(1) مسلم (212)(4/21)
9116 - أبو هريرة رفعه: «يوشك أن يضرب الناس أكباد الإبل يطلبون العلم
[ص:22] فلا يجدون أحدًا أعلم من عالم المدينة» , قال عبد الرزاق في حديثه: هو مالك بن أنس وقال: ابن عيينة يرونه مالكا. للترمذي (1).
_________
(1) أحمد (2/ 299) , والترمذي (2680)، وقال: حسن. وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (502).(4/21)
9117 - علقمة: كنا جلوسًا مع ابن مسعود فجاء خباب فقال: ياأبا عبد الرحمن أيستطيع هؤلاء أن يقرءوا كما تقرأ؟ فقال: أما أنك إن شئت أمرت بعضهم فقرأ عليك, قال: أجل, قال: اقرأ ياعلقمة, فقرأت خمسين آية من سورة مريم, فقال عبد الله: كيف ترى؟ قال: قد أحسن, قال عبد الله: ما يقرأ شيئًا إلا هو يقرؤه. للبخاري مطولاً (1).
_________
(1) البخاري (4391).(4/22)
9118 - أبو جعفر محمد بن على بن الحسين: أتاني جابر وأنا في الكتاب فقال: اكشف عن بطنك, فكشفت عن بطني فقبله, ثم قال: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمرني أن أقرأ عليك السلام. للأوسط بضعف (1).
_________
(1) «الأوسط)) 6/ 13 - 14 (5655)، وقال الهيثمي 10/ 20: وفيه المفضل بن صالح هو ضعيف.(4/22)
9119 - عبد الملك بن عمير قال: كان الشعبي يحدث بالمغازي, فمر ابن عمر فسمعه وهو يحدث بها, فقال لهو أحفظ لها مني, وان كنت قد شهدتها مع النبي - صلى الله عليه وسلم -.للكبير (1).
_________
(1) ذكره الهيثمي 10/ 23، وقال: رواه الطبراني رجاله ثقات.(4/22)
فضائل أماكن متعددة من الأرض وما ورد زمه(4/22)
9120 - عبد الملك بن عباد بن جعفر رفعه: «أول من أشفع له من أمتي أهل المدينة وأهل مكة وأهل الطائف».للبزار والأوسط بخفى (1).
_________
(1) البزار (3470)، و «الأوسط)) 2/ 229 - 230 (1827)، وقال الهيثمي 10/ 381: فيه جماعة لم أعرفهم.(4/22)
9121 - ميمونة مولاة النبي - صلى الله عليه وسلم - قلت: يارسول الله أفتنا في بيت المقدس؟ قال: «ائتوه فصلوا فيه» -وكانت البلاد إذ ذاك حربًا- «فإن لم تأتوه وتصلوا فيه فابعثوا بزيت يسرج في قناديله». لأبي داود (1).
_________
(1) أحمد (6/ 463)، وأبو داود (457)، وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (85).(4/23)
9122 - ابن عمرو بن العاص رفعه: «إنَّ سليمانَ بنَ داود لما بنى بيت المقدس سأل الله تعالى خلالاً ثلاثة: سأل الله حكمًا يصادف حكمه فأوتيه, وسأل الله ملكًا لا ينبغي لأحد من بعده فأوتيه, وسأل الله حين فرغ من بناء المسجد أن لا يأتيه أحدٌ لا ينهزه إلا الصلاة فيه أن يخرجه من خطيئتة كيوم ولدته أمه». للنسائي (1).
_________
(1) أحمد (2/ 176)، وابن ماجه 1408 والنسائي 2/ 34. وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه (1156).(4/23)
9123 - أبو هريرة رفعه: «من مات في بيت المقدس فكأنما مات في السماء». للنسائي (1).
_________
(1) البزار كما في «كشف الأستار)) (810)، وقال الهيثمي 2/ 319: وفيه يوسف بن عطية البصيري وهو ضعيف.(4/23)
9124 - عمرو بن عوف رفعه: «إن الدين ليأرز إلى الحجاز كما تأرز الحية إلى جحرها, وليعقلن الدين من الحجاز معقل الأروية من رأس الجبل, إن الدين بدأ غريبًا [ويرجع غريبًا] (1) , فطوبى للغرباء الذين يصلحون ما أفسد الناس من بعدي من سنتي».للترمذي (2).
_________
(1) من الترمذي.
(2) الترمذي (2630)،وقال: حسن صحيح. وقال الألباني في ضعيف الترمذي (492): ضعيف جدًا.(4/23)
9125 - ابن عمر رفعه: «إن الإسلام بدأ غريبًا وسيعود غريبًا كما بدأ, وهو يأرز بين المسجدين كما تأرز الحية في جحرها».لمسلم (1).
_________
(1) مسلم (146).(4/23)
9126 - عمر كانَ يقولُ: لبيتٌ بركبةٍ أحب إليَّ من عشرةِ أبياتٍ بالشامِ. لمالك وقال: وقال يريد لطول الأعمار والبقاء وشدة الوباء بالشام (1).
_________
(1) مالك ص559 برواية يحيى بن يحيى.(4/23)
9127 - ابن عباس: لما مر النبي - صلى الله عليه وسلم - بوادي عسفان حين حج, قال: «ياأبا بكر! أى واد هذا؟» قال: وادي عسفان, قال: «لقد مر به هود وصالح
[ص:24] على بكرات حمر خطمها الليف وأزرهم العباء وأرديتهم النمار يحجون البيت العتيق».لأحمد بلين (1).
_________
(1) أحمد 1/ 232، وقال الهيثمي 3/ 220: فيه زمعة بن صالح، وفيه كلام وقد وثق.(4/23)
9128 - جابر رفعه: «غلظ القلوب والجفاء في المشرق, والإيمان في أهل الحجاز».لمسلم (1).
_________
(1) مسلم (53).(4/24)
9129 - الزبير: أقبلنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من ليلة, حتى إذا كنا عند السدرة وقف في طرف القرْن (1) الأسود حذوها (2) واستقبل نخبًا (3) ببصره, وقال مرة: وقف حتى وقف الناس كلهم ثم قال: «إن صيد وج (4) وعضاهه حرام محرم لله, وذلك قبل نزوله الطائف وحصاره لثقيف».لأبي داود (5).
_________
(1) القرن: بفتح القاف وسكون الراء جبل صغير في الحجاز بقرب الطائف. انظر عون المعبود6/ 9.
(2) حذوها: أي مقابل السدرة. انظر عون المعبود (6/ 9).
(3) نخبا: بفتح النون وكسر الخاء ثم الباء الموحدة واد بالطائف. انظر عون المعبود (6/ 9).
(4) وج: بالفتح ثم التشديد واد بالطائف به كانت غزوة النبي - صلى الله عليه وسلم - للطائف وقيل كل الطائف. وقال الحازمي في المؤتلف والمختلف في الأماكن: وج. اسم لحصون الطائف. انظر عون المعبود (6/ 9).
(5) أحمد (1/ 165)، وأبو داود (2032)، وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (441). ...(4/24)
9130 - جابر رفعه: «إن الشيطان قد يئس أن يعبد في جزيرة العرب ولكن في التحريش بينهم».لمسلم (1).
_________
(1) مسلم (2812).(4/24)
9131 - ابن شهاب أرسله: «لا يجتمع دينان في جزيرة العرب» , قال: ففحص عنه عمر حتى أتاه الثلج واليقين أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قاله, فأجلي يهود خيبر, لمالك (1).
_________
(1) البخاري 2730 ومسلم 1551 ومالك 2/ 63 (1862).(4/24)
9132 - مالك: وأن عمر أجلى أهل نجران, ولم يجل من تيماء لأنها ليست من بلاد العرب, فأما الوادي فإني أرى إنما لم يجل من فيها من اليهود أنهم لم يروها من أرض العرب. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (3033)، وقال الألباني في «ضعيف أبي داود)) (533): موقوف منقطع بين مالك وعمر.(4/24)
9133 - عمر رفعه: «لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب فلا أترك فيها إلا مسلمًا»
[ص:25] , قال سعيد بن عبد العزيز: جزيرة العرب ما بين الوادي إلى أقصى اليمن إلى تخوم العراق إلى البحر. لمسلم والترمذي وأبي داود بلفظه وله: قال يعقوب بن محمد: سألت المغيرة بن عبد الرحمن عن جزيرة العرب فقال: مكة والمدينة واليمامة واليمن وقال يعقوب: العرج أول اليمامة وحدثت أنها ما بين وادي القرى إلى أقصى اليمن, وما بين البحر إلى تخوم العراق في العرض (1).
_________
(1) مسلم (1767)، وأبو داود (3030)، والترمذي (1606).(4/24)
9134 - أبو هريرة رفعه: «أتاكم أهل اليمن هم أرق أفئدة وألين قلوبًا, الإيمان يمان, والحكمة يمانية, ورأس الكفر قبل المشرق, والفخر والخيلاء في أصحاب الإبل والسكينة والوقار في أهل الغنم».للشيخين (1).
_________
(1) البخاري (4388)، ومسلم (52).(4/25)
9135 - وفي رواية: «الفقه يمان» , وللترمذي نحوه (1).
_________
(1) البخاري (4390)، ومسلم (52)، والترمذي (3935).(4/25)
9136 - أبو مسعود رفعه: «الإيمان ههنا, وأشار بيده إلى اليمن, والقسوة وغلظ القلب في الفدادين عند أصول أذناب الإبل حيث يطلع قرنا الشيطان في ربيعه ومضر».للشيخين (1).
_________
(1) البخاري (3302)، ومسلم (51).(4/25)
9137 - أنس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نظر قبل اليمن فقال: «اللهم أقبل بقلوبهم, وبارك لنا في صاعنا ومدنا».للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (3934)، وقال: حسن صحيح غريب. وقال الألباني في صحيح الترمذي (3086): حسن صحيح.(4/25)
9138 - أبو الدرداء رفعه: «إن فسطاط المسلمين يوم الملحمة بالغوطة إلى جانب مدينة يقال لها دمشق من خير مدائن الشام» (1).
_________
(1) أبو داود (4298)، وصححه الحاكم 4/ 486، ووافقه الذهبي، وصححه الألباني في «فضائل الشام)) ص38.(4/25)
9139 - عنه رفعه: «بينما أنا نائم رأيت عمود الكتاب احتمل من تحت رأسي فظننت أنه مذهوب به فاتبعته بصري فعمد إلى الشام, ألا وإن الإيمان حين تقع
[ص:26] الفتن بالشام».للبزار (1).
_________
(1) البزار كما في ((كشف الأستار)) (3332)، وقال الهيثمي 7/ 289: رجاله رجال الصحيح غير محمد بن الأنطاكي وهو ثقة.(4/25)
9140 - مكحول قال: لتمخرن الروم الشام أربعين صباحًا لا يمتنع فيها إلا دمشق وعمان (1).
_________
(1) أبو داود (4638)، وقال الألباني في ضعيف أبي داود (1005): ضعيف الإسناد مقطوع.(4/26)
9141 - عبد الرحمن بن سليمان قال: سيأتي ملك من ملوك العجم يظهر على المدائن كلها إلا دمشق. هي لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (4639)، وقال الألباني في صحيح أبي داود (3877): صحيح الإسناد مقطوع.(4/26)
9142 - زيد بن ثابت: كنا يومًا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - نؤلف القرآن من الرقاع فقال: «طوبى للشام» , فقلت: لم ذاك يارسول الله؟ قال: «لأن الملائكة باسطة أجنحتها عليه».للترمذي (1).
_________
(1) أحمد (5/ 184) والترمذي (3954)، وقال: حسن غريب. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (3099).(4/26)
9143 - ابن حوالة رفعه: «سيصير الأمر إلى أن تكونوا أجنادًا مجندة: جند بالشام, وجند باليمن, وجند بالعراق» , فقلت: خر لي يارسول الله إن أدركت ذلك, فقال: «عليك بالشام فإنها خيرة الله من أرضه يجتبي إليها خيرته من عباده, فأما إن أبيتم فعليكم بيمنكم, واسقوا من غدركم, فإن الله توكل لي بالشام وأهله» (1).
_________
(1) أحمد (4/ 110) وأبو داود (2483)، وصححه الألباني في صحيح أبي داود (2169).(4/26)
9144 - ابن عمرو بن العاص رفعه: «ستكون هجرة بعد هجرة, فخيار أهل الأرض ألزمهم مهاجر إبراهيم, ويبقى في كل أرض إذ ذاك شرار أهلها تلفظهم أرضوهم, تقذرهم نفس الله عز وجل, ويحشرهم إلى النار مع القردة والخنازير» (1).
_________
(1) أحمد (2/ 198) وأبو داود (2482)، وقال المنذري 3/ 355: شهر بن حوشب قد تكلم فيه غير واحد. وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (534).(4/26)
9145 - إبراهيم بن صالح بن درهم سمعت أبي يقول: انطلقنا حاجين فإذا رجل فقال لنا: إلى جنبكم قرية يقال لها الأبلة؟ قلنا: نعم, قال: من يضمن لي منكم أن يصلي في مسجد العشار ركعتين أو أربع ركعات ويقول هذه لأبي هريرة, سمعت
[ص:27] رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إن الله تعالى يبعث من مسجد العشار يوم القيامة شهداء لا يقوم مع شهداء بدر غيرهم».هي لأبى داود قال: زرين: المسجد على النهر (1).
_________
(1) أبو داود (4308)، وقال المنذري في «مختصره)) 6/ 170: وذكره أبو جعفر العقيلي. وقال فيه: إبراهيم -هذا- وأبوه ليس بالمشهورين، والحديث غير محفوظ. وذكر الدارقطني أن إبراهيم هذا ضعيف. وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (928).(4/26)
9146 - عمر رفعه «ليبعثن الله من مدينة بالشام يقال لها حمص خمسين ألفاً ما بين الزيتون والحائط والبرث الأحمر».للبزار بضعف (1).
_________
(1) البزار كما في كشف الأستار (3537)،وقال الهيثمي 10/ 408:فيه أبو بكر عبد الله بن أبي مريم وهو ضعيف.(4/27)
9147 - أبو هريرة رفعه «سيحان وجيحان والفرات والنيل من أنهار الجنة.» لمسلم (1).
_________
(1) مسلم (2839).(4/27)
9148 - أنس رفعه: «عسقلان أحد العروستين يبعث منها يوم القيامة سبعون ألفاً لا حساب عليهم, ويبعث خمسون ألفاً شهداء ووفود إلى الله تعالى, وبها صفوف الشهداء رءوسهم مقطعة في أيديهم, تثج أوداجهم دماً يقولون: {ربنا آتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد} فيقول: صدق عبيدي, اغسلوهم بنهر البيضة, فيخرجون منه نقياً بيضاً يسرحون في الجنة حيث شاءوا. لأحمد بلين (1).
_________
(1) أحمد 3/ 225، وقال الهيثمي 10/ 61: فيه أبو عقال هلال بن زيد بن يسار، وثقه ابن حبان وضعفه الجمهور وبقية رجاله ثقات. وفي إسماعيل بن عياش خلاف.(4/27)
9149 - أم سلمة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أوصى عند وفاته فقال: «الله الله في قبط مصر, فإنكم ستظهرون عليهم, ويكونون لكم عدة وأعواناً في سبيل الله». للكبير (1).
_________
(1) الطبراني 23/ 256، وقال الهيثمي 10/ 63: رجاله رجال الصحيح.(4/27)
9150 - بريدة رفعه: «ستكون بعدي بعوث كثيرة, فكونوا في بعث خراسان, ثم انزلوا مدينة مرو, فإنه بناها ذو القرنين, ودعا لأهلها بالبركة ولا يضر أهلها سوء». لأحمد والكبير بضعف (1).
_________
(1) أحمد 5/ 357، والطبراني 2/ 19 (1151)، وقال الهيثمي 10/ 64: وفي إسناد أحمد والأوسط أوس بن عبد الله وفي إسناد الكبير حسام بن مصك هما مجمع على ضعفهما.(4/27)
9151 - حذيفة قال: «ما أخبية بعد أخبية كانت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ببدر, يدفع عنها ما يدفع عن أهل هذه الأخبية, يعني الكوفة, ولا يريدهم أحد بسوء إلا أتاهم الله مما يشغلهم عنهم.» لأحمد والبزار (1).
_________
(1) أحمد 5/ 384، والبزار 7/ 347 - 348 (2944)، وقال الهيثمي 10/ 64: رجال أحمد والبزار ثقات.(4/28)
9152 - أنس رفعه: «يا أنس إن الناس يمصِّرون أمصاراً, وإنَّ مصراً منها يسمى البصرة أو البصيرة, فإن أنت مررت بها أو دخلتها فإياك وسباخها وكلاءها وسوقها وباب أمرائها, وعليك بضواحيها, فإنه يكون بها خسف وقذف ورجف, وقوم يبيتون فيصبحون قردة وخنازير.» لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (4370)، وصححه الألباني في صحيح أبي داود (3619)(4/28)
9153 - مالك بلغه أن عمر أراد الخروج إلى العراق, فقال له كعب الأحبار: لا تخرج يا أمير المؤمنين, فإن بها تسعة أعشار السحر أو الشر وبها فسقة الجن, وبها الداء العضال, قال مالك: الداء العضال الهلاك في الدين (1).
_________
(1) مالك 2/ 154 (2055).(4/28)
9154 - ابن عمر: لما مرَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - بالحجر قال: «لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم أن يصيبكم ما أصابهم إلا أن تكونوا باكين, ثم قنع رأسه وأسرع السير حتى جاوز الوادي» (1).
_________
(1) البخاري (4419)، ومسلم (2980).(4/28)
9155 - وفي رواية: أن الناس نزلوا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - الحجر أرض ثمود، فاستقوا من آبارهم وعجنوا بها العجين، فأمرهم أن يهريقوا ما استقوا ويعلفوا الإبل العجين، وأمرهم أن يستقوا من البئر التي كانت تردها الناقة. للشيخين (1).
_________
(1) البخاري (3379)، ومسلم (2981).(4/28)
كتاب القصص(4/28)
9156 - صهيب رفعه: ((كان ملك فيمن كان قبلكم, وكان له ساحر, فلما كبر قال للملك: قد كبرت فابعث إلى غلاماً أعلمه السحر فبعث إليه غلاماً يعلمه,
[ص:29] وكان في طريقه إذا سلك راهب فقعد إليه وسمع كلامه فكان إذا أتى الساحر مرَّ بالراهب, وقعد إليه, فإذا أتى الساحر ضربه فشكى ذلك إلى الراهب, فقال: إذا خشيت الساحر فقل: حبسني أهلي, وإذا خشيت أهلك فقل: حبسنى الساحر, فبينما هو كذلك إذ أتى على دابة عظيمة قد حبست الناس, فقال: اليوم أعلم الساحر أفضل أم الراهب؟ فأخذ حجراً فقال: اللهم إن كان أمر الراهب أحب إليك من أمر الساحر فاقتل هذه الدابة حتى يمضي الناس, فرماها فقتلها ومضى الناس, فأتى الراهب فأخبره, فقال له الراهب: أي بني أنت اليوم أفضل مني, وقد بلغ من أمرك ما أرى, وأنك ستبتلى, فإن ابتليت فلا تدل علىَّ, وكان الغلام يبرىء الأكمه والأبرص ويداوي الناس من سائر الأدواء, فسمع جليس للملك كان قد عمى به, فأتاه بهدايا كثيرة, فقال: ما ههنا لك أجمع إن أنت شفيتني, قال إني لا أشفي أحداً إنما يشفي الله تعالى, فإن أنت آمنت بالله دعوت الله فشفاك, فآمن بالله فشفاه الله تعالى فأتى الملك فجلس إليه كما كان يجلس فقال له الملك: من رد عليك بصرك؟ قال ربي, قال: ولك رب غيري؟ قال: ربي وربك الله, فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دل على الغلام, فجيء بالغلام فقال له الملك: أي بني قد بلغ من سحرك ما تبرئ الأكمه والأبرص وتفعل؟ فقال: إني لا أشفي أحداً إنما يشفي الله تعالى, فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دل على الراهب, فجيء بالراهب فقيل له ارجع عن دينك, فأبى فدعا بالمنشار فوضع المنشار في مفرق رأسه فشقه حتى وقع شقاه, ثم جيء بالغلام فقيل له ارجع عن دينك, فأبى, فدفعه إلى نفر من أصحابه فقال: اذهبوا به إلى جبل كذا وكذا, فاصعدوا به, فإذا بلغتم ذروته, فإن رجع عن دينه إلا فاطرحوه, فذهبوا به, فصعدوا به الجبل فقال: اللهم اكفنيهم بما شئت, فرجف بهم الجبل فسقطوا
وجاء يمشي إلى الملك, فقال له الملك: ما فعل أصحابك فقال: كفانيهم الله تعالى, فدفعه إلى نفر من أصحابه فقال: اذهبوا فاحملوه في قرقور وتوسطوا به البحر, فإن رجع عن دينه وإلا فاقذفوه, فذهبوا به فقال: اللهم اكفنيهم بما شئت, فانكفأت بهم السفينة فغرقوا وجاء يمشي إلى الملك, فقال له الملك: ما فعل
[ص:30] أصحابك؟ فقال كفانيهم الله تعالى, فقال للملك: إنك لست بقاتلي حتى تفعل ما آمرك به, قال: ما هو؟ قال: تجمع الناس في صعيد واحد وتصلبني على جذع, ثم خذ سهماً من كنانتي, ثم ضع السهم في كبد القوس ثم قل: بسم الله رب الغلام ثم ارم به, فإنك إذا فعلت ذلك قتلتني, فجمع الناس في صعيد واحد وصلبه على جذع وأخذ سهماً من كنانته, ثم وضع السهم في كبد القوس, ثم قال: بسم الله رب الغلام, ثم رماه فوقع السهم في صدغه, فوضع يده في صدغه موضع السهم فمات, فقال الناس: آمنا برب الغلام, آمنا برب الغلام فأتى الملك فقيل له: أرأيت ما كنت تحذر قد والله نزل بك حذرك, قد آمن الناس, فأمر بالأخدود بأفواه السكك, فخدت وأضرم فيه النيران, وقال: من لم يرجع عن دينه فاقحموه فيها, أو قيل له اقتحم, ففعلوا, حتى جاءت امرأة ومعها صبي لها فتقاعست أن تقع فيه فقال لها الغلام: يا أمه اصبرى فإنك على الحق)). لمسلم (1).
_________
(1) مسلم (3005).(4/28)
9157 - وللترمذي: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا صلى العصر همس, والهمس في قول بعضهم تحرك شفتيه كأنه يتكلم, فقيل له إنك إذا صليت العصر همست؟ قال: ((إن نبياً من الأنبياء أعجب بأمته, قال: من يقوم لهؤلاء؟ فأوحى الله إليه أن خيرهم بين أن انتقم منهم, وبين أن أسلط عليهم عدوهم, فاختاروا النقمة فسلط عليهم الموت, فمات في يوم سبعون ألفاً)) وكان إذا حدث لهذا الحديث حدث بهذا الحديث الآخر, ((كان ملك من الملوك وكان له كاهن, فقال: انظروا إلي غلاماً فهما أعلمه علمي هذا, فإني أخاف أن أموت)) بنحوه وفيه: يقول الله تعالى: {قتل أصحاب الأخدود} -إلى- {العزيزالحميد} قال: فأما الغلام فإنه دفن ويذكر أنه خرج في زمن عمر بن الخطاب وإصبعه على صدغه كما وضعها حين قتل (1).
_________
(1) الترمذي (3340)، وقال: حسن غريب. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (2661).(4/30)
9158 - أبو هريرة رفعه: ((لم يتكلم في المهد إلا ثلاثه, عيسى بن مريم, وصاحب جريج, وكان جريج رجلاً عابداً فاتخذ صومعة فكان فيها, فأتته أمه وهو يصلى فقالت: ياجريج! فقال: يارب أمي وصلاتي, فأقبل على صلاته فانصرفت, فلما كان من الغد أتته وهو يصلي, فقالت: ياجريج! فقال: أي رب أمي وصلاتي, فأقبل على صلاته, فقالت: اللهم لا تمته حتى ينظر إلى وجوه المومسات, فتذاكر بنو إسرائيل جريجاً وعبادته, وكانت امرأة بغي يتمثل بحسنها, فقالت: إن شئتم لأفتنه لكم, فتعرضت له فلم يلتفت إليها, فأتت راعياً كان يأوي إلى صومعته فأمكنته من نفسها فوقع عليها فحملت, فلما ولدت, قالت: هو من جريج, فأتوه, فاستنزلوه وهدموا صومعته وجعلوا يضربونه فقال: ما شأنكم؟ فقالوا.
زنيت بهذه البغي فولدت منك, فقال: أين الصبي؟ فجاءوا به، فقال: دعوني حتى أصلي, فصلى فلما انصرف, أتى الصبي وطعن في بطنه، وقال: يا غلام، من أبوك؟ قال: فلان الراعي, فأقبلوا على جريج يقبلونه ويتمسحون به وقالوا: نبني صومعتك من ذهب, قال: لا أعيدوها من طين كما كانت ففعلوا, وبينما صبي يرضع من أمه, فمر رجل راكب على دابة فارهة وشارة حسنة, فقالت أمه: اللهم اجعل ابني مثل هذا, فترك الثدي وأقبل إليه, فنظر إليه فقال: اللهم لا تجعلني مثله, ثم أقبل على ثديه فجعل يرتضع)) قال فكأني أنظر إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يحكي ارتضاعه بإصبعه السبابة في فيه, فجعل يمصها, قال: ومر بجارية وهم يضربونها ويقولون زنيت سرقت, وهي تقول: حسبي الله ونعم الوكيل, فقالت أمه: اللهم لا تجعل ابني مثلها, فترك الرضاع ونظر إليها فقال: اللهم اجعلني مثلها, فهنا تراجعا الحديث, فقالت: حلقى، مر رجل حسن الهيئة, فقلت: اللهم اجعل ابني مثله, فقلت: اللهم لا تجعلني مثله, ومر بهذه الأمة وهم يضربونها ويقولون: زنيت سرقت, فقلت: اللهم لا تجعل ابني مثلها, فقلت: اللهم اجعلني مثلها, فقال: إن ذلك الرجل كان جبارا فقلت: اللهم لا تجعلني مثله, وإن هذه يقولون زنيت ولم تزن, سرقت ولم تسرق, فقلت:
[ص:32] اللهم اجعلني مثلها)) للشيخين (1).
_________
(1) البخاري (3436)، ومسلم (2550).(4/31)
9159 - ابن عمر رفعه: ((انطلق ثلاثة نفر ممن كان قبلكم حتى أواهم المبيت إلى غار فدخلوه, فانحدرت صخرة من الجبل فسدت عليهم الغار فقالوا: إنه لا ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم, فقال رجل منهم: اللهم كان أبوان شيخان كبيران, وكنت لا أغبق قبلهما أهلاً ولا مالاً فنأى بي طلب الشجر يوماً, فلم أرح عليهما حتى ناما, فحلبت لهما غبوقهما فوجدتهما نائمين, فكرهت أن أغبق قبلهما أهلاً أو مالاً, فلبثت والقدح على يدي أنتظر استيقاظهما, حتى برق الفجر.
زاد بعض الرواة: والصبية يتضاغون عند قدمي, فاستيقظا فشربا غبوقهما اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك, ففرج عنا ما نحن فيه من هذه الصخرة, فانفرجت شيئاً لا يستطيعون الخروج, قال النبي - صلى الله عليه وسلم - عليه وسلم: قال الآخر: اللهم كانت لي ابنة عم كانت أحب الناس إلى, فأردتها على نفسها وامتنعت مني, حتى ألمت بها سنة من السنين, فجاءتني فأعطيتها عشرين ومائة دينار على أن تخلي بيني وبين نفسها ففعلت, حتى إذا قدرت عليها قالت: لا يحل لك أن تفض الخاتم إلا بحقه, فتحرجت عن الوقوع عليها فانصرفت عنها, وهي أحب الناس إلى, وتركت الذهب الذي أعطيتها, اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك, فافرج عنا ما نحن فيه, فانفرجت الصخرة غير أنهم لا يستطيعون الخروج منها, قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: وقال الثالث: اللهم استأجرت أجراء وأعطيتهم أجرهم, غير رجل واحد ترك الذي له وذهب, فثمرت أجره حتى كثرت من الأموال, فجاءني بعد حين, فقال: يا عبد الله أد إليَّ أجرى, فقلت: كل ما ترى من أجرك من الإبل والبقر والغنم والرقيق, فقال: يا عبد الله لا تستهزىء بي, فقلت: إني لا أستهزىء بك, فأخذه كله فاستاقه فلم يترك منه شيئاً, اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك, فافرج عنا ما نحن فيه, فانفرجت الصخرة فخرجوا يمشون.)) للشيخين وأبي داود (1).
_________
(1) البخاري (2272)،ومسلم (2743)، وأبو داود (3387) قال الألباني في ((ضعيف أبي داود)): منكر هذه الزيادة -زيادة لم ترد في البخاري أو مسلم- التي في أوله.(4/32)
9160 - وعنه رفعه: ((كان فيمن كان قبلكم رجل اسمه الكفل, وكان لا ينزع عن شيء فأتى امرأة علم بها حاجة, فأعطاها عطاءً كثيراً, فلما أرادها على نفسها ارتعدت وبكت, فقال: وما يبكيك؟ قالت: لأن هذا عمل ما عملته قط, وما حملني عليه إلا الحاجة, قال: تفعلين أنت هذا من مخافة الله, فأنا أحرى, اذهبي فلك ما أعطيتك والله لا أعصيه بعدها أبداً, فمات من ليلته, فأصبح مكتوب على بابه, إن الله قد غفر للكفل, فعجب الناس من ذلك حتى أوحى الله إلى نبي زمانهم بشأنه.)) لرزين وللترمذي غير هذا اللفظ (1).
_________
(1) الترمذي (2496)، وقال: حسن، وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (448).(4/33)
9161 - الحارث بن يزيد البكري رجل من ربيعة قال: قدمت المدينة فدخلت على النبي - صلى الله عليه وسلم - والمسجد غاص بأهله, وإذا رايات سود تخفق, وإذا بلال متقلد السيف بين يدي النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - , فقلت: ما شأن الناس؟ قالوا: رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يريد أن يبعث عمرو بن العاص نحو ربيعة, فقلت: أعوذ بالله أن أكون مثل وافد عاد, فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((وما وافد عاد؟)) فقلت: على الخبير سقطت, إن عادا لما اقحطت بعثت قيلا يستقي لها, فنزل على بكر بن معاوية فسقاه الخمر وغنته الجرادتان, ثم خرج يريد جبال مهرة, فقال: اللهم إني لم آتك لمرض فأداويه, ولا لأسير فأفاديه, فاسق عبدك ما كنت مسقيه, واسق معه بكر بن معاوية, يشكر له الخمر الذي سقاه فرفع له ثلاث سحائب حمراء وبيضاء وسوداء, فقيل له اختر إحداهن فاختار السوداء منهن, فقيل: خذها رمادا رمدداً, لاتذر من عاد أحدًا فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((إنه لم يرسل الريح إلا بمقدار هذه الحلقة, يعني حلقة الخاتم, ثم قرأ {إذ أرسلنا علهم الريح العقيم ما تذر من شيء} الآية.)) للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (3273 - 3274) وابن ماجه (2816)، وقال الألباني في صحيح الترمذي (2611): حسن.(4/33)
9162 - أبو هريرة رفعه: ((إن ثلاثة من بني إسرائيل, أبرص, وأقرع, وأعمى, فأراد الله تعالى أن يبتليهم, فبعث إليهم ملكاً فأتى الأبرص فقال: أي شيء أحب إليك؟ قال: لون حسن وجلد حسن, ويذهب عني الذي قذرني الناس, فمسحه فذهب عنه قذره, وأعطى لوناً حسناً وجلدا حسناً, قال: فأي المال أحب إليك؟ قال: الإبل أو قال: البقر -شك إسحاق إلا أن الأبرص والأقرع قال أحدهما: الأيل, وقال الآخر: البقر- فأعطى ناقة عشراء فقال: بارك الله لك فيها, فأتى الأقرع فقال: أي شيء أحب إليك؟ قال: شعر حسن, ويذهب عني هذا الذي قذرني
[ص:34] الناس، قال: فمسحه فذهب عنه وأعطي شعراً حسنا، قال فأي المال أحب إليك؟ قال البقر: فأعطى بقرة حاملا, قال بارك الله لك فيها, فأتى الأعمى قال: أي شيء أحب إليك؟ قال أن يرد الله إلىَّ بصري فأبصر به الناس, فمسحه فرد الله إليه بصره, قال: فأي المال أحب إليك؟ قال: الغنم, فأعطى شاة والدا فأنتج هذان وولد هذا, وولد هذا, فكان لهذا واد من الإبل, ولهذا واد من البقر, ولهذا واد من الغنم, ثم إنه أتى الأبرص في صورته وهيئته, فقال: رجل مسكين قد انقطعت بي الحبال في سفري, فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك, أسألك بالذي أعطاك اللون الحسن والجلد الحسن والمال بعيراً أتبغ عليه في سفري فقال: الحقوق كثيرة, فقال له: كأني أعرفك ألم تكن أبرص يقذرك الناس فقيراً فأعطاك الله؟ فقال: إنما ورثت هذا المال كابراً عن كابر فقال: إن كنت كاذباً فصيرك الله إلى ما كنت, قال: وأتى الأقرع في صورته فقال: مثل ما قال لهذا, ورد عليه مثل مارد عليه هذا, فقال: إن كنت كاذباً فصيرك الله إلى ما كنت, قال: وأتى الأعمى في صورته وهيئته, فقال: رجل مسكين وابن سبيل, انقطعت بي الحبال في سفري فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك, أسألك بالذي رد عليك بصرك شاة, أتبلغ بها في سفري, فقال: قد كنت أعمى فرد الله إلى بصرى, فخذ ما شئت ودع ما شئت, فوالله لا أجهدك اليوم بشيء
أخذته لله, فقال: أمسك مالك فإنما ابتليتم, فقد رضي عنك وسخط على صاحبيك.)) للشيخين (1).
_________
(1) البخاري (3464)، ومسلم (2964).(4/33)
9163 - وعنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ذكر: رجلاً من بني إسرائيل, سأل بعض بني إسرائيل أن يسلفه ألف دينار, فقال: ائتني بالشهداء أشهدهم, فقال كفى بالله شهيداً قال: فأتني بالكفيل, قال كفى بالله كفيلاً, قال: صدقت, فدفعها إليه إلى أجل مسمى, فخرج في البحر فقضى حاجته, ثم التمس مركباً يقدم عليه للأجل الذي أجله, فلم يجد مركباً, فاتخذ خشبة فنقرها فأدخل فيها ألف دينار وصحيفة منه إلى صاحبه, ثم زجج موضعها, ثم أتى بها البحر فقال: اللهم إنك تعلم أنى تسلفت من فلان ألف دينار فسألني كفيلاً, فقلت: كفى بالله كفيلاً, فرضى بك, سألني شاهدا فقلت: كفى بالله شهيداً فرضى بك, وإني
[ص:35] جهدت أن أجد مركباً أبعث إليه الذي له فلم أقدر, وإني استودعكها فرمى بها في البحر حتى ولجت فيه, ثم انصرف وهو في ذلك يلتمس مركباً يخرج إلى بلده, فخرج الرجل الذي كان أسلفه ينظر لعل مركباً قد جاء بماله, فإذا بالخشبة التي فيها المال فأخذها لأهله حطباً, فلما نشرها وجد المال والصحيفة, ثم قدم الذي كان أسلفه وأتى بألف دينار, فقال: والله مازلت جاهداً في طلب مركب لآتيك بمالك فما وجدت مركباً قبل الذي جئت فيه, قال: فإن الله تعالى قد أدى عنك الذي بعثته في الخشبة, فانصرف بالألف دينار راشدًا. للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (2291).(4/34)
9164 - وعنه رفعه: ((لا أدري أتبَُّع لعين هو أم لا ولا أدري أعزيرُ نبي هو أم لا)).لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (4674)، وصححه الألباني في ((صحيح أبي داود)) (3908).(4/35)
9165 - وعنه رفعه: ((لولا بنو إسرائيل لم يخنز (1) اللحم ولولا حواء لم تخن أنثى زوجها الدهر.)) للشخين (2).
_________
(1) ما خَنِز: أي ما أنْتَنَ. يقال: خَنِزَ يَخْنَزُ وخَزِنَ يَخْزَن إذا تَغَيَّرت ريحُه.
(2) البخاري (3330)، ومسلم (1470).(4/35)
9166 - همام بن منبه حدثنا أبو هريرة أحاديث منها قال النبي - صلى الله عليه وسلم - ((اشترى رجل ممن كان قبلكم عقاراً من رجل, فوجد الذي اشترى العقار في عقاره جرة فيها ذهب, فقال له المشتري: خذ ذهبك, فإنما اشتريت العقار فلم أبتع منك الذهب, فقال البائع: إنما بعتك العقار وما فيها, فتحاكما إلى رجل فقال الذي تحاكما إليه: ألكما ولد؟ فقال أحدهما: لي غلام, وقال الآخر لي جارية, فقال انكحوا الغلام الجارية وأنفقوا عليهما منه وتصدقوا.)) للشيخين (1).
_________
(1) البخاري (3472)، ومسلم (1721).(4/35)
9167 - ابن عمرو بن العاص: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يحدثنا عن بني إسرائيل حتى يصبح ما يقوم إلا إلى أعظم صلاة, لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (3663)، وصححه الألباني في ((صحيح أبي داود)) (3111).(4/35)
9168 - أبوسعيد رفعه: ((كانت امرأة من بني إسرائيل قصيرة تمشى بين امرأتين طويلتين, فاتخذت قدمين من خشب وخاتماً
[ص:36] من ذهب مطبق, ثم حشته مسكاً وهو أطيب الطيب.)) لمسلم (1).
_________
(1) مسلم (2252).(4/35)
كتاب بدء الخلق وعجائبه(4/36)
9169 - عمران بن حصين: أن ناسا من أهل اليمن قالوا: يا رسول الله جئنا لنتفقه في الدين, ولنسألك عن أول هذا الأمر ما كان؟ قال: ((كان الله ولم يكن شيء قبله, وكان عرشه على الماء, ثم خلق السموات والأرض, وكتب في الذكر كل شيء)). للبخاري والترمذي مطولاً (1).
_________
(1) البخاري (3191).(4/36)
9170 - أبو رزين العقيلي قلت: يا رسول الله! أين كان ربنا قبل أن يخلق خلقه؟ قال: ((كان في عماء ما تحته هواء وما فوقه هواء وخلق عرشه على الماء)).للترمذي وقال قال أحمد: ((قال يزيد العماء, أي ليس معه شيء)) (1).
_________
(1) أحمد (4/ 11) والترمذي (3109)، وقال: حسن، وضعفه الألباني في ((ضعيف الترمذي)) (602).(4/36)
9171 - عمر: قام فينا النبي - صلى الله عليه وسلم - مقاماً فأخبرنا عن بدء الخلق حتى دخل أهل الجنة منازلهم, وأهل النار منازلهم, حفظ ذلك من حفظه ونسيه من نسيه. للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (3192).(4/36)
9172 - جابر رفعه: ((أذن لي أن أحدث عن ملك من ملائكة الله من حملة العرش إن مابين شحمة أذنيه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام.)) لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (4727)، وصححه الألباني في ((صحيح أبي داود)) (3953).(4/36)
9173 - أبي رفعه: ((أول ما خلق الله القلم, فقال له: أكتب, فجرى بما هو كائن إلى الأبد)).(4/36)
9174 - ابن مسعود رفعه: ((أول ما خلق الله العقل, قال له أقبل, فأقبل, وأدبر, فأدبر فقال: ما خلقت خلقاً أحب إلى منك ولا أركبك إلا في أحب الخلق إليَّ)). هما لرزين.(4/37)
9175 - العباس كنت جالساً في البطحاء في عصابة, والنبي - صلى الله عليه وسلم - فيهم, إذ مرت سحابة, فنظروا إليها, فقال: هل تدرون ما اسم هذه؟ قالوا: نعم, هذه السحاب, قال: والمزن؟ قالوا: والمزن؟ قال والعنان؟ قالوا والعنان, ثم قال: هل تدرون كم بعد ما بين السماء والأرض؟ قالوا: لا, قال: فإن بعد ما بينهما, إما قال واحدة, وإما اثنتان, وإما ثلاث وسبعون سنة, وبعد السماء التي فوقها كذلك, وكذلك حتى عددهم سبع سموات, ثم فوق السماء السابعة بحر بين أعلاه وأسفله كما بين سماء إلى سماء ثم فوق ذلك ثمانية أوعال بين أظلافهن وركبهن ما بين سماء إلى سماء ثم فوق ظهورهن العرش بين أسفله وأعلاه مثل ما بين السماء إلى السماء, والله عزَّ وجلَّ فوق ذلك. للترمذي وأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (4723)، والترمذي (3320)، وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (1014).(4/37)
9176 - أبو هريرة: بينما النبي - صلى الله عليه وسلم - جالس وأصحابه, إذ أتى عليهم سحاب, فقال: هل تدرون ما هذا؟ قالوا: الله ورسوله أعلم, قال: هذا العنان؟ هذه روايا الأرض يسوقها الله إلى قوم لا يشكرونه ولا يدعونه, ثم قال: هل تدرون ما فوقكم؟ قالوا الله ورسوله أعلم, قال: فإنها الرقيع سقف محفوظ وموج مكفوف, ثم قال: هل تدرون كم بينكم وبينها؟ قالوا: الله ورسوله أعلم, قال: بينكم وبينها خمسمائة عام, ثم قال: هل تدرون ما فوق ذلك؟ قالوا الله ورسوله أعلم, قال: فإن فوق ذلك سمائين بعد ما بينهما خمسمائة سنة, ثم قال كذلك حتى عدد سبع سموات بين كل سمائين ما بين السماء والأرض, ثم قال: هل تدرون ما فوق ذلك؟ قالوا: الله ورسوله أعلم, قال: إن فوق ذلك العرش وبينه وبين السماء بعد مابين السمائين, ثم قال هل تدرون ما الذي تحتكم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم, قال: إن تحتها أرضاً أخرى بينهما مسيرة خمسمائة سنة حتى عدد
[ص:38] سبع أرضين بين كل أرضين مسيرة خمسمائة سنة, ثم قال: والذي نفس محمد بيده لو أنكم دليتم أحدكم بحبل إلى الأرض السفلى لهبط على الله, ثم قرأ {هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شي عليم} للترمذي, وقال: قراءته - صلى الله عليه وسلم - الآية تدل على أنه أراد لهبط على علم الله وقدرته وسلطانه (1).
_________
(1) أحمد (2/ 370) والترمذي (3298)، وقال هذا حديث غريب من هذا الوجه. وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (651) ..(4/37)
9177 - جبير بن مطعم رفعه: ((إن الله فوق عرشه وعرشه فوق سمواته لهكذا, وقال بإصبعه مثل القبة عليه, وإنه ليئط أطيط الرحل بالركاب. لأبي داود مطولاً)) (1).
_________
(1) أبو داود (4726)، وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (1017) ..(4/38)
9178 - أبو هريرة رفعه: ((خلق الله التربة يوم السبت, وخلق الله فيها الجبال يوم الأحد, وخلق الشجر يوم الإثنين, وخلق المكروه يوم الثلاثاء, وخلق النور يوم الأربعاء, وبث فيها الدواب يوم الخميس, وخلق آدم بعد العصر من يوم الجمعة في آخر الخلق وآخر ساعة من النهار فيما بين العصر إلى الليل)). لمسلم (1).
ابن عباس: أقبلت يهود إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: أخبرنا عن الرعد ما هو؟ قال: هو ملك من الملائكة موكل بالسحاب معه مخاريق من نار يسوقها بها حيث شاء الله, قالوا فما هذا الصوت الذي نسمع؟ قال: زجره للسحاب, حتى تنتهي حيث أمرت, قالوا صدقت, فأخبرنا عما حرم إسرائيل على نفسه؟ قال: اشتكى عرق النساء فلم يجد شيئاً يلائمه إلا لحوم الإبل وألبانها, فلذلك حرمها, قالوا: صدقت. للترمذي (2).
_________
(1) مسلم (2789).
(2) أحمد (2479) والترمذي (3117)، وقال: حسن غريب. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (2492).(4/38)
9180 - أبو هريرة رفعه: ((خلق الله آدم على صورته طوله ستون ذراعاً. للشيخين مطولاً ستون بما مرَّ في السلام)) (1).
_________
(1) البخاري (3326)، ومسلم (2841).(4/38)
9181 - أنس رفعه: ((لما صور الله آدم في الجنة تركه ما شاء الله أن يتركه فجعل إبليس يطيف به, وينظر إليه, فما رآه أجوف,
[ص:39] عرف أنه خلق لا يتمالك)).لمسلم (1).
_________
(1) مسلم (2611).(4/38)
9182 - أبو موسى رفعه: ((إن الله خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض فجاء بنو آدم على قدر الأرض, منهم الأحمر, والأبيض والأسود وبين ذلك, والسهل والحزن, والخبيث, والطيب.)) لأبي داود والترمذي (1).
_________
(1) أبو داود (4693)، والترمذي (2955)، وقال: حسن صحيح. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (2355).(4/39)
9183 - عائشة رفعته: ((خلقت الملائكة من نور, وخلق الجان من مارج من نار, وخلق آدم مما وصف لكم)). لمسلم (1).
_________
(1) مسلم (2996).(4/39)
9184 - أبو هريرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال في الإسراء: ((فلما نزلت إلى السماء الدنيا فنظرت أسفل مني فإذا أنا بريح وأصوات ودخان, فقلت: من هذا يا جبريل؟ قال: هذه شياطين يحرقون على أعين بني آدم, لا يتفكروا في ملكوت السموات والأرض, ولولا ذلك لرأوا العجب)). لأحمد وفيه أبو الصلت (1).
_________
(1) أحمد 2/ 353، وقال الهيثمي 8/ 131: فيه أبو الصلت ولم أعرفه.(4/39)
9185 - أبو أمامة رفعه: ((وكِّل بالشمس تسعة أملاك يرمونها بالثلج كل يوم, ولولا ذلك ما أتت على شيء إلا أحرقته)). للكبير بضعف (1).
_________
(1) الطبراني 8/ 168 (7705)، وقال الهيثمي 8/ 131: فيه عفير بن معدان وهو ضعيف جدًا.(4/39)
9186 - أبو ذر رفعه: ((كثف الأرض مسيرة خمسمائة عام, وبين الأرض العليا والسماء الدنيا خمسمائة عام, وكثفها خمسمائة عام, ثم كل سماء مثل ذلك حتى
[ص:40] تبلغ السماء السابعة, ثم ما بين السماء السابعة إلى العرش مسيرة ما بين ذلك كله)). للبزار (1).
_________
(1) البزار كما في ((كشف الأستار)) (2087)، وقال: أبو نصر لم يسمع من أبي ذر وقال الهيثمي 8/ 131: رجاله رجال الصحيح إلا أن أبا نصر حميد بن هلال لم يسمع من أبي ذر.(4/39)
9187 - على قال: أشد خلق ربك الجبال, والحديد ينحت الجبال, والنار تأكل الحديد, والماء يطفى النار, والسحاب المسخر بين السماء والأرض يحمل الماء, والريح تنقل السحاب, والإنسان يتقي الريح بيده ويذهب فيها لحاجته والسكر يغلب الإنسان, والنوم يغلب السكر, والهم يمنع النوم, فأشد خلق ربك الهم. للأوسط (1).
_________
(1) الطبراني في ((الأوسط)) 1/ 276 (901)، وقال الهيثمي 8/ 132 - 133: رجاله ثقات.(4/40)
9188 - ابن عباس: سئل عن المد والجزر, فقال: إن ملكاً موكلاً بقاموس البحر, فإذا وضع رجله فاضت, وإذا رفعها غاضت. لأحمد بخفي (1).
_________
(1) أحمد 5/ 382، وقال الهيثمي 8/ 134: فيه من لم أعرفه.(4/40)
9189 - رجل من الصحابة أخبر أبا بكرة أنه انطلق إلى أرض ليس لأهلها إلا الحديد يعملونه, فدخل بيتاً فلما كان عند غروب الشمس سمع صوتاً لم يسمع مثله, قال فرعبت, فقال لي رب البيت: لا تذعرن فإن هذا لا يضرك, هذا صوت قوم ينصرفون الساعة من عند هذا السد, قال فيسرك أن تراه؟ قلت: نعم, قال فغدوت إليه فإذا لبنة من حديد مثل الصخرة, وإذا كأنه البرد المحبر, وإذا مسامير مثل الجذوع, فرأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبرته فقال: صفه لي؟ فقلت: كأنه البرد المحبر, فقال - صلى الله عليه وسلم - من سره أن ينظر إلى رجل قد رأى الردم, فلينظر إلى هذا. للبزار بلين وخفى (1).
_________
(1) البزار في ((البحر الزخار)) 9/ 119 - 120، قال الهيثمي 8/ 135: عمرو بن مالك تركه أبو زرعة وأبو حاتم، ووثقه ابن حبان، وقال: يخطئ ويغرب، وفيه من لم أعرفه.(4/40)
9190 - ابن عمرو بن العاص قال: إن كان الرجل ممن كان قبلكم ليأتي عليه ثمانون سنة قبل أن يحتلم. للبزار بلين (1).
_________
(1) البزار في ((البحر الزخار)) 6/ 440 (2474)، وفيه عمرو بن مالك سبق الكلام عليه وقال الهيثمي 8/ 135: وبقية رجاله رجال الصحيح.(4/40)
9191 - جابر رفعه: يا معاذ إني مرسلك إلى قوم أهل الكتاب, فإذا سئلت عن المجرة التي في السماء فقل هي لعاب حية تحت العرش. للكبير بضعف (1).
_________
(1) الطبراني 2/ 85 (1754)، وقال الهيثمي 8/ 135 - 136: فيه الفضل بن مختار وهو ضعيف.(4/40)
9192 - ابن عمرو بن العاص قال: إن العرش لمطوق بحية, وإن الوحي لينزل في السلاسل (1).
_________
(1) ذكره الهيثمي 8/ 136، وقال: رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح غير كثير بن أبي كثير، وهو ثقة.(4/41)
9193 - وعنه قال: ربع من لا يلبس الثياب من السودان أكثر من جميع الناس. هما للكبير (1).
_________
(1) المصدر السابق، وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن أحمد بن حنبل وهو ثقة ثبت.(4/41)
كتاب الأذكار والأدعية(4/41)
فضل الذكر والدعاء(4/41)
9194 - أبو هريرة رفعه: «إن لله ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر، فإذا وجدوا قومًا يذكرون الله تعالى، تنادوا هلموا إلى حاجتكم، فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا، فيسألهم ربهم وهو أعلم بهم: ما يقول عبادي؟ قالوا: يقولون: يسبحونك ويكبرونك ويحمدونك ويمجدونك، فيقول: هل رأوني؟ فيقولون: لا والله ما رأوك، فيقول: كيف لو رأوني؟ فيقولون: لو رأوك كانوا أشد لك عبادةً، وأشد لك تحميدًا، وأكثر لك تسبيحًا، فيقول: فما يسألون؟ فيقولون: يسألونك الجنة، فيقول: وهل رأوها؟ فيقولون: لا والله يا رب ما رأوها، فيقول: كيف لو رأوها؟ فيقولون: لو رأوها كانوا عليها أشد حرصاً وأشد لها طلباً، وأعظم فيها رغبةً، قال: فمم يتعوذون؟ فيقولون: يتعوذون من النار، فيقول: هل رأوها؟ فيقولون: لا والله ما رأوها، فيقول: فكيف لو رأوها؟ فيقولون: لو رأوها كانوا أشد منها فرارًا وأشد لها مخافةً، فيقول: أشهدكم أني قد غفرت لهم، قال: يقول ملك من الملائكة: فيهم فلان ليس منهم إنما جاء لحاجة، قال: هم الجلساء لا يشقى جليسهم». للشيخين (1).
_________
(1) البخاري (6408)، ومسلم (2689).(4/41)
9195 - للترمذي: نحوه عن أبي هريرة، أو أبي سعيد بالشك (1).
_________
(1) الترمذي (3600)، وأحمد (2/ 251) وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح وقد روي عن أبي هريرة من غير هذا الوجه. وقال ابن حجر: هذا حديث صحيح "نتائج الأفكار" (1/ 27)، قال الألباني في صحيح الترمذي (2846): صحيح(4/41)
9196 - وعنه رفعه: «من قعد مقعدًا لم يذكر الله فيه، كانت عليه من الله تِرة، ومن اضطجع مضجعًا لا يذكر الله فيه كانت عليه من الله ترة، وما مشى أحد ممشى لا يذكر الله فيه، إلا كانت عليه من الله ترة» لأبي داود والترمذي (1).
_________
(1) أبو داود (4856)، والترمذي (3380)، وأحمد (2/ 432)، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، قال ابن حجر: هذا حديث حسن " نتائج الأفكار " (3/ 95)، والترة: بكسر التاء المثناة فوق وتخفيف الراء معناه: نقص أو قيل: تبعة، وقيل: ترة: حسرة وندامة. " النهاية في غريب الحديث والأثر" (1/ 189).(4/42)
9197 - وعنه رفعه: «ما من قوم يقومون من مجلس لا يذكرون الله فيه، إلا قاموا عن مثل جيفة حمار، وكان عليهم حسرة». لأبي داود (1).
_________
(1) أحمد (2/ 389) وأبو داود (4855) وصححه الألباني في "صحيح سنن أبي داود" (4064).(4/42)
9198 - أبو سعيد: خرج معاوية على حلقة في المسجد، فقال: ما أجلسكم؟ قالوا: جلسنا نذكر الله، قال: آلله ما أجلسكم إلا ذاك؟ قالوا: آلله ما أجلسنا غيره، قال: أما إني لم أستحلفكم تهمةً، وما كان أحد بمنزلتي من النبي - صلى الله عليه وسلم - أقل عنه حديثًا مني، وإنه - صلى الله عليه وسلم - خرج على حلقة من أصحابه، فقال: «ما أجلسكم؟» قالوا: جلسنا نذكر الله ونحمده على ما هدانا للإسلام ومنَّ به علينا، قال: «آلله ما أجلسكم إلا ذلك؟» قالوا: والله ما أجلسنا إلا ذلك، قال: «أما إني لم أستحلفكم تهمةً لكم، ولكنه أتاني جبريل فأخبرني أن الله يباهي بكم الملائكة». لمسلم والترمذي والنسائي (1).
_________
(1) مسلم (2701)، والترمذي (3379) وقال: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، والنسائي (8/ 249).(4/42)
9199 - عبد الله بن بسر: أن رجلاً قال: يا رسول الله، إن أبواب الخير كثيرة، ولا أستطيع القيام بكلها، فأخبرني عن شيء أتشبث به ولا تكثر علي فأنسى، قال: «لا يزال لسانك رطبًا بذكر الله» (1).
_________
(1) الترمذي (3375) وقال: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، وقال ابن حجر: هذا حديث حسن أخرجه الترمذي. "نتائج الأفكار" (1/ 93)، وابن ماجه (3763)، وصححه الألباني في "صحيح سنن الترمذي" (2687).(4/42)
9200 - أبو سعيد: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سُئل؛ أي العباد أفضل وأرفع درجة عند الله يوم القيامة؟ قال: «الذاكرون الله كثيرًا» قيل: يا رسول الله، ومن الغازي في سبيل الله؟ قال: «لو ضرب بسيفه حتى ينكسر ويختضب دمًا، فإن الذاكر لله أفضل منه درجة» هما للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (3376) وقال: هذا حديث غريب إنما نعرفه من حديث دراج. وقال ابن حجر: هذا حديث غريب " نتائج الأفكار " (1/ 97). وضعفه الألباني في ضعيف سنن الترمذي (670).(4/42)
9201 - أبو موسى رفعه: «مثل البيت الذي يذكر الله فيه، والبيت الذي لا يذكر الله فيه مثل الحي والميت».للشيخين بلفظ مسلم (1).
_________
(1) البخاري (6407)، ومسلم (779).(4/43)
9202 - أبو هريرة: «كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يسير في طريق مكة، فمر على جبل يقال له: جمدان، فقال: «سيروا هذا جمدان سبق المفردون» قالوا: وما المفردون يا رسول الله؟ قال: «الذاكرون الله كثيرًا». لمسلم (1).
_________
(1) مسلم (2676).(4/43)
9203 - وفي رواية الترمذي: «وما المفردون؟ قال: «المستكثرون لذكر الله، يضع الذكر عنهم أثقالهم، فيأتون الله يوم القيامة خفافًا» (1).
_________
(1) رواه الترمذي (3596)، وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب. وقال ابن حجر: هذا حديث صحيح."نتائج الأفكار" (1/ 36)، وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (726).(4/43)
9204 - وعنه رفعه: «يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملإٍ ذكرته في ملإٍ خير منهم، وإن تقرب إلي شبرًا تقربت إليه ذراعًا، وإن تقرب إلي ذراعًا تقربت إليه باعًا، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة». للشيخين والترمذي (1).
_________
(1) البخاري (7405)، ومسلم (2675)، والترمذي (2388).(4/43)
9205 - عمارة بن زعكرة رفعه: «يقول الله تعالى: إن عبدي كل عبدي الذي يَذْكُرُنِي وهو مُلاَقٍ قِرْنَهُ؛ يعني: عند القتال» (1).
_________
(1) الترمذي (3580) وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، ليس إسناده بالقوي. قال الألباني: ضعيف. انظر ضعيف سنن الترمذي (721). قرنه: عَدُوُّه المساوي والمكافئ له في الشجاعة.(4/43)
9206 - أنس رفعه: «إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا، قالوا: وما رياض الجنة؟ قال: حلق الذكر» (1).
_________
(1) الترمذي (3510) وقال: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، وأحمد (3/ 150)،وقال بن حجر: هذا حديث غريب."نتائج الأفكار" (1/ 26)،وحسنه الألباني في "صحيح سنن الترمذي" (2787)(4/43)
9207 - أبو أمامة رفعه: «من أوى إلى فراشه طاهرًا يذكر الله حتى يدركه النعاس لم يتقلب ساعة من ليل، يسأل الله من خير الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه» (1).
_________
(1) الترمذي (3526)، وقال: هذا حديث حسن غريب، وقال ابن حجر: هذا حديث حسن "نتائج الأفكار" (3/ 83)، وضعفه الألباني في ضعيف سنن الترمذي (707).(4/44)
9208 - عمر: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث بعثًا قِبل نجد، فغنموا غنائم كثيرة وأسرعوا الرجعة، فقال رجل ممن لم يخرج: ما رأينا بعثًا أسرع رجعة ولا أفضل غنيمة من هذا البعث، فقال - صلى الله عليه وسلم - «ألا أدلكم على قوم أفضل غنيمة وأسرع رجعة؟ قوم شهدوا صلاة الصبح، ثم جلسوا يذكرون الله حتى طلعت الشمس، فأولئك أسرع رجعة، وأفضل غنيمة» هي للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (3561) وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وضعفه الألباني في ضعيف سنن الترمذي (714).(4/44)
9209 - أبو الدرداء رفعه: «ليبعثن الله أقوامًا يوم القيامة في وجوههم النور على منابر اللؤلؤ يغبطهم الناس، ليسوا بأنبياء ولا شهداء، قال: فجثى أعرابي على ركبتيه فقال: يا رسول الله جلّهم لنا نعرفهم، قال: هم المتحابون في الله في قبائل شتى وبلاد شتى، يجتمعون على ذكر الله يذكرونه». للكبير (1).
_________
(1) الطبراني في "الكبير" (3/ 290/3433) بنحوه عن: أبي مالك الأشعري، قال الهيثمي (10/ 80) ورواه الطبراني وإسناده حسن. صحيح الترغيب والترهيب (1509).(4/44)
9210 - ابن مسعود رفعه: «إن من الناس مفاتيح لذكر الله، إذا رُؤوا ذُكِرَ الله». للكبير وفيه عمرو بن القاسم (1).
_________
(1) الطبراني في "الكبير" (10/ 205 / 10476)، وقال الهيثمي (10/ 81):فيه عمرو بن القاسم ولم أعرفه وبقية رجاله رجال الصحيح. وقال الألباني في ضعيف الجامع (1998):ضعيف جدا.(4/44)
9211 - سعد بن مالك رفعه: «خير الذكر الخفي، وخير الرزق ما يكفي». لأحمد والموصلي بلين (1).
_________
(1) الموصلي (727)، وأحمد (1/ 172).وقال الهيثمي في المجمع (10/ 81): فيه محمد بن عبد الرحمن بن لبيبة، وثقه ابن حبان وقال روى عن سعد بن أبي وقاص. قلت: وضعفه ابن معين وبقية رجاله رجال الصحيح، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2887).(4/44)
9212 - مالك: بلغني أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول: «ذاكر الله في الغافلين كالمقاتل خلف الفارين، وذاكر الله في الغافلين، كغصن أخضر في شجر يابس، وذاكر الله في الغافلين، مثل مصباح في بيت مظلم، وذاكر الله في الغافلين، يريه الله مقعده من الجنة وهو حي، وذاكر الله في الغافلين، يغفر له بعدد كل فصيح
[ص:45] وأعجم، والفصيح بنو آدم والأعجم البهائم». لرزين.(4/44)
9213 - أبو الدرداء رفعه: «ألا أخبركم بخير أعمالكم وأرفعها في درجاتكم وأزكاها عند مليككم، وخير لكم من إعطاء الورق والذهب، وخير لكم من أن تلقوا أعداءكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟» قالوا: بلى، قال: «ذكر الله» للترمذي، وللموطأ موقوفًا (1).
_________
(1) الترمذي (3377)، وقال: وقد روي هذا الحديث عن عبد الله بن سعيد مثل هذا بهذا الإسناد وروى بعضهم عنه فأرسله، وأحمد (5/ 195)، ومالك (1/ 185)، وابن ماجه (3790)، وقال الألباني: صحيح. انظر "صحيح سنن الترمذي" (2688).(4/45)
9214 - أبو سعيد رفعه: «أكثروا ذكر الله حتى يقولوا مجنون».لأحمد والموصلي بلين (1).
_________
(1) أحمد (3/ 68)، وأبو يعلى (1371)، وقال الهيثمي (10/ 78 ـ 79): فيه دراج وقد ضعفه جماعة وبقية رجال أحمد ثقات. وضعفه الألباني في الضعيفة (517).(4/45)
9215 - معاذ: «ما عمل ابن آدم من عمل أنجى له من عذاب الله من ذكر الله». لمالك والترمذي (1).
_________
(1) رواه الترمذي (3377) وقال: قد روى بعضهم هذا الحديث عن عبد الله بن سعيد مثل هذا الإسناد، وروى بعضهم عنه فأرسله، ومالك (1/ 185)، وأحمد (5/ 239):ولكنه رفعه، وقال الهيثمي (10/ 76): رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5644).(4/45)
9216 - أنس رفعه: «لأن أقعد مع قوم يذكرون الله من صلاة الغداة حتى تطلع الشمس، أحب إلي من أن أعتق أربعة من ولد إسماعيل؛ ولأن أقعد مع قوم يذكرون الله من صلاة العصر إلى أن تغرب الشمس، أحب إلي من أن أعتق أربعة». لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (3667)، وقال الحافظ: رواية قتادة عن أنس أصح من رواية أبي ظلال عن أنس. وهذا أصح من حديث أبي ظلال وله شاهد من حديث أبي هريرة بنحوه."نتائج الأفكار" (2/ 318) وحسنه الألباني في "صحيح سنن أبي داود" (3114)(4/45)
9217 - النعمان بن بشير رفعه: «الدعاء هو العبادة، ثم قرأ {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} [غافر: 60]. لأبي داود والترمذي بلفظه (1).
_________
(1) الترمذي (3372) وقال: هذا حديث حسن صحيح، وابن ماجه (3828) وصححه الألباني في "صحيح سنن الترمذي" (2590).(4/45)
9218 - أبو هريرة رفعه: «ليس شيء أكرم على الله من الدعاء» (1).
_________
(1) الترمذي (3370)، وقال: هذا حديث حسن غريب، وابن ماجه (3829) وحسنه الألباني في "صحيح سنن الترمذي" (2684).(4/45)
9219 - أنس رفعه: «الدعاء مخ العبادة» (1).
_________
(1) الترمذي (3371) وقال: هذا حديث غريب. وقال الألباني في ضعيف الترمذي (669): ضعيف بهذا اللفظ.(4/46)
9220 - ابن عمر رفعه: «من فتح له باب الدعاء فتحت له أبواب الرحمة، وما (سئل) (1) الله تعالى شيئاً أحب إليه من أن يسأل العافية، وإن الدعاء (ينفع) (2) مما نزل ومما لم ينزل، ولا يرد القضاء إلا الدعاء، فعليكم بالدعاء» (3).
_________
(1) في " ب ": سأل.
(2) في " ب ": يقع.
(3) الترمذي (3548) وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث عبد الرحمن بن أبي بكر القرش وهو ضعيف في الحديث ضعفه بعض أهل العلم من قبل حفظه. وضعفه الألباني ضعيف الترمذي (708).(4/46)
9221 - جابر رفعه: «ما من عبد يدعو بدعاء إلا أتاه الله ما سأل، أو كف عنه من السوء مثله ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم». هي للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (3381) وحسنه الألباني في "صحيح سنن الترمذي" (2692).(4/46)
9222 - ولفظ رزين في هذا: «إلا أتاه (الله) (1) ما سأل، أو ادَّخر له في الآخرة خيرًا منه، أو كفّ عنه إلى آخره» (2).
_________
(1) سقط من " ب".
(2) رواه الحاكم في المستدرك (1819) بطوله، وضعفه الألباني في الضعيفة (1886).(4/46)
9223 - جابر رفعه: «ألا أدلكم على ما ينجيكم من عدوكم، ويدر لكم أرزقكم؟ تدعون الله في ليلكم ونهاركم، فإن الدعاء سلاح المؤمن» للموصلي بضعف (1).
_________
(1) أبو يعلى (1812)،وقال الهيثمي (10/ 150): أخرجه أبو يعلى، وفيه محمد بن أبي حميد وهو ضعيف. وضعفه الألباني في الضعيفة (180).(4/46)
وقت الدعاء وحال الداعي وكيفية الدعاء وغير ذلك(4/46)
9224 - أبو هريرة رفعه: «ينزل ربنا كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟» (1)
_________
(1) البخاري (1145)، ومسلم (758)، وأبو داود (4733)، والترمذي (3498).(4/46)
9225 - وفي رواية: «إن الله يمهل حتى إذا ذهب ثلث الليل الأول نزل إلى السماء الدنيا فيقول: هل من مستغفر؟ هل من تائب؟ هل من سائل؟ هل من داع؟ حتى ينفجر الفجر» (1).
_________
(1) البخاري (7494) نحوه، ومسلم (758)، وأبو داود (4733)، والترمذي (3498).(4/47)
9226 - وفي أخرى: «إذا مضى شطر الليل أو ثلثاه ينزل الله» بنحوه للستة إلا النسائي (1).
_________
(1) البخاري (1145)، ومسلم (758)، وأبو داود (4733)، والترمذي (3498).(4/47)
9227 - أبو أمامة قيل: يا رسول الله، أي الدعاء أسمع؟ قال: «جوف الليل الآخر، ودبر الصلوات المكتوبات». للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (3499) وقال: هذا حديث حسن غريب. وحسنه الألباني في "صحيح سنن الترمذي" (2782).(4/47)
9228 - أنس رفعه: «الدعاء بين الأذان والإقامة لا يرد» لأبي داود والترمذي (1).
_________
(1) أبو داود (521) والترمذي (212) وقال: حديث حسن صحيح. وصححه الألباني في "صحيح سنن أبي داود" (489)(4/47)
9229 - سهل بن سعد رفعه: «ثنتان لا تردان أو قلما تردان عند النداء، وعند البأس حين يلحم بعضهم بعضا» (1).
_________
(1) أبو داود (2540).(4/47)
9230 - وفي رواية: «وتحت المطر». الموطأ وأبي داود بلفظه (1).
_________
(1) قال الألباني: صحيح بدون وقت المطر. "صحيح سنن أبي داود" (2215).(4/47)
9231 - أبو هريرة رفعه: «أقرب ما يكون العبد من ربه تعالى وهو ساجد فأكثروا الدعاء». لمسلم وأبي داود والنسائي (1).
_________
(1) مسلم (482)، وأبو داود (875)، والنسائي (2/ 226).(4/47)
9232 - وعنه رفعه: «من سرّه أن يستجيب الله له عند الشدائد والكرب فليكثر الدعاء في (الرخاء)» (1) للترمذي (2).
_________
(1) في " ب ": الدجى.
(2) الترمذي (3382) وقال: هذا حديث غريب. وقال الألباني في "صحيح سنن الترمذي" (2693): حسن.(4/47)
9233 - وعنه رفعه: «دعوة المظلوم مستجابة، وإن كان (فاجرًا) (1) ففجوره على نفسه». لأحمد والبزار.
_________
(1) في " أ ": فاجر. ولعل الصواب ما أثبتناه.(4/47)
9234 - وعنه رفعه: «ثلاثة لا ترد دعوتهم: الصائم حتى يفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام، ويفتح لها أبواب السماء، ويقول الربُّ تعالى: لأنصرنك ولو بعد حين» (1).
_________
(1) رواه الترمذي (3598) وضعفه الألباني في ضعيف سنن الترمذي (727) لكن صحح منه الشطر الأول بلفظ المسافر.(4/48)
9235 - وفي رواية: «ثلاث دعوات مستجابات لا شك في إجابتهن: دعوة المظلوم ودعوة الوالد على الولد» (1).
_________
(1) الترمذي (1905)،وابن ماجه (3862)،وحسنه الألباني في "صحيح سنن الترمذي" (1555).(4/48)
9236 - ابن عمرو بن العاص: «ما من دعوة أسرع إجابة من دعوة غائب لغائب». هما لأبي داود والترمذي بلفظه (1).
_________
(1) أبو داود (1535)، والترمذي (1980)، وضعفه الألباني في "ضعيف سنن الترمذي" (338).(4/48)
9237 - أبو الدرداء رفعه: «إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة: آمين ولك بمثل» لمسلم وأبي داود (1).
_________
(1) مسلم (2732)، وأبو داود (1534).(4/48)
9238 - ابن عباس رفعه: «لا تستروا الجدر، ومن نظر في كتاب أخيه بغير إذنه فإنما ينظر في النار سلوا الله ببطون أكفكم ولا تسألوه بظهورها فإذا فرغتم فامسحوا بهما وجوهكم». لأبي داود وضعفه (1).
_________
(1) أبو داود (1485) وضعفه الألباني في "ضعيف سنن أبي داود" (318)، وأخرجه ابن ماجه (1181). والجدر: بالضم جمع جدار وهو أصل الحائط، ويروى بالذال، والمحفوظ بالدال المهملة. النهاية في غريب الحديث والأثر (1/ 246 ـ 250).(4/48)
9239 - وفي رواية: «إن المسألة أن ترفع يديك حذو منكبيك أو نحوهما، والاستغفار أن تشير بإصبع واحدة، والابتهال أن تمد يديك جميعا، ورفع يديه وجعل ظهورهما مما يلي وجهه» (1).
_________
(1) أبو داود (1489).وصححه الألباني في "صحيح سنن أبي داود" (1322).(4/48)
9240 - أنس: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يدعو هكذا بباطن كفيه وظاهرهما. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (1487).(4/49)
9241 - خلاد بن السائب الأنصاري: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا (سأل) (1) جعل باطن كفيه إليه، وإذا استعاذ جعل ظاهرهما إليه. لأحمد بإرسال (2).
_________
(1) في " أ ": سئل. ولعل الصواب ما أثبتناه.
(2) أحمد (4/ 56)، وصححه الألباني في "صحيح الجامع" (4737) دون قوله " وإذا استعاذ ".(4/49)
9242 - أبو هريرة: أن رجلًا كان يدعو بإصبعيه، فقال - صلى الله عليه وسلم -: «أحِّد أحِّد». للنسائي والترمذي (1). وقال معناه: إذا أشار الرجل بإصبعيه في الدعاء عند الشهادة فلا يشير إلا بإصبع واحدة.
_________
(1) الترمذي (3557) وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب، والنسائي (3/ 88)، وصححه الألباني في "صحيح سنن الترمذي" (2860).(4/49)
9243 - ابن عمرو بن العاص: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يعقد التسبيح بيمينه. للترمذي والنسائي وأبي داود بلفظه (1).
_________
(1) أبو داود (1502)، والترمذي (3411)، وقال: حديث حسن غريب من هذا الوجه، والنسائي (3/ 74). وصححه الألباني في "صحيح سنن أبي داود" (1330).(4/49)
9244 - سلمان رفعه: «إن ربكم حيي كريم يستحيي من عبده إذا رفع إليه يديه أن يردهما صفرًا خائبتين» لأبي داود والترمذي بلفظه (1).
_________
(1) أبو داود (1488)، والترمذي (3556)، وقال: حديث حسن صحيح، وابن ماجه (3865)، وصححه الألباني في "صحيح سنن الترمذي" (2819).(4/49)
9245 - أبو هريرة رفعه: «ادعو الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاهٍ» للترمذي. ٍ (1)
_________
(1) الترمذي (3479) وقال: هذا حديث غريب وحسنه الألباني (2766).(4/49)
9246 - فضالة بن عبيد: سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - رجلاً يدعو في صلاته، فلم يصل على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال - صلى الله عليه وسلم - «عجل هذا» ثم دعاه فقال له أو لغيره: «إذا صلى أحدكم فليبدأ بتحميد الله والثناء عليه، ثم ليصل على النبي، ثم ليدع بعد بما شاء». للترمذي وأبي داود والنسائي (1).
_________
(1) أبو داود (1481)، والترمذي (3477)، وقال: هذا حديث حسن صحيح، والنسائي (3/ 44) وحسنه الألباني في "صحيح سنن الترمذي" (2767).(4/49)
9247 - عمر رفعه: «الدعاء موقوف بين السماء والأرض، لا يصعد حتى يصلى عليّ فلا تجعلوني كغمر الراكب،
[ص:50] صلوا عليّ أول الدعاء وأوسطه وآخره». للترمذي بلفظ رزين (1).
_________
(1) الترمذي (486) وحسنه الألباني في "صحيح سنن الترمذي" (403).(4/49)
9248 - أبو زهير النميري: خرجنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ليلة فأتينا على رجل قد ألحّ في المسألة، فوقف - صلى الله عليه وسلم - يستمع منه، فقال - صلى الله عليه وسلم -: «أوجب إن ختم»، فقال رجل من القوم: بأيّ شيء يختم يا رسول الله؟ قال: «بآمين، فإنه إن ختم بآمين فقد أوجب»، فانصرف الرجل الذي سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - فأتى الرجل، فقال: «يا فلان! اختم بآمين وأبشر». لأبي داود. (1)
_________
(1) أبو داود (938)، وضعفه الألباني في "ضعيف سنن أبي داود" (199).(4/50)
9249 - أبو هريرة رفعه: «إذا دعا أحدكم فلا يقل: اللهم اغفر لي إن شئت، اللهم ارحمني إن شئت، ولكن ليعزم المسألة، فإن الله لا مكره له». للستة إلا النسائي. (1)
_________
(1) البخاري (6339)، ومسلم (2679)، وأبو داود (1483)، والترمذي (3497).(4/50)
9250 - ابن سعد (1): سمعني أبي وأنا أقول: اللهم إني أسألك الجنة ونعيمها وبهجتها وكذا وكذا، وأعوذ بك من النار وسلاسلها وأغلالها وكذا وكذا، فقال لي: يا بني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «سيكون قوم يعتدون في الدعاء، فإياك أن تكون منهم، إنك إن أعطيت الجنة أعطيتها وما فيها من الخير، وإن أعذت من النار أعذت منها وما فيها من الشر». لأبي داود. (2)
_________
(1) في " ب ": أسعد.
(2) أبو داود (1480) وصححه الألباني في "صحيح سنن أبي داود" (1313).(4/50)
9251 - معاذ: سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - رجلا يقول: يا ذا الجلال والإكرام، قال: «قد استجيب لك، فسل»، وسمع رجلا يقول: اللهم إني أسألك الصبر، قال: «سألت الله البلاء فاسأله العافية» للترمذي مطولاً (1).
_________
(1) الترمذي (3527) وقال: هذا حديث حسن، وضعفه الألباني في "ضعيف سنن الترمذي" (706).(4/50)
9252 - عائشة: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يستحب الجوامع من الدعاء، ويدع ما سوى ذلك. لأبي داود. (1)
_________
(1) أبو داود (1482) وصححه الألباني في "صحيح سنن أبي داود" (1315).(4/51)
9253 - أبو هريرة رفعه: «يستجاب لأحدكم ما لم يعجل يقول: قد دعوت ربي فلم يستجب لي». للستة إلا النسائي. (1)
_________
(1) البخاري (6340)، ومسلم (2735)، وأبو داود (1484)، والترمذي (3387)، وابن ماجه (3853).(4/51)
9254 - جابر رفعه: «لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على خدمكم، ولا تدعوا على أموالكم؛ لا يوافق من الله تعالى ساعة نيل فيها عطاء فيستجيب لكم» لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (1532)، وصححه الألباني في " "صحيح سنن أبي داود" (1356).(4/51)
9255 - أنس رفعه: «ليسأل أحدكم ربه حاجته كلها، حتى يسأل شسع نعله إذا انقطع» (1).
_________
(1) الترمذي (3973) وضعفه الألباني في "ضعيف سنن الترمذي" (735). والشسع: أحد سيور النعل، وهو الذي يدخل بين الإصبعين، ويدخل طرفه في صدر النعل المشدود في الزمام " النهاية في غريب الحديث والأثر (2/ 472).(4/51)
9256 - أبو هريرة: من لم يسأل الله يغضب عليه. (1)
_________
(1) الترمذي (3373) وحسنه الألباني في "صحيح سنن الترمذي" (2686)، وأخرجه ابن ماجه (3827).(4/51)
9257 - ابن مسعود رفعه: «سلوا الله من فضله، فإن الله يحب أن يسأل، وأفضل العبادة انتظار الفرج» هي للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (3571)، وقال: هكذا روى حماد بن واقد هذا الحديث وقد خولف في روايته. وضعفه الألباني في "ضعيف سنن الترمذي" (720).(4/51)
9258 - جابر: أن امرأة قالت للنبي - صلى الله عليه وسلم -: صل عليّ وعلى زوجي فقال: صلى الله عليك وعلى زوجك. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (1533) وصححه الألباني في "صحيح سنن أبي داود" (1357).(4/51)
9259 - عائشة رفعته: «من دعا على من ظلمه فقد انتصر» للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (3552) وضعفه الألباني في ضعيف سنن الترمذي (710).(4/51)
9260 - أنس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لرجل من العرب: «إذا نزلت (بكم) (1) رغبة ورهبة إلى من تفزعون؟» قالوا: إلى الله، قال «فإذا أجابكم قال (فإلى) (2) من تعودون؟» قالوا: إلى ما نعلم، قال: «تعلمون ولا تعملون، وتعملون ولا تعلمون ثلاثا» للأوسط بلين (3).
_________
(1) في " أ ": بك. والمثبت من "الأوسط" (6/ 53 / 5771).
(2) من " ب ".
(3) "الأوسط" (6/ 53/ 5771)، مجمع الزوائد (10/ 152ـ 153) وقال: فيه منصور بن صقير وهو ضعيف. وبقية رجاله ثقات.(4/52)
9261 - أبو أيوب: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا دعا بدأ بنفسه. للكبير (1).
_________
(1) الطبراني (4081) وصححه الألباني في صحيح الجامع (4720).(4/52)
9262 - أبو هريرة رفعه: «إن الله ليرفع للرجل درجة فيقول: أنى لي هذه؟ فيقول: بدعاء ولدك لك». للبزار (1).
_________
(1) قال الهيثمي (10/ 153):رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير عاصم بن بهدلة وهو حسن الحديث(4/52)
9263 - ابن مسعود قال لرجل: إذا سألت ربك الخير فلا تسأل وفي يدك حجر. للكبير برجل لم يسم. (1)
_________
(1) الطبراني (9207) وقال الهيثمي (10/ 153): رواه الطبراني ولم يسم الرجل وبقية رجاله رجال الصحيح.(4/52)
9264 - أبو موسى: أن رجلا سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - شيئا فقال: «أعجزت أن تكون مثل عجوز بني إسرائيل؟» فقال أصحابه: ما عجوز بني إسرائيل يا رسول الله؟ فقال: «إن موسى أمر أن يسير ببني إسرائيل فضلَّ الطريق، فسأل بني إسرائيل ما هذا؟ فقال علماؤهم: إن يوسف حين حضره الموت أخذ علينا موثقا من الله أن لا نخرج من مصر حتى ننقل عظامه فقال لهم موسى: وأيكم يدري أين قبر يوسف؟ فقالوا: لا يدريه إلا عجوز بني إسرائيل، فأرسل إليها، فقال: دليني على قبر يوسف، فقالت: لا والله حتى تعطيني حكمي، قال: وما حكمك؟ قالت: أكون معك في الجنة، فكأنه ثقل ذلك عليه، فقيل له: أعطها حكمها، فانطلقت بهم إلى بحيرة مستنقع ماء، فقالت: انضبوا هذا الماء، فلما أنضبوه، قالت: احفروا في هذا المكان، فلما احتفروا أخرجوا عظام يوسف عليه السلام، فلما استنقلوها من الأرض إذا الطريق مثل النهار». للموصلي والكبير بلفظه. (1)
_________
(1) قال الهيثمي في المجمع (10/ 170): رواه الطبراني وأبو يعلى ورجال أبي يعلى رجال الصحيح(4/52)
اسم الله الأعظم وأسماؤه الحسنى(4/53)
9265 - بريدة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سمع رجلا يقول: اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، فقال: «والذي نفسى بيده، لقد سأل الله باسمه الأعظم، الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى». لأبي داود والترمذي. (1)
_________
(1) أبو داود (1494)، والترمذي (3475) وقال: هذا حديث حسن غريب. وصححه الألباني في "صحيح سنن الترمذي" (2763).(4/53)
9266 - أنس: أن رجلا صلى ثم دعا فقال: «اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت المنان، بديع السموات والأرض ذو الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «تدرون بم دعا؟» قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: «والذي نفسي بيده، لقد دعا الله باسمه الأعظم، الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى». لأبي داود والترمذي والنسائي (1)
_________
(1) أبو داود (1495) وقال: هذا حديث غريب من حديث ثابت عن أنس وقد روى من غير هذا الوجه عن أنس والترمذي (3544)، والنسائي (3/ 52)، وصححه الألباني في "صحيح سنن النسائي" (1233).(4/53)
9267 - أسماء بنت يزيد رفعته: «اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ} [البقرة: 163].وفاتحة سورة آل عمران {الم {1} الله لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [آل عمران:1 - 2].لأبي داود والترمذي. (1)
_________
(1) أبو داود (1496)، والترمذي (3478) وقال: هذا حديث حسن صحيح، وابن ماجه (3855)، وحسنه الألباني في "صحيح سنن أبي داود" (1327).(4/53)
9268 - أنس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل على عائشة فقالت: بأبي وأمي يا رسول الله! علمني اسم الله، الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى، فأعرض عنها فقامت وتوضأت فقالت: اللهم إني أسألك من الخير كله ما علمت منه وما لم أعلم، وباسمك العظيم الذي إذا دعيت به أجبت، وإذا سئلت به أعطيت، فقال: «والله (إنه) (1) لفي هذه الأسماء» للأوسط بضعف (2).
_________
(1) في " أ ": إنها. ولعل الصواب ما أثبتناه.
(2) "الأوسط" (514) قال الهيثمي (10/ 159): رواه الطبراني في "الأوسط" وفيه محمد بن عبد الله العصري وهو ضعيف.(4/53)
9269 - أبو أمامة رفعه: «اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب في سور ثلاث، البقرة وآل عمران وطه». للقزويني. (1)
_________
(1) ابن ماجه (3856) وحسنه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه (3110).(4/54)
9270 - عائشة رفعته: «اللهم إني أسألك باسمك الطاهر الطيب المبارك الأحب إليك الذي إذا دعيت به أجبت، وإذا سئلت به أعطيت، وإذا استرحمت به رحمت، وإذا استفرجت به فرجت»، وقال ذات يوم: «يا عائشة! هل علمت أن الله قد دلني على الاسم الذي إذا دعي به أجاب؟» فقلت: يا رسول الله بأبي أنت وأمي فعلمنيه، فقال: «إنه لا ينبغي لك يا عائشة» فتنحيت وجلست ساعة، ثم قمت فقبلت رأسه، ثم قلت: يا رسول الله! علمنيه، قال: «إنه لا ينبغي لك يا عائشة أن أعلمك، إنه لا ينبغي لك أن (تسألي) (1) به شيئا من الدنيا» فقمت فتوضأت ثم صليت ركعتين ثم قلت: اللهم إني أدعوك الله، وأدعوك الرحمن، وأدعوك البر الرحيم، وأدعوك بأسمائك الحسنى كلها ما علمت منها وما لم أعلم، أن تغفر لي وترحمني، قالت: فاستضحك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم قال: «إنه لفي الأسماء التي دعوت بها» للقزويني بمجهول (2).
_________
(1) في " أ، ب ": تسألين. ولعل الصواب ما أثبتناه.
(2) سنن ابن ماجه (3859) وضعفه الألباني في ضعيف سنن ابن ماجه (841)(4/54)
9271 - أبو هريرة رفعه: «إن لله تسعة وتسعين اسما من حفظها دخل الجنة، والله وتر يحب الوتر». للشيخين (1).
_________
(1) البخاري (2736)، ومسلم (2677).(4/54)
9272 - وللترمذي «إن لله تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة، هو الله الذي لا إله إلا هو الرحمن الرحيم الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر الخالق البارئ المصور الغفار القهار الوهاب الرزاق الفتاح العليم القابض الباسط الخافض الرافع المعز المذل السميع البصير الحكم العدل اللطيف الخبير الحليم العظيم الغفور الشكور العلي الكبير الحفيظ المقيت الحسيب الجليل الكريم الرقيب المجيب الواسع
[ص:55] الحكيم الودود المجيد الباعث الشهيد الحق الوكيل القوي المتين الولي الحميد المحصي المبدئ المعيد المحيي المميت الحي القيوم الواجد الماجد الواحد الأحد الصمد القادر المقتدر المقدم المؤخر الأول الآخر الظاهر الباطن الولي المتعال البر التواب المنتقم العفو الرءوف مالك الملك ذو الجلال والإكرام المقسط الجامع الغني المغني المانع الضار النافع النور الهادي البديع الباقي الوارث الرشيد الصبور».
وللقزويني بلين: «إن لله تسعة وتسعين اسما مائة إلا واحدا، إنه وتر يحب الوتر، من حفظها دخل الجنة: الله الواحد الصمد الأول الآخر الظاهر الباطن الخالق البارئ المصور الملك الحق السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر الرحمن الرحيم اللطيف الخبير السميع البصير العليم العظيم (البارّ) (1) المتعالي الجليل الجميل الحي القيوم القادر القاهر العلي الحكيم القريب المجيب الغني الوهاب الودود الشكور الماجد الواجد الوالي (الرشيد) (2) الغفو الغفور الحليم الكريم التواب الرب المجيد الولي الشهيد المبين البرهان الرءوف الرحيم المبدئ المعيد الباعث الوارث القوي الشديد الضار النافع الباقي الواقي الخافض الرافع القابض الباسط المعز المذل المقسط الرزاق ذو القوة المتين القائم الدائم الحافظ الوكيل الناظر السامع المعطي المانع المحيي المميت الجامع الهادي الكافي الأبد العالم الصادق النور المنير التام القديم الوتر الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحدا»، قال: زهير فبلغنا عن غير واحد من أهل العلم أن أولها يفتح بقول لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، بيده الخير، وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله له الأسماء الحسنى (3).
_________
(1) في " أ ": الباري. والمثبت من " ب "، سنن ابن ماجه (3861).
(2) في " ب ": الراشد.
(3) الترمذي (3507) وقال: هذا حديث غريب، وقال الحافظ: ... وبينت هناك رجحان قول من قال: إن الرد مدرج من بعض رواة الخبر " نتائج الأفكار " (3/ 141)، وابن ماجه (3861) من طريق عبد الملك بن محمد الصنعاني وهو ضعيف لين الحديث، وقال الألباني: ضعيف بسرد الأسماء. انظر "ضعيف سنن الترمذي" (696).(4/54)
أدعية الصلاة(4/55)
9273 - أبو هريرة: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا كبر في الصلاة، سكت (هنية) (1) قبل أن يقرأ، فقلت: يا رسول الله بأبي أنت وأمي أرأيت سكوتك بين التكبير والقراءة ما تقول؟ قال «أقول: اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسلني من خطاياي بالثلج والماء والبرد» للشيخين وزاد أبو داود والنسائي في أول الدعاء: «اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت
[ص:56] بين المشرق والمغرب» (2).
_________
(1) في " أ ": هنيئة.
(2) البخاري (744)، ومسلم (598)، وأبو داود (781)، والنسائي (1/ 50 ـ 51).(4/55)
9274 - ابن عمر: بينما نحن نصلي مع النبي - صلى الله عليه وسلم - إذ قال رجل في القوم: الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرة وأصيلاً، فقال - صلى الله عليه وسلم -: «من القائل كلمة كذا وكذا؟» قال رجل من القوم: أنا يا رسول الله، قال: «عجبت لها، فتحت لها أبواب السماء» قال ابن عمر: فما تركتهن منذ سمعته يقول ذلك. لمسلم والترمذي والنسائي (1).
_________
(1) مسلم (601)، والترمذي (3592)، والنسائي (2/ 125).(4/56)
9275 - أنس: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي إذ جاء رجل وقد حفزه النفس، فقال: الله أكبر، الله أكبر الحمد لله كثيرا طيبا مباركا فيه، فلما قضى صلاته، قال: أيكم المتكلم بالكلمات؟ وأرمّ القوم، فقال: «إنه لم يقل بأسا». فقال الرجل: أنا يا رسول الله قلتها، فقال: «لقد رأيت اثني عشر ملكا يبتدرونها أيهم يرفعها». لمسلم وأبي داود والنسائي. (1)
_________
(1) مسلم (600)، وأبو داود (763)، والنسائي (2/ 132 ـ 133).(4/56)
9276 - جبير بن مطعم: أنه رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلّي فقال: «الله أكبر، الله أكبر كبيرا، الله أكبر كبيرا، الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا ثلاثا، وسبحان الله بكرة وأصيلا ثلاثا، أعوذ بالله من الشيطان من نفخه ونفثه وهمزه، قال: نفثه الشعر، ونفخه الكبر، وهمزه المؤتة» لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (764)، وأحمد (4/ 85)، وقال الحافظ: هذا حديث حسن " نتائج الأفكار " (1/ 412) وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (160).(4/56)
9277 - جابر: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا استفتح الصلاة كبر ثم قال: «إن صلاتي ومحياي) (1) ومماتي لله رب العالمين لا شريك
[ص:57] له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين، اللهم اهدني لأحسن الأعمال وأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، وقني سيء الأعمال وسيء الأخلاق لا يقي سيئها إلا أنت».للنسائي (2).
_________
(1) في " ب ": إن صلاتي ونسكي ومحياي.
(2) النسائي (2/ 129) وقال الحافظ " نتائج الأفكار " (1/ 411): رجاله ثقات، وصححه الألباني في "صحيح سنن أبي داود" (688).(4/56)
9278 - عائشة: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا افتتح الصلاة قال: «سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك، ولا إله غيرك». للترمذي وأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (776)، والترمذي (243)، وقال: هذا حديث لا نعرفه من حديث عائشة إلا من هذا الوجه وصححه الألباني في "صحيح سنن أبي داود" (702).(4/57)
9279 - سعد: أن رجلا جاء إلى الصلاة والنبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي، فقال حين انتهى إلى الصف: اللهم إني أسألك أفضل ما تؤتي عبادك الصالحين فلما سلّم - صلى الله عليه وسلم - قال: «من المتكلم آنفا؟» قال الرجل: أنا يا رسول الله، قال: «إذًا يعقر جوادك وتستشهد في سبيل الله» لرزين.(4/57)
9280 - علي: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا قام إلى الصلاة قال: «وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين، إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا من المسلمين، اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت، أنت ربي وأنا عبدك ظلمت نفسي واعترفت بذنبي، فاغفر لي ذنوبي جميعا لا يغفر الذنوب إلا أنت، واهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت، لبيك وسعديك والخير كله في يديك والشر ليس إليك، أنا بك وإليك تباركت وتعاليت أستغفرك وأتوب إليك». وإذا ركع قال: «اللهم لك ركعت وبك آمنت ولك أسلمت، خشع لك سمعي وبصري ومخي وعظمي وعصبي»، فإذا رفع رأسه قال: «اللهم ربنا لك الحمد ملء السموات والأرض وما بينهما، وملء ما شئت من شيء بعد» وإذا سجد قال: «اللهم لك سجدت بك آمنت ولك أسلمت، سجد وجهي للذي خلقه وصوره، وشق سمعه وبصره، تبارك الله أحسن الخالقين». ثم يكون من آخر ما يقول بين التشهد والتسليم: «اللهم اغفر لي ما
[ص:58] قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أسرفت وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت» لمسلم وأبي داود والترمذي والنسائي (1).
_________
(1) مسلم (771)، وأبو داود (760)، والترمذي (3442)، والنسائي (129 ـ 130).(4/57)
9281 - ابن عباس رفعه: «ألا وإني نهيت أن أقرأ القرآن راكعا وساجدا فأما الركوع فعظموا فيه الرب، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء، فقمن أن يستجاب لكم». لمسلم وأبي داود والنسائي. (1)
_________
(1) مسلم (479)، وأبو داود (876)، والنسائي (2/ 189 ـ 190).(4/58)
9282 - عوف بن مالك: قمت مع النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلما ركع مكث قدر سورة البقرة ويقول في ركوعه: «سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة». للنسائي (1).
_________
(1) النسائي (2/ 191)، وقال الحافظ: هذا حديث حسن " نتائج الأفكار " (2/ 74). وأبو داود نحوه (873) وصححه الألباني في "صحيح سنن أبي داود" (776).(4/58)
9283 - عائشة: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يكثر أن يقول: «سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي، يتأول القرآن». للشيخين، وأبي داود والنسائي (1).
_________
(1) البخاري (817)، ومسلم (484)، وأبو داود (877)، والنسائي (2/ 190).(4/58)
9284 - وعنها: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول في ركوعه وسجوده: «سبوح قدوس، رب الملائكة والروح». لمسلم وأبي داود والنسائي (1).
_________
(1) مسلم (487)، وأبو داود (872)، وأحمد (6/ 35)، والنسائي (2/ 190 ـ 191).(4/58)
9285 - عقبة بن عامر: {فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ} [الواقعة:74] قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «اجعلوها في ركوعكم»، ولما نزل {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} [الأعلى: 1]. قال: «اجعلوها في سجودكم» فكان - صلى الله عليه وسلم - إذا ركع قال: «سبحان ربي العظيم وبحمده ثلاثًا»، وإذا سجد قال: «سبحان ربي الأعلى وبحمده ثلاثًا». لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (869)، وضعفه الألباني في "ضعيف سنن أبي داود" (185).(4/58)
9286 - ابن أبي أوفى: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا رفع ظهره من الركوع قال: «سمع الله لمن حمده اللهم ربنا لك الحمد ملء السموات وملء الأرض وملء ما شئت من شيء بعد، اللهم طهرني بالثلج والبرد والماء البارد، اللهم طهرني من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس». لأبي داود والترمذي ومسلم بلفظه (1).
_________
(1) مسلم (476)،وأبو داود (846)،والترمذي (3547)،وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب.(4/59)
9287 - أبو سعيد: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا رفع رأسه من الركوع قال: «اللهم ربنا لك الحمد ملء السموات والأرض وملء ما شئت من شيء بعد، أهل الثناء والمجد أحق ما قال العبد وكلنا لك عبد، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد». لمسلم وأبي داود والنسائي (1).
_________
(1) مسلم (477)، وأبو داود (847)، والنسائي (2/ 198)، وأحمد (3/ 87).(4/59)
9288 - رفاعة بن رافع: كنا نصلي وراء النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلما رفع رأسه من الركعة قال: «سمع الله لمن حمده»، وقال رجل وراءه: ربنا ولك الحمد حمدًا كثيرا طيبا مباركا فيه، فلما انصرف قال: «من المتكلم؟» قال: أنا، قال: «رأيت بضعة وثلاثين ملكا يبتدرونها، أيهم يكتبها أول» (1).
_________
(1) البخاري (799)، وأبو داود (7701)، والنسائي (2/ 196)، وأحمد (4/ 340)، ومالك (1/ 186).(4/59)
9289 - وفي رواية: قال: صليت خلف النبي - صلى الله عليه وسلم - فعطست فقلت: الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه مباركًا عليه كما يحب ربنا ويرضى، فلما صلى انصرف فقال: من المتكلم في الصلاة؟ ثم قالها الثانية ثم الثالثة فلم يتكلم أحد، فقال رفاعة: أنا، قال: كيف قلت؟ قال: قلت: الحمد لله حمدا كثيرا طيبًا مباركًا فيه مباركًا عليه كما يحب ربنا ويرضى، فقال - صلى الله عليه وسلم - «والذي نفسي بيده لقد ابتدوها بضعة وثلاثون ملكا أيهم يصعد بها» للستة إلا مسلمًا (1).
_________
(1) أبو داود (773)، والترمذي (404)، وقال: حديث رفاعة حديث حسن، والنسائي (2/ 145) وحسنه الألباني في "صحيح سنن الترمذي" (331).(4/59)
9290 - أبو هريرة رفعه: «إذا قال الإمام: سمع الله لمن حمده فقولوا: اللهم ربنا لك الحمد، فإنه من وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه». للستة (1).
_________
(1) البخاري (796)، ومسلم (409)، وأبو داود (848)، والترمذي (267)، والنسائي (2/ 196)، وقال: هذا حديث حسن صحيح، ومالك (1/ 95).(4/60)
9291 - وعنه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول في سجوده: «اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجله أوله وآخره سره وعلانيته». لمسلم وأبي داود (1).
_________
(1) مسلم (483)، وأبو داود (878).(4/60)
9292 - عائشة: فقدت النبي - صلى الله عليه وسلم - من الفراش، فالتمسته فوقعت يدي في بطن قدميه وهو في المسجد وهما منصوبتان وهو يقول: «اللهم أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك» (1).
_________
(1) مسلم (486)، وأبو داود (879)، والترمذي (3493)، والنسائي (2/ 222 ـ 223)، ومالك (1/ 187).(4/60)
9293 - وفي رواية: «افتقدت النبي - صلى الله عليه وسلم - ذات ليلة فظننت أنه ذهب إلى بعض نسائه فتجسست ثم رجعت فإذا هو راكع أو ساجد يقول: «سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت، فقلت: بأبي وأمي، إني لفي شأن وإنك لفي آخر». للستة إلا البخاري (1).
_________
(1) مسلم (485)، والنسائي (2/ 223).(4/60)
9294 - ابن عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول بين السجدتين: «اللهم اغفر لي، وارحمني، واهدني، وعافني، وارزقني».للترمذي وأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (850)،والترمذي (284)،وصححه الألباني في "صحيح سنن الترمذي" (233).(4/60)
9295 - أبو هريرة رفعه: «إذا تشهد أحدكم فليستعذ بالله من أربع يقول: اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن شر فتنة المسيح الدجال». للشيخين وأبي داود والنسائي (1).
_________
(1) البخاري (1377)، ومسلم (588)، وأبو داود (983)، والنسائي (3/ 58).(4/60)
9296 - جابر: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول في صلاته بعد التشهد: «أحسن الكلام كلام الله وأحسن الهدي هدي محمد». للنسائي (1).
_________
(1) النسائي (3/ 58)، وقال الألباني في "صحيح سنن النسائي" (1243): صحيح الإسناد.(4/61)
9297 - ابن مسعود: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعلمهم من الدعاء بعد التشهد: «ألف اللهم على الخير بين قلوبنا، وأصلح ذات بيننا، واهدنا سبل السلام ونجنا من الظلمات إلى النور، وجنبنا الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وبارك لنا في أسماعنا وأبصارنا وقلوبنا وأزواجنا، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم، واجعلنا شاكرين لنعمك، قابليها وأتمها علينا». لرزين.(4/61)
9298 - معاذ: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أخذ بيده وقال: «يا معاذ، والله إني لأحبك أوصيك يا معاذ لا تدعن في كل صلاة أن تقول: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك». لأبي داود والنسائي (1).
_________
(1) أبو داود (1522)، وأحمد (5/ 244)، والنسائي (3/ 53) وقال الحافظ: هذا حديث صحيح " نتائج الأفكار " (2/ 297) وصححه الألباني في "صحيح سنن أبي داود" (1347).(4/61)
9299 - شداد بن أوس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول في صلاته: «اللهم إني أسألك الثبات في الأمر، والعزيمة على الرشد، وأسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك، وأسألك قلبا سليما ولسانا صادقا، وأسألك من خير ما تعلم وأعوذ بك من شر ما تعلم وأستغفرك لما تعلم» (1).
_________
(1) الترمذي (3407)، وقال: هذا حديث إنما نعرفه من هذا الوجه، وأحمد (4/ 125)، والنسائي (3/ 54) والحديث حسنه الحافظ في "نتائج الأفكار" (3/ 74ـ 77) وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1190).(4/61)
9300 - قيس بن عباد: صلى عمار بن ياسر بالقوم صلاة أخفها فكأنهم أنكروها، فقال: ألم أتم الركوع والسجود؟ قالوا: بلى. قال: أما إني دعوت فيها بدعاء كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يدعو به، اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق، أحيني ما علمتَ الحياة خيرًا لي، وتوفني إذا علمتَ الوفاة خيرًا لي، اللهم وأسألك خشيتك في الغيب والشهادة وأسألك كلمة الإخلاص في الرضا والغصب وأسألك القصد في الفقر والغنى، وأسألك نعيما لا ينفد، وأسألك الرضا بعد القضاء، وأسألك قرة عين لا تنقطع، وأسألك برد العيش بعد الموت، وأسألك لذة النظر إلى
[ص:62] وجهك والشوق إلى لقائك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة، اللهم زينا بزينة الإيمان واجعلنا هداة مهتدين. هما للنسائي (1).
_________
(1) النسائي (3/ 54، 55)، وأحمد (4/ 264)، وصححه الألباني في "صحيح سنن النسائي" (1237).(4/61)
9301 - عائشة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يدعو في الصلاة يقول: «اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات، اللهم إني أعوذ بك من المأثم والمغرم». فقال له قائل: ما أكثر ما تستعيذ من المغرم؟ فقال: «إن الرجل إذا غرم حدّث فكذب، ووعد فأخلف». للشيخين وأبي داود والنسائي (1).
_________
(1) البخاري (832)، ومسلم (589)، وأبو داود (880)، والنسائي (3/ 56 ـ 57)(4/62)
9302 - أبو بكر: قلت: يا رسول الله، علمني دعاء أدعو به في صلاتي قال: «قل: اللهم إني ظلمت نفسي ظلمًا كثيرًا ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم». للشيخين والترمذي والنسائي (1).
_________
(1) البخاري (834)، ومسلم (2705)، والترمذي (3531)، والنسائي (3/ 53).(4/62)
9303 - ابن عباس: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول ليلة حين فرغ من صلاته: «اللهم إني أسألك رحمة من عندك تهدي بها قلبي، وتجمع بها أمري وتلم بها شعثي، وترد بها غائبي وترفع بها شاهدي، وتزكي بها عملي وتلهمني بها رشدي، وترد بها ألفتي، وتعصمني بها من كل سوء، اللهم أعطني إيمانا ويقينا ليس بعده كفر، ورحمة أنال بها شرف كرامتك في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك الفوز في القضاء و (نزل) (1) الشهداء وعيش السعداء والنصر على الأعداء، اللهم إني أنزل بك حاجتي وإن قصر رأيي وضعف عملي وافتقرت إلى رحمتك، فأسألك يا قاضي الأمور ويا شافي الصدور كما تجير بين البحور، أن تجيرني من عذاب السعير، ومن دعوة الثُّبور ومن فتنة القبور، اللهم وما قصّر عنه رأيي ولم تبلغه مسألتي ولم تبلغه نيتي، من خير وعدّته أحدًا من خلقك أو خير أنت معطيه أحدًا من عبادك فإني راغب إليك فيه، وأسألك برحمتك يا رب العالمين، اللهم يا ذا الحبل الشديد والأمر الرشيد، أسألك
[ص:63] الأمن يوم الوعيد والجنة يوم الخلود، مع المقربين الشهود الرُّكع السجود، الموفين بالعهود إنك رحيم ودود، إنك تفعل ما تريد، اللهم اجعلنا هادين مهتدين غير ضالين ولا مضلِّين، سلمًا لأوليائك حربا لأعدائك، نحب بحبك من أحبَّك ونعادي بعداوتك من خالفك، اللهم هذا الدعاء وعليك الإجابة، اللهم هذا الجهد وعليك التُّكلان، اللهم اجعل لي نورًا في قلبي، ونورًا في قبري، ونورًا من بين يدي، ونورًا من خلفي، ونورًا عن يميني، ونورًا عن شمالي، ونورًا من فوقي ونورًا من تحتي، ونورًا في سمعي، ونورًا في بصري، ونورًا في شعري، ونورًا في بشري، ونورًا في لحمي ونورًا في دمي ونورًا في مخي ونورًا في عظامي، اللهم أعظم لي نورًا، وأعطني نورًا، واجعل لي نورًا.
سبحان الذي تعطّف بالعز وقال به، سبحان الذي لبس المجد وتكرّم به، سبحان الذي لا ينبغي التسبيح إلا له، سبحان ذي الفضل والنعم، سبحان ذي المجد والكرم، سبحان ذي الجلال والإكرام». للترمذي (2).
_________
(1) في " أ ": نزول.
(2) الترمذي (3419)، وقال: هذا حديث غريب، وضعفه الألباني في "ضعيف سنن الترمذي" (445 ـ 447).(4/62)
9304 - ثوبان: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا سلم يستغفر الله ثلاثا ويقول: «اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام» قيل للأوزاعي كيف الاستغفار؟ قال: يقول: استغفر الله استغفر الله. لمسلم وأبي داود والترمذي والنسائي (1).
_________
(1) لمسلم (591) ولأبي داود (1513)، والترمذي (300) وقال: هذا حديث حسن صحيح، والنسائي (3/ 68 ـ 69).(4/63)
9305 - ابن الزبير: كان يقول في دبر كل صلاة حين يسلم: «لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا حول ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه، له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون» وقال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يهلل بهن دبر كل صلاة. لمسلم وأبي داود والنسائي (1).
_________
(1) مسلم (594)، وأبو داود (1506)، والنسائي (3/ 70).(4/63)
9306 - كعب بن عجرة رفعه: «معقبات لا يخيب قائلهن أو فاعلهنّ دبر كل صلاة ثلاث وثلاثون تسبيحة وثلاث وثلاثون تحميدة وأربع وثلاثون تكبيرة». لمسلم والترمذي والنسائي (1).
_________
(1) مسلم (596)، والترمذي (3412)، والنسائي (3/ 75).(4/64)
9307 - زيد بن ثابت: أن رجلا من الأنصار قيل له في منامه أمركم النبي - صلى الله عليه وسلم - أن تسبّحوا دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين، وتحمدوا ثلاثا وثلاثين وتكبروا أربعا وثلاثين؟ قال: نعم، قال: فاجعلوها خمسًا وعشرين، واجعلوا فيها التهليل، فلما أصبح أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكر ذلك له، فقال: «اجعلوها كذلك» (1).
_________
(1) النسائي (3/ 76)، وصححه الألباني في "صحيح سنن النسائي" (1279).(4/64)
9308 - أبو هريرة رفعه: «من سبّح في دبر صلاة الغداة مائة تسبيحة وهلَّل مائة تهليلة غُفرت ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر». هما للنسائي (1).
_________
(1) النسائي (3/ 78 - 79)، وصححه الألباني في "صحيح سنن النسائي" (1282).(4/64)
9309 - وعنه: أن فقراء المهاجرين أتوا النبيّ - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: قد ذهب أهل الدثور بالدرجات العلا والنعيم المقيم، فقال: «وما ذاك» (1) قالوا: يُصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ويتصدقون ولا نتصدق ويعتقون ولا نعتق، فقال - صلى الله عليه وسلم -: «أفلا أعلِّمكم شيئًا تدركون به من سبقكم وتسبقون به من بعدكم ولا يكون أحدٌ أفضل منكم إلا من صنع مثل ما صنعتم» قالوا: بلى يا رسول الله، قال: «تسبحون وتكبرون وتحمدون دبر كل صلاة ثلاثًا وثلاثين» قال أبو صالح فرجع فقراء المهاجرين إليه - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: سمع إخواننا أهلُ الأموال بما فعلنا ففعلوا مثله،
[ص:65] فقال: «ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء»، قال سُميّ: فحدثت بعض أهلي بهذا الحديث فقال: وهمت إنما قال لك تسبِّح ثلاثًا وثلاثين وتحمد الله ثلاثًا وتكبِّر الله أربعًا وثلاثين، فرجعت إلى أبي صالح فقلت له ذلك، فأخذ بيدي وقال: الله أكبر وسبحان الله والحمد لله، الله أكبر وسبحان الله والحمد لله حتى تبلغ من جميعهن ثلاثًا وثلاثين (2).
_________
(1) غير مقروءة في " أ "، والصواب ما أثبتناه.
(2) البخاري (843)، ومسلم (595)، وأبو داود (1504).(4/64)
9310 - وفي رواية: «تسبحون في دبر كلِّ صلاة عشرًا وتحمدون عشرًا وتكبرون عشرًا» (1).
_________
(1) البخاري (6329)، ومسلم (595)، وأبو داود (1504)، ومالك (1/ 184).(4/65)
9311 - وفي أخرى: «إحدى عشرة إحدى عشرة إحدى عشرة» (1).
_________
(1) لمسلم (595).(4/65)
9312 - وفي أخرى: «من سبَّح دبر كل صلاة ثلاثًا وثلاثين وكبَّر ثلاثًا وثلاثين, وحمد ثلاثًا وثلاثين، وختم المائة بلا إله إلا إله الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كلِّ شيء قدير، غُفرت ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر». للشيخين والموطأ وأبي داود (1).
_________
(1) مسلم (597)، أبو داود (1504)، ومالك (1/ 184).(4/65)
9313 - زيد بن أرقم: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول دبر كلِّ صلاة: «اللهم ربنا ورب كل شيء أنا شهيد (أنك أنت الربُّ وحدك لا شريك لك، اللهم ربنا ورب كل شيء
[ص:66] أنا شهيد أن محمدا عبدك ورسولك) (1)، اللهم ربنا ورب كل شيء أنا شهيد أن العباد كلهم إخوة، اللهم ربنا ورب كل شيء اجعلني مخلصًا لك وأهلي في كل ساعة من الدنيا والآخرة يا ذا الجلال والإكرام، اسمع واستجب الله أكبر الأكبر اللهم نور السموات والأرض، الله أكبر الأكبر، حسبي الله ونعم الوكيل الله أكبر الأكبر». لأبي داود (2).
_________
(1) سقط من " ب ".
(2) أبو داود (1508)، وضعفه الألباني في "ضعيف سنن أبي داود" (325).(4/65)
9314 - عقبة بن عامر: أمرني النبي - صلى الله عليه وسلم - أن أقرأ بالمعوذات دبر كل صلاة. لأبي داود والنسائي (1).
_________
(1) أبو داود (1523)، وأحمد (4/ 155)، والنسائي (3/ 68) وقال الألباني: صحيح. انظر "صحيح سنن أبي داود" (1348).(4/66)
9315 - البراء: كنا إذا صلينا خلف النبي - صلى الله عليه وسلم - أحببنا أن نكون عن يمينه يقبل علينا بوجهه، فسمعته يقول: «ربِّ قني عذابك يوم تبعث عبادك - أو - تجمع عبادك» لمسلم (1).
_________
(1) مسلم (709).(4/66)
9316 - عطاء بن أبي مروان، عن أبيه: أن كعب بن مانع حلف له بالله الذي فلق البحر لموسى إنا لنجد في التوراة أن داود نبي الله كان إذا انصرف من صلاته قال: «اللهم أصلح لي ديني الذي جعلته لي عصمةً، وأصلح لي دنياي التي جعلت َ فيها معاشي، اللهم أعوذ برضاك من سخطك، أعوذ بعفوك من نقمتك، وأعوذ بك منك، لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت, ولا ينفع ذا الجد منك الجدُّ».
وحدثني كعب أن صهيبًا حدثه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقولهنَّ عند انصرافه من الصلاة «اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر وعذاب القبر». للترمذي والنسائي (1).
_________
(1) النسائي (3/ 73)، وقال الحافظ: هذا حديث حسن " نتائج الأفكار " (2/ 335).(4/66)
9317 - أبو بكرة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول دبر كل صلاة: «اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر وعذاب القبر». للترمذي والنسائي مطولا (1).
_________
(1) الترمذي (3503)، والنسائي (3/ 73 ـ 74)، وأحمد (5/ 36) وقال الحافظ ابن حجر: هذا حديث حسن "نتائج الأفكار " (2/ 307).وصححه الألباني في "صحيح سنن النسائي" ( ... ).(4/66)
9318 - أنس رفعه: «من قال قبل صلاة الغداة يوم الجمعة ثلاث مراتٍ: أستغفر الله الذي الذي لا إله إلا هو الحيُّ وأتوب إليه غفرت له ذنوبه وإن كان أكثر من زبد البحر». للأوسط بضعف (1).
_________
(1) "الأوسط" (7717)، قال الهيثمي (2/ 171): فيه عبد العزيز بن عبد الرحمن البالسي وهو ضعيف جدا. قال الحافظ ابن حجر: هذا حديث غريب أو سنده ضعيف جدًّا " نتائج الأفكار " (1/ 375).(4/67)
9319 - أبو ذر رفعه: «من قال في دبر صلاة الفجر وهو ثانٍ رجليه قبل أن يتكلم: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير عشر مراتٍ، كتب الله له عشر حسناتٍ ومحا عنه عشر سيئاتٍ، ورفع له عشر درجاتٍ وكان يومه ذلك كله في حرز من كلِّ مكروه، وحُرس من الشيطان، ولم ينبغ لذنب أن يدركه في ذلك اليوم إلا الشرك بالله» للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (3474)، وقال الحافظ ابن حجر: هذا حديث حسن غريب. "نتائج الأفكار " (2/ 321). وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (472) حسن لغيره.(4/67)
9320 - أم سلمة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول في دُبر الفجر: «اللهم إني أسألك علمًا نافعًا وعملًا متقبلًا ورزقًا طيبًا» (1). لرزين.
_________
(1) وقال الحافظ ابن حجر في هذا الحديث: هذا حديث حسن " نتائج الأفكار " (2/ 411). أحمد (6/ 318).(4/67)
9321 - مسلم بن الحارث: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أسرَّ إليه فقال: «إذا انصرفت من صلاة المغرب فقل: اللهم أجرني من النار سبع مرات قبل أن تكلَّم أحدًا، فإنك إذا قلت ذلك ثم متَّ في ليلتك كُتب لك جوار منها، وإذا صليت الصبح فقل ذلك فإنك إن متَّ من يومك كُتب لك جوار منها».
قال الحارث بن مسلم: أسرّها - صلى الله عليه وسلم - ونحن نخصُّ بها إخواننا. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (5079)، وقال الحافظ ابن حجر: هذا حديث حسن. " نتائج الأفكار " (2/ 326) وضعفه الألباني في "ضعيف سنن أبي داود" (1083).(4/67)
9322 - عمارة بن شبيب رفعه: «من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير عشر مرات على إثر المغرب، بعث الله له مسلحة يحفظونه من الشيطان حتى يصبح، وكتب له بها عشر حسناتٍ موجبات، ومحا عنه عشر سيئات موبقاتٍ، وكانت له بعدل عشر رقبات مؤمناتٍ» للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (3534)، وأحمد (5/ 420)، وقال: هذا حديث حسن غريب، وقال الحافظ: هذا حديث حسن. نتائج الأفكار" (3/ 17) وحسنه الألباني في "صحيح سنن الترمذي" (2800).(4/67)
9323 - أبو أمامة رفعه: «من قرأ آية الكرسيِّ دبر كلَّ صلاة مكتوبةٍ لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموتَ» (1).
_________
(1) "الأوسط" (8068)،وقال الهيثمي: الطبراني في "الكبير" و"الأوسط" (10/ 105) بأسانيد وأحدها جيد. قال الحافظ: هذا حديث حسن غريب."نتائج الأفكار" (2/ 296) وصححه الألباني في صحيح الجامع (6464).(4/68)
9324 - وفي رواية: «وژ ? ? ? ?ژ». للكبير والأوسط (1).
_________
(1) "الكبير" (7532)، وقال الهيثمي (10/ 105)، بأسانيد وأحدها جيد، وقال الحافظ: هذا حديث حسن غريب. " نتائج الأفكار " (2/ 294).(4/68)
9325 - حسن بن علي رفعه: «من قرأ آية الكرسي دبر الصلاة المكتوبة كان في ذمة الله إلى الصلاة الأخرى». للكبير (1).
_________
(1) "الكبير" (2733)، وقال الهيثمي (10/ 105): إسناده حسن، وقال الحافظ: هذا حديث غريب وفي سنده ضعف. " نتائج الأفكار " (2/ 296). وضعفه الألباني في ضعيف الترغيب والترهيب (985).(4/68)
9326 - أنس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا سلَّم قال: «اللهم اجعل خير عمري آخره، اللهم اجعل خواتم عملي (رضوانك) (1)، اللهم اجعل خير أيامي يوم لقاك» للأوسط بضعف (2).
_________
(1) في " الأصل ": رضوانه. والمعنى غير مستقيم، والمثبت من الطبراني والهيثمي.
(2) " الأوسط " (9411)، وقال الهيثمي (10/ 113) وفيه: أبو مالك النخعي وهو ضعيف
وقال الحافظ: قال الطبراني: لم يروه عن أبي المحجل إلا أبو مالك، ولا عن عبد الملك إلا أبو النضر، وتفرد به أبو النضر ثم قال: ورواية أبي النضر أولى. "نتائج الأفكار " (2/ 308).(4/68)
9327 - ابن عباس: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا قام من الليل يتهجد قال: «اللهم ربنا لك الحمد أنت قيم السموات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت نور السموات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد، أنت ملك السموات والأرض ومن فيهنَّ، ولك الحمد أنت الحقُّ ووعدك الحقُّ ولقاؤك حقٌّ وقولك حقٌّ، والجنة حقٌّ، والنار حقٌّ، والنبيون حقٌّ، ومحمدٌ حقٌّ، والساعة حقٌّ، اللهم لك أسلمت وبك آمنت، وعليك توكلت وإليك أنبت، وبك خاصمت، وإليك حاكمت، فاغفر لي ما قدمتُ وما أخرتُ وما أسررت ُ وما أعلنت ُ وما أنت أعلم به مني، أنت المقدِّم وأنت المؤخر، لا إله إلا أنت ولا إله غيرك». للستة (1).
_________
(1) البخاري (1120)، ومسلم (769)، وأبو داود (771)، والترمذي (3418)، والنسائي (3/ 209 ـ 210)، ومالك (1/ 188).(4/68)
9328 - عائشة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا قام من الليل، افتتح صلاته: «اللهم ربَّ جبريل وميكائيل وإسرافيل {قُلِ اللهمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنتَ
[ص:69] تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} [الزمر: 46]، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم».لمسلم وأصحاب السنن (1).
_________
(1) مسلم (770)،وأبو داود (767)،والترمذي (3420)،والنسائي (3/ 212ـ 213)، وأحمد (6/ 156).(4/68)
9329 - شريق الهوزني: أنه سأل عائشة بم كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يفتتح إذا أهبَّ من الليل؟ فقالت: لقد سألتني عن شيء ما سألني عنه أحد قبلك، كان إذا أهبَّ من الليل كبر الله عشرًا وحمد الله عشرًا وقال: «سبحان الله وبحمده عشرًا»،وقال: «سبحان الملك القدوس عشرًا»، واستغفر عشرًا وهلل الله عشرًا» ثم قال: «إني أعوذ بك من ضيق الدنيا وضيق يوم القيامة (1)» ثم يفتتح الصلاة. لأبي داود (2).
_________
(1) في "ب ": يوم القيامة عشرًا.
(2) أبو داود (5058) وقال الحافظ ابن حجر: هذا حديث حسن " نتائج الأفكار "
(1/ 120) قال الألباني في "صحيح أبي داود" (4242): حسن صحيح.(4/69)
9330 - وله وللنسائي عن عاصم بن حميد: أنه سأل عائشة بأيّ شيء كان - صلى الله عليه وسلم - يفتتح قيام الليل؟ قالت: سألتني عن شيء ما سألني عنه أحد قبلك، كان إذا قام كبَّر عشرًا، وحمد الله عشرًا، وسبح عشرًا، وهلل عشرًا، واستغفر عشرًا وقال: «اللهم اغفر لي واهدني وارزقني وعافني»، وكان يتعوذ من ضيق المقام يوم القيامة (1).
_________
(1) أبو داود (766)، والنسائي (3/ 209)، وقال الحافظ: رجاله موثقون وسنده أقوى " نتائج الأفكار " (2/ 122).قال الألباني في "صحيح سنن النسائي" (1525): حسن صحيح.(4/69)
9331 - أبو سعيد: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا قام من الليل كبَّر ثم يقول: «سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدُّك ولا إله غيرك» ثم يقول: «الله أكبر كبيرا» ثم يقول: «أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه». لأصحاب السنن (1).
_________
(1) أبو داود (775)، والنسائي (2/ 132)، والترمذي (242) والنسائي (2/ 132) مختصرًا، وابن ماجه (804) قال الحافظ ابن حجر: هذا حديث حسن." نتائج الأفكار " (1/ 417)، وصححه الألباني في "صحيح سنن الترمذي" (201).(4/69)
9332 - أنس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرَّ بأعرابي وهو يدعو في صلاته وهو يقول: يا من لا تراه العيون، ولا تخالطه الظنون، ولا يصفه الواصفون، ولا تغيِّره الحوادث ولا يخشى الدوائر، يعلم مثاقيل الجبال ومكاييل البحار، وعدد قطر الأمطار، وعدد ورق الأشجار، وعدد ما أظلم عليه الليل وأشرق عليه النهار، ولا
[ص:70] تواري منه سماءُ سماءَ، ولا أرضٌ أرضًا، ولا بحر إلا يعلم ما في قعره، ولا جبل إلا يعلم ما في وعره، اجعل خير عمري آخره، وخير عملي خواتمه وخير أيامي يوم ألقاك فيه، فوكَّل النبي - صلى الله عليه وسلم - بالأعرابي رجلاً فقال: إذا صلَّى فائتني به، فلما صلَّى أتاه وقد كان أهدي له ذهبٌ من بعض المعادن، فلما أتاه الأعرابي وهب له الذهب وقال: «ممن أنت يا أعرابي؟» قال: من بني عامر بن صعصعة، قال: «هل تدري لم وهبت لك الذهب؟» قال: للرحم بيننا وبينك، قال: «إن للرحم حقًّا ولكن وهبت لك الذهب بحسن ثنائك على الله تعالى». للأوسط (1).
_________
(1) " الأوسط " (9448)، وقال الهيثمي (10/ 160 ـ 161) رجاله رجال الصحيح، غير عبد الله بن محمد بن أبي عبد الرحمن الأذرمي، وهو ثقة.(4/69)
أدعية الصباح والمساء والنَّوم والانتباه(4/70)
9333 - أبو هريرة: أن أبا بكر قال: يا رسول الله، مرني بكلماتٍ أقولهنَّ إذا أمسيتُ وإذا أصبحتُ، قال: قل: «اللهم فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة ربَّ كلِّ شيء ومليكه، أشهد أن لا إله إلا أنت أعوذ بك من شر نفسي وشرِّ الشيطان وشركه، قال: قلها إذا أصبحتَ وإذا أمسيتَ، وإذا أخذت مضجعك» للترمذي وأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (5067)، والترمذي (3392) وقال: هذا حديث حسن صحيح، وقال الحافظ: هذا حديث حسن " نتائج الأفكار " (2/ 365)، وصححه الألباني في "صحيح سنن الترمذي" (2701).(4/70)
9334 - أبو عياش رفعه: «من قال إذا أصبح لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، كان له عدل عتق رقبةٍ من ولد إسماعيل، وكُتب له عشر حسناتٍ وحُطَّ عنه عشرُ سيئات ورُفع له عشر درجات، وكان في حرز من الشيطان حتَّى يمسي، فإن قالها إذا أمسى، كان له مثل ذلك حتَّى يصبح»، قال حماد: فرأى رجلٌ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - في النوم فقال له: إن أبا عياش يُحدِّث عنك بكذا وكذا، قال: «صدق أبو عياش» لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (5077)، ابن ماجه (3867)، وصححه الألباني في "صحيح سنن أبي داود" (4240). وقال الحافظ: هذا حديث صحيح "نتائج الأفكار" (2/ 386).(4/70)
9335 - أنس رفعه: «من قال حين يصبح أو حين يمسي: اللهم إني أصبحت أشهدك وأشهد حملة عرشك وملائكتك
[ص:71] وجميع خلقك، أنك أنت الله الذي لا إله إلا أنت، وأنَّ محمدًا عبدُك ورسولك، أعتق الله ربعه من النار، فمن قالها مرتين، أعتق الله نصفه من النار، فمن قالها ثلاثًا، أعتق الله ثلاثة أرباعه من النار، فإن قالها أربعًا، أعتقه من النار». للترمذي وأبي داود بلفظه (1).
_________
(1) أبو داود (5069)، والترمذي (3501)، وضعفه الألباني في "ضعيف سنن أبي داود" (1080)، وقال الحافظ (1077): هذا حديث حسن غريب " نتائج الأفكار " (2/ 375).(4/70)
9336 - أبو هريرة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يُعلِّم أصحابه يقول: «إذا أصبح أحدكم فليقل: اللهم بك أصبحنا وبك نحيا وبك نموت وإليك (المصير) (1)، وإذا أمسى فليقل: بك أمسينا، وبك نحيا وبك نموت وإليك المصير». لأبي داود والترمذي بلفظه (2).
_________
(1) ورد في هامش " أ ": لعله النشور.
(2) أبو داود (4744)، والترمذي (3391) وصححه الألباني في "صحيح سنن الترمذي" (2700)، وقال الحافظ (1077): هذا حديث صحيح غريب. " نتائج الأفكار "
(2/ 350).(4/71)
9337 - ابن مسعود: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول إذا أمسى: «أمسينا وأمسى الملك لله والحمد لله لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، ربِّ أسألك خير ما في هذه الليلة وخير ما بعدها، وأعوذ بك من شرِّ ما في هذه الليلة وشرِّ ما بعدها، ربِّ أعوذ بك من الكسل وسوء الكبر، ربّ أعوذ بك من عذاب النار وعذاب القبر». وإذا أصبح قال ذلك أيضًا: «أصبحنا وأصبح الملك لله». لمسلم والترمذي وأبي داود (1).
_________
(1) مسلم (2723)، والترمذي (3390)، وأبو داود (5071).(4/71)
9338 - بعض بنات النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال لها: «قولي حين تصبحين: «سبحان الله وبحمده ولا قوة إلا بالله، ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، أعلم أن الله على كلِّ شيء قدير وأن الله قد أحاط بكلِّ شيء علمًا من قالهنَّ حين يصبح حفظ حتى يمسي، ومن قالها حين يمسي حفظ حتى يصبح» (1).
_________
(1) أبو داود (5075)، وقال الحافظ: هذا حديث غريب. " نتائج الأفكار " (2/ 396). وضعفه الألباني في "ضعيف سنن أبي داود" (1080).(4/71)
9339 - أنس رفعه: «من قال: إذا أصبح وإذا أمسى: رضينا بالله ربًّا وبالإسلام دينًا وبمحمد رسولًا، كان حقًّا على الله أن يرضيه» (1).
_________
(1) أبو داود (5072) قال الألباني: ضعيف، وأخرجه ابن ماجه (3870)، وقال الحافظ: هذا حديث حسن " نتائج الأفكار " (2/ 371) ضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (1078).(4/71)
9340 - بُريدة رفعه: «من قال حين يصبح أو حين يمسي: اللهم أنت ربِّي لا إله إلا أنت خلقتني، وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك عليَّ وأبوء بذنبي فاغفر لي؛ فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، فمات من يومه أو ليلته دخل الجنة» (1).
_________
(1) أحمد (5/ 356)، وأبو داود (5070) وقال الحافظ: هذا حديث صحيح " نتائج الأفكار " (2/ 341).وصححه الألباني في "صحيح سنن أبي داود" (4237) وأخرجه ابن ماجه (3872).(4/72)
9341 - عبد الله بن غنام البياضيّ رفعه: «من قال حين يصبح اللهم ما أصبح بي من نعمة أو بأحد من خلقك فإنها منك وحدك لا شريك لك، لك الحمد ولك الشكر، فقد أدى شكر يومه، ومن قال مثل ذلك حين يمسي فقد أدى شكر ليلته» (1).
_________
(1) أبو داود (5073)، وقال الحافظ: هذا حديث حسن " نتائج الأفكار" (2/ 380) ضعفه الألباني في "ضعيف سنن أبي داود" (1079).(4/72)
9342 - ابن عمر: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يكن يَدَعُ هؤلاء الكلمات حين يصبح وحين يمسي: «اللهم إني أسألك العفو (1) والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي، وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي، وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي» (2).
_________
(1) في " ب ": اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة.
(2) أبو داود (5074) وقال الحافظ: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث عبادة بهذا السند " نتائج الأفكار " (2/ 381 ـ 382)، صححه الألباني في "صحيح سنن أبي داود" (4239)، وأخرجه ابن ماجه (387).(4/72)
9343 - ابن عباس رفعه: «من قال حين يصبح {وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيّاً وَحِينَ تُظْهِرُونَ} إلى {وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ} [الروم: 18، 19] أدرك ما فاته يومه ذلك، ومن قالهنَّ حين يمسي أدرك ما فاته في ليلته» (1).
_________
(1) أبو داود (5076)، وقال الحافظ: هذا حديث غريب. "نتائج الأفكار " (2/ 391 ـ 392) وقال الألباني في "ضعيف سنن أبي داود" (1081): ضعيف جدًّا.(4/72)
9344 - أبو مالك قالوا: يا رسول الله، حدثنا بكلمة نقولها إذا أصبحنا وأمسينا واضطجعنا، قال: قولوا: «اللهم فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة، أنت ربُّ كل شيء والملائكة يشهدون أنك لا إله إلا أنت، فإنا نعوذ بك
[ص:73] من شر أنفسنا، ومن شر الشيطان الرجيم وشركه، وأن نقترف سوءا أو نجره إلى مسلم» (1).
_________
(1) أبو داود (5083)، وقال الحافظ: هذا حديث غريب من هذا الوجه. " نتائج الأفكار " (2/ 364) وضعفه الألباني في "ضعيف سنن أبي داود" (1086).(4/72)
9345 - وقال: «إذا أصبح أحدكم فليقل: أصبحنا وأصبح الملك لله ربِّ العالمين، اللهم إني أسألك خير هذا اليوم فتحه ونصره ونوره وبركته وهداه وأعوذ بك من شر ما فيه وشر ما بعده، ثم إذا أمسى فليقل مثل ذلك» (1).
_________
(1) أبو داود (5084)، وقال الحافظ: هذا حديث غريب. " نتائج الأفكار " (2/ 388) وضعفه الألباني في "ضعيف سنن أبي داود" (1087).(4/73)
9346 - أبو ذر: كان يقول «من قال حين يصبح: اللهم ما حلف من حالف، أو نذرت من نذر، أو قلت من قول: فمشيئتك بين يدي ذلك كله ما شئت كان وما لم تشأ لم يكن، اللهم اغفر وتجاوز لي عنه، اللهم من صليت عليه فعليه صلاتي، ومن لعنته فعليه لعنتي، كان من استثناء يومه ذلك». هي لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (5087)، وقال الألباني: ضعيف الإسناد موقوف، وضعفه الألباني في "ضعيف سنن أبي داود" (1088)(4/73)
9347 - أبان بن عثمان، عن أبيه رفعه: «من قال حين يصبح: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مراتٍ، لم يصبه في يومه فجأة بلاءٍ، ومن قالها حين يمسي لم يصبه فجأة بلاء في ليلته» ثم ابتلي أبان (بالفالج) (1) فرآى رجلًا حدَّثه بهذا الحديث ينظر إليه، فقال مالك تنظر إليَّ؟ فوالله ما كذبت على عثمان ولا كذب عثمان علي النبي - صلى الله عليه وسلم - لكن نسيت اليوم الذي أصابني هذا فلم أقله ليمضي الله قدره» (2).
_________
(1) في " ب ": بإلقاء ريح.
(2) أبو داود (5088)، والترمذي (3388) وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب، وأحمد (1/ 62)، وقال الحافظ: هذا حديث حسن. " نتائج الأفكار " (2/ 367) وحسنه الترمذي في "صحيح سنن الترمذي " (2698).(4/73)
9348 - عبد الله بن حبيب: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له «اقرأ: قل هو الله أحد والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاث مرات، تكفيك من كلِّ شيء» هما لأبي داود والترمذي بلفظه (1).
_________
(1) أبو داود (5082)، والترمذي (3575) وقال: وهذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه، وقال الحافظ: هذا حديث حسن. " نتائج الأفكار " (2/ 345)، وحسنه الألباني في "صحيح سنن الترمذي" (2829).(4/73)
9349 - أبو هريرة رفعه: «من قال حين يصبح: سبحان الله العظيم وبحمده مائة مرة، وإذا أمسى كذلك، لم يواف أحد من الخلائق مثلما وافى». للشيخين وأبي داود (1).
_________
(1) البخاري (6404، 6405)، ومسلم (2692)، وأبو داود (5091)، وأحمد (2/ 371)(4/74)
9350 - أم سلمة: علِّمني النبي - صلى الله عليه وسلم - أن أقول إذا أمسيت: «اللهم هذا استقبال ليلك، وإدبار نهارك وأصوات دعاتك وحضور صلواتك، أسألك أن تغفر لي». لأبي داود والترمذي بلفظه (1).
_________
(1) أبو داود (530)، والترمذي (3589)، وقال الحافظ: هذا حديث غريب. " نتائج الأفكار" (3/ 11) وضعفه الألباني في "ضعيف سنن الترمذي" (724).(4/74)
9351 - عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول إذا أصبح:
«أصبحنا على فطرة الإسلام وكلمة الإخلاص وعلى دين نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - وعلى ملة أبينا إبراهيم حنيفًا مسلما وما كان من المشركين». لرزين.(4/74)
9352 - زيد بن ثابت: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - علَّمه دعاء وأمره أن يتعاهد به أهله كلَّ يوم «قال: قل حين تصبح: لبيك اللهم لبيك. لبيك وسعديك، والخير في يديك، ومنك وبك وإليك اللهم ما قلت من قول أو نذرت من نذر أو حلفت من حلف فمشيئتك بين يديه، ما شئتَ كان وما لم تشأ لم يكن ولا حول ولا قوة إلا بك إنك على كلِّ شيء قدير، اللهم وما صليت من صلاة تشأ لم يكن ولا حول ولا قوة إلا بك إنك على كل شيء قدير، اللهم وما صليت من صلاة فعلى من صليت، وما لعنت من لعنة فعلى من لعنت، إنك أنت وليًّ في الدنيا والآخرة توفَّني مسلمًا وألحقني بالصالحين، أسألك اللهم الرضا بالقضاء، وبرد العيش بعد الموت، ولذة النظر إلى وجهك وشوقًا إلى لقائك في غير ضرَّاء مضرة، ولا فتنة مضَّلة، أعوذ بك اللهم أن أظلم أو أظلم أو أعتدي أو يعتدى علي، أو أكتسب خطيئة (مخطئة) (1) أو ذنبًا لا يغفر، اللهم فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة ذا الجلال والإكرام، فإني أعهد إليك في هذه الحياة الدنيا، وأشهدك وكفى بالله شهيدًا أني أشهد أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، لك الملك ولك الحمد، وأنت على كل شيء قدير، وأشهد أن محمدًا عبدك ورسولك، وأشهد أن وعدك حق ولقاءك حق والجنة حق
[ص:75] والساعة آتية لا ريب فيها وأنك تبعث من في القبور، وأشهد أنك إن تكلني إلى نفسي تكلني إلى ظليعة وعورة وذنب وخطيئة، وإني لا أثق إلا برحمتك فاغفر لي ذنبي كله إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، وتب علي إنك أنت التواب الرحيم».
لأحمد والكبير (2).
_________
(1) في " ب ": محبطة.
(2) أحمد (5/ 191)، والطبراني في "الكبير" (4803)،وقال الهيثمي (10/ 116) وأحد إسنادي الطبراني رجاله وثقوا، وفي بقية الأسانيد أبو بكر بن أبي مريم وهو ضعيف. وضعفه الألباني في ضعيف الترغيب والترهيب (397).(4/74)
9353 - ابن عمر: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول إذا أخذ مضجعه: «الحمد لله الذي كفاني وآواني وأطعمني وسقاني، والحمد لله الذي منَّ علي فأفضل والذي أعطاني فأجزل، الحمد لله علي كل حال، اللهم رب كل شيء ومليكه أعوذ بالله من النار». لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (5058) وقال الحافظ: هذا حديث حسن " نتائج الأفكار " (3/ 67) وقال الألباني في "صحيح سنن أبي داود" (4229): صحيح الإسناد.(4/75)
9354 - وعنه أنه أمر رجلًا قال: إذا أخذت مضجعك قل: «اللهم أنت خلقت نفسي وأنت تتوفَّاها، لك مماتها ومحياها، إن أحييتها فاحفظها، وإن أمتها فاغفر لها، اللهم إني أسألك العفو والعافية». فقيل له: سمعت هذا من عمر؟ قال: سمعته من خير من عمر؛ من النبي - صلى الله عليه وسلم -. لمسلم (1).
_________
(1) مسلم (2712).(4/75)
9355 - أنس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أوى إلى فراشه قال: «الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا فكم ممن لا كافي له ولا مأوي له» لمسلم والترمذي وأبي داود (1).
_________
(1) مسلم (2715)، وأبو داود (5053)، والترمذي (3396).(4/75)
9356 - شداد بن أوس رفعه: «اللهم إني أسألك الثبات في الأمر، وأسألك عزيمة الرشد، وأسألك شكر نعمتك، وأسألك لسانًا صادقًا وقلبًا سليمًا، وأعوذ بك من شر ما تعلم وأسألك من خير ما تعلم، وأستغفرك مما تعلم إنك علام الغيوب، وقال - صلى الله عليه وسلم -: ما
[ص:76] من مسلم يأخذ مضجعه فيقرأ سورة من كتاب الله إلا وكل الله به ملكًا فلا يقربه شيء يؤذيه حتى يهبَّ متى هبَّ». للترمذي (1).
_________
(1) أحمد (4/ 125)، الترمذي (3407) وقال: هذا حديث إنما نعرفه من هذا الوجه، والنسائي (3/ 54)، وقال الحافظ: هذا حديث حسن. " نتائج الأفكار " (3/ 74) وضعفه الألباني في "ضعيف سنن الترمذي" (675).(4/75)
9357 - عائشة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أخذ مضجعه، نفث في يديه وقرأ المعوذات وقل هو الله أحد ومسح بهما وجهه وجسده، فلما اشتكى كان يأمرني أن أفعل ذلك به. للستة إلا النسائي (1).
_________
(1) البخاري (5748)، ومسلم (2192)، وأبو داود (5056)، والترمذي (3405)،
وقال: هذا حديث حسن غريب صحيح، ومالك (2/ 719).(4/76)
9358 - حذيفة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أوى إلى فراشه قال: «باسمك اللهم أحيا وأموت» وإذا أصبح قال: «الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور». للبخاري والترمذي وأبي داود (1).
_________
(1) البخاري (6314)،وأبو داود (5049)،والترمذي (3417)،وقال: هذا حديث حسن صحيح.(4/76)
9359 - البراء رفعه: «يا فلان، إذا أويت إلى فراشك فقل: اللهم أسلمت نفسي إليك ووجهت جهي إليك (1)، وألجأت ظهري إليك، رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت ونبيك الذي أرسلت، فإنك إن متَّ في ليلتك متَّ على الفطرة، وإن أصبحت أصبت خيرًا» (2).
_________
(1) في " ب ": وفوضت أمري إليك.
(2) البخاري (6313)، ومسلم (2710)، وأبو داود (5047)، والترمذي (3394).(4/76)
9360 - وفي رواية: قال لي النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ثم اضطجع على شقك الأيمن وقل ..... » بنحوه.
وفيه: «واجعلهنَّ آخر ما تقول» فقلت: أستذكرهن: وبرسولك الذي أرسلت، فقال: «لا. ونبيك الذي أرسلت». للشيخين وأبي داود والترمذي (1).
_________
(1) البخاري (6311)، ومسلم (2710)، وأبو داود (5046)، والترمذي (3394)(4/76)
9361 - حذيفة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أراد أن ينام وضع يده تحت رأسه، ثم قال: «اللهم قني عذابك يوم تجمع أو تبعث عبادك». للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (3398) وقال: هذا حديث حسن صحيح، وأحمد (5/ 382)، وقال الحافظ: هذا حديث حسن." نتائج الأفكار " (1/ 49) صححه الألباني في"صحيح سنن الترمذي" (2705).(4/77)
9362 - فروة بن نوفل، عن أبيه: قال: يا رسول الله، علِّمني شيئًا أقوله إذا أويت إلى فراشي، فقال له: «اقرأ ژ ? ? ?ژ [الكافرون:1] ثم نم، فإنها براءة من الشرك» (1).
_________
(1) أبو داود (5055)، والترمذي (3403)، وأحمد (5/ 456)، وقال الحافظ: هذا حديث حسن. " نتائج الأفكار " (3/ 61). وصححه الألباني في "صحيح سنن الترمذي" (2709).(4/77)
9363 - العرباض بن سارية: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأ المسبحات قبل أن ينام إذا اضطجع، وقال: «إن فيهن آية أفضل من ألف آية». هما للترمذي وأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (5057)، والترمذي (3921) وقال: هذا حديث حسن غريب، وحسنه الألباني في "صحيح سنن الترمذي" (2712).(4/77)
9364 - عائشة: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان لا ينام حتى يقرأ الزمر وبني إسرائيل».للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (3405)، وصححه الألباني في "صحيح سنن الترمذي" (2711). وقال الحافظ: هذا حديث حسن. " نتائج الأفكار " (3/ 65).(4/77)
9365 - أبو هريرة رفعه: «إذا أوى أحدكم إلى فراشه فلينفض فراشه بداخلة إزاره، فإنه لا يدري ما خلفه عليه، ثم يقول: باسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه، إن أمسكت نفسي فارحمها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين». للشيخين والترمذي (1).
_________
(1) البخاري (6320)، ومسلم (2714)، والترمذي (3401).(4/77)
9366 - وزاد أبو داود بعد قوله ما خلفه عليه: «ثم ليضطجع على شقِّه الأيمن» (1).
_________
(1) مسلم (2714)، وأبو داود (5050).(4/77)
9367 - أبو هريرة: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يأمرنا إذا أراد أحدنا أن ينام أن يضطجع على شقِّه الأيمن، ثم يقول: «اللهم ربَّ السموات ورب الأرض ورب العرش العظيم ربنا ورب كل شيء فالق الحب والنوى، منزل التوراة والإنجيل والقرآن، أعوذ بك من شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها، اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء
[ص:78] وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر، فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء اقض عني الدين واغننا من الفقر». لمسلم والترمذي وأبي داود (1).
_________
(1) مسلم (2713)،وأبو داود (5051)،والترمذي (3400)،وقال: هذا حديث حسن صحيح.(4/77)
9368 - عائشة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا استيقظ من الليل قال: «لا إله إلا أنت سبحانك اللهم وبحمدك، أستغفرك لذنبي، وأسألك رحمتك، اللهم زدني علمًا ولا تزغ قلبي بعد إذ هديتني وهب لي من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب». لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (5061)، وأحمد (3/ 10) وقال الحافظ: هذا حديث حسن (1/ 118). نتائج الأفكار "، وضعفه الألباني في "ضعيف سنن أبي داود" (1074).(4/78)
9369 - أبو سعيد رفعه: «من قال حين يأوي إلى فراشه: أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ثلاث مرات، غفر له ذنوبه، وإن كانت عدد ورق الأشجار، وإن كانت عدد رمل عالجٍ، وإن كانت عدد أيام الدنيا». للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (3397)، وقال الحافظ: هذا حديث غريب. " نتائج الأفكار " (3/ 68) وضعفه الألباني في "ضعيف سنن الترمذي" (674).(4/78)
9370 - عبادة رفعه: «من تعارَّ من الليل فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، الحمد لله وسبحان الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: اللهم اغفر لي أو دعا استجيب له، فإن عزم، فتوضأ وصلّى، قبلت صلاته» للبخاري والترمذي وأبي داود (1).
_________
(1) البخاري (1154)، وأبو داود (5060)، والترمذي (3414) وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب.(4/78)
9371 - أبو الأزهر الأنماري: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول: «إذا أخذ مضجعه من الليل: بسم الله وضعت جنبي لله اللهم اغفر لي ذنبي واخسأ شيطاني وفكَّ رهاني، واجعلني في الندى الأعلى». لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (5054) وقال الحافظ: هذا حديث حسن. " نتائج الأفكار " (3/ 60) وصححه الألباني في "صحيح سنن أبي داود" (4226).(4/78)
9372 - عليّ: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول عند مضجعه: «اللهم إني أعوذ بوجهك الكريم وبكلماتك التامات من شر كل دابة أنت آخذ
[ص:79] بناصيتها، اللهم أنت تكشف المغرم والمأثم، اللهم لا يهزم جندك ولا يخلف وعدك ولا ينفع ذا الجد منك الجد، سبحانك اللهم وبحمدك». لأبي داود (1).
قلت: وفي أذكار النووي أنه للنسائي أيضًا.
_________
(1) أبو داود (5052) ضعفه الألباني في "ضعيف سنن أبي داود" (1072) وقال الحافظ: هذا حديث حسن "نتائج الأفكار " (2/ 385).(4/78)
9373 - بريدة: شكى خالد بن الوليد للنبي - صلى الله عليه وسلم - أنه لا ينام الليل من الأرق، فقال «إذا أويت إلى فراشك فقل: اللهم ربَّ السموات السبع وما أظلَّت، وربَّ الأرضين وما أقلت، ورب الشياطين وما أضلت، كن لي جارًا من شر خلقك كلهم جميعًا أن يفرط علي أحد أو أن يبغي علي، عزّ جارك وجلّ ثناؤك ولا إله غيرك، لا إله إلا أنت». للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (3523) وقال الحافظ: هذا حديث غريب " نتائج الأفكار " (3/ 114) ضعفه الألباني في "ضعيف سنن الترمذي" (704).(4/79)
9374 - ابن عمرو بن العاص رفعه: «إذا فزع أحدكم في النوم فليقل: أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعذابه ومن شر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون، فإنها لن تضره» وكان عبد الله يلقنها من بلغ من أولاده، ومن لم يبلغ كتبها في صكٍّ وعلقها على عنقه». لأبي داود والترمذي بلفظه (1).
_________
(1) أحمد (2/ 181)، وأبو داود (3893)، والترمذي (3528)، وقال: هذا حديث حسن غريب، وقال الحافظ: هذا حديث حسن. " نتائج الأفكار " (3/ 118) وحسنه الألباني في "صحيح سنن الترمذي" (2793) دون قوله "كان عبد الله ... ".(4/79)
9375 - جابر رفعه: «إذا أوى الرجل إلى فراشه ابتدره ملك وشيطان فيقول الملك أختم بخير، ويقول الشيطان: اختم بشر، فإن ذكر الله ثم نام بات الملك يكلؤه، وإذا استيقظ قال الملك: افتح بخير، وقال الشيطان: افتح بشر، فإن قال: الحمد لله الذي ردَّ عليَّ نفسي ولم يمتها في منامها، (الحمد لله [الذي]) (1) {إِنَّ الله يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَن تَزُولَا} [فاطر:41] إلى آخر الآية الحمد لله الذي يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه فإن وقع عن سريره فمات دخل الجنة». لرزين والموصلي بلفظه (2).
_________
(1) سقطت من " الأصل ".
(2) أبو يعلى في "مسنده" (1791)، وضعفه الألباني في "ضعيف الترغيب" (346).(4/79)
أدعية البيت والمسجد دخولاً وخروجًا وأدعية المجلس والسفر(4/80)
9376 - أم سلمة: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا خرج من بيته قال: «بسم الله توكلت على الله، اللهم إنا نعوذ بك أن نزل أو نضل أو نظلم أو نُظلم أو نجهل أو يجهل علينا». لأصحاب السنن (1).
_________
(1) أبو داود (5094)، والترمذي (3427)، والنسائي (8/ 268)، وقال: هذا حديث حسن صحيح. " نتائج الأفكار " (1/ 156) "صحيح سنن الترمذي" (2725).(4/80)
9377 - أنس رفعه: «إذا خرج الرجل من بيته فقال: «بسم الله توكلت على الله لا حول ولا قوة إلا بالله، يقال له: حسبك، هديت وكفيت ووقيت، وتنحى عنك الشيطان». لأبي داود والترمذي بلفظه (1).
_________
(1) أخرجه أبو داود (5095)، والترمذي (3426) وصححه الألباني، وقال الحافظ: هذا حديث حسن. " نتائج الأفكار " (1/ 164) وصححه الألباني في "صحيح سنن أبي داود" (4249).(4/80)
9378 - أبو سعيد رفعه: «من خرج من بيته إلى الصلاة فقال: اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك، وبحق خروجي إليك، إنك تعلم أنه لم يخرجني أشر ولا بطر ولا سمعة ولا رياء خرجت هربًا وفرارًا من ذنوبي إليك، خرجت رجاء رحمتك وشفقًا من عذابك، وخرجت اتقاء سخطك وابتغاء مرضاتك، وأسألك أن تعيذني من النار برحمتك، وكل الله به سبعين ألف ملك يستغفرون الله له، وأقبل الله بوجهه حتى يفرغ من صلاته» لرزين والقزويني (1).
_________
(1) أحمد (3/ 21)، وقال الحافظ: هذا حديث حسن. " نتائج الأفكار " (1/ 268)، وابن ماجه (778) وضعفه الألباني في ضعيف ابن ماجه (168)(4/80)
9379 - أبو هريرة رفعه: «من خرج من بيته إلى المسجد فقال: أعوذ بالله العظيم وسلطانه القديم من الشيطان، ربي توكلت على الله فوضت أمري إلى الله لا حول ولا قوة إلا بالله قال له الملك كفيت وهديت ووقيت» لرزين.(4/80)
9380 - وعنه رفعه: «إذا دخل أحدكم المسجد فليسلم على النبي - صلى الله عليه وسلم - وليقل: اللهم افتح لي أبواب رحمتك وإذا خرج فليسلم على النبي - صلى الله عليه وسلم - وليقل: اللهم اعصمني من الشيطان الرجيم» للقزويني (1).
_________
(1) ابن ماجه (773) قال الحافظ: في الجملة هو حسن لشواهده. " نتائج الأفكار "
(1/ 277) وصححه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه (627).(4/80)
9381 - ابن عمرو بن العاص: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول إذا دخل المسجد «أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم، وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم، فإذا قال ذلك، قال الشيطان: حفظ مني سائر اليوم» لأبي داود (1)
_________
(1) أبو داود (466)، وقال الحافظ: حديث حسن غريب ورجاله موثقون، وهم رجال الصحيح " نتائج الأفكار " (1/ 277)، وصححه الألباني في "صحيح سنن أبي داود" (441).(4/81)
9382 - أبو أسيد وأبو قتادة رفعاه «إذا دخل أحدكم المسجد فليقل اللهم افتح لي أبواب رحمتك وإذا خرج فليقل اللهم إني أسألك من فضلك» لمسلم والنسائي (1).
_________
(1) مسلم (713)، والنسائي (2/ 53)، وأحمد (3/ 497).(4/81)
9383 - زاد أبو داود في الدخول: «فليسلم على النبي ثم يقل: «اللهم» فذكره (1).
_________
(1) أبو داود (465)، وأحمد (3/ 497)، وقال الحافظ: هذا حديث صحيح. " نتائج الأفكار " (1/ 272).وصححه الألباني في "صحيح سنن أبي داود" (440).(4/81)
9384 - وللترمذي عن فاطمة بنت النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أنه إذا دخل المسجد - صلى الله عليه وسلم -، وقال رب اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك، وإذا خرج - صلى الله عليه وسلم - قال رب اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب فضلك» (1).
_________
(1) أحمد (6/ 282)، والترمذي (314)، وقال الحافظ: هذا حديث حسن. " نتائج الأفكار"
(1/ 280) وابن ماجه (771). وصححه الألباني في "صحيح سنن الترمذي" (259).(4/81)
9385 - أبو مالك الأشعري رفعه: «إذا ولج الرجل بيته فليقل: اللهم أسألك خير المولج وخير المخرج، بسم الله ولجنا وبسم الله خرجنا وعلى الله ربنا توكلنا، ثم يسلم على أهله». لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (5096)، وقال الحافظ: هذا حديث غريب." نتائج الأفكار " (1/ 172) وضعفه الألباني في "ضعيف سنن أبي داود" (1091).(4/81)
9386 - أبو هريرة رفعه: «من جلس مجلسًا كثر فيه لغطه، فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك: سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا
[ص:82] أنت أستغفرك وأتوب أليك إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك». للترمذي (1)
_________
(1) الترمذي (3433)، وأحمد (/369) وصححه الألباني في "صحيح سنن الترمذي" (2730).(4/81)
9387 - ابن عمرو بن العاص قال: «كلمات لا يتكلم بهن أحد في مجلسه عند قيامه ثلاث مرات إلا كفر بهن عنه، ولا يقولهن في مجلس خير ومجلس ذكر، إلا ختم له بهن عليه كما يختم بالخاتم على الصحيفة: سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك». لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (4857)، والترمذي (3433)، وأحمد (2/ 21)، وقال الألباني: صحيح " "صحيح سنن أبي داود" " (1342).(4/82)
9388 - ابن عمر: «كان يعد للنبي - صلى الله عليه وسلم - في المجلس الواحد قبل أن يقوم مائة مرة، رب اغفر لي وتب علي إنك انت التواب الغفور» لأبي داود والترمذي (1).
_________
(1) أبو داود (1516)، والترمذي (3434) من حديث عبد الله بن عمر، وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب. وصححه الألباني في "صحيح سنن أبي داود" (1342).(4/82)
9389 - وعنه: «قلما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقوم من مجلس حتى يدعو بهؤلاء الدعوات: اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا، ومتعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا، واجلعه الوارث منا، واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا». للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (3502)، وقال الألباني في "صحيح سنن الترمذي" (2783): حسن.(4/82)
9390 - وعنه: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا قفل من غزو أو حج أو عمرة، يكبر على كل شرف من الأرض ثلاث تكبيرات، ثم يقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، هو على كل شيء قدير، آيبون تائبنون عابدون ساجدون لربنا حامدون. صدق الله وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده». للستة إلا النسائي (1).
_________
(1) البخاري (1797). ومسلم (1344)، وأبو داود (2770)، والترمذي (950)، مالك (1/ 336)، وأحمد (2/ 105).(4/82)
9391 - وعنه: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا استوى على بعيره خارجًا إلى سفر، حمد الله وسبح، وكبر ثلاثًا، ثم قال سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين
[ص:83] وإنا إلى ربنا لمنقلبون اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى، ومن العمل ما ترضى، اللهم هون علينا سفرنا هذا، واطو عنا بعده، اللهم انت الصاحب في السفر، والخليفة في الأهل، اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر، وكآبة المنظر، وسوء المنقلب في الأهل والمال، وإذا رجع قالهن، وزاد فيهن، آيبون، تائبون، عابدون، لربنا ساجدون» لمسلم والترمذي وأبي داود (1).
_________
(1) مسلم (1342)، وأبو داود (2599)، والترمذي (3447).(4/82)
9392 - مالك بلغه: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا وضع رجله في الغرز وهو يريد السفر يقول: بسم الله، اللهم أنت الصاحب في السفر، والخليفة في الأهل، اللهم ازو لنا الأرض وهون علينا السفر، اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر، ومن كآبة المنقلب، ومن سوء المنظر في المال والأهل» (1).
_________
(1) مسلم (1342)(4/83)
عبد الله بن سرجس «كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا سافر يتعوذ من وعثاء السفر وكآبة المنقلب ومن الحور بعد الكور ودعوة المظلوم وسوء المنظر في الأهل والمال» لمسلم والترمذي والنسائي (1).
_________
(1) مسلم (1343)(4/83)
9393 - أبو هريرة: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا كان في سفر وأسحر يقول: سمع سامع بحمد الله وحسن بلائه علينا، ربنا صاحبنا وأفضل علينا. عائذًا بالله من النار». لمسلم وأبي داود (1).
_________
(1) مسلم (2718)، وأبو داود (5086).(4/83)
9394 - أنس: «جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: إني أريد السفر فزودني، فقال «زودك الله التقوى» قال: زدني، قال: «وغفر ذنبك»، قال: زدني بأبي أنت وأمي، قال: «ويسر لك الخير حيث ما كنت». للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (3444)،وقال: هذا حديث حسن غريب، وقال الألباني: حسن صحيح (2739).(4/83)
9395 - ابن عمر: قال رجل أراد سفرًا هلم أودعك كما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يودعنا: «أستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك. قل قبلت ورضيت» فقال الرجل: قبلت ورضيت، ثم قال: قل لي: مثل ما قلت لك ففعل (1).
_________
(1) الترمذي (3443)، وأبو داود (2600)، وصححه الألباني في "صحيح سنن الترمذي" (2738).(4/83)
9396 - وفي رواية: «كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا ودع رجلاً أخذ بيده، فلا يدعها حتى يكون الرجل هو الذي يدع» لأبي داود والترمذي بلفظه (1).
_________
(1) الترمذي (3442) وقال الألباني: صحيح." "صحيح سنن الترمذي" " (2738).(4/83)
9397 - وعنه: «كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا سافر فأقبل عليه الليل قال: يا أرض ربي وربك الله، أعوذ بالله من شرك وشر ما خلق فيك، ومن شر ما دب عليك، أعوذ بك من أسد وأسود، ومن الحية والعقرب ومن ساكني البلد، وولد وما ولد». لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (2603)، وضعفه الألباني في "ضعيف سنن أبي داود" (560).(4/84)
9398 - خولة بنت حكيم رفعته: «من نزل منزلاً ثم قال: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك» لمالك, ومسلم والترمذي (1).
_________
(1) مسلم (2708)، والترمذي (3437)، وأحمد (6/ 377)، ومالك (2/ 745).(4/84)
9400 - عثمان رفعه: «ما من مسلم يخرج من بيته يريد سفرًا أو غيره فقال حين يخرج: آمنت بالله، اعتصمت بالله، توكلت على الله، لا حول ولا قوة إلا بالله إلا رزق خير ذلك المخرج، وصرف عنه شر ذلك المخرج». لأحمد برجل عن عثمان (1).
_________
(1) أحمد (1/ 65)، وقال الهيثمي (10/ 131)، ورواه أحمد عن رجل عن عثمان وبقية رجاله ثقات. وضعفه الألباني في ضعيف الترغيب والترهيب (995).(4/84)
9401 - عليّ: «كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا أراد سفرًا قال: «اللهم بك أصول, وبك أحول، وبك أسير» لأحمد والبزار (1).
_________
(1) أحمد (1/ 90)، وقال الهيثمي: (10/ 133): رواه أحمد والبزار، ورجالهما ثقات. وضعفه الألباني في "ضعيف الجامع" (4334).(4/84)
9402 - الحسن بن علي رفعه: «أمان أمتي من الغرق، إذا ركبوا البحر أن يقولوا {إِنَّ الله يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَن تَزُولَا} [هود:41] {وَمَا قَدَرُواْ الله حَقَّ قَدْرِهِ} [الأنعام: 91] الآية. للموصلي بضعف (1).
_________
(1) أبو يعلى (6781) وقال الهثيثمي (10/ 135):رواه أبو يعلى عن جبارة بن مغلس وهو ضعيف.(4/84)
9403 - عتبة بن غزون رفعه: «إذا أضل أحدكم شيئًا، أو أراد أحدكم عونًا وهو بأرض ليس لها أنيس فليقل: يا عباد الله أعينوني يا عبد الله أعينوني، يا عباد الله أعينوني، فإن لله عبادًا لا نراهم». وقد جرب ذلك. للكبير بضعف (1).
_________
(1) قال الهيثمي (10/ 135): رواه الطبراني ورجاله وثقوا على ضعف في بعضهم إلا أن يزيد بن علي لم يدرك عتبة(4/85)
9404 - ابن عباس رفعه: «إن لله ملائكة في الأرض سوى الحفظة، يكتبون ما يسقط من ورق الشجر، فإن أصاب أحدكم عرجة بأرض فلاة، فليناد: أعينوني عباد الله». للبزار (1).
_________
(1) قال الهيثمي في المجمع (10/ 132): رواه البزار ورجاله ثقات.(4/85)
9405 - ابن مسعود رفعه: «إذا انفلتت دابة أحدكم بأرض فلاة، فليناد يا عباد الله احبسوا يا عباد الله احبسوا، فإن لله حاضرًا في الأرض سيحبسه». للموصلي والكبير بضعف (1).
_________
(1) أبو يعلى (5269)، وقال الهيثمي (10/ 135): أبو يعلى والطبراني وزاد " سيحبسه عليكم ". فيه معروف بن حسان، وهو ضعيف. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (404).(4/85)
9406 - ابن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في الضالة أنه يقول: «اللهم راد الضالة وهادي الضالة تهدي من الضلالة، اردد علي ضالتي بقدرتك وسلطانك، فإنها من عطائك وفضلك» للطبراني بخفى (1).
_________
(1) "الكبير" (13289)، وقال الهثمي (10/ 136): الطبراني في الثلاثة، وفيه عبد الرحمن بن يعقوب بن أبي عبادة المكي لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات(4/85)
9407 - أنس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - «كان إذا علا نشزًا من الأرض قال: اللهم لك الشرف على كل شرف، ولك الحمد على كل حال» لأحمد والموصلي (1).
_________
(1) الموصلي (4297)، وأحمد (3/ 127)، وقال الهيثمي (10/ 136): رواه أحمد وأبو يعلى، وفيه زياد النميري، وقد وثق على ضعفه وبقية رجاله ثقات.(4/85)
9408 - جبير بن مطعم رفعه: أتحب يا جبير إذا خرجت في سفر أن تكون من أمثل أصحابك هيئة وأكثرهم زادًا فقلت: نعم، بأبي أنت وأمي، قال: فاقرأ هذه السور الخمس: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} (الكافرون:1) {إِذَا جَاءَ نَصْرُ الله وَالْفَتْحُ} (النصر:1) {قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ} (الإخلاص:1)، {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} (الفلق:1)، {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} (الناس:1)، وافتتح كل سورة ببسم الله الرحمن الرحيم، واختم قراءتك ببسم الله الرحمن الرحيم، قال جبير، وكنت غنيًّا كثير المال فكنت
[ص:86] أخرج في سفر فأكون أبذهم هيئة وأقلهم زادًا، فما زلت منذ علمنيهن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقرأت بهن أكون من أحسنهم هيئة وأكثرهم زادًا، حتى أرجع من سفري. للموصلي (1) بخفى.
_________
(1) الموصلي (7382) وقال الهيثمي (10/ 136 - 137)، رواه أبو يعلى وفيه: من لم أعرفهم.(4/85)
9409 - ابن عمر: كنا نسافر مع النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى الله عليه وسلم - فإذا رأى قرية يريد أن يدخلها قال: «اللهم بارك لنا فيها ثلاث مرات، اللهم ارزقنا حياها، وحببنا إلى أهلها وجبب صالحي أهلها إلينا» للأوسط (1).
_________
(1) " الأوسط " (4755)، وقال الهيثمي (10/ 137)، رواه الطبراني في " الأوسط " وإسناده جيد.(4/86)
9410 - أبو سعيد: قلنا يوم الخندق: يا رسول الله هل من شيء نقول؟ قد بلغت القلوب الحناجر، قال: «نعم اللهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا فضرب الله وجوه أعدائنا بالريح، هزمهم الله بالريح» لأحمد والبزار (1).
_________
(1) أحمد (3/ 3) وقال الهيثمي: رجاله ثقات.(4/86)
أدعية الكرب والاستخارة والحفظ والطعام والشراب واللباس وغير ذلك(4/86)
9411 - ابن عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول عند الكرب: «لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السموات ورب الأرض لا إله إلا الله رب العرش الكريم» للشيخين (1).
_________
(1) البخاري (6346)، ومسلم (2730).(4/86)
9412 - وللترمذي: بدون لا إله إلا الله بعد الأرض (1).
_________
(1) الترمذي (3435) وقال: وهذا حديث حسن صحيح.(4/86)
9413 - أبو سعيد رفعه: «يا أبا أمامة مالي أراك جالسًا في المسجد في غير وقت صلاة؟ قال: هموم لزمتني وديون يا رسول الله، قال:
[ص:87] «أفلا أعلمك كلامًا إذا قلته أذهب الله همك، وقضى عنك دينك، فقال: بلى يا رسول الله! قال «قل - إذا أصبحت وإذا أمسيت - اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزم، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال، فقلت ذلك، فأذهب الله عهمي وقضى عني ديني». لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (1555)، وقال الحافظ: هذا حديث غريب. " نتائج الأفكار " (2/ 397) وضعفه الألباني في "ضعيف سنن أبي داود" (333).(4/86)
9414 - أنس: «كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا أكربه أمر يقول: يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث وقال ألظوا بياذا الجلال والإكرام». للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (3524)، وقال: هذا حديث غريب. وقال الحافظ: في سنده يزيد بن أبان الرقاشي وهو ضعيف." نتائج الأفكار " (2/ 409). وحسنه الألباني في "صحيح سنن الترمذي" (2797).(4/87)
9415 - أسماء بنت عميس: قال لي النبي - صلى الله عليه وسلم - «ألا أعلمك كلمات تقولينهن عند الكرب أو في الكرب؟ الله الله ربي لا أشرك به شيئًا» (1).
_________
(1) أبو داود (1525)، وقال الألباني: صحيح. (1349)، وأخرجه ابن ماجه (3882).(4/87)
9416 - عبد الرحمن بن أبي بكرة: قلت لأبي: يا أبت أسمعك تقول كل غداة اللهم عافني في بدني، اللهم عافني في سمعي، اللهم عافني في بصري، لا إله إلا أنت، تكررها ثلاثًا حين تصبح وثلاثًا حين تمسي، فقال: «يا بنيّ سمعتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - يدعو بهن، فأنا أحب أن أستن بسنته». هما لأبي داود (1).
_________
(1) أحمد (5/ 42)، وأبو داود (5090) وقال الحافظ: هذا حديث حسن. " نتائج الأفكار " (2/ 389 ـ 390). قال الألباني في "صحيح سنن أبي داود" (4245): حسن الإسناد.(4/87)
9417 - ابن مسعود رفعه: «من كثر همه فليقل: اللهم إني عبدك وابن عبدك، وابن أمتك وفي قبضتك، ناصيتي بيدك ماض (في علمك) (1) عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك، أو استأثرت به في مكنون الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، وجلاء همي وغمي، ما قالها عبد قط إلا أذهب الله غمه وأبدله به فرجًا» لرزين.
_________
(1) في " ب ": حكمك.(4/87)
9418 - أبو بكر: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أراد أمرًا قال: «اللهم خر لي واختر لي» للترمذي وضعفه (1).
_________
(1) الترمذي (3516) وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث زنفل وهو ضعيف عند أهل الحديث، ويقال له زنفل العرفى، وكان سكن عرفات، وتفرد بهذا الحديث ولا يتابع عليه، وضعفه الألباني. انظر "ضعيف سنن الترمذي" للألباني (699).(4/87)
9419 - شداد بن أوس: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعلمنا، يقول إذا روينا أمرًا (قل) (1): «اللهم إني أسألك الثبات في الأمر وعزيمة في الرشد، واسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك، وأسألك لسانًا صادقًا وقلبًا سليمًا، وأعوذ بك من شر ما تعلم وأستغفرك لما تعلم إنك أنت علام الغيوب» للترمذي، وقد مر في صلاة الاستخارة دعاؤه المشهور (2).
_________
(1) في "ب ": قال.
(2) أحمد (4/ 125)، والترمذي (3407) وقال الحافظ: هذا حديث حسن. " نتائج الأفكار.(4/88)
9420 - ابن عباس: بينما نحن عند النبي - صلى الله عليه وسلم - جاءه عليٌّ فقال: بأبي أنت وأمي يتفلت هذا القرآن من صدري، فما أجدني أقدر عليه فقال له - صلى الله عليه وسلم -: «يا أبا الحسن أفلا أعلمك كلمات ينفعك الله بهن ويثبت بهن ما تعلمت في صدرك؟ قال: أجل يا رسول الله، فعلمني قال: إذا كان ليلة الجمعة فإن استطعت أن تقوم في ثلث الليل الآخر فإنها ساعة مشهودة والدعاء فيها مستجاب، وقد قال أخي يعقوب لبنيه، سوف أستغفر لكم ربي، يقول حتى تأتي ليلة الجمعة، فإن لم تستطع فقم في وسطها، فإن لم تستطع فقم في أولها فصل أربع ركعات تقرأ في الأولى بفاتحة الكتاب ويس، وفي الثانية بفاتحة الكتاب وحم الدخان، وفي الثالثة بفاتحة الكتاب وآلم السجدة، وفي الرابعة بفاتحة الكتاب وتبارك المفصل، فإذا فرغت من التشهد فاحمد الله وأحسن الثناء على الله، وصل عليَّ وأحسن، وصل على سائر النبيين واستغفر للمؤمنين والمؤمنات، ولإخوانك الذين سبقوك بالإيمان، ثم قل في آخر ذلك: اللهم ارحمني بترك المعاصي أبدًا ما أبقيتني، وارحمني أن أتكلف ما لا يعنين، وارزقني حسن النظر فيما يرضيك عني، اللهم بديع السموات والأرض ذا الجلال والإكرام والعزة التي لا ترام، أسألك با الله يا رحمن بجلالك ونور وجهك، أن تلزم قلبي حفظ كتابك كما علمتني وارزقني أن أتلوه على النحو الذي يرضيك عني، اللهم بديع السموات والأرض ذا الجلال والإكرام، والعزة التي لا ترام، أسألك يا الله يا رحمن أن تنور بكتابك بصري، وأن
[ص:89] تطلق به لساني، وأن تفرج به عن قلبي، وأن تشرح به صدري، وأن تستعمل به بدني، فإنه لا يعينني على الحق غيرك، ولا يؤتينيه إلا أنت ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، يا أبا الحسن تفعل ذلك ثلاث جمع أو خمسًا أو سبعًا تجاب بإذن الله والذي بعثني بالحق ما أخطأ مؤمنًا قط» قال ابن عباس: فوالله ما لبث علي خمسًا أو سبعًا حتى جاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ذلك
المجلس، فقال: يا رسول الله كنت فيما خلا لا آخذ إلا أربع آيات ونحوها، فإذا قرأتهن على نفسي تفتلن مني، وإني أتعلم اليوم أربعين آية أو نحوها، فإذا قرأتها على نفسي فكأنما كتاب الله بين عيني، ولقد كنت أسمع الحديث فإذا رددته على نفسي تفلت، وأنا أسمع اليوم أحاديث فإذا تحدثت بها لم أخرم منها حرفًا فقال - صلى الله عليه وسلم - عند ذلك: «مؤمن ورب الكعبة أبا الحسن» للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (3570)، وقال الألباني: موضوع (719).(4/88)
9421 - أبو بكر: علمني النبي - صلى الله عليه وسلم - هذا الدعاء قال: «قل اللهم إني أسالك بمحمد نبيك وبإبراهيم خليلك، وبموسى نجيك، وعيسى روحك وكلمتك وبتوراة موسى وإنجيل عيسى وزبور داود وفرقان محمد، وكل وحي أوحيته وقضاء قضيته وأسألك بكل اسم هو لك أنزلته في كتابك أو استأثرت به في غيبك، وأسألك باسمك الطهر الطاهر بالأحد الصمد الوتر وبعظمتك وكبريائك وبنور وجهك، أن ترزقني القرآن والعلم، وأن تخلطه بلحمي ودمي وسمعي وبصري، وتستعمل به جسدي بحولك وقوتك فإنه لا حول ولا قوة إلا بك» لرزين.(4/89)
9422 - أبو سعيد: كان النبي إذا أكل أو شرب قال: «الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وجعلنا من المسلمين». للترمذي وأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (4023)، والترمذي (3457)، وقال الألباني في "ضعيف سنن الترمذي" (681).(4/89)
9423 - وله عن أبي أيوب «الحمد لله الذي أطعم وسقى وسوغه، وجعل له مخرجًا» (1).
_________
(1) أبو داود (3851)، وقال الألباني: صحيح." "صحيح سنن أبي داود" (3261)(4/89)
9424 - أبو أمامة (1): أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا رفع (مائدته) (2) قال: «الحمد لله كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، غير مكفي ولا مودع، ولا مستغنٍ عنه ربنا». للبخاري، والترمذي وأبي داود (3).
_________
(1) في " ب ": أسامة.
(2) في " ب ": ما في يديه.
(3) البخاري (5458)، وأبو داود (3849)، والترمذي (3456)، وأحمد (5/ 252).(4/90)
9425 - معاذ بن أنس رفعه: «من أكل طعامًا ثم قال: الحمد لله الذي أطعمني هذا الطعام ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة غفر له ما تقدم من ذنبه» للترمذي (1).
_________
(1) وأخرجه ابن ماجه (3285)،والترمذي (3458)، وقال الألباني: حسن. انظر "صحيح سنن الترمذي" (2751).(4/90)
9426 - وزاد أبو داود: ومن لبس ثوبًا فقال: الحمد لله الذي كساني هذا ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة، غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر» (1).
_________
(1) أبو داود (4023)، وقال الألباني: حسن دون زيادة وما تأخر في الموضعين (3394)، وأخرجه الدارمي (2690).(4/90)
9427 - عائشة: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يؤتى أبدًا بطعام أو شراب، حتى الدواء فيطعمه أو يشربه حتى يقول: الحمد لله الذي هدانا وأطعمنا وسقانا ونعمنا، الله أكبر، اللهم ألفتنا نعمتك بكل شر، فأصبحنا منها وأمسينا بكل خير، نسألك تمامها وشكرها، لا خير إلا خيرك ولا إله غيرك، إله الصالحين ورب العالمين، الحمد لله ولا إله إلا الله، ما شاء الله ولا قوة إلا بالله اللهم بارك لنا فيما رزقتنا وقنا عذاب النار». لمالك موقوقًا على عروة ولزرين عنه، عن عائشة (1).
_________
(1) مالك (2/ 707).(4/90)
9428 - ابن عباس: أنه دخل مع النبي - صلى الله عليه وسلم - وخالد ابن الوليد على ميمونة، فجاءتنا بإناء من لبن، فشرب - صلى الله عليه وسلم - وأنا عن يمينه وخالد عن شماله، فقال لي: الشربة لك فإن شئت آثرت بها خالد. فقلت: ما كنت أوثر على سؤرك أحدًا، ثم قال - صلى الله عليه وسلم - من أطعمه الله طعامًا فليقل: اللهم بارك لنا فيه وأطعمنا خيرًا منه، ومن سقاه الله لبنًا فليقل: اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه، فإنه ليس شيء يجزئ من الطعام والشراب إلا اللبن». لأبي داود والترمذي (1).
_________
(1) أبو داود (3730)، والترمذي (3455)، وحسنه الألباني في "صحيح سنن الترمذي" (2749).(4/90)
9429 - أنس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - جاء إلى سعيد ابن عبادة، فجاء بخبز وزيت فأكل، ثم قال - صلى الله عليه وسلم -: أفطر عندكم الصائمون، وأكل طعامكم الأبرار وصلت عليكم الملائكة» (1).
_________
(1) أحمد (3/ 118)، وأبو داود (3854)، وقال الألباني في "صحيح سنن أبي داود" (3263).(4/91)
9430 - جابر: صنع أبو الهيثم بن التيهان طعامًا، فدعا النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه فلما فرغوا قال - صلى الله عليه وسلم - أثيبوا أخاكم قالوا: يا رسول الله وما إثابته؟ قال: إن الرجل إذا دخل بيته فأكل طعامه وشرب شرابه فدعوا له، فذلك إثابته» هما لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (3853)، وضعفه الألباني في "ضعيف سنن أبي داود" (830).(4/91)
9431 - أبو سعيد: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا استجد ثوبًا قال: اللهم لك الحمد أنت كسوتني هذا، ويسميه باسمه، إما قميصًا، وإما عمامة أو رداء «أسألك خيره وخير ما صنع له، وأعوذ بك من شره وشر ما صنع له» للترمذي وأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (4020)، والترمذي (1767)، وقال الحافظ: هذا حديث حسن. " نتائج الأفكار" (1/ 125). صححه الألباني في "صحيح سنن أبي داود" (3393).(4/91)
9432 - عمر (1) رفعه: من لبس ثوبًا جديدًا فقال: الحمد لله الذي كساني ما أواري به عورتي، وأتجمل به في حياتي، ثم عمد إلى الثوب الذي أخلق فتصدق به، كان في كنف الله وفي حفظ الله وفي ستر الله حيًّا وميتًا» للترمذي (2).
_________
(1) من " ب ".
(2) الترمذي (3560) وقال: هذا حديث غريب، وقال الحافظ: هذا حديث حسن. " نتائج الأفكار " (1/ 127). وضعفه الألباني في "ضعيف سنن الترمذي" (713).(4/91)
9433 - أبو رافع رفعه: إذا طنت أذن أحدكم فليذكرني وليصل علي وليقل ذكر الله بخير من ذكرني به» للطبراني والبزار (1).
_________
(1) "الأوسط " (9222) وقال الهيثمي (10/ 141): ورواه الطبراني في الثلاثة، والبزار باختصار كثير،، وإسناد الطبراني في " الكبير " حسن، وقال الألباني في ضعيف الجامع
(586).(4/91)
9434 - أنس: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا نظر في المرآة قال الحمد لله الذي سوى خلقي وأحسن صورتي وزان مني ما شان من غيري. للبزار بلين.(4/91)
أدعية رؤية الهلال وعند الرعد والسحاب والريح والعطاس ودعاء عرفة وليلة القدر(4/92)
9435 - طلحة بن عبيد الله: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا رأى الهلال قال: اللهم هله علينا باليمن والإيمان، والسلامة والإسلام، ربي وربك الله» للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (3451)، وقال: هذا حديث حسن غريب، وأحمد (1/ 162) وقال الألباني: صحيح. " "صحيح سنن الترمذي" (2745)، وأخرجه الدارمي (1688).(4/92)
9436 - قتادة بلغه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا رأى الهلال قال: هلال خير ورشد، هلال خير ورشد، هلا خير ورشد، آمنت بالذي خلقك» ثلاث مرات ثم يقول الحمد لله الذي ذهب بشهر كذا، وجاء بشهر كذا. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (5092)، وقال الألباني: ضعيف الإسناد انظر "ضعيف سنن أبي داود" (1089).(4/92)
9437 - ابن عمر: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا سمع صوت الرعد والصواعق قال: اللهم لا تقتلنا بغضبك، ولا تهلكنا بعذابك، وعافنا قبل ذلك. للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (3450)، وأحمد (2/ 100)، وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وقال الألباني: ضعيف. انظر "ضعيف سنن الترمذي" (680).(4/92)
9438 - عائشة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا راى ناشئًا في أفق السماء ترك العمل، وإن كن في صلاة خفقها، ثم يقول اللهم إني أعوذ بك من شرها، فإن مطر قال: اللهم صيبًا هنيئًا (1).
_________
(1) البخاري (4829)، ومسلم (899)، والترمذي (3257).(4/92)
9439 - وعنها: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا عصفت الريح قال: «اللهم إني اسألك خيرها وخير ما فيها وخير ما أرسلت به، وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها وشر ما أرسلت به» للشيخين والترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (3449)، وصححه الألباني في "صحيح سنن أبي داود" (4252).(4/92)
9440 - أبو هريرة رفعه: «الريح من روح الله وروح الله يأتي بالرحمة ويأتي بالعذاب فإذا رأيتموها فلا تسبوها واسألوا الله خيرها واستعيذوا بالله من شرها» لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (5097)، وابن ماجه (3727) وصححه الألباني في "صحيح سنن أبي داود" (4250).(4/92)
9441 - وعنه: «إذا عطس أحدكم فليقل: يهديكم الله ويصلح بالكم» للبخاري، وأبي داود (1).
_________
(1) البخاري (6224)، وأبو داود (5063)، وأحمد (2/ 353).(4/93)
9442 - سالم بن عبيد الله، وقد عطس رجل فقال: السلام عليكم، فقال له سالم: وعليك وعلى أمك، ثم قال له: لعلك وجدت مما قلت لك؟ قال: وددت أنك لم تذكر أمي بخير ولا شر، قال سالم: إنما قلت لك كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -، بينا نحن عنده إذا عطس رجل فقال: السلام عليكم، فقال - صلى الله عليه وسلم - وعليك وعلى أمك، ثم قال: «إذا عطس أحدكم فليقل الحمد لله رب العالمين، وليقل له: من يرد عليه: يرحمك الله، وليرد عليه يغفر الله لنا ولكم» للترمذي وأبي داود بلفظه (1).
_________
(1) أبو داود (5031)، والترمذي (2741)، وضعفه الألباني في "ضعيف سنن أبي داود" (1067).(4/93)
9443 - نافع: أن ابن عمر كان إذا عطس فقيل له: يرحمك الله، قال: يرحمنا الله وإياكم، ويغفر الله لنا ولكم. لمالك (1).
_________
(1) مالك (2/ 735).(4/93)
9444 - علي: أكثر ما دعا النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم عرفة في الموقف: «اللهم لك الحمد كالذي تقول، وخيرًا مما نقول اللهم لك صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي وإليك مآبي ولك رب تراثي اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر ووسوسة الصدر وشتات الأمر اللهم إني أعوذ بك من شر ما تجيء به الريح» للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (3520)، وقال: هذا حديث غريب من هذا الوجه وليس إسناده بالقوي، وقال الألباني في "ضعيف سنن الترمذي" (702): ضعيف.(4/93)
9445 - عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده رفعه: «أفضل الدعاء يوم عرفة، وأفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير» (1).
_________
(1) الترمذي (3585) وقال: هذا حديث غريب من هذا الوجه، وحسنه الألباني (2837).(4/93)
9446 - عائشة: قلت: يا رسول الله إن وافقت ليلة القدر ما أدعو به؟ قال: قولي: «اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني». هما للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (3513)، وقال: هذا حديث حسن صحيح. وابن ماجه (3850) وصححه الألباني في "صحيح سنن الترمذي" (2789)(4/94)
أدعية غير مؤقتة وفيها الاستعاذة(4/94)
9447 - سعد رفعه: «دعوة ذي النون إذا دعا في بطن الحوت قال: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، ما دعال بها أحد قط إلا استجيب له» (1).
_________
(1) أحمد (1/ 170)، والترمذي (3505)، وقال الألباني في "صحيح سنن الترمذي" (2785): صحيح.(4/94)
9448 - أبو الدرداء رفعه: كان من دعاء داود يقول: «اللهم إني أسألك حبك وحب من يحبك والعمل الذي يبلغني حبك اللهم اجعل حبك أحب إلي من نفسي ومالي وأهلي ومن الماء البارد»، وكان - صلى الله عليه وسلم - إذا ذكر داود يحدث عنه يقول أعبد البشر. هما للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (3490) وقال: هذا حديث حسن غريب، وقال الألباني: ضعيف؛ إلا قوله في داود: كان أعبد البشر. انظر "ضعيف سنن الترمذي" (691)(4/94)
9449 - أبو هريرة رفعه: «إن دعاء قوم يونس يا حي يا قيوم يا حي حين لا حي يا محي يا مميت يا ذا الجلال والإكرام». لرزين.(4/94)
9450 - عائشة رفعته: «لما أهبط الله آدم إلى الأرض قام وجاه الكعبة فصلى ركعتين فألهمه الله هذا الدعاء: اللهم إنك تعلم سرِّي وعلانيتي، فاقبل معذرتي، وتعلم حاجتي فاعطني سؤلي، وتعلم ما في نفسي فاغفر لي ذنبي، اللهم إني اسألك إيمانا يباشر قلبي، ويقينا صادقًا حتى أعلم أنه لن يصيبني إلا ما كتبت لي، ورضًا بما قسمت لي، قال: فأوحى الله إليه يا آدم قد قبلت توبتك، وغفرت لك ذنبك، ولن يدعوني أحد بهذا الدعاء إلا غفرت له ذنبه وكفيته المهم من أمره، وزجرت عنه الشيطان، واتجرت له من وراء كل تاجر، وأقبلت إليه الدنيا وهي راغمة وإن لم يردها». للأوسط بضعف (1).
_________
(1) الطبراني في " الأوسط " (5974)، وقال الهيثمي (10/ 186):فيه النضر بن طاهر، وهو ضعيف.(4/94)
9451 - ابن مسعود رفعه: «ألا أعلمكم الكلمات التي تكلم بها موسى حين جاوز البحر ببني إسرائيل؟ فقلنا بلى يا رسول الله، قال: قولوا: اللهم لك الحمد، وإليك المشتكى وأنت المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم». قال عبد الله: فما تركتهن منذ سمعتهن منه - صلى الله عليه وسلم - قال شقيق فما تركتهن منذ سمعتهن من عبد الله قال الأعمش فما تركتهن منذ سمعتهن من شقيق، قال الأعمش: فأتاني آت في منامي فقال: يا سليمان زد في هؤلاء الكلمات ونستعينك على فساد فينا، ونسألك صلاح أمرنا كله. للأوسط الصغير بخفى (1).
_________
(1) الطبراني في "الأوسط" (3394)، والصغير (339)، قال الهيثمي (10/ 186): " ... وفيه من لم أعرفهم " وضعفه الألباني في ضعيف الترغيب والترهيب (1150).(4/95)
9452 - عمر رفعه: «من رأى صاحب بلاء فقال: الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به، وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلاً عوفي من ذلك البلاء كائنًا ما كان ما عاش» للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (3431) وقال: هذا حديث غريب، وحسنه الألباني في "صحيح الترمذي" (2728).(4/95)
9453 - أبو هريرة: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول في دعائه «اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي، واجعل الحياة زيادةً لي في كل خير، واجعل الموت راحة لي من كل شر» لمسلم (1).
_________
(1) مسلم (2720).(4/95)
9454 - وعنه رفعه: «اللهم انفعني بما علمتني وعلمني بما ينفعني وزدني علما والحمد لله على كل حال وأعوذ بالله من حال أهل النار» (1).
_________
(1) الترمذي (3599)، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، وابن ماجه 251) وقال الألباني في "صحيح سنن الترمذي": صحيح دون قوله " والحمد لله " (2845).(4/95)
9455 - وعنه: دعاء حفظته من النبي - صلى الله عليه وسلم - لا أدعه «اللهم اجلعني أعظم شكرك وأكثر ذكرك وأتبع نصحك وأحفظ وصيتك» (1).
_________
(1) أحمد (2/ 311)، والترمذي (3604)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1166).(4/95)
9456 - وعنه رفعه: «اللهم متعني بسمعي وبصري، واجعلهما الوارث مني وانصرني على من يظلمني وخذ منه ثأري» (1).
_________
(1) الترمذي (3972)، وقال الألباني: حسن (2854).(4/96)
9457 - وعنه أن رجلاً قال: يا رسول الله سمعت دعاءك الليلة، وكل الذي وصل إلى منه أنك تقول: «اللهم اغفر لي ذنبي ووسع لي في داري، وبارك لي فيما رزقتني» قال: فهل تراهن تركن شيئًا. هي للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (3500)، وقال: هذا حديث غريب. وقال الألباني: ضعيف. " ضعيف سنن الترمذي" (694) لكن الدعاء حسن.(4/96)
9458 - أنس: كان أكثر دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - «اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار» للشيخين، وأبي داود (1).
_________
(1) البخاري (6389)، ومسلم (2688)، وأبو داود (1519).(4/96)
9459 - وعنه: أن رجلاً قال: يا رسول الله أي الدعاء أفضل؟ قال: «سل ربك العافية والمعافاة في الدنيا والآخرة. ثم أتاه في اليوم الثاني فقال: أي الدعاء أفضل؟ فقال له مثل ذلك، ثم أتاه في اليوم الثالث، فقال له مثل ذلك، فقال: إذا أعطيت العافية في الدنيا وأعطيتها في الآخرة فقد أفلحت». للترمذي (1).
_________
(1) أحمد (3/ 127)، وأبو داود (521)، والترمذي (3512).وقال: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه. وقال الألباني: ضعيف. " ضعيف سنن الترمذي " (698).(4/96)
9460 - وعنه: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - عاد رجلاً من المسلمين قد خفت فصار مثل الفرخ فقال - صلى الله عليه وسلم - له: «هل كنت تدعو الله بشيء أو تسأله إياه؟ قال: نعم كنت أقول: اللهم ما كنت معاقبني به في الآخرة فعجله لي في الدنيا، فقال له سبحان الله لا تطيقه ولا تستطيعه أفلا قلت: اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. فدعا الله به فشفاه الله». لمسلم والترمذي (1).
_________
(1) مسلم (2688)، والترمذي (3487).(4/96)
9461 - وعنه رفعه: «من سأل الله الجنة ثلاثًا قالت الجنة: اللهم ادخله جنتي، ومن استجار بالله من النار ثلاثا قالت النار: اللهم أجره من النار». للترمذي والنسائي (1).
_________
(1) أحمد (3/ 117)، والترمذي (2572)، والنسائي (8/ 279)، وقال الألباني: صحيح " "صحيح سنن الترمذي" (2079).(4/97)
9462 - ابن عباس رفعه: «رب أعني ولا تعن علي، وانصرني ولا تنصر علي، وامكر لي ولا تمكر علي، واهدني ويسر الهدى لي وانصرني على من بغى علي، رب اجعلني لك شاكرا لك ذاكرا لك راهبًا لك مطواعًا لك مخبتًا إليك أواهًا منيبًا، رب تقبل توبتي، واغسل حوبتي، وأجب دعوتي وثبت حجتي وسدد لسان واهد قلبي، واسلل سخيمة صدري». لأبي داود والترمذي (1).
_________
(1) أبو داود (1510)، والترمذي (3551)، وابن ماجه (3830) وقال الألباني: صحيح. " "صحيح سنن الترمذي" (2816).(4/97)
9463 - وعنه رفعه: «اللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت، وإليك أنبت وبك خاصمت اللهم أعوذ بعزتك لا إله إلا أنت أن تضلني أنت الحي الذي لا يموت والجن والإنس يموتون» للشيخين (1).
_________
(1) البخاري (7383)، ومسلم (2717).(4/97)
9464 - أبو بكر: قام على المنبر ثم بكى فقال: قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عام أول على المنبر ثم بكى فقال: «سلوا الله العفو والعافية، فإن أحدًا لم يعط بعد اليقين خيرًا من العافية» (1).
_________
(1) الترمذي (3558)، وقال: حديث غريب من هذا الوجه عن أبي بكر رضي الله عنه وقال الألباني: حسن صحيح (2821).(4/97)
9465 - عمر: علمني النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «قل اللهم اجعل سريرتي خيرًا من علانيتي واجعل علانيتي صالحة، اللهم إني أسألك من صالح ما تؤتي الناس من المال والأهل والولد، غير الضَّالّ ولا المضلّ» هما للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (3586) وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وليس إسناده بالقوي، وضعفه الألباني. (722).(4/97)
9466 - عليُّ رفعه: قال لي النبي - صلى الله عليه وسلم - «قل اللهم اهدني وسددني واذكر بالهدى هدايتك الطريق، وبالسداد سداد السهم» لمسلم (1).
_________
(1) مسلم (2725).(4/97)
9467 - أبو موسى رفعه: «اللهم (رب) (1) اغفر لي خطيئتي وجهلي، وإسرافي في أمري وما أنت أعلم به مني، اللهم اغفر لي جدي وهزلي وخطئي وعمدي وكل ذلك عندي، اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت، وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم وأنت المؤخر، وأنت على كل شيء قدير» للشيخين (2).
_________
(1) من "أ".
(2) البخاري (6398)، ومسلم (2719).(4/98)
9468 - عبد الله بن يزيد الخطمي رفعه: «اللهم ارزقني حبك وحب من ينفعني حبه عندك اللهم ما رزقتني مما أحب فاجعله قوة لي فيما تحب، وما زويت (عني) (1) مما أحب فاجعله فراغًا لي فيما تحب» (2).
_________
(1) في " أ ": عنه. والمثبت من " ب " وهو الصواب.
(2) الترمذي (3491) وقال هذا حديث حسن غريب، وقال الألباني: ضعيف. " ضعيف سنن الترمذي (692).(4/98)
9469 - عمران بن حصين: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأبي: «يا حصين كم تعبد اليوم إلهًا؟ قال: سبعة: ستة في الأرض، وواحد في السماء. قال فأيهم تعد لرهبتك ورغبتك؟ قال الذي في السماء، قال يا حصين أما إنك لو أسلمت علمتك كلمتين تنفعانك، فلما أسلم حصين قال: يا رسول الله علمني الكلمتين اللتين وعدتني؟ قال: قل: اللهم ألمهني رشدي. وأعذني من شر نفسي» (1).
_________
(1) الترمذي (3483)، وقال: هذا حديث غريب، وقال الألباني: ضعيف. انظر "ضعيف سنن الترمذي" (690).(4/98)
9470 - أم سلمة: أن أكثر دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا كان عندها: «يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك». قالت فقلت: يا رسول الله ما أكثر دعائك بهذا، قال «يا أم سلامة إنه ليس آدمي إلا قلبه بين إصبعين من أصابع الله فمن شاء أقام ومن شاء أزاغ» هي للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (3522)، وأحمد (6/ 294) قال الحافظ: هذا حديث حسن. "نتائج الأفكار" (3/ 13) وقال: هذا حديث حسن، وقال الألباني: صحيح "صحيح سنن الترمذي" (2792).(4/98)
9471 - طارق بن أشيم: كان الرجل إذا أسلم علمه النبي - صلى الله عليه وسلم - الصلاة ثم أمره أن يدعو بهؤلاء الكلمات: «اللهم اغفر لي وارحمني واهدني وعافني وارزقني». لمسلم (1).
_________
(1) مسلم (2697).(4/98)
9472 - عائشة رفعته: «اللهم عافني في جسدي، وعافني في سمعي وعافني في بصري، واجعله الوراث مني، لا إله إلا (الله) (1) الحليم الكريم، سبحان الله رب العرش العظيم، والحمد لله رب العالمين». للترمذي (2).
_________
(1) في " أ ": أنت.
(2) الترمذي (3480)،وقال: هذا حديث حسن غريب، وقال الألباني: ضعيف (689).(4/99)
9473 - وعنها: رفعته: «اللهم اغسل خطاياي بماء الثلج والبرد ونق قلبي من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس» للنسائي (1).
_________
(1) البخاري (6368)، ومسلم (589)، وأبو داود (1543)، والنسائي (1/ 51).(4/99)
9474 - أم سلمة رفعته: «اللهم أنت الأول فلا شيء قبلك، وأنت الآخر فلا شيء بعدك أعوذ بك من كل دابة ناصيتها بيدك وأعوذ بك من الإثم والكسل وعذاب القبر، وفتنة الغنى وفتنة الفقر، وأعوذ بك من المأثم والمغرم، اللهم نقني من خطاياي كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس، اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، هذا ما سأل محمد ربه، اللهم إني أسألك خير المسألة وخير الدعاء، وخير النجاح، وخير العمل، وخير الثواب، وخير الحياة، وخير الممات، وثبتني وثقل موازيني، وارفع درجتي وتقبل صلاتي واغفر خطيئتي، واسألك الدرجات العلى من الجنة، آمين، اللهم إني أسألك الجنة آمين) (1) اللهم إني أسألك خير ما فعل وخير ما أعمل، وخير ما بطن وخير ما ظهر والدرجات العلى من الجنة آمين اللهم إني أسألك أن ترفع ذكري وتضع وزري، وتصلح أمري، وتطهر قلبي، وتحفظ فرجي، وتنور قلبي، وتغفر ذنبي، وأسألك الدرجات العلى من الجنة آمين، اللهم نجني من النار». للأوسط (2).
_________
(1) سقط من " ب ".
(2) " الأوسط " (6218)، وقال الهيثمي (10/ 178، 179): ... رجاله رجال الصحيح غير محمد بن زنبور، وعاصم بن عبيد وهما ثقتان.(4/99)
9475 - ابن أبي أوفى رفعه: «اللهم طهرني من الذنوب اللهم نقني منها كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم طهرني بالثلج والبرد والماء البارد». للنسائي (1).
_________
(1) النسائي (1/ 198)، وصححه الألباني في "صحيح سنن النسائي" (390).(4/99)
9476 - وعنه: دعا النبي - صلى الله عليه وسلم - على الأحزاب فقال: «اللهم منزل الكتاب سريع الحساب اهزم الأحزاب، اللهم اهزمهم وزلزلهم» للشيخين والترمذي (1).
_________
(1) البخاري (6392)، ومسلم (1742)، والترمذي (1678).(4/100)
9477 - مالك بلغه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يدعو «اللهم إني أسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين، وإذا أردت بقوم فتنة فاقبضني إليك غير مفتون» (1)
_________
(1) مالك (1/ 190).(4/100)
9478 - يحيى بن سعيد أرسله: «اللهم فالق الإصباح وجاعل الليل سكنًا والشمس والقمر حسبانًا اقض عني الدين واغنني من الفقر، وأمتعني بسمعي وبصري وقوتي في سبيلك». لمالك (1).
_________
(1) مالك (1/ 86).(4/100)
9479 - أم حبيبة: سمعني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا أقول اللهم أمتعني بزوجي رسول الله وبأبي أبي سفيان، وبأخي معاوية، فقال: «سألت الله لآجال مضروبة وأيام معدودة وأرزاق مقسومة، لن يعجل شيئًا منها قبل حله ولا يؤخر، ولو كنت سألت الله أن يعيذك من عذاب في النار وعذاب في القبر، كان خيرًا وأفضل». لمسلم (1).
_________
(1) مسلم (2663).(4/100)
9480 - عليّ: أن مكاتبًا جاءه فقال: إني عجزت عن مكاتبتي فأعني، قال: «ألا أعلمك كلمات علمنيهن النبي - صلى الله عليه وسلم - لو كان عليك مثل جبل (صبر) (1) دينًا أداه عنك قل اللهم اكفني بحلالك عن حرامك، وأغنني بفضلك عمن سواك». للترمذي (2).
_________
(1) في " أ ": صبر باليمن.
(2) أحمد (1/ 153)، والترمذي (3563)، وقال: هذا حديث حسن غريب، وقال الألباني: حسن (2822).(4/100)
9481 - معاذ: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - افتقده يوم الجمعة، فلما صلى أتى معاذًا فقال: «يا معاذ مالي لم أرك؟ فقال: يا رسول الله ليهودي على وقية من تبر فخرجت إليك فحبسني عنك فقال له: «يا معاذ ألا أعلمك دعاء تدعو به فلو كان عليك من الدين مثل صبر أداه الله عنك وصبر جبل باليمن فادع الله يا معاذ.
[ص:101] قل {تُولِجُ اللَّيْلَ فِي الْنَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الَمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَن تَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ} [آل عمران: 27] رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما، تعطي من تشاء منهما وتمنع من تشاء ارحمني رحمةً تغنين بها عن رحمة من سواك» للكبير، وفيه نصر بن مرزوق (1).
_________
(1) الطبراني (20/ 154 ـ 155)، وقال الهيثمي (10/ 188 ـ 189): رواه كله الطبراني وفي الرواية الأولى نصر بن مرزوق، ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات إلا أن سعيد بن المسيب لم يسمع من معاذ، وفي الرواية الثانية من لم أعرفه، وضعفه الألباني في ضعيف الترغيب والترهيب (1142).(4/100)
9482 - عثمان بن حنيف: أن رجلاً ضرير البصر أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: «ادع الله أن يعافني فقال إن شئت دعوت وإن شئت صبرت فهو خير لك، قال: فادعه فامره أن يتوضأ فيحسن الوضوء ويدعو بهذا: اللهم إني أسالك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة يا نبي الله إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه لتقضى اللهم فشفعه فيَّ». للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (3578)، وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وابن ماجه (1385)، وصححه الألباني في "صحيح سنن الترمذي" (2832).(4/101)
9483 - أبو هريرة: أتت فاطمة النبي - صلى الله عليه وسلم - تسأله خادمًا، فقال لها: «ما عندي ما أعطيك فرجعت، فأتاها بعد ذلك فقال: الذي سألت أحب إليك أو ما هو خير منه؟ فقال لها على قولي لا بل ما هو خير منه، فقالته، فقال قولي: اللهم رب السموات السبع ورب العرش العظيم ربنا ورب كل شيء منزل التوراة والإنجيل والقرآن العظيم، أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء، اقض عنا الدين واغننا من الفقر» للقزويني (1).
_________
(1) ابن ماجه (3831)، وقال الألباني في "صحيح سنن الترمذي" (3089): صحيح. وهو بنحوه في مسلم (2713).(4/101)
9484 - أبو أمامة: دعا النبي - صلى الله عليه وسلم - بدعاء كثير لم نحفظ منه شيئًا. فقلنا: يا رسول الله دعوت بدعاء كثير لم نحفظ منه شيئًا، قال: «ألا أدلكم على ما يجمع ذلك كله؟ تقول اللهم إنا نسألك من خير ما سألك منه نبيك محمد - صلى الله عليه وسلم - ونعوذ بك من شر ما استعاذك منه نبيك محمد - صلى الله عليه وسلم - وأنت المستعان وعليك البلاغ ولا حول ولا قوة إلا بالله». للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (3521)، وقال: هذا حديث حسن غريب، وقال الألباني في ضعيف سنن الترمذي (703): ضعيف.(4/101)
9485 - حفصة وأسلم: «أن عمر قال: اللهم ارزقني شهادة في سبيلك واجعل موتي في بلد رسولك، قالت حفصة: فقلت: إنى يكون هذا قال: يأتيني به الله إن شاء». للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (1890).(4/102)
9486 - أنس رفعه: «اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل والجبن والهرم والبخل وأعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات». للستة إلا مالكًا (1).
_________
(1) البخاري (6367)، ومسلم (2706)، وأبو داود (1540)، والترمذي (3484)، وأحمد (3/ 113)، والنسائي (8/ 257).(4/102)
9487 - وعنه رفعه: «اللهم إني أعوذ بك من الجذام والبرص والجنون ومن سيئ الأسقام». لأبي داود والنسائي (1).
_________
(1) أبو داود (1554)، والنسائي (8/ 270)، وقال الألباني في "صحيح سنن أبي داود" (1375): صحيح.(4/102)
9488 - عائشة رفعته: «اللهم إني أعوذ بك من الكسل والهرم والمغرم، ومن فتنة القبر، ومن عذاب القبر، ومن فتنة النار وعذاب النار، ومن شر فتنة الغنى ومن شر فتنة الفقر، وأعوذ بك من شر فتنة المسيح الدجال، اللهم اغسل عني خطاياي بماء الثلج والبرد، ونق قلبي كما نقيت الثوب الأبيض وباعد بني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب». للستة إلا مالكًا (1).
_________
(1) البخاري (6368)، ومسلم (589)، وأبو داود (1543)، والترمذي (3495)، والنسائي (8/ 262 ـ 263).(4/102)
9489 - وعنها رفعته: «اللهم إني أعوذ بك من شر ما علمت ومن شر ما لم أعلم». لمسلم وأبي داود والنسائي (1).
_________
(1) مسلم (2716)، وأبو داود (1550)، والنسائي (8/ 280 ـ 281).(4/102)
9490 - وعنها: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - علمها هذا الدعاء «اللهم إني أسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم، اللهم إني أسألك من خير ما سألك عبدك ونبيك، وأعوذ بك من شر ما عاذ به عبدك ونبيك، اللهم إني أسألك الجنة وما
[ص:103] قرب إليها من قول أو عمل، وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل، وأسألك أن تجعل كل قضاء قضيته لي خيرًا». للقزويني (1).
_________
(1) أحمد (6/ 147)، وابن ماجه (3846)، وقال الألباني في صحيح سنن ابن ماجه (3102): صحيح.(4/102)
9491 - ابن عمرو بن العاص رفعه: «اللهم إني أعوذ بك من قلب لا يخشع، ودعاء لا يسمع، ونفس لا تشبع، ومن علم لا ينفع، أعوذ بك من هؤلاء الأربع». للترمذي والنسائي (1).
_________
(1) الترمذي (3482)، وقال: وهذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه من حديث عبد الله بن عمرو، وقال الألباني في "صحيح سنن الترمذي" (2769): صحيح.(4/103)
9492 - وعنه رفعه: «اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك وفجاءة نقمتك وجميع سخطك». لمسلم وأبي داود (1).
_________
(1) مسلم (2839)، وأبو داود (1545).(4/103)
9493 - أبو هريرة رفعه: «اللهم إني أعوذ بك من الفقر والقلة والذلة وأعوذ بك من أن أظلم أو أظلم» (1).
_________
(1) أبو داود (1544)، والنسائي (8/ 261)، وصححه الألباني في "صحيح سنن أبي داود" (1366).(4/103)
9494 - وعنه رفعه: «اللهم إني أعوذ بك من الشقاق (والنفاق) (1) وسوء الأخلاق» (2).
_________
(1) سقط من " ب ".
(2) أبو داود (1546)، والنسائي (8/ 264) وضعفه الألباني في "ضعيف سنن أبي داود" (332): ضعيف.(4/103)
9495 - وعنه رفعه: «اللهم إني أعوذ بك من الجوع، فإنه بئس الضجيع، وأعوذ بك من الخيانة فإنها بئست البطانة» هي لأبي داود والنسائي (1).
_________
(1) أبو داود (1547)، والنسائي (8/ 264). وقال الحافظ: هذا حديث حسن "نتائج الأفكار" (3/ 88)(4/103)
9496 - وعنه رفعه: «تعوذوا بالله من جهد البلاء ودرك الشقاء وسوء القضاء وشماتة الأعداء». للشيخين والنسائي (1).
_________
(1) البخاري (6347)، ومسلم (2707)، والنسائي (8/ 270).(4/103)
9497 - ابن عمرو بن العاص رفعه: «اللهم إني أعوذ بك من غلبة الدين وغلبة العدو وشماتة الأعداء» (1).
_________
(1) النسائي (8/ 268) وصححه الألباني في "صحيح سنن النسائي" (5055).(4/103)
9498 - أبو هريرة رفعه: «تعوذوا بالله من جار السوء في دار المقام فإن جار البادية يتحول عنك». هما للنسائي (1).
_________
(1) النسائي (8/ 274)، وقال الألباني: حسن صحيح. انظر "صحيح سنن النسائي" (5076).(4/104)
9499 - أبو اليسر رفعه: «اللهم إني أعوذ بك من الهدم وأعوذ بك من التردي، ومن الغرق والحرق والهرم، وأعوذ بك أن يتخبطني الشيطان عند الموت، وأعوذ بك أن أموت في سبيلك مدبرًا وأعوذ بك أن أموت لديغًا». لأبي داود والنسائي (1).
_________
(1) أبو داود (1552)، والنسائي (8/ 282, 283)، وقال الألباني: صحيح. انظر "صحيح سنن أبي داود" (1373).(4/104)
9500 - ابن مسعود: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يتعوذ من خمس: من البخل والجبن وسوء العمر وفتنة الصدر وعذاب القبر (1). للنسائي.
_________
(1) النسائي (8/ 256)، وقال الألباني: ضعيف. انظر "ضعيف سنن النسائي" (412).(4/104)
9501 - أنس رفعه: «اللهم إني أعوذ بك من صلاة لا تنفع» وذكر دعاء آخر». لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (1549) وقال الألباني: صحيح. انظر "صحيح سنن أبي داود" (713).(4/104)
9502 - قطبة بن مالك رفعه: «اللهم إني أعوذ بك من منكرات الأخلاق والأعمال والأهواء». للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (3591)، وقال: هذا حديث حسن غريب، وقال الألباني: صحيح. انظر "صحيح الترمذي" (2840).(4/104)
9503 - أبو سعيد رفعه: «اللهم إني أعوذ بك من الكفر والديْن» فقال رجل يا رسول الله: أتعدل الكفر بالدين؟ قال: «نعم» (1).
_________
(1) للنسائي (8/ 264 - 265) وقال الألباني: ضعيف. انظر "ضعيف سنن النسائي" (417).(4/104)
9504 - وعنه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يتعوذ من عين الجان وعين الإنس فلما نزلت المعوذتان أخذ بهما وترك ما سوى ذلك (1).
_________
(1) الترمذي (2058)، وقال: هذا حديث حسن غريب، والنسائي (8/ 271)، وقال الألباني: صحيح. انظر "صحيح سنن النسائي" (5069).(4/104)
9505 - أبو ذر رفعه: «يا أبا ذر تعوذ من شياطين الجن والإنس. قلت أو للإنس شياطين؟. قال نعم». هي للنسائي (1).
_________
(1) أحمد (5/ 178)، والنسائي (8/ 275)، وقال الألباني في "ضعيف سنن النسائي" (424): ضعيف الإسناد.(4/105)
9506 - أبو موسى: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا خاف من قوم قال: «اللهم إن نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم». لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (1537)، وأحمد (4/ 414)، وقال الألباني في "صحيح سنن أبي داود" (1360): صحيح.(4/105)
9507 - يحيى بن سعيد أرسله: «رأيت ليلة أسري بي عفريتًا من الجن يطلبني بشعلة نار، كلما التفت رأيته فقال جبريل ألا أعلمك كلمات تقولهن فتطفئ شعلته ويخر لفيه؟ فقال - صلى الله عليه وسلم - بلى فقال: قل أعوذ بوجه الله الكريم وبكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر، من شر ما ينزل من السماء ومن شر ما يعرج فيها، ومن شر ما ذرأ في الأرض ومن شر ما يخرج منها، ومن فتن الليل والنهار، ومن طوارق الليل إلا طارقًا يطرق بخير يا رحمن». لمالك (1).
_________
(1) مالك (2/ 725).(4/105)
9508 - أبو هريرة: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله ما لقيت البارحة من عقرب لدغتني قال: «أما لو قلت حين أمست أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم تضرك» (1).
_________
(1) مسلم (2709)، وأبو داود (3898)، ومالك (2/ 725)، والترمذي (3604).(4/105)
9509 - في رواية: «من قال حين يمسي ثلاث مرات أعوذ بكلمات الله التامَّات من شر ما خلق، لم تضره حمة تلك الليلة، قال سهيل: فكنا أهلنا تعلموها فكانوا يقولونها كل ليلة فلدغت جارية منهم فلم تجد لها وجعًا» لمالك ومسلم وأبي داود والترمذي (1).
_________
(1) مسلم (2709)، وأبو داود (3898)،والترمذي (3604)، ومالك (724 ـ 725).(4/105)
9510 - شكل بن حميد قلت: يا رسول الله علمني تعوذًا أتعوذ به فأخذ بكفي، وقال: «قل: اللهم إني أعوذ بك من شر سمعني ومن شر بصري، ومن شر لساني، ومن شر قلبي. ومن شر هني يعني الفرج» لأصحاب السنن (1).
_________
(1) أبو داود (1551)، والترمذي (3492)، والنسائي (8/ 255)، وقال الألباني في "صحيح سنن الترمذي" (2775): صحيح.(4/106)
9511 - ابن عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يعوذ الحسن والحسين ويقول: «إن أباكما كان يعوذ بهما إسماعيل وإسحاق: أعوذ بكلمات الله التامة، من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة». للبخاري والترمذي وأبي داود (1).
_________
(1) البخاري (3371)، وأبو داود (4737)، والترمذي (2060).(4/106)
9512 - وعنه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يعلمهم هذا الدعاء كما يعلمهم السورة من القرآن قال «قولوا: اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم وأعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات» للستة إلا البخاري (1).
_________
(1) مسلم (590)، وأبو داود (984)، والترمذي (3494)، والنسائي (8/ 276 - 277)، ومالك (1/ 188).(4/106)
9513 - زيد بن أرقم رفعه: «اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل والجبن والبخل والهرم وعذاب القبر اللهم آت نفسي تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولها اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع، ومن دعوة لا تستجاب». لمسلم والنسائي (1).
_________
(1) مسلم (2722)، والنسائي (8/ 260).(4/106)
9514 - القعقاع: أن كعب الأحبار قال: «لولا كلمات أقولهن لجعلتني يهود حمار، فقيل له ما هن؟ قال: أعوذ بوجه الله العظيم الذي ليس شيء أعظم منه، وبكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر وبأسماء الله الحسنى ما علمت منها وما لم أعلم من شر ما خلق وذرأ وبرأ» (1). لمالك.
_________
(1) مالك (2/ 725).(4/106)
9515 - ابن عباس قال: «إذا أتيت سلطانًا مهيبًا تخاف أن يسطو بك فقل: الله أكبر الله أكبر من خلقه جميعًا، الله أعز مما أخاف وأحذر، أعوذ بالله الممسك السموات السبع أن (يقعن) (1) على الأرض إلا بإذنه، من شر عبدك فلان وجنوده وأتباعه وأشياعه من الجن والإنس، إلهي كن لي جارًا من شرهم، جل ثناؤك، وعز جارك، وتبارك اسمك ولا إله غيرك (2). للكبير.
_________
(1) في " ب ": تقض.
(2) الطبراني في " الكبير " (10599)، وقال الهيثمي (10/ 140): رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح، وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (2238): صحيح موقوف(4/107)
9516 - ابن مسعود رفعه: «إذا تخوف أحدكم السلطان فليقل: اللهم رب السموات السبع ورب العرش العظيم، كن لي جارًا من شر فلان ابن فلان، وشر الجن والإنس وأتباعهم أن يفرط علي أحد منهم، عز جارك وجل ثناؤك ولا إليه غيرك». للكبير بلين (1).
_________
(1) الطبراني في " الكبير " (9795)، وقال الهيثمي (10/ 140): رجاله رجال الصحيح غير جنادة بن مسلم، وقد وثقه ابن حبان وضعفه غيره، وقال الحافظ: هذا حديث غريب. " نتائج الأفكار " (3/ 114) وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (427)(4/107)
الاستغفار والتسبيح والتهليل والتكبير والتحميد والحوقلة والصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم -(4/107)
9517 - ابن عمرو بن العاص رفعه: «خصلتان أو خلتان لا يحصيهما رجل إلا دخل الجنة، وهما يسير، ومن يعمل بهما قليل، يسبح الله في دبر كل صلاة عشرًا ويحمده عشرًا (1). فلقد رأيته - صلى الله عليه وسلم - يعقدها بيده. قال فتلك خمسون ومائة باللسان، وألف وخمسمائة في الميزان، وإذا أخذت مضجعك تسبحه وتكبره وتحمده مائة، فتلك مائة باللسان وألف في الميزان، فأيكم يعمل في اليوم والليلة ألفين وخمسمائة سيئة، قالوا فكيف لا نحصيها؟ قال: يأتي أحدكم الشيطان وهو في صلاته فيقول: اذكر كذا اذكر كذا حتى ينفتل فلعله أن لا يفعل، ويأتيه وهو في مضجعه فلا يزال ينومه حتى ينام». لأصحاب السنن (2).
_________
(1) في " ب ": ويكبره عشرا.
(2) أبو داود (5065)، والترمذي (3410) وقال: حسن صحيح، والنسائي (3/ 74 ـ 75) وابن ماجه (926)،وقال الحافظ: هذا حديث صحيح. " نتائج الأفكار " (2/ 282)، وقال الألباني في "صحيح سنن الترمذي" (2714): صحيح.(4/107)
9518 - ابن أبي أوفى: جاء رجل إلى النبي فقال: إني لا أستطيع أن آخذ من القرآن شيئًا، فعلمني ما يجزئني، قال: «قل: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. قال: يا رسول الله هذا لله فماذا لي؟ قال: قل اللهم ارحمني وعافني واهدني وارزقني. فقال هكذا بيديه وقبضهما وقال أما هذا فقد ملأ يديه من الخير». للنسائي. وأبي داود بلفظه (1).
_________
(1) أحمد (4/ 353)، وأبو داود (832)، والنسائي (2/ 143)، وقال الحافظ: هذا حديث حسن. " نتائج الأفكار " (1 69)،وقال الألباني في "صحيح سنن أبي داود" (742).(4/108)
9519 - سفينة رفعه: «بخ بخ لخمس ما أثقلهن في الميزان، سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، وفرط صالح يفرط الرجل». للأوسط (1).
_________
(1) "الأوسط " (5152)، وقال الهيثمي (10/ 91، 93): رجاله رجال الصحيح، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2817).(4/108)
9520 - عمران بن حين رفعه: «أما يستطيع أحدكم أن يعمل كل يوم مثل أحد عملا قالوا يا رسول الله ومن يستطيع؟ قال: كلكم يستطيعه قالوا: يا رسول الله ماذا؟ قال: سبحان الله أعظم من أحد، ولا إله إلا الله أعظم من أحد، والحمد لله أعظم من أحد، والله أكبر أعظم من أحد» (1).
_________
(1) الطبراني في " الكبير " (18/ 174 ـ 175/ 398) وقال الهيثمي (10/ 93 ـ 94): الطبراني والبزار ورجالهما رجال الصحيح. وضعفه الألباني في ضعيف الترغيب (951)(4/108)
9521 - سعد: دخل مع النبي - صلى الله عليه وسلم - على امرأة وبيدها نوى، أو حصى تسبح به وتعد فقال: أخبرك بما هو أيسر عليك من هذا وأفضل؟ قالت بأبي أنت وأمي يا رسول الله قال: «قولي: سبحان الله عدد ما خلق الله في السماء والأرض وما بينهما، سبحان الله عدد ما هو خالق، والله أكبر مثل ذلك، والحمد لله مثل ذلك، ولا إله إلا الله مثل ذلك، ولا حول ولا قوة إلا بالله مثل ذلك».للترمذي وأبي داود بلفظه (1).
_________
(1) أبو داود (1500)، والترمذي (3568) وقال الحافظ: هذا حديث حسن. "نتائج الأفكار" (1/ 81) وقال الألباني في "ضعيف سنن أبي داود" (1323): ضعيف.(4/108)
9522 - أبو ذر: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سئل أي الكلام أفضل؟ قال: «ما اصطفاه الله لملائكته سبحان الله وبحمده» لمسلم والترمذي (1).
_________
(1) مسلم (2731)، والترمذي (3593).(4/108)
9523 - أبو هريرة وأبو سعيد رفعاه: «من قال لا إله إلا الله والله أكبر، صدقه ربه، وقال: لا إله إلا أنا وأنا أكبر، وإذا قال: لا إله إلا الله وحده، يقول الله لا إله إلا أنا وحدي، وإذا قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، قال الله: لا إله إلا أنا وحدي لا شريك لي، وإذا قال: لا إله إلا الله له الملك وله الحمد، قال الله: لا إله إلا أنا لي الملك ولي الحمد، وإذا قال: لا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله، قال الله: لا إله إلا أنا ولا حول ولا قوة إلا بي وكان يقول من قالها في مرض ومات لم تطعمه النار» (1).
_________
(1) الترمذي (3430) وقال: هذا حديث حسن غريب، وابن ماجه (3794) وقال الألباني في "صحيح سنن الترمذي" (2727): صحيح.(4/109)
9524 - أنس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - مر على شجرة يابسة الورق فضربها بعصاه فتناثر الورق فقال: «إن الحمد لله وسبحان الله، ولا إله إلا الله، والله أكبر تساقط ذنوب العبد كما يتساقط ورق هذه الشجرة» (1).
_________
(1) الترمذي (3533)، وقال: هذا حديث غريب، وقال الألباني في "صحيح سنن الترمذي" (2799): حسن.(4/109)
9525 - ابن مسعود رفعه: «لقيت ليلة أسري بي إبراهيم، فقال لي يا محمد: اقرا أمتك مني السلام، وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة عذبة الماء، وأنها قيعان، وأن غراسها سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر» (1).
_________
(1) الترمذي (3462)، وقال: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه من حديث ابن مسعود ووافقه الحافظ في " نتائج الأفكار " (1/ 102 ـ 103) وقال الألباني في "صحيح سنن الترمذي" (2755): حسن.(4/109)
9526 - وزاد الأوسط والصغير: «ولا حول ولا قوة إلا بالله» (1).
_________
(1) الترمذي (3462) وقال: هذا حديث حسن غريب، ووافقه الحافظ " نتائج الأفكار " (102 ـ 103) والطبراني (3898) وفي " الأوسط " (1964)، وصححه الألباني. انظر الصحيحة (105).(4/109)
9527 - جابر رفعه: «من قال سبحان الله العظيم وبحمده، غرست له نخلة في الجنة» (1).
_________
(1) الترمذي (3464) وقال: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث أبي الزبير عن جابر، وقال الحافظ: هذا حديث حسن " نتائج الأفكار " (1/ 104)، وقال الألباني في "صحيح سنن الترمذي" (2757): صحيح.(4/109)
9528 - عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده رفعه: «من سبح الله مائة بالغداة ومائة بالعشي، كان كمن حج مائة حجة، من حمد الله مائة بالغداة
[ص:110] ومائة بالعشي، كان كمن حمل على مائة فرس في سبيل الله، أو قال غزا مائة غزاة، ومن هلل مائة بالغداة ومائة بالعشي كان كمن أعتق مائة رقبة من ولد إسماعيل، ومن كبرَّ الله مائة بالغداة ومائة بالعشي، لم يأت في ذلك أحد بأفضل مما جاء به، إلا من قال مثل ما قال وزاد على ما قال» (1).
_________
(1) الترمذي (3471) وقال: هذا حديث حسن غريب، وقال الألباني في ضعيف سنن الترمذي (685): منكر.(4/109)
9529 - ابن عمرو بن العاص رفعه: «ما على الأرض أحد يقول لا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله، إلا كفرت عنه خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر» (1).
_________
(1) أحمد (2/ 158)، والترمذي (3460)، وقال: هذا حديث حسن غريب، وقال الألباني في "صحيح سنن الترمذي" (2753): حسن.(4/110)
9530 - جابر رفعه: «أفضل الذكر لا إله إلا الله، وأفضل الدعاء الحمد لله». هي للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (3383)، وقال: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث موسى بن إبراهيم، وقال ابن حجر: هذا حديث حسن. " نتائتج الأفكار " (1/ 63 ـ 64)، وابن ماجه (3800)، وحسنه الألباني في "صحيح سنن الترمذي" (2694)(4/110)
9531 - أم هانئ رفعته: «لا إله إلا الله، لا يسبقها عمل ولا تترك ذنبًا». للقزويني بضعف (1).
_________
(1) ابن ماجه (3797)، وضعفه الألباني في ضعيف سنن ابن ماجه (827).(4/110)
9532 - يسيرة: وكانت من المهاجرات الأول، قالت: قال لنا النبي - صلى الله عليه وسلم - «عليكن بالتسبيح والتهليل والتقديس والتكبير واعقدن بالأنامل، فإنهن مسؤلات مستنطقات، ولا تغفلن فتنسين الرحمة» (1).
_________
(1) أحمد (6/ 370)، وأبو داود (1501)، والترمذي (3583)، وقال: هذا حديث غريب إنما نعرفه من حديث هانئ بن عثمان، وقد روى محمد بن ربيعة عن هانئ بن عثمان، وحسنه الألباني، وقال ابن حجر: هذا حديث حسن. " نتائج الأفكار " (1/ 87)، وحسنه الألباني في "صحيح سنن الترمذي" (2835).(4/110)
9533 - أبو بكر رفعه: «ما أصر من استغفر ولو عاد في اليوم سبعين مرة». هما لأبي داود والترمذي (1).
_________
(1) أبو داود (1514)، والترمذي (3559)، وقال: هذا حديث غريب إنما نعرفه من حديث أبي نضرة، وليس إسناده بالقوي، وقال الألباني في ضعيف سنن الترمذي (712).(4/110)
9534 - عائشة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول: «اللهم اجعلني من الذين إذا أحسنوا استبشروا وإذا أساءوا استغفروا». للقزويني (1).
_________
(1) أحمد (6/ 129)، وابن ماجه (3820)، وضعفه الألباني في ضعيف سنن ابن ماجه (835).(4/110)
9535 - أغر مزينة رفعه: «إنه ليغان على قلبي حت أستغفر في اليوم مائة مرة» (1).
_________
(1) مسلم (2702)، وأبو داود (1515)، وأحمد (4/ 211).(4/110)
9536 - وفي رواية: «توبوا إلى ربكم، فوالله إني لأتوب إلى ربي مائة مرة في اليوم». لمسلم وأبي داود (1).
_________
(1) مسلم (2702)، وأحمد (4/ 211).(4/111)
9537 - شداد بن أوس رفعه: «سيد الاستغفار أن يقول العبد: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء بذنبي فاغفر لي ذنوبي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، من قالها من النهار موقنا بها، فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل، وهو موقن بها، فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة». للبخاري والنسائي والترمذي (1).
_________
(1) البخاري (6323)، والنسائي (8/ 279)، والترمذي (3393).(4/111)
9538 - ابن عباس رفعه: «من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجًا ومن كل هم فرج، ورزقه من حيث لا يحتسب». لأبي داود (1).
_________
(1) أحمد (1/ 248)، وأبو داود (1518)، وضعفه الألباني في "ضعيف سنن أبي داود" (327).(4/111)
9539 - بلال بن يسار: مولى النبي - صلى الله عليه وسلم - كذا للترمذي ولأبي داود هلال بن يسار عن أبيه، عن جده رفعه: «من قال أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه غفر له وإن كان فر من الزحف» (1).
_________
(1) أبو داود (1517)، والترمذي (3577) وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وصححه الألباني في "صحيح سنن الترمذي" (2831).(4/111)
9540 - أبو هريرة رفعه: «من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له, له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب، وكتبت له مائة حسنة ومحيت عنه مائة سيئة وكانت له حرزًا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر منه، ومن قال: سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر». للشيخين والموطأ والترمذي (1).
_________
(1) البخاري (3293)، ومسلم (2691)، والترمذي (3468)، ومالك (1/ 184).(4/111)
9541 - أبو أيوب رفعه: «من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، كان كمن أعتق أربعة أنفس من ولد إسماعيل». للشيخين والترمذي (1).
_________
(1) البخاري (6404)، ومسلم (2693)، والترمذي (3553).(4/112)
9542 - تميم الداري رفعه: «من قال أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إلهًا واحدًا أحدًا صمدًا، لم يتخذ صاحبةً ولا ولدًا، ولم يكن له كفوًا أحدٌ عشر مرات، كتب الله له أربعين ألف الف حسنة» للترمذي وأنكره (1).
_________
(1) الترمذي (3473) وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وضعفه الألباني في "ضعيف سنن الترمذي" (687).(4/112)
9543 - وللكبير بضعف عن ابن عمر رفعه: «من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو الحي الذي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير، لا يريد بها إلا وجه الله أدخله بها الجنة جنات النعيم» (1).
_________
(1) الطبراني (12/ 349 رقم 13311) وقال الهيثمي (10/ 88): فيه يحيى بن عبد الله البابلتي، وهو ضعيف. وقال الألباني في ضعيف الترغيب (935): ضعيف جدًا.(4/112)
9544 - سلمان رفعه «من قال اللهم إني أشهدك وأشهد ملائكتك وحملة عرشك وأشهد من في السموات إنك أنت الله الذي لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، وأشهد أن محمدًا عبدك ورسولك، من قالها مرة أعتق ثلثه من النار، ومن قالها مرتين أعتق ثلثاه من النار ومن قالها ثلاثًا أعتق كله». للبزار بضعف (1).
_________
(1) مسند البزار (2531).(4/112)
9545 - أبو الدرداء رفعه: «من قال لا إله إلا الله والله أكبر، عتق الله ربعه من النار، ومن قالها ثنتين أعتق شطره، ومن قالها أربعًا أعتق كله» للكبير والأوسط بضعف (1).
_________
(1) ذكره الهيثمي (10/ 86) وقال: رواه الطبراني في " الكبير "، و "الأوسط".(4/112)
9546 - أبو هريرة رفعه: «ما قال عبد لا إله إلا الله مخلصًا من قلبه إلا فتحت له أبواب السماء حتى تفضي إلى العرش ما اجتنب الكبائر». للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (3590)، وقال: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، وحسنه الألباني في "صحيح سنن الترمذي" (2839).(4/112)
9547 - أبو سعيد رفعه: «قال موسى يا رب علمني شيئًا أذكرك وأدعوك به، قال قل يا موسى: لا إله إلا الله، قال: كل عبادك يقول هذا، قال قل: لا إله إله الله، قال لا إله إلا أنت أريد شيئًا تخصني به، قال يا موسى: لو أن السموات السبع وعامرهن غيري والأرضين السبع في كفة، ولا إله إلا الله في كفة، مالت بهن لا إله إلا الله». للموصلي بلين (1).
_________
(1) الموصلي (1389)، وقال الهيثمي (10/ 85): ورواه أبو يعلى من رجاله وثقوا، وفيهم ضعف. وضعفه الألباني في كلمة الإخلاص (58).(4/113)
9548 - علي: قال لي النبي - صلى الله عليه وسلم - «ألا أعلمك كلمات إذا قلتهن غفر الله لك وإن كنت مغفور لك قل: لا إله إلا الله العلي العظيم، لا إله إلا الله الحليم الكريم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم» (1).
_________
(1) الترمذي (3504) وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث أبي إسحاق عن الحارث عن علي، وضعفه الألباني في ضعيف سنن الترمذي (965).(4/113)
9549 - عمر رفعه: «من دخل السوق فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيى ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير، كتب الله له ألف ألف حسنة، ومحا عنه ألف ألف سيئة ورفع له ألف ألف درجة». هما للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (3428) وقال: هذا حديث غريب، وابن ماجه (2235)،وأحمد (1/ 47)، والدارمي (2692)، وقال الألباني في "صحيح سنن الترمذي" (2726): حسن.(4/113)
9550 - جويرية: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خرج من عندها بكرة حين صلى الصبح وهي في مسجدها، ثم رجع بعد أن أضحى وهي جالسة، فقال: «ما زلت على هذه الحال التي فارقتك عليها؟» قالت: نعم، فقال: «لقد قلت بعدك أربع كلمات ثلاث مرات، لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن، سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته» لأبي داود والترمذي والنسائي ومسلم بلفظه (1).
_________
(1) مسلم (2726)، وأبو داود (1503)، والترمذي (3555)، والنسائي (3/ 77).(4/113)
9551 - أبو هريرة رفعه: «كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن، سبحان الله وبحمده، سبحاه الله العظيم» للشيخين والترمذي (1).
_________
(1) البخاري (6682)، ومسلم (2694)، والترمذي (3467).(4/113)
9552 - أبو أمامة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له: «أفلا أخبرك بشيء إذا قلته، ثم دأبت الليل والنار لم تبلغه؟ قلت: بلى قال تقول: الحمد لله عدد ما أحصى كتابه، والحمد لله عدد ما في كتابه، والحمد لله عدد ما أحصى خلقه، والحمد لله ملء ما في خلقه، والحمد لله ملء سمواته وأرضه، والحمد لله عدد كل شيء، وتسبح مثل ذلك وتكبر مثل ذلك» للكبير (1).
_________
(1) الطبراني (7930)، وقال الهيثمي (10/ 96): ورواه الطبراني من طريقين أحدهما حسن. وقال الألباني في صحيح الترغيب (1575) قال: صحيح لغيره.(4/114)
9553 - حذيفة: أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - رجل فقال: بينا أنا أصلي إذا سمعت متكلمًا يقول: اللهم لك الحمد كله، ولك الملك كله، بيدك الخير كله، وإليك يرجع الأمر كله، علانيته وسره، فأهل أن تحمد إنك على كل شيء قدير، اللهم اغفر لي جميع ما مضى من ذنوبي، واعصمني فيم بقي من عمري، وارزقني عملا زاكيا ترضى به عني، فقال - صلى الله عليه وسلم -: «ذاك ملك أتاك يعلمك تحميد ربك تعالى» لأحمد (1) براوٍ ولم يسم.
_________
(1) أحمد (5/ 395)،وقال الهيثمي (10/ 98 ـ 99): رواه أحمد براو لم يسم، وبقية رجاله ثقات.(4/114)
9554 - معاذ بن أنس رفعه: «آية العز الحمد لله الذي لم يتخذ ولدًا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرًا» لأحمد بلين (1).
_________
(1) أحمد (3/ 439)، وقال الطبراني (20/ 429)، وقال الهيثمي (10/ 99): ورواه أحمد ورجاله وثقوا على ضعف في بعضهم. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (19).(4/114)
9555 - ابن عمر رفعه: «من قال الحمد لله الذي تواضع كل شيء لعظمته والحمد لله الذي ذل كل شيء (لعزته، والحمد لله خضع كل شيء لملكه، والحمد لله الذي استسلم) (1) لقدرته، فقالها يطلب بها ما عند الله، كتب الله له بها الف حسنة ورفع له بها ألف درجة، ووكل به سبعين ألف ملك يستغفرون له إلى يوم القيامة» للكبير بضعف (2).
_________
(1) من " ب ".
(2) "الكبير" للطبراني (13562) وقال الهيثمي (10/ 99): رواه الطبراني وفيه يحيى بن عبد الله البابلتي وهو ضعيف. وضعفه الألباني في ضعيف الترغيب (965).(4/114)
9556 - وعنه رفعه: «إن عبدًا من عباد الله قال: يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك فعضلت بالملكين، فلم يدريا كيف يكتبانها فصعدا إلى السماء فقالا يا رب إن عبدك قد قال مقالة لا ندري كيف نكتبها؟ قال الله تعالى: وهو أعلم بما فقال عبده ماذا
[ص:115] قال عبدي؟ قالا: يا رب قد قال لك: يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك فقال الله تعالى لهما: اكتباها كما قال عبدي حتى يلقاني فأجزيه بها» للقزويني (1).
_________
(1) ابن ماجه (3801) وضعفه الألباني في "ضعيف سنن ابن ماجه" (829).(4/114)
9557 - عائشة: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا رأى ما يحب قال: «الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات» وإذا رأى ما يكره قال: «الحمد لله على كل حال» للقزويني بلين (1).
_________
(1) ابن ماجه (3803) وقال الألباني في صحيح سنن ابن ماجه (3066): حسن.(4/115)
9558 - أبو موسى: كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في سفر فجعل الناس يجهرون بالتكبير فقال «أيها الناس أربعوا على أنفسكم إنكم لا تدعون أصم ولا غائبًا إنكم تدعون سميعًا قريبًا وهو معكم، قال: وأنا خلفه وأنا أول: لا حول ولا قوة إلا بالله فقال: يا عبد الله بن قيس ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة؟ فقلت: بلى يا رسول الله قال قل لا حول ولا قوة إلا بالله» (1).
_________
(1) البخاري (6384)، ومسلم (2704)، وأبو داود (1526)، والترمذي (3374).(4/115)
9559 - وفي رواية: «الذي تدعونه أقرب إلى أحدكم من عنق راحلة أحدكم» للشيخين وأبي داود والترمذي (1).
_________
(1) البخاري (6610)، ومسلم (2704)، وأبو داود (1526)، والترمذي (3374).(4/115)
9560 - قيس بن سعد بن عبادة: «أن أباه دفعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - يخدمه قال: فمر بي - صلى الله عليه وسلم - وقد صليت فضربني برجله، وقال: «ألا أدلك على باب من أبواب الجنة؟ قلت: بلى قال لا حول ولا قوة إلا بالله» (1).
_________
(1) أحمد (3/ 422)، والطبراني (18/ 351) (4/ 894)، وقال الهيثمي (10/ 98): رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير ميمون بن أبي شبيب وهو ثقة، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2610).(4/115)
9561 - أبو هريرة رفعه: «لا حول ولا قوة إلا بالله، دواء من تسعة وتسعين داء أيسرها الهم» للأوسط بلين (1).
_________
(1) الطبراني في " الأوسط " (5028) وقال الهيثمي (10/ 101): فيه بشر بن رافع الحارثي وهو ضعيف وقد وثق، وبقية رجاله رجال الصحيح، إلا أن النسخة من الطبراني "الأوسط" سقط منها عجلان والد محمد الذي بينه وبين أبي هريرة، والله أعلم. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6286).(4/116)
9562 - وعنه رفعه: «أكثروا من قول لا حول ولا قوة إلا بالله فإنها من كنز الجنة قال مكحول فمن قال لا حول ولا قوة إلا بالله ولا منجأ من الله إلا إليه كشف الله عنه سبعين بابًا من الضر أدناها الفقر» هما للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (3601) وقال: ليس إسناده بمتصل، مكحول لم يسمع من أبي هريرة، قال الألباني في "صحيح سنن الترمذي" (2847): صحيح دون قول مكحول: " فمن قال ... " فإنه مقطوع.(4/116)
9563 - أبو مسعود البدري: أتانا النبي - صلى الله عليه وسلم - ونحن في مجلس سعد بن عبادة فقال له بشير بن سعد: أمرنا الله أن نصلي عليك يا رسول الله فكيف نصلي عليك؟ فسكت حتى تمنينا أنه لم يسأله، ثم قال: «قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد، والسلام كما قد علمتم» (1).
_________
(1) مسلم (405)، وأبو داود (979)، والترمذي (3220)، والنسائي (3/ 47)، ومالك (1/ 152).(4/116)
9564 - وفي رواية: «وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد».
وفي أخرى: «اللهم صل على محمد النبي الأمي وعلى آل محمد» للستة إلا البخاري (1).
_________
(1) مسلم (405)، وأبو داود (980)، والنسائي (3/ 45)، والترمذي (3220)، ومالك (1/ 152).(4/116)
9565 - ابن أبي ليلى: لقيني كعب بن عجرة فقال: ألا أهدي لك هدية؟ إن النبي - صلى الله عليه وسلم - خرج علينا فقلنا: يا رسول قد علمنا كيف نسلم عليك، فكيف نصلي عليك؟ قال: قولوا: «اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت
[ص:117] على آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد» للستة إلا مالكًا (1).
_________
(1) البخاري (6357)، ومسلم (406)، وأبو داود (976)، والترمذي (483)، والنسائي (3/ 47 ـ 48).(4/116)
9566 - أبو هريرة رفعه: «من سره أن يكتال بالمكيال الأوفى إذا صلى علينا أهل البيت فليقل: اللهم صل على محمد النبي الأمي وأزواجه أمهات المؤمنين وذريته وأهل بيته كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد» (1).
_________
(1) أبو داود (982)، وقال الحافظ: اختلف على راويه في سنده، وفيه مقال، والله أعلم. " نتائج الأفكار " (2/ 205). وضعفه الألباني في "ضعيف سنن أبي داود" (207).(4/117)
9567 - أبو سعيد: «قلنا: يا رسول الله هذا السلام عليك، فكيف نصلي عليك؟ قال: «قولوا اللهم صل على محمد عبدك ورسولك كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم» للبخاري والنسائي (1).
_________
(1) البخاري (6358)، والنسائي (3/ 49).(4/117)
9568 - طلحة: «أن رجلاً قال: كيف نصلي عليك يا نبي الله؟ قال: «قولوا اللهم صل على محمد كما صليت على إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم إنك حميد مجيد» للنسائي (1).
_________
(1) النسائي (3/ 48)، وأحمد (1/ 162)، وقال الحافظ ابن حجر: هذا حديث حسن من هذا الوجه. " نتائج الأفكار " (2/ 202)، وصححه الألباني في "صحيح سنن النسائي" (1293).(4/117)
9569 - أبو حميد الساعدي: «قالوا: يا رسول الله كيف نصلي عليك؟ قال: «قولوا اللهم (صل) (1) على محمد وأزواجه وذريته كما صليت على إبراهيم، وبارك على محمد وعلى أزواجه وذريته كما باركت على إبراهيم إنك حميد مجيد» للستة إلا الترمذي (2).
_________
(1) من " ب ".
(2) البخاري (3369)، ومسلم (407)، وأبو داود (979)، والنسائي (3/ 49) ومالك (1/ 152).(4/117)
9570 - ابن مسعود قال: «إذا صليتم على النبي - صلى الله عليه وسلم - أحسنوا الصلاة عليه فإنكم لا تدرون لعل ذلك يعرض عليه، فقالوا له: فعلمنا قال
[ص:118] قولوا اللهم اجعل صلواتك ورحمتك وبركاتك على سيد المرسلين وإمام المتقين إلى آخرها». للقزويني وتمامها في خطبة الكتاب (1).
_________
(1) ابن ماجه (906)، وقال الألباني في ضعيف سنن ابن ماجه (191): ضعيف.(4/117)
9571 - أنس رفعه: «من صلى علي صلاةً واحدةً صلى الله عليه عشر صلوات وحطت عنه عشر خطيئات، ورفعت له عشر درجات» (1).
_________
(1) أحمد (3/ 102)، والنسائي (3/ 50)، وقال الألباني في "صحيح سنن النسائي" (1230): صحيح.(4/118)
9572 - أبو طلحة: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - جاء ذات يوم والبشر في وجهه، فقلنا إنا لنرى البشر في وجهك قال إنه أتاني الملك فقال يا محمد إن ربك يقول أما يرضيك أن لا يصلي عليك أحدٌ إلا صليت عليه عشرًا ولا يسلم عليك أحدٌ إلا سلمتُ عليه عشرًا» هما للنسائي (1).
_________
(1) أحمد (4/ 30)، والنسائي (3/ 50)، والدارمي (2773)، وقال الألباني في "صحيح سنن النسائي" (1228): صحيح.(4/118)
9573 - ابن مسعود رفعه: «أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم علي صلاة» (1).
_________
(1) الترمذي (484)، وقال: هذا حديث حسن غريب، وقال الألباني في "ضعيف سنن الترمذي" (74): ضعيف.(4/118)
9574 - عليٌ رفعه: «البخيل الذي من ذكرت عنده فلم يصلِّ علي» هما للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (3546) وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب، وقال الألباني في "صحيح سنن الترمذي" (2811): صحيح.(4/118)
9575 - ابن مسعود رفعه: «إن لله ملائكةً سيَّاحين في الأرض يبلغوني من أمتي السلام» للنسائي (1).
_________
(1) أحمد (1/ 441)، والنسائي (3/ 43)، والدارمي (2774)، وقال الألباني في "صحيح سنن النسائي" (1215): صحيح.(4/118)
9576 - عبد الله بن دينار: «رأيت ابن عمر يقف على قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - فيصلي على النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر وعمر». لمالك.(4/118)
9577 - محمد بن يحيى بن حبان، عن أبيه، عن جده «أن رجلاً قال يا رسول الله أجعل ثلث صلاتي عليك؟ قال: «نعم، إن شئت»، قال الثلثين؟ قال: «نعم» قال: فصلاتي كلها؟ قال: «إذًا يكفيك الله ما همك من أمر دنياك وآخرتك» (1).
_________
(1) والطبراني (3574)، وقال الهيثمي (10/ 163): ورواه الطبراني وإسناده حسن. وقال الألباني في صحيح الترغيب (1671): حسن لغيره.(4/119)
9578 - عمار بن ياسر رفعه: «إن الله وكل بقبري ملكًا أعطاه أسماع الخلائق فلا يصلي على أحدٌ إلى يوم القيامة إلا بلغني باسمه واسم أبيه هذا فلانٌ بن فلان قد صلى عليك» للبزار بضعف (1).
_________
(1) "مسند البزار" (25/ 14).(4/119)
9579 - أنس رفعه: «من صلى عليَّ صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشرًا، ومن صلى عليَّ عشرًا صلى الله عليه بها مائة، ومن صلى علي مائة كتب الله بين عينيه براءة من النفاق وبراءة من النار، وأسكنه الله يوم القيامة مع الشهداء». للأوسط والصغير بخفى (1).
_________
(1) الطبراني في " الأوسط " (2671) وقال الهيثمي (10/ 163): وفيه إبراهيم بن سالم بن شبل الهجيمي ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات. وضعفه الألباني في ضعيف الترغيب (1028).(4/119)
9580 - عليٌ: «كان يعلم الناس الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول اللهم داحي المدحوات وبارئ المسموكات، وجبار القلوب على فطرتها شقيها وسعيدها، اجعل شرائف صلواتك ونوامي بركاتك ورأفة تحننك على محمد عبدك ورسولك، الخاتم لما سبق والفاتح لما أغلق، والمعين على الحق بالحق والدامغ جيشات الأباطيل كما حمل، فاضطلع بأمرك لطاعتك مستوفرًا في مرضاتك، بغير نكل عن قدم ولا وهن في عزم، داعيًا لوحيك حافظًا لعهدك ماضيًا على نفاذ أمرك حتى أورى قبسًا لقابس به هديت القلوب بعد خوضات الفتن والإثم بموضحات الأعلام ومنيرات الأحكام ونيرات الإسلام ونائرات الأحكام فهو أمينك المأمون وخازن علمك المخزون وشهيدك يوم الدين وبعثه لك نعمة ورسولك بالحق رحمة اللهم افسح له مفسحًا في عدنك، واجزاه مضاعفات الخير من فضلك مهنئات له غير مكدرات من فوز ثوابك المعلوم وجزيل عطائك المجزول، اللهم عل على بناء الناس بناءه وأكرم مثواه لديك ونزله
[ص:120] وأتمم له نوره، واجزه من انبعاثك له مقبول الشهادة مرضي المقالة، ذا منطق عدل وكلام فصل، وحجة وبرهان عظيم». للأوسط بانقطاع (1).
_________
(1) " الأوسط " (9089)، وقال الهيثمي (10/ 166 ـ 167): سلامة السكندري روايته عن علي مرسلة، وبقية رجاله رجال الصحيح.(4/119)
9581 - كعب بن عجرة «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خرج يومًا إلى المنبر فقال حين ارتقى درجة آمين، ثم رقى أخرى فقال أمين، ثم رقى الثالثة فقال آمين، فلما نزل عن المنبر وفرغ، قلنا: يا رسول الله لقد سمعنا منك كلاما اليوم قال: «وسمعتموه؟ قلنا: نعم، قال إن جبريل عرض لي حين ارتقيت درجة فقال: بعد من أدرك أبويه عند الكبر أو أحدهما لم يدخل الجنة قلت: آمين، وقال بعد من ذكرت عنده فلم يصل عليك فقلت آمين، ثم قال: بعد من أدرك رمضان فلم يغفر له، فقلت آمين» للكبير (1).
_________
(1) الطبراني (9/ 144 / 315)، وقال الهيثمي (10/ 169): الطبراني رجاله ثقات. وقال الألباني في صحيح الترغيب (995): صحيح لغيره.(4/120)
9582 - ابن عباس رفعه: «من نسي الصلاة عليّ خطئ طريق الجنة» للقزويني (1).
_________
(1) ابن ماجه (908)، وقال الألباني في صحيح سنن ابن ماجه (740): حسن صحيح.(4/120)
كتاب الزهد والفقر والأمل والأجل والحرص(4/120)
9583 - أبو ذر رفعه: «ليست الزهادة في الدنيا بتحريم الحلال ولا إضاعة المال ولكن الزهد أن تكون بما في يد الله تعالى أوثق منك بما في يدك، وأن تكون في ثواب المصيبة إذا أصبت بها أرغب منك فيها لو أنها بقيت لك» (1).
_________
(1) الترمذي (2340)، وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وعمرو بن واقد منكر الحديث، وابن ماجه (4100)، وقال الألباني في ضعيف سنن الترمذي (405): ضعيف جدا.(4/120)
9584 - عائشة رفعته: «إن كنت تريدين الإسراع واللحوق بي فليكفيك من الدنيا كزاد الراكب، وإياك ومجالسة الأغنياء، ولا (تستلحقي) (1) ثوبًا حتى ترقعيه» (2).
_________
(1) كذا في " الأصل "، وفي سنن الترمذي: تستحلفي.
(2) الترمذي (1780)، وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث صالح بن حسان، وقال: سمعت محمدا يقول: صالح بن حسان منكر الحديث، وقال الألباني في ضعيف سنن الترمذي (298): ضعيف جدا.(4/120)
9585 - زاد رزين: قال عروة: «فما كانت عائشة تستجد ثوبًا حتى ترقع ثوبها وتنكسه، ولقد جاءها يومًا من عند معاوية ثمانون ألفًا، فما أمسى عندها درهم، قالت لها جاريتها: فهلاَّ اشتريت لنا بدرهم لحمًا، قالت: لو ذكرتيني لفعلت». هما للترمذي.(4/121)
9586 - أبو هريرة رفعه: «اللهم اجعل رزق آل محمد قوتًا» (1).
_________
(1) البخاري (6460)، ومسلم (1055)، والترمذي (2361)، وقال: هذا حديث حسن صحيح.(4/121)
9587 - وفي أخرى «كفافًا» للشيخين والترمذي (4).(4/121)
9588 - أنس رفعه: «اللهم أحيني مسكينًا وأمتني مسكينًا واحشرني في زمرة المساكين يوم القيامة فقالت عائشة لم يا رسول الله؟ قال إنهم يدخلون الجنة قبل الأغنياء بأربعين خريفًا يا عائشة لا تردي المسكين ولو بشق تمرة، يا عائشة أحبِّي المساكين وقربيهم يقربك الله يوم القيامة» (1).
_________
(1) الترمذي (2352)، وقال: هذا حديث حسن صحيح، وقال الألباني في ضعيف سنن الترمذي (410): ضعيف جدا دون الشطر الأول فهو صحيح.(4/121)
9589 - أبو هريرة رفعه: «يدخل الفقراء الجنة قبل الأغنياء بخمسمائة عام نصف يوم» هما للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (2353)، وقال: هذا حديث غريب صحيح، وابن ماجه (4122)، وقال الألباني في "صحيح سنن الترمذي" (1918): حسن صحيح.(4/121)
9590 - ابن عمرو بن العاص قال له رجل: «ألسنا من فقراء المهاجرين؟ فقال: ألك امرأة تأوي إليها؟ قال نعم. قال: ألك مسكن تسكنه؟ قال: نعم. قال: فأنت من الأغنياء، قال: فإن لي خادمًا (قال) (1): فأنت من الملوك، قال أبو عبد الرحمن الحبلي وجاء ثلاثة نفر إلى ابن عمرو (2) فقال لهم: ما شئتم؟ إن شئتم رجعتم إلينا وأعطيناكم ما يسر الله لكم، وإن شئتم ذكرنا أمركم إلى السلطان، وإن شئتم صبرتم، فإني سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إن فقراء المهاجرين يسبقون الأغنياء يوم القيامة إلى الجنة بأربعين خريفًا قالوا: نصبر لا نسأل شيئًا» لمسلم (3).
_________
(1) في " الأصل": قالت. والمثبت من " ب ".
(2) في " ب ": عمرو. وهو الصواب، انظر " صحيح مسلم " (22/ 2979)
(3) مسلم (2979).(4/121)
9591 - أبو سعيد: «جلست في عصابة من ضعفاء المهاجرين، وإن بعضهم ليستتر ببعض من العري، وقارئ يقرأ علينا، إذ جاء النبي - صلى الله عليه وسلم - فقام علينا، فسكت القارئ فسلم ثم قال: ما كنتم تصنعون؟ قلنا: يا رسول الله، كان قارئ لنا يقرأ علينا، وكنا نستمع إلى كتاب الله تعالى، فقال: «الحمد لله الذي جعل من أمتي من أمرت أن أصبر نفسي معهم» وجلس - صلى الله عليه وسلم - وسطنا ليعدل بنفسه فينا، ثم قال بيده هكذا، فتحلقوا وبرزت وجوههم فما رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - عرف منهم أحدًا غيري، ثم قال: «أبشروا صعاليك المهاجرين بالنور التام يوم القيامة تدخلون الجنة قبل أغنياء الناس بنصف يوم وذاك خمسمائة سنة» للترمذي وأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (3666)، والترمذي (2351)، وقال: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه. وضعفه الألباني في "ضعيف سنن أبي داود" (792)،إلا جملة دخول الجنة فصحيح.(4/122)
9592 - وزاد البزار في آخره: «حتى أن الغني يود أنه كان سائلاً».(4/122)
9593 - أسامة رفعه: «قمت على باب الجنة فكان عامة من دخلها المساكين وأصحاب الجد محبوسون، غير أن اصحاب النار قد أمر بهم إلى النار وقمت على باب النار فإذا عامة من دخلها النساء». للشيخين (1).
_________
(1) البخاري (5196)، ومسلم (2736).(4/122)
9594 - مصعب بن سعد: «أن سعدًا ظن أن له فضلا على من دونه من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - «إنما ينصر الله هذه الأمة بضعيفها بدعوتهم وصلاتهم وإخلاصهم» البخاري والنسائي بلفظه (1).
_________
(1) البخاري (2896)، والنسائي (6/ 45 ـ 46).(4/122)
9595 - سهل بن سعد: «مر رجل على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال لرجل عنده جالس: ما رأيك في هذا؟ فقال رجل: من أشراف الناس هذا والله حري إن خطب أن ينكح وإن شفع أن يشفع، فسكت - صلى الله عليه وسلم -، ثم مر رجل فقال له - صلى الله عليه وسلم - ما رأيك في هذا؟ فقال: يا رسول الله هذا رجل من فقراء المسلمين، هذا حري إن خطب أن لا ينكح
[ص:123] وإن شفع لا يشفع، وإن قال لا يسمع لقوله، فقال - صلى الله عليه وسلم - «هذا خير من ملء الأرض مثل هذا» للشيخين (1).
_________
(1) البخاري (5091)، وابن ماجه (4120).(4/122)
9596 - أبو هريرة رفعه: «رب أشعث مدفوع بالأبواب، لو أقسم على الله لأبره» لمسلم (1)
_________
(1) مسلم (2622).(4/123)
9597 - وعنه رفعه: «ما بعث الله نبيًّا إلا راعي غنم» فقال أصحابه وأنت؟ فقال: «نعم، كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة». لمالك والبخاري بلفظه (1).
_________
(1) البخاري (2262)، ومالك (2/ 740).(4/123)
9598 - عبد الله بن مغفل: «أن رجلاً قال: يا رسول الله، والله إني لأحبك فقال: «انظر ما تقول؟» قال: والله إني لأحبك ثلاث مرار، قال: «إن كنت تحبني فأعد للفقر، فإن الفقر أسرع إلى من يحبني من السيل إلى منتهاه» (1).
_________
(1) الترمذي (2350)، وقال: هذا حديث حسن غريب، وأبو الوازع الراسب اسمه جابر بن عمرو وهو بصري، وقال الألباني في ضعيف سنن الترمذي (409): ضعيف.(4/123)
9599 - عليٌ: «إنا لجلوس مع النبي - صلى الله عليه وسلم - إذ طلع علينا مصعب ابن عمير ما عليه إلا بردة مرقعة بفرو، فلما رآه - صلى الله عليه وسلم - بكى (للذي) (1) كان فيه من النعمة والذي وهو فيه اليوم، ثم قال - صلى الله عليه وسلم -: «كيف بكم إذا غدا أحدكم في حلة وراح في حلة أخرى، ووضعت بين يديه صحفة ورفعت أخرى، وسترتم بيوتكم كما تستر الكعبة؟ قالوا: يا رسول الله نحن يومئذ خير منا اليوم، نكفي المؤنة ونتفرغ للعبادة، فقال: بل أنتم اليوم خير منكم يومئذ» هما للترمذي (2).
_________
(1) في " الأصل ": للذين. والمثبت من " ب ".
(2) الترمذي (2476)، وقال: هذا حديث حسن، وقال الألباني في ضعيف سنن الترمذي (440): ضعيف.(4/123)
9600 - أبو أمامة بن ثعلبة الأنصاري: «ذكر أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - يومًا عنده الدنيا فقال: «ألا تسمعون؟ ألا تسمعون؟ إن البذاذة من الإيمان إن البذاذة من الإيمان» يعني التقحل» لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (4161)، وابن ماجه (4118)، وقال الألباني في "صحيح سنن أبي داود" (3507): صحيح.(4/123)
9601 - زيد بن أسلم: «استسقى يومًا عمر فجيء بماء قد شيب بعسل، فقال: إنه لطيب لكني أسمع الله تعالى نعى على قوم شهواتهم، فقال {وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُم بِهَا} [الأحقاف: 20] فأخاف أن تكون حسناتنا عجلت لنا فلم يشربه» (1).
_________
(1) قال الألباني في ضعيف الترغيب (1918): أثر منكر.(4/124)
9602 - جابر: «ذكر رجل عند النبي - صلى الله عليه وسلم - بعبادة واجتهاد وذكر آخر بورع، فقال - صلى الله عليه وسلم -: «لا يعدل الورع بشيء» هما لرزين.(4/124)
9603 - عطية السعدي رفعه: «لا يبلغه العبد أن يكون من المتقين حتى يدع ما لا بأس به، حذرًا مما به البأس» للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (2451)، وقال: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وابن ماجه (4215)، وقال الألباني في ضعيف سنن الترمذي (435): ضعيف.(4/124)
9604 - عائشة: «كان يأتي علينا الشهر لا نوقد فيه نارًا، إنما هو التمر والماء، إلا أن نؤتى باللحم» (1).
_________
(1) البخاري (6458)، ومسلم (2972)، والترمذي (2471)، وأحمد (6/ 50).(4/124)
9605 - ومن رواياته: «ما شبع آل محمد من خبز البر ثلاثًا حتى مضى لسبيله» (1).
_________
(1) البخاري (5416)، ومسلم (2970)، وأحمد (6/ 255).(4/124)
9606 - ومنها: «ما شبع آل محمد من خبز الشعير يومين متتابعين حتى قبض - صلى الله عليه وسلم -» (1)
_________
(1) البخاري (5416)، ومسلم (2973)، والترمذي (2357)، وأحمد (6/ 156).(4/124)
9607 - ومنها: «ما أكل آل محمد أكلتين في يوم واحد إلا إحداهما تمر» (1).
_________
(1) البخاري (6455)، ومسلم (2971).(4/124)
9608 - ومنها: «قالت لعروة: والله يا ابن أختي إن كنا لننظر إلى الهلال, ثم الهلال، ثم الهلال، ثلاثة أهلة في شهرين، وما أوقد في أبيات النبي - صلى الله عليه وسلم - نارٌ، قال قلت: يا خالة فما كان يعيشكم؟ قالت: الأسودان التمر والماء، إلا أنه قد
[ص:125] كان للنبي - صلى الله عليه وسلم - جيران من الأنصار وكانت لهم منايح، وكانوا يرسلون إليه من ألبانها فيسقيناه» (1).
_________
(1) البخاري (2567)، ومسلم (2972)، والترمذي (2471).(4/124)
9609 - ومنها: «قالت: توفي النبي - صلى الله عليه وسلم - حين شبع الناس من الأسودين التمر والماء» (1).
_________
(1) البخاري (5383)، ومسلم (2975)، وأحمد (6/ 158).(4/125)
9610 - وفي أخرى: «وما شبعنا من الأسودين» (1).
_________
(1) مسلم (2975).(4/125)
9611 - ومنها: «قالت: لقد مات النبي - صلى الله عليه وسلم - وما شبع من خبز وزيت في يوم واحد مرتين». للشيخين والترمذي (1).
_________
(1) مسلم (2974).(4/125)
9612 - ابن عباس: «كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يبيت الليالي المتتابعة وأهله طاويًا لا يجدون عشاءً وإنما كان أكثر خبزهم خبز الشعير». للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (2360)، وقال: هذا حديث حسن صحيح، وأحمد (1/ 255)، وقال الألباني في "صحيح سنن الترمذي" (1923): حسن.(4/125)
9613 - أنس: «لبس النبي - صلى الله عليه وسلم - الصوف، واحتذى المخصوف وأكل بشعًا ولبس خشنًا، فقيل للحسن: ما البشع؟ قال: غليظ الشعير ما كان يسيغه إلا بجرعة ماء» (1).
_________
(1) ابن ماجه (3348)، وضعفه الألباني في ضعيف سنن ابن ماجه (728).(4/125)
9614 - وعنه رفعه: «إن من السرف أن تأكل كلما اشتهيت».هما للقزويني بضعف (1).
_________
(1) ابن ماجه (3352)، وقال الألباني في ضعيف سنن ابن ماجه (729): موضوع.(4/125)
9615 - عمر: «وذكر ما أصاب الناس من الدنيا فقال رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يظل اليوم يلتوي ما يجد من الدقل ما يملئ به بطنه». لمسلم (1).
_________
(1) مسلم (2978)، وأحمد (1/ 24)، وابن ماجه (4146).(4/125)
9616 - قتادة: «كنا نأتي أنسًا وخبازه قائم، فيقدم إلينا الطعام ويقول: كلوا، فما أعلم النبي - صلى الله عليه وسلم - رأى رغيفًا مرققًا حتى لحق بالله ولا رأى شاةً سميطة بعينيه حتى لحق بالله». للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (5421).(4/126)
9617 - أنس رفعه: «لقد أخفت في الله ما لم يخف أحد وأوذيت في الله ما لم يؤذ أحد قبل، ولقد أتى علي ثلاثون من بين يوم وليلة ومالي ولبلال طعام إلا شيء يواريه إبط بلال». للترمذي (1). وقال معنى هذا: حين خرج - صلى الله عليه وسلم - هاربًا من مكة ومعه بلال إنما كان مع بلال من الطعام ما يحمل تحت إبطه.
_________
(1) الترمذي (2472)، وابن ماجه (151)، وصححه الألباني في صحيح الترمذي
(2012).(4/126)
9618 - عائشة قالت: «لما فتحت خيبر قلنا الآن نشبع من التمر» (1).
_________
(1) البخاري (4242).(4/126)
9619 - ابن عمر: «ما شبعنا من تمر حتى فتحنا خيبر». هما للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (4243).(4/126)
9620 - عائشة قالت: «توفي النبي - صلى الله عليه وسلم - وليس عندي شيء يأكله ذو كبد، إلا شطر شعير في رف لي، فأكلت منه حتى طال علي وكلته ففني». للشيخين (1).
_________
(1) البخاري (3097) , ومسلم (2973).(4/126)
9621 - زاد الترمذي: «فلو كنا تركناه لأكلنا منه أكثر من ذلك» (1).
_________
(1) الترمذي (2467)، وقال: هذا حديث صحيح، وصححه الألباني في "صحيح سنن الترمذي" (2011).(4/126)
9622 - وعنها: «توفي النبي - صلى الله عليه وسلم - ودرعه مرهونة عند يهودي في ثلاثين صاعًا من شعير» للشيخين والنسائي (1).
_________
(1) البخاري (2916) ومسلم (1603) والنسائي (7/ 288) وأحمد (6/ 42).(4/126)
9623 - وعنها: «ما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسب أحدًا ولا يطوي له ثوب». للقزويني (1).
_________
(1) ابن ماجه (3554)، وقال الألباني: ضعيف.(4/126)
9624 - علي: «لقد خرجت من بيتي في يوم شات من بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقد أخذت إهابًا معطونًا فجوبت وسطه أدخلته في عنقي وشددت وسطي فحزمت بخوص النخل، وإني لشديد الجوع، ولو كان في بيت النبي - صلى الله عليه وسلم - طعام لطعمت منه، فخرجت ألتمس شيئًا، فمررت بيهودي في ماله وهو يستقي ببكرة له، فاطلعت عليه من ثلمة الحائط، فقال مالك يا أعرابيُّ؟ هل لك من دلو بتمرة؟ فقلت: نعم فافتح الباب حتى أدخل، ففتح فدخلت فأعطاني دلوه، فكلما نزعت دلوًا أعطاني تمرة، حتى إذا امتلأت كفي أرسلت دلوه وقلت حسبي فأكلتها، ثم جرعت من الماء فشربت ثم جئت المسجد فوجدت النبي - صلى الله عليه وسلم - فيه». للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (2473) وقال: هذا حديث حسن غريب، وقال الألباني في "ضعيف سنن الترمذي" (438): ضعيف.(4/127)
9625 - أبو هريرة: «خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم أو ليلة فإذا هو بأبي بكر وعمر، فقال: «ما أخرجكما من بيوتكما هذه الساعة؟» قال: الجوع يا رسول الله، قال: «وأنا والذي نفسي بيده لأخرجني الذي أخرجكما قوموا» فقاموا معه فأتى رجلاً من الأنصار فإذا هو ليس في بيته، فلما رأته المرأة قال مرحبًا وأهلاً، فقال لها: «أين فلان؟» قالت: ذهب يستعذب لنا الماء إذ جاء الأنصاري فنظر إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وصاحبيه ثم قال: الحمد لله ما أحد اليوم أكرم مني، فانطلق فجاءهم بعذق فيه بسر وتمر ورطب فقال كلوا وأخذ المدية، فقال له - صلى الله عليه وسلم -: «إياك والحلوب» فذبح لهم فأكلوا من الشاة ومن ذلك العذق وشربوا، فلما أن شبعوا ورووا، قال - صلى الله عليه وسلم - لأبي بكر وعمر: «والذي نفسي بيده لتسألن عن هذا النعيم يوم القيامة، أخرجكم من بيوتكم الجوع ثم لم ترجعوا حتى أصابكم هذا النعيم» (1). لمالك والترمذي ومسلم بلفظه.
_________
(1) مسلم (2038)، والترمذي (2369)، وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب. ومالك (2/ 710).(4/127)
9626 - عتبة بن غزوان: «لقد رأيتني سابع سبعة مع النبي - صلى الله عليه وسلم -،ما طعامنا إلى ورق الحبلة حتى قرحت أشدقنا» (1). لمسلم.
_________
(1) مسلم (2967).(4/128)
9627 - أبو طلحة: شكونا إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - الجوعَ ورفعنا ثيابنا عن حجرٍ حجرٍ، فرفع - صلى الله عليه وسلم - عن حجرين (1). للترمذي.
_________
(1) الترمذي (2371). وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. وقال الألباني: ضعيف. انظر: "ضعيف سنن الترمذي" (413).(4/128)
9628 - خبابُ بنُ الأرت: هاجرنا مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - نلتمس وجه الله، فوقع أجرنا على الله، فمنَّا من مات لم يأكل من أجره شيئًا، منهم مصعب ابن عميرٍ قتل يوم أحدٍ فلم نجد ما نكفنه به إلا بردةً، إذا غطينا بها رأسه خرجت رجلاهُ، وإذا غطينا رجليه خرج رأسه، فأمرنا - صلى الله عليه وسلم - أن نغطِّي رأسه، وأن نجعل على رجليه الإدخر. ومنا من أينعت له ثمرته فهو يهدبُها (1). للستة إلا مالكًا.
_________
(1) البخاري (1276)، ومسلم (940)، وأبو داود (2876)، والترمذي (3853)، والنسائي (4/ 38 - 39).(4/128)
9629 - أبو هريرة: لقد رأيتُ سبعين من أهل الصفَّة، ما منهم رجلٌ عليه رداءٌ إمَّا إزارٌ وإمَّا كساءٌ قد ربطوا في أعناقهم، منها ما يبلغُ نصف السَّاقين ومنها ما يبلغ الكعبين فيجمعهُ بيده كراهية أن ترى عورته (1). للبخاري.
_________
(1) البخاري (442).(4/128)
9630 - أنسٌ: رأيتُ عمر وهو يومئذٍ أميرُ المؤمنين وقد رقع بين كتفيه برقاعٍ ثلاثٍ لبد بعضها على بعضٍ (1). لمالكٍ.
_________
(1) مالك (2/ 700).(4/128)
9631 - عبد الرحمن بنُ عوفٍ قال: ابتلينا مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - بالضراء فصبرنا، ثمَّ ابتلينا بالسرَّاء بعده فلم نصبر (1). للترمذي.
_________
(1) الترمذي (2464)، وقال: هذا حديث حسن. وقال الألباني: حسن الإسناد، انظر صحيح سنن الترمذي (2004).(4/128)
9632 - ابنُ سيرين: كنَّا عند أبي هريرة وعليه ثوبان ممشقان من كتَّان فتمخَّط فقال: بخٍ بخٍ أبو هريرة يتمخَّطُ في الكتَّان، لقد رأيتني وإنِّي لأخرُّ فيما بين منبر
[ص:129] النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - إلى حجرة عائشة مغشيًا عليَّ فيجيءُ الجائي فيضع رجلهُ على عنقي، ويرى أنِّي مجنونٌ وما بي من جنونٍ، ما بي إلاَّ الجوعُ (1). للبخاري والترمذي.
_________
(1) البخاري (7324)، والترمذي (2367). وقال: هذا حديث صحيح.(4/128)
9633 - فضالةُ بن عبيدٍ: أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا صلى يخر رجال من قامتهم في الصلاة من الخصاصة وهم أصحاب الصفة حتى يقول الأعراب مجانين أو مجانون فإذا صلى - صلى الله عليه وسلم - وانصرف إليهم، فقال: «لو تعلمون ما لكم عند الله لأحببتم أن تزدادوا فاقة وحاجة» (1). للترمذي.
_________
(1) الترمذي (2368). وقال: هذا حديث صحيح. وأحمد (6/ 18). قال الألباني: صحيح. انظر "صحيح سنن الترمذي" (1930).(4/129)
9634 - عمر: رفعه: «لا تفتح الدنيا على أحدٍ إلاَّ ألقى الله بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامةِ» (1). لأحمدَ والبزار مطولاً.
_________
(1) أحمد (1/ 16). والبزار في " كشف الأستار " (3609). قال الهيثمي (10/ 236): إسناد أحمد حسن.(4/129)
9635 - أبو ذر: رفعه: «يا أبا ذر تقولُ كثرةُ المالِ الغنى؟» قلت: نعم، قال تقولُ: «قلة المالِ الفقرُ؟» قلتُ: نعم، قال: ذلك ثلاثًا، ثم قال: «الغنى في القلبِ، والفقرُ في القلبِ من كان الغنى في قلبه فلا يغنيهُ ما أكثر في الدنيا، وإنَّما تصيرُ نفسه كريمًا» (1). للكبير.
_________
(1) المعجم "الكبير" للطبراني (2/ 154/1643). قال الهيثمي (10/ 237): فيه من لم أعرفه.(4/129)
9636 - أم سلمة: دخلَ علي رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وهو ساهم الوجهِ، فحسبُ ذلك من وجعٍ، فقلتُ: يا رسول الله، مالك ساهم الوجهِ؟ فقال: «من أجل الدنانير السبعةِ التي أتتنا أمسُ، أمسينا ولم ننفقها» (1). لأحمد والموصلي.
_________
(1) أحمد (6/ 293)، وأبو يعلى (12/ 447 - 448/ 7017)،ورواه الطبراني في " الكبير " (23/ 327/751). قال الهيثمي (10/ 241) أحمد وأبو يعلى ورجالهما رجال الصحيح.(4/129)
9637 - علي: تُوفي رجلٌ من أهلِ الصُّفَّة وترك دينارين أو درهمين، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «كيتان، صلُّوا على صاحبكم». لأحمد ولابنه والبزار: دينارًا أو درهمًا (1).
_________
(1) أحمد (1/ 101)، والبزار كما في "كشف الأستار" (3651) قال الهيثمي (10/ 240) فيه عتبة الضرير وهو مجهول وبقية رجاله وثقوا.(4/130)
9638 - ابنُ مسعود: دخل النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - على بلالٍ وعنده صبرٌ من تمرٍ، فقال: «ما هذا يا بلالُ؟» فقال: أُعدُّ ذلك لأضيافك، فقال: «أما تخشى أن يكونَ له دخانٌ في جهنم، أنفق بلالُ ولا تخش من ذي العرش إقلالاً» (1). للكبير والبزار.
_________
(1) الطبراني في "الكبير" (1/ 340/1020)، والبزار (3653)، وقال الهيثمي (3/ 126): رواه كله الطبراني في "الكبير"، وفيه قيس بن الربيع، وثقه شعبة والثوري، وفيه كلام وبقية رجاله ثقات.
قال الهيثمي (10/ 244) البزار والطبراني وإسنادهما حسن إلا أن الطبراني قال في حديثه: أما تخشى أن يفور له بخار.(4/130)
9639 - نافعٌ: سمع ابنُ عمر رجلاً يقولُ: الشحيحُ أعذرُ من الظالم، فقال ابن عمرَ: كذبتَ، سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: «الشحيحُ لا يدخل الجنةَ» (1). للأوسط بضعف.
_________
(1) الطبراني في "الأوسط" (4066). قال الهيثمي (10/ 243)، وفيه يحيى بن مسلمة القعنبي وهو ضعيف.(4/130)
9640 - البراءُ رفعه: «من قضىَ نهمتهُ في الدنيا، حيل بينه وبين شهوته في الآخرة، ومن مدَّ عينيه إلى زينة المترفين، كان مهينًا في ملكوتِ السمواتِ، ومن صبر على القوت الشديد صبرًا جميلاً، أسكنه الله من الفردوس حيثُ شاءَ» (1). للأوسط والصغير بلينٍ.
_________
(1) الطبراني في "الأوسط" (7912)، و"الصغير" (1071). وقال الهيثمي (10/ 251): فيه إسماعيل بن عمرو الباجلي، وثقه ابن حبان وضعفه الجمهور، وبقية رجاله رجال الصحيح.(4/130)
9641 - ابن عمرَ رفعه: «ما ذئبان ضاريانِ في حظيرةٍ يأكلان ويفسدان بأضرَّ فيها من حُبِّ الشرفِ وحُبِّ المالِ في دين المرءِ المسلمِ». للبزار.(4/130)
9642 - ابنُ عباسِ رفعه: «ما عال مقتصدٌ قطُّ» (1) للكبير والأوسط بلين.
_________
(1) الطبراني في "الكبير" (12656) , "الأوسط" (8241). قال الهيثمي (10/ 252). رجاله وثقوا، وفي بعضهم خلاف.(4/130)
9643 - أبو عبيدة قيل له: ما يُبكيك؟ فقال: نبكي إنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - ذكر يومًا ما
[ص:131] يفتحُ الله على المسلمينَ حتى ذكرَ الشامَ، فقال: «إن ينسأ في أجلك يا أبا عبيدة فحسبك من الخدم ثلاثةٌ: خادمٌ يخدمك، وخادمٌ يسافرُ معك، وخادمٌ يخدم أهلك ويردُّ عليهم» وحسبك من الدواب ثلاثةٌ: دابةٌ لرحلك، ودابةٌ لثقلك، ودابةٌ لغلامك، ثمَّ هذا أنا أنظر إلى بيتي قد امتلأ رقيقًا، وأنظر إلى مربطى قد امتلأت دوابًا وخيلاً، فكيف ألقى رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - بعد هذا، وقد وصانا - صلى الله عليه وسلم -: «إنَّ أحبكُم إليَّ وأقربكم منِّي من لقيني على مثلِ الحالِ الذي فارقني عليها» (1). لأحمد براو لم يسم.
_________
(1) أحمد (1/ 195 - 196).قال الهيثمي (10/ 253). وفيه رواوٍ لم يسم، وبقية رجاله ثقات.(4/130)
9644 - أنسٌ: دخلتُ على سلمان فرأيت بيته رثًّا، فقلتُ: في ذلك، فقال: إنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - عهد إليَّ أن يكون زادُك في الدنيا كزاد الراكب (1). للكبير.
_________
(1) الطبراني (6/ 227/6069)، وقال الهيثمي (10/ 253): رجاله رجال الصحيح غير الحسن بن يحيى بن الجعد وهو ثقة.(4/131)
9645 - أبو هريرة قال: أتى رجلٌ أهله فرأى ما بهم من الحاجةِ فخرج إلى البرية فقالت امرأتهُ: اللهمَّ ارزقنا ما نطحنُ وما نعجنُ ونخبزُ فإذا الجفنة ملأى خبزًا والرَّحى تطحن والتَّنوُرُ ملآنٌ جنوبَ شواءٍ فجاءَ زوجهُا فقال: عندكم شيءٌ؟ قالت: رزق الله فرفعَ الرَّحى فكنسَ حولها فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «لو تركها لطحنتْ إلى يومِ القيامةِ» (1). لأحمد والبزار.
_________
(1) أحمد (2/ 513)، والبزار في " كشف الاستار" (3687) قال الهيثمي (10/ 259): رجالهُ رجالُ الصحيح غير شيخ البزار وشيخ الطبراني وهما ثقتان.(4/131)
9646 - عقبةُ بن رافع رفعه: «إذا أحبَّ الله عبدًا حماهُ الدنيا كما يحمي أحدُكم مريضهُ الماءَ ليشفى» (1). للموصلى.
_________
(1) أبو يعلى (12/ 278/6865) قال الهيثمي (10/ 285): إسناده حسن. والترمذي (2036).
وقال: هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ، وقد روي هذا الحديث عن محمودٍ بن لبيدٍ عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - مرسلاً.
قال الألباني: صحيح. انظر: "صحيح سنن الترمذي" (1659) و"المشكاة" (5250).(4/131)
9647 - عائشة: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يعجبهُ من الدنيا ثلاثةً: الطعامُ والنساءُ والطيبَ، فأصابَ النساءَ والطيب ولم يصب الطعام (1). لأحمد براوٍ لم يسم.
_________
(1) أحمد (6/ 72).(4/131)
9648 - وعنها: أتي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بقدحٍ فيه لبن وعسلٌ، فقال: «شربتين في شربةٍ وأدمين في قدحٍ لا حاجة لي به، أما إنِّي لا أزعمُ أنَّهُ حرامٌ، أكرهُ أن يسألني الله عن فضولِ الدنيا يوم القيامة» (1). للأوسط بلين.
_________
(1) الطبراني في "الأوسط" (4894). قال الهيثمي (10/ 325). فيه نعيم بن المورع العنبري، وقد وثقه ابن حبان، وضعفه غير واحد وبقية رجاله ثقات.(4/132)
9649 - ابنُ مسعود قال: خطَّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - خطًا مربعًا، وخطَّ خطًا في الوسطِ، وخطَّ خطًا خارجًا منه، وخطَّ خطوطًا صغارًا إلى هذا الذي في الوسطِ من جانبه الذي في الوسطِ، فقالَ: «هذا الإِنسان، وهذا أجلهُ محيطٌ به، وهذا الذي هو خارجٌ أملهُ، وهذه الخطوط الصغار الأعراض، فان أخطأ هذا نهشه هذا، وان أخطأ هذا نهشه هذا» (1).
_________
(1) البخاري (6417).(4/132)
9650 - أنس خطَّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - خطًّا، وقالَ: «هذا الإنسانُ» وخطَّ إلى جنبهِ خطًا، وقال: «هذا أجلهُ، وخطَّ آخر بعيدًا منه، وقالَ: هذا الأملُ، بينما هو كذلك إذ جاءه الأقربُ» (1).
_________
(1) البخاري (6418).(4/132)
9651 - ابن عمر أخذ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بمنكبي وقالَ: «كُن في الدنيا كأنَّك غريبٌ أو عابرُ سبيلٍ» وكان ابنُ عمر يقولُ: إذا أمسيتَ فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحتَ فلا تنتظر المساء، وخذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك، هي للبخاري وللترمذي، وزاد بعد أو عابرُ سبيلٍ: «وعدَّ نفسك من أهل القبور» (1).
_________
(1) البخاري (6416) , والترمذي (2333)،قال الألباني: (هذه الزيادة صحيحة). انظر "صحيح سنن الترمذي" (1902).(4/132)
9652 - أبو هريرة رفعه: «أعذر الله إلى امرئٍ أخَّر أجلهُ حتى بلغ ستين سنة» ٍ (1). للبخاري.
_________
(1) البخاري (6419).(4/132)
9653 - وعنه رفعه: «قلبُ الشيخِ شابَ على حُب اثنتين، حُبِّ العيشِ أو قال: طولُ الحياة، وحبِّ المال» ِ (1).
_________
(1) البخاري (6420). ومسلم (1046). وأحمد (2/ 358).(4/132)
9654 - أنسٌ: يهرمُ ابنُ آدمَ ويشبُّ معه اثنتانِ الحرصُ على المالِ والحرصُ على العمر (1).
_________
(1) البخاري (6421). مسلم (1047). والترمذي (2339). وأحمد (3/ 192).(4/133)
9655 - وعنه رفعه: «لو كان لابن آدم واديان من مالٍ لابتغى لهما ثالثًا ولا يملأ جوف ابن آدمَ إلا الترابُ ويتوبُ الله على من تاب» (1). هي للشيخين والترمذي.
_________
(1) البخاري (6436). ومسلم (1047). والترمذي (2337).(4/133)
كتاب الخوف والرقائق والمواعظ(4/133)
9656 - أبو هريرة رفعه: «من خافَ أدلجَ، ومن أدلجَ بلغَ المنزلَ، ألا إنَّ سلعة الله غاليةٌ، ألا إنَّ سلعةَ الله الجنةُ» (1).
_________
(1) الترمذي (2450) وقال: حسن غريب. وقال الألباني: صحيح (1993).(4/133)
9657 - أنس أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - دخلَ على شابٍ وهو في الموتِ، فقال: «كيف تجدك»؟ قالَ: أرجو الله يا رسولَ الله، وإني أخافُ ذنوبي، فقالَ - صلى الله عليه وسلم -: «لا يجتمعان في قلبِ عبدٍ في مثل هذا الموطن إلا أعطاهُ الله ما يرجو منهُ، وأمنهُ مما يخافُ» (1). هما للترمذي.
_________
(1) الترمذي (983) وقال: حسن غريب. وقال الألباني: حسن (785).(4/133)
9658 - عائشةُ ما رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - مستجمعًا قطُّ ضاحكًا حتى ترى منه لهواتهِ، إنما كان يتبسَّمُ (1).
_________
(1) البخاري (4829) ومسلم (899/ 16)، وأبو داود (5098)،والترمذي (3257).(4/133)
9659 - وفي روايةٍ: كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إذا عصفت الريحُ قال: «اللهمَّ إني أسألك خيرها، وخير ما فيها، وخير ما أرسلت به، وأعوذُ بك من شرِّها، وشرِّ ما فيها، وشرِّ ما أُرسلت به»، وإذا تخيلت السماءِ تُغيرَ لونهُ، وخرجَ ودخلَ وأقبل وأدبر، فإذا أمطرت سرِّى عنهُ، فعرفت ذلك
[ص:134] عائشةُ، فسألتهُ، فقال: «لعلَّهُ يا عائشةُ كما قال قومُ عادٍ {فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضاً مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا} [الاحقاف: 24]» (1). للشيخين والترمذي وأبي داود.
_________
(1) البخاري (4829) ومسلم (899/ 15)، وأبو داود (5098)،والترمذي (3257).(4/133)
9660 - أبو ذرٍّ رفعهُ: «إني أرى ما لا ترون، وأسمعُ ما لا تسمعون، أطتِ السماءُ وحقَّ لها أن تئط، ما فيها موضعُ أربع أصابعٍ إلا وملكُ واضعٌ جبهتهُ لله ساجدًا، والله لو تعلمون ما أعلمُ لضحكُتم قليلاً ولبكيتم كثيرًا، وما تلذذًتم بالنساءِ على الفُرش، ولخرجتُم إلى الصعدات تجأرونَ إلى الله، لوددتُ أني شجرةٌ تعضدُ» (1).
_________
(1) الترمذي (2312) وقال: حسن غريب. وقال الألباني: حسن دون قوله: "لوددت" (1882).(4/134)
9661 - وفي روايةٍ: أنَّ أبا ذرٍّ قال: لوددتُ أني كنتُ شجرةً تعضدُ (1).(4/134)
9662 - حنظلة بن الربيع الأسيدى من كتاب النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لقيني أبو بكر، فقال: كيف أنت يا حنظلة؟ قلت: نافقَ حنظلةُ، قال: سبحانَ الله ما تقولُ؟ قلتُ: نكونُ عند النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - يذكِّرنا بالنارِ والجنةِ كأنَّا رأي عينٍ، وإذا خرجنا من عنده عافسنا الأزواج والأولادَ والضيعات، ونسينا كثيرًا، قال أبو بكرٍ: فوالله إنا لنلقى مثل ذلك، فانطلقتُ أنا وأبو بكرٍ حتى دخلنا على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فقلتُ: نافقَ حنظلةُ يا رسولَ الله، فقال: «وما ذاك؟» قلتُ: نكونُ عندكَ تذكِّرنا بالنارِ والجنةٍِ كأنا رأى عينٍ، فإذا خرجنا من عندك عافسنا الأزواج والأولادَ والضيعاتِ ونسينا كثيرًا، فقالَ - صلى الله عليه وسلم -: «والذي نفسي بيده لو تدومونَ على ما تكونون عندي وفي الذكر لصافحتكم الملائكةُ على فرشكُم وفي طرقكُم، ولكن يا حنظلةُ، ساعةٌ وساعة» ثلاثَ مراتٍ (1). للترمذي ومسلم بلفظه.
_________
(1) مسلم (2750) والترمذي (2514).(4/134)
9663 - أبو ذرٍّ رفعهُ: «قال الله تعالى: يا عبادي، إني حرمتُ الظلم على نفسي وجعلتهُ بينكم محرمًا فلا تظالموا، يا عبادي، كلكم ضالٌ إلا من هديتهُ فاستهدوني أهدكُم، يا عبادي، كلكُم جائعٌ إلا من أطعمتهُ، فاستطعُموني أطعمكُم، يا عبادي، كلكم عارٍ إلا من كسوتُه، فاستكسوني أكسكُم، يا عبادي! إنكم تخطُون بالليل والنهارِ وأنا أغفرُ الذنوب جميعًا، فاستغفروني أغفر لكم، يا عبادي، لو أنَّ أولكم وآخركُم وإنسكُم وجنكم كانُوا على أتقى قلب رجلٍ واحد منُكم، ما زاد ذلك في ملكي شيئًا، يا عبادي، لو أنَّ أولكُم وآخركُم وإنسكم وجنكم كانُوا على أفجر قلب رجلٍ واحدٍ منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئًا، يا عبادي، لو أنَّ أولُكم وآخركُم وإنسكُم وجنكُم قامُوا في صعيدٍ واحدٍ وسألوني فأعطيتُ كلَّ إنسانٍ مسألتهُ، ما نقصَ مما عندي إلا كما ينقصُ المخيطُ إذا أنحل البحرَ، يا عبادي، إنما هي أعمالُكم أحصيها لكُم ثم أوفيكُم إياها، فمن وجدَ خيرًا فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومنَّ إلا نفسهُ» (1). للترمذي ومسلم بلفظه.
_________
(1) مسلم (2577) والترمذي (2495).(4/135)
9664 - أبي كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إذا ذهب ثلثا الليل قام فقالَ: «يا أيُها الناسُ، اذكروا الله، اذكروا الله، جاءت الراجفةُ تتبعُها الرادفةُ، جاء الموتُ بما فيه» (1). للترمذي مطولاً.
_________
(1) الترمذي (2457)، وقال: حسن صحيح. وقال الألباني: حسن (1999).(4/135)
9665 - أسماءُ بنتُ عميسٍ رفعته: «بئس العبدُ عبدٌ تخيَّلَ واختال ونسي الكبيرَ المتعالِ، بئس العبدُ عبدٌ تجبَّر واعتدىَ ونسى الجبارَ الأعلى، بئس العبدُ عبدٌ سهى ولهى ونسى المقابر والبلى، بئس العبدُ عبدٌ عتا وطغى ونسى المبتدأ والمنتهى، بئس العبدُ عبدٌ يختلُ الدين بالشهوات، بئس العبدُ عبدٌ طمعُ يقودهُ، بئس العبدُ عبدٌ هوى يضُلَّهُ، بئس العبدُ عبدٌ رغب يذله» (1).
_________
(1) الترمذي (2448) وقال: غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه وليس إسناده بالقوى، وقال الألباني: ضعيف (433) , (2495).(4/135)
9666 - أنس رفعهُ: «من كانت الآخرةُ همَّهُ، جعل الله غناهُ في قلبه وجمع عليه شملهُ وأتتهُ الدنيا وهي راغمةٌ، ومن كانت الدنيا همَّهُ جعلَ الله فقرهُ بين عينيه وفرَّقَ عليه شملهُ ولم يأتهِ من الدنيا إلا ما قدِّر لهُ» (1).
_________
(1) الترمذي (2465)، وقال: حديث صحيح. وقال الألباني: صحيح (2005).(4/136)
9667 - زاد في روايةٍ: «فلا يُمسي إلا فقيرًا ولا يُصبحُ إلا فقيرًا، وما أقبل عبدٌ على الله بقلبه، إلا جعلَ الله قلوب المؤمنين تنقادُ إليهِ بالودِّ والرحمةِ، وكان الله بكل خيرٍ إليه أسرعُ».(4/136)
9668 - أبو هريرة رفعهُ: «يقولُ الله تعالى: ابن آدمَ تفرغ لعبادتي أملأ صدرك غنى وأسدُّ فقرك، وإلا تفعل ملأتُ يديك شغلاً ولم أسدُّ فقركَ» (1).
_________
(1) الترمذي (2466) وقال: حسن غريب. وقال الألباني: صحيح (2006). (2495).(4/136)
9669 - شدادُ بنُ أوسٍ رفعه: «الكيسُ من دانَ نفسهُ وعمل لما بعد الموتِ، والعاجزُ من أتبع نفسهُ هواها وتمنى على الله» (1).
_________
(1) الترمذي (2459)، وقال: حسن. وقال الألباني: ضعيف (436).(4/136)
9670 - أبو هريرة رفعهُ: «بادروا بالأعمالِ سبعًا، هل تنتظرونَ إلا فقرًا منسيًا أو غنى مطغيًا أو مرضًا مفسدًا أو هرمًا مفندًا أو موتًا مجهزًا أو الدجالَ، فشرُّ غائبٍ يُنتظرُ، أو الساعةُ والساعةُ أدهى وأمر» (1).
زاد رزين: «وأكثروا من ذكرٍ هاذم اللذات». هي للترمذي.
_________
(1) الترمذي (2306) وقال الألباني: ضعيف (400).(4/136)
9671 - ابنُ مسعودٍ قال لإنسان: إنك في زمانٍ كثيرُ فقهاؤه قليلٌ قراؤه، تحفظُ فيه حدودُ القرآن وتضيعُ حروفهُ، قليل من يسأل كثيرٌ من يعطي يطيلون فيه الصلاة ويقصرون الخطبة ويدعون أعمالهم قبل أهوائهم، وسيأتي على الناس زمان قليل فقهاؤه كثير قراؤه تحفظ فيه حروف القرآن وتضيع حدوده،
[ص:137] كثير من يسأل قليل من يعطي يقبلون على الخطبة ويقصرون الصلاة، يبدون فيه أهواءهم قبل أعمالهم (1). لمالك.
_________
(1) مالك في "الموطأ" (1/ 157) كتاب السفر حديث (88).(4/136)
9672 - علي قال: ألا لا خير في قراءةٍ ليس فيها تدُّبرٌ، ولا في عبادةٍ ليس فيها تفقهٌ، الفقيه كل الفقيه من لم يُقنط الناسَ من رحمةِ الله، ولم يؤمنهم مكر الله، ولم يدع القرآنَ رغبةً عنه إلى ما سواه. لرزين.(4/137)
9673 - أبو هريرة رفعه: «يا معشر النساء، تصدقنَ، وأكثرنَ من الاستغفارِ فإني رأيتكنَّ أكثرَ أهلِ النارِ؟» قالت امرأةٌ منهنَّ جزلةٌ: ما لنا أكثرُ أهلِ النارِ؟! قال: «تكثرن اللعنة وتكفرن العشير، ما رأيتُ من ناقصاتِ عقلٍ ودينٍ أغلبَ لذي لبٍ منكنَّ» قالت: وما نقصانُ العقل والدين؟ قال: «أمَّا نقصانُ العقل فشهادةُ امرأتين تعدلُ شهادة رجلٍ فهذا نقصانُ العقلِ، وتمكثُ ليالي ما تصلي، وتفطرُ في رمضانَ فهذا نقصانُ الدينِ». لمسلم والترمذي (1).
_________
(1) البخاري من حديث أبي سعيد (304) ,ومسلم (80) ,والترمذي (2613) من حديث أبي هريرة.(4/137)
9674 - مالك بلغهُ: أنَّ عيسى بن مريم كان يقولُ: لا تُكثروا الكلام بغير ذكر الله فتقسوا قلوبكُم، وإنَّ القلب القاسي بعيدٌ من الله ولكن لا تعلمونَ، ولا تنظروا في ذنوبِ الناسِ كأنُكم أربابٌ، انظروا في ذنوبكُم كأنكُم عبيدٌ، فإنما الناسُ مبتلى ومعافى، فارحمُوا أهلُ البلاءِ واحمدُوا الله على العافيةِ (1).
_________
(1) مالك في الموطأ (2/ 753) كتاب الكلام.(4/137)
9675 - عروةُ أنَّ عمر قال يومًا في خطبته: تعلمون أيها الناسُ، إنَّ الطمعَ فقرٌ، وإنَّ اليأس غني، وإنَّ المرء إذا أيس عن أمور الدنيا استغنى عنها.(4/137)
9676 - مالكُ إنَّ لقمانَ قال لابنه: يا بنىَّ إنَّ الناسَ قد تطاولَ عليهم ما يوعدونَ، وهم إلى الآخرة سراعًا يذهبونَ، وإنكَ قد استدبرتَ الدنيا منذُ كنت، واستقبلت الآخرةَ، وإنَّ دارًا تسيرُ إليها أقربُ إليك من دارٍ تخرجُ عنها. هما لرزين.(4/137)
9677 - ابنُ مسعودٍ كونوا ينابيع العلم مصابيح الهدى، أحلاسَ البيوتِ سرج الليلِ، جدد القلوبِ، خلقين الثياب، تعرفون في أهل السماءِ وتخفون على أهلِ الأرض (1).
_________
(1) الدارمي (256). وأحلاس جمع حلس وهو الكساء الذي يلي ظهر البعير تحت القتب شبهها به للزومها ودوامها، وأحلاس بيوتكم أي الزموها. النهاية (حلس).(4/137)
9678 - عمر بن عبد العزيز من تعبَّد بغير علمٍ كان ما يُفسدُ أكثر مما يصلحُ، ومن عدَّ كلامهُ من عمله قلَّ كلامُهُ إلا فيما يعنيهِ، ومن جعلَ دينهُ غرضًا للخصومات أكثر تنقلهُ. هما للدارمي، وقال يعني أن يتنقل من رأي إلى رأي (1).
_________
(1) الدارمي (305).(4/138)
9679 - أبو هريرة رفعهُ: «ما رأيتُ مثل النارِ نام هاربُها، ولا مثلَ الجنةِ نام طالبُها!» (1). للترمذي.
_________
(1) الترمذي (2601) وقال الألباني: حسن (2097).(4/138)
9680 - عبدُ الله بنُ أبي بكرٍ أنَّ أبا طلحةَ كان يُصلي في حائطٍ لهُ فطار دبسي (1) فطفق يتردد يلتمسُ مخرجًا فلا يجد، فأعجبهُ ذلك فتبعه بصرُه ساعةً ثم رجع إلى صلاته فإذا هو لا يدري كمن صلى، فقال: لقد أصابني في مالي هذا فتنةٌ، فجاء إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فذكر له الذي أصابهُ في صلاته، وقال: يا رسول الله، هو صدقةٌ فضعه حيثُ شئتَ (2). لمالك.
_________
(1) قال في التمهيد (17/ 399): الدُّبْسى: طائر يشبه اليمامة، وقيل هو اليمامة نفسها.
(2) مالك (1/ 102) كتاب الصلاة حديث 69، وقال ابن عبد البر في "التمهيد" (17/ 389) هذا الحديث لا أعلمه يروى من غير هذا الوجه وهو منقطع.(4/138)
9681 - عتبةُ بنُ عبيدٍ رفعهُ: «لو أنَّ رجلاً يجرُّ على وجهه من يوم ولد إلى يوم يموتُ في مرضاة الله تعالى، لحقرهُ يوم القيامة» (1). لأحمد.
_________
(1) أحمد (4/ 185) وقال الألباني: صحيح، "الصحيحة" (446).(4/138)
9682 - أنس رفعهُ: «أربعةٌ من الشقاءِ: جمودُ العين، وقسوةُ القلوبِ، وطولُ الأمل، والحرصُ على الدنيا» (1). للبزار بضعف.
_________
(1) البزار (323) وقال الهيثمي (10/ 226) وفيه هانئ بن المتوكل وهو ضعيف، وقال الذهبي في "الميزان" (4/ 291): هذا حديث منكر.(4/138)
9683 - أبو هريرة رفعهُ: «من يأخذ هذه الكلمات فيعملُ بهنَّ أو يعلمُ من يعملُ بهنَّ؟» قال أبو هريرةُ: قلتُ: أنا يا رسولَ الله، فأخذ بيدي فعد خمسًا فقال: «اتق المحارم تكُن أعبدَ الناسِ، وارض بما قسمَ الله لك تكن أغنى الناسِ، وأحسن إلى جاركَ تكُن مؤمنًا، وأحبَّ للناسِ ما تُحبُّ لنفسكَ تكن مسلمًا، ولا تُكثر الضحك فإنَّ كثرة الضحك تُميتُ القلب» (1). للترمذي.
_________
(1) الترمذي (2305)،وقال الألباني حسن (1876).(4/138)
9684 - وعنه رفعه: «أمرني ربي بتسعٍ: خشيةَ الله في السرِّ والعلانية، وكلمةِ العدل في الرضا والغضب، والقصدِ في الفقرِ والغنى، وأن أصل من قطعني، وأعطي من حرمني، وأعف عمن ظلمني، وأن يكون صمتي فكرًا، ونطقي ذكرًا، ونظري عبرةً، وأمرٌ بالمعروفِ». لرزين.(4/139)
9685 - أبو ذر رفعهُ: «اتق الله حيثُ ما كنتَ، واتبع السيئةَ الحسنةَ تمحها، وخالق الناسَ بخلقٍ حسن» (1).
_________
(1) الترمذي (1987)،وقال: حسن صحيح، وقال الألباني حسن (1618).(4/139)
9686 - أبو بكرة أنَّ رجلاً قال: يا رسولَ الله، أيُّ الناسِ خيرٌ؟ قال: «من طال عمره وحسنَ عملُهُ» قال: فأيُّ الناسِ شرٌ؟ قالَ: «من طالَ عمرُه وساء عمله» ُ (1).
_________
(1) الترمذي (2330)،وقال: هذا حديث حسن صحيح، وقال الألباني صحيح (1899).(4/139)
9687 - ابنُ عمرو بن العاص رفعهُ: «خصلتان من كانتا فيه كتبهُ الله شاكرًا صابرًا، ومن لم تكونا فيه لم يكتبهُ الله لا شاكرًا ولا صابرًا، من نظر في دينه إلى من هو فوقهُ فاقتدى به، ونظر فيدنياهُ إلى من هو دونهُ فحمد الله على ما فضلهُ عليه كتبهُ الله شاكرًا صابرًا، ومن نظرَ في دينهِ إلى من هو دونهُ ونظرَ في دنياهُ إلى من هو فوقهُ فأسف على ما فاتهُ منهُ، لم يكتبهُ الله لا شاكرًا ولا صابرًا» (1).
_________
(1) الترمذي (2512)،وقال: هذا حديث حسن غريب. وقال الألباني: ضعيف (451).(4/139)
9688 - عقبةُ بن عامرٍ قلتُ: يا رسولَ الله، ما النجاةُ؟ قال: «أمسك عليك لسانكَ، وليسعك بيتُك، وابك على خطيئتك» (1).
_________
(1) الترمذي (2406)، وقال: حسن. وقال الألباني: صحيح (1961).(4/139)
9689 - أبو سعيدٍ رفعهُ: «لا حليم إلا ذو عثرةٍ، ولا حكيمَ إلا ذو تجربةٍ» (1).
_________
(1) الترمذي (2033)، وقال: حسن غريب. وقال الألباني: ضعيف (349).(4/139)
9690 - حذيفةُ رفعه: «لا يكن أحدُكُم إمعةً: يقولُ أنا مع الناسِ، إن أحسنَ الناسُ أحسنتُ، وإن أساءوا أسأتُ، ولكن وطنوا أنفسكُم إن أحسنَ الناسُ أن تحسنوُا، وإن أساءُوا أن لا تظلمُوا» (1).
_________
(1) الترمذي (2007)، وقال: حسن غريب، وقال الألباني: ضعيف (345) مع اختلاف يسير في اللفظ، وكأن المصنف بالمعنى.(4/140)
9691 - وعنه رفعهُ: «لا ينبغي للمؤمنِ أن يذلَ نفسهُ» قالوا: وكيف يذلُّ نفسهُ؟ قال: «يتعرضُ من البلاءِ لما لا يطيقُ» (1).
_________
(1) الترمذي (2254)، وقال: حسن غريب. وقال ابن أبي حاتم في "العلل" (2/ 138) عن أبيه: هذا حديث منكر. وصححه الألباني بشاهد له فالله أعلم، انظر "الصحيحة" (613) و"صحيح سنن الترمذي" (1838).(4/140)
9692 - معاويةُ كتب إلى عائشة أن اكتبي إلي كتابًا توصيني فيه ولا تُكثري عليَّ، فكتبت: سلامٌ عليكَ أما بعدُ، فإني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: «من التمسَ رضا الله بسخط الناسِ كفاهُ الله مؤنة الناسِ، ومن التمس رضا الناسِ بسخطِ الله وكله الله إلى الناسِ» والسلامُ عليكَ (1).
_________
(1) الترمذي (2414) وقال الألباني: صحيح (1967).(4/140)
9693 - أبو هريرة رفعهُ: «المؤمنُ غرٌّ كريمٌ، والفاجرٌ خبٌّ لئيم» ٌ (1) (2). هي للترمذي.
_________
(1) الغر: الذي ليس لديه فطنة للشر. والخب: المخادع. باختصار من النهاية. وقال: هذا حديث غريب
(2) الترمذي (1964)، وقال: هذا حديث غريب. وقال الألباني: حسن (1599).(4/140)
9694 - وعنه رفعهُ: «المؤمُن لا يلدغُ من جحرٍ مرتينٍ» (1). للشيخين وأبي داود.
_________
(1) البخاري (6133)،ومسلم (2998)،وأبو داود (4862).(4/140)
9695 - مالك بلغني: إنهُ قيل للقمانَ الحكيم ما بلغ بك ما نرى؟ يريدون الفضل، قال: صدق الحديثُ، وأداءُ الأمانة، وترك ما لا يعنيني، والوفاء بالوعد (1).
_________
(1) مالك في "الموطأ" (2/ 755 - كتاب الكلام- باب ما جاء في الصدق والكذب).(4/140)
9696 - ابنُ عمرٍ رفعهُ: «ثلاثةٌ لا ينظر الله إليهم يومَ القيامة: العاقّ لوالديهِ، والمرأةُ المترجلةُ، والديوثُ،
[ص:141] وثلاثةٌ لا يدخلونَ الجنةَ: العاقُّ لوالديهِ، والمدمنُ الخمرِ، والمنانُ بما أعطى» (1). للنسائي.
_________
(1) النسائي (5/ 80 - 81)، وأحمد (2/ 134) , وقال الألباني: حسن صحيح (2402)(4/140)
9697 - ابنُ عمرو بن العاص: «ثلاثةٌ أنا خصُمهُم يوم القيامةِ: رجلٌ أعطى بي ثم غدر، ورجلٌ باعَ حرًّا ثم أكل ثمنهُ، ورجلٌ استأجر أجيرًا فاستوفى منهُ العملَ ولم يوفهِ أجرهٌ» (1). للبخاري.
_________
(1) البخاري (2227).(4/141)
9698 - أبو هريرة رفعهُ: «من يضمنُ لي ما بين رجليه وما بين لحييه ضمنت لهُ بالجنة» (1). للبخاري والترمذي.
_________
(1) البخاري (6474)،والترمذي (2408).(4/141)
9699 - وعنه رفعه: «شرُّ ما في الرجلِ: شحٌ هالعٌ، وجبنٌ خالعٌ» (1). لأبي داود.
_________
(1) أبو داود (2511)،وأحمد (1/ 7) مطولاً، وقال الألباني: صحيح (2192).(4/141)
9700 - أبو بكرٍ رفعهُ: «لا يدخل الجنة خبٌّ ولا بخيلٌ ولا منانٌ» (1). للترمذي.
_________
(1) الترمذي (1963) وقال: حسن غريب، وقال الألباني: ضعيف (336).(4/141)
9701 - عياضُ بنُ حمارٍ رفعهُ: «إنَّ الله أوحى إليّ أن تواضعُوا حتى لا يبغي أحدٌ على أحدٍ، ولا يفخر أحدٌ على أحدٍ» (1). لأبي داود.
_________
(1) أبو داود (4895) وقال الألباني: صحيح (4093).(4/141)
9702 - ابنُ عباسٍ رفعهُ: «أبغضُ الناسِ إلى الله ثلاثةٌ: محل في الحرمِ، ومبتغ في الإسلام سنة الجاهلية، وطالبُ دم امرئٍ بغير حقٍ ليهريقَ دمه» (1). للبخاري.
_________
(1) البخاري (6882).(4/141)
9703 - المغيرة كتب إليه معاويةُ أن اكتب لي بشيء سمعتهُ من النبي - صلى الله عليه وسلم -، فكتبُ إليه أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: «إنَّ الله حرَّم عليكُم عقوق الأمهاتِ، ووأد البناتِ، ومنعًا وهات، وكرهَ لكُم ثلاثًا: قيل وقال، وكثرة السؤالِ، وإضاعةَ المالِ» (1). للشيخين.
_________
(1) البخاري (2408) , ومسلم (1715).(4/141)
9704 - أبو الدرداء رفعهُ: «حبك الشيء يعمي ويصمُّ» (1). لأبي داودَ.
_________
(1) أبو داود (5130)، وقال المنذري (8/ 31): في إسناده رقية بن الوليد، وأبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم الغساني أسامي، وفي كل واحد منهما مقال، وقال الألباني: ضعيف (1097).(4/142)
9705 - أبو هريرةَ رفعهُ: «ألا أنبئكُم بشراركُم؟ الذي يأكلُ وحدهُ، ويجلدُ عبدهُ، ويمنعُ رفدهُ». لرزين.(4/142)
9706 - أبو سعيدٍ رفعهُ: «إذا أصبحَ ابنُ آدمَ فإنَّ الأعضاءَ كلَّها تستكفي اللسانَ فتقولُ: اتق الله فينا فإنما نحنُ بكَ، إن استقمت استقمنا، وإن اعوججت اعوججنا» (1).
_________
(1) الترمذي (2407) وقال: الألباني: حسن (1962) ورجح الترمذي وقفه.(4/142)
9707 - أنس: توفي رجلٌ، فقال رجلٌ آخر والنبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يسمعُ: أبشر بالجنةِ، فقال - صلى الله عليه وسلم -: «ما يدريك لعله تكلم بما لا يعنيهِ أو بخل بما يغنيه» (1).
_________
(1) الترمذي (2316)، وقال: غريب، وقال الألباني: ضعيف (402) والظاهر أن المصنف أورده بمعناه.(4/142)
9708 - أم حبيبة رفعتهُ: «كلُ كلام ابن آدمَ عليه لا لهُ، إلا أمرٌ بمعروفٍ أو نهي عن منكرٍ، وذكر الله» (1). هي للترمذي.
_________
(1) الترمذي (2412)، وقال: حسن غريب، وقال الألباني: ضعيف (424).(4/142)
9709 - أبو هريرة رفعهُ: «إنَّ العبد ليتكلَّمُ بالكلمة من رضوانِ الله لا يلقي لها بالاً يرفعه الله بها في الجنة، وإن العبد ليتكلَّم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً، يهوي بها في النار» (1). لمالك والشيخين والترمذي.
_________
(1) البخاري (6478)،ومسلم (2988) مختصرًا، والترمذي (2314)، ومالك (2/ 163/ رقم 2073).(4/142)
9710 - وعنه رفعه: «من تعلم صرف الكلام ليسبي به قلوب الرجال أو الناسِ، لم يقبل الله منهُ صرفًا ولا عدلاً» (1). لأبي داود.
_________
(1) أبو داود (5006) , وقال الألباني: ضعيف (1065).(4/142)
9711 - يحيى بنُ سعيدٍ أنَّ عيسى ابن مريم لقى خنزيرًا على الطريقِ، فقال له: انفذ
[ص:143] بسلامٍ، فقيل لهُ تقولُ هذا لخنزيرٍ، فقال: إني أخافُ وأكرهُ أن أُعود لساني النطق بالسوءِ (1). لمالك.
_________
(1) مالك (2/ 752) كتاب الكلام، باب ما يكره من الكلام.(4/142)
9712 - عائشةُ أنَّ رجلاً استأذن على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما رآهُ قال: «بئس أخو العشيرةِ، أو بئس ابنُ العشيرةِ» فلمَّا جلسَ تطلق في وجههِ وانبسط إليهِ، فلمَّا انطلق قلتُ: يا رسولَ الله، حين رأيتُ الرجلَ قلتُ لهُ: كذا وكذا، ثم تطلقت (1) في وجههِ وانبسطت إليهِ، فقالَ: «يا عائشةُ، متى عهدتني فحَّاشًا، إنَّ من شرِّ الناسِ منزلةً عند الله يوم القيامةِ من تركهُ الناسُ اتقاء شرِّهِ» (2).
_________
(1) كذا في الصحيح وفي "الأصل": انطلقت.
(2) البخاري (6032) , ومسلم (2591).(4/143)
9713 - وفي روايةٍ: «اتقاءَ فحشه» (1). للستة إلا النسائي.
_________
(1) مسلم (2591).(4/143)
9714 - أبو هريرة رفعهُ: «إذا سمعتمُ الرجلَ يقولُ: هلكَ الناسُ فهو أهلكهم». لمسلم وأبي داود والموطأ، وقال أبو إسحاقٍ: سمعتُهُ بالنصبِ والرفعِ وفسره مالكُ إذا قال ذلك معجبًا بنفسهِ مزريًا بغيره، فهو أشدُ هلاكًا منهم، وأمَّا إذا قالهُ وهو يرى نفسهُ معهم، وهو لنفسهِ أشدُ احتقارًا منه لغيره فلا بأس به (1).
_________
(1) مسلم (2623) , وأبو داود (4983) , ومالك (2/ 751) كتاب الكلام، باب ما يكره من الكلام وقول مالك في رواية أبي داود وليس في "الموطأ".(4/143)
9715 - أبو قلابة: قال أبو مسعودٍ لأبي عبدِ الله، أو قال أبو عبدُ الله لأبي مسعودٍ: ما سمعت من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُ في: "زعموا"؟ قال: سمعتهُ يقولُ: «بئس مطية الرجلِ» (1). لأبي داود.
_________
(1) أبو داود (4972) , وأحمد (4/ 119). وقال الألباني: صحيح (4158)(4/143)
9716 - معاذ رفعهُ: «من عير أخاهُ بذنبٍ لم يمت حتى يعملهُ». قال أحمدُ: من ذنبٍ قد تاب منهُ (1). للترمذي.
_________
(1) الترمذي (2505) وقال الترمذي هذا حديث غريب وليس إسناده بمتصل، وخالد بن معدان لم يدرك معاذ بن جبل. وقال الألباني: موضوع (449).(4/143)
9717 - أبو هريرة رفعهُ:
[ص:144] «كل أمتي معافى إلا [المجاهرون] (1)، وإنَّ من المجاهرة أن يعمل الرجلُ بالليل عملاً يصبحُ وقد سترهُ الله عليه، فيقولُ: يا فلانُ قد عملتُ البارحة كذا وكذا، وقد بات يسترهُ ربهُ، فيصبحُ يكشف ستر الله عنهُ» (2). للشيخين.
_________
(1) كذا في الأصل وفي الصحيح: المجاهرين.
(2) البخاري (6069) , ومسلم (2990).(4/143)
9718 - بريدةُ رفعهُ: «إنَّ من البيانِ سحرًا، وإنَّ من العلم جهلاً، وإنَّ من الشعر حكمًا، وإنَّ من القول عيلاً»، فقال: صعصعةُ بن صوحان: صدق - صلى الله عليه وسلم -، أما قوله إنَّ من البيانِ سحرًا، فالرجلُ يكونُ عليه الحقُ وهو ألحنُ بحجتهِ من خصمهِ فيقلبُ الحقَ ببيانهِ إلى نفسهِ؛ لأنَّ معنى السحرِ قلبُ الشيءِ في عينِ الإِنسانِ، وليس بقلبِ الأعيانِ، ألا ترى أنَّ البليغَ يمدحُ إنسانًا حتى يصرف قلوبَ السامعين إلى حبِّ الممدوح، ثمَّ يُذمُّهُ حتى يصرفها إلى بعضه، وأما قولهُ إنَّ من العلم جهلاً، فهو تكلَّفُ ما لا يعلمُ الرجلُ فيُجهلُهُ ذلك عند غيرهِ، وأمَّا قولهُ: إنَّ من الشعرِ حكمًا، فهي هذه المواعظُ والأمثالُ التي يتعظُ الإنسانُ بها، وأمَّا قولهُ: إنَّ من القول عيلاً: فعرضك كلامك وحديثك على من لا يريدُهُ، وعلى من ليس من شأنه، وقد نهى عن ذلك - صلى الله عليه وسلم - بقوله: لا تحدثُوا الناسِ بما لا يعلمونَ، وبقولهِ لا تعطُوا الحكمة غير أهلها فتظلمُوها، ولا تمنعُوها أهلها فتظلموهم، وقد ضرب لذلك مثلاً، إنه كتعليق اللآلئ في أعناق الخنازير (1). لأبي داود.
_________
(1) أبو داود (5012) وقال الألباني ضعيف (1066) وصححه في "الصحيحة" (1731) من حديث ابن عباس بلفظ إن من البيان سحرًا، وإن من الشعر حكمًا أبو داود قبل هذا الحديث وقد نقل المصنف تفسير صعصعة بن صوحان بمعناه وزاد عليه.(4/144)
9719 - عياضُ بن حمار أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال في خطبتهِ: «ألا إنَّ ربي أمرني أن أعلمكُم ما جهلتمُ مما علمني يومي هذا كل ما نحلتُهُ عبدًا حلالاً، وإني خلقتُ عبادي حنفاءَ كلهم، وإنهم أتتهم الشياطينُ فاجتالتهُم في دينهم، وحرمتُ عليهم ما أحللتُ لهم، وأمرتهم أن يشركُوا بي ما لم أنزل به سلطانًا، وإن الله نظر إلى أهل الأرض فمقتهم عربهم وعجمهم إلا بقايا من أهل الكتابِ، وقال: إنما بعثتك لأبتليك وأبتلي بك، وأنزلتُ إليك كتابًا لا يغسلُهُ الماءُ، تقرؤُه نائمًا ويقظانًا، وإنَّ الله أمرني أن أحرق قريشًا، فقلتُ: ربي إذا [يثلغوا] (1) رأسي فيدُعوه خبزهُ، قال: استخرجهم كما أخرجوكَ، واغزهم نُعنك، وأنفق فسننفق عليكَ، وابعث جيشًا نبعث خمسةَ مثله، واتل بمن أطاعكَ من عصاكَ، قالَ وأهلُ الجنةِ ثلاثةٌ: ذو سلطانٍ مقسطٍ متصدقٍ (موفقٍ) (2)، ورجلٌ رحيمٌ رقيق القلبِ لكلِ ذي قربى ومسلمٌ، وعفيفٌ متعففٌ ذو عيالٍ، وأهل النارِ خمسةٌ: الضعيفُ الذي لا [زبر] (3) له الذين هم
[ص:145] فيكم تبعٌ لا يتبعون أهلاً ولا مالاً، والخائنُ الذي لا يخفى له طمعٌ وإن دقَّ إلا خانهُ، ورجلٌ لا يصبحُ ولا يمسي إلا وهو يخادعك عن أهلك ومالك، وذكر البخل والكذب، والشنظير الفحاش» (4). لمسلم.
_________
(1) في "الأصل": يلتفوا. وفي "ب": يتلفوا. والمثبت من صحيح مسلم. الثلغ: الشدخ، وقيل هو ضربك الشيء الرطب بالشيء الرطب بالشيء اليابس حتى ينشدخ. "النهاية" (شدخ).
(2) في "ب": موقن.
(3) أي: لا عقل له يزبره وينهاه عما لا ينبغي "النهاية" (زبر).
(4) مسلم (2865).(4/144)
9720 - ابنُ عمرٍ رفعهُ: «إنما الناس كإبل المائةِ لا تجد فيها راحلةً» (1). للشيخين والترمذي.
_________
(1) البخاري (6498) , ومسلم (2547).(4/145)
9721 - وله في رواية: «لا تجد فيها إلا راحلة» (1).
_________
(1) أخرجها الترمذي (2872).(4/145)
9722 - أم العلاءِ الأنصاريةِ قالت: اقتسم المهاجرون قرعةً وطار لنا عثمانُ بنُ مظعونٍ فأنزلناهُ في أبياتنا، فوجع وجعهُ الذي تُوفي فيه، فلمَّا تُوفي وغُسِّل وكُفِّنَ في أثوابهِ دخل النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - فقلتُ: رحمةُ الله عليك أبا السائبِ، فشهادتي عليك، لقد أكرمكَ الله، فقال - صلى الله عليه وسلم -: «وما يدريك أنَّ الله أكرمهُ؟» فقلتُ: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، فمن يكرمه الله؟ فقال: «أمَّا هو فقد جاءه اليقينُ، والله إني لأرجو لهُ الخير، والله ما أدري وأنا رسولُ الله ما يفعلُ بي». قالت: فوالله ما أزكي أحدًا بعدُه أبدًا (1).
_________
(1) البخاري (1243).(4/145)
9723 - وفي رواية: قالت ورأيتُ لعثمان في النوم عينًا تجري، فجئتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكرتُ له ذلك، فقالَ: «ذلك عملهُ» (1). للبخاري.
_________
(1) البخاري (2687).(4/145)
9724 - عيسى بن واقدٍ رفعه: «إذا كانت سنة ثمانين ومائةٍ، فقد أحللتُ لأمتي العزبةَ والترهبَ في رءوسِ الجبالِ». لرزين.(4/145)
9725 - ابنُ عباسٍ رفعهُ: «من سكن البادية جفا، ومن تبع الصيدَ غفل، ومن أتى بيوتَ السلطانِ افتتنَ» (1).
_________
(1) أبو داود (2859)،والترمذي (2256) ,وقال: حسن صحيح غريب، وقال الألباني: صحيح (184).(4/146)
9726 - وفي روايةٍ: «وما ازداد عبد من السلطانِ دُنوًّا إلا ازداد من الله بعدًا» (1). لأصحاب السنن.
_________
(1) أبو داود (2860) بهذه الزيادة وفي إسناده مجهول نهى زيادة منكرة، وقال الألباني: ضعيف (612).(4/146)
9727 - أبو هريرة رفعهُ: «صنفان من أهلِ النارِ لم أُرهما، قومُ معهم سياطٌ كأذناب البقر يضربونَ بها الناسَ، ونساءٌ كاسياتٌ عارياتٌ مميلاتٌ مائلاتٌ رءوسهنَّ كأسنمةِ البختِ، لا يدخلنَ الجنةَ ولا يجدنَ ريحها، وإنَّ ريحها ليوجدُ من مسيرة كذا وكذا» (1). لمسلم.
_________
(1) مسلم (2128).(4/146)
9728 - مطرفُ بنُ عبد الله بن الشخير عن أبيهِ رفعهُ: «مثلُ ابن آدم وإلى جنبه تسعٌ وتسعونَ منيةٌ، فإن أخطأتهُ المنايا وقع في الهرمِ حتى يموتُ» (1). للترمذي.
_________
(1) الترمذي (2150). وقال: حسن غريب لا نعرفه.(4/146)
9729 - ابنُ عباسٍ رفعهُ: «نعمتانِ مغبونٌ فيهما كثيرٌ من الناسِ: الصحةُ والفراغُ» (1). للبخاري والترمذي.
_________
(1) البخاري (6412) , والترمذي (2304).(4/146)
9730 - أنس رفعه: «إن لله عبادًا يعرفون الناس بالتوسُّم» (1). للبزار والأوسط.
_________
(1) البزار كما في "كشف الأستار" (3632)، والطبراني في "الأوسط" (2935) وعده الذهبي في الميزان (1/ 344) حديثًا منكرًا. وقال الهيثمي في المجمع (10/ 268): إسناده حسن, وحسنه الألباني في "الصحيحة" (1693).(4/146)
9731 - وللكبير عن أبي أمامة رفعه: «اتقوا فراسةَ المؤمنِ فإنهُ ينظرُ بنور الله» (1).
_________
(1) الطبراني في "الكبير" (7497) وقال الهيثمي (10/ 268) إسناده حسن. وقال الألباني ضعيف، الضعيفة (1821).(4/146)
9732 - ابنُ مسعودٍ قال أفرسُ الناسِ ثلاثةٌ: صاحبةُ موسى التي قالت: {قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ ... } [القصص:26] الآية، وصاحبُ يوسفَ حين قال: {وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لاِمْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً} [يوسف:21]، وأبو بكرٍ حين استخلف عمرَ (1). للكبير.
_________
(1) الطبراني (9/ 167 - 168/ 8829)،قال الهيثمي (10/ 270) الطبراني بإسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح إن كان محمد بن كثير هو العبدي وأن كان هو الثقفي فقد وثق على ضعف كثير فيه.(4/146)
9733 - عمرو بنُ العاصِ قيل له: صف لنا أهل الأمصارِ، قال: أهلُ الحجاز أحرصُ الناسِ على فتنةٍ وأعجزهُ عنها، وأهلُ العراقِ أحرصُ الناسِ على علمٍ وأبعدهُ منهم، وأهلُ الشام أطوع الناسِ للمخلوقِ في معصيةِ الخالقِ وأهلُ مصر أكيسُ الناسِ صغيرًا وأحمقهُ كبيرًا (1).
_________
(1) الطبراني (13185) وقال الهيثمي (10/ 271) وفيه أبو أمية بن يعلى وهو ضعيف جدًا.(4/147)
9734 - ابن عمر رفعه: «لكل شيءٍ معدنٌ، ومعدنُ التقوى قلوبُ العارفين» (1). هما للكبير بضعف.
_________
(1) الطبراني (13185) وقال الهيثمي (10/ 271) وفيه محمد بن رجاء وهو ضعيف، وقال الألباني ضعيف. ضعيف الجامع (4730).(4/147)
9735 - أبو أمامة رفعه: «ما من ناشئ ينشأ في العبادة حتى يدركهُ الموتُ إلا أعطاهُ الله أجر تسعةً وتسعينَ صديقًا» (1). للأوسط بضعف.
_________
(1) الطبراني في "الأوسط" (784) وقال الهيثمي (10/ 273) يوسف بن عطية الصفار وهو ضعيف جدًا.(4/147)
9736 - أنس رفعهُ: «خيرُ شبابكُم من تشبَّه بكهولكُم، وشرُّ كهولكم من تشبَّه بشبابكُم» (1). للأوسط والبزار بضعف.
_________
(1) الطبراني في "الأوسط" (5904) وقال الهيثمي (10/ 274) الطبراني في "الأوسط" والبزار وفيهما الحسن بن أبي جعفر وهو ضعيف.(4/147)
9737 - سهل بن سعدٍ رفعه: «المؤمن يألف ويؤلفُ ولا خير فيمن لا يألفُ ولا يؤلفُ» (1). لأحمد والكبير.
_________
(1) أحمد (5/ 335) والطبراني (5744) وقال الهيثمي (10/ 276) إسناده جيد وصححه الألباني في الصحيحة (426).(4/147)
9738 - أم سلمة رفعته: «من لم تكن فيه واحدةٌ من ثلاثٍ فلا يُعتد بشيءٍ من عمله، تقوى تحرزه عن المحارم، أو حلمٌ يكفُّ به السفيه، أو خلقٍ يعيشُ به في الناسِ» (1). للكبير بلين.
_________
(1) الطبراني (23/ 307، 395) وقال الهيثمي (10/ 286): وفيه عبد الله بن مسلم بن هرمز قال أبو حاتم يكتب حديثه وليس بالقوي وضعفه الجمهور وبقية رجاله ثقات.(4/147)
9739 - أبو مالك الأشعري قلتُ: يا رسولَ الله، ما تمامَّ البرِ؟ قالَ: «أن تعمل في السرِّ عمل العلانيةِ» (1). للكبير.
_________
(1) الطبراني (3420) وقال الهيثمي (10/ 293) وفيه عبد الرحمن بن زياد بن أنعم وهو ضعيف لم يتعمد الكذب وبقية رجاله وثقوا على ضعف في بعضهم.(4/147)
9740 - عمران بن حصين رفعه: «كفى بالمرء من الإثم أن يشار إليهِ بالأصابع» قيل: يا رسولَ الله، وإن كان خيرًا؟ قال: «وإن كان خيرًا، فهو شرٌّ له (1) إلا من رحم الله وإن كان شرًا فهو شرٌّ له» (2). للكبير بضعف.
_________
(1) كذا في الطبراني وفي الأصل [كله].
(2) الطبراني (18/ 210، 228، وقال الهيثمي: وفيه كثير بن مروان وهو ضعيف، وقال الألباني في "الضعيفة" (2231) ضعيف جدًا.(4/148)
9741 - ابن عمر قال رجلٌ: يا نبي الله، من أكيسُ الناسِ وأحزمُ الناسِ؟ قال: «أكثرُهم ذكرًا للموتِ وأكثرهم استعدادًا للموت، أولئك الأكياسُ ذهبُوا بشرف الدنيا وكرامة الآخرة» (1). للصغير.
_________
(1) الطبراني في الصغير (2/ 87)، وقال الهيثمي: (10/ 312) ابن ماجة باختصار (4259) وواه الطبراني في الصغير إسناده حسن وقال الألباني: حسن.
صحيح ابن ماجة (3435).(4/148)
9742 - ابنُ عباس رفعهُ: «عليكم بالحزن فإنهُ مفتاحُ القلب». قالوا: يا رسولَ الله وكيف الحزنُ؟ قال: «اخنعوا (1) أنفسكم بالجوع وأظمئوها» (2). للكبير.
_________
(1) اخنعوا أنفسكم أي أذلوها. النهاية.
(2) الطبراني (11694) وقال الهيثمي (10/ 313) إسناده حسن، وقال الألباني ضعيف.
ضعيف الجامع (3759).(4/148)
9743 - العباسُ رفعهُ: «إذا اقشعر جلدُ العبدِ من خشيةِ الله تحاتت عنهُ خطاياهُ كما تحات عن الشجرة البالية ورقها» (1). للبزار وفيه أم كلثوم بنت العباس.
_________
(1) البزار (4/ 148). وقال الهيثمي: (10/ 313) فيه أم كلثوم بنت العباس ولم أعرفها وبقية رجاله ثقات. وقال الألباني: ضعيف. ضعيف الجامع (391).(4/148)
كتاب التوبة والعفو والمغفرة(4/148)
9744 - الحارث بن سويد قال حدثني عبد الله حديثين: أحدُهما عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - والآخرُ عن نفسه، قال: إنَّ المؤمن يرى ذنوبهُ كأنَّهُ قاعدٌ تحت جبلٍ يخافُ أن يقع عليه، وإنَّ الفاجر يرى ذنوبهُ كذبابٍ مرَّ على أنفهِ، فقال به هكذا بيده فذبَّهُ عنهُ، ثم قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: «لله أفرحُ بتوبة عبده المؤمنِ من رجلٍ نزل في أرضٍ دويةٍ مهلكةٍ معهُ راحلتُهُ عليها طعامه وشرابهُ، فوضع رأسهُ فنام نومةً، فاستيقظ وقد ذهبت راحلتهُ فطلبها، حتَّى إذا اشتدَّ عليه الجوعُ والعطشَ، قال: أرجعُ إلى مكاني الذي كنتُ فيه فأنامُ حتَّى أموتَ، فوضعَ رأسهُ على ساعده ليموتَ، فاستيقظ فإذا راحلتُهُ عنده عليها زادهُ وشرابهُ، فالله أشدُّ فرحًا بتوبة العبدِ المؤمنِ من هذا براحلته وزاده» ِ (1). للشيخين والترمذي.
_________
(1) البخاري (6308) ومسلم (2744) أخرج المرفوع فقط والترمذي (2497).(4/148)
9745 - ولمسلم عن أنسٍ نحوهُ وفيهِ: «فأخذ بخطامها، ثُمَّ قال من شدة الفرح: اللهمَّ أنت عبدي وأنا ربُّك، أخطأ من شدة الفرحِ» (1).
_________
(1) مسلم (2747).(4/149)
9746 - صفوان بن عسال رفعهُ: «بابٌ من قبل المغرب مسيرةُ عرضهِ، أو قال: يسيرُ الراكبُ في عرضهِ أربعينَ أو سبعين سنةً، خلقهُ الله يوم خلقَ السمواتِ والأرض مفتوحًا للتوبة، لا يُغلقُ حتَّى تطلعَ الشمسُ منه» (1). للترمذيِّ.
_________
(1) الترمذي (3535) وقال الألباني: حسن (2801). لكن صفوان بن عسال لم يصرح برفعه وإن كان له حكم الرفع.(4/149)
9747 - أبو هريرة رفعهُ: «من تاب قبل طلوع الشمس من مغربها تاب الله عليه» (1). لمسلم.
_________
(1) مسلم (2703).(4/149)
9748 - ابن عمر رفعه: «إنَّ الله يقبلُ توبة العبد ما لم يغرغر» (1). للترمذيِّ.
_________
(1) الترمذي (3537).(4/149)
9749 - أبو موسى رفعهُ: «إنَّ الله يبسطُ يدهُ بالليل ليتوب مسيءُ النهارِ ويبسطُ يدهُ بالنهار ليتوبَ مسيء الليل حتَّى تطلعَ الشمسُ من مغربها» (1). لمسلمٍ.
_________
(1) مسلم (2759).(4/149)
9750 - أبو سعيد رفعهُ: «فيمن كان قبلكُم رجلٌ قتل تسعةً وتسعين نفسًا، فسأل عن أعلم أهل الأرض، فدُلَّ على راهب، فأتاهُ فقال: إنَّهُ قتل تسعةً وتسعين نفسًا فهل له من توبةٍ؟ فقال: لا، فقتلهُ فكمَّل به مائةً، ثُمَّ سألَ عن أعلم أهل الأرضِ، فدُلَّ على رجلٍ عالمٍ، فقال: إنَّهُ قتل مائة نفسٍ فهل له من توبةٍ؟ فقال: نعم، ومن يحولُ بينهُ وبين التوبةِ، انطلق إلى أرض كذا وكذا، فإنَّ بها ناسًا يعبدون الله، فاعبد الله معهم ولا ترجع إلى أرضكَ؛ فإنَّها أرضُ سوءٍ، فانطلقَ حتَّى إذا انتصف الطريق أتاهُ الموتُ، فاختصمت فيهِ ملائكةُ الرحمة وملائكةُ العذابِ، فقالت ملائكةُ الرحمةِ: جاء تائبًا مقبلاً بقلبهِ إلى الله، وقالت ملائكةُ العذابِ: إنَّهُ لم
[ص:150] يعمل خيرًا قطُّ، فأتاهُ ملكٌ في صورةِ آدمي فجعلُوه بينهم، فقال: قيسُوا ما بين الأرضين فإلى أيِّهما كان أدنى فهو له، فقاسُوا فوجدُوهُ أدنى إلى الأرض التي أراد، فقبضته ملائكة الرحمة» ِ (1).
_________
(1) البخاري (3470) ومسلم (2766).(4/149)
9751 - وفي روايةٍ: «فلمَّا كان في بعض الطريق أدركهُ الموتُ، فناءَ بصدرهِ نحوها». وفيه: «فكان إلى القرية الصالحة أقرب منها بشبرٍ، فجعل من أهلها» (1).
_________
(1) مسلم (2766/ 27).(4/150)
9752 - وفي أخرى: «فأوحى الله إلى هذه أن تباعدي وإلى هذه أن تقاربي». للشيخين (1).
_________
(1) مسلم (2766/ 28).(4/150)
9753 - أنس رفعهُ: «كلُّ بني آدم خطاءٌ، وخيرُ الخطائين التوابُون» (1). للترمذي.
_________
(1) الترمذي (2499)، وقال: هذا حديث غريب. وقال الألباني: حسن (2029).(4/150)
9754 - أبو هريرة رفعهُ: «والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم، ولجاء بقومٍ يذنبون، فيستغفرون، فيغفر لهم» (1). لمسلمٍ.
_________
(1) مسلم (2749).(4/150)
9755 - وعنه رفعهُ: «أذنب عبدٌ ذنبًا فقال: اللهمَّ اغفر لي ذنبي، فقالَ تعالى: أذنب عبدي ذنبًا فعلم أنَّ لهُ ربًا يغفرُ الذنب ويأخذُ بالذنبِ، ثمَّ عادَ فأذنبَ، فقال: ربِّ اغفر لي ذنبي، فقال تعالى: أذنبَ عبدي ذنبًا فعلم أنَّ له ربًا يغفرُ الذنب ويأخذُ بالذنب،، ثمَّ عاد فأذنب، فقال: ربِّ اغفر لي ذنبي، فقال تعالى: أذنب عبدي ذنبًا فعلم أنَّ له ربًا يغفرُ الذنبَ ويأخذُ بالذنبِ، اعمل ما شئت فقد غفرت لك» (1). للشيخين.
_________
(1) البخاري (7507) ومسلم (2758).(4/150)
9756 - أنس رفعهُ: «قال الله تعالى: يا ابن آدمَ، إنَّك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ولا أبالي. يا ابن آدم، لو بلغت ذنوبُك عنان السماءِ ثمَّ استغفرتني غفرتُ لك ما كان فيك ولا أبالي. يا ابن آدم، إنَّك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئًا لأتيتُك بقرابها مغفرةً» (1). للترمذيِّ.
_________
(1) الترمذي (3540).(4/151)
9757 - جندب أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - «حدَّثَ أن رجلاً قال: والله لا يغفرُ الله لفلانٍ، وأنَّ الله تعالى قال: من ذا الذي يتألَّى عليَّ أن لا أغفر لفلانٍ، فإنِّي قد غفرتُ له وأحبطتُ عملك» (1). لمسلمٍ.
_________
(1) مسلم (2621).(4/151)
9758 - أبو هريرة رفعهُ: «كان في بني إسرائيل رجلانِ متواخيانِ، أحدُهما مذنبٌ، والآخرُ في العبادةِ مجتهدٌ، وكان المجتهدُ لا يزالُ يرى الآخرَ على ذنبٍ، فيقولُ: أقصر، فوجده يومًا على ذنبٍ، فقال: أقصر، فقال: خلِّني وربِّي أبُعثت علىَّ رقيبًا؟ فقال لهُ: والله لا يغفرُ الله لك، أو قال: لا يدخلُك الجنةَ، فقبض الله أرواحهُما فاجتمعا عند ربِّ العالمين، فقال تعالى للمجتهد: أكنت على ما في يدي قادرًا؟ وقال للمذنبِ: اذهبْ، فادخلِ الجنة برحمتي، وقال للآخر: اذهُبوا به إلى النارِ، وقال أبو هريرةَ: تكلمَ والله بكلمةٍ أوبقت دنياهُ وآخرتهُ» (1). لأبي داودَ.
_________
(1) أبو داود (4901) وقال الألباني: صحيح (4097).(4/151)
9759 - وعنه رفعهُ: «كان رجلٌ يسرفُ على نفسهِ، فلمَّا حضرهُ الموتُ قال لبنيه: إذا أنا متُّ فاحرقوني ثمَّ اطحنوني ثمَّ ذروني في الريح، فوالله لئن قدر عليَّ ربيِّ ليعذبُني عذابًا ما عذبهُ أحدُا، فلمَّا ماتَ فعل به ذلك، فأمرَ الله الأرض فقال: اجمعي ما فيك منهُ، ففعلتُ فإذا هو قائمٌ، فقال: من حملك على ما صنعت؟ قال: خشيتُك يا ربِّ، فغفر لهُ» (1).
_________
(1) البخاري (6481) ومسلم (2756).(4/151)
9760 - وفي رواية: «قالَ رجلٌ: لم يعمل
[ص:152] حسنةً قطُّ لأهلهِ: إذا متُّ فأحرقوه ... ثمَّ ذروا نصفه في البرِّ ونصفه في البحر» بنحوهِ.
وفيهِ: «فأمر الله البر فجمعَ ما فيه وأمر البحر فجمع ما فيهِ، ثمُّ قالَ: لم فعلت هذا؟ قال: من خشيتك يا ربِّ، وأنت تعلمُ فغفر الله لهُ» (1). للشيخين والموطأ والنسائي.
_________
(1) البخاري (7506) ومسلم (2756).(4/151)
9761 - ابن عباس أن عيينةَ بنَ حصنٍ قال لعمر: هي يا ابنَ الخطَّابِ، والله ما تُعطينا الجزلَ ولا تحكم بيننا بالعدلِ، فغضب عمر، حتَّى همَّ أن يوقعَ بهِ، فقال الحُرُّ: يا أمير المؤمنينَ، إنَّ الله تعالى قال لنبيه - صلى الله عليه وسلم - {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} [الأعراف:199] وإنّ هذا من الجاهلينَ فوالله ما جاوزها عمرُ حين قرأها عليهِ، وكان وقافًا عند كتابِ الله تعالى (1). للبخاري.
_________
(1) البخاري (4642).(4/152)
كتاب الفتن أعاذنا الله منها
التحذير والتنفير منها(4/152)
9762 - أبو ثعلبة الخُشني أنَّهُ سألَ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - عن هذه الآية {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} [المائدة: الآية105] فقال:
«ائتمرُوا بالمعروفِ، وانتهُوا عن المنكرِ، حتَّى إذا رأيتمُ شحًا مطاعًا وهوىً متَّبعًا ودُنيا مؤثرةً وإعجابَ كلِّ ذي رأي برأيهِ، فعليكَ بنفسك ودع عنك العوامَ، فإنَّ من ورائكُم أيامًا الصيرُ فيهنَّ مثل القبض على الجمرِ، للعاملِ فيهنَّ مثلُ أجر خمسينَ رجلاً يعملون مثل عملكم» قيل: يا رسولَ الله، أجرُ خمسين منَّا أو منهمُ؟ قال: «بل أجرُ خمسين منكُم» (1). لأبي داود والترمذي.
_________
(1) أبو داود (4341)، والترمذي (3058)، وقال: حديث حسن غريب. قال الألباني: ضعيف، لكن فقرة: أيام الصبر ثابتة (934).(4/152)
9763 - أبو هريرة رفعهُ: «إنَّكم في زمانٍ من ترك فيه عُشر ما أمر هلك، ثمَّ يأتي زمانٌ من عمل فيه بعشر ما أمر به نجا» (1). للترمذي.
_________
(1) الترمذي (2267) واستنكره الذهبي وابن عدي راجع الميزان (4/ 269).
وقال الألباني: ضعيف (394).(4/152)
9764 - ابنُ عمروٍ شبَّك النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - أصابعهُ وقال: «كيف أنت يا عبد الله بن عمروٍ إذا بقيت في حُثالةٍ قد مرجت عهودهُم وأماناتُهم، واختلفُوا فصارُوا هكذا؟» قال: فكيفَ يا رسولَ الله؟ قال: «تأخذُ ما تعرفُ وتدعُ ما تنكرُ، وتقبلُ على خاصّتك وتدعُهم وعوامُهُم» (1). للبخاري.
_________
(1) البخاري (380) مختصرًا، وذكر الزيادة ابن حجر في "الفتح" (8/ 566). وقال: إساف الحميدي في الجمع بين الصحيحين نقلاً عن ابن مسعود.(4/153)
9765 - أبو ذرٍ رفعهُ: «يا أبا ذرٍ» قلتُ: لبيك يا رسولَ الله وسعديكَ، قال: «كيف أنت إذا رأيتَ أحجارَ الزيت قد غرقت بالدَّم؟» قلتُ: ما خارَ الله لي ورسوله، قال: «عليك بمن أنت منهُ» قلتُ: يا رسولَ الله، أفلا آخذُ سيفي فأضعُهُ على عاتقي؟ قال: «شاركت القوم إذًا» قلتُ: فما تأمرني؟ قال: «تلزمُ بيتك» قلتُ: فإن دُخل علي بيتي؟ قال: «فإن خشيتَ أن يبهرك شعاعُ السيفِ فألقِ ثوبك على وجهكَ يبوءُ بإثمك وإثمه» (1). لأبي داود مطولاً.
_________
(1) أبو داود (4261) قال الألباني: صحيح (3583).(4/153)
9766 - عديسة بنت أهبان جاء عليُّ إلى أبي فدعاه إلى الخروج معه، فقال له: إنَّ خليلي وابن عمِّك عهد إليَّ إذا اختلفَ الناسُ أن أتخذ سيفًا من خشبٍ فقد اتخذتُه، فإن شئت خرجتُ به معك، فتركه (1). للترمذي.
_________
(1) الترمذي (2203). وقال: حديث حسن غريب.(4/153)
9767 - أبو موسى رفعه: «إنَّ بين يدي الساعةِ فتنًا كقطع الليلِ المظلم، يصبحُ الرجلُ فيها مؤمنًا ويمسي كافرًا، ويمسي مؤمنًا ويصبحُ كافرًا، القاعدُ فيها خيرٌ من القائم، والماشي فيها خير من الساعي،
[ص:154] فكسروا قسيَّكم، وقطِّعوا أوتاركم واضربوا سيوفكم بالحجارة، فإن دخل على أحدٍ منكم فليكن كخير ابني آدمَ» (1). لأبي داود والترمذي.
_________
(1) أبو داود (4259) والترمذي (2204). وقال: هذا حديث حسن غريب صحيح.
قال الألباني: صحيح، "صحيح سنن أبي داود" (3582).(4/153)
9768 - وفي رواية: قالوا: فما تأمرُنا؟ قال: «كونوا أحلاسَ بيوتكم» (1).
_________
(1) أبو داود (2262). وقال الألباني: صحيح.(4/154)
9769 - أبو هريرة رفعه: «ستكونُ فتنٌ القاعدُ فيها خيرٌ من القائم، والقائمُ فيها خيرٌ من الماشي، والماشي فيها خيرٌ من الساعي، من تشرف إليها تستشرفُه، ومن وجد ملجأ أو معاذًا فليعذ به» (1). للشيخين.
_________
(1) البخاري (3601) ومسلم (2886).(4/154)
9770 - أبو سعيد رفعه: «يوشكُ أن يكون خير مال المسلم غنمٌ يتبعُ بها شعف الجبالِ ومواقعَ القطرِ، يفرُّ بدينهِ من الفتن» (1). لمالك والبخاري وأبي داود والنسائي.
_________
(1) البخاري (19).(4/154)
9771 - أم مالك البهزية ذكر النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - فتنةً فقربها، فقلتُ: يا رسولَ الله، من خيرُ الناسِ فيها؟ قالَ: «رجلٌ في ماشيةٍ يؤدي حقَّها ويعبدُ ربَّه، ورجلٌ آخذ برأسِ فرسهِ يخيفُ العدو ويخوفونه» (1). للترمذي.
_________
(1) الترمذي (2177). وقال: حديث حسن غريب. وأحمد (6/ 419). وقال الألباني: صحيح (1769).(4/154)
9772 - محمد بن علي أنَّ حرملةَ مولى أسامة أخبره، قال: أرسلني أسامةُ إلى عليٍّ ليعطيني، وقال إنه سيسألُك الآنّ فيقولُ ما خلفَ صاحبكَ؟ فقل له يقولُ لك لو كنتَ في شدق الأسدِ لأحببتُ أن أكون معكَ، ولكن هذا أمرٌ لم أره، قال حرملةُ: فسألني فأخبرتُه فلم يعطني شيئًا فذهبتُ إلى حسنٍ وحسينٍ وابن جعفرٍ فأوقروا لي راحلتي (1).للبخاري.
_________
(1) البخاري (7110).(4/154)
9773 - حذيفة ما أحدٌ من الناسِ تدركُه الفتنةُ إلا وأنا أخافُها عليه، إلا محمدُ بنُ مسلمة فإني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: «لا تضرُّك الفتنةُ» (1). لأبي داود.
_________
(1) أبو داود (4663) وقال الألباني: صحيح (3898).(4/154)
9774 - معقل بن يسار رفعه: «العبادةُ في الهرج كهجرةٍ إليَّ» (1). لمسلم والترمذي.
_________
(1) مسلم (2948)،والترمذي (2201).(4/155)
9775 - المقداد رفعه: «إنَّ السعيدَ لمن جنب الفتنَ، إنَّ السعيدَ لمن جنب الفتن، إن السعيد لمن جنب الفتن، ولمن ابتُلي فصبر فواهًا» (1). لأبي داود.
_________
(1) أبو داود (4263). وقال الألباني: صحيح.(4/155)
9776 - يزيد بن أبي عبيد لما قُتل عثمانُ خرجَ سلمةُ بن الأكوعِ إلى الربذة وتزوجَ هناك امرأةً وولدت له أولادًا، فلم يزل بها حتى قبل أن يموتَ بليالٍ، فنزلَ المدينة فماتَ بها (1).
_________
(1) البخاري (7087) ومسلم (1862).(4/155)
9777 - وفي رواية: أن سلمة دخلَ على الحجاجِ فقال: يا ابن الأكوعِ، ارتددت على عقبيكَ تعرَّبت؟ قال: لا، ولكن رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أذن لي في البدوِ. للشيخين والنسائي.(4/155)
9778 - ابن عباس رفعه: «ويلٌ للعرب من شرّ قد اقترب، أفلح من كفَّ يديه» (1).
_________
(1) أبو داود (4249) وقال الألباني: صحيح (3574).(4/155)
9779 - سعيد بن زيد كنا عند النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فذكر فتنةً عظم أمرها فقلنا أو قالوا: يا رسول الله، لئن أدركتنا هذه لتهلكُنا؟ فقال: «كلا، إن بحسبكم القتل» قال سعيدُ: فرأيتُ إخواني قتلوا (1). هما لأبي داود.
_________
(1) أبو داود (4277) وقال الألباني: صحيح (3596).(4/155)
9780 - أنس رفعه: «أمتي على خمسِ طبقاتٍ: فأربعونَ سنةً أهلُ بر وتقوى ثمَّ الذين يلونهم إلى عشرين ومائة سنةٍ أهلُ تراحمٍ وتواصلٍ، ثم الذين يلونهم إلى ستين ومائة سنةٍ أهلُ تدابرٍ وتقاطع ثم الهرجَ الهرجَ النجا النجا» (1). للقزويني بمجهول.
_________
(1) ابن ماجة (4058) وقال البوصيري في "مجمع الزوائد" (524): هذا إسناد ضعيف؛ لضعف يزيد الرقاشي. وقال الألباني: ضعيف (880).(4/155)
9781 - أبو هريرة رفعه: «ليأتينَّ على الناسِ زمانٌ لا يدري القاتلُ في أيِّ شيءٍ قتل، ولا يدري المقتولُ في أي شيءٍ قُتل» قيل: وكيفَ؟ قال: «الهرجُ، القاتلُ والمقتولُ في النارِ» (1). لمسلم.
_________
(1) مسلم (2908).(4/156)
9782 - ابن عمرو بن العاص رفعه: «إنها ستكونُ فتنةٌ تستنظفُ العرب قتلاها في النارِ، اللسانُ فيها أشدُّ من وقع السيفِ» (1). للترمذي وأبي داود.
_________
(1) أبو داود (4265) والترمذي (2178).وقال: هذا حديث غريب. وقال الألباني: ضعيف (918).(4/156)
9783 - أسامة أشرف النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - على أطمٍ من آطام المدينةِ، فقال: «هل تدرون ما أرى؟» قال: لا، قال: «فإني أرى مواقعَ الفتن خلال بيوتكم كمواقع المطرِ» (1).
_________
(1) البخاري (2467) ومسلم (2885).(4/156)
9784 - أبو سعيد رفعه: «لتتبعنّ سنن من كان قبلكم شبرًا بشيرٍ وذراعًا بذارعٍ، حتى لو دخلوا جُحرَ ضبٍ لتبعتموهم»، فقلنا يا رسولَ الله اليهود والنصارى؟ قال: «فمن هما» (1). هما للشيخين.
_________
(1) البخاري (4356) ومسلم (2669).(4/156)
9785 - عائشة رفعتهُ: «لا يذهب الليلُ والنهارُ حتى تُعبد اللاتُ والعُزى»، قلتُ: يا رسولُ الله! إن كنتُ لأظنُّ حين أنزل الله، {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} [التوبة:33] أنَّ ذلك تامٌ، قال: «إنهُ سيكونُ من ذلك ما شاء الله ثم يبعثُ الله ريحًا طيبةً فيتوفى كل من كان في قلبهِ مثقالُ حبةٍ من خردلٍ من إيمانٍ، فيبقى من لا خير فيهِ، فيرجعونَ إلى دين آبائهم» (1). لمسلم.
_________
(1) مسلم (2907).(4/156)
9786 - أبو هريرة رفعهُ: «ستكونُ فتنةٌ صماءُ بكماءُ عمياءُ، من أشرف لها استشرفت لهُ، وإشرافُ اللسانِ فيها كوقوعِ السيفِ» (1). لأبي داودَ.
_________
(1) أبو داود (4264)، وقال المنذري في "مختصره" (6/ 148): في إسناده عبد الرحمن البيهاني، ولا يحتج بحديثه. وقال الألباني: ضعيف (917).(4/156)
9787 - ابنُ عمر رفعهُ: «إذا مشت أمتي المطيطاء (1)
وخدمتها أبناءُ الملوكِ وفارسَ والرومِ، سُلِّط شرارها على خيارها» (2). للترمذي.
_________
(1) المطيطاء: مشية فيها تبختر ومد اليدين.
النهاية: (مطا).
(2) الترمذي (2261) وقال الألباني: صحيح (1846).(4/157)
9788 - معاذُ «إن وراءكم فتنًا يكثرُ فيها المالُ ويفتح فيها القرآنُ حتى يأخذهُ المؤمن والمنافقُ والرجلُ والمرأةُ والعبدُ والحرُ والصغيرُ والكبيرُ، فيوشكُ قائلٌ أن يقولَ: ما للناسِ لا يتبعوني وقد قرأتُ القرآنَ وما هُم بمتبعيَّ حتى ابتدعَ لهم غيره، فإياكُم وما ابتدع إنما ابتدع ضلالةً، وأحذرُكم زيغة الحكيم فإنَّ الشيطانَ قد يقولُ كلمةَ الضلالة على لسانِ الحكيم، وقد يقولُ المنافقُ كلمة الحقِ، وقال: اجتنب من كلام الحكيم المشتهراتِ التي يقالُ ما هذه ولا يثنينكَ ذلك عنهُ، فإنهٌ لعلَّهُ يراجعُ، وتلقَّ الحقَ إذا سمعتهُ فإنَّ على الحقِ نورًا» (1). لأبي داود.
_________
(1) أبو داود (4611) وقال الألباني: صحيح (1846).(4/157)
9789 - حذيفة كان الناسُ يسألون النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - عن الخيرِ، وكنتُ أسألُهُ عن الشر مخافةَ أن يدركني، فقلتُ: يا رسولَ الله! إنا كُنَّا في جاهليةٍ وشرٍ، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شرٍ؟ قال: «نعم»، قلتُ: وهل بعد ذلك الشرِّ من خير؟ قال: «نعم وفيه دخنٌ»، قلتُ: وما دخنهُ؟ قال: «قومٌ يستنون بغير سنتي ويهدون بغير هديي، تعرفُ منهم وتنكرُ»، فقلتُ: فهل بعد ذلك الخير من شرِّ؟ قال: «نعم، دعاةٌ على أبوابِ جهنَّم، من أجابهم قذفوهُ فيها»، فقلت يا رسول الله: فما ترى إن أدركني ذلك؟ قال: «تلزم جماعةَ المسلمين وإمامهم»، قلتُ: فإن لم يكن لهم جماعةٌ ولا إمامٌ؟ قال: «فاعتزل تلك الفرق كلِّها، ولو أن تعضَّ بأصلِ شجرةٍ حتى يدركك الموتُ وأنت على ذلك» (1).
_________
(1) البخاري (3606) ومسلم (1847) وأبو داود (4244).(4/157)
9790 - وفي روايةٍ «قومٌ لا يستنون بسنتي، وسيقومُ فيهم رجالٌ قلوبهم قلوب الشياطينِ في جثمانِ إنسٍ»، قلتُ: فما أصنع إن أدركتُ ذلك؟ قالَ: «تسمعُ وتطيعُ وإن ضُرب ظهركَ وأخذ مالك، فاسمع وأطع» (1). للشيخين وأبي داود.
_________
(1) البخاري (3607) ومسلم (1847).(4/158)
9791 - ابن عمرو بن العاصِ رفعه: «إنه لم يكُن قبلي نبي إلا كانَ حقًا عليه أن يدل أمتهُ على خير ما يعلمهُ لهم، وينذرهم شرَّ ما يعلمُه لهم، وإنَّ أمتكم هذه جعل عافيتها في أولها، وسيصيبُ آخرها بلاءً وأمورٌ تنكرونها، وتجيء فتنةٌ فيزلق بعضها بعضًا، وتجيء الفتنةُ فيقولُ المؤمن هذه مهلكتي، ثم تنكشف وتجيء الفتنةُ فيقولُ المؤمنُ هذه هذه، فمن أحبَّ أن يزحزحَ عن النارِ ويُدخل الجنةَ، فلتأته منيتُه وهو يؤمنُ بالله واليوم الآخر، وليأت إلى الناسِ الذي يُحبُّ أن يؤتي إليه، ومن بايع إمامًا فأعطاهُ صفقة يده وثمرة قلبه فليطعهُ إن استطاع، فإن جاءَ آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخرِ» (1). لمسلم والنسائي.
_________
(1) مسلم (1844). والنسائي (4191).(4/158)
9792 - جابر رفعهُ: «إنَّ عرشَ إبليس على البحر فيبعثُ سراياهُ فيفتنون الناسَ، فأعظمُهم عندهُ أعظمهم فتنةً، يجيءُ أحدهم فيقول: فعلتُ كذا وكذا، فيقولُ: ما صنعت شيئًا، ثم يجيءُ أحدُهم فيقولُ: ما تركتُه حتى فرقتُ بينه وبين امرأتهُ فيدنيه منه ويلتزمهُ، ويقول: نعم أنت» (1). لمسلم.
_________
(1) مسلم (2813).(4/158)
9793 - أبو موسى رفعهُ: «من حملَ علينا السلاحَ فليس منَّا» (1). للشيخين والترمذي.
_________
(1) البخاري (7071) ومسلم (100) والترمذي (1459).(4/158)
9794 - ابنُ الزبير رفعهُ: «من شهر سيفهُ ثمَّ وضعهُ، فدمُهُ هدرٌ» (1). للنسائي.
_________
(1) النسائي (7/ 117) وقال الألباني: شاذ (277).(4/159)
9795 - جندب رفعهُ: «من قُتل تحت رايةِ عميةٍ يدعو عصبية أو ينصرُ عصبيةً فقتله جاهليةٌ» (1). لمسلم والنسائي.
_________
(1) مسلم (1850) والنسائي (7/ 123).(4/159)
9796 - سفيان سمعتُ رجلاً سأل جابرًا الجعفي عن قولهِ تعالى {فَلَمَّا اسْتَيْأَسُواْ مِنْهُ خَلَصُواْ نَجِيّاً قَالَ كَبِيرُهُمْ أَلَمْ تَعْلَمُواْ أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُم مَّوْثِقاً مِّنَ الله وَمِن قَبْلُ مَا فَرَّطتُمْ فِي يُوسُفَ فَلَنْ أَبْرَحَ الأَرْضَ حَتَّىَ يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ الله لِي وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ ... } الآية [يوسف: 80]، قال جابرُ: لم يجئ تأويلها بعدُ، قال سفيانُ: كذبٌ، قيل لسفيان: ما أراد بهذا؟ فقال: طائفةٌ من الرافضة يقولون: إن عليًا في السحابِ فلا تخرج مع من خرجَ من ولده حتى ينادي منادٍ من السماءِ، يريدون عليًا، اخرجوا مع فلان، ذلك تأويلُ هذه الآيةِ عندهُم، وكذب جابرُ وكذبوا هُم، وإنما كانت هذه الآيةُ في إخوةِ يوسفَ، وقال تعالى: {وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ ... } [الأنبياء:95] (1). لمسلم في مقدمة كتابهِ.
_________
(1) مسلم في مقدمة الصحيح (1/ 16).(4/159)
9797 - ابن عمر رفعهُ: «ألا إنَّ الفتنة هاهنا يشيرُ إلى المشرقِ من حيثُ يطلعُ قرنُ الشيطانُ» (1).
_________
(1) البخاري (3511) ومسلم (2905).(4/159)
9798 - وفي رواية: «اللهمَّ بارك لنا في شامنا، اللهمَّ بارك لنا في يمننا»، قالوا: وفي نجدنا؟ قال: «اللهمَّ بارك لنا في شامنا، اللهمَّ بارك لنا في يمننا»، قالوا: يا رسولَ الله وفي نجدنا؟ فأظنه قال في الثالثة: «هنالك الزلازلُ والفتن، ومنها يطلعُ قرنُ الشيطانِ» (1).
_________
(1) البخاري (1037، 7094).(4/159)
9799 - وفي رواية: قال سالم: يا أهل العراقِ ما أسألُكم عن الصغيرةِ وأركبكم للكبيرةِ، سمعتُ أبي عبدِ الله بن عمرٍ يقولُ: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: «إنَّ الفتنة تجيءُ من هاهنا، وأومأ بيده نحو المشرق من حيثُ يطلعُ قرنا الشيطانِ، وأنتمُ يضربُ بعضُكم رقابَ بعضٍ، وإنما قتل موسى الذي قتل من آل
[ص:160] فرعون خطأ»، فقال الله له: {وَقَتَلْتَ نَفْساً فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُوناً}
[طه: 40] (1). للشيخين والموطأ والترمذي.
_________
(1) البخاري (3511)، ومسلم (2905)، والترمذي (3953).(4/159)
9800 - الأحنفُ بنُ قيسٍ: خرجتُ وأنا أريدُ هذا الرجلَ، فلقيني أبو بكرةَ فقال: أين تريدُ يا أحنفُ؟ قلتُ: أريدُ نصر ابن عمِّ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا أحنفُ! ارجع فإني سمعتُهُ - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: «إذا تواجه المسلمان بسيفيهما، فالقاتلُ والمقتولُ في النارِ»، فقلتُ أو قيلَ يا رسولَ الله: هذا القاتلُ فما بالُ المقتولِ؟ قال: «إنه قد أراد قتل صاحبهِ» (1). للشيخين وأبي داود والنسائي.
_________
(1) البخاري (7083) ومسلم (2888)، وأبو داود (4268) والنسائي (7/ 125).(4/160)
9801 - ابنُ مسعودٍ رفعهُ: «سبابُ المؤمنِ فسوقٌ وقتالهٌ كفرٌ» (1). للشيخين والترمذي والنسائي.
_________
(1) البخاري (48) ومسلم (64) والترمذي (2634) والنسائي (7/ 127).(4/160)
9802 - ابنُ عمر: رفعهُ: «لا ترجعُوا بعدي كفارًا يضربُ بعضُكُم رقاب بعضٍ» (1). لأبي داود والنسائي.
_________
(1) البخاري (7077) ومسلم (66) وأبو داود (4686) والنسائي (7/ 126 - 127).(4/160)
9803 - وعنه: رفعهُ: «من مشىَ إلى رجلٍ من أمتي ليقتلهُ فليقل هكذا، فالقاتلُ في النار والمقتولُ في الجنَّةِ» (1). لأبي داود.
_________
(1) أبو داود (4260) وقال الألباني: ضعيف (916).(4/160)
9804 - ابنُ مسعودٍ: لا يقولُ أحدُكم «اللهمَّ إني أعوذُ بك من الفتنةِ، فإنهُ ليس منكُم أحدٌ إلا يشتملُ على فتنةٍ، ولكن من استعاذ فليستعذ من مضلاتها»، فإنَّ الله تعالى يقولُ: {وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ} [الأنفال: 28] (1). للكبير بانقطاع ومختلط.
_________
(1) الطبراني (8931) وقال الهيثمي (7/ 223) وإسناده منقطع وفيه المسعودي وقد اختلط.(4/160)
9805 - أمُ حبيبةَ: رفعتهُ: «رأيتُ ما تلقى أمتي بعدي وسفك بعضهم دماءَ بعضٍ، وسبق ذلك من الله كما سبق في الأمم قبلهم، فسألتُه أن يوليني شفاعةً يوم القيامة فيهم، ففعل» (1). لأحمد والأوسط.
_________
(1) أحمد (6/ 428) والطبراني في "الأوسط" (4648) وقال الهيثمي (7/ 227): ورجالهما رجال الصحيح إلا أن رواية أحمد عن ابن أبي حسين أنبأنا أنس عن أم حبيبة. ورواية الطبراني عن الزهري عن أنس.(4/160)
9806 - أنسُ: رفعهُ: «من اقتراب الساعة أن يُرى الهلالُ قبلاً، فيقالُ للثلاثين، وأن تُتخذ المساجدُ طرقًا، وأن يظهر موتُ الفجأة» (1). للأوسط والصغير بضعف.
_________
(1) الطبراني في "الأوسط" (9376) والصغير (2/ 129/1132) وقال الهيثمي (7/ 325)، الهيثم بن خالد المصيصي ضعيف.(4/161)
9807 - ابنُ عمرو بن العاصِ: رفعهُ: «لا تقوم الساعةُ حتى يظهر الفحشُ وقطيعةُ الرحمِ وسوءُ الجوارِ، ويخونُ الأمينُ»، قيل: يا رسولَ الله! فكيف المؤمنُ يومئذٍ؟ قالَ: «كالنخلةِ وقعت ولم تفسد، وأكلت فلم تكسرَ، ووضعت طيبًا» (1). للبزار بلين.
_________
(1) البزار (6/ 407/2432) قال الهيثمي (7/ 330) وفيه عبد الرحمن بن مغراء وثقه أبو زرعة وجماعة وضعفه ابن المديني وبقية رجاله رجال الصحيح وقد اختصر المصنف الحديث بقيت فيه جملة وهي «وكقطعة الذهب أدخلت النار فأخرجت فلم تزدد إلا جودة».(4/161)
9808 - حذيفةُ: رفعه: «يدرسُ الإِسلامُ كما يدرسُ وشي الثوبِ حتى لا يدرى ما صيامٌ ولا صلاةٌ ولا نسكٌ ولا صدقةٌ، وليسرى على كتابِ الله تعالىَ في ليلةٍ فلا يبقى في الأرض منهُ آيةٌ، وتبقى طوائفُ من الناسِ الشيخ الكبيرِ والعجوز، يقولون: أدركنا آباءنا على هذه الكلمةِ، لا إله إلا الله، فنحنُ نقولها فقال له: صلة ما يغني عنهم لا إله إلا الله، وهم لا يدرون ما صلاةٌ ولا صيامٌ ولا نسكٌ ولا صدقةٌ؟ فأعرضَ عنهُ حذيفةُ ثم ردها عليه ثلاثًا كلَّ ذلك يعرضُ عنهُ حذيفةُ، ثمَّ أقبل عليه في الثالثةِ، فقال: يا صله تنجيهم من النارِ ثلاثًا» (1). للقزويني.
_________
(1) ابن ماجة (4049) وقال الألباني: صحيح (3273).(4/161)
9809 - عوف بن مالك: رفعهُ: «يكونُ أمام الدجالِ سنون خوادعُ، يكثرُ فيها المطرُ ويقلُّ النبتُ، ويكذب فيها الصادقُ ويصدقُ فيها الكاذبُ، ويؤتمنُ فيها الخائنُ ويخونُ فيها الأمينُ، وينطقُ فيها الرويبضةُ»، قيل: يا رسولَ الله! وما الرويبضةُ؟ قال: «من لا يؤبهُ له» (1). للكبير بمدلس.
_________
(1) الطبراني (18/ 67, 68) وقال الهيثمي (7/ 330) الطبراني بأسانيد وفي أحسنها ابن إسحاق وهو مدلس وبقية رجاله ثقات.(4/161)
ما ورد من فتن مسماة(4/162)
9810 - حذيفةُ: كنَّا عند عمر، فقال: أيكُم يحفظُ من حديثِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - في الفتنةِ؟ فقلتُ: أنا أحفظهُ، فقال: هات إنك لجريءٌ، وكيف قال؟ قلتُ: سمعتُه يقولُ: «فتنةُ الرجلِ في أهلهِ ومالهِ ونفسهِ وولدهِ وجاره، يكفرها الصيامُ والصلاةُ والصدقةُ والأمرُ بالمعروفِ والنهي عن المنكرِ»، فقال عمرُ: ليس هذا أريدُ، إنما أريدُ التي تموجُ كموجِ البحر، قلتُ: مالكَ ولها يا أميرَ المؤمنينَ؟ إنَّ بينكَ وبينها بابًا مغلقًا، قال: فيكسرُ البابُ أو يفتحُ؟ قال: قلتُ: بل يُكسرُ، قال: ذلك أحرى أن لا يغلقَ أبدًا، قال فقلنا لحذيفة: هل كانَ عمرُ يعلمُ من البابُ؟ قال: نعم، كما يعلمُ أنَّ دونَ غدٍ ليلةً، إني حدثُته حديثًا ليس بالأغاليط، قال: فهبنا أن نسألَ حذيفة من البابُ؟ فقلنا لمسروقٍ سلهُ، فسأله فقالَ: عُمرُ (1). للشيخين والترمذي.
_________
(1) البخاري (1435) واللفظ له، ومسلم (144)،والترمذي (2258).(4/162)
9811 - وفي روايةٍ: قال عمرُ أنت لله أبوكَ، قال حذيفةُ: سمعتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: «تعرض الفتنُ على القلوبِ كالحصيرِ عودًا عودًا، فأيُّ قلبٍ أُشربها نكتت فيه نكتة سوداءَ، وأيُّ قلبٍ أنكرها نكتت فيه نكتةً بيضاء، حتى تصيرَ على قلبينِ على أبيضٍ مثل الصفا فلا تضرُّهُ فتنةٌ ما دامت السمواتُ والأرضُ، والآخرُ أسودُ مربادٌّ كالكوز مجخيًا لا يعرف معروفًا ولا ينكرُ منكرًا إلا ما أشربَ من هواهُ»، وحدثته أن بينكَ وبينها بابًا مغلقًا يوشكُ أن يكسر، قال عمرُ: أكسرا لا أبا لكَ، فلو أنهُ فُتح لعلَّهُ كان يعادُ، قال: لا بل يُكسرُ، وحدثتُه أنَّ ذلكَ البابَ رجلٌ يقتلُ أو يموتُ حديثًا ليس بالأغاليطِ، قالَ أبو خالد: فقلتُ لسعدٍ: يا أبا مالكٍ! ما أسودُ مربادٌّ؟ قال: شدةُ البياضِ في سوادٍ، قلتُ: فما الكوز مجخيًا؟ قالَ: منكوسًا (1).
_________
(1) أخرجها مسلم (144).(4/162)
9812 - ابنُ عمر: كنَّا قعودًا عند النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فذكرَ الفتنَ فأكثرَ في ذكرها، حتى ذكر فتنةَ الأحلاسِ، قال: «هي هربٌ وحربٌ، ثم فتنةُ السراءِ دخنها من تحت
[ص:163] قدميّ رجلٍ من أهل بيتي يزعمُ أنهُ منيِّ وليس منيّ، وإنما أوليائي المتقونَ، ثم يصطلحُ الناسُ على رجلٍ كوركٍ على ضلعٍ، ثم فتنة الدهيماءِ لا تدع أحدًا من هذه الأمةِ إلا لطمتهُ لطمةً، فإذا قيلَ انقضت تمادت، يصبحُ الرجلُ فيها مؤمنًا ويمسي كافرًا، حتى يصير الناسُ إلى فسطاطينِ، فسطاط إيمانٍ لا نفاقَ فيه، وفسطاطُ نفاقٍ لا إيمانَ فيه، فإذا كان ذاكُم فانتظروا الدجالَ من يومهِ أو غده» (1).
_________
(1) أبو داود (4242). وأحمد (2/ 133). وقال الألباني: صحيح (3568).(4/162)
9813 - أبو بكرة: رفعهُ: «ينزلُ ناسٌ من أمتي بغائطٍ يسمونهُ البصرةَ عند نهرٍ يقالُ لهُ دجلةَ، يكونُ عليه جسرٌ يكثرُ أهلها، وتكونُ من أمصارِ المهاجرينَ».
وفي روايةٍ: «المسلمينَ فإذا كان في آخر الزمان جاءَ بنو قنطوراءَ (1) عراضُ الوجوهِ صغارُ الأعين حتى ينزلوا على شط النهر، فيتفرَّقُ أهلها ثلاثَ فرقٍ، فرقةٌ يأخذون أذنابَ البقرِ والبرية وهلكُوا، وفرقةٌ يأخذونَ لأنفسهم وكفروا، وفرقةٌ يجعلون ذراريهم خلفَ ظهورهم، ويقاتلونهُم وهم الشهداءُ» (2).
_________
(1) قيل: إن قنطوراء كانت جارية لإبراهيم عليه السلام ولدت له أولادًا منهم الترك والصين. النهاية.
(2) أبو داود (4306) وقال الألباني: حسن (3618).(4/163)
9814 - ذو مخبرٍ: رفعهُ: «ستصالحون الرومَ صلحًا آمنًا فتغزون أنتمُ وهُم عدوًا من ورائكمُ، فتنصرون وتغنمونَ وتسلمُونَ، ثم ترجعونَ حتى تنزلُوا بمرج (1) ذي تلولٍ فيرفعُ رجلُ من أهلِ النصرانيةِ الصليبَ، فيقولُ: غلبَ الصليبُ فيغضبٌ رجلٌ من المسلمينَ فيدقهُ، فعند ذلك تغدوُ الرومُ وتجتمعُ للمسلحةِ) (2).
_________
(1) المرْج: الأرض الواسعة ذات نبات كثير تمرج فيه الدواب أي تُخلى وتسرح مختلطة كيف شاءت. النهاية (مرج).
(2) أبو داود (4292) وقال الألباني: صحيح (3607، 3608).(4/163)
9815 - زاد في روايةٍ: «ويثورُ المسلمونَ إلى أسلحتهم فيقتتلونُ فيكرمُ الله تلك العصابةَ بالشهادةِ» (1).
_________
(1) أبو داود (4293).(4/163)
9816 - أمُّ سلمةَ: رفعتهُ: «يكونُ اختلافٌ عند موت خليفةٍ، فيهرجُ رجلٌ من أهلِ المدينةِ هاربًا إلى
[ص:164] مكةَ، فيأتيهِ ناسٌ من أهلِ مكةَ فيخرجونهُ وهو كارهٌ، فيبايعونهُ بين الركنِ والمقامِ، ويُبعثُ إليه بعثٌ من الشامِ فيخسف بهمُ بالبيداءَ بين مكةَ والمدينةِ، فإذا رأى الناسُ ذلك أتاهُ أبدالُ (1) الشامِ وعصائبُ (2) أهلِ العراقِ فيبايعونهُ، ثم ينشأُ رجلٌ من قريشٍ أخوالهُ كلبٌ فيبعثُ إليهم بعثًا فيظهرون عليهم، وذلك بعثُ كلبٍ، والخيبةُ لمن لم يشهد غنيمة كلبٍ، فيقسمُ المالُ ويعملُ في الناسِ بسنةِ نبيهم، ويُلقى الإِسلامُ بجرانهِ إلى الأرضِ فيلبث سبعَ سنين» (3).
_________
(1) الأبدال: هم العباد والأولياء الواحد: بِدْل كحمل وأحمال وبدل كجمل سموا بذلك لأنهم كلما مات واحد منهم أبدل بآخر. "النهاية".
(2) العصائب: جمع عصابة، وهم الجماعة من الناس من العشرة إلى الأربعين ولا واحد لها من لفظها. النهاية.
(3) أبو داود (2286) وقال الألباني: ضعيف (921). ومسلم مختصرًا ليس فيه قصة الأبدال ولا البيعة.(4/163)
9817 - وفي رواية: «تسعَ سنينَ ثم يتوفى ويُصلي عليه المسلمونَ». قلتُ يا رسولَ الله: كيف بمن كان كارهًا؟ قال: «يُخسفُ بهم ولكن يُبعثُ يوم القيامةِ على نيَّته» (1).
_________
(1) مسلم (2882) وأبو داود (4289).(4/164)
9818 - ثوبان: رفعهُ: «يوشكُ الأممُ أن تداعى عليكُم كما تداعى الأكلةُ إلى قصعتها»، فقال قائلٌ: من قلةٍ نحنُ يومئذٍ؟ فقال: «بل أنتمُ يومئذٍ كثيرونَ، ولكنَّكُم غثاءٌ كغثاءِ السيلِ، ولينزعنَّ الله من صدور عدِّوكُم المهابةَ منكُم، وليقذفنَّ في قلوبكُمُ الوهنَ»، قيلَ وما الوهنُ يا رسولَ الله؟ قالَ: «حُبُّ الدنيا وكراهيةُ الموتِ» (1). هي لأبي داودَ.
_________
(1) أبو داود (4297) وقال الألباني: صحيح (3610).(4/164)
9819 - حذيفةُ: والله إني لأعلمُ الناسِ بكلِّ فتنةٍ هي كائنةٌ فيما بيني وبينَ الساعةِ، وما بي إلا أن يكونَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أسرَّ إليَّ في ذلك شيئًا ما لم يُحدثهُ غيري، ولكنَّهُ قال يومًا وهو في مجلسٍ يتحدَّثُ فيه عن الفتنِ ويعدُّهنَّ: «منهنَّ ثلاثٌ لا يكدن يذرنَ شيئًا، ومنهنَّ فتنٌ كرياحِ الصيفِ، ومنها صغارٌ، ومنها كبارٌ»، فذهب أولئكَ الرَّهطُ الذين سمعوهُ معي كلُهم غيري (1). لمسلم.
_________
(1) مسلم (2891).(4/164)
9820 - وعنه: والله ما أدري أنسي أصحابي أم تناسوا، والله ما تركَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - من قائدِ فتنةٍ إلى انقضاءِ الدنيا، يبلغُ من معهُ ثلاثمائةً فصاعدًا إلا قد سماهُ لنا باسمهِ واسم أبيه واسم قبيلتهِ (1).
_________
(1) أبو داود (4243) وقال الألباني: ضعيف (913).(4/165)
9821 - ابنُ عمر: رفعهُ: «يوشكُ المسلمونَ أن يُحاصرُوا إلى المدينةِ، حتى يكون أبعد مسالحهم (1) سلاحٌ»، قال الزهري: سلاحٌ قريبٌ من خيبرَ (2). هما لأبي داود.
_________
(1) المسالح: جمع مسلحة وهي كالثغر والمرقب يكون فيه أقوام يرقبون العدو لئلا يطرقهم على غفلة.
(2) أبو داود (4250) وقال الألباني: صحيح (2575).(4/165)
9822 - أبو مالكَ: رفعهُ: «ليكونّنَّ من أمتي قومٌ يستحلونَ الحر والحريرَ والخمرَ والمعازفَ، ولينزلنَّ أقوامٌ إلى جنبِ علمٍ تروحُ عليهم سارحةٌ لهم، فيأتيهم رجلٌ لحاجةٍ فيقولون ارجع إلينا غدًا، فيبيتهم الله ويضعُ العلمَ ويمسخُ آخرين قردةً وخنازيرَ إلى يومِ القيامةِ» (1).
_________
(1) ذكره البخاري تعليقًا (5590) وقال الحافظ في "الفتح" (10/ 55): والحديث صحيح معروف الاتصال بشرط الصحيح.(4/165)
9823 - عبدُ الله بنُ زيادٍ: لمَّا صارَ طلحةُ والزبيرُ وعائشةُ إلى البصرةِ، بعثَ عليُّ عمارَ بن ياسرٍ وحسنًا، فقدما علينا الكوفةَ، فصعدا المنبرَ وكانَ حسنَ بنُ عليٍّ في أعلاهُ وعمارُ أسفلَ منهُ، فاجتمعنا إليهما، فسمعتُ عمارًا يقولُ: إنَّ عائشة قد صارت إلى البصرةِ، والله إنها لزوجةُ نبيكُم في الدنيا والآخرةِ، ولكنَّ الله ابتلاكُم ليعلم إياهُ تطيعونَ أم هيَ (1).
_________
(1) البخاري (7100).(4/165)
9824 - شقيقُ: دخلَ أبو مُوسى وأبو مسعودٍ على عمارَ حيثُ أتى الكوفة ليستنفر الناسَ، فقالا: ما رأينا منك أمرًا منذُ أسلمتَ أكرهَ عندنا من إسراعكَ في هذا الأمرِ، فقال: ما رأيتُ منكما أمرًا منذُ أسلمتما أكره عندي من إبطائكُما عن هذا الأمرِ، ثم كساهُما حلَّةً (1).
_________
(1) البخاري (7104).(4/165)
9825 - وفي رواية: أنَّ أبا مسعودٍ هو كسى عمارًا وأبا موسى حلَّةً حُلَّةً. هي للبخاري.(4/166)
9826 - قيسُ بنُ عبادٍ: قلتُ لعليٍّ: أخبرني عن مسيركَ هذا، أعهدٌ عهدهُ إليك النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -، أم رأيٌ رأيتهُ؟ قال: ما عهد إليَّ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بشيءٍ ولكنه رأىٌ رأيتهُ (1). لأبي داودَ.
_________
(1) أبو داود (4666).(4/166)
9827 - أبو رافع: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال لعليّ: «إنهُ سيكونُ بينك وبين عائشة أمرٌ»، قال: أنا يا رسول الله؟ قال: «نعم»، قالَ: أنا من بين أصحابي؟ قال: «نعم»، قال: أنا أشقاهُم يا رسولَ الله؟ قالَ: «لا، ولكن إذا كان ذلك فارددها إلى مأمنها» (1). أحمد والبزار والكبير.
_________
(1) أحمد (6/ 393) والبزار (3272)،والطبراني (995) وذكره ابن الجوزي في "الوهبات" (2/ 366).
وقال الهيثمي (7/ 234): رجاله ثقات.(4/166)
9828 - قيسُ بنُ أبي حازمٍ: أنَّ عائشةَ لمَّا نزلت على الحوأب سمعت نباح الكلابِ، فقالت ما أظنني إلا راجعةً، سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُ لنا: «أيتكنَّ تنبحُ عليها الحوأب؟». فقال لها الزبيرُ: لا ترجعينَ عسى الله أن يصلحَ بكَ بين الناسِ (1). لأحمد والموصلي والبزار.
_________
(1) أحمد (6/ 52، 97) والبزار (3275) وأبو يعلى (4868) وقال الهيثمي (7/ 234): رجال أحمد رجال الصحيح.(4/166)
9829 - ابنُ عباسٍ: قالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - لنسائه: «ليت شعري أيتكنَّ صاحبةُ الجملِ الأدبب تخرجُ فتنبحُها كلابُ جوأبٍ، يُقتلُ عن يمينها وعن يسارها قتلى كثيرًا، ثم تنجُو بعد ما كادتْ» (1).
_________
(1) قال الهيثمي (7/ 234): البزار (3273) ورجاله ثقات.(4/166)
9830 - حذيفةُ: قال: كيف أنتم وقد خرجَ أهلُ بيت نبيكُم - صلى الله عليه وسلم - فرقتين يضربُ بعضكم وجوه بعضٍ بالسيفِ، فقيلَ: يا أبا عبد الله: فكيف نصنعُ إن أدركنا ذلك الزمانَ؟ قال: انظروا الفرقة التي تدعُو إلى أمرِ عليٍّ فالزموها فإنها على الهُدى (1). هما للبزار.
_________
(1) قال الهيثمي (7/ 236): البزار ورجاله ثقات (3283).(4/166)
9831 - ابنُ عباسٍ: لمَّا بلغَ أصحابَ عليٍّ حين سارُوا إلى البصرةِ أنَّ أهل البصرةِ قد اجتمعُوا لطلحةَ والزبيرِ، شقَّ عليهم ووقعَ في قلوبهم، فقال عليٌّ والذي لا إله غيرهُ
[ص:167] لنظهرنَّ على أهل البصرة، ولنقتلنَّ طلحة والزبيرُ، ولنخرجنَّ إليكُم من الكوفةِ ستُة آلافٍ وخمسمائةٍ وخمسونَ رجلاً، قال ابنُ عباسٍ: فوقعَ ذلك في نفسي، فلمَّا أتى أهلُ الكوفةِ خرجتُ فقلتُ لأنظرنَّ، فإن كان كما يقولُ فهو أمرٌ سمعهُ، وإلا فهي خديعةُ الحربِ، فرأيتُ رجلاً من الجيشِ فسألتُهُ فقالَ: ما قال عليٌ (1). للكبير بضعف.
_________
(1) الطبراني (10738) وقال الهيثمي (7/ 236): قال ابن عباس: وهو مما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخبره الطبراني وفيه إسماعيل بن عمرو البجلي وهو ضعيف.(4/166)
9832 - ابنُ عمر: دخلتُ على حفصةَ ونوساتها (1) تنطفُ، قلتُ: قد كان من الناسِ ما ترينَ فلم يجعل من الأمر شيءٌ، فقالت: الحق فإنَّهم ينتظرونك وأخشى أن يكون في احتباسك عنهم فرقةٌ، فلم تدعهُ حتى تذهبَ، فلمَّا تفرَّق الناسُ خطب معاويةُ، وقال: من كان يريدُ أن يتكلَّم في هذا الأمرِ فليُطلعُ لنا قرنهُ فلنحنُ أحقُّ به منهُ ومن أبيه، قال حبيبُ بن مسلمةً: فهلا أجبتهُ؟ قال عبدُ الله: فحللتُ حبوتي وهممت أن أقول: أحقُّ بهذا الأمرِ منكَ من قاتلك وأباك على الإِسلام، فخشيتُ أن أقولَ كلمةً تفرقُ بين الجمعِ وتسفكُ الدمَ وتحملُ عني غير ذلك، فذكرتُ ما أعدَّ الله في الجنانِ، قال حبيبُ: حُفظتَ وعصمتَ (2). للبخاري.
_________
(1) نوساتها: بفتح النون أي ذوائبها ومعنى تنطف أي تقطر كأنها قد اغتسلت. "الفتح" (7/ 465).
(2) البخاري (4108).(4/167)
9833 - علي: عهدَ إليَّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - في قتالِ الناكثينَ والقاسطينَ والمارقين (1). للبزار والأوسط.
_________
(1) البزار (2/ 215/604). الطبراني في "الأوسط" (8433) قال الهيثمي (7/ 238). وأحد إسنادي البزار رجاله رجال الصحيح غير الربيع بن سعد وثقه ابن حبان.(4/167)
9834 - ابنُ عمرَ: قال: لم أجدني آسي على شيءٍ إلا أني لم أقاتلِ الفئة الباغية مع عليٍّ (1). للكبير.
_________
(1) قال الهيثمي (7/ 242) الطبراني بأسانيد وأحدها رجاله رجال الصحيح.(4/167)
9835 - حذيفةُ: قال لهُ بنو عبسٍ: إنَّ أميرَ المؤمنين عثمان قد قُتل فما تأمرنا؟ قال: آمركم أن تلزموا عمارًا، قالوا: إن عمارًا لا يفارقُ عليًا، قال: إنَّ الحسدَ هو أهلك الجسدِ، وإنما ينفرُكُم من عمارٍ قربهُ من عليٍّ، فوالله لعليٌّ أفضلُ من عمارٍ أبعد ما بين التراب
[ص:168] والسحابِ، وإن عمارًا لمن الأخيار، وهو يعلمُ أنُهم إن لزمُوا عمارًا كانُوا مع عليٍّ. (1) للكبير بمبهم.
_________
(1) قال الهيثمي (7/ 243) الطبراني رجاله ثقات إلا أني لم أعرف الرجل المبهم.
ويقصد بالرجل المبهم هو (سيار أبي الحكم) الراوي عن حذيفة).(4/167)
9836 - ابنُ عمرو بن العاص: قالُ لرجلين يختصمانِ في رأسِ عمارٍ، يقولُ: كلُ واحدٍ منهما أنا قتلتهُ، فقال عبدُ الله: ليطب به أحدُكما نفسًا لصاحبِهِ فإني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، يقولُ: «تقتلهُ الفئةُ الباغيةُ»، فقال معاويةُ: فما بالك معنا؟ قال: إن أبي شكاني إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال: «أطع أباكَ ما دامَ حيًا ولا تعصه، فأنا معكم ولستُ أقاتلُ أحدًا» (1). لأحمد.
_________
(1) أحمد (2/ 164 - 165) وقال الهيثمي (7/ 244): رجاله ثقات.(4/168)
9837 - ابنُ أبي أوفى: رفعه: «الخوارجُ كلابُ النارِ» (1). للقزويني.
_________
(1) ابن ماجة (173)، وقال البوصيري في "الزوائد " (1/ 25): رجاله ثقات إلا أنه منقطع. وقال الألباني: صحيح.(4/168)
9838 - زيد بنُ وهبٍ: أنهُ كان في الجيشِ الذين كانًوا مع عليٍّ الذينَ سارُوا إلى الخوارجِ، فقال عليٌّ: أيُّها الناسُ! إني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: «يخرجُ قومٌ من أمتي يقرُءونَ القرآن ليست قراءتكُم إلى قراءتهم بشيءٍ ولا صلاتُكم إلى صلاتهم بشيءٍ ولا صيامكُم إلى صيامهم بشيءٍ، يقرءونَ القرآن يحسبونَ أنه لهم وهو عليهم، لا تجاوزُ صلاتُهم تراقيهم، يمرقونَ من الإسلام كما يمرقُ السهمُ من الرمية، لو يعلم الجيشُ الذين يصيبونهم ما قُضى لهمُ على لسانِ نبيهم لنكلُوا عن العمل وآيةُ ذلك أن فيهم رجلاً لهُ عضٌ ليس لهُ ذراعُ، على عضده مثلُ حلمة الثدي، عليه شعراتٌ بيضٌ، فتذهبون إلى معاويةَ وأهل الشامِ وتتركونَ هؤلاء القوم يخلفونكُم في ذراريكُم وأموالكُم، والله إني لأرجو أن يكونُوا هؤلاء القوم، فإنَّهُم قد سفكُوا الدم الحرامَ، وأغاروا في سرحِ الناسِ فسيروا»، قال سلمة بن كهيلٍ: فنزلني زيدُ بن وهبٍ منزلاً منزلاً، حتى قال: مررنا على قنظرةٍ فلمَّا التقينا وعلى الخوارجِ يومئذٍ عبدُ الله
[ص:169] بنُ وهبٍ الراسبي، فقال لهم: ألقُوا الرماحَ وسلُّوا سيوفكُم من جفونها، فإني أخافُ أن يناشدُوكم كما ناشدوكم يوم حروراء، فرجعُوا فوحشُوا برماحهم وسلُّوا السيوفَ، وشجرهُم الناسُ برماحهم، وقتل بعضهم على بعضٍ، وما أصيبَ يومئذٍ من الناسِ إلا رجلان، فقال عليٌّ: التمسُوا فيهم المخدج، فالتمسوه فلم يجدوهُ، فقام عليٌّ بنفسه حتى أتى ناسًا قد قتل بعضهم على بعضٍ، قال: أخرجُوهم فوجدوهُ مما يلي الأرض، فكبرُ ثمَّ قال: صدقَ الله وبلغ رسولهُ، فقام إليه عبيدةُ السلماني فقال: يا أمير المؤمنين! الله الذي لا إله إلا هو أسمعت هذا الحديثَ من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: أي، والله الذي لا إله إلا هو، حتى استلفه ثلاثًا وهو يحلفُ لهُ (1).
_________
(1) مسلم (1066). وأبو داود (4768).(4/168)
9839 - وفي روايةٍ: «واستخرجُوه من تحت قتلى في الطين، قال أبو الوضيء: فكأني أنظر إليه حبشيٌّ عليه قريطقٌ، لهُ إحدىَ يديهِ مثلُ ثدي المرأة عليها شعيرات مثلُ الشعيراتِ التي تكونُ على ذنب اليربوع» (1).
قال أبو مريم: إن كان ذلك المخدجُ لمعنا يومئذٍ في المسجدِ نجالسُه بالليلِ والنهارِ، وكان فقيرًا ورأيتُه مع المساكين يشهدُ طعامَ عليٍّ مع الناسِ، وقد كسوتُه برنسًا، وكان يسمّى نافعًا ذا الثدية، وكان في يده مثل ثدي المرأةِ، على رأسهِ حلمةُ مثلُ حلمةِ الثدي، عليه شعيراتٌ مثلُ سبالة السنورِ (2). لمسلم وأبي داود.
_________
(1) أبو داود (4769). وقال الألباني: صحيح الإسناد.
(2) أبو داود (4770) إلى نهاية قول أبي الوضئ، وقال الألباني: صحيح الإسناد (3991) أما قول أبي مريم ف أبو داود (4770) وقال الألباني: ضعيف الإسناد (1021).(4/169)
9840 - عبدُ الله بن أبي رافعٍ: أن الحرورية لمَّا خرجُوا على عليٍّ، فقالوا لا حكم إلا لله، قال علي: كلمةُ حقٍّ أريد بها باطلٌ، إن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - وصفَ لنا ناسًا إني لأعرفُ صفتهُم في هؤلاء، يقولون الحقّ بألسنتهم لا يجاوزُ هذا منهمُ، وأشارَ إلى حلقهِ، ومن أبغض خلقِ الله إليه، منهم أسودُ إحدى يديه طبى (1) شاةٍ أو حلمةِ ثدي، فلمَّا قتلهم عليٌّ، قال: انظروا فنظرُوا فلم يجدوا شيئًا، فقال: ارجعُوا فوالله ما كذبتُ ولا كُذبتُ مرتين أو ثلاثًا ثم وجدُوه في خربةٍ فأتوا بهِ حتى وضعوهُ بين يديهِ (2). لمسلم.
_________
(1) طُبْىُ شاه أش ضرع شاة. النهاية.
(2) مسلم (1066).(4/169)
9841 - سويدُ بنُ غفلةَ: قال: قال عليٌّ: إذا حدثتُكم عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - حديثًا فيما بيني وبينكم فإنَّ الحربَ خدعةٌ، وإني سمعتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: «سيخرجُ قومٌ في آخرِ الزمان حدثاة الأسنانِ سفهاءُ الأحلامِ، يقولون من قول خير البريةِ، يقرءون القرآن لا يجاوزُ إيمانهم حناجرهُم، يمرقونَ من الدين كما يمرقُ السهمُ من الرَّميَّة، فأينما لقيتُموهُم فاقتُلوهُم، فإنَّ في قتلهم أجرًا لمن قتلهُم عند الله يوم القيامةِ» (1). للشيخين وأبي داود والنسائي.
_________
(1) البخاري (3611) ومسلم (1066) وأبو داود (4767) والنسائي (7/ 119).(4/170)
9842 - أبو سعيد: سُئل عن الحرورية، هل سمعتَ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يذكرُها؟ قال: لا أدري من الحرورية, ولكني سمعتُهُ - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: «يخرجُ في هذه الأمةِ، ولم يقل منها، قومٌ تحقرون صلاتكُم مع صلاتهم، يقرءون القرآن لا يجاوزُ حلوقهُم أو حناجرهُم، يمرقون من الدين مروقَ السهم من الرَّميَّة، فينظرُ الرامي سهمهُ إلى نصلهِ إلى رصافهِ، فيتمارى في الفوقة هل علق بها من الدمِ شيءٌ» (1).
_________
(1) البخاري (6931) ومسلم (1064)، ومالك (1/ 16 - 107/ 273).(4/170)
9843 - وفي رواية: بينما نحنُ عند النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وهو يقسم قسمًا، أتاهُ ذو الخويصرةِ، وهو رجلٌ من بني تميم، فقال: يا رسولَ الله! اعدلْ؟ فقال - صلى الله عليه وسلم -: «ويلك ومن يعدلُ إذا لم أعدل» (1).
_________
(1) البخاري (3610)، ومسلم (1064/ 148).(4/170)
9844 - وفي أُخرى: «قد خبتُ وخسرتُ إن لم أعدل» (1).
_________
(1) مسلم (1064/ 148).(4/170)
9845 - وفي أخرى: قال: أبو سعيدٍ: فأشهدُ أني سمعتُ هذا من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، وأشهدُ أنَّ عليًا قاتلهُم وأنا معهُ، فأمر بذلك
[ص:171] الرجلُ، فالتُمس فوُجد، فأُتي به حتى نظرتُ إليه على نعتِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -.(4/170)
9846 - وفي أخرى: قال أبو سعيدٍ: بعث عليٌّ وهو باليمنِ إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - بذهيبة في تربتها، فقسَّمها بين أربعةٍ بين الأقرعِ بن حابسٍ الحنظلي، وبين عيينة بن بدرٍ الفزاري، وبين علقمةَ بن علاثة العامري، وبين زيد الخيلِ الطائي، فتغضبت قريشٌ والأنصارُ، فقالُوا: يعطيهِ صناديدُ أهلِ نجدٍ ويدعنا، قالُ: إنما أتألفُهُم، فأقبل رجلٌ غائرُ العينين، ناتئُ الجبين، كثُّ اللحيةِ، مشرفُ الوجنتينِ، محلوقُ الرأسِ، فقال: يا محمَّدُ! اتق الله، قال: «فمن يطيعِ الله إذا عصيتُهُ؟ فيأمنني على أهلِ الأرض ولا تأمنوني» فسألَ رجلٌ من القومِ قتلهُ، أراهُ خالدَ بن الوليدِ، فمنعهُ، فلمَّا ولى قال: إنَّ من ضئضئ هذا قومًا يقرءُونَ القرآنُ لا يجاوزُ جناجرهُم، يمرقون من الإسلامِ مروقَ السَّهم من الرَّميَّةِ، يقتلونَ أهلَ الإسلامِ، ويدعُون أهلَ الأوثانِ، لئن أدركتُهُم لأقتلنَّهُم قتل عادٍ (1).
_________
(1) البخاري (1144) ومسلم (1064/ 143). وأبو داود (4764)، والنسائي (5/ 187 - 188).(4/171)
9847 - وفي أخرى: «ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماءِ، يأتيني خبرُ السماءِ صباحًا ومساءً ... » بنحوه، وفيه: ثم ولى الرجلٌ فقال خالدُ بنُ الوليدِ: يا رسولَ الله! ألا أضربُ عنقهُ؟ فقال: «لا، لعلَّهُ أن يكونَ يُصلي»، قالَ خالدُ: كم من مصلٍ يقولُ بلسانهِ ما ليس في قلبهِ، فقال - صلى الله عليه وسلم -: «إني لم أؤمر أن أنقب على قلوبِ الناسِ، ولا أشقَّ بطونهم، ثم نظر إليه وهو مقفٍ، فقالَ: يخرجُ من ضئضئٍ هؤلاء قومٌ يتلون كتاب الله رطبًا» (1). بنحوه.
_________
(1) البخاري (4351)، ومسلم (1064/ 144).(4/171)
9848 - في أخرى: فقام إليه عمرُ، فقالَ: يا رسولَ الله! ألا أضربُ عنقهُ! فقال: «لا»، فقام إليه خالدُ سيفُ الله، فقال: يا رسولَ الله! ألا أضرب عنقهُ؟ قالَ: «لا» (1).
_________
(1) مسلم (1064/ 145).(4/172)
9849 - في أخرى: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - ذكر قومًا يكونونَ في أمتهِ يخرجونَ في فرقةٍ من الناسِ سيماهُم التحالقُ، قال: «هم شرُّ الخلقِ، أو من شرِّ الخلقِ، يقتلُهُم أدنى الطائفتين إلى الحقٍ» (1). للستة إلا الترمذي.
_________
(1) مسلم (1065).(4/172)
9850 - للنسائي عن أبي برزة نحوه وفيه: «سيماهُم التحليقُ، لا يزالواَ يخرجونَ حتى يخرجُ آخرهم مع المسيح الدجالِ» (1).
_________
(1) النسائي (7/ 119 - 121) وقال الألباني: ضعيف (278).(4/172)
9851 - أنس: أنَّ رجُلاً كان يغزو مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فإذا رجعَ وحطَّ عن رحله عمد إلى المسجدِ، فجعل يُصلي فيه يطيلُ الصلاةَ، حتى جعلَ أصحاب النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - يرون أنَّ لهُ فضلاً عليهم، فمرَّ يومًا والنبيُّ - صلى الله عليه وسلم - قاعدٌ في أصحابهِ، فقال لهُ بعضُ أصحابهِ: يا رسولَ الله! هو ذاك الرجلُ، فإمَّا أرسل إليهِ، وإمَّا جاءَ من قبل نفسهِ، فلمَّا رآهُ - صلى الله عليه وسلم - مقبلاً قال: «والذي نفسي بيدهِ إنَّ بين عينيهِ سفعةٌ من الشيطان»، فلمَّا وقف على المجلس قال لهُ - صلى الله عليه وسلم -: «أقلت في نفسكَ حين وقفتَ على المجلسِ ليس في القوم خيرٌ مني؟». قالَ: نعم، ثم انصرفَ فأتى ناحيةً من المسجدِ فخطَّ خطًا برجلهِ، ثم صفَّ كعبيه. فقام يُصلي، فقال - صلى الله عليه وسلم -: «أيكُم يقومُ إلى هذا فيقتلهُ؟» فقام أبو بكرٍ، فقال - صلى الله عليه وسلم -: «أقتلتَ الرجلَ»؟ قال وجدتُهُ يُصلي فهبتُهُ، فقال - صلى الله عليه وسلم -: «أيكُم يقومُ إلى هذا فيقتلهُ؟». قالَ عمرُ: أنا، وأخذ السيف فوجدهُ يصلي فرجعَ، فقالَ - صلى الله عليه وسلم - لعمر: «أقتلت الرجلَ؟». قالَ: يا رسولَ الله! وجدتُهُ يصلي فهبتهُ، فقال - صلى الله عليه وسلم -: «أيكُم يقومُ إلى هذا فيقتلهُ؟» قال عليٌّ: أنا، قال - صلى
[ص:173] الله عليه وسلم -: «أنت لهُ إن أدركتهُ» فذهبَ عليٌّ فلم يجدهُ، فقالَ - صلى الله عليه وسلم -: «أقتلتَ الرجلَ؟» قالَ: لم أدرِ أين سلك، فقالَ - صلى الله عليه وسلم -: «إنَّ هذا أولُ قرنٍ خرجَ في أمتي، لو قتلهُ ما اختلفَ في أمتي اثنانِ» (1).
للموصلي بلين.
_________
(1) أبو يعلى (6/ 340 - 342/ 3668) وقال الهيثمي (7/ 358) وفيه أبو معشر نجيح وفيه ضعف وأبو يعلى أيضًا (4113) وقال الهيثمي (6/ 229): ويزيد الرقاشي ضعفه الجمهور وفيه توثيق لين وبقية رجاله رجال الصحيح وأيضًا برقم (85) .. قال الهيثمي: (6/ 230) وفيه موسى بن عبيدة وهو متروك.(4/172)
9852 - ابنُ عمر: وقالَ لهُ رجلانِ في فتنة ابن الزبيرِ: إنَّ الناسَ صنعُوا ما ترى وأنت ابنُ عمر وصاحبُ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، فما يمنعكَ أن تخرجَ؟ فقال: يمنعني أنَّ الله تعالى حرَّمَ عليَّ دمَ أخي المسلمِ، قال: ألم يقلُ الله {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لله فَإِنِ انتَهَواْ فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ} [البقرة: 193] فقالَ ابنُ عمرَ: قد قاتلنا حتى لم تكُن فتنةٌ وكان الدينُ لله، وأنتمُ تريدون أن تقاتلُوا حتى تكون فتنةٌ ويكون الدينُ لغير الله (1). للبخاري.
_________
(1) البخاري (4513).(4/173)
9853 - أبو نوفلَ: قال رأيتُ عبد الله بن الزبيرِ على عقبةِ المدينةِ، فجعلت قريشٌ تمرُّ عليهِ والناسُ، حتى مرَّ عليهِ عبدُ الله بنُ عمرَ فوقفَ عليهِ، فقالَ: السلامُ عليك أبا خُبيبٍ ثلاثًا، أما والله لقد كنتُ أنهاك عن هذا ثلاثًا إن كنت ما علمتُ، صوامًا وصولاً للرحمِ، أما والله لأمةٌ أنت شرُّها لأمةٌ خيرٌ، ثم نفذَ فبلغَ الحجاجَ موقفُهُ وقولُهُ، فأرسلَ إلى ابن الزبيرِ فأُنزل عن جذعِهِ فألقى في قبور اليهودِ، ثم أرسلَ إلى أمهِ أسماءَ بنتِ أبي بكرٍ، فأبت أن تأتيهُ، فأعادَ عليها الرسولُ لتأتيني أو لأبعثنَّ إليك من يسحبُكِ بقرونكِ، فأبت وقالتْ: لا آتيكَ حتى تبعثَ إلىَّ من يسحُبني بقروني، فقالَ: أروني سبتيتي، فأخذ نعليهِ ثم انطلقَ يتوذفٌ (1) حتى دخل عليها، قالَ: كيف رأيتني صنعتُ بعدوِ الله؟ قالت: رأيتك أفسدتَ عليه دنياهُ، وأفسدَ عليك آخرتكَ، وبلغني أنك تقولُ: يا ابن ذات النطاقين، أنا والله ذاتُ النطاقينِ، أمَّا أحدُهما، فكنتُ أرفعُ به طعامَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وطعامَ أبي من الدوابِّ، وأمَّا الآخرُ: فنطاق المرأة التي لا تستغني عنهُ، أما إنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -
[ص:174] حدثنا: «أنَّ في ثقيفٍ كذابًا ومبيرًا»، فأمَّا الكذابُ فرأيناه، وأمَّا المبيرُ فلا أخالك إلا إياهُ، قالَ: فقام عنها ولم يُراجعها. لمسلم.
زاد رزينُ: وقالَ: دخلتُ لأخبرها فخبرتني (2).
_________
(1) التوذف: مقاربة الخطو والتبختر في المشي، وقيل: الإسراع. النهاية.
(2) مسلم (2545).(4/173)
9854 - سعيدُ بنُ عمرو بن سعيدٍ بن العاصِ: كنتُ مع مروانَ وأبي هريرةَ في مسجدِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، سمعتُ أبا هريرة يقولُ: سمعتُ الصادقَ المصدوقَ يقولُ: «هلاكُ أمتي على يد أغيلمةٍ من قريشٍ»، قالَ مروانُ: غلمةٌ، قال: أبو هريرة: إن شئتَ أن أسميهم بني فلانٍ وبني فلانٍ (1). للبخاري.
_________
(1) البخاري (3605).(4/174)
9855 - الزبيرُ بنُ عديّ: دخلنا على أنسٍ فشكونا إليه ما نلقى من الحجاج، فقالَ: اصبرُوا لا يأتي عليكُم زمانٌ إلا الذي بعدهُ شرٌ منهُ حتى تلقوا ربَّكم، سمعت هذا من نبيكُم - صلى الله عليه وسلم - (1). للبخاري والترمذي.
_________
(1) البخاري (7068) والترمذي (2206).(4/174)
9856 - ابنُ عمرَ: رفعهُ: في ثقيف كذابٌ ومبيرُ. للترمذي: وقالَ يُقالُ: الكذابُ: المختارُ بن أبي عبيدٍ، والمبيرُ: الحجاجُ (1).
_________
(1) الترمذي (2220).وقال الألباني: صحيح.(4/174)
9857 - هشامُ بنُ حسان: قال: أُحصى ما قتل الحجاجُ صبرًا فوجدَ مائةَ ألفٍ وعشرين ألفًا (1). للترمذي.
_________
(1) الترمذي (2220) وقال حديث حسن غريب. وقال الألباني: صحيح الإسناد مقطوع (1808).(4/174)
9858 - ابن المسيب: قال وقعت الفتنة الأولى، يعنى مقتل عثمان، فلم يبقى من أصحاب بدر أحد، ثم وقعت الفتنة الثانية، يعنى الحرة، فلم يبق من أصحابِ الحديبية أحدٌ، ثم وقعتِ الفتنةُ الثالثةُ فلم ترتفع وبالناس طباخٌ (1). للبخاري (2).
_________
(1) الطباخ القوة. "الفتح" (7/ 378).
(2) البخاري بعد (4024) معلقًا، وقال الحافظ في "الفتح" (7/ 325): وصله أبو نعيم.(4/174)
9859 - حذيفةُ: رفعهُ: «أحصًوا لي كم يلفظ الإسلامُ؟» فقلنا يا رسولَ الله: أتخافُ علينا ونحنُ ما بين الستمائةِ إلى
[ص:175] السبعمائةِ؟ قال: «إنكُم لا تدرونَ لعلَّكُم أن تبتلُوا»، فابُتلينا حتى جعلَ الرجلُ منا لا يُصلي إلا سرًا (1). للشيخين.
_________
(1) البخاري (3060) ومسلم (149).(4/174)
9860 - خلفُ بنُ حوشبٍ: قال: كانُوا يستحبونَ أن يتمثلُوا بهذه الأبياتِ عند الفتنِ. الحربُ أوَّلُ ما تكونُ فتنة. تسعى بزينتها لكل خليلِ. حتى إذا اشتعلت وشبَّ ضرامُها. ولت عجوزًا غير ذات حليلِ. شمطاء تنكر لونها وتغيرت. مكروهةً للشمِ والتقبيلِ (1). للبخاري.
_________
(1) ذكره البخاري معلقًا تحت باب الفتن التي تهوج كموج البحر - كتاب الفتن (13/ 52).(4/175)
9861 - عمرُ: ولد لأخي أمِّ سلمة زوج النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - غلامٌ، فسموهُ الوليدَ، فقال - صلى الله عليه وسلم -: «سميتموهُ بأسماءِ فراعنتكُم، ليكُوننَّ في هذه الأمةِ رجلٌ يقالُ لهُ الوليدُ، لهو أشدُ على هذه الأمة من فرعونَ لقومه» (1). لأحمد.
_________
(1) أحمد (1/ 18). وقال ابن حبان في المجروحين (1/ 125: هذا خبر باطل ما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هذا ولا عمر ولا سعيد حدث به ولا الزهري رواه.(4/175)
9862 - أبو أسحاقَ: قلتُ لابن عمرَ: إنَّ المختارَ يزعُم أنهُ يوحى إليهِ، قالَ: صدق {وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَآئِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ} [الأنعام: الآية121] (1). للأوسطِ.
_________
(1) الطبراني في "الأوسط" (924) وقال الهيثمي (7/ 333): رجاله رجال الصحيح.(4/175)
كتاب الملاحم وأشراط الساعةِ(4/175)
9863 - أبو هريرة: رفعهُ: «بُعثتُ أنا والساعةُ كهاتينِ، يعني إصبعيه» (1). للبخاري.
_________
(1) البخاري (6505) ومن حديث سهل بن سعد (6503) ولمسلم من حديث سهل (2950) ومن حديث أنس للبخاري (6504) , ومسلم (2951).(4/175)
9864 - المستوردُ بنُ شدادٍ: رفعهُ: «بُعثتُ في نفس الساعةِ، فسبقتُها كما سبقت هذه لهذه، لإِصبعيهِ، السبابةِ والوسطي» (1). للترمذي.
_________
(1) الترمذي (2213)، وضعفه الألباني في "ضعيف الجامع" (2339)، ولا نعرفه إلا من هذا الوجه، وقال: غريب من حديث المستورد بن شداد، وقال الألباني: ضعيف (388).(4/175)
9865 - أبو هريرة: رفعهُ: «لا تقومُ الساعةُ حتى تخرج نارٌ من أرضِ الحجازِ تضئُ أعناقَ الإِبل ببصرى» (1). للشيخين.
_________
(1) البخاري (7118) ومسلم (2902).(4/176)
9866 - ابنُ عمر: رفعهُ: «ستخرجُ نارٌ من حضرموتَ قبل القيامةِ تحشرُ الناسَ»، قالوا: يا رسولَ الله! فما تأمرنا؟ قال: «عليكُم بالشامِ» (1). للترمذي.
_________
(1) الترمذي (2217) وقال: حسن غريب صحيح، وقال الألباني: صحيح (1805).(4/176)
9867 - أنس: رفعهُ: «أولُ أشراط الساعةِ نارٌ تحشرُ الناسَ من المشرقِ إلى المغرب» (1). للبخاري.
_________
(1) البخاري (3329) مطولاً في قصة إسلام عبد الله بن سلام.(4/176)
9868 - أبو هريرة: رفعهُ: «لا تقومُ الساعةُ حتى تقاتلُوا خوزًا وكرمانَ من الأعاجم، حُمر الوجوه فطس الأنوفِ، صغارَ الأعينِ، وجوهُهُم كالمجان المطرقة نعالهمُ الشعرُ» (1).
_________
(1) البخاري3590،ومسلم (2912) ,وأبو داود (4304) ,والترمذي (2215) وابن ماجة (4096).(4/176)
9869 - وفي روايةٍ: «وهم أهلُ هذا البارزِ». يعني أهل فارسٍ (1).
_________
(1) البخاري (3591).(4/176)
9870 - وفي أُخرى: «لا تقوُم الساعةُ حتى يُقاتلَ المسلمونَ التركَ، قومًا وجوهُم كالمجان المطرقةِ، يلبسون الشَّعرَ ويمشون في الشَّعرِ» (1). للستة إلا مالكًا.
_________
(1) مسلم (2912)، وأبو داود (4303)، والنسائي (6/ 44 - 45).(4/176)
9871 - ولأبي داود عن بريدة نحوه وفيه: «تسوقونهم ثلاث مرارٍ حتى تُلحقُوهُم بجزيرة العربِ، فأمَّا في
[ص:177] السياقةِ الأولى فينجُو من هربَ منهُم، وأمَّا في الثانيةِ فينجُو بعضٌ ويهلكُ بعضٌ، وأمَّا في الثالثة فيصطلمون» (1). (2).
_________
(1) الاصطلام: افتعال. من الصلم: القطع.
(2) أبو داود (4305) وقال الألباني: ضعيف (927).(4/176)
9872 - وعنه: رفعهُ: «لا تقومُ الساعةَ حتى ينزل الرومُ بالأعماقِ أو بدابق، فيخرجُ إليهم جيشٌ من المدينة من خيار أهلِ الأرضِ يومئذٍ، فإذا تصافُّوا قالت الرومُ: خلُّوا بيننا وبين الذين سبوا منا نُقاتلهمُ، فيقولُ المسلمونَ: لا والله لا نُخلي بينكُم وبين إخواننا فتقاتلُونهُم، فينهزم ثلثٌ لا يتوبُ الله عليهم أبدًا ويُقتلُ ثلثٌ هم أفضلُ الشهداءِ عند الله، ويفتتحُ الثلثُ لا يُفتنونَ أبدًا، فيفتحونَ قسطنطينيَّة، فبينما هم يقتسمون الغنائمَ، قد علَّقُوا سيوفُهم بالزيتُون، إذ صاحَ فيهمُ الشيطانُ، إنَّ المسيحَ الدجالِ قد خلفكُم في أهليكُم، فيخرجونَ، وذلك باطلٌ، فإذ جاءُوا الشامَ خرجَ، فبينما هُم يُعدُّون للقتالِ يسوون صفوفهُم إذ أقيمتِ الصلاةُ، فينزلُ عيسى بنُ مريمَ فأمَّهُم، فإذا رآهُ عدوُّ الله ذابَ كما يذوبُ الملحُ في الماءِ، فلو تركهُ لانذاب حتى يهلك، ولكن يقتلُهُ بيده، فيريهم دمه بحربته» (1).
_________
(1) مسلم (2897).(4/177)
9873 - ابنُ مسعودٍ: قال: «لا تقومُ الساعةُ حتى لا يُقسمَ ميراثٌ، ولا يُفرحَ بغنيمةٍ»، ثم قال بيده هكذا ونحاها نحو الشَّام فقال عدوٌّ يجمعونَ لأهلِ الإسلامِ، ويجمعُ لهم أهلُ الإسلام، قيلَ لهُ تعني الرومَ؟ قال: نعم، ويكونُ عند ذاكُم القتالِ ردةٌ شديدةٌ، فيشترطُ المسلمون شرطةً للموتِ لا ترجعُ إلا غالبةً، فيقتتلونَ حتى يحجز بينهم الليلُ، فيفيء هؤلاءِ وهؤلاءِ، وكلٌّ غير غالبٍ، وتفنى الشُّرطةُ، ثم يشترطُ المسلمون شرطةً للموتِ لا ترجعُ إلا غالبةً، فيقتتلونَ حتى يمسُوا، فيفئ هؤلاء وهؤلاء، كلٌّ غير غالبٍ وتفنى الشُّرطةُ، فإذا كان في اليومِ الرابع نهد إليهم بقية أهل الإسلامِ، فيجعلُ الله الدائرةَ عليهم، فيقتتلونَ مقتلةً لا يُرى
[ص:178] مثلها، حتى إنَّ الطائر ليمرُّ بجنباتهم، فما يُخلِّفهُم حتى يخرَّ ميتًا، فيتعادُّ بنو الأبِ، كانُوا مائةً فلا يجدونهُ بقي منهم إلا الرجلُ الواحدُ فبأي غنيمةٍ يفرحُ أو أيُّ ميراثٍ يقسَّمُ؟ فبينما همُ كذلكَ، إذ سمعُوا بناسٍ هُم أكثرُ من ذلكَ، فجاءهُم الصريخُ؛ إنَّ الدجالَ قد خلفهُم في ذراريهم، فيرفضون ما بأيديهم، ويقبلون فيبعثون عشر فوارسَ طليعةً، قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «إني لأعرفُ أسماءهُم، وأسماءَ آبائهم، وألوان خيولهم، هُم خيرُ فوارس على ظهرِ الأرضِ يومئذٍ، أو قال من خير فوارسَ» (1).
_________
(1) مسلم (2899).(4/177)
9874 - أبو هريرة: رفعهُ: «سمعتم بمدينةٍ؛ جانبٌ منها في البرِّ وجانبٌ منها في البحرِ»؟ قالوا: نعم يا رسول الله، قالَ: «لا تقومُ الساعة حتى يغزوها سبعون ألفًا من بني إسحاقَ، فإذا جاءوها نزلُوا فلم يُقاتلوا بسلاحٍ ولم يرموا بسهمٍ، قالوا: لا إله إلا الله والله أكبرُ، فيسقطُ أحدُ جانبيها»، قال ثورُ بنُ زيدٍ: لا أعلمُهُ إلا قال: «الذي في البحرِ، ثم يقولونَ الثانيةَ: لا إله إلا الله والله أكبرُ، فيسقطُ جانبها الآخرُ، ثم يقولون الثالثةَ: لا إله إلا الله والله أكبرُ، فيفرجُ لهم فيدخلُونها فيغنمونَ، فبينما هم يقتسمونَ المغانم إذ جاءهم الصريخ، فقال: إن الدجال قد خرج فيتركون كل شي ويرجعون» (1). هي لمسلم.
_________
(1) مسلم (2920).(4/178)
9875 - وعنه: رفعه «لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود، فيقتلهم المسلمون، حتى يختبئ اليهوديُّ من وراءِ الحجرِ والشجرِ، فيقولُ الحجرُ أو الشجرُ: يا مسلمٌ، يا عبدَ الله، هذا يهوديٌّ خلفي، فتعالَ فاقتلهُ، إلا الغرقد، فإنهُ من شجر اليهودِ» (1). للشيخين.
_________
(1) البخاري (2926)،ومسلم (2922).(4/178)
9876 - حذيفةُ: رفعهُ: «والذي نفسي بيدهِ لا تقومُ الساعةُ حتى تقتُلوا إمامكُم وتجتلدُوا بأسيافكُم، ويرثَ دنياكُم شراركُم» (1).
_________
(1) الترمذي (2170) وقال: حديث حسن. وقال الألباني: ضعيف (383).(4/178)
9877 - وعنه رفعهُ: «لا تقومُ الساعةُ حتى يكونَ أسعدُ الناسِ بالدنيا لكعُ ابنُ لكع» (1).
_________
(1) الترمذي (2209) وقال حسن غريب. وقال الألباني: صحيح (1799).(4/179)
9878 - أبو سعيدٍ رفعهُ: «والذي نفسي بيدهِ لا تقومُ الساعةُ حتى تكلِّمُ السباعُ الإِنس، وحتى يُكلِّمُ الرجلُ عذبةُ سوطِهِ وشراك نعلهِ، وتخبرُه فخذُهُ بما أحدثَ أهله ومن بعدهِ» (1). هي للترمذي.
_________
(1) الترمذي (2181) وقال حسن غريب. وقال الألباني: صحيح (1772).(4/179)
9879 - أبو هريرة رفعهُ: «لا تقومُ الساعةُ حتى تضطربَ ألياتُ نساءِ دوسٍ على ذي الخلصةِ»، وذو الخلصةِ طاغيةُ دوسٍ التي كانُوا يعبدونَ في الجاهليةِ (1).
_________
(1) البخاري (7116) ومسلم (2906).(4/179)
وفي روايةٍ: أنهُ في تبالةَ (1).
_________
(1) لمسلم (2906).(4/179)
9881 - وعنه رفعهُ: «لا تقومُ الساعةُ، حتى يقومَ رجلٌ من قحطان، يسوقُ الناسَ بعصاة» (1). هما للشيخين.
_________
(1) البخاري (3517) , ومسلم (2910).(4/179)
9882 - أنسُ رفعهُ: «لا تقومُ الساعةُ على أحدٍ يقولُ الله الله» (1). لمسلم والترمذي.
_________
(1) مسلم (148) , والترمذي (2207).(4/179)
9883 - وعنه رفعهُ: «لا تقومُ الساعةُ، حتى يتقاربَ الزمانُ، فتكونُ السنةُ كالشهرِ، والشهرُ كالجمعةِ، والجمعةُ كاليومِ، ويكونُ اليومُ كالساعةِ، وتكون الساعةُ كالضرمة من النارِ» (1). للترمذي.
_________
(1) الترمذي (2332) وقال: غريب من هذا الوجه. وقال الألباني: صحيح (1901).(4/179)
9884 - ابن مسعودٍ رفعهُ: «لا تقومُ الساعةُ إلاَّ على شرار الناسِ» (1). لمسلم.
_________
(1) مسلم (2949).(4/179)
9885 - أبو هريرة رفعهُ: «لا تقومُ الساعةُ، حتى يحسر الفراتُ عن جبلٍ من ذهبٍ، يُقتتلُ عليه، فيقتلُ من كلِّ مائةٍ تسعةٌ وتسعونَ، فيقولُ كلُّ رجلٍ منهم: لعلّي أكونُ أنا أنجو» (1). للشيخين وأبي داود والترمذي.
_________
(1) البخاري (7119) ومسلم (2894)، وأبو داود (4313). والترمذي (2569).(4/179)
9886 - وعنه ورفعهُ: «والذي نفسي بيده لا تمرُّ الدنيا، حتىَّ يمرَّ الرجلُ بالقبر، فيتمرغُ عليهِ، ويقولُ: يا ليتني مكانَ صاحبِ هذا القبرِ، وليسَ به الدينُ ما به إلا البلاءَ» (1). لمالك والشيخينِ.
_________
(1) البخاري (7115) ومسلم (15) بعد حديث (2907) ومالك.(4/180)
9887 - وعنه رفعهُ: «لا تذهبِ الليالي والأيامُ، حتى يملك رجلٌ، يقال له: الجهجاهُ أو الجهجلُ» (1). لمسلم.
_________
(1) مسلم (2911).(4/180)
9888 - وعنه رفعهُ: «تقيء الأرضُ أفلاذ كبدها مثل الأسطوانِ من الذهبِ والفضةِ، فيجيء القاتلُ فيقولُ: في هذا قتلتُ، ويجيءُ القاطعُ يقولُ: في هذا قطعتُ رحمي، ويجيء السارقُ فيقولُ: في هذا قُطعتْ يدي، ثم يدعونهُ فلا يأخذونَ منه شيئًا» (1). لمسلم والترمذي.
_________
(1) مسلم (1013) والترمذي (2208).(4/180)
9889 - سلامةُ بنت الحرِّ رفعتهُ: «إنَّ من أشراطِ الساعةِ أن يتدافعَ أهلُ المسجدِ الإمامةَ، فلا يجدونَ إمامًا يُصلي بهم» (1).
_________
(1) أبو داود (581) وقال الألباني: ضعيف (114).(4/180)
9890 - عبد الله بن حوالةَ رفعهُ: «يا ابن حوالةَ، إذا رأيتَ الخلافةَ قد نزلتِ الأرضَ المقدسةَ فقد دنت الزلازلُ والبلابلُ والأمورُ العظامُ، والساعةُ يومئذٍ أقربُ من الناسِ من يدي هذه من رأسكَ» (1). هما لأبي داود.
_________
(1) أبو داود (2535) وقال الألباني: صحيح (2210).(4/180)
9891 - أبو هريرة رفعهُ: «لا تقومُ الساعةُ حتى تقتتلَ فئتانِ عظيمتان، يكونُ بينهما مقتلهُ عظيمةٌ دعواهما واحدةٌ، وحتى يُبعثَ دجالونَ كذابونَ قريبٌ من ثلاثين، كلُّهم يزعمُ أنهُ رسولُ الله، وحتى يُقبضَ العلمُ، وتكثر الزلازلُ، ويتقاربَ الزمانُ، وتظهرَ الفتنُ، ويكثرَ الهرجُ، وهو القتلُ، وحتى يكثر فيكمُ المالُ فيفيض، حتى يهمَّ رب المالِ من يقبلُ صدقته، وحتى يعرضهُ فيقولَ
[ص:181] الذي عُرض هو عليه: لا أرب لي فيه، وحتى يتطاولَ الناسُ في البنيان، وحتى يمرَّ الرجلُ بقبر الرجلِ فيقول: يا ليتني مكانهُ، وحتى تطلعَ الشمسُ من مغربها فإذا طلعت ورآها الناسُ آمنوا أجمعون، فذلك حينَ لا ينفعُ نفسًا إيمانها لم تكن آمنت من قبلُ أو كسبت في إيمانها خيرًا، فلتقومنَّ الساعةُ وقد نشر الرجلانِ ثوبهما بينهما فلا يتبايعانهِ ولا يطويانه، ولتقومنَّ الساعةُ وقد انصرفَ الرجلُ بلبنٍ لقحته فلا يطعمُهُ، ولتقومنَّ الساعةُ وهو يليطُ حوضهُ فلا يُسقى فيه، ولتقومنَّ الساعة وقد رفع أكلتهُ إلى فيه فلا يطعمها» (1).
_________
(1) البخاري (7121) واللفظ له، ومسلم (157) باختصار.(4/180)
9892 - في رواية: «وحتى تعودَ أرضُ العربِ مروجًا وأنهارًا». (1) للشيخين.
_________
(1) مسلم (157).(4/181)
9893 - حذيفةُ بنُ أسيدٍ الغفاري رفعهُ: «إنها لن تقوم الساعة حتى تروا قبلها عشر آياتٍ، فذكر الدخانَ، والدجالَ، والدابة، وطلوعَ الشمس من مغربها، ونزول عيسىَ، ويأجوجَ ومأجوجَ، وثلاثةَ خسوفٍ؛ خسفٌ بالمشرقِ، وخسفٌ بالمغربِ، وخسفٌ بجزيرة العرب، وآخرُ ذلك نارٌ، تطردُ الناسَ إلى محشرهم». (1)
_________
(1) مسلم (2901)، وأبو داود (4311).(4/181)
9894 - وفي روايةٍ: «وريحٌ تلقي الناسَ في البحرِ». (1)
_________
(1) مسلم (2901/ 40)، والترمذي (2183).(4/181)
9895 - في أخرى: «ونارٌ تخرجُ من قعر عدن تسوقُ الناسَ، فتبيتُ معهُم حيثُ باتُوا، وتقيلُ معهم حيثُ قالوا». (1) لمسلم وأبي داود والترمذي.
_________
(1) مسلم (2901/ 40)، والترمذي (2183).(4/181)
9896 - أبو هريرة رفعه: «إذا اتُّخذ الفيء دولاً، والأمانةُ مغنمًا، والزكاةُ مغرمًا، وتعلِّم العلمُ لغير الدينِ، وأطاع الرجلُ امرأتهُ، وعقَّ أمَّهُ، وأدنى صديقهُ وأقصى أباهُ، وظهرتِ الأصواتُ في المسجدِ، وسادَ القبيلة فاسقهمُ، وكانَ زعيمُ القوم أرذلهم،
[ص:182] وأكرم الرجلُ مخافةَ شرِه، وظهرتِ القيناتُ والمعازفُ، وشُربت الخمور، ولعن آخرُ هذه الأمةِ أولها، فليرتقبوا عند ذلك ريحًا حمراءَ، وزلزلةً وخسفًا ومسخًا، وقذفًا، وآياتٍ تتابعُ كنظام بال انقطع سلكُه فتتابعُ». (1) للترمذي.
_________
(1) الترمذي (2211)، وقال: حديث غريب. وقال الألباني في ضعيف سنن الترمذي (387):ضعيف.(4/181)
9897 - عوفُ بنُ مالكٍ رفعهُ: «اعدد ستًا بين يدي الساعةِ: موتي ثم فتحُ بيتُ المقدسِ، ثم موتان يأخذُ فيكُم كعقاصِ الغنمِ، ثم استفاضةُ المالِ حتى يُعطى الرجلُ مائةَ دينارٍ، فيظلُّ ساخطًا، ثم فتنةٌ لا يبقى بيتٌ من العربِ إلا دخلتهُ، ثم هدنةٌ تكونُ بينكُم وبين بني الأصفرِ، فيغدرونَ فيأتونكُم تحت ثمانين غايةٍ، تحت كلِّ غايةٍ اثنا عشر ألفًا». (1) للبخاري.
_________
(1) البخاري (3176).(4/182)
9898 - ابنُ عمرو بن العاصِ رفعهُ: أولُ الآية خروجًا، طلوعُ الشمسِ من مغربها، وخروجُ الدابةِ على الناسِ ضحىً، وأيتُهما كانت قبل صاحبتها فالأخرى على أثرها قريبًا. (1) لمسلمٍ وأبي داودَ.
_________
(1) مسلم (2941)، وأبو داود (4310).(4/182)
9899 - أبو أمامة رفعهُ: «تخرجُ الدابةُ فتسمّ الناسُ على خراطيمهم، ثمَّ يُعمِّرون فيكُم حتى يشتري الرجلُ البعير، فيقولُ: ممَّن اشتريته؟ فيقولُ: اشتريتهُ من أحدِ المخُطمين». (1) لأحمد.
_________
(1) أحمد (5/ 268)، وصححه الألباني في الصحيحة (322).(4/182)
9900 - أبو هريرة رفعهُ: «بئس الشعبُ جيادٌ قالها مرتين أو ثلاثًا قالوا: فيم يا رسولُ الله؟ قالَ: تخرجُ منهُ الدابةُ فتصرخَ ثلاثَ صرخاتٍ، فيسمعها من بين الخافقينِ». (1) للأوسط بضعفٍ.
_________
(1) الطبراني في "الأوسط" (4/ 319)، وقال الهيثمي (8/ 7): وفيه رباح بن عبيد الله بن عمر وهو ضعيف. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2352).(4/182)
9901 - حذيفةُ بنُ أسيدٍ أراهُ رفعهُ: «تخرجُ الدابةُ من أعظم المساجدِ، فبينما هم كذلك إذا رنتِ الأرضُ، فبينما هُم كذلك إذ تصدَّعت، قال ابنُ عيينةَ: تخرجُ حتى
[ص:183] يسيرَ الإِمامُ من جمعٍ، وإنما جُعل سابق الحاجِ ليخبرَ الناسَ أنَّ الدابةَ لم تخرج». (1) للأوسط.
_________
(1) الطبراني في "الأوسط" (2/ 176)، وقال الهيثمي (8/ 7): رجاله ثقات.(4/182)
9902 - ابنُ عمرو بن العاص رفعهُ: «إذا طلعتِ الشمسُ من مغربها خرَّ إبليسُ ساجدًا، ينادي ويجهرُ مرني أن أسجدَ لمن شئتَ، فتجتمعُ إليهِ زبانيتُهُ، فيقولونَ: يا سيدهُم ما هذا التضرُّعُ؟ فيقولُ: إنما سألتُ ربي أن يُنظرني إلى الوقتِ المعلومِ، وهذا الوقتُ المعلومُ، ثم دابَّةُ الأرضِ من صدعٍ في الصفا، فأوَّلُ خطوةٍ تضعهُا بأنطاكيةَ، فتأتي إبليسَ فتلطمهُ». (1) للكبيرِ والأوسطِ بضعفِ.
_________
(1) الطبراني في "الأوسط" (1/ 36)، وقال الهيثمي (8/ 8): وفيه إسحاق بن إبراهيم بن زبرق وهو ضعيف.(4/183)
9903 - معاذ رفعهُ: «عمرانُ بيتُ المقدسِ خرابُ يثربَ، وخرابُ يثربَ خروجُ الملحمةِ، وخروجُ الملحمةِ فتحُ قسطنطينةَ، وفتحُ القسطنطينةَ خروجُ الدجالِ، ثم ضربَ بيدهِ على فخذِ الذي حدثهُ أو منكبهُ، ثم قالَ: إنَّ هذا لحقٌ كما إنكَ قاعدٌ هاهنا»، (1) يعني معاذًا.
_________
(1) أبو داود (4294) وحسنه الألباني في "صحيح سنن أبي داود" (3609) والترمذي (2238) وأحمد (5/ 232)(4/183)
9904 - وفي روايةٍ: «الملحمةُ الكبرى، وفتحُ القسطنطينة، وخروجُ الدجالِ في سبعةِ أشهرٍ». (1) لأبي داود والترمذي.
_________
(1) أبو داود (4295) والترمذي (2238) وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. وضعفه الألباني في "ضعيف سنن أبي داود" (925).(4/183)
9905 - عبدُ الله بنُ بسرٍ رفعهُ: «بينَ الملحمةِ وفتحِ المدينةِ ست سنينَ، ويخرجُ المسيحُ الدجالُ في السابعةِ». (1) لأبي داود.
_________
(1) أبو داود (4296) وضعفه الألباني في "ضعيف سنن أبي داود" (926)(4/183)
9906 - ابنُ عمرو بن العاصِ: بينما نحنُ عند النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - نكتبُ، إذ سُئل: أيُّ المدينتينِ تُفتحُ أولاً، قسطنطينةَ أو روميةَ؟ فقال: «لا بل مدينةَ هرقلٍ أولاً» (1) للدارمي.
_________
(1) الدارمي (486)، وصححه الألباني في "الصحيحة" (4).(4/183)
9907 - عائشة رفعتهُ: «يكونُ في آخرِ هذه الأمةِ خسفٌ، ومسخٌ، وقذفٌ» قلتُ: يا رسولَ الله! أنهلكُ وفينا الصالحونَ؟ قال: «نعم، إذا كثُر الخبثُ» (1). للترمذي.
_________
(1) الترمذي (2185) وقال: هذا حديث غريب. وصححه الترمذي في "صحيح سنن الترمذي" (1776).(4/184)
9908 - نافع بن عتبةَ بن أبي وقاصٍ أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: «لقومٌ من قبلِ المغربِ عليهم ثيابُ الصوفِ تغزون جزيرةَ العرب، فيفتحها الله، ثمَّ فارسَ، فيفتحها الله، ثم تغزونَ الرومَ، فيفتحها الله، ثم تغزونَ الدجالَ، فيفتحه الله» (1) لمسلم.
_________
(1) مسلم (2900).(4/184)
9909 - جابرُ سمعتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - «يقولُ قبلَ أن يموتَ بشهرٍ: تسألوني عن الساعةِ وإنَّما علمُها عند الله، وأقُسمُ بالله ما على الأرضِ من نفسٍ منفوسةٍ اليومَ يأتي عليها مائةُ سنةٍ وهي حيةٌ يومئذٍ»، فسَّرها عبد الرحمن صاحبُ السقايةِ نقصَ العمرِ، وقال ابنُ أبي الجعدِ: إنما هي نفسٌ مخلوقةٌ يومئذٍ. (1) لمسلم والترمذي.
_________
(1) مسلم (2538)، والترمذي (2250).(4/184)
9910 - لهما وللبخاري ولأبي داود عن ابن عمر بنحوه وفيه: يريدُ بذلك أن ينخرمَ ذلك القرنُ. (1)
_________
(1) البخاري (601)، ومسلم (2537)، وأبو داود (4348)، والترمذي (2251).(4/184)
9911 - عائشةُ كانَ الأعرابُ إذا قدمُوا على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - سألُوهُ عن الساعةِ متى الساعةُ؟ فينظرُ إلى أحدثِ الناسِ منهم، فيقولُ: «إنَّ يعشْ هذا لم يدركهُ الهرمُ حتى قامت عليكمُ الساعةُ» (1). قال هشامُ: يعني موتهُ. للشيخينِ.
_________
(1) البخاري (6511)، ومسلم (2952).(4/184)
9912 - أبو سعيدٍ رفعهُ: «لا تأتي مائةُ سنةٍ وعلى الأرضِ نفسٌ منفوسةٌ اليومَ». (1) لرزين.
_________
(1) مسلم (2539).(4/185)
9913 - ابنُ مسعودٍ رفعهُ: «لو لم يبق من الدنيا إلا يومٌ واحدٌ، لطوَّل الله ذلك اليوم حتى يبعثَ الله فيه رجلاً منِّي أو من أهلِ بيتي، يواطئُ اسمهُ اسمي واسمُ أبيه اسم أبي، يملأُ الأرضَ قسطًا وعدلاً، كما مُلئت ظلمًا وجورًا» لأبي داود والترمذي. (1)
_________
(1) أبو داود (4282)، والترمذي (2231) وقال: حسن صحيح. وقال الألباني في "صحيح سنن أبي داود" (3601): حسن صحيح.(4/185)
9914 - أم سلمةَ رفعتهُ: «المهدي من عترتي من ولد فاطمةَ» لأبي داود. (1)
_________
(1) أبو داود (4284) وصححه الألباني في "صحيح سنن أبي داود" (3603)، وابن ماجه (4086).(4/185)
9915 - أبو سعيدٍ رفعهُ: «المهدي مني، أجلى الجبهةِ أقنىَ الأنفِ، يملأُ الأرضَ قسطًا وعدلاً كما مُلئت جورًا وظلمًا، يملكُ سبعَ سنينَ». للترمذي وأبي داودَ بلفظهِ. (1)
_________
(1) أبو داود (4285) والترمذي (2232) وقال: حسن. وابن ماجه (4083)، وحسنه الألباني في "صحيح سنن أبي داود" (3604)(4/185)
9916 - علي: ونظرَ إلى ابنهِ الحسنِ فقال: إنَّ ابني هذا سيدكُما، سمَّاهُ: رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، وسيخرجُ من صلبهِ رجلٌ يُسمى باسم نبيِّكُم، يشبُههُ في الخُلُق ولا يشبهه في الخَلْق. لأبي داود. (1)
_________
(1) أبو داود (4290) ضعفه الألباني في "ضعيف سنن أبي داود" (924).(4/185)
9917 - وعنهُ رفعهُ: «المهدي منَّا أهل البيت، يُصلحُهُ الله في ليلةٍ». للقزويني. (1)
_________
(1) ابن ماجه (4085) وقال البوصيري في "زوائده" (528): هذا إسناد فيه مقال. وحسنه الألباني. "صحيح سنن ابن ماجه" (3300).(4/185)
9918 - فاطمةُ بنتُ قيسٍ: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أمرَ، فنُودي الصلاةُ جامعةٌ، فلمَّا قضى الصلاة جلس على المنبر وهو يضحكُ، فقال: «ليلزم كلُّ إنسان مصلاهُ»، ثم قال: «هل تدرون لم جمعتُكم»؟ قالوا: الله ورسولهُ أعلمُ، قال: «إني ما
[ص:186] جمعتُكُم لرغبةٍ ولا لرهبةٍ، ولكن جمعتُكُم لأن تميمًا الداري كان رجلاً نصرانيًا، فجاء فبايعَ وأسلم، وحدثني حديثًا وافق الذي كنتُ أحدثكُم عن المسيحِ الدجالِ، حدثني أنهُ ركبَ في سفينةٍ بحريةٍ مع ثلاثين رجلاً من لخمٍ وجذامَ، فلعب بهمُ الموجُ شهرًا في البحرِ، ثم أرفئوا إلى جزيرة في البحرِ حيثُ مغربُ الشمس، فجلسُوا في أقرب السفينة، فلقيتهم دابةٌ أهلبُ كثير الشَّعر، لا يدرون ما قبله من دُبره، فقالوا: ويلك ما أنتِ؟ قالت: أنا الجساسةُ، قالوا: وما الجساسةُ؟ قالت: أيُّها القومُ انطلقُوا إلى هذا الرجل الذي في الدير فإنهُ إلى خبركُم بالأشواقِ، قال: لمَّا سمَّت لنا رجلاً فزعنا منها أن تكونَ شيطانةٌ، فانطلقنا سراعًا حتى دخلنا الدير، فإذا فيه أعظم إنسانٍ رأيناهُ قطُّ خلقًا، وأشدُّهُ وثاقًا، مجموعةٌ يداهُ إلى عنقهِ ما بين ركبتيهِ إلى كعبيه بالحديدِ، قلنا: ويلك ما أنت؟
قال: قد قدرتُم على خبري فأخبروني ما أنتمُ قالوا: نحنُ ناسٌ من العربِ، ركبنا في سفينةٍ بحريةٍ فصارفنا البحرُ حين اغتلمَ فلعب بنا الموجُ شهرًا، ثم أرفئنا إلى جزيرتك هذه، فجلسنا في أقربها، فدخلنا الجزيرة فلقيتنا دابةٌ أهلبُ كثيرُ الشعرِ لا ندري ما قبلهُ من دُبرهِ من كثرةِ الشعرِ، فقلنا: ويلك ما أنتِ؟ فقالت: الجساسةُ، قلنا: وما الجساسةُ؟ قالت: اعمُدوا إلى هذا الرجلِ الذي في الدير فإنَّهُ إلى خبركُم بالأشواقِ، فأقبلنا إليكَ سراعًا وفزعنا منها، ولم نأمن أن تكونَ شيطانةٌ، فقالَ: أخبروني عن نخل بيسانَ، قلنا: عن أيِّ شأنها تستخبرُ؟ قال: أسألكُم عن نخلها هل يثمُر؟ فقلنا له: نعم، قال: أما إنها توشكُ أن لا تُثمر، قال: أخبروني عن بحيرةِ طبرية، قلنا: عن أيِّ شأنها تستخبرُ؟ قالَ: هل فيها ماءٌ؟ قالوا: هي كثيرةُ الماءِ، قال: أما ماؤها يوشكُ أن يذهبَ، قالَ: أخبروني عن عين زُغر، قالوا: عن أيِّ شأنها تستخبرُ؟ قال: هل في العينِ ماءٌ، وهل يزرعُ أهلها بماءِ العينِ؟ قلنا له: نعم هي كثيرة الماءِ، وأهلها يزرعونَ من مائها، قال: أخبروني عن نبيِّ الأميين ما فعل؟ قالُوا: قد خرج من مكَّة، ونزل يثرب، قال: أقاتلُه العربُ؟ قلنا: نعم، قال: كيف صنع بهم؟ فأخبرناه أنه قد ظهر على من يليه من العربِ وأطاعوهُ، قال لهم: قد كان ذلك؟ قلنا: نعم، قال أما إنَّ ذلك خيرٌ لهم أن يطيعُوهُ، وإني مخبركُم عني، أنا المسيحُ، وإني يوشكُ أن يؤذنَ لي في الخروجِ، فأخرجَ وأسير في الأرضِ، فلا أدُع قريةً إلا هبطتُها في أربعين ليلةً غير مكةً وطيبةَ، فأنهما
[ص:187] محرمتان علىَّ كلتاهما، كلَّما أردتُ أن أدخل واحدةً منهما، استقبلني ملكٌ بيده السيفُ، صلتًا يصدُّني عنها، وإنَّ على كلِّ نقبٍ من أنقابها ملائكة يُحرسونها، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وطعنَ بمخصرته في المنبر، هذه طيبةُ هذه طيبةُ هذه طيبةُ، ألا هل كنتُ حدثتكُم ذاك؟ فقال الناسُ:
نعم، قال: فإنه قد أعجبني حديثُ تميمٍ، إنه وافق الذي كنتُ أحدثكُم عنهُ وعن المدينة ومكة، إلا أنه في بحر الشام أو بحر اليمنِ، لا بل من قبل المشرق ما هو من قبل المشرق. من قبل المشرق ما هو» وأومأ بيده إلى المشرق، قالت: فحفظتُ هذا من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -. (1)
_________
(1) مسلم (2942)، وأبو داود (4326).(4/185)
9919 - ومن رواياته: قالت: فسمعتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - وهو على المنبرِ يخطبُ، فقال: «إن بني عمٍّ لتميم الداري ركبُوا في البحر ... » وساقوا الحديث. (1)
_________
(1) مسلم (2942).(4/187)
9920 - ومنها: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أخرجَ تميمًا إلى الناسِ فحدثهُم. (2)(4/187)
9921 - ومنها: قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - «أيها الناسُ، حدثني تميمُ الداري أنَّ أناسًا من قومه كانُوا في البحر في سفينة فخرجُوا إلى جزيرة ... » وساق الحديث. (1)
_________
(1) مسلم (2942) والترمذي (2253) وقال: حديث حسن صحيح غريب.(4/187)
9922 - ومنها قالت: صلى الظهرَ ثمَّ صعدَ المنبرَ. (1)
_________
(1) أبو داود (4327) وقال المنذري في "مختصره" (6/ 180): وفي إسناده مجالد بن سعيد.(4/187)
9923 - ومنها: أنهُ أخَّر العشاءَ الآخرة ذات ليلةٍ، ثم خرجَ. فقالَ: «إنه حبسني حديثٌ كان يحدثنيه تميمُ الداري عن رجلٍ كان في جزيرةٍ». بنحوه.
وفيه: أنَّ الجساسةَ قالت له: اذهبْ إلى ذلك القصرِ، فأتيتُه، فإذا رجلٌ يجرُّ شعره مسلسلٌ في الأغلالِ ينزو فيما بين السماءِ والأرض. (1)
_________
(1) أبو داود (4325) وقال المنذري في "مختصره" (6/ 178): في إسناده عثمان بن عبد الرحمن صححه الألباني في "المشكاة" (5484).(4/187)
9924 - ومنها: أنَّ أناسًا من أهلِ فلسطين ركبُوا سفينةً في البحر، فجالت بهم بنحوه، وفيه: قالت: أنا الجساسةُ، قالوا: فأخبرينا، قالت: لا أخبرُكم ولا أستخبرُكم، ولكن ائتوا أقصى القريةِ، فإنَّ ثمَّ من يخبركم ويستخبركُم، فأتينا أقصى القريةِ فإذا رجلٌ موثَّقٌ بنحوه، وفيه:
[ص:188] قال: أخبروني عن نخلِ بيسانَ الذي بين الأردنِ وفلسطين هل أطعمَ؟ قلنا: نعم. لمسلم والترمذي وأبي داود. (1)
_________
(1) الترمذي (2253) وقال: حديث حسن صحيح وصححه الألباني في "صحيح سنن الترمذي" (1837).(4/187)
9925 - وله عن جابر نحوه وفيه: شهدَ جابرُ أنه ابنُ صيادٍ، قلتُ: فإنهُ قد ماتَ، قال: وإن ماتَ، قلتُ: فإنَّهُ أسلمَ، قالَ: وإن أسلم، قلتُ: فإنه قد دخل المدينةَ، قالَ: وإن دخلَ المدينةَ. (1)
_________
(1) أبو داود (4328) وقال الحافظ في "الفتح" (13/ 329): سنده حسن. وضعفه الألباني في "ضعيف أبي داود" (930).(4/188)
9926 - النواسُ بنُ سمعانَ: ذكرَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - الدجالَ ذات غداةٍ فخفضَ فيهِ ورفعَ حتى ظنناهُ في طائفةِ النخلِ، فلمَّا رُحنا إليه عرفَ ذلك فينا فقال: «ما شأنُكُم؟» قلنا: يا رسولَ الله! ذكرتَ الدجالَ غداةً فخفضتَ فيهِ ورفعت حتى ظنناهُ في طائفة النخلِ، فقال: «غيرُ الدجالِ أخوفني عليكُم، إن يخرج وأنا فيكُم فأنا حجيجُه دونكُم، وإن يخرج ولستُ فيكُم فامرؤ حجيجُ نفسهِ، والله خليفتي على كلِّ مسلمٍ، إنهُ شابٌ قططُ عينه طافيةٌ، كأني أشبهُهُ بعبدِ العُزى بن قطنٍ، فمن أدركه منكُم فليقرأ عليه فواتحَ سورةِ الكهف، فإنَّهُ خارجُ خلةٍ بين الشام والعراق، فعاث يمينًا وعاثَ شمالاً، يا عبادَ الله فاثبتُوا»، قلنا: يا رسولَ الله! فما لبثهُ في الأرضِ؟ قال: «أربعونَ يومًا، يومٌ كسنةٍ، ويومٌ كشهرٍ، ويومٌ كجمعةٍ، وسائرُ أيامِه كأيامكُم»، قلنا: يا رسولَ الله! فذاك اليومُ الذي كسنةٍ أتكفينا في صلاةُ يومٍ؟ قالَ: «لا، اقدرُوا له قدرهُ»، قلنا: يا رسولَ الله, وما إسراعُهُ في الأرضِ؟ قالَ: «كالغيثِ استدبرتهُ الريحُ، فيأتي على القوم فيدعُوهُم فيؤمنونَ به ويستجيبونَ له، فيأمرُ السماء فتُمطرُ، والأرضَ فتنبتُ، فتروحُ عليهم سارحتُهم أطول ما كانت درًّا، وأشبعهُ ضروعًا، وأمدَّهُ خواصرَ، ثمَّ يأتي القومُ فيدعُوهم فيردونَ عليه قولهُ، فينصرفَ عنهم، فيصبحوا ممحلينَ ليسَ
[ص:189] بأيديهم شيءٌ من أموالهم ويمرُّ بالخربةِ فيقولُ لها: أخرجي كنوزكِ، فتتبعُه: كنوزُها كيعاسيب النحلِ، ثم يدعو رجلاً ممتلئًا شبابًا فيضربه بالسيفِ فيقطعهُ جزلتين رمية الغرضِ، ثم يدعُوه فيقبلُ ويتهللُ وجهُهُ ويضحكُ، فبينما هو كذلك إذ بعث الله تعالى المسيحَ بن مريم، فينزلُ عند المنارةِ البيضاءِ شرقيِّ دمشق بينَ مهرودتين، واضعٌ كفيهِ على أجنحة ملكين، إذا طأطأ رأسهُ قطرَ، وإذا رفعَ تحدَّرَ منهُ جمانُ اللؤلؤ، فلا يحل لكافرٍ يجدُ ريح نفسهِ إلا
ماتَ، ونفسهُ ينتهي حيثُ ينتهي طرفُهُ، فيطلبُهُ حتى يدركهُ ببابِ لدٍّ فيقتلهُ، ثم يأتي عيسىَ قومٌ قد عصمهُم الله منهُ، فيمسحَ عن وجوههم ويحدثُهم بدرجاتهم في الجنَّةِ، فبينما هو كذلك إذا أوحى الله تعالى إلى عيسي أني قد أخرجتُ عبادًا لي لا يدانِ لأحدٍ بقتالهم، فحرز عبادي إلى الطورِ، ويبعثُ الله يأجوج ومأجوجَ، وهُم من كلِّ حدبٍ ينسلونَ، فيمرُّ أوائلهُم على بحيرةِ طبرية فيشربونَ ما فيها، ويمرُّ آخرهُم فيقولون: لقد كانَ بهذه مرةً ماءٌ، ويحصر نبيُّ الله عيسىَ وأصحابُه حتى يكونَ رأسُ الثورِ لأحدهم خيرًا من مائةِ دينارٍ، لأحدكم اليومَ، فيرغبُ عيسى وأصحابهُ، فيرسلَ الله عليهمُ النغفَ في رقابهم، فيصبحونَ فرسىَ كموتِ نفسٍ واحدةٍ، ثم يهبطُ عيسى وأصحابهُ إلى الأرضِ، فلا يجدونَ في الأرضِ موضع شبرٍ إلا ملأهُ زهمُهُم ونتنُهم، فيرغبُ عيسى وأصحابهُ إلى الله تعالى، فيرسلَ الله طيرًا كأعناق البخت، فتحملهُم فتطرحهُم حيثُ شاءَ الله، ثم يرسلُ الله مطرًا لا يكُن منه بيتُ مدرٍ ولا وبرٍ فيغسل الأرضَ حتى يتركها كالزلقة، ثم يقالُ للأرضٍ: أنبتي ثمرتك، وردي بركتكِ، فيومئذٍ تأكلُ العصابةُ من الرمانةِ يستظلونَ بقحفها، ويباركُ الله في الرسلِ حتى أن اللقحةَِ من الإِبلِ لتكفي الفئامَ من الناسِ، واللقحةُ من البقرِ لتكفي القبيلةَ من الناسِ، واللقحةُ من الغنم لتكفي الفخذ من الناسِ، فبينما هم كذلك إذ بعثَ الله تعالى ريحًا طيبةً، فتأخذهُم تحت آباطهم، فتقبضَ روحُ كلِّ مؤمن وكلِّ مسلمٍ، ويبقىَ شرارُ الناسِ يتهارجونَ فيها تهارج الحُمر، فعليهم تقومُ الساعةُ».
وفي روايةٍ: بعد قوله: «لقد
[ص:190] كان بهذه مرةً ماءٌ: ثم يسيرونَ حتى ينتهوا إلى جبلِ الخمرِ، وهو جبلٌ بيت المقدس، فيقولون: لقد قتلنا من في الأرضِ، فلنقتلَ من في السماءِ، فيرمون بنشابهم إلى السماءِ، فيرد الله عليهم نشابهم مخضوبةً دماءً». لمسلم وأبي داود والترمذي. (1)
_________
(1) مسلم (2937) وأبو داود (4321) والترمذي (2240).(4/188)
9927 - وللقزويني بضعفٍ نحوه عن أبي أمامةَ وفيه: «إنَّ من فتنتهِ أن يقول لأعرابيّ: أرأيت إن بعثتُ إليك أباكَ وأمك، أتشهدُ إني ربُّك؟ فيقول: نعم، فيتمثل لهُ شيطانانِ في صورة أبيهِ وأمهِ فيقولانِ: يا بنيَّ! اتبعهُ فإنهُ ربُّك، وفيه: لا يبقى شيء من الأرضِ إلا وطأهُ، إلا مكةَ والمدينة فإنَّه لا يأتيهما من نقب من نقابهما إلا لقيتهُ الملائكةُ بالسيوفِ صلتةً، حتى ينزل عند الظريبِ الأحمرِ عند منقطعِ السبخةِ، فترجفَ المدينةُ بأهلها ثلاثَ رجفاتٍ فلا يبقى منافقُ ولا منافقةٌ إلا خرجَ إليهِ، فتنفي الخبث منها كما ينفي الكيرُ خبث الحديدِ، ويُدعى ذلك اليوم يومُ الخلاصِ، قالت أمُّ شريكٍ: يا رسولَ الله! فأينَ العربُ يومئذٍ؟ قال: هم يومئذٍ قليلٌ، وجلُّهم ببيتِ المقدسِ، وإمامُهُم رجلٌ صالحٌ، فبينما إمامُهم قد تقدَّم يصلي بهم الصبحَ، إذ نزلَ عليهم عيسىَ.
[ص:191] وفيه أنَّ أيامهُ أربعونَ سنةً، السنةُ كنصفِ سنةٍ، والسنةُ كالشهرِ، والشهرُ كالجمعةِ، وآخرُ أيامهِ كالشررةِ، يصبحُ أحدُكمُ على بابِ المدينةِ فلا يبلغَ بابها الآخرَ، حتى يُمسي، فقيلَ: يا رسولَ الله كيفَ نُصلي في تلك الأيام القصارِ؟ قال: «تُقَدِّرونَ فيها الصلاةَ كما تقدرونها في هذه الأيام الطوالِ، ثمَّ صلُّوا، فيكونَ عيسى في أمتي حكمًا وعدلاً وإمامًا مقسطًا، يدقُّ الصليب، ويذبحُ الخنزير، ويضعُ الجزيةَ، وتُتركُ الصدقةُ، فلا يسعى على شاةٍ ولا بعيرٍ، وتُرفعُ الشحناءُ والتباغضُ، وتُنزعُ حمةُ كلِّ ذاتِ حمة، حتى يُدخل الوليدُ يدهُ في في الحيةِ فلا تضرهُ، وتفرُّ الوليدةُ الأسد فلا يضرَّها، ويُكونُ الذئبُ في الغنم كأنَّه كلبُها، وتملأُ الأرضُ من السِّلمِ كما يُملأُ الإناءُ من الماء، وتكونُ الكلمةُ واحدة، فلا يُعبد إلا الله، وتضعُ الحربُ أوزارها، وتسلبُ قريشٌ ملكها، وتكونُ الأرضُ كفاثور الفضةِ، تنبتُ نباتها بعهد آدم حتى يجتمع النفر على القطف من العنب فيشبعهم، ويجتمع النفر على الرمانةِ فتشبعهُم، ويكونُ الثورُ بكذا وكذا من المالِ، وتكونُ الفرسُ بالدريهمات»، قيلَ: يا رسولَ الله! وما يُرخصُ الفرسَ؟ قال: «لا يُركبَ لحربٍ أبدًا»، قيل لهُ: فما يُغلي الثورَ؟ قال: «تُحرثُ الأرضُ كلُّها. وإنَّ قبل خروجِ الدجالِ ثلاثُ سنواتٍ شدادٌ، يصيبُ الناسُ فيها جوعٌ شديدٌ، يأمرُ الله السماءَ السنة الأولى أن تحبسَ ثلثَ مطرها، ويأمرُ الأرضَ فتحبسَ ثلثُ نباتها ثم يأمرُ السماءَ في السنةِ الثانيةِ فتحبسَ ثلثيّ مطرها، ويأمرُ الأرضَ فتحبسَ ثلثىّ نباتها، ثم يأمرَ السماءَ في السنةِ
[ص:192] الثالثةِ، فتحبسَ مطرها كلَّهُ، فلا تقطرُ قطرةً، ويأمرُ الأرضَ فتحبسَ نباتها كله، فلا تُنبتَ خضرًا، فلا يبقى ذاتُ ظلفٍ إلا هلكتْ، إلا ما شاء الله» قيلَ: فما يُعيشُ الناسَ ذلكَ الزمانَ؟
قالَ: «التهليلُ والتكبيرُ والتسبيحُ والتحميدُ، ويجزئ ذلك عنهم مجزأةَ الطعامِ»، قالَ المحاربي: ينبغي أن يدفعَ هذا الحديثُ إلى المؤدب حتى يعلمهُ الصبيانَ في الكتابِ (1).
_________
(1) ابن ماجه (4077) وضعفه الألباني في "ضعيف سنن ابن ماجه" (884).(4/190)
9928 - ابنُ عمرو بن العاص رفعهُ: إنَّ يأجوجَ ومأجوجَ من ولدِ آدمَ، ولو أرسلُوا لأفسدُوا على الناسِ معايشهم، ولن يموتَ منهم رجلٌ إلا تركَ من ذريتهِ ألفًا فصاعدًا، وإنَّ من ورائهم ثلاثُ أمم، تأولُ تارسُ ومنسكُ. للكبير والأوسط (1).
_________
(1) الطبراني في "الأوسط" (8/ 267 / 8598) وقال الهيثمي (8/ 6): الطبراني في "الكبير" و"الأوسط" ورجاله ثقات وقال الألباني في "الضعيفة" (4142): منكر.(4/192)
9929 - لهُ عن حذيفةَ رفعهُ: «يأجوجُ أمةٌ، ومأجوجُ أمةٌ، كلُّ أمةٍ أربعمائةَ ألف أمةٍ، لا يموتُ الرجلُ حتى ينظرَ إلى ألفِ ذكرٍ بين يديهِ من صُلبهِ، كلٌّ قد حمل السلاحَ»، قلتُ: يا رسولَ الله! صفهُم لنا، قال: «همُ ثلاثةُ أصنافٍ، فصنفٌ منهم أمثالُ الأرز»، قلتُ: وما الأرزُ؟ قالَ: «شجرٌ بالشام، طولُ الشجرِ عشرونَ ومائةِ ذراع في السماءِ»، فقالَ - صلى الله عليه وسلم -: «هؤلاءِ الذينَ لا يقومُ لهم جبلٌ ولا حديدٌ. وصنفٌ منهم يفترشُ أذنه ويلتحفُ بالأخرىَ، لا يمرونَ بفيلٍ ولا وحشٍ ولا جملٍ ولا خنزير إلا أكلُوهُ، ومن ماتَ منهم أكلُوه، ومقدمتهُم بالشامِ وساقتُهم بخراسانَ، يشربون أنهارَ المشرقِ وبحيرةَ طبريةَ». (1)
_________
(1) الطبراني في "الأوسط" (4/ 155 / 3855) وقال الهيثمي (8/ 6): فيه يحيى بن سعيد العطار وهو ضعيف.(4/192)
9930 - أبو سعيدٍ حدثنا النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - عن الدجالِ: فكان فيما حدَّثنا به أن قالَ: «يأتي الدجالُ وهو محرمٌ عليه أن يدخل نقاب المدينةِ، فينتهي إلى بعض السباخِ التي بالمدينةِ، فيخرجَ إليه يومئذ رجلٌ هو خيرُ الناسِ، أو من خير الناسِ، فيقولُ: أشهدُ أنَّكَ الدجالٌ الذي حدثنا عنك رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - حديثهُ، فيقولُ الدجال: أرأيتم إن قتلتُ هذا ثم أحييتهُ هل
[ص:193] تشكُّون في الأمرِ؟ فيقولون: لا، فيقتلهُ ثم يحييهِ، فيقولُ: حين يحييهِ: والله ما كنتُ قطُّ أشدُّ بصيرةً مني اليومَ، فيقولُ الدجالُ أقتله، فلا يسلط عليه». (1)
_________
(1) البخاري (7132)، ومسلم (2938)(4/192)
9931 - وفي روايةٍ بنحوه وفيهِ: «قولُ الرجلِ: هذا الدجالُ الذي ذكر رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، فيأمرُ بهِ فيشج، فيقولُ: خُذُوهُ وأشجوه، فيوسع ظهره وبطنهُ ضربًا، فيقولُ: أما تؤمنُ بي؟ فيقولُ: أنت المسيحُ الكذَّابُ، فيؤمر بهِ فيوشرُ بالمنشار من مفرقهِ حتى يفرقَ بين رجليه، ثم يمشي الدجَّالُ بين قطعتينِ، ثم يقولُ له: قُمْ، فيستوي قائمًا، ثم يقولُ له: أتؤمن بي؟ فيقول: ما أزددتُ فقيكَ إلا بصيرةً، ثم يقولُ: يا أيها الناسَ! إنه لا يفعل بعدُ بأحدٍ من الناسِ، فيأخذه الدجالُ ليذبحه، فيجعلُ ما بين رقبتهِ إلى ترقوته نحاسًا، فلا يستطيعَ إليهِ سبيلاً، فيأخذُ بيديهِ ورجليه فيقذف به، فيحسبَ الناسُ أنما قذفهُ في النارِ، وإنما أُلقي في الجنةِ، فقال - صلى الله عليه وسلم -: هذا أعظمُ الناسِ شهادةً عند ربِّ العالمينَ». للشيخين. (1)
_________
(1) مسلم (2938/ 113).(4/193)
9932 - حذيفة رفعهُ: «لأنا أعلمُ بما مع الدجالِ منه، معهُ نهران يجريان أحدُهما رأي العين ماءٌ أبيضُ، والآخرُ رأي العينِ نارٌ تأجج، فإما أدركن أحدٌ فليأتِ النهرَ الذي يراهُ نارًا وليغمضَ، ثم ليطأطئ رأسهُ فيشرب منهُ، فإنهُ ماءُ باردٌ، وإنَّ الدجالَ ممسوحُ العينِ عليها زفرةٌ غليظةٌ، مكتوبٌ بين عينيه كافرٌ، يقرأُهُ كلُّ مؤمنٍ كاتبٌ وغير كاتبٍ». (1)
_________
(1) البخاري (3450) نحوه، ومسلم (2934)، وأبو داود (4315).(4/193)
9933 - وفي روايةٍ: «الدجالُ أعوُر العين اليسرى، جفالُ الشَّعرِ معهُ جنةٌ ونارٌ، فنارُه جنةٌ، وجنتهُ نارٌ». للشيخين وأبي داود. (1)
_________
(1) مسلم (2934/ 104)(4/193)
9934 - المغيرةُ ما سألَ أحدُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - عن الدجالِ أكثر مما سألتُه، وإنه قال لي: «ما يضركَ منهُ»، قلتُ: إنُهم يقولون: إنَّ معه جبلُ خبزٍ ونهرُ ماءٍ، قال: «هو أهونُ على الله من ذلكَ». للشيخين. (1)
_________
(1) البخاري (7122)، ومسلم (2152).(4/193)
9935 - أمُّ شريكٍ رفعتهُ: «ليفرنَّ الناسُ من الدجالِ في الجبالِ»، قلتُ يا رسولَ الله! فأين العربُ يومئذٍ؟ قال: «هم قليلٌ». لمسلم والترمذي. (1)
_________
(1) مسلم (2945)، والترمذي (3930).(4/194)
9936 - عمرانُ بن حصينٍ رفعهُ: «من سمع الدجال فلينأ عنهُ فوالله إنَّ الرجلَ ليأتيهُ وهو يحسبُ أنه مؤمنٌ فيتبعه مما بعث به من الشبهاتِ». لأبي داود. (1)
_________
(1) أبو داود (4319) وصححه الألباني في "صحيح سنن أبي داود" (3629)(4/194)
9937 - وعنه رفعهُ: «ما بين خلق آدمَ إلى قيام الساعةِ خلقٌ أكبرُ من الدجالِ». (1)
_________
(1) مسلم (2946)(4/194)
9938 - وفي روايةٍ: «أمرٌ أكبرُ من الدجال». لمسلم. (1)
_________
(1) مسلم (2946/ 127).(4/194)
9939 - ابنُ عمر رفعهُ: «إنَّ الله ليس بأعورَ، إلا إنَّ المسيحَ الدجال أعورُ العينِ اليمنى، كأنَّ عينيهِ عنبةٌ طافئةٌ». (1)
_________
(1) البخاري (5902)، ومسلم (169)، والترمذي (2241)(4/194)
9940 - وفي روايةٍ: «تعلمونَ أنهُ ليس يرى أحدٌ منكُم ربَّهُ حتى يموتَ، وأنهُ مكتوبٌ بين عينيه كافرٌ يقرؤه من كره عمله». للشيخين وأبي داود والترمذي. (1)
_________
(1) مسلم (2931)، والترمذي (2235).(4/194)
9941 - ولهم عن أنس رفعهُ: «ما من نبيٍّ إلا وقد أنذر أمته الأعورَ الكذاب، ألا إنَّهُ أعورٌ، وإنَّ ربَّكُمْ ليس بأعورَ، مكتوبٌ بين عينيه ك ف ر». (1)
_________
(1) البخاري (7131)، ومسلم (2933)، والترمذي (2245).(4/194)
9942 - عبادةُ بن الصامت رفعهُ: «إني حدثتُكُم عن الدجالِ حتى خشيتُ أن لا تعقلُوا، إنَّ المسيحَ الدجالَ قصيرٌ أفحج، جعدُ، أعورُ، مطموسُ العين، ليست بناتئةٍ ولا حجراءَ، فإن التبسَ عليكُم فاعلمُوا أنَّ ربكُم ليس بأعور».لأبي داود. (1)
_________
(1) أبو داود (4320) وقال الألباني في "صحيح سنن أبي داود" (3630): صحيح.(4/195)
9943 - له للترمذي عن أبي عبيدةَ بن الجراحِ نحوه وفيه: «لعلَّهُ سيدركُهُ بعض من رآني وسمع كلامي»، قالوا: يا رسولَ الله! فكيف قلوبنا يومئذٍ؟ قال: «مثلُها يعني اليوم أو خيرُ». (1)
_________
(1) الترمذي (2234) وضعفه الألباني في "ضعيف سنن الترمذي" (1019).(4/195)
9944 - أبو سعيدٍ: أنهُ سألَ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - عن الدجالِ فقالَ: «هو يومُه هذا قد أكلَ الطعامَ، وإني أعهدُ إليكم فيه عهدًا لم يعهدهُ نبيٌّ إلى أمتهِ، إنَّ عينهُ اليمنى ممسوحةٌ جاحظةٌ لا حدقة لها، كأنَّها نخاعةٌ في حائطٍ، وعينهُ اليسرى كأنها كوكبٌ درىٌّ، ومعهُ مثلُ الجنَّةِ والنارِ، فنارهُ جنةٌ، وجنَّته نارٌ، ألا وبين يديه رجلان ينذران أهل القُرى، فإذا خرجا من قريةٍ دخلها أولُ أصحابِ الدجالِ». لرزين.(4/195)
9945 - أبو بكرٍ: رفعهُ: «الدجالُ يخرجُ من أرضٍ بالمشرقِ يقالُ لها: خراسان، يتبعُه أقوامٌ كأنَّ وجوههم المجانُ المطرقةُ». (1)
_________
(1) الترمذي (2237) وقال: هذا حديث حسن غريب، وابن ماجه (4072)، وصححه الألباني في "صحيح سنن الترمذي" (1824).(4/195)
9946 - أبو بكرة رفعهُ: «يمكثُ أبو الدجالِ وأمُّهُ ثلاثين عامًا لا يولدُ لهُما ولد، ثم يولدُ لهما غلامٌ أعورُ، أضر شيءٍ وأقلُّه منفعةً، تنامُ عيناهُ ولا ينامُ قلبُهُ»، ثم نعت لنا - صلى الله عليه وسلم - أبويهِ فقال: «أبوهُ طوالٌ ضربُ اللحمِ كأنَّ أنفهُ منقارٌ، وأمُّهُ امرأةٌ فرضاخيةٌ طويلة الثديين»، قال أبو بكرةَ: فسمعنا بمولودٍ قد ولد على هذه الضفة في يهودِ المدينةِ، فذهبتُ أنا والزبيرُ بنُ العوامِ، حتى دخلنا على أبويه، فإذا نعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيهما، فقلنا: هل لكما ولدٌ؟ فقالا:
[ص:196] مكثنا ثلاثين عامًا لا يُولدُ لنا ولدُ، ثم ولد لنا غلامٌ أعورُ أضر شيءٍ وأقلُّهُ منفعةً، تنامُ عيناهُ ولا ينامُ قلبُه، فخرجنا من عندهما، فإذا هو منجدلٌ في الشمسِ في قطيفةٍ ولهُ همهمةٌ، فكشف عن رأسهِ فقال: ما قلتما؟ قلنا: وهل سمعت ما قُلنا؟ قال: نعم، تنامُ عيناي ولا ينامُ قلبي. هما للترمذي. (1)
_________
(1) الترمذي (2248) وقال الألباني في "ضعيف سنن الترمذي" (392): ضعيف.(4/195)
9947 - أنس رفعهُ: «يتبعُ الدجالُ من يهودِ أصفهانَ سبعونَ ألفًا عليهم الطيالسةُ». لمسلم. (1)
_________
(1) مسلم (2944).(4/196)
9948 - محمد بن المنكدرٍ: رأيتُ جابر بن عبد الله يحلف بالله أنَّ ابن صيادٍ الدجالَ، قلتُ أتحلفُ بالله؟ قال: فإني سمعتُ عمر يحلفُ بالله على ذلك عند رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فلا ينكرهُ. للشيخين وأبي داود. (1)
_________
(1) البخاري (7355)، ومسلم (2929)، وأبو داود (4331).(4/196)
9949 - ابن عمر أنَّ عمر انطلق مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - في رهطٍ من أصحابهِ قبل ابن صيادٍ، حتى وجدهُ يلعبُ مع الصبيانِ عند أُطم بني مغالةَ، وقد قاربَ ابنُ صيادِ يومئذٍ الحُلم، فلم يشعُر حتى ضربَ - صلى الله عليه وسلم - ظهرهُ، ثم قال لابن صيادٍ: «أتشهدُ أني رسولُ الله؟» فنظرَ إليه ابنُ صيادِ فقالَ: أشهدُ أنكَ رسولُ الأميينَ، فقالَ ابنُ صيادٍ لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -: أتشهدُ أني رسولُ الله؟ فرفضهُ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وقالَ: «آمنتُ بالله ورسلهِ» ثم قالَ لهُ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - «ماذا ترى»؟ قالَ: يأتيني صادقٌ وكاذبٌ، قال لهُ - صلى الله عليه وسلم -: «خلط عليك الأمرُ»، ثم قالَ له - صلى الله عليه وسلم -: «إني خبأتُ لك خبيًا»، فقال ابنُ صيادِ هو الدخُ، فقالَ له - صلى الله عليه وسلم -: «اخسأ فلن تعدوُ قدرك»، فقالَ عمرُ: ذرني يا رسولَ الله أَضربُ عنقهُ، فقال له - صلى الله عليه وسلم -: «إن يكنهُ فلن تُسلط عليه، وإن لم يكنهُ فلا خير لك في قتله»، وقال ابنُ عمر: انطلق بعدَ ذلكَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وأبىُّ بن كعبٍ إلى النخلِ التي فيها ابنُ صيادٍ، حتى إذا دخلَ - صلى الله عليه وسلم - النخلَ طفقَ يتقي بجذوع النخلٍِ وهو يختلُ أن يسمعَ من ابن صيادٍ شيئًا قبل أن يراه ابنُ صيادٍ، فرآهُ - صلى الله عليه وسلم - وهو مضطجعٌ على فراشٍ في قطيفةٍ، له فيها زمزمةٌ،
[ص:197] فرأت أمُّ ابن صيادٍ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يتقي بجذوعِ النخلِ، فقالت لابن صيادٍ يا صاف، وهو اسمُ ابن صيادٍ، هذا محمدٌ، فثار ابنُ صيادٍ، فقال - صلى الله عليه وسلم - لو تركتُه بين، قال ابن عمرَ: فقام - صلى الله عليه وسلم - في الناس فأثنى على الله بما هو أهلُهُ ثم ذكر الدجالَ، فقال: «إني لأُنذركُمُوهُ، ما من نبيِّ إلا قد أنذرَ قومهُ، لقد أنذرهُ نوحٌ قومه، ولكن أقولُ لكُم
فيه قولاً لم يقلهُ نبيٌّ لقومِهِ: تعلمونَ أنهُ أعورُ وأنَّ الله ليس بأعور». (1)
_________
(1) البخاري (1345)، ومسلم (2930/ 1355)، وأبو داود (4329)، والترمذي (2249).(4/196)
9950 - وفي روايةٍ: «إني قد خبأتُ خبيًا، وخبأ لهُ يوم تأتي السماءُ بدخانٍ مبينٍ». للشيخين وأبي داود والترمذي. (1)
_________
(1) الترمذي (2249).(4/197)
9951 - له ولمسلم عن أبي سعيدٍ: «ما ترى؟» قال: أرى عرشًا على الماءِ، فقال - صلى الله عليه وسلم -: «ترى عرش إبليس على البحر». (1)
_________
(1) مسلم (2925)، والترمذي (2247).(4/197)
9952 - أبو سعيدٍ قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - لابن صيادٍ: «ما تربةُ الجنَّةِ» قالَ: درمكة بيضاءُ مسكُ يا أبا القاسم. قالَ: «صدقتَ». (1)
_________
(1) مسلم (2928/ 92).(4/197)
9953 - وفي روايةٍ: أنَّ ابن صيادٍ سألَ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - ما تربة الجنةِ؟ فقال: «درمكة بيضاءُ مسكٌ خالصٌ». لمسلم. (1)
_________
(1) مسلم (2928/ 93).(4/197)
9954 - وعنه قال: خرجنا حجاجًا وعمارًا ومعنا ابنُ صيادٍ، فنزلنا منزلاً فتفرقَّ الناسُ وبقيتُ أنا وهو، فاستوحشتُ منهُ وحشةً شديدةً مما يقالُ عنه، وجاءَ بمتاعه فوضعهُ مع متاعي، فقلتُ: إن الحرَّ شديدٌ فلو وضعت تحتَ تلك الشجرةِ، قال: ففعل فرفعتْ لنا غنمٌ، فانطلق فجاء بعسٍ فقالَ: اشرب أبا سعيدٍ،
[ص:198] فقلتُ: إن الحرَّ شديدٌ، واللبنُ حارٌّ، ما بي إلا أني أكرهُ أن أشربَ على يدهِ، فقال أبا سعيدٍ لقد هممتُ أن آخذَ حبلاً فأعلقهُ بشجرةٍ ثم أختنقَ مما يقولُ لي الناسُ، يا أبا سعيدٍ: من خفى عليه حديثُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - ما خفي عليكم يا معشر الأنصارِ، ألستُ من أعلم الناسِ بحديث رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -؟ أليس قد قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «هو كافرٌ؟» وأنا مسلمٌ أوليس قد قالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «وهو عقيمٌ لا يولدُ لهُ؟» وقد تركت ولدي بالمدينة، أو ليس قد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا يدخلِ المدينة ولا مكة؟» وقد أقبلتُ من المدينةِ وأنا أريدُ مكةَ، قال أبو سعيدٍ: حتى كدتُ أن أعذرهُ، ثم قال: أما والله إني لأعرفه وأعرفَ مولدهُ وأين هو الآن؟ قلت: تبًا لك سائر اليومِ. (1)
_________
(1) مسلم (2927/ 91)، والترمذي (2246).(4/197)
9955 - وفي روايةٍ: قيل لابن صيادٍ: أيسرُّك أنك ذاك الرجلُ؟ فقال: لو عُرض علي ما كرهتُ. لمسلم والترمذي. (1)
_________
(1) مسلم (2927/ 90).(4/198)
9956 - نافع لقي ابنُ عمر ابن صيادٍ في بعض طرق المدينةِ، فقالَ لهُ: قولاً أغضبهُ، فانتفخَ حتى ملأ السكةَ، فدخل ابنُ عمرَ على حفصةَ وقد بلغها، فقالت لهُ: رحمكَ الله ما أردتَ من ابن صيادٍ؟ أما علمتَ أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: «إنما يخرجُ من غضبةٍ يغضبُها». (1)
_________
(1) مسلم (2932/ 98).(4/198)
9957 - وفي روايةٍ: قال ابنُ عمر: لقيتهُ مرتين؛ فلقيتُهُ مع قومِهِ فقلتُ لبعضهم: هل تحدثون أنهُ هو؟ قالوا: لا والله، قلتُ: كذبتموني، والله لقد أخبرني بعضكُم أنهُ لن يموتَ حتى يكونَ أكثركُم مالاً وولدًا، وكذلك هو زعمُوا اليومَ، قال فتحدثنا، ثم فارقتُه فلقيتهُ لقيةً أخرى، وقد نفرت عينهُ، فقلتُ: متى فعلت عينكَ ما أرىَ؟ قال: لا أدري، قلتُ: لا تدري وهي في رأسكَ؟ قال: إن شاءَ الله خلقها في عصاكَ هذه، فنخر كأشدِّ نخيرِ حمارٍ سمعتُ، فزعمُ بعضُ أصحابي أني ضربته بعصا كانت معي حتى تكسرت، وأمَّا أنا فوالله ما شعرتُ، قالوا: وجاءَ حتى دخل على أمِّ المؤمنين
[ص:199] حفصة فحدثها، فقالت: ما تريدُ إليهِ؟ ألم تعلم أنَّهُ قد قال: «أولَ ما يبعثُه على الناسِ غضبةٌ يغضبها». لمسلم. (1)
_________
(1) مسلم (2932/ 99).(4/198)
9958 - جابرُ قال: فقدنا ابن صيادٍ يوم الحرَّةِ. لأبي داود. (1)
_________
(1) أبو داود (4332) وصحح الألباني إسناده في "صحيح سنن أبي داود" (3641).(4/199)
9959 - الصعبُ بنُ جثامةَ رفعهُ: «لا يخرجُ الدجالُ حتى يذهلَ الناسُ عن ذكرهِ، وحتى تترك الأئمة ذكرهُ على المنابر». لابن أحمد. (1)
_________
(1) عبد الله بن أحمد في "زياداته على المسند" (4/ 71 ـ 72) وقال الهيثمي (7/ 335): هو من رواية بقية عن صفوان بن عمرو وهي صحيحة كما قال ابن معين، وبقية رجاله ثقات.(4/199)
9960 - أبو هريرة ذكر الدجالُ عند النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فقال: «تلدُهُ أمَّهُ في قبرها، فإذا ولدتهُ حملت النساءُ بالخطائين». للأوسط بمجهول. (1)
_________
(1) "الأوسط" (5/ 214 ـ 215/ 5122) وقال الهيثمي (8/ 2): وفيه عثمان بن عبد الرحمن الجمحي؛ قال البخاري: مجهول، وضعفه الألباني في "ضعيف الجامع" (2999).(4/199)
9961 - وعنهُ رفعهُ: «والذي نفسي بيدهِ ليوشكنَّ أن ينزل فيكُم ابنُ مريم حكمًا مقسطًا، فيكسر الصليبَ، ويقتلَ الخنزيرَ، ويضعَ الجزية، ويُفيضَ المالَ حتى لا يقبلُهُ أحدٌ». (1)
_________
(1) البخاري (2222)، ومسلم (155/ 242).(4/199)
9962 - وفي رواية: «حتى تكون السجدةَ الواحدة خيرًا من الدنيا وما فيها»، ثم يقولُ أبو هريرةَ: اقرءُوا إن شئتم {وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً} (1) [النساء: الآية159] الآية.
_________
(1) البخاري (3448)، ومسلم (155/ 242).(4/199)
9963 - وفي أخرى: «كيفَ أنتمُ إذا نزل ابنُ مريمَ فيكُم وإمامكُم منكُم». (1)
_________
(1) البخاري (3449)، ومسلم (155/ 244).(4/199)
9964 - وفي روايةٍ: «فأمَّكُم منكم»، فسَّرهُ ابنُ أبي ذئبٍ: فأمَّكُم بكتابِ ربِّكُم وسنَّةِ نبيكُم. (1)
_________
(1) مسلم (155/ 246).(4/200)
9965 - وفي أخرى: «لينزلنَّ ابنُ مريمَ بنحوه، وفيه: ولتذهبنَّ الشحناءُ والتباغضُ والتحاسدُ». (1)
_________
(1) مسلم (155/ 243).(4/200)
9966 - وفي أخرى: «ليسَ بيني وبينهَ نبيٌّ، وإنهُ نازلٌ، فإذا رأيتُمُوه فاعرفُوهُ، فإنهُ رجلٌ مربوعٌ إلى الحمرةِ والبياضِ، ينزلُ بين ممصرتين، كأنَّ رأسهُ يقطرُ، وإن لم يصبهُ بللٌ، فيقاتلُ الناسَ على الإسلامِ، فيدقُ الصليبَ ويقتلُ الخنزيرَ، ويضعُ الجزيةَ، ويهلكُ الله في زمانهِ المللَ كلَّها إلا الإسلامَ، ويهلكُ المسيحَ الدجالَ، ثم يمكثُ في الأرضِ أربعينَ سنةً، ثم يُتوفى ويُصلي عليهِ المسلمونَ». للشيخين وأبي داود والترمذي. (1)
_________
(1) أبو داود (4324) وصححه الألباني في "صحيح سنن أبي داود" (3635).(4/200)
9967 - جابرُ رفعهُ: «لا تزالُ طائفةٌ من أمتي يقاتلونَ على الحقِ ظاهرينَ إلى يومِ القيامةِ، فينزلُ عيسى، فيقول أميرُهُم: تعالَ صلِ لنا، فيقولُ: لا، إنَّ بعضكُم على بعضِ أمراءَ تكرمة الله هذه الأمة». (1)
_________
(1) مسلم (156).(4/200)
9968 - ابنُ عمرو بن العاص رفعهُ: «خرجُ الدجالُ في أمتي فيمكثُ أربعين، لا أدري أربعين يومًا أو شهرًا أو عامًا، فيبعثُ الله عيسى كأنهُ عروة بن مسعودٍ، فيطلبُهُ فيهلكُهُ، ثم يمكثُ الناسُ سبعَ سنين ليس بين اثنين عداوةٌ، ثم يُرسلُ الله ريحًا باردةً من قبل الشامِ، فلا يبقى على وجهِ الأرضِ أحدٌ في قلبهِ مثقالُ ذرةٍ من خيرٍ أو إيمانٍ إلا قبضته، حتى لو
[ص:201] أنَّ أحدكُم دخل في كبدِ جبلٍ لدخلتهُ عليه حتى تقبضهُ، فيبقى شرارُ الناسِ في خفةِ الطير وأحلام السباعِ، لا يعرفون معروفًا ولا يُنكرون منكرًا، فيتمثل لهمُ الشيطانُ فيقولُ: ألا تستجيبونَ؟ فيقولونَ: فما تأمرنا؟ فيأمرهُم بعبادةِ الأوثانِ، وهم في ذلك درأ رزقهم حسن عيشهم. ثم يُنفخُ في الصورِ فلا يسمعُ أحدٌ إلا أصغى ليتا ورفع ليتا، فأولُ من يسمعُه رجلٌ يلوطُ حوض إبلهِ، فيصعقُ ويصعقُ الناسُ، ثم يرسلُ الله مطرًا كأنهُ الطلّ أو الظلُّ - نعمان الشاك- فتنبتُ منهُ أجسادُ الناس ثم ينفخُ فيه أخرى فإذا هُم قيامٌ ينظرون، ثم يُقالُ: يا أيها الناسُ: هلمُّوا إلى ربِّكم، وقفوهُم إنهم مسئولُون، ثم يقالُ: أخرجُوا بعث النارِ، فيقالُ: من كم؟ فيقالُ: من كلِّ ألفِ تسعمائةٍ وتسع وتسعينَ، فذلك يومٌ يجعلُ الولدان شيبًا، وذلك يوم يُكشفُ عن ساقٍ». هما لمسلم. (1)
_________
(1) مسلم (2940).(4/200)
كتاب القيامة وأحوالها من الحشر والحساب والحوض والصراط والميزان والشفاعة(4/201)
9969 - أبو سعيدٍ رفعهُ: «كيفَ أنعمَ وقد التقمَ صاحبُ القرنِ القرنَ، وحنى جبهتهُ وأصغى سمعهُ، ينتظر أن يؤمر فينفخُ، فكأنَ ذلك ثقلَ على أصحابهِ»، فقالوا: وكيف نفعلُ يا رسولَ الله أو نقولُ؟ قال: قولوا: «حسبنا الله ونعم الوكيلُ، على الله توكلنا». للترمذي (1)
_________
(1) الترمذي (2431) وقال: حديث حسن، وصححه الألباني في "صحيح سنن الترمذي" (1980).(4/201)
9970 - ابنُ عمرو بن العاص جاء أعرابيٌّ إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فقالَ: ما الصورُ؟ قالَ: «قرنٌ ينفخُ فيهِ». لأبي داود والترمذي. (1)
_________
(1) أبو داود (4742)، والترمذي (2430)، وقال: حديث حسن. وصححه الألباني في "صحيح سنن الترمذي" (1979)(4/201)
9971 - أبو هريرةَ رفعهُ: «ما بين النفختين أربعونَ» قيل أربعونَ يومًا؟ قال أبو هريرةَ: أبيتُ، قالُوا: أربعونَ شهرًا؟ قالَ: أبيتُ، قالوا: أربعونَ سنةً؟ قال: أبيتُ، ثم ينزلُ من السماءِ ماءٌ فينبتونَ كما ينبتُ البقلُ،
[ص:202] وليس من الِإنسان شيء إلا يبلى إلا عظمٌ واحدٌ وهو عجبُ الذنبِ، منه يُركبُ الخلقُ يوم القيامةِ. (1)
_________
(1) البخاري (4814)، ومسلم (2955) والنسائي (4/ 111 ـ 112)، ومالك (1/ 391 / 99)(4/201)
9972 - وفي روايةٍ: «كلُّ ابن آدمَ تأكلُه الأرضُ، إلا عجبُ الذنبِ منهُ خُلقَ، وفيه يركبُ». للستة إلا الترمذي. (1)
_________
(1) أبو داود (4743). وانظر السابق(4/202)
9973 - كعبُ بنُ مالكٍ رفعهُ: «إنما نسمةُ المؤمن طيرٌ تعلَّقَ في شجرة الجنةِ حتى يرجعهُ الله تعالى في جسده يوم يبعثهُ». لمالك والنسائي. (1)
_________
(1) النسائي (4/ 108) ومالك (1/ 207)، و"صحيح المشكاة" للألباني (1632).(4/202)
9974 - أبو رزين العقيلي قلتُ: يا رسولَ الله! كيفَ يعيدُ الله الخلقَ؟ وما آيةُ ذلكَ في خلقهِ؟ قال: «أما مررت بوادي قومكَ جدبًا، ثمَّ مررتَ به يهتزُّ خضرًا؟». قلتُ: نعم، قال: «فتلك آيةُ الله في خلقهِ، كذلكَ يُحيي الله الموتى». لرزين. (1)
_________
(1) أحمد (4/ 11)، والطبراني (19/ 208) وضعفه الألباني في تعليقاته على كتاب "السنة" لابن أبي عاصم (1/ 290 / 639).(4/202)
9975 - سهلُ بنُ سعدٍ رفعهُ: «يحشرُ الناسُ يومَ القيامةِ على أرضِ بيضاء عفراء كقرصة النقي، ليس فيها علم لأحدٍ». للشيخين. (1)
_________
(1) البخاري (6521)، ومسلم (2790).(4/202)
9976 - ابنُ عباسٍ رفعهُ: «يُحشر الناسُ يوم القيامةِ عراةً غرلاً، أولُ ما يُكسى إبراهيمُ الخليلُ». ثم قرأ {يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاء كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ} (1) [الأنبياء: الآية104].
_________
(1) البخاري (3349)،ومسلم (2860)،والترمذي (3167)، والنسائي (4/ 114).(4/202)
9977 - وفي روايةٍ: «تُحشرونَ حفاةً عراةً غُرلاً»، فقالت امرأةٌ: أيبصرُ بعضنا عورة بعضٍ؟ قال: «يا فلانة» {لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ} [عبس:37] للشيخين والترمذي والنسائي. (1)
_________
(1) الترمذي (3332).(4/202)
9978 - أنس أنَّ رجلاً قال: يا رسولَ الله؟ قال الله تعالى: {الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَى جَهَنَّمَ أُوْلَئِكَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضَلُّ سَبِيلاً} [الفرقان: الآية34] أيحشر الكافرُ على وجهه؟ قال: «أليس الذي أمشاهُ على الرجلينِ في الدنيا، قادرٌ (1) على أن يمشيهُ على وجههِ يومَ القيامةِ». للشيخين. (2)
_________
(1) في الأصل: قادري.
(2) البخاري (4760)، ومسلم (2806).(4/203)
9979 - أبو هريرة رفعهُ: «يُحشرُ الناسُ يوم القيامةِ ثلاثةَ أصنافٍ: صنفًا مشاةً، وصنفًا ركبانًا، وصنفًا على وجوههم، قيل: يا رسول الله: وكيفَ يمشونَ على وجوههم؟ قال: إن الذي أمشاهُم على أقدامهم قادرٌ أن يمشيهم على وجوههم، أما إنَهم يتقونَ بوجوههم كلَّ حدبٍ وشوقٍ». للترمذي. (1)
_________
(1) الترمذي (3142)، وقال: حديث حسن، وأحمد (2/ 354) , وضعفه الألباني في "ضعيف سنن الترمذي" (612).(4/203)
9980 - وعنه رفعهُ: «يحشرُ الناسُ يومَ القيامةِ على ثلاثِ طرائقَ؛ راغبينَ، وراهبينَ، واثنان على بعيرٍ، وثلاثةٌ على بعيرٍ، وأربعةٌ على بعيرٍ، وعشرةٌ على بعيرٍ، وتُحشرُ بقيتهُم النارُ، تُقيلُ معهم حيثُ قالُوا، وتبيتُ معهم حيثُ باتُوا، وتصبحُ معهم حيثُ أصبحُوا، وتُمسي معهم حيث أمسوا» للشيخين والنسائي. (1)
_________
(1) البخاري (6522)، ومسلم (2861)، والنسائي (4/ 115 ـ 116).(4/203)
9981 - وعنه رفعهُ: «يعرقُ الناسُ يومَ القيامةِ حتى يذهب في الأرضِ عرقهم سبعينَ ذراعًا، فإنهُ يلجمُهُم حتى يبلغ آذانهُم». للشيخين. (1)
_________
(1) البخاري (6532)، ومسلم (2863).(4/203)
9982 - ابنُ عمر وتلا: {أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ {4} لِيَوْمٍ عَظِيمٍ {5} يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [المطففين: 4 - 6].فقال: «يقومُ أحدُهم في رشحةٍ إلى أنصافِ أذنيهِ». للشيخين والترمذي. (1)
_________
(1) البخاري (6531)، ومسلم (2862)، والترمذي (3336).(4/203)
9983 - المقدادُ رفعهُ: «تدنى الشمسُ يومَ القيامةِ من الخلقِ حتى تكون منهم كمقداِر ميلٍ»، قالَ سليمُ بنُ
[ص:204] عامر: فوالله ما أدري ما يعني بالميلِ، أمسافة (1) الأرض أو الميلِ الذي تكحلُ به العينَ، قال: «فيكونُ الناسُ على قدر أعمالهم في العرق، فمنهم من يكون، ُ إلى كعبيه، ومنهم من يكونُ إلى ركبتيه، ومنهم من يكونُ إلى حقويه، ومنهم من يلجمُه العرق إلجامًا»، وأشار - صلى الله عليه وسلم - بيده إلى فيهِ. لمسلم والترمذي. (2)
_________
(1) في الأصل: أمسافل.
(2) مسلم (2864)، والترمذي (2421).(4/203)
9984 - وعنه رفعهُ: «يُحشرُ الناسُ ما بينَ السقطِ إلى الشيخِ الفاني أبناءَ ثلاثٍ وثلاثين. في خلقِ آدمَ، وحسنِ يوسفَ، وقلبِ أيوبَ، مكحلينَ ذوي أفانينَ». للكبير. (1)
_________
(1) الطبراني (20/ 256)، وقال الهيثمي (10/ 334): فيه يزيد بن سنان أبو فروة الرهاوي، وهو ضعيف وفيه توثيق لين.(4/204)
9985 - أبو هريرةَ رفعهُ: «يُحشرُ المتكبرونَ يومَ القيامةِ في صورِ الذرِ». للبزارِ بخفى. (1)
_________
(1) البزار كما في "كشف الأستار" (3430)، وقال الهيثمي (10/ 334): فيه من لم أعرفه.(4/204)
9986 - أبو سعيدٍ قيلَ: يا رسولَ الله يومُ كانَ مقدارُه خمسنَ ألفَ سنةٍ، فما أطولَ هذا اليومِ، فقالَ - صلى الله عليه وسلم -: «والذي نفسي بيدِه إنهُ ليخففُ على المؤمنِ حتَى يكونَ عليهِ أخفَّ مِن صلاةٍ مكتوبةٍ يصليها في الدنيا». لأحمد والموصلي. (1)
_________
(1) أحمد (3/ 75)، وأبو يعلى (2/ 527 / 1390) وضعفه الألباني في "ضعيف الترغيب" (2095).(4/204)
9987 - ولهُ عن أبي هريرة رفعهُ: «يومَ يقومُ الناسُ لربِّ العالمينَ مقدارُ نصفِ يوم من خمسينَ ألفَ سنةٍ، فيهوَّنُ ذلك على المؤمن، كتدلي الشمسِ للغروب إلى أن تغربَ». (1)
_________
(1) أبو يعلى (10/ 415 / 6025) وصححه الألباني في "صحيح الترغيب" (3589).(4/204)
9988 - ابن عباسٍ قال: من شكَّ أنَّ المحشرَ بالشام فليقرأ أولَ سورةِ الحشر:
{هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ} [الحشر: من الآية2] فقالَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «فهي أرضُ المحشرَ». للبزار بلين. (1)
_________
(1) البزار كما في "كشف الأستار" (3426)، وقال الهيثمي (10/ 343): فيه أبو سعد البقال، والغالب عليه الضعف(4/204)
9989 - جابرُ رفعهُ: «يبعثُ كلُّ عبدٍ على ما ماتَ عليه». لمسلم. (1)
_________
(1) مسلم (2878).(4/205)
9990 - أبو هريرة رفعهُ: «من كانت عندهُ مظلمةُ لأخيه من عرضهِ أو شيءٌ منه فليحلله منهُ اليوم قبلَ أن لا يكونَ دينارٌ ولا درهمٌ، إن كان لهُ عملٌ صالحٌ أخذ منه بقدرِ مظلمتهِ، وإن لم يكُن لهُ حسناتٌ أخذ من سيئاتِ صاحبهِ فحمل عليه» (1).
_________
(1) البخاري (2449).(4/205)
9991 - وعنه رفعهُ: «أتدرون ما المفلسُ؟» قالوا: المفلسُ فينا من لا درهم لهُ ولا متاعَ، قالَ: «إن المفلسَ من يأتي يوم القيامةِ بصلاةِ وصيامٍ وزكاةٍ، ويأتي وقد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيُعطي هذا من حسناته وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناتُهُ قبل أن يقضي ما عليه، أخذ من خطاياهُم فطُرحَت عليهِ، ثمَّ يطرحُ في النارِ» (1).
_________
(1) مسلم (2581)، والترمذي (2418).(4/205)
9992 - وعنه رفعهُ: «لتؤدنَّ الحقوق إلى أهلها يوم القيامة، حتى يقادَ للشاة الجلحاء من الشاة القرناءِ». هي لمسلم والترمذي. (1)
_________
(1) مسلم (2582) والترمذي (2420).(4/205)
9993 - وعنه قال: كُنا نسمعُ أنَّ الرجلَ يتعلَّقُ بالرجلِ يوم القيامةِ وهو لا يعرفهُ، فيقولُ لهُ: مالكُ إلىَّ، وما بيني وبينكَ معرفةٌ؟ فيقولُ: كنت تراني على الخطأ المنكرِ ولا تنهاني. لرزين.(4/205)
9994 - عائشةُ: كانت لا تسمعُ شيئًا لا تعرفهُ إلا راجعت فيه حتى تعرفهُ، وأنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: «من نُوقش الحساَب عذِّبَ»، فقلتُ: أليسَ يقولُ الله: {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ {7} فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً {8} وَيَنقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُوراً} [الانشقاق:7 - 9]. فقال: «إنما ذلك العرضُ وليسَ أحدٌ يحاسبُ يومَ القيامةِ إلا هلكَ» (1).
_________
(1) البخاري (103)، ومسلم (2876)، وأبو داود (3093) والترمذي (2426).(4/205)
9995 - وفي روايةٍ: «وليس أحدٌ يناقشُ الحسابَ يوم القيامةِ إلا عُذِّبَ» للشيخين وأبي داود والترمذي. (1)
_________
(1) البخاري (6537)، ومسلم (2876).(4/206)
9996 - ابنُ مسعودٍ رفعهُ: «أولُ ما يحاسبُ عليه العبدُ الصلاةَ، وأولُ ما يُقضى بين الناسِ في الدماءِ». للشيخين والترمذي والنسائي بلفظه. (1)
_________
(1) البخاري (6533)، ومسلم (1678)، والترمذي (1396)، والنسائي (7/ 83).(4/206)
9997 - وعنه رفعهُ: «لا تزولُ قدما ابن آدمَ يومَ القيامةِ من عند ربِّهِ حتى يُسألَ عن خمسٍ؛ عن عمرهِ فيما أفناهُ؟ وعن شبابهِ فيما أبلاهُ؟ وعن مالهِ من أين اكتسبه؟ وفيم أنفقه؟ وماذا عَمَلَ فيما عَلِمَ؟» (1).
_________
(1) الترمذي (2416)، وقال الألباني في "صحيح سنن الترمذي" (1969): حسن.(4/206)
9998 - أنس رفعهُ: «يُجاءُ بابن آدم يوم القيامةِ كأنَّهُ بذج، فيوقفُ بين يدي الله تعالى فيقولُ الله: أعطيتكَ، وخولتكَ، وأنعمتُ عليك، فماذا صنعتَ؟ يقولُ: يا رب جمعتهُ وثمرتُه وتركتُهُ أكثرَ ما كانَ، فارجعني آتك به، فيقولُ لهُ: أرني ما قدمت، فيقولُ: يا رب جمعتُه وثمرَّتُه وتركتُه أكثر ما كانَ، فارجعني آتك به، فإذا عبدُ لم يُقدِّم خيرًا، فيمضى به إلى النارِ». هما للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (2427) وقال: فيه إسماعيل بن مسلم يضعف في الحديث من قبل حفظه.(4/206)
9999 - أبو هريرة رفعهُ: «يلقى العبدُ ربَّهُ فيقولُ أي قل: ألم أكرمك وأُسوِّدك وأزوجك، وأسخر لك الخيل والإِبل، وأذرك ترأسُ وتربعُ؟ فيقولُ: بلى يا رب، فيقولُ: قد ظننتَ أنك ملاقيَّ؟ فيقولُ: لا، فيقولُ: فإني أنساكَ كما نسيتني، ثم يلقى الثاني فذكر مثله، ثم يلقى الثالث فذكر مثلهُ، إلى أن قال: أظننت أنك ملاقىَّ؟ فيقولُ: أي ربِّ، آمنتُ بكَ،
[ص:207] وبكتابكَ، وبرُسلك، وصليتُ، وصمتُ، وتصدقتُ، ويثني بخير ما استطاعَ، فيقولُ: هاهنا، إذا، ثم يقولُ: الآن نبعثُ شاهدًا عليك، فيتفكرُ في نفسهِ من ذا الذي يشهدُ عليه؟ فيختمُ على فيهِ، ويقالُ لفخذه: انطق، فتنطقُ فخذهُ ولحمُهُ وعظامهُ بعملهِ، وذلك ليعذر من نفسه وذلك المنافقُ، وذلك الذي سخط الله عليهِ». لمسلمٍ مطولاً. (1)
_________
(1) مسلم (2968).(4/206)
10000 - أبو سعيد قلنا: يا رسول الله! هل نرى ربنا يوم القيامةِ؟ قال: «نعم، فهلْ تضارونَ في رؤيةِ الشمسِ بالظهيرةِ صحوًا ليس معها سحابٌ وهل تضارون في رؤيةِ القمر ليلة البدرِ صحوًا ليس فيها سحابٌ؟ قالوا: لا يا رسولَ الله، قالَ: «فما تضارونَ في رؤيةِ الله يوم القيامةِ إلاَّ كما تضارونَ في رؤيةِ أحدهما، إذا كان يوم القيامةِ، أذن مؤذنٌ لتتبع كلُ أمةٍ ما كانت تعبدُ، فلا يبقى أحدٌ كان يعبدُ غير الله من الأصنام والأنصاب إلا يتساقطونَ في النارِ، حتى إذا لم يبقَ إلا من كان يعبدُ الله من برٍّ وفاجرٍ، وغيرُ أهل الكتابِ، فيدعى اليهودُ فيقالُ لهم: ما كنتم تعبدونَ؟ قالوا: نعبد عزيرًا ابن الله، فيقالُ كذبتم، ما اتخذ الله من صاحبةٍ ولا ولدٍ، فما تبغونَ؟ قالوا: عطشنا يا رب فاسقنا، فيشارُ إليهم ألا تردون؟ فيحشرونَ إلى النارِ كأنها سرابٌ يحطمُ بعضها بعضًا، فيتساقطونَ في النارِ، ثم تدعى النصارى فيقالُ لهم: ما كنتم تعبدونَ؟ قالوا: كنا نعبدُ المسيحَ ابن الله، فيقالُ لهم: كذبتم، ما اتخذ الله من صاحبةٍ ولا ولدٍ، فماذا تبغونَ؟ فيقولون: عطشنا يا ربنا فاسقنا، فيشارُ إليهم ألا تردونَ؟ فيحشرونَ إلى جهنم كأنها سرابٌ يحطمُ بعضُها بعضًا، فيتساقطونَ في النارِ، حتى إذا لم يبق إلا من كان يعبدُ الله من بر وفاجرٍ، أتاهم الله في أدنى صورةٍ من اتي رأوهُ فيها، قال: فما تنتظرونَ؟ تتبع كلُ أمةٍ ما كانت تعبدُ، قالوا: يا ربنا فارقنا الناس في الدنيا أفقرَ ما كنَّا إليهم ولم نصاحبهُم، فيقولُ: أنا ربكم، فيقولونَ: نعوذُ بالله منكَ لا نشركُ بالله شيئًا مرتين أو
[ص:208] ثلاثًا، حتى إنَّ بعضهمُ ليكادُ أن ينقلب، فيقولُ هل بينكم وبينهُ آيةٌ فتعرفونهُ بها؟ فيقولون: نعم، فيكشفُ عن ساقٍ فلا يبقى من كان يسجدُ لله من تلقاء نفسه إلاَّ أذن الله له بالسجود، ولا يبقى من كان يسجدُ اتقاءً ورياءً إلاَّ جعل الله ظهرهُ طبقةً واحدةً، كلمَّا أراد أن
يسجدَ خرَّ على قفاهُ، ثم يرفعون رءوسهم، وقد تحول في صورته التي رأوهُ فيها أول مرةٍ، فيقولُ: أنا ربكمْ؟ فيقولون: أنتَ ربنا، ثمَّ يضربُ الجسرُ على جهنمَ، وتحلُّ الشفاعةُ ويقولونَ: اللهمَّ سلمَّ سلمْ» قيل: يا رسولَ الله! وما الجسرُ؟ قال: «دحضٌ مزلةً، فيه خطاطيفُ وكلاليب وحسكةٌ تكونُ بنجدٍ فيها شويكةٌ، يقالُ لها: السعدانُ، فيمرُّ المؤمنونَ كطرفِ العينِ، وكالبرقِ، وكالريحِ وكالطيرِ، وكأجاويدِ الخيلِ والركابِ، فناجٍ مسلمٌ ومخدوشٌ مرسلٌ، ومكدوسٌ في نارِ جهنمَ، حتى إذا خلصَ المؤمنون من النارِ، فوالذي نفسي بيده ما من أحدٍ منكم بأشدَّ مناشدةً لله في استقصاءِ الحق منَ المؤمنين لله يومَ القيامةِ لإِخوانهمُ الذين في النارِ، فيقولونَ: ربنا كانوا يصومونَ معنا ويصلونَ ويحجونَ، فيقالُ لهم: أخرجوا من عرفتم فتحرمُ صورهم على النارِ فيخرجونَ خلقًا كثيرًا قد أخذت النارُ إلى نصفِ ساقهِ وإلى ركبتيهِ، ثمَّ يقولونَ: ربنا ما بقي فيها أحدٌ ممن أمرتنا بهِ، فيقولُ: ارجعوا فمن وجدتم في قلبهِ مثقال دينارٍ من خيرٍ فأخرجوهُ، فيخرجونَ خلقًا كثيرًا، ثم يقولونَ: ربنا لم نذر فيها أحدًا ممن أمرتنا، ثم يقولُ: ارجعوا فمن وجدتم في قلبه مثقالا نصف دينارٍ من خيرٍ فأخرجوهُ، فيخرجُون خلقًا كثيرًا، ثمَّ يقولونَ: ربنا لم نذر فيها ممن أمرتنا أحدًا، ثم يقولُ: ارجعوا فمن وجدتم في قلبه مثقالَ ذرةٍ من خيرٍ فأخرجوهُ فيخرجونَ خلقًا كثيرًا، ثمَّ يقولونَ: ربنا لم نذر فيها خيرًا، وكان أبو سعيدٍ يقولُ: إن لم تصدقوني بهذا الحديث فاقرءوا إن شئتم: {إِنَّ الله لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً} [النساء:40] فيقولُ الله تعالى: شفعتْ الملائكةُ، وشفعَ النبيونَ، وشفعَ المؤمنونَ، ولم يبقَ إلا أرحمُ الراحمين، فيقبضُ قبضةً من النارِ، فيخرجُ منها قومًا لم يعملُوا خيرًا قط قد
عادوا حممًا، فيلقيهم في نهرٍ في أفواه الجنةِ، يقالُ له نهرُ الحياةِ، فيخرجون كما تخرجُ الحبةُ في حميلِ السيلِ، ألا ترونها تكونُ إلى الحجرِ أو إلى الشجرِ ما يكونُ إلى الشمسِ أصيفرٌ وأخيضرٌ، وما يكونُ منها إلى
[ص:209] الظلِ يكونُ أبيضٌ».
فقالوا: يا رسولَ الله! كأنك كنت ترعى بالباديةِ، قال: «فيخرجونَ كاللؤلؤ في رقابهم الخواتيمُ يعرفهم أهلُ الجنةِ، هؤلاء عتقاء الله الذين أدخلهم الجنة بغير عملٍ عملوهُ ولا خيرٍ قدموهُ، ثم يقولُ: ادخلوا الجنةَ فما رأيتموهُ فهو لكم، فيقولونَ: ربنا أعطيتنا ما لم تعط أحدًا من العالمينَ، فيقولُ لكم عندي أفضلُ من هذا فيقولون: يا ربناَ! أيُّ شيءٍ أفضل من هذا؟ فيقولُ: رضائي، فلا أسخطُ عليكم بعدهُ أبدًا». (1)
_________
(1) البخاري (4581)، ومسلم (183).(4/207)
10001 - وفي روايةٍ: قال أبو سعيدٍ: بلغني أنَّ الجسر أدقُ من الشعرِ وأحدُّ من السيفِ. للشيخين والنسائي. (1)
_________
(1) مسلم (183) في حديث طويل.(4/209)
10002 - ولمسلم عن جابر: قال: «فيقولُ: من تنتظرونَ؟ فيقولونَ ننتظرُ ربنا، فيقولُ: أنا ربكم، فيقولونَ: حتى ننظر إليك، فيتجلَّى لهم يضحكُ، فينطلقُ بهم ويتبعونهُ، ويعطي كل إنسانٍ منهم منافقٌ أو مؤمنٌ نورًا، ثم يتبعونهُ وعلى جسر جهنم كلاليبُ وحسكٌ تأخذُ من شاء الله، ثم يُطفأ نورُ المنافقين، ثم ينجو المؤمنونَ، فتنجو أولُ زمرةٍ وجوههم كالقمرِ ليلة البدرِ، سبعون ألفًا لا يُحاسبونَ، ثم الذين يلونهم كأضوءِ نجم في السماءِ، ثم كذلك، ثم تحلُّ الشفاعة ويشفَّعونَ حتى يخرجَ من النارِ من قال: لا إله إلاَّ الله، وكان في قلبهِ من الخيرِ ما يزنُ شعيرة، فيُجعلون بفناءِ الجنةِ، ويجعلُ أهلُ الجنةِ يرشونَ عليهمُ الماء، حتى ينبتُوا نباتَ الشيء في السيلِ، ويذهبُ حراقهُ، ثم يسألُ حتى تُجعلَ له الدنيا وعشرةُ أمثالها». لمسلم مطولاً. (1)
_________
(1) مسلم (191).(4/209)
10003 - ابن عمر رفعهُ: «في النجوى يدنو
[ص:210] المؤمنُ من ربهِ حتى يضعَ عليه كنفهُ، فيقررهُ بذنوبهِ تعرف ذنب كذا؟ فيقولُ: أعرفُ ربِّ، أعرف ربِّ مرتين، فيقولُ سترتُها عليك في الدنيا وأغفرها لك اليومَ، ثم تُطوى صحيفةُ حسابهِ، وأما الآخرون أي الكفارُ والمنافقونَ، فينادى على رءوسِ الخلائقِ هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنةُ الله على الظالمين». للشيخين. (1)
_________
(1) البخاري (2441)، ومسلم (2768).(4/209)
10004 - عائشة: أنَّ رجلاً قال: يا رسولَ الله: إنَّ لي مملوكينِ يكذبونني ويخونونني ويعصونني، وأشتمهُمْ وأشربهُم، فكيف أنا منهم؟ فقالَ النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إذا كانَ يوم القيامةِ يحسبُ ما خانوكَ وعصوكَ وكذبوكَ وعقابكَ إياهم، فإن كان عقابُك إياهم بقدر ذنوبهم كان كفافًا، لا لك ولا عليكَ، وإن كان عقابك إياهم دون ذنوبهم، كان فضلاً لك، وإن كان عقابُك إياهم فوق ذنوبهم، اقتصَّ لهم منكَ الفضل»، فتنحى الرجلُ وجعل يهتفُ ويبكي، فقال لهُ - صلى الله عليه وسلم -: «أما تقرأ قول الله تعالى: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ} [الأنبياء: الآية47]؟ (1) وقال الرجل: يا رسول الله، ما أجد لي ولهؤلاء شيئًا خيرًا من مفارقتهم، أشهدك أنهم كلهم أحرار. للترمذي.
_________
(1) الترمذي (3165)، وصحح الألباني إسناده في "صحيح سنن الترمذي" (2531).(4/210)
10005 - أنس: كنا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فضحك فقال: «هل تدرون مما أضحك؟» قالوا: الله ورسوله أعلم قال: «من مخاطبة العبد ربه فيقول: يارب ألم تجرني من الظلم؟ قال: يقول: بلى، قال: فإني لا أجيز اليوم على نفسي إلا شاهدًا منِّي، فيقولُ: كفى بنفسكَ اليومَ عليكَ شهيدًا، والكرامِ الكاتبينَ شُهودًا، فيختمُ على فيهِ، ويقولُ: لأركانهِ انطقي، فتنطقُ بأعمالهِ، ثم يخلَّى بينهُ وبين الكلامِ، فيقولُ: بعدًا لكنَّ وسحقًا، فعنكنَّ كنتُ أناضلُ». لمسلمٍ. (1)
_________
(1) مسلم (2969).(4/210)
10006 - أنس رفعهُ: «الظلمُ ثلاثةٌ: فظلمٌ لا يغفرهُ الله، وظلمٌ يغفرهُ الله، وظلمٌ لا يتركهُ الله، فأما الظلمُ الذي لا يغفرهُ الله، فالشركُ، إنَّ الشركَ لظلمٌ عظيمٌ، وأما الظلمُ الذي يغفرهُ الله، فظلمُ العبادِ لأنفسهم فيما بينهم وبين ربهم،
[ص:211] وأما الظلمُ الذي لا يتركُهُ الله: فظلم العبادِ بعضهم بعضًا حتى يدينَ لبعضهم من بعضٍ». للبزار وفيه أحمدُ بنُ مالكٍ القشيري (1).
_________
(1) البزار كما في "كشف الأستار" (3439) وقال الهيثمي (10/ 348): البزار عن شيخه أحمد بن مالك القشيري ولم أعرفه وبقية رجاله قد وثقوا على ضعفهم. وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3961).(4/210)
10007 - عقبة بن عامرَ رفعهُ: «أولُ خصمينِ يوم القيامةِ جارانِ». لأحمدَ (1).
_________
(1) أحمد (4/ 151) وقال الهيثمي (10/ 349): أحمد بإسناد حسن. وحسنه الألباني في "صحيح الجامع" (2563).(4/211)
10008 - أنس رفعه: «إذا التقى الخلائقُ يوم القيامةِ فأدخلَ أهلُ الجنةِ الجنةَ وأهلُ النار النارُ، نادى منادٍ: يا أهل الجمعِ تتاركُوا المظالم بينكم وثوابكم عليَّ». للأوسط بلينٍ. (1)
_________
(1) الطبراني في "الأوسط" (5/ 222/5144)، وقال الهيثمي (10/ 356): فيه الحكم بن سنان أبو عون قال أبو حاتم عنده وهم كثير. وليس بالقوي.(4/211)
10009 - أبو ذر رفعهُ: «إني لأعلمُ آخرَ أهلِ الجنةِ دخولاً الجنةَ، وآخرَ أهلَِ النارِ خروجًا منها، رجلٌ يؤتى به يومَ القيامة فيقالُ: اعرضُوا عليهِ صغارَ ذنوبه وارفعُوا عنه كبارها، فيعرضُ عليه صغارها، فيقالُ له: عملتَ يوم كذا وكذا، كذا وكذا، وعملتَ يوم كذا وكذا، كذا وكذا؟ فيقولُ: نعم، لا يستطيعُ أن ينكرَ، وهو مشفقٌ من كبارِ ذنوبهِ أن تعرضَ عليهِ، فيقالُ لهُ: فإنَّ لك مكان كل سيئةٍ حسنةً، فيقولُ: ربِّ قد عملتُ أشياءَ لا أراها هاهنا، قال: فلقد رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - ضحكَ حتى بدت نواجذُهُ». لمسلمٍ والترمذي. (1)
_________
(1) مسلم (190)، والترمذي (2596)(4/211)
10010 - ابن مسعود قالَ رجلٌ: يا رسولَ الله! أنؤاخذُ بما عملنا في الجاهليةِ؟ قال: «من أحسنَ في الإسلامِ لم يؤاخذ بما عمل في الجاهليةِ، ومن أساء في الإسلامِ أخذ بالأولِ والآخرِ». للشيخين. (1)
_________
(1) البخاري (6921)، ومسلم (120).(4/211)
10011 - أبو ذر قلتُ: يا رسولَ الله! ما آنيةُ الحوضِ؟ قالَ: «والذي نفسي بيده لآنيتُهُ أكثرُ من عدد نجومِ السماءِ وكواكبها في الليلةِ المظلمةِ المصحيةِ، آنيةُ الجنةِ من شربَ منها لم يظمأ، آخرُ ما عليه يشخبُ، فيه ميزابانِ من
[ص:212] الجنةِ، من شربَ منهُ لم يظمأ، عرضُهُ مثلُ طولِهِ، ما بين عمانَ إلى أيلةَ، وماؤهُ أشدُّ بياضًا من اللبن وأحلى من العسلِ». للترمذي ومسلمٍ بلفظه. (1)
_________
(1) مسلم (2300)، والترمذي (2445).(4/211)
10012 - ولهما وللبخاري عن أنسَ رفعهُ: «ما بينَ ناحيتيّ حوضي كما بين صنعاءَ والمدينةِ». (1)
_________
(1) مسلم (2303/ 41).(4/212)
10013 - وفي رواية: «ما بين المدينةِ وعمانَ». (1)
_________
(1) مسلم (2303/ 42).(4/212)
10014 - وفي أخرى: «كما بين أيلةَ وصنعاءَ اليمنِ». (1)
_________
(1) البخاري (6580)، ومسلم (2303/ 39).(4/212)
10015 - وفي أخري: «ترى فيه أباريقَ الذهبِ والفضةِ كعددِ نجومِ السماءِ». (1)
_________
(1) مسلم (2303).(4/212)
10016 - وللشيخين عن ابن عمرو بن العاص: «حوضي مسيرةُ شهرٍ». (1)
_________
(1) البخاري (6579)، ومسلم (2292).(4/212)
10017 - أبو طالوت أنَّ أبا برزة الأسلميَّ دخلَ على عبدِ الله بن زياد، فلمَّا رآه قال: إنَّ محمديكم هذا، الدحداحُ، ففهمها الشيخُ، فقال: ما كنتُ أحسبُ أن أبقي في يومٍ يعيرونني بصحبةِ محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -، فقال لهُ عبيدُ الله: إنَّ صحبةَ محمدٍ لكم زينٌ غير شينٍ، قال: إنما بعثتُ إليكَ لأسألك عن الحوضِ، هل سمعتَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يذكرُ فيهِ شيئًا؟ قال أبو برزة: نعم، لا مرةً ولا مرتين ولا ثلاثًا ولا أربعًا ولا خمسًا، فمن كذبَ به فلا سقاهُ الله منهُ، ثمَّ خرجَ مغضبًا. لأبي داودَ (1).
_________
(1) أبو داود (4749) صححه الألباني (3975).(4/212)
10018 - سمرة رفعه: «إنَّ لكلٍ نبيٍّ حوضًا تردهُ أمتهُ، وإنهم يتباهون أيهم أكثرُ واردةً، وإني لأرجو أن أكون أنا أكثرهم واردةً». للترمذي. (1)
_________
(1) الترمذي (2443)، قال: حديث غريب وصححه الألباني (1988).(4/213)
10019 - ابن عمرو بن العاصِ: أنه سألَ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - هل بينَ الجنةِ والنارِ منزل؟ قال: «بينهما حوضي، شرفاتُهُ على الجنةِ، وتضربُ شرفاتهُ على النارِ». للكبير مطولاً بخفى. (1)
_________
(1) ذكره الهيثمي (10/ 337) وقال: الطبراني وفيه هشام بن بلال ولم أعرفه، وبقية رجاله وثقوا.(4/213)
10020 - أبو هريرة وجابرٌ رفعاه: «عليُّ بنُ أبي طالبٍ صاحبُ حوضي يومَ القيامةِ». للأوسط بلين. (1)
_________
(1) "الأوسط" (1/ 67 / 188). قال الهيثمي (10/ 367): فيه ضعفاء وثقوا.(4/213)
10021 - أنس رفعهُ: «ليردنَّ عليَّ الحوضَ رجالٌ، حتى إذا رفعوا إليَّ اختلجُوا دوني فلأقولنَّ أيَّ رب أصيحابي أصيحابي، فليقولنَّ لي: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك» (1).
_________
(1) البخاري (6582)، ومسلم (2304).(4/213)
10022 - وفي روايةٍ: «فأقولُ: سحقًا لمنْ بدَّل بعدي». (1)
_________
(1) البخاري (6584)، ومسلم (2291).(4/213)
10023 - أبو هريرةَ رفعهُ: «يردُ عليَّ يوم القيامةِ رهطٌ من أصحابي فيحلونَ عن الحوضِ، فأقولُ: يا ربِّ أصحابي، فيقولُ: إنَّهُ لا علم لك بما أحدثُوا بعدك، إنهمُ ارتدُّوا على أدبارهم القهقرى» (1).
_________
(1) البخاري (6585).(4/213)
10024 - وفي رواية: «ترد عليَّ أمتي الحوضَ وأنا أذودُ الناسَ عنهُ كما يذودُ الرجلُ إبل الرجلِ عنه إبلهِ، قالوا: يا نبيَّ الله تعرفنا؟ قال: نعم، لكم سيمًا ليستْ لأحدٍ غيركم، تردونَ عليَّ غرًا محجَّلينَ من آثار الوضُوءِ ولتُصدنَّ عني طائفةٌ منكم فلا يصلُون، فأقولُ: يا ربِّ هؤلاء من أصحابي، فيجيبُني ملكٌ فيقولُ: وهل تدري ما أحدثُوا بعدك». هما للشيخين. (1)
_________
(1) مسلم (247).(4/213)
10025 - أنس: سألتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - أن يشفعَ لي يومَ القيامة، قال: «أنا فاعلٌ إن شاءَ الله» قلتُ: فأين أطلبك؟ قال: «أولُ ما تطلبي على الصراط»، قلتُ: فإن لم ألقك على الصراطِ؟ قال: «فاطلبني عند الميزان»، قلتُ: فإن لم ألقك عند الميزان؟ قال: «فاطلبني عند الحوضِ، فإني لا أخطي هذه الثلاثة مواطن». (1)
_________
(1) الترمذي (2433) قال: حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي (1981).(4/214)
10026 - المغيرةُ رفعهُ: «شعارُ المؤمنين على الصراطِ يومَ القيامةِ: ربِّ سلم سلم». هما للترمذي. (1)
_________
(1) الترمذي (2432)، وقال: حديث غريب من حديث المغيرة بن شعبة وقال الألباني في ضعيف سنن الترمذي (429): ضعيف.(4/214)
10027 - يعلى بن منية رفعهُ: «تقولُ النارُ للمؤمن يوم القيامةِ: جز يا مؤمنُ فقد أطفأ نورك لهبي». للكبير بضعفٍ. (1)
_________
(1) الطبراني (22/ 258) وقال الهيثمي (10/ 360) وفيه سليم بن منصور بن عمار وهو ضعيف. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2474).(4/214)
10028 - عائشة قالتُ: ذكرتُ النارَ فبكيتُ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «ما يبكيكَ؟» قلت: ذكرتُ النارَ فبكيتُ، فهل تذكرون أهليكُم يومَ القيامة؟ فقال: «أما في ثلاثة مواطنَ فلا يذكرُ أحدٌ أحدًا. عند الميزانِ حتى يعلم أيخفُّ ميزانهُ أم يثقلُ، وعند تطايرِ الصحفِ حتى يعلم أين يقعُ كتابهُ في يمينهِ أم في شمالهِ أم من وراء ظهرهِ، وعند الصراطِ إذا وضع بين ظهراني جهنمَ حتى يجوزَ». لأبي داود. (1)
_________
(1) أبو داود (4755) وقال الحافظ في "هداية الدواء": أبو داود في السنة من رواية الحسن البصري عن عائشة وهو منقطع وضعفه الألباني في "ضعيف سنن أبي داود" (1018).(4/214)
10029 - أنس: «لكل نبيٍّ دعوةٌ قد دعاها لأمتهِ، وإنّي اختبأتُ دعوتي شفاعةً لأمتي يوم القيامةِ» (1).
_________
(1) البخاري (6305)، ومسلم (200).(4/214)
10030 - وفي رواية: «أنا أولُ الناسِ يشفعُ في الجنةِ، وأنا أكثرُ الأنبياء تبعًا يومَ القيامةِ، وأنا أولُ من يقرعُ باب الجنةِ». للشيخين. (1)
_________
(1) مسلم (196).(4/214)
10031 - جابر رفعهُ: «شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي». للترمذي.
وقال جابر: من لم يكن من أهلِ الكبائر فمالهُ وللشفاعةِ. (1)
_________
(1) الترمذي (2436)، وقال: حديث حسن غريب، وابن ماجه (4310)، وصححه الألباني في "صحيح سنن الترمذي" (1983).(4/215)
10032 - أنس قالَ معبدُ بنُ هلالِ العنزي: انطلقنا إلى أنسٍ وتشفعنا بثابتٍ فانتهينا إليه وهو يصلِّي الضحى، فاستأذن لنا ثابتٌ، فدخلنا عليه وأجلس ثابتًا معهُ على سريرهِ، فقال له: يا أبا حمزةَ! إنَّ إخوانكَ من أهلِ البصرة يسألونك أن تحدثهم حديث الشفاعة، فقال: حدثنا محمدٌ - صلى الله عليه وسلم - قال: «إذا كان يوم القيامةِ ماج الناسُ بعضهم إلى بعضٍ فيأتونَ آدمَ فيقولونَ: اشفع لذريتكَ، فيقولُ: لستُ لها، ولكن عليكُم بإبراهيم، فإنهُ خليلٌ لله، فيأتونَ إبراهيم فيقولُ: لستُ لها ولكن عليكم بموسى، فإنَّه كليمُ الله، فيؤتى موسى فيقولُ: لستُ لها ولكن عليكُم بعيسى، فإنَّهُ روحُ الله وكلمتُهُ، فيؤتى عيسى فيقولُ: لستُ لها ولكن عليكم بمحمدٍ - صلى الله عليه وسلم -، فأُوتى فأقولُ: أنا لها، فأنطلقُ فاستأذنُ على ربي فيؤذنُ لي، فأقومُ بين يديهِ فأحمدُهُ بمحامد لا أقدرُ عليها الآنَ يلهمنيهِا الله، ثم أخرُّ لربنا ساجدًا فيقولُ: يا محمدٌ: ارفع رأسك وقل يسمع لك، وسل تعطهُ واشفع تشفَّع، فأقولُ: يا ربِّ أمتي أمتي، فيقالُ: انطلق فمن كان في قلبهِ مثقالُ حبةٍ من برة أو شعيرة من إيمانٍ فأخرجه منها، فأنطلقُ فأفعل، ثم أعودُ إلى ربي فأحمدُهُ بتلك المحامد، ثم أخرَّ لهُ ساجدًا، فيقالُ لي: يا محمدٌ ارفع رأسك وقل يسمع لك وسل تعطه واشفع تشفع، فأقولُ: يا ربِّ أمتي أمتي، فيقالُ لي: انطلق فمن كان في قلبه مثقالِ حبةٍ من خردلٍ من إيمانٍ فأخرجهُ من النارِ، فأنطلقُ فأفعلُ» هذا حديث أنسٍ
[ص:216] الذي أنبأنا بهِ، فخرجنا من عنده فلمَّا كنا بظهرِ الجبانِ قلنا: لو ملنا إلى الحسنِ فسلمنا عليه وهو مستخفٍ في دار أبي خليفة، قال: فدخلنا عليه فسلمنا عليه، فقلنا يا أبا سعيدٍ، جئنا من عند أخيك أبي حمزةَ فلم نسمع بمثلِ حديثٍ حدثناهُ في الشفاعةِ، قال: هيهُ، فحدثناهُ الحديث، فقال: هيهُ، قلنا ما زادنا، قال: قد حدثنا به منذ عشرينَ سنةٍ وهو يومئذٍ
جميعٌ، ولقد تركَ شيئًا لا أدري أنسى أنسى الشيخُ أو كرهَ أن يحدثكُم فتتكلُوا، قلنا لهُ: حدثنا، فضحك، وقال: خلقَ الإِنسانُ من عجلٍ ما ذكرتُ لكم هذا إلاَّ وأنا أريدُ أن أحدثكمُوهُ، قال: «ثم أرجعُ إلى ربي في الرابعةِ فأحمدهُ بتلك المحامد ثم أخرَّ له ساجدًا، فيقالُ لي: يا محمدٌ ارفع رأسكَ، وقل: يسمع لك، وسل تُعطهُ، واشفع تشفَّع، فأقولُ: يا ربِّ! ائذن لي فيمن قال: لا إله إلاَّ الله، قال: فليس ذلك إليك ولكن وعزتي، وكبريائي، وعظمتي وجبريائي لأخرجنَّ منها من قالَ: لا إله إلاَّ الله». للشيخينِ. (1)
_________
(1) البخاري (7510)، ومسلم (193).(4/215)
10033 - وللدارمي عن عقبةَ بن عامرٍ نحوه وفيه: «فيأتُون عيسى فيقولُ أدلكُم على النبيِّ الأميِّ، فيأتون فيأذنُ الله لي أن أقوم إليهِ، فيثورُ مجلسي أطيب ريحٍ شمها أحدٌ قط حتى آتي ربي فيشفعني، ويجعلُ لي نورًا من شعر رأسي إلى ظفر قدمي، فيقولُ الكافرونَ عند ذلك لإِبليس: قد وجد المؤمنونَ من يشفعُ لهم، فقم أنتَ فاشفع لنا إلى ربكَ فإنك أنت أضللتنا، قالَ: فيقومُ فيثورُ مجلسهُ أنتنَ ريحٍ شمها أحدٌ قط ثم يعظمُ لجهنم، فيقولُ عند ذلك {وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ الله وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [ابراهيم: الآية22] الآية. (1)
_________
(1) الدارمي (2804) وقال الهيثمي (10/ 376): وفيه عبد الرحمن بن زياد بن أنعم وهو ضعيف.(4/216)
10034 - أبو هريرة كنا مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - في دعوةٍ فرفعَ إليهِ الذراعُ، وكان يعجبُهُ، فنهسَ منها نهسةً وقالَ: «أنا سيدُ الناسِ يومَ القيامةِ هل تدرون مما ذاكَ؟ يجمعُ الله الأولين والآخرينَ في صعيدٍ واحدٍ، فيبصرُهُم الناظرُ ويسمعهُم
[ص:217] الداعي، وتدُنو منهم الشمسُ، فيبلغُ الناسُ من الغمِّ والكربِ ما لا يطيقونَ ولا يتحملونَ، فيقولُ الناسُ ألا ترونَ إلى ما أنتم فيهِ وإلى ما بلغكُم، ألا تنظرونَ من يشفعُ لكم إلى ربكُم؟ فيقولُ بعضُ الناسِ لبعضٍ: أبوكُم آدم، فيأتونهُ فيقولون يا آدمُ أنتَ أبو البشرِ، خلقكَ الله بيدِهِ، ونفخَ فيكَ من روحهِ، وأمرَ الملائكةَ فسجدُوا لك، وأسكنكَ الجنة، ألا تشفعُ لنا إلى ربكَ، ألا ترى ما نحن فيه؟! وما بلغنا؟ فقال: إنَ ربي غضبَ اليوم غضبًا لم يغضب قبلهُ مثلهُ، ولا يغضبُ بعدهُ مثلهُ، وإنَّهُ نهاني عن الشجرةِ فعصيتُ، نفسي نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري، اذهبُوا إلى نوحٍ، فيأتُون نوحًا فيقولونَ: يا نوحٌ أنت أولُ الرسل إلى أهلِ الأرضِ، وقد سماك الله عبدًا شكورًا، ألا ترى ما نحنُ فيهِ؟ ألا ترى ما بلغنا؟ ألا تشفعُ لنا إلى ربكَ؟ فيقولُ: إنَّ ربي غضب اليومَ غضبًا لم يغضبٍْ قبلهُ مثلهُ، ولن يغضبَ بعدهُ مثلهُ، وإنَّهُ قد كانت لي دعوةٌ دعوتُ بها على قومي، نفسي نفسي نفسي، اذهبُوا إلى غيري اذهبُوا إلى إبراهيم، فيأتونَ إلى إبراهيم، فيقولُون: أنت نبيُّ الله وخليلهُ من أهلِ الأرضِ، اشفع لنا إلى ربكَ، ألا ترى إلى ما نحنُ فيهِ؟ فيقولُ لهم: إنَّ ربي قد غضبَ اليومَ غضبًا لم يغضب قبلهُ مثلهُ، ولن يغضبَ بعدهُ مثلهُ، وإني كنتُ كذبتُ ثلاثَ كذباتٍ فذكرها، نفسي، نفسي، نفسي، اذهبُوا إلى غيري، اذهبُوا إلى موسى، فيأتونَ موسى فيقولونَ: أنتَ رسولُ الله، فضَّلك الله برسالاتهِ وبكلامهِ على الناسِ، اشفع لنا إلى ربك ألا ترى إلى ما نحنُ فيهِ؟ فيقولُ: إنَّ ربي قد غضبَ اليومَ غضبًا لم
يغضب قبله مثلهُ، ولن يغضب بعدهُ مثلهُ، وإني قد قتلتُ نفسًا لم أؤمر بقتلها، نفسي، نفسي، نفسي اذهبوا إلى غيري اذهبُوا إلى عيسىَ، فيأتون عيسى، فيقولون: يا عيسى! أنت رسولُ الله وكلمتُهُ ألقاها إلى مريم، وروحُ منهُ، وكلمَّت الناسَ في المهد، اشفع لنا إلى ربكَ، ألا ترى ما نحنُ فيهِ؟
فيقولُ عيسى: إنَّ ربي قد غضبَ اليومَ غضبًا لم يغضبْ قبلهُ مثلهُ، ولن يغضب بعده مثلهُ، ولم يذكر ذنبًا، نفسي، نفسي، نفسي، اذهبُوا إلى غيري، اذهبُوا إلى محمدٍ، فيأتُون فيقولون: يا محمدٌ أنت رسولُ الله وخاتم النبيينَ، وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخرَ، اشفع لنا إلى ربكَ، ألا ترى
[ص:218] إلى ما نحن فيه؟ فأنطلقُ فآتى تحت العرش فأخرُّ ساجدًا لربي، ثم يفتحُ الله عليَّ من محامدِهِ وحسنِ الثناءِ عليه شيئًا لم يفتحهُ الله على أحدٍ قبلي، ثمَّ يقالُ: يا محمدٌ!
ارفع رأسك، سل تعط، واشفع تشفَّع، فأرفعُ رأسي فأقولُ: أمتي يا ربِّ، أمتي يا ربِّ، أمتي يا ربِّ، فيقالُ: يا محمدٌ! أدخلْ من أمتكَ من لا حسابَ عليهم من البابِ الأيمنِ من أبوابِ الجنةِ، وهم شركاءُ الناسِ فيما سوى ذلك من الأبواب، ثمَّ قالُ: والذي نفسي بيده إنَّ ما بين المصراعين من مصاريع الجنةِ كما بين مكةَ وهجرٍ، أو كما بين مكةَ وبصرى». (1)
_________
(1) البخاري (4712)، ومسلم (194)، والترمذي (2434).(4/216)
10035 - وللبخاري «كما بين مكة وحميرَ». (1)
_________
(1) البخاري (4712).(4/218)
10036 - وفي روايةٍ: «يجمع الله تعالى الناسَ فيقومُ المؤمنونَ حتى تزلف لهمُ الجنةُ، فيأتُونَ آدم فيقولونَ: يا أبانا استفتح لنا الجنةَ، فيقولُ: وهل أخرجكُم من الجنةِ إلا خطيئة أبيكُم، لستُ بصاحبِ ذلك، اذهبُوا إلى ابني إبراهيم خليل الله، فيقولُ إبراهيمُ: لستُ بصاحبِ ذلك، إنما كنتُ خليلاً من وراء وراءَ، اعمدُوا إلى موسى ... » بنحوه.
فيه: «وترسلُ الأمانةُ والرحمُ فيقومان جنبتي الصراطِ يمينًا وشمالاً، فيمرُّ أولكُم كالبرقِ»، قلتُ: بأبي وأمي، أيُّ شيءٍ كالبرقِ؟ قال: «ألم تروا إلى البرقِ؟ كيف يمرُّ ويرجعُ في طرفةِ عينٍ، ثم كمرِّ الريح، ثم كمرِّ الطيرِ، وشدِّ الرجالِ تجري بهم أعمالُهم، ونبيُكُم قائمٌ على الصراط يقولُ: ربِّ سلم سلم، حتى تعجزُ أعمالُ العبادِ، حتى يجيءُ الرجلُ فلا يستطيعُ السيرَ إلاَّ زحفًا». للشيخين والترمذي. (1)
_________
(1) مسلم (195).(4/218)
10037 - وله عن أبي سعيدٍ رفعهُ: «أنا سيدُ ولد آدمَ يوم القيامةِ ولا فخر، وبيدي لواءُ الحمدِ ولا فخرَ، وما من بني آدم فمن سواهُ إلا تحت لوائي، وأنا أولُ من تنشقًّ عنه الأرضُ ولا فخرَ، فيفزعُ الناسُ ثلاث
[ص:219] فزعاتٍ، فيأتون آدم». بنحوه. إلا أنَّ فيهِ: «فيأتون عيسى فيقولُ: إني عبدتُ من دونِ الله». (1)
_________
(1) الترمذي (3615) وقال: حسن صحيح. وانظر "ضعيف الجامع" (1316)، و"الصحيحة" (1570).(4/218)
10038 - بريدةُ أنَّهُ قال لمعاويةَ: إني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إني لأرجُو أن أشفعَ يومَ القيامةِ في عدد ما في الأرضِ من شجرةٍ ومدرةٍ، قال: فترجُوها أنت يا معاويةُ ولا يرجوها عليٌّ». لأحمد بضعف. (1)
_________
(1) أحمد (5/ 347) وقال الهيثمي: رجاله وثقوا على ضعف كثير في أبي إسرائيل الملائي.(4/219)
10039 - أنيسُ الأنصاري رفعهُ: «إني لأشفعُ يومَ القيامةِ في كلِ شيءٍ مما على وجهِ الأرضِ من حجرٍ ومدرٍ». (1)
_________
(1) الطبراني في "الأوسط" (5/ 295 / 5360) وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 379). وقال: فيه أحمد بن عمرو صاحب علي بن المديني ويعرف بالقلوري، ولم أعرفه.(4/219)
10040 - أبو هريرةَ رفعهُ: «إني آتي جهنمَ فأضربُ بابها، فيفتحُ لي فأدخلُها، فأحمدُ الله محامدَ ما حمدهُ أحدٌ قبلي مثلهُ، ولا يحمدُه أحدٌ بعدي، ثم أخرجُ منها من قال: لا إله إلاَّ الله مخلصًا، فيقومُ إليَّ أناسٌ من قريشٍ فينتسبونَ إليَّ، فأعرفُ نسبهم ولا أعرفُ وجوههُم وأتركُهم في النارِ». هما للأوسط بخفى. (1)
_________
(1) الطبراني في "الأوسط" (4/ 151/ 3845) وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 379) وقال: رواه الطبراني في "الأوسط" عن شيخه علي بن سعيد الرازي وفيه لين، وفيه من لم يعرف.(4/219)
10041 - ابن عمر رفعهُ: «أولُ من أشفع له من أمتي أهل بيتي، ثم الأقربُ فالأقربُ من قريشٍ والأنصارِ، ثم من آمن بي، واتبعني من أهلِ اليمنِ، ثم من سائر العربِ، ثم الأعاجمِ، وأولُ من أشفعُ له أولو الفضلِ». للكبير بخفى (1).
_________
(1) الطبراني في "الكبير" (12/ 421/13550) وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 381) وقال: الطبراني في "الكبير"، وفيه من لم أعرف.(4/219)
10042 - عبدُ الملك بن عباد بن جعفر رفعهُ: «أولُ من أشفع له منَّ أمتي أهلُ المدينةِ، وأهلُ مكةَ، وأهلُ الطائفِ». للبزارِ والكبير بخفى. (1)
_________
(1) الطبراني في "الكبير" (12/ 421 /13550) وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 381) وقال: وفيه من لم يعرف وضعفه الألباني في "ضعيف الجامع" (2142).(4/219)
10043 - عثمان رفعهُ: «أولُ من يشفعُ يومَ القيامةِ الأنبياءُ، ثم الشهداءُ، ثم المؤذنونَ». للبزار بضعف. (1)
_________
(1) "مسند البزار" (2/ 27/372) وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" وقال: فيه عنبسة بن عبد الرحمن الأموي وهو مجمع على ضعفه.(4/220)
10044 - أبو سعيد رفعهُ: «إذا كان يومُ القيامةِ، أُتى بالموتِ كالكبشِ الأملحِ، فيوقفُ بين الجنةِ والنارِ، فيذبحُ وهم ينظرونَ، فلو أنَّ أحدًا مات فرحًا لمات أهلُ الجنةِ ولو أنَّ أحدًا ماتَ حزنًا لماتَ أهلُ النارِ». (1)
_________
(1) الترمذي (2558) وقال الألباني في "صحيح سنن الترمذي" (2073): صحيح دون قوله " فلو أن أحدًا ... ".(4/220)
10045 - وفي رواية: «فيؤتى بالموتِ كهيئة كبشٍ أملحٍ، فينادِ منادٍ: يا أهل الجنةِ فيشرئبون وينظرون فيقولُ لهم: هل تعرفون هذا؟ فيقولونَ: نعم، هذا الموتُ، وكلهم قد رآهُ، ثمَّ ينادي منادٍ يا أهلَ النارِ فيشرئبون وينظرونَ فيقولُ لهم: هل تعرفونَ هذا؟ فيقولون: نعم، هذا الموتُ، وكلهُم قد آهلُ، فيذبحُ بينَ الجنةِ والنارِ، ثمَّ يقولُ: يا أهلَ الجنةِ! خلودٌ فلا موتٌ، ويا أهل النارِ خلودٌ فلا موتٌ، ثم قرأ: {وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ... } [مريم:39] وأشار بيدهِ إلى الدنيا». للشيخين والترمذي. (1)
_________
(1) البخاري (4730)، ومسلم (2849).(4/220)
كتاب الجنة والنّار وما فيهما(4/220)
10046 - أبو هريرةَ رفعهُ: «لما خلقَ الله الجنةَ قال لجبريل: اذهب فانظر إليها، فذهبَ فنظرَ إليها فقالَ: وعزتُك لا يسمعُ بها أحدٌ إلا دخلها، فحفها بالمكارهِ، فقالَ: اذهبْ فانظر إليها، فذهبَ فنظر إليها فقال: وعزتك لخشيتُ أن لا يدخلها أحدٌ، ولما خلقَ الله النارَ، قال لجبريل: اذهبْ فانظر إليها، فذهب فنظر إليها فقال: وعزتك لا يسمعُ بها أحدٌ فيدخلها، فحفَّها بالشهواتِ، فقال:
[ص:221] اذهبْ فانظر إليها، فذهب فنظر إليها، فلمَّا رجع قال: وعزتك لقد خشيتُ أن لا يسلمُ منها أحدُ إلاَّ دخلها». لأبي داود والترمذي والنسائي (1).
_________
(1) الترمذي (2560) قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح. والنسائي (7/ 3 / 3763) وصححه الألباني في "صحيح الجامع الصغير" (2/ 926 / 5210).(4/220)
10047 - وعنه رفعهُ: «حفت النارُ بالشهواتِ وحفت الجنةُ بالمكارهِ». للشيخين. (1)
_________
(1) البخاري (6487)، ومسلم (2822).(4/221)
10048 - ابن مسعود رفعهُ: «الجنةُ أقربُ إلى أحدِكُم من شراك نعلهِ، والنارُ مثل ذلكَ». للبخاري. (1)
_________
(1) البخاري (6488).(4/221)
10049 - أنس «لا تزالُ جهنمُ يلقى فيها وتقول: هل من مزيدٍ، حتى يضعَ ربُّ العزةِ فيها قدمهُ، فينزوي بعضها إلى بعضٍ وتقولُ قط قط، بعزتكَ وكرمك، ولا يزالُ في الجنةِ فضلٌ حتى ينشئ الله لها خلقًا فيسكنهم فضل الجنةِ» (1).
_________
(1) البخاري (4848)، ومسلم (2848).(4/221)
10050 - أبو هريرة رفعه: «تحاجتِ الجنةُ والنارُ، فقالتِ النارُ: أوثرتُ بالمتكبرينَ والمتجبرينَ، وقالت الجنةُ: فمالي لا يدخلُني إلا ضعفاءُ الناسِ وسقطهم وغرتهُم، فقال الله تعالى للجنةِ: أنت رحمتي أرحمُ بك من أشاء من عبادي، وقالَ للنارِ: إنما أنت عذابي أعذبُ بك من أشاءُ من عبادي، ولكلِ واحدةٍ منكما ملؤها، فأما النارُ فلا تمتلئ حتى يضعَ الله تعالى رجلهُ، فتقولُ: قط قط، ويزوي بعضُها إلى بعضٍ، ولا يظلمُ الله من خلقهِ أحدًا وأما الجنةُ فإنَّ الله ينشئُ لها خلقًا». هما للشيخين والترمذي. (1)
_________
(1) البخاري (4850)، ومسلم (2846)، والترمذي (2561).(4/221)
10051 - أبو سعيد رفعهُ: «أما أهلُ النارِ الذين هم أهلُها فإنهُم لا يموتونَ ولا يحيونَ، ولكنْ أناسٌ أصابتهُم النارُ بذنوبهم، أو قال: بخطاياهُم، فأماتتهم إماتُةٌ، حتى إذا كانوا فحمًا أذن بالشفاعةِ فجيء بهم ضبائر
[ص:222] ضبائر، فبثوا على أنهارِ الجنةِ، ثم قيل: يا أهل الجنةِ، أفيضوا عليهم، فينبتونَ نباتَ الحبةِ في حميلِ السيلِ، فقالَ رجلٌ من القومِ: كأنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قد كان بالبادية». لمسلم (1).
_________
(1) مسلم (185).(4/221)
10052 - وعنه رفعهُ: «يخلصُ المؤمنونَ من النارِ فيحبسونَ على قنطرةٍ بين الجنةِ والنارِ فيقتصُ لبعضهم من بعضٍ مظالمُ كانت بينهم في الدنيا، حتى إذا هذِبُوا ونقُّوا أذن لهم في دخولِ الجنةِ، فوالذي نفسُ محمدٍ بيدهِ، لأحدُهم أهدى بمنزلهِ في الجنةِ منه بمنزله كان في الدنيا». للبخاري. (1)
_________
(1) البخاري (6535).(4/222)
10053 - جابرُ رفعهُ: «يخرجُ من النارِ قومٌ بالشفاعةِ، كأنهُم الثعاريرُ»، قلنا: وما الثعاريرُ؟ قال: «الضغابيسُ». للشيخين. (1)
_________
(1) البخاري (6558)، ومسلم (191).(4/222)
10054 - أبو هريرة رفعهُ: «أنَّ رجلينِ ممن يدخُلُ النارَ ليشتدُّ صياحهُما فيها فيقولُ الله تعالى: أخرجوهُما، ثم يقولُ لهما: لأيِّ شيءٍ اشتدَّ صياحُكما؟
فيقولان: فعلنا ذلك لترحمنا، فيقولُ: إنَّ رحمتي لكما أن تنطلقا فتلقيا أنفسكُما في النارِ حيث كنتما، فينطلقانِ فيلقي أحدهما نفسهُ في النارِ فيجعلها عليه بردًا وسلامًا، ويقوم الآخرُ فلا يلقي نفسهُ في النارِ فيقولُ لهُ الربُّ تعالى: ما يمنعكَ أن تلقي نفسكَ كما ألقى صاحبُك نفسهُ؟ فيقولُ: ربِّ إني لأرجُو أن لا تعيدني فيها بعد أن أخرجتني منها فيقولُ الله تعالى: لك رجاؤُكَ، فيدخلانِ معًا في الجنة برحمةِ الله». للترمذي. (1)
_________
(1) الترمذي (2599)، وقال: إسناد هذا الحديث ضعيف؛ لأنه عن رشدين بن سعد وهو ضعيف عند أهل الحديث، وضعفه الألباني في "الضعيفة" (4/ 1977).(4/222)
10055 - أنس رفعهُ: «يُؤتى بأنعم أهلِ الدنيا من أهلِ النارِ، فيصبغُ في النارِ صبغةً، ثم يقالُ: يا ابنَ آدمَ! هل رأيتَ خيرًا قط؟ هل مرَّ بكَ من نعيمٍ قطْ؟ فيقولُ: لا والله يا ربِّ، ويؤتى بأشدِّ الناسِ بؤسًا من أهلِ الجنةِ فيصبغُ صبغةً في الجنةِ، فيقالُ لهُ: يا ابنَ آدمَ! هل رأيتُ بؤسًا
[ص:223] قط، هل مرَّ بك من شدةٍ قط؟ فيقولُ: لا والله يا ربِّ، ما مرَّ بي بؤسٌ قط ولا رأيتُ شدةً قط». لمسلم. (1)
_________
(1) مسلم (28077).(4/222)
10056 - ابن مسعود رفعهُ: «إني لأعلمُ آخرَ أهل النارِ خروجًا منها آخرَ أهل الجنةِ دخولاً الجنةَ، رجلٌ يخرجُ من النارِ حبوًا، فيقولُ الله تعالى لهُ: اذهبْ فادخل الجنةَ فيأتيها فيخيلُ إليه أنها ملأى، فيرجعُ فيقولُ: يا ربِّ! وجدتُها ملأى، فيقولُ الله: اذهبْ فادخلِ الجنةَ، فيأتيها فيخيلُ إليه أنها ملأى، فيرجعُ فيقولُ يا ربِّ وجدتها ملأى، فيقولُ الله: اذهبْ فادخلِ الجنةَ، فإنَّ لكَ مثلُ الدُّنيا وعشرةُ أمثالها، أو إن لك مثل عشرة أمثالِ الدُّنيا، فيقولُ: أتسخرُ بي أو تضحكُ بي وأنتَ الملكُ؟ فلقد رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - ضحكَ حتَّى بدت نواجذُهُ، فكان يقولُ: ذاك أدنى أهلُ الجنَّةِ منزلةً». للشيخين والترمذي. (1)
_________
(1) البخاري (6571)، ومسلم (186).(4/223)
10057 - وعنهُ رفعهُ: «آخرُ من يدخلُ الجنَّةَ رجلٌ فهو يمشي مرةً ويكبوُ مرةً وتسفعهُ النَّارُ مرةً، فإذا ما جاوزها التفت إليها فقالَ: تباركَ الذي نجاني منكِ، لقد أعطاني الله شيئًا ما أعطاهُ أحدً من الأولينَ والآخرينَ، فترفعُ له شجرةٌ فيقولُ: يا ربِّ! أدنني من هذه الشجرةِ؛ فلأستظلَّ بظلِّها وأشربُ منِ مائها، فيقولُ الله تعالى: لعليّ إنْ أعطيتُكها سألتني غيرها فيقولُ: لا يا ربِّ، ويعاهدُهُ أن لا يسألهُ غيرها، وربُّه تعالى يعذُرُه؛ لأنَّهُ يرى ما لا صبر لهُ عليهِ، فيدنيهِ منها فيستظلُّ بظلِّها ويشربُ من مائها، ثُمَّ تُرفعُ لهُ شجرةٌ هي أحسنُ من الأولى، فيقولُ: أي ربِّ أدنني من هذه لأشربَ من مائها وأستظلُّ بظلِّها، لا أسألُك غيرها، فيقولُ: يا ابنَ آدمَ! ألم تُعاهدني أن لا تسألني غيرها؟ فيقولُ: لعلي إن أدنيتُك منها تسألنُي غيرها، فيعاهدُه أنْ لا يسألُه غيرها، وربُّه تعالى يعذُرُه لأنَّه يرى ما لا صبر له عليهِ، فيدنيهِ منها فيستظلُّ بظلها ويشربُ من مائها، ثُمَّ تُرفعُ لهُ شجرةٌ عند باب الجنةِ وهي أحسنُ من الأوليينَ، فيقولُ: يا ربِّ! أدنني من هذه لأستظلَّ بظلِّها، وأشربَ من مائها
[ص:224] لا أسألُك غيرها، يقولُ: يا ابنَ آدمَ! ألم تعاهدني أن لا تسألني غيرها؟ قال: بلى يا ربِّ! هذهِ لا أسألُك غيرها، وربُّه تعالى يعذُره؛ لأنَّه يرى ما لا صبر لهُ عليه فيدنيهِ منها، فإذا أدناهُ منها سمعَ أصواتَ أهلِ الجنَّةِ، فيقولُ: أي ربِّ! أدخلنيها، فقالَ: يا ابنَ آدمَ! ما يُصرينى منكَ أيرضيكَ أن أُعطيكَ الدُّنيا ومثلها معها؟ قالَ: يا ربِّ! أتستهزئُ منِّي وأنتَ ربُّ العالمينَ؟ فضحكَ ابنُ مسعودٍ فقالَ: ألا تسألوني مم أضحكُ؟ فقالوا: مم تضحكُ؟ فقالَ: هكذا ضحكَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالُوا: مم تضحكُ يا رسولَ الله؟ فقال: من ضحكِ ربِّ العالمينَ حينَ قال: أتستهزئ مني وأنت ربُّ العالمينَ، فيقولُ: لا
أستهزئُ منك ولكنِّي على ما أشاءُ قادرٌ». لمسلم. (1)
_________
(1) مسلم (187).(4/223)
10058 - أبو هريرةَ رفعهُ: «ناركم هذه التَّي توقدون جزءٌ من سبعينَ جزءًا من نارِ جهنَّمُ، قالُوا والله إن كانت لكافيةٌ يا رسول الله، قالَ: فإنَّها فُضلت عليها بتسعةٍ وستينَ جزءًا كلُّها مثل حرِّها». لمالكٍ والشيخينِ والترمذي. (1)
_________
(1) مسلم (2843)، والترمذي (2589)، والموطأ (2/ 173 / 2098).(4/224)
10059 - وعنهُ رفعهُ: «أُوقد على النَّارِ ألفَ سنةٍ حتَّى احمرَّتْ، ثمَّ أُوقد عليها ألف سنةٍ حتَّى ابيضَّت، ثُمَّ أُوقد عليها ألفَ سنةٍ حتَّى اسودت، فهي سوداءُ مظلمةٌ». لمالكٍ والترمذي بلفظه. (1)
_________
(1) الترمذي (2591)، و"الموطأ" (2/ 759)، باختلاف في اللفظ، وضعفه الألباني في "الضعيفة" (3/ 470 / 1305).(4/224)
10060 - وعنهُ: كنُّا مع النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فسمع وجبةً فقال: «أتدرونَ ما هذا؟» قلنا: الله ورسولُه أعلمُ، قال: «هذا حجرٌ رمي به في النَّارِ منذُ سبعينَ خريفًا، فهوُ يهوي في النَّارِ الآنَ حيثُ انتهى إلى قعرها». لمسلمٍ. (1)
_________
(1) مسلم (2844).(4/224)
10061 - ابنُ عمرو بن العاص رفعهُ: «لو أنَّ رصاصةً مثل هذه وأشارَ إلى مثل الجمجمة أرسلتْ من السَّماءِ إلى الأرضِ، وهي مسيرةُ خمس
[ص:225] مائةِ سنةٍ، لبلغت الأرضَ قبل الليلِ، ولو أنَّها أُرسلت من رأس السِّلسلةِ لسارتْ أربعينَ خريفًا الليل والنَّهار قبل أن تبلغ أصلها أو قعرها». (1)
_________
(1) الترمذي (2588) وقال: هذا حديث إسناده حسن صحيح، وضعفه الألباني في ضعيف الترغيب والترهيب (2/ 446 / 2149).(4/224)
10062 - أبو سعيدٍ رفعهُ: «لسرادقِ النَّارِ أربعُ جُدُرٍ، كثفُ كلِّ جدارٍ مسيرةُ أربعينَ سنةٍ». (1)
_________
(1) الترمذي (2584)، وقال: هذا حديث إنما نعرفه من حديث رشدين بن سعد، وفي رشدين مقال وقد تكلم فيه من قبل حفظه، والحاكم (4/ 600، 601) وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وضعفه الألباني في "ضعيف سنن الترمذي" (480).(4/225)
10063 - وعنهُ رفعهُ: «ويلٌ وادٍ في جهنَّم يهوي فيه الكافُر أربعينَ خريفًا قبل أن يبلغ قعرهُ». (1)
_________
(1) الترمذي (3164)، وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه مرفوعا إلا من حديث أبي لهيعة، والحاكم في المستدرك (2/ 534)، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وضعفه الألباني في ضعيف سنن الترمذي (617).(4/225)
10064 - وعنه رفعهُ: «لو أنَّ دلوًا من غسَّاقٍ يهراقُ في الدُّنيا، لأنتنَ أهل الدُّنيا». (1)
_________
(1) الترمذي (2584)، وضعفه الألباني في مشكاة المصابيح (3/ 1582 / 5682).(4/225)
10065 - ابنُ عباسٍ: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قرأ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ الله حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُون} [آل عمران: الآية102] فقالَ: «لو أنَّ قطرةً من الزَّقوم قطرت في الدُّنيا، لأفسدتْ على أهلِ الدُّنيا معايشهُم، فكيف بمن يكونُ طعامهم». هي للترمذي. (1)
_________
(1) الترمذي (2585) وقال: هذا حديث حسن صحيح، والحاكم في المستدرك (2/ 451)، وقال: هذا الحديث الإمام أبو يعقوب الحنظلي وهو صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. وابن ماجه (4325) وضعفه الألباني في "ضعيف سنن الترمذي" (481).(4/225)
10066 - أبو مُوسى رفعهُ: «في جهنَّمَ وادٍ يُقالُ له هبهبُ يسكنُهُ كلُّ جبَّارٍ فإيَّاك أن تكون منهم». للدارمي بضعفٍ. (1)
_________
(1) مسند الدارمي (2816)، وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 393) وقال: الطبراني وفيه أزهر بن سنان وهو ضعيف. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4011).(4/225)
10067 - أبو هريرةَ رفعهُ: «اشتكتْ النَّارُ إلى ربِّها، فقالت: ربِّ أكل بعض بعضًا فأذن لها بنفسين نفسٌ في الشِّتاءِ ونفسٌ في الصَّيفِ، فهو أشدُّ ما تجدون من الحرِ وأشدُ ما تجدونَ من الزمهريرِ». للشيخين والترمذي. (1)
_________
(1) البخاري (537)، ومسلم (617)، والترمذي (2592).(4/225)
10068 - وعنهُ رفعهُ: «يخرجُ عنقٌ من النَّارِ يومَ القيامةِ، له عينانِ يبصرانِ وأذنان يسمعان ولسانٌ ينطقُ، يقولُ: إنِّي وكلتُ بثلاثةٍ: من جعل مع الله إلهًا آخرَ، وبكلِّ جبارٍ عنيدٍ وبالمصورينِ». للترمذي. (1)
_________
(1) الترمذي (2574)، وصححه الألباني في الصحيحة (6/ 447 / 2699).(4/226)
10069 - ولرزين: «من كذب عليَّ متعمّدًا فليتبوأ بين عيني جهنَّم مقعدًا، قيلَ: يا رسولَ الله! ولها عينانِ؟ قال: أما سمعتُم قول الله {إِذَا رَأَتْهُم مِّن مَّكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظاً وَزَفِيراً} [الفرقان:12] يخرجُ عنقٌ من النَّار لهُ عينانِ تُبصرانِ ... » بنحوهِ. (1)
_________
(1) الطبراني في "الكبير" بأطول منه (8/ 131 / 7599) وقال الألباني في "الضعيفة" (994): موضوع.(4/226)
10070 - ابنُ مسعودٍ رفعهُ: «يُؤتى بالنَّارِ يومئذٍ لها سبعون ألف زمامٍ مع كلِّ زمامٍ سبعونَ ألف ملكٍ يجرُّونها». لمسلم والترمذي. (1)
_________
(1) مسلم (2842).(4/226)
10071 - أبو سعيدٍ رفعهُ: «إنَّ أدنى أهلُ النَّارِ عذابًا ينتعلُ بنعلينِ من نَّارٍ يغلي منهما دماغهُ من حرارةِ نعليهِ» (1).
_________
(1) مسلم (211).(4/226)
10072 - سمرة رفعهُ: «إنَّ منهم من تأخذهُ النَّارُ إلى كعبيهِ، ومنهم من تأخذُه النَّارُ إلى حجزتهِ، ومنهم من تأخذُهُ النَّارُ إلى ترقوتهِ». هما لمسلمٍ. (1)
_________
(1) مسلم (2845).(4/226)
10073 - أبو الدرداء: يُلقى على أهلِ النَّارِ الجوعُ، فيعدلُ ما هُم فيه من العذابِ فيستغيثونَ بالطعامِ فيغاثونَ بطعامٍ من ضريعٍ لا يُسمنُ ولا يُغني من جوعٍ، فيستغيثونَ بالطعامِ فيغاثونَ بطعامٍ ذي غصةٍ، فيتذكرونَ أنَّهم كانُوا يجيزونَ الغصصَ في الدُّنيا بالشَّرابِ، فيستغيثونَ بالشرابِ فيدفعُ إليهم الحميمُ بكلاليبِ الحديدِ، فإذا دنى من وجوههم شوى وجوههم، فإذا دخل بطونهم قطَّع ما في بطونهم، فيقولون: ادعُوا خزنةَ جهنَّمَ عساهُم يخففون عنَّا، فيقولونَ لهم: {قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاء الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ} [غافر: الآية50] فيقولونَ ادعُوا مالكًا فيقولون: {وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ} [الزخرف: الآية77] فيجيبهم {قَالَ إِنَّكُم
[ص:227] مَّاكِثُونَ} [الزخرف: من الآية77] قال الأعمشُ: نُبئتُ أنَّ بين دعائهم وإجابةِ مالكٍ لهمُ مقدارَ ألفِ عامٍ، فيقولونَ أدعُو ربّكُم فلا تجدونَ خيرًا منهُ، فيقولون: {قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْماً ضَالِّينَ {106} رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ} [المؤمنون:106 - 107] فيجيبهم قَالَ {قَالَ اخْسَؤُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ} [المؤمنون:108] فعند ذلك يئسُوا من كلِّ خيرِ، وعند ذلك يأخذونَ في الزَّفير والحسرةِ والويلِ (1).
_________
(1) الترمذي (2586)، وقال: نعرف هذا الحديث عن الأعمش عن شهر بن عطية عن شهر بن حوشب عن أم الدرداء وقطب بن عبد العزيز ثقة عند أهل الحديث. وضعفه الألباني في ضعيف سنن الترمذي (482).(4/226)
10074 - أبو هريرةَ رفعهُ: «إنَّ الحميمَ ليصبُّ على رءوسهم، فينفذُ حتَّى يخلصَ إلى جوفهِ، فيسلت ما في جوفهِ حتَّى يمرقَ من قدميهِ وهُو الصهرُ، ثم يعادُ كما كانَ». هُما للترمذي. (1)
_________
(1) الترمذي (2582)، وقال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح غريب، وضعفه الألباني (476).(4/227)
10075 - وعنهُ رفعهُ: «ضرسُ الكافرِ أو نابُ الكافرِ مثلُ أحدٍ، وغلظُ جلدهِ مسيرةُ ثلاثٍ». لمسلم. (1)
_________
(1) مسلم (2851).(4/227)
10076 - وللترمذي: ضرسُ الكافرِ يومَ القيامةِ مثلُ أُحدٍ، وفخذُهُ مثلُ البيضاءَ، ومقعدُهُ من النَّارِ مسيرةُ ثلاثٍ مثل الرَّبذةِ، يعني كما بينها وبين المدينةِ، والبيضاءُ جبلٌ، وقيل: مدينةُ بالمغربِ. (1)
_________
(1) الترمذي (2578)، وأصله في مسلم (2851).(4/227)
10077 - ولهُ في روايةٍ: إنَّ غلظَ جلدِ الكافرِ اثنانِ وأربعونَ ذراعًا، وإنَّ ضرسهُ مثلُ أحدٍ، وإنَّ مجلسهُ من جهنَّم ما بين مكةَ والمدينةِ. (1)
_________
(1) الترمذي (2577)، وقال أبو عيسى: هذا الحديث حسن صحيح غريب من حديث الأعمش وصححه الألباني(4/227)
10078 - وعنهُ رفعهُ: «ما بين منكبي الكافرِ في النَّارِ مسيرةُ ثلاثةِ أيامٍ للراكبِ المسرعِ». لمسلمٍ. (1)
_________
(1) البخاري (6553)، مسلم (2852).(4/227)
10079 - ابنُ عمرٍ رفعهُ: «إنَّ الكافرَ لسحبُ لسانهِ الفرسخِ والفرسخين يتوطَّأهُ النَّاسُ». للترمذي. (1)
_________
(1) الترمذي (2580) وقال أبو عيسى: هذا حديث غريب، وقال أبو المخارق: ليس بمعروف. وضعفه الألباني (474).(4/227)
10080 - أبو هريرة رفعهُ: «إنَّ إبراهيم يرى أباهُ يوم القيامةِ، عليهِ الغبرةُ والقترةُ، فيقولُ له إبراهيمُ: ألم أقل لك لا تعصيني؟ فيقولُ أبوهُ: فاليومَ لا أعصيكَ، فيقولُ إبراهيمُ: يا ربِّ إنَّكَ وعدتَّني أن لا تُخزني يوم يبعثونَ، فأيُّ خزي أخزى من أبي الأبعدِ، فيقولُ الله تعالى: إني حرَّمت الجنَّةَ على الكافرينَ ثمَّ يقولُ: يا إبراهيمُ! ما تحتَ رجليكَ؟ فنظرَ فإذا هُو بذبحٍ مُتلطِّخٍ، فيؤخذُ بقوائمهِ فيُلقى في النَّارِ». للبخاري. (1)
_________
(1) البخاري (3350)(4/228)
10081 - أنس رفعهُ: «الشمسُ والقمرُ ثورانِ عقيرانِ في النَّارِ». للموصلي بلين (1).
_________
(1) أبو يعلى (7/ 148 / 4116)، قال الهيثمي (10/ 390): فيه ضعفاء قد وثقوا. وصححه الألباني في صحيح الجامع (1643).(4/228)
10082 - وعنه رفعهُ: «عُمرُ الذُّبابِ أربعونَ ليلةً، والذُّبابُ كلُّه في النَّارِ إلا النَّحلَ» (1).
_________
(1) أبو يعلى (7/ 230 / 4231) وقال الهيثمي (8/ 136): رجاله ثقات(4/228)
10083 - أبو هريرةَ رفعهُ: «لو أنَّ في هذا المسجدِ مائةَ ألفٍ أو يزيدون وفيه رجلٌ من النَّار فنفسَ فأصابَ نفسهُ، لاحترقَ المسجدَ ومن فيهِ». هما للموصلي. (1)
_________
(1) أبو يعلى (12/ 22 / 6670) وقال الهيثمي (10/ 391): أبو يعلى عن شيخه إسحاق ولم ينسبه فإن كان ابن راهويه فرجاله رجال الصحيح، وإن كان غيره فلم أعرفه، وصححه الألباني في الصحيحة (2509)(4/228)
10084 - أبو سعيدٍ رفعهُ: «لو أن مقمعًا من حديدٍ وضُع في الأرضِ فاجتمعَ لهُ الثقلانِ، ما أقلوه من الأرضِ» لأحمد والموصلي بلين. (1)
_________
(1) أحمد (3/ 29) وأبو يعلى (2/ 256 / 1388)، وقال الهيثمي (10/ 388): فيه ضعفاء قد وثقوا. وضعفه الألباني في "الضعيفة" (4349).(4/228)
10085 - عمرُ: جاءَ جبريلُ إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - في حين غير حينه الَّذي كان يأتيهِ فيه، فقام إليه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - فقالَ: «يا جبريلُ! مالي أراكَ مُتغيِّر اللون؟
فقالَ: ما جئتُك حتَّى أمر الله تعالى بمفاتيحِ النَّار، فقال: «يا جبريلُ! صف لي النَّار، وانعت لي جهنَّم»، فقالَ: إنَّ الله تعالى أمر بجهنم فأُوقد عليها ألف عام حتَّى ابيضَّ، ثمَّ أمر فأُوقد عليها ألفَ عامٍ حتَّى احمرَّت، ثم أُمر فأوقد
[ص:229] عليها ألف عامٍ حتَّى اسودت، فهي سوداءُ مظلمة لا يُضيء شررها ولا يطفأ لهبها والذي بعثك بالحقِ لو أنَّ قدر ثقبِ الإبرة فتح من جهنَّم لمات من في الأرض كلُّهم جميعًا من حرهِ، والذي بعثك بالحق لو أن خازنًا من خزنة جهنَّم برز إلى أهل الدُّنيا فنظرُوا إليهِ، لماتَ من في الأرض كلُّهم من قبح وجههِ ومن نتنِ ريحه، والذي بعثك بالحق لو أنَّ حلقةً من حلق سلسلةِ أهل النَّار التي نعتَ الله في كتابهِ وضعت على جبالِ الدُّنيا لارفضت وما تقارتُ حتَّى تنتهي إلى الأرض السُّفلى، فقال - صلى الله عليه وسلم -: «حسبي يا جبريلُ لا يتصدعُ قلبي فأموتُ»، فنظر - صلى الله عليه وسلم - إلى جبريلَ وهو يبكي، فقال: «تبكى يا جبريل وأنت من الله بمكان الَّذي أنت بهِ؟»
فقال: وما لي لا أبكي، أنا أحقُ بالبكاءِ لعلِّي أكونُ في علمِ الله على غيرِ الحالِ الَّتي أنا عليها، وما أدري لعلِّي أُبتلى بما ابتُلي به إبليسُ، فقد كان من الملائكةِ، وما أدري لعلِّي أبتلى بما ابتلي به هاروتُ وماروتُ، فبكى النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - وبكى جبريلُ عليه السلامُ، فما زالا يبكيان، حتى نوديا، أن يا جبريلُ ويا محمدُ! إن الله تعالى قد آمنكما أن تعصياهُ، فارتفع جبريلُ وخرجَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -، فمرَّ بقوم من الأنصارِ يضحكونَ ويلعبون، فقالَ «أتضحكون وورائكم جهنَّمُ، فلو تعلمون ما أعلم لضحكتُم قليلاً ولبكيتم كثيرًا ولما أسغتُم الطعامَ والشرابَ، ولخرجتُم إلى الصعداتِ تجأرون إلى الله تعالى»، فنُودى يا محمد لا تُقنط عبادي، إنَّما بعثتُك مُيسِّرًا ولم أبعثك معسرًا فقال - صلى الله عليه وسلم -: «سددُوا وقاربُوا». للأوسط بضعف. (1)
_________
(1) "الأوسط" (3/ 89 / 2583) وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 386) وقال: الطبراني في "الأوسط" وفيه: سلام الطويل، وهو مجمع على ضعفه. وقال الألباني في "الضعيفة" (910): موضوع.(4/228)
10086 - أبو هريرةَ قلت: يا رسولَ الله مم خلق الخلقُ؟ قال: «من الماءِ قلتُ: الجنَّةُ ما بناؤُها؟ قال: لبنةٌ فضةٌ ولبنةٌ ذهبٌ، وملاطُها المسُكُ الأذفرُ، وحصباؤها اللؤلؤ والياقوتُ، وتربتُها الزعفرانُ، من يدخلُها ينعمُ ولا يبأسُ، ويخلَّدُ ولا يموتُ، ولا تبلى ثيابهُم ولا يفنى شبابهُمُ». للترمذي مطولاً. (1)
_________
(1) الترمذي (2526) وقال أبو عيسى: هذا حديث ليس إسناده بذاك القوي، وليس عندي بمتصل. وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي (2050) دون قوله " مم خلق الخلق ". وأصله في مسلم ( ... ).(4/229)
10087 - زيدُ بنُ أرقمٍ رفعهُ: «إنَّ الرجلَ من أهلِ الجنَّةِ ليُعطى قوةَ مائة رجلٍ في الأكل والشربِ والجماع والشَّهوةِ، فقال رجلٌ من اليهودِ: إنَّ الذي يأكلُ ويشربُ تكون منه الحاجةُ قال: يفيضُ من جلدهِ عرقٌ فإذا بُطنُهُ قد ضمرَ». للدارمي. (1)
_________
(1) سنن الدارمي (2825).(4/229)
10088 - أبو موسى رفعهُ: «جنتانِ من فضةٍ آنيتُهما وما فيهما، وجنتانِ من ذهبٍ آنيتُهما وما فيهما، وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربِّهم إلا رداءُ الكبرياءِ على وجههِ في جنَّة عدنٍ». (1)
_________
(1) البخاري (7444)، ومسلم (180).(4/229)
10089 - وعنه رفعهُ: «إنَّ للمؤمنِ في الجنة لخيمةٌ من لؤلؤةِ واحدةٍ طولها في السَّماءِ ستون ميلاً». (1)
_________
(1) مسلم (2838).(4/229)
10090 - وفي روايةٍ: «عرضُها للمؤمن فيها أهلونَ، يطوفُ عليهم المؤمنُ فلا يرى بعضُهُم بعضًا». (1)
_________
(1) البخاري (3243، 4879)، ومسلم (2838).(4/229)
10091 - أبو هريرة رفعهُ: «إنَّ في الجنَّةِ شجرةٌ يسيرُ الراكبُ في ظلِّها مائةَ عامٍ، واقرءوا إن شئتم {وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ} [الواقعة:30] ولقابَ قوسُ أحدكم في الجنَّةِ خيرٌ مما طلعت عليه الشَّمسُ أو تغربُ». هي للشيخين والترمذي. (1)
_________
(1) البخاري (3252)، ومسلم (2826)، والترمذي (3292).(4/230)
10092 - عبادةُ بنُ الصامتِ رفعهُ: «إنَّ في الجنَّةِ مائة درجةٍ ما بينَ كلِّ درجةٍ ودرجةٍ كما بين السَّماء والأرض، والفردوسُ أعلى درجة منها تفجَّرُ أنهارُ الجنَّةِ الأربعةِ، ومن فوقها يكونُ العرشُ، فإذا سألُتم الله فسألوهُ الفردوسَ». (1)
_________
(1) الترمذي (2531)، وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي (2056).(4/230)
10093 - أنسٌ رفعهُ: «غدوةٌ في سبيلِ الله أو روحةٌ خيرٌ من الدُّنيا وما فيها، ولقابَ قوس أحدكم أو موضعُ قده في الجنَّةِ، خيرٌ من الدُّنيا وما فيها، ولو أنَّ امرأةً من نساءِ أهلِ الجنَّةِ اطَّلعت إلى أهلِ الأرض لأضاءت الدنيا وما فيها، ولملأت ما بينهما ريحًا، ولنصيفها، يعني خمارها خيرٌ من الدُّنيا وما فيها». (1)
_________
(1) الترمذي (1651) وقال أبو عيسي: هذا حديث حسن صحيح، وصححه الألباني (1345)، وبعضه في البخاري ومسلم. ( ... )(4/230)
10094 - سعدٌ رفعهُ: «لو أنَّ ما يُقلُّ ظفرٌ مما في الجنَّة بدّا، لتزخرفتْ له ما بين خوافقِ السمواتِ والأرضِ، ولو أنَّ رجلاً من أهلِ الجنَّةِ اطَّلعَ فبدا سواره لطُمس ضوءُ الشَّمس كما تطمسُ الشمسُ ضوءَ النُّجومِ». (1)
_________
(1) الترمذي (2538) وقال أبو عيسى: هذا حديث غريب لا نعرفه بهذا الإسناد إلا من حديث أبي لهيعة وقد روى يحيى عن أيوب وصححه الألباني (2061).(4/230)
10095 - معاويةُ جدُّ بهز بنُ حكيمٍ رفعهُ: «إنَّ في الجنَّةِ بحر العسلِ وبحر الخمرِ، وبحرُ اللبنِ، وبحرُ الماءِ ثمَّ تنشقُ الأنهارَ بعدُ». (1)
_________
(1) الترمذي (2571) وقال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح والدارمي (2836) وصححه الألباني (2078).(4/230)
10096 - أبو أيوبٍ أتى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - أعرابي فقال: يا رسولَ الله! إنِّي أحبُّ الخيلَ، أوفي الجنَّةِ خيلٌ؟ قال - صلى الله عليه وسلم -: «إن أُدخلت
[ص:231] الجنَّةَ أُتيتَ بفرسٍ من ياقوتةٍ لها جناحانِ فحملتَ عليها، ثم طارت بك حيثُ شئتَ». (1)
_________
(1) الترمذي (2544) وقال أبو عيسى: هذا حديث ليس إسناده بالقوي، وضعفه الألباني (460).(4/230)
10097 - علىُّ رفعهُ: «إنَّ في الجنةِ لمجتمعًا للحورِ العينِ، يرفعن بأصواتٍ لم يسمع الخلائقُ بمثلها، يقلن نحنُ الخالداتُ فلا نبيدُ، ونحنُ الناعماتُ فلا نبأس، ونحن الراضياتُ فلا نسخطُ، طوبى لمن كان لنا وكنَّا لهُ». (1)
_________
(1) الترمذي (2564)، وقال أبو عيسى: حديث علي حديث غريب، وأحمد (1/ 471) , وضعفه الألباني (469).(4/231)
10098 - ابنُ المسيِّب: لقيتُ أبا هريرة فقال لي: أسألُ الله أن يجمع بيننا في سوقِ الجنَّةِ، فقلتُ أفيها سوقُ؟ قال: نعم، أخبرني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أنَّ أهل الجنَّةِ إذا دخلُوها نزلُوا فيها بفضل أعمالهم، ثُمَّ يؤذنُ لهم في مقدارِ يوم الجمعةِ من أيام الدُّنيا فيزورونَ ربَّهم، ويبرزُ لهم عرشُه، ويتبدَّى لهم في روضةٍ من رياضِ الجنَّةِ، فيوضعُ لهم منابرُ من نورٍ، ومنابرُ من لؤلؤٍ، ومنابرُ من ياقوتٍ، ومنابرُ من زبرجدٍ، ومنابرُ من ذهبٍ، ومنابرُ من فضةٍ، يجلسُ أدناهُم وما فيهم دنيُّ على كثبانِ المسكِ، وما يرونَ أنَّ أصحابَ الكراسي أفضل منهم مجلسًا، قلتُ: يا رسولَ الله! هل نرى ربنا؟ قالَ: «نعم، هل تتمارونَ في رؤيةِ الشَّمسِ أو القمر ليلة البدرِ؟ قلنا: لا، قال: كذلك لا تتمارون في رؤية ربِّكُم، ولا يبقى في ذلك المجلسُ رجلٌ إلا حاضرهُ الله تعالى محاضرةً، حتَّى يقول للرجل منهم: يا فلانُ بن فلانةٍ أتذكرُ يوم كذا وكذا إذ قلتَ: كذا وكذا؟ فيذكِّرهُ ببعضِ غدراته في الدُّنيا، فيقولُ: يا ربِّ ألم تغفر لي؟ فيقولُ: بلى بسعةِ مغفرتي بلغتَ منزلتك هذهِ، فبينما هم على ذلك، غشيتُهم سحابةٌ من فوقهم، فأمطرتْ عليهم طيبًا لم يجدُوا مثل ريحه شيئًا قطُّ، ويقولُ ربُّنا: قومُوا إلى ما أعددتُ لكم من الكرامةِ، فخذُوا ما اشتهيتُم، فنأتي سوقًا قد حفت به الملائكةُ فيهِ ما لم تنظر العيونُ إلى مثلهِ ولم تسمعْ الآذانُ، ولم يخطر على القلوبِ، فنحملُ منهُ ما اشتُهينا بغير بيعٍ ولا شراءٍ، وفي ذلك السوقِ يلقى أهل الجنَّة بعضهم بعضًا، فيُقبِّلُ الرجلُ من منزلتهِ المرتفعةِ فيلقى ما
[ص:232] هو دونه، وما فيهم دنِّى فيروعُهُ ما عليه من اللَّباسِ، فما ينقضي آخرُ حديثهِ حتى يصير عليه ما هو أحسنُ منه، وذلك أنَّه لا ينبغي لأحدٍ أن يحزنَ فيها، ثمَّ ننصرفُ إلى منازلنا فيلقانا أزواجنا، فيقلن مرحبًا وأهلاً، لقد جئتَ وإن لك من
الجمال أفضل مما فارقتنا عليهِ، فنقولُ: إنا زُرنا اليومَ ربَّنا الجبارَ، ويحقُّ لنا أن ننقلبَ بمثل ما انقلبنا». (1)
_________
(1) الترمذي (2549) وقال أبو عيسى: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. وضعفه الألباني (462)(4/231)
10099 - علي رفعهُ: «إنَّ في الجنَّة لسوقًا ما فيها شراءٌ ولا بيعٌ إلا الصّور من الرجالِ والنِّساء، فإذا اشتهى الرجلُ صورةً دخل فيها»، هي للترمذي وضعف حديثُ أبي أيوبٍ. (1)
_________
(1) الترمذي (2550) وقال أبو عيسى: هذا حديث غريب، وضعفه الألباني (463).(4/232)
10100 - أبو سعيدٍ رفعهُ: «إنَّ أهل الجنَّةِ ليتراءونَ أهلَ الغُرف من فوقهم، كما تتراءونَ الكوبَ الدُّري الغابر في الأفقِ من المشرق إلى المغربِ لتفاضلِ ما بينهم، قالوا: يا رسولَ الله تلكَ منازلُ الأنبياءِ لا يبلُغها غيرهُم؟ قالَ: بلى، والذي نفسي بيدهِ رجالٌ آمنُوا بالله وصدَّقُوا المرسلينَ». للشيخين. (1)
_________
(1) البخاري (3256)، ومسلم (2831).(4/232)
10101 - أبو هريرةَ رفعهُ: «إنَّ أولَ زمرةٍ يدخُلونَ الجنَّةَ على صورةِ القمرِ ليلةَ البدرِ، ثمَّ الذين يلونهم على أشدِّ كوكبٍ دُريٍّ في السَّماءِ إضاءةً، لا يبولونَ ولا يتغوَّطونَ ولا يتفلُونَ، ولا يتمخطُون، أمشاطُهُم الذهب ورشحُهُم المسكَ، ومجامرهُم الألوةُ والألنجوجُ عودُ الطيبِ، وأزواجُهم الحورُ العينُ على خلقِ رجلٍ واحدٍ، على صورة أبيهم آدمَ ستونَ ذراعًا في السَّماءِ». (1)
_________
(1) البخاري (3327)، ومسلم (2834).(4/232)
10102 - وفي روايةٍ: «ولكلِ واحدٍ منهم زوجتان يُرى مخَّ سوقهما من وراء اللَّحم من الحُسنِ، لا اختلافَ بينهم ولا تباغض، قلوبُهُم قلبٌ واحدٌ يسبحون الله بكرةً وعشيًا». للشيخين والترمذي. (1)
_________
(1) البخاري (3245)، ومسلم (2834)، والترمذي (2535).(4/233)
10103 - جابر رفعهُ: «إنَّ أهلَ الجنَّةِ يأكُلُون فيها ويشربونَ ولا يتفُلُون ولا يبولُونَ ولا يتغوَّطُون ولا يتمخَّطُون، قالوا فما بالُ الطَّعام؟ قال: جشاءٌ ورشحٌ كرشحِ المسكِ، يلهمونَ التسبيحَ والتحميدَ كما يلهمونَ النَّفسَ». (1)
_________
(1) مسلم (2835)، وأبو داود (4741).(4/233)
10104 - وفي روايةٍ: بدلُ التحميدِ: الحمدُ. (1)
_________
(1) مسلم (2835).(4/233)
10105 - وفي أُخرى: التكبيرُ. لأبي داودَ ومسلمٍ بلفظهِ. (3)(4/233)
10106 - أبو سعيدٍ رفعهُ: «من ماتَ من أهلِ الجنَّةِ وهو صغيرٌ أو كبيرٌ يدخلونَ الجنَّة بني ثلاثينَ لا يزيدونَ عليها أبدًا، وقال: إنَّ عليهم التيجانُ، إنَّّ أدنى لؤلؤةٍ منها تضيء ما بينَ المشرقِ والمغربِ». (1)
_________
(1) الترمذي (2562) وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث رشدين. وضعفه الألباني (467)(4/233)
10107 - معاذ رفعهُ: «يدخلُ أهلُ الجنَّةِ الجنةَ جُردًا مردًا مكحلينَ أبناء ثلاثين أو ثلاثٍ وثلاثين سنة». (1)
_________
(1) الترمذي (2545) وقال: هذا حديث حسن غريب وحسنه الألباني في صحيح سنن الترمذي (2064).(4/233)
10108 - أنسٌ رفعهُ: «يُعطى المؤمنُ في الجنَّةِ قوة كذا وكذا من الجماعِ قيلَ: يا رسولَ الله أو يطيقُ ذلك؟ قال: يُعطى قوةَ مائةِ رجلٍ». (1)
_________
(1) الترمذي (2536) وقال: هذا حديث صحيح غريب وقال الألباني في صحيح سنن الترمذي (3059): حسن صحيح.(4/233)
10109 - أبو سعيدٍ: إنَّ المؤمنَ إذا اشتهى الولدَ في الجنَّةِ، كان حملهُ ووضعهُ وسنُّهُ في ساعةٍ واحدةٍ كما يشتهى. هي للترمذي. (1)
_________
(1) الترمذي (2563) وقال: هذا حديث حسن غريب وصححه الألباني في "صحيح سنن الترمذي" (2077).(4/233)
10110 - أبو هريرةَ رفعهُ: «من يدخلُ الجنَّةَ ينعمُ ولا يبأسُ ولا تبلى ثيابُه، ولا يفنى شبابُه». لمسلم. (1)
_________
(1) مسلم (2836).(4/234)
10111 - أبو سعيدٍ رفعهُ: «تكونُ الأرضُ يومَ القيامةِ خبزةً واحدةً يتكفَّؤُها الجبَّارُ بيده كما يتكفؤُ أحدُكُم خبزتهُ في السَّفر، نزلاً لأهلِ الجنَّةِ، فأتى رجلٌ من اليهودِ فقال: باركَ الرحمنُ عليك يا أبا القاسم، ألا أخبرُك بُنزلِ أهلِ الجنةِ يومَ القيامةِ؟ قال: بلى، قال: تكونُ الأرضُ خبزةً واحدةً كما قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: فنظر النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إلينا ثُمَّ ضحكَ حتى بدت نواجذُهُ، ثمَّ قال: ألا أخبركَ بإدامهم؟ قال: بلى قال: إدامُهُم لام ونونٌ، قالُوا: وما هذا؟ قال: ثورُ ونونُ يأكلُ من زيادةِ كبدهما سبعون ألفًا». للشيخين. (1)
_________
(1) البخاري (6520)، ومسلم (2792).(4/234)
10112 - وعنه: «أدنى أهلِ الجنَّةِ الَّذي لهُ ثمانون ألفِ خادمٍ واثنتانِ وسبعونَ زوجةً، وينصب له قبةٌ من لؤلؤٍ، وزبرجدٍ، وياقوتٍ، كما بينَ الجابيةِ إلى صنعاءَ». (1)
_________
(1) الترمذي (2562)، وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث رشدين. ضعفه الألباني في "ضعيف سنن الترمذي" (466).(4/234)
10113 - ابنُ عمرٍ: إنَّ أدنى أهلِ الجنَّةِ منزلةً لمن ينظرُ إلى جنانهِ، وأزواجه، ونعيمهِ، وخدمهِ، وسُررهِ، مسيرة ألفِ سنةٍ، وأكرمهم على الله من ينظرُ إلى وجهه غُدوةً وعشيَّةً، ثمَّ قرأ - صلى الله عليه وسلم - {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ {22} إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [القيامة:22 - 23]. هما للترمذي. (1)
_________
(1) الترمذي (2553، 333) قال: هذا حديث غريب وقد غير واحد عن إسرائيل، وضعفه الألباني في "ضعيف سنن الترمذي" (464)(4/234)
10114 - المغيرة رفعهُ: «سألَ موسى عليه السَّلامُ ربَّه: ما أدنى أهلُ الجنَّةِ منزلةً؟ قال: هو رجلٌ يجيءُ بعدما أدخل أهلُ الجنَّة الجنَّة، فيقالُ لهُ: ادخُل الجنَّةَ، فيقولُ: أي ربِّ كيف وقد نزل النَّاسُ منازلهم وأخذوا أخذاتهم، فيقالُ له: أما ترضي أن يكون لك مثل ملْك ملِك من ملوكِ الدُّنيا؟ فيقول: رضيتُ يا ربِّ، فيقولُ: لك ذلك ومثلُهُ ومثلُهُ ومثلُهُ، فقال في الخامسةِ؟: رضيت يا ربِّ، فيقولُ هذا لك وعشرة أمثالهِ، ولك ما اشتهيتْ نفسُكَ ولذَّت
[ص:235] عينُكَ، فيقولُ: رضيتُ يا ربِّ، قال: رب فأعلاهُم منزلةً؟ قال: أولئك الذين أردتُ غرستُ كرامتهم بيدي وختمتُ عليهم، فلم ترعينٌ ولم تسمع أذنٌ ولم يخطرُ على قلبِ بشرٍ، قال: ومصداقه في كتابِ الله تعالى: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [السجدة: الآية17] الآية». للترمذي ومسلمٍ بلفظهِ. (1)
_________
(1) مسلم (189).(4/234)
10115 - أبو هريرة رفعهُ: «يدخلُ الجنَّةَ أقوامُ أفئدتُهم مثل أفئدةِ الطيرِ». لمسلم. (1)
_________
(1) مسلم (2840)(4/235)
10116 - حارثةُ بنُ وهبٍ رفعهُ: «لا يدخلُ الجنَّةَ الجوَّاظُ ولا الجعظريُّ، قال: والجوَّاظ الغليظُ الفظُّ». لأبي داودَ. (1)
_________
(1) أبو داود (4801)، وصححه الألباني في "صحيح سنن أبي داود" (4016).(4/235)
10117 - أبو هريرة: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كان يتحدثُ وعنده رجلٌ من أهل الباديةِ: «أنَّ رجلاً استأذن ربَّه في الزرعِ، فقال: ألستَ فيما شئت؟ يقولُ: بلى، ولكن أحبُّ ذلك، فيؤذن له فيبذرُ فيبادرُ الطرفَ نباتهُ واستحصادهُ وتكويرهُ أمثالَ الجبالِ، فيقولُ الربُ تعالى: دونك يا ابن آدم فإنَّهُ لا يُشبعُك شيءٌ»، فقالَ الأعرابيُّ: إنَّك لن تجدهُ إلا قرشيَّا أو أنصاريًّا فإنَّهم أصحابُ زرعٍ، فأمَّا نحن فلسنا بأصحاب زرعٍ. فضحك رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - حتَّى بدت نواجذُهُ. للبخاري. (1)
_________
(1) البخاري (2348).(4/235)
10118 - سلمانُ رفعهُ: «لا يدخلُ الجنَّة أحدٌ إلا بجواز بسم الله الرحمن الرحيم، كتابٌ من الله لفلانٍ ابن فلانِة، أدخلُوهُ جنةً عاليةً قطوفها دانية». للكبير والأوسط. (1)
_________
(1) الطبراني في "الكبير" (6/ 272 / 6191)، وفي الصغير (3/ 224 / 2987)، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (2/ 446 / 1548) وقال: هذا حديث لا يصح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.(4/235)
10119 - أبو أمامةَ:
[ص:236] «ألا كُلُّكُم يدخُلُ الجنَّة إلا من شرد على الله شراد البعير على أهلهِ». لأحمد. (1)
_________
(1) "مسند أحمد" (5/ 528 / 22226) وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 171) وقال: إسناد حسن. وصححه الألباني في صحيح الجامع (4570).(4/235)
10120 - وللكبير نحوه وفيه: «فمن لم يصدِّقني فإنَّ الله تعالى يقولُ {لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى {15} الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى} (1) [الليل:15 - 16].
_________
(1) الطبراني في "الكبير" (8/ 175/ 7730) وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 403) وقال: الطبراني موقوفا ورجاله وثقوا على ضعف.(4/236)
10121 - ابنُ مسعودٍ رفعهُ: «إنَّك لتنظرُ إلى الطَّير في الجنَّة فتشتهيهِ فيجيء مستويًا بين يديك». للبزارِ بضعفٍ. (1)
_________
(1) "كشف الأستار" (5/ 401 / 2032) وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 414) وقال: البزار وفيه حميد بن عطاء الأعرج وهو ضعيف.(4/236)
10122 - ابن عمروٍ بن العاصِ: أنَّ رجلاً قال: يا رسولَ الله! أخبرنا عن ثيابِ الجنَّة أخلقٌ تخلقُ أم تنسجُ بنسج؟ فضحك بعض القومِ، فقال - صلى الله عليه وسلم -: «مم تضحكُونَ من جاهلٍ يسألُ عالمًا؟ أين السائلُ؟» قال: أنا ذا يا رسولَ الله! قال: «تنشقُ عنها ثمار الجنَّةِ». للبزارِ. (1)
_________
(1) مسند البزار (6/ 408 / 2434) وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 415) وقال: البزار ورجاله ثقات.(4/236)
10123 - جابرٌ: سُئل النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - أينامُ أهلُ الجنَّةِ؟ فقال: «النَّومُ أخو الموتِ، وأهلُ الجنَّة لا ينامُونَ». للأوسط والبزار. (1)
_________
(1) "الأوسط" (1/ 282 / 920)، وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 415) وقال: الطبراني في "الأوسط" والبزار ورجال البزار رجال الصحيح.(4/236)
10124 - ابن عمرٍ رفعهُ: «لو أذن الله في التِّجارة لأهل الجنَّةِ لاتجروا في البز والعطر». للصغير. (1)
_________
(1) الطبراني في الصغير (2/ 17 / 699) وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 416) وقال: فيه عبد الرحمن بن أيوب السكوني وهو ضعيف.(4/236)
10125 - أبو أمامة سُئل النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: يتناكحُ أهلُ الجنَّةِ؟ قال: «نعم، بذكرٍ لا يمل وشهوةٍ لا تنقطعُ، دحمًا دحمًا». (1)
_________
(1) "الكبير" (8/ 160 / 7674)، وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 417) وقال: الطبراني بأسانيد ورجال بعضها وثقوا على ضعف في بعضهم وذكره الألباني في الصحيحة (3351).(4/236)
10126 - وفي رواية: «ولكن لا مني ولا مُنيةَ». للكبير. (1)
_________
(1) "الكبير" (8/ 96 / 7479) وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 416) وقال: الطبراني بأسانيد ورجال بعضها وثقوا على ضعف بعضهم.(4/236)
رؤية الله تعالى في دار الخلد(4/237)
10127 - جرير: كنا عند رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فنظر إلى القمر ليلةَ البدرِ، وقال: «إنكم سترون ربكم عيانًا كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيتهِ، إن استطعتم أن لا تغلبُوا على صلاةٍ قبل طلوع الشمسِ وقبل غروبها فافعلوا»، ثم قرأ {فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ}
[ق: الآية39]. للشيخين والترمذي وأبي داود. (1)
_________
(1) البخاري (554)، ومسلم (633)، والترمذي (2551)، وأبو داود (4729).(4/237)
10128 - صهيب رفعهُ: «إذا دخل أهلُ الجنةَ الجنةَ، يقولُ الله تبارك وتعالى: تريدون شيئًا أزيدكم؟ فيقولونَ: ألم تبيض وجوهنا؟ ألم تدخلنا الجنةَ، وتنجينا من النارِ؟ فيكشفُ الحجابُ، فما أعطوا شيئًا أحبَّ إليهم من النظر إلى ربهم تعالى». (1)
_________
(1) مسلم (181).(4/237)
10129 - زاد في رواية: ثم تلا هذه الآيةَ: {لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يونس: الآية26]. لمسلم والترمذي. (1)
_________
(1) مسلم (181)، والترمذي (2552).(4/237)
10130 - أنس رفعهُ: «أتاني جبريلُ - عليه السلام - وفي يدهِ مرآةٌ بيضاءُ فيها نكتةٌ سوداءُ، فقلتُ: ما هذه يا جبريلُ؟ قال: هذه الجمعةُ يعرضها عليك ربُك لتكونَ لك عيدًا، ولقومك من بعدك، تكونُ أنت الأولُ ويكون اليهود والنصارى من بعدك، قال: ما لنا فيها؟ قال: لكم فيها خيرٌ، لكم فيها ساعةٌ، من دعا ربه فيها بخير هو له قسم إلا أعطاه الله إياهُ، أو ليس له بقسمٍ إلا ذخرٌ له ما هو أعظمُ منهُ، أو تعوذ فيها من شرٍ هو عليه مكتوبٌ إلا أعاذهُ منهُ، أو غيرُ مكتوبٌ إلا أعاذهُ من أعظم منه، قلتُ: ما هذه النكتة السوداء فيها قال: هذه الساعة تقوم يوم الجمعة، وهو سيد الأنام عندنا ونحنُ ندعوه في الآخرة يوم المزيد،
قلتُ: لم تدعونهُ يوم المزيدِ؟ قال: إنَّ ربَّك تعالى اتخذ في الجنة واديًا أفيحُ من مسكٍ أبيضَ، فإذا كان يوم الجمعة نزل تعالى من عليين على كرسيهِ، ثم حفَ الكرسي بمنابرَ من نورٍ، وجاءُ النبيون حتى يجلسون عليها، ثم صف الناس بكراسي من ذهب، ثم جاء الصديقون والشهداء حتى يجلسون عليها ثم يجيءُ أهلُ الجنةِ، حتى يجلسونَ على الكثبِ، فيتجلَّى لهم ربهم تعالى، حتى ينظرونَ إلى وجههِ وهو يقولُ: أنا الذي صدقتُكم وعدي، وأتممتُ عليكم نعمتي، هذا محلُّ كرامتي، فأسألوني، فيسألونهُ الرضا، فيقولُ تعالى: رضائي أحلُّكم داري وأنا لكم كرامتي، فاسألوني، فيسألونهُ حتى تنتهي رغبتهم، فيفتحُ لهم عند ذلك ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشرٍ، إلى مقدار منصرفِ الناسِ يوم الجمعةِ، ثم يصعدُ تعالى على كرسيهِ، فيصعدُ معه الشهداءُ والصديقونَ، أحسبهُ قال: ويرجعُ أهلُ الغرفِ إلى غرفهم درةً بيضاءَ لا قصمٌ ولا فصمٌ، أو ياقوتةً حمراء أو زبرجدةً خضراءُ منها غرفُها وأبوابُها، مطردةً فيها أنهارُها، متدليةٌ فيها ثمارها، فيها أزواجُها وخدمها، فليسوا إلى شيءٍ أحوجُ منهم إلى يومِ الجمعةِ ليزدادوُا فيه كرامةً، وليزدادُوا فيه نظرًا
إلى وجهِهِ تعالى ولذلك دُعى يوم المزيدِ». للبزار والكبير والأوسط والموصلى. (1)
_________
(1) البزار كما في "كشف الأستار" (4/ 194 / 3519)، و"الأوسط" (7/ 15/6717)، وأبو يعلى في مسنده (7/ 228 ـ 229/ 4228) وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"
(10/ 427): البزار والطبراني وأبو يعلى باختصار، ورجال أبي يعلى رجال الصحيح وإسناد البزار فيه خلاف، وقال الألباني في صحيح الترغيب (3761): حسن لغيره.(4/237)
10131 - أبو هريرة: أنَّ الناسَ قالوا: يا رسولَ الله: هل نرى ربنا يوم القيامةِ؟ قال: «هل تمارونَ في القمرِ ليلةَ البدرِ ليس دونهُ سحابٌ؟» قالوا: لا، يا رسولَ الله! قال: «هل تمارون في الشمس ليس دونها سحابٌ؟» قالوا: لا، قال: «فإنَّكم ترونه كذلك، يحشرُ الناسُ يوم القيامةِ، فيقولُ: من كان يعبدُ شيئًا فليتبع، فمنهم من يتبعُ الشمسَ، ومنهم من يتبعُ القمر، ومنعم من يتبعِ الطواغيت، وتبقى هذه الأمةُ فيها منافقوها، فيأتيهم الله فيقولُ: أنا ربُّكم، فيقولون: هذا مكانُنا حتى يأتينا ربُّنا، فإذا جاءَ ربُّنا عرفناه، فيأتيهم الله فيقولُ: أنا ربُّكم، فيقولون: أنت ربُّنا فيدعُوهُم، ويضربُ الصِّراط بين ظهراني جهنَّمَ فأكوُن أولُ من يجوزُ من الرُّسل بأمَّتهِ، ولا يتكلمُ يومئذٍ أحدٌ إلا الرُّسلَ، وكلامُ الرسلِ يومئذٍ: اللهمَّ سلِّم سلِّم، وفي جهَّنم كلاليبٌ مثلٌ شوك السُّعدانِ، هل رأيتمُ شوك السُّعدانِ؟
قالوا: نعم، قال: فإنَّها مثلُ شوك السُّعدانِ، غير أنَّه لا يعلمُ قدر عظمها إلا الله، تخطفُ الناسُ بأعمالهم، فمنهم من يوبقُ بعملهِ، ومنهم من يخردلُ ثمُّ ينجُو، حتى إذا أراد الله رحمة من أراد من أهلِ النَّارِ، أمر الملائكةَ أن يخرجُوا من كان يعبدُ الله، فيخرجونهم بآثارِ السجودِ، وحرَّم الله على النَّار أن تأكل أثر السجودِ، فيخرجونَ وقد امتحشُوا، فيصبُّ عليهم ماءَ الحياةِ فينبتونَ كما تُنبتُ الحبةُ في حميل السيلِ، ثمَّ! يفرغُ الله من القضاء بين العبادِ، ويبقى رجلٌ بين الجنَّة والنَّارِ، وهو آخرُ أهلِ النَّارِ دخولاً الجنَّةَ، مقبلٌ بوجههِ قبلَ النَّارِ، فيقولُ: يا ربِّ! اصرف وجهي عن النَّارِ، قد قشَّبني ريُحها وأحرقني ذكاها، فيقولُ: هل عسيتُ أن أفعل ذلك أن تسأل غير ذلك؟ فيقولُ: لا وعزَّتك، فيُعطى الله ما شاءَ من عهدٍ وميثاقٍ، فيصرفُ الله وجهه عن النَّارِ، فإذا أقبل به على الجنَّةِ رأى بهجتها، سكتَ ما شاء الله أن يسكتَ، ثمُّ قال: يا ربِّ! قدمني عند باب الجنَّةِ، فيقولُ الله لهُ: أليس قد أعطيتُ العهود والميثاقَ أن لا تسألَ غير الَّذي كنتَ سألتَ؟ فيقولُ: يا ربِّ! لا أكونُ أشقى خلقكَ؟ فيقولُ: فما عسيتَ إن أعُطيت ذلك أن تسأل غيرهُ؟ فيقولُ: لا وعزَّتكَ لا أسألُك غير هذا، فيعطى ربَّهُ ما شاءَ من عهدٍ وميثاقٍ فيقدمهُ إلى بابِ الجنةِ، فإذا بلغَ بابها فرأى زهرتها وما فيها من
[ص:239] النضرةِ والسرورِ، فيسكتُ ما شاءَ الله أن يسكتَ، فيقولُ: يا ربِّ! أدخلني الجنةَ، فيقولُ الله: ويحكَ يا ابنَ آدمَ! ما أغدرك، أليس قد أعطيت العهود والمواثيق أنْ لا تسأل غير الذي أعطيتَ فيقولُ: يا ربِّ! لا تجعلني أشقى خلقك، فيضحكُ الله تعالى منهُ، ثم يأذنُ له في دخولِ الجنةِ، فيقولُ: تمنّ، فيتمنّى، حتى إذا انقطع أمنيتهُ قال الله تعالى: تمنّ من كذا وكذا يذكرهُ ربهُ، حتى إذا انتهت به الأمانيُّ قال الله تعالى: لك ذلك
ومثلهُ معهُ، قال أبو سعيد لأبي هريرة: إنَّهُ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: قال الله تعالى: لك ذلك وعشرةُ أمثالهِ، قال أبو هريرةَ: لم أحفظ منهُ - صلى الله عليه وسلم - إلا قولهُ: لك ذلك ومثلهُ معهُ، قال أبو سعيد: إني سمعتُهُ من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: لك ذلكَ وعشرةُ أمثالهِ، قال أبو هريرةَ وذلك الرجلُ آخرُ أهلٍ الجنةِ دخولاً الجنة». للشيخين والترمذي. (1)
تم الكتابُ بحمدِ الله الملكِ الوهابِ
والصلاةُ والسلامُ على رسولهِ محمدٍ سيد من أُوتي الحكمةَ
وفصل الخطابِ وعلى آلهِ وأصحابهِ خير آلٍ وأصحابٍ
_________
(1) البخاري (806)، ومسلم (182)، والترمذي (2549).(4/238)