6523 - زيد بن ثابت: لمَّا خرج النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إلى أحدٍ رجع ناسٌ ممَّن خرج معه، فكان أصحابهٌ - صلى الله عليه وسلم - فيهم فرقتين، قالت فرقةٌ نقتلهم، وقالت فرقةٌ: لا نقتلهم، فنزلت {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَالله أَرْكَسَهُم} [النساء: 88] وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((إنها طيبةٌ تنفي الرجال كما ينفي الكيرُ خبث الحديد)). للشيخين والترمذي (1).
_________
(1) البخاري (4589)، ومسلم (1384).(3/1)
6524 - البراءُ بن عازبٍ: لقينا المشركين يومئذٍ، وأجلس النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - جيشًا من الرماة، وأمَّر عليهم عبد الله بن جبيرٍ، وقال: ((لا تبرحوا فإن رأيتمونا ظهرنا عليهم فلا تبرحوا، وإن رأيتموهم ظهروا علينا فلا تعينونا))، فلمَّا لقيناهم هربوا، حتى رأيتُ النساء يسندن في الجبل، رفعن عن سوقهنَّ حتى بدت خلاخيلهنَّ، فأخذوا يقولون: الغنيمة الغنيمة، فقال عبدُ الله: عهدُ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أن لا تبرحوا، (فأبوا) (1)، فلمَّا أبوا، صرف الله وجوههم، فأصيب سبعون قتيلاً، وأشرف أبو سفيان فقال: أفي القوم محمدٌ؟
فقال: ((لا تجيبوه))، قال: أفي القوم ابنُ أبي قحافة؟
فقال: ((لا تجيبوه))، قال: أفي القوم ابن الخطاب؟
فقال: إنَّ هؤلاء قتلوا فلو كانوا أحياءً لأجابوا، فلم يملك عمر نفسه فقال: كذبت يا عدَّو الله، أبقى الله لك ما يخزيك، قال أبو سفيان: اعلُ هبلٌ، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((أجيبوه))، قالوا: ما نقولُ؟
قال: ((قولوا: الله أعلى وأجلُّ))، قال أبو سفيان: العزى لنا، ولا عزى لكم، فقال - صلى الله عليه وسلم - ((أجيبوه))، قالوا ما نقولُ؟ قال: ((قولوا: الله مولانا ولا مولى لكم))، قال أبو سفيان: يومٌ بيومٍ، والحربُ سجالٌ، وتجدون مثلة، لم آمر بها ولم تسؤني (2).
زاد رزين: قال - صلى الله عليه وسلم -: ((أجيبوه)) فقالوا: ما نقولُ؟
قال قولوا: لا سواء قتلانا في الجنة، وقتلاكم في النارِ. للبخاري ولأبي داود نحوه.
_________
(1) ساقط من (ب).
(2) البخاري (4043)، وأبو داود (2662).(3/1)
6525 - عائشة: هزم المشركون يوم أحدٍ فصرخ إبليسُ: أي عباد الله أخراكم، فرجعت أولاهم فاجتلدت هي وأخراهم، فنظر حذيفة بن اليمان فإذا هو بأبيه، فقال: أبي أبي، فوالله ما انحجزوا حتى قتلوه، فقال حذيفة: غفر الله لكم، وقال عروة: فوالله ما زالت في حذيفة منها بقيةٌ حتى لقي الله (1).
_________
(1) البخاري (3290).(3/2)
6526 - وفي روايةٍ: وقد كان انهزم منهم قومٌ حتى لحقوا بالطائفِ. للبخاري. (1)
_________
(1) البخاري (6883).(3/2)
6527 - أنس: لمَّا كان يومُ أحدٍ انهزم ناسٌ عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وأبو طلحة بين يديهِ مجوبٌ عليه بجحفة، وكان رجلاً راميًا شديد النزع، ولقد كسر يومئذٍ قوسين أو ثلاثةً، وكان الرجلُ يمرُ معه الجعبة من النبل، فيقولُ: ((انثرها لأبي طلحة)): ويشرف - صلى الله عليه وسلم -، ينظرُ إلى القوم فيقولُ أبو طلحة: بأبي أنت وأمي، لا تشرف، يصيبك سهمٌ، نحري دون نحرك، ولقد رأيتُ عائشة وأمَّ سليمٍ وإنهما لمشمرتان، أرى خدم سوقيهما تنقلان القرب على متونهما، ثم تفرغانه في أفواه القوم، ثم ترجعان فتملآنها فتفرغانه في أفواههم، ولقد وقع السيف من يد أبي طلحة مرتين أو ثلاثةٍ من النُّعاس. للشيخين (1).
_________
(1) البخاري (3811)، ومسلم (1811).(3/2)
6528 - وعنه: غاب عمي أنسُ بن (النضر) (1) عن قتال بدرٍ، فقال يا رسول الله: غبتُ عن أول قتالٍ قاتلت المشركين، لئن الله أشهدني قتال المشركين ليرينَّ الله ما أصنع، فلمَّا كان يومُ أحدٍ وانكشف المسلمون، قال: ((اللهمَّ إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء - يعني أصحابه - وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء - يعني المشركين -)) ثم تقدم فاستقبله سعدُ بن معاذٍ، فقال: يا سعد، الجنة وربِّ النضر، إني أجدُ ريحها من دون أحدٍ، فقال سعدُ: فما استطعت يا رسول الله ما صنع، قال أنسُ: فوجدنا به بضعًا وثمانين، ما بين ضربةٍ بالسيف أو طعنةٍ برمحٍ، أو رميةٍ بسهمٍ، ووجدناه قد مثَّل به المشركون، فما عرفه أحدٌ إلا أخته بشامةٍ أو ببنانه، قال أنس كنَّا نرى إنَّ هذه الآية
[ص:3] نزلت فيه وفي أشباهه {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا الله عَلَيْهِ} [الأحزاب: 23] الآية. للشيخين والترمذي (2).
_________
(1) ساقطة من (ب).
(2) البخاري (2805) ومسلم (1903).(3/2)
6529 - جابر: لمَّا كان يومُ أحدٍ وولَّى الناسُ، كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - في ناحيةٍ في اثني عشر رجلاً من الأنصار، وفيهم طلحةُ بن عبيد الله، فأدركهم المشركون، فالتفت - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((من للقوم؟)) قال طلحة: أنا، قال - صلى الله عليه وسلم -: ((كما أنت)) فقال رجلٌ من الأنصار: أنا يا رسول الله، فقال: ((أنت)) فقاتل حتى قُتل، ثم التفت فإذا المشركون، قال: ((من للقوم؟))، قال طلحة: أنا، قال: ((كما أنت))، فقال رجل من الأنصار: أنا، فقال: ((أنت)) (1)، فقاتل حتى قتل، ثم لم يزل يقولُ ذلك ويخرجُ إليهم رجلٌ من الأنصار فيقاتلُ قتال من قبله حتى يُقتل، حتى بقى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وطلحة بن عبيد الله، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((من للقوم))؟
فقال طلحة: أنا. فقاتل قتال الأحد عشر، حتى ضُربت يده فقطعت أصابعه، فقال: حس، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((لو قلت: بسم الله؛ لرفعتك الملائكة والناسُ ينظرون)) ثم رد الله المشركين. للنسائي (2).
_________
(1) ساقط من (ب).
(2) النسائي (6/ 29 - 30). ,قال ابن حجر: وإسناده جيد، ((فتح الباري)) 7/ 417. وحسنه الألباني في صحيح النسائي (2951).(3/3)
6530 - أنس: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أخذ سيفًا يوم أحدٍ فقال: ((من يأخذ مني هذا؟))، فبسطوا أيديهم كل إنسانٍ يقول أنا، قال: ((فمن يأخذه بحقه))، فأحجم القومُ، فقال سماكُ بن خرشة أبو دجانة: أنا آخذه بحقه؟
فأخذه، ففلق به هام المشركين (1). لمسلم.
_________
(1) مسلم (2470).(3/3)
6531 - وزاد البزار عن الزبير: قال: واتبعت أبا دجانة فجعل لا يمر بشيءٍ إلا أفراه وهتكه، حتى أتى نسوةٌ معهن هندٌ، وهي تقولُ:
نحن بنات طارق ... نمشي على النمارق
والمسك في المفارق ... إن تقبلوا نعانق
أو تدبروا نفارق ... فراق غير وامق
[ص:4] فحمل عليها ثم انصرف عنها، فقلت له: كلُ صنيعك رأيته فأعجبني غير أنك لم تقتل المرأة، قال: كرهت أن أضرب بسيف النبي - صلى الله عليه وسلم - امرأةً (1).
_________
(1) البزار في ((البحر الزخار)) (979). وقال الهيثمي: 6/ 119: رجاله ثقات.(3/3)
6532 - أبو طلحة: كنت ممن يغشاه النعاسُ يوم أحدٍ حتى سقط سيفي من يدي، مرارًا يسقطُ وآخذه، وسقط وآخذه. للترمذي والبخاري بلفظه (1).
_________
(1) البخاري (4068) والترمذي (3008).(3/4)
6533 - جابر: قال رجلٌ للنبي - صلى الله عليه وسلم - يوم أحدٍ: أرأيت إن قتلتُ أين أنا؟
قال: ((في الجنة)).
فألقى تمراتٍ في يده، ثم قاتل حتى قتل. للشيخين والنسائي (1).
_________
(1) البخاري (4046) ومسلم (1899).(3/4)
6534 - سعدُ: نثل إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - كنانتهُ يوم أحدٍ فقال: ((ارم فداك أبي وأمي)) (1).
_________
(1) البخاري (4055).(3/4)
6535 - وفي روايةٍ: قال كان رجلٌ من المشركين قد أحرق المسلمين، فقال له النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: [((ارم فداك أبي وأمي))، فنزعتُ له بسهمٍ ليس فيه نصلٌ فأصبتُ جنبه فسقط، فانكشف عورته، فضحك - صلى الله عليه وسلم -] (1) حتى نظرت إلى نواجذهِ (2).
_________
(1) ساقط من (ب).
(2) مسلم (2412).(3/4)
6536 - وعنه: رأيتُ على يمين النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وعن شماله يوم أحدٍ رجلين عليهما ثيابُ بياضٍ يقاتلان عنه كأشد القتال، ما رأيتهما قبل ولا بعدُ، يعني جبريل وميكائيلُ عليهما السلام. هما للشيخين (1).
_________
(1) البخاري (4054)، ومسلم (2306).(3/4)
6537 - جعفرُ بنُ عمرو الضمريّ: خرجتُ مع عبيد الله بن عديِّ بن الخيار، فلمَّا قدمنا حمص، قال لي: هل لك في وحشيٍّ نسأله عن قتل حمزة؟
قلت: نعم، وكان وحشيُّ يسكن حمص، فسألناه عنه، فقيل لنا: هو ذاك في
[ص:5] ظل قصره كأنه حميت، فجئنا حتى وقفنا عليه، وسلمنا، فردَّ السلام، وعبيد الله معتجرٌ بعمامته ما يرى وحشيُّ إلا عينيه ورجليه، فقال عبيد الله: يا وحشي أتعرفني؟
فنظر إليه ثم قال: لا والله إلا أني أعلمُ أن عديّ بن الخيار تزوج امرأةً، يقال لها: أمَّ قتالٍ بنت أبي العيص، فولدت له غلامًا بمكة، فكنتُ أسترضعُ له، فحملتُ ذلك الغلام مع أمه، فناولتها إياهُ، فكأني نظرت إلى قدميك، فكشف عبيد الله عن وجهه ثم قال: ألا تخبرنا بقتل حمزة؟
قال: نعم. إنَّ حمزة قتل طعيمة بن عديٍّ بن الخيارِ ببدرٍ، فقال لي مولاي جبير بن مطعمٍ: إن قتلت حمزة بعمي، فأنت حرٌ، (فأنت حرٌ) (1)، فلمَّا خرج الناسُ عام عينين وعينين، جبلٌ بجبال أحدٍ بينه وبينه وادٍ، خرجتُ مع الناس إلى القتال، فلمَّا أن اصطفوا خرج سباع، فقال: هل من مبارز؟
فخرج إليه حمزة، فقال: يا ابن أم أنمار مقطعةُ البظور، اتحاد الله ورسوله؟
ثم شدَّ عليه فكان كأمس الذاهب، وكمنتُ لحمزة تحت صخرةٍ، فما دنا منى رميته بحربتي فأضعها في ثنته حتى خرجت من بين وركيه، فكان ذلك العهد به، فلمَّا رجع الناسُ رجعتُ معهم، فأقمتُ بمكة حتى فشى فيها الإسلامُ، ثم خرجتُ إلى الطائف، فأرسلوا إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - رسلاً، وقيل لي: إنهُ لا يُهيجُ الرسل فخرجتُ معهم حتى قدمتُ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلمَّا رآني قال: ((أنت وحشيّ))؟
قلت: نعم، قال: ((أنت قتلت حمزة؟))
قلت: قد كان من الأمر ما بلغك عني، قال ((فهل تستطيع أن تغيِّب وجهك عني؟))
فخرجت، فلمَّا قبض - صلى الله عليه وسلم -، فخرج مسليمة الكذاب، قلت: لأخرجنَّ إلى مسيلمة لعلي أقتله فأكافئ به حمزة، فخرجت مع الناس، فكان من أمره ما كان، فإذا رجلٌ قائمٌ في ثلمة جدارٍ كأنه جملٌ أورق، ثائر الرأس، فرميتهُ بحربتي فأضعها بين ثدييه حتى خرجت من بين كتفيه، ووثب إليه رجل من الأنصار فضربه بالسيف على هامته، قال عبد الله بن الفضل: فأخبرني سليمانُ بن يسارٍ عن عبد الله بن عمر، قالت جاريةٌ على ظهر بيتٍ: وأمير المؤمنين قتلهُ العبدُ الأسودُ. للبخاري (2).
_________
(1) من (ب).
(2) البخاري (4072).(3/4)
6538 - وللكبير: عن وحشيٍّ: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال لهُ: ((أخرج فقاتل في سبيل الله كما قاتلت لتصدَّ عن سبيل الله)) (1).
_________
(1) الطبراني 22/ 139. قال الهيثمي 6/ 124: إسناده حسن.(3/6)
6539 - يحيى بن سعيٍد: لمَّا كان يوم أحدٍ قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: ((من يأتيني بخبر سعدٍ بن الربيع؟)).
قال رجلٌ: أنا يا رسول الله، فذهب يطوفُ بين القتلى حتى وجده، فقال له سعد: ما شأنك؟ قال بعثني - صلى الله عليه وسلم - لآتيه بخبرك، قال فأقرأهُ مني السلام وأخبره أني قد طعنت اثنتي عشرة طعنةً، وقد أنفذت مقاتلي، واسألهُ أن يستغفر لي، وأخبر قومك أنهم لا عذر لهم عند الله إن قتل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - ومنهم عينٌ تطرف. لمالكٍ (1) , وليس له، واسأله أن يستغفر لي، ولا عينٌ تطرفُ.
_________
(1) مالك 2/ 371.(3/6)
6540 - جابر: أصيب أبي يوم أحدٍ، فجعلتُ أكشفُ الثوب عن وجهه وأبكي، وجعلوا ينهونني، ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - لا ينهاني، وجعلت فاطمة بنتُ عمروٍ تبكي، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((تبكيه أو لا تبكيهِ، ما زالت الملائكة تظلهُ بأجنحتها حتى رفعتموه)) (1).
_________
(1) البخاري (1244)، ومسلم (2471).(3/6)
6541 - وفي روايةٍ: لمَّا كان يومُ أحدٍ جيء بأبي مسجىً، وقد مثِّل به. للشيخين والنسائي (1).
_________
(1) مسلم (2471) 129.(3/6)
6542 - رجلٌ من الصحابة: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - ظاهر يوم أحدٍ بين درعين (1). لأبي داود.
_________
(1) أبو داود (2590)، وحسنه الألباني كما في تعليقاته على ((فقه السيرة)) ص251.(3/6)
6543 - أبو هريرة: رفعه: ((اشتد غضبُ الله على قومٍ فعلوا بنبيه - يشيرُ إلى رباعيته - اشتدَّ غضبُ الله على رجلٍ يقتلهُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سبيل الله)) (1). للشيخين.
_________
(1) البخاري (4073)، ومسلم (1793).(3/6)
6544 - أنس: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كُسرت رباعيته يوم أحدٍ، وشجَّ في رأسهِ، فجعل يسلتُ الدم عن وجهه، ويقولُ: ((كيف يُفلحُ قوم شجوا نبيهم، وكسروا رباعيته، وهو يدعوهم إلى الله)) فنزل {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ} [آل عمران: 128] الآيةُ (1). للشيخين والترمذي.
_________
(1) علقه البخاري قبل حديث (4069)، ووصله مسلم (1791)، والترمذي (3003).(3/7)
6545 - أبو سعيد: أصيب وجه النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - يوم أحدٍ، فاستقبله مالكُ بن سنانٍ، فمصَّ جرحهُ ثم ازدرده، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((من أحبَّ أن ينظر إلى من خالط دمي دمهُ فلينظر إلى مالكٍ بن سنانٍ)) (1). للكبير.
_________
(1) الطبراني 6/ 34، وقال الذهبي: إسناده مظلم. انظر: تلخيصه على هامش ((المستدرك)) 3/ 563.(3/7)
6546 - أنس: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كان يقولُ يوم أحدٍ: ((اللهمَّ إنك إن تشأ لا تعبدُ في الأرض)). لمسلم (1).
_________
(1) مسلم (1743).(3/7)
6547 - عائشة: {الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ} [آل عمران:172] قالت لعروة: يا ابن أختي، كان أبوك منهم الزبيرُ وأبو بكرٍ لمَّا أصاب النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - ما أصابه يوم أحدٍ فانصرف عنه المشركون خاف أن يرجعوا، فقال: ((من يذهب في أثرهم؟))
فانتدب منهم سبعون رجلاً، فيهم أبو بكرٍ والزبيرُ. للشيخينٍ (1).
_________
(1) البخاري (4077) ومسلم (2418).(3/7)
6548 - وللكبير: عن ابن عباسٍ: لمَّا انصرف المشركون وبلغوا الروحاء قال أبو سفيان: لا محمدًا قتلتم، ولا الكواعب أردفتم، شرَّ ما صنعتم، فبلغ ذلك النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فندب الناس فانتدبوا حتى بلغوا حمراء الأسد، فنزل {الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُول} الآية [آل عمران: 172] (1).
_________
(1) الطبراني في ((الكبير)) 11/ 247 (11632). قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح غير محمد بن منصور الجواز وهو ثقة.(3/7)
6549 - علي: لمَّا انجلى الناسُ عنه - صلى الله عليه وسلم - يوم أحدٍ، نظرت في القتلى، فلم أره - صلى الله عليه وسلم -، فقلتُ: والله ما كان ليفرَّ، وما أراهُ في القتلى، ولكن أرى الله غضب علينا بما صنعنا، فرفع نبيه، فما لي خيرٌ من أن أقاتل حتى أقتل، فكسرت جفن سيفي، ثم حملتُ على القوم فأفرجوا لي، فإذا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - بينهم. للموصلي بلينٍ (1).
_________
(1) أبو يعلى 1/ 415 (54)، وقال الهيثمي 6/ 112: فيه: محمد بن مروان العقيلي وثقه أبو داود وابن حبان وضعفه أبو زرعة وغيره وبقية رجاله رجال الصحيح.(3/8)
6550 - عائشةُ عن أبيها: لمَّا انصرف الناسُ عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، كنتُ أول من فاء إليه، فجعلتُ أنظرُ إلى رجلٍ يُقاتل بين يديه، فقلت: كن طلحة، ثم نظرتُ فإذا أنا بإنسانٍ خلفي كأنه طائرٌ فإذا هو أبو عبيدة بن الجراح، وإذا طلحة بين يديه صريعًا، قال: ((دونكم أخوكم، فقد أوجب))، فتركناهُ وأقبلنا عليه - صلى الله عليه وسلم - فإذا قد أصابه في وجهه سهمان، فأردتُ أن أنزعهما، فمازال أبو عبيدة يسألني ويطلبُ إلىَّ حتى تركته فنزع أحد السهمين، وأزمَّ عليه بأسنانه فقلعهُ وانتدرت إحدى ثنتيه، ثم لم يزل يسألني ويطلب إلىَّ أن أدعه ينزع الآخر، فوضع ثنيته على السهم وأزمَّ عليه كراهية أن يؤذي النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - إن تحوَّل، فنزعه وانتدرت ثنيته، فكان أبو عبيدة أهتم الثنايا. للبزار بإسحاق بن يحيى بن طلحة متروك.
قلت: لكنه من رجال الترمذي وابن ماجة وللحديث طرقٌ (1).
_________
(1) أخرجه البزار في ((البحر الزخار)) 1/ 132 (63). وقال الهيثمي 6/ 112: وفيه: إسحاق بن يحيى بن طلحة وهو متروك.(3/8)
6551 - كعبُ بن مالكٍ: لمَّا كان يومُ أحدٍ وصرنا إلى الشِّعب كنتُ أول من عرفه، فقلتُ: هذا رسولُ الله، فأشار بيده أن اسكت، ثم ألبسني لامته ولبس لامتي، ولقد ضربتُ حتى جُرحتُ عشرين، (أو قال: بضعةً وعشرين جرحًا) (1)، كل من يضربني يحسبني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (2). للكبير والأوسط.
_________
(1) ساقط من (ب).
(2) الطبراني في الكبير 19/ 100، وقال الهيثمي 6/ 112: رجال الأوسط ثقات.(3/8)
6552 - قتادة: أهدي للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قوسٌ فدفعها إلىَّ يوم أحدٍ، فرميتُ بها بين يديه حتى اندقت سيتها، ولم أزل عن مقامي نُصب وجهي ألقى السهام بوجهي، كلما مال سهمٌ منها إلى وجهه ميلتُ رأسي لأقي وجهه - صلى الله
[ص:9] عليه وسلم -، فكان آخرها سهمًا ندرت منه حدقتي على خدي، وافترق الجمعُ، فأخذت حدقتي بكفي فسعيتُ بها إليه - صلى الله عليه وسلم -، فلمَّا رآها في كفي دمعت عيناه، فقال: ((اللهمَّ إنَّ قتادة قد أوجه نبيك بوجهه فاجعلها أحسن عينيه وأحدهما نظرًا)) فكانت أحسن عينيه وأحدهما نظرًا (1). للكبير بخفى.
_________
(1) الطبراني في الكبير 19/ 8. وقال الهيثمي 6/ 113: فيه: من لم أعرفه.(3/8)
6553 - الحارث بن الصمة: سألني النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - وهو في الشِّعب، ((هل رأيت عبد الرحمن بن عوف؟))
فقلت: رأيته إلى جنب الحبل وعليه المشركون، فرأيتك فعدلت إليك، فقال: ((أما إنَّ الملائكة تتقاتلُ معه)) فرجعت إلى عبد الرحمن فأجده بين سبعةٍ صرعى، فقلتُ له أكلَّ هؤلاء قتلت؟
فقال: أمَّا هذا وهذا فأنا قتلتهما، وأمَّا هؤلاء فقتلهم من لم أره، قلتُ: صدق الله ورسولهُ (1). للكبير والبزار بضعفٍ.
_________
(1) البزار كما في ((كشف الأستار)) (1792)، والطبراني 3/ 271، ,قال الهيثمي 6/ 114: فيه: عبد العزيز بن عمران وهو ضعيف.(3/9)
6554 - أنس: لمَّا كان يومُ أحدٍ حاص أهلُ المدينة حيصةً، وقالوا قتل محمدٌ حتى كثرت الصوارخ في ناحية المدينة، فخرجت امرأةٌ من الأنصارِ فاستقبلت بأبيها وابنها وزوجها وأخيها، فقالوا: هذا أبوك أخو زوجك ابنك، تقولُ: ما فعل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -؟
يقولون أمامك حتى وقفت عليه فأخذت بناحية ثوبه، ثم قال: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، لا أبالي إذا سلمت من عطبٍ (1). للأوسط وفيه شيخه محمد بنُ شعيب.
_________
(1) الطبراني في الأوسط 7/ 280 (7499). وقال الهيثمي 6/ 112: شيخه محمد بن شعيب لم أعرفه وبقية رجاله ثقات.(3/9)
6555 - الزبير: لمَّا كان يومُ أحدٍ أقبلت امرأةٌ تسعى، حتى كادت أن تشرف على القتلى، فكره النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - أن تراهم، فقال: ((المرأة المرأة))، فتوسمت أنها أمي صفية، فخرجت أسعى إليها فأدركتها قبل أن تنتهي إلى القتلى، فدفعت في صدري، وقالت: إليك عني، فقلتُ إنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عزم عليك، فوقفت وأخرجت ثوبين، فقالت: هذان جئت بهما لأخي حمزة، فكفنوه فيهما، فجئنا بهما حمزة، فإذا إلى جنبه
[ص:10] رجلٌ من الأنصار، فعل به كما فعل بحمزة، فقلنا لحمزة ثوبٌ وللأنصاريِّ ثوبٌ، فأقرعنا بينهما، فكفَّنا كل واحدٍ في الثوب الذي طار له (1). لأحمد والموصلى والبزار بلين.
_________
(1) أحمد 1/ 165، وأبو يعلى 2/ 45 - 46، والبزار كما في ((كشف الأستار)) (1797)، وقال الهيثمي 6/ 118: فيه: عبد الرحمن بن أبي زناد، وهو ضعيف، وقد وثق. وصححه الألباني في الإرواء 3/ 166.(3/9)
6556 - ابن عباسٍ: لمَّا قُتل حمزة أقبلت صفية تسأل ما صنع؟
فلقيت عليًّا والزبير، فأوهماها أنهما لا يدريان، فضحك النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - وقال: ((إني أخاف على عقلها)) فوضع يده على صدرها، فاسترجعت وبكت، ثم قام عليه، وقال: ((لولا جزع النساء لتركته حتى يحشر من بطون السباع وحواصلِ الطير)) ثم أتى بالقتلى فجعل يصلي عليهم، فيوضع سعبة وحمزة، فيكبرُ عليهم سبع تكبيراتٍ، ثم يرفعون ويترك حمزة مكانه، ثم دعا بسبعةٍ فيكبر عليهم سبع تكبيراتٍ حتى فرغ منهم (1). للكبير والبزار بضعف.
_________
(1) الطبراني 3/ 142 (2935)، والبزار كما في ((كشف الأستار)) (1796).(3/10)
6557 - ولأحمد، والكبير بضعفٍ: أنه - صلى الله عليه وسلم - أمر به فهيئ إلى القبلة، ثم كبر عليه سبعًا، ثم جمع إليه الشهداء، كلما أتى بشهيدٍ وضع إلى جنبه، فصلى عليه وعلى الشهداء اثنين وسبعين صلاةً (1).
_________
(1) الطبراني 11/ 62 (11051).(3/10)
6558 - أبو هريرة: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - لمَّا نظر إلى حمزة قال: أما والله لأمثلنَّ بسبعين كمثلك، فنزل القرآن {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ} [النحل: 126] الآية، فَكَفَّرَ - صلى الله عليه وسلم - وأمسك عن ذلك (1). للكبير والبزار بضعفٍ مطولاً.
_________
(1) البزار كما في ((كشف الأستار)) (1795)، وقال: لا نعلمه يروى عن أبي هريرة إلا من هذا الوجه، تفرد به سليمان صالح، وقد تقدم ذكرنا لصالح، يعني تقدم ضعفه، ولا نعلم رواه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا أبو هريرة، وذكره الهيثمي 6/ 119، وعزاه للبزار والطبراني وقال: فيه: صالح بن بشير المري وهو ضعيف.(3/10)
6559 - ابن عباس: لمَّا رجع النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - من أحدٍ بكت نساءُ الأنصار على شهدائهم، فبلغ ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: لكنَّ حمزة لا
[ص:11] بواكي عليه، فرجعت الأنصارُ فقالوا: لنسائهم لا تبكين أحدًا حتى تبدأن بحمزة، فذاك فيهم إلى اليوم لا يبكين ميتًا إلا بدأن بحمزة (1). للكبير وفيه يحيى ابن مطيعٍ الشيباني.
_________
(1) الطبراني 11/ 391 - 392 (1209). وقال الهيثمي 6/ 120: فيه: يحيى بن مطيع الشيباني، ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.(3/10)
6560 - بريدةُ: أنَّ رجلاً قال يوم أحدٍ: اللهمَّ إن كان محمدٌ على الحق فاخسف بي، قال فخسف به (1). للبزار.
_________
(1) البزار كما في ((كشف الأستار)) (1799)، وقال الهيثمي 6/ 122: رجاله رجال الصحيح.(3/11)
6561 - جابر: دخل عليٌّ على فاطمة يوم أحدٍ فقال:
أفاطم هذا السيف غير ذميم ... فلست برعديدٍ ولا بلئيم
لعمري لقد أبليتُ في نصر أحمد ... ومرضاة ربٍّ بالعبادِ عليم
فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((إن كنت أحسنت القتال، فقد أحسنه سهل بن حنيف وابن الصمة)) وذكر آخر فنسيه الراوي، فقال: جبريلُ هذا وأبيك المواساة، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((إنه مني)) فقال: جبريلُ عليه السلام: وأنا منكما (1). للبزار بلين.
_________
(1) البزار كما في ((كشف الأستار)) (1798)، وقال الهيثمي 6/ 122: فيه: مُعلى بن عبد الرحمن الواسطي، وهو ضعيف جدا، وقال ابن عدي: أرجو أن لا بأس به.(3/11)
6562 - وللكبير، عن ابن عباسٍ: ((لئن كنت أحسنت القتال، لقد أحسنهُ سهلُ بن حنيفٍ وأبو دجانة)) (1).
_________
(1) الطبراني 6/ 76 (5564)، وقال الهيثمي 6/ 122 - 123: فيه: أيوب بن أبي أمامة، قال الأزدي: منكر الحديث.(3/11)
من ذكر في مجمع الزوائد من شهداء أحد
من المهاجرين: حمزة بن عبد المطلب، ربيعة بن أكثم، عبدُ الله بن حجشٍ، مصعب بن عميرٍ
ومن الأنصار: أنيس بن قتادة، أوس بن الأرقم، أوس بن المنذر، إياس بن أوسٍ، ثعلبة بن سعدٍ، الحارث بن أوسٍ، حنظلة بن أبي عامرٍ غسيل الملائكة، ذكوانُ بن عبد قيس، ربيعة بن الفضل، رفاعة بن أوسٍ، رفاعة بن عمرو، سعد بن الربيع،
[ص:12] سعد بن سويدٍ، سليط بن ثابتٍ، سهلُ بن قيسٍ، عبد الله بنُ عمروٍ بن حرامٍ، المجذر بن زيادٍ.(3/11)
6563 - ابن إسحاق: خرج النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يوم الجمعة حين صلَّى الجمعة، فأصبح بالشِّعبِ من أحدٍ، فالتقوا يوم السبت في النصف من شوال (1). للكبير.
_________
(1) الطبراني 3/ 141 (2929)، قال الهيثمي 6/ 124: رجاله ثقات.(3/12)
6564 - صفية بنت عبد المطلب: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - لمَّا خرج إلى أُحدٍ جعل نساءه في أطمٍ يقالُ له فارع، وجعل معهنَّ حسان ثابتٍ، وكان حسان يطَّلعُ إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فإذا اشتد على المشركين اشتد معه في الحصن، وإذا رجع رجع وراءه، فجاء ناسٌ من اليهود فيرقى أحدهم في الحصن حتى اطلع علينا، فقلت لحسان: قُم إليه فاقتله، فقال: ما ذاك فىَّ، ولو كان ذلك فىَّ لكنت مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، قالت: فضربت رأسهُ حتى قطعته، فقلتُ: يا حسان قم إلى رأسهِ فارم به عليهم وهم أسفل من الحصن، فقال: والله ما ذاك فىَّ، قالت فأخذتُ برأسه فرميتهُ عليهم، فقالوا: قد والله علمنا أنَّ محمدًا لم يكن يتركُ أهلهُ خلوفًا، لم يكن معهم أحدٌ، وتفرقوا، قالت: ومرَّ بنا سعدُ بن معاذٍ، وبه أثر صفرةٍ، كأنه كان معرسًا قبل ذلك، وهو يرتجز: ويقولُ:
مهلاً قليلاً يدرك الهيجا حمل ... لا بأس بالموت إذا حان الأجل
للكبير والأوسط بخفي (1).
_________
(1) الطبراني 24/ 321 - 322، و ((الأوسط)) 4/ 116 (3754)، وقال الهيثمي 6/ 114 - 115: هو من طريق أم عروة بنت جعفر بن الزبير، عن أبيها، ولم أعرفهما، وبقية رجاله ثقات.(3/12)
غزوة الرجيع، وغزوة بئر معونة، وغزوة فزارة(3/12)
6565 - أبو هريرة: بعث النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - سريةً عينًا، وأمَّر عليهم عاصمُ بن ثابتٍ، وهو جدُّ عاصمٍ بن عمر بن الخطاب، فانطلقوا حتى إذا كانوا بين عسفان ومكة، ذكروا الحي من هذيلٍ يقالُ لهم بنو لحيان، فتبعوهم بقريبٍ من مائة رامٍ، فاقتصوا آثارهم، حتى أتوا منزلاً نزلوه فوجدوا فيه نوى تمرٍ
[ص:13] تزودوه من المدينة، فقالوا: هذا تمر يثرب، فتبعوا آثارهم حتى لحقوهم، فلما أحسَّ بهم عاصمُ وأصحابه، لجئوا إلى فدفدٍ، وجاء القوم فأحاطوا بهم، فقالوا: لكم العهدُ والميثاق إن نزلتم إلينا أن لا نقتل منكم رجلاً، فقال: عاصم أمَّا أنا فلا أنزل في ذمةِ كافرٍ، اللهمَّ أخبر عنَّا رسولك، فقاتلوهم فرموهم حتى قتلوا عاصمًا في سبعة نفرٍ بالنبل وبقي خبيبٌ وزيدٌ ورجلٌ آخر، فأعطوهم العهد والميثاق، ونزلوا إليهم فلمَّا استمكنوا منهم حلُّوا أوتار قسيِّهم فربطوهم بها، فقال الرجل الثالث: هذا أول الغدر، فأبى أن يصحبهم، فجرروه فلم يفعل، فقتلوه فانطلقوا بخبيب وزيدٍ حتى باعوهما بمكة، فاشترى خبيبًا بنو الحارث بن عامرٍ بن نوفلٍ، وكان خبيب قد قتل الحارث يوم بدرٍ، فمكث عندهم أسيرًا حتى إذا أجمعوا قتله، استعار موسى من بعض بنات الحارث ليستحدَّ بها، فأعارتهُ، قالت: فغفلت عن صبيٍّ لي، فدرج إليه حتى أتاه فوضعه على فخذه، فلمَّا رأيتهُ فزعت فزعةً عرف ذلك مني، وفي يده الموسى، فقال: أتخشين أن أقتله؟
ما كنتُ لأفعل ذلك إن شاء الله، وكانت تقول: ما رأيتُ أسيرًا قط خيرًا من خُبيبٍ، لقد رأيته يأكلُ من قطف عنبٍ وما بمكة يومئذٍ ثمرةٌ، وإنه لموثق في الحديد وما كان إلا رزقًا رزقه الله خبيبًا، فخرجوا به من الحرم ليقتلوه، فقال: دعوني أصلي ركعتين، ثم انصرف إليهم، فقال: لولا أن تروا أنَّ ما بي جزع من الموت لزدت، فكان أول من سنَّ الركعتين عند القتل هو وقال اللهمَّ أحصهم عددًا:
ما أبالي حين أقتلُ مسلمًا ... على أيِّ شقٍ كان لله مصرعي
وذلك في ذات الإِله وإن يشأ ... يبارك على أوصال شلوٍ ممزعِ
ثم قام إليه عقبةُ بن الحارث فقتله، وبعثت قريش إلى عاصمٍ ليؤتوا بشيء من جسده يعرفونه، وكان قتل عظيمًا من عظمائهم يوم بدرٍ، فبعث الله عليهم مثل الظلة من الدبرِ، فحمته من رسلهم، فلم يقدروا منه على شيءٍ. للبخاري وأبي داود، وزاد رزين: إن عاصمًا جعل يرميهم، ويقولُ:
ما علتي وأنا جلد نابلٍ ... والقوسُ فيها وترُ عنابلِ (1)
_________
(1) البخاري (4086) وأبو داود (2660).(3/12)
6566 - أنس: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - بعث خاله أخًا لأمَّ سليم إلى بني عامرٍ في سبعين راكبًا، فلمَّا قدموا، قال لهم خالي أتقدمكم فإن أمنوني حتى أبلغ عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وإلا كنتم مني قريبًا، فتقدَّم فأمنوه، فبينما هو يحدثهم عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أومأ إلى رجلٍ منهم فطعنه فأنفذهُ، فقال: الله أكبر فزتُ وربُّ الكعبة، ثم مالوا على بقية أصحابه فقتلوهم إلا رجلاً أعرج صعد الجبل، قال همام: وأراه آخر معه، فأخبر جبريلُ عليه السلام النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أنهم قد لقوا ربهم فرضى عنهم وأرضاهم، قال: فكنَّا نقرأه أن بلغُوا قومنا أن قد لقينا ربنا فرضى عنا وأرضانا، ثم نُسخ بعد فدعا عليهم أربعين صباحًا على رعلٍ وذكوان وبني لحيان وبني عصية الذين عصوا الله ورسوله (1).
_________
(1) البخاري (4091) ومسلم (677).(3/14)
6567 - وفي رواية: أن رعلاً وذكوان وعصية وبني لحيان استمدوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على عدو فأمدهم بسبعين من الأنصار كنَّا نسميهم القراء، كانوا يحتطبون بالنهار، ويصلُّون بالليل حتى كانوا ببئر معونة، فقتلوهم وغدروا بهم، فبلغ ذلك النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فقنت شهرًا يدعو عليهم (1).
_________
(1) البخاري (4090).(3/14)
6568 - وفي رواية: لمَّا طعن حرام بن ملحان خالهُ يوم بئر معونة، قال: بالدم هكذا، فنضحه على وجهه ورأسه، ثم قال: فزتُ وربِّ الكعبة (1).
_________
(1) البخاري (4092).(3/14)
6569 - وفي أخرى: جاء ناسٌ إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: ابعثوا معنا رجالاً يعلمون القرآن والسنة، فبعث إليهم سبعين رجلاً من الأنصار، يقالُ لهم القراء، فيهم خالي حرامُ، يقرءون القرآن، يتدارسون بالليل يتعلمون، وكانوا بالنهار يجيئون بالماء فيضعونه في المسجد، ويحتطبون فيبيعونه، ويشترون به الطعام لأهل الصفة والفقراء، فبعثهم النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إليهم، فعرضوا لهم فقتلوهم قبل أن يبلغُوا المكان، فقالوا اللهمَّ أبلغ عنَّا نبينا أنَّا قد لقيناك فرضينا عنك ورضيت عنا (1).
_________
(1) مسلم (677).(3/15)
6570 - وفي أخرى: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - بعث خاله في سبعين راكبًا، وكان رئيس المشركين عامر بن الطفيل خير بين ثلاث خصالٍ، فقال: يكون لك أهلُ السهل ولي أهل المدرِ، أو أكون خليفتك، أو أغزوك بأهل غطفان بألف وألف، فطعن عامرُ في بيت أمِّ فلانٍ، فقال: غدةٌ كغدة البكر، وموتٌ في بيت امرأةٍ من آل فلانٍ، ائتوني بفرسي.
فمات على ظهر فرسه، فانطلق حرامٌ هو، ورجلٌ أعرج، ورجلٌ من بني فلانٍ قال: كونا قريبًا حتى آتيهم، فإن أمنوني كنتم، وإن قتلوني أتيتم أصحابكم، فقال أتؤمنوني أبلِّغ رسالة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بنحوه (1). للشيخين.
_________
(1) البخاري (4091).(3/15)
6571 - وفي رواية أحمد: بألف أشقر وألفٍ شقراء.
وفيها: فانطلق حرامٌ ورجلان معه من بني أمية ورجلٌ أعرجُ، فقال لهم كونوا قريبًا (مني) (1) بنحوه (2).
_________
(1) من (ب).
(2) أحمد 3/ 210، وقال الهيثمي 6/ 126: ورجاله رجال الصحيح.(3/15)
6572 - وللكبير بضعفٍ، عن سهل بن سعدٍ: ذكر قصة قدوم عامرٍ بن الطفيل المدينة، وكلام ثابتٍ بن قيس له بحضرة النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وقول عامرٍ لأملانَّها عليك خيلاً ورجالاً، ثم خرج فجمع للنبيِّ - صلى الله عليه
[ص:16] وسلم -، فدعا - صلى الله عليه وسلم - سبع عشرة ليلةٌ، ثم بعث عشرةً فيهم؛ عمرو بنُ أمية الضمريِّ وسائرهم من الأنصار أميرهم المنذر بن عمرو، فمضوا حتى نزلوا بئر معونة، فأقبل حتى هجم عليهم، فقتلهم كلهم إلا عمرو بن أمية كان في الركاب، فنزل الوحيُ، وأخبر - صلى الله عليه وسلم - قتلهم، ودعا على عامر بن الطفيل، وقال: اللهمَّ اكفني عامرًا فأقبل حتى رماه الله بالذبحة في حلقة في بيت امرأةٍ من سلولٍ، وهو يقول: يا لعامرٌ، غدَّة كغدة الجمل في بيت سلوليةٍ، فلم يزل كذلك حتى مات في بيتها، وكان أربد بن قيسٍ أصابته صاعقة فاحترق، فمات، فرجع من كان معهم (1).
_________
(1) الطبراني 6/ 125 - 126 (5724)، وقال الهيثمي 6/ 126: فيه عبد المهيمن بن عباس وهو ضعيف.(3/15)
6573 - كعب بن مالكٍ: جاء ملاعب الأسنَّة إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - بهديةٍ، فعرض عليه الإسلام، فأبى أن يُسلم، فقال - صلى الله عليه وسلم -: فإني لا أقبل هدية مشركٍ، قال: فابعث إلى أهل نجدٍ من شئت، فأنا لهم جارٌ، فبعث إليهم بقومٍ فاستجاش عليهم عامر بن الطفيل بني عامرٍ، فأبوا أن يطيعوه، وأبوا أن يخفروا ملاعب الأسنة، فاستجاش عليهم بني سليمٍ، فأطاعوه فاتبعهم بقريبٍ من مائة رامٍ، فأدركوهم ببئر معونة فقتلوهم، إلا عمرو بن أمية (1). للكبير برجال الصحيح.
_________
(1) الطبراني 19/ 71 - 72، وقال الهيثمي 6/ 127: ورجاله رجال الصحيح. وصححه الألباني في الصحيحة (1727).(3/16)
6574 - ابن إسحاق: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - بعث أصحاب بئر معونة في صفرٍ على رأس أربعة أشهرٍ من أُحدٍ، حين قدم عليه أبو براء عامر بن مالكِ ملاعب الأسنة، فلم يُسلك ولم يبعد من الإسلام، وقال: يا محمدُ، لو بعثت إلى أهل نجدٍ رجالًا يدعونهم إلى أمرك، رجوتُ أن يستجيبوا لك، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: ((إني أخشى عليهم أهل نجدٍ)) قال أبو براء: أنا لهم جارٌ، فبعث - صلى الله عليه وسلم - المنذر بن عمرو في أربعين من خيارٍ المسلمين، منهم: الحارثُ بن الصمة، وحرامُ بن ملحان، وعروةُ بن أسماء، ونافعُ بن بديلٍ بن ورقاء الخزاعي، وعامر بن فهيرة، فساروا حتى نزلوا بئر معونة بين أرض بني عامرٍ وحرة بني سليمٍ، فبعثوا حرام بن ملحانٍ بكتاب النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - إلى عامرٍ بن الطفيل، فلمَّا أتاهم لم ينظر في كتابه حتى قتله، ثم استصرخ بني عامرٍ، فأبوا أن يخفروا أبا براءٍ، وقد عقد لهم عقدًا وجوارًا،
[ص:17] فاستصرخ بني سليم عصبةً ورعلًا وذكوان فأجابوه، فخرجوا حتى أحاطوا بالقوم، فلمَّا رأوهم، أخذوا أسيافهم، فقاتلوا حتى قتلوا عن آخرهم، إلا كعب بن زيدٍ النجاري، فإنهم تركوه، وبه رمقٌ، فأرتث من بين القتلى، فعاش حتى قتل بالخندق، وكان في السرح عمرو بن أمية الضمري ورجلٌ من الأنصارِ، فلم ينبئهما بمصاب إخوانهما إلا الطيرُ تحومُ على العسكر، فقالَا: والله إنَّ لهذا الطير شأنًا. فأقبلا، فإذا القومُ في دمائهم، وإذا الخيل التي أصابتهم واقفة، فقال الأنصاري لعمرو بن أمية: ما ترى؟
قال: أرى أنَّ أُلحق برسول الله - صلى الله عليه وسلم - لنخبره، فقال الأنصاريُّ: لكني ما كنتُ لأرغب بنفسي عن موطن قتلٍ فيه المنذر بن عمروٍ، فقاتل القوم حتى قتل، وأسروا عمرو بن أمية، فلمَّا أخبرهم أنه من مضرٍ أطلقه عامر بن الطفيل، وجزَّ ناصيته وأعتقه عن رقبةٍ زعم أنها كانت على أمه، فخرج عمرو فلقى رجلين من بني عامرٍ نزلًا في ظلٍ، وكان للعامريين عقدٌ من النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وجوارٌ، ولم يعلم به عمرو بن أمية، وقد سألهما حين نزل ممَّن أنتما؟
قال: من بني عامرٍ، فأمهلهما حتى ناما، فقتلهما وهو يرى أنه أصاب بهما ثأره من بني عامرٍ، فلمَّا قدم عمرو على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فقال: لقد قتلت قتيلين (لأدينهما) (1)؛ ثم قال - صلى الله عليه وسلم -: ((هذا عمل أبي براء لقد كنتُ لهذا كارهًا متخوفًا)) فبلغ ذلك أبا براءٍ فشق عليه إخفارُ عامر إياه، وما أصيب من أصحابه، فقال حسان: يحرض ابن أبي براءٍ على عامر بن الطفيل:
بني أمِّ البنين ألم يرعكم ... وأنتم من ذوائب أهل نجد
تهكُّم عامرٍ بأبي براءٍ ... ليخفره وما خطأ كعمد
ألا أبلغ ربيعة ذا المساعي ... فما أحدثتُ في الحدثان بعدي
أبوك أبو الحروب أبو براءٍ ... وخالك ما جدٌ حكم بن سعد
فحمل ربيعة بن أبي براء على عامرٍ بن الطفيل، فطعنه بالرمح في فخذه فوقع عن فرسه، وقال: هذا عملُ أبي براءٍ، فإن أمت فدمي لعمي لا يتبع به، وإن أعش فسأرى رأيي (2). للكبير.
_________
(1) في (ب): لأديهما.
(2) الطبراني 20/ 356 - 358، وقال الهيثمي 6/ 129: ورجاله ثقات إلى ابن إسحاق.(3/16)
6575 - وله: عن عبد الرحمن بن كعبٍ بن مالكٍ: أرسله: أنَّ فيهم عامر بن فهيرة قُتل يومئذٍ، فلم يوجد جسده، ويرون أنَّ الملائكة دفنته (1).
_________
(1) الطبراني 19/ 71، وقال الهيثمي 6/ 127: رجاله رجال الصحيح.(3/18)
6576 - وله: عن عروة: أن ممن شهد بئر معونة أوسٌ بن معاذٍ الأنصاريِّ، والحكمُ بن كيسان المخزوميِّ (1).
_________
(1) الطبراني 1/ 228 (621)، وقال الهيثمي 6/ 130: وفيه عطاء بن السائب، وقد اختلط.(3/18)
6577 - سلمة بن الأكوع: غزونا فزارة وعلينا أبو بكرٍ، فلمَّا كان بيننا وبين الماء ساعةٌ، أمرنا فعرسنا، ثم شنَّ الغارة، فورد الماء، فقتل من قتل عليه، وسبي من سبي، وأنظر إلى عنقٍ من الناس فيهم الذراري فخشيتُ أن يسبقوني إلى الجبل، فرميتُ بسهمٍ بينهم وبين الجبل فلمَّا رأوا السهم وقفوا، فجئتُ بهم أسوقهم وفيهم امرأةٌ من بني فزارة عليها قشع من أدمٍ، قال: القشع النطعُ، معها ابنةٌ لها من أحسن العربِ، فسقتهم حتى أتيتُ بهم أبا بكرٍ، فنفلني ابنتها، فقدمنا المدينة وما كشفتُ لها ثوبًا، فلقيني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في السوق، فقال يا سلمة: ((هب لي المرأة))، فقلتُ يا رسول الله: لقد أعجبتني وما كشفتُ لها ثوبًا، ثم لقيني من الغد في السوق، فقال يا سلمة: ((هب لي المرأة لله أبوك)) فقلت: هي لك يا رسول الله، فوالله ما كشفت لها ثوبًا، فبعث بها - صلى الله عليه وسلم - إلى أهل مكة ففدى بها ناسًا من المسلمين قد أسروا بمكة (1). لمسلم وأبي داود.
_________
(1) مسلم (1755)، وأبو داود (2697).(3/18)
غزوة الخندق وغزوة بنى قريظة(3/18)
6578 - البخاري: كانت في شوال سنة أربعٍ (1).
_________
(1) ذكره البخاري معلقا قبل حديث (4097) كتاب المغازي - باب غزوة الخندق وهي الأحزاب.(3/18)
6579 - وللكبير، عن ابن إسحاق: سنة خمسٍ (1).
_________
(1) ذكره الهيثمي في المجمع 6/ 142 وقال: رواه الطبراني ورجاله ثقات.(3/18)
6580 - عمرو بن عوفٍ المزنيّ: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - خطَّ الخندق من طرف بني حارثة حتى بلغ المذابح فقطع لكل عشرةٍ أربعين ذراعًا، واحتج المهاجرون والأنصار سلمان، وكان رجلاً قويًا، فقال المهاجرون: سلمانُ منَّا، وقال الأنصارُ: منَّا، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((سلمان منَّا أهل البيت)) (1) للكبير بلين.
_________
(1) رواه الطبراني 6/ 212 - 213 (6040)،قال الهيثمي في المجمع 6/ 130: فيه كثير بن عبد الله المزني وقد ضعفه الجمهور وحسن الترمذي حديثه وبقية رجاله ثقات. وقال الألباني في ضعيف الجامع (3272): ضعيف جدا.(3/19)
6581 - أنس: خرج النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إلى الخندق، فإذا المهاجرون والأنصار يحفرون في غداةٍ باردةٍ، ولم يكن لهم عبيدٌ يعملون ذلك لهم، فلمَّا رأى ما بهم من النصب والجوع قال: ((اللهمَّ إنَّ العيش عيشُ الآخرة. فاغفر للأنصار والمهاجرة)).
فقالوا مجيبين له:
نحنُ الذين بايعوا محمدًا ... على الجهاد ما بقينا أبدًا
ج(3/19)
6582 - وفي روايةٍ: قال: جعل المهاجرون يحفرون الخندق حول المدينة وينقلون التراب على متونهم وهم يقولون:
نحنُ الذين بايعوا محمدًا ... على الجهاد ما بقينا أبدًا
وهو - صلى الله عليه وسلم - يجيبهم:
((اللهمَّ لا خير إلا خير الآخرة ... فبارك في الأنصار والمهاجرة))
فيؤتون بملء كفٍ من شعيرٍ، فيصنع لهم بإهالةٍ سنخةٍ تُوضع بين يدي القوم والقومُ جياعٌ، وهي بشعةٌ في الحلق، ولها ريح منكرة (1). للشيخين والترمذي.
_________
(1) البخاري (4100) ومسلم (1805)، الترمذي (3866).(3/19)
6583 - البراء: رأيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - ينقل معنا التراب وهو يقولُ:
((والله لولا الله ما اهتدينا ... ولا تصدقنا ولا صلينا
فأنزلنَّ سكينةً علينا ... وثبت الأقدم إن لاقينا
[ص:20] والمشركون قد بغوا علينا ... إذا أرادوا فتنة أبينا))
ويرفع بها صوته، وفي روايةٍ: ورفع بها صوته، أبينا أبينا (1). للشيخين.
_________
(1) البخاري (6620) ومسلم (1803).(3/19)
6584 - حذيفة: قال رجلٌ عنده: لو أدركتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قاتلت معه وأبليتُ، فقال حذيفة: أنت كنت تفعل ذلك؟
لقد رأيتنا معه - صلى الله عليه وسلم - ليلة الأحزاب وأخذتنا ريحٌ شديدةٌ وقرٌّ، فقال: ((ألا رجلٌ يأتيني بخبر القوم جعله الله معي يوم القيامة؟))
فسكتنا فلم يجبه منَّا أحدٌ، ثم قال: ((ألا رجلٌ يأتيني بخبر القوم؟))
قال ذلك ثلاث مراتٍ فلم يجبه أحدٌ، فقال: ((قم يا حذيفة فأتنا بخبر القوم))، فلم أجد بدًّا إذ دعاني باسمي إلاَّ أن أقوم، قال: ((اذهب فأتني بخبر القوم، ولا تذعرهم عليَّ))، فلمَّا وليت من عنده جعلتُ كأنما أمشي في حمامٍ، حتى أتيتهم، فرأيتُ أبا سفيان يُصلي ظهره بالنار، فوضعت سهمًا في كبد القوس، فأردتُ أن أرميهُ، فذكرت قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تذعرهم على)) ولو رميته لأصبته، فرجعت وأنا أمشي في مثل الحمام، فلمَّا أتيته أخبرته خبر القوم وفرغتُ، قررت فألبسني - صلى الله عليه وسلم - من فضل عباءةٍ كانت عليه يصلي فيها فلم أزل نائمًا (حتى) (1) أصبحتُ، قال: قم يا نومان. لمسلم (2).
_________
(1) طمس بالأصل، والمثبت من (ب).
(2) أخرجه مسلم (1788).(3/20)
6585 - أبو هريرة: جاء الحارث الغطفاني إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا محمدُ، ناصفنا تمر المدينة، وإلا ملأناها عليك خيلاً ورجالاً، قال: ((حتى استأمر السعود: سعد بن عبادة وسعد بن معاذٍ)) فشاورهما، فقالا: لا والله ما أعطينا الدنية من أنفسنا في الجاهلية، فكيف وقد جاء الله بالإسلام، فرجع إليه الحارثُ فأخبره، فقال: غدرت يا محمد، فقال: حسانُ:
يا حارُ من يغدر بذمة جاره ... منكُم فإنَّ محمدًا لا يغدرِ
إن تغدروا فالغدر من عاداتكم ... واللؤم ينبتُ في أصول السنجرِ
[ص:21] وأمانة (لنهدي) (1) حيث لقيتها ... مثل الزجاجة صدعها لا يجبر
فقال الحارث كفَّ عنا يا محمد لسان حسان، فلو مزج به ماء البحر لمزجه (2). للكبير والبزار بلينٍ.
_________
(1) في (أ): الهدي.
(2) الطبراني 6/ 28 (5406)، وقال الهيثمي 6/ 132: فيهما محمد بن عمرو وحديثه حسن، وبقية رجاله ثقات.(3/20)
6586 - رافع بن خديج: لم يكن حصن أحصن من حصن بني حارثة، فجعل النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - النساء والذراري فيه، وقال: ((إن ألمَّ بكنَّ أحدٌ فألمعن بالسيف)) فجاءهنَّ فارسٌ يقال له: نجدان، فجعل يقول: أنزلنَّ إلىَّ خيرٌ، لكن فحركن السيف، فأبصره الصحابة، فابتدر الحصن قومُ فيهم ظهير بن رافع، فقال: يا نجدان ابرز، فبرز إليه فقتلهُ، وأخذ رأسه فذهب به إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - (1). للكبير.
_________
(1) الطبراني في (((الكبير)) 4/ 268. قال الهيثمي: رجاله ثقات (6/ 133).(3/21)
6587 - سليمان بن صرد: سمعتُ النبيَّ يقولُ حين أجلى الأحزاب عنه: ((الآن نغزوهم ولا يغزوننا. نحن نسير إليهم)) (1).
_________
(1) البخاري (4110).(3/21)
6588 - ابن عمر: أولُ مشهدٍ شهدته الخندق (1): (هما) (2) للبخاري.
_________
(1) البخاري (4107).
(2) من (ب).(3/21)
6589 - عائشةُ: أصيب سعدٌ يوم الخندق، رماه رجلٌ من قريش يقالُ له: حبانُ بن العرقة، رماهُ في الأكحل، فضرب عليه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - خيمةً في المسجد، ليعوده من قريبٍ، فلمَّا رجع - صلى الله عليه وسلم - من الخندق وضع السلاح واغتسل، فأتاهُ جبريلُ وهو ينفضُ رأسه من الغبار، فقال: قد وضعت السلاح، والله ما وضعته، اخرج إليهم، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((فأين))؟
فأشار إلى بني قريظة، فأتاهم - صلى الله عليه وسلم - فنزلوا على حكمه، فرد الحكم إلى سعدٍ، قال: فإني أحكمُ فيهم أن تُقتل المقاتلةُ، وإن تُسبى النساء والذرية، وأن تقسم أموالهم، قال هشامُ: فأخبرني أبي عن عائشة أنَّ سعدًا قال: اللهمَّ إنك تعلمُ أنه ليس لي أحدٌ أحبَّ إلىَّ أن أجاهدهم فيك من قوم كذَّبُوا رسولك وأخرجوه، اللهمَّ فإني أظنُّ أنك قد وضعت الحرب بيننا وبينهم، فإن كان بقي من
[ص:22] حرب قريش شيءٌ فأبقني لهم حتى أجاهدهم فيك، وإن كنت قد وضعت الحرب فأفجرها، واجعل موتتي فيها، فانفجرت من لبَّته فلم يرعهم، وفي المسجد خيمةٌ من بني غفار، إلا الدم يسيلُ إليهم، فقالوا يا أهل الخيمة ما هذا الذي يأتينا من قبلكم؟
فإذا سعدُ يغذو جرحه دمًا فمات منها (1). للشيخين.
_________
(1) البخاري (463) ومسلم (1769).(3/21)
6590 - وفي روايةٍ: أن سعدًا تحجَّر كلمه للبرء فقال اللهمَّ إنك تعلمُ بنحوه (1).
_________
(1) مسلم (1769).(3/22)
6591 - وزاد في أخرى: فذاك حين يقول الشاعرُ:
ألا يا سعد بني معاذ ... فما فعلت قريظة والنضير
لعمرك إن سعد بني معاذ ... غداة تحملوا لهو الصبور
تركتم قدركم لا شيء فيها ... وقدر القوم حاميةٌ تفور
وقد قال الكريمُ أبو حبابٍ ... أقيموا قينقاع ولا تسيرُ
وقد كانوا ببلدتهم ثقالاً ... كما ثقلت بميطان الصخور (1)
_________
(1) مسلم (1769).(3/22)
6592 - جابر: أن سعد بن معاذٍ رمي يوم الأحزاب فقطعوا أكحله أو أبجله، فحسمه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بالنار، فانتفخت يده فتركه، فنزفه الدمُ فحسمه أخرى، فانتفخت يده، فلمَّا رأى ذلك قال: اللهمَّ لا تخرج نفسي حتى تقرَّ عيني من بني قريظة، فاستمسك عرقه فما قطر قطرةً حتى نزلوا إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - على حكمه، فحكم فيهم أن تُقتل رجالهم، وتُسْتَحْيى نساؤهم، يستعين بهن المسلمون، فقال - صلى الله عليه وسلم - ((أصبت حكم الله فيهم))، وكانوا أربعمائةٍ، فلمَّا فرغ من قتلهم، انفتق عرقه فمات. للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (1582)، مسلم (2208) أوله إلى قوله ثم ورمت فحسمه الثانية ولم يذكر في الحديث. والحديث صححه الذهبي- تاريخ الإسلام، المغازى ص 319 وصححه الألباني في ((صحيح الترمذي)) (1287).(3/22)
6593 - ابنُ عمر: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - لمَّا رجع من الأحزاب قال: ((لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة)) فأدرك بعضهم العصر في الطريق،
[ص:23] فقال بعضهم: لا تصلي حتى نأتيها، وقال بعضهمُ: بل نُصلي، لم يرد ذلك منا، فذكر للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فلم يعنف أحدًا. للشيخين (1).
_________
(1) أخرجه البخاري (4119) ومسلم (1770).(3/22)
6594 - أنس: كأني أنظر إلى الغبار ساطعًا في زقاق بني غنمٍ، موكب جبريل حين سار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى بني قريظة. للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (4118).(3/23)
6595 - أبو سعيدٍ: نزل أهلُ قريظة على حكم سعدٍ، فأرسل النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إلى سعدٍ، فأتى على حمارٍ، فلمَّا دنا من المسجد قال للأنصار: ((قوموا إلى سيدكم. أو قال خيركم)) فقال: ((هؤلاء نزلوا على حكمك))، فقال: نقتل مقاتلتهمُ ونسبي ذراريهم بنحوه. للشيخين وأبي داود (1).
_________
(1) البخاري (4121) ومسلم (1768).(3/23)
6596 - عطيةُ القرظي: عرضنا على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - يوم قريظة، فكل من أنبت قُتل، وكل من لم ينبت خلي سبيله، فكنت ممن لم ينبت، فخلى سبيلي. لأصحاب السنن (1).
_________
(1) أبو داود (4404)، والنسائي 8/ 92، والترمذي (1584)، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (1288).(3/23)
6597 - عائشة: لم يقتل من نساء بني قريظة إلا امرأةٌ واحدةُ، إنها لعندي تحدث وتضحك ظهرًا وبطنًا، ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يقتلُ رجالهم بالسيوف، إذ هتف بها هاتفٌ باسمها، أين فلانةٌ؟
فقالت: أنا. فقلت: وما شأنُك؟
قال: حدث أحدثته، فانطلق بها فضرب عنقها، فما أنسى عجبًا منها أنها كانت تضحك ظهرًا وبطنًا، وقد علمت أنها تقتل. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (2671)، وحسنه الألباني في صحيح أبي داود (2325).(3/23)
6598 - وعنها: كان الزبير رجلاً أعمى، فقال ثابتُ بن قيسٍ بن شماسٍ للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أن الزبير منَّ علىَّ يوم بعاثٍ فأعتقني، فهبه لي أجره، فقال: هو لك، فقال للزبير: هل تعرفني؟
قال: نعم، أنت ثابتُ، قال: إني أمنُّ عليك كما مننت علىَّ يوم بعاثٍ، فقال: أين أهلي؟
فرجع إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال: هب لي
[ص:24] أهله، فوهب له أهله، فأتاه فأخبره، فقال: ما ينفعني أن نعيش أجسادًا، لدين المالُ؟
فرجع إليه - صلى الله عليه وسلم - فقال: هب لي ماله، قال: ((ولك ماله)) فرجع إليه فأخبره، قال يا ابن أخي: ((ما فعل حيى بنُ أخطب؟))
قال: قد قُتل، قال: ((ما فعل فلانُ، ما فعل فلانُ؟))
يعددهم، فيقول ثابت: في كل واحدٍ قتل، فقال أسألك بيدي عندك إلا ألحقتني بالقوم، فقتلهُ. للأوسط بضعف (1).
_________
(1) الطبراني في ((الأوسط)) 8/ 145 - 146 (8226). وقال الهيثمي 6/ 145: فيه موسى بن عبيدة وهو ضعيف.(3/23)
غزوة ذات الرّقاع وغزوة بنى المصطلق وغزوة أنمار(3/24)
6599 - أبو موسى: خرجنا مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - في غزاة ونحنُ ستةُ نفرٍ بيننا بعيرٌ نعتقبه، فنقبت أقدامنا، ونقبت قدماي وسقطت أظفاري، فكنَّا نلفُّ على أرجلنا الخرق، فسميت غزوة ذات الرقاع، لما كنا نعصب من الخرق على أرجلنا، قال: وقد حدَّث أبو موسى بهذا الحديث، ثم كرهَ ذلك، وقال: ما كنت أصنعُ بأن أذكرهُ، كأنه كره أن يكون شيءٌ من عمله أفشاه (1). للشيخين.
_________
(1) البخاري (4128) ومسلم (1816).(3/24)
6600 - ولهما عن جابرٍ: خرج النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إلى ذات الرقاع من نخلٍ، فلقي جمعًا من غطفان، فلم يكن قتالٌ، وأخاف الناسُ بعضهم بعضًا، فصلَّى - صلى الله عليه وسلم - ركعتي الخوف (1).
_________
(1) البخاري (4127) ومسلم (843).(3/24)
6601 - وفي رواية عن أبي موسى: أنَّ جابرًا حدثهم: صلى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بهم يوم محاربٍ وثعلبةَ (1).
_________
(1) البخاري معلقًا (4126).(3/24)
6602 - البخاري: هي بعد خيبرٍ؛ لأن أبا موسى جاء بعد خيبر، وقال أبو هريرة: صليتُ مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - غزوة نجدٍ صلاة الخوف، وإنما جاء أبو هريرة أيام خيبرٍ (1).
_________
(1) البخاري معلقًا (4137) أي قول أبي هريرة أما قوله ((هي بعد خيبر ... )) ذكره بعد الترجمة.(3/24)
6603 - ابن إسحاق: أسندهُ: بلغ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أنَّ بني المصطلق يجمعون له، فخرج إليهم حتى لقيهم على ماءٍ لهم، يقالُ له المريسيعُ، من ناحية قديدٍ إلى
[ص:25] الساحلِ، فاقتتلوا وانهزم بنو المصطلق، وقتل الحارثُ بن أبي ضرارٍ أبو جويرية زوج النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وأصاب منهم - صلى الله عليه وسلم - سبيًا كثيرًا قسمه بين المسلمين، وكان فيما أصاب جويرية. للكبير (1).
_________
(1) الطبراني في ((الكبير)) 24/ 60، 61. وقال الهيثمي: (6/ 142) رجاله ثقات.(3/24)
6604 - البخاري: حكى أنها سنة ستٍ، وقيل: سنة أربعٍ، وأنَّ حديث الإِفك فيها (1).
_________
(1) البخاري معلقًا قبل (4138).(3/25)
6605 - (جابرُ) رأيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - في غزوة أنمار، يُصلي على راحلتهِ متوجهًا قبل المشرق متطوعًا. للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (4140).(3/25)
غزوة الحديبية(3/25)
6606 - الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ وَمَرْوَانَ يُصَدِّقُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صَاحِبَه وقد ينفرد: خَرَجَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، حَتَّى إذا كَان بِبَعْضِ الطَّرِيقِ قَالَ: ((إِنَّ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ بِالْغَمِيمِ فِي خَيْلٍ لِقُرَيْشٍ طَلِيعَةً فَخُذُوا ذَاتَ الْيَمِينِ)). فَوَالله مَا شَعَرَ بِهِمْ خَالِدٌ حَتَّى إِذَا هُمْ بِقَتَرَةِ الْجَيْشِ، فَانْطَلَقَ يَرْكُضُ نَذِيرًا لِقُرَيْشٍ، وَسَارَ النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى إِذَا كَانَ بِالثَّنِيَّةِ الَّتِي يُهْبَطُ عَلَيْهِمْ مِنْهَا، بَرَكَتْ بِهِ رَاحِلَتُهُ. فَقَالَ النَّاسُ حَلْ حَلْ. فَأَلَحَّتْ، فَقَالُوا خَلأَتِ الْقَصْوَاءُ، خَلأَتِ الْقَصْوَاءُ. فَقَالَ النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((مَا خَلأَتِ الْقَصْوَاءُ، وَمَا ذَاكَ لَهَا بِخُلُقٍ، وَلَكِنْ حَبَسَهَا حَابِسُ الْفِيلِ))، ثُمَّ قَالَ: ((وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لاَ يَسْأَلُونِي خُطَّةً يُعَظِّمُونَ فِيهَا حُرُمَاتِ الله إِلاَّ أَعْطَيْتُهُمْ إِيَّاهَا)).
ثُمَّ زَجَرَهَا فَوَثَبَتْ، قَالَ فَعَدَلَ عَنْهُمْ حَتَّى نَزَلَ بِأَقْصَى الْحُدَيْبِيَةِ، عَلَى ثَمَدٍ قَلِيلِ الْمَاءِ يَتَبَرَّضُهُ النَّاسُ تَبَرُّضًا، فَلَمْ يُلَبِّثْهُ النَّاسُ حَتَّى نَزَحُوهُ، وَشُكِيَ إِلَى رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - الْعَطَشُ، فَانْتَزَعَ سَهْمًا مِنْ كِنَانَتِهِ، ثُمَّ أَمَرَهُمْ أَنْ يَجْعَلُوهُ فِيهِ، فَوَالله مَا زَالَ يَجِيشُ لَهُمْ بِالرِّي حَتَّى صَدَرُوا عَنْهُ، فَبَيْنَمَا هُمْ
[ص:26] كَذَلِكَ، إِذْ جَاءَ بُدَيْلُ بْنُ وَرْقَاءَ الْخُزَاعِي فِي نَفَرٍ مِنْ قَوْمِهِ مِنْ خُزَاعَةَ، وَكَانُوا عَيْبَةَ نُصْحِ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - مِنْ أَهْلِ تِهَامَةَ، فَقَالَ إِنِّي تَرَكْتُ كَعْبَ بْنَ لُؤَي وَعَامِرَ بْنَ لُؤَي نَزَلُوا أَعْدَادَ مِيَاهِ الْحُدَيْبِيَةِ، وَمَعَهُمُ الْعُوذُ الْمَطَافِيلُ، وَهُمْ مُقَاتِلُوكَ وَصَادُّوكَ عَنِ الْبَيْتِ. فَقَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إِنَّا لَمْ نَجِئْ لِقِتَالِ أَحَدٍ، وَلَكِنَّا جِئْنَا مُعْتَمِرِينَ، وَإِنَّ قُرَيْشًا قَدْ نَهِكَتْهُمُ الْحَرْبُ، وَأَضَرَّتْ بِهِمْ، فَإِنْ شَاءُوا مَادَدْتُهُمْ مُدَّةً، وَيُخَلُّوا بَيْنِي وَبَيْنَ النَّاسِ، فَإِنْ أَظْهَرْ فَإِنْ شَاءُوا أَنْ يَدْخُلُوا فِيمَا دَخَلَ فِيهِ النَّاسُ فَعَلُوا، وَإِلاَّ فَقَدْ جَمُّوا، وَإِنْ هُمْ أَبَوْا فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لأُقَاتِلَنَّهُمْ عَلَى أَمْرِي هَذَا حَتَّى تَنْفَرِدَ سَالِفَتِي، وَلَيُنْفِذَنَّ الله أَمْرَهُ)). فَقَالَ بُدَيْلٌ سَأُبَلِّغُهُمْ مَا تَقُولُ.
قَالَ فَانْطَلَقَ حَتَّى أَتَى قُرَيْشًا قَالَ إِنَّا قَدْ جِئْنَاكُمْ مِنْ هَذَا الرَّجُلِ، وَسَمِعْنَاهُ يَقُولُ قَوْلاً، فَإِنْ شِئْتُمْ أَنْ نَعْرِضَهُ عَلَيْكُمْ فَعَلْنَا، فَقَالَ سُفَهَاؤُهُمْ لاَ حَاجَةَ لَنَا أَنْ تُخْبِرَنَا عَنْهُ بِشَيءٍ. وَقَالَ ذَوُو الرَّأْي مِنْهُمْ هَاتِ مَا سَمِعْتَهُ يَقُولُ. قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ كَذَا وَكَذَا، فَحَدَّثَهُمْ بِمَا قَالَ النبي - صلى الله عليه وسلم -. فَقَامَ عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ فَقَالَ أَي قَوْمِ أَلَسْتُمْ بِالْوَالِدِ قَالُوا بَلَى. قَالَ أَوَلَسْتُ بِالْوَلَدِ قَالُوا بَلَى. قَالَ فَهَلْ تَتَّهِمُونِي. قَالُوا لاَ. قَالَ أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنِّي اسْتَنْفَرْتُ أَهْلَ عُكَاظٍ، فَلَمَّا بَلَّحُوا عَلَي جِئْتُكُمْ بِأَهْلِي وَوَلَدِي وَمَنْ أَطَاعَنِي قَالُوا بَلَى. قَالَ فَإِنَّ هَذَا قَدْ عَرَضَ لَكُمْ خُطَّةَ رُشْدٍ، اقْبَلُوهَا وَدَعُونِي آتِهِ. قَالُوا ائْتِهِ. فَأَتَاهُ فَجَعَلَ يُكَلِّمُ النبي - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ النبي - صلى الله عليه وسلم - نَحْوًا مِنْ قَوْلِهِ لِبُدَيْلٍ، فَقَالَ عُرْوَةُ عِنْدَ ذَلِكَ أَي مُحَمَّدُ، أَرَأَيْتَ إِنِ اسْتَأْصَلْتَ أَمْرَ قَوْمِكَ هَلْ سَمِعْتَ بِأَحَدٍ مِنَ الْعَرَبِ اجْتَاحَ أَهْلَهُ قَبْلَكَ وَإِنْ تَكُنِ الأُخْرَى، فَإِنِّي وَالله لأَرَى وُجُوهًا، وَإِنِّي لأَرَى أَوْشَابًا مِنَ النَّاسِ خَلِيقًا أَنْ يَفِرُّوا وَيَدَعُوكَ. فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ امْصُصْ بَظْرَ اللاَّتِ، أَنَحْنُ نَفِرُّ عَنْهُ وَنَدَعُهُ فَقَالَ مَنْ ذَا قَالُوا أَبُو بَكْرٍ. قَالَ أَمَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْلاَ يَدٌ كَانَتْ لَكَ عِنْدِي لَمْ أَجْزِكَ بِهَا لأَجَبْتُكَ.
قَالَ وَجَعَلَ يُكَلِّمُ النبي - صلى الله عليه وسلم - فَكُلَّمَا تَكَلَّمَ أَخَذَ بِلِحْيَتِهِ، وَالْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ قَائِمٌ عَلَى رَأْسِ النبي - صلى الله عليه وسلم - وَمَعَهُ السَّيْفُ وَعَلَيْهِ الْمِغْفَرُ، فَكُلَّمَا أَهْوَى عُرْوَةُ بِيَدِهِ إِلَى لِحْيَةِ النبي - صلى الله عليه وسلم - ضَرَبَ يَدَهُ بِنَعْلِ السَّيْفِ، وَقَالَ لَهُ أَخِّرْ يَدَكَ عَنْ لِحْيَةِ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -. فَرَفَعَ عُرْوَةُ رَأْسَهُ فَقَالَ مَنْ هَذَا قَالُوا الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ. فَقَالَ أَي غُدَرُ، أَلَسْتُ أَسْعَى فِي
[ص:27] غَدْرَتِكَ وَكَانَ الْمُغِيرَةُ صَحِبَ قَوْمًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَقَتَلَهُمْ، وَأَخَذَ أَمْوَالَهُمْ، ثُمَّ جَاءَ فَأَسْلَمَ فَقَالَ النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((أَمَّا الإِسْلاَمَ فَأَقْبَلُ، وَأَمَّا الْمَالَ فَلَسْتُ مِنْهُ فِي شَيءٍ)). ثُمَّ إِنَّ عُرْوَةَ جَعَلَ يَرْمُقُ أَصْحَابَ النبي - صلى الله عليه وسلم - بِعَيْنَيْهِ.
قَالَ فَوَالله مَا تَنَخَّمَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - نُخَامَةً إِلاَّ وَقَعَتْ فِي كَفِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ فَدَلَكَ بِهَا وَجْهَهُ وَجِلْدَهُ، وَإِذَا أَمَرَهُمُ ابْتَدَرُوا أَمْرَهُ، وَإِذَا تَوَضَّأَ كَادُوا يَقْتَتِلُونَ عَلَى وَضُوئِهِ، وَإِذَا تَكَلَّمَ خَفَضُوا أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَهُ، وَمَا يُحِدُّونَ إِلَيْهِ النَّظَرَ تَعْظِيمًا لَهُ، فَرَجَعَ عُرْوَةُ إِلَى أَصْحَابِهِ، فَقَالَ أَي قَوْمِ، وَالله لَقَدْ وَفَدْتُ عَلَى الْمُلُوكِ، وَوَفَدْتُ عَلَى قَيْصَرَ وَكِسْرَى وَالنَّجَاشِي وَالله إِنْ رَأَيْتُ مَلِكًا قَطُّ، يُعَظِّمُهُ أَصْحَابُهُ مَا يُعَظِّمُ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - مُحَمَّدًا، وَالله إِنْ تَنَخَّمَ نُخَامَةً إِلاَّ وَقَعَتْ فِي كَفِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ، فَدَلَكَ بِهَا وَجْهَهُ وَجِلْدَهُ، وَإِذَا أَمَرَهُمُ ابْتَدَرُوا أَمْرَهُ وَإِذَا تَوَضَّأَ كَادُوا يَقْتَتِلُونَ عَلَى وَضُوئِهِ، وَإِذَا تَكَلَّمَ خَفَضُوا أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَهُ، وَمَا يُحِدُّونَ إِلَيْهِ النَّظَرَ تَعْظِيمًا لَهُ، وَإِنَّهُ قَدْ عَرَضَ عَلَيْكُمْ خُطَّةَ رُشْدٍ، فَاقْبَلُوهَا. فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي كِنَانَةَ دَعُونِي آتِهِ. فَقَالُوا ائْتِهِ. فَلَمَّا أَشْرَفَ عَلَى النبي - صلى الله عليه وسلم - وَأَصْحَابِهِ، قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((هَذَا فُلاَنٌ، وَهْوَ مِنْ قَوْمٍ يُعَظِّمُونَ الْبُدْنَ فَابْعَثُوهَا لَهُ)). فَبُعِثَتْ لَهُ وَاسْتَقْبَلَهُ النَّاسُ يُلَبُّونَ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ قَالَ: سُبْحَانَ الله مَا يَنْبَغِي لِهَؤُلاَءِ أَنْ يُصَدُّوا عَنِ الْبَيْتِ، فَلَمَّا رَجَعَ إِلَى أَصْحَابِهِ قَالَ رَأَيْتُ الْبُدْنَ قَدْ قُلِّدَتْ وَأُشْعِرَتْ، فَمَا أَرَى أَنْ يُصَدُّوا عَنِ الْبَيْتِ.
فَقَامَ رَجُلٌ مِنْهُمْ يُقَالُ لَهُ مِكْرَزُ بْنُ حَفْصٍ. فَقَالَ دَعُونِي آتِهِ. فَقَالُوا ائْتِهِ. فَلَمَّا أَشْرَفَ عَلَيْهِمْ قَالَ النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((هَذَا مِكْرَزٌ وَهْوَ رَجُلٌ فَاجِرٌ)). فَجَعَلَ يُكَلِّمُ النبي - صلى الله عليه وسلم -، فَبَيْنَمَا هُوَ يُكَلِّمُهُ إِذْ جَاءَ سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو. فقَالَ النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((لَقَدْ سَهُلَ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ)). فَقَالَ سُهَيْلُ: هَاتِ، اكْتُبْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ كِتَابًا، فَدَعَا النبي - صلى الله عليه وسلم - الْكَاتِبَ، فَقَالَ النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ)). قَالَ سُهَيْلٌ: أَمَّا الرَّحْمَنُ فَوَالله مَا أَدْرِي مَا هُوَ وَلَكِنِ اكْتُبْ بِاسْمِكَ اللهمَّ. كَمَا كُنْتَ تَكْتُبُ. فَقَالَ الْمُسْلِمُونَ: وَالله لاَ نَكْتُبُهَا إِلاَّ بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. فَقَالَ النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((اكْتُبْ
[ص:28] بِاسْمِكَ اللهمَّ)). ثُمَّ قَالَ: ((هَذَا مَا قَاضَي عَلَيْهِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله)). فَقَالَ سُهَيْلٌ وَالله لَوْ كُنَّا نَعْلَمُ أَنَّكَ رَسُولُ الله مَا صَدَدْنَاكَ عَنِ الْبَيْتِ وَلاَ قَاتَلْنَاكَ، وَلَكِنِ اكْتُبْ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الله. فَقَالَ النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((وَالله إِنِّي لَرَسُولُ الله وَإِنْ كَذَّبْتُمُونِي. اكْتُبْ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الله)). قَالَ الزُّهْرِيُّ وَذَلِكَ لِقَوْلِهِ: ((لاَ يَسْأَلُونِي خُطَّةً يُعَظِّمُونَ فِيهَا حُرُمَاتِ الله إِلاَّ أَعْطَيْتُهُمْ إِيَّاهَا)). فَقَالَ لَهُ النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((عَلَى أَنْ تُخَلُّوا بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْبَيْتِ فَنَطُوفَ بِهِ)).
فَقَالَ سُهَيْلٌ وَالله لاَ تَتَحَدَّثُ الْعَرَبُ أَنَّا أُخِذْنَا ضُغْطَةً وَلَكِنْ ذَلِكَ مِنَ الْعَامِ الْمُقْبِلِ فَكَتَبَ. فَقَالَ سُهَيْلٌ وَعَلَى أَنَّهُ لاَ يَأْتِيكَ مِنَّا رَجُلٌ، وَإِنْ كَانَ عَلَى دِينِكَ، إِلاَّ رَدَدْتَهُ إِلَيْنَا. قَالَ الْمُسْلِمُونَ سُبْحَانَ الله كَيْفَ يُرَدُّ إِلَى الْمُشْرِكِينَ وَقَدْ جَاءَ مُسْلِمًا فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ دَخَلَ أَبُو جَنْدَلِ بْنُ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو يَرْسُفُ فِي قُيُودِهِ، وَقَدْ خَرَجَ مِنْ أَسْفَلِ مَكَّةَ، حَتَّى رَمَى بِنَفْسِهِ بَيْنَ أَظْهُرِ الْمُسْلِمِينَ. فَقَالَ سُهَيْلٌ هَذَا يَا مُحَمَّدُ أَوَّلُ مَا أُقَاضِيكَ عَلَيْهِ أَنْ تَرُدَّهُ إِلَىَّ. فَقَالَ النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((إِنَّا لَمْ نَقْضِ الْكِتَابَ بَعْدُ)). قَالَ: فَوَالله إِذًا لَمْ أُصَالِحْكَ عَلَى شَىْءٍ أَبَدًا. قَالَ النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((فَأَجِزْهُ لِي)). قَالَ مَا أَنَا بِمُجِيزِهِ لَكَ. قَالَ: ((بَلَى، فَافْعَلْ)). قَالَ: مَا أَنَا بِفَاعِلٍ. قَالَ مِكْرَزٌ: بَلْ قَدْ أَجَزْنَاهُ لَكَ. قَالَ أَبُو جَنْدَلٍ: أَيْ مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ، أُرَدُّ إِلَى الْمُشْرِكِينَ وَقَدْ جِئْتُ مُسْلِمًا أَلاَ تَرَوْنَ مَا قَدْ لَقِيتُ وَكَانَ قَدْ عُذِّبَ عَذَابًا شَدِيدًا فِي الله. قَالَ فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَأَتَيْتُ نَبِيَّ الله - صلى الله عليه وسلم - فَقُلْتُ أَلَسْتَ نَبِيَّ الله حَقًّا قَالَ: ((بَلَى)). قُلْتُ أَلَسْنَا عَلَى الْحَقِّ وَعَدُوُّنَا عَلَى الْبَاطِلِ قَالَ: ((بَلَى)). قُلْتُ فَلِمَ نُعْطِي الدَّنِيَّةَ فِي دِينِنَا إِذًا قَالَ: ((إِنِّي رَسُولُ الله، وَلَسْتُ أَعْصِيهِ وَهْوَ نَاصِرِي)).
قُلْتُ أَوَلَيْسَ كُنْتَ تُحَدِّثُنَا أَنَّا سَنَأْتِي الْبَيْتَ فَنَطُوفُ بِهِ قَالَ: ((بَلَى، فَأَخْبَرْتُكَ أَنَّا نَأْتِيهِ الْعَامَ)). قَالَ قُلْتُ: لاَ. قَالَ: ((فَإِنَّكَ آتِيهِ وَمُطَّوِّفٌ بِهِ)). قَالَ فَأَتَيْتُ أَبَا بَكْرٍ فَقُلْتُ يَا أَبَا بَكْرٍ، أَلَيْسَ هَذَا نَبِيَّ الله حَقًّا قَالَ بَلَى. قُلْتُ أَلَسْنَا عَلَى الْحَقِّ وَعَدُوُّنَا عَلَى الْبَاطِلِ قَالَ بَلَى. قُلْتُ فَلِمَ نُعْطِي الدَّنِيَّةَ فِي دِينِنَا إِذًا قَالَ أَيُّهَا الرَّجُلُ، إِنَّهُ لَرَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وَلَيْسَ يَعْصِي رَبَّهُ وَهْوَ نَاصِرُهُ، فَاسْتَمْسِكْ بِغَرْزِهِ، فَوَالله إِنَّهُ عَلَى الْحَقِّ. قُلْتُ أَلَيْسَ كَانَ يُحَدِّثُنَا أَنَّا سَنَأْتِي الْبَيْتَ وَنَطُوفُ بِهِ قَالَ بَلَى، أَفَأَخْبَرَكَ أَنَّكَ تَأْتِيهِ الْعَامَ قُلْتُ لاَ. قَالَ فَإِنَّكَ آتِيهِ وَمُطَّوِّفٌ بِهِ. قَالَ الزُّهْرِيِّ قَالَ عُمَرُ فَعَمِلْتُ لِذَلِكَ أَعْمَالاً. قَالَ فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ قَضِيَّةِ الْكِتَابِ قَالَ رَسُولُ
[ص:29] الله - صلى الله عليه وسلم - لأَصْحَابِهِ: ((قُومُوا فَانْحَرُوا، ثُمَّ احْلِقُوا)). قَالَ فَوَالله مَا قَامَ مِنْهُمْ رَجُلٌ حَتَّى قَالَ ذَلِكَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، فَلَمَّا لَمْ يَقُمْ مِنْهُمْ أَحَدٌ دَخَلَ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ، فَذَكَرَ لَهَا مَا لَقِيَ مِنَ النَّاسِ. فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ يَا نَبِيَّ الله، أَتُحِبُّ ذَلِكَ اخْرُجْ ثُمَّ لاَ تُكَلِّمْ أَحَدًا مِنْهُمْ كَلِمَةً حَتَّى تَنْحَرَ بُدْنَكَ، وَتَدْعُوَ حَالِقَكَ فَيَحْلِقَكَ. فَخَرَجَ فَلَمْ يُكَلِّمْ أَحَدًا مِنْهُمْ، حَتَّى فَعَلَ ذَلِكَ نَحَرَ بُدْنَهُ، وَدَعَا حَالِقَهُ فَحَلَقَهُ.
فَلَمَّا رَأَوْا ذَلِكَ، قَامُوا فَنَحَرُوا، وَجَعَلَ بَعْضُهُمْ يَحْلِقُ بَعْضًا، حَتَّى كَادَ بَعْضُهُمْ يَقْتُلُ بَعْضًا غَمًّا، ثُمَّ جَاءَهُ نِسْوَةٌ مُؤْمِنَاتٌ فَأَنْزَلَ الله تَعَالَى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ) حَتَّى بَلَغَ (بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ) فَطَلَّقَ عُمَرُ يَوْمَئِذٍ امْرَأَتَيْنِ كَانَتَا لَهُ فِي الشِّرْكِ، فَتَزَوَّجَ إِحْدَاهُمَا مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ، وَالأُخْرَى صَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ، ثُمَّ رَجَعَ النبي - صلى الله عليه وسلم - إِلَى الْمَدِينَةِ، فَجَاءَهُ أَبُو بَصِيرٍ - رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ - وَهْوَ مُسْلِمٌ فَأَرْسَلُوا فِي طَلَبِهِ رَجُلَيْنِ، فَقَالُوا الْعَهْدَ الَّذِي جَعَلْتَ لَنَا. فَدَفَعَهُ إِلَى الرَّجُلَيْنِ، فَخَرَجَا بِهِ حَتَّى بَلَغَا ذَا الْحُلَيْفَةِ، فَنَزَلُوا يَأْكُلُونَ مِنْ تَمْرٍ لَهُمْ، فَقَالَ أَبُو بَصِيرٍ لأَحَدِ الرَّجُلَيْنِ وَالله إِنِّي لأَرَى سَيْفَكَ هَذَا يَا فُلاَنُ جَيِّدًا. فَاسْتَلَّهُ الآخَرُ فَقَالَ أَجَلْ، وَالله إِنَّهُ لَجَيِّدٌ، لَقَدْ جَرَّبْتُ بِهِ ثُمَّ جَرَّبْتُ. فَقَالَ أَبُو بَصِيرٍ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْهِ، فَأَمْكَنَهُ مِنْهُ، فَضَرَبَهُ حَتَّى بَرَدَ، وَفَرَّ الآخَرُ، حَتَّى أَتَى الْمَدِينَةَ، فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ يَعْدُو. فَقَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - حِينَ رَآهُ: ((لَقَدْ رَأَى هَذَا ذُعْرًا)). فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى النبي - صلى الله عليه وسلم - قَالَ قُتِلَ وَالله صَاحِبِي وَإِنِّي لَمَقْتُولٌ، فَجَاءَ أَبُو بَصِيرٍ فَقَالَ يَا نَبِيَّ الله، قَدْ وَالله أَوْفَى الله ذِمَّتَكَ، قَدْ رَدَدْتَنِي إِلَيْهِمْ ثُمَّ أَنْجَانِي الله مِنْهُمْ.
قَالَ النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((وَيْلُ أُمِّهِ مِسْعَرَ حَرْبٍ، لَوْ كَانَ لَهُ أَحَدٌ)). فَلَمَّا سَمِعَ ذَلِكَ عَرَفَ أَنَّهُ سَيَرُدُّهُ إِلَيْهِمْ، فَخَرَجَ حَتَّى أَتَى سِيفَ الْبَحْرِ. قَالَ وَيَنْفَلِتُ مِنْهُمْ أَبُو جَنْدَلِ بْنُ سُهَيْلٍ، فَلَحِقَ بِأَبِي بَصِيرٍ، فَجَعَلَ لاَ يَخْرُجُ مِنْ قُرَيْشٍ رَجُلٌ قَدْ أَسْلَمَ إِلاَّ لَحِقَ بِأَبِي بَصِيرٍ، حَتَّى اجْتَمَعَتْ مِنْهُمْ عِصَابَةٌ، فَوَالله مَا يَسْمَعُونَ بِعِيرٍ خَرَجَتْ لِقُرَيْشٍ إِلَى الشَّأْمِ إِلاَّ اعْتَرَضُوا لَهَا، فَقَتَلُوهُمْ، وَأَخَذُوا أَمْوَالَهُمْ، فَأَرْسَلَتْ قُرَيْشٌ إِلَى النبي - صلى الله عليه وسلم - تُنَاشِدُهُ بِالله وَالرَّحِمِ لَمَّا أَرْسَلَ، فَمَنْ أَتَاهُ فَهْوَ آمِنٌ، فَأَرْسَلَ النبي - صلى الله عليه وسلم - إِلَيْهِمْ، فَأَنْزَلَ الله تَعَالَى (وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ) حَتَّى بَلَغَ (الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ)
[ص:30] وَكَانَتْ حَمِيَّتُهُمْ أَنَّهُمْ لَمْ يُقِرُّوا أَنَّهُ نَبِيُّ الله، وَلَمْ يُقِرُّوا بِبِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، وَحَالُوا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْبَيْتِ (1).
_________
(1) البخاري (2731، 2732)، وأبو داود (2765).(3/25)
6607 - ومن رواياته: وكانت أمّ كلثوم بنت عُقبة بن أبي معيط ممن خَرَج إلى النَّبي - صلى الله عليه وسلم - يومئذ وهي عاتق فجاءَ أهلها يسألون النَّبي - صلى الله عليه وسلم - أنْ يرجعها إليهم فلم يرجعها (1).
_________
(1) البخاري (4180، 4181).(3/30)
6608 - ومنها: خَرَجَ النبي - صلى الله عليه وسلم - عَامَ الْحُدَيْبِيَةِ فِي بِضْعَ عَشْرَةَ مِائَةً مِنْ أَصْحَابِهِ، فَلَمَّا أَتَى ذَا الْحُلَيْفَةِ قَلَّدَ الْهَدْىَ، وَأَشْعَرَهُ، وَأَحْرَمَ مِنْهَا بِعُمْرَةٍ، وَبَعَثَ عَيْنًا لَهُ مِنْ خُزَاعَةَ، وَسَارَ النبي - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى كَانَ بِغَدِيرِ الأَشْطَاطِ، أَتَاهُ عَيْنُهُ قَالَ إِنَّ قُرَيْشًا جَمَعُوا لَكَ جُمُوعًا، وَقَدْ جَمَعُوا لَكَ الأَحَابِيشَ، وَهُمْ مُقَاتِلُوكَ وَصَادُّوكَ عَنِ الْبَيْتِ وَمَانِعُوكَ. فَقَالَ: ((أَشِيرُوا أَيُّهَا النَّاسُ عَلَىَّ، أَتَرَوْنَ أَنْ أَمِيلَ إِلَى عِيَالِهِمْ وَذَرَارِيِّ هَؤُلاَءِ الَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَصُدُّونَا عَنِ الْبَيْتِ، فَإِنْ يَأْتُونَا كَانَ الله عَزَّ وَجَلَّ قَدْ قَطَعَ عَيْنًا مِنَ الْمُشْرِكِينَ، وَإِلاَّ تَرَكْنَاهُمْ مَحْرُوبِينَ)). قَالَ أَبُو بَكْرٍ يَا رَسُولَ الله، خَرَجْتَ عَامِدًا لِهَذَا الْبَيْتِ، لاَ تُرِيدُ قَتْلَ أَحَدٍ وَلاَ حَرْبَ أَحَدٍ، فَتَوَجَّهْ لَهُ، فَمَنْ صَدَّنَا عَنْهُ قَاتَلْنَاهُ. قَالَ: ((امْضُوا عَلَى اسْمِ الله)). (1).
_________
(1) البخاري (4178، 4179).(3/30)
6609 - ومنها: أنهم اصطلحوا على وضع الحرب عشر سنين، يأمن فيهن الناس، وعلى أن بيننا عيبة مكفوفة وأنه لا إسلال ولا إغلال. للبخاري، وأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (2766). وحسنه الألباني في صحيح أبي داود (2404).(3/30)
6610 - وزاد رزين: وكيف نكتب هذا؟ فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((نعم من ذهب منا إليهم أبعده الله ومن جاءنا منهم وررددناه سيجعل الله له فرجاً)).(3/30)
6611 - وزاد أيضاً: قال عمر: فأمكنت يده من السيف ليضرب به أباه فضن به، وعلم بذلك النبي - صلى الله عليه وسلم -: فقال لي: ((ياعمر؛ لعله أن يقوم في الله مقاماً تحمده عليه)).(3/30)
6612 - وللترمذي عن عَلِي أن سُهَيْل بْنُ عَمْرٍو وناسًا مِنْ الْمُشْرِكِينَ قَالُوا يَا رَسُولَ الله خَرَجَ إِلَيْكَ نَاسٌ مِنْ أَبْنَائِنَا وَإِخْوَانِنَا وَأَرِقَّائِنَا وَلَيْسَ لَهُمْ فِقْهٌ فِي الدِّينِ وَإِنَّمَا خَرَجُوا فِرَارًا مِنْ أَمْوَالِنَا وَضِيَاعِنَا فَارْدُدْهُمْ إِلَيْنَا. فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ فِقْهٌ فِي الدِّينِ سَنُفَقِّهُهُمْ. فَقَالَ النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ لَتَنْتَهُنَّ أَوْ لَيَبْعَثَنَّ الله عَلَيْكُمْ مَنْ يَضْرِبُ رِقَابَكُمْ بِالسَّيْفِ عَلَى الدِّينِ قَدِ امْتَحَنَ الله قَلْبَهُ عَلَى الإِيمَانِ)). قَالُوا مَنْ هُوَ يَا رَسُولَ الله فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ مَنْ هُوَ يَا رَسُولَ الله وَقَالَ عُمَرُ مَنْ هُوَ يَا رَسُولَ الله قَالَ: ((هُوَ خَاصِفُ النَّعْلِ)). وَكَانَ أَعْطَى عَلِيًّا نَعْلَهُ يَخْصِفُهَا ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيْنَا عَلِيٌّ فَقَالَ إِنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: ((مَنْ كَذَبَ عَلَىَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ)) (1).
_________
(1) الترمذي (3712)، وقال: حديث حسن غريب. وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (768) دون الجملة الأخيرة فمتواترة.(3/31)
6613 - معقل بن يسار: لقد رأيتني يوم الشجرة والنبي - صلى الله عليه وسلم - يبايع الناس وأنا رافع غصناً من أغصانها عن رأسه ونحن أربع عشرة مائة لم نبايعه على الموت، ولكن بايعناه على أن لا نفر. لمسلم (1).
_________
(1) مسلم (1858).(3/31)
6614 - طارق بن عبد الرحمن: انطلقت حاجاً فمررت بقوم يصلون قلت ما هذا المسجد؟ قالوا: هذه الشجرة، حيث بايع النبي - صلى الله عليه وسلم - بيعة الرضوان فأتيت ابن المسبب فأخبرته فقال سعيد: كان أبي ممن بايع تحت الشجرة قال: فلما خرجنا من العام المقبل نسيناها فعميت علينا فلم نقدر عليها. قال سعيد: فأصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - لم يعلموها وعلمتموها أنتم فأنتم أعلم. للشيخين (1).
_________
(1) البخاري (4163)، ومسلم (1859).(3/31)
6615 - جابر رفعه: لا يدخل النَّار أحدٌ ممن بايع تحتَ الشجرة (1). لمسلم، وأبي داود، والترمذي.
_________
(1) الترمذي (3860)،وصححه الألباني في صحيح الترمذي (3033).(3/31)
6616 - وله: ليدخلن الجنة من بايع تحت الشجرة إلا صاحب الجمل الأحمر (1).
_________
(1) الترمذي (3863)،وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (809).(3/32)
6617 - سلمة بن الأكوع: أنه قدم الْحُدَيْبِيَةَ مَعَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وَنَحْنُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ مِائَةً وَعَلَيْهَا خَمْسُونَ شَاةً لاَ تُرْوِيهَا - قَالَ - فَقَعَدَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عَلَى جَبَا الرَّكِيَّةِ فَإِمَّا دَعَا وَإِمَّا بَسَقَ فِيهَا - قَالَ - فَجَاشَتْ فَسَقَيْنَا وَاسْتَقَيْنَا. قَالَ ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - دَعَانَا لِلْبَيْعَةِ فِي أَصْلِ الشَّجَرَةِ. قَالَ فَبَايَعْتُهُ أَوَّلَ النَّاسِ ثُمَّ بَايَعَ وَبَايَعَ حَتَّى إِذَا كَانَ فِي وَسَطٍ مِنَ النَّاسِ قَالَ: ((بَايِعْ يَا سَلَمَةُ)). قَالَ قُلْتُ قَدْ بَايَعْتُكَ يَا رَسُولَ الله فِي أَوَّلِ النَّاسِ قَالَ: ((وَأَيْضًا)). قَالَ وَرَآنِي رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عَزِلاً - يَعْنِي لَيْسَ مَعَهُ سِلاَحٌ - قَالَ فَأَعْطَانِي رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - حَجَفَةً أَوْ دَرَقَةً ثُمَّ بَايَعَ حَتَّى إِذَا كَانَ فِي آخِرِ النَّاسِ قَالَ: ((أَلاَ تُبَايِعُنِي يَا سَلَمَةُ)). قَالَ قُلْتُ قَدْ بَايَعْتُكَ يَا رَسُولَ الله فِي أَوَّلِ النَّاسِ وَفِي أَوْسَطِ النَّاسِ قَالَ: ((وَأَيْضًا)). قَالَ فَبَايَعْتُهُ الثَّالِثَةَ ثُمَّ قَالَ لِي: ((يَا سَلَمَةُ أَيْنَ حَجَفَتُكَ أَوْ دَرَقَتُكَ الَّتِي أَعْطَيْتُكَ)). قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ الله لَقِيَنِي عَمِّي عَامِرٌ عَزِلاً فَأَعْطَيْتُهُ إِيَّاهَا - قَالَ - فَضَحِكَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وَقَالَ: ((إِنَّكَ كَالَّذِي قَالَ الأَوَّلُ اللهمَّ أَبْغِنِي حَبِيبًا هُوَ أَحَبُّ إِلَىَّ مِنْ نَفْسِي)). ثُمَّ إِنَّ الْمُشْرِكِينَ رَاسَلُونَا الصُّلْحَ حَتَّى مَشَى بَعْضُنَا فِي بَعْضٍ وَاصْطَلَحْنَا.
قَالَ وَكُنْتُ تَبِيعًا لِطَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ الله أَسْقِي فَرَسَهُ وَأَحُسُّهُ وَأَخْدُمُهُ وَآكُلُ مِنْ طَعَامِهِ وَتَرَكْتُ أَهْلِي وَمَالِي مُهَاجِرًا إِلَى الله وَرَسُولِهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ فَلَمَّا اصْطَلَحْنَا نَحْنُ وَأَهْلُ مَكَّةَ وَاخْتَلَطَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ أَتَيْتُ شَجَرَةً فَكَسَحْتُ شَوْكَهَا فَاضْطَجَعْتُ فِي أَصْلِهَا - قَالَ - فَأَتَانِي أَرْبَعَةٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ فَجَعَلُوا يَقَعُونَ فِي رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فَأَبْغَضْتُهُمْ فَتَحَوَّلْتُ إِلَى شَجَرَةٍ أُخْرَى وَعَلَّقُوا سِلاَحَهُمْ وَاضْطَجَعُوا فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ نَادَى مُنَادٍ مِنْ أَسْفَلِ الْوَادِي يَا لَلْمُهَاجِرِينَ قُتِلَ ابْنُ زُنَيْمٍ. قَالَ فَاخْتَرَطْتُ سَيْفِي ثُمَّ شَدَدْتُ عَلَى أُولَئِكَ الأَرْبَعَةِ وَهُمْ رُقُودٌ فَأَخَذْتُ سِلاَحَهُمْ. فَجَعَلْتُهُ ضِغْثًا فِي يَدِي قَالَ ثُمَّ قُلْتُ وَالَّذِي كَرَّمَ وَجْهَ مُحَمَّدٍ لاَ يَرْفَعُ أَحَدٌ مِنْكُمْ رَأْسَهُ إِلاَّ ضَرَبْتُ الَّذِي فِيهِ عَيْنَاهُ. قَالَ ثُمَّ جِئْتُ بِهِمْ أَسُوقُهُمْ إِلَى
[ص:33] رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ - وَجَاءَ عَمِّي عَامِرٌ بِرَجُلٍ مِنَ الْعَبَلاَتِ يُقَالُ لَهُ مِكْرَزٌ. يَقُودُهُ إِلَى رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - عَلَى فَرَسٍ مُجَفَّفٍ فِي سَبْعِينَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: ((دَعُوهُمْ يَكُنْ لَهُمْ بَدْءُ الْفُجُورِ وَثِنَاهُ)) فَعَفَا عَنْهُمْ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وَأَنْزَلَ الله (وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ) الآيَةَ كُلَّهَا.
قَالَ ثُمَّ خَرَجْنَا رَاجِعِينَ إِلَى الْمَدِينَةِ فَنَزَلْنَا مَنْزِلاً بَيْنَنَا وَبَيْنَ بَنِي لَحْيَانَ جَبَلٌ وَهُمُ الْمُشْرِكُونَ فَاسْتَغْفَرَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - لِمَنْ رَقِيَ هَذَا الْجَبَلَ اللَّيْلَةَ كَأَنَّهُ طَلِيعَةٌ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَأَصْحَابِهِ - قَالَ سَلَمَةُ - فَرَقِيتُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاَثًا ثُمَّ قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ فَبَعَثَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بِظَهْرِهِ مَعَ رَبَاحٍ غُلاَمِ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وَأَنَا مَعَهُ وَخَرَجْتُ مَعَهُ بِفَرَسِ طَلْحَةَ أُنَدِّيهِ مَعَ الظَّهْرِ فَلَمَّا أَصْبَحْنَا إِذَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْفَزَارِيُّ قَدْ أَغَارَ عَلَى ظَهْرِ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فَاسْتَاقَهُ أَجْمَعَ وَقَتَلَ رَاعِيَهُ قَالَ فَقُلْتُ يَا رَبَاحُ خُذْ هَذَا الْفَرَسَ فَأَبْلِغْهُ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ الله وَأَخْبِرْ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - أَنَّ الْمُشْرِكِينَ قَدْ أَغَارُوا عَلَى سَرْحِهِ - قَالَ - ثُمَّ قُمْتُ عَلَى أَكَمَةٍ فَاسْتَقْبَلْتُ الْمَدِينَةَ فَنَادَيْتُ ثَلاَثًا يَا صَبَاحَاهْ.
ثُمَّ خَرَجْتُ فِي آثَارِ الْقَوْمِ أَرْمِيهِمْ بِالنَّبْلِ وَأَرْتَجِزُ أَقُولُ أَنَا ابْنُ الأَكْوَعِ وَالْيَوْمَ يَوْمُ الرُّضَّعِ فَأَلْحَقُ رَجُلاً مِنْهُمْ فَأَصُكُّ سَهْمًا فِي رَحْلِهِ حَتَّى خَلَصَ نَصْلُ السَّهْمِ إِلَى كَتِفِهِ - قَالَ - قُلْتُ خُذْهَا وَأَنَا ابْنُ الأَكْوَعِ وَالْيَوْمُ يَوْمُ الرُّضَّعِ قَالَ فَوَالله مَا زِلْتُ أَرْمِيهِمْ وَأَعْقِرُ بِهِمْ فَإِذَا رَجَعَ إِلَىَّ فَارِسٌ أَتَيْتُ شَجَرَةً فَجَلَسْتُ فِي أَصْلِهَا ثُمَّ رَمَيْتُهُ فَعَقَرْتُ بِهِ حَتَّى إِذَا تَضَايَقَ الْجَبَلُ فَدَخَلُوا فِي تَضَايُقِهِ عَلَوْتُ الْجَبَلَ فَجَعَلْتُ أُرَدِّيهِمْ بِالْحِجَارَةِ - قَالَ - فَمَا زِلْتُ كَذَلِكَ أَتْبَعُهُمْ حَتَّى مَا خَلَقَ الله مِنْ بَعِيرٍ مِنْ ظَهْرِ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - إِلاَّ خَلَّفْتُهُ وَرَاءَ ظَهْرِي وَخَلَّوْا بَيْنِي وَبَيْنَهُ ثُمَّ اتَّبَعْتُهُمْ أَرْمِيهِمْ حَتَّى أَلْقَوْا أَكْثَرَ مِنْ ثَلاَثِينَ بُرْدَةً وَثَلاَثِينَ رُمْحًا يَسْتَخِفُّونَ وَلاَ يَطْرَحُونَ شَيْئًا إِلاَّ جَعَلْتُ عَلَيْهِ آرَامًا مِنَ الْحِجَارَةِ يَعْرِفُهَا رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وَأَصْحَابُهُ حَتَّى أَتَوْا مُتَضَايِقًا مِنْ ثَنِيَّةٍ فَإِذَا هُمْ قَدْ أَتَاهُمْ فُلاَنُ بْنُ بَدْرٍ الْفَزَارِيُّ فَجَلَسُوا يَتَضَحَّوْنَ - يَعْنِي يَتَغَدَّوْنَ - وَجَلَسْتُ عَلَى رَأْسِ قَرْنٍ قَالَ الْفَزَارِيُّ مَا هَذَا الَّذِي أَرَى قَالُوا لَقِينَا مِنْ
[ص:34] هَذَا الْبَرْحَ وَالله مَا فَارَقَنَا مُنْذُ غَلَسٍ يَرْمِينَا حَتَّى انْتَزَعَ كُلَّ شَىْءٍ فِي أَيْدِينَا. قَالَ فَلْيَقُمْ إِلَيْهِ نَفَرٌ مِنْكُمْ أَرْبَعَةٌ.
قَالَ فَصَعِدَ إِلَىَّ مِنْهُمْ أَرْبَعَةٌ فِي الْجَبَلِ - قَالَ - فَلَمَّا أَمْكَنُونِي مِنَ الْكَلاَمِ - قَالَ - قُلْتُ هَلْ تَعْرِفُونِي قَالُوا لاَ وَمَنْ أَنْتَ قَالَ قُلْتُ أَنَا سَلَمَةُ بْنُ الأَكْوَعِ وَالَّذِي كَرَّمَ وَجْهَ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - لاَ أَطْلُبُ رَجُلاً مِنْكُمْ إِلاَّ أَدْرَكْتُهُ وَلاَ يَطْلُبُنِي رَجُلٌ مِنْكُمْ. فَيُدْرِكَنِي قَالَ أَحَدُهُمْ أَنَا أَظُنُّ. قَالَ فَرَجَعُوا فَمَا بَرِحْتُ مَكَانِي حَتَّى رَأَيْتُ فَوَارِسَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - يَتَخَلَّلُونَ الشَّجَرَ - قَالَ - فَإِذَا أَوَّلُهُمُ الأَخْرَمُ الأَسَدِيُّ عَلَى إِثْرِهِ أَبُو قَتَادَةَ الأَنْصَارِيُّ وَعَلَى إِثْرِهِ الْمِقْدَادُ بْنُ الأَسْوَدِ الْكِنْدِيُّ - قَالَ - فَأَخَذْتُ بِعِنَانِ الأَخْرَمِ - قَالَ - فَوَلَّوْا مُدْبِرِينَ قُلْتُ يَا أَخْرَمُ احْذَرْهُمْ لاَ يَقْتَطِعُوكَ حَتَّى يَلْحَقَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وَأَصْحَابُهُ. قَالَ يَا سَلَمَةُ إِنْ كُنْتَ تُؤْمِنُ بِالله وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَتَعْلَمُ أَنَّ الْجَنَّةَ حَقٌّ وَالنَّارَ حَقٌّ فَلاَ تَحُلْ بَيْنِي وَبَيْنَ الشَّهَادَةِ.
قَالَ فَخَلَّيْتُهُ فَالْتَقَى هُوَ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ - قَالَ - فَعَقَرَ بِعَبْدِ الرَّحْمَنِ فَرَسَهُ وَطَعَنَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فَقَتَلَهُ وَتَحَوَّلَ عَلَى فَرَسِهِ وَلَحِقَ أَبُو قَتَادَةَ فَارِسُ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - بِعَبْدِ الرَّحْمَنِ فَطَعَنَهُ فَقَتَلَهُ فَوَالَّذِي كَرَّمَ وَجْهَ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - لَتَبِعْتُهُمْ أَعْدُو عَلَى رِجْلَىَّ حَتَّى مَا أَرَى وَرَائِي مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - وَلاَ غُبَارِهِمْ شَيْئًا حَتَّى يَعْدِلُوا قَبْلَ غُرُوبِ الشَّمْسِ إِلَى شِعْبٍ فِيهِ مَاءٌ يُقَالُ لَهُ ذُو قَرَدٍ لِيَشْرَبُوا مِنْهُ وَهُمْ عِطَاشٌ - قَالَ - فَنَظَرُوا إِلَىَّ أَعْدُو وَرَاءَهُمْ فَحَلَّيْتُهُمْ عَنْهُ - يَعْنِي أَجْلَيْتُهُمْ عَنْهُ - فَمَا ذَاقُوا مِنْهُ قَطْرَةً - قَالَ - وَيَخْرُجُونَ فَيَشْتَدُّونَ فِي ثَنِيَّةٍ - قَالَ - فَأَعْدُو فَأَلْحَقُ رَجُلاً مِنْهُمْ فَأَصُكُّهُ بِسَهْمٍ فِي نُغْضِ كَتِفِهِ.
قَالَ قُلْتُ خُذْهَا وَأَنَا ابْنُ الأَكْوَعِ وَالْيَوْمَ يَوْمُ الرُّضَّعِ قَالَ يَا ثَكِلَتْهُ أُمُّهُ أَكْوَعُهُ بُكْرَةَ قَالَ قُلْتُ نَعَمْ يَا عَدُوَّ نَفْسِهِ أَكْوَعُكَ بُكْرَةَ - قَالَ - وَأَرْدَوْا فَرَسَيْنِ عَلَى ثَنِيَّةٍ قَالَ فَجِئْتُ بِهِمَا أَسُوقُهُمَا إِلَى رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ - وَلَحِقَنِي عَامِرٌ بِسَطِيحَةٍ فِيهَا مَذْقَةٌ مِنْ لَبَنٍ وَسَطِيحَةٍ فِيهَا مَاءٌ فَتَوَضَّأْتُ وَشَرِبْتُ ثُمَّ أَتَيْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ عَلَى الْمَاءِ الَّذِي حَلَّيْتُهُمْ عَنْهُ فَإِذَا رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - قَدْ أَخَذَ تِلْكَ الإِبِلَ وَكُلَّ شَىْءٍ اسْتَنْقَذْتُهُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَكُلَّ رُمْحٍ وَبُرْدَةٍ وَإِذَا بِلاَلٌ نَحَرَ نَاقَةً مِنَ الإِبِلِ الَّذِي اسْتَنْقَذْتُ مِنَ الْقَوْمِ وَإِذَا هُوَ يَشْوِي لِرَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - مِنْ كَبِدِهَا وَسَنَامِهَا - قَالَ - قُلْتُ يَا
[ص:35] رَسُولَ الله خَلِّنِي فَأَنْتَخِبُ مِنَ الْقَوْمِ مِائَةَ رَجُلٍ فَأَتَّبِعُ الْقَوْمَ فَلاَ يَبْقَى مِنْهُمْ مُخْبِرٌ إِلاَّ قَتَلْتُهُ - قَالَ - فَضَحِكَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ فِي ضَوْءِ النَّارِ فَقَالَ: ((يَا سَلَمَةُ أَتُرَاكَ كُنْتَ فَاعِلاً)). قُلْتُ نَعَمْ وَالَّذِي أَكْرَمَكَ. فَقَالَ: ((إِنَّهُمُ الآنَ لَيُقْرَوْنَ فِي أَرْضِ غَطَفَانَ)). قَالَ فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ غَطَفَانَ فَقَالَ نَحَرَ لَهُمْ فُلاَنٌ جَزُورًا فَلَمَّا كَشَفُوا جِلْدَهَا رَأَوْا غُبَارًا فَقَالُوا أَتَاكُمُ الْقَوْمُ فَخَرَجُوا هَارِبِينَ. فَلَمَّا أَصْبَحْنَا قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((كَانَ خَيْرَ فُرْسَانِنَا الْيَوْمَ أَبُو قَتَادَةَ وَخَيْرَ رَجَّالَتِنَا سَلَمَةُ)).
قَالَ ثُمَّ أَعْطَانِي رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - سَهْمَيْنِ سَهْمُ الْفَارِسِ وَسَهْمُ الرَّاجِلِ فَجَمَعَهُمَا لِي جَمِيعًا ثُمَّ أَرْدَفَنِي رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وَرَاءَهُ عَلَى الْعَضْبَاءِ رَاجِعِينَ إِلَى الْمَدِينَةِ - قَالَ - فَبَيْنَمَا نَحْنُ نَسِيرُ قَالَ وَكَانَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ لاَ يُسْبَقُ شَدًّا - قَالَ - فَجَعَلَ يَقُولُ أَلاَ مُسَابِقٌ إِلَى الْمَدِينَةِ هَلْ مِنْ مُسَابِقٍ فَجَعَلَ يُعِيدُ ذَلِكَ - قَالَ - فَلَمَّا سَمِعْتُ كَلاَمَهُ قُلْتُ أَمَا تُكْرِمُ كَرِيمًا وَلاَ تَهَابُ شَرِيفًا قَالَ لاَ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ الله بِأَبِي وَأُمِّي ذَرْنِي فَلأُسَابِقَ الرَّجُلَ قَالَ: ((إِنْ شِئْتَ)). قَالَ قُلْتُ اذْهَبْ إِلَيْكَ وَثَنَيْتُ رِجْلَىَّ فَطَفَرْتُ فَعَدَوْتُ - قَالَ - فَرَبَطْتُ عَلَيْهِ شَرَفًا أَوْ شَرَفَيْنِ أَسْتَبْقِي نَفَسِي ثُمَّ عَدَوْتُ فِي إِثْرِهِ فَرَبَطْتُ عَلَيْهِ شَرَفًا أَوْ شَرَفَيْنِ ثُمَّ إِنِّي رَفَعْتُ حَتَّى أَلْحَقَهُ - قَالَ - فَأَصُكُّهُ بَيْنَ كَتِفَيْهِ - قَالَ - قُلْتُ قَدْ سُبِقْتَ وَالله قَالَ أَنَا أَظُنُّ. قَالَ فَسَبَقْتُهُ إِلَى الْمَدِينَةِ قَالَ فَوَالله مَا لَبِثْنَا إِلاَّ ثَلاَثَ لَيَالٍ حَتَّى خَرَجْنَا إِلَى خَيْبَرَ مَعَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ فَجَعَلَ عَمِّي عَامِرٌ يَرْتَجِزُ بِالْقَوْمِ تَالله لَوْلاَ الله مَا اهْتَدَيْنَا وَلاَ تَصَدَّقْنَا وَلاَ صَلَّيْنَا وَنَحْنُ عَنْ فَضْلِكَ مَا اسْتَغْنَيْنَا فَثَبِّتِ الأَقْدَامَ إِنْ لاَقَيْنَا وَأَنْزِلَنْ سَكِينَةً عَلَيْنَا فَقَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((مَنْ هَذَا)). قَالَ أَنَا عَامِرٌ. قَالَ: ((غَفَرَ لَكَ رَبُّكَ)).
قَالَ: وَمَا اسْتَغْفَرَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - لإِنْسَانٍ يَخُصُّهُ إِلاَّ اسْتُشْهِدَ. قَالَ: فَنَادَى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَهُوَ عَلَى جَمَلٍ لَهُ يَا نَبِيَّ الله لَوْلاَ مَا مَتَّعْتَنَا بِعَامِرٍ. قَالَ فَلَمَّا قَدِمْنَا خَيْبَرَ قَالَ خَرَجَ مَلِكُهُمْ مَرْحَبٌ يَخْطِرُ بِسَيْفِهِ وَيَقُولُ قَدْ عَلِمَتْ خَيْبَرُ أَنِّي مَرْحَبُ شَاكِي السِّلاَحِ بَطَلٌ مُجَرَّبُ
[ص:36] إِذَا الْحُرُوبُ أَقْبَلَتْ تَلَهَّبُ قَالَ وَبَرَزَ لَهُ عَمِّي عَامِرٌ فَقَالَ قَدْ عَلِمَتْ خَيْبَرُ أَنِّي عَامِرٌ شَاكِي السِّلاَحِ بَطَلٌ مُغَامِرٌ قَالَ فَاخْتَلَفَا ضَرْبَتَيْنِ فَوَقَعَ سَيْفُ مَرْحَبٍ فِي تُرْسِ عَامِرٍ وَذَهَبَ عَامِرٌ يَسْفُلُ لَهُ فَرَجَعَ سَيْفُهُ عَلَى نَفْسِهِ فَقَطَعَ أَكْحَلَهُ فَكَانَتْ فِيهَا نَفْسُهُ. قَالَ سَلَمَةُ فَخَرَجْتُ فَإِذَا نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِ النبي - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُونَ بَطَلَ عَمَلُ عَامِرٍ قَتَلَ نَفْسَهُ قَالَ فَأَتَيْتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - وَأَنَا أَبْكِي فَقُلْتُ يَا رَسُولَ الله بَطَلَ عَمَلُ عَامِرٍ قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((مَنْ قَالَ ذَلِكَ)). قَالَ قُلْتُ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِكَ. قَالَ: ((كَذَبَ مَنْ قَالَ ذَلِكَ بَلْ لَهُ أَجْرُهُ مَرَّتَيْنِ)). ثُمَّ أَرْسَلَنِي إِلَى عَلِيٍّ وَهُوَ أَرْمَدُ فَقَالَ: ((لأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ رَجُلاً يُحِبُّ الله وَرَسُولَهُ أَوْ يُحِبُّهُ الله وَرَسُولُهُ)).
قَالَ: فَأَتَيْتُ عَلِيًّا فَجِئْتُ بِهِ أَقُودُهُ وَهُوَ أَرْمَدُ حَتَّى أَتَيْتُ بِهِ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - فَبَسَقَ فِي عَيْنَيْهِ فَبَرَأَ وَأَعْطَاهُ الرَّايَةَ وَخَرَجَ مَرْحَبٌ فَقَالَ قَدْ عَلِمَتْ خَيْبَرُ أَنِّي مَرْحَبُ شَاكِي السِّلاَحِ بَطَلٌ مُجَرَّبُ إِذَا الْحُرُوبُ أَقْبَلَتْ تَلَهَّبُ فَقَالَ عَلِيٌّ أَنَا الَّذِي سَمَّتْنِي أُمِّي حَيْدَرَهْ كَلَيْثِ غَابَاتٍ كَرِيهِ الْمَنْظَرَهْ أُوفِيهِمُ بِالصَّاعِ كَيْلَ السَّنْدَرَهْ قَالَ فَضَرَبَ رَأْسَ مَرْحَبٍ فَقَتَلَهُ ثُمَّ كَانَ الْفَتْحُ عَلَى يَدَيْهِ. لمسلم، ولأبي داود، بعضه (1).
_________
(1) مسلم (1807)، أبو داود (2538).(3/32)
غزوة ذي قرد وغزوة خيبر وعمرة القضاء(3/36)
6618 - سلمة بن الأكوع: خرجت قبل أن يؤذن بالأولى، وكانت لقاح النبي - صلى الله عليه وسلم - ترعى بذي قردة، فلَقِيَنِي غُلاَمٌ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ
[ص:37] عَوْفٍ قُلْتُ وَيْحَكَ، مَا بِكَ قَالَ أُخِذَتْ لِقَاحُ النبي - صلى الله عليه وسلم -. قُلْتُ مَنْ أَخَذَهَا قَالَ غَطَفَانُ وَفَزَارَةُ. فَصَرَخْتُ ثَلاَثَ صَرَخَاتٍ أَسْمَعْتُ مَا بَيْنَ لاَبَتَيْهَا يَا صَبَاحَاهْ، يَا صَبَاحَاهْ. ثُمَّ انْدَفَعْتُ حَتَّى أَلْقَاهُمْ وَقَدْ أَخَذُوهَا، فَجَعَلْتُ أَرْمِيهِمْ وَأَقُولُ أَنَا ابْنُ الأَكْوَعِ، وَالْيَوْمُ يَوْمُ الرُّضَّعِ، فَاسْتَنْقَذْتُهَا مِنْهُمْ قَبْلَ أَنْ يَشْرَبُوا، فَأَقْبَلْتُ بِهَا أَسُوقُهَا، فَلَقِيَنِي النبي - صلى الله عليه وسلم - فَقُلْتُ ... يَا رَسُولَ الله، إِنَّ الْقَوْمَ عِطَاشٌ، وَإِنِّي أَعْجَلْتُهُمْ أَنْ يَشْرَبُوا سِقْيَهُمْ، فَابْعَثْ فِي إِثْرِهِمْ، فَقَالَ: ((يَا ابْنَ الأَكْوَعِ، مَلَكْتَ فَأَسْجِحْ)) ثم رجعنا ويردفني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على ناقته حتى دخلنا المدينة. للشيخين (1).
_________
(1) البخاري (4194)، ومسلم (1806).(3/36)
6619 - سلمة بن الأكوع: خرجنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى خيبر فنزلنا ليلا فقال: رجل لعامر بن الأكوع: ألا تسمعنا من هنيهاتك؟ وكان عامر رجلاً شاعرًا فنزل يحدو بالقوم يقول:
اللهم لولا أنت ما اهتدينا ... ولا تصدقنا ولا صلينا
فاغفر فداء لك ما اقتفينا ... وثبت الأقدام إن لاقينا
ج
وألقين سكينة علينا ... إنا إذا صيح بنا أتينا
ج
وبالصياح عولوا علينا
فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((من هذا السائق؟)) قالوا: عامر. قال: ((يرحمه الله)) قال رجل: وجبت يا رسول الله، لولا متعتنا به فأتينا خيبر فحاصرناهم حتى أصابتنا مخمصة شديدة، ثم إن الله فتحها عليهم فذكر الحديث. وفيه: ((إن له لأجرين -وجمع بين إصبعيه- إنه لجاهد مجاهد قل عربي مشى بها مثله)). للشيخين (1).
_________
(1) البخاري (4196)، ومسلم (1807).(3/37)
6620 - أنس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - غزا خيبر فصلينا عندها صلاة الغداة بغلس، فركب وركب أبو طلحة، وأنا رديف أبي طلحة فأجرى - صلى الله عليه وسلم - في زقاق خيبر وإن ركبتي
[ص:38] لتمس فخذه - صلى الله عليه وسلم -، وانحسر الإزار عن فخذه، فإني لأرى بياض فخذه - صلى الله عليه وسلم - فلما دخل القرية قال: ((الله أكبر خربت خيبر إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين)) قالها ثلاثًا وخرج القوم إلى أعمالهم فقالوا: محمد والخميس فأصبناها عنوة، وجمع السبي فجاء دحية فقال: يا رسول الله اعطني جارية من السبي فقال: ((اذهب فخذ جارية)) فأخذ صفية بنت حُيي، فجاء رجل فقال يا نبي الله أعطيت دحية صفية سيدة قريظة والنضير لا تصلح إلا لك، قال ادعوه بها فجاء بها فلما نظر إليها - صلى الله عليه وسلم - قال: ((خذ جارية من السبي غيرها)) فأعتقها وتزوجها. للشيخين والنسائي مطولاً (1).
_________
(1) البخاري (371)، ومسلم (1365) كتاب: الجهاد والسير، باب: غزوة خيبر، والنسائي 6/ 131 - 134.(3/37)
6621 - بريدة: حاصرنا خيبر فأخذ اللواء أبو بكر فانصرف ولم يفتح له، ثم أخذه من الغد عمر ولم يفتح له، وأصاب الناس يومئذ شدة وجهد، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((إني دافع اللواء غدا إلى رجل يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله)) فذكر الحديث. لأحمد (1).
_________
(1) أحمد 5/ 353 - 354، وقال الهيثمي 6/ 150 - 151: رجاله رجال الصحيح.(3/38)
6622 - أنس: لما فتح النبي - صلى الله عليه وسلم - خيبر، قال الحجاج ابن علاط يا رسول الله إن لي بمكة مالاً، وإن لي بها أهلاً، وإني أريد أن آتيهم، فأنا في حل إن أنا نلت منك أو قلت شيئًا، فأذن له - صلى الله عليه وسلم - أن يقول ما شاء، فأتى امرأته حين قدم فقال: أجمعي ما كان عندك فإني أريد أن أشتري من غنائم محمد وأصحابه، فإنهم قد استحيوا وأصيبت أموالهم، وفشا ذلك بمكة، وانقمع المسلمون، وأظهر المشركون فرحًا،
[ص:39] فعقر العباس وجعل لا يستطيع أن يقوم، فأرسل غلامه إلى الحجاج فقال: ويلك ماذا جئت به، وماذا تقول؟ فما وعد الله خير مما جئت به. فقال الحجاج للغلام: قل له فليخل لي بعض بيوته لآتيه، فإن الخبر على ما يسره. فلما بلغ الغلام باب الدار، قال: ابشر يا أبا الفضل، فوثب العباس فرحًا حتى قبل بين عينيه، فأخبره ما قال الحجاج، فأعتقه، ثم جاء الحجاج فأخبره أن النبي - صلى الله عليه وسلم - فتح خيبر وغنم أموالهم وجرت سهام الله فيها، واصطفى صفية بنت حُيي وخيرها أن يعتقها وتكون زوجته، أو تلحق بأهلها، فاختارت أن يعتقها وتكون زوجته، ولكني جئت لمال كان لي ههنا أردت أن أجمعه فأذهب به، فاستأذنت النبي - صلى الله عليه وسلم - فأذن لي أن أقول ما شئت، فأخف عني ثلاثًا ثم اذكر ما بدا لك، فجمعت امرأته ما كان عندها من متاع وحلى فدفعته إليه، ثم سرى به، ثم أتى العباس امرأة الحجاج فقال: ما فعل زوجك؟ فأخبرته أنه ذهب وقالت: لا يحزنك الله أبا الفضل لقد شق علينا الذي بلغك. قال: أجل لا يحزنني إلا هو، ولم يكن بحمد الله إلا ما أحببنا، فتح الله خيبر على رسوله وجرت سهام الله في أموالهم واصطفى النبي - صلى الله عليه وسلم - صفية لنفسه، فإن كانت لك حاجة في زوجك فالحقي به قالت: أظنك والله صادقًا. قال: فإني صادق والأمر على ما أخبرتك. ثم ذهب حتى أتى مجالس قريش وهم يقولون إذا مر بهم: لا يصيبك إلا خير يا أبا الفضل.
قال: لم يصبني إلا خير بحمد الله، قد أخبرني الحجاج بن علاط أن خيبر فتحها الله على رسوله - صلى الله عليه وسلم - وجرت فيها سهام الله واصطفى صفية لنفسه، وقد سألني أن أخفي عنه ثلاثًا، وإنما جاء ليأخذ ماله ثم يذهب. فرد الله الكآبة التي كانت بالمسلمين على المشركين وخرج المسلمون حتى أتوا العباس فأخبرهم الخبر فسروا. لأحمد والموصلي والبزار والكبير (1).
_________
(1) أحمد 3/ 138، والبزار كما في ((كشف الأستار)) (1816)، وأبو يعلى 6/ 194 - 197 (3479)، والطبراني 3/ 220 - 221 (3196)، قال الهيثمي 6/ 154 - 155: رجال أحمد رجال الصحيح.(3/38)
6623 - البراء بن عازب: اعتمر النَّبي - صلى الله عليه وسلم - في ذي القعدة، فأبى أهلُ مكة أن يدعوه يدخل حتى قاضاهم على أن يدخل يعني من العام المقبل يقيم فيها ثلاثة أيام، فلما كتبوا الكتاب كتبوا: هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله. قالوا: لا نقر بها فلو نعلم أنك رسول الله ما منعناك ولكن أنت محمد بن عبد الله. فقال: ((أنا رسول الله وأنا محمد بن عبد الله)) ثم قالَ لعلي: ((امح رسول الله)) قال: لا والله لا أمحوك أبدًا، فأخذ - صلى الله عليه وسلم - وليس يحسن يكتب، فكتب هذا ما قاضى عليه محمد بن عبد الله، لا يدخل مكة السلاح إلا السيف في القراب، وأن لا يخرج من أهلها بأحد إن أراد أن يتبعه، وأن لا يمنع مِنْ أصحابه أحدًا إنْ أراد أن يقيم بها. فلما دخلها ومضى الأجل أتوا عليا فقالوا قل لصاحبك: اخرج عنا فقد مضى الأجل، فخرج - صلى الله عليه وسلم - فتبعته ابنة حمزة تناديه يا عم يا عم فتناولها علي فأخذ بيدها، وقال لفاطمة: دونك ابنة عمك فحملتها، فاختصم فيها علي وزيد وجعفر فقال علي: أنا أخذتها وهي بنت عمي. وقال جعفر: بنت عمي وخالتها تحتي. وقال زيد: بنت أخي فقضى بها - صلى الله عليه وسلم - لخالتها وقال: ((الخالة بمنزلة الأم)) وقال لعلي: ((أنت مني وأنا منك)) وقال لجعفر: ((أشبهتَ خلقي وخلقي)) وقال لزيد: ((أنت أخونا ومولانا)). للشيخين (1).
_________
(1) البخاري (1781) مختصرا، ومسلم (1783).(3/40)
6624 - ابن شهاب: أن أهل مكة الرجال والنساء والصبيان انكفئوا ينظرون إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه وهم يطوفون بالبيت، وعبد الله بن رواحة يرتجز بين يديه - صلى الله عليه وسلم - متوشحًا بالسيف يقول:
خلوا بني الكفار عن سبيله ... أنا الشهيد أنه رسوله
قد نزل الرحمن في تنزيله ... في صحف تتلى على رسوله
فاليوم نضربكم على تأويله ... كما ضربناكم على تنزيله
ضربا يزيل الهام عن مقيله ... ويذهب الخليل عن خليله
[ص:41] وانبعث رجال من أشراف المشركين كراهية أن ينظروا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غيظًا وحمقًا وحسدًا، خرجوا إلى نواحي مكة فقضى - صلى الله عليه وسلم - نسكه وأقام ثلاثًا. للكبير (1).
_________
(1) ذكره الهيثمي 6/ 147، وقال: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. وصححه الألباني في مختصر الشمائل (210).(3/40)
غزوة مؤتة من أرض الشام، وبعث أسامة بن زيد إلى الحرقات من جهينة(3/41)
6625 - ابن عمر أمَّرَ النبي - صلى الله عليه وسلم - في غزوة مؤتة زيد ابن حارثة فقال: ((إن قتل زيد فجعفر، فإن قتل جعفر فعبد الله بن رواحة)) فكنت معهم تلك الغزوة، فالتمسنا جعفرا فوجدناه في القتلى، ووجدناه فيما أقبل من جسده بضعا وتسعين بين طعنة ورمية. للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (4261).(3/41)
6626 - أحد بني مرة بن عوف: لكأني أنظر إلى جعفر حين اقتحم على فرس له شقراء فعقرها، وكان أول من عقر في سبيل الله، ثم قاتل القوم حتى قتل. لأبي داود وقال: ليس بالقوي (1).
_________
(1) أبو داود (2573)، وقال: هذا الحديث ليس بالقوي. وحسنه الألباني في صحيح أبي داود (2243).(3/41)
6627 - أنس رفعه: ((أخذ الراية زيد فأصيب، ثم أخذها جعفر فأصيب، ثم أخذها عبد الله بن رواحة فأصيب)) وإن عينيه - صلى الله عليه وسلم - لتذرفان، ثم أخذها خالد بن الوليد من غير إمرة ففتح له (1).
_________
(1) البخاري (1246).(3/41)
6628 - وفي رواية: ((وما يسرني أنهم عندنا)) أو قال: ((ما يسرهم أنهم عندنا)) (1).
_________
(1) البخاري (2798).(3/41)
6629 - وفي أخرى: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نعى زيدًا وجعفرًا وابن رواحة للناس قبل أن يأتيهم خبرهم، قال: ((أخذ الراية زيد)) فذكرهم (1).
_________
(1) البخاري (3757).(3/42)
6630 - وقال في أخرى: ((حتى أخذ الراية سيف من سيوف الله حتى فتح الله عليه)). للبخاري والنسائي (1).
_________
(1) البخاري (4262).(3/42)
6631 - خالد بن الوليد: لقد انقطعت يوم مؤتة في يدي تسعة أسياف فما بقي في يدي إلا صفيحة يمنية. للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (4265).(3/42)
6632 - عوف بن مالك: خرجت مع زيد بن حارثة في غزوة مؤتة ورافقني مددي منْ أهلِ اليمن ليس معه غير سيفه، فنحر رجل من المسلمينَ جزورًا فسأله المددي طائفة من جلده فأعطاه، فاتخذه كهيئة الدرقة، ومضينا فلقينا جموع الروم، وفيهم رجل على فرس أشقر عليه سرج مذهب، وله سلاح مذهب، فجعل الرومي يفرى بالمسلمين، فقعد له المددي خلف صخرة فمر به الرومي، فعرقب فرسه بسيفه، وخر الرومي فعلاه بسيفه وقتله، وحاز فرسه وسلاحه، فلما فتح الله للمسلمين بعث إليه خالد بن الوليد فأخذ منه بعض السلب، فأتيت خالدًا وقلت: أما علمت أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قضى بالسلب للقاتل؟ قال: بلى ولكني استكثرته. قلت: لتردنه إليه أو لأعرفنكها عند النبي - صلى الله عليه وسلم -. فأبى أن يرد عليه، فاجتمعنا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فقصصت عليه قصة المددي وما فعل خالد فقال: ((يا خالد ما حملك على ما صنعتَ؟)) قال: استكثرته. فقال: ((رد عليه الذي أخذت منه)) فقلت: دونكها يا خالد ألم أوف لك؟ فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((وما ذلك؟)) فأخبرته فغضب
[ص:43] وقال: ((يا خالد لا ترد عليه هل أنتم تاركوا لي أمرائي لكم صفوة أمرهم وعليهم كدره)). لمسلم وأبي داود بلفظه (1).
_________
(1) مسلم (1753)، وأبو داود (2719).(3/42)
6633 - عروة بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - بعثًا إلى مؤتة في جمادى الأولى من سنة ثمان واستعمل زيدًا بنحوه. وفيه: فتجهز الناس ثم تهيأوا للخروج وهم ثلاثة آلاف، فلما حضر خروجهم وادع الناس أمراء النبي - صلى الله عليه وسلم - وسلموا عليهم، فلما ودع ابن رواحة بكى فقيل له ما يبكيك؟ قال: والله ما بي حب الدنيا ولكني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ {وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتمًا مقضيا} قلت: كيف لي بالصدر بعد الورود؟ فقال لهم المسلمون صحبكم الله ودفع عنكم، وردكم إلينا صالحين فقال عبد الله ابن رواحة:
لكنني أسأل الرحمن مغفرة ... وضربة ذات قرع تقذف الزبدا
أو طعنة بيدي حران مجهزة ... بحربة تنفذ الأحشاء والكبدا
حتى يقال إذا مروا على جدثي ... أرشده الله من غاز وقد رشدا
وفيه: ثم مضوا حتى نزلوا معان من أرض الشام، فبلغ الناس أن هرقل قد نزل البلقاء في مائة ألف من الروم، ومائة ألف من العرب من لخم وجذام والقين وبهرا وبلى، فلما بلغ ذلك المسلمين أقاموا بمعان ليلتين ينظرون في أمرهم، وقالوا: نكتب إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فنخبره بعدد عدونا فإما أن يمدنا وإما أن يأمرنا بأمره فنمضي له، فشجع عبد الله بن رواحة الناس وقال: يا قوم والله إن الذي تكرهون للذي خرجتم له تطلبون: الشهادة، ولا نقاتل الناس بعدد ولا قوة ولا كثرة إنما نقاتل لهذا الدين الذي أكرمنا الله به فانطلقوا فإنما هي إحدى الحسنيين: إما ظهور وإما شهادة.
وفيه: ومضى الناس حتى إذا كانوا بتخوم البلقاء لقيهم جموع هرقل من الروم والعرب، وانحاز المسلمون إلى قرية مؤتة، وجعلوا على ميمنتهم قطبة ابن قتادة من بني عذرة وعلى ميسرتهم عبادة بن مالك الأنصاري، ثم اقتتلوا فقاتل زيد ابن حارثة براية
[ص:44] النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى شاط في رماح القوم، ثم أخذها جعفر بنحوه. للكبير (1).
_________
(1) الطبراني 5/ 84 (4655 - 4656)، وذكره الهيثمي 6/ 157 - 158، وقال: رجاله ثقات.(3/43)
6634 - أسامة: بعثنا النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى الحرقة فصبحنا القوم فهزمناهم، ولحقت أنا ورجل من الأنصار رجلاًُ منهم، فلما غشيناه قال: لا إله إلا الله، فكف الأنصاري وطعنته برمحي حتى قتلته فلما قدمنا بلغ النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((يا أسامة أقتلته بعدما قال: لا إله إلا الله؟)) قلت: إنما كان متعوذا فقال: ((أقتلته بعد ما قال: لا إله إلا الله؟)) فما زال يكررها حتى تمنيت أني لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم (1).
_________
(1) البخاري (4269).(3/44)
6635 - وفي رواية: بعثنا النبي - صلى الله عليه وسلم - في سرية فصبحنا الحرقات من جهينة فأدركت رجلاً فقال: لا إله إلا الله، فطعنته، فوقع في نفسي من ذلك فذكرته للنبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((أقال: لا إله إلا الله وقتلته؟)) قلت: يا رسول الله إنما قالها خوفًا من السلاح. قال: ((أفلا شققت عن قلبه حتى تعلم قالها أم لا؟)) فما زال يكررها علي حتى تمنيت أني أسلمت يومئذ. قال: فقال سعد: وأنا والله لا أقتل مسلمًا حتى يقتله ذو البطين -يعني: أسامة- قال: فقال رجل: ألم يقل الله {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله} فقال سعد: قد قاتلنا حتى لا تكون فتنة وأنت وأصحابك تريدون أن تقاتلوا حتى تكون فتنة. للشيخين وأبي داود (1).
_________
(1) مسلم (96).(3/44)
غزوة الفتح(3/44)
6636 - علي: بعثني النبي - صلى الله عليه وسلم - أنا والزبير والمقداد فقال: انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ فإن بها ظعينة معها كتاب
[ص:45] فخذوه منها، فانطلقنا تتعادى بنا خيلنا حتى أتينا الروضة، فإذا نحن بالظعينة، فقلنا لها: اخرجي الكتاب، قالت: ما معي من كتاب. فقلنا: لتخرجن الكتاب أو لنلقين الثياب، فأخرجته من عقاصها، فأتينا به النبي - صلى الله عليه وسلم - فإذا فيه: من حاطب ابن أبي بلتعة إلى ناس من المشركين من أهل مكة يخبرهم ببعض أمر النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((يا حاطب ما هذا؟)) فقال: يا رسول الله لا تعجل علي إني كنت امرأ ملصقًا في قريش ولم أكن من أنفسهم، وكان من معك من المهاجرين لهم قرابة يحمون بها أموالهم وأهليم بمكة، فأحببت إذ فاتني ذلك من النسب فيهم أن أتخذ فيهم يدًا يحمون بها قرابتي، وما فعلته كفرًا ولا ارتدادًا عن ديني، ولا رضي بالكفر بعد الإسلام فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((إنه قد صدقكم)) فقال عمر: دعني يا رسول الله أضرب عنق هذا المنافق فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((إنه قد شهد بدرًا، وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم)) فأنزل الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء} (1).
_________
(1) مسلم (2494)، والترمذي (3305).(3/44)
6637 - وفي رواية: فأنخنا بعيرها فابتغينا في رحلها فما وجدنا شيئًا، فقال: صاحباي ما نرى معها كتابًا. فقلت: لقد علمنا ما كذب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وما كذب، والذي يحلف به لتخرجن الكتاب أو لأجردنك، فأهوت إلى حجرتها وهي محتجزة بكساء، فأخرجت الصحيفة من عقاصها. للشيخين وأبي داود والترمذي (1).
_________
(1) البخاري (3007).(3/45)
6638 - ابن عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خرج في رمضان من المدينة ومعه عشرة آلاف وذلك على رأس ثمان سنين ونصف، يصوم ويصومون حتى بلغ الكديد أفطر وأفطروا. للشيخين وقد مر في الصوم (1).
_________
(1) البخاري (4276)، مسلم (1113).(3/45)
6639 - عروة لما سار النبي - صلى الله عليه وسلم - عام الفتح فبلغ ذلك قريشًا، خرج أبو سفيان، وحكيم بن حزام، وبديل بن ورقاء يلتمسون الخبر حتى أتوا مر الظهران، فإذا هم بنيران كأنها نيران عرفة، فقال أبو سفيان: ما هذه؟ لكأنها نيران عرفة. فقال بديل: نيران بني عمرو. فقال أبو سفيان: عمرو أقل من ذلك، فرآهم ناس من حرس النبي - صلى الله عليه وسلم - فأدركوهم فأخذوهم فأتوا بهم النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأسلم أبو سفيان فلما سار قال للعباس: ((احبس أبا سفيان عند خطم الجبل حتى ينظر إلى المسلمين)) فحبسه العباس، فجعلت القبائل تمر مع النبي - صلى الله عليه وسلم - تمر كتيبة كتيبة على أبي سفيان فمرت كتيبة فقال: يا عباس من هذه؟ قال: هذه غفار. قال: مالي ولغفار؟ ثم مرت جهينة فقال مثل ذلك، ثم مرت سعد بن هذيم فقال مثل ذلك، ثم مرت سليم فقال مثل ذلك، حتى أقبلت كتيبة لم ير مثلها، قال من هذه؟ قال: هؤلاء الأنصار عليهم سعد بن عبادة معه الراية. فقال سعد: يا أبا سفيان اليوم يوم الملحمة، اليوم تستحل الكعبة. فقال أبو سفيان: يا عباس حبذا يوم الذمار ثم جاءت كتيبة وهي أجل الكتائب فيهم رسول الله وأصحابه ورايته مع الزبير، فلما مر النبي - صلى الله عليه وسلم - بأبي سفيان قال: ألم تعلم ما قال سعد بن عبادة؟ قال ما قال؟ قال: كذا وكذا. فقال كذب سعد، ولكن هذا يوم يعظم الله فيه الكعبة، ويوم تكسى فيه الكعبة، وأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن تركز رايته بالحجون قال عروة عن نافع بن جبير بن مطعم: سمعت العباس يقول للزبير: أههنا أمرك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن تركز الراية؟ قال: نعم.
قال: وأمر - صلى الله عليه وسلم - يومئذٍ خالد بن الوليد أن يدخل من أعلى مكة من كداء، ودخل - صلى الله عليه وسلم - من كدى، فقتل من خيل خالد يومئذ رجلان حبيش بن الأشعر وكرز بن جابر الفهري. للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (4280).(3/46)
6640 - ابن عباس لما نزل النبي - صلى الله عليه وسلم - مر الظهران قال العباس: قلت: والله لئن دخل - صلى الله عليه وسلم - مكة عنوة قبل أن يأتوه فيستأمنوه إنه لهلاك قريش، فجلست على بغلة النبي - صلى الله عليه وسلم - (فقلت: لعلي أجد ذا حاجة يأتي أهل مكة فيخبرهم بمكان النبي - صلى الله عليه وسلم -) (1) ليخرجوا إليه فيستأمنوه، فأنى لأسير إذ سمعت كلام أبي سفيان وبديل بن ورقاء فقلت: يا أبا حنظلة فعرف صوتي، قال: أبو الفضل؟ قلت: نعم. قال: مالك فداك أبي وأمي؟ قلت: هذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والناس. قال: وما الحيلة؟ فركب خلفي ورجع صاحبه، فلما أصبح غدوت به على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقلت: يا رسول الله إن أبا سفيان رجل يحب هذا الفخر فاجعل له شيئًا. قال: ((نعم، من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن أغلق بابه فهو آمن ومن دخل المسجد فهو آمن)) فتفرق الناس إلى دورهم وإلى المسجد. لأبي داود (2).
_________
(1) من (ب).
(2) أبو داود (3022)، وقال الألباني في صحيح أبي داود (2611): حسن.(3/47)
6641 - أبو هريرة: أقبل النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى قدم مكة، فبعث الزبير على إحدى المجنبتين، وبعث خالدًا على المجنبة الأخرى، وبعث أبا عبيدة على الحسر فأخذ بطن الوادي، والنبي - صلى الله عليه وسلم - في كتيبة فنظر فرآني فقال: ((أبو هريرة)) قلت: لبيك يا رسول الله فقال: ((اهتف لا يأتيني إلا أنصاري)) فأطافوا به، ووبشت قريش من أوباش لها وأتباع فقالوا نقدم هؤلاء، فإن كان لهم شيء كنا معهم، وإن أصيبوا أعطينا الذي سألنا. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((ترون إلى أوباش قريش وأتباعهم)) ثم قال بيديه إحداهما على الأخرى.
وزاد في رواية: وقال: ((احصدوهم حصدًا)) ثم قال: ((حتى توافوني بالصفا)) فانطلقنا فما شاء أحد منا أن يقتل، أحدًا إلا قتله وما أحد منهم يوجه إلينا شيئًا، فجاء أبو سفيان فقال: يا رسول الله أبيدت خضراء قريش، لا قريش بعد اليوم، قال: ((من دخل دار أبي سفيان فهو آمن)) فقالت الأنصار بعضهم لبعض: أما الرجل فأدركته رغبة في قريته ورأفة
[ص:48] بعشيرته، وجاء الوحي فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((يا معشر الأنصار)) فقالوا: لبيك يا رسول الله. قال: ((قلتم أما الرجل فأدركته رغبة في قريته؟)) قالوا: قد كان ذاك. قال: ((كلا إني عبد الله ورسوله هاجرت إلى الله وإليكم المحيا محياكم والممات مماتكم)) فأقبلوا إليه يبكون ويقولون: والله ما قلنا الذي قلنا إلا الضن بالله وبرسوله فقال: ((إن الله ورسوله يصدقانكم ويعذرانكم)) فأقبل الناس إلى دار أبي سفيان وأغلق الناس أبوابهم، وأقبل - صلى الله عليه وسلم - إلى الحجر فاستلمه ثم طاف بالبيت، وأتى على صنم إلى جانب البيت كانوا يعبدونه، وفي يده - صلى الله عليه وسلم - قوس وهو آخذ بسيته، فلما أتى على الصنم جعل يطعن في عينه ويقول: {جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقًا} فلما فرغ من طوافه أتى الصفا فعلا عليه حتى نظر إلى البيت ورفع يديه فجعل يحمد الله ويدعو ما شاء أن يدعو. لمسلم.
وفي رواية أبي داود: ((من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ومن ألقى السلاح فهو آمن)) فعمدت صناديد قريش فدخلوا الكعبة فغص بهم، وطاف النبي - صلى الله عليه وسلم - وصلى خلف المقام، ثم أخذ بجنبتي الباب فخرجوا فبايعوه - صلى الله عليه وسلم - (1).
_________
(1) مسلم (1780)، وأبو داود (3024).(3/47)
6642 - أنس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل مكة يوم الفتح وعلى رأسه المغفر، فلما نزعه جاء رجل فقال له: ابن خطل متعلق بأستار الكعبة فقال له: ((اقتلوه)). للستة (1).
_________
(1) البخاري (4286)، ومسلم (1357).(3/48)
6643 - سعد لما كان يوم فتح مكة أمن النبي - صلى الله عليه وسلم - الناس إلا أربعة وامرأتين، وقال: ((اقتلوهم وإن وجدتموهم متعلقين بأستار الكعبة)) عكرمة بن أبي جهل، وعبد الله بن خطل، ومقيس بن صبابة
[ص:49] وعبد الله بن سعد بن أبي سرح، فأما ابن خطل فقتله سعيد بن حريث وهو متعلق بأستار الكعبة، وأما مقيس فأدركه الناس بالسوق فقتلوه، وأما عكرمة فركب البحر فأصابتهم عاصف فقال أهل السفينة: أخلصوا فإن آلهتكم لا تغني عنكم شيئًا ههنا، فقال عكرمة: والله لئن لم ينجني في البحر إلا الإخلاص لا ينجني في البر غيره، اللهم إن لك علي عهدًا إن عافيتني مما أنا فيه أن آتي محمدًا حتى أضع يدي في يده فلأجدنه عفوًا غفورًا كريمًا، فجاء فأسلم. وأما ابن أبي سرح فإنه اختبأ عند عثمان، فلما دعا النبي - صلى الله عليه وسلم - الناس إلى البيعة جاء به حتى أوقفه على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله بايع عبد الله فرفع رأسه فنظر إليه ثلاثًا كل ذلك يأبى فبايعه بعد ثلاث ثم أقبل على أصحابه فقال: ((أما كان فيكم رجل رشيد يقوم إلى هذا حين رآني كففت يدي عن بيعته فيقتله؟)) قالوا: ما ندري ما في نفسك، ألا أومأت إلينا بعينك؟ قال: ((إنه لا ينبغي لنبي أن تكون له خائنة الأعين)). للنسائي وأبي داود وقال: كان عبد الله أخا عثمان من الرضاعة (1).
_________
(1) أبو داود (2685) مختصرا، والنسائي 7/ 106 - 107، وقال الألباني في صحيح النسائي (3791): صحيح.(3/48)
6644 - وله عن سعيد بن يربوع المخزومي رفعه: ((أربعة لا أؤمنهم في حل ولا حرم)) وسماهم، وقينتين كانتا لمقيس بن صبابة فقتلت إحداهما وانفلت الأخرى فأسلمت (1).
_________
(1) أبو داود (2684)، وقال الألباني في ضعيف أبي داود (575): ضعيف.(3/49)
6645 - ابن مسعود: دخل النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم الفتح وحول البيت ستون وثلاثمائة نصب فجعل يطعنها بعود في يده ويقول: (({جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا} {جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد})). للشيخين والترمذي (1).
_________
(1) البخاري (2478)، ومسلم (1781).(3/49)
6646 - جابر: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر عمر زمن الفتح وهو بالبطحاء أن يأتي الكعبة فيمحو كل صورة فيها فلم يدخلها النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى محيت كل صورة فيها. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (4156)، وقال الألباني في صحيح أبي داود (3502): حسن صحيح.(3/50)
6647 - وعنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل مكة ولواؤه أبيض. للترمذي وأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (2592)، والترمذي (1679)، والنسائي (5/ 200)،وصححه الألباني في صحيح الترمذي (1372).(3/50)
6648 - وله: أن وهب بن منبه سأل جابرًا هل غنموا يوم فتح مكة شيئًا؟ قال: لا (1).
_________
(1) أبو داود (3023)، وقال الألباني في صحيح أبي داود (2612): صحيح الإسناد.(3/50)
6649 - ميمونة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بات عندها فقام ليتوضأ فسمعته يقول في متوضأه: ((لبيك لبيك)) ثلاثًا نصرت نصرت ثلاثًا فلما خرج قلت: يا رسول الله سمعتك تقول كذا كأنك تكلم إنسانًا فهل معك أحد؟ قال: ((هذا راجز بني كعب يستصرخني ويزعم أن قريشًا أعانت عليهم بكر بن وائل)) ثم خرج فأمر عائشة أن تجهزه فدخل عليها أبو بكر فقال: ما هذا الجهاز؟ والله ما هذا بزمان غزو بني الأصفر فأين يريد - صلى الله عليه وسلم -؟ قالت: والله لا علم لي فأقمنا ثلاثًا ثم صلى الصبح بالناس فسمعت الراجز ينشد:
يا رب إني ناشد محمدا ... حلف أبينا وأبيه الأتلدا
إنا ولدناك فكنت ولدا ... ثمت أسلمنا فلم تنزع يدا
إن قريشًا أخلفوك الموعدا ... ونقضوا ميثاقك المؤكدا
وزعموا أن ليس تدعوا أحدا ... فانصر هداك الله نصرا أبدا
وادع عباد الله يأتوا مددا ... فيهم رسول الله قد تجردا
إن سيم خسفا وجهه تربدا
فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((لبيك لبيك)) ثلاثًا ((نصرت نصرت)) ثلاثًا ثم خرج - صلى الله عليه وسلم - وقال: ((اللهم عم عليهم وخبرنا حتى نأخذهم بغتة)) حتى نزل بمر
[ص:51] الظهران فذكر قصة أبي سفيان وحكيم وبديل وأن العباس سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يؤمن له من آمن قال: ((قد أمنت من أمنت ماخلا أبا سفيان)) فقال: يا رسول الله لا تحجر عليَّ فقال: ((من أمنت فهو آمن)) فذهب بهم إليه ثم خرج بهم، وتوضأ النبي - صلى الله عليه وسلم - وابتدر المسلمون وضوءه ينتضحونه في وجوههم، فقال أبو سفيان: يا أبا الفضل لقد أصبح ملك ابن أخيك عظيمًا. فقال: ليس بملك ولكنها النبوة. للكبير بضعف (1).
_________
(1) الطبراني 23/ 433 - 435، وقال الهيثمي 6/ 164: فيه يحيى بن سليمان بن نضلة وهو ضعيف.(3/50)
6650 - وله برجال الصحيح عن ابن عباس قال: ثم مضى النبي - صلى الله عليه وسلم - واستعمل على المدينة أبا رهم كلثوم بن الحصين الغفاري فذكر الحديث وفيه: وقد عميت الأخبار على قريش وقد كان العباس تلقى النبي - صلى الله عليه وسلم - ببعض الطريق وقد كان أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب وعبد الله بن أبي أمية قد لقيا النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما بين مكة والمدينة والتمسا الدخول عليه فكلمته أم سلمة فقالت: يا رسول الله ابن عمك وابن عمتك وصهرك. قال: ((لا حاجة لي بهما أما ابن عمي فهتك عرضي بمكة وأما ابن عمتي وصهري فهو الذي قال لي بمكة ما قال)) فلما سمعا ذلك ومع أبي سفيان بنى له فقال: والله ليأذن لي أو لآخذن بيد ابني هذا ثم لنذهبن في الأرض حتى نموت عطشًا وجوعًا، فلما بلغ ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - رق لهما ثم أذن لهما فدخلا فأسلما. وفيه: قال العباس لأبي سفيان حين لقيه: ويحك يا أبا سفيان هذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الناس وأصباح قريش والله.
قال: فما الحيلة فداك أبي وأمي؟ قلت: لئن ظفر بك ليضربن عنقك فاركب معي هذه البغلة، فركب فحركت به فكلما مررت بنار من نيران المسلمين قالوا من هذا؟ فإذا رأوا بغلة النبي - صلى الله عليه وسلم - قالوا: عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على بغلته حتى مررت بنار عمر، فقال: من هذا؟ وقام إليَّ فلما رأى أبا سفيان على عجز البغلة قال أبو سفيان عدو الله، الحمد لله الذي أمكن الله منك بغير عقد ولا عهد، ثم خرج يشتد نحو النبي - صلى الله عليه وسلم -، وركضت البغلة فسبقته فدخلت على النبي - صلى الله عليه وسلم - ودخل عمر،
[ص:52] فقال: يا رسول الله هذا أبو سفيان قد أمكن الله منه بغير عقد ولا عهد، فدعنى فلأضرب عنقه، فقلت: يا رسول الله إني أجرته، فلما أكثر عمر في شأنه قلت: مهلاً يا عمر، أما والله لو كان من رجال بني عدي بن كعب ما قلت هذا، ولكنك عرفت أنه من رجال بني عبد مناف، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((اذهب به إلى رحلك يا عباس، فإذا أصبح غدوت به علي))، فقال له: ((ويحك يا أبا سفيان ألم يأن لك أن تشهد أن لا إله إلا الله؟)) قال: بأبي أنت وأمي ما أحلمك وما أكرمك وأوصلك، قد ظننت أن لو كان مع الله غيره لقد أغني عني شيئًا. قال: ((ويحك يا أبا سفيان ألم يأن لك أن تعلم أني رسول الله؟)) قال: بأبي أنت وأمي ما أحلمك وأكرمك وأوصلك هذه والله كان في النفس منها شيء حتى الآن. قال العباس: قلت ويحك يا أبا سفيان، اسلم وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله قبل أن يضرب عنقك، فشهد شهادة الحق وأسلم. وفيه: حتى مر النبي - صلى الله عليه وسلم - بالمهاجرين والأنصار لا يرى منهم إلا الحدق، قال: سبحان الله من هؤلاء؟ قلت: هذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: ما لأحد بهؤلاء قبل ولا طاقة، والله يا أبا الفضل لقد أصبح ملك ابن أخيك الغداة عظيمًا. قلت: يا أبا سفيان: إنها النبوة. قال: نعم إذا. قلت: النجاة إلى قومك.
فخرج حتى إذا جاءهم صرخ بأعلى صوته: يا قريش، هذا محمد قد جاءكم بما لا قبل لكم به، فمن دخل دار أبي سفيان فهو آمن، فقامت إليه امرأته هند بنت عتبة فأخذت بشاربه فقالت: اقتلوا الدهم الأحمس، فبئس طليعة قوم أنت، فقال: ويحكم لا تغرنكم هذه، فإنه قد جاء بما لا قبل لكم به، قالوا: وما تغني عنا دارك؟ قال: ومن أغلق بابه فهو آمن، ومن دخل المسجد فهو آمن، فتفرقوا إلى دورهم وإلى المسجد (1).
_________
(1) الطبراني 8/ 9 - 12 (7264)، وقال الهيثمي 6/ 165 - 167: رجاله رجال الصحيح. وذكره الألباني في الصحيحة (3341).(3/51)
غزوة حنين(3/52)
6651 - سهل بن الحنظلية أنهم ساروا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم حنين، فأطنبوا السير حتى كانت عشية فحضرت الصلاة،
[ص:53] فجاء رجل فارس فقال: يا رسول الله إني انطلقت بين أيديكم حتى طلعت على جبل كذا وكذا، فإذا أنا بهوازن على بكرة أبيهم بظعنهم ونعمهم وشائهم اجتمعوا إلى حنين، فتبسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال: ((تلك غنيمة المسلمين غدًا إن شاء الله، ثم قال: من يحرسنا الليلة؟)) قال أنس بن أبي مرثد الغنوي: أنا يا رسول الله، قال: ((فاركب)) فركب فرسًا له فجاء، فقال له - صلى الله عليه وسلم -: ((استقبل هذا الشعب حتى تكون في أعلاه، ولا نغرن من قبلك الليلة)) فلما أصبحنا خرج - صلى الله عليه وسلم - إلى مصلاه فركع ركعتين ثم قال: ((هل أحسستم فارسكم؟)) قالوا: لا، فثوب بالصلاة، فجعل - صلى الله عليه وسلم - وهو يصلي يلتفت إلى الشعب، حتى إذا قضى صلاته وسلم قال: ((أبشروا فقد جاءكم فارسكم))، فجعلنا ننظر خلال الشجر فإذا هو قد جاء حتى وقف عليه - صلى الله عليه وسلم -، فقال: إني انطلقت حتى كنت في أعلا هذا الشعب حيث أمرتني، فلما أصبحت طلعت الشعبين كليهما، فنظرت فلم أر أحدًا فقال له: ((هل نزلت الليلة؟)) قال: لا، إلا مصليًا أو قاضي حاجة، فقال له - صلى الله عليه وسلم -: ((قد أوجبت فلا عليك أن لا تعمل بعدها)). لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (2501)، وصححه الألباني في صحيح أبي داود (2183).(3/52)
6652 - أنس: لما كان يوم حنين أقبلت هوازن وغطفان وغيرهم بذراريهم ونعمهم، ومع النبي - صلى الله عليه وسلم - يومئذ عشرة آلاف، ومعه الطلقاء فأدبروا عنه حتى بقي وحده، فنادى يومئذ نداءين لم يخلط بينهما شيء التفت عن يمينه، فقال: ((يا معشر الأنصار)) قالوا: لبيك يا رسول الله أبشر نحن معك، ثم التفت عن يساره فقال: ((يا معشر الأنصار!)) قالوا لبيك يا رسول الله، أبشر نحن معك، وهو على بغلة بيضاء، فنزل فقال: ((أنا عبد الله ورسوله))، فانهزم المشركون فأصاب - صلى الله عليه وسلم - يومئذ غنائم كثيرة، فقسم في المهاجرين والطلقاء ولم يعط الأنصار شيئًا، فقالت الأنصار: إذا كانت الشدة فنحن ندعى ويعطى الغنائم
[ص:54] غيرنا فبلغه ذلك، فجمعهم في قبلة فقال: ((يا معشر الأنصار: ما حديث بلغني عنكم؟)) فسكتوا، فقال: ((يا معشر الانصار! أما ترضون أن يذهب الناس بالدنيا وتذهبون بمحمد تحوزونه إلى بيوتكم؟)) قالوا: بلى يا رسول الله، رضينا، فقال: ((لو سلك الناس واديًا وسلك الأنصار شعبًا لأخذت شعب الأنصار)).
وفي روايةٍ: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - طفق يعطي رجالاً من قريش المائة من الإبل، فقال ناس من الأنصار: يغفر الله لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعطي قريشًا ويتركنا وسيوفنا تقطر من دمائهم، فحدثه - صلى الله عليه وسلم -، فأرسل إلى الأنصار فجمعهم فقال: ((ما حديث بلغني عنكم؟)) فقال فقهاؤهم: أما ذو رأينا فلم يقولوا شيئًا، وأما ناس حديثة أسنانهم، فقالوا ذلك، فقال: ((إني أعطي رجالاً حديثي عهدهم بكفر نتألفهم، أفلا ترضون أن يذهب الناس بالأموال، وترجعون إلى رحالكم برسول الله - صلى الله عليه وسلم - عليه وسلم؟ فوالله لما تنقلبون به خير مما ينقلبون به))، قالوا: بلى يا رسول الله قد رضينا، قال: ((فإنكم ستجدون بعدي أثرة شديدة فاصبروا حتى تلقوا الله ورسوله على الحوض)) فلم نصبر (1).
_________
(1) البخاري (4337)، ومسلم (1059) 135.(3/53)
6653 - وفي أخرى: قالوا: إن هذا لهو العجب، إن سيوفنا تقطر من دمائهم وغنائمنا ترد عليهم، وأنه قال: ((ما الذي بلغني عنكم؟)) قالوا: هو الذي بلغك، وكانوا لا يكذبون بنحوه (1).
_________
(1) مسلم (1059) 134.(3/54)
6654 - وفي أخرى: غزونا حنينا فجاء المشركون بأحسن صفوف رؤيت، فصفت الخيل ثم صفت المقاتلة ثم صفت النساء ثم صفت الغنم ثم صفت النعم، ونحن بشر كثير وقد بلغنا ستة آلاف، وعلى مجنبة خيلنا خالد بن الوليد، فجعلت الخيل تلوي خلف ظهورنا فلم نلبث أن انكشفت خيلنا، وفرت
[ص:55] الأعراب ومن تعلم من الناس، فنادى - صلى الله عليه وسلم -: ((يا للمهاجرين يا للمهاجرين))، ثم قال: ((يا للأنصار يا للأنصار))، وقال أنس: هذا حديث عِمِّيَّة قلنا: لبيك يا رسول الله، فتقدم - صلى الله عليه وسلم -، وأيم الله ما أتيناهم حتى هزمهم الله فقبضنا ذلك المال، ثم انطلقنا إلى الطائف فحاصرنا هم أربعين ليلة، ثم رجعنا إلى مكة فنزلنا، فجعل النبي - صلى الله عليه وسلم - يعطي الرجل المائة بنحوه. للترمذي والشيخين (1).
_________
(1) مسلم (1059) 136.(3/54)
6655 - ولهما عن عبد الله بن زيد بن عاصم نحوه وفيه: ((يا معشر الأنصار ألم أجدكم ضلالاً فهداكم الله بي، وكنتم متفرقين فألفكم الله بي، وعالة فأغناكم الله بي؟)) كلما قال شيئًا قالوا: الله ورسوله أمن، قال: ((ما يمنعكم أن تجيبوا؟ لو شئتم لقلتم جئتنا كذا وكذا)) (1).
_________
(1) البخاري (4330)، ومسلم (1061).(3/55)
6656 - العباس: شهدت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم حنين، فلما التقى المسلمون والكفار ولى المسلمون، فطفق - صلى الله عليه وسلم - يركض بغلته قبل الكفار وأنا آخذ بلجام بغلته أكفها؛ إرادة أن لا يسرع، وأبو سفيان بن الحارث آخذ بركابه - صلى الله عليه وسلم -، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((أي عباس ناد أصحاب السمرة))، فقال عباس: وكان رجلاً صيتا فقلت: بأعلى صوتي: أين أصحاب السمرة؟ فوالله لكأن عطفتهم حين سمعوا صوتي عطفة البقر على أولادها، فقالوا: يا لبيك يا لبيك، فاقتتلوا والكفار، والدعوة في الأنصار يقولون يا معشر الأنصار يا معشر الأنصار، ثم قصرت الدعوة على بني الحارث بن الخزرج فنظر - صلى الله عليه
[ص:56] وسلم - وهو على بغلته كالمتطاول عليها إلى قتالهم، فقال: ((هذا حين حمى الوطيس)) ثم أخذ حصيات فرمى بهن وجوه الكفار ثم قال: ((انهزموا ورب محمد))، فذهبت أنظر، وإذا القتال على هيئته فيما أرى، فوالله ما هو إلا أن رماهم بحصيات، فمازلت أرى حدهم كليلا وأمرهم مدبرًا. لمسلم (1).
_________
(1) مسلم (1775).(3/55)
6657 - البراء قال له رجل: أكنتم وليتم يوم حنين؟ فقال: أشهد على النبي - صلى الله عليه وسلم - ما ولى، ولكنه انطلق أخفاء من الناس وحسر إلى هذا الحي من هوازن وهم قوم رماة، فرموهم برشق من نبل كأنها رجل من جراد فانكشفوا، فأقبل القوم إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبو سفيان بن الحارث يقود به بغلته، فنزل ودعا واستنصر وهو يقول: ((أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب اللهم أنزل نصرك))، ثم صفهم، وكنا والله إذا أحمر البأس نتقي به وإن الشجاع منا للذي يحاذى به، يعني النبي - صلى الله عليه وسلم - (1).
_________
(1) البخاري (2864)، ومسلم (1776).(3/56)
6658 - وفي رواية: وإنا لما حملنا عليهم انكشفوا، فأكببنا على الغنائم فاستقبلونا بالسهام. للشيخين، والترمذي (1).
_________
(1) مسلم (1776) 80.(3/56)
6659 - سلمة بن الأكوع: غزونا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - هوازن فبينما نحن نتضحى معه إذ جاء رجل على جمل فأناخه ثم قيده ثم تقدم فتغدى مع القوم وجعل ينظر وفينا ضعفة ورقة من الظهر، وبعضنا مشاة، إذ خرج يشتد فأتى جملة فأطلق قيده ثم أناخه وقعد عليه فأثاره فاشتد به الجمل، فاتبعه رجل على ناقة ورقاء، وخرجت أشتد حتى أخذت بخطام الجمل فأنخته، واخترطت سيفي فضربت رأس الرجل فندر، ثم جئت بالجمل أقوده عليه رحله
[ص:57] وسلاحه، فاستقبلني - صلى الله عليه وسلم - معه فقال: ((من قتل الرجل؟)) قالوا: ابن الأكوع، قال: ((له سلبه أجمع)). للشيخين وأبي داود (1).
_________
(1) البخاي (3051)، مسلم (1754).(3/56)
6660 - أبو قتادة خرجنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - عام حنين فلما التقينا كان للمسلمين جولة فرأيت رجلاً من المشركين قد علا رجلاً من المسلمين، فاستدرت عليه حتى أتيته من ورائه، فضربته على حبل عاتقه، وأقبل على فضمني ضمة وجدت منها ريح الموت، ثم أدركه الموت فأرسلني، فلحقت عمر، فقال ما للناس؟ فقلت: أمر الله، ثم إن الناس رجعوا وجلس - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((من قتل قتيلاً له عليه بينة فله سلبه)) فقمت وقلت: من يشهد لي؟ ثم جلست ثم قال مثل ذلك، فقمت فقلت: من يشهد لي؟ ثم جلست ثم قال مثل ذلك الثالثة، فقمت فقال: ((مالك يا أبا قتادة؟)) فقصصت عليه القصة، فقال رجل من القوم: صدق يا رسول الله، سلب ذلك القتيل عندي فأرضه من حقه، فقال أبو بكر: لاهالله، إذًا لا يعمد إلى أسد من أسد الله يقاتل عن الله ورسوله فيعطيك سلبه، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((صدق، فأعطه إياه))، فأعطاني فبعت الدرع وابتعت مخرقًا في بني سلمة فإنه لأول مال تأثلته في الإسلام. للشيخين والموطأ وأبي داود (1).
_________
(1) البخاري (2100)، مسلم (1751).(3/57)
6661 - أنس: إن أم سليم اتخذت خنجرًا أيام حنين فرآها أبو طلحة فقال: يا رسول الله، هذه أم سليم معها خنجر، فقال لها النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((ما هذا الخنجر؟)) قالت: اتخذته، إن دنا مني أحد من المشركين بقرت بطنه، فجعل - صلى الله عليه وسلم - يضحك، فقالت: يا رسول الله، اقتل من بعدنا من الطلقاء انهزموا بك، فقال: ((يا أم سليم إن الله قد كفى وأحسن)). لمسلم ولأبي داود نحوه وفيه: أن أبا طلحة قتل يومئذ عشرين رجلاً فأخذ أسلابهم (1).
_________
(1) مسلم (1809)، أبو داود (2718).(3/57)
6662 - المسور: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قام حين جاءه وفد هوازن مسلمين فسألوه أن يرد عليهم أموالهم وسبيهم، فقال لهم: ((إن معي من ترون وأحب الحديث إلي أصدقه، فاختاروا إحدى الطائفتين، إما المال وإما السبي، وقد كنت استأنيت بكم)). وكان انتظرهم بضع عشرة ليلة حتى قفل من الطائف، فلما تبين لهم أنه غير رادٍ إلا إحدى الطائفتين، قالوا: إنا نختار سبينا، فقام - صلى الله عليه وسلم - في المسلمين فأثنى على الله ثم قال: ((أما بعد، فإن إخوانكم هؤلاء جاءوا تائبين، وإني قد رأيت أن أرد إليهم سبيهم، فمن أحب منكم أن يطيب ذلك فليفعل))، فقال الناس: طيبنا ذلك يا رسول الله، فقال لهم: ((إنا لا ندري من أذن منكم ممن لم يأذن، فارجعوا حتى يرفع إلينا عرفاؤكم أمركم))، فرجع الناس فكلمهم عرفاؤهم، ثم رجعوا فأخبروه أنهم قد طيبوا وأذنوا. للبخاري وأبي داود (1).
_________
(1) البخاري (4319).(3/58)
6663 - وله وللنسائي من طريق عمرو بن شعيب: قال لهم - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا صليت الظهر فقولوا إنا نستعين برسول الله - صلى الله عليه وسلم - على المؤمنين -أو المسلمين- بنسائنا وأموالنا)) فلما صلوا الظهر قالوا ذلك، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم))، فقال المهاجرون: وما كان لنا فهو لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقالت الأنصار: وما كان لنا فهو لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال الأقرع بن حابس: أما أنا وبنو تميم فلا، وقال عيينة بن حصن: أما أنا وبنو فزارة فلا، وقال العباس بن مرداس: أما أنا وبنو سليم فلا، وقامت بنو سليم فقالوا: كذبت ما كان لنا فهو لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال - صلى الله
[ص:59] عليه وسلم -: ((أيها الناس ردوا عليهم نساءهم وأبناهم فمن تمسك من هذا الفيء بشيء فله ست فرائض من أول شيء يفيئه الله علينا)) (1).
_________
(1) أبو داود (2694)، النسائي 6/ 262 - 264، وحسنه الألباني في ((صحيح أبي داود)) (2343).(3/58)
6664 - جابر: لما استقبلنا وادي حنين انحدرنا في وادٍ من أودية تهامة أجوف حطوط إنما ننحدر فيه انحدارًا وفي عماية الصبح، وكان القوم قد كمنوا لنا في شعابه وأجنابه ومضايقه، قد أجمعوا وتهيأوا وأعدوا، فوالله ما راعنا ونحن منحطون إلا الكتائب قد شدت علينا شدة رجل واحد، وانهزم الناس راجعين لا يلوي أحد على أحد، وانحاز النبي - صلى الله عليه وسلم - ذات اليمين ثم قال: ((إلي أيها الناس)). إلا أن معه رهطًا من المهاجرين والأنصار وأهل بيته، وممن ثبت معه أبو بكر وعمر وعلي والعباس وابنه الفضل وأبو سفيان بن الحارث وربيعة بن الحارث وأيمن بن أم أيمن وأسامة بن زيد، وكان رجلاً من هوزان على جمل أحمر في يده راية سوداء في رأس رمح طويل أمام هوازن، فإذا أدرك طعن برمحه، وإذا فاته الناس رفع لمن وراءه فاتبعوه، فهوى له علي ورجل من الأنصار، فيأتيه على من خلفه فعرقب الجمل، ووثب الأنصاري على الرجل فضربه ضربة أطن به قدمه بنصف ساقه، واجتلد الناس، فوالله ما رجعت راجعة الناس من هزيمتهم حتى وجدوا الأسارى مكتفين عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. لأحمد والموصلي.
وزاد: وصرخ حين كانت الهزيمة كلدة أخو صفوان بن أمية، وهو يومئذ مشرك في المدة التي ضرب له النبي - صلى الله عليه وسلم -: ألا بطل
[ص:60] السحر اليوم، فقال له صفوان: اسكت فض الله فاك، فوالله لأن يربني رجل من قريش أحب إلي من أن يربني رجل من هوازن (1).
_________
(1) أحمد 3/ 376، وأبو يعلى 3/ 387 - 388 (1862 - 1863)، وقال الهيثمي 6/ 180: رواه أحمد وأبو يعلى، ورواه البزار باختصار، وفيه: ابن إسحاق وقد صرح بالسماع في رواية أبي يعلى، وبقية رجال أحمد رجال الصحيح.(3/59)
6665 - ابن مسعود: كنت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم حنين فولى الناس وثبت معه ثمانون رجلاً من المهاجرين والأنصار، وهم الذين أنزل الله عليهم السكينة والنبي - صلى الله عليه وسلم - على بغلته، فحادت به فمال عن السرج، فقلت: ارتفع رفعك الله، قال: ((ناولني كفًا من تراب))، فضرب به وجوههم فامتلأت أعينهم ترابًا. قال: ((أين المهاجرون والأنصار؟)) قلت: هم أولاء. قال: ((اهتف بهم)). فهتفت وجاءوا وسيوفهم بأيمانهم كأنها الشهب وولى المشركون أدبارهم. لأحمد والبزار والكبير (1).
_________
(1) أحمد 1/ 453، والبزار كما في ((كشف الأستار)) (1829)، والطبراني 10/ 169 (10351)، وصححه الحاكم 2/ 117، وتعقبه الذهبي بقوله: الحارث وعبد الواحد تحرف فيه إلى عبد الله ذوا مناكير، وهذا منها، ثم فيه إرسال، وقال الهيثمي 6/ 180: رجال أحمد رجال الصحيح غير الحارث بن حصيرة وهو ثقة، وله شاهد صحيح من حديث البراء عند البخاري (4317)، ومسلم (1776).(3/60)
6666 - وله عن يزيد بن عامر السوائي: أنه - صلى الله عليه وسلم - أخذ قبضة من الأرض فرمى بها وجوههم وقال: ((ارجعوا شاهت الوجوه))، فما منهم أحد إلا وهو يشكو القذا ويمسح عينيه (1).
_________
(1) الطبراني 22/ 237، وقال الهيثمي 6/ 183: رجاله ثقات. وصححه الألباني في المشكاة (5891) من حديث سلمة بن الأكوع.(3/60)
6667 - أبو جرول زهير بن صرد: لما أسرنا رسول الله يوم حنين وذهب يفرق السبي والشاء أتيته فأنشدت أقول:
امنن علينا رسول الله في كرم ... فإنك المرء نرجوه وننتظر
امنن على بيضة قد عاقها قدر ... مشتت شملها في دهرها غير
أبقت لنا الدهر هتافًا على حزن ... على قلوبهم الغماء والغمر
إن لم تداركهم النعماء تنشرها ... يا أرجح الناس حلمًا حين يختبر
امنن على نسوة قد كنت ترضعها ... إذ فوك تملؤه من محضها الدرر
إذ أنت طفل صغير كنت ترضعها ... وإذا يزينك ما تأتي وما تذر
لا تجعلنا كمن شالت نعامته ... واستبق منا فإنا معشر زهر
إنا لنشكر للنعماء إذ كفرت ... وعندنا بعد هذا اليوم مدخر
[ص:61] فالبس العفو من قد كنت ترضعه ... من أمهاتك إن العفو مشتهر
يا خير من مرحت كمت الجياد به ... عند الهياج إذا ما استوقد الشرر
إنا نؤمل عفوًا منك نلبسه ... هادي البرية إذ تعفو وتنتصر
فاعف عفى الله عما أنت راهبه ... يوم القيامة إذ يهدي لك الظفر
فلما سمع - صلى الله عليه وسلم - هذا الشعر قال: ((ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم)) فقالت قريش: ما كان لنا فهو لله ولرسوله، وقالت الأنصار: ما كان لنا فهو لله ولرسوله. للكبير بخفي (1).
قلت: رواه الكبير عن عبيد الله بن زماحس (2) عن زياد بن طارق، وعاش مائة وعشرين عن زهير، وقد أزاح في لسان الميزان ما أعلوا به الحديث، وحسنه، وساق أسانيده العشارية منها عن أبي إسحاق بن الحريري، عن أحمد ابن الفخر البعلي، عن محمد المقدسي، عن يحيى بن محمود، عن فاطمة الجوزذانية عن محمد ابن عبد الله عن الطبراني به.
_________
(1) الطبراني 5/ 269 - 270 (5303)، وقال الهيثمي 6/ 187: فيه من لم أعرفهم. وذكره الألباني في ((صحيح السيرة النبوية)) ... ص 22.
(2) كذا في الأصل، وفي ((الكبير)) عبيد الله بن رماحي.(3/60)
6668 - وله عن ابن عمرو بن العاص: أن وفد هوازن لما أتوا النبي - صلى الله عليه وسلم - بالجعرانة وقد أسلموا قالوا إنا أصل وعشيرة، وقد أصابنا من البلاء مالم يخف عليك، فامنن علينا منَّ الله عليك، وقال زهير: نساءنا عماتك وخالاتك وحواضنك اللاتي كفلنك، ولو أنا لحقنا الحارث بن أبي شمرة (1) والنعمان بن المنذر، ثم نزل بنا منه مثل الذي أنزلت بنا، لرجونا عطفه وأنت خير المكفولين، ثم أنشد: امنن علينا ... إلى فإنا معشر زهر. ثم قال فذكر الحديث. من في مجمع الزوائد، من استشهد في حنين أيمن بن أم أيمن ويزيد بن زمعة وسراقة بن الخباب (2).
_________
(1) كذا في الأصل، وفي ((الكبير)) بن أبي شمر.
(2) الطبراني 5/ 270 - 272 (5304)، وقال الهيثمي 6/ 187: فيه ابن إسحاق، وهو مدلس، ولكنه ثقة، وبقية رجاله ثقات. ذكره الألباني في ((صحيح السيرة النبوية)) ص20.(3/61)
غزوة أوطاس، وغزوة الطائف(3/61)
6669 - أبو موسى: لما فرغ النبي - صلى الله عليه وسلم - من
[ص:62] غزوة حنين بعث أبا عامر على جيش إلى أوطاس، فلقى دريد بن الصمة، فقتل دريد وهزم الله أصحابه، وبعثني مع أبي عامر، فرمي أبو عامر في ركبته رماه جشمى بسهم، فقلت يا عم، من رماك؟ فقال: ذاك قاتلي، فلحقته، فلما رآني ولى فاتبعته، وجعلت أقول له: ألا تستحي ألا تثبت؟ فكف فاختلفنا ضربتين فقتلته، فقلت لأبي عامر: قتل الله صاحبك، قال: فانتزع هذا السهم، فنزعته فنزا منه الماء وقال: يا ابن أخي، أقرأ النبي - صلى الله عليه وسلم - السلام، وقل له يستغفر لي، فاستخلفني أبو عامر فمات، فرجعت فدخلت على النبي - صلى الله عليه وسلم - في بيته على سرير مرمل وعليه فراش قد أثر رمال السرير بظهره وجنبيه، فأخبرته بخبرنا وخبر أبي عامر، وقال: قل له: استغفر لي، فدعا بماء فتوضأ ثم رفع يديه فقال: ((اللهم اغفر لعبيد أبي عامر))، ورأيت بياض إبطيه ثم قال: ((اللهم اجعله يوم القيامة فوق كثير من خلقك -أومن الناس)) فقلت: ولي فاستغفر، فقال: ((اللهم اغفر لعبد الله بن قيس ذنبه، وأدخله يوم القيامة مدخلاً كريمًا)) (1).
_________
(1) البخاري (4323)، مسلم (2498).(3/61)
6670 - ابن عمر: لما حاصر النبي - صلى الله عليه وسلم - الطائف فلم ينل منهم شيئًا قال: ((إنا قافلون غدًا إن شاء الله))، فثقل عليهم، فقالوا: نذهب ولا نفتحه؟! فقال: ((اغدوا على القتال))، فغدوا فأصابهم جراح، فقال: ((إنا قافلون غدًا إن شاء الله))، فأعجبهم، فضحك - صلى الله عليه وسلم -. هما للشيخين (1).
_________
(1) البخاري (4325)، مسلم (1778).(3/62)
6671 - أبو بكرة: لما حاصر النبي - صلى الله عليه وسلم - حصن الطائف تدليت إليه - صلى الله عليه وسلم - ببكرة، فقال: ((كيف تدليت؟)) فقلت: تدليت ببكرة، فقال: أنت أبو بكرة. للكبير وفيه أبو المنهال البكراوي. من في مجمع الزوائد ممن استشهد يوم الطائف سعيد بن سعيد بن العاص عبد الله بن أبي أمية أخو أم سلمة لأبيها، وأمه عاتكة بنت عبد المطلب وجليحة بن عبد الله،
[ص:63] ومن الأنصار ثابت بن الجدع، ورقيم بن ثابت (1).
_________
(1) ذكره الهيثمي 6/ 190، قال: رواه الطبراني، وفيه أبو المنهال البكراوي، ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.(3/62)
6672 - البخاري: كانت الطائف في شوال سنة ثمان (1).
_________
(1) البخاري: قبل حديث (4324).(3/63)
6673 - ابن عمرو بن العاص: خرجنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى الطائف فمررنا بقبر فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((هذا قبر أبي رغال فكان بهذا الحرم يدفع عنه، فلما خرج أصابته النقمة التي أصابت قومه بهذا المكان فدفن، وآية ذلك أنه دفن معه غصن من ذهب، إن أنتم نبشتم عنه أصبتموه))، فابتدر الناس فاستخرجوا الغصن. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (3088)، وقال الألباني في ((السلسلة الضعيفة)) (4736): ضعيف.(3/63)
بعث خالد بن الوليد إلى بني جذيمة، وسرية عبد الله بن حذافة السهمي وعلقمة بن مجزز المدلجي ويقال إنها سرية الأنصار(3/63)
6674 - ابن عمر: بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - خالد بن الوليد إلى بني جذيمة، فدعاهم إلى الإسلام فلم يحسنوا أن يقولوا أسلمنا، فجعلوا يقولون: صبأنا صبأنا، فجعل خالد يقتل ويأسر، ودفع إلى كل رجل منا أسيره، فقلت: والله لا أقتل أسيري، ولا يقتل رجل من أصحابي أسيره حتى قدمنا على النبي - صلى الله عليه وسلم -، ذكرناه فرفع يديه فقال: ((اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد)) مرتين. للبخاري والنسائي (1).
_________
(1) البخاري (4339)، النسائي 8/ 237.(3/63)
6675 - علي: بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - سرية واستعمل عليهم رجلاً من الأنصار وأمرهم أن يطيعوه، فغضب فقال: أليس أمركم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن تطيعوني؟ قالوا: بلى قال: فاجمعوا حطبًا، فجمعوا قال: أوقدوا نارًا.
[ص:64] فأوقدوها، فقال: ادخلوا فيها، فهموا وجعل بعضهم يمسك بعضًا، ويقولون: فررنا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - من النار، فما زالوا حتى خمدت النار فسكن غضبه، فبلغ ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((لو دخلوها ما خرجوا منها إلى يوم القيامة، الطاعة في المعروف)). للشيخين وأبي داود والنسائي (1).
_________
(1) البخاري (4340)، مسلم (1840).(3/63)
6676 - أبو سعيد: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث علقمة بن مجزز على بعث وأنا فيهم، فلما انتهى إلى رأس غزاته أو كان ببعض الطريق استأذنته طائفة من الجيش فأذن لهم، وأمر عليهم عبد الله بن حذافة بن قيس السهمي، فكنت فيمن غدا معه، فلما كان ببعض الطريق أوقد القوم نارًا ليصطنعوا عليها صنيعًا، فقال عبد الله وكانت فيه دعابة: أليس لي عليكم السمع والطاعة؟ قالوا: بلى، قال: فما أنا بآمركم بشيء إلا صنعتموه؟ قالوا: نعم، قال: فإني أعزم عليكم إلا تواثبتم في هذه النار، فقام ناس فتحجزوا فلما ظن أنهم واثبون قال: امسكوا على أنفسكم، فإنما كنت أمزح معكم، فلما قدمنا ذكرنا ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: ((من أمركم منهم بمعصية الله فلا تطيعوه)). للقزويني (1).
_________
(1) ابن ماجة (2863)، وقال البوصيري في زوائده (385): إسناده صحيح. وحسنه الألباني في صحيح ابن ماجه (2312).(3/64)
بعثُُ أبي موسى ومعاذ إلى اليمن، وبعث علي وخالد إلى اليمن وهما قبل حجة الوداع(3/64)
6677 - أبو بردة أرسله: بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - أبا موسى ومعاذًا إلى اليمن، كل واحد منهما على مخلاف واليمن مخلافان ثم قال: ((يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا))، فانطلق كل منهما إلى عمله، وكان إذا سار في أرضه كان قريبًا من صاحبه أحدث به عهدًا فسلم عليه، فسار معاذ في أرضه قريبًا من أبي موسى، فجاء يسير على بغلته حتى انتهى إليه، وإذا رجل عنده قد جمعت يداه إلى عنقه،
[ص:65] فقال له معاذ: أيَّمَ هذا؟ قال: هذا رجل كفر بعد إسلامه، قال: لا أنزل حتى يقتل، قال: إنما جئ به لذلك، فانزل، قال: ما أنزل حتى يقتل، فأمر به فقتل، ثم نزل فقال: يا عبد الله، كيف تقرأ القرآن؟ قال: أتفوقه تفوقًا، قال: فكيف تقرأ أنت يا معاذ؟ قال: أنام أول الليل فأقوم وقد قضيت جزئي من النوم، فأقرأ ما كتب الله لي، فأحتسب نومتي كما أحتسب قومتي. للشيخين وأبي داود (1).
_________
(1) البخاري (4341، 4342)، ومسلم (1733).(3/64)
6678 - البراء: بعثنا النبي - صلى الله عليه وسلم - مع خالد بن الوليد ثم بعث عليًا بعد ذلك مكانه، فقال: ((مر أصحاب خالد من شاء منهم أن يعقب معك فليعقب، ومن شاء فليقبل))، فكنت فيمن عقب معه، فغنمت أواق ذوات عدد (1).
_________
(1) البخاري (4349).(3/65)
6679 - بريدة: بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - عليًا إلى خالد ليقبض الخمس فقبضه منه، فاصطفى عليّ منها سبية، فأصبح وقد اغتسل ليلاً وكنت أبغض عليًا، فقلت لخالد: أما ترى إلى هذا؟ فلما قدمنا على النبي - صلى الله عليه وسلم - ذكرت ذلك له، فقال: ((يا بريدة، أتبغض عليًا؟)) قلت: نعم، قال: ((لا تبغضه، فإن له في الخمس أكثر من ذلك)). هما للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (4350).(3/65)
6680 - البراء: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث إلى اليمن جيشين، وأمر على أحدهما عليًّا وعلى الآخر خالدًا، وقال: إذا كان القتال فعلي، فافتتح علي حصنًا فأخذ منه جارية، فكتب معي خالد إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - يخبره، فلما قدمت وقرأ الكتاب رأيته يتغير لونه، فقال: ((ما ترى في رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله؟)) فقلت: أعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله، وإنما أنا رسول، فسكت. للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (1704)، قال: حسن غريب. وقال الألباني في ضعيف الترمذي (286): ضعيف الإسناد.(3/65)
غزوة ذي الخلصة وغزوة ذات السلاسل وغزوة تبوك(3/66)
6681 - جرير: كان بيت في الجاهلية يقال له: ذو الخلصة والكعبة اليمانية والكعبة الشامية، فقال لي النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((ألا تريحني من ذي الخلصة؟)) فنفرت في مائة وخمسين راكبًا، فكسرناه وقتلنا من وجدنا عنده، فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبرته، فدعا لنا ولأحمس (1).
_________
(1) البخاري (4355)، ومسلم (2476).(3/66)
6682 - وفي رواية: وكنت لا أثبت على الخيل فضرب في صدري حتى رأيت أثر أصابعه في صدري وقال: ((اللهم ثبته واجعله هاديًا مهديًا، فانطلق فكسرها وحرقها))، ثم بعث إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال رسول جرير: والذي بعثك بالحق ما جئتك حتى تركتها كأنها جمل أجرب، فبارك في خيل أحمس ورجالها خمس مرات (1).
_________
(1) البخاري (4356)، ومسلم (2476) 137.(3/66)
6683 - وفي أخري: فما وقعت عن فرس بعد، وكان ذو الخلصة بيتًا باليمن لخثعم وبجيلة فيه نصب تعبد يقال لها: الكعبة. للشيخين وأبي داود (1).
_________
(1) البخاري (4356)، ومسلم (2476) 137.(3/66)
6684 - أبو عثمان النهدي أرسله: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث عمرو بن العاص على جيش ذات السلاسل قال: فأتيته فقلت: أي الناس أحب إليك؟ قال: ((عائشة))، قلت: من الرجال؟ قال: ((أبوها)) قلت: ثم من؟ قال: ((عمر))، فعد رجالاً فسكت مخافة أن يجعلني في آخرهم. للشيخين. قلت: وأخرجه في الفضائل للشيخين والترمذي (1).
_________
(1) البخاري (3662)، ومسلم (2384)، والترمذي (3885).(3/66)
6685 - الشعبي: بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - جيش ذات السلاسل، واستعمل أبا عبيدة على المهاجرين، واستعمل عمرو بن العاص على الأعراب، فقال لهما: ((تطاوعا))، وكانوا يؤمرون أن يغيروا على بكر بن وائل، فانطلق عمرو فغار على قضاعة؛ لأن بكرا أخواله، فانطلق المغيرة بن شعبة إلى أبي عبيدة فقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - استعملك علينا، وإن ابن فلان قد اتبع أمر القوم وليس لك معه
[ص:67] أمر، فقال أبو عبيدة: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمرنا أن نتطاوع، فأنا أطيع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإن عصاه عمرو. لأحمد بإرسال (1).
_________
(1) أحمد 1/ 196، وقال الهيثمي 6/ 206: وهو مرسل ورجاله رجال الصحيح.(3/66)
6686 - البخاري: هي غزوة لخم وجذام وقيل: هي بلاد بلىِّ وعُذرة وبني القين (1).
_________
(1) البخاري بعد حديث (4357).(3/67)
6687 - أبو موسى: أرسلني أصحابي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - أسأله لهم الحملان إذ هم معه في جيش العسرة وهي غزوة تبوك فقلت: يا نبي الله إن أصحابي أرسلوني إليك؛ لتحملهم، فقال: ((والله لا أحملكم على شيء)) ووافقته وهو غضبان ولا أشعر، فرجعت حزينًا من منعه - صلى الله عليه وسلم -، ومن مخافة أن يكون قد وجد في نفسه عليّ، فرجعت إلى أصحابي فأخبرتهم الذي قال، فلم ألبث إلا سويعة إذ سمعت بلالاً ينادي: أين عبد الله بن قيس؟ فأجبته فقال: أجب النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلما أتيته قال: ((خذ هذين القرينين وهذين القرينين وهذين القرينين لستة أبعرة ابتاعهم حينئذ من سعد، فانطلق بهن إلى أصحابك فقل: إن الله، أو إن رسول الله يحملكم على هؤلاء فاركبوهن))، فانطلقت إلى أصحابي بهن، فقلت: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحملكم على هؤلاء فاركبوهن، ولكن والله لا أدعكم حتى ينطلق معي بعضكم إلى من سمع مقالة النبي - صلى الله عليه وسلم - حين سألته لكم ومنعه في أول مرة ثم إعطاؤه إياي بعد ذلك، لا تظنوا أني حدثتكم شيئًا لم يقله، فقالوا: والله إنك عندنا لمصدق، ولنفعلن ما أحببت، فانطلق أبو موسى بنفر منهم حتى أتوا الذين سمعوا قول النبي - صلى الله عليه وسلم - منعه إياهم ثم إعطاؤهم بعد فحدثوهم بما حدثهم أبو موسى. للشيخين (1).
_________
(1) البخاري (4415)، ومسلم (1649).(3/67)
6688 - واثلة: نادى النبي - صلى الله عليه وسلم - في غزوة تبوك فطفقت في المدينة أنادي: ألا من يحمل رجلاً له سهمه، فإذا شيخ من
[ص:68] الأنصار فقال: لنا سهمه على أن نحمله عقبة وطعامه معنا، فقلت: نعم، قال: ((فسر على بركة الله))، فخرجت مع خير صاحب، حتى أفاء الله علينا فأصابني قلائص فسقتهن حتى أتيته، فخرج فقعد على حقيبة من حقائب إبله ثم قال: ((سقهن مدبرات)) ثم قال: ((سقهن مقبلات))، فقال: ((ما أرى قلائصك إلا كرامًا)). قلت: إنما هي غنيمتك التي شرطت لك، قال: ((فخذ قلائصك يا ابن أخي فغير سهمك أردنا)). لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (2676)، وضعفه الألباني في ((ضعيف أبي داود)) (572).(3/67)
6689 - عمران بن حصين: أنه شهد عثمان أيام تبوك في جيش العسرة فأمر - صلى الله عليه وسلم - بالصدقة وكانت نصارى العرب كتبت إلى هرقل: إن هذا الرجل الذي ينتحل النبوة قد هلك وأصابتهم سنون فهلكت أموالهم، فإن كنت تريد دينك فالآن، فبعث رجلاً من عظمائهم في أربعين ألفًا فلما بلغ ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يدعو كل يوم على المنبر يقول: ((اللهم إن تهلك هذه العصابة، فلن تعبد في الأرض))، فلم يكن للناس قوةٌ، وكان عثمان قد جهز عيرًا إلى الشام يريد أن يمتار عليها، فقال: يا رسول الله، هذه مائتا بعير بأقتابها وأحلاسها، ومائتا أوقية، فحمد الله - صلى الله عليه وسلم - وكبر الناس وأتى عثمان بالإبل والصدقة بين يديه، فسمعته يقول: ((لا يضر عثمان ما عمل بعد هذا اليوم)). للكبير بضعف (1).
_________
(1) الطبراني 18/ 231 - 232، وقال الهيثمي 6/ 191: فيه الفضل بن العباس الأنصاري وهو ضعيف.(3/68)
6690 - ابن شهاب: غزا النبي - صلى الله عليه وسلم - غزوة تبوك وهو يريد الروم ونصارى العرب بالشام. لرزين.(3/68)
سرية بني الملوح وسرية زغبة السحيمي وغيرها(3/68)
6691 - جندب بن مكيث: بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - عبد الله بن غالب الليثي في سرية وكنت فيهم وأمرهم أن يشنوا الغارة على بني الملوح بالكديد، فخرجنا حتى إذا كنا بالكديد لقينا الحارث بن البرصاء الليثي فأخذناه فقال: إنما جئت أريد الإسلام وإنما خرجت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلنا: إن
[ص:69] تك مسلمًا لن يضرك رباطنا يومًا وليلة، وإن تك غير ذلك نستوثق منك فشددناه وثاقًا. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (2678)، وقال الألباني في ضعيف أبي داود (573): ضعيف.(3/68)
6692 - ولأحمد والكبير: أن جندبًا قال: بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - غالب بن أبجر الليثي فذكره. وزاد: ثم خلفنا عليه رجلاً أسود كان معنا، قلنا: امكث معه حتى نمر عليك، فإن نازعك فاحتز رأسه، ثم مضينا حتى أتينا الكديد فنزلنا بعد العصر فبعثني أصحابي ربيئة، فعمدت إلى تل يطلعني على الحاضر، فانبطحت عليه قبيل المغرب، فخرج رجل فرآني منبطحًا على التل، فقال لامرأته: والله لأرى على هذا التل سوادًا ما رأيته أول النهار، فانظري لا تكون كلاب جرت بعض أوعيتك، فنظرت فقالت: لا والله ما أفقد شيئًا، قال: فناوليني قوسًا وسهمين، فناولته فرماني بسهم فوضعه بجنبي، فنزعته ولم أتحرك، ثم رماني بآخر فوضعه برأس منكبي فنزعته ولم أتحرك، فقال لامرأته: والله لقد خالطه سهماي، ولو كان ربيئة لتحرك، فإذا أصبحت فابتغي سهمي لا تمضغهما الكلاب وأمهلناهم حتى راحت رائحتهم حتى إذا احتلبوا واطمأنوا وذهبت عتمة من الليل (شننا) (1) عليهم الغارة فقتلنا واستقنا النعم، وخرج صريخهم إلى قومهم وخرجنا سراعًا حتى نمر بابن البرصاء وصاحبه، فانطلقنا به وأتانا صريخ الناس بما لا قبل لنا به حتى إذا لم يكن بيننا وبينهم إلا بطن الوادي أقبل سيل حال بيننا وبنيهم بعثه الله من حيث شاء ما رأينا قبل
[ص:70] ذلك مطرًا ولا حالاً، فرأيناهم وقوفًا ينظرون إلينا لا يقدر أحد منهم أن يقدم (2)
_________
(1) في (أ): شنينا.
(2) أحمد 3/ 467 - 468، الطبراني 2/ 178 - 179 (1726)، وقال الهيثمي 6/ 202 - 203: ورجاله ثقات، فقد صرح ابن إسحاق بالسماع في رواية الطبراني.(3/69)
6693 - الشعبي عن زغبة السحيمي: قال: كتب إليه النبي - صلى الله عليه وسلم - في أديم أحمر، فأخذ كتاب النبي - صلى الله عليه وسلم - فرقع به دلوه فبعث - صلى الله عليه وسلم - سرية فلم يدعو له رائحة ولا سارحة ولا أهلاً ولا مالاً إلا أخذوه، وانفلت عريانًا على فرس ليس له قشرة حتى انتهى إلى ابنته وقد أسلمت وأسلم أهلها، فلما رأته ألقت عليه قالت: مالك؟ قال: كل الشر، فأخبرها، قال: أين بعلك؟ قالت: في الإبل، فأتاه قال: مالك؟ قال: كل الشر قد نزل به، ما ترك له رائحة ولا سارحة، ولا أهلاً ولا مالاً (1)، وأنا أريد أن آتى محمدًا أبادره قبل أن يقسم مالي وأهلي. قال: خذ راحلتي، قال: لا حاجة لي فيها، فأخذ قعود الراعي وخرج وعليه ثوب إذا غطى وجهه خرجت إسته، وإذا غطى إسته خرج وجهه، وهو يكره أن يعرف حتى أتى المدينة، فلما صلى النبي - صلى الله عليه وسلم - الفجر قال: يا رسول الله ابسط يدك أبايعك فبسطها، فلما أراد أن يضرب عليها قبضها - صلى الله عليه وسلم - فعله ثلاثًا، فلما كانت الثالثة قال: من أنت؟ قال: أنا زغبة السحيمي فتناول - صلى الله عليه وسلم - عضده ثم رفعه ثم قال: ((يا معشر المسلمين! هذا زغبة السحيمي الذي كتبت إليه كتابي فرقع به دلوه)) فأخذ يتضرع إليه، فقلت: يا رسول أهلي ومالي، قال: ((أما مالك فقد قسم، وأما أهلك فمن قدرت عليه منهم))، فإذا ابنه قد عرف الراحلة وهو قائم عندها، فرجع إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: هذا ابني،
[ص:71] فقال: ((يا بلال اخرج معه فاسأله: أبوك هذا؛ فإن قال: نعم، فادفعه إليه)) ورجع إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله ما رأيت أحدًا استعبر لصاحبه، قال: ((ذلك جفاء الأعراب)). لأحمد والكبير (2).
_________
(1) في الأصل: ولا أهل ولا مال.
(2) أحمد 5/ 285، والطبراني 5/ 78 - 79 (4635)، وقال الهيثمي 6/ 205 - 206، رجاله رجال الصحيح.(3/70)
6694 - وله من طريق غيره: قال له - صلى الله عليه وسلم -: ((أما ما أدركت من مالك بعينه قبل أن يقسم فأنت أحق به)) (1).
_________
(1) ((الكبير)) 5/ 79 (4636)،وقال الهيثمي في المجمع 6/ 206: رواه الطبراني وفيه الحجاج بن أرطاة وهو مدلس، وبقية رجاله رجال الصحيح إلا أنه من رواية ابن إسحق عن رعية وقد رواه قبل هذا عن أبى إسحق عن الشعبى وعن أبى إسحق عن أبى عمرو الشيباني والله أعلم.(3/71)
6695 - أسماء بنت يزيد: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث بعثًا إلى ضاحية مضر، فذكروا أنهم نزلوا في أرض صحراء فأصبحوا، فإذا هم برجل في قبة له بفنائه غنم، فقالوا له: أجزرنا، فأجزرهم شاة فطبخوها ثم أخرى فسمطوها، فلما أظهروا ولا ظل معهم في يوم صائف، وكانت غنمه في مظلة قالوا: نحن أحق بالظل من هذه الغنم فأخرجها لنستظل به. فقال: إنكم إن أخرجتموها تهلك وتطرح أولادها وإني قد آمنت بالله وبرسوله وقد صليت وزكيت، فأخرجوا غنمه، فلم يلبث إلا ساعة فطرحت أولادها فانطلق إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبره فغضب غضبًا شديدًا ثم قال: ((اجلس حتى يرجع القوم)) فلما رجعوا جمع بينهم وبينه فتواتروا على كذب، فَسُري عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلما رأى الأعرابي ذلك قال: أما والله، إن الله ليعلم إني صادق وإنهم لكاذبون، ولعل الله يخبرك ذلك يا نبي الله، فوقع في نفس النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه صادق، فدعاهم رجلاً رجلاً يناشد كل رجل منهم بنشدة، فلم ينشد رجلاً منهم إلا قال: كما قال الأعرابي، فقام النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((ما يحملكم على أن تتابعوا في الكذب كما يتتابع الفراش في النار)). للكبير بلين (1).
_________
(1) ((الكبير)) 24/ 164 - 165، وقال الهيثمي 6/ 208 - 209: وفيه شهر بن حوشب، وقد وثق، وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات.(3/71)
6696 - ابن عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث سرية فغنموا، وفيهم رجل قال لهم إني: لست منهم، عشقت منهم امرأة فلحقتها فدعوني أنظر إليها ثم اصنعوا بي ما بدا لكم، فأتى امرأة طويلة أدماء فقال لها: اسلمي حبيش قبل نفاذ العيش.
أرأيتك لو تبعتكم فلحقتكم ... بحيلة أو أدركتكم بالخوانق
أما كان حقًا أن ينول عاشق ... تكلف إدلاج السرى والودائق
قالت: نعم، فديتك، فقدموه فضربوا عنقه، فجاءت المرأة فوقعت عليه فشهقت شهقة أو شهقتين ثم ماتت، فلما قدموا على النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبروه الخبر، فقال: ((أما كان فيكم رجل رحيم)). للكبير والأوسط (1).
_________
(1) ((الكبير)) 11/ 369 - 370 (12037)، و ((الأوسط)) 2/ 196 (1697)، وقال الهيثمي 6/ 309 - 310: إسناده حسن. وضعفه الألباني في الضعيفة (2594).(3/72)
6697 - عصام المزني: كان - صلى الله عليه وسلم - إذا بعث جيشًا أو سرية يقول لهم: ((إذا رأيتم مسجدًا أو سمعتم مؤذنًا فلا تقلتوا أحدًا))، فبعثنا في سرية وأمرنا بذلك، فخرجنا نسير في أرض تهامة، فأدركنا رجلاً يسوق ظعائن، فعرضنا عليه الإسلام، فقلنا: أمسلم أنت؟ قال: وما الإسلام؟ فأخبرناه فإذا هو لا يعرفه، قال: فإن لم أفعل فماذا أنتم صانعون؟ قلنا: نقتلك. فقال: فهل أنتم منظري حتى أدرك الظعائن؟ فقلنا: نعم. ونحن مدركوه، فخرج فإذا امرأة في هودجها فقال: أسلمي حبيش قبل انقطاع العيش. فقالت: أسلم عشرًا وتسعًا تترًا ثم قال:
أرأيتك إذ طاليتكم فوجدتكم ... بحلية أو أدركتكم بالخوانق
ألم يك حقًا أن ينول عاشق ... تكلف إدلاج السرى والودائق
فلا ذنب لي قد قلت إذ أهلنا معي أثيي بود قبل أن تشحط النوي ... أثيي بود قبل إحدى الصفائق
ج ... وينأى الأمير بالحبيب المفارق
ثم أتانا فقال: شأنكم، فقدمناه فضربنا عنقه، ونزلت الأخرى من هودجها فحنت عليه حتى ماتت. للكبير والبزار (1).
_________
(1) ((الكبير)) 17/ 177 - 178، والبزار كما في ((كشف الأستار)) (1731)، وقال الهيثمي 6/ 210: إسنادهما حسن.(3/72)
قتال أهل الردة(3/73)
6698 - الشعبي: لما قبض النبي - صلى الله عليه وسلم - وارتد من ارتد من الناس، فقال قوم: نصلي ولا نعطي الزكاة. فقال الناس لأبي بكر: اقبل منهم. فقال: لو منعوني عناقًا لقاتلتهم. فبعث خالد بن الوليد، وقدم عدي بن حاتم بألف من طي حتى أتى اليمامة فكانت بنو عامر قد قتلوا عمال النبي - صلى الله عليه وسلم - وأحرقوهم بالنار، فكتب أبو بكر إلى خالد أن اقتل بني عامر وأحرقهم بالنار، ففعل ثم مضى حتى انتهى إلى الماء خرجوا إليه فقالوا: الله أكبر الله أكبر، نشهد أن لا إله إلا الله ونشهد أن محمدًا رسول الله، فإذا سمع ذلك كف عنهم، فأمره أبو بكر أن يسير حتى ينزل الحيرة ثم يمضي إلى الشام، فلما نزل الحيرة كتب إلى أهل فارس ثم أغار عليهم حتى انتهى إلى سوراء فقتل وسبى، ثم أغار على عين التمر فقتل وسبى، ثم مضى إلى الشام، والذي كتبه بسم الله الرحمن الرحيم من خالد بن الوليد إلى مرازبة فارس: السلام على من اتبع الهدى، فإني أحمد الله الذي لا إله إلا هو الذي فرق جماعتكم ووهن بأسكم وسلب ملككم، فإذا جاءكم كتابي هذا فاعقدوا مني الذمة وأدوا إلي الجزية، وابعثوا إلي بالرهن، وإلا فوالذي لا إله إلا هو لألقاكم بقوم يحبون الموت كحبكم الحياة. للموصلي بلين (1).
_________
(1) أبو يعلى 13/ 146 - 147 (7190)، وقال الهيثمي 6/ 220: فيه مجالد وهو ضعيف وقد وثق.(3/73)
6699 - ابن إسحاق: لما فرغ خالد بن الوليد من اليمامة بعث العلاء ابن الحضرمي إلى البحرين، وكان العلاء هو الذي بعثه النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى المنذر بن ساوى العبدي فأسلم المنذر، فأقام العلاء بها أميرًا للنبي - صلى الله عليه وسلم -، وارتدت ربيعة بالبحرين فيمن ارتد من العرب، إلا الجارود بن عمرو، فإنه ثبت على الإسلام ومن تبعه من قومه، واجتمعت ربيعة بالبحرين وارتدت وقالوا نرد المُلك في آل المنذر، فكلموا المنذر ابن النعمان بن المنذر، وكان يسمى الغرور، وكان يقول بعد حين أسلم وأسلم الناس وعليهم السيف: لست بالغرور، ولكني المغرور، فلما
[ص:74] اجتمعت ربيعة البحرين ساروا إلى المسلمين فحصروهم بجواثا حتى كاد المسلمون أن يهلكوا من الجهد، فقال عبد الله بن حذف العامري في ذلك:
ألا أبلغ أبا بكر رسولا ... وفتيان المدينة أجمعينا
فهل لك في شباب منك أمسوا ... جميعا في جواثا محصرينا
توكلنا على الرحمن إنا ... وجدنا النصر للمتوكلينا
فيأتيهم العلاء فيمن معه من المسلمين من العرب والعجم فقتلوهم قتلا شديدًا، وانهزموا. للكبير مطولاً (1).
_________
(1) الطبراني 18/ 93 - 95، وقال الهيثمي 6/ 220 - 221: رجاله ثقات إلى ابن إسحاق.(3/73)
6700 - خزيم بن أوس رفعه: ((هذه الحيرة البيضاء قد رفعت إلىّ، وهذه الشيماء بنت نفيلة على بغلة شهباء معتجرة بخمار أسود))، قلت: يا رسول الله، إن دخلنا الحيرة ووجدتها على هذه الصفة فهي لي، قال: هي لك، ثم ارتدت العرب فكنا نقاتل قيسًا على الإسلام ومنهم عيينة بن حصن، ونقاتل طلحة بن خويلد القعيسي، ثم سار خالد بن الوليد إلى مسيلمة فسرنا معه، فلما فرغنا أقبلنا إلى ناحية البصرة فلقينا هرمز في جمع عظيم، ولم يكن أحد أعدى للعرب من هرمز، وبه يضرب المثل: أكفر من هرمز، فبرز له خالد بن الوليد فقتله خالد، فتنفل سلبه، وبلغت قلنسوته مائة ألف درهم، ثم سرنا حتى دخلنا الحيرة، فكان أول من تلقانا فيها: الشيماء بنت نفيلة على بغلة شهباء بخمار أسود، فقلت: هذه وهبها لي النبي - صلى الله عليه وسلم -، فدعاني خالد عليها البينة، فأتيته بها، فسلمها إلى ونزل إلينا أخوها عبد المسيح وقال لي بعنيها، فقلت: لا أنقصها والله من عشر مائة شيئًا، فدفع إلي ألف درهم، فقيل لي: لو قلت مائة ألف دفعها إليك. (فقلت: لا أحسب أن مالا أكثر من عشر مائة. للكبير مطولاً) (1) (2).
_________
(1) من (ب).
(2) الطبراني 4/ 213 - 214 (4168)، وقال الهيثمي 6/ 222 - 223، فيه جماعة لم أعرفهم.(3/74)
كتاب التفسير(3/75)
6701 - جندب: رفعهُ: ((من قال في كتاب الله تعالى فأصاب فقد أخطأ)). للترمذي وأبي داود زاد رزين: ((ومن قال برأيه فأخطأ فقد كفرَ)) (1).
_________
(1) أبو داود (3652)، والترمذي (2952)، وقال: حديث غريب. وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (789).(3/75)
6702 - ابن عباسٍ: رفعهُ: ((من قال في القرآن بغير علم، وفي رواية برأيهِ، فليتبوأ مقعده من النار)). للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (2950)،أحمد 1/ 233،وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (569).(3/75)
6703 - عائشة: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كان لا يفسرُ شيئًا من القرآن برأيه إلا آيًا تعدُّ، علمهنَّ إياه جبريلُ. للموصلى والبزار برجل لم يسم (1).
_________
(1) البزار كما في ((كشف الأستار)) (2185)، وأبو يعلى 8/ 23 (4528)، وقال الهيثمي 6/ 303: فيه راوٍ لم يتحرر اسمه عند واحد منهما، وبقية رجاله رجال الصحيح.(3/75)
فضل القرآن وفضل سور وآيات مخصوصة(3/75)
6704 - الحارث الأعور: مررتُ في المسجد فإذا الناسُ يخوضون في الأحاديث، فدخلتُ على عليٍّ فأخبرتهُ، فقال: أو قد فعلوها؟
قلت: نعم، قال: أما إني سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((ألا إنها ستكون فتنة، قلتُ: فما المخرجُ منها يا رسول الله؟
قال: كتابُ الله فيه نبأ ما قبلكم، وخبرُ ما بعدكم، وحكمُ ما بينكم، هو الفصل ليس بالهزل، من تركهُ من جبارٍ قصمهُ الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضلهُ الله، وهو حبلُ الله المتينُ، وهو الذكرُ الحكيمُ، وهو الصراطُ المستقيمُ، وهو الذي لا تزيغُ به الأهواءُ، ولا تلتبس به الألسنةُ، ولا تشبعُ منه العلماءُ، ولا يخلقُ على كثرة الردّ، ولا تنقضي عجائبه، وهو الذي لم تنته الجنُّ إذ سمعته حتى قالوا: {إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ} [الجن: 2] من قال به صدق، ومن عمل به أجر، ومن حكم به عدل، ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيمٍ، خذها إليك يا أعورُ)) (1). للترمذي.
_________
(1) الترمذي (2906)، وقال: حديث غريب، والدارمي (3331)،وأحمد 1/ 19،وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (554).(3/75)
6705 - أبو هريرة: رفعه: ((ما اجتمع قومٌ في بيتٍ من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينةُ وغشيتهم الرحمةُ، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده)) (1). لأبي داود.
_________
(1) أبو داود (1455)، وأصله في مسلم (2699).(3/76)
6706 - وعنه: رفعه: ((أيحبُ أحدكم إذا رجع إلى أهله أن يجد ثلاث خلفات عظامٍ سمانٍ؟))
قلت: نعم، قال: ((فثلاثُ آياتٍ يقرأ بهنَّ أحدكم في صلاةٍ، خيرٌ له من ثلاث خلفات عظام سمانٍ)). لمسلم (1).
_________
(1) مسلم (802).(3/76)
6707 - عقبة بن عامر: رفعه: ((أيكم يحبُّ أن يغدو كل يومٍ إلى بطحان أو إلى العقيق فيأتي منه بناقتين كوماوين في غير إثمٍ ولا قطيعة رحمٍ؟))
فقلنا: يا رسول الله نحبُّ ذاك، قال: ((أفلا يغدو أحدكم إلى المسجدِ فيعلم أو يقرأ آيتين من كتاب الله خيرٌ له من ناقتين، وثلاثٌ خير له من ثلاثٍ، وأربعٌ خير له من أربعٍ، ومن أعدادهنَّ من الإبل)) (1). لأبي داود ومسلم بلفظه.
_________
(1) مسلم (803)، أبو داود (1456).(3/76)
6708 - ابن مسعود: رفعه: ((من قرأ حرفًا من كتاب الله فله به حسنةٌ والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول الم حرف، ولكن ألفٌ حرف، ولامٌ حرفٌ، وميمٌ حرف)) (1).
_________
(1) الترمذي (2910). وقال: حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (2327).(3/76)
6709 - أبو أمامة: ((ما أذن الله لعبدٍ في شيءٍ أفضل من ركعتين يصليهما، وإنَّ البرَّ ليذرُ على رأس العبد ما دام في مصلاهُ وما تقرب العبادُ إلى الله بمثل ما خرج منه)) قال أبو النصر: يعني القرآن، منه بدأ الأمر به، وإليه يعودُ الحكمُ فيه (1).
_________
(1) الترمذي (2911) وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وبكر بن خنيس قد تكلم فيه ابن المبارك وتركه آخر أمره، وقال الألباني: ضعيف. ((ضعيف الترمذي)) (555).(3/76)
6710 - ابن عباس: قال رجلٌ: يا رسول الله! أيُّ العمل أحبُّ إلى الله؟
قال: ((الحالُّ المرتحلُ))، قال: وما الحال المرتحل؟
قال: ((الذي يضرب من أولِ القرآنِ إلى آخرهِ كلما حلَّ ارتحل)) (1).
_________
(1) الترمذي (2948)، وقال: حديث غريب لا نعرفه من حديث ابن عباس إلا من هذا الوجه، وإسناده ليس بالقوي، والدارمي (3476). وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (568).(3/77)
6711 - أبو سعيد: رفعه: يقولُ الربُّ تعالى: ((من شغله قراءةُ القرآن عن مسألتي، أعطيتُهُ أفضل ما أعطي السائلين)). هي للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (2926)، وقال: حديث حسن غريب، والدارمي (3356). وقال الألباني: ضعيف. ((ضعيف الترمذي)) (562).(3/77)
6712 - عقبة بن عامر: رفعه: ((الجاهر بالقرآن كالجاهر بالصدقةِ، والمسرُّ بالقرآن كالمسرِّ بالصدقة)). لأصحاب السنن قال الترمذي معناه: ((إنَّ الذي يسرُّ بقراءة القرآنِ، أفضلُ من الذي يجهرُ، لأنَّ الصدقة السرَّ أفضلُ عند أهل العلم للأمن من العجب)) (1).
_________
(1) أبو داود (1333)، والترمذي (2919)، والنسائي 5/ 80، قال الترمذي: حديث حسن غريب. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (2331).(3/77)
6713 - سهل بن معاذ الجهنى: عن أبيه رفعه: ((من قرأ القرآن وعمل به ألبس والداه تاجًا يوم القيامة، ضوؤه أحسنُ من ضوء الشمس في بيوت الدنيا لو كانت فيكم، فما ظنكم بالذي عمل بهذا)). لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (1453)، وقال المنذري 2/ 133: سهل بن معاذ الجهني، ورواه عنه زبان بن فائد، وهو ضعيف أيضا. وقال الألباني: ضعيف. ((ضعيف أبي داود)) (315).(3/77)
6714 - على: رفعه: ((من قرأ القرآن فاستظهره، فأحلَّ حلاله وحرم حرامهُ، أدخله الله به الجنة، وشفعهُ في عشرةٍ من أهل بيته كلهم قد وجبت له النارُ)). للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (2905)، وابن ماجة (216). قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه وليس إسناده بصحيح، وحفص بن سليمان بزاز كوفي يضعف في الحديث، وقال الألباني: في ((ضعيف الترمذي)) (553): ضعيف جدا.(3/77)
6715 - أبو هريرة: رفعه: ((يجيءُ القرآن يوم القيامة فيقولُ: يا ربِّ حَلِّه فيلبس تاج الكرامةِ، ثم يقول: يا ربِّ زده، فيلبسه حلة الكرامة، ثم يقولُ: يا ربِّ ارض عنه فيرضى عنه، فيقال: اقرأ وارق ويزداد بكل آيةٍ حسنةً)). من الترمذي وصحح وقفه (1).
_________
(1) الترمذي (2915)، وقال: حديث حسن صحيح، والدارمي (3311). وقال الألباني: في ((صحيح الترمذي)) (2328): حسن.(3/77)
6716 - ابن عمرو بن العاص: ((يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتلُ في دار الدنيا، فإنَّ منزلتك عند آخر آيةٍ تقرأ بها)). للترمذي وأبى داود (1).
_________
(1) الترمذي (2914)، وقال: حديث حسن صحيح، وأبو داود (1464). وقال الألباني في صحيح الترمذي (2329): حسن صحيح.(3/78)
6717 - عائشة: رفعته: ((الماهرُ بالقرآنِ مع السفرةِ الكرام البررةِ، والذي يقرأُ القرآن، ويتتعتعُ فيه وهو عليه شاقٌ له أجران)). للترمذي وأبي داود والشيخين بلفظهما (1).
_________
(1) البخاري (4937)، ومسلم (798).(3/78)
6718 - أنس: رفعه: ((مثلُ المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة ريحها طيبٌ وطعمها طيب، ومثلُ المؤمن الذي لا يقرأ القرآن مثل التمرة طعمها طيبٌ ولا ريح لها، ومثل الفاجر الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة ريحها طيبٌ وطعمها مرٌّ، ومثلُ الفاجرِ الذي لا يقرأُ القرآن كمثل الحنظلة طعمها مرٌّ ولا ريح لها، ومثلُ جليس الصالحِ كمثلِ صاحب المسكِ إن لم يصبكَ منه شيءٌ أصابك من ريحه، ومثلُ جليس السوء كمثل صاحب الكير إن لم يصبك من سواده أصابك من دخانه)). لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (4829). قال الألباني في ((صحيح الجامع الصغير)) (5839): صحيح. وأصله في الصحيحين من حديث أنس عن أبي موسى رضي الله عنهما.(3/78)
6719 - عامر بن واثلة: أن نافع بن عبد الحارث لقى عمر بعسفان وكان عمر استعمله على مكة، فقال: من استعملت على أهل الوادي؟
قال: ابن أبزى، قال: ومن ابنُ أبزى؟
قال: مولى من موالينا، قال: فاستخلفت عليهم مولى، قال: إنه قارئٌ لكتاب الله تعالى وعالم بالفرائضِ، قال عمرُ: أما إنَّ نبيكم - صلى الله عليه وسلم - قد قال: ((إنَّ الله يرفعُ بهذا الكتابِ أقوامًا ويضعُ به آخرين)). لمسلم (1).
_________
(1) مسلم (817).(3/78)
6720 - عثمان: رفعه: ((خيركم من تعلم القرآن وعلمه)). للبخاري وأبي داود والترمذي (1).
_________
(1) البخاري (5027).(3/78)
6721 - ابن عباس: رفعه: ((إنَّ الذي ليس في جوفه شيءٌ من القرآنِ كالبيت الخرب)). للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (2913)، وقال: حسن صحيح، والدارمي (3306)،وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (557).(3/79)
6722 - سعد بن عبادة: رفعه: ((ما من امرئ يقرأ القرآن ثم ينساه، إلا لقى الله يوم القيامة أجذم)) لأبي داود، زاد رزين: ((واقرءوا إن شئتم {قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى} [طه:125: 126] (1).
_________
(1) أبو داود (1474)،والدارمي (3340) وقال المنذري 2/ 139: في إسناده يزيد بن أبي زياد الهاشمي، مولاهم الكوفي، ولا يحتج بحديثه. وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (317).(3/79)
6723 - عمران بن حصين: رفعه: ((من قرأ القرآن فليسأل الله به، فإنه سيجيء أقوامٌ يقرءون القرآن ويسألون به الناس)) (1).
_________
(1) الترمذي (2917)، وقال: حديث ليس إسناده بذاك، وقال الألباني: حسن. ((صحيح الترمذي)) (2330).(3/79)
6724 - صهيب: رفعه: ((ما آمن بالقرآن من استحلَّ محارمهُ)) (1). هما للترمذي.
_________
(1) الترمذي (2918)، وقال: إسناده ليس بالقوي، وقد خولف وكيع في روايته، وقال الألباني: ضعيف. ((ضعيف الترمذي)) (559).(3/79)
6725 - ابن عمر: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - نهى أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدوِّ. للشيخين وأبى داود والموطأ وقال: إنما ذلك مخافة أن يناله العدوُّ، وقال أيوبُ فقد ناله العدوُّ وخاصموكم بهِ (1).
_________
(1) البخاري (2990)، ومسلم (1869).(3/79)
6726 - عقبة بن عامر: رفعه: ((لو أنَّ القرآن جعل في إهابٍ ثم ألقي في النارِ ما احترق)). لأحمد، والموصليِّ، والكبير، وفسر بأنَّ من جمع القرآن ثم دخل النار فهو شرٌّ من الخنزيرِ (1).
_________
(1) أحمد 4/ 151، وأبو يعلى 3/ 284 - 285 (1745)، والطبراني 17/ 308، وقال الهيثمي 7/ 158، وفيه: ابن لهيعة، وفيه خلاف.(3/79)
6727 - أبو هريرة: رفعه: ((القرآنُ غنى لا فقر بعدهُ، ولا غنى دونه)) (1). للكبير بضعف.
_________
(1) الطبراني 1/ 255، وقال الهيثمي 7/ 158: وفيه: يزيد الرقاشي، وهو ضعيف. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4134).(3/79)
6728 - ابن عمرو: رفعه: ((يؤتى برجلٍ يوم القيامة ويمثلُ له القرآنُ، قد كان يضيعُ فرائضه ويتعدى حدوده ويخالف طاعته ويرتكبُ معصيتهُ، فيقول: أي رب، حملت آياتي بئس حاملٌ، تعدى حدودي وضيَّع فرائضي وترك طاعتي وركب معصيتي. فما يزالُ عليه بالحجج حتى يقال: فشأنك بهِ. فيأخذ بيده فما يفارقهُ حتى يكبَّه على منخره في النارِ، ويؤتى بالرجل قد كان يحفظُ حدوده ويعملُ بفرائضهِ ويعملُ بطاعته ويجتنبُ معصيتهُ فيصيرُ خصمًا دونه، فيقول: أي رب، حملت آياتي خير حاملٍ، اتقى حدودي وعمل بفرائضي واتَّبع طاعتي واجتنب معصيتي. فلا يزالُ له بالحجج حتى يقال: فشأنك بهِ، فيأخذ بيده فما يزالُ به حتى يكسوه حلة الإستبرق ويضع عليه تاج الملك ويسقيهُ بكأس الملك)). للبزار بلين (1).
_________
(1) البزار كما في ((كشف الأستار)) (2337)، وقال الهيثمي 7/ 161: ابن إسحاق، وهو ثقة، ولكنه مدلس، وبقية رجاله ثقات. وضعفه الألباني في تعليقه على كتاب "اقتضاء العلم العمل" ص 74.(3/80)
6729 - أبو هريرة: رفعه: ((من استمع إلى آيةٍ من كتابِ الله كتبت له حسنةٌ مضاعفةٌ، ومن تلاها كانت له نورًا يوم القيامة)). لأحمد بلينِ (1).
_________
(1) أحمد 2/ 341، وقال الهيثمي 7/ 162: وفيه عبادة بن ميسرة، ضعفه أحمد وغيره، وضعفه ابن معين في رواية، وضعفه في أخرى، ووثقه ابن حبان. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5408).(3/80)
6730 - عمر: رفعه: ((القرآنُ ألف ألف حرفٍ وسبعة وعشرون ألف حرفٍ، فمن قرأهُ صابرًا محتسبًا كان له بكل حرفٍ زوجةٌ من الحورِ العين)) (1). للأوسط بشيخه محمدٍ بن عبيدٍ بن آدم ذكره الذهبيُّ في الميزان بهذا الحديث، ولم أجد لغيره فيه كلامًا.
_________
(1) ((الأوسط)) 6/ 361 (6616)، وقال الهيثمي 7/ 163: رواه الطبراني في ((الأوسط))، عن شيخه محمد بن عبيد بن آدم بن أبي إياس، ذكره الذهبي في الميزان لهذا الحديث، ولم أجد لغيره في ذلك كلاما، وبقية رجاله ثقات. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4133).(3/80)
6731 - أسيد بن حضير: بينما هو يقرأ من الليل سورة البقرة وفرسُه مربوطةٌ (عنده) (1)، إذ جالت الفرس، فسكت فسكنت، فقرأ فجالت، فسكت فسكنت، ثم قرأ فجالت، فانصرف، وكان ابنه يحيى قريبًا منها فأشفق أن تصيبهُ، ولما أخرهُ رفع رأسه إلى السماءِ فإذا مثل الظلة فيها أمثالُ المصابيح، فلما أصبح حدث النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((اقرأ يا ابن حضيرٍ))، قال: أشفقتُ يا رسول الله أن تطأ يحيى وكان منها قريبًا، فانصرفتُ إليه ورفعتُ رأسي إلى السماءِ فإذا
[ص:81] مثلُ الظلةِ فيها أمثالُ المصابيح، فخرجت حتى لا أراها، قال: ((وتدري ما ذاك؟)) قال: لا والله، قال: ((تلك الملائكةُ دنت لصوتك، ولو قرأت لأصبحت ينظرُ الناسُ إليها لا تتوارى منهم)). للبخاري (2).
_________
(1) في (ب): عند، والصواب ما أثبتناه من البخاري.
(2) البخاري معلقا بعد حديث (5018).(3/80)
6732 - ولمسلم: أنَّ أسيد بن حضيرٍ بينما هو يقرأ في مربدهِ إذ جالت فرسهُ بنحوه، بلا قيد القراءة بسورة البقرة (1).
_________
(1) مسلم (796).(3/81)
6733 - أبو سعيد بن المعلا: كنتُ أصلي في المسجد فدعاني النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - فلم أجبهُ، ثم أتيتهُ فقلت: يا رسول الله إني كنتُ أصلي فقال: ((ألم يقل الله تعالى {اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم})) [الأنفال: 24]، ثم قال لي: ((لأعلمنك سورةً هي أعظم السور في القرآن قبل أن تخرج من المسجد))، ثمَّ أخذ بيدي فلما أراد أن يخرج قلتُ: ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن؟
قال: ((الحمد لله رب العالمين هي السبعُ المثاني والقرآنُ العظيمُ الذي أوتيته)).للبخاري وأبى داود والنسائي (1).
_________
(1) البخاري (4474).(3/81)
6734 - وعنهُ: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - نادى أبىَّ بن كعبٍ وهو يًصلِّى، فلمَّا فرغ من صلاته لحقهُ، قال أبىُّ: فوضع يدهُ على يدي فقال: ((إنِّي لأرجو أن لا نخرج من المسجدِ حتَّى تعلمَ سورةً ما أنزل في التوراةِ ولا في الإِنجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان مثلها))، بنحوه. لمالك (1).
_________
(1) مالك 1/ 92.(3/81)
6735 - أبو هريرة: رفعه: (({الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}، أمُّ القرآن وأمُّ الكتابِ والسبع المثاني)). لأبي داود والترمذي (1).
_________
(1) أبو داود (1457)، والترمذي (3124).(3/81)
6736 - ابن عباس: بينما جبريلُ عليه السلامُ قاعدٌ عند النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - سمع نقيضًا من فوقه، فرفع رأسه فقال: ((هذا باب من السَّماء فتح قط اليوم، لم يُفتح إلا اليوم،
[ص:82] فنزل منه ملكٌ))، فقال: ((هذا ملكٌ نزل إلى الأرضِ لم ينزل قطُ إلا اليومَ، فسلَّم وقال: أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبيٌ قبلك: فاتحةُ الكتاب وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرفٍ منها إلا أعطيتهُ)) (1). لمسلم والنسائي.
_________
(1) مسلم (806)، النسائي 2/ 138.(3/81)
6737 - أبو أمامة الباهلي: رفعه: ((اقرءوا القرآن فإنَّه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه، اقرءوا الزهراوين البقرة وآل عمران فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنَّهما غمامتان أو كأنهما فرقانٌ من طيرٍ صوافٍ يحاجان عن صاحبهما، اقرءوا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرةٌ ولا تستطيعها البطلة))، قال معاوية بن سلام: بلغني أن البطلة السحرة (1).
_________
(1) مسلم (804).(3/82)
6738 - زاد في رواية: ((ما من عبد يقرأ بها في ركعة قبل أن يسجد ثم سأل الله شيئًا إلا أعطاه إن كادت لتحصى الدين كله)). لمسلم (1).
_________
(1) مسلم (804).(3/82)
6739 - أبو هريرة: بعث النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بعثًا وهم ذوو عددٍ فاستقرأهم فقرأ كل رجلٍ ما معه من القرآن، فأتى على رجل من أحدثهم سنًا فقال: ((ما معك أنت يا فلان؟))
قال: معي كذا وكذا وسورة البقرة، قال: ((أمعك سورةُ البقرة؟))
قال: نعمْ، قال: ((اذهب فأنت أميرهم، فإنَّها إن كادت لتُحصى الدين كله))، فقال رجلٌ من أشرافهم: والله ما منعني يا رسُول الله أن أتعلَّمها إلا خشية أن لا أقوم بما فيها، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((تعلمُوا القرآن واقرءوهُ وقومُوا به، فإن مثل القرآن لمن تعلَّمه فقرأه وقام به كمثلِ جرابٍ محشوٍ مسكًا يفوحُ بريحه كلَّ مكانٍ، ومثل من تعلَّمهُ ويرقدُ وهو في جوفه كمثلٍ جرابٍ أوكى على مسكٍ)). للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (2876). قال الألباني في ضعيف الترمذي (541): ضعيف.(3/82)
6740 - أبو هريرة: رفعه: ((لا تجعلُوا بيوتكم مقابر إنَّ الشيطان يفرُّ من البيت الذي تقرأُ فيه سورةُ البقرة)). لمسلم والترمذي (1).
_________
(1) مسلم (780)، الترمذي (2877).(3/82)
6741 - أبي مسعود: رفعه: ((من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلةٍ كفتاهُ)). للشيخين وأبي داود والترمذي (1).
_________
(1) البخاري (5051)، ومسلم (807).(3/83)
6742 - أبو هريرة: رفعه: ((لكل شيءٍ سنامُ، وإنَّ سنام القرآن سورة البقرة، وفيها آيةٌ هي سيدة آي القرآن آية الكرسي)). للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (2878). وقال: حديث غريب. وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (539).(3/83)
6743 - أبىُّ بن كعبٍ: رفعه: ((يا أبا المنذر، أتدرى أيُّ آيةٍ من كتابِ الله معك أعظمُ؟))
قلتُ: الله لا إله إلا هو الحيُّ القيومُ، فضرب في صدري وقال: ((ليهنك العلمُ يا أبا المنذرِ)). لمسلم وأبى داود (1).
_________
(1) مسلم (810).(3/83)
6744 - أبو هريرة: وكَّلني النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بحفظ زكاة رمضان، فأتاني آتٍ فجعل يحثوُ من الطعام، فأخذتُهُ فقلتُ: لأرفعنَّك إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: إنَّى محتاجٌ وعلىَّ عيالٌ وبي حاجةٌ شديدةٌ، فخليتُ عنهُ، فأصبحت فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: ((يا أبا هريرة ما فعلَ أسيرك البارحة؟))
قلتُ: يا رسول الله شكى حاجةً شديدةً وعيالاً فرحمتهُ فخليتُ سبيلهُ، قال: ((أمَّا إنَّه قد كذبك وسيعود))، فعرفت أنه سيعودُ لقوله - صلى الله عليه وسلم -، فرصدته فجاء يحثو من الطعام فأخذتُهُ فقلتُ: لأرفعنَّك إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال: دعني فإنِّي محتاجٌ وعلى عيالٌ لا أعودُ، فرحمته فخليتُ سبيله، فأصبحتُ فقال لي - صلى الله عليه وسلم -: ((يا أبا هريرة ما فعل أسيرُك؟))
قلتُ: يا رسول الله شكى حاجةً وعيالاً فرحمتُه فخليتُ سبيله، قال: أمَّا إنَّهُ قد كذبك وسيعودُ، فرصدتُه الثالثة فجاء يحثوُ من الطعام، فأخذته فقلتُ: لأرفعنَّك إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وهذا آخرُ الثلاثِ مراتٍ، إنَّك تزعمُ أن لا تعود ثمَّ تعودُ، فقال:
[ص:84] دعني فإنِّي أعلمُك كلماتٍ ينفعك الله بها، قلت ما هنَّ؟
قال: إذا أويت إلى فراشكَ فاقرأ آية الكرسي {الله لا إِلَهَ إِلَّا هُو} [البقرة: 255] حتى تختم الآية، إنَّه لن يزال عليك من الله حافظٌ ولا يقربُك شيطانٌ حتى تصبح، فخليتُ سبيله، فأصبحتُ فقال لي - صلى الله عليه وسلم -: ((ما فعل أسيرك البارحة؟))
قلتُ يا رسول زعم أنه يعلمني كلماتٍ ينفعني الله بها فخليتُ سبيله، قال: ((ما هي؟))
قلتُ: قال لي: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسيِّ من أوَّلها حتى تختم الآية {الله لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [البقرة: 255] وقال لي: لن يزال عليك من الله حافظٌ ولنْ يقربك شيطانٌ حتى تصبح، وكانوا أحرص شيءٍ على الخير، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((أمَّا إنَّهُ قد صدقك وهو كذوبٌ، تعلمُ من تخاطبُ منذُ ثلاثٍ يا أبا هريرة؟))
قلتُ: لا، قال: ((ذاك شيطانٌ)). للبخاري (1).
_________
(1) البخاري تعليقًا بعد حديث (2311).(3/83)
6745 - أبو أيوب: أنَّهُ كانت له سهوةٌ فيها تمرٌ، وكانت تجيءُ الغُولُ فتأخذ منه، فشكى ذلك إلى النَّبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: ((اذهب فإذا رأيتها فقل: بسم الله أجيبي رسول الله، فأخذها فحلفت أن لا تعود)) بمثل قصة أبي هريرة. للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (2880)، وحسنه، وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (2302).(3/84)
6746 - أبو الدَّرداء: رفعه: ((من حفظ عشر آياتٍ من أولِ سورةِِ الكهف عُصِمَ من فتنة الدَّجال)) (1).
_________
(1) مسلم (809).(3/84)
6747 - وفي رواية: ((من آخر الكهف)). لمسلم وأبى داود (1).
_________
(1) مسلم (809)، أبو داود (4323).(3/84)
6748 - وللترمذي: ((ثلاثُ آياتٍ من أول الكهف)) (1).
_________
(1) الترمذي (2886)، وقال: حسن صحيح. وقال الألباني في صحيح الترمذي (2314): صحيح بلفظ "عشر آيات".(3/84)
6749 - البَراء: كان رجلٌ يقرأُ سورة الكهف وعندهُ فرسٌ مربوطة بشطنين فتغشَّتْهُ سحابةٌ فجعلتْ تدنوُ، وجعل فرسهُ ينفرُ منها، فلمَّا أصبح أتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فذكر له ذلك، فقال: ((تلك السكينة تنزَّلت للقرآن)). للشيخين، والترمذي (1).
_________
(1) البخاري (4839)، ومسلم (795).(3/84)
6750 - أنس: رفعه: ((لكل شيءٍ قلبٌ وقلبُ القرآنِ يس، ومن قرأها كتب له بقراءتها قراءة القرآن عشر مراتٍ دون يس)). للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (2887)، وقال: حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث حميد بن عبد الرحمن. وهارون أبو محمد شيخ مجهول. قال الألباني في ((ضعيف الترمذي)) (543): موضوع.(3/85)
6751 - عطاءُ بن أبى رباحٍ: بلغني أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((من قرأ يس في صدرِ النَّهار قُضيت حوائجُهُ)). للدارمي بإرسال (1).
_________
(1) الدارمي (3418).(3/85)
6752 - أبو هريرة: ((من قرأ الدُّخان في ليلةٍ أصبح يستغفرُ لهُ سبعون ألف ملكٍ)). للترمذي وضعَّفه (1).
_________
(1) الترمذي (2888). وقال: حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وعمر بن أبي خثعم يضعف. قال محمد: هو منكر الحديث. قال الألباني في ((المشكاة)) (2149): موضوع.(3/85)
6753 - ابنُ مسعودٍ: رفعهُ: ((من قرأ كلَّ ليلةٍ سورة الواقعة لم تصبه فاقةٌ، وفي المسبَّحات آيةٌ كألفِ آيةٍ)) (1). لرزين.
_________
(1) ضعفه الألباني في ضعيف الترغيب والترهيب (977).(3/85)
6754 - معقل بن يسارٍ رفعهُ: ((من قال حين يصبحُ ثلاث مراتٍ: أعوذُ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، وقرأ ثلاث آياتٍ من آخر سورة الحشرِ، وكَّلَ الله به سبعين ألف ملكٍ يُصلُّون عليه حتَّى يُمسي، وإن مات في يومهِ، مات شهيدًا، ومن قرأها حين يُمسي فكذلك)). للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (2922)، وقال: حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. والدارمي (3425)،وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (560).(3/85)
6755 - أبو هريرة: رفعهُ: ((من القرآن سورةٌ ثلاثون آيةً، شفعت لرجلٍ حتَّى غفر له، وهي تباركَ الذي بيدهِ الملكُ)). لأبي داود والترمذي بلفظه (1).
_________
(1) أبو داود (1400)، والترمذي (2891)، وقال: حديث حسن. وقال الألباني: حسن. ((صحيح الترمذي)) (2315).(3/85)
6756 - ابنُ عباسٍ: ضرب بعضُ أصحاب النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - خباءةً على قبرٍ، وهو لا يحسبُ أنَّه قبرٌ، فإذا فيه إنسانٌ يقرأ سورة الملك حتى ختمها،
[ص:86] فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبره، فقال: ((هي المانعةُ هي المنجيةُ، تنجيه من عذاب القبر)). للترمذي (1).
_________
(1) أخرجه الترمذي (2890). قال الألباني: ضعيف إنما يصح من قوله: هي المانعة، في ((ضعيف الترمذي)) (546) , الصحيحة (1140).(3/85)
6757 - ابن عمرو بن العاص: أتى رجلٌ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فقال: أقرئني يا رسول الله، فقال: ((اقرأ ثلاثًا من ذوات الراءِ))، فقال: كبر سنِّي واشتدَّ قلبي وغلظ لساني، قال: ((فاقرأ ثلاثًا من ذوات حم))، فقال: مثل مقالته الأولى، قال: ((اقرأ ثلاثًا من المسبحات))، فقال مثل مقالته، وقال: أقرئني سورةً جامعةً، فأقرأه - صلى الله عليه وسلم - {إِذَا زُلْزِلَت} [الزلزلة: 1] حتى فرغ منها، فقال الرجل: والذي بعثك بالحق لا أريدُ عليها شيئًا أبدًا، ثم أدبر الرجلُ، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((أفلح الرويجلُ - مرتين)). لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (1399).قال الألباني في ((المشكاة)) (2183):ضعيف. ((ضعيف أبي داود)) (300).(3/86)
6758 - أبو سعيد: أنَّ رجلاً سمع رجلاً يقرأ {قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ} [الإخلاص:1] يرددها فلمَّا أصبح جاء إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فذكر ذلك لهُ، وكأنَّ الرجل يتقالها، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((والذي نفسي بيده إنها لتعدلُ ثلث القرآن)). لمالك وأبى داود والنسائي والبخاري بلفظه (1).
_________
(1) البخاري (5013).(3/86)
6759 - أبو هريرة: رفعه: ((احشدوا فإني سأقرأ عليكم ثلث القرآن))، فحشد من حشد، ثم خرج - صلى الله عليه وسلم - فقرأ: (({قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ}))، ثمَّ دخل فقال بعضنا لبعض: إني أرى هذا خبرًا من السماء فذاك الذي أدخله، ثم خرج فقال: ((إني قلتُ لكم سأقرأ عليكم ثلث القرآن، ألا إنها تعدلُ ثلث القرآن)). لمسلم والترمذي (1).
_________
(1) مسلم (812).(3/86)
6760 - أنس: رفعه: ((من قرأ {قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ} كل يومٍ مائتي مرةٍ، محي عنه ذنوبُ خمسين سنةَ، إلا أن يكونُ عليه دينٌ، ومن أراد أن ينام على فراشه فنام
[ص:87] على يمينه، ثمَّ قرأ {قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ} مائة مرةٍ قال له الربُّ يوم القيامة: ادخلْ، على يمنيك الجنة)). للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (2898)، وقال: حديث غريب من حديث ثابت عن أنس. وضعَّفه الألباني في ((ضعيف الترمذي)) (552).(3/86)
6761 - ابن المسيب: أرسله: ((من قرأ {قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ} عشر مراتٍ بُنيَ له قصرٌ في الجنة، ومن قرأها عشرين مرةً بُنيَ له قصران في الجنة، ومن قرأها ثلاثين مرة بُنيَ له ثلاثة قصورٍ في الجنة))، فقال عمرُ: يا رسول الله، إذًا لتكثرنَّ قصورنا في الجنة!، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((الله أوسعُ من ذلك)). للدارمي (1).
_________
(1) الدارمي (3429).(3/87)
6762 - أبو هريرة: أقبلتُ مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فسمع رجلا يقرأ {قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ}، فقال: ((وجبت))، فقلتُ: ماذا يا رسول الله؟
قال: ((الجنةُ)). لمالك والترمذي والنسائي (1).
_________
(1) الترمذي (2897)،والنسائي 2/ 171,وصححه الألباني في صحيح الترمذي (2320).(3/87)
6763 - عقبة بن عامر: رفعه: ((أُنزل علي آياتٌ لم ير مثلهنَّ قط: المعوذتان)). لمسلم وأصحاب السنن (1).
_________
(1) مسلم (814).(3/87)
6764 - زاد في رواية: ((ما سأل سائلٌ بمثلهما ولا استعاذ مستعيذٌ بمثلهما)) (1).
_________
(1) النسائي 8/ 253 - 254.(3/87)
6765 - أنس: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال لرجلٍ من أصحابه: ((هل تزوجت يا فلانُ؟))
قال: لا والله، ولا عندي ما أتزوجُ به، قال: ((أليس معك {قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ}؟))
قال: بلى، قال: ((تلك ثلث القرآنِ))، قال: ((أليس معك {إِذَا جَاءَ نَصْرُ الله وَالْفَتْحُ}؟)) [النصر:1].
قال: بلى قال: ((ربع القرآن))، قال: ((أليس معك {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ}؟)) [الكافرون:1].
قال: بلى، قال: (ربع القرآن)، قال: (أليس معك {إِذَا زُلْزِلَت}؟) [الزلزلة: 1]، قال: بلى قال: ((ربعُ القرآنِ))، قال: ((تزوج تزوج)) (1).
_________
(1) الترمذي (2895)، وقال: حديث حسن، وضعفه الألباني في ((ضعيف الترغيب والترهيب)) (549)، وقال: رواه الترمذي عن سلمة بن وردان عن أنس وقد استقر رأي الحفاظ عليه أخيرا أنه ضعيف.(3/87)
6766 - وفي رواية: ((من قرأ إذا زلزلت عدلت له بنصف القرآن)) (1).
_________
(1) الترمذي (2893). وقال الألباني في صحيح الترمذي (2317): حسن دون فضل زلزلت.(3/88)
6767 - أبو هريرة: رفعه: ((من قرأ الدخان كلها، وأول {حم} غافر إلى {إِلَيْهِ الْمَصِيرُ} وآية الكرسي حين يمسي؛ حُفظ بها حتى يُصبح، ومن قرأها حين يصبح؛ حُفظ بها حتى يمسي)) (1).
_________
(1) الترمذي (2879)، وقال الترمذي: هذا حديث غريب.(3/88)
6768 - ابن عمر: رفعه: ((من سرهُ أن ينظر إلى يوم القيامة كأنهُ رأى عينٍ فليقرأ: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ} [التكوير:1] {إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ} [الانفطار:1] {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ} [الانشقاق:1])) (1).
_________
(1) الترمذي (3333). وقال: حسن غريب.(3/88)
6769 - جابرٌ: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كان لا ينامُ حتى يقرأ: {الم تنزيل} و {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْك} [الملك: 1]، قال طاووس: تفضلان على كل سورةٍ في القرآن بسبعين حسنةٍ. هي للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (2892). وقال الألباني في صحيح الترمذي (2316) عن حديث جابر: صحيح، وعن حديث طاوس: ضعيف مقطوع.(3/88)
6770 - حميد بن عبد الرحمن: ((إن {قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ} [الإخلاص:1] ثلثُ القرآنِ، وإنَّ تبارك الذي بيدهِ الملكُ تجادلُ عن صاحبها في قبره)). لمالك (1).
_________
(1) مالك 1/ 183 - 184.(3/88)
6771 - واثلة: رفعه: ((أعطيتُ مكان التوراة السبع، وأعطيتُ مكان الزبور المئين، وأعطيتُ مكان الإنجيلِ المثاني، وفُضِّلْتُ بالمفصل)). لأحمد والكبير (1).
_________
(1) أحمد (4/ 107)، والطبراني 22/ 76، قال الهيثمي 7/ 46: فيه: عمران القطان وثقه ابن حبان وغيره، وضعفه النسائي وغيره، وبقية رجاله ثقات.(3/88)
6772 - ولهُ: عن أبي أمامة بلينٍ رفعه: ((أعطاني ربي السبع الطوال مكان التوراة، والمئين مكان الإنجيل، وفُضِّلْتُ بالمفصل)) (1).
_________
(1) الطبراني 8/ 258 (8003)، وقال الهيثمي 7/ 158: فيه: ليث بن أبي سليم وقد ضعفه جماعة. ويعتبر بحديثه، وبقية رجاله رجال الصحيح. وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (1457).(3/88)
6773 - عثمانُ بن عبد الله بنُ أوسٍ الثقفي: عن جده رفعه ((قراءة الرجلِ في غير المصحف ألف درجة، وقراءته في المصحف ألف درجةٍ، وقراءته في المصحف تضاعفُ على ذلك ألفى درجةٍ)). للكبير بلين (1).
_________
(1) الطبراني 1/ 221 (601)، وقال الهيثمي 7/ 165: فيه: أبو سعيد بن عوف وثقه ابن معين في روايه وضعفه في أخرى، وبقية رجاله ثقات.(3/88)
6774 - أنس: رفعه: ((من علّم ابنهُ القرآن نظرًا، غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، ومن علمهُ آيًا ظاهرًا بعثهُ الله يوم القيامةِ على صورة القمرِ ليلةَ البدرِ، ويقالُ لابنه: اقرأ. فكلما قرأ آيةً رفع الله الأبَ بها درجةً، حتى ينتهي إلى آخر ما معه من القرآن)). للأوسط بخفى (1).
_________
(1) أخرجه الطبراني في ((الأوسط)) 2/ 264 (1935). قال الهيثمي 7/ 168: فيه: من لم أعرفه.(3/89)
من تفسير سورة الفاتحة وسورة البقرة(3/89)
6775 - عبد الله بن شقيق: عمن سمع النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -: وقد قال له رجلٌ: من هؤلاء؟
قال: ((المغضوب عليهم))، وأشار إلى اليهود، فقال: ومن هؤلاء؟
قال: ((الضالون)) يعني: النصارى. لأحمد مطولًا (1).
_________
(1) أحمد 5/ 32 - 33، وقال الهيثمي 6/ 310 - 311: ورجاله رجال الصحيح.(3/89)
6776 - ابن عمرو بن العاص: رفعه: ((ما من مولودٍ يولدُ إلا وهو مكتوب في تشبيك رأسه خمسُ آياتٍ من فاتحة الكتاب)). للأوسط بلين (1).
_________
(1) ((الأوسط)) 2/ 212، وقال الهيثمي 6/ 311: وفيه: الوليد بن الوليد، وثقه أبو حاتم وابن حبان، وتركه جماعة، وبقية رجاله ثقات.(3/89)
6777 - أبو هريرة: رفعه ((قيل لبني إسرائيل {وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّداً وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ} [البقرة: 58]، فبدلوا، فدخلوا الباب يزحفون على أستاههم، وقالوا حبةٌ في شعرةٍ)). للشيخين والترمذي (1).
_________
(1) البخاري (3403)، ومسلم (3015).(3/89)
6778 - وعنه: رفعه: ((إنَّ بني إسرائيل لو أخذوا أدنى بقرةٍ لأجزأت عنهم)). للبزار بضعف (1).
_________
(1) البزار كما في ((كشف الأستار)) (2188)، وقال الهيثمي 6/ 314: وفيه: عباد بن منصور، وهو ضعيف، وبقية رجاله ثقات.(3/89)
6779 - ابن عباس: إنَّ يهود كانوا يقولون: هذه الدنيا سبعةُ آلاف سنةٍ، وإنما نعذَّبُ لكلِ ألف سنةٍ يومًا في النار، وإنما هي سبعةُ أيامٍ معدودةٍ، فأنزل الله تعالى: {وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً} [البقرة: 80] الآية. للكبير (1).
_________
(1) الطبراني 11/ 96، وحسن إسناده ابن حجر في ((الفتح)) 10/ 246.(3/90)
6780 - عامر بن ربيعة: كنَّا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في سفرِ في ليلةٍ مظلمةٍ فلم ندر أين القبلةُ فصلى كلُ رجلٍ منَّا على حياله، فلما أصبحنا ذكرنا ذلك له - صلى الله عليه وسلم -، فنزلت {فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ الله} [البقرة: 115]. للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (345)، وضعفه، وابن ماجة (1020) , وقال الألباني في ((صحيح الترمذي)) (284): حسن(3/90)
6781 - ابن عباس: {رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِالله وَالْيَوْمِ الْآخِرِ} [البقرة: 126] كان إبراهيمُ احتجرها دون النَّاس، فأنزل الله: {وَمَنْ كَفَرَ} [البقرة: 126] أيضًا فأنا أرزقهم كما أرزق المؤمنين، {أمتعهم قليلاً ثم أضطرهم إلى عذاب النار} ثم قرأ ابنُ عباسٍ: {كُلّاً نُمِدُّ هَؤُلاءِ وَهَؤُلاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّك} [الإسراء: 20]. للكبير (1).
_________
(1) الطبراني12/،38 قال في مجمع الزوائد: 7/ 28: ورجاله رجال الصحيح(3/90)
6782 - البراء: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كان أول ما قدم المدينة نزل على أجداده - أو قال: أخواله من الأنصار - وأنه صلى قبل بيت المقدس ستة عشر شهرًا أو سبعة عشر شهرًا، وكان يعجبه أن تكون قبلته قِبل البيت، وأنهُ صلى أول صلاةٍ صلاها صلاة العصرِ، وصلى معه قومٌ فخرج رجلٌ ممن صلى معهُ، فمرَّ على أهل مسجدٍ وهم راكعون، فقال: أشهدُ بالله لقد صليتُ مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قبل الكعبةِ، فداروا كما هم قبل البيتِ. وكانت اليهودُ قد أعجبهم إذ كان يصلي قبل بيت المقدس، وأهل الكتاب، فلما ولَّى وجههُ قبل البيت أنكرُوا ذلك (1).
_________
(1) البخاري (40)، ومسلم (525).(3/90)
6783 - وفي رواية: أنهُ ماتَ على القبلة قبل أن تحول رجالٌ، وقتلوا، فلم ندر ما نقولُ فيهم فأنزل الله تعالى: {وَمَا كَانَ الله لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ} [البقرة: 143] (1).
_________
(1) البخاري (40).(3/90)
6784 - وفي أخرى: وكان - صلى الله عليه وسلم - يحبُ أن يوجَّه إلى الكعبة فأنزل تعالى {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ} [البقرة: 144] فتوجَّه نحو الكعبة فقال السفهاءُ- وهم اليهودُ-: {مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [البقرة: 142]. للشيخين والترمذي والنسائي نحوه (1).
_________
(1) البخاري (399).(3/91)
6785 - ولمسلم، وأبى داود نحوه عن أنس، وفيه: فمرَّ رجلٌ من بني سلمة وهم ركوعٌ في صلاة الفجر نحو بيت المقدس، فقال: ألا إنَّ القبلة قد حولت إلى الكعبة، مرتين، فمالوا كما هم ركوعًا إلى الكعبة (1).
_________
(1) مسلم (527)، أبو داود (1045).(3/91)
6786 - أبو سعيد رفعه: ((يجيءُ نوحٌ وأمتهُ، فيقولُ الله: هل بلغت؟
فيقول: نعم أي رب، فيقولُ لأمته: هل بلغكم؟
فيقولون: لا ما جاءنا من نبي فيقولُ لنوحٍ: من يشهدُ لك؟
فيقولُ: محمد وأمتُه، فنشهدُ أنهُ قد بلغ، هو قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ})) [البقرة: 143]. للترمذي والبخاري بلفظه (1).
_________
(1) البخاري (3339)، والترمذي (2961)، بزيادة لفظ: ((والوسط: العدل)).(3/91)
6787 - ابنُ عباسٍ: في قوله تعالى: {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَة} [البقرة: 156] الآية، أخبر الله تعالى أنَّ المؤمن إذا أسلم لأمر الله ورجع فاسترجع عند المصيبة، كُتب له ثلاثُ خصالٍ: الصلاةُ من الله، والرحمةُ، وتحقيقُ سبيل الهدى، وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((من استرجع عند المصيبة جبر الله مصيبته وأحسنَ عقباهُ)). للكبير (1).
_________
(1) الطبراني 12/ 255 (13027)، وقال الهيثمي 2/ 331: فيه: علي بن أبي طلحة، وهو ضعيف. وقال في موضع آخر 6/ 317: إسناده حسن. وضعفه الألباني في ((الضعيفة)) (5001).(3/91)
6788 - عروة: سألتُ عائشة فقلتُ لها: أرأيت قول الله تعالى {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ الله فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا} [البقرة: 158] فوالله ما على أحدٍ جناحٌ أن لا يطوف بالصفا والمروة، قالت: بئس ما قلت يا ابن أختي، إنَّ هذه لو كانت على ما أولتها كانت لا جناح عليه أن لا يطوف بهما، ولكنها أنزلت من الأنصار، كانوا قبل أن يسلموا يهلون لمناة الطاغية
[ص:92] التي كانوا يعبدونها عند المشلل، وكان من أهلَّ لها يتحرجُ أن يطوف بالصفا والمروة، فلما أسلمُوا سألوا النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك، فقالوا يا رسول الله: إنا كنا نتحرجُ أن نطوف بين الصفا والمروةِ، فأنزل الله تعالى {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ الله} [البقرة: 158] الآية قالت: وقد سنَّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - الطواف بينهما، قال الزهري: فأخبرتُ أبا بكر بن عبد الرحمن فقال: إنَّ هذا لعلمٌ ما كنتُ سمعتُه، ولقد سمعتُ رجالاً من أهل العلم يذكرون أنَّ الناس إلا من ذكرت عائشة ممن كان يهلُّ لمناة، كانوا يطوفون كلهم بالصفا والمروة، فلمَّا ذكر الله الطواف بالبيت ولم يذكر الصفا والمروة في القرآن، قالوا: يا رسول الله كنَّا نطوفُ بالصفا والمروة، وإنَّ الله أنزل الطواف بالبيت ولم يذكر الصفا، فهل علينا من حرجٍ أن نطوف بالصفا والمروة فأنزل الله: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ الله} [البقرة: 158] الآية، قال أبو بكرٍ: فأسمعُ هذه الآية نزلت في الفريقين كليهما في الذين كانوا يتحرجون أن يطوفوا في الجاهلية بالصفا والمروة، والذين كانوا يطوفون، ثمَّ تحرجوا أن يطوفوا بهما في الإسلام؛ من أجل أنَّ الله تعالى أمر بالطواف بالبيت ولم يذكر الصفا حتى ذكر ذلك بعد ما ذكر الطواف بالبيت (1).
_________
(1) البخاري (1643)، ومسلم (1277).(3/91)
6789 - وفي رواية: أنَّ الأنصار كانوا قبل أن يُسلموا هم وغسَّان يهلونَ لمناة، فتحرجوا أنْ يطوفوا بين الصفا والمروة، وكان ذلك سنةً في آبائهم، من أحرم لمناة لم يطف بين الصفا والمروة وأنهم سألوا النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك حين أسلمُوا فأنزل الله في ذلك {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ الله}. للستة.
قلت: قوله: فهل علينا من حرجٍ أن لا نطوف بالصفا والمروة؟
هو سياق البخاري دون غيره، لكنَّ الذي في اليونينية وغيرها إنما هو أن نطوف بالصفا والمروة بدون لا كما يقتضيه المعنى والله أعلمُ (1).
_________
(1) مسلم (1277) (263).(3/92)
6790 - ابن عباسٍ: كان في بني إسرائيل القِصاصُ ولم تكن فيهم الديةُ، فقال تعالى لهذه الأمة {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى - إلى- بِإِحْسَانٍ} [البقرة: 178] فالعفوُ: أن يقبل الرجلُ الدِّيةَ في العمدِ، {فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ}: أن يطلب هذا بمعروفٍ ويؤدي هذا بإحسان {ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَة} [البقرة: 178] مما كتب على من كان قبلكم، {فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ} [البقرة: 178] قتل بعد قبول الدِّيةِ. للبخاري والنسائي (1).
_________
(1) البخاري (4498).(3/93)
6791 - (وعنه) {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ} [البقرة: 184] قال: ليست بمنسوخةٍ، هي للشيخ الكبير والمرأة الكبيرة لا يستطيعان أن يصوما، فيطعمان مكان كل يومٍ مسكينًا (1).
_________
(1) البخاري (4505).(3/93)
6792 - وفي رواية: {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ} [البقرة: 184] فكانَ من شاء منهم أن يفتدي بطعام مساكين افتدى وتمَّ له صومهُ، فقال: {فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ} [البقرة: 184]، ثم قال: {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} [البقرة: 185]. للبخاري وأبي داود والنسائي (1).
_________
(1) أبو داود ((2316)، والنسائي 4/ 190 - 191. وحسنه الألباني في صحيح أبي داود (2031).(3/93)
6793 - سلمة بن الأكوع: لما نزلت هذه الآيةُ: {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ} [البقرة: 184] كان منْ أرادَ أن يفطرَ ويفتدي حتى نزلتْ: {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ}. للستة إلا مالكًا (1).
_________
(1) البخاري (4507)، ومسلم (1145).(3/93)
6794 - النعمانُ بن بشيرٍ رفعه: ((الدعاءُ هو العبادة)) وقرأ: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} [غافر: 60]، فقال أصحابه: أقريبٌ ربُنا فنناجيه، أم بعيدٌ فنناديه؟ فنزلت {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} [البقرة: 186]. لرزين وللترمذي وأبي داود بعضه (1).
_________
(1) أبو داود (1479)، والترمذي (3247)، وقال: حسن صحيح، وابن ماجة (3828)،وصححه الألباني في صحيح الترمذي (2590).(3/93)
6795 - ابن عباس: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ} [البقرة: 183] قالَ: كانَ الناسُ على عهد النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - إذا صلوا العتمة، حرِّم عليهم الطعامُ والشرابُ والنساء، وصاموا إلى القابلة، فاختان رجلٌ فجامع امرأتهُ، وقد صلى العشاء ولم يفطر، فأراد الله أن يجعل ذلك يسرًا لمن بقي ورخصةً ومنفعةً فقال: {عَلِمَ الله أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ} [البقرة: 187] الآية.
فكان هذا مما نفع الله به الناس ورخص لهم ويسَّرَ. لأبي داود (1).
_________
(1) أخرجه أبو داود (2313). قال الألباني: حسن صحيح ((صحيح أبي داود)) (2028).(3/94)
6796 - البراء: كان أصحابُ محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -،إذا كان الرجلُ صائمًا فحضر الإفطارُ فنام قبل أن يفطر لم يأكل ليلتهُ ولا يومهُ حتى يمسي، وإنَّ قيس بن صرمة الأنصاري كان صائمًا فلمَّا حضر الإِفطارُ أتى امرأتهُ فقال: أعندك طعامٌ؟
قالت: لا، ولكن أنطلقُ فأطلب لك وكان يومهُ يعملُ، فغلبتهُ عينه فجاءت امرأتهُ، فلمَّا رأتهُ قالت: خيبةً لك، فلمَّا انتصف النهارُ غشي عليه، فذكر ذلك للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فنزلت هذه الآيةُ: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُم} [البقرة: 187] ففرحُوا فرحًا شديدًا، ونزلت {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَد} [البقرة: 187] ولم ينزل {مِنَ الْفَجْرِ}. للبخاري وأصحاب السنن (1).
_________
(1) البخاري (1915).(3/94)
6797 - (سهل بن سعد) أنزلت: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَد} ولم ينزل {مِنَ الْفَجْرِ}، فكان الرجالُ إذا أرادوا الصوم ربط أحدُهم في رجليه الخيط الأبيض والخيط الأسود، ولا يزالُ يأكلُ حتى يتبين له رؤيتهما، فأنزل الله تعالى بعدُ {مِنَ الْفَجْرِ} فعلمُوا إنما يعني: الليل والنهار. للشيخين (1).
_________
(1) البخاري (1917)، مسلم (1091).(3/94)
6798 - عدى بن حاتم: لما نزلت {حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَد} عمدتُّ إلى عقالٍ أسود وعقالٍ أبيض فجعلتُهُما
[ص:95] تحت وسادتي، وجعلتُ أنظرُ من الليل فلا يستبينُ لي فغدوتُ على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فذكرتُ ذلك له، فقال: ((إنما ذلك سوادُ الليلِ وبياضُ النهارِ)) (1).
_________
(1) البخاري (1916)، ومسلم (1090).(3/94)
6799 - وفي روايةٍ: قال له - صلى الله عليه وسلم -: ((إنَّ وسادك إذا لعريضٌ، إن كان الخيطُ الأبيضُ والخيطُ الأسودُ تحت وسادتك)) (1).
_________
(1) البخاري (4509).(3/95)
6800 - وفي أخرى: قلت: يا رسول الله ما الخيط الأبيضُ من الخيط الأسود، أهما الخيطان؟
قال: ((إنك لعريضُ القفا إن أبصرت الخيطين)). للستة إلا مالكًا (1).
_________
(1) البخاري (4510).(3/95)
6801 - البراء: نزلت هذه الآيةُ فينا، كانت الأنصارُ إذا حجُّوا، لم يدخلوا من قبل أبواب البيوت، فجاء رجلٌ من الأنصار فدخل من قبل بابه، فكأنه عُيِّر بذلك فنزلت: {وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا} [البقرة: 189]. للشيخين (1).
_________
(1) البخاري (1803)، ومسلم (3026).(3/95)
6802 - حذيفة قال: {وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ الله وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} [البقرة: 195] نزلت في النفقة. للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (4516).(3/95)
6803 - وللكبير عن النعمان بن بشير: قال: كان الرجلُ يذنبُ، فيقولُ لا يغفرُ لي، فأنزل الله: {وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ الله يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [البقرة:195] (1).
_________
(1) ذكره الهيثمي 6/ 317، وقال: رواه الطبراني في ((الكبير)) و ((الأوسط)) ورجالهما رجال الصحيح.(3/95)
6804 - أسلم بن عمران: غزونا من المدينة نريدُ القسطنطينية وعلى الجماعة عبدُ الرحمن بن خالد بن الوليدَ، والرومُ ملصقُو ظهورهم بحائط المدينة فحمل رجلٌ على العدوِّ، وقال الناسُ: مه، مه، لا إله إلا الله، يُلقي بيديه إلى التهلكة، فقال أبو أيوب: إنما أنزلت هذه الآيةُ فينا معشر الأنصار لما نصر الله نبيَّهُ - صلى الله عليه وسلم - وأظهر الإسلام، قلنا نقيمُ في أموالنا ونصلحُها، فأنزل الله {وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ الله وَلا تُلْقُوا
[ص:96] بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} [البقرة: 195] والإلقاءُ بالأيدي إلى التهلكة أن نقيم في أموالنا وندع الجهادَ، فلم يزل أبو أيوب يجاهدُ في سبيل الله حتى دفن بالقسطنطينيةِ. للترمذي وأبى داود بلفظه (1).
_________
(1) أبو داود (2512)، والترمذي (2972) وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب. وصححه الألباني في صحيح أبي داود (2193).(3/95)
6805 - ابن عباس: كانت عكاظُ، ومجنةُ، وذو المجازِ أسواقًا في الجاهلية، فلمَّا كان الإسلامُ فكأنهم تأثموا أن يتجروا في الموسم، فنزلت: (لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ في مواسمِ الحجِّ) قرأها ابنُ عباسٍ هكذا (1).
_________
(1) البخاري (2098)، وأبو داود (1734).(3/96)
6806 - وعنه: كان أهلُ اليمن يحجون فلا يتزودون، ويقولون: نحنُ المتوكلون. فإذا قدمُوا مكة سألوُا الناسَ، فأنزل الله تعالى: {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى} [البقرة: 197]. للبخاري وأبي داود (1).
_________
(1) البخاري (1523)، وأبو داود (1730).(3/96)
6807 - أبو أمامة التيمي: كنتُ رجلاً أكرِّي في هذا الوجه، وكان ناسٌ يقولون لي: إنهُ ليس لك حجٌ، فلقيتُ ابن عمر، فقلتُ: يا أبا عبد الرحمنِ، كنتُ رجلاً أكرِّي في هذا الوجه، وإنَّ ناسًا يقولون إنَّهُ ليس لك حجٌ، فقال ابنُ عمر: أليس تحرمُ وتلبي وتطوفُ بالبيت، وتفيضُ من عرفاتٍ وترمي الجمار؟
قلتُ: بلى، قال: فإنَّ لك حجًا؛ جاء رجلٌ إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فسأله عن مثل ما سألتني، فسكت حتى نزلت هذه الآية: {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ} [البقرة: 198] فأرسل إليه وقرأها عليه، وقال: لك حجٌ. لأبى داود (1).
_________
(1) أبو داود (1733). وقال الألباني: صحيح. ((صحيح أبي داود)) (1525).(3/96)
6808 - ابن عباس: {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَة} [البقرة: 213] قال: على الإسلام كلهم، قال الكلبي: يعني: على الكفر كلهم. للموصلي والكبير (1).
_________
(1) الطبراني 11/ 309 (11830)، وأبو يعلى 4/ 473 (2606)، وقال الهيثمي (6/ 318): رواه أبو يعلى والطبراني باختصار، ورجال أبى يعلى رجال الصحيح.(3/96)
6809 - وعنه: لما نزل: {وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [الأنعام: 152] وقوله {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً} [النساء:10] انطلق من كان عنده يتيمٌ، فعزل طعامه من طعامه، وشرابه من شرابه، فإذا فضل من طعام اليتيم وشرابه شيءٌ حبس لهُ حتى يأكله أو يفسد، فاشتدَّ ذلك عليهم، فذكروا ذلك للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فنزل: {وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُم} [البقرة: 220] فخلطُوا طعامهم بطعامهم، وشرابهم بشرابهم. لأبي داود والنسائي (1).
_________
(1) أبو داود (2871)، والنسائي 6/ 256. وقال الألباني في ((صحيح أبي داود)) (2495): حسن.(3/97)
6810 - ابن عمر: {فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} [البقرة: 223] قال: يأتيها في دبرها. للبخاري. قال الحميدي: يعنى الفرج (1).
_________
(1) البخاري تعليقًا (4527).(3/97)
6811 - ولرزين: قال ابنُ عمر: يأتيها في الفرج إن شاء مجبئةً أو مقبلةً أو مدبرةً غير أنَّ ذلك في ضمانٍ واحدٍ.(3/97)
6812 - وللأوسط بلين: قال ابنُ عمر: إنما نزلت رخصةً في إتيان الدبر (1).
_________
(1) قال الهيثمي 6/ 319: رواه الطبراني في ((الأوسط)) عن شيخه على بن سعد بن بشير، وهو حافظ. وقال فيه الدارقطني: ليس بذاك، وبقية رجاله ثقات.(3/97)
6813 - وله بلينٍ أيضًا: قال ابنُ عمر: إنَّ رجلاً أصاب امرأة في دبرها في زمنه - صلى الله عليه وسلم -، فأنكر ذلك الناسُ، فأنزل الله: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُم} [البقرة: 223] (1).
_________
(1) الطبراني في "الأوسط" 6/ 242, وقال الهيثمي 6/ 319: رواه الطبراني في ((الأوسط))، وفيه: يعقوب بن حميد بن كاسب، وثقه بن حبان، وضعفه الأكثرون، وبقية رجاله ثقات.(3/97)
6814 - جابر: كانت اليهودُ تقولُ: إذا جامعها من ورائها جاء الولدُ أحول، فنزلت: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُم} الآية. للشيخين وأبى والترمذي (1).
_________
(1) البخاري (4528)، ومسلم (1435).(3/97)
6815 - ابن عباس: جاء عمرُ إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فقال يا رسول الله: هلكتُ، قال: ((وما أهلكك؟))
قال: حولت رحلي الليلة، فلمْ يردَّ عليه شيئًا، فأوحى الله إليه:
[ص:98] {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} [البقرة: 223] أقبلْ أو أدبر واتق الدُّبر والحيضة. للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (2980). وقال الترمذي: حسن غريب. وحسنه الألباني في صحيح الترمذي (2381).(3/97)
6816 - وعنه: أنَّ ابن عمر، والله يغفرُ له، أوهم إنما كان هذا الحيُّ من الأنصار وهم أهل وثنٍ مع هذا الحيّ من اليهود، وهم أهل كتابٍ، فكانوا يرون لهم فضلاً عليهم في العلم، فكانوا يقتدون بكثيرٍ من فعلهم، وكان من أمر أهل الكتاب أن لا يؤتُوا النساء إلا على حرفٍ، وذلك أسترُ ما تكونُ المرأةُ، فكان هذا الحىُ من الأنصار قد أخذوا بذلك من فعلهم، وكان هذا الحىُّ من قريشٍ يشرحون النساء شرحًا منكرًا، ويتلذذون منهنَّ مقبلاتٍ ومدبراتٍ ومستلقياتٍ، فلما قدم المهاجرون المدينة تزوجَّ رجل منهم امرأةً من الأنصار، فذهب يصنعُ بها ذلك، فأنكرتهُ عليه، وقالت: إنا كنَّا نؤتى على حرفٍ فاصنع ذلك وإلا فاجتنبني، حتى شرى أمرُهما، فبلغ ذلك النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فأنزل الله تعالى: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} [البقرة: 223] أي مقبلاتٍ أو مدبراتٍ أو مستلقياتٍ، يعني بذلك موضع الولد. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (2164). قال الألباني في ((صحيح أبي داود)) (1896): حسن.(3/98)
6817 - ابن عباس: {وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ} [البقرة: 228] الآية، وذلك أنَّ الرجل كان إذا طلق امرأتهُ فهو أحقً برجعتها، وإن طلقها ثلاثًا فنسخ ذلك، فقال: {الطَّلاقُ مَرَّتَانِ} [البقرة: 22]. للنسائي وأبي داود بلفظه (1).
_________
(1) أبو داود (2195)، والنسائي 6/ 212. وقال الألباني في ((صحيح الترمذي)) (1921): حسن صحيح.(3/98)
6818 - معقل بن يسار: كانت لي أختٌ تُخطبُ إليَّ وأمنعها من الناسٍ، فأتاني ابنُ عمٍ لي فأنكحتها إياهُ، فاصطحبا ما شاء الله ثمَّ طلقها طلاقًا له رجعةٌ، ثمَّ تركها حتى انقضت عدتُها، فلمَّا خُطب إلىَّ أتاني يخطبها مع الخطَّابِ، فقلتً لهُ: أخطبت إليَّ فمنعتُها الناس وآثرتُك بها فزوجتُك، ثم طلقتها طلاقًا لك رجعةٌ، ثم تركتها حتى انقضت عدتُها، فلمَّا خُطبت إلى أتيتني تخطبُها مع الخطَّاب، والله لا أنكحتها أبدًا، ففي هذا نزلت هذه الآية: {وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْوَاجَهُن} [البقرة: 232] الآية فكفَّرت عن يميني وأنكحتها إياه. للترمذي وأبي داود والبخاري بلفظه (1).
_________
(1) البخاري (5130).(3/98)
6819 - ابن عباس: قال في قوله تعالى: {فِيمَا عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ} [البقرة: 235] هو أن يقول: إني أريدُ التزوج، وإنَّ النساء لمن حاجتي، ولوددتُ أنَّه تيسَّر لي امرأةٌ صالحةٌ. للبخاري (1).
_________
(1) البخاري معلقا بعد حديث (5124).(3/99)
6820 - (علي) أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال يوم الأحزاب: ((ملأ الله قبورهم وبيوتهم نارًا كما شغلونا عن الصلاة الوسطى حتى غابت الشمسُ)) (1).
_________
(1) البخاري (2931)، ومسلم (627).(3/99)
6821 - وفي رواية: ((شغلونا عن الصلاة الوسطى - صلاة العصر)) (1).
_________
(1) مسلم (627) 205.(3/99)
6822 - وفي أخرى: ثمَّ صلاها بين المغرب والعشاء. للستة إلا مالكًا (1).
_________
(1) مسلم (627) 205.(3/99)
6823 - ابن مسعود: حبس المشركون النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - عن صلاة العصر حتى احمرت الشمسُ أو اصفرت، فقال: ((شغلونا عن الصَّلاة الوسطى- صلاة العصر- ملأ الله أجوافهم وقبورهم نارًا أو حشى الله أجوافهم وقبورهم نارًا)). لمسلم (1).
_________
(1) مسلم (628).(3/99)
6824 - أبو يونس مولى عائشة: أمرتني عائشةُ أن أكتب لها مصحفًا، وقالت: إذ بلغت هذه الآية فآذنِّي: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} [البقرة:238] فلما بلغتها آذنتُها، فأملتْ عليَّ: (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وصلاة العصر وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ) [البقرة:238] قالت سمعتُها من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. للستة إلا البخاري (1).
_________
(1) مسلم (629).(3/99)
6825 - عمرو بن رافع: أنهُ كان يكتُب مصحفًا لحفصة فقالت له: إذا انتهيت إلى {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى} [البقرة: 238] فآذنِّي فآذنتُها فقالت: اكتب (وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وصلاة العصر وَقُومُوا
[ص:100] لِلَّهِ قَانِتِينَ). لمالك (1).
_________
(1) مالك 1/ 132.(3/99)
6826 - البراء: نزلتْ هذه الآيةُ: (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وصلاة العصر) فقرآناها ما شاء الله، ثمَّ نسخها الله فنزلت: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى} وقال رجلٌ: فهي إذًا صلاةُ العصرِ، فقال البراءُ: قد أخبرتُك كيف نزلت وكيف نسخها الله، والله أعلمُ. لمسلم (1).
_________
(1) مسلم (630).(3/100)
6827 - مالك بلغه: أنَّ عليًا وابن عباسٍ كانا يقولان: الصلاةُ الوسطى صلاةُ الصبحِ. وللترمذي عن ابن عباس وابن عمر تعليقًا (1).
_________
(1) مالك 1/ 133، والترمذي (كتاب المواقيت، باب (19) حديث (182) تعليقًا عن ابن عباس وابن عمر).(3/100)
6828 - زيد بن ثابت: كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يصلِّي الظهر بالهاجرة، ولم يكن يصلي صلاةً أشدَّ على أصحابه منها فنزلت {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى} وقال: قبلها صلاتين وبعدها صلاتين. لأبي داود ولمالك عن زيدٍ، وللترمذي عنه وعن عائشة تعليقًا (1).
_________
(1) أبو داود (411)، والترمذي (كتاب المواقيت- باب 19 - عن عائشة تعليقًا حديث (182)، ومالك 1/ 133. وصححه الألباني في صحيح أبي داود (397).(3/100)
6829 - ابن الزبير: قلتُ لعثمان هذه الآيةُ التي في البقرة {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً} [البقرة: 234] إلى قوله {غَيْرَ إِخْرَاجٍ} [البقرة: 240] قد نسختها الآيةُ الأخرى فلم تكتبها؟
قال: ندعها يا ابن أخي لا أغيرُ شيئًا من مكانه. للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (4530).(3/100)
6830 - ابن عباس: نزل {لا إِكْرَاهَ فِي الدِّين} [البقرة: 256] في الأنصارِ، كانت تكونُ المرأةُ مقلاةً فتجعل على نفسها إن عاش لها ولدٌ أن تهودهُ، فلمَّا أجليت بنو النضير، كان فيهم كثيرٌ من أبناء الأنصار، فقالوا: لا ندعُ أبناءنا فأنزل الله تعالى: {لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَي} [البقرة: 256]. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (2682). قال الألباني: في ((صحيح أبي داود)) (2333): صحيح.(3/100)
6831 - أبو هريرة رفعه: نحنُ أحقُ بالشك من إبراهيم، إذ قال: {رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ
[ص:101] بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي} [البقرة: 260] ويرحم الله لوطًا لقد كان يأوي إلى ركنٍ شديدٍ، ولو لبثتُ في السجن طول لبث يوسفَ لأجبتُ الداعي. للشيخين، وللترمذي نحوه (1).
_________
(1) البخاري (3372)، ومسلم (151).(3/100)
6832 - عبيد بن عمير قال: قال عمرُ يومًا للصحابة: فيما ترون هذه الآية نزلت؟ {أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ} [البقرة: 266] قالوا: الله أعلمُ، فغضب، فقال: قولوا نعلمُ أو لا نعلمُ، فقال ابنُ عباسٍ: في نفسي منها شيءٌ يا أمير المؤمنين، قال عمرُ: يا ابن أخي قل ولا تحقر نفسك، قال: ضربتُ مثلاً لعمل، قال عمرُ: أيُّ عملٍ؟
قال لعمل رجلٍ غنيٍّ يعملُ بطاعة الله، ثمَّ بعث الله الشيطان فعمل بالمعاصي حتى أغرق أعمالَهُ. للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (4538).(3/101)
6833 - البراء: {وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ} [البقرة: 267] نزلت فينا معشر الأنصار، كنَّا أصحابَ نخلٍ، فكان الرجلُ يأتي من نخله على قدر كثرته وقلته، وكان الرجلُ يأتي بالقنو والقنوين فيعلقُهُ في المسجدِ، وكان أهلُ الصُّفَّة ليس لهم طعامٌ، وكان أحدهم إذا جاع أتى القنو فضربه بعصاهُ فسقط البسرُ والتمرُ فيأكل، وكان ناسٌ ممن لا يرغبُ في الخير يأتي الرجلُ بالقنو فيه الشيصُ، والحشف، وبالقنو قد انكسر فيعلقه، فأنزل الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ} [البقرة: 267] قال: لو أنَّ أحدكُم أُهدى إليه مثل ما أَعطى، لم يأخذه إلاَّ على إغماضٍ وحياءٍ، فكنَّا بعد (1) ذلك يأتي أحدنا بصالح ما عندهُ (2).
_________
(1) في (ب): نعدَّ، والصواب ما أثبتناه.
(2) الترمذي (2987). وقال: حسن غريب صحيح، وابن ماجة (1822)،وصححه الألباني في صحيح الترمذي (2389).(3/101)
6834 - ابن مسعود رفعه: إنَّ للشيطان لمةً بابن آدم، وللملك لمةً، فأمَّا لمةُ الشيطان: فإيعِادٌ بالشك وتكذيبٌ بالحق، وأمَّا لمةُ الملكِ: فإيعادٌ بالخير وتصديقٌ بالحقِ، فمن وجد ذلك فليعلم أنه من الله تعالى،
[ص:102] فيحمدُ الله، ومن وجد الأخرى فليتعوذ بالله من الشيطان: ثمَّ قرأ {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاء} [البقرة: 268] الآية (1). هما للترمذي.
_________
(1) الترمذي (2988). وقال: حديث حسن غريب، وضعفه الألباني في ((ضعيف الترمذي)) (572).(3/101)
6835 - ابن عباس {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرّاً وَعَلانِيَةً} [البقرة: 274] نزلت في علىٍ، كانت عندهُ أربعةُ دراهم فأنفق بالليل واحدًا وبالنهارِ واحدًا وفي السر واحدًا وفي العلانية واحدًا (1). للكبير بضعف.
_________
(1) الطبراني 11/ 97 (11164). وقال الهيثمي 6/ 324: رواه الطبراني وفيه عبد الوهاب بن مجاهد وهو ضعيف.(3/102)
6836 - ابن عمر {لِلَّهِ ما فِي السَّمَاواتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ - إلى - {قَدِيرٌ} [البقرة: 284] نسختها الآيةُ التي بعدها. للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (4546).(3/102)
6837 - أبو هريرة: لما نزلت {لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} [البقرة: 284] الآية.
اشتدَّ ذلك على أصحاب النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وبركوا على الركب، فقالوا: أي رسول الله كُلِّفنا من الأعمال ما نطيقُ؛ الصلاة والصيام والجهاد والصدقة، وقد أنزلت هذه الآيةُ: ولا نطيقُها قال - صلى الله عليه وسلم -: ((تريدون أن تقولُوا كما قال أهلُ الكتابين من قبلكُم سمعنا وعصينا؟
بل قولوا {سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} [البقرة: 285]))، فلمَّا اقترأها القومُ وذلت بها ألسنتهم أنزل الله في أثرها {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِالله وَمَلائِكَتِهِ} - إلى- {المصير} [البقرة: 285]، فلمَّا فعلوا ذلك نسخها الله فأنزل الله {لا يُكَلِّفُ الله نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} [البقرة: 286]، قال: ((نعم)) {رَبَّنَا وَلا
[ص:103] تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا} قال نعم {رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} قال: ((نعم)). لمسلم (1).
_________
(1) مسلم (125).(3/102)
6838 - أبو هريرة رفعه: ((إنَّ الله تجاوز لأمتي ما لم تكلم به أو تعمل به وما حدثت به أنفسها)). للستة إلا مالكًا (1).
_________
(1) البخاري (6664)، مسلم (127).(3/103)
سورة آلِ عمران(3/103)
6839 - عائشة: تلا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَات} إلى {أُولُو الْأَلْبَابِ} [آل عمران: 7] فقال: إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سماهم الله فاحذروهم. للشيخين وأبي داود والترمذي (1).
_________
(1) البخاري (4547)، مسلم (2665).(3/103)
6840 - أنس وغيره: سُئل النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - من الراسخون في العلم؟
قال: ((هو من قرت عينه، وصدق لسانه، وعفَّ فرجه وبطنه، فذاك الراسخُ في العلم)). للكبير بضعف (1).
_________
(1) الطبراني في ((الكبير)) 8/ 152 (7658). وقال الهيثمي 6/ 324: رواه الطبراني، وفيه عبد الله يزيد ضعيف، ورواه البزار بنحوه، ورجاله ثقات.(3/103)
6841 - ابن عباس: قال له رجلٌ: إنِّي أجدُ في القرآن أشياء تختلفُ علىَّ، قال: ما هو؟
قال: {فَلا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَسَاءَلُونَ} [المؤمنون: 101] وقال {فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ} [الصافات:50] وقال: {وَلا يَكْتُمُونَ الله حَدِيثاً} [النساء: 42] وقال {رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ} [الأنعام: 23] فقد كتموا، وفي النازعات {أم السَّمَاءُ بَنَاهَا} - إلى قوله: {دَحَاهَا} فذكر خلق السماء قبل خلق الأرض، ثم قال: {أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ - إلى طَائِعِينَ} [فصلت: 9: 11] فذكر في هذه خلق الأرض قبل خلق السماء، وقال {وَكَانَ الله غَفُوراً رَحِيماً} [النساء: 96] {وَكَانَ الله عَزِيزاً حَكِيماً} [النساء: 158] {وَكَانَ الله سَمِيعاً بَصِيراً} [النساء: 134] فكأنه كان ثمَّ مضى، قال ابن عباسٍ: فلا أنساب بينهم في
[ص:104] النفخة الأولى، ينفخُ في الصور فصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله (فَلا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ عند ذلك وَلا يَتَسَاءَلُونَ) [المؤمنون: 101] ثمَّ في النفخة الآخرة {فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ} [الصافات:50]، وأما قولهم {رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ} [الأنعام: 23] فختم الله على أفواههم فتنطقُ جوارحُهم بأعمالهم، فعند ذلك عرف أنَّ الله لا يكتم حديثًا وعنده، {رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ} [الحجر:2] {خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ} [فصلت: 9] {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَات} [البقرة: 29] في يومين آخرين، ثمَّ دحا الأرض أي: بسطها، وأخرج منها الماء والمرعى، وخلق فيها الجبال والأشجار والآكام وما بينهما في يومين آخرين، فذلك قولُه: {وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا} [النازعات:30]، فخلقت الأرض وما فيها من شيء في
أربعة أيامٍ، وخلقت السموات في يومين، وقوله {وَكَانَ الله غَفُوراً رَحِيماً} [النساء: 96] سمَّى نفسهُ ذلك، أي: لم يزل ولا يزالُ كذلك، وإنَّ الله لم يرد شيئًا إلا أصاب به الذي أراد، ويحك فلا يختلفُ عليك القرآنُ، فإنَّ كلاً من عند الله. للبخاري (1).
_________
(1) البخاري قبل حديث (4816).(3/103)
6842 - وعنه: لما أصاب النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - قريشًا يوم بدرٍ وقدم المدينة جمع اليهود في سوق بني قينقاع، فقال: ((أسلمُوا قبل أن يصيبكُم مثلُ ما أصاب قريشًا))، قالُوا: يا محمد لا يغرنك من نفسك أن قتلت نفرًا من قريشٍ أغمارًا لا يعرفون القتال، إنك لو قاتلتنا لعرفت أنا نحنُ الناسُ، وأنك لن تلق مثلنا، فأنزل الله في ذلك: {قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ - إلى قوله {فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ الله} [آل عمران: 12: 13] ببدرٍ وأخرى كافرةٌ. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (3001). وقال المنذري في ((مختصره)) 4/ 232 - 233: في إسناده محمد بن إسحاق، ومصرف بن عمرو. قلت: وهو ضعيف. وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (647).(3/104)
6843 - الأعمش تلا: {شَهِدَ الله أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} - إلى- {الإِسلامُ} [آل عمران: 18] ثم قال: وأنا أشهدُ بما شهد بهِ الله، وأستودع الله هذه الشهادة، وهي عند الله وديعةُ، فسئل عن ذلك فقال: حدثني أبو وائل عن عبد الله رفعه: ((يجاءُ بصاحبها يوم القيامة فيقولُ الله تعالى: عبدي عهدٌ إلىَّ وأنا أحقُّ من وفىَّ بالعهد، أدخلوا عبدي الجنة)). للكبير بضعف (1).
_________
(1) الطبراني 10/ 199 (10453). وقال الهيثمي 6/ 329: فيه: عمر بن المختار، وهو ضعيف.(3/104)
6844 - ابن مسعود رفعه: ((إنَّ لكل نبيِّ ولاةً من النبيين، وإنَّ وليِّى أبي وخليل ربي إبراهيمُ، ثمَّ قرأ: {إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَالله وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ} [آل عمران:68])). للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (2995)،وصححه الألباني في صحيح الترمذي (2394).(3/104)
6845 - ابن عباس قال: آلُ إبراهيمً وآلُ عمرانَ المؤمنون منْ آل إبراهيمَ وآلِ عمرانَ وآلِ يس وآلِ محمدٍ، يقولُ الله: {إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ} [آل عمران: 68]، وهم المؤمنون، {وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَالله وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ}. للبخاري بلا إسنادٍ (1).
_________
(1) البخاري تعليقا قبل حديث (3431).(3/105)
6846 - وعنه: تفسيرُ قول المرأة الصالحة: {إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّراً} [آل عمران: 35]، أي: خالصًا للمسجد يخدمهُ.(3/105)
6847 - وعنه: {إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ} [آل عمران: 44] اقترعُوا فجرت أقلامهم مع الجرية، وعالَ قلم زكرياء الجرية. هي للبخاري في تراجم (1).
_________
(1) البخاري معلقا قبل حديث (2686).(3/105)
6848 - وعنه: كان رجلٌ من الأنصار أسلم ثم ارتدَّ ولحق بالشركِ، ثم ندمَ، فأرسل إلى قومه، سلُوا لي النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - هل لي من توبةٍ؟
فسألوهُ فنزلت {كَيْفَ يَهْدِي الله قَوْماً كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِم} - إلى - {غَفُورٌ رَحِيمٌ} [آل عمران: 86: 89] فأرسل إليه فأسلم. للنسائي (1).
_________
(1) النسائي 7/ 107. وقال الألباني: صحيح الإسناد في ((صحيح النسائي)) (3792).(3/105)
6849 - ابن عمر: حضرتني هذه الآيةُ: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} [آل عمران: 92] فذكرتُ ما أعطاني الله تعالى فلم أجد شيئًا أحبَّ إليَّ من مرجانةِ جاريةٍ لي روميةٍ فقلتُ: هي حرةٌ لوجهِ الله، فلو أني أعودُ في شيءٍ جعلتهُ لله لنكحتُها. للبزار بخفي (1).
_________
(1) قال الهيثمي (6/ 329): رواه البزار وفيه من لم أعرفه.(3/105)
6850 - ابن مسعود: {اتَّقُوا الله حَقَّ تُقَاتِه} [آل عمران: 102] أنْ يطاع فلا يعصى، وأن يشكر فلا يكفر، وأن يذكر فلا ينسى. للكبير (1).
_________
(1) الطبراني 9/ 92 (8501). وقال الهيثمي (6/ 329): رواه الطبراني بإسنادين رجال أحدهما رجال الصحيح والآخر ضعيف.(3/105)
6851 - أبو غالب: رأى أبو أمامة رءوسًا منصوبةً على درج دمشق فقال: كلابُ النارِ، شرُ قتلى تحت أديم السماءِ، خيرُ قتلى من قتلُوه، ثم قرأ {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ} الآية [آل عمران: 106] الآية، قلتُ لهُ: أنت سمعتهُ من
[ص:106] النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -؟
قال: لو لم أسمعهُ إلا مرة أو مرتين أو ثلاثًا حتى عدَّ سبعًا ما حدثتكمُوهُ (1).
_________
(1) الترمذي (3000). وقال الترمذي: حديث حسن، وابن ماجة (176)،وقال الألباني في صحيح الترمذي (6851): حسن صحيح.(3/105)
6852 - بهز بن حكيم: عن أبيه عن جده رفعه: (({كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} [آل عمران: 110] أنتم تتمون سبعين أمةٍ أنتم خيرها وأكرمُها على الله)). هما للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (3001). وقال: حديث حسن، وابن ماجة (4287)،والدارمي (2760). وقال الألباني: حسن. ((صحيح الترمذي)) (2399).(3/106)
6853 - ولأحمد والكبير عن ابن عباس: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّة} [آل عمران: 110] الآية. همُ الذين هاجروا إلى المدينةِ (1).
_________
(1) أحمد 1/ 319، 324، 354. وقال الهيثمي 6/ 330: رواه أحمد والطبراني، ورجال أحمد رجال الصحيح. وجود الحافظ في الفتح 8/ 225 إسناد هذا الحديث.(3/106)
6854 - ابن عباس: لما أسلم عبدُ الله بنُ سلام وثعلبةُ بنُ سعيدٍ وأسدُ بن عبيد، ومن أسلم من يهودٍ، قالت أحبارهُمْ: ما آمن بمحمدٍ إلاَّ شرارُنا، ولو كانُوا من خيارنا ما تركُوا دين آبائهم، فأنزل الله {لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَاب - إلى - مِنَ الصَّالِحِينَ} [آل عمران: 113: 114]. للكبير (1).
_________
(1) الطبراني في الكبير 2/ 87 (1388). وقال الهيثمي 6/ 327: رواه الطبراني ورجاله ثقات.(3/106)
6855 - أبو أمامة رفعه: (({يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ}
- إلى- {تَعْقِلُونَ} [آل عمران: 118] قالوا: همُ الخوارجُ. للكبير (1).
_________
(1) الطبراني في الكبير 8/ 271 (8047). وقال الهيثمي 6/ 327: رواه الطبراني وإسناد جيد.(3/106)
6856 - جابر: فينا نزلت {إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلا وَالله وَلِيُّهُمَا} [آل عمران: 122] قال: نحنُ الطائفتان بُنو حارثة وبنو سلمة، وما يسرني أنها لم تنزل لقول الله والله وليهما. للشيخين (1).
_________
(1) البخاري (4558)، مسلم (2505).(3/106)
6857 - أبو هريرة: جاء رجلٌ إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: أرأيت قوله {وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ} [آل عمران: 133] فأين النارُ؟
قال: ((أرأيت الليلَ فالتبس كلُ شيءٍ فأين النهارُ؟))
قال: حيثُ شاء الله، قال: ((فكذلك حيثُ شاء الله)). للبزار (1).
_________
(1) البزار كما في ((كشف الأستار)) (2196). وقال الهيثمي 2/ 327: رواه البزار ورجاله رجال الصحيح.(3/107)
6858 - ابن عمر: كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يدعُو على صفوان بن أمية وسهيل بن عمرو والحارث بن هشامٍ، فنزلت {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْء} - إلى- {فَإِنَّهُمْ ظَالِمُون} [آل عمران: 128]. للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (4070).(3/107)
6859 - وللترمذي: قال النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -: ((اللهمَّ العن أبا سفيان، اللهمَّ العن الحارث بن هشامَ، اللهمَّ العن صفوانَ بن أميةَ))، فنزلت {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُم} [آل عمران: 128] فتاب عليهم، فأسلمُوا فحسن إسلامُهُم. وللنسائي نحوه (1).
_________
(1) الترمذي (3004)، والنسائي 2/ 203، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، يستغرب من حديث عمر بن حمزة، عن سالم، عن أبيه. وأصله عند البخاري (4559).(3/107)
6860 - ابن مسعود: ما كنتُ أرى أنَّ أحدًا من أصحاب النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - يريدُ الدنيا حتَّى نزلت فينا يوم أحدٍ {مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَة} [آل عمران: 152]. لأحمد والكبير (1).
_________
(1) أحمد 1/ 463، والطبراني في ((الأوسط)) 2/ 106 (1399)، وقال الهيثمي 6/ 328: رواه الطبراني في ((الأوسط))، وأحمد في حديث طويل، تقدم في وقعة أحد، ورجال الطبراني ثقات. وقال (6/ 112): رواه أحمد وفيه عطاء بن السائب وقد اختلط، تحت باب غزوة أحد.(3/107)
6861 - ابن عباس: نزلت هذه الآيةُ: {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُل} [آل عمران: 161] في قطيفةٍ حمراء فقدت يوم بدرٍ، فقال بعضُ القوم: لعلَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخذها، فأنزل الله الآية. للترمذي وأبى داود (1).
_________
(1) أبو داود (3971)، والترمذي (3009)، وقال: حسن. وصححه الألباني في صحيح أبي داود (3360).(3/107)
6862 - وعنه: {إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُم} - إلى - {وَقَالُوا حَسْبُنَا الله وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} [آل عمران: 173] قالها إبراهيمُ حين ألقى في النارِ، وقالها محمدٌ - صلى الله عليه وسلم - حين {قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ}. للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (4563).(3/108)
6863 - أبو سعيد: أنَّ رجالاً من المنافقين كانُوا إذا خرج النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إلى الغزو تخلفُوا عنه {فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلافَ رَسُولِ الله} [التوبة: 81] فإذا قدم - صلى الله عليه وسلم - اعتذروا إليه وحلفوا لهُ وأحبُّوا أنَّ يحمدُوا بما لم يفعلُوا، فنزلت {لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا} [آل عمران: 188] الآية. للشيخين (1).
_________
(1) البخاري (4567)، ومسلم (2777).(3/108)
6864 - حميد بن عبد الرحمن بن عوف: أنَّ مروان قال لبوابه: اذهب يا رافعُ إلى ابن عباسٍ، فقل: لئن كان كلُ امرئ منَّا فرحَ بما أتى وأحب أن يحمد بما لم يفعل معذبًا لنعذبنَّ أجمعون، فقال ابنُ عباسٍ: ما لكمْ ولهذه الآية: إنما نزلتْ في أهلِ الكتابِ، ثم تلا ابن عباس: {وَإِذْ أَخَذَ الله مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ} [آل عمران: 187] الآية، وتلا: {لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا} [آل عمران: 188] وقال ابنُ عباسٍ: سألهمُ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - عن شيءٍ فكتمُوه إياهُ وأخبروهُ بغيره، فأروه أن قد استحمدُوا إليه بما أخبروهُ عنه فيما سألهم، وفرحُوا بما أُتوا من كتمانهم إياهُ ما سألهم عنه. للشيخين والترمذي (1).
_________
(1) البخاري (4568)، ومسلم (2778)، والترمذي (3014).(3/108)
6865 - ابن عباس: ما من برٍّ ولا فاجرٍ إلاَّ والموتُ خيرٌ لهُ ثمَّ تلا: {إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْماً} وتلا {وَمَا عِنْدَ الله خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ} [آل عمران: 178: 179]. لرزين (1).
_________
(1) الطبراني في الكبير 9/ 151 (8759).(3/108)
6866 - (أم سلمة) قلتُ: يا رسول الله، لا أسمعُ الله تعالى ذكر النساءٍِ في الهجرة لشيءٍ فأنزل الله تعالى {أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْض} - إلى - {حُسْنُ الثَّوَابِ} [آل عمران: 195]. للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (3023). وقال الألباني: صحيح. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (2420).(3/108)
سورة النِّسَاء(3/109)
6867 - عائشة: سألها عروة عن قوله تعالى: {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى - إلى- أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} [النساء: 3] قالت: يا ابنَ أختي: هذه اليتيمةُ تكونُ في حجر وليها فيرغبُ في جمالها ومالها ويريدُ أن ينتقصَ صداقها، فنهوا عن نكاحِهنَّ إلا أنْ يقسطُوا لهنَّ في إكمالِ الصداقِ، وأمرُوا بنكاح من سواهنَّ، قالتْ عائشةُ: فاستفتى الناسُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد ذلك، فأنزل الله تعالى: {وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ - إلى وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ} [النساء: 127] فبين لهم أنَّ اليتيمة إذا كانت ذات جمالٍ ومالٍ رغبوا في نكاحها ولم يلحقوها بسنتها في إكمال الصداق، وإذا كانت مرغوبةً عنها في قلةِ المالِ والجمالِ تركوها والتمسُوا غيرها من النساءِ قال: فكما يتركونها حين يرغبون عنها فليس لهم أن ينكحوها إذا رغبُوا فيها إلاَّ أن يقسطُوا لها ويعطُوها حقَّها الأوفى من الصداق (1).
_________
(1) البخاري (5092)، ومسلم (3018).(3/109)
6868 - وفي رواية: يا ابن أختي هي اليتيمةُ تكونُ في حجرِ وليِّها تشاركُهُ في مالهِ فيعجبُهُ مالُها وجمالُها، ويريدُ أن يتزوجها بغير أن يقسط في صداقها، فيعطيها مثل ما يعطيها غيرهُ، فنهوا عن نكاحهنَّ إلا أن يقسطُوا لهنَّ ويبلغُوا لهنَّ أعلى سنتهنَّ من الصداقِ.
وفيه: قالت والذي ذكر الله، أنَّهُ يتلى عليكم في الكتاب الآيةُ الأولى التي قال فيها: {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُم} [النساء: 3] قالت وهو قولُ الله تعالى في الآية الأخرى: {وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنّ} [النساء: 127] رغبةُ أحدكُم عن يتيمته التي تكونُ في حجره حين تكونُ قليلة المالِ، فنهو أن
[ص:110] ينكحُوا ما رغبوا في مالها وجمالها من يتامى النساءِ إلاَّ بالقسط من أجلِ رغبتهم عنهنَّ. للشيخين وأبي داود والنسائي (1).
_________
(1) البخاري (2494)، ومسلم (3018).(3/109)
6869 - وعنها: {وَمَنْ كَانَ غَنِيّاً فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ} [النساء: 6] إنما أنزلتْ في والي اليتيم إذا كان فقيرًا، أنهُ يأكلُ منهُ مكان قيامهِ عليهِ بمعروفٍ. (1) للشيخين.
_________
(1) البخاري (4575)، ومسلم (3019).(3/110)
6870 - ابن عباس: {وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ} [النساء: 8] إنَّ ناسًا يزعمونَ إنَّ هذه الآيةِ نسختْ، لا والله ما نسخت، ولكنْ مما تهاون الناسُ بها، وهما واليان والٍ يرثُ، وذلك الذي يرزقُ، ووالٍ لا يرثُ، وذلك الذي يقولُ بالمعروفٍ ويقولُ لا أملكُ لك أن أعطيك. للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (2759).(3/110)
6871 - جابر: اشتكيتُ، وعندي سبعُ أخواتٍ فدخل علَّى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - فنفخ في وجهي فأفقتُ فقلتُ: يا رسول الله! ألا أوصي لأخواتي بالثلثين؟
قال: ((أحسنُ))، قلتُ: الشطرِ؟
قال: ((أحسنُ))، ثم خرج وتركني، فقال: ((يا جابرُ! لا أراك ميتًا من وجعك هذا، وإنَّ الله قد أنزل فبينَّ الذي لأخواتك فجعلَ لهنَّ الثلثين))، فكان جابرٌ يقولُ: أنزلت فيَّ هذه الآيةُ: {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ الله يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَة} [النساء: 176] (1).
_________
(1) أبو داود (2887).وصححه الألباني في صحيح أبي داود: (2510).(3/110)
6872 - وفي رواية: وكان لهُ تسعُ أخواتٍ (1).
_________
(1) الترمذي (2097).(3/110)
6873 - وفي أخرى: فلم يرد عليه شيئًا، فقلتُ: لا يرثني إلاَّ كلالةً فكيفَ الميراثُ؟ فنزلت: {يُوصِيكُمُ الله فِي أَوْلادِكُمْ} [النساء: 11] (1).
_________
(1) البخاري (5676)، ومسلم (1616) (8).(3/110)
6874 - وفي أخرى: فلم يرد علىَّ شيئًا حتى نزلت آيةُ الميراث: {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ الله يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَة} (1).
_________
(1) مسلم (1616).(3/111)
6875 - وفي أخرى: فقلت يا نبيَّ الله كيفَ أقسمُ مالي بين ولديَّ؟
فلم يردَّ علىَّ شيئًا فنزلت: {يُوصِيكُمُ الله} الآية (1). للشيخين وأبي داود والترمذي.
_________
(1) البخاري (4577)، ومسلم (1616) (6).(3/111)
6876 - وعنه: خرجنا مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - حتى جئنا امرأةً من الأنصارِ في الأسواقِ، فجاءتْ بابنتين لها فقالت: يا رسولَ الله، هاتانِ ابنتا ثابتِ بن قيسٍ، قتل معك يوم أحدٍ، وقد استفاء عمهما مالَهما وميراثَهما كلَّه، فلم يدع لهما مالاً إلا أخذهُ، فما ترى يا رسول الله؟ فوالله لا تنكحان أبدًا إلا ولهما مالٌ، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((يقضي الله في ذلك))، ونزلت سورة النساء {يُوصِيكُمُ الله فِي أَوْلادِكُمْ} الآية، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((ادعُوا لي المرأة وصاحبها))، فقال لعمِّهما: ((أعطهما الثلثين، وأعط أمهما الثمن، وما بقي فهو لك)) (1).
_________
(1) أبو داود (2891)، وقال: أخطأ بشر فيه، إنما هما ابنتا سعد بن الربيع، وثابت بن قيس قتل يوم اليمامة، وكذا قال البيهقي 6/ 229، قال المنذري في ((مختصر أبي داود)) 4/ 167:= =فيه: عبد الله بن محمد بن عقيل: اختلف الأئمة في الاحتجاج بحديثه، صححه الحاكم 4/ 334، ووافقه الذهبي. وحسنه الألباني في صحيح أبي داود (2514) قال: لكن ذكر ثابت فيه خطأ, والمحفوظ أنه سعد بن الربيع. وقد أخرجه على الصواب: الترمذي (2092)،وانظر التعليق الآتي.(3/111)
6877 - وفي رواية: أن امرأةً سعد بن الربيع قالت: إنَّ سعدًا هلك وترك ابنتينِ بنحوه. لأبي داود وقال هذا هو الصواب وللترمذي: جاءت امرأة سعد ابن الربيع بابنتيها من سعد إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - بنحوه (1).
_________
(1) أبو داود (2829)، والترمذي (2092)، وقال: صحيح. وحسنه الألباني في صحيح أبي داود (2514).(3/111)
6878 - (ابن عباس) {وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ} [النساء: 15]، قال: كنَّ يحبسن في البيوت حتى يمتن فلمَّا نزلت سورةُ النورِ ونزلت الحدودُ نسختها. للبزار (1).
_________
(1) البزار كما في ((كشف الأستار)) (2199)، وقال: لا نعلمه يروى بهذا اللفظ إلا عن ابن عباس. وقال الهيثمي 7/ 2: رجاله رجال الصحيح، غير موسى بن إسحاق الأنصاري وهو ثقة.(3/111)
6879 - ولمسلمٍ عن عبادة بن الصامت: كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إذا أنزل عليه، كَرُبَ لذلك وتربد وجهُهُ، فأنزل عليه ذات يومٍ فلقي كذلك، فلمَّا سرى عنهُ قال: َ ((خذوا عنِّي، فقد جعل الله لهنَّ سبيلاً، البكرُ بالبكر جلدُ مائةٍ ونفيُ سنةٍ، والثيبُ بالثيب جلدُ مائةٍ والرجمُ)) (1).
_________
(1) مسلم (1690).(3/112)
6880 - وعنه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهاً وَلا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُن} [النساء: 19] قال: كانوا إذا مات الرجلُ، كان أولياؤهُ أحق بامرأتهِ إن شاء بعضهُم تزوجها وإن شاءوا زوجوها وإن شاءوا لم يزوجوها فهم أحقُ بها من أهلها، فنزلت هذه الآيةُ في ذلك. للبخاري وأبى داود (1).
_________
(1) البخاري (4579)، وأبو داود (2089).(3/112)
6881 - وله في رواية: أنَّ الرجلَ كانَ يرثُ امرأةً ذي (قرابةٍ) (1) فيعضلها حتى تموت فيرثها، أو تردُّ إليه صداقها، فأحكم الله عن ذلك (2).
_________
(1) في (ب): ذي قرابته.
(2) أبو داود (2090)، وصححه الألباني في ((صحيح أبي داود)) (1840).(3/112)
6882 - وعنه: {لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ} [النساء: 29] كان الرجلُ يتحرجُ أن يأكل عند أحدٍ من الناسِ بعدما نزلت هذه الآيةُ فنسخ ذلك بالآية الأخرى التي في النور فقال: {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَأْكُلُوا جَمِيعاً أَوْ أَشْتَاتاً} [النور: 61] ليس عليكم جناح أن تأكلوا من بيوتكم - إلى قوله - أشتاتا فكان الرجلُ الغنىُّ يدعُوا الرجل من أهلهِ فيقولُ: إني لأجنحُ أن آكل منهُ، والتجنحُ: الحرجُ، ويقولُ: المسكينُ أحقُ به منِّي، فأحلَّ في ذلك أن يأكلُوا مما ذكر اسمُ الله عليه، وأحِلَّ طعامُ أهل الكتاب. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (3753)، وحسنه الألباني في صحيح أبي داود (3192).(3/112)
6883 - وللكبير عن ابن مسعود: قال إنها محكمةُ ما نسختْ (1).
_________
(1) الطبراني 10/ 93 (10061)، وقال الهيثمي (7/ 6): رواه الطبراني ورجاله ثقات.(3/112)
6884 - أم سلمة: قلتُ: يا رسولَ الله، يغزوا الرجالُ ولا يغزو النساءُ، وإنما لنا نصفُ ميراثٍ، فأنزل الله تعالى: {وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ الله بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ} [النساء: 32] قال مجاهدٌ: وأنزل فيها: {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ} [الأحزاب: 35] وكانت أمُّ سلمة أولُ ظعينةٍ قدمت المدينةَ مهاجرةً. للترمذي وقال هو مرسلٌ (1).
_________
(1) الترمذي (3022). قال الترمذي هذا حديث مرسل. ورواه بعضهم عن ابن أبي نجيح عن مجاهد مرسل أن أم سلمة قالت كذا وكذا. وقال الألباني: صحيح الإسناد، انظر ((صحيح الترمذي)) (2419).(3/113)
6885 - ابن عباس: {وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِي} [النساء: 33] ورثةٌ، {وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُم} [النساء: 33] كانَ المهاجرون لما قدموا المدينة يرثُ المهاجرُّ الأنصاريَّ دون ذوى رحمهم، للأخوة التي آخى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بينهم، فلما نزلت {وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِي} نسختها ثمَّ قال {وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُم} من النصر والرفادة والنصيحة وقد ذهب الميراثُ ويوصي لهُ. للبخاري وأبي داود (1).
_________
(1) البخاري (4580)، أبو داود (2921).(3/113)
6886 - داود بن الحصين: كنتُ أقرأ على أم سعدِ بنت الربيع وكانت يتيمةً في حجر أبى بكرٍ فقرأت {وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُم} فقالت: لا تقرأ {وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُم} إنما نزلت في أبى بكرٍ وابنه عبد الرحمن حين أبى الإسلام فحلف أبو بكرٍ أن لا يورثه فلمَّا أسلم أمرهُ الله أن يورثهُ نصيبهُ، زاد في روايةٍ: فما أن أسلم حتى حمل علي الإسلام بالسيف. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (2923)، وقال المنذري في ((مختصره)) 4/ 189: في إسناده محمد بن إسحاق. وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (626).(3/113)
6887 - مالك بلغه: أنَّ عليًا قال في الحكمين الذين قال الله فيهما {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلاحاً يُوَفِّقِ الله بَيْنَهُمَا إِنَّ الله كَانَ عَلِيماً خَبِيراً} [النساء:35] إنَّ إليهما الفرقةُ والاجتماعَ (1).
_________
(1) مالك (2/ 456).(3/113)
6888 - أنس: {إِنَّ الله لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا} [النساء: 40] قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن الله لا يظلمُ مؤمنًا حسنةً يعطى بها في الدنيا ويجزى بها في الآخرة، وأما الكافر فيطعم بحسنات
[ص:114] ما عمل بها لله في الدنيا حتى إذا أفضى إلى الآخرة لم يكن له حسنةٌ يجزى بها)). لمسلم (1).
_________
(1) مسلم (2808).(3/113)
6889 - على: صنعَ لنا ابنُ عوفٍ طعامًا فدعانا فأكلنا وسقانا خمرًا قبل أن تحرمَ فأخذت منا وحضرت الصلاةُ فقدموني فقرأتُ: قل يا أيها الكافرون، لا أعبدُ ما تعبدون، ونحنُ نعبدُ ما تعبدون، فخلطتُّ فنزلت: {لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُون} [النساء: 43]. لأبى داود والترمذي بلفظه (1).
_________
(1) أبو داود (3671)، والترمذي (3026)، وقال: حسن صحيح غريب. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (2422).(3/114)
6890 - وعنه: ما في القرآن آيةٌ أحبُّ إلىَّ من هذه {إِنَّ الله لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاء} [النساء: 48]. للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (3037)، وقال: حسن غريب. وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (580).(3/114)
6891 - ابن عباس: نزل {وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} [النساء: 59] الآية، في عبدِ الله بن حذافةِ السهمىِّ إذ بعثهُ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - في سريةٍ. للستة إلا مالكًا (1).
_________
(1) البخاري (4584)، ومسلم (1834).(3/114)
6892 - وعنه: {وَمَا لَكُمْ لا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الله وَالْمُسْتَضْعَفِينَ} [النساء: 75] إلى قوله {الظَّالِمِ أَهْلُهَا} قال كنتُ أنا وأمي من المستضعفين. للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (4587).(3/114)
6893 - وعنه: أنَّ عبد الرحمن بن عوفٍ وأصحابًا له أتوا النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - بمكةَ فقالُوا: يا رسول الله إنَّا كنا في عزٍ ونحنُ مشركون فلما آمنا صرنا أذلةً، فقال: ((إني أمرتُ بالعفو فلا تقاتلُوا)) فلمَّا حولهُ الله إلى المدينة أمر بالقتالِ فكفوا فنزل {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ} - إلى قوله - {وَلا تُظْلَمُونَ فَتِيلاً} [النساء: 77]. للنسائي (1).
_________
(1) النسائي 6/ 2، وقال الألباني: صحيح الإسناد ((صحيح النسائي)) (2891).(3/114)
6894 - وعنه: كان أبو برزة الأسلمىُّ كاهنًا يقضي بين اليهودِ فيما تنافروا إليه، فتنافرَ إليه ناسٌ من المسلمين فنزل {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِك - إلى وَتَوْفِيقاً} [النساء: 62]. للكبير (1).
_________
(1) الطبراني في الكبير 11/ 373 (12045)،قال الهيثمي 7/ 6: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.(3/115)
6895 - عائشة: جاءَ رجلٌ إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله إنك لأحبُّ إلىَّ من نفسي ومن ولدي، وإني لأكون في البيت فأذكرُ فما أصبرُ حتى آتي فأنظر إليك، وإذا ذكرتُ موتي وموتك عرفتُ أنك إذا دخلتَ الجنة رفعت مع النبيين، وأني إذا دخلتُ الجنة خشيتُ أن لا أراك، فلم يردَّ عليه شيئًا حتى نزل جبريلُ بهذه الآيةِ: {وَمَنْ يُطِعِ الله وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ الله عَلَيْهِم} - إلى - {وَالصَّالِحِينَ} [النساء: 69]. للأوسط والصغير (1).
_________
(1) الطبراني في ((الأوسط)) (477). وقال الهيثمي 7/ 10: رواه الطبراني في الصغير والأوسط، ورجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن عمران العابدي وهو ثقة.(3/115)
6896 - الحسن: {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا} [النساء: 86] لأهلِ الإسلام {أَوْ رُدُّوهَا} [النساء: 86] على أهل الشرك. للموصلى (1).
_________
(1) أبو يعلى 3/ 100 (1531)، ورجاله ثقات، قاله الهيثمي 7/ 7.(3/115)
6897 - خارجة بن زيد: سمعتُ زيد بن ثابتٍ في هذا المكان يقولُ: أنزلت هذه الآيةُ: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا} [النساء: 93] بعد التي في الفرقانِ: {وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ الله إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ الله إِلَّا بِالْحَقّ} [الفرقان: 68] بستةِ أشهرٍ. لأبي داود والنسائي (1).
_________
(1) أبو داود (4272)، النسائي (7/ 87)، وقال الألباني في ((ضعيف أبي داود (919))): منكر.(3/115)
6898 - وله في رواية: بثمانيةِ أشهرٍ (1).
_________
(1) النسائي (7/ 87)، وقال الألباني في ((صحيح النسائي)): حسن صحيح.(3/115)
6899 - وله في أخرى: لما أنزلت {أَشْفَقْنَ مِنْهَا} فنزلت الآيةُ التي في الفرقان (1).
_________
(1) النسائي (7/ 87)، وقال الألباني: منكر.(3/115)
6900 - سعيد بن جبير: قلت لابن عباسٍ: ألمن قتل مؤمنًا متعمدًا من توبةٍ؟
قال: لا، فتلوتُ عليه آية الفرقان، فقال: هذه آيةٌ مكيةٌ نسختها آيةٌ مدنيةٌ: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً} [النساء: 93] (1).
_________
(1) مسلم (3023).(3/116)
6901 - وفي روايةٍ: قال ابنُ عباسٍ: نزلت هذه الآيةُ بمكة: {وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ الله إِلَهاً آخَرَ - إلى قوله مهانا} [الفرقان: 68] فقال: المشركون وما يغني عنا الإسلامُ، وقد عدلنا بالله، وقتلنا النفسَ التي حرم الله، وأتينا الفواحش، فأنزل الله: {إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا} الآية [الفرقان: 70].
زاد في روايةٍ: فأما من دخل في الإسلام وعقله، ثم قَتل فلا توبةَ له (1). للشيخين وأبي داود والنسائي.
_________
(1) البخاري (4765)، ومسلم (3023).(3/116)
6902 - ابن عباس: سُئل عمنْ قتل مؤمنًا متعمدًا ثمَّ تاب وآمن وعمل صالحًا ثمَّ اهتدى، فقال ابنُ عباسٍ: فأنى له التوبةُ، سمعتُ نبيكُم - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: ((يجيءُ المقتولُ متعلقًا بالقاتلِ، تشخبُ أوداجُه دمًا، يقول يا رب، سل هذا فيم قتلني؟))
ثمَّ قال: والله لقد أنزلها الله ثمَّ ما نسخها. للترمذي والنسائي بلفظه (1).
_________
(1) النسائي 7/ 85، والترمذي (3029)، وقال: حسن غريب. وصححه الألباني في صحيح النسائي (3740)(3/116)
6903 - أبو مجلز: {فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّم} [النساء: 93] قال: هي جزاؤه، فإن شاء الله أن يتجاوز عن جزاءه فعل. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (4276)، وقال الألباني: حسن مقطوع (3595).(3/116)
6904 - ابن عباس: لقي ناسٌ من المسلمين رجلاً في غنمةٍ لهُ، فقال السلامُ عليكم، فأخذوه فقتلُوه، وأخذُوا تلك الغنيماتِ، فنزلت: {وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً} [النساء: 94] وقرأها ابن عباسٍ {السلام} (1). للترمذي وأبي داود والشيخين بلفظهما.
_________
(1) البخاري (4591)، ومسلم (3025).(3/116)
6905 - وعنه: {لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [النساء: 95] عن بدرٍ والخارجون إليها (1). للبخاري.
_________
(1) البخاري (3954).(3/116)
6906 - زاد الترمذي: لمَّا نزلت غزوةُ بدرٍ، قال عبدُ الله بنُ جحشٍ وابن أمِّ مكتوم: إنا أعميان يا رسول الله، فهل لنا رخصةٌ؟
فنزلت: {لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} [النساء: 95]، {فَضَّلَ الله الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً} [النساء: 95] فهؤلاء القاعدون غيرُ أولى الضرر {وَفَضَّلَ الله الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً دَرَجَاتٍ مِنْه} [النساء: 96] على القاعدين من المؤمنين غير أولي الضرر (1).
_________
(1) الترمذي (3032)، قال الألباني: صحيح دون قوله (لما نزلت) ((صحيح الترمذي)).(3/117)
6907 - محمدٌ بن عبد الرحمن: قطع على أهل المدينة بعثٌ، فاكتتبت فيه فلقيتُ عكرمةَ مولى ابن عباسٍ فأخبرتُهُ فنهاني عن ذلك أشدَّ النهي، ثمَّ قال: أخبرني ابنُ عباسٍ أنَّ ناسًا من المسلمين كانُوا مع المشركين يكثرون سواد المشركين على عهدِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، يأتي السهمُ يرمى به فيصيبُ أحدهُم فيقتلهُ أو يضربُ فيقتل، فأنزل الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ} [النساء: 97] الآية. للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (4596).(3/117)
6908 - ابن عباس: خرج ضمرةُ بنُ جندب مهاجرًا، قال لأهلِهِ احملوني من أرضِ المشركين إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فمات في الطريقِ، فنزل {وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِراً إِلَى الله وَرَسُولِهِ} - {رَحِيماً} [النساء: 100]. للموصلي (1).
_________
(1) أبو يعلى 5/ 81 (2679). وقال الهيثمي 7/ 10: رواه أبو يعلى ورجاله ثقات.(3/117)
6909 - يعلى بن أمية: قلتُ لعمر: {فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا} [النساء: 101] فقد أمن الناسُ فقال: عجبتُ مما عجبت منه، فسألتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك فقال: ((صدقةٌ تصدق الله بها عليكم، فاقبلُوا صدقتهُ)). لمسلم وأصحاب السنن (1).
_________
(1) مسلم (686).(3/117)
6910 - قتادة بن النعمان: كانَ أهلُ بيتٍ منَّا يقالُ لهم بنو أبيرق بشرٌ وبشيرٌ ومبشرٌ، وكان بشيرٌ رجلاً منافقًا يقولُ الشعر يهجُو به أصحاب النبيِّ - صلى الله
[ص:118] عليه وسلم - ثمَّ ينحلُه بعض العربِ، ثمَّ يقولُ: قال فلانٌ كذا وكذا، قال فلانٌ كذا وكذا فإذا سمع أصحابُ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ذلك الشعر قالوا: والله ما يقولُ هذا الشعر إلا هذا الخبيثُ، أو كما قال الرجلُ، وقالوا ابن الأبيرق قالها، قال وكانوا أهل بيتِ حاجةٍ وفاقةٍ في الجاهلية والإسلام، وكان الناسُ إنما طعامُهُم بالمدينة التمرُ والشعيرُ، وكان الرجلُ إذا كان لهُ يسارٌ، فقدمتْ ضافطةٌ من الدرمك،(3/117)
ابتاع الرجلُ منها فخصَّ بها نفسهُ، وأما العيالُ فإنَّما طعامهم التمرُ والشعيرُ فقدمت ضافطةُ من الشام، فابتاع عمي رفاعةُ بنُ زيدٍ حملاً من الدرمك فجعلهُ في مشربةٍ لهُ وفي المشربة سلاحٌ ودرعٌ وسيفٌ، فعدى عليه من تحتِ الليلِ، فنقبت المشربة وأخذ الطعامُ والسلاحُ، فلمَّا أصبح أتاني عمِّي فقال: يا ابن أخي: إنه قد عُدى علينا في ليلتنا هذه، فنقبت مشربتنا وذُهب بطعامنا وسلاحنا، فتجسسنا في الدار وسألنا، فقيل لنا قد رأينا بني أبيرقٍ استوقدوا في هذه الليلة، ولا نرى فيما نرى إلا على بعض طعامكُم، وكان بنو أبيرقٍ، قالوا ونحنُ نسألُ في الدار والله ما نرى صاحبكُمْ إلا لبيد بن سهلٍ رجلاً منالُهُ صلاحٌ وإسلامٌ، فلما سمع لبيدُ اخترط سيفه وقال: أنا أسرقُ، فوالله ليخالطنكُم هذا السيف أو لتبيننَّ هذه السرقةِ، قالوا إليك عنا أيها الرجلُ، فما أنت بصاحبها، فسألنا في الدار حتى لم نشك أنهم أصحابُها، فقال لي عمِّي: يا ابن أخي: لو أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكرت ذلك لهُ، فأتيتُهُ فقلتُ: إن أهل بيتٍ منَّا أهل جفاءٍ عمدُوا إلى (عمي) (1)
رفاعة بن زيدٍ فنقبُوا مشربتهُ وأخذُوا سلاحه وطعامهُ، فليردُّوا علينا سلاحنا، فأما الطعامُ فلا حاجة لنا فيه، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((سآمر في ذلك))، فلما سمع بنو أبيرقٍ أتوا رجلاً منهم يقالُ له: أسيرُ بنُ عروة فكلموهُ في ذلك، فاجتمع في ذلك أناسٌ من أهلِ الدارِ، فقالوا يا رسول الله إنَّ قتادة وعمَّهُ عمدُوا إلى أهل بيتٍ منا أهلِ إسلامٍ وصلاحٍ يرمونهم بالسرقةِ من غير بينةٍ ولا ثبت، قال قتادةُ: فأتيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فكلمتُهُ، فقال: عمدتَّ إلى أهلِ بيتٍ ذكر منهم إسلامٌ وصلاحٌ ترميهم بالسرقة من غير ثبتٍ ولا بينةٍ، فرجعتُ ولوددتُ أنى خرجتُ من بعض مالي، ولم أكلم النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - في ذلك
[ص:119] فأتاني عمِّي فقال: يا ابن أخي: ما سمعتَ؟
فأخبرتُهُ بما قال - صلى الله عليه وسلم -، فقال: الله المستعانُ، فلم نلبث أن نزل القرآنُ: {إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ الله وَلا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيماً} [النساء:105] بنى أبيرقٍ {وَاسْتَغْفِرِ الله} [النساء: 106] ما قلتُ لقتادة {إِنَّ الله كَانَ غَفُوراً رَحِيماً} [النساء: 106] {وَلا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ إِنَّ الله لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّاناً أَثِيماً} [النساء:107] {يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ - إلى رَحِيماً} [النساء: 108] أي: لو استغفروا الله لغفر لهم، {وَمَنْ يَكْسِبْ إِثْماً فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ - إلى قولهِ- وَإِثْماً مُبِيناً} [النساء: 111 - 112] قولُهم للبيد {وَلَوْلا فَضْلُ الله عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ - فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً} [النساء: 74 - 113] فلمَّا نزل القرآنُ أتى - صلى الله عليه وسلم - بالسلاح فردَّهُ إلى رفاعة، ولما أتيتُ عمِّي بالسلاح وكان يتحنى شيخًا قد عسى أو عشى في الجاهلية وكنتُ أرى إسلامه مدخولاً فلمَّا أتيتُهُ بالسلاح قال لي: يا ابن أخي: هو في سبيلِ الله فعرفتُ إنَّ إسلامه كان صحيحًا فلمَّا نزل القرآنُ لحق بشيرُ بالمشركين فنزل على سلافة بنت سعدِ بن سمية، فأنزل الله: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى - بَعِيداً} [النساء: 115 - 116]. فلما نزل على سلافة رماها حسانُ بنُ ثابتٍ بأبياتٍ من شعرٍ: فأخذت رحلهُ فوضعتهُ على رأسها، فخرجت فرمت به في الأبطح، ثمَّ قالت: أهديتَ إليَّ شعرَ حسان ما كنتُ تأتيني بخيرٍ. للترمذي (2).
_________
(1) من: (ب) ..
(2) الترمذي (3036)، وقال: حديث غريب، وقال الألباني في ((صحيح الترمذي)) (2432): حسن.(3/118)
6911 - أبو هريرة: لما نزلت: {من يعمل سوءًا يجز به}.
بلغت من المسلمين مبلغًا شديدًا، قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((قاربُوا وسددُوا، ففي كل ما يصابُ بهِ المسلمُ كفارةٌ حتَّى النكبةُ ينكبها أو الشوكةُ يشاكها)). لمسلم والترمذي (1).
_________
(1) مسلم (2574).(3/119)
6912 - وعن أبي بكرٍ الصديقِ: كنتُ عند النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فنزلت {مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ} [النساء: 123] الآية فقال: ((يا أبا بكر، ألا أقرئك آيةً أنزلت علىَّ؟))
قلتُ: بلى يا رسول الله فأقرأنيها، فلا أعلمُ إلا أنِّي وجدتُ في ظهري انقصامًا فتمطأتُ لها، فقال: ((ما شأنك يا أبا بكرٍ؟))
قلتُ: يا رسول الله بأبي أنت وأمي، وأينا لم يعمل سوءًا وإنا لمجزيون بما عملنا فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((أما أنت يا أبا بكرٍ والمؤمنون فتجزون بذلك في الدنيا حتَّى تلقوا الله وليس لكم ذنوبٌ، وأما الآخرون فيجمعُ ذلك لهم حتَّى يجزوا به يوم القيامةِ)). للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (3039). وقال: حديث غريب، وفي إسناده مقال موسى بن عبيدة يضعف في الحديث. وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (581).(3/120)
6913 - على بن زيد: عن أمه أنها سألت عائشة عن قول الله تعالى: {وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَو تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ الله} [البقرة: 284] وعن قولهِ: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ} [النساء: 123] فقالت: ما سألني عنها أحدٌ منذُ سألتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: ((هذه معاتبةُ الله العبدَ بما يصيبهُ من الحمَّى والنكبةِ حتَّى البضاعةُ يضعُها في يد قميصه فيفقدها فيفزعُ لها، حتى إنَّ العبد ليخرجُ من ذنوبه كما يخرجُ التبرُ الأحمرُ من الكيرِ)) (1).
_________
(1) الترمذي (2991). وقال: حديث غريب من حديث عائشة، لا نعرفه إلا من حديث حماد بن سلمة. وقال الألباني في ضعيف الترمذي (574): ضعيف الإسناد.(3/120)
6914 - (ابن عباس): خشيت سودةُ أن يطلقها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت: لا تطلقني وأمسكني، واجعل يومي لعائشة، ففعل فنزل: {فَلا جُنَاحَ عَلَيهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحاً وَالصُّلْحُ خَيْرٌ} [النساء: 128] فما اصطلحا عليهِ من شيءٍ فهو جائز. هما للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (3040). وقال الألباني في ((صحيح الترمذي)) (2434): صحيح.(3/120)
سورة المائدة(3/121)
6915 - ابن عمرو بن العاص: أنزلت على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - سورةُ المائدةِ وهو راكبٌ على راحلتهِ، فلم تستطع أن تحملهُ فنزل عنها. لأحمد (1).
_________
(1) أحمد 2/ 176، وقال الهيثمي 7/ 16، رواه أحمد، وفيه: ابن لهيعة والأكثر على ضعفه، وقد يحسن حديثه، وبقية رجاله ثقات، وذكره الألباني في صحيح السيرة النبوية صـ 109.(3/121)
6916 - طارق بن شهاب: جاءَ رجلٌ من اليهود إلى عمر فقال: يا أمير المؤمنين آيةٌ في كتابكُم تقرءونها لو علينا نزلت معشر اليهودِ لاتخذنا ذلك اليوم عيدا، قال: فأيُّ آيةٍ؟
قال: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً} [المائدة: 3] فقال عمرُ: إني لأعلمُ اليوم الذي أنزلت فيهِ، والمكان الذي أنزلت فيهِ، نزلت على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - بعرفاتٍ في يومِ الجمعةِ. للشيخين والنسائي والترمذي (1).
_________
(1) البخاري (45)، ومسلم (3017).(3/121)
6917 - وله عن ابن عباسٍ: وقال لهُ يهوديٌّ: لو أنزلت هذه الآيةُ علينا لاتخذناها عيدًا، فقال ابنُ عباسٍ: فإنها نزلت في يوم عيدينِ في يومِ جمعةٍ ويوم عرفةَ.(3/121)
6918 - ابن عباس: {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ الله وَرَسُولَهُ} إلى {رحيم} [المائدة: 33] نزلت في المشركين، فمن تاب منهم قبل أن يقدر عليه لم يمنعه ذلك أن يقام فيه الحدُّ الذي أصابهُ. لأبي داود والنسائي (1).
_________
(1) أبو داود (4372)، النسائي 7/ 101، قال الألباني: حسن ((صحيح أبي داود)) (3675).(3/121)
6919 - البراء: مرَّ على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - بيهوديٍّ محممٍ مجلودٍ فدعاهم فقال: هكذا تجدونَ حدَّ الزاني في كتابكُم؟
قالوا نعم، بنحوِ أحاديث مرت في الحدودِ، وفيه فأُمرَ بهِ فرجمَ، فنزل: {يا أيها الرسول وَلا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْر إلى قوله إن أوتيتم هذا فخذوه} [آل عمران: 176]. يقول ائتوا محمدًا فإن أمركم بالتحميم والجلدِ فخذوهُ وإن أفتاكم بالرجمِ فاحذورا. فنزل:
[ص:122] {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ الله فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} [المائدة: 44] {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ الله فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [المائدة: 45] {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ الله فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [المائدة: من الآية47] في الكفارِ كلُها. لأبي داود ومسلمٍ بسوقهِ (1).
_________
(1) مسلم (1700).(3/121)
6920 - ابن عباس: كان قريظةُ والنضيرُ، وكان النضيرُ أشرف من قريظة، فكان إذا قتل رجلٌ من قريضة رجلاً من نضيرٍ قتل بهِ، وإذا قتل رجلٌ من النضير رجلاً من قريظة فوديَ بمائة وسقٍ من تمرٍ، فلمَّا بعثَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -، قتل رجلٌ من النضير رجلاً من قريظة، فقالوا: ادفعوهُ إلينا نقتله، فقالُوا: بيننا وبينكُم النبيُّ فأتوهُ فنزلت: {وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ} [المائدة: 42] والقسطُ: النفسُ بالنفسِ، ثم نزلت {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ} [المائدة: 50]. للنسائي وأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (4494)، والنسائي 8/ 18 - 19. وقال الألباني: صحيح ((صحيح أبي داود)) (3772).(3/122)
6921 - ولهُ: قال: {فَإِنْ جَاءُوكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُم} [المائدة: 42] فنسخت، قال {فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ الله} [المائدة: 48] (1).
_________
(1) أبو داود (3590). وقال الألباني: حسن الإسناد (3061).(3/122)
6922 - وفي روايةٍ لهما: {فَإِنْ جَاءُوكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ - إلى- المقسطين} كان بنو النضير إذا قتلُوا من قريظةَ أدُّوا نصف الديَّةِ، وإذا قتل قريظةُ أدَّوا الديةَ كاملةً، فسوَّى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بينهمْ (1).
_________
(1) أبو داود (3591)،والنسائي (4732). وقال الألباني في ((صحيح أبي داود)) (3062): حسن صحيح الإسناد.(3/122)
6923 - جابر: سئلَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - عن: {فَسَوْفَ يَأْتِي الله بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} [المائدة: 54] قال: ((هؤلاء قومٌ من اليمنِ، ثمَّ من كندة، ثمَّ من السكونِ، ثم من تجيبُ)). للأوسط (1).
_________
(1) الطبراني في الأوسط 2/ 103 (1392). وقال الهيثمي 7/ 16: إسناده حسن.(3/122)
6924 - عمار بن ياسر: وقف على علىٍّ سائلٌ وهو راكعٌ في تطوعٍ فنزع خاتمهُ فأعطاهُ السائلَ، فأتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فأعلمهُ، فنزلت: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ الله
[ص:123] وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ} [المائدة:55] فقرأها - صلى الله عليه وسلم - ثمَّ قال: ((من كنتُ مولاهُ فعلىٌّ مولاهُ، اللهمَّ والِ من والاهُ، وعاد من عاداهُ)). للأوسط بخفى (1).
_________
(1) الطبراني في ((الأوسط)) (6232). وقال الهيثمي 7/ 17: فيه: من لم أعرفهم.(3/122)
6925 - ابن عباس: قال رجلٌ من اليهودِ، إنَّ ربك بخيلٌ لا ينفقُ، فنزلت: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ الله مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاء} [المائدة: 64]. للكبير (1).
_________
(1) الطبراني12/ 67 (12497). وقال الهيثمي 7/ 17: رجاله ثقات.(3/123)
6926 - عائشة: كانَ النبيُّ يحرسُ ليلاً حتى نزلَ، {وَالله يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} [المائدة: 67] فأخرج رأسهُ من القبةِ، فقال لهم: ((يا أيها الناسُ انصرفوا فقد عصمني الله)) (1).
_________
(1) الترمذي (3046). وقال: حديث غريب، وقال الألباني: حسن ((صحيح الترمذي)) (2440).(3/123)
6927 - ابن عباس: أنَّ رجلاً قال: يا رسولَ الله إني إذا أصبتُ اللحم انتشرتُ للنساء وأخذتني شهوتي فحرمتُ علىَّ اللحمَ، فأنزل الله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ الله لَكُم - إلى طَيِّباً} [المائدة: 87 - 88]. هما للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (3054). وقال: حسن غريب، وقال الألباني: حسن ((صحيح الترمذي)) (2441).(3/123)
6928 - ابن مسعود لمَّا نزلتْ: {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا} [المائدة: 93] الآية: قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: ((قيلَ لي أنت منهمْ)). لمسلم وللترمذي: قال لي النبيُّ {((أنت منهم)) (1).
_________
(1) مسلم (2459).(3/123)
6929 - ابنُ عباسٍ قالوا يا رسول الله: أرأيت الذين ماتُوا وهم يشربون الخمرَ لمَّا نزل تحريمُ الخمرِ، فنزلت: {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاح} [المائدة: 93] الآية. للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (3052) وقال: حسن صحيح. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (2445).(3/123)
6930 - عمر أنه قال: اللهمَّ بيِّن لنا في الخمرِ بيان شفاءٍ، فنزلت التي في البقرة {يَسْأَلونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ} [البقرة: 219] الآيةُ، فدُعى عمرُ، فقُرئت عليه، فقال: اللهمَّ بيِّن لنا في الخمرِ بيانَ شفاءٍ، فنزلت التي في النساءِ، {لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى} [النساء: 43] فدُعى عمرُ، فقُرئت عليهِ، فقال: اللهمَّ بيِّن لنا في الخمر بيانَ شفاءٍ، فنزلت التي في المائدةِ: {إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ} إلى {فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ} [المائدة: 91] فدُعى عمرُ، فقُرئت عليه، فقالَ: انتهينا انتهينا. لأصحاب السنن (1).
زاد أبو داود بعد وأنتم سكارى: فكان منادي النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - إذا أقيمت الصلاةُ ينادي ألا لا يقربنَّ الصلاة سكرانٌ.
_________
(1) أبو داود (3670)، والترمذي (3049) والنسائي 8/ 286 - 287. وقال الألباني في ((صحيح الترمذي)) (2442): صحيح.(3/124)
6931 - أنس: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - خرج حين زاغت الشمسُ صلى الظهرَ، فقام على المنبر، فذكر الساعة، فذكر أنَّ فيها أمورًا عظامًا، ثمَّ قال: ((من أحبَّ أن يسألَ عن شيءٍ فليسأل فلا تسألوني عن شيءٍ إلا أخبرتُكم، ما دُمتُ في مقامي هذا))، فأكثر الناسُ البكاءَ، وأكثر أن يقول: سلوني:، فقامَ عبدُ الله بنُ حذافةَ السهميّ، فقالَ: من أبي؟ ((فقالَ أبوكَ حذافةُ؟)).
ثمَّ أكثر أن يقول سلوني، فبرك عمرُ على ركبتيهِ، فقالَ: رضينا بالله ربًّا وبالإسلام دينًا، وبمحمدٍ نبيًا، فسكتَ، ثم قال: ((عُرضتْ علىَّ الجنةُ والنارُ آنفًا في عرض هذا الحائطِ، فلم أر كاليوم في الخيرِ والشرِّ))، قال ابنُ شهابٍ: فأخبرني عبيدُ الله بنُ عبدِ الله بنُ عبدِ الله بن عتبةَ، قالت أمُّ عبدِ الله بن حذافةَ لعبدِ الله: ما سمعتُ قطُّ أعقَ منكَ، أأمنتَ أن تكونَ أمُّك قارفت لبعضِ ما يقارفهُ أهلُ الجاهليةِ
[ص:125] فتفضحها على أعينِ الناسِ، فقال عبدُ الله بنُ حذافةَ: لو ألحقني بعبدٍ أسود للحقتهُ. للشيخين (1).
_________
(1) مسلم (2359)، البخاري (540).(3/124)
6932 - وللترمذي: قال رجلٌ يا رسول الله من أبي؟
((قال أبوك فلانُ)) فنزلت: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُم} [المائدة: 101] الآية (1).
_________
(1) الترمذي (3056). وقال: حسن صحيح غريب.(3/125)
6933 - وللبخاري عن ابنِ عباسٍ: كان قومٌ يسألونَ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - استهزاءً، فيقولُ الرجلُ: من أبي؟
ويقولُ الرجلُ تضلُ ناقتُه: أين ناقتي؟
فأنزل الله فيهم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلوا عَنْ أَشْيَاءَ} [المائدة: 101] الآية (1).
_________
(1) البخاري (4622).(3/125)
6934 - ابن المسيب قال: البحيرةُ: التي يُمنعُ درُّها للطواغيت فلا يُحلبها أحدٌ، والسائبةُ كانوا يسيبونها لآلهتهمُ لا يحملُ عليها شيءٌ.
قال أبو هريرة: قال النبيُّ: ((رأيتُ عمرو بن عامرٍ الخزاعيِّ يجرُّ قُصبهُ في النارِ، وكان أول من سيَّب السوائب))، والوصيلة: الناقةُ تُبكِّرُ في أولِ نتاج الإِبل بأنثى، ثم تُثني بأنثى، وكانوا يُسيِّبُونها لطواغيتهم إن وصلت إحداهما بالأخرى ليس بينهما ذكرٌ، والحامِ: فحلُ الإِبلِ،، يضربُ الضِّرابَ المعدودَ، فإذا قضى ضرابهُ ودعُوهُ للطواغيت وأعفوهُ من الحملِ وسمَّوهُ الحاميَ (1).
_________
(1) البخاري (4623)، ومسلم (2856).(3/125)
6935 - وفي روايةٍ: ((رأيتُ عمرو بنَ لحي بن قمعةَ بن خندفٍ أخا بني كعبٍ وهو يجرُّ قُصبهُ في النارِ))، زادَ في أخرى: أبو خزاعةَ. للشيخين (1).
_________
(1) مسلم (2856).(3/125)
6936 - ابن عباسٍ: خرجَ رجلٌ من بني سهمٍ مع تميم الداريّ وعديّ ابن بداءٍ، فمات السهميُّ بأرض ليس بها مسلمٌ، فلمَّا قدموا بتركته فقدوا
[ص:126] جاما من فضةٍ مخوصًا بذهبٍ، فأحلفهما رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، من وجدَ الجام بمكة، فقالوا ابتعناهُ من تميم وعديّ بن بداءٍ، فقام رجلان من أوليائهِ، فحلفا لشهادتُنا أحق من شهادتهما، وإنَّ الجام لصاحبهم، قال وفيهم نزلت هذه الآية: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ} [المائدة: 106]. للبخاري وأبي داود والترمذي (1).
_________
(1) البخاري (2780).(3/125)
6937 - وله أيضًا: أنَّ تميمًا قال: برئ الناسُ من هذه الآية غيري وغير عديٍّ بن بداءٍ، وكانا نصرانيين يختلفان إلى الشامِ قبلَ الإسلام، وقدم عليها مولى لبني سهمٍ، ومعهُ جامٌ من فضةٍ يريدُ به الملكَ وهو أعظمُ تجارتهِ، فمرض فأوصى به إليهما وأمرهما أن يُبلغا ما ترك أهله، فلمَّا مات أخذنا الجام فبعناه بألفِ درهمٍ، ثم اقتسمناهُ أنا وعديّ، فلمَّا قدمنا إلى أهلهِ دفعنا لهم ما كان معنا ففقدوا الجام، فسألونا فقلنا: ما ترك غير هذا، فلمَّا أسلمتُ تأثمتُ من ذلك، فأتيتُ أهلهُ فأخبرتُهم الخبر، أديتُ إليهم خمسمائة درهمٍ، وأخبرتُهم أنَّ عند صاحبي مثلهُا، فأتَوا بهِ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فسألهمْ البينةَ، فلم يجدُوا، فأمرهم أن يستحلفُوهُ بما يعظمُ على أهلِ دينهِ، فحلفَ، فأنزل الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ} إلى قوله {بَعْدَ أَيْمَانِهِمْ} [المائدة: 106 - 108] فقامَ عمرو بنُ العاصِ ورجلٌ آخرُ فحلفا، فنزعتُ الخمسَ مائةَ درهمٍ من عديّ. وقال الترمذي: ليس إسنادهُ بصحيحٍ (1).
_________
(1) الترمذي (3059). وقال الترمذي هذا حديث غريب وليس إسناده بصحيح وأبو النضر الذي روى عنه محمد بن إسحق هذا الحديث هو عندي محمد بن السائب الكلبي يكنى أبا النضر وقد تركه أهل العلم بالحديث وهو صاحب التفسير سمعت محمد بن إسمعيل يقول محمد بن السائب الكلبي يكنى أبا النضر ولا نعرف لسالم أبي النضر المدني رواية عن أبي صالح مولى أم هانئ وقد روي عن ابن عباس شيء من هذا على الاختصار من غير هذا الوجه. وقال الألباني في ضعيف الترمذي (586): ضعيف جدا.(3/126)
6938 - عمارُ بنُ ياسرٍ رفعه: ((أنزلت المائدةُ من السماءِ خبزًا ولحمًا، وأمروا أن لا يخونوا ولا يدخروا لغدٍ، فخانُوا وادخرُوا ورفعُوا لغدٍ، فمُسخُوا قردةً وخنازيرَ)). للترمذي (1).
_________
(1) أخرجه الترمذي (3061). قال الترمذي: حديث غريب، وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (587).(3/126)
سورة الأنعام(3/127)
6939 - أسماءُ بنتُ يزيدٍ: نزلت سورةُ الأنعامِ على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - جملةً واحدةً، كادت من ثقلها أن تكسر عظم الناقةِ. للكبير بلين (1).
_________
(1) الطبراني 24/ 178 (449)، وقال الهيثمي 7/ 20: فيه شهر بن وحوشب، وهو ضعيف وقد وثق.(3/127)
6940 - وللصغير بضعفٍ عن ابن عمرَ رفعهُ: ((نزلت علىَّ سورةُ الأنعامِ جملةً واحدةً يشيعها سبعون ألف ملكٍ، لهم زجلٌ بالتسبيح والتحميدِ)). وللأوسط عن أنس نحوه بخفى (1).
_________
(1) قال الهيثمي 7/ 20: وفيه: يوسف بن عطية الصفار وهو عضيف.(3/127)
6941 - ابن عباسٍ: {وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ} [الأنعام: 26] نزلت في أبي طالبٍ، كان ينهى عن أذى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وينأى عن اتباعهِ. للكبير بلين (1).
_________
(1) الطبراني في ((الكبير)) 12/ 133، وقال الهيثمي 7/ 20 (12682): رواه الطبراني، وفيه قيس بن الربيع، وثقه شعبة وغيره وضعفه ابن معين وغيره وبقية رجاله ثقات.(3/127)
6942 - علىّ: أنَّ أبا جهلٍ قال للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: إنَّا لا نُكذبك، ولكن نكذبُ بما جئتَ بهِ.
فأنزل الله: {فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ الله يَجْحَدُون} [الأنعام: 33]. للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (3064). وقال الألباني: ضعيف الإسناد ((ضعيف الترمذي)) (590).(3/127)
6943 - و ((للكبيرِ)) بضعفٍ عن ابن عباسٍ: {فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ} مخففةٌ، وكذلك كانوا يقرءونها، وقال: لا يقدرون على أن لا تكون رسولاً، ولا على أن لا يكون القرآن قرآنًا، فأمَّا إن يكذبونك بألسنتهم فهم يكذبونك، وذاك الإكذابُ، وذاك التكذيبُ (1).
_________
(1) الطبراني 12/ 123 (12658)، وقال الهيثمي 7/ 20: رواه الطبراني وفيه: بشر بن عمارة وهو ضعيف.(3/127)
6944 - عقبةُ بن عامرٍ رفعه: ((إذا رأيت الله تعالى يعطي العبدَ في الدنيا على معاصيهِ ما يحبُ، فإنما هو استدراجٌ))، ثم تلا - صلى الله عليه وسلم - {فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْء} {مُبْلِسُونَ} [الأنعام: 44].
[ص:128] لأحمد والكبير وزاد: {فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الأنعام:45] (1).
_________
(1) أحمد 4/ 145، والطبراني17/ 330 (913) وصححه الألباني في ((السلسلة الصحيحة)) (413).(3/127)
6945 - سعدُ: كنَّا مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ستةُ (أنفارٍ) (1)، فقال المشركون لهُ: اطرد هؤلاء لا يجئرون علينا، قال: وكنتُ أنا وابنُ مسعودٍ ورجلٌ من هذيلٍ وبلالٌ ورجلانِ لستُ أسميهما، فوقعَ في نفسِ النبيِّ ما شاء الله أن يقع، فحدّث نفسهُ، فأنزل الله: {وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَه} [الأنعام: 52]. لمسلم (2).
_________
(1) في (ب): نفرًا.
(2) مسلم (2413).(3/128)
6946 - وعنه: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُم} [الأنعام: 65] فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: ((أما إنها كائنةٌ ولم يأتِ تأويلها بعدُ)). للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (3066).وقال الألباني: ضعيف الإسناد ((ضعيف الترمذي)) (592).(3/128)
6947 - أُبيٌّ: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ} الآية، قالُ: هُنَّ أربعٌ، وكلُّهنَّ عذابٌ، وكلُّهنَّ واقعٌ لا محالةَ، فمضت اثنتان بعد وفاة النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - بخمسٍ وعشرين سنةٍ فألبسوا شيعًا، وذاقَ بعضهم بأس بعضٍ، وبقيت اثنتانِ واقعتانِ لا محالةَ؛ الخسفُ والرجمُ. لأحمد، وفي الأصل، الظاهرُ أنَّ قولهُ فمضت اثنتان إلى آخره من قول رفيعٍ، فإنَّ أبُيّ بن كعبٍ لم يتأخر إلى زمن الفتنة، والله أعلمُ (1).
_________
(1) أحمد 5/ 135، وقال الهيثمي 7/ 21: رجاله ثقات.(3/128)
6948 - جابرُ قالَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - لما نزلت: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِنْ فَوْقِكُمْ} قال: ((أعوذُ بوجهك)) {أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُم} قال: ((أعوذُ بوجهك))، فلمَّا نزلت: {أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْض} [الأنعام: 65] قال: ((هاتان أهونُ وأيسرُ)). للبخاري والترمذي (1).
_________
(1) البخاري (7313).(3/128)
6949 - ابنُ مسعودٍ: لمَّا نزلت: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ} [الأنعام: من الآية82] شقَّ ذلك على المسلمين، وقالوا: أيُّنا لا يظلمُ نفسهُ؟
فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: ((ليس
[ص:129] ذاك إنما هو الشركُ، ألم تسمعُوا قول لقمان لابنه: {يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِالله إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [لقمان: من الآية13])). للشيخين والترمذي (1).
_________
(1) البخاري (3429)، ومسلم (124).(3/128)
6950 - وعنه: {فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَع} [الأنعام: 98] مستودعها في الدنياـ، ومستقرها في الرحم. للكبير (1).
_________
(1) الطبراني في ((الكبير)) 9/ 208 (9017)، كما قال الهيثمي 7/ 24، وفيه انقطاع.(3/129)
6951 - ابنُ عباسٍ: أتى ناسٌ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، وقالوا: يا رسول الله: أنأكلُ ما نقتلُ ولا نأكلُ ما يقتلُ الله؟
فأنزل الله {فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ الله عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ بِآياتِهِ مُؤْمِنِينَ وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ الله عَلَيْهِ} إلى {لَمُشْرِكُونَ} [الأنعام: 121] (1).
_________
(1) أبو داود (2819)، والترمذي (3069)، وقال: حديث غريب. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (2454).(3/129)
6952 - وفي روايةٍ: {فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ الله عَلَيْه} [الأنعام: 118] {وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ الله عَلَيْهِ} [الأنعام: 121] فنسخ، واستثنى من ذلك فقال: {وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ} [المائدة: 5]. لأصحاب السنن (1).
_________
(1) أبو داود (2817)، والترمذي (3069)، والنسائي7/ 237. وحسنه الألباني في صحيح أبي داود (2443).(3/129)
6953 - وعنه: إذا سركَ أن تعلمَ جهل العربِ فاقرأ ما فوق الثلاثينَ والمائةِ من سورةٍ الأنعامِ: {قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلادَهُمْ سَفَهاً بِغَيْرِ عِلْمٍ} إلى قوله {قَدْ ضَلُّوا وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ} [الأنعام:140]. للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (3524).(3/129)
6954 - ابنُ مسعودٍ: من سرهُ أن ينظر إلى الصحيفةِ التي عليها خاتمُ محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - فليقرأ: {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ} إلى {قوله تَتَّقُونَ} [الأنعام: 151: 153]. للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (3070)، قال الألباني: ضعيف الإسناد ((ضعيف الترمذي)) (593).(3/129)
6955 - أبو هريرة رفعهُ: ((ثلاثٌ إذا خرجن لا ينفعُ نفسًا إيمانُها لم تكن آمنت من قبلُ: طلوعُ الشمسِ من مغربها، والدجالُ، ودابةُ الأرضِ)). لمسلم والترمذي (1).
_________
(1) مسلم (158)، والترمذي (3072).(3/129)
6956 - ولهُ عن أبي سعيدٍ رفعه: {أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّك} [الأنعام: 158] طلوعُ الشمس من مغربها (1).
_________
(1) الترمذي (3071)، وقال: حسن غريب، ورواه بعضهم ولم يرفعه. وقال الألباني: صحيح ((صحيح الترمذي)) (2455).(3/130)
6957 - عمر رفعه: ((يا عائشةُ {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً} [الأنعام: 159] هم أصحابُ البدعِ والأهواءِ، ليس لهم توبةٌ، أنا منهم بريءٌ وهم مني براءُ)). للصغير (1).
_________
(1) الطبراني في ((الصغير)) 1/ 338. وقال الهيثمي (7/ 22): إسناده جيد.(3/130)
6958 - أبو هريرة رفعه: ((يقولُ الله: إذا أراد عبدي أن يعمل سيئةً فلا تكتبوها عليه حتى يعملها، فإن عملها فاكتبوها بمثلها، وإن تركها من أجلي فاكتبوها له حسنةً، وإذا أراد أن يعمل حسنةً فلم يعملها، اكتبوها لهُ حسنةً، فإن عملها فاكتبوها له بعشر أمثالها إلى سبعمائةٍ)). للشيخين والترمذي. وزاد: ثم قرأ: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} [الأنعام: من الآية160] (1).
_________
(1) البخاري (7501)، ومسلم (130).(3/130)
6959 - وللشيخين عن ابنِ عباسٍ نحوه وفيه: ((إلى سبعمائةِ ضعفٍ، إلى أضعافٍ كثيرةٍ)) (1).
_________
(1) البخاري (6491)، ومسلم (131).(3/130)
سورة الأعراف وسورة الأنفال(3/130)
6960 - ابنُ عباس: كانت المرأةُ تطوفُ بالبيت وهي عريانةٌ، فتقولُ: من يعيرني تطوافًا؟
تجعلهُ على فرجهَا، وتقولُ:
اليوم يبدو بعضهُ أو كلُّه ... وما بدا منه فلا أحلُّه
فنزلت: {خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ} [لأعراف: 31]. لمسلم والنسائي (1).
_________
(1) مسلم (3028)، النسائي 5/ 233.(3/130)
6961 - أبو سعيدٍ: سُئل النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - عن أًصحاب الأعرافِ فقال: ((هم رجالٌ قتلوا في سبيل الله، وهم عصاةٌ لآبائهم، فمنعتهمُ الشهادةُ أن يدخلوا النارَ، ومنعتهمُ المعصيةُ أن يدخلوا الجنةُ، وهم على سورٍ بين الجنةِ والنارِ، حتى تذبل لحومهم
[ص:131] وشحومهم، حتى يفرغ الله من حسابِ الخلائقِ، فإذا فرغ من حساب خلقه فلم يبق غيرهم، تغمدهم منه برحمةٍ فأدخلهم الجنة برحمته)). للأوسط والصغير بضعف (1).
_________
(1) الأوسط 5/ 51 (4644)، والصغير 1/ 398، وقال الهيثمي7/ 23: فيه: محمد بن مخلد الرعيني، وهو ضعيف.(3/130)
6962 - عبدُ الله بنُ بسرٍ: خرجتُ من حمصٍ فآواني الليلُ إلى البقيعةِ فحضرني من أهلٍ الأرض، فقرأتُ: {إِنَّ رَبَّكُمُ الله الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْض} الآية [الأعراف: 54]، فقال بعضهم لبعضٍ أخرسوهُ الآن حتى يُصبح. فلمَّا أصبحتُ ركبتُ دابتي. للكبير بلين (1).
_________
(1) ذكره الهيثمي في المجمع 10/ 133،وقال: رواه الطبراني وفيه المسيب بن واضح وقد وثقه غير واحد وضعفه جماعة وبقية رجاله رجال الصحيح.(3/131)
6963 - أبو واقدٍ الليثي أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - لمَّا خرجَ إلى غزوة حنينٍ، مرَّ بشجرةٍ للمشركين كانوا يعلقون عليها أسلحتُهم، يقالُ لها: ذاتُ أنواطٍ، فقالوا: يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواطٍ، كما لهم ذاتُ أنواطٍ، فقال: ((سبحان الله، هذا كما قال قومُ موسى: {اجْعَلْ لَنَا إِلَهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ} [الأعراف: 138]، والذي نفسي بيده لتركبنَّ سنن من كان قبلكم)). للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (2180)، وقال: حسن صحيح، قال الألباني: صحيح ((صحيح الترمذي)) (1771).(3/131)
6964 - زاد رزين: ((حذو النعل بالنعلِ والقذةَ بالقذةِ، حتى إن كان فيهم من أتى أمهُ يكونُ فيكم، فلا أدري أتعبدون العجلَ أم لا)). (1)
_________
(1) لم أقف عليه بهذا التمام.(3/131)
6965 - أنس: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قرأ هذه الآيةَ: {فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً} [الأعراف: 143] قال حمادُ: هكذا، وأمسك سليمانُ بطرفِ إبهامهِ على أنملة إصبعه اليمنى (1)، قال فساخ الجبلُ {وَخَرَّ مُوسَى صَعِقاً} [الأعراف: من الآية143]. للترمذي (2).
_________
(1) في (ب): اليمين.
(2) الترمذي (3074)، وقال: حسن غريب صحيح، لا نعرفه إلا من حديث حماد بن سلمة. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (2458).(3/131)
6966 - ابنُ عباسٍ: سأل موسى عليهِ السلامُ مسألةً فأعطيها محمدٌ - صلى الله عليه وسلم -، قولهُ: {وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً} إلى {فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ} [الأعراف: 155: 156]. للبزار بلين (1).
_________
(1) البزار كما في ((كشف الأستار)) 7/ 24 (2213)، وقال الهيثمي (7/ 27): رواه البزار، وفيه عطاء بن السائب قد اختلط، وبقية رجاله رجال الصحيح.(3/131)
6967 - عمر: وسُئل عن قوله تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ (ذُرِّيَّتَهُمْ) (1)} [الأعراف: 172] الآية فقال سُئل عنها - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((إنَّ الله تعالى خلق آدم، ثم مسح ظهرهُ بيمينه فاستخرج منهُ ذريةً، فقالُ: خلقتُ هؤلاءِ للجنة
[ص:132] وبعمل أهل الجنة يعملونَ، ثم مسحَ ظهرهُ فاستخرج منهُ ذريةً فقالَ: خلقتُ هؤلاء للنار وبعمل أهلِ النارِ يعملونَ)). فقال رجلٌ: يا رسولَ الله ففيمَ العملُ؟
فقال: ((إنَّ الله إذا خلقَ العبد للجنةِ استعملهُ بعملِ أهلِ الجنةِ حتى يموت على عملٍ من أعمالِ أهلِ الجنةِ، فيدخلهُ به الجنةَ، وإذا خلقَ العبدَ للنارِ استعملهُ بعملِ أهلِ النارِ حتى يموتَ على عملٍ من أعمالِ أهلِ النارِ، فيدخلهُ به النارَ)). لمالكِ والترمذي وأبي داود (2).
_________
(1) في (ب): ذرياتهم وهي من القراءات المتواترة، انظر: ((الكوكب الدُّري)) ص444.
(2) أبو داود (4703)، الترمذي (3075)، مالك 2/ 685. وقال الألباني: صحيح، إلا مسح الظهر ((صحيح أبي داود)) (3936).(3/131)
6968 - ولابن أحمد عن أُبيّ بن كعبٍ: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ} [الأعراف: 172] الآية: قال جمعهم فجعلهم أرواحًا، ثمَّ صورهم فاستنطقهم فتكلموا، ثمَّ أخذوا عليهمُ العهد والميثاق {وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى} [الأعراف: 172] قال: فإني أشهدُ عليكمُ السمواتِ السبعَ، وأشهدُ عليكم آباءكم أن تقولوا يوم القيامةِ لم نعلم بهذا، اعلموا أنهُ لا إله غيري، ولا ربَّ غيري، ولا تُشركوا بي شيئًا، إني سأرسلُ إليكم رسلي يذكرونكُم عهدي وميثاقي، وأُنزلُ عليكُم كُتبي، قالوا: شهدنا بأنك ربنا وإلهنا لا ربَّ لنا غيرك، ولا إله لنا غيرك، فأقروا، ورفع عليهم آدمُ عليهِ السلامُ لينظر إليهم، فرأى الغنىَّ والفقير وحسن الصورة ودون ذلك، فقال يا ربِ: لولا سويتَ بين عبادك؟
قال: إني أحبُّ أن أشكر، ورأى الأنبياءَ فيهم مثلُ السرجِ عليهم، وخصوا بميثاقٍ آخر في الرسالةِ والنبوة وهو قولهُ: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ - إلى قوله- وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ} [الأحزاب: 7] كان في تلك الأرواحِ فأرسلهُ إلى مريم فحدّث عن أبي أنهُ دخلَ مِن فيها (1).
_________
(1) أحمد (5/ 135) زوائد المسند. قال الهيثمي (7/ 25): رواه عبد الله بن أحمد، عن شيخه محمد بن يعقوب الربالي، وهو مستور وبقية رجاله رجال الصحيح. وحسنه الألباني في المشكاة (122).(3/132)
6969 - وللترمذي عن أبي هريرةَ رفعهُ: ((لمَّا خلق الله آدمَ مسحَ ظهرهُ فسقطَ من ظهره كلُ نسمةٍ هو خالقها من ذريته إلى يوم القيامةِ، وجعلَ بينَ عينيّ كلِ إنسانٍ منهم وبيصًا من نورٍ، ثم عرضهُم على آدم، فقال: أي رب
[ص:133] من هؤلاء؟
قال: ذريتك: فرأى رجلاً منهم فأعجبهُ وبيصُ ما بينَ عينيهِ، فقالَ أي رب: من هذا؟
قال: داود، فقال: رب كم جعلت من عمرهِ؟
قالًَ ستينَ سنةً، قالَ رب: زدهُ مِن عمري أربعينَ سنةً، فلمَّا انقضى عمرُ آدم إلا أربعينَ جاءهُ ملكُ الموتِ، فقال آدمُ أو لم يبقَ من عمري أربعينَ سنةً؟
قال: أو لم تعطها ابنك داودَ؟
فجحدَ آدمُ فجحدت ذريتُه، ونسى آدمُ فأكل من الشجرة فنسيت ذريتهُ، وخطئ فخطئت ذريتُه)) (1).
_________
(1) الترمذي (3076). قال الترمذي: حسن صحيح. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (2683).(3/132)
6970 - سمرةُ بنُ جندبٍ رفعه: ((لمَّا حملت حواءُ طافَ بها إبليسُ، وكان لا يعيشُ لها ولدٌ فقالَ: سميهِ عبد الحارثِ فسمتهُ، فعاش، وكان ذلك من وحي الشيطانِ وأمره)) (1). للترمذي.
_________
(1) الترمذي (3077). وقال: حسن غريب، ضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (595).(3/133)
6971 - ابنُ مسعودٍ: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا} [الأعراف: من الآية175] قال: هو بلعمُ أو قال: بلعام. للكبير (1).
_________
(1) الطبراني في الكبير 9/ 219 (9064)، وقال الهيثمي (7/ 25): رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.(3/133)
6972 - ولهُ عن ابن عمرو بنِ العاصِ: أنها نزلت في أمية بن أبي الصلتِ (1).
_________
(1) قال الهيثمي (7/ 28): رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.(3/133)
6973 - ابن الزبيرِ ما نزلت: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} [الأعراف:199] إلا في أخلاقِ الناسِ (1).
_________
(1) البخاري (4643).(3/133)
6974 - وفي روايةٍ: أمر الله نبيهُ أن يأخذ العفو من أخلاقِ الناسِ. للبخاري وأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (4787)، ,البخاري (4644) تعليقًا، (4643) موصولاً نحوه. قال الألباني: صحيح ((صحيح أبي داود)) (404).(3/133)
6975 - ابنُ جبير: قلتُ لابن عباسٍ سورة الأنفالِ؟ قال نزلت في بدرٍ. للشيخين (1).
_________
(1) البخاري (4645)، ومسلم (3031).(3/133)
6976 - سعد: لمَّا كانَ يومُ بدرٍ جئتُ بسيفٍ، فقلتُ: يا رسولَ الله إنَّ الله قد شفى (قلبي) (1) من المشركينَ أو نحو هذا، هبْ لي هذا السيف،
[ص:134] فقال: ((هذا ليس لي ولا لك))، فقلتُ: عسى أن يُعطى هذا السيفُ من لا يُبلي بلائي، فجاءني الرسولُ: ((وقال إنك سألتني وليس لي، وأنُه قد صار لي، وهو لك))، فنزلت: {يَسْأَلونَكَ عَنِ الْأَنْفَال} الآية [الأنفال: 1]. لمسلم وأبي داود والترمذي (2).
_________
(1) في (ب): صدري.
(2) للترمذي (3079)، وهو عند مسلم مختصرا (1748)، وأبي داود (2740).(3/133)
6977 - ابنُ عباسٍ: {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ الله الصُّمُّ الْبُكْم} الآية [الأنفال: 22]، هُم نفرٌ من بني عبدِ الدارِ. للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (4646).(3/134)
6978 - أنس: قالُ أبو جهل: {اللهمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاء} الآية [الأنفال: 32]، فنزلت: {وَمَا كَانَ الله لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ} الآية [الأنفال: 33]، فلمَّا أخرجوهُ نزلتْ {وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ الله وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} الآية [الأنفال: 34]. للشيخين (1).
_________
(1) البخاري (4648)، ومسلم (2796).(3/134)
6979 - عقبةُ بنُ عامر رفعه: (({وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} ألا إنَ القوةَ الرميَ، ثلاثًا)). لمسلم والترمذي وأبي داود (1).
_________
(1) مسلم (1917).(3/134)
6980 - ابنُ عباسٍ: لمَّا نزلت {إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ} [الأنفال: 65] كُتب عليهم أن لا يفر واحدٌ من عشرةٍ ولا عشرونَ من مائتين، ثم نزلت: {الْآنَ خَفَّفَ الله عَنْكُم} الآية [الأنفال: 66]، فكتب أن لا يفرَّ مائةٌ من مائتينِ (1).
_________
(1) البخاري (4652).(3/134)
6981 - وفي روايةٍ: لمَّا نزلت {إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ} [الأنفال: 65] شقَّ ذلك على المسلمين فنزلت: {الْآنَ خَفَّفَ الله عَنْكُم} الآية فلمَّا خفف الله عنهم من العدةِ نقصَ عنهم من الصبرِ بقدرِ ما خفف عنهم. للبخاري وأبي داود (1).
_________
(1) أخرجه البخاري (4653).(3/134)
6982 - عمرُ: لمَّا كانَ يومُ بدرٍ وأخذ ـ يعني النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - ـ الفداءَ، فأنزل الله تعالى: {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ - إلى قوله- لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [الأنفال: 67 - 68] ثمَّ أحلَّ لهم الغنائمَ (1).
_________
(1) أبو داود (2690)، وقال الألباني في صحيح أبي داود (2339): حسن صحيح. وهو عند مسلم مطولا(3/135)
6983 - ابنُ عباس: {الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا} [الأنفال: 72] وقوله: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا} [الأنفال: 72] كان الأعرابي لا يرثُ المهاجر ولا يرثهُ المهاجرُ، فنسخت، فقال: {وَأُولُوا الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ} [الأنفال: 75]. هما لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (2924)،والدارمي (6747)،وحسنه الألباني في صحيح أبي داود (2537).(3/135)
سورة براءة(3/135)
6984 - حذيفةُ: قال التي تسمونها سورة التوبة هي سورةُ العذابِ، وما تقرءونَ منها مما كنا نقرأُ إلا ربُعها. للأوسط (1).
_________
(1) الطبراني في ((الأوسط)) 2/ 85 (1330). قال الهيثمي (7/ 31): رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات.(3/135)
6985 - ابنُ عباس: قلتُ لعثمان: ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني؟ وإلى براءة وهي من المئينِ، فقرنتم بينهما ولم تكتبوا سطرَ بسمِ الله الرحمن الرحيم، ووضعتموها في السبعِ الطوالِ، ما حملكُم على ذلك؟
قال عثمانُ: كانَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - مما يأتي عليه الزمانُ وهو تنزلُ عليه السورُ ذواتُ العددِ، وكان إذا نزل عليه شيءٌ دعا بعض من كان يكتبُ فيقول: ((ضعوا هؤلاء الآيات في السورةِ التي يُذكر فيها كذا وكذا)) فإذا نزلت عليهِ الآياتُ، فيقولُ: ((ضعوا هذه الآية في السورة التي يُذكرُ فيها كذا وكذا))، وكانتِ الأنفالُ من أوائل ما نزلَ بالمدينةِ، وكانت براءةُ من آخرِ القرآنِ نزولاً، وكانت قصتُها شبيهةً بقصتها، فقبض - صلى الله عليه وسلم - ولم يبين لنا أنها منها، فمن أجلِ ذلك قرنتُ بينهما، ولم أكتب سطر بسم الله الرحمن الرحيم، ووضعتُها في السبعِ الطوالِ. للترمذي وأبي داود (1).
_________
(1) الترمذي (3086)، أبو داود (786). قال الألباني في ضعيف الترمذي (599): ضعيف.(3/135)
6986 - ابنُ جبير: قلتُ لابنِ عباسٍ سورة التوبةِ: قالَ بل هي الفاضحةُ، ما زالت تقولُ: ومنهُم ومنهم، حتى ظنوا أن لا يبقى أحدٌ إلا ذُكرَ فيها، قلتُ سورةُ الأنفالِ: قال: نزلت في بدرٍ، قلتُ: سورةُ الحشرِ: قال: نزلت في بني النضيرِ. للشيخين (1).
_________
(1) مسلم (3031)، والبخاري (4882).(3/136)
6987 - أبو هريرة: أنَّ أبا بكرٍ بعثهُ في الحجةِ التي أمرهُ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - قبل حجةِ الوداع في رهطٍ يؤذنون في الناس يومَ النحرِ، أن لا يحج بعد العامِ مشركٌ ولا يطوفُ بالبيت عريانٌ (1).
_________
(1) البخاري (4655)، مسلم (1347)، أبو داود (1946)، النسائي (5/ 234).(3/136)
6988 - وفي رواية: ثمَّ أردفَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بعليّ، فأمرهُ أن يؤذنَ ببراءةَ، فأذن معنا في أهل مني ببراءة، أن لا يحجَ بعد العامِ مشركٌ، ولا يطوفَ بالبيتِ عريانٌ (1).
_________
(1) البخاري (369)، (3177)، مسلم (1347).(3/136)
6989 - وفي أخرى: ويوم الحجِ الأكبرِ يومُ النحرِ، والحجُ الأكبرُ الحجُ، وإنما قيل الحجُ الأكبرُ منِ أجلِ قولِ الناسِ: العمرة الحجُ الأصغرُ، قال فنبذ أبو بكرٍ إلى الناسِ في ذلك العامِ، فلم يحجَّ في العامِ القابلِ الذي حجَّ فيه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - حجةَ الوداعِ مشركٌ، وأنزلَ الله في العامِ الذي نبذ فيهِ أبو بكرٍ إلى المشركين: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَس} الآية [التوبة: 28]، وكان المشركون يوافون بالتجارةِ فينتفعُ بها المسلمونُ، فلمَّا حرَّم الله على المشركين أن يقربوا المسجدَ الحرامَ، وجد المسلمون في أنفسهم مما قُطعَ عليهم من التجارة التي كان المشركون يوافون بها، فقال تعالى: {وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ الله مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شَاءَ} [التوبة: 28] ثمَّ أحلَّ في الآية التي تتبُعها الجزية، ولم تؤخذ قبل ذلك، فجعلها عوضًا مما منعهُم من موافاةِ المشركين بتجاراتهم، فقال: {قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالله وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ} الآية [التوبة: 29]، فلمَّا أحلَّ الله ذلك للمسلمينَ عرفُوا أنهُ قد عاضهُم أفضلَ مما خافُوا، ووجدوا عليهِ مما كان المشركون يوافون به من التجارةِ. للشيخين وأبى داود والنسائي (1).
_________
(1) البخاري (3177)، مسلم (1347).(3/136)
6990 - على: وقد سُئلَ بأيِّ شيءٍ بُعثت في الحجةِ؟ قال: ((بعثتُ بأربعٍ: لا يطوفنَ بالبيتِ عريانٌ، ومن كان بينه وبين النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - عهدٌ فهو إلى مدتهِ، ومن لم يكُن لهُ عهدٌ فأجلُه أربعة أشهرٍ، ولا يدخل الجنة إلا نفسٌ مؤمنةٌ، ولا يجتمع المشركون والمؤمنون بعد عامهم هذا)). للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (871)، قال الترمذي: حديث علي حديث حسن, قال الألباني: صحيح.(3/137)
6991 - جابر: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - حين رجع من عمرةِ الجعرانةِ بعث أبا بكرٍ على الحجِ فأقبلنا معهُ، حتى إذا كنَّا بالعرجِ ثوب للصبح ثم استوى ليكبرَ، فسمع الرغوةَ خلفَ ظهرهِ، فوقف عن التكبير، فقال: هذه رغوةُ ناقةِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - الجدعاءَ، لقد بدا لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - قفي الحجِ، فلعلهُ يكونُ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فنصلي معه، فإذا عليٌّ عليها، فقال لهُ أبو بكرٍ: أميرٌ أم رسولُ؟
قال: لا بل رسولٌ، أرسلني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - ببراءةَ أقرؤها على الناس في مواقف الحجِ، فقدمنا مكة، فلمَّا كان قبل الترويةِ بيومٍ، قام أبو بكرٍ فخطبَ الناسُ، فحدثهُم عن مناسكهم، حتى إذا فرغ، قام عليٌّ فقرأ على الناسِ براءةَ حتى ختمها، ثمَّ كان يومُ النحرِ، فأفضنا، فلمَّا رجع أبو بكرٍ خطب الناسَ فحدثُهم عن إفاضتهم، وعن نحرهم، وعن مناسكهم، فلمَّا فرغ قام عليٌّ فقرأ على الناسِ براءة، حتى ختمها، فلمَّا كان يومُ النفرِ الأولِ، قام أبو بكرٍ فخطبَ الناسَ، فحدثهُمْ كيف ينفرون، وكيف يرمونَ، يعلمهُم مناسكهم، فلمَّا فرغ قام عليٌّ فقرأ على الناسِ براءة، حتى ختمها. للنسائي (1).
_________
(1) النسائي 5/ 247،248وضعفه، والدارمي (1951)، قال الألباني في ضعيف النسائي (195): ضعيف الإسناد.(3/137)
6992 - حذيفةُ: قال ما بقى من أصحاب هذه الآيةِ، يعني: {فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لا أَيْمَانَ لَهُمْ} [التوبة: 12] إلا ثلاثةٌ، ولا بقى من المنافقين إلا أربعةٌ، فقال أعرابيّ: إنكم أصحابُ محمدٍ تخبرون أخبارًا لا ندري ما هي، تزعمون أن لا منافق إلا أربعةً، فما بالُ هؤلاء
[ص:138] الذين يبقرون بيوتنا، ويسرقون أعلاقنا؟
قال: أولئك الفُسَّاقُ، أجل لم يبق منهم إلا أربعةٌ، أحدهم شيخٌ كبيرٌ لو شرب الماء البارد لما وجد بردهُ. للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (4658).(3/137)
6993 - النعمانُ بنُ بشير: كنتُ عند منبر النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال رجلٌ: ما أبالي أن لا أعملَ عملاً بعد الإسلام إلا أن أسقي الحاج وقال آخرُ: ما أبالي أن لا أعملَ عملاً بعد الإسلام إلا أن أعمر المسجدَ الحرامَ، وقال آخرُ: الجهادُ في سبيل الله أفضلُ مما قلتُم، فزجرُهم عمرُ وقال: لا ترفعوا أصواتكم عند منبرِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يومُ جمعةٍ، ولكن إذا صليتُ الجمعةَ دخلتُ فاستفتيتُهُ فيما اختلفتم فيهِ، فنزل: {أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِالله} [التوبة: 19] إلى آخرها. لمسلم (1).
_________
(1) مسلم (1879).(3/138)
6994 - عديُّ بنُ حاتمٍ: أتيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - وفي عنقي صليبٌ من ذهبٍ، فقال يا عديّ: اطرح عنك هذا الوثنَ، وسمعتُهُ يقولُ: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ الله} [التوبة: 31] قال: ((إنهم لم يكونوا يعبدونهم ولكنهم كانُوا إذا أحلُّوا لهم شيئًا استحلُوهُ، وإذا حرموا عليهم شيئًا حرموهُ)). للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (3095)، قال الألباني: حسن ((صحيح الترمذي)) (2471).(3/138)
6995 - زيدُ بنُ وهبٍ: مررتُ بالربذة فإذا بأبي ذرٍ، فقلتُ لهُ: ما أنزلك منزلك هذا؟
قال: كنتُ بالشامِ فاختلفتُ أنا ومعاوية في هذه الآية: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ الله} [التوبة: 34] فقال معاويةُ: نزلتْ في أهلِ الكتابِ، فقلتُ: نزلت فينا وفيهم، فكان بيني وبينه في ذلك كلامٌ، فكتب إلى عثمان يشكوني، فكتب إلىَّ عثمانُ أن أقدم المدينةَ، فقدمتُها، فكثر علىَّ الناسُ حتى كأنهم لم يروني قبل ذلك، فذكرتُ ذلك لعثمان، فقال لي: إن شئت تنحيتَ وكنتَ قريبًا، فذاك الذي أنزلني هذا المنزل، ولو أمَّروُا علىَّ حبشيًا لسمعتُ وأطعتُ. للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (1406).(3/138)
6996 - ابنُ عباسٍ: لمَّا نزلت: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ} [التوبة: 34] كبر ذلك على المسلمين، فقال عمرُ: أنا أفرجُ عنكم، فانطلق فقال: يا نبي الله إنُه كبر على أًصحابكَ هذه الآيةُ، فقال: ((إنَّ الله لم يفرض الزكاةَ إلاَّ لطيِّب ما بقى من أموالكُم، وإنما فرض المواريث، وذكر كلمةً لتكون لمن بعدكم))، فكبر عمرُ ثمَّ قال لهُ: ((ألا أخبرك بخير ما يكنزُ المرءُ؟ المرأة الصالحة، إذا نظر إليها سرتهُ، وإذا أمرها أطاعتْهُ، وإذا غاب عنها حفظتهُ)). لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (1664). وقال الألباني في ضعيف أبي داود (363): ضعيف.(3/139)
6997 - ابنُ عمرو بن العاص: كانت العربُ يحلون عامًا شهرًا وعامًا شهرين، ولا يصيبون الحج إلا في كلِّ ستةٍ وعشرين سنةً مرةً، وهو النسيءُ الذي ذكرهُ الله تعالى في كتابهِ، فلمَّا كان عامُ حج أبو بكرٍ بالناسِ، وافق ذلك العامُ الحجَ، فسماهُ الله الحجُ الأكبرُ، ثم حجَّ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - من العامِ المقبلِ، فاستقبل الناسُ الأهلةَ، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((إنَّ الزمان قد استدار كهيئتهِ يوم خلق الله السمواتِ والأرض)). للأوسط (1).
قلتُ لعلهُ إلا في كلِّ ستةٍ وثلاثين سنةً، لأن الباعث لهم على الإِنساءِ وهو أن يأتي الحجُّ كلَّ عامٍ في زمن الثمار ليجلبها عليهمُ الحجاج، إنما يقتضي أن يستدير الحجُ في تسع ذي الحجةِ في كلِ ستٍ وثلاثين تقريبًا، فلو أحلُّوا محرمًا في عامٍ ومحرمًا وصفر في الثاني، ومحرمًا فقط في الثالث وحجوا في تاسع الحجة في الأعوامِ الثلاثة، ثم أحلُّوا صفر وربيع في الرابع وصفر فقط في الخامس، وصفر وربيع في السادس، وحجُّوا في تاسعِ المحرم في هذه الثلاثة، وهكذا في بقيتها، فإنَّ عود الحجِ إلى تاسعِ ذي القعدة إنما يكونُ في تلك المدةِ، وبهذه يكونُ للحديث معنى صحيحٌ. والله أعلم.
_________
(1) رواه الطبراني في الأوسط (2909). قال الهيثمي (7/ 32): رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات.(3/139)
6998 - ابنُ عباسٍ: {لا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالله وَالْيَوْمِ الْآخِرِ} الآية [التوبة: 44]، فنسختها التي في النورِ {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِالله وَرَسُولِهِ - إلى غَفُورٌ رَحِيمٌ [النور: 62]. لأبي داود (1).
_________
(1) أخرجه أبو داود (2771). قال الألباني: حسن ((صحيح أبي داود)) (2409).(3/139)
6999 - أبو مسعودٍ البدريّ لمَّا نزلت آيةُ الصدقةِ كنَّا نُحاملُ على ظهورنا، فجاء رجلٌ فتصدقَ بشيءٍ كثيرٍ، فقالوا مراءٍ، وجاء رجلٌ فتصدق بصاعٍ، فقالوا: إنَّ الله لغنيُّ عن صاعِ هذا، فنزلت: {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ} [التوبة: 79] (1). الآية.
_________
(1) البخاري (1415)، ومسلم (1018).(3/140)
7000 - ابن عمر: لمَّا تُوفى عبدُ الله- يعني ابن أبي بن سلول- جاء ابنه عبدُ الله إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فسألهُ أن يعطيهُ قميصهُ يكفِّنُ فيهِ أباهُ، فأعطاهُ، ثم سألهُ أن يُصلِّي عليهِ، فقام ليصلي عليهِ، فقام عمرُ فأخذ بثوبه - صلى الله عليه وسلم -، فقال يا رسول الله: تُصلي عليه وقد نهاك ربك أن تُصلي عليه؟
فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((إنما خيرني الله تعالى قال: {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّة} [التوبة: 80] وسأزيد على السبعين)) قال: إنهُ منافقٌ، فصلى عليهِ - صلى الله عليه وسلم - فنزل: {وَلا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَداً - إلى فَاسِقُونَ} (1). هما للشيخين والنسائي.
_________
(1) البخاري (4670)، ومسلم (2400).(3/140)
7001 - ولهُ وللبخاري والترمذي عن عمر نحوهُ وفيه: أتصلي على ابن أبيّ وقد قال يوم كذا وكذا؛ كذا وكذا؟
أعدد عليه قولهُ، فتبسم - صلى الله عليه وسلم -، وقال: ((أخِّر عني يا عمرُ))، فلمَّا أكثرتُ عليهِ، قال: ((أما إنِّي خيرتُ)) بنحوه.
وفيه: فعجبتُ بعدُ من جرأتي على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - يومئذٍ، والله ورسولهُ أعلمُ (1).
_________
(1) البخاري (1366)، والترمذي (3097).(3/141)
7002 - ابنُ عباسٍ: {وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ - عَظِيمٍ} [التوبة: 101] قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الجمعةِ خطيبًا، فقال: ((قُم يا فلانُ فاخرج فإنك منافقٌ، اخرج يا فلانُ فإنك منافقٌ، وأخرجهم بأسمائهم ففضحُهم، ولم يكن عمرُ شهد تلك الجمعة لحاجةٍ كانت لهُ، فلقيهم عمرُ وهم يخرجون من المسجدِ فاختبأ منهم استحياءً أنهُ لم يشهد الجمعة، وظنَّ أن الناس قد انصرفوا واختبئُوا هم من عمر، وظنوا أنهُ قد علم بأمرهم، فدخل عمرُ المسجد، فإذ الناسُ لم ينصرفوا، فقال له رجلٌ أبشر يا عمر: فقد فضح الله المنافقين اليوم، فهذا يومُ العذابِ الأولِ، والعذابِ الثاني عذابُ القبرِ)) (1). للأوسط بضعيف.
_________
(1) الطبراني في ((الأوسط)) 1/ 241 - 242 (792). وقال الهيثمي 7/ 34 وفيه: الحسين بن عمرو بن محمد العنقري، وهو ضعيف.(3/141)
7003 - على: سمعتُ رجلاً يستغفرُ لأبويه وهما مشركانِ، فقلتُ لهُ: أتستغفرُ لأبويك وهما مشركان؟
فقال استغفر إبراهيم لأبيه وهو مشركٌ، فذكرتُ ذلك للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فنزلت: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ} [التوبة: 113] (1). للترمذي والنسائي.
_________
(1) الترمذي (3101)، والنسائي (4/ 91). وحسنه الألباني في صحيح الترمذي (2477).(3/141)
7004 - كعبُ بنُ مالكٍ:
[ص:142] لم أتخلَّفْ عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - في غزوةٍ غزاها قطُّ، إلا في غزوة تبوكٍ، غير أني قد تخلَّفتُ في غزوة بدرٍ ولم يُعاتب أحدٌ تخلف عنها، إنما خرج يريدُ عير قريشٍ حتى جمع الله بينهم وبين عدوهم على غير ميعادٍ، ولقد شهدتُ ليلة العقبة حين تواثقنا على الإسلام، وما أحبُ أنَّ لي بها مشهد بدرٍ، وإن كانت بدرٌ أذكرُ في الناس منها، وكان من خيري حين تخلفت من غزوة تبوكٍ أني لم أكن قطُّ أقوى ولا أيسر مني حينَ تخلفتُ، والله ما جمعتُ راحلتين قطُّ حتى جمعتهما في تلك الغزوة، ولم يكن - صلى الله عليه وسلم - يريدُ غزوةً إلا ورَّى بغيرها حتى كانت تلك الغزوةُ، فغزاها - صلى الله عليه وسلم - في حرٍ شديدٍ، واستقبل سفرًا بعيدًا ومفازًا، واستقبل عدوًا كثيرًا، فجلى للمسلمين أمرهُم ليتأهبُوا أهبةَ غزوهم، وأخبرهُم بوجههِ الذي يريدُ، والمسلمون معه - صلى الله عليه وسلم - كثيرٌ لا يجمعُهم كتابٌ حافظ، فقلَّ رجلٌ يريدُ أن يتغيب إلا ظنَّ أنَّ ذلك سيخفي ما لم ينزل فيه وحيٌ، وغزا - صلى الله عليه وسلم - تلك الغزوة حين طابتِ الثمارُ والظلالُ، فأنا إليها أصعرُ، فتجهز - صلى الله عليه وسلم - والمسلمون معهُ، وطفقتُ أغدوا لكيّ أتجهز معُهم فأرجع ولم أقض شيئًا، وأقولُ في نفسي أنا قادرٌ على ذلك إذا أردتُ، فلم يزل ذلك يتمادى بي حتى استمرَ بالناس الجدُّ، فأصبح - صلى الله عليه وسلم - غاديًا ولم أقض من جهازي شيئًا، ثم غدوتُ فرجعت ولم أقضِ شيئًا فلم يزل ذلك يتمادى بي حتى أسرعُوا وتفارط الغزو، فهممتُ أن أرتحل فأدركهم، فيا ليتني فعلتُ، ثم لم يُقدَّر ذلك لي، وطفقتُ إذا خرجتُ في الناسٍ بعد خروج النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - يحزنني أن لا أرى لي أسوةً إلا رجلاً مغموصًا عليه في النفاقِ، أو رجلاً ممن عذر الله من الضعفاءِ، ولم يذكرني النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - حتى بلغَ تبوكَ، فقالَ وهو جالسٌ في
القوم بتبوك: ((ما فعلَ كعبُ بنُ مالكٍ)) فقال رجلٌ من بني سلمة: يا رسول الله حبسهُ برداهُ والنظر في عطفيهِ، فقال له معاذُ بنُ جبلٍ:
[ص:143] بئس ما قلت، والله يا رسول الله ما علمنا عليه إلا خيرًا، فسكت - صلى الله عليه وسلم -، فبينا هو على ذلك رأى رجلاً مبيضًا يزول به السرابُ، فقال - صلى الله عليه وسلم - ((كُن أبا خيثمة)) فإذا هو أبو خيثمة الأنصاري، وهو الذي تصدَّق بصاع التمر حين لمزهُ المنافقون، فلمَّا بلغني أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قد توجه قافلاً من تبوك حضرني بثِّي، فطفقتُ أتذكرُ الكذب وأقولُ بم أخرجُ من سخطهِ غدًا، وأستعين على ذلك بكل ذي رأي من أهلي، فلمَّا قيل إنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قد ظلَّ قادمًا، زاحَ عني الباطلَ حتى عرفتُ أنني لن أنجو منه بشيء أبدًا، فأجمعتُ صدقهُ، وأصبحَ - صلى الله عليه وسلم - قادمًا، وكان إذا قدم من سفرٍ بدأ بالمسجدِ فركع فيه ركعتينِ، ثم جلس للناس، فلمَّا فعل ذلك جاءه المخلَّفُون فطفقوا يعتذرون إليه ويحلفون له، وكانوا بضعةً وثمانين رجلاً، فقبل منهم علانيتهم وبايعهُم واستغفر لهم، ووكل سرائرهم إلى الله تعالى حتى جئتُ، فلمَّا سلمتُ تبسَّم تبسُّمَ المغضب، ثم قال: ((تعال)) فجئتُ أمشي حتى جلستُ بين يديهِ، فقال لي: ((ما خلفكَ، ألم تكن قد ابتعتَ ظهرك؟)) قلتُ يا رسول الله: إني والله لو جلستُ عند غيركَ من أهلِ الدنيا لرأيتُ أني سأخرجُ من سخطه بعذرٍ، ولقد أُعطيتُ جدلاً، ولكني والله لقد علمتُ أني لئن حدثتك اليوم حديث كذبٍ ترضى بهِ عني، ليوشكنَّ الله أن يُسخطك علىَّ، ولئن حدثتك حديثَ صدقٍ تجدُ علىَّ فيه، إني لأرجو فيه عفو الله، والله ما كان لي من عذرٍ، والله ما كنتُ قطُّ أقوى ولا أيسر مني حين تخلفتُ عنك، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((أمَّا هذا قد صدقَ، فقم حتى يقضي الله فيكَ))، فقمتُ وثار رجالٌ من بني سلمة فاتبعوني، فقالوا لي والله ما علمناك
أذنبتَ ذنبًا قبل هذا، لقد عجزت في أن لا تكون اعتذرت إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - بما اعتذر إليه المخلَّفون، فقد كان كافيك ذنبك استغفارُ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - لك، فوالله ما زالوا يؤنبونني حتى أردتُ أن أرجع إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فأكذِّبَ نفسي، ثم قلتُ لهم: هل لقى هذا معي من أحدٌ؟
قالوا: نعم، لقيهُ معك رجلانِ، قالا: مثل ما قلت، وقيل لهما مثل ما قيل لك، قلتُ: من هما؟
قالوا: مرارةُ بن الربيع العامري وهلالُ بن أمية الواقفىُّ، فذكروا لي رجلين صالحين قد شهدا بدرًا، فيهما أسوةٌ، فمضيتُ حين ذكروهما لي، ونهى - صلى الله عليه وسلم - المسلمين عن كلامنا أيُّها الثلاثةُ من بين من تخلَّف عنهُ، فاجتنبنا الناسُ، أو قال تغيروا لنا، حتى تنكَّرت لي في نفسي الأرضُ فما هي بالأرض التي أعرفُ، فلبثنا
[ص:144] على ذلك خمسين ليلةً، فأمَّا صاحباي فاستكانا وقعدا في بيوتهما يبكيانِ، وأمَّا أنا فكنتُ أشبَّ القومِ وأجلدَهُمْ، فكنتُ أخرجُ فأشهد الصلاة وأطوفُ في الأسواقِ، فلا يكلمُني أحدٌ، وآتي رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - فأسلمُ عليه وهو في مجلسهِ بعد الصلاةِ فأقولُ في نفسي: هل حرَّك شفتيه بردِّ السلامِ أم لا؟
ثمَّ أصلي قريبًا منهُ وأسارقُهُ النظر، فإذا أقبلتُ على صلاتي نظر إلىَّ فإذا التفتُ نحوهُ أعرض عني حتى إذا طالَ علىَّ ذلك من جفوةِ المسلمين، مشيتُ حتى تسورتُ جدار حائطِ أبي قتادةَ، وهو ابنُ عمي، وأحبُّ الناسِ إلىّ، فسلمتُ عليه، فوالله ما ردَّ عليَّ السلامَ، فقلت له يا أبا قتادةَ: أنشدك بالله هل تُعلمني أني أحبُّ الله ورسولهُ؟
فسكتَ، فعدتُ فناشدتُهُ، فسكت، فعدتُ فناشدتُهُ، فقال: الله ورسولهُ أعلمُ، ففاضت عيناي، وتوليتُ حتى تسورتُ الجدار، فبينا أنا أمشي في سوق المدينةِ إذا نبطىٌّ من نبط أهلِ الشامِ ممن قدمَ بطعامٍ يبيعُهُ بالمدينة، يقولُ: من يدلُّ على كعبِ بنِ مالكٍ؟
فطفق الناسُ يشيرون له إلىَّ حتى جاءني، فدفع إلىَّ كتابا من ملكِ غسانَ، وكنتُ كاتبًا فقرأتُهُ، فإذا فيه أمَّا بعدُ: فإنه قد بلغنا أنَّ صاحبكَ قد جفاك، ولم يجعلك الله بدارِ هوانٍ ولا مضيعةٍ، فالحق بنا نواسك، فقلتُ حين قرأتُها: وهذه أيضًا من البلاء، فتيممتُ بها التنورَ فسجرُتها، حتى إذا مضت أربعون من الخمسين واستلبث الوحيُ، وإذا رسولُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - يأتيني، فقال إنهُ - صلى الله عليه وسلم - يأمركَ أن تعتزل امرأتكَ، فقلتُ: أطلقهَا أم ماذا؟
قال: لا بل اعتزلها فلا تقربها، وأرسل إلى صاحبيَّ بمثلِ ذلك: فقلتُ لامرأتي: الحقي بأهلكِ وكوني عندُهم حتى يقضي الله في هذا الأمرِ، فجاءتِ امرأةُ هلالٍ إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فقالت: إنَّ هلالاً ضائعٌ ليس له خادمٌ، فهل تكره أن أخدمهُ؟
قال: ((لا، ولكن لا يقربنَّك)) فقالت: إنهُ والله ما بهِ حركةٌ إلى شيءٍ، ووالله ما زال يبكي منذُ كان من أمرهِ ما كانَ، إلى يومِهِ هذا، فقال: لي بعضُ أهلي: لو استأذنتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - في امرأتكَ، فقد أذن لامرأةِ هلالٍ أن تخدمهُ، فقلتُ: لا أستأذنُ فيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وما يدريني (ما) (1)
يقولُ إذا استأذنتُهُ، وأنا رجلٌ شابٌ، فلبثتُ بذلك عشرَ ليالٍ، فكمل لنا
[ص:145] خمسونَ ليلةً مِن حين نهى عن كلامنا، فلما صليتُ صلاةَ الفجرِ صباحَ خمسينَ ليلةً على ظهرِ بيتٍ من بيوتنا، فبينا أنا جالسٌ على الحالِ التي ذكر الله منا، قد ضاقت علىَّ نفسي، وضاقت علىَّ الأرضُ بما رحُبت، سمعتُ صوت صارخٍ أوفى على سلعٍ، يقولُ بأعلى صوتِهِ: يا كعبَ بن مالكٍ أبشر، فخررتُ ساجدًا، وعلمتُ أنه قد جاء فرجٌ، وآذن رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - الناسَ بتوبةِ الله علينا، حين صلى صلاةَ الفجرِ، فذهب الناسُ يبشروننا، فذهب قبل صاحبيَّ مبشرونَ، وركضَ رجلٌ إلىَّ فرسًا، وسعى ساعِ من أسلم قبلي فأوفىَ على الجبلِ، فكان الصوتُ أسرع من الفرسِ، فلمَّا جاءني الذي سمعتُ صوتهُ يبشرني، نزعتُ له ثوبيَّ فكسوتهما إياهُ ببشارتِهِ، والله ما أملكُ غيرهُما يومئذٍ، واستعرتُ ثوبينِ فلبستُهما وانطلقتُ أتأمم النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يتلقاني الناسُ فوجًا فوجًا يهنئوني بالتوبة، ويقولون لتهنك توبةُ الله عليك، حتى دخلنا المسجد، فإذا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - حولهُ الناسُ، فقام طلحة بن عبيد الله يهرولُ حتى صافحني وهناني، والله ما قام رجلٌ من المهاجرين غيره، فكان كعبٌ لا ينساها لطلحةَ، وقال: فلمَّا سلمتُ على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، قال وهو يبرقُ وجههُ منَ السرور: ((أبشر بخير يومٍ مرَّ عليك منذُ ولدتك أمُّك))، فقلتُ: أمن عندك يا رسول الله أم من عندِ الله؟
فقال: ((بل من عندِ الله))، وكان - صلى الله عليه وسلم - إذا سُرَّ استنارَ وجههُ حتى كأنَّ وجهَهُ قطعة قمرٍ، وكنَّا نعرفُ ذلك، فلمَّا جلستُ بين يديه قلتُ: يا رسول الله إنَّ من توبتي أن أنخلع من مالي صدقةً إلى الله وإلى رسولهِ، فقال: ((أمسك بعض مالك فهو خيرٌ لك))، فقلتُ: فإني أمسكُ سهمي الذي بخيبر، وقلتُ: يا رسولَ الله إنما نجاني الله بالصدقِ وإنَّ من توبتي أن لا أحدِّثَ إلا صدقًا ما بقيتُ، فوالله ما علمتُ أحدًا من المسلمين أبلاهُ في صدقِ الحديث منذُ ذكرتُ ذلك للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أحسن مما أبلاني الله، والله ما تعمدتُ كذبةً منذُ قلتُ ذلك لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - إلى يومي هذا، وإني لأرجو أن يحفظني الله فيما بقى، فأنزل الله تعالى: {لَقَدْ تَابَ الله عَلَى النَّبِيِّ
[ص:146] وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ - إلى- رَؤُوفٌ رَحِيمٌ} [التوبة: 117] {وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا} - إلى - {مَعَ الصَّادِقِينَ} [التوبة: 118: 119] والله ما أنعمَ الله علىَّ من نعمةٍ قطُّ بعد إذ هداني للإسلام، أعظم في نفسي من صدقي في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن لا أكون كذبتُهُ فأهلكَ كما هلك الذين كذبوا، إنَّ الله قال للذين كذبوا حين أنزل الوحي شرَّ ما قال لأحدٍ، فقال: {سَيَحْلِفُونَ بِالله لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ} - إلى - {الْفَاسِقِينَ} [التوبة: 95: 69] كُنَّا خلفنا أيُّها الثلاثةُ عن أمر أولئك الذين قبل منهم - صلى الله عليه وسلم - حين حلفوا لهُ، فبايعهُم واستغفر لهم، وأرجأ - صلى الله عليه وسلم - أمرنا حتى قضى فيه الله بذلك، قال تعالى: {وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا} وليس الذي ذكر مما خلفنا تخلفنا عن الغزو، وإنما هو تخليفهُ إيانا وإرجاؤه أمرنا عمَّن حلف له واعتذر إليه فقبل منهُ (2).
_________
(1) في الأصل: لنا، والمثتب من البخاري ..
(2) البخاري (4418).(3/141)
7005 - وفي روايةٍ: قال ما من شيءٍ أهمًُّ إلىَّ من أن أموت فلا يُصلي علىَّ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -، أو يموت رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فأكون من الناسِ بتلك المنزلةِ لا يُكلمني أحدٌ منهم ولا يُسلِّمُ علىَّ ولا يصلي علىَّ، وأنزل الله توبتنا على نبيه - صلى الله عليه وسلم - حين بقى الثلثُ الآخرُ من الليل، وهو عند أمِّ سلمة، وكانت مُحسنةٌ في شأني، مُعينةٌ بأمري، فقال - صلى الله عليه وسلم - يا أمَّ سلمة: ((تيب على كعبٍ))، قالت: أفلا أرسلُ إليهِ فأبشرهُ؟
قالَ: ((إذًا يحطمكم الناسُ فيمنعونكم النوم سائر الليلِ)) (1).
_________
(1) البخاري (4677).(3/146)
7006 - وفي أخرى: قال كعبٌ أو أبو لبابة أو من شاء الله: إنَّ من توبتي أن أهجر دار قومي الذي أصبتُ فيها الذنب، وأن أنخلع من مالي كلِّهِ صدقةً، قال: ((يجزئ عنكَ الثلثُ)) (1). للستة إلا مالكًا.
_________
(1) البخاري (2757)، ومسلم (2769)، وأبو داود (3319).(3/146)
7007 - ابنُ عباسٍ: {إِلاّ تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً} {مَا كَانَ لِأَهْلِ
[ص:147] الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ الله} [التوبة: 39 - 120] نسختُهما: {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً} [التوبة: 122] (1).
_________
(1) أبو داود (2505)، وقال الألباني: حسن ((صحيح أبي داود)) (2187).(3/146)
7008 - وعنه: وسألهُ نجدةُ بنُ لقيعٍ عن {إِلاّ تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً} قال فأمسك عنهم المطر، فكان عذابهم (1). هما لأبي داود.
_________
(1) أبو داود (2506)، وقال الألباني: ضعيف ((ضعيف أبي داود)) (539).(3/147)
7009 - عبدُ الله بن الزبير: أتى الحارثُ بن خزيمةَ بهاتين الآيتينِ من آخر سورة براءة {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ} [التوبة: 128] إلى عمرَ، فقال من معكَ على هذه؟
قال لا أدري، والله إني أشهدُ لسمعتُهما من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - ووعيتُهما وحفظتُهما، فقال عمرُ: وأنا أشهدُ لسمعتُهما من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم قالَ: لو كانت ثلاثَ آياتٍ لجعلتها سورةً على حدة، فانظروا سورةً من القرآن فضعوها فيها، فوضعناها في آخر براءة. لأحمد بتدليس ابن إسحاق (1).
_________
(1) أحمد 1/ 199 من حديث الحارث بن خزمة. وقال الهيثمي 7/ 35: وفيه: ابن إسحاق وهو مدلس، وبقية رجاله ثقات.(3/147)
7010 - أبي: آخرُ آيةٍ نزلت: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ} [التوبة: 128] (1). لابن أحمد والكبير بلين.
_________
(1) عبد الله بن أحمد في ((زوائد المسند)) 5/ 117، والطبراني 1/ 199 (533). وقال الهيثمي 7/ 36 وفيه: على بن زيد بن جدعان وهو ثقة سيئ الحفظ، وبقية رجاله ثقات.(3/147)
7011 - وعنه: أنهم جمعُوا القرآن في مصاحف في خلافة أبي بكرٍ، وكان رجالٌ يكتبون ويُملي عليهم أبي، فلمَّا انتهوا إلى {ثُمَّ انْصَرَفُوا صَرَفَ الله قُلُوبَهُمْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ} [التوبة: 127] فظنَّوا أنَّ هذه آخرُ ما نزل من القرآن، فقال لهم أبي: إنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أقرأني بعدها آيتين {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ - الْعَظِيمِ} [التوبة: 128: 129] قال: هذا آخرُ ما نزل من القرآن، فختم بما فتح به الله الذي لا إله إلا هو، وهو قولهُ تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا
[ص:148] فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء: 25] (1). لابن أحمد
_________
(1) أحمد 5/ 134، وقال الهيثمي 7/ 38 وفيه: محمد بن جابر الأنصاري، وهو ضعيف. كذا قال الهيثمي، ولم أجده من طريق محمد بن جابر هذا.(3/147)
سورة يونس وهود ويوسف والرعد وإبراهيم(3/148)
7012 - أبو الدرداء: سُئل عن: {لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [يونس: 64] قال ما سألني عنها أحدٌ منذُ سألتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال: ((ما سألني عنها أحدٌ غيرك منذُ أنزلت، هي الرؤيا الصالحةُ، يراها المسلمُ أو تُرى لهُ)) (1).
_________
(1) الترمذي (2273). وقال: حسن. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (2482).(3/148)
7013 - ابن عباسٍ رفعه: ((لمَّا أغرق الله فرعون قال: {آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرائيل} [يونس: 90] قال جبريلُ: يا محمدُ! فلو رأيتني وأنا آخذُ من حالِ البحر فأدسُّهُ في فيه، مخافة أن تدركهُ الرحمةُ)) (1).
_________
(1) الترمذي (3107). قال: حسن، أحمد 1/ 307. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (2483).(3/148)
7014 - وفي رواية: ((إنَّ جبريل جعلَ يدسُّ في في فرعون خشية أن يقول لا إله إلا الله، فيرحمهُ الله)) (1).
_________
(1) الترمذي (3108). قال صحيح غريب من هذا الوجه. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (2484).(3/148)
7015 - وعنهُ: قال: أبو بكرٍ يا رسول الله: قد شبتَ، قال: ((شيبتني هودٌ والواقعُة والمرسلاتُ وعمَّ يتساءلونَ. وإذا الشمسُ كورتْ)) (1). هي للترمذي.
_________
(1) الترمذي (3297). قال حسن غريب. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (2627).(3/148)
7016 - وعنه: وقرأ: {أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ} [هود: 5] فسئل عنها فقال: كان أناسٌ يستحيون أن يتخلوا فيفضوا إلى السماءِ، وأن يجامعُوا نساءهم فيفضوا إلى السماءِ، فنزل ذلك فيهم (1). للبخاري.
_________
(1) البخاري (4681).(3/148)
7017 - جابر: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - لمَّا نزل الحجرَ في غزوةٍ خطب الناسَ: يا أيُّها الناسُ لا تسألُوا نبيكُمْ عن الآيات، هؤلاء سألوا نبيهم أن يبعث لهم ناقةً ففعل، فكانت ترد من هذا الفجِّ،
[ص:149] فتشربُ ماءهم يوم وردها، ويحلبون من لبنها مثل الذي كانوا يصيبونَ من غبِّها، ثم تصْدُرُ من هذا الفجِّ، فعقروها، فأجَّلهُمُ الله ثلاثةَ أيامٍ، وكان وعد الله غير مكذوبٍ، ثم جاءتهم الصيحةُ فأهلك الله من كان منهم بين السماءِ والأرضِ، إلا رجلاً كانَ في حرم الله فمنعه حرمُ الله من عذابِ الله، قيلَ يا رسولَ الله: من هو؟
قال: ((أبو رغالٍ)) (1). للأوسط والبزار ولأحمد نحوه.
_________
(1) أحمد 3/ 296، الطبراني في «الأوسط» 9/ 37 (9069)، البزار كما في «كشف الأستار» (1844)، قال الهيثمي (7/ 41): رواه الطبراني في «الأوسط» والبزار وأحمد بنحوه ورجاله رجال الصحيح. وضعفه الألباني في الضعيفة (4334).(3/148)
7018 - أبو موسى رفع: ((إنَّ الله يملي للظالمِ حتى إذا أخذهُ لم يفلتهُ)) ثمَّ قرأ: {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ} [هود:102] (1). للشيخين والترمذي.
_________
(1) البخاري (4686)، ومسلم (2583).(3/149)
7019 - ابنُ مسعودٍ: أنَّ رجلاً أصابَ من امرأةٍ قُبلةً، فأتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فذكر ذلك له، فنزلت {وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَار} [هود: 114] فقال: يا رسول الله ألي هذا؟ قال: ((لمن عمل بها مِن أمتي)) (1).
_________
(1) البخاري (4687)، ومسلم (2763).(3/149)
7020 - وفي روايةٍ: جاءَ رجلٌ إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فقالَ: إني عالجتُ امرأةً في أقصىَ المدينةِ، وإني أصبتُ منها ما دون أن أمسَّهَا، فأنا هذا، فاقض فيَّ ما شئت، فقالَ لهُ عمرُ: لقد ستركَ الله لو سترتَ على نفسك، ولم يرد النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - شيئًا، فقام الرجلُ: فانطلق، فأتبعهُ النبيُّ {رجلاً فدعاهُ وتلا عليه هذهِ الآيةَ: {وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَار - إلى - لِلذَّاكِرِينَ} [هود: 114] فقالَ رجلٌ من القوم يا نبيَّ الله هذا لهُ خاصةٌ؟
قال: ((بل وللناسِ كافةً)) (1). للشيخين وأبي داود والترمذي.
_________
(1) البخاري (526)، ومسلم (2763).(3/149)
7021 - ولهُ عن أبي اليسرِ: أتتني امرأةٌ تبتاعُ تمرًا، فقلتُ: إنَّ في البيتِ تمرًا أصيبَ منهُ، فدخلت معي في البيتِ فأهويتُ إليها فقبلتُها، فأتيتُ أبا بكرٍ فذكرتُ ذلك لهُ، فقال: استر على نفسك وتُب، فأتيتُ عمرَ، فقال: استُر على نفسكَ وتُبْ، فلم أصبر، فأتيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فذكرتُ
[ص:150] ذلك لهُ، فقال: ((أخَلَفْت غازيًا في سبيل الله، في أهله بمثلِ هذا؟)) حتى تمنىَ أنهُ لم يكن أسلمَ إلا تلك الساعةَ، حتى ظنَّ أنهُ منِ أهلِ النارِ، وأطرق النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - طويلاً حتى أوحى إليه: {وَأَقِمِ الصَّلاةَ} الآية، فأتيتُهُ فقرأها علىَّ، فقال أصحابُهُ: ألهذا خاصةً أم للناسِ عامةً؟
قالَ: ((بل للناسِ عامةً)) (1).
_________
(1) الترمذي (3115)، قال: صحيح. وحسنه الألباني في صحيح الترمذي (2489).(3/149)
7022 - ابنُ عباسٍ: أنَّ أحد أصحابنا كان يُحبُ امرأةً، فاستأذن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - في حاجةٍ فأذن لهُ، فانطلق في يومٍ مطيرٍ، فإذا هو بالمرأةِ على غديرِ ماءٍ تغتسلُ، فلمَّا جلس منها مجلسَ الرجلِ من المرأةِ، ذهبَ يحركُ ذكرهُ، فإذا هو به هدبةٌ، فقامَ فأتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فذكر ذلك لهُ، فقال لهُ ((صلِّ أربع ركعاتٍ))، فنزل: {وَأَقِمِ الصَّلاةَ} الآية (1). للبزار.
_________
(1) البزار كما في «كشف الأستار» (2219)، وقال الهيثمي 7/ 39: رواه البزار ورجاله رجال الصحيح.(3/150)
7023 - ابنُ مسعودٍ: {وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْس} [يوسف: 20] كان ما اشترى به يوسفُ عشرين درهمًا، وكان أهلهُ حين أرسل إليهم وهم بمصر ثلاثةً وتسعينَ إنسانًا، رجالُهم أنبياءٌ، ونساءهم صديقاتٌ، والله ما خرجُوا مع موسى حتى بلغُوا ستمائة ألفٍ وسبعين ألفًا (1). للكبير.
_________
(1) الطبراني 9/ 220، وقال الهيثمي 7/ 39: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح إلا أن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه.(3/150)
7024 - عروة: سأل عائشة عن قولهِ تعالى: {حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا} [يوسف: 110] أو كذبُوا، فقالت: بل كذَّبهم قومهم، فقلتُ: والله لقد استيقنُوا أنَّ قومهم كذَّبوهم، وما هو بالظنّ، يا عريَّة أجل، لقدِ استيقنُوا بذلك، فقلتُ: لعلها قد كذبُوا، فقالت: معاذ الله، لم تكن الرسلُ تظنُ ذلك بربها، قلتُ: فما هذه الآية؟
قالت: هم أتباعُ الرسلِ الذين آمنوا بربهم وصدقوهم وطال عليهم البلاءُ واستأخر عنهم النصرُ، حتى إذا استيأس الرسلُ ممَّن كذَّبُوا بهم من قومهم، وظنُّوا أن أتباعهم كذَّبوهم جاءهم نصرُ الله عند ذلك (1).
_________
(1) البخاري (4695).(3/150)
7025 - وفي روايةٍ عن ابن أبي مليكة، قالَ ابنُ عباسٍ: {وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا}
[ص:151] خفيفةً، قال: ذهب هنالك، وتلا: {حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ الله} [البقرة: 214] فلقيتُ عروة بن الزبير، فذكرتُ ذلك لهُ، فقال: قالت عائشةُ: معاذ الله، والله ما وعد الله رسولهُ من شيءٍ قطُّ إلا علم أنهُ كائنٌ قبل أن يموتَ، ولكن لم يزلِ البلاءُ بالرسلِ حتى خافوا أن يكون من معهم من قومهم يكذبونُهم، وكانت تقرؤها {وظنوا أنهم قد كُذِّبوا} مثقَّلةً (1). للبخاري.
_________
(1) البخاري (4525).(3/150)
7026 - أبو هريرة رفعهُ: (({وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ} [الرعد: 4] قال: ((الدقلُ والفارسيُّ والحلوُ والحامضُ)) (1). للترمذي.
_________
(1) الترمذي (3118)، وحسنه. وحسنه الألباني في صحيح الترمذي (2493).(3/151)
7027 - على رفعهُ: {إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ} [الرعد: 7] ((والمنذرُ والهادِ رجلٌ من بني هاشم)) (1). لأحمد والأوسط والصغير.
_________
(1) أحمد 1/ 126 زوائد عبد الله، والطبراني في «الصغير» 2/ 38 (739)، وفي الأوسط 2/ 94 (1361)، وقال الهيثمي 7/ 41: رواه عبد الله بن أحمد والطبراني في «الصغير» و «الأوسط»، ورجال المسند ثقات.(3/151)
7028 - أنس: بعثَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - رجلاً من أصحابهِ إلى رجلٍ من عظماءِ الجاهليةِ يدعوهُ إلى الله، فقال: إيش ربُّك الذي تدعوني إليهِ، مِن حديدٍ هو، مِن نَحاسٍ، هُو من فضةٍ، هو من ذهبٍ، هو! فأتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فأخبرهُ، فأعادهُ، فقال: مثل ذلك، فأتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فأخبرهُ، فأرسلهُ إليه الثالثة، فقال: مثل ذلك، فأتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فأخبرهُ، فأرسل الله عليهم صاعقةً فأحرقتهُ، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((إنَّ الله تعالى قد أرسل على صاحبكَ صاعقةً فأحرقتهُ))، فنزل: {وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي الله وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ} [الرعد: 13] (1). للبزار والأوسط والموصلي والكبير.
_________
(1) الطبراني في «الأوسط» (2602)، وقال الهيثمي 7/ 42 رواه أبو يعلى والبزار، ورجاله رجال الصحيح غير ديلم بن غزوان وهو ثقة وفي رجال أبي يعلى والطبراني: على بن أبي سارة وهو ضعيف.(3/151)
7029 - أبو أمامةَ رفعه: {وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ يَتَجَرَّعُهُ} [إبراهيم: 16: 17] ((يُقرَّبُ إلى فيهِ فيكرهُهُ، فإذا أُدنىَ منهُ شُوىَ وجهُهُ، ووقعت فروةُ رأسهِ، فإذا شربهُ قطَّع أمعاءهُ حتى يخرجَ من دبره))، قال تعالى: {وَسُقُوا مَاءً حَمِيماً
[ص:152] فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ} [محمد: 15] وقال: {وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقاً} [الكهف: 29] (1).
_________
(1) الترمذي (2583)، وقال: حديث غريب، وأحمد 5/ 265. وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (477).(3/151)
7030 - أنس: أُتي النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بقناعٍ فيهُ رطبٌ، فقالَ {مَثَلُ كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا} [إبراهيم: 24: 25]. قال: ((هي النخلة))، {وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ} [إبراهيم:26] قال: ((هي الحنظلةُ)) (1). هما للترمذي.
_________
(1) الترمذي (3119)، وقال الألباني في ضعيف الترمذي (605): ضعيف مرفوعًا.(3/152)
7031 - البراءُ رفعهُ: {يُثَبِّتُ الله الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ} [إبراهيم: 27] ((نزلتْ في عذابِ القبرِ، يقالُ له من ربُّك؟ فيقولُ: ربيَّ الله ونبيَّ محمدٌ - صلى الله عليه وسلم -)) (1). للستة إلا مالكًا.
_________
(1) البخاري (1369)، ومسلم (2871).(3/152)
7032 - ابنُ عباسٍ: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ الله كُفْراً} [إبراهيم: 28] هُم والله كفارُ قريشٍ، قال عمر: وهُم قريشٌ، ومحمدُ نعمةُ الله {وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ} [إبراهيم: 28] قال: النارُ يوم بدرٍ (1). للبخاري.
_________
(1) البخاري (3977).(3/152)
7033 - وللأوسط عن عليّ: نزلت في الأفخرين من قريش بني مخزومٍ، وبني أمية، فأما بنو مخزومٍ فقطعَ الله أدبارهُم يوم بدرٍ، وأما بنو أميةَ فمتعُوا إلى حينٍ (1).
_________
(1) الطبراني في «الأوسط» 1/ 237 (776)، وقال الهيثمي 7/ 44: رواه الطبراني، وفيه عمرو ذو مرة ولم يرو عنه غير أبي إسحاق السبيعي وبقية رجاله ثقات.(3/152)
7034 - عائشةُ: سألتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - عن قولهِ تعالىَ: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ} إبراهيم: 48] قلتُ: أين يكونُ الناسُ يومئذٍ يا رسول الله؟ قال: ((على الصراطِ)) (1). لمسلم والترمذي.
_________
(1) مسلم (2791).(3/152)
سورة الحجر والنحل والإسراء(3/153)
7035 - أبو موسى رفعهُ: ((إذَا اجتمعَ أهلُ النارِ في النارِ ومعهمْ من شاءَ الله مِن أهلِ القبلةِ، قالَ الكفارُ للمسلمينَ: ألم تكونُوا مسلمينَ؟
قالُوا بلىَ، قالوا فما أغنى إسلامكُم وقد صرتُم معنا في النارِ، قالُوا كانت لنا ذنوبٌ فأخذنا بها، فسمعَ الله ما قالُوا، فأمر بمنْ كانَ في النارِ من أهلِ القبلةِ فأخرجُوا، فلمَّا رأى ذلك من بقي من الكفارِ في النار، قالُوا: يا ليتنا كُنَّا مسلمينَ، فنخرجُ كما خرجُوا)) ثمَّ قرأ - صلى الله عليه وسلم -: {الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُبِينٍ - إلى -مُسْلِمِينَ} [الحجر: 1: 2]. للكبير بلين (1).
_________
(1) قال الهيثمي 7/ 48: رواه الطبراني وفيه خالد بن نافع الأشعري، قال أبو داود: متروك. قال الذهبي: هذا تجاوز في الحد، فلا يستحق الترك، فقد حدث عنه أحمد بن حنبل وغيره وبقية رجاله ثقات.(3/153)
7036 - ولهُ بخفى عن أبي أمامةُ رفعهُ: {رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ} [الحجر:2] ((نزلتْ في الخوارج حين رأوا تجاوز الله عنِ المسلمين وعنِ الأئمةِ والجماعةِ، قالُوا: يا ليتنا كنَّا مسلمينَ)) (1).
_________
(1) الطبراني 8/ 272 (8048)، وقال الهيثمي 7/ 48: رواه الطبراني، وزكريا والراوي عنه لم أعرفهما.(3/153)
7037 - أبو سعيد رفعهُ: ((اتقُوا فراسةَ المؤمنِ، فإنهُ ينظرُ بنورِ الله)) ثم قرأ: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ} [الحجر:75] (1). للترمذي.
_________
(1) الترمذي (3127)، قال: حديث غريب. وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (607).(3/153)
7038 - ابنُ عمرَ رفعهُ: {فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ} [الحجر:83] ((ما هلكَ قومُ لوطٍ إلا في الآذان)). للكبير. وقال معناهُ: في وقتِ أذانِ الفجرِ، وهو وقتُ الاستغفارِ والدعاءِ (1).
_________
(1) قال الهيثمي 7/ 50 رواه الطبراني ورجاله ثقات.(3/153)
7039 - ابنُ عباس: أوتى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - سبعًا من المثاني السبعِ الطوالِ. للنسائي (1).
_________
(1) أبو داود (1459) ,والنسائي 2/ 139، وقال الألباني في «صحيح النسائي» (878).(3/153)
7040 - وعنه: {الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ} [الحجر:91] ((هم أهلُ الكتابِ اليهودُ والنصارى جزءوهُ أجزاءَ، آمنوا ببعضٍ وكفروا ببعضٍ)) (1). للبخاري.
_________
(1) البخاري (3945).(3/154)
7041 - أنس رفعهُ: {لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الحجر:92: 93] ((عن قولِ لا إله إلا الله)) للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (3126)، قال: حديث غريب. وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (608).(3/154)
7042 - ابنُ مسعودٍ: {زِدْنَاهُمْ عَذَاباً فَوْقَ الْعَذَاب} [النحل: 88] قال: زيدوا عقارب أنيابها كالنخلِ الطوالِ (1). للكبير.
_________
(1) الطبراني 9/ 226 (9103)، وقال الهيثمي 7/ 48: رواه الطبراني، بأسانيد رجال بعضها رجال الصحيح. وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (3678).(3/154)
7043 - وللموصليّ عن ابن عباسٍ، قال: هيَ خمسةُ أنهارٍ تحت العرشِ، يعذبون ببعضها بالليل وببعضها بالنهارِ (1).
_________
(1) أبو يعلى الموصلي 5/ 66، قال الهيثمي 10/ 391: رواه أبو يعلى، ورجاله رجال الصحيح.(3/154)
7044 - عثمانُ بنُ أبي العاصِ: كنتُ عند النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - جالسًا إذ شخص ببصرهِ، ثمَّ صوبهُ، حتى كاد أن يلزقهُ بالأرضِ، ثم شخصَ ببصرهِ، فقال: ((أتاني جبريلُ عليه السلامُ فأمرني أن أضع هذه الآية بهذا الموضع من هذه السورة)) {إِنَّ الله يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإحْسَانِ - إلى - تَذَكَّرُونَ} [النحل: 90] (1). لأحمد.
_________
(1) أحمد 4/ 218، وقال الهيثمي 7/ 49 وإسناده حسن.(3/154)
7045 - ابنُ عباسٍ: {مَنْ كَفَرَ بِالله مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ- إلى - عَظِيمٌ} [النحل: 106] واستثنى من ذلك {ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا - إلى - رَحِيمٌ} [النحل: 110] وهو عبدُ الله بن أبي السرح الذي كانَ على مصر، كان يكتبُ الوحي للنبيِّّ - صلى الله عليه وسلم - فأذلهُ الشيطانُ، فلحق بالكفارِ، فأمرَ بهِ أن يقتلَ يوم الفتحِ، فاستجارَ لهُ عثمانُ، فأجاره - صلى الله عليه وسلم - (1). للنسائي.
_________
(1) أبو داود (4358) ,والنسائي 7/ 107، وقال الألباني: صحيح الإسناد ((صحيح النسائي)) (3797).(3/154)
7046 - أبي: لمَّا كانَ يومُ أحدٍ، أصيب من الأنصار أربعةٌ وستونَ، ومن المهاجرين ستةٌ، فمثلوا بهم، فقالت الأنصارُ: لئن أصبنا منهم يومًا مثل هذا لنربينَّ عليهم في التمثيل، فلمَّا كان يومُ الفتح أنزل الله: {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ} [النحل:126] فقالَ رجلُ: لا قريش بعد اليوم، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((كفوا عن القوم إلا أربعةً)) (1). للترمذي.
_________
(1) الترمذي (3129)، وقال: حسن غريب. وقال الألباني في صحيح الترمذي (2501): حسن صحيح الإسناد.(3/155)
7047 - ابنُ مسعودٍ قال: في بني إسرائيل والكهف ومريم وطه والأنبياء، إنهنَّ من العتاقِ الأُولِ، وهنَّ من تلادي (1). للبخاري.
_________
(1) البخاري (4994).(3/155)
7048 - وعنه: {أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا} [الاسراء: 16] كنَّا نقولُ في الجاهلية إذا كثروا، أُمر بنو فلانٍ (1). للبخاري.
_________
(1) البخاري (4711).(3/155)
7049 - أبو سعيد: لمَّا نزلت: {وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ} [الاسراء: 26] دعا النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - فاطمة فأعطاها فدك (1). للكبير بضعف.
_________
(1) قال الهيثمي 7/ 49: رواه الطبراني وفيه: عطية العوفي، وهو ضعيف متروك.(3/155)
7050 - ابنُ مسعودٍ: {أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَة} [الاسراء: 57] كان نفرٌ من الإنس يعبدونَ نفرًا من الجن، فأسلمَ النفرُ من الجنِّ فاستمسك الآخرون بعبادتهم فنزلت: {أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَة} [الاسراء: 57] (1). للشيخين.
_________
(1) البخاري (4714)،مسلم (3030).(3/155)
7051 - ابنُ عباسٍ: {وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاس} [الاسراء: 60] هي رؤيا عينٍ أريها النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - ليلةَ أُسرى بهِ، والشجرةُ الملعونةُ في القرآنِ هي شجرةُ الزقوم (1). للبخاري والترمذي.
_________
(1) البخاري (3888)، والترمذي (3134).(3/155)
7052 - أبو هريرة رفعه: {يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ} [الإسراء: 71] يُدعى أحدهُم فيعطى كتابهُ بيمينه، ويُمدَّ لهُ في جسمه
[ص:156] ستون ذراعًا، ويبيضُ وجههُ، ويُجعل على رأسهِ تاجٌ من لؤلؤٍ يتلالأ، فينطلقُ إلى أصحابهِ الذين كانوا يجتمعون إليهِ، فيرونهُ من بعيدٍ فيقولون: اللهمَّ ائتنا بهذا فيأتيهم، فيقولُ: أبشروا لكلِ رجلٍ منكم مثل هذا المتبوع على الهدى، وأمَّا الكافرُ فيعطى كتابهُ بشمالهِ، ويسوَّدُ وجهُهُ، ويمدُّ لهُ في جسمِهِ ستون ذراعًا، ويُلبس تاجًا من نارٍ، إذا رآهُ أصحابهُ يقولون: نعوذُ بالله من شرِّ هذا، اللهمَّ لا تأتنا بهِ، فيأتيهم فيقولون: اللهمَّ [اخزِهِ] (1)، فيقولُ لهم: أبعدكم الله، فإنَّ لكلِ رجلٍ منكم مثلُ هذا (2). للترمذي.
_________
(1) في الأصل: أخره، والمثبت من «سنن الترمذي».
(2) الترمذي (3136)، وقال: حسن غريب. وقال الألباني: ((ضعيف الترمذي)) ضعيف الإسناد (610).(3/155)
7053 - ابنُ عباسٍ: كان يقولُ: {لِدُلُوكِ الشَّمْسِ} إذا فاء الفيءُ، {غَسَقِ اللَّيْلِ} اجتماعُ الليلِ وظلمتهُ (1). لمالكٍ.
_________
(1) مالك 1/ 42.(3/156)
7054 - أبو هريرة رفعه: {إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً} [الإسراء: 78] ((تشهدُهُ ملائكةُ الليلِ وملائكةُ النهارِ)) (1).
_________
(1) الترمذي (3135)، قال: حسن صحيح. وأصله في صحيح البخاري (649).(3/156)
7055 - وعنه رفعه: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَحْمُوداً} [الاسراء: 79] ((هو الشفاعةُ)) (1).
_________
(1) الترمذي (3137)، قال: حسن. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (2508).(3/156)
7056 - ابنُ عباسٍ: كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بمكة أمر بالهجرة فنزل: {وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ -إلى - نَصِيراً} [الإسراء: 80] (1). هي للترمذي.
_________
(1) الترمذي (3139)، وقال: حسن، وقال الألباني في ضعيف الترمذي (611): ضعيف الإسناد.(3/156)
7057 - ابن مسعود: بينا أنا مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وهو يتوكأ على عسيبٍ، مرَّ بنفرٍ من اليهودِ، فقال بعضهُم لبعضٍ: سلوهُ عن الروح، وقال بعضهم: لا تسألوُه لا يُسمعكُمْ ما تكرهونَ، فقامُوا إليهِ، فقالوا يا أبا القاسم: حدِّثنا عن الروح، فقام ساعةً ينظرُ، فعرفتُ أنهُ يوحي إليهِ، فتأخرتُ حتى صعد الوحيُ، ثم قال: {وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا
[ص:157] أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً} [الاسراء:85] فقال بعضهُم لبعضٍ: قد قلنا لكم لا تسألوهُ (1).
_________
(1) البخاري (7456)، ومسلم (2794).(3/156)
7058 - وفي روايةٍ: وما أوتُوا من العلمِ إلا قليلاً، قال الأعمش: وهكذا قراءتُنا (1). للشيخين والترمذي.
_________
(1) البخاري (125)، ومسلم (2794).(3/157)
7059 - ولهُ عن ابنِ عباسٍ نحوهُ وفيهِ: قالوُا أُوتينا علمًا كثيرًا، أوتُينا التوراةُ، ومن أوتى التوراة فقد أوتى خيرًا كثيرًا، فنزل: {لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِكَلِمَاتِ رَبِّي} الآية [الكهف: 109] (1).
_________
(1) الترمذي (3140)، وقال: حسن صحيح غريب من هذا الوجه، أحمد 1/ 255, وصححه الألباني في صحيح الترمذي (2510).(3/157)
7060 - ابنُ عباسٍ: {وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخَافِتْ بِهَا} [الاسراء: 110] نزلت والنبيُّ - صلى الله عليه وسلم - متوارٍ بمكةَ، وكانَ إذا رفعَ صوتهُ، سمعهُ المشركون، فسبُّوا القرآن ومن أنزلهُ، ومن جاءَ بهِ، فقال تعالى: {ولا تجهر بصلاتك}، أي: بقراءتكَ حتى يسمعها المشركونَ، {ولا تخافتْ بها} عن أصحابكَ فلا تُسمعُهم، {وابتغِ بين ذلك سبيلاً} أسمعهُم ولا تجهر، حتى يأخذوا عنك القرآنَ (1). للشيخين والترمذي والنسائي.
_________
(1) البخاري (7490)، ومسلم (446).(3/157)
سورة الكهف ومريم(3/157)
7061 - ابنُ عباسٍ: كان يرى الاستثناء ولو بعد سنةٍ، ثم قرأ: {وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَداً إِلَّا أَنْ يَشَاءَ الله وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ} [الكهف: 23، 24] يقولُ: إذا ذكرت (1). للكبير والأوسط.
_________
(1) الطبراني 11/ 68 (11069)، «الأوسط» 1/ 44 (119)، قال الهيثمي (7/ 53): رواه الطبراني في «الأوسط» و «الكبير»، ورجاله ثقات.(3/157)
7062 - وعنه: {وَاذْكُرْ رَبَّكَ} إذا نسيت الاستثناءَ فاستثنِ إذا ذكرتَ، قال: هي خاصةٌ للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وليس لأحدٍنا أن يستثني إلا في صلةِ يمينٍ (1). للطبراني.
_________
(1) الطبراني في «الأوسط» 7/ 68 (6872). قال الهيثمي 7/ 53: رواه الطبراني في ثلاثة وفيه عبد العزيز بن حصين وهو ضعيف.(3/157)
7063 - وعنه) {مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ} [الكهف: 22] قال: أنا من أولئك القليل، مكسملينا، ومليخا، وهو المبعوث بالورق إلى المدينة، ومرطوليس، ويتبونس وذردونس، وكفاسطيطوس، ومنطيواسيوس، وهو الراعي، والكلبُ اسمهُ قطميرَ، قالَ أبو عبدِ الرحمنِ: قال أبي: بلغني أنهُ من كتب هذه الأسماء في شيءٍ وطرحهُ في حريقٍ، سكنَ الحريقُ (1). للأوسط بضعف.
_________
(1) الطبراني في «الأوسط» (6113)، قال الهيثمي 7/ 53: رواه الطبراني في «الأوسط»، وفيه يحيى بن أبي روق، وهو ضعيف.(3/158)
7064 - ابنُ المسيبِ: قال: إنَّ الباقياتِ الصالحاتِ، هي قولُ العبدِ، الله أكبرُ وسبحان الله، ولا إله إلا الله، ولا حول ولا قوةَ إلا بالله (1). لمالك.
_________
(1) مالك 1/ 185.(3/158)
7065 - ابنُ عباسٍ: قال سعيدُ بنُ جبيرٍ، قلتُ لابن عباسٍ: إنَّ نوف البكالي يزعُمُ أنَّ موسى صاحبَ بني إسرائيل ليس صاحبَ الخضرِ، فقال: كذب عدوُّ الله، سمعتُ أُبيَّ بنَ كعبٍ يقولُ: سمعتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: ((قامَ موسى عليهِ السلامُ خطيبًا في بني إسرائيل، فسُئل: أيُّ الناسِ أعلُم؟))
فقالَ: أنا أعلمُ، فعتب الله عليه إذ لم يردِ العلمَ إليهِ، فأوحىَ الله إليهِ إنَّ عبدًا من عبادي بمجمع البحرينِ هو أعلمُ منكَ، قال موسى: أي ربِّ! كيف لي بهِ؟
فقيلَ لهُ: احمل حوتًا في مكتلٍ، فحيثُ تفقدِ الحوت فهو ثمَّ، فانطلقَ، وانطلقَ معهُ، فتاه وهو يوشعُ بنُ نونَ، فحمل موسى حوتًا في مكتلٍ، وانطلق هو وفتاهُ يمشيان حتى أتيا الصخرة، فرقد موسى وفتاهُ، فاضطربَ الحوتُ في المكتل، حتى خرج من المكتلِ، فسقط في البحرِ، وأمسك الله عنهُ جرية الماءِ، حتىَ كانَ مثلَ الطاقِ، فكانَ للحوتِ سربًا، وكان لموسىَ وفتاهُ عجبًا، فانطلقا بقيةَ يومهَما وليلتهمَا، ونسىَ صاحبُ موسى أنْ يخبرهُ، فلمَّا أصبحَ موسىَ قال: {لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَباً} [الكهف: 62] ولم ينصب حتى جاوز المكانَ الذي أُمرَ بهِ، قال: {أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَباً} [الكهف:63] قالَ موسى: {ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصاً} [الكهف: 64] قال: يقصانِ آثارهمَا، حتى أتيا الصخرةَ، فرأى رجلاً مسجَّى عليه بثوبٍ، فسلَّمَ عليه
[ص:159] موسىَ، فقالَ لهُ الخضرُ: أنيَ بأرضكَ السلامُ؟
قال: أنا موسى، قال: موسى بني إسرائيلَ؟
قال: نعم، قالَ: إنكَ علىَ علمٍ من علمِ الله علمكَهُ الله لا أعلمهُ، وأنا على علمٍ من علمِ الله علمنيهِ لا تعلمهُ، قالَ: لهُ موسى {هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً} [الكهف: 66] {قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ الله صَابِراً وَلا أَعْصِي لَكَ أَمْراً} [الكهف:67: 69] قالَ لهُ الخضرُ: {قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً} [الكهف:70] قال: نعمْ، فانطلقَ الخضرُ وموسىَ يمشيانِ علىَ ساحل البحرِ، فمَّرتْ بهما سفينةُ، فكلَّماهُمْ أن يحملوهُما، فعرفُوا الخضرَ فحملوهُما بغيرِ نولٍ، فعمدَ الخضرُ إلى لوحٍ من ألواحِ السفينة فنزعهُ، فقالَ لهُ موسى: قومٌ حملونا بغيرِ نولٍ فعمدتَ إلى سفينتهم فخرقتها {لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إِمْراً قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً قَالَ لا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْراً} [الكهف:71: 73].
ثمَّ خرجا من السفينة، فبينما هما يمشيان على الساحلِ إذا غلامٌ يلعبُ مع الغلمانِ فأخذ الخضرُ برأسِهِ فاقتلعَهُ بيدهِ، فقتلهُ، فقال موسى: {أَقَتَلْتَ نَفْساً زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُكْراً قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً} [الكهف:74: 75] وهذهِ أشدُ من الأولى، {قَالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْراً فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَاراً يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ} [الكهف: 76: 77] يقولُ: مائلٌ، قالَ الخضرُ بيدهِ هكذا فأقامهُ، قالَ لهُ موسى: قومُ أتيناهُم فلم يضيفونا ولم يطعمونَا، لو شئتَ لاتخذت عليه أجرًا {قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْراً} [الكهف:78] قالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يرحمُ الله موسىَ، لوددتُ أنهُ كانَ صبرَ، حتىَ كانَ يقصُّ علينا من أخبارهِمَا))، وقالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((كانتِ الأولىَ مِن موسىَ نسيانا))، قالَ: وجاءَ عصفورٌ حتى وقعَ على حرفِ السفينةِ ثم نقر في البحرِ، فقالَ لهُ الخضرُ: ما نقصَ علمني وعلمُك من علمِ الله إلا ما نقصَ هذا العصفورُ مِنَ البحرِ.
قال ابنُ جبيرٍ: وكانَ يقرأُ: وكانَ أمامهُم ملكُ يأخذُ كلَّ سفينةٍ صالحةٍ غصبًا. وكان يقرأُ: وأمَّا الغلامُ فكانَ كافرًا (1).
_________
(1) البخاري (4725).(3/158)
7066 - من رواياتهِ: ((بينما موسىَ في قومهُ يذِّكرهُم بأيام الله، وأيامُ الله نعماؤهُ وبلاؤه، إذ قال: ما أعلمُ في الأرض رجلاً خيرًا أو أعلم مني)).
وفيه: ((حوتًا مالحًا)).
وفيه: ((مسجى ثوبًا مستلقيًا على القفا، أو على حلاوة القفا)).
وفيه: ((رحمةُ الله علينا وعلى موسى لولا أنهُ عجَّل لرأى العجب، ولكنهُ أخذتهُ من صاحبهِ)) ذمامةٌ {قَالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْراً} [الكهف:76].
وفيه: ((حتى إذا أتيا أهلَ قريةٍ لئامٍ فطاقَا في المجلسِ فاستطعمَا أهلهَا)).
وفيهِ: {فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْر} [الكهف: 79] فإذا جاءَ الذي يتسخرها وجدها منخرقةً، فتجاوزها، فأصلحُوها بخشبةٍ، وأمَّا الغلامُ فطُبعَ يوم طُبع كافرًا، وكانَ أبواهُ قد عطفا عليهِ، فلو أنهُ أدركَ، أرهقهُما طغيانًا وكفرًا (1).
_________
(1) البخاري (3401)، ومسلم (2380).(3/160)
7067 - ومنها: وفي أصلِ الصخرةِ عينٌ يُقالُ لها الحياةُ، لا يصيبُ مِن مائها شيءٌ إلا حيىَ، فأصاب الحوتُ من ماءِ تلكَ العينِ، فتحركَ وانسلَّ (1).
_________
(1) البخاري (4727).(3/160)
7068 - ومنها: أنهُ قيلَ لهُ خذ حوتًا ميتًا، حتى يُنفخَ فيهِ الروحُ، فأخذَ حوتًا فجعلهُ في مكتلٍ، فقال: لا أُكلفكَ إلا أن تخبرني بحيثُ يفارقك الحوتُ، فقال: ما كلفت كبيرًا.
وفيه: فوجد خضرًا على طنفسةٍ خضراءَ على كبدِ البحرِ، وأنَّ الخضرَ قال: أما يكفيكَ أنَّ التوراةَ بيدكَ، وأنَّ الوحي يأتيكَ؟
يا موسى إنَّ لي علمًا لا ينبغي لك أن تعلمهُ، وإنَّ لكَ علمًا لا ينبغي لي أن أعلمهُ.
وفيه: فأضجعهُ فذبحهُ بالسكينِ.
وفيه: فخشينا أن يرهقهُما طغيانًا وكفرًا، يحملهما حبُّهُ على أن يتابعاهُ على دينه (1).
_________
(1) البخاري (4726).(3/160)
7069 - ومنها: أنَّ ابن عباسٍ تمارى هو والحر بن قيسٍ بن حصن الفزاري في صاحبِ موسى، فقال ابنُ عباسٍ: هو الخضرُ، فمرَّ بهما أُبيُّ بنُ كعبٍ، فدعاهُ ابنُ عباسٍ، فقال: يا أبا الطفيل إني تماريتُ أنا وصاحبي هذا في صاحب موسى الذي سألَ موسى السبيل إلى لقيهِ فهل سمعت النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يذكر شأنه؟
فقال سمعتهُ يقولُ: بينا موسى في ملأ من بني إسرائيل إذ جاءهُ رجلٌ، فقال لهُ: هل تعلمُ أحدًا أعلمَ منكَ، فقال موسى: لا، فأوحى الله إلى موسى، بل عبدنا الخضرُ، بنحوهِ (1).
_________
(1) البخاري (74).(3/161)
7070 - ومنها: فانطلقا حتى إذا لقيا غلمانًا يلعبون فانطلق إلى أحدهم بادي الرأي فقتلهُ، فذُعرَ عندها موسى ذعرةً منكرةً، قال: أقتلتَ نفسًا. بنحوه (1).
_________
(1) مسلم (2380).(3/161)
7071 - ومنها: {قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ} الآيةُ، كانت الأولى نسيانًا، والوسطى شرطًا، والثالثةُ عمدًا (1).
_________
(1) البخاري (2728).(3/161)
7072 - ومنها: وكانَ الحوتُ قد أُكل منهُ فلمَّا قطر عليه الماءُ عاشَ (1). للشيخين والترمذي.
_________
(1) الترمذي (3149). قال: حسن صحيح. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (2517).(3/161)
7073 - ولهُ عن أبي الدرداءِ رفعهُ: ((كان الكنزُ ذهبًا وفضَّةً)) (1).
_________
(1) الترمذي (3152)، قال: حديث غريب. وقال الألباني في ضعيف الترمذي (614): ضعيف جدا.(3/161)
7074 - زينبُ بنتُ جحشٍ: أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل عليها فزعًا، يقولُ: لا إله إلا الله، ويلٌ للعربِ من شرٍ قد اقترب، فُتح اليوم من ردمِ يأجوجَ ومأجوج مثلُ هذهِ، وحلَّقَ بإصبعيه الإِبهام والتي تليها، فقلتُ: يا رسول الله، أنهلكُ وفينا الصالحونَ؟
قال: نعمْ، إذا كثُر الخبثُ (1). للشيخين وللترمذي نحوه.
_________
(1) البخاري (3346)، ومسلم (2880)، والترمذي (2187).(3/161)
7075 - أبو هريرة رفعهُ: ((في السدِّ يحفرونهُ كلَّ يومٍ حتى إذا كادُوا يخرقونهُ، قال الذي عليهم: ارجعُوا فستخرقونهُ غدًا، فيعيدهُ الله كأشدِ ما كان، حتى إذا بلغَ مدتهُم وأراد الله أن يبعثَهم على الناسٍ، قال الذي عليهم: ارجعُوا فستحفرونه غدًا إن شاء الله، واستثنى، فيرجعون فيجدونهُ كهيئتِهِ حين تركوهُ، فيخرقونهُ فيخرجون على الناسِ، فيستقون المياه، ويفرُّ الناسُ منهم، فيرمون بسهامٍ إلى السماءِ فترجعُ مخضبةً بالدماءِ فيقولون قهرنا من في السماء، وعلونَا من في السماءِ قسوةً وعلوًا، فيبعثُ الله عليهم نغفًا في أقفائِهِمْ، فيهلكونَ)).
فوالذي نفسُ محمدٍ بيدهِ إنَّ دوابَّ الأرضِ لتسمنُ وتبطرُ وتشكرُ شكرًا من لحومهم)). (1). للترمذي.
_________
(1) الترمذي (3153)، قال: حسن غريب، وابن ماجة (4080) , وقال الألباني في صحيح الترمذي (2520): صحيح.(3/162)
7076 - مصعب بنُ سعدٍ: سألتُ أبي عن قولهِ تعالى: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً} [الكهف:103] أهمُ الحروريةُ؟
قالَ: لا همُ اليهودُ والنصارىَ.
أمَّا اليهودُ فكذَّبوا محمدًا - صلى الله عليه وسلم -، وأمَّا النصارى فكذَّبُوا بالجنةِ، قالوا لا طعام فيها ولا شراب، والحروريةُ الذين ينقضون عهدَ الله من بعدِ ميثاقهِ، وكانَ سعدُ يسميهم الفاسقين (1). للبخاري.
_________
(1) البخاري (4728).(3/162)
7077 - أبو هريرة رفعهُ: ((إنهُ ليأتي الرجلُ السمينُ العظيمُ يوم القيامةِ لا يزنُ عند الله جناح بعوضةٍ))، وقالَ: ((اقرءوا)) {فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْناً} [الكهف: 105]. للشيخين (1).
_________
(1) البخاري (4729)، ومسلم (2785).(3/162)
7078 - أبو سعدٍ بنُ أبي فضالةَ رفعهُ: ((إذا جمعَ الله الناسَ ليومٍ لا ريب فيهِ، نادى منادٍ، من كانَ يُشركُ في عملٍ عملهُ للهِ أحدًا فليطلبْ ثوابهُ منهُ، فإنَّ الله أغنىَ الشركاءِ عن الشرك)) (1). للترمذي.
_________
(1) الترمذي (3154)، قال: حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث محمد بن بكر، وابن ماجة (4203)،وحسنه الألباني في صحيح الترمذي (2521).(3/162)
7079 - ابنُ عمر رفعه: ((إنَّ السرى الذي قالَ الله تعالى لمريم: {قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيّاً} [مريم: 24] نهرٌ أخرجهُ الله لتشربَ منهُ)). للكبير بضعف (1).
_________
(1) الطبراني 12/ 346 (13303)، وقال الهيثمي 7/ 55 وفيه: يحيى بن عبد الله البابلتي، وهو ضعيف. وضعف الألباني إسناده وقال: فيما قبله غنية عنه - يعني حديث: السري النهر. انظر الصحيحة (1191).(3/163)
7080 - المغيرةُ بنُ شعبةَ: لمَّا قدمتُ نجرانَ سألوني، فقالوا: إنكُم تقرءُونَ يا أختَ هارونَ، وموسىَ قبلَ عيسى بكذا وكذا، فلمَّا قدمتُ على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - سألتُهُ عن ذلكَ، فقالَ إنهم كانوا يسمونَ بأنبيائهم والصالحينَ قبلهم (1). لمسلم والترمذي.
_________
(1) مسلم (2135)، والترمذي (3155).(3/163)
7081 - ابنُ عباسٍ: قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - لجبريل عليهِ السلامُ: ((ما يمنعكُ أن تزورنا أكثر مما تزورنا))؟
فنزلت: {وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّك} الآية [مريم: 64]. للبخاري والترمذي (1).
_________
(1) البخاري (4731)، والترمذي (3158).(3/163)
7082 - أمُّ مبشر الأنصارية: أنها سمعتْ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يقولُ عند حفصةَ: ((لا يدخل النارَ إن شاءَ الله من أصحابِ الشجرةِ أحدُ الذين بايعُوا تحتها))، قلت: بلى، يا رسولَ الله فانتهرها، فقالت حفصةُ {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا} [مريم: 71] فقال - صلى الله عليه وسلم -: قد قال تعالى: {ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيّاً} [مريم:72]. مسلم (1).
_________
(1) مسلم (2496).(3/163)
7083 - وللترمذي عن ابن مسعودٍ رفعهُ: ((يردُ الناسُ النارَ ثم يصدرونَ عنها بأعمالِهم، فأولهُم كلمح البرقِ، ثم كالريح، ثم كحضرِ الفرسِ، ثم كالراكبِ في رحلِهِ، ثم كشدِّ الرجلِ، ثم كمشيهِ)) (1).
_________
(1) الترمذي (3159)، قال: حديث حسن، والدارمي (2810). وصححه الألباني في صحيح الترمذي (2526).(3/163)
7084 - ولأحمد عن جابر: وأهوى بإصبعيهِ إلى أذنيهِ، فقال: صمتًا، إن لم أكنُ سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: الورودُ: الدخولُ، لا يبقى برٌّ ولا فاجرٌ
[ص:164] إلا دخلها، فتكونُ على المؤمنين بردًا وسلامًا، كما كانت على إبراهيم، حتى إنَّ للنارِ، أو قالَ: لجهنمَ، ضجيجًا من بردهمْ {ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيّاً} [مريم:72] (1).
_________
(1) أحمد 3/ 328 - 329. وقال الهيثمي: 7/ 55: رجاله ثقات.(3/163)
7085 - خبابُ بنُ الأرت: كنتُ قينًا في الجاهليةِ، فعملتُ للعاصِ بن وائل سيفًا، فجئتهُ أتقاضاهُ، فقال: لا أعطيك حتى تكفر بمحمدٍ - صلى الله عليه وسلم -، فقلتُ: والله لا أكفرُ حتىَ يميتكَ الله، ثم يبعثكَ، قال: وإني لميتٌ ثمَّ مبعوثٌ؟
قلتُ: بلى، قالَ: دعني حتى أموتَ وأُبعثَ فسأوتي مالاً وولدًا فأقضيكَ، فنزلت: {أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآياتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالاً وَوَلَداً - إلى- فَرْداً} [مريم: 77: 80] (1). للشيخين والترمذي.
_________
(1) البخاري (4735)، ومسلم (2795).(3/164)
سورة طه والأنبياء والحج والمؤمنون(3/164)
7086 - أبو هريرةَ رفعهُ: ((إنَّ الله قرأَ طه ويس قبلَ أن يخلقَ آدمَ بألفِ عامٍ، فلمَّا سمعتِ الملائكةُ القرآن، قالوا: طوبى لأمةٍ ينزلُ عليهم، وطوبى لأجوافٍ تحملُ هذا، وطوبى لألسنٍ تكلَّمُ بهذا)) (1). للأوسط بلين.
_________
(1) «الأوسط» 5/ 133 - 134 (4876).قال الهيثمي 7/ 56 وفيه: إبراهيم بن مهاجر بن مسمار، وضعفه البخاري بهذا الحديث، ووثقه ابن معين. وقال الألباني في الضعيفة (1248): منكر.(3/164)
7087 - علىّ: كانَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يراوحُ بينَ قدميهِ، يقومُ على كلِ رجلٍ، حتى نزلت {مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى} [طه:2]. للبزار بلين (1).
_________
(1) البزار كما في «كشف الأستار» قال الهيثمي 7/ 56 وفيه: يزيد بن بلال، قال البخاري: فيه نظر، وكيسان بن عمر: وثقه ابن حبان، وضعفه ابن معين، وبقية رجاله رجال الصحيح.(3/164)
7088 - عبدُ الله بنُ سلامٍ: كانَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إذا نزل بأهلهِ الضيقُ، أمرهُم بالصلاةِ، ثم قرأ {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا} الآية [طه: 132]. للأوسط (1).
_________
(1) «الأوسط» 1/ 272 (886)، وقال الهيثمي 7/ 70: ورجاله ثقات.(3/164)
7089 - ابنُ مسعودٍ بلغهُ: أنَّ مروان يقولُ: {وآتيناهُ أهلهُ ومثلهُم معهم} [الأنبياء: 84]، أوتى أهلاً
[ص:165] غيرَ أهلهِ، فقالَ ابنُ مسعودٍ: أوتى بأهله بأعيانهم ومثلهم معهم (1). للكبير بضعف.
_________
(1) الطبراني 9/ 223 - 224 (9085)، وقال الهيثمي 7/ 67 وإسناده منقطع، ويحيى الحماني ضعيف.(3/164)
7090 - سعدُ رفعهُ: ((دعوةُ ذي النونِ، إذ هو في بطن الحوتِ، {لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} [الأنبياء: 87] فإنهُ لن يدعو بها مسلمٌ ربهُ في شيءٍ قطُّ إلا استجابَ لهُ)) (1). لأحمد مطولاً.
_________
(1) أحمد 1/ 170، وقال الهيثمي 7/ 68: ورجاله رجال الصحيح غير إبراهيم بن محمد بن سعد بن أبي وقاص وهو ثقة. وصححه الألباني في صحيح الجامع (3383).(3/165)
7091 - ابن عباسٍ: لمَّا نزلت {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ الله حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ} [الانبياء:98] قالَ عبدُ الله بنُ الزبعرى: أنا أخاصمُ لكُم محمدًا فقالَ: يا محمدُ! أليسَ فيما أُنزل عليكَ: {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ الله} الآية [الانبياء: 98]؟
قالَ: ((نعم)) قالُ: فهذهِ النصارىَ تعبدُ عيسىَ، وهذه اليهودُ تعبدُ عزيرًا، وهذه بنو تميمٍ تعبدُ الملائكةَ، فهؤلاءِ في النارِ، فأنزل الله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ} [الانبياء:101] (1). للكبير بلين.
_________
(1) الطبراني 12/ 153، وقال الهيثمي 7/ 69 وفيه: عاصم بن بهدلة وقد وثق، وضعفه جماعة. ذكره الألباني في صحيح السيرة صـ 197.(3/165)
7092 - وعنهُ: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء:107] قالَ: من تبعهُ كانَ لهُ رحمةٌ في الدنيا والآخرةِ، ومن لم يتبعهُ عوفى مما بلي بهِ سائرُ الأممِ، من الخسفِ والمسخِ والغرقِ (1). للكبير بضعف.
_________
(1) الطبراني 12/ 23 (12358)، وقال الهيثمي 7/ 69 وفيه أيوب بن سويد، وهو ضعيف جدًا، وقد وثقه ابن حبان بشروط فيمن يروى عنه، وقال: إنه كثير الخطأ، والمسعودي قد اختلط.(3/165)
7093 - وعنهُ: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ الله عَلَى حَرْفٍ} [الحج: 11] كان الرجلُ يقدمُ المدينةَ، فإنْ ولدتِ امرأتُهُ غلامًا ونتجتْ خيلهُ، قال: هذا دينٌ صالحٌ، وإن لم تلدِ امرأتُهُ ولم تنتجُ خيله، قالَ: هذا دينُ سوءٍ (1).
_________
(1) البخاري (4742).(3/165)
7094 - على: أنا أولُ من يجثو للخصومةِ بين يديِّ الرحمنِ يومَ القيامةِ قالَ قيسُ بنُ عبَّاد: فيهم نزلت {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ} [الحج: 19] قال: همُ الذينَ تبارزُوا يوم بدرٍ علىٌّ وحمزةُ وعبيدةُ بنُ الحارثِ، وشيبةُ بنُ ربيعةَ وعتبةُ بنُ ربيعةَ والوليدُ بنُ عتبةَ (1). هما للبخاري.
_________
(1) البخاري (4744).(3/165)
7095 - ابنُ مسعودٍ رفعهٍ: {وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ} [الحج: 25]
[ص:166] ((لو أنَّ رجلاً همَّ فيهِ بإلحادِ وهو بعدن، لأذاقهُ الله تعالىَ عذابًا أليمًا)) (1). لأحمد والموصلي والبزار.
_________
(1) أحمد (1/ 428)، والبزار كما في «كشف الأستار» (2236)، وأبو يعلى 9/ 262 - 263 (5384)، قال الحاكم 2/ 388: صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي، وقال الهيثمي 7/ 70: رجال أحمد رجال الصحيح.(3/165)
7096 - ابنُ الزبير رفعه: ((إنما سُمى البيتُ العتيقُ لأنهُ لم يظهر عليهِ جبارٌ)) (1). للترمذي.
_________
(1) الترمذي (3170)، وقال: حسن صحيح، وقد روي هذا الحديث عن الزهري عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلًا، قال الحاكم 2/ 389: صحيح على شرط البخاري، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي، قال الهيثمي 3/ 296: رواه البزار، وفيه: عبد الله بن صالح كاتب الليث، قيل: ثقة مأمون، وقد ضعفه الأئمة أحمد وغيره، وبقية رجاله ثقات. وضعفه الألباني في «الضعيفة» (3222).(3/166)
7097 - ابنُ عباسٍ: لمَّا أُخرجَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - من مكةَ قال أبو بكرٍ: أخرجوا نبيهم، إنَّا للهِ وإنَّا إليهِ راجعونَ، فنزلت {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُون} الآية [الحج: 39] فعرفتُ أنهُ سيكونُ قتالٌ، قال ابنُ عباس: هي أولُ آيةٍ نزلت في القتالِ (1). للترمذي والنسائي.
_________
(1) الترمذي (3171)، وقال: حسن، والنسائي 6/ 2. وصححه الألباني في صحيح النسائي (2890).(3/166)
7098 - عائشةُ قلتُ: يا رسولَ {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ} [المؤمنون: 60] أهمُ الذين يشربون الخمرَ ويسرقونَ؟
قال: ((لا يا ابنة الصديق! ولكن همُ الذينَ يصومون ويتصدقونَ ويخافون أن لا يقبلَ منهم)). {يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَات} [الأنبياء: 90] (1).
_________
(1) الترمذي (3175)، وابن ماجة (4198)،وصححه الألباني في: ((صحيح الترمذي)) (2537).(3/166)
7099 - أبو سعيدٍ رفعه: {وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ} [المؤمنون: 104] ((قال: تشويهِ النارُ، فتتقلصُ شفتهُ العليا حتى تبلغَ وسط رأسهِ، وتسترحي شفتُهُ السفلىَ حتى تضربَ سرتهُ)) (1). هما للترمذي.
_________
(1) الترمذي (2587)، وقال: حسن صحيح غريب, وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (621).(3/166)
سورة النّور(3/166)
7100 - عمرو بنُ شعيبٍ، عن أبيهِ عن جدِّه: كانَ رجلٌ يقالُ لهُ (مرثدُ) (1) بنُ أبي مرثدَ، وكانَ رجل يحملُ الأسرىَ من مكةَ حتىَّ يأتي بهمُ المدينةَ، وكانت امرأة بغى بمكةَ يقالُ لها عناقُ، وكانت صديقةً لهُ، وأنهُ كانَ وعدَ رجلاً من أسارى مكةَ
[ص:167] يحملُه، قال: فجئتُ حتى انتهيتُ إلى ظلِ حائطِ من حوائطِ مكةَ في ليلةٍ مقمرةٍ، فجاءتْ عناقُ، فأبصرتْ سوادَ ظليِّ بجنبِ الحائطِ، فلمَّا انتهت إلي عرفتني، فقالت: مرثدُ؟
قلتُ: مرثدُ، فقالت: مرحبًا وأهلاً، هلمَّ فبت عندنا الليلةَ قلتُ: يا عناقُ، حرمَ الله الزنَا، قالت: يا أهلَ الخيام هذا الرجلُ يحملُ أسراكُم، قال: فتبعني ثمانيةٌ، وسلكتُ الخندمةَ، فانتهيتُ إلى غارٍ أو كهفٍ، فدخلتُ فجاءُوا حتى قامُوا على رأسي، فبالُوا، فظلَّ بولهم على رأسي، وأعماهُم الله عني، ثم رجعوا ورجعتُ إلى صاحبي، فحملتُهُ وكانَ رجلاً ثقيلاً، حتى انتهيتُ إلى الإِذخر ففككتُ عنهُ أكبُلهُ، فجعلتُ أحملهُ ويعينني، حتى قدمتُ المدينة، فأتيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فقلتُ يا رسولَ الله: أنكحُ عناقًا؟
فأمسكَ حتى نزلت {الزَّانِي لا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِك} [النور: 3] فقرأها علىّ، وقال: ((فلا تنكحها)) (2). لأصحاب السنن.
_________
(1) في الأصل: زيد، والمثبت مصادر التخريج.
(2) أبو داود (2051) مختصرا، والترمذي (3177)، وقال: حسن غريب, والنسائي (6/ 66). وحسنه الألباني في صحيح الترمذي (2538).(3/166)
7101 - ابنُ عباسٍ: أنَّ هلالَ بن أميةَ قذفَ امرأتَهُ عند النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - بشريكٍ بن سحماءَ، الحديثُ المتقدمُ في اللعانِ، وفيه نزل {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُم} [النور: 6] إلى آخرها (1).
_________
(1) النسائي 6/ 172، وصححه الألباني في «صحيح النسائي» (3246)،وقد تقدم.(3/167)
7102 - الزهريُّ عن عروةَ بن الزبير، وسعيدٍ بنِ المسيبِ وعلقمةَ بنِ وقاصٍ وعبيدِ الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعودٍ، عن حديث عائشة، حين قالَ لها أهلُ الإِفكِ ما قالوا فبرّأها الله مما قالُوا، قال الزهري: وكلهُم، حدثني طائفةٌ من حديثَها، وبعضهم كان أوعى لهُ من بعضٍ، وأثبتهم له، وقد وعيتُ عن كلِ واحدٍ منهم الحديثَ الذي حدثني عن عائشة، وبعض حديثهم يُصدِّقُ بعضًا، قالت: كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أراد أن يخرج سفرًا أقرع بين أزواجه، فأيتهنَ خرجَ سهمها خرج بها
[ص:168] معه، قالت: فأقرع بيننا في غزوةٍ غزاها، فخرج فيها سهمي، فخرجتُ معه بعد ما أنزلَ الحجابُ، وأنا أُحملُ في هودجي، وأنزلُ فيهِ، فسرنا حتى إذا فرغ - صلى الله عليه وسلم - من غزوتهِ تلك، وقفل ودنونا من المدينةِ آذن ليلةً بالرحيلِ، فقمتُ حين آذنُوا بالرحيلِ، فمشيتُ حتى جاوزتُ الجيش، فلمَّا قضيتُ من شأني أقبلت إلى الرحل فلمستُ صدري، فإذا عقدٌ لي من جزع ظفارٍ قد انقطعَ، فرجعتُ فالتمستُ عقدي فحبسني ابتغاؤُهُ، وأقبلَ الرهطُ الذين كانُوا يرحلونَ بي فاحتملُوا هودجي، فرحلوهُ على بعيري الذي كنتُ أركبُ وهم يحسبونَ أني فيهِ، وكان النساءُ إذ ذاكَ خفافًا لم يهبلنَ ولم يغشهنَّ اللحمُ، وإنما يأكلنَ العلقةَ منَ الطعام، فلم يستنكر القومُ حين رفعوهُ خفة الهودجِ فحملُوهُ، وكنتُ جاريةً حديثةَ السنِّ، فبعثُوا الجمل وساروا، فوجدتُ عقدي بعد ما استمرَّ الجيشُ، فجئتُ منزلهم، وليس فيه أحدٌ، فتيممتُ منزلي الذي كنتُ فيهِ، وظننتُ أنهم سيفقدونني فيرجعون إلىَّ، فبينا أنا جالسةٌ غلبتني عينايَ فنمتُ، وكان صفوانُ بنُ المعطلِ السلمي، ثم الذكواني قد عرسَ من وراءِ الجيشِ، فأدلج فأصبح عند منزلي فرأى سوادَ إنسانٍ نائمٍ، فأتاني فعرفني حين رآني، وكان يراني قبل الحجابِ، فاستيقظتُ باسترجاعه حين عرفني، فخمرتُ وجهي بجلبابي، والله ما يكلمني بكلمةٍ، ولا سمعتُ منهُ
كلمةً غير استرجاعهِ، وهوىَ حتى أناخَ راحلتهُ فوطئ على يدها فركبتُها، فانطلق يقودُ بي الراحلةَ حتى أتينا الجيش بعد ما نزلوا موغرين في نحر الظهيرةِ، فهلك من هلك في شأني، وكان الذي تولى كبر الإِفك عبد الله بنُ أبيٍّ بن سلولَ، فقدمنا المدينة فاشتكيتُ بها شهرًا، والناسُ يفيضون في قولِ أصحابِ الإِفكِ، ولا أشعرُ،
[ص:169] وهو يريبني في وجعي أني لا أرى من النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - اللطفَ الذي كنتُ أرى منهُ حينَ أشتكي، إنما يدخلُ فيسلمُّ فيقول: ((كيف تيكم))؟
ثم ينصرفُ، فذلك الذي يريبنى منهُ، ولا أشعرُ بالشرِّ حتى نقهتُ، فخرجتُ أنا وأمُّ مسطحٍ قبلَ المناصع، وهي متبرزنا، وكنا لا نخرجُ إلا ليلاً إلى ليلٍ.
وذلك قبلَ أن نتخذ الكنفُ قريبًا من بيوتنا، وأمرنا أمر العربِ الأولِ في التبرز قبلَ الغائط، وكنَّا نتأذى بالكنفِ، أن نتخذها عند بيوتنا، فأقبلتُ أنا وأمُّ مسطحٍ وهي ابنةُ أبي رُهم بنُ المطلبِ بنِ عبدِ منافٍ، وأمها بنتُ صخرٍ بنُ عامرِ خالةُ أبي بكرٍ وابنها مسطح بُن أثاثةَ بن عبادٍ بن المطلب، حين فرغنا من شأننا نمشي، فعثرت أمُّ مسطحٍ في مرطها، فقالت: تعس مسطحٌ، فقلتُ لها: بئس ما قلت، أتسبينَ رجلاً شهدَ بدرًا؟
فقالت: يا هنتاهُ ألم تسمعي ما قالَ؟
قلتُ: وما قالَ؟
فأخبرتني بقولِ أهلِ الإِفكِ، فازددتُ مرضًا إلى مرضي، فلمَّا رجعتُ إلى بيتي دخلَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، فسلمَّ، وقال: ((كيف تيكم))؟
فقلتُ ائذن لي إلى أبوىَّ، وأنا حينئذٍ أريدُ أن أستيقن الخبر من قبلهما، فأذن لي، فأتيتُ أبوىَّ، فقلتُ لأمي: يا أمتاهُ ماذا يتحدثُ الناسُ بهِ؟
فقالت: يا بنيةُ هوني على نفسكِ الشأن، فوالله لقلَّما كانت امرأةٌ قطُّ وضيئةً عند رجلٍ يحبها، ولها ضرائرُ إلا أكثرن عليها، فقلتُ: سبحان الله، ولقد تحدثَ الناسُ بهذا، فبكيتُ تلكَ الليلةَ حتى أصبحت لا يرقأُ لي دمعُ، ولا أكتحلُ بنومٍ، ثم أصبحتُ أبكي، فدعا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عليًا وأسامةَ حينَ استلبثَ الوحيُ يستشيرهُما في فراقِ أهلهِ، فأما أسامة فأشارَ إليه بما يعلمُ من براءةِ أهلهِ، وبالذي يعلمُ في نفسهِ من الودِّ لهم، فقالَ أسامة: هم أهلكَ يا رسول َ الله، ولا نعلمُ والله إلا خيرًا، وأمَّا على فقالَ: يا رسولَ الله لم يضيقِ الله عليكُ، والنساءُ سواها كثيرٌ، واسألِ الجارية تصدقك، فدعَا - صلى الله عليه وسلم - بريرةَ، فقال: ((أي، بريرة، هل رأيتٍِ فيها ما يريبكِ))؟
قالت لهُ: لا والذي بعثك بالحقِ، إن رأيتُ منها أمرًا أغمصهُ عليها أكثر من أنها جاريةٌ حديثةُ السنِّ، تنامُ عن عجين أهلها، فيأتي الداجنُ فيأكلهُ، فقام - صلى الله عليه
[ص:170] وسلم - من يومهِ، فاستعذر من ابن أبي بن سلول، فقال وهو علىَ المنبر: ((من يعذرني من رجلٍ بلغني أذاهُ في أهلي، فوالله ما علمتُ على أهلي إلا خيرًا، ولقد ذكروا رجلاً ما علمتُ عليهِ إلا خيرًا، وما كان يدخلُ على أهلي إلا معي))، فقامَ سعدُ بنُ معاذٍ، فقال: يا رسولَ الله أنا والله أعذركَ منهُ، إن كانَ من الأوس ضربنا عنقهُ، وإن كانَ من إخواننا من الخزرج أمرتنا ففعلنا فيه أمرك، فقام سعدُ بنُ عبادةَ وهو سيدُ الخزرج، وكانت أمُّ حسان بنتَ عمه من فخذهِ، وكان رجلاً صالحًا، ولكن احتلمتهُ الحميةُ، فقال لسعدِ بن معاذٍ، كذبتَ، لعمرُ الله لا تقتلهُ ولا تقدرُ على ذلك، فقام أسيدُ بنُ حضيرٍ وهو ابنُ عمِ سعدِ بن معاذٍ، فقالَ لسعدِ بن عبادةَ كذبتَ، لعمرُ الله لنقتلنَّهُ، فإنك منافقٌ تجادلُ عن المنافقينَ، فتثاور الحيانِ الأوسُ والخزرجُ حتى همُّوا أن يقتتلوا، ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - قائمٌ على المنبرِ فلم يزل يخفضهُم حتى سكتُوا، وسكت.
وبكيتُ يومي ذلك لا يرقأُ لي دمعٌ ولا أكتحل بنومٍ، ثم بكيتُ ليلتي المقبلة لا يرقأُ لي دمعٌ ولا أكتحلُ بنومٍ، فأصبحَ عندي أبواي، وقد بكيتُ ليلتين ويومًا حتى أظنَّ أنَّ البكاءَ فالقٌ كبدي، فبينما هما جالسانِ عندي وأنا أبكي، إذا استأذنتِ امرأةٌ من الأنصارِ، فأذنتُ لها، فجلست تبكي معي، فبينا نحنُ كذلك إذ دخل علينا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فسلمَّ، ثم جلس، ولم يجلس عندي من يوم قيلَ لي ما قيل قبلها، وقد مكث شهرًا لا يُوحى إليه في شأني بشيءٍ، فتشهَّدَ حينَ جلسَ ثم قال: ((أمَّا بعدُ يا عائشةُ: فإنهُ بلغني عنكِ كذا وكذا، فإن كنت بريئةً فسيبرئكِ الله، وإنَّ كنتِ ألممتِ بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه، فإنَّ العبد إذا اعترف بذنبهِ ثمَّ تابَ، تابَ الله عليهِ)) فلمَّا قضى مقالتهُ قلص دمعي، حتى ما أحسُّ منهُ قطرةً، وقلتُ لأبي: أجب رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - فيما قالَ، قال: والله ما أدري ما أقولُ لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلتُ لأمي: أجيبي عني، قالت والله ما أدري ما أقولُ لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا جاريةٌ حديثةُ السنِّ لا أقرأُ كثيرًا من القرآن،
[ص:171] فقلتُ: إني والله لقد علمتُ أنكم سمعتم ما تحدث بهِ الناسُ حتى استقر في أنفسكم وصدقتم به، فلئن قلتُ لكم: إني بريئةٌ لا تصدقوني بذلك، ولئن اعترفتُ لكُم بأمرٍ، والله يعلمُ أني منهُ بريئةٌ لتصدقوني، فوالله ما أجدُ لي ولكُم مثلاً، إلا أبا يوسف إذ قال {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَالله الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ} [يوسف: 18] ثم تحولتُ فأضجعتُ على فراشي، وأني والله حينئذٍ أعلمُ أني بريئةٌ وأنَّ الله مبرئني ببراءتي، ولكنَّ والله ما كنتُ أظنُّ أن يُنزلَ الله في شأني وحيًا يُتلى، ولشأني في نفسي كان أحقرُ من أن يتكلمَ الله فىَّ بأمرٍ يُتلى، ولكن كنتُ أرجو أن يرىَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - في النوم رؤيا يبرئُني الله
بها، فوالله ما رامَ مجلسهُ، ولا خرج أحدٌ منِ أهلِ البيتِ حتى أنزل الله إلى نبيهِ، فأخذَ ما كان يأخذهُ من البرحاءِ، حتى إنهُ لينحدرُ منهُ مثلُ الجمانِ من العرقِ في يومٍ شاتٍ، من ثقلِ القوِل الذي أُنزل عليه. فسرِّى عنه، وهو يضحكُ، فكان أولُ كلمةٍ تكلَّم بها أن قال لي: ((يا عائشةُ! احمدى الله، أما والله فقد برأكِ)) فقالت أمي: قومي إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلتُ: لا والله لا أقومُ إليه ولا أحمدُ إلا الله، هو الذي أنزل براءتي، فأنزل الله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْأِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ} [النور: 11] العشر الآيات، فلمَّا أنزل الله هذا في براءتي، قال أبو بكرٍ وكان ينفقُ على مسطح بنِ أثاثةَ لقرابتهِ منهُ وفقرهِ، والله لا أنفقُ على مسطحٍ شيئًا أبدًا بعد ما قال لعائشةَ، فأُنزلَ {وَلا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ - إلى- رَحِيمٌ} [النور: 22] فقال أبو بكرٍ بلى: والله إني لأحبُّ أن يغفر الله لي، فرجعَ إلى مسطحٍ الذي كانَ يجري عليهِ، فقال: والله لا أنزعها منهُ أبدًا، قالت: وكانَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - سألَ زينب بنتَ جحشٍ عن أمري، فقال: ((يا زينبُ، ما علمتِ ما رأيتِ؟)) فقالت يا رسولَ الله!
احمي سمعي وبصري، والله ما علمتُ عليها إلا خيرًا، وهي التي كانت تساميني من أزواج النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فعصمها الله بالورع، فطفقت أختها حمنة تحاربُ لها، فهلكت فيمن هلكَ من أصحاب الإِفكِ.
قال ابنُ شهابٍ فهذا الذي بلغني من حديث هؤلاء الرَّهطِ (1).
_________
(1) البخاري (4141)، ومسلم (2770).(3/167)
7103 - ومن روايتهِ: قالت عائشةُ: والله إنَّ الرجلَ الذي قيلَ لهُ ما قيلَ ليقولُ: سبحان الله، فوالذي نفسي بيدهِ ما كشفتُ من كنفِ أنثى، ثمَّ قتل بعدَ ذلك في سبيل الله (1).
_________
(1) البخاري (4141)، ومسلم (2270) 57.(3/172)
7104 - ومنها: قامَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فىَّ خطيبًا، فتشهدَ ثم قال: ((أمَّا بعدُ: فأشيروا علىّ في أناسٍ أبنوا أهلي، وأيمُ الله ما علمتُ على أهلي من سوءٍ قطُّ، وأبنوهم بمنٍ؟
والله ما علمتُ عليهِ من سوءٍ قطُّ، ولا دخلَ بيتي قطُّ إلا وأنا حاضرٌ، ولا غبتُ في سفرٍ إلا غاب معي))، فقامَ سعدُ بنُ معاذ بنحوه وفيه: فلمَّأ كانَ مساءُ ذلكَ اليومِ خرجتُ لبعضِ حاجتي ومعى أمُّ مسطحٍ، فعثرت، وقالت: تعس مسطحٌ، فقلتُ لها: أي أمِّ، أتسبينَ ابنكِ؟
فسكتت ثم عثرت الثانية، فقالت: تعس مسطح، فقلتُ لها، أي أمِّ أتسبين ابنكِ؟
ثم عثرت الثالثة، فقالت: تعسَ مسطَحٌ، فانتهرْتها، فقالت والله ما أسبُّهُ إلا فيك، فقلتُ: في أيِّ شأني؟
فبقرت الحديث، فقلتُ: وقد كان هذا؟
قالت: نعم والله، فرجعتُ إلى بيتي كأنَ الذي خرجتُ لهُ لا أجدُ منهُ قليلاً ولا كثيرًا ووكعتُ. بنحوه.
وفيه: وبكيتُ، فسمعَ أبو بكرٍ صوتي وهو فوق البيتِ يقرأ، فنزل، فقال لأمي: ما شأنُها؟
فقالت: بلغها الذي ذُكر من شأنها، ففاضت عيناهُ، وقال: أقسمتُ عليك يا بُنيةُ إلا رجعتِ إلى بيتكِ، فرجعتُ، ولقد جاءَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بيتي، فسأل عني خادمي، فقالت: لا والله ما علمتُ عليها عيبًا، إلا أنها كانت ترقدُ حتى تدخلَ الشاةُ فتأكلُ خبزها، أو عجينَها، وانتهرها بعض أصحابه، فقال: اصدقي رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - حتى أسقطوا لهابهِ، فقالت: سبحان الله، والله ما علمتُ عليها إلا ما يعلمُ الصائغُ على تبر الذهبِ الأحمر.
[ص:173] وفيه: فأصبح أبواي عندي فلم يزالا حتى دخل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -. بنحوه.
وفيه: والتمستُ اسم يعقوب، فلم أقدر عليه إلا أبا يوسف.
وفيه: أبشري يا عائشةُ فقد أنزلَ الله براءتكِ، قالت: وكنت أشدَّ ما كنتُ غضبًا، فقال لي أبواي: قومي إليهِ، فقلتُ: لا والله لا أقومُ إليهِ ولا أحمدهُ ولا أحمدكما، ولكن أحمدُ الله الذي أنزل براءتي، لقد سمعتموهُ فما أنكرتموهُ ولا غيرتموهُ (1).
_________
(1) البخاري تعليقًا (4757)، ومسلم (2770) 58.(3/172)
7105 - ومنها: قال الزهريُّ: كان حديث الإفك في غزوة المريسيع، قال ابن إسحاق: وذلك سنة ست، وقال موسى بن عقبة: سنة أربع، ومنها الزهري قال لي الوليدُ بنُ عبدِ الملكِ: أبلغكَ أنَّ عليًا كان فيمن قذف عائشة؟
قلتُ: لا، ولكن قد أخبرني أبو سلمة بنُ عبدِ الله وأبو بكرٍ بن عبد الرحمن وابن الحارثِ بن هشامٍ، أنَّ عائشة قالت لهما: كان على مسلمًا في شأنها (1).
_________
(1) البخاري (4142).(3/173)
7106 - ومنها: أنهُ لم يسم من أهلِ الإِفكِ إلا ابن أبيّ، وحسانَ ومسطحٍ وحمنةَ، وأنَّ عائشة كانت تكرهُ أن يُسبَّ عندها حسانُ، وتقولُ: إنهُ الذي، قال:
فإنَّ أبي ووالده وعرضي. ... لعرضِ محمدٍ منكم وقاءُ (1).
_________
(1) البخاري (4141).(3/173)
7107 - ومنها: قال مسروقُ: دخلتُ على عائشةَ وعندها حسانُ ينشدُها شعرًا، يشببُ من أبيات:
حصان رزان ما تزن بريبة. ... وتصبح غرثى من لحوم الغوافل.
فقالت له عائشةُ: لكنك لستَ كذلك، قالَ مسروقُ: فقلتُ لها أتأذنين لهُ أن يدخلَ عليك، وقد قال الله تعالى {وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ}؟! [النور: 11] قالت: وأيُّ عذابٍ أشدُ من العمى، وقالت: إنهُ كانَ ينافحُ أو يُهاجي عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - (1). للشيخين والترمذي والنسائي.
_________
(1) البخاري (4146)، ومسلم (2488).(3/173)
7108 - وللبخاري: عن أمِّ رومانَ: بينا أنا قاعدةٌ
[ص:174] وعائشةُ، إذ ولجتِ امرأةٌ من الأنصارِ، فقالت: فعلَ الله بفلانٍ وفعلَ، فقالت أمَّ ورمانَ: وما ذاك؟
قالت: ابني فيمن حدَّثَ الحديثُ، قالت: وما ذاك؟
قالت: كذا وكذا قالت عائشةُ: سمعَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -؟
قالت: نعم، قالت: وأبو بكرٍ؟
قالت: نعم، فخرَّت مغشيًا عليها، فما أفاقت إلا وعليها حُمّى بنافضٍ، فطرَحتُ عليها ثيابها، فغطيتُها، فجاءَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: ((ما شأنُ هذه)) قلتُ: أخذتها الحُمى بنافضٍ، قالَ: ((فلعل في حديثٍ تُحدث به)) قالت: نعم، فقعدت عائشةُ، فقالت: والله لئن حلفتُ لا تصدقوني، ولئن قلتُ لا تعذروني، مثلي ومثلكم كيعقوب وبنيهِ، فالله المستعانُ على ما تصفونَ، بنحوهِ (1).
_________
(1) البخاري (4143).(3/173)
7109 - عائشةُ: كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إذا أراد أن يسافر أقرعَ بين نسائهِ بنحو حديثها، وفيه: قالت: فسألني يعني صفوانُ عن أمري، فسترتُ عنه وجهي بجلبابي، وأخبرتهُ عن أمري، فقرَّبَ بعيرهُ، فوطئ على ذراعهِ فولاني قفاهُ، حتى ركبتُ، وسويتُ ثيابي، ثم بعثهُ فأقبل يسيرُ بي، حتى دخلنا المدينة نصفَ النهارِ أو نحوهِ.
وفيهِ: فقلتُ: لأمِّ مسطحٍ خذي الإداوة فأملئيها ماءً فاذهبي به إلى المناصعِ، فأخذتها وخرجتُ فعثرتُ، بنحوه (1).
_________
(1) الطبراني 23/ 111 - 117، وقال الهيثمي 9/ 232 - 236: ورجاله رجال الصحيح، إلا أن بعض هذا يخالف ما في الصحيح.(3/174)
7110 - وفي أخرى: وقعد صفوانُ بنُ المعطلِ لحسان بن ثابتٍ بالسيف فضربهُ ضربةً، فقال صفوانُ حين ضربهُ:
تلق ذبابَ السيفِ عنك فإنني ... غلامٌ إذا هوجيتُ لستُ بشاعرِ.
ولكنني أحمي حماىَ وأنتقم ... من الباهت الرامي البراة الطواهر.
فصاحَ حسانُ: فاستغاثَ الناسُ، فلمَّا جاءَ الناسَ فرَّ صفوانُ، فجاءَ حسانُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فاستعداهُ على صفوانَ في ضربته إياهُ، فسألهُ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - أن يهب لهُ ضربة صفوان إياهُ، فوهبها للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فعاضهُ - صلى الله عليه وسلم - حائطًا من نخلٍ عظيمٍ وجاريةً تُدعى سيرينُ، ولدت لحسان ابنهُ عبدُ الرحمن الشاعرَ.
[ص:175] وفيه: فقيل في أصحابِ الإفك أشعارٌ، قال أبو بكرٍ لمسطحٍ: وكان يُدعى عوفًا.
يا عوفُ ويحك هلا قلت عارفةً ... منَ الكلام ولم تبغ به طمعا.
هلا حربت من الأقوام إذا حسدوا لمَّا رميت حصانًا غير مقرفةٍ ... فلا تقولُ وإن عاديتهم قذعا.
فيمن رماها وكنتُم معشرا إفكا ... أمينةُ الجيبِ لم تعلمْ لها خضعا.
فأنزل الله عذرًا في براءتها ... في سيئ القول من لفظ الخنا شرعًا.
فإن أعش أُجزِ عوفًا في مقالته ... وبين عوفٍ وبين الله ما صنعا.
سوء الجزاء بما ألفيتُهُ تبعا.
وقالت أمُّ سعدِ بن معاذ:
شهد الأوس كلها وفتاها ... والخماسي من نسلها والعظيمُ.
أنَّ بنت الصدِّيق كانت حصانا ... عفَّة الجيب ديُنها مستقيمُ.
تتقي الله في المغيبِ عليها ... نعمة الله سرُّها ما يريمُ.
خيرُ هدي النساءِ حالاً ونفسًا ... وأبا للعُلا نماها كريمُ.
ليتَ سعدًا وختامها ومن رماها ... بسوءٍ في كظاظٍ حتى يئوبَ الظليم.
وقال حسانُ معتذرًا:
حصانٌ رزانٌ ما تزن بريبةٍ ... وتصبحُ غرثى من لحوم الغوافل.
خليلةُ خيرِ الناسِ دينًا ومنصبًا ... نبيُّ الهُدى والمكرمات الفواضل.
إلى أن قالَ:
فإن كانَ ما قد جاءَ عني قلتُهُ ... فلا رفعتُ سوطي إلى أناملي.
وأنَّ الذي قد قيل ليس بلائطٍ بك ... الدهرُ بل قولُ امرئٍ غير ماحلٍ.
وقال في الذين جلدوا:
لقد ذاق عبدُ الله ما كان أهلهُ ... وحمنةُ إذ قالوا هجيرًا ومسطح.
تعاطوا برجمِ الغيب زوجَ نبيهم ... فآذوا رسولَ الله فيها وعمَّمُوا ... وسخطةُ ذي العرش الكريم فأبرحُوا.
[ص:176] مخازيَ سوءٍ حلَّلٌوها وفضحُوا (1).
للكبير.
_________
(1) الطبراني 23/ 111، وقال الهيثمي 9/ 232 - 236: رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح، إلا أن بعض هذا يخالف ما في الصحيح.(3/174)
7111 - أبو هريرةَ: كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إذا أراد سفرًا أقرعَ بين نسائِهِ، فأصابت عائشةَ القرعةُ، في غزوة بني المصطلق، فلمَّا كان في جوفِ الليلِ انطلقت عائشةُ لحاجةٍ، فانحلت قلادتُها، وذهبت في طلبها. بنحوهِ.
وفيه: فكان صفوانُ بنُ المعطلِ يتخلفُ عن الناسِ فيصيبُ القدح والجرابَ والإِداوة، فيحملهُ بنحو حديث عائشة (1). للبزار، وللكبير حديثُ الإِفكِ بنحو حديث عائشةِ من طريق ابن عباسٍ بمتروكٍ، ومن طريق عمر بوضاعٍ.
_________
(1) قال الهيثمي 9/ 230: رواه البزار، وفيه محمد بن عمرو، وهو حسن الحديث، وبقية رجاله ثقات.(3/176)
7112 - ابنُ عباسٍ) رفعه: ((إذا كان يومُ القيامة حدَّ الله الذين شتمُوا عائشة ثمانين ثمانين على رءوس الخلائقِ، فيستوهبُ ربي المهاجرين منهم، فأستأمرك يا عائشة!)) فبكتْ، وقالت: والذي بعثك بالحق نبيًا لسرورك أحبُّ إلىّ من سروري، فتبسَّم - صلى الله عليه وسلم - ضاحكًا، وقال: ((ابنة أبيها)) (1). للكبير بضعف.
_________
(1) الطبراني 23/ 163، وقال الهيثمي 9/ 240 وفيه: عبد الله بن هارون أبو علقمة الفروي، وهو ضعيف.(3/176)
7113 - الحكمُ بن عتبة: لمَّا خاضَ الناسُ في أمرِ عائشة أرسل النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إلى عائشة، قالت: فجئتُ وأنا أنتفضُ من غير حُمى، فقال: يا عائشةُ ما يقولُ الناسُ؟
فقالت: لا والذي بعثك بالحقِ لا اعتذرُ من شيءٍ، قالوا: حتى ينزل عُذري من السماءِ، فأنزل الله فيها خمس عشرةَ آيةً من سورة النور، ثم قرأ الحكم حتى بلغ {الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَات} [النور: 26] قالَ فالخبيثاتُ من النساءِ للخبيثين من الرجال، والخبيثون من الرجال للخبيثاتِ من النساءِ، والطيباتُ من النساء للطيبين من الرجالِ. للكبير مرسلاً ولهُ عن قتادة: الخبيثاتُ من القول، والعملُ للخبيثين من الناسِ (1).
_________
(1) الطبراني 23/ 160، قال الهيثمي 7/ 81 - 82: رواه الطبراني مرسلاً ورجاله رجال الصحيح إن كان سليمان المبهم سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي والظاهر أنه هو.(3/176)
7114 - عائشةُ: لمَّا نزل عُذري قام رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - على
[ص:177] المنبر، وذكر ذلك وتلا القرآن، وأمر برجلين وامرأةٍ فجلدُوا الحدَ (1). للترمذي.
_________
(1) الترمذي (3181) وقال: حديث حسن غريب, وابن ماجة (2567). وحسنه الألباني في صحيح الترمذي (2567).(3/176)
7115 - وعنها: يرحمُ الله نساءَ المهاجرات الأول، لمَّا أنزلَ الله {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} [النور: 31]، شققنَ مروطهُنَّ فاختمرن بها (1). للبخاري وأبي داود.
_________
(1) البخاري تعليقًا (4758)، وأبو داود (4102).(3/177)
7116 - ابنُ عباسٍ: {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنّ} الآية [النور: 31] فنسخَ واستثنى من ذلك {وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لا يَرْجُونَ نِكَاحاً} [النور: 60]. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (4111). قال الألباني في صحيح أبي داود (3464):حسن الإسناد.(3/177)
7117 - جابرُ: كان عبدُ الله بن أبيّ بن سلول، يقولُ لجاريةٍ لهُ: اذهبي فابغينا شيئًا، فأنزلَ الله {وَلا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً} الآية [النور: 33] (1).
_________
(1) مسلم (3029).(3/177)
7118 - وفي روايةٍ: أنَّ جاريةً لابن أُبيّ، يُقال لها مسيكةُ، وأخرى يُقالُ لها أميمةُ، كان يريدهما على الزنا، فشكتا ذلك إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فنزل {وَلا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ} الآية [النور: 33]. لأبي داود ومسلمٍ بلفظهِ (1).
_________
(1) مسلم (3029).(3/177)
7119 - ابنُ مسعودٍ: رأى ناسًا من السوقِ سمعُوا الأذان فتركُوا أمتعتهُم وقامُوا إلى الصلاةِ، فقال: هؤلاءِ الذين قال الله تعالى: {لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ الله} [النور: 37] (1). للكبير براو لم يسم.
_________
(1) الطبراني 9/ 222، 223 (9079)، وقال الهيثمي 7/ 83: رواه الطبراني، وفيه راو لم يسم. وبقية رجاله رجال الصحيح.(3/177)
7120 - ابنُ عباسٍ: وقالَ لهُ نفرٌ من أهلِ العراقِ: كيفَ ترى في هذه الآيةِ التي أُمرنا بها، ولا يعملُ بها أحدٌ؟
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} الآية [النور: 58]،
[ص:178] فقال ابنُ عباسٍ: إنَّ الله حليمٌ رحيمٌ بالمؤمنين يحبُّ الستر، وكان الناسُ ليس لبيوتهم ستورٌ ولا حجالٌ، فربما دخلَ الخادمُ أو الولدُ أو يتيمةُ الرجلِ، والرجلُ على أهلهِ، فأمرهم الله تعالى بالاستئذان في تلك العوراتِ، فجاءهم الله بالستورِ والخير، فلم أر أحدًا يعمل بذلك بعدُ (1).
_________
(1) أبو داود (5192)، وقال الألباني في صحيح أبي داود (4324): حسن الإسناد موقوف.(3/177)
7121 - وفي رواية: قال لم يؤمر بها أكثرُ الناسِ، آيةُ الإذنِ، وإني لآمرُ جاريتي هذه تستأذنُ علىَّ (1). لأبي داود.
_________
(1) أبو داود (5191). قال الألباني (4323): صحيح الإسناد موقوف.(3/178)
7122 - عقبةُ بن عامر: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قرأ هذه الآية في خاتمة سورة النور وهو جاعل إصبعيه تحت عينيه يقول بكل شيء بصير {وَالله بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [البقرة: 282] (1). للكبير بلين.
_________
(1) الطبراني 17/ 282 (776)، وقال الهيثمي 7/ 84: رواه الطبراني، وفيه ابن لهيعة، وهو سيئ الحفظ وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات.(3/178)
سورةُ الفرقان والشعراء والنمل والقصص والعنكبوت(3/178)
7123 - ابنُ عباسٍ: {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ} [الفرقان: 27] قالَ: الظالمُ عقبةُ بنُ أبي معيطٍ {يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً يَا وَيْلَتَي لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً} [الفرقان:28] يعني أميةُ بنُ خلفٍ، وقيل أُبىّ (1).
_________
(1) تفسير الطبري 9/ 384.(3/178)
7124 - وعنه: صنع عقبةُ بنُ أبي معيطٍ طعامًا، فدعا أشرافَ قريشٍ، وكان فيهمُ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -، فامتنع - صلى الله عليه وسلم - أن يطعم أو يشهد عقبة شهادة التوحيدِ، ففعل، فأتاه أبيّ أو أمية وكان خليله فقال: أصبأت؟
قال: لا، ولكنِ استحييتُ أن يخرج من منزلي أو يطعم من طعامي، فقالَ: ما كنتُ أرضى أو تبصق في وجهه، ففعلَ عقبةُ، وقُتل يوم بدرٍ صبرًا كافرًا. هما لرزين (1).
_________
(1) تفسير الطبري 9/ 384.(3/178)
7125 - ابنُ مسعودٍ: سألتُ أو سُئل النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: أيُّ الذنب أعظمُ؟
قالَ: ((أن تجعلَ لله ندًا وهو خلقك، قلتُ: إنَّ ذلك لعظيمٌ)) ثم أيُّ؟
قال:
[ص:179] ((أن تقتل ولدك مخافة أن يطعم معك))، قلتُ: ثم أيُّ؟
قالَ: ((أن تزاني حليلةَ جارك)) ونزلت هذه الآيةُ تصديقًا لقولهِِ - صلى الله عليه وسلم - {وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ الله إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ الله إِلَّا بِالْحَق} [الفرقان: 68] (1). للشيخين وأبي داود.
_________
(1) البخاري (4761)، ومسلم (86).(3/178)
7126 - ابنُ عباسٍ: لمَّا نزلت {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء:214] صعدَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - على الصفا، فجعلَ ينادي: ((يا بني فهرٍ، يا بني عدىّ)) لبطونِ قريشٍ حتى اجتمعُوا، فجعلَ الرجلَ إذا لم يستطع أن يخرجَ أرسلَ رسولاً لينظر ما هو، فجاء أبو لهبٍ وقريشُ فقال: ((أرأيتُكم لو أخبرتُكم أن خيلاً بالوادي تريدُ أن تُغير عليكُم كنتُم مصدقيَّ))؟
قالوا: نعم، ما جربنا عليك إلا صدقًا، قال: ((فإني نذيرٌ لكُم بين يديّ عذابٍ شديدٍ))، فقال أبو لهبٍ: تبًا لك سائرَ اليومِ، ألهذا جمعتنا؟
فنزلت: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ} [المسد: 1: 2] (1).
_________
(1) البخاري (4770)، ومسلم (208).(3/179)
7127 - وفي روايةٍ: فصعد الجبل فنادى: ((يا صباحاه)) (1).
_________
(1) البخاري (4801)، ومسلم (208).(3/179)
7128 - وفي أخرى: لمَّا نزلت: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء:214] قالَ: ورهطك منهمُ المخلصينَ (1). للشيخين والترمذي.
_________
(1) البخاري (2753)، ومسلم (206).(3/179)
7129 - ولهم وللنسائي عن أبي هريرةَ: قامَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - حين نزل {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} قال: ((يا معشر قريشٍ أو كلمةٌ نحوها، اشتُروا أنفسكُم، لا أُغني عنكُم من الله شيئًا، يا عباسُ بنُ عبدِ المطلبِ لا أُغني عنكَ من الله شيئًا، ويا صفيةُ عمةُ رسولِ الله لا أُغني عنكِ من الله شيئًا، ويا فاطمةُ بنتُ محمدٍ سليني ما شئت من مالي، لا أُغني عنكِ من الله شيئًا)) (1).
_________
(1) البخاري (4771)، ومسلم (206).(3/179)
7130 - وفي روايةٍ: دعا قريشًا، فاجتمعوا فعم وخصَّ، فقال: ((يا بني كعب بن لؤىّ! أنقذُوا أنفسكُم من النارِ، يا بني مرة بن كعبٍ!
أنقذُوا أنفسكم من النارِ، يا بني عبدِ شمسٍ! أنقذُوا أنفسكُم من النارِ، يا بني عبد منافٍ!
أنقذوا أنفسكُم من النارِ، يا بني هاشمِ!
أنقذُوا أنفسكُم من النارِ يا بني عبدِ المطلبِ!
أنقذوا أنفسكُم من النارِ، يا فاطم!
أنقذي نفسك من النارِ، فإني لا أملكُ لكُم من الله شيئًا غير أنَّ لكُم رحمًا سأبلُّها ببلالها)) (1).
_________
(1) مسلم (204).(3/180)
7131 - وفي أخرى بنحوه، وقال لكل واحدٍ: ((فإني لا أملكُ لكَ من الله ضرًا ولا نفعًا)) (1).
_________
(1) الترمذي (3185). قال: حسن صحيح غريب من هذا الوجه يعرف من حديث موسى بن طلحة. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (2546).(3/180)
7132 - ولمسلمٍ عن قبيصة بن مخارقٍ وزهير بن عمرو قالا: لمَّا نزلت: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} انطلق النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إلى رضمةِ جبلٍ فعلا أعلاها حجرًا، ثمَّ نادى: ((يا بني عبدِ منافٍ، إني نذيرٌ لكُم، إنما مثلي ومثلكم كمثلِ رجلٍ رأى العدوَ فانطلق يربأُ أهلهُ، فخشى أن يسبقوهُ، فجعلَ يهتفُ يا صباحاهُ)) (1).
_________
(1) مسلم (207).(3/180)
7133 - ابنُ عباسٍ: {وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ} [الشعراء:224] استثنى الله منهم {الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا الله كَثِيراً} [الشعراء: 227] (1). لأبي داود.
_________
(1) أبو داود (5016)، وقال الألباني في صحيح أبي داود (4194): حسن الإسناد.(3/180)
7134 - أبو هريرةَ رفعه: ((تخرجُ الدابةُ ومعها خاتمُ سليمان، وعصا موسىَ، فتجلُوا وجه المؤمنِ، وتخطمُ أنف الكافرِ بالخاتمَ، حتى إنَّ أهل الخوانِ يجتمعونَ، فيقولُ: (هذا يا مؤمنُ، ويقولُ: هذا يا كافرُ (1))) (2). للترمذي.
_________
(1) تكررت في الأصل.
(2) الترمذي (3187)، وقال الألباني في ضعيف الترمذي (622): ضعيف.(3/180)
7135 - سعيدُ بنُ جبير: سألني يهوديُّ من أهلِ الحيرةِ، أيُّ الأجلينِ قضى
[ص:181] موسى؟
قلتُ لا أدري، حتى أُقدم على حبرِ العربِ فأسألهُ، فقدمتُ فسألتُ ابن عباسٍ، فقال: قضى أكثرهما وأطيبهما، إنَّ رسولَ الله إذا قالَ فعل (1). للبخاري.
_________
(1) البخاري (2684).(3/180)
7136 - عقبةُ بن المنذر: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - سًئلِ أيُّ الأجلينِ قضى موسى؟
قال: ((أبرهما وأوفاهما))، ثم قال: ((لمَّا أراد مُوسى فراقَ شعيب، أمر امرأتهُ أن تسأل أباها أن يعطيها من غنمهِ ما يعيشون به، فأعطاها ما ولدت من غنمهِ في ذلك العامِ من قالب لونٍ، فما مرَّت شاةٌ إلا ضربَ جنبتيها موسى بعصاهُ، فولدت قوالب ألوانها كلها، وولدت ثنتين وثلاثةً، كلُ شاةٍ ليس فيها فشوشٌ، ولا ضبوب، ولا كمشة، تفوتُ الكفَّ ولا تعولُ)) وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا افتتحتُمُ الشام فإنكُم ستجدون بقايا منها، وهي السامريةُ)) (1). للبزار والكبير.
_________
(1) البزار كما في «كشف الأستار» (2246)، والطبراني 17/ 134 - 135، وقال الهيثمي 7/ 90: رواه البزار والطبراني، وفي إسنادهما ابن لهيعة وفيه ضعف، وقد يحسن حديثه وبقية رجالهما رجال الصحيح.(3/181)
7137 - أبو ذرٍ رفعهُ: ((إذا سئلتَ أيُّ المرأتين تزوج؟ فقل: الصغرى منهما))، وهي التي جاءت، فقالت {يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ} [القصص: 26] قالَ: ما الذي رأيتِ من قوتهِ؟
قالت: أخذ حجرًا ثقيلاً فألقاهُ على البئرِ، قال: وما الذي رأيتِ من أمانتِهِ؟
قالت: قال: امشي خلفي ولا تمشي أمامي (1). للبزارِ والأوسط والصغير مطولاً.
_________
(1) البزار 3/ 63 (2244)، والطبراني في «الأوسط» 5/ 321 (5430)، وفي «الصغير» (815) قال الهيثمي 7/ 88: وفيه إسحاق بن إدريس وهو متروك ورواه الطبراني في «الصغير» و «الأوسط» أطول منه بإسناد حسن.(3/181)
7138 - رفاعةُ القرظي: نزلت هذهِ الآيةُ في عشرة رهطٍ أنا أحدُهم {وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} [القصص:51] (1). للكبير.
_________
(1) الطبراني 5/ 53 (4563)، وقال الهيثمي 7/ 88: بإسنادين أحدهما متصل ورجاله ثقات وهو هذا والآخر منقطع الإسناد.(3/181)
7139 - أبو هريرة: {إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْت} [القصص: 56] نزلت في رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - حيثُ يراودُ عمَّهُ أبا طالبٍ على الإِسلام (1). لمسلم والترمذي.
_________
(1) مسلم (25).(3/181)
7140 - ابن عباس: {لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ} [القصص: 85] قال: إلى مكة (1). للبخاري.
_________
(1) البخاري (4773).(3/181)
7141 - وللكبير: قال: إلى الجنةِ (1).
_________
(1) الطبراني 11/ 365 (12032)، وقال الهيثمي 7/ 88: رواه الطبراني بإسنادين رجال أحدهما رجال الصحيح غير خصيف وهو ثقة وفيه ضعف.(3/181)
7142 - وفي روايةٍ: إلى الموتِ (1).
_________
(1) الطبراني 11/ 447 (12268).(3/182)
7143 - وللموصلي عن أبي سعيدٍ: معاده: آخرتهُ (1).
_________
(1) أبو يعلى 2/ 370 (1131)، وقال الهيثمي 7/ 88 رواه أبو يعلى ورجاله ثقات.(3/182)
7144 - أمُّ هاني رفعتهُ: {وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ} [العنكبوت: 29] ((قال: كانُوا يحذفون أهلَ الأرضِ ويسخرونَ منهمُ)) (1). للترمذي.
_________
(1) الترمذي (3190)، وقال الألباني في ضعيف الترمذي (623): ضعيف الإسناد جدًا.(3/182)
7145 - أبو هريرة: {إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَر} [العنكبوت: 45] جاءَ رجلٌ إلى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فقال: إنَّ فلانًا يُصلي بالليلِ، فإذا أصبحَ سرقَ، قال: ((سينهاهُ ما يقولُ)) (1). لأحمد.
_________
(1) أحمد 2/ 447، وقال الهيثمي: 7/ 89: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح. وصححه الألباني في المشكاة (1237).(3/182)
7146 - ابنُ عباسٍ: ولذكرُ الله أكبرُ، ذكرُ العبدِ الله بلسان كبير، وذكرهُ وخوفهُ منهُ إذا أشفي على ذنبٍ فتركه من خوفه، أكبرُ من ذكرهِ بلسانهٍ من غير نزعٍ عن الذنبِ. لرزين.(3/182)
سورة الرّوم ولقمان والسجدة والأحزاب(3/182)
7147 - أبو سعيدٍ: لمَّا كانَ يومُ بدرٍ ظهرت الرومُ على فارسٍ، فأعجب ذلك المؤمنين، فنزلت {الم غُلِبَتِ الرُّومُ - إلى قوله - يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ} [الروم:1: 4]. ففرحَ المؤمنونَ بظهورِ الرومِ على فارسٍ. للترمذي، وقال: هكذا قال نصرُ بنُ عليّ: غلبت (1).
_________
(1) الترمذي (2935)، وقال: حسن. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (2550).(3/182)
7148 - نيارُ بنُ مكرم الأسلميِّ: لمَّا نزلت: {الم غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ فِي بِضْعِ سِنِينَ} [الروم: 1: 4] فكانت فارس يوم نزلت هذه الآيةُ قاهرين الروم، وكان المسلمون يُحبون ظهور الروم عليهم؛ لأنهم وإياهم أهل الكتابِ، وفي ذلك قوله تعالى {وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ الله يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ} [الروم: 4: 5] وكانت قريشٌ تحبّ ظهور فارسٍ، لأنهم وإياهُم ليسوا بأهلِ كتابٍ، ولا إيمانٍ ببعثٍ، فلمَّا نزلت هذه الآيةُ: خرجَ أبو بكرٍ
[ص:183] يصيحُ في نواحي مكة {الم غلبت الروم إلى سنين} قال ناسٌ من قريش لأبي بكرٍ: فذلك بيننا وبينكم، زعم صاحبُكم أنَّ الروم ستغلبُ فارسًا في بضعِ سنين، أفلا نراهنكَ على ذلك؟
قال: بلى، وذلك قبل تحريم الرهان، فارتهن أبو بكرٍ والمشركون، وتواضعُوا الرهانَ، وقالوا لأبي بكرٍ: كم تجعل البضعَ؟
ثلاثَ سنين إلى تسع سنين، فسِّم بيننا وبينك وسطًا ننتهي إليهِ
فسمُّوا بينهم ستَ سنينَ، فمضت الستُ قبل أن يظهرُوا، فأخذ المشركون رهن أبي بكرٍ، فلمَّا دخلت السنةُ السابعةُ ظهرت الرومُ على فارسٍ، فعابَ المسلمونَ على أبي بكرٍ تسميةَ ست سنين، قال: لأنَّ الله قال: في بضعِ سنين، وأسلمَ عند ذلك ناسٌ كثيرٌ (1). للترمذي.
_________
(1) الترمذي (3194). قال: صحيح حسن غريب. وحسنه الألباني في صحيح الترمذي (2552).(3/182)
7149 - أبو رزين: خاصم نافعُ بنُ الأزرقِ ابنَ عباسٍ، فقال: أتجدُ الصلواتِ الخمسَ في كتابِ الله؟
قال: نعم، فقرأ عليهِ: فسبحان الله حينَ تمسونَ: المغرب، وحينَ تصبحون: الصبحَ، وعشيا: العصرَ، وحينَ تُظهرونَ: الظهرَ، ومِن بعدِ صلاةِ العشاءِ (1). للكبير بضعفٍ.
_________
(1) الطبراني 10/ 247 (10596)، وقال الهيثمي 7/ 89: رواه الطبراني عن شيخة عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم، وهو ضعيف.(3/183)
7150 - ابنُ عمرٍ رفعهَ: ((مفاتيحُ الغيبِ خمسٌ، ثم قرأ {إِنَّ الله عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ} [لقمان: 34] (1))). للبخاري.
_________
(1) البخاري (4778).(3/183)
7151 - أنسُ: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} [السجدة: 16] نزلت في انتظارِ الصلاةِ التي تُدعى العتمةَ (1). للترمذي.
_________
(1) الترمذي (3196) قال: حسن صحيح غريب. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (2554).(3/183)
7152 - ولأبي داود: قال: كانوا يتنفلونَ ما بينَ المغربِ والعشاءِ يصلونَ، وكانَ الحسنُ يقولُ: قيامُ الليلِ (1).
_________
(1) أبو داود (1321)، وقال الألباني في صحيح أبي داود (1173): صحيح.(3/183)
7153 - أُبيُّ: {وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ
[ص:184] الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ} [السجدة: 21] قال: مصائبُ الدنيا، والروم، والبطشةُ، أو الدخانُ. شك شعبة (1). لمسلم.
_________
(1) مسلم (2799).(3/183)
7154 - ابنُ عباسٍ قال لهُ أبو ظبيان: أرأيتَ قول الله {ما جَعَلَ الله لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ} [الأحزاب: 4] قالَ: قامَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يومًا يُصلي، فخطرَ خطرةً، فقال المنافقون الذين يُصلونَ معهُ: ألا ترى أنَّ لهُ قلبينِ قلبًا معكم، وقلبًا معهم، فنزل: {مَا جَعَلَ الله لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ} [الأحزاب: 4] (1). للترمذي.
_________
(1) الترمذي (3199)، وقال الألباني في ضعيف الترمذي (625): ضعيف الإسناد.(3/184)
7155 - ابنُ عمرٍ: أنَّ زيد بن حارثةَ مولى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - ما كُنا ندعوهُ إلا زيدُ بنُ محمدٍ، حتى نزل القرآنُ {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِم} الآية [الأحزاب: 5]. للشيخين والترمذي (1).
_________
(1) البخاري (4782)، ومسلم (2425).(3/184)
7156 - أبو هريرة رفعهُ: ((ما مِن مؤمنٍ إلا وأنا أولى الناسِ به في الدنيا والآخرةِ، اقرءوُا إن شئتمُ {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ} [الأحزاب: 6] فأيما مؤمنٌ ترك مالاً فليرثهُ عصبتُهُ من كانُوا، فمن ترك دينًا أو ضياعًا فليأتني فأنا مولاهُ)) للشيخين (1).
_________
(1) البخاري (4781)، ومسلم (1619).(3/184)
7157 - عائشةُ: {إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُم} الآية [الأحزاب: 10]، كان ذلك يوم الخندقِ (1).للشيخينِ.
_________
(1) البخاري (4103)، ومسلم (3020).(3/184)
7158 - وعنها: لو كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - كاتمًا شيئًا من الوحيِّ لكتم هذه الآية {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ الله عَلَيْهِ} - يعني بالإسلام- وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ- بالعتق فأعتقته- {أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ الله وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا الله مُبْدِيهِ - إلى
[ص:185] مَفْعُولاً} [الأحزاب: الآية 37]. وإنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لمَّا تزوجها قالوا: تزوجَ حليلةَ ابنه، فنزل {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ} الآية [الأحزاب: 40]: وكان - صلى الله عليه وسلم - تبناهُ وهو صغيرٌ، فلبث حتى صارَ رجلاً، يقالُ لهُ زيد بنُ محمدٍ، فنزل {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِم - إلى - وَمَوَالِيكُم} [الأحزاب: 5] فلانٌ مولىَ فلانٍ، وفلانٌ أخو فلانٍ، {هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ الله} [الأحزاب: 5] يعني أعدلُ (1). للترمذي.
_________
(1) الترمذي (3207)، وقال: حديث غريب. وقال الألباني في ضعيف الترمذي (628): ضعيف الإسناد جدا.(3/184)
7159 - أنسٌ: جاء زيدُ بنُ حارثة يشكُو، فجعل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((اتقِ الله وأمسك عليك زوجك)) قال: لو كان - صلى الله عليه وسلم - كاتمًا شيئًا لكتم هذه الآيةَ، وكانت تفخر على أزواجهِ - صلى الله عليه وسلم - تقولُ: زوجكنَّ أهاليكُنَّ، وزوجني الله من فوقِ سبعِ سموات (1). للبخاري والترمذي والنسائي.
_________
(1) البخاري (7420)، والترمذي (3213).(3/185)
7160 - وعنه أنهُ كان ابن عشرِ سنين وتُوفي مقدمُ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: وكُنَّ أمهاتي يواظبنني على خدمةِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فخدمُتهُ عشرَ سنينَ، وتوفيَ وأنا ابنُ عشرينَ سنةً، وكنتُ أعلمُ الناسِ بشأنِ الحجابِ، وكانَ أولُ ما أُنزلَ في مبتنىَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - بزينبَ بنتِ جحشٍ، أصبحَ - صلى الله عليه وسلم - عروسًا، فدعا القومَ، فأصابُوا الطعامَ، ثم خرجُوا، وبقى رهط منهم، فأطالوا المكث، فقام - صلى الله عليه وسلم - فخرج وخرجتُ معه لكي يخرجُوا، فمشى ومشيتُ، حتى جاء عتبةَ حجرة عائشةٍ، ثم ظنَّ أنُهم خرجُوا، فرجعَ ورجعتُ معهُ، حتى إذا دخلَ على زينب فإذا هم جلوسٌ لم يقوموا، فرجعَ ورجعتُ معهُ، حتى بلغ عتبةَ حجرةِ عائشةٍ، ظنَّ أنُهم خرجُوا، فرجع ورجعتُ معهُ، فإذا هم قد
[ص:186] خرجُوا، فضربَ - صلى الله عليه وسلم - بيني وبينهُ بالسترِ، وأنزلَ الحجابَ (1).
_________
(1) البخاري (5166)، ومسلم (1428).(3/185)
7161 - ومن رواياتهِ: قال: أنا أعلمُ الناسِ بالحجابِ، قد كان أبيّ بنُ كعبٍ يسألُني عنهُ (1).
_________
(1) البخاري (5466).(3/186)
7162 - ومنها: قال: كانَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - عروسًا بزينب، فقالت لي أمُّ سليمٍ: لو أهدينا لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - بهديةً، فقلتُ لها افعلي، فعمدت إلى تمرٍ وسمنٍ وأقطٍ، فاتخذت حيسةً في برمةٍ، فأرسلت بها معي إليهِ، فانطلقتُ بها إليهِ، فقال: ((ضعها))، ثم أمرني، فقال لي: ((ادعُ رجالاً سماهم، وادعُ لي من لقيت))، ففعلتُ الذي أمرني، فرجعتُ فإذا البيتُ غاصٌ بأهلِهِ، ورأيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - وضعَ يدهُ في تلكَ الحيسةِ، وتكلَّمَ بما شاء الله، ثم جعلَ يدعُو عشرةً عشرةً يأكلونَ منهُ، يقولُ لهم: ((اذكروا اسمَ الله، وليأكل كلُ رجلٍ مما يليه)) حتى تصدعُوا كلُّهم، فخرجَ من خرج، وبقى نفرٌ يتحدثون، ثم خرج - صلى الله عليه وسلم - نحو الحجراتِ، وخرجتُ في أثرهِ، فقلتُ: إنهم قد ذهبوا، فرجع فدخل البيتَ، وأرخى الستر، وإني لفي الحجرةِ، وهو يقولُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلوا بُيُوتَ النَّبِي} إلى {مِنَ الْحَقّ} [الأحزاب: 53] (1).
_________
(1) البخاري معلقًا (5163).(3/186)
7163 - ومنها: قلتُ لأنسٍ: عددُ كم كانُوا؟
قالَ: زهاءُ ثلاثمائةٍ.
وفيهِ: فخرجت طائفةٌ ودخلت طائفةٌ، حتى أكلُوا كلُّهم، فقال لي: يا أنسُ: ((ارفع فرفعت)): فما أدري حينُ وضعتُ كان أكثر، أم حين رفعتُ؟ (1).
_________
(1) مسلم (1428).(3/186)
7164 - ومنها: فبقى ثلاثةُ رهطٍ يتحدثون في البيتِ، فخرج النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -، فانطلق إلى حجرة عائشة، فقال: ((السلامُ عليكُم أهلَ البيتِ ورحمةُ الله))، فقالت:
[ص:187] وعليك السلامُ ورحمةُ الله، كيفَ وجدتَ أهلكَ بارك الله لكَ؟
فتقرى حجر نسائهِ كلهنَّ، يقولُ لهنَّ كما يقولُ لعائشةَ، ويقلنَ لهُ كما قالت (1). للشيخين والترمذي والنسائي.
_________
(1) البخاري (4793).(3/186)
7165 - عائشةُ قال عروةُ: كانت خولةٌ بنتُ حكيمٍ من اللاتي وهبن أنفسهُنَّ للنبي - صلى الله عليه وسلم -، فقالت عائشةُ: أما تستحي المرأةُ أن تهب نفسها للرجلِ؟
فلمَّا نزلت: {تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنّ} [الأحزاب: 51] قلتُ: يا رسولَ الله!
ما أرى ربك إلا يسارعُ في هواك (1).
_________
(1) البخاري (5113)، ومسلم (1464).(3/187)
7166 - وفي روايةٍ: كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يستأذنُنا في يومِ المرأةِ منا بعد أن نزلت هذه الآية {تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْك} [الأحزاب: 51] فقلتُ لها: ما كنت تقولين؟
قالت: كنتُ أقولُ إن كان ذلك إلي فإني لا أريد يا رسولَ الله أن أوثر عليك أحدًا. للشيخين وأبي داود والنسائي (1).
_________
(1) البخاري (4789)، ومسلم (1476).(3/187)
7167 - أم هانئ: خطبني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فاعتذرتُ إليهِ فعذرني ثم أنزلَ الله: {إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ الله عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالاتِكَ اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَك} الآية [الأحزاب: 50] فلم أكُن أحلُّ لهُ، لأني لم أهاجر، كنتُ من الطلقاء (1).
_________
(1) الترمذي (3214)، وقال الألباني في ضعيف الترمذي (630): ضعيف الإسناد جدًا.(3/187)
7168 - ابنُ عباسٍ: نهى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - عن أصنافِ النساءِ، إلا ما كان من المؤمناتِ المهاجراتِ، بقولهِ: {لا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ وَلا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ} [الأحزاب: 52] فأحلَّ الله فتياتكُمُ المؤمناتِ {وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيّ} [الأحزاب: 50] وحرَّم كل ذاتِ دينٍ غير الإِسلامِ، ثم قالَ: {وَمَنْ يَكْفُرْ الْأِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ
[ص:188] الْخَاسِرِينَ} [المائدة: 5] وقال: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ الله عَلَيْك} - إلى قوله- {خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ} [الأحزاب: 50] وحرَّم ما سوى ذلك من أصنافِ النساءِ (1). هما للترمذي.
_________
(1) الترمذي (3215)، وقال الألباني في ضعيف الترمذي (631): ضعيف الإسناد.(3/187)
7169 - عائشةُ: ما ماتَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - حتى أُحلَّ لهُ أن يتزوجَ من النساءِ ما شاءَ. للترمذي والنسائي (1).
_________
(1) والترمذي (3216)، وقال: حديث حسن صحيح، والنسائي 6/ 56. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (3004).(3/188)
7170 - وعنها: أنَّ أزواجَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - كُنَّ يخرجنَ قبلَ المناصعِ، وهو صعيدٌ أفيحُ، فكانَ عمرُ يقولُ للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: احجبْ نساءك، فلم يكُن - صلى الله عليه وسلم - يفعل، فخرجتْ سودةُ بنتُ زمعةَ ليلةً عشاء، وكانت امرأةً طويلةً، فنادها عمرُ: ألا قد عرفناك يا سودة، حرصًا على أن ينزل الحجابُ (1).
_________
(1) البخاري (6240)، ومسلم (2170).(3/188)
7171 - وفي روايةٍ: خرجت سودةُ بعد ما ضُرب الحجابُ لحاجتها، وكانت امرأةً جسيمةً تفرع النساءَ جسمًا، لا تخفى على من يعرفها، فرآها عمرُ فقال: يا سودةُ، أما والله ما تخفين علينا، فانظري كيف تخرجين، فانكفأت راجعة، ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - في بيتي، وإنهُ ليتعشى، وفي يده عرقٌ فدخلت فقالت: يا رسولَ الله إني خرجتُ فقال لي عمرُ كذا وكذا، فأوحي إليه ثمَّ رُفع عنه وإن العرقَ في يدهِ ما وضعهُ، فقال: ((إنهُ قد أُذن لكنَّ أن تخرُجنَ لحاجتكُنَّ))، قال هشام (1): يعني البزار.
_________
(1) البخاري (4795 - 5237)، مسلم (2170).(3/188)
7172 - أبو هريرة رفعهُ: ((كانت بنو إسرائيل يغتسلون عراةً، ينظرُ بعضُهم إلى سوءةِ بعضٍ، وكانَ موسى - عليه السلام - يغتسل وحدهُ، فقالوا: والله ما يمنعُ موسى أن يغتسل معنا إلا أنه آدرُ. فذهب مرةً يغتسلُ فوضعَ
[ص:189] ثوبهُ على حجرٍ، ففرَّ الحجرُ بثوبهِ، فجمح موسى بأثرهِ يقول: ثوبي حجرُ، ثوبي حجرُ، حتى نظرت بنو إسرائيل إلى سوءةِ موسى، فقالوا: والله ما بموسى من بأسٍ، فقام الحجرُ حتى نظر إليهِ فأخذ ثوبهُ فطفق بالحجر ضربًا)). قال أبو هريرة: والله إن بالحجرٍ ندبًا ستة أو سبعة من ضرب موسى بالحجر (1).
_________
(1) البخاري (278)، مسلم (339).(3/188)
7173 - وفي روايةٍ: ((أنَّ موسى كان رجلاً حييًا ستِّيرًا، لا يُري شيئٌ من جلده استحياءً منهُ، فآذاهُ من آذاهُ من بنى إسرائيل، فقالوا: ما يستترُ هذا التستر إلا من عيب بجلده، إمَّا برصٍ وإمَّا أدرةٍ وإمَّا آفةٍ. وإنَّ الله أراد أن يبرئهُ مما قالُوا: فخلا يومًا وحده، فوضع ثيابهُ على الحجر، ثم اغتسل، فلمَّا فرغ، أقبلَ إلى ثيابه؛ ليأخذها وإنَّ الحجرَ عدا بثوبهِ، فأخذ موسى عصاهُ وطلب الحجر، وجعل يقولُ: ثوبي حجرُ، ثوبي حجرُ)). بنحوه.
وفيه: فوالله إنَّ بالحجرِ لندبًا من أثر ضربه ثلاثًا أو أربعًا أو خمسًا، فذلك قولهُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ الله مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ الله وَجِيهاً} [الأحزاب:69] هما للشيخينِ (1).
_________
(1) البخاري (3404)، مسلم (339).(3/189)
سورة سبأ وفاطر ويس والصّافات وص والزمر(3/189)
7174 - فروةُ بنُ مسيكٍ المراديّ قلتُ: يا رسولَ الله! ألا أقاتل من أدبر من قومي بمن أقبل منهم؟ فأذن لي في قتالهم، فلمَّا خرجتُ من عندهِ، سألَ عني ((ما فعل الغُطيفي))؟ فأخبر أني قد سرتُ، فأرسل في أثري فردني، فأتيتُهُ فقالَ: ((ادعُ القوم، فمن أسلم منهم فاقبل منه، ومن لم يُسلم فلا تعجل، حتى أحدث إليك))، قال: فأنزل في سبأ ما أنزل، فقال رجلٌ: يا رسولَ الله وما سبأ، أرضٌ أو امرأةٌ؟ قال: ((ليس بأرضٍ ولا امرأةٍ، ولكنهُ رجلٌ ولد عشرةً من العربِ، فتيامن منهم ستةٌ، وتشاءم منهم أربعةٌ، فأمَّا الذين تشاءمُوا:
[ص:190] فلخمُ وجذامُ وغسانُ وعاملةُ، وأمَّا الذين تيامنُوا: فالأزدُ والأشعريونَ وحميرُ وكندةُ ومذحجُ وأنمارُ)) فقالَ رجلٌ: يا رسولَ الله! وما أنمارُ؟ قال: ((الذين منهم خثعمُ وبجيلةُ)) (1). لأبي داود والترمذي.
_________
(1) أبو داود (3988)، الترمذي (3222)، وقال: حسن غريب. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (2574).(3/189)
7175 - أبو هريرة رفعهُ: ((إذا قضى الله الأمر في السماءِ ضربتِ الملائكةُ بأجنحتها خضعانًا لقوله، كأنهُ سلسلةٌ على صفوانٍ، فإذا فزِّع عن قلوبهم، قالوا: ماذا قال ربُّكم؟ قالُوا للذين قالوا: الحقَّ وهو العلىُّ الكبير. فيسمعُها مسترقُ السمعَ، [ومسترقو السمع هكذا - بعضهُ فوق بعضٍ، ووصف سفيان بكفهِ، فحرفها وبدد بين أصابعهِ، فيسمعُ الكلمة] (1) فيلقيها إلى من تحته، حتى يلقيها على لسانِ الساحر أو الكاهنِ، فرَّبما أدركهُ الشهابُ قبلَ أن يلقيها، وربما ألقاها قبل أن يدركهُ فيكذبُ معها مائة كذبةٍ، فيقالُ: أليس قد قال لنا يوم كذا وكذا؟ كذا وكذا فيُصدَّقُ بتلك الكلمةِ التي سمعت من السماءِ)) (2). للبخاري والترمذي.
_________
(1) ما بين المعقوفتين ليس في الأصل، والمثبت من صحيح البخاري.
(2) البخاري (4800)، والترمذي (3223).(3/190)
7176 - ابنُ مسعودٍ: ((إذا تكلَّمَ الله بالوحيِّ سمعَ أهلُ السماءِ صلصلةً كجر السلسلة على الصفا، فيصعقون، فلا يزالون كذلك حتى يأتيهم جبريلُ، فإذا جاءهم، فزِّع عن قلوبهم، فيقولون: يا جبريلُ ماذا قال ربكم؟ فيقولُ الحقَّ، فيقولون: الحقَّ الحقَّ)). لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (4738)، وقال الألباني في صحيح أبي داود (3964): صحيح.(3/190)
7177 - أبو سعيدٍ رفعه: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ} [فاطر: 32] ((هؤلاءِ كلُّهم بمنزلةٍ واحدةٍ، وكلهُم في الجنةِ)). للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (3225)، وقال: حديث حسن غريب صحيح. قال الألباني: صحيح.(3/190)
7178 - ولأحمد عن أبي الدرداءِ رفعه: {فمنهم ظالمٌ لنفسهِ} الآية:
[ص:191] ((فأمَّا الذينَ سبقُوا فأولئكَ الذينَ يدخلونَ الجنةَ! الجنةَ بغير حسابٍ، وأمَّا الذينَ اقتصدُوا فأولئك الذين يحاسبون حسابًا بسيرًا، وأمَّا الذينَ ظلمُوا أنفسهم فأولئك الذينَ ظلمُوا أنفسهُم في طولِ المحشرِ، ثم هُم الذين يتلافاهُم الله برحمتِهِ، منهمُ الذين يقولونَ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ} - إلى- {لُغُوبٌ} [فاطر: 34: 35] (1).
_________
(1) أحمد 5/ 198، وقال الهيثمي: 7/ 95: رواه أحمد بأسانيد رجال أحدهما رجال الصحيح وهي هذه إن كان على بن عبد الله الأزدي سمع من أبي الدرداء فإنه تابعي.(3/190)
7179 - وعنه: كانت بنو سلمة في ناحيةِ المدينةِ، فأرادُوا النقلةَ إلى قربِ المسجد، فنزل: {إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُم} [يّس: 12] فقالَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: ((إنَّ آثاركم تُكتبُ، فلم ينتقلُوا)) (1). للترمذي.
_________
(1) الترمذي (3226)، من حديث أبي سعيد الخدري وقال: حسن غريب من حديث الثوري، وقال الألباني في صحيح الترمذي (2577): صحيح.(3/191)
7180 - أبو ذرٍّ: كنتُ مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - في المسجدِ عند غروب الشمس، فقالَ يا أبا ذرٍّ: ((أتدري أين تذهب الشمسُ)) قلتُ: الله ورسولُهُ أعلمُ، قال: ((تذهب تسجدُ تحت العرش، فتستأذن فيؤذن لها، ويوشكُ أن تسجدَ فلا يُقبل منها، وتستأذن فلا يُؤذن لها، فيقالُ لها: ارجعي من حيثُ جئت، فتطلعُ من مغربها، فذلك قولهُ تعالى: {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} [يّس:38])) (1).
_________
(1) البخاري (3199)، ومسلم (159).(3/191)
7181 - وفي روايةٍ ((تدرون متى ذاكم؟ ذاك حين {لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرا} [الأنعام: 158])) (1). للشيخين والترمذي.
_________
(1) مسلم (159) 250.(3/191)
7182 - سمرةُ رفعهُ: {وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ} [الصافات:77] حام وسام ويافث ويقالُ: يافت بالثاءِ والتاءِ، ويقالُ: يفثُ (1).
_________
(1) الترمذي (3230)، وقال الألباني في ضعيف الترمذي (634): ضعيف الإسناد.(3/191)
7183 - وفي رواية: سامُ أبو العربِ، وحامُ أبو الحبشِ، ويافثُ أبو الرومِ (1). للترمذي.
_________
(1) الترمذي (3231)، وقال: حسن صحيح، وقال الألباني في ضعيف الترمذي (635): ضعيف.(3/192)
7184 - ابنُ عباسٍ و (ابنُ مسعودٍ) (1): يُذكرُ عنهما أنَّ إلياسَ هو إدريسُ، وكان ابنُ مسعودٍ يقرأُ: سلامٌ على إدراسين. لرزين (2).
_________
(1) في الأصل: أبو مسعود.
(2) تفسير الطبري 10/ 523.(3/192)
7185 - أبو هريرة رفعهُ: ((لمَّا أراد الله حبس يونس في بطن الحوت، أوحى الله إلى الحوت أن لا تخدشنَّ لهُ لحمًا، ولا تكسرنَّ لهُ عظمًا، فأخذه ثمَّ أهوى به إلى مسكنهِ في البحر، فلمَّا انتهى به إلى أسفل البحر، سمع يونس حسًا، فقال في نفسه: ما هذا؟ فأوحى الله إليهِ وهو في بطن الحوتِ، أنَّ هذا تسبيحُ دوابِ الأرضِ، فسبحَ وهو في بطن الحوتِ، فسمعتِ الملائكةُ تسبيحهُ فقالُوا: ربنا إنا سمعنا صوتًا ضعيفًا بأرض غريبةٍ، فقال: تعالى: ذلك عبدي يونس، عصاني فحبستُهُ في بطن الحوتِ في البحر فقالُوا: العبدُ الصالحُ الذي كان يصعدُ إليك منه في كل يومٍ وليلةٍ عملٌ صالحٌ؟ قالَ: نعمْ فشفعُوا لهُ عندَ ذلكَ، فأمر الحوت فقذفهُ في الساحلِ كما قال تعالى: {وهو سقيمٌ})) (1). للبزارِ بلينٍ براولم يسم.
_________
(1) البزار في «كشف الأستار» (2254)، وقال الهيثمي 7/ 98: رواه البزار عن بعض أصحابه ولم يسمه وفيه ابن إسحاق وهو مدلس وبقية رجاله رجال الصحيح.(3/192)
7186 - أبي: سألتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - عن قوله تعالى: {وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ} [الصافات:147] قال: ((يزيدون عشرين ألفًا)) (1).
_________
(1) الترمذي (3229)، وقال الترمذي: حديث غريب. وقال الألباني في ضعيف الترمذي (633): ضعيف الإسناد.(3/192)
7187 - ابنُ عباسٍ: مرضَ أبو طالبٍ فجاءتهُ قريشٌ، وجاءهُ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -، وعند أبي طالبٍ مجلسُ رجلٍ، فقام أبو جهل كي يمنعهُ مِن الجلوسِ فيه، وشكُوه إلى أبي طالبٍ، فقال: يا ابن أخي ما تريدُ من قومكَ؟
قال: ((أريدُ منهم كلمةً تدينُ لهم بها العربُ، وتُؤدي إليهم العجمُ الجزية))، فقال: كلمةٌ واحدةٌ؟
قالَ: ((كلمةٌ واحدةٌ))، قال: ((يا عمّ، قولوا: لا إله إلا الله)) فقالوا: إلهًا واحدًا ما سمعنا بهذا في الملةِ الآخرةِ، إن
[ص:193] هذا إلا اختلاقٌ، فنزل فيهمُ القرآنُ {ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ} - إلى - {اخْتِلاقٌ} [صّ: 7] (1). هما للترمذي.
_________
(1) الترمذي (3232)، وقال الألباني في ضعيف الترمذي (636): ضعيف الإسناد.(3/192)
7188 - وعنه: كنتُ أمرُّ بهذه الآيةَ فما أدري ما هي؟
العشيَّ والإِشراقَ، حتى حدثتني أمُّ هانئٍ: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - دخلَ عليها فدعا بوضوءٍ في جفنةٍ كأني أنظرُ إلى أثرٍ العجينِ فيها، فيتوضأ، ثمَّ قامَ فصلىَ الضحىَ، فقال: ((يا أمَّ هانئ! هي صلاةُ الإِشراق)) (1). للأوسط بضعفِ.
_________
(1) الطبراني في «الأوسط» (4246)، وقال الهيثمي 7/ 99 وفيه: أبو بكر الهذلي وهو ضعيف.(3/193)
7189 - ابنُ الزبير: لمَّا نزلت: {ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ} [الزمر:31] قالَ الزبيرُ: يا رسولَ الله! أتُكرَّرُ علينا الخصومة بعد الذي كان بيننا في الدنيا؟
قال: ((نعم)) فقالَ: إنَّ الأمرَ إذًا شديدٌ (1). للترمذي.
_________
(1) الترمذي (3236)، وقال: حسن صحيح. وقال الألباني في صحيح الترمذي (2583): حسن الإسناد.(3/193)
7190 - وزاد الكبيرُ بعد ((نعم)) لتكررَ حتى يُؤدَّىَ إلى كلِّ ذي حقٍ حقهُ (1).
_________
(1) قال الهيثمي 7/ 100: رواه الطبراني، ورجاله ثقات.(3/193)
7191 - ابنُ عباسٍ: أنَّ قومًا قتلُوا فأكثروا، وزنوا فأكثروا، وانتهكُوا، فأتوا النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فقالوا: يا محمدُ إنَّ الذي تقولُ وتدعُوا إليهِ لحسنٌ، لو تخبرنا أنَّ لما عملنا كفارةٌ، فنزلت: {وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ الله إِلَهاً آخَر} - إلى- {حَسَنَاتٍ} [الفرقان: 68: 70] قالَ: ((يبدلُ الله شركهُم إيمانًا وزناهُم إحصانًا))، ونزلت: {يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ الله} [الزمر: 53] (1). للنسائي.
_________
(1) النسائي 7/ 86، وقال الألباني في صحيح النسائي (3738): صحيح.(3/193)
7192 - ابنُ مسعودٍ: جاءَ حبرٌ إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا محمدُ، إنَّ الله يضعُ السماءَ على إصبعٍ، والأرضينَ على إصبعٍ، والجبالَ على إصبع، والشجرَ على إصبعٍ، والأنهارَ على إصبعٍ، وسائرَ الخلقٍ على إصبع، ثم يقولُ: أنا الملكُ، فضحك - صلى الله عليه وسلم - وقال: {وَمَا قَدَرُوا الله حَقَّ قَدْرِه} [الأنعام: 91] (1).
_________
(1) البخاري (7451)، ومسلم (2786).(3/193)
7193 - وفي روايةٍ: فضحكَ حتى بدتْ نواجذُه تعجُبًا وتصديقًا لهُ (1). للترمذي والشيخين.
_________
(1) البخاري (7513)، ومسلم (2786).(3/194)
7194 - ولهما ولأبي داودَ، عن ابن عمرَ رفعهُ: ((يطوي الله تعالى السمواتِ يومَ القيامةَ، ثم يأخذهُنَّ بيدِهِ اليمنىَ، ثم يقولُ: أنا الملكُ، أين الجبارونَ، أينَ المتكبرونَ؟ ثم يطوي الأرضَ بشمالهِ، ثمَّ يقولُ: أنا الملكُ، أين الجبارونَ، أينَ المتكبرونَ؟)) (1).
_________
(1) البخاري (6519) نحوه، ومسلم (2787).(3/194)
7195 - وفي روايةٍ: أنَّ ابن عمرَ يحكي أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: ((يأخذُ الله تعالىَ سمواتِهِ وأرضيهِ بيديهِ، ويقولُ: أنا الله، ويقبضُ أصابعهُ ويبسطها، ويقول: أنا الملكُ))، حتى نظرتُ إلى المنبرِ يتحركُ من أسفلِ شيءٍ منهُ، حتى أني أقولُ أساقطٌ هو برسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - (1).
_________
(1) مسلم (2788).(3/194)
سورة المؤمن وحم السجدة والشورى والزخرف والدّخان(3/194)
7196 - ابنُ مسعودٍ: {رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ} [غافر: 11] قالَ: هيَ مثلُ التي في سورةِ البقرة: {وَكُنْتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [البقرة: 28] للكبيرِ بضعفٍ (1).
_________
(1) الطبراني 9/ 412 (9044)، وقال الهيثمي 7/ 102: رواه الطبراني، عن عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم، وهو ضعيف.(3/194)
7197 - العلاءُ بنُ زيادٍ: كانَ يذكِّرُ بالنارِ، فقال رجلٌ: لم تُقنط الناسَ؟
قال: وأنا أقدرُ أن أقنط الناسَ، والله يقولُ: {يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ الله} [الزمر: 53] ويقولُ: {الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ}؟! [غافر: 43] ولكنَّكُم تحبون أن تبشرُوا بالجنةِ على مساوئ أعمالكُم، وإنما بعثَ الله تعالى محمدًا - صلى الله عليه وسلم - مبشرًا بالجنةِ لمنْ أطاعهُ، ومنذرًا بالنارِ لمن عصاهُ (1). للبخاري تعليقًا.
_________
(1) البخاري تعليقًا قبل حديث (4815)،وقد تقدم.(3/194)
7198 - ابنُ مسعودٍ: اجتمعَ عندَ البيتِ ثلاثةُ نفرٍ، ثقفيانِ وقرشيٌّ، أو قرشيانِ وثقفيٌّ، كثير شحم بطونهم، قليلُ فقهِ قلوبهم، فقال أحدهُم: أترونَ أنَّ الله يسمعُ ما نقولُ؟
فقالَ الآخرُ: يسمعُ إن جهرنا، ولا يسمعُ إن أخفينا وقالَ الآخرُ: إن كانَ يسمعُ إذا جهرنا فهو يسمعُ إذا أخفينا، فأنزلَ الله تعالىَ {وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصَارُكُمْ} [فصلت: 22] (1).
_________
(1) البخاري (7521)، ومسلم (2775).(3/195)
7199 - وفي روايةٍ: قالَ فذكرتُ ذلكَ للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فنزلَ {وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ} - إلى- {الْخَاسِرِين} [فصلت: 22: 23] (1). للشيخين والترمذي.
_________
(1) البخاري (4817)، ومسلم (2775).(3/195)
7200 - أنس: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قرأ: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا الله ثُمَّ اسْتَقَامُوا} [فصلت: 30] قالَ: ((قد قالَ الناسُ ثم كفر أكثرهم، فمن مات عليها فهو ممنِ استقام)) (1). للترمذي.
_________
(1) الترمذي (3250)، وقال: حسن غريب، وقال الألباني في ضعيف الترمذي (639): ضعيف الإسناد.(3/195)
7201 - ابنُ عباسٍ: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [فصلت: 34] قالَ: الصبرُ عندَ الغضبِ، والعفوُ عند الإِساءةِ، فإذا فعلوهُ عصمهُم الله، وخضع لهم عدوهم (1). للبخاري تعليقًا.
_________
(1) البخاري تعليقًا قبل حديث (4816).(3/195)
7202 - وعنه: سُئل عن قولهِ تعالى: {إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} [الشورى: 23] فقال ابن جبيرٍ: قُربى آلِ محمدٍ. فقال ابنُ عباسٍ: عجلت، إنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - لم يكن بطنٌ من قريشٍ إلا كان لهُ فيهم قرابةٌ، فقال: إلا أن تصلوا ما بيني وبينكم من القرابة (1). للبخاري والترمذي.
_________
(1) البخاري (4818)، الترمذي (3251).(3/195)
7203 - ولأحمدَ والكبيرِ: قال: ((قلُ لا أسألُكُم على ما أتيتكُم بهِ من البيناتِ والهُدى أجرًا إلا أن توادُوا الله، وتقرُبوا إليهِ بطاعتهِ)) (1).
_________
(1) أحمد 1/ 268، والطبراني: 11/ 90 - 91 (11144)، وقال الهيثمي 7/ 103: رواه الطبراني ورجال أحمد فيهم: قزعة بن سويد، وثقه بن معين وغيره وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات.(3/195)
7204 - وللكبيرِ بلينٍ: لمَّا نزلت {قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً} الآية [الأنعام: 90] الآية قالوا: يا رسولَ الله من قرابتُكُم هؤلاء الذين وجبت علينا مودتُهم؟ قالَ: ((علىٌّ وفاطمةُ وابناهُما)) (1).
_________
(1) الطبراني 11/ 444 (12259)، وقال الهيثمي 7/ 103: رواه الطبراني من رواية حرب بن الحسن الطحان، عن حسين الأشقر، عن قيس بن الربيع، وقد وثقوا كلهم، وضعفهم جماعة، وبقية رجاله ثقات. وقال الألباني في الضعيفة (4974): باطل.(3/196)
7205 - عمرو بنُ حريثٍ: نزلت هذه الآيةُ في أهلِ الصفةِ، {وَلَوْ بَسَطَ الله الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْض} [الشورى: 27] قال: لأنُّهم تمنَّوا الدنيا (1). للكبير.
_________
(1) قال الهيثمي 7/ 104: رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح.(3/196)
7206 - (ابنُ عونٍ) (1): كنتُ أسألُ عن قولهِ {وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ} [الشورى:41] فحدثني ابنُ جدعانَ عن امرأة أبيه، وزعمُوا أنها كانت تدخلُ على عائشةَ، قالت: قالت عائشةُ: دخلَ علىَّ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - وعندنا زينبُ بنتُ جحشٍ، فجعلَ يصنعُ شيئًا بيدهِ شيئًا، فقلتُ: بيدهِ حتى فطنتهُ لها، فأمسكَ، وأقبلتْ زينبُ تقحمُ لعائشةَ، فنهاهَا، فأبت أن تنتهي، فقالَ لعائشةَ: ((سبيها)). فسبتها فغلبتها، فانطلقت زينبُ إلى عليٍّ، فقالت: إنَّ عائشةَ وقعت بكُم، وفعلت فجاءت فاطمةُ، فقال لها: ((إنها حبةُ أبيكِ، وربُّ الكعبةِ)). فانصرفت، فقالت لهم: إني قلتُ لهُ: كذا وكذا، فقال لي: كذا وكذا، وجاءَ علىُّ إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فكلَّمَهُ في ذلكَ (2). لأبي داودَ.
_________
(1) في الأصل: ابن عوف.
(2) أبو داود (4898)، وقال الألباني في ضعيف أبي داود (1046): ضعيف الإسناد.(3/196)
7207 - ابنُ عباسٍ: {وَلَوْلا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً} [الزخرف: 33] لولا أن اجعلَ الناس كلَّهُم كفارًا لجعلتُ لبيوتِ الكفارِ سُقفًا من فضةٍ ومعارج من فضةٍ، وهي الدرجُ، وسُررًا من فضةٍ (1). للبخاري تعليقًا.
_________
(1) البخاري تعليقًا. كتاب التفسير - سورة حم (الزخرف).(3/196)
7208 - وعنه: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ لقريشٍ: ((يا معشر قريشٍ! إنهُ ليس أحدٌ يعبدُ من دونِ الله فيهِ خيرٌ، وقد علمت قريشٌ أنَّ النصارى يعبدون عيسىَ))، فقالوا يا محمدٌ: ألست تزعمُ أنَّ عيسى كان نبيًا، فإن كنتَ صادقًا فإنَّ آلهتهم لكما يقولون،
[ص:197] فنزل: {وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ} [الزخرف:57] قيلَ لابنِ عباسٍ ما يصدون؟
قال: يضجونَ، {وإنهُ لعلمٌ للساعةِ} [الزخرف: 61] قال: هو خروجُ عيسى قبلَ يومِ القيامةِ (1). لأحمد والكبير.
_________
(1) أحمد 1/ 317 - 318، الطبراني 12/ 154 (12740)، وقال الهيثمي 7/ 107: رواه أحمد والطبراني بنحوه، وفيه عاصم بن بهدلة، وثقه أحمد وغيره وهو سيئ الحفظ وبقية رجاله رجال الصحيح. وذكره الألباني في الصحيحة (1046).(3/196)
7209 - ابنُ مسعودٍ: كانَ مضطجعًا فأتاهُ رجلٌ، فقال: يا أبا عبدَ الرحمنِ!
إنَّ قاصًا عند أبواب كندةَ يقصُّ ويزعمُ أنَّ آيةَ الدُّخانِ تجيءُ فتأخذُ بأنفاسِ الكفارِ، ويأخذُ المؤمنينَ منها كهيئةِ الزكامِ، فقالَ ابنُ مسعودٍ وجلسَ وهو غضبانُ: يا أيها الناسُ اتقوا الله، منَ علمَ منكُم شيئًا فليقل بما يعلم، ومن لا يعلمُ فليقلْ الله أعلمُ فإنه أعلم بأحدكم أن يقول لما لا يعلم الله أعلم، فإنَّ الله تعالىَ قال لنبيهِ - صلى الله عليه وسلم - {قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ} [صّ:86] إنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - لمَّا رأى من الناسِ إدبارًا قال: ((اللهمَّ سبعًا كسبعِ يوسف)) (1).
_________
(1) البخاري (4823)، ومسلم (2798).(3/197)
7210 - وفي روايةٍ: لمَّا دعا قريشًا كذَّبُوهُ واستعصوا عليه، فقال: ((اللهم أعنِّي عليهم بسبعٍ كسبعِ يوسفَ)) فأخذتهُم سَنةٌ حصَّت كلَّ شيءٍ، حتى أكلُوا الجلود والميتة من الجوعِ، وينظرُ إلى السماءِ أحدهم، فيرى كهيئةِ الدخانِ، فأتاهُ أبو سيانَ، فقال: يا محمدُ! إنك جئت تأمرُ بطاعةِ الله، وبصلة الرحمِ وإنَّ قومكَ قد هلكُوا، فادعُ الله لهمُ، قال الله تعالى: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ} - إلى- {عَائِدُونَ} [الدخان: 10: 15] قال ابنُ مسعودٍ: أفيكشفُ عذاب الآخرةِ {يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ} [الدخان:16] فالبطشةُ يوم بدر (1).
_________
(1) البخاري (1007)، ومسلم (2798).(3/197)
7211 - وفي أخرى: فأصابهُم قحطٌ وجهدٌ حتى أكلُوا العظامَ، فجعلَ الرجلُ ينظرُ إلى السماءِ فيرى ما بينهُ وبينها كهيئةِ الدخانِ من الجهدِ، فنزلَ {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ} الآية: فأتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فقيل لهُ: استسقِ الله لمضرَ: فإنها قد هلكت، فقال:
[ص:198] ((لمضر؟! إنك لجريءٌ)) فاستسقىَ لهم فسقُوا فنزل: {إِنَّكُمْ عَائِدُونَ} فلمَّا أصابتهُمُ الرفاهيةُ، عادُوا إلى حالهم حين أصابهم الرفاهيةُ، فنزلَ: {يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ} [الدخان:16] يعني يوم بدرٍ (1).
_________
(1) البخاري (4821).(3/197)
7212 - وفي أخرى: قال خمسٌ قد مضينَ: الدخانُ، واللزامُ، والرومُ، والبطشةُ، والقمرُ (1). للشيخين والترمذي.
_________
(1) مسلم (2798) 41.(3/198)
7213 - أنس رفعه: ((ما من مؤمنٍ إلا ولهُ بابانِ، بابٌ يصعدُ منهُ عملُهُ، وبابٌ ينزلُ منه رزقهُ، فإذا مات بكيا عليهِ، فذلك قولهُ تعالى {فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ} [الدخان:29])) (1).
_________
(1) الترمذي (3255)، قال الترمذي: غريب، لا نعرفه مرفوعًا إلا من هذا الوجه، وموسى بن عبيدة ويزيد بن أبان الرقاشي يضعفان في الحديث، وقال الألباني في ضعيف الترمذي (641): ضعيف.(3/198)
7214 - أبو سعيد رفعهُ: (({كالمهلِ} كعكرِ الزيتِ، إذا قرَّبهُ إلى وجهه سقطت فروةُ وجهه فيه)) (1). هما للترمذي.
_________
(1) الترمذي (2584)، وقال: هذا حديث إنما نعرفه من حديث رشد بن سعد وفي رشد بن مقال، وقد تكلم فيه من قبل حفظه، وقال الألباني في ضعيف الترمذي (478): ضعيف.(3/198)
سورة الأحقاف والفتح والحجرات وق والذّاريات(3/198)
7215 - يوسفُ بن ماهك: كانَ مروانُ على الحجازِ، استعملهُ معاويةُ، فخطب فجعلَ يذكر يزيد بن معاويةَ لكي يبايعَ لهُ بعد أبيهِ، فقال لهُ عبدُ الرحمنِ بن أبي بكرٍ، شيئًا فقال: خذوهُ، فدخل بيتَ عائشة فلم يقدروا عليهِ، فقال مروانُ: هذا الذي أنزل الله فيه {والذي قال لوالديهِ أفٍ لكما}. فقالت: عائشةُ من وراء الحجابِ: ما أنزلَ الله فينا شيئًا من القرآنِ، إلا ما أنزلَ في سورةِ النورِ من براءتي (1). للبخاري.
_________
(1) البخاري (4827).(3/198)
7216 - علقمةُ قلتُ لابنِ مسعودٍ: هل صحبَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - ليلةَ الجنِّ منكُم أحُد؟
قالَ: ما صحبهُ منَّا أحدٌ، ولكنَّا كنَا معهُ ذاتَ ليلةٍ ففقدناهُ، فالتمسناهُ في الأوديةِ والشعابِ، فقلنَا استُطيرَ أو اغتيلَ، فبتنَا بشرِّ ليلةٍ باتَ بها قومٌ،
[ص:199] فلمَّا أصبحنا إذا هُو جاءَ من قبلِ حراءٍ، فقلنَا يا رسولَ الله: فقدناك فطلبناكَ فلم نجدكَ، فبتنا شر ليلةٍ باتَ بها قومٌ، قالَ: ((أتاني داعي الجنِّ، فذهبتُ معهُ، فقرأتُ عليهمُ القرآن)). فانطلقَ بنا فأرانا آثارهم وآثار نيرانهم، وسألوه الزاد فقالَ: ((لكُم كلُّ عظمٍ ذكر اسمُ الله عليهِ يقعُ في أيديكُم، أوفرُ ما يكونُ لحمًا، وكلُّ بعرةِ علفٍ لدوابكُم)) فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((فلا تستنجُوا بهما فإنهما طعامُ إخوانكُم)) (1).
_________
(1) مسلم (450).(3/198)
7217 - وفي روايةٍ: ((وكانُوا من جنِّ الجزيرةِ)) (1). لمسلم والترمذي وأبي داود.
_________
(1) مسلم (450).(3/199)
7218 - زرُّ بنُ حبيشٍ: {وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا} [الاحقاف: 29] قالَ: صهٍ، قالَ: كانُوا سبعةً أحدُهُم زوبعةُ (1). للبزار.
_________
(1) قال الهيثمي 7/ 109: رواه البزار، ورجاله ثقات.(3/199)
7219 - أنسُ: أُنزلت على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - {لِيَغْفِرَ لَكَ الله مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّر} [الفتح: 2] مرجعُهُ من الحديبيةِ، فقالَ: ((لقد أُنزلت علىَّ آيةٌ أحبُّ إلىَّ مما على الأرضِ، ثم قرأها عليهم))، فقالُوا: هنيئًا مريئًا يا رسولَ الله، لقد بيَّن الله لكَ ما يفعلُ بكَ، فماذا يفعلُ بنا؟ فنزلَ: {لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ} إلى {عَظِيماً} [الفتح: 5] (1).
_________
(1) البخاري (4172)، ومسلم (1786).(3/199)
7220 - وفي روايةٍ: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً} [الفتح:1] قالَ: الحديبيةَ (1). للشيخين والترمذي.
_________
(1) البخاري (4834)، ومسلم (1786).(3/199)
7221 - أسلم: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كان يسيرُ في بعضِ أسفارهِ، وعمرُ يسيرُ معهُ ليلاً، فسألهُ عمرُ عن شيءٍ فلم يُجبهُ، ثمَّ سألهُ فلم يُجبهُ، ثمَّ سألهُ فلم يُجبهُ، فقالَ
[ص:200] عمرُ: ثكلتكَ أمُّكَ يا عمرُ! نزرت على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاثَ مراتٍ، كلُّ ذلك لا يُجيبُك. قال عمرُ: فحركتُ بعيري، حتى تقدمتُ أمامَ الناسِ، وخشيتُ أن ينزلَ فيَّ قرآنٌ، فما نشبتُ إذ سمعتُ صارخًا يصرخُ بي، فقلتُ: لقد خشيتُ أن يكونَ نزلَ فيَّ قرآنٌ، فجئتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فسلمتُ عليهِ، فقالَ: ((لقد أُنزلت علىَّ الليلةَ سورةٌ هي أحبُّ إلى مما طلعت عليهِ الشمسُ)) ثم قرأ: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً} [الفتح:1] (1). لمالك والبخاري والترمذي.
_________
(1) البخاري (4177)، ومسلم (3262).(3/199)
7222 - أنس: إنَّ ثمانينَ نزلُوا علىَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وأصحابهِ، من جبلِ التنعيمِ عندَ صلاةِ الصبحِ يريدونَ أن يقتلُوهُ، فأخذوا، فأعتقهُمُ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -، فأنزلَ الله: {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ} الآية [الفتح: 24] (1). لمسلم والترمذي وأبي داود.
_________
(1) مسلم (1808)، أبو داود (2688).(3/200)
7223 - أبي رفعه: {وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى} [الفتح: 26] قالَ: ((لا إلهَ إلا الله)) (1). للترمذي.
_________
(1) الترمذي (3265)، وقال: حسن غريب، وقال الألباني في ((صحيح الترمذي)) (2603): صحيح.(3/200)
7224 - ابنُ الزبيرِ: قدمَ ركبٌ من بني تميمٍ على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فقالَ أبو بكرٍ: أمر القعقاع بنَ معبدٍ، وقالَ عمرُ: أمِّرِ الأقرع بن حابسٍ، فقالَ أبو بكرٍ: ما أردتَ إلا خلافي، وقالَ عمرُ: ما أردتُ خلافكَ، فتماريا حتى ارتفعت أصواتهُما، فنزلُ في ذلك {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ الله وَرَسُولِه} الآية [الحجرات: 1] (1).
_________
(1) البخاري (4367).(3/200)
7225 - وفي روايةٍ: قالَ ابنُ أبي مُليكة: كادَ الخيرانِ أن يهلكا، أبو بكرٍ وعمرُ، لمَّا قدمَ على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وفد بني تميمٍ، أشارَ أحدهمَا بالأقرعِ بن حابسَ، وأشارَ الآخرُ بغيرهِ. بنحوه.
[ص:201] وفيهِ: قالَ ابنُ الزبيرِ فكانَ عمرُ بعدُ إذا حدَّث بحديثٍ حدثهُ كأخىِ السرار ولم يُسمعْهُ حتى يستفهمَهُ (1). للبخاري والترمذي والنسائي.
_________
(1) البخاري (7302).(3/200)
7226 - زيدُ بنُ أرقمَ قالَ ناسٌ من العربِ: انطلقُوا بنا إلى هذا الرجلِ، فإن يكُ نبيًا فنحنُ أسعدُ الناسِ بهِ، وإن يكُ ملكًا عشنا في جنابهِ، فانطلقتُ إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فأخبرتُهُ بما قالُوا، ثم جاءُوا إلى حجرِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فجعلُوا ينادُون يا محمدُ يا محمدُ، فنزلَ {إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ} [الحجرات:4] فأخذَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بأذني، فقالَ: ((لقد صدقَ الله قولكَ يا زيدُ)) (1). للكبير بلين.
_________
(1) الطبراني 5/ 210 (5123)، وقال الهيثمي 7/ 108: رواه الطبراني وفيه داود بن راشد الطفاوي، وثقه ابن حبان، وضعفه ابن معين وبقية رجاله ثقات.(3/201)
7227 - الأقرعُ بنُ حابسٍ: أنهُ نادى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - من وراء الحجراتِ، فقالَ: يا رسولَ الله، فلم يُجبهُ، فقالَ: يا محمدُ إنَّ حمدي زينُ، وإنَّ ذمي لشينٌ، فقالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((ذاكُمُ الله تعالىَ)) (1). لأحمد والكبير.
_________
(1) أحمد 3/ 488، والطبراني 1/ 300 (878). قال الهيثمي 7/ 108: رواه أحمد والطبراني وأحد إسنادي أحمد رجاله رجال الصحيح إن كان أبو سلمة سمع من الأقرع وإلا فهو مرسل كإسناد أحمد الآخر.(3/201)
7228 - الحارثُ بنُ ضرارٍ الخزاعيِّ: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - وعدهُ أن يرسلَ إليه من يقبض زكاةَ قومِهِ، فجمعَ الحارثُ الزكاةَ، وبلغَ زمانُ الوعدِ، فلم يأتِهِ أحدٌ، فجاَ الحارثُ بقومِهِ إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وبعثَ - صلى الله عليه وسلم - إليهم الوليدَ
[ص:202] بن عقبةَ، ليقبض زكاتهُم، فسارَ الوليدُ، حتىَ بلغ بعض الطريقِ، فرجعَ إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فقالَ: إنَّ الحارثَ منعني الزكاة، وأرادَ قتلي، فضربَ - صلى الله عليه وسلم -، البعث إلى الحارثِ، فأقبل الحارثُ بأصحابهِ، حتى استقبل البعثَ، فقال لهم: إلى أين؟ قالُوا: إليكَ، قالَ: ولمَ؟ قالوا: إنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كانَ بعثَ إليكَ الوليدَ بن عقبةَ فزعم أنكَ منعتهُ الزكاةَ، وأردتَ قتلهُ، قال: لا والذي بعث محمدًا بالحق ما رأيتُهُ ولا أتاني، فلمَّا دخلَ الحارثُ علىَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: ((منعتَ الزكاةَ وأردتَ قتلَ رسولي))؟ قالَ: لا، والذي بعثكَ بالحقِ ما رأيتُه ولا أتاني، وما أقبلتُ إلا حينَ احتبسَه علىَّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، خشيةَ أن تكونَ سخطةً مِنَ الله ورسولِهِ علىَّ، فنزلت {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا} [الحجرات: 6] إلى آخرهَا (1). لأحمد والكبيرِ.
_________
(1) أحمد 4/ 279، والطبراني 3/ 274 - 275 (3395)، وقال الهيثمي 7/ 109: رواه أحمد والطبراني إلا أنه قال الحارث بن سرار بدل ضرار رجال أحمد ثقات.(3/201)
7229 - أبو سعيدٍ قرأ: {وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ الله لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ} [الحجرات: 7] ٍ فقالَ: هذا نبيكُم يوحى إليهِ، وخيارُ أئمتكُم، لو أطاعهُم في كثيرٍ من الأمرِ لعنتُوا، فكيف بكُم (1). للترمذي.
_________
(1) الترمذي (3269)، وقال: حسن صحيح غريب. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (2607).(3/202)
7230 - أبو (جبيرة) (1) بن الضحاكِ: فينا نزلت هذهِ الآيةُ. بني سلمةَ، قدمَ علينا النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -، وليس منَّا رجلٌ إلا ولهُ اسمانِ أو ثلاثةٌ، فجعلَ - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: ((يا فلانُ))! فيقولون: مهٍ يا رسولَ الله، إنهُ يغضبُ من هذا الاسم، فنزل {وَلا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْأِيمَانِ} [الحجرات: 11] (2). للترمذي وأبي داود.
_________
(1) في الأصل: أبو هريرة والصواب ما أثبتناه.
(2) أبو داود (4962)، والترمذي (3268) وقال: حسن صحيح. وصححه الألباني في صحيح أبي داود (4151).(3/202)
7231 - ابن عباس: {وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ} [الحجرات: 13] الشعوبُ: القبائلُ الكبارُ العظامُ، والقبائل: البطونُ (1). للبخاريِّ.
_________
(1) البخاري (3489).(3/203)
7232 - أنس: في قولِهِ تعالى {وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ} [قّ: 35] قالَ يتجلَّى لهم كلَّ جمعةٍ (1). للبزَّار بضعفٍ.
_________
(1) قال الهيثمي (7/ 115): رواه البزار، وفيه عثمان بن عمير وهو ضعيف.(3/203)
7233 - ابن عباس: أمرهُ أن يسبحَ في أدبارِ الصلواتِ كلِّها، يعني قوله {وَأَدْبَارَ السُّجُودِ} [قّ: 40] (1). للبخاريِّ.
_________
(1) البخاري (4852).(3/203)
7234 - أنس في قولهِ تعالى: {كَانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ} [الذريات:17)] قال: كانُوا يصلُّون بين المغربِ والعشاءِ (1). لأبي داودَ.
_________
(1) أبو داود (1322)، قال الألباني في ((صحيح أبي داود)) (1174): صحيح.(3/203)
7235 - ابن عمر رفعهُ: {وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ} [الذريات:41] ((ما فتح الله على عادٍ من الريحِ إلاَّ مثل موضع الخاتمِ، فمرَّت بأهلِ الباديةِ فحملتْ مواشيهم وأموالهُم من السماءِ والأرض، فلمَّا رأى ذلك أهل الحاضرٍِ من الريح وما فيها قالُوا عارضٌ ممطرُنا، فألقت أهلُ الباديةِ مواشيهم على أهلِ الحاضرةِ)) (1). للكبير بضعفٍ.
_________
(1) الطبراني 12/ 421 - 422 (13553). قال الهيثمي 7/ 116: رواه الطبراني، وفيه مسلم الملائي، وهو ضعيف.(3/203)
سورة الطور والنجم والقمر والرحمن والواقعة والحديد(3/203)
7236 - أبو هريرة رفعهُ: ((أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - رأى البيتَ المعمورَ يدخلُهُ كلَّ يومٍ سبعونَ ألف ملكٍ)) (1). للبخاريِّ.
_________
(1) البخاري (3207).(3/203)
7237 - ابن عباس رفعهُ: ((إذا دخلَ الرجلُ الجنةَ، سألَ عن أبويهِ وزوجتهِ وولدِهِ، فقالَ: إنَّهم لم يبلُغُوا درجتك وعملك، فيقولُ: يا ربُّ قد عملتُ لي ولهُم، فيؤمرُ بإلحاقِهِم))، وقرأ ابنُ عباسٍ {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ} [الطور: 21] الآية (1). للكبير والصغير بضعفٍ.
_________
(1) الطبراني 11/ 440 (12248)، وقال الهيثمي 7/ 114 رواه الطبراني في الصغير والكبير، وفيه محمد بن عبد الرحمن بن غزوان وهو ضعيف. وقال الألباني في الضعيفة (2602): موضوع.(3/203)
7238 - وعنه رفعهُ: (({وَإِدْبَارَ النُّجُومِ} [الطور: 49] الرَّكعتين قبل الفجرِ، {وَأَدْبَارَ السُّجُودِ} الركعتين بعدَ المغربِ)) (1). للترمذيِّ.
_________
(1) الترمذي (3275)، وقال: حديث غريب. وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (645)(3/204)
7239 - ابن مسعودٍ: في قولِهِ {فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى} [النجم:9] وقولِهِ {مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى} [النجم:11] وقولِهِ {لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى} [النجم:18] قال: فيها كلِّها رأى جبريلُ عليهِ السلامُ له ستمائةُ جناحِ (1).
_________
(1) البخاري (4857)، ومسلم (174)، والترمذي (3277).(3/204)
7240 - وفي روايةٍ: رأى جبريلُ في حلة من رفرفٍ قد ملأ ما بينَ السماءِ والأرضِ (1). للشيخين والترمذيِّ.
_________
(1) البخاري (4858)، ومسلم (174).(3/204)
7241 - ابن عباس: {مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى} [النجم:11] {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى} [النجم:13] قال رآه بفؤادِهِ مرتينِ (1). لمسلم.
_________
(1) مسلم (176).(3/204)
7242 - وللترمذيِّ: رأى محمدٌ ربَّهُ، قال عكرمة: قلت: أليس الله يقولُ: {لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ} [الأنعام: 103] قالَ: ويحكَ ذاك إذا تجلَّى بنورِهِ الذي هو نورهُ وقد رأى ربَّهُ مرتينِ. وحديثُ عائشةَ يأتي في رؤية الله (1).
_________
(1) الترمذي (3279)، وقال: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، قال الألباني: ((ضعيف الترمذي)) (647).(3/204)
7243 - وعنه: {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى} [النجم:19] قالَ: كان اللاتُ رجلاً يلتُّ سويقَ الحاجِّ (1). للبخاريِّ.
_________
(1) البخاري (4859).(3/204)
7244 - وعنه: ما رأيتُ شيئًا أشبهَ باللممِ مما قالَ أبو هريرةَ: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إنَّ الله كتب على ابن آدم حظهُ من الزِّنا أدرك ذلك لا محالةَ، فزنا العينينِ النظرُ، وزنا اللسانِ النطقُ، والنفسُ تمنَّى وتشتهي، والفرجُ يصدِّق ذلكَ ويكذبُه)) (1). للشيخين وأبي داود.
_________
(1) البخاري (6243)، ومسلم (2657).(3/204)
7245 - زادَ في روايةٍ: ((والأذنانِ زناهُما الاستماعُ، واليدُ زناها
[ص:205] البطشُ، والرِّجلُ زناها الخطَا)) (1).
_________
(1) مسلم (2657).(3/204)
7246 - وعنه {الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْأِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ} [النجم: 32] قالَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: ((إنْ تغفر اللهمَّ تغفر جمًّا، وأيُّ عبدٍ لك لا ألما)). للترمذي وزاد البزار: قال ابن عباس: واللمَّةُ الزنا (1).
_________
(1) الترمذي (3284)،وصححه الألباني في صحيح الترمذي (2618).(3/205)
7247 - أبو هريرة: جاءَ مشركُو قريشٍ يخاصمُونَ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - في القدرِ، فنزلتْ {يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} [القمر:49] (1). لمسلمٍ والترمذيِّ.
_________
(1) مسلم (2656).(3/205)
7248 - وللكبير بضعف عن ابن عباس: نزلت هذه الآيةُ في القدريَّةِ (1).
_________
(1) الطبراني 11/ 97 (11163)،وقال الهيثمي 7/ 117وفيه: عبد الوهاب بن مجاهد وهو ضعيف.(3/205)
7249 - وله بخفى عن زرارةٍ رفعهُ: ((نزلت في أناسٍ من أمَّتي في آخِرِ الزمانِ يكذبُونَ بقدَرِ الله تعالى)) (1).
_________
(1) الطبراني 5/ 276 (5316)، وقال الهيثمي 7/ 117: رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه.(3/205)
7250 - جابر خرجَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - على أصحابِهِ فقرأَ عليهم سورةَ الرحمنِ من أولها إلى آخرهَا فسكتُوا، فقال: ((لقد قرأتُها على الجنِّ ليلةَ الجنِّ فكانُوا أحسنَ مردودًا منكُم، كنتُ كلَّما أتيتُ على قولِهِ {فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} [الرحمن:13] قالُوا: لا بشيءٍ من نعمِكَ ربَّنا نكذبُ، فلكَ الحمدُ)) (1). للترمذيِّ.
_________
(1) الترمذي (3291)، وقال الألباني: حسن ((صحيح الترمذي)) (2624).(3/205)
7251 - أبو الدرداء رفعهُ: (({كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ} [الرحمن: 29] من شأنه أن يغفر ذنبًا ويكشف كربًا ويجيب دُعاءًا ويرفع قومًا ويضع آخرين)) (1). للبزَّارِ.
_________
(1) البزار كما في «كشف الأستار» (2237). وصححه الألباني في صحيح ابن ماجة (167).(3/205)
7252 - وعنه: أنهُ سمع النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - وهو يقصُّ على المنبر {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} [الرحمن:46] فقلت: وإن زنا وإن سرق يا رسولَ الله؟
فقال الثانيةَ: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} [الرحمن:46]
[ص:206] فقلتُ: وإن زنا وإن سرق؟
فقال الثالثةَ: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} [الرحمن:46] فقلتُ: وإن زنا وإن سرق؟
قال: ((نعم، وإن رغم أنفُ أبي الدرداءِ)) (1). لأحمد والكبير.
_________
(1) أحمد 2/ 357، وقال الهيثمي 7/ 118: رواه أحمد والطبراني، ورجاله رجال الصحيح.(3/205)
7253 - أبو سعيد رفعهُ: (({وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ} [الواقعة:34] ارتفاعُها كما بين السماءِ والأرضِ مسيرةَ ما بينهما خمسمائةُ عامٍ)) (1).
_________
(1) الترمذي (3294)، قال: حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث رشدين. وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (648).(3/206)
7254 - أنس: {إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً} [الواقعة:35] إنَّ من المنشئات اللاتي كُنَّ في الدنيا عجائزَ عمشاءَ رمصاءَ (1). هما للترمذيِّ.
_________
(1) الترمذي (3296)، وقال: حديث غريب لا نعرفه مرفوعًا إلا من حديث موسى بن عبيدة وموسى بن عبيدة ويزيد بن أبان الرقاشي يضعفان في الحديث. وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (650).(3/206)
7255 - أبو بكرة: {ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ} [الواقعة: 13، 40] قالَ: جميعهما من هذه الأمة (1). للكبير.
_________
(1) قال الهيثمي 7/ 188 - 119: رواه الطبراني بإسنادين رجال أحدهما رجال الصحيح غير على بن زيد وهو ثقة سيئ الحفظ.(3/206)
7256 - على رفعهُ: (({وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ} [الواقعة:82] شكركم تقولُون: مطرنا بنوءِ كذا وكذا، ونجمِ كذا وكذا)) (1). للترمذي.
_________
(1) الترمذي (3295)، وقال الألباني في ضعيف الترمذي (649): ضعيف الإسناد.(3/206)
7257 - ابن مسعود: ما كان بين إسلامنا وبين أن عاتبنا الله بقولهِ {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ الله} [الحديد: 16] إلاَّ أربعُ سنينَ (1). لمسلمٍ.
_________
(1) مسلم (3027).(3/206)
7258 - ابن عباس: {اعْلَمُوا أَنَّ الله يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا} [الحديد: 17] قال: يلينُ القلوبَ بعدَ قسوتِها، فيجعلُها مخبتةً منيبةً، يحيي القلوبَ الميتةَ بالعلمِ والحكمةِ، وإلاَّ فقد علم إحياءِ الأرضِ بالمطرِ مشاهدةً. لرزينٍ.(3/206)
7259 - وعنه: كانت ملوكٌ: بعد عيسى بدلُوا التوراةَ والإِنجيلَ، وقيلَ لملوكهم: ما نجدُ شتمًا أشدَّ من شتمٍ يشتمونا هؤلاء، إنهم يقرءُون {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ الله
[ص:207] فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} [المائدة: 44] مع ما يعيبُونا في أعمالنا في قراءتهم، فادعُهم. فليقرءُوا كما نقرأُ، وليؤمنُوا كما آمنَّا، فدعاهُم فجمعهُم وعرضَ عليهم القتلَ أو يتركُوا قراءة التوراةِ والإِنجيلِ إلا ما بدلُوا منها، فقالُوا: ما تريدُون إلى ذلكَ؟ دعونا، فقالت طائفةٌ منهم: ابنوا لنا اسطوانةً، ثمَّ ارفعُونا إليها، ثُمَّ أعطُونا أشياءً نرفعُ بها طعامنا وشرابنا فلا نردَّ عليكُم، وقالت طائفةٌ: دعُونا نسيحُ في الأرض ونهيمُ، ونشربُ كما يشربُ الوحشُ، فإن قدرتُم علينا في أرضكُم فاقتلُونا، وقالت طائفةٌ: ابنُوا لنا دورًا في الفيافي، ونحفرُ الآبارَ، ونحترث البقولَ، ولا نردُّ عليكم ولا نمرُّ بكم، وليس أحدٌ من القبائل إلاَّ ولهُ حميمٌ فيهم، ففعلُوا ذلك، فأنزل الله تعالى {وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ الله فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا} [الحديد: 27] والآخرون قالُوا: نتعبدُ كما تعبدَ فلانٌ، ونسيح كما ساح فلانٌ، وهم على شركهم لا علم لهم بإيمان الذين اقتدوا بهم، فلمَّا بُعث النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - لم يبق منهم إلاَّ قليلٌ انحطَّ رجلُ من صومعتهِ وجاءَ سائحٌ من سياحتِهِ وصاحبُ الديرِ من ديرهِ، فآمنُوا بهِ وصدقُوهُ، فقالَ تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا الله وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ} [الحديد: 28] أجرينِ بإيمانهم بعيسى وبالتوراة والإِنجيلِ، وبإيمانهم بمحمدٍ، وتصديقهم، قال {وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ} [الحديد: 28] القرآنُ، واتباعُهُم النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قالَ: {لِئَلَّا
يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَاب} [الحديد: 29] الذين يتشبهُون بكم {أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ الله} الآية [الحديد: 29] الآية. للنسائي (1).
_________
(1) النسائي 8/ 231 - 232، وقال الألباني في صحيح النسائي (4490): صحيح الإسناد موقوف.(3/206)
سورة المجادلة والحشر والممتحنة والصف الجمعة والمنافقون(3/207)
7260 - عائشة: الحمدُ للهِ الذي وسعَ سمعُهُ الأصواتَ، لقد جاءت المجادِلَةُ خولةُ إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وكلمتهُ في جانبِ البيت، وما أسمعُ ما تقولُ فنزل {قَدْ سَمِعَ الله قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا} [المجادلة: 1]. للبخاري والنسائيِّ (1).
_________
(1) رواه البخاري معلقًا قبل حديث (7386)، النسائي 6/ 168.(3/207)
7261 - عليُّ: لمَّا نزلت {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً} [المجادلة: 12] قالَ لي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ما ترى دينارٌ؟)) قلت: لا يطيقونه، قال: ((فنصفُ دينارٍ))، قلتُ: لا يطيقُونهُ، قال: ((فكم؟)) فقلتُ: شعيرةٌ، قالَ: ((إنَّك لزهيدٌ))، فنزلت {أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَات} [المجادلة: 13] قالَ: فبي خفَّفَ الله عن هذهِ الأمةِ. للترمذيِّ (1).
_________
(1) الترمذي (3300)، وقال: حديث حسن غريب إنما نعرفه من هذا الوجه، وقال الألباني في ((ضعيف الترمذي)) (652): ضعيف الإسناد.(3/208)
7262 - ابنُ عباس: كانَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - جالسًا فقالَ لأصحابهِ: ((يجيئكم رجلٌ ينظرُ إليكُم بعيني شيطانٍ، فإذا رأيتمُوهُ فلا تكلمُوهُ))، فجاء رجلٌ أزرقُ، فلمَّا رآهٌ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - دعاهُ، فقالَ: علامَ تشتمُني أنتَ وأصحابُك؟
قالَ: ((كما أنت حتَّى آتيكَ بهم)) فذهبَ فجاءَ بهم، فجعلُوا يحلفُون بالله ما قالوا وما فعلُوا، فنزل {يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ الله جَمِيعاً فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ} الآية [المجادلة: 18]. لأحمد والكبيرِ (1).
_________
(1) أحمد 1/ 267، والطبراني 12/ 8 (12308)، قال الهيثمي 7/ 122: رواه أحمد والبزار ورجال الجميع رجال الصحيح.(3/208)
7263 - ابنُ عمر: حرَّقَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - نخلَ بني النضيرِ وقطعَ، وهي البويرةُ، فأنزل الله {مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ الله وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ} [الحشر:5]. للشيخين وأبي داود والترمذيِّ (1).
_________
(1) البخاري (4884)، ومسلم (1746).(3/208)
7264 - ولهُ عن ابنِ عباسٍ: اللينةُ النخلةُ، وليخزي الفاسقينَ، استنزلُوهُم من حصونهم وأمرُوا بقطعِ النخلِ فحكَّ ذلك في صدورهم، فقالَ المسلمُون قد قطعنا بعضًا وتركنا بعضًا فلنسألنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - هل لنا فيما قطعنا من أجرٍ؟ وهل علينا فيما تركنا من وزرٍ؟ فنزل {مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ} الآية [الحشر: 5] (1).
_________
(1) الترمذي (3303)، وقال: حسن غريب. وقال الألباني في صحيح الترمذي (2631): صحيح الإسناد.(3/208)
7265 - أنسُ: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ} الآية [الحشر: 11] أنَّ ابن أبيٍّ قالَ ليهودِ النضيرِ: إذا أراد النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إجلاءهم فنزلت. لرزين (1).
_________
(1) تفسير الطبري 12/ 43.(3/209)
7266 - عائشةُ: كانَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يبايعُ النساءَ بالكلام بهذهِ الآيةِ لا يشركنَ بالله شيئًا، وما مسَّتْ يدُ النبي - صلى الله عليه وسلم - يدَ امرأةٍ لا يملكُها (1). للشيخين والترمذيِّ.
_________
(1) البخاري (7214)، ومسلم (1866).(3/209)
7267 - ابن مسعود: {قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ} [الممتحنة: 13] قال: فلا يؤمنُوا بها، ولا يؤجروا. للكبيرِ بضعفٍ (1).
_________
(1) الطبراني 9/ 218 (9059)، وقال الهيثمي 7/ 124: رواه الطبراني عن شيخه عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم، وهو ضعيف.(3/209)
7268 - عبد الله بن سلام: كنتُ جالسًا في نفرٍ من أصحابِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - نتذاكرُ، نقولُ: لو نعلمُ أيَّ الأعمالِ أحبَّ إلى الله؟ لعملناهُ، فنزل {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْض- إلى- كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ الله- أي عظم- أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ} فخرج علينا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فقرأها علينا. للترمذيِّ (1).
_________
(1) الترمذي (3309)، وقال: وقد خولف محمد بن كثير في إسناد هذا الحديث عن الأوزاعي، وقال الألباني: صحيح الإسناد ((صحيح الترمذي)) (2636).(3/209)
7269 - جابر: بينا نحنُ نصلِّي مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، إذ أقبلت عيرٌ تحملُ طعامًا، فالتفتوا إليها، حتَّى ما بقي مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - إلاَّ اثنا عشر رجلاً فنزلت: {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِماً} [الجمعة: 11] (1).
_________
(1) البخاري (936)، ومسلم (863).(3/209)
7270 - وفي روايةٍ: إلاَّ اثنا عشر رجلاً فيهم أبو بكرٍ وعمر (1).
_________
(1) مسلم (863) 38.(3/209)
7271 - وفي أخرى: إلاَّ اثنا عشرَ رجلاً أنا فيهم (1).
_________
(1) مسلم (863) 37.(3/209)
7272 - وعنه: غزونا مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وقد ثاب معهُ ناسٌ من المهاجرين حتَّى كثرُوا، وكان من المهاجرين رجلٌ لعابٌ، فكسع أنصاريًا فغضبَ الأنصاريُّ غضبًا شديدًا حتَّى تداعوا،
[ص:210] وقال الأنصاريُّ يا للأنصارِ، وقال المهاجريُّ: يا للمهاجرينِ، فخرجَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - فقالَ: ((ما بالُ دعوى الجاهليةِ))؟ ثمَّ قال: ((ما شأنهُم؟)) فأخبر بكسعةِ المهاجري الأنصاريَّ، فقال: ((دعُوها فإنَّها خبيثةٌ))، وقال عبدُ الله بن أبيِّ ابن سلولٍ قد تداعوا علينا، {لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ} [المنافقون: 8] قالًَ عمرُ: ألا نقتلُ يا نبيَّ الله هذا الخبيثَ؟ لعبدِ الله، فقالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((لا يتحدثُ الناسُ أنَّهُ كانَ يقتلُ أصحابهُ)) (1).
_________
(1) البخاري (4905)، ومسلم (2584).(3/209)
7273 - وفي روايةٍ: فقال له ابنهُ عبدُ الله بن عبدِ الله: لا تنقلبُ حتَّى تقرَّ أنَّكَ الذليلُ ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - العزيزٌ ففعلَ (1).
_________
(1) الترمذي (3315)، وقال: حسن صحيح، قال الألباني في صحيح، وقد تقدم.(3/210)
7274 - زيدُ بن أرقم: خرجنا مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - في سفرٍ أصابَ الناسُ فيه شدةٌ، فقالَ عبدُ الله بنُ أبيِّ: لا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ الله حَتَّى يَنْفَضُّوا من حولِهِ، وقال: لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ فأتيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فأخبرتُه، فأرسلَ إلى ابن أُبيِّ فسألهُ فاجتهد يمينهُ ما فعلَ، فقالُوا: كذبَ زيدٌ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، فوقعَ في نفسي ممَّا قالُوا شدةٌ، حتَّى أنزلَ الله تصديقي، إذا جاءك المنافقُون، ثُمَّ دعاهُم - صلى الله عليه وسلم - ليستغفر لهم فلووا رءوسهُم، وقولُهُ: {كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ} [المنافقون: 4] كانُوا رجالاً أجملَ شيءٍ (1).
_________
(1) البخاري (4903).(3/210)
7275 - وفي روايةٍ: غزونا مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وكانَ معنا أناسٌ من الأعراب، فكنَّا نبتدرُ الماءَ، وكانَ الأعرابُ يسبقُونا إليهِ، فيسبقُ الأعرابيُّ فيملأُ الحوضَ، ويجعلُ حولهَ حجارةٌ، ويجعلُ النطاع عليه، حتَّى يجيء أصحابُهُ، فأتىَ رجلٌ من الأنصارِ أعرابيًا فأرخى زمامَ ناقتهِ؛ لتشربَ فأبى أن يدعهُ، فانتزعَ فغاضَ الماءُ فرفعَ الأعرابيُّ خشبةً فضرب بها رأسَ الأنصاريِّ فشجَّهُ، فأتى عبدُ الله بنُ أُبيِّ فأخبرهُ، فغضب، ثمَّ
[ص:211] قال: لا تنفقُوا على من عِنْدَ رسول الله حتَّى ينفضُّوا من حولِهِ، - يعني: الأعرابَ- وكانُوا يحضرُون النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - عند الطعامِ، قال عبدُ الله: إذا انفضُّوا من عندِ محمدٍ فأتوا محمدًا بالطعامِ، ثُمَّ قالَ لأصحابهِ: لئن رجعتم إلى المدينةِ فليخرج الأعزُّ منها الأذلَّ، قال زيدٌ: وأنا ردفُ عمِّي، فسمعتُ عبد الله، فأخبرتُ عمِّي، فانطلقَ فأخبرَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، فأرسلَ إليهِ فحلفَ وجهدَ، وصدقهُ - صلى الله عليه وسلم -، وكذبني، فجاء عمِّي إليَّ، فقالَ: ما أردتَ إلاَّ أن مَقَتَكَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، وكذا المسلمُونَ فوقعَ علىَّ من الهمِّ ما لمْ يقعْ على أحدٍ، فبينا أنا أسيرُ مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - في سفرٍ قد خففتُ برأسي من الهمِّ، إذ أتاني - صلى الله عليه وسلم - فعرك أذني، وضحكَ في وجهي، فما كان يسرُّني أنَّ لي بها الخُلْدَ في الجنةِ، ثمَّ إنَّ أبا بكرٍ لحقني، فقال: ما قال لك النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -؟ قلت: ما قال لي شيئًا إلاَّ أنهُ عرك أذني، وضحك في وجهي، فقال: أبشر، ثمَّ لحقني عمرُ، فقلتُ لهُ مثل قولي لأبي بكرٍ، فلمَّا أصبحنا قرأ - صلى الله عليه وسلم - سورة المنافقينَ (1).
_________
(1) الترمذي (3313)، وقال: حسن صحيح. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (2640).(3/210)
7276 - وفي رواية: أنَّ ذلك في غزوة بني المصطلقِ.(3/211)
7277 - وفي أخرى: في غزوةِ تبوكٍ. هي للشيخين والترمذيِّ.(3/211)
7278 - ابنُ عباس: من كان لهُ مالٌ يُبْلِغُهُ حجَّ بيتِ ديه أو تجبُ عليه فيه زكاةٌ فلم يفعل، سألِ الرجعةُ عند الموت، فقالَ رجلٌ: يا ابنَ عباسٍ! اتَّقِ الله فإنَّما يسألُ الرجعةَ الكفارُ، فقالَ سأتلو عليك بذلك قرآنًا {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ الله - إلى قوله - فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ} الآية [المنافقون: 9: 10] قالَ: فما يوجبُ الزكاةَ؟ قال: إذا بلغَ المالُ مائتين فصاعدًا، قال: فما يوجبُ الحجَّ؟ قال: الزادُ والبعيرُ (1). للترمذيِّ.
_________
(1) الترمذي (3316)، وقال: وأبو جناب يحيى بن أبي حية وليس هو بالقوي، وضعفه الألباني في: ((السلسلة الضعيفة)) (4641).(3/211)
سورة التغابن والطلاق والتحريم(3/212)
7279 - ابنُ مسعود: {وَمَنْ يُؤْمِنْ بِالله يَهْدِ قَلْبَهُ} [التغابن: 11] قال: هي المصيباتُ تصيبُ الرجل، فيعلمُ أنَّها من عندِ الله، فيُسلِّمُ ويرضى (1). للبخاريِّ.
_________
(1) البخاري معلقًا بعد حديث (4907)، كتاب التفسير- سورة التغابن.(3/212)
7280 - ابنُ عباس: سئل عن {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوّاً لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ} [التغابن: 14] قال: هؤلاء رجالٌ أسلمُوا من أهلِ مكة، وأرادُوا أن يأتُوا النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فأبى أزواجهُم، وأولادُهُم، أن يدعُوهُم، فلمَّا أتوُا النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - رأوا الناسَ قد فقهُوا في الدينِ، همُّوا أن يعاقبوهُم، فنزلَ، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ} الآية (1). للترمذيِّ.
_________
(1) الترمذي (3317)،وقال: حسن صحيح. وقال الألباني في صحيح الترمذي (2642): حسن.(3/212)
7281 - ابنُ عمر: قرأ {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُن} [الطلاق: 1] لقبلِ عدتهنَّ. لمالكٍ، وقالَ: يعني بذلك أن يطلقَ في كلِّ طهرٍ مرةً (1).
_________
(1) مالك 2/ 459.(3/212)
7282 - معاذ رفعهُ: ((يا أيُّها الناسُ اتخذُوا تقوى الله تجارةً، يأتكُمُ الرزقُ بلا بضاعةٍ ولا تجارةٍ))، ثمَّ قرأ {وَمَنْ يَتَّقِ الله يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ} [الطلاق: 3] (1). للكبيرِ بضعفٍ.
_________
(1) الطبراني 20/ 97، وقال الهيثمي 7/ 125: وفيه إسماعيل بن عمرو البجلي، وهو ضعيف.(3/212)
7283 - عائشة: كانَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يمكثُ عند زينب بنتِ جحشٍ، فيشربُ عندها عسلاً، فتواصينا أنا وحفصةُ: أنَّا أيَّتنا ما دخل عليها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، فلتقل: إنِّي أجدُ منكَ ريحَ مغافير؟ أكلتَ مغافيرَ، فدخل على إحداهُما، فقالتْ ذلك لهُ، فقال: ((بل شربتُ عسلاً عند زينب بنت جحشٍ، ولنْ أعودَ لهُ))، فنزلَ {
[ص:213] لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ الله لَك -إلى -إِنْ تَتُوبَا إِلَى الله} [التحريم: 1: 4] لعائشة وحفصةَ، {وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثاً} [التحريم: 3] لقوله: ((بل شربتُ عسلاً، ولن أعود لهُ، وقد حلفتُ ولا تخبري بذلك أحدًا)) (1). للشيخين وأبي داود والنسائي.
_________
(1) البخاري (5267)، ومسلم (1474).(3/212)
7284 - ابنُ عباس: لم أزل حريصًا على أن أسألَ عمر عن المرأتين من أزواج النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - اللتين قال الله {إِنْ تَتُوبَا إِلَى الله فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} [التحريم: 4] حتَّى حجَّ عمرُ، وحججتُ معهُ، فلمَّا كانَ ببعضِ الطريقِ، عدلَ عمرُ، وعدلتُ معه بالإداوةِ، فتبرزَ، ثمَّ أتاني فسكبتُ على يديهِ فتوضَّأ، فقلتُ: يا أميرَ المؤمنين، من المرأتانِ من أزواجِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - اللتانِ قال الله: {إِنْ تَتُوبَا إِلَى الله فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} [التحريم: 4]؟ فقالَ عمرُ: واعجبًا لك يا ابن عباسٍ، قال الزهريِّ: كره والله ما سألهُ عنه ولم يكتمهُ، قال: هُما عائشةُ وحفصةُ، ثمَّ أخذ يسوقُ الحديثَ، قالَ: كنَّا معشر قريشٍ قومًا نغلبُ النساءَ فلمَّا قدمنَا المدينةَ وجدنا قومًا تغلبهُمُ نساؤُهم، فطفقِ نساؤنا يتعلمنَ من نسائهم، وكان منزلي في بني أمية بن زيدٍ بالعوالي، فتغضبتُ يومًا على امرأتي فإذا هي تراجعُني فأنكرت أن تراجعني، فقالت: ما تنكرُ أن أراجعك، فوالله إنَّ أزواجَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ليراجعنهُ، وتهجرُهُ إحداهُنَّ اليومَ إلى الليلِ فانطلقتُ، فدخلتُ على حفصةَ، فقلتُ: أتراجعنَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فقالت: نعم، فقلتُ: أتهجرهُ إحداكُنَّ اليوم إلى الليلِ؟ قالت: نعم، قلتُ: قد خاب من فعل ذلك منكُنَّ وخسرتْ، أفتأمنُ إحداكُنَّ أن يغضبَ الله عليها لغضبِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فإذا هي قد هلكت، لا تراجعي رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، ولا تسأليه شيئًا واسأليني ما بدا لكِ، ولا يغرنَّكِ أن كانت جارتُك هي أوسم وأحبَّ إلى رسولِ الله منكِ، يريدُ - عائشةَ- فكانَ لي جارٌ من الأنصارِ، فكنَّا نتناوبُ النزولُ إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فينزلُ يومًا وأنزلُ يومًا، ويأتيني بخبر الوحي وغيرهِ وآتيهِ بمثل ذلك، وكنَّا نتحدثُ أنَّ غسانَ
تنعلُ الخيل لتغزونا، فنزل صاحبي ثمَّ أتاني عشاءً فضربَ بابي، ثُمَّ ناداني، فخرجتُ إليهِ، فقال: حدث أمرٌ
[ص:214] عظيمٌ فقلتُ: ماذا؟ جاءت غسانُ؟ قالَ: لا بل أعظمُ من ذلك وأهولُ، طلقَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - نساءهُ، فقلتُ قد خابت حفصةُ وخسرت، قد كنت أظنُّ هذا يوشكُ أن يكونَ، حتَّى إذا صليتُ الصبحَ، شددتُ على ثيابي، ثُمَّ نزلتُ، فدخلتُ على حفصةَ وهي تبكي، فقلتُ: أطلقكُنَّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قالت: لا أدري، هُو ذا معتزلٍ في هذهِ المشربةِ، فأتيتُ غلامًا له أسودَ، فقلتُ: استأذن لعمرَ، فدخلَ، ثمَّ خرجَ إليَّ، فقال: قد ذكرتُك له فصمتَ، فانطلقتُ حتَّى أتيتُ المنبرَ، فإذا عندهُ رهطٌ جلوسٌ، يبكي بعضهم، فجلستُ قليلاً، ثمَّ غلبني ما أجدُ، فأتيتُ الغلامَ، فقلتُ: استأذن لعمرَ، فدخلَ، ثمَّ خرجَ إليَّ، فقال: قد ذكرتُك لهُ فصمتَ، فخرجتُ، فجلستُ إلى المنبر، ثُمَّ غلبني ما أجدُ، فأتيتُ الغلامَ، فقلتُ: استأذن لعمرَ، فدخل، ثُمَّ خرج، فقال: قد ذكرتُك له، فصمتَ، فوليتُ مدبرًا، فإذا الغلامُ يدعُوني، فقال: ادخل، قد أذن لك، فدخلتُ: فسلمتُ على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فإذا هو متكئ على رمالِ حصيرٍ قد أثَّر في جنبهِ، فقلتُ: أطلقت يا رسول الله نساءك؟ فرفع رأسهُ إلىَّ، فقالَ: ((لا))، فقلتُ: الله أكبرُ، لو رأيتنا يا رسولَ الله وكنَّا معشرَ قريشٍ نغلبُ النساءَ، فلمَّا قدمنا المدينةَ وجدنا قومًا تغلبُهُم نساؤهُمْ، فطفقَ نساؤُنا يتعلمنَ من نسائهم، فتغضبتُ على امرأتي يومًا فإذا هي تراجعني، فأنكرتُ أن تراجعني، فقالت: ما تنكرُ أن أراجعك، فوالله إنَّ أزواج رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - ليراجعنهُ، وتهجرُهُ إحداهُنَّ اليومَ إلى الليلِ، فقلتُ: قد خابَ من فعل ذلك منهنَّ وخسرَ، أفتأمنُ إحداهُنَّ أن يغضبَ الله عليها لغضبِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فإذا هي قد هلكت، فتبسَّم - صلى
الله عليه وسلم -، فقلتُ: يا رسول الله، فدخلتُ على حفصة، فقلتُ: لا يغرنكِ إن كانت جارتُك هي أوسم وأحبَّ إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - منكِ، فتبسمَ أخرى، فقلتُ: أستأنسُ يا رسول الله؟ قال: ((نعم))، فجلستُ فرفعتُ رأسي في البيتِ، فوالله ما رأيتُ فيه شيئًا يردُّ البصرَ إلا أهبةً ثلاثة، فقلتُ: يا رسولَ الله ادعُ الله أن يوسعَ على أمتكَ، فقد وسعَ على فارسَ والروم، وهُم لا يعبدُون الله، فاستوى جالسًا، ثم قال: ((أفي شكٍ أنت يا ابن الخطابِ؟ أولئك قومٌ عجلت لهم
[ص:215] طيباتُهُم في الحياةِ الدنيا))، فقلتُ: استغفر لي يا رسولَ الله، وكان أقسمَ أن لا يدخل عليهنَّ شهرًا من أجلِ ذلك الحديث، حين أفشتهُ حفصةُ: إلى عائشةَ من شدةِ موجدتِهِ عليهنَّ حتَّى عاتبهُ الله (1).
_________
(1) البخاري (5191).(3/213)
7285 - قال: قالَ الزهريُّ: فأخبرني عروةُ عن عائشةَ لما مضت تسعٌ وعشرونَ، دخل عليَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، بدأ بي، فقلتُ: يا رسولَ الله، إنَّكَ أقسمتَ أنْ لا تدخلُ علينا شهرًا، وأنك دخلتَ مع تسعٍ وعشرين، أعدُّهن، قال: ((إنَّ الشهرَ تسعٌ وعشرون)).
زاد في روايةٍ: ((وكان ذلك الشهرُ تسعًا وعشرين ليلةً))، ثمَّ قالَ: ((يا عائشة، إنِّي ذاكرٌ لك أمرًا، فلا عليكِ أن لا تعجلي حتَّى تستأمري أبويك))، ثُمَّ قرأ: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا- حتى بلغَ- عَظِيماً [الأحزاب: 28: 29] قالتْ: قدْ عَلِمَ والله أنَّ أبويَّ لم يكُونا ليأمراني بفراقِهِ، فقلتُ: أفي هذا أستأمرُ أبويَّ؟ فإنِّي أريدُ الله ورسولَهُ والدارَ الآخرةَ (1).
_________
(1) مسلم (1475).(3/215)
7286 - وفي روايةٍ: أنَّ عائشةَ قالت له: لا تخبر نساءك أنِّي اخترتُكَ، فقال لها - صلى الله عليه وسلم -: ((إنَّ الله أرسلني مبلغًا ولم يرسلني متعنتًا)) (1).
_________
(1) البخاري (4785)، ومسلم (1478).(3/215)
7287 - ومن رواياتِهِ: وذلك قبل أن يؤمرن بالحجابِ. وفيه: دخولُ عمرَ على عائشةَ وحفصةَ ولومهُ لهما، وقولُهُ لحفصة: والله لقد علمت أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - لا يحبُّك، ولولا أنا لطلقك.
وفيهِ: قولُ عمر: يا رباحُ استأذن لي، فإنِّي أظنُّ أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - ظنَّ أنِّي جئتُ من أجلِ حفصةَ، والله، لئن أمرني
[ص:216] أن أضربَ عنقها لأضربنَّ عنقها، قال: ورفعتُ صوتي، وأنَّهُ أذن له عند ذلك، وأنَّهُ استأذن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - في أن يخبر الناس أنَّهُ لم يطلق نساءهُ، فأذنَ لهُ وأنَّهُ قال على بابِ المسجد فنادى بأعلى صوتهِ: لم يطلق رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - نساءهُ، وأنَّهُ قال لهُ وهو يرى الغضبَ في وجههِ: يا رسول الله، ما يشق عليك من أمر النساءِ، فإن كنت طلقتهنَّ، فإنَّ الله معك وملائكتُهُ وجبريلٌ وميكائيلُ وأنا وأبو بكرٍ والمؤمنونَ معك، قالَ: وقلَّما تكلمتُ وأحمدُ الله بكلامِ إلا رجوتُ أنَّ الله يصدقُ قولي فنزلت هذهِ الآيةُ، وآيةُ التخييرِ، {عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجاً خَيْراً مِنْكُنّ} [التحريم: 5].
وفيهِ: أنَّهُ قال: فلم أزل أحدثُهُ حتَّى تحسرَ الغضبُ عن وجههِ، وحتَّى كشر فضحكَ، وكانَ من أحسنِ الناسِ ثغرًا، قال: ونزلتُ أتشبثُ بالجذْعِ، وهُو جذعٌ يرقأ عليه - صلى الله عليه وسلم - وينحدرُ، ونزلَ - صلى الله عليه وسلم - كأنَّما يمشي على الأرض ما يمسُّهُ بيدهِ، فقلتُ: يا رسولَ الله إنَّما كنتُ في الغرفةِ تسعًا وعشرين، فقال: ((إنَّ الشهر يكونُ تسعًا وعشرين))، قال: ونزلت هذه الآيةٌ {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى
[ص:217] أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ} [النساء: 83] قالَ: فكنتُ أنا الذي استنبطتُ ذلك الأمرَ، فنزلت آيةُ التخييرِ (1).
_________
(1) مسلم (1479).(3/215)
7288 - ومنها: مكثتُ سنةً أريدُ أن أسألَ عمر عن آيةٍ: فما أستطيعُ أن أسألهُ، هيبةً لهُ، حتَّى خرج حاجًّا فخرجتُ معهُ، فلمَّا رجعنا وكنَّا ببعضِ الطريقِ، عدلَ إلى الأراكِ لحاجةٍ لهُ، فوقفتُ لهُ، حتَّى فرغَ، ثُمَّ سرتُ معهُ، فقلتُ: يا أمير المؤمنينَ: من اللتانِ تظاهرتا على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - من أزواجِهِ؟
فقال: تلك حفصةُ وعائشةُ، فقلتُ: والله، إن كنتُ لأريدُ أن أسألك عن هذا منذُ سنةٍ فما أستطيعُ هيبةً لك، قال: فلا تفعل، ما ظننتُ أنَّ عندي من علمٍ، فاسألني، فإن كان لي علمٌ خبرتُك بهِ، ثمَّ قال عمرُ: والله، إن كُنَّا في الجاهليةِ ما نعدُّ للنساءِ أمرًا حتَّى أنزلَ الله فيهن ما أنزلَ، وقسمَ لهنَّ ما قسمَ، فبينا أنا في أمرٍ أتأمرهُ، إذ قالت امرأتي: لو صنعت كذا وكذا، فقلتُ لها: مالكِ ولما ههنا، فيم تكلفُك في أمرٍ أريدُهُ؟
فقالت لي: عجبًا لك يا ابن الخطاب! ما تريدُ أن تراجع أنت، وإنَّ ابنتك لتراجعُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، حتَّى يظلُّ يومًا غضبانَ، فقامَ عمرُ حتَّى دخل على حفصةَ بنحوهِ.
وفيهِ: أنَّهُ خرجَ من عندِ حفصةَ، ثمَّ دخل على أمِّ سلمةَ لقرابتِهِ منها فكلمها، فقالت: عجبًا لك يا ابن الخطابِ، دخلتَ في كلِّ شيءٍ حتَّى تبتغي أن تدخُل بين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبين أزواجِهِ، قال: فأخذتني والله أخذًا، كسرتني عن بعض ما كنت أجدُ، فخرجتُ من عندها، وكان لي صاحبٌ من الأنصار إذا غبتُ أتاني بالخبر بنحوهِ.
وفيهِ: أنَّه لمَّا دخلَ على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - في الغرفةِ قصَّ عليه هذا الحديثَ، قال فلمَّا بلغتُ حديث أمِّ سلمة تبسمَ - صلى الله عليه وسلم -.
وفيهِ: فبكيتُ، فقال: ((ما يبكيكَ؟)) فقلتُ: يا رسول الله!
إنَّ كسرى وقيصر فيما هُما فيهِ، وأنت رسولُ الله، فقال: ((أما ترضى أن تكون لهُما الدُّنيا ولنا الآخرةُ)) (1). للشيخين والترمذيِّ والنسائيِّ.
_________
(1) البخاري (4913)، ومسلم (1479).(3/217)
7289 - وللأوسط بلين: قالَ عمرُ: دخلتُ على حفصةَ فقلتُ لها: لا تكلمي رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - ولا تسأليهِ ما ليس عندهُ، وما كانت لكِ من حاجةٍ حتَّى دُهْنَ رَأْسِكِ فاسأليني، وكانَ - صلى الله عليه وسلم - إذا صلَّى الصبحَ جلسَ في مُصلاَّهُ، وجلسَ الناسُ حولهُ، حتَّى تطلعَ الشمسُ، ثمَّ دخلَ على نسائهِ امرأة امرأةً، يسلمُ عليهنَّ، ويدعُو لهنَّ، وإنَّهُ أُهْدِيَتْ لحفصةَ عكةَ عسلٍ، فذكر قصةَ ريحِ مغافير إلى أن قالَ: هُو عسلٌ، والله، لا أطعمهُ أبدًا، حتَّى إذا كانَ يومُ حفصةَ، قالت: يا رسولَ الله: إنَّ لي حاجةً إلى أبي، فَأْذَنْ لي أن آتيهُ، فأذن لها، ثُمَّ إنَّهُ أرسلَ إلىَّ جاريتهُ ماريةَ، فأدخلها بيتَ حفصة، فوقع عليها، فأتت حفصةُ، فوجدتِ البابَ مغلقًا، فجلست عندَ البابِ، فخرجَ وهو فزعٌ ووجههُ يقطرُ عرقًا، وحفصةُ تبكي، فقالَ ((ما يبكيكِ؟)) قالت: إنَّما أذنتَ لي من أجل هذا، أدخلت أمتك بيتي، ثُمَّ وقعت عليها على فراشي، ما كنتَ تصنعُ هذا بامرأةٍ منهنَّ، أما والله، لا يحلُّ لك هذا يا رسولَ الله، فقال: ((والله ما صدقتِ، أليس هي جاريتي قد أحلها الله لي، أشهدُك أنَّها علىَّ حرامٌ، ألتمسُ بذلك رضاكِ، انظري لا تخبري بهذا امرأةً منهنَّ فهي عندك أمانةٌ))، فلمَّا خرجَ، قرعت حفصةُ الجدارَ الذي بينها وبين عائشةَ، فقالت: ألا أبشرُكِ، فإنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قدْ حرَّم أمتهُ، فقد أراحنا الله منها، فنزل {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ الله لَكَ - إلى- وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ الله هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ} [التحريم: 1: 4] (1).
_________
(1) الطبراني في الأوسط 8/ 323.(3/218)
سورة نون ونوح والجن والمزمل والمدثر(3/218)
7290 - ابن عباس رفعه: ((إن أولَ ما خلق الله القلمّ والحوتَ، قال: ما أكتبُ؟ قالَ: كل شيء كان إلى يوم القيامة))، ثم قرأ: {ن والقلم}، فالنون: الحوت، والقلم: القلم)). ((للكبير)). بلين (1).
_________
(1) الطبراني 11/ 433 (12227)، وقال الهيثمي 7/ 128 فيه: مؤمل وهو ثقة كثير الخطأ، وقد وثقه ابن معين وغيره، وضعفه البخاري وغيره، وبقية رجاله ثقات.(3/218)
7291 - وعنه: في قوله تعالى {عتل بعد ذلك زنيم} قال: رجل من قريش كانت له زنيمة مثل زنمةِ الشاةِ. للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (4917).(3/219)
7292 - ((ولأحمد)) بلين. عن عبد الرحمن بن غنم أرسله: سئل النبي عن العتل الزنيم. قال: ((هو الشديد الخلق، المصحح، الأكول الشروب، الواجد للطعام والشرا، الظلوم للناس، رحيب الجوف)) (1).
_________
(1) أحمد 4/ 227، قال الهيثمي 7/ 128: فيه شهر وثقه جماعة، وفيه ضعف، وعبد الرحمن بن غنم ليس له صحبة على الصحيح.(3/219)
7293 - أبو موسى رفعه: {يوم يكشف عن ساق}: وعن نور عظيم يخرون له سجداً)). للموصلي (1).
_________
(1) أبو يعلى 13/ 269 (7283)، قال الهيثمي 7/ 128: فيه روح بن جناح، وثقه دحيم، وقال فيه: ليس بالقوي، وبقية رجاله ثقات. وقال الألباني في الضعيفة (1339): منكر.(3/219)
7294 - ابن عباس: صارت الأوثان التي كانت في قوم نوح في العرب، أما ود فكانت لكلب بدومة الجندل، وسواع لهذيل، ويغوث لمراد، ثم صارت لبني غطيف بالجرف عند سب،, وأما يعوق فكانت لهمدان، وأما نسر فلحمير لآل ذي الكلاع، وكلها أسماء رجال صالحين من قوم نوح، فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون فيها أنصاباً، وسموها بأسمائهم، ففعلوا، فلم تعبد حتى إذا هلك أولئك، ونسخ العلم عبدت)). للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (4920).(3/219)
7295 - وعنه: ما قرأ رسول، على الجن ولا رآهم، انطلق في طائفة من أصحابه إلى سوق عكاظ, وقد حيل بين الشياطين وبين خبر السماء، وأرسل عليهم الشهب، فرجع الشياطين إلى قومهم، فقالوا: مالكم، قيل، حيل بيننا وبين خبر السماء، وأرسلت علينا الشهب، قالوا وما ذاك إلا من شيء حدث، فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها، فمر النفر الذين أخذوا نحو تهامة بالنبي، بنخل عامدين إلى سوق عكاظ وهو يصلي بأصحابه صلاة الفجر، فلما سمعوا القرآن استمعوا له، وقالوا هذا الذي حال بيننا وبين خبر السماء، فرجعوا إلى قومهم،
[ص:220] فقالوا: ياقومنا إنا سمعنا قرآناً عجباً يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا. فنزل {قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن} (1).
_________
(1) البخاري (4921)، ومسلم (449).(3/219)
7296 - وفي رواية: وإنما أوحى إليه قول الجن. للشيخين، والترمذي (1).
_________
(1) البخاري (4921).(3/220)
7297 - وزاد: لما رأوه يصلي وأصحابه يصلون بصلاته، ويسجدون بسجوده تعجبوا من طواعية أصحابه له، قالوا لقومهم، لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا (1).
_________
(1) الترمذي (3323)،وقال الألباني في صحيح الترمذي (2647): صحيح الإسناد.(3/220)
7298 - وعنه: {قم الليل إلا قليلاً نصفه} الآية نسختها الآية التي فيها: {علم أن لن تحصوه فتاب عليكم فاقرءوا ما تيسر من القرآن} {وناشئة الليل} أوله، يقول هو أجدر أن تحصوا ما فرض الله عليكم من قيام الليل، وذلك أن الإنسان إذا نام لم يدر متى يستيقظ، وقوله: {وأقوم قيلاً} يقول: هو أجدر أن يفقه في القرآن، وقوله {إن لك في النهار سبحاً طويلاً} يقول: فراغاً طويلاً. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (1304). وحسنه الألباني في صحيح الترمذي (1156).(3/220)
7299 - أبو سعيد رفعه: ((الصعود: عقبة في النار، يتصعد فيها الكافر سبعين خريفاً، ثم يهوي فيها سبعين خريفاً، فهو كذلك أبداً)). للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (3326)، وقال: حديث غريب إنما نعرفه مرفوعًا من حديث ابن لهيعة. وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (657).(3/220)
7300 - وللأوسط بضعفٍ: ((الصعود: جبل من نار، يكلف أن يصعده، فإذا وضع يده عليه ذابت، فإذا رفعها عادت فإذا وضع رجله عليه ذابت، فإذا رفعها عادت)) (1).
_________
(1) ((الأوسط)) 5/ 366 (5573)، وقال الهيثمي 7/ 131: فيه عطية وهو ضعيف. وضعفه الألباني في ضعيف الترغيب والترهيب (2137).(3/220)
7301 - جابر: قال ناس من اليهود لناسٍ من الصحابة: هل يعلم نبيكم عدد (خزنة) (1) جهنم؟ قالوا: لا ندري حتى نسأله.
[ص:221] فجاء رجل إلى النبي، فقال، يا محمد: غُلب أصحابك اليوم، قال، ((ومم غلبوا؟)) قال: سألهم يهود: هل يعلم نبيكم عدد خزنة جهنم؟ قال: ((فماذا قالوا؟)) قال: قالوا: لا ندري حتى نسأل نبينا. قال: ((أفغلب قوم سئلوا عما لا يعلمون فقالوا: لا نعلم حتى نسأل نبينا؟!.قد سألوا نبيهم، فقالوا: أرنا الله جهرة، عليَّ بأعداء الله إني سائلهم عن تربة الجنة، وهي الدَّرْمَكُ))، قال: فلما جاءوا قالوا: يا أبا القاسم كم عدد خزنة جهنم؟ قال: هكذا وهكذا، في مرة عشرة وفي مرة تسعة قالوا: نعم. قال: لهم - صلى الله عليه وسلم -: ((ما تربة لجنة؟)) قال: فسكتوا هينهة ثم قالوا: خبزة يا أبا القاسم، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((الخبز من الدرمك)) (2).
_________
(1) سقط من الأصل، والمثبت من الترمذي.
(2) الترمذي (3327)، قال: حديث غريب إنما نعرفه من هذا الوجه من حديث مجالد. وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (658).(3/220)
7302 - أنسٌ رفعه: {هو أهل التقوى وأهل المغفرة} قال الله تعالى: أنا أهل أن أتقى، فمن اتقاني فلم يجعل معي إلهاً؛ فأنا أهل أن أغفر له. هما للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (3328) قال: حسن غريب، وابن ماجة (4299)،والدارمي (2724). وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (659).(3/221)
من سورة القيامة إلى آخر القرآن(3/221)
7303 - ابن عباس: كان النبي، يعالج من التنزيل شدة، وكان مما يحرك به شفتيه، فقال ابن عباس: أنا أحركهما كما كان يحركهما، وقال ابن جبير: أنا أحركهما كما كان ابن عباس يحركهما، فحرك شفتيه، فنزل: {لاتحرك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه وقرآنه} قال: جمعه في صدرك، ثم تقرأه، {فإذا قرآناه فاتبع قرآنه} قال: فاستمع وأنصت، ثم علينا أن تقرأه، فكان إذا أتاه جبريل بعد ذلك استمع، فإذا انطلق جبريل قرأه، كما أقرأه. للشيخين والترمذي والنسائي.
قلت: وأخرجه في بدء الوحي للبخاري فقط (1).
_________
(1) البخاري (4929)، ومسلم (448).(3/221)
7304 - وعنه قال: {إنها ترمي بشرر كالقصر} كنا نرفع
[ص:222] الخشب للشتاء ثلاثة أذرع أو أقل، ونسميه القصر، {كأنه جمالات صُفر}: حِبال السفن تجمع حتى تكون كأوساط الرجال. للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (4933).(3/221)
7305 - وللأوسط بلين. عن ابن مسعود: {ترمي بشرر كالقصر} قال: إنها ليست كالشجر والجبال، ولكنها مثل المدائن والحصون (1).
_________
(1) ((الأوسط)) 1/ 280 (913)، قال الهيثمي 7/ 132: فيه خديج بن معاوية، وهو ضعيف، وقال أبو حاتم: محله الصدق يُكتب حديثه، وبقية رجاله ثقات.(3/222)
7306 - ابن عباس: سمعت أبي في الجاهلية يقول: اسقنا كأساً دهاقاً. قال عكرمة: دهاقاً: ملأىً متتابعة. هما للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (3839)، (3840).(3/222)
7307 - عائشة: أنزلت {عبس وتولى} في ابن أم مكتوم، الأعمى أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجعل يقول: يا رسول الله أرشدني. وعند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، من عظماء المشركين، فجعل رسول يعرض عنه، ويقبل على الآخر، ويقول: أترى بما أقول بأساً؟ فيقول: لا، ففي هذا أنزل. لمالك والترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (3331)،وصححه الألباني في صحيح الترمذي (2651).(3/222)
7308 - أنس: أن عمر قرأ: {فاكهة وأبا} قال: فما الأب؟ ثم قال: ما كلفنا أو ما أمرنا بهذا. للبخاري (1).
_________
(1) لم أقف عليه في البخاري، وإنما هو في ((سنن سعيد بن منصور)) 1/ 181 (43)، وابن أبي شيبة 1/ 136، وقال ابن حجر في ((الفتح)) 6/ 296: صحيح.(3/222)
7309 - ابن مسعود رفعه: ((الوائدة، والموؤدة في النار)). لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (4717)، وصححه ابن حبان 16/ 522 (7480). وصححه الألباني في صحيح أبي داود (3948).(3/222)
7310 - أبو هريرة رفعه: ((إن العبد إذا أخطأ خطيئة نكت في قلبه نكتة، فإذا نزع واستغفر وتاب صقل قلبه، وإن عاد زيد فيها حتى يعلو قلبه، وهو الران الذي ذكره الله {كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون})). الترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (3334)، قال: حسن صحيح، وابن ماجة (4244)،وحسنه الألباني في صحيح الترمذي (2654).(3/222)
7311 - ابن عباس: {لتركبن طبقاً عن طبق} قال: حالاً بعد حال قال هذا نبيكم - صلى الله عليه وسلم -. للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (4940).(3/222)
7312 - أبو هريرة رفعه: {اليوم الموعود}: يوم القيامة، واليوم المشهود يوم عرفة، والشاهد يوم الجمعة، وما طلعت الشمس ولا غربت على يوم أفضل منه، فيه ساعة لا يوافقها عبد مؤمن يدعوا الله بخير إلا استجاب الله له، ولا يستعيذ من شر إلا أعاذه الله منه)). للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (3339)، وقال الألباني في صحيح الترمذي (2659): حسن.(3/223)
7313 - الحسين بن علي قال: {وشاهد ومشهود}: الشاهد جدي - صلى الله عليه وسلم - والمشهود يوم القيامة ثم تلا {إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً} وتلا {ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود}. للأوسط والصغير. بضعف (1).
_________
(1) ((الأوسط)) 9/ 182 (9482)، والصغير 2/ 263 (1137) قال الهيثمي 7/ 136 فيه: يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني، وهو ضعيف.(3/223)
7314 - أبو ذر: دخلت على النبي، في المسجد فقال: ((إن للمسجد تحية))، قلت: وما تحيته يارسول الله؟ قال: ((ركعتان تركعهما))، قلت: يا رسول الله، هل أنزل الله عليك شيئاً مما كان في صحف إبراهيم وموسى؟ قال: ((يا أبا ذر اقرأ: {قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى، بل تؤثرون الحياة الدنيا، والآخرة خير وأبقى، إن هذا لفي الصحف الأولى صحف إبراهيم وموسى})) قلت: يا رسول الله، وما كانت صحف موسى؟ قال: ((كانت عبراً كلها، عجبت لمن أيقن بالموت ثم يفرح، عجبت لمن أيقن بالنار ثم يضحك، عجبت لمن رأى الدنيا وتقلّبها بأهلها ثم يطمئن، عجبت لمن أيقن بالقدر ثم ينصب، عجبت لمن أيقن بالحساب ثم لا يعمل)). لرزين (1).
_________
(1) ابن حبان في صحيحه 2/ 76 - 79. وقال الألباني في ضعيف الترغيب والترهيب (2/ 184): ضعيف جدا.(3/223)
7315 - عمران بن حصين: أن النبي، سئل عن الشفع، والوتر قال: ((هي الصلاة، بعضها شفع وبعضها وتر)). للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (3342)، وقال: حديث غريب، وقال الألباني في ضعيف الترمذي (661): ضعيف الإسناد.(3/223)
7316 - ولأحمد والبزار. عن جابر رفعه: (({وليال عشر} الأضحى)) {والشفع والوتر} , قال: ((الشفع: يوم الأضحي، والوتر يوم عرفة)) (1).
_________
(1) أحمد 3/ 327، والبزار كما في ((كشف الأستار)) (2286)، قال الهيثمي 7/ 137: رجالهما رجال الصحيح غير عياش بن عقبة وهو ثقة. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1508).(3/223)
7317 - عبد الله بن زمعة رفعه: (({إذا انبعث أشقاها}: انبعث لها رجل عزيز عارم منيع في رهطه مثل أبي زمعة)). للشيخين والترمذي (1).
_________
(1) البخاري (4942)، ومسلم (2855).(3/223)
7318 - ابن الزبير: نزلت هذه الآية: {وما لأحد عنده من نعمة تجزى إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى ولسوف يرضى} في أبي يكر الصديق. للبزار. بلين (1).
_________
(1) البزار كما في ((كشف الأستار)) (2289)، وقال الهيثمي 7/ 138: فيه مصعب بن ثابت، وثقه ابن حبان، وضعفه جماعة، وشيخ البزار لم يسمعه.(3/224)
7319 - جندب بن سفيان البجلي: اشتكى النبي، فلم يقم ليلة أو ليلتين، فجائته امرأة، قالت: يا محمد، إني لأرجوا أن يكون شيطانك قد تركك، لم أره قربك، منذ ليلتين. فنزل: {والضحى والليل إذا سجى ما ودعك ربك وما قلى}. للشيخين (1).
_________
(1) البخاري (4950)، ومسلم (1797).(3/224)
7320 - وللترمذي: قال: كنت جالساً مع النبي، في غار فدميت إصبعه، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((هل أنت إلا إصبع دميت,،وفي سبيل الله مالقيت)) فأبطأ عليه جبريل فقال المشركون: قد ودع محمد فنزل {ماودعك ربك وما قلى} (1).
_________
(1) الترمذي (3345)، وقال: حسن صحيح. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (2665).(3/224)
7321 - ابن مسعود رفعه: ((لو كان العسر في جحر لدخل عليه اليسر حتى يخرجه)) ثم قرأ، {إن مع العسر يسر}. للكبير. بضعف (1).
_________
(1) الطبراني 10/ 70 (9977)، وقال الهيثمي 7/ 139: فيه أبو مالك النخعي، وهو ضعيف. وقال الألباني في ضعيف الجامع (4834): ضعيف جدا.(3/224)
7322 - ابن عباس: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي فجاء أبو جهل فقال: ألم أنهك عن هذا؟ فانصرف النبي، فزبره فقال أبو جهل: إنك لتعلم ما بها ناد أكثر مني. فنزل: {فليدع ناديه سندع الزبانية} قال ابن عباس: والله لودعا ناديه لأخذته زبانية الله. للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (3349)، وقال: حسن غريب صحيح. وقال الألباني في صحيح الترمذي (2668): صحيح الإسناد.(3/224)
7323 - أبو موسى: أنه قال في {اقرأ باسم ربك}: إنها أول سورة نزلت على النبي - صلى الله عليه وسلم -. للكبير (1).
_________
(1) ذكره الهيثمي 7/ 139، وقال رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.(3/224)
7324 - ابنُ عباس: أنزل القرآن جملة واحدة، حتى وضع في بيت العزة في سماء الدنيا وينزل به جبريل على محمد - صلى الله عليه وسلم - بجواب كلام العباد وأعمالهم. للبزار والكبير (1).
_________
(1) البزار كما في ((كشف الأستار)) (2290)، والطبراني 12/ 32 (12382)، وقال الهيثمي 7/ 140: رجال البزار رجال الصحيح، وفي إسناد الطبراني: عمرو بن عبد الغفار، وهو ضعيف.(3/225)
7325 - وعنه: جاء رجل إلى عمر يسأله, فجعل عمر ينظر إلى رأسه مرة, وإلى رجليه أخرى، هل يرى عليه من البؤساء, ثم قال له عمر: كم مالك؟ قال: أربعون من الإبل, قال ابن عباس: فقلت: صدق الله ورسوله. ((لو كان لابن آدم واديان من ذهب لابتغى الثالث، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب, ويتوب الله على من تاب)). فقال عمر: ما هذا؟ فقلت: هكذا أقرأنيها أُبَىٌّ، قال: فمر بنا إليه، فجاء إلى أُبَيٍّ, فقال: ما يقول هذا؟ قال: هكذا أقرأنيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال: أفأثبتها في المصحف؟ قال: نعم. لأحمد (1).
_________
(1) أحمد 5/ 117، وقال الهيثمي 7/ 141: رجاله رجال الصحيح، وصححه ابن حبان في صحيحه 8/ 30 (3237).(3/225)
7326 - أبو هريرة: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية: {يومئذ تحدث أخبارها} قال: ((أتدرون ما أخبارها؟)) قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: ((فإن أخبارها أن تشهد على كل عبد أو أمة بما عمل على ظهرها, تقول: عمل يوم كذا، كذا وكذا, فهذه أخبارها)). للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (3353)، قال: حسن صحيح غريب. وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (428).(3/225)
7327 - صعصعة بن معاوية: أنه أتى النبي، فقرأ عليه: {فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره، ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره} فقال: حسبي، لا أبالي أن لا أسمع غيرها. لأحمد، الكبير (1).
_________
(1) أحمد 5/ 59، والطبراني 8/ 76 (7411)، وقال الهيثمي 7/ 141: روياه مرسلاً ومتصلاً، ورجال الجميع رجال الصحيح.(3/225)
7328 - أبو أمامة رفعه: ((الكنود الذي يأكل وحده، ويمنع رفده، ويضرب عبده)). للكبير (1).
_________
(1) الطبراني 8/ 188 (7778)، وقال الهيثمي: 7/ 142: رواه بإسنادين في أحدهما ... جعفربن الزبير، وهو ضعيف، وفي الآخر من لم أعرفه. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4304).(3/225)
7329 - أبو هريرة: لما نزلت {ثم لتسألن يومئذ عن النعيم} قال الناس: يا رسول الله، عن أي نعيم نسأل؟ إنما هما الأسودان، والعدو حاضر، وسيوفنا على عواتقنا؟ قال: ((إن ذلك سيكون)) (1).
_________
(1) الترمذي (3357)، وحسنه الألباني في صحيح الترمذي (2673).(3/226)
7330 - وعنه رفعه: ((أول ما يُسْأَل عنه العبد يوم القيامة من النعيم أن يقال له:
ألم نصح لك جسدك، ونرويك من الماء البارد؟)). هما للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (3358) وقال: غريب. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (2674).(3/226)
7331 - ابن مسعود: كنا نعد الماعون على عهد رسول الله، عارية الدلو، والقدر. لأبى داود (1).
_________
(1) أبو داود (1657)، وقال الألباني في ((صحيح أبي داود)) (1461): إسناده حسن.(3/226)
7332 - ابن عباس: {ويمنعون الماعون} قال: العارية. للكبير (1).
_________
(1) الطبراني 12/ 22 (12354)، وقال الهيثمي 7/ 143: رجاله رجال الصحيح.(3/226)
7333 - أنس: بينا رسول الله، ذات يوم بين أظهرنا في المسجد، إذ أغفى إغفاءة، ثم رفع رأسه متبسماً،,فقلنا: ما أضحكك يا رسول الله؟ قال: ((نزلت علىّ آنفاً سورة - فقرأ- بسم الله الرحمن الرحيم {إنا أعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر إن شانئك هو الأبتر} -ثم قال- أتدرون ما الكوثر؟)) فقلنا: الله ورسوله أعلم،, قال: ((فإنه نهر وعدنيه ربي تعالى، عليه خير كثير، هو حوض ترد عليه أمتي يوم القيامة، آنيته عدد نجوم السماء، فيختلج العبد منه، فأقول: رب إنه من أمتي، فيقول: ما تدري ما أحدث بعدك -وفي رواية- لما عرج بي إلى السماء أتيت على نهر، حافتاه قباب اللؤلؤ المجوف، فقلت: ما هذا يا جبريل؟ قال: هذا الكوثر)). للستة إلا مالكاً (1).
_________
(1) البخاري (4964)، ومسلم (400).(3/226)
7334 - ابن عباس: قال في الكوثر هو الخير الذي أعطاه الله تعالى إياه، ... قال: أبو بشر لابن جبير: فإن ناسًا يزعمون أنه نهر في الجنة، فقال: النهر الذي في الجنة من الخير الذي أعطاه الله إياه. للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (4966).(3/226)
7335 - ابن عمر رفعه: ((الكوثر نهر في الجنة، حافتاه من ذهب، مجراه على الدرِّ، والياقوت، تربته أطيب من المسك، وماؤه أحلى من العسل، وأبيض من الثلج)). للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (3361)، وقال: حسن صحيح، وابن ماجة (4334)،وصححه الألباني في صحيح الترمذي (2677).(3/227)
7336 - عائشة: الكوثر نهر أعطيه نبيكم، شاطئاه در مجوف، آنيته كعدد النجوم. للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (4965).(3/227)
7337 - ابن عباس: قالت قريش: ليس له ولد، وسيموت وينقطع أثره، فنزلت سورة الكوثر إلى قوله {إن شأنئك هو الأبتر}. لرزين.(3/227)
7338 - وعنه: كان عمر يدخلني مع أشياخ بدر، فكأنّ بعضهم وجد في نفسه، فقال: لم تُدْخل هذا معنا، ولنا أبناء مثله؟ فقال عمر: إنه من حيث علمتم، فدعاه ذات يوم، فأدخله معهم، قال: فما رأيت أنه إلا ليريهم، قال: ما تقولون في قول الله تعالى {إذا جاء نصر الله والفتح}؟ فقال بعضهم: أمرنا بأن نحمد الله ونستغفره إذا نصرنا، وفتح علينا، وسكت بعضهم، ولم يقل شيئاً، فقال لي: أكذا تقول يا ابن عباس؟ قلت: لا. قال: فما تقول؟ قلت: هو أجل رسول الله أعلمه، فقال: {إذا جاء نصر الله والفتح} فذلك علامة أجلك,، {فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان تواباً} فقال عمر: ما أعلم منها إلا ما تقول (1).
_________
(1) البخاري (4294).(3/227)
7339 - وفي رواية: قال عبد الرحمن بن عوف: إن لنا أبناء مثله. فقال عمر: إنه من حيث تعلم. للبخاري والترمذي (1).
_________
(1) البخاري (3627).(3/227)
7340 - وعنه: لما نزلت {تبت يدا أبي لهب} جاءت امرأة أبي لهب، والنبي جالس، فقال له أبو بكر: لو تنحيت لا تؤذيك يا رسول الله فقال: ((إنه سيحال بيني وبينها))، فأقبلت حتى وقفت على أبي بكر، فقالت: يا أبا بكر هجانا صاحبك، فقال: لا ورب هذه البنية، ما ينطق بالشعر، فقالت: إنك لمصدق، فلما
[ص:228] ولت، قال أبو بكر: ما رأتك فقال: لا مازال ملك يسترني حتى ولت. للبزار والموصلي (1).
_________
(1) أبو يعلى 1/ 33 - 34، والبزار كما في ((كشف الأستار)) (2294)، وقال الهيثمي7/ 144: عطاء بن السائب، وقد اختلط.(3/227)
7341 - أُبَيِّ: إن المشركين قالوا للنبي - صلى الله عليه وسلم -: انسب لنا ربك، فنزل: {قل هو الله أحد، الله الصمد، لم يلد ولم يولد} لأنه ليس شيء يولد إلا سيموت. وليس شيء يموت إلا سيورث، وإن الله لا يموت، ولا يورث {ولم يكن له كفواً أحد} قال: لم يكن له شبيه، ولا عدل، وليس كمثله شيء. للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (3364)، وقال الألباني في صحيح الترمذي (2680): حسن.(3/228)
7342 - أبو هريرة رفعه: ((قال الله تعالى: كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك، وشتمني ولم يكن له ذلك، فأما تكذيبه إياي، فقوله: لن يعيدني كما بدأني، وليس أول الخلق بأهون على من إعادته، وأما شتمه إيّاي، فقوله: اتخذ الله ولداً، وأنا الأحد الصمد، ... الذي لم يلد، ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد)). للبخاري والنسائي (1).
_________
(1) البخاري (3193) بعضه، والنسائي 4/ 112.(3/228)
7343 - زر بن حُبَيش: سألت أبي بن كعب عن المعوذتين، قلت: أبا المنذر إن أخاك ابن مسعود يقول: كذا وكذا، فقال: سألت رسول الله فقال: ((قيل لي فقلت:)) فنحن نقول كما قال - صلى الله عليه وسلم -. للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (4977).(3/228)
7344 - عائشة أن رسول الله، نظر إلى القمر فقال: ((يا عائشة استعيذي بالله من شر هذا، فإن هذا هو الغاسق إذا وقب)). للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (3366)، وقال: حسن صحيح. وقال الألباني في صحيح الترمذي (2681): صحيح.(3/228)
7345 - ابن عباس: الوَسواس إذا ولد خنسهُ الشيطان، فإذا ذكر الله ذهب، وإذا لم يذكر الله ثبت على قلبه. للبخاري تعليقاً (1).
_________
(1) البخاري معلقًا قبل حديث (4977).(3/228)
7346 - وفي رواية رفعه: ((الشيطان جاثم على قلب ابن آدم،, فإذا ذكر الله خنس، وإذا غفل وسوس)) (1).
_________
(1) الضياء في ((المختارة)) (393)، وصححه الحاكم 2/ 541، ووافقه الذهبي.(3/228)
7347 - عبد الرحمن بن يزيد النخعي: كان عبد الله يحك المعوذتين من مصاحفه، يقول: إنهما ليستا من كتاب الله تعالى. لابن أحمد، الكبير (1).
_________
(1) زوائد المسند 5/ 129 - 130،والطبراني 9/ 235 (9152)، قال الهيثمي 7/ 149رواه عبد الله بن أحمد والطبراني ورجال عبد الله رجال الصحيح، ورجال الطبراني ثقات.(3/229)
7348 - وله وللبزار: أن عبد الله كان يحك المعوذتين من المصحف، ويقول إنما أمر النبي، أن يتعوذ بهما وكان عبد الله لا يقرأ بهما (1).
_________
(1) البزار (2301)، والطبراني (9152)، وقال الهيثمي 7/ 149 ورجالهما ثقات.(3/229)
الحث على تلاوة القرآن وآداب التلاوة وتحزيب القرآن وغير ذلك(3/229)
7349 - أبو موسى رفعه: ((تعاهدوا هذا القرآن، فوالذي نفس محمد بيده لهو أشد تفلتاً من الإبل في عقلها)). للشيخين (1).
_________
(1) البخاري (5033)، ومسلم (791).(3/229)
7350 - ابن عمر رفعه: ((إنما مثل صاحب القرآن كمثل الإبل المعقلة، إن من عاهد عليها أمسكها، وإن أطلقها ذهبت)). للشيخين والموطأ والنسائي (1).
_________
(1) البخاري (5031)، ومسلم (789).(3/229)
7351 - ابن مسعود رفعة: ((بئس مالأحدهم أن يقول نسيت آية كيت وكيت، بل هو نُسِّي، واستذكروا القرآن، فإنه أشد تفصياً من صدور الرجال من النعم من عقلها)). للشيخين والترمذي والنسائي (1).
_________
(1) البخاري (5032)، ومسلم (790).(3/229)
7352 - جابر: خرج علينا رسول الله، ونحن نقرأ القرآن، وفيه الأعرابي والعجمي، فقال: ((اقرءوا فكلٌ حسن، وسيجيء أقوام يقيمونه كما يقام القدح، يتعجلونه ولا يتأجلونه)). لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (830)، وقال الألباني في صحيح أبي داود (740): صحيح.(3/229)
7353 - أبو موسى: بعث إلى قراء أهل البصرة، فدخل عليه ثلاث مائة رجل، قد قرءوا القرآن،,فقال أنتم خيار أهل
[ص:230] البصرة، وقراءهم فاتلوه، ولا يطولن عليكم الأمد فتَقْسوَ قلوبُكُمْ، كما قست قلوب من كان قبلكم، وإن كنا نقرأ سورة كنا نشبهها في الطول والشدة ببراءة، فأنسيتها، غير أنى قد حفظت منها: لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى وادياً ثالثاً، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، وكنا نقرأ سورة كنا نشبهها بإحدى المسبحات فأنسيتها. غير أني حفظت منها {يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون} فكتب شهادته في أعناقكم، فتسألون عنها يوم القيامة. لمسلم (1).
_________
(1) مسلم (1050).(3/229)
7354 - البراء رفعه: ((زينوا القرآن بأصواتكم)). لأبي داود والنسائي (1).
_________
(1) أبو داود (1468)، والنسائي 2/ 179،وابن ماجة (1342)،وصححه الألباني في صحيح أبي داود (1303).(3/230)
7355 - أبو هريرة رفعه: ((ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي أن يتغنى بالقرآن)) (1).
_________
(1) مسلم (792).(3/230)
7356 - وفي رواية: ((لنبي حسن الصوت بالقرآن يجهر به)) (1).
_________
(1) البخاري (5023)، ومسلم (792).(3/230)
7357 - وفي أخرى: ((يتغنى بالقرآن يجهر بصوته)) (1).
_________
(1) مسلم (792) 233.(3/230)
7358 - وفي أخرى: ((ليس منا من لم يتغن بالقرآن يجهربه)).للشيخين ... وأبي داود، والنسائي (1).
_________
(1) البخاري (7527)،وأبو داود (1469).(3/230)
7359 - حذيفة رفعه: ((اقرءوا القرآن بلحون العرب وأصواتها، وإياكم ولحون أهل الفسق، ولحون أهل الكتابين، وسيجئ بعدي قوم يرجعون ترجيع الغناء والنوح، لا يجاوز حناجرهم، مفتونة قلوبهم، وقلوب الذين يعجبهم شأنهم)). لرزين (1).
_________
(1) الطبراني في ((الأوسط)) 7/ 183 (7223)، وقال الهيثمي 7/ 169: فيه راوٍ لم يسم، وبقية أيضًا. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1067).(3/230)
7360 - أبو سعيد: اعتكف النبي في المسجد فسمعهم يجهرون بالقرآن، فكشف الستر، وقال: ((ألا إن كلكم يناجي ربه فلا يؤذين بعضكم بعضا، ولا يرفع بعضكم على بعض في القراءة -أو قال: - في الصلاة)). لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (1332) وصححه الألباني في صحيح أبي داود (1183).(3/230)
7361 - عائشة: سمع رسول الله، رجلاً يقرأ في سورة بالليل، فقال: ((يرحمه الله، لقد أذكرني كذا وكذا آية كنت أنسيتها)) (1).
_________
(1) البخاري (5038)، ومسلم (788) 225.(3/231)
7362 - وفي رواية)) أسقطتُها من سورةِ كذا وكذا)). للشيخين وأبي داود (1).
_________
(1) البخاري (5042)، ومسلم (788).(3/231)
7363 - قتادة: سألت أنساً عن قراءة النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: كان يمد مداً، ثم قرأ ... بسم الله الرحمن الرحيم، يمد ببسم الله، ويمد بالرحمن، ويمد بالرحيم. ... لأبي داود والنسائي والبخاري بلفظه (1).
_________
(1) البخاري (5046).(3/231)
7364 - أم سلمة: قرأ رسول الله، بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، يقطع قراءته آية آية. لأصحاب السنن بلفظ أبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (4001)، والترمذي (2927)، وقال: حديث غريب، وصححه الألباني في صحيح أبي داود (3379).(3/231)
7365 - عبد الله بن مغفل: رأيت النبي، يوم فتح مكة على ناقته، يقرأ سورة الفتح، فرجع في قراءته، فقرأ ابن مغفل ورجع. وقال معاوية بن قرة: لولا الناس لأخذت لكم بذلك الذي ذكره ابن مغفل عن النبي،. للشيخين وأبي داود (1).
_________
(1) البخاري (7540)، ومسلم (794) 238.(3/231)
7366 - ابن مسعود: قال لي النبي، اقرأ علىّ القرآن، قلت: يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -! أقرأ عليك، وعليك أنزل؟ قال إني أحب أن أسمعه من غيري، فقرأت عليه سورة النساء, حتى جئت إلى هذه الآية {فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً} قال: حسبك الآن، فالتفتُ إليه، فإذا عيناه تذرفان. للشيخين والترمذي وأبي داود (1).
_________
(1) البخاري (5050)، ومسلم (800) 248.(3/231)
7367 - عائشة: كان أبو بكر إذا قرأ القرآن أكثر البكاء.(3/231)
7368 - أسماء: ما كان أحد من السلف يغشى عليه، لا يصعق عند قراءة القرآن وإنما
[ص:232] كانوا يبكون ويقشعرون, ثم تلين جلودهم وقلوبهم لذكر الله. هما لرزين.(3/231)
7369 - أبو هريرة رفعه: ((من قرأ منكم بالتين والزيتون فانتهى إلى قوله: {أليس الله بأحكم الحاكمين} فليقل: وأنا على ذلك من الشاهدين، ومن قرأ: {لا أقسم بيوم القيامة} فانتهى إلى قوله {أليس ذلك بقادر على أن يحي الموتى} فليقل: بلى وعزة ربنا: ومن قرأ {والمرسلات}،فبلغ {فبأي حديث بعده يؤمنون} فليقل: آمنَّا بالله)). قال إسماعيل: ذهبت أعيد على الرجل الأعرابي الذي رواه عن أبي هريرة، وأنظر لعله قال: يا ابن أخي أتظن أني لم أحفظه؟ لقد حججت ستين حجة, ما فيها حجة إلا وأنا أعرف البعير الذي حججت عليه. للترمذي وأبى داود بلفظه (1).
_________
(1) أبو داود (887)، والترمذي (3347)، وضعفه الألباني في ((المشكاة)): (860).(3/232)
7370 - ابن عباس: أن النبي، كان إذا قرأ {سبح اسم ربك الأعلى} قال سبحان ربى الأعلى. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (883)، وصححه الألباني في ((صحيح أبي داود)) (785).(3/232)
7371 - أبو هريرة رفعه: ((إذا قام أحدكم من الليل فاستعجم القرآن على لسانه فلم يدر ما يقول فليضطجع)). لمسلم وأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (1311)، وصححه الألباني في ((صحيح الجامع الصغير)) (717).(3/232)
7372 - عمر: وكان في قومه يقرءون القرآن، فذهب لحاجته، ثم رجع وهو يقرأ القرآن، فقال رجل: يا أمير المؤمنين أتقرأ القرآن ولست على وضوء؟ فقال له عمر: من أفتاك بهذا؟ أَُمُسَيْلمةُ؟. لمالك (1).
_________
(1) مالك 1/ 178.(3/232)
7373 - جندب بن عبد الله رفعه: ((اقرءوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم، فإذا اختلفتم فقوموا)). للشيخين (1).
_________
(1) البخاري (5060)، ومسلم (2667).(3/232)
7374 - ابن عمرو بن العاص قلت: يا رسول الله! في كم أقرأ القرآن؟ قال: ((اختمه في شهر))، قلت: إني أُطِيقُ أفضل من ذلك، قال: ((اختمه في عشرين))، قلت: إني أُطِيقُ أفضل من ذلك، قال: ((اختمه في خمسة عشر))، قلت: إني أُطِيقُ أفضل من ذلك، قال: ((اختمه في عشر))، قلت: إنى أُطِيقُ أفضل من ذلك، قال: ((اختمه في خمسٍ))، قلت إني أُطِيقُ أفضل من ذلك، فما رخص لي (1).
_________
(1) مسلم (1159) 182، وأبو داود (1390)، والترمذي (2946).(3/232)
7375 - وفي رواية: ((فاقرأه في سبع لا تزد على ذلك)). قال: فشددت فشدد عليَّ، وقال: ((إنك لا تدري لعلك يطول بك عمر)). فصرت إلى الذي قال عليه السلام، فلما كبرت وددت أنى كنت قبلت رخصته (1).
_________
(1) مسلم (1159).(3/233)
7376 - وفي أخرى: ((فإنه لا يفقه من قرأه في أقل من ثلاث)). للشيخين والترمذي وأبي داود (1).
_________
(1) الترمذي (2946)، وقال: حديث حسن صحيح غريب، وأبو داود (1390)،وصححه الألباني في صحيح أبي داود (1239).(3/233)
7377 - أوس بن حذيفة: سألت أصحاب النبي، كيف يحزبون القرآن؟ قال: ثلاث، وخمس، وإحدى عشرة، وثلاث عشرة، وحزب المفصل وحده. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (1393)،وابن ماجة (1345) ,وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (297).(3/233)
7378 - (ابن الهادي) سألني نافع بن جبير في كم تقرأ القرآن؟ فقلت: ما أحزبه؟ فقال: لا تقل أحزبه؟ فإن النبي - صلى الله عليه وسلم -: قال: ((قرأت جزءاً من القرآن))،حسبته ذكره عن المغيرة بن شعبة. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (1392)،وصححه الألباني في صحيح أبي داود (1241).(3/233)
7379 - عمر رفعه: ((من نام عن حزبه من الليل، أو عن شيء منه فقرأه ما بين صلاة الفجر، وصلاة الظهر، كتب له كأنه قرأه من الليل)). للستة إلا البخاري، ولفظ ((الموطأ)): ((فقرأه حتى تزول الشمس إلى صلاة الظهر)) (1).
_________
(1) مسلم (747).(3/233)
7380 - ابن عباس: كان النبي أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان، فيدارسه القرآن، فلرسول الله حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة (1).
_________
(1) البخاري (6)، والنسائي 4/ 125.(3/234)
7381 - وفي رواية: وكان جبريل يلقاه كل ليلة من رمضان حتى ينسلخ، يعرض عليه النبي القرآن. للشيخين، والنسائي (1).
_________
(1) البخاري (1902)، ومسلم (2308).(3/234)
7382 - أبو هريرة: كان يعرض على النبي القرآن كل عام مرة، فعرض عليه مرتين في العام الذي قبض فيه. للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (4998).(3/234)
7383 - عائشة: إنما نزل أول ما نزل سورة من المفصل فيها ذكر الجنة والنار، حتى إذ ثاب الناس إلى الإسلام، نزل الحلال والحرام، ولو نزل أول شيء لا تشربوا الخمر قالوا: لا ندع أبداً، ولو نزل لا تزنوا لقالوا: لا ندع أبداً. للبخاري مطولاً (1).
_________
(1) البخاري (4993).(3/234)
7384 - ابن عباس: كان النبي لا يعرف فصل السورة حتى ينزل عليه بسم الله الرحمن الرحيم (1).
_________
(1) أبو داود (788)، وقال الألباني في صحيح أبي داود (707): صحيح.(3/234)
7385 - ثابت بن عمارة، وقتادة، والشعبي: أن النبي لم يكتب بسم الله الرحمن الرحيم، حتى نزلت سورة النمل. هما لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (787)، وقال الألباني في ضعيف أبي داود (169): ضعيف.(3/234)
7386 - البراء: آخر سورة نزلت تامة التوبة، وآخر آية نزلت آية الكلالة. للشيخيين (1).
_________
(1) البخاري (4364)، ومسلم (1618).(3/234)
7387 - ولمسلم عن ابن عباس: إن آخر سورة نزلت جميعاً إذا جاء نصر الله (1).
_________
(1) مسلم (3024).(3/235)
7388 - وللترمذي عن بن عمرو بن العاص: آخر سورة نزلت سورة المائدة والفتح (1).
_________
(1) الترمذي (3063)، وقال: حسن غريب، وقال الألباني في ضعيف الترمذي (589): ضعيف الإسناد.(3/235)
7389 - وللبخاري عن ابن عباس، آخر آية نزلت آية الربا (1).
_________
(1) البخاري (4544).(3/235)
جواز اختلاف القراءات، وما جاء مفصلاُ، وترتيب القرآن، وتأليفه(3/235)
7390 - عمر: سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان، فإذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله، فكدت أساوره في الصلاة، فتربصت حتى سلم، فلببته بردائه، فقلت، من أقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرؤها؟ قال، أقرأنيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت: كذبت، فإن رسول الله، قد أقرأنيها على غير ما قرأت، فانطلقت به أقوده إلى النبي، فقلت يا رسول الله: إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها، قال أرسله يا هشام اقرأ، فقرأ عليه القراءة التي سمعته يقرأ، فقال، هكذا أنزلت، ثم قال: اقرأه يا عمر فقرأت القراءة التي أقرأني، فقال هكذا أنزلت، إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرءوا ما تيسر منه. للستة (1).
_________
(1) البخاري (4992)،ومسلم (818).(3/235)
7391 - أبي: كنت في المسجد فدخل رجل يصلي فقرأ قراءة أنكرتها ثم دخل فقرأ قراءة سوى قراءة صاحبه فلما قضيت الصلاة دخلنا جميعاً على النبي، فقلت: إن هذا قرأ قراءة أنكرتها عليه
[ص:236] فدخل آخر فقرأ سوى قراءة صاحبه، فأمرهما، فقرآ فحسن شأنهما، فسقط في نفسي من التكذيب ولا إذ كنت في الجاهلية، فلما رأى ما قد غشيني، ضرب في صدري، نفضت عرقاً، وكأنما أنظر إلى الله تعالى فرقاً فقال لي: ((يا أبي: أرسل إلىَّ أن أقرأ القرآن على حرف، فرددت إليه أن هون على أمتي، فرد إلى أن أقرأه على سبعة أحرف، ولك بكل ردة رددناها مسألة تسألنيها، فقلت: اللهم اغفر لأمتي، اللهم اغفر لأمتي، وأخرت الثالثة ليوم يرغب الناس إلي كلهم حتى إبراهيم)) (1).
_________
(1) مسلم (820).(3/235)
7392 - وفي رواية: أن النبي كان عند إضاءة بني غفارٍ، فأتاه جبريل، فقال إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على حرفين فقال: ((أسأل الله معافاته، مغفرته، إن أمتي لا تطيق ذلك)) ثم أتاه الثانية، فقال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على ثلاثة أحرف، فقال: ((أسأل الله معافاته، ومغفرته، وإن أمتي لا تطيق ذلك)) ثم جاءه الثالثة فقال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على ثلاثة أحرف فقال: ((أسأل الله معافاته ومغفرته وإن أمتى لا تطيق ذلك)) ثم جاءه الرابعة، فقال: ((إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على سبعة أحرف، فأيما حرف قرءوا عليه فقد أصابوا)) (1).
_________
(1) مسلم (821).(3/236)
7393 - وفي أخرى: قال لي - صلى الله عليه وسلم -: ((يا أبي! إني أقرئت القرآن فقيل لي: على حرف أو حرفين؟ فقال: الذي معي أقل من حرفين فقيل لي: على حرفين أو ثلاثة، فقال الملك الذي معي قل: على ثلاثة، قلت: على ثلاثة، حتى بلغ سبعة أحرف، ثم قال ليس منها إلا شاف كاف، إن قلت سميعاً
[ص:237] عليماً عزيزاً حكيماً مالم تختم آية عذاب برحمة، أو آية رحمة بعذاب)). لمسلم وأصحاب السنن (1).
_________
(1) أبو داود (1477)، وقال الألباني في ((الصحيحة)) (2581): صحيح.(3/236)
7394 - وللشيخين: قال ابن شهاب: بلغني أن تلك السبعة الأحرف إنما هي في الأمر الذي يكون واحداً لا يختلف في حلال، ولا حرام (1).
_________
(1) مسلم (819).(3/237)
7395 - ابن مسعود: أنه سمع رجلاً يقرأ آية سمع النبي يقرؤها على خلاف ذلك، قال، فأخذت بيده فانطلقت به إليه، فذكرت ذلك له، فعرفت في وجهه الكراهية، وقال: ((اقرأ فكلاكما محسن، ولا تختلفوا، فإن من كان قبلكم اختلفوا فهلكوا)) (1).
_________
(1) البخاري (3476).(3/237)
7396 - ابن عباس قال عمر: أبيُّ أقرؤنا، وإنا لندع من لحن أبي، وأبي يقول: أخذت من في النبي، فلا أتركه لشيء، وقال الله، {ما ننسخ من آية أو ننسها}. هما للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (5005).(3/237)
7397 - علقمة: كنا بحمص، فقرأ ابن مسعود سورة يوسف، فقال رجل: ماهكذا أنزلت، فقال عبد الله: لقرأتها على النبي، فقال: ((أحسنت)) فبيننا هو يكلمه إذ وجد منه ريح الخمر، فقال: ((أتشرب الخمر، تكذب بالكتاب؟)) فضربه الحد. للشيخين (1).
_________
(1) البخاري (5001)، ومسلم (801).(3/237)
7398 - الزهري: كان النبي، وأبو بكر وعمر، عثمان يقرءون {مالك يوم الدين} وأول من قرأ ملك مروان. للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (2928)، وقال: حديث غريب، وقال الألباني في ضعيف الترمذي (563): ضعيف الإسناد.(3/237)
7399 - أبو سعبد رفعه: ((قال الله
[ص:238] لبني إسرائيل: {ادخلوا الباب سجداً وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم})) (1).
_________
(1) أبو داود (4006)،وقال الألباني في صحيح أبي داود (3384): حسن صحيح.(3/237)
7400 - وعنه: ذكر النبي صاحب الصور، فقال: عن يمينه جبريل وعن يساره ميكائيل (1).
_________
(1) أبو داود (3999)،وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (863).(3/238)
7401 - جابر: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قرأ: {واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى} (1).
_________
(1) أبو داود (3969)،وصححه الألباني في صحيح أبي داود (3358).(3/238)
7402 - زيد بن ثابت: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأ: {غير أولي الضرر}. هي لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (3975) وقال الألباني في صحيح أبي داود (3364): حسن صحيح.(3/238)
7403 - أنس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأ: {العين بالعين} بالرفع. للترمذي وأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (3976)، والترمذي (2929)، وضعفه الألباني في ((ضعيف الترمذي)) (564).(3/238)
7404 - معاذ: أن النبي - صلى الله عليه وسلم -: {هل تستطيع ربك}. للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (2930)، وقال هذا حديث غريب. وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (565).(3/238)
7405 - أبىّ: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قرأ: {هل بفضل الله وبرحمته فبذلك فلتفرحوا} بالتاء. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (3981)، وقال الألباني في صحيح أبي داود (3367): حسن صحيح.(3/238)
7406 - ابن مسعود: كان يقرأ {مجراها ومرساها} (1).
_________
(1) الطبراني في ((الكبير)) 9/ 138 (8682)، وقال الهيثمي 7/ 155: رجاله ثقات.(3/238)
7407 - أسماء بنت يزيد: أن النبي، كان يقرؤها:، {إنه عَمِلَ غيرَ صالح}. للترمذي وأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (3982)، والترمذي (2931)، وقال الألباني في صحيح الترمذي (2336): صحيح.(3/238)
7408 - ابن مسعود: قرأ: {هيت لك} وقال: إنما نقرأ كما علمناه (1).
_________
(1) البخاري (4692).(3/239)
7409 - وعنه: {بل عجبتَ ويسخرون} بالنصب. للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (4692)،هكذا وهو وهم من المصنف رحمه الله، فقراءة ابن مسعود المشهورة عنه "عجبتُ" بالضم وليس بالفتح. والله تعالى أعلم.(3/239)
7410 - ولأبي داود: قرأت: {هيتُ لك} فقال شقيق: إنا نقرؤها {هئت لك} فقال: أقرؤها كما علمت أحب إلى (1).
_________
(1) أبو داود (4004) وقد تقدم مختصرا.(3/239)
7411 - أبىّ: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قرأ: {قد بلغت من لدني عذراً} مثقلة (1).
_________
(1) أبو داود (3985)، والترمذي (2933)، وقال: غريب. وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (566).(3/239)
7412 - وعنه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قرأ: {في عين حمئة} هما للترمذي وأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (3986)، والترمذي (2934)، وصححه الألباني في ((صحيح الترمذي)) (2337).(3/239)
7413 - عمران بن حصين: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قرأ: {وترى الناس سكارى وما هم بسكارى}. للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (2941)، وقال: حسن. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (2344).(3/239)
7414 - عائشة: نزل الوحي على النبي - صلى الله عليه وسلم -: {فقرأ علينا، سورة أنزلناها وفرضناها}. لأبي داود وقال تعني مخففة (1).
_________
(1) أبو داود (4008)، وصححه الألباني في صحيح أبي داود (3385).(3/239)
7415 - وعنها إنها كانت تقرأ: {إذ تلِقُونه بألسنتكم} تقول: الولق الكذب. للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (4144).(3/239)
7416 - ابن عمر: قال: عطية بن سعد قرأت عليه، {الله الذي خلقكم من ضعف} فقال: من ضعف قرأتها على النبي - صلى الله عليه وسلم - كما قرأتها علي فأخذ علي كما أخذت عليك. للترمذي وأبي داود بلفظه (1).
_________
(1) أبو داود (3978)، والترمذي (2936)، وقال: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث فضيل بن مرزوق. وحسنه الألباني في صحيح أبي داود (3365).(3/239)
7417 - أبو هريرة: وذكر حديث الوحي، قال: فذلك قوله تعالى: {حتى إذا فزع عن قلوبهم}. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (3989)، وأصله في البخاري (4701).(3/239)
7418 - أم سلمة: قرأت على النبي - صلى الله عليه وسلم -: {بلى قد جائتك آياتي فكذبت بها، واستكبرت وكنت من الكافرين}. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (3990)، وقال: هذا مرسل، الربيع لم يدرك أم سلمة. وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (3990).(3/240)
7419 - يعلي بن أمية: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرأ على المنبر: {ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك} قال سفيان في قراءة عبد الله {ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك} قال سفيان في قراءة عبد الله، {ونادوا يا مال}. للشيخين ولأبي داود والترمذي: يا مالك (1).
_________
(1) البخاري (3230)، ومسلم (871).(3/240)
7420 - ابن مسعود: أقرأني النبي - صلى الله عليه وسلم -: {إني أنا الرزاق ذو القوة المتين} (1).
_________
(1) أبو داود (3993) ,والترمذي (2940)، وقال: حسن صحيح. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (2343)(3/240)
7421 - عائشة: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرأ: {فرُوحٌ وريحان}، هما للترمذي وأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (3991)، والترمذي (2938)، وقال: حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث هارون الأعور. وقال الألباني في صحيح الترمذي (2340): صحيح الإسناد.(3/240)
7422 - ابن مسعود: قرأت على النبي، {مذكر} فردها علىّ {مدكر} (1).
_________
(1) البخاري (4871)، ومسلم (823).(3/240)
7423 - وفي رواية: سمعته يقول: {مدكر} دالا. للشيخين، الترمذي وأبي داود (1).
_________
(1) مسلم (823)، وأبو داود (3994).(3/240)
7424 - أبو بكرة: أن النبى - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأ: {على رفرف خضر وعبقري حسان} للبزار (1).
_________
(1) البزار (2317)، وقال الهيثمي 7/ 155: فيه عاصم الجحدري وتقدم.(3/240)
7425 - ابن شهاب: كان عمر يقرأها: {إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فامضوا إلى ذكر الله}. لمالك (1).
_________
(1) مالك 1/ 109.(3/240)
7426 - الأعمش: سمعت أنساً يقول في قوله تعالى: {وأقوم قيلاً} قال: وأصدق، فقيل: إنها تقرأ: {وأقوم} فقال: أقوم، أصدق واحد، للبزار وللموصلي نحوه (1).
_________
(1) أبو يعلى 7/ 88 (1227)، وقال ابن حجر في: ((المطالب العالية)) 15/ 412 (3769): موقوف ضعيف؛ لأن الأعمش لم يرو عن أنس ولم يحضر القصة.(3/241)
7427 - أبو قلابة عمن أقرأه النبي - صلى الله عليه وسلم -: {فيومئذ لا يعذَّبُ عذابه أحد ولا يوثَقُ وثاقه أحد} (1).
_________
(1) أبو داود (3996)، وقال الألباني في ضعيف أبي داود (860): ضعيف الإسناد.(3/241)
7428 - جابر: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرأ: {أيحسب أن ماله أخلده}. هما لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (3995)، قال المنذري في ((مختصر سنن أبي داود)) 6/ 10: في إسناده عبد الملك بن عبد، الرحمن أبو هشام الذماري الأنباري، وثقه عمرو بن علي. وقال أبو زرعة الرازي: منكر الحديث. وقال الإمام أحمد: كان يصحف ولا يحسن يقرأ كتابه. وقال أبو حاتم الدارقطني: ليس بقوي. وقال الموصلي: أحاديثه عن سفيان مناكير. انتهى، وضعفه الألباني في ((ضعيف أبي داود)) (859).(3/241)
7429 - علقمة: قدم أصحاب عبد الله على أبي الدرداء، طلبهم فوجدهم، فقال: أيكم يقرأ على قراءة عبد الله، قالوا: كلنا، قال، فأيكم أحفظ، فأشاروا إلى علقمة، قال كيف سمعته يقرأ، {والليل إذا يغشى، النهار إذا تجلى}، قال: {والذكر والأنثى}، قال أبو الدرداء: والله لا أتابعهم، ثم قال أبو الدرداء، أنت سمعته من في صاحبك،: نعم، قال، وأنا سمعته من في النبي، وهؤلاء يأبون علينا (1).
_________
(1) البخاري (4943 - 4944)، ومسلم (824).(3/241)
7430 - وفي رواية: أشهد أني سمعته، يقرأ هكذا، وهؤلاء يريدونني أن أقرأ: {وما خلق الذكر والأنثى} والله لا أتابعهم عليه. للشيخين والترمذي (1).
_________
(1) البخاري (4944).(3/241)
7431 - أبىّ رفعه: ((إن الله أمرني أن أقرأ عليك القرآن، فقرأ عليه: {لم يكن الذين كفروا} وقرأ فيها، إن الدين عند الله الحنيفية المسلمة لا اليهودية ولا النصرانية ولا المجوسية، ومن يعمل خيراً فلن يكفره، وقرأ فيها لو أن لابن آدم وادياً من مال لابتغى إليه ثانياً، وَلَوْ كَانَ لَهُ ثَانِيًا، لابتغى إليه ثالثاً، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، ويتوب الله على من تاب)). للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (3898)، وقال: حديث حسن. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (2982).(3/241)
7432 - ولأحمد نحوه وفيه: أن أبياً قرأ لم يكن حتى بلغ {إلا من بعد ما جاءتهم البينة} ثم قرأ (إن الدين عند الله الحنيفية إلى آخر الزيادة) فقال: ثم ختم بما بقى من السورة (1).
_________
(1) عبد الله بن أحمد في ((زوائده على المسند)) 5/ 132.(3/242)
7433 - زيد بن ثابت: أرسل إلى أبى بكر مقتل أهل اليمامة فإذا عمر جالسٌ عنده، فقال أبو بكر: إن عمر جاءني فقال: إن القتل قد استحر يوم اليمامة بقراء القرآن وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء في كل المواطن، فيذهب من القرآن كثير، وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن، قال: قلت لعمر: وكيف أفعل شيئاً لم يفعله رسول الله،؟ فقال عمر: هو، الله خير، فلم يزل يراجعني في ذلك حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر عمر ورأيت في ذلك الذي رأى عمر، قال زيد، فقال لي أبو بكر، إنك رجل شاب عاقل لا نتهمك، قد كنت تكتب الوحي للنبي - صلى الله عليه وسلم -، فتتبع القرآن فأجمعه، قال زيد، فو الله لو كلفني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علىّ مما أمرني به من جمع القرآن، قال، قلت: كيف تفعلان شيئاً لم يفعله النبي، فقال أبو بكر، هو والله خير، فلم يزل أبو بكر يراجعني، وفي رواية: فلم يزل أبو بكر يراجعني حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر أبو بكر وعمر، فتتبعت القرآن أجمعه من الرقاع والعسب واللخاف، وصدور الرجال حتى وجدت آخر سورة التوبة مع خزيمة أو أبي خزيمة الأنصاري، لم أجدها مع أحد غيره {لقد جاءكم رسول من أنفسكم} فكانت الصحف عند أبي بكر حتى توفاه الله، ثم عند عمر حتى توفاه الله، ثم عند حفصة بنت عمر، قال بعض الرواة، اللخاف يعني: الخزف (1).
_________
(1) البخاري (4986).(3/242)
7434 - الزهرى عن أنس: أن حذيفة قدم على
[ص:243] عثمان، وكان يغازى أهل الشام في فتح أرمينية وآذربيجان مع أهل العراق، فأفزع حذيفة اختلافهم في القرآن، فقال حذيفة لعثمان: يا أمير المؤمنين أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى، فأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف، ثم نردها إليك، فأرسلت بها إليه، فأمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف، وقال عثمان للرهط القرشيين: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش، فإنما نزل بلسانهم ففعلوا، حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف، رد عثمان الصحف إلى حفصة، وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا، وأمر بما سوى ذلك من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق، قال ابن شهاب: وأخبرني خارجة بن زيد بن ثابت، أنه سمع زيد بن ثابت يقول، فقدت آية من سورة الأحزاب حين نسخت الصحف، قد كنت أسمع النبي، يقرأ بها فالتمسناها فوجدناها مع خزيمة بن ثابت الأنصارى، {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه} فألحقناها في سورتها من المصحف (1).
_________
(1) البخاري (4987)، والترمذي (3104).(3/242)
7435 - في رواية: خزيمة بن ثابت الذي جعل النبي، شهادته بشهادة رجلين (1).
_________
(1) البخاري (2807).(3/243)
7436 - وفي أخرى: قال ابن شهاب اختلفوا يومئذ في التابوت، فقال زيد: التابوه، وقال ابن الزبير وسعيد بن العاص: التابوت فرفع اختلافهم إلى عثمان، فقال: اكتبوه التابوت، فإنه بلسان قريش، هما للبخارى والترمذى (1).
_________
(1) الترمذي (3104)، وقال: حسن صحيح. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (2480).(3/243)
7437 - وزاد في هذا: قال الزهرى: فأخبرني عبيد الله بن عبد الله أن ابن مسعود كره لزيد بن ثابت نسخ المصاحف، وقال: يا معشر المسلمين: أعزل عن نسخ المصاحف، ويتولاه رجل والله لقد أسلمت وإنه لفي صلب رجل كافر، يريد زيد بن ثابت، ولذلك قال ابن مسعود: يا أهل العراق اكتموا
[ص:244] المصاحف التي عندكم وغلوها (1)، فإن الله يقول: {ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة} فألقوا إليه بالمصاحف، قال الزهرى: فبلغني أنه كره ذلك من مقالة ابن مسعود رجال من أفاضل الصحابة (2).
_________
(1) الغلول: الخيانة وخصه بعضهم بالخيانة في الفيء، والمقصود هنا كتم المصاحف. اللسان: غلل.
(2) الترمذي (3104)، وقال: حسن صحيح. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (2480).(3/243)
7438 - أنس: جمع القرآن على عهد النبي أربعة، كلها من الأنصار، أبيُّ بن كعب، ومعاذ بن جبل، وأبو زيد، وزيد يعنى: ابن ثابت، قلت لأنس، من أبو زيد، قال: أحد عمومتى. للشيخين والترمذي (1).
_________
(1) البخاري (3810)، ومسلم (2465).(3/244)
7439 - وفي رواية: مات النبي، ولم يجمع القرآن غير أربعة، أبو الدرداء ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد، ونحن ورثناه (1).
_________
(1) البخاري (5004).(3/244)
7440 - ابن عباس: جمعت المحكم في عهد النبي، فقال ابن جبير، وما المحكم، قال: المفصل. البخاري (1).
_________
(1) البخاري (5036).(3/244)
كتاب تعبير الرؤيا(3/244)
7441 - أبو هريرة رفعه: ((إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المسلم تكذب، وأصدقكم رؤيا أصدقكم حديثا،, ورؤيا المسلم جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة، والرؤيا ثلاث، فالرؤيا الصالحة بشرى من الله، ورؤيا تحزين من الشيطان، ورؤيا مما يحدث المرأ نفسه، فإن رأى أحدكم ما يكره فليقم فليصل ولا يحدث بها الناس، - قال: - وأحب القيد، وأكره الغل، والقيد ثبات في الدين))، فلا أدرى هو في الحديث أو قاله ابن سيرين (1).
_________
(1) البخاري (7017)، ومسلم (2263).(3/244)
7442 - وفي رواية نحوه وفيه: قال أبو هريرة: ((فيعجبني القيد، وأكره الغل والقيد
[ص:245] ثبات في الدين)). للشيخين والترمذي وأبي داود (1).
_________
(1) مسلم (2263).(3/244)
7443 - أبو قتادة رفعه: ((الرؤيا الصالحة من الله، والحلم من الشيطان، فإذا حلم أحدكم الحلم يكرهه فليبصق عن يساره، وليستعذ بالله منه، فلن يضره)) (1).
_________
(1) البخاري (3292)، ومسلم (2261).(3/245)
7444 - وفي رواية: ((فليتفل عن يساره ثلاثاً، ولتيعوذ بالله من شر الشيطان وشرها، ولا يحدث بها أحداً فإنها لن تضره)) (1).
_________
(1) البخاري (7044)، ومسلم (2261).(3/245)
7445 - وفي أخرى: قال أبو سلمة: إن كنت لأرى الرؤيا هي أثقل على من الجبل، فلما سمعت هذا الحديث فما كنت أباليها. للستة إلا النسائي (1).
_________
(1) البخاري (5747)، ومسلم (2261).(3/245)
7446 - جابر رفعه: ((إذا رأى أحدكم الرؤيا يكرهها فليبصق عن يساره ثلاثاً، ليستعذ بالله من الشيطان الرجيم ثلاثاً، وليتحول عن جنبه الذي كان عليه)). لمسلم وأبي داود (1).
_________
(1) مسلم (2262).(3/245)
7447 - أبو رزين العقيلي رفعه: ((رؤيا المؤمن جزء من أربعين جزءاً من النبوة وهى على رِجل طائر ما لم يتحدث بها، فإذا تحدث بها سقطت - وأحسبه قال: - ولا تحدث بها إلا لبيباً أو حبيباً)) (1).
_________
(1) أبو داود (5020)، والترمذي (2278)، وقال: حسن صحيح, وابن ماجة (3914)،والدارمي (2148) وصححه الألباني في صحيح الترمذي (1858).(3/245)
7448 - وفي رواية: ((جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة)). للترمذي وأبي داود (1).
_________
(1) الترمذي (2279)، وقال: حسن صحيح. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (1852).(3/245)
7449 - ابن عمر رفعه: ((الرؤيا الصالحة جزء من سبعين جزءاً من النبوة)) (1).
_________
(1) مسلم (2265).(3/246)
7450 - عائشة: كانت امرأة من أهل المدينة لها زوج تاجر يختلف، فكانت ترى رؤيا كلما غاب عنها زوجها، وقلما يغيب زوجها إلا تركها حاملاً، فتأتي رسول الله، فتقول: إن زوجي خرج تاجرا،, وتركني حاملاًً، فرأيت فيما يرى النائم، أن سارية بيتي انكسرت، وأنى ولدت غلاماً أعوراً، فقال رسول الله: ((خير، يرجع زوجك عليك إن شاء الله صالحاً، وتلدين غلاماً براً، فكانت تراها مرتين أو ثلاثًا، كل ذلك تأتي رسول الله، فيقول: ذلك لها، فيرجع زوجها وتلد غلاماً))، فجاءت يوماً كما كانت تأتيه، ورسول الله، غائب، ولقد رأت تلك الرؤيا، فقلت لها: عم تسألين رسول الله، يا أمة الله؟ فقالت: رؤيا كنت أراها، فآتى رسول الله، فأسأله عنها، فيقول خيراً فيكون كما قال، فقلت أخبريني ما هي؟ قالت: حتى آتى رسول الله، فأعرضها عليه كما كنت أعرض فو الله ما تركتها حتى أخبرتني، فقلت: والله لئن صدقت رؤياك ليموتن زوجك، ولتلدين غلاماً فاجراً، فقعدت تبكي، وقالت: مالي حين عرضت عليك رؤياي، فدخل وهي تبكي، فقال لي، ((مالها يا عائشة؟)) فأخبرته الخبر، وما تأولت لها، فقال لها: ((مه (1) يا عائشة، إذا عبرتم للمسلم الرؤيا فاعبروها على خير، فإن الرؤيا تكون ما يعبرها صاحبها)). فمات والله زوجها ولا أراها إلا ولدت غلاماً فاجراً. للدرامي بعنعنة ابن إسحاق (2).
_________
(1) كلمة زجر وإنكار بمعنى: اكفف.
(2) الدارمي (2163) قال الحافظ ((الفتح)) 12/ 432: إسناد حسن.(3/246)
7451 - أبو هريرة رفعه: ((لم يبق بعدي من النبوة إلا المبشرات قالوا: وما المبشرات؟ قال: الرؤيا الصالحة)). لمالك وأبي داود والبخارى بلفظه (1).
_________
(1) البخاري (6990)، وأبو داود (5017).(3/246)
7452 - أبو سعيد رفعه: ((أصدق الرؤيا بالأسحار)). للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (2274)، وضعفه الألباني في ((الضعيفة)) (1732).(3/247)
7453 - ابن عباس رفعه: ((من تحلم بحلم لم يره كلف أن يعقد بين شعرتين ولن يفعل، ومن استمع إلى حديث قوم وهم له كارهون صب في أذنيه الآنك يوم القيامة، ومن صور صورة عُذب وكُلف أن ينفخ فيها الروح وليس بنافخ)). للبخارى والترمذي وأبى داود (1).
_________
(1) البخاري (7042).(3/247)
7454 - ابن عمر رفعه: ((من أفرى الفرى أن يرى الرجل عينيه ما لم تريا)). للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (7043).(3/247)
7455 - أبو هريرة رفعه: ((من رآني في المنام فسيراني في اليقظةـ أو كأنما رآني في اليقظة، لا يتمثل الشيطان بي)). للشيخين وأبي داود والترمذي (1).
_________
(1) البخاري (6993)، ومسلم (2266).(3/247)
7456 - أبو قتادة رفعه: من رآني فقد رأى الحق، فإن الشيطان لايتراءى بي. للشيخين (1).
_________
(1) البخاري (6996)، ومسلم (2267).(3/247)
7457 - أبو سعيد رفعه: ((من رآني في المنام فقد رآني، فإن الشيطان لا يتمثل بي ولا بالكعبة)). للأوسط (1).
_________
(1) ((الأوسط)) 3/ 237 - 238 (3026)، و ((الصغير)) 1/ 176 (277)، وقال الهيثمي 7/ 181 وفيه: محمد بن أبي السدي، وثقه ابن عين وغيره، وفيه لين وبقية رجاله رجال الصحيح.(3/247)
7458 - سمرة: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - مما يكثر أن يقول لأصحابه: هل رأى أحد منكم من رؤيا، فيقص عليه من شاء الله أن يقص))، وأنه قال لنا ذا غداة: ((إنه أتاني الليلة آتيان، وإنهما ابتعثاني، وإنهما قالا لي: انطلق، وإني انطلقت معهما، وإنا أتينا على رجل مضطجع، وإذا آخرٌ قائم عليه
[ص:248] بصخرة، وإذا هو يهوى بالصخرة لرأسه، فيثلغ رأسه فيتدهده الحجر هاهنا، فيتبع الحجر، فيأخذه، فلا يرجع إليه حتى يصح رأسه كما كان، ثم يعود عليه، فيفعل به مثل ما فعل به المرة الأولى- قال-: قلت: لهما سبحان الله ما هذا، قالا لي: انطلق انطلق، فانطلقنا، فأتينا على رجل مستلق لقفاه، وإذا آخر قائم عليه بكلوب من حديد، وإذا هو يأتي أحد شقي وجهه، فيشرشر شدقه إلى قفاه، ومنخره إلى قفاه وعينه إلى قفاه، ومنخره إلى قفاه وعينه إلى قفاه - وربما قال أبو رجاء- فيشق ثم يتحول إلى الجانب الآخر، فيفعل به مثل ما فعل في الجانب الأول، فما يفرغ من ذلك الجانب، حتى يصح ذلك الجانب كما كان، ثم يعود عليه، فيفعل مثل ما فعل في المرة الأولى، قلت: سبحان الله ماهذا، قالا لي: انطلق انطلق، فانطلقنا فأتينا على مثل التنور، فأحسب أنه كان يقول: فإذا فيه لغط وأصوات، فاطلعنا فيه فإذا فيه رجال ونساء عراة، وإذا هم يأتيهم لهب من أسفل منهم، فإذا أتاهم ذلك اللهب ضوضووا فقلت: ماهؤلاء؟ قال لي: انطلق انطلق، فانطلقنا، فأتينا على نهر حسبت أنه كان يقول، أحمر مثل الدم، وإذا في النهر رجل سابح يسبح، وإذا على شط النهر رجل قد جمع عنده حجارة كثيرة، وإذا في النهر رجل سابح يسبح، وإذا على شط النهر رجل قد جمع عنده حجارة كثيرة، وإذ ذلك السابح يسبح ما سبح، ثم يأتي ذلك الذي قد جمع عنده الحجارة فيفغر له فاه فيلقمه حجراً، فينطلق، فيسبح، ثم يرجع إليه كلما رحع إليه فغر له فاه فألقمه حجراً، قلت لهما: من هذا؟ قالا لي: انطلق انطلق، فانطلقنا، فأتينا على رجل كريه المرآة، أو كأكره
ما أنت راء رجلاً مرئياً، وإذا عنده نار يحشها ويسعى حولها، قلت لهما: ما هذا؟ قالا لي: انطلق انطلق، فانطلقنا، فأتينا على روضة معتمة معشبة فيها من كل نور الربيع، وإذا بين ظهري الروضة رجل طويل، لا أكاد أرى رأسه طولاً في السماء، وإذ حول الرجل من أكثر ولدان رأيتهم، قلت: ما هذا؟ ما هؤلاء؟ قالا لي: انطلق انطلق، فانطلقنا، فأتينا على دوحة عظيمة لم أر دوحة قط أعظم منها ولا أحسن، قالا لي: ارق فيها، فارتقينا إلى مدينة مبنية بلبن ذهب، ولبن فضة، فأتينا باب المدينة فاستفتحنا، ففتح لنا، فدخلناها، فتلقانا رجالٌ، شطر من خلقهم كأحسن ما أنت راء، وشطر منهم كأقبح ما أنت راء، قالا لهم: اذهبوا فقعوا في ذلك النهر، وإذا نهر معترض يجري
[ص:249] كأن ماءه المحض في البياض، فذهبوا فوقعوا فيه، ثم رجعوا إلينا قد ذهب ذلك السوء عنهم، فصاروا في أحسن صورة، قالا لي: هذه جنة عدن، وذاك منزلك، فسما بصري صعدًا، فإذا قصر مثل الربابة البيضاء، قالا لي: هذا منزلك، قلت لهما: بارك الله فيكما فذراني فأدخله، قالا: أما الآن فلا، وأنت داخله، قلت لهما: فإني رأيت منذ الليلة عجباً فما هذا الذي رأيت؟ قالا لي: أما إنا سنخبرك، أما الرجل الأول الذي أتيت عليه يثلغ رأسه بالحجر، فإنه الرجل يأخذ القرآن فيرفضه، وينام عن الصلاة المكتوبة، وأما الرجل الذي أتيت عليه يشير شدقه إلى قفاه ومنخره إلى قفاه وعينه إلى قفاه، فإنه الرجل يغدو من بيته، فيكذب بالكذبة تبلغ الآفاق، وأما الرجال والنساء العراة الذين هم في مثل بناء التنور فإنهم الزناة والزواني، وأما الرجل الذي أتيت عليه يسبح في النهر ويلقم الحجارة، فإنه آكل الربا، وأما الرجل الكريه المرآة الذي عند النار يحشها ويسعى حولها، فإنه مالك خازن جهنم، وأما الرجل الطويل الذي في الروضة فإنه إبراهيم، وأما الولدان الذي حوله، فكل مولود مات على الفطرة، قال: فقال بعض المسلمين: يا رسول الله، وأولاد المشركين؟ فقال:
وأولاد المشركين، وأما القوم الذين كانوا شطر منهم حسن وشطر منهم قبيح، فإنهم قوم خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئًا، تجاوز الله عنهم (1).
_________
(1) البخاري (7047).(3/247)
7459 - وفي رواية: فانطلقنا إلى ثقب مثل التنور، أعلاه ضيق، وأسفله واسع تتوقد تحته نار، فإذا ارتقت ارتفعوا، حتى كاد أن يخرجوا، وإذا خمدت رجعوا فيها، وفيها رجال ونساء عراة بنحوه.
وفيه: والدار الأولى التي دخلت دار عامة المؤمنين، وأما هذه الدار فدار الشهداء، وأنا جبريل، وهذا ميكائيل. للبخاري والترمذي (1).
_________
(1) البخاري (1386).(3/249)
7460 - أبو هريرة رفعه: ((نحن الآخرون السابقون، وبينما أنا نائم إذ أوتيت خزائن الأرض، فوقع في يدي سواران من ذهب، فكبرا على وأهماني، فأوحى إليَّ أن انفخهما،
[ص:250] فنفختهما فطارا، فأولتهما الكذابين الذين أنا بينهما، صاحب صنعاء، وصاحب اليمامة)). للشيخين والترمذي (1).
_________
(1) البخاري (4375)، ومسلم (2274).(3/249)
7461 - أبو موسى رفعه: ((رأيت في المنام أني أهاجر من مكة إلى أرض بها نخل، فذهب وَهَلى أنها اليمامة، أو هجر، فإذا هي المدينة يثرب، ورأيت في رؤياي هذه أني هززت سيفاً فانقطع صدره، فإذا هو ما أصيب به المؤمنون يوم أحد، ثم هزرته أخرى فعاد أحسن ما كان، فإذا هو ما جاء الله به من الفتح، واجتماع المؤمنين، ورأيت فيها أيضاً بقراً والله خير، فإذا هم النفر من المؤمنين يوم أحد، وإذا الخير ما جاء الله به من الخير بعد، وثواب الصدق الذي آتانا الله بعد يوم بدر)). للشيخين (1).
_________
(1) البخاري (3622)، ومسلم (2272).(3/250)
7462 - أنس رفعه: ((رأيت الليلة فيما يرى النائم، كأنا في دار عقبة ابن رافع، وأتيت برطب من رطب ابن طاب، فأولتها أن الرفعة لنا في الدنيا، والعاقبة في الآخرة، وأن ديننا قد طاب)). لمسلم وأبي داود (1).
_________
(1) مسلم (2270).(3/250)
7463 - جابر رفعه: ((إني رأيت في المنام، أن رجلاً أتاني بكتلة من تمر فأكلتها، فوجدت فيها نواة آذتنى حين مضغتها، ثم أعطاني كتلة أخرى، فقلت: إن الذي وجدت فيها نواة آذتني فأكلتها، فقال أبو بكر: نامت عينك يا رسول الله، هذه السرية التي بعثت، غنموا مرتين كلتيهما وجدتا رجلاً ينشد ذمتك، فقلت لمجالد: ما ينشد ذمتك؟ قال يقول: لا إله إلا الله)). للدرامي (1).
_________
(1) الدارمي (2161) وقال الهيثمي 7/ 180: فيه: مجالد بن سعيد، وهو ثقة وفيه كلام.(3/250)
7464 - ابن عمر رفعه: ((رأيت امرأة سوداء ثائرة الرأس خرجت من المدينة حتى نزلت بمهيعة، وهي الجحفة، فأولت أن وباء المدينة نقل إليها)). للبخاري والترمذي (1).
_________
(1) البخاري (7039).(3/250)
7465 - ابن عباس: أن رجلاً أتى النبي، فقال: إني رأيت الليلة في المنام كأن ظلة (1) تنطف السمن والعسل، وأرى الناس يتكففون منها بأيديهم، فالمستكثر، والمستقل، وإذا بسبب واصل من الأرض إلى السماء فأراك أخذت به فعلوت، ثم أخذ به رجل آخر فعلا به، ثم أخذ به رجل آخر فعلا به، ثم أخذه رجل آخر فانقطع به، ثم وصل به فعلا، فقال أبو بكر: يا رسول الله بأبي أنت وأمي والله لتدعني فأعبرها، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((اعبر)). قال أبو بكر: أما الظلة فظلة الإسلام، وأما الذي ينطف من السمن والعسل فالقرآن والمستقل، وأما السبب الواصل من السماء إلى الارض فالحق الذي أنت عليه، تأخذ به فيعليك الله، ثم يأخذ به رجل من بعدك فيعلو به، ثم يأخذ به رجل فيعلو به، ثم يأخذ به رجل آخر فينقطع به، ثم يوصل له فيعلو به، فأخبرني يا رسول الله بأبي أنت وأمي أصبت أم أخطأت؟ قال: ((أصبت بعضًا، وأخطأت بعضًا)) قال فوالله تحدثني بالذي أخطأت، قال: ((لا تقسم)). للشيخين والترمذي وأبي داود (2).
_________
(1) الظلة: السحابة.
(2) البخاري (7046)، ومسلم (2269).(3/251)
7466 - عائشة: رأيت ثلاثة أقمار سقطن في حجرتي، فقصصت رؤياي على أبي بكر، فسكت، فلما توفى رسول الله، ودفن في بيتي، قال لي أبو بكر: هذا أحد أقمارك، وهو خيرها. لمالك (1).
_________
(1) مالك 1/ 201.(3/251)
7467 - وللكبير بضعف: أنها قصتها على النبي، فقال لها: ((إن صدقت رؤياك دفن في بيتك، أراه قال أفضل أهل الجنة))، فقبض، وهو أفضل أقمارها، ثم قبض أبو بكر، ثم عمر، فدفنوا في بيتها (1).
_________
(1) الطبراني 23/ 48 (128) قال الهيثمي 7/ 185: في ((الكبير))، وهذا سياقه، و ((الأوسط)) عن عائشة من غير شك ورجال الكبير رجال الصحيح.(3/251)
7468 - وعنها: سئل رسول الله، عن ورقة؟ فقالت خديجة: إنه كان صدقك، وإنه مات قبل أن تظهر فقال أريته في المنام، وعليه ثياب بياض، ولو كان من أهل النار لكان عليه لباس غير ذلك. للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (2288)، وقال: حديث غريب وعثمان بن عبد الرحمن ليس عند أهل الحديث بالقوي. وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (397).(3/251)
7469 - جابر: قال أعرابي للنبي، إني حلمت أن رأسي قطع فأنا أتبعه، فزجره، وقال: ((لا تخبر بتلعب الشيطان بك في المنام)). لمسلم (1).
_________
(1) مسلم (2268).(3/252)
7470 - بعض الصحابة قال: اللبن الفطرة، والسفينة نجاة، والحمل حزن، والخضرة الجنة، والمرأة خير. للدرامي (1).
_________
(1) الدارمي (2155) وضعفه الألباني في ((ضعيف الجامع)) (3147).(3/252)
كتاب الطب وما يقرب منه(3/252)
7471 - ابنُ عمرو بن العاصِ رفعه: ((ما أبالي ما أتيتُ إن أنا شربت ترياقا (1) أو تعلقت تميمةً (2)، أو قلتُ الشعرَ من قبل نفسي)). لأبي داود (3).
_________
(1) الترياق: ما يستعمل لدفع السم من الأدوية والمعاجين. (النهاية).
(2) التميمة: وهي خرزات كانت العرب تعلقها على أولادهم يتقون بها العين في زعمهم، فأبطلها الإسلام. النهاية.
(3) أبو داود (3869)، وقال الألباني في ((ضعيف أبي داود)) (832).(3/252)
7472 - المغيرةُ بنُ شعبةَ رفعه: ((من اكتوى أو استرقى فقد برئ من التوكلِ)) (1).
_________
(1) الترمذي (2055)، وقال: حسن صحيح، وابن ماجة (3489). وصححه الألباني في صحيح الترمذي (1677).(3/252)
7473 - عقبةُ بن عامرٍ رفعهُ: ((لا تكرهُوا مرضاكُم على الطعامِ؛ فإنَّ الله يطعمهم ويسقيهم)). هما للترمذيَّ (1).
_________
(1) رواه الترمذي (2040)، وقال: حسن غريب، وابن ماجة (3444)،وصححه الألباني في صحيح الترمذي (1661).(3/252)
7474 - عائشة: لددنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مرضهِ، فجعل يشيرُ إلينا أن لا تلُدُّوني، فقلنا كراهية المريض للدواء، فلما أفاق قال: ((ألم أنهكم أن تلدوني؟)) فقلنا: كراهيةُ المريضِ للدواءِ. فقال: ((لا يبقى أحد في البيتِ إلا لُدَّ وأنا أنظرُ إلا العباسِ فإنَّه لم يشهدكم)). للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (4458)، ومسلم (2213). اللَّدود: هو بالفتح من الأدوية: ما يسقاه المريض في أحد شقى الفم. ولديد الفم: جانباه (النهاية).(3/252)
7475 - أبو الدرداءِ رفعه: ((إنَّ الله أنزل الداء والدواءَ، وجعل لكلِّ داءٍ دواءً، فتداووا ولا تتداووا بالحرام)). لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (3870)، وقال الألباني ((مشكاة المصابيح)) (4538): وإسناده ضعيف، شطره الأول صحيح لغيره بحديث البخاري: ((ما أنزل الله من داء إلا أنزل له شفاء)).(3/253)
7476 - أسامةُ بن شريك رفعهُ: ((تداووا؛ فإنَّ الله لم يضع داءً إلا وضع له دواءً، غير داءٍ واحدٍ وهو الهرمُ)). لأبي داود والترمذي (1).
_________
(1) أبو داود (3855). والترمذي (2038)، وقال: حسن صحيح، وابن ماجة (3436)،وصححه الألباني في صحيح أبي داود (3264).(3/253)
7477 - أبو موسى رفعه: ((ما أنزل الله داءً إلا أنزلَ له شفاءً، فعليكم بألبانِ البقرِ، فإنَّها ترُمُّ من كلِّ الشَّجَرِ)). للبزار بلين (1).
_________
(1) البزار كما في ((كشف الأستار)) (3017)، وقال الهيثمي 5/ 85: وفيه محمد بن جابر بن سيار، وهو صدوق، وقد ضعفه غير واحد، وبقية رجاله ثقات. وصححه الألباني في الصحيحة (518).(3/253)
7478 - الأعمش: سمعتُ حيانَ جدَّ ابن أبجر الأكبر يقول: دعِ الدواءَ ما احتمل جسدُك الداء. للكبير (1).
_________
(1) ((الكبير)) 4/ 36 (3576)، وقال الهيثمي 5/ 86: رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح.(3/253)
7479 - أبو هريرة رفعهُ: ((المعدةُ حوضُ البدن، والعروقُ إليها واردةٌ، فإذا صحَّت المعدةُ صدرتْ العروقُ بالصحةِ، وإذا فسدتِ المعدة ُ صدرتِ العروقُ بالسُّقم)). للأوسط بضعفٍ (1).
_________
(1) ((الأوسط)) 4/ 329 (4343)، وقال الهيثمي 5/ 86: رواه الطبراني في ((الأوسط)) وفيه: يحيى عن عبد الله البابلتي، وهو ضعيف. وضعفه الألباني في المشكاة (53).(3/253)
7480 - ابن عباسٍ: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - استعطَ. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (3867)، وهو في مسلم (1202). استعط: يقال سعطته وأسعطته فاستعط، والاسم: السعوط بالفتح، وهو ما يجعل من الدواء في الأنف (النهاية).(3/253)
7481 - أمُّ المنذر بنتُ قيس الأنصارية: دخل عليَّ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - ومعه عليٌّ، وعليُّ ناقهٌ (1) ولنا دوالٍ (2) معلقةُ، فقام - صلى الله عليه وسلم - يأكلُ منها، وقامَ علي ليأكل منها، فطفقَ - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: ((مه إنَّك ناقهٌ))، حتَّى كفَّ عليُّ، فصنعتُ شعيراً وسلقاً وجئت به، فقالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((أصبْ من هذا فهو أنفعُ لك)). لأبي داودَ والترمذيِّ (3).
_________
(1) ناقة: نقه المريض ينقه فهو ناقة، إذا برأ وأفاق، وكان قريب العهد بالمرض يرجع إليه كمال صحته وقوته (النهاية).
(2) دوال: الدوالي جمع دالية، وهي العذق من البسر يعلق، فإذا أرطب أكل (النهاية).
(3) أبو داود (3856)، والترمذي (2037)، وقال: حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث فليح، وابن ماجة (3442)،وحسنه الألباني في صحيح أبي داود (3264).(3/253)
7482 - سهل بنُ سعدٍ: جُرحَ وجهُ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وكُسرت رباعيته، وهشمتْ البيضةُ (1) على رأسهِ، فكانت فاطمةُ تغسلُ الدمَ، وكان عليٌّ يسكبُ عليها بالمجنّ (2)، فلمَّا رأت فاطمةُ أنَّ الماءَ لا يزيدُ الدمَ إلا كثرةً، أخذت قطعةَ حصيرٍ فأحرقته حتَّى صار رماداً فألصقتهُ بالجُرح فاستمسك الدَّمُ. للشيخين (3).
_________
(1) البيضة: الخوذة.
(2) المجن: وهو الترس. (النهاية).
(3) البخاري (2911)، ومسلم (1790).(3/254)
7483 - وللترمذيِّ: اختلف الناسُ بأيِّ شيءٍ دُوويَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فسألُوا سهل بن سعدٍ وكان آخرُ من بقى من الصحابةِ بالمدينةِ، قال: ما بقي أحدٌ أعلمُ منِّي بما دُووي به جُرحُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -؛ كانت فاطمةُ تغسلُ الدمَ عن وجهه. بنحوه (1).
_________
(1) الترمذي (2085)، وقال: حسن صحيح. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (1699).(3/254)
7484 - أبو هريرة رفعهُ: ((إن كانَ في شيءٍ مما تداويتم به خيرٌ فالحجامةُ)) (1).
_________
(1) أبو داود (3857)، وابن ماجة (3476)،وقال الحاكم 4/ 410: صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي. وصححه الألباني في صحيح أبي داود (3266).(3/254)
7485 - أبو كبشةَ الأنماريّ: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كانَ يحتجمُ على هامتهِ وبين كتفيهِ، وهو يقولُ: ((من أهراق من هذه الدماءَ فلا يضرُّهُ أن لا يتداوى بشيءٍ لشيءٍ)). هما لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (3859). قال الألباني في ((صحيح الجامع)) (4926).(3/254)
7486 - ولرزينٍ: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - احتجمَ على هامتهِ من الشاةِ المسمومةِ، قال معمرٌ: فاحتجمتُ أنا من غير سمٍ كذلك في يافوخىِّ، فذهب حسُّ الحفظِ عنِّي، حتَّى كنتُ ألقَّن فاتحة الكتابِ في الصلاةِ (1).
_________
(1) قول معمر: في أبي داود (3860).(3/254)
7487 - جابرُ: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - احتجم على وركهِ من وَثَءٍ (1) كانَ بهِ. لأبي داود (2).
_________
(1) وثي: أي أصابها وهن، دون الخلع والكسر. (النهاية).
(2) أبو داود (3863)، وقال الألباني في ((صحيح أبي داود)) (3272): صحيح.(3/254)
7488 - نافع: قال ابنُ عمر: يا نافعُ تبيغ (1) بي الدم فائتني بحجَّامٍ، واجعلهُ شاباً، ولا تجعله شيخاً، ولا صبياً، سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه
[ص:255] وسلم - يقولُ: ((الحجامةُ على الريقِ أمثلُ، وهي تزيدُ في العقل، وتزيدُ في الحفظ وتزيدُ الحافظ حفظاً، فمن كان محتجماً فيومُ الخميس على [اسم الله] (2)، واجتنبوا الحجامة يوم الجمعة والسبت ويوم الأحدِ، واحتجمُوا يوم الاثنين والثلاثاءِ، واجتنبوا الحجامة يوم الأربعاءِ؛ فإنَّهُ اليوم الذي أصيب فيه أيوبُ بالبلاءِ، وما يبدوا جذامٌ ولا برصٌ إلا في يوم الأربعاء وليلةَ الأربعاءِ)). للقزويني بضعفٍ (3).
_________
(1) تبيغ: أي غلبة الدم على الإنسان، يقال تبيغ به الدم إذا تردد فيه (النهاية).
(2) ساقطة من (ب).
(3) ابن ماجة (3488)، وحسنه الألباني في ((صحيح ابن ماجة)) (2810)، وفي الصحيحة (766).(3/254)
7489 - أنسٌ: كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يحتجم في الأخدعين والكاهلِ، وكان يحتجم والكاهل، وكان يحتجمُ لسبعَ عشرةَ، وتسع عشرة، وإحدى وعشرينَ. للترمذيِّ (1).
_________
(1) الترمذي (2051)، وقال: حسن غريب، وابن ماجة (3443). وقال الألباني في صحيح الترمذي (1671): صحيح.(3/255)
7490 - ولأبي داود: احتجم ثلاثًا في الأخدعين (1) والكاهلِ (2) (3).
_________
(1) الأخدعان: عرقان في جانبي العنق (النهاية).
(2) الكاهل: وهو مقدّم أعلى الظهر (النهاية).
(3) أبو داود (3860)، والترمذي (2051)،وابن ماجة (3483)، وصححه الألباني في ((صحيح أبي داود)) (3269).(3/255)
7491 - ابن عباسٍ: كان له غلمةٌ ثلاثةٌ حجَّامين، وكان اثنانِ يغلانِ عليه وعلى أهلهِ، وواحدٌ يحجمُهُ ويحجمُ أهلهُ (1).
_________
(1) الترمذي (2053)، وقال: حسن غريب، قال الألباني في ضعيف الترمذي (353): ضعيف الإسناد.(3/255)
7492 - وقال ابنُ عباسٍ رفعهُ: ((نعم العبدُ الحجَّامُ، يُذهبُ الدمَ، ويخفِّفُ الصلب ويجلو عن البصر)) (1).
_________
(1) الترمذي (2053)، وقال: حسن غريب، وابن ماجة (3478). وقال الألباني في ضعيف ابن ماجة (762): ضعيف.(3/255)
7493 - وقال: إنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - حيث عُرجَ به ما مرِّ على ملأ من الملائكة إلاَّ قالوا عليك بالحجامةِ (1).
_________
(1) الترمذي (2053)، وقال: حسن غريب، وقال الألباني في صحيح الترمذي (1673): صحيح.(3/255)
7494 - وقال: ((إنَّ خيرَ ما تحتجمُون فيه يومُ سبعَ عشرة، ويومُ تسعَ عشرةَ، ويومُ إحدى وعشرينَ)) (1).
_________
(1) الترمذي (2053)، وقال: حسن غريب، وقال الألباني في صحيح الجامع (3829): صحيح.(3/255)
7495 - وقال: ((إنَّ خير ما تداويتم به السَّعُوطُ (1)، واللدُودُ (2)، والحجامةُ، والمشيُ، وإنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - لدَّهُ العباسُ وأصحابه، فقال: من لدَّني؟
فكلهم
[ص:256] أمسكُوا، فقال: لا يبقى أحدٌ في البيتِ إلا لدَّ إلاَّ عمه العباسُ. للترمذيِّ (3).
_________
(1) السعوط: وهو ما يجعل من الدواء في الأنف. (النهاية).
(2) اللدود: ما يسقاه المريض في أحد شقى الفم. ولديدا الفم: جانباه. (النهاية).
(3) الترمذي (2053)، وقال: حسن غريب، وقال الألباني: صحيح دون قوله: لده العباس. فإنه مخالف لما في الصحيح.(3/255)
7496 - أبو هريرة رفعهُ: ((من احتجم لسبعَ عشرةَ وتسعَ عشرةَ وإحدى وعشرينَ كانَ شفاءً من كلِّ داءٍ)). لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (3861)، قال الألباني في صحيح أبي داود (3271): حسن.(3/256)
7497 - ولرزين: ((إذا وافق يومُ سبعَ عشرةَ يوم الثلاثاءِ كان دواءَ السنةِ لمن احتجمَ فيه)) (1).
_________
(1) قال الألباني في الضعيفة (1799): موضوع.(3/256)
7498 - كيسةُ بنتُ أبي بكرةَ: أنَّ أباها كان ينهى أهلهُ عن الحجامةِ يوم الثلاثاءِ، ويزعُم عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أنَّ يومَ الثلاثاءِ يومُ الدمِ، وفيهِ ساعةٌ لا يرقأُ. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (3862)، وقال الألباني في ضعيف أبي داود (831): ضعيف.(3/256)
7499 - وزاد رزينٌ: ((لا تفتحُوا الدم في سلطانهِ، فإنَّهُ اليومُ الذي أثر فيهِ الحديدُ، ولا تستعملوا الحديدَ في يوم سلطانهِ)).(3/256)
7500 - ابنُ عمرَ رفعهُ: نزلت سورةُ الحديدِ يومَ الثلاثاءِ، وخلق الله الحديد يوم الثلاثاءِ، ونهى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - عن الحجامةِ يوم الثلاثاءِ. للكبيرِ بضعفٍ (1).
_________
(1) ذكره الهيثمي: 5/ 93، وقال: رواه الطبراني وفيه نافع أبو هرمز وهو ضعيف.(3/256)
7501 - وعنه رفعهُ: ((الحجامةُ في الرأسِ دواءٌ من الجنونِ، والجذامِ، والبرصِ والنعاسِ والضرسِ)). للأوسط بضعفٍ (1).
_________
(1) ((الأوسط)) 5/ 16 (4547)، وقال الهيثمي 5/ 93: وفيه مسلمة بن سالم وهو ضعيف. وقال الألباني في ضعيف الجامع (2757): ضعيف جدا.(3/256)
7502 - عاصمُ بن عمر بن قتادةَ: جاءنا جابرٌ في أهلنا، ورجُلٌ يشتكي خرَّاجاً به أو جراحاً، فقال: ما تشتكي؟ قالَ: خراجٌ بي قد شقَّ علىَّ فقال: يا غلامُ ائتني بحجَّامٍ، فقال لهُ: ما تصنعُ بالحجَّام يا أبا عبدِ الله؟ قالَ: أريدُ أن أعلقَ فيه
[ص:257] محجماً، فقال: والله إنَّ الذبابَ ليصيبنُي أو يصيبني الثوبُ فيؤذيني ويشقُّ علىّ، فلمَّا رأى تبرمهُ من ذلكَ قال: إنِّي سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: ((إن كانَ في شيءٍ من أدويتكُم خيرٌ ففي شرطةِ محجمٍ، أو شربةٍ من عسلٍ، أو لذعةٍ بنار))، قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((وما أحبُّ أن أكتويَ))، قالَ: فجاءَ بحجامٍ فشرطهُ فذهبَ عنه ما يجدُ. لمسلمٍ (1).
_________
(1) مسلم (2205).(3/256)
7503 - سلمى: خادمُ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قالت: ما كان أحدٌ يشتكي إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وجعًا في رأسهِ إلا قال: ((احتجم)). ولا وجعاً في رجليهِ إلا قال: ((اخضبهما)). لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (3858)، وابن ماجة (3502) وقال الألباني في صحيح أبي داود (3267): حسن.(3/257)
7504 - أمُّ سعيدٍ امرأةُ زيدِ بن ثابتٍ: سمعتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يأمُرُ بدفن الدمِ إذا احتجمَ. للأوسط بضعف (1).
_________
(1) ((الأوسط)) (882)، قال الهيثمي 5/ 94: فيه هياج بن بسطام وهو ضعيف.(3/257)
7505 - جابرُ: أنَّ أبيَّ بن كعب رمي في يومِ الأحزابِ على أكحُلهِ (1)، فكواهُ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -. لمسلم (2).
_________
(1) الأكحل: عرق في وسط الذراع يكثر فصده. (النهاية).
(2) مسلم (2207) 74.(3/257)
7506 - ولأبي داود: بعثَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إلى أبُي بن كعبٍ طبيبًا فقطعَ منه عرقًا (1).
_________
(1) أبو داود (3864)، وقال الألباني في صحيح أبي داود (3273): صحيح.(3/257)
7507 - يحيى بنُ سعيدٍ بلغني: أنَّ أسعد بن زرارةَ اكتوى في زمن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - من الذبحة (1) فماتَ (2). لمالكٍ (3).
_________
(1) الذُبحة: وجع يعرض في الحلق من الدم، وقيل: هي قرحة تظهر فيه فينسد معها وينقطع النفس فتقتُل. (النهاية).
(2) ابن ماجة (3492) ,وقال الألباني في صحيح ابن ماجة (2814): حسن.
(3) مالك 2/ 720.(3/257)
7508 - أنسٌ: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كوى أسعد بن زرارةَ من الشوكةِ (1) (2). للترمذي.
_________
(1) الشوكة: حمرة تعلو الوجه والجسد. (النهاية).
(2) الترمذي (2050)، وقال: حسن غريب. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (1670).(3/257)
7509 - وللكبير نحوهُ عن محمد بن عبدِ الرحمنِ بن أسعدَ بن زرارةَ عن عمِّهِ وفيهِ: أنَّهُ - صلى الله عليه وسلم - كواهُ بيدهِ فماتَ فقال: ((ميتةُ سوءٍ لليهودِ تقولُ: ألا دفع عن
[ص:258] صاحبهِ، ولا أملكُ لهُ، ولا لنفسي من الله شيئًا)) (1).
_________
(1) ((الكبير)) (896)، وقال الهيثمي 5/ 98: رجاله ثقات. وضعفه الألباني في ضعيف ابن ماجة (3483).(3/257)
7510 - وله من طريقٍ آخر: ((شرُّ ميتةٍ ليهودَ يقولونَ: قد داواهُ صاحبهُ فلم ينفعه)) (1).
_________
(1) ((الكبير)) (5583)، وقال الهيثمي 5/ 98، فيه زمعة بن صالح وقد ضعفه الجمهور وقد وثقه بن معين في رواية وضعفه في غيرها.(3/258)
7511 - نافعٌ: أنَّ ابن عمر اكتوى من اللقوةِ (1)، ورقى من العقربِ. لمالكٍ (2).
_________
(1) اللقوة: هي مرض يعرض للوجه فيميله إلى أحد جانبيه. (النهاية).
(2) مالك 2/ 720.(3/258)
7512 - أنس: أنَّ أبا طلحةَ كواهُ من ذاتِ الجنب في حياةِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -. للبخاري (1).
_________
(1) أخرجه مسلم: (2196).(3/258)
7513 - عائشةُ رفعتهُ: ((مكانُ الكيِّ التكميدُ (1)، ومكانُ العلاقِ (2) السَّعُوطُ، ومكانُ النفخِ اللدودُ)). لأحمد (3).
_________
(1) التكميد: أن تسخن خرقة وتوضع على العضو الوجع، ويتابع ذلك مرة بعد مرة ليسكن. (النهاية).
(2) العلاق: معالجة عذرة الصبي، وهو وجع في حلقه وورم تدفعه أمه بإصبعها أو غيرها. (النهاية).
(3) أحمد 6/ 170، وقال الهيثمي 5/ 97 - 98، رجاله رجال الصحيح إلا أن إبراهيم لم يسمع من عائشة. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5269).(3/258)
7514 - أبو سعيدٍ: جاءَ رجلٌ إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فقالَ: إنَّ أخي استطلق بطنهُ، فقال: ((اسقه عسلاً)) فسقاهُ، ثمَّ جاءهُ فقالَ: إنِّي سقيتهُ عسلاً فلم يزدهُ إلاَّ استطلاقًا، فقالُ له ثلاثَ مراتٍ، ثمَّ جاءَ الرابعةَ فقال: ((اسقه عسلاً)) فقالَ: لقد سقيته فلم يزدهُ إلا استطلاقًا، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((صدق الله وكذبَ بطنُ أخيكَ))، فسقاهُ فبرئ. للشيخينِ والترمذيِّ (1).
_________
(1) البخاري (5684)، مسلم (2217).(3/258)
7515 - نافع: أنَّ ابنُ عمرَ ما كانت تخرجُ به قرحةٌ ولا شيءٌ إلاَّ لَطَّخَ الموضعَ بالعسلِ، ويقرأُ {يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ} [النحل: 69].(3/258)
7516 - أبو هريرةَ رفعهُ: ((المبطونُ (1) شهيدٌ، ودواءُ المبطونِ العسلُ)). هما لرزينٍ.
_________
(1) المبطون: أي الذي يموت بمرض بطنه كالاستسقاء ونحوه. (النهاية).(3/258)
7517 - وعنه رفعهُ: ((من لعقَ العسلَ
[ص:259] ثلاثَ غدواتٍ كلَّ شهرٍ لم يصبهُ عظيمٌ من البلاءِ)) (1). للقزوينيِّ.
_________
(1) ابن ماجة (3450)، وضعفه الألباني في ((الضعيفة)) (762).(3/258)
7518 - وعنهُ رفعهُ: ((في الحبةِ السوداءِ شفاءٌ من كل داءٍ إلاَّ السَّامَ)) والسَّامُ الموتُ (1).
_________
(1) البخاري (5688)، ومسلم (2215).(3/259)
7519 - وفي روايةٍ: قال قتادةُ: يأخذُ كلَّ يومٍ إحدى وعشرينَ حبةً من الشونيز فيجعلهُنَّ في خرقةٍ وينقعها، ويتسعَّطُ به في كلِّ يومٍ في منخرهِ الأيمنِ قطرتين، والأيسر قطرةً، والثاني (في الأيسر) (1) قطرتين، والأيمنِ قطرةً، والثالثِ في الأيمن قطرتين، وفي الأيسر قطرة. للترمذيِّ، وللشيخين نحو ذلك (2).
_________
(1) ساقطة من (ب).
(2) الترمذي (2070)، وقال الألباني في ضعيف الترمذي (361): ضعيف الإسناد مع وقفه، لكن صح مرفوعًا دون قول قتادة ((يأخذ ... )).(3/259)
7520 - ابنُ أبي عتيق: عليكم بهذه الحبةِ السوداءِ، فخذوا منها خمسًا أو سبعًا فاسحقوها ثمَّ اقطروها في أنفهِ بقطراتٍ زيتٍ فى هذا الجانب وفي هذا الجانبِ، فإنَّ عائشةَ حدثتني أنها سمعت النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: ((إنَّ هذه الحبةَ السوداءَ شفاءٌ من كلِّ داءٍ إلا من السَّامِ))، قلتُ وما السَّامُ؟ قال: ((الموتُ)). للبخاريٍّ (1).
_________
(1) البخاري (5687).(3/259)
7521 - أنس: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كان إذا اشتكى تقمح كفًا من شونيز، ويشربُ عليه ماءً وعسلاً. للأوسطِ بضعفٍ (1).
_________
(1) ((الأوسط)) 1/ 40 - 41 (109)، وقال الهيثمي 5/ 87: فيه يحيى بن سعيد العطار وهو ضعيف، وقال الألباني في ((ضعيف الجامع)) (4339)، و ((الضعيفة)) (4171): موضوع.(3/259)
7522 - سعدُ رفعهُ: ((من تصبَّحَ بسبعِ تمراتٍ عجوةً، (1) لم يضرَّهُ ذلك اليوم سمٌّ ولا سحرٌ)) (2).
_________
(1) العجوة: وهو نوع من تمر المدينة. (النهاية).
(2) البخاري (5445)، ومسلم (2047) 155.(3/259)
7523 - وفي روايةٍ: ((من أكل سبعَ تمراتٍ ممَّا بين لابتيها حين يصبحُ، لم يضرَّهُ سمُّ حتَّى
[ص:260] يمسي (1).
_________
(1) مسلم (2047) 154.(3/259)
7524 - وفي أخرى: مرضتُ مرضاً، فأتاني النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يعودُني، فوضع يدهُ بين ثديي، حتى وجدت بردها على فؤادي، فقال: ((إنَّك رجل مفئودٌ، ائت الحارثَ بن كلدة أخا ثقيفٍ، فإنَّهُ رجلٌ يتطبَّب، فليأخذ سبع تمراتٍ من عجوةِ المدينةِ، فليجأهُنَّ بنواهُنَّ، ثم ليلُدَّك بهن)). للشيخين وأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (3875)، وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (834).(3/260)
7525 - عائشة رفعتهُ: ((إنَّ في عجوةِ العاليةِ شفاءٌ، وإنَّها ترياقُ أولِ البُكرة)). لمسلمٍ (1).
_________
(1) مسلم (2048).(3/260)
7526 - رافعُ بن عمروٍ المزني رفعهُ: ((العجوةُ والصخرةُ (1) من الجنةِ)). للقزوينيِّ (2).
_________
(1) الصخرة: يريد صخرة بيت المقدس. (النهاية)، وفي ((الدر النثير)): قلت قال في الملخص وقيل الحجر الأسود.
(2) ابن ماجة (3456)، وقال الألباني في ضغيف ابن ماجة (758): ضعيف.(3/260)
7527 - أبو سعيدٍ رفعهُ: ((خيرُ تمراتكُم البرنيُّ، يذهبُ الداءَ ولا داءَ فيه)). للأوسط (بضعفٍ) (1) (2).
_________
(1) ساقطة من (ب).
(2) ((الأوسط)) 7/ 247 (6406)، وقال الهيثمي 5/ 40: فيه سعيد بن سويد، وهو ضعيف. وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3303).(3/260)
7528 - صهيبٌ: قدمتُ على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وبين يديهِ خبز وتمرٌ فقال: ((ادنُ فكل))، فأخذتُ آكلُ من التمرِ، فقال: ((تأكلُ تمراً وبك رمدٌ؟)) قلت: إني أمْضغُ من ناحيةٍ أخرى، فتبسَّمَ - صلى الله عليه وسلم -. للقزوينيِّ بلينٍ (1).
_________
(1) ابن ماجة (3443)، وقال الألباني في صحيح ابن ماجة (2776): حسن.(3/260)
7529 - أبو هريرةَ: أنَّ ناساً قالوا للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: الكمأةُ جُدرى الأرضِ، فقال: ((الكمأةُ من المنِّ، وماؤها شفاءٌ للعينِ، والعجوةُ من الجنةِ وهي شفاءٌ من السُّمِّ)) (1)، وقال أبو هريرةَ: أخذتُ ثلاثةَ أكمئٍ أو خمساً أو سبعاً، فعصرتهنَّ وجعلتُ ماءهنَّ في قارورةٍ، وكحلتُ
[ص:261] به جاريةً عمشاء فبرأت)) (2).
_________
(1) الترمذي (2068)،وقال الألباني في صحيح الترمذي (1689): صحيح.
(2) الترمذي (2069)،وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي.(3/260)
7530 - سلمى الخادمةُ: ما كان [بآل] (1) الرسولِ قرحةٌ ولا نكبةٌ إلاَّ أمرني أن أضعَ عليها الحنَّاءَ (2).
_________
(1) هكذا في الأصل، والمثبت ما في الترمذي (2054): ((برسول الله)).
(2) الترمذي (2054)، وقال: حسن غريب. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (1676).(3/261)
7531 - أسماءُ بنتُ عميس: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال لها: ((بم تستمشين؟)) قالت: بالشُّبرُم فقال: ((حارٌّ جارُّ)) قالت: ثم استمشيتُ بالسَّنى فقال: ((لو أنَّ شيئًا كان فيهِ شفاءٌ من الموتِ لكان في السَّنى)) (1). هي للترمذيِّ.
_________
(1) الترمذي (2081)، وقال: حسن غريب، وابن ماجة (3461)،وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (365).(3/261)
7532 - أمُّ قيسِ بنتُ محصنٍ: دخلتُ بابن لي على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وقد أعلقتُ عليه من العذرة، فقال: ((علام [تذعرن] (1) أولادكُنَّ بهذا العلاقِ (2)، عليكُنَّ بهذا العودِ الهنديِّ، فإنَّ فيهِ سبعةَ أشفيةٍ، منها ذاتُ الجنب، يسعطُ من العذرة، ويلدُّ من ذات الجنب))، قال سفيان: فسمعتُ الزهريَّ يقولُ: بيَّن لنا اثنتين، ولم يبيِّن لنا خمسًا.
وفي روايةٍ: ووصفَ سفيانُ الغلام يحنِّكُ بالإصبعِ، وأدخلَ سفيانُ إصبعهُ في حنكهِ، وقال: إنَّما يعني رفع حنكِهِ بإصبعِهِ (3). للشيخين وأبي داودَ.
_________
(1) هكذا في الأصل، والمثبت: ما في البخاري ومسلم ((تدْغَرْنَ)). الدغر: غمز الحلق بالإصبع. (النهاية).
(2) الإعلاق: معالجة عُذرة الصبي، وهو وجع ي حلقه وورم تدفعه أمه بإصبعها أو غيرها. (النهاية).
(3) البخاري (5713)، ومسلم (2214).(3/261)
7533 - ابنُ عباسٍ رفعهُ: ((عليكُم بالإِثمدِ، إنَّ من خير أكحالكُم الإِثمدَ، يجلُو البصرَ، وينبتُ الشَّعر))، وكانَ - صلى الله عليه وسلم - إذا اكتحلَ اكتحل في اليمين ثلاثاً يبتدئُ بها ويختمُ بها، وفي اليسرى ثنتين. لرزين.(3/261)
7534 - وفي روايةٍ الترمذيِّ: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كانت له مكحلةٌ، يكتحلُ منها كلَّ ليلةٍ، ثلاثةٌ في هذه وثلاثةٌ في هذه (1).
_________
(1) الترمذي (1757)، وقال: حسن غريب. وقال الألباني في ضعيف الترمذي (293): صحيح دون قوله أن النبي كانت له مكحلة.(3/261)
7535 - عائشةُ رفعتهُ: ((الحمَّى من فيحِ جهنَّمَ
[ص:262] فا - صلى الله عليه وسلم - أبردُوها بالماءِ)). للموطأ والترمذيِّ والشيخين (1).
_________
(1) البخاري (5725)، مسلم (2210).(3/261)
7536 - ولهما عن ابن عمر، أنَّهُ إذا أصابتْهُ حمَّى يقولُ: ربَّنا اكشف عنَّا الرجزَ إنا مؤمنونَ (1).
_________
(1) البخاري (5723).(3/262)
7537 - ثوبان رفعهُ: ((إذا أصابَ أحدكم الحمَّى فإنَّ الحمَّى قطعةٌ من النارِ فليطفئها عنه بالماءِ، فليستنقع في نهرٍ جارٍ، وليستقبلِ جريته فيقولُ: بسمِ الله، اللهمَّ اشف عبدكَ، وصدِّق رسولك، بعد صلاة الصبحِ قبل طلوعِ الشمس، ولينغمس فيه ثلاث غمساتٍ، ثلاثةَ أيامٍ، فإن لم يبرأ في ثلاثٍ فخمسٌ، فإن لم يبرأ في خمسٍ فسبعٌ، فإن لم يبرأ في سبعِ فتسعٌ، فإنَّها لا تكادُ تجاوزُ تسعًا بإذنِ الله تعالى)). للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (2084)، وقال: حديث غريب. وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (336).(3/262)
7538 - عبد الرحمنِ بنُ المرقعِ رفعه: ((إنَّ الحمَّى رائدُ الموتِ، وهي سجن الله تعالى في الأرضِ، فبرِّدُوا لها الماءَ في الشنان، وصبُّوهُ عليكم، فيما بين الأذانين، أذان المغربِ وأذانِ العشاءِ))، ففعلُوا فذهبت عنهم. للكبير مطولاً وفيه المحبر بنُ هارونَ (1).
_________
(1) قال الهيثمي 5/ 95: رواه الطبراني، وفيه المحبر بن هارون ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. وضعفه الألباني في الضعيفة (3533).(3/262)
7539 - ابن عمر رفعهُ: ((إنَّ جبريلَ علمني دواءً يشفي من كلِّ داءٍ، وقال لي: نسختُهُ في اللوحِ المحفوظِ، تأخذُ من ماءِ مطرٍ لم يُمَسَّ في سقفٍ، في إناءٍ نظيف، فتقرأ عليه فاتحةَ الكتابِ سبعينَ مرةً، وآية الكرسيِّ مثلهُ، وسورة الإخلاص مثلهُ، وقل أعوذُ بربِّ الفلقِ مثلهُ، وقل أعوذُ بربِّ الناسِ مثلهُ، ولا إله إلاَّ الله وحدهُ لا شريك له، له الملكُ وله الحمدُ، يحيى ويميتُ وهو حيٌّ لا يموتُ، بيده الخيرُ وهو على كلِّ شيءٍ قديرٍ، ثمَّ يصومُ سبعةَ أيامٍ ويفطرُ كلَّ ليلةٍ بذلك الماءِ)). لرزين (1).
_________
(1) لم أقف عليه.(3/262)
7540 - عائشةُ: كانت تأمرُ بالتلبينةِ للمريضِ، وللمحزونِ على الهلاكِ، وكانت تقولُ: سمعتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: ((إنَّ التلبينةَ تجمُّ فؤاد المريضِ، وتذهبُ ببعضِ الحزنِ)). للشيخين (1).
_________
(1) البخاري (5689)، ومسلم (2216).(3/262)
7541 - وفي روايةٍ: أنَّ عائشةَ كانت تأمرُ بالتلبينةِ وتقولُ، هو البغيضُ النافعُ (1).
_________
(1) البخاري (5690).(3/263)
7542 - وفي أخرى: أنَّها كانت إذا ماتَ الميِّتُ من أهلها، فاجتمعَ لذلك النساءُ، ثمَّ تفرقنَ إلا أهلها وخاصَّتها، أمرت ببرمةٍ (1) من تلبينةٍ فطبختْ، ثمَّ صنع ثريدٌ فصَّبت التلبينةَ عليها، ثمَّ قالت: كلن، فإنِّي سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: ((التلبينةُ مجمةُ لفؤادِ المريضِ، تُذهبُ ببعضِ الحزنِ)) (2).
_________
(1) البرمة: القدر مطلقًا، وجمعها برام، وهي في الأصل المتخذة من الحجر المعروف بالحجاز واليمن. (النهاية).
(2) البخاري (5417)، مسلم (2216).(3/263)
7543 - وعنها: كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أصابَ بعض أهلهِ الوعكُ أمرَ بالحساءِ من الخميرِ فصنع، ثُمَّ أمرهم فحسوا منهُ، ويقولُ: ((إنَّهُ ليرتو (1) فؤاد الحزين، ويسرو (2) عن فؤاد السقيم كما تسرو إحداكنَّ الوسخَ عن وجهها بالماء)). للترمذي (3).
_________
(1) يرتو: أي يشده ويقويه. (النهاية).
(2) يسرو: يكشف عن فؤاده الألم ويزيله. (النهاية).
(3) الترمذي (2039)، وقال: حسن صحيح، وابن ماجة (3445). وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (350).(3/263)
7544 - زيدُ بن أرقم: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -[كان] (1) ينعتُ الزيتَ والورسَ (2) من ذات الجنبِ، قال قتادةُ: ويلدُ من الجانبِ الذي يشتكيهِ (3).
_________
(1) في الأصل كانت وهو خلاف الجادة.
(2) الورس: صبغ أصفر. اللسان: ورس.
(3) الترمذي (2078)، وقال: حسن غريب صحيح، وابن ماجة (3467). وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (363).(3/263)
7545 - وفي روايةٍ: أمرنا النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - أن نتداوى من ذات الجنب بالقسطِ البحريِّ والزيتِ. للترمذيِّ (1).
_________
(1) رواه الترمذي (2079)، وابن ماجة (3467)،وقال الألباني في ضعيف الترمذي (364): ضعيف.(3/263)
7546 - ابن عباس رفعهُ: ((ماذا في الأمرين من الشِّفاءِ الصبرِ والثفاءِ)) (1). لرزين.
_________
(1) البيهقي في الكبرى 9/ 346، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5067).(3/263)
7547 - أبو سعيد رفعهُ: ((من شرب الماء على الريقِ انتقصت قوته)). للأوسط بضعف (1).
_________
(1) الطبراني في الأوسط 5/ 51 (4646)،,وقال الهيثمي 5/ 87: فيه محمد بن مخلد الرعيني: وهو ضعيف.(3/263)
7548 - أنس: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كان يصفُ من عرقِ النسا إليةَ كبشٍ عربيٍّ أسودَ، ليس بالعظيم ولا بالصغير، تجزَّأ ثلاثةَ أجزاءٍ فيُذابُ ويشرَبُ كل يومٍ جزءً. لأحمد (1).
_________
(1) أحمد 3/ 219، وقال الألباني: صحيح. ((السلسلة الصحيحة)) (1899). وأخرجه ابن ماجة (3463).(3/263)
7549 - مليكةُ بنت عمرو الزيدية رفعتهُ: ((ألبانُها شفاءٌ، وسمنها دواءٌ ولحومُها داءٌ)). للكبير. بامرأةِ لم تسمَّ، يعني البقر (1).
_________
(1) الطبراني 25/ 42، وقال السخاوي في ((المقاصد الحسنة)) (713) رجاله ثقات، لكن الراوية عن مليكة لم تُسمَّ، وقد وصفها الراوي عنها زهير بن معاوية أحد الحفاظ بالصدق، وأنها امرأته. وصححه الألباني في صحيح الجامع (1233).(3/264)
7550 - طارق بن سويد سألَ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - عن الخمر فنهاهُ، أو كره أن يصنعها، فقال: إنَّما أصنعُها للدواءِ فقال: ((إنَّهُ ليس بدواءٍ، ولكنَّهُ داءٌ)). لمسلم ولأبي داود والترمذي نحوهُ. (1).
_________
(1) مسلم (1984)، أبو داود (3873)، الترمذي (2046).(3/264)
7551 - ولهما عن أبي هريرةَ: نهى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - عن كلِّ دواءٍ خبيث كالسُّمِّ ونحوهِ. للترمذي (1).
_________
(1) أبو داود (3870)، الترمذي (2045). وصححه الألباني في ((الصحيحة)) (1633).(3/264)
7552 - عمر دخلتُ على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فإذا غلامٌ أسودُ يغمزُ ظهرهُ فسألتُه، فقال: ((إنَّ الناقة اقتحمت بي)). للبزار والأوسط والصغير (1).
_________
(1) البزار كما في ((كشف الأستار)) (3033)، و ((الصغير)) 1/ 148 (226)، قال الهيثمي 5/ 96: رجال البزار والطبراني في الأوسط رجال الصحيح خلا عبد الله بن زيد بن أسلم، وقد وثقه أبو حاتم وغيره، وضعفه ابن معين وغيره. وقد توبع عبد الله بن زيد.(3/264)
7553 - ابن عباس: أتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - رجلٌ به جرحٌ يستأذنُهُ في بطِّه (1) فأذن لهُ (2). للكبير بلينِ.
_________
(1) البط: شق الدّمل والخُراج ونحوهما. (اللسان).
(2) الطبراني في الكبير 11/ 80 (11106) ,وقال الهيثمي (5/ 102): رواه الطبراني، وفيه عبد الله بن خراش، وقد ضعفه الجمهور، ووثقه ابن حبان، وقال: يخطئ ويخالف، وبقية رجاله ثقات.(3/264)
7554 - عبد الله بن يحيى الحضرمي: أنَّ حيانَ بن أبجرَ الكنانيِّ بقرَ عن بطنِ امرأةٍ بنى بها حتَّى عالجها. للكبير بلينٍ (1).
_________
(1) الطبراني 4/ 36 - 37 (3577) ,وقال الهيثمي 5/ 99: فيه جابر الجعفي، وهو ضعيف وقد وثق. أهـ، وفي ((تهذيب الكمال)) (879) في ترجمة جابر الجعفي قال النسائي: متروك الحديث، قال أحمد: تركه يحيى وعبد الرحمن.(3/264)
7555 - عائشة رفعته: ((نباتُ الشعرِ في الأنفِ أمانٌ من الجذامِ)). للموصلي والبزار والأوسط بضعفٍ (1).
_________
(1) أبو يعلى 7/ 332 (4368)، والبزار كما في ((كشف الأستار)) (3030)، و ((الأوسط)) 1/ 2089 - 209 (672)، وقال الهيثمي 5/ 99: فيه أبو الربيع السمان وهو ضعيف، وقال ابن حبان ((المجروحين)) 1/ 172، ترجمة أشعث بن سعيد، وهذا متن باطل لا أصل له. وقال الألباني في ضعيف الجامع (5954): موضوع.(3/264)
الرُّقى والتمائمُ والعينُ ونحو ذلك(3/265)
7556 - عمران بن حصين رفعهُ: ((يدخلُ الجنةَ من أمَّتي سبعُونَ ألفًا بغير حسابٍ))، قالُوا: ومن هم يا رسولَ الله؟
قال: ((همُ الذينَ لا يكتوون ولا يسترقُون، وعلى ربِّهم يتوكلُون))، فقامَ عكاشةُ فقال: ادعُ الله أن يجعلني منهم، فقال: ((أنت منهم))، فقام رجلٌ فقالَ: يا نبيَّ الله ادعُ الله أن يجعلني منهم، قال: ((سبقك بها عُكاشة)).
زاد في روايةٍ: ((ولا يتطيرون)). لمسلم (1).
_________
(1) مسلم (216) / (2).(3/265)
7557 - المغيرة رفعهُ: ((من اكتوى أو استرقى فقد برئ من التوكلِ)). للقزوينيِّ (1).
_________
(1) الترمذي (2055). وابن ماجة (3489)،وصححه الألباني في صحيح ابن ماجة (2811).(3/265)
7558 - ابن مسعود: قالت زينبُ امرأتهُ، قال: سمعت النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: ((إنَّ في الرقى (1) والتمائم (2) والتولة (3) شركًا))، قالت: قلتُ: لم تقولُ هذا؟ والله لقد كانت عيني تقذف، فكنتُ أختلف إلى فلانٍ اليهوديِّ فيرقيني، فإذا رقاني سكنت، فقال عبدُ الله، إنَّما ذلك من عمل الشيطان، كانَ ينخسُها بيدهِ، فإذا رقاها كفَّ عنها، إنَّما كان يكفيكِ أن تقولي كما قال - صلى الله عليه وسلم -: ((أذهب الباسَ، ربَّ الناسِ، اشفِ أنت الشافي لا شفاءَ إلا شفاءُك، اشفِ شفاءً لا يغادرُ سقمًا)) (4).
_________
(1) الرقى: العوذة التي يرقى بها صاحب الآفة، كالحمى والصرع وغير ذلك من الآفات. (النهاية).
(2) التمائم: جمع تميمة، وهي خرزات كانت العرب تعلقها على أولادهم يتقون بها العين في زعمهم، فأبطلها الإسلام. (النهاية).
(3) التولة: ما يحبب المرأة إلى زوجها من السحر وغيره. (النهاية).
(4) أبو داود (3883)،وابن ماجة (3530). وصححه الألباني: في ((السلسلة الصحيحة)) (331).(3/265)
7559 - جابر: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - سُئل عن النشرةِ (1)؟ فقال: ((هُو من عمل الشيطانِ)). هُما لأبي داودَ (2).
_________
(1) النشرة: ضرب من الرقية والعلاج، يعالج به من كان يظن أن به مسا من الجن (النهاية).
(2) رواه أبو داود (3868). وقال الألباني في ((صحيح أبي داود)) (3277).(3/265)
7560 - عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى: دخلتُ على عبدِ الله ابن عكيم أبي معبدٍ الجُهنيِّ، أعودُه وبهِ حمرةٌٍ، فقلتٌ: ألا تعلِّقُ تميمةً؟ فقال: أعوذُ بالله من ذلك، قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: ((من تعلَّقَ شيئًا وكل إليهِ)). للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (2072)، وقال الألباني في صحيح الترمذي (1691): حسن.(3/266)
7561 - عمران بن (حُصينٍ) (1): أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - رأى رجلاً في يدهِ حلقةٌ من صفرٍ (2)، فقال: ((ما هذه الحلقةُ؟)). قال: هذه من الواهنةِ (3) فقال: ((انزعها فإنَّها لا تزيدُك إلا وهنًا)). للقزويني (4).
_________
(1) في (ب): الحصين.
(2) صفر: كانت العرب تزعم أن في البطن حيَّة يقال لها الصَّفر، تصيب الإنسان إذا جاع وتؤذيه، وأنها تعدى، فأبطل الإسلام ذلك. (النهاية).
(3) الواهنة: عرق يأخذ في المنكب وفي اليد كلها فيرقى منها. (النهاية).
(4) ابن ماجة (3531)، وقال الألباني في ضعيف ابن ماجة (722): ضعيف.(3/266)
7562 - عوف بن مالك الأشجعيّ: كنَّا نرقي في الجاهليةِ، فقلنا: يا رسولَ الله كيف ترى في ذلكَ؟ فقال: ((أعرضوا علىَّ رُقاكمُ))، ثمَّ قال: ((لا بأس بما ليس فيه شركٌ)). لمسلم وأبي داود (1).
_________
(1) مسلم (2200).(3/266)
7563 - جابر: نهى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - عن الرُّقى فجاءَ آل عمرو بن حزمٍ، فقالوا: يا رسول الله إنَّه كانت عندنا رقيةٌ نرقي بها من العقربِ، وإنَّك نهيتنا عن الرُّقى فعرضُوها عليهِ، فقال: ((ما أرى بأساً، من استطاع منكُم أن ينفعَ أخاهُ فليفعلهُ)). لمسلم (1).
_________
(1) مسلم (2199).(3/266)
7564 - أسماء بنتُ عميسٍ قالت: يا رسول الله: إنَّ ولد جعفرٍ تُسرعُ إليهمُ العينُ أفأسترقي لهم؟ قال: ((نعم، فإنَّهُ لو كان شيءٌ سابقٌ القدرَ لسبقتهُ العينُ)) (1).
_________
(1) الترمذي (2059)، وقال: حسن صحيح. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (1682).(3/266)
7565 - أبو خزامةَ عن أبيهِ: قلتُ: يا رسولَ الله: أرأيت رُقى نسترقى بها، ودواءً نتداوى بهِ، وتقاةً نتقيها، هل ترُدُّ من قدرِ الله شيئًا؟ قال: ((هو من قدرِ الله)). هما للترمذيِّ (1).
_________
(1) الترمذي (2065)،وابن ماجة (3437). وقال الألباني في ضعيف الترمذي (359): ضعيف.(3/266)
7566 - أنس: رخَّص النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - في الرقيةِ من العينِ
[ص:267] والحمةِ والنملةِ. لمسلمٍ والترمذيِّ ولأبي داود نحوه (1).
_________
(1) مسلم (2196)، والترمذي (2056).(3/266)
7567 - أم سلمةَ: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال لجارية في بيتها رأى في وجهها سفعةً (1)، يعني: صفرةً، فقال: ((بها نظرةٌ (2) استرقُوا لها)). للشيخين (3).
_________
(1) السفعة: علامة من الشيطان. (النهاية).
(2) نظرة: أي بها عين أصابتها من نظر الجن. وصبي منظور: أصابته العين. (النهاية).
(3) البخاري (5739)، ومسلم (2197).(3/267)
7568 - ابن عباس: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كان يعلمُهُم رقى الحمَّى، ومن الأوجاع كلِّها: ((بسم الله الكبيرِ، أعوذُ بالله العظيمِ من كلِّ عرقٍ نعَّارٍ، ومن شرِّ حرِّ النارِ)). للترمذيِّ (1).
_________
(1) الترمذي (2075)، وقال: غريب، وابن ماجة (3526)،وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (362).(3/267)
7569 - عائشة: كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إذا اشتكى الإِنسانُ الشيءَ منهُ أو كانت به قرحةٌ أو جرحٌ، قال بإصبعِهِ هكذا، ووضع سفيانُ سبابته بالأرضِ، ثم رفعها: ((بسم الله تربةُ أرضنا، بريقةِ بعضنا، يشفى بهِ سقيمنا بإذن ربنا)). للشيخين وأبي داودَ (1).
_________
(1) البخاري (5745)، ومسلم (2194).(3/267)
7570 - وعنها: أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يعوِّذُ بعض أهلِهِ، يمسحُ بيدهِ اليمنى، ويقل: ((اللهمَّ ربَّ الناسِ، أذهبِ البأسَ، اشف أنت الشافي، لا شافيَ إلا أنتَ شفاءً لا يغادرُ سقمًا)) (1).
_________
(1) البخاري (5743)، ومسلم (2191).(3/267)
7571 - وفي روايةٍ: فلمَّا مرض - صلى الله عليه وسلم - وثقل، أخذتُ بيدهِ لأصنعَ بهِ نحو ما كان يصنعُ، فانتزعَ يدهُ من يدي، ثمَّ قال: ((اللهمَّ اغفر لي، واجعلني مع الرفيق الأعلى)) فذهبتُ أنظرُ فإذا هو قد قضى. للشيخين (1).
_________
(1) البخاري (4436)، ومسلم (2191).(3/267)
7572 - ثابت بن قيس بن شماس: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - دخلَ عليه وهو مريضٌ، فقال: ((اكشف البأسَ، ربَّ الناسِ))، ثمَّ أخذ ترابًا من
[ص:268] بطحانَ، فجعلهُ في قدحٍ، ثمَّ نفث عليهِ بماءٍ، ثمَّ صبَّهُ عليهِ. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (3885)، وقال الألباني في ضعيف أبي داود (836): ضعيف الإسناد.(3/267)
7573 - أبو سعيدٍ: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كان يتعوَّذُ ويقولُ: ((أعوذُ بالله من الجانِّ، ومن عين الإِنسانِ))، فلمَّا نزلت المعوذتان، أخذ بهما وترك ما سواهُما. للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (2058)، وقال: حسن غريب، والنسائي 8/ 271, وابن ماجة (3511). وصححه الألباني في صحيح الترمذي (1681).(3/268)
7574 - وعنهُ: أنَّ جبريل عليه السلامُ أتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا محمدُ اشتكيتَ؟ قال: ((نعم))، فقال جبريلُ: باسم الله أرقيكَ، من كل داءٍ يؤذيك، ومن شرِّ كل نفسٍ وعينٍ، بسم الله أرقيك والله يشفيك. لمسلم والترمذيِّ (1).
_________
(1) مسلم (2186)، والترمذي (972).(3/268)
7575 - أبو الدَّرداء: أتاهُ رجلٌ يذكُرُ أن أباهُ أصابهُ الأسرُ وهو احتباسُ البولِ، فعلَّمهُ رقيةً سمعها من النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: ((من اشتُكى شيئًا فليقل: ربُّنا الله الذي في السماءِ تقدَّسَ اسمُك، أمرُك في السماءِ والأرضِ، كما رحمتُك في السماءِ فاجعل رحمتك في الأرضِ، فاغفر لنا حوبنا وخطايانا أنت ربُّ الطيِّبين، فأنزل شفاءً من شفائك، ورحمةً من رحمتك، على هذا الوجع، فيبرأ)) وأمره أن يرقيهُ به فرقاهُ فبرئ. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (3892)، قال الألباني: ضعيف جدًا ((ضعيف الترغيب والترهيب)) (2013).(3/268)
7576 - عثمان بن أبي العاص: أنَّهُ اشتكى إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وجعًا يجدهُ في جسدهِ منذُ أسلم، فقال له: ((ضع يدك على الذي يألمُ من جسدكَ، وقل: بسمِ الله ثلاثَ مراتٍ: وقل: سبعَ مراتٍ: أعوذُ بالله وقدرتهِ من شرِّ ما أجد وأحاذر))، فقلت ذلك، فأذهب الله ما كان بي، فلم أزل آمر بها أهلي وغيرهم. لمسلم وأبي داود والترمذيَّ (1).
_________
(1) مسلم (2202).(3/268)
7577 - أبو سعيد: انطلقَ نفرٌ من الصحابةِ في سفرةٍ سافروها، حتَّى نزلوا على حيِّ من أحياءِ العربِ، فاستضافوهم، فأبوا أن يضيفوهم، فلُدغ سيدُ ذلك الحيِّ، فسعوا له بكل شيءٍ، لا ينفعهُ شيءٌ، فقال بعضهم: لو أتيتم هؤلاءِ الرهط الذين نزلوا بكم، لعلَّهم يكون عندهم بعضُ شيءٍ فأتوهم فقالوا: يا أيُّها الرهطُ إنَّ سيدنا لدغ، وسعينا له بكلِّ شيءٍ لا ينفعه شيءٌ، فهل عند أحدٍ
[ص:269] منكُم من شيءٍ؟
فقال بعضهم: إنَّي والله لأرقي، ولكن والله لقد استضفناكم فلمْ تضيفُونا، فما أنا براقٍ لكُم، حتَّى تجعلوا لنا جعلاً، فصالحوهم على قطيع من الغنمِ، فانطلق يتفلُ ويقرأ، الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، فكأنَّما نشط من عقالٍ فانطلق يمشي وما به قَلَبَة، فأوفوهُم جعلَهم الذي صالحوهُم عليه، وقال بعضهم: اقتسمُوا فقال الذي رقى: لا تفعلُوا حتَّى نأتي النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فنذكر له الذي كان، فننظرَ الذي يأمرنا بهِ، فقدمُوا على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فذكروا له، فقال: ((وما يدريك أنها رقيةٌ؟)) ثُمَّ قالَ: ((قد أصبتُم، اقتسمُوا واضربُوا لي معكم سهماً))، وضحكَ - صلى الله عليه وسلم - (1). للشيخين وأبي داودَ والترمذيّ.
_________
(1) البخاري (2276)، ومسلم (2201).(3/268)
7578 - جبلة بن الأزرق: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - صلَّى بأصحابهِ إلى جنبِ جدارٍ كثير الأحجرةِ، صلاةَ الظهرِ أو العصرِ، فلمَّا جلسَ في الركعتين، خرجت عقربٌ فلدغتهُ، فغشى عليه، فرقاهُ الناسُ، فلمَّا أفاق قال: ((الله شفاني وليس برقيتكم)). للكبير بلينٍ (1).
_________
(1) الطبراني 2/ 287 (2196)، وقال الهيثمي 5/ 109: رواه الطبراني عن شيخه بكر بن سهل، عن عبد الله بن صالح كاتب الليث، كلاهما قد ضعف ووثق، وبقية رجاله ثقات. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3537).(3/269)
7579 - عليّ (لدعت) النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - عقربٌ وهو يصلي فلمَّا فرغَ قال: ((لعن الله العقربَ لا تدعُ مصلياً ولا غيرهُ))، ثمَّ دعا بماءٍ وملحٍ فجعلَ يمسحُ عليها، ويقرأ: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} [الكافرون: 1] و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} [الفلق:1] و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} [الناس: 1]. للصغير (1).
_________
(1) ((الصغير)) (830)، وقال الهيثمي 5/ 111: إسناده حسن. وصححه الألباني في الصحيحة (548).(3/269)
7580 - عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه: كنتُ جالسًا عند النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - إذ جاءه أعرابي فقال: إنَّ لي أخاً وجعاً، قال: ((ما وجعُ أخيكَ؟)) قال: به لممٌ؟ قال: ((اذهب فأت بهِ))، فذهب فجاء بهِ، فأجلسهُ بين يديهِ، فسمعتُهُ عوَّذهُ بفاتحة الكتابِ وأربعِ آياتٍ من أولِ البقرةِ، وآيتين من وسطها: {وإلهُكم إلهُ واحدٌ}، وآيةِ الكرسيِّ، وثلاثِ آياتٍ من خاتمتها، وآيةٍ منْ آل عمرانَ وأحسبهُ قال: {شهد الله أنَّهُ لا إله إلاَّ هو} وآيةً من الأعرافِ: {إنَّ ربكم الله}، وآيةَ من
[ص:270] المؤمنين: {ومن يدعُ مع الله إلهًا آخرَ لا برهان له بهِ} وآيةً من الجنِّ: {وأنَّهُ تعالى جدُّ ربِّنا} وعشر آياتٍ من أوَّلِ الصافَّاتِ، وثلاثَ آياتٍ من آخر الحشر، و {قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ} [الاخلاص: 1]، والمعوذتين، فقام الأعرابيُّ وقد برئ وليس به بأسٌ. للقزوينيِّ بضعفٍ (1).
_________
(1) ابن ماجة (3549)، قال الألباني في ضعيف ابن ماجة (778): ضعيف.(3/269)
7581 - خارجة بن الصلت التميميّ عن عمِّه: أقبلنا من عندِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فأتينا على حيٍّ من العربِ، فقالُوا: إنَّا أنبئنا أنَّكُم قد جئتم من عند هذا الرجلِ بخبرٍ، فهل عندكُم من دواءٍ أو رقيةٍ؟ فإنَّ عندنا معتوهاً في القيودِ، فقلنا: نعم فجاءُوا بمعتوهٍ في القيودِ، فقرأتُ عليه فاتحةَ الكتابِ، ثلاثةَ أيامٍ، غدوةً وعشيةً، أجمع بزاقي، ثمَّ أتفل، فكأنَّما أنشط من عقالٍ، فأعطوني جعلاً، فقلت: لا، حتَّى أسألَ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال: ((كل، فلعمري من أكل برقيةِ باطلٍ، لقد أكلتَ برقيةِ حقٍّ (1))). لأبي داود (2).
_________
(1) في (أ): برقية حق برقية، والمثبت من (ب) ومن سنن أبي داود.
(2) أبو داود (3901)، قال الألباني في صحيح أبي داود (3301): صحيح.(3/270)
7582 - أبو هريرة قال: هجَّر (1) النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - فهجرتُ، فصلَّيتُ، ثمَّ جلستُ، فالتفت إلىَّ - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((اشَكِمَت درد؟)) (2) قلتُ: نعم يا رسولَ الله! قال: ((قُم فصلِّ، فإنَّ في الصلاةِ شفاءً)). للقزويني بضعفٍ وفي تخريج ابن القطانِ يعني تشتكي بطنك (3).
_________
(1) التَّهجير إِلى الجمعة وغيرها التبكير والمبادرة إِلى كل شيء، اللسان مادة: هجر.
(2) في (أ): أشكيت، وفي (ب): أشكنب، والمثبت من ((سنن ابن ماجة)).
(3) ابن ماجة (3458)، وضعفه الألباني في السلسلة الضعيفة (4066).(3/270)
7583 - ابن عباس رفعهُ: ((من عاد مريضاً لم يحضر أجلهُ فقال عندهُ سبع مرارٍ: أسألُ الله العظيم ربَّ العرشِ العظيمِ أن يشفيك، إلاَّ عافاهُ الله من ذلك المرض)). لأبي داود والترمذيِّ (1).
_________
(1) أبو داود (3106)، والترمذي (2083)، وقال: حديث حسن غريب إلا من حديث المنهال بن عمرو. وصححه الألباني في صحيح أبي داود (2663).(3/270)
7584 - وعنه رفعهُ: ((العينُ حقٌّ، ولو كان شيءٌ سابقٌ القدرَ سبقتهُ العينُ، وإذا استغسلتم فاغسلُوا)). لمسلم والترمذيِّ (1).
_________
(1) مسلم (2188)، والترمذي (2062).(3/270)
7585 - عائشة: كان يؤمرُ العائنُ فيتوضَأ، ثمَّ يغتسلُ منهُ
[ص:271] المعينُ. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (3880)، وقال الألباني: صحيح في ((صحيح أبي داود)) (3286).(3/270)
7586 - محمد بن أبي أمامة بن سهل بن حنيف: أنَّهُ سمعَ أباهُ يقولُ: اغتسل أبي سهلُ بن حنيفٍ بالخرارِ، فنزع جبةً كانت عليهِ، وعامرُ بن ربيعةَ ينظرُ إليهِ، وكان سهلٌ شديدَ البياضِ، وحسنَ الجلدِ، فقال عامرُ: ما رأيتُ كاليومِ ولا جلدَ مخبأة عذراءَ، فوعك سهل مكانهُ، واشتدَّ وعكهُ، فأخبر النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - بوعكهِ، فقيل لهُ: ما يرفعُ رأسهُ، وقد كان اكتتب في جيشٍ، فقالوا لهُ: هو غيرُ رائحٍ معكَ يا رسول الله، والله ما يرفعُ رأسهُ قال: ((فهل تتهمُون لهُ أحداً؟)) قالُوا: عامرُ بن ربيعةَ، فدعاهُ فتغيَّظ عليهِ، وقالَ: ((علام يقتُلُ أحدكم أخاهُ؟ ألا بركت؟ اغتسل له)): فغسل عامرٌ وجههُ ويديهِ ومرفقيهِ وركبتيه وأطرافَ رجليهِ وداخلة إزارهِ، في قدح، ثمَّ صبَّ عليهِ من ورائهِ فبرئ سهلٌ من ساعتهِ. وفي روايةٍ: فراحَ سهلٌ مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ليس به بأسٌ. لمالكٍ (1).
_________
(1) مالك 2/ 715.(3/271)
7587 - جابر رفعهُ: ((أكثر من يموتُ من أمتي بعد كتابِ الله وقضائهِ وقدرهِ بالأنفسِ)). للبزَّار، وقال: يعني بالعينِ (1).
_________
(1) البزار كما في ((كشف الأستار)) (3052)، وقال الهيثمي 5/ 106، رجاله رجال الصحيح، إلا طالب بن حبيب بن عمرو، وهو ثقة. وبذلك قال الألباني في السنة لابن عاصم 1/ 136 (311).(3/271)
7588 - عليّ: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أمرَ بالجماجم (1) أنْ تنصبَ في المزارعِ، قلتُ: من أجل ماذا؟ قال: ((من أجل العينِ)). للبزَّار بضعفٍ (2).
_________
(1) الجماجم: هي الخشبة التي تكون في رأسها سكة الحرث.
(2) البزار كما في ((كشف الأستار)) (3054)، وقال الهيثمي 5/ 109: رواه البزار، وفيه الهيثم بن محمد بن حفص، وهو ضعيف، ويعقوب بن محمد الزهري ضعيف أيضًا.(3/271)
7589 - جابر رفعهُ: ((إذا استجنحَ الليلُ أو كان جُنحُ (1) الليلِ فكفُّوا صبيانكُم، فإنَّ الشياطينَ تنتشرُ حينئذٍ، فإذا ذهبَ ساعةٌ من الليلِ فخلُّوهُم، وأغلقْ بابكَ واذكرِ اسم الله، وخمرْ إناءكَ واذكرِ اسمِ الله، ولو تعرُضُ عليهِ شيئاً)) (2).
_________
(1) جنح الليل: بضم الجيم وكسرها: ظلامه واختلاطه. اللسان مادة جنح.
(2) رواه البخاري (3280)، مسلم (2012).(3/271)
7590 - وفي روايةٍ: ((فخمروا (1) الطعامَ والشرابَ)) (2).
_________
(1) التخمير: التغطية (النهاية).
(2) رواه البخاري (5624) - مسلم (2012).(3/271)
7591 - وفي أخرى: ((غطُّوا الإِناءَ، وأوكئُوا السقاءَ (1)، وأغلقُوا البابَ، وأطفئُوا السراجَ، فإنَّ
[ص:272] الشيطانَ لا يحلُّ سقاءً، ولا يفتحُ بابًا، ولا يكشفُ إناءً)). للستةِ إلا النسائيَّ (2).
_________
(1) أوكئوا السقاء: شدوا رؤوسها بالوكاء. (النهاية).
(2) رواه البخاري: (3304)، ومسلم (2012).(3/271)
7592 - أبو هريرةَ رفعهُ: ((إذا سمعتم صراخ الديكةِ، فاسألوا الله من فضلهِ، فإنَّها رأت ملكاً، وإذا سمعتم نهيق الحمارِ، فتعوُّذوا بالله من الشيطانِ، فإنَّها رأت شيطانًا)). للشيخين والترمذيِّ وأبي داودَ (1).
_________
(1) رواه البخاري (3303)، مسلم (2729).(3/272)
7593 - وله عن جابر رفعهُ: ((إذا سمعتُم نُباحَ الكلبِ ونهيقَ الحمرِ بالليلِ، فتعوَّذُوا بالله فإنهم يرون ما لا ترون)) (1).
_________
(1) رواه أبو داود (5103). قال الألباني في الصحيحة (3184): صحيح.(3/272)
الطيرةُ (1) والفألُ والشُّؤمُ والعدوى
_________
(1) الطيرة: هي التشاؤم بالشيء. (النهاية).(3/272)
7594 - بريدة: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كان لا يتطيَّرُ من شيءٍ، وكان إذا بعثَ عاملاً سأل عن اسمه، فإن أعجبهُ فرحَ بهِ، ورؤىَ بشرُ ذلك في وجههِ، وإن كره اسمهُ رؤي كراهيةُ ذلك في وجهِهِ، وإذا دخل قريةً سأل عن اسمها، فإنَ أعجبهُ اسمُهَا فرحَ بها ورؤي بشرُ ذلك في وجههِ، وإن كره اسمَها رُؤى كراهيةُ ذلك في وجههِ (1).
_________
(1) أبو داود (3920). قال الألباني: صحيح. ((صحيح أبي داود)) (3319).(3/272)
7595 - أبو هريرة: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - سمع كلمةً فأعجبتهُ، فقال: ((أخذنا فألك من فيك)). هما لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (3917). وقال المنذري في ((مختصره)) 5/ 379، فيه رجل مجهول. قال الألباني: صحيح ((صحيح أبي داود)) (3317).(3/272)
7596 - أنس: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كان يعجبُهُ إذا خرجَ لحاجةٍ أن يسمع يا راشدُ يا نجيحُ. للترمذيِّ (1).
_________
(1) الترمذي (1616)، وقال: حسن غريب صحيح. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (1316).(3/272)
7597 - عروة بن عامر القرشيّ: ذكرتُ الطيرةَ عند النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال: ((أحسنُها الفألُ، ولا تؤذي مسلماً، فإذا رأى أحدكم ما يكرهُ، فليقل: اللهمَّ لا
[ص:273] يأتي بالحسناتِ إلاَّ أنت، ولا يدفعُ السيئاتِ إلاَّ أنتَ، ولا حول ولا قوةَ إلا بك)). لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (3919)، وقال المنذري في ((مختصره)) 5/ 379: عروة هذا قيل فيه القرشي كما تقدم وقيل فيه: الجهني. حكاهما البخاري وقال أبو القاسم الدشقي: ولا صحيحة له تصح، وذكر البخاري وغيره أنه سمع من ابن عباس فعلى هذا فالحديث مرسل. وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (843).(3/272)
7598 - ابن مسعود رفعهُ: ((الطيرةُ شركٌ، الطيرةُ شركٌ، الطيرةُ شركٌ، وما منَّا إلا، ولكنَّ الله يذهبُهُ بالتوكُّل)). للترمذيِّ وأبي داود بلفظهِ (1).
قال الترمذيُّ: سمعتُ محمد بن إسماعيل يقولُ: كان سليمانُ بن حربٍ يقولُ: في هذا الحديثِ وما منَّا إلاَّ ولكنَّ الله يذهبُهُ بالتوكُّل، هذا عندي قولُ عبدِ الله بن مسعودٍ.
_________
(1) أبو داود (3910)، والترمذي (1614) وقال: حسن صحيح، وابن ماجة (3538). وصححه الألباني في صحيح أبي داود (3309).(3/273)
7599 - ابن عمرو بن العاصِ رفعه: ((من ردَّتهُ الطيرةُ من حاجةٍ فقد أشرك))، فقالوا: يا رسولَ الله ما كفارةُ ذلك؟ قال: ((يقولُ أحدُهُم، اللهمَّ لا خير إلا خيرُك، ولا طير إلا طيرُك، ولا إله غيركَ)). لأحمد والكبير (1).
_________
(1) أحمد 2/ 220،وصححه الألباني: في السلسلة الصحيحة (1065).(3/273)
7600 - ابن عمرَ رفعهُ: ((لا عدوى ولا طيرة، وإنَّما الشؤمُ في ثلاثٍ، في الفرسِ والمرأة والدارِ)) (1).
_________
(1) رواه البخاري (5772)، ومسلم (2225).(3/273)
7601 - وفي روايةٍ: ((إن كان الشؤمُ ففي الدار والمرأةِ والفرسِ)). للستة (1).
_________
(1) رواه البخاري (5094)،ومسلم (2225).(3/273)
7602 - ولأحمدَ عن أبي حسانَ نحوهُ وفيه: قالت عائشةُ: والذي أنزلَ القرآنَ على محمَّدٍ ما قالها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - قطُّ، إنَّما قالَ: ((كان أهلُ الجاهلية يتطيَّرونَ من ذلك)) (1).
_________
(1) أحمد 6/ 240،وصححه الألباني في ((السلسلة الصحيحة)) (993).(3/273)
7603 - وفي روايةٍ: كان أهلُ الجاهلية يقولون: ((الطيرةُ في الدارِ والمرأةِ والدابةِ))، ثمَّ قرأت عائشةُ {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ} [الحديد: من الآية22] الآية (1).
_________
(1) أحمد 6/ 246،وصححه الألباني في ((السلسلة الصحيحة)) (993).(3/273)
7604 - حكيم بن معاوية رفعهُ: ((لا شؤم، وقد يكونُ اليمنُ في الدَّارِ والمرأةِ والفرسِ)). للترمذيِّ (1).
_________
(1) الترمذي (2824). قال الألباني في صحيح الترمذي (2264): صحيح بزيادة ((إن كان الشؤم في شيء ففي)) وهو دونها شاذ وفي ((السلسلة الصحيحة)) (443) و (1897).(3/274)
7605 - جابر رفعهُ: ((لا عدوى ولا صفر ولا غول)). لمسلم (1).
_________
(1) مسلم (2222).(3/274)
7606 - أبو هريرة رفعهُ: ((لا عدوى ولا صفر ولا هامةَ))، فقالَ أعرابيٌّ: يا رسولَ الله!
فما بالُ إبلي تكونُ في الرملِ كأنَّها الظباءُ، فيأتي البعيرُ الأجربُ فيدخلُ بينها فيجربها؟ قال: ((فمن أعدى الأول؟)) (1).
_________
(1) رواه البخاري (5717) ,ومسلم (2220).(3/274)
7607 - وفي روايةٍ لأبي سلمة: أنَّهُ سمعَ أبا هريرةَ بعدُ يقولُ: قالَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: ((لا يوردن ممرضٌ على مُصحٍّ)) وأنكر أبو هريرةَ حديثهُ الأول، قلنا: ألم تحدِّثْ أنَّهُ لا عدوى؟ فرطنَ بالحبشيَّةِ، قال أبو سلمة: فما رأيتُهُ نسى حديثًا غيرهُ (1).
_________
(1) رواه البخاري (5771)،ومسلم (2221).(3/274)
7608 - وفي أخرى قال: فَلا أَدْرِي، أَنَسِيَ أَبُو هُرَيْرَةَ، أَوْ نَسَخَ أَحَدُ الْقَوْلَيْنِ الْآخَرَ (1).
_________
(1) مسلم (2221).(3/274)
7609 - وفي أخرى: لا عَدْوَى وَلا طِيَرَةَ وَلا هَامَةَ وَلا صَفَرَ وَفِرَّ مِنَ الْمَجْذُومِ كَمَا تَفِرُّ مِنَ الْأَسَدِ (1).
_________
(1) البخاري معلقا بعد حديث (5707)، وأبو داود (3912).(3/274)
7610 - قَطَنُ بْنُ قَبِيصَةَ عَنْ أَبِيهِ رفعه: ((الْعِيَافَةُ وَالطِّيَرَةُ وَالطَّرْقُ مِنَ الْجِبْتِ)) (1).
_________
(1) أحمد 5/ 60،وأبو داود (3907، ضعفه الألباني في «مشكاة المصابيح»: (4583).(3/274)
7611 - أَنَسٌ: قَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ الله إِنَّا كُنَّا فِي دَارٍ كَثِرٌ فِيهَا عَدَدُنَا، وَكَثِرٌ فِيهَا أَمْوَالُنَا، فَتَحَوَّلْنَا إِلَى دَارٍ أُخْرَى فَقَلَّ فِيهَا عَدَدُنَا وَقَلَّتْ فِيهَا أَمْوَالُنَا. فَقَالَ النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((ذَرُوهَا ذَمِيمَةً)). هما لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (4924) وحسَّن إسناده الألباني في «مشكاة المصابيح» (4589).(3/274)
7612 - عن ابن عمر نحوه. وفيه: فقالوا: يا رسول الله كيف ندعها؟ قال: ((بيعوها أو هبوها)) (1).
_________
(1) البزار كما في «كشف الأستار»: (3051).وقال الهثيمي 5/ 104فيه: صالح بن أبي الأخضر وهو ضعيف يكتب حديث، وفيه أيضًا: سعيد بن سفيان، ضعفه ابن أبي المديني، وذكره بن حبان في الثقات ونقل تضعيف ابن المديني له.(3/275)
7613 - ابْنُ عَطِيَّةَ أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: ((لا عَدْوَى، وَلا هَامَة، وَلا صَفَرَ، وَلا يَحُلَّ الْمُمْرِضُ عَلَى الْمُصِحِّن وَلْيَحْلُلِ الْمُصِحُّ حَيْثُ شَاءَ.)) فَقَالُوا: يَا رَسُولَ الله، وَمَا ذَلكَ؟ قَالَ: رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - ((إِنَّهُ أَذىً)). لمالك (1).
_________
(1) مالك 2/ 721.(3/275)
7614 - الشَّرِيدُ بن سويد: كَانَ فِي وَفْدِ ثَقِيفٍ رَجُلٌ مَجْذُومٌ فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: ((ارْجِعْ فَقَدْ بَايَعْنَاكَ.)). للنسائي، قلت: أخرجه في آخر الباب الأول من الأطعمة لمسلم فقط (1).
_________
(1) النسائي7/ 150، وهو عند مسلم (2231)، وقد تقدم.(3/275)
7615 - ابْنُ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -: ((قَالَ لا تُدِيمُوا النَّظَرَ إِلَى الْمَجْذُومِينَ)). للقزويني (1).
_________
(1) ابن ماجه (3543) قال الألباني في «صحيح ابن ماجه»: (2854): حسن صحيح.(3/275)
النجوم والسحر والكهانة(3/275)
7616 - ابن عباس، رفعه: ((من اقتبس بابا من علم النجوم لغير ما ذكر الله، فقد اقتبس شعبة من السحر، المنجم كاهن، والكاهن ساحر، والساحر كافر)). لرزين، ولأبى داود بعضه (1).
_________
(1) أبو داود (3905) وقال الألباني في صحيح الجامع (6074): صحيح. دون ما زاد رزين فلم أقف عليه.(3/275)
7617 - زَيْد بْن خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ: قَالَ: صَلَّى بِنَا النبي - صلى الله عليه وسلم - صَلاةَ الصُّبْحِ بِالْحُدَيْبِيَةِ فِي إِثْرِ سَّمَاءِ كَانَتْ مِنَ اللَّيْلِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ: ((هَلْ تَدْرُونَ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ)) قَالُوا الله وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ: ((أَصْبَحَ مِنْ عِبَادِي مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ فَأَمَّا مَنْ قَالَ مُطِرْنَا بِفَضْلِ الله وَرَحْمَتِهِ فَذَلِكَ مُؤْمِنٌ بِي كَافِرٌ بِالْكَوْكَبِ، وَأَمَّا مَنْ قَالَ مُطِرْنَا بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا فَذَلِكَ كَافِرٌ بِي مُؤْمِنٌ بِالْكَوْكَبِ.)) للسنة إلا الترمذي (1).
_________
(1) البخاري (846) , مسلم (71).(3/275)
7618 - أَبوهُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ الله ((مَا أَنْعَمْتُ عَلَى عِبَادِي مِنْ نِعْمَةٍ إِلا أَصْبَحَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بِهَا كَافِرِينَ يَقُولُونَ: الْكَوْكَبُ)). المسلم والنسائي (1).
_________
(1) مسلم (72).(3/276)
7619 - ولمَالِك كان أبَو هُرَيْرَةَ يَقُولُ: إِذَا أَصْبَحَ وَقَدْ مُطِرَ النَّاسُ مُطِرْنَا بِنَوْءِ الْفَتْحِ ثُمَّ يَتْلُو هَذِهِ الْآيَةَ {مَا يَفْتَحِ الله لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ} (1).
_________
(1) مالك (1/ 171.(3/276)
7620 - قتادة: خلق الله هذه النجوم لثلاث، جعلها الله زينة للسماء، ورجوماً للشياطين، وعلامات يهتدى بها، فمن تأول فيها غير هذا فقد أخطأ حظه، وأضاع نصيبه، وتكلف مالا يعنيه، وما لا علم له به، وما عجز عن علمه الأنبياء والملائكة عليهم السلام. لرزين. قلت: أخرجه فى خلق العالم، للبخارى إلى قوله مالا علم له به (1).
_________
(1) البخاري معلقًا بعد حديث (3198).(3/276)
7621 - العباس: خرجت مع النبى - صلى الله عليه وسلم - من المدينة فالتفت اليها، فقال: ((إن الله قد طهر هذه القرية من الشرك إن لم تضلهم النجوم.)). الموصلي والكبير والأوسط بلين (1).
_________
(1) الموصلي 12/ 77 (6714)، والطبراني في «الأوسط» 1/ 180 - 181 (576). وقال الهثيمي5/ 116: فيه قيس بن الربيع، وثقة شعبة والثوري، وضعفه الناس، وبقية رجالة ثقات. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4705).(3/276)
7622 - أَبِو هُرَيْرَةَرفعه: ((مَنْ عَقَدَ عُقْدَةً، ثُمَّ نَفَثَ فِيهَا فَقَدْ سَحَرَ، وَمَنْ سَحَرَ فَقَدْ أَشْرَكَ، وَمَنْ تَعَلَّقَ شَيْئًا وُكِلَ إِلَيْهِ.)) (1)
_________
(1) النسائي 7/ 112، وقال الألباني في ضعيف النسائي (276): ضعيف.(3/276)
7623 - ابْنُ عَبَّاسٍ، عن رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مِنَ الْأَنْصَارِ: أَنَّهُمْ بَيْنَمَا هُمْ جُلُوسٌ لَيْلَةً مَعَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، رُمِيَ بِنَجْمٍ فَاسْتَنَارَ فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - ((ماكُنْتُمْ تَقُولُونَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ إِذَا رُمِيَ بِمِثْلِ هَذَا)) قَالُوا: الله وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ كُنَّا نَقُولُ: وُلِدَ اللَّيْلَةَ رَجُلٌ عَظِيمٌ وَمَاتَ رَجُلٌ عَظِيمٌ فَقَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((فَإِنَّهَا لا يُرْمَى بِهَا لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلا لِحَيَاتِهِ، وَلَكِنْ رَبُّنَا َتَعَالَى إِذَا قَضَى أَمْرًا سَبَّحَ حَمَلَةُ الْعَرْشِ، ثُمَّ
[ص:277] سَبَّحَ أَهْلُ السَّمَاءِ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ حَتَّى يَبْلُغَ التَّسْبِيحُ أَهْلَ هَذِهِ السَّمَاءِ الدُّنْيَا، ثُمَّ قَالَ الَّذِينَ يَلُونَ حَمَلَةَ الْعَرْشِ لِحَمَلَةِ الْعَرْشِ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ، فَيُخْبِرُونَهُمْ مَا قَالَ، فَيَسْتَخْبِرُ بَعْضُ أَهْلِ السَّمَاوَاتِ بَعْضًا حَتَّى يَبْلُغَ الْخَبَرُ هَذِهِ السَّمَاءَ الدُّنْيَا، فَتَخْطَفُ الْجِنُّ السَّمْعَ، فَيَقْذِفُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ وَيُرْمَوْنَ، فَمَا جَاءُوا بِهِ عَلَى وَجْهِهِ فَهُوَ حَقٌّ وَلَكِنَّهُمْ يَقْرِفُونَ فِيهِ وَيَزِيدُونَ.)). لمسلم والترمذي (1).
_________
(1) مسلم (2229) , الترمذي (3224).(3/276)
7624 - عَائِشَةُ سئل رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - عَنِ الْكُهَّانِ فَقَالَ: ((لَيْسُوا بِشَيْءٍ)) قَالُوا يَا رَسُولَ الله، ِ فَإِنَّهُمْ يُحَدِّثُونَ أَحْيَاناً بِالشَّيْءِ يَكُونُ حَقًّا؟! فَقَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((تِلْكَ الْكَلِمَةُ مِنَ الْحَقِّ يَخْطَفُهَا الْجِنِّيُّ، فَيَقُرُّهَا فِي أُذُنِ وَلِيِّهِ، فَيَخْلِطُونَ فِيهَا أَكْثَرَ مِنْ مِائَةِ كَذْبَةٍ.)) (1)
_________
(1) البخاري (5762) ,ومسلم (2228).(3/277)
7625 - وفي رواية: ((فَيُقَرْقِرُهَا فِي أُذُنِ وَلِيِّهِ كَقَرْقَرَةِ الدَّجَاجَةِ.)) (1)
_________
(1) البخاري (7561).(3/277)
7626 - وعنها قَالَتْ: سُحِرَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى إِنَّهُ لَيُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ يَفْعَلُ الشَّيْءَ وَمَا فَعَلَهُ حَتَّى إِذَا كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ وَهُوَ عِنْدِي دَعَا الله وَدَعَاهُ ثُمَّ قَالَ: ((أَشَعَرْتِ يَا عَائِشَةُ أَنَّ الله قَدْ أَفْتَانِي فِيمَا اسْتَفْتَيْتُهُ فِيهِ)) قُلْتُ: وَمَا ذَاكَ يَا رَسُولَ الله قَالَ: ((جَاءَنِي رَجُلانِ فَجَلَسَ أَحَدُهُمَا عِنْدَ رَأْسِي وَالْآخَرُ عِنْدَ رِجْلَيَّ ثُمَّ قَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: مَا وَجَعُ الرَّجُلِ؟ قَالَ: مَطْبُوبٌ قَالَ: وَمَنْ طَبَّهُ؟ قَالَ: لَبِيدُ بْنُ الْأَعْصَمِ الْيَهُودِيُّ مِنْ بَنِي زُرَيْقٍ قَالَ: فِيمَا ذَا؟ قَالَ: فِي مُشْطٍ وَمُشَاطَةٍ، وَجُفِّ طَلْعَةٍ ذَكَرٍ، قَالَ: فَأَيْنَ هُوَ قَالَ: فِي بِئْرِ ذِي أَرْوَانَ)) قَالَ: فَذَهَبَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فِي أُنَاسٍ مِنْ أَصْحَابِهِ إِلَى الْبِئْرِ، فَنَظَرَ إِلَيْهَا وَعَلَيْهَا نَخْلٌ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى عَائِشَةَ فَقَالَ: ((وَالله لَكَأَنَّ مَاءَهَا نُقَاعَةُ الْحِنَّاءِ، وَلَكَأَنَّ نَخْلَهَا رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ)) قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله أَفَأَخْرَجْتَهُ؟ قَالَ: ((لا أَمَّا أَنَا فَقَدْ عَافَانِيَ الله وَشَفَانِي وَخَشِيتُ أَنْ أُثَوِّرَ عَلَى النَّاسِ مِنْهُ شَرّاً)) وَأَمَرَ بِهَا فَدُفِنَتْ. (1)
_________
(1) البخاري (5766)، ومسلم (2189).(3/277)
7627 - وفي رواية: كَانَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - سُحِرَ حَتَّى كَانَ يَرَى أَنَّهُ يَأْتِي النِّسَاءَ وَلا يَأْتِيهِنَّ. بنحوه. وفيه: رَجُلٌ مِنْ بَنِي زُرَيْقٍ حَلِيفٌ لِيَهُودَ وكَانَ مُنَافِقًا. للشيخين. (1)
_________
(1) البخاري (5763)، ومسلم (2189).(3/278)
7628 - عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: سَحَرَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - رَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ فَاشْتَكَى لِذَلِكَ أَيَّامًا، فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلام، فَقَالَ: إِنَّ رَجُلاً مِنَ الْيَهُودِ عَقَدَ لَكَ عُقَداً فِي بِئْرِ كَذَا وَكَذَا، فَأَرْسَلَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فَاسْتَخْرَجُوهَا فَجِيءَ بِهَا فَقَامَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - كَأَنَّمَا نُشِطَ مِنْ عِقَالٍ فَمَا ذَكَرَ ذَلِكَ لِذَلِكَ الْيَهُودِيِّ وَلا أرَاهُ فِي وَجْهِهِ قَطُّ. للنسائي. (1)
_________
(1) النسائي7/ 112 - 113، وقال الألباني في صحيح النسائي (3802): (صحيح الإسناد).(3/278)
كتاب القدر وفيه محاجة آدم لموسى وحكم الأطفال وذم القدرية وغير ذلك(3/278)
7629 - عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله رفعه: ((لا يُؤْمِنُ عَبْدٌ حَتَّى يُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ، حَتَّى يَعْلَمَ أَنَّ مَا أَصَابَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَهُ وَأَنَّ مَا أَخْطَأَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَهُ)). (1)
_________
(1) الترمذي (2144) وقال: حديث غريب, وقال الألباني في صحيح الترمذي (1743): صحيح ... .(3/278)
7630 - عَنِ ابْنِ الدَّيْلَمِيِّ قَالَ: أَتَيْتُ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ فَقُلْتُ لَهُ لقد وَقَعَ فِي نَفْسِي شَيْءٌ مِنَ الْقَدَرِ فَحَدِّثْنِي بِشَيْءٍ؛ لَعَلَّ الله أَنْ يُذْهِبَهُ مِنْ قَلْبِي. قَالَ: لَوْ أَنَّ الله عَذَّبَ أَهْلَ سَمَاوَاتِهِ وَأَهْلَ أَرْضِهِ، عَذَّبَهُمْ وَهُوَ غَيْرُ ظَالِمٍ لَهُمْ، وَلَوْ رَحِمَهُمْ كَانَتْ رَحْمَتُهُ خَيْرًا لَهُمْ مِنْ أَعْمَالِهِمْ، وَلَوْ أَنْفَقْتَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا فِي سَبِيلِ الله مَا قَبِلَهُ الله مِنْكَ حَتَّى تُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ وَتَعْلَمَ أَنَّ مَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ وَأَنَّ مَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ، وَلَوْ مُتَّ عَلَى غَيْرِ هَذَا لَدَخَلْتَ النَّار، قَالَ: ثُمَّ أَتَيْتُ عَبْدَ الله بْنَ مَسْعُودٍ، فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ، قَالَ ثُمَّ أَتَيْتُ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ، قَالَ: ثُمَّ أَتَيْتُ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ فَحَدَّثَنِي عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مِثْلَ ذَلِكَ. (1)
_________
(1) أبو داود (4699) وقال الألباني في صحيح أبي داود (3932): صحيح.(3/278)
7631 - عَنْ أَبِي حَفْصَةَ: قَالَ عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ لِابْنِهِ: يَا بُنَيَّ إِنَّكَ لَنْ تَجِدَ طَعْمَ حَقِيقَةِ الْإِيمَانِ حَتَّى تَعْلَمَ أَنَّ مَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ، وأن مَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ، فإني سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: ((إِنَّ أَوَّلَ مَا خَلَقَ الله الْقَلَمَ فَقَالَ: لَهُ اكْتُبْ قَالَ: رَبِّ وَمَاذَا أَكْتُبُ قَالَ اكْتُبْ مَقَادِيرَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ)) يَا بُنَيَّ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: ((مَنْ مَاتَ عَلَى غَيْرِ هَذَا فَلَيْسَ مِنِّي)). (1) (2)
_________
(1) أبو داود (4700) وقال الألباني في صحيح أبي داود (3933): صحيح.
(2)(3/279)
7632 - عن عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنُ سُلَيْمٍ قَالَ: قَدِمْتُ مَكَّةَ فَلَقِيتُ عَطَاءَ بْنَ أَبِي رَبَاحٍ فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ! إِنَّ أَهْلَ الْبَصْرَةِ يَقُولُونَ فِي الْقَدَرِ قَالَ: يَا بُنَيَّ أَتَقْرَأُ الْقُرْآنَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ قَالَ: فَاقْرَأِ الزُّخْرُفَ قَالَ: فَقَرَأْتُ {حم وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ} فَقَالَ: أَتَدْرِي مَا أُمُّ الْكِتَابِ؟ قُلْتُ: الله وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: فَإِنَّهُ كِتَابٌ كَتَبَهُ الله قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاوَاتِ وَقَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ الْأَرْضَ، فِيهِ إِنَّ فِرْعَوْنَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ وَفِيهِ {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} قَالَ عَطَاءٌ: فَلَقِيتُ الْوَلِيدَ بْنَ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ فَسَأَلْتُهُ مَا كَانَ وَصِيَّةُ أَبِيكَ عِنْدَ الْمَوْتِ، بنحوه. (1)
_________
(1) الترمذي (2155) وقال غريب من هذا الوجه، وصححه الألباني في صحيح الترمذي (1749).(3/279)
7633 - عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وَفِي يَدِهِ كِتَابَانِ فَقَالَ: ((أَتَدْرُونَ مَا هَذَانِ الْكِتَابَانِ)) فَقُلْنَا: لا يَا رَسُولَ الله إِلا أَنْ تُخْبِرَنَا فَقَالَ: ((لِلَّذِي فِي يَدِهِ الْيُمْنَى، هَذَا كِتَابٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ فِيهِ أَسْمَاءُ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَأَسْمَاءُ آبَائِهِمْ وَقَبَائِلِهِمْ ثُمَّ أُجْمِلَ عَلَى آخِرِهِمْ فَلا يُزَادُ فِيهِمْ وَلا يُنْقَصُ مِنْهُمْ أَبَداً، ثُمَّ قَالَ لِلَّذِي فِي شِمَالِهِ، هَذَا كِتَابٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ فِيهِ أَسْمَاءُ أَهْلِ النَّارِ وَأَسْمَاءُ آبَائِهِمْ وَقَبَائِلِهِمْ ثُمَّ أُجْمِلَ عَلَى آخِرِهِمْ فَلا يُزَادُ فِيهِمْ وَلا يُنْقَصُ مِنْهُمْ أَبَداً)) فَقَالَ: أَصْحَابُهُ فَفِيمَ الْعَمَلُ يَا رَسُولَ الله إِنْ كَانَ أَمْرٌ قَدْ فُرِغَ مِنْهُ فَقَالَ: ((سَدِّدُوا وَقَارِبُوا، فَإِنَّ صَاحِبَ الْجَنَّةِ يُخْتَمُ لَهُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَإِنْ عَمِلَ أَيَّ عَمَلٍ، وَإِنَّ صَاحِبَ النَّارِ يُخْتَمُ لَهُ بِعَمَلِ
[ص:280] أَهْلِ النَّارِ وَإِنْ عَمِلَ أَيَّ عَمَلٍ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بِيَدَيْهِ فَنَبَذَهُمَا، ثُمَّ قَالَ: فَرَغَ رَبُّكُمْ مِنَ الْعِبَادِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ.)) (1).
_________
(1) الترمذي (2141) وقال حسن غريب صحيح. وحسنه الألباني في صحيح الترمذي (1740).(3/279)
7634 - ابن عمر: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خرج فبسط كفه اليمنى فقال: ((بسم الله الرحمن الرحيم، هذا كتاب من الله الرحمن الرحيم، بأسماء أهل الجنة، وأسماء آبائهم وقبائلهم وعشائرهم، لا يزاد فيهم، ولا ينقص منهم))، ثم بسط كفه اليسرى، فقال: بسم الله الرحمن الرحيم، هذا كتاب من الرحمن الرحيم، لأهل النار بأسمائهم، وأسماء آبائهم وقبائلهم وعشائرهم، لا يزاد فيهم، ولا ينقص منهم)). للكبير. وفيه ابن مجاهد
قلت: لعل المصنف دخله احتمال أن يكون غير عبد الوهاب، وإلا فسيأتى له أن عبد الوهاب بن مجاهد ضعيف (1).
_________
(1) الطبراني 12/ 427 (13568). قال الهيثمي: رواه الطبراني من حديث ابن مجاهد عن أبيه ولم أعرف ابن مجاهد وبقية رجاله رجال الصحيح.(3/280)
7635 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كُنْتُ خَلْفَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - يَوْمًا فَقَالَ: ((يَا غُلامُ إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ احْفَظِ الله يَحْفَظْكَ، احْفَظِ الله تَجِدْهُ تُجَاهَكَ، إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ الله، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِالله، وَاعْلَمْ أَنَّ الْأُمَّةَ لَوِ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ الله لَكَ، وَلَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ الله عَلَيْكَ، رُفِعَتِ الْأَقْلامُ وَجَفَّتِ الصُّحُفُ)) (1).
_________
(1) الترمذي (2516) وقال: حسن صحيح. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (2043).(3/280)
7636 - عن عَائِشَةَ قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: ((مَنْ تَكَلَّمَ فِي شَيْءٍ مِنَ الْقَدَرِ سُئِلَ عَنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ لَمْ يَتَكَلَّمْ فِيهِ لَمْ يُسْأَلْ عَنْهُ)) (1).
_________
(1) ابن ماجه (84)، ضعفه البوصيري في ((زوائده)) (9)، وقال: إسناده ضعيف؛ لاتفاقهم على ضعف يحيى بن عثمان. وضعفه الألباني في ضعيف ابن ماجة (16).(3/280)
7637 - عِمْرَانُ بْنُ الْحُصَيْنِ قال: لأبي الأسود الدؤلي: أَرَأَيْتَ مَا يَعْمَلُ النَّاسُ الْيَوْمَ وَيَكْدَحُونَ فِيهِ، أَشَيْءٌ قُضِيَ عَلَيْهِمْ وَمَضَى عَلَيْهِمْ مِنْ قَدَرِ قد سَبَقَ، أَوْ فِيمَا
[ص:281] يُسْتَقْبَلُونَ بِهِ مِمَّا أَتَاهُمْ بِهِ نَبِيُّهُمْ وَثَبَتَتِ الْحُجَّةُ عَلَيْهِمْ؟ فَقُلْتُ: بَلْ شَيْءٌ قُضِيَ عَلَيْهِمْ وَمَضَى عَلَيْهِمْ قَالَ أَفَلا يَكُونُ ظُلْمًا؟ قَالَ فَفَزِعْتُ مِنْ ذَلِكَ فَزَعًا شَدِيداً وَقُلْتُ: كُلُّ شَيْءٍ خَلْقُ الله وَمِلْكُ يَدِهِ، فَلا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ فَقَالَ: لِي يَرْحَمُكَ الله، ُ إِنِّي لَمْ أُرِدْ بِمَا سَأَلْتُكَ إِلا لأجربَ عَقْلَكَ، وإِنَّ رَجُلَيْنِ مِنْ مُزَيْنَةَ أَتَيَا رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - فَقَالا: يَا رَسُولَ الله، أَرَأَيْتَ مَا يَعْمَلُ النَّاسُ الْيَوْمَ وَيَكْدَحُونَ فِيهِ أَشَيْءٌ قُضِيَ عَلَيْهِمْ وَمَضَى فِيهِمْ مِنْ قَدَرٍ قَدْ سَبَقَ، أَوْ فِيمَا يُسْتَقْبَلُونَ بِهِ مِمَّا أَتَاهُمْ بِهِ نَبِيُّهُمْ وَثَبَتَتِ الْحُجَّةُ عَلَيْهِمْ؟ ((فَقَالَ لا، بَلْ شَيْءٌ قُضِيَ عَلَيْهِمْ وَمَضَى فِيهِمْ وَتَصْدِيقُ ذَلِكَ فِي كِتَابِ الله عَزَّ وَجَلَّ {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا، فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا}. للشيخين بلفظ مسلم (1).
_________
(1) البخاري (6596)، ومسلم (2650).(3/280)
7638 - عَلِيُّ رفعه فَقَالَ: ((مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلا وَقَدْ كُتِبَ مَقْعَدُهُ مِنَ الْجَنَّةِ وَمَقْعَدُهُ مِنَ النَّارِ)) قُالوا: يَا رَسُولَ الله أَفَلا نَتَّكِلُ على كتابنا؟ قَالَ: ((لا اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ لما خلق له؛ أما من كان من أهل السعادة فسيسير لعمل السعادة، وأما من كان من أهل الشقاء فسيسير لعمل الشقاء، ثُمَّ قَرَأَ {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى، وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى، فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى} إِلَى قَوْلِهِ {فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى})). للشيخين وأبي داود والترمذي (1).
_________
(1) البخاري (1362)، ومسلم (2647).(3/281)
7639 - عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: ((كَتَبَ الله مَقَادِيرَ الْخَلائِقِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ)) قَالَ ((وَعَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ)). للترمذي ومسلم بلفظه (1).
_________
(1) مسلم (2653)، والترمذي (2156).(3/281)
7640 - ابن مسعود، حَدَّثَنَا رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ-: ((إِنَّ خلق أَحَدِكُمْ يُجْمَعُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، ثُمَّ يَكُونُ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَبْعَثُ الله إِلَيْهِ مَلَكًا بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ، فَيُكْتَبُ عَمَلُهُ وَأَجَلُهُ وَرِزْقُهُ وَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيد، ثُمَّ يُنْفَخُ فِيهِ الرُّوحُ، فوالله الذي لا إله غيره، إن أحدكم لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلا ذِرَاعٌ، فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ فيدخلها)) - للشيخين وأبي داود والترمذي - ((وإن أحدكم
[ص:282] ليعمل بعمل أَهْلِ الْجَنَّةِ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلا ذِرَاعٌ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ فَيَدْخُلُ النَّارَ)) (1).
_________
(1) البخاري (3332)، ومسلم (2643).(3/281)
7641 - ولرزين: ((فإذا بلغ أن يخلق، بعث الله ملكاً يصورها، فيأتي الملك بتراب بين إصبعيه، فيخلطه في المضغة، ثم يعجنه بها، ثم يصور كما يؤمر، فيقول: أذكر أو أنثى؟ أشقي أو سعيد؟ وما عمره ورزقه؟ وما أثره وما مصائبه؟ فيقول الله تعالى: فيكتب الملك، فإذا مات ذلك الجسد، دفن حيث أخذ ذلك التراب)) (1).
_________
(1) الطبري في «تفسيره» 3/ 170 (6566)، وذكره ابن رجب في ((جامع العلوم والحكم)) ص160 - 161، وعزاه الطبري في ((تفسيره))، وقال: فيه السدي مختلف في أمره، وكان الإمام أحمد ينكر عليه جمعه الأسانيد المتعددة للتفسير الواحد، كما كان هو وغيره ينكرون على الواقدي جمعه الأسانيد المتعددة للحديث الواحد.(3/282)
7642 - عَنْ مَطَرِ بْنِ عُكَاش رفعه: ((إِذَا قَضَى الله لِعَبْدٍ أَنْ يَمُوتَ بِأَرْضٍ، جَعَلَ لَهُ إِلَيْهَا حَاجَةً)) (1).
_________
(1) أحمد 5/ 227،والترمذي (2146)، وقال: حسن غريب. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (1745).(3/282)
7643 - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رفعه: ((وَكَّلَ الله بِالرَّحِمِ مَلَكاً يَقُولُ: أي رَبِّ نُطْفَةٌ، أي رَبِّ عَلَقَةٌ، أي رَبِّ مُضْغَةٌ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَقْضِيَ خَلْقَهُ قَالَ: أَذَكَرٌ أَمْ أُنْثَى؟ شَقِيٌّ أَمْ سَعِيدٌ؟ فَمَا الرِّزْقُ وَالْأَجَلُ؟ فَيُكْتَبُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ)) (1).
_________
(1) البخاري (6595)، ومسلم (2646).(3/282)
7644 - عَنْ طَاوُسٍ: أَدْرَكْتُ نَاسًا مِنْ أَصْحَابِ النبي - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُونَ: كُلُّ شَيْءٍ بِقَدَرٍ، حتى العجز والكيس. لمالك ومسلم (1).
_________
(1) مسلم (2655).(3/282)
7645 - عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رفعه: ((فَرَغَ الله إِلَى كُلِّ عَبْدٍ مِنْ خَمْسٍ مِنْ أَجَلِهِ وَرِزْقِهِ وعمله ومضجعه وَشَقِيٍّ أَمْ سَعِيدٍ)) (1).
_________
(1) أحمد 5/ 197، والبزار كما في ((كشف الأستار)) (2152)، و ((الأوسط)) 3/ 272 (3120)، وقال الهيثمي 7/ 195: أحد إسنادي أحمد رجال ثقات. وصححه الألباني في صحيح الجامع (4202).(3/282)
7646 - حذيفة رفعه: ((خلق الله كل صانع وصنعته)) (1).
_________
(1) البزار كما في ((كشف الأستار)) (2160)، وقال الهيثمي 7/ 197: رجاله رجال الصحيح، غير أحمد بن عبد الله أبو الحسن بن الكردي وهو ثقة. وصححه الألباني في الصحيحة (1637).(3/282)
7647 - معاوية رفعه: ((لا تعجل على شيء تظن أنك إن استعجلت إليه أنك مدركه، وإن كان الله لم يقدر ذلك، ولا تستأخرن عن شيء تظن أنك إن استأخرت عنه أنه مدفوع عنك، وإن كان الله قد قدره عليك))، الكبير والأوسط بضعف (1).
_________
(1) الطبراني 19/ 807، و ((الأوسط)) 3/ 355 (3391)، وقال الهيثمي 7/ 199: فيه: عبيد الوهاب بن مجاهد وهو ضعيف.(3/283)
7648 - ابن مسعود قال: لأن يقبض أحدكم على جمرة حتى تبرد، خير له من أن يقول لأمر قضاه الله: ليته لم يكن. للكبير (1).
_________
(1) الطبراني 9/ 239 (9171)، وقال الهيثمي 7/ 207: فيه: المسعودي وقد اختلط.(3/283)
7649 - أَبُو مُوسَى رفعه: ((مَثَلُ الْقَلْبِ مَثَلُ الرِّيشَةِ تُقَلِّبُهَا الرِّيَاحُ بِفَلاةٍ))، القزويني بضعف (1).
_________
(1) ابن ماجة (88)، وصححه الألباني في ((المشكاة)) (103).(3/283)
7650 - أَنَس رفعه: ((إِذَا أَرَادَ الله بِعَبْدٍ خَيْراً اسْتَعْمَلَهُ)) فَقِيلَ: كَيْفَ يَسْتَعْمِلُهُ يَا رَسُولَ الله؟ قَالَ: ((يُوَفِّقُهُ لِعَمَلٍ صَالِحٍ قَبْلَ الْمَوْتِ)) (1).
_________
(1) أحمد 3/ 106 ,والترمذي (2142)، وقال: حسن صحيح. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (1741)(3/283)
7651 - سَعْد رفعه: ((مِنْ سَعَادَةِ ابْنِ آدَمَ رِضَاهُ بِمَا قَضَى الله لَهُ، وَمِنْ شَقَاوَةِ ابْنِ آدَمَ تَرْكُهُ اسْتِخَارَةَ الله، وَمِنْ شَقَاوَةِ ابْنِ آدَمَ سَخَطُهُ بِمَا قَضَى الله لَهُ))، هما للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (2151)، وقال: حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث محمد بن أبي حميد، وهو أبو إبراهيم المدني، وليس بالقوي عند أهل الحديث. وضعفه الألباني في ((ضعيف الترمذي)) (381).(3/283)
7652 - أَبُو هُرَيْرَةَ رفعه: ((الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى الله مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ، احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِالله وَلا تَعْجَزْ، وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ فَلا تَقُلْ: لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ لَكَانَ كَذَا وَكَذَا. وَلَكِنْ قُلْ: قَدَرُ الله وَمَا شَاءَ فَعَلَ. فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ))، لمسلم (1).
_________
(1) مسلم (2664).(3/283)
7653 - عَبْدُ الله بْنُ عَمْرٍو بن العاص رفعه: ((إِنَّ الله عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَ خَلْقَهُ فِي ظُلْمَةٍ، فَأَلْقَى عَلَيْهِمْ مِنْ نُورِهِ، فَمَنْ أَصَابَهُ مِنْ ذَلِكَ
[ص:284] النُّورِ اهْتَدَى، وَمَنْ أَخْطَأَهُ ضَلَّ؛ فَلِذَلِكَ أَقُولُ: جَفَّ الْقَلَمُ عَلَى عِلْمِ الله تعالى))، للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (2642)، وقال: حديث حسن. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (2130).(3/283)
7654 - جَابِر: ((كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ حَتَّى يُعْرِبَ عَنْهُ لِسَانُهُ، فَإِذَا أَعْرَبَ عَنْهُ لِسَانُهُ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً))، أحمد بلين (1).
_________
(1) أحمد 3/ 353، وقال الهيثمي 7/ 218: رواه أحمد، وفيه: أبو جعفر الرازي، وهو ثقة، وفيه خلاف، وبقية رجاله ثقات.(3/284)
7655 - ابن عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سئل من فى الجنة؟ فقال: ((النبي في الجنة والشهيد في الجنة، والمولود في الجنة، والموءودة في الجنة))، للبزار (1).
_________
(1) البزار كما في ((كشف الأستار)) (2168)، وقال الهيثمي 7/ 219: رواه البزار، ورجاله رجال الصحيح، غير محمد بن معاوية بن صالح، وهو ثقة.(3/284)
7656 - سمرةُ: سألت النبي - صلى الله عليه وسلم - عن أولاد المشركين قال: ((هم خدم أهل الجنة))، للبزار والكبير والأوسط (1).
_________
(1) البزار كما في ((كشف الأستار)) (2172)، والطبراني في ((الكبير)) 7/ 240 (6993)، و ((الأوسط)) 2/ 302 (2045)، وقال الهيثمي 7/ 219: فيه عباد بن منصور، وثقه يحيى القطان، وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات.(3/284)
7657 - عَائِشَةُ: تُوُفِّيَ صَبِيٌّ فَقُلْتُ: طُوبَى، عُصْفُورٌ مِنْ عَصَافِيرِ الْجَنَّةِ. فَقَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أَوَلا تَدْرِينَ أَنَّ الله خَلَقَ الْجَنَّةَ وَخَلَقَ النَّارَ، فَخَلَقَ لِهَذِهِ أَهْلاً وَلِهَذِهِ أَهْلاً)). لمسلم والنسائي، وأبي داود (1).
_________
(1) مسلم (2662).(3/284)
7658 - ولها قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، ذَرَارِيُّ الْمُؤْمِنِينَ؟ فَقَالَ: ((هُمْ مِنْ آبَائِهِمْ)) فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، بِلا عَمَلٍ؟! قَالَ: ((الله أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ)) قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، فَذَرَارِيُّ الْمُشْرِكِينَ؟ قَالَ: ((مِنْ آبَائِهِمْ)) قُلْتُ: بِلا عَمَلٍ؟! قَالَ: ((الله أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ)) (1).
_________
(1) أبو داود (4712). وقال الألباني في صحيح أبي داود (3943): صحيح.(3/284)
7659 - ابْن عَبَّاسٍ: سُئِلَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عَنْ أَوْلادِ الْمُشْرِكِينَ، فَقَالَ: ((الله إِذْ خَلَقَهُمْ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ)). للشيخين وأبي داود والنسائي (1).
_________
(1) البخاري (1383)، ومسلم (2260).(3/284)
7660 - خديجة قالت: يا رسول الله، أين أطفالي منك؟ قال: ((في الجنة))، قلت: بلا عمل؟! قال: ((الله أعلم بما كانوا عاملين))، قلت: فأين أطفالي من قبلك؟ قال: ((في النار))، قلت: بلا عمل؟ قال: ((لقد علم الله ما كانوا عاملين))، للكبير والموصلي (1).
_________
(1) أبو يعلى 12/ 504 - 505 (7077)، والطبراني 23/ 16، وقال الهيثمي 7/ 217 - 218: رواه الطبراني وأبو يعلى، ورجاله ثقات، إلا أن عبد الله بن الحارث بن نوفل وابن بريدة لم يدركا خديجة.(3/285)
7661 - أنسٌ رفعه: ((يؤتى بأربعة يوم القيامة: بالمولود، وبالمعتوه، ومن مات في الفترة، والشيخ الفاني، كلهم يتكلم بحجته، فيقول تعالى لعنق من النار: ابرز، فيقول لهم: إني كنت أبعث إلى عبادي رسلاً من أنفسهم، وإني رسول نفسي إليكم، ادخلوا هذه، فيقول من كتب عليه الشقاء: يارب أنَّى ندخلها، وكنا منها نفر؟ ومن كتب عليه السعادة يمضي فيها، فيقتحم فيها مسرعاً، فيقول تعالى: أنتم لرسلي أشد تكذيباً ومعصية، فيدخل هؤلاء الجنة، وهؤلاء النار))، للموصلي والبزار بمدلس (1).
_________
(1) البزار كما في ((كشف الأستار)) 3/ 34 - 35 (2177)، وأبي يعلى 7/ 225 (4224)، وقال الهيثمي 7/ 216: وفيه: ليث بن أبي سليم، وهو مدلس، وبقية رجال أبي يعلى رجال الصحيح. وصححه الألباني في الصحيحة (2468).(3/285)
7662 - وله من طريق غيره في بيان حجتهم: ((يقول المولود: لم أدرك العمل. والمعتوه: لم تجعل لي عقلا أعقل به خيرا ولا شرا، ومن مات في الفترة: لم يأتني كتاب ولا رسول. والشيخ الفاني: لقد جاء الإسلام وما أعقل شيئا)) (1).
_________
(1) البزار كما في ((كشف الأستار)) (2176)، وقال الهيثمي 7/ 216: وفيه: عطية وهو ضعيف.(3/285)
7663 - أَبُو هُرَيْرَةَ رفعه: ((حَاجَّ آدم مُوسَى، فَقَالَ: أَنْتَ الَّذِي أَخْرَجْتَ النَّاسَ مِنَ الْجَنَّةِ بِذَنْبِكَ وَأَشْقَيْتَهُمْ. قَالَ آدَمُ لموسى: أَنْتَ الَّذِي اصْطَفَاكَ الله بِرِسَالَاتِهِ وَكَلامِهِ، أَتَلُومُنِي عَلَى أَمْرٍ كَتَبَهُ الله
[ص:286] عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَنِي؟! - أَوْ: قَدَّرَهُ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَنِي؟! فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى)) (1).
_________
(1) البخاري (4738)، ومسلم (2652).(3/285)
7664 - وفي رواية: ((قَالَ مُوسَى: أَنْتَ آدَمُ الَّذِي خَلَقَكَ بِيَدِهِ، وَنَفَخَ فِيكَ مِنْ رُوحِهِ، وَأَسْجَدَ لَكَ مَلائِكَتَهُ، وَأَسْكَنَكَ فِي جَنَّتِهِ، ثُمَّ أَهْبَطْتَ النَّاسَ بِخَطِيئَتِكَ إِلَى الْأَرْضِ؟ قَالَ آدَمُ: أَنْتَ مُوسَى الَّذِي اصْطَفَاكَ الله بِرِسَالَتِهِ وَبِكَلامِهِ، وَأَعْطَاكَ الْأَلْوَاحَ فِيهَا تِبْيَانُ كُلِّ شَيْءٍ، وَقَرَّبَكَ نَجِيّاً، فَبِكَمْ وَجَدْتَ الله كَتَبَ التَّوْرَاةَ قَبْلَ أَنْ أُخْلَقَ؟ قَالَ مُوسَى: بِأَرْبَعِينَ عَاماً. قَالَ آدَمُ: فَهَلْ وَجَدْتَ فِيهَا {وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى}؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: أَفَتَلُومُنِي عَلَى أَنْ عَمِلْتُ عَمَلًا كَتَبَهُ الله عَلَيَّ أَنْ أَعْمَلَهُ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَنِي بِأَرْبَعِينَ سَنَةً؟! فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى))، للستة إلا النسائي (1).
_________
(1) مسلم (2652).(3/286)
7665 - عُمَرُ رفعه: ((إِنَّ مُوسَى قَالَ: يَا رَبِّ، أَرِنَا آدَمَ الَّذِي أَخْرَجَنَا وَنَفْسَهُ مِنَ الْجَنَّةِ. فَأَرَاهُ الله آدَمَ فَقَالَ له: أَنْتَ أَبُونَا آدَمُ؟ فَقَالَ لَهُ آدَمُ: نَعَمْ. قَالَ: أَنْتَ الَّذِي نَفَخَ الله فِيكَ مِنْ رُوحِهِ، وَعَلَّمَكَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا، وَأَمَرَ الْمَلائِكَةَ فَسَجَدُوا لَكَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَمَا حَمَلَكَ عَلَى أَنْ أَخْرَجْتَنَا وَنَفْسَكَ مِنَ الْجَنَّةِ؟ قَالَ لَهُ آدَمُ: وَمَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: أَنَا مُوسَى. قَالَ: أَنْتَ نَبِيُّ بَنِي إِسْرَائِيلَ الَّذِي كَلَّمَكَ الله .. )) بنحوه. وفيه: ((فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى)) (1).
_________
(1) أبو داود (4702)، وحسنه الألباني في ((الصحيحة)) (1702).(3/286)
7666 - مالك: بلغني أنه قيل لإياس: ما رأيك في القدر؟ قال: رأي ابنتي - يريد: لايعلم سره إلا الله - وبه كان يضرب المثل في الفهم، وقال رجل - وقد سئل عن أمر ما من القدر، فقال: ألست تؤمن بالله؟ قال: نعم، قال: فحسبك (1).
_________
(1) لم أقف عليه.(3/286)
7667 - أبو هُرَيْرَةَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وَنَحْنُ نَتَنَازَعُ فِي الْقَدَرِ، فَغَضِبَ حَتَّى احْمَرَّ وَجْهُهُ، حَتَّى كَأَنَّمَا فُقِئَ فِي وَجْنَتَيْهِ الرُّمَّانُ، فَقَالَ: ((أَبِهَذَا أُمِرْتُمْ؟ أَمْ بِهَذَا أُرْسِلْتُ إِلَيْكُمْ؟ إِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ حِينَ تَنَازَعُوا فِي هَذَا الْأَمْرِ، عَزَمْتُ عَلَيْكُمْ أَلا تَتَنَازَعُوا فِيهِ))، للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (2133)، وقال: حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، من حديث صالح المري، وصالح المري له غرائب ينفرد بها، لا يتابع عليها، وحسنه الألباني في ((صحيح الترمذي)) (1732).(3/286)
7668 - عُمَرُ رفعه: ((لا تُجَالِسُوا أَهْلَ الْقَدَرِ وَلا تُفَاتِحُوهُمْ)) (1).
_________
(1) أبو داود (4710)، وقال الألباني في ((المشكاة)) (1088): سنده ضعيف، فيه: حكيم بن شريك لا يكاد يعرف، رواه الحاكم في المستدرك، ولم يصححه، وربما رواه شاهدا للحديث الذي قبله.(3/287)
7669 - حُذَيْفَةُرفعه: ((لِكُلِّ أُمَّةٍ مَجُوسٌ، وَمَجُوسُ هَذِهِ الْأُمَّةِ الَّذِينَ يَقُولُونَ: لا قَدَرَ. مَنْ مَاتَ مِنْهُمْ فَلا تَشْهَدُوا جَنَازَتَهُ، وَمَنْ مَرِضَ مِنْهُمْ فَلا تَعُودُوهُمْ، وَهُمْ شِيعَةُ الدَّجَّالِ، وَحَقٌّ عَلَى الله أَنْ يُلْحِقَهُمْ بِالدَّجَّالِ)) (1)
_________
(1) أبو داود (4692)، وقال المنذري في ((مختصره)): 7/ 61: عمر مولى غُفرة: لا يحتج بحديثه، ورجل من الأنصار مجهول، وقد روي من طريق آخر عن حذيفة، ولا يثبت. وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (1010).(3/287)
7670 - ابْنُ عُمَرَ رفعه: ((الْقَدَرِيَّةُ مَجُوسُ هَذِهِ الْأُمَّةِ، إِنْ مَرِضُوا فَلا تَعُودُوهُمْ، وَإِنْ مَاتُوا فَلا تَشْهَدُوهُمْ))، هي لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (4691)، وقال المنذري في ((مختصره)) 7/ 58: هذا منقطع: أبو حازم سملة بن دينار: لم يسمع من ابن عمر، وقد روي هذا الحديث عن طريق ابن عمر ليس فيها شيء يثبت. وحسنه الألباني في صحيح أبي داود (3925).(3/287)
7671 - ابْنُ عَبَّاسٍ رفعه: ((صِنْفَانِ مِنْ أُمَّتِي لَيْسَ لَهُمَا فِي الْإِسْلامِ نَصِيبٌ: الْمُرْجِئَةُ وَالْقَدَرِيَّةُ))، للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (2149)، وقال: حديث حسن غريب، وابن ماجة (62). وضعفه ابن الجوزي في ((العلل المتناهية)) 1/ 152، والألباني في ((المشكاة)) (105)، وقال: رويت له شواهد ولكنها واهية كلها. انتهى، ولعل الترمذي حسنه لشواهده والله أعلم.(3/287)
7672 - نَافِعٌ: أَنَّ ابْنَ عُمَرَ جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: إِنَّ فُلانًا يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلامَ. فَقَالَ ابن عمر: بَلَغَنِي أَنَّهُ قَدْ أَحْدَثَ التكذيب بالقدر، فَإِنْ كَانَ قَدْ أَحْدَثَ فَلا تُقْرِئْهُ مِنِّي السَّلامَ، فَإِنِّي سَمِعْتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: ((يَكُونُ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ، أَوْ: فِي أُمَّتِي - الشَّكُّ مِنْهُ - خَسْفٌ أَوْ مَسْخٌ أَوْ قَذْفٌ وذلك بالمكذبين بالقدر)) (1).
_________
(1) الترمذي (2152)، وقال: حسن صحيح غريب، وابن ماجة (4061)،وحسنه الألباني في صحيح الترمذي (1748).(3/287)
7673 - وفي رواية: كَانَ لِابْنِ عُمَرَ صَدِيقٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ يُكَاتِبُهُ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ عَبْدُ الله: إِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّكَ تَكَلَّمْتَ فِي شَيْءٍ مِنَ الْقَدَرِ، فَإِيَّاكَ أَنْ تَكْتُبَ إِلَيَّ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: ((سَيَكُونُ فِي أُمَّتِي أَقْوَامٌ يُكَذِّبُونَ بِالْقَدَرِ))، للترمذي وأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (4613)، وقال الألباني في ((المشكاة)) (106)، ورجاله ثقات إلا أنه منقطع.(3/287)
7674 - ابن عباس: لما بعث الله موسى، وأنزل التوراة، قال: اللهمَّ إنك ربُّ عظيم، ولو شئت أن تطاع لأُطعت، ولو شئت أن لا تعصى ما عُصيت، وأنت تحب أن
[ص:288] تطاع، وأنت في ذلك تعصى، فكيف هذا يا رب؟
فأوحى الله إليه: إني لا أسأل عما أفعل وهم يسألون، فلما بعث عزيراً، وأنزل عليه التوراة بعد ما كان رفعها عن بنى إسرائيل، حتى قال من قال منهم: ابن الله، فقال: اللهمَّ إنك ربُّ عظيمٌ، مثل ذلك، فأوحى الله إليه: إني لا أسأل عما أفعل وهم يسألون، فأبت نفسه حتى سأل أيضاً، فقال: أفتستطيع أن تصر صرة من الشمس؟
قال: لا، قال: أفتستطيع أن يجيء بمكيالٍ من ريحٍ؟ قال: لا، قال أفتستطيع أن يجيء بمثقالٍ من نورٍ؟
قال: لا، قال: فهكذا لا تقدر على الذي سألت عنه، إني لا أسأل عما أفعل وهم يسألون، أما إني لا أجعل عقوبتك إلا أن أمحو اسمك من الأنبياء فلا تذكر فيهم، فمحا اسمه من الأنبياء فليس يذكر فيهم، وهو نبيٌ، فلما بعث الله عيسى ورأى منزلته من ربِّه، وعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل، ويبرئ الأكمه والأبرص، ويحيى الموتى، وينبئهم بما يأكلون وما يدخرون في بيوتهم، قال: اللهمَّ إنك ربٌ عظيمٌ مثله، فأوحى: إليه إني لا أسأل عما أفعل وهم يسألون، وأنت عبدي ورسولي، وكلمتي ألقيتك إلى مريم وروح مني، خلقتك من تراب، ثم قلت لك كن فكنت، فإن لم تنته! لأفعلن بك كما فعلت بصاحبك بين يديك، إني لا أسأل عما أفعل وهم يسألون، فجمع عيسى من يتبعه فقال: القدر سر الله فلا تتكلفوه. للكبير بلين (1).
_________
(1) الطبراني 10/ 260 (10606) و7/ 199، وقال الهيثمي: فيه أبو يحيى القتات، وهو ضعيف عند الجمهور، وقد وثقه ابن معين في رواية وضعفه في غيرها، ومصعب بن صوار لم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح.(3/287)
7675 - عائشة رفعته: ((لا تقولوا: ما شاء الله وشاء محمدٌ، قولوا: ما شاء الله وحده)). للموصلى (1).
_________
(1) الموصلي 8/ 118 (4655)، وصححه الألباني في «السلسلة الصحيحة» (137).(3/288)
7676 - وعنها رفعته: ((لا ينفع حذرٌ من قدرٍ، والدعاء ينفع، أحسبه قال ما لم ينزل القدر، وإن الدعاء ليتلقى البلاء، فيتعالجان إلى يوم القيامة)). للبزار بلين (1).
_________
(1) البزار كما في «كشف الأستار» (2165)، وقال ابن حجر «في تلخيص الحبير» 4/ 121 (1909: وفي إسناده زكريا بن منظور وهو متروك. وحسنه الألباني في صحيح الجامع (7739).(3/288)
كتاب الآداب والسلام والجواب والمصافحة وتقبيل اليد والقيام للداخل(3/289)
7677 - أبو هريرة رفعه: ((إذا انتهى أحدكم إلى مجلس فليسلم، فإن بدا له أن يجلس فيجلس، ثم إذا قام فليسلم، فليست الأولى بأحق من الثانية)). لأبي داود والترمذي (1).
_________
(1) أبو داود (5208)، والترمذي (2706). وقال الألباني: حسن صحيح «صحيح الترمذي» (2177).(3/289)
7678 - زاد رزين: ((ومن سلم على قوم حين يقوم عنهم، كان شريكهم فيما خاضوا فيه من الخير بعده)).(3/289)
7679 - كلدة بن حنبل: أن صفوان بن أمية بعثه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بلبنٍ ولباء وضغابيسٍ، والنبي - صلى الله عليه وسلم - بأعلى الوادي، قال: فدخلت عليه، ولم أستأذن، ولم أسلم، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((ارجع فقل: السلام عليكم أأدخل؟ وذلك بعد ما أسلم صفوان)). وللترمذي ولأبي داود: وجداية بدل اللباء (1).
_________
(1) أبو داواد (5176)، والترمذي (2710)، وقال حسن غريب. وصححه الألباني في «صحيح الترمذي» (2180).
والضغابيس: هي صغار القثاء، واحدها ضُعبوس. وقيل: هي نبت ينبت في أصول الثمام يشبه العليون يسلق بالخل والزيت ويؤكل. واللِّبأ بوزن عنب: أول ما يحلب عند الولادة (النهاية).(3/289)
7680 - أبو هريرة: ((إذا لقى أحدكم أخاه فليسلم عليه، فإن حالت بينهما شجرةٌ أو جدارٌ أو جرٌ، ثم لقيه فليسلم عليه أيضاً)). لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (5200)، وقال الألباني في «المشكاة» (4650): صحيح.(3/289)
7681 - أنس: قال لي النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((يا بنى: إذا دخلت على أهلك فسلم، يكن سلامك بركةً عليك، وعلى أهل بيتك)) (1).
_________
(1) الترمذي (2698)، وقال: حسن صحيح غريب. وقال الألباني في ضعيف الترمذي (509): ضعيف الإسناد.(3/289)
7682 - جابر رفعه: ((السلام قبل الكلام)). هما للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (2699). وقال الألباني: حسن «صحيح الترمذي» (2170).(3/289)
7683 - أنس: مر على صبيان فسلم عليهم، وقال: كان
[ص:290] النبي - صلى الله عليه وسلم - يفعله. للشيخين والترمذي وأبي داود (1).
_________
(1) البخاري (6247)، ومسلم (2168).(3/289)
7684 - أسماء بنت يزيد: مر علينا النبي - صلى الله عليه وسلم - في نسوةٍ فسلَّم علينا. للترمذي وأبى داود بلفظه (1).
_________
(1) أبو داود (5204)، والترمذي (2697)، وقال: حديث حسن. وقال الألباني في صحيح أبي داود (4336): صحيح.(3/290)
7685 - الطفيل بن أبي كعب: أنه كان يأتي ابن عمر، فيغدو معه إلى السوق، قال: فإذا غدونا لم يمر أبو عبد الله على سقاط، ولا على صاحب بيعةٍ، ولا مسكينٍ، ولا على أحدٍ، إلا سلم عليه، قال الطفيل: فجئته يوماً، فاستتبعني إلى السوق، فقلت له: وما تصنع في السوق؟ وأنت لا تقف على البيع، ولا تسأل عن السلع، ولا تسومُ بها، ولا تجلس في مجالس السوق، فاجلس بنا هاهنا نتحدث، فقال لي: يا أبا بطنٍ، وكان الطفيل ذا بطن إنما نغدو من أجل السلام، نسلم على من لقينا. لمالك (1).
_________
(1) الموطأ 2/ 733.(3/290)
7686 - ابن عمر رفعه: ((من سلم على عشرين رجلاً من المسلمين في يوم جماعةٍ أو فرادى، ثم مات من يومه ذلك، وجبت له الجنة، وفي ليلة مثل ذلك))، للكبير بضعف (1).
_________
(1) قال الهيثمي 8/ 30: رواه الطبراني، وفيه مسلمة بن علي وهو ضعيف.(3/290)
7687 - علي رفعه: ((يُجزئ عن الجماعة إذا مروا أن يسلم أحدهم، ويجزئ عن الجلوس أن يرد (1) أحدهم)) (2).
لأبي داود وحديث: ((تقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف))، مر في خصال الإيمان (3).
_________
(1) في (أ): يمر، ولعل الصواب ما أثبتناه.
(2) تقدم.
(3) أبو داود (5210)، وصححه الألباني في «الصحيحة» (1148).(3/290)
7688 - أبو أمامة رفعه: ((أولى الناس بالله من بدأهم بالسلام))، للترمذي وأبى داود بلفظه (1).
_________
(1) أبو داود (5197). والترمذي (2694)، وقال: حديث حسن. وصححه الألباني في صحيح أبي داود (4328).(3/290)
7689 - أبو هريرة رفعه: ((يسلم الراكب على الماشي، والماشي على القاعد، والقليل على الكثير)) (1).
_________
(1) البخاري (6232)، ومسلم (2160).(3/290)
7690 - وفي رواية: ((والصغير على الكبير)). للشيخين وأبى داود والترمذي (1).
_________
(1) البخاري (6231)، ومسلم (2160).(3/291)
7691 - وله عن فضالة بن عبيد رفعه بنحوه وفيه: ((والماشي على القائم)) (1).
_________
(1) الترمذي (2705)، وقال: حسن صحيح, والدارمي (2634)،وصححه الألباني في صحيح الترمذي (2175).(3/291)
7692 - وعنه رفعه: ((لما خلق الله آدم وطوله ستون ذراعاً، ثم قال اذهب، فسلِّم على أولئك نفر من الملائكة جلوسٌ، فاستمع ما يجيبونك (1)، فإنَّها تحيتك، وتحية ذريتك، فقال: السلام عليكم، فقالوا: السلام عليك ورحمة الله، فزادوه: ورحمةُ الله، فكل من يدخل الجنة على صورة آدم فلم يزل الخلق ينقص حتى الآن)). للشيخين (2).
_________
(1) في (ب): يحيونك.
(2) البخاري (3326)، ومسلم (2841).(3/291)
7693 - ابن عباس: وقد قال رجلٌ: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ثم زاد شيئاً، فقال ابن عباسٍ: إنِّ السلام انتهى إلى البركة (1).
_________
(1) مالك 2/ 731.(3/291)
7694 - ابن عمر: وسلَّم عليه رجلٌ فقال: السلام عليك ورحمة الله وبركاته، والغاديات الرائحات، فقال له ابن عمر: وعليك ألفاً، ثم كأنه كره ذلك. هما للموطأ (1).
_________
(1) مالك 2/ 733.(3/291)
7695 - عمران بن حصين: كنا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فجاء رجل فقال: السلام عليكم، فرد - صلى الله عليه وسلم -، وقال: ((عشر))، ثم جاء آخر فقال: السلام (عليكم) (1) ورحمة الله، فردَّ - صلى الله عليه وسلم - وقال: ((عشرون))، ثم جاء آخر فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فرد عليه - صلى الله عليه وسلم - وقال: ((ثلاثون)). للترمذي وأبي داود (2).
_________
(1) في (ب): عليك.
(2) أبو داود (5195). والترمذي (2689)، وقال: حسن صحيح، والدارمي (2640). وصححه الألباني في صحيح أبي داود (4327).(3/291)
7696 - وله عن معاذ بن أنس نحوه
[ص:292] وزاد: ثم أتى آخرٌ فقال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومغفرته، فرد عليه - صلى الله عليه وسلم -، وقال: ((أربعون))، ثم قال لنا: ((هكذا تكون الفضائلُ)) (1).
_________
(1) أبو داود (5196)، وقال الألباني في «ضعيف أبي داود» (1112): ضعيف الإسناد.(3/291)
7697 - غالب بن خطاف: إنا لجلوسٌ بباب الحسن البصري، إذ جاء رجلٌ فقال: حدثني أبى عن جدي قال: بعثني أبى إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: ائته فاقرئه السلام، فأتيته، فقلت: إن أبى يقرئك السلام، فقال: ((عليك وعلى أبيك السلام)). لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (5231)، وقال الألباني في «صحيح أبي داود» (4358): حسن.(3/292)
7698 - جابر بن سليم: أتيت المدينة فرأيت رجلاً يصدر الناس عن رأيه، لا يقول شيئاً إلا صدرواً عنه، قلت: من هذا؟
قالوا: هذا رسول الله فقلت: عليك السلام يا رسول الله مرتين، فقال: ((لا تقل عليك السلام، فإن ذلك تحية الميت، قل: السلام عليك))، قلت: أنت رسول الله؟ فقال: ((أنا رسول الله الذي إن أصابك ضرٌ فدعوته كشفه عنك، وإن أصابك عام سنة فدعوته أنبتها لك، وإن كنت بأرضٍ قفرٍ أو فلاةٍ فضلت راحلتك فدعوته ردَّها عليك))، قلت: اعهد إلي، قال: ((لا تسبن أحداً))، فما سببتُ بعد ذلك حراً ولا عبداً ولا شاة ولا بعيراً، قال: ((ولا تحقرن شيئاً من المعروف، وأن تكلِّم أخاك وأنت منبسط إليه بوجهك، فإن ذلك من المعروف، وارفع إزارك إلى نصف الساق، فإن أبيت فإلى الكعبين، وإياك وإسبال الإزار، إنها من المخيلة، وإن الله لا يحب المخيلة، وإن امرؤ شتمك أو عيرك بما يعلم فيك، فلا تعيره بما تعلم فيه، يكن وبال ذلك عليه)). للترمذي وأبى داود بلفظه (1).
_________
(1) أبو داود (4084)، والترمذي (2721). وقال الألباني في صحيح أبي داود (3442): صحيح.(3/292)
7699 - أنس: قال رجلٌ لعمر: السلام عليكم، فردَّ عمر السلام، ثم قال: كيف أنت؟
قال الرجل: أحمد الله إليك، قال عمر: ذاك أردت منك. لمالك (1).
_________
(1) مالك 2/ 732.(3/292)
7700 - عكرمة بن أبي جهل: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم جئت:
[ص:293] ((مرحباً بالرَّاكب المهاجر)). للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (2735)، وقال: وهذا حديث ليس إسناده بصحيح، لا نعرفه مثل هذا إلا من حديث موسى بن مسعود عن سفيان، وموسى بن مسعود: ضعيف في الحديث. وقال الألباني في ضعيف الترمذي (518): ضعيف الإسناد.(3/292)
7701 - أنس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا سلم سلم ثلاثاً، وإذا تكلَّم بكلمة أعادها ثلاثاً حتى تفهم عنه. للبخاري والترمذي (1).
_________
(1) البخاري (95)، والترمذي (2723).(3/293)
7702 - عمران بن حصين: كنا نقول في الجاهلية: أنعم الله بك عيناً، وأنعم صباحاً، فلما كان الإسلام نهينا عن ذلك (1).
لأبي داود وقال: قال معمر: يكره أن يقول الرجل: أنعم الله بك عيناً، ولا بأس أن يقول: أنعم الله عينك.
_________
(1) أبو داود (5227). وقال الألباني في ضعيف أبي داود (1119): ضعيف الإسناد.(3/293)
7703 - أبو أسيد الساعدي: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للعباس بن عبد المطلب ودخل عليهم، فقال: ((السلام عليكم)) قالوا: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته.
قال: ((كيف أصبحتم؟)) قالوا: بخير نحمد الله، فكيف أصبحت بأبينا وأمنِّا يا رسول الله؟
قال: ((أصبحتُ بخيرٍ، أحمد الله)). للقزويني (1).
_________
(1) ابن ماجة (3711)، وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف، قال البخاري: مالك بن حمزة عن أبيه عن جده أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دعا للعباس وبنيه، الحديث لا يتابع عليه. وضعفه الألباني في ضعيف ابن ماجة (812).(3/293)
7704 - أنس: سمعتُ رجلاً يقولُ للنبي - صلى الله عليه وسلم -:الرجلُ منا يلقى أخاه وصديقه أينحني له؟
قال: ((لا))، قال: أفيلتزمه ويقبله؟
قال: ((لا))، قال: أيأخذ بيده ويصافحه؟ قال: ((نعم)). للترمذي.
وزاد رزين بعد قوله ويقبله: قال: ((لا إلا أن يأتي من سفر)) (1).
_________
(1) الترمذي (2728)، وقال: حديث حسن، وابن ماجة (3702)،وحسنه الألباني في صحيح الترمذي (2195).(3/293)
7705 - عمرو بن شعيب: عن أبيه عن جده رفعه: ((لا تشبهوا باليهود ولا بالنصارى، فإن تسليم اليهود الإشارة بالأصابع، وتسليم النصارى الإشارة بالأكفِّ)). للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (2695)، وقال: إسناده ضعيف، وقال الألباني في «السلسلة الصحيحة» (1783):صحيح.(3/293)
7706 - ابن عمر رفعه:
[ص:294] ((إذا سلم عليكم اليهود، فإنما يقول أحدهم: السام عليك، فقل: وعليك)). للستة إلا النسائي (1).
_________
(1) البخاري (6257)، ومسلم (2164).(3/293)
7707 - عائشة: دخل رهطٌ من اليهود على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: السام عليك، ففهمتها، فقلت: عليكم السام واللعنة، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((مهلاً يا عائشة، إن الله يحب الرفق في الأمر كله))، فقلت: يا رسول الله! ألم تسمع ما قالوا؟
قال: ((قد قلت وعليكم)) (1).
_________
(1) البخاري (6024)، ومسلم (2165).(3/294)
7708 - وفي رواية: ((عليكم)) بدون الواو (1).
_________
(1) مسلم (2165).(3/294)
7709 - وفي أخرى: قالت: عليكم السام والذام. للشيخين والترمذي (1).
_________
(1) مسلم (2165).(3/294)
7710 - ولمسلمٍ، عن جابرٍ نحوه وفيه: قالت: ألم تسمع ما قالوا؟
قال: ((بلى، قد سمعت فرددت عليهم، وإنا نجاب عليهم ولا يجابون علينا)) (1).
_________
(1) مسلم (2165).(3/294)
7711 - أبو هريرة رفعه: ((لا تبدءوا اليهود ولا النصارى بالسلام، وإذا لقيتم أحدهم في الطريق فاضطروه إلى أضيقه)). لمسلم وأبى داود والترمذي (1).
_________
(1) مسلم (2167)، وأبو داود (149).(3/294)
7712 - أسامة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ركب على حمارٍ عليه إكاف، تحته قطيفة فدكية، وأردف أسامة، يعود سعد بن عبادةَ في بنى الحارث بن الخزرج قبل وقعة بدرٍ، فسار حتى مر بمجلس فيه عبد الله بن أبى ابن سلولٍ، وذلك قبل أن يسلم، وإذا في المجلس أخلاطٌ من المسلمين والمشركين عبدة الأوثان واليهود، وفي المسلمين عبد الله بن رواحة، فلما غشيت المجلس عجاجة الدابة، خمر عبد الله بن أبي أنفه بردائه، ثم قال: لا تغبروا علينا، فسلم النبي - صلى الله عليه وسلم - عليهم، ثم وقف، فنزل فدعاهم إلى الله وقرأ عليهم القرآن، فقال له ابن أبيّ: أيها
[ص:295] المرء إنه لا أحسن مما تقول إن كان حقًّاً فلا تؤذينا به في مجالسنا، وارجع إلى رحلك، فمن جاءك فاقصص عليه، فقال عبد الله بن رواحة: بلى يا رسول الله فاغشنا به في مجالسنا، فإنَّا نحب ذلك، فاستب المسلمون والمشركون واليهود حتى كادوا يتثاورون، فلم يزل - صلى الله عليه وسلم - يخفضهم حتى سكتوا، ثم ركب فسار حتى دخل على سعد بن عبادة، فقال له: ((أي سعدُ، ألم تسمع إلى ما قال أبو حبابٍ؟ - يريد ابن أبي - قال: كذا وكذا))، فقال سعد: يا رسول الله، اعف عنه واصفح، فوالله الذي أنزل عليك الكتاب، لقد جاء الله بالحق الذي أنزل عليك، ولقد اجتمع أهل هذه البحيرة على أن يتوجوه، فيعصبوه بالعصابة، فلمَّا أبى الله ذلك بالحق الذي أعطاك الله، شرق بذلك، فذلك الذي فعل به ما رأيت، فعفى عنه - صلى الله عليه وسلم -، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابهُ يعفون عن المشركين وأهل الكتاب كما أمرهم الله، ويصبرون على الأذى، قال تعالى: {وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذىً كَثِيراً وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} [آل عمران: من الآية186] وقال تعالى: {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ
يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ الله بِأَمْرِهِ إِنَّ الله عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [البقرة: 109] وكان - صلى الله عليه وسلم - يتأول في العفو ما أمره الله به، حتى أذن له فيهم، فلما غزا بدراً، فقتل الله فيها من قتل من صناديد كفَّار قريشٍ، وقفل النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه منصورين غانمين، معهم أسارى من صناديد الكفار وسادة قريشٍ، قال ابن أبىّ ومن معه من المشركين عبدة الأوثان: هذا أمر قد توجه، فبايعوا النبي - صلى الله عليه وسلم - على الإسلام فأسلموا. للشيخين (1).
_________
(1) البخاري (4566)، ومسلم (1798).(3/294)
7713 - المهاجر بن قنفذ: أنه أتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - وهو يبول، فسلم عليه، فلم يرد عليه حتى توضأ، ثم اعتذر إليه، وقال: ((إني كرهت أن أذكر الله إلا على طهر)). لأبي داود والنسائي (1).
_________
(1) أبو داود (17). والنسائي 1/ 37،وابن ماجة (350)،والدارمي (2641).وقال الألباني: صحيح (13) «صحيح أبو داود».(3/295)
7714 - ابن مسعود رفعه: ((السلام اسمٌ من أسماء الله تعالى وضعه في الأرض، فأفشوه بينكم، فإنَّ الرجل المسلم إذا مرَّ بقوم فسلَّم عليهم، فردوا عليه، كان له
[ص:296] عليهم فضلُ درجةٍ بتذكيره إياهم السلام، فإن لم يردوا عليه، رد عليه من هو خير منهم وأطيب)). للبزار، والكبير (1).
_________
(1) البزار كما في «كشف الأستار» (1999)، والطبراني «الكبير» 10/ 182 (10391)، وصححه الألباني في «السلسلة الصحيحة» (1894).(3/295)
7715 - أبو هريرة رفعه: ((أعجز الناس من عجز في الدعاء، وأبخل الناس من بخل بالسلام)). الأوسط (1).
_________
(1) ((الأوسط)) 5/ 371 (5591)، وحسنه الألباني في ((السلسلة الصحيحة)) (601).(3/296)
7716 - وعنه - والشك في رفعه -: ((لا يؤذن للمستأذن حتى يبدأ بالسلام)) للأوسط. (1).
_________
(1) ((الأوسط)) 8/ 269 (8603)، وقال الهيثمي: رواه الطبراني في الأوسط، ورجاله ثقات إلا أن عبد الملك لم أجد له سماعا من أبي هريرة. قال ابن حبان: روى عن يزيد الأصم.(3/296)
7717 - معاوية بن قرة رفعه: ((إذا مررت على مجلس فسلم على أهله، فإن يكونوا في خير كنت شريكهم، وإن يكونوا في غير ذلك كان لك أجرٌ)). للكبير. بخفى (1).
_________
(1) الطبراني 19/ 28، قال الهيثمي 8/ 32: رواه الطبراني، وفيه من لم أعرفه.(3/296)
7718 - أنس: لما جاء أهل اليمن قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((جاءكم أهل اليمن، وهم أول من جاء بالمصافحة)). لأبى داود (1).
_________
(1) أبو داود (5213)، وصححه ابن حجر في الفتح الباري 11/ 57 (6264). وصححه الألباني في صحيح أبي داود (4344). إلا قوله وهم أول ... , فإنه مدرج من قول أنس.(3/296)
7719 - ابن مسعود رفعه: ((من تمام التحية الأخذ باليد)). للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (2730)، وقال غريب: قال ابن حجر (فتح الباري 11/ 58 (6265): وفي سنده ضعف. وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (514).(3/296)
7720 - البراء رفعه: ما من مسلمَين يلتقيان فيتصافحان إلا غفر لهما قبل أن يتفرقا. لأبى داود والترمذي (1).
_________
(1) أبو داود (5212)، والترمذي (2727)، وقال: حسن غريب، وابن ماجة (3703). وصححه الألباني في صحيح أبي داود (4343).(3/296)
7721 - عطاء الخراساني أرسله: تصافحوا يذهب الغل، وتهادوا تحابوا، وتذهب الشحناء. لمالك (1).
_________
(1) مالك 2/ 693.(3/296)
7722 - جندب: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا لقى أصحابه، لم يصافحهم حتى يسلم عليهم. للكبير بخفي (1).
_________
(1) الطبراني (1721)، وقال الهيثمي 8/ 36: رواه الطبراني، وفيه من لم أعرفهم. وقال الألباني في الضعيفة (4211): منكر.(3/296)
7723 - حذيفة رفعه: ((إن المؤمن إذا لقى المؤمن فسلم عليه، وأخذ بيده فصافحه، تناثرت خطاياهما كما يتناثر ورق الشجر)). للأوسط (1).
_________
(1) ((الأوسط)) 1/ 84 (245)، وقال الهيثمي 8/ 36: فيه: يعقوب بن محمد بن الطحلاء، لم يضعفه أحد، وبقية رجاله ثقات. وصححه الألباني في الصحيحة (526).(3/297)
7724 - أبو هريرة رفعه: ((إن المسلمين إذا التقيا فتصافحا وتساءلا، أنزل الله بينهما مائة رحمةٍ، تسعةً وتسعين لآنسهما وأطلقهما وأبرهما وأحسنهما مسألة لأخيه)). للأوسط وفيه الحسن بن كثير بن عدى (1).
_________
(1) ((الأوسط)) 7/ 341 (7672)، وقال الهيثمي 8/ 37 وفيه: الحسن بن كثير بن عدي، ولم أعرفه وبقية رجاله رجال الصحيح. وقال الألباني في ضعيف الترغيب والترهيب (1626): منكر.(3/297)
7725 - وعنه رفعه: ((لا تصافحوا اليهود والنصارى)). للأوسط. بضعف (1).
_________
(1) ((الأوسط)) 7/ 212 (7300)، قال الهيثمي 8/ 42 وفيه: سفيان بن وكيع، وهو ضعيف.(3/297)
7726 - كعب بن مالك: أنه لما نزل عذره أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخذ بيده فقبلها. للكبير بضعف (1).
_________
(1) الطبراني 19/ 95، قال الهيثمي 8/ 45 وفيه: يحيى بن عبد الحميد الحماني، وهو ضعيف.(3/297)
7727 - عمر: أنَّه قبل النبي - صلى الله عليه وسلم -. للموصلى بلين (1).
_________
(1) أبو يعلى 9/ 448 (5597)، قال الهيثمي 8/ 45 وفيه: يزيد بن أبي زياد وهو لين الحديث، وبقية رجاله رجال الصحيح. وفيه أن ابن عمر هو من فعل ذلك لا أباه.(3/297)
7728 - عبد الرحمن بن رزين عن سلمة بن الأكوع: بايعتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - بيدي هذه فقبلناها فلم ينكر ذلك. للأوسط (1).
_________
(1) ((الأوسط)) 1/ 205 (657)، وقال الهيثمي 8/ 45: ورجاله ثقات.(3/297)
7729 - أنسٌ: لم يكن شخص أحبَّ إليهم من النبي - صلى الله عليه وسلم -، وكانوا إذا رأوه لم يقوموا، لما يعلمون من كراهيته لذلك. للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (2754) وقال: حسن صحيح. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (2211).(3/297)
7730 - أبو أمامة: خرج علينا النبي - صلى الله عليه وسلم - يتوكأ على عصا فقمنا إليه، فقال: ((لا تقوموا كما تقوم الأعاجم يعظم بعضهم بعضاً)). لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (5230)، وابن ماجة (3836) وقال ابن حجر ((الفتح)) 11/ 52: وأجاب عنه الطبري بأنه حديث ضعيف مضطرب السند، فيه من لا يعرف. وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (1120).(3/297)
7731 - معاوية رفعه: ((من أحب أن يتمثل له الناس قياماً فليتبوأ مقعده من النار)). لأبى داود والترمذي (1).
_________
(1) أبو داود (5229) والترمذي (2755)، وقال: حسن. وصححه الألباني في صحيح أبي داود (4357).(3/298)
الاستئذان(3/298)
7732 - ربعى بن حراش: جاء رجلٌ فاستأذن على النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: ألج؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لخادمه: ((اخرج إلى هذا فعلمه الاستئذان، فقل له: قل السلام عليكم أأدخل؟)) فسمع الرجل ذلك فقال: السلام عليكم أأدخل؟ فأذن له - صلى الله عليه وسلم - فدخل (1).
_________
(1) أبو داود (5177)، وصححه ابن حجر في ((الفتح)) 11/ 3، وقال: سنده جيد. وصححه الألباني في صحيح أبي داود (4312).(3/298)
7733 - قيس بن سعد: زارنا النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - في منزلنا، فقال: ((السلام عليكم ورحمة الله))، فرد أبي ردًّا خفيًا، فقلتُ: ألا تأذن لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال: ذره حتى يكثر علينا من السلام، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((السلام عليكم ورحمة الله))، فردَّ سعد ردًا خفيًا ثم قال - صلى الله عليه وسلم -: السلام عليكم ورحمة الله، ثم رجع، فأتبعه سعد فقال يا رسول الله أني كنت أسمع تسليمك، وأردُّ عليك ردًّا خفيًّا لتكثر علينا من السَّلام، فانصرف معه النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأمر له سعد بغسلٍ فاغتسل، ثم ناوله ملحفةً مصبوغةً بزعفران أو وَرَسٍ، فاشتمل بها، ثم رفع يديه وهو يقول: اللهم اجعل صلواتك ورحمتك على آل سعدٍ، ثم أصاب - صلى الله عليه وسلم - من الطعام، فلما أراد الانصراف قرب له سعد حمارًا قد وطأ عليه بقطيفةٍ، فقال سعد: يا قيس اصحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فصحبته فقال لي: ((اركب معي)) فأبيت، فقال: إما أن تركب، وإما
[ص:299] أن تنصرف، فانصرفت. هما لأبى داود (1).
_________
(1) أبو داود (5185)، وابن ماجة (466) مختصرا، وقال الألباني في ضعيف أبي داود (1111): ضعيف الإسناد.(3/298)
7734 - أبو سعيد: كنت في مجلسٍ من الأنصار، إذ جاء أبو موسى كأنه مذعورٌ، فقال: استأذنت على عمر ثلاثًا فلم يؤذن لي، فرجعت، فقال لي ما منعك؟ قلت: استأذنت ثلاثًا فلم يؤذن لي، فرجعت، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا استأذن أحدكم ثلاثًا فلم يؤذن له فليرجع))، فقال: والله لتقيمنَّ عليه بينة أمنكم أحد سمعه منه؟
قال أبى بن كعب: والله لا يقوم معك إلا أصغر القوم، وكنت أصغر القوم، فقمت معه، فأخبرت عمر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال ذلك (1).
_________
(1) البخاري (6245)، ومسلم (2153).(3/299)
7735 - وفي روايةٍ: أن أبا موسى استأذن على عمر ثلاثًا فكأنه وجده مشغولاً فرجع، فقال عمر: ألم أسمع صوت عبد الله بن قيس؟ ائذنوا له، فدعى له، فقال: ما حملك على ما صنعت؟ قال: إنا كنا نؤمر بهذا، قال: لتقيمن على هذا بينة، أو لأفعلن بنحوه.
وفيه: قال عمر: خفى على هذا من أمر النبي - صلى الله عليه وسلم -، ألهاني عنه الصفق بالأسواق (1).
_________
(1) البخاري (2062)، ومسلم (2153).(3/299)
7736 - وفي أخرى: أنَّ أبا موسى استأذن فقال عمر واحدةً، ثمَّ استأذن الثانية فقال عمر ثنتان ثم استأذنه الثالثة فقال عمر ثلاث، ثم انصرف فاتبعه فرده، فقال: إن كان هذا شيئًا حفظته من النبي - صلى الله عليه وسلم - فها، وإلا لأجعلنك عظةً، قال أبو سعيدٍ: فأتانا فقال: ألم تعلموا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: الاستئذان ثلاث، فجعلوا يضحكون، فقلت: أتاكم أخوكم المسلم قد أفزع تضحكون، قال: انطلق فأنا شريكك في هذه العقوبة، فأتاه فقال: هذا أبو سعيدٍ (1).
_________
(1) مسلم (2153) 35.(3/299)
7737 - وفي أخرى: قال: السلام عليكم، هذا عبد الله بن قيسٍ، فلم يأذن له، فقال: السلام عليكم، هذا أبو موسى، السلام عليكم، هذا الأشعري، ثم انصرف، فقال ردوا علىَّ، ردوا علىَّ فجاء، فقال: ما ردك؟
كنا في شغلٍ، قال سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - بنحوه.
وفيه: أن الشاهد أبى بن كعب، وأنه قال: يا ابن الخطاب! فلا تكونن عذابُا على أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: سبحان الله! سبحان الله! إنما سمعت شيئًا فأحببت أن أتثبتُ (1).
_________
(1) ومسلم (2154).(3/300)
7738 - وفي أخرى: قال عمر أما أنى لم أتهمك، ولكن خشيتُ أن يتقول الناس على النبي - صلى الله عليه وسلم -. للستة إلا النسائي (1).
_________
(1) أبو داود (5181)، مالك 2/ 734.(3/300)
7739 - عوف بن مالك: أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - في غزوة تبوك، وهو في قبة من أدم، فسلمت عليه، فردَّ على، وقال: ((ادخل)). قلت: أكلى يا رسول الله؟
قال: ((كلك))، فدخلت، قال: ذلك من صغر القبة (1).
_________
(1) أبو داود (5000)، وقال الألباني في صحيح أبي داود (4181): صحيح. وأصله في البخاري (3176).(3/300)
7740 - عبد الله بن بسر: كانَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إذا أتى بابَ قومٍ، لم يستقبلِ البابَ من تلقاءِ وجههِ، ولكن من ركنهِ الأيمنِ أو الأيسرِ، ويقولُ: ((السلام عليكم، السلام عليكم))، وذلك أن الدور لم يكن عليها يومئذٍ ستورٌ (1).
_________
(1) أبو داود (5186)، وقال الألباني في صحيح أبي داود (4318): صحيح.(3/300)
7741 - هزيل بن شرحبيل: جاءَ رجلٌ فوقفَ على بابِ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يستأذنُ، فقامَ مستقبل الباب، فقال له - صلى
[ص:301] الله عليه وسلم -: ((هكذا عنك، أو هكذا، فإنما الاستئذان من النظر)) (1).
_________
(1) أبو داود (5174)، قال الألباني في صحيح أبي داود (4310): صحيح.(3/300)
7742 - أبو هريرة رفعه: ((إذا دخل البصر فلا إذن)) (1).
_________
(1) أبو داود (5173)، وقال المنذري في ((المختصر)) 8/ 55 فيه: في إسناد كثير بن زيد الأسلمي مولاهم المدني وهو لا يحتج به. وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (1110).(3/301)
7743 - وعنه إذا دعى أحدكم فجاء مع الرسول، فإن ذلك له إذنٌ (1).
_________
(1) أبو داود (5190)، وقال الألباني في صحيح أبي داود (4322): صحيح.(3/301)
7744 - وفي رواية: رسولٌ الرجل إلى الرجل إذنه. هي لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (5189)، وقال الألباني في صحيح أبي داود (4221): صحيح.(3/301)
7745 - عطاء بن يسار: أن رجلاً سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: استأذن على أمي؟
فقال: نعم قال: إني معها في البيت، فقال: استأذن عليها قال: إني خادمها، فقال: استأذن عليها أتحب أن تراها عريانة؟ قال: لا فقال: استأذن عليها. لمالك (1).
_________
(1) مالك 2/ 743.(3/301)
7746 - علي: كان لي من النبي - صلى الله عليه وسلم - ساعة آتيه فيها، فإذا أتيته استأذنته، فإن وجدته يصلِّى تنحنح فدخلت، وإن وجدته فارغًا أذن لي (1).
_________
(1) النسائي 3/ 12،وابن ماجة (3708) بنحوه. وقال الألباني في ضعيف النسائي (58): ضعيف الإسناد.(3/301)
7747 - وفي رواية: كان لي من النبي - صلى الله عليه وسلم - مدخلٌ بالليل، ومدخلٌ بالنهار، فكنت إذا دخلت بالليل تنحنح لي. للنسائي. (1).
_________
(1) النسائي 3/ 12، وقال الألباني في ضعيف النسائي (59): ضعيف الإسناد.(3/301)
7748 - أبو أيوب قلنا: يا رسول الله هذا السلام، فما الاستيناس؟ قال: يتكلم الرجلُ بتسبيحةٍ وتكبيرةٍ وتحميدةٍ، ويتنحنح، ويؤذن أهل البيت. للقزويني بضعف (1).
_________
(1) ابن ماجه (3707)، قال البوصيري: 478/ 1228 إسناده ضعيف لأن البخاري قال في أبي سورة منكر الحديث يروي عن أبي أيوب مناكير لا يتابع عليه. وضعفه الألباني في ضعيف ابن ماجة (809).(3/301)
7749 - ابن مسعود رفعه: ((إذنك على أن يُرفع الحجاب، وأن تسمع سوادي (1) حتى أنهاك)). لمسلم (2).
_________
(1) سوادي: سراري (النهاية)
(2) مسلم (2169).(3/302)
7750 - جابر: أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - في أمر دينٍ كان على أبي فدققت الباب، فقال: من ذا؟ فقلت: أنا، فخرج وهو يقول: ((أنا أنا)) كأنه يكرهه. للشيخين وأبي داود والترمذي (1).
_________
(1) البخاري (6250) ومسلم (2155).(3/302)
7751 - أنس: أن رجلاً أطلع من بعض حجر النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقام إليه - صلى الله عليه وسلم - بمشقصٍ أو بمشاقصٍ، وكأنَّي أنظر إليه يختل الرجل ليطعنه (1).
_________
(1) البخاري (6242)، ومسلم (2157). مشقص: نصل السهم إذا كان طويلاً غير عريض (النهاية).(3/302)
7752 - وفي روايةٍ: أنَّ أعرابيًا أتى باب النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فألقم عينه خصاصة الباب، فبصر به - صلى الله عليه وسلم -، فتوخاه بحديدةٍ أو عودٍ ليفقأ عينه، فلما أن بصر به انقمع، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((أما أنك لو ثبت لفقأت عينك)). للستة إلا مالكًا (1).
_________
(1) البخاري (6241) بنحوه ومسلم (2156).(3/302)
7753 - أبو هريرة رفعه: ((من اطَّلع في بيت قومٍ بغير إذنهم فقد حلَّ لهم أن يفقئوا عينه)) (1).
_________
(1) مسلم (2158).(3/302)
7754 - وفي رواية: فقد هدرت عينه. للشيخين وأبى داود والنسائي (1).
_________
(1) البخاري (6902) بنحوه، ومسلم (2158).(3/302)
7755 - أبو ذر رفعه: ((من كشف سترًا فأدخل بصره في البيت قبل أن يؤذن له فرأى عورة أهله فقد أتى حدًّا لا يحلُّ له أن يأتيه، ولو أنه حين أدخل بصره استقبله رجلٌ ففقأ عينه ما غيرت عليه، وإن مر رجلٌ
[ص:303] على بابٍ لا ستر له غير مغلق فنظر فلا خطيئة عليه، إنما الخطيئة على أهل البيت)). للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (2707) قال: حديث غريب لا نعرفه مثل هذا إلَّا من حديث ابن لهيعة، وقال الألباني: ((ضعيف للترمذي)) ضعيف (511).(3/302)
7756 - ابن عباس: إنما كان نفى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - الحكم ابن أبى العاص من المدينة إلى الطائف، بينما النبي - صلى الله عليه وسلم - في حجرته، إذا هو بإنسانٍ يطَّلع عليه، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((الوزغ الوزغ)) فنظروا فإذا هو الحكم، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((اخرج لا تساكنني في المدينة ما بقيت، فنفاه إلى الطائف)). للكبير وفيه مدرك بن سليمان (1).
_________
(1) الطبراني 12/ 148 (12724)، وقال الهيثمي 8/ 43: رواه الطبراني، وفيه مدرك بن سليمان ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات.(3/303)
7757 - أعين الجراميزي: أتيت أنسًا وهو في دهليز فسلمت عليه، فقلت أدخل؟ قال: هذا مكان لا يستأذن فيه. للكبير وأعين مجهول (1).
_________
(1) الطبراني 1/ 246 (697)، وقال الهيثمي 8/ 46: رواه الطبراني، وأعين مجهول.(3/303)
العطاس والتثاؤب والمجالسة وآداب المجلس وهيئة النوم والقعود(3/303)
7758 - أنس: عطس رجلان عند النبي - صلى الله عليه وسلم -، فشمت أحدهما، ولم يشمت الآخر، فقيل له: فقال: ((هذا حمد الله، وهذا لم يحمد الله)) للشيخين وأبى داود والترمذي (1).
_________
(1) البخاري (6221)، ومسلم (2991).(3/303)
7759 - عبد الله بن أبي بكر، عن أبيه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إذا عطس فشمِّته، ثم إن عطس فشمته، ثم إن عطس فقل إنك مضنوك (1)، لا أدري أبعد الثالثة أو الرابعة)). لمالك (2).
_________
(1) المضنوك: المزكوم (النهاية).
(2) مالك 2/ 735.(3/303)
7760 - عبيد الله بن رفاعة الزرقي رفعه: ((شمت العاطس ثلاثًا، فإن زاد فإن شئت فشمته، وإن شئت فلا)). لأبى داود والترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (2744) وقال: حديث غريب وإسناده مجهول، وأبو داود (5036) وحسنه ابن حجر في الفتح 10/ 621. وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (521).(3/303)
7761 - سلمة بن الأكوع: أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - وعطس عنده رجل، فقال له: ((يرحمك الله)) ثم عطس أخرى، فقال له - صلى الله عليه وسلم -: ((الرجل مزكوم)). لمسلم وأبى داود والترمذي (1).
_________
(1) مسلم (2993).(3/304)
7762 - أبو هريرة رفعه: ((إن الله يحب العطاس، ويكره التثاؤب، فإذا عطس أحدكم فحمد الله فحق على كلِّ مسلم سمعه أن يقول له يرحمك الله وأمَّا التثاؤب فإنما هو من الشيطان، وإذا تثاءب أحدكم وهو في الصلاة فليكظم ما استطاع، ولا يقل: ها، فإن ذلكم من الشيطان يضحك منه)) (1).
_________
(1) البخاري (6223)، ومسلم (2994).(3/304)
7763 - وفي رواية: ((فإذا تثاءب أحدكم فليضع يده على فيه، فإذا قال آه آه فإنَّ الشيطان يضحك من جوفه)). للشيخين وأبى داود والترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (2746).(3/304)
7764 - ولمسلم وأبى داود عن أبى سعيد رفعه: ((إذا تثاءب أحدكم فليمسك بيده على فمه، فإنَّ الشيطان يدخلُ)) (1).
_________
(1) مسلم (2995).(3/304)
7765 - أبو هريرة: أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا عطس غطى على وجهه بيديه أو بثوبه، وغض بها صوته (1).
_________
(1) أبو داود (5029) ,والترمذي (2745)، وقال: حسن صحيح، وقال الألباني في صحيح الترمذي (2205): حسن صحيح.(3/304)
7766 - أبو موسى: كانت اليهود يتعاطسون عند النبي - صلى الله عليه وسلم -، يرجون أن يقول لهم يرحمكم الله، فيقول يهديكم الله ويصلح بالكم. هما للترمذي وأبى داود (1).
_________
(1) أبو داود (5038) ,والترمذي (2739)، وقال: حسن صحيح. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (2201).(3/304)
7767 - على رفعه: ((من بادر العاطس بالحمد، عوفى من وجع الخاصرة، ولم يشتك ضرسه أبدًا)). للأوسط بضعف (1).
_________
(1) الطبراني في ((الأوسط)) (7141).وقال الهيثمي 8/ 57 وفيه: الحارث الأعور، وضعفه الجمهور ووثق ومن لم أعرفهم.(3/304)
7768 - أبو هريرة رفعه: ((من حدث بحديثٍ فعطس عنده فهو حق)). للأوسط والموصلي بضعف (1).
_________
(1) الطبراني في ((الأوسط)) 6/ 316 (6509)، وأبو يعلى 11/ 234 (6352)، وقال الهيثمي 8/ 58: لا يروى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا بهذا الإسناد، وأبو يعلى، وفيه معاوية بن يحيى الصدفي، وهو ضعيف. وقال الألباني في ضعيف الجامع (5556): موضوع.(3/305)
7769 - وله بلين وخفى عن أنس رفعه: ((أصدقُ الحديث ما عطس عنده)) (1).
_________
(1) للأوسط (3360)، وقال الهيثمي 8/ 58: رواه الطبراني في الأوسط، عن شيخه جعفر بن محمد بن ماجد لم أعرفه، وعمارة بن زاذان: وثقة أبو زرعة وجماعة، وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات. وقال الألباني في الضعيفة (137): باطل.(3/305)
7770 - قيلة بنت مخرمة: أنها رأت النبي - صلى الله عليه وسلم -: وهو قاعد القرفصاء قالت: فلما رأيته المتخشع في الجلسة، أرعدت من الفرق (1).
_________
(1) أبو داود (4847). قال الألباني: حسن (4057) ((صحيح أبي داود)).(3/305)
7771 - الشريد بن سويد: مر بي النبي - صلى الله عليه وسلم - وأنا جالس هكذا، وقد وضعت يدي اليسرى خلف ظهري، وأتكأت على إلية يديَّ فقال: أتقعد قعدة المغضوب عليهم؟. هما لأبى داود (1).
_________
(1) أبو داود (4848). وأحمد 4/ 388، وقال الألباني: صحيح ((صحيح أبي داود)) (4058)(3/305)
7772 - أبو سعيد: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا جلس احتبى بيديه. للترمذي وأبى داود (1).
_________
(1) أبو داود (4846)، وقال فيه عبد الله بن إبراهيم شيخ منكر الحديث، والترمذي في ((الشمائل)) 57 (130)، وقال البيهقي 3/ 236: تفرد به عبد الله بن إبراهيم الغفاري هذا، وهو شيخ منكر الحديث، قاله أبو داود السجستاني وغيره، وصححه الألباني في ((الصحيحة)) (827)، قال: صحيح لغيره؛ له شواهد كثيرة تؤيده، منها: حديث ابن عمر قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بفناء الكعبة محتبيًا بيده هكذا، البخاري (6272).(3/305)
7773 - أبو الدرداء: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا جلس وجلسنا حوله فقام، فأراد الرجوع نزع نعليه أو بعض ما يكون عليه، فيعرف ذلك أصحابه فيثبتون. لأبى داود. (1).
_________
(1) أبو داود (4854)، قال المنذري في ((مختصر أبي داود)) 7/ 200: في إسناده تمام بن نجيح الأسدي، قال يحيى بن معين: ثقة، وقال ابن عدي: غير ثقة، وقال ابن حبان: منكر الحديث جدًا، يروي أشياء موضوعة عن الثقات، كأنه المعتمد لها، وانْتُقِد عليه أحاديث هذا من جملتها، وضعفه الألباني في ((ضعيف أبي داود)) (1033).(3/305)
7774 - أنس رفعه: في حديث مرَّ في فضائل القرآن وفيه: ((مثل الجليس الصالح كمثل المسك)). الحديث (1).
_________
(1) أبو داود (4829)، وصححه الألباني في ((صحيح الجامع)) (5839). وقد مر.(3/305)
7775 - أبو سعيد رفعه: ((إياكم والجلوس في الطرقات)) فقالوا يا رسول الله، ما لنا من مجالسنا بد، نتحدث فيها، فقال:
[ص:306] ((فإذا أبيتم إلا المجلس فأعطوا الطريق حقه))، فقالوا: وما حق الطريق يا رسول الله؟ قال: ((غضُّ البصر وكفُّ الأذى، ورد السلام، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر)) للشيخين وأبى داود (1).
_________
(1) البخاري (2465)، ومسلم (2121).(3/305)
7776 - وله عن عمر نحوه وفيه: ((وتغيثوا الملهوف، وتهدوا الضَّالَّ)) (1).
_________
(1) أبو داود (4817)، وصححه الألباني في ((صحيح أبي داود)) (4032).(3/306)
7777 - أبو طلحة: كنا قعودًا بالأفنية نتحدث، فجاء النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - فقام علينا فقال: ((ما لكم ولمجالس الصعدات؟ اجتنبوا مجالس الصعدات)). فقلنا: إنما قعدنا لغير ما بأسٍ، قعدنا نتذاكر ونتحدث، قال: ((أما لا، فأدُّوا حقَّها، غضُّ البصر، ورد السلام، وحسن الكلام)). لمسلم (1).
_________
(1) مسلم (2161).(3/306)
7778 - ابن عمر قال ابن دينار: كنت أنا وابن عمر عند دار خالد بن عقبة التي بالسوق، فجاء رجلٌ يريد أن يناجيه، وليس مع ابن عمر أحد غيري وغير الرجل الذي يريد أن يناجيه، فدعا ابن عمر رجلاً آخر حتى كنا أربعةً، فقال لي وللرجل الذي دعاه: استأخرا شيئًا فإني سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((لا يتناجى اثنان دون واحدٍ)). للشيخين وأبى داود والموطأ بلفظه (1).
_________
(1) البخاري (6288)، ومسلم (2183)، وأبو داود (4852)، ومالك 2/ 754.(3/306)
7779 - وعنه رفعه: ((لا يقيمن أحدكم رجلاً من مجلسه ثم يجلس فيه ولكن توسعوا وتفسحوا، يفسح الله لكم)). للشيخين وأبى داود والترمذي (1).
_________
(1) البخاري (6270)، ومسلم (2177).(3/306)
7780 - سعيد بن أبي الحسن: جاءنا أبو بكرة في شهادةٍ، فقام له رجلٌ من مجلسه، فأبى أن يجلس فيه وقال: إن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - نهى عن ذاك، ونهى أن يمسح الرجل يده بثوب من لم يكسه. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (4827)، وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (1029).(3/306)
7781 - أبو هريرة رفعه: ((إذا قام أحدكم من مجلسٍ ثم رجع إليه فهو أحق به)). لمسلم وأبى داود (1).
_________
(1) مسلم (2179).(3/307)
7782 - جابر بن سمرة: كنَّا إذا أتينا النبي - صلى الله عليه وسلم - جلس أحدنا بحيث ينتهي (1).
_________
(1) أبو داود (4825)، والترمذي (2725) وقال الألباني في ((صحيح الترغيب)) (3070).(3/307)
7783 - أبو سعيد رفعه: ((خير المجالس أوسعها)). هما لأبى داود (1).
_________
(1) أبو داود (4820)، وأحمد 3/ 18، وصححه الألباني في ((الصحيحة)) (832).(3/307)
7784 - عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده رفعه: ((لا تجلس بين رجلين إلا بإذنهما)) (1).
_________
(1) أبو داود (4844)، والترمذي (2752)، وقال: حسن صحيح، وصححه الألباني في ((الصحيحة)) (2385).(3/307)
7785 - أبو مجلز: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لعن من جلس وسط الحلقة. هما لأبى داود والترمذي (1).
_________
(1) أبو داود (4826) والترمذي (2753)، وضعفه الألباني في ((ضعيف الترغيب)) (1798).(3/307)
7786 - جابر بن سمرة: دخل النبي - صلى الله عليه وسلم - المسجد وهم حلقٌ فقال: ((ما لي أراكم عزين)). لمسلم وأبى داود (1).
_________
(1) مسلم (430)، وأبو داود (4823).(3/307)
7787 - أبو هريرة رفعه: ((إذا كان أحدكم في الفئ)). وفي رواية: ((في الشمس فقلص عنه الظلُّ وصار بعضه في الشمس وبعضه في الظلِّ فليقمْ)). لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (4821)، وصححه الألباني في ((الصحيحة)) (837).(3/307)
7788 - وعنه رفعه: ((إن لكلِّ شيءٍ سيِّدًا، وإنَّ سيِّد المجالس قبالة القبلة)). للأوسط (1).
_________
(1) الطبراني في ((الأوسط)) 3/ 25 (2354)، وقال الهيثمي 8/ 59: رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن. وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (3085).(3/307)
7789 - سهل بن سعد رفعه: ((لا يجلس الرجل بين الرجل وابنه في المجلس)). للأوسط بخفى. (1).
_________
(1) الطبراني في ((الأوسط)) 4/ 358 - 359 (4429)، وقال الهيثمي 8/ 61: وفيه من لم أعرفه. وذكره الألباني في الصحيحة (3556).(3/307)
7790 - أبو ذر: مر بي النبي - صلى الله عليه وسلم - وأنا مضطجعٌ على بطني، فركضني برجله، وقال: ((يا جنيدب إنما هذه ضجعة أهل النار)). للقزويني. بمجهول (1).
_________
(1) ابن ماجه (3724)، وصححه الألباني في ((صحيح ابن ماجه)) (3001).(3/308)
7791 - يعيش بن طفخة: كان أبى من أصحاب الصفة، فحدَّثني أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((انطلقوا معي))، فأتى بيت عائشة، فقال: ((أطعمينا فجاءت بجشيشةٍ فأكلنا))، ثم قال: ((يا عائشة، أطعمينا))، فجاءت بحبسةٍ مثل القطاة فأكلنا، ثم قال: ((يا عائشة، اسقينا))، فجاءت بعسٍّ من لبن فشربنا، ثم قال: ((يا عائشة، اسقينا))، فجاءت بقدح صغيرٍ فشربنا، ثم قال: ((إن شئتم بتم، وإن شئتم انطلقتم إلى المسجد))، فجئت إلى المسجد، فبينا أنا مضطجع من السَّحر على بطني، إذا جاء رجل يحركني برجله، فقال: ((إن هذه ضجعة يبغضها الله))، فنظرت فإذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (5040)، وقال الألباني في ضعيف أبي داود (1069): ضعيف مضطرب غير أن الاضطجاع على البطن صحيح.(3/308)
7792 - على بن شيبان رفعه: ((من بات على ظهر بيتٍ ليس عليه حجاب، فقد برئت منه الذمة)). لأبى داود (1).
_________
(1) أبو داود (5041) , وصححه الألباني في صحيح أبي داود (4215).(3/308)
7793 - عباد بن تميم، عن عمِّه: أنه أبصر النبي - صلى الله عليه وسلم - مضطجعًا في المسجد، رافعًا إحدى رجليه على الأخرى (1). قال مالك: وبلغني عن ابن المسيب: أنَّ عمر وعثمان كانا يفعلان ذلك. للستة.
_________
(1) البخاري (475)، ومسلم (2100).(3/308)
7794 - جابر رفعه: ((لا يستلق أحدكم ثم يضع إحدى رجليه على الأخرى)). لمسلم وأبي داود والترمذي (1).
_________
(1) مسلم (2099).(3/308)
7795 - جابر بن سمرة: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - متكئًا على وسادة
[ص:309] على يساره. للترمذي (1).
_________
(1) أبو داود (4143) ,والترمذي (2770) وقال: حسن غريب. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (2223).(3/308)
7796 - بعض آل أمِّ سلمة قال: كان فراش النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - نحوًا مما يوضع للإنسان في قبره، وكان المسجد عند رأسه. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (5044)، وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (1070).(3/309)
التعاضد بين المسلمين بالنصرة والحلف والإخاء والشفاعة وغير ذلك(3/309)
7797 - أنس رفعه: ((انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً))، فقال رجلٌ: يا رسول الله: أنصره إذا كان مظلومًا، أفرأيت إن كان ظالمًا كيف أنصره؟ قال: ((تحجزه أو تمنعه عن الظلم، فإن ذلك نصره)). للبخاري والترمذي (1).
_________
(1) البخاري (6952)، والترمذي (2255).(3/309)
7798 - جابر وأبو طلحة رفعاه: ((ما من مسلمٍ يخذل امرأ مسلماً في موضع تنتهك فيه حرمته وينتقص فيه من عرضه إلا خذله الله في موضع يحب فيه نصرته، وما من امرئ ينصر مسلماً في موضع ينتقص فيه من عرضه، وينتهك فيه من حرمته إلا نصره الله في موضع يحب نصرته)). لأبى داود. (1).
_________
(1) أبو داود (4884)، قال الألباني في ضعيف أبي داود (1040): ضعيف.(3/309)
7799 - أبو الدرداء رفعه: ((من ذب عن عرض أخيه، رد الله النار عن وجهه يوم القيامة)). للترمذي. (1).
_________
(1) الترمذي (1931)، وقال: حديث حسن. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (1575).(3/309)
7800 - سراقة بن مالك رفعه: ((خيركم المدافع عن عشيرته ما لم يأثم)) (1).
_________
(1) أبو داود (5120)، وقال: أيوب بن سويد ضعيف. وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (1094).(3/309)
7801 - واثلة بن الأسقع قلت: يا رسول الله، ما
[ص:310] العصبية؟ قال: تعين قومك على الظلم. هما لأبى داود (1).
_________
(1) أبو داود (5119). قال الألباني في ضعيف أبي داود (1093): ضعيف.(3/309)
7802 - جبير بن مطعم رفعه: ((لا حلف في الإسلام وأيما حلفٍ كان في الجاهلية لم يزده الإسلام إلا شدةً)). لمسلم وأبى داود وقال يريد حلف المطيبين (1).
_________
(1) مسلم (2530).(3/310)
7803 - عاصم الأحول قلت لأنسٍ: أبلغك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((لا حلف في الإسلام؟)) قال: قد حالف - صلى الله عليه وسلم - بين قريش والأنصار في داري (1).
وفي روايةٍ: بين المهاجرين والأنصار في دارنا مرتين أو ثلاثًا. للشيخين وأبى داود.
_________
(1) البخاري (2294)، ومسلم (2529).(3/310)
7804 - أنس: آخى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بين أبي طلحة وأبى عبيدة. لمسلم (1).
_________
(1) مسلم (2528).(3/310)
7805 - أبو موسى: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - جالساً، فجاء رجل يسأل، فأقبل علينا بوجهه، وقال: ((اشفعوا تؤجروا، ويقضى الله على لسان رسوله ما شاء)). للستة إلا مالكًا (1).
_________
(1) البخاري (1432)، ومسلم (2627).(3/310)
7806 - معاوية رفعه: ((اشفعوا تؤجروا، فإني لأريد الأمر فأوخره كيفما تشفعوا فتؤجروا))، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((اشفعوا تؤجروا)) لأبى داود. (1).
_________
(1) أبو داود (5132)، وقال الألباني في صحيح أبي داود (4280): صحيح.(3/310)
7807 - وللنسائي: أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((اشفعوا تؤجروا))، ولم يزد على هذا. قلت: لم أجده في أبى داود، وأما النسائي ففي الزكاة عن معاوية: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إنَّ الرجل يسألني فأمنعه حتى تشفعوا فيه فتؤجروا))، وأنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((اشفعوا تؤجروا)) (1).
_________
(1) النسائي 5/ 78، وقال الألباني في صحيح النسائي (2397): صحيح.(3/310)
7808 - ابن عمر رفعه: ((المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربةً، فرج الله عنه بها كربةً من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره
[ص:311] الله يوم القيامة)). لأبي داود. (1).
_________
(1) البخاري (2442)، ومسلم (2580).(3/310)
7809 - زاد رزين: ((ومن مشي مع مظلومٍ حتى يثبت له حقه، ثبت الله قدميه على الصراط يوم تزلُّ الأقدام)).
قلت: أعاد هذا الحديث بعد حديثين وقال: للشيخين والترمذي ولم يذكر أبا داود.(3/311)
7810 - أبو هريرة رفعه: ((من نفس عن مؤمن كربةً من كرب الدنيا، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسرٍ يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلماً، ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه)). لمسلم والترمذي وأبى داود (1).
_________
(1) مسلم (2699)، وأبو داود (4946).(3/311)
7811 - وعنه رفعه: ((الدِّين النصيحة))، قالوا: لمن يا رسول الله؟ قال: ((لله، ولكتابه، ولأئمة المسلمين، والمسلمُ أخو المسلم، لا يخذله، ولا يكذبه، ولا يظلمه، وإنَّ أحدكم مرآة أخيه، فإن رأى به أذى فليمطه عنه)). للترمذي. (1).
_________
(1) الترمذي (1926)، وقال: حسن صحيح. وقال الألباني في ضعيف الترمذي (327): ضعيف جدا.(3/311)
7812 - أبو موسى رفعه: ((المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً، وشبك بين أصابعه)). للشيخين والترمذي (1).
_________
(1) البخاري (481)، ومسلم (2585).(3/311)
7813 - أبو هريرة رفعه: ((للمؤمن على المؤمن ستُّ خصال، يعوده إذا مرض، ويشهده إذا مات، ويجيبه إذا دعاه، ويسلم عليه إذا لقيهُ، ويشمِّتُه إذا عطس، وينصح له إذا غاب أو شهد)) للستة إلا مالكًا بلفظ النسائي (1).
_________
(1) البخاري (1240)، ومسلم (2162).(3/311)
7814 - أبو ذر رفعه: ((لا يحقرن أحدكم شيئًا من المعروف، فإن لم يجد فليلق أخاه بوجهٍ طلق، وإذا اشتريت لحمًا أو طبخت قدرًا، فأكثر مرقته، واغرف لجارك منه)). للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (1833)، وقال: حسن صحيح. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (1496) , وبعضه في مسلم (2625).(3/311)
7815 - ابن عمر رفعه: ((إن لله خلقًا خلقهم لحوائج النَّاس، يفزع الناس إليهم في حوائجهم، أولئك الآمنون من عذاب الله)). للكبير بلين (1).
_________
(1) الطبراني 12/ 358 (13334)، وقال الهيثمي 8/ 192: وأحمد بن طارق الراوي عنه لم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1949).(3/311)
7816 - ابن عباس رفعه: ((من مشى في حاجة أخيه كان خيرًا له من اعتكاف عشر سنين، ومن اعتكف يوماً ابتغاء وجه الله جعل الله بينه وبين النار ثلاثة خنادق، كل خندق أبعد مما بين الخافقين)). للأوسط بضعف (1).
_________
(1) ((الأوسط)) 7/ 220 (7326)، وقال الهيثمي 8/ 192: إسناده جيد. وضعفه الألباني في ضعيف الترغيب والترهيب (1573).(3/312)
7817 - أبو هريرة رفعه: ((من دعا إلى هدى، كان له من الأجر مثل أجور من اتبعه ولا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا، ومن دعا إلى ضلالةٍ، كان عليه من الإثم مثل آثام من اتبعه، لا ينقصه ذلك من أوزارهم شيئاً)). للشيخين وأبى داود والترمذي (1).
_________
(1) مسلم (2674).(3/312)
التوادد وكتمان السر وصلاح ذات البين والاحترام وحسن الخلق والحياء وغيرها من الآداب(3/312)
7818 - النعمان بن بشير رفعه: ((مثل المؤمنين في تواددهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)). للشيخين (1).
_________
(1) البخاري (6011)، ومسلم (2586).(3/312)
7819 - المقدام رفعه: ((إذا أحب الرجل أخاه فليخبره أنه يحبه)). لأبي داود والترمذي (1).
_________
(1) أبو داود (5124)، والترمذي (2515)، وقال حسن صحيح غريب. وصححه الألباني في صحيح أبي داود (4273).(3/312)
7820 - أنس: أنَّ رجلاً كان عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فمر رجل فقال: يا رسول الله، إني لأحب هذا، فقال له - صلى الله عليه وسلم -: أعلمته؟ قال: لا، قال: ((فأعلمه)). فلحقه فقال: إني أحبك في الله. قال: أحبك الذي أحببتني له. لأبي داود (1). .
_________
(1) أبو داود (5125)، وحسنه الألباني في صحيح أبي داود (4273).(3/312)
7821 - يزيد بن نعامة رفعه: ((إذا آخى
[ص:313] الرجل الرجل فليسأله عن اسمه واسم أبيه وممن هو؟)). فإنه أوصل للمودة. للترمذي (1). .
_________
(1) الترمذي (2392)، وقال: هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه. ولا نعرف ليزيد بن نعامة سماعًا من النبي - صلى الله عليه وسلم -، ويروى عن ابن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - نحو هذا الحديث ولا يصح إسناده. وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (419).(3/312)
7822 - أبو هريرة: ((أحبب حبيبك هونًا ما، عسى أن يكون بغيضك يومًا ما، وأبغض بغيضك هونًا ما، عسى أن يكون حبيبك يومًا ما)) (1). للترمذي. وقال: أراه رفعه.
_________
(1) الترمذي (1997)، وقال: غريب وصححه الألباني في ((صحيح الترمذي)) (1625).(3/313)
7823 - وعنه رفعه: ((يقول الله تعالى يوم القيامة أين المتحابون لجلالي؟ اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي)). لمالك ومسلم (1).
_________
(1) مسلم (2566)، ومالك 2/ 725.(3/313)
7824 - معاذ رفعه: ((المتحابون في جلالي لهم منابر من نور، يغبطهم النبيون والشهداء)). للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (2390)، وقال: حسن صحيح. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (1948).(3/313)
7825 - أبو إدريس الخولاني: دخلت مسجد دمشق، فإذا فتى شابٌ براق الثنايا، والناس حوله، فإذا اختلفوا في شيء أسندوه إليه، وصدروا عن رأيه، فسألت عنه فقالوا: هذا معاذ بن جبلٍ، فلما كان الغد هجرت إليه، فوجدته قد سبقني بالتهجير، ووجدته يصلى، فانتظرته حتى قضى صلاته، ثم جئته من قبل وجهه، فسلمت عليه، ثم قلت: والله إني لأحبك في الله، فقال: الله؟ قلت: الله، فأخذ بحبوة ردائي، فجبذني إليه، وقال: أبشر فإني سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: قال الله تعالى: وجبت محبتي للمتحابين فيَّ، والمتجالسين فيَّ، والمتزاورين فيَّ، والمتباذلين فيَّ. لمالك (1).
_________
(1) مالك 2/ 726، وقال ابن عبد البر: في ((التمهيد)) (21/ 125: وهو إسناد صحيح، ولكن لقاء أبي إدريس هذا لمعاذ بن جبل مختلف فيه، فطائفة تنفيه وطائفة لا تنكره من أجل هذا الحديث وغيره. وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (3018).(3/313)
7826 - أبو ذر رفعه: ((أفضلُ الأعمال الحب
[ص:314] في الله، والبغض في الله)) (1).
_________
(1) أبو داود (4599)، وقال الألباني في ضعيف أبي داود (998): ضعيف.(3/313)
7827 - عمر رفعه: ((إنَّ من عباد الله ناساً ما هم بأنبياء ولا شهداء، يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة بمكانهم من الله))، قالوا: يا رسول الله! تخبرنا من هم؟ قال: ((هم قوم تحابوا بروح الله، على غير أرحامَ بينهم، ولا أموالَ يتعاطونها، فوالله إن وجوههم لنورٌ، وإنهم على نورٍ، لا يخافون إذا خاف الناس، ولا يحزنون إذا حزن الناس وقرأ {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ الله لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ} [يونس: 62] (1).
_________
(1) أبو داود (3527)، وقال الألباني في صحيح أبي داود (3021): صحيح.(3/314)
7828 - أبو هريرة رفعه: ((أنَّ رجلاً زار أخاه في قريةٍ أخرى، فأرصد الله على مدرجته ملكاً، فلما أتى عليه قال: أين تريد؟ قال: أريد أخاً لي في هذه القرية، قال: هل لك عليه من نعمةٍ تربها؟ قال: لا، غير أني أحببته في الله، قال: فإني رسول الله إليك، بأن الله قد أحبَّك كما أحببته فيه)). لمسلم (1).
_________
(1) مسلم (2567).(3/314)
7829 - وعنه رفعه: ((إن الله إذا أحب عبداً دعا جبريل فقال: إني أحب فلاناً فأحبه، فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء، فيقول: إن الله يحب فلاناً فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض عبداً دعا جبريل فيقول: إني أبغض فلاناً فأبغضه، فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء، إن الله يبغض فلاناً فأبغضوه، فيبغضونه، ثم يوضع له البغضاء في الأرض)) (1).
_________
(1) مسلم (2637) 158.(3/314)
7830 - وفي رواية: عن سهيل بن أبي صالح: كنا بعرفة، فمر عمر بن عبد العزيز وهو على الموسم فقام الناس ينظرون إليه، فقلت لأبى: يا أبت إني أرى الله يحب عمر بن عبد العزيز، قال: وما ذاك؟ قلت: لما له من الحب في قلوب الناس. قال: فأنبئك أني
[ص:315] سمعت أبا هريرة. وذكر الحديث. لمالك والشيخين والترمذي بلفظ مسلم (1).
_________
(1) البخاري (3209)، ومسلم (2637).(3/314)
7831 - أنس: أن رجلاً سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: متى الساعة؟ قال: ((وما أعددت لها؟)) قال: لا شيء إلا أني أحب الله ورسوله فقال: ((أنت مع من أحببت))، قال أنس: فما فرحنا بشيء فرحنا بقوله - صلى الله عليه وسلم - أنت مع من أحببت، فأنا أحب النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأبا بكرٍ، وعمر وأرجو أن أكون معهم بحبي إياهم، وإن لم أعمل أعمالهم (1).
_________
(1) البخاري (3688).(3/315)
7832 - وفي رواية: قال أنس: فأنا أحبُّ الله ورسوله، وذكره (1).
_________
(1) مسلم (2639).(3/315)
7833 - وفي أخرى: فمرَّ غلامٌ للمغيرة وكان من أقراني فقال: إن أُخِّر هذا لم يدركه الهرم حتى تقوم الساعة. للشيخين وأبى داود والترمذي (1).
_________
(1) البخاري (6167).(3/315)
7834 - أبو ذر قال: يا رسول الله الرجل يحبُّ القوم ولا يستطيع أن يعمل بعملهم، قال: أنت يا أبا ذر مع من أحببت، قال: فإني أحب الله ورسوله، قال: ((فإنك مع من أحببت))، فأعادها أبو ذرٍّ، فأعادها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. لأبى داود (1).
_________
(1) أبو داود (5126)، وصححه الألباني في ((صحيح الجامع)) (1483).(3/315)
7835 - عائشة: وقد قدمت امرأة مزاحةٌ من أهل مكة المدينة، فنزلت على نظيرةٍ لها، فقالت عائشة: صدق حبي - صلى الله عليه وسلم - سمعته يقولُ: ((الأرواح جنود مجندة، فما تعارف منها ائتلف، وما تنافر منها اختلف)). للبخاري (1).
_________
(1) البخاري معلقا بعد حديث (3336).(3/315)
7836 - أبو سعيد رفعه: ((ألا أخبركم بأحبكم إلى الله)). قلنا: بلى، قال: ((إن أحبكم إلى الله أحبكم إلى الناس، ألا أخبركم بأبغضكم إلى الله؟)) قلنا: بلى. قال: ((إن أبغضكم إلى الله أبغضكم إلى الناس)). للأوسط (1).
_________
(1) ((الأوسط)) 6/ 136 (6019)، وقال الهيثمي 10/ 275: فيه عبد الرحمن بن حيدة الأنباري، ولم أعرفه، وبقية ورجاله ثقات.(3/315)
7837 - جابر رفعه: ((المجالس بالأمانة إلا ثلاثةً: سفك دمٍ حرامٍ، وفرج حرام، واقتطاع مالٍ بغير حقٍّ)). لأبى داود (1). .
_________
(1) أبو داود (4869)، وضعفه الألباني في: ((ضعيف أبي داود)) (1037).(3/316)
7838 - وعنه رفعه: ((إذا حدث رجلٌ رجلاً بحديث ثم التفت فهو أمانة)). لأبي داود والترمذي (1).
_________
(1) أبو داود (4868)، والترمذي (1959)، وقال الألباني في صحيح الترمذي (1597): حسن.(3/316)
7839 - أنس: أتى على النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - وأنا ألعب مع الغلمان، فسلم علينا، وبعثني إلى حاجةٍ، فأبطأت على أمي، فلما جئت قالت: ما قالت أحبسك؟ قلت: بعثني النبي - صلى الله عليه وسلم - في حاجةٍ قال: ما حاجته؟ قلت: إنها سرٌ، قالت: لا تحدثن بسر النبي - صلى الله عليه وسلم - أحداً، قال: أنس: والله لو حدثت به أحداً لحدثتك يا ثابت (1). للشيخين.
_________
(1) البخاري (6289)، ومسلم (2482).(3/316)
7840 - أبو الدرداء رفعه: ((ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟))
قالوا: بلى، قال: ((صلاح ذات البين، فإن فساد ذات البين هي الحالقة)) لأبي داو والترمذي.
وزاد في رواية: ((لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين)) (1).
_________
(1) الترمذي (2509)، وأبو داود (4919)، وقال الألباني: صحيح في ((صحيح الترمذي)) (2037).(3/316)
7841 - أبو موسى رفعه: (إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم وحامل القرآن غير الغالي فيه، ولا الجافي عنه، وإكرام ذي السلطان المقسط).لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (4843)، قال الألباني: حسن (4053). ((صحيح أبي داود)).(3/316)
7842 - أبي رفعه: ((ما أكرم شابٌ شيخاً لسنِّه إلا قيض الله له من يكرمه عند سنِّه)) (1).
_________
(1) الترمذي (2022)، وقال: غريب. وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (348).(3/316)
7843 - وعنه: جاء شيخ يريد النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأبطأ القوم أن يوسعوا له، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ليس منا من لم يرحم صغيرنا ولم يوقر كبيرنا. هما للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (1919)، وقال الألباني: صحيح ((صحيح الترمذي)) (1565).(3/317)
7844 - عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده رفعه: ((ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويعرف شرف كبيرنا)). لأبي داود والترمذي بلفظه (1).
_________
(1) الترمذي (1920). وأبو داود (4943)، أحمد (2/ 185). قال الألباني: صحيح ((صحيح الترمذي)) (1566).(3/317)
7845 - عائشة: مر بها سائلٌ فأعطته كسرةً، ومر بها آخر وعليه ثيابٌ وله هيئة فأقعدته فأكل، فقيل: لها ذلك، فقالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنزلوا الناس منازلهم. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (4842)، وقال الألباني: ضعيف ((ضعيف أبي داود)) (1032).(3/317)
7846 - أبو هريرة: أن جرير بن عبد الله دخل البيت وهو مملوءٌ، فلم يجد مجلسًا، فرمى إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بإزاره أو برداءه وقال: ((اجلس على هذا))، فأخذه وقبّله وضمه إليه، وقال: أكرمك الله يا رسول الله كما أكرمتني، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا أتاكم كريم قومٍ فأكرموه)). للأوسط والبزار بخفى (1).
_________
(1) ((الأوسط)) 5/ 261 والبزار كما في ((كشف الأستار)) (1959)، وقال الهيثمي 8/ 16: فيه من لم أعرفهم.(3/317)
7847 - ابن مسعود: إذا أكرم الرجل أخاه فإنما يكرم ربه. للبزار بلين (1).
_________
(1) البزار كما في ((كشف الأستار)) (1905)، قال الهيثمي 8/ 19: وفيه الحجاج بن أرطأة ومصعب بن سلام وهما ضعيفان، وقد وثقا، وبقية رجاله رجال الصحيح.(3/317)
7848 - ابن عباس رفعه: ((من أمسك بركاب أخيه المسلم لا يرجوه ولا يخافه غفر الله له)). للأوسط وفيه حفص بن عمر المازني (1).
_________
(1) قال الهيثمي 8/ 19: رواه الطبراني في الأوسط، وفيه حفص بن عمر المازني. ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات.(3/317)
7849 - معاذ: كان آخر ما أوصاني به النبي - صلى الله عليه وسلم - حين وضعت رجلي في الغرز أن قال: يا معاذ أحسن خلقك للناس. للموطأ (1).
_________
(1) مالك 2/ 688.(3/317)
7850 - مالك بلغه: أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال بعثت لأتمم حسن الأخلاق (1).
_________
(1) مالك 2/ 290.(3/317)
7851 - عائشة رفعته: ((إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم)). لأبى داود (1).
_________
(1) أبو داود (4798)، وصححه الألباني في صحيح أبي داود (4013).(3/318)
7852 - وعنها رفعته: ((إن من أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا وألطفهم بأهلهِ)) (1).
_________
(1) الترمذي (2612)، ضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (488).(3/318)
7853 - أبو الدرداء رفعه: ((ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلقٍ حسنٍ، وإن الله تعالى يبغض الفاحش البذيء)) (1).
_________
(1) الترمذي (2002)، وقال: حسن صحيح، وأبو داود (4799)،وصححه الألباني في صحيح الترمذي (1628).(3/318)
7854 - جابر رفعه: ((إن من أحبكم إلى، وأقربكم منى مجلسًا يوم القيامة، أحاسنكم أخلاقًا، وإن أبغضكم إلى، وأبعدكم منى مجلسًا يوم القيامة الثرثارون، والمتشدقون، والمتفيهقون))، قالوا: يا رسول الله! قد علمنا الثرثارون والمتشدقون، فما المتفيهقون؟ قال: ((المتكبرون)). هي للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (2018)، قال الألباني: صحيح ((صحيح الترمذي)) (1642).(3/318)
7855 - النواس بن سمعان رفعه: ((البر حسن الخلق، والإثم ما حاك في صدرك وكرهت أن يطلع عليه الناس)). لمسلم والترمذي (1).
_________
(1) مسلم (2553)، والترمذي (2389).(3/318)
7856 - ابن مسعود رفعه: ((استحيوا من الله حق الحياء))، قلنا: إنا لنستحيي من الله يا رسول الله! والحمد لله، قال: ((ليس ذلك، ولكن الاستحياء من الله حق الحياء، أن تحفظ الرأس وما وعى، والبطن وما حوى، وتذكر الموت والبلى، ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا، فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء)). للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (2458)، وصححه. وحسنه الألباني في صحيح الترمذي (2000).(3/318)
7857 - ابن عمر: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - مر على رجل من الأنصار وهو يعظ أخاه في الحياء، فقال - صلى الله عليه وسلم -: دعه فإن الحياء من الإيمان (1). للستة.
_________
(1) البخاري (24)، ومسلم (36).(3/319)
7858 - أبو هريرة رفعه: ((الحياء من الإيمان، والإيمان في الجنة، والبذاء من الجفاء، والجفاء في النار)) (1).
_________
(1) الترمذي (2009)، وقال: حسن صحيح. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (1634).(3/319)
7859 - أبو أمامة رفعه: ((الحياء والعى شعبتان من الإيمان، والبذاء والبيان شعبتان من النفاق. هما للترمذي وقال: العى قلة الكلام، والبذاء الفحش، والبيان هو كثرة الكلام، مثل هؤلاء الخطباء الذين يخطبون ويتوسعون في الكلام، ويتفصحون فيه من مدح الناس فيما لا يرضي الله)) (1).
_________
(1) الترمذي (2027)، وقال: حسن غريب. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (1650).(3/319)
7860 - عمران بن حصين رفعه: ((الحياء لا يأتي إلا بخيرٍ، فقال بشير بن كعبٍ: إنه مكتوب في الحكمة، إن منه وقاراً ومنه سكينةً)) (1).
_________
(1) البخاري (6117)، ومسلم (37).(3/319)
7861 - وفي راويةٍ: ((ومنه ضعفاً))، فقال عمر: أنا أحدثك عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتحدثني عن صحفك. للشيخين وأبى داود (1).
_________
(1) البخاري (6117)، ومسلم (37).(3/319)
7862 - أبو مسعود البدري رفعه: ((إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى، إذا لم تستح فافعل ما شئت)). للبخاري وأبى داود (1).
_________
(1) البخاري (3483).(3/319)
7863 - أبو سعيد: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - أشدَّ حياءً من العذراء في خدرها، فإذا رأى شيئاً يكرهه عرفناه في وجهه. للشيخين (1).
_________
(1) البخاري (6102)، ومسلم (2320).(3/319)
7864 - أنس رفعه: ((ما كان الفحش في شيء إلا شانه، وما كان الحياء في شيء إلا زانه)). للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (1974)، وقال: حسن غريب، وابن ماجة (4185).(3/320)
7865 - عائشة: كنت أدخل بيتي وأضع ثوبي فأقول: إنما هو زوجي وأبي، فلما دفن عمر معهم، فوالله ما دخلته إلا وأنا مشدودة على ثيابي، حياءً من عمر (1). لأحمد.
_________
(1) أحمد 6/ 202، وقال الهيثمي (8/ 26: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح. وصححه الألباني في المشكاة (1678).(3/320)
7866 - زيد بن طلحة بن ركانة يسنده مرفوعاً: ((إن لكل دين خلقاً، وخلق الإسلام الحياء)). لمالك (1).
_________
(1) مالك 2/ 690، وقال ابن عبد البر ((الاستذكار)) 26/ 129: رواه جمهور الرواة عن مالك مرسلاً. وصححه الألباني في الصحيحة (940).(3/320)
7867 - أبو سعيد رفعه: ((لا تصاحب إلا مؤمنًا ولا يأكل طعامك إلا تقي)) (1).
_________
(1) أبو داود (4832)، الترمذي (2395). وحسنه الألباني في صحيح الترمذي (1952).(3/320)
7868 - أبو هريرة رفعه: ((المرء على دين خليله، فلينظره أحدكم من يخالل)). هما لأبى داود والترمذي (1).
_________
(1) أبو داود (4833)، والترمذي (2378)، وقال: حسن غريب. وحسنه الألباني في صحيح الترمذي (1937).(3/320)
7869 - ابن مسعود: قال اعتبروا الناس بإخوانهم. للكبير بلينٍ (1).
_________
(1) الطبراني 9/ 187 (8919)،وقال الهيثمي 9/ 187 (8919) وفيه: محمد بن كثير بن عطاء وثقه ابن معين وغيره وفيه ضعف.(3/320)
7870 - سمرة رفعه: ((لا تساكنوا المشركين، ولا تجامعوهم، فمن ساكنهم أو جامعهم فهو منهم)). للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (1605)، وصححه الألباني في ((السلسلة الصحيحة)) (636).(3/320)
7871 - أبو موسى رفعه: ((إذا مر أحدكم في مجلسٍ أو سوقٍ، وبيده نبل، فليأخذ بنصالها، ثم ليأخذ بنصالها))، فقال أبو موسى: والله ما متنا حتى سددناها بعضنا في وجوه بعض. للشيخين وأبى داود (1).
_________
(1) البخاري (452)، ومسلم (2615).(3/320)
7872 - جابر: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى أن يتعاطى السيف مسلولاً. لأبى داود والترمذي (1).
_________
(1) أبو داود (2588)، الترمذي (2163)، قال حسن غريب. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (1756).(3/321)
7873 - ابن عمر رفعه: ((تعافوا تسقط الضغائن بينكم)). للبزار. بضعفٍ (1).
_________
(1) البزار كما في ((كشف الأستار)) (2058)، قال الهيثمي 8/ 82 فيه: محمد بن عبد الرحمن البيلماني وهو: ضعيف، قال الألباني: ضعيف جدًا ((ضعيف الجامع)) (2442).(3/321)
7874 - أنس رفعه: ((احترسوا من الناس بسوء الظن)). للأوسط بمدلسٍ (1).
_________
(1) ((الأوسط)) 1/ 189 (598)، وقال الألباني: ضعيف جدًا ((الضعيفة)) (156).(3/321)
7875 - ابن سيرين: كنا مع أبى قتادة على ظهر بيتنا. فرأى كوكباً انقض، فنظروا إليه، فقال: إنا نهينا أن نتبعه أبصارنا. لأحمد (1).
_________
(1) أحمد 5/ 229، قال الهيثمي 8/ 112: رجاله رجال الصحيح.(3/321)
7876 - ابن عباس رفعه: ((لا ينظر أحدكم إلى ظله في الماء)). للأوسط بضعف (1).
_________
(1) ((الأوسط)) 7/ 83 (6919) قال الهيثمي 8/ 113: رواه الطبراني في الأوسط وقال: لا يروى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا بهذا الإسناد، وفيه طلحة بن عمرو وهو ضعيف.(3/321)
7877 - جابر: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يكره السراج عند الصبح. للأوسط بضعفٍ (1).
_________
(1) ((الأوسط)) 5/ 9 (4523)، قال الهيثمي 5/ 112: رواه الطبراني في الأوسط وفيه خديج بن معاوية وهو ضعيف.(3/321)
7878 - سعد رفعه: ((إذا تنخم أحدكم فليغيب نخامته، لا تصيب جلد مؤمنٍ أو ثوبه)). للبزار (1).
_________
(1) البزار كما في ((كشف الأستار)) (2078)، وقال الهيثمي 5/ 114: رجاله ثقات. وحسنه الألباني في صحيح الجامع (439).(3/321)
7879 - عائشة قالت: يكره أن يجعل الرجل يده في خاصرته، وكانت تقول: إن اليهود تفعله (1). لرزين.
_________
(1) البخاري (3458).(3/321)
7880 - أبو هريرة رفعه: ((تجدون من شر الناس عند الله تعالى يوم القيامة ذا الوجهين، الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجهٍ)). للستة إلا النسائي (1).
_________
(1) البخاري (6058)، ومسلم (2526).(3/321)
7881 - عما بن ياسر رفعه: ((من كان له وجهان في الدنيا، كان له يوم القيامة لسانان من نارٍ)). لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (4873)، والدارمي (2764)، وقال الألباني في صحيح أبي داود (4078): صحيح.(3/321)
7882 - سهل بن سعد رفعه: ((الأناة من الله، والعجلة من الشيطان)). للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (2012)، وقال الألباني في ضعيف الترمذي (346): ضعيف(3/322)
7883 - سعد رفعه: ((التؤدة في كل شيء إلا في عمل الآخرة)) (1).
_________
(1) أبو داود (4810)، وقال الألباني في صحيح أبي داود (4025): صحيح.(3/322)
7884 - سمرة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى أن يقد السير بين إصبعين. هما لأبى داود (1).
_________
(1) أبو داود (2589)، وقال الألباني في ضعيف أبي داود (556): ضعيف.(3/322)
الثناء والشكر والمدح والرفق(3/322)
7885 - أسامة رفعه: ((من صنع إليه معروف فقال لفاعله: جزاك الله خيراً فقد أبلغ في الثناء)). للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (2035)، وقال حسن، جيد غريب. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (1657).(3/322)
7886 - جابر: من أعطي عطاءً فليجز به إن وجد، وإن لم يجد فليثن به، فإن من أثنى به فقد شكره، ومن كتمه فقد كفره، ومن تحلى بما لم يعط كلابس ثوبي زور. لأبي داود والترمذي بلفظه (1).
_________
(1) الترمذي (2034)، وقال: حسن غريب، وأبو داود (4813). وحسنه الألباني في صحيح الترمذي (1656).(3/322)
7887 - أبو سعيد رفعه: ((من لا يشكر الناس لا يشكر الله)). للترمذي (1). .
_________
(1) أبو داود (4811) ,والترمذي (1954)، وقال: حسن صحيح. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (1952).(3/322)
7888 - أنس: لما قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة أتاه المهاجرون فقالوا: يا رسول الله، ما رأينا قومًا أبذل من كثير، ولا أحسن مواساةً من قليل، من قوم نزلنا بين أظهرهم، لقد كفونا المؤنة، وأشركونا في المهنإ، حتى لقد خفنا أن يذهبوا بالأجر كله، قال: ((لا، ما دعوتم الله لهم، وأثنيتم عليهم)). لأبي داود والترمذي بلفظه (1).
_________
(1) أبو داود (4812)، والترمذي (2487). وقال الألباني: صحيح ((صحيح الترمذي)) (2020).(3/322)
7889 - مطرف قال: قال أبي: انطلقت في وفد بني عامر إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقلنا: أنت سيدنا فقال: ((السيد الله))، قلنا: وأفضلنا فضلاً، وأعظمنا طولاً، فقال: ((قولوا بقولكم، أو بعض قولكم، ولا يستجرينكم الشيطان)) (1). لأبي داود.
_________
(1) أبو داود (4806)، صححه الألباني في ((صحيح أبي داود)) (4021).(3/323)
7890 - ولرزين نحوه عن أنسٍ وزاد آخره: ((إني لا أريد أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلنيها الله تعالى، أنا محمد بن عبد الله عبده ورسوله)) (1).
_________
(1) الطبراني 3/ 128 (2889)، وقال الهيثمي 9/ 21: إسناده حسن. وصححه الألباني في الصحيحة (1097).(3/323)
7891 - عمر رفعه: ((لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، فإنما أنا عبده فقولوا عبد الله ورسوله)). لرزين (1).
_________
(1) البخاري (3445).(3/323)
7892 - أبو بكرة: أثنى رجل على رجلٍ عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((ويلك، قطعت عنق صاحبك، قطعت عنق صاحبك))، ثلاثًا، ثم قال: ((من كان منكم مادحاً أخاه لا محالة. فليقل: أحسب فلاناً، والله حسيبه، ولا يزكي على الله أحداً أحسب كذا وكذا إن كان يعلم ذلك منه)). للشيخين وأبي داود (1).
_________
(1) البخاري (2662)، ومسلم (3000).(3/323)
7893 - المقداد: وقد جعل رجلٌ يمدح عثمان، فعمد المقداد فجثا على ركبتيه وكان رجلاً ضخمًا، وجعل يحثو في وجهه الحصباء، فقال له عثمان: ما شأنك: فقال: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إذا رأيتم المداحين فاحثوا في وجوههم التراب)). لمسلم وأبي داود والترمذي (1).
_________
(1) مسلم (3002).(3/323)
7894 - عائشة رفعته: ((إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه)) (1).
_________
(1) مسلم (2594).(3/323)
7895 - وفي رواية: ((إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على
[ص:324] العنف، وما لا يعطي على سواه)). لمسلم وأبي داود (1).
_________
(1) مسلم (2593).(3/323)
7896 - جرير رفعه: ((من يحرم الرفق يحرم الخير كله)). لمسلم وأبي داود (1).
_________
(1) مسلم (2592).(3/324)
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والنصح والمشورة(3/324)
7897 - أبو سعيد رفعه: ((من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان)). لمسلمٍ وأصحاب السنن (1).
_________
(1) مسلم (49).(3/324)
7898 - ابن مسعود رفعه: ((إن أول ما دخل النقص على بني إسرائيل أنه كان الرجل يلقى الرجل فيقول: هذا اتق الله، ودع ما تصنع، فإنه لا يحل لك، ثم يلقاه من الغد وهو على حاله، فلا يمنعه ذلك أن يكون أكيله وشريبه وقعيده، فلما فعلوا ذلك ضرب الله قلوب بعضهم على بعضٍ، ثم قال {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ} إلى قوله {فاسقون} [المائدة: 78] ثم قال: والله لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر، ولتأخذن على يد الظالم، ولتأطرنه على الحق أطرًا، ولتقصرنه على الحق قصرًا، أو ليضربن الله بقلوب بعضكم على بعض، ثم ليلعننكم كما لعنهم. لأبي داود والترمذي. (1)
_________
(1) أبو داود (4336)، والترمذي (3047)، وقال: حسن غريب، وابن ماجة (4006)،وقال الألباني في ضعيف أبي داود (932): ضعيف.(3/324)
7899 - أبو بكر: يا أيها الناس، أنتم تقرءون هذه الآية، وتضعونها على غير موضعها {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} [المائدة: من الآية105] وإنا سمعنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه، أوشك أن يعمهم الله بعقابٍ)). لأبي داود والترمذي (1).
_________
(1) أبو داود (4338)، الترمذي (2168)، وابن ماجة (4005)،وقال الألباني في صحيح الترمذي (1761): صحيح.(3/324)
7900 - جرير بن عبد الله رفعه: ((ما من رجل يكون في قوم يعمل فيهم بالمعاصي، يقدرون على أن يغيروا عليه ولا يغيرون، إلا أصابهم الله منه بعقاب قبل أن يموتوا)). لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (4339)، وابن ماجة (4009)، وحسنه الألباني في صحيح أبي داود (3646).(3/325)
7901 - حذيفة رفعه: ((والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف، ولتنهون عن المنكر، أو ليوشكن الله يبعث عليكم عقابًا منه، ثم تدعونه فلا يستجيب لكم)). للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (2169)، وحسنه الألباني في صحيح الترمذي (1762).(3/325)
7902 - العرس بن عميرة الكندي رفعه: ((إذا عملت الخطيئة في الأرض كان من شهدها فأنكرها، كمن غاب عنها، ومن غاب عنها فرضيها كان كمن شهدها)). لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (4345)، وحسنه الألباني في صحيح أبي داود (3651).(3/325)
7903 - أبو سعيد رفعه: ((إن من أعظم الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائرٍ)). لأبي داود والترمذي (1).
_________
(1) وأبو داود (4344)، والترمذي (2174)،وابن ماجة (4011)، وقال الألباني في صحيح الترمذي (1766): صحيح.(3/325)
7904 - أسامة قيل له: لو أتيت عثمان فكلمته، فقال: إنكم لترون أني لا أكلمه إلا أسمعكم، وإني أكلمه في السر دون أن أفتح بابًا لا أكون أول من فتحه، ولا أقول لرجلٍ إن كان عليٌّ أميراً إنه خير الناس بعد شيءٍ سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالوا: وما هو؟ قال: سمعته يقول: ((يجاء بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتندلق أقتابه، فيدور كما يدور الحمار برحاه، فيجتمع عليه أهل النار عليه، فيقولون: يا فلان، ما شأنك؟ أليس كنت تأمرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر؟ فيقولُ: كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه؟ وأنهاكم عن الشر وآتيه)) (1).
_________
(1) البخاري (3267)، ومسلم (2989).(3/325)
7905 - وقال: إنِّي سمعتُ يقول: ((مررت ليلة أسري بي بأقوامٍ تقرض شفاههم بمقاريض من نارٍ، قلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال:
[ص:326] خطباء أمتك الذين يقولون ما لا يفعلون)). للشيخين (1).
_________
(1) أحمد 3/ 120, وصححه ابن حبان 1/ 249 (53) , وصححه الألباني في الصحيحة (291).(3/325)
7906 - على رفعه: ((كيف بكم إذا فسق فتيانكم وطغى نساؤكم؟)) قالوا: يا رسول الله، وإن ذلك لكائنٌ؟ قال: ((نعم. وأشد، كيف بكم إذا لم تأمروا بالمعروف، وتنهوا عن المنكر؟)) قالوا: يا رسول الله وإن ذلك لكائن؟ قال: ((نعم وأشد، كيف بكم إذا أمرتم بالمنكر، ونهيتم عن المعروف؟)) قالوا: يا رسول الله وإن ذلك لكائن؟ قال: ((نعم وأشد، كيف بكم إذا رأيتم المعروف منكرًا، والمنكر معروفًا)). لرزين (1).
_________
(1) ابن المبارك في الزهد 1/ 84 (1376) عن أبي موسى المديني. وضعفه الألباني في الضعيفة (5204).(3/326)
7907 - سهل بن حنيف رفعه: ((من أُذل عنده مؤمن فلم ينصره وهو يقدر على أن ينصره، أذله الله على رءوس الخلائق يوم القيامة)). لأحمد والكبير (1).
_________
(1) أحمد 3/ 487، والطبراني 6/ 73 (5554). قال الهيثمي 7/ 267 وفيه: ابن لهيعة وهو حسن الحديث، وفيه ضعف وبقية رجاله ثقات. وضعفه الألباني في الضعيفة (2402).(3/326)
7908 - جابر رفعه: ((أوحى الله إلى ملك من الملائكة أن اقلب مدينة كذا وكذا على أهلها، قال: إن فيها عبدك: فلانا لم يعصك طرفة عينٍ، قال: اقلبها عليه وعليهم فإن وجهه لم يتمعر في ساعةٍ قطٍ. للأوسط بلين ((يعني لم يغضب لله)) (1).
_________
(1) ((الأوسط)) 7/ 336 (7661)، وقال الهيثمي 7/ 27: رواه الطبراني من رواية عبيد بن إسحاق العطار، عن عمار بن سيف وكلاهما ضعيف ووثق عمار بن سيف ابن المبارك وجماعة ورضي أبو حاتم عبيد بن إسحاق قال الألباني: ضعيف جدًا ((الضعيفة)) (1904).(3/326)
7909 - ابن عمر: سمعت الحجاج يخطب فذكر كلاماً أنكرته، فأردت أن أغير فذكرت قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((لا ينبغي للمؤمن أن يذل نفسه))، قلت: يا رسول الله كيف يذل نفسه؟ قال: ((يتعرض من البلاء لما لا يطيق)). للبزار والكبير والأوسط (1). .
_________
(1) البزار كما في ((كشف الأستار)) (3323)، والطبراني 12/ 408 - 409 (13507)، ((الأوسط)) 5/ 294 - 295 (5357)، وصححه الألباني ((السلسلة الصحيحة)) (613).(3/326)
7910 - أبو أمامة رفعه: ((إذا رأيتم أمراً لا تستطيعون غيره فاصبروا حتى يكون الله هو الذي يغيره)). للكبير بضعف (1).
_________
(1) الطبراني 8/ 164 (7685)، وقال الهيثمي 7/ 275 فيه: عفير بن معدان وهو ضعيف، وقال الألباني: ضعيف ((ضعيف الجامع)) (503).(3/326)
7911 - ابن عمر رفعه: ((من دعا الناس إلى قولٍ أو عمل ويعمل هو به لم يزل في سخط الله حتى يكفَّ أو يعمل ما قال أو دعا إليه)). للكبير بلينٍ (1).
_________
(1) ذكره الهيثمي في ((المجمع)) 7/ 276 وقال: رواه الطبراني، وفيه عبد الله بن خراش وثقه ابن حبان وقال يخطئ وضعفه الجمهور وبقية رجاله ثقات.(3/327)
7912 - أنس قلنا: يا رسول الله! لا نأمر بالمعروف حتى نعمل به، ولا ننهى عن المنكر حتى نجتنبه كله؟ فقال: ((بل مروا بالمعروف وإن لم تعملوا به، وانهوا عن المنكر وإن لم تجتنبوه كله)). للأوسط والصغير بضعف (1).
_________
(1) البزار كما في ((كشف الأستار)) قال الهيثمي 7/ 280: رواه الطبراني في الصغير والأوسط من طريق عبد السلام بن عبد القدوس بن حبيب عن أبيه. وهما ضعيفان. وقال الألباني في ضعيف الجامع (5259): ضعيف جدا.(3/327)
7913 - أبو هريرة رفعه: ((لا تزال لا إله إلا الله تدفع عن قائلها، ما بالى قائلوها ما أصابهم في دنياهم، إذا سلم لهم دينهم، فإذا لم يبال قائلوها ما أصابهم في دينهم بسلامة دنياهم، فقالوا: لا إله إلا الله، قيل لهم: كذبتم)). للبزار. بضعفٍ (1).
_________
(1) قال الهيثمي 7/ 277: رواه البزار، وفيه عبد الله بن محمد بن عجلان. وهو ضعيف جدًا.(3/327)
7914 - تميم الداريّ رفعه: ((إن الدين النصيحة))، قلنا لمن يا رسول الله؟ قال: ((لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم)). لمسلم، وأبي داود، والنسائي (1).
_________
(1) مسلم (55).(3/327)
7915 - جرير بن عبد الله: أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقلت: أبايعك على الإسلام، فشرط علىَّ، ((والنصح لكلِّ مسلم)). للستة إلا مالكًا (1).
_________
(1) البخاري (58)، ومسلم (56).(3/327)
7916 - عليّ بن سهل أن أباه قال: بعثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزاة، فلما بلغت المغار استحثثت فرسي، وسبقت أصحابي، فقلت لهم: قولوا لا إله إلا الله، تحرزوا منا أموالكم، ودماءكم، فقالوها، فلامني أصحابي، وقالوا أحرمتنا الغنيمة، فلما قدمنا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخبروه بالذي صنعت، فدعاني وحسن لي فعلي في الجهاد، وقال: ((أما إن الله قد كتب لك من كل إنسانٍ منهم خيراً، وقال لي: أما إني سأكتب لك بالوصاة على قومك))، فكتب لي كتاباً وختم عليه ودفعه إلى. لرزين (1).
قلت: كذا في الأصل والحديث في آخر أبي داود في باب ما يقول إذا أصبح بما حاصله قال أبو داود: ثنا
[ص:328] علىُّ بن سهل الرمليّ ومحمد بن المصفىَّ، ثنا الوليد، ثنا عبد الرحمن بن حسان الكناني ثني مسلم بن الحارث بن مسلم التميمي، قال عليّ: أن أباه حدثه قال: بعثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سريةٍ فلما بلغت المغار استحثثت فرسي، فسبقت أصحابي، وتلقاني الحىُّ بالرنين، فقلت لهم قولوا: لا إله إلا الله تحرزوا، فقالوها، فلامني أصحابي وقالوا: أحرمتنا الغنيمة، فلما قدمنا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخبروه بالذي صنعت، فدعاني، فحسَّن لي ما صنعت، وقال: ((أما إن الله قد كتب لك من كل إنسان منهم كذا وكذا))، قال عبد الرحمن: فأنا نسيتُ الثواب، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أما إني سأكتب لك بالوصاة بعدي))، قال: ففعل وختم عليه ودفعه إلي، وقال لي: ثم ذكر معناه، وقال ابن المصفَّى: سمعت الحارث بن مسلم يحدث عن أبيه انتهى فعلم أن الحديث لمسلم بن الحارث، ويقال له الحارث بن مسلمٍ، عن أبيه لا لعلىِّ بن سهلٍ كما توهمه رزين، من تعقيد لفظ أبي داود كعادته في التعقيد في تأدية الحديث، ورحم الله المصنِّف تبع هنا رزيناً وأخرج الحديث في الجهاد لأبي داود عن الحارث بن مسلمٍ، كما عند ابن المصفَّى، والنسخة التي عندي من رزين فيها الحديث عن عليِّ بن سهل، لكن لفظ متن الحديث هو لفظ أبي داود، وأجد بها كثرة الاختلاف لما يسنده المصنف لرزين، والله أعلم.
_________
(1) أبو داود (5080)، وقال الألباني في ضعيف أبي داود (1084): ضعيف.(3/327)
7917 - أبو هريرة رفعه: ((من أفتى بغير علمٍ كان إثمه على من أفتاه، ومن أشار على أخيه بأمر يعلم أن الرشد في غيره فقد خانه)). لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (3657)، قال الألباني في: ((صحيح أبي داود)) (3105): حسن.(3/328)
7918 - أم سلمة رفعته: ((المستشار مؤتمن)). للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (2823) وقال: هذا حديث غريب من حديث أم سلمة. وصححه الألباني في صحيح الجامع (6700).(3/328)
7919 - ولأبى داود عن أبي هريرة (1).
_________
(1) أبو داود (5128)، وقال الألباني: في ((صحيح أبي داود)) (4277): صحيح.(3/329)
النّية والإخلاص والوعد والصدق والكذب(3/329)
7920 - عمر رفعه: ((إنما الأعمال بالنيات، وفي رواية بالنبة، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها، أو امرأة يتزوجها، فهجرته إلى ما هاجر إليه)) (1). للستة إلا مالكاً.
_________
(1) البخاري (6689)، ومسلم (1907).(3/329)
7921 - وفي رواية: ((فمن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها، أو امرأةٍ ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه)) (1).
_________
(1) البخاري (1).(3/329)
7922 - ابن عمر رفعه: ((إذا أنزل الله بقوم عذاباً أصاب العذاب من كان فيهم، ثم بعثوا على أعمالهم)) (1). للشيخين.
_________
(1) البخاري (7108)، مسلم (2879).(3/329)
7923 - أبو هريرة رفعه: ((إن الله لا ينظر إلى صوركم وأقوالكم، ولكن إنما ينظر إلى أعمالكم وقلوبكم)). للقزويني (1).
_________
(1) ابن ماجه (4143)، وهو في مسلم (2564).(3/329)
7924 - ابن عباس رفعه: ((من أخلص لله أربعين صباحاً، ظهرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه)) (1). لرزين.
_________
(1) أبو نعيم في ((الحلية)) 5/ 189، وقال الألباني: ضعيف في ((الضعيفة)) (38).(3/329)
7925 - عبد الله بن أبي الحمساءِ: بايعت النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - ببيع قبل أن يبعث، فبقيت له بقية، ووعدته أن آتيه بها في مكانه، فنسيت، ثم ذكرت بعد
[ص:330] ثلاثٍ، فجئت فإذا هو في مكانه، فقال: ((يا فتى لقد شققت على أنا ههنا منذ ثلاث أنتظرك)). لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (4996)، وقال المنذري: عبد الكريم المعلم هو ابن أبي المخارق، ولا يحتج بحديثه ((مختصر أبي داود)) 7/ 284. وقال الألباني في ضعيف أبي داود (1062): ضعيف الإسناد.(3/329)
7926 - زيد بن أرقم رفعه: ((إذا وعد الرجل ونوى أن يفي به، فلم يف به فلا جناح عليه)) (1). لأبي داود والترمذي بلفظه.
_________
(1) أبو داود (4995)، الترمذي (2633)، وقال: هذا حديث غريب وليس إسناده بالقوي، علي بن عبد الأعلى ثقة، ولا تعرف أبو النعمان ولا أبو وقاص، وهما مجهولان. وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (493).(3/330)
7927 - ولرزين: من وعد رجلاً فلم يأت أحدهما إلى وقت الصلاة وذهب الذي جاء ليصلي فلا إثم عليه.(3/330)
7928 - جابر: قال لي النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((لو قد جاء مال البحرين أعطيتك هكذا وهكذا))، فلم يجىء حتى قبض، فلما مات جاء أبا بكر مال البحرين، فنادى منادي أبي بكرٍ، من كان له على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عدةٌ أو دينٌ فليأتنا، فأتيته، فأخبرته، فقال: حثا ولم يعطني، ثم أتيته فقال: مثله ثم أتيته الثالثة فقلت: سألتك فلم تعطني، ثم سألتك فلم تعطني، فإما أن تعطيني، وإما أن تبخل عني، فقال: قلت إما أن تعطيني وإما أن تبخل عني، وأي داءٍ أدوأ من البخل، وما رددتك من مرة إلا وأنا أريد أن أعطيك، فحثى لي حثية، وجعل سفيان حين رواه يحثو بكفيه جميعاً، ثم قال: هكذا قال لنا ابن المنكدر عن جابرٍ وقال: عدَّها، فوجدتها خمسمائةٍ قال: فخذ مثلها مرتين (1). للشيخين.
_________
(1) البخاري (3137)، ومسلم (2314).(3/330)
7929 - ابن مسعودٍ رفعه: ((إن الصدق يهدي إلى البرِّ، إن البر يهدي إلى الجنة وإنَّ الرجل ليصدق حتى يكتب صديقًا، وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب كذابًا)) (1).
_________
(1) البخاري (6134)، ومسلم (2607).(3/330)
7930 - وفي رواية: ((وما يزال الرجل يصدق ويتحرى
[ص:331] الصدق حتى يكتب عند الله صديقًا))، وقال في الكذب: ((يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابًا)) (1). للستة إلا النسائي.
_________
(1) مسلم (2607)، وأبو داود (4989).(3/330)
7931 - أبو الحوراء السعدى قلت للحسن بن علي: ما حفظت من النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: حفظت منه: ((دع ما يريبك إلى ما لا يريبك، فإن الصدق طمأنينة، والكذب ريبة)) (1). للترمذي والنسائي.
_________
(1) الترمذي (2518)، وقال: هذا حديث حسن صحيح، والنسائي 8/ 327 - 328،والدارمي (2532). وصححه الألباني في صحيح الترمذي (2045).(3/331)
7932 - صفوان بن سليم قلنا: يا رسول الله، أيكون المؤمن جبانًا؟ قال: ((نعم))، قيل له: أيكون المؤمن بخيلاً؟ قال: ((نعم))، قيل له: أيكون المؤمن كذابًا؟ قال: ((لا)). لمالك (1).
_________
(1) تراجع.(3/331)
7933 - ابن عمر) رفعه: إذا كذب العبد، تباعد عنه الملك ميلاً من نتن ما جاء به. للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (1972)، قال: حسن غريب. وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (377).(3/331)
7934 - بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده رفعه: ((ويل للذي يحدث بالحديث يضحك به القوم فيكذب، ويل له ويل له)) (1). لأبي داود والترمذي.
_________
(1) أبو داود (4990)، الترمذي (2315)، قال: حسن صحيح. وحسنه الألباني في صحيح الترمذي (1885).(3/331)
7935 - سفيان بن أسيد الحضرمي رفعه: ((كبرت خيانة أن تحدث أخاك حديثًا هو لك به مصدق، وأنت له به كاذب)) (1). لأبي داود.
_________
(1) أبو داود (4971)،وقال المنذري: في إسناده بقية بن الوليد وفيه مقال. وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (1085).(3/331)
7936 - أبو هريرة رفعه: ((كفى بالمرء كذبًا أن يحدث بكل ما سمع)) (1). لمسلم وأبي داود.
_________
(1) مسلم (5).(3/331)
7937 - عائشة أن امرأةً قالت: يا رسول الله، أقول: إن زوجي أعطاني ما لم يعطني، فقال: ((المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زورٍ)) (1). ولمسلم والنسائي.
_________
(1) مسلم (2129).(3/332)
7938 - عبد الله بن عامرٍٍ: دعتني أمي يومًا والنبي - صلى الله عليه وسلم - قاعد في بيتنا فقالت: ها تعالى أعطيك، فقال لها: ((ما أردت أن تعطيه؟))، قالت: أردت أن أعطيه تمرًا، فقال: ((أما إنك لو لم تعطه شيئًا كتبت عليك كذبةً)) (1). لأبي داود.
_________
(1) أبو داود (4991)، وقال الألباني في صحيح أبي داود (4176): حسن.(3/332)
7939 - أبو هريرة رفعه: ((يكون في آخر الزمان دجالون كذابون، يأتون من الأحاديث بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم، فإياكم وإياهم لا يضلونكم ولا يفتنونكم)) (1).
_________
(1) مسلم (7).(3/332)
7940 - ابن مسعودٍ قال: إن الشيطان ليتمثل في صورة الرجل فيأتي القوم فيحدثهم بالحديث من الكذب، فيتفرقون، فيقول الرجل منهم سمعت رجلاً أعرف وجهه ولا أعرف اسمه يحدث كذا وكذا (1).
_________
(1) مسلم (7).(3/332)
7941 - ابن عمر قال: إن في البحر شياطين مسجونة أوثقها سليمان، يوشك أن تخرج فتقرأ على الناس قرآنًا (1). هي لمسلم.
_________
(1) مسلم (7).(3/332)
7942 - أسماء بنت يزيد رفعته: ((يا أيها الناس ما يحملكم على أن تتابعوا على الكذب كتتابع الفراش في النار؟ الكذب كله على ابن آدم إلا في ثلاث خصالٍ، رجل كذب على امرأته ليرضيها، ورجل كذب في الحرب، فإن الحرب خدعةُ، ورجل كذب بين المسلمين ليصلح بينهما)) (1). لرزين وللترمذي نحوه.
_________
(1) الترمذي (1939)، قال: حسن غريب. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (1582) دون قوله: ليرضيها.(3/332)
7943 - وله وللشيخين وأبي داود عن أم كلثوم بنت عقبة نحوه، وذكر الثالث: ((الرجل يحدث امرأته، والمرأة تحدث زوجها)) (1).
_________
(1) البخاري (2692)، ومسلم (2605).(3/332)
7944 - صفوان بن سليم الزرقي: أن رجلاً قال للنبي - صلى الله عليه وسلم - أكْذب امرأتي؟ قال: ((لا خير في الكذب))، فقال:
[ص:333] فأعدها وأقول لها؟ قال: ((لا جناح عليك)) (1). لمالك.
_________
(1) مالك 2/ 755.(3/332)
7945 - أبو هريرة رفعه: ((لم يكذب إبراهيم عليه السلام قطُّ إلا ثلاث كذبات، ثنتين في ذات الله، قوله إني سقيمٌ، وقوله بل فعله كبيرهم هذا وواحدة في شأن سارة، فإنه قدم أرض جبار ومعه سارة، وكانت أحسن الناس، فقال لها: إن هذا الجبار، إن يعلم أنك امرأتي يغلبني عليك، فإذا سألك فأخبريه أنك أختي، فإنك أختي في الإسلام، فإني لا أعلم في الأرض مسلماً غيري وغيرك، فلما دخل أرضه رآها بعض أهل الجبار، أتاه فقال له: لقد قدم أرضك امرأة لا ينبغي لها أن تكون إلا لك، فأرسل إليها، فأتى بها، وقام إبراهيم إلى الصلاة، فلما دخلت عليه لم يتمالك أن بسط يده إليها، فقبضت يده قبضةً شديدةً، فقال لها: ادعى الله أن يطلق يدي ولا أضرك، ففعلت، فعاد، فقبضت أشد من القبضة الأولى، فقال: لها مثل ذلك، ففعلت، فعاد، فقبضت أشد من القبضتين الأوليين، فقال: ادعي الله أن يطلق يدي، فلك الله أن لا أضرك، ففعلت، وأطلقت يده، ودعها الذي جاء بها، فقال له: إنك إنما جئتني بشيطانٍ، ولم تأتني بإنسانٍ، فأخرجها من أرضي وأعطها هاجر، فأقبلت تمشي، فلما رآها إبراهيم انصرف، فقال لها: مهيم؟ فقالت: خيراً كفى الله يد الفاجر، وأخدم خادمناً، قال أبو هريرة: فتلك أمكم يا بني ماء السماء (1).
_________
(1) البخاري (2217)، ومسلم (2371).(3/333)
7946 - وفي رواية: ((إن الجبار أرسل إليه أن يا إبراهيم من هذه التي معك؟ قال أختي، ثم رجع إليها قال: لا تكذبي حديثي، فإني أخبرتهم أنك أختي، والله ما على الأرض مؤمن غيري وغيرك، فأرسل بها إليه، فقام إليها، فقامت توضأ وتصلي، فقالت: اللهم إن كنت آمنت بك، وبرسولك، وأحصنت فرجي إلا على زوجي، فلا تسلط عليَّ يد الكافر، فغط حتى ركض برجله،
[ص:334] فقالت: اللهم إن يمت يقال: هي قتلته، فأرسل، ثم قام إليها، فقامت تتوضأ وتصلي وتقول: اللهم إن كنت آمنت بك وبرسولك، وأحصنت فرجي إلا على زوجي، فلا تسلط على هذا الكافر فغط حتى ركض برجله، قال أبو هريرة: فقالت: اللهم إن يمت يقال هي قتلته، فأرسل في الثانية أو الثالثة فقال: والله ما أرسلتم إلى إلا شيطانًا أرجعوها إلى إبراهيم، وأعطوه هاجر فرجعت إلى إبراهيم فقالت: أشعرت أن الله كبت الكافر، وأخدم وليدةً)) للشيخين وأبي داود والترمذي (1).
_________
(1) البخاري (2217)، ومسلم (2371).(3/333)
7947 - سعد رفعه: ((يطبع المؤمن على كل خلةٍ غير الخيانة والكذب)) للترمذي (1).
_________
(1) أحمد 5/ 252، أبو يعلى (711)، وقال البيهقي في ((السنن)) 10/ 197: هذا موقوف وهو الصحيح وقد روى مرفوعًا. وضعفه الألباني في: ((ضعيف الترغيب)) (1749).(3/334)
السخاء والكرم والبخل وذم المال والدنيا(3/334)
7948 - أبو هريرة رفعه: ((السخىُّ قريب من الله، قريب من الناس، قريب من الجنة، بعيد من النار، والبخيل بعيد من الله، بعيد من الناس، بعيد من الجنة، قريب من النار، ولَجاهل سخي، أحب إلى الله من عابد بخيل)) للترمذي (1) ..
_________
(1) الترمذي (1961) وقال: هذا حديث غريب. وقال الألباني في ضعيف الترمذي (344): ضعيف جدا.(3/334)
7949 - وعنه رفعه: ((قال الله تعالى: أنفق أنفق عليك))، وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((يد الله ملأى، لا يغيضها نفقة سحاء الليل والنهار، أرأيتم ما أنفق منذ خلق السموات والأرض فإنه لم يغض ما في يده، وكان عرشه على الماء، وبيده الميزان يخفض ويرفع)) للشيخين والترمذي (1).
_________
(1) البخاري (4684)، ومسلم (993).(3/334)
7950 - جابر: ما سئل النبي - صلى الله عليه وسلم - شيئًا قط فقال: لا. للشيخين (1).
_________
(1) البخاري (6034)، ومسلم (2311).(3/334)
7951 - أنس: ما سئل النبي - صلى الله عليه وسلم - على الإسلام شيئًا إلا أعطاه، ولقد جاء رجلٌ فأعطاه غنماً بين جبلين، فرجع إلى قومه فقال: يا قوم! أسلموا، فإن محمدًا يعطي عطاء من لا يخشى الفاقة، وإن كان الرجل ليُسْلم، ما يريد إلا الدنيا فما يلبث إلا يسيراً حتى يكون الإسلام أحب إليه من الدنيا وما عليها. لمسلم (1).
_________
(1) مسلم (2312).(3/335)
7952 - ابن شهاب: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أعطى صفوان ابن أمية مائةً من النعم ثم مائة، وأن صفوان قال: والله لقد أعطاني ما أعطاني وإنه لأبغض الناس إلىَّ، فما برح يعطيني حتى إنه لأحب الناس إلى. لمسلم مطولاً (1).
_________
(1) مسلم (2313).(3/335)
7953 - عبد الله الهوزني: لقيت بلالاً بحلب، فقلت: كيف كان نفقة النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: ما كان له شيء، كنت إلى ذلك منه منذ بعثه الله تعالى إلى أن توفاه، وكان إذا أتاه الإنسان مسلماً فيراه عارياً يأمرني فأنطلق، فأستقرض فأشتري له البردة وأكسوه وأطعمه، حتى اعترضني يوماً رجل من المشركين فقال: إن عندي سعةً فلا تستقرض من أحد إلا مني، ـ ففعلت، فلما أن كان ذات يوم توضأت، ثم قمت لأؤذن للصلاة، فإذا المشرك قد أقبل في عصابةٍ من التجار، فلما أن رآني قال يا حبشي: قلت: يا لباه، فتجهمني، وقال لي قولاً غليظاً، وقال: تدري كم بينك وبين الشهر؟ قلت: قريب قال: إنما بينك وبينه أربع، فآخذك بالذي عليك، فأردك ترعى الغنم، كما كنت قبل ذلك، فأجد في نفسي ما أجد في نفس الناس، حتى إذا صليت العتمة رجع - صلى الله عليه وسلم - إلى أهله فاستأذنت عليه، فأذن لي، فقلت: يا رسول الله بأبي أنت وأمي، إن المشرك الذي كنت أتدين منه، قال لي كذا وكذا، وليس عندك ما تقضي ديني، ولا عندي، وهو فاضحي فائذن لي أن آبق إلى بعض هؤلاء الأحياء الذين أسلموا، حتى يرزق الله رسوله ما يقضي عني، فخرجت حتى أتيت منزلي، فجعلت سيفي وجرابي ونعلي ومجني
[ص:336] عند رأسي، حتى إذا انشق عمود الصبح الأول أردت أن انطلق، فإذا إنسان يدعو يا بلال، أجب النبي - صلى الله عليه وسلم -، فانطلقت حتى أتيته، فإذا أربع ركائب مناخاتٍ عند الباب عليهن أحمالهن، فاستأذنت، فقال لي: ((أبشر فقد جاء الله بقضائك)) ثم قال: ((ألم تر الركائب المناخات الأربع؟)) قلت: بلى، قال: ((فإن لك رقابهن وما عليهن، وإن عليهن كسوة وطعاماً أهداهن إلى عظيم فدكٍ، فاقبضهن، واقض دينك))، ففعلت، ثم انطلقت إلى المسجد فإذا فيه النبي - صلى الله عليه وسلم - قاعد، سلمت عليه، فقال: ((ما فعل ما قبلك؟)) قلت: قضى الله كل شيءٍ كان على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: أفضل شيءٍ؟ قلت: نعم، قال: أنظر أن
تريحني منه، فإني لست بداخلٍ على أحد من أهلي حتى تريحني منه، فلما صلى العتمة دعاني فقال: ((ما فعل الذي قبلك؟)) قلت: هو معي لم يأتنا أحدٌ، فبات - صلى الله عليه وسلم - في المسجد، وأقام فيه حتى صلى العتمة يعني من الغد، ثم دعاني فقال: ((ما فعل الذي قبلك؟)) فقلت: قد أراحك الله منه، فكبر وحمد الله، وإنما كان يفعل ذلك شفقًا من أن يدركه الموت وعنده ذلك، ثم اتبعته حتى جاء أزواجه، فسلَّم على امرأة امرأةٍ حتى أتى التي عندها مبيته، فهذا الذي سألتني عنه لأبي داود (1) ..
_________
(1) أبو داود (3055)، وقال الألباني في صحيح أبي داود (2628): صحيح الإسناد.(3/335)
7954 - أنس: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يدخر شيئًا لغدٍ للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (2362)، وقال: هذا حديث غريب، وقد صححه الألباني في صحيح الترمذي (1925).(3/336)
7955 - عقبة بن الحارث: أنه صلى وراء النبي - صلى الله عليه وسلم - العصر فسلم، ثم قام مسرعًا يتخطى رقاب الناس إلى بعض حجر نسائه، ففزع الناس من سرعته فخرج عليهم، فرأى أنهم قد أعجبوا من سرعته، فقال: ((ذكرت شيئاً من تبر عندنا، فكرهت أن يبيت عندنا فأمرت بقسمته)) للبخاري والنسائي (1).
_________
(1) البخاري (1221).(3/336)
7956 - عمر: قسم
[ص:337] النبي - صلى الله عليه وسلم - قسمًا فقلت: والله يا رسول الله لغير هؤلاء كانوا أحق به منهم، قال: ((إنهم خيروني بين أن يسألوني بالفحش، أو يبخِّلوني ولست بباخل)) لمسلم (1).
_________
(1) مسلم (1056).(3/336)
7957 - أنس: أن الأنصار قاسموا المهاجرين على أن يعطوهم أنصاف ثمار أموالهم كل عام، ويكفونهم العمل والمؤنة، وكانت أم سليم أعطت عذقًا النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأعطاها أم أيمن، فلما فتح خيبر، رد المهاجرون إلى الأنصار منائحهم، فرد - صلى الله عليه وسلم - إلى أم سليم عذاقها، وأعطى أم أيمن مكانهن من حائطه (1).
_________
(1) البخاري (2630)، ومسلم (1771).(3/337)
7958 - وفي رواية: أن أهل أنسٍ أمروه أن يسأل النبي - صلى الله عليه وسلم - ما كان أعطوه أو بعضه، قال: فأتيته فأعطانيهن، فجاءت أم أيمن فجعلت الثوب في عنقي، وقالت: والله لا نعطيكهن وقد أعطانيهن، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((يا أم أيمن اتركيه ولك كذا وكذا))، وتقول: كلا والله الذي لا إله إلا هو، فجعل يقول: ((كذا)) حتى أعطاها عشرة أمثالها أو قريبًا. للشيخين مطولاً (1).
_________
(1) البخاري (4120)، ومسلم (1771).(3/337)
7959 - أسلم: خرجت مع عمر فلحقته امرأة شابة فقالت: يا أمير المؤمنين، هلك زوجي، وترك صبية صغارًا، والله ما ينضجون كراعًا ولا لهم زرع ولا ضرع، وخشيت أن تأكلهم الضبع،
[ص:338] وأنا بنت خفاف بن إيماء الغفاريِّ، وقد شهد أبي الحديبية مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فوقف معها عمر ولم يمض، ثم قال: مرحبًا بنسب قريبٍ، ثم انصرف إلى بعير ظهير كان مربوطاً في الدار، فحمل عليه غرارتين ملأهما طعامًا، وحمل بينهما نفقة وثيابًا، ثم ناولها بخطامه، ثم قال: اقتاديه فلن يفنى هذا حتى يأتيكم الله بخير، فقال رجلٌ: يا أمير المؤمنين أكثرت لها، فقال عمر: ثكلتك أمُّك، والله إني لكأني أرى أبا هذه وأخاها قد حاصرا حصنًا زماناً فافتتحاه، ثم أصبحنا نستفيء سهمانهما فيه. للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (4160، 4161).(3/337)
7960 - الأحنف بن قيسٍ: قدمت المدينة فبينا أنا في حلقة فيها ملأ من قريش إذ جاء رجل أخشن الثياب، أخشن الجسد، أخشن الوجه، فقام عليهم فقال: بشر الكنازين برضف يحمى عليه في نار جهنم، فيوضع على حلمة ثدي أحدهم حتى يخرج من نغض كتفه، ويوضع على نغض كتفه، حتى يخرج من حلمة ثديه، يتزلزل، فوضع القوم رءوسهم، فما رأيت أحدًا منهم رجع إليه شيئًا، فأدبر فاتبعته حتى جلس إلى ساريةٍ، فقلت: ما رأيت هؤلاء إلا كرهوا ما قلت لهم، فقال: إن هؤلاء لا يعقلون شيئًا، إن خليلي أبا القاسم - صلى الله عليه وسلم - دعاني فأجبته، فقال: ((أترى أحدًا؟)) فنظرت ما علي من الشمس وأنا أظن أنه يبعثني في حاجةٍ له فقلت: أراه، فقال: ((ما يسرني أن لي مثله ذهبًا أنفقه كله إلا ثلاثة دنانير))، ثم هؤلاء يجمعون الدنيا لا يعقلون شيئًا، قلت: ما لك ولإخوانك من قريشٍ لا تعتريهم وتصيب منهم؟ قال: لا وربك لا أسألهم عن دنيا، ولا أستفتيهم عن دين حتى ألحق بالله ورسوله للشيخين (1).
_________
(1) البخاري (1407)، ومسلم (992).(3/338)
7961 - أبو ذر: انتهيت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو جالسٌ في ظل الكعبة، فلما رآني قال: ((هم الأخسرون ورب الكعبة))، فجئت حتى جلست، فلم أتقار أن قمت، فقلت: يا رسول الله فداك أبي وأمي من هم؟ قال: ((هم الأكثرون أموالاً إلا من قال هكذا وهكذا وهكذا من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله
[ص:339] وقليلٌ ما هم)) للشيخين والترمذي والنسائي (1).
_________
(1) البخاري (1460)، ومسلم (990).(3/338)
7962 - ابن عمر رفعه: ((إياكم والشحَّ، فإنما هلك من كان قبلكم بالشح، أمرهم بالبخل فبخلوا، وأمرهم بالفجور ففجروا)) لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (1698)، وقال الألباني: صحيح ((صحيح أبي داود)) (1489).(3/339)
7963 - أبو القيس: أنه مر بالنبي - صلى الله عليه وسلم - ومعه شيءٌ من تمر، فأهوى النبي - صلى الله عليه وسلم -، ليأخذ منه قبضةُ ينشرها بين يدي أصحابه، فضم طرف ردائه إلى بطنه وإلى صدره، فقال له - صلى الله عليه وسلم -: ((زادك الله شحًا)) ((للكبير)) بلين (1).
_________
(1) ((الكبير)) 22/ 338 (847)، وقال الهيثمي 3/ 130: الطبراني في الكبير، وفيه سعيد بن جهمان وثقه جماعة وفيه خلاف وبقية رجاله رجال الصحيح.(3/339)
7964 - أبو هريرة رفعه: ((لو كان عندي مثل أحد ذهباً لسرني أن لا يمر عليَّ ثلاث ليالٍ وعندي منه شيءٌ أرصده لدينٍ)) للشيخين (1).
_________
(1) البخاري (6445)، ومسلم (991).(3/339)
7965 - كعب بن عياض رفعه: ((إن لكل أمة فتنة، وإن فتنة أمتي المال)) (1).
_________
(1) الترمذي (2336)، وقال: حسن غريب إنما نعرفه من حديث معاوية بن صالح. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (1905).(3/339)
7966 - ابن مسعود رفعه: ((لا تتخذوا الضيعة فترغبوا في الدنيا)) هما للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (2328)، وقال: حسن. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (1897).(3/339)
7967 - أبو هريرة رفعه: ((تكون إبلٌ للشيطان، وبيوتٌ للشيطان، فأما إبل الشيطان: فقد رأيتها يخرج أحدكم بنجيباتٍ معه قد أسمنها فلا يعلو بعيراً منها، ويمر بأخيه قد انقطع به فلا يحمله، وأما بيوت الشيطان فلا أراها إلا هذه الأقفاص التي يسترها الناس بالديباج)) لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (2568)، وقال الألباني: في ((ضعيف أبي داود)): وها إسناد حسن كما كنت بينته في الصحيحة - ثم تبين أنه منقطع- كما استدركته على الصحيحة في ((صحيح الترمذي))،وانظر ضعيف أبي داود (553).(3/339)
7968 - أبو هريرة رفعه: ((يقول العبد مالي مالي، وإنما له من ماله ثلاثٌ: ما أكل فأفنى، أو لبس فأبلى، أو أعطى فاقتنى، وما سوى ذلك فهو ذاهبٌ وتاركه للناس)). لمسلم (1).
_________
(1) مسلم (2959).(3/340)
7969 - ابن مسعود رفعه: ((أيكم مال وارثه أحبُّ إليه من ماله؟ قالوا: يا رسول الله ما منا أحدٌ إلا ماله أحبُّ إليه، قال: فإن ماله ما قدم ومال وارثه ما أخر)) للبخاري والنسائي (1).
_________
(1) البخاري (6442).(3/340)
7970 - أبو وائل: جاء معاوية إلى أبي هاشم بن عتبة وهو مريضٌ يعوده، فوجده يبكي، فقال: يا خالي ما يبكيك؟ أوجعٌ يشئزك، أم حرصٌ على الدنيا؟ قال: كلا، ولكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عهد إلينا عهداً لم آخذ به، قال: وما ذاك؟ قال: سمعته يقول: ((إنما يكفي من جمع المال خادمٌ، ومركبٌ في سبيل الله))، وأجدني اليوم جمعت. للترمذي والنسائي.
وزاد رزين: فلما مات حصل ما خلف فبلغ ثلاثين درهماً وحسب فيه القصعة التي كان فيها يعجن ويأكل (1).
_________
(1) الترمذي (2327)، والنسائي8/ 218، وابن ماجة (4103)، وقال الألباني في: ((صحيح الترمذي)) (1896): حسن.(3/340)
7971 - أبو سعيد: جلس النبي - صلى الله عليه وسلم - على المنبر وجلسنا حوله، فقال: ((إن مما أخاف عليكم بعدي ما يفتح الله عليكم من زهرة الدنيا وزينتها))، فقال رجلٌ: أو يأتي الخير بالشرِّ يا رسول الله؟ فسكت عنه، فقالوا: ما شأنك تكلم رسول الله ولا يكلمك، قال: وأرينا أنه ينزل عليه، فأفاق يمسح الرحضاء، وقال: أين السائل آنفاً؟ أو خيرٌ هو؟ إن الخير لا يأتي إلا بالخير، وإن مما ينبتُ الربيع ما يقتل حبطاً أو يلم إلا آكلة الخضر، فإنها أكلت حتى إذا امتدت خاصرتاها استقبلت عين الشمس، فثلطت وبالت، ثم ارتعت، وإن هذا المال خضرٌ حلوٌ، ونعم صاحب المال هو لمن أعطى منه المسكين،
[ص:341] واليتيم، وابن السبيل، أو كما قال - صلى الله عليه وسلم -، وإن من يأخذ بغير حقه كالذي يأكل ولا يشبع ويكون عليهم شهيدًا يوم القيامة. للشيخين والنسائي (1).
_________
(1) البخاري (1465)، ومسلم (1052).(3/340)
7972 - عبد الرحمن بن عوف: وقد أتي بطعام وكان صائماً فقال: قتل مصعب بن عمير، وهو خير مني، وكفن في بردةٍ، إن غطي رأسه بدت رجلاه وإن غطي رجلاه بدا رأسه، وقتل حمزة وهو خيرٌ مني، فلم يوجد ما يكفن به إلا بردة، ثم بسط لنا من الدنيا ما بسط، أو قال: أعطينا من الدنيا ما أعطينا، وقد خشيت أن يكون قد عجلت لنا طيباتنا في حياتنا الدنيا، ثم جعل يبكي حتى ترك الطعام. للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (1275).(3/341)
7973 - أبو هريرة رفعه: ((الدنيا ملعونة، ملعونٌ ما فيها إلا ذكر الله وما والاه وعالمٌ ومتعلمٌ)). للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (2322)، وقال: حسن غريب، وابن ماجة (4112)، وحسنه الألباني في صحيح الترمذي (1891).(3/341)
7974 - وعنه رفعه: ((الدنيا سجن المؤمن، وجنة الكافر)) لمسلم والترمذي (1).
_________
(1) مسلم (2956)، والترمذي (2324).(3/341)
7975 - أنس رفعه: ((حب الدنيا رأس كل خطيئةٍ، وحبك الشيء يعمى ويصم)) لرزين (1).
_________
(1) البيهقي ((شعب الإيمان)) (10501)، قال الألباني: ((ضعيف الجامع)) ضعيف (2682).(3/341)
7976 - ابن مسعود: مالي وللدنيا، ما أنا والدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها (1).
_________
(1) الترمذي (2377)، وقال: حسن صحيح، وابن ماجة (4109)، وصححه الألباني في صحيح الترمذي (1936).(3/341)
7977 - جابر: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - مر بالسوق داخلاً من بعض العوالي والناس كنفته، فمر بجديٍ ميتٍ أسك، فتناوله فأخذ بأذنه، ثم قال: أيكم يحب أن هذا له بدرهم؟ قالوا: ما نحب أنه لنا بلا شيءٍ، وما نصنع به؟
[ص:342] إنه لو كان حياً كان عيبًا به أنه أسك، قال: فوالله للدنيا أهون على الله من هذا عليكم. لمسلم وأبي داود (1).
_________
(1) مسلم (2957).(3/341)
7978 - المستورد أخو بنى فهد رفعه: ((ما الدنيا في الآخرة إلا مثل ما يجعل أحدكم إصبعيه هذه. وأشار يحيى بالسبابة في اليم فلينظر بم يرجع)) لمسلم والترمذي (1).
_________
(1) مسلم (2858).(3/342)
7979 - سهل بن سعد رفعه: ((لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضةٍ ما سقى كافراً منها شربة ماء)) (1).
_________
(1) الترمذي (2320)، وقال: صحيح غريب،, وابن ماجة (4110)، وصححه الألباني في صحيح الترمذي (1889).(3/342)
7980 - قتادة بن النعمان رفعه: ((إذا أحب الله عبداً حماه الدنيا، كما يظل أحدكم يحمى سقيمه الماء)). هما للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (2063)، وقال: حسن غريب. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (1659).(3/342)
7981 - عليّ قال: ارتحلت الدنيا مدبرةً، وارتحلت الآخرة مقبلة، ولكل واحدة منها بنون، كونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا، فإن اليوم عملٌ ولا حساب، وغدًا حسابٌ ولا عمل. للبخاري في ترجمة (1).
_________
(1) البخاري معلقًا قبل حديث (6417).(3/342)
الغضب والغيبة والنميمة والغناء(3/342)
7982 - أبو هريرة رفعه: ((ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب)). للشيخين والموطأ (1).
_________
(1) البخاري (6114)، ومسلم (2609).(3/342)
7983 - أبو وائل: دخلنا على عروة بن محمد السعدي فكلمه رجلٌ فأغضبه، فقام فتوضأ، فقال: حدثني أبي، عن جدي، عن عطية قال: قال، النبي - صلى الله عليه وسلم -: إن الغضب من الشيطان، وإن الشيطان خلق من نارٍ، وإنما تُطْفَأُ النار بالماء، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ (1).
_________
(1) أبو داود (4784)، قال الألباني في ضعيف أبي داود (1025): ضعيف.(3/342)
7984 - أبو ذر رفعه: ((إذا غضب أحدكم وهو قائمٌ فليجلس، فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع)). هما لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (4782). قال الألباني في صحيح أبي داود (4000): صحيح.(3/343)
7985 - سليمان بن صرد: استب رجلان عند النبي - صلى الله عليه وسلم -، ونحن عنده فبينما أحدهما يسب صاحبه مغضباً، قد احمر وجهه، قال - صلى الله عليه وسلم -: ((إني لأعلم كلمةً لو قالها لذهب عنه الذي يجد، لو قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ذهب ما يجد))، فانطلق إليه رجلٌ فقال له: تعوذ بالله من الشيطان الرجيم، فقال: أترى بي بأسٌ أمجنون أنا؟ اذهب (1).
_________
(1) البخاري (6048)، ومسلم (2610).(3/343)
7986 - وفي روايةٍ: قال له: ألا تسمع ما يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: إني لست بمجنونٍ. للشيخين وأبي داود (1).
_________
(1) البخاري (6115)، ومسلم (2610).(3/343)
7987 - وله عن معاذٍ نحوه وفيه: يقول: اللهم إني أعوذ بك من الشيطان الرجيم، فجعل معاذ يأمره فأبى، ومحك وجعل يزداد غضبًا (1).
_________
(1) أبو داود (4780)، والترمذي (3452) مختصرا، وقال الألباني في ضعيف أبي داود (1024): ضعيف.(3/343)
7988 - أبو هريرة: أن رجلاً قال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: مرني بأمر وأقلله عليَّ كي أعقله، قال: ((لا تغضب، فردد مراراً، قال: لا تغضب)). للبخاري و ((الموطأ)) والترمذي (1).
_________
(1) البخاري (6116).(3/343)
7989 - سهل بن معاذ عن أبيه رفعه: ((من كظم غيظاً وهو يستطيع أن ينفذه، دعاه الله يوم القيامة على رءوس الخلائق، حتى يخيره من أي الحور شاء)). للترمذي وأبي داود (1).
_________
(1) الترمذي (2021)، وأبو داود (4777)، قال الألباني: حسن ((صحيح الجامع)) (6522).(3/343)
7990 - أبو سعيد: صلى بنا النبي - صلى الله عليه وسلم - يوماً صلاة العصر، ثم قام خطيباً، فلم يدع شيئًا يكون إلى قيام الساعة إلا أخبرنا به، حفظه من حفظه، ونسيه من نسيه، وكان فيما قال: ((إن الدنيا حلوةٌ خضرةٌ، وإن الله مستخلفكم فيها، فناظرٌ كيف تعملون، ألا فاتقوا الدنيا، واتقوا النساء))، وكان فيما قال: ((ألا لا يمنعن رجلاً هيبة الناس أن يقول بحقٍ إذا علمه))، قال: فبكى أبو سعيدٍ، وقال: والله رأينا أشياء فهبنا، وكان فيما قال: ((ألا إنه يُنصب لكل غادر لواءٌ يوم القيامة بقدر غدرته، ولا غدرة أعظم من غدرة إمامة عامةٍ، يركز لواء عند إسته))، وكان فيما حفظْنا يومئذ: ألا إنَّ بنى آدم خلقوا على طبقات شتى، فمنهم من يولد مؤمناً ويحيا مؤمنًا ويموت مؤمنًا، ومنهم من يولد كافرًا ويحيا كافرًا ويموت كافرًا، ومنهم من يولد ويحيا مؤمنًا ويموت كافرًا، ومنهم من يولدُ كافرًا ويحيا كافرًا ويموت مؤمنًا، ألا وإن منهم البطيء الغضب، سريع الفيء، ومنهم السريع الغضب سريع، الفيء فتلك بتلك، ألا وإن منهم سريع الغضب بطيء الفيء، ألا وخيرهم بطيء الغضب سريع الفيء، وشرَّهم سريع الغضب بطيء الفيء، ألا وإن منهم حسن القضاء حسن الطلب، ومنهم سيئ القضاء وحسن اطلب، ومنهم حسن القضاء سيئ الطلب، فتلك بتلك، ألا وإن منهم السيئ القضاء السيئ الطلب، ومنهم سيئ القضاء وحسن الطلب، ومنهم حسن القضاء سيئ الطلب، فتلك بتلك، ألا وإن منهم السيئ القضاء السيئ الطلب، ألا وخيرهم الحسن القضاء الحسن الطلب، وشرَّهم سيئ القضاء سيئ الطلب، ألا وإن الغضب جمرةٌ في قلب ابن آدم، أما رأيتم إلى حمرة عينيه، وانتفاخ أوداجه، فمن أحس بشيءٍ من ذلك فليلصق بالأرض، قال: وجعلنا نلتفت إلى الشمس هل بقي منها شيءٌ؟
فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((ألا إنه لم يبق من الدنيا فيما مضى منها إلا كما بقي من يومكم هذا فيما مضى منه)). للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (2191)، وقال: حديث حسن صحيح، وقال الألباني في ضعيف الترمذي (385): ضعيف لكن بعض فقراته صحيحة.(3/344)
7991 - ابن مسعود رفعه: ((ما تعدون
[ص:345] الرقوب فيكم؟)) قلنا: الذي لا يولد له، قال: ((ليس ذلك بالرقوب، ولكنه الرجل الذي لم يقدم من ولده شيئًا))، قال: ((فما تعدون الصرعة فيكم؟)) قلنا: الذي لا يصرعه الرجال، قال: ((ليس بذاك، ولكنه الذي يملك نفسه عند الغضب)). لمسلم (1).
_________
(1) مسلم (2608).(3/344)
7992 - زاد رزين: ((فما تعدون المفلس فيكم؟)) قلنا: من لا مال له، قال: ((ليس بذاك، ولكنه الذي يأتي يوم القيامة بحسناتٍ، ويأتي قد ظلم هذا وشتم هذا، وأخذ مال هذا وليس هناك دينارٌ، ولا درهم، فيعطون من حسناته ولا تفي، فيؤخذ من سيئاتهم فتطرح عليه)) (1).
_________
(1) مسلم (2581).(3/345)
7993 - ابن عباس رفعه: ((علموا، ويسروا، ولا تعسروا، وإذا غضب أحدكم فليسكت، وإذا غضب أحدكم فليسكت، وإذا غضب أحدكم فليسكت)) (1).
_________
(1) أحمد 1/ 283، وقال الألباني: فالحديث صحيح. ((السلسلة الصحيحة)) (1375).(3/345)
7994 - محمد بن عطية، عن أبيه عن جده رفعه: ((إذا استشاط السلطان تسلط الشيطان)). هما لأحمد والكبير (1).
_________
(1) أحمد 4/ 226، والطبراني 17/ 168 - 169 (444). قال الألباني: ضعيف ((السلسلة الضعيفة)) (581).(3/345)
7995 - ابن عباس رفعه: ((باب النار لا يدخله أحدٌ إلا من يشفى غيظه بسخط الله)). للبزار. أن بلينٍٍ (1).
_________
(1) قال الهيثمي 10/ 395، البزار من طريق قدامة بن محمد، عن إسماعيل بن شيبة، وهما ضعيفان، وقد وثقا وبقية رجاله رجاله الصحيح.(3/345)
7996 - أبو هريرة رفعه: ((أتدرون ما الغيبة؟)) قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: ((ذكر أحدكم أخاه بما يكره))، فقال رجلٌ: أرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: ((إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته)) (1).
_________
(1) مسلم (2589).(3/345)
7997 - عائشة قلت: يا رسول الله حسبك من صفية قصرها، قال: لقد قلت كلمةً لو مزج بها البحر لمزجته، وحكيت له إنسانًا، فقال: ما أحبُّ أني حكيت إنسانًا وأن لي كذا وكذا. هما لأبي داود والترمذي (1).
_________
(1) أبو داود (4875)، والترمذي (2502)، وقال الألباني: صحيح ((صحيح أبي داود)) (4080).(3/345)
7998 - أنس رفعه: ((لما عرج بي ربي مررت بقوم لهم أظفارٌ من نحاسٍ يخمشون بها وجوههم، فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟)) (1).
_________
(1) أبو داود (4878) وقد سبق.(3/346)
7999 - المستورد رفعه: ((من أكل برجل مسلم أكلةً فإن الله يطعمه مثلها من جهنم، ومن كسى ثوبًا برجلٍ مسلمٍ فإن الله يكسوه مثله من جهنم ومن قام برجلٍ مقام سمعةٍ ورياء فإن الله يقوم به مقام سمعة ورياء يوم القيامة)) (1).
_________
(1) أبو داود (4881)، قال الألباني في صحيح أبي داود (4084): صحيح.(3/346)
8000 - سعيد بن زيد رفعه: ((إن من أربى الربا الاستطالة في عرض المسلم بغير حقٍ)) (1).
_________
(1) أبو داود (4876). قال الألباني في صحيح أبي داود (4081): صحيح.(3/346)
8001 - معاذ بن أنس رفعه: ((من حمى مؤمنًا من منافقٍ، بعث الله ملكاً يحمى لحمه يوم القيامة من نار جهنم، ومن رمى مسلمًا بشيء يريد شينه به، جلس يوم القيامة على جسرٍ من جسور جهنم حتى يخرج مما قال)). هي لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (4883)، قال الألباني في صحيح أبي داود (4086): حسن.(3/347)
8002 - حذيفة رفعه: ((لا يدخل الجنة قتات)). للشيخين وأبي داود والترمذي (1).
_________
(1) البخاري (6056)، ومسلم (105).(3/347)
8003 - ابن مسعود رفعه: ((لا يبلغني أحدٌ عن أحد من أصحابي شيئًا، فإني أحب أن أخرج إليهم وأنا سليم الصدر)). لأبي داود والترمذي (1).
_________
(1) أبو داود (4860)، والترمذي (3897)، وقال: حديث غريب من هذا الوجه. وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (1035).(3/347)
8004 - جابر: كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فارتفعت ريحةٌ منتنه، فقال: ((أتدرون ما هذه الريح؟ هذه ريح الذين يغتابون المؤمنين)). لأحمد (1).
_________
(1) أحمد 3/ 351، وقال الهيثمي: 8/ 91: رجاله ثقات. وقال الألباني في الترغيب (2840):حسن لغيره.(3/347)
8005 - ابن مسعود: كنا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فقام رجلٌ فوقع فيه رجل من بعده، فقال له - صلى الله عليه وسلم -: ((تخلل))، فقال ومما أتخلل يا رسول الله، أأكلتُ لحمًا؟ قال: ((إنك أكلت لحم أخيك)). للكبير (1).
_________
(1) الطبراني 10/ 102 (10092)، وقال الهيثمي 8/ 94: رجاله رجال الصحيح. وصححه الألباني في غاية المرام (428).(3/347)
8006 - عائشة: دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعندي جاريتان، تغنيان بغناء بعاث، فاضطجع على الفراش، وحول وجهه، ودخل أبو بكر فانتهرني، وقال: مزمارة الشيطان عند النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ فأقبل عليه - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((دعهما))، فلما غفل غمزتهما، فخرجتا، وكان يوم عيد يلعب السودان بالدرق والحراب في المسجد، فإمَّا سألت النبي - صلى الله عليه وسلم -، وإما قال: ((تشتهين تنظرين؟))
[ص:348] فقلت: نعم، فأقامني وراءه، خدي على خده، ويقول: ((دونكم يا بنى أرفدة))، حتى إذا مللت قال: ((حسبك؟)) قلت: نعم، قال: ((فاذهبي)) (1).
_________
(1) البخاري (950)، ومسلم (892).(3/347)
8007 - وفي روايةٍ: إنهما تغنيان وما هما بمغنيتين (1).
_________
(1) البخاري (952)، ومسلم (892).(3/348)
8008 - وفي أخرى: أن عمر زجر الحبشة، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((أمْنَاً يا بنى أرفدة)). للشيخين والنسائي (1).
_________
(1) البخاري (988)، ومسلم (892).(3/348)
8009 - ولهم عن أبي هريرة: دخل عمر فأهوى إلى الحصباء فحصبهم فقال: دعهم يا عمر (1).
_________
(1) البخاري (2901)، ومسلم (893).(3/348)
8010 - الربيع بنت معوذ: جاء النبي - صلى الله عليه وسلم - حين بنى عليَّ، فدخل بيتي، وجلس على فراشي، فجعل جويريات لنا يضربن بالدف، ويندبن من قتل من آبائهن يوم بدرٍ، إذ قالت إحداهن: فينا نبي يعلم ما في غدٍ، قال لها - صلى الله عليه وسلم -: ((دعي هذه وقولي بالذي كنت تقولين)). للبخاري وأبي داود والترمذي (1).
_________
(1) البخاري (5147).(3/348)
8011 - نافع: كنت مع ابن عمر في طريقٍ، فسمع مزماراً فوضع إصبعيه على أذنيه، ونأى عن الطريق إلى الجانب الآخر، ثم قال لي بعد أن بعد: يا نافع هل تسمع شيئًا؟ قلت: لا، فرفع إصبعيه من أذنيه، وقال: كنت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فسمع مثل هذا فصنع مثل هذا. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (4924)، وصححه الألباني في ((صحيح أبي داود)) (4116).(3/348)
8012 - محمد بن المنكدر بلغني: أن الله تعالى يقول يوم القيامة: أين الذين كانوا ينزهون أسماعهم عن اللهو ومزامير الشيطان؟ أدخلوهم في رياض المسك، ثم يقول للملائكة: أسمعوهم حمدي، وأخبروهم أن لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون. لرزين (1).
_________
(1) ذكره الديلمي عن جابر ذكر ذلك في ((كنز العمال)) (15/ 40658).(3/348)
8013 - السائل بن يزيد: أن امرأةً جاءت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -
[ص:349] فقال: يا عائشة تعرفين هذه؟ قالت: لا، قال: هذه قينة بنى فلانٍ، تحبين أن تغنيك؟ قالت: نعم، فأعطاها طبقًا فغنتها، فقال: نفخ الشيطان في منخريها. لأحمد والكبير (1).
_________
(1) أحمد 3/ 449، والطبراني 7/ 158 (6686)، وقال الهيثمي: 8/ 133: ورجال أحمد ورجال الصحيح. وذكره الألباني في الصحيحة (3281).(3/348)
اللهو واللعب واللعن والسب(3/349)
8014 - أبو هريرة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رأى رجلاً يتبعُ حمامةً فقال: ((شيطانٌ يتبعُ شيطانةً)). لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (4940)، وقال الألباني في صحيح أبي داود (4131): حسن صحيح.(3/349)
8015 - ابن عباس: نهى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - عن التحريش بين البهائم (1). لأبي داود والترمذي.
_________
(1) الترمذي (1708)، وأبو داود (2562)، أحمد 5/ 370، 2/ 355 - 356, 2/ 382 ,وضعفه الألباني في: ((ضعيف أبي داود)) (443).(3/349)
8016 - ابن جبير: مرَّ ابن عمر بفتيانٍ من قريش نصبوا طيرًا أو دجاجةً يترامونها، وقد جعلوا لصاحبها كل خاطئةٍ من نبلهم، فلما رأوا ابن عمر تفرقوا، فقال ابن عمر: من فعل هذا؟ لعن الله من فعل هذا، إن النبي - صلى الله عليه وسلم - لعن من اتخذ الروح غرضاً. للشيخين والنسائي (1).
_________
(1) البخاري (5514 - 5515)، ومسلم (1958).(3/349)
8017 - بريدة رفعه: ((من لعب بالنردشير فكأنما صبغ يده في دم خنزيرٍ)). لمسلم وأبي داود (1).
_________
(1) مسلم (2260)، وأبو داود (4939).(3/349)
8018 - نافع: أن ابن عمر كان إذا وجد أحدًا يلعبُ بالنرد من أهله ضربه وكسرها. لمالكٍ (1).
_________
(1) مالك 2/ 137 (2017).(3/349)
8019 - أبو سعيد: مثل الذي يلعب بالنرد ثم يقوم فيصلي، مثل الذي يتوضأ بالقيح ودم الخنزير، ثم يقوم فيصلي. لأحمد (1).
والموصلي وزاد: لا تقبل صلاته.
_________
(1) أحمد: 5/ 370، 2/ 355 - 356 (1104)، 2/ 382 (1150)، وقال الهيثمي 8/ 113:رواه أحمد وأبو يعلى، وزاد ((لا تقبل صلاته)) والطبراني، وفيه موسى بن عبد الرحمن الخطمي لم أعرفه، وبقية رجال أحمد رجال الصحيح.(3/349)
8020 - عائشة: كنتُ ألعب بالبنات عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكن يأتين صواحبي، فكن ينقمعن منه - صلى الله عليه وسلم -، فكان يسريهن إليّ فيلعبن معي (1).
_________
(1) البخاري (6130)، ومسلم (2440).(3/350)
8021 - وفي روايةٍ: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قدم من غزوة تبوك، أو خيبر، وفي سهوتها سترٌ، فهبت الريح فانكشف ناحية الستر عن بناتٍ لعائشة، لِعب، فقال: ((ما هذا يا عائشة؟)) قلت: بناتي ورأى بينهن فرسًا له جناحان من رقاعٍ، فقال: ((وما هذا الذي أرى وسطهن؟)) قلت: فرسٌ. وقال: ((وما هذا الذي عليه؟)) قلت: جناحان قال: ((فرسٌ له جناحان؟)) قلت: أما سمعت أن لسليمان خيلاً لها أجنحة؟ فضحك حتى رأيت نواجذه. للشيخين وأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (4932). وصححه الألباني في صحيح أبي داود (4132).(3/350)
8022 - أنس: لما قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة لعبت الحبشة لقدومه فرحًا بذلك، لعبوا بحرابهم. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (4923)، وقال الألباني في صحيح أبي داود (4115): صحيح الإسناد.(3/350)
8023 - ابن مسعود رفعه: ((ليس المؤمن بطعان، ولا لعانٍ، ولا فاحش، ولا بذئ)). لترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (1977)، وقال الألباني في صحيح الترمذي (1610): صحيح.(3/350)
8024 - أبو الدرداء رفعه: ((إن اللعانين لا يكونون شهداء، ولا شفعاء يوم القيامة)). لمسلم وأبي داود (1).
_________
(1) مسلم (2598).(3/350)
8025 - سمرة رفعه: ((لا تلاعنوا بلعنة الله، ولا بغضب الله، ولا بالنار)). لأبي داود والترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (1976)، وأبو داود (4906)، وقال الألباني في صحيح الترمذي (1609): صحيح.(3/350)
8026 - أبو هريرة: قيل للنبي - صلى الله عليه وسلم -: ادع الله على المشركين والعنهم فقال: إني إنما بعثت رحمةً ولم أبعث لعانًا. لمسلم (1).
_________
(1) مسلم (2599).(3/350)
8027 - أنس: لم يكن النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - سبابًا ولا فاحشًا ولا لاعنًا،
[ص:351] كان يقول لأحدنا عند المعتبة: ما له تربت يمينه.
وفي روايةٍ: تربت جبينه. للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (6031، 646).(3/350)
8028 - ابن مسعود رفعه: ((سبابُ المؤمن فسوق، وقتاله كفرٌ)). للشيخين والترمذي والنسائي (1).
_________
(1) البخاري (6044)، ومسلم (64).(3/351)
8029 - أبو ذر رفعه: ((لا يرمي رجل رجلاً بالفسق أو الكفر إلا ارتدت عليه إن لم يكن صاحبه كذلك)). للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (6045)، ومسلم (61). بنحوه.(3/351)
8030 - أبو الدرداء رفعه: ((إذا لعن العبد شيئًا صعدت اللعنة إلى السماء، فتغلق أبواب السماء دونها، ثم تهبط إلى الأرض، فتغلق أبوابها دونها، فتأخذ يمينًا وشمالاً فإذا لم تجد مساغًا رجعت إلى الذي لعن، فإن كان لذلك أهلاً وإلا رجعت إلى قائلها)) (1).
_________
(1) أبو داود (4905)، قال الألباني في صحيح أبي داود (4099): حسن.(3/351)
8031 - عائشة: أنها سرقت ملحفة لها، فجعلت تدعو على من سرقها، فجعل النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((لا تسبخي عنه)). هما لأبي داود، قال: لا يسبخي ولا تخففي (1).
_________
(1) أبو داود (1497)، قال الألباني في ضعيف أبي داود (321): ضعيف.(3/351)
8032 - أبو هريرة رفعه: ((المستبان ما قالا، فعلى البادي منهما، حتى يعتدي المظلوم)). لمسلم وأبي داود والترمذي (1).
_________
(1) مسلم (2587).(3/351)
8033 - النعمان بن مقرن: سب رجل رجلاً عند النبي - صلى الله عليه وسلم -، فجعل المسبوب يقول: عليك السلام، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((أما إن ملكًا بينكما يذب عنك كلما شتمك هذا، قال له: بل أنت وأنت أحق به، وإذا قلت له: عليك السلام، قال: لا، بل أنت وأنت أحق به)). لأحمد (1).
_________
(1) أحمد 5/ 445، وقال الهيثمي 8/ 75، رجاله رجال الصحيح غير أبي خالد الوالبي وهو ثقة. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1232).(3/351)
8034 - أبو هريرة رفعه: ((قال الله تعالى: يسب بنو آدم الدهر، وأنا الدهر بيدي الليل والنهار)) (1).
_________
(1) البخاري (6181)، ومسلم (2246).(3/352)
8035 - وفي روايةٍ: ((يؤذيني ابن آدم، يقول: يا خيبة الدهر، فلا يقولن أحدكم يا خيبة الدهر، فإني أنا الدهر، أقلب ليله ونهاره)). للشيخين. ((والموطأ)) وأبي داود (1).
_________
(1) البخاري (4826)، ومسلم (2246).(3/352)
8036 - ابن عباس: أن رجلاً نازعته الريح رداءه فلعنها، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تلعنها فإنها مأمورة مسخرةٌ، وإنه من لعن شيئًا ليس له بأهل رجعت عليه)). لأبي داود والترمذي (1).
_________
(1) أبو دود (4908)، والترمذي (1978)، وقال: حسن غريب لا نعلم أحدًا أسنده غير بشر بن عُمر. وصححه الألباني في صحيح أبي داود (4102).(3/352)
8037 - أبو هريرة رفعه: ((إن هذه الريح من روح الله، تأتي بالرحمة وتأتي بالعذاب، فإذا رأيتموها فلا تسبوها، واسألوا الله خيرها، واستعيذوا بالله من شرِّها)). لأبي داود والنسائي (1).
_________
(1) أبو دود (5097)، والنسائي ص93 عمل اليوم والليلة، وقال الألباني: صحيح ((صحيح وأبو داود)) (5250)(3/352)
8038 - جابر رفعه: ((لا تسبوا الليل والنهار، ولا الشمس ولا القمر ولا الريح، فإنها رحمةٌ لقومٍ، وعذابٌ لآخرين)). ((للأوسط)) بلينٍ (1).
_________
(1) قال الهيثمي 8/ 74، رواه الطبراني في ((الأوسط))، وفيه سعد بن بشير، وثقه جماعة وضعفه جماعة، وبقية رجاله ثقات، وأبو يعلى بإسناد ضعيف.(3/352)
8039 - عائشة رفعته: ((لا تسبوا الأموات فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا)). للبخاري وأبي داود والنسائي (1).
_________
(1) البخاري (1393).(3/352)
8040 - المغيرة رفعه: ((لا تسبوا الأموات فتؤذوا الأحياء)). للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (1982)، وقال الألباني: صحيح ((صحيح الترمذي)) (1614).(3/352)
8041 - ابن عمر رفعه: ((اذكروا محاسن موتاكم، وكفوا عن مساويهم)) لأبي داود والترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (1019)، وأبو داود (4900) وقال الألباني: ضعيف ((ضعيف الترمذي)) (172).(3/352)
8042 - عمران بن حصين: بينما النبي - صلى الله عليه وسلم - في بعض أسفاره، وامرأةٌ من الأنصار على ناقةٍ لها فضجرت فلعنتها، فسمع ذلك - صلى الله عليه وسلم - فقال: خذوا ما عليها ودعوها فإنها ملعونةٌ، قال عمران: فكأني أراها الآن تمشى في الناس ما يعرض لها أحدٌ. لمسلم وأبي داود (1).
_________
(1) مسلم (2595).(3/353)
8043 - أبو هريرة: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - في سفرٍ يسيرٍ، فلعن رجلٌ ناقته، فقال: ((أين صاحبُ الناقة؟)) قال الرجل: أنا، فقال: ((انحرها فقد أجبت فيها)). لأحمد (1).
_________
(1) أحمد 2/ 428،وقال الهيثمي 8/ 80: أحمد ورجاله رجال الصحيح. وقال الألباني في الإرواء: إسناده جيد.(3/353)
8044 - زيد بن خالد رفعه: ((لا تسبوا الديك فإنه يوقظ للصلاة)). لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (5101) ,وقال الألباني: صحيح ((صحيح أبي داود)) (4254).(3/353)
8045 - ابن عباس رفعه: ((لا تسبوا تبعًا فإنه قد أسلم)). للأوسط (1).
_________
(1) ((الأوسط)) (1419)، وفيه أحمد بن أبي بزة المكي لم أعرفه وبقية رجاله ثقات. وصححه الألباني في الصحيحة (2423).(3/353)
8046 - أنس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لرجلٍ قرصته برغوثةٌ فسبها: ((لا تسبها فإنها أيقظت نبيًا من الأنبياء للصلاة)). للموصلي (1).
_________
(1) أبو يعلى (2959)، وقال الهيثمي في ((مجمع الزوائد)) 8/ 88، وفي إسناد البزار: سويد ابن إبراهيم وثقه ابن عدي وفيه ضعف وبقية رجالهما رجال الصحيح.(3/353)
8047 - على رفعه: ((لعن الله من ذبح لغير الله، لعن الله من لعن والديه، لعن الله من آوى محدثًا، لعن الله من غير منار الأرض)). للنسائي ومسلم بلفظه (1).
_________
(1) مسلم (1978).(3/353)
8048 - عائشة رفعته: ((ستة لعنتهم، وكل نبيِّ مجابٌ، المحرف لكتاب الله، والمكذب بقدر الله، والمستحل لحرم الله، والمتسلط بالجبروت، ليعز من أذل الله، ويذل من أعز الله، والمستحل ما حرم الله من عترتي. والتارك لسنتي)). لرزين (1).
_________
(1) الترمذي (2154)، وضعفه الألباني في ضعيف الترغيب والترهيب (35).(3/353)
8049 - أنس: لعن النبي - صلى الله عليه وسلم - ثلاثةً: رجلاً أم قومًا وهم له كارهون، وامرأة باتت وزوجها عليها ساخطٌ، ورجلاً سمع حىَّ على الفلاح ثم لم يجب. للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (358)، وقال الألباني في ضعيف الترمذي (56): ضعيف الإسناد جدًا.(3/354)
8050 - ابن مسعود قال: آكل الربا وموكله وكاتبه، إذا علموا ذلك، والواشمة والمستوشمة للحسن، ومانع الصدقة، والمرتد أعرابيًا بعد الهجرة، ملعونون على لسان محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - يوم القيامة. للنسائي (1).
_________
(1) النسائي 8/ 147، وقال الألباني في صحيح النسائي (4721): صحيح.(3/354)
8051 - وله عن عليّ نحوه وفيه: والواشمة والمستوشمة إلا من داءٍ، والمحلل والمحلل له (1).
_________
(1) النسائي 8/ 147، وقال الألباني في صحيح النسائي (4723): صحيح.(3/354)
8052 - عمرة بنت عبد الرحمن: لعن النبي - صلى الله عليه وسلم - المختفي، والمختفية يعني: نباش القبور. لمالك (1).
_________
(1) مالك 2/ 999.(3/354)
8053 - أبو هريرة رفعه: ((اللهم إني أتخذ عندك عهدًا لن تخلفنيه، فإنما أنا بشر، فأي المؤمنين آذيته، شتمته، لعنته، جلدته، فاجعلها له صلاةً وزكاةً وقربة تقربه بها إليك يوم القيامة)). للشيخين (1).
_________
(1) البخاري (6361)، ومسلم (2601).(3/354)
8054 - وفي رواية: ((اللهم إنما أنا بشر أغضب كما يغضب البشر، فأيما رجل من المسلمين سببته أو لعنته، أو جلدته، فاجعلها له صلاةً وزكاة وقربةَ تقربهُ بها إليك يوم القيامة، واجعل ذلك كفارةً له إلى يوم القيامة)).
وفي أخرى: ((أو جلده)) لغة أبى هريرة في جلدته (1).
_________
(1) مسلم (2601).(3/354)
8055 - عائشة: دخل على النبي - صلى الله عليه وسلم - رجلان فكلماه بشيء لا أدري ما هو فأغضباه، فلعنهما وسبهما، فلما خرجا قلت: يا رسول الله: من
[ص:355] أصاب من الخير شيئًا ما أصابه هذان قال: ((وما ذاك؟)). قلتُ: لعنتهما وسببتهما قال: ((أو علمت ما شرطت عليه ربي؟)) قلت: لا. قال: قلت: ((اللهم إنما أنا بشر، فأي المسلمين سببته، أو لعنته فاجعلها له زكاةً وأجرًا)) (1).
_________
(1) مسلم (2600).(3/354)
8056 - أنس: كانت عند أم سليم يتيمة فرآها النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((أنت هيه، لقد كبرت لا كبر الله سنك، أو قرنك))، فرجعت اليتيمة إلى أم سليم تبكى، فقالت لها: مالك يا بنية؟ فقالت: دعا عليَّ نبي الله - صلى الله عليه وسلم - أن لا يكبر سنى (فالآن لا يكبر سنى أبدًا) (1)، أو قالت: قرني، فخرجت أم سليمٍ مستعجلةً تلوث خمارها حتى لقيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال لها: ((مالك يا أم سليم؟)) فقالت: يا نبي الله دعوت على بنتي، فقال: ((وما ذاك يا أم سليم؟)) قالت: زعمت أنك دعوت أن لا يكبر سنها أو قرنها، فضحك، ثم قال: ((يا أم سليم أما تعلمين شرطي على ربي؟) أني اشترطت على ربي فقلت: ((إنما أنا بشرٌ أرضي كما يرضى البشر، وأغضب كما يغضب البشر، فأيما أحدٍ دعوت عليه من أمتي بدعوةٍ ليس لها بأهلٍ، أن تجعلها له طهورًا وزكاة وقربةً، تقربه بها يوم القيامة)). هما لمسلم (2).
_________
(1) المثبت من صحيح مسلم.
(2) مسلم (2603).(3/355)
الحسد والظن والهجران وتتبع العورة(3/355)
8057 - ابن مسعود رفعه: ((لا حسد إلا في اثنتين، رجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها، ورجلٍ آتاه الله مالاً فسلطه على هلكته في الحق)). للشيخين (1).
_________
(1) البخاري (1409)، ومسلم (816).(3/355)
8058 - أبو هريرة رفعه: ((إياكم والحسد، فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب، - أو قال-: العشب)). لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (4903)، وقال الألباني في ضعيف أبي داود (1048): ضعيف.(3/355)
8059 - الزبير رفعه: ((دب إليكم داء الأمم قبلكم، الحسد، والبغضاء وهي الحالقة، أما إني لا أقول تحلق الشعر، ولكن تحلق الدين، والذي نفسي بيده لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، ألا أدلكم على ما تحابون به؟ أفشوا السلام بينكم)). للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (2510)، وقال أبو عيسى حسن غريب، وقال: الألباني في صحيح الترمذي (2038): حسن.(3/356)
8060 - أبو هريرة رفعه: ((إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث، ولا تحسسوا، ولا تحبسسوا، ولا تنافسوا، ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخواناً، كما أمركم، المسلم أخو المسلم، ولا يظلمه، ولا يخذله، ولا يحقره، التقوى ههنا، التقوى ههنا، التقوى ههنا، ويشير إلى صدره، بحسب امرئٍ من الشرِّ أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرامٌ، دمه وعرضه وماله، إن الله لا ينظر إلى أجسادكم، ولا إلى صوركم وأعمالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم)) (1).
_________
(1) البخاري (5143)، ومسلم (2563) ..(3/356)
8061 - أنس رفعه: ((لا تقاطعوا، ولا تدابروا، ولا تباغضوا، ولا تحاسدوا، وكونوا عباد الله إخواناً، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثٍ)) (1).
_________
(1) البخاري (6065)، ومسلم (2559).(3/356)
8062 - أبو أيوب رفعه: ((لا يحل لمؤمن أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليالٍ، يلتقيان فيعرض هذا، ويعرض هذا، وخيرهما الذي بدأ بالسلام)). هي للستة إلا النسائي (1).
_________
(1) البخاري (6077)، ومسلم (2560).(3/356)
8063 - أبو هريرة رفعه: ((لا يحل لمؤمن أن يهجر مؤمناً فوق ثلاث، فإن مرت به ثلاث، فليقه وليسلم عليه، فإن رد عليه فقد اشتركا في الأجر، وإن لم يرد عليه فقد باء بالإثم)) (1).
_________
(1) أبو داود (4912). قال الألباني في ضعيف أبي داود (1051): ضعيف.(3/356)
8064 - وفي روايةٍ: ((فمن هجر فوق ثلاثٍ فمات دخل النار)) (1).
_________
(1) أبو داود (4914). قال الألباني في صحيح أبي داود (4106): صحيح.(3/357)
8065 - أبو خراش السلمي رفعه: ((من هجر أخاه سنةً، فهو كسفك دمه)). هما لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (4915). قال الألباني في صحيح أبي داود (4107): صحيح.(3/357)
8066 - أبو هريرة رفعه: ((تعرض الأعمال كل خميس واثنين، فيغفر الله في ذلك اليوم لكل امرئ لا يشرك بالله شيئاً، إلا امرأً كانت بينه وبين أخيه شحناء، فيقول اتركوا هذين حتى يصطلحا)) (1). لمالكٍ ومسلمٍ وأبي داود والترمذي.
_________
(1) مسلم (2565) 36.(3/357)
8067 - عائشة: حُدثت أن ابن الزبير قال في بيعٍ أو عطاء أعطته عائشة: والله لتنتهين عائشة أو لأحجرن عليها، فقالت: أهو قال هذا؟ قالوا: نعم، قالت: هو لله عليَّ نذرٌ أن لا أكلم ابن الزبير أبداً، فاستشفع ابن الزبير إليها حين طالت الهجرة، فقالت: والله لا أشفع فيه أبداً، ولا أتحنثُ إلى نذري، فلما طال ذلك على ابن الزبير كلم المسور بن مخرمة، وعبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث وهما من بني زهرة، وقال لهما: أنشدكما الله لما أدخلتماني على عائشة، فإنها لا يحل لها أن تنذر قطيعتي، فأقبل به المسور وعبد الرحمن مشتملين بأرديتهما، حتى استأذنا على عائشة، فقالا: السلام عليك ورحمةُ الله وبركاته، أندخل؟ قالت: عائشة: ادخلوا، قالوا: كلنا؟ قالت: نعم، ادخلوا كلكم، ولم تعلم أن معهما ابن الزبير فلما دخلوا، دخل ابن الزبير الحجاب، فاعتنق عائشة، وجعل يناشدها ويبكي، وطفق المسور وعبد الرحمن يناشدانها إلا كلمتيه؟ وقبلت منه، ويقولان إنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم -: نهى عما قد علمت من الهجرة، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليالٍ، فلما أكثروا على عائشة من التذكرة والتحريج، طفقت تذكرهما وتبكي، وتقول: إني نذرت، والنذر
[ص:358] شديدٌ، فلم يزالا بها حتى كلمت ابن الزبير، وأعتقت في نذرها ذلك أربعين رقبةٍ، وكانت تذكر نذرها بعد ذلك فتبكي حتى تبل دموعها خمارها (1).
_________
(1) البخاري (6075).(3/357)
8068 - عروة: كان عبد الله بن الزبير أحب البشر إلى عائشة بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكرٍ، وكان أبر الناس بها، وكانت لا تمسك شيئاً مما جاءها إلا تصدقت به، فقال ابن الزبير، ينبغي أن يؤخذ على يديها بنحوه.
وفيه: فقال له الزهريون، أخوال النبي - صلى الله عليه وسلم - منهم: عبد الرحمن بن الأسود، والمسور بن مخرمة، إذا استأذنا فاقتحم الحجاب، ففعل، فأرسل إليها بعشر رقابٍ، فأعتقتهم، ثم لم تزل تعتق، حتى بلغت أربعين وقالت: وددت أني جعلت حين حلفت عملاً أعمله فأفرغ منه. هما للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (3505).(3/358)
8069 - ابن عمر: صعد النبي - صلى الله عليه وسلم - المنبر، فنادى بصوتٍ رفيع فقال: يا معشر من أسلم بلسانه، ولم يفض الإيمان إلى قلبه، لا تؤذوا المسلمين، ولا تعيروهم، ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من يتبع عورة أخيه المسلم يتبع الله عورته، ومن يتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله، وقال نافه: ونظر ابن عمر يوماً إلى الكعبة، فقال: ما أعظمك وما أعظم حرمتك، والمؤمن أعظم حرمةً عند الله منك. للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (2032)، وقال: حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث الحسين بن واقد، وقال الألباني في ((صحيح الترمذي)) (1655): حسن صحيح.(3/358)
8070 - معاوية رفعه: ((إنك إن اتبعت عورات الناس أفسدتهم، أوكدت أن تفسدهم)) (1).
_________
(1) أبو داود (4888)، وصححه ابن حبان 13/ 72 - 73. وصححه الألباني في صحيح أبي داود (4088).(3/358)
8071 - عقبة بن عامر رفعه: ((من رأى عورةً فسترها، كان كمن أحيا موؤدةً)) (1). هما لأبي داود.
_________
(1) أبو داود (4891)، وقال الألباني في ((الضعيفة)) (1265): ضعيف.(3/358)
8072 - أبو هريرة رفعه: ((لا يسترُ عبدٌ عبداً في الدنيا، إلا ستره الله يوم القيامة)) (1).
_________
(1) مسلم (2590).(3/359)
8073 - وفي روايةٍ: ((إنه لا يستر الله على عبدٍ في الدنيا، إلا ستره الله يوم القيامة)). لمسلمٍ (1).
_________
(1) مسلم (2590).(3/359)
8074 - زيد بن وهب الجهني: أتى ابن مسعود فقيل: هذا فلانٌ تقطرُ لحيته خمراً، فقال: إنا قد نهينا عن التجسس، ولكن إن يظهر لنا شيء نأخذ به (1).
_________
(1) أبو داود (4890)، وقال الألباني في ((صحيح أبي داود)) (4090): صحيح.(3/359)
8075 - دخين كاتب عقبة بن عامر قال: كان لنا جيران يشربون الخمر فنهيتهم، وإني نهيتهم فلم ينتهوا، وإني داعٍ لهم الشرط، فقال: دعهم، ثم رجعت إليه مرة أخرى، فقلت مثل ذلك، فقال: ويحك دعهم، فإني سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول. فذكر معنى حديث عقبة بن عامرٍ. هما لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (4892)، وقال الألباني: في ((الضعيفة)) (1265) , ضعيف.(3/359)
8076 - واثلة بن الأسقع رفعه: ((لا تظهر الشماتة بأخيك، فيعافيه الله ويبتليك)). للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (2506)، وقال: حديث حسن غريب. وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (450).(3/359)
8077 - عائشة: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا بلغه عن الرجل لم يقل: ما بال فلانٍ؟ ولكن يقول: ((ما بالُ أقوامٍ يقولون: كذا وكذا)). لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (4788)، وصححه الألباني: في ((الصحيحة)) (2064).(3/359)
الكبر والرياء والكبائرُ(3/360)
8078 - أبو سعيد وأبو هريرة رفعاه: ((يقول الله تعالى: العز إزاري والكبرياء ردائي، فمن نازعني شيئاً منهما عذبته)). لمسلم ولأبي داود عن أبي هريرة (1).
_________
(1) مسلم (2620).(3/360)
8079 - ابن مسعود رفعه: ((لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبةٍ من كبرٍ، فقال رجلٌ: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسناً ونعله حسناً، قال: إن الله جميلٌ يحب الجمال، الكبر بطر الحق، وغمط الناسِ)). لمسلم والترمذي ولأبي داود أوله (1).
_________
(1) مسلم (91).(3/360)
8080 - عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده رفعه: ((يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر في صور الرجال، يغشاهم الذلُّ من كل مكانٍ، يساقون إلى سجنٍ في جهنم يسمى بولس، تعلوهم نار الأنيار، يسقون من عصارة أهل النار: طينة الخبال. للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (2492)، وقال: حسن. وحسنه الألباني في صحيح الترمذي (2025).(3/360)
8081 - أبو هريرة رفعه: ((لينتهين أقوامٌ يفتخرون بآبائهم الذين ماتوا، إنما هم فحم جهنم، أو ليكونن أهون على الله من الجعل الذي يدهده الخرء بأنفه، إن الله تعالى قد أذهب عنكم عبية الجاهلية وفخرها بالآباء، وإنما هو مؤمن تقيٌ، أو فاجرٌ شقي، الناس كلهم بنو آدم، وآدم خلق من تراب)). لأبي داود والترمذي بلفظه (1).
_________
(1) الترمذي (3955) وقال: حسن غريب، وأبو داود (5116)، وحسنه الألباني في صحيح الترمذي (3100).(3/360)
8082 - وعنه: وقد رآى رجلاً يجر إزاره، وجعل يضرب الأرض برجله وهو أميرٌ على البحرين، فقال له: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: إنَّ الله لا ينظر يوم القيامة إلى من جرَّ إزاره بطراً،
[ص:361] قال: وكان أبو هريرة يستخلف على المدينة، فيأتي بحزمة الخطب على ظهره، فيشق السوق، ويقول طرقوا للأمير، حتى ينظر الناس إليه. لمالك والشيخين بلفظ مسلم (1).
_________
(1) البخاري (5788)، ومسلم (2087).(3/360)
8083 - ابن عمر رفعه: ((بينما رجل ممن كان قبلكم يجر إزاره من الخيلاء خسف به، فهو يتجلجل في الأرض إلى يوم القيامة)). للبخاري والنسائي (1).
_________
(1) البخاري (3485).(3/361)
8084 - وللدارمي عن أبي هريرة مثله وزاد: إن فتى في حلة له، قال له: يا أبا هريرة أهكذا كان يمشى ذلك الفتى الذي خسف به؟
ثم ضرب بيده، فعثر عثرة كاد ينكسر منها، فتلا أبو هريرة: {إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئينَ} [الحجر: 95] (1).
_________
(1) الدرامي (437).(3/361)
8085 - جبير بن مطعم قال: يقولون في التيه، وقد ركبت الحمار، ولبست الشملة، وحلبت الشاة، وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((من فعل هذا، فليس فيه من الكبر شيءٌ)). للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (2001)، وقال: حسن صحيح غريب. وقال الألباني في صحيح الترمذي (1627): صحيح الإسناد.(3/361)
8086 - أبو هريرة رفعه: ((إن الله إذا كان يوم القيامة ينزل إلى العباد ليقضى بينهم، وكل أمةٍ جاثيةٍ، فأول من يدعو به رجلٌ جمع القرآن، ورجل قتل في سبيل الله، ورجلٌ كثيرُ المال، فيقول الله للقارئ: ألم أعلمك بما أنزلت على رسولي؟ فقال: بلى يا رب! قال: فماذا عملت فيما علمت؟ قال: كنت أقوم به آناء الليل، وآناء النهار، فيقول الله: كذبت، وتقول الملائكة كذبت، ويقول الله له: بل أردت أن يقال: فلان قارئ وقد قيل ذلك، ويؤتى بصاحب المال، فيقول الله: ألم أوسع عليك حتى لم أدعك تحتاج إلى أحدٍ؟ قال: بلى يا رب! قال: فماذا عملت فيما آتيتك؟ قال: كنت أصل الرحم، وأتصدق، فيقول الله له: كذبت، وتقول الملائكة: كذبت، ويقول الله: بل أردت أن يقال فلان جوادٌ
[ص:362] فقد قيل ذلك، ثم يؤتى بالذي قتل في سبيل الله، فيقول الله: فيماذا قتلت؟ فيقول: أمرت بالجهاد في سبيلك، فقاتلت حتى قتلت، فيقول الله: كذبت، وتقول الملائكة: كذبت، ويقول الله: بل أردت أن يقال فلان جريء، فقد قيل ذلك، ثم ضرب - صلى الله عليه وسلم - على ركبتي، فقال: يا أبا هريرة أولئك الثلاثة، أول خلق الله تسعر بهم النار يوم القيامة)). لمسلم والترمذي والنسائي بقصة (1).
_________
(1) مسلم (1905)، والترمذي (2382).(3/361)
8087 - وعنه رفعه: ((تعوذوا بالله من جب الحزن، قالوا: وما جب الحزن؟)) قال: ((وادٍ في جهنم، تتعوذ منه جهنم كل يوم مائة مرةٍ))، قيل: من يدخله؟ قال: ((القراء المراءون بأعمالهم)). للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (2383)، وقال: حسن غريب، وابن ماجة (256) بنحوه، وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (415).(3/362)
8088 - وعنه رفعه: ((قال الله تعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه)). لمسلم (1).
_________
(1) مسلم (2985).(3/362)
8089 - وعنه أن رجلاً قال: يا رسول الله الرجل يعمل العمل فيُسِر، فإذا اطُّلِع عليه أعجبه ذلك، فقال - صلى الله عليه وسلم -: له أجران، أجر السر وأجر العلانية. للترمذي وقال: فسر بمن يعجبه ثناء الناس عليه بالخير، لحديث أنتم شهداء الله في الأرض، أما إذا أعجبه ليعلم الناس منه الخير، ويكرم، ويعظم على ذلك، فهذا رياءٌ، وقيل إذا أعجبه رجاء أن يعمل بعمله، فيكون له مثل أجورهم، فهذا له مذهب أيضاً (1).
_________
(1) الترمذي (2384)، وقال: حسن غريب، وابن ماجة (4226)، وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (416).(3/362)
8090 - أبو بكرة رفعه: ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ثلاثاً، الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، ألا وشهادة الزور، وقول الزور، وكان متكئاً، فجلس ومازال يكررها حتى قلنا ليته سكت. للشيخين والترمذي (1).
_________
(1) البخاري (2654) ,ومسلم (87).(3/363)
8091 - أبو هريرة رفعه: ((اجتنبوا السبع الموبقات، قيل: يا رسول الله وما هن؟ قال: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل مال اليتيم، والزنا، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات)). للشيخين وأبي داود النسائي (1).
_________
(1) البخاري (2767)، ومسلم (89)، وأبو داود (2874)، والنسائي6/ 257.(3/363)
8092 - عبيد بن عمير، عن أبيه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال وقد سأله رجل عن الكبائر فقال: هن تسع، فذكر، الشرك، والسحر، وقتل النفس، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات، وعقوق الوالدين، واستحلال البيت الحرام قبلتكم أحياء وأمواتاً. لرزين (1).
_________
(1) أبو داود (2875)، وقال الألباني في الإرواء (690):حسن.(3/363)
8093 - ابن عمرو بن العاص رفعه: ((الكبائر، الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وقتل النفس، واليمين الغموس)). للبخاري والترمذي والنسائي (1).
_________
(1) البخاري (6675).(3/363)
8094 - بريدة رفعه: ((إن أكبر الكبائر الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، ومنع فضل الماء، ومنع الفحل)). للبزار بضعف (1).
_________
(1) ذكره الهيثمي 1/ 105، وقال: البزار وفيه: صالح بن حيان، وهو ضعيف ولم يوثقه أحد. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1086).(3/363)
النفاق والمزاح والمراء(3/363)
8095 - ابن عمرو بن العاص رفعه: ((أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً، ومن كانت فيه خصلةٌ منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها، إذا ائتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر)) (1).
_________
(1) البخاري (34)، ومسلم (58).(3/363)
8096 - وفي رواية: ((وإذا وعد أخلف)). للستة إلا مالكًا.
وقال الترمذي: معناه عند أهل العلم: نفاق العمل، وإنما كان نفاق التكذيب على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - (1).
_________
(1) البخاري (34)، ومسلم (58)،والترمذي (2632).(3/364)
8097 - ولمسلمٍ عن أبي هريرة: ((آية المنافق ثلاثة، وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم)) بنحوه (1).
_________
(1) مسلم (59).(3/364)
8098 - أبو هريرة رفعه: ((خصلتان لا تجتمعان في منافقٍ، حسنُ سمت، ولا فقه في الدين)). للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (2684)، وقال: حديث غريب. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (2160).(3/364)
8099 - ابن عمر رفعه: ((مثل المنافق كالشاة العائر بين الغنمين، تعير إلى هذه مرةً، وإلى هذه مرةً)). لمسلم والنسائي (1).
_________
(1) مسلم (2784).(3/364)
8100 - وعنه: وقد قيل له: إنا لندخل إلى سلطاننا وأمرائنا، فنقول لهم، بخلاف ما نتكلم إذا خرجنا من عندهم، فقال: كنا نعد هذا نفاقاً على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأما اليوم فإنما هو الكفر بعد الإيمان (1).
_________
(1) البخاري (7178).(3/364)
8101 - وفي رواية: قال: إن المنافقين اليوم شرٌ منهم على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -، قيل: وكيف ذلك؟ قال: كانوا يومئذ يسرون، واليوم يجهرون. للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (7113).(3/364)
8102 - حذيفة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أعلمه اثني عشر منافقاً، منهم ثمانية لا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط، وأربعة لم أحفظ ما قال فيهم (1).
_________
(1) مسلم (2779).(3/364)
8103 - وفي رواية: ثمانية تكفيكهم الدبيلة، سراج من نارٍ يظهر في أكتافهم حتى ينجم (من) (1) صدورهم. لمسلم (2).
_________
(1) ما أثبتناه من مسلم.
(2) مسلم (2779).(3/364)
8104 - أبو الطفيل: كان بين رجل من أهل العقبة وبين حذيفة بعض ما يكون بين الناس، فقال: أنشدك الله! كم كان أصحاب العقبة، فقال له القوم: أخبره إذ سألك، فقال: كنا نخبر أنهم أربعة عشر، فإن كنت منهم فقد كان القوم خمسة عشر، وأشهد بالله أن اثنى عشر منهم حرب لله ولرسوله، في الحياة الدنيا، ويوم يقوم الأشهاد، وعذر ثلاثة، قالوا: ما سمعنا منادي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولا علمنا بما أراد القوم، وقد كان في حرة فمشى فقال: إن الماء قليل، فلا يسبقني إليه أحد، فوجد قوماً قد سبقوه فلعنهم يومئذ. لمسلم (1).
_________
(1) مسلم (2779).(3/365)
8105 - وللكبير: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - في غزوة تبوك انتهى إلى عقبة، فأمر منادياً فنادى لا يأخذن العقبة أحد، فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأخذها، وكان - صلى الله عليه وسلم - يسير، وحذيفة يقوده، وعمار يسوقه، فأقبل رهط متلثمين على الرواحل حتى غشوه، فرجع عمار فضرب وجوه الرواحل، فقال - صلى الله عليه وسلم - لحذيفة: ((قد قد))، ولعمار ((سق سق))، حتى أناخ، فقال لعمار: ((هل تعرف القوم؟)) قال: لا، كانوا متلثمين، قال: ((أتدري ما أرادوا؟)) قالوا: الله ورسوله أعلم قال: ((أرادوا أن ينفردوا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيطرحوه من العقبة))، فلما كان بعد ذلك نزع بين عمار وبين رجلةٍ منهم شيء، فقال: أنشدك بالله! كم أصحاب العقبة الذين أرادوا أن يمكروا بالنبي - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: نرى أنهم أربعة عشر، فذكره إلى يوم يقوم الأشهاد (1).
(وتسمية أصحاب هذه العقبة) معتب بن قشير شهد بدراً، وهو الذي قال: لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا ههنا وقال: يعدنا محمد كنوز كسرى وقيصر، وأحدنا لا يأمن على خلائه، ووديعة بن ثابت، وهو الذي قال: إنما كنا نخوض ونلعب، (وجدير) (2) بن عبد الله بن نبتل، وهو الذي قال جبريل عليه السلام: يا محمد من هذا الأسود كثير شعر عينيه، كأنهما قدران من صفر، ينظر بعيني شيطان، وكبده كبد حمار، يخبر المنافقين بخبرك، والحارث بن يزيد، وهو الذي سبق إلى الوشل التي نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يسبقه أحد فاستقى منها، أربعتهم من بنى عمرو بن عوف وأوس بن قبطى الذي قال: إن بيوتنا
[ص:366] عورة، وسعيد بن زرارة، المدخن على النبي - صلى الله عليه وسلم -، وسويد وراعش بن بلحبلى، وهما ممن جهز ابن أُبي في غزوة تبوك يخذلان الناس، وقيس بن عمرو، وزيد بن اللصيب، وسلالة بن الحمام، وهما من يهود بني قينقاع، والجلاس ابن سويد، قيل إنه تاب بعد ذلك (3).
_________
(1) الطبراني 3/ 165، وقال الهيثمي 1/ 110: رجاله ثقات.
(2) المثبت من الطبراني.
(3) قال الهيثمي 1/ 111، من قول الزبير بن بكار.(3/365)
8106 - سلمة بن الأكوع: عدنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - رجلاً موعوكاً، فوضعت يدي عليه، فقلت: والله ما رأيت كاليوم رجلاً أشد حراً فقال: ((ألا أخبركم بأشد حراً منه يوم القيامة؟ هذينك الرجلين المقنيين، لرجلين حينئذ من أصحابه)). لمسلم (1).
_________
(1) مسلم (2783).(3/366)
8107 - ابن أبي مليكة: أدركت ثلاثين من الصحابة، قد شهدوا بدراً، كلهم يخاف النفاق على نفسه، ولا يأمن المكر على دينه، ما منهم من أحد يقول إنه على إيمان جبريل وميكائيل. للبخاري في ترجمة (1).
_________
(1) البخاري معلقًا قبل حديث (48).(3/366)
8108 - أبو هريرة رفعه: ((إن للمنافقين علامات يعرفون بها، تحيتهم لعنة، وطعامهم نهبة، وغنيمتهم غلول، لا يقربون المساجد إلا هجراً ولا يأتون الصلاة إلا دبراً مستكبرين، لا يألفون ولا يؤلفون، خشب بالليل صخب بالنهار)). لأحمد والبزار (1).
_________
(1) أحمد 2/ 293، والبزار في ((كشف اللأستار)) (85)، وقال الهيثمي 1/ 107: أحمد والبزار، وفيه عبد الملك بن قدامة الجمحي، وثقه يحيى بن معين وغيره، وضعفه الدارقطني وغيره.(3/366)
8109 - سهل بن سعد رفعه: ((نية المؤمن خير من عمله، وعمل المنافق خير من نيته، وكل يعمل على نيته، فإذا عمل المؤمن عملاً ثار في قلبه نور)). للكبير، وفيه حاتم بن عباد بن دينار (1).
_________
(1) الكبير 6/ 185، 186 (5942)، وقال الهيثمي 1/ 61: رجاله موثقون إلا حاتم بن عباد بن دينار الجرشي لم أرَ من ذكر له ترجمة. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5977).(3/366)
8110 - أبو سعيد رفعه: ((لو أن أحدكم يعمل في صخرةٍ صماء، ليس لها باب ولا كوة، لخرج عمله للناس كائناً ما كان)). لأحمد والموصلي (1).
_________
(1) أحمد 3/ 28، وأبو يعلى2/ 521 (1378)، وقال الألباني: ضعيف ((الضعيفة)) (1807).(3/366)
8111 - أبو هريرة قالوا: يا رسول الله إنك لتداعبنا، قال: ((إنى لا أقول إلا حقاً)). للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (1990)، وقال: حسن صحيح. وقال الألباني في صحيح الترمذي (1621): حسن صحيح.(3/367)
8112 - أنس: أن امرأةً أتت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت: احملنا على بعير فقال: ((أحملكم على ولد الناقة))، قالت: وما نصنع بولد الناقة؟ فقال: ((هل تلد الإبل إلا النوق)) (1).
_________
(1) أبو داود (4998) ,والترمذي (1991)، وقال: حسن صحيح غريب. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (1622).(3/367)
8113 - وعنه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له: ((يا ذا الأذنين، - يعني: يمازحه-)). هما لأبي داود والترمذي (1).
_________
(1) أبو داود (5002)، والترمذي (1992)، وقال: صحيح غريب. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (1623).(3/367)
8114 - أم سلمة قالت: خرج أبو بكر في تجارة إلى بصري قبل موت النبي - صلى الله عليه وسلم - بعام، ومعه نعيمان وسويبط بن حرملة، وكانا شهدا بدراً، وكان نعيمان على الزاد، وكان سويبط رجلاً مزاحاً، فقال لنعيمان: أطعمني، قال: حتى يجيء أبو بكر، قال: أما لأغيظنك، فمروا بقوم، فقال لهم سويبط: تشترون مني عبداً لي؟ فقالوا: نعم قال: إنه عبد له كلام وهو قائل لكم إني حُر، فإن كنتم إذا قال لكم هذه المقالة تركتموه، فلا تفسدوا على عبدي، فقالوا: لا بل نشتريه منك، فاشتروه بعشرة قلائص، ثم أتوه، فوضعوا في عنقه عمامةً أو حبلاً، فقال نعيمان: إن هذا يستهزئ بكم، وإني حر لست بعبد، فقالوا: قد أخبرنا خبرك، فانطلقوا به، فجاء أبو بكر، فأخبروه، فاتبع القوم، ورد عليهم القلائص وأخذ نعيمان، فلما قدموا على النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبروه فضحك - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه منه حولاً. للقزويني. بضعف (1).
_________
(1) ابن ماجه (3719)، وضعفه الالباني في ضعيف ابن ماجة (815).(3/367)
8115 - أسيد بن حضير: أن رجلاً من الأنصار كان فيه مزاح، فبينما هو يحدث القوم يضحكهم، إذ طعنه النبي - صلى الله عليه وسلم - في خاصرته بعود كان في يده، فقال: ((اصبرني)) يا رسول الله، فقال: اصطبر، قال: إن عليك قميصاً وليس علىّ قميص، فرفع - صلى الله
[ص:368] عليه وسلم - قميصه، فاحتضنه، وجعل يقبل كشحه فقال: إنما أردت هذا يا رسول الله (1).
_________
(1) أبو داود (5224)، وقال الألباني في صحيح أبي داود (4352): صحيح.(3/367)
8116 - عبد الله بن السائب بن يزيد، عن أبيه، عن جده رفعه: ((لا يأخذن أحدكم متاع أخيه لاعباً جاداً)) (1).
_________
(1) أبو داود (5003)، وقال الألباني في صحيح أبي داود (4183): صحيح.(3/368)
8117 - ابن أبي ليلى: حدثنا أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - أنهم كانوا يسيرون معه، فقام رجل منهم، فانطلق بعضهم إلى حبل معه، فأخذه، ففزع، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((لا يحل لمسلم أن يروع مسلماً)). هي لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (5004)، وقال الألباني في صحيح أبي داود (4184): صحيح.(3/368)
8118 - أبو أمامة رفعه: ((من ترك المراء وهو مبطل، بنى له بيت في ربض الجنة، ومن تركه وهو محق، بنى له في وسطها، ومن حسن خلقه بنى له في أعلاها)) (1).
_________
(1) أبو داود (4800) بنحوه ,وقال الألباني: حسن لغيره ((صحيح الترغيب)) (138)، ((السلسلة الصحيحة)) (273).(3/368)
8119 - وعنه رفعه: ((ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل، ثم تلا {مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلاً بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ})) [الزخرف: من الآية58]. هما للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (3253)، وقال: هذا حديث حسن صحيح، وابن ماجة (48)،وحسنه الألباني في صحيح الترمذي (2593).(3/368)
8120 - أبو هريرة رفعه: ((المراء في القرآن كفر)). لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (4603)، وقال الألباني في ((صحيح أبي داود)) (3847): صحيح.(3/368)
8121 - عائشة رفعته: ((إن أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم)). للشيخين والترمذي والنسائي (1).
_________
(1) البخاري (2457)، ومسلم (2668).(3/368)
8122 - ابن عباس قال: لا تمار أخاك، فإن المراء لا تفهم حكمته، ولا تؤمن غائلته، ولا تعد وعداً فتخلفه. لرزين (1).
_________
(1) الترمذي (1995)، وقال: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وقال الألباني: ضعيف الجامع (6274): ضعيف.(3/369)
8123 - عمر رفعه: ((لا يبلغ العبد صريح الإيمان حتى يدع المزاح والكذب، ويدع المراء وإن كان محقاً)). للموصلي بخفى (1).
_________
(1) ذكره الهيثمي 1/ 92 وقال: رواه أبو يعلى وفيه: محمد بن عثمان، عن سليمان بن داود ولم أر من ذكرهما.(3/369)
8124 - ابن عمر رفعه: ((ما اختلفت أمة بعد نبيها إلا ظهر أهل باطلها على أهل حقها)). للأوسط. بضعف (1).
_________
(1) ((الأوسط)) (7754)، وقال الهيثمي 1/ 157، الطبراني في ((الأوسط))، وفيه موسى ابن عبيدة وهو ضعيف.(3/369)
8125 - ابن عباس رفعه: ((إن عيسى عليه السلام قال: إنما الأمور ثلاثةٌ: أمر تبين لك رشده فاتبعه، وأمر تبين لك غيه فاجتنبه، وأمرٌ اختلف فيه فرده إلى عالمه)). ((للكبير)) (1).
_________
(1) الكبير 10/ 318، وقال الهيثمي: الطراني في ((الكبير)) ورجاله موثقون. وقال الألباني في الضعيفة (5034): ضعيف جدا.(3/369)
الأسماء والكنى(3/370)
8126 - أبو الدرداء رفعه: ((إنكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم، وأسماء آبائكم، فأحسنوا أسماءكم)). لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (4948) وقال: ابن أبي زكريا لم يدرك أبا الدرداء، قال الألباني في ضعيف أبي داود (1053): ضعيف.(3/370)
8127 - وهب الجشميُّ رفعه: ((تسموا بأسماء الأنبياء، وأحب الأسماء إلى الله عبد الله وعبد الرحمن، وأصدقها حارث وهمام، وأقبحها حرب ومرة)). للنسائي وأبي داود بلفظه (1).
_________
(1) أبو داود (4950)، والنسائي 6/ 281، وقال الألباني في ((صحيح أبي داود)) (4140): صحيح دون قوله: تسموا بأسماء الأنبياء.(3/370)
8128 - أبو هريرة رفعه: ((إن أخنع اسم عند الله رجلٌ تسمى ملك الأملاك لا ملك إلا الله))، قال سفيان: مثل شاهنشاه. للشيخين وأبي داود والترمذي (1).
_________
(1) البخاري (6205)، ومسلم (2143).(3/370)
8129 - جابر: أراد النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - أن ينهى عن أن يسمى بيعلى وبركة وأفلح ويسار ونافع وبنحو ذلك، ثم رأيته سكت بعد عنها، ولم يقل شيئاً، ثم قبض - صلى الله عليه وسلم - ولم ينه عنها. لأبي داود ومسلم بلفظه (1).
_________
(1) مسلم (2138)، وأبو داود (4960).(3/370)
8130 - سمرة رفعه: ((أحب الكلام إلى الله أربع، سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، لا يضرك بأيهن بدأت، لا تسمين غلامك يساراً، ولا رباحاً، ولا نجيحاً ولا أفلح، فإنك تقول: أثم هو؟ فيقول: لا، إنما هن أربعٌ فلا تزيدن علي)). للترمذي وأبي داود ومسلم بلفظه (1).
_________
(1) مسلم (2137).(3/370)
8131 - أسلم مولى عمر: أن عمر ضرب ابناً له
[ص:371] يكنى أبا عيسى، وأن المغيرة بن شعبة يكنى أبا عيسى، فقال له عمر: أما يكفيك أن تكنى بأبي عبد الله؟ فقال: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - كناني أبا عيسى فقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وإنا بعد في جلجتنا، فلم يزل يكنى بأبي عبد الله حتى هلك. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (4963)، وقال الألباني في صحيح أبي داود (4152): حسن صحيح.(3/370)
8132 - يحيى بن سعيد: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال للقحة تحلب: ((من يحلب هذه؟)) فقام رجلٌ، فقال له - صلى الله عليه وسلم -: ما اسمك؟ قال: مرة، فقال له: ((اجلس)) ثم قال: ((من يحلب هذه؟)) فقام رجلٌ فقال له - صلى الله عليه وسلم -: ((ما اسمك؟)) قال: حرب، فقال له: ((اجلس)) ثم قال: ((من يحلب هذه؟)) فقام رجل، فقال له - صلى الله عليه وسلم -: ((ما اسمك؟)) قال: يعيش، فقال له: ((احلب)) (1).
_________
(1) مالك 2/ 741.(3/371)
8133 - وعنه أن عمر قال لرجلٍ: ما اسمك؟ قال: جمرة، قال: ابن من؟ قال: ابن شهابٍ، قال: ممن؟ قال من الحرقة. قال: أين مسكنك؟ قال: بحرة النار، قال: بأيها؟ قال: بذات لظى. قال عمر: أدرك أهلك فقد احترقوا، فكان كما قال عمر. هما لمالك (1).
_________
(1) مالك 2/ 741.(3/371)
8134 - أنس: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يوماً يمشى في البقيع، فسمع قائلاً يقول: يا أبا القاسم فرد رأسه إليه، فقال الرجل: يا رسول الله إني لم أعنك، وإنما دعوت فلاناً، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((تسموا باسمي، ولا تكنوا بكنيتي)). للشيخين والترمذي (1).
_________
(1) البخاري (2121)، ومسلم (2131).(3/371)
8135 - ولهم ولأبي داود عن جابر: ولد لرجلٍ منا غلامٌ فسمَّاه القاسم، فقلنا: لا نكنيك أبا القاسم، ولا ننعمك عينا، فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فذكر ذلك له، فقال له: ((سم ابنك عبد الرحمن)) (1).
_________
(1) البخاري (6189)، ومسلم (2133).(3/371)
8136 - وفي روايةٍ: قالت الأنصار: لا نكنيك أبا القاسم، ولا ننعمك عيناً، فقال
[ص:372] صلى الله عليه وسلم -: ((أحسنت الأنصار، تسموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي)) (1).
_________
(1) البخاري (3115)، ومسلم (2133).(3/371)
8137 - وفي أخرى: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى أن يجمع أحدٌ بين اسمه وكنيته فيسمى محمداً أبا القاسم (1).
_________
(1) الترمذي (2841)، وقال: حسن صحيح.(3/372)
8138 - أبو رافع رفعه: ((إذا سميتم محمداً في تضربوه ولا تحرموه)). للبزار (1). بلين.
_________
(1) البزَّار كما في ((كشف الأستار)) (1988)، قال الهيثمي 8/ 48 فيه: غسان بن عبير، وثقهُ ابن حبان وغيره، وفيه ضعف، وقال الألباني في ضعيف الجامع (560): ضعيف.(3/372)
8139 - أنس رفعه: ((تسمونهم محمداً ثم تلعنونهم)) (1). للموصلى والبزار بلين.
_________
(1) أبو يعلى 6/ 116 (3386)، وقال الهيثمي 8/ 48 فيه: الحكم بن عطية، وثقه أحمد وضعفه غيره وبقية رجاله رجال الصحيح. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2436).(3/372)
8140 - عبد الرحمن بن أبى ليلى: نظر عمر إلى ابن عبد الحميد وكان اسمه محمداً- ورجلٌ يقولُ له: فعل الله بك يا محمدٌ، فسماه عبد الرحمن، فأرسل إلى بني طلحة وهم سبعة سيدهم وكبيرهم محمد بن طلحة، بغير أسماءهم، فقال محمد: أذكرك الله يا أمير المؤمنين، فوالله محمد - صلى الله عليه وسلم - سماني، فقال: قوموا فلا سبيل إلى شيء سماه - صلى الله عليه وسلم -. لأحمد و ((الكبير)) (1).
_________
(1) أحمد 4/ 216، والطبراني 19/ 544، وقال الهيثمي 8/ 49 رجال أحمد رجال الصحيح.(3/372)
8141 - عائشة: قالت امرأةٌ: يا رسول الله إني ولدت غلامًا فسميته محمداً، وكنيته أبا القاسم، فذكر لي أنك تكره ذلك فقال: ما الذي أحل اسمي، وحرم كنيتي؟ أو ما الذي حرم كنيتي وأحل اسمي (1).
_________
(1) أبو داود (4968)، وقال الألباني في ضعيف أبي داود (1057): ضعيف.(3/372)
8142 - محمد ابن الحنفية، عن أبيه: قلت: يا رسول الله! أرأيت إن ولد لي بعدك ولد أسميه باسمك، وأكنيه بكنيتك؟ قال: ((نعم)). هما لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (4967)، والترمذي (2843) ,وقال الألباني في صحيح أبي داود (4155): صحيح.(3/373)
8143 - ابن عباس رفعه: ((من ولد له ثلاثة فلم يسم أحدهم محمداً فقد جهل)). ((للكبير)) بضعف (1).
_________
(1) الطبراني 11/ 71 (11074)، وقال الهيثمي 7/ 49 فيه: مصعب بن سعيد، وهو ضعيف. وقال الألباني في ضعيف الجامع (5880): موضوع.(3/373)
8144 - سهل بن سعد: وقد قيل له: هذا فلانٌ لأمير المدينة يذكر علياً عند المنبر يقول: أبو ترابٍ فضحك سهل وقال: والله ما سماه به إلا النبي - صلى الله عليه وسلم - وما كان له اسم أحب إليه منه، جاء النبي - صلى الله عليه وسلم - ببيت فاطمة ولم يجد علياً، فقال: ((أين ابن عمك؟)) فقالت: كان بيني وبينه شيءٌ فغاضبني، فخرج ولم يقل عندي، فقال - صلى الله عليه وسلم - لإنسان: ((انظر أين هو؟)) فقال: هو في المسجد راقدٌ فجاءه - صلى الله عليه وسلم - وهو مضطجعٌ قد سقط رداؤه عن شقه فأصابه تراب، فجعل - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((قم أبا تراب، قم أبا ترابٍ)). للشيخين (1).
_________
(1) البخاري (6280)، ومسلم (2409).(3/373)
8145 - أسماء بنت أبي بكر أنها حملت بعبد الله بن الزبير بمكة قالت: فخرجت وأنا متمٌ، فقدمت المدينة، فنزلت بقباء فولدته بقباء، ثم أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فوضعه في حجره، ثم دعا بتمرةٍ فمضغها، ثم تفل في فيه، فكان أول شيء دخل جوفه ريق رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم حنكه بالتمرة، ثم دعا له، وبرَّك عليه، فكان أول مولود ولد في الإسلام (1).
_________
(1) البخاري (3909)، ومسلم (2146).(3/373)
8146 - زاد في روايةٍ: ففرحوا به فرحاً شديداً؛ لأنهم قيل لهم: إن اليهود قد سحرتكم، فلا يولد لكم. للشيخين (1).
_________
(1) البخاري (5469)، ومسلم (2146).(3/373)
8147 - ولهما نحوه عن عائشة وفيه: وسمَّاه عبد الله (1).
_________
(1) البخاري (3910)، ومسلم (2146).(3/373)
8148 - أبو موسى: ولد لي غلامٌ فأتيت به النبي - صلى الله
[ص:374] عليه وسلم - فسماه إبراهيم، وحنكه بتمرةٍ ودعا له بالبركة، وفدعه إليَّ، وكان أكبر ولد أبي موسى. للشيخين (1).
_________
(1) البخاري (5467)، ومسلم (2145).(3/373)
8149 - عائشة قلت: يا رسول الله كل صواحبي لهن كنى، قال: فاكتنى بابنك عبد الله بن الزبير، فكانت تكنى أم عبد الله. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (4970)، وقال الألباني في صحيح أبي داود (4157): صحيح.(3/374)
8150 - ابن مسعود: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كناه أبا عبد الرحمن ولم يولد له. ((للكبير)) (1).
_________
(1) الطبراني 9/ 65 (8405)، وقال الهيثمي 8/ 56، ورجاله رجال الصحيح.(3/374)
8151 - عائشة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يغير الاسم القبيح. للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (2839)، وقال الألباني: صحيح ((صحيح الترمذي)) (2275).(3/374)
8152 - أبو هريرة: أن زينب هي بنت أبي سلمة كان اسمها برة، فقيل: تزكي نفسها، فسمَّاها النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - زينب. للشيخين (1).
_________
(1) البخاري (6192)، ومسلم (2141).(3/374)
8153 - ابن عباس: كان اسم جويرية بنت الحارث، برة، فحول النبي - صلى الله عليه وسلم - اسمها جويرية، وكان يكره أن يقال: خرج من عند برة (1).
_________
(1) مسلم (2140).(3/374)
8154 - زينب بنت أبي سلمة: كان اسمي برة فسماني النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - زينب، ودخلت عليه زينب بنت جحشٍ واسمها برة فسماها زينب. هما لمسلم (1).
_________
(1) مسلم (2142).(3/374)
8155 - شريح بن هانئ، عن أبيه: قال لما وفد إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة مع قومه سمعهم يكنونه بأبى الحكم، فدعاه - صلى الله عليه وسلم - فقال: إن الله هو الحَكم، وإليه الحُكم، فلم تكنى أبا الحكم؟ فقال: إن قومي إذا اختلفوا في شيء أتوني فحكمت بينهم، فرضى كلا الفريقين بحكمي، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((ما
[ص:375] أحسن هذا، فما لك من الولد؟)) قال: لي شريحٌ ومسلم وعبد الله، قال: ((فمن أكبرهم؟)) قلت: شريح. قال: ((فأنت أبو شريح)). لأبي داود والنسائي (1).
_________
(1) أبو داود (4955)، والنسائي 8/ 226، وقال الألباني: صحيح وذكره في ((المشكاة)) (4766).(3/374)
8156 - أسامة بن أخدري: أن رجلاً كان اسمه أصرم، كان في نفرٍ أتوا النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال له: ((ما اسمك؟)) قال: أصرم. قال: ((بل أنت زرعة)). لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (4954)، صححه الألباني في صحيح أبي داود (4144).(3/375)
8157 - سعيد بن المسيب: أن أباه جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((ما اسمك؟)) قال: حزن، قال: ((أنت سهلٌ))، قال: لا أغير اسماً سمانيه أبي (1).
_________
(1) البخاري (6190).(3/375)
8158 - وفي روايةٍ: أن جده حزناً قدم على النبي - صلى الله عليه وسلم - بنحوه.
وفيه: قال ابن المسيب: مازالت فينا الحزونة بعد (1).
_________
(1) البخاري (6193)، وأبو داود (4956).(3/375)
8159 - وفي أخرى: قال: لا، السهل يوطأ ويمتهن، قال سعيد: فظننت أنه سيصيبنا بعده حزونة. للبخاري وأبي داود (1).
_________
(1) البخاري (6190)، وأبو داود (4956).(3/375)
8160 - وقال: غير النبي - صلى الله عليه وسلم - اسم العاص، وعزيز، وعتلة، وشيطان، والحكم، وغرابٍ، وحبابٍ، وشهابٍ، فمساه هشاماً، سمَّى حرباً سلماً، وسمى المضطجع المنبعث، وأرضاً تسمى عفرة، سماها خضرة، وشعب الضلالة سماه شعب الهدى، وبنى الزينة سماهم بني الرشدة، وسمى بني معاوية بني رشدٍ. قال أبو داود: تركت أسانيدها للاختصار (1).
_________
(1) أبو داود (4956).(3/375)
8161 - خيثمة بن عبد الرحمن، عن أبيه: أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال لي:
[ص:376] ((ما اسمك؟)) قلت: عبد العزى، قال: ((بل أنت عبد الرحمن)). للكبير وللبزار: ما اسمك؟ قلت: عزيزٌ. قال: ((الله العزيزُ)) (1).
_________
(1) الطبراني 7/ 118 (6559)، والبزار كما في ((كشف الأستار)) (1993)، وقال الهيثمي 8/ 50 وفيه: الحجاج بن أرطأة وهو ضعف وبقية رجاله رجال الصحيح.(3/375)
8162 - وعنه، عن أبيه رفعه: ((لا تسمِّ ابنك الحباب، فإن الحباب شيطانٌ، ولكن هو عبد الرحمن)). ((للكبير)) بقصة (1).
_________
(1) قال الهيثمي 8/ 50: وفيه السَّري بن إسماعيل وهو متروك، قال الألباني: ضعيف. ((الضعيفة)) (3511).(3/376)
8163 - ابن عمر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - غير اسم عاصية وسماها جميلة. لمسلم والترمذي وأبي داود (1).
_________
(1) مسلم (2139)، والترمذي (2838)، وأبو داود (4952).(3/376)
8164 - مسروق لقيت عمر فقال: من أنت؟ قلت: مسروقُ ابن الأجدع، قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: الأجدع شيطانٌ. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (4957)، وابن ماجة (3731)،وضعفه الألباني في ((ضعيف أبي داود)) (1055).(3/376)
8165 - سهل بن سعد: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أتى بالمنذر ابن أبي أسيدٍ حين ولد، فوضعه على فخذه، وأبو أسيدٍ جالسٌ، فلها النبي - صلى الله عليه وسلم - بشيء كان بين يديه فأمر أبو أسيدٍ بابنهٍ فاحتمل من على فخذ النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقلبوه، فاستفاق - صلى الله عليه وسلم -، فقال: أين الصبي؟ فقال أبو أسيدٍ: قلبناه يا رسول الله. قال: ما اسمه؟ قال: فلانٌ قال: ((لا، ولكن اسمه المنذر))، فسماه يومئذ المنذر. للشخيين (1).
_________
(1) البخاري (6191)، ومسلم (2149).(3/376)
8166 - رجل من جهينة قال: سمعه النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: يا حرام فقال: يا حلال. لأحمد (1).
_________
(1) أحمد 3/ 471، وقال الهيثمي 8/ 51: رجاله رجال الصحيح.(3/376)
8167 - عليّ: لما ولد الحسن سماه حمزة، فلما ولد الحسين سماه بعمه جعفرٍ، قال: فدعاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((إني أمرت أن
[ص:377] أغير اسم ابني هذين))، قلت: الله ورسوله أعلم، فسماهما حسناً وحسيناً. لأحمد والموصلي والبزار والكبير (1).
_________
(1) أحمد 1/ 159، أبو يعلى 1/ 384 (498)، البزار في ((البحر الزخار)) 2/ 251 (6579، والطبراني 3/ 98 (2780)، وقال الهيثمي 8/ 52: أحمد وأبو يعلى بنحوه والبزار والطبراني وفيه عبد الله بن محمد بن عقيل وحديثه حسن، وبقية رجاله رجال الصحيح. وذكره الألباني في الصحيحة (2709).(3/376)
8168 - وعنه: لما ولد الحسن سميته حرباً، فجاء النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((أروني ابني ما سميتموه؟)) قلت: حرباً، قال: ((بل هو حسن))، فلما ولد الحسين سميته حرباً، فجاء - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((أروني ابني ما سميتموه؟)) قلت: حرباً، قال: ((بل هو حسينٌ))، فلما ولد الثالث سميته حرباً فجاء - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((أروني ابني ما سميتموه؟)) قلت: حرباً، قال: ((بل هو محسن))، ثم قال: ((سميتهم بأسماء ولد هارون بشر، وبشير ومبشرٍ)). لأحمد والبزار إلا أنه قال: جبرٍ وجبيرٍ ومجبرٍ (1).
_________
(1) أحمد 1/ 98، البزار في ((البحر الزخار)) 2/ 314 (742)، وقال الهيثمي: رجال الصحيح غير هانئ بن هانئ وهو ثقة.(3/377)
8169 - وله وللكبير نحوه وفيه: وكنت أحِبُّ أن أكنى بأبي حربٍ (1).
_________
(1) الطبراني 3/ 97 (2775)، والبزار في ((البحر الزخار)) 2/ 315 (743).(3/377)
8170 - عبد الله بن سلام: كان اسمي في الجاهلية غيلان، فسماني النبي - صلى الله عليه وسلم - عبد الله. ((للكبير)) بضعف (1).
_________
(1) قال الهيثمي 8/ 54:رواه الطبراني، وفيه يحيى بن يعلى وهو ضعيف.(3/377)
8171 - يزيد بن جارية الأنصاري: كنت عند النبي - صلى الله عليه وسلم - وكان إذا لم يحفظ اسم رجل قال: ((يا ابن عبد الله)). للأوسط والصغير بخفى (1).
_________
(1) الطبراني في ((الأوسط)) 3/ 373 (3436)، ((الصغير)) 1/ 224 (360)، وقال الهيثمي 8/ 55: وفيه أيوب الأنماطي أو أيوب الأنصاري، ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. إلا أن الذي في الحديث أنه كان يقول: يا عبد الله.(3/377)
8172 - أبو هريرة: ((لا تسموا العنب الكرم، فإن الكرم المسلم)) (1).
_________
(1) البخاري (4826)، ومسلم (2247).(3/377)
8173 - وفي روايةٍ: ولكن قولوا: ((حدائق وأعناب)) (1).
_________
(1) أبو داود (4974)،وصححه الألباني في صحيح أبي داود (4160).(3/377)
8174 - وفي أخرى: ((إنما الكرم قلب المؤمن)). للشيخين وأبى داود (1).
_________
(1) البخاري (6183)، ومسلم (2247).(3/378)
8175 - ولمسلم عن وائل بن حجرٍ رفعه: ((لا تقولوا الكرم، ولكن قولوا: العنب والحبلة)) (1).
_________
(1) مسلم (2248) 12.(3/378)
الشّعر(3/378)
8176 - أُبىّ: إن من الشعر حكمةً. للبخاري وأبي داود (1).
_________
(1) البخاري (6145)، وأبو داود (5010).(3/378)
8177 - وله عن ابن عباسٍ: جاء أعرابيُّ إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فجعل يتكلم بكلام فقال: ((إن من البيان سحرًا، وإن من الشعر حكمًا)) (1).
_________
(1) الترمذي2845،وقال: حسن صحيح. وقال الألباني في صحيح الترمذي2281:حسن صحيح.(3/378)
8178 - أبو هريرة: ((لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحاً حتى يريه، خير له من أن يمتلئ شعراً)). للشيخين والترمذي (1).
_________
(1) البخاري (6155)، ومسلم (2257).(3/378)
8179 - أبو سعيد: بينا نحن نسير مع النبي - صلى الله عليه وسلم - بالعرج، إذ عرض شاعرٌ ينشد، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((خذوا الشيطان، أو أمسكوا الشيطان، لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحًا خيرٌ له من أن يمتلئ شعرًا)). لمسلم (1).
_________
(1) مسلم (2259).(3/378)
8180 - عائشة: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يضع لحسان منبراً في المسجد يقوم عليه قائماً يفاخر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أو ينافح فيقول - صلى الله عليه وسلم -: ((إن الله يؤيد حسان بروح القدس ما نافح أو فاخر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -)). للبخاري وأبي داود والترمذي (1).
_________
(1) البخاري (3212) بنحوه، وأبو داود (5015)، والترمذي (2846).(3/378)
8181 - عمرو بن شريد، عن أبيه: ((ردفت النبي - صلى الله عليه وسلم - يوماً فقال: هل معك من شعر أمية بن أبي الصلت؟)) قلت: ((نعم))، قال: ((هيه)) فأنشدته بيتاً، قال: ((هيه)) فأنشدته، فقال: ((هيه)) فأنشدته فقال: ((هيه)) فأنشدته مائة بيتٍ (1).
_________
(1) مسلم (2255).(3/379)
8182 - وفي روايةٍ: لقد كاد يسلم في شعره. لمسلم (1).
_________
(1) مسلم (2255).(3/379)
8183 - جابر بن سمرة: جالست النبي - صلى الله عليه وسلم - أكثر من مائة مرةٍ، فكان أصحابه يتناشدون الشعر، ويتذاكرون شيئاً من أمر الجاهلية، وهو ساكت، فربما تبسم معهم. للترمذي (1).
_________
(1) أحمد 5/ 91 ,والترمذي (2850)، وقال: حسن صحيح. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (2286).(3/379)
8184 - أبو هريرة: أن عمر مر بحسان وهو ينشد الشعر في المسجد، فلحظ إليه شزراً فقال: لقد كنت أنشد فيه وفيه من هو خيرٌ منك، ثم التفت إلى أبي هريرة فقال: أنشدك الله أسمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((أجب عنِّي، اللهم أيده بروح القدس؟)) فقال: اللهم نعم. للشيخين وأبي داود (1).
_________
(1) البخاري (3212)، ومسلم (2485).(3/379)
8185 - أنس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل مكة في عمرة القضاء، وعبد الله بن رواحة يمشي بين يديه، ويقول: خلوا بني الكفار عن سبيله اليوم نضربكم على تنزيله، ضرباً يزيل الهام عن مقيله، ويذهل الخليل عن خليله، فقال له عمر: يا ابن رواحة بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وفي حرم الله، تقول الشعر؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((خل عنه يا عمر، فلهي أسرع فيهم من نضح النبل)). للترمذي والنسائي ومر في عمرة القضاء بوجه آخر (1).
_________
(1) الترمذي (2847)، وقال: حسن صحيح، والنسائي 5/ 202 - 203، 211 - 212. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (2283).(3/379)
8186 - وعنه: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - في بعض أسفاره وغلام أسود يقال له أنجشة يحدو، فقال له - صلى الله عليه وسلم -: ((ويحك يا أنجشة، رويدك سوقك بالقوارير)). للشيخين (1).
_________
(1) البخاري (6210)، ومسلم (2323).(3/379)
8187 - وفي رواية: قال أبو قلابة: تكلم - صلى الله عليه وسلم - بكلمة لو تكلم بها بعضكم لعبتموها عليه (1).
_________
(1) البخاري (6149)، ومسلم (2323).(3/380)
8188 - أبو هريرة: ((إن أخاً لكم لا يقول الرفث)) يعني: ابن رواحة، قال:
وفينا رسولُ الله يتلو كتابه ... إذا انشق معروف من الفجر ساطع
أرانا الهدى بعد العمى فقلوبنا ... به موقنات أن ما قال واقع
يبيت يجافي جنبه عن فراشه ... إذا استثقلت بالمشركين المضاجع
للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (1155)(3/380)
8189 - البراء: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال يوم قريظة لحسان: ((اهج المشركين فإنَّ جبريل معك)) (1).
_________
(1) البخاري (4124)، ومسلم (2486) (71).(3/380)
8190 - عائشة: استأذن حسان النبي - صلى الله عليه وسلم - في هجاء المشركين، فقال: ((كيف بنسبي؟)) قال: لأسلنك منهم كما تسل الشعرة من العجين (1).
_________
(1) البخاري (3531)، ومسلم (2489).(3/380)
8191 - وفي روايةٍ: قال حسان: يا رسول الله ائذن لي في أبي سفيان. قال: ((كيف بقرابتي منهم؟))، قال: والذي أكرمك لأسلنك كما تسل الشعرة من الخمير، فقال حسان:
وإن سنام المجد من آل هاشمٍ ... بنو بنت مخزوم ووالدك العبد
قصيدته هذه للشيخين (1).
_________
(1) مسلم (2489).(3/380)
8192 - ولمسلمٍ: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((اهجوا قريشاً، فإنه أشد عليهم من رشق النبل))، فأرسل إلى ابن رواحة فقال: ((اهجهم)) فهجاهم فلم يرض، فأرسل إلى كعب بن مالك، ثم أرسل إلى حسان، فلما دخل عليه قال حسان: قد آن
[ص:381] لكم أن ترسلوا إلى هذا الأسد الضارب بذنبه، ثم أدلع لسانه، فجعل يحركه فقال: والذي بعثك بالحق لأفرينهم بلساني فرى الأديم، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تعجل فإن أبا بكر أعلم قريشٍ بأنسابها، وإن لي فيهم نسباً حتَّى يخلص لك نسبي))، فأتاه حسان، ثم رجع، فقال: والذي بعثك بالحق لأسلنك منهم كما تسل الشعرة من العجين، قالت عائشة: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((هجاهم حسان فشفى واشتفى)).
قال حسان:
هجوت محمداً فأجبت عنه ... وعند الله في ذاك الجزاء
هجوت محمداً براً تقيًّا ... رسول الله شيمته الوفاء
وإن أبي ووالده وعرضي ... لعرض محمد منكم وقاء
ثكلت بنيتي إن لم تروها ... تثير النقع من كنفي كداء
يبارين الأعنة مصعدات ... على أكتافها الأسل الظماء
جج
تظل جيادنا متمطرات ... تلطمهن بالخمر النساء
فإن أعرضتمو عنا اعتمرنا ... وكان الفتح وانكشف الغطاء
وإلا فاصبروا لضراب يوم ... يعز الله فيه من يشاء
وقال الله قد أرسلت عبدًا ... يقول الحق ليس به خفاء
وقال الله قد يسرت جندًا ... هم الأنصار عرضتها اللقاء
لنا في كل يوم من معد ... سباب أو قتال أو هجاء
فمن يهجو رسول الله منكم ... ويمدحه وينصره سواء
وجبريل رسول الله فينا ... وروح القدس ليس له كفاء (1).
_________
(1) مسلم (2490).(3/380)
أبو هريرة: ((أصدق كلمة قالها الشاعر كلمة لبيدٍ:
ألا كل شيء ما خلا الله باطل. وكاد ابن أبي الصلت يسلم)). للشيخين والترمذي (1).
_________
(1) البخاري (3841)، ومسلم (2256).(3/381)
8194 - عائشة: قيل لها: هل كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يتمثل بشيء من الشعر؟ قالت: كان يتمثل بشعر ابن رواحة ويتمثل ويقول: ((ويأتيك بالأخبار من لم تزود)). للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (2848)، وصححه الألباني في صحيح الترمذي (2284).(3/381)
8195 - جندب: بينما نحن عند النبي - صلى الله عليه وسلم - إذ أصابه حجر فعثر، فدميت إصبعه، فقال:
هل أنت إلا إصبع دميت. وفي سبيل الله ما لقيت؟ للشيخين (1).
_________
(1) البخاري (2802)، ومسلم (1796).(3/382)
8196 - عائشة: سئلت هل كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يتسامع عنده الشعر؟ قالت: كان أبغض الحديث إليه. لأحمد (1).
_________
(1) أحمد 6/ 134، 148، 189، وقال الهيثمي 8/ 119: رجاله رجال الصحيح. وذكره الألباني في الصحيحة (3095).(3/382)
8197 - أبو هريرة: ((امرؤ القيس صاحب لواء الشعراء إلى النار)). لأحمد والبزار وفيه أبو الجهيم شيخ هشيم (1).
_________
(1) أحمد 2/ 228، البزار كما في ((كشف الأستار)) (2091)، وقال ابن الجوزي ((العلل المتناهية)) 1/ 130 (200): هذا حديث لا يصح، وضعفه الألباني في ((ضعيف الجامع)) (1250).(3/382)
8198 - شداد بن أوس رفعه: ((من قرض بيت شعر بعد العشاء الآخرة، لم تقبل له صلاة تلك الليلة)). لأحمد والبزار والكبير بلين (1).
_________
(1) أحمد 4/ 125، والبزار (2094)، والطبراني في ((الكبير)) 7/ 278 (7133). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5790).(3/382)
8199 - ابن عمر: الشعر بمنزلة الكلام، فحسنه كحسن الكلام، وقبيحه كقبيح الكلام. ((للأوسط)) (1).
_________
(1) ((الأوسط)) 7/ 350 (7696)، وقال الهيثمي 8/ 122: إسناده حسن، وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة (447).(3/382)
8200 - عبد الله بن رواحة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له: ((كيف تقول الشعر إذا أردت أن تقول؟)) قلت: أنظر ثم أقول، قال: ((عليك بالمشركين))، ولم أكن أعددت لذلك شيئًا، فقلت: فخبروني أثمان العباء متى. كنتم مطاريق أو دانت لكم مضر. نظرت الكراهية في وجهه - صلى الله عليه وسلم - أن جعلت قومه إثمان العباء، فنظرت، ثم قلت:
يا هاشم الخير إن الله فضلكم ... على البرية فضلاً ما له غير
[ص:383] إني تفرست فيك الخير أعرفه ... فراسةً خالفتهم في الذي نظروا
ولو سألت أو استنصرت بعضهم ... في جل أمرك ما آووا ولا نصروا
فثبت الله ما آتاك من حسن ... تثبيت موسى ونصرًا كالذي نصروا
قال: ((وأنت فثبتك الله يا ابن رواحة)). ((للكبير)) (1).
_________
(1) أورده الهيثمي في المجمع 8/ 25 وقال: رواه الطبراني ورجاله ثقات إلا أن معدك بن عمارة لم يدرك ابن رواحة.(3/382)
8201 - عمرو بن مسلم الخزاعي، عن أبيه: كنت عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فأنشدته قول سويد بن عامر المصطلق:
لا تأمنن وإن أمسيت في حرم ... إن المنايا بجنبي كل إنسان ... واسلك طريقك تمشي غير مختشعٍ ... حتى تلافي ما يمني لك الماني فكل ذي صاحب يومًا مفارقه وكل ... زادٍ وإن أبقيته فاني والخير والشرَّ مقرونان في قرنٍ بكل ذلك يأتيك الجديدان فقال - صلى الله عليه وسلم -: لو أدركني هذا لأسلم. للكبير، والبزار (1).
_________
(1) البزار كما في ((كشف الأستار)) (2105)، وقال الهيثمي 8/ 126: رواه الطبراني والبزار عن يعقوب بن محمد الزهري عن شيخ مجهول هو مردود بلا خلاف.(3/383)
8202 - النابغة أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فأنشدته من قولي:
علونا العباد عفةً وتكرمًا ... وإن لنرجو فوق ذلك مظهرًا
فقال: ((أين المظهر يا أبا ليلى؟))
قلت: الجنة، قال: ((أجل إن شاء الله)) ثم قال: ((أنشدني)) فأنشدته من قولي:
ولا خير في حلم إذا لم يكن له ... بوادر تحمى صفوة أن يكدرا
ولا خير في جهل إذا لم يكن له ... حليم إذا ما أورد الأمر أصدرا
قال: ((أحسنت لا يفضض الله فاك)) للبزار بلين (1).
_________
(1) البزار كما في ((كشف الأستار)) (2104)، وقال الهيثمي 8/ 126 وفيه: يعلى بن الأشدق وهو ضعيف.(3/383)
8203 - العجاج سأل أبا هريرة ما تقول في هذا؟
طاف الخيالان فهاجا سقمًا ... خيال سلمى وخيال تكتما
قامت تريك رهبةً أن تصرما ... ساقًا بخنداة وكعبًا أدرما
فقال أبو هريرة: كنا ننشد هذا على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - فلا يعيبه (1). للبزار وفيه: رفيع بن سلمة.
_________
(1) البزار كما في ((كشف الأستار)) (211)، وقال الهيثمي 8/ 128: الطبراني عن شيخه رفيع بن سلمة ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات.(3/383)
كتابُ البرِِّ والصلة(3/384)
برُّ الوالدين(3/384)
8204 - أبو هريرة: جاءَ رجلٌ إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسولَ الله، من أحقُّ الناسِ بحسنِ صحابتي؟ قال: ((أمُّكَ))، قال ثُمَّ منْ؟ قال: ((ثم أمُّك))، قال ثمَّ من؟ قال: ((ثمَّ أمُّكَ))، قال ثمَّ منْ؟ قال: ((ثمَّ أبوكَ)) (1).
_________
(1) البخاري (5971) ومسلم (2548).(3/384)
8205 - وفي رواية: قال: ((أمُّكَ، ثمَّ أمُّك، ثمَّ أباكَ، ثمَّ أدناكَ فأدناكَ)) (1). للشيخين.
_________
(1) البخاري (5971) ومسلم (2548).(3/384)
8206 - كليب بن منفعة: عن جده قال: يا رسولَ الله، من أبرُّ؟
قال: ((أمُّك، وأباكَ، وأختُك، وأخاكَ، ومولاك الذي يلي ذلك، حقًا واجبًا ورحمًا موصولة)) (1).
_________
(1) أبو داود (5140)،وقال الألباني في ضعيف أبي داود (1100): ضعيف.(3/384)
8207 - ابن عمرو بن العاص: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أتاه رجلٌ فقال: يا رسولَ الله، إنَّ لي مالاً وولدًا، وإنَّ أبي يحتاجُ مالي، فقال: ((أنتَ ومالكَ لوالدكَ، إنَّ أولادكُم من أطيب كسبكُم، فكلوا من كسبِ أولادكُم)) (1). هما لأبي داود.
_________
(1) أبو داود (3530)، وقال الألباني في صحيح أبي داود (3015): حسن صحيح.(3/384)
8208 - أبو هريرة: رفعه: ((رغم أنفُه، رغم أنفُه، رغم أنفُه))، قيل: من يا رسولَ اللهِ؟ قال: ((من أدركَ والديه عند الكبرِ أو أحدهما ثمَّ لم يدخلِ الجنةَ)). لمسلم.(3/384)
8209 - وعنه: رفعه: ((لن يجزى ولدُ والدِهِ إلا أن يجدهُ مملوكًا فيشتريه فيعتقه)) (1). لمسلم، والترمذي، وأبي داود.
_________
(1) مسلم (1510).(3/384)
8210 - ابن عمرو بن العاص: رفعه: ((رضا الربِّ في رضا الوالدِ، وسخطُ الربِّ في سخطِ الوالدِ)) (1). للترمذي.
_________
(1) الترمذي (1899)، وصححه الألباني في ((الصحيحة)) (516).(3/385)
8211 - وعنه: جاءَ رجلٌ إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فاستأذنه في الجهادِ، فقال: ((أحيٌّ والداكَ))؟ قال: نعم، قال: ((ففيهما فجاهدِ)) (1). للستة إلا مالكًا.
_________
(1) البخاري (3004)، ومسلم (2549).(3/385)
8212 - وفي رواية: جاءَ رجلٌ فقال: جئتُ أبايُعكَ على الهجرةِ، وتركتُ أبوىَّ يبكيان، قال: ((فارجع إليهما فأضحكُهما كما أبكيتهُما)) (1).
_________
(1) أبو داود (2528) , والنسائي 7/ 143, وقال الحاكم 4/ 152: حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي، وصححه الألباني في صحيح النسائي (3881).(3/385)
8213 - معاوية بن جاهمة: أنَّ جاهمةَ قال: يا رسولَ الله، أردتُ أن أغزو وقد جئتُ أستشيرُك، فقال: ((هل لك من أمٍّ؟)) قال: نعم، قال: ((فألزمها فإنَّ الجنةَ عند رجلها)). للنسائي (1).
_________
(1) النسائي 6/ 11, وقال الحاكم 4/ 151: حديث صحيح ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي، وقال الألباني في صحيح النسائي (2908): حسن صحيح.(3/385)
8214 - ابن عمر: كانت تحتي امرأةٌ أحبُها، وكان عمرُ يكرهُها، فقال لي: طلِّقها فأبيتُ، فأتى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - فذكر ذلك له، فقال لي - صلى الله عليه وسلم -: ((طلِّقْها)) (1). للترمذي، وأبي داود.
_________
(1) أبو داود (5138)،والترمذي (1189)؛وقال: حديث صحيح، وابن ماجة (2088)، وحسنه الألباني في صحيح الترمذي (950).(3/385)
8215 - أبو الدرداء: قال له رجلٌ: إنَّ لي امرأةً وإنَّ أمي تأمرني بطلاقها، فقال أبو الدرداءَ: سمعتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: ((الوالدُ أوسطُ أبوابِ الجنةِ، فإن شئتَ فأضع ذلك الباب أو أحفظْه)) (1). للترمذي.
_________
(1) الترمذي (1900)؛ وقال: حديث صحيح، وابن ماجة (2089) بنحوه. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (1548).(3/385)
8216 - أسماء بنت أبي بكر: قدمت على أُميِّ وهي مشركةٌ، فاستفتيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قلتُ: قدمت على أُميِّ وهي راغبةٌ أفأصلُ أمي؟
قالَ: ((نعم، صِلى أمَّكِ)). للشيخين، وأبي داود (1).
_________
(1) البخاري (2620)،ومسلم (1003).(3/385)
8217 - ابن عمر: قال رجلٌ: يا رسولَ الله، إنِّي أصبتُ ذنبًا عظيمًا فهل لي من توبةٍ؟ قالَ: ((هل لك من أمٍ))؟ قال: لا، قال: ((فهل لك من خالةٍ؟)) قال: نعم، قال: ((فبرَّها)) (1). للترمذي.
_________
(1) الترمذي (1904)، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (2504).(3/386)
8218 - أبو أسيد الساعدي: أنَّ رجلاً قالَ: يا رسولَ الله، هل بقي من برِّ أبويَّ شيءٌ أبرهما به بعد موتهما؟
قال: ((نعم الصلاةُ عليهما، والاستغفارُ لهما، وإنفاذُ عهدهما من بعدهما، وصلةُ الرحمِ التي لا توصلُ إلاَّ بهما، وإكرامُ صديقهِما)) (1). لأبي داود.
_________
(1) أبو داود (5142)،وابن ماجة (3664)، وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (1101).(3/386)
8219 - ابن عمر: أنَّه كان إذا خرجَ إلى مكة كان له حمارٌ يتروَّحُ عليه إذا ملَّ ركوبَ الراحلةِ، وعمامةٌ يشدُّ بها رأسه، فبينما هو يومًا على ذلك الحمارِ إذ مرَّ به أعرابيٌ، فقال: ألستَ فلانَ بنَ فلانٍ؟ قال: بلى، فأعطاه الحمارَ، فقال: اركب هذا، والعمامةَ وقال: اشدد بها رأسَك، فقال له بعضُ أصحابهِ: غفر الله لك، أعطيت هذا الأعرابي حمارًا كنت تروحُ عليه، وعمامةً كنت تشدُّ بها رأسَك، فقال: إنِّي سمعتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: ((إنَّ من أبرِّ البرِّ صلةُ الرجلِ أهل ودِّ أبيه بعد أن يولي))، وإنَّ أباه كان ودًا لعمرَ (1). لأبي داود، والترمذي، ومسلم بلفظه.
_________
(1) مسلم (2552).(3/386)
8220 - عمر بن السائب: بلغه: أنَّ النبيَ - صلى الله عليه وسلم - كان جالسًا يومًا فأقبل أبوه من الرضاعةِ، فوضع له بعض ثوبهِ فقعدَ عليه، ثم أقبلتْ أمُّه من الرضاعةِ، فوضعَ لها شقَّ ثوبهِ من جانبهِ الآخرِ فجلست عليه، ثم أقبل أخوه من الرضاعةِ فقام النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - فأجلسهُ بين يديهِ (1). لأبي داود.
_________
(1) أبو داود (5145)، وقال الألباني في ضعيف أبي داود (1103): ضعيف الإسناد.(3/386)
8221 - أنس: انطلقَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إلى أمِّ أيمنَ، فانطلقتُ معه فناولته إناءً فيه شرابٌ، فلا أدري أصادفته صائمًا أو لم يُردْه، فجعلت تصخبُ عليه، وتذمَّرُ عليه. لمسلم.(3/387)
8222 - عمر بن السائب: بلغه: أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - شفع أمَّه التي أرضعته فيما استشفعتْ إليهِ فيهِ من وفدِ هوازنَ وأكرمها، وأباه من الرضاعةِ بأن بسَطَ لهما رداءه فأجلسهُما عليه.(3/387)
8223 - زيد بن أرقم: رفعه: ((من حجَّ عن أحدِ أبويهِ، أجزأ ذلك عنه، وبشرَّ روحه بذلك في السماءِ، وكُتب عند الله بارًا ولو كان عاقًا)) (1).
_________
(1) ابن شاهين في ((الترغيب)) 1/ 299،وضعفه الألباني في ((الضعيفة)) (1434).(3/387)
8224 - وفي رواية: ((كتُب لأبيه بحجٍّ وله بسبعٍ)). هما لرزين.(3/387)
8225 - معاذ بن أنس: رفعه: ((من برَّ والديهِ طوبى له، زاد الله في عمرهِ)) (1). للموصلي، والكبير بلين.
_________
(1) أبو يعلى3/ 65 (1494)،والطبراني 20/ 198 (447)،وقال الهيثمي 8/ 136 - 137, وفيه زبَّان بن فائد وثقه أبو حاتم، وضعفه غيره، وبقية رجال أبي يعلى ثقات، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5502).(3/387)
8226 - عائشة: أتى رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - رجلٌ ومعه شيخٌ، فقالَ له: ((يا فلانُ من هذا معك؟))
قال: أبى، قال: ((فلا تمش أمامه، ولا تجلس قبله، ولا تدْعُه باسمهِ، ولا تستسب له)) (1). للأوسط بلين.
_________
(1) ((الأوسط)) 4/ 267 (4159)، وضعفه الألباني في ((ضعيف الترغيب والترهيب)) (1477).(3/387)
8227 - ابن عمر: رفعه: ((برُّوا آباءكم، تبرَّكم أبناؤكم وعفوا تعف نساؤكم)) (1). للأوسط.
_________
(1) ((الأوسط)) 1/ 299 (1002)،وقال الهيثمي 8/ 137: رواه الطبراني في ((الأوسط)) ورجاله رجال الصحيح غير شيخ الطبراني أحمد غير منسوب، والظاهر أنه من المكثرين من شيوخه فلذلك لم ينسبه، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2329).(3/387)
8228 - أبو هريرة: رفعه: ((أعينوا أولادكم على البرِّ، من شاءَ استخرجَ العقوق لولدهِ)) (1). للأوسط بخفي.
_________
(1) ((الأوسط)) 4/ 237 - 238 (4076)، وضعفه الألباني في ((ضعيف الجامع)) (973).(3/387)
برّ الأولاد والأقارب، وبرّ اليتيم، وإماطة الأذى، وغير ذلك(3/388)
8229 - عائشة: دخلت عليَّ امرأةٌ ومعها ابنتان لها تسألُ، فلم تجد عندي شيئًا غير تمرةٍ، فأعطيتها إياها، فقسمتها بين ابنتيهاولم تأكل منها، ثم خرجت فدخل علىَّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبرتُه، فقال: ((من اُبتلي من هذه البناتِ بشيءٍ فأحسنَ إليهنَّ، كنَّ له سترًا من النار)). للشيخين، والترمذي (1).
_________
(1) البخاري (5995)، ومسلم (2629).(3/388)
8230 - سراقة بن مالك: رفعه: ((ألا أدلك على أفضل الصدقةِ؟ ابنتك مردودةٌ إليك، ليسَ لها كاسبٌ غيرك)) (1). للقزويني.
_________
(1) ابن ماجة (3667)، وضعفه الألباني في ضعيف ابن ماجة (801).(3/388)
8231 - أنس: رفعه: ((من عالَ جاريتينِ حتى تبلغا، جاء يوم القيامةِ أنا وهو)) وضمَّ أصابعه. للترمذي، ومسلم بلفظه (1).
_________
(1) مسلم (2631)، والترمذي (1914).(3/388)
8232 - أبو سعيد: رفعه: ((من عالَ ثلاثَ بناتٍ، أو ثلاثَ أخواتٍ، أو أختين، أو بنتينِ، فأدبهنَّ وأحسن إليهن، وزوَّجهنَّ فله الجنةٌ)).للترمذي، وأبي داود بلفظه (1).
_________
(1) أبو داود (5147)،والترمذي (1912)، وضعفه الألباني لجهالة راويه واضطرابه؛ انظر ضعيف أبي داود (1105).(3/388)
8233 - ابن عباس: رفعه: ((من كانت له أنثى فلم يئدها، ولم يهنها، ولم يؤثر ولده يعني: الذكورَ عليها أدخله الله الجنةَ)) (1).
_________
(1) أبو داود (5146)، فيه ابن حدير؛ قال الذهبي: لا يعرف، وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (1104).(3/388)
8234 - عوف بن مالك الأشجعي: رفعه: ((أنا وامرأةٌ سفعاءُ الخدينِ كهاتينِ يومَ القيامة، وأومأ بيده)) يزيد بن زريع: الوسطى والسبابة، ((امرأةٌ آمت من زوجها ذات منصبٍ وجمالٍ، حبستْ نفسها على يتاماها، حتى بانوا أو ماتوا)). هما لأبى داود (1).
_________
(1) أبو داود (5149)،وقال المنذري في ((تهذيب السنن)) 8/ 43: في إسناده النهاس ولا يحتج بحديثه، وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (1107).(3/388)
8235 - خولة بنت حكيم: خرجَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - ذاتَ يومٍ وهو محتضنٌ أحد ابني ابنته وهو يقولُ: ((إنكم لتبخلونَ، وتجبنون، وتجهلونَ، وإنكم لمن ريحان الله)) (1).
_________
(1) الترمذي (1910)؛وأعله بالانقطاع، وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (322).(3/388)
8236 - سعيد بن العاص: رفعه: ((ما نحلَ والدٌ ولدًا من نحلِ أفضلَ من أدبٍ حسنِ)) (1).
_________
(1) الترمذي (1952)،وأحمد 3/ 412، والحاكم 4/ 263،فقال الذهبي: مرسل ضعيف في إسناده واه، وأخرجه البخاري في التاريخ 1/ 1/422؛ وقال: مرسل لم يصح سماع جده من النبي - صلى الله عليه وسلم -، وضعفه الترمذي بقوله: هذا حديث غريب وهو عندي مرسل، وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (333).(3/389)
8237 - عائشة: رفعته: ((خيرُكم خيرُكم لأهلهِ، وأنا خيرُكُم لأهلي، وإذا ماتَ صاحبُكُم فدعوه)) (1). هي للترمذي.
_________
(1) أبو داود (4899) مختصرًا ,والترمذي (3895)،وقال: حسن غريب صحيح من حديث الثوري، والدارمي (2260)، وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (3057). .(3/389)
8238 - سهل بن سعد: رفعه: ((أنا وكافلُ اليتيم في الجنةِ هكذا))، وأشارَ بالسبابة والوسطى، وفرَّج بينهما شيئًا. للبخاري، والترمذي، وأبي داود (1).
_________
(1) البخاري (5304)،وأبو داود (5150)،والترمذي (1918).(3/389)
8239 - ابن عباس: رفعه: ((من قبضَ يتيمًا من بين المسلمين إلى طعامه وشرابهِ، أدخله الله الجنةَ البتةَ، إلا أن يكون قد عمل ذنبًا لا يُغفر)). للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (1917)؛وقال: وحنش هو حسين بن قيس وهو ضعيف عند أهل الحديث، وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (325).(3/389)
8240 - أبو هريرة: أنَّ رجلاً شكا إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قسوةَ قلبهِ، فقال: ((امسح رأسَ اليتيم، وأطعم المسكينَ)). لأحمد (1).
_________
(1) أحمد 2/ 387، وحسنه الألباني في ((صحيح الترغيب والترهيب)) (1506).(3/389)
8241 - وعنه: رفعه: ((خيرُ بيتٍ في المسلمينَ، بيتٌ فيه يتيمٌ يحسنُ إليه، وشرُّ بيتٍ في المسلمين، بيتٌ فيه يتيمٌ يساءُ إليه)). للقزويني بلين (1).
_________
(1) ابن ماجة (3679)،وضعفه العراقي والبوصيري، كما نقله الألباني في ((ضعيف ابن ماجة)) (803).(3/389)
8242 - أبو موسى: رفعه: ((ما قعدَ يتيمٌ مع قومٍ على قصعتهمِ فيقرب قصعتهم شيطانٌ)). للأوسط (1).
_________
(1) (الأوسط) 7/ 163 - 164 (7165)،وقال الهيثمي (8/ 160): فيه الحسن بن واصل؛ وهو الحسن بن دينار، وهو ضعيف لسوء حفظه، وهو حديث حسن، وقال الألباني في ضعيف الترغيب والترهيب (1508): موضوع.(3/389)
8243 - أبو هريرة: رفعه: ((بينما رجلٌ يمشي بطريقٍ، وجدَ غصنَ شوكٍ على الطريق فأخره فشكر الله له فغفر له)) (1).
_________
(1) البخاري (652)،ومسلم (1914).(3/389)
8244 - وفي رواية: ((لقد رأيتُ رجلاً يتقلبُ في الجنةِ في شجرةٍ قطعها من طريقِ المسلمينَ، كانت تؤذى الناس)) (1) َ.
_________
(1) مسلم (1914) كتاب (البر والصلة) باب (36).(3/390)
8245 - وفي أخرى: ((نزعَ رجلٌ لم يعمل خيرًا قط غصنَ شوكٍ عن الطريقِ)) بنحوه. للستة إلا النسائي (1).
_________
(1) مسلم (1914)،وأبو داود (5245).(3/390)
8246 - أبو ذر: رفعه: ((عُرضت علىَّ أعمالُ أمتي، حسنُها وسيِّئُها فوجدتُ في محاسن أعمالهِا الأذى يماطُ عن الطريق، ووجدتُ في مساوئ أعمالها النخامةَ تكونُ في المسجد لا تدفنُ)). لمسلم (1).
_________
(1) مسلم (553).(3/390)
8247 - أبو هريرة: رفعه: ((الساعي على الأرملةِ، والمسكين، كالمجاهد في سبيل الله))، وأحسبه قال: ((وكالقائمِ لا يفترُ وكالصائمِ لا يفُطرُ)). للشيخين، والترمذي، والنسائي (1).
_________
(1) البخاري (5353)،ومسلم (2982).(3/390)
8248 - ابن عمرو بن العاص: رفعه: ((أربعونَ خصلةً أعلاها منيحةُ العنز، ما من عاملٌ يعملُ بخصلةٍ منها رجاء ثوابها، وتصديق موعودها، إلا أدخله الله بها الجنة)).
قال الراوي: فعددنا ما دونَ منيحة العنز من ردِّ السلام، وتشميتِ العاطسِ، وإماطةِ الأذى عن الطريق ونحوه، فما استطعنا أنْ نصلَ إلى خمسةَ عشرَ خصلةً (1). للبخاري، وأبي داود.
_________
(1) البخاري (2631).(3/390)
8249 - أبو موسى: رفعه: ((على كلِّ مسلمٍ صدقةٌ))، قيلَ: أرأيتَ إن لم يجد؟ قال: ((يعتملُ بيديهِ، فينفعُ نفسه، ويتصدقُ))، قال: أرأيت إن لم يستطعْ؟ قال: ((يعينُ ذا الحاجةِ الملهوفَ))، قال: قيل له: أرأيت إن لم
[ص:391] يستطع؟ قال: ((يأمرُ بالمعروفِ أو الخيرِ))، قال: أرأيت إن لم يفعل؟ قال: ((يمسكُ عن الشرِّ فإنها صدقةٌ)) (1).
_________
(1) البخاري (1445)،ومسلم (1008).(3/390)
8250 - أبو هريرة: رفعه: ((كلُّ سُلامى من الناس عليه صدقةٌ، كل يومٍ تطلعُ فيه الشمسُ، تعدلُ بين الاثنين صدقةٌ، وتعينُ الرجلَ في دابتهِ، فتحمله عليها، أو ترفعُ له عليها متاعه صدقةٌ، والكلمةُ الطيبةُ صدقةٌ، وبكلِّ خطوةٍ تمشيها إلى الصلاةِ صدقةٌ، وتميطُ الأذى عن الطريق صدقةٌ)) (1).
_________
(1) البخاري (2707)،ومسلم (1009).(3/391)
8251 - حكيم بن حزام: قال: يا رسولَ الله، أرأيت أمورًا كنتُ أتحنثُ بها في الجاهليةِ من صلاةٍ وعتاقِهِ، وصدقةٍ، هل لي فيها أجرٌ؟ قال: ((أسلمتَ على ما سلفَ لك من خيرٍ)) (1).
_________
(1) البخاري (2220)،ومسلم (123).(3/391)
8252 - وفي رواية: قال عروة: إنَّ حكيمًا أعتقَ في الجاهلية مائةَ رقبةٍ، وحملَ على مائةِ بعيرٍ، فلما أسلم حمل على مائةِ بعيرٍ، وأعتقَ مائةَ رقبةٍ، قال: سألتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قلت: يا رسولَ الله، أشياءُ كنتُ أصنعها في الجاهليةِ، كنتُ أتحنَّثُ بها يعني أتبَّررُ بها، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((أسلمتَ على ما سلفَ لك من خيرٍ)) (1).
_________
(1) البخاري (2538)،ومسلم (123).(3/391)
8253 - وفي أخرى: قلت: فوالله لا أدعُ شيئًا صنعتهُ في الجاهلية إلاَّ فعلتُ في الإِسلام مثله. هي للشيخين (1).
_________
(1) البخاري (1436)،ومسلم (123).(3/391)
8254 - عائشة: قلتُ: يا رسولَ الله، إنَّ ابن جُدعانَ كان في الجاهلية يصلُ الرحمَ، ويُطعمُ المسكينَ، فهل ذلك نافعه؟ قال: ((لا ينفعه، إنه لم يقل يومًا ربِّ اغفر لي خطيئتي يوم الدين)) (1).
_________
(1) مسلم (214).(3/391)
8255 - جابر: رفعه: ((لا تحقرنَّ من المعروف شيئًا، وإنَّ من المعروف أن تلقى أخاكَ بوجهٍ طليقٍ، وأن تفرغ من دلوك في إناءِ أخيك)). للشيخين، والترمذي بلفظه (1).
_________
(1) مسلم (2626)،والترمذي (1970) عن أبي ذر، وأحمد 5/ 63 عن جابر بن سليم.(3/392)
8256 - أبو هريرة: رفعه: ((ألا رجلٌ يمنحُ أهلَ بيتٍ ناقةً، تغدو بعشاءٍ، وتروحُ بعشاءٍ، إنَّ أجرها لعظيمٌ)). لمسلم (1).
_________
(1) البخاري (2629)،ومسلم (1019).(3/392)
صلة الرحم، وحق الجار(3/392)
8257 - عبد الرحمن بن عوف: رفعه: ((قالَ الله تعالى أنا الله، وأنا الرحمنُ خلقتُ الرحم، وشققتُ لها اسمًا (من اسمي) (1)، فمن وصلها وصلته، ومن قطعها بتتُّه)) (2). للترمذي، وأبي داود.
_________
(1) سقط من الأصل والمثبت من الترمذي.
(2) أبو داود (1695،1694)،الترمذي (1907)؛ وقال: صحيح، وصححه الألباني في صحيح الترمذي (1577).(3/392)
8258 - أبو هريرة: رفعه: ((إنَّ الرحمَ شجنةٌ من الرحمنِ، فقالَ الله من وصلكِ وصلتهُ، ومن قطعكِ قطعتهُ)) (1).
_________
(1) البخاري (5988)،ومسلم (2554).(3/392)
8259 - وفي رواية: ((إنَّ الله خلقَ الخلقَ، حتَّى إذا فرغ منهم قامت الرحمُ فأخذت بحقو الرحمنِ، فقال: مهٍ؟ قالت: هذا مقامُ العائذِ بك من القطيعة، قال: نعم، أما ترضين أن أصلَ من وصلكِ، وأقطعَ من قطعك، قالت: بلى، قال: فذاك لكِ، ثم قال - صلى الله عليه وسلم -: اقرءوا إنْ شئتمُ: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ} إلى {أَقْفَالُهَا} [محمد: الآية 22: 24] (1).
_________
(1) البخاري (5987)،ومسلم (2554).(3/392)
8260 - عائشة رفعته: ((الرحمُ معلَّقةٌ بالعرشِ تقول: من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله)). هما للشيخين (1).
_________
(1) البخاري (5989)،ومسلم (2555).(3/392)
8261 - أبو هريرة: رفعه: ((من سرَّه أن يبسُط الله في رزقهِ، وأن ينسأ له في أثرهِ، فليصل رحمه)). للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (5985).(3/393)
8262 - وللترمذي: ((تعلَّموا من أنسابكم ما تصلونَ به أرحامكم فإنَّ صلة الرحم محبةٌ في الأهل، مثراةٌ في المالِ، منسأةٌ في الأثر)) (1).
_________
(1) الترمذي (1979)؛وقال: غريب من هذا الوجه، ومعنى قوله: منسأة في الأثر: يعني زيادة في العمر، وصححه الألباني في صحيح الترمذي (1612).(3/393)
8263 - جبير (بن مطعم) (1): رفعه: ((لا يدخلُ الجنةَ قاطعٌ رحم)). للشيخين، وأبي داود، والترمذي (2).
_________
(1) من (ب).
(2) البخاري (5984)،ومسلم (2556).(3/393)
8264 - أبو بكرة: رفعه: ((ما من ذنبٍ أجدرُ أن يعجلَ لصاحبهِ العقوبةَ في الدنيا مع ما يدخرُ له في الآخرةِ من البغيِّ، وقطيعةِ الرحمِ)). للترمذي، وأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (4902)،والترمذي (2511)؛وقال: حسن صحيح, وابن ماجة (4211)، وصححه الألباني في صحيح الترمذي (2039).(3/393)
8265 - ابن عمرو بن العاص: رفعه: ((ليس الواصلُ بالمكافئ، ولكن الواصلَ من إذا قطعتَ رحمه وصلها)) (1). للبخاري، وأبي داود، والترمذي.
_________
(1) البخاري (5991)،وأبو داود (1697).(3/393)
8266 - أبو هريرة: أنَّ رجلاً قالَ: يا رسول الله، إنَّ لي قرابةَ أصلهُم ويقطعوني، وأحسنُ إليهم ويسيئون إليَّ، وأحلمُ عنهم ويجهلون عليَّ، قال: ((لئن كنت كما قلتَ، فكأنَّما تسفهمُ الملَّ، ولن يزال معكَ من الله ظهيرٌ عليهم ما دمتَ على ذلك)). لمسلم (1).
_________
(1) مسلم (2558).(3/393)
8267 - عمرو بن العاص: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول جهارًا غير إسرارٍ: ((إنَّ آل أبي)) في كتاب محمد بن جعفر عن شعبة بياض وبعده: ((ليسوا بأوليائي، إنما ولي الله وصالح المؤمنين)) (1).
_________
(1) البخاري (5990)،ومسلم (215).(3/393)
8268 - وفي رواية: ((إنَّ آل أبى فلانٌ)) (1).
_________
(1) مسلم (215).(3/394)
8269 - وفي أخرى: ((ولكن لهم رحمٌ أبلها ببلالها)). للشيخين (1).
_________
(1) البخاري (5990).(3/394)
8270 - أبو ذر: رفعه: ((إنكم ستفتحونَ أرضًا يذكرُ فيها القيراطُ)) وفي رواية: ((ستفتحونَ مصرَ وهيَ أرضٌ يسمَّى فيها القيراطُ، فإذا فتحتموها فأحسنوا إلى أهلها فإن لهم ذمةً ورحمًا))،أو قال: ((ذمةً وصهرًا، فإذا رأيت رجلين يختصمان فيها في موضعِ لبنةٍ فاخرج منها)) فمر بربيعة وعبد الرحمن ابني شرحبيلَ يختصمان في موضعِ لبنةٍ فخرجَ منها)). لمسلم (1).
_________
(1) مسلم (2543).(3/394)
8271 - ميمونة: عتقتُ وليدةَ ولم تستأذن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فلما كان يومها قالت: أشعرت يا رسول الله، إني أعتقتُ وليدتي؟ قال: ((أوفعلتِ))؟
قالت: نعم، قالَ: أما إنك لو أعطيتها أخوالكِ، كان أعظم لأجركِ (1). للشيخين، وأبي داود.
_________
(1) البخاري (2592)،ومسلم (999).(3/394)
8272 - سلمان بن عامر: رفعه: ((الصدقةُ على المسكين صدقةٌ، وعلى ذي الرحمِ ثنتانِ، صدقةٌ وصلةُ رحمٍ)). للنسائي (1).
_________
(1) النسائي5/ 92, وابن ماجة (1844) ,والدا رمي (1680) , وصححه الحاكم1/ 407،ووافقه الذهبي, وصححه الألباني في صحيح النسائي (2420).(3/394)
8273 - أبو هريرة: رفعه: ((إن أعمالَ بني آدم تعرضُ كل خميسٍ ليلةَ الجمعةِ فلا يقبلُ عملُ قاطعِ رحمٍ)). لأحمد (1).
_________
(1) أحمد2/ 483, وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (2538).(3/394)
8274 - عائشة: رفعته: ((ما زالَ جبريلُ يوصيني بالجارِ، حتى ظننتُ أنَّه سيورِّثهُ)). للشيخين، وأبي داود، والترمذي (1).
_________
(1) البخاري (6014)،ومسلم (2624).(3/394)
8275 - ابن عمرو بن العاص: ذبحت له شاةً في أهلهِ، فلما جاءَ قال: أهديتم لجارنا اليهودي؟ أهديتم لجارنا اليهودي؟ سمعتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((ما زالَ جبريلُ يوصيني بالجارِ حتى ظننتُ أنه سيورِّثهُ)). لأبي داود، والترمذي بلفظه (1).
_________
(1) أبو داود (5152)،والترمذي (1943)؛وقال: حسن غريب من هذا الوجه، وصححه الألباني في صحيح الترمذي (1585).(3/395)
8276 - أبو هريرة: جاء رجلٌ إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - يشكوجاره، فقال له: ((اذهب فاصبر))، فأتاه مرتين أو ثلاثًا، فقال: ((اذهب فاطرح متاعكَ في الطريق))، ففعلَ، فجعل الناسُ يمرون ويسألونه، ويخبرهم خبر جارهِ، فجعلوا يلعنونهُ: فعل الله به وفعل، وبعضهُم يدعو عليه، فجاء إليه جارهُ، فقالَ: ارجع فإنك لن ترى منِّي شيئًا تكرهُه (1). لأبي داود.
_________
(1) أبو داود (5153)، وصححه الألباني في صحيح أبي داود (4292).(3/395)
8277 - وعنه: رفعه: ((والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن))، قيلَ: من يا رسولَ الله؟ قالَ: ((الذي لا يأمنُ جارهُ بوائقه)) (1). للشيخين.
_________
(1) البخاري (6016)،ومسلم (46) بلفظ: لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه.(3/395)
8278 - أبو شريح العدوي: كان في حائطِ جدِّه ربيع يعني ساقيةً لابن عوفٍ، فأراد ابنُ عوفٍ أن يحوله إلى ناحيةٍ من الحائطِ هي أقربُ إلى أرضهِ، فمنعهُ صاحبُ الحائطِ فكلَّمَ عبدُ الرحمنِ عمرَ فقضى لعبدِ الرحمنِ بتحويلهِ (1).
_________
(1) مالك 2/ 572.(3/395)
8279 - وعنه: رفعه: ((لا ضرر ولا ضرار))، وروي ((ولا إضرار)). هما لمالك (1).
_________
(1) مالك 2/ 571، وصححه الألباني في ((الصحيحة)) (250).(3/395)
8280 - أبو صرمة: رفعه: ((من ضارَّ أضرَّ الله به، ومن شاقَّ شقَّ الله عليهِ))، لأبي داود، قلت: أخرجه في اللواحق (1). للترمذي فقط.
_________
(1) أبو داود (3635)،والترمذي (1940)؛وقال: حسن غريب، وابن ماجة (2342)، وحسنه الألباني في صحيح الترمذي (1584).(3/395)
8281 - أنس: رفعه: ((ما آمن بي من ماتَ شبعانَ وجارهُ جائعٌ إلى جنبهِ وهو يعلمُ به)). للكبير، والبزار (1).
_________
(1) الطبراني 1/ 259 (751)،والبزار كما في ((كشف الأستار)) 1/ 76 (119)،وقال الهيثمي 8/ 167: إسناد البزار حسن، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5505).(3/395)
8282 - أبو هريرة: رفعه: ((حقُ الجار أربعين دارًا هكذا وهكذا وهكذا وهكذا)) يمينًا وشمالًا وقدام وخلف (1). للموصلي بضعف.
_________
(1) الموصلي 1/ 385 (5982)،وقال الهيثمي 8/ 167: رواه أبو يعلى عن شيخه محمد بن جامع العطار؛ وهو ضعيف، وقال الألباني في الضعيفة (276): ضعيف جدًا.(3/396)
8283 - فضالة بن عبيد: رفعه: ((ثلاثةٌ من العواقر، إمامٌ إن أحسنتَ لم يشكر، وإن أسأتَ لم يغفر، وجارُ سوءٍ إن رآي خيرًا دفنه، وإن رآى شرًا أذاعه، وامرأةٌ إن حضرت آذتك، وإن غبت عنها خانتكَ)) (1). للكبير.
_________
(1) الطبراني 18/ 318 - 319 (824)،وقال الهيثمي 8/ 168: فيه محمد بن عصام بن يزيد؛ ذكره ابن أبي حاتم ولم يجرحه ولم يوثقه، وبقية رجاله ثقات، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2536).(3/396)
8284 - أبو هريرة: قال رجل: يا رسولَ الله، إن فلانة تذكر من كثرة صلاتها وصدقتها وصيامها غير أنها تؤذى جيرانها بلسانها، قال: ((هي في النار))، قال: يا رسولَ الله فإنَّ فلانةَ تذكرُ من قلة صيامها وصلاتها وإنَّها تصدقُ بالأثوار من الأقط، ولا تؤذى بلسانها جيرانها، قال: ((هي في الجنة)). الثور: القطعة (1). لأحمد، والبزار.
_________
(1) أحمد 2/ 440،والبزار كما في ((كشف الأستار)) 2/ 382 (1902)،وقال الهيثمي 8/ 169: رجاله ثقات، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (2560).(3/396)
الرحمة، والضيافة، والزّيارة(3/396)
8285 - ابن عمرو بن العاص: رفعه: ((الراحمونَ يرحمهمُ الرحمنُ، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء)). للترمذي، وأبي داود بلفظه (1).
_________
(1) أبو داود (4941)،والترمذي (1924)؛وقال: حسن صحيح، وصححه الألباني في صحيح أبي داود (4132).(3/396)
8286 - أبو هريرة: رفعه: ((لا تنزعُ الرحمةُ إلا من شقي)) (1). لأبي داود، والترمذي بلفظه.
_________
(1) أبو داود (4942)،والترمذي (1923)؛وقال: حديث حسن، وحسنه الألباني في صحيح الترمذي (1568).(3/396)
8287 - وعنه: قَبَّل النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - الحسنَ بن عليٍ، وعنده الأقرعُ بنُ حابسٍ، فقال الأقرعُ: إنَّ لي عشرةً من الولد ما قبلتُ منهم أحدًا قط، فنظر إليه - صلى الله عليه وسلم - ثمَّ قال: ((من لا يرحم لا يُرحم)). للشيخين، والترمذي، وأبي داود (1).
_________
(1) البخاري (5997)،ومسلم (2318).(3/396)
8288 - عائشة: جاءَ أعرابيٌ إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فقالَ: إنكم تقبِّلونَ الصبيانَ وما نقبلهم، فقال: ((أو أملكُ لك أن نزع الله الرحمةَ من قلبكَ)). للشيخين (1).
_________
(1) البخاري (5998)،ومسلم (2317).(3/397)
8289 - أبو هريرة: ((لما خلقَ الله الخلقَ كتبَ في كتابهِ، فهو عنده فوق العرش: إنَّ رحمتي تغلبُ غضبي)) (1).
_________
(1) البخاري (3194)،ومسلم (2751).(3/397)
8290 - وعنه: رفعه: ((إنَّ للهِ مائةَ رحمةٍ أنزل منها رحمةً واحدة بين الجنِّ والإِنس والبهائم والهوام، فبها يتعاطفون وبها يتراحمونَ، وبها تعطفُ الوحشُ على ولدها، وأخَّرَ الله تسعًا وتسعينَ رحمةً يرحمُ الله بها عبادهَ يوم القيامةِ)) (1).
_________
(1) البخاري (6000)،ومسلم (2752).(3/397)
8291 - وفي رواية: ((ولو يعلمُ الكافرُ بكلِّ الذي عند الله من الرحمةِ لم ييأس من الجنةِ، ولو يعلمُ المؤمنُ بكلِّ الذي عند الله من العذابِ لم يأمن من النارِ)). هما للشيخين، والترمذي (1).
_________
(1) البخاري (6469) ,ومسلم (2752).(3/397)
8292 - عمر: قدم على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - بسبيٍ، فإذا امرأةٌ من السبيِ تسعى قد تحلب ثديها إذ وجدت صبيًا في السبي أخذته فألصقته ببطنها، فأرضعته، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((أترون هذه المرأة طارحةً ولدها في النار؟)) قلنا: لا، والله وهي تقدرُ على أن لا تطرحهُ، فقالَ: ((الله أرحمُ بعبادهِ من هذه المرأة بولدها)). للشيخين (1).
_________
(1) البخاري (5999)،ومسلم (2754).(3/397)
8293 - أبو هريرة: رفعه: ((بينما رجلٌ يمشى بطريقٍ اشتدَّ عليه العطشُ فوجد بئرًا فنزل فيها فشربَ ثمَّ خرجَ، فإذا كلبٌ يلهثُ يأكلُ الثرى من العطشِ، فقالَ الرجلُ: لقد بلغ هذا الكلبَ من العطشِ مثلُ الذي كانَ بلغ منى، فنزل البئر فملأ خفَّه ماءً ثم
[ص:398] أمسكه بفيهِ حتى رقي فسقى الكلبَ؛ فشكر الله له فغفر له))، فقالوا: يا رسولَ الله، إنَّ لنا في البهائم أجرًا فقالَ: ((في كلِّ كبدٍ رطبةٍ أجرٌ)) (1).
_________
(1) البخاري (2363)،ومسلم (2244).(3/397)
8294 - وفي رواية: ((أنَّ امرأةً بغيًّا رأت كلبًا في يومٍ حارٍ يطيفُ ببئرٍ قد أدلع لسانه من العطشِ، فنزعت له موقها فغفر لها)). لمالك، والشيخين، وأبي داود (1).
_________
(1) البخاري (3321)،ومسلم (2445).(3/398)
8295 - ابن عمر: رفعه: ((دخلت امرأةٌ النارَ في هرةٍ ربطتها فلم تُطعمْها، ولم تدعْها تأكلُ من خشاشِ الأرضِ)). للشيخين (1).
8296 - عبد الله بن جعفر: أردفني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - خلفهَ ذاتَ يومٍ، فأسرَّ إلىَّ حديثًا لا أحدثً به أحدًا من الناسِ، وكانَ أحبُ ما استترَ به لحاجتهِ هدفًا أو حائشَ نخلٍ، فدخلَ حائطًا لرجلٍ من الأنصارِ فإذا فيه جملٌ، فلمَّا رأى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - حنَّ وذرفت عيناه، فأتاه - صلى الله عليه وسلم - فمسح ذفراهُ، فسكتَ، فقالَ: ((من ربُّ هذا الجملِ؟)). فجاءَ فتىً من الأنصار ِفقال: لي يا رسولَ الله، فقالَ له: ((أفلا تتقى الله في هذه البهيمةِ التي ملككَ الله إياها؟)). فإنه شكا إلىَّ أنك تُجيعُه وتدئبهُ (2).
_________
(1) البخاري (3318)،ومسلم (2445).
(2) أبو داود (2549)، وقال الألباني في ((صحيح أبي داود)): ورواه الحاكم بتمامه؛ وقال: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي، وفاتهما أنه على شرط مسلم وأنه أخرج طرفه الأول (2297)، انظر صحيح أبي داود (2222).(3/398)
8297 - سهل بن الحنظلية: مرَّ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - ببعيرٍ قد لحقَ ظهرهُ ببطنِهِ، فقالَ: ((اتقوا الله في هذه البهائمِ المعجمةِ، فاركبوها صالحةً، وكلوها صالحةً)) (1).
_________
(1) أبو داود (2548)،وصححه ابن خزيمة 4/ 143 (2545)، وصححه الألباني في صحيح أبي داود (2221).(3/398)
8298 - أبو هريرة: رفعه: ((إياكم أن تتخذوا ظهور دوابكم منابرَ، فإن الله إنما سخرها لكم لتبلغكُم إلى بلدٍ لم تكونوا بالغيهِ إلا بشقِّ الأنفسِ، وجعلَ لكم الأرضَ فعليها فاقضوا حاجتكمُ)) (1).
_________
(1) أبو داود (2567)، وقال الألباني في ((صحيح أبي داود)) (2238): إسناده صحيح.(3/399)
8299 - عبد الرحمن بن عبد الله: عن أبيه: كنَّا مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - في سفرٍ فانطلقَ لحاجتِهِ، فرأينا حمرةً معها الفرخانِ، فأخذنا فرخيها، فجاءت الحمرةُ، فجعلت تعرشُ، فلما جاء - صلى الله عليه وسلم - قالَ: ((من فجعَ هذه بولدِها؟ ردّوا ولدها إليها))، ورأى قرية نملِ قد أحرقناها، فقالَ: ((من أحرقَ هذه؟)) قلنا: نحنُ، قالَ: ((إنه لا ينبغي أن يعذِّبَ بعذابِ النارِ إلا ربُّ النارَ)) (1).
_________
(1) أبو داود (2675)،وصححه الحافظ في ((الفتح)) 6/ 149؛ وقال: أخرجه أبو داود بإسناد صحيح، وصححه الألباني في صحيح أبي داود (2329).(3/399)
8300 - عامر الرام: قال إنا لببلادنا إذ رفعت لنا رايات وألوية، فقلت: ما هذا؟ قالوا: لواءُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فأتيتُه وهو تحتَ شجرةٍ بُسطَ له كساءٌ وهو جالسٌ عليه، وقد اجتمع إليه أصحابهُ، فجلستُ إليهم، فذكر الأسقامَ والأمراضَ، فقال: ((إنَّ المؤمنَ إذا أصابه السقمُ ثم عافاه الله منه كان كفارةً لما مضى من ذنوبهِ، وموعظةً له فيما يستقبلُ، وإنَّ المنافقَ إذا مرضَ ثم أُعفى، كان كالبعير عقلهَ أهلهُ ثم أرسلوه، فلم يدر لم عقلوهُ ولم أرسلُوه))، فقال رجلٌ: يا رسولَ الله، وما الأسقامُ؟! والله ما مرضتُ قط فقال: ((قُم فلست منَّا))، فبينما نحنُ عنده إذ أقبل رجلٌ وعليه كساءٌ وفي يده شيءٌ قد التفَّ عليه، فقال: يا رسولَ الله، إني لما رأيتك أقبلتُ فمررتُ بغيطةِ شجرٍ، فسمعتُ فيها أصواتَ فراخِ طائرٍ فأخذتُهنَّ فوضعتهنَّ في كسائي، فجاءت أمُّهنَّ فاستدرات على رأسي وكشفتُ لها عنهنَّ فوقعت عليهنَّ، فلففتُها معهنَّ بكسائي، فهن أولاءِ معي، فقال: ضعهنَّ، ففعلتُ، فأبت أمُّهنَّ إلا لزومهنَّ، فقال: ((أتعجبون لرحمة أمِّ الأفراخ على فراخها؟)) قالوا: نعم، قال: ((والذي بعثني بالحقِّ، للهُ أرحمُ بعبادهِ من أمِّ
[ص:400] الأفراخِ بفراخها، ارجع بهنَّ حتَّى تضعهنَّ من حيثُ أخذتَهُنَّ وأمُّهنَّ معهنَّ))، فرجع بهن (1). هي لأبي داود.
_________
(1) أبو داود (3089)،وقال المنذري في ((مختصره)): فيه محمد بن إسحاق، وقال الألباني في ((ضعيف أبي داود)) (679): إسناده ضعيف لجهالة: ابن منظور، وعمه، وعم عمه، وأعله المنذري بأحدهما.(3/399)
8301 - أبو هريرة: رفعه: ((قرصتْ نملةٌ نبيًا من الأنبياءِ، فأمر بقريةِ النملِ فأحرقت، فأوحى الله إليه أنْ قرصتكَ نملةٌ أحرقتَ أمةً من الأمم تسبحُ)) (1). للشيخين، وأبي داود، والنسائي.
_________
(1) البخاري (3019)،ومسلم (2241).(3/400)
8302 - أبو كريمة: رفعه: ((ليلةُ الضيفِ حقٌّ على كلِّ مسلمٍ، فمن أصبحَ بفنائهِ فهو عليه دينٌ، إن شاءَ اقتضى، وإن شاءَ تركَ)) (1).
_________
(1) أبو داود (3750)،والدارمي (2037)،وقال الحافظ في ((تلخيص الحبير)) 4/ 159: رواه أبو داود وإسناده على شرط الشيخين، وصححه الألباني في صحيح أبي داود (3190).(3/400)
8303 - وفي رواية: ((أيما رجلٌ أضاف قومًا فأصبحَ الضيفُ محرومًا، فإنَّ نصرهُ حقٌّ على كلِّ مسلمٍ حتَّى يأخذَ بقرى ليلتهِ من زرعهِ ومالهِ)). لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (3751)،وقال الحافظ بن حجر في ((التلخيص)) 4/ 159: وإسناده صحيح أيضًا، وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (801).(3/400)
8304 - عقبة بن عامر: قلتُ: يا رسولَ الله، إنا نمرُّ بقومٍ فلا يُضيفُونا، ولا يؤُّدونا ما لنا عليهم من الحقِّ، ولا نحنُ نأخذُ منهم، فقال: ((إنْ أبوا إلا أن تأخذوا منهم كرهًا فخذوه)). للشيخين، وأبي داود، والترمذي بلفظه (1).
وقال عمرُ بنحو هذا، ومعناه أنهم يشترونه منهم بالثمنِ كرهًا إنْ لم يجدوا إلا ذاك، وقال: روي في بعضِ الحديثِ مفسرًا.
_________
(1) البخاري (2461)،ومسلم (1727).(3/400)
8305 - عوف بن مالك: قلتُ: يا رسولَ الله، الرجلُ أمرُّ به فلا يُقربنى ولا يضيفني، ثم يمرُّ بي أفأجزيهُ؟
قال: ((لا، بل أقره)) (1). للترمذي مطولًا.
_________
(1) الترمذي (2006)؛وقال: حسن صحيح، وصححه الألباني في صحيح الترمذي (1632).(3/400)
8306 - أبو شريح العدوي: سمعت أذناي وأبصرت عيناي ووعاه قلبي، حين تكلَّم به النبيُّ فقال: ((من كان يؤمنُ بالله واليومِ الآخرِ فليكرمْ ضيفه جائزته))، قالوا: وما جائزتُه يا رسولَ الله؟ قال: ((يومُه وليلتُه، والضيافةُ ثلاثةُ أيامٍ، فما كان وراءَ ذلك فهو صدقةٌ عليه، ومن كان يؤمنُ بالله واليومِ الآخر فليقلْ خيرًا أو ليصمتْ)) (1).
_________
(1) البخاري (6019)،ومسلم (14).(3/401)
8307 - وفي رواية: ((ولا يحلُّ لرجلٍ مسلمٍ أن يقيمَ عند أخيه حتَّى يؤثمه)) قالوا: يا رسولَ الله، وكيف يؤثمه؟ قال: ((يقيمُ عنده ولا شيءَ له يقريه به)). للستة إلا النسائي (1).
_________
(1) مسلم: (14) كتاب اللقطة.(3/401)
8308 - شقيق بن سلمة: دخلتُ أنا وصاحبٌ لي على سلمانَ الفارسيِّ، فقال سلمانُ: لولا أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - نهى عن التكلُّفِ لتكلفتُ لكم، ثم جاء بخبزٍ وملحٍ، فقال صاحبي: لو كان في ملحنا صعترٌ، فبعثَ سلمانُ بمطهرته فرهنها، ثم جاء بصعترٍ، فلما أكلنا قال صاحبي: الحمدُ للهِ الذي قنعنا بما رزقنا، فقال سلمانُ: لو قنعكَ بما رزقكَ لم تكنْ مطهرتي مرهونةٌ (1). للكبير.
_________
(1) الطبراني 6/ 235 (6085)،وقال الهيثمي 8/ 179: ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن منصور الطوسي وهو ثقة، وصححه الألباني في الصحيحة (2392).(3/401)
8309 - أبو هريرة: رفعه: ((إذا دخلَ أحدُكُم على أخيه المسلمِ فأطعمهُ من طعامِه فليأكل من طعامه ولا يسألْ عنه، وإن سقاه شرابًا فليشربْ من شرابهِ ولا يسألْ عنه)) (1). لأحمد، والموصلي بلين.
_________
(1) أحمد 2/ 399،وأبو يعلى 11/ 239 (6358) ,وقال الهيثمي 5/ 45:فيه مسلم بن خالد الزنجي والجمهور ضعفه؛ وقد وثق، وبقية رجال أحمد رجال الصحيح، وصححه الألباني في الصحيحة (627).(3/401)
8310 - عبد الله بن قيس: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كانَ يُكثرُ زيارةَ الأنصارِ خاصةً وعامةً، فكان إذا زار خاصةً أتى الرجل في منزلهِ، وإذا زار عامةً أتى المسجدَ (1). لأحمد براوٍ لم يسمه.
_________
(1) أحمد 4/ 398،وقال الهيثمي 8/ 183: فيه راوٍ لم يسم وبقية رجاله رجال الصحيح.(3/401)
8311 - أنس: رفعه: ((ما من عبدٍ مسلمٍ أتى أخاه يزورهُ في الله، إلا ناداه منادٍ من السماءِ أن طبتَ وطابتْ لك الجنةُ، وإلا قال الله في ملكوتِ عرشِه: عبدي زارَ فيَّ وعلىَّ قراه، فلم يرضَ له بثوابٍ دون الجنةِ)). للبزار، والموصلي (1).
_________
(1) البزار كما في ((كشف الأستار)) (1918)،وأبو يعلى 7/ 166 (4140)،وقال الهيثمي 8/ 173: رجال أبي يعلى رجال الصحيح غير ميمون بن عجلان وهو ثقة، وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (2579): حسن صحيح.(3/402)
كتاب المناقب(3/402)
ما ورد في ذكر بعض الأنبياء ومناقبهم(3/402)
8312 - أبو موسى: رفعه ((لما أخرج الله آدمَ من الجنةِ زوده من ثمارِ الجنةِ، وعلمه صنعةَ كلِّ شيءٍ، فثماركم هذه من ثمارِ الجنةِ غير أنَّ هذه تغير، وتلك لا تغير)) (1). للبزار، والكبير.
_________
(1) البزار كما في ((كشف الأستار)) (2344)،وقال الهيثمي 8/ 197: رجاله ثقات.(3/402)
8313 - بريدة: رفعه: ((لو أن بكاءَ داود وبكاءَ جميعِ أهلِ الأرضِ يعدلُ ببكاءِ آدم ما عدله)). للأوسط (1).
_________
(1) ((الأوسط)) 1/ 51 (143)،وقال الهيثمي 8/ 198: رجاله ثقات، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4802): موضوع.(3/402)
8314 - أُبيّ: رفعه: ((إنَّ آدمَ غسلتهُ الملائكةُ بماءٍ وسدرٍ، وكفنوه وألحدوا له ودفنوه، وقالوا: هذه سنتُكُم يا بني آدمَ في موتاكم)) (1). للأوسط بلين.
_________
(1) ((الأوسط)) 9/ 105 - 106 (9259)،وقال الهيثمي 8/ 198: رواه الطبراني في ((الأوسط)) بإسنادين في أحدهما: الحسين بن أبي السري وثقه ابن حبان، وضعفه الجمهور وكذلك روح بن أسلم في السند الآخر وثقه ابن حبان وضعفه الجمهور، وضعفه الألباني في الضعيفة (3010).(3/402)
8315 - عائشة: رفعته: ((لو رحم الله من قوم نوحٍ أحدًا لرحم أمَّ الصبي، كان نوحٌ مكث في قومهِ ألف سنةٍ إلا خمسين عامًا يدعوهم حتى كان آخرُ زمانهِ، وغرس شجرةً فعظمت وذهبتْ كلَّ مذهبٍ ثم قطعها، وجعل يعملها سفينةً، ويمرون عليه فيسألونه، فيقولُ: أعملها سفينةً، فيسخرون منه ويقولون: تعملُ سفينةً في البرِّ وكيف تجرى؟ قال: سوف تعلمون، فلما فرغ منها وفار التنورُ وكثر الماءُ في السككِ، خشيتْ أمُّ الصبيِّ عليه، وكانت تحبهُ حبًا شديدًا، فخرجت إلى الجبلِ حتى بلغت ثلثه، فلمَّا بلغها الماءُ خرجتْ حتى بلغت ثلثي الجبل، فلما بلغها الماءُ خرجت به حتى استوتْ
[ص:403] به على الجبلِ فلما بلغ الماءُ رقبتها رفعته بيديها حتَّى ذهبَ بهما الماءُ، فلو رحم الله منهم أحدًا رحم أمَّ الصبي)). للأوسط بلين (1).
_________
(1) ذكره الهيثمي 8/ 200،وقال: رواه الطبراني في ((الأوسط)) وفيه موسى بن يعقوب الزمعي وثقه ابن معين وغيره، وضعفه ابن المديني وبقية رجاله ثقات.(3/402)
8316 - أنس: جاء رجلٌ إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا خيرَ البريةِ، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((ذاك إبراهيمُ خليلُ الله)). لمسلم، وأبي داود، والترمذي (1).
_________
(1) مسلم (2369).(3/403)
8317 - ابن عمر: رفعه: ((إنَّ الكريمَ ابن الكريم ابن الكريمِ ابن الكريمِ يوسفُ بنُ يعقوبَ بن إسحاقَ بن إبراهيمَ)). للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (3390).(3/403)
8318 - ابن عباس: رفعه: ((أول ما اتخذت النساءُ المنطق من قبلُ أمُّ إسماعيلَ، اتخذتْ منطقًا لتعفى أثرها على سارةَ، ثم جاء بها إبراهيمُ وبابنها إسماعيلَ وهي تُرضعهُ حتَّى وضعهما عند البيتِ عندَ دوحةٍ فوق زمزمَ في أعلى المسجدِ، وليس بمكةَ يومئذٍ أحدٌ وليس بها ماءٌ، فوضعهما هناك ووضع عندهما جرابًا فيه تمرٌ وسقاءً فيه ماءٌ، ثم قفى إبراهيم منطلقًا، فتبعته أمُّ إسماعيلَ فقالت: يا إبراهيمُ، أين تذهب وتتركنا بهذا الوادي الذي ليس فيه أنيسٌ ولا شيءٌ؟ فقالتْ له: ذلك مرارًا، فجعل لا يلتفتُ إليها، فقالتْ له: الله أمركَ بهذا؟ قال: نعم، قالت: إذًا لا يضيعنا، ثم رجعتْ، فانطلقَ إبراهيمَ حتَّى إذا كان عند الثنيةِ حيثُ لا يرونهُ استقبل بوجههِ البيت، ثم دعا بهؤلاءِ الدعوات، فرفع يديه وقال: {رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّم ـ إلى - يَشْكُرُونَ} [إبراهيم: من الآية37] وجعلتْ أمُّ إسماعيلَ ترضعه وتشرب من ذلك الماءِ حتَّى إذا نفد ما في السقاءِ وعطشتْ وعطشَ ابنها وجعلتْ تنظرُ إليه يتلوى ـ أو قال يتلبطُ ـ فانطلقتْ كراهيةَ أن تنظرَ إليه، فوجدت الصفا أقرب جبلٍ في الأرضِ يليها، فقامتْ عليه، ثم استقبلتْ الوادي تنظر هل ترى أحدًا؟ فلم تر أحدًا، فهبطتْ من الصفا حتَّى إذا بلغت الوادي رفعت طرف درعها، ثم
[ص:404] سعت سعى الإِنسانِ المجهودِ حتَّى جاوزتْ الوادي، ثم أتت المروةَ فقامتْ عليها، فنظرت هل ترى أحدًا؟ فلم تر أحدًا، ففعلت ذلك سبعَ مراتٍ؛ فلذلك سعى الناسُ بينهما، فلمَّا أشرفت على المروةِ سمعت صوتًا فقالتْ صهٍ تريدُ نفسَها، ثم تسمَّعت فسمعتْ أيضًا، فقالتْ: قد أسمعت إن كان عندك غواثٌ، فإذا هي بالملك عند موضع زمزمَ، فبحث بعقبه ـ أو قال: بجناحهِ ـ ثمَّ ظهرَ الماءُ، فجعلتْ تحوضَه وتقولُ بيدها هكذا، وجعلتْ تغرفُ من الماءِ في سقائها وهو يفورُ بقدرِ ما تغرفُ،
ويرحمُ الله أمَّ إسماعيلَ، لو تركتْ زمزمَ -أو قال- لو لم تغرف من الماءِ لكانت زمزمُ عينًا معينًا، فشربتْ وأرضعتْ ولدها، فقال لها الملكُ لا تخافوا الضيعةَ، فإنَّ ههنا بيتًا للهِ يبنيه هذا الغلامُ وأبوه، وإنَّ الله لا يضيعُ أهله، وكان البيتُ مرتفعًا من الأرضِ كالرابيةِ تأتيه السيولُ فتأخذُ عن يمينه وعن شمالهِ، فكانتْ كذلك، حتَّى مرت بهم رفقةٌ من جرهم أو أهل بيتٍ من جرهمَ، مقبلين من طريقِ كداءَ، فنزلوا في أسفل مكةَ فرأوا طائرًا عائفًا فقالوا: إنَّ هذا الطائرَ ليدور على ماءٍ لعهدنا بهذا الوادي وما فيه ماءٌ فأرسلوا جريًا أو جريين فإذا هم بالماءِ، فرجعوا فأخبروهم، فأقبلوا وأمُّ إسماعيلَ عند الماءِ، فقالوا: أتأذنين لنا أن ننزل عندك؟ قالت: نعم، ولكن لا حقَّ لكم في الماءِ، قالوا: نعم، فألفى ذلك أمَّ إسماعيلَ وهي تحب الأنسَ، فنزلوا فأرسلوا إلى أهليهم فنزلوا معهم، حتَّى إذا كان بها أهلُ أبياتٍ منهم وشبَّ الغلامُ وتعلَّم العربيةَ منهم وأنفسهم، وأعجَبهم حين شبَّ، فلمَّا أدرك زوجوه امرأةً منهم، وماتت أمُّ إسماعيلَ، فجاء إبراهيمُ بعد ما تزوجَ إسماعيلُ يطالع تركتَه، فلم يجد إسماعيلَ، فسأل امرأتهَ عنه، فقالت: خرج يبتغى لنا
وفي رواية: ذهبَ يصيدُ لنا، ثم سألها عن عيشهم وهيئتهم، فقالتْ: نحنُ بشرٍّ، في ضيقٍ وشدَّةٍ، وشكتْ إليه، قال: فإذا جاء فاقرئي عليه السلام، وقولي له: يغيِّرُ عتبةَ بابه، فلمَّا جاء إسماعيلُ كأنه أنسَ شيئًا، فقال: هل جاءكم من أحدٍ؟ قالتْ: نعم، جاءنا شيخ كذا وكذا، فسألنا عنك فأخبرتُه، فسألني كيف عيشنا؟ فأخبرتُه أنا في جهدٍ وشدَّةٍ، قال: فهل أوصاكِ بشيءٍ؟ قالتْ: نعم، أمرني أن أقرئك السلام، ويقول لك: غيِّر عتبةَ بابك، قال: ذاك أبي، وقد أمرني أن أفارقكِ، الحقي
[ص:405] بأهلكِ، فطلقها، وتزوَّجَ منهم أخرى، فلبث عنهم إبراهيمُ ما شاءَ الله أنْ يلبثَ، ثم أتاهم بعد فلم يجدهُ، فدخل على امرأتِه فسأل عنه، قالت: خرج يبتغي لنا، قال: كيف أنتم؟ وسألها عن عيشهم وهيئتهم؟ فقالت: نحنُ بخيرٍ وسعةٍ، وأثنتْ على الله، فقال ما طعامُكم؟ قالتْ: اللحمُ، قال: فما شرابُكم؟ قالتْ: الماءُ، قال: اللهمَّ باركْ لهم في اللحمِ والماءِ، ولم يكنْ لهم يومئذٍ حبٌّ؛ ولو كان لهم دعا لهم فيه، فهما لا يخلو عليهما أحدٌ بغير مكةَ إلا لم يوافقاه، قال: فإذا جاءَ زوجُك فاقرئي عليه السلامَ، وأمريه يثبتُ عتبةَ بابهِ، فلمَّا جاء إسماعيلُ قال: هل أتاكم من أحدٍ؟ قالتْ: نعم، أتانا شيخٌ حسنُ الهيئةِ، وأثنتْ عليه، فسألني عنك فأخبرتُه، فسألني كيف عيشُنا؟ فأخبرتُه أنا بخيرٍ، قال: فأوصاكِ بشيءٍ؟ قالتْ: نعم، يقرأُ عليك السلامَ ويأمرُك أنْ تُثبتَ عتبةَ بابك، قال: ذاك أبي، وأنتِ العتبةُ، أمرني أن أمسككِ، ثم لبثَ عنهم ما شاءَ الله، ثم جاءَ بعد ذلكَ وإسماعيلُ يبرى نبلا له تحت دوحة قريبًا من زمزمَ، فلما رآه قام إليه وصنعا كما يصنعُ الوالدُ بالولدِ، والولد بالوالد، ثم قال: يا إسماعيلُ، إنَّ الله أمرني بأمرٍ، قال: فاصنعْ ما أمركَ ربُك، قال وتعينني؟ قال: وأعيُنك، قال: فإنَّ الله أمرني أن أبنيَ بيتًا ههنا وأشارَ إلى أكمةٍ مرتفعةٍ على ما حولها فعند ذلك،
ورفعَ القواعدَ من البيتِ، فجعل إسماعيلُ يأتي بالحجارةِ وإبراهيمُ يبنى، حتَّى إذا ارتفعَ البناءُ جاء إبراهيمُ بهذا الحجرِ فوضعه فقام عليه وهو يبنى وإسماعيلُ يناوله الحجارةَ، وهما يقولان: {رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [البقرة: من الآية127] (1).
_________
(1) البخاري (3364).(3/403)
8319 - وفي رواية: ((فجعلتْ تشربُ من الشنةِ، ويدرُّ لبنُها على صبيِّها، حتَّى لما فنى الماءُ قالت: لو ذهبتُ فنظرتُ لعلِّى أحسُّ أحدًا، فذهبتْ فصعدتْ الصفا، فنظرتْ ونظرتْ هل تحسُّ أحدًا؟ فلم تحس أحدًا، فلمَّا بلغت الوادي سعت وأتت المروةَ وفعلتْ ذلك أشواطًا، ثم قالت: لو ذهبتُ فنظرتُ ما فعل الصبيُّ، فذهبتْ فنظرتْ فإذا هو على حالهِ كأنه ينشغُ للموتِ، فلم تقرها نفسُها فقالتْ: لو ذهبتُ فنظرتُ لعلى أحسُّ أحدًا، فذهبتْ فصعدتْ فنظرتْ ونظرتْ فلم تحس أحدًا، حتَّى أتمت سبعًا، ثم قالتْ:
[ص:406] لو ذهبتُ فنظرت ما فعل؟ فإذا هي بصوتٍ فقالتْ: أغث إنْ كان عندك خيرًا فإذا جبريلُ عليه السلامُ، فقال: بعقبه هكذا، وغمر بعقبهِ على الأرضِ (فانبثق) (1) الماءُ، فدهشتْ، فجعلتْ تحفرُ، لو تركتهُ كان الماءُ ظاهرًا عينًا معينًا. للبخاري (2).
_________
(1) في (أ): فانشق، وما أثبتناه من (ب) ومصادر التخريج.
(2) البخاري (3365).(3/405)
8320 - أبو هريرة: رفعه: ((إنَّ في الجنةِ قصراً من درةٍ، لا صدعَ فيه ولا وهنَ، أعدَّهُ الله لخليلهِ إبراهيمَ نزلا)) (1). للبزار، والأوسط.
_________
(1) البزار كما في ((كشف الأستار)) (2346)،و ((الأوسط)) 6/ 329 (6543)،وقال الهيثمي 8/ 204: رجالهما رجال الصحيح.(3/406)
8321 - العباس: رفعه: ((الذبيحُ إسحاق)). للبزار بلين، ومرَّ في الحج أنه إسماعيلُ (1).
_________
(1) ((كشف الأستار)) (2350)،وقال الهيثمي 8/ 205: فيه مبارك بن فضالة وقد ضعفه الجمهور، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3059): موضوع.(3/406)
8322 - أبو هريرة: رفعه: ((أرسلَ ملكُ الموتِ إلى موسى فلمَّا جاءه صكَّهُ، ففقأ عينه، فرجع إلى ربِّه فقال: أرسلتني إلى عبدٍ لا يريدُ الموتَ، فردَّ الله إليه عينَه، فقال: ارجع إليه فقل له: يضعُ يده على متنِ ثورٍ، فله بكلِّ ما غطتْ يده من شعره سنةً، قال: أي ربُّ، ثم ماذا؟
قال: ثم الموتُ، قال: فالآن، فسأل الله أن يدنيهُ من الأرضِ المقدسةِ رميةُ بحجرٍ، قال - صلى الله عليه وسلم -: فلو كنتُ ثمة لأريتُكم قبره إلى جانبِ الطريقِ عند الكثيبِ الأحمر)). للشيخين، والنسائي (1).
_________
(1) البخاري (3407)،ومسلم (2372).(3/406)
8323 - وزاد أحمد، والبزار: ((كان ملكُ الموتِ يأتي الناسَ عيانًا، فأتى موسى فلطمهُ)) (1). الحديث.
_________
(1) أحمد 2/ 533،والبزار كما في ((كشف الأستار)) (856)،وقال الهيثمي 8/ 204: رجاله رجال الصحيح.(3/406)
8324 - ابن مسعود: رفعه: ((كان طولُ موسى أثنى عشر ذراعًا، وعصاهُ اثنى عشر ذراعًا، ووثبته اثني عشر ذراعًا، فضرب عوج بن عنقٍ فما أصاب إلا كعبه)). للكبير بمختلط (1).
_________
(1) الطبراني 9/ 183 (8903)،وقال الهيثمي 8/ 207: فيه المسعودي وقد اختلط وبقية رجاله ثقات.(3/406)
8325 - أبو هريرة: بينما يهوديٌّ يعرض سلعته أعطى بها شيئًا كرهه، فقال: لا والذي اصطفى موسى على البشرِ، فسمعهُ رجلٌ من الأنصار فقام فلطمَ وجههُ، فقال: تقولُ والذي اصطفى موسى على البشرِ، والنبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بين أظهرِنا؟
فذهبَ إليه فقال: يا أبا القاسمِ، إنَّ لي ذمةً وعهدًا، فما بالُ فلان لطمني؟ فقال: ((لم لطمتَ وجههُ؟)) فذكره، فغضبَ - صلى الله عليه وسلم - حتى رؤى في وجههِ، ثم قال: ((لا تفضلوا بين أنبياءِ الله، فإنَّه ينفخ في الصورِ فيصعقُ من في السمواتِ ومن في الأرضِ إلا ما شاء الله، ثم ينفخُ فيه أخرى، فأكون أولُ من يبعثُ، فإذا موسى آخذٌ بالعرش، فلا أدرى أحوسبَ بصعقهِ الطورِ أم بعثَ قبلي؟ ولا أقولُ إن أحدًا أفضل من يونسَ بن متَّى)). للشيخين، ولأبي داود، والترمذي نحوه (1).
_________
(1) البخاري (3415)،ومسلم (2373).(3/407)
8326 - ابن عباس: رفعه: ((لا ينبغي لعبدٍ أن يقولَ أنا خيرٌ من يونسَ بن متَّى، ونسبُه إلى أبيه)). للشيخين، وأبي داود (1).
_________
(1) البخاري (3396)،ومسلم (165).(3/407)
8327 - وله عن عبدِ الله بن جعفرٍ رفعه: ((ما ينبغي لنبيٍّ أنْ يقولَ أنا خيرٌ من يونسَ بنِ متَّى)) (1).
_________
(1) أبو داود (4670)،وأحمد 1/ 205،وصححه الألباني في ((صحيح الجامع)) (4336).(3/407)
8328 - وللشيخين عن أبي هريرة: رفعه: ((قال الله تعالى: لا ينبغي لعبدي أن يقولَ أنا خيرٌ من يونسَ بنِ متَّى)) (1).
_________
(1) مسلم (2376).(3/407)
8329 - أبو هريرة: رفعه: ((خُفِفَ على داودَ القرآنَ، وكان يأمرُ بدوابِّه أنْ تسرجَ فيقرأه قبلَ أن تسرجَ دوابُّه، ولا يأكلُ إلاَّ من عملِ يديه)). للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (3417).(3/407)
8330 - وعنه: رفعه: ((كانت امرأتان معهما ابناهما، جاءَ الذئبُ فذهب بابن إحداهما، فقالت لصاحبتها: إنما ذهبَ بابنك، وقالت الأخرى: إنما ذهبَ بابنكِ،
[ص:408] فتحاكمتا إلى داود فقضى به للكبرى، فخرجتا به على سليمان بن داود فأخبرتاه، فقال: ائتوني بالسكينِ أشقَّهُ بينهما، فقالتْ الصغرى: لا تفعل يرحمك الله، هو ابنها، فقضى به للصغرى))، قال أبو هريرةَ: والله إن سمعتُ بالسكين إلا يومئذٍ وما كنَّا نقولُ إلا المديةَ. للشيخين، والنسائي (1).
_________
(1) البخاري (3427)،ومسلم (1720).(3/407)
8331 - وعنه: رفعه: ((بينما أيوبُ يغتسلُ عريانًا خرَّ عليه رجلُ جرادٍ من ذهبٍ، فجعلَ يحثى في ثوبهِ، فناداه ربُّه يا أيوبُ، ألم أكن أغنيكَ عمَّا ترى؟ قال: بلى يا ربُ، ولكن لا غنىَ لي عن بركتكَ)). للبخاري، والنسائي (1).
_________
(1) البخاري (3391).(3/408)
8332 - وعنه: رفعه: ((ما من بنى آدمَ مولودٌ إلا يمسُّه الشيطانُ حين يولدُ فيستهلُّ صارخًا من نخسه إياه، إلا مريمَ وابنها)) (1).
_________
(1) البخاري (3431)،مسلم (2366).(3/408)
8333 - وفي رواية: ثم يقول أبو هريرة: اقرءوا إن شئتمُ {وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} [آل عمران: من الآية36] (1).
_________
(1) البخاري (3431)،مسلم (2366).(3/408)
8334 - وفي أخرى: ((كلُّ ابن آدمَ يطعنُ الشيطانُ في جنبيهِ بإصبعه حين يولدُ، غيرَ عيسى ابنِ مريمَ، ذهبَ يطعنُ فطعنَ في الحجابِ)) (1). للشيخين.
_________
(1) البخاري (3286)،ومسلم (2366).(3/408)
8335 - وعنه: يلقى عيسى حجته ولقَّاه الله تعالى في قولهِ: {وَإِذْ قَالَ الله يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ الله} [المائدة: من الآية116] قال أبو هريرة عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: ((فلقاه الله {سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ})) [المائدة: من الآية116] الآية كلها (1). للترمذي.
_________
(1) الترمذي (3062)؛وقال: حسن صحيح، وقال الألباني في صحيح الترمذي (2450): صحيح الإسناد.(3/408)
8336 - وعنه: رفعه: ((أنا أولى الناسِ بابنِ مريمَ في الدنيا والآخرةِ، ليس بيني وبينه نبيٌّ، والأنبياءُ إخوةٌ أولادُ علاتٍ أمهاتُهم شتَّى، ودينهُم واحدٌ)) (1). للشيخين، وأبي داود.
_________
(1) البخاري (3443)،ومسلم (2365).(3/409)
8337 - وعنه: رفعه: ((أني لأرجو إنْ طالَ بي عمرٌ أنْ ألقى عيسى ابنَ مريمَ، فإنْ عجَّلَ بي موتٌ فمن لقيه منكم فليقرأَ منِّى السلامَ)). لأحمد (1).
_________
(1) أحمد 2/ 298،وقال الهيثمي 8/ 5:رواه أحمد مرفوعًا وموقوفًا ورجالهما رجال الصحيح.(3/409)
8338 - ابن عمر: قال: لا والله ما قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - لعيسى أحمرُ، ولكن قال: ((بينا أنا نائمٌ أطوفُ بالبيتِ، فإذا رجلٌ آدمُ سبطُ الشعرِ، يهادِى بين رجلين ينطفُ رأسُه ماءً ـ أو يهراق رأسُه ماءً ـ فقلتُ: من هذا؟ قالوا: ابنُ مريمَ، فذهبتُ ألتفتُ، فإذا أنا برجلٍ أحمرَ جسيمٍ جعدِ الشعرِ أعورِ عينهِ اليمنَى، كأنَّ عينَه عنبةٌ طافيةٌ، قلتُ من هذا؟ قالوا: الدجالُ، وأقربُ الناسِ به شبهًا ابنُ قطنٍ)) (1).
_________
(1) البخاري (3441)،ومسلم (171)،ومالك 2/ 92 - 93 (1926).(3/409)
8339 - وفي رواية: ((رأيتُ عيسى وموسى وإبراهيمَ عليهم السلامُ، فأمَّا عيسى فأحمرُ جعدٌ عريضُ الصدرِ، وأما موسى فآدمُ (1) جسيم سبطٌ كأنَّه من رجالِ الزطِّ)) (2). للشيخين، والموطأ.
_________
(1) الأدمة في الناس: السمرة الشديدة (النهاية).
(2) البخاري (3438).(3/409)
8340 - أبو هريرة: رفعه: ((ليلة أسرى بي لقيتُ موسى -فنعته - صلى الله عليه وسلم - فإذا رجلٌ- حسبتُه قال-: مضطربٌ رجلُ الرأسِ كأنه من رجالِ شنوءةَ، ولقيتُ عيسى -فنعتُّه، فقال: ربعةٌ أحمرُ كأنما خرج من ديماسٍ -يعني الحمامَ-، ورأيتُ إبراهيمَ وأنا أشبهُ ولدهِ به)) (1).
_________
(1) البخاري (3437)،ومسلم (168).(3/409)
8341 - وفي رواية: ((وإذا عيسى ابنُ مريمَ قائمٌ يصلى أقربُ الناسِ به شبهًا عروةُ بنُ مسعودٍ الثقفيُّ)) (1). للترمذي، والشيخين.
_________
(1) مسلم (172)،والترمذي (3130).(3/409)
8342 - ولهما عن ابن عباس: ((موسى آدمُ طوالٌ كأنَّه من رجالِ شنوئةَ)) (1).
_________
(1) البخاري (3396)،ومسلم (165).(3/410)
8343 - أبو الدرداء: رفعه: ((لقد قبضَ الله داودَ من بينِ أصحابهِ، فما فتنُوا وما بدَّلُوا، ولقد مكثَ أصحابُ المسيحِ على سننهِ وهديهِ مائتي سنةً)) (1). للكبير.
_________
(1) قال الهيثمي 6/ 208: رواه الطبراني ورجاله ثقات وفي بعضهم خلاف.(3/410)
8344 - ابن عمرو بن العاص: ((لا ينبغي لأحدٍ أنْ يقولَ أنا خيرٌ من يحيى بن زكريا، ما هم بخطيئةٍ -أحسبُه قال-: ولا عملها)) (1). للبزار.
_________
(1) ((مسند البزار)) 6/ 344 (2351)،وقال الهيثمي 8/ 209: رجاله ثقات.(3/410)
8345 - أبو هريرة: رفعه: ((كلُّ بنى آدم يلقى الله يومَ القيامةِ بذنبٍ قد أذنبه يعذِّبه عليه إنْ شاءَ أو يرحمه، إلا يحيى بنَ زكريا فإنَّه كان سيِّدًا وحصورًا ونبيًا من الصالحين))، وأهوى - صلى الله عليه وسلم - إلى قذاةٍ من الأرضِ فأخذها، وقال: ((ذكره مثلَ هذه القذاةِ)) (1). للأوسط بلين.
_________
(1) ((الأوسط)) 6/ 333 (6556)،وقال الهيثمي 8/ 209: فيه حجاج بن سليمان وثقه ابن حبان وغيره، وضعفه أبو زرعة وغيره.(3/410)
8346 - أبو أمامة: أنَّ رجلًا قال: يا رسولَ الله، أنبيًّا كان آدمُ؟ قال: ((نعم))، قال: كم كان بينه وبينَ نوحٍ؟ قال: ((عشرةُ قرونٍ))، قال: كم كان بين نوحٍ وإبراهيمَ؟ قال: ((عشرةُ قرونٍ))، قال: يا رسولَ الله، كم كانت الرسلُ؟ قال: ((ثلاثمائةَ وثلاثةَ عشرَ)) (1). للكبير.
_________
(1) الطبراني 8/ 118 - 119 (7545)،قال الهيثمي 8/ 210: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير أحمد بن خليد وهو ثقة، وصححه ابن حبان (6190) مختصرًا، وذكره ابن كثير في ((البداية والنهاية)) 1/ 101 في قصة نوح؛ وقال: وهذا على شرط مسلم ولم يخرجه.(3/410)
8347 - أنس: رفعه: ((الأنبياءُ أحياءٌ في قبورهم يصلُّون)). للموصلي، والبزار (1).
_________
(1) أبو يعلى 6/ 147،والبزار (2339)،وقال الهيثمي 8/ 211: رجال أبي يعلى ثقات، وصححه الألباني في الصحيحة (621).(3/410)
8348 - أبو هريرة: رفعه: ((إنَّما سُمِّى الخضرُ، لأنَّه جلسَ على فروةٍ بيضاءَ، فإذا هي تهتزُّ من خلفهِ خضراءَ)) (1). للبخاري، والترمذي.
_________
(1) البخاري (3402)،والترمذي (3151).(3/410)
8349 - ابن عباس: ذُكرَ خالدُ بنُ سنانٍ عندَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((ذاكَ نبيٌّ ضيَّعهُ قومُه)) (1). للبزار.
_________
(1) البزار كما في ((كشف الأستار)) (2361)،وقال الهيثمي 8/ 214: فيه قيس بن الربيع وقد وثقه شعبة والثوري ,ولكن ضعفه أحمد مع ورعه، وابن معين، وقال الألباني في الضعيفة (281):لا يصح.(3/411)
8350 - وللكبير بلين: جاءتْ بنتُ خالدِ بن سنانٍ إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فبسطَ لها ثوبَه فذكره (1).
_________
(1) الطبراني 11/ 441 - 442،وانظر ما سبق من تعليق.(3/411)
8351 - أبو سعيد: رفعه: ((لا تُخيِّروا بين الأنبياءِ)) (1). لأبي داود.
_________
(1) أبو داود (4668)، وقال الألباني في صحيح أبي داود (3902): صحيح، وأصله في البخاري.(3/411)
من فضائل النبي - صلى الله عليه وسلم - غير ما تفرق في الكتاب(3/411)
8352 - ابن عباسِ: جلسَ ناسٌ من الصحابةِ يتذاكرونَ وهم ينتظرونَ خروجه فخرجَ، حتَّى إذا دنا منهم سمعَهُم يتذاكرُونَ فسمعَ حديثَهم فقال بعضُهُم عجبًا: إنَّ الله اتخذَ من خلقهِ خليلاً، اتخذَ إبراهيمَ خليلاً، وقال آخرٌ: ماذا بأعجبَ من كلامِ موسى؟ كلَّمه تكليمًا، وقال آخرٌ: ماذا بأعجبَ من جعلِهِ عيسى كلمةَ الله وروحِه؟ وقال آخرٌ: ماذا بأعجبَ من آدمَ اصطفاه الله عليهم؟ فسلَّم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عليهم وقال: ((سمعتُ كلامكُم وعجبكُم، إنَّ إبراهيمَ خليلُ الله وهو كذلك، وإنَّ موسى نجىُّ الله وهو كذلك، وإنَّ عيسى روحُ الله وكلمتهُ وهو كذلك، وإنَّ آدمَ اصطفاه الله وهو كذلك، وأنا حبيبُ الله ولا فخرَ، وأنا حاملٌ لواءَ الحمدِ يومَ القيامةِ ولا فخرَ، وأنا أكرمُ الأولين والآخرينَ على الله ولا فخرَ، وأنا أولُ شافعٍ وأولُ مشفَّعٍ يومَ القيامةِ ولا فخرَ، وأنا أولُ من يحركُ حلقَ الجنةِ فيفتحُ الله لي فيُدخلنيها ومعي فقراءَ المؤمنين ولا فخرَ)) (1).
_________
(1) الترمذي (3616)؛وقال: غريب، والدارمي (47). وضعفه الألباني في ((ضعيف الترمذي)) (742).(3/411)
8353 - أٌبي: رفعه: ((إذا كان يومُ القيامةِ كنتُ إمام النبيين وخطيبهمُ وصاحبَ شفاعتهم غير فخرٍ)) (1). هما للترمذي.
_________
(1) الترمذي (3613)؛وقال: حسن صحيح غريب. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (2858).(3/411)
8354 - جابر: رفعه: ((أُعطيتُ خمسًا لم يُعطهنَّ أحدٌ قبلي: كان كلُّ نبيٍّ يُبعثً إلى قومِه خاصةً، وبعثتُ إلى كلِّ أحمرَ وأسودَ، وأُحلَّتْ لي الغنائمُ ولم تحل لأحدٍ قبلي، وجُعلتْ لي الأرضُ طيبةً وطهورًا ومسجدًا، فأيُّما رجلُ أدركتهُ الصلاةُ صلَّى حيثُ كان، ونُصرتُ بالرعبِ على العدوِّ بين يدي مسيرةُ شهرٍ، وأعطيتُ الشفاعةَ)). للشيخين (1).
_________
(1) البخاري (335)،ومسلم (521).(3/412)
8355 - ولهم، وللترمذي عن أبي هريرة: رفعه: ((بُعثتُ بجوامعِ الكلمِ، ونُصرتُ بالرعبِ، وبينا أنا نائمٌ رأيتُنى أتيتُ بمفاتيحِ خزائنِ الأرض فوضعتْ في يدي))، قال أبو هريرة: فقد ذهبَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وأنتم [تنتثلونها] (1) (2).للشيخين، والترمذي، والنسائي.
_________
(1) في الأصل (تنتثلوها) وهو خلاف الجادة والمثبت من الصحيحين. والانتثال: الاستخراج (النهاية).
(2) البخاري (2977)،ومسلم (523).(3/412)
8356 - أبو هريرة: رفعه: ((ما من نبيٍّ من الأنبياءِ إلا أُعطىَ من الآياتِ ما مثله آمنَ عليه البشرُ، وإنما كان الذي أوتيتُه وحيًا أوحاه الله إلىَّ، فأرجو أن أكونَ أكثرهم تابعًا يوم القيامةِ)). للشيخين (1).
_________
(1) البخاري (4981)،ومسلم (152).(3/412)
8357 - ابن عمر: رفعه: ((جُعل رزقي تحتَ ظلِّ رُمحي، وجعلتْ الذلةُ والصغارُ على من خالفَ أمري)). للبخاري في ترجمة (1).
_________
(1) ذكره البخاري معلقًا قبل حديث (2914) بصيغة التمريض، ورواه الذهبي في ((السير)) 15/ 509؛وقال: إسناده صالح، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2831).(3/412)
8358 - أبو هريرة: رفعه: ((إنَّ مثلي ومثلُ الأنبياءِ من قبلي، كمثلِ رجلٍ بنى بيتًا فأحسنهُ وأجملهُ، إلا موضعَ لبنةٍ من زاويةٍ من زواياه، فجعلَ الناسُ يُطوفونَ به ويعجبونَ له، ويقولونَ هلاَّ وضعت هذه اللبنةُ؟ فأنا اللبنةُ وأنا خاتمُ النبيين)). للشيخين (1).
_________
(1) البخاري (3535) ومسلم (2286).(3/412)
8359 - أنس: رفعه: ((آتي بابَ الجنةِ يومَ القيامةِ فأستفتحُ، فيقولُ الخازنُ: من أنت؟ فأقولُ: محمدٌ، فيقولُ: بك أُمرتً أن لا أُفتح لأحدٍ قبلكَ)). لمسلم (1).
_________
(1) مسلم (197).(3/412)
8360 - أبو هريرة: رفعه: ((سلُوا الله لي الوسيلةَ، قالوا: يا رسولَ الله، وما الوسيلةُ؟ قال: أعلى درجةٍ في الجنةِ، لا ينالها إلا رجلٌ واحدٌ، أرجو أن أكونَ أنا هو)) (1).
_________
(1) الترمذي (3612)، وصححه الألباني في ((صحيح الترمذي)) (2857).(3/413)
8361 - ابن مسعود: صلى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - العشاءَ ثمَّ انصرفَ، فأخذ بيدِ عبدِ الله بنِ مسعودٍ حتَّى خرجَ به إلى بطحاءِ مكةَ فأجلسهُ، ثمَّ خطَّ عليه خطًا ثم قال: ((لا تبرحنَّ خطكَ هذا، فإنَّه سينتهي إليكَ رجالٌ فلا تكلِّمُهم فإنَّهم لن يكلموكَ))، ثم مضىَ - صلى الله عليه وسلم - حيثُ أرادَ، فبينا أنا جالسٌ في خطىِّ، إذ أتاني رجالٌ كأنَّهم الزطُّ، أشعارُهم وأجسادُهم، لا أرى عورةً ولا أرى قشرًا، وينتهون إلىَّ، لا يجاوزنَ الخطَّ، ثمَّ يصدرون إليه - صلى الله عليه وسلم -، حتَّى إذا كان من آخرِ الليلِ، لكنَّ جاءني رسولُُ الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا جالسٌ فقال: ((لقد أراني منذُ الليلةِ)) ثمَّ دخلَ علىَّ في خطىِّ، فتوسَّدَ فخذي فرقدَ، وكان - صلى الله عليه وسلم - إذا رقدَ نفخَ، فبينا أنا قاعدٌ ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - متوسدُ فخذي، إذْ أتى رجال عليهم ثيابٌ بيضٌ الله أعلمُ، ما بهم من الجمالِ، فانتهوا إليه، فجلسَ طائفةٌ منهم عندَ رأسِه وطائفةٌ منهم عند رجليهِ، ثمَّ قالوا بينهم: ما رأينا عبدًا قطُّ أوتي ما أوتى هذا النبيُّ، إنَّ عينيه تنامان وقلبهُ يقظانُ، اضربوا له مثلاً مثلُ سيدٍ بنى قصرًا ثمَّ جعلَ مأدبةً فدعا الناسَ إلى طعامِه وشرابهِ فمن أجابه أكلَ من طعامه وشربَ من شرابهِ، ومن لم يجبْهُ عاقبهُ، أو قال عذَّبه، ثم ارتفعوا، واستيقظَ - صلى الله عليه وسلم - عندَ ذلك، فقال: ((سمعتَ ما قال هؤلاءِ وهل تدري من هُم؟))
قلتُ: الله ورسولهُ أعلمُ، فقال: ((همُ الملائكة أفتدري ما المثلُ الذي ضربُوه؟))
قلتُ: الله ورسولُه أعلمُ، فقال: ((المثلُ الذي ضربُوه الرحمنُ بنى الجنةَ، ودعا إليها عبادهَ، فمن أجابهَ دخلَ الجنةَ، ومن لم يجبهُ عاقبهُ وعذَّبه)) (1). هما للترمذي.
_________
(1) الترمذي (2861)، وقال الألباني في صحيح الترمذي (2296): حسن صحيح.(3/413)
8362 - وللشيخين عن جابر نحوه وفيه: مثلُك ومثلُ أمتكَ كمثل ملكٍ اتخذ دارًا ثمَّ بنى فيها بيتًا، ثمَّ جعل فيه مائدةً، ثم بعثَ رسولاً يدعو الناسَ إلى طعامه، فمنهم من أجابَ الرسولَ، ومنهم من تركهُ، فالله هو الملكُ، والدارُ الإِسلامُ، والبيتُ الجنةُ، وأنت يا محمدٌ. رسولُ الله، فمن أجابكَ دخلَ الإِسلام، ومن دخلَ الإِسلامَ دخل الجنةَ، ومن دخلَ الجنةَ أكلَ ما فيها (1).
_________
(1) البخاري (7281).(3/414)
8363 - عبد الله بن هشام: كنَّا مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وهو آخذٌ بيدِ عمر، فقال له عمرُ: يا رسولَ الله، لأنتَ أحبُّ إلىَّ من كلِّ شيءٍ إلا نفسي، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((لا والذي نفسي بيدهِ حتَّى أكونَ أحبَّ إليكَ من نفسكَ))، فقال له عمرُ: فإنَّه الآن لأنتَ أحبُّ إلىَّ من نفسي، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((الآن يا عمرُ)). للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (6632).(3/414)
8364 - أبو هريرة: رفعه: ((والذي نفسي بيدهِ ليأتينَّ على أحدكُم يومٌ ولا يراني، ثمَّ لأن يراني أحبُّ إليه من أهِله ومالِه معهم))، فأولُوه على أنَّه نعى نفسَه إليهم وعرَّفهمُ ما يحدثُ لهم بعده من تمنِّى لقائه عند فقدهم ما كانوا يشاهدون من بركاته (1).
_________
(1) مسلم (2364).(3/414)
8365 - ابن مسعود: رفعه: ((ما منكم من أحدٍ إلا وقد وكِّل به قريُنه من الجنِّ)). وزاد في رواية: ((وقرينُه من الملائكةِ))، قالوا: وإياكَ يا رسولَ الله؟
قال: ((وإياي إلا أنَّ الله أعانني عليه فأسلمَ، فلا يأمرني إلا بخيرٍ)). هما لمسلم (1).
_________
(1) مسلم (2814).(3/414)
8366 - أبو هريرة رفعه: ((فضلتُ على الأنبياءِ بخصلتينِ، كان شيطاني كافرًا فأعانني الله عليه حتَّى أسلمَ))، ونسيتُ الخصلةَ الأخرى (1). للبزار بضعف.
_________
(1) البزار كما في ((كشف الأستار)) (2438)؛وقال الهيثمي 8/ 269: فيه إبراهيم بن صرمة وهو ضعيف.(3/414)
8367 - أنس رفعه: ((ما منكم من أحدٍ يسلِّمُ علىَّ إلا ردَّ الله علىَّ روحي حتَّى أردَّ عليه السلامَ)) (1). لأبي داود.
_________
(1) أبو داود (2041)، وحسنه الألباني في صحيح أبي داود (1795).(3/414)
8368 - وعنه: لما كان اليومُ الذي دخل فيه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - المدينةَ أضاء منها كلُّ شيءٍ، فلما كان اليومُ الذي ماتَ فيه أظلمَ منها كلُّ شيءٍ، وما نفضنا الأيدي من دفنهِ وإنا لفي دفنهِ حتَّى أنكرنا قلوبنا (1). للترمذي.
_________
(1) الترمذي (3618)؛وقال: غريب صحيح، وابن ماجة (1631) ,والدارمي (88)، وصححه الألباني في صحيح الترمذي (2861).(3/415)
8369 - ابن عمرو بن العاص: قال: تلا النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - قولَ الله {رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ} إلى: {رَحِيمٌ} [ابراهيم: من الآية36]،وقول عيسى: {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [المائدة:118]،فرفع يديه وقال: ((اللهمَّ أمَّتي، اللهمَّ أُمتَّي))، وبكى، فقال الله تعالى: يا جبريلُ، اذهبْ إلى محمدٍ وربُّك أعلمُ، فاسأله ما يُبكيكَ؟ فأتاه جبريلُ فسأله فأخبره بما قالَ وهو أعلمُ، فقال تعالى: يا جبريلُ اذهبْ إلى محمدٍ فقل له: إنَّا سنُرضيكَ في أُمتَّكَ، ولا نسوءك. لمسلم (1).
_________
(1) مسلم (202).(3/415)
8370 - عمار بن ياسر: سألوا النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - هل أتيتَ في الجاهليةِ شيئًا حراما؟
قال: ((لا، وقد كنتُ منه على ميعادين، أمَّا أحدُهما فغلبتني عيني، وأمَّا الآخرُ فحالَ بيني وبينه سامر قوميِ)). للطبراني بخفى (1)، ولفظ الأوسط: سألوا النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - هل أتيتَ من النساءِ حرامًا.
_________
(1) ((الأوسط)) 7/ 319 (7615)،وقال الهيثمي 8/ 226: وفيه مَنْ لم أعرفهم.(3/415)
8371 - عمر رفعه: ((لما أذنبَ آدمُ الذنبَ الذي أذنبه، رفع رأسه إلى العرشِ، فقال: أسألُك بحقِّ محمدٍ إلا رفعتنى، فأوحى الله إليه وما محمدٌ؟ قال: تباركَ اسمكَ لمَّا خلقتني رفعتُ رأسي إلى عرشكَ، فرأيتُ فيه مكتوبًا لا إله إلا الله محمدٌ رسولُ الله، فعلمتُ أنَّه ليس أحدٌ أعظم عندكَ قدرًا ممن جعلتَ اسمه مع اسمك، فأوحى الله إليه: يا آدمُ، إنه آخرُ النبيين من ذريتك، وإنَّ أمَّته آخرُ الأمم من ذريتكَ، ولولا هو ما خلقتُك)). للأوسط والصغير بخفى (1).
_________
(1) ((الأوسط)) 6/ 313 - 314 (6502)،و ((الصغير)) 2/ 182 (992)،وقال الهيثمي 8/ 253: فيه مَنْ لم أعرفهم، والحاكم 2/ 615؛وقال: صحيح الإسناد، وتعقبه الذهبي= =بقوله: بل موضوع، وضعفه البيهقي في ((دلائل النبوة)) 5/ 489،وقال الألباني في الضعيفة (25): موضوع.(3/415)
8372 - أبو سعيد رفعه: ((أتاني جبريلُ فقال: إنَّ ربي وربَّك يقولُ:. كيف رفعتُ ذكركَ؟ قال: الله أعلمُ، قال: إذا ذُكرتُ ذُكرتَ معي)). للموصلي (1).
_________
(1) أبو يعلى 2/ 522 (1380)،وقال الهيثمي: إسناده حسن، وضعفه الألباني في ((الضعيفة)) (1746).(3/416)
من صفاته، وشعره، وخاتم النبوة، ومشيه، وكلامه، وعرقه، وشجاعته، وأخلاقه - صلى الله عليه وسلم -، وشرفه، وكرمه، ومجده، وعظمته(3/416)
8373 - على: يصفُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ لم يكن بالطويل المُمَغَّطِ (1)، ولا بالقصيرِ المتردد (2)، كان ربعةً من القوم، ولم يكن بالجعدِ القططِ (3)، ولا بالسبط، كان جعداً رجلاً (4)، ولم يكنْ بالمطهم (5) ولا بالمكلثم (6)، وكان في وجهه تدويرٌ، أبيض مشربٌ (7)، أدعجُ (8) العينين، أهدبُ (9) الأشفار، جليلُ المشاش والكتدِ (10)، أجردُ ذو مسربةٍ (11)، شتنُ (12) الكفين والقدمين، إذا مشى تقلَّع (13)، كأنما يمشى في صببٍ (14)، وإذا التفتَ التفت معًا، بين كتفيه خاتمُ النبوةِ، وهو خاتمُ النبيينَ، أجودُ الناسِ صدرًا، وأصدقُ الناسِ لهجةً، وألينهمُ عريكةً، (وأكرمهُم) (15) عشرةً، من رآه بديهةً هابه، ومن خالطهُ معرفةً أحبه، يقول ناعته:؛ لم أر قبله ولا بعده مثله (16). زاد في رواية: ضخمُ الرأس، ضخمُ الكراديسِ (17). للترمذي.
_________
(1) الممغط: الذاهب طولاً.
(2) المتردد: الداخل بعضه في بعضٍ قصرًا.
(3) القطط: الشديد الجعودة.
(4) الرجل الذي في شعره حجونة.
(5) المطهم: البادن الكثير اللحم.
(6) المكلثم: المدور الوجه.
(7) المشرب: الذي في بياضه حمرة.
(8) الأدعج: الشديد سواد العين.
(9) الأهدب: الطويل الأشفار.
(10) الكتد: مجتمع الكتفين وهو الكاهل.
(11) المسربة: هو الشعر الدقيق الذي كأنه قضيب من الصدر إلى السرة.
(12) الشتن: الغليظ الأصابع من الكفين والقدمين.
(13) التقلع: أن يمشي بقوة.
(14) الصبب: الحدور يقال: انحدرنا في صبوب وصبب.
(15) في (ب): وأكثرهم.
(16) الترمذي (3638)؛وقال: حسن غريب ليس إسناده بمتصل، وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (748).
(17) الترمذي (3637)؛وقال: حسن صحيح. الكراديس: رءوس العظام (النهاية).(3/416)
8374 - أنس: كان - صلى الله عليه وسلم - ربعةً من القوم، ليس بالطويل البائنِ ولا بالقصيرِ، أزهرَ اللونِ، ليس بالأبيضِ الأمهقِ، ولا بالآدمِ، ليس بجعدٍ قططٍ، ولا سبط رجلٍ، أُنزل عليه وهو ابنُ أربعين سنةٍ، فلبث بمكةَ عشر سنين، ينزل عليه الوحي، وبالمدينة عشرًا، وتوفاه الله على رأس ستين، وليس في رأسِه ولحيته عشرون شعرةً بيضاً، قال ربيعةُ بن أبي عبدِ الرحمن: فرأيتُ شعرًا من شعره فإذا هو أحمرُ، فسألتُ: فقيل أحمرُ من الطيب (1) ِ. للشيخين، والموطأ، والترمذي.
_________
(1) البخاري (3547)،ومسلم (2347).(3/416)
8375 - جابر بن سمرة: كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - ضليعَ الفمٍِ، أشكلَ العينين منهوسَ العقبين ضخمَ القدمين، قيل لسماكٍ، ما ضليعُ الفم؟ قال عظيمُ الفمِ قيل:
[ص:417] ما أشكلُ العينين؟ قال: طويلُ شقِّ العينين، قيل: ما منهوسُ العقبِ؟ قال: قليلُ لحمِ العقبِ (1). لمسلم، والترمذي.
_________
(1) مسلم (2339)،والترمذي (3647).(3/416)
8376 - وله: كان في ساقيه - صلى الله عليه وسلم - خموشةً، وكان لا يضحكُ إلا تبسمًا، وكنتُ إذا نظرتُ إليه قلتُ: أكحلُ العينين وليس بأكحلَ (1).
_________
(1) الترمذي (3645)، وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (749).(3/417)
8377 - أنس: كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - أزهر اللونِ، كأنَّ عرقه اللؤلؤُ، إذا مشى تكفَّأ، وما مسستُ ديباجةً ولا حريرةً ألين من كفِّ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - ولا شممتُ مسكةً ولا عنبرةً أطيب من رائحةِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - (1). للشيخين، والترمذي.
_________
(1) البخاري (3561)،ومسلم (2330).(3/417)
8378 - وعنه: وقد سئلَ عن شعر النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فقال: شعرٌ بين شعرين، لا رجلٌ سبط، ولا جعدٌ قططٌ، كان بين أُذنيهِ وعاتقهِ (1).
_________
(1) البخاري (5905)،ومسلم (2338).(3/417)
8379 - وفي رواية: كان يضربُ شعره منكبيه (1).
_________
(1) البخاري (5904)،ومسلم (2338).(3/417)
8380 - وفي أخرى: إلى أنصافِ أذنيهِ (1).
_________
(1) مسلم (2338)،وأبو داود (4186)،والنسائي 8/ 133.(3/417)
8381 - وفي أخرى: إلى شحمة أذنيهِ (1). للشيخين، وأبي داود، والنسائي.
_________
(1) البخاري (3551،5901)،ومسلم (2337)،وأبو داود (4185).(3/417)
8382 - عائشة: كان شعرُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فوقَ الوفرة ودون الجمَّةِ (1).
_________
(1) الترمذي (1755)،وأبو داود (4187)،وقال الترمذي: حسن صحيح غريب من هذا الوجه، وصححه الألباني في صحيح أبي داود (3527).(3/418)
8383 - أم هانئ: قدم النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - مكةَ وله أربعُ غدائرَ (1). هما للترمذي، وأبي داود.
_________
(1) أبو داود (4191)،والترمذي (1781)؛وقال: حسن غريب، قال محمد يعني البخاري: لا أعرف لمجاهد سماعًا من أم هانئ، وصححه الألباني في ((صحيح أبي داود)) ,وفي ((مختصر الشمائل المحمدية)) (23).(3/418)
8384 - ابن عباس: كان أهلُ الكتابِ يسدلون أشعارهم، وكان المشركونَ يفرقُون، وكان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يُعجبُهُ موافقة أهلِ الكتابِ فيما لم يؤمر به فسدل ناصيته، ثم فرق بعدُ (1). للشيخين، وأبي داود.
_________
(1) البخاري (3558)،ومسلم (2336).(3/418)
8385 - أنس: سأل عن شيبِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: ما شانهُ الله ببيضاءَ (1).
_________
(1) مسلم (2341)، (105).(3/418)
8386 - وفي رواية: قال يكره أن ينتفَ الرجلُ الشعرةَ البيضاءَ من لحيتهِ ورأسهِ، قال: ولم يخضِّب - صلى الله عليه وسلم -، إنما كان البياضُ في عنفقته، وفي الصدغين، وفي الرأسِ نبذٌ. لمسلم (1).
_________
(1) مسلم (2341)، (104).(3/418)
8387 - ابن سيرين: قلتُ لعبيدةَ: عندنا من شعرِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أصبناه من قبل أنسٍ أو من قبلِ أهلِ أنسٍ، قال: لأن تكونَ عندي شعرةً منه أحبُّ إلىَّ من الدنيا وما فيها (1). للبخاري.
_________
(1) البخاري (170).(3/418)
8388 - جابر بن سمرة: كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - قد شمط مقدم رأسه ولحيته فكان إذا ادهنَ لم يتبين، فإذا شعثَ رأسَه تبينَ، وكان كثيرَ شعرِ اللِّحية، فقال رجلٌ: وجهه مثلُ السيفِ قال: لا بل مثلُ الشمسِ والقمرِ، وكان
[ص:419] مستديرًا قال: رأيتُ الخاتمَ عند كتفيه مثل بيضةِ الحمام يشبه جسده (1). للنسائي، ومسلم بلفظه.
_________
(1) مسلم (2344)، (109)،والنسائي 8/ 150.(3/418)
8389 - عبد الله بن سرجس: رأيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - وأكلتُ معه خبزًا ولحمًا أو قال: ثريدًا، فقلتُ: يا رسولَ الله، غفرَ الله لك، قال: ((ولكَ))، قال الراوي عنه: فقلتُ: استغفرَ لك - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: نعم، ولك ثمَّ تلا هذه الآية: {وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} [محمد: من الآية19] قال: ثمَّ درتُ خلفهُ فنظرتُ إلى خاتم النبوة بين كتفيه عند ناغضِ كتفهِ اليسرى جمعًا عليه خيلان كأمثالِ الثآليلِ. لمسلم (1).
_________
(1) مسلم (2346).(3/419)
8390 - السائب بن يزيد: كان الخاتمُ مثلَ زر الحجلةِ، وكان أشهلَ العينين، منهوسَ العقبِ، ضليعَ الفمِ (1). للشيخين.
_________
(1) البخاري (190) مختصراً، ومسلم (2345).(3/419)
8391 - أبو هريرة: ما رأيتُ أحسنَ من النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، كأنَّ الشمس تجرى في وجههِ، وما رأيتُ أحدًا أسرعَ في مشيهِ منه - صلى الله عليه وسلم -، لكأنَّما الأرضُ تُطوى له، كنَّا إذا مشينا معه نجهدُ أنفسنا، وأنه لغيرُ مكترثٍ (1). للترمذي.
_________
(1) الترمذي (3648)؛وقال: غريب. وضعفه الألباني في ((ضعيف الترمذي)) (750).(3/419)
8392 - أنس: كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إذا مشى يتوكأُ (1). لأبي داود.
_________
(1) أبو داود (4863)،وصححه الحاكم 4/ 281،ووافقه الذهبي، وقال الألباني في صحيح أبي داود (4070): صحيح الإسناد.(3/419)
8393 - جابر: كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إذا مشى، مشى أصحابهُ أمامهُ وتركوا ظهرهُ للملائكةِ (1). للقزويني.
_________
(1) ابن ماجه (246)،وصححه البوصيري في ((الزوائد)) (76)، وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه (200).(3/419)
8394 - عائشة: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كان يحدِّثُ حديثًا لو عدَّ العادُّ لأحصاهُ (1).
_________
(1) البخاري (3567)،ومسلم (2493) كتاب: الزهد.(3/419)
8395 - وفي رواية: قالتْ لعروةَ: ألا يعجبُكَ أبو فلانٍ؟ جاءَ فجلسَ إلى جانبِ حُجرتي يحدِّث عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - يسمعني ذلكَ، وكنتُ أسبحُ، فقامَ قبل أن أقضي سبحتي، فلو أدركتُه لرددتُّ عليه أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - لم يكنْ يسردُ الحديثَ كسردكمُ (1).
_________
(1) البخاري (3568)،ومسلم (2493).(3/420)
8396 - وفي رواية أخرى: كان أبو هريرة يحدِّثُ ويقولُ: اسمعي يا ربَّةَ الحجرةِ، اسمعي يا ربَّة الحجرةِ، وعائشةُ تصلِّى، فلمَّا قضتْ صلاتها، قالتْ لعروةَ بنحوه (1). للشيخين، والترمذي، وأبي داود.
_________
(1) مسلم (2493) كتاب: الزهد.(3/420)
8397 - أنس: كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يعيدُ الكلمة ثلاثًا لتُعقَلَ عنه (1). للترمذي.
_________
(1) الترمذي (3640)؛وقال: حسن صحيح غريب، ونحوه عند البخاري (95).(3/420)
8398 - عائشة: كان كلامُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - كلامَ فصلٍ، يفهمهُ كلُّ من سمعهُ (1).
_________
(1) أبو داود (4839)، وحسنه الألباني في ((الصحيحة)) (2097).(3/420)
8399 - ابن سلام: كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إذا جلسَ يتحدَّثُ يُكثرُ أن يرفعَ طرفهُ إلى السماءِ (1). هما لأبي داود.
_________
(1) أبو داود (4837)، وضعفه الألباني في ((الضعيفة)) (1768).(3/420)
8400 - رجل من الصحابة: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - ضمَّه قال: فسالَ عليَّ من عرقِ إبطهِ مثلَ ريحِ المسكِ (1). للدارمي مطولاً بمجهول.
_________
(1) الدارمي (63).(3/420)
8401 - أنس: أنَّ أمَّ سليمٍ كان تبسطُ للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم - نطعًا فيقيلُ عندها على ذلك النطعِ، فإذا قامَ أخذت من عرقهِ
[ص:421] وشعرهِ فجمعتْهُ في قارورةٍ ثمَّ جعلتْهُ في سكٍّ فلمَّا حضرَ أنساً الوفاةُ أوصى أنْ يجعلَ في حنوطِه من ذلك السكِ فجعلَ في حنوطِه (1).
_________
(1) البخاري (6281)،ومسلم (2331).(3/420)
8402 - وفي رواية: كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يدخلُ بيتَ أمِّ سليمٍ فينامُ على فراشها وليستْ فيه، فجاءَ ذاتَ يومٍ فنامَ على فراشها، فأتتْ فقيلَ لها: هذا النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - نائمٌ على فراشكِ، فجاءتْ وقد عرقَ واستنقعَ عرقُه على قطعةِ أديمِ الفراشِ، ففتحتْ عتيدتها فجعلتْ تنشِّفُ ذلك العرقَ فتعصرهُ في قواريرها، ففزعَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((ما تصنعين يا أمَّ سليمٍ؟))،فقالت: يا رسولَ الله، نرجو بركتهُ لصبياننا قال: ((أصبت)) (1).
_________
(1) مسلم (2331).(3/421)
8403 - وفي أخرى: قالت: هذا عرقُكَ نجعلُه في طيبنا، وهو أطيبُ الطيبِ (1). للشيخين، والنسائي.
_________
(1) مسلم (2331).(3/421)
8404 - وعنه: كان فزعٌ بالمدينةِ، فاستعارَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - فرسًا من أبي طلحةَ يقالُ لها: المندوبُ فركب، فلما رجعَ قال: ((ما رأينا من شيءٍ، وإن وجدناه لبحراً)) (1).
_________
(1) البخاري (2627)،ومسلم (2307).(3/421)
8405 - وفي رواية: كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - أحسنَ الناسِ، وكان أجودَ الناسِ وكان أشجع الناسِ، ولقد فزعَ أهلُ المدينةِ ذاتَ ليلةٍ، فانطلق ناسٌ من قبلِ الصوتِ فتلقَّاهُم - صلى الله عليه وسلم - راجعًا وقد سبقهُم إلى الصوتِ (1).
_________
(1) البخاري (2908)،ومسلم (2307).(3/421)
8406 - وفي أخرى:
[ص:422] وقد استبرأ الخبر وهو على فرسٍ لأبي طلحة عريٍّ في عنقه السيفُ، وهو يقولُ: لنْ تراعوا لن تراعوا، فقال: (وجدناه بحراً)) أو ((إنَّه لبحرٌ))، وكان فرسًا يبطأ (1).
_________
(1) البخاري (2908،2969) ومسلم (2307).(3/421)
8407 - وفي أخرى: فما سبقَ بعد ذلكَ اليومِ. للشيخين، وأبي، داود والترمذي (1).
_________
(1) البخاري (2908،2969) ومسلم (2307) وأبو داود (4988).(3/422)
8408 - عائشة: ما خُيِّرَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بين أمرينِ قطُّ إلا أخذَ أيسرهُما، ما لم يكنْ إثمًا، فإن كان إثمًا كان أبعدَ الناسِ منه، وما أنتقمَ - صلى الله عليه وسلم - لنفسهِ في شيءٍ قطُّ إلا أن تنتهكَ حرمةُ الله فينتقمُ (1). لمالك، والشيخين، وأبي داود.
_________
(1) البخاري (6126) ومسلم (2327).(3/422)
8409 - وفي رواية: ما ضرب رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - شيئًا قطُّ بيده، ولا امرأة، ولا خادمًا، إلا أن يجاهدَ في سبيلِ الله (1).
_________
(1) مسلم (2327).(3/422)
8410 - أنس: كانت الأمةُ من إماءِ المدينة لتأخذَ بيدِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فتنطلقَ به حيثُ شاءت. للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (6072).(3/422)
8411 - وعنه: كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إذا استقبلهُ الرجلُ فصافحهُ لا ينزعُ يده من يده حتَّى يكونَ الرجلُ ينزع يده، ولا يصرفُ وجههُ عن وجههِ حتَّى يكونَ الرجلُ هو يصرفهُ، ولم ير مقدماً ركبته بين يدي جليسٍ له (1). لأبي داود، والترمذي بلفظه.
_________
(1) أبو داود (5214)،الترمذي (2490)؛وقال: غريب، وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (444) إلا جملة المصافحة.(3/422)
8412 - وعنه: ما رأيتُ أحدًا كان أرحمَ بالعيالِ من النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - كان إبراهيمُ ابُنه مسترضعًا في عوالي المدينةِ، وكان ينطلقُ ونحنُ معه فيدخلُ البيتَ وإنه ليدخن وكان ظئرُه قينًا فيأخذه فيقبِّلهُ ثمَّ يرجعُ. لمسلم (1).
_________
(1) مسلم (2316).(3/422)
8413 - الأسود: سألتُ عائشةَ ما كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يصنعُ في بيتهِ؟ قالت: كان يكونُ في مهنةِ أهله، فإذا حضرتْ الصلاةُ يتوضأُ ويخرجُ إلى الصلاةِ (1). لمسلم، والترمذي.
_________
(1) البخاري (676)،والترمذي (2489).(3/423)
8414 - ابن عباس: كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - لا يكلُ طهورهُ إلى أحدٍ ولا صدقتهُ التي يتصدقُ بها، يكونُ هو الذي يتولاها بنفسهِ (1). للقزويني بضعف.
_________
(1) ابن ماجه (362)،وقال البوصيري في ((زوائده)) (128): هذا إسناد ضعيف، علقمة بن أبي حمزة مجهول، ومطهر بن الهيثم ضعيف، وقال الألباني في ضعيف ابن ماجه (81): ضعيف جداً.(3/423)
8415 - عبد الله بن الحارث بن جزء: ما رأيتُ أحدًا أكثرَ تبسمًا من النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - (1). للترمذي.
_________
(1) الترمذي (3641)؛وقال: حسن غريب، وصححه الألباني في صحيح الترمذي (2880).(3/423)
8416 - أبوهريرة: كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يجلسُ معنا في المسجدِ يحدثنا فإذا قام قمنا قيامًا حتَّى نراه قد دخلَ بعضَ بيوتِ أزواجهِ، فحدثنا يومًا فقمنا حين قامَ، فنظرنا إلى أعرابيٍّ قد أدركهُ فحبذهُ بردائه، فحمر رقبتهُ، وكان رداءً خشنًا، فالتفت إليه، فقال له الأعرابيُّ: (احمل لي) (1) على بعيريَّ هذين، فإنَّك لا تحملني من مالكَ ولا مالِ أبيكَ، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((لا، واستغفرُ الله واستغفرُ الله لا، واستغفرُ الله لا، أحملك حتَّى تقيدنى من جبذتكَ التي جبذتني))، فكلُّ ذلك يقولُ له الأعرابيُّ: والله، لا أقيدُكها فذكر الحديث. قال: ثمَّ دعا رجلاً فقال له: ((احملْ له على بعيريهِ هذين، على بعيرٍ شعيرًا، وعلى الآخرِ تمرًا))، ثمَّ التفتَ إلينا فقال: ((انصرفوا على بركةِ الله)) (2). لأبي داود، والنسائي.
_________
(1) في (أ)، (ب): احملني، وما أثبتناه من مصادر التخريج.
(2) أبو داود (4775)،والنسائي 8/ 33،وابن ماجه (2093) مختصراً، وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (1022).(3/423)
8417 - رجل من العرب قال: زاحمتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يومَ حنينٍ، وفي رجلي نعلٌ كثيفةٌ فوطئتُ بها رجلهُ، فنفحني نفحةً بسوطٍ في يدهِ، وقال: ((بسمِ الله أوجعتني))، فبتُّ لنفسي لائمًا أقولُ أوجعتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فبتُّ بليلةٍ كما يعلمُ الله، فلما أصبحنا إذا رجلٌ يقولُ: أين فلانٌ؟ قلتُ: هذا والله الذي كان منِّي بالأمسِ، فانطلقتُ
[ص:424] وأنا متخوِّفٌ، فقالَ لي - صلى الله عليه وسلم -: ((إنك وطأتَ بنعلكَ على رجلي بالأمسِ فأوجعتني، فنفحتُكَ نفحةً بالسوطِ، فهذه ثمانونَ نعجةً فخذْها بها)) (1).
_________
(1) الدارمي (72)،وذكره الألباني في الصحيحة (3043).(3/423)
8418 - عكرمة قال: قال العباسُ: لأعلمنَّ ما بقى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فينا، فقال يا رسولَ الله: إنيِّ أراهم قد آذوكَ وآذاكَ غبارهم، فلو اتخذتَ عرشاً تكلمهمُ منه فقال: ((لا أزالُ بين أظهرهم يطئونَ عقبي، وينازعوني ردائي، حتَّى يكونَ الله هو الذي يريحني منهم))، فعلمتُ أنَّ بقاءه فينا قليل (1). هما للدارمي.
_________
(1) الدارمي (75)، إسناده ضعيف لانقطاعه، عكرمة لم يدرك العباس.(3/424)
8419 - أنس: خدمتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - عشرَ سنينٍ، والله ما قال لي أفٌّ قطُّ، ولا قال لشيءٍ لم فعلتَ كذا؟ وهلاَّ فعلتَ كذا (1).
_________
(1) البخاري (6038،6129)،ومسلم (2309).(3/424)
8420 - وفي رواية: كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - من أحسنِ الناسِ خُلقًا، فأرسلني يومًا لحاجةٍ فقلتُ: والله، لا أذهبُ، وفي نفسي أنْ أذهبَ لما أمرني به، فخرجتُ حتَّى أمرَّ على صبيانٍ وهم يلعبون في السوقِ، فإذا النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - قد قبضَ بقفاي من ورائي فنظرتُ إليه وهو يضحكُ، فقال: ((يا أنيسُ ذهبتَ حيثُ أمرتكَ؟)) قلتُ: نعم، أنا أذهبُ يا رسولَ الله، قال أنسٌ: والله لقد خدمتهُ تسع سنينٍ ما علمتهُ قال لشيءٍ صنعتُه لم فعلتَ كذا وكذا، أو لشيء تركتُه هلاَّ فعلتَ كذا وكذا. (1) للشيخين، وأبي داود، والترمذي.
_________
(1) مسلم (2310)،وأبو داود (4774،4773)،والترمذي (2015).(3/424)
8421 - وعنه: كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إذا صلَّى الغداةَ جاءَ خدمُ المدينةِ بآنيتهم فيها الماءُ، فما يأتونه بإناءٍ إلا غمسَ يده فيه، فرَّبما جاءوه في الغداةِ الباردةِ فيغمسُ يده فيه. لمسلم.(3/424)
8422 - وعنه: وكان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - أحسنَ الناسِ خُلُقًا وكان لي أخٌ يقالُ له عميرٌ وهو فطيمٌ، كان إذا جاءَ قال: ((يا أبا عميرٍ ما فعلَ النغيرُ؟)) لنغرٍ كان يلعبُ به، وربما حضرتْ الصلاةُ وهو في بيتنا، فيأمرُ بالبساطِ الذي تحتهُ فيُكنسُ، ثم يُنضحُ، ثمَّ يقومُ ونقومُ خلفهُ فيصلى بنا (1). للشيخين، وأبي داود، والترمذي.
_________
(1) البخاري (6203) ومسلم (2150).(3/425)
8423 - الحسن بن علي: سألت خالي هندُ بنُ أبي هالةَ التميميُّ وكان وصَّافًا عن صفةِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا أشتهي أنْ يصفَ لي منها شيئًا أتعلقُ به، فقال: كان - صلى الله عليه وسلم - فخمًا مفخمًا، يتلألأ وجهُهُ تلألأ القمرِ ليلةَ البدرِ، أطولُ من المربوعِ، وأقصرُ من المشذبِ، عظيمُ الهامةِ رجلُ الشعرِ، إن انفرقت عقيصتُه فرق وإلاَّ فلا، يجاوزُ شعرُه شحمةَ أذنيه إذا هو وفرة، أزهرُ اللونِ واسعُ الجبينِ، أزجُّ الحواجبِ، سوابغٌ من غيرِ قرنٍ، بينهما عرقٌ يدره الغضبُ، أقنى العرنينِ، له نورٌ يعلوه، يحسبُه من لم يتأمَّلُه أشمٌّ، كثُّ اللحيةِ، أدعجٌ سهلُ الخدين، ضليعُ الفمِ، أشنب، مفلَّجُ الأسنان، دقيقُ المسربةِ، كأنَّ عنقهُ جيدُ دميةٍ في صفاءِ الفضةِ، معتدلُ الخلقِ بادناً متماسكًا، سواءُ البطنِ والصدرِ، عريضُ الصدر، بعيدُ ما بين المنكبينِ، ضخمُ الكراديسِ، أنورُ المتجردِ، موصولُ ما بين اللبةِ والسُّرَّةِ بشعرٍ يجري كالخطِّ، عاري الثديينِ والبطنِ مما سوى ذلك، أشعرُ الذراعينِ والمنكبينِ وأعالي الصدرِ، (طويل الزندين) (1)
رحبُ الراحةِ، سبطُ القصبِ، شثنُ الكفينِ والقدمينِ، وسائرِ الأطرافِ، خصمانُ الأخمصين، مسيحُ القدمينِ ينبوعنهما الماءُ، إذا زالَ زالَ تقلُّعا، ويخطو تكفأ ويمشى هوناً، ذريعُ المشيةِ، إذا مشى كأنَّما ينحط من صببٍ، وإذا التفتَ التفتَ معاً، خافضُ الطرفِ، نظرُه إلى الأرضِ أطولُ من نظرهِ إلى السماءِ، جلُّ نظره إلى السماءِ، جُلُّ نظره الملاحظةُ، يسوقُ أصحابهَ، ويبدأ من لقيه بالسلامِ، ... قلتُ: صف لي منطقةُ قال: كان - صلى الله عليه وسلم - متواصلُ الأحزانِ، دائمُ الفكرةِ، ليست له راحةٌ، ولا يتكلَّمُ في غير حاجةٍ طويلُ السكوتِ يفتتحُ الكلام ويختمُه بأشداقهِ، ويتكلَّمُ بجوامع الكلمِ فصلاً لا فضولُ ولا تقصيرٌ دمثًا، ليس بالجافي ولا بالمهين، يعظم النعمةَ وإنْ دقَّتْ، لا يذمُّ ذواقًا ولا يمدحُهُ، ولا تغضبُه الدنيا ولا ما كان لها، فإذا تعرَّض
[ص:426] للحقِّ لم يعرف أحداً، ولم يقمْ لغضبه شيءٌ، ولا يغضبُ لنفسهِ ولا ينتصرُ لها، إذا أشارَ أشار بكفِّه كلِّها، وإذا تعجَّبَ قلبها، وإذا تحدَّث اتصل بها فضربَ بباطنِ راحتهِ اليُمنى باطنَ إبهامِه اليُسرى، وإذا غضبَ أعرضَ وأشاحَ، وإذا ضحكَ غضَّ طرفه، جُلُّ ضحكِهِ التبسمُ، ويفترُ عن مثلِ حبِّ الغمام، فكتمتُها الحسينَ زمانًا ثمَّ حدثتُه فوجدتُه قد سبقني إليه، فسألَهُ عمَّا سألتُه، ووجدتهُ قد سأل أباه عن: مدخَلِه، ومجلسهِ، ومخرجه، وشكله، فلم يدع منه شيئًا، ... قال الحسينُ: سألتُ أبي عن دخولِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: كان دخولُه لنفسهِ مأذونًا له في ذلك، فكان إذا أوى إلى منزلهِ جزأ نفسهُ [ثلاثةَ] (2)
أجزاء: جزءًا للهِ، وجزءًا لأهلهِ، وجزءًا لنفسِهِ، ثم جزأ نفسهُ بينه وبينَ الناسِ، فيردُّ ذلك على العامَّةِ بالخاصَّةِ، فلا يدَّخرُ عنهم شيئًا، فكان من سيرتهِ في جزءِ الأمةِ إيثارُ أهلِ الفضلِ بإذنهِ، وقسمته على قدرِ فضلهم في الدِّينِ، فمنهم ذو الحاجةِ، ومنهم ذو الحاجتين، ومنهم ذو الحوائجِ، فيتشاغلُ بهم ويُشغلهُم فيما يُصلحهُم والأمة، وإخبارهم بالذي ينبغي لهم، ويقولُ: ((ليبلِّغ الشاهدُ الغائبَ، وأبلغوني حاجةَ من لا يستطيعُ إبلاغها إياي، فإنَّه من أبلغَ سلطاناً حاجةَ مْنَ لا يستطيعُ إبلاغها ثبَّتَ الله قدميه يومَ القيامةِ)) لا يُذكرُ عنده إلا ذلك، ولا يُقبلُ من أحدٍ غيرهُ، يدخلون رواداً، ولا يتفرقون إلا عن ذواقٍ، ٍويخرجون أدلةً، ... قال: فسألتُه عن مخرجهِ، كيف كان يصنعُ فيه؟ فقال: كانَ - صلى الله عليه وسلم - يخزنُ لسانه إلا مما يُعنيهم، ويؤلفَهُم ولا يفرقهُم ـ أو قال ولا ينفرهُم ـ فيُكرمُ كريمَ كلِّ قومٍ ويولِّيه عليهم، ويحذِّرُ الناسُ ويحترسُ منهم، من غيرِ أنْ يطوي عن أحدٍ منهم بشرِّه ولا خلقه، يتفقَّدُ أصحابه ويسألُ الناسَ عمَّا في الناسِ، ويُحسنُ الحسنَ ويصوِّبُه، ويقبِّحُ القبيحَ ويُوهنُه، معتدلُ الأمرِ غيرُ مختلفٍ، لا يغفلُ مخافةَ أن يغفلوا أو يملُوا لكلِّ حالٍ عنده عتاد، لا يقصِّرُ عن الحقِّ، ولا يجاوزهُ الذين يلونه من الناسِ، خيارهم وأفضلهُم عنده أعمَّهُم نصيحةً، وأعظمهُم عندهُ منزلةً أحسنهُم مواساةً ومؤازرةً، ... فسألتهُ عن مجلسهِ فقال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يجلسُ ولا يقومُ إلا على ذكرٍ، ولا يوطنُ الأماكنَ وينهى عن إيطانها، وإذا انتهى إلى قومٍ جلس حيثُ ينتهي به المجلسُ ويأمرُ بذلك، ويُعطى كلَّ جلسائهِ نصيبه، حتَّى لا يحسبُ جليسُه أنَّ أحدًا أكرمَ عليه منهُ،
[ص:427] من جالسهِ أو قاومه في حاجة صابره، حتَّى يكونَ هو المنصرفُ، ومن سألهَ حاجةً لم يردَّهُ إلا بها، أو
بميسورٍ من القولِ، قد وسعَ الناسَ بسطُه وخلقُه، فصار لهم أباً وصاروا عندهُ في الحقِّ سواءً، مجلسُه مجلسُ حلمٍ وحياءٍ وصبرٍ وأمانةٍ، لا تُرفعُ فيه الأصواتُ، ولا تؤبَّنُ فيه الحرمُ، ولا تنثى فلتاته، متعادلين متفاضلين فيه بالتقوى، متواضعين، يوقرون فيه الكبير ويرحمون الصغير، ويؤثرون ذوي الحاجةِ، يحفظون الغريبَ، ... قال: قلتُ: كيف كانتْ سيرتُه في جُلسائه؟ قال: كان - صلى الله عليه وسلم - دائمُ البشر سهلُ الخلقِ لينُ الجانبِ، ليس بفظٍّ ولا غليظ، ولا صخَّابٍ ولا فاحشٍ، ولا عيابٍ ولا مدَّاحٍ، يتغافلُ عمَّا لا يشتهي، ولا يؤنسُ منه ولا يجيبُ فيه، قد تركَ نفسه من ثلاثٍ: المراءِ، والإِكثار، وما لا يُعنيه، وتركَ الناسَ من ثلاثٍ: كان لا يذمُّ أحدًا ولا يعيِّرهُ، ولا يطلبُ عورتهُ، ولا يتكلَّمُ إلا فيما يرجو ثوابه، إذا تكلَّم أطرق جلساؤه كأنَّما على رءوسهم الطيرُ، وإذا سكتَ تكلَّمُوا ولا يتنازعون عنده الحديثَ، من تكلَّم عنده أنصتوا له حتَّى يفرغَ، حديثُهم حديث أوَّلهم، يضحكُ مما يضحكون منه، ويتعجَّبُ مما يتعجَّبونَ منه، ويصبرُ للغريبِ على الجفوةِ في منطقهِ ومسألتهِ، حتَّى إن كان أصحابهُ يستجلبونهُم، ويقولُ: إذا رأيتمُ طالبَ الحاجةٍ فأرشدوه، ولا يقبلُ الثناءَ إلاَّ من مكافئٍ، ولا يقطعُ على أحدٍ حديثهُ حتَّى يتجوَّزَهُ فيقطعهُ بانتهاءٍ أو قيامٍ، ... قال قلتُ: كيفَ كان سكوتُه؟ قال: كان سكوتُه - صلى الله عليه وسلم - على أربعٍ: على الحلم، والحذر، والتقدير، والتفكرِ، فأمَّا تقديرُه: ففي تسويةِ النظرِ والاستماع بين الناسِ، وأمَّا تذكرُه أو قال تفكرهُ: ففيما يبقى ويفنى، وجمع له الحلمَ في الصبر، فكان لا يُغضبُه شيءٌ ولا يستفزَّهُ، وجمع له الحذر في أربعٍ: أخذهِ بالحسنى ليُقتدي به، وتركه القبيحَ ليُنتهي عنه، واجتهاد الرأي فيما أصلحَ أمته، والقيام لهم بما جمعَ لهم الدنيا والآخرةِ (3).
[ص:428] للكبير.
_________
(1) من (ب) ..
(2) في الأصل (ثلاث) والمثبت من شمائل الترمذي (337) ..
(3) الطبراني 22/ 155: وقال الهيثمي 8/ 278: فيه من لم يسم.(3/425)
8424 - أنس: كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إذا مرَّ في طريقٍ من طرقِ المدينة وُجدَ منه رائحةُ المسكِ، فيقال مرَّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - في هذا الطريقِ (1). للموصلي، والبزار، والأوسط.
_________
(1) البزار كما في ((كشف الأستار)) (2478)،وأبو يعلى 5/ 433 (3125)،و ((الأوسط)) 3/ 146 (2751)،وقال الهيثمي 8/ 282: رجال أبو يعلى وثقوا.(3/428)
من علاماته - صلى الله عليه وسلم - غير ما تفرق في الكتاب(3/428)
8425 - عطاء بن يسار: قلتُ لابنِ عمروٍ بن العاصِ: أخبرني عن صفةِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - في التوراةِ؟ فقال: والله إنه لموصوف في التوراة ببعض ما في القرآن: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً} [الأحزاب:45] وحرزاً للأميين أنتَ عبدي ورسولي، سميتُك المتوكِّل، ليس بفظٍّ ولا غليظٍ ولا (سخاب) (1) في الأسواقِ، ولا يدفع بالسيئةِ السيئةَ، ولكن يعفو ويصفحُ، ولن يقبضه الله حتَّى يقيمَ به الملة العوجاءَ، ويفتح به أعينًا عميًا، وآذانًا صمًّا، وقلوبًا غلفاً. للبخاري (2).
_________
(1) في (ب): صخاب وهما بمعنى واحد، والصخب والسخب: الضجة واضطراب الأصوات (النهاية).
(2) البخاري (2125).(3/428)
8426 - ابن مسعود رفعه: ((صفتي أحمدُ المتوكلُّ، ليس بفظٍّ ولا غليظٍ، يُجزى بالحسنةِ الحسنةَ، ولا يكافئ بالسيئةِ، مولدهُ بمكةَ ومهاجرهُ بطيبةَ، وأمَّتهُ الحامدون، يأتزرون على أنصافهم، ويوضئون أطرافهم، أناجيلُهم في صدورهم، يصفُّون للصلاة كما يصفُّون للقتالِ، قربانُهم الذي يتقربونَ به إلىَّ دماؤهم، رهبانٌ بالليل ليوثٌ بالنهارِ)) (1). للكبير بخفى.
_________
(1) ((الكبير)) 10/ 89 - 90 (10046)،وقال الهيثمي 8/ 271: وفيه من لم أعرفهم، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3473).(3/428)
8427 - عبد الله بن سلام: قال مكتوبٌ في التوراة صفةُ محمدٍ وعيسى بن مريمَ يدفن معه، فقال أبو مودودٍ المدنيُّ: قد بقى في البيت موضعُ قبرٍ (1). للترمذي.
_________
(1) الترمذي (3617)؛وقال: حسن غريب، والدارمي (6)،وضعفه الألباني في ((المشكاة)) (5772).(3/428)
8428 - ابن عمر: قال: ما سمعتُ عمر يقولُ لشيءٍ قطُّ إنِّي لأظنُّه كذا إلا كان كما يظنُّ، بينما عمرُ جالسٌ إذ مرَّ به رجلٌ جميلٌ فقال: لقد أخطأ ظنِّي أو إنَّ
[ص:429] هذا على دينهِ في الجاهليةِ، أو لقد كان كاهنهُم على الرجلِ، فدعي له، فقال له ذلك: فقال ما رأيتُ كاليوم استُقبلَ به رجلٌ مسلمٌ، قال فإنِّي أعزمُ عليكَ إلا ما أخبرتني، قال: كنتُ كاهنُهم في الجاهليةِ، قال: فما أعجبَ ما جاءتك به جنيتُكَ؟ قال: بينما أنا يوماً في السوق جاءتني أعرفُ فيها الفزعَ، قالت: ألم ترى الجنَّ وإبلاسها، ويأسها من بعد إيناسها، ولحوقها بالقلوص وأحلاسها، قال عمرُ: صدقَ، بينا أنا نائمٌ عند آلهتهم، إذ جاءَ رجلٌ بعجلٍ فذبحهُ، فصرخَ به صارخٌ لم أسمع صارخًا قطُّ أشدَّ صوتًا منه يقولُ: يا جليح أمرُ نجيح رجلٌ فصيحٌ يقولُ: لا إله إلا الله، فوثب القومُ، قلتُ: لا أبرحُ حتَّى أعلمَ ما وراءَ هذا، ثمَّ نادى يا جليح أمرُ نجيحٍ رجلٌ فصيحٌ يقولُ: لا إله إلاَّ الله، فقمتُ فما نشبنا أن قيل هذا نبيٌ. للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (3866).(3/428)
8429 - جبير بن مطعم: خرجتُ تاجراً إلى الشام في الجاهلية، فلمَّا كنتُ بأدنى الشامِ لقيني رجلٌ من أهلِ الكتابِ، فقال: هل عندكُم رجلٌ تنبأ؟ قلتُ: نعم، قال: هل تعرفُ صورته إذا رأيتها؟ قلتُ: نعم، فأدخلني بيتًا فيه صورٌ، فلم أر صورة النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فبينا أنا كذلك إذ دخلَ رجلٌ منهم علينا، فقال فيم أنتمُ؟ فأخبرناه، فذهبَ بنا إلى منزله، فساعةُ دخلتُ نظرتُ إلى صورة النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وإذا رجلٌ أخذ بعقبهِ، قلتُ: من هذا الرجلُ القابضُ على عقبه؟ قال: إنه لم يكن نبيٌّ إلا كان بعده نبيٌ إلاَّ هذا، فإنه لا نبيَّ بعده، وهذا الخليفةُ بعده، وإذا صفةُ أبي بكرٍ (1). للكبير، والأوسط بخفى.
_________
(1) ((الكبير)) 2/ 125 (1537)، ((الأوسط)) 8/ 148 - 149 (8231)،وقال الهيثمي 8/ 234: فيه من لم أعرفهم.(3/429)
8430 - عبد الله بن سلام: لمَّا أراد الله هدى زيد بن سعنةَ قال زيدٌ: ما من علامات النبوة شيءٌ إلا وقد عرفتُها في وجهِ محمدٍ إلا اثنتين يسبق حلمُه جهلهَ، ولا يزيدهُ شدةُ الجهلِ عليه إلا حلمًا، فخرجَ - صلى الله عليه وسلم - يومًا من الحجراتِ ومعه عليٌّ، فأتاه رجلٌ كالبدويِّ فقال يا رسولَ الله، إنَّ نفري قد أسلمُوا، وكنتُ حدثتُهم إن أسلمُوا أتاهم الرزقُ رغدًا، وقد أصابتهُم سنةٌ فأخشى يا رسولَ الله؛ أن يخرجُوا من الإِسلام طمعًا كما دخلوا فيه طمعًا، فإنْ رأيتَ أن ترسلَ إليهم شيئًا تعينهُم به فعلتُ، فنظرَ إلى رجلٍ أراه عليُّا فقال: يا رسولَ الله، ما بقى منه شيءٌ،
[ص:430] فقال زيدُ بنُ سعنةَ: فقلتُ يا محمدٌ، هل لك أن تبيعني تمراً معلوماً في حائطِ بنى فلانٍ إلى أجلِ كذا وكذا؟ قال: ((لا يا يهوديُّ، ولكن أبيعكَ ولا تُسمِّى حائطَ بنى فلانٍ))، قلتُ: نعم، فباعني فأعطيتهُ ثمانين مثقالاً من ذهب، فأعطى الرجلَ وقال: ((أعدل عليهم (وأغثهم) (1)
بها))، قال زيدٌ: فلمَّا كان قبل محلِّ الأجل بيومين أو ثلاثةٍ خرج - صلى الله عليه وسلم - ومعه أبو بكرٍ وعمرُ وعثمانُ في نفرٍ من أصحابِه، فلمَّا صلَّى على الجنازةِ ودنا إلى الجدارِ ليجلسَ إليه، أتيتُه فأخذتُ بمجامعِ قميصهِ وردائه، ونظرتُ إليه بوجهٍ غليظٍ، قلتُ له: يا محمدٌ، ألا تقضيني حقِّي؟ فوالله ما علمتُكُم بني عبدِ المطلبِ مطلاً، ونظرتُ إلى عمرَ وعيناه تدورانِ في وجهه، ثمَّ رماني ببصرهِ فقال: يا عدوَّ الله، أتقولَ لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - ما أسمعُ وتصنعَ به ما أرى، فلولا ما أحاذرُ لضربتُ بسيفي رأسكَ، ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - ينظرُ إلىَّ في سكون وتؤدةٍ، وقال: ((يا عمرُ: أنا وهو كنَّا أحوجُ إلى غير هذا، أن تأمرني بحسن الأداءِ، وتأمرهُ بحسن التباعة، اذهبْ به يا عمرُ فأعطه حقَّهُ، وزدهُ عشرين صاعًا من تمرٍ مكان ما رعتهُ))، فذهبَ بي عمرُ فأعطاني حقِّي وزادني عشرين صاعًا، فقلتُ: ما هذه الزيادةُ يا عمرُ؟ قال: أمرني - صلى الله عليه وسلم - أن أزيدك، قال: وتعرفني يا عمرُ؟ قال: لا، قلتُ أنا زيدُ بن سعنةَ، قال الحبرُ؟ قلت: الحبرُ، قال: فما دعاكَ إلى أن فعلتَ ما فعلت، وقلتَ ما قلتَ؟ قلتُ: يا عمرُ، لم يكنْ من علاماتِ النبوةِ شيءٌ إلا عرفتُه في وجهِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - حين نظرتُ إليه إلا اثنتين لم أخبرهُما منه، سبقُ حلمُهُ جهلهُ، ولا يزيدهُ شدةُ الجهلِ عليه إلا حلمًا، وقد أخبرتُهما، فأشهدُك يا عمرُ أنِّي قد رضيتُ بالله ربًّا وبالإِسلامِ دينًا وبمحمدٍ نبيًّا، وأشهدُك أنَّ شطر مالي صدقةٌ على أمةِ محمدٍ، قال عمرُ: أو على بعضهم فإنَّكَ لا تسعهم، قلتُ: أو على بعضهم، فرجعَ عمرُ وزيدٌ إلى النبيٍّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال زيدٌ: أشهدُ أنَّ لا إله إلاَّ الله وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدهُ ورسولُه، وآمنَ به وصدَّقهُ، وبايعهُ وشهدَ معه مشاهدَ كثيرةً، ثمَّ تُوفى في
غزوةِ تبوكٍ مقبلاً غير مدبرٍ (2). للكبير.
_________
(1) في الأصل: وأغنهم ..
(2) ((الكبير)) 5/ 222 - 223 (5147)،وقال الهيثمي 8/ 240: رجاله ثقات، وقال الذهبي في ((تلخيصه على المستدرك)) 3/ 605: ما أنكره وأركَّه، وضعف الألباني إسناده في الإرواء 5/ 220.(3/429)
8431 - محمد بن كعب القرظي: بينما عمرُ قاعدٌ في (المسجدِ) (1) إذ مرَّ به رجلٌ فقيل: يا أميرَ المؤمنين، تعرفُ هذا المارَّ؟ قال: فمن هو؟ قال هذا سوادُ بنُ قاربٍ وهو من أهلِ اليمن له فيهم شرفٌ، وهو الذي أتاه رئيه بظهورِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال عمرُ: علىَّ به فدعي، فقال: أنتَ سوادُ بنُ قاربٍ؟ قال: نعم، قال: أنتَ الذي أتاكَ رئيُك بظهورِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: نعم، قال: فأنتَ على ما كنتَ عليه من كهانتكَ؟ فغضبَ غضباً شديداً، وقال: يا أمير، المؤمنين ما استقبلني بهذا أحدٌ منذُ أسلمتُ، فقال عمرُ: يا سبحانَ الله، ما كنَّا عليه من الشركِ أعظمُ مما كنتَ عليه من كهانتكَ، أخبرني بإتيانك رئيُكَ بظهور النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: بينا أنا ذات ليلةٍ بين النائم واليقظانِ، إذ أتاني رئيٌ، فضربني برجلِهِ، وقال: قُم يا سوادُ بنُ قاربٍ، فافهم واعقلْ إن كنتَ تعقلُ، إنه قد بُعثَ رسولٌ من لؤيِّ بن غالبٍ، يدعو إلى الله وإلى عبادتهِ، ثم أنشأ يقولُ:
عجبتُ للجنِّ وتحساسها ... وشدِّها العيسَ بأحلاسِهَا.
تأوى إلى مكةَ تبغى الهدى ... ما خيرُ الجنِ كأنجاسِهَا.
فارحلْ إلى الصفوة من هاشمٍ ... واسمُ بعينيكَ إلى رأسها.
قال: فلم أرفع بقوله رأسًا، وقلتُ دعني فإنِّي أمسيت ناعسًا، فلمَّا كانتِ الليلةُ الثانيةُ أتاني، فضربني برجله، وقال: ألم أقلْ لكَ يا سوادُ بن قاربٍ: قم وافهمْ واعقلْ إنْ كنتَ تعقلُ، إنه قد بعثَ رسولٌ من لؤيِّ بن غالبٍ يدعو إلى الله وإلى عبادتهِ، ثم أنشأ الجنُّي يقول:
عجبتُ للجنِّ وتطلابها ... وشدِّها العيسَ بأقتابها
تهوى إلى مكةَ تبغى الهدى ... ما صادقُ الجنِّ ككذابها.
فارحلْ إلى الصفوةِ من هاشمٍ ... ليس قدَّاماها كأذنابها.
قال: فلمْ أرفعْ لقوله رأسًا، فلمَّا كانتِ الليلةُ الثالثةُ أتاني وضربني برجلهِ، وقال: ألمْ أقل لكَ يا سوادُ بنُ قاربٍ: افهمْ واعقلْ إنْ كنتَ تعقلُ، إنَّه قد بُعثَ رسولٌ من لؤىِّ بن غالبٍ، يدعو إلى الله وإلى عبادته، ثم أنشأ الجنُّي يقولُ:
عجبتُ للجنِ وأخبارها ... وشدِّها العيسَ بأكوارِها.
[ص:432] تهوى إلى مكةَ تبغى الهدى ... ما مؤمنُ الجنِّ ككفارها.
فارحلْ إلى الصفوةِ من هاشمٍ ... بين روابيها وأحجارها.
فوقع في نفسي حبُّ الإِسلام والرغبةُ فيه، فلمَّا أن أصبحتُ شددتُ على راحلتي وانطلقتُ إلى مكةَ، فلمَّا كنتُ ببعضِ الطريق أُخبرتُ أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قد هاجرَ إلى المدينةِ، فأتيتُ المدينةَ فسألتُ عنه فقيلَ لي في المسجدِ، فانتهيتُ إلى المسجدِ فعقلتُ راحلتي، وإذا النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - والناسُ حوله، فقلتُ: اسمع مقالتي يا رسولَ الله، فقال أبو بكرٍ: ادنه ادنه، فلم يزلْ بي حتَّى صرتُ بين يديه، فقال: هات، فأخبرني بأنبائكَ رئيكَ، فقلتُ:
أتاني نجىِّ بعدَ هدءٍ ورقدةٍ ... ولم يكُ فيما بلوتُ بكاذبِ
ثلاثَ ليالٍ كلَّهُنَّ يقولُ لي أتاكَ ... رسولٌ من لؤيِّ بن غالبِ
فشمَّرتُ عن ذيلي الإِزارَ ووسطتُ بي ... الدلعبَ الوجناءَ بين السباسبِ
فأشهدُ أنَّ الله لا ربَّ غيرهُ ... وأنكَ مأمونٌ على كلِّ غائبِ
وأنكَ أدنى المرسلين وسيلة إلى ... الله يا ابنَ الأكرمينَ الأطايب.
فمُرنا بما يأتيكَ يا خيرَ مرسلٍ ... وإنْ كان فيما جاءَ شيبُ الذوائبِ.
وكن لي شفيعًا يومَ لا ذو شفاعةٍ ... سواكَ بمغنٍ عن سوادِ بن قاربِ.
قال: ففرحَ - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه بإسلامي فرحاً شديداً قال: فوثبَ عمرُ إليه والتزمَه، وقال قد كنتُ أحبُّ أنْ أسمعَ هذا منكَ (2). للكبير بضعف.
_________
(1) في (ب): المجلس.
(2) ((الكبير)) 7/ 92 - 95 (6475)،وقال الهيثمي 8/ 250: إسناده ضعيف.(3/431)
8432 - ابن عباس: حدثني أبو سفيان بنُ حربٍ من فيهِ إلى فيَّ قال: انطلقتُ في المدَّةِ التي كانت بيني وبينَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: فبينا أنا بالشام إذ جيئ بكتابٍ من النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - إلى هرقلَ: وكان دحيةُ الكلبيُّ جاءَ به فدفعهُ إلى عظيم بُصري، فدفعه عظيم بُصري إلى هرقلَ، فقال هرقلُ: هل ههنا أحدٌ من قوم هذا الرجلِ الذي يزعمُ أنه نبيٌّ؟ قالوا: نعم، فدُعيتُ في نفرٍ من
[ص:433] قريشٍ، فدخلنا على هرقلَ فأجلسنا بين يديه، فقال: أيُّكم أقربُ نسباً من هذا الرجلِ الذي يزعمُ أنه نبيُّ؟ فقلتُ: أنا فأجلسُوني بين يديه وأجلسُوا أصحابي خلفي، ثم دعا بترجمانهِ، فقال: قل لهؤلاءِ إني سائلُ هذا عن هذا الرجلِ الذي يزعمُ أنه نبيٌ، فإنْ كذبني فكذِّبوُه، وأيم الله لولا أن يؤثروا على الكذب لكذبت، ثم قال لترجمانه: سلهُ كيف حسبُه فيكم؟ قلتُ: هو فينا ذو حسبٍ، قال: فهلْ كان من آبائهِ من ملكٍ؟ قلتُ: لا قال: فهل كنتمُ تتهمونه بالكذبِ قبل أن يقولَ ما قالَ؟ قلتُ: لا، قال: فهل يتبعه أشراف الناس أم ضعفاؤهم؟ قلتُ: بل ضعفاؤهم، قال: أيزيدون أم ينقصُونَ؟ قلتُ: بل يزيدون، قال: فهلْ يرتدُّ أحدٌ منهم عن دينه بعد أنْ يدخلَ فيه سخطةً له؟ قلتُ: لا، قال فهل قاتلتمُوه؟ قلتُ: نعم، قال: فكيف كان قتالُكم إياه؟ قلتُ: تكونُ الحربُ بيننا وبينه سجالاً، يصيبُ منا ونُصيبُ منه، قال: فهل يغدُرُ؟ قلتُ: لا، ونحن منه في هذه المدةِ لا ندري ما هو صانعٌ فيها، قال: والله ما أمكنني من كلمةٍ أدخل فيها شيئًا غير هذه، قال: فهل قال هذا القولَ أحدٌ قبلهٌ؟ قلتُ: لا، ثمَّ قال لترجمانهِ: قلْ له إنِّي سألتُكَ عن حسبهِ
فيكم، فزعمتَ أنه فيكُم ذو حسبٍ، وكذلك الرسلُ تبعثُ في أحسابِ قومها، وسألتُك هل كان في آبائهِ ملكٌ؟ فزعمت أن لا، فقلتُ: لو كان في آبائهِ ملكٌ، قلتُ: رجلٌ يطلبُ مُلكَ آبائهِ، وسألتُك عن أتباعه أضعفاؤهم أمن أشرافُهم؟
فقلتُ: بل ضعفاؤهم، وهم أتباعُ الرسلِ، وسألتُكَ هل كنتمُ تتهمونَه بالكذبِ قبلَ أن يقولَ ما قالَ؟ فزعمتَ أنْ لا، فعرفتُ أنه لم يكنْ ليدع الكذبَ على الناسِ ثمَّ يذهبُ فيكذبُ على الله، وسألتُك هل يرتدُّ أحدٌ منهم عن دينهِ بعدَ أنْ يدخلَ فيه سخطةً له؟ فزعمتَ أن لا، وكذلك الإِيمانُ إذا خالطَ بشاشتُه القلوبَ، وسألتُك هل يزيدونَ أو ينقصونَ؟ فزعمتَ أنهم يزيدونَ، وكذلكَ الإِيمانُ حتَّى يتمَّ، وسألتكَ هل قاتلتمُوه؟ فزعمتَ أنكم قاتلتمُوه، فتكونُ الحربُ بينكم وبينه سجالاً، ينالُ منكم، وتنالونَ منه، وكذلك الرسلُ تُبتلى، ثمَّ تكونُ لها العاقبةُ، وسألتُكَ هل يغدرُ؟ فزعمتَ أنه لا يغدرُ، وكذلك الرسلُ لا تغدرُ، وسألتُكَ هل قالَ هذا القولَ أحدٌ قبله؟ فزعمتَ أنْ لا، فقلتُ لو كان قالَ هذا القول أحدٌ قبله قلتُ: رجلٌ ائتمَّ بقولٍ قيل قبلهُ، ثمَّ قال بما يأمرُكُم؟ قلنا: يأمرُنا بالصلاةِ والزكاةِ والصلةِ والعفافِ، قال: إن يكُ
[ص:434] ما تقولُ حقًّا فإنه نبيٌّ، وقد كنتُ أعلمُ أنه خارجٌ، ولم أكُ أظنَّه منكم، ولو أنيِّ أعلمُ أنيِّ أخلصُ إليه لأحببتُ لقاءهُ، ولو كنتُ عندهُ لغسلتُ عن قدميه، وليبلغنَّ ملكهُ ما تحت قدميَّ، ثمَّ دعا بكتابِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فقرأهُ، فإذا فيه: ((بسم الله الرحمنِ الرحيمِ، من محمدٍ رسولُ الله إلى هرقلَ عظيم الرومِ، سلامٌ على من اتبعَ الهدى، أما بعدُ: فإنيِّ أدعوكَ بدعايةِ الإِسلامِ، أسلمْ تسلَمَ، وأسلمْ يؤتكَ الله أجركَ مرتين، فإنْ توليتَ فإنمَّا عليكَ إثمُ الأريسيين، و {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا
نَعْبُدَ إِلَّا الله وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِنْ دُونِ الله فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ})) [آل عمران: من الآية64]. فلمَّا فرغَ من قراءةِ الكتابِ، ارتفعتِ الأصواتُ عنده وكثُر اللغطُ، وأمرَ بنا فأخرجنا، فقلتُ لأصحابي حين خرجنا: لقد أَمِرَ أمرُ ابن أبي كبشةَ أنَّه ليخافُه ملكُ بنى الأصفر، فمازلتُ موقنًا بأمرِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أنَّه سيظهرُ، حتَّى أدخلَ الله علىَّ الإِسلامَ،
قال الزهريُّ: فدعا هرقلُ عظماءَ الرومِ، فجمعهُم في دارٍ له، فقال يا معشرَ الرومِ: هل لكُم في الفلاحِ والرشدِ آخرُ الأبدِ، وأنْ يثبتَ لكم مُلككُم؟ فحاصُوا حيصةَ حُمرِ الوحشِ إلى الأبوابِ فوجدوها قد أُغلقت، قال: عليَّ بهم، فدعا بهم فقال: إنِّي اختبرتُ شدَّتكُم على دينكُم فقد رأيتُ منكم الذي أحببتُ، فسجدُوا له ورضُوا عنه (1).
_________
(1) البخاري (4553)،ومسلم (1773).(3/432)
8433 - وفي رواية: فمازلتُ ذليلاً مستيقنًا بأنَّ أمرهُ سيظهرُ، حتَّى أدخلَ الله على قلبي الإِسلامَ، وأنا كارهٌ، قال وكان ابنُ الناظورِ صاحبُ إيلياءَ وهرقلُ أسقفًا على نصارى الشام يُحدِّثُ أنَّ هرقلَ حين قدم إيلياءَ أصبحَ يوماً خبيثَ النفسِ، فقال بعضُ بطارقته: قد استنكرنا هيئتُكَ، قال ابنُ الناظورِ: وكان هرقلُ حزاءً ينظرُ في النجومِ، فقال لهم حين سألوه: إنِّي رأيتُ الليلةَ حين نظرتُ في النجوم ملك الختان قد ظهرَ، فمن يختتنُ من هذه الأمةَ؟ قالوا: ليس يختتنُ فيها إلا اليهودُ، قال فلا يهمنَّك شأنُهم، واكتب إلى مدائنِ ملككَ فليقتُلوا من فيها من اليهودِ، فبينما هم على أمرهم أتى هرقلُ برجلٍ أرسلَ به ملكُ غسَّانَ، يخبرُ عن خبرِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فلمَّا استخبره هرقلُ قال: اذهبُوا فانظرُوا أمختتنٌ هو؟ فنظروا إليه فحدَّثُوه أنَّه مختتنٌ وسألوه عن العربِ، فقال: هُم يختتنونَ، فقال هرقلُ:
[ص:435] هذا ملكُ هذه الأمةُ قد ظهرَ، ثم كتبَ هرقلُ إلى صاحبٍ له برومِّيةٍ، وكان نظيرُه في العلمِ، وسارَ هرقلُ إلى حمصَ، فلم يرم حمصَ حتَّى أتاه كتابٌ من صاحبهِ يوافقُ رأى هرقلَ على خروج النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وأنه نبيٌّ، فأذن هرقلُ لعظماءِ الروم في دسكرةٍ له بحمصَ، ثمَّ أمر بأبوابها فغلِّقت، ثمَّ قال يا معشرَ الرومِ: هل لكم في الصلاحِ والرشدِ، وأن يثبتَ ملككُم، فتبايعوا هذا النبيَّ؟ فحاصُوا بنحوه، وفي آخره: فكان ذلك آخر شأنِ هرقلَ (1). للشيخين.
_________
(1) البخاري (7)،ومسلم (1773).(3/434)
8434 - وعنه قال: كان الجنُّ يصعُدون إلى السماءِ يستمعُون الوحي فإذا سمعُوا الكلمةَ زادوا عليها تسعاً وتسعين، فأمَّا الكلمةُ فتكون حقًّا، وأما ما زادوه فيكونُ باطلا، فلمَّا بعثَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - منعتْ الجنُّ مقاعدها من السماءِ بالشهبِ، قال ولم تكنْ النجومُ يرمى بها قبل ذلك فقال لهم إبليسُ: ما هذا إلا لأمرٍ حدثَ؟ فبعثَ جنودهُ فوجدوا النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قائماً يصلى بين جبلين بمكةَ، فأتوه فأخبرُوه فقال: هذا الحدثُ الذي حدثَ في الأرض. للترمذي، ومرَّتْ روايةٌ أخرى في تفسير سورة الجنِّ (1).
_________
(1) الترمذي (3324)؛وقال: حسن صحيح، وصححه الألباني في صحيح الترمذي (2648)،وقد سبق نحوه في البخاري.(3/435)
8435 - وعنه: أن قريشاً أتوا امرأة كاهنةً فقالوا لها: أخبرينا أشبهنا أثراً بصاحبِ المقامِ، فقالت: إن أنتمُ جررتُم كساءً على هذه السهلةِ، ثمَّ مشيتُم عليها أنبأتُكُم، فجرُّوا كساءً، ثم مشى الناسُ عليها فأبصرتْ أثر النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فقالت: هذا أقربُكم إليه شبهاً، ثمَّ مكثوا بعد ذلك عشرين سنةٍ أو ما شاء الله، ثم بُعث محمدٌ - صلى الله عليه وسلم - (1). للقزويني.
_________
(1) ابن ماجة (2350)،وقال الألباني في ضعيف ابن ماجة (515): منكر ضعيف.(3/435)
الإسراء(3/436)
8436 - قتادة، عن أنسِ، عن مالكِ بن صعصعة: رفعه: ((بينما أنا في الحطيمِ- وربما قال: في الحجرِ- مضطجعٌ، ومنهم من قال: بين النائمِ واليقظان إذا أتاني آتٍ، فشقَّ ما بين هذه إلى هذه، يعني من ثغرةِ نحرهِ إلى شعرتهِ، فاستخرج قلبي، ثم أُتيتُ بطستٍ من ذهبٍ مملوءٍ إيمانًا فغسلَ قلبي ثم حُشي ثم أُعيد، ثم أُتيتُ بدابةٍ دونَ البغلِ وفوقَ الحمار، أبيضَ يضعُ خطوهُ عند أقصى طرفه فحُملتُ عليه، فانطلقَ بي جبريلُ عليه السلامُ حتَّى أتى السماءَ الدنيا، فاستفتحَ فقيل من هذا؟ قال: جبريلُ، قيل: ومن معكَ؟ قال: محمدٌ، قيل: وقد أُرسلَ إليه؟ قال: نعم، قيل: مرحباً به فنعم المجيءُ جاءَ، فلمَّا خلصتُ فإذا فيها آدمُ، فقال: هذا أبوكَ آدمُ فسلِّم عليه، فسلَّمتُ عليه فردَّ علىَّ السلامَ فقال: مرحبًا بالابن الصالحِ والنبيِّ الصالحِ، ثمَّ صعدَ حتَّى أتى السماءَ الثانيةَ فاستفتحَ، قيل: من هذا؟ قال: جبريلُ، قيل: ومنْ معكَ؟ قال: محمدٌ، قيلَ: وقد أُرسلَ إليه؟ قال: نعم.
قيل: مرحبًا به ونعم المجيءُ جاءَ، ففتحَ، فلمَّا خلصتُ فإذا يحيى وعيسى وهما ابنا خالةٍ، قال: هذا يحيى وعيسى فسلِّم عليهما، فسلمتُ عليهما فردَّا ثمَّ قالا: مرحباً بالأخِ الصالحِ والنبيِّ الصالحِ، ثمَّ صعدَ بي إلى السماءِ الثالثةِ، فاستفتحَ، قيل: منْ هذا؟ قال: جبريلُ، قيل: ومنْ معك؟ قال: محمدُ، قيل: وقد أُرسلَ إليه؟ قال: نعم، قيل: مرحبًا به فنعمَ المجيءُ جاءَ ففتحَ، فلمَّا خلصتُ فإذا يوسفُ، قال: هذا يوسفُ فسلِّم عليه، فسلَّمتُ عليه فردَّ ثمَّ قال: مرحباً بالأخِ الصالحِ والنبيِّ الصالحِ، ثم صعد بي حتَّى أتى السماءَ الرابعةَ، فاستفتح، قيل: منْ هذا؟ قال: جبريلُ، قيل: ومن معك؟ قال: محمدٌ، قيل: وقد أُرسلَ إليه؟ قال: نعم، قيل: مرحبًا به فنعم المجيءُ جاءَ، ففتحَ فلمَّا خلصتُ فإذا إدريسُ، قال: هذا إدريسُ فسلِّم عليه، فسلَّمتُ عليه فردَّ ثم قال: مرحبًا بالأخِ الصالحِ والنبيِّ الصالحِ، ثم صعدَ بي
[ص:437] حتَّى أتى السماءَ الخامسةَ فاستفتحَ، قيل: من هذا؟ قال: جبريلُ، قيل: ومن معكَ؟ قال: محمدٌ، قيل: وقد أُرسلَ إليه؟ قال: نعم، قيل: مرحباً به فنعمَ المجيءُ جاءَ، ففتحَ فلمَّا خلصتُ فإذا هارونُ، قال: هذا هارونُ فسلِّم عليه فسلَّمتُ عليه فردَّ ثمَّ قال: مرحبًا بالأخِ الصالحِ والنبيِّ الصالحِ، ثم صعد بي حتَّى أتى السماءَ السادسةَ فاستفتحَ، قيل: من هذا؟ قال: جبريلُ، قيل ومن معكَ؟ قال: محمدٌ، قيل: وقد أُرسلَ إليه؟ قال: نعم، قيل: مرحبًا به فنعمَ المجيءُ جاءَ، فلمَّا خلصتُ فإذا موسى، قال: هذا موسى فسلِّمْ عليه فسلَّمتُ عليه فردَّ ثمَّ قال: مرحبًا بالأخِ الصالحِ والنبيِّ الصالحِ، فلمَّا جاوزتُه بكى؛ فقيل: ما يُبكيكَ؟ قال أبكى لأنَّ غلامًا بعث بعدي يدخلُ الجنةَ من أُمَّته أكثر مما يدخلُها من أمَّتي، ثمَّ صعدَ بي إلى السماءِ السابعةِ، فاستفتحَ، قيل: منْ هذا؟ قال: جبريلُ، قيل: ومن معكَ؟ قال: محمدٌ، قيل: وقد
بُعثَ إليه؟ قال: نعم، قيل: مرحبًا به فنعم المجيءُ جاءَ، فلمَّا خلصتُ فإذا إبراهيم، قال: هذا أبوكَ إبراهيمُ فسلِّم عليه، فسلَّمتُ عليه، فردَّ السلامَ، ثمَّ قال: مرحباً بالابنِ الصالحِ والنبيِّ الصالحِ والنبيِّ الصالحِ، ثم رُفعتُ إلى سدرةِ المنتهي فإذا نبقها مثلُ قلالِ هجر، وإذا ورقُها مثل آذانِ الفيلةِ، قال: هذه سدرةُ المنتهى، فإذا أربعةُ أنهارٍ، نهران باطنان ونهران ظاهران، فقلتُ: ما هذا يا جبريلُ؟ قال: أما الباطنان: فنهران في الجنَّةِ، وأمَّا الظاهران: فالنيل والفراتُ ثمَّ رُفع لي البيتُ المعمورُ، ثمَّ أتيتُ بإناءٍ من خمرٍ وإناءٍ من لبنٍ وإناءٍ من عسلٍ، فأخذتُ اللبنَ، فقال: هي الفطرةُ التي أنتَ عليها وأمتُكَ، ثمَّ فرضتْ علىَّ الصلاةُ خمسين صلاةٍ كلَّ يومٍ، فرجعتُ فمررتُ على موسى؛ فقال: بم أُمرتَ؟ قلتُ: أمرتُ بخمسين صلاةٍ كلَّ يومٍ، قال إنَّ أمتَكَ لا تستطيعُ خمسين صلاةٍ كلَّ يومٍ، وإنِّي والله لقد جربتُ الناسَ قبلكَ، وعالجتُ بني إسرائيلَ أشدَّ المعالجةِ، فارجعْ إلى ربِّكَ فاسألُه التخفيفَ لأمتكَ، فرجعتُ فوُضعَ عنِّي عشرًا، فرجعتُ (إلى موسى) (1) فقال مثلَه، فرجعتُ فُوضعَ عنِّي عشراً، فرجعتُ فقال مثلَه، فرجعتُ فوُضعَ عنِّي عشراً، فرجعتُ إلى موسى فقال مثلَه، فرجعتُ فأُمرتُ بخمسِ صلواتٍ كلَّ يومٍ، فرجعتُ إلى موسى؛ فقال: بم أُمرتَ؟ قلتُ: أمرتُ بخمسِ صلواتٍ كلَّ يومٍ، قال: إنَّ أمتكَ لا تستطيعُ خمسَ صلواتٍ كلَّ يومٍ، وإنيِّ جربتُ الناسَ قبلكَ وعالجتُ بنى إسرائيل أشدَّ المعالجةِ، فارجعْ إلى
[ص:438] رِّبك فاسألُه التخفيفَ لأمتكَ، قال: سألتُ ربيِّ حتَّى استحييتُ، ولكن أرضى وأسلِّمُ، فلمَّا جاوزتُ نادي منادٍ أمضيت فريضتي، وخففت عن عبادي)) (2). للشيخين، والترمذي، والنسائي.
_________
(1) من (ب).
(2) البخاري (3887)،ومسلم (164).(3/436)
8437 - شريك سمع أنساً يقولُ: ليلةَ أسرى بالنبيِّ - صلى الله عليه وسلم - من مسجدِ الكعبةِ أنه جاءهَ ثلاثةُ نفرٍ قبلَ أن يُوحى إليه وهو نائمٌ في المسجدِ (الحرامِ) (1)، فقال أولُهم: أيُّهم هو؟ فقال أوسطهُم: هو خيرُهم، وقال آخرُهم: خذوا خيرهم، فكانتْ تلك الليلةُ، فلم يُرَهُمْ حتَّى أتوه ليلةً أخرى فيما يرى قلبه وتنام عينهُ ولا ينامُ قلبه؛ وكذلك الأنبياءُ تنامُ أعينُهم ولا تنامُ قلوبُهم، فلم يكلِّمُوه حتَّى احتملوه فوضعُوه عند بئرِ زمزمَ، فتولاه منهم جبريلُ فشقَّ ما بين نحرهِ إلى لُبتهِ حتَّى فرغَ من صدره وجوفهِ، وغسلهُ من ماءِ زمزمَ بيده حتَّى أنقى جوفه، ثمَّ أتى بطستٍ من ذهبٍ فيه تورٌ من ذهبٍ، محشوٍ إيماناً وحكمهَ فحُشي به صدُره ولغاديدُه يعني عروقَ حلقهِ، ثم أطبقه، ثم عرجَ به إلى السماءِ الدنيا بنحوه، ... وفيه: فإذا هو في السماءِ الدنيا بنهرين يطردانِ، فقالَ ما هذان النهران يا جبريلُ؟ قال هذا النيلُ والفراتُ عنصرهما، ثم مضى به في السماءِ فإذا هو بنهرٍ آخرِ عليه قصرٌ من لؤلؤِ وزبرجدٍ، فضربَ بيدهِ فإذا هو مسكٌ أذفر، قالَ ما هذا يا جبريلُ؟ قالَ: هذا الكوثرُ، الذي خبأ لك ربُّك، ثم عرجَ به إلى السماء الثانية بنحوه إلا أنه لم يعين من الأنبياءِ إلا إدريس في الثانية، وهارونَ في الرابعةِ، وإبراهيم في السادسةِ،
[ص:439] وموسى في السابعةِ، وأمَّا الأولى ففيها آدمُ، وفيه: أنه تعالى وضعَ عنه في المراجعةِ الأولى عشرَ صلواتِ، ثم رجعَ إلى موسى فلم يزل يردده موسى إلى ربه حتى صارت خمسَ صلواتٍ عند المراجعة الخامسة، وقال تعالى: إنه لا يبدلُ القولُ لديَّ كما فرضت عليكَ في أمِّ الكتابِ فكلُّ حسنةِ بعشرة أمثالها، فهي خمسونَ في أمِّ الكتابِ وهي خمسٌ عليكَ. وفي آخره: فاستيقظ - صلى الله عليه وسلم - وهو في المسجدِ الحرامِ (2).
_________
(1) من (ب).
(2) البخاري (7517)،مسلم (162).(3/438)
8438 - وفي رواية ثابتِ البناني، عن أنسٍ: رفعه: أُتيتُ بالبراقِ وهو دابةٌ أبيضُ طويلٌ، فوقَ الحمارِ ودون البغلِ، يضعُ حافره عند منتهى طرفهِ، فركبته حتى أتيتُ بيتَ المقدسِ، فربطتهُ بالحلقة التي تربطُ بها الأنبياءُ، ثم دخلتُ المسجد فصليتُ فيه ركعتين ثم خرجتُ، فجاءني جبريلُ بإناءِ من خمرِ وإناءِ من لبنِ، فاخترتُ اللبنَ، فقالَ جبريلُ: اخترت الفطرةَ، ثم عرجَ بنا .. بنحو حديث قتادة.
وفيه: فإذا أنا بإبراهيم مسنداً ظهره إلى البيتِ المعمورِ، فإذا هو يدخله كلَّ يوم سبعونَ ألف ملكِ لا يعودونَ إليه، وذهب بي إلى السدرة المنتهى وإذا أوراقُها كآذان الفيلة وإذا ثمرها كالقلال، فلما غشيها من أمرِ الله تعالى ما غشى تغيرت، فما أحدٌ من خلقِ الله يستطيعُ أن ينعتها من حسنها. وفيه: أن الله تعالى حطَّ عنه في المراجعة الأولى خمساً، قال: فلم أزل أرجعُ بين ربِّي تعالى وبين موسى، حتى قال: يا محمدُ، إنهنَّ خمسُ صلواتِ لكل يومٍ وليلةِ، لكل صلاةٍ عشرٌ، فذلك خمسونَ صلاةً (1). للشيخين، والنسائي.
_________
(1) مسلم (162).(3/440)
8439 - أنس: كان أبو ذرٍ يحدثُ أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: ((فرجَ سقفُ بيتي وأنا بمكةَ فنزل جبريلُ ففرجَ عن صدري ثم غسله من ماء زمزم، ثم جاء بطستٍ من ذهبِ ممتلئ حكمة وإيماناً فأفرغها في صدري، ثم أطبقه، ثم أخذَ بيدي فعرجَ بي إلى السماءِ)) بنحوه. وفيه: ((فلما علونا السماءَ الدنيا، فإذا رجلٌ عن يمينه أسودة وعن يسارهِ أسودةُ، فإذا نظر قبلَ يمينهِ ضحك، وإذا نظرَ قبلَ شمالهِ بكى، فقالَ: مرحبًا بالنبيِّ الصالح والابن الصالحِ، قلتُ: يا جبريلُ من هذا؟ قال: هذا آدمُ، وهذه الأسودةُ عن يمينهِ وعن شمالهِ نسمُ بنيه، فأهلُ اليمين أهل الجنة، والأسودةُ التي عن شمالهِ أهلُ النارِ)). وفيه: قالَ أنسُ: فذكر أنه وجد في السموات آدم وإدريس
[ص:441] وعيسى وموسى وإبراهيم عليهم السلامُ، ولم يثبت كيف منازلُهم غير آدمَ في السماءِ الدنيا، وإبراهيمُ في السماءِ السادسةِ. وفيه: قال ابنُ شهابِ: وأخبرني ابنُ حزمِ أنَّ ابن عباسِ وأبا حبةَ الأنصاري يقولان: قال - صلى الله عليه وسلم -: ((ثم عرجَ بي حتى ظهرتُ لمستوى أسمعُ فيه صريفَ الأقلامِ)). وفيه: قال في أولِ المراجعةِ: ((فراجعتُ ربِّي فوضعَ شطرها)).وفي الثانيةِ: ((فراجعتُ ربِّي فقالُ: هي خمسٌ وهي خمسونَ)) (1). للشيخين.
_________
(1) البخاري (349)،ومسلم (163).(3/440)
8440 - ابن مسعود: لما أُسرى بالنبيِّ - صلى الله عليه وسلم - انتهى بي إلى سدرة المنتهى، وهي في السماءِ السادسةِ وإليها ينتهي ما يُعرجُ به من الأرضِ فيقبض منها، وإليها ينتهي ما يهبط به من فوقها فيقبض منها، قال تعالى: {إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى} [النجم:16] قال: فراشٌ من ذهبٍ، قال: فأُعطىَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - ثلاثاً: الصلواتُ الخمسُ، وخواتيمُ سورة البقرة، وغُفرَ لمن لا يشركُ بالله من أمته شيئاً المقحمات (1). لمسلم، والنسائي، والترمذي.
_________
(1) مسلم (173).(3/441)
8441 - بريدة: رفعه: ((لما انتهينا إلى بيتِ المقدسِ قال جبريلُ: كذا بإصبعهِ فخرقَ به الحجرَ وشدَّ به البراقُ)) (1). للترمذي.
_________
(1) الترمذي (3132)؛ قال: حديث حسن غريب، وقال الألباني في صحيح الترمذي (2504): صحيح الإسناد.(3/441)
8442 - جابر: رفعه: ((لما كذبتني قريشٌ قمتُ في الحجرِ، فجلَّى الله لي بيتَ المقدسِ، فطفقتُ أخبرهم عن آياته وأنا أنظرُ إليه)) (1). للشيخين، والترمذي.
_________
(1) البخاري (3886)،ومسلم (170).(3/441)
8443 - ولأحمد، والبزار، والكبيروالأوسط: عن ابن عباس: أنَّ أبا جهلٍ قال للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم - صبيحةَ الإِسراء كالمستهزئِ: هل كان من شيءٍ؟ فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((نعم))، قال: وما هو؟ قال: ((إنِّي أُسرى بي الليلةَ))، قال: إلى أين؟ قال: ((إلى بيتِ المقدسِ))، قال: ثمَّ أصبحتَ بين ظهرانينا! قال: ((نعم))، قال: أرأيتَ إنْ دعوتَ قومك أتحدثهُم ما حدثتني؟ قال: ((نعم))، قال: يا معشرَ بني كعبِ بن لؤيٍّ، حيهلا؛ فجاءوا، قال: حدِّث قومكَ بما حدثتني، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((إنِّي أسرى بي الليلةَ))، قالوا: إلى أين؟ قال: ((إلى بيتِ المقدسِ))، قالوا: ثمَّ أصبحتَ بين ظهرانينا! قال: ((نعم))، فمِنْ بين مصفِّقٍ، وبين واضعٍ يده على رأسِه متعجباً للكذبِ، قالوا: وتستطيعُ أن تنعتَ لنا المسجدَ؟ وفي القوم من سافرَ إلى البلد ورأى المسجدَ، قال - صلى الله عليه وسلم -: ((فما زلتُ أنعتُ حتَّى التبس علىَّ بعض النعتِ، فجئ بالمسجد حتَّى وُضع دونَ دارِ عقيلٍ فنعتُّه، وأنا أنظرُ إليه))، فقال القومُ: أما النعتُ فوالله لقد أصابَ (1).
_________
(1) أحمد 1/ 309،والبزار كما في ((كشف الأستار)) 1/ 45 - 46 (56)،والطبراني 12/ 67 - 168 (12782)،و ((الأوسط)) 3/ 52 (2447)،وقال الهيثمي 1/ 64 - 65: رجال أحمد رجال الصحيح، وذكره الألباني في الصحيحة (2031).(3/442)
8444 - أبو هريرة: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أتى بفرسٍ يجعل كلَّ خطوةٍ منه أقصى بصره، فسار ومعه جبريلُ، فأتى على قومٍ يزرعون ويحصدون في يومٍ، كلَّما حصدُوا عاد كما كان، فقال: ((يا جبريلُ: منْ هؤلاء))؟ قال: المجاهدون تضاعفُ لهم الحسنةُ بسبعمائةِ ضعفٍ، وما أنفقوا من شيءٍ فهو يخلفهُ، ... ثمَّ أتى على قومٍ ترضخ رءوسُهم بالصخرِ، كلَّما رُضخت عادتْ كما كانت، قال: ((من هؤلاء؟)) قال: الذين تثاقلت رءوسُهم عن الصلاة، ثمَّ أتى على قومٍ على أدبارهم رقاعٌ، وعلى
[ص:443] أقبالهم رقاعٌ، يسرحُون كما تسرحُ الأنعامُ إلى الضريعِ والزقومِ ورضفِ جهنمَ، قال: ((من هؤلاءِ؟)) قال: الذين لا يؤدون صدقةَ أموالهم، ... ثمَّ أتى على قومٍ بين أيديهم لحمٌ في قدرٍ نضيجٌ، ولحمٌ آخرٌ نئٌ خبيثٌ، فجعلوا يأملون الخبيثَ ويدعون النضيجَ، قال: ((من هؤلاء؟)) قال: الرجلُ من أمتكَ يقومُ من عند امرأته فيأتي المرأةَ الخبيثةَ فيبيتُ معها، والمرأةُ تقومُ من عندِ زوجها فتأتي الرجلَ الخبيثَ فتبيتُ عنده، ... ثم أتى على رجلٍ قد جمع حزمةً عظيمةً لا يستطيعُ حملها، وهو يريدُ أن يزيد عليها، فقال: ((ما هذا الرجلُ؟)) قال: رجلٌ من أمتكَ عليه أمانةُ الناسِ لا يستطيعُ أداءها وهو يزيدُ عليها، ثمَّ أتى على قومٍ تُقرضُ شفاهُهُم وألسنتُهم بمقاريضَ من حديدٍ، كلَّما قُرضتْ عادت، قال: ((ما هؤلاء؟)) قال: خطباءُ الفتنةِ، ثمَّ أتى على حجرٍ صغير، يخرجُ منه ثورٌعظيم، فيريدُ الثورُ أنْ يدخل من حيثُ خرجَ فلا يستطيعُ، قال: ((ما هذا؟))
قال: الرجلُ يتكلَّم الكلمة العظيمةِ فيندمُ، فيريدُ أن يردَّها فلا يستطيعُ، ثمَّ أتى على وادٍ فوجدَ ريحاً طيبةً وريحَ مسكٍ مع صوتٍ، قال: ((ما هذا؟)) قال: صوتُ الجنةِ، تقولُ يا ربّ ائتني بأهلي وبما وعدتني، فقد كثُر غرسي، وحريري، وسندسي، وإستبرقي، وعبقرييِّ، ومرجاني، وفضتي، وذهبي وأكوابيِ، وصحافي، وأباريقي، وفواكهي، وعسلي، وثيابي، ولبني، وخمري، ائتني بما وعدتني، قال: لكِ كلُّ مسلمٍ ومسلمةٍ، ومؤمن ومؤمنةٍ، ومن آمنَ بي وبرسلي، وعملَ صالحاً ولم يشرك بي شيئًا، ولم يتخذ من دوني أنداداً؛ فهو آمنٌ، ومن سألني أعطيتُه، ومن أقرضني جزيتُه، ومن توكَّل علي كفيتُه، إني أنا الله لا إله إلا أنا، لا خلفَ لميعادي، قد أفلح المؤمنونَ، تباركَ الله أحسنُ الخالقين، فقالتْ: قد رضيتُ، ثمَّ أتى على وادٍ فسمعَ صوتاً منكراً، فقال: ((ما هذا؟)) قال: صوتُ جهنم، تقولُ يا ربُّ ائتني بأهلي وبما وعدتني، فقد كثُر سلاسلي، وأغلالي، وسعيري، وحميمي، وغساقي، وغسليني، وقد بعُد قعري واشتدَّ حرّي، ائتني بما وهدتني، قال: لك كلُّ مشركٍ ومشركةٍ، وخبيثٍ وخبيثةٍ، وكلُّ جبارٍ لا يؤمنُ بيومِ الحسابِ، قالتْ: قد رضيتُ، ثمَّ سار حتَّى أتي بيتَ المقدسِ، فنزل فربطَ فرسَه إلى صخرةٍ فصلَّى مع الملائكةِ، فلمَّا قضيت الصلاةُ، قالوا: يا جبريلُ، من هذا معكَ؟ قال: هذا محمدٌ رسولُ الله خاتمُ النبيين، قالوا: وقد أُرسلَ إليه؟ قال: نعم، قالوا: حيَّا الله من أخٍ ومن خليفةٍ، فنعمَ الأخُ ونعم
[ص:444] الخليفةُ، ثمَّ لقوا أرواحَ الأنبياءِ فأثنوا على ربِّهم، ... فقال إبراهيمُ: الحمدُ للهِ الذي اتخذني خليلاً وأعطاني مُلكاً عظيماً وجعلني أمةً قانتاً، واصطفاني برسالاتهِ وأنقذني من النارِ، وجعلها علىَّ برداً وسلاماً، ثمَّ قال موسى: الحمدُ للهِ الذي كلَّمني تكليمًا واصطفاني، وأنزلَ علىَّ التوراةَ، وجعل هلاكَ فرعونَ ونجاةَ بنى إسرائيلَ على يدي، وقال داودُ: الحمدُ
للهِ الذي جعلَ لي ملكاً وأنزل علىَّ الزبور، وألانَ لي الحديدَ، وسخَّرَ لي الجبالَ يسبحنَ معي والطيرُ، وآتاني الحكمةَ وفصلَ الخطابِ، ... وقال سليمانُ: الحمدُ للهِ الذي سخَّر لي الرياحَ والجنَّ والإِنسَ وسخَّرَ لي الشياطين يعملون ما شئتُ من محاريبَ وتماثيلَ وجفانٍ كالجوابِ وقدورٍ راسياتٍ، وعلَّمني منطقَ الطيرِ، وأسالَ لي عينَ القطرِ، وأعطاني ملكاً لا ينبغي لأحدٍ من بعدي، وقال عيسى: الحمدُ للهِ الذي علَّمني التوراةَ والإِنجيلَ وجعلني أُبرئُ الأكمه والأبرصَ وأُحيي الموتى بإذنهِ، ورفعني وطهرَّني من الذين كفروا، وأعاذني وأمِّي من الشيطانِ الرجيم، ولم يجعل للشيطانِ علينا سبيلاً، ... وقال محمدٌ - صلى الله عليه وسلم -: ((كلُّكُم أثنى على ربِّه، وأنا مثنٍ على ربِّي: الحمدُ للهِ الذي أرسلني رحمةً للعالمين، وكافةً للناسِ بشيراً ونذيراً، وأنزل علىَّ القرآن فيه تبيانُ كلِّ شيءٍ، وجعل أمتَّي خيرَ أمةٍ أخرجت للناسِ، وجعل أمَّتي وسطًا، وجعل أمَّتي هم الأولون وهُم الآخرون، وشرح لي صدري ووضعَ عنِّي وزري، ورفع لي ذكري، وجعلني فاتحًا وخاتمًا))، ... فقال إبراهيمُ: بهذا فضلكم محمدٌ - صلى الله عليه وسلم - ثمَّ أتى بآنيةٍ ثلاثةٍ مغطاةٍ، فدفعَ له إناءٌ فقيل له: اشربْ فيه ماءٌ، ثمَّ دفع له آخر فيه لبنٌ فشربَ منه حتَّى رُوىَ، ثم دفعَ له آخرَ فيه خمرٌ، فقال: قد رويتُ لا أذوقُه، فقيلَ له قد أصبتَ، أما إنها ستحرَّم على أمتكَ، ولو شربتها لم يتبعكَ من أمتكَ إلا قليلٌ، ثم صعدَ به إلى السماءِ ..
بنحو حديثِ قتادةَ، إلا أنَّه قال في آدمَ: عن يمينه بابٌ تخرجُ منه ريحٌ طيبةٌ، وعن شمالهِ بابٌ تخرجُ منه ريحٌ خبيثةٌ، إذا نظر إلى البابِ الذي عن يمينه ضحكَ، وإلى الذي عن يسارِه بكى، فقال: ((يا جبريلُ ما هذا؟)) قال: أبوكَ آدمُ، وهذا البابُ الذي عن يمينهِ بابُ الجنةِ، إذا رأى من يدخله من ذريتهِ ضحكَ، وإذا نظرَ إلى البابِ الذي عن شمالهِ بابِ جهنمَ ومن يدخله من ذريتهِ بكى، ... وقال في إبراهيم: ((فإذا هو برجلٍ أشمطَ على
[ص:445] كرسيٍّ عند بابِ الجنةِ، وعنده قومٌ سودُ الوجوهِ، -يعني بعضُهم- فقاموا فدخلُوا نهراً يُقالُ له نعمةُ الله، فاغتسلوا فخرجوا وقد خلصَ من ألوانهم شيءٌ، فدخلوا نهراً آخرَ، يقالُ له: رحمةُ الله، فاغتسلوا فخرجوا وقد خلصَ من ألوانهم شيءٌ، فدخلوا نهراً، فذلك قولُه: {وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَاباً طَهُوراً} [الإنسان: من الآية21]، فخرجوا وقد خلصَ ألوانُهم، من ألوانِ أصحابهم، فقال: يا جبريلُ ما هذا؟)) قال: أبوكَ إبراهيمُ أولُ من شمطَ على الأرضِ، وهؤلاء البيضُ الوجوهِ، قومٌ لم يلبسوا إيمانهم بظلمٍ، وهؤلاء قد خلطُوا عملاً صالحاً وآخرَ سيئاً، تابوا فتابَ الله عليهم، ثم مضى إلى السدرةِ يخرجُ من أصلها أنهارٌ من ماءٍ غيرِ آسنٍ، وأنهارٌ من لبنٍ لم يتغير طعمُه، وأنهارٌ من خمرٍ لذةً للشاربين، وأنهارٌ من عسلٍ مصطفَّى، وهي شجرةٌ يسيرُ الراكبُ فيظلِّها سبعين عامًا، وإنَّ ورقةً منها مظلةُ الخلقِ، فغشيها نورٌ وغشيتْها نورٌ وغشيتها الملائكةُ، وذلك قولُه: {إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى} [النجم:16]، فقال له تعالى: سلْ، فقال: ((إنكَ اتخذتَ إبراهيمَ خليلاً، وكلمتَ موسى تكليماً، وأعطيتَ داودَ ملكاً عظيماً، وألنتَ له الحديدَ، وسخرتَ له الجبالَ، وأعطيتَ سليمانَ ملكاً عظيماً، وسخرتَ له الجنَّ والإنسَ والشياطين والرياحَ، وعلمتَ عيسى التوراةَ والإِنجيل وجعلتهُ يبرئُ الأكمه والأبرصَ))، فقال له
تعالى: قد اتخذتُك حبيباً، ومكتوبٌ في التوراةِ: محمدٌ حبيبُ الرحمنِ، وأرسلتُكَ إلى كافة الناس، وجعلت أمتكَ الأولين والآخرين، ولا تجوزُ لهم خطبةٌ حتَّى يشهدوا أنكَ عبدي ورسولي، وجعلتُك أولَ النبيين خلقاً وآخرهم بعثاً، وأعطيتُك سبعاً من المثاني ولم أعطها نبيًّا قبلك، وأعطيتُك خواتيم سورة البقرةِ من كنزٍ تحتَ العرشِ لم أعطها نبيًّا قبلكَ، وجعلتُكَ فاتحاً وخاتماً، ثم ذكر فرض الصلاةِ ومراجعة موسى، فحطَّ عشراً ثمَّ عشراً ثم عشراً ثمَّ عشراً ثمَّ خمساً (1). للبزار.
_________
(1) البزار كما في ((كشف الأستار)) 1/ 38 (55)،وقال الهيثمي 1/ 67 - 73: رجاله موثقون إلا أن الربيع بن أنس قال عن أبي العالية أو غيره فتابعيه مجهول، وقال الألباني في ضعيف الترغيب والترهيب (2122): منكر.(3/442)
8445 - شداد بن أوس: قلنا يا رسولَ الله، كيف أُسرى بكَ؟
قال: ((صليتُ بأصحابي العتمةَ بمكةَ معتماً فأتاني جبريلُ بدابةٍ بيضاءَ فوق الحمارِ ودون البغلِ، فاستصعبَ عليَّ، فأدارهَا بأذنها حتَّى حملني عليها، فانطلقتُ حتَّى انتهينا إلى أرضٍ ذات نخلٍ، قال: انزل فنزلتُ، ثمَّ قال: صلِّ فصليتُ ثمَّ ركبنا، قال لي: أتدري أين صليت قلتُ: الله أعلم قال: صليتَ بيثربَ، ثمَّ انطلقنا حتَّى بلغنا أرضاً بيضاءَ، قال لي: انزل فنزلتُ، ثمَّ قال لي: صلِّ فصليتُ، ثم ركبنا، قال أتدري أين صليتَ؟
[ص:446] قلتُ: الله أعلمُ، قال: صليتَ بمدينَ، صليتَ عند شجرةِ موسى، ثمَّ انطلقنا حتَّى قال: انزلْ فنزلتُ، فقال: صلِّ فصليتُ، ثمَّ ركبنا، فقال: أتدري أينَ صليتَ؟ قلتُ: الله أعلمُ، قال: صليتَ ببيتِ لحمٍ حيثُ ولدَ عيسى، ثمَّ انطلق بنا حتَّى دخلنا المدينةَ فأتى قبلةَ المسجدِ فربط دابتَه ودخلَ المسجدَ، فصليتُ ثمَّ أتيتُ بإناءين)) بنحوه، ... وفيه: ((ثمَّ انطلقَ بي حتَّى أتيتُ الوادي الذي بالمدينةِ، فإذا جهنمُ تنكشفُ عن مثلِ الزرابيِّ))، قلنا: يا رسولَ الله، كيف وجدتَها؟ قال: ((مثلُ)) وذكرَ شيئاً ذهبَ عنِّي، ((ثم مررنا بعير لقريشٍ بمكانِ كذا وكذا قد أضلُّوا بعيراً لهم فسلَّمتُ عليهم، فقال بعضُهم لبعضٍ: هذا صوتُ محمدٍ، ثم أتيتُ أصحابي قبلَ الصبحِ بمكةَ، فأتاني أبو بكرٍ فقال: يا رسول الله، أين كنتَ الليلةَ؟ قد التمستُكَ في مكانكَ فلم أجدكَ، قال إني أتيتُ بيتَ المقدسِ الليلةَ، قال: يا رسولَ الله، إنه مسيرةُ شهرٍ فصفهُ لي، ففُتح لي شراكٌ كأنِّي أنظرُ إليه، لا يسألوني عن شيءٍ إلا أنبأتُهم عنه، فقال أبو بكرٍ: أشهدُ أنكَ رسولُ الله، فقال المشركون: انظروا إلى ابن أبي كبشةَ يزعمُ أنه أتى بيتَ المقدسِ الليلةَ))، قال: ((نعم وقد مررتُ بعيرٍ لكم بمكانِ كذا وكذا وقد أضلُّوا بعيرًا لهم، وأنا مسيرهم لكُم: ينزلون بكذا، ثم يأتونكُم يوم كذا، يقدمُهُم جملٌ عليه مسحٌ أسودُ وغرارتان سوداوان))، فلمَّا
كان ذلك اليومُ أشرفَ الناسُ ينظرون حتَّى كان قريبا من نصفِ النهارِ، أقبلتِ العيرُ يقدمهم ذلك الجملُ الذي وصفَ - صلى الله عليه وسلم - (1). للبزار، والكبير بلين.
_________
(1) البزار 8/ 409 (3484)،والطبراني 7/ 282 - 283 (7142)،وقال الهيثمي 1/ 73: فيه إسحاق بن إبراهيم بن العلاء، وثقه يحيى بن معين، وضعفه النسائي.(3/445)
8446 - وللبزار، والموصلي، والكبير نحوه، وفيه: إنَّ البراقَ إذا أتى على جبلٍ ارتفعت رجلاهُ، وإذا هبطَ ارتفعت يداهُ، وإنَّه - صلى الله عليه وسلم - صلَّى بالأنبياءِ في بيتِ المقدسِ (1).
_________
(1) الطبراني 10/ 69 (9976)،أبو يعلى 8/ 449 (5036)،وقال الهيثمي 1/ 74: رجاله رجال الصحيح، وقال الألباني في ضعيف الجامع (131): ضعيف جداً.(3/446)
8447 - أنس رفعه: ((بينا أنا قاعدٌ إذ جاء جبريلُ فوكز بين كتفي، فقمتُ إلى شجرةِ فيها كوكري الطير، فقعد في أحدهما وقعدتُ في الآخرِ، فنمت، وارتفعت
[ص:447] حتى سدت الخافقين، وأنا أقلبُ طرفي، ولو شئتُ أن أمسَّ السماءَ لمسستُ، فالتفتَ إلىَّ جبريلُ كأنه حلسُ لاطئ، فعرفتُ فضلَ علمه بالله علىَّ، وفتحَ باب من أبوابِ السماءِ، ورأيتُ النورَ الأعظمَ، وإذا دون الحجابِ رفرفةُ الدرِّ والياقوتِ، فأوحي إلىَّ ما شاءَ أن يوحى)) (1). للبزار، والأوسط.
_________
(1) البزار كما في ((كشف الأستار)) (158)،الطبراني في ((الأوسط)) 4/ 62،وضعفه ابن كثير في ((تفسيره)) 7/ 420، وضعفه الألباني في الضعيفة (5444).(3/446)
من إخباره - صلى الله عليه وسلم - بالمغيبات(3/447)
8448 - جابر بن سمرة رفعه: ((إذا هلكَ كسرى فلا كسرى بعده، وإذا هلكَ قيصر فلا قيصر بعده، والذي نفسي بيده، لتنفقنَّ كنوزُهما في سبيلِ الله)) (1). للشيخين.
_________
(1) البخاري (3121)،ومسلم (2919).(3/447)
8449 - عدى بن حاتم: بينا أنا عند النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - إذ أتاه رجلٌ فشكى إليه الفاقةَ، ثم أتاه آخرُ فشكى إليه قطع السبيلِ، فقالَ: ((يا عديُّ: هل رأيتَ الحيرةَ؟))
قلتُ: لم أرها وقد أنبئتُ عنها، قالَ: ((إن طالت بكَ حياةٌ لترينَّ الظعينةَ ترتحلُ من الحيرة حتى تطوفَ بالبيت لا تخافُ أحداً إلا الله))، قلتُ: فيما بيني وبين نفسي فأين دعارُ طيء الذين سعروا البلادَ؟ ((ولئن طالت بك حياةٌ لتفتحنَّ كنوزُ كسرى))، قلت: كسرى بن هرمز! قالَ: ((كسرى بن هرمز، ولئن طالت بك حياةٌ لترينَّ الرجلَ يخرجُ ملءَ كفِّه من فضةٍ أو ذهبٍ يطلبُ من يقبلُه منه فلا يجدُ أحداً يقبلهُ منه، وليلقينَّ الله أحدُكم يومَ يلقاهُ وليس بينه وبينه حجابٌ ولا ترجمانُ يترجمُ له، فليقولنَّ: ألم أبعث إليكَ رسولاً فيبلغكَ؟ فيقولُ: بلى يا ربّ، فيقولُ: ألم أعطك مالاً وأفضلُ عليكَ؟ فيقولُ: بلى، فينظرُ عن يمينهِ فلا يرى إلا جهنم، وينظرُ إلى شمالهِ فلا يرى إلا جهنمَ))، وسمعتهُ - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: ((اتقوا النارَ ولو بشقِ تمرةٍ، فمن لم يجد شقَّ تمرةِ فبكلمةِ طيبةِ))، قال عديُّ: فرأيت الظعينةَ ترتحلُ من الحيرةِ حتى تطوفَ بالكعبةِ لا تخافُ إلا الله، وكنتُ فيمن افتتح كنوز كسرى، ولئن طالت بكم حياةٌ لترونَّ ما قالَ أبو القاسم - صلى الله عليه وسلم -: ((يخرجُ ملءَ كفِّهِ)) (1). للبخاري.
_________
(1) البخاري (3595).(3/447)
8450 - ثوبان: رفعه: ((زويت لي الأرضُ فرأيتُ مشارقها ومغاربها، وإنَّ أمتي سيبلغُ ملكُها ما زُوي لي منها، وأعطيتُ الكنزين الأحمر والأبيضَ، وإني سألتُ ربي لأمتي أن لا يهلكَها بسنةٍ عامةِ، وأن لا يسلطَ عليهم عدواً من أنفسهم فيستبيحَ بيضتهم، وإنَّ ربي قالَ: يا محمدُ، إذا قضيتُ قضاءً فإنَّه لا يردُّ، وإني أعطيتكَ لأمتكَ أن لا أهلكُهم بسنةٍ عامةٍ ولا أسلط عليهم عدواً سوى أنفسهم يستبيحُ بيضتهم، ولو اجتمعَ عليهم من بأقطارهاِ، -أو قالَ: من بين أقطارها- حتى يكونَ بعضهم يهلكَ بعضاً ويسبى بعضُهم بعضاً، وإنما أخافُ على أمتي الأئمة المضلينُ، وإذا وضعَ السيفُ في أمتي لم يرفع عنها إلى يومِ القيامةِ، ولا تقومُ الساعةُ حتى يلتحق قبائلُ من أمتي بالمشركينَ، وحتى تعبدَ قبائلُ من أمتي الأوثانَ وإنه سيكونُ في أمتي كذابونَ ثلاثون، كلٌّ يزعمُ أنه نبيٌ وأنا خاتمُ النبيين لا نبيٌ بعدي، ولا تزالُ طائفة من أمتي على الحقِ ظاهرينَ لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمرُ الله)). لمسلم، والترمذي، وأبي داود بلفظه. قالَ ابنُ المديني: هم أصحابُ الحديثِ (1).
_________
(1) مسلم (2889) بعضه، وأبو داود (4252).(3/448)
8451 - جابر: رفعه: ((هل لكم من أنماطٍ؟)) قلتُ: أَنَّى يكونُ لنا الأنماطُ؟! قال: ((أَمَا إنها ستكونُ لكم الأنماطُ))، فكانت؛ فأنا أقولُ لها -يعني امرأته- أَخِّرى عني أنماطك، فتقولُ ألم يقل - صلى الله عليه وسلم -:ستكونُ لكم الأنماطُ؟ فأدعها (1). للستة إلا مالكًا.
_________
(1) البخاري (3631)،ومسلم (2083).(3/448)
8452 - أبو هريرة: رفعه: إن الله يبعثُ لهذه الأمةِ على رأسٍ كلِّ مائةِ سنةِ من يجدِّدُ لها دينها (1). لأبي داود.
_________
(1) أبو داود (4291)،وقال الحافظ ابن حجر في ((توالي التأسيس)): أنه قوي لثقة رجاله [توالي التأسيس: (45 - 49) بتصرف]،وصححه الألباني في صحيح أبي داود (3606).(3/448)
8453 - حذيفة: قام فينا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - مقامًا، فما ترك شيئًا يكونُ من مقامهِ ذلك إلى قيامِ الساعةِ إلا حدثه، حفظهُ من حفظه، ونسيهُ من نسيهُ،
[ص:449] قد علمه أصحابي هؤلاء وإنه ليكونُ منه الشيءُ قد نسيته، فأراه، فأذكره كما يذكرُ الرجلُ وجهَ الرجلِ إذا غابَ عنه، ثم إذا رآه عرفه (1). للشيخين وأبي داود.
_________
(1) البخاري (6604)،ومسلم (2891).(3/448)
8454 - ابن مسعود: رفعه: ((تدورُ رحى الإِسلام لخمسٍ وثلاثينَ أو ستِ وثلاثينَ أو سبعٍ وثلاثين، فإن يهلكوا فسبيلُ من هلكَ، وإن يقم لهم دينهم يقم لهم سبعين عامًا))، قلتُ مما بقى أو مما مضى. قال: ((مما مضى)) (1).
_________
(1) أبو داود (4254)،وصححه الحاكم في ((المستدرك)) 4/ 521،ووافقه الذهبي، وصححه الألباني في ((الصحيحة)) (976).(3/449)
8455 - سعد رفعه: ((إني لأرجو أن لا يعجز الله أمتي عندَ ربِّها أن يؤخرهم نصفَ يومِ))، قيل لسعدٍ: كم نصفُ يومِ؟ قال: خمسمائة سنةٍ (1). هما لأبي داود.
_________
(1) أحمد 1/ 170،وأبو داود (4350)،وصححه الحاكم في ((المستدرك)) 4/ 424،ووافقه الذهبي، وقال المناوي في ((فيض القدير)) 3/ 21: سنده جيد، وصححه ابن حبان 15/ 46 (6664)، وصححه الألباني في صحيح أبي داود (3656).(3/449)
8456 - أبو هريرة: لما فتحت خيبرُ أهديت للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم - شاةٌ فيها سمٌ، فقالَ: ((اجمعوا لي من كان ههنا من اليهود))، فجمعوا، فقالَ لهم: ((إني سائلكم عن شيءِ فهل أنتم صادقي عنه؟)) قالوا: نعم، يا أبا القاسم، فقال لهم: ((من أبوكم؟)) قالوا: فلانٌ، قال: ((كذبتم أبوكم فلانٌ))، قالوا: صدقت وبررتَ، قالَ: ((هل أنتم صادقي عن شيءِ إن سألتكم عنه؟)) قالوا: نعم، وإن كذبناك عرفت كما عرفته في أبينا، قال لهم: ((من أهلُ النارِ؟)) قالوا: نكونُ فيها يسيراً ثم تخلفونا فيها، قال: ((اخسئوا فيها، والله لا نخلفكم فيها أبداً))، قال: ((هل أنتم صادقي عن شيءِ إن سألتكم عنه؟)) قالوا: نعم، قال: ((هل جعلتم في هذه الشاة سماً؟)) قالوا: نعم، قالَ: ((فما حملكم على ذلك؟)) قالوا: أردنا أن كنتَ كاذباً أن نستريحُ منكَ، وإن كنتَ صادقاً لم يضركَ. للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (3169).(3/449)
8457 - جابر: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قدمَ من سفرِ، فلما كان قربَ المدينةِ هاجت ريحٌ شديدةٌ تكادُ أن تدفن الراكبَ، فزعمَ أنه - صلى الله
[ص:450] عليه وسلم - قال: ((بعثت هذه الريحُ لموتِ منافقِ))، فلما قدمَ المدينةَ إذا عظيمُ المنافقين قد ماتَ. لمسلم (1).
_________
(1) مسلم (2782).(3/449)
8458 - عاصم بن كليب، عن أبيه عن رجلٍ من الأنصارِ قالَ: خرجنا مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - في جنازةِ، فرأيته - صلى الله عليه وسلم - وهو على القبرِ يوصى الحافرَ يقول: ((أوسع من قبل رجليه، أوسع من قبل رأسه))، فلما رجعَ استقبله داعي امرأةِ فأجابَ ونحن معه، فجيء بالطعامِ فوضعَ يدهَ، ثم وضعَ القومُ فأكلوا، ففطنَ آباؤنا والنبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يلوكُ لقمةً في فيهِ، ثم قالَ: أجدُ لحمَ شاة أخذت بغير إذن أهلها، فأرسلت المرأة تقولُ: يا رسول الله، إني أرسلتُ إلى البقيع، وهو موضعٌ تباع فيه الغنمَ لتشترى لي شاةُ فلم توجد، فأرسلتُ إلى جارٍ لي قد اشترى شاةً أن يرسلَ بها إليَّ بثمنها فلم يُوجد فأرسلتُ إلى امرأتهِ فأرسلتْ بها إليَّ، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((أطعمي هذا الطعامَ الأسرى)) (1). لأبي داود.
_________
(1) أبو داود (3332)،وقال ابن حجر في ((التلخيص)): إسناده صحيح، وصححه الألباني في صحيح أبي داود (3850).(3/450)
8459 - عائشة: أنَّ بعضَ أزواج النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قلنَ: يا رسولَ الله، أينا أسرعُ بك لُحوقاً؟ قال: ((أطولُكُنَّ يداً))، فأخذوا قصبةً يذرعونها، وكانت سودةُ أطولهن يداً، فعلمنا بعد إنما كان طولَ يدها الصدقةُ، وكانت أسرعنا لحوقاً به، وكانت تحبُ الصدقةَ (1). للشيخين.
_________
(1) البخاري (1420)،ومسلم (2452).(3/450)
8460 - وفي رواية: قال: قالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أسرعُكنَّ لحوقًا بي أطولكنَّ يدًا)) فكنَّ يتطاولن أيتهنَّ أطولُ يدًا، وكانت أطولنا يداً زينبُ، لأنها كانتْ تعملُ بيدها وتتصدَّقُ (1).
_________
(1) مسلم (2452).(3/450)
8461 - علي: رفعه: ((يخرجُ رجلٌ من وراءِ النهرِ يُقالُ له الحارثُ، على مُقدِّمته رجلٌ يُقال له منصورٌ، يُوطئُ أو
[ص:451] يُمكِّنُ لآلِ محمدٍ كما مكَّنتْ قريشٌ للنبي ِّ - صلى الله عليه وسلم -، وجبَ على كلِّ مسلمٍ نصرُه)) أو قالَ: ((إجابتُه)) (1). لأبي داود.
_________
(1) أبو داود (4290)،وقال المنذري في ((مختصره)): وهذا أيضًا منقطع، وقال فيه أبو داود: قال هارون -يعني ابن المغيرة- وقال الحافظ أبو القاسم الدمشقي: هلال بن عمرو؛ وهو غير مشهور عن علي، وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (924).(3/450)
8462 - ابن أبي كثيرقال: قال أبو سهم: مرَّتْ بي امرأةٌ في المدينةِ فأخذتُ بكشحها ثم أطلقتُها، فأصبح النبي - صلى الله عليه وسلم - في المدينة يبايعُ الناسَ فأتيتُه، فقال: ((ألستَ صاحبَ الجبذةِ بالأمسِ))، قلتُ: بلى، فإني لا أعودُ يا رسولَ الله فبايعني. لرزين (1).
_________
(1) رواه الطبراني في ((الكبير)) 22/ 373 من طريق قيس بن أبي حازم، وقال الحافظ في ((الإصابة)) 4/ 103: إسناده قوي.(3/451)
8463 - أنس: كان وهبُ بنُ عميرٍ شهدَ أحدًا كافرًا فأصابتُه جراحةٌ، فكان في القتلى؟
فمرَّ به رجلٌ من الأنصارِ، فعرفه فوضع سيفه في بطنه حتى خرج من ظهرهِ ثم تركه، ولما دخل الليلُ وأصابهَ البردُ لحق بمكةَ فبرأ فاجتمع هو وصفوانُ بنُ أميةَ في الحجرِ، فقال لصفوانَ: لولا عيالي ودينٌ عليَّ لأحببتُ أن أكون أنا الذي أقتلُ محمدًا بنفسي، فقال صفوانُ: فعيالُكَ وديُنك عليَّ، فخرج فشحذ سيفه وسمَّه، ثم خرجَ إلى المدينةِ، فلما قدمها رآه عمرُ فهاله ذلك وشقَّ عليه، وقال لأصحاب النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: إني رأيتُ وهبًا قدم فرابني قدومُه وهو رجلٌ غادرٌ فأطيفوا بنبيِّكم، فأطافوا به، فجاءَ وهبُ فوقف على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وقال: أنعم صباحًا يا محمدُ، فقال: ((قد أبدلنا الله خيراً منها))، وقال له - صلى الله عليه وسلم -: ((ما أقدمك؟)) قال: جئتُ أفدي أساراكم، قال: ((ما بالُ السيفِ؟)) قال: أما إنا قد حملناها يوم بدرٍ فلم يفلحنَ ولم ينجحنَ، قال: ((فما شيءٌ قلتَ لصفوانَ وأنتما بالحجر؟ لولا عيالي وديني لكنتُ أنا الذي أقتل محمدًا بنفسي))، فأخبره - صلى الله عليه وسلم - الخبرَ، فقال وهبُ: هاه كيفَ قلتَ؟ فأعاد عليه قالَ وهبٌ: قد كنت تخبرُنا خبر أهلِ الأرضِ فنكذبُك، فأراك تُخبرُ خبر أهلِ السماءِ، أشهدُ أن لا إله إلا الله وأنك رسولُ الله، فقالَ: يا رسولَ، الله أعطني عمامتك، فأعطاه - صلى الله عليه وسلم - عمامته، ثم خرجَ راجعًا إلى مكةَ، فقال عمرُ: لقد قدم وإنه أبغضُ إليَّ من الخنزير ثُمَّ رجعَ وهو أحبُ إليَّ من ولدي (1). للكبير.
_________
(1) الطبراني 17/ 61 - 62،وقال الهيثمي 8/ 287: رجاله رجال الصحيح.(3/451)
8464 - أبو حميد الساعدي: انطلقنا حتى قدمنا تبوكَ، فقالَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: ((ستهبُّ عليكم الليلةَ ريحٌ شديدةٌ فلا يقم فيها أحدٌ، فمن كان له بعيرٌ فليشدَّ عقالَه فهبت ريحٌ شديدة، فقامَ رجلٌ فحملته الريحُ حتى ألقته بجبلي طيِّ)) (1). للشيخين، وأبي داود مطولاً.
_________
(1) البخاري (1481)،ومسلم (1392).(3/452)
8465 - عبد الله بنُ عمروٍ الخزاعي: عن أبيه قالَ: دعاني النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - وأرادَ أن يبعثني بمالٍ إلى أبي سفيانَ بمكةَ ليقسمه في قريشٍ بعد الفتحِ فقال: ((التمس صاحبًا))، فجاءني عمروُ بنُ أميةَ الضمريِّ فقالَ: بلغني أنَّكَ تريدُ الخروجَ إلى مكةَ وتلتمسُ صاحبًا، قلتُ: أجلْ، قالَ: فأنا لك صاحبٌ، فجئتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فقلتُ: قد وجدتُ صاحباً، قال: ((مَنْ؟)) قلتُ: عمرو بن أميةَ، قال: ((إذا هبطت بلاد قومِه فاحذره، فإنه قد قالَ القائلُ: أخوك البكري لا تأمنه))، فخرجنا حتى إذا كُنا بالأبواءِ قال: إني أريد حاجةً إلى قومي، ووددتُ أن تلبث لي قليلاً، فقلتُ: انصرف راشدًا، فلما وليَّ ذكرتُ قولَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فشددتُ على بعيري فخرجتُ أوضعه، حتى إذا كنتُ بالأصافرِ إذا هو يعارضني في رهطٍ، فأوضعتُ فسبقتُه، فلما رآني قد فته جاءني فقال: قد كانت لي إلى قومي حاجةٌ، قلتُ: أجل، ومضينا حتى قدمنا مكةَ فدفعتُ المالَ إلى أبي سفيانَ (1). لأبي داود.
_________
(1) أبو داود (4861)،وقال المنذري 7/ 205: في إسناده: محمد بن إسحاق بن يسار، وفيه مقال، وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (1036).(3/452)
من كلام الحيوانات والجمادات له - صلى الله عليه وسلم -(3/452)
8466 - أبو سعيد: عدي الذئبُ على شاةٍ فأخذها، فطلبه الراعي فانتزعها منه، فأقعى الذئبُ على ذَنَبِهِ فقالَ: ألا تتقي الله تنزعُ مني رزقًاً ساقه الله إليَّ، فقالَ: يا عجبًا! ذئبٌ يكلمني بكلام الإِنسِ، فقالَ الذئبُ ألا أخبرُك بأعجبَ من ذلك محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - بيثربَ يُخبرُ الناسَ بأنباء ما قد سبق، فأقبلَ الراعي بغنمه حتى دخل المدينةَ، فزواها إلى زاويةٍ،
[ص:453] ثُمَّ أتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فأخبره، فأمر - صلى الله عليه وسلم - فنُودي الصلاةُ جامعةٌ ثُمَّ خرجَ، فقال للأعرابيِّ: ((أخْبرهُم)) فأخبرهم (1). لأحمد والبزار مطولاً.
_________
(1) أحمد 3/ 84،والبزار كما في ((كشف الأستار)) (2431)،وقال الهيثمي 8/ 291: رجال أحد إسنادي أحمد رجال الصحيح. وصححه الألباني في الصحيحة (122).(3/452)
8467 - عمر: جاءَ أعرابيٌّ من بني سُليم قد صادَ ضبًا وجعله في كُمِّه، فأقبل على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فقالَ: يا محمدُ ما اشتملتِ النساءُ على ذي لهجةٍ أكذبَ منك وأنقصَ ولولا أن تسميني العربُ عجولاً لعجلتُ عليك فقتلتُك، فقال عمرُ: يا رسولَ الله! دعني أقتلُه، فقالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((أما علمتَ أنَّ الحليمَ كاد يكون نبيًا))، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((يا أعرابي ما حملك على أن قلت غير الحقّ ولم تُكرم مجلسي؟)) فقالَ الأعرابيُّ: واللات والعزى لا آمنتُ بك حتى يُؤمنَ هذا الضبُّ، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((يا ضبُ من تعبدُ؟)) فقال الضبُّ: بلسانٍ عربيِّ مبينٍ: لبيكَ وسعديكَ يا رسولَ الله! أعبدُ الذي في السماءِ عرشُه، وفي الأرضِ سلطانهُ، وفي البحر سبيلُه، وفي الجنة رحمته، وفي النارِ عذابهُ، قال: ((فمن أنا؟)) قال: أنتَ رسولُ ربِّ العالمين، وخاتمُ النبيين قد أفلح من صدَّقك، وقد خابَ من كذَّبكَ، فقال الأعرابيُّ: أشهدُ أن لا إله إلا الله وأنكَ رسولُ الله حقًا، والله لقد أتيتُك وما على الأرض أبغضُ إليَّ منك، ووالله لأنت الساعةَ أحبُّ إليَّ من نفسي ومن والدي، فقد آمنتُ بك بشعري وبشري وداخلي وخارجي وسري وعلانيتي، الحديث. وفيه أنه أخبر بهذا ألفًا من قومِه فأسلموا جميعًا. للأوسط والصغير مطولاً. قلت: الحديث وَهَّاهُ الذهبيُ في الميزانِ (1).
_________
(1) الطبراني في ((الأوسط)) 6/ 127 - 129،و ((الصغير)) (5996)،2/ 153 - 156 (948)،وقال الهيثمي 8/ 292 - 294: رواه الطبراني في ((الصغير)) و ((الأوسط)) عن شيخه محمد بن علي بن الوليد البصري، وقال البيهقي: والعمل في هذا الحديث عليه، وبقية رجاله رجال الصحيح.(3/453)
8468 - أمُّ سلمة: كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - في الصحراءِ فإذا منادٍ ينادي يا رسولَ الله! فالتفتَ فلم ير أحداً ثُم التفتَ فإذا ظبيةٌ موثقةٌ، قالتْ: إنَّ لي خشفين في هذا الجبلِ، فَحُلَّنِي حتى أرضعهما ثم أرجعَ إليك، فأطلقها فذهبت فأرضعت خشفيها ثم رجعت فأوثقها، فأتاه الأعرابيُّ فقالَ: ألكَ حاجةٌ يا رسولَ الله؟ قال:
[ص:454] ((نعم، تُطلق هذه))، فأطلقها، فخرجت تعدو وتقولُ: أشهدُ أن لا إله إلا الله وأنك رسولُ الله (1). للكبير بضعف.
_________
(1) ((الكبير)) 23/ 331،قال الهيثمي 8/ 294: فيه أغلب بن تميم وهو ضعيف. وقال الألباني في ضعيف الترغيب والترهيب (482): ضعيف جدا.(3/453)
8469 - رجلٌ من مزينة أو جُهينة: صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الفجرَ، فإذا هو بقريبٍ من مائةِ ذئب مدافعين وفود الذئابِ، فقالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((ترضخوا لهم شيئًا من طعامكم، وتأمنونَ على ما سوى ذلك))، فشكوا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - الحاجةَ، قال: فآذنوهن فآذنوهن فخرجن ولهن عواءٌ (1). للدارمي.
_________
(1) ((مسند الدرامي)) (22).(3/454)
8470 - جابر: أنَّ يهوديةً من خيبر سمَّت شاةً مصليةً، ثم أهدتها للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فأخذ الذراع فأكل منها وأكلَ رهطٌ من أصحابهِ معه، ثُمَّ قال: ((ارفعوا أيديكم))، وأرسلَ إلى اليهودية فدعاها فقال لها: سممتِ الشاةَ؟ قالت: من أخبرك؟ قال: ((أخبرتني هذه الذراعُ التي بيدي))، قالتْ: نعم، قال: ((وما أردت إلى ذلك؟)) قالت: قلتُ إن كان نبيًا لم يضره، وإن لم يكن نبيًا استرحنا منه فعفا عنها ولم يعاقبها وتُوفي أصحابُه الذين أكلوا من الشاةِ، واحتجمَ - صلى الله عليه وسلم - على كاهله من الذي أكلَ (1).
_________
(1) أبو داود (4510) ,والدارمي (68)،وضعفه الألباني في ((ضعيف أبي داود)) (973).(3/454)
8471 - وفي رواية: فأمر بها - صلى الله عليه وسلم - فقُتلت (1). لأبي داود.
_________
(1) أبو داود (4511)،وقال الألباني في صحيح أبي داود (3783): حسن صحيح.(3/454)
8472 - علي: كنتُ مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - بمكةَ، فخرجنا في بعضِ نواحيها فما استقبله شجرٌ ولا جبلٌ إلا وهو يقولُ السلامُ عليك يا رسولَ الله (1). للترمذي.
_________
(1) الترمذي (3626)،والدارمي (21) , وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (747).(3/454)
8473 - جابر بن سمرة: رفعه: ((إنَّ بمكةَ حجرًا كان يُسَلِّمُ عليَّ ليالي بُعثتُ، إني لأعرفُه الآن)) (1). لمسلم والترمذي.
_________
(1) مسلم (2277) والترمذي (3624).(3/454)
8474 - ابنُ عباس: جاء أعرابيُّ إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: بم أعرفُ أنك رسولُ الله؟ قال: ((إن دعوتُ هذا العذقَ من النخلةِ أتشهد إني رسولُ الله؟)) فدعاه، فجعل العذقُ ينزلُ من النخلةِ حتى سقطَ إليه - صلى الله عليه وسلم - فسلَّم عليه، وقال: السلامُ عليكَ يا رسولَ الله! ثُم قالَ له - صلى الله عليه وسلم -: ((ارجعْ إلى موضعك))، فعادَ إلى موضعه والتأمَ، فأسلمَ الأعرابيُّ (1). للترمذي.
_________
(1) الترمذي (3628)،وقال: حسن صحيح ,والدارمي (24) , وصححه الألباني في صحيح الترمذي (2868).(3/455)
8475 - ابنُ مسعودٍ: سُئل من آذن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - بالجنِ ليلةَ استمعوا القرآن؟
فقال: آذنت بهم شجرةٌ (1). للشيخين.
_________
(1) البخاري (3859) ومسلم (450).(3/455)
8476 - جابر: أنَّ امرأةً من الأنصار قالت للنبيّ - صلى الله عليه وسلم - ألا أجعلُ لك شيئًا تقعدُ عليه؟ فإن لي غلامًا نجارًا، قال: ((إن شئت))، فعملت له المنبر، فلما كان يومُ الجمعةِ قعد - صلى الله عليه وسلم - على المنبر الذي صُنعَ، فخطب، فصاحت النخلةُ التي كان يخطبُ عندها حتى كادت تنشقُّ (1).
_________
(1) البخاري (2095).(3/455)
8477 - وفي رواية: فصاحت صياح الصبيِّ، فنزل حتى أخذها فضمَّها إليه، فجعلت تئن أنين الصبيِّ الذي يُسكَّت حتى استقرت، بكت على ما كانت تسمعُ من الذكرِ (1).
_________
(1) البخاري (3584).(3/455)
8478 - وفي أخرى: كان - صلى الله عليه وسلم - إذا خطبَ يستندُ إلى جذعِ نخلةٍ من سواري المسجدِ، فلما صُنعَ المنبرُ واستوى عليه اضطربت تلك الساريةُ كحنين الناقةِ، حتى سمعها أهل المسجد، حتى نزلَ إليها - صلى الله عليه وسلم - فاعتنقها (1). للبخاري والنسائي.
_________
(1) النسائي 3/ 102. وصححه الألباني في صحيح النسائي (1323).(3/455)
8479 - وللدارمي عن بُريدةَ نحوه وفيه: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - رجعَ إليه، فوضعَ يده عليه وقالَ: ((اختر أن أغرسك في المكان الذي كنت فيه فتكون كما كنت، وإن شئت أن أغرسَك في الجنةِ فتشربَ من أنهارِها وعيونها، فيحسنُ نبتُك وتثمرُ فيأكلُ أولياءُ الله من ثمرتكِ ونخلك، فعلتُ))، فزعمَ أنه سمعَ من النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - يقوُل له: ((نعمْ قد فعلتُ مرتين))، فسُئلَ - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((اختار أنْ أغرسَه في الجنةِ)) (1).
_________
(1) الدارمي (32) وفيه صالح بن حيان قال ابن حجر: ضعيف وقال ابن عدي 4/ 53: عامة ما يرويه غير محفوظ.(3/456)
8480 - وله عن أبي بنِ كعب نحوه وفيه: فلما هُدمَ المسجدُ أخذ ذلك الجذع أبيُّ بنُ كعبٍ فلم يزل عنده حتى بلي وأكلته الأرضةُ وعاد رُفاتًا (1).
_________
(1) ابن ماجة (1414) ,والدارمي (36). وحسنه الألباني في صحيح ابن ماجة (1161).(3/456)
8481 - وله عن أنسٍ نحوه وفيه: أنه - صلى الله عليه وسلم - لما التزمه سكتَ ثُم قالَ: ((أما والذي نفسُ محمدٍ بيده، لو لم التزمه لما زال هكذا حتى يوم القيامةِ))، فأمرَ به فدُفن (1).
_________
(1) الترمذي (3627)،وقال: حسن صحيح، وابن ماجة (1415) ,والدارمي (41) , وصححه الألباني في صحيح ابن ماجة (1162).(3/456)
8482 - ابنُ عمرَ: كُنَّا مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - في سفرٍ فأقبل أعرابيُّ، فلما دنا قالَ له - صلى الله عليه وسلم -: ((أين تريدُ؟)) قال إلى أهلي، قالَ: ((هل لك في خيرٍ؟)) قال: وما هو؟ قال: ((تشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبدُه ورسولُه))، وقال: من يشهدُ على ما تقولُ؟ قال: ((هذه الشجرةُ))، فدعاها - صلى الله عليه وسلم - وهي بشاطئ الوادي، فأقبلت تخدُّ الأرضَ خدًا حتى جاءت بينَ يديه، فاستشهدها ثلاثًا، فشهدت أنه كما قالَ، فرجعت إلى منبتها ورجعَ الأعرابيُّ إلى قومِه، فقال: إن يتبعوني آتكَ بهم وإلا رجعتُ إليكَ فكنتُ معكَ (1). للكبير والموصلي والبزار.
_________
(1) الطبراني 12/ 431 (13582)،والبزار (2411)،وذكره الهيثمي 8/ 295،وقال: رجال الصحيح.(3/456)
8483 - أبو ذرٍ: أنه تبعَ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يومًا، فجلسَ، قال: فجلستُ عنده، فقالَ: ((يا أبا ذرِّ ما جاءَ بك؟)) قلتُ: الله ورسولُه، فجاء أبو بكر فسلَّم وجلس
[ص:457] عن يمينه - صلى الله عليه وسلم -، فقال له: ((ما جاءَ بكَ يا أبا بكر؟)) قال: الله ورسولُه، فجاء عمرُ فجلسَ عن يمينِ أبي بكرٍ، فقالَ: ((يا عمرُ ما جاءَ بكَ؟)) قالَ: الله ورسولُه، ثم جاء عثمانُ فجلسَ عن يمينِ عمرَ، فقالَ: ((يا عثمانُ ما جاء بكَ؟)) قال: الله ورسولُه، فتناول - صلى الله عليه وسلم - سبعَ حصياتٍ أو تسعَ حصياتٍ فسبحنَ في يده حتى سمعتُ لهن حنينًا كحنين النحلِ، ثم وضعهنَّ فخرسنَ، ثم وضعهنّ في يد أبي بكرٍ فسبحنَ في يده حتى سمعتُ لهن حنينًا كحنينِ النحلِ، ثم وضعهنَّ فخرسنَ، ثم تناولهنَّ فوضعهنَّ في يدِ عمرَ فسبحنَ في يده حتى سمعتُ لهن حنينًا كحنين النحلِ، ثم وضعهنَّ فخرسنَ، ثم تناولهنَّ فوضعهنَّ في يد عثمان فسبحنَ في يده حتى سمعتُ لهن حنينًا كحنين النحلِ، ثم وضعهنَّ فخرسنَ (1). للبزار وقال الزهري: يعني الخلافة.
_________
(1) البزار (2413)،وذكره الهيثمي 8/ 302،وقال: رواه البزار بإسنادين ورجال أحدهما ثقات وفي بعضهم ضعف. وصححه الألباني في ظلال الجنة (1146).(3/456)
من زيادة الطعام والشراب ببركته - صلى الله عليه وسلم -(3/457)
8484 - عَنْ عِمْرَانَ، قَالَ: كُنَّا فِي سَفَرٍ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِنَّا أَسْرَيْنَا حَتَّى كُنَّا فِي آخِرِ اللَّيْلِ، وَقَعْنَا وَقْعَةً، وَلاَ وَقْعَةَ أَحْلَى عِنْدَ المُسَافِرِ مِنْهَا، فَمَا أَيْقَظَنَا إِلَّا حَرُّ الشَّمْسِ، وَكَانَ أَوَّلَ مَنِ اسْتَيْقَظَ فُلاَنٌ، ثُمَّ فُلاَنٌ، ثُمَّ فُلاَنٌ - يُسَمِّيهِمْ أَبُو رَجَاءٍ فَنَسِيَ عَوْفٌ ثُمَّ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ الرَّابِعُ - وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا نَامَ لَمْ يُوقَظْ حَتَّى يَكُونَ هُوَ يَسْتَيْقِظُ، لِأَنَّا لاَ نَدْرِي مَا يَحْدُثُ لَهُ فِي نَوْمِهِ، فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ عُمَرُ وَرَأَى مَا أَصَابَ النَّاسَ وَكَانَ رَجُلًا جَلِيدًا، فَكَبَّرَ وَرَفَعَ صَوْتَهُ بِالتَّكْبِيرِ، فَمَا زَالَ يُكَبِّرُ وَيَرْفَعُ صَوْتَهُ بِالتَّكْبِيرِ حَتَّى اسْتَيْقَظَ بِصَوْتِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ شَكَوْا إِلَيْهِ الَّذِي أَصَابَهُمْ، قَالَ: «لاَ ضَيْرَ - أَوْ لاَ يَضِيرُ - ارْتَحِلُوا»، فَارْتَحَلَ، فَسَارَ غَيْرَ بَعِيدٍ، ثُمَّ نَزَلَ فَدَعَا بِالوَضُوءِ، فَتَوَضَّأَ، وَنُودِيَ بِالصَّلاَةِ، فَصَلَّى بِالنَّاسِ، فَلَمَّا انْفَتَلَ مِنْ صَلاَتِهِ إِذَا هُوَ بِرَجُلٍ مُعْتَزِلٍ لَمْ يُصَلِّ مَعَ القَوْمِ، قَالَ: «مَا مَنَعَكَ يَا فُلاَنُ أَنْ تُصَلِّيَ مَعَ القَوْمِ؟» قَالَ: أَصَابَتْنِي جَنَابَةٌ وَلاَ مَاءَ، قَالَ: «عَلَيْكَ بِالصَّعِيدِ، فَإِنَّهُ يَكْفِيكَ»، ثُمَّ سَارَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَاشْتَكَى إِلَيْهِ النَّاسُ مِنَ العَطَشِ، فَنَزَلَ فَدَعَا [ص:458] فُلاَنًا - كَانَ يُسَمِّيهِ أَبُو رَجَاءٍ نَسِيَهُ عَوْفٌ - وَدَعَا عَلِيًّا فَقَالَ: «اذْهَبَا، فَابْتَغِيَا المَاءَ» فَانْطَلَقَا، فَتَلَقَّيَا امْرَأَةً بَيْنَ مَزَادَتَيْنِ - أَوْ سَطِيحَتَيْنِ - مِنْ مَاءٍ عَلَى بَعِيرٍ لَهَا، فَقَالاَ لَهَا: أَيْنَ المَاءُ؟ قَالَتْ: عَهْدِي بِالْمَاءِ أَمْسِ هَذِهِ السَّاعَةَ وَنَفَرُنَا خُلُوفٌ، قَالاَ لَهَا: انْطَلِقِي، إِذًا قَالَتْ: إِلَى أَيْنَ؟ قَالاَ: إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَتْ: الَّذِي يُقَالُ لَهُ الصَّابِئُ، قَالاَ: هُوَ الَّذِي تَعْنِينَ، فَانْطَلِقِي، فَجَاءَا بِهَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَحَدَّثَاهُ الحَدِيثَ، قَالَ: فَاسْتَنْزَلُوهَا عَنْ بَعِيرِهَا، وَدَعَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِإِنَاءٍ، فَفَرَّغَ فِيهِ مِنْ أَفْوَاهِ المَزَادَتَيْنِ - أَوْ سَطِيحَتَيْنِ - وَأَوْكَأَ أَفْوَاهَهُمَا وَأَطْلَقَ العَزَالِيَ، وَنُودِيَ فِي النَّاسِ اسْقُوا وَاسْتَقُوا، فَسَقَى مَنْ شَاءَ وَاسْتَقَى مَنْ شَاءَ وَكَانَ آخِرُ ذَاكَ أَنْ أَعْطَى الَّذِي أَصَابَتْهُ الجَنَابَةُ إِنَاءً مِنْ مَاءٍ، قَالَ: «اذْهَبْ فَأَفْرِغْهُ عَلَيْكَ»، وَهِيَ قَائِمَةٌ تَنْظُرُ إِلَى مَا يُفْعَلُ بِمَائِهَا، وَايْمُ اللَّهِ لَقَدْ أُقْلِعَ عَنْهَا، وَإِنَّهُ لَيُخَيَّلُ إِلَيْنَا أَنَّهَا أَشَدُّ مِلْأَةً مِنْهَا حِينَ ابْتَدَأَ فِيهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اجْمَعُوا لَهَا» فَجَمَعُوا لَهَا مِنْ بَيْنِ عَجْوَةٍ وَدَقِيقَةٍ وَسَوِيقَةٍ حَتَّى جَمَعُوا لَهَا طَعَامًا، فَجَعَلُوهَا فِي ثَوْبٍ وَحَمَلُوهَا عَلَى بَعِيرِهَا وَوَضَعُوا الثَّوْبَ بَيْنَ يَدَيْهَا، قَالَ لَهَا: «تَعْلَمِينَ، مَا رَزِئْنَا مِنْ مَائِكِ شَيْئًا، وَلَكِنَّ اللَّهَ هُوَ الَّذِي أَسْقَانَا»، فَأَتَتْ أَهْلَهَا وَقَدِ احْتَبَسَتْ عَنْهُمْ، قَالُوا: مَا حَبَسَكِ يَا فُلاَنَةُ، قَالَتْ: العَجَبُ لَقِيَنِي رَجُلاَنِ، فَذَهَبَا بِي إِلَى هَذَا الَّذِي يُقَالُ لَهُ الصَّابِئُ فَفَعَلَ كَذَا وَكَذَا، فَوَاللَّهِ إِنَّهُ لَأَسْحَرُ النَّاسِ مِنْ بَيْنِ هَذِهِ وَهَذِهِ، وَقَالَتْ: بِإِصْبَعَيْهَا الوُسْطَى وَالسَّبَّابَةِ، فَرَفَعَتْهُمَا إِلَى السَّمَاءِ - تَعْنِي السَّمَاءَ وَالأَرْضَ - أَوْ إِنَّهُ لَرَسُولُ اللَّهِ حَقًّا، فَكَانَ المُسْلِمُونَ بَعْدَ ذَلِكَ يُغِيرُونَ عَلَى مَنْ حَوْلَهَا مِنَ المُشْرِكِينَ، وَلاَ يُصِيبُونَ الصِّرْمَ الَّذِي هِيَ مِنْهُ، فَقَالَتْ: يَوْمًا لِقَوْمِهَا مَا أُرَى أَنَّ هَؤُلاَءِ القَوْمَ يَدْعُونَكُمْ عَمْدًا، فَهَلْ لَكُمْ فِي الإِسْلاَمِ؟ فَأَطَاعُوهَا، فَدَخَلُوا فِي الإِسْلاَمِ
رواه البخاري (344)(3/457)
8485 - وفي رواية قَالَتْ: أَيْهَاهْ أَيْهَاهْ، لَا مَاءَ لَكُمْ، قُلْنَا: فَكَمْ بَيْنَ أَهْلِكِ وَبَيْنَ الْمَاءِ؟ قَالَتْ: مَسِيرَةُ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، قُلْنَا: انْطَلِقِي إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَتْ: وَمَا رَسُولُ اللهِ؟ فَلَمْ نُمَلِّكْهَا مِنْ أَمْرِهَا شَيْئًا حَتَّى انْطَلَقْنَا بِهَا، فَاسْتَقْبَلْنَا بِهَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَأَلَهَا، فَأَخْبَرَتْهُ مِثْلَ الَّذِي أَخْبَرَتْنَا، وَأَخْبَرَتْهُ أَنَّهَا مُوتِمَةٌ لَهَا صِبْيَانٌ أَيْتَامٌ، فَأَمَرَ بِرَاوِيَتِهَا فَأُنِيخَتْ فَمَجَّ فِي الْعَزْلَاوَيْنِ الْعُلْيَاوَيْنِ، ثُمَّ بَعَثَ بِرَاوِيَتِهَا، فَشَرِبْنَا وَنَحْنُ أَرْبَعُونَ رَجُلًا عِطَاشٌ حَتَّى رَوِينَا، وَمَلَأْنَا كُلَّ قِرْبَةٍ مَعَنَا وَإِدَاوَةٍ، وَغَسَّلْنَا صَاحِبَنَا، غَيْرَ أَنَّا لَمْ نَسْقِ بَعِيرًا، وَهِيَ تَكَادُ تَنْضَرِجُ مِنَ الْمَاءِ - يَعْنِي الْمَزَادَتَيْنِ -
مطولا
رواه مسلم (682)(3/458)
8486 - عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «إِنَّكُمْ تَسِيرُونَ عَشِيَّتَكُمْ وَلَيْلَتَكُمْ، وَتَأْتُونَ الْمَاءَ إِنْ شَاءَ اللهُ غَدًا»، فَانْطَلَقَ النَّاسُ لَا يَلْوِي أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ، قَالَ أَبُو قَتَادَةَ: فَبَيْنَمَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسِيرُ حَتَّى ابْهَارَّ اللَّيْلُ، وَأَنَا إِلَى جَنْبِهِ، قَالَ: فَنَعَسَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَالَ عَنْ رَاحِلَتِهِ، فَأَتَيْتُهُ فَدَعَمْتُهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ أُوقِظَهُ حَتَّى اعْتَدَلَ عَلَى رَاحِلَتِهِ، قَالَ: ثُمَّ سَارَ حَتَّى تَهَوَّرَ اللَّيْلُ، مَالَ عَنْ رَاحِلَتِهِ، قَالَ: فَدَعَمْتُهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ أُوقِظَهُ حَتَّى اعْتَدَلَ عَلَى رَاحِلَتِهِ، قَالَ: ثُمَّ سَارَ حَتَّى إِذَا كَانَ مِنْ آخِرِ السَّحَرِ، مَالَ مَيْلَةً هِيَ أَشَدُّ مِنَ الْمَيْلَتَيْنِ الْأُولَيَيْنِ، حَتَّى كَادَ يَنْجَفِلُ، فَأَتَيْتُهُ فَدَعَمْتُهُ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ، فَقَالَ: «مَنْ هَذَا؟» قُلْتُ: أَبُو قَتَادَةَ، قَالَ: «مَتَى كَانَ هَذَا مَسِيرَكَ مِنِّي؟» قُلْتُ: مَا زَالَ هَذَا مَسِيرِي مُنْذُ اللَّيْلَةِ، قَالَ: «حَفِظَكَ اللهُ بِمَا حَفِظْتَ بِهِ نَبِيَّهُ»، ثُمَّ قَالَ: «هَلْ تَرَانَا نَخْفَى عَلَى النَّاسِ؟»، ثُمَّ قَالَ: «هَلْ تَرَى مِنْ أَحَدٍ؟» قُلْتُ: هَذَا رَاكِبٌ، ثُمَّ قُلْتُ: هَذَا رَاكِبٌ آخَرُ، حَتَّى اجْتَمَعْنَا فَكُنَّا سَبْعَةَ رَكْبٍ، قَالَ: فَمَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الطَّرِيقِ، فَوَضَعَ رَأْسَهُ، ثُمَّ قَالَ: «احْفَظُوا عَلَيْنَا صَلَاتَنَا»، فَكَانَ أَوَّلَ مَنِ اسْتَيْقَظَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالشَّمْسُ فِي ظَهْرِهِ، قَالَ: فَقُمْنَا فَزِعِينَ، ثُمَّ قَالَ: «ارْكَبُوا»، فَرَكِبْنَا فَسِرْنَا حَتَّى إِذَا ارْتَفَعَتِ الشَّمْسُ نَزَلَ، ثُمَّ دَعَا بِمِيضَأَةٍ كَانَتْ مَعِي فِيهَا شَيْءٌ مِنْ مَاءٍ، قَالَ: فَتَوَضَّأَ مِنْهَا وُضُوءًا دُونَ وُضُوءٍ، قَالَ: وَبَقِيَ فِيهَا شَيْءٌ مَنْ مَاءٍ، ثُمَّ قَالَ لِأَبِي قَتَادَةَ: «احْفَظْ عَلَيْنَا مِيضَأَتَكَ، فَسَيَكُونُ لَهَا نَبَأٌ»، ثُمَّ أَذَّنَ بِلَالٌ بِالصَّلَاةِ، فَصَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ صَلَّى الْغَدَاةَ، فَصَنَعَ كَمَا كَانَ يَصْنَعُ كُلَّ يَوْمٍ، قَالَ: وَرَكِبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَكِبْنَا مَعَهُ، قَالَ: فَجَعَلَ بَعْضُنَا يَهْمِسُ إِلَى بَعْضٍ مَا كَفَّارَةُ مَا صَنَعْنَا بِتَفْرِيطِنَا فِي صَلَاتِنَا؟ ثُمَّ قَالَ: «أَمَا لَكُمْ فِيَّ أُسْوَةٌ»، ثُمَّ قَالَ: «أَمَا إِنَّهُ لَيْسَ فِيَّ النَّوْمِ تَفْرِيطٌ، إِنَّمَا التَّفْرِيطُ عَلَى مَنْ لَمْ يُصَلِّ الصَّلَاةَ حَتَّى يَجِيءَ وَقْتُ الصَّلَاةَ الْأُخْرَى، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَلْيُصَلِّهَا حِينَ يَنْتَبِهُ لَهَا، فَإِذَا كَانَ الْغَدُ فَلْيُصَلِّهَا عِنْدَ وَقْتِهَا»، ثُمَّ قَالَ: «مَا تَرَوْنَ النَّاسَ صَنَعُوا؟» قَالَ: ثُمَّ قَالَ: «أَصْبَحَ النَّاسُ فَقَدُوا نَبِيَّهُمْ»، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ: رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَكُمْ، لَمْ يَكُنْ لِيُخَلِّفَكُمْ، وَقَالَ النَّاسُ: إِنَّ [ص:460] رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ أَيْدِيكُمْ، فَإِنْ يُطِيعُوا أَبَا بَكْرٍ، وَعُمَرَ يَرْشُدُوا، قَالَ: فَانْتَهَيْنَا إِلَى النَّاسِ حِينَ امْتَدَّ النَّهَارُ، وَحَمِيَ كُلُّ شَيْءٍ، وَهُمْ يَقُولُونَ: يَا رَسُولَ اللهِ هَلَكْنَا، عَطِشْنَا، فَقَالَ: «لَا هُلْكَ عَلَيْكُمْ»، ثُمَّ قَالَ: «أَطْلِقُوا لِي غُمَرِي» قَالَ: وَدَعَا بِالْمِيضَأَةِ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُبُّ، وَأَبُو قَتَادَةَ يَسْقِيهِمْ، فَلَمْ يَعْدُ أَنْ رَأَى النَّاسُ مَاءً فِي الْمِيضَأَةِ تَكَابُّوا عَلَيْهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَحْسِنُوا الْمَلَأَ كُلُّكُمْ سَيَرْوَى» قَالَ: فَفَعَلُوا، فَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُبُّ وَأَسْقِيهِمْ حَتَّى مَا بَقِيَ غَيْرِي، وَغَيْرُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: ثُمَّ صَبَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لِي: «اشْرَبْ»، فَقُلْتُ: لَا أَشْرَبُ حَتَّى تَشْرَبَ يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ: «إِنَّ سَاقِيَ الْقَوْمِ آخِرُهُمْ شُرْبًا»، قَالَ: فَشَرِبْتُ، وَشَرِبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَأَتَى النَّاسُ الْمَاءَ جَامِّينَ رِوَاءً
رواه مسلم (681)(3/459)
8487 - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّهُ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَحَانَتْ صَلاَةُ العَصْرِ، فَالْتَمَسَ النَّاسُ الوَضُوءَ فَلَمْ يَجِدُوهُ، فَأُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِوَضُوءٍ، فَوَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ذَلِكَ الإِنَاءِ يَدَهُ، وَأَمَرَ النَّاسَ أَنْ يَتَوَضَّئُوا مِنْهُ قَالَ: «فَرَأَيْتُ المَاءَ يَنْبُعُ مِنْ تَحْتِ أَصَابِعِهِ حَتَّى تَوَضَّئُوا مِنْ عِنْدِ آخِرِهِمْ»
رواه البخاري (169)(3/460)
8488 - عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَا بِمَاءٍ فَأُتِيَ بِقَدَحٍ رَحْرَاحٍ، فَجَعَلَ الْقَوْمُ يَتَوَضَّئُونَ، فَحَزَرْتُ مَا بَيْنَ السِّتِّينَ إِلَى الثَّمَانِينَ.
رواه مسلم (2279)(3/460)
8489 - عَنْ أَنَسٍ قَالَ: حَضَرَتِ الصَّلاَةُ، فَقَامَ مَنْ كَانَ قَرِيبَ الدَّارِ إِلَى أَهْلِهِ، وَبَقِيَ قَوْمٌ، «فَأُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِخْضَبٍ مِنْ حِجَارَةٍ فِيهِ مَاءٌ، فَصَغُرَ المِخْضَبُ أَنْ يَبْسُطَ فِيهِ كَفَّهُ، فَتَوَضَّأَ القَوْمُ كُلُّهُمْ» قُلْنَا: كَمْ كُنْتُمْ؟ قَالَ: «ثَمَانِينَ وَزِيَادَةً»
رواه البخاري (195)(3/460)
8490 - عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِإِنَاءٍ، وَهُوَ بِالزَّوْرَاءِ، فَوَضَعَ يَدَهُ فِي الإِنَاءِ، «فَجَعَلَ المَاءُ يَنْبُعُ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِهِ، فَتَوَضَّأَ القَوْمُ» قَالَ قَتَادَةُ: قُلْتُ لِأَنَسٍ: كَمْ كُنْتُمْ؟ قَالَ: ثَلاَثَ مِائَةٍ، أَوْ زُهَاءَ ثَلاَثِ مِائَةٍ
رواه البخاري (3572)(3/461)
8491 - عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: عَطِشَ النَّاسُ يَوْمَ الحُدَيْبِيَةِ، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ يَدَيْهِ رَكْوَةٌ فَتَوَضَّأَ مِنْهَا، ثُمَّ أَقْبَلَ النَّاسُ نَحْوَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا لَكُمْ؟» قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ: لَيْسَ عِنْدَنَا مَاءٌ نَتَوَضَّأُ بِهِ وَلاَ نَشْرَبُ، إِلَّا مَا فِي رَكْوَتِكَ، قَالَ: «فَوَضَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ فِي الرَّكْوَةِ، فَجَعَلَ المَاءُ يَفُورُ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِهِ كَأَمْثَالِ العُيُونِ». قَالَ: فَشَرِبْنَا وَتَوَضَّأْنَا فَقُلْتُ لِجَابِرٍ: كَمْ كُنْتُمْ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: لَوْ كُنَّا مِائَةَ أَلْفٍ لَكَفَانَا، كُنَّا خَمْسَ عَشْرَةَ مِائَةً
رواه البخاري (4152)(3/461)
8492 - عَنِ البَرَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: تَعُدُّونَ أَنْتُمُ الفَتْحَ فَتْحَ مَكَّةَ، وَقَدْ كَانَ فَتْحُ مَكَّةَ فَتْحًا، وَنَحْنُ نَعُدُّ الفَتْحَ بَيْعَةَ الرِّضْوَانِ يَوْمَ الحُدَيْبِيَةِ، كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ مِائَةً، وَالحُدَيْبِيَةُ بِئْرٌ، فَنَزَحْنَاهَا فَلَمْ نَتْرُكْ فِيهَا قَطْرَةً، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَاهَا، فَجَلَسَ عَلَى شَفِيرِهَا ثُمَّ «دَعَا بِإِنَاءٍ مِنْ مَاءٍ فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ مَضْمَضَ وَدَعَا ثُمَّ صَبَّهُ فِيهَا، فَتَرَكْنَاهَا غَيْرَ بَعِيدٍ، ثُمَّ إِنَّهَا أَصْدَرَتْنَا مَا شِئْنَا نَحْنُ وَرِكَابَنَا»
رواه البخاري (4150)(3/461)
8493 - عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُمْ خَرَجُوا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ تَبُوكَ. فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «يَجْمَعُ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ، وَالْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ». قَالَ: فَأَخَّرَ الصَّلَاةَ يَوْمًا، ثُمَّ خَرَجَ «فَصَلَّى الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ جَمِيعًا»، ثُمَّ دَخَلَ. ثُمَّ خَرَجَ «فَصَلَّى الْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ جَمِيعًا»، ثُمَّ قَالَ: «إِنَّكُمْ سَتَأْتُونَ غَدًا، إِنْ شَاءَ اللَّهُ عَيْنَ تَبُوكَ، وَإِنَّكُمْ لَنْ تَأْتُوهَا حَتَّى يَضْحَى النَّهَارُ، فَمَنْ جَاءَهَا فَلَا يَمَسَّ مِنْ مَائِهَا شَيْئًا»، حَتَّى آتِيَ، فَجِئْنَاهَا، وَقَدْ سَبَقَنَا إِلَيْهَا رَجُلَانِ، وَالْعَيْنُ تَبِضُّ بِشَيْءٍ مِنْ مَاءٍ، فَسَأَلَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ: «هَلْ مَسِسْتُمَا مِنْ مَائِهَا شَيْئًا؟»، [ص:462] فَقَالَا: نَعَمْ. فَسَبَّهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ لَهُمَا مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُولَ. ثُمَّ غَرَفُوا بِأَيْدِيهِمْ مِنَ الْعَيْنِ، قَلِيلًا قَلِيلًا. حَتَّى اجْتَمَعَ فِي شَيْءٍ، ثُمَّ غَسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِيهِ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ. ثُمَّ أَعَادَهُ فِيهَا، فَجَرَتِ الْعَيْنُ بِمَاءٍ كَثِيرٍ ". فَاسْتَقَى النَّاسُ. ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يُوشِكُ يَا مُعَاذُ إِنْ طَالَتْ بِكَ حَيَاةٌ، أَنْ تَرَى مَا هَاهُنَا قَدْ مُلِئَ جِنَانًا»
رواه مالك (330)(3/461)
8494 - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: كُنَّا نَعُدُّ الآيَاتِ بَرَكَةً، وَأَنْتُمْ تَعُدُّونَهَا تَخْوِيفًا، كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ، فَقَلَّ المَاءُ، فَقَالَ: «اطْلُبُوا فَضْلَةً مِنْ مَاءٍ» فَجَاءُوا بِإِنَاءٍ فِيهِ مَاءٌ قَلِيلٌ فَأَدْخَلَ يَدَهُ فِي الإِنَاءِ، ثُمَّ قَالَ: «حَيَّ عَلَى الطَّهُورِ المُبَارَكِ، وَالبَرَكَةُ مِنَ اللَّهِ» فَلَقَدْ رَأَيْتُ المَاءَ يَنْبُعُ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَقَدْ كُنَّا نَسْمَعُ تَسْبِيحَ الطَّعَامِ وَهُوَ يُؤْكَلُ
رواه البخاري (3579)(3/462)
8495 - أَبُو رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيُّ، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى دَخَلَ حَائِطًا لِبَعْضِ الْأَنْصَارِ، وَإِذَا هُوَ يَسْنُو فِيهِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا تَجْعَلُ لِي إِذَا رَوَيْتُ حَائِطَكَ هَذَا؟» قَالَ: أَنِّي أَجْهَدُ أَنْ أَرْوِيَهُ فَمَا أُطِيقُ ذَلِكَ، قَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَجْعَلُ لِي مِائَةَ تَمْرَةٍ اخْتَارُهَا مِنْ تَمْرِكَ؟» قَالَ: نَعَمْ، فَأَخَذَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْغَرْبَ فَمَا لَبِثَ أَنْ رَوَاهُ حَتَّى قَالَ الرَّجُلُ: غَرِقَتْ عَلَيَّ حَائِطِي، فَاخْتَارَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ تَمْرِهِ مِائَةَ تَمْرَةٍ فَأَكَلَ هُوَ وَأَصْحَابُهُ حَتَّى شَبِعُوا، ثُمَّ رَدَّ عَلَيْهِ مِائَةَ تَمْرَةٍ كَمَا أَخَذَهَا مِنْهُ
(1)
للكبير (18/ 244)
__________
(1) قال الهيثمي (14108) رواه الطبراني، ورجاله وثقوا، وقد ذكر لأبي عمران ترجمة(3/462)
8496 - عن إِيَاس بْن سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةٍ، فَأَصَابَنَا جَهْدٌ حَتَّى هَمَمْنَا أَنْ نَنْحَرَ بَعْضَ ظَهْرِنَا، فَأَمَرَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَمَعْنَا مَزَاوِدَنَا، فَبَسَطْنَا لَهُ نِطَعًا، فَاجْتَمَعَ زَادُ الْقَوْمِ عَلَى النِّطَعِ، قَالَ: فَتَطَاوَلْتُ لِأَحْزِرَهُ كَمْ هُوَ؟ فَحَزَرْتُهُ كَرَبْضَةِ الْعَنْزِ، وَنَحْنُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ مِائَةً، قَالَ: فَأَكَلْنَا حَتَّى شَبِعْنَا جَمِيعًا، ثُمَّ حَشَوْنَا جُرُبَنَا، فَقَالَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَهَلْ مِنْ [ص:463] وَضُوءٍ؟» قَالَ: فَجَاءَ رَجُلٌ بِإِدَاوَةٍ لَهُ فِيهَا نُطْفَةٌ، فَأَفْرَغَهَا فِي قَدَحٍ، فَتَوَضَّأْنَا كُلُّنَا نُدَغْفِقُهُ دَغْفَقَةً
رواه مسلم (1729)(3/462)
8497 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَوْ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ - شَكَّ الْأَعْمَشُ - قَالَ: لَمَّا كَانَ غَزْوَةُ تَبُوكَ أَصَابَ النَّاسَ مَجَاعَةٌ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، لَوْ أَذِنْتَ لَنَا فَنَحَرْنَا نَوَاضِحَنَا، فَأَكَلْنَا وَادَّهَنَّا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «افْعَلُوا»، قَالَ: فَجَاءَ عُمَرُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنْ فَعَلْتَ قَلَّ الظَّهْرُ، وَلَكِنْ ادْعُهُمْ بِفَضْلِ أَزْوَادِهِمْ، ثُمَّ ادْعُ اللهَ لَهُمْ عَلَيْهَا بِالْبَرَكَةِ، لَعَلَّ اللهَ أَنْ يَجْعَلَ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «نَعَمْ»، قَالَ: فَدَعَا بِنِطَعٍ، فَبَسَطَهُ، ثُمَّ دَعَا بِفَضْلِ أَزْوَادِهِمْ، قَالَ: فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَجِيءُ بِكَفِّ ذُرَةٍ، قَالَ: وَيَجِيءُ الْآخَرُ بِكَفِّ تَمْرٍ، قَالَ: وَيَجِيءُ الْآخَرُ بِكَسْرَةٍ حَتَّى اجْتَمَعَ عَلَى النِّطَعِ مِنْ ذَلِكَ شَيْءٌ يَسِيرٌ، قَالَ: فَدَعَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ بِالْبَرَكَةِ، ثُمَّ قَالَ: «خُذُوا فِي أَوْعِيَتِكُمْ»، قَالَ: فَأَخَذُوا فِي أَوْعِيَتِهِمْ، حَتَّى مَا تَرَكُوا فِي الْعَسْكَرِ وِعَاءً إِلَّا مَلَئُوهُ، قَالَ: فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا، وَفَضَلَتْ فَضْلَةٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنِّي رَسُولُ اللهِ، لَا يَلْقَى اللهَ بِهِمَا عَبْدٌ غَيْرَ شَاكٍّ، فَيُحْجَبَ عَنِ الْجَنَّةِ»
رواه مسلم (27)(3/463)
8498 - وفي رواية فَجَاءَ ذُو الْبُرِّ بِبُرِّهِ، وَذُو التَّمْرِ بِتَمْرِهِ، قَالَ: وَقَالَ مُجَاهِدٌ: وَذُو النَّوَاةِ بِنَوَاهُ، قُلْتُ: وَمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ بِالنَّوَى؟ قَالَ: كَانُوا يَمُصُّونَهُ وَيَشْرَبُونَ عَلَيْهِ الْمَاءَ
رواه مسلم (27)(3/463)
8499 - جابر: لما حُفر الخندقُ رأيتُ بالنبيِّ - صلى الله عليه وسلم - خمصًا، فانكفأتُ إلى امرأتي فقلتُ: هل عندك من شيءٍ؟ فإنِّي رأيتُ بالنبيِّ - صلى الله عليه وسلم - خمصًا، فأخرجتْ إليَّ جرابًا فيه صاعٌ من شعيرٍ، ولنا بهيمةٌ داجنٌ فذبحتُها وطحنَتْ، ففرغت إلى فراغي، وقطعتُها في برمتها، ثم وليتُ إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فقالت: لا تفضحني برسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - ومن معه، فجئتهُ فساررتهُ، فقلتُ: يا رسولَ الله ذبحنا بهيمةً لنا
[ص:464] وطحنت صاعًا من شعيرٍ كان عندنا، فتعالَ أنتَ ونفرٌ معكَ، فصاحَ - صلى الله عليه وسلم -، وقالَ: ((يا أهلَ الخندقِ إن جابرًا قد صنع سؤرًا فحيهلا بكم))، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تنزلنَّ برمتكم ولا تخبزنَّ عجينكم حتى أجيء)) فجئتُ وجاءَ يقدمُ الناسَ حتى جئتُ امرأتي، فقالت: بك وبكَ، فقلتُ قد فعلتُ الذي قلتِ، فأخرجتُ عجيننا فبصق فيه وباركَ، ثم عمدَ إلى برمتنا فبصق وباركَ، ثمَّ قال: ((ادعى خابزةً فلتخبز معكِ، واقدحي من برمتك ولا تنزلوها)). وهم ألفٌ، فأقسمُ بالله لأكلوا حتى تركوا وانحرفوا وإن برمتنا لتغطُّ كما هي، وإن عجيننا ليخبز كما هو. للشيخين (1).
_________
(1) البخاري (4102) ومسلم (2039).(3/463)
8500 - أنس: قال أبو طلحة لأمِّ سليمٍ: قد سمعتُ صوتَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ضعيفًا أعرف فيه الجوعَ، فهل عندك من شيءٍ؟ فقالت: نعم، فأخرجت أقراصًا من شعيرٍ ثم أخذت خمارًا لها، فلفتِ الخبزَ ببعضهِ ثم دسَّتهُ تحت ثوبي وردتني ببعضه، ثم أرسلتني إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فذهبتُ به فوجدته جالسًا في المسجدِ ومعه الناسُ، فقمتُ عليهم، فقال لي - صلى الله عليه وسلم -: أرسلكَ أبو طلحةَ؟ قلتُ: نعم، قال: ألطعام؟
قلتُ: نعم، قال لمن معه: قوموا فانطلقوا، وانطلقتُ بين أيديهم حتى جئتُ أبا طلحة فأخبرتُه، فقالَ: يا أمَّ سليمٍ قد جاءَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - وليس عندنا ما نطعمهم، فقالت: الله ورسولُه أعلمُ، فانطلق أبو طلحة حتى أتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فأقبل - صلى الله عليه وسلم - معه حتى دخلا، فقال - صلى الله عليه وسلم -: هلمي ما عندك يا أمَّ سليم فأتت بذلك الخبز فأمر به فَفُتَّ وعصرت عليه أمُّ سليمٍ عكةً لها فأدمته، ثم قالَ فيه - صلى الله عليه وسلم - ما شاءَ الله أن يقول، ثم قالَ ائذن لعشرةٍ فأذن لهم فأكلوا حتى شبعوا، ثم خرجوا ثمَّ قال: ائذن لعشرةِ فأذن لهم فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا، ثم قال: ائذن لعشرةٍ حتى أكل القومُ كلُّهُم وشبعوا والقومُ سبعونَ رجلاً أو ثمانونَ (1).
_________
(1) البخاري (3578) ومسلم (2040).(3/464)
8501 - وفي رواية: رأى أبو طلحة النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - مضطجعًا في المسجدِ يتقلبُ ظهرًا لبطنِ فظنَّهُ جائعًا وساقَ الحديثَ وفيه: ثم أكل النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - وأبو طلحة وأمُّ سليمٍ وأنسُ، وفضلت فضلةٌ، فأهدوا منها لجيراننا. للشيخين والموطأ والترمذي (1).
_________
(1) مسلم (2040).(3/465)
8502 - أبو هريرة: الله الذي لا إله إلا هو إنْ كنتُ لأعتمدُ بكبدي على الأرض من الجوعِ، وإن كنتُ لأشدُّ الحجرَ على بطني من الجوعِ، ولقد قعدتُ يومًا على طريقهم الذي يخرجون منه، فمرَّ أبو بكرٍ فسألتُهُ عن آيةٍ من كتابِ الله ما سألتُهُ إلا ليستتبعني، فمرَّ فلم يفعل، ثم مرَّ عمرُ فسألتُهُ عن آيةٍ من كتابِ الله ما سألتهُ إلا ليستتبعني، فمرَّ فلم يفعل، ثم مرَّ أبو القاسمِ - صلى الله عليه وسلم - فتبسم حين رآني، وعرفَ ما في وجهي وما في نفسي، ثم قالَ: يا أبا هر قلت: لبيك يا رسول الله قال الحق ومضى، فاتبعتُهُ، فدخلَ فاستأذن فأذن لي، فدخل فوجد لبنًا في قدحٍ، فقالَ: من أينَ هذا اللبنُ؟ قالوا: أهداه لك فلانٌ أو فلانةٌ، قال: يا أبا هريرة.
قلتُ: لبيكَ يا رسول الله، قال: الحق إلى أهل الصفة فادعهم لي، وأهلُ الصفة أضيافُ الإِسلام لا يأوون على أهلٍ ولا مالِ ولا على أحدٍ إذا أتته صدقةٌ بعث بها إليهم، ولم يتناول شيئا، وإذا أتته هديةٌ أرسلَ إليهم وأصابَ منها وأشركهم فيها، فساءني ذلك، وقلتُ ما هذا اللبنُ في أهلِ الصفةِ، كنتُ أحقَّ أن أصيب من هذا اللبن شربة أتقوى بها، فإذا جاءوا أمرني، فكنتُ أنا أعطيهم، وما عسى أن يبلغني من هذا اللبنِ، ولم يكن من طاعةِ الله وطاعةِ رسولهِ بدٌّ، فأتيتُهم فدعوتُهم، فأقبلوا واستأذنوا فأذن لهم، وأخذوا مجالسهم من البيتِ فقال: يا أبا هر قلتُ: لبيكَ يا رسولَ الله قال: ((خذ وأعطهم))، فأخذتُ القدحَ فجعلتُ أعطيه الرجلَ فيشربَ حتى يروى، ثم يردُّ عليَّ القدحَ، فأعطيه الآخرَ فيشربَ حتى يروى، ثم يردُّ
[ص:466] عليَّ القدحَ فأعطيه الآخر، حتى انتهيتُ إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وقد روي القومُ كلُّهم، فأخذ القدح فوضعه على يدهِ، فنظر إلي وتبسَّمَ، فقال: ((يا أبا هريرةَ)) قلتُ: لبيكَ يا رسول الله، قال: ((بقيتُ أنا وأنتَ))، قلتُ: صدقتَ يا رسولَ الله، قال: ((اقعد فاشرب))، فقعدتُ فشربتُ، فقالَ: ((اشرب)) فشربت، فما زال يقولُ: ((اشرب)) حتى قلتُ: والذي بعثك بالحقِّ ما أجدُ له مسلكًاً، قال: فأرني فأعطيتُهُ القدحَ، فحَمِد الله وشرب الفضلةَ. للبخاري والترمذي (1).
_________
(1) البخاري (6452)، والترمذي (2477).(3/465)
8503 - عبدُ الرحمن بن أبي بكرٍ الصديق: كنَّا مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ثلاثينَ ومائةً، فقالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((هل مع أحدٍ منكم طعامٌ؟)) فإذا مع رجلٍ صاعٌ من طعامٍ أو نحوه، فعجن، ثم جاءَ رجلٌ مُشعانٌ (1) طويلٌ بغنمٍ يسوقها، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((أبيعًا أم هبةً؟)) قال: بل بيعٌ، فاشترى منها شاةً، فصُنعت فأمر - صلى الله عليه وسلم - بسوادِ البطنِ أن يُشوى، وايمُ الله ما في الثلاثينَ والمائةِ رجلٌ إلا قد حزَّ له حزةً من سوادِ بطنها، إن كانَ شاهدًا أعطاها إياه، وإن كانَ غائبًا خبأ لهُ، فجعل منها قصعتين فأكلوا أجمعون وشبعنا ففضلت القصعتان فحملناهُ على البعيرِ. للشيخين (2).
_________
(1) المشعان بضم الميم: المنتفش (النهاية).
(2) البخاري (2618)، ومسلم (2056).(3/466)
8504 - سمرةُ: كنَّا مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - نتداولُ من قصعةٍ من غدوةٍ حتى الليلِ يقومُ عشرةٌ ويقعدُ عشرةٌ، فقلنا: فما كانت تمدُّ؟ قال: ((من أيِّ شيء تعجبُ، ما كانت تمدُّ إلا من ههنا، وأشار بيده إلى السماءِ)). للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (3625)، وقال: حسن صحيح، والدارمي (56) , وصححه الألباني في صحيح الترمذي (2866).(3/466)
8505 - جابرُ: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - جاءه رجلٌ يستطعمُهُ، فأطعمه شطر وسق شعيرٍ، فمازال الرجلُ يأكلُ منه وامرأتُهُ وضيفهما حتى كاله ففني، فأتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فقالَ: ((لو لم تكله لأكلتم منه ولقام لكم)) (1).
_________
(1) مسلم (2281).(3/466)
8506 - وعنه: أنَّ امرأةً كانت تُهدي للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم - في عكةٍ لها سمنًا فيأتيها بنوها فيسألون الأدمَ وليس عندهمُ شيءٌ فتعمدُ إلى العكةِ التي تُهدي منها للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فتجد فيها سمنًا، فما زالت تقيم لها أدم بنيها حتى عصرتها فأتت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((عصرتِها)) قالت: نعم، قال: ((لو تركتها ما زال قائمًا)). هما لمسلم (1).
_________
(1) مسلم (2280).(3/467)
8507 - أبو هريرة: أتيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يومًا بتمراتٍ، فقلتُ: يا رسولَ الله ادعُ فيهنَّ بالبركةِ فضمَّهنَ، ثم دعا لي فيهنَّ، ثمَّ قالَ: ((خذهنَّ فاجعلهنَّ في مزودكَ هذا أو في هذا المزودِ، فكلَّما أردت أن تأخذ منه شيئًا أدخل يدك فيه وخذ ولا تنثره نثرًا))، ففعلتُ، فلقد حملتُ من ذلك التمر كذا وكذا من وسقٍ في سبيلِ الله، فكنَّا نأكلُ منه ونطعمُ، وكان لا يفارقُ حقوى حتى كان يومُ قتل عثمان انقطعَ. للترمذي (1).
_________
(1) أحمد 2/ 352 ,والترمذي (3839)، وقال: حسن غريب من هذا الوجه وقد روي من غير هذا الوجه عن أبي هريرة. وقال الألباني في صحيح الترمذي (3015): حسن الإسناد.(3/467)
8508 - عليٌّ: جمعَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - من بني عبدِ المطلبِ رهطًا كلَّهم يأكلُ الجذعةَ ويشربُ الفرقَ، فصنعَ لهم مُدًا من طعامٍ فأكلوا حتى شبعوا وبقي الطعامُ كأنَّه لم يُمسّ، ثم دعا بغمرٍ فشربوا حتى شبعوا وبقي الشرابُ كأنَّه لم يُمس، فقال: ((يا بني عبد المطلبٍ: إنِّي بُعثتُ إليكم خاصةً وإلى الناس بعامة وقد رأيتم من هذه الآيةِ ما رأيتم، فأيكم يبايعني على أن يكونَ أخي وصاحبي)) فلم يقُم إليه أحدٌ، فقمتُ إليه وكنتُ أصغرَ القومِ، فقال: ((اجلس ثلاث مراتٍ))، كل ذلك أقومُ إليهِ، فيقولُ لي: ((اجلس))، حتى إذا كانَ في الثالثةِ ضربَ بيدهِ على يدي. لأحمد (1).
_________
(1) أحمد 1/ 159، وقال الهيثمي 8/ 302: رجاله ثقات. وذكره الألباني في صحيح السيرة ص 136.(3/467)
8509 - أبو رافع: صُنِعَ للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم - شاةً مصليةً فأُتى بها، فقال: ((يا أبا رافعٍ ناولني الذراعَ))، فناولتهُ، فقالُ: ((يا أبا رافعٍ ناولني الذراعَ))، فناولته
[ص:468] ثم قالَ: ((يا أبا رافعٍ ناولني الذراعَ))، فقلت: يا رسولَ الله وهل للشاةٍ إلا ذراعانِ؟ فقالَ: لو سكتَّ لناولتني منها ذراعًا ما دعوتُ وكانَ - صلى الله عليه وسلم - يعجبه الذراعَ. لأحمد والكبير (1).
_________
(1) أحمد 6/ 8، والطبراني 1/ 325 (970)، وقال الهيثمي 8/ 311: أحد إسنادي أحمد حسن. وصححه الألباني في مختصر الشمائل ص 96.(3/467)
8510 - سلمةُ السكوني: بينما نحنُ عندَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - إذ قالَ قائلٌ: يا رسولَ الله هل أوتيت بطعامٍ من السماءِ؟ قالَ: ((نعم))، قالَ: يا نبيَ الله هل كانَ فيه من فضلٍ؟ قال: ((نعم))، قالَ: فما فعلَ به؟ قال: ((رُفع إلى السماءِ)) (1). للدارمي مطولاً بلين.
_________
(1) الدرامي (55)، وقال الهيثمي 7/ 306: رواه أحمد والطبراني والبزار وأبو يعلى ورجاله ثقات.(3/468)
من إجابة دعائه - صلى الله عليه وسلم - وكف الأعداء عنه(3/468)
8511 - أنسُ: كانَ رجلٌ نصرانيٌ أسلمَ فقرأ البقرة وآل عمرانَ وكانَ يكتبُ الوحي للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فعاد نصرانيًا فكانَ يقولُ: ما يدري محمدٌ إلا ما كنتُ أكتبُ له، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((اللهم اجعلْه آيةً))، فأماته الله فدفنوه فأصبحَ ولقد لفظته الأرضُ، فقالوا: هذا فعلُ محمدٍ وأصحابهِ لمَّا هربَ منهم نبشوا عن صاحبنا وألقوه، فحفروا لهُ وأعمقوا ما استطاعوا فأصبحَ ولقد لفظته الأرضُ، وقالوا مثل الأول فحفروا وأعمقوا فلفظته الثالثةَ، فعلموا أنَّه ليسَ من الناسِ، فألقوه بين حجرين ورضموا عليه الحجارة. للشيخين (1).
_________
(1) البخاري (3617)، ومسلم (2781).(3/468)
8512 - جابرُ: أنَّ أباه تُوفي وتركَ عليه ثلاثين وسقًا لرجلٍ من اليهودِ، فاستنظره جابرٌ فأبى أن يُنْظِرَهُ فكلَّم جابرٌ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -؛ ليشفعَ إليهِ فجاءه - صلى الله عليه وسلم - فكلَّم اليهوديَّ ليأخذ ثمر نخلة بالذي له، فأبى، فدخلَ - صلى الله عليه وسلم - النخلَ فمشى فقام فيها ثم قال لجابرٍ: ((جُدَّ له فأوف الذي له))، فجدَّه بعد ما رجع النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - فأوفاهُ ثلاثين وسقًا. وفضلت له سبعة عشر وسقًا، فجاء
[ص:469] جابرٌ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -؛ ليخبره بالذي كانَ فوجده يصلي العصرَ، فلما انصرفَ أخبره بالفضلِ، فقالَ: ((أخبر بذلك ابن الخطابِ)) فأخبرهُ، فقال عمرُ: لقد علمتُ حين مشى فيها ليباركنَّ فيها (1).
_________
(1) البخاري (2396).(3/468)
8513 - وفي رواية: قال له - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا جددته فوضعتَهُ في المربدٍِ آذنتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -))، فجاءَ ومعه أبو بكرٍ وعمرَ، فجلس عليه ودعا بالبركةِ فيهِ، ثم قالَ: ((ادعُ غرماءكَ فأوفهم))، فما تركتُ أحدًا له دينٌ على أبي إلا قضيتُهُ، وفضلَ ثلاثةَ عشرَ وسقًا سبعةٌ عجوةٌ، وستةٌ لون أو ستةٌ أو سبعةٌ (1).
_________
(1) البخاري (2709).(3/469)
8514 - وفي أخرى: قلتُ يا رسول الله: قد علمتَ أنَّ والدي استشهدَ يومَ أحدٍ وترك دينًا كثيرًا، وأحبُّ أن يراك الغرماءُ، فقال: ((اذهب فبيدر كلَّ تمرٍ على ناحيةٍ)) ففعلتُ، ثم دعوته، فلمَّا رأوه أغروا بي تلكَ الساعةَ، فلما رأى ما يصنعونَ، طافَ حولَ أعظمها بيدراً ثلاث مراتٍ ثم جلسَ عليه، ثم قالَ: ادعُ أصحابك، فما زالَ يكيلُ لهم حتى أدى الله أمانةَ والدى، وأنا والله راضٍ أن يؤدي الله أمانةَ والدي ولا أرجعُ إلى أخواتي بتمرةٍ، فسلمَ الله البيادر كلها حتى أني أنظرُ إلى البيدر الذي عليه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - فكأنه لم ينقص تمرةً واحدةً. للبخاري وأبي داود والنسائي (1).
_________
(1) البخاري (2781).(3/469)
8515 - أبو هريرة: كنتُ أدعو أمي إلى الإِسلام وهي مشركةٌ، فدعوتها يومًا فأسمعتني في النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ما أكره، فأتيتهُ - صلى الله عليه وسلم - وأنا أبكى، فقلتُ: يا رسولَ الله إني كنتُ أدعو أمي إلى الإِسلامِ فتأبى علىَّ، فدعوتُها اليومَ فأسمعتني فيك ما أكره فادعُ الله أن يهدى أم أبى هريرةَ، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((اللهم اهد أم أبي هريرةَ))، فخرجتُ مستبشرًا بدعوتهِ،
[ص:470] فلما جئتُ قصدتُ إلى البابِ وقربتُ منه، فإذا هو مجافٍ، فسمعت أمي خشف قدمي، فقالت: مكانك يا أبا هريرة، وسمعت خضخضةَ الماءِ، فاغتسلت ولبست درعها، وعجلت عن خمارها ففتحتِ البابَ، ثم قالت: يا أبا هريرة أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبده ورسولهُ، فرجعتُ إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فأتيتهُ وأنا أبكي من الفرحِ، فقلتُ: يا رسولَ الله أبشر، فقد استجابَ الله دعوتك وهدى أم أبي هريرةَ، فحمد الله وقال: ((خيرًا))، فقلتُ: يا رسولَ الله ادعُ الله أن يحببني وأمي إلى عباده المؤمنين ويجبهم إلينا فقالَ: ((اللهم حبب عبيدك هذا وأمهُ إلى عبادكَ المؤمنينَ، وحبب إليهما المؤمنينَ، فما خلقَ مؤمنٍ يسمعُ بي ولا يراني إلا أحبني)). لمسلم (1).
_________
(1) مسلم (2491).(3/469)
8516 - السائبُ بن يزيد: ذهبت بي خالتي إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فقالت: يا رسولَ الله إن ابن أختي وجعٌ، فمسحَ رأسي ودعا لي بالبركةِ فتوضأ فشربت من وضوئه ثم قمتُ خلف ظهرهِ، فنظرتُ إلى خاتم النبوةِ بين كتفيه مثل زرِّ الحجلة، وقال الجعيدُ: رأيتُ السائب بن يزيدِ ابن أربعِ وتسعينَ، جلدًا معتدلاً، فقال: قد علمتُ ما متعت به سمعي وبصري إلا بدعاءِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -. للشيخين والترمذي (1).
_________
(1) البخاري (3540)، ومسلم (2345).(3/470)
8517 - أبو زيد بن أخطب: مسحَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بيدهِ على وجهي ودعا لي، قال عزرةُ: فلقد رأيتهُ بعدما عاشَ عشرينَ ومائةَ سنةً وليس في لحيته إلا شعيراتٍ تعدُّ بيضٌ. للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (3629) بنحوه، وقال: حديث حسن غريب. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (2869).(3/470)
8518 - جابرُ: بينما نحنُ مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - بالسوق إذا امرأةٌ قالت يا رسولَ الله: إنَّ زوجي لا يقربني، ففرِّق بيني وبينه، ومرَّ زوجُها، فدعاه - صلى الله عليه وسلم - وأخبره، قالَ: يا رسولَ الله والذي أكرمكَ إنَّ عهدي بها لهذه الليلةُ، فبكت المرأةُ وقالت: كذبَ، فرق بيني وبينه، فإنه من أبغض خلقِ الله إلىَّ، فتبسمَ - صلى الله عليه وسلم -، ثم أخذ برأسهِ ورأسها فجمعَ بينهما وقال: ((اللهم ادنُ كل
[ص:471] واحدٍ منهما من صاحبهِ)) فلبثنا ما شاء الله ثم مرَّ - صلى الله عليه وسلم - بالسوقِ فإذا نحن بالمرأةِ، فلما رأته أقبلت إليهِ فقالت: يا رسولَ الله والذي بعثكَ بالحقِّ ما خلقَ من بشرِ أحبَّ إليَّ منه الآنَ. للموصلي (1).
_________
(1) أبو يعلى 3/ 392 - 393 (1868)، وقال الهيثمي 8/ 268: رجاله رجال الصحيح غير يوسف بن محمد بن المنكدر وثقه أبو زرعة وغيره وضعفه جماعة.(3/470)
8519 - أبو هريرة: قال أبو جهل: هل يُعَفِّرُ محمدٌ وجههُ بين أظهركم، قيل: نعم، قال: واللاتِ والعزى لئن رأيتُه يفعلُ ذلك لأطأنَّ على رقبتهِ أو لأعفرنَّ وجهه في التراب، فأتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - وهو يصلي؛ ليطأ على رقبته، فما فجأهم منه إلا وهو ينكصُ على عقبيه ويتقى بيديه، فقيلَ له مالكَ؟ قال: إن بيني وبينه لخندقًا من نارٍ وهولاً وأجنحةٍ، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((لو دنا مني لاختطفته الملائكةُ عضوًا عضوًا))، فأنزلَ الله لا ندري أفي حديث أبي هريرة أو شيء بلغه {كَلَّا إِنَّ الإنسَانَ لَيَطْغَى- إلى قوله-كَلَّا لا تُطِعْهُ} [العلق: 19] لمسلم (1).
_________
(1) مسلم (2797).(3/471)
8520 - جابرُ: غزونا مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - غزاةً قبل نجدٍ، فأدركنا النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - في القائلةِ في وادٍ كثيرِ العضاة، فنزلَ تحتَ شجرةٍ فعلقَ سيفه بغصنٍ من أغصانها وتفرقَ الناسُ في الوادي يستظلونَ بالشجرِ، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((إنَّ رجلاً أتاني وأنا نائمٌ فأخذ السيفَ فاستيقظتُ وهو قائمٌ على رأسي، والسيفُ صلتا في يده))، فقال: من يمنعكُ مني، قلتُ: ((الله))، فشام السيفُ، فها هو ذا جالسٌ، ثم لم يعرض له، وكان ملك قومهِ فانصرف عنه حين عفى عنه، فقال: لا أكونُ في قومٍ هم حرب لكَ. للشيخين (1).
_________
(1) البخاري (4137)، ومسلم (843).(3/471)
8521 - وعنه رفعه: ((دخلتُ البيتَ فإذا شيطانٌ خلف البابِ فخنقته حتى وجدتُ برد لسانه على يدي، فلولا دعوةُ العبدِ الصالحِ لأصبحَ مربوطًا يراه الناسُ)). للأوسط (1).
_________
(1) الطبراني في ((الأوسط)) 5/ 34 (5491، وقال الهيثمي 1/ 229: وإسناده حسن. ذكره الألباني في الصحيحة (3251).(3/472)
مما سأله عنه أهل الكتاب صدقوه في جوابه النبي - صلى الله عليه وسلم -(3/472)
8522 - ثوبان: كنتُ قائمًا عند النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فجاءَ حبرٌ من أحبارِ اليهودِ، فقالَ: السلامُ عليك يا محمدُ، فدفعته دفعةً كاد يصرعُ منها، فقال: لم تدفعني؟ فقلتُ: ألا تقولُ يا رسولَ الله؟ فقال اليهوديُّ: إنما ندعوه باسمهِ الذي سماه به أهلُهُ، فقالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((إنَّ اسمي محمدٌ الذي سماني به أهلي))، فقالَ اليهودُّ: جئتُ أسألُكَ، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((أينفعكَ شيءٌ إن حدثتك؟)) قالَ أسمع بأذني، فنكث - صلى الله عليه وسلم - بعودُ معه، فقالَ: ((سل))، قالَ اليهوديُّ: أين يكونُ الناسُ يوم تُبَدَّلُ الأرضُ غير الأرض والسمواتُ؟ فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((في الظلمة دون الجسرِ))، قال: فمن أولُ الناسِ إجازةً؟ فقالَ: ((فقراءُ المهاجرينَ))، قال اليهوديُّ: فما تحفتهم حين يدخلونَ الجنةَ؟ قالَ: ((زيادةُ كبدِ النون))، قالَ: فما غذاؤهم على أثرها؟ قالَ: ((ينحرُ لهم ثورُ الجنةِ الذي كان يأكلُ من أطرافها))، قالَ: فما شرابُهم عليه؟ قالَ: ((من عينٍ فيها تسمى سلسبيلا))، قال: صدقت، قالَ: وجئتك أسألكَ عن شيءٍ لا يعلمه أحدٌ إلا نبيٌ أو رجلٌ أو رجلانِ، قالَ: ((ينفعكَ إن حدثتك)) قال: ((أسمع بأذني))، قال: جئتُ أسألكَ عن الولدِ، قال: ((ماءُ الرجلِ أبيضٌ وماء المرأة أصفرٌ، فإذا اجتمعا فعلا منىُّ الرجل منىَّ المرأة ذكرًا بإذنِ الله وإذا علا منىُّ المرأةِ منىَّ الرجلِ أنثا بإذن الله)) قال اليهوديُّ: صدقتَ، وإنك لنبيٌ، ثم انصرفَ، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((لقد سألني هذا عن الذي سألني عنه ومالي علمٌ بشيءٍ منه حتى أتاني الله به)). لمسلم (1).
_________
(1) مسلم (315).(3/472)
8523 - صفوان بن عَسَّال: قالَ بعضُ اليهودِ لصاحبه: اذهب بنا إلى هذا النبيِّ، فقال له صاحبه: لا تقل نبي، إنه لو سمعكَ كان له أربعةُ أعينٍ، فأتيا النبيَّ - صلى الله
[ص:473] عليه وسلم - فسألاه عن تسعِ آيات بيناتٍ، فقال لهم: ((لا تشركوا بالله شيئًا، ولا تسرقوا، ولا تزنوا، ولا تقتلوا النفسَ التي حرم الله إلا بالحقِّ، ولا تمشوا ببريء إلى ذي سلطانٍ ليقتله، ولا تسحروا، ولا تأكلوا الربا، ولا تقذفوا محصنةً، ولا تولوا الأدبارَ يوم الزحف، وعليكم خاصة من اليهودِ: أن لا تعدوا في السبتِ))، فقبلا يده ورجله، وقالا نشهد أنك نبيٌ، فقال: ((ما منعكما أن تتبعاني؟)) قالَ: إن داودَ دعا ربَّه أن لا يزال من ذريته نبيٌ وإنّا نخافُ إن اتبعناك أن تقتلنا اليهودُ. للترمذي والنسائي (1).
_________
(1) الترمذي (2733)، وقال: حسن صحيح، والنسائي 7/ 111 - 112, وابن ماجة (3705) مختصرا، وضعفه الألباني في ضعيف النسائي (275).(3/472)
8524 - أنسُ: بلغَ عبد الله بن سلام مقدمُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - المدينةَ، فأتاه وقال: إنِّي سائلكَ عن ثلاثٍ لا يعلمهنَّ إلا نبيٌ، ما أولُ أشراطِ الساعةِ؟ وما أولُ طعام يأكله أهلُ الجنةِ؟ ومن أيِّ شيءٍ ينزعُ الولدُ إلى أبيه، ومن أيِّ شيءٍ ينزعُ إلى أخوالهِ؟ فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((خبرني بهنَّ آنفًا جبريلُ))، قالَ عبد الله: ذاك عدو اليهود من الملائكة فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((أما أولُ أشراطِ الساعةِ، فنارٌ تحشرُ الناسَ من المشرقِ إلى المغربِ، وأما أولُ طعامٍ يأكله أهلُ الجنة فزيادةُ كبدِ الحوتِ، وأما الشبهُ في الولدِ، فإن الرجل إذا غشى المرأة فسبقها ماؤه كان الشبهُ له وإذا سبقت كان الشبهُ لها)) قال: أشهد أنَّك رسولُ الله، ثم قالَ: يا رسولَ الله إنَّ اليهودَ قومُ بهتٍ إن علموا بإسلامي قبل أن تسألهم بهتوني عندكَ، فجاءت اليهودُ ودخلَ عبد الله البيتَ فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((أيُّ رجلٍ فيكم عبد الله بن سلامٍ؟)) قالوا: أعلمنا وابن أعلمنا، وأخيرنا وابن أخيرنا قال - صلى الله عليه وسلم -: ((أفرأيتم إن أسلمَ عبدُ الله؟)) قالوا: أعاذه الله من ذلكَ، فخرجَ عبد الله إليهم، فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدً رسولُ الله، قالوا: شرُّنا وابن شرِّنا ووقعوا فيه (1). زاد في رواية: قال: هذا الذي كنتُ أخافهُ يا رسول الله. للبخاري (2).
_________
(1) البخاري (3329).
(2) البخاري (3938).(3/473)
معجزات متنوعة له وذكر عمره وأولاده - صلى الله عليه وسلم -(3/474)
8525 - جابرُ: سرنا مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - حتى نزلنا واديًا أفيحَ، فذهبَ - صلى الله عليه وسلم - يقضي حاجته فاتبعته بإداوةٍ من ماءٍ، فنظر فلم ير شيئًا يستترُ بهِ، وإذا شجرتان بشاطئ الوادي، فانطلق إلى إحداهما فأخذَ بغصنٍ من أغصانها، فقالَ: ((انقادي علىَّ بإذنِ الله))، فانقادت معه كالبعيرِ المخشوشِ الذي يصانعُ قائده حتى أتى الشجرةَ الأخرى، فأخذَ بغصنٍ من أغصانها، فقال: ((انقادي عليَّ بإذنِ الله))، فانقادت معهُ كذلك، حتى إذا كان بالنصف مما بينهما لأمَ بينهما -يعني جمعهما- قال: ((التئما علىَّ بإذن الله))، فالتأمتا، فخرجتُ أحضرُ مخافةَ أن يحسَّ - صلى الله عليه وسلم - بقربي فيتبعدَ، فجلستُ أحدثُ نفسي، فحانت منِّي لفتةٌ، فإذا أنا به - صلى الله عليه وسلم -، وإذا الشجرتان قد افترقتا، فقامت كل واحدة منهما على ساقِ، فرأيتهُ وقفَ وقفةً، فقال برأسهِ هكذا، وأشار الراويُّ برأسه يمينًا وشمالاً، ثم أقبلَ، فلمَّا انتهى إليَّ قال: ((يا جابرُ: هل رأيت مقامي؟)) قلتُ: نعم، يا رسولَ الله، قالَ: ((فانطلق إلى الشجرتين فاقطع من كل واحدةٍ منهما غصنًا فأقبل بهما، حتى إذا قمت مقامي فأرسلْ غصنًا عن يمينك وغصنًا عن يسارك)).
فقمتُ فأخذتُ حجرًا وكسرته وحسرتُه فانذلق لي، فأتيتُ الشجرتين، فقطعتُ من كل واحدةٍ منهما غصنًا، ثم أقبلتُ أجرُّهما حتى قمتُ مقامَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أرسلتُ غصنًا عن يميني وغصنًا عن يساري، ثم لحقتُ فقلتُ: قد فعلتُ يا رسولَ الله، فعمَّ ذاك قال: ((إنِّي مررتُ بقبرين يعذبان فأحببتُ بشفاعتي أن يرفه عنهما ما دامَ هذان الغصنانِ رطبين))، فأتينا العسكرَ، فقال: ((نادِ بوضوءٍ)) فقلتُ: ألا وضوءٌ ألا وضوءٌ ألا وضوءٌ، قلتُ: يا رسولَ الله ما
[ص:475] وجدتُ في الرَّكبِ من قطرةٍ، وكان رجلٌ من الأنصارِ يبردُ للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم - الماءَ في أشجابٍ لهُ على حمارةٍ من جريدٍ، فقال لي: ((انطلق إلى فلانٍ الأنصاريِّ فانظر هل في أشجابهِ من شيءٍ؟)) فانطلقتُ إليهِ، فنظرتُ فيها فلم أجد إلا قطرة في عزلاء شجبٍ منها لو أنيِّ أفرغته شربه يابسه، فأتيته - صلى الله عليه وسلم - فأخبرته، قال: ((اذهب فأتني به))، فأتيتهُ به، فأخذهُ بيدهِ فجعلَ يتكلمُ بشيءٍ لا أدري ما هو يغمزُ بيدهِ، ثم أعطانيه، فقال: ((يا جابر: نادِ بجفنةٍ))، فقلتُ: يا جفنة الركبِ، فأتيتُ بها تحملُ فوضعتُها بين يديه، فقال بيده في الجفنة هكذا، فبسطها وفرَّقَ بين أصابعهِ، ثم وضعها في قعر الجفنة، وقال: ((خذ يا جابرُ، فصبَّ علىَّ وقل بسم الله))، فصببتُ عليه وقلتُ: بسمِ الله، فرأيتُ الماء يفورُ من بين أصابعهِ - صلى الله عليه وسلم -، ثمَّ فارت الجفنةُ وزادت حتى امتلأت، فقال: ((يا جابرُ: ناد من كان له حاجةٌ بماءٍ))، فأتى الناسُ فاستقوا حتى رووا، فقلتُ: هل بقى أحدٌ له حاجةٌ؟ ورفع - صلى الله عليه وسلم - يده من الجفنة وهي ملأى وشكى الناسُ إليه - صلى الله عليه وسلم - الجوعَ، فقال: ((عسى الله أن يطعمكم))، فأتينا سيف البحرِ فزخر البحرُ زخرةً فألقى دابةً: أورينا على شقِّها النار فأطبخنا واشتوينا وأكلنا وشبعنا، فدخلتُ أنا وفلانٌ وفلانٌ حتى عدَّ
خمسةً في حجاج عينها ما يرانا أحدٌ حتى خرجنا فأخذنا ضلعًا من أضلاعها فقوسناه، ثم دعونا بأعظم رجلٍ، وأعظمِ جملٍ وأعظم كفلٍ في الركب، فدخل تحته ما يطأطئ رأسه. لمسلم مطولاً (1).
_________
(1) مسلم (3012، 3013، 3014).(3/474)
8526 - وللدارمي قصة الشجرتين وزاد: ثم ركبنا وعرضت امرأةٌ للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم - معها صبيٌ لها، فقالت: يا رسولَ الله إنَّ ابني هذا يأخذُه الشيطانُ كلَّ يومٍ ثلاثَ مرارٍ فتناول الصبي فجعله بينه وبين مقدم الرحلِ، ثم قالَ: ((أخسأ عدو الله أنا
[ص:476] رسولُ الله)) ثلاثًا، ثم دفعه إليها، فلما قضينا سفرنا مررنا بذلك المكان فعرضت لنا المرأةُ معها صبيُها ومعها كبشان تسوقُهما، فقالت: يا رسول الله اقبل مني هديتي، فوالذي بعثك بالحقِّ ما عاد إليه بعد. قال: ((خذوا منها واحدًا وردّوا عليها الآخرَ)) (1).
_________
(1) الدارمي (17)، وقال الهيثمي 9/ 7 - 9: في الصحيح بعضه رواه الطبراني في الأوسط والبزار باختصار كثير وفيه عبد الحكيم بن سفيان ذكره ابن أبي حاتم ولم يجرحه أحد وبقية رجاله ثقات.(3/475)