4457 - وفي رواية: ((أَلَمْ تَرَيْ أَنَّ مُجَزِّزًا الْمُدْلِجِيَّ دَخَلَ عَلَيَّ فَرَأَى أُسَامَةَ وَزَيْدًا وَعَلَيْهِمَا قَطِيفَةٌ وقَدْ غَطَّيَا رُءُوسَهُمَا وَبَدَتْ أَقْدَامُهُمَا، فَقَالَ: إِنَّ هَذِهِ الأَقْدَامَ بَعْضُهَا مِنْ بَعْض؟)) (1).
_________
(1) البخاري (6771)، ومسلم (1459).(2/174)
4458 - وفي أخرى: كَانَ أُسَامَةُ أَسْوَدَ شَدِيدَ السَّوَادِ مِثْلَ الْقَارِ وَكَانَ زَيْدٌ أَبْيَضَ من الْقُطْنِ (1).
_________
(1) أبو داود بعد الحديث (2268).(2/174)
4459 - عُمَرَ: كَانَ يُلِيطُ أَوْلادَ الْجَاهِلِيَّةِ بِمَنِ ادَّعَاهُمْ فِي الإسْلامِ، فَأَتَى رَجُلانِ كِلاهُمَا يَدَّعِي وَلَدَ امْرَأَةٍ، فَدَعَا عُمَرُ قَائِفًا فَنَظَرَ إِلَيْهِمَا فَقَالَ الْقَائِفُ: لَقَدِ اشْتَرَكَا فِيهِ. فَضَرَبَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بِالدِّرَّةِ وقال: ما يدريك؟ ثُمَّ دَعَا الْمَرْأَةَ فَقَالَ: أَخْبِرِينِي خَبَرَكِ. فَقَالَتْ: كَانَ هَذَا لأَحَدِ الرَّجُلَيْنِ يأتيها وَهِيَ فِي إِبِلٍ لأَهْلِهَا، فَلا يُفَارِقُهَا حَتَّى تَظُنَّ ويَظُنَّ أَن قَدِ اسْتَمَرَّ بِهَا حَملٌ، ثُمَّ انْصَرَفَ عَنْهَا فَأُهْرِيقَتْ عَلَيْها الدِمَاءٌ، ثُمَّ خلفه الآخَرَ، فَلا أَدْرِي مِنْ أَيِّهِمَا هُوَ. فَكَبَّرَ الْقَائِفُ فَقَالَ عُمَرُ لِلْغُلامِ: وَالِ أَيَّهُمَا شِئْتَ. لمالك (1).
_________
(1) مالك 2/ 568.(2/174)
4460 - أبو عثمان النهدي: لما أدعى زياد لقيت أبا بكرة فقلت: ما هذا الذي صنعتم؟ إني سمعت سعد بن أبي وقاص يقول: سمعت أذني من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((من ادعى أبا في الإسلام غير أبيه وهو يعلم أنه غير أبيه فالجنة عليه حرام)). فقال أبو بكرة: وأنا سمعته منه - صلى الله عليه وسلم -. للشيخين وأبي داود (1).
_________
(1) البخاري (6766)، ومسلم (63).(2/174)
4461 - أبو ذر رفعه: ((لَيْسَ مِنْ رَجُلٍ ادَّعَى لِغَيْرِ أَبِيهِ وَهُوَ يَعْلَمُهُ إِلاَّ كَفَرَ، وَمَنِ ادَّعَى مَا لَيْسَ لَهُ فَلَيْسَ مِنَّا فلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ، وَمَنْ رمى
[ص:175] رَجُلاً بِالْكُفْرِ أَوْ قَالَ: عَدُوَّ الله، وَلَيْسَ كَذَلِكَ إِلاَّ حَارَ عَلَيْهِ)). للشيخين (1).
_________
(1) البخاري (3508)، ومسلم (61).(2/174)
4462 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((أَيُّمَا امْرَأَةٍ أَدْخَلَتْ عَلَى قَوْمٍ من لَيْسَ مِنْهُمْ فَلَيْسَتْ مِنَ الله فِي شَيْءٍ ولن يُدْخِلُهَا الله الجنة وَأَيُّمَا رَجُلٍ جَحَدَ وَلَدَهُ وَهُوَ يَنْظُرُ إِلَيْهِ احْتَجَبَ الله مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَفَضَحَهُ عَلَى رُءُوسِ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ)). لأبي داود، والنسائي (1).
_________
(1) أبو داود (2263)،والنسائي (6/ 179). وضعفه الألباني في ضعيف النسائي (229).(2/175)
4463 - عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ: أِنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَضَى أَنَّ كُلَّ مُسْتَلْحَقٍ اسْتُلْحِقَ بَعْدَ أَبِيهِ الَّذِي يُدْعَى لَهُ ادَّعَاهُ وَرَثَتُهُ، فَقَضَى أَنَّ كُلَّ مَنْ كَانَ مِنْ أَمَةٍ يَمْلِكُهَا يَوْمَ أَصَابَهَا فَقَدْ لَحِقَ بِمَنِ اسْتَلْحَقَهُ، وَلَيْسَ لَهُ مِمَّا قُسِمَ قَبْلَهُ مِنَ الْمِيرَاثِ شَيْءٌ وَمَا أَدْرَكَ مِنْ مِيرَاثٍ لَمْ يُقْسَمْ فَلَهُ نَصِيبُهُ، وَلا يَلْحَقُ إِذَا كَانَ أَبُوهُ الَّذِي يُدْعَى لَهُ أَنْكَرَهُ، فإِنْ كَانَ مِنْ أَمَةٍ لَمْ يَمْلِكْهَا أَوْ مِنْ حُرَّةٍ عَاهَرَ بِهَا فَإِنَّهُ لا يَلْحَقُ بِهِ وَلا يَرِثُ، وَإِنْ كَانَ الَّذِي يُدْعَى لَهُ هُوَ ادَّعَاهُ فَهُوَ وَلَدُ زِنْيَةٍ مِنْ حُرَّةٍ كَانَ أَوْ أَمَةٍ (1).
_________
(1) أبو داود (2265). وحسنه الألباني في «صحيح أبي داود» (1982).(2/175)
4464 - ابْنُ عَبَّاسٍ رفعه: لا مُسَاعَاةَ فِي الإسْلامِ، مَنْ سَاعَى فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَقَدْ لَحِقَ بِعَصَبَتِهِ، وَمَنِ ادَّعَى وَلَدًا مِنْ غَيْرِ رِشْدَه فَلا يَرِثُ وَلا يُورَثُ. هما لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (2264). وقال المنذري في «مختصره» 3/ 173: في إسناده رجل مجهول. وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (498).(2/175)
4465 - زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَجَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْيَمَنِ فَقَالَ: إِنَّ ثَلاثَةَ نَفَرٍ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ أَتَوْا عَلِيًّا يَخْتَصِمُونَ إِلَيْهِ فِي وَلَدٍ، قَدْ وَقَعُوا عَلَى امْرَأَةٍ فِي طُهْرٍ وَاحِدٍ فَقَالَ لاثْنَيْنِ مِنْهُم طِيبَا بِالْوَلَدِ لِهَذَا، فَغَلَبَا. ثُمَّ قَالَ لاثْنَيْنِ طِيبَا بِالْوَلَدِ لِهَذَا، فَغَلَبَا. فَقَالَ: أَنْتُمْ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ، إِنِّي مُقْرِعٌ بَيْنَكُمْ، فَمَنْ قُرِعَ فَلَهُ الْوَلَدُ وَعَلَيْهِ لِصَاحِبَهِ ثُلُثَا الدِّيَةِ، فَأَقْرَعَ بَيْنَهُمْ فَجَعَلَهُ لِمَنْ قُرِعَ، فَضَحِكَ - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى بَدَتْ أَضْرَاسُهُ أَوْ نَوَاجِذُهُ. لأبي داود والنسائي (1).
_________
(1) أبو داود (2269)، والنسائي 6/ 183. وقال المنذري 3/ 177: أخرجه النسائي، وفي إسناده الملح واسمه يحيى بن عبد الله الكندي، ولا يحتج بحديثه. وصححه الألباني في صحيح أبي داود (1986).(2/175)
4466 - أَنَسٌ رفعه: مَنِ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ أَوِ انْتَمَى إِلَى غَيْرِ مَوَالِيهِ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ الله الْمُتَتَابِعَةُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (5115). وصححه الألباني في صحيح أبي داود (4268).(2/176)
4467 - رَافِعُ بْنُ سِنَانٍ: أَنَّهُ أَسْلَمَ وَأَبَتِ امْرَأَتُهُ أَنْ تُسْلِمَ، فَأَتَتِ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَتِ: ابْنَتِي وَهِيَ فَطِيمٌ، وَقَالَ رَافِعٌ: ابْنَتِي، فقَالَ لَهُ - صلى الله عليه وسلم -: اقْعُدْ نَاحِيَةً وَقَالَ لَهَا اقْعُدِي نَاحِيَةً، وَأَقْعَدَ الصَّبِيَّةَ بَيْنَهُمَا، ثُمَّ قَالَ: ادْعُوَاهَا، فَمَالَتِ الصَّبِيَّةُ إِلَى أُمِّهَا، فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: اللهمَّ اهْدِهَا، فَمَالَتِ إِلَى أَبِيهَا. للنسائي وأبي داود بلفظه (1).
_________
(1) أبو داود (2244)، والنسائي في الكبرى 4/ 83 (6385). وصححه الألباني في صحيح أبي داود (1963).(2/176)
4468 - أبو جَمِيلَةَ: وجدت مَنْبُوذًا فِي زَمنِ عُمَرَ، فَجِئْتهُ بِهِ فلما رآني قال: عسى الغوير أبؤسا مَا حَمَلَكَ عَلَى أَخْذِ هَذِهِ النَّسَمَةِ، قلت: وَجَدْتُهَا ضَائِعَةً فَأَخَذْتُهَا، فكأنه اتهمني، فَقَالَ عريفي: إِنَّهُ رَجُلٌ صَالِحٌ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: أَكَذَلِكَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: اذْهَبْ هُوَ حُرٌّ وَعَلَيْنَا نَفَقَتُهُ. لمالك والبخاري في ترجمة (1).
_________
(1) البخاري قبل حديث (2662)، ومالك 2/ 566 - 567.(2/176)
4469 - زاد رزين: وولاة المسلمين يرثونه ويعقلون عنه، وهو الذي ذكر في روايته: عسى الغوير أبؤسا.(2/176)
العدة والاستبراء والإحداد والحضانة(2/176)
4470 - أَسْمَاءُ بِنْتُ يَزِيدَ بْنِ السَّكَنِ الأَنْصَارِيَّةِ أَنَّهَا طُلِّقَتْ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وَلَمْ يَكُنْ لِلْمُطَلَّقَةِ عِدَّةٌ، فَأَنْزَلَ الله تعالى العدة لِلطَّلاقِ، فكانت أول من نزل فيها العدة للطلاق. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (2281). وقال المنذري: في «مختصره» 3/ 187، في إسناده إسماعيل بن عياش، وقد تكلم فيه غير واحد. وحسنه الألباني في صحيح أبي داود (1996).(2/176)
4471 - ابْنُ عَبَّاسٍ قَالَ: قال الله تعالى: {وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ} وَقَالَ تعالى {وَاللاَّئِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلاثَةُ أَشْهُرٍ} فَنُسِخَ مِنْ
[ص:177] ذَلِكَ وَقَالَ {وإن طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا}. للنسائي وأبي داود بلفظه (1).
_________
(1) أبو داود (2282)، والنسائي 6/ 187 - 188. وقال المنذري: 3/ 187، أخرجه النسائي وفي إسناده علي بن الحسين بن واقد، وهو ضعيف. وحسنه الألباني في صحيح أبي داود (1997).(2/176)
4472 - عُرْوَةُ: أن عَائِشَةَ انْتَقَلَتْ حَفْصَةَ بِنْتَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ حِينَ دَخَلَتْ فِي الدَّمِ مِنَ الْحَيْضَةِ الثَّالِثَةِ، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: فبلغني ذلك فذكرته لِعَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَقَالَتْ: صَدَقَ عُرْوَةُ، وَقَدْ (جَادَلَهَا) (1) فِي ذَلِكَ نَاسٌ، وقَالُوا إِنَّ الله وَتَعَالَى يَقُولُ فِي كِتَابِهِ {ثَلاثَةَ قُرُوءٍ} فبلغ عائشة فَقَالَتْ: صَدَقْتُمْ، أتَدْرُونَ مَا الأَقْرَاءُ؟ هي الأَطْهَارُ. لمالك. وقال قال: ابن شهاب: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَقُولُ مَا أَدْرَكْتُ أَحَدًا مِنْ فُقَهَائِنَا إِلاَّ وَهُوَ يَقُولُ ما قالت عَائِشَةَ (2).
_________
(1) في (ب): جلا لها.
(2) مالك 2/ 451.(2/177)
4473 - عُمَرُ: أَيمَا امْرَأَةٍ طُلِّقَتْ فَحَاضَتْ حَيْضَةً أَوْ حَيْضَتَيْنِ ثُمَّ رَفَعَتْهَا حَيْضَتُهَا فَإِنَّهَا تَنْتَظِرُ تِسْعَةَ أَشْهُرٍ، فَإِنْ (بِهَا) (1) حَمْلٌ فذاك، وَإِلاَّ اعْتَدَّتْ بَعْدَ التِّسْعَةِ أَشْهُرٍ، ثَلاثَةَ أَشْهُرٍ ثُمَّ حَلَّتْ. لمالك (2).
_________
(1) في (ب) فإن بان بها حمل.
(2) مالك 2/ 455.(2/177)
4474 - الرُّبَيِّعُ بِنْتُ مُعَوِّذِ: أَنَّهَا اخْتَلَعَتْ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَأَمَرَهَا النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - أَوْ أُمِرَتْ أَنْ تَعْتَدَّ بِحَيْضَةٍ. للنسائي، والترمذي بلفظه (1).
_________
(1) الترمذي (1185)، والنسائي 6/ 187. وقال الألباني في صحيح الترمذي (945):صحيح.(2/177)
4475 - ولمالك عن نَافِعٍ أنها جَاءَتْ هِيَ وَعَمهَا إِلَى ابْنِ عُمَرَ فَأَخْبَرَتْهُ أَنَّهَا اخْتَلَعَتْ مِنْ زَوْجِهَا فِي زَمنِ عُثْمَانَ، فبلغه ذلك، فَلَمْ يُنْكِرْهُ، وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ لها: عدتك عِدَّةُ الْمُطَلَّقَةِ (1).
_________
(1) مالك 2/ 443.(2/177)
4476 - ولأبي داود عن ابن عمر: عدة المختلعة عدة المطلقة (1).
_________
(1) أبو داود (2230). وقال الألباني في «صحيح أبي داود» (1932): صحيح موقوف، وهذا اللفظ رواه البيهقي 7/ 450 من طريق أبي داود.(2/177)
4477 - ابْنُ عَبَّاسٍ أَنَّ امْرَأَةَ ثَابِتِ بْنِ قَيْسٍ بن شماس اخْتَلَعَتْ مِنْ زَوْجِهَا عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَأَمَرَهَا النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ تَعْتَدَّ بِحَيْضَةٍ. لأبي داود، والترمذي بلفظه (1).
_________
(1) أبو داود (2229)، والترمذي (1185). وقال الألباني في صحيح أبي داود (946): صحيح.(2/177)
4478 - أُمُّ سَلَمَةَ: أَنَّ امْرَأَةً مِنْ أَسْلَمَ يُقَالُ لَهَا سُبَيْعَةُ كَانَتْ تَحْتَ زَوْجِهَا، فتُوُفِّيَ عَنْهَا وَهِيَ حُبْلَى، فَخَطَبَهَا أَبُو السَّنَابِلِ بْنُ بَعْكَكٍ، فَأَبَتْ أَنْ تَنْكِحَهُ، فَقَالَ: وَالله مَا يَصْلُحُ أَنْ تَنْكِحِي حَتَّى تَعْتَدِّي آخِرَ الأَجَلَيْنِ، فَمَكُثَتْ قَرِيبًا مِنْ عَشْرِ لَيَالٍ ثُمَّ جَاءَتِ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ انْكِحِي. للستة (1).
_________
(1) البخاري (5318)، ومسلم (1484).(2/178)
4479 - ومن رواياته: أَنَّ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَابْنَ عَبَّاسٍ تنازعا في الْمَرْأَةَ تُنْفَسُ بَعْدَ وَفَاةِ زَوْجِهَا بِلَيَالٍ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: عِدَّتُهَا آخِرُ الأَجَلَيْنِ، وَقَالَ أَبُو سَلَمَةَ: قَدْ حَلَّتْ، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: أَنَا مَعَ ابْنِ أَخِي، يَعْنِي أَبَا سَلَمَةَ، فَبَعَثُوا كُرَيْبًا إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ يَسْأَلُهَا، فقالت: إِنَّ سُبَيْعَةَ الأَسْلَمِيَّةَ نُفِسَتْ بَعْدَ وَفَاةِ زَوْجِهَا بِلَيَالٍ، وذَكَرَتْ ذَلِكَ للنبي - صلى الله عليه وسلم - فَأَمَرَهَا أَنْ تَتَزَوَّجَ (1).
_________
(1) البخاري (4910)، ومسلم (1484).(2/178)
4480 - ومنها: وَلَدَتْ بَعْدَ وَفَاةِ زَوْجِهَا بِنِصْفِ شَهْرٍ، فَخَطَبَهَا رَجُلانِ أَحَدُهُمَا شَابٌّ وَالآخَرُ كَهْلٌ، (فَحَطَّتْ) (1) إِلَى الشَّابِّ، فَقَالَ الشيخ لَمْ تحلي بعد، وَكَانَ أَهْلُهَا غُيَّبًا، ورَجَا إِذَا جَاءَ أَهْلُهَا أَنْ يُؤْثِرُوهُ، فَجَاءَتْ النبي - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ قَدْ حَلَلْتِ فَانْكِحِي مَنْ شِئْتِ (2).
_________
(1) وفي (ب) فخطبت.
(2) مالك 2/ 460.(2/178)
4481 - ومنها أن أبا سَلَمَةَ قَالَ لابْنِ عَبَّاسٍ: قَالَ َتَعَالَى {وَأُولاتُ الأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ} فَقَالَ أعاد ذَلِكَ فِي الطَّلاقِ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ أَنَا مَعَ ابْنِ أَخِي بنحوه، وفيه: وَضَعَتْ بَعْدَ وَفَاةِ زَوْجِهَا بِعِشْرِينَ لَيْلَةً (1).
_________
(1) النسائي 6/ 192.(2/178)
4482 - ومنها: قُتِلَ زَوْجُ سُبَيْعَةَ فَوَضَعَتْ بَعْدَ مَوْتِهِ بِأَرْبَعِينَ
[ص:179] لَيْلَةً فَخُطِبَتْ فَأَنْكَحَهَا - صلى الله عليه وسلم - (1).
_________
(1) البخاري (4909).(2/178)
4483 - ومنها: قَالَ أَبُو سَلَمَةَ أَخْبَرَنِي رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّ سُبَيْعَةَ جاءته فَقَالَتْ: تُوُفِّيَ زَوْجُهَا فَوَلَدَتْ لأَدْنَى مِنْ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ، فَأَمَرَهَا أَنْ تَتَزَوَّجَ. قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: وَأَنَا أَشْهَدُ عَلَى ذَلِكَ (1).
_________
(1) البخاري (4909)، ومسلم (1485).(2/179)
4484 - ومنها عن سُبَيْعَةَ: أن زوجها سَعْدِ بْنِ خَوْلَةَ توفي عَنْهَا فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ، فوضعت بعده فَلَمَّا تَعَلَّتْ مِنْ نِفَاسِهَا تَجَمَّلَتْ لِلْخُطَّابِ، فقال لها أَبُو السَّنَابِلِ: وَالله مَا أَنْتِ بِنَاكِحٍ حَتَّى يَمُرَّ عَلَيْكِ أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ وَعَشْرٌ، فأتت النبي - صلى الله عليه وسلم - فأفتاها بأنها قَدْ حَلْتُ قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: لا أَرَى بَأْسًا أَنْ تَتَزَوَّجَ حِينَ وَضَعَتْ وَإِنْ كَانَتْ فِي دَمِهَا، غَيْرَ أَنه لا يَقْرَبُهَا زَوْجُهَا حَتَّى تَطْهُرَ (1).
_________
(1) أبو داود (2306).(2/179)
4485 - ومنها، عن ابْن مَسْعُودٍ في شأن سبيعة قال: تَجْعَلُونَ عَلَيْهَا التَّغْلِيظَ وَلا تَجْعَلُونَ لَهَا الرُّخْصَةَ، لأنَزَلَتْ سُورَةُ النِّسَاءِ الْقُصْرَى بَعْدَ الطُّولَى.(2/179)
4486 - وفي رواية: قَالَ مَنْ شَاءَ لاعَنْتُهُ مَا نزِلَتْ {وَأُولاتُ الأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ} إِلاَّ بَعْدَ آيَةِ الْمُتَوَفَّى عَنْهَا زَوْجُهَا، إِذَا وَضَعَتِ الْمُتَوَفَّى عَنْهَا فَقَدْ حَلَّتْ (1).
_________
(1) أبو داود (2307).(2/179)
4487 - ابْنُ عُمَرَ وقد سُئِلَ عَنِ المتوفى عَنْهَا الحامل،
[ص:180] فَقَالَ: إِذَا وَضَعَتْ فَقَدْ حَلَّتْ، فقال رَجُلٌ عِنْدَهُ: أَنَّ عُمَرَ قَالَ: لَوْ ولدت وَزَوْجُهَا عَلَى السَرِيرِ لَمْ يُدْفَنْ بَعْدُ حَلَّتْ. لمالك (1).
_________
(1) مالك 2/ 460 - 461.(2/179)
4488 - عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ لا تُلَبِّسُوا عَلَيْنَا سُنَّةً نَبِيِّنَا، عِدَّةُ الْمُتَوَفَّى عَنْهَا أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ وَعَشْرٌ، يَعْنِي في أُمَّ الْوَلَدِ. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (2308)، وابن ماجة (2083)،وقال المنذري في «مختصره» 3/ 205: في إسناده مطر بن طهمان أبو رجاء الوراق، وقد ضعفه غير واحد. وصححه الألباني في صحيح أبي داود (2023).(2/180)
4489 - ولمالك عن ابْنِ عُمَرَ: عِدَّةُ أُمِّ الْوَلَدِ إِذَا تُوُفِّيَ عَنْهَا سَيِّدُهَا حَيْضَةٌ (1).
_________
(1) مالك 2/ 463.(2/180)
4490 - أبو سَعِيدٍ أَصَابُوا سَبايا يَوْمَ أَوْطَاسَ لَهُنَّ أَزْوَاجٌ فَتَحَرَّجُوا فَأُنْزِلَتْ {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلاَّ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} (1).
_________
(1) مسلم (1456).(2/180)
4491 - وفي رواية رَفَعَهُ فِي سَبَايَا أَوْطَاسَ: لا تُوطَأُ حَامِلٌ حَتَّى تَضَعَ، وَلا غَيْرُ ذَاتِ حَمْلٍ حَتَّى تَحِيضَ حَيْضَةً. لمسلم وأصحاب السنن (1).
_________
(1) مسلم (1456).(2/180)
4492 - أبو الدَّرْدَاءِ أن النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - نظر في بعض أسفاره إلى امرأة مُجِحٍّ ببَابِ فُسْطَاطٍ، فسئل عنها، فقالوا: هذه أمة لفلان، فقال: لَعَلَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُلِمَّ بِهَا، فَقَالُوا: نَعَمْ، فَقَالَ: لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَلْعَنَهُ لَعْنًا يَدْخُلُ مَعَهُ قَبْرَهُ، كَيْفَ يُوَرِّثُهُ وَهُوَ لا يَحِلُّ لَهُ أوكَيْفَ يَسْتَخْدِمُهُ وَهُوَ لا يَحِلُّ لَهُ. لمسلم، وأبي داود (1).
_________
(1) مسلم (1441).(2/180)
4493 - لمالك: بلغنى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يأمر باستبراء الإماء بحيضة إن كانت ممن تحيض، وثلاثة أشهر إن كانت ممن لا تحيض، وينهى عن سقى ماء الغير (1).
_________
(1) لم أقف عليه.(2/180)
4494 - ابنُ عمر: إذا وهبت الوليدة التى توطأ أو بيعت أو عتقت فليستبرىء رحمها بحيضة، ولا تستبرىء العذراء. لرزين.(2/180)
4495 - فَاطِمَةُ بِنْتُ قَيْسٍ قال أبو سلمة بن عبد الرحمن: إَنَّ أَبَا عَمْرِو بْنَ حَفْصٍ طَلَّقَهَا الْبَتَّةَ وَهُوَ غَائِبٌ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا وَكِيلهُ بِشَعِيرٍ، فَسَخِطَتْهُ،
[ص:181] فَقَالَ: وَالله مَا لَكِ عَلَيْنَا مِنْ شَيْءٍ فَجَاءَتْ النبي - صلى الله عليه وسلم - فَذَكَرَته لَهُ، فَقَالَ: ((لَيْسَ لَكِ عَلَيْهِ نَفَقَةٌ)). فَأَمَرَهَا أَنْ تَعْتَدَّ فِي بَيْتِ أُمِّ شَرِيكٍ، ثُمَّ قَالَ: ((تِلْكِ امْرَأَةٌ يَغْشَاهَا أَصْحَابِي، اعْتَدِّي عِنْدَ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ، فَإِنَّهُ رَجُلٌ أَعْمَى، تَضَعِينَ ثِيَابَكِ، فَإِذَا حَلَلْتِ فَآذِنِينِي)). فَلَمَّا حَلَلتُ ذَكَرْتُ لَهُ أَنَّ مُعَاوِيَةَ وَأَبَا جَهْمٍ خَطَبَانِي، فَقَالَ: ((أَمَّا أَبُو جَهْمٍ فَلا يَضَعُ عَصَاهُ عَنْ عَاتِقِهِ، وَأَمَّا مُعَاوِيَةُ فَصُعْلُوكٌ لا مَالَ لَهُ، انْكِحِي أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ)). فَكَرِهْتُهُ، ثُمَّ قَالَ: ((انْكِحِي أُسَامَةَ)). فَنَكَحْتُهُ، فَجَعَلَ الله فِيهِ خَيْرًا، وَاغْتَبَطْتُ. للستة إلا البخاري (1).
_________
(1) مسلم (1480).(2/180)
4496 - ومن رواياته: أَنَّ أَبَا حَفْصِ بْنَ الْمُغِيرَةِ طَلَّقَهَا ثَلاثًا، ثُمَّ انْطَلَقَ إِلَى الْيَمَنِ، فَقَالَ له أَهْلُهُ: لَيْسَ لَكِ نَفَقَةٌ. بنحوه (1).
_________
(1) مسلم (1480) 38.(2/181)
4497 - ومنها: أَنَّ أَبَا عَمْرِو بْنَ حَفْصِ بْنِ الْمُغِيرَةِ خَرَجَ مَعَ عَلِيٍّ إِلَى الْيَمَنِ، فَأَرْسَلَ إِلَى امْرَأَتِهِ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ بِتَطْلِيقَةٍ بَقِيَتْ مِنْ طَلاقِهَا، وفيه: انتقالها ولا نفقة لها، وأن مَرْوَانَ قال: لَمْ نَسْمَعْ هَذَا الْحَدِيثَ إِلاَّ مِنِ امْرَأَةٍ سَتَأْخُذُ بِالْعِصْمَةِ الَّتِي وَجَدْنَا النَّاسَ عَلَيْهَا. فَقَالَتْ فَاطِمَةُ حِينَ بَلَغَهَا قَوْلُ مَرْوَانَ: فَبَيْنِي وَبَيْنَكُمُ الْقُرْآنُ {لا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ} الآيَةَ هَذَا لِمَنْ كَانَ لَهُ مُرَاجَعَةٌ فَأَيُّ أَمْرٍ يَحْدُثُ بَعْدَ الثَّلاثِ، فَكَيْفَ تَقُولُونَ لا نَفَقَةَ لَهَا إِذَا لَمْ تَكُنْ حَامِلاً، فَعَلامَ تَحْبِسُونَهَا (1).
_________
(1) مسلم (1480) 41.(2/181)
4498 - ومنها: طَلَّقَهَا زَوْجُهَا الْبَتَّةَ، قَالَتْ: فَخَاصَمْتُهُ إِلَى النبي - صلى الله عليه وسلم - فِي
[ص:182] السُّكْنَى وَالنَّفَقَةِ، فَلَمْ يَجْعَلْ لِي. بنحوه (1).
_________
(1) مسلم (1480) 42.(2/181)
4499 - وَمِنْهَا: أَنَّ الشَّعْبِيَّ حدث بِحَدِيثِ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ: لا سُكْنَى وَلا نَفَقَةً فأَخَذَ الأَسْوَدُ بن يزيد كَفًّا مِنْ حَصًى فَحَصَبَهُ بِهِ، قَالَ وَيْلَكَ تُحَدِّثُ بِمِثْلِ هَذَا. قَالَ عُمَرُ: لا نَتْرُكُ كِتَابَ الله وَسُنَّةَ نَبِيِّنَا لِقَوْلِ امْرَأَةٍ لا نَدْرِي أحَفِظَتْ أم نَسِيَتْ، لَهَا السُّكْنَى وَالنَّفَقَةُ قَالَ تعالى: {لا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلا يَخْرُجْنَ} الآية (1).
_________
(1) مسلم (1480) 46.(2/182)
4500 - ومنها: كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَمْرِو بْنِ حَفْصِ، فَخَرَجَ فِي غَزْوَةِ نَجْرَانَ بنحوه، وفيه فَتَزَوَّجْتُهُ فَشَرَّفَنِي الله بابن زَيْدٍ وَكَرَّمَنِي بابن زَيْدٍ. للستة إلا البخاري (1).
_________
(1) مسلم (1480) 49.(2/182)
4501 - عائشةُ: لما طلق يَحْيَى بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بِنْتَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَكَمِ فَانْتَقَلَهَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، أَرْسَلَتْ عَائِشَةُ إِلَى مَرْوَانَ -وَهُوَ أَمِيرُ الْمَدِينَةِ- اتَّقِ الله وَارْدُدْهَا إِلَى بَيْتِهَا، قَالَ مَرْوَانُ: إِنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ غَلَبَنِي (1).
_________
(1) البخاري (5321).(2/182)
4502 - وفي رواية قال لها: أَمَا بَلَغَكِ شَأْنُ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ، قَالَتْ: لا يَضُرُّكَ (أَنْ لا تَذْكُرَ) (1) حَدِيثَ فَاطِمَةَ، فَقَالَ: إِنْ كَانَ بِكِ شَرٌّ فَحَسْبُكِ مَا بَيْنَ هَذَيْنِ مِنَ الشَّرِّ (2).
_________
(1) في (ب): أن تذكر.
(2) البخاري (5322).(2/182)
4503 - وفي أخرى: عَابَتْ عَائِشَةُ ذلك أَشَدَّ الْعَيْبِ، وَقَالَتْ: إِنَّ فَاطِمَةَ كَانَتْ فِي مَكَانٍ وَحْشٍ فَخِيفَ عَلَى نَاحِيَتِهَا فأَرْخَصَ لَهَا النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - (1).
_________
(1) البخاري (5326).(2/182)
4504 - وفي أخرى: لأنه كان خشي عليها في مسكن زوجها أن يقتحم عليها، أو تبدو على أهلها بفاحشة (1).
_________
(1) البخاري قبل (5327).(2/183)
4505 - ابنُ الْمُسَيبِ قيل له: فَاطِمَةُ بِنْتُ قَيْسٍ طُلِّقَتْ، فَخَرَجَتْ مِنْ بَيْتِهَا، فَقَالَ: تِلْكَ امْرَأَةٌ فَتَنَتِ النَّاسَ، إِنَّهَا كَانَتْ لَسِنَةً فَوُضِعَتْ عَلَى يَدِ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (2296). وصححه الألباني في «صحيح أبي داود» (1987)، وقال: إسناده مقطوع صحيح.(2/183)
4506 - جَابِرٌ: طُلِّقَتْ خَالَتِي فأرادت أن تَجدَّ نخلها فزجرها رَجُلٌ أن تخرج فَأَتَتِ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: ((بلى فَجُدِّي نَخْلَكِ، فإنك عسى أَنْ تَصَدَّقِي أَوْ تَفْعَلِي معروفًا)). لمسلم والنسائي، وأبي داود بلفظ: طلقت خالتي ثلاثًا (1).
_________
(1) مسلم (1483).(2/183)
4507 - الْفُرَيْعَةُ بِنْتُ مَالِكٍ: أَنَّ زَوْجَهَا تَكَارَى عُلُوجًا لِيَعْمَلُوا لَهُ فَقَتَلُوهُ، فَذَكَرَتْ ذَلِكَ للنبي - صلى الله عليه وسلم - وَقَالَتْ: إِنِّي لَسْتُ فِي مَسْكَنٍ لَهُ وَلا يَجْرِي عَلَيَّ مِنْهُ رِزْقٌ أَفَأَنْتَقِلُ إِلَى أَهْلِي؟ قَالَ: ((افْعَلِي)). ثُمَّ قَالَ: ((كَيْفَ قُلْتِ)) فأعدت عليه عَلَيْهِ فقال: ((اعْنَدِّي حَيْثُ بَلَغَكِ الْخَبَرُ)). لمالك وأصحاب السنن (1).
_________
(1) أبو داود (2300)، والترمذي (1204) وقال: حسن صحيح، والنسائي 6/ 199 - 200، مالك 2/ 461 - 462.وصححه الألباني في صحيح أبي داود (2016).(2/183)
4508 - مُجَاهِدٌ: {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا} كَانَتْ هَذِهِ الْعِدَّةُ تَعْتَدُّ عِنْدَ أَهْلِ زَوْجِهَا فَأَنْزَلَ الله تعالى {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا وَصِيَّةً لأَزْوَاجِهِمْ مَتَاعًا إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ فَإِنْ خَرَجْنَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ مِنْ مَعْرُوفٍ} فجعل الله لَهَا تَمَامَ السَّنَةِ سَبْعَةَ أَشْهُرٍ وَعِشْرِينَ لَيْلَةً وَصِيَّةً إِنْ شَاءَتْ سَكَنَتْ فِي وَصِيَّتِهَا، وَإِنْ شَاءَتْ خَرَجَتْ وَهُوَ تَعَالَى {غَيْرَ إِخْرَاجٍ فَإِنْ خَرَجْنَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ} فَالْعِدَّةُ كَمَا هِيَ وَاجِبة عَلَيْهَا وقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: نَسَخَتْ هَذِهِ الآيَةُ عِدَّتَهَا عِنْدَ أَهْلِهَا فَتَعْتَدُّ حَيْثُ شَاءَتْ. وَقَالَ عَطَاءٌ: إِنْ شَاءَتِ اعْتَدَّتْ عِنْدَ أَهْلِهَا وَسَكَنَتْ فِي وَصِيَّتِهَا وَإِنْ شَاءَتْ خَرَجَتْ {فَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي
[ص:184] أَنْفُسِهِنَّ} ثُمَّ جَاءَ الْمِيرَاثُ فَنَسَخَ السُّكْنَى فَتَعْتَدُّ حَيْثُ شَاءَتْ وَلا سُكْنَى لَهَا. للبخاري وأبي داود والنسائي (1).
قلت: فعلى الأول: لا نسخ كأنه رأى أن الأولى لتقدمها لا تكون ناسخاً، لكن يلزمه التفرد بأن بالحول مشروع إلى الآن.
وعلى الثاني: الأولى هي الثاني الأولى هي الثانية في النزول فتكون ناسخا والسكنى منسوخ.
وعلى الثالث: أن الناسخ للسكنى هو آية الميراث من الثُمن والربع كأنه رأى أن مدلول الثانية إمتاع الزوجة حولا فاقتضى النفقة والسكنى وتربص الحول، ومدلول الأولى وهو الزمان لا يصلح أن ينسخ إلا الحول فكان نسخ السكنى كالنفقة بالميراث.
_________
(1) البخاري موقوفًا (4531).(2/183)
4509 - عُمَرُ: كَانَ يَرُدُّ الْمُتَوَفَّى عَنْهُنَّ أَزْوَاجُهُنَّ مِنَ الْبَيْدَاءِ يَمْنَعُهُنَّ الْحَجَّ (1).
_________
(1) مالك 2/ 462.(2/184)
4510 - ابنُ عمر: سَأَلَتْهُ امرأة تُوُفِّيَ عنها زوجها: هَلْ يَصْلُحُ لَهَا أَنْ تَبِيتَ في حرث لهم فَنَهَاهَا، فَكَانَتْ تَخْرُجُ مِنَ الْمَدِينَةِ سَحَرًا فَتُصْبِحُ فِي حَرْثِهِمْ فَتَظَلُّ فِيهِ، وتبيت إِذَا أَمْسَتْ فِي بَيْتِهَا (1).
_________
(1) مالك 2/ 462.(2/184)
4511 - الْمُسَيَّبُ وسُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ: أَنَّ طُلَيْحَةَ الأَسَدِيَّةَ كَانَتْ تَحْتَ رُشَيْدٍ الثَّقَفِيِّ فَطَلَّقَهَا، فَنَكحَتْ فِي عِدَّتِهَا، فَضَرَبَهَا عُمَرُ وَضَرَبَ زَوْجَهَا بِالْمِخْفَقَةِ ضَرَبَات وَفَرَّقَ بَيْنَهُمَا، ثُمَّ قَالَ: أَيُّمَا امْرَأَةٍ نكِحَتْ فِي عِدَّتِهَا فَإِنْ كَانَ الَّذِي تَزَوَّجَهَا لَمْ يَدْخُلْ بِهَا فُرِّقَ بَيْنَهُمَا واعْتَدَّتْ بَقِيَّةَ عِدَّتِهَا مِنْ الأَوَّلِ، ثُمَّ كَانَ الآخَرُ خَاطِبًا مِنَ الْخُطَّابِ، وَإِنْ دَخَلَ بِهَا فُرِّقَ بَيْنَهُمَا، ثُمَّ اعْتَدَّتْ بَقِيَّةَ الأَوَّلِ، ثُمَّ اعْتَدَّتْ مِنَ الآخَرِ، ثُمَّ لا يَجْتَمِعَانِ أَبَدًا.
قَالَ ابْنُ الْمُسَيبِ: وَلَهَا مَهْرُهَا كاملاً بِمَا اسْتَحَلَّ مِنْهَا. هي لمالك (1).
_________
(1) مالك 2/ 423.(2/184)
4512 - زَيْنَبُ بِنْتُ أبي سَلَمَةَ عَنْ أُمِّهَا أم سلمة: أَنَّ امْرَأَةً تُوُفِّيَ عنها زَوْجُهَا فَخَشُوا عَلَى عينيها،
[ص:185] فَأَتَوْا النبي - صلى الله عليه وسلم - فَاسْتَأْذَنُوهُ فِي الْكُحْلِ فَقَالَ: ((لا تَكَتحَّلْ، قَدْ كَانَتْ إِحْدَاكُنَّ تَمْكُثُ فِي شَرِّ أَحْلاسِهَا -أَوْ شَرِّ بَيْتِهَا- فَإِذَا كَانَ حَوْلٌ فَمَرَّ الكَلْب رَمَتْ بِبَعَرَةٍ، فَلا حَتَّى تَمْضِيَ أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ وَعَشْرٌ)).(2/184)
4513 - فَقَالَتْ: كَانَتِ الْمَرْأَةُ إِذَا تُوُفِّيَ عَنْهَا زَوْجُهَا دَخَلَتْ حِفْشًا، وَلَبِسَتْ شَرَّ ثِيَابِهَا، وَلَمْ تَمَسَّ طِيبًا حَتَّى يَمُرَّ بِهَا سَنَةٌ، ثُمَّ تُؤْتَى بِدَابَّةٍ حِمَارٍ أَوْ شَاةٍ أَوْ طَائِرٍ فَتَفْتَضُّ بِهِ، فَقَلَّ مَا تَفْتَضُّ بِشَيْءٍ إِلاَّ مَاتَ، ثُمَّ تَخْرُجُ فَتُعْطَى بَعَرَةً فَتَرْمِي بها، ثُمَّ تُرَاجِعُ بَعْدُ مَا شَاءَتْ مِنْ طِيبٍ أَوْ غَيْرِهِ. قال: هما لمَالِكٌ. تَفْتَضُّ: تَمْسَحُ بِهِ جِلْدَهَا (1).
_________
(1) مالك 2/ 466.(2/185)
4514 - وعنها: أن أُمَّ حَبِيبَةَ لَمَّا جَاءَهَا نَعي أَبِيهَا دَعَتْ بِطِيبٍ فَمَسَحَتْ ذِرَاعَيْهَا وَقَالَتْ: مَا لِي بِالطِّيبِ مِنْ حَاجَةٍ، ولَوْلا أَنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: ((لا يَحِلُّ لامْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِالله وَالْيَوْمِ الآخِرِ تُحِدُّ عَلَى مَيِّتٍ فَوْقَ ثَلاثٍ، إِلاَّ عَلَى زَوْجٍ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا)). هما للستة (1).
_________
(1) البخاري (1280)، ومسلم (1486).(2/185)
4515 - أُمُّ عَطِيَّةَ: كُنَّا نُنْهَى أَنْ نُحِدَّ عَلَى مَيِّتٍ فَوْقَ ثَلاثة، إِلاَّ عَلَى زَوْجٍ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا، وَلا نَكْتَحِلَ، وَلا نَتطيبَ، وَلا نَلْبَسَ ثَوْبًا مَصْبُوغًا إِلاَّ ثَوْبَ عَصْبٍ، وَقَدْ رُخِّصَ لَنَا عِنْدَ الطُّهْرِ إِذَا اغْتَسَلَتْ إِحْدَانَا مِنْ مَحِيضِهَا فِي نُبْذَةٍ مِنْ كُسْتِ أَظْفَارٍ، وَكُنَّا نُنْهَى عَنِ اتِّبَاعِ الْجَنَائِزِ. للشيخين وأبي داود والنسائي (1).
_________
(1) البخاري (5341)، ومسلم (938).(2/185)
4516 - أُمُّ سَلَمَةَ رفعته: ((لا تَلْبَسُ الْمُتَوَفَّى عَنْهَا زَوْجُهَا الْمُعَصْفَرَ مِنَ الثِّيَابِ، وَلا الْمُمَشَّقَةَ، وَلا الْحُلِيَّ، وَلا تَخْتَضِبُ، وَلا تَكْتَحِلُ)). لأبي داود والنسائي (1).
_________
(1) أبو داود (2304)، والنسائي 6/ 203 - 204، وأصله عند البخاري (5336)، ومسلم (1486).(2/185)
4517 - لمَالِكٍ: أَنَّهُ - صلى الله عليه وسلم - دَخَلَ عليها وَهِيَ حَادٌّ عَلَى
[ص:186] أَبِي سَلَمَةَ وَقَدْ جَعَلَتْ عَلَى عَيْنَهَا صَبِرًا، فَقَالَ: ((مَا هَذَا يَا أُمَّ سَلَمَةَ؟)) قَالَتْ: إِنَّمَا هُوَ صَبِرٌ يَا رَسُولَ الله. قَالَ: ((فاجْعَلِيهِ باللَّيْلِ وَامْسَحِيهِ بِالنَّهَارِ)) (1).
_________
(1) مالك 2/ 468.(2/185)
4518 - وفي رواية: قَالَتْ لامْرَأَةٍ حَادٍّ عَلَى زَوْجِهَا اشْتَكَتْ عَيْنَيْهَا فَبَلَغَ ذَلِكَ مِنْهَا: اكْتَحِلِي بِكُحْلِ الْجِلاءِ وَامْسَحِيهِ بِالنَّهَارِ (1).
_________
(1) مالك 2/ 468.(2/186)
4519 - وفي أخرى: كَانَتْ تَقُولُ: تَجْمَعُ الْحَادُّ رَأْسَهَا بِالسِّدْرِ وَالزَّيْتِ (1).
_________
(1) مالك 2/ 468.(2/186)
4520 - أَبُو هُرَيْرَةَ: أتت امْرَأَة النبي - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ الله إِنَّ زَوْجِي يُرِيدُ أن يَذْهَبَ بِابْنِي، وَقَدْ نفعني وسَقَانِي مِنْ عذب الماء فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم - ((اسْتَهِمَا عَلَيْهِ)) فَقَالَ زَوْجُهَا: مَنْ يُحَاقُّنِي فِي وَلَدِي؟ فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((هَذَا أَبُوكَ وَهَذِهِ أُمُّكَ، فَخُذْ بِيَدِ أَيِّهِمَا شِئْتَ)). فَأَخَذَ بِيَدِ أُمِّهِ فَانْطَلَقَتْ بِهِ. لأصحاب السنن (1).
_________
(1) أبو داود (2277)، والترمذي (1357)، وقال: حسن صحيح. والنسائي 6/ 185, والدارمي (2293). وصححه الألباني في صحيح أبي داود (1992).(2/186)
4521 - عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ: أَنَّ امْرَأَةً أتت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت: إِنَّ ابْنِي هَذَا كَانَ بَطْنِي لَهُ وِعَاءً، وَثَدْيِي لَهُ سِقَاءً، وَحِجْرِي لَهُ حِوَاءً، وَإِنَّ أَبَاهُ طَلَّقَنِي وَأَرَادَ أَنْ يَنْتَزِعَهُ مِنِّي. فَقَالَ: - صلى الله عليه وسلم - ((أَنْتِ أَحَقُّ بِهِ مَا لَمْ تُنْكحي)) (1).
_________
(1) أبو داود (2276). وقال الألباني في «صحيح أبي داود» (1968): حسن.(2/186)
4522 - عَلِيُّ: خَرَجَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ إِلَى مَكَّةَ فَقَدِمَ بِابْنَةِ حَمْزَةَ، فَقَالَ جَعْفَر: أَنَا آخُذُهَا، أَنَا أَحَقُّ بِهَا، هي بنت عَمِّي وَعِنْدِي خَالَتُهَا، وَإِنَّمَا الْخَالَةُ أُمٌّ. وقَالَ عَلِيٌّ: أَنَا أَحَقُّ بِهَا، هي ابْنَةُ عَمِّي، وَعِنْدِي ابْنَةُ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فهِيَ أَحَقُّ بِهَا. وقَالَ زَيْدٌ: أَنَا أَحَقُّ بِهَا، هي ابنة أخي، وإنما خَرَجْتُ إِلَيْهَا وَسَافَرْتُ وَقَدِمْتُ بِهَا فقضى بها. رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لِجَعْفَرَ وقال: ((الْخَالَةُ أُمٌّ)). هما لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (2278). وصححه الألباني في «صحيح أبي داود» (1970).(2/186)
4523 - الْقَاسِمُِ بْنُ مُحَمَّدٍ: كَانَتْ عِنْدَ عُمَرَ امْرَأَة مِن الأَنْصَارِ،
[ص:187] فَوَلَدَتْ لَهُ عَاصِمَ وفارقها، فَجَاءَ قُبَاءً فَوَجَدَ ابْنَهُ يَلْعَبُ، فَوَضَعَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ عَلَى الدَّابَّةِ فَأَدْرَكَتْهُ جَدَّةُ الْغُلامِ فَنَازَعَتْهُ إِيَّاهُ حَتَّى أَتَيَا أَبَا بَكْرٍ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: خَلِّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ. فَمَا رَاجَعَهُ عُمَرُ الْكَلامَ. لمالك (1).
_________
(1) مالك 2/ 588.(2/186)
كتاب البيوع(2/187)
الكسب والمعاش وما يتعلق بالتجارة(2/187)
4524 - أبو الطفيلِ رفعه: ((من كسبَ مالاً من حرام فأعتقَ منه، ووصل منه رحمه كان ذلك إصراً)). للكبير بضعف (1).
_________
(1) ذكره الهيثمي 10/ 292، وقال: رواه الطبراني وفيه محمد بن أبان الجعفي وهو ضعيف. وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (1720): حسن لغيره.(2/187)
4525 - ميمونةُ بنتُ سعد، قالت: أفتنا يا رسول الله عن السرقة، قال: ((من أكلها وهو يعلم أنها سرقة، فقد أشرك في إثم سرقتها)). للكبير بخفى (1).
_________
(1) الطبراني 25/ 35 (61). قال الهيثمي 10/ 293: وفيه من لم أعرفه.(2/187)
4526 - أبو بكر رفعه: ((لا يدخلُ الجنةَ جَسَدٌ غُذِّيَ بحرام)). للموصلي، والبزار والأوسط (1).
_________
(1) البزار 1/ 105 (43)، وأبو يعلى (83، 84)، ((الأوسط)) (5961)، وقال: لا يروى عن أبي بكر إلا بهذا الإسناد، تفرد به عبد الواحد بن زيد، وقال ابن حجر في ((مختصر زوائد البزار)) 2/ 514: عبد الواحد ضعيف جدًا. وقال الهيثمي في المجمع 10/ 293:رواه أبو يعلى والبزار والطبراني في الأوسط ورجال أبي يعلى ثقات وفي بعضهم خلاف.
وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (1730): صحيح لغيره.(2/187)
4527 - وله عن حذيفة، رفعه: ((لا يدخل الجنة لحم نَبَتَ من سُحْت، النار أولى به)) (1).
_________
(1) الطبراني في ((الأوسط)) (6675). وقال الهيثمي 10/ 293، الحديث من رواية أيوب بن سويد عن الثوري وهي مستقيمة وإبراهيم بن خلف الرملي لم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح.(2/187)
4528 - النُّعْمَانُ بْنُ بَشِيرٍ رفعه ((إِنَّ الْحَلالَ بَيِّنٌ وَإِنَّ الْحَرَامَ بَيِّنٌ وَبَيْنَهُمَا مُشْتَبِهَاتٌ لا يَعْلَمُهُنَّ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ وَقَعَ فِي الْحَرَامِ كَالرَّاعِي يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى يُوشِكُ أَنْ يَرْتَعَ فِيهِ أَلا وَلِكُلِّ مِلِكٍ حِمًى أَلا وَإِنَّ حِمَى اللهِ مَحَارِمُهُ أَلا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ وَإِذَا
[ص:188] فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ أَلا وَهِيَ الْقَلْبُ)). للستة (1).
_________
(1) البخاري (52)،ومسلم (1599).(2/187)
4529 - وابصةُ: أنه أتى النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأضمر في نفسه أنه يسأله عن البر والإثم، فلما دَنا منه قال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((أخبرك أم تخبرني؟)) قال: لا، بل أخبرني، فقال)) جئت تسألني عن البرِّ والإِثْمِ؟)) فقلت: نعم. فجمع أنامله الثلاث فجعل ينكث بهن في صدري، ويقول: يا وابصة استفت نفسك، واستفت نفسك ثلاثًا، البرُّ: ما اطمأنت إليه النفس، والإثم: ما حاك في نفسك، وتردد في صدرك، وإن أفتاك الناس وأفتوك)). لأحمد، والموصلى بلين (1).
_________
(1) أحمد 4/ 227، والطبراني 22/ 147 - 148. قال الهيثمي 10/ 294: رجال أحد إسنادي الطبراني ثقات. وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (1734):حسن لغيره.(2/188)
4530 - سلمانُ وابنُ عباسٍ، رفعاه: ((الحلالُ ما أحلَّ الله في كتابه والحرامُ ما حرَّمَ في كتابه وَمَا سَكَتَ فَهُوَ مَا عَفَى عَنه فَلَا تَتَكَلَّفُوه)). لرزين (1).
_________
(1) حديث سلمان رواه الترمذي (1726)، وابن ماجة (3367)، قال أبو عيسى: هذا حديث غريب وقال الحاكم 4/ 115: حديث مفسر في الباب وسيف بن هارون لم يخرجاه. وتعقبه الذهبي بقوله ضعفه جماعة أي سيف بن هارون، وصححه الشوكاني في ((النيل)) كما حكاه عنه صاحب ((تحفة الأحوذي))، وحديث ابن عباس رواه أبو داود (3800)، قال الحاكم 4/ 115: حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي. وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3195).(2/188)
4531 - الْمِقْدَامُ رفعه: ((مَا أَكَلَ أَحَدٌ طَعَامًا قَطُّ خَيْرًا مِنْ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ عَمَلِ يَدِيهِ وَإِنَّ نَبِيَّ الله دَاوُدَ كَانَ يَأْكُلُ مِنْ عَمَلِ يَدِيهِ)). للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (2072).(2/188)
4532 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لا يُبَالِي الْمَرْءُ مَا أَخَذَ مِنْهُ أَمِنَ الْحَلالِ أَمْ مِنَ الْحَرَامِ)). للبخاري والنسائي (1).
_________
(1) البخاري (2059).(2/188)
4533 - زاد رزين: ((فإذ ذاك لا تجابُ لهم دعوة)).(2/188)
4534 - وعنه رفعه: ((أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ الله طَيِّبٌ لا يَقْبَلُ إِلاَّ طَيِّبًا وَإِنَّ الله أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ فَقَالَ: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} وَقَالَ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ
[ص:189] طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ} ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ يَا رَبِّ يَا رَبِّ وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ وَغُذِّيَ بِالْحَرَامِ أَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ)). لمسلم، والترمذي (1).
_________
(1) مسلم (1015).(2/188)
4535 - عَائِشَةُ رفعته: ((إِنَّ أَطْيَبَ مَا أَكَلْتُمْ مِنْ كَسْبِكُمْ وَإِنَّ أَوْلادَكُمْ مِنْ كَسْبِكُم)) (1).
_________
(1) أبو داود (3528)، والترمذي (1358)، والنسائي 2/ 241، قال الترمذي: حسن صحيح. وصححه الألباني في ((الإرواء)) (1626).(2/189)
4536 - وفى رواية: ((ولدُ الرجل من كسبه، من أطيب كسبه، فكلوا من أموالهم)). لأصحاب السنن (1).
_________
(1) أبو داود (3529)، والنسائي 7/ 241، وأحمد 6/ 126، والحاكم 2/ 45 - 46 وصححه، ووافقه الذهبي.
وقال الحافظ ابن حجر في ((تلخيص الحبير)) 4/ 9: صححه أبو حاتم وأبو زرعة، وأعله ابن القطان بأنه عن عمارة عن عمته وتارة عن أمه. وصححه الألباني في صحيح الجامع (7119).(2/189)
4537 - سَعْدٌ: لَمَّا بَايَعَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - النِّسَاءَ قَامَتِ امْرَأَةٌ جَلِيلَةٌ كَأَنَّهَا مِنْ نِسَاءِ مُضَرَ قَالَتْ: يَا رسول الله إِنَّا كَلٌّ عَلَى آبَائِنَا وَأَبْنَائِنَا وَأَزْوَاجِنَا فَمَا يَحِلُّ لَنَا مِنْ أَمْوَالِهِمْ، قَالَ: ((الرَّطْبُ تَأْكُلْنَهُ وَتُهْدِينَهُ)).لأبي داود: وقال: والرطب ما يفسد إذا بقي (1).
_________
(1) أبو داود (1686)، والحاكم 4/ 134، وقال: صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي. وضعفه الألباني في ((ضعيف أبي داود)) (301).(2/189)
4538 - ابنُ عباسٍ: قال له رجل: إِنَّ لِي يَتِيمًا وَلَهُ إِبِلٌ أَفَأَشْرَبُ مِنْ لَبَنِ إِبِلِهِ َقَالَ: ((إِنْ كُنْتَ تَبْغِي ضَالَّةَ إِبِلِهِ وَتَهْنَأُ جَرْبَاءهَا وَتَلُيطُّ حَوْضَهَا وَتَسْقِيهَا يَوْمَ وِرْدِهَا فَاشْرَبْ غَيْرَ مُضِرٍّ بِنَسْلٍ وَلا نَاهِكٍ فِي الْحَلْبِ)). لمالك (1).
_________
(1) مالك 2/ 712.(2/189)
4539 - ضِرَارُ بْنُ الأَزْوَرِ قَالَ: ((أَهْدَيْتُ لِرَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - لِقْحَةً فَأَمَرَنِي أَنْ أَحْلُبَهَا فَحَلَبْتُهَا فَجَهَدْتُ حَلبِهَا فَقَالَ دَعْ دَاعِيَ اللَّبَنِ)). للدارمي (1).
_________
(1) الدارمي (1997)، وابن حبان (5283) وصححه، والحاكم 3/ 237 وصححه. وصححه الألباني في الصحيحة (1860).(2/189)
4540 - ابْنُ عَبَّاسٍ رفعه: ((أَحَقُّ مَا أَخَذْتُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا كِتَابُ الله)). للبخاري في ترجمة (1).
_________
(1) البخاري معلقًا بصيغة الجزم قبل الرواية (2276).(2/189)
4541 - أبو الدرداء رفعه: ((مَنْ يَأْخُذْ عَلَى تَعلِيمِ القرآن قَوساً قَلَّدَهُ اللهُ قوساً من نار)). للكبير (1).
_________
(1) ذكره الهيثمي 4/ 95 وقال: رواه الطبراني في ((الكبير)) من طريق يحيى بن عبد العزيز عن الوليد بن مسلم ولم أجد من ذكره، وليس هو في الضعفاء، وبقية رجاله رجال الصحيح. وصححه الألباني في الصحيحة (256).(2/189)
4542 - الْمُسْتَوْرِدُ بْنُ شَدَّادٍ رفعه: ((مَنْ كَانَ لَنَا عَامِلاً فَلْيَكْتَسِبْ زَوْجَةً وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ خَادِمًا فَلْيَكْتَسِبْ خَادِمًا وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ مَسْكَنٌ فَلْيَكْتَسِبْ مَسْكَنًا ومَنِ اتَّخَذَ غَيْرَ ذَلِكَ فَهُوَ غَالٌّ أَوْ سَارِقٌ)). لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (2945)، وصححه ابن خزيمة (2370)، والحاكم 1/ 406 وصححه، ووافقه الذهبي. وصححه الألباني في صحيح أبي داود (2552).(2/190)
4543 - عَائِشَةُ: لَمَّا اسْتُخْلِفَ أَبُو بَكْرٍ قَالَ لَقَدْ عَلِمَ قَوْمِي أَنَّ حِرْفَتِي لَمْ تَكُنْ تَعْجِزُ عَنْ مَئُونَةِ أَهْلِي وَشُغِلْتُ بِأَمْرِ الْمُسْلِمِينَ فَسَيَأْكُلُ آلُ أَبِي بَكْرٍ مِنْ هَذَا وَيَحْتَرِفُ لِلْمُسْلِمِينَ. للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (2070).(2/190)
4544 - كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ الله بن عوف المازني، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -: ((أَقْطَعَ بِلالَ بْنَ الْحَارِثِ الْمُزَنِيَّ مَعَادِنَ الْقَبَلِيَّةِ وَكَتَبَ إليه: بسم الله الرحمن الرحيم، هذا مَا أَعْطَى محمدٌ رَسُولُ الله بِلالَ بْنَ الْحَارِثِ أَعْطَاهُ مَعَادِنَ الْقَبَلِيَّةِ: جَلْسَيهَا وَغَوْرَيهَا وذات النصب، وحيث يصلح الزرع من قوس ولم يعطه حق مسلم))، وكتب أبي بن كعب. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (3062 - 3063)، والحديث حسنه الألباني في صحيح أبي داود (2634).(2/190)
4545 - ولمالك: أنه - صلى الله عليه وسلم - أقطع بلال بن الحارث معادن القبلية، وهي من ناحية الفرع، وتلك المعادن لا يؤخذ منها إلا الزكاة حتى اليوم (1).
_________
(1) ((الموطأ)) 1/ 213.(2/190)
4546 - أَبْيَضُ بْنِ حَمَّالٍ أَنَّهُ وَفَدَ إِلَى النبي - صلى الله عليه وسلم -: فَاسْتَقْطَعَهُ الْمِلْحَ الَّذِي بِمَأْرِبَ فَقَطَعَهُ لَهُ فَلَمَّا أَنْ وَلَّى قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْمَجْلِسِ أَتَدْرِي مَا قَطَعْتَ لَهُ يارسول الله؟ إِنَّمَا قَطَعْتَ لَهُ الْمَاءَ الْعِدَّ فَانْتَزَعَه مِنْهُ قَالَ وَسَأَلَتهُ عَمَّا يُحْمَى مِنَ الأَرَاكِ
[ص:191] قَالَ: ((مَا لَمْ تَنَلْهُ أَخْفَافُ الإبِلِ)) (1).
_________
(1) أبو داود (3064)، والترمذي (1380)، وابن ماجة (2475)، وابن أبي عاصم في ((الأحاد والمثاني)) 4/ 419 (2470)، قال أبو عيسى: حديث غريب. وحسنه الألباني في صحيح أبي داود (2632).(2/190)
4547 - وفي رواية: أَنَّهُ سَأَلَ النبي - صلى الله عليه وسلم - عَنْ حِمَى الأَرَاكِ فَقَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: لا حِمَى فِي الأَرَاكِ فَقَالَ: أَرَاكَةٌ فِي حِضَارِي فَقَالَ: لا حِمَى فِي الأَرَاكِ)). لأبي داود، والترمذي (1).
_________
(1) أبو داود (3066)، وابن أبي عاصم 4/ 420 (2472). وحسنه الألباني في صحيح أبي داود (2634).(2/191)
4548 - قَيْلَةُ بِنْتِ مَخْرَمَةَ: قَدِمْنَا عَلَى النبي - صلى الله عليه وسلم - فتَقَدَّمَ صَاحِبِي تَعْنِي حُرَيْثَ بْنَ حَسَّانَ وَافِدَ بني بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ فَبَايَعَهُ عَلَى الإسْلامِ عَلَيْهِ وَعَلَى قَوْمِهِ ثُمَّ قَالَ: يَا رَسُولَ الله اكْتُبْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ بَنِي تَمِيمٍ بِالدَّهْنَاءِ أَنْ لا يُجَاوِزَهَا إِلَيْنَا مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلاَّ مُسَافِرٌ أَوْ مُجَاوِرٌ فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((اكْتُبْ لَهُ يَا غُلامُ بِالدَّهْنَاءِ)). قالت: فَلَمَّا رَأَيْتُهُ قَدْ أَمَرَ لَهُ بِهَا شُخِصَ بِي وَهِيَ َدَارِي ووَطَنِي فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله إِنَّهُ لَمْ يَسْأَلْكَ السَّوِيَّةَ مِنَ الأَرْضِ إِذْ سَأَلَكَ إِنَّمَا هَذِهِ الدَّهْنَاءُ عِنْدَكَ مُقَيَّدُ الْجَمَلِ وَمَرْعَى الْغَنَمِ وَنِسَاءُ تَمِيمٍ وَأَبْنَاؤُهَا وَرَاءَ ذَلِكَ. فَقَالَ: ((أَمْسِكْ يَا غُلامُ صَدَقَتِ الْمِسْكِينَةُ: الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، يَسَعُهُمَ الْمَاءُ وَالشَّجَرُ وَيَتَعَاوَنَانِ عَلَى الْفَتَّانِ)). لأبي داود، وقال: الفتان الشيطان (1).
_________
(1) أبو داود (3070) وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (671).(2/191)
4549 - سَبْرَةُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الرَّبِيعِ الْجُهَنِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَن جَدِّهِ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - نَزَلَ فِي مَوْضِعِ الْمَسْجِدِ تَحْتَ دَوْمَةٍ فَأَقَامَ ثَلاثًا ثُمَّ خَرَجَ إِلَى تَبُوكَ وَأِنَّ جُهَيْنَةَ لَحِقُوهُ بِالرَّحْبَةِ فَقَالَ لَهُمْ: ((مَنْ أَهْلُ ذِي الْمَرْوَةِ فَقَالُوا بَنُو رِفَاعَةَ مِنْ جُهَيْنَةَ فَقَالَ قَدْ أَقْطَعْتُهَا لِبَنِي رِفَاعَةَ فَاقْتَسَمُوهَا فَمِنْهُمْ مَنْ بَاعَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَمْسَكَ)) (1).
_________
(1) أبو داود (3068)، والبيهقي 6/ 149، وحسنه الألباني في ((صحيح ابي داود)) (2636).(2/191)
4550 - ابْنُ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -: أَقْطَعَ الزُّبَيْرَ حُضْرَ فَرَسِهِ حَتَّى قَامَ ثُمَّ رَمَى سَوْطِهِ فَقَالَ أَعْطُوهُ مِنْ حَيْثُ بَلَغَ السَّوْطُ (1).
_________
(1) أبو داود (3072)، وأحمد 2/ 156، والطبراني في الكبير (13352)، و ((الأوسط)) (4273). وضعفه الألباني في ((ضعيف أبي داود)) (673).(2/191)
4551 - رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ رفعه: ((الْمُسْلِمُونَ شُرَكَاءُ فِي ثَلاثٍ: فِي الْمَاءِ والْكَلإِ وَالنَّارِ)). هي لأبي داود (1)
_________
(1) أبو داود (3477)، وصححه الألباني في ((الإرواء)) (1552).(2/192)
4552 - وللقزويني بضعف عن ابن عباس مثله وزاد: ((وَثَمَنُهُ حَرَامٌ)) وقال: قَالَ أَبُو سَعِيدٍ يَعْنِي الْمَاءَ الْجَارِيَ (1).
_________
(1) ابن ماجة (2472)، وقال البوصيري في ((زوائده)): هذا إسناد ضعيف. وصححه الألباني في صحيح ابن ماجة (2004) دون قوله: وثمنه حرام.(2/192)
4553 - ابْنُ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - احْتَجَمَ وَأَعْطَى الْحَجَّامَ أَجْرَهُ وَاسْتَعَطَ (1).
_________
(1) البخاري (2278 - 5691)، ومسلم (1202).(2/192)
4554 - وفي رواية حجمه: عَبْدٌ لِبَنِي بَيَاضَةَ فَأَعْطَاهُ أَجْرَهُ وَكَلَّمَ سَيِّدَهُ فَخَفَّفَ عَنْهُ مِنْ ضَرِيبَتِهِ وَلَوْ كَانَ سُحْتًا لَمْ يُعْطِهِ. للشيخين وأبي داود (1).
_________
(1) البخاري (2103)، ومسلم (1202) [66].(2/192)
4555 - ابنُ مَسْعُودٍ: نَهَى النبي - صلى الله عليه وسلم - عَنْ ثَمَنِ الْكَلْبِ وَمَهْرِ الْبَغِيِّ وَحُلْوَانِ الْكَاهِنِ. للستة (1).
_________
(1) البخاري (2237)، ومسلم (1567).(2/192)
4556 - جابرٌ: نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن ثمن الكلب والسنور. لمسلم وأصحاب السنن (1).
_________
(1) مسلم (1569).(2/192)
4557 - وفي رواية: ((إِلاَّ كَلْبَ صَيْدٍ)) (1).
_________
(1) النسائي 7/ 309، والدارقطني 3/ 73، والبيهقي 6/ 6، وقال أبو عبد الرحمن النسائي: منكر. وصححه الألباني في صحيح النسائي (4006).(2/192)
4558 - ابْنُ مُحَيِّصَةَ: أَنَّهُ اسْتَأْذَنَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فِي أجرة
[ص:193] الْحَجَّامِ فَنَهَاهُ وكان له مولى حجامًا فَلَمْ يَزَلْ يَسْأَلُهُ وَيَسْتَأْذِنُهُ حَتَّى قَالَ له آخرًا: اعْلِفْهُ نَاضِحَكَ وَأَطْعِمْهُ رَقِيقَكَ. لأبي داود والترمذي والموطأ بلفظه (1).
_________
(1) أبو داود (3422)، والترمذي (1277)، ومالك 2/ 743. قال أبو عيسى الترمذي: حديث حسن صحيح. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (1027).(2/192)
4559 - أَنَسٌ: أَنَّ رَجُلاً مِنْ كِلابٍ سَأَلَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ عَسْبِ الْفَحْلِ فَنَهَاهُ فَقَالَ يَا رَسُولَ الله إِنَّا نُطْرِقُ الْفَحْلَ فَنُكْرَمُ فَرَخَّصَ لَهُ فِي الْكَرَامَةِ. للترمذي والنسائي (1).
_________
(1) الترمذي (1274)، والنسائي 7/ 310، وقال أبو عيسى: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث إبراهيم بن حميد عن هشام بن عروة، وقال ابن حجر في ((الدراية)) 2/ 188: رجاله ثقات. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (1024).(2/193)
4560 - أبو سعيد: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عن القسامة. قلنا: وما القسامة؟ قال: ((الشيء يكون بين الناس فينتقص منه)) (1).
_________
(1) أبو داود (2783). وضعفه الألباني في ((الضعيفة)) (2478).(2/193)
4561 - وفي رواية: ((الرَّجُلُ يَكُونُ عَلَى الْفِئَامِ مِنَ النَّاسِ فَيَأْخُذُ مِنْ حَظِّ هَذَا وَمن حَظِّ هَذَا)). لأبى داود (1).
_________
(1) أبو داود (2784).(2/193)
4562 - عَائِشَةُ قَالَتْ: كَانَ لأَبِي بَكْرٍ غُلامٌ يُخْرِجُ لَهُ الْخَرَاجَ ويأكل منه، وَجَاءَ يَوْمًا بِشَيْءٍ ووافق من أبي بكر جوعًا فَأَكَلَ مِنْهُ لقمةً فَقَالَ الْغُلامُ: َتَدْرِي مَا هَذَا؟ كُنْتُ تَكَهَّنْتُ لأَنْسَانٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَمَا أُحْسِنُ الْكِهَانَةَ إِلاَّ أَنِّي خَدَعْتُهُ فَأَعْطَانِي بِذَلِكَ فَهَذَا الَّذِي أَكَلْتَ مِنْهُ فَأَدْخَلَ أَبُو بَكْرٍ إصبعه في فيه فَقَاءَ كُلَّ شَيْءٍ فِي بَطْنِهِ. للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (3842).(2/193)
4563 - عُمَرُ رفعه: ((إِنِّي وَهَبْتُ لِخَالَتِي غُلامًا وَأَنَا أَرْجُو أَنْ يُبَارَكَ لَهَا فِيهِ فَقُلْتُ لَهَا لا تُسَلِّمِيهِ حَجَّامًا وَلا صَائِغًا وَلا قَصَّابًا)) (1).
_________
(1) أبو داود (3430). وضعفه الألباني في ((ضعيف الجامع)) (2098).(2/193)
4564 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((أَكْذَبُ النَّاسِ الصَّبَّاغُونَ وَالصَّوَّاغُونَ)). للقزويني، بلين (1).
_________
(1) ابن ماجة (2152)، وقال ابن حجر في ((الفتح)) 4/ 317: حديث مضطرب الإسناد. وقال الألباني في ضعيف ابن ماجة (470): موضوع.(2/193)
4565 - عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ رفعه: ((لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ صَاحِبُ
[ص:194] مَكْسٍ)). هما لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (2937)، والحاكم 1/ 404 وقال: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. وصححه ابن خزيمة (2333). وضعفه الألباني في ((ضعيف الجامع)) (6341).(2/193)
4566 - عليُّ: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لعن سهيلا ثلاث مرات، فإنه كان يعشر الناس فمسخه الله شهاباً. للكبير بلين (1).
_________
(1) الطبراني 1/ 108 (181). وقال الهيثمي 3/ 88 - 89: وفيه جابر الجعفي وفيه كلام كثير، وقد وثقه شعبة وسفيان الثوري. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4409).(2/194)
4567 - رَافِعُ بْنُ خَدِيجٍ: قِيلَ يَا رَسُولَ الله: أَيُّ الْكَسْبِ أَطْيَبُ؟ قَالَ: ((عَمَلُ الرَّجُلِ بِيَدِهِ وَكُلُّ بَيْعٍ مَبْرُورٍ)). لأحمد، والبزار والكبير، والأوسط (1).
_________
(1) أحمد 4/ 141. والبزار كما في ((كشف الأستار)) (1257)، والطبراني 4/ 276 (4411)، وفي ((الأوسط)) (7918). وقال الهيثمي 4/ 60، وفيه المسعودي وهو ثقة ولكنه اختلط، وبقية رجال أحمد رجال الصحيح. وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (1691): صحيح لغيره.(2/194)
4568 - ابنُ عمر رفعه: ((إنَّ اللهَ يحبُ المؤمنَ المحترف)). للكبير والأوسط بضعف (1).
_________
(1) الطبراني 12/ 308 (13200)، و ((الأوسط)) (9097). وقال الهيثمي 4/ 62: فيه عاصم بن عبيد الله، وهو ضعيف. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1704).(2/194)
4569 - أنسٌ رفعه: ((إن قامت الساعةُ وفى يد أحدكم فَسِيْلَةٌ فليغرسها)). للبزار (1).
_________
(1) البزار كما في ((كشف الأستار)) (1251). وقال الهيثمي 4/ 63:رجاله أثبات ثقات.(2/194)
4570 - ابنُ عباس رفعه: ((من أمسى كالَّا من عملِ يدِهِ أمسى مغفورًا له)). للأوسط بخفى (1).
_________
(1) ((الأوسط)) 7/ 289 (7520). وقال الهيثمي 4/ 63: فيه جماعة لم أعرفهم. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5485).(2/194)
4571 - أَبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((كَانَ زَكَرِيَّا نَجَّارًا)). لمسلم (1).
_________
(1) مسلم (2379).(2/194)
4572 - عَمْرُو بْنِ الْعَاصِ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قَالَ له: ((أُرِيدُ أَنْ أَبْعَثَكَ عَلَى جَيْشٍ فَيُسَلِّمَكَ الله وَيُغْنِمَكَ [وَأَرْغَبُ] لَكَ مِنَ الْمَالِ رَغْبَةً صَالِحَةً)) فقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله مَا أَسْلَمْتُ مِنْ أَجْلِ الْمَالِ وَلَكِنِّي أَسْلَمْتُ رَغْبَةً فِي الإسْلامِ وَأَنْ
[ص:195] أَكُونَ مَعَك. فَقَالَ: يَا عَمْرُو نِعْمَّا الْمَالُ الصَّالِحُ لِلْمَرْءِ الصَّالِحِ)). لأحمد (1).
_________
(1) أحمد 4/ 202، وصححه وابن حبان 8/ 7 (3211)، وصححه الحاكم 2/ 2، ووافقه الذهبي. وصححه الألباني في المشكاة (3756).(2/194)
4573 - أبو هريرةَ رفعه: ((الدنانيرُ والدراهمُ خواتمُ الله في أرضِه، مَنْ جاءَ بخاتم مولاه قُضيت حاجته)). للأوسط بضعف (1).
_________
(1) ((الأوسط)) 6/ 316 (6507) وقال الهيثمي 4/ 65: فيه أحمد بن محمد بن مالك بن أنس، وهو ضعيف. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3008).(2/195)
4574 - ابنُ عمر رفعه: ((عليكم بالغنم فإنها من دوابِّ الجنة فصلوا في مراحها وامسحوا رغامها)). للكبير (1).
_________
(1) ذكره الهيثمي 4/ 67 وقال: رواه الطبراني في ((الكبير)) من رواية صبيح عن ابن عمر، ولم أجد من ترجمه. وصححه الألباني في صحيح الجامع (4073).(2/195)
4575 - عبادةُ بنُ الصامت: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - يشكو إليه الوحشة فأمره أن يتخذ زوج حمام (1).
_________
(1) ذكره الهيثمي 4/ 67 وقال: رواه الطبراني في ((الكبير)) وفيه الصلت بن الحجاج وهو ضعيف.(2/195)
4576 - أبو كبشة الأنماري: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعجبه النظر إلى الأُتْرُج وإلى الحمام الأحمر. هما للكبير بضعف (1).
_________
(1) الطبراني 22/ 339 - 340. وقال الهيثمي 4/ 67: فيه أبو سفيان الأنهاري، وهو ضعيف. وقال الألباني في ضعيف الجامع (4580): موضوع.(2/195)
4577 - أبو هريرة رفعه: ((مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْسًا أَوْ يَزْرَعُ زَرْعًا فَيَأْكُلُ مِنْهُ طَيْرٌ أَوْ إِنْسَانٌ أَوْ بَهِيمَةٌ إِلاَّ كَانَ لَهُ بِهِ صَدَقَةٌ)). للشيخين والترمذي (1).
_________
(1) البخاري (2320)، ومسلم (1553).(2/195)
4578 - رَافِعُ بْنُ خَدِيجٍ: قَدِمَ النَبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - الْمَدِينَةَ وَهُمْ يَأْبُرُونَ النَّخْلَ فَقَالَ: ((مَا تَصْنَعُونَ؟)) قَالُوا: شيئًا كُنَّا نَصْنَعُهُ، قَالَ: ((لَعَلَّكُمْ لَوْ لَمْ تَفْعَلُوا لكَانَ خَيْرًا)). فَتَرَكُوهُ فَنَقَصَتْ، فَذكر لَهُ ذَلِكَ، فَقَالَ: ((إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ إِذَا أَمَرْتُكُمْ بِشَيْءٍ مِنْ أمر دِينِكُمْ فَخُذُوا بِهِ، وَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِشَيْءٍ مِنْ (رَأْيٍ) فَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ)) (1).
_________
(1) مسلم (2362).(2/195)
4579 - أَنَسٌ وعائشة: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - مَرَّ بِقَوْمٍ يُلَقِّحُونَ، فَقَالَ: ((لَوْ لَمْ تَفْعَلُوا لَصَلُحَ)). فَخَرَجَ شِيصًا فَمَرَّ بِهِمْ، فَقَالَ: ((مَا لِنَخْلِكُمْ)) فقَالُوا: قُلْتَ: كَذَا وَكَذَا قال: ((أَنْتُمْ أَعْلَمُ بِأَمْرِ دُنْيَاكُمْ)). هما لمسلم (1).
_________
(1) مسلم (2363).(2/196)
4580 - الحسنُ بنُ علي رفعه: ((النخلُ والشجرُ بركةٌ على أهْلِه وعلى عَقِبِهِم بعدَهُم إذا كانوا لله شاكرين)). «للكبير» بضعف (1).
_________
(1) الطبراني 3/ 84 (2735)، قال الهيثمي 4/ 68: فيه محمد بن جامع العطار وهو ضعيف، قال الألباني في الضعيفة (4700): ضعيف جدا.(2/196)
4581 - ابنُ الزبير: أمر النبى - صلى الله عليه وسلم - عمه العباس يأمر بنيه أن يحرثوا القضْبَ فإنه ينفى الفقرَ، والقضبُ: الرطبة. للكبير بخفى (1).
_________
(1) ذكره الهيثمي 4/ 69، وقال: رواه الطبراني في ((الكبير)) وفيه جماعة لم أعرفهم.(2/196)
4582 - أَنَسُ رفعه: ((النَّفَقَةُ كُلُّهَا فِي سَبِيلِ الله، إِلاَّ الْبِنَاءَ فَلا خَيْرَ فِيهِ)). للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (2482)، وقال: غريب. وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (441).(2/196)
4583 - وعنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خَرَجَ يومًا ونحن معه، فَرَأَى قُبَّةً مُشْرِفَةً، فَقَالَ: ((مَا هَذِهِ؟)) قَالَ أَصْحَابُهُ: هَذِهِ لِفُلانٍ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ، فَسَكَتَ وَحَمَلَهَا فِي نَفْسِهِ حَتَّى لما جَاءَ صَاحِبُهَا سَلِّمُ عَلَيْهِ فِي النَّاسِ فأَعْرَضَ عَنْهُ، صَنَعَ ذَلِكَ مِرَارًا حَتَّى عَرَفَ الرَّجُلُ الْغَضَبَ فِيهِ وَالإعْرَاضَ عَنْهُ، فَشَكَا ذَلِكَ إِلَى أَصْحَابِهِ، قَالَ: وَالله إِنِّي لَأُنْكِرُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قَالُوا: خَرَجَ فَرَأَى قُبَّتَكَ فَرَجَعَ الرَّجُلُ إِلَى قُبَّتِهِ فَهَدَمَهَا حَتَّى سَوَّاهَا بِالأَرْضِ، فَخَرَجَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - ذَاتَ يَوْمٍ فَلَمْ يَرَهَا، قَالَ ((مَا فَعَلَتِ الْقُبَّةُ؟)) قَالُوا شَكَا إِلَيْنَا صَاحِبُهَا إِعْرَاضَكَ عَنْهُ فَأَخْبَرْنَاهُ فَهَدَمَهَا، فَقَالَ: ((أَمَا إِنَّ كُلَّ بِنَاءٍ وَبَالٌ عَلَى صَاحِبِهِ إِلاَّ مَا لا إِلاَّ مَا لا)). لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (5237)، وصححه الألباني في ((صحيح الترغيب والترهيب)) (1874).(2/196)
4584 - وابنُ عمرو بنِ العاص: مَرَّ بِي رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وَأَنَا أُطَيِّنُ حَائِطًا لِي من خص، فَقَالَ: ((مَا هَذَا يَا عَبْدَ الله)) قُلْتُ: حائطٌ أُصْلِحُهُ يَا رَسُولَ الله قَالَ: ((الأَمْرُ [أيسرُ] مِنْ ذَلِكَ)). لأبي داود، والترمذي (1).
_________
(1) أبو داود (5235)، والترمذي (2335)، وقال: حسن صحيح، وابن حبان 7/ 262 (2996). وصححه الألباني في صحيح أبي داود (4361).(2/196)
4585 - ابنُ مسعود رفعه: ((إِذَا تَشَاجَرْتُمْ فِي الطَّرِيقِ فَاجْعَلُوهُ سَبْعَةَ أَذْرُعٍ)). للشيخين وأبو داود والترمذي (1).
_________
(1) البخاري (2473)، ومسلم (1613).(2/197)
4586 - ابنُ مسعود رفعه: ((مَنْ بَنَى فوقَ مَا يَكْفيه كُلِّفَ أن يحمله يوم القيامة على عُنِقِه)). للكبير بلين (1).
_________
(1) الطبراني 10/ 151 - 152 (10287)، وقال: الهيثمي 4/ 70 رواه الطبراني في ((الكبير))، وفيه المسيب بن واضح، وثقه النسائي، وضعفه جماعة، وقال أبو حاتم في ((علل الحديث)) (1840)، باطل لا أصل له بهذا الإسناد. وقال الألباني في ضعيف الترغيب والترهيب (1176): ضعيف جدا.(2/197)
4587 - معاذُ بنُ أنس ((مَنْ بَنَى بُنْيَانًا في غَيْرِ ظُلْمٍ وَلا اعْتِدَاءٍ، أَوْ غَرَسَ غَرْسًا فِي غَيْرِ ظُلْمٍ وَلا اعْتِدَاءٍ كَانَ لَهُ أَجْرًا جاريًا مَا انْتُفِعَ بِهِ مِنْ خَلْقِ الرحمن)). لأحمد، و «الكبير» بلين (1).
_________
(1) أحمد 3/ 438، الطبراني 20/ 187. وقال الهيثمي 4/ 70: فيه زبان بن فائد، ضعفه أحمد وغيره، ووثقه أبو حاتم. وضعفه الألباني في ضعيف الترغيب والترهيب (1545).(2/197)
4588 - عَمْرُو بْنُ حُرَيْثٍ قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَقَاسَمْتُ أَخِي، فَقَالَ سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((لا يُبَارَكُ فِي ثَمَنِ أَرْضٍ وَلا دَارٍ لا يُجْعَلُ فِي أَرْضٍ وَلا دَارٍ)). لأحمد بلين (1).
_________
(1) أحمد 1/ 190. وقال الهيثمي 4/ 110: رواه أحمد، وفيه قيس بن الربيع، وثقه شعبة والثوري وغيرهما، وقد ضعفه ابن معين وأحمد وغيرهما. وحسنه الألباني في صحيح الجامع (6120).(2/197)
4589 - عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ رفعه: ((مَنْ بَاعَ عُقْدَةَ مَالٍ سَلَّطَ اللهُ عَلَيْه تَالِفًا يُتْلِفُهَا)). لأحمد براو لم يسم (1).
_________
(1) أحمد 4/ 445. وقال الهيثمي 4/ 110: فيه رجل لم يسم.(2/197)
4590 - ابنُ مسعود رفعه: ((إن العبدَ له رزقه، فلو اجتمع عليه الثقلان: الجن ,والأنس، أن يصدوا عنه شيئا من ذلك ما استطاعوا)). للأوسط بلين (1).
_________
(1) ((الأوسط)) 4/ 16 - 17 (3497). وقال الهيثمي 4/ 72: فيه بقية، وهو لين الحديث. وضعفه الألباني في ضعيف الترغيب والترهيب (1058).(2/197)
4591 - أبو الدرداء رفعه: ((إنَّ الرزقَ ليطلب العبدَ أكثر مما يطلبه أجله)). للبزار والكبير (1).
_________
(1) البزار كما في ((كشف الأستار)) (1254)، وابن حبان 8/ 31 (3238)، وصححه وقال الهيثمي 4/ 72: رجاله ثقات. وحسنه الألباني في صحيح الجامع (1630).(2/197)
4592 - نَافِعٌ: كنْتُ أُجَهِّزُ إِلَى الشَّامِ وَإِلَى مِصْرَ فَجَهَّزْتُ إِلَى الْعِرَاقِ، فَأَتَيْتُ عَائِشَةَ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، فَقُلْتُ لَهَا: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، كُنْتُ أُجَهِّزُ إِلَى الشَّامِ فَجَهَّزْتُ إِلَى
[ص:198] الْعِرَاقِ، فَقَالَتْ: لا تَفْعَلْ مَالَكَ وَلِمَتْجَرِكَ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: ((إِذَا سَبَّبَ الله لأَحَدِكُمْ رِزْقًا مِنْ وَجْهٍ فَلا يَدَعْهُ حَتَّى يَتَغَيَّرَ لَهُ أَوْ يَتَنَكَّرَ لَهُ)). للقزويني بمجهول (1).
_________
(1) ابن ماجة (2142)، وقال البوصيري في ((زوائده)) ص299 - 300، وإسناد حديث طريق ابن ماجة فيه مقال. وضعفه الألباني في ((ضعيف ابن ماجة)) (469).(2/197)
4593 - أَبو سَعِيدٍ رفعه: ((التَّاجِرُ الأَمِينُ الصَّدُوقُ مَعَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ)) (1).
_________
(1) الترمذي (1209)، والدارمي (2539)، والدراقطني 3/ 7، والحاكم 2/ 6، وقال الترمذي: حسن، لا نعرفه إلا من هذا الوجه. وضعفه الألباني في ((غاية المرام)) (167).(2/198)
4594 - رفاعةُ بن رافع: خرجت مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى الْمُصَلَّى فَرَأَى النَّاسَ يَتَبَايَعُونَ، فَقَالَ: ((يَا مَعْشَرَ التُّجَّارِ)) فَاسْتَجَابُوا وَرَفَعُوا أَعْنَاقَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ إِلَيْهِ فَقَالَ: ((إِنَّ التُّجَّارَ يُبْعَثُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فُجَّارًا إِلاَّ مَنِ اتَّقَى الله وَبَرَّ وَصَدَقَ)). هما للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (1210) وقال: حسن صحيح، وابن ماجة (2146) , والدارمي (2538). وضعفه الألباني في ((ضعيف الترمذي)) (211).(2/198)
4595 - قَيْسُ بْنُ أَبِي غَرَزَةَ: كُنَّا فِي عَهْدِ النبي - صلى الله عليه وسلم - نُسَمَّى قبل أن يهاجر السَّمَاسِرَةَ فَمَرَّ بِنَا يومًا بالمدينة فَسَمَّانَا بِاسْمٍ هُوَ أَحْسَنُ، فَقَالَ: ((يَا مَعْشَرَ التُّجَّارِ إِنَّ الْبَيْعَ يَحْضُرُهُ اللَّغْوُ وَالْحَلِفُ)) (1).
_________
(1) أبو داود (3326)، والترمذي (1208) وقال: حسن صحيح، والنسائي 7/ 247،وابن ماجة (2145). وصححه الألباني في صحيح أبي داود (2845).(2/198)
4596 - وفي رواية: ((الْحَلِفُ وَالْكَذِبُ، فشوبوه بالصدقة)). لأصحاب السنن (1).
_________
(1) رواه أبو داود (3327)، والنسائي 7/ 14. وصححه الألباني في صحيح النسائي (2555).(2/198)
4597 - أَبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((الْحَلِفُ مُنَفِّقَةٌ لِلسِّلْعَةِ مُمْحِقَةٌ للكسب)) للشيخين (1).
_________
(1) البخاري (2087)، ومسلم (1606).(2/198)
4598 - ولأبى داود بلفظ: ((ممحقة للبركة)) (1).
_________
(1) أبو داود (3335).(2/198)
4599 - جَابِرُ: ((رَحِمَ الله رَجُلاً سَمْحًا إِذَا بَاعَ وَإِذَا اشْتَرَى وَإِذَا اقْتَضَى)). للبخاري، والترمذي (1).
_________
(1) البخاري (2076).(2/198)
4600 - ابْنُ عُمَرَ رفعه: ((الْوَزْنُ وَزْنُ أَهْلِ مَكَّةَ وَالْمِكْيَالُ مِكْيَالُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ)) (1).
_________
(1) أبو داود (3340)، والنسائي 5/ 54، والطبراني في الكبير 12/ 392 - 393 (13449)، والبيهقي في الكبرى 4/ 170، وصححه الألباني في ((صحيح أبي داود)) (2857).(2/199)
4601 - وفى رواية: ((وزن المدينة ومكيال مكة)). لأبي داود، والنسائي (1).
_________
(1) أبو داود (3340).(2/199)
4602 - الْمِقْدَامُ بْنُ مَعْدِي كَرِبَ رفعه: ((كِيلُوا طَعَامَكُمْ يُبَارَكْ لَكُمْ فيه)).للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (2128).(2/199)
4603 - ابْنُ عَبَّاسٍ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لأهل الكيل وَالْمِيزَانِ: ((إِنَّكُمْ قَدْ وُلِّيتُمْ أَمْرَيْنِ هَلَكَتْ فِيهِما الأُمَمُ السَّالِفَةُ قَبْلَكُمْ)). للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (1217)، وقال: لا نعرفه مرفوعًا إلا من حديث حسين بن قيس، وحسين بن قيس يضعف في الحديث، وقد روي هذا بإسناد صحيح عن ابن عباس موقوفًا. وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (212) قال: والصحيح موقوف.(2/199)
4604 - عُثْمَانُ رفعه: ((إِذَا بِعْتَ فَكِلْ، وَإِذَا ابْتَعْتَ فَاكْتَلْ)). للبخاري (1).
_________
(1) البخاري معلقًا قبل الرواية (2126).(2/199)
4605 - سَلْمَانُ قَالَ: لا تَكُونَنَّ (إِنِ) اسْتَطَعْتَ أَوَّلَ مَنْ يَدْخُلُ السُّوقَ وَلا آخِرَ مَنْ يَخْرُجُ مِنْهَا فَإِنَّهَا مَعْرَكَةُ الشَّيْطَانِ وَبِهَا يَنْصِبُ رَايَتَهُ. لمسلم (1).
_________
(1) مسلم (2451).(2/199)
4606 - عُمَرُ: لا يَبِعْ فِي سُوقِنَا إِلاَّ مَنْ قَدْ تَفَقَّهَ فِي الدِّينِ. للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (487)، وقال: حسن غريب. وقال الألباني في صحيح الترمذي (404): حسن الإسناد.(2/199)
4607 - أبو الدرداء: ما أود أن لى متجرا على درجةِ جامعِ دمشق أصيب في كل يوم خمسين دينارا أتصدق بها في سبيل الله، ولا تفوتنى الصلاة في الجماعة، ومابى تحريم ما أحل الله، لكن أكره ألا أكون من الذين قال الله فيهم: {رجال لا تلهيهم تجارة} إلى {الأبصار}. لرزين.(2/199)
4608 - أَنَسِ: بَعَثَنِي النبي - صلى الله عليه وسلم - إِلَى نَّصْرَانِي لِيَبْعَثَ إِلَيْهِ أَثْوَابًا إِلَى الْمَيْسَرَةِ فَقَالَ: وَمَا الْمَيْسَرَةُ؟ وَمَتَى الْمَيْسَرَةُ؟ وَالله مَا لِمُحَمَّدٍ باغيةٌ وَلا رَاغِيَةٌ. فَرَجَعْتُ فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَلَمَّا رَآنِي قَالَ: كَذَبَ عَدُوُّ الله، وأَنَا خَيْرُ مَنْ بَايَع،
[ص:200] لأَنْ يَلْبَسَ أَحَدُكُمْ ثَوْبًا مِنْ رِقَاعٍ شَتَّى خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَأْخُذَ بِأَمَانَتِهِ مَا لَيْسَ عِنْدَهُ)). لأحمد وللأوسط والبزار، بنحوه (1).
_________
(1) أحمد 3/ 243 - 244، والبزار كما في ((كشف الأستار)) (1305)، ((الأوسط)) 2/ 130 (1476)، وقال أبو حاتم (1124): منكر.(2/199)
ما لا يجوز بيعه من النجاسات وما لم يقبض، وما لم يبد صلاحه والمحاقلة والمزابنة إلا العرايا وغير ذلك(2/200)
4609 - جَابِرُ: سَمِعَت النبي - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ عَامَ الْفَتْحِ بِمَكَّةَ ((إِنَّ الله حَرَّمَ بَيْعَ الْخَمْرِ وَالْمَيْتَةِ وَالْخِنْزِيرِ وَالأَصْنَامِ)). فَقِيلَ: يَا رَسُولَ الله أَرَأَيْتَ شُحُومَ الْمَيْتَةِ؟ فَإِنَّها يُطْلَى بِهَا السُّفُنُ وَيُدْهَنُ بِهَا الْجُلُودُ وَيَسْتَصْبِحُ بِهَا النَّاسُ. فَقَالَ: ((هُوَ حَرَامٌ، قَاتَلَ الله الْيَهُودَ، إِنَّ الله لَمَّا حَرَّمَ عَلَيْهِمْ شُحُومَهَا أَجْمَلُوهُ ثُمَّ بَاعُوهُ فَأَكَلُوا ثَمَنَهُ)). للستة إلا مالكًا (1).
_________
(1) البخاري (2236)، ومسلم (1581).(2/200)
4610 - ابْنُ عَبَّاسٍ: أن رجلاً أهدى إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - رَاوِيَةَ خَمْرٍ فَقَالَ لَهُ: ((هل عَلِمْتَ أَنَّ الله حَرَّمَهَا؟)) قَالَ: لا، فَسَارَّ إنسانا إِلَى جَنْبِهِ فَقَالَ لَهُ - صلى الله عليه وسلم - ((بِمَ سَارَرْتَهُ؟)) َقَالَ: أَمَرْتُهُ بَبِيعَهَا فَقَالَ ((إِنَّ الَّذِي حَرَّمَ شُرْبَهَا حَرَّمَ بَيْعَهَا)) فَفَتَحَ الْمَزَادَتَيْنِ حَتَّى ذَهَبَ مَا فِيهِمَا. لمالك ومسلم والنسائي (1).
_________
(1) مسلم (1579).(2/200)
4611 - ولأبي داود نحوه، وفيه: ((وَإِنَّ الله إِذَا حَرَّمَ عَلَى قَوْمٍ أَكْلَ شَيْءٍ حَرَّمَ عَلَيْهِمْ ثَمَنَهُ)) (1).
_________
(1) أبو داود (3488) وصححه الألباني في صحيح أبي داود (2978).(2/200)
4612 - أبو طَلْحَةَ: يَا نَبِيَّ الله، إِنِّي اشْتَرَيْتُ خَمْرًا لأَيْتَامٍ فِي حِجْرِي فقَالَ: ((أَهْرِقِ الْخَمْرَ وَاكْسِرِ الدِّنَانَ)). للترمذي، وأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (3675)،والترمذي (1293). وحسنه الألباني في صحيح الترمذي (1039).(2/200)
4613 - ابْنُ عُمَرَ رفعه: ((مَنِ اشْتَرَى طَعَامًا فَلا يَبيِعُه
[ص:201] حَتَّى يَسْتَوْفِيَهُ)) وَكُنَّا نَشْتَرِي الطَّعَامَ مِنَ الرُّكْبَانِ جِزَافًا فَنَهَانَا رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أَنْ نَبِيعَهُ حَتَّى نَنْقُلَهُ مِنْ مَكَانِهِ. للستة إلا الترمذي (1).
_________
(1) رواه البخاري مفرقا (2126,2123)،ومسلم (1526) واللفظ له.(2/200)
4614 - حكيمُ بنُ حزام: قلت يا رسول الله: إن الرجل ليأتيني فيريد مني البيع، وليس عندي ما يطلب، أفأبيع منه ثم أبتاعه من السوق؟ قال: ((لا تبع ما ليس عندك)). لأصحاب السنن (1).
_________
(1) أبو داود (3503)، والترمذي (1232 - 1233)، والنسائي 7/ 289، وابن ماجة (2187)، وقال الترمذي: حديث حسن. وصححه الألباني في صحيح النسائي (4299).(2/201)
4615 - ابْنُ عَبَّاسٍ: أن النبي نَهَى أَنْ يَبِيعَ الرَّجُلُ طَعَامًا حَتَّى يَسْتَوْفِيَهُ، قُلْتُ لابْنِ عَبَّاسٍ: كَيْفَ ذَاكَ؟ قَالَ: ذَاكَ دَرَاهِمُ بِدَرَاهِمَ وَالطَّعَامُ مُرْجَأٌ (1).
_________
(1) البخاري (2132)، ومسلم (1525).(2/201)
4616 - وفي رواية: قَالَ: ولا أَحْسِبُ كُلَّ شَيْءٍ إلا مِثْلَ الطَّعَامِ. للستة إلا مالكًا (1).
_________
(1) أبو داود (3497)،والنسائي 7/ 285 - 286, وابن ماجة (2227). وصححه الألباني في صحيح ابن ماجة (1811).(2/201)
4617 - وعنه وقد سأله رجل عمن سلف فِي سَبَائِبَ، فَأَرَادَ بَيْعَهَا قَبْلَ أَنْ يَقْبِضَهَا قَالَ: تِلْكَ الْوَرِقُ بِالْوَرِقِ وَكَرِهَ ذَلِكَ. للموطأ (1).
_________
(1) مالك 2/ 510.(2/201)
4618 - مَالِك: بَلَغَهُ أَنَّ صُكُوكًا خَرَجَتْ لِلنَّاسِ فِي زَمَنِ مَرْوَانَ مِنْ طَعَامِ الْجَارِ، فَتَبَايَعَ النَّاسُ تِلْكَ الصُّكُوكَ قَبْلَ أَنْ يَسْتَوْفُوهَا، فَدَخَلَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ وَرَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النبي - صلى الله عليه وسلم - فَقَال: لا، أَتُحِلُّ بَيْعَ الرِّبَا يَا مَرْوَانُ؟! فَقَالَ: أَعُوذُ بِالله، وَمَا ذَاكَ؟ قَالا: هَذِهِ الصُّكُوكُ تَبَايَعَهَا النَّاسُ ثُمَّ بَاعُوهَا قَبْلَ أَنْ يَسْتَوْفُوهَا، فَبَعَثَ مَرْوَانُ الْحَرَسَ يَتْبَعُونَهَا يَنْتزِعُونَهَا مِنْ أَيْدِي النَّاسِ وَيَرُدُّونَهَا إِلَى أَهْلِهَا (1).
_________
(1) مالك 2/ 498،وهو عند مسلم (1528).(2/201)
4619 - ابْنُ عُمَرَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي سَفَرٍ فَكُنْتُ عَلَى
[ص:202] بَكْرٍ صَعْبٍ لِعُمَرَ، فَكَانَ يَغْلِبُنِي فَيَتَقَدَّمُ أَمَامَ الْقَوْمِ فَيَزْجُرُهُ عُمَرُ فيَرُدُّهُ ثُمَّ يَتَقَدَّمُ فَيَزْجُرُهُ، ويقول لي: أمسكه، لا يتقدم بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال له - صلى الله عليه وسلم -: ((بِعْنِيهِ يا عمر)) قَالَ: هُوَ لَكَ يَا رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، فَبَاعَهُ مِنْه فقال لي: ((هُوَ لَكَ يَا عَبْدَالله فاصْنَع بِهِ مَا شِئْتَ)). للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (2610).(2/201)
4620 - وعنه أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - نَهَى عَنْ بَيْعِ الثِّمَارِ حَتَّى يَبْدُوَ صَلاحُهَا، نَهَى الْبَائِعَ وَالْمُبْتَاعَ. للستة (1).
_________
(1) البخاري (2194)، ومسلم (1534).(2/202)
4621 - أَنَسٌ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - نَهَى عَنْ بَيْعِ (الثمرةِ) حَتَّى تزْهُوَ فَقُلْنَا لأَنَسٍ: مَا زَهْوُهَا؟ فقَالَ: تَحْمَرُّ وَتَصْفَرُّ، قال: أَرَأَيْتَ إِنْ مَنَعَ اللهُ الثَّمَرَةَ، بِمَ تَسْتَحِلُّ مَالَ أَخِيك؟ َ. للشيخين والموطأ والنسائي (1).
_________
(1) البخاري (1488)، ومسلم (1555).(2/202)
4622 - زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ: كَانَ النَّاسُ في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - يَتَبَايَعُونَ الثِّمَارَ، فَإِذَا جَذَّ النَّاسُ وَحَضَرَ تَقَاضِيهِمْ قَالَ الْمُبْتَاعُ: إنه أَصَابَ الثَّمَرَ الدُّمَانُ أصابه مراض أصابه قشام، عَاهَاتٌ يَحْتَجُّونَ بِهَا، فقال - صلى الله عليه وسلم - ـ لما كثرت عنده الخصومة في ذلك ـ: ((أما لا، فَلا تَبَايَعُوا حَتَّى يَبْدُوَ صلاح الثمر)) كالمشورة يشير بها؛ لِكَثْرَةِ خُصُومَتِهِمْ. للبخاري وأبي داود (1).
_________
(1) البخاري معلقا بعد حديث (2193)، وأبو داود (3372). وصححه الألباني في صحيح أبي داود (2883).(2/202)
4623 - ابْنُ عَبَّاسٍ: نَهَى النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ بَيْعِ النَّخْلِ حَتَّى يَأْكُلَ منه أَوْ يُؤْكَلَ، وَحَتَّى يُوزَنَ قيل وَمَا يُوزَنُ؟ فقَالَ رَجُلٌ عِنْدَهُ: حَتَّى يُحْرَزَ. للشيخين (1).
_________
(1) البخاري (2250)، ومسلم (1537).(2/202)
4624 - وعنه: نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - أن تباع ثمرة حتى تطعم، ولا صوف على ظهر، ولا لبن في ضرع. للأوسط (1).
_________
(1) الطبراني في ((الأوسط)) (3708). وقال ابن حجر في ((بلوغ المرام)) (240): رواه الطبراني ,والدارقطني ,وأخرجه أبو داود في المراسيل لعكرمة وهو الراجح، وأخرجه أيضًا موقوفًا على ابن عباس بإسناد قوي ورجحه البيهقي. ونقل الزيلعي في نصب الراية 4/ 17 عن البيهقي قوله: روي مرفوعا والصحيح موقوف.(2/202)
4625 - أَنَسٌ: أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - نَهَى عَنْ بَيْعِ الْعِنَبِ حَتَّى يَسْوَدَّ وَعَنْ بَيْعِ الْحَبِّ
[ص:203] حَتَّى يَشْتَدَّ. للترمذي، وأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (3371)، والترمذي (1228)، وأصله في البخاري (1488). وصححه الألباني في صحيح الترمذي (982).(2/202)
4626 - خَارِجَةُ: بْنِ زَيْدِ أن أباه كَانَ لا يَبِيعُ ثِمَارَهُ حَتَّى تَطْلُعَ الثُّرَيَّا. لمالك (1).
_________
(1) مالك 2/ 481.(2/203)
4627 - ابْنُ عُمَرَ: أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - نَهَى عَنِ بيع الْمُزَابَنَةِ الثَّمَرِ بِالثَّمْرِ كَيْلاً وَبَيْعُ الْكَرْمِ بِالزَّبِيبِ كَيْلاً (1).
_________
(1) البخاري (2171)، ومسلم (1542).(2/203)
4628 - وفي رواية: وَإِنْ كَانَ زَرْعًا أَنْ يَبِيعَهُ بِكَيْلِ طَعَامٍ. للستة (1).
_________
(1) البخاري (2205)، ومسلم (1542) 76.(2/203)
4629 - جابرُ: نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن المخابرة والمحاقلة وعن المزابنة وعن بيع الثمر حتى يبدو صلاحه، وأن لا تباع إلا بالدينار والدرهم إلا العرايا.
أما المخابرة: فالأرض البيضاء يدفعها الرجل إلى الرجل، فينفق فيها، ثم يأخذ من (الثمر). والمزابنة: بيع الرطب في النخل كيلاً بالتمر. والمحاقلة: في الزرع على نحو ذلك بيع الزرع القائم بالحب كيلاً (1).
_________
(1) البخاري (1381)، ومسلم (1536) بعد الحديث (1543).(2/203)
4630 - زاد في رواية: والمعاومة: وهو بيع السنين. وعن الثنيا إلا أن يعلم (1).
_________
(1) مسلم (1536).(2/203)
4631 - وفي أخرى: نهى عن المزابنة والمحاقله والمخاضرة والمخابرة.
قال: المخاضرة: بيع الثمر قبل أن يزهو والمخابرة: بيع الكدس بكذا وكذا صاعًا. للستة إلا مالكًا (1).
_________
(1) البخاري (2381)، ومسلم (1536).(2/203)
4632 - عُمَرُ: أَيُّمَا وَلِيدَةٍ وَلَدَتْ مِنْ سَيِّدِهَا فَإِنَّهُ لا يَبِيعُهَا وَلا يَهَبُهَا وَلا يُوَرِّثُهَا ويَسْتَمْتِعُ بِهَا ما عاش، فَإِذَا مَاتَ فَهِيَ حُرَّةٌ. لمالك (1).
_________
(1) مالك 2/ 594.(2/203)
4633 - جابرُ: بعنا أمهات الأولاد على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبى بكر، فلما كان عمر نهانا فانتهينا. لرزين (1).
_________
(1) أبو داود (3954)، وصححه الألباني في الإرواء (1777).(2/204)
4634 - ابْنُ عُمَرَ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عَنْ بَيْعِ الْوَلاءِ وَعَنْ هِبَتِهِ. للستة (1).
_________
(1) البخاري (2535)، ومسلم (1506).(2/204)
4635 - إِيَاسُ بْنُ عَبْدٍ الله: نَهَى النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ بَيْعِ الْمَاءِ. لأصحاب السنن (1).
_________
(1) أبو داود (3478)، والترمذي (1271)، والنسائي 7/ 307، وابن ماجة (2476). قال أبو عيسى: حديث حسن صحيح، وصححه ابن حبان 11/ 328 (4952)، ورواه الحاكم 2/ 44 وقال الذهبي: صحيح على شرط مسلم. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (1021).(2/204)
4636 - أبو هريرة رفعه: ((لا يُبَاعُ فَضْلُ الْمَاءِ لِيُبَاعَ بِهِ الْكَلأُ)). للشيخين (1).
_________
(1) البخاري (2354)،ومسلم (1566).(2/204)
4637 - بُهَيْسَةُ قَالَتِ: اسْتَأْذَنَ أَبِي النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فَدَخَلَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ قَمِيصِهِ فَجَعَلَ يُقَبِّلُ وَيَلْتَزِمُ ثُمَّ قَالَ: يَا رسول الله، حدثني مَا الشَّيْءُ الَّذِي لا يَحِلُّ مَنْعُهُ؟ قَالَ: ((الْمَاءُ)) ,قَالَ: ومَا الشَّيْءُ الَّذِي لا يَحِلُّ مَنْعُهُ؟ قَالَ: ((الْمِلْحُ)) ,قَالَ: ثم ماذا؟ قال: ((النار)) يَا نَبِيَّ الله، مَا الشَّيْءُ الَّذِي لا يَحِلُّ مَنْعُهُ؟ قَالَ: ((أَنْ تَفْعَلَ الْخَيْرَ خَيْرٌ لَكَ)). لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (1669، 3476). وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (752).(2/204)
4638 - أبو أُمامةَ رفعه: ((لا تَبِيعُوا الْقَيْنَاتِ المغنيات وَلا تَشْتَرُوهُنَّ وَلا تُعَلِّمُوهُنَّ وَلا خَيْرَ فِي تِجَارَةٍ فِيهِنَّ، وَثَمَنُهُنَّ حَرَامٌ)) وفِي مِثْلِ هَذَا أُنْزِلَتْ {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ} (1).
_________
(1) الترمذي (1282) و (3195)، وقال: قد تكلم بعض أهل العلم في علي بن يزيد وضعفه وهو شامي. وابن ماجة (2168) بنحوه. وحسنه الألباني في صحيح الترمذي (1031).(2/204)
4639 - أبو سعيد: نَهَى النبي - صلى الله عليه وسلم - عَنْ شِرَاءِ الغنائم حَتَّى تُقْسَمَ. هما للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (1563)، وقال: غريب، وابن ماجة (2196) مطولا. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (1268).(2/204)
4640 - ابْنُ عُمَرَ: أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم -: نَهَى عَنْ بَيْعِ حَبلِ
[ص:205] الْحَبلَةِ، وَكَانَ بَيْعًا يَتَبَايَعُهُ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ، كَانَ الرَّجُلُ يَبْتَاعُ لحمَ الْجَزُورِ إِلَى أَنْ تُنْتجَ النَّاقَةُ ثُمَّ يُنتِج الذي فِي بَطْنِهَا (1).
_________
(1) البخاري (2143)، ومسلم (1514).(2/204)
4641 - وفي رواية: حبلُ الْحبلَةِ أَنْ تُنْتجَ النَّاقَةُ مَا فِي بَطْنِهَا ثُمَّ يحمل الذي نتجَتْ. للستة (1).
_________
(1) مسلم (1514).(2/205)
4642 - ابن المسيب: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عن المضامين، والملاقيح، وحبل الحبلة. فالمضامين: ما في بطون إناث الإبل. والملاقيح: ما في ظهور الجمال. وحبل الحبلة: هو بيع الجزور إلى أن تنتج الناقة ثم ينتج الذي في بطنها (1).
_________
(1) مالك 2/ 507.(2/205)
4643 - وعنه أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - نَهَى عَنْ بَيْعِ الْحَيَوَانِ بِاللَّحْمِ. هما لمالك (1).
_________
(1) مالك 2/ 507.(2/205)
4644 - جَابِرُ رفعه: ((لا تُبَاعُ الصبْرَةُ مِنَ الطَّعَامِ بِالصبْرَةِ مِنَ الطَّعَامِ، وَلا الصُّبْرَةُ مِنَ الطَّعَامِ بِالْكَيْلِ الْمُسَمَّى مِنَ الطَّعَامِ)). لمسلم والنسائي بلفظه (1).
_________
(1) مسلم (1530)،والنسائي 7/ 270.(2/205)
4645 - عَلْقَمَةُ بْنُ عَبْدِ الله قَالَ: نَهَى النبي - صلى الله عليه وسلم - أَنْ تُكْسَرَ سِكَّةُ الْمُسْلِمِينَ الْجَائِزَةُ بَيْنَهُمْ إِلاَّ مِنْ بَأْسٍ. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (3449)، وابن ماجة (2263).قال المنذري: وفي إسناده محمد بن فضاء الأسدي الحمصي، ولا يحتج بحديثه. وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (749).(2/205)
4646 - أَبِو أُسَيْدٍ الساعدي أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - ذَهَبَ إِلَى سُوقِ النَّبِيطِ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ فَقَالَ: ((لَيْسَ هَذَا لَكُمْ بِسُوقٍ)) ,ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى سُوقٍ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ فَقَالَ: ((لَيْسَ هَذَا لَكُمْ بِسُوقٍ)) ,ثُمَّ رَجَعَ إِلَى هَذَا السُّوقِ فَطَافَ به، ثُمَّ قَالَ: ((هَذَا سُوقُكُمْ فَلا يُنْتَقَصَنَّ وَلا يُضْرَبَنَّ عَلَيْهِ خَرَاجٌ)). للقزويني (1).
_________
(1) ابن ماجة (2233)، وقال البوصيري في ((زوائده)) ص308 (473): هذا إسناد ضعيف. وضعفه الألباني في ضعيف ابن ماجة (482).(2/205)
ما لا يجوز فعله في البيع كالشرط والاستثناء والخداع وإخفاء العيب والنجش(2/206)
4647 - ابْنُ مَسْعَودٍ: اشترى جَارِيَةً مِنِ امْرَأَتِهِ زَيْنَبَ، وَاشْتَرَطَتْ عَلَيْهِ: إِنْ بِعْتهَا فَهِيَ لِي بِالثَّمَنِ الَّذِي بِعتُهَا بِهِ فاستفتى عُمَرَ فَقَالَ: لا تَقْرَبْهَا وَفِيهَا شَرْطٌ لأَحَدٍ. لمالك (1).
_________
(1) مالك 2/ 479.(2/206)
4648 - عَمْرُو بْن شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ: نَهَى النبي - صلى الله عليه وسلم - عَنْ بَيْعِ الْعُرْبَانِ. لأبي داود، ومَالِك، وفسره بأن يَشْتَرِيَ الرَّجُلُ سلْعَة أو يكتري دابةً، فيقول للبائع أو المكري: أعطيك دينارًا مثلاً على أني إن أخذت السلعة أو ركبت الدابة فالدينار من الثمن أو الكرى، وإن تركت: فما أعطيتك باطل بغير شيء (1).
_________
(1) مالك 2/ 475، وأبو داود (3502). وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (754).(2/206)
4649 - مَالِكُ: بَلَغَهُ أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - نَهَى عَنْ بَيْعٍ وَسَلَفٍ. وفسره مالك بأن يَقُولَ الرَّجُلُ لِلرَّجُلِ آخُذُ سِلْعَتَكَ بِكَذَا وَكَذَا عَلَى أَنْ تُسْلِفَنِي كَذَا وَكَذَا، فَإِنْ عَقَدَا بَيْعَهُمَا عَلَى هَذَا فَهُوَ غَيْرُ جَائِزٍ (1).
_________
(1) مالك 2/ 509.(2/206)
4650 - ابْنُ عَمْرٍو بن العاص رفعه: ((لا يَحِلُّ سَلَفٌ وَبَيْعٌ، وَلا شَرْطَانِ فِي بَيْعٍ، وَلا رِبْحُ مَا لَمْ يُضْمَنُ، وَلا بَيْعُ مَا لَيْسَ عِنْدَكَ)). لأصحاب السنن (1).
_________
(1) أبو داود (3504)، والترمذي (1234)، والنسائي 7/ 288، 295، وابن ماجة (2188)، والدارمي (2560). وقال الترمذي: حسن صحيح. وقال الألباني في صحيح الترمذي (988): حسن صحيح.(2/206)
4651 - مَالِك: بَلَغَني أَنَّ ابْنَ عُمَرَ سُئِلَ عَنِ الرَّقَبَةِ الْوَاجِبَةِ تُشْتَرَى بِشَرْطٍ العتق؟ فَقَالَ: لا (1).
_________
(1) مالك 2/ 596 ولم يذكر العتق.(2/206)
4652 - جَابِرُ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي سَفَرٍ، وكُنْتُ عَلَى جَمَلٍ ثَفَالٍ، إِنَّمَا هُوَ فِي آخِرِ الْقَوْمِ، فَمَرَّ بِي - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: ((مَنْ هَذَا؟)) قُلْتُ:
[ص:207] جَابِرُ. قَالَ: ((مَا لَكَ؟)) قُلْتُ: إِنِّي عَلَى جَمَلٍ ثَفَالٍ قَالَ: ((أَمَعَكَ قَضِيبٌ؟)) قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: ((أَعْطِنِيهِ)) فَضَرَبَهُ فَزَجَرَهُ، فَكَانَ مِنْ ذَلِكَ الْمَكَانِ في أَوَّلِ الْقَوْمِ. قَالَ: ((بِعْنِيهِ)) فَقُلْتُ: بَلْ هُوَ لَكَ يَا رَسُولَ الله. قَالَ: ((بَلْ بِعْنِيهِ)) قال: ((قَدْ أَخَذْتُهُ بِأَرْبَعَةِ دَنَانِيرَ وَلَكَ ظَهْرُهُ إِلَى الْمَدِينَةِ)) فَلَمَّا دَنَوْنَا مِنَ الْمَدِينَةِ أَخَذْتُ أَرْتَحِلُ قَالَ: ((أَيْنَ تُرِيدُ؟)) قُلْتُ: تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً قَدْ خَلا مِنْهَا. قَالَ: ((فَهَلاَّ جَارِيَةً تُلاعِبُهَا وَتُلاعِبُكَ؟)) قُلْتُ: إِنَّ أَبِي تُوُفِّيَ وَتَرَكَ بَنَاتٍ، فَأَرَدْتُ أَنْ أتزوج امْرَأَةً قَدْ جَرَّبَتْ وخَلا مِنْهَا. قَالَ: ((فَذَلِكَ)) فَلَمَّا قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ: قَالَ: ((يَا بِلالُ اقْضِهِ وَزِدْهُ)) فَأَعْطَاهُ أَرْبَعَةَ دَنَانِيرَ وَزَادَهُ قِيرَاطًا. قَالَ جَابِرٌ: لا تُفَارِقُنِي زِيَادَةُ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -. فَلَمْ يَكُنِ الْقِيرَاطُ يُفَارِقُ جِرَابَ جابرٍ (1).
_________
(1) البخاري (2097، 2309، 2406، 2718، 2861، 2967، 4052، 5079)، ومسلم (715).(2/206)
4653 - ومن رواياتهِ: فَزَجَرَهُ وَدَعَا لَهُ. وفيه: ((أَفَتَبِعُنِيهِ؟)) فَاسْتَحْيَيْتُ -وَلَمْ يَكُنْ لَنَا نَاضِحٌ غَيْرُهُ- فَبِعْتُهُ إِيَّاهُ عَلَى أَنَّ لِي فَقَارَ ظَهْرِهِ حَتَّى أَبْلُغَ الْمَدِينَةَ. وفيه: فَلَقِيَنِي خَالِي، فَسَأَلَنِي عَنِ الْبَعِيرِ، فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا صَنَعْتُ فِيهِ، فَلامَنِي (1).
_________
(1) التخريج السابق.(2/207)
4654 - ومنها: فَنَزَلَ فحجنه بِمِحْجَنِهِ ثُمَّ قَالَ: ((ارْكَبْ)) بنحوه. وفيه: ((فَإِذَا قَدِمْتَ فَالْكَيْسَ الْكَيْسَ)). وفيه: وَقَدِمْتُ بِالْغَدَاةِ، فَجِئتُ الْمَسْجِدَ، فَوَجَدْتُهُ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ، فقَالَ: ((آلآنَ قَدِمْتَ؟)) قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: ((فَدَعْ جَمَلَكَ وادْخُلْ فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ)). فَدَخَلْتُ فَصَلَّيْتُ ثم رجعت، فَأَمَرَ بِلالاً أَنْ يَزِنَ لَي أُوقِيَّةً، فَوَزَنَ، فَأَرْجَحَ فِي الْمِيزَانِ، فَانْطَلَقْتُ، فلما وَلَّيْتُ قَالَ: ((ادْعُ لِي جَابِرًا)) فدعيت فقُلْتُ: الآنَ يَرُدُّ عَلَيَّ الْجَمَلَ، وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ أَبْغَضَ إِلَيَّ مِنْهُ، فقَالَ: ((خُذْ جَمَلَكَ وَلَكَ ثَمَنُهُ)) (1).
_________
(1) التخريج السابق.(2/207)
4655 - ومنها: كنا في غَزَاةٍ، فلما أقبلنا تعجلت على بعير لي قطوف، فلحقني راكب من خلفي، فنخس بعيري بعنزةٍ، فانظلق بعيري
[ص:208] كأجود ما أنت راءٍ، فالتفت فإذا أنا برسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: ((ما يَعجِلُكَ يا جابر؟)) قلت: إِنِّي حديثُ عَهدٍ بعرسٍ. بنحوه (1).(2/207)
4656 - ومنها: وزادنى قِيراطاً، فكان في كيس لي، فأخذه أهل الشام يومَ الحرةِ. ومنها: فَلَمَّا قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ وَدَخَلَ - صلى الله عليه وسلم - الْمَسْجِدَ دَخَلْتُ إِلَيْهِ، وَعَقَلْتُ الْجَمَلَ فِي نَاحِيَةِ الْبَلاطِ، فَقُلْتُ لَهُ: هَذَا جَمَلُكَ. فَخَرَجَ، فَجَعَلَ يُطِيفُ بِالْجَمَلِ وَيَقُولُ: ((الْجَمَلُ جَمَلُنَا)). فَبَعَثَ بأَوَاقٍ مِنْ ذَهَبٍ فَقَالَ: ((أَعْطُوهَا جَابِرًا)) ثُمَّ قَالَ: ((اسْتَوْفَيْتَ الثَّمَنَ؟)) قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: ((الثَّمَنُ وَالْجَمَلُ لَكَ)) (1).(2/208)
4657 - ومنها: أقبلنا من مكة إلى المدينة مع النبى صلى الله عليه وسلم فأعيا جملي (1).(2/208)
4658 - ومنها: اشْتَرَاهُ بِطَرِيقِ تَبُوكَ. أَحْسِبُهُ قَالَ: بِأَرْبَعِ أَوَاقٍ (1).(2/208)
4659 - ومنها: اشتراه بأوقية. وروي: بمائتي درهم، وبأربع أواقٍ، وبعشرين دينارًا، وبخمس أواق، وبوقيتين ودرهم أو درهمين، وبأواقٍ من ذهبٍ. للستة إلا مالكًا (1).(2/208)
4660 - عبد الوارث: قدمتُ مكةَ، فوجدْتُ بها أبا حنيفةَ وابنَ أبي ليلى، وابنَ شُبْرُمَةَ، فسألتُ أبا حنيفةَ: ما تقولُ في رجلٍ باعَ بَيْعا وشرطَ شرطاً؟ قال: البيعُ باطلٌ والشرطُ باطلٌ، ثم سألتُ ابنَ أبي ليلى، فقال: البيعُ جائزٌ والشرطُ باطلٌ، ثم سألتُ ابنَ شبرمة فقال: البيعُ جائزٌ والشرطُ جائزٌ، فقلت:
[ص:209] يا سبحانَ الله! ثلاثةٌ من فقهاء العراق اختلفوا عليّ، فأتيت أبا حنيفة فأخبرته، فقال: لا أدري ما قالا، حدثنى عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبى - صلى الله عليه وسلم - نهى عن بيع وشرط، البيع باطل والشرط باطل، ثم أتيت ابن أبى ليلى فأخبرته، فقال: لا أدرى ما قالا، حدثنى هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة: أمرنى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن أشترى بريرة فأعتقها، البيع جائز والشرط باطل، ثم أتيت ابن شبرمة فأخبرته، فقال: لا أدرى ما قالا، حدثنى مسعر بن كدام عن محارب بن دثار عن جابر قال: بعت للنبى - صلى الله عليه وسلم - ناقة وشرطت حملاناً إلى المدينة، البيع جائز والشرط جائز. للأوسط بلين (1).
_________
(1) الطبراني في ((الأوسط)) 4/ 335 (4361)، وذكره الهيثمي 4/ 85، وقال: في طريق عبد الله بن عمرو مقال.(2/208)
4661 - ابْنُ عُمَرَ: أَنَّ رَجُلاً ذَكَرَ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ يُخْدَعُ فِي البيع، فَقَالَ له: ((من بايعت فَقُلْ لا خِلابَةَ)) فكان إذا بايع قال: لا خلابة. للستة إلا الترمذي (1).
_________
(1) البخاري (2407)، ومسلم (1533).(2/209)
4662 - وللقزويني من طريق آخر، نحوه، وزاد بعد: ((لا خلابة)): ((ثُمَّ أَنْتَ فِي كُلِّ سِلْعَةٍ ابْتَعْتَهَا بِالْخِيَارِ ثَلاثَ لَيَالٍ، فَإِنْ رَضِيتَ فَأَمْسِكْ، وَإِنْ سَخِطْتَ فَارْدُدْهَا عَلَى صَاحِبِهَا)) (1).
_________
(1) ابن ماجة (2355)،وحسنه الألباني في صحيح ابن ماجة (1907).(2/209)
4663 - أنس: أن رجلاً كان يبتاعُ على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - وفي عقدته ضعف، [فأتى أهله النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقالوا: يا رسول الله، احجر على فلانٍ فإنه يبتاعُ وفي عقدته ضعف] فنهاه (1)، فقال الرجل: إني لا أصبر على البيع، قال: ((إن كنت غير تارك البيع فقل: هاء وهاء ولا خلابة)). لأصحاب السنن (2).
_________
(1) ما بين المعقوفتين سقط من (أ)، وما أثبتناه من (ب).
(2) أبو داود (3501)، والترمذي (1250)، والنسائي 7/ 252، وابن ماجة (2354)، والحاكم 4/ 101، وقال الترمذي: حسن صحيح غريب، قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (1003).(2/209)
4664 - الْعَدَّاءُ بْنُ خَالِدٍ بْنِ هَوْذَةَ، كتب له النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((هَذَا مَا اشْتَرَى الْعَدَّاءُ بْنُ خَالِدٍ بْنِ هَوْذَةَ مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، اشْتَرَى مِنْهُ عَبْدًا أَوْ أَمَةً، لا دَاءَ وَلا غَائِلَةَ
[ص:210] وَلا خِبْثَةَ، بَيْع الْمُسْلِمِ الْمُسْلِم)). للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (1216)، وقال: حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث عباد بن ليث، وابن ماجة (2251). وحسنه الألباني في صحيح الترمذي (972).(2/209)
4665 - وللبخاري: كَتَبَ لِيَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: ((هَذَا مَا اشْتَرَى مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - مِنَ الْعَدَّاءِ بْنِ خَالِدٍ، بَيْعَ الْمُسْلِمِ الْمُسْلِم، لا دَاءَ وَلا خبْثَةَ وَلا غَائِلَةَ)) (1).
_________
(1) البخاري معلقًا قبل الرواية (2079).(2/210)
4666 - ابْنُ أَبِي أَوْفَى: أَنَّ رَجُلاً أَقَامَ سِلْعَةً فِي السُّوقِ، فَحَلَفَ بِالله لَقَدْ أَعْطَى بِهَا مَا لَمْ يُعْطِ؛ لِيُوقِعَ فِيهَا رَجُلاً مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَنَزَلَتْ {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ الله وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلاً} الآيَةَ. للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (2088).(2/210)
4667 - عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ رفعه: ((الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ بَاعَ مِنْ أَخِيهِ بَيْعًا فِيهِ عَيْبٌ إِلاَّ بَيَّنَهُ لَهُ)). للقزويني (1).
_________
(1) ابن ماجة (2246)، وقال البوصيري: رواه مسلم من طريق الليث عن يزيد بن أبي حبيب به دون قوله: ولا يحل لمسلم. . إلى آخره. وصححه الألباني في صحيح ابن ماجة (1823).(2/210)
4668 - أبو هُرَيْرَةَ: أَنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - مَرَّ في السوق عَلَى صُبْرَةِ طَعَامٍ، فَأَدْخَلَ يَدَهُ فِيهَا، فَنَالَتْ أَصَابِعُه بَلَلاً، فَقَالَ: ((مَا هَذَا يَا صَاحِبَ الطَّعَامِ؟)) قَالَ: يَا رَسُولَ الله، أصابته السماء. قَالَ: ((أَفَلا جَعَلْتَهُ فَوْقَ الطَّعَامِ حتى يَرَاهُ النَّاسُ، مَنْ غَشنا فَلَيْسَ مِنا)). لمسلم ,والترمذي ,وأبي داود (1).
_________
(1) مسلم (102).(2/210)
4669 - وزاد في الكبير والصغير: عن ابن مسعود، بعد ((فليس منا)): ((والمكرُ والخداعُ في النار)) (1).
_________
(1) الطبراني 10/ 138 (10234)، وفي ((الصغير)) 2/ 37 - 38 (738)، قال الهيثمي 4/ 79: ((رجاله ثقات، وفي عاصم بن بهدله نزاع كلام لسوء حفظه، وصححه ابن حبان 2/ 326 (567). وصححه الألباني في الصحيحة (1058).(2/210)
4670 - ابْنُ عُمَرَ رفعه: ((مَنِ باعُ مُحَفَّلَةً فَهُوَ بِالْخِيَارِ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ، فَإِنْ رَدَّهَا رَدَّ مَعَهَا مِثْلَ أَوْ مِثْلَيْ لَبَنِهَا قَمْحًا)). لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (3446)،وابن ماجة (2240). وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (746).(2/210)
4671 - عَمْرو بنُ دينار قال: كَانَ هَا هُنَا رَجُلٌ اسْمُهُ نَوَّاسٌ، وَكَانَتْ عِنْدَهُ إِبِلٌ هِيمٌ، فَذَهَبَ ابْنُ عُمَرَ فَاشْتَرَى تِلْكَ الإبِلَ مِنْ شَرِيكٍ لَهُ، فَجَاءَ إِلَيْهِ شَرِيكُهُ فَقَالَ: بِعنَا تِلْكَ الإبِلَ. قَالَ: مِمَّنْ؟ قَالَ: مِنْ شَيْخٍ كَذَا وَكَذَا. قَالَ: وَيْحَكَ، ذَاكَ ابْنُ عُمَرَ. فَجَاءَهُ فَقَالَ: إِنَّ شَرِيكِي بَاعَكَ إِبِلاً هِيمًا وَلَمْ يَعْرِفْكَ. قَالَ: فَاسْتَقهَا. قَالَ: فَلَمَّا ذَهَبَ
[ص:211] ليَسْتَاقهَا قَالَ: دَعْهَا، رَضِينَا بِقَضَاءِ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لا عَدْوَى)). للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (2099).(2/210)
4672 - ابْن عُمَرَ: نَهَى رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - عَنِ النَّجْشِ. للشيخين ,والنسائي ,ومالك. قَالَ: وَالنَّجْشُ أَنْ تُعْطِيَهُ بِسِلْعَتِهِ أَكْثَرَ مِنْ ثَمَنِهَا، وَلَيْسَ فِي نَفْسِكَ شراؤُها، فَيَقْتَدِي بِكَ غَيْرُكَ (1).
_________
(1) البخاري (2142)، ومسلم (1516).(2/211)
4673 - ابْنُ أَبِي أَوْفَى: النَّاجِشُ آكِلُ الربا خَائِنٌ، وَهُوَ خِدَاعٌ بَاطِلٌ لا يَحِلُّ. للبخاري تعليقا (1).
_________
(1) البخاري معلقًا قبل الرواية (2142).(2/211)
4674 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((لا تَلَقوُا الرُّكْبَانَ للبيع، وَلا يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ، وَلا تَنَاجَشُوا، وَلا يَبِعْ حَاضِرٌ لِبَادٍ، وَلا تُصَرُّوا الإبل والْغَنَمَ، فمَنِ ابْتَاعَهَا بعد ذلك فَهُوَ بِخَيْرِ النَّظَرَيْنِ، بَعْدَ أَنْ يَحْلِبَهَا، فإِنْ رَضِيَهَا أَمْسَكَهَا، وَإِنْ سَخطَهَا رَدَّهَا وَصَاعًا مِنْ تَمْرٍ)). للستة (1).
_________
(1) البخاري (2150)، ومسلم (1515).(2/211)
4675 - قَيْلَةُ أُمُّ بَنِي أَنْمَارٍ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي امْرَأَةٌ أَبِيعُ وَأَشْتَرِي، فَإِذَا أَرَدْتُ أَنْ أَبْتَاعَ الشَّيْءَ سُمْتُ بِهِ أَقَلَّ مِمَّا أُرِيدُ، ثُمَّ زِدْتُ، ثُمَّ زِدْتُ، حَتَّى أَبْلُغَ الَّذِي أُرِيدُ، وَإِذَا أَرَدْتُ أَنْ أَبِيعَ الشَّيْءَ سُمْتُ بِهِ أَكْثَرَ مِنِ الَّذِي أُرِيدُ، ثُمَّ وَضَعْتُ حَتَّى أَبْلُغَ الَّذِي أُرِيدُ. فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تَفْعَلِي يَا قَيْلَةُ، إِذَا أَرَدْتِ أَنْ تَبْتَاعِي شَيْئًا فَاسْتَامِي بِهِ الَّذِي تُرِيدِينَ، أُعْطِيتِ أَوْ مُنِعْتِ، وإن أَرَدْتِ أَنْ تَبِيعِي فَاسْتَامِي بِهِ الَّذِي تُرِيدِينَ، أعْطَيْتِ أَوْ مُنَعْتِ)). للقزويني (1).
_________
(1) ابن ماجة (2204)، وقال البوصيري في ((زوائده)) ص304 (733): منقطع. وضعفه الألباني في ضعيف ابن ماجة (479).(2/211)
بيعُ الغررِ والحصاةِ والمضطرِ والملامسةِ والمنابذةِ والحاضرِ للبادي، وتلقى الركبان، وبيعتينِ في بيعةِ، والتفريقُ بين الأقارب(2/212)
4676 - أبو هريرة: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - نهى عَنْ بَيْعِ الغرر، بَيْعِ الحصاة. لمسلم وأصحابِ السننِ (1).
_________
(1) مسلم (1513).(2/212)
4677 - شيخٌ من بني تميم عن علي قال: سيأتي على الناسِ زمانٌ عضوضٌ، يعضُّ الموسرُ فيه على ما في يَدِهِ، ويتبايعُ المضطرون ولم يؤمروا بذلك، قال تعالى: {ولا تنسوا الفضل بينكم} وقد نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن بيع المضطر، وعن بيع الغرر، وعن بيع الثمرة قبل أن تدرك. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (3382). وضعفه الألباني في «ضعيف الجامع» (6063).(2/212)
4678 - ابْنُ مَسْعُودٍ رفعه: ((لا يشْتَرى السَّمَكَ فِي الْمَاءِ فَإِنَّهُ غَرَرٌ)). لأحمد و ((الكبير)) (1).
_________
(1) أحمد 1/ 388، والطبراني 9/ 321 (9607). قال الدارقطني في «علله» 5/ 275 - 276: والموقوف أصح. وقال البيهقي 5/ 340: هكذا روي مرفوعًا، وفيه إرسال بين ابن المسيب وابن مسعود، والصحيح ما رواه هشيم عن يزيد موقوفًا على عبد الله. وقال ابن الجوزي في «العلل المتناهية» 2/ 105: هذا حديث لا يصح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإنما هو قول ابن مسعود. وكذ قال ابن حجر في «تلخيص الحبير» 3/ 7. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6231).(2/212)
4679 - ابنُ عمر: نهى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - عن بيع الشغار، وعن بيع المجر، وعن بيع الغرر، وعن بيع كالىءٍ بكالىءٍ، وعن بيع آجل بعاجل. قال: والمجرُ: ما في الأرحام، والغررُ: أن تبيع ما ليس عندك، وكالىءٌ بكالىءٍ: دين بدينٍ، والآجلُ بالعاجل: أن يكون لك على الرجل ألف درهم فيقول رجلٌ: أعجل لك خمسمائة ودع البقية. للبزار بضعف (1).
_________
(1) البزار كما في «كشف الأستار» 2/ 91 - 92 وقال: لا نعلم رواه بهذا التمام إلا موسى بن عبيدة عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر. وقال الهيثمي 4/ 80: وفيه موسى بن عبيد، وهو ضعيف.(2/212)
4680 - ابنُ عباس: لما أراد النبىُّ - صلى الله عليه وسلم - إخراج بنى النضير من المدينة أتاه ناس منهم، فقالوا: إنَّ لنا ديونًا لم تحل. فقال: ((ضعوا وتعجلوا)). ((للأوسط)) بلين (1).
_________
(1) الطبراني في «الأوسط» 1/ 249 (817). وقال الهيثمي 4/ 130: وفيه مسلم بن خالد الزنجي، وهو ضعيف وقد وثق. وقال ابن الملقن في «مختصر استدراك الذهبي» 1/ 562: فيه الزنجي وهو ضعيف، وعبد العزيز بن يحيى وليس بثقة.(2/212)
4681 - أبو سعيد: نَهَى رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عَنْ لِبْسَتَيْنِ، وَعَنْ بَيْعَتَيْنِ: نَهَى عَنِ الْمُلامَسَةِ وَالْمُنَابَذَةِ فِي الْبَيْعِ، وَالْمُلامَسَةُ: لَمْسُ الرَّجُلِ ثَوْبَ الآخَرِ بِيَدِهِ بِاللَّيْلِ أَوْ بِالنَّهَارِ لا يُقَلِّبُهُ، وَالْمُنَابَذَةُ: أَنْ يَنْبِذَ الرَّجُلُ إِلَى الرَّجُلِ ثَوْبِهِ وَيَنْبِذَ الآخَرُ ثَوْبَهُ، وَيَكُونَ ذَلِكَ بَيْعَهُمَا عَنْ غَيْرِ نظرةٍ وَلا تَرَاضٍ، واللبستان: اشْتِمَالُ الصَّمَّاءِ، وَالصَّمَّاءُ: أَنْ يَجْعَلَ ثَوْبَهُ عَلَى أَحَدِ عَاتِقَيْهِ، فَيَبْدُو أَحَدُ شِقَّيْهِ لَيْسَ عَلَيْهِ ثَوْبٌ، وَاللِّبْسَةُ الأُخْرَى احْتِبَاؤُهُ بِثَوْبِهِ وَهُوَ جَالِسٌ لَيْسَ عَلَى فَرْجِهِ مِنْهُ شَيْءٌ. للشيخين وأبي داودَ والنسائيِّ (1).
_________
(1) البخاري (5820)، ومسلم (827).(2/213)
4682 - وعنه: نَهَى رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عَنْ شِرَاءِ مَا فِي بُطُونِ الأَنْعَامِ حَتَّى تَضَعَ، وَما فِي ضُرُوعِهَا إِلاَّ بِكَيْلٍ، وَعَنْ شِرَاءِ الْعَبْدِ وَهُوَ آبِقٌ، وَعَنْ شِرَاءِ الْمَغَانِمِ حَتَّى تُقْسَمَ، وَعَنْ شِرَاءِ الصَّدَقَاتِ حَتَّى تُقْبَضَ، وَعَنْ ضَرْبَةِ الْغَائِصِ. للقزوينيِّ، بمجهول (1).
_________
(1) ابن ماجة (2196) وذكر البيهقي 5/ 338:أن إسناده غير قوي. وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن حديث. . . فذكره، ثم قال: قلت لأبي: من محمد هذا؟ قال: هو محمد بن إبراهيم شيخ مجهول. «العلل» 1/ 373 (1180).(2/213)
4683 - عَلِيُّ: نَهَى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - عَنِ السَّوْمِ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ، وَعَنْ ذَبْحِ ذَوَاتِ الدَّرِّ. للقزويني، بلين (1).
_________
(1) ابن ماجة (2206) وقال البوصيري في «زوائده» ص 305 (734): هذا إسناده ضعيف لضعف نوفل بن عبد الملك والربيع بن حبيب. وضعفه الألباني في ضعيف ابن ماجة (480).(2/213)
4684 - جَابِرُ رفعه: ((لا يَبِعْ حَاضِرٌ لِبَادٍ، ودَعُوا النَّاسَ يَرْزُقِ الله بَعْضَهُمْ مِنْ بَعْضٍ)). لمسلمٍ وأصحابِ السننِ (1).
_________
(1) مسلم (1522).(2/213)
4685 - أَنَسُ رفعه: ((لا يبع حَاضِرٌ لِبَادٍ وَإِنْ كَانَ أَخَاهُ أَوْ أَبَاهُ)) (1).
_________
(1) مسلم (1523).(2/213)
4686 - وفي روايةٍ قال أَنَسٌ: ((لا يبعْ حَاضِرٌ لِبَادٍ)) كَلِمَةٌ جَامِعَةٌ لا يَبِيعُ لَهُ شَيْئًا، وَلا يَبْتَاعُ لَهُ شَيْئًا (1).
_________
(1) أبو داود (3440). وصححه الألباني في صحيح أبي داود (2935).(2/213)
4687 - ابنُ مسعود: نَهَى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ تَلَقِّي الْبُيُوعِ (1).
_________
(1) البخاري (2149)، ومسلم (1518).(2/213)
4688 - وفي روايةٍ: ((َلا تَلَقَّوُا السِّلَعَ حَتَّى يُهْبَطَ بِهَا إِلَى الأسواق)). هما للشيخين، وأبي داودَ، والنسائيِّ (1).
_________
(1) البخاري (2165)، ومسلم (1412).(2/214)
4689 - أبو هريرة: نهى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - أن يُتلقَّى الجلبُ، فمن تلقَّى فاشتراها منه، فإذا أتى سيده السوق فهو بالخيار. للستة إلا مالكًا (1).
_________
(1) مسلم (1519).(2/214)
4690 - وعنه: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - نهى عَنْ بَيْعَتَيْنِ فِي بَيْعَةٍ. لمالكٍ وأصحابِ السننٍ (1).
_________
(1) أبو داود (3461)، والترمذي (1231) وقال: حسن صحيح، والنسائي 7/ 295، ومالك 2/ 512. وقال الألباني في صحيح النسائي (4318): حسن صحيح.(2/214)
4691 - ابْنِ مَسْعُودٍ: نَهَى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ صَفْقَتَيْنِ فِي صَفْقَةٍ وَاحِدَةٍ قَالَ سِمَاكٌ: الرَّجُلُ يَبِيعُ الْبَيْعَ فَيَقُولُ: هُوَ بِنَسَاءٍ بِكَذَا وبِنَقْدٍ بِكَذَا. لأحمد، والبزار، و ((الأوسط)) (1).
_________
(1) أحمد 1/ 398، والبزار في «البحر الزخار» 5/ 384 (2017) وقال: أسنده شريك بهذا الإسناد. والطبراني في «الأوسط» 2/ 169. وقال الزيلعي في «نصب الراية» 4/ 20: رواه العقيلي في «الضعفاء». . . وأعله بعمرو بن عثمان، وقال: لا يتابع على رفعه والموقوف أولى.(2/214)
4692 - مَالِكُ بَلَغَهُ: أَنَّ رَجُلاً قَالَ لِرَجُلٍ: ابْتَعْ لِي هَذَا الْبَعِيرَ بِنَقْدٍ حَتَّى أَبْتَاعَهُ مِنْكَ إِلَى أَجَلٍ فَسُئِلَ عَنْ ذَلِكَ ابْنُ عُمَرَ، فَكَرِهَهُ وَنَهَى عَنْهُ (1).
_________
(1) مالك 2/ 512.(2/214)
4693 - أبو أيوب رفعه: ((مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ والدة وَوَلَدِهَا فُرِّق بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَحِبَّتِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ (1).
_________
(1) الترمذي (1283، 1566) وقال: حسن غريب، وقال الحاكم 2/ 55: هذا إسناد صحيح ولم يخرجاه، وقال الزيلعي بعد ذكره كلام الحاكم: وفيما قاله نظر؛ لأن حيي بن عبد الله لم يخرج له في الصحيح شيء بل تكلم فيه بعضهم. «نصب الراية» 4/ 34 - 35 وقال ابن حجر: في إسناده حيي بن عبد الله المعافري مختلف فيه، وله طريق أخرى غير متصلة؛ لأنها من طريق العلاء بن كثير الإسكندراني عن أيوب ولم يدركه. «التلخيص الحبير» 3/ 15 - 16. وحسنه الألباني في صحيح الترمذي (1032).(2/214)
4694 - عَلِيُّ: وَهَبَ لِي رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - غُلامَيْنِ أَخَوَيْنِ، فَبِعْتُ أَحَدَهُمَا، فَقَالَ لِي: ((مَا فَعَلَ غُلاماكَ؟)) فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: رُدَّهُ رُدَّهُ. هما للترمذيِّ (1).
_________
(1) الترمذي (1284) وقال: حسن غريب، وابن ماجة (2249). وقال الحاكم 2/ 55: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (219).(2/214)
الربا في المكيل والموزون والحيوان(2/215)
4695 - ابْنُ مَسْعُودٍ: لَعَنَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - آكِلَ الرِّبَا وَمُؤْكِلَهُ وَشَاهِدَيْهِ وَكَاتِبَهُ. لمسلمٍ ,وأبي داودَ ,والترمذيِّ بلفظهما (1).
_________
(1) مسلم (1597).(2/215)
4696 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لا يَبْقَى أَحَدٌ إِلاَّ أَكَلَ الرِّبَا، فمن لَمْ يَأْكُلْهُ أَصَابَهُ مِنْ بُخَارِهِ)). لأبي داود والنسائي (1).
_________
(1) أبو داود (3331)، والنسائي 7/ 243, وابن ماجة (2278). وضعفه الألباني في ((المشكاة)) (2818)(2/215)
4697 - عمرُ رفعه: ((الوَرِقُ بالوَرِقِ رباً إلا هاء وهاء، والذهب بالذهب رباً إلا هاء وهاء)) (1).
_________
(1) مسلم (1586)، وانظر ما بعده.(2/215)
4698 - وفي روايةٍ: قال مَالِكُ بْنُ (أَوْسِ) (1) بْنِ الْحَدَثَانِ: مَنْ يَصْطَرِفُ الدَّرَاهِمَ؟ فَقَالَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ الله -وَهُوَ عِنْدَ عُمَرَ-: أَرِنَا ذَهَبَكَ، ثُمَّ ائْتِنَا إِذَا جَاءَ خَادِمُنَا نُعْطِكَ وَرِقَكَ فَقَالَ عُمَرُ: كَلاَّ، وَالله لَتُعْطِيَنَّهُ وَرِقَهُ أَوْ لَتَرُدَّنَّ إِلَيْهِ ذَهَبَهُ، فَإِنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: ((الْوَرِقُ بِالذَّهَبِ رِبًا إِلاَّ هَاءَ وَهَاءَ، وَالْبُرُّ بِالْبُرِّ رِبًا إِلاَّ هَاءَ وَهَاءَ، وَالشَّعِيرُ بِالشَّعِيرِ رِبًا إِلاَّ هَاءَ وَهَاءَ، وَالتَّمْرُ بِالتَّمْرِ رِبًا إِلاَّ هَاءَ وَهَاءَ)). للستة (2).
_________
(1) في (ب): أويس.
(2) البخاري (2134)، ومسلم (1586).(2/215)
4699 - أبو سَعِيدٍ رفعه: ((الذَّهَبُ بِالذَّهَبِ، وَالْفِضَّةُ بِالْفِضَّةِ، وَالْبُرُّ بِالْبُرِّ، وَالشَّعِيرُ بِالشَّعِيرِ، وَالتَّمْرُ بِالتَّمْرِ، وَالْمِلْحُ بِالْمِلْحِ، مِثْلاً بِمِثْلٍ، يَدًا بِيَدٍ،
[ص:216] فَمَنْ زَادَ واسْتَزَادَ فَقَدْ أَرْبَى، الآخِذُ وَالْمُعْطِي فِيهِ سَوَاءٌ)). للستة إلا أبا داود، بلفظ مسلم (1).
_________
(1) البخاري (2176)، ومسلم (1584).(2/215)
4700 - وفي روايةٍ: جَاءَ بِلالٌ بِتَمْرٍ بَرْنِيٍّ، فَقَالَ لَهُ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: ((مِنْ أَيْنَ هَذَا؟)) قال: كَانَ عِنْدَنَا تمرٌ رَدِيءٌ فَبِعْتُ مِنْهُ صَاعَيْنِ بِصَاعٍ لِمَطْعَمِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ: ((أَوَّهْ عَيْنُ الرِّبَا، عَيْنُ الرِّبَا، لا تَفْعَلْ، وَلَكِنْ إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَشْتَرِيَ فبع التمر بيعًا آخَرَ ثُمَّ اشتريه)) (1).
_________
(1) البخاري (2312)، ومسلم (1594).(2/216)
4701 - وفي أخرى: قال أبو سعيد: الدِّينَارُ بِالدِّينَارِ، وَالدِّرْهَمُ بِالدِّرْهَمِ، بنحوه. قال راويه: فقلت له: إنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ لا يَقُولُهُ. فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ: سَأَلْتُهُ، فَقُلْتُ: سَمِعْتَهُ مِنَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَوْ وَجَدْتَهُ فِي كِتَابِ الله؟ قَالَ: كُلَّ ذَلِكَ لا أَقُولُ، وَأَنْتُمْ أَعْلَمُ بِرَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - مِنِّي، وَلَكِنْ أَخْبَرَنِي أُسَامَةُ بن زيد أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: ((لا رِبًا إِلاَّ فِي النَّسِيئَةِ)) (1).
_________
(1) البخاري (2179) ,ومسلم (1584).(2/216)
4702 - وفي أخرى: أَنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - اسْتَعْمَلَ رَجُلاً عَلَى خَيْبَرَ فجاءهم بِتَمْرٍ جَنِيبٍ، فَقَالَ: ((أَكُلُّ تَمْرِ خَيْبَرَ هَكَذَا؟)) قَالَ: إِنَّا كنا نأخذُ الصَّاعَ بِالصَّاعَيْنِ وَالصَّاعَيْنِ، بِالثَّلاثَةِ قَالَ: ((لا تَفْعَلْ بِعِ الْجَمْيعَ بِالدَّرَاهِمِ، ثُمَّ ابْتَعْ بِالدَّرَاهِمِ جَنِيبًا)). لمسلم (1).
_________
(1) مسلم (1593).(2/216)
4703 - عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ رفعه: ((الذَّهَبُ بِالذَّهَبِ، وَالْفِضَّةُ بِالْفِضَّةِ، وَالْبُرُّ بِالْبُرِّ، وَالشَّعِيرُ بِالشَّعِيرِ، وَالتَّمْرُ بِالتَّمْرِ، وَالْمِلْحُ بِالْمِلْحِ، مِثْلاً بِمِثْلٍ، سَوَاءً
[ص:217] بِسَوَاءٍ، يَدًا بِيَدٍ، فَإِذَا اخْتَلَفَتْ هَذِهِ الأَصْنَافُ فَبِيعُوا كَيْفَ شِئْتُمْ إِذَا كَانَ يَدًا بِيَدٍ)) (1).
_________
(1) مسلم (1587).(2/216)
4704 - فَضَالَةُ بْنُ عُبَيْدٍ: أُتِيَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ بِخَيْبَرَ بِقِلادَةٍ فِيهَا خَرَزٌ وَذَهَبٌ، وَهِيَ مِنَ الْمَغَانِمِ تُبَاعُ، فَأَمَرَ بِالذَّهَبِ الَّذِي فِي الْقِلادَةِ فَنُزِعَ وَحْدَهُ، ثُمَّ قَالَ: ((الذَّهَبُ بِالذَّهَبِ وَزْنًا بِوَزْنٍ)). هما لمسلم وأصحابِ السننِ (1).
_________
(1) مسلم (1591).(2/217)
4705 - يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: أَمَرَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - السَّعْدَيْنِ يوم خيبر أَنْ يَبِيعَا آنِيَةً مِنَ الْمَغَانِمِ مِنْ ذَهَبٍ وْفِضَّةٍ، فَبَاعَا كُلَّ ثَلاثَةٍ بِأَرْبَعَةٍ عَيْنًا، أَوْ كُلَّ أَرْبَعَةٍ بِثَلاثَةٍ عَيْنًا، فَقَالَ لَهُمَا: ((أَرْبَيْتُمَا فَرُدَّا)). لمالك (1).
_________
(1) مالك 2/ 491.(2/217)
4706 - عَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ: أَنَّ مُعَاوِيَةَ بَاعَ سِقَايَةً مِنْ ذَهَبٍ أَوْ وَرِقٍ بِأَكْثَرَ مِنْ وَزْنِهَا، فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: سَمِعْتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَنْهَى عَنْ مِثْلِ هَذَا إِلاَّ مِثْلاً بِمِثْلٍ فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ: مَا أَرَى بِمِثْلِ هَذَا بَأْسًا. فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: مَنْ يَعْذِرُنِي مِنْ مُعَاوِيَةَ؟ أَنَا أُخْبِرُهُ عَنْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يُخْبِرُنِي عَنْ رَأْيِهِ، لا أُسَاكِنُكَ بِأَرْضٍ أَنْتَ بِهَا، ثُمَّ قَدِمَ أَبُو الدَّرْدَاءِ عَلَى عُمَرَ فَذَكَرَ لَهُ ذَلِكَ، فَكَتَبَ عُمَرُ إِلَى مُعَاوِيَةَ أَنْ لا تَبِعَ ذَلِكَ إِلاَّ مِثْلاً بِمِثْلٍ، وَزْنًا بِوَزْنٍ. للموطأ، والنسائي (1).
_________
(1) النسائي 7/ 279، ومالك 2/ 492.وصححه الألباني في «صحيح النسائي».(2/217)
4707 - ابْنُ عُمَرَ: كُنْتُ أَبِيعُ الإبِلَ بِالْبَقِيعِ، فَأَبِيعُ بِالدَّنَانِيرِ فَآخُذُ مَكَانَهَا الْوَرِقَ، وَأَبِيعُ بِالْوَرِقِ فَآخُذُ مَكَانَهَا الدَّنَانِيرَ، فَأَتَيْتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ: ((لا بَأْسَ بِهِ بِالْقِيمَةِ)). لأصحابِ السنن (1).
_________
(1) أبو داود (3354)، والترمذي (1242)، وقال: هذا الحديث لا نعرفه مرفوعًا إلا من حديث سماك بن حرب عن سعيد بن جبير عن ابن عمر، والنسائي 7/ 281 - 283، والدارمي (2581)،وقال الحاكم 2/ 44: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي وضعفه الألباني في «إرواء الغليل» (1326).(2/217)
4708 - مَالِكُ بَلَغَهُ: أَنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ يَسَارٍ قَالَ: فَنِيَ عَلَفُ حِمَارِ سَعْدٍ، فَقَالَ لِغُلامِهِ: خُذْ مِنْ حِنْطَةِ أَهْلِكَ فَابْتَعْ بِه شَعِيرًا، وَلا تَأْخُذْ إِلاَّ مِثْلَهُ (1).
_________
(1) مالك 2/ 501.(2/217)
4709 - أبو عياش: أَنَّهُ سَأَلَ سَعْدًا عَنِ الْبَيْضَاءِ بِالسُّلْتِ، فَقَالَ سَعْدٌ: أَيَّتُهُمَا أَفْضَلُ؟ قَالَ: الْبَيْضَاءُ. فَنَهَاهُ عَنْ ذَلِكَ وَقَالَ: سَمِعْتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يُسْأَلُ عَنِ اشْتِرَاءِ التَّمْرِ بِالرُّطَبِ. فَقَالَ: ((أَيَنْقُصُ الرُّطَبُ إِذَا يَبِسَ؟)) قَال: نَعَمْ فَنَهَاه عَنْ ذَلِكَ. لمالكٍ وأصحابِ السننِ (1).
_________
(1) أبو داود (3359)، والترمذي (1225)، والنسائي 7/ 268، وابن ماجه (2264)، ومالك 2/ 485. وصححه الألباني في صحيح ابن ماجة (1835).(2/218)
4710 - جَابِرٌ: جَاءَ عَبْدٌ فَبَايَعَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى الْهِجْرَةِ، وَلَمْ يَشْعُرْ أَنَّهُ عَبْدٌ، فَجَاءَ سَيِّدُهُ يُرِيدُهُ، فَقَالَ لَهُ - صلى الله عليه وسلم -: ((بِعْنِيهِ)) فَاشْتَرَاهُ بِعَبْدَيْنِ أَسْوَدَيْنِ، ثُمَّ لَمْ يُبَايِعْ أَحَدًا بَعْدُ حَتَّى يَسْأَلَ: أَعَبْدٌ هُوَ؟ لمسلمٍ وأصحابِ السننِ (1).
_________
(1) مسلم (1602).(2/218)
4711 - ابْنُ عَمْرٍو بنِ العاصِ: أَنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أَمَرَهُ أَنْ يُجَهِّزَ جَيْشًا (فَنَفِذَتِ) (1) الإبِلُ، فَأَمَرَهُ أَنْ يَأْخُذَ على قِلائصِ الصَّدَقَةِ، فَكَانَ يَأْخُذُ الْبَعِيرَ بِالْبَعِيرَيْنِ إِلَى إِبِلِ الصَّدَقَة. لأبي داود (2).
_________
(1) في (ب): فنفرت.
(2) أبو داود (3357)، والحاكم 2/ 56 - 57 وقال: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي، وقال الزيلعي في «نصب الراية 4/ 47: قال ابن القطان: هذا حديث ضعيف مضطرب الإسناد. وقال ابن حجر في «الدراية» 2/ 159: في إسناده اختلاف، لكن أخرج البيهقي من وجه آخر قوي عن عبد الله بن عمرو ونحوه. وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (827).(2/218)
4712 - عَلِيٌّ: بَاعَ جَمَلاً لَهُ يُدْعَى عُصَيْفِير بِعِشْرِينَ بَعِيرًا إِلَى أَجَلٍ. لمالك (1).
_________
(1) مالك 2/ 505. وضعفه الألباني في الإرواء 5/ 215.(2/218)
4713 - جابرٌ رفعه: ((لا يصلحُ الحيوان: اثنانِ بواحدٍ نسيئةً، ولا بأسَ به يدًا بيدٍ)). للترمذيِّ (1).
_________
(1) الترمذي (1238)، وقال: حسن صحيح، وابن ماجة (2271). وصححه الألباني في «صحيح الترمذي» (991).(2/218)
4714 - سَمُرَةُ: نَهَى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ بَيْعِ الْحَيَوَانِ بِالْحَيَوَانِ نَسِيئَةً. لأصحاب السنن (1).
_________
(1) أبو داود (3356)، والترمذي (1237)، وقال: حسن صحيح، والنسائي 7/ 292، وابن ماجه (2270)، وأحمد 5/ 12، والدارمي (2564)،وصححه ابن الجارود في ((المنتقى)) (611). وصححه الألباني في صحيح النسائي (4306).(2/218)
4715 - ابنُ عمر: استسْلَفَ دراهمَ فقضى صاحبَها خيرًا منها، فأبى أن يأخذَ، وقال: هذه خيرٌ من دراهمي ,فقال ابنُ عمر: قد علمتٌ ولكن نفسي بذلك طيبةٌ (1).
_________
(1) مالك 2/ 524.(2/218)
4716 - وعنه: سُئِلَ عَنِ الرَّجُلِ يَكُونُ لَهُ عَلَى الرَّجُلِ الدَّيْنُ إِلَى
[ص:219] أَجَلٍ، فَيَضَعُ عَنْهُ صَاحِبُ الْحَقِّ؛ ليعجل الدين، فَكَرِهَ ذَلِكَ وَنَهَى عَنْهُ. هما لمالك (1).
_________
(1) مالك 2/ 519.(2/218)
4717 - البراءُ بنُ عازب رفعه: ((الربا اثنان وسبعون بابًا، أدناها مثل اتيان الرجل أُمَّهُ، وإنَّ أَرْبَى الربا استطالةُ الرجل في عرض أخيه)). ((للأوسط)) بلين (1).
_________
(1) الطبراني في «الأوسط» 7/ 158 (7151)،وقال: لم يرو هذا الحديث عن يحيى بن أبي كثير إلا عمر بن راشد، ولا رواه عن عمر بن راشد إلا معاوية بن هشام ولا يروى عن البراء إلا بهذا الإسناد. وذكره الهيثمي 4/ 117، وقال: فيه عمر بن راشد وثقه العجلي، وضعفه جمهور الأئمة. وصححه الألباني في صحيح الجامع (3537).(2/219)
4718 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((الرِّبَا سَبْعُونَ حُوبًا أَيْسَرُهَا أَنْ يَنْكِحَ الرَّجُلُ أُمَّهُ)). للقزويني (1).
_________
(1) ابن ماجة (2274). وقال البوصيري في «زوائده» ص 312 (755): هذا إسناد فيه نجيح بن عبد الرحمن أبو معشر السندي مولى بني هشام، وهو متفق على تضعيفه. وصححه الألباني في «صحيح الجامع» (3541).(2/219)
بيع الخيار والرد بالعيب وثمر النخل ومال العبد المبيعين والحوائج(2/219)
4719 - ابْنُ عُمَرَ رفعه: ((إِنَّ الْمُتَبَايِعَيْنِ بِالْخِيَارِ فِي بَيْعِهِمَا مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا، أَوْ يَكُونُ الْبَيْعُ خِيَارًا)). قَالَ: نَافِعٌ وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ إِذَا اشْتَرَى شَيْئًا يُعْجِبُهُ فَارَقَ صَاحِبَهُ. للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (2107)، ومسلم (1531).(2/219)
4720 - وفي روايةٍ: قَالَ ابنُ عمر: بِعْتُ مِنْ عُثْمَانَ مَالاً بِالْوَادِي بِمَالٍ لَهُ بِخَيْبَرَ، فَلَمَّا تَبَايَعْنَا خَرَجْتُ مِنْ بَيْتِهِ خَشْيَةَ أَنْ يُرَادَّنِي الْبَيْعَ، فكانت السُّنَّةُ أَنَّ الْمُتَبَايِعَيْنِ بِالْخِيَارِ حَتَّى يَتَفَرَّقَا، فَلَمَّا وَجَبَ بَيْعِي وَبَيْعُهُ رَأَيْتُ أَنِّي قَدْ غَبَنْتُهُ، بِأَنِّي سُقْتُهُ إِلَى أَرْضِ ثَمُودَ بِثَلاثِ لَيَالٍ، وَسَاقَنِي إِلَى الْمَدِينَةِ بِثَلاثِ لَيَالٍ. للستة (1).
_________
(1) البخاري معلقا بعد حديث (2116).(2/219)
4721 - عمروُ بنُ العاص رفعه: ((الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا، إِلاَّ أَنْ يَكُونَ صَفْقَةَ خِيَارٍ، وَلا يَحِلُّ أَنْ (يُفَارِقَ) (1) صَاحِبَهُ خَشْيَةَ أَنْ يَسْتَقِيلَهُ. لأصحاب السنن (2).
_________
(1) في (ب): يفارقه.
(2) أبو داود (3456)، والترمذي (1247)، وحسنه، والنسائي 7/ 251 - 252. وحسنه الألباني في صحيح الترمذي (1000).(2/219)
4722 - حَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ رفعه: ((الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا -أَوْ قَالَ: حَتَّى يَتَفَرَّقَا- فَإِنْ صَدَقَا وَبَيَّنَا بُورِكَ لَهُمَا فِي بَيْعِهِمَا، وَإِنْ كَتَمَا وَكَذَبَا مُحِقَتْ بَرَكَةُ بَيْعِهِمَا)). للستة إلا مالكًا (1).
_________
(1) البخاري (2079)، ومسلم (1532).(2/220)
4723 - ابْنُ مَسْعُودٍ رفعه: ((إِذَا اخْتَلَفَ الْبَيِّعَانِ [أو كذبًا] (1) فَالْقَوْلُ قَوْلُ الْبَائِعِ، وَالْمُبْتَاعُ بِالْخِيَارِ)). لمالكٍ والترمذي (2).
_________
(1) من (ب).
(2) أبو داود (3511)،والترمذي (1270)،وقال: مرسل، عون بن عبد الله لم يدرك ابن مسعود, والنسائي 7/ 303،والدارمي (2549). وصححه الألباني في صحيح الترمذي (1020) ... .(2/220)
4724 - أبو الْوَضِيءِ: غَزَوْنَا غَزْوَةً، فَنَزَلْنَا مَنْزِلاً، فَبَاعَ صَاحِبٌ لَنَا فَرَسًا بِغُلامٍ، ثُمَّ أَقَامَا بَقِيَّةَ يَوْمِهِمَا وَلَيْلَتِهِمَا، فَلَمَّا أَصْبَحَا قام الرجلُ إِلَى فَرَسِهِ يُسْرِجُهُ فَنَدِمَ، وأَتَى المشتري وَأَخَذَهُ بِالْبَيْعِ، فَأَتَيَا أَبَا بَرْزَةَ، فَقَالَ: أَتَرْضَيَانِ أَنْ أَقْضِيَ بَيْنَكُمَا بِقَضَاءِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: ((الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يفترقا))؟ وقَالَ: مَا أَرَاكُمَا افْتَرَقْتُمَا. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (3457)،وابن ماجة (2182)،وأحمد 4/ 425وصححه الألباني في صحيح أبي داود (2951).(2/220)
4725 - سَمُرَةُ بنُ جندب رفعه: ((الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ حَتَّى يَتَفَرَّقَا، ويَأْخُذَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِنَ الْبَيْعِ مَا هَوِيَ، وَيَتَخَايَرَانِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ)). رواه النسائي (1).
_________
(1) النسائي 7/ 251, وابن ماجة (2183)،وصححه الحاكم 2/ 16. وضعفه الألباني في «ضعيف النسائي» (305).(2/220)
4726 - عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ أَوْ سَمُرَةَ رفعه: ((أَيُّمَا رَجُلٍ بَاعَ بَيْعًا مِنْ رَجُلَيْنِ فَهُوَ لِلأَوَّلِ مِنْهُمَا)). للقزويني (1).
_________
(1) أبو داود (2088) , والترمذي (1110) ,والنسائي (7/ 314)،وابن ماجة (2190) وضعفه الألباني في ضعيف ابن ماجة (473).(2/220)
4727 - وله عَنْ سَمُرَةَ رفعه: ((إِذَا بَاعَ الْمُجِيزَانِ فَهُوَ لِلأَوَّلِ)) (1).
_________
(1) ابن ماجة (2191) ,وضعفه الألباني في ضعيف ابن ماجة (474).(2/220)
4728 - عَائِشَةُ: أَنَّ رَجُلاً ابْتَاعَ غُلامًا فَأَقَامَ عِنْدَهُ مَا شَاءَ الله، ثُمَّ وَجَدَ بِهِ عَيْبًا، فَخَاصَمَهُ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَرَدَّهُ عَلَيْهِ، فَقَالَ الرَّجُلُ: يَا رَسُولَ الله، قَدِ اشْتَغَلَّ غُلامِي فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((الْخَرَاجُ بِالضَّمَانِ)). لأصحاب السنن (1).
_________
(1) أبو داود (3508 - 3510)، والترمذي (1286)، والنسائي 7/ 254، وابن ماجة (2242 - 2243) ,والحاكم 2/ 14 - 15 وصححه ووافقه الذهبي. وحسنه الألباني في صحيح أبي داود (2996)(2/221)
4729 - عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ رفعه: ((عُهْدَةُ الرَّقِيقِ ثَلاثَةُ أَيَّامٍ، إِنْ وَجَدَ دَاءً فِي الثَّلاثِ لَيَالٍ رُدَّ بِغَيْرِ بَيِّنَةٍ، وَإِنْ وَجَدَ دَاءً بَعْدَ الثَّلاثِ كُلِّفَ الْبَيِّنَةَ أَنَّهُ اشْتَرَاهُ وَبِهِ هَذَا الدَّاءُ)). لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (3506)،وابن ماجة (2254).قال البيهقي 5/ 323: مدار الحديث على الحسن عن عقبة بن عامر وهو مرسل، قال علي بن المديني: لم يسمع الحسن من عقبة بن عامر. وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (755).(2/221)
4730 - أبو هريرة رفعه: ((إنَّ الشرودَ يردُّ)) يعني: البعير الشرود. للموصلي بلين (1).
_________
(1) أبو يعلى 10/ 519 (6135). وذكره الهيثمي 4/ 80، وقال: عبد السلام ابن عجلان، قال أبو حاتم: يكتب حديثه، وتوقف غيره في الاحتجاج به، كما ذكره الذهبي. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3434).(2/221)
4731 - ابنُ عُمَرَ: بَاعَ غُلامًا بِثَمَانمِائَةِ دِرْهَمٍ على الْبَرَاءَةِ، فَقَالَ المبتاع: بِالْغُلامِ دَاءٌ لَمْ تُسَمِّهِ لِي فَاخْتَصَمَا إِلَى عُثْمَانَ، فقضى على ابنِ عُمَرَ أَنْ يَحْلِفَ لَقَدْ بَاعَهُ الْعَبْدَ وَمَا بِهِ دَاءٌ يَعْلَمُهُ، فَأَبَى أَنْ يَحْلِفَ وَارْتَجَعَ الْعَبْدَ، فَصَحَّ عِنْدَهُ، فَبَاعَهُ بَعْدَ ذَلِكَ بِأَلْفٍ وَخَمْسمِائَةِ دِرْهَمٍ. لمالك (1).
_________
(1) مالك 2/ 477 - 478.(2/221)
4732 - وعنه رفعه: ((مَنِ ابْتَاعَ نَخْلاً قد أُبِّرت فَثَمَرَتُهَا لِلْبَائِعِ، إِلاَّ أَنْ يَشْتَرِطَ الْمُبْتَاعُ، وَمَنِ ابْتَاعَ عَبْدًا فَمَالُهُ لِلَّذِي بَاعَهُ، إِلاَّ أَنْ يَشْتَرِطَ الْمُبْتَاعُ)). للستة (1).
_________
(1) البخاري (2379)، ومسلم (1543).(2/221)
4733 - جابرُ رفعه: ((إن بِعْتَ مِنْ أَخِيكَ ثَمَرًا فَأَصَابَتْهُ جَائِحَةٌ، فَلا يَحِلُّ لَكَ أَنْ تَأْخُذَ مِنْهُ شَيْئًا، بِمَ تَأْخُذُ مَالَ أَخِيكَ بِغَيْرِ حَقٍّ؟)) (1).
_________
(1) مسلم (1554) ,وأبو داود (3470)،والنسائي 7/ 264 - 265، وابن ماجة (2219).(2/221)
4734 - وفي روايةٍ: أنه - صلى الله عليه وسلم - نَهَى عَنْ بَيْعِ السِّنِينَ، وَوَضَعَ الْجَوَائِحَ. لمسلمٍ وأبي داودَ والنسائيِّ (1).
_________
(1) مسلم (1536) نحوه، وأبو داود (3374) بتمامه، والنسائي 7/ 294، وابن ماجة (2218).(2/222)
4735 - أبو هريرة رفعه: ((إِذَا طَلَعَ النَّجْمُ صَبَاحًا رُفِعَتِ الْعَاهَةُ)). لأحمد (1).
_________
(1) أحمد 2/ 341.(2/222)
4736 - وفي رواية: ((مَا طَلَعَ النَّجْمُ صَبَاحًا قَطُّ وَتَقُومُ عَاهَةٌ إِلاَّ رُفِعَتْ أَوْ خَفَّتْ)). لأحمد، والبزار (1).
_________
(1) أحمد 2/ 388، والبزار كما في «كشف الأستار» (1292).(2/222)
4737 - وللصغير بلفظ: ((إذا ارتفعَ النجمُ رفعتِ العاهةُ عن كلِ بلدٍ)) (1).
_________
(1) الطبراني في «الصغير» 1/ 81 (104)، وقال: لم يرو عن داود الطائي إلا مصعب. وقال الهيثمي 4/ 103 معلقًا على هذه الأحاديث الثلاثة السابقة: فيه عسل بن سفيان وثقه ابن حبان وقال: يخطئ ويخالف، وضعفه جماعة وبقية رجاله رجال الصحيح. وضعفه الألباني في الضعيفة (397).(2/222)
الشفعة والسلم والاحتكار والتسعير(2/222)
4738 - جَابِرُ: قَضَى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بِالشُّفْعَةِ فِي كُلِّ مَا لَمْ يُقْسَمْ، وإِذَا وَقَعَتِ الْحُدُودُ وَصُرِّفَتِ الطُّرُقُ فَلا شُفْعَةَ (1).
_________
(1) البخاري (2213)، ومسلم (1608).(2/222)
4739 - وفي روايةٍ: قَضَى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بِالشُّفْعَةِ فِي كُلِّ شِرْكَةٍ لَمْ تُقْسَمْ، رَبْعَةٍ أَوْ حَائِطٍ، لا يَحِلُّ لَهُ أَنْ يَبِيعَ حَتَّى (يُؤْذِنَ) (1) شَرِيكَهُ، فَإِنْ شَاءَ أَخَذَ، وَإِنْ شَاءَ تَرَكَ، وإن بَاعَ وَلَمْ يُؤْذِنْهُ فَهُوَ أَحَقُّ بِهِ (2).
_________
(1) في (ب): يؤذن له.
(2) مسلم (1608)، وأبو داود (3513).(2/222)
4740 - وفي أخرى: ((الْجَارُ أَحَقُّ بِشُفْعَةِ جَارِهِ يُنْتَظَرُ بِهَا وَإِنْ كَانَ غَائِبًا إِذَا كَانَ طَرِيقُهُمَا وَاحِد)). للستة إلا مالكًا (1).
_________
(1) أبو داود (3518)، والترمذي (1369)، وابن ماجة (2494)، وأحمد 3/ 303.وقال الشافعي في «اختلاف الحديث» كما في «حاشية الأم» 4/ 6: نخاف ألا يكون محفوظًا.
وقال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب، وقال أحمد: هذا حديث منكر. «العلل ومعرفة الرجال» 2/ 281. وقال الذهبي في «مهذبه» 5/ 2236: يمكن الجمع بأن هذا محمول على الأولوية فإن الجار له حقوق. وقال الألباني في «إرواء الغليل» (1540): صحيح.(2/222)
4741 - سَمُرَةُ رفعه: ((جَارُ الدَّارِ أَحَقُّ بِدَارِ الْجَارِ والأَرْضِ)). لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (3517)، والترمذي (1368)، وقال: حسن صحيح. وصححه الألباني في صحيح أبي داود (3003)(2/223)
4742 - عثمانُ: إِذَا وَقَعَتِ الْحُدُودُ فِي الأَرْضِ فَلا شُفْعَةَ فِيهَا، وَلا شُفْعَةَ فِي بِئْرٍ وَلا فَحْلِ النَّخْلِ. لمالك (1).
_________
(1) مالك 2/ 551.(2/223)
4743 - جابرُ رفعه: ((الصبيُ على شفعته حتى يُدرِكَ، فإذا أدركَ إن شاءَ أخذَ، وإن شاءَ ترك)). ((للأوسط)) والصغير بضعف (1).
_________
(1) الطبراني في «الأوسط» 6/ 185 (6140) وقال: تفرد به عبد الله بن رشيد. وفي «الصغير» 2/ 94 (844). وقال الهيثمي 4/ 159: وفيه عبد الله بن بزيع وهو ضعيف. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3540).(2/223)
4744 - أنس رفعه: ((لا شفعة لنصراني)). للصغير بلين (1).
_________
(1) الطبراني في «الصغير» 1/ 343 (569) وقال البيهقي: لم يروه عن سفيان إلا نائل، تفرد به محمد بن سنان. وقال أبو أحمد: أحاديث نائل مظلمة جدًّا خاصة إذا روى عنه الثوري اهـ. «سنن البيهقي» 6/ 108. وقال الهيثمي 4/ 159:نائل بن نجيح وثقه أبو حاتم وضعفه غيره.(2/223)
4745 - ابْنُ عَبَّاسٍ: قَدِمَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - الْمَدِينَةَ وَهُمْ يُسْلِفُونَ فِي التمر العام والعامين، فَقَالَ لهم: ((مَنْ أَسْلَفَ في تَمْرٍ ففي كَيْلٍ مَعْلُومٍ، أو وَزْنٍ مَعْلُومٍ إِلَى أَجَلٍ مَعْلُومٍ)). للستةِ إلا مالكًا (1).
_________
(1) البخاري (2239)، ومسلم (1604).(2/223)
4746 - أبو سعيد رفعه: ((مَنْ أَسْلَفَ فِي شَيْءٍ فَلا يَصْرِفْهُ إِلَى غَيْرِهِ)) (1).
_________
(1) أبو داود (3468)، وقال الترمذي في «العلل الكبير» 1/ 525: لا أعرف هذا الحديث مرفوعًا إلا من هذا الوجه وهو حديث حسن. وقال البيهقي 6/ 30: والاعتماد على حديث النهي عن بيع الطعام قبل أن يستوفى فإن عطية العوفي لا يحتج به. وحسنه السيوطي كما في «فيض القدير» 6/ 80. وضعفه الألباني في «إرواء الغليل» (1375).(2/223)
4747 - ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَجُلاً أَسْلَفَ فِي نَخْلٍ، فَلَمْ يُخْرِجْ تِلْكَ السَّنَةَ شَيْئًا، فَاخْتَصَمَا إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: ((بِمَ تَسْتَحِلُّ مَالَهُ؟ ارْدُدْ عَلَيْهِ مَالَهُ)) ثُمَّ قَالَ: ((لا تُسْلِفُوا فِي النَّخْلِ حَتَّى يَبْدُوَ صَلاحُهُ)). هما لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (3467). وقال عبد الحق في «الأحكام الوسطى» 3/ 277: هذا منقطع الإسناد. وقال الزيلعي في «نصب الراية» 4/ 49: قال المنذري: في إسناده رجل مجهول. وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (750).(2/223)
4748 - سمرةُ: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كانَ ينهى ربَّ النخلِ أن يتدينَ على ثمرةِ نخلهِ حتى يؤكلَ من ثمرها؛ مخافة أن يتدين بدين كثير فتفسد الثمرة، فلا توفي عنه، وكانَ ينهى ربَّ الزرع أن يتدين في زرعه حتى يبلغ الحصد، وكان ينهى ربَّ الذَّهبِ إذا (باعها) (1)
[ص:224] بطعام أن يبيع الطعام بالذهب حتى يكتال الطعام فيقبضه، مخافة الربا. للكبير, والبزار بلين (2).
_________
(1) في (ب): باعه.
(2) البزار كما في «كشف الأستار» (1290)، والطبراني 7/ 260 (7056). وقال الهيثمي 4/ 102: فيه مروان بن جعفر وثقه ابن أبي حاتم، وقال الأزدي: يتكلمون فيه.(2/223)
4749 - مالك: بلغني أَنَّ عُمَرَ سئل فِي رَجُلٍ أَسْلَفَ طَعَامًا عَلَى أَنْ يُعْطِيَهُ إِيَّاهُ فِي بَلَدٍ آخَرَ، فَكَرِهَ ذَلِكَ عُمَرُ، وَقَالَ: فَأَيْنَ كراء الجمل (1)؟
_________
(1) مالك 2/ 525.(2/224)
4750 - وعنه: بَلَغَهُ أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ كَانَ يَقُولُ: مَنْ أَسْلَفَ سَلَفًا فَلا يَشْتَرِطْ أَفْضَلَ مِنْهُ وَإِنْ قَبْضَةً مِنْ عَلَفٍ فَهُوَ رِبًا.(2/224)
4751 - ابْنُ الْمُسَيَّبِ: أَنَّ معمرَ بنَ أبي (معمر) (1)، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: مَنِ احْتَكَرَ طعاما فَهُوَ خَاطِئٌ. قِيلَ لِسَعِيدٍ: فَإِنَّكَ تَحْتَكِرُ. قَالَ: إِنَّ مَعْمَرًا الَّذِي كَانَ يُحَدِّثُ بهَذَا الْحَدِيثَ كَانَ يَحْتَكِرُ. لمسلم ,وأبي داود ,والترمذي (2).
_________
(1) في الأصل: المعتمر، والمثبت من كتب التخريج.
(2) مسلم (1605)، وأبو داود (3447).(2/224)
4752 - ابنُ عمر رفعه: مَنِ احْتَكَرَ طَعَامًا أَرْبَعِينَ يومًا يريدُ الغلاءَ فَقَدْ بَرِئَ مِنَ اللهِ وَبَرِئَ اللهُ مِنْهُ (1).
_________
(1) أحمد 2/ 33 وقال ابن أبي حاتم في «علله» 1/ 392 (1174): سألت أبي فذكر الحديث، وقال: قال أبي: هذا حديث منكر. وقال الهيثمي 4/ 100: وفيه أبو بشر الأملوكي ضعفه ابن معين ,وقال ابن حجر في «تلخيص الحبير» 3/ 13 - 14: وفي إسناده أصبغ بن زيد اختلف فيه، وكثير بن مرة جهله ابن حزم، وعرفه غيره، وقد وثقه ابن سعد وروى عنه جماعة، واحتج به النسائي، ووهم ابن الجوزي فأخرج هذا الحديث في «الموضوعات».(2/224)
4753 - معاذٌ رفعه: بئسَ العبدُ المحتكرُ، إِنْ أرْخصَ اللهُ الأسعارَ حَزِنَ وإنْ أغْلاها فَرِحَ (1).
_________
(1) الطبراني 20/ 95 (176)، وفي «مسند الشاميين» 1/ 232 (412). وقال الهيثمي 4/ 101: فيه سليمان بن سلمة الجنائزي وهو متروك. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2351).(2/224)
4754 - أبو أمامة رفعه: أهلُ المدائن هم الجلساء في سبيل الله، تحتكروا عليهم الأقوات ,ولا تغلوا عليهم الأسعار فإن من احتكر عليهم طعاماً أربعين يوماً ,ثم تصدق به لم يكن له كفارة (1).
_________
(1) الطبراني 8/ 98 (7487). وقال الهيثمي 4/ 81: فيه حماد بن عبد الرحمن، وهو منكر الحديث مجهول. وقال الألباني في الضعيفة (859): موضوع.(2/224)
4755 - أبو هريرة ,ومعقل بن يسار رفعاه: يُحشر الحاكرون وقتلة الأنفس في درجة، ومَنْ دخل في شيء من سعر المسلمين يُغليه عليهم كان حقاً على الله أنْ يعذبَه في معظم النار يوم القيامة.
[ص:225][أربعتها لرزين ووافقه بضعف على الأول أحمد ,والموصلى ,والبزار ,والأوسط] (1).
وزاد في آخره: وأيُّما أهلُ عرصةٍ أصبحَ فيهم امرؤٌ جائعٌ فقد برئت منهم ذمة الله. [ووافقه الكبير على الثانى وفيه سليمان بن سلمة متروك].
_________
(1) أورده المنذري في «الترغيب والترهيب» 2/ 364 وأعله بنكارته، وروى شطره الثاني الطبراني 20/ 210 (480)، بلفظ: ((من دخل في سعر من أسعار المؤمنين. . .)) عن معقل بن يسار. وقال الألباني في ضعيف الترغيب والترهيب (1105): منكر.(2/224)
4756 - عُمَرُ رفعه: الْجَالِبُ مَرْزُوقٌ وَالْمُحْتَكِرُ مَلْعُونٌ. للقزويني، بضعف (1).
_________
(1) ابن ماجة (2153)، وقال البيهقي 6/ 30: تفرد به علي بن سالم، عن علي بن زيد قال البخاري: لا يتابع في حديثه. وقال ابن حجر في «الفتح» 4/ 348: إسناده ضعيف. وضعفه الألباني في ضعيف ابن ماجة (471).(2/225)
4757 - وعنه رفعه: مَنِ احْتَكَرَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ طَعَامًا ضَرَبَهُ الله بِالْجُذَامِ وَالإفْلاسِ. للقزويني (1).
_________
(1) ابن ماجة (2155)،وقال ابن الجوزي في «العلل المتناهية» 2/ 116 - 117: أبو يحيى مجهول، ورمز له السيوطي بالضعف كما في «فيض القدير» 6/ 46. وضعفه الألباني في ضعيف ابن ماجة (472).(2/225)
4758 - ابْنُ الْمُسَيِّبِ: أَنَّ عُمَرَ مَرَّ بِحَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ ,وَهُوَ يَبِيعُ زَبِيبًا بِالسُّوقِ ,فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: إِمَّا أَنْ تَزِيدَ فِي السِّعْرِ، وَإِمَّا أَنْ تُرْفَعَ مِنْ سُوقِنَا. لمالك (1).
_________
(1) مالك 2/ 505. وقال ابن حزم في «المحلى» 9/ 40: إنه لا يصح عن عمر لأن ابن المسيب لم يسمع من عمر إلا نعيه النعمان بن مقرن فقط.(2/225)
4759 - أبو هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَجُلاً جَاءَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ سَعِّرْ, فَقَالَ: بَلْ أَدْعُو، ثُمَّ جَاءَهُ آخر فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله سَعِّرْ ,فَقَالَ: بَلِ اللهُ يَخْفِضُ وَيَرْفَعُ وَإِنِّي لَأَرْجُو أَنْ أَلْقَى اللهَ وَلَيْسَ لأَحَدٍ عِنْدِي مَظْلَمَةٌ. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (3450)، وقال ابن حجر في «تلخيص الحبير» 3/ 14: إسناده حسن. وصححه الألباني في صحيح أبي داود (2944).(2/225)
4760 - وله وللترمذي عَنْ أَنَسٍ: قَالَوا: يا رسول الله غلا السعر، فسعر لَنَا ,فَقَالَ: إِنَّ الله هُوَ الْمُسَعِّرُ الْقَابِضُ الْبَاسِطُ الرَّزَّاقُ، وَإِنِّي لَأَرْجُو أَنْ أَلْقَى الله، وَلَيْسَ أَحَدٌ مِنْكُمْ يطالبني بِمَظْلِمَةٍ فِي دَمٍ وَلا مَالٍ (1).
_________
(1) أبو داود (3451)، والترمذي (1314) وقال: حسن صحيح. وقال ابن حجر في «تلخيص الحبير» 3/ 14: إسناده على شرط مسلم، وقد صححه ابن حبان والترمذي. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (1059).(2/225)
الدين وآداب الوفاء والتفليس وما يقرب منها(2/225)
4761 - أبو موسى رفعه: إِنَّ أَعْظَمَ الذُّنُوبِ عِنْدَ الله أَنْ يَلْقَاهُ بِه عَبْدٌ بَعْدَ الْكَبَائِرِ الَّتِي نَهَى الله عَنْهَا أَنْ يَمُوتَ رَجُلٌ وَعَلَيْهِ دَيْنٌ لا يَدَعُ لَهُ قَضَاءً. لأبي داود (1).
_________
(1) أحمد 4/ 392،وأبو داود (3342). وضعفه الألباني في «ضعيف أبي داود» (725).(2/225)
4762 - ابْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رفعه: يُغْفَرُ لِلشَّهِيدِ كُلُّ ذَنْبٍ إِلاَّ الدَّيْنَ. لمسلم (1).
_________
(1) مسلم (1886).(2/226)
4763 - صُهَيْبُ رفعه: أَيُّمَا رَجُلٍ تَدَيَّنُ دَيْنًا وَهُوَ مُجْمِعٌ أَنْ لا يُوَفِّيَهُ إِيَّاهُ لَقِيَ اللهَ سَارِقًا. للقزويني (بلين) (1) (2).
_________
(1) من (ب).
(2) ابن ماجة (2410)، وقال البوصيري في «زوائده» ص327 (800 - 801): وله شاهد في الصحيحين وغيرهما من حديث أبي هريرة، وإسناد حديث صهيب فيه مقال. وقال الألباني في صحيح ابن ماجة (1954): حسن صحيح.(2/226)
4764 - سَمُرَةَ: خَطَبَنَا النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يومًا فَقَالَ: هَاهُنَا أَحَدٌ مِنْ بَنِي فُلانٍ فَلَمْ يُجِبْهُ أَحَدٌ، ثُمَّ قَالَ: هَاهُنَا أَحَدٌ مِنْ بَنِي فُلانٍ ,ففي الثالثة قَامَ رَجُلٌ ,فَقَالَ: أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ ,فَقَالَ: مَا مَنَعَكَ أَنْ تُجِيبَنِي فِي الْمَرَّتَيْنِ الأُولَيَيْنِ؟ إِنِّي لَمْ أُنَوِّهْ بِكُمْ إِلاَّ خَيْرًا إِنَّ صَاحِبَكُمْ يريد رجلا منهم مات مَأْسُورٌ بِدَيْنِهِ فَلَقَدْ رَأَيْتُهُ أَدَّى عَنْهُ حَتَّى مَا يطلبه أحد بشيء. للنسائي وأبي داود بلفظه (1).
_________
(1) أبو داود (3341)، والنسائي 7/ 315،وحسنه الألباني في «صحيح أبي داود» (2858).(2/226)
4765 - أبو هريرة رفعه: مَنْ أَخَذَ أَمْوَالَ النَّاسِ يُرِيدُ أَدَاءَهَا أَدَّى الله عَنْهُ وَمَنْ أَخَذَ أموال الناس يُرِيدُ إِتْلافَهَا أَتْلَفَهُ الله. للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (2387).(2/226)
4766 - عِمْرَانُ بْنُ حُذَيْفَةَ: كَانَتْ مَيْمُونَةُ تَدَّانُ وَتُكْثِرُ ,فَقَالَ لَهَا أَهْلُهَا فِي ذَلِكَ ,وَلامُوهَا ,وَوَجَدُوا عَلَيْهَا، فَقَالَتْ: لا أَتْرُكُ الديونَ ,وَقَدْ سَمِعْتُ خَلِيلِي، وَصَفِيِّي - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: مَا مِنْ أَحَدٍ يَدَّانُ دَيْنًا، فَيعَلِمَ الله أَنَّهُ يُرِيدُ قَضَاءَهُ إِلاَّ أَدَّاهُ الله عَنْهُ فِي الدُّنْيَا. للنسائي (1).
_________
(1) النسائي 7/ 315،وابن ماجة (2408). وصححه الألباني دون زيادة: في الدنيا. انظر: «صحيح النسائي» (4369).(2/226)
4767 - عَبْدُ الله بْنُ جَعْفَرٍ رفعه: إِنَّ اللهَ مَعَ الدَّائِنِ حَتَّى يَقْضِيَ الله دَيْنَهُ مَا لَمْ يَكُنْ فِيمَا يَكْرَهُ اللهُ (تعالى) (1)، قَالَ فَكَانَ عَبْدُ الله يَقُولُ لِخَازِنِهِ اذْهَبْ فَخُذْ لِي بِدَيْنٍ فَإِنِّي أَكْرَهُ أَنْ أَبِيتَ لَيْلَةً إِلاَّ وَالله مَعِي بَعْدَ الَّذِي سَمِعْته مِنْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -. للقزويني (2).
_________
(1) من (ب).
(2) ابن ماجة (2409)،والدارمي (2595). وقال ابن حجر في «الفتح» 5/ 54: رواه ابن ماجة بسند حسن، وصححه الحاكم. وصححه الألباني في صحيح ابن ماجة (1953).(2/226)
4768 - أبو هريرة رفعه: مَطْلُ الْغَنِيِّ ظُلْمٌ ,وإِذَا
[ص:227] أُتْبِعَ أَحَدُكُمْ عَلَى مَلِيٍّ، فَلْيَتْبَعْ. للستة (1).
_________
(1) البخاري (2287)، ومسلم (1564).(2/226)
4769 - علي رفعه: إنَّ اللهَ يبغضُ الغنيَ الظلومَ، والشيخَ الجهولَ، والعائلَ المختالَ. للبزار والأوسط بلين (1).
_________
(1) البزار كما في «كشف الأستار» (1300) ,وقال: لا نحفظه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا من هذا الوجه. وقال الهيثمي 8/ 75: وفيه الحارث وهو ضعيف وقد وثق. وقال الألباني في ضعيف الجامع (1690): ضعيف جدا.(2/227)
4770 - الشَّرِيدُ رفعه: لَيُّ الْوَاجِدِ يُحِلُّ عِرْضَهُ ,وَعُقُوبَتَهُ. قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: يُحِلُّ عِرْضُهُ يُغَلَّظُ لَهُ ,وَعُقُوبَتَهُ يُحْبَسُ. لأبي داود، والنسائي، والبخاري في ترجمة (1).
_________
(1) البخاري معلقًا قبل الرواية (2401)، ووصله أبو داود (3628)، والنسائي 7/ 316 - 317. وحسنه الألباني في صحيح أبي داود (3086).(2/227)
4771 - عَائِشَةُ: سَمِعَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - صَوْتَ خُصُومٍ بِالْبَابِ عَالِيَةٍ أَصْوَاتُهُم وَإِذَا أَحَدُهُمَا يَسْتَوْضِعُ الآخَرَ وَيَسْتَرْفِقُهُ فِي شَيْءٍ فقُولُ: وَالله لا أَفْعَلُ فَخَرَجَ عَلَيْهِمَا ,فَقَالَ: أَيُّكم الْمُتَأَلِّي عَلَى الله لا يَفْعَلُ بالْمَعْرُوفَ، فَقَالَ: أَنَا يَا رَسُولَ الله، فلَهُ أَيُّ ذَلِكَ أَحَبَّ. للشيخين (1).
_________
(1) البخاري (2705)، ومسلم (1557).(2/227)
4772 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: إِنَّ رَجُلاً لَمْ يَعْمَلْ خَيْرًا قَطُّ ,وَكَانَ يُدَايِنُ النَّاسَ فَيَقُولُ لِرَسُولِهِ: خُذْ مَا تَيَسَّرَ، وَتَجَاوَزْ لَعَلَّ الله يَتَجَاوَزَ عَنَّا، فَلَمَّا هَلَكَ قَالَ الله لَهُ: هَلْ عَمِلْتَ خَيْرًا قَطُّ قَالَ: لا, إِلاَّ أَنَّهُ كَانَ لِي غُلامٌ، وَكُنْتُ أُدَايِنُ النَّاسَ ,وإِذَا بَعَثْتُهُ يَتَقَاضَى ,قُلْتُ لَهُ: خُذْ مَا تَيَسَّرَ، وَاتْرُكْ مَا عَسُرَ، وَتَجَاوَزْ لَعَلَّ الله يَتَجَاوَزُ عَنَّا ,قَالَ الله تَعَالَى: قَدْ تَجَاوَزْتُ عَنْكَ. للبخاري، والنسائي (1).
_________
(1) البخاري (2078)، والنسائي (7/ 318).(2/227)
4773 - وعنه رفعه: مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا أَوْ وَضَعَ لَهُ أَظَلَّهُ الله يَوْمَ الْقِيَامَةِ تَحْتَ ظِلِّ عَرْشِهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إِلاَّ ظِلُّهُ. للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (1306). وقال: حسن صحيح غريب من هذا الوجه، وابن ماجة (2417). وصححه الألباني في صحيح الترمذي (1052).(2/227)
4774 - أبو قَتَادَةَ: أَنَّ أَبَا قَتَادَةَ طَلَبَ غَرِيمًا لَهُ فَتَوَارَى عَنْهُ، ثُمَّ وَجَدَهُ، فَقَالَ: إِنِّي مُعْسِرٌ، فَقَالَ: آللهِ. قَالَ: آللهِ. قَالَ: فَإِنِّي سَمِعْتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُنْجِيَهُ الله مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلْيُنَفِّسْ عَنْ مُعْسِرٍ أَوْ يَضَعْ عَنْهُ. لمسلم (1).
_________
(1) مسلم (1563).(2/228)
4775 - عُبَادَةُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ: خَرَجْتُ أَنَا وَأَبِي لطْلُبُ الْعِلْمَ فِي هَذَا الْحَيِّ مِنَ الأَنْصَارِ، فَكَانَ أَوَّلُ مَنْ لَقِينَا أَبَا الْيَسَرِ صَاحِبَ النبي - صلى الله عليه وسلم - وَمَعَهُ غُلامٌ على كل منهما بُرْدَةٌ، وَمَعَافِرِيَّ فَقَالَ لَهُ أَبِي: يَا عَمي إِنِّي أَرَى فِي وَجْهِكَ سَفْعَةً مِنْ غَضَبٍ، فقَالَ: أَجَلْ كَانَ لِي عَلَى فُلانٍ مَالٌ، فَأَتَيْتُ أَهْلَهُ، فَقُلْتُ: أثَمَّ هُوَ، فقَالُوا: لا، فَخَرَجَ ابْنٌ لَهُ جَفْرٌ، فَقُلْتُ لَهُ: أَيْنَ أَبُوكَ؟ قال: سَمِعَ صَوْتَكَ، فَدَخَلَ أَرِيكَةَ أُمِّي، فَقُلْتُ له: اخْرُجْ فَقَدْ عَلِمْتُ موضعك ,فَخَرَجَ ,فَقُلْتُ له: مَا حَمَلَكَ عَلَى أَنِ اخْتَبَأْتَ مِنِّي؟ قَالَ: وَالله أُحَدِّثُكَ ولا أَكْذِبُكَ خَشِيتُ أَنْ أُحَدِّثَكَ ,فَأَكْذِبَكَ ,وأَوعِدَكَ ,فَأُخْلِفَكَ ,وَكُنْتَ ,وقد صحبت النبي - صلى الله عليه وسلم - وَكُنْتُ ,وَالله مُعْسِرًا ,فقُلْتُ: الله إنك معسر ,قَالَ: الله ,فأعطيته صحيفته، فَمَحَاهَا بِيَدِهِ وقَلت: إِنْ وَجَدْتَ قَضَاءً فَاقْضِنِي وَإِلاَّ أَنْتَ فِي حِلٍّ ثم قال: وأَشْهَدُ بَصَرُ عَيْنَيَّ هَاتَيْنِ وَوَضَعَ إِصْبَعَيْهِ عَلَى عَيْنَيْهِ وَسَمْعُ أُذُنَيَّ هَاتَيْنِ وَوَعَاهُ قَلْبِي هَذَا وَأَشَارَ إِلَى نيَاطِ قَلْبِهِ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ يَقُولُ: مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا أَوْ وَضَعَ عَنْهُ أَظَلَّهُ الله فِي ظِلِّهِ فقال عبادة: فَقُلْتُ: أي عَمِّ لَوْ أَنَّكَ أَخَذْتَ بُرْدَةَ غُلامِكَ وَأَعْطَيْتَهُ مَعَافِرِيَّكَ كَانَتْ عَلَيْكَ حُلَّةٌ وَعَلَيْهِ حُلَّةٌ فَمَسَحَ رَأْسِي وَقَالَ: اللهمَّ بَارِكْ فِيهِ يَا ابْنَ أَخِي بَصَرُ عَيْنَيَّ هَاتَيْنِ وَسَمْعُ أُذُنَيَّ هَاتَيْنِ وَوَعَاهُ قَلْبِي هَذَا رَسُولَ الله - صلى
الله عليه وسلم - يَقُولُ: أَطْعِمُوهُمْ مِمَّا تَأْكُلُونَ وَأَلْبِسُوهُمْ مِمَّا تَلْبَسُونَ فكَانَ أَنْ أَعْطَيْه مِنْ مَتَاعِ الدُّنْيَا أَهْوَنَ عَلَيَّ مِنْ أَنْ يَأْخُذَ مِنْ حَسَنَاتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ. لمسلم مطولاً (1).
_________
(1) مسلم (3006).(2/228)
4776 - كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ: أَنَّهُ تَقَاضَى ابْنَ أَبِي حَدْرَدٍ دَيْنًا فِي الْمَسْجِدِ فَارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُمَا حَتَّى سَمِعَهَا النبي - صلى الله عليه وسلم - فَخَرَجَ إِلَيْهِمَا حَتَّى كَشَفَ سِجْفَ حُجْرَتِهِ فَنَادَى يَا كَعْبُ قلت: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ الله فَأَشَارَ بِيَدِهِ أَنْ ضَعِ الشَّطْرَ من دينك قلت: قَدْ فَعَلْتُ يَا رَسُولَ الله قُمْ فَاقْضِهِ. للشيخين وأبي داود والنسائي (1).
_________
(1) البخاري (457)، ومسلم (1558).(2/229)
4777 - أبو هريرة: كَانَ لِرَجُلٍ عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - سِنٌّ مِنَ الإبِلِ فَجَاءَهُ يَتَقَاضَاهُ فَقَالَ: أَعْطُوهُ فَطَلَبُوا سِنَّهُ، فَلَمْ يَجِدُوا إِلاَّ سِنًّا فَوْقَهَا ,فَقَالَ: أَعْطُوهُ ,فَقَالَ: أَوْفَيْتَنِي وفاك الله فقال - صلى الله عليه وسلم -:إِنَّ خِيرَكُمْ أَحْسَنُكُمْ قَضَاءً (1).
_________
(1) البخاري (2305)، ومسلم (1601) 122.(2/229)
4778 - وفي رواية: أنه أغلظ للنبي - صلى الله عليه وسلم - حين استقضاه، وقالوا: لا نجد له سنه حتى هم به بعض أصحابه، فقال: دعوه، فإن لصاحب الحق مقالاً، ثم أمر له بأفضل من سنه، فقال: وفيتني وفاك الله. للشيخين والترمذي والنسائي (1).
_________
(1) البخاري (2306)، ومسلم (1601) 120.(2/229)
4779 - وللقزويني: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ بنحوه بلفظ إِنَّ صَاحِبَ الدَّيْنِ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى صَاحِبِهِ حَتَّى يَقْضِيَهُ (1).
_________
(1) ابن ماجة (2425). وقال البوصيري في «زوائده» ص328 (806): هذا إسناد فيه حنش واسمه حسين بن قيس أبو علي الرحبي، ضعفه أحمد، وابن معين، وأبو حاتم، وأبو زرعة، والبخاري، والنسائي، والعقيلي، وابن عدي، والجوزجاني، والبزار، والدارقطني، وغيرهم. وضعفه الألباني في ضعيف ابن ماجة (525).(2/229)
4780 - ابْنُ عُمَرَ وَعَائِشَةُ رفعاه: مَنْ طَلَبَ حَقًّا فَلْيَطْلُبْهُ فِي عَفَافٍ وَافٍ أَوْ غَيْرِ وَافٍ. للقزويني (1).
_________
(1) ابن ماجة (2421). قال البوصيري في «زوائده» ص328 (804): هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات على شرط البخاري. وكذا صححه ابن حبان في «صحيحه» 11/ 474 (5080). وصححه الألباني في صحيح ابن ماجة (1965).(2/229)
4781 - عَبْدُ الله بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ: اسْتَقْرَضَ مِنِّي النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - أَرْبَعِينَ أَلْفًا فَجَاءَهُ
[ص:230] مَالٌ فَدَفَعَهُ إِلَيَّ ,وَقَالَ: بَارَكَ الله فِي أَهْلِكَ وَمَالِكَ إِنَّمَا جَزَاءُ السَّلَفِ الْحَمْدُ وَالأَدَاءُ (1).
_________
(1) النسائي 7/ 314،وابن ماجة (2424) وصححه الألباني في «صحيح الجامع» (2353).(2/229)
4782 - مُحَمَّدُ بْنُ جَحْشٍ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ ,ثُمَّ وَضَعَ رَاحَتَهُ عَلَى جَبْهَتِهِ ,ثُمَّ قَالَ: سُبْحَانَ الله مَاذَا نُزِّلَ مِنَ التَّشْدِيدِ فَسَكَتْنَا وَفَزِعْنَا فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ سَأَلْتُهُ: يَا رَسُولَ الله مَا هَذَا التَّشْدِيدُ الَّذِي نُزِّلَ؟ فَقَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ رَجُلاً قُتِلَ فِي سَبِيلِ الله ,ثُمَّ أُحْيِيَ ,ثُمَّ قُتِلَ ,ثُمَّ أُحْيِيَ ,ثُمَّ قُتِلَ ,وَعَلَيْهِ دَيْنٌ مَا دَخَلَ الْجَنَّةَ. هما النسائي (1).
_________
(1) النسائي 7/ 314، وحسنه الألباني في «صحيح الجامع» (3600).(2/230)
4783 - جَابِرُ: كَانَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يُصَلِّي عَلَى رَجُلٍ مات وعَلَيْهِ دَيْنٌ ,فَأُتِيَ بِمَيْتٍ ,فقال: أَعَلَيْهِ دَيْنٌ؟ قَالُوا: نَعَمْ دِينَارَانِ ,قَالَ: صَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُمْ، فقَالَ أَبُو قَتَادَةَ: هُمَا عَلَيَّ يَا رَسُولَ الله فَصَلَّى عَلَيْهِ فَلَمَّا فَتَحَ الله عَلَى رَسُولِهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: أَنَا أَوْلَى بِكُلِّ مُؤْمِنٍ مِنْ نَفْسِهِ فمَنْ تَرَكَ دَيْنًا فَعَلَيَّ قضاءه ,وَمَنْ تَرَكَ مَالاً ,فَلِوَرَثَتِهِ. لأبي داود ,والنسائي (1).
_________
(1) أبو داود (3343)، والنسائي 4/ 65 - 66. وصححه الألباني في صحيح النسائي (1853).(2/230)
4784 - ولأحمد ,والبزار نحوه وزاد: ثم قال النبى - صلى الله عليه وسلم - لأبى قتادة، بَعْدَ ذَلِكَ بِيَوْمٍ: مَا فَعَلَ الدِّينَارَانِ؟ قَالَ: إِنَّمَا مَاتَ أَمْسِ فَعَادَ إِلَيْهِ مِنَ الْغَدِ فَقَالَ: قَدْ قَضَيْتُهُمَا فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: الآنَ بَرَدَتْ عَلَيْهِ جِلْدُهُ (1).
_________
(1) أحمد 3/ 33، والبزار كما في «كشف الأستار» (1333). وقال الهيثمي 4/ 127: إسناده حسن. وحسنه الألباني في صحيح الجامع (2753).(2/230)
4785 - ابن مسعود رفعه: مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُقْرِضُ مُسْلِمًا قَرْضًا مَرَّتَيْنِ إِلاَّ كَانَ كَصَدَقَتِهَا مَرَّةً. للقزويني، مطولا (1).
_________
(1) ابن ماجة (2430)، وقال البوصيري في «زوائده» ص329 (808): هذا إسناد ضعيف؛ قيس بن رومي مجهول، وسليمان بن بشير، ويقال: قشير، ويقال: تشتير، ويقال: ابن سليمان بن بشير، وكلهم واحد، وهو متفق على تضعيفه. وصحح ابن حبان المرفوع منه في «صحيحه» 11/ 418 (5040). وصححه الألباني في صحيح الجامع (5769).(2/230)
4786 - أبو أمامة رفعه: دخل رجل الجنة فرأى على بابها مكتوباً: الصدقةُ بعشرة أمثالها والقرضُ بثمانية عشر. للكبير بلين (1).
_________
(1) الطبراني 8/ 249 (7976). وقال الهيثمي 4/ 126: وفيه عتبة بن حميد، وثقه ابن حبان وغيره، وفيه ضعف. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2961).(2/230)
4787 - وزاد القزويني بضعف عَنْ أَنَسِ:
[ص:231] قُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ مَا بَالُ الْقَرْضِ أَفْضَلُ مِنَ الصَّدَقَةِ؟ قَالَ: لأَنَّ السَّائِلَ يَسْأَلُ وَعِنْدَهُ وَالْمُسْتَقْرِضُ لا يَسْتَقْرِضُ إِلاَّ مِنْ حَاجَةٍ (1).
_________
(1) ابن ماجة (2431)، وضعفه البوصيري في «زوائده» ص330 (809) معللا: فيه خالد بن يزيد بن عبد الرحمن بن أبي مالك، أبو هاشم الهمداني الدمشقي ضعفه أحمد، وابن معين، وأبو داود، والنسائي، وأبو زرعة، والدارقطني، والعقيلي، والساجي، وابن الجارود وغيرهم. وقال الألباني في ضعيف ابن ماجة (528): ضعيف جدا.(2/230)
4788 - عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ رفعه: لا تُخِيفُوا أَنْفُسَكُمْ بَعْدَ أَمْنِهَا قَالُوا: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ الدَّيْنُ. لأحمد، والكبير، والموصلي (1).
_________
(1) أحمد 4/ 146، وأبو يعلى 3/ 280 (1739)، والطبراني 17/ 328 (906). وقال الهيثمي 4/ 127: رواه أحمد بإسنادين رجال أحدهما ثقات، ورواه الطبراني في «الكبير» وأبو يعلى. وصححه الألباني في صحيح الجامع (7259).(2/231)
4789 - جَابِرِ: أَنَّ رَجُلاً أَتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ جَاهَدْتُ بِنَفْسِي وَمَالِي فَقُتِلْتُ صَابِرًا مُحْتَسِبًا مُقْبِلاً غَيْرَ مُدْبِرٍ أَأَدْخُلُ الْجَنَّةَ؟ قَالَ: نَعَمْ ,فَأَعَادَ ذَلِكَ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاثًا ,قَالَ: نعم إن لم يكن عَلَيْكَ دَيْنٌ لَيْسَ عِنْدَكَ وَفَاؤُهُ. لأحمد، والبزار (1).
_________
(1) أحمد 3/ 325، والبزار كما في «كشف الأستار» (1337)، وقال: لا نعلمه عن جابر إلا بهذا الإسناد. وذكره الهيثمي 4/ 127 قائلاً: رواه أحمد ,والبزار، وإسناد أحمد حسن.(2/231)
4790 - سهل بن حنيف رفعه: أول ما يُهْراق دمُ الشهيدِ يغفر له ذنبه كله إلا الدَّين. للكبير (1).
_________
(1) الطبراني 6/ 73 (5552). وقال الهيثمي 4/ 128: رجاله رجال الصحيح. وحسنه الألباني في صحيح الجامع (2578).(2/231)
4791 - جابر رفعه: لا هَمَّ إلا هم الدَّين ولا وجَعَ إلا وجع العين. للأوسط [والصغير بضعف] (1).
_________
(1) الطبراني في «الأوسط» 6/ 154 (6064)، وفي «الصغير» 2/ 99 (854)، وقال في «الصغير»: لا يرويه عن محمد بن المنكدر إلا ابن أبي ذئب، تفرد به سهل بن قرين. وذكره الهيثمي في موضعين 2/ 310، 4/ 129 وقال: وفيه قرين بن سهل، وهو ضعيف، وقال الأزدي: كذاب. وقال الألباني في ضعيف الجامع (6314): موضوع.(2/231)
4792 - ابْنُ عُمَرَ رفعه: مَنْ أَرَادَ أَنْ تُسْتَجَابَ دَعْوَتُهُ ,وَأَنْ تُكْشَفَ كُرْبَتُهُ ,فَلْيُفَرِّجْ عَنْ مُعْسِرٍ. لأحمد، وأبو يعلى (1).
_________
(1) أحمد 2/ 23، وأبو يعلى 10/ 78 (5713). وقال الهيثمي 4/ 133: ورجال أحمد ثقات. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5387).(2/231)
4793 - بريدة رفعه: مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا فَلَهُ بكُلِّ يَوْمٍ مِثْلِهِ صَدَقَةٌ ,فقلت: يَا رَسُولَ الله سَمِعْتُكَ تَقُولُ: مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا فَلَهُ بكُلِّ يَوْمٍ مِثْلِهِ صَدَقَةٌ ,ثُمَّ سَمِعْتُكَ تَقُولُ: مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا فَلَهُ بكُلِّ يَوْمٍ
[ص:232] صَدَقَةٌ قَالَ لَهُ مثله قَبْلَ أَنْ يَحِلَّ الدَّيْنُ فَإِذَا حَلَّ فَأَنْظَرَهُ فَلَهُ كُلِّ يَوْمٍ مثلاه. لأحمد (1).
_________
(1) أحمد 5/ 360، ورواه الحاكم 2/ 29، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. وصححه الألباني في صحيح الجامع (6108).(2/231)
4794 - ابنُ عباس: مَنْ مشى إلى غريمِه بحقه صلت عليه دواب الأرض ونون الماء ونبتت له بكل خطوة شجرة في الجنة وذنب يغفر. للبزار بخفى (1).
_________
(1) البزار كما في «كشف الأستار» (1342) ,وقال الهيثمي: وفيه جماعة لم أجد من ترجمهم.(2/232)
4795 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: مَنْ أَدْرَكَ مَالَهُ بِعَيْنِهِ عِنْدَ رَجُلٍ أَفْلَسَ فَهُوَ أَحَقُّ بِهِ مِنْ غَيْرِهِ (1).
_________
(1) البخاري (2402)، ومسلم (1559).(2/232)
4796 - وفي رواية: فَإِنْ كَانَ قَضَاهُ مِنْ ثَمَنِهَا شَيْئًا فَمَا بَقِيَ فَهُوَ أُسْوَةُ الْغُرَمَاءِ وَأَيُّمَا امْرِئٍ هَلَكَ وَعِنْدَهُ مَتَاعُ امْرِئٍ بِعَيْنِهِ اقْتَضَى مِنْهُ شَيْئًا أَوْ لَمْ يَقْتَضِ فَهُوَ أُسْوَةُ الْغُرَمَاءِ. للستة (1).
_________
(1) أبو داود (3522)، وابن ماجة (2359، 2361).(2/232)
4797 - وللقزويني بمجهول: أَيُّمَا رَجُلٍ مَاتَ أَوْ أَفْلَسَ فَصَاحِبُ الْمَتَاعِ أَحَقُّ بِمَتَاعِهِ إِذَا وَجَدَهُ بِعَيْنِهِ (1).
_________
(1) ابن ماجة (2360). وضعفه الألباني في «المشكاة» (2914).(2/232)
4798 - سَمُرَةُ: مَنْ وَجَدَ عَيْنَ مَالِهِ عِنْدَ رَجُلٍ ,فَهُوَ أَحَقُّ وَيَتَّبِعُ المبتاع مَنْ بَاعَهُ. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (3531).(2/232)
4799 - أبو سعيد: أُصِيبَ رَجُلٌ فِي عَهْدِ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فِي ثِمَارٍ ابْتَاعَهَا فَكَثُرَ دَيْنُهُ ,فأفلس ,فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم - لِغُرَمَائِهِ: خُذُوا مَا وَجَدْتُمْ لَيْسَ لَكُمْ إِلاَّ ذَلِكَ. لمسلم وأصحاب السنن (1).
_________
(1) مسلم (1556)، وأبو داود (3469)، والترمذي (655)، والنسائي 7/ 265، 312، وابن ماجة (2356).(2/232)
4800 - عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ دَلافٍ الْمُزَنِيِّ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَجُلاً مِنْ جُهَيْنَةَ كَانَ يشتري الرَّوَاحِلَ يغالي بِهَا ثُمَّ يُسْرِعُ السَّيْرَ فَيَسْبِقُ الْحَاجَّ، فَأَفْلَسَ، فَرُفِعَ أَمْرُهُ إِلَى عُمَرَ ,فَقَالَ: أَمَّا بَعْدُ أَيُّهَا النَّاسُ فَإِنَّ أُسَيْفِعَ جُهَيْنَةَ رَضِيَ مِنْ دِينِهِ وَأَمَانَتِهِ أَنْ يُقَالَ: سَبَقَ الْحَاجَّ أَلا وَإِنَّهُ قَدْ أدَانَ مُعْرِضًا فَأَصْبَحَ قَدْ رِينَ بِهِ فَمَنْ كَانَ لَهُ عَلَيْهِ دَيْنٌ فَلْيَأْتِنَا بِالْغَدَاةِ نَقْسِمُ مَالَهُ بين غرمائه وَإِيَّاكُمْ وَالدَّيْنَ فَإِنَّ أَوَّلَهُ هَمٌّ وَآخِرَهُ حَرْبٌ. لمالك (1).
_________
(1) مالك 2/ 590.(2/233)
4801 - ابنُ المسيب: قضى عثمانُ أن مَنِ اقتضى من حقه قبل أن يفلس غريمه شيئاً فهو له. لرزين.(2/233)
العارية والعمرى والرقبى والهبة والهدية(2/233)
4802 - أُنَاسٌ مِنْ آلِ عَبدِ الله بْنِ صَفْوَانَ: يَا صَفْوَانُ هَلْ عِنْدَكَ مِنْ سِلاحٍ؟ قَالَ: عاريةً أَمْ غَصْبًا؟ قَالَ: لا بَلْ عاريةً. فَأَعَارَهُ مَا بَيْنَ الثَّلاثِينَ إِلَى الأَرْبَعِينَ دِرْعًا وَغَزَا النبي - صلى الله عليه وسلم - حُنَيْنًا، فَلَمَّا هُزِمَ الْمُشْرِكُينَ جُمِعَتْ دُرُوعُ صَفْوَانَ، فَفَقَدَ مِنْهَا أَدْرَاعًا، فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم - لِصَفْوَانَ: إِنَّا قَدْ فَقَدْنَا مِنْ أَدْرَاعِكَ أَدْرَاعًا فَهَلْ نَغْرَمها لَكَ؟ قَالَ: لا يَا رَسُولَ الله لأَنَّ فِي قَلْبِي الْيَوْمَ مَا لَمْ يَكُنْ يَوْمَئِذٍ. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (3563). وقال ابن حجر في «تلخيص الحبير» 3/ 53: أعل ابن حزم وابن القطان طرق هذا الحديث، زاد ابن حزم: إن أحسن ما فيها حديث يعلى بن أمية. وصححه الألباني في «الصحيحة» (631).(2/233)
4803 - أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - اسْتَعَارَ قَصْعَةً، فَضَاعَتْ فَضَمِنَهَا لَهُمْ. للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (1360) وقال: غير محفوظ، وإنما أراد عندي سويد الحديث الذي رواه الثوري، وحديث الثوري أصح. وقال الألباني في «ضعيف الترمذي»: ضعيف جدًّا.(2/233)
4804 - سَمُرَةَ رفعه: عَلَى الْيَدِ مَا أَخَذَتْ حَتَّى تُؤَدِّيه قَالَ قَتَادَةُ: ثُمَّ نَسِيَ الْحَسَنُ، فَقَالَ: هُوَ أَمِينُكَ لا ضَمَانَ عَلَيْهِ يَعْنِي الْعَارِيَةَ (1).
_________
(1) أبو داود (3561)، والترمذي (1266) وقال: حسن صحيح، وابن ماجة (2400)،والدارمي (2596). وقال الحافظ في «تلخيص الحبيير» 3/ 53: روياه من حديث الحسن عن سمرة والحسن مختلف في سماعه من سمرة. وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (217).(2/233)
4805 - أبو أُمامة رفعه: الْعَارِيَةُ مُؤَدَّاةٌ وَالزَّعِيمُ غَارِمٌ وَالدَّيْنُ مَقْضِيٌّ. هما لأبي داود والترمذي (1).
_________
(1) أبو داود (3565)، والترمذي (1265)، وقال: حسن غريب. وابن ماجة (2713). وصححه الألباني في صحيح الترمذي (1016).(2/233)
4806 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: نِعْمَ الْمَنِيحَةُ اللِّقْحَةُ الصَّفِيُّ مِنْحَةً وَالشَّاةُ الصَّفِيُّ تَغْدُو بِإِنَاءٍ وَتَرُوحُ بِإِنَاءٍ. للشيخين (1).
_________
(1) البخاري (2629)، ومسلم (1019) بلفظ مخالف.(2/234)
4807 - جَابِرُ رفعه: أَيُّمَا رَجُلٍ أُعْمِرَ عُمْرَى لَهُ وَلِعَقِبِهِ فَهي لِلَّذِي أُعْطِيَهَا لا تَرْجِعُ إِلَى الَّذِي أَعْطَاهَا لأَنَّهُ أَعْطَى عَطَاءً وَقَعَتْ فِيهِ الْمَوَارِيثُ (1).
_________
(1) مسلم (1625) 20.(2/234)
4808 - وفي رواية: مَنْ أَعْمَرَ رَجُلاً عُمْرَى لَهُ وَلِعَقِبِهِ، فَقَدْ قَطَعَ قَوْلُهُ حَقَّهُ فِيهَا ,وَهِيَ لِمَنْ أُعْمِرَ ,وعَقِبِهِ (1).
_________
(1) مسلم (1625) 21.(2/234)
4809 - وفي أخرى: جَابِرُ قَالَ: إِنَّمَا الْعُمْرَى الَّتِي أَجَازَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يَقُولَ هِيَ لَكَ وَلِعَقِبِكَ، فَأَمَّا إِذَا قَالَ هِيَ لَكَ مَا عِشْتَ فَإِنَّهَا تَرْجِعُ إِلَى صَاحِبِهَا، قَالَ مَعْمَرٌ: وَكَانَ الزُّهْرِيُّ يُفْتِي بِهِ (1).
_________
(1) مسلم (1625) 23.(2/234)
4810 - وفي أخرى: أَمْسِكُوا عَلَيْكُمْ أَمْوَالَكُمْ لا تُفْسِدُوهَا، فَإِنَّهُ مَنْ أَعْمَرَ عُمْرَى ,فَهِيَ لِلَّذِي أُعْمِرَهَا حَيًّا وَمَيِّتًا، وَلِعَقِبِهِ. لمسلم (1).
_________
(1) مسلم (1625) 26.(2/234)
4811 - وفي أخرى: لا تُرْقِبُوا وَلا تُعْمِرُوا فَمَنْ أُرْقِبَ أَوْ أُعْمِرَه فَهي لَوَرَثَتِهِ. رواه النسائي (1).
_________
(1) الترمذي (1350) بنحوه، والنسائي 6/ 273. وصححه الألباني في صحيح النسائي (3492).(2/234)
4812 - وفي أخرى: عَطَاءٍ قَالَ: نَهَى رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عَنِ الرُّقْبَى والْعُمْرَى قُلْتُ: وَمَا الرُّقْبَى؟ قَالَ: يَقُولُ الرَّجُلُ لِلرَّجُلِ هِيَ لَكَ حَيَاتَكَ، فَإِنْ فَعَلْتُمْ فَهُوَ جَائِزَ. للستة (1).
_________
(1) النسائي 6/ 273. وقال الألباني في صحيح النسائي (3489): صحيح لغيره.(2/234)
4813 - ابنُ عمر رفعه: لا تعمروا ولا ترقبوا فإن فعلتم فهي للمعمر والمرقب، قلت: وكيف يكون ذلك؟ قال: العمري أن تقول هي لك حياتك، والرقبي أن تقول هو للآخر مني ومنك. للأوسط بلين ,وللقزوينى نحوه في الرقبى (1).
_________
(1) «الأوسط» 7/ 67 (6871). وقال الهيثمي 4/ 157: فيه المثنى بن الصباح وقد ضعفه جمهور الأئمة، وقال بعضهم: متروك، ووثقه ابن معين في رواية.(2/235)
4814 - ابْنُ عَبَّاسٍ رفعه: لا تُرْقِبُوا أَمْوَالَكُمْ فَمَنْ أَرْقَبَ شَيْئًا فَهُوَ لِمَنْ أُرْقِبَهُ (1).
_________
(1) النسائي 6/ 269،وأحمد 1/ 250 بنحوه. وصححه الألباني في «صحيح الجامع» (7281).(2/235)
4815 - وفي رواية: الْعُمْرَى جَائِزَةٌ لِمَنْ أُعْمِرَهَا وَالرُّقْبَى جَائِزَةٌ لِمَنْ أُرْقِبَهَا وَالْعَائِدُ فِي هِبَتِهِ كَالْعَائِدِ فِي قَيْئِهِ. رواه النسائي (1).
_________
(1) النسائي 6/ 269 - 270. وصححه الألباني في «صحيح الجامع» (4139).(2/235)
4816 - ابْنُ عُمَرَ وَابْنُ عَبَّاسٍ رفعاه: لا يَحِلُّ أَنْ يُعْطِيَ عَطِيَّةً فَيَرْجِعَ فِيهَا إِلاَّ الْوَالِدَ فِيمَا يُعْطِي وَلَدَهُ، وَمَثَلُ الَّذِي يرجع في عطيته أو هبته كَالْكَلْبِ يَأْكُلُ، فإِذَا شَبِعَ قَاءَ ,ثُمَّ عَادَ فِي قَيْئِهِ. لأصحاب السنن (1).
_________
(1) أبو داود (3539)، والترمذي (1299، 2132)، وقال: حديث حسن صحيح، والنسائي 6/ 265، وابن ماجة (2377)، وصححه ابن حبان 11/ 524 (5123)، والحاكم 2/ 46.(2/235)
4817 - النُّعْمَانُ بْنُ بَشِيرٍ: أَنَّ أَبَاهُ أَتَى بِهِ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: إِنِّي نَحَلْتُ ابْنِي هَذَا غُلامًا كان لي، فَقَالَ: أَكُلَّ وَلَدِكَ نَحَلْته مِثْلَهُ؟ قَالَ: لا. قَالَ: فَارْجِعْهُ (1).
_________
(1) البخاري (2586)، ومسلم (1623).(2/235)
4818 - ومن رواياته: تَصَدَّقَ عَلَيَّ أَبِي بِبَعْضِ مَالِهِ ,فَقَالَتْ أُمِّي عَمْرَةُ بِنْتُ رَوَاحَةَ: لا أَرْضَى حَتَّى تُشْهِدَ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -،فَانْطَلَقَ أَبِي إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - لِيُشْهِدَهُ عَلَى صَدَقَتِي، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: أَفَعَلْتَ هَذَا بِوَلَدِكَ كُلِّهِمْ؟ قَالَ: لا. قَالَ: اتَّقُوا الله ,وَاعْدِلُوا فِي أَوْلادِكُمْ، فَرَجَعَ أَبِي، فَرَدَّ تِلْكَ الصَّدَقَةَ (1).
_________
(1) البخاري (2587)، ومسلم (1623).(2/235)
4819 - ومنها: قَالَ: أَكُلَّهُمْ وَهَبْتَ لَهُ مِثْلَ هَذَا؟ قَالَ: لا. قَالَ: فَلا تُشْهِدْنِي إِذًا، فَإِنِّي
[ص:236] لا أَشْهَدُ عَلَى جَوْرٍ (1).
_________
(1) مسلم (1623).(2/235)
4820 - ومنها: أَشْهِدْ عَلَى هَذَا غَيْرِي؟ ثُمَّ قَالَ: أَيَسُرُّكَ أَنْ يَكُونُوا إِلَيْكَ فِي الْبِرِّ سَوَاءً؟ قَالَ: بَلَى. قَالَ: فَلا إِذًا. للستة (1).
_________
(1) مسلم (1623).(2/236)
4821 - عَائِشَةُ: نَحَلَنِي أبو بكرٍ جَادَّ عِشْرِينَ وَسْقًا مِنْ مَالِ الْغَابَةِ، فَلَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ ,قَالَ: يَا بُنَيَّةُ مَا مِنَ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيَّ غِنًى بَعْدِي منك وَلا أَعَزُّ عَلَيَّ فَقْرًا بَعْدِي مِنْكِ، وَإِنِّي كُنْتُ نَحَلْتُكِ جَادَّ عِشْرِينَ وَسْقًا فَلَوْ كُنْتِ جَدَدْتِيهِ واحتزيتيه لكَانَ لَكِ ,وَإِنَّمَا هُوَ الْيَوْمَ مَالُ الوَارِثٍ وَإِنَّمَا هُمَا أَخَوَاكِ وَأُخْتَاكِ ,فَاقْتَسِمُوهُ عَلَى كِتَابِ الله ,قَالَتْ: يَا أَبَتِ لَوْ كَانَ كَذَا وَكَذَا لَتَرَكْتُهُ إِنَّمَا هِيَ أَسْمَاءُ فَمَنِ الأُخْرَى قَالَ: ذُو بَطْنِ ابِنْه خَارِجَةَ، وأُرَاهَا جَارِيَةً (1).
_________
(1) مالك 2/ 576. وقال الألباني في الإرواء 6/ 62: صحيح على شرط الشيخين.(2/236)
4822 - عُمَرُ: قَالَ: مَا بَالُ رِجَالٍ يَنْحَلُونَ أَبْنَاءَهُمْ نُحْلاً، ثُمَّ يُمْسِكُونَهَا؟ فَإِنْ مَاتَ ابْنٌ لأَحَدِهِمْ قَالَ: مَالِي بِيَدِي لَمْ أُعْطِهِ أَحَدًا، وَإِنْ مَاتَ هُوَ قَالَ: هُوَ قبل لابْنِي ,قَدْ كُنْتُ أَعْطَيْتُهُ إِيَّاهُ. مَنْ نَحَلَ نِحْلَةً لَمْ يَحُزْهَا الَّذِي نُحِلَهَا حَتَّى تَكُونَ إِنْ مَاتَ لِوَرَثَتِهِ فَهِو بَاطِلٌ (1).
_________
(1) مالك 2/ 577.(2/236)
4823 - عُثْمَانُ: قَالَ: مَنْ نَحَلَ وَلَدًا لَهُ صَغِيرًا لَمْ يَبْلُغْ أَنْ يَحُوزَ ما نحله عن نفسه فَأَعْلَنَ الأب بها وَأَشْهَدَ عَلَيْهَا فَهِيَ جَائِزَةٌ، وَإِنْ وَلِيَهَا أَبُوهُ (1).
_________
(1) مالك 2/ 590.(2/236)
4824 - عُمَرُ: مَنْ وَهَبَ هِبَةً لِصِلَةِ رَحِمٍ أَوْ عَلَى وَجْهِ الصَدَقَةٍ فَإِنَّهُ لا يَرْجِعُ فِيهَا وَمَنْ وَهَبَ هِبَةً يعلم أَنَّهُ أَرَادَ بِهَا الثَّوَابَ، فَهُوَ عَلَى هِبَتِهِ يَرْجِعُ فِيهَا إن لَمْ يُرْضَ مِنْهَا. هي لمالك (1).
_________
(1) مالك 2/ 578. قال الألباني في الإرواء 6/ 56: إسناده على شرط الشيخين.(2/236)
4825 - جَابِرُ: أَرَدْتُ الْخُرُوجَ إِلَى خَيْبَرَ فأخبرت النبي - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: إِذَا أَتَيْتَ وَكِيلِي ,فَخُذْ
[ص:237] مِنْهُ خَمْسَةَ عَشَرَ وَسْقًا، فَإِنِ ابْتَغَى مِنْكَ آيَةً، فَضَعْ يَدَكَ عَلَى تَرْقُوَتِهِ. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (3632) وصححه الحافظ في «بلوغ المرام» (259). وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (784).(2/236)
4826 - ابْنُ عَمْرٍو بن العاص: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لَمَّا فَتَحَ مَكَّةَ قَامَ خَطِيبًا، فَقَالَ فِي خُطْبَتِهِ: لا يَجُوزُ لامْرَأَةٍ عَطِيَّةٌ إِلاَّ بِإِذْنِ زَوْجِهَا (1).
_________
(1) أبو داود (3547)، والنسائي 6/ 278، وقال النووي في «المهذب» 4/ 2187: قال الشافعي: سمعناه وليس بثابت فيلزمنا. وقال الألباني في صحيح النسائي (2380): حسن صحيح.(2/237)
4827 - وفي رواية: لا يَجُوزُ لامْرَأَةٍ أمر فِي مَالِهَا إِذَا مَلَكَ زَوْجُهَا عِصْمَتَهَا. لأبى داود والنسائي (1).
_________
(1) أبو داود (3546)، والنسائي 6/ 278.(2/237)
4828 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: تَهَادَوْا، فَإِنَّ الْهَدِيَّةَ تُذْهِبُ وَحَرَ الصَّدْرِ وَلا تَحْقِرَنَّ جَارَةٌ لِجَارَتِهَا وَلَوْ شِقَّ فِرْسِنِ شَاةٍ. للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (2130)، وقال: غريب من هذا الوجه، وأبو معشر اسمه نجيح مولى بني هاشم، وقد تكلم فيه بعض أهل العلم من قبل حفظه. وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (378) دون الشطر الثاني.(2/237)
4829 - عَائِشَةُ: كَانَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يَقْبَلُ الْهَدِيَّةَ وَيُثِيبُ عَلَيْهَا. للبخاري ,وأبي داود ,والترمذي (1).
_________
(1) البخاري (2585).(2/237)
4830 - أنسٌ رفعه: لَوْ أُهْدِيَ إِلَيَّ كُرَاعٌ لَقَبِلْتُ وَلَوْ دُعِيتُ إلَيْهِ لَأَجَبْتُ (1).
_________
(1) الترمذي (1338) وقال: حسن صحيح. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (1705).(2/237)
4831 - عَلِيٌّ: أَنَّ كِسْرَى أَهْدَى للنبي - صلى الله عليه وسلم - هديةً فَقَبِلَ منه، وَأَنَّ الْمُلُوكَ أَهْدَوْا إِلَيْهِ فَقَبِلَ مِنْهُمْ. هما للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (1576) وقال: حسن غريب، وثوير بن أبي فاختة اسمه سعيد بن أبي علاقة ثوير، يكنى أبا جهم. وقال الألباني في «ضعيف الترمذي»: ضعيف جدًّا (271).(2/237)
4832 - عِيَاضُ بْنُ حِمَارٍ: أهديت إلي النبي - صلى الله عليه وسلم - نَاقَةٌ أو هديةٌ، فَقَالَ لي: أَسْلَمْتَ. قلت: لا. قَالَ: فَإِنِّي نُهِيتُ عَنْ زَبْدِ الْمُشْرِكِينَ. لأبي داود والترمذي (1).
_________
(1) أبو داود (3057)، والترمذي (1577) وقال: حسن صحيح. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (1281).(2/237)
4833 - أبو هُرَيْرَةَ: أَنَّ أَعْرَابِيًّا أَهْدَى إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بَكْرَةً، فَعَوَّضَهُ مِنْهَا سِتَّ بَكَرَاتٍ فَتَسَخَّطَ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَحَمِدَ الله، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ فُلانًا أَهْدَى
[ص:238] إِلَيَّ بكرة، فَعَوَّضْتُهُ مِنْهَا سِتَّ بَكَرَاتٍ ويظَل سَاخِطًا لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ لا أَقْبَلَ هَدِيَّةً إِلاَّ مِنْ قُرَشِيٍّ أَوْ أَنْصَارِيٍّ أَوْ ثَقَفِيٍّ أَوْ دَوْسِيٍّ. لإبي داود (1).
_________
(1) الترمذي (3945)، وأبو داود (3537). وصححه الألباني في «الصحيحة» (1684).(2/237)
4834 - ذو الجيوش: أَتَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - بَعْدَ أَنْ فَرَغَ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ بِابْنِ فَرَسٍ لِي يُقَالُ لَهَا: الْقَرْحَاءُ ,فَقُلْتُ: يَا مُحَمَّدُ جِئْتُكَ بِابْنِ الْقَرْحَاءِ لِتَتَّخِذَهُ، قَالَ: لا حَاجَةَ لِي فِيهِ. وَإِنْ شِئْتَ أَنْ أَقضيك بِهِ الْمُخْتَارَةَ مِنْ دُرُوعِ بَدْرٍ ,فَقلْتُ: مَا كُنْتُ لأَقِبضه الْيَوْمَ بِغُرَّةٍ. قَالَ: فَلا حَاجَةَ لِي فِيهِ. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (2786). وضعفه الألباني في «ضعيف أبي داود» (594).(2/238)
4835 - أَنَسٌ: أَنَّ مَالِكَ ذِي يَزَنَ أَهْدَى إِلَى النبي - صلى الله عليه وسلم - حُلَّةً أَخَذَهَا بِثَلاثَةٍ وَثَلاثِينَ بَعِيرًا أَوْ ثَلاثة وَثَلاثِينَ نَاقَةً فَقَبِلَهَا (1).
_________
(1) أبو داود (4034)، والدارمي (2494)،وصححه الحاكم 4/ 87. وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (871).(2/238)
4836 - إِسْحَقُ بْنُ عَبْدِ الله بْنِ الْحَارِثِ: أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - اشْتَرَى حُلَّةً بِبِضْع وَعِشْرِينَ قَلُوصًا فَأَهْدَاهَا إِلَى ذِي يَزَنَ فقبلها (1).
_________
(1) أبو داود (4035). وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (872).(2/238)
4837 - أبو أمامة رفعه: مَنْ شَفَعَ لأحد بِشَفَاعَةٍ فَأَهْدَى لَهُ هَدِيَّةً عَلَيْهَا فَقَبِلَهَا فَقَدْ أَتَى بَابًا عَظِيمًا مِنْ أَبْوَابِ الرِّبَا (1).
_________
(1) أبو داود (3541). وحسنه الألباني في «المشكاة» (3757).(2/238)
4838 - عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ: عَلَّمْتُ نَاسًا مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ الْكِتَابَ وَالْقُرْآنَ فَأَهْدَى إِلَيَّ رَجُلٌ مِنْهُمْ قَوْسًا ,فَقُلْتُ: لَيْسَتْ بِمَالٍ وَأَرْمِي عليها فِي سَبِيلِ الله لآتِيَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - وأَسْأَلَنَّهُ ,فقال: إِنْ كُنْتَ تُحِبُّ أَنْ تُطَوَّقَ طَوْقًا مِنْ نَارٍ فَاقْبَلْهَا. هي لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (3416). وصححه الألباني في صحيح أبي داود (1750).(2/238)
4839 - ابن عباس رفعه: مَنْ أُهْدِيَت له هدية وعنده قوم فهم شركاء فيها. للكبير، والأوسط بلين (1).
_________
(1) الطبراني 11/ 104 (11183)، وفي «الأوسط» 3/ 53 (2450). وقال الهيثمي في المجمع 4/ 148: فيه مندل بن علي وهو ضعيف وقد وثق.(2/238)
4840 - عياضُ بنُ عبد الله عن أبيه: رأيت النبى - صلى الله عليه وسلم - أَهْدَى له رجل عكة من
[ص:239] عسل، فقبلها، وقال: احم شعبى، فحماه، وكتب له كتابا. للكبير (1).
_________
(1) الطبراني 17/ 369. وقال الهيثمي 4/ 149: رجاله رجال الصحيح.(2/238)
4841 - جابرُ رفعه: هدايا الإمام غلول. للأوسط (1).
_________
(1) «الأوسط» 5/ 168 (4969). وقال الهيثمي 4/ 151: إسناده حسن.(2/239)
4842 - أنسٌ رفعه: إِذَا أَقْرَضَ أَحَدُكُمْ قَرْضًا فَأُهْدِى إليه أَوْ حَمَلَهُ عَلَى الدَّابَّةِ فَلا يَرْكَبْهَا وَلا يَقْبَلْهُ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ جَرَى بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ قَبْلَ ذَلِكَ. للقزويني، بمجهول (1).
_________
(1) ابن ماجة (2432) وقال البوصيري في «مصباح الزجاجة» 3/ 70: هذا إسناد فيه مقال، عتبة بن حميد ضعفه أحمد، وقال أبو حاتم: صالح، وذكره ابن حبان في «الثقات»، ويحيى بن أبي إسحاق الهنائي: لا يعرف حاله. وضعفه الألباني في ضعيف ابن ماجة (529).(2/239)
الشركة والضمان والرهن والإجارة والوكالة والقراض والغصب(2/239)
4843 - أبو هُرَيْرَةَ رَفَعَهُ: قَالَ إِنَّ الله يَقُولُ أَنَا ثَالِثُ الشَّرِيكَيْنِ مَا لَمْ يَخُنْ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ، فَإِذَا خَانَهُ خَرَجْتُ مِنْ بَيْنِهِمَا. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (3383)، والدارقطني في «سننه» 3/ 35 وقال: قال لوين: لم يسنده أحد إلا أبو همام وحده. وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (732).(2/239)
4844 - ابنُ مسعود: اشْتَرَكْتُ أَنَا وَعَمَّارٌ وَسَعْدٌ فيما نصيب يَوْمَ بَدْرٍ فَجَاءَ سَعْدٌ بِأَسِيرَيْنِ وَلَمْ أَجِئْ أَنَا وعَمَّارٌ بِشَيْءٍ. لأبي داود والنسائي (1).
_________
(1) أبو داود (3388)، والنسائي 7/ 57، وابن ماجة (2288). وقال ابن حزم في «المحلى» 8/ 123: هذا خبر منقطع؛ لأن أبا عبيدة لا يذكر من أبيه شيئًا. وضعفه الألباني في ضعيف النسائي (259).(2/239)
4845 - زُهْرَةُ بْنُ مَعْبَدٍ عَنْ جَدِّهِ عَبْدِالله بْنِ هِشَامٍ: وَكَانَ ذَهَبَتْ بِهِ أُمُّهُ زَيْنَبُ بِنْتُ حُمَيْدٍ إِلَى النبي - صلى الله عليه وسلم - وفَقَالَتْ: بَايِعْهُ فَقَالَ: هُوَ صَغِيرٌ فَمَسَحَ رَأْسَهُ وَدَعَا لَهُ بالبركة ,قال زُهْرَةُ: كَانَ يَخْرُجُ بي جدي عَبْدُالله إِلَى السُّوقِ فَيَشْتَرِي الطَّعَامَ، فَيَلْقَاهُ ابْنُ عُمَرَ وَابْنُ الزُّبَيْرِ ,فَيَقُولانِ: أَشْرِكْنَا، فَإِنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - دَعَا لَكَ بِالْبَرَكَةِ، فَيَشْرَكُهُمْ، فَرُبَّمَا أَصَابَ الرَّاحِلَةَ كَمَا هِيَ فَيَبْعَثُ بِهَا إِلَى الْمَنْزِلِ. للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (2501 - 2502).(2/239)
4846 - السَّائِبُ بنُ أبي السائب: أَتَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَجَعَلُوا يُثْنُونَ عَلَيَّ وَيَذْكُرُونِّي فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: أَنَا أَعْلَمُكُمْ بِهِ ,فقُلْتُ: صَدَقْتَ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي كُنْتَ شَرِيكِي فَنِعْمَ الشَّرِيكُ كُنْتَ لا تُدَارِي وَلا تُمَارِي. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (4836)، والحاكم 2/ 61 وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي. وصححه الألباني في صحيح أبي داود (4049).(2/240)
4847 - ابْنُ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَجُلاً لَزِمَ غَرِيمًا لَهُ بِعَشَرَةِ دَنَانِيرَ ,فَقَالَ: وَالله لا أُفَارِقُكَ حَتَّى تَقْضِيَنِي أَوْ تَأْتِيَنِي بِحَمِيلٍ، فَتَحَمَّلَ بِهَا النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فَأَتَاهُ بِقَدْرِ مَا وَعَدَهُ ,فَقَالَ لَهُ - صلى الله عليه وسلم -: مِنْ أَيْنَ أَصَبْتَ هَذَا؟ قَالَ: مِنْ مَعْدِنٍ. قَالَ: لا حَاجَةَ لَنَا فِيهَا وَلَيْسَ فِيهَا خَيْرٌ فَقَضَاهَا عَنْهُ - صلى الله عليه وسلم -. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (3328)،والحاكم 2/ 11 - 12 وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي، وقال ابن حزم في «المحلى» 8/ 116: إنه من رواية عمرو بن أبي عمرو، وهو ضعيف، ضعفه ابن معين وغيره. وصححه الألباني في صحيح أبي داود (2847).(2/240)
4848 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: يُرْكَبُ الرَّهْنُ بِنَفَقَتِهِ، ويشرب لبن الدر إِذَا كَانَ مَرْهُونًا وَعَلَى الَّذِي يَرْكَبُ وَيَشْرَبُ النَّفَقَةُ. للبخاري ,والترمذي ,وأبي داود (1).
_________
(1) البخاري (2511)، وأبو داود (3526)، والترمذي (1254).(2/240)
4849 - وعنه رفعه: الرهنُ لمن رهنه له غنمه وعليه غرمه. لرزين (1).
_________
(1) الدارقطني في ((سننه)) 2/ 32.(2/240)
4850 - ابن المسيب أرسله: لا يغلق الرهن. لمالك (1).
وقال: تفسيره أن يرهن الرهن وفيه فضل عما رهن فيه فيقول المرتهن: إن لم تأتني بحقي إلى أجل كذا فهو لي أو يقول الراهن: هو لك إن لم آتك إلى أجل وهو الذي نهى عنه - صلى الله عليه وسلم - فلا يصلح، فإن جاء صاحبه بما فيه بعد الأجل فهو له.
_________
(1) أبو داود في «المراسيل» ص 172 (187)، ومالك 2/ 560. وأعله الدارقطني في «العلل» 9/ 164 - 165 باختلاف الرواة عن الزهري، ورواه في «السنن» 3/ 32 وقال: إسناد حسن متصل. ووافقه عبد الحق وقال: رفعه صحيح اهـ. «الأحكام الوسطى» 3/ 279. وكذا قال ابن حجر في «تلخيص الحبير» 3/ 36 - 37.(2/240)
4851 - عَائِشَةُ: اشْتَرَى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طَعَامًا مِنْ يَهُودِيٍّ إِلَى أَجَلٍ وَرَهَنَهُ دِرْعًا له مِنْ حَدِيدٍ. للشيخين ,والنسائي (1).
_________
(1) البخاري (2068)،ومسلم (1603).(2/240)
4852 - ابْنُ عُمَرَ رفعه: أَعْطُوا الأَجِيرَ أَجْرَهُ قَبْلَ أَنْ يَجِفَّ عَرَقُهُ. للقزويني بضعف، مثله عن جابر (1).
_________
(1) ابن ماجة (2443)، والطبراني في «الصغير» 1/ 43 - 44. وقال الزيلعي في «نصب الراية» 4/ 129: وهو معلول بعبد الرحمن بن زيد. وقال ابن حجر في «تلخيص الحبير» 3/ 59: وفيه شرقي بن قطامنى وهو ضعيف، وقال: وغلط بعض المتأخرين عن الحنفية فعزاه إلى «صحيح البخاري» وليس هو فيه. وصححه الألباني في صحيح ابن ماجة (1980).(2/240)
4853 - أبو هُرَيْرَةَ أنه قَالَ نَشَأْتُ يَتِيمًا وَهَاجَرْتُ مِسْكِينًا وَكُنْتُ أَجِيرًا لابْنَةِ غَزْوَانَ بِطَعَامِ بَطْنِي وَعُقْبَةِ رِجْلِي أَحْطِبُ لَهُمْ إِذَا نَزَلُوا وَأَحْدُو لَهُمْ إِذَا رَكِبُوا فَالْحَمْدُ لله الَّذِي جَعَلَ الدِّينَ قِوَامًا وَجَعَلَ أَبَا هُرَيْرَةَ إِمَامًا. للقزويني (1).
_________
(1) ابن ماجة (2445)، والبيهقي 6/ 120. قال البوصيري في «زوائده» ص333 (818): هذا إسناد صحيح موقوف، حبان هو ابن بسطام ذكره ابن حبان في ((الثقات))، ووثقه الدارقطني، والذهبي وغيرهم، وباقي رجال الإسناد أثبات. وضعفه الألباني في «ضعيف ابن ماجة» (534).(2/241)
4854 - عُرْوَةَ الْبَارِقِيِّ: دَفَعَ إِلَيَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - دِينَارًا لأَشْتَرِيَ لَهُ شَاةً فَاشْتَرَيْتُ لَهُ شَاتَيْنِ، فَبِعْتُ إِحْدَاهُمَا بِدِينَارٍ، وَجِئْتُ بِالشَّاةِ وَالدِّينَارِ إليه - صلى الله عليه وسلم - فَذَكَرَ لَهُ مَا كَانَ، فَقَالَ لَهُ: بَارَكَ الله لَكَ فِي صَفْقَةِ يَمِينِكَ فَكَانَ يَخْرُجُ بَعْدَ ذَلِكَ إِلَى كُنَاسَةِ الْكُوفَةِ، فَيَرْبَحُ الرِّبْحَ الْعَظِيمَ كَانَ مِنْ أَكْثَرِ أَهْلِ الْكُوفَةِ مَالاً. لأبي داود، والترمذي بلفظه (1).
_________
(1) البخاري (3642)، وأبو داود (3385)، والترمذي (1258).(2/241)
4855 - حَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ: أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - بَعَثَ مَعَهُ بِدِينَارٍ ليشتري به أُضْحِيَّةً فاشترى كبشا بِدِينَارٍ وَبَاعَه بِدِينَارَيْنِ فَرَجَعَ فَاشْتَرَى أُضْحِيَّةً بِدِينَارٍ فجاء بها وبدينار الذي استفضل من الأخرى فَتَصَدَّقَ - صلى الله عليه وسلم - بالدينار وَدَعَا لَهُ أَنْ يُبَارَكَ لَهُ فِي تِجَارَتِهِ. لأبي داود والترمذي (1).
_________
(1) أبو داود (3386)،والترمذي (1257). وضعفه الألباني في ((ضعيف الترمذي)) (215).(2/241)
4856 - زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ: خَرَجَ عَبْدُ الله وَعُبَيْدُ الله ابْنَا عُمَرَ فِي جَيْشٍ الْعِرَاقِ فَلَمَّا قَفَلا مَرَّا عَلَى أَبِي مُوسَى وَهُوَ أَمِيرُ الْبَصْرَةِ فَرَحَّبَ بِهِمَا ,وقَالَ: لَوْ أَقْدِرُ لَكُمَا عَلَى أَمْرٍ أَنْفَعُكُمَا بِهِ لَفَعَلْتُ ,ثُمَّ قَالَ: بَلَى هَاهُنَا مَالٌ مِنْ مَالِ الله أُرِيدُ أَنْ أَبْعَثَ بِهِ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فَأُسْلِفُكُمَاهُ فَتَبْتَاعَانِ بِهِ مَتَاعًا مِنْ مَتَاعِ الْعِرَاقِ, ثُمَّ تَبِيعَانِهِ بِالْمَدِينَةِ فَتُؤَدِّيَانِ رَأْسَ الْمَالِ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَيَكُونُ لَكُمَا الرِّبْحُ ,فَقَالا: وَدِدْنَا. فَفَعَلَ وَكَتَبَ إِلَى عُمَرَ أَنْ يَأْخُذَ مِنْهُمَا الْمَالَ فَلَمَّا قَدِمَا بَاعَا فَأُرْبِحَا فَلَمَّا دَفَعَا ذَلِكَ إِلَى عُمَرَ ,قَالَ: أَكُلُّ الْجَيْشِ أَسْلَفَهُ مِثْلَ مَا أَسْلَفَكُمَا؟ قَالا: لا، فَقَالَ عُمَرُ: ابْنَا أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فَأَسْلَفَكُمَا أَدِّيَا الْمَالَ وَرِبْحَهُ: أمّا عَبْدُ الله فَسَكَتَ وَأَمَّا عُبَيْدُ الله فَقَالَ: مَا يَنْبَغِي لَكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ,هَذَا لَوْ نَقَصَ الْمَالُ أَوْ هَلَكَ لَضَمِنَّاهُ ,فَقَالَ: عُمَرُ أَدِّيَاهُ ,فَسَكَتَ عَبْدُ الله وَرَاجَعَهُ عُبَيْدُ الله فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ جُلَسَاءِ عُمَرَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَوْ
[ص:242] جَعَلْتَهُ قِرَاضًا ,فَقَالَ عُمَرُ: جَعَلْتُهُ قِرَاضًا ,فَأَخَذَ رَأْسَ الْمَالِ وَنِصْفَ رِبْحِهِ وَأَخَذَا النصف الآخر. لمالك (1).
_________
(1) مالك 2/ 529.(2/241)
4857 - عُرْوَةُ: أَنَّ أَرْوَى بِنْتَ أُوَيْسٍ ادَّعَتْ عَلَى سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ أَنَّهُ أَخَذَ شَيْئًا مِنْ أَرْضِهَا ,فَخَاصَمَتْهُ إِلَى مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ، فَقَالَ سَعِيدٌ: أَنَا كُنْتُ آخُذُ مِنْ أَرْضِهَا شَيْئًا بَعْدَ الَّذِي سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -.قَالَ: وَمَا سَمِعْتَ. قَالَ: سَمِعْته يَقُولُ: مَنْ أَخَذَ شِبْرًا مِنَ أَرْضِ ظُلْمًا طُوِّقَهُ يوم القيامة إِلَى سَبْعِ أَرَضِينَ ,فَقَالَ مَرْوَانُ: لا أَسْأَلُكَ بَيِّنَةً بعدها ثم قال سعيد: اللهمَّ إِنْ كَانَتْ كَاذِبَةً فاعمِ بَصَرَهَا واجعل قبرها فِي أَرْضِهَا، فَمَا مَاتَتْ حَتَّى ذَهَبَ بَصَرُهَا (1).
_________
(1) البخاري (3198)، ومسلم (1610) (139).(2/242)
4858 - ابنُ عمر رفعه: مَنْ أَخَذَ شبرًا مِنَ أَرْضِ بِغَيْرِ حَق خُسِفَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَى سَبْعِ أَرَضِينَ. للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (2454، 3196).(2/242)
4859 - ابنُ مسعود رفعه: حرمة مال المسلم كحرمة دمه. للبزار والموصلى بلين (1).
_________
(1) البزار ((كشف الأستار)) (1372) ,وقال: لا نعلمه يروى عن عبد الله إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد، ولا نعلم رواه عن الأعمش إلا أبو شهاب. وأبو يعلى 9/ 56 (5119). وقال الهيثمي 4/ 172: وفيه محمد بن دينار وثقه ابن حبان وجماعة، وضعفه جماعة، وبقية رجال أبي يعلى ثقات. وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3140).(2/242)
4860 - جَابِرُ: أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - وَأَصْحَابَهُ مرُّوا بِامْرَأَةٍ فَذَبَحَتْ لَهُمْ شَاةً وَاتَّخَذَتْ لَهُمْ طَعَامًا ,فَأَخَذَ لُقْمَةً ,فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يُسِيغَهَا ,فَقَالَ: هَذِهِ شَاةٌ ذُبِحَتْ بِغَيْرِ إِذْنِ أَهْلِهَا ,فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ: يَا رسول الله إِنَّا لا نَحْتَشِمُ مِنْ آلِ مُعَاذٍ نَأْخُذُ مِنْهُمْ وَيَأْخُذُونَ مِنَّا. لأحمد (1).
_________
(1) أحمد 3/ 351، والحاكم 4/ 234 - 235 وقال: صحيح. ووافقه الذهبي.(2/242)
المزارعة وكراء الأرض وإحياء الموات واللقطة(2/243)
4861 - ابْنُ عُمَرَ: لَمَّا افْتُتِحَتْ خَيْبَرُ سَأَلَتْ يَهُودُ النبي - صلى الله عليه وسلم -: أَنْ يُقِرَّهُمْ فِيهَا عَلَى أَنْ يَعْمَلُوا عَلَى نِصْفِ مَا يخَرَجَ مِنْهَا مِنَ الثَّمَرِ وَالزَّرْعِ ,فَقَالَ: أُقِرُّكُمْ فِيهَا عَلَى ذَلِكَ مَا شِئْنَاِ، وَكَانَ الثَّمَرُ يُقْسَمُ عَلَى السُّهْمَانِ مِنْ نِصْفِ خَيْبَرَ فَيَأْخُذُ - صلى الله عليه وسلم - الْخُمْسَ. لمسلم (1).
_________
(1) البخاري (2338) نحوه، ومسلم (1551) 4.(2/243)
4862 - وفي رواية: دَفَعَ إِلَى يَهُودِ خَيْبَرَ نَخْلَها وَأَرْضَهَا عَلَى أَنْ يَعْتَمِلُوهَا مِنْ أَمْوَالِهِمْ وللنبي - صلى الله عليه وسلم - شَطْرُ ثَمَرِهَا. للستة إلا مالكًا (1).
_________
(1) البخاري (2331)، ومسلم (1551) 5.(2/243)
4863 - قَيْسُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ: قَالَ: مَا بِالْمَدِينَةِ أَهْلُ بَيْتِ هِجْرَةٍ إِلاَّ يَزْرَعُونَ عَلَى الثُّلُثِ وَالرُّبُعِ وَزَارَعَ عَلِيٌّ وَسَعْدُ بْنُ مَالِكٍ وابْنُ مَسْعُودٍ وَعُمَرُ بْنُ عَبْدِالْعَزِيزِ وَالْقَاسِمُ وَعُرْوَةُ وَآلُ أَبِي بَكْرٍ وَآلُ عُمَرَ وَآلُ عَلِيٍّ وَابْنُ سِيرِينَ، وَقَالَ عَبْدُالرَّحْمَنِ بْنُ الأَسْوَدِ: كُنْتُ أُشَارِكُ عَبْدَالرَّحْمَنِ بْنَ يَزِيدَ فِي الزَّرْعِ وَعَامَلَ عُمَرُ النَّاسَ عَلَى إِنْ جَاءَ عُمَرُ بِالْبَذْرِ مِنْ عِنْدِهِ فَلَهُ الشَّطْرُ وَإِنْ جَاءُوا بِالْبَذْرِ فَلَهُمْ كَذَا. للبخاري. في ترجمة ,ومنه كتبت هذا لا من الأصل لما فيه (1).
_________
(1) البخاري معلقًا قبل الرواية (2328).(2/243)
4864 - ابْنُ عُمَرَ: كَانَتِ الْمَزَارِعُ تُكْرَى عَلَى عَهْدِ النبي - صلى الله عليه وسلم - أَنَّ لِرَبِّ الأَرْضِ مَا عَلَى رَبِيعِ السَّاقِي مِنَ الزَّرْعِ وَطَائِفَةً مِنَ التِّبْنِ لا أَدْرِي كَمْ هُوَ؟. رواه النسائي (1).
_________
(1) النسائي 7/ 53. وقال الألباني في صحيح النسائي (3675): صحيح الإسناد.(2/243)
4865 - طاوسٌ: يكره أَنَّ يؤاجر أرضه بالذهب والفضة ولا يرى بالثلث والربع بأسا ,فقال له مُجَاهِدٍ: اذهب إلى أبي رافع بن خديج فاسمع حديثه عن النبي - صلى الله عليه وسلم -،فانتهره، وقال: إِنِّي وَالله لَوْ أَعْلَمُ أنه - صلى الله عليه وسلم - نَهَى عَنْهُ مَا فَعَلْتُهُ، وَلَكِنْ حَدَّثَنِي مَنْ هُوَ أَعْلَمُ به منه ابْنُ عَبَّاسٍ أنه - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: لَأَنْ يَمْنَحَ أحدكم أَخَاهُ أَرْضَهُ
[ص:244] خَيْرٌ له مِنْ أَنْ يَأْخُذَ عَلَيْهَا خَرْجًا مَعْلُومًا. للشيخين والنسائي (1).
_________
(1) البخاري (2330)، ومسلم (1550).(2/243)
4866 - ابنُ رَافِعَ بْنِ خَدِيجٍ: كُنَّا أَكْثَرَ الأَنْصَارِ حَقْلاً فكنا نُكْرِي الأَرْضَ عَلَى أَنَّ لَنَا هَذِهِ وَلَهُمْ هَذِهِ فَرُبَّمَا أَخْرَجَتْ هَذِهِ وَلَمْ تُخْرِجْ هَذِهِ فَنَهَانَا عَنْ ذَلِكَ ,وَأَمَّا الْوَرِقُ فَلَمْ يَنْهَنَا (1).
_________
(1) البخاري (2722)، ومسلم (1547).(2/244)
4867 - ومن رواياته: وَأَمَّا الذَّهَبُ وَالْوَرِقُ فَلَمْ يَكُنْ يَوْمَئِذٍ (1).
_________
(1) البخاري (2327)، ومسلم (1547).(2/244)
4868 - ومنها: عن نَافِعٍ: أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يُكْرِي مَزَارِعَهُ عَلَى عَهْدِ النبي - صلى الله عليه وسلم - وَفِي إِمَارَةِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَصَدْرًا مِنْ خِلافَةِ مُعَاوِيَةَ حَتَّى بَلَغَهُ فِي آخِرِ خِلافَةِ مُعَاوِيَةَ أَنَّ رَافِعَ بْنَ خَدِيجٍ يُحَدِّثُ فِيهَا بِنَهْيٍ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَدَخَلَ عَلَيْهِ وَأَنَا مَعَهُ ,فَسَأَلَهُ ,فَقَالَ: كَانَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يَنْهَى عَنْ كِرَاءِ الْمَزَارِعِ ,فَتَرَكَهَا ابْنُ عُمَرَ ,وَكَانَ إِذَا سُئِلَ عَنْهَا بَعْدُ قَالَ: زَعَمَ ابْنُ خَدِيجٍ أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - نَهَى عَنْهَا (1).
_________
(1) البخاري (2343)، ومسلم (1547).(2/244)
4869 - إِنَّمَا كَانَ النَّاسُ يُؤَاجِرُونَ بها عَلَى الْمَاذِيَانَاتِ وَأَقْبَالِ الْجَدَاوِلِ وَأَشْيَاءَ مِنَ الزَّرْعِ فَيَهْلِكُ هَذَا وَيَسْلَمُ هَذَا وَيَسْلَمُ هَذَا وَيَهْلِكُ هَذَا ولَمْ يَكُنْ لِلنَّاسِ كِرَاءٌ إِلاَّ هَذَا فَلِذَلِكَ زُجِرَ عَنْهُ فَأَمَّا شَيْءٌ مَعْلُومٌ مَضْمُونٌ فَلا بَأْسَ بِهِ.(2/244)
4870 - ومنها: نَهَانَا رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عَنْ أَمْرٍ كَانَ نَافِعًا لَنَا وَطَوَاعِيَةُ الله وَرَسُولِهِ أَنْفَعُ لَنَا نَهَانَا أَنْ نُحَاقِلَ ِالأَرْضِ فَنُكْرِيَهَا عَلَى الثُّلُثِ وَالرُّبُعِ وَالطَّعَامِ الْمُسَمَّى وَأَمَرَ
[ص:245] رَبَّ الأَرْضِ أَنْ يَزْرَعَهَا أَوْ يُزْرِعَهَا (1).
_________
(1) مسلم (1548)، وأبو داود (3398).(2/244)
4871 - ومنها عَنْ عمه ظُهَيْرِ مرة وعن بعض عُمُومَتِهِ أخرى رفعاه بنحو هذا (1).
_________
(1) مسلم (1548).(2/245)
4872 - ومنها: رَافِعُ: أَنَّهُ زَرَعَ أَرْضًا فَمَرَّ بِهِ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ يَسْقِيهَا فَسَأَلَهُ: لِمَنِ الزَّرْعُ؟ وَلِمَنِ الأَرْضُ؟ , فَقَالَ: زَرْعِي بِبَذْرِي وَعَمَلِي ,لِيَ الشَّطْرُ وَلِبَنِي فُلانٍ الشَّطْرُ ,فَقَالَ: أَرْبَيْتُمَا ,فَرُدَّ الأَرْضَ عَلَى أَهْلِهَا وَخُذْ نَفَقَتَكَ (1).
_________
(1) أبو داود (3402)، والحاكم 2/ 41 وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه. قال الألباني في «ضعيف أبي داود»: ضعيف الإسناد.(2/245)
4873 - ومنها: قَالَ لَهُ: أَسَمِعْتَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نَهَى عَنْ كِرَاءِ الأَرْضِ؟ فَقَالَ رَافِعٌ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: لا تُكْرُوا الأَرْضَ بِشَيْءٍ (1).
_________
(1) النسائي 7/ 47، قال الألباني: شاذ بزيادة ((شيء))، وقد رواه البخاري (2286)، ومسلم (1547) بلفظ مختلف.(2/245)
4874 - ومنها: وقد قال له عِمْرَانُ بْنُ سَهْلِ بْنِ رَافِعِ: يَا أَبَتَاهُ إِنَّهُ قَدْ أَكْرَيْنَا أَرْضَنَا فُلانَةَ بِمِائَتَيْ دِرْهَمٍ ,فَقَالَ: يَا بُنَيَّ دَعِ النبي - صلى الله عليه وسلم - قَدْ نَهَى عَنْ كِرَاءِ الأَرْضِ (1).
_________
(1) مسلم (1547)، وأبو داود (3401).(2/245)
4875 - ومنها: فقال له ابن عمر: يَا ابْنَ خَدِيجٍ مَاذَا تُحَدِّثُ عَنْ النبي - صلى الله عليه وسلم - فِي كِرَاءِ الأَرْضِ؟ فقَالَ رَافِعُ: سَمِعْتُ عَمَّيَّ يُحَدِّثَانِ أَهْلَ الدَّارِ: أنه - صلى الله عليه وسلم - نَهَى عَنْ كِرَاءِ الأَرْضِ (1).
_________
(1) البخاري (4012، 4013)، ومسلم (1547).(2/245)
4876 - عُرْوَةُ: قَالَ زَيْدُ: يَغْفِرُ اللهُ لِرَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ ,أَنَا وَاللهِ أَعْلَمُ بِالْحَدِيثِ مِنْهُ ,إِنَّمَا أتاه رجلان من الأنصار قد اقْتَتَلا وفَقَالَ النبي - صلى الله عليه وسلم -: إِنْ كَانَ هَذَا
[ص:246] شَأْنُكُمْ فَلا تُكْرُوا الْمَزَارِعَ ,فَسَمِعَ لا تُكْرُوا الْمَزَارِعَ. لأبي داود ,والنسائي (1).
_________
(1) أبو داود (3390)، والنسائي 7/ 50،وابن ماجة (2461). وضعفه الألباني في ضعيف النسائي (256).(2/245)
4877 - ابْنُ شِهَابٍ عن سَالِمَ بْنَ عَبْدِ الله: عَنْ كِرَاءِ الْمَزَارِعِ، فَقَالَ: لا بَأْسَ بِهَا بِالذَّهَبِ وَالْوَرِقِ، فَقُلْتُ: أَرَأَيْتَ الَّذِي يُذْكَرُ عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ ,فَقَالَ: أَكْثَرَ رَافِعٌ ,وَلَوْ كَانت لِي مَزْرَعَةٌ أَكْرَيْتُهَا. لمالك (1).
_________
(1) مالك 2/ 546.(2/246)
4878 - سَعْدٌ: إنَّ أَصْحَابَ الْمَزَارِعِ يُكْرُونَ مَزَارِعَهُمْ بِمَا يَكُونُ عَلَى السَّاقِي مِنَ الزَّرْعِ ,فَاخْتَصَمُوا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فِي بَعْضِ ذَلِكَ ,فَنَهَاهُمْ أَنْ يُكْرُوا بِذَلِكَ ,وَقَالَ: أَكْرُوا بِالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ. رواه النسائي وأبو داود (1).
_________
(1) أبو داود (3391)، والنسائي 7/ 41. قال ابن حجر في «الفتح» 5/ 25: رجاله ثقات. وحسنه الألباني في صحيح النسائي (3642).(2/246)
4879 - مَنْ أَحْيَا أَرْضًا مَيْتَةً فَهِيَ لَهُ وَلَيْسَ لِعِرْقٍ ظَالِمٍ حَقٌّ. لمالك ,والترمذي ,وأبي داود. وزاد قال عروة: ولقد حدثني الذى حدثني هذا الحديث أن رجلين اختصما إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، غرس أحدهما نخلا في أرض الآخر، فقضى لصاحب الأرض بأرضه، وأمر صاحب النخل أن يخرج نخله منها، فلقد رأيتها وإنها لتضرب أصولها بالفئوس وإنها لنخل عُمّ حتى أخرجت منها. لأبى داود (1).
_________
(1) أبو داود (3073)، والترمذي (1378)، وقال: حسن غريب، وسألت محمد بن إسماعيل عن هذا الحديث فقال: هو حسن، وقال ابن حجر في «تلخيص الحبير» 3/ 54: أعله الترمذي بالإرسال، ورجح الدارقطني إرساله، واختلف فيه على هشام بن عروة اختلافًا كثيرًا، ورواه أبو داود الطيالسي من حديث عائشة، وفي إسناده زمعة وهو ضعيف. وصححه الألباني في صحيح أبي داود (2638).(2/246)
4880 - وفي رواية: أَشْهَدُ أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قَضَى: أَنَّ الأَرْضَ أَرْضُ الله وَالْعِبَادَ عِبَادُ الله وَمَنْ أَحْيَا مَوَاتها فَهُوَ أَحَقُّ بِهِ جَاءَنَا بِهَذَا عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - الَّذِينَ جَاءُوا بالصلاة عَنْهُ (1).
_________
(1) أبو داود (3076)، والبيهقي 6/ 142. وصححه الألباني في «صحيح أبي داود» (2641).(2/246)
4881 - زاد الأوسط قال عروة: أشهد أن عائشة حدثتنى بهذا عن النبى - صلى الله عليه وسلم - وأشهد أن عائشة ما كذبتنى (1).
_________
(1) رواه الطبراني في «الأوسط» 4/ 247 (4102).وقال الهيثمي 4/ 158: رواه الطبراني في «الأوسط» بإسنادين: في أحدهما عصام بن رواد بن الجراح، قال الذهبي: ليَّنه أبو أحمد الحاكم، وبقية رجاله ثقات، وفي إسناد الآخر راو كذاب.(2/246)
4882 - سعيد بن زيد رفعه: مَنْ أحيا أرضا قد عجز صاحبها عنها وتركها بمهلكة فهي له. لرزين.(2/247)
4883 - جَابِرُ رفعه: مَنْ أَحْيَا أَرْضًا غلوة مِنَ الْمَصْرِ أَوْ رَمْيَةً مِنَ الْمَصْرِ فَهِيَ لَهُ. لأحمد بلين (1).
_________
(1) أحمد 3/ 363 وقال الهيثمي 4/ 157: وفيه ليث بن أبي سليم وهو مدلس.(2/247)
4884 - أمُ سلمة رفعته: ما مِنِ امْرىءٍ يحيى أرضاً ,فيشرب منها كبد حرّى أو تصيب منها عافية إلا كتب الله له به أجرا. للكبير والأوسط (1).
_________
(1) الطبراني 23/ 397. وقال الهيثمي 4/ 157: وفيه موسى بن يعقوب الزمعي وثقه ابن معين ,وابن حبان، وضعفه المديني وتفرد عن قريبة شيخته. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5152).(2/247)
4885 - يزِيدُ مَوْلَى الْمُنْبَعِثِ عن زَيْدَ بْنَ خَالِدٍ: سُئِلَ النبي - صلى الله عليه وسلم - عَنِ اللُّقَطَةِ الذَّهَبِ والْوَرِقِ ,فَقَالَ: اعْرِفْ وِكَاءَهَا وَعِفَاصَهَا ,ثُمَّ عَرِّفْهَا سَنَةً فَإِنْ لَمْ تَعْرِفْ فَاسْتَنْفِقْهَا وَلْتَكُنْ وَدِيعَةً عِنْدَكَ ,فَإِنْ جَاءَ طَالِبُهَا يَوْمًا مِنَ الدَّهْرِ ,فَأَدِّهَا إِلَيْهِ وَسَأَلَهُ عَنْ ضَالَّةِ الإبِلِ ,فَقَالَ: مَا لَكَ وَلَهَا؟ دَعْهَا ,فَإِنَّ مَعَهَا حِذَاءَهَا ,وَسِقَاءَهَا تَرِدُ الْمَاءَ ,وَتَأْكُلُ الشَّجَرَ حَتَّى يَجِدَهَا رَبُّهَا ,وَسَأَلَهُ عَنِ الشَّاةِ ,فَقَالَ: خُذْهَا فَإِنَّمَا هِيَ لَكَ أَوْ لأَخِيكَ أَوْ لِلذِّئْبِ (1).
_________
(1) البخاري (91، 2372، 2427، 2429)، ومسلم (1722)، وأبو داود (1701).(2/247)
4886 - وفي رواية: قَالَ يَزِيدُ: وَهِيَ تُعَرَّفُ أَيْضًا (1).
_________
(1) انظر السابق.(2/247)
4887 - وفي أخرى قال: فَضَالَّةُ الإبِلِ؟ فَغَضِبَ - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى احْمَرَّتْ وَجْنَتَاهُ، ثُمَّ قَالَ: مَا لَكَ وَلَهَا؟. للستة إلا النسائي (4).(2/247)
4888 - أُبَيُّ بنُ كعبٍ: وجدت صُرةً فيها مائةُ دينارٍ ,فأتيتُ بها النبي - صلى الله عليه وسلم -،فقال: عَرِّفها حولاً ,فعرفتها ,فلم أجد مَنْ يعرفُها ,ثم أتيته ,فقال: عرفها حولاً ,فلم أجد من يعرفها ,ثم أتيته ,فقال: عرِّفها حولاً ,فلم أجد من يعرفها ,فقال: احفظ
[ص:248] عددها ,ووعاءها ,ووكاءها ,فإن جاء صاحبها ,وإلا فاستمتع بها. للشيخين وأبي داود والترمذي مطولاً (1).
_________
(1) البخاري (2426)، ومسلم (1723).(2/247)
4889 - عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الثَّمَرِ الْمُعَلَّقِ ,فَقَالَ: مَنْ أَصَابَ منه مِنْ ذِي حَاجَةٍ غَيْرَ مُتَّخِذٍ خُبْنَةً ,فَلا شَيْءَ عَلَيْهِ وَمَنْ خَرَجَ بِشَيْءٍ مِنْهُ فَعَلَيْهِ غَرَامَةُ مِثْلَيْهِ وَالْعُقُوبَةُ وَمَنْ سَرَقَ مِنْهُ شَيْئًا بَعْدَ أَنْ يُؤْوِيَهُ الْجَرِينُ فَبَلَغَ ثَمَنَ الْمِجَنِّ فَعَلَيْهِ الْقَطْعُ ومن سرق دون ذلك فعليه غرامة مثليه والعقوبة وَذَكَرَ فِي ضَالَّةِ الإبِلِ وَالْغَنَمِ كَمَا ذَكَرَ غَيْرُهُ ,وَسُئِلَ عَنِ اللُّقَطَةِ ,فَقَالَ: مَا كَانَ مِنْهَا فِي الطَرِيقِ الْمِيتَاءِ أَوِ الْقَرْيَةِ الْجَامِعَةِ فَعَرِّفْهَا سَنَةً ,فَإِنْ جَاءَ صاحبها ,فَادْفَعْهَا إِلَيْهِ وَإِنْ لَمْ يَأْتِ فَهِيَ لَكَ وَمَا كَانَ منها فِي الْخَرَابِ يَعْنِي فَفِيهَا وَفِي الرِّكَازِ الْخُمُسُ. لأبي داود والنسائي بلفظه (1).
_________
(1) أبو داود (1710)، والترمذي (1289) وقال: حسن. وحسنه الألباني في صحيح أبي داود (1504).(2/248)
4890 - سَهْلُ بنُ سَعْدٍ: أَنَّ عليًا دَخَلَ عَلَى فَاطِمَةَ وَحَسَنٌ وَحُسَيْنٌ يَبْكِيَانِ ,فَقَالَ: مَا يُبْكِيكِمَا؟ قَالَتِ: الْجُوعُ ,فَخَرَجَ عَلِيٌّ فَوَجَدَ دِينَارًا بِالسُّوقِ ,فَجَاءَ إِلَى فَاطِمَةَ ,فَأَخْبَرَهَا ,فَقَالَتِ: اذْهَبْ إِلَى فُلانٍ الْيَهُودِيِّ، فَخُذْ لَنَا دَقِيقًا ,فَجَاءَ إلي الْيَهُودِيَّ فَاشْتَرَى بِهِ دقيقا ,فَقَالَ الْيَهُودِيُّ: أَنْتَ خَتَنُ هَذَا الَّذِي يَزْعُمُ أَنَّهُ رَسُولُ الله؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَخُذْ دِينَارَكَ وَلَكَ الدَّقِيقُ ,فَخَرَجَ حَتَّى جَاءَ فَاطِمَةَ ,فَأَخْبَرَهَا ,فَقَالَتِ: اذْهَبْ إِلَى فُلانٍ الْجَزَّارِ ,فَخُذْ لَنَا بِدِرْهَمٍ لَحْمًا فَذَهَبَ ,فَرَهَنَ الدِّينَارَ بِدِرْهَمٍ لَحْمًا ,فَجَاءَ بِهِ ,فَعَجَنَتْ ,وَنَصَبَتْ ,وَخَبَزَتْ ,وَأَرْسَلَتْ إِلَى أَبِيهَا ,فَجَاءَهُمْ ,فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ الله أَذْكُرُه لَكَ ,فَإِنْ رَأَيْتَهُ لَنَا حَلالاً أَكَلْنَاهُ ,وَأَكَلْتَ مَعَنَا مِنْ شَأْنِهِ كَذَا وَكَذَا ,فَقَالَ: كُلُوا بِاسْمِ الله فَأَكَلُوا منه فَبَيْنَمَا هُمْ مَكَانَهُمْ إِذَا غُلامٌ يَنْشُدُ الله وَالإسْلامَ الدِّينَارَ فَأَمَرَ به رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فَدُعِيَ لَهُ ,فَسَأَلَهُ ,فَقَالَ: سَقَطَ مِنِّي فِي السُّوقِ ,فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: يَا عَلِيُّ اذْهَبْ إِلَى الْجَزَّارِ ,فَقُلْ لَهُ: إِنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ لَكَ: أَرْسِلْ إِلَيَّ بِالدِّينَارِ وَدِرْهَمُكَ عَلَيَّ ,فَأَرْسَله بِهِ فَدَفَعَهُ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إِلَيْهِ. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (1716)، وقال ابن حجر في «تلخيص الحبير» 3/ 75: وإسناده حسن. وحسنه الألباني في صحيح أبي داود (1510).(2/248)
4891 - عِيَاضُ بْنُ حِمَارٍ رفعه: مَنْ وَجَدَ لُقَطَةً فَلْيُشْهِدْ ذَا عَدْلٍ أَوْ ذَوِي عَدْلٍ وَلا يَكْتُمْ وَلا يُغَيِّبْ فَإِنْ وَجَدَ صَاحِبَهَا فَلْيَرُدَّهَا عَلَيْهِ وَإِلاَّ فَهُوَ مَالُ الله يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ (1).
_________
(1) النسائي 3/ 418، وابن ماجة (2505)، وأحمد 4/ 162. وقال الألباني في «صحيح النسائي»: صحيح.(2/249)
4892 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ضَالَّةُ الإبِلِ الْمَكْتُومَةُ غَرَامَتُهَا وَمِثْلُهَا مَعَهَا (1).
_________
(1) أبو داود (1718)، والبيهقي في ((سننه)) 6/ 191. وقال الألباني في صحيح أبي داود (1511): صحيح.(2/249)
4893 - الْمُنْذِرُ بْنُ جَرِيرٍ: كُنْتُ مَعَ جَرِيرٍ بِالْبَوَازِيجِ فَجَاءَ الرَّاعِي بِالْبَقَرِ وَفِيهَا بَقَرَةٌ لَيْسَتْ مِنْهَا ,فَقَالَ لَهُ جَرِيرٌ: مَا هَذِهِ؟ قَالَ: لَحِقَتْ بِالْبَقَرِ لا نَدْرِي لِمَنْ هِيَ. قَالَ جَرِيرٌ: أَخْرِجُوه ,سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: لا يَأْوِي الضَّالَّةَ إِلاَّ ضَالٌّ. هي لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (1720). وقال الألباني في صحيح أبي داود (1513): المرفوع صحيح.(2/249)
4894 - عَبْدُ اللهِ بْنُ الشِّخِّيرِ رفعه: عَنْ أَبِيهِ ضَالَّةُ الْمُسْلِمِ حَرَقُ النَّارِ. للقزويني (1).
_________
(1) ابن ماجة (2502)، وقال البوصيري في «زوائده» ص341 (842): صحيح ,ورجاله ثقات أثبات. وصححه الألباني في صحيح ابن ماجة (2529).(2/249)
4895 - ثَابِتُ بْنُ الضَّحَّاكِ: وَجَدَ بَعِيرًا ضالاً بِالْحَرَّةِ ,فَعَقَلَهُ ,ثُمَّ ذَكَرَهُ لِعُمَرَ فَأَمَرَهُ أَنْ يُعَرِّفَهُ ثَلاثَ مَرَّاتٍ ,فَقَالَ: قَدْ شَغَلَنِي عَنْ ضَيْعَتِي، فَقَالَ: أَرْسِلْهُ حَيْثُ وَجَدْتَهُ. للموطأ (1).
_________
(1) مالك 2/ 581.(2/249)
4896 - مَالِكٌ أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ شِهَابٍ يَقُولُ: كَانَتْ ضَوَالُّ الإبِلِ فِي زَمَانِ عُمَرَ إِبِلاً مُؤَبَّلَةً تَنَاتَجُ لا يَمَسُّهَا أَحَدٌ حَتَّى إِذَا كَانَ زَمَانُ عُثْمَانَ أَمَرَ بِتَعْرِيفِهَا ثُمَّ تُبَاعُ (2).(2/249)
4897 - جَابِرٌ: رَخَّصَ لَنَا رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي الْعَصَا وَالسَّوْطِ وَالْحَبْلِ وَأَشْبَاهِهِ يَلْتَقِطُهُ الرَّجُلُ يَنْتَفِعُ بِهِ (1).
_________
(1) أبو داود (1717)، وقال المنذري 2/ 272 (1643): ذكر أبو داود أن بعضهم رواه، ولم يذكر النبي - صلى الله عليه وسلم -، وفي إسناده المغيرة بن زياد وقد تكلم فيه غير واحد. وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (377).(2/249)
4898 - عَامِرٌ الشَّعْبِيُّ أرسله: مَنْ وَجَدَ دَابَّةً قَدْ عَجَزَ عَنْهَا أَهْلُهَا أَنْ
[ص:250] يعقلوها فَسَيَّبُوهَا فَأَخَذَهَا فَأَحْيَاهَا فَهِيَ لَهُ. هما لأبي داود (1).
_________
(1) رواه أبو داود (3524). وحسنه الألباني في «صحيح أبي داود» (5292).(2/249)
4899 - عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ التَّيْمِيِّ: أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - نَهَى عَنْ لُقَطَةِ الْحَاجِّ. لمسلم ,ولأبي داود (1).
وزاد: قال ابن وهب- يعني في لقطة الحاج-: يتركها حتى يجدها صاحبها.
_________
(1) مسلم (1724)، وأبو داود (1719).(2/250)
4900 - ابْنُ مَسْعُودٍ: اشْتَرَى جَارِيَةً وَفُقِدَ صاحبها ,فَأَخَذَ يُعْطِي الدِّرْهَمَ وَالدِّرْهَمَيْنِ ويقول: اللهمَّ عَنْ فُلانٍ، فَإِنْ أَتَى فَلِي ,وَعَلَيَّ وَقَالَ: هَكَذَا فَافْعَلُوا بِاللُّقَطَةِ إذا لم تجدوا صاحبها وعن ابن مسعود نحوه للبخاري (1).
_________
(1) البخاري معلقًا قبل الرواية (5292).(2/250)
4901 - أبو عمرو الشيباني: أتيت ابن مسعود بأباق من عبيد اليمن فقال: الأجر والغنيمة، قلت: أما الأجر فقد عرفناه فما الغنيمة؟ قال أربعون درهما عن كل رأس. للكبير وفيه أبو رباح (1).
_________
(1) الطبراني 9/ 219 (9066). وقال الهيثمي 4/ 171: وفيه أبو رباح، ولم أعرفه وبقية رجاله رجال الصحيح.(2/250)
كتاب القضاء(2/250)
القضاء المذموم والمحمود وآدابه وكيفية الحكم(2/250)
4902 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: مَنْ جُعِلَ قَاضِيًا بَيْنَ النَّاسِ فَقَدْ ذُبِحَ بِغَيْرِ سِكِّينٍ. لأبي داود ,والترمذي (1).
_________
(1) أبو داود (3572)، والترمذي (1325). وقال: حسن غريب. وصححه الألباني في «المشكاة» (3733).(2/250)
4903 - بُرَيْدَةُ رفعه: الْقُضَاةُ ثَلاثَةٌ: وَاحِدٌ فِي الْجَنَّةِ وَاثْنَانِ فِي النَّارِ، فَأَمَّا الَّذِي فِي الْجَنَّةِ فَرَجُلٌ عَرَفَ الْحَقَّ وقضى بِهِ وَرَجُلٌ عَرَفَ الْحَقَّ فَجَارَ فِي الْحُكْمِ فَهُوَ فِي النَّارِ وَرَجُلٌ قَضَى لِلنَّاسِ عَلَى جَهْلٍ فَهُوَ فِي النَّارِ. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (3573). وصححه الألباني في «الإرواء» 8/ 235 (2614).(2/250)
4904 - ابن عمر: قال له عثمان: اقض بَيْنَ النَّاسِ. قَالَ: أَوَ تُعَافِينِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. قَالَ: ومَا تَكْرَهُ مِنْ ذَلِكَ وَقَدْ كَانَ أَبُوكَ يَقْضِي؟ قَالَ: لأنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: مَنْ كَانَ قَاضِيًا فَقَضَى بِالْعَدْلِ فَبِالْحَرِيِّ أَنْ يَنْقَلِبَ
[ص:251] مِنْهُ كَفَافًا ,فَمَا راجعه بَعْدَ ذَلِكَ. للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (1322) وقال: غريب، وليس إسناده عندي بمتصل. وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (221).(2/250)
4905 - ولرزين نحوه وفيه: فإن أباك كان يقضي، فقال: إن أبي لو أشكل عليه شيء سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولو أشكل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيء سأل جبريل عليه السلام، وإني لا أجد من أسأله، وسمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: من عاذ بالله فقد عاذ بعظيم، وسمعته يقول: من عاذ بالله فأعيذوه، وإني أعوذ بالله أن تجعلني قاضيا، فأعفاه وقال: لا تخبر أحداً (1).
_________
(1) أحمد 1/ 66 نحوه، وابن سعد في «الطبقات» 4/ 146، وصححه ابن حبان 11/ 440 (5056).(2/251)
4906 - أَنَسٌ رفعه: مَنْ سَأَلَ الْقَضَاءَ وُكِلَ إِلَى نَفْسِهِ وَمَنْ جُبِرَ عَلَيْهِ يُنْزِلُ عَلَيْهِ مَلَكًا فَيُسَدِّدُهُ. لأبي داود والترمذي (1).
_________
(1) أبو داود (3578)، والترمذي (1323). وضعفه الألباني في «ضعيف أبي داود» وفي «المشكاة» (3734).(2/251)
4907 - مَنْ طَلَبَ قَضَاءَ الْمُسْلِمِينَ حَتَّى يَنَالَهُ ثُمَّ غَلَبَ عَدْلُهُ جَوْرَهُ فَلَهُ الْجَنَّةُ وَمَنْ غَلَبَ جَوْرُهُ عَدْلَهُ فَلَهُ النَّارُ. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (3575). وضعفه الألباني في «المشكاة» (3736).(2/251)
4908 - ابْنُ الْمُسَيَّبِ: أن مسلما ويهوديًا اختصما إلى عمر فَرَأَى الْحَقَّ لِلْيَهُودِيِّ، فَقَضَى لَهُ به ,فَقَالَ لَهُ الْيَهُودِيُّ: وَالله لَقَدْ قَضَيْتَ بِالْحَقِّ فَضَرَبَهُ عُمَرُ بِالدِّرَّةِ وقال ما يُدْرِيكَ فَقَالَ لَهُ الْيَهُودِيُّ والله إِنَّا نَجِدُ في التوراة أَنَّهُ لَيْسَ قَاضٍ يَقْضِي بِالْحَقِّ إِلاَّ كَانَ عَنْ يَمِينِهِ مَلَكٌ وَعَنْ شِمَالِهِ مَلَكٌ يُسَدِّدَانِهِ وَيُوَفِّقَانِهِ لِلْحَقِّ مَا دَامَ مَعَ الْحَقِّ فَإِذَا تَرَكَ الْحَقَّ عَرَجَا وَتَرَكَاهُ. لمالك (1).
_________
(1) مالك 2/ 553. وصححه الألباني في صحيح الجامع (2197).(2/251)
4909 - ابْنُ أَبِي أَوْفَى رفعه: اللهُ مَعَ الْقَاضِي مَا لَمْ يَجُرْ فَإِذَا جَارَ تَخَلَّى عَنْهُ وألزمه الشَّيْطَانُ. للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (1330)، وقال: حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث عمران القطان. وابن ماجة (2312). وحسنه الألباني في صحيح الترمذي (1069).(2/251)
4910 - عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ: إِذَا حَكَمَ الْحَاكِمُ ,فَاجْتَهَدَ ,فأَصَابَ ,فَلَهُ أَجْرَانِ وَإِذَا حَكَمَ فَاجْتَهَدَ وأَخْطَأَ فَلَهُ أَجْرٌ. للشيخين ,وأبي داود (1).
_________
(1) البخاري (7352)، ومسلم (1716).(2/251)
4911 - يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ كَتَبَ إِلَى سَلْمَانَ أَنْ هَلُمَّ إِلَى الأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ فَكَتَبَ إِلَيْهِ سَلْمَانُ: إِنَّ الأَرْضَ لا تُقَدِّسُ أَحَدًا وَإِنَّمَا يُقَدِّسُ الإنْسَانَ عَمَلُهُ وَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّكَ جُعِلْتَ طَبِيبًا تُدَاوِي فَإِنْ كُنْتَ تُبْرِئُ فَنَعِمَّا لَكَ وَإِنْ كُنْتَ مُتَطَبِّبًا فَاحْذَرْ أَنْ تَقْتُلَ إِنْسَانًا فَتَدْخُلَ النَّارَ فَكَانَ أَبُو الدَّرْدَاءِ إِذَا قَضَى بَيْنَ اثْنَيْنِ ثُمَّ أَدْبَرَا عَنْهُ نَظَرَ إِلَيْهِمَا مُتَطَبِّبٌ وَالله ارْجِعَا إِلَيَّ أَعِيدَا عَلَيَّ قِصَّتَكُمَا. لمالك (1).
_________
(1) مالك 2/ 589.(2/252)
4912 - أبو هُرَيْرَةَ وابن عمر: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لَعَنَ الرَّاشِيَ وَالْمُرْتَشِيَ فِي الْحُكْمِ. للترمذي ,ولأبي داود عن ابن عمر وحده (1).
_________
(1) أبو داود (3580) دون قوله: في الحكم، والترمذي (1336) وقال: حسن صحيح. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (1073).(2/252)
4913 - مُعَاذٌ: بَعَثَنِي النبي - صلى الله عليه وسلم - إِلَى الْيَمَنِ فَلَمَّا سِرْتُ أَرْسَلَ فِي أَثَرِي، فَرُدِدْتُ، فَقَالَ: أَتَدْرِي لِمَ بَعَثْتُ إِلَيْكَ؟ لا تُصِيبَنَّ شَيْئًا بِغَيْرِ إِذْنِي فَإِنَّهُ غُلُولٌ (وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) لِهَذَا دَعَوْتُكَ فَامْضِ لِعَمَلِكَ. للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (1335)، وقال: حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث أبي أسامة عن داود الأودي. وضعفه الألباني في «ضعيف الترمذي» (226).(2/252)
4914 - عَلِيٌّ: بَعَثَنِي رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إِلَى الْيَمَنِ قَاضِيًا، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ تُرْسِلُنِي وَأَنَا حَدِيثُ السِّنِّ، وَلا عِلْمَ لِي بِالْقَضَاءِ. قَالَ: إِنَّ اللهَ سَيَهْدِي قَلْبَكَ وَيُثَبِّتُ لِسَانَكَ فَإِذَا جَلَسَ بَيْنَ يَدَيْكَ الْخَصْمَانِ فَلا تَقْضِيَنَّ حَتَّى تَسْمَعَ مِنَ الآخَرِ كَمَا سَمِعْتَ مِنَ الأَوَّلِ فَإِنَّهُ أَحْرَى أَنْ يَتَبَيَّنَ لَكَ الْقَضَاءُ فَمَا زِلْتُ قَاضِيًا أَوْ مَا شَكَكْتُ فِي قَضَاءٍ بَعْدُ. للترمذي، ولأبي داود بلفظه (1).
_________
(1) أبو داود (3582)، والترمذي (1331) وقال: حسن. وحسنه الألباني في صحيح أبي داود (3057).(2/252)
4915 - ابْنُ الزُّبَيْرِ: قَضَى رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّ الْخَصْمَيْنِ يَقْعُدَانِ بَيْنَ يَدَيِ الْحَكَمِ. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (3588)،وأحمد 4/ 4. وقال المنذري 5/ 212 (3443): في إسناده مصعب بن ثابت أبو عبد الله المدني، ولا يحتج بحديثه. وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (769).(2/252)
4916 - أبو بَكْرَةَ رفعه: لا يحكم أحد بَيْنَ اثْنَيْنِ وَهُوَ غَضْبَانُ (1).
_________
(1) البخاري (7158)، ومسلم (1717).(2/252)
4917 - وفي رواية: لا يَقْضِيَنَّ فِي قَضَاءٍ بِقَضَاءَيْنِ وَلا يَقْضِي أَحَدٌ بَيْنَ خَصْمَيْنِ وَهُوَ غَضْبَانُ. للستة إلا مالكًا (1).
_________
(1) النسائي 8/ 247، والدارقطني في ((سننه)) 4/ 405. وصححه الألباني في صحيح النسائي (5011).(2/253)
4918 - أمُّ سلمةَ رفعته: إذا ابتلى أحدكم بالقضاء بين المسلمين فلا يقضين وهو غضبان، وليُسَوِ بينهم بالنظر والمجلس والإشارة، ولا يرفعْ صوتَه على أحد الخَصمَينِ فوق الآخر. للموصلى والكبير بضعف (1).
_________
(1) أبو يعلى 10/ 264 (5867) ,والدارقطني في ((سننه)) 4/ 205. وقال الهيثمي 4/ 197: رواه أبو يعلى، والطبراني في «الكبير» باختصار وفيه: عباد بن كثير الثقفي وهو ضعيف. وقال الألباني في الضعيفة (2195): ضعيف جدا.(2/253)
4919 - عمرانُ بنُ حصين رفعه: من دعي إلى حاكم من حكام المسلمين فامتنع وهو ظالم، أو قال: لا حق له. للبزار بلين (1).
_________
(1) البزار كما في «كشف الأستار» (1362). وقال الهيثمي 4/ 198: وفيه عطاء بن أبي ميمونة وهو ضعيف وقد وثقه ابن عدي.(2/253)
4920 - عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَضَى بَيْنَ رَجُلَيْنِ ,فَقَالَ الْمَقْضِيُّ عَلَيْهِ لَمَّا أَدْبَرَ: حَسْبِيَ الله وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ,فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: إِنَّ اللهَ يَلُومُ عَلَى الْعَجْزِ وَلَكِنْ عَلَيْكَ بِالْكَيْسِ فَإِذَا غَلَبَكَ أَمْرٌ ,فَقُلْ: حَسْبِيَ الله وَنِعْمَ الْوَكِيلُ. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (3627) قال المنذري 5/ 236: وفي إسناده بقية بن الوليد، وفيه مقال. وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (782).(2/253)
4921 - أَبِو جَمْرَةَ: كُنْتُ أُتَرْجِمُ بَيْنَ ابْنِ عَبَّاسٍ والنَّاسِ (1).
_________
(1) رواه البخاري (87).(2/253)
4922 - عمرُ وعليٌ وغيرُهما: يقضي القاضي والحاكم فِي الْمَسْجِدِ حَتَّى إِذَا أَتَى عَلَى حَدٍّ أقيم خارج المسجد (1).
_________
(1) البخاري معلقًا قبل (7165) نحوه.(2/253)
4923 - مُعَاذٌ: أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - لَمَّا أَرَادَ أَنْ يَبْعَثه إِلَى الْيَمَنِ قَالَ له: كَيْفَ تَقْضِي إِذَا عَرَضَ لَكَ قَضَاءٌ؟ فقَالَ: أَقْضِي بِكِتَابِ اللهِ. قَالَ: فَإِنْ لَمْ تَجِدْ فِي كِتَابِ اللهِ؟ قَالَ: أقضي بِسُنَّةِ رَسُولِ اللهِ. قَالَ: فَإِنْ لَمْ تَجِدْ فِي سُنَّةِ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وَلا فِي كِتَابِ الله؟ قَالَ: أَجْتَهِدُ رَأْيِي وَلا آلُو، فَضَرَبَ - صلى الله عليه وسلم - صَدْرَهُ، وَقَالَ: الْحَمْدُ للهِ الَّذِي وَفَّقَ رَسُولَ رَسُولِ الله لِمَا يُرْضِي رَسُولَ الله (1).
_________
(1) أبو داود (3592)، والترمذي (1327 - 1328) وقال: لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وليس إسناده عندي بمتصل، والدارمي (168). وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (770). وقال ابن حجر في «تلخيص الحبير» 4/ 82: غريب.(2/253)
4924 - وفى رواية: أن معاذا سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله بم أقضى؟ قال: بكتاب الله. قال: فإن لم أجد؟ قال: بسنة رسول الله. قال: فإن لم أجد؟ قال: استدق الدنيا ,ويعظم في عينك ما عند الله واجتهد رأيك فيسددك الله للحق. لأبي داود، والترمذي.(2/254)
4925 - شُرَيْحٌ: كَتَبَ إِلَى عُمَرَ يَسْأَلُهُ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ: أَنِ اقْضِ بِمَا فِي كِتَابِ الله، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فَبِسُنَّةِ رَسُولِ الله، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِي كِتَابِ الله وَلا فِي سُنَّةِ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فَاقْضِ بِمَا قَضَى بِهِ الصَّالِحُونَ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فيما قضى بِهِ الصَّالِحُونَ، فَإِنْ شِئْتَ فَتَقَدَّمْ وَإِنْ شِئْتَ فَتَأَخَّرْ وَلا (أرى) (1) التَّأَخُّرَ إِلاَّ خَيْرًا لَكَ وَالسَّلامُ. للنسائي (2).
_________
(1) من (ب).
(2) النسائي 8/ 231. وقال الألباني في صحيح النسائي (4989): صحيح الإسناد.(2/254)
4926 - أُمُّ سَلَمَةَ: أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - سَمِعَ جَلَبَةً بِبَابِ حُجْرَتِهِ ,فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ، فَقَالَ: ((إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ وَإِنَّهُ يَأْتِينِي الْخَصْمُ فَلَعَلَّ بعضَكم أَبْلَغَ مِنْ بَعْضٍ فَأَحْسِبُ أَنَّهُ صَادِقٌ فَأَقْضِي لَهُ ,فَمَنْ قَضَيْتُ لَهُ بِحَقِّ مُسْلِمٍ، فَإِنَّمَا هِيَ قِطْعَةٌ مِنَ النَّارِ فَلْيَحْمِلْهَا أَوْ ليَذَرْهَا)) (1).
_________
(1) البخاري (2326)،ومسلم (1713).(2/254)
4927 - وفي رواية: أن رجلين أتيا النبي - صلى الله عليه وسلم - يختصمان في مواريث ولم يكن لهما بينة، فقال: ((لعلَّ بعضَكم أن يكون ألحن بحجته ... )) الحديث، وفي آخره، فبكى الرجلان وقال كلُّ منهما لصاحبه: حقي لك، فقال لهما - صلى الله عليه وسلم -: ((أما إذا فعلتما ذلك فاقتسما فتوخيا الحق، ثم استهما، ثم تحللا)). للستة (1).
_________
(1) أبو داود (3584). وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (776).(2/254)
الدعاوى والبينات والشهادات والحبس وغير ذلك(2/254)
4928 - ابنُ عمرو بن العاص رفعه: ((الْبَيِّنَةُ عَلَى الْمُدَّعِي، وَالْيَمِينُ عَلَى الْمُدَّعَى عَلَيْهِ)). للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (1341) وقال: في إسناده مقال، ومحمد بن عبيد الله العزرمي يضعف في الحديث من قبل حفظه، ضعفه ابن المبارك وغيره. وصححه الألباني في «صحيح الترمذي» (1078).(2/254)
4929 - ابْنُ عَبَّاسٍ رفعه: ((لَوْ يُعْطَى النَّاسُ بِدَعْوَاهُمْ لادَّعَى قوم دِمَاءَ رِجَالٍ وَأَمْوَالَهمْ، وَلَكِنَّ الْيَمِينَ عَلَى الْمُدَّعَى عَلَيْهِ)) (1).
_________
(1) مسلم (1711).(2/255)
4930 - وفي رواية: أَنَّ امْرَأَتَيْنِ كَانَتَا تَخْرِزَانِ فَخَرَجَتْ إِحْدَاهُمَا، وَقَدْ أُنْفِذَ بِإِشْفَى فِي كَفِّهَا، فَادَّعَتْ عَلَى الأُخْرَى فَرُفِعَ ذلك إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، فَقَالَ: قَالَ - صلى الله عليه وسلم -: لَوْ يُعْطَى النَّاسُ بِدَعْوَاهُمْ لذَهَب دِمَاؤهم وَأَمْوَالُهُمْ. ذَكِّرُوهَا بِالله، وَاقْرَءُوا عَلَيْهَا: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ الله} فَذَكَّرُوهَا فَاعْتَرَفَتْ، فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((الْيَمِينُ عَلَى الْمُدَّعَى عَلَيْهِ)). للستة إلا مالكًا (1).
_________
(1) البخاري (4552)، والنسائي 8/ 248.(2/255)
4931 - وعنه: أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قَضَى بِيَمِينٍ وَشَاهِدٍ. لمسلم ,وأبي داود (1).
_________
(1) مسلم (1712)، وأبو داود (3608).(2/255)
4932 - أبو هُرَيْرَةَ: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قضى بِالْيَمِينِ مَعَ الشَّاهِدِ الْوَاحِدِ. لأبي داود ,والترمذي وله عن جابر مثله (1).
_________
(1) أبو داود (3610)، والترمذي (1343) وقال: حسن غريب. ورواية جابر رواها الترمذي (1344). وصححه الألباني في صحيح الترمذي (1080).(2/255)
4933 - الزُّبَيْبُ الْعَنْبَرِي: بَعَثَ النَبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - جَيْشًا إِلَى بَنِي الْعَنْبَرِ فَأَخَذُوهُمْ بِرُكْبَةٍ مِنْ نَاحِيَةِ الطَّائِفِ فَاسْتَاقُوهُمْ إِلَى النبي - صلى الله عليه وسلم - فَرَكِبْتُ فرسي فَسَبَقْتُهُمْ إليه، فَقُلْتُ: السَّلامُ عَلَيْكَ يَا رسول الله وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكَاتُهُ، أَتَانَا جُنْدُكَ فَأَخَذُونَا وَقَدْ كُنَّا أَسْلَمْنَا وَخَضْرَمْنَا آذَانَ النَّعَمِ فقدم بالعنبر، فقال لي - صلى الله عليه وسلم -: ((هَلْ لَك بَيِّنَةٌ عَلَى أَنَّكُمْ أَسْلَمْتُمْ قَبْلَ أَنْ تُؤْخَذُوا فِي هَذِهِ الأَيَّامِ؟)). قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: ((مَنْ بَيِّنَتُكَ؟)) قُلْتُ: سَمُرَةُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي الْعَنْبَرِ، وَرَجُلٌ آخَرُ سَمَّاهُ لَهُ، فَشَهِدَ الرَّجُلُ وَأَبَى سَمُرَةُ أَنْ يَشْهَدَ، فَقَالَ لي - صلى الله عليه وسلم -: ((قَدْ أَبَى سمرة أَنْ يَشْهَدَ لَكَ أفتحلف مَعَ شَاهِدِكَ الآخَرِ؟)) قُلْتُ: نَعَمْ ,فَاسْتَحْلَفَنِي فَحَلَفْتُ بِالله تعالى، لَقَدْ أَسْلَمْنَا يَوْمَ كَذَا وَكَذَا، وَخَضْرَمْنَا آذَانَ النَّعَمِ، فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((اذْهَبُوا فَقَاسِمُوهُمْ أَنْصَافَ الأَمْوَالِ وَلا تَمَسُّوا ذَرَارِيَّهُمْ، ولَوْلا أَنَّ الله لا يُحِبُّ ضَلالَةَ العمل مَا رزأناكم
[ص:256] عِقَالاً)). قَال الزُّبَيْبُ: فَدَعَتْنِي أُمِّي، فَقَالَتْ: هَذَا الرَّجُلُ أَخَذَ (زِرْبِيَّتِي) (1)
,فَانْصَرَفْتُ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ لِي: ((احْبِسْهُ)) ,فَأَخَذْتُ بِتَلبِيبِهِ وَقُمْتُ مَعَهُ مَكَانَنَا ثُمَّ نَظَرَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إِلَيْنَا قَائِمَيْنِ، فَقَالَ: ((مَا تُرِيدُ بِأَسِيرِكَ فَأَرْسَلْتُهُ مِنْ يَدِي؟))، فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم - لِلرَّجُلِ: ((رُدَّ عليه زِرْبِيَّةَ أُمِّهِ الَّتِي أَخَذْتَ مِنْهَا)) ,فَقَالَ: يَا إِنَّهَا خَرَجَتْ مِنْ يَدِي، فَاخْتَلَعَ - صلى الله عليه وسلم - سَيْفَ الرَّجُلِ فَأَعْطَانِيهِ، وَقَالَ لِلرَّجُلِ: ((اذْهَبْ فَزِدْهُ آصُعًا مِنْ طَعَامٍ)) ,فأعطاني آصُعًا مِنْ شَعِيرٍ. لأبي داود (2).
_________
(1) في الأصل: زريبتي، والصواب، وأثبتناه من مصادر التخريج، أبو داود (3612) ..
(2) أبو داود (3612)،وابن ماجة (2230). وقال المنذري 5/ 229: إسناده ليس بذاك. وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (778).(2/255)
4934 - عَبْدُ اللهِ بْنُ عُبَيْدِالله بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ: أَنَّ بَنِي صُهَيْبٍ مَوْلَى بني جُدْعَانَ ادَّعَوْا بَيْتَيْنِ وَحُجْرَةً، وأَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أَعْطَى ذَلِكَ صُهَيْبًا، فَقَالَ مَرْوَانُ: مَنْ يَشْهَدُ لَكُم عَلَى ذَلِكَ؟ قَالُوا: ابْنُ عُمَرَ, فَشَهِدَ لأَعْطَى النبي - صلى الله عليه وسلم - صُهَيْبًا بَيْتَيْنِ وَحُجْرَةً ,فَقَضَى مَرْوَانُ بِشَهَادَتِهِ لَهُمْ. للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (2624).(2/256)
4935 - أبو مُوسَى: أَنَّ رَجُلَيْنِ ادَّعَيَا بَعِيرًا فَبَعَثَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا شَاهِدَيْنِ، فَقَسَمَهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - بَيْنَهُمَا نِصْفَيْنِ (1).
_________
(1) أبو داود (3615)، والنسائي 8/ 248. وقال المنذري 5/ 232 - 233: أخرجه النسائي وقال: هذا خطأ، ومحمد بن كثير هذا هو المصيصي، وهو صدوق إلا أنه كثير الخطأ. وذكر أنه خولف في إسناده ومتنه. هذا آخر كلامه، ولم يخرجه أبو داود من حديث محمد بن كثير، وإنما أخرجه بإسناد كلهم ثقات. وضعفه الألباني في ضعيف النسائي (410).(2/256)
4936 - وفي رواية: أنَّ رجلينِ ادعيا بعيرًا أو دابة ليست لواحد منهما بينة فجعله النبي - صلى الله عليه وسلم - بينهما. للنسائي وأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (3613 - 3614) وضعفه الألباني في «ضعيف أبي داود».(2/256)
4937 - أبو هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - عَرَضَ عَلَى قَوْمٍ الْيَمِينَ، فتسارعوا إليه فَأَمَرَ أَنْ يُسْهَمَ بَيْنَهُمْ فِي الْيَمِينِ أَيُّهُمْ يَحْلِفُ. للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (2674).(2/256)
4938 - ولأبي داود رفعه: ((إِذَا أُكْرِهَ الاثْنَانِ على الْيَمِينِ واسْتَحَبَّاهَا فَلْيَسْتَهِمَا عَلَيْهَا)) (1).
_________
(1) أبو داود (3617). وصححه الألباني في صحيح أبي داود (3079).(2/256)
4939 - عمرُو بن شعيب عن أبيه عن جده رفعه: ((لا تجوز شهادة خائنٍ ولا خائنةٍ، ولا زانٍ ولا ذي غِمْرٍ على أخيه)). لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (3601)، وحسنه الألباني في «الإرواء» 8/ 283 (2669).(2/256)
4940 - عَائِشَةُ رفعته: ((لا تَجُوزُ شَهَادَةُ خَائِنٍ وَلا خَائِنَةٍ، وَلا
[ص:257] مَجْلُودٍ حَدًّا، وَلا ذِي غِمْرٍ على أَخِيهِ، وَلا مُجَرَّبِ شَهَادَةٍ، وَلا الْقَانِعِ لأَهْلَ الْبَيْتِ، وَلا ظَنِينٍ فِي وَلاءٍ وَلا قَرَابَةٍ)) قَالَ الْفَزَارِيُّ: الْقَانِعُ التَّابِعُ. للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (2298) وقال: لا نعرف معنى هذا الحديث، ولا يصح عندي من قبل إسناده. وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (398).(2/256)
4941 - مَالِكُ: بلغني أَنَّ عُمَرَ قَالَ: لا تَجُوزُ شَهَادَةُ خَصْمٍ وَلا ظَنِينٍ (1).
_________
(1) مالك 2/ 544،والظنين: المتهم. انظر اللسان مادة: ظنن.(2/257)
4942 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((لا تَجُوزُ شَهَادَةُ بَدَوِيٍّ عَلَى صَاحِبِ قَرْيَةٍ)). لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (3602)،وابن ماجة (2367). وقال المنذري 5/ 219: أخرجه ابن ماجة. ورجال إسناده احتج بهم مسلم في «صحيحه». وصححه الألباني في صحيح أبي داود (3069).(2/257)
4943 - هِشَامُ: كَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ يَقْضِي بِشَهَادَةِ الصِّبْيَانِ فِيمَا بَيْنَهُمْ مِنَ الْجِرَاحِ. لمالك (1).
_________
(1) مالك 2/ 558.(2/257)
4944 - أَنَسٌ قال: شَهَادَةُ الْعَبْدِ إِذَا كَانَ عَدْلاً جَائِزَةٌ. للبخاري في ترجمة (1).
_________
(1) البخاري معلقًا قبل (2659).(2/257)
4945 - رَبِيعَةُ بْنُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ: قَدِمَ رَجُلٌ مِنْ الْعِرَاقِ عَلَى عُمَرَ، فَقَالَ: جِئْتُكَ لأَمْرٍ مَا لَهُ رَأْسٌ وَلا ذَنَبٌ، فَقَالَ عُمَرُ: وما ذاك؟ قَالَ: شَهَادَة الزُّورِ ظَهَرَتْ بِأَرْضِنَا، قَالَ: وَقَدْ كَانَ ذَلِكَ؟! قَالَ: نَعَمْ. فَقَالَ عُمَرُ: وَالله لا يُؤْسَرُ رَجُلٌ فِي الإسْلامِ بِغَيْرِ الْعُدُولِ. لمالك (1).
_________
(1) مالك 2/ 554.(2/257)
4946 - أَيْمَنُ بْنُ خُرَيْمٍ رفعه: ((أَيُّهَا النَّاسُ عَدَلَتْ شَهَادَةُ الزُّورِ إِشْرَاكًا بِالله تعالى)) ثُمَّ قَرَأَ النبي - صلى الله عليه وسلم -: {فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ}. لأبي داود، والترمذي بلفظه وأعله (1).
_________
(1) أحمد 4/ 178،وأبو داود (3599) عن خريم بن فاتك، والترمذي (2299) وقال: غريب إنما نعرفه من حديث سفيان بن زياد، واختلفوا في رواية هذا الحديث عن سفيان بن زياد، ولا نعرف لأيمن بن خريم سماعًا من النبي - صلى الله عليه وسلم -. وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (399).(2/257)
4947 - عَبْدُ الله بْنُ عُتْبَةَ بن مسعود: سَمِعْتُ عُمَرَ يَقُولُ: إِنَّ نَاسًا كَانُوا يأخَذونَ بِالْوَحْيِ فِي عَهْدِ - صلى الله عليه وسلم -، وَإِنَّ الْوَحْيَ قَدِ انْقَطَعَ، فَمَنْ أَظْهَرَ لَنَا خَيْرًا أَمَنَّاهُ وَقَرَّبْنَاهُ، وَلَيْسَ لنا مِنْ سَرِيرَتِهِ شَيْءٌ وَمَنْ أَظْهَرَ لَنَا سُوءًا لَمْ نَأْمَنْهُ وَلَمْ نُصَدِّقْهُ، وَإِنْ قَالَ: إِنَّ سَرِيرَتَهُ حَسَنَةٌ. للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (2641).(2/257)
4948 - زَيْدُ بْنُ خَالِدٍ: أَلا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ الشُّهَدَاءِ الَّذِي يَأْتِي بِشَهَادَتِهِ قَبْلَ أَنْ يُسْأَلَهَا. لمالك، ومسلم، وأبي داود ,والترمذي (1).
_________
(1) مسلم (1719).(2/258)
4949 - خُزَيْمَةُ بنُ ثابت: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - ابْتَاعَ فَرَسًا مِنْ أَعْرَابِيٍّ فَاسْتَتْبَعَهُ إلى منزله؛ ليقبضه ثَمَنَ فَرَسِهِ، فَأَسْرَعَ النبي - صلى الله عليه وسلم - الْمَشْيَ وَأَبْطَأَ الأَعْرَابِيُّ بالفرس ,فَطَفِقَ رِجَالٌ يَعْتَرِضُونَ الأَعْرَابِيَّ يُسَاوِمُونَهُ بِالْفَرَسِ لا يَشْعُرُونَ أنه - صلى الله عليه وسلم - ابْتَاعَه فَنَادَى الأَعْرَابِيُّ النبي - صلى الله عليه وسلم - ,فَقَالَ: إِنْ كُنْتَ مُبْتَاعًا هَذَا الْفَرَسِ وَإِلاَّ بِعْتُهُ، فَقَامَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - حِينَ سَمِعَ نِدَاءَ الأَعْرَابِيِّ، فَقَالَ: ((أَوْ لَيْسَ قَدِ ابْتَعْتُهُ مِنْكَ؟))، فَقَالَ الأَعْرَابِيُّ: لا وَالله مَا بِعْتُكَهُ، فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((بَلَى قَدِ ابْتَعْتُهُ مِنْكَ)) فَطَفِقَ الأَعْرَابِيُّ يَقُولُ: هَلُمَّ شَهِيدًا، فَقَالَ خُزَيْمَةُ: أَنَا أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَايَعْتَهُ ,فَأَقْبَلَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى خُزَيْمَةَ، فَقَالَ: ((بِمَ تَشْهَدُ؟)) ,فَقَالَ: بِتَصْدِيقِكَ يَا رَسُولَ الله فَجَعَلَ - صلى الله عليه وسلم - شَهَادَةَ خُزَيْمَةَ بِشَهَادَةِ رَجُلَيْنِ. لأبي داود والنسائي (1).
_________
(1) أبو داود (3607)، والنسائي 7/ 301، وصححه الألباني في «صحيح أبي داود» (3037).(2/258)
4950 - زاد رزين: فقال الأعرابى: هذا رسول الله؟ فقال له أبو هريرة: كفى بك جهلا أن لا تعرف نبيَّك، صدقَ اللهُ: {الأعراب أشد كفرا ونفاقا وأجدر أن لا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله} ,فاعترف الأعرابيُ بالبيع.(2/258)
4951 - أبو موسى رفعه: ((مَنْ كَتَمَ شهادةً إذا دُعي إليها كان كمن شهد بالزور)). للكبير، والأوسط بلين (1).
_________
(1) الطبراني في «الأوسط» 4/ 270 (4167). وقال الهيثمي 4/ 200: وفيه عبد الله بن صالح، وثقه عبد الملك بن شعيب بن الليث، فقال: ثقه مأمون، وضعفه جماعة. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5811).(2/258)
4952 - ابنُ عمرَ: سُئِلَ النبي - صلى الله عليه وسلم - مَا الَّذِي يَجُوزُ فِي الرَّضَاعِ مِنَ الشُّهُودِ؟، فَقَالَ: ((رَجُلٌ أَوِ امْرَأَةٌ)).(2/258)
4953 - وفي رواية: ((رَجُلٌ وَامْرَأَةٌ)). لأحمد، والكبير بضعف (1).
_________
(1) أحمد 2/ 35. وقال الهيثمي 4/ 202: رواه الطبراني في «الكبير» وأحمد، وفيه محمد بن عبد الرحمن بن البيلماني وهو ضعيف.(2/258)
4954 - حذيفةُ: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أجاز شهادة القابلة. للأوسط بخفى (1).
_________
(1) الطبراني في «الأوسط» 1/ 189 (596). وقال الهيثمي 4/ 201: وفيه من لم أعرفه.(2/259)
4955 - ابْنُ عَبَّاسٍ: يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ، كَيْفَ تَسْأَلُونَ أَهْلَ الْكِتَابِ وَكِتَابُكُمِ الَّذِي أَنْزَلَ الله عَلَى نَبِيِّهِ أَحْدَثُ الكتب بِالله تَقْرَءُونَهُ محضًا لَمْ يُشَبْ، وَقَدْ حَدَّثَكُمُ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ بَدَّلُوا كتاب الله وَغَيَّرُوا وكتبوا بِأَيْدِيهِمُ الْكِتَابَ وقَالُوا: هُوَ مِنْ عِنْدِ الله {لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً} ألا يَنْهَاكُمْ مَا جَاءَكُمْ مِنَ الْعِلْمِ عَنْ مُسَأَلَتِهِمْ؟ لا وَالله مَا رَأَيْنَا فيهُمْ رَجُلاً قَطُّ يَسْأَلُكُمْ عَنِ الَّذِي أُنْزِلَ عَلَيْكُمْ. للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (2685).(2/259)
4956 - أبو نَمْلَةَ الأَنْصَارِي: مُرَّ بِجَنَازَةٍ، فَقَالَ يهوديُّ: يَا مُحَمَّدُ هَلْ تَتَكَلَّمُ هَذِهِ الْجَنَازَةُ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: ((الله أَعْلَمُ))، قَالَ الْيَهُودِيُّ: إِنَّهَا تَتَكَلَّمُ، فَقَالَ النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((مَا حَدَّثَكُمْ أَهْلُ الْكِتَابِ فَلا تُصَدِّقُوهُمْ وَلا تُكَذِّبُوهُمْ، وَقُولُوا آمَنَّا بِالله وَرُسُلِهِ فَإِنْ كَانَ بَاطِلاً لَمْ تُصَدِّقُوهُ، وَإِنْ كَانَ حَقًّا لَمْ تُكَذِّبُوهُ)) (1).
_________
(1) أحمد 4/ 136،وأبو داود (3644). وضعفه الألباني في «ضعيف أبي داود» (768).(2/259)
4957 - الشَّعْبِيُّ: أَنَّ رَجُلاً مِنَ الْمُسْلِمِينَ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ بِدَقُوقَاءَ، وَلَمْ يَجِدْ أَحَدًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ يُشْهِدُهُ عَلَى وَصِيَّتِهِ ,فَأَشْهَدَ رَجُلَيْنِ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ، فَقَدِمَا الْكُوفَةَ ,فَأَتَيَا أَبَا مُوسَى الأَشْعَرِيَّ فَأَخْبَرَاهُ، وَقَدِمَا بِتَرِكَتِهِ وَوَصِيَّتِهِ، قال أبو موسى: هَذَا لَمْ يَكُنْ بَعْدَ الَّذِي كَانَ فِي عَهْدِ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فَأَحْلَفَهُمَا بَعْدَ الْعَصْرِ بِالله: مَا خَانَا وَلا كَذَبَا وَلا بَدَّلا وَلا كَتَمَا وَلا غَيَّرَا، وَإِنَّهَا لَوَصِيَّةُ الرَّجُلِ وَتَرِكَتُهُ فَأَمْضَى شَهَادَتَهُمَا. هما لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (3605). قال الألباني: صحيح الإسناد إن كان الشعبي سمعه من أبي موسى أ. هـ «صحيح أبي داود» (3071).(2/259)
4958 - مُعَاوِيَةُ: ذُكَرَ عنده كَعْبُ الأَحْبَارِ، فَقَالَ: إِنْ كَانَ لمِنْ أَصْدَقِ هَؤُلاءِ الْمُحَدِّثِينَ الَّذِينَ يُحَدِّثُونَ عَنْ الْكِتَابِ، وإنَّا كُنَّا مَعَ ذَلِكَ لَنَبْلُو عَلَيْهِ الْكَذِبَ. للبخاري (1).
_________
(1) البخاري معلقا بعد حديث (7361).(2/259)
4959 - بَهْزُ بْنُ حَكِيمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - حَبَسَ رَجُلاً فِي تُهْمَةٍ. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (3630)،والترمذي (1417) بزيادة وسيأتي، وحسنه الألباني في «صحيح أبي داود» (3087).(2/260)
4960 - وزاد الترمذى والنسائى: ثُمَّ خَلَّى سبيله (1).
_________
(1) الترمذي (1417)، والنسائي 8/ 67، وصححه الحاكم 4/ 102. وحسنه الألباني في صحيح الترمذي (1145).(2/260)
4961 - عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ: أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قَضَى فِي السَّيْلِ الْمَهْزُورِ أَنْ يُمْسَكَ حَتَّى يَبْلُغَ الْكَعْبَيْنِ ثُمَّ يُرْسِلُ الأَعْلَى عَلَى الأَسْفَلِ (1).
_________
(1) أبو داود (3639)، وابن ماجة (2482). وصححه الألباني في «المشكاة» (3005).(2/260)
4962 - الْبَرَاءُ بْنُ عَازِبٍ: كَانَتْ نَاقَةٌ ضَارِيَةٌ ,فَدَخَلَتْ حَائِطًا ,فَأَفْسَدَتْ فِيهِ، فَكُلِّمَ النبي - صلى الله عليه وسلم - فِيهَا، فَقَضَى أَنَّ حِفْظَ الْحَوَائِطِ بِالنَّهَارِ عَلَى أَهْلِهَا، وَأَنَّ حِفْظَ الْمَاشِيَةِ بِاللَّيْلِ عَلَى أَهْلِهَا، وَأَنَّ عَلَى أَهْلِ الْمَاشِيَةِ مَا أَصَابَتْ مَاشِيَتُهُمْ بِاللَّيْلِ. هما لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (3570)، وقال ابن حجر في «الفتح» 12/ 258 نقلاً عن ابن عبد البر: هذا الحديثه إن كان مرسلاً فهو مشهور حدث به الثقات وتلقاه فقهاء الحجاز بالقبول. وصححه الألباني في صحيح أبي داود (3048).(2/260)
4963 - رَافِعُ بْنُ خَدِيجٍ رفعه: ((مَنْ زَرَعَ فِي أَرْضِ قَوْمٍ بِغَيْرِ إِذْنِهِمْ فَلَيْسَ لَهُ مِنَ الزَّرْعِ شَيْءٌ وَلَهُ نَفَقَتُهُ)). للترمذي (1).
_________
(1) أبو داود (3403)،والترمذي (1366)،وابن ماجة (2466). وقال في «العلل» 1/ 563 (226): هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث أبي إسحاق إلا من هذا الوجه من حديث شريك بن عبد الله، وسألت محمد بن إسماعيل البخاري عنه فقال: هو حديث حسن، ولا أعرفه من حديث أبي إسحاق إلا من رواية شريك. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (1102).(2/260)
4964 - أبو سَعِيد: اخْتَصَمَ إِلَى النبي - صلى الله عليه وسلم - رَجُلانِ فِي حَرِيمِ نَخْلَةٍ، فَأَمَرَ بِهَا فَذُرِعَتْ فَوُجِدَتْ سَبْعَةَ أَذْرُع (1).
_________
(1) أبو داود (3640). وصححه الألباني في الألباني في «صحيح أبي داود» (3095).(2/260)
4965 - وَفِي رواية: خَمْسَةَ أَذْرُعٍ فَقَضَى بِذَلِكَ (1).
_________
(1) المصدر السابق.(2/260)
4966 - وفي أخرى: فَأَمَرَ بِجَرِيدَةٍ مِنْ جَرِيدِهَا فَذُرِعَتْ. لأبي داود (1).
_________
(1) المصدر السابق.(2/260)
4967 - عَبْدُ الله بْنُ مُغَفَّلٍ رفعه: ((مَنْ حَفَرَ بِئْرًا فَلَهُ أَرْبَعُونَ ذِرَاعًا عَطَنًا لِمَاشِيَتِهِ)). للقزويني، بضعف (1).
_________
(1) ابن ماجة (2486)، وقال البوصيري في «زوائده» ص338 (831): هذا إسناد ضعيف من الطريقين معًا؛ لأن مدار الحديث فيه على إسماعيل بن مسلم المكي تركه يحيى القطان وابن مهدي وابن المبارك والنسائي وضعفه البخاري والعقيلي والدولابي والساجي وابن الجارود وغيرهم. وحسنه الألباني في «صحيح ابن ماجة» (2016).(2/260)
4968 - أبو هريرة رفعه: ((مَنْ أعانَ على خُصُومَةٍ وهو لا يعلم أَحَقٌ أو باطلٌ
[ص:261] فهو في سخطِ اللهِ حتى ينزع، ومن مشى مع قوم يرى أنه شاهد وليس بشاهدٍ فهو كشاهد زور)). للأوسط بلين مطولا (1).
_________
(1) الطبراني في «الأوسط» 8/ 252 (8552). وقال الهيثمي 4/ 201: وفيه رجاء السقطي، ضعفه ابن معين. وضعفه الألباني في الضعيفة (4580).(2/260)
4969 - أوسُ بنُ شرحبيل رفعه: ((من مشى مع ظالم: ليعينه وهو يعلم أنه ظالم فقد خرج من الإسلام)). للكبير وفيه عياش بن يونس (1).
_________
(1) الطبراني 1/ 227 (619). وقال الهيثمي 4/ 205: فيه عياش بن مؤنس ولم أجد من ترجمه، وبقية رجاله وثقوا وفي بعضهم كلام. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5859).(2/261)
الوقف والصلح والأمانة(2/261)
4970 - ابْنُ عُمَرَ: أصاب عُمَرُ أرضا بخيبر فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقَالَ: يَا رَسُولَ الله أصبتُ أرْضاً بخيبر لم أصب مالًا قطُّ أنْفَس عندي منه فكيف تأمرني به؟ فقال: ((إن شئت حبست أصلها وتصدقت بها)) فتصدق بها عمر أَنها لا يُبَاعُ أصلها وَلا يُوهَبُ وَلا يُورَثُ للفقراء والقربى والرِّقَابِ وفي سبيل الله وابن السبيل (1).
_________
(1) البخاري (2735)، ومسلم (1632).(2/261)
4971 - زاد في رواية: وَالضَّيْفِ لا جُنَاحَ عَلَى مَنْ وَلِيَهَا أَنْ يَأْكُلَ مِنْهَا بِالْمَعْرُوفِ وَيُطْعِمَ صديقًا غير مُتَأَثِّلٍ مالا. للستة إلا مالكًا (1).
_________
(1) البخاري (2313)، ومسلم (1632).(2/261)
4972 - يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: نسخ لِي عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عَبْدِ الله بْنِ عُمَرَ صَدَقَةَ عُمَرَ: بِسْم الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، هَذَا مَا كَتَبَ عَبْدُ الله عُمَرُ فِي ثَمْغٍ بنحو حَدِيثِ ابن عمر، وفيه: فَمَا عَفَا عَنْهُ مِنْ ثَمَرِةٍ فَهُوَ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ، وَإِنْ شَاءَ وَلِيُّ ثَمْغٍ اشْتَرَى مِنْ ثَمَرِهِ رَقِيقًا لِعَمَلِهِ وَكَتَبَ مُعَيْقِيبٌ، وَشَهِدَ عَبْدُ الله بْنُ الأَرْقَمِ هَذَا مَا أَوْصَى بِهِ عَبْدُ الله عُمَرُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أنه إِنْ حَدَثَ بِهِ حَدَثٌ أَنَّ ثَمْغًا، وَصِرْمَةَ بْنَ الأَكْوَعِ، وَالْعَبْدَ الَّذِي فِيهِ، وَالْمِائَةَ السَهْمٍ الَّتِي بِخَيْبَرَ، وَرَقِيقَهُ
[ص:262] الَّذِي فِيهِ، وَالْمِائَةَ الَّتِي أَطْعَمَهُ مُحَمَّدٌ - صلى الله عليه وسلم - بِالْوَادِي تَلِيهِ حَفْصَةُ مَا عَاشَتْ، ثُمَّ يَلِيهِ ذُووا القربى أو الرَّأْيِ مِنْ أَهْلِهَا أَنْ لا يُبَاعَ وَلا يُشْتَرَى، يُنْفِقُهُ حَيْثُ رَأَى مِنَ السَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ وَذَوِي الْقُرْبَى وَلا حَرَجَ عَلَى مَنْ وَلِيَهُ إِنْ أَكَلَ أَوْ آكَلَ أَوِ اشْتَرَى رَقِيقًا مِنْهُ. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (2879). وقال الألباني في «صحيح أبي داود»: صحيح (2503).(2/261)
4973 - سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ: قلت: يَا رَسُولَ الله إِنَّ أمي مَاتَتْ فَأَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: ((الْمَاءُ)) فَحَفَرَ بِئْرًا، وَقَالَ: هَذِهِ لأَمِّ سَعْدٍ. لأبي داود والنسائي (1).
_________
(1) أبو داود (1681)، والنسائي 6/ 254،وابن ماجة (3648). وحسنه الألباني في «صحيح أبي داود» (1476).(2/262)
4974 - أسلمُ: أَنَّهُ سَمِعَ عُمَرَ، يَقُولُ: أَمَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْلا أَنْ أَتْرُكَ آخِرَ النَّاسِ بَبَّانًا لَيْسَ لَهُمْ من شَيْءٌ مَا فُتِحَتْ عَلَيَّ قَرْيَةٌ إِلاَّ قَسَمْتُهَا كَمَا قَسَمَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خَيْبَرَ، وَلَكِنِّي أَتْرُكُهَا خِزَانَةً لَهُمْ يَقْتَسِمُونَهَا. لأبي داود والبخاري بلفظه (1).
_________
(1) البخاري (4235)، وأبو داود (3020).(2/262)
4975 - ابْنُ عُمَرَ: أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - خَرَجَ مُعْتَمِرًا فَحَالَ كُفَّارُ قُرَيْشٍ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْبَيْتِ، فَنَحَرَ هَدْيَهُ وَحَلَقَ رَأْسَهُ بِالْحُدَيْبِيَةِ، وَقَاضَاهُمْ عَلَى أَنْ يَعْتَمِرَوا الْعَامَ الْمُقْبِلَ، وَلا يَحْمِلَ سِلاحًا عَلَيْهِمْ إِلاَّ سُيُوفًا، وَلا يُقِيمَ إِلاَّ مَا أَحَبُّوا، فَاعْتَمَرَ مِنَ الْعَامِ المقْبِلِ، فَدَخَلَهَا كَمَا كَانَ صَالَحَهُمْ، فَلَمَّا أَنْ أَقَامَ بِهَا ثَلاثًا أَمَرُوهُ أَنْ يَخْرُجَ فَخَرَجَ. للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (2701).(2/262)
4976 - عَائِشَةُ: {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا} نزلت في الْمَرْأَةُ تَكُونُ عِنْدَ الرَّجُلِ لا يَسْتَكْثِرُ مِنْهَا فَيُرِيدُ طَلاقَهَا وَيَتَزَوَّجُ غَيْرَهَا، فتقُولُ لَهُ: أَمْسِكْنِي لا تُطَلِّقْنِي ,ثُمَّ تتَزَوَّجْ غَيْرِي وأَنْتَ فِي حِلٍّ مِنَ النَّفَقَةِ عَلَيَّ وَالْقِسْمَةِ لِي فَذَلِكَ قَوْلُهُ: (فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يَصَّالَحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ) للشيخين (1).
_________
(1) البخاري (5206)، ومسلم (3021).(2/262)
4977 - ابْنُ الزُّبَيْرِ عن أبيه: أَنَّ رَجُلاً مِنَ الأَنْصَارِ
[ص:263] خَاصَمَ الزُّبَيْرَ عِنْدَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي شِرَاجِ الْحَرَّةِ الَّتِي يَسْقُونَ بِهَا النَّخْلَ، فَقَالَ الأَنْصَارِيُّ: سَرِّحِ الْمَاءَ يَمُرُّ فَأَبَى عَلَيْهِ فَاخْتَصَمَا، فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم - لِلزُّبَيْرِ: ((اسْقِ يَا زُبَيْرُ، ثُمَّ أَرْسِلِ الْمَاءَ إِلَى جَارِكَ)) فَغَضِبَ الأَنْصَارِيُّ، ثم قال: يا رسول الله أَنْ كَانَ ابْنَ عَمَّتِكَ؟ فَتَلَوَّنَ وَجْهُ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - ثُمَّ قَالَ: ((للزبير اسْقِ يَا زُبَيْرُ ثُمَّ احْبِسِ الْمَاءَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَى الْجَدْرِ))، فَقَالَ الزُّبَيْرُ: وَالله إِنِّي لأَحْسِبُ هَذِهِ الآيَةَ نَزَلَتْ فِي ذَلِكَ {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ} الآية (1).
_________
(1) البخاري (2359 - 2360)، ومسلم (2357).(2/262)
4978 - وفي رواية قال عُرْوَةُ: وَكَانَ النبي - صلى الله عليه وسلم - قَبْلَ ذَلِكَ قد أَشَارَ عَلَى الزُّبَيْرِ بِرَأْيٍ أراد فيه سِعَةً للأنصاري، فَلَمَّا أَحْفَظَ الأَنْصَارِيُّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - اسْتَوْعَى - صلى الله عليه وسلم - لِلْزُّبَيْرِ حَقَّهُ فِي صَرِيحِ الْحُكْمِ. للستة إلا مالكًا (1).
_________
(1) البخاري (2708)، والنسائي 8/ 238 - 239.(2/263)
4979 - ابنُ سيرين: أن الحسن بن علي قال: لو نظرتم ما بين جابرس إلى جابلق ما وجدتم رجلا جده نبي غيري، وأخي، وإني أرى أن تجتمعوا على معاوية {وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين} قال معمر: جابرس وجابلق المشرق والمغرب. للكبير (1).
_________
(1) الطبراني 3/ 87 (2748). وقال الهيثمي 4/ 207 - 208: رجاله رجال الصحيح.(2/263)
4980 - أبو هريرة رفعه: ((الصُّلْحُ جَائِزٌ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ إِلاَّ صُلْحًا حَرَّمَ حَلالاً أَوْ أَحَلَّ حَرَامًا، وَالْمُسْلِمُونَ عَلَى شُرُوطِهِمْ حَرَّمَ حَلالاً أَوْ أَحَلَّ حَرَامًا)). للترمذي وأبي داود، إلا أن أبا داود انتهت روايته عند قوله: ((شروطهم)).
قلت: لم يرو منه أبو هريرة إلا ما ذكره أبو داود، وإنما رواه بطوله الترمذي عن عمرو بن عوف المزني لا عن أبي هريرة (1).
_________
(1) أبو داود (3594)، قال الحاكم 2/ 49: رواة هذا الحديث مدينون ولم يخرجاه. وقال الذهبي: لم يصححه، وكثير ضعفه النسائي وقواه غيره. وصححه الألباني في «الإرواء» 5/ 142 - 143 وقال: فمثله حسن الحديث إن شاء الله تعالى. ما لم يتبين خطؤه. والحديث علقه البخاري قبل (2274). أما رواية الترمذي فقد رواها (1352)، وقال: حسن صحيح، وقال ابن حجر في «الفتح» 4/ 451: كثير بن عبد الله ضعيف عند الأكثر لكن البخاري ومن تبعه كالترمذي وابن خزيمة يقوون أمره. وقال الزيلعي في «نصب الراية» 4/ 112: سكت عنه الحاكم، وقال الذهبي: هو حديث واهٍ.(2/263)
4981 - سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ: أَنَّ أَهْلَ قُبَاءٍ اقْتَتَلُوا حَتَّى تَرَامَوْا بِالْحِجَارَةِ فَأُخْبِرَ النبي - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: ((اذْهَبُوا بِنَا نُصْلِحُ بَيْنَهُمْ)). للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (2693).(2/263)
4982 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((أَدِّ الأَمَانَةَ إِلَى مَنِ ائْتَمَنَكَ وَلا تَخُنْ مَنْ
[ص:264] خَانَكَ)). للترمذي، وأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (3535)، والترمذي (1264)، وقال: حسن غريب، والدارمي (2597). وقال الحاكم 2/ 46: صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (1015).(2/263)
4983 - أبو مُوسَى رفعه: ((إِنَّ الْخَازِنَ الْمُسْلِمَ الأَمِينَ الَّذِي يُعْطِي مَا أُمِرَ بِهِ فَيُعْطِيهِ كَامِلاً مُوَفَّرًا طَيِّبَةً بِهِ نَفْسُهُ، فَيَدْفَعُهُ إِلَى الَّذِي أُمِرَ لَهُ بِهِ أَحَدُ الْمُتَصَدِّقَيْنِ)). للشيخين وأبي داود والنسائي (1).
_________
(1) البخاري (1438)، ومسلم (1023).(2/264)
4984 - حُذَيْفَةُ: حَدَّثَنَا النبي - صلى الله عليه وسلم - حَدِيثَيْنِ قد رَأَيْتُ أَحَدَهُمَا وَأَنَا أَنْتَظِرُ الآخَرَ، حَدَّثَنَا: ((أَنَّ الأَمَانَةَ نَزَلَتْ فِي جَذْرِ قُلُوبِ الرِّجَالِ، ثُمَّ نزل القرآن فعلموا مِنَ الْقُرْآنِ وعَلِمُوا مِنَ السُّنَّةِ)) ثم حَدَّثَنَا عَنْ رَفْع الأمانة، فقَالَ: ((يَنَامُ الرَّجُلُ النَّوْمَةَ فَتُقْبَضُ الأَمَانَةُ مِنْ قَلْبِهِ فَيَظَلُّ أَثَرُهَا مِثْلَ أَثَرِ الْوَكْتِ، ثُمَّ يَنَامُ النَّوْمَةَ فَتُقْبَضُ الأمانةُ من قبله فيظل أَثَرُهَا مِثْلَ أثر الْمَجْلِ، كَجَمْرٍ دَحْرَجْتَهُ عَلَى رِجْلِكَ، فَنَفِطَ فَتَرَاهُ مُنْتَبِرًا وَلَيْسَ فِيهِ شَيْءٌ، ثم أخذ حصًا فدحرجه على رجله، فَيُصْبِحُ النَّاسُ يَتَبَايَعُونَ فَلا يَكَادُ أَحَدٌ يُؤَدِّي الأَمَانَةَ حتى يُقَالُ: إِنَّ فِي بَنِي فُلانٍ رَجُلاً أَمِينًا حتى يُقَالُ لِلرَّجُلِ: ما أجْ لَدَه! ما أظْرَفَه! مَا أَعْقَلَه! وَمَا فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةِ مِنْ إِيمَانٍ وَلَقَدْ أَتَى عَلَيَّ زَمَانٌ وَمَا أُبَالِي أَيَّكُمْ بَايَعْتُ لَئِنْ كَانَ مُسْلِمًا لَيُرَدَّنَّهُ عَلَىَّ دِيْنُهُ، وَإِنْ كَانَ نَصْرَانِيًّا أو يهوديًا ليُرَدَّنَّ عَلَيَّ سَاعِيهِ، وأَمَّا الْيَوْمَ فلا كُنْتُ أُبَايِعُ منكم إِلاَّ فُلانًا وَفُلانًا)). للشيخين والترمذي (1).
_________
(1) البخاري (6497)، ومسلم (143).(2/264)
4985 - أَنَسٌ رفعه: ((لا إِيمَانَ لِمَنْ لا أَمَانَةَ لَهُ، وَلا دِينَ لِمَنْ لا عَهْدَ لَهُ)). لأحمد، والموصلي والبزار، و ((الأوسط)) بلين (1).
_________
(1) أحمد 3/ 135، وأبو يعلى (2863)، والبزار كما في «كشف الأستار» (100) وقال: أبو هلال روى عنه جماعة، وهو غير حافظ. ورواه الطبراني في «الأوسط» 3/ 103 - 104 (2627) قال الهيثمي 1/ 96: فيه أبو هلال، وثقه ابن معين وغيره، وضعفه النسائي وغيره. وقال ابن حجر في
((التقريب)): صدوق فيه لين. وصححه الألباني في ((صحيح الجامع)) (7179).(2/264)
كتاب العتق(2/264)
فضله وآداب الملكية(2/264)
4986 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((أَيُّمَا رَجُلٍ أَعْتَقَ امْرَأً مُسْلِمًا اسْتَنْقَذَ اللهُ بِكُلِّ عُضْوٍ مِنْهُ عُضْوًا مِنْهُ مِنَ النَّارِ))، قَالَ سَعِيدُ بْنُ مَرْجَانَةَ: فَانْطَلَقْتُ بِهِ إِلَى
[ص:265] عَلِيِّ بْنِ الحُسَيْنٍ، فَعَمَدَ إِلَى عَبْدٍ لَهُ قَدْ أَعْطَاهُ بِهِ عَبْدُ الله بْنُ جَعْفَرٍ عَشَرَةَ آلافِ دِرْهَمٍ أَوْ أَلْفَ دِينَارٍ فَأَعْتَقَهُ (1). زاد في رواية: ((حتى فرجه بفرجه)). للشيخين والترمذي.
_________
(1) البخاري (2517)، ومسلم (1509).(2/264)
4987 - أبو أمامة رفعه: ((أَيُّمَا امْرِئٍ مُسْلِمٍ أَعْتَقَ امْرَأً مُسْلِمًا كَانَ فَكَاكَهُ مِنَ النَّارِ، يُجْزِئ كُلُّ عُضْوٍ مِنْهُ عُضْوًا مِنْهُ، وَأَيُّمَا امْرِئٍ مُسْلِمٍ أَعْتَقَ امْرَأَتَيْنِ مُسْلِمَتَيْنِ كَانَتَا فَكَاكَهُ مِنَ النَّارِ، يُجْزِئ كُلُّ عُضْوٍ مِنْهُمَا عُضْوًا مِنْهُ، وَأَيُّمَا امْرَأَةٍ مُسْلِمَةٍ أَعْتَقَتِ امْرَأَةً مُسْلِمَةً كَانَتْ فَكَاكَهَا مِنَ النَّارِ، يُجْزِئ كُلُّ عُضْوٍ مِنْهَا عُضْوًا مِنْهَا)). للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (1547) وقال: حسن صحيح غريب من هذا الوجه. وصححه الألباني في صحيح الجامع (2700).(2/265)
4988 - أبو نجيح رفعه: ((مَنْ أَعْتَقَ رَقَبَةً مُؤْمِنَةً كَانَتْ له فِدَاءَهُ مِنَ النَّارِ)) (1).
_________
(1) أبو داود (3966) وقال المنذري 5/ 425: أخرجه النسائي وفي إسناده: بقية بن الوليد. وفيه مقال، وقد أخرجه النسائي عن طرق أخرى، وفيها ما إسناده حسن. وصححه الألباني في صحيح أبي داود (3356).(2/265)
4989 - الْغَرِيفُ بْنُ الدَّيْلَمِي: أَتَيْنَا وَاثِلَةَ بْنَ الأَسْقَعِ، فَقُلْنَا: حَدِّثْنَا حَدِيثًا لَيْسَ فِيهِ زِيَادَةٌ وَلا نُقْصَانٌ فَغَضِبَ، وَقَالَ: إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَقْرَأُ وَمُصْحَفُهُ مُعَلَّقٌ فِي بَيْتِهِ فَيَزِيدُ وَيَنْقُصُ، فقُلْنَا: إِنَّمَا أَرَدْنَا حَدِيثًا سَمِعْتَهُ مِنَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ: أَتَيْنَا النبي - صلى الله عليه وسلم - فِي صَاحِبٍ لَنَا أَوْجَبَ يَعْنِي -النَّارَ- بِالْقَتْلِ، فَقَالَ: أَعْتِقُوا عَنْهُ يُعْتِقِ الله بِكُلِّ عُضْوٍ مِنْهُ عُضْوًا مِنْهُ مِنَ النَّارِ (1).
_________
(1) أبو داود (3964). وضعفه الألباني في «ضعيف أبي داود» (852).(2/265)
4990 - رَافِعُ بْنُ مَكِيثٍ رفعه: ((حُسْنُ الْمَلَكَةِ يُمْنٌ وَسُوءُ الْخُلُقِ شُؤْمٌ)). هي لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (5162). وضعفه الألباني في «ضعيف أبي داود» (1108).(2/265)
4991 - أبو بَكْرٍ: قَالَ: لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ سَيِّئُ الْمَلَكَةِ. للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (1946) وقال: غريب وقد تكلم أيوب السختياني وغير واحد في فرقد السبخي من قبل حفظه. وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (330).(2/265)
4992 - عَلِيٌّ: كَانَ آخِرُ كَلامِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((الصَّلاةَ، وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ)). للقزويني (1).
_________
(1) أبو داود (5156)،وابن ماجة (2698)، وقال البوصيري في «زوائده» ص 364 (905): هذا إسناد حسن لقصور أحمد بن المقدام عن درجة أهل الضبط، وباقي رجاله على شرط الشيخين. وصححه الألباني في صحيح ابن ماجة (2184).(2/266)
4993 - ابْنُ عُمَرَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله، كَمْ أَعْفُو عَنِ الْخَادِمِ؟ فَصَمَتَ، ثُمَّ قَالَ: يَا رَسُولَ الله، كَمْ أَعْفُو عَنِ الْخَادِمِ؟ فَقَالَ: ((اعف عنه كُلَّ يَوْمٍ سَبْعِينَ مَرَّةً)). لأبي داود، والترمذي (1).
_________
(1) أبو داود (5164)، والترمذي (1949)، وقال: حسن غريب. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (1590).(2/266)
4994 - الْمَعْرُورُ بْنُ سُوَيْدٍ: رأيت أَبا ذَرٍّ وعليه حلة وعلى غلامه مثلها، فسألته عن ذلك فذكر أنه سابَّ رجلاً فعيره بأمه، فأتى الرجلُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فذكر ذلك له فقال له - صلى الله عليه وسلم -: ((إنك امرؤ فيك جاهلية)). قلت: على ساعتي هذه من كبر السن؟ قال: ((نعم هم إِخْوانُكُم وخَوَلُكُم، جعلهم الله تحت أيديكم فمن كان أخُوهُ تَحْتَ يَدِهِ فليطعمْه مما يأكل، وليلبسه مما يلبس، ولا تكلفوهم ما يغلبهم فإن كلفتموهم، فأعينوهم عليه)) (1).
_________
(1) البخاري (30)، ومسلم (1661).(2/266)
4995 - وفي رواية: ((فَإِنْ كَلَّفَهُ مَا يَغْلِبُهُ فَلْيَبِعْهُ)) (1).
_________
(1) البخاري (6050)، ومسلم (1661).(2/266)
4996 - وفي أخرى: ((مَنْ لاءَمَكُمْ مِنْ مَمْلُوكِيكُمْ، فَأَطْعِمُوهُ مِمَّا تَأْكُلُونَ، وَاَكْسُوهُ مِمَّا تكتسون، وَمَنْ لَمْ يُلائِمْكُمْ فَبِيعُوهُ، وَلا تُعَذِّبُوا خَلْقَ الله)). للشيخين وأبي داود والترمذي (1).
_________
(1) رواه مسلم (1661) أبو داود (5157).(2/266)
4997 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((إِذَا صَنَعَ لأَحَدِكُمْ خَادِمُهُ طَعَامًا، ثُمَّ جَاءَهُ بِهِ وَقَدْ وَلِيَ حَرَّهُ وَدُخَانَهُ فَلْيُقْعِدْهُ مَعَهُ فَلْيَأْكُلْ، فَإِنْ كَانَ الطَّعَامُ مَشْفُوهًا فَلْيَضَعْ فِي يَدِهِ مِنْهُ أكْلَةً أَوْ أكْلَتَيْنِ)). للبخاري وأبي داود والترمذي (1).
_________
(1) البخاري (5460).(2/266)
4998 - مَالِكٌ بَلَغَهُ: أَنَّ عُمَرَ كَانَ يَذْهَبُ إِلَى الْعَوَالِي كُلَّ يَوْمِ،
[ص:267] فإن وَجَدَ عَبْدًا فِي عَمَلٍ لا يُطِيقُهُ، وَضَعَ عَنْهُ مِنْهُ (1).
_________
(1) مالك 2/ 747.(2/266)
4999 - أبو سَعِيدٍ رفعه: ((إِذَا ضَرَبَ أَحَدُكُمْ خَادِمَهُ فَذَكَرَ الله، فَارْفَعُوا أَيْدِيَكُمْ)). للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (1950) وقال: قال يحيى بن سعيد: ضعف شعبة أبا هارون العبدي، قال يحيى: وما زال ابن عون عن أبي هارون حتى مات. وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (331).(2/267)
5000 - زَاذَانُ: أَتَيْتُ ابْنَ عُمَرَ وَقَدْ أَعْتَقَ مَمْلُوكًا له، فَأَخَذَ مِنَ الأَرْضِ عُودًا أَوْ شَيْئًا، وقَالَ: مالي فِيهِ مِنَ الأَجْرِ مَا يَسْوَى هَذَا، إِلاَّ أَنِّي سَمِعْتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: ((مَنْ لَطَمَ مَمْلُوكَهُ أَوْ ضَرَبَهُ فَكَفَّارَتُهُ أَنْ يُعْتِقَهُ)). لمسلم (1).
_________
(1) مسلم (1657).(2/267)
5001 - وفي رواية: ((مَنْ ضَرَبَ غُلامًا لَهُ حَدًّا لَمْ يَأْتِهِ، أَوْ لَطَمَهُ فَإِنَّ كَفَّارَتَهُ أَنْ يُعْتِقَهُ)) (1).
_________
(1) مسلم (1657) 30.(2/267)
5002 - سُوَيْدُ بنُ مقرنَ: كُنَّا بَنِي مُقَرِّنٍ لَيْسَ لَنَا إِلاَّ خَادِمٌ وَاحِدَةٌ فَلَطَمَهَا أَحَدُنَا، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: ((أَعْتِقُوهَا)) قَالُوا: لَيْسَ لَهُمْ خَادِمٌ غَيْرُهَا. قَالَ: ((فَلْيَسْتَخْدِمُوهَا فَإِذَا اسْتَغْنَوْا عَنْهَا فَلْيُخَلُّوا سَبِيلَهَا)). لمسلم (1).
_________
(1) مسلم (1658).(2/267)
5003 - أَبُو مَسْعُودٍ الْبَدْرِيّ: كُنْتُ أَضْرِبُ غُلامًا لِي بِالسَّوْطِ، فَسَمِعْتُ صَوْتًا مِنْ خَلْفِي: ((اعْلَمْ أَبَا مَسْعُودٍ)). فَلَمْ أَفْهَمِ الصَّوْتَ مِنَ الْغَضَبِ، قَالَ: فَلَمَّا دَنَا مِنِّي إِذَا هُوَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، فَإِذَا هُوَ يَقُولُ: ((اعْلَمْ أَبَا مَسْعُودٍ)). فَأَلْقَيْتُ السَّوْطَ مِنْ يَدِي فَقَالَ: ((اعْلَمْ أَبَا مَسْعُودٍ أَنَّ الله أَقْدَرُ عَلَيْكَ مِنْكَ عَلَى هَذَا الْغُلامِ)). فَقُلْتُ: لا أَضْرِبُ مَمْلُوكًا بَعْدَهُ أَبَدًا (1).
_________
(1) مسلم (1659)، وأبو داود (5159).(2/267)
5004 - وفي رواية: فَسَقَطَ مِنْ يَدِي السَّوْطُ مِنْ هَيْبَتِهِ (1).
_________
(1) مسلم (1659).(2/267)
5005 - وفي أخرى: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله هُوَ حُرٌّ (لِوَجْهِ الله) (1). قَالَ: ((أَمَا لَوْ لَمْ تَفْعَلْ لَلَفَحَتْكَ النَّارُ، أَوْ لَمسك النَّارُ)). لمسلم وأبي داود والنسائي (2).
_________
(1) ساقطة من (ب).
(2) أبو داود (5159). وصححه الألباني في صحيح الترمذي (4298).(2/267)
5006 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((مَنْ قَذَفَ مَمْلُوكَهُ وهو بريء مما قال، أقام عليه الْحَدُّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)). للشيخين وأبي داود والترمذي (1).
_________
(1) البخاري (6858)، ومسلم (1660).(2/268)
5007 - وعنه رفعه: ((لا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ عَبْدِي وَأَمَتِي، وَلا يَقُولَنَّ الْمَمْلُوكُ رَبِّي وَرَبَّتِي، لْيَقُلِ الْمَالِكُ: فَتَايَ وَفَتَاتِي، وَلْيَقُلِ الْمَمْلُوكُ: سَيِّدِي وَسَيِّدَتِي فَإِنَّكُمُ الْمَمْلُوكُونَ، وَالرَّبُّ الله تعالى)). للشيخين وأبي داود (1).
_________
(1) البخاري (2552)، ومسلم (2249).(2/268)
5008 - أبو موسى رفعه: ((ثَلاثَةٌ لَهُمْ أَجْرَانِ رَجُلٌ آمَنَ بِنَبِيِّهِ وَآمَنَ بِمُحَمَّدٍ، وَالْعَبْدُ الْمَمْلُوكُ إِذَا أَدَّى حَقَّ الله وَحَقَّ مَوَالِيهِ، وَرَجُلٌ كَانَتْ عِنْدَهُ أَمَةٌ يطؤها، فَأَدَّبَهَا فَأَحْسَنَ تَأْدِيبَهَا، وَعَلَّمَهَا فَأَحْسَنَ تَعْلِيمَهَا، ثُمَّ أَعْتَقَهَا فَتَزَوَّجَهَا فَلَهُ أَجْرَانِ)). للستة إلا مالكًا (1).
_________
(1) البخاري (97)، ومسلم (154).(2/268)
5009 - أَبُو هُرَيْرَةَ رفعه: ((لِلْعَبْدِ الْمَمْلُوكِ الْمُصْلِحِ أَجْرَانِ)). فوالَّذِي نَفْسُ أَبِي هُرَيْرَةَ بِيَدِهِ لَوْلا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ الله، وَالْحَجُّ، وَبِرُّ أُمِّي لأَحْبَبْتُ أَنْ أَمُوتَ وَأَنَا مَمْلُوكٌ. للشيخين والترمذي (1).
_________
(1) البخاري (2548)، ومسلم (1665).(2/268)
5010 - جَرِيرٌ رفعه: ((أَيُّمَا عَبْدٍ أَبَقَ فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ الذِّمَّةُ)) (1).
_________
(1) مسلم (69).(2/268)
5011 - وفي رواية: ((إِذَا أَبَقَ الْعَبْدُ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاةٌ، وَإِنْ مَاتَ مَاتَ كَافِرًا)). فأَبَقَ غُلامٌ لِجَرِيرٍ فَأَخَذَهُ فَضَرَبَ عُنُقَهُ. لمسلم ,وأبي داود ,والنسائي (1).
_________
(1) مسلم (70) دون الشطر الثاني، والنسائي 7/ 102.(2/268)
5012 - معاذٌ رفعه: ((إذا ابتاع أحدكم الجارية فليكن أول ما يطعمها الحلواء فإنها أطيب لنفسها)). للأوسط (1).
_________
(1) الطبراني في «الأوسط» 6/ 156 (6069). وقال الهيثمي 4/ 236: إسناده أقل درجاته الحسن. وضعفه الألباني في «ضعيف الجامع» (369).(2/268)
5013 - ابنُ عباس رفعه: ((اشتروا الرقيق وشاركوهم في أرزاقهم وإياكم والزنج فإنهم قصيرة أعمارهم قليلة أرزاقهم)). للكبير و ((الأوسط)) بخفى (1).
_________
(1) الطبراني 10/ 287 (10680)، وفي «الأوسط» 1/ 302 (1013). وقال الهيثمي 4/ 235: فيه من لم أعرفه. وقال الألباني في «الضعيفة» (725): الحديث موضوع، وأما متنه فإني أرى عليه لوائح الوضع ظاهرة، فإن قصر الأعمار وقلة الأرزاق لا علاقة لها بالأمم، بل بالأفراد.(2/269)
5014 - وعنه: ذكر السودان عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((دعوني من السودان ,فإن الأسود ببطنه وفرجه)). للكبير بلين (1).
_________
(1) الطبراني 11/ 191 (11463). وقال الهيثمي 4/ 235: فيه محمد بن زكريا الغلابي، وهو ضعيف جدًّا، وقد وثقه ابن حبان وقال: يعتبر بحديثه إذا روى عن ثقة. وذكره ابن الجوزي في «الموضوعات» 2/ 625 - 626 (1198)، وقال: لا يصح. وقال الألباني في «الضعيفة» (727):موضوع. ثم قال عن متنه: كيف يعقل أن تذم هذه الشريعة العادلة أمة السودان بحذافيرها، وفيهم الأتقياء الصالحون كما في سائر الأمم. وليت شعري ما يكون موقف من كان غير مسلم من السودان إذا بلغه هذا الأمر العام لبني جنسه من شريعة الإسلام.(2/269)
5015 - وعنه قيل: يا رسول الله ما يمنع حبش بني المغيرة أن يأتوك إلا أنهم يخشون أن تردهم؟ قال: ((لا خير في الحبش إن جاعوا سرقوا وإن شبعوا زنوا، وإن فيهم (لخلتين) (1) حسنتين إطعام الطعام وشدة عند البأس)). لرزين، والكبير والبزار (2).
_________
(1) في (ب): لحكمتين.
(2) البزار كما في «كشف الأستار» (2836)، والطبراني 11/ 428 (12213). وقال الهيثمي 4/ 235: ورجال البزار ثقات، وعوسجة المكي فيه خلاف لا يضر، ووثقه غير واحد. وقال الألباني في «الضعيفة» (728): موضوع.
فائدة: قال الإمام ابن القيم في «المنار المنيف» ص101: أحاديث ذم الحبشة والسودان كلها كذب. وأقره الشيخ ملا علي القاري في «موضوعاته» ص332.(2/269)
5016 - وعنه رفعه: ((اتخذوا السودان فإن ثلاثة منهم من سادات أهل الجنة: لقمان الحكيم والنجاشى وبلال المؤذن)). للكبير بضعف، وقال: أراد الحبش (1).
_________
(1) الطبراني 11/ 198 (11482). وقال الهيثمي 4/ 235 - 236: فيه أبين بن سفيان، وهو ضعيف، وقال الألباني في «الضعيفة» (687): ضعيف جدًّا(2/269)
5017 - عثمانُ رفعه: ((الخبث سبعون جزءًا فجزء في الجن والأنس وتسعة وستون في البربر)). للأوسط بلين (1).
_________
(1) الطبراني في ((الأوسط)) 8/ 292 (8672). وقال الهيثمي 4/ 234: وفي إسناده عبد الله بن صالح كاتب الليث، وقد ضعفه جماعة ووثقه آخرون، وبقية رجاله ثقات، وفيه أيضًا: مطلب بن شعيب، قال ابن عدي: لم أر له حديثًا منكرا سوى حديث: ((إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه)). وضعفه الألباني في ((الضعيفة)) (2535).(2/269)
5018 - ابْنُ عَمْرٍو بن العاص رفعه: ((مَنْ أَخْرَجَ صَدَقَةً فَلَمْ يَجِدْ إِلاَّ بَرْبَرِيًّا فَلْيَرُدَّهَا)). لأحمد (1).
_________
(1) أحمد 2/ 221. وقال الهيثمي 4/ 234: وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن، وبقية رجاله ثقات، وقال ابن حجر في ((التقريب)): ابن لهيعة صدوق من السابعة، خلط بعد احتراق كتبه، ورواية ابن المبارك وابن وهب عنه أعدل من غيرهما، وله في مسلم بعض شيء مقرون.(2/269)
5019 - أبو هُرَيْرَة جَلَسَ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - رَجُلٌ، فَقَالَ: ((لَهُ مِنْ أَيْنَ أَنْتَ؟)) قَالَ: بَرْبَرِيٌّ، فَقَالَ لَهُ - صلى الله عليه وسلم -: ((قُمْ عَنِّي)). قَالَ بِمِرْفَقِهِ هَكَذَا، فَلَمَّا قَامَ عَنْهُ أَقْبَلَ عَلَيْنَا - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ: ((إِنَّ الإيمَانَ لا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ)). لأحمد بضعف (1).
_________
(1) أحمد 2/ 367. وقال الهيثمي 4/ 234: وفيه عبد الله بن نافع، وهو متروك، وقال ابن معين: يكتب حديثه، وصالح مولى التوأمة: وقد اختلط.
وأخطأ الهيثمي في تعيين عبد الله بن نافع في ((المجمع)) فظنه القريشي مولى ابن عمر، وضعفه به، وعبد الله بن نافع هذا من أقران ابن أبي ذئب، ولا تعرف له رواية عنه والله أعلم. وقال ابن حجر في ((تقريب التهذيب)): ثقة صحيح الكتاب في حفظه لِيْنٌ من كبار العاشرة.(2/269)
5020 - أبو محمد البدري:
[ص:270] وهبت له جارية بربرية، فقال: هذه من المجوس الذين نهى عنهم النبي - صلى الله عليه وسلم - والذين أشركوا. للكبير، براوٍ لم يسم (1).
_________
(1) رواه الطبراني في الكبير 20/ 332 (787).وقال الهيثمي في ((المجمع)) 4/ 234، وقال: رواه الطبراني وفيه راوٍ لم يسم، وابن لهيعة.(2/269)
عتق المشترك وولد زنا ومن مثل به وعند الموت وغير ذلك(2/270)
5021 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((مَنْ أَعْتَقَ شَقِصًا مِنْ مَمْلُوكِهِ فَعَلَيْهِ خَلاصُهُ فِي مَالِهِ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ مَالٌ، قُوِّمَ الْمَمْلُوكُ قِيمَةَ عَدْلٍ ثُمَّ يستسعى في نصيب الذي لم يعتق غَيْرَ مَشْقُوقٍ عَلَيْهِ)). للشيخين وأبي داود والترمذي (1).
_________
(1) البخاري (2492)، ومسلم (1503).(2/270)
5022 - وعنه: سئل عَنِ الرَّجُلِ تَكُونُ عَلَيْهِ رَقَبَةٌ هَلْ يُعْتِقُ بهَا ابْنَ زِنًا، قَالَ: نَعَمْ ذَلِكَ يُجْزِئُ عَنْهُ. لمالك (1).
_________
(1) مالك 2/ 596.(2/270)
5023 - وعنه رفعه: ((وَلَدُ الزِّنَا شَرُّ الثَّلاثَةِ))، وقَالَ أَبُوهُرَيْرَةَ: لأَنْ أُمَتِّعَ بِسَوْطٍ فِي سَبِيلِ الله أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتِقَ وَلَدَ زِنْيَةٍ. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (3963)، وأحمد 2/ 311، والحاكم 4/ 100، وصححه ووافقه الذهبي. وصححه الألباني في صحيح أبي داود (3354).(2/270)
5024 - نافع: أن ابن عمر أعتق ولد زنية. لأبي داود.(2/270)
5025 - نافع: أن ابن عمر أعتق ولد زنا وأمه. لمالك (1).
_________
(1) مالك 2/ 597.(2/270)
5026 - عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ: جَاءَ رَجُلٌ مُسْتَصْرِخٌ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ لَهُ: ((مَا لَكَ؟)) قَالَ: أَبْصَرَ لِسَيِّدِهِ جَارِيَةً لَهُ فَغَارَ فَجَبَّ مَذَاكِيرَهُ، فَقَالَ: ((اذْهَبْ فَأَنْتَ حُرٌّ))، قَالَ: يَا رَسُولَ الله عَلَى مَنْ نُصْرَتِي، قَالَ: ((نُصْرَتُك عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ)). لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (4519)،وابن ماجة (2680)، وحسنه الألباني في ((صحيح أبي داود)) (3789).(2/270)
5027 - ابنُ عمر: إن وليدة أتت عمر وقد ضربها سيدها بنار أو أصابها فأعتقها عليه. لمالك (1).
_________
(1) مالك 2/ 595.(2/271)
5028 - سمُرةُ رفعه: ((من مثل بعبده عتق عليه، وإن كان لغيره كان عليه ما نقص من ثمنه)).(2/271)
5029 - أبو هريرة رفعه: ((من مثل بعبده عتق عليه، فإن كان عبد غيره كان عليه أرش جنايته، وإن قتله حر فعليه قيمته لسيده)). هما لرزين.(2/271)
5030 - أبو الدَّرْدَاءِ رفعه: مَثَلُ الَّذِي يَعْتِقُ عِنْدَ الْمَوْتِ كَمَثَلِ الَّذِي يُهْدِي إِذَا شَبِعَ. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (3968)، والترمذي (2123)،والنسائي (6/ 238)،والدارمي (3226) , وصححه ابن حبان 8/ 216 (3336)، والحاكم 2/ 213، وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي. وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (853).(2/271)
5031 - عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ: أَنَّ رَجُلاً أَعْتَقَ سِتَّةَ مَمْلُوكِينَ لَهُ عِنْدَ مَوْتِهِ لَمْ يَكُنْ لَهُ مَالٌ غَيْرَهُمْ، فَدَعَاهِمْ النبي - صلى الله عليه وسلم - فَجَزَّأَهُمْ أَثْلاثًا، ثُمَّ أَقْرَعَ بَيْنَهُمْ وأَعْتَقَ اثْنَيْنِ وَأَرَقَّ أَرْبَعَةً، وَقَالَ لَهُ قَوْلاً شَدِيدًا (1).
_________
(1) مسلم (1668).(2/271)
5032 - زاد في رواية: وقال: ((لَوْ شَهِدْتُهُ قَبْلَ أَنْ يُدْفَنَ لَمْ يقبر فِي مَقَابِرِ الْمُسْلِمِينَ)). للستة إلا البخاري (1).
_________
(1) أبو داود (3960).(2/271)
5033 - سَمُرَةُ بنُ جندب رفعه: ((مَنْ مَلَكَ ذَا رَحِمٍ مَحْرَمٍ فَهُوَ حُرٌّ)). لأبي داود والترمذي (1).
_________
(1) أبو داود (3949)، وقال: لم يحدث ذلك الحديث إلا حماد بن سلمة وقد شك فيه. والترمذي (1365)، وقال: لا نعرفه مسندًا إلا من حديث حماد بن سلمة. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (1101).(2/271)
5034 - سَفِينَةُ: كُنْتُ مَمْلُوكًا لأَمِّ سَلَمَةَ، فَقَالَتْ لي: أُعْتِقُكَ وَأَشْتَرِطُ عَلَيْكَ أَنْ تَخْدُمَ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - مَا عِشْتَ، فَقُلْتُ: ولو لَمْ تَشْتَرِطِي عَلَيَّ لم أفعل غيره، فَأَعْتَقَتْنِي وَاشْتَرَطَتْ عَلَيَّ. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (3932)، وابن ماجة (2526). وحسنه الألباني في ((صحيح أبي داود)) (3328).(2/271)
5035 - يَحْيَى بْنُ سَعِيد: تُوُفِّيَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ فِي نَوْمٍ نَامَهُ فَأَعْتَقَتْ عَنْهُ عَائِشَةُ -أخته- رِقَابًا كَثِيرًا. لمالك (1).
_________
(1) مالك 2/ 597.(2/272)
5036 - ابْنُ عُمَرَ رفعه: ((مَنْ أَعْتَقَ عَبْدًا وَلَهُ مَالٌ فَمَالُ الْعَبْدِ لَهُ إِلاَّ أَنْ يَشْتَرِطَ سَيِّده)). لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (3962)، وابن ماجة (2529). وصححه الألباني في ((صحيح أبي داود)) (3353).(2/272)
5037 - رَبِيعَةُ بْنت أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ: أَنَّ الزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ اشْتَرَى عَبْدًا فَأَعْتَقَهُ، وَلِذَلِكَ الْعَبْدِ بَنُونَ مِنِ امْرَأَةٍ حُرَّةٍ، فقال: إن بنيه موالي، وَقَالَ مَوَالِي أُمِّهِمْ: بَلْ هُمْ مَوَالِينَا فَاخْتَصَمُوا إِلَى عُثْمَانَ فَقَضَى لِلزُّبَيْرِ بِوَلائِهِمْ (1).
_________
(1) مالك 2/ 600.(2/272)
5038 - عَائِشَةُ: أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - سُئِلَ عَنِ الرِّقَابِ أَيُّهَا أَفْضَلُ؟ قَالَ: ((أَغْلاهَا ثَمَنًا وَأَنْفَسُهَا عِنْدَ أَهْلِهَا)). هما لمالك (1).
_________
(1) مالك 2/ 597.(2/272)
5039 - أبو هُرَيْرَةَ: لَمَّا أَقْبَلَ يُرِيدُ الإسْلامَ وَمَعَهُ غُلامُهُ ضَلَّ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِنْ صَاحِبِهِ فَأَقْبَلَ بَعْدَ ذَلِكَ وَأَبُو هُرَيْرَةَ جَالِسٌ مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((هَذَا يَا أَبَا هُرَيْرَةَ غُلامُكَ قَدْ أَتَاكَ)) قَالَ: أَمَا إِنِّي أُشْهِدُكَ أَنَّهُ حُرٌّ وهُوَ حِينَ يَقُولُ:
يَالَيلَةً مِنْ طُولِهَا وعَنَائِهَا ... عَلَى أَنَّهَا مِن ْدَارَةِ الكُفْرِ نَجَّتِ للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (2530).(2/272)
أمُّ الولدِ والمدَبَّرُ والمكاتَبُ(2/272)
5040 - سَلامَةُ بِنْتُ مَعْقِلٍ: قَدِمَ بِي عَمِّي فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَبَاعَنِي مِنَ الْحُبَابِ بْنِ عَمْرٍو ,فَوَلَدْتُ لَهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْحُبَابِ ,ثُمَّ هَلَكَ، فَقَالَتِ لي امْرَأَتُهُ: الآنَ وَالله تُبَاعِينَ فِي دَيْنِهِ، فَأَتَيْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله إِنِّي امْرَأَةٌ مِنْ خَارِجَةِ قَيْسِ غَيْلانَ قَدِمَ بِي عَمِّي الْمَدِينَةَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَبَاعَنِي مِنَ الْحُبَابِ بْنِ عَمْرٍو أخي أبي اليسر بْنِ عَمْرٍو، فَوَلَدْتُ لَهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْحُبَابِ، فَقَالَتِ امْرَأَتُهُ: الآنَ وَالله تُبَاعِينَ فِي دَيْنِهِ، فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((مَنْ
[ص:273] وَلِيُّ الْحُبَابِ بن عمرو)) قِيلَ: أَخُوهُ أَبُو اليسرِ فَبَعَثَ إِلَيْهِ فَقَالَ: أَعْتِقُوهَا ,فَإِذَا سَمِعْتُمْ بِرَقِيقٍ قَدِمَ عَلَيَّ فَأْتُونِي أُعَوِّضْكُمْ مِنْهَا ,فَأَعْتَقُونِي وَقَدِمَ عليه - صلى الله عليه وسلم - رَقِيقٌ فَعَوَّضَهُمْ مِنِّي غُلامًا. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (3953)، قال المنذري 5/ 411: والحديث في إسناده محمد بن إسحاق، وقال الخطابي: إسناده ليس بذاك. وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (851).(2/272)
5041 - عمرُ: أَيُّمَا وَلِيدَةٍ وَلَدَتْ مِنْ سَيِّدِهَا، فَإِنَّهُ لا يَبِيعُهَا، وَلا يَهَبُهَا، وَلا يُوَرِّثُهَا، وَهُوَ يَسْتَمْتِعُ منهَا، فَإِذَا مَاتَ فَهِيَ حُرَّةٌ. لمالك (1).
_________
(1) مالك 2/ 594.(2/273)
5042 - جَابِرُ: كُنَّا نَبِيعُ سَرَارِيَّنَا وَأُمَّهَاتِ أَوْلادِنَا وَالنَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فِينَا حَيٌّ لا يرَى بِذَلِكَ بَأْسًا. للقزويني (1).
_________
(1) ابن ماجة (2517)، قال البوصيري في ((مصباح الزجاجة)) 3/ 98: هذا إسناده صحيح رجاله ثقات، وصححه ابن حبان 10/ 165 (4323).وصححه الألباني في صحيح ابن ماجة (2040).(2/273)
5043 - وعنه: دَبَّرَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ غُلامًا لَمْ يَكُنْ لَهُ مَالٌ غَيْرُهُ فَبَاعَهُ - صلى الله عليه وسلم - فَاشْتَرَاهُ ابْنُ النَّحَّامِ عَبْدًا قِبْطِيًّا مَاتَ عَامَ الأَوَّلَ فِي إِمَارَةِ ابْنِ الزُّبَيْرِ (1).
_________
(1) البخاري (2141)، مسلم (997).(2/273)
5044 - وفي رواية: أنه باعه بثمانمائة درهم فدفعها إليه، ثم قال: أبدأ بنفسك فتصدق عليها، فإن فضل شيء فَلِأهلك، وإن فضل عن أهلك شيء فلذي قرابتك، فإن فضل عن ذي قرابتك شيء فهكذا وهكذا. يقول: فبين يديك وعن يمينك وعن شمالك. للستة إلا مالكًا (1).
_________
(1) البخاري (2141)، ومسلم (997).(2/273)
5045 - عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ رفعه: ((الْمُكَاتَبُ عَبْدٌ مَا بَقِيَ عَلَيْهِ مِنْ مُكَاتَبَتِهِ دِرْهَمٌ)) (1).
_________
(1) أبو داود (3926)، الترمذي (1259) وحسنه. وحسنه الألباني في صحيح الجامع (6722).(2/273)
5046 - أُمُّ سَلَمَةَ رفعته: ((إِذَا كَانَ عِنْدَ مُكَاتَبِ إِحْدَاكُنَّ مَا يُؤَدِّي فَلْتَحْتَجِبْ مِنْهُ)). هما لأبي داود والترمذي (1).
_________
(1) أبو داود (3928)، والترمذي (1261)، وقال: حسن صحيح. وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (216).(2/273)
5047 - عمرُ بنُ أنس: سألَ سيرينٌ أنساً المكاتبةَ وكان كثير المال، فأبى فانطلق سيرين إلى عمر فدعاه عمر، وقال له: كاتِبْهُ فأبى، فضربه عمر بالدرة وتلا {فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيراً} فكاتبه. لرزين (1).
قلت: الذي في البخاري في المكاتب تعليقا، قال: روح عن ابن جريج،
قلت لعطاء: أواجبٌ عليَّ إذا علمت له مالا أن أكاتبه؟ قال: ما أراه
[ص:274] إلا واجبًا، وقال عمروُ بنُ دينارٍ: قلت لعطاء: أتؤثره عن أحد؟ قال: لا، ثم أخبرني: أن موسى بن أنس أخبره: أن سيرينَ سألَ أنساً المكاتبة وكان كثير المال فذكره.
_________
(1) البخاري قبل الرواية (2560).(2/273)
5048 - عَائِشَةُ: أَنَّ بَرِيرَةَ جَاءَتْ تستعين بها فِي كِتَابَتِهَا وَلَمْ تَكُنْ قَضَتْ مِنْ كِتَابَتِهَا شَيْئًا، فقَالَتْ لَهَا عَائِشَةُ: ارْجِعِي إِلَى أَهْلِكِ، فَإِنْ أَحَبُّوا أَنْ أَقْضِيَ عَنْكِ كِتَابَتَكِ، وَيَكُونَ وَلاؤُكِ لِي فَعَلْته، فَذَكَرَتْ ذَلِكَ بَرِيرَةُ لأَهْلِهَا، فَأَبَوْا، وَقَالُوا: إِنْ شَاءَتْ أَنْ تَحْتَسِبَ عَلَيْكِ فَلْتَفْعَلْ وَيَكُونَ لَنَا وَلاؤُكِ، فَذَكَرَتْ ذَلِكَ للنبي - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ لَهَا: ((ابْتَاعِي وأَعْتِقِي، فَإِنَّمَا الْوَلاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ))، ثُمَّ قَامَ، فَقَالَ: ((مَا بَالُ النَاس يَشْتَرِطُونَ شُرُوطًا لَيْسَتْ فِي كِتَابِ الله، مَنِ اشْتَرَطَ شَرْطًا لَيْسَ فِي كِتَابِ الله، فَلَيْسَ لَهُ وَإِنْ شَرَطَ مِائَةَ مَرَّةٍ، شَرْطُ الله أَحَقُّ وَأَوْثَقُ)) (1).
_________
(1) البخاري (456)، ومسلم (1504).(2/274)
5049 - وفي رواية: قَالَتْ: كَاتَبْتُ أَهْلِي عَلَى تِسْعِ أَوَاقٍ فِي كُلِّ عَامٍ أوَقِيَّةٌ (1).
_________
(1) البخاري (2563)، ومسلم (1504).(2/274)
5050 - وفي أخرى: إِنَّ بَرِيرَةَ تَسْتَعِينُهَا فِي كِتَابَتِهَا وَعَلَيْهَا خَمْسَةُ أَوَاقٍ نُجِّمَتْ عَلَيْهَا فِي خَمْسِ سِنِينَ (1).
_________
(1) البخاري (2561)، ومسلم (1504).(2/274)
5051 - وفي أخرى: قَالَ لَهَا - صلى الله عليه وسلم -: ((ابتاعِيْهَا واشْتَرِطِي لهمُ الوَلَاءَ، فإنَّ الْوَلاءَ لِمَنْ أَعْتَقَ)). بنحوه للستة (1).
_________
(1) البخاري (1492)، ومسلم (1504).(2/274)
كتاب الوصية(2/274)
5052 - ابْنُ عُمَرَ رفعه: ((مَا حَقُّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ لَهُ شَيْءٌ يُوصِي فِيهِ أن يَبِيتَ لَيْلَتَيْنِ)) (1).
_________
(1) البخاري (2738)،ومسلم (1627).(2/274)
5053 - وفي رواية: ثَلاثَ لَيَالٍ إِلاَّ وَوَصِيَّتُهُ مَكْتُوبَةٌ عِنْدَهُ، قَالَ نافع: سمعت ابن عمر يقول: مَا مَرَّتْ عَلَيَّ لَيْلَةٌ مُنْذُ سَمِعْته من النبي - صلى الله عليه وسلم - إِلاَّ وَعِنْدِي وَصِيَّتِي مكتوبة. للستة (1).
_________
(1) البخاري (2738)، ومسلم (1627)، والترمذي (2118).(2/274)
5054 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ وَالْمَرْأَةُ بِطَاعَةِ الله سِتِّينَ سَنَةً ثُمَّ يَحْضُرُهُمَا الْمَوْتُ فَيُضَارَّانِ فِي الْوَصِيَّةِ فَتَجِبُ لَهُمَا النَّارُ))، ثم قرأ أَبُو هُرَيْرَةَ {مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَا أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَارٍّ} إلى {ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}. لأبي داود والنسائي (1).
_________
(1) أبو داود (2867)، والترمذي (2118)،وابن ماجة (2704). وقال المنذري 4/ 149: أخرجه الترمذي ,وابن ماجة، قال أبو عيسى: حسن غريب أهـ. وقال: شهر بن حوشب قد تكلم فيه غير واحد من الأئمة، ووثقه أحمد بن حنبل ويحيى بن معين. وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (614).(2/275)
5055 - أنسُ: قيل للنبي - صلى الله عليه وسلم -: يا رسول الله ماتَ فلانٌ، قال: ((أليس كان معنا آنفا؟)) قالوا: بلى، قال: ((سبحانَ اللهِ كأنَّها أخذةٌ على غَضَبٍ، المحرومُ مَنْ حُرِمَ وَصِيتُهُ)). للموصلي (1).
_________
(1) أبو يعلى في مسنده 7/ 152 (4122). قال الهيثمي في ((المجمع)) 4/ 209: رواه أبو يعلى وإسناده حسن.(2/275)
5056 - أبو هُرَيْرَةَ: قيل للنبي - صلى الله عليه وسلم -: أَيُّ الصَّدَقَةِ خيرٌ، قَالَ: ((أَنْ تتَصَدَّقَ وَأَنْتَ صَحِيحٌ شَحِيحٌ تأملُ الغنى وتخشى الفقر، وَلا تدع حَتَّى إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ، قُلْتَ: لِفُلانٍ كَذَا، وَقَدْ كَانَ لِفُلانٍ. للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (1419)، ومسلم (1032).(2/275)
5057 - وفي رواية: وَأَنْتَ صَحِيحٌ حَرِيصٌ، تَأْمُلُ البقاءَ، وَتَخْشَى الْفَقْرَ. للشيخين وأبي داود والنسائي (1).
_________
(1) البخاري (2748)،ومسلم (1032).(2/275)
5058 - أبو سعيد رفعه: ((لأَنْ يَتَصَدَّقَ الْمَرْءُ فِي حَيَاتِهِ وصِحَتِه بِدِرْهَمٍ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَتَصَدَّقَ عِنْدَ مَوْتِهِ بِمِائَةِ)). لأبى داود (1).
_________
(1) أبو داود (2866)، وقال المنذري 4/ 149: في إسناده شرحبيل بن سعد الأنصاري الخطمي مولاهم المدني، ولا يحتج بحديثه. وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (613).(2/275)
5059 - سعدٌ: جاءني النبي - صلى الله عليه وسلم - يعودني عام حَجَّةِ الْوَدَاعِ من وجع اشتد بي، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله قد بَلَغَ بِي مِنَ الْوَجَعِ مَا تَرَى وَأَنَا ذُو مَالٍ وَلا يَرِثُنِي إِلاَّ ابْنَةٌ لِي أَفَأَتَصَدَّقُ بِثُلُثَيْ مَالِي، قَالَ: ((لا)) قُلْتُ: فبالشَطْر، قَالَ: ((لا)) قُلْتُ: فَالثُّلُثُ، قَالَ: ((الثلث ,وَالثُّلُثُ كَثِيرٌ -أو كبير- إِنَّكَ أَنْ تَذَرَ وَرَثَتَكَ أَغْنِيَاءَ خَيْرٌ لك مِنْ أَنْ تَذَرَهُمْ عَالَةً يَتَكَفَّفُونَ النَّاسَ، وإنك لن تُنْفِقُ نَفَقَةً تَبْتَغِي بِهَا وَجْهَ الله إِلاَّ أُجِرْتَ بِهَا حَتَّى ما تجعل فِي فِيِّ امْرَأَتِكَ، فقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله آأُخَلَّفُ بَعْدَ أَصْحَابِي؟ قَالَ: ((إِنَّكَ لَنْ تُخَلَّفَ
[ص:276] فَتَعْمَلَ عَمَلاً تَبْتَغِي بِهِ وَجْهَ الله إِلاَّ ازْدَدْتَ بِهِ دَرَجَةً وَرِفْعَةً، وَلَعَلَّكَ إن تُخَلَّفُ حَتَّى يَنْتَفِعَ بِكَ أَقْوَامٌ وَيُضَرَّ بِكَ آخَرُونَ، اللهمَّ أَمْضِ لأَصْحَابِي هِجْرَتَهُمْ وَلا تَرُدَّهُمْ عَلَى أَعْقَابِهِمْ لَكِنِ الْبَائِسُ سَعْدُ بْنُ خَوْلَةَ)) يرَثي لَهُ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أَنْ مات بِمَكَّةَ. للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (4409)، ومسلم (1628).(2/275)
5060 - وفي رواية: أن سعدًا قَالَ: إني خفت أَنْ أَمُوتَ بِالأَرْضِ الَّتِي هَاجَرْتُ مِنْهَا، فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((اللهمَّ اشْفِ سَعْدًا)) ثَلاثًا. لمسلم (1).
_________
(1) البخاري (5659)، ومسلم (1628).(2/276)
5061 - وفي أخرى: دعاني النبي - صلى الله عليه وسلم - وَأَنَا مَرِيضٌ، فَقَالَ: ((أَوْصَيْتَ؟)) قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: ((بِكَمُ؟)) قُلْتُ: بِمَالِي كُلِّهِ فِي سَبِيلِ الله، قَالَ: ((فَمَا تَرَكْتَ لِوَلَدِكَ؟))، قال: هُمْ أَغْنِيَاءُ بِخَيْرٍ، قَالَ: ((أَوْصِ بِالْعُشْرِ))، فَمَا زِلْتُ أُنَاقِصُهُ حَتَّى قَالَ: ((أَوْصِ بِالثُّلُثِ، وَالثُّلُثُ كَثِيرٌ)). للستة (1).
_________
(1) الترمذي (975)، وقال: حسن صحيح. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (780).(2/276)
5062 - ابْنُ عَبَّاسٍ: كان يقول في الوصية لَوْ غَضَّ النَّاسُ من الثلث إِلَى الرُّبْعِ؛ لأَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قَالَ لسعد: ((الثُّلُثُ وَالثُّلُثُ كَثِيرٌ))، أَوْ قال: ((كَبِيرٌ)). للشيخين والنسائي (1).
_________
(1) البخاري (2743)، ومسلم (1629).(2/276)
5063 - ابنُ مسعود قال: يموت أحدكم ولا يدع عصبةً ولا رحماً، فما يمنعه أن يضع ماله في الفقراء والمساكين؟. للطبراني (1).
_________
(1) الطبراني 9/ 347 (9723). وقال الهيثمي 4/ 212: رجاله رجال الصحيح.(2/276)
5064 - وعنه: أن رجلا أوصى لرجل بسهم من ماله، فجعل له النبي - صلى الله عليه وسلم - السدس. للبزار بضعف (1).
_________
(1) البزار في ((البحر الزخار)) 5/ 415 (2047). وقال الهيثمي 4/ 213: فيه محمد بن عبيد الله العزرمي، وهو ضعيف.(2/276)
5065 - أبو أمامة رفعه: ((إِنَّ الله قَدْ أَعْطَى كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ فَلا وَصِيَّةَ لِوَارِثٍ)). لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (2870)، وابن ماجة (2713). وقال الألباني في ((صحيح أبي داود)) (2494): حسن صحيح.(2/277)
5066 - طَلْحَةُ بنُ مصرف: سَأَلْتُ ابْنَ أَبِي أَوْفَى هل أوْصَى النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -؟ قَالَ: لا، فَقُلْتُ: فكَيْفَ كُتِبَ عَلَى النَّاسِ الْوَصِيَّةُ وأُمِرُوا بِهَا وَلَمْ يُوصِ، قَالَ: وْصَّى بِكِتَابِ الله. للشيخين والترمذي والنسائي (1).
_________
(1) البخاري (2740)، ومسلم (1634).(2/277)
5067 - وزاد القزويني في آخره: قَالَ الْهُزَيْلُ بْنُ شُرَحْبِيلَ: أَبُو بَكْرٍ كَانَ يَتَأَمَّرُ عَلَى وَصِيِّ رَسُولِ الله وَدَّ أَبُو بَكْرٍ أَنَّهُ وَجَدَ مِنْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - عَهْدًا فَخَزَمَ أَنْفَهُ بِخِزَامٍ (1).
_________
(1) ابن ماجة (2696). وصححه الألباني في صحيح ابن ماجة (2182).(2/277)
5068 - عَائِشَةُ: ذكروا عندها أَنَّ عَلِيًّا كَانَ وَصِيًّا، فَقَالَتْ: مَتَى أَوْصَى إِلَيْهِ، وَقَدْ كُنْتُ مُسْنِتدَتَهُ إِلَى صَدْرِي؟، أَوْ قَالَتْ: حَجْرِي فَدَعَا بِالطَّسْتِ، فَلَقَدِ انْخَنَث فِي حَجْرِي فَمَا شَعَرْتُ أَنَّهُ مَاتَ فَمَتَى أَوْصَى إِلَيْهِ؟. للشيخين (1).
_________
(1) البخاري (2741)، ومسلم (1636).(2/277)
5069 - وللنسائي: يَقُولُونَ أِنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أَوْصَى إِلَى عَلِيٍّ لَقَدْ دَعَا بِالطَّسْتِ؛ لِيَبُولَ فِيه فَانْخَنَثَتْ نَفْسُهُ وَمَا أَشْعُرُ فَإِلَى مَنْ أَوْصَى (1).
_________
(1) النسائي 1/ 32 - 33، 6/ 241. وصححه الألباني في صحيح النسائي (3387).(2/277)
5070 - ابْنُ الزُّبَيْرِ: لَمَّا وَقَفَ الزُّبَيْرُ يَوْمَ الْجَمَلِ دَعَانِي فَقُمْتُ إِلَى جَنْبِهِ، فَقَالَ: يَا بُنَيَّ، إِنَّهُ لا يُقْتَلُ الْيَوْمَ إِلاَّ ظَالِمٌ أَوْ مَظْلُومٌ، وَإِنِّي لا أُرَانِي إِلاَّ سَأُقْتَلُ الْيَوْمَ مَظْلُومًا، وَإِنَّ مِنْ أَكْبَرِ هَمِّي لَدَيْنِي أَفَتُرَى ديننا يُبْقِي مِنْ مَالِنَا شَيْئًا، ثم قَالَ: يَا بُنَيَّ، بِعْ مَالَنَا، واقْضِ دَيْنِي، وَأَوْصى بِالثُّلُثِ وَثُلُثِهِ لِبَنِيهِ، يَعْنِي: لبنِي عَبْدِ الله،
[ص:278] فَجَعَلَ يُوصِينِي بِدَيْنِهِ، وَيَقُولُ: إِنْ عَجَزْتَ عن شيء منه فاستعن بمولاي، فَوَالله مَا دَرَيْتُ مَا أَرَادَ، حَتَّى قُلْتُ: يَا أَبَت مَنْ مَوْلاكَ؟ قَالَ: اللهُ، فَوَاللهِ مَا وَقَعْتُ فِي كُرْبَةٍ مِنْ دَيْنِهِ إِلاَّ قُلْتُ: يَا مَوْلَى الزُّبَيْرِ اقْضِ دَيْنَهُ، فَيَقْضِيهِ فَقُتِلَ الزُّبَيْرُ، وَلَمْ يَدَعْ دِينَارًا وَلا دِرْهَمًا إِلاَّ أَرَضِينَ مِنْهَا الْغَابَةُ، وأحد عَشْرَ دَارًا بِالْمَدِينَةِ، وَدَارَيْنِ بِالْبَصْرَةِ، وَدَارًا بِالْكُوفَةِ، وَدَارًا بِمِصْرَ، وَإِنَّمَا كَانَ دَيْنُهُ الَّذِي كان عَلَيْهِ أَنَّ الرَّجُلَ كَانَ يَأْتِيهِ بِالْمَالِ فَيَسْتَوْدِعُهُ إِيَّاهُ، فَيَقُولُ الزُّبَيْرُ: لا ولكن هو سَلَفٌ إِنِّي أَخْشَى عَلَيْهِ الضَّيْعَةَ، وَمَا وَلِيَ إِمَارَةً قَطُّ وَلا جِبَايَةً ولا خَرَاجًا وَلا شَيْئًا، إِلاَّ أَنْ يَكُونَ فِي غَزْو مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَوْ مَعَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ، فَحَسَبْتُ مَا كان عَلَيْهِ مِنَ الدَّيْنِ، فَوَجَدْتُهُ أَلْفَيْ أَلْفٍ وَمِائَتَيْ أَلْفٍ فلقيني حَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ، فَقَالَ: يَا ابْنَ أَخِي كَمْ عَلَى أَخِي مِنَ الدَّيْنِ؟ فَكَتَمَته، وقلت: مِائَةُ أَلْفٍ، فَقَالَ: وَالله مَا أُرَى أَمْوَالَكُمْ تَسَعُ هذا فقلت:
أرأيتك إِنْ كَان أَلْفَيْ أَلْفٍ وَمِائَتَيْ أَلْفٍ، قَالَ: مَا أُرَاكُمْ تُطِيقُونَ هَذَا، فَإِنْ عَجَزْتُمْ عَنْ شَيْءٍ فاستعينوني، وَكَانَ الزُّبَيْرُ قد اشْتَرَى الْغَابَةَ بِسَبْعِينَ وَمِائَةِ أَلْفٍ، فَبَاعَهَا عَبْدُ الله بِأَلْفي أَلْفٍ وَسِتِّ مِائَةِ أَلْفٍ، فَقَالَ: مَنْ كَانَ لَهُ عَلَى الزُّبَيْرِ شيء فَلْيُوَافِنَا بِالْغَابَةِ، فَأَتَاهُ عَبْدُ الله بْنُ جَعْفَرٍ وَكَانَ لَهُ عَلَى الزُّبَيْرِ أَرْبَعُ مِائَةِ أَلْفٍ، فَقَالَ: إِنْ شِئْتُمْ تَرَكْتُهَا لَكُمْ، قَالَ عَبْدُ الله: لا، قَالَ: وإِنْ شِئْتُمْ جَعَلْتُمُوهَا فِيمَا تُؤَخِّرُونَ إِنْ أَخَّرْتُمْ، فَقَالَ عَبْدُ الله: لا، قَالَ: فَاقْطَعُوا لِي قِطْعَةً، فَقَالَ عَبْدُ الله: لَكَ مِنْ هَاهُنَا إِلَى هَاهُنَا فَبَاعَ عبد الله مِنْهَا فَقَضَى دَيْنَهُ وأَوْفَاهُ، وَبَقِيَ معه أَرْبَعَةُ أَسْهُمٍ وَنِصْفٌ، فَقَدِمَ عَلَى مُعَاوِيَةَ وَعِنْدَهُ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ وَالْمُنْذِرُ بْنُ الزُّبَيْرِ، وَابْنُ زَمْعَةَ (فَقَالَ) (1) مُعَاوِيَةُ: كَمْ قُوِّمَتِ الْغَابَةُ، قَالَ: كُلُّ سَهْمٍ مِائَةُ أَلْفٍ. قَالَ: كَمْ بَقِيَ منها قَالَ: أَرْبَعَةُ أَسْهُمٍ وَنِصْفٌ، فقَالَ الْمُنْذِرُ: قَدْ أَخَذْتُ سَهْمًا بِمِائَةِ أَلْفٍ، وقَالَ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ: قَدْ أَخَذْتُ سَهْمًا بِمِائَةِ أَلْفٍ، وَقَالَ ابْنُ زَمْعَةَ: قَدْ أَخَذْتُ سَهْمًا بِمِائَةِ أَلْفٍ. فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: كَمْ بَقِيَ قَالَ سَهْمٌ وَنِصْفٌ.
قَالَ: قَدْ أَخَذْتُهُ بِخَمْسِينَ وَمِائَةِ أَلْفٍ، وَبَاعَ عَبْدُ الله بْنُ جَعْفَرٍ نَصِيبَهُ مِنْ مُعَاوِيَةَ بِسِتِّ مِائَةِ أَلْفٍ،
[ص:279] فَلَمَّا فَرَغَ ابْنُ الزُّبَيْرِ مِنْ قَضَاءِ دَيْنِهِ، قَالَ بَنُو الزُّبَيْرِ: اقْسِمْ بَيْنَنَا مِيرَاثَنَا، قَالَ: وَالله لا أَقْسِمُ بَيْنَكُمْ حَتَّى أُنَادِيَ بِالْمَوْسِمِ أَرْبَعَ سِنِينَ، أَلا مَنْ كَانَ لَهُ عَلَى الزُّبَيْرِ دَيْنٌ فَلْيَأْتِنَا (فَلْنَقْضِهِ) (2) فَجَعَلَ كُلَّ سَنَةٍ يُنَادِي في الْمَوْسِمِ فَلَمَّا (مَضَى) (3) أَرْبَعُ سِنِينَ قَسَمَ بَيْنَهُمْ، وَرَفَعَ الثُّلُثَ وكَانَ لِلزُّبَيْرِ أَرْبَعُ نِسْوَةٍ فَأَصَابَ كُلَّ امْرَأَةٍ أَلْفُ أَلْفٍ وَمِائَتَا أَلْفٍ فَجَمِيعُ مَالِهِ خَمْسُونَ أَلْفَ أَلْفٍ وَمِائَتَا أَلْفٍ. للبخاري (4).
_________
(1) في (ب): فقال له.
(2) في (ب): فليقبضه.
(3) في (ب): قضى.
(4) البخاري (3129).(2/277)
5071 - عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ: أَنَّ عمرَو بنَ الْعَاصِّ بْنِ وَائِلٍ السهمي قال: يا رسول اللهِ إن أبي أَوْصَى أَنْ يُعْتقَ عَنْهُ مِائَةُ رَقَبَةٍ، وَإِنَّ هِشَامًا أَعْتَقَ عَنْهُ خَمْسِينَ وَبَقِيَتْ عَلي خَمْسُونَ رَقَبَةً أَفَأُعْتِقُ عَنْهُ؟ فَقَالَ: ((إِنَّهُ لَوْ كَانَ مُسْلِمًا فَأَعْتَقْتُمْ عَنْهُ وتَصَدَّقْتُمْ عَنْهُ أَوْ حَجَجْتُمْ عَنْهُ بَلَغَهُ ذَلِكَ)). لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (2883)، وحسنه الألباني في ((صحيح أبي داود)) (2507).(2/279)
5072 - وعنه: أَنَّ رَجُلاً أَتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: إِنِّي فَقِيرٌ لَيْسَ لِي شَيْءٌ، وَلِي يَتِيمٌ فقَالَ: ((كُلْ مِنْ مَالِ يَتِيمِكَ غَيْرَ مُسْرِفٍ وَلا مُبذِرٍ وَلا مُتَأَثِّلٍ)). لأبي داود والنسائي (1).
_________
(1) أبو داود (2872)، والنسائي 6/ 256، وقال الألباني في صحيح النسائي (2429): حسن صحيح.(2/279)
5073 - أبو ذَرٍّ رفعه: ((يَا أَبَا ذَرٍّ، إِنِّي أَرَاكَ ضَعِيفًا إِنِّي أُحِبُّ لَكَ مَا أُحِبُّ لِنَفْسِي فَلا تَأَمَّرَنَّ عَلَى اثْنَيْنِ وَلا تَوَلَّيَنَّ مَالَ يَتِيمٍ)). لأبى داود، والنسائي.
قلت: كذا في الأصل هنا، وفي الخلافة أورده لمسلم، وأبي داود ولم يذكر هنا مسلما، ولا ذكر هناك النسائي، ولعله لحظ في ذلك مالم ندركه (1).
_________
(1) أبو داود (2868)، والنسائي 6/ 255، قال الألباني في ((صحيح الجامع)) (7825): صحيح أهـ، وهو عند مسلم (1826).(2/279)
5074 - عَلِيُّ: حَفِظْتُ من النبي - صلى الله عليه وسلم - اثنتين لا يُتْمَ بَعْدَ الاحْتِلامٍ وَلا صُمَاتَ يَوْمٍ إِلَى اللَّيْلِ. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (2873)، وصححه الألباني في ((الإرواء)) (1244).(2/279)
5075 - صلةُ: جاء رجل إلى ابن مسعود على فرسٍ أبلقٍ فقال: إن (عمي) (1) أوصى إلي بتركته وإن هذا منها، أفأشتريه؟ قال: ((لا ولاتستقرض من ماله شيئا)) (2). للكبير (3).
_________
(1) في (ب): أن عمر.
(2) في (ب): لا ولا من ماله شيئًا.
(3) الطبراني 9/ 347 (9724). وقال الهيثمي 4/ 214: ورجاله رجال الصحيح.(2/280)
5076 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْخَيْرِ سَبْعِينَ سَنَةً، فَإِذَا أَوْصَى حَافَ فِي وَصِيَّتِهِ، فَيُخْتَمُ لَهُ بِشَرِّ عَمَلِهِ فَيَدْخُلُ النَّارَ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الشَّرِّ سَبْعِينَ سَنَةً فَيَعْدِلُ فِي وَصِيَّتِهِ، فَيُخْتَمُ لَهُ بِخَيْرِ عَمَلِهِ فَيَدْخُلُ الْجَنَّةَ)) قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: وَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ {تِلْكَ حُدُودُ الله} إِلَى {عَذَابٌ مُهِينٌ}. للقزويني (1).
_________
(1) أبو داود (2867) ,وابن ماجة (2704). وضعفه الألباني في ((ضعيف ابن ماجة)) (591).(2/280)
كتاب الفرائض(2/280)
5077 - أُسَامَةَ رفعه: ((لا يَرِثُ الْمُسْلِمُ الْكَافِرَ، وَلا الْكَافِرُ الْمُسْلِمَ)). للستة إلا النسائي (1).
_________
(1) البخاري (6764)، ومسلم (1614).(2/280)
5078 - أبو هريرة وجابرُ رفعاه: ((لا تَوَارَثُ بين أَهْلِ مِلَّتَيْنِ)). للترمذي (1).
_________
(1) أبو داود (2913) , والترمذي (2108)، وقال: غريب لا نعرفه من حديث جابر، وصححه الألباني في ((صحيح الترمذي)) (1712).(2/280)
5079 - أسامةُ قال: يا رسول اللهِ أين تنزل غدًا؟ وذلك زمن الفتح: قال: ((وهل ترك لنا عقيل من منزل؟)). للشيخين وأبي داود (1).
_________
(1) البخاري (3058)، ومسلم (1351).(2/280)
5080 - مُحَمَّدُ بْنُ الأَشْعَثِ: أَنَّ عَمَّةً لَهُ يَهُودِيَّةً أَوْ نَصْرَانِيَّةً تُوُفِّيَتْ: فذَكَرَ ذَلِكَ لِعُمَرَ، وقالَ لَهُ: مَنْ يَرِثُهَا؟ فَقَالَ عُمَرُ: يَرِثُهَا أَهْلُ دِينِهَا، ثُمَّ أَتَى عُثْمَانَ ,فَسَأَلَهُ ,فَقَالَ لَهُ عُثْمَانُ: أترى أني نَسِيتُ مَا قَالَ لَكَ عُمَرُ؟: يَرِثُهَا أَهْلُ دِينِهَا. لمالك (1).
_________
(1) مالك 2/ 412.(2/280)
5081 - عُرْوَةُ: أَنَّ رَجُلاً مِنَ الأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ: أُحَيْحَةُ بْنُ الْجُلاحِ، كَانَ لَهُ عَمٌّ صَغِيرٌ، أَصْغَرُ منه وكَانَ عِنْدَ أَخْوَالِهِ، فَأَخَذَهُ أُحَيْحَةُ فَقَتَلَهُ ليرثه، فَقَالَ أَخْوَالُهُ: كُنَّا أَهْلَ ثُمِّهِ وَرُمِّهِ حَتَّى إِذَا (استوفى) (1) عَلَى عُمَمِهِ غَلَبَنَا حَق امْرِئٍ فِي عَمِّهِ فَلِذَلِكَ لا يَرِثُ مَنْ قَتَلَ.
_________
(1) في (ب): استوى. والرواية عند مالك 2/ 868.(2/281)
5082 - رَبِيعَةُ بْنُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنْ عُلَمَائِهِمْ: أَنَّهم لَمْ يَوَرَثوا مَنْ قُتِلَ يَوْمَ الْجَمَلِ ولا يَوْمَ صِفِّينَ ولا يَوْمَ الْحَرَّةِ، ثُمَّ كَانَ يَوْمَ قُدَيْدٍ فَلَمْ يُوَرَّثْ بعضُهم مِنْ بعضٍ إِلاَّ مَنْ عُلِمَ أَنَّهُ قُتِلَ قَبْلَ صَاحِبِهِ ببينة (1).
_________
(1) مالك 2/ 412.(2/281)
5083 - ابْنُ الْمُسَيَّبِ: أَبَى عُمَرُ أَنْ يُوَرِّثَ أَحَدًا مِنَ الأَعَاجِمِ إِلاَّ أَحَدٌ وُلِدَ فِي الْعَرَبِ. هي لمالك (1).
_________
(1) مالك 2/ 541 (3066).(2/281)
5084 - أبو الأَسْوَدِ: أُتِيَ معاذ بِمِيرَاثِ يَهُودِيٍّ وورثه ابنًا له مُسلمًا وقال: قَالَ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((الإسْلامُ لا يعلى ويَزِيدُ وَلا يَنْقُصُ)). لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (2912). قال المنذري 4/ 181 (2792): فيه رجل مجهول. وضعفه الألباني في ضعيف داود (624).(2/281)
5085 - ابنُ عمر: أَنَّ غَيْلانَ الثَّقَفِيَّ أَسْلَمَ وَتَحْتَهُ عَشْرُ نِسْوَةٍ، فَقَال لَهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: ((اخْتَرْ مِنْهُنَّ أَرْبَعًا)) فَلَمَّا كَانَ فِي عَهْدِ عُمَرَ طَلَّقَ نِسَاءَهُ، وَقَسَمَ مَالَهُ بَيْنَ بَنِيهِ فَبَلَغَ ذَلِكَ عُمَرَ، فَقَالَ: إِنِّي أَظُنُّ أن الشَّيْطَانَ فِيمَا يَسْتَرِقُ مِنَ السَّمْعِ سَمِعَ بِمَوْتِكَ، فَقَذَفَهُ فِي نَفْسِكَ وَلَعَلَّكَ لا تَمْكُثَ إِلاَّ قَلِيلاً وَايْمُ الله لَتُرَاجِعَنَّ نِسَاءَكَ، وَلَتَرْجِعَنَّ فِي ملِككَ أَوْ لأُوَرِّثُهُنَّ، وَلآمُرَنَّ بِقَبْرِكَ فَيُرْجَمُ كَمَا رُجِمَ قَبْرُ أَبِي رِغَالٍ. لأحمد والبزار والموصلى (1).
_________
(1) أحمد 2/ 14، وأبو يعلى 9/ 325 (5437)، وصحح البخاري الموقوف منه كما في ((علل الترمذي)) 1/ 445.(2/281)
5086 - ابْنُ عَبَّاسٍ: أَمَّا الَّذِي قَالَ فيه رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ خَلِيلاً لاتَّخَذْتُهُ، وَلَكِنْ خُلَّةُ الإسْلامِ أَفْضَلُ -أَوْ قَالَ خَيْرٌ- فَإِنَّهُ أَنْزَلَهُ أَبًا -أَوْ قَالَ (قَضَاهُ) (1) أَبًا)). يعنى: أبابكر. وقال أبوبكر، وابن عباس، وابن الزبير: الجَدُّ أَبٌ. ولم يذكر أن أحدًا خالف في زمانه، والصحابة متوافرون، وقال
[ص:282] ابنُ عباسٍ: يرِثُنِي ابنُ ابنِي دُونَ إِخْوَتي، ولا أَرِثُ أنا ابنَ ابنِي، ويذكر عن عمر، وعلي، وابن مسعود، وزيد أقاويل مختلفة. للبخاري (2).
_________
(1) في (ب): قضاهُ الله.
(2) البخاري ((6738).(2/281)
5087 - عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ: أن رَجُلاً جَاءَ إِلَى النبي - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: إِنَّ ابن ابْنِي مَاتَ، فَمَا لِي من مِيرَاثِهِ قَالَ: ((السُّدُسُ)) فَلَمَّا وَلَّى دَعَاهُ فَقَالَ: ((لَكَ سُدُسٌ آخَرُ)) فَلَمَّا وَلَّى دَعَاهُ وقال: ((إِنَّ السُّدُسَ الآخَرَ طُعْمَةٌ)). لأبي داود ,والترمذي (1).
_________
(1) أبو داود (2896)، الترمذي (2009)، وقال: حسن صحيح.(2/282)
5088 - مُعَاوِيَةُ: كَتَبَ إِلَى زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ يَسْأَلُهُ عَنِ الْجَدِّ فَكَتَبَ إِلَيْهِ زَيْدُ إِنَّكَ كَتَبْتَ تَسْأَلُنِي عَنِ الْجَدِّ، فالله أَعْلَمُ وإن ذلك ما لَمْ يَكُنْ يَقْضِي فِيهِ إِلاَّ الأُمَرَاءُ -يَعْنِي: الْخُلَفَاءَ- وَقَدْ حَضَرْتُ الْخَلِيفَتَيْنِ قَبْلَكَ يُعْطِيَانِهِ النِّصْفَ مَعَ الأَخِ الْوَاحِدِ، وَالثُّلُثَ مَعَ الْاثْنَيْنِ فصاعدا لا ينقص مِنَ الثُّلُثِ، وإن كثر الإخوان. لمالك (1).
_________
(1) مالك 2/ 407.(2/282)
5089 - عمرُ: أنه سأل النبي - صلى الله عليه وسلم -: كيف قسم الجد؟ قال: ((ما سؤالك عن ذلك يا عمر؟ اني أظنك تموت قبل أن تعلم ذلك)). فمات قبل أن يعلمه. للأوسط (1).
_________
(1) الطبراني في ((الأوسط)) 4/ 295 (4245). وقال الهيثمي 4/ 27: رجاله رجال الصحيح، إلا أن سعيد بن المسيب اختلف في سماعه من عمر.(2/282)
5090 - الشعبيُّ: أتى بي الحجاج موثقًا، فلقيني يزيد بن أبي مسلم فقال: إنا لله يا شعبي لما بين ذقنيك من العلم، وليس بيوم شفاعة، بؤ للأمير بالشرك والنفاق على نفسك، (فالحَرىِّ) (1) أن تنجو، قال: فلقنني ثم لقيني محمد بن الحجاج فقال لي مثل مقالة يزيد، فلما أدخلت على الحجاج قال لي: يا شعبي، وأنت ممن خرج علينا وكثر؟ قلت: أصلح الله الأمير أحزن بنا المنزل، وأجدب الجناب، وضاق المسلك، واكتحلنا السهر، واستجلسنا الخوف، ووقعنا في خزية لم نكن فيها بررة أتقياء ولا فجرة أقوياء. فقال: صدق والله، ما بروا بخروجهم علينا ولا قووا علينا إذ (فجروا) (2)، أطلقا عنه. قال: فاحتاج إلي في فريضة فبعث إليَّ، قال: ما تقول في أم وأخت وجد؟
قلت: اختلف فيه خمسة من الصحابة: ابن مسعود وعلي
[ص:283] وعثمان وزيد بن ثابت وابن عباس. قال: فما قال فيها ابن عباس؟ إن كان لمتقنا، قال: جعل الجد أبا ولم يعط الأخت شيئًا، وأعطى الأم الثلث، قال: فما قال فيها ابن مسعود؟ قلت: جعلها من ستة أعطى الأخت ثلاثة وأعطى الجد اثنين وأعطى الأم سهما، قال: فما قال فيها أمير المؤمنين؟
قلت: جعلها أثلاثا قال: فما قال فيها أبو تراب؟ قلت: جعلها من ستة أعطى الأخت ثلاثة وأعطى الأم اثنين وأعطى الجد سهمًا.
قال: فما قال فيها زيد؟ قلت: جعلها من تسعة أعطى الأم ثلاثة وأعطى الجد أربعة وأعطى الأخت اثنين، قال: مر القاضي يمضيها على ما أمضاها أمير المؤمنين. للبزار (3).
_________
(1) في الأصل فالحر والصواب ما أثبتناه.
(2) في (ب): عجزوا.
(3) البزار كما في ((كشف الأستار)) (1388). وقال الهيثمي 4/ 228: ورجاله ثقات.(2/282)
5091 - يحيى بنُ سَعِيدٍ: أَنَّ عُمَرَ كَانَ كَتَبَ مِيرَاثَ الْجَدِّ حَتَّى إِذَا طُعِنَ دَعَا بِهِ فَمَحَاهُ، ثُمَّ قَالَ: سَتَرَوْنَ رَأْيَكُمْ فِيهِ (1).
_________
(1) الدرامي 2899.(2/283)
5092 - ابْنُ سِيرِينَ قُلْتُ لِعَبِيدَةَ: حَدِّثْنِي عَنِ الْجَدِّ قَالَ: إِنِّي لأَحْفَظُ فِي الْجَدِّ ثَمَانِينَ قَضِيَّةً مُخْتَلِفَةً (1).
_________
(1) الدارمي2900.(2/283)
5093 - عليٌّ قال: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَتَقَحَّمَ جَرَاثِيمَ جَهَنَّمَ، فَلْيَقْضِ بَيْنَ الإخْوَةِ والْجَدِّ. هي للدارمي برجل لم يسم في هذا الأخير (1).
_________
(1) الدارمي 2902.(2/283)
5094 - إِبْرَاهِيمُ قَالَ: كَانَ عَلِيٌّ يُشَركُ الْجَدَّ إِلَى سِتَّةٍ مَعَ الإخْوَةِ يُعْطِي كُلَّ صَاحِبِ فَرِيضَةٍ فَرِيضَتَهُ، وَلا يُوَرِّثُ أَخًا لأَمٍّ مَعَ جَدٍّ، وَلا أُخْتًا لأَمٍّ، وَلا يَزِيدُ الْجَدَّ مَعَ الْوَلَدِ عَلَى السُّدُسِ إِلاَّ يَكُونَ غَيْرُهُ وَلا يُقَاسِمُ بِأَخٍ لأَبٍ مَعَ أَخٍ لأَبٍ وَأُمٍّ، وَإِذَا كَانَتْ أُخْتًا لأَبٍ وَأُمٍّ وَأَخًا لأَبٍ أَعْطَى الأُخْتَ النِّصْفَ وَالنِّصْفَ الآخَرَ بَيْنَ الْجَدِّ
[ص:284] وَالأَخِ نِصْفَيْنِ، وَإِذَا كَانُوا إِخْوَةً وَأَخَوَاتٍ شَرَّكَهُمْ مَعَ الْجَدِّ إِلَى السُّدُسِ (1).
_________
(1) الدارمي 2923، والبيهقي في ((سننه)) 6/ 249.(2/283)
5095 - وفي روايةِ الشعبيِّ عن عليِّ: أنه أعطى الْجَدَّ السُّدُسَ في ستة أخوة وجد (1).
_________
(1) الدارمي (2918).(2/284)
5096 - وفي روايةِ ابنِ عباس عن عليِّ: أنه أعطاه السبع.(2/284)
5097 - زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ: كَانَ يُقَاسِمُ بِالْجَدِّ مَعَ الإخْوَةِ إِلَى الثُّلُثِ، ثُمَّ لا يُنْقِصُهُ (1).
_________
(1) الدارمي (2929)، وابن أبي شيبة 6/ 260.(2/284)
5098 - وعنه: فِي أُخْتٍ وَأُمٍّ وَزَوْجٍ وَجَدٍّ جَعَلَهَا مِنْ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ لِلأُمِّ سِتَّةٌ وَلِلزَّوْجِ تِسْعَةٌ وَلِلْجَدِّ ثَمَانِيَةٌ وَلِلأُخْتِ أَرْبَعَةٌ (1).
_________
(1) الدارمي (2931).(2/284)
5099 - إِبْرَاهِيم قَالَ: أَطْعَمَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - ثَلاثَ جَدَّاتٍ سُدُسًا، جدتان مِنْ قِبَلِ أَبِيكَ وَجَدَّتُكَ مِنْ قِبَلِ أُمِّكَ (1).
_________
(1) الدارمي (2935)، وابن أبي شيبة 6/ 272،وابن حزم في ((المحلى)) 9/ 272،وضعفه.(2/284)
5100 - الشَّعْبِيُّ: لا تَرِثُ أُمُّ أَبِ الأُمِّ، فابْنُهَا الَّذِي تُدْلِي بِهِ لا يَرِثُ فَكَيْفَ تَرِثُ هِيَ (1).
_________
(1) الدارمي (2937)، وابن حزم في ((المحلى)) 9/ 275.(2/284)
5101 - عَلِيٌّ وَزَيْدُ بنُ ثابت قَالا: إِذَا كَانَتِ الْجَدَّاتُ سَوَاءً وَرِثَ ثَلاثُ جَدَّاتٍ جَدَّتَا أَبِيهِ أُمُّ أُمِّهِ وَأُمُّ أَبِيهِ وَجَدَّةُ أُمِّهِ، فَإِنْ كَانَتْ إِحَدَاهُنَّ أَقْرَبَ فَالسَّهْمُ لِذَوِي الْقُرْبَى (1).
_________
(1) الدارمي (2940)،وعبد الرزاق 10/ 274، وابن حزم في ((المحلى)) 9/ 277.(2/284)
5102 - ابْنُ مَسْعُودٍ: إِنَّ الْجَدَّاتِ لَيْسَ لَهُنَّ مِيرَاثٌ إِنَّمَا هِيَ طُعْمَةٌ أطعمتها وَالْجَدَّاتُ أَقْرَبُهُنَّ وَأَبْعَدُهُنَّ سَوَاءٌ (1).
_________
(1) الدارمي (2943) وعبد الرزاق 10/ 276، وابن حزم في ((المحلى)) 9/ 277.(2/284)
5103 - وعنه في بنت وابنة ابن قَالَ: النِّصْفُ وَالسُّدُسُ، وَمَا بَقِيَ فَرَدٌّ عَلَى الْبِنْتِ (1).
_________
(1) البخاري (2946).(2/284)
5104 - وعنه: أنه لا يَرُدُّ عَلَى أَخٍ لأَمٍّ مَعَ أُمٍّ وَلا عَلَى جَدَّةٍ إِذَا كَانَ مَعَهَا غَيْرُهَا مَنْ لَهُ فَرِيضَةٌ وَلا عَلَى بنت ابْنٍ مَعَ بنت الصُّلْبِ، وَلا عَلَى امْرَأَةٍ وَزَوْجٍ، وَكَانَ عَلِيٌّ يَرُدُّ عَلَى كُلِّ ذِي سَهْمٍ إِلاَّ الْمَرْأَةَ وَالزَّوْجَ (1).
_________
(1) الدارمي (2949)، وعبد الرزاق 10/ 286.(2/285)
5105 - زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ: أُتِيَ فِي بنت وأُخْتٍ فَأَعْطَاهَا النِّصْفَ، وَجَعَلَ مَا بَقِيَ فِي بَيْتِ الْمَالِ (1).
_________
(1) الدارمي (2950) , وعبد الرزاق 10/ 287.(2/285)
5106 - عَبْدُ الله بْنُ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ: كَتَبْتُ إِلَى أَخٍ لِي مِنْ بَنِي زُرَيْقٍ أَسْأَلُهُ لِمَنْ قَضَى النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فِي ابْنِ الْمُلاعَنَةِ فَكَتَبَ إِلَيَّ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَضَى بِهِ لأَمهِ هِيَ بِمَنْزِلَةِ أُمِّهِ وَأَبِيهِ، وقَالَ سُفْيَانُ الْمَالُ كُلُّهُ لِلأُمِّ هِيَ بِمَنْزِلَةِ أَبِيهِ وَأُمِّهِ (1).
_________
(1) الدارمي (2960)، وابن أبي شيبة 6/ 276، والبيهقي في ((سننه)) 6/ 259.(2/285)
5107 - الْحَسَنُ: فِي ابْنِ الْمُلاعَنَةِ تَرَكَ أُمَّهُ وَعَصَبَةَ أُمِّهِ، قَالَ: الثُّلُثُ لأَمِّهِ وَمَا بَقِيَ لِعَصَبته أُمِّهِ (1).
_________
(1) الدارمي (2961)، والبيهقي في ((سننه)) 6/ 258.(2/285)
5108 - عُمَرُ: أنه الْتَمَسَ مَنْ يَرِثُ ابْنَ الدَّحْدَاحَةِ فَلَمْ يَجِدْ وَارِثًا فَدَفَعَ مَاله إِلَى أَخْوَاله (1).
_________
(1) الدارمي (2976).(2/285)
5109 - وعنه: وقد أُتِيَ فِي عَمٍّ لأَمٍّ وَخَالَةٍ، فَأَعْطَى الْعَمَّ لِلأُمِّ الثُّلُثَيْنِ، وَأَعْطَى الْخَالَةَ الثُّلُثَ (1).
_________
(1) الدارمي (2978).(2/285)
5110 - ابنُ مسعود: الْخَالَةُ بِمَنْزِلَةِ الأُمِّ، وَالْعَمَّةُ بِمَنْزِلَةِ الأَبِ، وَبِنْتُ الأَخِ بِمَنْزِلَةِ الأَخِ، وَكُلُّ رَحِمٍ بِمَنْزِلَةِ رَحِمِهِ الَّتِي يُدْلِي بِهَا إِذَا لَمْ يَكُنْ وَارِثٌ ذُو قَرَابَةٍ. هي للدارمي (1).
_________
(1) الدارمي (2978)، وابن أبي شيبة 10/ 283، والبيهقي في ((سننه)) 6/ 217.(2/285)
5111 - وعنه: قَالَ فِي الْجَدَّةِ مَعَ ابْنِهَا: إِنَّهَا أَوَّلُ جَدَّةٍ أَطْعَمَهَا النبي - صلى الله عليه وسلم - سُدُسًا مَعَ ابْنِهَا وَابْنُهَا حَيٌّ. للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (2102)، وقال: لا نعرفه مرفوعًا إلا من هذا الوجه. وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (372).(2/285)
5112 - قَبِيصَةُ: جَاءَتِ الْجَدَّةُ أم الأم، وفي رواية: أم الأب إِلَى أَبِي بَكْرٍ تَسْأَلُهُ مِيرَاثَهَا قَالَ: فَقَالَ لَهَا: مَا لَكِ فِي كِتَابِ الله شَيْءٌ، وَمَا علمت لَكِ فِي سُنَّةِ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - شَيْءٌ، فَارْجِعِي حَتَّى أَسْأَلَ النَّاسَ فَسَأَلَ النَّاسَ، فَقَالَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ: حَضَرْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - أَعْطَاهَا السُّدُسَ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: هَلْ مَعَكَ غَيْرُكَ، فَقَامَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ،
[ص:286] فَقَالَ مِثْلَ مَا قَالَ الْمُغِيرَةُ، فَأَنْفَذَهُ لَهَا أَبُو بَكْرٍ ثُمَّ جَاءَتِ الْجَدَّةُ الأُخْرَى إِلَى عُمَرَ تَسْأَلُهُ مِيرَاثَهَا، فَقَالَ: مَا لَكِ فِي كِتَابِ الله شَيْءٌ، وما كان القضاء الذي قضى به إلا لغيرك، وما أن بزائد في الفرائض شيئًا، وَلَكِنْ هُوَ ذَاكَ السُّدُسُ، فَإِنِ اجْتَمَعْتُمَا فِيهِ فَهُوَ بَيْنَكُمَا وَأَيكُمَا خَلَتْ فَهُوَ لَهَا. لمالك والترمذي وأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (2894) والترمذي (2101)، وقال: حسن صحيح. وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (371).(2/285)
5113 - الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ: أَتَتِ الْجَدَّتَانِ إِلَى أَبِي بَكْرٍ فَأَرَادَ أَنْ يَجْعَلَ السُّدُسَ لِلَّتِي مِنْ قِبَلِ الأُمِّ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ: أَمَا إِنَّكَ تركت الَّتِي إن مَاتَتْ، وَهُوَ حَيٌّ كَانَ إِيَّاهَا يَرِثُ فَجَعَلَ أَبُو بَكْرٍ السُّدُسَ بَيْنَهُمَا. لمالك.(2/286)
5114 - بُرَيْدَةُ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - جَعَلَ لِلْجَدَّةِ السُّدُسَ إِذَا لَمْ يَكُنْ دُونَهَا أُمٌّ. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (2895)، وقال ابن حجر: في إسناده عبيد الله العتكي مختلف فيه وصححه ابن السكن. ((تلخيص الحبير)) 3/ 83. وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (618).(2/286)
5115 - معاذٌ: أنه وَرَّثَ أُخْتًا وَابْنَةً جَعَلَ لِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا النِّصْفَ، وَهُوَ بِالْيَمَنِ والنبي - صلى الله عليه وسلم - حَيٌّ. للبخاري وأبي داود (1).
_________
(1) البخاري (6734)، وأبو داود (2893).(2/286)
5116 - ابنُ مسعود قال: كَانَ عُمَرُ إِذَا سَلَكَ بِنَا طَرِيقًا وَجَدْنَاهُ سَهْلاً، وَإِنَّهُ قَالَ فِي زَوْجٍ وَأَبَوَيْنِ لِلزَّوْجِ النِّصْفُ وَلِلأُمِّ ثُلُثُ مَا بَقِيَ (1).
_________
(1) الدارمي (2865)، والبيهقي في ((سننه)) 6/ 228.(2/286)
5117 - يَزِيدُ الرِّشْك: سَأَلْتُ ابْنَ الْمُسَيَّبِ عَنْ رَجُلٍ تَرَكَ امرأة وَأَبَوَيْهِ، قَالَ: قَسَّمَهَا زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ مِنْ أَرْبَعَةٍ (1).
_________
(1) الدارمي (2866)، والبيهقي في ((سننه)) 6/ 228.(2/286)
5118 - ابْنُ عَبَّاسٍ قَال: فِي زَوْجٍ وَأَبَوَيْنِ لِلزَّوْجِ النِّصْفُ، وَلِلأُمِّ ثُلُثُ جَمِيعِ الْمَالِ، وَمَا بَقِيَ لِلأَبِ (1).
_________
(1) الدارمي (2876).(2/286)
5119 - عِكْرِمَةُ: أَرْسَلَ ابْنُ عَبَّاسٍ إِلَى زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ: أَتَجِدُ فِي كِتَابِ الله ثُلُثُ مَا بَقِيَ، فقَالَ زَيْدٌ: إِنَّمَا أَنْتَ رَجُلٌ تَقُولُ بِرَأْيِكَ وَأَنَا رَجُلٌ أَقُولُ بِرَأْيِي (1).
_________
(1) الدارمي (2875)، والبيهقي في ((سننه)) 6/ 228.(2/286)
5120 - إِبْرَاهِيمُ: فِي زَوْجٍ وَأُمٍّ وَإِخْوَةٍ لأَبٍ وَأُمٍّ وَإِخْوَةٍ لأَمٍّ قَالَ كَانَ عُمَرُ وَعَبْدُ الله وَزَيْدٌ يشركُونَ. قَالَ عُمَرُ: لَمْ يَزِدْهُمُ الأَبُ إِلاَّ قُرْبًا (1).
_________
(1) الدارمي (2882)، والبيهقي في ((سننه)) 6/ 256.(2/286)
5121 - أبو مِجْلَزٍ: أَنَّ عُثْمَانَ كَانَ يشركُ وَعَلِيٌّ لا يشركُ (1).
_________
(1) الدارمي (2884).(2/287)
5122 - حَكِيمُ بْنُ جَابِرٍ قيل له: إنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ [قضى] (1) فِي أَخَوَاتٍ لأَبٍ وَأُمٍّ وَإِخْوَةٍ وَأَخَوَاتٍ لأَبٍ [فكَانَ] (2) يُعْطِي اِلأَخَوَاتِ مِنَ الأَبِ وَالأُمِّ الثُّلُثَيْنِ، وَمَا بَقِيَ فَلِلذُّكُورِ دُونَ الإنَاثِ، فَقَالَ حَكِيمٌ: قَالَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ: هَذَا مِنْ عَمَلِ الْجَاهِلِيَّةِ أَنْ يَرِثَ الرِّجَالُ دُونَ النِّسَاءِ، إِنَّ إِخْوَتَهُنَّ قَدْ رُدُّوا عَلَيْهِنَّ (3).
_________
(1) زيادة، لاستكمال المعنى.
(2) زيادة حرف الفاء لاستكمال المعنى.
(3) الدارمي (2892).(2/287)
5123 - مَسْرُوقٌ: أَنَّهُ كَانَ يُشَرِّكُ، فَقَالَ لَهُ عَلْقَمَةُ: هَلْ أَحَدٌ مِنْهُمْ أَثْبَتُ مِنْ عَبْدِ الله؟ قَالَ: لا وَلَكِنِّي رَأَيْتُ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ، وَأَهْلَ الْمَدِينَةِ يُشَرِّكُونَ فِي ابْنَتَيْنِ وَابنةِ ابْنٍ وَابْنِ ابْنٍ وَأُخْتَيْنِ (1).
_________
(1) الدارمي (2895).(2/287)
5124 - شُرَيْحٌ فِي امْرَأَةٍ تَرَكَتْ زَوْجَهَا وَأُمَّهَا وَأُخْتَهَا لأَبِيهَا، وَأُمِّهَا وَأُخْتَهَا لأَبِيهَا، وَإِخْوَتَهَا لأَمِّهَا فجَعَلَهَا مِنْ سِتَّةٍ، ثُمَّ رَفَعَهَا فَبَلَغَتْ عَشْرَةً لِلزَّوْجِ النِّصْفُ ثَلاثَةُ أَسْهُمٍ، وَلِلأُخْتِ مِنَ الأَبِ وَالأُمِّ النِّصْفُ ثَلاثَةُ أَسْهُمٍ، وَلِلأُمِّ السُّدُسُ سَهْمٌ، وَلِلإخْوَةِ للأم الثُّلُثُ، سَهْمَانِ وَلِلأُخْتِ مِنَ الأَبِ سَهْمٌ تَكْمِلَةُ الثُّلُثَيْن. هي للدارمي (1).
_________
(1) الدارمي 2896.(2/287)
5125 - هُزَيْلُ بْنُ شُرَحْبِيلَ: سُئِلَ أَبُو مُوسَى عَنْ بِنْتٍ وَبنتِ ابْنٍ وَأُخْتٍ، فَقَالَ: لِلْبِنْتِ النِّصْفُ، وَلِلأُخْتِ النِّصْفُ، وَأْتِ ابْنَ مَسْعُودٍ، فَسُئِلَ ابْنُ مَسْعُودٍ وَأُخْبِرَ بِقَوْلِ أَبي مُوسَى فَقَالَ: لَقَدْ ضَلَلْتُ إِذًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُهْتَدِينَ، ثم قال: أَقْضِي فِيهَا بقضاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للبنت النِّصْفُ لبنت ابْنٍ السُّدُسُ، تَكْمِلَةَ الثُّلُثَيْنِ، وَمَا بَقِيَ لِلأُخْتِ، فأخبر أبو مُوسَى فَقَالَ: لا تَسْأَلُونِي مَا دَامَ هَذَا الْحَبْرُ فِيكُمْ. لأبي داود والترمذي، والبخاري بلفظه (1).
_________
(1) البخاري (6736).(2/287)
5126 - عَلِيٌّ: إِنَّكُمْ تَقْرَءُونَ هَذِهِ الآيَةَ {مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ} فإِنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قَضَى بِالدَّيْنِ قَبْلَ الْوَصِيَّةِ، وَإِنَّ أَعْيَانَ بَنِي آدم يَتَوَارَثُونَ
[ص:288] دُونَ بَنِي الْعَلاَّتِ الرَّجُلُ يَرِثُ أَخَاهُ لأَبِيهِ وَأُمِّهِ دُونَ أَخِيهِ لأَبِيهِ. للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (2094 - 2095)، وقال: لا نعرفه إلا من حديث أبي إسحاق عن الحارث عن علي وقد تكلم بعض أهل العلم في الحارث، والعمل على هذا الحديث عند عامة أهل العلم. وحسنه الألباني في صحيح الترمذي (1703).(2/287)
5127 - إِبْرَاهِيمُ: أَنَّ عَلِيًّا وَزَيْدًا قَالا: الْمَمْلُوكُونَ وَأَهْلُ الْكِتَابِ لا يحجبون وَلا يرثونَ وَقَالَ عَبْدُ الله: يحْجُبُونَ وَلا يَرِثُونَ. للدارمي (1).
_________
(1) الدارمي (2898).(2/288)
5128 - أبو هُرَيْرَةَ: أن النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - قضى: إنَّ المولود إِذَا اسْتَهَلَّ ثم مات وَرِث ووُرِّثَ. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (2920)، قال الألباني في ((صحيح أبي داود)) (2534): هذا إسناد رجاله ثقات؛ إلا أنَّ ابنَ إسحاقَ مدلس، وقد عنعنه، لكن الحديث صحيح، فإن له طريقًا أخرى، وشاهدًا من حديث جابر، صححه ابن حبان والحاكم والذهبي.(2/288)
5129 - وَاثِلَةُ رفعه: ((الْمَرْأَةُ تحوز ثَلاثَةَ مَوَارِيثَ: عَتِيقَهَا، وَلَقِيطَهَا، وَوَلَدَهَا الَّذِي لاعَنَتْ عَنْهُ)). لأبي داود والترمذي (1).
_________
(1) أبو داود (2906)، والترمذي (2115)، وقال: حسن غريب لا يعرف إلا من هذا الوجه من حديث محمد بن حرب، وقال المنذري 4/ 176: وأخرجه الترمذي، والنسائي، وابن ماجة، وفي إسناده عمر بن رؤبة التغلبي، قال البخاري: فيه نظر، وسئل عنه أبو حاتم الرازي، فقال: صالح الحديث. قيل: تقوم به الحجة؟ فقال: لا، ولكن صالح. وضعفه الألباني في ((ضعيف أبي داود)) (623).(2/288)
5130 - ابْنُ مَسْعُودٍ، وعلي: فِي الْمَجُوسِ إِذَا أَسْلَمُوا يَرِثُونَ مِنَ الْقَرَابَتَيْنِ جَمِيعًا. للدارمي (1).
_________
(1) الدرامي (3089)، وقال البيهقي في ((سننه)) 6/ 260: الروايات عن الصحابة في هذا الباب ليست بالقوية.(2/288)
5131 - مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ: كَانَتْ عِنْدَ جَدِّي حَبَّانَ امْرَأَتَانِ هَاشِمِيَّةٌ وَأَنْصَارِيَّةٌ، فَطَلَّقَ الأَنْصَارِيَّةَ وَهِيَ تُرْضِعُ فَمَرَّتْ بِهَا سَنَةٌ، ثُمَّ هَلَكَ وَلَمْ تَحِضْ، فَقَالَتْ: أَنَا أَرِثُهُ لَمْ أَحِضْ فَاخْتَصموا إِلَى عُثْمَانَ فَقَضَى لَهَا بِالْمِيرَاثِ فَلامَتِ الْهَاشِمِيَّةُ عُثْمَانَ، فَقَالَ: هَذَا عَمَلُ ابْنِ عَمِّكِ هُوَ أَشَارَ عَلَيْنَا بِهَذَا يَعْنِي عليًّا (1).
_________
(1) مالك 2/ 448. وضعفه الألباني في الإرواء 7/ 201.(2/288)
5132 - ربيعةُ بنُ أبي عبد الرحمنْ، سألت امرأة عبد الرحمن بن عوف منه الطلاق فقال: إذا طهرتي فآذنيني فأذنتهُ فطلقها البتة أو تطليقة كانت بقيت لها، وهو مريض يومئذٍ فَوَرَّثَهَا عثمانُ من زوجها ميراثها بعد انقضاء عدتها (1).
_________
(1) مالك 2/ 448.(2/288)
5133 - زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ: أَنَّ عُمَرَ سَأَلَ النبي - صلى الله عليه وسلم - عَنِ الْكَلالَةِ فَقَالَ لَهُ: ((يَكْفِيكَ مِنْ ذَلِكَ الآيَةُ الَّتِي أُنْزِلَتْ فِي الصَّيْفِ في آخِرَ سُورَةِ النِّسَاءِ)). هي لمالك (1).
_________
(1) مالك 2/ 408.(2/289)
5134 - الْبَرَاءُ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النبي - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ الله يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ} فَقَال: لَهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: ((تُجْزِئُكَ آيَةُ الصَّيْفِ)). للترمذي (1).
_________
(1) أبو داود (2889)، والترمذي (3041)، ورواه البخاري مختصرًا (4364)، ومسلم (1618).(2/289)
5135 - وفي رواية: قُلْتُ لأَبِي إِسْحَقَ: هُوَ مَنْ مَاتَ وَلَمْ يَدَعْ وَلَدًا وَلا وَالِدًا. قَالَ: كَذَلِكَ ظَنُّوا أَنَّهُ كَذَلِكَ. لأبي داود والترمذي (1).
_________
(1) أبو داود (2889)، وهو جزء من الحديث السابق.(2/289)
5136 - عائشةُ رفعته: ((الْخَالُ وَارِثُ مَنْ لا وَارِثَ لَهُ)). للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (2104)، وقال: حسن غريب، وقد أرسله بعضهم، ولم يذكر فيه عن عائشة. وصححه الألباني في ((صحيح الترمذي)) (1708).(2/289)
5137 - عُمَرُ: كان يَقُولُ كثيرًا: عَجَبًا لِلْعَمَّةِ تُورَثُ وَلا تَرِثُ. لمالك (1).
_________
(1) مالك 2/ 410.(2/289)
5138 - وعنه أنه كان يَقُولُ: الدِّيَةُ على العاقلة وهم يرثونها، وَلا تَرِثُ الْمَرْأَةُ مِنْ دِيَةِ زَوْجِهَا، فقَالَ لَهُ الضَّحَّاكُ بْنُ سُفْيَانَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - كَتَبَ إِلَيَّ أَنْ وَرِّثْ امْرَأَةَ أَشْيَمَ الضِّبَابِيِّ مِنْ دِيَةِ زَوْجِهَا، وكانت من قومٍ آخرين فَرَجَعَ عُمَرُ. لأبي داود والترمذي (1).
_________
(1) أبو داود (2927)، و ((الترمذي)) (1415)، وقال: حسن صحيح، وابن ماجة (2642). وصححه الألباني في ((صحيح أبي داود)) (2540).(2/289)
5139 - بُرَيْدَةُ: أَنَّ امْرَأَةً أَتَتِ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَتْ: كُنْتُ تَصَدَّقْتُ عَلَى أُمِّي بِوَلِيدَةٍ وَإِنَّهَا مَاتَتْ وَتَرَكَتْ الْوَلِيدَةَ قَالَ: ((قَدْ وَجَبَ أَجْرُكِ وَرَجَعَتْ الوليدة إِلَيْكِ فِي الْمِيرَاثِ)) لمسلم والترمذي وأبي داود بلفظه (1).
_________
(1) مسلم (1149).(2/289)
5140 - زيدُ بنُ ثابت قال: وَلَدُ الأبنَاءِ بمنزلةِ الأبناءِ إذا لَمْ يكن دُونَهُم ابنٌ، ذَكَرُهُم كَذَكَرِهِم وأُنثَاهم كَأُنثَاهم يَرِثُونَ كَمَا يَرِثُونَ ويَحجُبُون كما يَحجُبُون ولا يَرِثُ ولدُ ابن مع ابن ذكر، فإن ترك ابنة وابن ابن ذكر كان للبنت النصف ولابن الابن ما بقي لقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ((ألحقوا الفرائض بأهلها، وما بقي فهو لأولى رجل ذكر)). للبخاري في ترجمة (1).
_________
(1) البخاري معلقًا قبل (6735).(2/289)
5141 - عليُّ: سئل عن ابني عم أحدهما أخ لأم والآخر زوج، فقال: للزوج النصف وللأخ من الأم السدس ,وما بقى بينهما نصفان. لرزين (1).
_________
(1) البخاري (6745).(2/290)
5142 - زَيْنَبُ: أَنَّهَا كَانَتْ تُفْلِّي رَأْسَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وَعِنْدَهُ امْرَأَةُ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، وَنِسَاءٌ مِنَ الْمُهَاجِرَاتِ، وَهُنَّ يَشْتَكِينَ مَنَازِلَهُنَّ أَنَّهَا تَضِيقُ عَلَيْهِنَّ، وَيُخْرَجْنَ مِنْهَا، فَأَمَرَ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ تُوَرَّثَ دُورَ الْمُهَاجِرِينَ النِّسَاءُ فَمَاتَ ابْنُ مَسْعُودٍ، فَوُرِّثَتْهُ امْرَأَتُهُ دَارًا بِالْمَدِينَةِ. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (3080)، وصححه الألباني في ((صحيح أبي داود)) (2703).(2/290)
5143 - فاطمةُ: لكل بنى أنثى عصبة ينتمون إليه إلا ولد فاطمة فأنا وليه وأنا عصبته. للكبير بضعف (1).
_________
(1) الطبراني 3/ 44 (2632)، 22/ 423 (1042)، وذكره الهيثمي 4/ 224، وقال: وفيه شيبة بن نعامة، وهو ضعيف. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4223).(2/290)
5144 - ابْنُ عَبَّاسٍ رفعه: ((كُلُّ قَسْمٍ قُسِمَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَهُوَ عَلَى مَا قُسِمَ، وَكُلُّ قَسْمٍ أَدْرَكَهُ الإسْلامُ ولم يقسم فَهُوَ عَلَى قَسْمِ الإسْلامِ)). لأبي داود، ولمالك نحوه مرسلاً (1).
_________
(1) أبو داود (2914)، ابن ماجة (2485)، وصححه الألباني في ((صحيح أبي داود)) (2485).(2/290)
الولاء ومن لا وارث له وميراثه - صلى الله عليه وسلم - وبعض متاعه(2/291)
5145 - عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ رفعه: ((يَرِثُ الْوَلاءَ مَنْ يَرِثُ الْمَالَ)). للترمذي، وقال: ليس إسناده بالقوي (1).
_________
(1) الترمذي (2114)، وقال: ليس إسناده بالقوي. وقال الهيثمي 4/ 231: رواه ابن ماجة وغيره بغير هذا السياق، ورواه أحمد وإسناده حسن. وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (374).(2/291)
5146 - وعنه رفعه: ((ميراثُ الولاء للأكبر من الذكور، ولا يرث النساء من الولاء إلا ولاء من أعتقن وأعتق من أعتقن)). لرزين.(2/291)
5147 - أبو هُرَيْرَةَ: أَرَادَتْ عَائِشَةُ أَنْ تَشْتَرِيَ جَارِيَةً تُعْتِقُهَا فَأَبَى أَهْلُهَا إِلاَّ أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْوَلاءُ، فَذَكَرَتْ ذَلِكَ للنبي - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: ((لا يَمْنَعُكِ ذَلِكِ فَإِنَّمَا الْوَلاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ)). لمسلم (1).
_________
(1) مسلم (1504).(2/291)
5148 - أبو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: أَنَّ الْعَاصَ بْنَ هِشَامٍ هَلَكَ وَتَرَكَ بَنِينَ ثَلاثَةً اثْنَانِ لأَمٍّ وآخر لِعَلَّةٍ، فَهَلَكَ أَحَدُ اللَّذَيْنِ لأَمٍّ وَتَرَكَ مَالاً وَمَوَالِيَ، فَوَرِثَهُ أَخُوهُ الذي لأَبِيهِ وَأُمِّهِ المال مَوَالِيهِ وولاء ثُمَّ هَلَكَ الوارث وَتَرَكَ ابنا وأخًا لأَبِيهِ، فَقَالَ الابن: قَدْ أَحْرَزْتُ مَا أَحْرَزَ أَبِي مِنَ الْمَالِ والوَلاءِ، وَقَالَ أَخُوهُ: لَيْسَ كَذَلِكَ إِنَّمَا أَحْرَزْتَ الْمَالَ فقط، وَأَمَّا وَلاءُ الْمَوَالِي فَلا رَأَيْتَ لَوْ هَلَكَ أَخِي الْيَوْمَ، أَلَسْتُ أَرِثُهُ أَنَا، فَاخْتَصَمَا إِلَى عُثْمَانَ بنِ عَفَّانَ، فَقَضَى لأَخِيهِ بِوَلاءِ الْمَوَالِي. لمالك (1).
_________
(1) مالك 2/ 601.(2/291)
5149 - زِيَادُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ: أَنَّ امْرَأَةً أَعْتَقَتْ عَبْدًا لَهَا، ثُمَّ تُوُفِّيَتْ وَتَرَكَتِ ابْنَهَا وَأَخَاهَا، ثُمَّ تُوُفِّيَ مَوْلاهَا فَأَتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - ابْنُ الْمَرْأَةِ وَأَخُوهَا فِي مِيرَاثِهِ، فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((مِيرَاثُهُ لابن الْمَرْأَةِ))،فَقَالَ أَخُوهَا: يَا رَسُولَ الله لَوْ أَنَّهُ جَرَّ جَرِيرَةً عَلَى مَنْ كَانَتْ؟ قَالَ: ((عَلَيْكَ (1))).
_________
(1) الدارمي (3009). وقال الألباني في ((الإرواء)) (1697): فيه ضعيف وهو ابن عبد الرحمن الجزري صدوق سيئ الحفظ وخلط بآخره.(2/291)
5150 - الْحَسَنُ: أن رجلاً أتى النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - بعبد، فَقَالَ: إِنِّي اشْتَرَيْتُ هَذَا فَأَعْتَقْتُهُ، فَمَا تَرَى فِيهِ قَالَ: ((هُوَ أَخُوكَ وَمَوْلاكَ)) قَالَ: فمَا تَرَى فِي صُحْبَتِهِ قَالَ: ((إِنْ
[ص:292] شَكَرَكَ فَهُوَ خَيْرٌ لك وَشَرٌّ له، وَإِنْ كَفَرَكَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ وَشَرٌّ لَهُ)) قَالَ: مَا تَرَى فِي مَالِهِ، قَالَ: ((إِنْ مَاتَ وَلَمْ يَتْرُكْ عَصَبَةً فَأَنْتَ وَارِثُهُ)). هما للدارمي بإرسال (1).
_________
(1) الدارمي (3012)،والبيهقي في ((سننه)) 6/ 240 (12382)، وقال: هكذا جاء مرسلاً، فيه أشعث بن سوار ضعفه أحمد مرة، والنسائي والدارقطني، وقال أبو زرعة: لين. ((تهذيب التهذيب)) 1/ 179.(2/291)
5151 - عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ: أَنَّ رِئَابَ بْنَ حُذَيْفَةَ تَزَوَّجَ امْرَأَةً، فَوَلَدَتْ لَهُ ثَلاثَةَ غِلْمَةٍ، فَمَاتَتْ أُمُّهُمْ فَوَرَّثُوهَا رِبَاعَهَا وَوَلاءَ مَوَالِيهَا، وَكَانَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ عَصَبَةَ بَنِيهَا، فَأَخْرَجَهُمْ إِلَى الشَّامِ فَمَاتُوا فَقَدَّمَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ، وَمَاتَ مَوْلًى لَهَا وَتَرَكَ مَالاً فَخَاصَمَهُ إِخْوَتُهَا إِلَى عُمَرَ فَقَالَ عُمَرُ قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((مَا أَحْرَزَ الْوَلَدُ فَهُوَ لِعَصَبَتِهِ مَنْ كَانَ)) فَكَتَبَ لَهُ كِتَابًا فِيهِ شَهَادَةُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ وَرَجُلٍ آخَرَ، فَلَمَّا اسْتُخْلِفَ عَبْدُ الْمَلِكِ بن مروان اخْتَصَمُوا إليه، فَقَالَ: هَذَا مِنَ الْقَضَاءِ الَّذِي كُنْتُ أَرَاهُ فَقَضَى بِكِتَابِ عُمَرَ فَنَحْنُ فِيهِ إِلَى السَّاعَةِ (1).
_________
(1) أبو داود (2917)، وابن ماجة (2732). وقال ابن القيم: قال ابن عبد البر: حسن صحيح غريب. ((مختصر سنن أبي داود)) 4/ 183. وحسنه الألباني في صحيح أبي داود (2531).(2/292)
5152 - الْمِقْدَامُ رفعه: ((أَنَا أَوْلَى بِكُلِّ مُؤْمِنٍ مِنْ نَفْسِهِ فَمَنْ تَرَكَ دَيْنًا أَوْ ضَيْعَةً فَإِلَيَّ وَمَنْ تَرَكَ مَالاً فَلِوَرَثَتِهِ وَأَنَا مَوْلَى مَنْ لا مَوْلَى لَهُ أَرِثُ مَالَهُ وَأَفُكُّ عانيه وَالْخَالُ مَوْلَى مَنْ لا مَوْلَى لَهُ يَرِثُ مَالَهُ وَيَفُكُّ عَانَيه)) (1).
_________
(1) أبو داود (2900)، وابن ماجة (2738). وقال الألباني في ((صحيح أبي داود)): حسن صحيح (2520).(2/292)
5153 - وفي رواية: ((مَنْ تَرَكَ كَلًّا فَإِلَيَّ وَمَنْ تَرَكَ مَالاً فَلِوَرَثَتِهِ وَأَنَا وَارِثُ مَنْ لا وَارِثَ لَهُ أَعْقِلُ عنه وَأَرِثُهُ)) (1).
_________
(1) أبو داود (2899)، وابن ماجة (2738). وحسنه الألباني في ((صحيح الجامع)) (6147).(2/292)
5154 - بُرَيْدَةَ: أَتَى رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - رَجُلٌ، فَقَالَ: إِنَّ عِنْدِي مِيرَاثَ رَجُلٍ مِنَ الأَزْدِ وَلَسْتُ أَجِدُ أَزْدِيًّا أَدْفَعُهُ إِلَيْهِ، قَالَ: فاذْهَبْ فَالْتَمِسْ أَزْدِيًّا حَوْلاً فَأَتَاهُ بَعْدَ الْحَوْلِ)) فَقَالَ: لَمْ أَجِدْ أَزْدِيًّا أَدْفَعُهُ إِلَيْهِ، قَالَ: ((فَانْظُرْ
[ص:293] أَوَّلَ خُزَاعِيٍّ تَلْقَاهُ فَادْفَعْهُ إِلَيْهِ))، فَلَمَّا وَلَّى قَالَ: عَلَيَّ بالرَّجُلُ فَلَمَّا جَاءَ. قَالَ: انْظُرْ كُبْرَ خُزَاعَةَ فَادْفَعْهُ إِلَيْهِ (1).
_________
(1) أبو داود (2903). وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (620).(2/292)
5155 - وفي رواية: مَاتَ رَجُلٌ مِنْ خُزَاعَةَ فَأُتِيَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - بِمِيرَاثِهِ، فَقَالَ: ((الْتَمِسُوا لَهُ وَارِثًا أَوْ ذَا رَحِمٍ))، فَلَمْ يَجِدُوا لَهُ وَارِثًا وَلا ذَا رَحِمٍ، فَقَالَ: ((أَعْطُوهُ الْكُبْرَ مِنْ خُزَاعَةَ)). هي لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (2904). وقال المنذري 4/ 174 - 175: أخرجه السنائي مسندًا ومرسلاً وقال: فيهما جبريل بن أحمد ليس بالقوي، والحديث منكر. قال الموصلي: فيه نظر وقال أبو زرعة: شيخ. وقال يحيى: كوفي ثقة. وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (621).(2/293)
5156 - عَائِشَةُ: أَنَّ مَوْلًى لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - مَاتَ وَتَرَكَ شَيْئًا، وَلَمْ يَدَعْ حَمِيمًا وَلا وَلَدًا، فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((أَعْطُوا مِيرَاثَهُ رَجُلاً مِنْ أَهْلِ قَرْيَتِهِ)) (1).
_________
(1) أبو داود (2902)، وقال: وحديث سفيان أتم، والترمذي (2105)،وابن ماجة (2733). وصححه الألباني في ((صحيح أبي داود)) (2522).(2/293)
5157 - ابْنُ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَجُلاً مَاتَ وَلَمْ يَدَعْ وَارِثًا إِلاَّ غُلامًا لَهُ كَانَ أَعْتَقَهُ، فَجَعَلَ النبي - صلى الله عليه وسلم - مِيرَاثَهُ لَهُ (1).
_________
(1) أبو داود (2905)، والترمذي (2106)، وقال: حسن. وضعفه الألباني في ((ضيعف أبي داود)) (622).(2/293)
5158 - تَمِيمٌ الدَّارِي: قلت: يَا رَسُولَ الله، مَا السُّنَّةُ فِي الرَّجُلِ من المشركين يُسْلِمُ عَلَى يَدَيِ الرَّجُلِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ؟ فقَالَ لي: ((هُوَ أَوْلَى النَّاسِ بِمَحْيَاهُ وَمَمَاتِهِ)). هي لأبي داود والترمذي (1).
_________
(1) أبو داود (2918) ,والترمذي (2112) وقال: لا نعرفه إلا من حديث عبد الله بن وهب، ويقال: ابن موهب عن تميم الداري، وابن ماجة (2752). قال الألباني في ((صحيح الترمذي)): حسن صحيح.(2/293)
5159 - عقبةُ بنُ عامر رفعه: ((من أسلم على يديه رجل وجبت له الجنة)). للكبير بلين (1).
_________
(1) الطبراني 17/ 285 - 286 (786)، قال الهيثمي 1/ 94: رواه الطبراني في الثلاثة، وفيه محمد بن معاوية النيسابوري وثقه أحمد وضعفه أكثر الناس، قال يحيى بن معين: كذاب، وقال أيضًا في 5/ 334: فيه محمد بن معاوية النيسابوري، وثقة أحمد وضعفه الجمهور، وبقية رجاله ثقات. وقال الألباني في ضعيف الجامع (5415): ضعيف جدا.(2/293)
5160 - عمرُ: اللقيطُ حُرٌّ، وميراثُه لبيت المال، وكذا السائبة حر وميراثه لبيت المال. لرزين.(2/293)
5161 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((لا تَقَسِمُ وَرَثَتِي دِينَارًا مَا تَرَكْتُ بَعْدَ نَفَقَةِ نِسَائِي وَمُؤْنَةِ عَامِلِي فَهُوَ صَدَقَةٌ)). لمالك والشيخين وأبي داود (1).
_________
(1) البخاري (2776)، ومسلم (1760).(2/293)
5162 - عَائِشَةُ: أَنَّ فَاطِمَةَ سَأَلَتْ أَبَا بَكْرٍ أَنْ يَقْسِمَ لَهَا مِيرَاثَهَا مِمَّا تَرَكَ - صلى الله عليه وسلم - مِمَّا أَفَاءَ الله عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهَا أَبُو بَكْرٍ: إِنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: ((لا نُورَثُ، مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ))، فَغَضِبَتْ، فهجرته فَلَمْ تَزَلْ بذلك حَتَّى تُوُفِّيَتْ، وَعَاشَتْ بَعْده - صلى الله عليه وسلم - سِتَّةَ أَشْهُرٍ إلا ليالي وَكَانَتْ تَسْأَلُه أن يقسم لها نَصِيبَهَا مِمَّا أفاء الله على رسوله مِنْ خَيْبَرَ وَفَدَكٍ ومن صَدَقَتِهُ بِالْمَدِينَةِ. فقال لها أبو بكر: لستُ بالذي أقسم من ذلك شيئًا، ولَسْتُ تَارِكًا شَيْئًا كَانَ - صلى الله عليه وسلم - يَعْمَلُ بِهِ فيها إِلاَّ عَمِلْتُه، فَإِنِّي أَخْشَى إِنْ تَرَكْتُ شَيْئًا مِنْ أَمْرِهِ أَنْ أَزِيغَ، ثم فعل ذلك عمر، فَأَمَّا صَدَقَتُهُ بِالْمَدِينَةِ فَدَفَعَهَا عُمَرُ إِلَيَّ وعَلِيٍّ وَعَبَّاسٍ وأَمسَكَ خَيبَرَ وَفَدكَ، وَقَالَ: هُمَا صَدَقَةُ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - كَانَت لِحُقُوقِهِ الَّتِي تَعْرُوهُ وَنَوَائِبِهِ، وَأَمْرُهُمَا إِلَى مَنْ وَلِيَ الأَمْرَ فَهُمَا عَلَى ذَلِكَ إِلَى الْيَوْمِ (1).
_________
(1) البخاري (3093)،مسلم (1758).(2/294)
5163 - وفي رواية: ((لا نُورَثُ مَا تَرَكْنَاه صَدَقَةٌ، وَإِنَّمَا يَأْكُلُ آلُ مُحَمَّدٍ فِي هَذَا الْمَالِ -يَعْنِي: مَالَ الله- لَيْسَ لَهُمْ أَنْ يَزِيدُوا عَلَى الْمَأْكَلِ)). لمسلم وأبي داود والنسائي (1).
_________
(1) مسلم (1759)، وأبو داود (2969).(2/294)
5164 - أبو الطُّفَيْلِ: جَاءَتْ فَاطِمَةُ تَطْلُبُ مِيرَاثَهَا مِنَ أبيها إلى أبي بكر، فَقَالَ لها: سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: ((إِنَّ الله تعالى إِذَا أَطْعَمَ نَبِيًّا طُعْمَةً فهو لِلَّذِي يَقُومُ مِنْ بَعْدِهِ)). لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (2973)، وقال المنذري: 4/ 218: في إسناده الوليد بن جميع، وقد أخرج له مسلم، وفيه مقال. وحسنه الألباني في ((صحيح أبي داود)) (2575).(2/294)
5165 - عَائِشَةُ: أَنَّ أَزْوَاجَ رسول الله (- صلى الله عليه وسلم -) (1) حِينَ تُوُفِّيَ أَرَدْنَ أَنْ يَبْعَثْنَ عُثْمَانَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ يَسْأَلْنَهُ مِيرَاثَهُنَّ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: أَلَيْسَ قَدْ قَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((لا نُورَثُ مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ)) (2).
_________
(1) من (ب).
(2) البخاري (6730)، ومسلم (1758).(2/294)
5166 - وفي رواية: قُلْتُ: أَلا تَتَّقِينَ الله؟ أَلَمْ تَسْمَعْنَ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: ((لا نُورَثُ مَا تَرَكْنَا فَهُوَ صَدَقَةٌ، وَإِنَّمَا هَذَا المَالُ لآل مُحَمَّدٍ لِنَائِبَتِهِمْ وَضَيْفِهِمْ، فَإِذَا مُتُّ فَهُوَ إِلَى وَلِيِّ الأَمْرِ مِنْ بَعْدِي)). لمالك والشيخين وأبي داود (1).
_________
(1) البخاري (4034) في حديث طويل، ومسلم (1758).(2/295)
5167 - عَمْرِوُ بْنُ الْحَارِثِ الخزاعي: مَا تَرَكَ النبي - صلى الله عليه وسلم - دِينَارًا وَلا دِرْهَمًا وَلا عَبْدًا وَلا أَمَةً ولا شيئًا، إِلاَّ بَغْلَتَهُ الْبَيْضَاءَ الَّتِي كَانَ يَرْكَبُهَا وَسِلاحَهُ، وَأَرْضًا جَعَلَهَا لابْنِ السَّبِيلِ صَدَقَةً. للبخاري، والنسائي (1).
_________
(1) البخاري (2873).(2/295)
5168 - ابْنُ عَبَّاسٍ: ما ترك النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ مَا بَيْنَ الدَّفَّتَيْنِ. للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (5019).(2/295)
5169 - ابْنتُ سِيرِينَ: صَنَعْتُ سَيْفِي عَلَى سَيْفِ سَمُرَةَ، وَزَعَمَ سَمُرَةُ أَنَّهُ صَنَعَ سَيْفَهُ عَلَى سَيْفِ النبي - صلى الله عليه وسلم - وَكَانَ حَفيًّا (1).
_________
(1) الترمذي (1683)،وفي ((الشمائل)) ص48 (109)، وأحمد 5/ 20. وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (283).(2/295)
5170 - جَابِرٌ: أَنَّ لواءَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - يوم دَخَلَ مَكَّةَ كان أَبْيَضُ (1).
_________
(1) أبو داود (2592)، والترمذي (1679)،وابن ماجة (2817)،والحاكم 2/ 104، وقال: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، وشاهده حديث ابن عباس. وحسنه الألباني في صحيح (1372).(2/295)
5171 - ابْنُ عَبَّاس: رأيت رَايَةَ النبي - صلى الله عليه وسلم - كانت سَوْدَاءَ وَلِوَاؤُهُ أَبْيَضَ. هي للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (1681)، وقال: حسن غريب من هذا الوجه، وابن ماجة (2818). وحسنه الألباني في صحيح الترمذي (1374).(2/295)
5172 - سِمَاكٌ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ قَوْمِهِ، عَنْ آخَرَ مِنْهُمْ: رَأَيْتُ رَايَةَ النبي - صلى الله عليه وسلم - صَفْرَاءَ. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (2593). وضعفه الألباني في ((ضعيف أبي داود)) (557).(2/295)
5173 - الْبَرَاءُ: كَانَتْ رايةُ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - سَوْدَاءَ مُرَبَّعَةً مِنْ نَمِرَةٍ. لأبي داود والترمذي (1).
_________
(1) أبو داود (2591)، والترمذي (1680) وقال: حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث أبي زائدة. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (1373) دون قوله مربعة.(2/295)
5174 - عَاصِمٌ الأَحْوَل: رَأَيْتُ قَدَحَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - عِنْدَ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَكَانَ قَدِ انْصَدَعَ فَسَلْسَلَهُ بِفِضَّةٍ، وَهُوَ قَدَحٌ عَرِيضٌ مِنْ نُضَارٍ، قال معمر: والنضار شجر بنجد، وقَالَ أَنَسٌ: لَقَدْ سَقَيْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - فِي هَذَا الْقَدَحِ ما لا أُحْصِي، قَالَ ابْنُ سِيرِينَ:
[ص:296] وقد رأيت ذاك القدح وكَانَ فِيهِ حَلْقَةٌ مِنْ حَدِيدٍ فَأَرَادَ أَنَسٌ أَنْ يَجْعَلَ مَكَانَهَا حَلْقَةً مِنْ فِضَّةٍ أَوْ ذَهَبٍ فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ: لا تُغَيِّرَ شَيْئًا صَنَعَهُ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فَتَرَكَهُ. للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (5638).(2/295)
5175 - أبو بريدة: قال لى عبدُ اللهِ بنُ سَلَامٍ: ألا أسقيك في قَدَحٍ شَرِبَ فيه النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم -؟ فاتبعته إلى بيته، وسقاني في قدح، وأطعمني فيه سويقا ,قال: صَلِّ في هذا المسجد فقد صلى فيه - صلى الله عليه وسلم -. لرزين (1).
_________
(1) البخاري (7342).(2/296)
5176 - سهلُ بنُ سعد: كَانَ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي حَائِطِنَا فَرَسٌ يُقَالُ لَهُ اللُّحَيْفُ، وفي رواية: اللُّخَيْفُ بالخاء. للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (2855).(2/296)
كتاب الحدود(2/296)
الحث على إقامة الحدود ودرئها والشفاعة فيها والتعزير(2/296)
5177 - أَبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((حَدٌّ يقام فِي الأَرْضِ خَيْرٌ لأَهْلِ الأَرْضِ مِنْ أَنْ يُمْطَرُوا ثَلاثِينَ صَبَاحًا)). للنسائي (1).
_________
(1) النسائي 8/ 75 - 76، وابن ماجة (2538)، وحسنه الألباني في صحيح النسائي (554) بلفظ أربعين.(2/296)
5178 - وفي رواية: أَرْبَعِينَ لَيْلَةً. للنسائي (1).
_________
(1) النسائي 8/ 76، وقال الألباني: حسن موقوف، ((الصحيحة)) (231).(2/296)
5179 - النُّعْمَانُ بْنُ بَشِيرٍ رفعه: ((مَثَلُ الْقَائِمِ في حُدُودِ الله وَالْوَاقِعِ فِيهَا كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سَفِينَةٍ، فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَعْلاهَا وَبَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا فَكَانَ الَّذِينَ فِي أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقَوْا مِنَ الْمَاءِ مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوْقَهُمْ، فَقَالُوا لَوْ أَنَّا خَرَقْنَا فِي نَصِيبِنَا خَرْقًا وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا فَإِنْ ترَكُوهُمْ وَمَا أَرَادُوا هَلَكُوا جَمِيعًا وَإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِمْ نَجَوْا وَنَجَوْا جَمِيعًا)). للبخاري والترمذي (1).
_________
(1) البخاري (2493).(2/296)
5180 - زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ: أَنَّ رَجُلاً اعْتَرَفَ عَلَى نَفْسِهِ بِالزِّنَا فَدَعَا، لَهُ النبي - صلى الله عليه وسلم - بِسَوْطٍ، فَأُتِيَ بِسَوْطٍ مَكْسُورٍ، فَقَالَ: فَوْقَ هَذَا، فَأُتِيَ بِسَوْطٍ جَدِيدٍ لَمْ تُقْطَعْ ثَمَرَتُهُ، فَقَالَ: دُونَ هَذَاـ فَأُتِيَ بِسَوْطٍ قَدْ رُكِبَ بِهِ وَلانَ، فَأَمَرَ بِهِ
[ص:297] صلى الله عليه وسلم - فَجُلِدَ ثُمَّ قَالَ: ((أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ آنَ لَكُمْ أَنْ تَنْتَهُوا عَنْ حُدُودِ الله، مَنْ أَصَابَ مِنْ هَذِهِ الْقَاذُورَاتِ شَيْئًا فَلْيَسْتَتِرْ بِسِتْرِ الله فَإِنَّهُ مَنْ يُبْدِي لَنَا صَفْحَتَهُ نُقِمْ عَلَيْهِ كِتَابَ الله)). لمالك (1).
_________
(1) مالك (2/ 629 - 630).(2/296)
5181 - عَائِشَةُ رفعته: ((ادْرَءُوا الْحُدُودَ عَنِ الْمُسْلِمِينَ مَا اسْتَطَعْتُمْ فَإِنْ كَانَ لَهُ مَخْرَجٌ فَخَلُّوا سَبِيلَهُ، فَإِنَّ الإمَامَ أَنْ يُخْطِئَ فِي الْعَفْوِ خَيْرٌ مِنْ أَنْ يُخْطِئَ فِي الْعُقُوبَةِ)). للترمذي، وقال وقد روى موقوفا وهو أصح (1).
_________
(1) الترمذي (1424)، وقال: لا نعرفه مرفوعًا إلا من حديث محمد بن ربيعة عن يزيد بن زياد الدمشقي عن عروة عن عائشة عن النبي، وضعفه الألباني في ((الإرواء)) (2316).(2/297)
5182 - وعنها رفعته: ((أَقِيلُوا ذَوِي الْهَيْئَاتِ عَثَرَاتِهِمْ إِلاَّ الْحُدُودَ)). لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (4375)، وصححه الألباني في ((الصحيحة)) ((638).(2/297)
5183 - ابْنُ عَمْرٍو بن العاص رفعه: ((تَعَافَوُا الْحُدُودَ فِيمَا بَيْنَكُمْ فَمَا بَلَغَنِي مِنْ حَدٍّ فَقَدْ وَجَبَ)). لأبي داود، وللنسائي (1).
_________
(1) أبو داود (4376)،والنسائي 8/ 70، وحسنه الألباني في ((صحيح الجامع)) (2954).(2/297)
5184 - يَزِيدُ بْنُ نُعَيْمٍ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ مَاعِزًا أَتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَأَقَرَّ عِنْدَهُ أَرْبَعَ مَرَّاتٍ فَأَمَرَ بِه فرُجِم وَقَالَ لِهَزَّالٍ: ((لَوْ سَتَرْتَهُ بِثَوْبِكَ كَانَ خَيْرًا لك))، قال ابْنُ الْمُنْكَدِرِ: إنْ هَزَّالاً أَمَرَ مَاعِزًا أَنْ يَأْتِيَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَيُخْبره. لمالك (1).
_________
(1) مالك 2/ 626 عن سعيد بن المسيب مرسلًا.(2/297)
5185 - ابْنُ عُمَرَ رفعه: ((مَنْ حَالَتْ شَفَاعَتُهُ دُونَ حَدٍّ مِنْ حُدُودِ الله فَقَدْ ضَادَّ الله تعالى وَمَنْ خَاصَمَ فِي بَاطِلٍ وَهُوَ يَعْلَمُ لَمْ يَزَلْ فِي سَخَطِ الله حَتَّى يَنْزِعَ وَمَنْ قَالَ فِي مُؤْمِنٍ مَا لَيْسَ فِيهِ أَسْكَنَهُ الله رَدْغَةَ الْخَبَالِ حَتَّى يَخْرُجَ مِمَّا قَالَ)). لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (3597)، وصححه الألباني في ((الإرواء)) (2318).(2/297)
5186 - الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ: لَقِيَ رَجُلاً قَدْ أَخَذَ سَارِقًا وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَذْهَبَ بِهِ إِلَى السُّلْطَانِ فَشَفَعَ لَهُ الزُّبَيْرُ لِيُرْسِلَهُ فَقَالَ: لا حَتَّى أَبْلُغَ بِهِ السُّلْطَانَ، فَقَالَ الزُّبَيْرُ: إنما الشفاعة قبل أن تبلغ إلى السلطان فإذا بلغ إليه فقد الشَّافِعَ وَالْمُشَفِّعَ. لمالك (1).
_________
(1) مالك 2/ 636.(2/297)
5187 - صَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ: قِيلَ لَهُ: إِنَّ مَنْ لَمْ يُهَاجِرْ هَلَكَ، فَقَدِمَ صَفْوَانُ الْمَدِينَةَ فَنَامَ فِي الْمَسْجِدِ وَتَوَسَّدَ رِدَاءَهُ، فَجَاءَه سَارِقٌ فَأَخَذَ رِدَاءَهُ، فَأَخَذَ صَفْوَانُ السَّارِقَ فَجَاءَ بِهِ إِلَى النبي - صلى الله عليه وسلم - فَأَمَرَ بِهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ تُقْطَعَ يَدُهُ، فَقَالَ صَفْوَانُ: إِنِّي لَمْ أُرِدْ هَذَا يَا رَسُولَ الله هُوَ عَلَيْهِ صَدَقَةٌ. فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((فَهَلاَّ قَبْلَ أَنْ تَأْتِيَنِي بِهِ)). لمالك. ونحوه لأبي داود، والنسائي، وقال: فقطعه النبي - صلى الله عليه وسلم - (1).
_________
(1) ((الموطأ)) 2/ 636، وأبود داود (4394)، النسائي 8/ 70، وصححه الألباني في ((الإرواء)) 7/ 345 (2317).(2/298)
5188 - هانئ بن نيار رفعه: ((لا يجلد فَوْقَ عَشْرَةِ أَسْوَاطٍ إِلاَّ فِي حَدٍّ مِنْ حُدُودِ الله)). للشيخين وأبي داود (1).
_________
(1) البخاري (6848)، ومسلم (1708).(2/298)
5189 - وللبخاري والترمذي عَمَّنْ سَمِعَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((لا عُقُوبَةَ فَوْقَ عَشْرِ ضَرَبَاتٍ إِلاَّ فِي حَدٍّ مِنْ حُدُودِ الله تعالى)) (1).
_________
(1) البخاري (6849)، والترمذي (1463).(2/298)
5190 - عَلِي رفعه: ((مَنْ أَصَابَ حَدًّا فَعُجِّلَ عُقُوبَتَهُ فِي الدُّنْيَا، فَإن الله أَعْدَلُ مِنْ أَنْ يُثَنِّيَ عَلَى عَبْدِهِ الْعُقُوبَةَ فِي الآخِرَةِ وَمَنْ أَصَابَ حَدًّا فَسَتَرَهُ الله عَلَيْهِ وَعَفَا عَنْهُ فَالله أَكْرَمُ مِنْ أَنْ يَعُودَ في شَيْءٍ قَدْ عَفَا عَنْهُ)). للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (2626)، وقال: حسن غريب (صحيح)، وابن ماجة (2604) وضعفه الألباني في ((ضعيف الترمذي)) (491).(2/298)
إثم القتل، وما يبيحه، وقاتل نفسه(2/298)
5191 - ابْنُ عُمَرَ رفعه: ((لَنْ يَزَالَ الْمُؤْمِنُ فِي فُسْحَةٍ مِنْ دِينِهِ مَا لَمْ يُصِبْ دَمًا حَرَامًا)). للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (6862).(2/298)
5192 - أَبِو الدَّرْدَاءِ رفعه: ((كُلُّ ذَنْبٍ عَسَى الله أَنْ يَغْفِرَهُ إِلاَّ مَنْ مَاتَ مُشْرِكًا أَوْ من قَتَلَ مُوْمِنًا مُتَعَمِّدًا)) (1).
_________
(1) أبو داود (4270)، وصححه الألباني في ((صحيح أبي داود)) (5388).(2/298)
5193 - عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ رفعه: ((مَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا فَاغْتَبَطَ بِقَتْلِهِ لَمْ يَقْبَلِ الله مِنْهُ صَرْفًا وَلا عَدْلاً)). هما لأبى داود (1).
_________
(1) أبو داود (4270) وصححه الألباني في صحيح أبي داود (3589).(2/298)
5194 - بُرَيْدَةُ رفعه: ((قَتْلُ الْمُؤْمِنِ أَعْظَمُ عِنْدَ الله مِنْ زَوَالِ الدُّنْيَا)). للنسائي (1).
_________
(1) النسائي 7/ 83، وقال الألباني: صحيح في ((الجامع الصغير)) (4361).(2/299)
5195 - أبو سَعِيد الْخُدْرِيَّ وَأَبَو هُرَيْرَةَ رفعاه: ((لَوْ أَنَّ أَهْلَ السَّمَاءِ وَأَهْلَ الأَرْضِ اشْتَرَكُوا فِي دَمِ مُؤْمِنٍ لأَكَبَّهُمُ الله فِي النَّارِ)) للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (1398)، وقال: غريب وصححه الألباني في ((صحيح الجامع)) (5247).(2/299)
5196 - أَبو هُرَيْرَة: ((الإيمَانُ قَيَّدَ الْفَتْكَ، ولا يَفْتِكُ مُؤْمِنٌ)). لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (2769)،وقال المنذري 4/ 82 - 83، في إسناده أسباط بن نصر الهمداني وإسماعيل بن عبد الرحمن السُّدي، وقد أخرج لهما مسلم، وتكلم فيهما غير واحد من الأئمة، وصححه الألباني في ((صحيح أبي داود)) (2407).(2/299)
5197 - ابنُ مسعود رفعه: ((لَيْسَ مِنْ نَفْسٍ تُقْتَلُ ظُلْمًا إِلاَّ كَانَ عَلَى ابْنِ آدَمَ الأَوَّلِ كِفْلٌ مِنْ دَمِهَا؛ لأَنَّهُ سَنَّ الْقَتْلَ أَوَّلاً)). للشيخين، والترمذي، والنسائي (1).
_________
(1) البخاري (3335)، ومسلم (1676).(2/299)
5198 - وعنه رفعه: ((يَجِيءُ الرَّجُلُ آخِذًا بِيَدِ الرَّجُلِ فَيَقُولُ يَا رَبِّ هَذَا قَتَلَنِي فَيَقُولُ الله تعالى لِمَ قَتَلْتَهُ فَيَقُولُ قَتَلْتُهُ لِتَكُونَ الْعِزَّةُ لَكَ فَيَقُولُ فَإِنَّهَا لِي، وَيَجِيءُ الرَّجُلُ آخِذًا بِيَدِ الرَّجُلِ فَيَقُولُ إِنَّ هَذَا قَتَلَنِي فَيَقُولُ الله تعالى لِمَ قَتَلْتَهُ فَيَقُولُ لِتَكُونَ الْعِزَّةُ لِفُلانٍ، فَيَقُولُ: فإِنَّهَا لَيْسَتْ لِفُلانٍ، فَيَبُوءُ بِإِثْمِهِ)). للنسائى (1).
_________
(1) النسائي 7/ 84،وصححه الألباني في صحيح النسائي (3731).(2/299)
5199 - الْمِقْدَادُ بْنُ الأسود: قَالَ للنبي - صلى الله عليه وسلم -: أَرَأَيْتَ إِنْ لَقِيتُ رَجُلاً مِنَ الْكُفَّارِ فَاقْتَتَلْنَا، فَضَرَبَ إِحْدَى يَدَيَّ بِالسَّيْفِ فَقَطَعَهَا ثُمَّ لاذَ مِنِّي بِشَجَرَةٍ، فَقَالَ: أَسْلَمْتُ لِلَّهِ، أَأَقْتُلُهُ يَا رَسُولَ الله بَعْدَ أَنْ قَالَهَا؟ فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تَقْتُلْهُ))، فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله، قَطَعَ إِحْدَى يَدَيَّ، ثُمَّ قَالَ: ذَلِكَ بَعْدَ مَا قَطَعَهَا، فَقَالَ: ((لا تَقْتُلْهُ فَإِنْ قَتَلْتَهُ فَإِنَّهُ بِمَنْزِلَتِكَ قَبْلَ أَنْ تَقْتُلَهُ، وَإِنَّكَ بِمَنْزِلَتِهِ قَبْلَ أَنْ يَقُولَ كَلِمَتَهُ الَّتِي قَالَ)). للشيخين وأبي داود (1).
_________
(1) البخاري (4019)، ومسلم (95).(2/299)
5200 - ابنُ عباس رفعه: ((لا يقفن أحدكم موقفاً يقتل فيه رجل ظلماً، فإن اللعنة تنزل على من حضره حين لم يدفعوا عنه، ولا يقفن أحد منكم موقفاً يضرب فيه رجل ظلماً فإن اللعنة تنزل على من حضره حين لم يدفعوا عنه)). «للكبير» بلين (1).
_________
(1) الطبراني 11/ 260 (11675)، وقال الهيثمي 6/ 284: فيه أسد بن عطاء قال الأزدي: مجهول، وقال مندل: ثقة، أبو حاتم وغيره وضعفه أحمد وغيره، وبقية رجاله ثقات. وضعفه الألباني في ضعيف الترغيب والترهيب (1456).(2/300)
5201 - فُرَاتُ بْنُ حَيَّانَ: أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أَمَرَ بِقَتْلِهِ، وَكَانَ عَيْنًا لأَبِي سُفْيَانَ وحَلِيفًا لِرَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ، فَمَرَّ بِحَلَقَةٍ مِنَ الأَنْصَارِ، فَقَالَ: إِنِّي مُسْلِمٌ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ: إِنَّهُ يَا رَسُولَ الله يَقُولُ إِنَّى مُسْلِمٌ، فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((إِنَّ مِنْكُمْ رِجَالاً نَكِلُهُمْ إِلَى إِيمَانِهِمْ، مِنْهُمْ فُرَاتُ بْنُ حَيَّانَ)). لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (2652)،وصححه الألباني في ((صحيح أبي داود)) (2310).(2/300)
5202 - ابنُ مسعود رفعه: ((لا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ يَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ الله وَأَنِّي رَسُولُ الله إِلاَّ بِإِحْدَى ثَلاثٍ الثَّيِّبُ الزَّانِي وَالنَّفْسُ بِالنَّفْسِ وَالتَّارِكُ لِدِينِهِ الْمُفَارِقُ لِلْجَمَاعَةِ)). للستة إلا مالكًا (1).
_________
(1) البخاري (6878)، ومسلم (1676).(2/300)
5203 - رَجُلٌ مِنْ الصحابة: سأل النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - عَنِ الْقَاتِلِ وَالآمِرِ، فقَالَ: ((قُسِّمَتِ النَّارُ سَبْعِينَ جُزْءًا، فَلِلآمِرِ تِسْعة وَسِتُّونَ، وَلِلْقَاتِلِ جُزْءٌ)). لأحمد (1).
_________
(1) أحمد 5/ 362، وقال الهيثمي 7/ 299، ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن إسحاق وهو ثقة، ولكنه يدلس. وضعفه الألباني في الضعيفة (4055).(2/300)
5204 - أبو الدرداء رفعه: ((يؤتى بالقاتل والمقتول يوم القيامة، فيقول: أي رب، سل هذا فيم قتلنى؟ فيقول: أي رب أمرني هذا، فيؤخذ بأيديهما جميعا فيقذفان في النار)). للكبير (1).
_________
(1) ذكره الهيثمي 7/ 299، وقال: رواه الطبراني في ((الكبير)) ورجاله رجال الصحيح.(2/300)
5205 - مُخَارِقُ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -. فَقَالَ الرَّجُلُ: يَأْتِينِي فيأخذ مَالِي، قَالَ: ((ذَكِّرْهُ بِالله))، قَالَ: فَإِنْ لَمْ يَذَّكَّرْ، قَالَ: ((فَاسْتَعِنْ عَلَيْهِ مَنْ حَوْلَكَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ)) قَالَ: فَإِنْ لَمْ يَكُنْ حَوْلِي أَحَدٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، قَالَ: ((فَاسْتَعِنْ عَلَيْهِ بِالسُّلْطَانِ))، قَالَ:
[ص:301] فَإِنْ نَأَى السُّلْطَانُ عَنِّي، قَالَ: ((قَاتِلْ دُونَ مَالِكَ حَتَّى تَكُونَ مِنْ شُهَدَاءِ الآخِرَةِ أَوْ تَمْنَعَ مَالَكَ)). للنسائي (1).
_________
(1) النسائي 7/ 113 - 114،وقال الألباني: حسن صحيح (3803).(2/300)
5206 - جُنْدُب رفعه: ((حَدُّ السَّاحِرِ ضَرْبَةٌ بِالسَّيْفِ)). للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (1406)، وقال: لا نعرفه مرفوعًا إلا من هذا الوجه، وإسماعيل بن مسلم المكي يضعف في الحديث من قبل حفظه. وإسماعيل بن مسلم العبدي قال وكيع هو ثقة ويروى عن الحسن أيضًا، والصحيح عن جندب موقوفًا، والعمل على هذا عن بعض أهل العلم. وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (244).(2/301)
5207 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((مَنْ تَرَدَّى مِنْ جَبَلٍ فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَهُوَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ يَتَرَدَّى فِيهِا خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا وَمَنْ تَحَسَّى سُمًّا، فَقَتَلَ نَفْسَهُ، فَسُمُّهُ فِي يَدِهِ يَتَحَسَّاهُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا، وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِحَدِيدَةٍ فَحَدِيدَتُهُ فِي يَدِهِ يَتوجَأُ بِهَا فِي بَطْنِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا)). للستة إلا مالكًا (1).
_________
(1) البخاري (5778)، ومسلم (109).(2/301)
5208 - وعنه رفعه: ((الَّذِي يَخْنُقُ نَفْسَهُ يَخْنُقُهَا فِي النَّارِ، وَالَّذِي يَطْعن نفسه يَطْعُنُهَا فِي النَّارِ)). للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (1365).(2/301)
5209 - الْحَسَنُ البصري، حَدَّثَنَا جُنْدَبٌ بن عبد الله فِي هَذَا الْمَسْجِدِ فَمَا نَسِينَا منه حديثًا، ولا نَخَافُ أَنْ يَكْون جُنْدَبٌ كَذَبَ عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: ((كَانَ بِرَجُلٍ جِرَاحٌ فَقَتَلَ نَفْسَهُ، فَقَالَ الله تعالى: بَدَرَنِي عَبْدِي بِنَفْسِهِ فحَرَّمْتُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ)). للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (1364)،ومسلم (113).(2/301)
5210 - وفي رواية: ((إِنَّ رَجُلاً مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ خَرَجَتْ بِهِ قُرْحَةٌ، فَلَمَّا آذَتْهُ انْتَزَعَ سَهْمًا مِنْ كِنَانَتِهِ فَنَكَأَهَا، فَلَمْ يَرْقَأِ الدَّمُ حَتَّى مَاتَ، قَالَ رَبُّكُمْ حَرَّمْتُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ)) ثُمَّ مَدَّ يَدَهُ إِلَى الْمَسْجِدِ فَقَالَ: إِي وَالله لَقَدْ حَدَّثَنِي بِهَا الْحَدِيثِ جُنْدَبٌ عَنْ النبي - صلى الله عليه وسلم - فِي هَذَا الْمَسْجِدِ. للشيخين (1).
_________
(1) البخاري (1364)،ومسلم (113).(2/301)
5211 - سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ: أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - الْتَقَى هُوَ وَالْمُشْرِكُونَ فَلَمَّا مَالَ إِلَى عَسْكَرِهِ وَمَالَ الآخَرُونَ إِلَى عَسْكَرِهِمْ، وَفِي (أَصْحَابِه) (1) رَجُلٌ لا يَدَعُ لَهُمْ شَاذَّةً وَلا فَاذَّةً إِلاَّ اتَّبَعَهَا يَضْرِبُهَا بِسَيْفِهِ، فَقَالَوا: مَا أَجْزَأَ مِنَّا الْيَوْمَ أَحَدٌ كَمَا أَجْزَأَ فُلانٌ. فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((أَمَا إِنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ)) (2).
_________
(1) في (ب): عسكره.
(2) البخاري (4204)، ومسلم (113).(2/302)
5212 - وفي رواية قالوا: أينا من أهل الجنة إن كان هذا من أهل النار فقال رجل من القوم: أنا صاحبه أبدًا، فخرج معه كلما وقَفَ وقَفَ معه، وإذا أسرع أَسرع معه، قال فجرح الرجل جرحًا شديد، فاستعجل الموت، فوضع سيفه بالأرض وذبابه بين ثدييه ثم تحامل على سيفه فقتل نفسه، فخرج الرجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: أشهد أنك رسول الله فقال: ((وما ذاك)) قال: الرجل الذي ذكرت آنفًا أنه من أهل النار فأعظم الناس ذلك، فقلت أنا لكم به، فخرجت في طلبه حتى جرح جرحًا شديدًا فاستعجل الموت فوضع نصل سيفه بالأرض وذبابه بين ثدييه ثم تحامل عليه فقتل نفسه فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - عند ذلك: ((إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة فيما يبدوا للناس وهو من أهل النار)) (1).
_________
(1) البخاري (2898)، ومسلم (112).(2/302)
5213 - وفي رواية نحوه وفيه: ((وَإِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالْخَوَاتِيمِ أو بخواتيمها)). للشيخين (1).
_________
(1) البخاري (6607).(2/302)
5214 - جَابِرُ أَنَّ الطُّفَيْلَ بْنَ عَمْرٍو الدَّوْسِيٍّ أَتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله هَلْ لَكَ فِي حِصْنٍ حَصِينٍ وَمَنْعَةٍ؟ قَالَ: ((حِصْنٌ كَانَ لِدَوْسٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ)). فَأَبَى ذَلِكَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - لِلَّذِي ذَخَرَ الله تعالى لِلأَنْصَارِ. فَلَمَّا هَاجَرَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى الْمَدِينَةِ هَاجَرَ إِلَيْهِ الطُّفَيْلُ وَهَاجَرَ مَعَهُ رَجُلٌ مِنْ قَوْمِهِ، فَاجْتَوَوُا الْمَدِينَةَ (فَمَرِضَ) (1) فَجَزِعَ جذعًا شديدًا، فَأَخَذَ مَشَاقِصَ، فَقَطَعَ بِهَا بَرَاجِمَهُ، فَشَخَبَتْ يَدَاهُ حَتَّى مَاتَ فرآه الطُّفَيْلُ بْنُ عَمْرٍو فِي مَنَامِهِ، فَرَآهُ في َهَيْئَةِ حَسَنَةٍ، وَرَآهُ مُغَطِّيًا يَدَيْهِ، فَقَالَ: مَا صَنَعَ بِكَ رَبُّكَ، فَقَالَ: غَفَرَ لِي لهِجْرَتِي إِلَى نَبِيِّهِ، فَقَالَ: مَا لِي أَرَاكَ مُغَطِّيًا يَدَيْكَ، قَالَ: قِيلَ لِي لَنْ نُصْلِحَ مِنْكَ مَا أَفْسَدْتَ، فَقَصَّهَا الطُّفَيْلُ عَلَى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((اللهمَّ وَلِيَدَيْهِ فَاغْفِرْ)). لمسلم (2).
_________
(1) زيادة من ((صحيح مسلم)).
(2) مسلم (116).(2/302)
5215 - جَابِرُ بْنُ سَمُرَةَ: مَرِضَ رَجُلٌ فَصِيحَ عَلَيْهِ، فَجَاءَ جَارُهُ إِلَى النبي - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ إن فلانًا قَدْ مَاتَ، قَالَ: وَمَا يُدْرِيكَ قَالَ أَنَا سمعت ذلك قال - صلى الله عليه وسلم -: ((إِنَّهُ لَمْ يَمُتْ))، فَرَجَعَ، فَصِيحَ عَلَيْهِ، فَجَاءَ، فَقَالَ: إِنَّهُ قَدْ مَاتَ، فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((إِنَّهُ لَمْ يَمُتْ))، فَرَجَعَ، فَصِيحَ عَلَيْهِ، فَقَالَتِ امْرَأَتُهُ: انْطَلِقْ إِلَى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَأَخْبِرْهُ، فَقَالَ الرَّجُلُ: اللهمَّ الْعَنْهُ، قَالَ: ثُمَّ انْطَلَقَ الرَّجُلُ، فَرَآهُ قَدْ نَحَرَ نَفْسَهُ بِمِشْقَصٍ، فجاء النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -، فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ قَدْ مَاتَ، قَالَ: ((وَمَا يُدْرِيكَ))، قَالَ: رَأَيْتُهُ يَنْحَرُ نَفْسَهُ بِمَشَاقِصَ مَعَهُ، قَالَ: ((أَنْتَ رَأَيْتَهُ)) قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: ((إِذًا لا أُصَلِّي عَلَيْهِ)). لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (3185)، وهو عند مسلم (978).(2/303)
القصاص في العمد والخطأ وبين الولد والوالد والجماعة والواحد والحر والعبد والمسلم والكافر(2/303)
5216 - أبو شُرَيْحٍ الْخُزَاعِيِّ رفعه: ((مَنْ أُصِيبَ بِقَتْلٍ أَوْ خَبْلٍ فَإِنَّهُ يَخْتَارُ إِحْدَى ثَلاثٍ إِمَّا أَنْ يَقْتَصَّ وَإِمَّا أَنْ يَعْفُوَ وَإِمَّا أَنْ يَأْخُذَ الدِّيَةَ، فَإِنْ أَرَادَ الرَّابِعَةَ فَخُذُوا عَلَى يَدَيْهِ وَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ)). لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (4496)، وابن ماجة (2623). وقال الذهبي في ((ميزان الاعتدال)) 3/ 245 (3329)،وقال البخاري: سفيان بن أبي العوجاء عن ابن شريح في حديثه نظر، وضعفه الألباني في ((ضعيف الجامع)) (5433).(2/303)
5217 - ابْنُ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ قِصَاصٌ وَلَمْ تَكُنْ فِيهِمُ الدِّيَةُ فقال: الله تعالى لهذه الأمة: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى} والْعَفْوُ أَنْ يَقْبَلَ الدِّيَةَ فِي الْعَمْدِ وَاتِّبَاعٌ بِالمَعْرُوفٍ يَتَّبِعُ هَذَا بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ يُؤَدِّي هَذَا بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ مِمَّا كُتِبَ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ إِنَّمَا هُوَ الْقِصَاصُ ولَيْسَ الدِّيَةَ. للبخاري والنسائي (1).
_________
(1) البخاري (6881)، والنسائي 8/ 37.(2/303)
5218 - وعنه رفعه: ((مَنْ قُتِلَ فِي عِمِّيَّاء فِي رَمْيٍ يَكُونُ بَيْنَهُمْ بِحِجَارَةٍ أَوْ قال بِالسِّيَاطِ أَوْ ضَرْبٍ بِعَصًا فَهُوَ خَطَأٌ وَعَقْلُهُ عَقْلُ الْخَطَإِ وَمَنْ قُتِلَ
[ص:304] عَمْدًا فَهُوَ قَوَدٌ وَمَنْ حَالَ دُونَهُ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ الله وَغَضَبُهُ لا يُقْبَلُ مِنْهُ صَرْفٌ وَلا عَدْلٌ)). لأبي داود والنسائي (1).
_________
(1) أبو داود (4539، 4591)، والنسائي 8/ 40، وصححه الألباني في ((صحيح أبي داود)) (3803).(2/303)
5219 - وَائِلُ بنُ حجر: إِنِّي لَقَاعِدٌ مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - إِذْ جَاءَ رَجُلٌ يَقُودُ آخَرَ بِنِسْعَةٍ فَقَالَ يَا رَسُولَ الله هَذَا قَتَلَ أَخِي فَقَالَ له - صلى الله عليه وسلم -: ((أَقَتَلْتَهُ)). فَقَالَ: إِنَّهُ لَوْ لَمْ يَعْتَرِفْ أَقَمْتُ عَلَيْهِ الْبَيِّنَةَ. قَالَ: نَعَمْ قَتَلْتَهُ. قَالَ: ((كَيْفَ قَتَلْتَهُ)). قَالَ: كُنْتُ أَنَا وَهُوَ نَخْتَبِطُ مِنْ شَجَرَةٍ فَسَبَّنِي وأَغْضَبَنِي فَضَرَبْتُهُ بِالْفَأْسِ عَلَى قَرْنِهِ فَقَتَلْتُهُ فَقَالَ لَهُ - صلى الله عليه وسلم -: ((هَلْ لَكَ مِنْ شَيْءٍ تُؤَدِّيهِ عَنْ نَفْسِكَ)) قَالَ: مَا لِي إِلاَّ كِسَائِي وَفَأْسِي. قَالَ: ((أَتَرَى قَوْمَكَ يَشْتَرُونَكَ)). قَالَ: أَنَا أَهْوَنُ عَلَى قَوْمِي مِنْ ذَلكَ فَرَمَى إِلَيْهِ النبي - صلى الله عليه وسلم - بِنِسْعَتِهِ فقَالَ: ((دُونَكَ صَاحِبَكَ)) فَانْطَلَقَ بِهِ الرَّجُلُ فَلَمَّا وَلَّى قَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((إِنْ قَتَلَهُ فَهُوَ مِثْلُهُ)) فَرَجَعَ إليه فَقَالَ: بَلَغَنِي أَنَّكَ قُلْتَ إِنْ قَتَلَهُ فَهُوَ مِثْلُهُ وما أَخَذْتُهُ إلا بِأَمْرِكَ فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((أَمَا تُرِيدُ أَنْ يَبُوءَ بِإِثْمه وَإِثْمِ صَاحِبِكَ)) قَالَ: بلى يَا نَبِيَّ الله قَالَ: ((فَإِنَّ ذلك كَذَلك)) قَالَ: فَرَمَى بِنِسْعَتِهِ وَخَلَّى سَبِيلَهُ (1).
_________
(1) مسلم (1680).(2/304)
5220 - وفي رواية: قال: ((كَيْفَ قَتَلْتَهُ)) قَالَ: ضَرَبْتُ رَأْسَهُ بِالْفَأْسِ وَلَمْ أُرِدْ قَتْلَهُ. لمسلم، وأبي داود والنسائي (1).
_________
(1) أبو داود (4498).(2/304)
5221 - أبو هُرَيْرَةَ: قُتِلَ رَجُلٌ عَلَى عَهْدِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَرُفِعَ إليه فَدَفَعَهُ إِلَى وَلِيِّ الْمَقْتُولِ فَقَالَ: الْقَاتِلُ يَا رَسُولَ الله. مَا أَرَدْتُ قَتْلَهُ فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((أَمَا إِنَّهُ إِنْ كَانَ صَادِقاً ثُمَّ قَتَلتْه دَخَلْتَ النَّارَ)) فَخَلَّى سَبِيلَهُ وَكَانَ مَكْتُوفًا بِنِسْعَةٍ فَخَرَجَ يَجُرُّ نِسْعَتَهُ فَسُمِّيَ ذي النِّسْعَةِ. لأصحاب السنن (1).
_________
(1) أبو داود (4498)، والترمذي (1407) وقال: حسن صحيح، والنسائي 8/ 13، وابن ماجة (2690).(2/304)
5222 - سُرَاقَةُ بْنُ مَالِكِ: حَضَرْتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - يُقِيدُ الأَبَ مِنِ ابْنِهِ وَلا يُقِيدُ الإبنَ مِنْ أَبِيهِ. للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (1399)، وقال: لا نعرفه من حديث سراقة بن مالك إلا من هذا الوجه، وليس إسناده بصحيح رواه إسماعيل بن عياش عن المثنى بن الصباح والمثنى يضعف في الحديث، وقال في ((العلل)) 2/ 581 (234): سألت محمدًا عن هذا الحديث فقال: هو حديث إسماعيل بن عياش، وحديثه عن أهل العراق وأهل الحجاز كأنه شبه لا شيء. وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (234).(2/304)
5223 - ابْنُ عُمَرَ: أَنَّ غُلامًا قُتِلَ غِيلَةً فَقَالَ عُمَرُ لَوِ اشْتَرَكَ فِيهَ أَهْلُ صَنْعَاءَ لَقَتَلْتُهُمْ. للبخاري (1).
_________
(1) البخاري بعد حديث (6896).(2/305)
5224 - ولمالك، عن ابْنِ الْمُسَيَّبِ: أَنَّ عُمَرَ قَتَلَ نَفَراً خَمْسَةً أَوْ سَبْعَةً بِرَجُلٍ وَاحِدٍ قَتَلُوهُ قَتْلَوه غِيلَةٍ وَقَالَ: عُمَرُ لَوْ تَمَالأَ عَلَيْهِ أَهْلُ صَنْعَاءَ لَقَتَلْتُهُمْ جَمِيعًا. رواه مالك (1).
_________
(1) مالك 2/ 663. وهو عند البخاري (6896).(2/305)
5225 - سَمُرَةَ رفعه: ((مَنْ قَتَلَ عَبْدَهُ قَتَلْنَاهُ وَمَنْ جَدَعَ عَبْدَهُ جَدَعْنَاهُ)). للترمذي (1).
_________
(1) أبو داود (4515)، والترمذي (1414)،وقال: حسن غريب، والنسائي 8/ 20 - 21، وابن ماجة (2663)،والدارمي (2358) وضعفه الألباني في ((ضعيف الترمذي)) (236).(2/305)
5226 - وفي رواية: مَنْ خَصَى عَبْدَهُ خَصَيْنَاهُ (1).
_________
(1) رواه البيهقي في ((سننه)) 4/ 222، والطبراني 7/ 198 (6815)، الحاكم 4/ 368، وقال: حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5572).(2/305)
5227 - وفي أخرى: ثُمَّ إِنَّ الْحَسَنَ نَسِيَ هَذَا الْحَدِيثَ فَكَانَ يَقُولُ لا يُقْتَلُ حُرٌّ بِعَبْدٍ. (1).
_________
(1) أبو داود (4517)، البيهقي في ((سننه)) 8/ 35، وقال: يشبه أن يكون الحسن لم ينس الحديث ولكن رغب عنه لضعفه، وأكثر أهل العلم بالحديث رغبوا عن رواية الحسن عن سمرة، وقال الألباني: صحيح مقطوع.(2/305)
5228 - أبوجُحَيْفَةَ: قُلْتُ: لِعَلِيٍّ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ هَلْ عِنْدَكُمْ سَوْاءٌ فِي بَيْضَاءَ لَيْسَ فِي كِتَابِ الله قَالَ: لا وَالَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ وَبَرَأَ النَّسَمَةَ مَا عَلِمْتُهُ إِلاَّ فَهْماً يُعْطِيهِ الله رَجُلاً فِي الْقُرْآنِ وَمَا فِي هذه الصَّحِيفَةِ قُلْتُ وَمَا فِي هذه الصَّحِيفَةِ؟ قَالَ: فيها الْعَقْلُ وَفِكَاكُ الأَسِيرِ وَأَنْ لا يُقْتَلَ مُؤْمِنٌ بِكَافِرٍ. للبخاري والترمذي والنسائي (1).
_________
(1) البخاري (3047).(2/305)
5229 - قَيْسُ بْنُ عبَّادٍ: انْطَلَقْتُ أَنَا وَالأَشْتَرُ إِلَى عَلِيٍّ فَقُلْنَا هَلْ عَهِدَ إِلَيْكَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - شَيْئًا لَمْ يَعْهَدْهُ إِلَى النَّاسِ؟ عَامَّةً قَالَ: لا. إِلاَّ مَا فِي هَذَا فَأَخْرَجَ كِتَابًا مِنْ قِرَابِ سَيْفِهِ فَإِذَا فِيهِ: ((الْمُؤْمِنُونَ تتَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ وَهُمْ يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ وَيَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ أَلا لا يُقْتَلُ مُؤْمِنٌ بِكَافِرٍ وَلا ذُو عَهْدٍ في عَهْدِهِ
[ص:306] مَنْ أَحْدَثَ حَدَثًا فَعَلَى نَفْسِهِ ومن أحدث حدثا أَوْ آوَى مُحْدِثًا فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ الله وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ)). لأبي داود والنسائي (1).
_________
(1) أبو داود (4530)، والنسائي 8/ 19، وابن ماجة (2683) ,والحاكم 2/ 141 وصححه، وصححه الألباني في صحيح أبي داود (2390).(2/305)
5230 - عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ رفعه: ((الْمُسْلِمُونَ تَتَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ ويَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ وَيُجِيرُ عَلَيْهِمْ أَقْصَاهُمْ، يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ، يَرُدُّ مُشِدُّهُمْ عَلَى مُضْعِفِهِمْ وَمُتَسَرِّيهِمْ عَلَى قَاعِدِهِمْ ولا يُقْتَلُ مُؤْمِنٌ بِكَافِرٍ وَلا ذُو عَهْدٍ فِي عَهْدِهِ)).لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (4506)، وأورد ابن حجر طرقه في ((تلخيص الحبير))، وقال: طرقه كلها ضعيفة إلا الطريق الأولى والثانية فإن سند كل منهما حسن.(2/306)
القتل في الجنون والسكر وبالمثقل والطب والسم وقتل الزانى وجناية الأقارب وما هو جِبار(2/306)
5231 - يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: أَنَّ مَرْوَانَ كَتَبَ إِلَى مُعَاوِيَةَ أَنَّهُ أُتِيَ إليه بِمَجْنُونٍ قد قَتَلَ رَجُلاً فَكَتَبَ إِلَيْهِ مُعَاوِيَةُ أَنِ اعْقِلْهُ وَلا تُقِدْ مِنْهُ فَإِنَّهُ لَيْسَ عَلَى مَجْنُونٍ قَوَدٌ. للموطأ (1).
_________
(1) ((الموطأ)) 2/ 648.(2/306)
5232 - مَالِك: بَلَغَهُ أَنَّ مَرْوَانَ كَتَبَ إِلَى مُعَاوِيَةَ أَنَّهُ أُتِيَ بِسَكْرَانَ قَدْ قَتَلَ فَكَتَبَ إِلَيْهِ أَنِ اقْتُلْهُ بِهِ (1).
_________
(1) ((الموطأ)) 2/ 664.(2/306)
5233 - أَنَسٌ: أَنَّ يَهُودِيًّا قَتَلَ جَارِيَةً عَلَى أَوْضَاحٍ لَهَا فَقَتَلَهَا بِحَجَرٍ فَجِيءَ بِهَا إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَبِهَا رَمَقٌ فَقَالَ: ((أَقَتَلَكِ فُلانٌ)) فَأَشَارَتْ بِرَأْسِهَا أَنْ لا ثُمَّ قَالَ: لها ((الثَّانِيَةَ)) فَأَشَارَتْ بِرَأْسِهَا أَنْ لا ثُمَّ ((سَأَلَهَا الثَّالِثَةَ)) فقالت: وأشارت برأسها نَعَمْ. ((فَقَتَلَهُ - صلى الله عليه وسلم - بِحَجَرَيْنِ)). البخاري (1).
_________
(1) البخاري (6879)، ومسلم (1672).(2/306)
5234 - وفي رواية: أَنَّ رَجُلاً مِنَ الْيَهُودِ قَتَلَ جَارِيَةً عَلَى حُلِيٍّ لَهَا ثُمَّ أَلْقَاهَا فِي الْقَلِيبِ وَرَضَخَ رَأْسَهَا بِالْحِجَارَةِ فَأُخِذَ فَأُتِيَ بِهِ النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((فَأَمَرَ أَنْ يُرْجَمَ حَتَّى يَمُوتَ)) فَرُجِمَ حَتَّى مَاتَ. للستة إلا مالكًا (1).
_________
(1) مسلم (1672)، وأبو داود (4528)، والنسائي 7/ 100 - 101.(2/306)
5235 - عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ رفعه: ((مَنْ تَطَبَّبَ وَلا يُعْلَمُ مِنْهُ طِبٌّ فَهُوَ ضَامِنٌ)). لأبي داود والنسائي (1).
_________
(1) أبو داود (4586)، وقال: هذا لم يروه إلا الوليد، لا ندري هو صحيح أم لا، والنسائي 8/ 52 - 53، وابن ماجة (3466)، وقال المنذري في ((مختصره)) 6/ 379: وأخرجه النسائي مسندًا ومتقطعًا، وحسنه الألباني في ((صحيح أبي داود)) (3834).(2/307)
5236 - عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عُمَرَ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: أن بعض من وفد على أبيه حدثه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((أيما تطبب من غير أنه يعرف له طب فأعنت فهو ضامن))، قال عبد العزيز، أما إنه ليس بالنعت إنما هو قطع العرق والبط والكي (1).
_________
(1) أبو داود (4587)، وقال المنذري في ((مختصره)) 6/ 381: بعض الوفد مجهول، ولا يعلم له صحبة أم لا، وحسنه الألباني في ((صحيح أبي داود)) (3835).(2/307)
5237 - أبو هُرَيْرَةَ أَنَّ امْرَأَةً مِنَ الْيَهُودِ أَهْدَتْ إِلَى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شَاةً مَسْمُومَةً فَمَا عَرَضَ لَهَا النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -. هما لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (4509)، وقال المنذري في ((مختصره)) 6/ 307: في إسناده سفيان بن حسين، أبو محمد السلمي الواسطي، وقد استشهد به البخاري، وأخرج له مسلم في المقدمة، وتكلم فيه غير واحد، وضعف إسناده الألباني في ((ضعيف أبي داود)) (972).(2/307)
5238 - ابْنُ الْمُسَيَّبِ: أَنَّ رَجُلاً مِنْ أَهْلِ الشَّامِ وَجَدَ مَعَ امْرَأَتِهِ رَجُلاً فَقَتَلَهُ أَوْ قَتَلَهُمَا وأَشْكَلَ عَلَى مُعَاوِيَةَ الْقَضَاءُ فِيهِ فَكَتَبَ إِلَى أَبِي مُوسَى ليَسْأَلَ لَهُ عَلِيًّا فَسَأَلَه فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ إِنَّ هَذَا الشَّيْءَ مَا هُوَ بِأَرْضِي عَزَمْتُ عَلَيْكَ لَتُخْبِرَنِّي فَقَالَ: لَهُ أَبُو مُوسَى كَتَبَ إِلَيَّ مُعَاوِيَةُ أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ: عَلِيٌّ أَنَا أَبُو حَسَنٍ إِنْ لَمْ يَأْتِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَلْيُعْطَ بِرُمَّتِهِ. لمالك (1).
_________
(1) ((الموطأ)) 2/ 566. قال الألباني في الإرواء 7/ 274: رجاله ثقات لكن سعيد مختلف في سماعه من عمر.(2/307)
5239 - ثَعْلَبَةُ بْنُ زَهْدَمٍ: كَانَ النبي - صلى الله عليه وسلم - يَخْطُبُ فجاء نَاسٌ مِنَ الأَنْصَارِ فَقَالُوا. يَا رَسُولَ الله هَؤُلاءِ بَنُو ثَعْلَبَةَ ابْنِ يَرْبُوعٍ قَتَلُوا فُلانًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَقَالَ: ((وَهَتَفَ بِصَوْتِهِ أَلا لا تَجْنِي نَفْسٌ عَلَى الأُخْرَى)). للنسائي (1).
_________
(1) النسائي 8/ 53، وصححه الألباني في ((صحيح النسائي)) (4493).(2/307)
5240 - أبو رِمْثَةَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - مَعَ أَبِي فَقَالَ: ((مَنْ هَذَا مَعَكَ)) قَالَ: ابْنِي أَشْهَدُ بِهِ قَالَ: ((أَمَا إِنَّكَ لا تَجْنِي عَلَيْهِ وَلا يَجْنِي عَلَيْكَ)). لأبي داود والنسائي (1).
_________
(1) أبو داود (4495)، والنسائي 8/ 53، والترمذي (1228) ,والدارمي (2388)،وصححه الألباني في صحيح النسائي (4492).(2/307)
5241 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((قَالَ: الْعَجْمَاءُ عقلها جُبَارٌ وَالْبِئْرُ جُبَارٌ وَالْمَعْدِنُ جُبَارٌ وَفِي الرِّكَازِ الْخُمُسُ)) (1).
_________
(1) البخاري (1499)، ومسلم (1710).(2/308)
5242 - في رواية: ((الْبِئْرُ جَرْحُهَا جُبَارٌ وَالْمَعْدِنُ جَرْحُهُ جُبَارٌ وَالْعَجْمَاءُ جَرْحُهَا جُبَارٌ وَفِي الرِّكَازِ الْخُمْسُ)). للستة (1).
_________
(1) البخاري (6912) ,مسلم (1710) 46.(2/308)
5243 - ولأبي داود: ((الرِّجْلُ جُبَارٌ. وقَالَ الدَّابَّةُ تَضْرِبُ بِرِجْلِهَا وَهُوَ رَاكِبٌ)) (1).
_________
(1) أبو داود (4592)، وضعفه الألباني في ((ضعيف أبي داود)) (997).(2/308)
5244 - وله في أخرى: ((النَّارُ جُبَارٌ)) (1).
_________
(1) أبو داود (4594)، وابن ماجة (2676).وصححه الألباني في ((الصحيحة)) (2381).(2/308)
قصاص ما دون النفس والعفو والقسامة وإحسان القتلة(2/308)
5245 - عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ: أَنَّ رَجُلاً عَضَّ يَدَ رَجُلٍ، فَنَزَعَ يَدَهُ مِنْ فَيهِ فَوَقَعَتْ ثَنِيَّتَاهُ، فَاخْتَصَمُوا إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: ((يَعَضُّ أَحَدُكُمْ يد أَخَيهُ كَمَا يَعَضُّ الْفَحْلُ لا دِيَةَ لَكَ)) (1).
_________
(1) البخاري (6892)، ومسلم (1673).(2/308)
5246 - وفي رواية: قَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((مَا تَأْمُرُنِي؟! تَأْمُرُنِي آمُرَهُ أَنْ يَدَعَ يَدَهُ فِي فِيكَ تَقْضَمُهَا كَمَا يَقْضَمُ الْفَحْلُ ادفع يَدَكَ حَتَّى يَعَضَّهَا، ثُمَّ انْتَزِعْهَا)). للشيخين والترمذي والنسائي (1).
_________
(1) مسلم (1673)،والنسائي (8/ 28).(2/308)
5247 - أَنَسٌ بن مالك: أَنَّ الرُّبَيِّعَ عَمَّتَهُ كَسَرَتْ ثَنِيَّةَ جَارِيَةٍ، فَطَلَبُوا إِلَيْهَا الْعَفْوَ فَأَبَوْا، فَعَرَضُوا الأَرْشَ، فَأَبَوْا فَأَتَوْا - صلى الله عليه وسلم -، فَأَبَوْا إِلاَّ الْقِصَاصَ فَأَمَرَ - صلى الله عليه وسلم - بِالْقِصَاصِ، فَقَالَ أَنَسُ بْنُ النَّضْرِ: يَا رَسُولَ الله، أَتُكْسَرُ ثَنِيَّةُ الرُّبَيِّعِ، لا وَالَّذِي بَعَثَكَ
[ص:309] بِالْحَقِّ لا تُكْسَرُ ثَنِيَّتُهَا، فَقَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يَا أَنَسُ، كِتَابُ الله الْقِصَاصُ)) فَرَضِيَ الْقَوْمُ فَعَفَوْا فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((إِنَّ مِنْ عِبَادِ الله مَنْ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى الله لأَبَرَّهُ)) (1).
_________
(1) البخاري (2703)، ومسلم (1903).(2/308)
5248 - وفي رواية: أَنَّ أُخْتَ الرُّبَيِّعِ أُمَّ حَارِثَةَ جَرَحَتْ إِنْسَانًا، فَاخْتَصَمُوا إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: ((الْقِصَاصَ، الْقِصَاصَ)) فَقَالَتْ أُمُّ الرَّبِيعِ: يَا رَسُولَ الله، أَيُقْتَصُّ مِنْ فُلانَةَ، وَالله لا يُقْتَصُّ مِنْهَا أَبَدًا فَمَا زَالَتْ حَتَّى قَبِلُوا فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((إِنَّ مِنْ عِبَادِ الله مَنْ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى الله لأَبَرَّهُ)). للشيخين وأبي داود والنسائي (1).
_________
(1) مسلم (1675)، والنسائي 8/ 26 - 27.(2/309)
5249 - عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ: أَنَّ غُلامًا لأُنَاسٍ فُقَرَاءَ، قَطَعَ أُذُنَ غُلامٍ لأَغْنِيَاءَ، فَأَتَى أَهْلُهُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالُوا: يَا رَسُولَ الله، إِنَّا أُنَاسٌ فُقَرَاءُ، فَلَمْ يَجْعَلْ عَلَيْهِ شَيْئًا. لأبي داود والنسائي (1).
_________
(1) أبو داود (4590)، والنسائي 8/ 25 - 26، وصححه الألباني في ((صحيح أبي داود)) (3837).(2/309)
5250 - ابْنُ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَجُلاً وَقَعَ فِي أَبٍ كَانَ لَهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَلَطَمَهُ الْعَبَّاسُ فَجَاءَ قَوْمُهُ فَقَالُوا لَنَلْطِمَنَّهُ كَمَا لَطَمَهُ، فَلَبِسُوا السِّلاحَ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ، فَقَالَ: ((أَيُّهَا النَّاسُ، أَيُّ أَهْلِ الأَرْضِ تَعْلَمُونَ أَكْرَمُ عَلَى الله تعالى)) فَقَالُوا: أَنْتَ. قَالَ: ((فإِنَّ الْعَبَّاسَ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ لا تَسُبُّوا أمواتنا فَتُؤْذُوا أَحْيَاءَنَا)) فَجَاءَ الْقَوْمُ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ الله نَعُوذُ بِالله مِنْ غَضَبِكَ اسْتَغْفِرْ لَنَا. للنسائي (1).
_________
(1) النسائي 8/ 33، وأحمد 1/ 300.وضعفه الألباني في ((ضعيف الجامع)) (2259).(2/309)
5251 - عبدُ الله بنُ جبير الخزاعي قال: طعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلاً في بطنه إما بقضيب وإما بسواك، فقال: أوجعتني فأقدني، فأعطاه العود الذى كان معه، فقال: استقد، فقبل بطنه، ثم قال: بل أعفو لعلك أن تشفع لي بها يوم القيامة. للكبير (1).
_________
(1) ذكره الهيثمي 6/ 289، وقال: رواه الطبراني ورجاله ثقات.(2/309)
5252 - أَنَسٌ: مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - رُفِعَ إِلَيْهِ شَيْءٌ فِي قِصَاصٍ إِلاَّ أَمَرَ فِيهِ بِالْعَفْوِ. لأبي داود والنسائي (1).
_________
(1) أبو داود (4497)، والنسائي 8/ 37 - 38، وصححه الألباني في ((صحيح أبي داود)) (3774).(2/310)
5253 - أبو السَّفر سعيد بن أحمد قَالَ: دَقَّ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ سِنَّ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ، فَاسْتَعْدَى عَلَيْهِ مُعَاوِيَةَ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ هَذَا دَقَّ سِنِّي، فقَالَ له مُعَاوِيَةُ: إِنَّا سَنُرْضِيكَ، وَأَلَحَّ الآخَرُ عَلَى مُعَاوِيَةَ فَأَبْرَمَهُ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: شَأْنَكَ بِصَاحِبِكَ، وَأَبُو الدَّرْدَاءِ جَالِسٌ عِنْدَهُ فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: ((مَا مِنْ رَجُلٍ يُصَابُ بِشَيْءٍ فِي جَسَدِهِ فَيَتَصَدَّقُ بِهِ إِلاَّ رَفَعَهُ الله بِهِ دَرَجَةً وَحَطَّ عَنْهُ بِهِ خَطِيئَةً)). فقَالَ الأَنْصَارِيُّ: أَأَنْتَ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قَالَ: سَمِعَتْهُ أُذُنَايَ وَوَعَاهُ قَلْبِي. قَالَ: فَإِنِّي أَذَرُهَا لَهُ. قَالَ مُعَاوِيَةُ: لا جَرَمَ لا أُخَيِّبُكَ فَأَمَرَ لَهُ بِمَالٍ. للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (1393)، وقال: غريب، ولا أعرف لأبي السفر سماعًا من أبي الدرداء، وابن ماجة (2693) وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (233).(2/310)
5254 - عَائِشَةُ رفعته: ((عَلَى الْمُقْتَتِلِينَ أَنْ يَنْحَجِزُوا الأولى فالأولى وَإِنْ كَانَتِ امْرَأَةً)). لأبي داود والنسائي بلفظ: الأول فالأول (1).
_________
(1) أبو داود (4538)،والنسائي 8/ 38 - 39،وضعفه الألباني في ((الضعيفة)) 8/ 333 (3874).(2/310)
5255 - أم سلمة رفعته: ((من كانت فيه واحدة، زوجه الله من الحور العين: من كانت عنده أمانة خفية شهية فأداها مخافة الله، أو رجل عفا عن قاتله، أو رجل قرأ {قل هو الله أحد} دبر كل صلاة)). للكبير بخفي (1).
_________
(1) الطبراني 23/ 395، وقال الهيثمي 8/ 190: رواه الطبراني عن شيخه إبراهيم بن محمد وضعفه الذهبي. وضعفه الألباني في الضعيفة (1276).(2/310)
5256 - ابْنُ عَبَّاسٍ: إنَّ أَوَّلَ قَسَامَةٍ كَانَتْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ لَفِينَا بَنِي هَاشِمٍ، كَانَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ اسْتَأْجَرَهُ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ مِنْ فَخِذٍ أُخْرَى فَانْطَلَقَ مَعَهُ فِي إِبِلِهِ فَمَرَّ به رَجُلٌ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ، قَدِ انْقَطَعَتْ عُرْوَةُ جُوَالِقِهِ، فَقَالَ: أَغِثْنِي بِعِقَالٍ أَشُدُّ بِهِ عُرْوَةَ جُوَالِقِي لا تَنْفِرُ الإبِلُ، فَأَعْطَاهُ عِقَالاً فَشَدَّ بِهِ عُرْوَةَ جُوَالِقِهِن فَلَمَّا نَزَلُوا عُقِلَتِ الإبِلُ إِلاَّ بَعِيرًا وَاحِدًا، فَقَالَ الَّذِي اسْتَأْجَرَهُ: مَا بال هَذَا الْبَعِيرِ لَمْ يُعْقَلْ مِنْ بَيْنِ الإبِلِ، قَالَ: لَيْسَ لَهُ عِقَالٌ، قَالَ: فَأَيْنَ عِقَالُهُ. فَحَذَفَهُ بِعَصًا كَانَ فِيهَا أَجَلُهُ، فَمَرَّ بِهِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ، فَقَالَ: أَتَشْهَدُ الْمَوْسِمَ، قَالَ: مَا أَشْهَدُ وَرُبَّمَا شَهِدْتُهُ،
[ص:311] قَالَ: هَلْ أَنْتَ مُبْلِغٌ عَنِّي رِسَالَةً (مَرَّةً) (1) مِنَ الدَّهْرِ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فإِذَا شَهِدْتَ الْمَوْسِمَ، نَادِ يَا آلَ قُرَيْشٍ، فَإِذَا أَجَابُوكَ فَنَادِ يَا آلَ هَاشِمٍ، فَإِنْ أَجَابُوكَ فَسَلْ عَنْ أَبِي طَالِبٍ، فَأَخْبِرْهُ أَنَّ فُلانًا قَتَلَنِي فِي عِقَالٍ، وَمَاتَ الْمُسْتَأْجَرُ، فَلَمَّا قَدِمَ الَّذِي اسْتَأْجَرَهُ أَتَاهُ أَبُو طَالِبٍ فَقَالَ: مَا فَعَلَ صَاحِبُنَا. قَالَ: مَرِضَ فَأَحْسَنْتُ الْقِيَامَ عَلَيْهِ فَوَلِيتُ دَفْنَهُ، قَالَ: وقَدْ كَانَ أَهْلَ ذَاكَ مِنْكَ فَمَكَثَ حِينًا، ثُمَّ إِنَّ الرَّجُلَ الَّذِي أَوْصَى إِلَيْهِ أَنْ يُبْلِغَ عَنْهُ وَافى الْمَوْسِمَ فَقَالَ: يَا لقُرَيْشٍ، قَالُوا: هَذِهِ قُرَيْشٌ، قَالَ يَا آلَ بني هَاشِمٍ. قَالُوا: هَذِهِ بَنُو هَاشِمٍ.
قَالَ: أَيْنَ أَبُو طَالِبٍ؟ (قَالُوا) (2): هَذَا أَبُو طَالِبٍ، قَالَ: أَمَرَنِي فُلانٌ أَنْ أُبْلِغَكَ رِسَالَةً: أَنَّ فُلانًا قَتَلَهُ فِي عِقَالٍ، فَأَتَاهُ أَبُو طَالِبٍ فَقَالَ: اخْتَرْ مِنَّا إِحْدَى ثَلاثٍ، إِنْ شِئْتَ أَنْ تُؤَدِّيَ مِائَةً مِنَ الإبِلِ، فَإِنَّكَ قَتَلْتَ صَاحِبَنَا، وَإِنْ شِئْتَ حَلَفَ خَمْسُونَ مِنْ قَوْمِكَ إِنَّكَ لَمْ تَقْتُلْهُ، فَإِنْ أَبَيْتَه قَتَلْنَاكَ بِهِ فَأَتَى قَوْمَهُ فأخبرهم فَقَالُوا: نَحْلِفُ فَأَتَتْهُ امْرَأَةٌ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ كَانَتْ تَحْتَ رَجُلٍ مِنْهُمْ قَدْ وَلَدَتْ منهُ، فَقَالَتْ: يَا أَبَا طَالِبٍ أُحِبُّ أَنْ تُجِيزَ ابْنِي هَذَا بِرَجُلٍ مِنَ الْخَمْسِينَ، وَلا تُصْبِرْ يَمِينَهُ حَتى تُصْبَرُ الأَيْمَانُ فَفَعَلَ، فَأَتَاهُ رَجُلٌ مِنْهُمْ فَقَالَ: يَا أَبَا طَالِبٍ أَرَدْتَ خَمْسِينَ رَجُلاً أَنْ يَحْلِفُوا مَكَانَ مِائَةٍ مِنَ الإبِلِ، يُصِيبُ كُلَّ رَجُلٍ منهم بَعِيرَانِ هَذَانِ بَعِيرَانِ فَاقْبَلْهُمَا منِّي وَلا تصَّبر يَمِينِي حَيْثُ تصَّبر الأَيْمَانُ فَقَبِلَهُمَا، وَجَاءَ ثَمَانِيَةٌ وَأَرْبَعُونَ فَحَلَفُوا، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا حَالَ الْحَوْلُ، وَمِنَ الثَّمَانِيَةِ وَأَرْبَعِينَ عَيْنٌ تَطْرِفُ. للبخاري والنسائي (3).
_________
(1) من (ب).
(2) في الأصل: قال، والمثبت من ((صحيح البخاري)).
(3) البخاري (3845).(2/310)
5257 - أُنَاسٌ مِنْ الصحابة: أَنَّ الْقَسَامَةَ كَانَتْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَأَقَرَّهَا النبي - صلى الله عليه وسلم - عَلَى مَا كَانَتْ عَلَيْهِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَقَضَى بِهَا بَيْنَ نَاسٍ مِنَ الأَنْصَارِ فِي قَتِيلٍ ادَّعَوْهُ عَلَى يَهُودِ خَيْبَرَ. لمسلم والنسائي (1).
_________
(1) مسلم (1670)، النسائي 8/ 5.(2/311)
5258 - سَهْلُ بْنُ أَبِي حَثْمَةَ: انطلق عَبْدُ الله بْنَ سَهْلٍ، وَمُحَيِّصَةُ بْنَ مَسْعُودِ إلى خَيْبَرَ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ صُلْحٌ فَتَفَرَّقَا لِحَوَائِجِهِمَا، فَأَتَى مُحَيِّصَةُ إلى عَبْدِ الله بْنِ سَهْلٍ، وَهُوَ يَتَشَحَّطُ فِي دَمِهِ قَتِيلاً فَدَفَنَهُ، ثُمَّ قَدِمَ الْمَدِينَةَ فَانْطَلَقَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَهْلٍ وَمُحَيِّصَةُ وَحُوَيِّصَةُ ابنا مسعود إِلَى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فَذَهَبَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَتَكَلَّمُ، فَقَالَ: ((كبر كبر)) وهو أحدث القوم
[ص:312] فَسَكَتَ فَتَكَلَّمَا فَقَالَ: ((أَتَحْلِفُونَ وتَسْتَحِقُّونَ قاتلَكم صَاحِبِكُمْ)). فقَالُوا: وكَيْفَ نَحْلِفُ، وَلَمْ نَشْهَدْ، وَلَمْ نَرَ، قَالَ: فتُبَرِّئُكُمْ يَهُودُ بِخَمْسِينَ يَمِينًا، قَالُوا: كَيْفَ نَأْخُذُ أَيْمَانَ قَوْمٍ كُفَّارٍ، فَعَقَلَهُ النبي - صلى الله عليه وسلم - مِنْ عِنْدِهِ. ومن رواياته: فوداه بمائة من إبل الصدقة (1).
_________
(1) البخاري (3173)، ومسلم (1669).(2/311)
5259 - ومنها عن سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ، عن رجال من كبراء قومه: أَنَّ عَبْدَ الله بْنَ سَهْلٍ قَدْ قُتِلَ وَطُرِحَ فِي عين أو فقِيرٍ بنحوه وفيه: فذَهَبَ مُحَيِّصَةُ لِيَتَكَلَّمَ، وَهُوَ الَّذِي كَانَ بِخَيْبَرَ فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((كَبِّرْ كَبِّرْ يريد السن)) فَتَكَلَّمَ حُوَيِّصَةُ، ثُمَّ تَكَلَّمَ مُحَيِّصَةُ فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((إِمَّا أَنْ يَدُوا صَاحِبَكُمْ وَإِمَّا أَنْ يُؤْذَنُوا بِحَرْبٍ)) فَكَتَبَ - صلى الله عليه وسلم - إليهم فِي ذَلِكَ، فَكَتَبُوا: إِنَّا وَالله مَا قَتَلْنَاهُ، فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -، لِحُوَيِّصَةَ وَمُحَيِّصَةَ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ: ((أتَحْلِفُونَ وَتَسْتَحِقُّونَ دَمَ صَاحِبِكُمْ)) قَالُوا: لا. قَالَ: فَتَحْلِفُ لَكُمْ يَهُودُ. قَالُوا: لَيْسُوا مُسْلِمِينَ فَوَدَاهُ مِنْ عِنْدِهِ، فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ ِمِائَةَ نَاقَةٍ حمراء حَتَّى أُدْخِلَتْ عَلَيْهِمُ الدَّارَ. قَالَ سَهْلٌ: لَقَدْ رَكَضَتْنِي فريضة من تلك الفرائض بالمربض (1).
_________
(1) البخاري (7192)، ومسلم (1669).(2/312)
5260 - ومنها قَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((يَقْسِمُ خَمْسُونَ مِنْكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ فَيُدْفَعُ بِرُمَّتِهِ)) (1).
_________
(1) مسلم (1669).(2/312)
5261 - ومنها عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بُجَيْدٍ قَالَ: إِنَّ سَهْلاً - وَالله- أَوْهَمَ الْحَدِيثَ، إِنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - كَتَبَ إِلَى يَهُودَ أَنَّهُ قَدْ وُجِدَ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ قَتِيلٌ فَدُوهُ، فَكَتَبُوا يَحْلِفُونَ بِالله
[ص:313] خَمْسِينَ يَمِينًا مَا قَتَلْنَاهُ وَلا عَلِمْنَا، قَاتِله فَوَدَاهُ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ عِنْدِهِ مِائَةَ نَاقَةٍ. للستة (1).
_________
(1) أبو داود (4525)، وقال المنذري في ((مختصره)) 1/ 322: في إسناده: محمد بن إسحاق. وقال الألباني في ضعيف أبي داود (977): منكر.(2/312)
5262 - رَافِعُ بْنُ خَدِيجٍ: أَصْبَحَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ مَقْتُولاً بِخَيْبَرَ فَانْطَلَقَ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -،فَذَكَرُوا ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: ((لَكُمْ شَاهِدَانِ يَشْهَدَانِ عَلَى (قَتْلِ) (1) صَاحِبِكُمْ)). قَالُوا: يَا رَسُولَ الله، لَمْ يَكُنْ ثَمَّ أَحَدٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَإِنَّمَا هُمْ يَهُودُ، وَقَدْ يتجرءون عَلَى أَعْظَمَ مِنْ هَذَا، قَالَ: فَاخْتَارُوا مِنْهُمْ خَمْسِينَ، فَاسْتَحلفهم فَوَدَاهُ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ عِنْدِهِ. لأبي داود (2)
_________
(1) في (ب): قاتل.
(2) أبو داود (4525).(2/313)
5263 - عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ: أَنَّ ابْنَ مُحَيِّصَةَ الأَصْغَرَ أَصْبَحَ قَتِيلاً عَلَى أَبْوَابِ خَيْبَرَ، فَقَالَ النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((أَقِمْ شَاهِدَيْنِ عَلَى مَنْ قَتَلَهُ، أَدْفَعْهُ إِلَيْك بِرُمَّتِهِ)) فقَالَ: يَا رَسُولَ الله وَمِنْ أَيْنَ أُصِيبُ شَاهِدَيْنِ، وَإِنَّمَا أَصْبَحَ قَتِيلاً عَلَى أَبْوَابِهِمْ، قَالَ: ((فَتَحْلِفُ خَمْسِينَ قَسَامَةً)) قَالَ: يَا رَسُولَ الله، وَكَيْفَ أَحْلِفُ عَلَى مَا لا أَعْلَمُ؟ فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم - فَنستحْلِفُ مِنْهُمْ خَمْسِينَ قَسَامَةً. فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله، كَيْفَ نَسْتَحْلِفُهُمْ وَهُمُ الْيَهُودُ، فَقَسَمَ - صلى الله عليه وسلم - دِيَتَهُ عَلَيْهِمْ وَأَعَانَهُمْ بِنِصْفِهَا. للنسائي (1).
_________
(1) النسائي 8/ 12،وابن ماجة (2678). وقال الألباني في ضعيف النسائي (319):شاذ.(2/313)
5264 - أبو قِلابَةَ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَبْرَزَ سَرِيرَهُ يَوْمًا لِلنَّاسِ، ثُمَّ أَذِنَ لَهُمْ فَدَخَلُوا فَقَالَ: مَا تَقُولُونَ فِي الْقَسَامَةِ؟ قَالَ: نَقُولُ في الْقَسَامَةِ الْقَوَدُ بِهَا حَقٌّ، وَقَدْ أَقَادَتْ بِهَا الْخُلَفَاءُ، فقَالَ لِي: مَا تَقُولُ يَا أَبَا قِلابَةَ؟ وَنَصَبَنِي لِلنَّاسِ، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عِنْدَكَ رُءُوسُ الأَجْنَادِ، وَأَشْرَافُ الْعَرَبِ، أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ خَمْسِينَ مِنْهُمْ شَهِدُوا عَلَى رَجُلٍ مُحْصَنٍ بِدِمَشْقَ أَنَّهُ قَدْ زَنَى، ولَمْ يَرَوْهُ أَكُنْتَ (تَرْجُمُهُم) (1) قلت: لا، قُلْتُ: أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ خَمْسِينَ مِنْهُمْ شَهِدُوا عَلَى رَجُلٍ بِحِمْصَ أَنَّهُ قد سَرَقَ أَكُنْتَ تَقْطَعُهُ، وَلَمْ يَرَوْهُ، قَالَ: لا، قُلْتُ: فَوَالله مَا قَتَلَ النبي - صلى الله عليه وسلم - أَحَدًا قَطُّ إِلاَّ فِي إِحْدَى ثَلاثِ خِصَالٍ: رَجُلٌ قَتَلَ بِجَرِيرَةِ نَفْسِهِ فَقُتِلَ، أَوْ رَجُلٌ زَنَى بَعْدَ إِحْصَانٍ أَوْ رَجُلٌ حَارَبَ الله وَرَسُولَهُ وَارْتَدَّ عَنِ الإسْلامِ، قال:
[ص:314] وقد كان في هذا سنة من النبي - صلى الله عليه وسلم -، دخل عليه نفر من الأنصار فتحدثوا عنده، فخرج رجل منهم بين أيديهم فقتل، فخرجوا فإذا هم به يتشحط في الدم، فرجعوا إليه - صلى الله عليه وسلم - فأخبروه فقال: ((من تظنون قتله؟)) قالوا: اليهود. فدعى اليهود فقال: ((أنتم قتلتم هذا؟)) قالوا: لا. قال: ((أفترضون (بنفل) (2)
خمسين من اليهود ما قتلوه؟)) قالوا: ما يبالون أن يقتلونا أجمعين ثم ينفلون، قَالَ: أَفَتَسْتَحِقُّونَ الدِّيَةَ بِأَيْمَانِ خَمْسِينَ مِنْكُمْ، قَالُوا: مَا كُنَّا لِنَحْلِفَ، فَوَدَاهُ مِنْ عِنْدِهِ وقال: وَقَدْ كَانَتْ هُذَيْلٌ خَلَعت خَلِيعًا لَهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَطَرَقَ أَهْلَ بَيْتٍ مِنَ الْيَمَنِ بِالْبَطْحَاءِ فَانْتَبَهَ لَهُ رَجُلٌ مِنْهُمْ فَحَذَفَهُ بِالسَّيْفِ فَقَتَلَهُ، فَجَاءَتْ هُذَيْلٌ فَأَخَذُوا الْيَمَانِيَّ وَرَفَعُوهُ إِلَى عُمَرَ بِالْمَوْسِمِ، وَقَالُوا: قَتَلَ صَاحِبَنَا، فَقَالَ: إِنَّهُمْ قَدْ خَلَعُوهُ، فَقَالَ يُقْسِمُ خَمْسُونَ مِنْ هُذَيْلٍ مَا خَلَعُوهُ فَأَقْسَمَ مِنْهُمْ تِسْعَةٌ وَأَرْبَعُونَ رَجُلاً، وَقَدِمَ رَجُلٌ مِنْهُمْ مِنَ الشَّامِ، فَسَأَلُوهُ أَنْ يُقْسِمَ فَافْتَدَى يَمِينَهُ مِنْهُمْ بِأَلْفِ دِرْهَمٍ، فَأَدْخَلُوا مَكَانَهُ رَجُلاً آخَرَ، فَدَفَعَهُ إِلَى أَخِي الْمَقْتُولِ، فَقُرِنَتْ يَدُهُ بِيَدِهِ، فَانْطَلَقَا وَالْخَمْسُونَ الَّذِينَ أَقْسَمُوا حَتَّى إِذَا كَانُوا بِنَخْلَةَ أَخَذَتْهُمُ السَّمَاءُ، فَدَخَلُوا فِي غَارٍ فِي الْجَبَلِ فَانْهَجَمَ الْغَارُ عَلَى الْخَمْسِينَ
[ص:315] الَّذِينَ أَقْسَمُوا، فَمَاتُوا جَمِيعًا، وَأَفْلَتَ الْقَرينانِ، وَاتَّبَعَهُمَا حَجَرٌ فَكَسَرَ رِجْلَ أَخِي الْمَقْتُولِ، فَعَاشَ حَوْلاً ثُمَّ مَاتَ، وقال: وَقَدْ كَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ أَقَادَ رَجُلاً بِالْقَسَامَةِ، ثُمَّ نَدِمَ بَعْدَ مَا صَنَعَ فَأَمَرَ بِالْخَمْسِينَ الَّذِينَ أَقْسَمُوا فَمُحُوا مِنَ الدِّيوَانِ وَسَيَّرَهُمْ إِلَى الشَّامِ. للبخاري مطولا (3).
_________
(1) في (ب): ترجمة.
(2) في (ب): بنقل ..
(3) البخاري (6899).(2/313)
5265 - عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أبيه، عن جده عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ قَتَلَ بِالْقَسَامَةِ رَجُلاً مِنْ بَنِي نَضْرِ بْنِ مَالِكٍ بِبَحْرَةِ الرُّغَاءِ عَلَى شَطِّ لِيَّةِ الْبَحْرَةِ قَالَ الْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ مِنْهُمْ. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (4522)، وقال المنذري: هذا معضل، وعمر بن شعيب: اختلف في الاحتاج بحديثه. وقال الألباني في ضعيف أبي داود (976): ضعيف معضل.(2/315)
5266 - أبو سَعِيدٍ" وُجِدَ قَتِيلٌ بَيْنَ قَرْيَتَيْنِ فَأَمَرَ النبي - صلى الله عليه وسلم - فَذُرِعَ مَا بَيْنَ الْقَرْيَتَيْنِ إِلَى أَيِّهِمَا كَانَ أَقْرَبَ فَوُجِدَ أَقْرَبَ إِلَى إحَدِاهِمَا بِشِبْرٍ، فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى شِبْرِ النبي - صلى الله عليه وسلم - فَجَعَلَهُ عَلَى الَّذِي كَانَ أَقْرَبَ. لأحمد والبزار بضعف (1).
_________
(1) أحمد 3/ 39، 3/ 89. والبزار كما في ((كشف الأستار)) (1534)، وقال: لا نعلمه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا بهذا الإسناد، وأبو إسرائيل ليس بالقوي، وذكره الهيثمي 6/ 290، وقال: فيه عطية العوفي، وهو ضعيف.(2/315)
5267 - شَدَّادُ بْنُ أَوْسٍ رفعه: ((إِنَّ الله كَتَبَ الإحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ)). الحديث في الذبائح (1).
_________
(1) مسلم (1955).(2/315)
5268 - ابنُ مسعود رفعه: ((أَعَفُّ النَّاسِ قِتْلَةً أَهْلُ الإيمَانِ)). لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (2666)،وابن ماجة (2681) وضعفه الألباني في ((الضعيفة)) (1232)، وقال: ضعيف، لاضطرابه وجهالته.(2/315)
الديات في النفس والأعضاء والجوارح والجنين وما يتعلق بذلك(2/316)
5269 - عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ: قَضَى النبي - صلى الله عليه وسلم - أَنَّ مَنْ قُتِلَ خَطَأً فَدِيَتُهُ مِنَ الإبِلِ مِائَةٌ: ثَلاثُونَ بِنْتُ مَخَاضٍ وَثَلاثُونَ بِنْتُ لَبُونٍ وَثَلاثُونَ حِقَّةً وَعَشَرَةُ ابن لَبُونٍ ذَكَرٍ. لأبي داود والنسائي (1).
_________
(1) أبو داود (4541)، والنسائي 8/ 42 - 43 ,وابن ماجة (2630). وحسنه الألباني في صحيح أبي داود (3805).(2/316)
5270 - وللترمذي: ((مَنْ قَتَلَ مُتَعَمِّدًا دُفِعَ إِلَى أَوْلِيَاءِ الْمَقْتُولِ فَإِنْ شَاءُوا قَتَلُوا وَإِنْ شَاءُوا أَخَذُوا الدِّيَةَ وَهِيَ ثَلاثُونَ حِقَّةً وَثَلاثُونَ جَذَعَةً وَأَرْبَعُونَ خَلِفَةً، وَمَا صولحِوا عَلَيْهِ فَهُوَ لَهمْ، وَكذَلِكَ لِتَشْدِيدِ الْعَقْلِ)) (1).
_________
(1) أبو داود (4506) ,والترمذي (1387)،وقال: حسن غريب, وابن ماجة (2626)،وحسنه الألباني في صحيح الترمذي (1121).(2/316)
5271 - ابْنُ مَسْعُودٍ رفعه: ((فِي دِيَةِ الْخَطَإِ عِشْرُونَ حِقَّةً، وَعِشْرُونَ جَذَعَةً، وَعِشْرُونَ بِنْتَ مَخَاضٍ، وَعِشْرُونَ بِنْتَ لَبُونٍ، وَعِشْرُونَ بَنو مَخَاضٍ ذُكُوراً)). لأصحاب السنن (1).
_________
(1) أبو داود (4545)، والترمذي (1386) والنسائي 8/ 43 - 44، وابن ماجة (2631)، وضعفه الألباني في ((الضعيفة)) (4020).(2/316)
5272 - عَلِيٌّ قَالَ: دية شِبْهِ الْعَمْدِ أَثْلاثٌ، ثَلاثٌ وَثَلاثُونَ حِقَّةً وَثَلاثٌ وَثَلاثُونَ جَذَعَةً وَأَرْبَعٌ وَثَلاثُونَ ثَنِيَّةً إِلَى بَازِلِ عَامِهَا، وَكُلُّهَا خَلِفات (1).
_________
(1) أبو داود (4551)،وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (988).(2/316)
5273 - وفي رواية قَالَ: فِي الْخَطَإِ أَرْبَاعٌ، خَمْسٌ وَعِشْرُونَ حِقَّةً، وَخَمْسٌ وَعِشْرُونَ جَذَعَةً، وَخَمْسٌ وَعِشْرُونَ بَنَاتِ لَبُونٍ، وَخَمْسٌ وَعِشْرُونَ بَنَاتِ مَخَاضٍ (1).
_________
(1) أبو داود (4553)، وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (990).(2/316)
5274 - مُجَاهِد: قَضَى عُمَرُ فِي شِبْهِ الْعَمْدِ ثَلاثِينَ حِقَّةً، وَثَلاثِينَ جَذَعَةً، وَأَرْبَعِينَ خَلِفَةً مَا بَيْنَ ثَنِيَّةٍ إِلَى بَازِلِ عَامِهَا (1).
_________
(1) أبو داود (4550)، وقال الألباني: ضعيف الإسناد موقوف (987).(2/317)
5275 - أبو عِيَاضٍ: أن عُثْمَانَ وَزَيْدَ بْنِ ثَابِتٍ كانا يجعلان فِي الْمُغَلَّظَةِ أَرْبَعينَ جَذَعَةً خَلِفَةً، وَثَلاثينَ حِقَّةً، وَثَلاثينَ بَنَاتِ لَبُونٍ، وَعِشْرينَ بَني لَبُونٍ ذكر، وَعِشْرينَ بَنَاتِ مَخَاضٍ. هي لأبى داود (1).
_________
(1) أبو داود (4554)، وصححه الألباني في صحيح أبي داود (3808).(2/317)
5276 - رَجُلٌ مِنْ الصحابة رفعه: ((أَلا وَإِنَّ قَتِيلَ الْخَطَإِ الْعَمْدِ بِالسَّوْطِ وَالْعَصَا وَالْحَجَرِ مِائَةٌ مِنَ الإبِلِ، أَرْبَعُونَ ثَنِيَّةً إِلَى بَازِلِ عَامِهَا كُلُّهُنَّ خَلِفَةٌ)) (1).
_________
(1) النسائي 8/ 41، وصححه الألباني في صحيح النسائي (4461).(2/317)
5277 - وفي رواية: ((مِائَةٌ مِنَ الإبِلِ منها أَرْبَعُونَ فِي بُطُونِهَا أَوْلادُهَا)) (1).
_________
(1) أبو داود (4547)،والنسائي 8/ 41،وابن ماجة (2627). وصححه الألباني في صحيح النسائي (4460).(2/317)
5278 - عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ رفعه: ((عَقْلُ الْمَرْأَةِ مِثْلُ عَقْلِ الرَّجُلِ حَتَّى يَبْلُغَ الثُّلُثَ مِنْ دِيَتِه)). هما للنسائي (1).
_________
(1) النسائي 8/ 44 - 45، وضعفه الألباني في ((ضعيف النسائي)) (335).(2/317)
5279 - ابْنُ عَبَّاسٍ: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قضى فِي الْمُكَاتَبِ أن يُودَى بِقَدْرِ مَا عتق منه دِيَةَ الْحُرِّ وَمَا بَقِيَ دِيَةَ الْعَبْدِ (1).
_________
(1) أبو داود (4581)، والنسائي 8/ 46، صححه الألباني في صحيح النسائي (4473).(2/317)
5280 - وفي رواية: إِذَا أَصَابَ الْمُكَاتَبُ حَدًّا أَوْ وَرِثَ مِيرَاثًا يَرِثُ عَلَى قَدْرِ مَا عَتَقَ مِنْهُ. لأصحاب السنن (1).
_________
(1) أبو داود (4582)، والترمذي (1259)، وقال: حسن، والنسائي في ((الكبرى)) 4/ 303، وصححه الألباني في ((صحيح أبي داود)) (3830).(2/317)
5281 - عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ رفعه: ((دِيَةُ الْمُعَاهِدِ نِصْفُ دِيَةِ الْحُرِّ)). لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (4583)، والنسائي (8/ 45) ,وحسنه الألباني في ((الإراواء)) 7/ 307 (2251).(2/317)
5282 - ابْنُ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - وَدَى الْعَامِرِيَّيْنِ بِدِيَةِ الْمُسْلِمِينَ، وَكَانَ لَهُمَا عَهْدٌ مِنْ النبي - صلى الله عليه وسلم -. للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (1404) , وقال الألباني في ((ضعيف الترمذي)) (235): ضعيف الإسناد.(2/317)
5283 - عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ رفعه: ((عَقْلُ أَهْلِ الذِّمَّةِ نِصْفُ عَقْلِ الْمُسْلِمِينَ، وَهُمُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى)). للنسائي (1).
_________
(1) النسائي 8/ 45، وحسنه الألباني في ((الإرواء)) 7/ 307 (2251).(2/318)
5284 - وعنه: قَضَى النبي - صلى الله عليه وسلم - فِي الْعَيْنِ الْقَائِمَةِ السَّادَّةِ لِمَكَانِهَا بِثُلُثِ الدِّيَةِ. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (4567)، وقال الألباني: حسن احتمالا.(2/318)
5285 - زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ: كَانَ يَقُولُ فِي الْعَيْنِ الْقَائِمَةِ إِذَا طَفِئَتْ مِائَةُ دِينَارٍ. لمالك (1).
_________
(1) ((الموطأ)) 2/ 653.(2/318)
5286 - عصمة: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد فقئت عينه، قال: ((من ضربك؟)) قال: أعور بني فلان، فبعث إليه فجاء فقال: ((أنت فقأت عين هذا؟)). قال: نعم، فقضى عليه بالدية، وقال: ((لا يفقأ عينه فيدعه غير بصير)). للكبير بضعف (1).
_________
(1) الطبراني 17/ 182، وقال: الهيثمي 6/ 295: فيه الفضل بن المختار، وهو ضعيف.(2/318)
5287 - ابن عمرو بن العاص: أن النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: ((فِي الأَسْنَانِ خَمْسٌ خَمْسٌ)). لأبي داود والنسائي (1).
_________
(1) أبو داود (4563)، النسائي 8/ 55. قال الألباني في صحيح أبي داود (3817):حسن صحيح.(2/318)
5288 - ابْنُ الْمُسَيَّبِ: قَضَى عُمَرُ فِي الأَضْرَاسِ بِبَعِيرٍ بَعِيرٍ، وَقَضَى مُعَاوِيَةُ فِي كل ضرس بِخَمْسَةِ أَبْعِرَةٍ، فَالدِّيَةُ تَنْقُصُ فِي قَضَاءِ عُمَرَ وَتَزِيدُ فِي قَضَاءِ مُعَاوِيَةَ، ولَوْ كُنْتُ أَنَا لَجَعَلْتُ فِي الأَضْرَاسِ بَعِيرَيْنِ بَعِيرَيْنِ، فَتِلْكَ الدِّيَةُ سَوَاءٌ. لمالك (1).
_________
(1) ((الموطأ)) 2/ 656.(2/318)
5289 - ولرزين: ولو كنت أنا لجعلت ثلاثة أبعرة وثلث فتلك الدية سواء.(2/318)
5290 - أبو مُوسَى رفعه: ((الأَصَابِعُ سَوَاءٌ، عَشْرٌ عَشْرٌ مِنَ الإبِلِ)). لأبي داود والنسائي (1).
_________
(1) أبو داود (4556)، والنسائي في ((الكبرى)) 4/ 244 (7050)،وابن ماجة (2654)، وصححه الألباني في ((صحيح الجامع)) (2782).(2/318)
5291 - وله عن ابْنِ عَبَّاسٍ رفعه: ((دِيَةُ أَصَابِعِ الْيَدَيْنِ وَالرِّجْلَيْنِ سَوَاءٌ، عَشْرةٌ مِنَ الإبِلِ لِكُلِّ أُصْبُعٍ)) (1).
_________
(1) أبو داود (4561)،والترمذي (1391).(2/319)
5292 - عبدُ الله بنُ أبي بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنُ عَمْرِو بْنُ حَزْمٍ، عَنْ أَبِيهِ: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كَتَبَ إِلَى أَهْلِ الْيَمَنِ كِتَابًا فِيهِ الْفَرَائِضُ وَالسُّنَنُ وَالدِّيَاتُ وَبَعَثَ بِهِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ فَقُرِئَتْ عَلَى أَهْلِ الْيَمَنِ هَذِهِ نُسْخَتُهَا: ((مِنْ مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ إِلَى شُرَحْبِيلَ بْنِ عَبْدِ كُلالٍ وَنُعَيْمِ بْنِ عَبْدِ كُلالٍ، قَيْلِ ذِيِ رُعَيْنٍ وَمَعَافِرَ وَهَمْدَانَ أَمَّا بَعْدُ وَكَانَ فِي كِتَابِهِ أَنَّ مَنِ اعْتَبَطَ مُؤْمِنًا قَتْلاً فَإِنَّهُ قَوَدٌ، إِلاَّ أَنْ يَرْضَى أَوْلِيَاءُ الْمَقْتُولِ، وَأَنَّ فِي النَّفْسِ الدِّيَةَ مِائَةً مِنَ الإبِلِ، وَفِي الأَنْفِ إِذَا أُوعِبَ جَدْعُهُ الدِّيَةُ، وَفِي اللِّسَانِ الدِّيَةُ، وَفِي الشَّفَتَيْنِ الدِّيَةُ، وَفِي الْبَيْضَتَيْنِ الدِّيَةُ، وَفِي الذَّكَرِ الدِّيَةُ، وَفِي الصُّلْبِ الدِّيَةُ وَفِي الْعَيْنَيْنِ الدِّيَةُ، وَفِي الرِّجْلِ الْوَاحِدَةِ نِصْفُ الدِّيَةِ وَفِي الْمَأْمُومَةِ ثُلُثُ الدِّيَةِ، وَفِي الْجَائِفَةِ ثُلُثُ الدِّيَةِ، وَفِي الْمُنَقِّلَةِ (خَمْسَ عَشْرَةَ) (1) مِنَ الإبِلِ، وَفِي كُلِّ أُصْبُعٍ مِنْ أَصَابِعِ الْيَدِ أو الرِّجْلِ عَشْرٌ مِنَ الإبِلِ، وَفِي السِّنِّ خَمْسٌ مِنَ الإبِلِ، وَفِي الْمُوضِحَةِ خَمْسٌ مِنَ الإبِلِ، وَأَنَّ الرَّجُلَ يُقْتَلُ بِالْمَرْأَةِ وَعَلَى أَهْلِ الذَّهَبِ أَلْفُ دِينَارٍ)) (2).
_________
(1) في (ب): خمسة عشر.
(2) النسائي 8/ 57 - 58، وابن حبان 14/ 501 (6559)، والحاكم 1/ 395 - 396، وصححاه، وضعفه الألباني في ضعيف النسائي (339).(2/319)
5293 - وفي رواية: ((وَفِي الْعَيْنِ الْوَاحِدَةِ نِصْفُ الدِّيَةِ، وَفِي الْيَدِ الْوَاحِدَةِ نِصْفُ الدِّيَةِ)). لمالك والنسائي (1).
_________
(1) النسائي 8/ 59، ومالك 2/ 221 (2226)، وقال النسائي: وهذا أشبه بالصواب والله أعلم وسليمان بن أرقم متروك الحديث، وقد روي هذا الحديث يونس عن الزهري مرسلاً، وضعفه الألباني في ((ضعيف النسائي)) (340).(2/319)
5294 - عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يُقَوِّمُ دِيَةَ الْخَطَأ عَلَى أَهْلِ الْقُرَى أَرْبَعَ مِائَةِ دِينَارٍ أَوْ عَدْلُهَا مِنَ الْوَرِقِ وَيُقَوِّمُهَا عَلَى أَثْمَانِ الإبِلِ، إِذَا غَلَتْ رَفَعَ فِي قِيمَتِهَا وَإِذَا هَاجَتْ نَقَصَ مِنْ قِيمَتِهَا، وَبَلَغَتْ عَلَى عَهْدِه مَا بَيْنَ أَرْبَعِ مِائَةِ إِلَى ثَمَانِ مِائَةِ وَعَدْلُهَا مِنَ الْوَرِقِ ثَمَانِيَةُ آلافِ دِرْهَمٍ، وَقَضَى عَلَى أَهْلِ الْبَقَرِ بمِائَتَيْ بَقَرَةٍ، وَمَنْ كَانَ دِيَةُ عَقْلِهِ فِي شاء فَأَلْفَا شَاةٍ، وَقَالَ - صلى الله عليه وسلم - الْعَقْلُ مِيرَاثٌ بَيْنَ وَرَثَةِ الْقَتِيلِ عَلَى
[ص:320] قَرَابَتِهِمْ فَمَا فَضَلَ فَلِلْعَصَبَةِ، وَقَضَى فِي الأَنْفِ إِذَا جُدِعَ الدِّيَةَ كَامِلَةً، وَإِن جُدِعَتْ ثَنْدُوَتُهُ فَنِصْفُ الْدية، وذكر نحواً مما قبله ثم قال وَقَضَى - صلى الله عليه وسلم - أَنَّ عَقْلَ الْمَرْأَةِ بَيْنَ عَصَبَتِهَا مَنْ كَانُوا لا يَرِثُونَ مِنْهَا شَيْئًا إِلاَّ مَا فَضَلَ عَنْ وَرَثَتِهَا، وَإِنْ قُتِلَتْ فَعَقْلُهَا بَيْنَ وَرَثَتِهَا وَهُمْ يَقْتُلُونَ قَاتِلَهُمْ، وَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((لَيْسَ لِلْقَاتِلِ شَيْءٌ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَارِثٌ فَوَارِثُهُ أَقْرَبُ النَّاسِ إِلَيْهِ وَلا يَرِثُ الْقَاتِلُ شَيْئًا)). لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (4564) وقال المنذري في ((مختصره)) 6/ 363: وأخرجه النسائي وابن ماجة، وفي إسناده: محمد بن راشد الدمشقي المكحولي، وقد وثقه غير واحد، وتلكم فيه غير واحد. وحسنه الألباني في ((صحيح أبي داود)) (3818).(2/319)
5295 - وللنسائي نحوه وفيه: قَضَى - صلى الله عليه وسلم - أَنَّ الْعَقْلَ مِيرَاثٌ بَيْنَ وَرَثَةِ الْقَتِيلِ عَلَى فَرَائِضِهِمْ فَمَا فَضَلَ فَلِلْعَصَبَةِ. وَقَضَى أَنْ يَعْقِلَ عَلَى الْمَرْأَةِ عَصَبَتُهَا مَنْ كَانُوا وَلا يَرِثُونَ مِنْهُ شَيْئًا، إِلاَّ مَا فَضَلَ عَنْ وَرَثَتِهَا، فَإِنْ قُتِلَتْ فَعَقْلُهَا على وَرَثَتِهَا وَهُمْ يَقْتُلُونَ قَاتِلَهَا. لأبي داود والنسائي (1).
_________
(1) أبو داود (4564)، والنسائي 8/ 43.(2/320)
5296 - وعنه: أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قَضَى فِي الْعَيْنِ الْعَوْرَاءِ السَّادَّةِ لِمَكَانِهَا إِذَا طُمِسَتْ بِثُلُثِ دِيَتِهَا، وَفِي الْيَدِ الشَّلاَّءِ إِذَا قُطِعَتْ بِثُلُثِ دِيَتِهَا، وَفِي السِّنِّ السَّوْدَاءِ إِذَا نُزِعَتْ بِثُلُثِ دِيَتِهَا. للنسائي (1).
_________
(1) أبو داود (4567) النسائي 8/ 55، وقال الألباني في ((الإرواء)) (2293): وهذا إسناد حسن إن كان العلاء حدث به قبل الاختلاط، فإنه صدوق فقيه، وقد اختلط.(2/320)
5297 - أبو هُرَيْرَةَ: اقْتَتَلَتِ امْرَأَتَانِ مِنْ هُذَيْلٍ فَرَمَتْ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى بِحَجَرٍ فَقَتَلَتْهَا وَمَا فِي بَطْنِهَا، فَاخْتَصَمُوا إِلَى النبي - صلى الله عليه وسلم - فَقَضَى أَنَّ دِيَةَ جَنِينِهَا غُرَّةٌ عَبْدٌ أَوْ وَلِيدَةٌ، وَقَضَى بِدِيَةِ الْمَرْأَةِ عَلَى عَاقِلَتِهَا (1).
_________
(1) البخاري (6910)، ومسلم (1681) 36.(2/320)
5298 - زاد في رواية: وَوَرَّثَهَا وَلَدَهَا وَمَنْ مَعَهُمْ، فَقَالَ حَمَلُ بْنُ النَّابِغَةِ الْهُذَلِيُّ:
[ص:321] يَا رَسُولَ الله كَيْفَ أَغْرَمُ مَنْ لا أكل ولا شَرِبَ وَلا اسْتَهَلَّ فَمِثْلُ ذَلِكَ يُطَلُّ؟ فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((إِنَّ هَذَا مِنْ إِخْوَانِ الْكُهَّانِ مِنْ أَجْلِ سَجْعِهِ الَّذِي سَجَعَ)) (1).
_________
(1) البخاري (5758)، ومسلم (1681).(2/320)
5299 - وفي رواية: قَضَى النبي - صلى الله عليه وسلم - فِي جَنِينِ امْرَأَةٍ مِنْ بَنِي لَحْيَانَ سَقَطَ مَيِّتًا بِغُرَّةٍ، عَبْدٍ أَوْ أَمَةٍ، ثُمَّ إِنَّ الْمَرْأَةَ الَّتِي قَضَى علَيهَا بِالْغُرَّةِ تُوُفِّيَتْ فَقَضَى بِأَنَّ مِيرَاثَهَا لِبَنِيهَا وَزَوْجِهَا، وَأَنَّ الْعَقْلَ عَلَى عَصَبَتِهَا. للستة (1).
_________
(1) البخاري (6740)، ومسلم (1681) 35.(2/321)
5300 - ولهم إلا مالكا عن الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ بنحوه، وفيه: فَجَعَلَ النبي - صلى الله عليه وسلم - دِيَةَ الْمَقْتُولَةِ عَلَى عَصَبَةِ الْقَاتِلَةِ، وَغُرَّةً لِمَا فِي بَطْنِهَا (1).
_________
(1) مسلم (1682).(2/321)
5301 - وفي رواية: وَقَضَى فِيهِ بِغُرَّةٍ وَجَعَلَهُ عَلَى عَاقِلَةِ الْمَرْأَةِ. لأبي داود والنسائي (1).
_________
(1) أبو داود (4568).(2/321)
5302 - وللنسائي عن حمل بن النابغة نحوه وفيه: قَضَى النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فِي جَنِينِهَا بِغُرَّةٍ وَأَنْ تُقْتَلَ (1).
_________
(1) النسائي 8/ 21،قال الألباني في صحيح النسائي (4414): صحيح الإسناد.(2/321)
5303 - أبو هُرَيْرَةَ: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قضى فِي الْجَنِينِ بِغُرَّةِ عَبْدٍ أَوْ أَمَةٍ أَوْ فَرَسٍ أَوْ بَغْلٍ (1).
_________
(1) أبو داود (4579) وقال الألباني في ضعيف أبي داود (995): شاذ.(2/321)
5304 - جَابِرٌ: أَنَّ امْرَأَتَيْنِ مِنْ هُذَيْلٍ قَتَلَتْ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا زَوْجٌ وَوَلَدٌ فَجَعَلَ - صلى الله عليه وسلم - دِيَةَ الْمَقْتُولَةِ عَلَى عَاقِلَةِ الْقَاتِلَةِ وَبَرَّأَ زَوْجَهَا وَوَلَدَهَا؛ لأنهما ما كانا من هذيل، فَقَالَ: عَاقِلَةُ الْمَقْتُولَةِ مِيرَاثُهَا لَنَا. فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((لا، مِيرَاثُهَا لِزَوْجِهَا وَوَلَدِهَا)) (1).
_________
(1) أبو داود (4575)، وابن ماجة (2648)، أبو يعلى 3/ 355 (1823)، وقال المنذري في ((مختصره)) 6/ 369: وأخرجه ابن ماجة مختصرًا، وفي إسناده: مجالد بن سعيد. وقد تكلم فيه غيرواحد. وله شاهد من حديث أبي هريرة عند البخاري (6904)، ومسلم (1681). وصححه الألباني في صحيح أبي داود (3826).(2/321)
5305 - عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ: أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قَضَى فِي الدِّيَةِ عَلَى أَهْلِ الإبِلِ مِائَةً مِنَ الإبِلِ، وَعَلَى أَهْلِ الْبَقَرِ مِائَتَيْ بَقَرَةٍ، وَعَلَى أَهْلِ الشَّاءِ أَلْفَيْ شَاةٍ، وَعَلَى أَهْلِ الْحُلَلِ مِائَتَيْ حُلَّةٍ، وَعَلَى أَهْلِ الْقَمْحِ شَيْئًا لَمْ يَحْفَظْهُ مُحَمَّدٌ بن إسحاق (1).
_________
(1) أبو داود (4543)، والبيهقي 8/ 78، وقال المنذري في ((مختصره)) 6/ 348: هذا مرسل، وفيه: محمد بن إسحاق. وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (982).(2/322)
5306 - ابن عمرو بن العاص كَانَتْ قِيمَةُ الدِّيَةِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - ثَمَانَمِائَةِ دِينَارٍ أَوْ ثَمَانِيَةَ آلافِ دِرْهَمٍ وَدِيَةُ أَهْلِ الْكِتَابِ على النِّصْفِ مِنْ دِيَةِ الْمُسْلِمِ فكانت كَذَلِكَ حَتَّى اسْتُخْلِفَ عُمَرُ فَقَامَ خَطِيبًا فَقَالَ: إِنَّ الإبِلَ قَدْ غَلَتْ فَفَرَضَهَا عُمَرُ عَلَى أَهْلِ الذَّهَبِ أَلْفَ دِينَارٍ، وَعَلَى أَهْلِ الْوَرِقِ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْف درهم، وَعَلَى أَهْلِ الْبَقَرِ مِائَتَيْ بَقَرَةٍ، وَعَلَى أَهْلِ الشَّاءِ أَلْفَيْ شَاةٍ، وَعَلَى أَهْلِ الْحُلَلِ مِائَتَيْ حُلَّةٍ، وَتَرَكَ دِيَةَ أَهْلِ الذِّمَّةِ لَمْ يَرْفَعْهَا. هي لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (4542)، وحسنه الألباني في ((مشكاة المصابيح)) (3498).(2/322)
5307 - مَالِكٌ بلغه نحوه قال: فَأَهْلُ الذَّهَبِ أَهْلُ الشَّامِ وَأَهْلُ مِصْرَ وَأَهْلُ الْوَرِقِ أَهْلُ الْعِرَاقِ (1).
_________
(1) ((الموطأ)) 2/ 648.(2/322)
5308 - زِيَادُ بْنُ سَعْدِ بْنِ ضميرة السُّلَمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ وَجَدِّهِ: وَكَانَا شَهِدَا مَعَ النبي - صلى الله عليه وسلم - حُنَيْنًا أَنْ (مُحَلِّمَ) (1) بْنَ جَثَّامَةَ قَتَلَ رَجُلاً مِنْ أَشْجَعَ فِي الإسْلامِ، وَذَلِكَ أَوَّلُ غِيَرٍ قَضَى بِهِ النبي - صلى الله عليه وسلم - فَتَكَلَّمَ عُيَيْنَةُ فِي قَتْلِ الأَشْجَعِيِّ؛ لأَنَّهُ مِنْ غَطَفَانَ وَتَكَلَّمَ الأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ دُونَ (مُحَلِّمٍ) (2)؛ لأَنَّهُ مِنْ خِنْدِفَ، فَارْتَفَعَتِ الأَصْوَاتُ وَكَثُرَتِ الْخُصُومَةُ وَاللَّغَطُ، فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((يَا عُيَيْنَةُ أَلا تَقْبَلُ الْغِيَرَ)). قَالَ عُيَيْنَةُ: لا وَالله حَتَّى أُدْخِلَ عَلَى نِسَائِهِ مِنَ الْحَرْبِ وَالْحُزْنِ مَا أَدْخَلَ عَلَى نِسَائِي ثُمَّ ارْتَفَعَتِ الأَصْوَاتُ وَكَثُرَتِ الْخُصُومَةُ وَاللَّغَطُ، فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((يَا عُيَيْنَةُ أَلا (تَقْبَلُ) (3) الْغِيَرَ)). فَقَالَ عُيَيْنَةُ: مِثْلَ ذَلِكَ أَيْضًا إِلَى أَنْ قَامَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي لَيْثٍ يُقَالُ لَهُ مُكَيْتِلٌ (عَلَيْهِ شِكَّةٌ) (4) وَفِي يَدِهِ دَرِقَةٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله إِنِّي لَمْ أَجِدْ لِمَا فَعَلَ هَذَا فِي غُرَّةِ الإسْلامِ مَثَلاً إِلاَّ غَنَمًا وَرَدَتْ، فَرُمِيَ أَوَّلُهَا وَنَفَرَ آخِرُهَا (اسْنُنِ) (5) الْيَوْمَ وَغَيِّرْ غَدًا.
فَقَالَ
[ص:323] صلى الله عليه وسلم -: ((بل نعطيكم خمسين من الإبل فِي فَوْرِنَا هَذَا، وَخَمْسينَ إِذَا رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ)) وَذَلِكَ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ وَمُحَلِّمٌ رَجُلٌ طَوِيلٌ آدَمُ، وَهُوَ فِي طَرَفِ النَّاسِ، فَلَمْ يَزَالُوا حَتَّى تَخَلَّصَ فَجَلَسَ بَيْنَ يَدَيْ النبي - صلى الله عليه وسلم - وَعَيْنَاهُ تَدْمَعَانِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله إِنِّي فَعَلْتُ الَّذِي فعلت، وَأنا أَتُوبُ إِلَى الله فَاسْتَغْفِرِ لِي يَا رَسُولَ الله فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((أَقَتَلْتَهُ بِسِلاحِكَ فِي غُرَّةِ الإسْلامِ اللهمَّ لا تَغْفِرْ لِمُحَلِّمٍ)) بِصَوْتٍ عَالٍ (6).
_________
(1) في (ب): محكم.
(2) في (ب): محكم.
(3) في (أ): تقبلوا والمثبت من أبي داود.
(4) ساقطة من (ب).
(5) في (ب): ستر.
(6) أبو داود (4503)، وابن ماجة (2625) وضعفه الألباني في ((ضعيف أبي داود)) (970).(2/322)
5309 - زَادَ في رواية: فَقَامَ وَإِنَّهُ لَيَتَلَقَّى دُمُوعَهُ بِطَرَفِ رِدَائِهِ، قَالَ ابْنُ إِسْحَقَ: فَزَعَمَ قَوْمُهُ أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - اسْتَغْفَرَ لَهُ بَعْدَ ذَلِكَ (1).
_________
(1) أبو داود (4503).(2/323)
5310 - جَابِرُ رفعه: ((لا أُعْفِيَ مَنْ قَتَلَ بَعْدَ أَخْذِ الدِّيَةَ)). هما لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (4507)، وقال المنذري في ((مختصره)) 6/ 307: الحسن -هذا- هو البصري، ولم يسمع من جابر بن عبد الله، فهو منقطع، ومطر بن طهمان الوراق: ضعفه غير واحد. ولم يجزم بسماعه من الحسن، وقد روى هذا عن الحسن عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلاً.(2/323)
5311 - عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ: أَنَّ رَجُلاً مِنْ بَنِي مُدْلِجٍ يُقَالُ لَهُ قَتَادَةُ، حَذَفَ ابْنَهُ بِسيْفٍ فَأَصَابَ سَاقَهُ فَنُزِيَ فِي جُرْحِهِ فَمَاتَ، فَقَدِمَ سُرَاقَةُ بْنُ جُعْشُمٍ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: اعْدُدْ عَلَى مَاءِ قُدَيْدٍ عِشْرِينَ وَمِائَةَ بَعِيرٍ، حَتَّى أَقْدُمَ عَلَيْكَ فَلَمَّا قَدِمَ علَيْهِ عُمَرُ أَخَذَ مِنْ تِلْكَ الإبِلِ ثَلاثِينَ حِقَّةً وَثَلاثِينَ جَذَعَةً وَأَرْبَعِينَ خَلِفَةً، ثُمَّ قَالَ: أَيْنَ أَخُو الْمَقْتُول؟ فقَالَ: هَأَنَذَا، فقَالَ: خُذْهَا، فَإِنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: ((لَيْسَ لِقَاتِلٍ شَيْءٌ)) (1).
_________
(1) ((الموطأ)) 2/ 660.(2/323)
5312 - سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ: أَنَّ سَائِبَةً رجلا كان بَعْضُ الْحاجِ أعتقه، فكان يلعب هو ورجل مِنْ بَنِي عَائِذٍ فقتل سائبة ابن العائذي، فَجَاءَ أَبُوه إِلَى عُمَرَ يَطْلُبُ دِيَةَ ابْنِهِ، فَقَالَ عُمَرُ: لا دِيَةَ لَه. قَالَ الْعَائِذِيُّ: أرأيت لَوْ قَتَلَهُ ابْنِي؟ قَالَ عُمَرُ: إِذًا كنتم تُخْرِجُونَ دِيَتَهُ، فَقَالَ العائذي: هُوَ إِذًا مثل الأَرْقَمِ إِنْ يُتْرَكْ يَلْقَمْ وَإِنْ يُقْتَلْ يَنْقَم (1).
_________
(1) ((الموطأ)) 2/ 666 - 667.(2/323)
5313 - عِرَاكُ بْنُ مَالِكٍ وَسُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ: أَنَّ رَجُلاً مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ لَيْثٍ أَجْرَى فَرَسًا فَوَطِئَ عَلَى إِصْبَعِ رَجُلٍ مِنْ جُهَيْنَةَ فَنُزِيَ فيهَا فَمَاتَ [فقال عمر
[ص:324] للذين أدعى عليهم أتحلفون بالله؟ خمسين يمينًا ما مات منها فأبوا] (1) فَقَالَ لِلآخَرِينَ: أَتَحْلِفُونَ أَنْتُمْ؟ فَأَبَوْا، فَقَضَى عُمَرُ بِشَطْرِ الدِّيَةِ عَلَى السَّعْدِيِّينَ، وَلَيْسَ الْعَمَلُ عَلَى هَذَا. هي لمالك (2).
_________
(1) من (ب).
(2) ((الموطأ)) 2/ 649.(2/323)
5314 - جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الله: بَعَثَ النبي - صلى الله عليه وسلم - سَرِيَّةً إِلَى خَثْعَمٍ، فَاعْتَصَمَ أنَاسٌ مِنْهُمْ بِالسُّجُودِ، فَأَسْرَعَ فِيهِمُ بالْقَتْلِ فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -: فَأَمَرَهُمْ بِنِصْفِ الْعَقْلِ، وَقَالَ: ((أَنَا بَرِيءٌ مِنْ كُلِّ مُسْلِمٍ يُقِيمُ بَيْنَ أَظْهُرِ الْمُشْرِكِينَ)). قَالُوا: يَا رَسُولَ الله لِمَ قَالَ لا تَرَاءَى نَارَاهُمَا؟. للترمذي وأبي داود. وقَالَ: قد رواه جَمَاعَةٌ ولَمْ يَذْكُرُوا جَرِيرًا. للنسائي عن إسماعيل عن قيس ولم يذكروا جريرًا (1).
_________
(1) أبو داود (2645)، وقال: رواه هشيم ومعمر وخالد الواسطي وجماعة لم يذكروا جريرًا، والترمذي (1604 - 1605) وقد رواه مرفوعًا ومرسلاً، وقال: ولم يذكر فيه عن جرير وهذا أصح، وقال أيضًا: سمعت محمدًا يقول الصحيح حديث قيس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسل، والنسائي 8/ 36. وصححه الألباني في صحيح أبي داود (2304) دون جملة العقل.(2/324)
5315 - عَائِشَةُ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - بَعَثَ أَبَا جَهْمِ بْنَ حُذَيْفَةَ مُصَدِّقًا، فَلاجَّهُ رَجُلٌ فِي صَدَقَتِهِ، فَضَرَبَهُ أَبُو جَهْمٍ فَشَجَّهُ، فَأَتَوُا النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالُوا: الْقَوَدَ، فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((لَكُمْ كَذَا وَكَذَا)) فَلَمْ يَرْضَوْا فَقَالَ: ((لَكُمْ كَذَا وَكَذَا)) فَلَمْ يَرْضَوْا فَقَالَ: ((لَكُمْ كَذَا وَكَذَا)) فَرَضُوا، فَقَالَ: ((إِنِّي خَاطِبٌ الْعَشِيَّةَ عَلَى النَّاسِ وَمُخْبِرُهُمْ بِرِضَاكُمْ)) فَقَالُوا: نَعَمْ فَخَطَبَ فَقَالَ: ((إِنَّ هَؤُلاءِ اللَّيْثِيِّينَ أَتَوْنِي يُرِيدُونَ الْقَوَدَ فَعَرَضْتُ عَلَيْهِمْ كَذَا وَكَذَا فَرَضُوا، أَرَضِيتُمْ)) قَالُوا: لا فَهَمَّ بهم الْمُهَاجِرُونَ، فَأَمَرَ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يَكُفُّوا، عَنْهُمْ فَكَفُّوا، ثُمَّ دَعَاهُمْ فَزَادَهُمْ فَقَالَ: ((أَرَضِيتُمْ)). قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: ((إِنِّي خَاطِبٌ عَلَى النَّاسِ وَمُخْبِرُهُمْ بِرِضَاكُمْ)). قَالُوا: نَعَمْ، فَخَطَبَ قَالَ: ((أَرَضِيتُمْ)). قَالُوا: نَعَمْ. لأبي داود والنسائي (1).
_________
(1) أبو داود (4534)، والنسائي 8/ 35، وقال المنذري 6/ 334، ورواه يونس بن يزيد عن الزهري منقطعًا، قال البيهقي: ومعمر بن راشد: حافظ، قد أقام إسناده فقامت به الحجة. وصححه الألباني في صحيح أبي داود (3801).(2/324)
5316 - هِلالُ بْنُ سِرَاجِ بْنِ مُجَّاعَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ: أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَطْلُبُ دِيَةَ أَخِيهِ (قَتَلهُ) (1) بَنُو سَدُوسٍ مِنْ بَنِي ذُهْلٍ فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((لَوْ كُنْتُ جَاعِلاً لِمُشْرِكٍ دِيَةً جَعَلْتُها؛ لأَخِيكَ وَلَكِنْ سَأُعْطِيكَ مِنْهُ عُقْبَى)) فَكَتَبَ لَهُ بِمِائَةٍ مِنَ الإبِلِ مِنْ أَوَّلِ، خُمُسٍ يَخْرُجُ مِنْ مُشْرِكِي بَنِي ذُهْلٍ فَأَخَذَ طَائِفَةً مِنْهَا وَأَسْلَمَ بَنُو ذُهْلٍ، فَطَلَبَهَا إِلَى أَبِي بَكْرٍ وَأَتَاهُ بِكِتَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَكَتَبَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ بِاثْنَيْ عَشَرَ أَلْفَ صَاعٍ مِنْ صَدَقَةِ الْيَمَامَةِ، أَرْبَعَةِ آلافٍ بُرًّا وَأَرْبَعَةِ آلافٍ شَعِيرًا وَأَرْبَعَةِ آلافٍ
[ص:325] تَمْرًا، وَكَانَ فِي كِتَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: ((بِسْم الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ هَذَا كِتَابٌ مِنْ مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ لِمُجَّاعَةَ بْنِ مَرَارَةَ مِنْ بَنِي سُلْمَى إِنِّي أَعْطَيْتُهُ مِائَةً مِنَ الإبِلِ مِنْ أَوَّلِ خُمُسٍ يَخْرُجُ مِنْ مُشْرِكِي بَنِي ذُهْلٍ عُقْبَةً مِنْ أَخِيهِ)). لأبي داود (2).
_________
(1) في (أ) فقتله والمثبت من ((سنن أبي داود)).
(2) أبو داود (2990)، وقال المنذري 4/ 229: إن مجاعة -هذا- لم يرو عنه غير ابنه سراج بن مجاعة رضي الله عنهما، وضعفه الألباني في ((ضعيف أبي داود)) (643).(2/324)
5317 - جَابِرُ: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كتب: ((عَلَى كُلِّ بَطْنٍ عُقُولَةً وَلا يَحِلُّ لِولي أَنْ يَتَوَلَّى مُسْلِمًا بِغَيْرِ إِذْنِهِ)). للنسائي (1).
_________
(1) النسائي 8/ 52، وهو عند مسلم (1507).(2/325)
5318 - ابنُ شهاب قال: مضت السنة أن العاقلة لا تحمل من دية العمد شيئاً، إلا أن تشاء، وكذا لا تحمل من ثمن العبد شيئاً، وإنما ذلك على الذى يصيبه من ماله؛ لأنه سلعة من السلع لقول النبى - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تحمل العاقلة عمداً ولا صلحاً ولا اعترافا ولا أرش جناية ولا قيمة عبد إلا أن تشاء)). لرزين (1).
_________
(1) مالك 2/ 659.(2/325)
5319 - أنس رفعه: ((درهم أعطيه في عقل أحب إلى من مائة في غيره)). للأوسط بمجهول (1).
_________
(1) ((الأوسط)) 7/ 67 (6868)، وقال: لم يرو هذا الحديث عن إسحاق بن عبد الله إلا عبد الصمد، تفرد به: الوليد بن مسلم، وقال الهيثمي 6/ 292، وفيه عبد الصمد بن عبد الأعلى، قال الذهبي: فيه جهالة. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2967).(2/325)
5320 - ابنُ عَمْرِو بْنِ العاص: طَعَنَ رَجُل رجلا (في رجله) (1) فَقَالَ المطعون: يَا رَسُولَ الله أَقِدْنِي، فَقَالَ: ((لا تَعْجَلْ حَتَّى يَبْرَأَ جُرْحُكَ)) فَأَبَى إِلاَّ أَنْ يَسْتَقِيدَ فَأَقَادَهُ مِنْ طاعنه، فَبَرَأَ الْمُسْتَقَادُ مِنْهُ وَعَرِجَ الْمُسْتَقِيدُ فَأَتَى النبي - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله عَرِجْتُ وَبَرَأَ صَاحِبِي فَقَالَ لَهُ: ((أَلَمْ آمُرْكَ أَلاَّ تَسْتَقِيدَ حَتَّى يَبْرَأَ جُرْحُكَ فَعَصَيْتَنِي فَأَبْعَدَكَ الله وَبَطَلَ جُرْحُكَ)) ثُمَّ أَمَرَ - صلى الله عليه وسلم - بعد ذلك مَنْ كَانَ بِهِ جُرْحٌ لا يَسْتَقِيدَ حَتَّى يَبْرَأَ من جِرَاحَتِهِ. لأحمد (2).
_________
(1) من (ب).
(2) أحمد 2/ 217، وقال الهيثمي 6/ 295، ورجاله ثقات. وانظر الإرواء 7/ 299.(2/325)
5321 - حنشٌ بنٌ المعتمر: أنه احتفر بئراً باليمن فسقط فيها الأسد، فأصبحوا ينظرون إليه، فوقع رجل في البئر فتعلق برجل، فتعلق الآخر بآخر،
[ص:326] حتى كانوا أربعة فسقطوا في البئر جميعاً فجرحهم الأسد، فتناوله رجل برمحه فقتله، فقال الناس للأول: أنت قتلت أصحابنا وعليك ديتهم، فأتى أصحابه فكادوا يقتتلون فقدم عليّ - رضي الله عنه - على تلك الحال فسألوه فقال: سأقضي بينكم بقضاء، فمن رضي منكم جاز عليه رضاه، ومن سخط منكم فلا حق له، حتى تأتوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيقضى بينكم، قالوا: نعم
قال: اجمعوا ممن حفر البئر من الناس ربع دية وثلث دية ونصف دية ودية تامة، للأول: ربع دية؛ لأنه هلك فوقه ثلاثة، وللثانى: ثلث دية؛ لأنه هلك فوقه اثنان، وللثالث: نصف دية لأنه هلك فوقه واحد، وللآخر: الدية التامة، فإن رضيتم فهذا بينكم قضاء، وإن لم ترضوا فلا حق لكم حتى تأتوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - العام المقبل، فقصوا عليه، فقال: ((أنا أقضى بينكم إن شاء الله))، وهو جالس في مقام إبراهيم، فقام رجل فقال: إن علياً قضى بيننا. فقال: ((كيف قضى بينكم؟)) فقصوا عليه فقال: ((هو ماقضى بينكم)) (1).
_________
(1) البزار كما في ((كشف الأستار)) 2/ 207 - 208 (1532)، وقال: لا نعلم عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا عن علي، ولا نعلم له عنه إلا هذا الطريق. وقال الهيثمي 6/ 287: ولم يقل عن علي، والله أعلم.(2/325)
حد الردة وسب النبى - صلى الله عليه وسلم -(2/326)
5322 - زَيْدُ بْنُ أَسْلَمُ: أَرسله ((مَنْ غَيَّرَ دِينَهُ فَاضْرِبُوا عُنُقَهُ)). لمالك، وقال في تفسيره: معناه أن مَنْ خَرَجَ مِنَ الإسْلامِ إِلَى غَيْرِهِ مِثْلُ الزَّنَادِقَةِ وَأَشْبَاهِهِمْ، فَأُولَئِكَ إِذَا ظُهِرَ عَلَيْهِمْ يقتلون وَلا يُسْتَتَابُون؛ لأَنَّهُ لا تُعْرَفُ تَوْبَتُهُمْ؛ فإنهُمْ كَانُوا يُسِرُّونَ الْكُفْرَ وَيُعْلِنُونَ الإسْلامَ، فَلا أَرَى أَنْ يُسْتَتَابَ هَؤُلاءِ إذا ظهر على كفرهم بما يثبت به، والأمر عندنا أن من خرج من الإسلام إلى الردة أن يستتابوا، فإن تابوا وإلا قتلوا. قال: ومعنى قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من ((بدل دينه فاقتلوه)) من خرج من الإسلام إلى غيره؛
[ص:327] لأن من خرج من دين غير الإسلام إلى غيره كمن يخرج من يهودية إلى نصرانية أو مجوسية، ومن فعل ذلك من أهل الذمة لم يستتب ولم يقتل (1).
_________
(1) مالك 2/ 565.(2/326)
5323 - عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ عَبْدٍ الْقَارِيِّ، عَنْ أَبِيهِ: قَدِمَ عَلَى عُمَرَ رَجُلٌ من اليمن مِنْ قِبَلِ أَبِي مُوسَى وكان عاملا له، فَسَأَلَهُ عمر عَنِ النَّاسِ، ثُمَّ قَالَ: هَلْ كَانَ فِيكُمْ مِنْ مُغَرِّبَةِ خَبَرٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، رَجُلٌ كَفَرَ بَعْدَ إِسْلامِهِ، قَالَ: فَمَا فَعَلْتُمْ بِهِ؟ قَالَ قَرَّبْنَاهُ فَضَرَبْنَا عُنُقَهُ، قَالَ: فهلا حَبَسْتُمُوهُ ثَلاثًا وَأَطْعَمْتُمُوهُ كُلَّ يَوْمٍ رَغِيفًا، وَاسْتَتَبْتُمُوهُ لَعَلَّهُ يَتُوبُ وَيُرَاجِعُ أَمْرَ الله، اللهمَّ إِنِّي لَمْ أَحْضُرْ وَلَمْ آمُرْ وَلَمْ أَرْضَ إِذْ بَلَغَنِي. لمالك (1).
_________
(1) مالك 2/ 565 - 566.(2/327)
5324 - عِكْرِمَةَ: أُتِيَ عَلِيٌّ بِزَنَادِقَةٍ فَأَحْرَقَهُمْ، فَبَلَغَ ذَلِكَ ابْنَ عَبَّاسٍ، فَقَالَ: لَوْ كُنْتُ أَنَا لَمْ أُحْرِقْهُمْ لنهي النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((لا تُعَذِّبُوا بِعَذَابِ الله)) وَلَقَتَلْتُهُمْ؛ لِقَوْلِه: ((مَنْ بَدَّلَ دِينَهُ فَاقْتُلُوهُ)). للبخاري وأصحاب السنن، وزاد الترمذي: فبلغ ذلك عليا، فقال: صدق ابن عباس (1).
_________
(1) البخاري (3017)، (6922)، وأبو داود (4351)، والترمذي (1458)، والنسائي 7/ 104.(2/327)
5325 - حَارِثَةُ بْنُ مُضَرِّبٍ: أَتَى عَبْدَ الله بالكوفة فَقَالَ مَا بَيْنِي وَبَيْنَ أَحَدٍ مِنَ الْعَرَبِ حِنَةٌ وَإِنِّي مَرَرْتُ بِمَسْجِدٍ لِبَنِي حَنِيفَةَ فَإِذَا هُمْ يُؤْمِنُونَ بِمُسَيْلِمَةَ فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمْ عَبْدَ الله فَجِيءَ بِهِمْ فَاسْتَتَابَهُمْ غَيْرَ ابْنِ النَّوَّاحَةِ قَالَ لَهُ سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ لك: ((لَوْلا أَنَّكَ رَسُولٌ لَضَرَبْتُ عُنُقَكَ)) فَأَنْتَ الْيَوْمَ لَسْتَ بِرَسُولٍ فَأَمَرَ قَرَظَةَ بْنَ كَعْبٍ وكان أميرا على الكوفة فَضَرَبَ عُنُقَهُ بالسُّوقِ ثُمَّ قَالَ مَنْ أَرَادَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى ابْنِ النَّوَّاحَةِ فلينظر إليه قَتِيلاً بِالسُّوقِ. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (2762)، وصححه الألباني في ((صحيح الجامع)) (5328).(2/327)
5326 - ابْنُ معيز السَّعْدِيِّ: خَرَجْتُ أُسْفِدُ فَرَسًا لِي مِنَ السَّحَرِ فَمَرَرْتُ عَلَى مَسْجِدٍ مِنْ مَسَاجِدِ بَنِي حَنِيفَةَ فَسَمِعْتُهُمْ يَشْهَدُونَ أَنَّ مُسَيْلَمَةَ رَسُولُ الله فَرَجَعْتُ إِلَى عَبْدِ الله بْنِ مَسْعُودٍ فَأَخْبَرْتُهُ فَبَعَثَ إِلَيْهِمُ الشُّرَطَ فَجِيءَ بِهِمْ إِلَيْهِ فَتَابَ الْقَوْمُ وَرَجَعُوا عَنْ قَوْلِهِمْ فَخَلَّى سَبِيلَهُمْ، وَقَدَّمَ رَجُلاً مِنْهُمْ يُقَالُ لَهُ عَبْدُ الله ابْنُ النُوَاحَةَ فَضَرَبَ عُنُقَهُ، فَقَالُوا لَهُ: تَرَكْتَ الْقَوْمَ وَقَتَلْتَ هَذَا، قَالَ: إِنِّي كُنْتُ عِنْدَ
[ص:328] رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - جَالِسًا إِذْ دَخَلَ وَرَجُلٌ وَافِدَيْنِ مِنْ عِنْدِ مُسَيْلَمَةَ، فَقَالَ لَهُمَا رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أَتَشْهَدان (1) أَنِّي رَسُولُ الله؟)) فَقَالا لَهُ: أتَشْهَدُ (أَنْتَ) (2) مُسَيْلَمَةَ رَسُولُ الله فَقَالَ: ((آمَنْتُ بِالله وَرُسُلِهِ لَوْ كُنْتُ قَاتِلاً وَافدًا لَقَتَلْتُكُمَا)) فَلِذَلِكَ قَتَلْتُهُ وَأَمَرَ بِمَسْجِدِهِمْ فَهُدِمَ. للدارمي (3).
_________
(1) في (أ): ((أتشهد)) والمثبت من ((سنن الدارمي)).
(2) في (ب): (أنت أن)
(3) الدارمي (2503). وصححه ابن حبان 11/ 236 (4879).(2/327)
5327 - أَنَسٌ: أَنَّ أنَاسًا مِنْ عُكْلٍ وَعُرَيْنَةَ قَدِمُوا عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَتَكَلَّمُوا بِالإسْلامِ، وقَالُوا: يَا نَبِيَّ الله إِنَّا كُنَّا أَهْلَ ضَرْعٍ وَلَمْ نَكُنْ أَهْلَ رِيفٍ، وَاسْتَوْخَمُوا الْمَدِينَةَ، فَأَمَرَ لَهُمْ بِذَوْدٍ وَرَاعٍ، وَأَمَرَهُمْ أَنْ يَخْرُجُوا فِيهِ فَيَشْرَبُوا مِنْ أَلْبَانِهَا وَأَبْوَالِهَا، فَانْطَلَقُوا حَتَّى إِذَا كَانُوا بنَاحِيَةَ الْحَرَّةِ كَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ وَقَتَلُوا رَاعِيَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَاسْتَاقُوا الذَّوْدَ، فَبَلَغَ ذلك النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَبَعَثَ الطَّلَبَ فِي آثَارِهِمْ، فَأَمَرَ بِهِمْ فَسَمَلوا أَعْيُنَهُمْ وَقَطَعُوا أَيْدِيَهُمْ وَتُرِكُوا فِي نَاحِيَةِ الْحَرَّةِ، حَتَّى مَاتُوا عَلَى حَالِهِمْ. قَالَ قَتَادَةُ: بَلَغَنَا أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - بَعْدَ ذَلِكَ كَانَ يَحُثُّ عَلَى الصَّدَقَةِ وَيَنْهَى عَنِ الْمُثْلَةِ (1).
_________
(1) البخاري (5685)، ومسلم (1671).(2/328)
5328 - ومن رواياته: قَالَ قَتَادَةُ: حَدَّثَنِي ابْنُ سِيرِينَ أَنَّ ذَلِكَ كَانَ قَبْلَ أَنْ تَنْزِلَ الْحُدُودُ (1).
_________
(1) البخاري (5686).(2/328)
5329 - ومنها: فَقَطَّعَ أَيْدِيَهُمْ وَأَرْجُلَهُمْ وَسَمَلَ أَعْيُنَهُمْ، وَتَرَكَهُمْ بِالْحَرَّةِ يَعَضُّونَ الْحِجَارَةَ (1).
_________
(1) البخاري (1501).(2/328)
5330 - ومنها: قَالَ سَلاَّمٌ: بَلَغَنِي أَنَّ الْحَجَّاجَ قَالَ لأَنَسٍ: حَدِّثْنِي بِأَشَدِّ عُقُوبَةٍ عَاقَبَ بها النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فَحَدَّثَهُ بِهَذَا، فَبَلَغَ الْحَسَنَ فَقَالَ: وَدِدْتُ أَنَّهُ لَمْ يُحَدِّثْهُ (1).
_________
(1) البخاري (5685).(2/328)
5331 - ومنها: إِنَّمَا سَمَلَ - صلى الله عليه وسلم - أَعْيُنَ أُولَئِكَ؛ لأَنَّهُمْ سَمَلُوا أَعْيُنَ الرِّعَاءِ (1).
_________
(1) مسلم (1671).(2/329)
5332 - ومنها: قَالَ أَبُو قِلابَةَ: فَهَؤُلاءِ قوم سَرَقُوا وَقَتَلُوا وَكَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَحَارَبُوا الله وَرَسُولَهُ (1).
_________
(1) البخاري (233)،وأبو داود (4364).(2/329)
5333 - منها: فَأَمَرَ بِمَسَامِيرَ فَأُحْمِيَتْ فَكَحَلَهُمْ، وَقَطَعَ أَيْدِيَهُمْ وَأَرْجُلَهُمْ، وَمَا حَسَمَهُمْ. للستة إلا مالكا (1).
_________
(1) البخاري (1501)، ومسلم (1671)، وأبو داود (4365).(2/329)
5334 - أبو الزِّنَادِ أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - لَمَّا قَطَّعَ الَّذِينَ سَرَقُوا لِقَاحَهُ وَسَمَلَ أَعْيُنَهُمْ بِالنَّارِ عَاتَبَهُ الله فِي ذَلِكَ فَأَنْزَلَ الله تَعَالَى: {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ الله ورسوله} الآيَةَ. لأبي داود والنسائي (1).
_________
(1) أبو داود (4370)، والنسائي 7/ 101. وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (938).(2/329)
5335 - بَهْزُ بْنُ حَكِيمٍ بن معاوية، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ رفعه: ((لا يَقْبَلُ الله مِنْ مُشْرِكٍ أَشْرَكَ بَعْدَ مَا أَسْلَمَ عَمَلاً حَتَّى يُفَارِقَ الْمُشْرِكِينَ إِلَى الْمُسْلِمِينَ)). للقزويني (1).
_________
(1) ابن ماجة (2536)، وحسنه الألباني في ((صحيح ابن ماجة)) (2055).(2/329)
5336 - عَلِيٍّ أَنَّ يَهُودِيَّةً كَانَتْ تَشْتُمُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - وَتَقَعُ فِيهِ فَخَنَقَهَا رَجُلٌ حَتَّى مَاتَتْ، فَأَبْطَلَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - دَمَهَا. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (4362) من طريق الشعبي عن علي، وقال المنذري في ((مختصره)) 6/ 200: ذكر بعضهم أن الشعبي سمع علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -، وقال غيره: إنه رآه. وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (937).(2/329)
5337 - ابْنُ عَبَّاسٍ: أَنَّ أَعْمَى كَانَتْ لَهُ أُمُّ وَلَدٍ تَشْتُمُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - وَتَقَعُ فِيهِ، فَيَنْهَاهَا فَلا تَنْتَهِي، وَيَزْجُرُهَا فَلا تَنْزَجِرُ، فَأَخَذَ الْمِعْوَلَ فَوَضَعَهُ فِي بَطْنِهَا وَاتَّكَأَ عَلَيْهَا فَقَتَلَهَا فَوَقَعَ بَيْنَ رِجْلَيْهَا طِفْلٌ فَلَطَّخَ مَا هُنَاكَ بِالدَّمِ، فَلَمَّا أَصْبَحَ ذُكِرَ ذَلِكَ للنبي - صلى الله عليه وسلم - فَجَمَعَ النَّاسَ، فَقَالَ:
[ص:330] ((أَنْشُدُ الله رَجُلاً فَعَلَ مَا فَعَلَ لِي عَلَيْهِ حَقٌّ إِلاَّ قَامَ)) فَقَامَ الأَعْمَى يَتَخَطَّى النَّاسَ وَهُوَ يَتَزَلْزَلُ حَتَّى قَعَدَ بَيْنَ يَدَيِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله أَنَا صَاحِبُهَا، كَانَتْ تَشْتُمُكَ وَتَقَعُ فِيكَ فَأَنْهَاهَا فَلا تَنْتَهِي وَأَزْجُرُهَا فَلا تَنْزَجِرُ، وَلِي مِنْهَا ابْنَانِ مِثْلُ اللُّؤْلُؤَتَيْنِ، وَكَانَتْ لي رَفِيقَةً، فَلَمَّا كَانَ الْبَارِحَةَ جَعَلَتْ تَشْتُمُكَ وَتَقَعُ فِيكَ فَأَخَذْتُ الْمِعْوَلَ فَوَضَعْتُهُ فِي بَطْنِهَا فاتَّكَأْتُ عَلَيْهَا حَتَّى قَتَلْتُهَا، فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((أَلا اشْهَدُوا أَنَّ دَمَهَا هَدَرٌ)). لأبي داود والنسائي (1).
_________
(1) أبوداود (4361)،والنسائي 7/ 108،وصححه الألباني في (صحيح أبي داود) (3665).(2/329)
5338 - أبو بَرْزَةَ الأسلمي: كُنْتُ يوما عِنْدَ أَبِي بَكْرٍ فَتَغَيَّظَ عَلَى رَجُلٍ فَاشْتَدَّ عَلَيْهِ، فَقُلْتُ: أتَأْذَنُ لِي خَلِيفَةَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - أَضْرِبُ عُنُقَهُ؟ قَالَ: فَأَذْهَبَتْ كَلِمَتِي غَضَبَهُ؟ فَدَخَلَ فَأَرْسَلَ إِلَيَّ. فَقَالَ: مَا الَّذِي قُلْتَ؟ آنِفًا، قُلْتُ: أتأذن لِي أَضْرِبُ عُنُقَهُ؟ قَالَ: أَكُنْتَ فَاعِلاً لَوْ أَمَرْتُكَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: لا وَالله مَا كَانَتْ لِبَشَرٍ بَعْدَ مُحَمَّدٍ (. لأبي داود والنسائي (1).
_________
(1) أبو داود (4363)،والنسائي7/ 109وصححه الألباني في ((صحيح أبي داود)) (3666).(2/330)
حد الزنا في الحر والعبد والمكره والمجنون والشبهة وبمَحرم(2/330)
5339 - عُمَرُ: رَجَمَ النبي - صلى الله عليه وسلم - وَرَجَمَ أَبُو بَكْرٍ وَرَجَمْتُ، وَلَوْلا أَنِّي أَكْرَهُ أَنْ أَزِيدَ فِي كِتَابِ الله لَكَتَبْتُهُ فِي الْمُصْحَفِ، فَإِنِّي قَدْ خَشِيتُ أَنْ يَجِيءَ أَقْوَامٌ فَلا يَجِدُونَهُ فِي كِتَابِ الله فَيَكْفُرُونَ بِهِ. للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (1431)،وقال: حسن صحيح. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (1158).(2/330)
5340 - ولمالك: الرَّجْمُ فِي كِتَابِ الله حَقٌّ عَلَى مَنْ زَنَى مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ إِذَا أُحْصِنَّ إِذَا قَامَتِ الْبَيِّنَةُ أَوْ الْحَبَلُ أَوِ الْاعْتِرَافُ. وللشيخين وأبي داود نحو ذلك (1).
_________
(1) البخاري (6829)، ومسلم (1961)، وأبو داود (4418).(2/330)
5341 - ابْنُ عَبَّاسٍ: {وَاللاَّتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ ... إلى ... سَبِيلاً} ذَكَرَ الرَّجُلَ بَعْدَ الْمَرْأَةِ، ثُمَّ جَمَعَهُمَا فَقَالَ: {وَاللَّذَانِ يَأْتِيَانِهَا مِنْكُمْ} الآية، فَنُسِخَ ذَلِكَ بِآيَةِ الْجَلْدِ فَقَالَ {والزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ} الآية. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (4413)، وقال المنذري في ((المختصر)) 6/ 240: في إسناده علي بن الحسين بن واقد. وفيه كلام. وقال الألباني في صحيح أبي داود (3711): حسن الإسناد.(2/331)
5342 - عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ رفعه: ((خُذُوا عَنِّي خُذُوا عَنِّي قَدْ جَعَلَ الله لَهُنَّ سَبِيلاً، الْبِكْرُ بِالْبِكْرِ جَلْدُ مِائَةٍ وَنَفْيُ سَنَةٍ، وَالثَّيِّبُ بِالثَّيِّبِ جَلْدُ مِائَةٍ وَالرَّجْمُ)). لأبي داود والترمذي ومسلم بلفظه (1).
_________
(1) مسلم (1690)، والترمذي (1434).(2/331)
5343 - ابْنُ عُمَرَ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - ضَرَبَ وَغَرَّبَ، وَأَنَّ أَبَا بَكْرٍ ضَرَبَ وَغَرَّبَ، وَأَنَّ عُمَرَ ضَرَبَ وَغَرَّبَ. للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (1438)، وقال: حديث ابن عمر حديث غريب، قال الزيلعي في ((نصب الراية)) 3/ 331: قال ابن القطان: وعندي أن الحديث صحيح. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (1164).(2/331)
5344 - أبو سَعِيدٍ: أَنَّ رَجُلاً مِنْ أَسْلَمَ يُقَالُ لَهُ مَاعِزُ بْنُ مَالِكٍ أَتَى النبي - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: إِنِّي أَصَبْتُ فَاحِشَةً فَأَقِمْهُ عَلَيَّ، فَرَدَّهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - مِرَارًا، ثُمَّ سَأَلَ قَوْمَهُ، فَقَالُوا: مَا نَعْلَمُ بِهِ بَأْسًا إِلاَّ أَنَّهُ أَصَابَ شَيْئًا يَرَى أَنَّهُ لا يُبرئه مِنْهُ إِلاَّ أَنْ يُقَامَ فِيهِ الْحَدُّ، فَرَجَعَ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَأَمَرَنَا أَنْ نَرْجُمَهُ، فَانْطَلَقْنَا بِهِ إِلَى بَقِيعِ الْغَرْقَدِ، فَمَا أَوْثَقْنَاهُ وَلا حَفَرْنَا لَهُ فَرَمَيْنَاهُ بِالْعَظْمِ وَالْمَدَرِ وَالْخَزَ فاشتد وَاشْتَدَدْنَا خَلْفَهُ، حَتَّى أَتَى عُرْضَ الْحَرَّةِ فَانْتَصَبَ لَنَا فَرَمَيْنَاهُ بِجَلامِيدِ الْحَرَّةِ، يَعْنِي الْحِجَارَةَ، حَتَّى سَكَتَ، ثُمَّ قَامَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - خَطِيبًا مِنَ الْعَشِيِّ َقَالَ: ((أَوَ كُلَّمَا انْطَلَقْنَا غُزَاةً فِي سَبِيلِ الله تَخَلَّفَ رَجُلٌ فِي عِيَالِنَا لَهُ نَبِيبٌ كَنَبِيبِ التَّيْسِ عَلَيَّ أَنْ لا أُوتَى بِرَجُلٍ فَعَلَ ذَلِكَ إِلاَّ نَكَّلْتُ بِهِ)) فَمَا اسْتَغْفَرَ لَهُ وَلا سَبَّهُ. لمسلم وأبي داود (1).
_________
(1) رواه مسلم (1694)، وأبو داود (4431).(2/331)
5345 - وفي رواية: ذَهَبُوا يَسُبُّونَهُ فَنَهَاهُمْ، ذَهَبُوا يَسْتَغْفِرُونَ لَهُ فَنَهَاهُمْ، قَالَ: ((هُوَ رَجُلٌ أَصَابَ ذَنْبًا حَسِيبُهُ الله)) (1).
_________
(1) رواه أبو داود (4432)، قال المنذري في ((مختصر السنن)) 6/ 252 (4270): هذا مرسل. وقال الألباني في ضعيف أبي داود (945). ضعيف مرسل.(2/332)
5346 - ولمسلمُ عن بريدة: أنه حَفَرَ لَهُ حُفْرَةً ثُمَّ أَمَرَ بِهِ فَرُجِمَ، فَجَاءَتِ الْغَامِدِيَّةُ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ الله إِنِّي زَنَيْتُ فَطَهِّرْنِي، فرَدَّهَا، فَلَمَّا كَانَ من الْغَدِ قَالَتْ: يَا رَسُولَ الله لِمَ تَرُدُّنِي؟ لَعَلَّكَ أَنْ تَرُدَّنِي كَمَا رَدَدْتَ مَاعِزًا فَوَالله إِنِّي حُبْلَى. قَالَ: ((أمَّا لا فَاذْهَبِي حَتَّى تَلِدِي)) فَلَمَّا وَلَدَتْ أَتَتْهُ بِالصَّبِيِّ فِي يَدِهِ كِسْرَةُ خُبْزٍ. فَقَالَتْ: هَذَا يَا نَبِيَّ الله قَدْ فَطَمْتُهُ وَقَدْ أَكَلَ الطَّعَامَ فَدَفَعَ الصَّبِيَّ إِلَى رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ثُمَّ أَمَرَ بِهَا فَحُفِرَ لَهَا إِلَى صَدْرِهَا وَأَمَرَ النَّاسَ فَرَجَمُوهَا فَيُقْبِلُ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ بِحَجَرٍ فَرَمَى رَأْسَهَا فَنَضَحَ الدَّمُ عَلَى وَجْهِهِ فَسَبَّهَا فَسَمِعَ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: ((مَهْلاً يَا خَالِدُ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ تَابَتْ تَوْبَةً لَوْ تَابَهَا صَاحِبُ مَكْسٍ لَغُفِرَ لَهُ)) ثُمَّ أَمَرَ بِهَا فَصَلَّى عَلَيْهَا وَدُفِنَتْ (1).
_________
(1) مسلم (1695) 23.(2/332)
5347 - في رواية: فَكَانَ النَّاسُ فِيهِ فِرْقَتَيْنِ، فقَائِلٌ يَقُولُ قَدْ هَلَكَ قَدْ أَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ وَقَائِلٌ يَقُولُ مَا تَوْبَةٌ أَفْضَلَ مِنْ تَوْبَةِ مَاعِزٍ أَنَّهُ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَوَضَعَ يَدَهُ فِي يَدِهِ، ثُمَّ قَالَ: اقْتُلْنِي بِالْحِجَارَةِ، فَلَبِثُوا بِذَلِكَ يَوْمَيْنِ أَوْ ثَلاثَةً، ثُمَّ جَاءَ - صلى الله عليه وسلم - وَهُمْ جُلُوسٌ فَسَلَّمَ وجَلَسَ فَقَالَ: ((اسْتَغْفِرُوا لِمَاعِزِ بْنِ مَالِكٍ)) فَقَالُوا: غَفَرَ الله لِمَاعِزِ بْنِ مَالِكٍ، فَقَالَ: ((لَقَدْ تَابَ تَوْبَةً لَوْ قُسِمَتْ بَيْنَ أُمَّةٍ لَوَسِعَتْهُمْ)) ثُمَّ جَاءَتْهُ امْرَأَةٌ مِنْ غَامِدٍ مِنَ الأَزْدِ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ الله طَهِّرْنِي، بنحوه وفيه: فَقَالَ لَهَا: ((حَتَّى تَضَعِي مَا فِي بَطْنِكِ، فَكَفَلَهَا رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ حَتَّى وَضَعَتْ)) فَأَتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: قَدْ وَضَعَتِ الْغَامِدِيَّةُ فَقَالَ: ((إِذًا لا نَرْجُمُهَا وَنَدَعُ وَلَدَهَا صَغِير السن لَيْسَ لَهُ مَنْ يُرْضِعُهُ)) فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ فَقَالَ: إِلَيَّ رَضَاعُهُ يَا نَبِيَّ الله فَرَجَمَهَا (1).
_________
(1) مسلم (1695) 22.(2/332)
5348 - وللشيخين وأبي داود والترمذي عن أبي هُرَيْرَةَ: جَاءَ النبي - صلى الله عليه وسلم - الأَسْلَمِيُّ فَشَهِدَ عَلَى نَفْسِهِ أَنَّهُ أَصَابَ امْرَأَةً حَرَامًا أَرْبَعَ شهادات، كُلُّ ذَلِكَ يُعْرِضُ عَنْهُ فَأَقْبَلَ فِي الْخَامِسَةِ عليه فَقَالَ: ((أَنِكْتَهَا)) قَالَ: نَعَمْ، قَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((حَتَّى غَابَ ذَلِكَ مِنْكَ فِي ذَاكَ مِنْهَا)) قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: ((كَمَا يَغِيبُ الْميل فِي الْمكْحلَةِ وَالرِّشَاءُ فِي الْبِئْرِ))، قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: ((هَلْ تَدْرِي مَا الزِّنَا؟)) قَالَ: نَعَمْ أَتَيْتُ مِنْهَا حَرَامًا مَا يَأْتِي الرَّجُلُ مِنِ أهله حَلالاً، قَالَ: ((فَمَا تُرِيدُ بِهَذَا الْقَوْلِ؟)) قَالَ: أُرِيدُ أَنْ تُطَهِّرَنِي، فَأَمَرَ بِهِ فَرُجِمَ، فَسَمِعَ - صلى الله عليه وسلم - رَجُلَيْنِ مِنْ أَصْحَابِهِ يَقُولُ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: انْظُروا إِلَى هَذَا الَّذِي سَتَرَ الله عَلَيْهِ فَلَمْ تَدَعْهُ نَفْسُهُ حَتَّى رُجِمَ رَجْمَ الْكَلْبِ، فَسَكَتَ عَنْهُمَا وسَارَ سَاعَةً حَتَّى مَرَّ بِجِيفَةِ حِمَارٍ شَائِلًا رِجْله، فَقَالَ: ((أَيْنَ فُلانٌ وَفُلانٌ)) فَقَالا: نَحْنُ ذَانِ يَا رَسُولَ الله، قَالَ: ((فَكُلا مِنْ جِيفَةِ هَذَا الْحِمَارِ)) فَقَالا: يَا نَبِيَّ الله مَنْ يَأْكُلُ مِنْ هَذَا؟ قَالَ: ((فَمَا نِلْتُمَا مِنْ عِرْضِ أَخِيكُمَا آنِفًا أَشَدُّ مِنْ أَكْلٍ مِنْهُ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهُ الآنَ لَفِي أَنْهَارِ الْجَنَّةِ يَنْقَمِسُ)) [بالقاف لا بالغين والمعنى واحد فيها] (1) (2).
_________
(1) من (ب).
(2) البخاري (5271)، ومسلم (1691).(2/333)
5349 - ولأبي داود عن نُعَيْمِ بْنِ هَزَّالٍ: كَانَ مَاعِزُ يَتِيمًا فِي حِجْرِ أَبِي فَأَصَابَ جَارِيَةً، فَقَالَ لَهُ أَبِي: ائْتِ النبي - صلى الله عليه وسلم - فَأَخْبِرْهُ لَعَلَّهُ يَسْتَغْفِرُ لَكَ، وَإِنَّمَا يُرِيدُ بِذَلِكَ رَجَاءَ أَنْ يَكُونَ لَهُ مَخْرَجًا فَأَتَاهُ، بنحوه وفيه: فَخَرَجَ يَشْتَدُّ فَلَقِيَهُ عَبْدُ الله بْنُ أُنَيْسٍ، وَقَدْ عَجَزَ أَصْحَابُهُ، فَنَزَعَ لَهُ بِوَظِيفِ بَعِيرٍ فَرَمَاهُ بِهِ فَقَتَلَهُ، ثُمَّ أَتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَذَكَرَ ذَلِكَ، فَقَالَ: ((هَلاَّ تَرَكْتُمُوهُ لَعَلَّهُ أَنْ يَتُوبَ فَيَتُوبَ الله عَلَيْهِ)). لمسلم وأبي داود والترمذي (1).
_________
(1) أبو داود (4419)، وحسنه الألباني كما في ((مشكاة المصابيح)) (3581).(2/333)
5350 - ابْنُ عَبَّاسٍ رفعه: ((أَحَقٌّ مَا بَلَغَنِي عَنْكَ؟)) قَالَ: وَمَا بَلَغَكَ عَنِّي. قَالَ: ((بَلَغَنِي أَنَّكَ وَقَعْتَ بِجَارِيَةِ آلِ فُلانٍ)). قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَشَهِدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ ثُمَّ أَمَرَ بِهِ فَرُجِمَ. (1).
_________
(1) مسلم (1693).(2/333)
5351 - ولأصحاب السنن عن جَابِرٍ: فَأَمَرَ بِهِ فَرُجِمَ في الْمُصَلَّى، فَلَمَّا أَذْلَقَتْهُ الْحِجَارَةُ فَرَّ، فَأُدْرِكَ فَرُجِمَ حَتَّى مَاتَ فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم - ((خَيْراً وَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِ)) (1).
_________
(1) الترمذي (1429)، وقال: حسن صحيح. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (1155).(2/334)
5352 - وفي رواية قال جابر: أَنَا أَعْلَمُ النَّاسِ بِهَذَا الْحَدِيثِ، كُنْتُ فِيمَنْ رَجَمَ الرَّجُلَ، إِنَّه لَمَّا خُرَجَ بِهِ فَرَجَمْنَاهُ فَوَجَدَ مَسَّ الْحِجَارَةِ صَرَخَ بِنَا يَا قَوْمُ رُدُّونِي إِلَى رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فَإِنَّ قَوْمِي قَتَلُونِي وَغَرُّونِي مِنْ نَفْسِي وَأَخْبَرُونِي أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - غَيْرُ قَاتِلِي، فَلَمْ نَنْزَعْ عَنْهُ حَتَّى قَتَلْنَاهُ فَلَمَّا رَجَعْنَا إِلَى رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وَأَخْبَرْنَاهُ قَالَ: ((فَهَلاَّ تَرَكْتُمُوهُ وَجِئْتُمُونِي بِهِ لِيَسْتَثْبِتَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - مِنْهُ فَأَمَّا لِتَرْكِ الحَدِّ فَلا)) (1).
_________
(1) أبو داود (4420) وقال الألباني في الإرواء 7/ 345: إسناده جيد.(2/334)
5353 - جَابِرٌ: أَنَّ رَجُلاً زَنَى بِامْرَأَةٍ فَأَمَرَ بِهِ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فَجُلِدَ الْحَدَّ، ثُمَّ أُخْبِرَ أَنَّهُ مُحْصَنٌ فَأَمَرَ بِهِ فَرُجِمَ (1).
_________
(1) أبو داود (4438) ,وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (956).(2/334)
5354 - خَالِدُ بْنُ اللَّجْلاجِ عن أبيه: كنا غلمانا نعمل بالسوق، فمرت امرأة مع صبي فَثَارَ النَّاسُ فَثُرْتُ معهم، فأتت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال لها: ((مَنْ أَبُو هَذَا؟)) فَسَكَتَتْ. فَقَالَ شَابٌّ: هو ابني يا رسول الله فطهرني. فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - برجمه، ثم جاء شيخ يسأل عنه، فأتينا به النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقلنا: إن هَذَا يَسْأَلُ عَنِ ذلك الْخَبِيثِ الذي رجم اليوم. فَقَالَ: ((لا تقولوا له خبيث، فوالذي نفسي بيده لهو الآن في الجنة)) (1).
_________
(1) أبو داود (4436). وحسنه الألباني في صحيح أبي داود (3728).(2/334)
5355 - وفي رواية: ((لَهُوَ أَطْيَبُ عِنْدَ الله مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ)). هما لأبى داود (1).
_________
(1) أبو داود (4435)، قال الألباني: حسن الإسناد.(2/334)
5356 - أبو هُرَيْرَةَ وَزَيْدُ بْنُ خَالِدٍ الجهني: جاء أعرابي إلى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: يا رسول الله أَنْشُدُكَ الله إِلاَّ قَضَيْتَ لي بِكِتَابِ الله، فَقَالَ الخَصْمُ وهو أَفْقَهَ مِنْهُ: نعم، فاقْضِ بَيْنَنَا
[ص:335] بِكِتَابِ الله وَائذنْ لِي. فقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((قُلْ)) قَالَ: إِنَّ ابْنِي كَانَ عَسِيفًا عَلَى هَذَا فَزَنَى بِامْرَأَتِهِ، وإني أخبرت أَنَّ عَلَى ابنى الرجم فافتديت منه بمائة شاة ووليدة، فسألت اهل العلم فأخبروني أن على ابْنِي جَلْدَ مِائَةٍ وَتَغْرِيبَ عَامٍ وَعَلَى امْرَأَة هذا الرَّجْمَ. فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لأَقْضِيَنَّ بَيْنَكُمَا بِكِتَابِ الله الوليدة والغنم رَدٌّ عَلَيْكَ وَعَلَى ابْنِكَ جَلْدُ مِائَةٍ وَتَغْرِيبُ عَامٍ اغْدُ يَا أُنَيْسُ إلَى امْرَأَةِ هَذَا فَإِنِ اعْتَرَفَتْ فَارْجُمْهَا)) فَغَدَا عَلَيْهَا فَاعْتَرَفَتْ فَرَجَمَهَا. للستة (1).
_________
(1) البخاري (6828)، ومسلم (1698).(2/334)
5357 - مَالِكٌ: بَلَغَني أَنَّ عُثْمَانَ أُتِيَ بِامْرَأَةٍ قَدْ وَلَدَتْ فِي سِتَّةِ أَشْهُرٍ فَأَمَرَ برجمها فَقَالَ لَهُ عَلِيُّ: ما عليها رجم؛ لأن الله تَعَالَى يَقُولُ: {وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْرًا} وَقَالَ: {وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ} فَالْحَمْلُ يَكُونُ سِتَّةَ أَشْهُرٍ فَلا رَجْمَ عَلَيْهَا، فَأمر عُثْمَانُ بردها فوجدت قَدْ رُجِمَتْ (1).
_________
(1) مالك 2/ 629.(2/335)
5358 - سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ ((أَنَّ رَجُلاً أَقَرَّ عِنْدَ النبي - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ زَنَى بِامْرَأَةٍ فسَمَّاهَا لَهُ، فَبَعَثَ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى الْمَرْأَةِ فَسَأَلَهَا عَنْ ذَلِكَ فَأَنْكَرَتْ أَنْ تَكُونَ زَنَتْ، فَجَلَدَهُ الْحَدَّ وَتَرَكَهَا)) (1).
_________
(1) أبو داود (4466)، قال المنذري في ((مختصر السنن)) 6/ 277 (4301): في إسناده: عبد السلام بن حفص، أبو مصعب المدني. قال ابن معين: ثقة. وقال أبو حاتم الرازي: ليس بمعروف وصححه الألباني في صحيح أبي داود (3749)(2/335)
5359 - ابْنُ عَبَّاسٍ: ((أَنَّ رَجُلاً مِنْ بَكْرِ بْنِ لَيْثٍ أَتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَأَقَرَّ أَنَّهُ زَنَى بِامْرَأَةٍ أَرْبَعَ مَرَّاتٍ، فَجَلَدَهُ مِائَةً، وَكَانَ بِكْرًا، ثُمَّ سَأَلَهُ الْبَيِّنَةَ عَلَى الْمَرْأَةِ، فَقَالَتْ: كَذَبَ وَالله يَا رَسُولَ الله، فَجَلَدَهُ حَدَّ الْفِرْيَةِ ثَمَانِينَ)). هما لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (4467)، قال المنذري في ((مختصر السنن)) 6/ 277 (4302): وأخرجه النسائي. وقال: هذا حديث منكر. هذا آخر كلامه، وفي إسناده: القاسم بن فياض الأنباري الصناعي. تكلم فيه غير واحد. قال ابن حبان: بطل الاحتجاج به. وقال الألباني في ضعيف أبي داود (965).(2/335)
5360 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((إِذَا زَنَتِ أَمَةُ أحدكم فَلْيَجْلِدْهَا ثلاثا بكتاب الله فإن عادت فَلْيَبِعْهَا وَلَوْ بِحَبْلٍ مِنْ شَعَرٍ)) (1).
_________
(1) البخاري (2555)، ومسلم (1703).(2/335)
5361 - وفي رواية: ((إذا زَنَتْ أَمَةُ أَحَدِكُمْ فَلْيَجلدهَا وَلا يُعَيِّرْهَا ثَلاثَ مرات، فَإِنْ عَادَتْ فِي الرَّابِعَةِ فَلْيَجْلِدْهَا وَلْيَبِعْهَا بِضَفِيرٍ أَوْ بِحَبْلٍ مِنْ شَعْرٍ)) (1).
_________
(1) البخاري (2555).(2/336)
5362 - وفي أخرى: ((إذا زنت الأمة فتبين زناها فليجدها الحد ولا يثرب عليها، ثم إن زنت فليجلدها الحد ولا يثرب عليها، ثم إن زنت فليبعها ولو بحبل من شعر)).للستة (1).
_________
(1) البخاري (2152)، ومسلم (1703).(2/336)
5363 - عَلِيٌّ: فَجَرَتْ جَارِيَةٌ لآلِ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: ((يَا عَلِيُّ انْطَلِقْ فَأَقِمْ عَلَيْهَا الْحَدَّ)) فَانْطَلَقْتُ فَإِذَا بِهَا دَمٌ يَسِيلُ لَمْ يَنْقَطِعْ، فَقَالَ: ((يَا عَلِيُّ أَفَرَغْتَ)) فقُلْتُ: أَتَيْتُهَا وَدَمُهَا يَسِيلُ لم ينقطع، فَقَالَ: ((دَعْهَا حَتَّى يَنْقَطِعَ دَمُهَا ثُمَّ أَقِمْ عَلَيْهَا الْحَدَّ وَأَقِيمُوا الْحُدُودَ عَلَى مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ)) (1).
_________
(1) مسلم (1705) بنحوه، وأبو داود (4473) واللفظ له.(2/336)
5364 - وفي رواية: ((ولا تَضْرِبْهَا حَتَّى تَضَعَ)). لأبى داود، ولمسلم والترمذي نحوه (1).
_________
(1) مسلم (1705)، وأبو داود (4473)، والترمذي (1441).(2/336)
5365 - عَبْدُ الله بْنَ عَيَّاشِ: أَمَرَنِي عُمَرُ أن أجلد ولائد الإمارة أنا وفتية من قريش خَمْسِينَ خَمْسِينَ فِي الزِّنَا. لمالك (1).
_________
(1) مالك 2/ 631.(2/336)
5366 - أبو هريرة: ((قضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن على العبد نصف حد الحر في الحد الذى يتبعض كزنا البكر والقذف وشرب الخمر)). لرزين.(2/336)
5367 - صَفِيَّة بِنْتِ أَبِي عُبَيْدٍ: أَنَّ عَبْدًا مِنْ رَقِيقِ الإمَارَةِ وَقَعَ عَلَى وَلِيدَةٍ مِنَ الْخُمُسِ فَاسْتَكْرَهَهَا حَتَّى افْتَضَّهَا فَجَلَدَهُ عُمَرُ وَلَمْ يَجْلِدها؛ مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ اسْتَكْرَهَهَا. للبخاري (1).
_________
(1) البخاري معلقا بعد حديث (6949).(2/336)
5368 - وَائِلُ بنُ حجر: أَنَّ امْرَأَةً خَرَجَتْ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - تُرِيدُ الصَّلاةَ، فَتَلَقَّاهَا رَجُلٌ فَتَجَلَّلَهَا فَقَضَى حَاجَتَهُ مِنْهَا فَصَاحَتْ فَانْطَلَقَ، وَمَرَّت
[ص:337] بِعِصَابَةٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ فَقَالَتْ: إِنَّ ذَلكَ الرَّجُلَ فَعَلَ بِي كَذَا وَكَذَا فَانْطَلَقُوا وَأَخَذُوا الرَّجُلَ الَّذِي ظَنَّتْ أَنَّهُ وَقَعَ عَلَيْهَا، فَأَتَوْهَا فَقَالَتْ: نَعَمْ. هُوَ هَذَا فَأَتَوْا بِهِ النبي - صلى الله عليه وسلم - فَلَمَّا أَمَرَ بِهِ لِيُرْجَمَ قَامَ صَاحِبُهَا الَّذِي وَقَعَ عَلَيْهَا فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله أَنَا صَاحِبُهَا، فَقَالَ لَهَا: ((اذْهَبِي فَقَدْ غَفَرَ الله لَكِ)) وَقَالَ لِلرَّجُلِ قَوْلاً حَسَنًا، وَقَالَ لِلرَّجُلِ الَّذِي وَقَعَ عَلَيْهَا ((ارْجُمُوهُ)) وَقَالَ: ((لَقَدْ تَابَ تَوْبَةً لَوْ تَابَهَا أَهْلُ الْمَدِينَةِ لَقُبِلَ مِنْهُمْ)). للترمذي وأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (4379)، والترمذي (1454)، وقال: حسن غريب صحيح، قال الألباني: حسن دون قوله ((ارجموه)) والأرجح أنه لم يرجم. انظر صحيح الترمذي (1175).(2/336)
5369 - عبدُ الكريم قال: نبئت (عن) (1) علي وابن مسعود: في البكر تستكره على نفسها: أن للبكر مثل صداق إحدى نسائها، وللثيب مثل صداق مثلها. للكبير بانقطاع (2).
_________
(1) من (ب).
(2) الطبراني 9/ 341 (9696)، قال الهيثمي 6/ 270: وهو منقطع الإسناد ورجاله ثقات إلى عبد الكريم.(2/337)
5370 - وفي رواية قالا في الأمة تستكره: إن كانت بكراً فعشر ثمنها، وإن كانت ثيباً فنصف عشر ثمنها (1).
_________
(1) الطبراني 9/ 341 (9697)، وقال الهيثمي 6/ 270: منقطع.(2/337)
5371 - ابْنُ عَبَّاسٍ: أُتِيَ عُمَرُ بِمَجْنُونَةٍ قَدْ زَنَتْ فَاسْتَشَارَ فِيهَا أُنَاسًا، فَأَمَرَ بِهَا عُمَرُ أَنْ تُرْجَمَ، فمرَّ بِهَا عَلِيٌّ فَقَالَ: مَا شَأْنُ هَذِهِ؟ قَالُوا: مَجْنُونَةُ بَنِي فُلانٍ زَنَتْ. فَأَمَرَ بِهَا أَنْ تُرْجَمَ فَقَالَ: ارْجِعُوا بِهَا. ثُمَّ أَتَاهُ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الْقَلَمَ مرفوع عَنْ ثَلاثَةٍ، عَنِ الْمَجْنُونِ حَتَّى يَبْرَأَ وَعَنِ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ وَعَنِ الصَّبِيِّ حَتَّى يَعْقِلَ، فقَالَ: بَلَى، قَالَ: فَمَا بَالُ هَذِهِ؟ قَالَ: لا شَيْءَ، قَالَ: فَأَرْسَلَهَا عمر وَجَعَلَ يُكَبِّرُ. لأبى داود (1).
_________
(1) أبو داود (4399)، وقال الحافظ في ((الفتح)) 12/ 121، بعد أن ذكر طرقه: هذه طرق يقوي بعضها بعضًا. وصححه الألباني في صحيح أبي داود (3699).(2/337)
5372 - وفي رواية: أوَما تذكر أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: ((رُفِعَ الْقَلَمُ)) ... بمثله (1).
_________
(1) أبو داود (4401)،وقال الألباني في الإرواء 2/ 6: صحيح على شرط الشيخين.(2/337)
5373 - أبو أُمَامَةَ عن بَعْضِ الصحابة مِنَ الأَنْصَارِ: أَنَّهُ اشْتَكَى رَجُلٌ مِنْهُمْ حَتَّى أُضْنِيَ، فَعَادَ جِلْدَةً عَلَى عَظْمٍ، فَدَخَلَتْ عَلَيْهِ
[ص:338] جَارِيَةٌ لِبَعْضِهِمْ فَهَشَّ لَهَا فَوَقَعَ عَلَيْهَا، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ رِجَالُ من قَوْمِهِ يَعُودُونَهُ أَخْبَرَهُمْ بِذَلِكَ وَقَالَ اسْتَغفروا لِي رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - فَذَكَرُوا له ذَلِكَ وَقَالُوا: مَا رَأَيْنَا بِأَحَدٍ مِنَ الضُّرِّ مِثْلَ ما بِهِ، ولَوْ حَمَلْنَاهُ إِلَيْكَ لَتَفَسَّخَتْ عِظَامُهُ مَا هُوَ إِلاَّ جِلْدٌ عَلَى عَظْمٍ، فَأَمَرَ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يَأْخُذُوا لَهُ مِائَةَ شِمْرَاخٍ فَيَضْرِبُوهُ بِهَا ضَرْبَةً وَاحِدَةً. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (4472)، وابن ماجة (2574)،وقال الألباني في صحيح أبي داود (3745): صحيح.(2/337)
5374 - وللنسائى نحوه في مُقْعَدٍ زنى ضربه - صلى الله عليه وسلم - بِأثكولٍ وَرَحِمَهُ لِزَمَانَتِهِ وَخَفَّفَ عَنْهُ (1).
_________
(1) النسائي 8/ 242 - 243، وصححه الألباني في صحيح النسائي (5002).(2/338)
5375 - حَبِيبُ بْنُ سَالِمٍ: أَنَّ رَجُلاً يُقَالُ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حُنَيْنٍ وَقَعَ عَلَى جَارِيَةِ امْرَأَتِهِ، فَرُفِعَ إِلَى النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ وَهُوَ أَمِيرٌ عَلَى الْكُوفَةِ، فَقَالَ: لأَقْضِيَنَّ فِيكَ بِقَضِيَّةِ إِنْ كَانَتْ أَحَلَّتْهَا لَكَ جَلَدْتُكَ، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ أَحَلَّتْهَا لَكَ رَجَمْتُكَ بِالْحِجَارَةِ، فَوَجَدُوهُ أَحَلَّتْهَا لَهُ فَجَلَدَهُ مِائَةً. للترمذي وأبي داود بلفظه (1).
_________
(1) أبو داود (4458)، الترمذي (1451)، وقال: حديث النعمان في إسناده اضطراب، وقال: سمعت محمدًا يقول لم يسمع قتادة من حبيب بن سالم هذا الحديث إنما رواه عن خالد بن عرفطة، والنسائي (6/ 24). وابن ماجة (2551). وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (961).(2/338)
5376 - وللنسائي قال النعمان: قال رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - فِي رَجُلٍ وَقَعَ بِجَارِيَةِ امْرَأَتِهِ: ((إِنْ كَانَتْ أَحَلَّتْهَا لَهُ فَاجْلِدوه وَإِنْ لَمْ تَكُنْ أَحَلَّتْهَا لَهُ فَارْجُموه (1).
_________
(1) النسائي 6/ 123 - 124، وضعفه الألباني في ((ضعيف النسائي)) (217).(2/338)
5377 - سَلَمَةُ بْنِ الْمُحَبَّقِ قَالَ إن النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَضَى فِي رَجُلٍ وقع على جَارِيَةِ امْرَأَتِهِ إِنْ كَانَ اسْتَكْرَهَهَا أنها حُرَّةٌ وَعَلَيْهِ لِسَيِّدَتِهَا مِثْلُهَا وَإِنْ كَانَتْ طَاوَعَتْهُ فَهِيَ لَهُ وَعَلَيْهِ لِسَيِّدَتِهَا مِثْلُهَا (1).
_________
(1) النسائي 6/ 124 - 125، وابن ماجة (2552)،وضعفه الألباني في ((ضعيف النسائي)) (218).(2/338)
5378 - وفي رواية: فَهِيَ وَمِثْلُهَا مِنْ مَالِهِ لَسَيِّدَتِهَا. لأبي داود والنسائي (1).
_________
(1) أبو داود (4460)، النسائي 6/ 125 (3364)، قال المنذري في ((مختصره)) 6/ 271 - 272: أخرجه النسائي وقال: لا تصح هذه الأحاديث. وضعفه الألباني في ضعيف النسائي (964).(2/338)
5379 - حَمْزةُ بْنُ عَمْرٍو الأَسْلَمِيِّ: أَنَّ عُمَرَ بَعَثَهُ مُصَدِّقًا فَوَقَعَ رَجُلٌ عَلَى جَارِيَةِ امْرَأَتِهِ فَأَخَذَ حَمْزَةُ مِنَ الرَّجُلِ كفلاء حَتَّى قَدِمَ عَلَى عُمَرَ فأخبره، وَكَانَ عُمَرُ قَدْ جَلَدَ ذلك الرجل مائة إذ كان بكرا باعترافه على نفسه فأخبره فادعى الجهل في هذه، فَصَدَّقَهُ وَعَذَرَهُ بِالْجَهَالَةِ. للبخاري (1).
_________
(1) البخاري معلقا بعد حديث (2290).(2/339)
5380 - الْبَرَاءُ: بَيْنَا أَنَا أَطُوفُ يوما عَلَى إِبِلٍ ضَلَّتْ لي رأيت فَوَارِس مَعَهُمْ لِوَاءٌ دخلوا بيت رجل من العرب فَضَرَبُوا عُنُقَهُ، فَسَأَلْتُ عَنْ ذنبه، فقالوا: عرسَ بِامْرَأَةِ أَبِيهِ وهو يقرأ سورة النساء، وقد نزل فيها: {ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء} (1).
_________
(1) أبو داود (4456)، وصححه الألباني في ((صحيح أبي داود)) (3743).(2/339)
5381 - وفي رواية مَرَّ بِي خَالِي أَبُو بُرْدَةَ وَمَعَهُ لِوَاءٌ فَقُلْتُ: أَيْنَ تُرِيدُ؟ قَالَ بَعَثَنِي رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إِلَى رَجُلٍ تَزَوَّجَ امْرَأَةَ أَبِيهِ أَنْ آتِيَهُ بِرَأْسِهِ (1).
_________
(1) الترمذي (1362)، وقال: حسن غريب. وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (1098).(2/339)
5382 - وفي أخرى: عَمِّي بدل خالي، وفيها: أَنْ أَضْرِبَ عُنُقَهُ وَآخُذَ مَالَهُ. لأصحاب السنن (1).
_________
(1) أبو داود (4457).(2/339)
5383 - ابن عباس رفعه: ((من وقع على ذات محرم، أو قال: من نكح ذات محرم فاقتلوه)). لرزين (1).
_________
(1) الطبراني في الكبير 11/ 225 (11565)،وضعفه الألباني في ضعيف ابن ماجة (558).(2/339)
5384 - وعنه رفعه: ((لايدخل الجنة من أتى ذات محرم)). للكبير (1).
_________
(1) الطبراني 11/ 225 (11565)، وقال الذهبي في ((المهذب)):تابعه عباد بن منصور عن عكرمة.(2/339)
5385 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((إِذَا ضَرَبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَتَّقِ الْوَجْهَ)). لأبي داود.
قلت: وأخرجه في الجهاد للشيخين بلفظ: ((إذا قاتل أحدكم أخاه فليجتنب الوجه)). فصح أنه للثلاثة (1).
_________
(1) البخاري (2559)، ومسلم (2612).(2/339)
5386 - عَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ قَالَ: رَأَيْتُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ قِرْدَةً اجْتَمَعَ عَلَيْهَا قِرَدَةٌ قَدْ زَنَتْ فَرَجَمُوهَا فَرَجَمْتُهَا مَعَهُمْ. للبخاري. في اختصار أبي مسعود الدمشقي: وقال الحميدي: بحثنا عنه فوجدناه في بعض النسخ ذكره في أيام الجاهلية. قال: ولعلها من المقحمات التي أقحمت في كتاب البخاري. وذكر الحميدي أنه في التاريخ الكبير للبخاري بدون: قد زنت. قال: فإن صحت هذه الزيادة فإنما أخرجها البخاري دلالة على أن عمرو بن ميمون قد أدرك الجاهلية ولم يبال بظنه الذي ظن في الجاهلية (1).
_________
(1) البخاري (3849). وقد ناقش الحافظ ابن حجر كلام الحميدي هذا ورده انظر الفتح.(2/340)
الحد في أهل الكتاب وفي اللواط والبهيمة والقذف(2/340)
5387 - ابْنُ عُمَرَ: أَنَّ الْيَهُودَ أتوا النبي - صلى الله عليه وسلم - فَذَكَرُوا أَنَّ امْرَأَةً منهم ورَجُلاً زَنَيَا، فَقَالَ لَهُمْ: ((مَا تَجِدُونَ فِي التَّوْرَاةِ فِي شَأْنِ الرَّجْمِ؟)) فَقَالُوا: نَفْضَحُهُمْ وَيُجْلَدُونَ. قال عبد الله بن سلام: كذبتم، إن فيها الرجم فأتوا بالتوراة فنشروها، فوضع أحدهم يده على آية الرجم فقرأ ما قبلها وما بعدها، فقال له عبد الله بن سلام: ارفع يدك. فإذا فيها آية الرجم، فقالوا: صدق يا محمد، فيها آية الرجم، فأمر بهما النبي - صلى الله عليه وسلم - فرجما، فرأيت الرجل يحني على المرأة يقيها الحجارة (1).
_________
(1) البخاري (3635)،ومسلم (1699).(2/340)
5388 - وفي رواية: قَالُوا نُسَخِّمُ وُجُوهَهُمَا وَنُخْزِيهِمَا قَالَ: {فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}. البخاري (1).
_________
(1) البخاري (7543)،ومسلم (1699).الآية (93) من آل عمران.(2/340)
5389 - وفي رواية: قَالُوا نُسَوِّدُ وُجُوهَهُمَا وَنُحَمِّلُهُمَا وَنُخَالِفُ بَيْنَ وُجُوهِهِمَا وَيُطَافُ بِهِمَا قَالَ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ فَجَاءُوا بِهَا فَقَرَءُوهَا حَتَّى إِذَا مَرُّوا بِآيَةِ الرَّجْمِ وَضَعَ الْفَتَى الَّذِي يَقْرَأُ يَدَهُ عَلَى آيَةِ الرَّجْمِ وَقَرَأَ مَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا وَرَاءَهَا فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الله بْنُ سَلامٍ وَهُوَ مَعَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - مُرْهُ فَلْيَرْفَعْ يَدَهُ فَرَفَعَهَا فَإِذَا تَحْتَهَا آيَةُ الرَّجْمِ فَأَمَرَ بِهِمَا رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فَرُجِمَا قَالَ عَبْدُ الله بْنُ عُمَرَ كُنْتُ فِيمَنْ رَجَمَهُمَا فَلَقَدْ رَأَيْتُهُ يَقِيهَا مِنَ الْحِجَارَةِ بِنَفْسِهِ. مسلم (1) (2).
_________
(1) مسلم (1699).
(2) ما بين المعكوفتين زيادة عن الأصل (أ).(2/340)
5390 - وفي رواية: أَتَى نَفَرٌ مِنْ اليَهُودٍ، فَدَعَوْا النبي - صلى الله عليه وسلم - إِلَى الْقُفِّ فَأَتَاهُمْ فِي بَيْتِ الْمِدْرَاسِ (1) فَقَالُوا: يَا أَبَا الْقَاسِمِ، إِنَّ رَجُلاً مِنَّا زَنَى بِامْرَأَةٍ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ فَوَضَعُوا له - صلى الله عليه وسلم - وِسَادَةً فَجَلَسَ عَلَيْهَا ثُمَّ قَالَ: ((ائتوني بِالتَّوْرَاةِ)) فَأُتِيَ بِهَا، فَنَزَعَ الْوِسَادَةَ مِنْ تَحْتِهِ،
[ص:341] ووَضَعَ التَّوْرَاةَ عَلَيْهَا وقَالَ: آمَنْتُ بِكِ وَبِمَنْ أَنْزَلَكِ، ثُمَّ قَالَ: ((ائْتُونِي بِأَعْلَمِكُمْ)) بنحوه. للستة إلا النسائي (2).
_________
(1) في (أ): المدارس وما أثبتناه من ((سنن أبي داود)).
(2) أبو داود (4449)،وحسنه الألباني في صحيح أبي داود (3739).(2/340)
5391 - لأبي داود عن أبي هُرَيْرَةَ: زَنَى رَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ وَامْرَأَةٌ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: اذْهَبُوا بِنَا إِلَى هَذَا النَّبِيِّ فَإِنَّهُ نَبِيٌّ بُعِثَ بِالتَّخْفِيفِ فَإِنْ أَفْتَانَا بِفُتْيَا دُونَ الرَّجْمِ قَبِلْنَاهَا وَاحْتَجَجْنَا بِهَا عِنْدَ الله، قُلْنَا فُتْيَا نَبِيٍّ مِنْ أَنْبِيَائِكَ، فَأَتَوُا النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالُوا: يَا أَبَا الْقَاسِمِ، مَا تَرَى فِي رَجُلٍ وَامْرَأَةٍ منهم زَنَيَا؟ فَلَمْ يُكَلِّمْهُمْ كَلِمَةً حَتَّى أَتَى بَيْتَ (مِدْرَاسِهِمْ) (1)،
فَقَامَ عَلَى الْبَابِ فَقَالَ: ((أَنْشُدُكُمْ الله الَّذِي أَنْزَلَ التَّوْرَاةَ عَلَى مُوسَى مَا تَجِدُونَ فِي التَّوْرَاةِ عَلَى مَنْ زَنَى إِذَا أَحْصَنَ؟)) قَالُوا: يُحَمَّمُ وَيُجَبَّهُ وَيُجْلَدُ وَالتَّجْبِيهُ أَنْ يُحْمَلَ الزَّانِيَانِ عَلَى حِمَارٍ وَتُقَابَلُ أَقْفِيَتُهُمَا وَيُطَافُ بِهِمَا، وَسَكَتَ شَابٌّ مِنْهُمْ فَلَمَّا رَآهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - أَلَظَّ بِهِ النِّشْدَةَ، قَالَ: اللهمَّ إِذْ نَشَدْتَنَا فَإِنَّا نَجِدُ فِي التَّوْرَاةِ الرَّجْمَ، فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((فَمَا أَوَّلُ مَا ارْتَخَصْتُمْ أَمْرَ الله؟)) قَالوا: زَنَى ذوا قَرَابَةٍ مِنْ مُلُوكِنَا، فَأَخَّرَ عَنْهُ الرَّجْمَ، ثُمَّ زَنَى رَجُلٌ فِي أُسْرَةٍ مِنَ النَّاسِ، فَأَرَادَ رَجْمَهُ، فَحَالَ قَوْمُهُ دُونَهُ وَقَالُوا: لا ترجم صَاحِبَنَا حَتَّى تَجِيءَ بِصَاحِبِكَ فَتَرْجُمَهُ، فأصْلَحُوا هَذِهِ الْعُقُوبَةِ بَيْنَهُمْ، قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: ((فَإِنِّي أَحْكُمُ بِمَا فِي التَّوْرَاةِ)) فَأَمَرَ بِهِمَا، فَرُجِمَا قَالَ الزُّهْرِيُّ فَبَلَغَنَا أَنَّ هَذِهِ الآيَةَ نَزَلَتْ فِيهِمْ: {إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا} كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - مِنْهُمْ (2).
_________
(1) في (أ): مدارسهم وما أثبتناه من ((سنن أبي داود)) ..
(2) أبو داود (4450)، وقال المنذري 6/ 265: فيه رجل من مزينة وهو مجهول. وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (959).(2/341)
5392 - وله عن جَابِرِ جَاءَتِ الْيَهُودُ بِرَجُلٍ وَامْرَأَةٍ مِنْهُمْ زَنَيَا، فَقَالَ: ((ائْتُونِي بِأَعْلَمِ رَجُلَيْنِ مِنْكُمْ)) فَأَتَوْهُ بِابْنَيْ صُورِيَا، فَنَشَدَهُمَا: ((كَيْفَ تَجِدَانِ أَمْرَ هَذَيْنِ فِي التَّوْرَاةِ؟)) قَالا: نَجِدُ فيها إِذَا شَهِدَ أَرْبَعَةٌ أَنَّهُمْ رَأَوْا ذَكَرَهُ فِي فَرْجِهَا مِثْلَ الْمِيلِ فِي الْمكْحلَةِ رُجِمَا قَالَ: ((فَمَا يَمْنَعُكُمَا أَنْ تَرْجُمُوهُمَا؟)) قَالا: ذَهَبَ سُلْطَانُنَا فَكَرِهْنَا الْقَتْلَ، فَدَعَا رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بِالشُّهُودِ فَجَاءُوا أَرْبَعَةً فَشَهِدُوا أَنَّهُمْ رَأَوْا ذَكَرَهُ فِي فَرْجِهَا مِثْلَ الْمِيلِ فِي الْمُكْحَلَةِ، فَأَمَرَ - صلى الله عليه وسلم - بِرَجْمِهِمَا (1).
_________
(1) أبو داود (4452)، وقال الألباني في صحيح أبي داود (3740): صحيح.(2/341)
5393 - ابْنُ عَبَّاسٍ رفعه: ((مَنْ وَجَدْتُمُوهُ يَعْمَلُ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ فَاقْتُلُوا الْفَاعِلَ وَالْمَفْعُولَ بِهِ)). للترمذي وأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (4462)، والترمذي (1456)، وصححه الحاكم 4/ 355، ووافقه الذهبي. وانظر: ((الإرواء)) (2350). وصححه الألباني في صحيح الترمذي (1177).(2/342)
5394 - وعنه: أن علياً أحرقهما وأبا بكر هدم عليهما حائطاً.(2/342)
5395 - وعنه وعن أبي هريرة رفعاه: ((ملعون من عمل عمل قوم لوط)). هما لرزين.(2/342)
5396 - عثمانُ: أتي برجل قد فجر بغلام من قريش، قال عثمان: أحصن؟ قالوا: تزوج بامرأة ولم يدخل بها، فقال علي لعثمان: لو دخل بها لحل عليه الرجم، فأما إذا لم يدخل بها فاجلدوه الحد. قال أبو أيوب: أشهد أني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول الذى ذكر أبوالحسن، فأمر به عثمان فجلد مائة. للكبير (1).
_________
(1) الطبراني 4/ 132 (3897)، وقال الهيثمي 6/ 272، فيه: جابر الجعفي وقد صرح بالسماع، وفيه: من لم أعرفه.(2/342)
5397 - جَابِرٌ رفعه: ((إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي عَمَلُ قَوْمِ لُوطٍ)) (1).
_________
(1) الترمذي (1457)، وقال: حديث حسن غريب، وابن ماجة (2563). وحسنه الألباني في صحيح الترمذي (1178).(2/342)
5398 - ابْنُ عَبَّاسٍ رفعه: ((لا يَنْظُرُ الله تعالى إِلَى رَجُلٍ أَتَى رَجُلاً أَوِ امْرَأَةً فِي دبرها)). هما للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (1165)، وقال: حديث حسن غريب، وقال الألباني في ((المشكاة)) (3195): سنده حسن.(2/342)
5399 - وعنه: أنه مَنْ أَتَى بَهِيمَةً فَاقْتُلُوهُ وَاقْتُلُوهَا مَعَهُ قيل لابن عباس مَا شَأْنُ الْبَهِيمَةِ؟ قَالَ: سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ذلك شيئا، ولكن أراه كَرِه أَنْ يُؤْكَلَ لَحْمُهَا أو ينتفع بها وَقَدْ فُعِلَ بِهَا ذَلِكَ (1).
_________
(1) أبو داود (4464)، الترمذي (1455)، وقال: ليس هذا بالقوي، وفيه: عمر وبن أي عمرو، قال المنذري في ((مختصره)) 6/ 276: قال البخاري: عمرو صدوق ولكنه مروي عن عكرمة مناكير.(2/342)
5400 - وعنه قَالَ: لَيْسَ عَلَى الَّذِي يَأْتِي الْبَهِيمَةَ حَدٌّ. هما للترمذي وأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (4465)،وقال: حديث عاصم يضعف حديث عمرو بن أبي عمرو، والترمذي (1455)، وقال: هذا أصح من الحديث الأول، وقال المنذري في ((مختصره)) 6/ 276: هذا حديث عاصم الذي أشار إليه أبو داود في الباب الذي قبله. وقال الألباني في صحيح أبي داود (3747): حسن صحيح.(2/342)
5401 - عَائِشَةُ: لَمَّا نَزَلَ عُذْرِي قَامَ النبي - صلى الله عليه وسلم - عَلَى الْمِنْبَرِ فَذَكَرَ ذَلِكَ وَتَلا، فَلَمَّا نَزَلَ من المنبر أَمَرَ بِالرَّجُلَيْنِ وَالمرأة فَضُرِبُوا حَدَّهُمْ (1).
_________
(1) أبو داود (4474)، والترمذي (3181)، وقال: حديث حسن غريب. وحسنه الألباني في صحيح الترمذي (2542).(2/343)
5402 - وفي رواية: حَسَّانُ بْنِ ثَابِتٍ وَمِسْطَحِ بْنِ أُثَاثَةَ وحَمْنَة بِنْت جَحْشٍ. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (4475)، وقال الألباني في صحيح أبي داود (3757): حسن بما قبله.(2/343)
5403 - أبو الزِّنَادِ: جَلَدَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَبْدًا فِي فِرْيَةٍ ثَمَانِينَ، فَسَأَلْتُ عَبْدَ الله بْنَ عَامِرِ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: أَدْرَكْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ وَعُثْمَانَ وَالْخُلَفَاءَ هَلُمَّ جَرًّا فَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا جَلَدَ عَبْدًا فِي فِرْيَةٍ أَكْثَرَ مِنْ أَرْبَعِينَ (1).
_________
(1) مالك 2/ 632.(2/343)
5404 - عَمْرَةُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: أَنَّ رَجُلَيْنِ اسْتَبَّا فِي زَمَنِ عُمَرَ فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِلآخَرِ: وَالله مَا أَبِي بِزَانٍ وَلا أُمِّي بِزَانِيَةٍ فَاسْتَشَارَ عُمَرُ فِي ذَلِكَ، فَقَائل يقول: مَدَحَ أَبَاهُ وَأُمَّهُ. وَآخر يقول: قَدْ كَانَ لأَبِيهِ مَدْحٌ سوى هَذَا فَجَلَدَهُ عُمَرُ ثَمَانِينَ جلدة. هما لمالك (1).
_________
(1) مالك 2/ 633.(2/343)
5405 - ابْنُ عَبَّاسٍ رفعه: ((إِذَا قَالَ الرَّجُلُ لرجُلٍ يَا يَهُودِيُّ فَاضْرِبُوهُ عِشْرِينَ، فإن قَالَ: يَا مُخَنَّثُ فمثله، وَمَنْ وَقَعَ عَلَى ذَاتِ مَحْرَمٍ فَاقْتُلُوهُ، هذا إذا علم)). للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (1462) وفيه: إبراهيم بن إسماعيل، وقال أبو عيسى: يضعفُ في الحديث. وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (246).(2/343)
حد السرقة وما لا حد فيه(2/343)
5406 - عَائِشَةُ: يَد السَّارِقِ لَمْ تُقْطَعْ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - إِلاَّ فِي ثَمَنِ مِجَنٍّ حَجَفَةٍ أَوْ تُرْسٍ (1).
_________
(1) البخاري (6792)، ومسلم (1685).(2/343)
5407 - وفي رواية رفعته: ((لا تقطع اليد إلا فِي ثَمَنِ الْمِجَنِّ)) وَثَمَنُ الْمِجَنِّ رُبْعُ دِينَارٍ (1).
_________
(1) النسائي في ((الكبرى)) 4/ 339 (7418).(2/343)
5408 - ابْنُ عُمَرَ: أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قَطَعَ سَارِقًا فِي مِجَنٍّ قِيمَتُهُ ثَلاثَةُ دَرَاهِمَ. هما للستة (1).
_________
(1) البخاري (6795)، ومسلم (1686).(2/344)
5409 - عَمْرَةُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: أَنَّ سَارِقًا سَرَقَ فِي زَمَنِ عُثْمَانَ أُتْرُجَّةً فَأَمَرَ بِهَا عُثْمَانُ أَنْ تُقَوَّمَ فَقُوِّمَتْ بِثَلاثَةِ دَرَاهِمَ مِنْ صَرْفِ اثْنَيْ عَشَرَ دِرْهَمًا بِدِينَارٍفَقَطَعَ عُثْمَانُ يَدَهُ. لمالك (1).
_________
(1) ((الموطأ)) 2/ 634.(2/344)
5410 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((لَعَنَ الله السَّارِقَ يَسْرِقُ الْبَيْضَةَ فَتُقْطَعُ يَدُهُ، وَيَسْرِقُ الْحَبْلَ فَتُقْطَعُ يَدُهُ)) قَالَ الأَعْمَشُ: كَانُوا يَرَوْنَ أَنَّهُ بَيْضُ الْحَدِيدِ وإن من الحبال ما يساوي دراهم. للشيخين والنسائي (1).
_________
(1) البخاري (6783)، ومسلم (1687).(2/344)
5411 - أبو أُمَيَّةَ الْمَخْزُومِيِّ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - أُتِيَ بِلِصٍّ قَدِ اعْتَرَفَ اعْتِرَافًا، وَلَمْ يُوجَدْ مَعَهُ مَتَاعٌ، فَقَالَ له النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((مَا إِخَالُكَ سَرَقْتَ؟)) قَالَ: بَلَى، فَأَعَادَ عَلَيْهِ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاثًا كل ذلك يعترف فَأَمَرَ بِهِ، فَقُطِعَ وَجِيءَ بِهِ فَقَالَ له - صلى الله عليه وسلم -: ((اسْتَغْفِرِ الله وَتُبْ إِلَيْهِ)) فَقَالَ: أَسْتَغْفِرُ الله وَأَتُوبُ إِلَيْهِ. فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((اللهمَّ تُبْ عَلَيْهِ ثَلاثًا)). للنسائي وأبي داود بلفظه (1).
_________
(1) أبو داود (4380)، والنسائي 8/ 67 - 68، وابن ماجة (2597)،وضعفه الألباني في ((ضعيف أبي داود)) (943).(2/344)
5412 - عَائِشَةُ: أَنَّ قُرَيْشًا أَهَمَّهُمْ شَأْنُ الْمَرْأَةِ الْمَخْزُومِيَّةِ الَّتِي سَرَقَتْ، فَقَالُوا: َمَنْ يُكَلِّمُ فِيهَا رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فَقَالُوا: ومَنْ يَجْتَرِئُ عَلَيْهِ إِلاَّ أُسَامَةُ حِبُّه - صلى الله عليه وسلم - فَكَلَّمَهُ أُسَامَةُ، فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((أَتَشْفَعُ فِي حَدٍّ مِنْ حُدُودِ الله)) ثُمَّ قَامَ فَاخْتَطَبَ فقَالَ: ((إِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ وَإِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الضَّعِيفُ أَقَامُوا عَلَيْهِ الْحَدَّ، وَايْمُ الله لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا)) (1).
_________
(1) البخاري (3475)، ومسلم (1688).(2/344)
5413 - وفي رواية: أَنَّ قُرَيْشًا أَهَمَّهُمْ شَأْن الْمَرْأَةِ الَّتِي سَرَقَتْ فِي غَزْوَةِ الْفَتْحِ (1).
_________
(1) مسلم (1688).(2/345)
5414 - وفيه: أن أُسَامَةَ كَلَّمَه فتَلَوَّنَ وَجْهُه - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: ((أَتُشفع فِي حَدٍّ مِنْ حُدُودِ الله؟!)) قَالَ أُسَامَةُ: اسْتَغْفِرْ لِي يَا رَسُولَ الله. وفيه: ثُمَّ أَمَرَ بِتِلْكَ الْمَرْأَةِ فَقُطِعَتْ يَدُهَا قَالَتْ عَائِشَةُ: فَحَسُنَتْ تَوْبَتُهَا بَعْد وَتَزَوَّجَتْ، فَكَانَتْ تَأْتِي بَعْدَ ذَلِكَ، فَأَرْفَعُ حَاجَتَهَا إِلَى النبي - صلى الله عليه وسلم - (1).
_________
(1) مسلم (1688).(2/345)
5415 - وفي أخرى: اسْتَعَارَتِ امْرَأَةٌ حُلِيًّا عَلَى أَلْسِنَةِ أُنَاسٍ يُعْرَفُونَ وَلا تُعْرَفُ هِيَ فَبَاعَتْهُ، فَأُخِذَتْ، فَأُتِيَ بِهَا النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فَأَمَرَ بِقَطْعِ يَدِهَا (1).
_________
(1) أبو داود (4396)، والنسائي 8/ 73، وصححه الألباني في ((صحيح أبي داود)) (3696).(2/345)
5416 - وفي أخرى: كانت امْرَأَةٌ مَخْزُومِيَّةٌ تَسْتَعِيرُ الْمَتَاعَ وَتَجْحَدُهُ، فَأَمَرَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - بِقَطْعِ يَدِهَا. للستة إلا مالكا (1).
_________
(1) مسلم (1688)، وأبو داود (4374).(2/345)
5417 - ابنُ عمرو بن العاص: أَنَّ رَجُلاً مِنْ مُزَيْنَةَ أَتَى النبي - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله، كَيْفَ تَرَى فِي حَرِيسَةِ الْجَبَلِ؟ قَالَ: ((هِيَ وَمِثْلُهَا وَالنَّكَالُ وَلَيْسَ فِي شَيْءٍ مِنَ الْمَاشِيَةِ قَطْعٌ إِلاَّ فِيمَا آوَاهُ الْمُرَاحُ فَبَلَغَ ثَمَنَ الْمِجَنِّ فَفِيهِ قَطْعُ الْيَدِ وَمَا لَمْ يَبْلُغْ ثَمَنَ الْمِجَنِّ فَفِيهِ غَرَامَةُ مِثْلَيْهِ وَجَلَدَاتُ النَكَالٍ)) قَالَ: يَا رَسُولَ الله، كَيْفَ تَرَى فِي الثَّمَرِ الْمُعَلَّقِ؟ قَالَ: ((هُوَ وَمِثْلُهُ مَعَهُ وَالنَّكَالُ وَلَيْسَ فِي شَيْءٍ مِنَ الثَّمَرِ الْمُعَلَّقِ قَطْعٌ إِلاَّ فِيمَا آوَاهُ الْجَرِينُ فَمَا أُخِذَ مِنَ الْجَرِينِ فَبَلَغَ ثَمَنَ الْمِجَنِّ فَفِيهِ الْقَطْعُ وَمَا لَمْ يَبْلُغْ ثَمَنَ الْمِجَنِّ فَفِيهِ غَرَامَةُ مِثْلَيْهِ)). لأصحاب السنن (1).
_________
(1) أبو داود (1710)، والترمذي (1289)،والنسائي 8/ 86، وحسنه الألباني في ((صحيح أبي داود)) (1504).(2/345)
5418 - رافعُ بن خديج قال: لمروان وقد أراد قطع عبد سرق وديا،
[ص:346] سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((لا قطع في ثمر ولا كثر)). فأمر مروان بالعبد فأرسل وجلده جلدات. لمالك وأصحاب السنن (1).
_________
(1) أبو داود (4388)، والترمذي (1449)، والنسائي 8/ 87 - 88، ومالك 2/ 639،وصححه الألباني في ((صحيح أبي داود)).(2/345)
5419 - جَابِرُ رفعه: ((لَيْسَ عَلَى خَائِنٍ وَلا مُنْتَهِبٍ وَلا مُخْتَلِسٍ قَطْعٌ)). للترمذي والنسائي (1).
_________
(1) أبو داود (4392) ,والترمذي (1448)، وقال: هذا حديث حسن صحيح، والنسائي 8/ 88، وقال: لم يسمعه ابن جريج من أبي الزبير. وقال ابن أبي حاتم في ((العلل)) 1/ 449: سألت أبي = =وأبا زرعة عنه فقالا: لم يسمع ابن جريج هذا الحديث من أبي الزبير، يقال: إنه سمعه من ياسين الزيات عن أبي الزبير فقلت لهما: ما حال ياسين، فقالا: ليس بقوي. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (1172).(2/346)
5420 - عَبَّادُ بْنُ شُرَحْبِيلَ: أَصَابَتْنِي سَنَةٌ فَدَخَلْتُ حَائِطًا مِنْ حِيطَانِ الْمَدِينَةِ، فَفَرَكْتُ سُنْبُلاً فَأَكَلْتُ وَحَمَلْتُ فِي ثَوْبِي، فَجَاءَ صَاحِبُهُ فَضَرَبَنِي وَأَخَذَ ثَوْبِي، فأتى بي النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكر ذلك له، فقَالَ لَهُ: ((مَا عَلَّمْتَ إِذا كَانَ جَاهِلاً، وَلا أَطْعَمْتَ (إِذا) (1) كَانَ جَائِعًا- أَوْ سَاغِبًا)) فَأَمَرَهُ فَرَدَّ عَلَيَّ ثَوْبِي وَأَعْطَانِي وَسْقًا أَوْ نِصْفَ وَسْقٍ مِنْ طَعَامٍ. لأبي داود والنسائي (2).
_________
(1) في (أ) إذا، والمثبت من ((سنن أبي داود)).
(2) أبو داود (2620)، والنسائي 8/ 240، وابن ماجة (2281)،وصححه الألباني في ((صحيح أبي داود)) (2281).(2/346)
5421 - ابْنُ عُمَرَ رَفعه: ((لا يَحْلُبَنَّ أَحَدكم مَاشِيَةَ أحدٍ إلا بإِذْنِهِ، أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تُؤْتَى مَشْرُبَتُهُ فَتُكْسَرَ خِزَانَتُهُ (فينتثل) (1) طَعَامُهُ، إِنَّمَا تَخْزن لَهُمْ ضُرُوعُ مَوَاشِيهِمْ أَطْعِمَتهمْ فَلا يَحْلُبَنَّ أَحَدٌ مَاشِيَةَ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِهِ)). للشيخين والموطأ وأبي داود (2).
_________
(1) في الأصل: فينثل والمثبت من ((سنن أبي داود)).
(2) البخاري (2435)، ومسلم (1726).(2/346)
5422 - سَمُرَةُ رفعه: ((إِذَا أَتَى أَحَدُكُمْ عَلَى مَاشِيَةٍ فَإِنْ كَانَ فِيهَا صَاحِبُهَا فَلْيَسْتَأْذِنْهُ فَإِنْ أَذِنَ لَهُ فَلْيَحْتَلِبْ وَلْيَشْرَبْ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهَا أَحَدٌ
[ص:347] فَلْيُصَوِّتْ ثَلاثًا فَإِنْ أَجَابَهُ أَحَدٌ فَلْيَسْتَأْذِنْهُ، وَإِنْ لَمْ يُجِبْهُ أَحَدٌ فَلْيَحْتَلِبْ وَلْيَشْرَبْ وَلا يَحْمِلْ)) (1).
_________
(1) أبو داود (2619)، والترمذي (1296)، وقال: حديث سمرة حسن صحيح غريب، وقال علي بن المديني: سماح الحسن من سمرة صحيح. وقد تكلم أهل الحديث في رواية= =الحسن عن سمرة وقالوا: إنما يحدث عن صحيفة سمرة. وصححه الألباني في ((صحيح أبي داود)) (2280).(2/346)
5423 - رَافِعُ بْنُ عَمْرٍو: كُنْتُ أَرْمِي نَخْلَ الأَنْصَارِ فَأَخَذُونِي فَذَهَبُوا بِي إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ: ((يَا رَافِعُ لِمَ تَرْمِي نَخْلَهُمْ)) فقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، الْجُوعُ. قَالَ: ((لا تَرْمِ، وَكُلْ مَا وَقَعَ، أَشْبَعَكَ الله وَأَرْوَاكَ)) (1).
_________
(1) أبو داود (2622)، والترمذي (1288)، وقال: حديث حسن صحيح غريب. وقال في ((العلل)) 1/ 517: لا أعرف هذا الحديث إلا من حديث الفضل بن موسى. وصالح ابن أبي جبير لا أعرف اسم أبيه. وضعفه الألباني في ((ضعيف أبي داود)) (564).(2/347)
5424 - وفي رواية: ((اللهمَّ أَشْبِعْ بَطْنَهُ)). هما لأبي داود والترمذي (1).
_________
(1) أبو داود (2622).(2/347)
5425 - ابْنُ عُمَرَ رفعه: ((مَنْ دَخَلَ حَائِطًا فَلْيَأْكُلْ، وَلا يَتَّخِذْ خُبْنَةً)). للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (1287)، وقال: حديث ابن عمر حديث غريب لا نعرفه من هذا الوجه إلا من حديث يحيى بن سليم، وابن ماجة (2301). وصححه الألباني في ((صحيح الترمذي)) (1034).(2/347)
5426 - وعنه: جَاءَ رجل إلى عمر بِغُلامٍ لَهُ فَقَالَ: اقْطَعْ يَدَه فإنه سرق مرآة لامرأتي. فقال عمر: لا قطع عليه، وهو خادمكم أخذ متاعكم. لمالك (1).
_________
(1) مالك 2/ 640.(2/347)
5427 - جَابِرٌ: جِيءَ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - بِسَارِقٍ، فَقَالَ: ((اقْتُلُوهُ)) قَالُوا: يَا رَسُولَ الله، إِنَّمَا سَرَقَ. فقَالَ: ((اقْطَعُوهُ)) فَقُطِعَ ثُمَّ جِيءَ بِهِ الثَّانِيَةَ، فَقَالَ: ((اقْتُلُوهُ)) فَقَالُوا: يَا رَسُولَ الله، إِنَّمَا سَرَقَ. فقَالَ: ((اقْطَعُوهُ)) ثم جيء بِهِ الثَّالِثَةَ فَقَالَ: ((اقْتُلُوهُ)) قَالُوا: يَا رَسُولَ الله، إِنَّمَا سَرَقَ. قَالَ: ((اقْطَعُوهُ)) ثُمَّ أُتِيَ بِهِ الرَّابِعَةَ فَقَالَ: ((اقْتُلُوهُ)). قَالُوا: يَا رَسُولَ الله، إِنَّمَا سَرَقَ. قَالَ: ((اقْطَعُوهُ)) فَأُتِيَ بِهِ الْخَامِسَةَ فقَالَ: ((اقْتُلُوهُ)) فَانْطَلَقْنَا به فقتلناه، ثم اجتررناه ورمينا به في بئر، ورَمَيْنَا عَلَيْهِ بِالْحِجَارَةِ. لأبي داود، وللنسائي بنحوه وأنكره (1).
_________
(1) أبو داود (4410)، والنسائي 8/ 90 - 91، وقال: هذا حديث منكر ومصعب بن ثابت ليس بالقوي في الحديث. وقال ابن حجر في ((التلخيص)) وفي إسناده مصعب بن ثابت وقد قال النسائي: ليس بالقوي وهذا الحديث منكر، ولا أعلم فيه حديثًا صحيحًا. وحسنه الألباني في صحيح أبي داود (3710).(2/347)
5428 - الْقَاسِمُ بنُ محمد: أَنَّ رَجُلاً مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ أَقْطَعَ الْيَدِ وَالرِّجْلِ قَدِمَ المدينة فَنَزَلَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ الصديق فَشَكَا إِلَيْهِ أَنَّ عَامِلَ الْيَمَنِ ظَلَمَهُ وقطع يده، وكَانَ يُصَلِّ مِنَ اللَّيْلِ فَيَقُولُ أَبُو بَكْرٍ: وَأَبِيكَ مَا لَيْلُكَ بِلَيْلِ سَارِقٍ، ثُمَّ إِنَّهُ بيت حليا
[ص:348] لأَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ فافتقدته، فَجَعَلَ يَطُوفُ مَعَهُمْ وَيَقُولُ: اللهمَّ عَلَيْكَ بِمَنْ يبيت أَهْلَ دويرة الرجل الصَّالِحِ، ثم وجد الْحُلِيَّ عِنْدَ صَائِغٍ فزَعَمَ أَنَّ الأَقْطَعَ جَاءَ بِهِ، فَاعْتَرَفَ الأَقْطَعُ أَوْ شُهِدَ عَلَيْهِ، فَأَمَرَ بِهِ أَبُو بَكْرٍ فَقُطِعَتْ شماله، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَالله إن دعاءه عَلَى نَفْسِهِ أَشَدُّ عِنْدِي مِنْ سَرِقَتِهِ (1).
_________
(1) مالك 2/ 637، وقال الحافظ ابن حجر في ((الدراية)) القصة أخرجها مالك عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه وهي منقطعة.(2/347)
5429 - يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: أَنَّ رَقِيقًا لِحَاطِبٍ سَرَقُوا نَاقَةً لِرَجُلٍ مِنْ مُزَيْنَةَ فَانْتَحَرُوهَا فَرُفِعَ ذَلِكَ إِلَى عُمَرَ، فَأَمَرَ كَثِيرَ بْنَ الصَّلْتِ أَنْ يَقْطَعَ أَيْدِيَهُمْ ثُمَّ قَالَ عُمَرُ: أَرَاكَ تُجِيعُهُمْ، وَالله لأُغَرِّمَنَّكَ غُرْمًا يَشُقُّ عَلَيْكَ ثُمَّ قَالَ لِلْمُزَنِيِّ كَمْ ثَمَنُ نَاقَتِكَ؟ فَقَالَ كُنْتُ وَالله أَمْنَعُهَا مِنْ أَرْبَعِمِائَةِ دِرْهَمٍ فَقَالَ عُمَرُ أَعْطِهِ ثَمَانَمائة دِرْهَمٍ (1).
_________
(1) مالك 2/ 573.(2/348)
5430 - نَافِعُ: أَنَّ عَبْدًا لابن عُمَرَ سَرَقَ وَهُوَ آبِقٌ، فَبعث بِهِ إِلَى سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ وَهُوَ أَمِيرُ الْمَدِينَةِ لِيَقْطَعَ يَدَهُ، فَقال سَعِيدٌ: لا تقطع يد الآبِقِ فَقَالَ لَهُ ابْنُ عُمَرَ. فِي أَيِّ كِتَابِ الله وَجَدْتَ هَذَا؟ فأَمَرَ بِهِ ابْنُ عُمَرَ فَقُطِعَتْ يَدُهُ. وكذلك قضى عمر بن عبد العزيز. هي لمالك (1).
_________
(1) مالك 2/ 635.(2/348)
5431 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((إِذَا سَرَقَ الْعَبْدُ فَبيِعوهُ وَلَوْ بِنَشٍّ)). لأبي داود والنسائي (1).
_________
(1) أبو داود (4412)، والنسائي 8/ 91، وقال: عمر بن أبي سلمة ليس بالقوي في الحديث، وضعفه الألباني في ((ضعيف أبي داود)) (949).(2/348)
5432 - ابْنُ عَبَّاسٍ: أَنَّ عَبْدًا مِنْ رَقِيقِ الْخُمُسِ سَرَقَ مِنَ الْخُمُسِ فَرُفِعَ ذَلِكَ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَلَمْ يَقْطَعْهُ وَقَالَ: ((مَالُ الله سرقَ بَعْضُهُ بَعْضًا)). للقزويني بضعف (1).
_________
(1) ابن ماجة (2590)، وقال البوصيري في ((مصباح الزجاجة)) 3/ 112: هذا إسناد فيه حجاج بن تميم وهو ضعيف، والرواي عنه أضعف منه. وضعفه الألباني في ضعيف ابن ماجة (564).(2/348)
5433 - أَزْهَرُ بْنُ عَبْدِ الله: أَنَّ قَوْمًا مِنَ الْكَلاعِيِّينَ سُرِقَ لَهُمْ مَتَاعٌ فَاتَّهَمُوا نَاسًا مِنَ الْحَاكَةِ فَأَتَوُا بهم النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ فَحَبَسَهُمْ أَيَّامًا ثُمَّ
[ص:349] خَلَّى سَبِيلَهُمْ فَأَتَوُا النُّعْمَانَ فَقَالُوا خَلَّيْتَ سَبِيلَهُمْ بِغَيْرِ ضَرْبٍ وَلا امْتِحَانٍ فَقَالَ لهم النُّعْمَانُ مَا شِئْتُمْ إِنْ شِئْتُمْ أَنْ أَضْرِبَهُمْ فَإِنْ خَرَجَ مَتَاعُكُمْ فَذَاكَ وَإِلاَّ أَخَذْتُ لهم مِنْ ظُهُورِكُمْ مِثْلَ مَا أَخَذْتُ مِنْ ظُهُورِهِمْ فَقَالُوا هَذَا حُكْمُكَ قَالَ هَذَا حُكْمُ الله ورَسُولِهِ - صلى الله عليه وسلم -. لأبي داود والنسائي (1).
_________
(1) أبو داود (4382)،والنسائي 8/ 66، وحسنه الألباني في ((صحيح أبي داود)) (3683).(2/348)
5434 - أبو ذَرٍّ قَالَ: دعاني رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فقُلْتُ لَبَّيْكَ فَقَالَ كَيْفَ أَنْتَ إِذَا أَصَابَ النَّاسَ مَوْتٌ يَكُونُ الْبَيْتُ فِيهِ بِالْوَصِيفِ يَعْنِي الْقَبْرَ قُلْتُ الله وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ عَلَيْكَ بِالصَّبْرِ قَالَ حَمَّادُ فلهذا قال من قال يُقْطَعُ يد النَّبَّاشِ لأَنَّهُ دَخَلَ عَلَى الْمَيِّتِ بَيْتَهُ. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (4409)، وصححه الألباني في ((صحيح أبي داود)) (3709).(2/349)
5435 - عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رفعه: لا يُغَرَّمُ صَاحِبُ سَرِقَةٍ إِذَا أُقِيمَ عَلَيْهِ الْحَدُّ (1).
_________
(1) النسائي 8/ 93، وقال: هذا مرسل وليس بثابت. وضعفه الألباني في ضعيف النسائي (374).(2/349)
5436 - أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرِ: أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قَضَى أَنَّهُ إِذَا وَجَدَهَا يعني السرقة فِي يَدِ رجُلٍ غَيْرِ الْمُتَّهَمِ فَإِنْ شَاءَ أَخَذَهَا بِمَا اشْتَرَاهَا وَإِنْ شَاءَ اتَّبَعَ سَارِقَهُ وَقَضَى بِذَلِكَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ. هما للنسائي (1).
_________
(1) النسائي 7/ 312 - 313، وقال الألباني في صحيح النسائي (4364): صحيح الإسناد، لكن الصواب: أسيد بن ظهير.(2/349)
5437 - فَضَالَةُ: جيء - صلى الله عليه وسلم - بِسَارِقٍ فَقُطِعَتْ يَدُهُ ثُمَّ أَمَرَ بِهَا فَعُلِّقَتْ فِي عُنُقِهِ (1).
_________
(1) أبو داود (4411) ,والترمذي (1447) , والنسائي 8/ 93،وابن ماجة (2578). وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (240).(2/349)
5438 - بُسْرُ بْنُ أَرْطَاةَ رفعه: لا تُقْطَعُ الأَيْدِي فِي السَّفَرِ. لأصحاب السنن (1).
_________
(1) أبو داود (4408)، والترمذي (1450)، والنسائي 1/ 91، وصححه الألباني في المشكاة (3601).(2/349)
5439 - الشَّعْبِيُّ: أن رَجُليْنِ شَهِدَا عَلَى رَجُلٍ أَنَّهُ سَرَقَ فَقَطَعَهُ عَلِيٌّ ثُمَّ ذهبا وجَاءَا بِآخَرَ وَقَالا أَخْطَأْنَا بالأول فَأَبْطَلَ عَلِيٌّ شَهَادَتَهُمَا وَأُخِذَا منهما دِيَةُ الأَوَّلِ وَقَالَ لَوْ عَلِمْتُ أَنَّكُمَا تَعَمَّدْتُمَا لَقَطَعْتُكُمَا. للبخاري في ترجمة (1).
_________
(1) البخاري تعليقًا بعد الرواية (6896).(2/350)
حد الشرب(2/350)
5440 - أَنَسُ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - ضَرَبَ فِي الْخَمْرِ بِالْجَرِيدِ وَالنِّعَالِ، وَجَلَدَ أَبُو بَكْرٍ أَرْبَعِينَ (1).
_________
(1) البخاري (6773)، ومسلم (1706).(2/350)
5441 - وفي رواية: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - أُتِيَ بِرَجُلٍ قَدْ شَرِبَ الْخَمْرَ فَجَلَدَهُ بِجَرِيد نَحْوَ أَرْبَعِينَ، وَفَعَلَهُ أَبُو بَكْرٍ، فَلَمَّا كَانَ عُمَرُ اسْتَشَارَ، النَّاسَ فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: أَخَفُّ الْحُدُودِ ثَمَانونَ، فَأَمَرَ بِهِ عُمَرُ. للشيخين وأبي داود والترمذي (1).
_________
(1) مسلم (1706)، وأبو داود (4479).(2/350)
5442 - ولمالك عن ثَوْرِ بْنِ زَيْدٍ: أَنَّ عُمَرَ اسْتَشَارَ فِي حد الْخَمْرِ، فَقَالَ لَهُ عَلِيُّ: أَرَى أَنْ تَجْعلهُ ثَمَانِينَ، فَإِنَّهُ إِذَا شَرِبَ سَكِرَ، وَإِذَا سَكِرَ هَذَى، وَإِذَا هَذَى افْتَرَى، فَجَلَدَ عُمَرُ ثَمَانِينَ (1).
_________
(1) ((الموطأ)) 2/ 642.(2/350)
5443 - عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ أَزْهَرِ: أن النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - أُتِيَ بِشَارِبٍ خمر وَهُوَ بِحُنَيْنٍ - فَحَثَى فِي وَجْهِهِ التُّرَابَ، ثُمَّ أَمَرَ أَصْحَابَهُ فَضَرَبُوهُ بِنِعَالِهِمْ، وَمَا كَانَ فِي أَيْدِيهِمْ حَتَّى قَالَ لَهُمُ: ((ارْفَعُوا)) ثُمَّ جَلَدَ أَبُو بَكْرٍ فِي الْخَمْرِ أَرْبَعِينَ، ثُمَّ جَلَدَ عُمَرُ صَدْرًا مِنْ إِمَارَتِهِ أَرْبَعِينَ، ثُمَّ جَلَدَ ثَمَانِينَ فِي آخِرِها، وجَلَدَ عُثْمَانُ الْحَدَّيْنِ كِلَيْهِمَا، ثُمَّ أَثْبَتَ مُعَاوِيَةُ الْحَدَّ ثَمَانِينَ. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (4488)،وأحمد 3/ 499 بعضه، قال المنذري في هذه الطرق انقطاع ((مختصر سنن أبي داود))، 6/ 291، قال الألباني في صحيح أبي داود (3767): صحيح.(2/350)
5444 - مُعَاوِيَةُ رفعه: ((مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فَاجْلِدُوهُ، فَإِنْ عَادَ فِي الرَّابِعَةِ فَاقْتُلُوهُ)). لأبي داود والترمذي بلفظه (1).
_________
(1) أبو داود (4482)، والترمذي (1444)، وقال الترمذي: حديث معاوية هكذا روي الثوري أيضًا عن عاصم عن أبي صالح عن معاوية عن النبي. وقال الألباني: صحيح انظر ((الصحيحه)) 3/ 347.(2/350)
5445 - قَبِيصَةُ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: ((مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فَاجْلِدُوهُ، فَإِنْ عَادَ فَاجْلِدُوهُ، فَإِنْ عَادَ فَاجْلِدُوهُ فَإِنْ عَادَ فَاقْتُلُوهُ فِي الثَّالِثَةِ - أَوِ- الرَّابِعَةِ)) فَأُتِيَ بِرَجُلٍ قَدْ شَرِبَ فَجَلَدَهُ، ثُمَّ أُتِيَ بِهِ فَجَلَدَهُ (ثُمَّ أُتِيَ بِهِ فَجَلَدَهُ) (1) ثُمَّ أُتِيَ بِهِ فَجَلَدَهُ وَرَفَعَ الْقَتْلَ، وَكَانَتْ رُخْصَةً. لأبي داود (2).
_________
(1) ساقطة من (ب).
(2) أبو داود (4485)، وقال: روى هذا الحديث الشريد بن سويد وشرحبيل بن أوس وعبد الله بن عمرو وعبد الله بن عمر وأبو غطيف الكندي وأبو سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة، قال الألباني في ((ضعيف أبي داود)) (968): ضعيف مرسل.(2/351)
5446 - السَّائِبُ بْنُ يَزِيدَ: أَنَّ عُمَرَ قال: وَجَدْتُ في فُلانٍ رِيحَ شَرَابٍ، يعني: (بعض بنيه) (1) وَزَعَمَ أَنَّهُ شَرب الطِّلاءِ، وَأَنَا سَائِلٌ عَنه، فَإِنْ كَانَ يُسْكِرُ جَلَدْتُهُ، فسأل فقيل له: إنه يسكر، فَجَلَدَهُ عُمَرُ الْحَدَّ تَامّاً. لمالك (2).
_________
(1) في (ب): عصير نبيذ.
(2) ((الموطأ)) 2/ 642.(2/351)
5447 - للنسائي: عن عُتبَةَ بْنِ فَرْقَدٍ قَالَ كَانَ النَّبِيذُ الذي يَشْرَبُهُ عُمر قَدْ خُلّلَ، وَمِمَّا يَدُلُّ عَلَى صِحَّةِ هَذَا حَديثُ السَّائِبِ قال: إني وجدت من فلان الحديث (1).
_________
(1) النسائي 8/ 326، وقال الألباني: في ((صحيح النسائي)) (5265): صحيح الإسناد.(2/351)
5448 - حُضَيْنُ بْنُ الْمُنْذِرِ: شَهِدْتُ عُثْمَانَ َأُتِيَ بِالْوَلِيدِ قَدْ صَلَّى الصُّبْحَ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ قَالَ: أَزِيدُكُمْ، فَشَهِدَ عَلَيْهِ رَجُلانِ أَحَدُهُمَا حُمْرَانُ أَنَّهُ شَرِبَ الْخَمْرَ، وَشَهِدَ آخَرُ: أَنَّهُ رَآهُ يَتَقَيَّأُها، فَقَالَ عُثْمَانُ: إِنَّهُ لَمْ يَتَقَيَّأْها حَتَّى شَرِبَهَا، فَقَالَ: يَا عَلِيُّ، قُمْ فَاجْلِدْهُ. فَقَالَ عَلِيٌّ: قُمْ يَا حَسَنُ، فَاجْلِدْهُ. فَقَالَ الْحَسَنُ: وَلِّ حَارَّهَا مَنْ تَوَلَّى قَارَّهَا فَكَأَنَّهُ وَجَدَ عَلَيْهِ فَقَالَ: يَا عَبْدَ الله بْنَ جَعْفَرٍ قُمْ فَاجْلِدْهُ، فَجَلَدَهُ وَعَلِيٌّ يَعُدُّ حَتَّى بَلَغَ أَرْبَعِينَ. فَقَالَ: أَمْسِكْ، ثُمَّ قَالَ: جَلَدَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - أَرْبَعِينَ، وأَبُو بَكْرٍ، أَرْبَعِينَ، وَعُمَرُ ثَمَانِينَ، وَكُلٌّ سُنَّةٌ، وَهَذَا أَحَبُّ إِلَيَّ. لمسلم وأبي داود (1).
_________
(1) مسلم (1707)، وأبو داود (4481).(2/351)
5449 - ابْنُ عَبَّاسٍ: أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - لَمْ يَقِتْ فِي الْخَمْرِ حَدًّا، شَرِبَ رَجُلٌ فَسَكِرَ، فَلُقِيَ يَمِيلُ فِي الْفَجِّ، فَانْطُلِقَ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَلَمَّا حَاذَى بِدَارِ الْعَبَّاسِ انْفَلَتَ فَدَخَلَ عَلَى الْعَبَّاسِ، فَالْتَزَمَهُ فَذُكِرَوا ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَضَحِكَ، وَقَالَ: ((أَفَعَلَهَا)) وَلَمْ يَأْمُرْ فِيهِ بِشَيْءٍ. لأبي داود (1).
_________
(1) أحمد 1/ 322،وأبو داود (4476)، وقال: هذا مما تفرد به أهل المدينة حديث الحسن بن علي هذا. قال الألباني في ((ضعيف أبي داود)) (966): ضعيف.(2/351)
5450 - عَلِيٌّ: مَا كُنْتُ لأَقِيمَ على أحدٍ حَدًّا فَيَمُوتَ، فَأَجِد فِي نَفْسِي منه شيئًا إِلاَّ صَاحِبَ الْخَمْرِ، فَإِنَّهُ لَوْ مَاتَ وَدَيْتُهُ، وَذَلِكَ أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - لَمْ يَسُنَّهُ. للشيخين وأبي داود (1).
_________
(1) البخاري (6778)، مسلم (1707).(2/352)
5451 - ابْنُ شِهَابٍ: سُئِلَ عَنْ حَدِّ الْعَبْدِ فِي الْخَمْرِ، فَقَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ عَلَيْهِ نِصْفَ حَدِّ الْحُرِّ فِي الْخَمْرِ، وَكان عُمَرَ وَعُثْمَانَ وَابْنَ عُمَرَ يجلدون عَبِيدَهُمْ فِي الْخَمْرِ نصف حد الحُرِّ. لمالك (1).
_________
(1) ((الموطأ)) 2/ 642.(2/352)
5452 - ابْنُ الْمُسَيَّبِ: غَرَّبَ عُمَرُ رَبِيعَةَ بْنَ أُمَيَّةَ فِي الْخَمْرِ إِلَى خَيْبَرَ، فَلَحِقَ بِهِرَقْلَ فَتَنَصَّرَ، فَقَالَ عُمَرُ: لا أُغَرِّبُ بَعْدَهُ مُسْلِمًا. للنسائي (1).
_________
(1) النسائي 8/ 319 وضعفه الألباني في ((ضعيف النسائي)) (436).(2/352)
5453 - عُمَرَ: أَنَّ رَجُلاً في عَهْدِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ اسْمُهُ عَبْدَ الله، وَكَانَ يُلَقَّبُ حِمَارًا، وَكَانَ يُضْحِكُ النبي - صلى الله عليه وسلم - أحيانًا، وَكَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - قَدْ جَلَدَهُ فِي الشَّرَابِ، فَأُتِيَ بِهِ يَوْمًا فَأَمَرَ بِهِ فَجُلِدَ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: اللهمَّ الْعَنْهُ، مَا أَكْثَرَ مَا يُؤْتَى بِهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تَلْعَنُوهُ، فَوَالله مَا عَلِمْتُ إلا إِنَّهُ يُحِبُّ الله وَرَسُولَهُ)). للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (6780).(2/352)
5454 - أبو هُرَيْرَةَ: أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أُتِيَ بِرَجُلٍ قَدْ شَرِبَ فَقَالَ: ((اضْرِبُوهُ)) فَمِنَّا الضَّارِبُ بِيَدِهِ وَالضَّارِبُ، بِنَعْلِهِ، وَالضَّارِبُ بِثَوْبِهِ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - لأَصْحَابِهِ: ((بَكِّتُوهُ)) فَأَقْبَلْنا عَلَيْهِ نقُول أمَا اتَّقَيْتَ الله، أمَا خَشِيتَ الله أمَا اسْتَحْيَيْتَ مِنْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ له بَعْضُ الْقَوْمِ: أَخْزَاكَ الله، فَقَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تَقُولُوا هَكَذَا، لا تُعِينُوا عَلَيْهِ الشَّيْطَانَ وَلَكِنْ قُولُوا اللهمَّ ارْحَمْهُ، اللهم تب عليه)). للبخاري وأبي داود (1).
_________
(1) البخاري (6777)، وأبو داود (4478).(2/352)
5455 - النعمانُ بنُ بشير رفعه: ((من جَلَد حدّاً في غير حدٍّ فهو من المعتدين)). للكبير (بخفي) (1) (2).
_________
(1) من (ب).
(2) ذكره الهيثمي في ((المجمع)) 6/ 281، وقال: رواه الطبراني، وفيه محمد بن الحسين الفضاض والوليد بن عثمان خال مسعر ولم أعرفهما، بقية رجاله ثقات. وضعفه الألباني في الضعيفة 10/ 69.(2/353)
كتاب الأطعمة(2/353)
آلات الطعام، وآداب الأكل: من تسمية، وغَسْلٍ، وباليمين، ومما يلي، ولعق وغير ذلك(2/353)
5456 - أَنَسٌ: لَمْ يَأْكُلِ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى خِوَانٍ حَتَّى مَاتَ، وَمَا أَكَلَ خُبْزًا مُرَقَّقًا حَتَّى مَاتَ (1).
_________
(1) البخاري (6450).(2/353)
5457 - وفي روايةٍ: مَا أعلمه أَكَلَ عَلَى سُكْرُجَةٍ قَطُّ، قِيلَ لِقَتَادَةَ: فَعَلامَ كَانُوا يَأْكُلُونَ. قَالَ: عَلَى (الشقر) (1) (2).
_________
(1) في (ب): السفر.
(2) البخاري (5386).(2/353)
5458 - أبو حَازِمٍ: سَأَلْتُ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ قُلْتُ: هَلْ أَكَلَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - النَّقِيَّ؟ قَالَ: مَا رَأَى النَّقِيَّ مِنْ حِين ابْتَعَثَهُ الله حَتَّى قَبَضَهُ. فَقُلْتُ: هَلْ كَانَتْ لَكُمْ فِي عَهْدِه مَنَاخِلُ؟ قَالَ: مَا رَأَى مُنْخُلاً مِنْ حِين ابْتَعَثَهُ الله حَتَّى قَبَضَهُ. قُلْتُ: كَيْفَ كُنْتُمْ تَأْكُلُونَ الشَّعِيرَ غَيْرَ مَنْخُولٍ قَالَ كُنَّا نَطْحَنُهُ وَنَنْفُخُهُ فَيَطِيرُ مَا منه طَارَ وَمَا بَقِيَ ثَرَّيْنَاهُ. هما للبخاري والترمذي (1).
_________
(1) البخاري (5413).(2/353)
5459 - أُمُّ أَيْمَنَ: أَنَّهَا غَرْبَلَتْ دَقِيقًا فصنعته لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - رَغِيفًا، فَقَالَ: ((مَا هَذَا؟)) قَالت: طَعَامٌ نَصْنَعُهُ، بِأَرْضِنَا فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَصْنَعَ مِنْهُ لَكَ رَغِيفًا، فَقَالَ: ((رُدِّيهِ فِيهِ، ثُمَّ اعْجِنِيهِ)). للقزويني (1).
_________
(1) ابن ماجة (3336)، وقال الألباني في ((صحيح ابن ماجة)) (2696): حسن الإسناد.(2/354)
5460 - حُذَيْفَةُ: كُنَّا إِذَا حَضَرْنَا مَعَ النبي - صلى الله عليه وسلم - طَعَاماً ما لَمْ نضَعْ أيدينا حَتَّى يَبْدَأَ - صلى الله عليه وسلم - فيضع يده، وَإِنَّا حَضَرْنَا مَعَهُ مرة طَعَاماً فَجَاءَت جارية كأنها تُدفع، فذهبت لِتضَعَ يَدَهَا فِي الطَّعَامِ فَأَخَذَ - صلى الله عليه وسلم - بِيَدِهِا، ثُمَّ جَاءَ أعرابي كَأَنَّمَا يُدْفَعُ فَذَهَبَ لِيَضَعَ يَدَهَ فِي الطَّعَامِ [فأخذ بيده، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((إن الشيطان يستحل الطعام أن لا يذكر اسم الله عليه، وإن جاء بهذه الجارية ليستحل بها، فأخذت بيدها، فجاء بهذا الأعرابي؛ ليستحل به فأخذت بيده، والذي نفسي بيده إن يده في يدي مع يدها))] (1). لمسلم وأبي داود (2).
_________
(1) في (أ): فأخذت بيدها فجاء بهذا الأعرابي، وما أثبتناه من (ب)، وقد سقط من الأصل فاستدركناه.
(2) مسلم (2017)، وأبو داود (3766).(2/354)
5461 - عائشةُ رفعته: إذا أكل أحدكم طعاماً فليقل بسم الله، فإن نسي في الأول فليقل في الآخر: بسم الله في أوله وآخره. لأبي داود والترمذي (1).
_________
(1) أبو داود (3767)، والترمذي (1858)، وقال: حسن صحيح، والدارمي (2020)،وصححه الألباني في صحيح أبي داود (3202).(2/354)
5462 - وعنها: كَانَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يَأْكُلُ طَعَاماً فِي سِتَّةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَجَاءَ أَعْرَابِيٌّ فَأَكَلَهُ بِلُقْمَتَيْنِ فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: أَمَا إِنَّهُ لَوْ سَمَّى لَكَفَاكُمْ. للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (1858)، وقال: حسن صحيح، وابن ماجة (3264)،وصححه الألباني في صحيح الترمذي (1514).(2/354)
5463 - وَحْشِي بْنِ حَرْبٍ بن وحشي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ: أَنَّ أَصْحَابَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالُوا يَا رَسُولَ الله إِنَّا نَأْكُلُ وَلا نَشْبَعُ، قَالَ: لَعَلَّكُمْ تَفْتَرِقُونَ، قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: فَاجْتَمِعُوا عَلَى طَعَامِكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ الله يُبَارَكْ لَكُمْ فِيهِ (1).
_________
(1) أبو داود (3764)، وابن ماجة (3286) , وحسنه الألباني في صحيح أبي داود (3199).(2/354)
5464 - أُمَيَّة بْنُ مَخْشِيٍّ: وكَانَ النبي - صلى الله عليه وسلم - جَالِسًا وَرَجُلٌ يَأْكُلُ فَلَمْ يُسَمِّ حَتَّى لَمْ يَبْقَ مِنْ طَعَامِهِ إِلاَّ لُقْمَةٌ فَلَمَّا رَفَعَهَا إِلَى فِيهِ قَالَ بِسْمِ الله أَوَّلَهُ وَآخِرَهُ، فَضَحِكَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - ثُمَّ قَالَ: مَا زَالَ الشَّيْطَانُ يَأْكُلُ مَعَهُ فَلَمَّا ذَكَرَ اسْمَ الله آخرًا اسْتَقَاءَ مَا فِي بَطْنِهِ. هما لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (3768)،قال الحاكم 4/ 108: صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي، وضعفه الألباني كما في ((المشكاة)) (4203).(2/355)
5465 - جَابِرُ رفعه: ((إِذَا دَخَلَ الرَّجُلُ منزله فَذَكَرَ الله عِنْدَ دُخُولِهِ وَعِنْدَ طَعَامِهِ قَالَ الشَّيْطَانُ لا مَبِيتَ لَكُمْ وَلا عَشَاءَ وَإن ذكر الله عِنْدَ دُخُولِهِ ولم يذكره عند عشاءه يقول: أَدْرَكْتُمُ الْعَشَاءَ ولا مبيت لكم، وإذا لم يذكر الله عند دخوله ولا عند طعامه قال: أدركتم المبيت والعشاء)). لمسلم، وأبي داود (1).
_________
(1) مسلم (2018).(2/355)
5466 - أنسُ رفعه: ((إن الرجل ليوضع طعامه فما يرفع حتى يغفر له، فقيل: يا رسول الله، وبم ذاك؟ قال: بقول: باسم الله إذا وضع والحمد لله إذا رفع)). للأوسط بضعف (1).
_________
(1) الطبراني في ((الأوسط)) 5/ 209 (5104)، قال الهيثمي 5/ 22: وفيه عبد الوارث مولى أنس، وهو ضعيف، وعبيد بن إسحاق العطار، والجمهور على تضعيفه.(2/355)
5467 - سَلْمَانُ: قَرَأْتُ فِي التَّوْرَاةِ أَنَّ بَرَكَةَ الطَّعَامِ الْوُضُوءُ بعده فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: بَرَكَةُ الطَّعَامِ الْوُضُوءُ قَبْلَهُ وَالْوُضُوءُ بَعْدَهُ. لأبي داود والترمذي (1).
_________
(1) أبو داود (3761)، قال: هو ضعيف، ورواه الترمذي (1846)،وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (804).(2/355)
5468 - أَنَسُ: مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُكْثِرَ الله خَيْرَ بَيْتِهِ فَلْيَتَوَضَّأْ إِذَا حَضَرَ غَدَاؤُهُ وَإِذَا رُفِعَ. للقزويني بضعف (1).
_________
(1) ابن ماجه (3260)، قال البوصيري في ((الزوائد)) (1063): وإسناد حديث أنس ضعيف أيضًا لضعف جبارة وكثير. وضعفه الألباني في ضعيف ابن ماجة (804).(2/355)
5469 - ابنُ عَبَّاس: أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - خَرَجَ مِنَ الْخَلاءِ فقدم إِلَيْهِ طَعَامٌ، فَقَالُوا: أَلا نَأْتِيكَ بِوَضُوءٍ قَالَ: إِنَّمَا أُمِرْتُ بِالْوُضُوءِ إِذَا قُمْتُ إِلَى الصَّلاةِ. لمسلم وأصحاب السنن (1).
_________
(1) مسلم (374).(2/355)
5470 - وعنه: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - شَرِبَ لَبَنًا فدَعَا بِمَاءٍ فَتَمَضْمَضَ وَقَالَ إِنَّ لَهُ دَسَماً. للستة إلا مالكًا (1).
_________
(1) البخاري (211)، ومسلم (358).(2/356)
5471 - جَابِرُ: وقد سئل عَنِ الْوُضُوءِ مِمَّا مَسَّتِ النَّارُ فَقَالَ: قَدْ كُنَّا في زَمَنَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - لا نَجِدُ مِثْلَ ذَلِكَ مِنَ الطَّعَامِ إِلاَّ قَلِيلاً فَإِذَا نَحْنُ وَجَدْنَاهُ لَمْ يَكُنْ لَنَا مَنَادِيلُ إِلاَّ أَكُفَّنَا وَسَوَاعِدَنَا وَأَقْدَامَنَا، ثُمَّ نُصَلِّي وَلا نَتَوَضَّأُ. للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (5457).(2/356)
5472 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((إِنَّ الشَّيْطَانَ حَسَّاسٌ لَحَّاسٌ فَاحْذَرُوهُ عَلَى أَنْفُسِكُمْ، مَنْ بَاتَ وَفِي يَدِهِ رِيحُ غَمَرٍ فَأَصَابَهُ شَيْءٌ فَلا يَلُومَنَّ إِلاَّ نَفْسَهُ)). لأبي داود والترمذي (1).
_________
(1) أبو داود (3852)،والترمذي (1859) وقال: هذا حديث غريب من هذا الوجه، وابن ماجة (3297) قال الألباني في ((ضعيف الترغيب)) (1307): موضوع.(2/356)
5473 - ابنُ عمر رفعه: ((لا يَأْكُلَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ بِشِمَالِهِ وَلا يَشْرَبَنَّ بِهَا فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْكُلُ بِشِمَالِهِ وَيَشْرَبُ بِهَا، وَكَانَ نَافِعٌ يَزِيدُ فِيهَا وَلا يَأْخُذُ بِهَا وَلا يُعْطِي بِهَا)). لمالك ومسلم، وأبي داود، والترمذي (1).
_________
(1) مسلم (2020).(2/356)
5474 - سَلَمَةُ بْنُ الأَكْوَعِ: أَنَّ رَجُلاً أَكَلَ عِنْدَ النبي - صلى الله عليه وسلم - بِشِمَالِهِ، فَقَالَ: كُلْ بِيَمِينِكَ، فقَالَ: لا أَسْتَطِيعُ قَالَ لا اسْتَطَعْتَ مَا مَنَعَهُ إِلاَّ الْكِبْرُ فَمَا رَفَعَهَا إِلَى فِيهِ. لمسلم (1).
_________
(1) مسلم (2021).(2/356)
5475 - عُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ: كُنْتُ غُلامًا فِي حِجْرِ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وَكَانَتْ يَدِي تَطِيشُ فِي الصَّحْفَةِ، فَقَالَ لِي - صلى الله عليه وسلم -: يَا غُلامُ سَمِّ الله وَكُلْ بِيَمِينِكَ، وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ، فَمَا زَالَتْ تِلْكَ طِعْمَتِي بَعْدُ. للشيخين، وأبي داود، والترمذي (1).
_________
(1) البخاري (5376)، ومسلم (2022).(2/356)
5476 - عُبَيْدُ الله بْنِ عِكْرَاشٍ، عَنْ أَبِيهِ: بَعَثَنِي بَنُو مُرَّةَ بِصَدَقَاتِ أَمْوَالِهِمْ إِلَى النبي - صلى الله عليه وسلم -
[ص:357] فَانْطَلَقَ بِي إِلَى بَيْتِ أُمِّ سَلَمَة فَقَالَ: هَلْ مِنْ طَعَامٍ فَأُتِينَا بِجَفْنَةٍ كَثِيرَةِ الثَّرِيدِ وَالْوَذْرِ فأَقْبَلْنَا نَأْكُلُ مِنْهَا فَخَبَطْتُ بِيَدِي مِنْ نَوَاحِيهَا وَأَكَلَ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ، فَقَبَضَ بِيَدِهِ الْيُسْرَى عَلَى يَدِي الْيُمْنَى، ثُمَّ قَالَ: يَا عِكْرَاشُ، كُلْ مِنْ مَوْضِعٍ وَاحِدٍ، فَإِنَّهُ طَعَامٌ وَاحِدٌ، ثُمَّ أُتِينَا بِطَبَقٍ فِيهِ أَلْوَانُ الرُّطَبِ أَوْ التمر شك عُبَيْدُ الله فَجَعَلْتُ آكُلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ وَجَالَتْ يَدُه فِي الطَّبَقِ فَقَالَ: يَا عِكْرَاشُ، كُلْ مِنْ حَيْثُ شِئْتَ فَإِنَّهُ غَيْرُ لَوْنٍ وَاحِدٍ ثُمَّ أُتِينَا بِمَاءٍ فَغَسَلَ - صلى الله عليه وسلم - يَدَيْهِ وَمَسَحَ بِبَلَلِ كَفَّيْهِ وَجْهَهُ وَذِرَاعَيْهِ وَرَأْسَهُ ثم وَقَالَ يَا عِكْرَاشُ هَذَا الْوُضُوءُ مِمَّا غَيَّرَتِ النَّارُ. للترمذي وأغربه (1).
_________
(1) الترمذي (1848)، وقال: غريب، وابن ماجة (3274). وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (1848).(2/356)
5477 - ابْنُ عَبَّاسٍ رفعه: ((الْبَرَكَةُ تَنْزِلُ وَسْطَ الطَّعَامِ فَكُلُوا مِنْ حَافَتَيْهِ وَلا تَأْكُلُوا مِنْ وَسْطِهِ)). للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (1805)، وقال: حسن صحيح، وابن ماجة (3277)،وصححه الألباني في صحيح الترمذي (1474).(2/357)
5478 - عَبْدُ الله بْنِ بُسْرٍ: كَانَ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَصْعَةٌ يُقَالُ لَهَا الْغَرَّاءُ يَحْمِلُهَا أَرْبَعَةُ رِجَالٍ فَلَمَّا أَضْحَوْا وَسَجَدُوا الضُّحَى أُتِيَ بِتِلْكَ الْقَصْعَةِ وَقَدْ ثُرِدَ فِيهَا والْتَفُّوا عَلَيْهَا فَلَمَّا كَثَرُوا جَثَا - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ له أَعْرَابِيٌّ مَا هَذِهِ الْجِلْسَةُ قَالَ: ((إِنَّ الله جَعَلَنِي عَبْدًا كَرِيمًا وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا عَنِيدًا)) ثُمَّ قَالَ: ((كُلُوا مِنْ حَوَالَيْهَا وَدَعُوا ذِرْوَتَهَا يُبَارَكْ فِيهَا)) (1).
_________
(1) أبو داود (3773)، وصححه الألباني في ((الصحيحة)) (2105).(2/357)
5479 - عَائِشَةُ رفعته: ((لا تَقْطَعُوا اللَّحْمَ (بِالسِّكِّينِ) (1) وَانْهَسُوهُ نهسًا فَإِنَّهُ أَهْنَأُ وَأَمْرَأُ)). هما لأبي داود (2).
_________
(1) في (ب): بالسكين فإنه من صنيع الأعاجم.
(2) أبو داود (3778)، وقال: وليس هو بالقوي، وقال الألباني في ((ضعيف الترغيب)) (1290): منكر.(2/357)
5480 - صَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ: كُنْتُ آكُلُ مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَآخُذُ اللَّحْمَ مِنَ الْعَظْمِ، فَقَالَ: أَدْنِ الْعَظْمَ مِنْ فِيكَ فَإِنَّهُ أَهْنَأُ وَأَمْرَأُ. للترمذي وأبي داود (1).
_________
(1) أبو دواد (3779)، وقال: عثمان لم يسمع من صفوان، وهو مرسل، والترمذي (1835)، وقال: وهذا حديث لا نعرفه إلا من حديث عبد الكريم، وقد تكلم بعض أهل العلم في عبد الكريم المعلم منهم أيوب السختياني من قبل حفظه. وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (808).(2/357)
5481 - ابنُ عمرو بن العاص: مَا رُئِيَ النبي - صلى الله عليه وسلم - يَأْكُلُ مُتَّكِئًا قَطُّ وَلا يَطَأُ عَقِبَهُ رَجُلانِ قط. [إن كانوا ثلاثة مشى بينهما وإن كانوا جماعة قدم بعضهم]. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (3770)،وابن ماجة (244)،وصححه الألباني في ((الصحيحة)) (2104).(2/357)
5482 - أَنَسٌ: أُتِيَ النبي - صلى الله عليه وسلم - بِتَمْرٍ فَجَعَلَ يَقْسِمُهُ وَهُوَ مُحْتَفِزٌ يَأْكُلُ مِنْهُ أَكْلاً ذَرِيعًا (1).
_________
(1) مسلم (2044) 149، وأبو داود (3771).(2/358)
5483 - وفي رواية: (جثيثاً) (1) ورأيته جالساً مقعياً يأكل تمراً. لمسلم وأبي داود (2).
_________
(1) في (ب): حثيثًا.
(2) مسلم (2044) 148.(2/358)
5484 - ابنُ عمر: أن النبى - صلى الله عليه وسلم - نهى عن الجلوس على مائدة يشرب الخمر عليها، وأن يأكل رجل أو يشرب منبطحاً على بطنه، ورخص في أكل حب مقلا ونحوه متكئاً. لرزين.(2/358)
5485 - ابْنُ عَبَّاسٍ رفعه: ((إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ طعامًا فَلا يَمْسَحْ أصابعه حَتَّى يَلْعَقَهَا أَوْ يُلْعِقَهَا)). للشيخين وأبي داود (1).
_________
(1) البخاري (5456)، ومسلم (2031).(2/358)
5486 - كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يَأْكُلُ بِثَلاثِ أَصَابِعَ فَإِذَا فَرَغَ لَعِقَهَا. لأبي داود ومسلم بلفظه (1).
_________
(1) مسلم (2032)، وأبو داود (3848).(2/358)
5487 - جَابِرٌ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - أَمَرَ بِلَعْقِ الأَصَابِعِ وَالصَّحْفَةِ، وَقَالَ: إِنَّكُمْ لا تَدْرُونَ فِي أي طعامكم الْبَرَكَةُ (1).
_________
(1) مسلم (2033) 133.(2/358)
5488 - وفي روايةٍ: ((إِذَا وَقَعَتْ لُقْمَةُ أَحَدِكُمْ فَلْيَأْخُذْهَا فَلْيُمِطْ مَا كَانَ بِهَا مِنْ أَذًى وَلْيَأْكُلْهَا وَلا يَدَعْهَا لِلشَّيْطَانِ وَلا يَمْسَحْ يَدَهُ بِالْمِنْدِيلِ حَتَّى يَلْعَقَ أَصَابِعَهُ فَإِنَّهُ لا يَدْرِي فِي أَيِّ طَعَامِهِ الْبَرَكَةُ)). لمسلم والترمذي (1).
_________
(1) مسلم (2033) 134، والترمذي (1802).(2/358)
5489 - (نبيشة) (1) الْخَبررفعه: ((مَنْ أَكَلَ فِي قَصْعَةٍ ثُمَّ لَحِسَهَا اسْتَغْفَرَتْ لَهُ الْقَصْعَةُ)). للترمذي (2).
_________
(1) في (أ): نبشة، وما أثبتناه من (ب).
(2) الترمذي (1804)، وقال: حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث المعلي بن راشد، وابن ماجة (3272)،والدارمي (2027). وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (304).(2/358)
5490 - لرزين: تقول له القصعة أعتقك الله من النار كما أعتقتني من الشيطان.(2/359)
5491 - أَنَسُ: أُتِيَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بِتَمْرٍ عَتِيقٍ فَجَعَلَ يُفَتِّشُهُ حتى يُخْرِجَ السُّوسَ مِنْهُ. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (3832)، وصححه الألباني في ((الصحيحة)) (2113)، وقال: هذا الإسناد صحيح على شرط الشيخين، وهمام هو ابن يحيى بن دينار الأزدي العوذي الملحمي مولاهم.(2/359)
5492 - عَبْدُ الله بْنُ بُسْرٍ: نَزَلَ النبي - صلى الله عليه وسلم - عَلَى أَبِي فَقَرَّبْنَا إِلَيْهِ طَعَامًا وَوَطْيَةً فَأَكَلَ مِنْهَا ثُمَّ أُتِيَ بِتَمْرٍ فَكَانَ يَأْكُلُهُ وَيُلْقِي النَّوَى بَيْنَ إِصْبَعَيْهِ وَيَجْمَعُ السَّبَّابَةَ وَالْوُسْطَى. لمسلم مطولاً، ولأبي داود والترمذي نحوه (1).
_________
(1) مسلم (2042).(2/359)
5493 - ابْنُ عُمَرَ: نَهَى النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يَقْرُنَ الرَّجُلُ بَيْنَ التَّمْرَتَيْنِ. إلا أن يَسْتَأْذِنَ صاحبه. [قال الشعبى: الإذن من قول ابن عمر]. للشيخين وأبي داود والترمذي (1).
_________
(1) البخاري (2455,5446)، ومسلم (2045).(2/359)
5494 - بريدةُ رفعه: ((كنت نهيتكم عن الإقران في التمر، فإن الله قد أوسع عليكم فأقرنوا)). للأوسط والبزار بضعف (1).
_________
(1) الطبراني في ((الأوسط)) 7/ 129 (7068)، ((مجمع الزوائد)) 5/ 42، وقال الهيثمي: رواه الطبراني في ((الأوسط)) والبزار، وفي إسنادهما يزيد بن بزيع، وهو ضعيف.(2/359)
5495 - ابنُ عمر قال نافع: كان لا يَأْكُلُ حَتَّى يُؤْتَى بِمِسْكِينٍ يَأْكُلُ مَعَهُ فَأَدْخَلْتُ إليه رَجُلاً يَأْكُلُ مَعَهُ فَأَكَلَ كَثِيرًا، فَقَالَ: يَا نَافِعُ لا تُدْخِلْ هَذَا عَلَيَّ سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: ((الْمسلم يَأْكُلُ فِي معاء وَاحِدٍ وَالْكَافِرُ والمنافق يَأْكُلُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ)) (1).
_________
(1) البخاري (5393)، ومسلم (2060).(2/359)
5496 - وفي روايةٍ: كَانَ أَبُو نَهِيكٍ رَجُلاً أَكُولاً، فَقَالَ لَهُ ابْنُ عُمَرَ إِنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: ((إِنَّ الْكَافِرَ يَأْكُلُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ)). فَقَالَ: فَأَنَا أُؤمِنُ بِالله وَرَسُولِهِ. للشيخين والترمذي (1).
_________
(1) البخاري (5395).(2/359)
5497 - أبو هريرة: أضاف النبي - صلى الله عليه وسلم - ضيفًا كافرًا، فأمر له بشاة فحلبت فشرب حلابها، (وثم أخرى، فشرب حلابها، ثم أخرى فشرب) (1) حلابها حتى شرب
[ص:360] حلاب سبع شياه، ثم إنه أصبح، فأسلم فأمر - صلى الله عليه وسلم - بشاة فشرب حلابها، ثم أخرى فلم يستتمها فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((إن المؤمن يشرب في معاء واحد، والكافر يشرب في سبعة أمعاء)) (2).
_________
(1) في الأصل: ثم أخرى ثم أخرى، والمثبت من (ب).
(2) البخاري (5396 - 5397)، ومسلم (2063).(2/359)
5498 - وعنه رفعه: ((طَعَامُ الاثْنَيْنِ كَافِي الثَّلاثَةِ، وَطَعَامُ الثَّلاثَةِ كَافِي الأَرْبَعَةِ)). هما للشيخين والموطأ والترمذي (1).
_________
(1) البخاري (5392)، ومسلم (2058).(2/360)
5499 - جَابِرٌ رفعه: ((طَعَامُ الْوَاحِدِ يَكْفِي الاثْنَيْنِ وَطَعَامُ الاثْنَيْنِ يَكْفِي الأَرْبَعَةَ، وَطَعَامُ الأَرْبَعَةِ يَكْفِي الثَّمَانِيَةَ)). لمسلم والترمذي (1).
_________
(1) مسلم (2059)، والترمذي (1820).(2/360)
5500 - ابْن عُمَرَ: تَجَشَّأَ رَجُلٌ عِنْدَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: ((كُفَّ عَنَّا جُشَاءَكَ فَإِنَّ أَكْثَرَهُمْ شِبَعًا فِي الدُّنْيَا أَطْوَلُهُمْ جُوعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ)). للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (2478)،وقال: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، وابن ماجة (3350).(2/360)
5501 - نافعٌ: أهدى رجل من العراق إلى ابن عمر جوارش، فقال: ما يصنع بهذا، قال إذا كضك الطعام أخذت منه، قال: والله ما شبعت منذ كذا وكذا لا حاجة لي فيه. لرزين (1).
_________
(1) شعب الإيمان 5/ 38 (5686).(2/360)
5502 - مِقْدَامُ بْنُ مَعْدِي كَرِبَ رفعه: ((مَا مَلأَ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنٍ، بِحَسْبِ ابْنِ آدَمَ لقيمات يُقِمْنَ صُلْبَهُ، فَإِنْ كَانَ لا مَحَالَةَ فَثُلُثٌ لِطَعَامِهِ وَثُلُثٌ لِشَرَابِهِ وَثُلُثٌ لِنَفَسِهِ)) (1).
_________
(1) الترمذي (2380)، وقال: هذا حديث حسن صحيح، وابن ماجة (3349)،وصححه الألباني في صحيح الترمذي (1939).(2/360)
5503 - أَنَسٌ رفعه: ((تَعَشَّوْا وَلَوْ بِكَفٍّ مِنْ حَشَفٍ فَإِنَّ تَرْكَ الْعَشَاءِ مَهْرَمَةٌ)). هما للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (1856)، وقال: هذا حديث منكر، وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (315).(2/360)
5504 - وعنه: رأيت عمر وهو يومئذ أمير المدينة يطرح له عن عشائه صاع من التمر فيأكله ويأكل الحشف معه. لمالك دون عشائه فلرزين (1).
_________
(1) مالك 2/ 711.(2/360)
5505 - أبو هُرَيْرَةَ مَا عَابَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طَعَامًا قَطُّ، إِنِ اشْتَهَاهُ أَكَلَهُ، وَإِنْ كَرِهَهُ تَرَكَهُ. للشيخين وأبي داود والترمذي (1).
_________
(1) البخاري (5409)، ومسلم (2064).(2/361)
5506 - وعنه رفعه: ((إِذَا وَقَعَ الذُّبَابُ فِي إِنَاءِ أَحَدِكُمْ فاملقوه يقول: اغمسوه فَإِنَّ فِي أَحَدِ جَنَاحَيْهِ دَاء، وَفِي الآخَرِ شِفَاء، وَإِنَّهُ يَتَّقِي بِجَنَاحِهِ الَّذِي فِيهِ الدَّاءُ فَلْيَغْمِسْهُ كُلَّهُ)). للبخاري وأبي داود (1).
_________
(1) البخاري (3320)، وأبو داود (3844).(2/361)
5507 - جَابِرٌ: أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أَخَذَ بِيَدِ مَجْذُومٍ فَوَضَعَهَا مَعَهُ فِي الْقَصْعَةِ، وَقَالَ: كُلْ ثِقَةً بِالله وَتَوَكُّلاً عَلَيْهِ. للترمذي وأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (3925)، والترمذي (1817)، وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث يونس بن محمد عن المفضل بن فضالة.(2/361)
5508 - بريدةُ: أن أبا بكر وعمر فعلا مثل ذلك، وقالا مثل ذلك. لرزين.(2/361)
5509 - ابنُ عباس: نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - أن ينفخ في الطعام والشراب والتمرة. للكبير بضعف (1).
_________
(1) الطبراني في ((الكبير)) 11/ 296 (11789)، وقال الهيثمي 5/ 78: رواه الطبراني، وفيه: محمد بن جابر، وهو ضعيف.(2/361)
5510 - ابْنُ عُمَرَ رفعه: ((إِذَا وُضِعَتِ الْمَائِدَةُ فَلا يَقُومُ رَجُلٌ حَتَّى تُرْفَعَ الْمَائِدَةُ وَلا يَرْفَعُ يَدَهُ وَإِنْ شَبِعَ حَتَّى يَفْرُغَ الْقَوْمُ وَلْيُعْذِرْ، فَإِنَّ الرَّجُلَ يُخْجِلُ جَلِيسَهُ فَيَقْبِضُ يَدَهُ وَعَسَى أَنْ يَكُونَ لَهُ فِي الطَّعَامِ حَاجَةٌ)). للقزويني (1).
_________
(1) ابن ماجة (3295)، وقال البوصيري في ((مصباح الزجاجة)) 4/ 14: هذا إسناد ضعيف، في إسناده: عبد الأعلى بن أعين، وهو ضعيف. وقال الألباني في ضعيف ابن ماجة (713):ضعيف جدا.(2/361)
5511 - أنسٌ: نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الشرب قائمًا وعن الأكل قائمًا. للبزار والموصلي (1).
_________
(1) البزار كما في ((كشف الأستار)) 3/ 330 (2868)، ومسند أبي يعلى الموصلي 5/ 249 (2867)، والحديث في مسلم (2024) بلفظ آخر.(2/361)
ما ورد في أطعمة مخصوصة من مدح وإباحة وكراهة وحكم المضطر وغير ذلك(2/362)
5512 - جَابِرُ بْنُ سَمُرَةَ: نَزَلَ النبي - صلى الله عليه وسلم - عَلَى أبي أَيُّوبَ فكَانَ إِذَا أَكَلَ طَعَامًا بَعَثَ إِلَيْهِ بِفَضْلِهِ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ يَوْمًا بِطَعَامٍ لَمْ يَأْكُلْ مِنْهُ - صلى الله عليه وسلم -، فَلَمَّا أَتَى أَبُو أَيُّوبَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - ذَكَرَ له ذَلِكَ فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: ((فِيهِ الثوم)) فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله أَحَرَامٌ هُوَ؟ قَالَ: ((لا، وَلَكِنِّي أَكْرَهُهُ مِنْ أَجْلِ رِيحِهِ)) (1).
_________
(1) الترمذي (1807)، قال أبو عيسى: حسن صحيح، قال الألباني في صحيح الترمذي (1476): صحيح.(2/362)
5513 - عُبَيْدُ الله بْنُ أَبِي يَزِيدَ: أَنَّ أُمَّ أَيُّوب أَخْبَرَتْهُ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - نَزَلَ عَلَيْهِمْ فَتَكَلَّفُوا لَهُ طَعَامًا فِيهِ مِنْ بَعْضِ هَذِهِ الْبُقُولِ فَكَرِهَ أَكْلَهُ، فَقَالَ لأَصْحَابِهِ: ((كُلُوهُ فَإِنِّي لَسْتُ كَأَحَدِكُمْ، إِنِّي أَخَافُ أَنْ أُوذِيَ صَاحِبِي)). هما للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (1810)، قال أبو عيسى: حسن صحيح غريب وأم أيوب هي امرأة أبي أيوب الأنصاري, وابن ماجة (3364)،والدارمي (2045). قال الألباني في صحيح الترمذي (1478): حسن.(2/362)
5514 - عَائِشَةُ: آخِرُ طَعَامٍ أَكَلَهُ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فِيهِ بَصَلٌ. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (3829)، قال المنذري في ((مختصره)) 5/ 331: في إسناده بقية بن الوليد وفيه مقال. وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (825).(2/362)
5515 - يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: أَنَّ عُمَرَ كَانَ يَأْكُلُ خُبْزًا بِسَمْنٍ فَدَعَا رَجُلاً مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ، فَجَعَلَ يَأْكُلُ وَيَتَّبِعُ بِاللُّقْمَةِ وَضَرَ الصَّحْفَةِ، فَقَالَ له عُمَرُ: كَأَنَّكَ مُقْفِرٌ، فَقَالَ: وَالله مَا أَكَلْتُ سَمْنًا وَلا سمينًا، ولا رأيت أَكْلاً بِهِ مُنْذُ كَذَا وَكَذَا، فَقَالَ عُمَرُ: لا آكُلُ السَّمْنَ حَتَّى يَحْيَا النَّاسُ مِنْ أَوَّلِ مَا يَحْيَوْنَ (1).
_________
(1) ((الموطأ)) 2/ 710 - 711.(2/362)
5516 - حُمَيْدُ بْنُ مَالِكِ: كُنْتُ مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ بِالْعَقِيقِ فَأَتَاهُ قَوْمٌ فَنَزَلُوا عِنْدَهُ، فَقَالَ لي: اذْهَبْ إِلَى أُمِّي، فَقُلْ: إِنَّ ابْنَكِ يُقْرِئُكِ السَّلامَ، وَيَقُولُ لك: أَطْعِمِينَا مما كان عندك فَوَضَعَتْ ثَلاثَةَ أَقْرَاصٍ فِي صَحْفَةٍ وَشَيْئًا مِنْ زَيْتٍ وَمِلْحٍ، ثُمَّ وضعت الصحفة عَلَى رَأْسِي فجئت بها، فلما وَضَعْتُهَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ كَبَّرَ أَبُو هُرَيْرَةَ، وَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَشْبَعَنَا مِنَ الْخُبْزِ بَعْدَ أَنْ لَمْ يَكُنْ طَعَامُنَا إِلاَّ الأَسودان الْمَاء وَالتَّمْر فَلَمْ يُصِبِ الْقَوْمُ مِنَ الطَّعَامِ شَيْئًا، فَلَمَّا انْصَرَفُوا،
[ص:363] قَالَ: يَا ابْنَ أَختي أَحْسِنْ إِلَى غَنَمِكَ، وَامْسَحِ الرُّغامَ عَنْهَا وَأَطِبْ مُرَاحَهَا وَصَلِّ فِي نَاحِيَتِهَا، فَإِنَّهَا مِنْ دَوَابِّ الْجَنَّةِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيُوشِكُ أَنْ يَأْتِيَ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ تَكُونُ الثُّلَّةُ مِنَ الْغَنَمِ أَحَبَّ إِلَى صَاحِبِهَا مِنْ دَارِ مَرْوَانَ. هما لمالك (1).
_________
(1) ((الموطأ)) 2/ 711.(2/362)
5517 - جَابِرُ: أنه كان مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في بعض حجر نسائه فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((هَلْ مِنْ غَدَاءٍ؟)) فَقَالُوا: نَعَمْ، فَأُتِيَ بِثَلاثَةِ أَقْرِصَةٍ شعير فوضعهن على نبي، فَأَخَذَ (قُرْصًا فَوَضَعَهُ بَيْنَ يَدَي وَأَخَذَ آخَرَ فَوَضَعَهُ بَيْنَ يَدَيه، ثُمَّ أَخَذَ الثَّالِثَ فَكَسَرَهُ بِاثْنَيْنِ فَجَعَلَ نِصْفَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ وَنِصْفَهُ بَيْنَ يَدَيَّ، فقَالَ: ((هَلْ مِنْ أُدُمٍ؟)) فقَالُوا: لا، إِلاَّ شَيْءٌ مِنْ خَلٍّ. قَالَ: ((هَاتُوهُ فَنِعْمَ الإدام هُوَ)). لمسلم وأصحاب السنن (1).
_________
(1) مسلم (2052).(2/363)
5518 - وفي رواية: ((إنَّ الْخَلَّ نِعْمَ الأُدُمُ)). قَالَ جَابِرٌ: فَمَا زِلْتُ أُحِبُّ الْخَلَّ مذ سَمِعْتُهَا منه (2).(2/363)
5519 - أُمُّ هَانِئٍ: دَخَلَ عَلَيَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: ((هَلْ عِنْدَكُمْ شَيْءٌ؟))، فَقُلْتُ: لا، إِلاَّ كِسَرٌ يَابِسَةٌ وَخَلٌّ، فَقَالَ: قَرِّبِيهِ، فَمَا افتقر بَيْتٌ مِنْ أُدْمٍ فِيهِ خَلٌّ. للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (1842)، قال أبو عيسى حديث حسن غريب، قال الألباني في صحيح الترمذي (1502): صحيح.(2/363)
5520 - أَنَسٌ: إِنَّ خَيَّاطًا دَعَا النبي - صلى الله عليه وسلم - لِطَعَامٍ صَنَعَهُ، فَذَهَبْتُ معه، فقرب إليه خُبْزاً مِنْ شَعِيرٍ وَمَرَقاً فِيهِ دُبَّاءٌ وَقَدِيدٌ قَالَ أَنَسٌ: فَرَأَيْتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - يَتَتَبَّعُ الدُّبَّاءَ مِنْ حوالي الصَّحْفَةِ فَلَمْ أَزَلْ أُحِبُّ الدُّبَّاءَ مِنْ يَوْمِئِذٍ (1).
_________
(1) البخاري (2092)، ومسلم (2041).(2/363)
5521 - وفي رواية: فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ جَعَلْتُ أُلْقِيهِ إِلَيْهِ وَلا أَطْعَمُهُ (1).
_________
(1) مسلم (2041).(2/363)
5522 - وفي أخرى: قَالَ أَنَسٌ: فَمَا صُنِعَ لِي طَعَامٌ بَعْدُ أَقْدِرُ عَلَى أَنْ يُصْنَعَ فِيهِ دُبَّاءٌ إِلاَّ صُنِعَ. للستة إلا النسائي (1).(2/364)
5523 - ابْنُ عُمَرَ: أُتِيَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - بِجُبْنَةٍ فِي تَبُوكَ من عمل النصارى، فَدَعَا بِسِكِّينٍ فَسَمَّى وَقَطَعَ. لأبي داود، ولرزين: وأكل (1).
_________
(1) أبو داود (3819)، وقال المنذري في ((مختصره)) 5/ 328: قال أبو حاتم الرازي: الشعبي لم يسمع من ابن عمر، وذكر غير واحد: أنه سمع من ابن عمر. وحسنه الألباني في صحيح أبي داود (3235).(2/364)
5524 - ولأحمد والبزار: عن ابْنِ عَبَّاسٍ أُتِيَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - بِجُبْنَةٍ فِي غَزَاةٍ فَقَالَ: ((أَيْنَ صُنِعَتْ هَذِهِ؟)) فَقَالُوا: بِفَارِسَ، وَنَحْنُ نُرَى أَنَّهُ جعل فِيهَا مَيْتَة فَقَالَ: ((اطْعَنُوا فِيهَا بِالسِّكِّينِ وَاذْكُرُوا اسْمَ الله وَكُلُوا)) (1).
_________
(1) أحمد 1/ 303 - 304، والبزار كما في ((كشف الأستار)) 3/ 334 (2878)، وقال الهيثمي 5/ 42 - 43: رواه أحمد والبزار والطبراني وقال: في غزوة الطائف وفيه: جابر الجعفي، وقد ضعفه الجمهور، وقد وثقه، وبقية رجال أحمد رجال الصحيح.(2/364)
5525 - أبو هُرَيْرَةَ: قَسَمَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمًا بَيْنَ أَصْحَابِهِ تَمْرًا فَأَعْطَى كُلَّ إِنْسَانٍ سبعًا، وأَعْطَانِي سبعًا إِحْدَاهُنَّ حَشَفَةٌ فكانت أعجبهن إليَّ؛ لأنها شَدَّتْ فِي مَضَاغِي. للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (5411).(2/364)
5526 - يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ الله بْنِ سَلامٍ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - أَخَذَ كِسْرَةً مِنْ خُبْزِ شَعِيرٍ فَوَضَعَ عَلَيْهَا تَمْرَةً وَقَالَ: ((هَذِهِ إِدَامُ هَذِهِ)). لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (3830)، وقال الألباني في المشكاة (4223): إسناده ضعيف.(2/364)
5527 - عَائِشَةُ رفعته: ((بَيْتٌ لا تَمْرَ فِيهِ جِيَاعٌ أَهْلُهُ)). لمسلم وأبي داود والترمذي (1).
_________
(1) مسلم (2046)، أبو داود (3831)، الترمذي (1815).(2/364)
5528 - وعنها: كَانَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يَأْكُلُ الْبِطِّيخَ بِالرُّطَبِ ويَقُولُ: ((يُكْسِرُ حَرُّ هَذَا بِبَرْدِ هَذَا، وَبَرْدُ هَذَا بِحَرِّ هَذَا)). للترمذي، وأبي داود بلفظه (1).
_________
(1) أبو داود (3836)، الترمذي (1843)، وقال: هذا حديث حسن غريب. وحسنه الألباني في صحيح أبي داود (3249).(2/364)
5529 - وعنها: أَرَادَتْ أُمِّي أَنْ تُسَمِّنَنِي لِدُخُولِي عَلَى رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فَلَمْ أَقْبَلْ عَلَيْهَا بِشَيْءٍ مِمَّا تُرِيدُ حَتَّى أَطْعَمَتْنِي الْقِثَّاءَ بِالرُّطَبِ فَسَمِنْتُ عَلَيْهِ كَأَحْسَنِ السَّمْنِ. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (3903)، وابن ماجة (3324). وذكره الحاكم في ((المستدرك)) 2/ 185 وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. وصححه الألباني في صحيح أبي داود (3303).(2/364)
5530 - عَبْدُ الله بْنُ جَعْفَرٍ: رَأَيْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَأْكُلُ الْقِثَّاءَ بِالرُّطَبِ. للبخاري وأبي داود والترمذي (1).
_________
(1) البخاري (5440,5447).(2/365)
5531 - عبدُ الله بنُ بسرٍ وأخوه: دَخَلَ عَلَيْنَا النبي - صلى الله عليه وسلم - فَقَدَّمْنَا إليه زُبْدًا وَتَمْراً، وَكَانَ يُحِبُّ الزُّبْدَ وَالتَّمْرَ. لأبي داود (1).
_________
(1) مسلم (2042)، أبو داود (3837).(2/365)
5532 - ولأحمد بخفي: أَتَانَا النبي - صلى الله عليه وسلم - فَقَدَّمَتْ إِلَيْهِ جَدَّتِي تَمْرًا تعلله بهِ، وَطَبَخَتْ لَهُ وَسَقَيْنَاهُمْ فَنَفِدَ الْقَدَحُ، فَجِئْتُ بِقَدَحٍ آخَرَ، فَقَالَ: ((أَعْطِ الْقَدَحَ الَّذِي انْتَهَى إِلَيْهِ)) (1).
_________
(1) أحمد 4/ 188، قال الهيثمي 5/ 133: رواه أحمد، وفيه راوٍ لم يسم أو بقية رجاله ثقات.(2/365)
5533 - عَائِشَةُ: كَانَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُحِبُّ الحلوى وَالْعَسَلَ (1).
_________
(1) الترمذي (1831)، وقال: حديث حسن صحيح غريب. وهو عند البخاري (5268) في حديث طويل.(2/365)
5534 - عَبْدُ الله الْمُزَنِيُّ رفعه: ((إِذَا اشْتَرَى أَحَدُكُمْ لَحْمًا فَلْيُكْثِرْ مَرَقَتَهُ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ لَحْمًا أَصَابَ مَرَقًا وَهُوَ أَحَدُ اللَّحْمَيْنِ)). هما للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (1832)، قال: هذا الحديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث محمد بن فضاء، ومحمد بن فضاء هو المعبر وقد تكلم فيه سليمان بن حرب وعلقمة بن عبد الله هو أخو بكر بن عبد الله المزني. وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (309).(2/365)
5535 - بْنُ مَسْعُودٍ: كَانَ أَحَبُّ الْعُرَاقِ إِلَى النبي - صلى الله عليه وسلم - عُرَاقَ الشَّاء، وقَالَ: كَانَ يُعْجِبُهُ الذِّرَاعُ، وَسُمَّ فِي الذِّرَاع. لأبى داود (1).
_________
(1) أبو داود (3780)، (3781)، وصححه الألباني في ((صحيح أبي داود)) (3211)، (3212).(2/365)
5536 - عَائِشَةُ: مَا كَانَ الذِّرَاعُ أَحَبَّ اللَّحْمِ إِلَى رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، وَلَكِنْ كَانَ لا يَجِدُ اللَّحْمَ إِلاَّ غِبًّا، فَكَانَ يَعْجَلُ إِلَيْهِ؛ لأَنَّهُ أَعْجَلُهَا نُضْجًا. للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (1838)، قال أبو عيسى: هذا حديث غريب، وفي بعض النسخ حسن، لا نعرفه إلا من هذا الوجه. قال الألباني في ضعيف الترمذي (311): منكر.(2/365)
5537 - عُمَرُ: إِيَّاكُمْ وَاللَّحْمَ، فَإِنَّ لَهُ ضَرَاوَةً كَضَرَاوَةِ الْخَمْرِ (1).
_________
(1) ((الموطأ)) 2/ 713.(2/365)
5538 - جَابِرٌ: أدركني عمر وأنا أجيء من السوق ومعي حِمَالُ لَحْمٍ، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ فقلت: قَرِمْنَا إِلَى اللَّحْمِ فَاشْتَرَيْتُ بِدِرْهَمٍ لَحْمًا، فَقَالَ: أَمَا يُرِيدُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَطْوِيَ بَطْنَهُ عَنْ جَارِهِ، وابْنِ عَمِّهِ، أَيْنَ يذْهَبُ عَنْكُمْ قوله تعالى: {أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا} (1).
_________
(1) ((الموطأ)) 2/ 713.(2/366)
5539 - أَسْلَمُ قَالَ لِعُمَرَ: إِنَّ فِي الظَّهْرِ نَاقَةً عَمْيَاءَ، قَالَ عُمَرُ: ادْفَعْهَا إِلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَنْتَفِعُونَ بِهَا. قُلْتُ: وَهِيَ عَمْيَاءُ؟ قَالَ: يَقْطُرُونَهَا بِالإبِلِ. قُلْتُ: كَيْفَ تَأْكُلُ مِنَ الأَرْضِ؟ قَالَ: أَمِنْ نَعَمِ الْجِزْيَةِ هِيَ أَمْ مِنْ نَعَمِ الصَّدَقَةِ؟ قُلْتُ: مِنْ نَعَمِ الْجِزْيَةِ، قال: أَرَدْتُمْ وَالله أَكْلَهَا. قُلْتُ: إِنَّ عَلَيْهَا وَسْمَ نعم الْجِزْيَةِ، فَأَمَرَ بِهَا فَنُحِرَتْ، وَكَانَ عِنْدَهُ صِحَافٌ تِسْعٌ فَلا تَكُونُ فَاكِهَةٌ وَلا طُرَيْفَةٌ إِلاَّ جَعَلَ مِنْهَا فِي تِلْكَ الصِّحَافِ، فيبعث بِهَا إِلَى أَزْوَاجِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وَيَكُونُ الَّذِي يَبْعَثُ بِهِ إِلَى حَفْصَةَ مِنْ آخِرِ ذَلِكَ، فَإِنْ كَانَ فِيهِ نُقْصَانٌ كَانَ فِي حَظِّ حَفْصَةَ، فَجَعَلَ فِي تِلْكَ الصِّحَافِ مِنْ لَحْمِ تِلْكَ الْجَزُورِ، فَبَعَثَ بِهِ إليهن وَأَمَرَ بِمَا بَقِيَ فصنع فَدَعَا عَلَيْهِ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارَ. هي لمالك (1).
_________
(1) ((الموطأ)) 1/ 233.(2/366)
5540 - سهلُ بنُ سعد: كنا نفرح بيوم الجمعة. قلت: ولم؟ قال: كانت لنا عجوز ترسل إلي بضاعة فتأخذ من أصول السلق، فتطرحه في القدر، وتكركر عليه حبات من شعير، والله ما فيه شحم ولا ودك، فإذا صلينا الجمعة انصرفنا فنسلم عليها فتقدمه إلينا فنفرح بيوم الجمعة من أجله (1).
_________
(1) البخاري (2349)، ومسلم (859).(2/366)
5541 - وفي رواية: ومَا كُنَّا نَقِيلُ وَلا نَتَغَدَّى إِلاَّ بَعْدَ الْجُمُعَةِ (1).
_________
(1) البخاري (939)، ومسلم (859).(2/366)
5542 - جَابِرِ: لقد رأيتنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - بِمَرِّ الظَّهْرَانِ نَجْنِي الْكَبَاثَ، وهو ثمر الأراك، ويقول: ((عَلَيْكُمْ بِالأَسْوَدِ مِنْهُ فَإِنَّهُ أَطَيبُ)) فقلت: أَكُنْتَ تَرْعَى الْغَنَمَ؟ قَالَ: ((وَهَلْ مِنْ نَبِيٍّ إِلاَّ رَعَاهَا)). هما للشيخين (1).
_________
(1) البخاري (3406)، ومسلم (2050).(2/367)
5543 - أنسٌ: أُتى النبي - صلى الله عليه وسلم - بإناء أو بقعب فيه لبن وعسل، فقال: ((أدمان في إناء لا آكله ولا أحرمه)). للأوسط وفيه محمد بن عبد الكبير بن شعيب (1).
_________
(1) الطبراني 7/ 247 (7404)، قال الهيثمي في ((المجمع)) 5/ 34: فيه محمد بن عبد الكريم بن شعيب، ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. وضعفه الألباني في الضعيفة (2182).(2/367)
5544 - أبو خَالِدٍ: دَخَلْتُ عَلَى رَجُلٍ وَهُوَ يَتَمَجَّعُ لَبَنًا بِتَمْرٍ، فَقَالَ: ادْنُ فَإِنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - سَمَّاهُمَا الأَطيبين. لأحمد (1).
_________
(1) أحمد 3/ 474، وقال الهيثمي في ((المجمع)) 5/ 41: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح خلا أبا خالد، وهو ثقة.(2/367)
5545 - جَابِرُ بْنُ سَمُرَةَ: أَنَّ رَجُلاً نَزَلَ بالْحَرَّةَ وَمَعَهُ أَهْلُهُ وَوَلَدُهُ، فَقَالَ له رَجُلٌ: إِنَّ نَاقَةً لِي ضَلَّتْ، فَإِنْ وَجَدْتَهَا فَأَمْسِكْهَا، فَوَجَدَهَا ولَمْ يَجِدْ صَاحِبَهَا، فَمَرِضَتْ، فَقَالَتِ امْرَأَتُهُ: انْحَرْهَا، فَأَبَى، فَنَفَقَتْ فَقَالَتِ له: اسْلُخْهَا: حَتَّى نُقَدِّدَ شَحْمَهَا وَلَحْمَهَا وَنَأْكُلَهُ فَقَالَ: حَتَّى أَسْأَلَ النبي - صلى الله عليه وسلم - فَأَتَاهُ فَسَأَلَهُ فَقَالَ: ((هَلْ عِنْدَكَ غِنىً يُغْنِيكَ)) قَالَ: لا. قَالَ: ((فَكُلُوهَا)) فَجَاءَ صَاحِبُهَا، فَأَخْبَرَهُ الْخَبَرَ. فَقَالَ: هَلاَّ كُنْتَ نَحَرْتَهَا؟ قَالَ: اسْتَحْيَيْتُ مِنْكَ (1).
_________
(1) رواه أبو داود (3816)، وقال الشوكاني في ((نيل الأوطار)) 8/ 151: ليس في إسناده مطعن، لأن أبا داود رواه من طريق موسى بن إسماعيل، عن حماد بن سلمة، عن سماك بن حرب، عن جابر بن سمرة، وحسن الألباني إسناده في ((صحيح أبي داود)) (3234).(2/367)
5546 - الْفُجَيْعُ الْعَامِرِيُّ أَنَّهُ أَتَى النبي - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: مَا يَحِلُّ لَنَا مِنَ الْمَيْتَةِ؟ قَالَ: ((مَا طَعَامُكُمْ؟)) قُلْنَا: نَغْتَبِقُ وَنَصْطَبِحُ، قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: فَسَّرَهُ لِي عُقْبَةُ قَدَحٌ غُدْوَةً وَقَدَحٌ عَشِيَّةً، قَالَ: ذَاكَ وَأَبِي الْجُوعُ فَأَحَلَّ لَهُمُ الْمَيْتَةَ عَلَى هَذِهِ الْحَالِ. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (3817)، وقال المنذري في ((مختصره)) 5/ 327: في إسناده عقبة بن وهب العامري، قال يحيى بن معين: صالح. وقال علي بن المديني لسفيان بن عيينة عقبة بن وهب؟ فقال: ما كان ذاك يد ربي ما هذا الأمر، ولا كان من شأنه يعني الحديث، وضعف الألباني إسناده في ((ضعيف أبي داود)) (822).(2/367)
5547 - ابنُ عمرو ابنُ العاص رفعه: ((اعْبُدُوا الرَّحْمَنَ وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ وَأَفْشُوا السَّلامَ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلامٍ)). للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (1855)، وقال: هذا حديث حسن صحيح. وابن ماجة (3694)،والدارمي (2081). وصححه الألباني في صحيح الترمذي.(2/367)
5548 - أبو الدرداء، رفعه: ((من وافق من أخيه شهوة غفر له)).للكبير والبزار بلين (1).
_________
(1) البزار كما في ((كشف الأستار)) (2890)، وقال: لا نعلمه يروى إلا بهذا الإسناد، ونصر وحفص بصريان، ولم يكن نصر بالقوي، ولم نحفظه إلا من هذا الوجه، فكتبناه وبينا علته. وقال الهيثمي في المجمع 5/ 18: رواه الطبراني والبزار وفيه زياد النميري، وثقه بن حبان، وقال: يخطئ، وضعفه غيره، وفيه من لم أعرفه. وقال الألباني في ضعيف الجامع (5868): موضوع.(2/367)
5549 - عصمةُ قالوا: يا رسول الله إنا نمر بهذه الأسواق فننظر إلى هذه الفواكه فنشتهيها، وليس معنا ناض نشترى به، فهل لنا في ذلك من أجر؟ فقال: وهل الأجر إلا ذلك. للكبير بضعف (1).
_________
(1) الطبراني في ((الكبير)) 17/ 183، وقال الهيمثي 5/ 18: رواه الطبراني، وفيه الفضل بن المختار وهو ضعيف.(2/368)
5550 - أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ كَانَتْ إِذَا أثرَدَتْ غَطَّتْهُ شَيْئًا حَتَّى يَذْهَبَ فَوْرُهُ، ثُمَّ تَقُولُ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ إِنَّهُ أَعْظَمُ لِلْبَرَكَةِ. لأحمد والكبير (1).
_________
(1) أحمد 6/ 350، والطبراني في ((الكبير)) 24/ 84، وقال الهيثمي 5/ 19: رواه أحمد بإسنادين أحدهما منقطع، وفي الآخر ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف، والطبراني وفيه قرة بن عبد الرحمن، وثقه ابن حبان وغيره، وضعفه ابن معين وغيره، وبقية رجالهما رجال الصحيح. وصححه الألباني في الصحيحة (392).(2/368)
5551 - أبو هريرة، رفعه: ((أبردوا بالطعام، فإن الطعام الحار غير ذى بركة)). للأوسط بضعف (1).
_________
(1) رواه الطبراني في الأوسط 6/ 209 (6209)، وقال الهيثمي في ((المجمع)) 5/ 20: رواه الطبراني في ((الأوسط)) وفيه عبد الله بن يزيد البكري وقد ضعفه أبو حاتم. وضعفه الألباني في الضعيفة (1587).(2/368)
5552 - جابرٌ رفعه: ((إن أحب الطعام إلى الله ما كثرت عليه الأيدى)). للموصلي والأوسط (1).
_________
(1) أبو يعلى (2045)،والطبراني في ((الأوسط)) 7/ 218 (7317)، وقال الهيثمي في ((مجمع الزوائد)) 5/ 20 - 21: فيه عبد المجيد بن أبي رواد، وهو ثقة وفيه ضعف. وحسنه الألباني في صحيح الجامع (171).(2/368)
5553 - عمارٌ: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يأكل من هدية حتى يأمر صاحبها أن يأكل منها، للشاة التى أهديت له بخيبر. للبزار والكبير (1).
_________
(1) البزار كما في ((كشف الأستار)) (2425)، وقال: لا نعلمه عن عمار إلا بهذا الإسناد، وذكره الهيثمي في ((المجمع)) وقال: رواه البزار عن شيخه إبراهيم بن عبد الله المخرمي، وثقه الإسماعيلي وضعفه الدارقطني، وفيه من لم أعرف. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4493).(2/368)
5554 - أنسٌ رفعه: ((إذا قُرب إلى أحدكم طعامه وفي رجله نعلان فلينزع نعليه فإنه أروح للقدمين)). للبزار والموصلي والأوسط (1).
_________
(1) البزار كما في ((كشف الأستار)) (2867)، وأبو يعلى (4188)، والطبراني في ((الأوسط)) 3/ 295 (3202)، وقال الهيثمي في ((المجمع)) 5/ 23: رواه البزار وأبو يعلى والطبراني لم أجد له من محمد بن الحارث سماعًا. الذهبي قائلاً: أحسبه موضوعًا وإسناده مظلم. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (632).(2/368)
5555 - أبو أمامة، رفعه: ((الأكل في السوق دناءة)). للكبير بضعف (1).
_________
(1) الطبراني في ((الكبير)) 8/ 249 (7977)، وقال الهيثمي في ((المجمع)) 5/ 24 - 25: فيه عمر بن موسى بن وجيه، وهو ضعيف. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2290).(2/368)
5556 - ابنُ عمرَ: إن فضل الطعام الذى يبقى بين الأضراس يوهن الأضراس. للكبير (1).
_________
(1) الطبراني في ((الكبير)) 12/ 265 (13065)، وقال الهيثمي في ((المجمع)): الطبراني ورجاله رجال الصحيح. وصححه الألباني في الإرواء 7/ 33.(2/369)
5557 - الحسنُ بنُ علي: أنه وجد كسرة في مجرى الغائط والبول فأماط عنها الأذى، فغسلها غسلا نعما ثم دفعها إلى غلامه، ثم قال: ذكرنى بها إذا توضأت، فلما توضأ قال: يا غلام: يا غلام ناولنى الكسرة، فقال: يا مولاى أكلتها، قال: اذهب فأنت حر لوجه الله تعالى، فقال له الغلام: لأي شىء عتقتنى؟ قال: لأنى سمعت من فاطمة عن أبيها [- صلى الله عليه وسلم -] (1) قال: من وجد لقمة أو كسرة من مجرى الغائط أو البول فأخذها فأماط عنها الأذى وغسلها غسلا نعما، ثم أكلها لم تستقر في بطنه حتى يغفر له))، فما كنت لأستخدم رجلا من أهل الجنة. للموصلي (2).
_________
(1) من (ب).
(2) أبو يعلى (6750)، وقال الهيثمي في ((المجمع)) 4/ 242: رواه أبو يعلى عن عيسى بن سالم، عن وهب بن عبد الرحمن القرشي، ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات.(2/369)
5558 - بريدة، رفعه: ((سيد الإدام في الدنيا والآخرة اللحم، وسيد الشراب في الدنيا والآخرة الماء، وسيد الرياحين في الدنيا والآخرة الفاغية)). ((للأوسط)) وفيه سعيد بن عتبة القطان (1).
_________
(1) الطبراني في ((الأوسط)) 7/ 271 (7477)، قال الهيثمي في ((المجمع)): فيه سعيد بن عبية القطان، ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات وفي بعضهم كلام ولا يضر. وقال الألباني في ضعيف الجامع (3316): ضعيف جدا.(2/369)
5559 - عبدُ الله بنُ سلام: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رأى عثمان يقود ناقة تحمل دقيقا وسمنا وعسلا، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((انخ))، فأناخ، فدعا ببرمة فجعل فيها من السمن والعسل والدقيق، ثم أمر فأوقد تحتها حتى نضج، ثم قال: كلوا، فأكل منه - صلى الله عليه وسلم -، ثم قال: ((هذا شىء يدعوه أهل فارس الخبيص)). للطبراني (1).
_________
(1) الطبراني في ((الأوسط)) 7/ 347 (7688)، و ((الصغير)) 2/ 88 (833)، وقال الهيثمي في ((المجمع)) 5/ 37 - 38: رجال الصغير والأوسط ثقات.(2/369)
5560 - أَنَسٌ: أَهْدَى الأُكَيْدِرُ إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - جَرَّةً مِنْ مَنٍّ، فَلَمَّا انْصَرَفَ - صلى الله عليه وسلم - مِنَ الصَّلاةِ مَرَّ عَلَى الْقَوْمِ فَجَعَلَ يُعْطِي كُلَّ رَجُلٍ مِنْهُمْ قِطْعَةً، أَعْطَى جَابِرًا قِطْعَةً، ثُمَّ إِنَّهُ رَجَعَ إِلَيْهِ فَأَعْطَاهُ قِطْعَةً أُخْرَى، فَقَالَ: إِنَّكَ قَدْ أَعْطَيْتَنِي مَرَّةً، قَالَ: ((هَذَه لِبَنَاتِ عَبْدِ الله)). لأحمد (1).
_________
(1) أحمد /122:وقال الهيثمي في ((المجمع)) 4/ 153:أحمد، وفيه علي بن زيد، وهو ضعيف قد وثق.(2/369)
5561 - ابنُ عباسٍ، أنه كان يأخذ الحبة من الرمان فيأكلها، قيل له: لم تفعل هذا؟ قال: إنه بلغنى أنه ليس في الأرض رمانة تلقح إلا بحبة من حب الجنة فلعلها هذه. للكبير (1).
_________
(1) الطبراني 10/ 263 (10611)، وقال الهيثمي 5/ 45: رجاله رجال الصحيح.(2/370)
5562 - عَلِيٌّ: كُلُوا الرُّمَّانَ بِشَحْمِهِ فَإِنَّهُ دِبَاغُ الْمَعِدَةِ. لأحمد (1).
_________
(1) أحمد 5/ 382، قال الهيثمي 5/ 45: أحمد ورجاله ثقات.(2/370)
5563 - ابنُ عباس: جاء جابر بن عبد الله إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بسفرجلة قدم بها من الطائف فناوله إياها، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((إنه يذهب بطحاوة الصدر ويجلو الفؤاد)). للكبير وفيه على القرشي (1).
_________
(1) الطبراني 11/ 112 (11209)، وقال الهيثمي في ((المجمع)) 5/ 45 (8042): رواه الطبراني من رواية علي القرشي عن عمرو بن دينار، ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.(2/370)
5564 - سلمانُ، رفعه: ((من أكل الطين فكأنما أعان على قتل نفسه)). للكبير (1).
_________
(1) الطبراني 6/ 253 (6138)، وقال الهيثمي في ((المجمع)) 5/ 45 (8044): رواه الطبراني، وفيه يحيى بن يزيد الأهوازي، جهلة الذهبي من قبل نفسه، وبقية رجاله رجال الصحيح. وقال الألباني في الضعيفة (4560): موضوع.(2/370)
5565 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمْ عَلَى أَخِيهِ الْمُسْلِمِ فَأَطْعَمَهُ طَعَامًا فَلْيَأْكُلْ مِنْ طَعَامِهِ وَلا يَسْأَلْ عَنْهُ إِنْ سَقَاهُ شَرَابًا فَلْيَشْرَبْ مِنْ شَرَابِهِ وَلا يَسْأَلْ عَنْهُ)). لأحمد والأوسط بلين (1).
_________
(1) أحمد 2/ 399، والطبراني في ((الأوسط)) 3/ 50 (2440)، وقال الهيثمي 5/ 45 (8043): رواه أحمد والطبراني في ((الأوسط))،وفيه مسلم بن خالد الزنجي، والجمهور ضعفه، وقد وثق، وبقية رجاله رجال الصحيح. وصححه الألباني في صحيح الجامع (518).(2/370)
كتاب الأشربة(2/370)
الشرب قائما ومن فم السقاء والتنفس عند الشرب وترتيب الشاربين وتغطية الإناء وغير ذلك(2/370)
5566 - عَلِيٌّ أتى بَابَ الرَّحَبَةِ فَشَرِبَ قَائِمًا وقَالَ إِنِّي رَأَيْتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فَعَلَ كَمَا رَأَيْتُمُونِي فَعَلْتُ. للبخاري وأبي داود والنسائي (1).
_________
(1) البخاري (5615 - 5616)، وأبو داود (3718).(2/370)
5567 - ابنُ عَمرَو بنُ العاص: رَأَيْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَشْرَبُ قَائِمًا وَقَاعِدًا (1).
_________
(1) الترمذي (1883)، وقال: حسن صحيح. وحسنه الألباني في صحيح الترمذي (1535).(2/371)
5568 - ابْنُ عُمَرَ: لقد كُنَّا عَلَى عَهْدِ النبي - صلى الله عليه وسلم - وَنَحْنُ نَمْشِي وَنَشْرَبُ وَنَحْنُ قِيَامٌ. هما للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (1880)، وقال: حسن غريب من حديث عبد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (1533).(2/371)
5569 - أَنَسٌ: أن النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - نَهَى عن الشْرْبِ قَائِمًا قُلْنَا لأنس: فَالأَكْلُ؟ قَالَ: ذلك أشد. أو قال: شر وأخبث. لمسلم والترمذي (1).
_________
(1) مسلم (2024)، والترمذي (1879).(2/371)
5570 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((لا يَشْرَبَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ قَائِمًا فَمَنْ نَسِيَ فَلْيَسْتَقِئْ)). لمسلم (1).
_________
(1) مسلم (2026).(2/371)
5571 - وعنه: أن النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ لِرَجُلٍ رَآهُ يَشْرَبُ قَائِمًا: [((قِئْ))] (1) قَالَ: لِمَ؟ قَالَ: ((أَتُحِبُّ أَنْ تَشْرَبَ مَعَ الْهِرِّ؟)) (قَالَ: لا). قَالَ: ((وقَدْ شَرِبَ مَعَكَ شَرٌّ مِنْهُ الشَّيْطَانُ)). للدرامي بمجهول (2).
_________
(1) في (ب): قئه.
(2) الدرامي (2128)، وأحمد 2/ 301. وقال الهيثمي: رواه أحمد والبزار، ورجال أحمد ثقات.(2/371)
5572 - كَبْشَةُ الأنصارية: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فَشَرِبَ مِنْ فِي قِرْبَةٍ مُعَلَّقَةٍ قَائِمًا، فَقُمْتُ إِلَى فِمهَا فَقَطَعْتُهُ. للترمذي، زاد رزين: فاتخذته ركوة أشرب منها (1).
_________
(1) الترمذي (1892)، وقال: حسن صحيح غريب. وابن ماجة (3423)،وصححه الألباني في صحيح الترمذي (1542).(2/371)
5573 - عِيسَى بْنُ عَبْدِ الله الأنصاري عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - دَعَا يَوْمَ أُحُدٍ بإداوة، فَقَالَ: ((اخْنِثْ فَمَ الإدَاوَةِ)) ففعلتُ فشَرِبَ مِنْ فِيهَا. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (3721)، والترمذي (1891). وقال الألباني في ((ضعيف أبي داود)) (797): منكر.(2/371)
5574 - أبو سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عَنِ اخْتِنَاثِ الأَسْقِيَةِ أَنْ يُشْرَبَ مِنْ أَفْوَاهِهَا. للشيخين وأبي داود والترمذي (1).
_________
(1) البخاري (5625 - 5626)، ومسلم (2023).(2/371)
5575 - أبو هريرة: نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يشرب من فيِّ السقاء والقربة، وأن يمنع جاره أن يغرس خشبة في جداره. للشيخين (1).
_________
(1) البخاري (5627)، ومسلم (1609).(2/372)
5576 - ابْنُ عَبَّاسٍ: نَهَى رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عَنِ اخْتِنَاثِ الأَسْقِيَةِ، وَإِنَّ رَجُلاً بَعْدَ مَا نَهَى رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عَنْ ذَلِكَ بعدما قَامَ مِنَ اللَّيْلِ إِلَى سِقَاءٍ فَاخْتَنَثَهُ فَخَرَجَتْ عَلَيْهِ مِنْهُ حَيَّةٌ. للقزويني بضعف (1).
_________
(1) ابن ماجة (3419) وقال البوصيري في زوائده ص444: أصله في الصحيحين وغيرهما من حديث أبي سعيد الخدري وفي البخاري من حديث أبي هريرة وابن عباس. وضعفه الألباني في ضعيف ابن ماجة (744).(2/372)
5577 - وعنه رفعه ((لا تَشْرَبُوا وَاحِدًا كَشُرْبِ الْبَعِيرِ، وَلَكِنِ اشْرَبُوا مَثْنَى وَثُلاثَ وَسَمُّوا الله إِذَا أَنْتُمْ شَرِبْتُمْ وَاحْمَدُوا الله إِذَا رَفَعْتُمْ)). للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (1885)، وقال: غريب، وقال الألباني في ضعيف الترمذي (319): ضعيف.(2/372)
5578 - أَنَسٌ: أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَتَنَفَّسُ إذا شرب ثَلاثًا. للشيخين وأبي داود والترمذي (1).
_________
(1) البخاري (5631)، ومسلم (2028).(2/372)
5579 - وزاد ويقول: ((إِنَّهُ أَرْوَى وَأَبْرَأُ وَأَمْرَأُ)) (1).
_________
(1) مسلم (2028)، وأبو داود (3727).(2/372)
5580 - وللأوسط عن أبي هريرة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يشرب في ثلاثة أنفاس، إذا أدنى الإناء إلى فيه سمى الله، فإذا أخره حمد الله، يفعل ذلك ثلاث مرات (1).
_________
(1) ((الأوسط)) 1/ 257 (840)، وقال الهيثمي 5/ 81: رواه الطبراني في الأوسط وفيه: عتيق بن يعقوب، والرواه في ((الموطأ)) عن مالك، رواه جماعة منهم عن أبي زرعة وقال: بلغني أنه سقط عن ((الموطأ)) في حياة الإمام مالك وبقية رجاله الصحيح. وصححه الألباني في الصحيحة (1277).(2/372)
5581 - وللكبير بضعف عن بهز: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يستاك عرضاً ويشرب مصاً ويتنفس ثلاثاً ويقول: ((هو أهنأ وأمرأ وأبرأ)) (1).
_________
(1) الطبراني في ((الكبير)) 2/ 47 - 48 وقال: الهيثمي 5/ 80: رواه الطبراني وفيه ثبيت بن كثير وهو ضعيف. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4552).(2/372)
5582 - أبو قَتَادَةَ رفعه: ((إِذَا شَرِبَ أَحَدُكُمْ فَلا يَتَنَفَّسْ فِي الإنَاءِ)). للشيخين والترمذي والنسائي (1).
_________
(1) البخاري (5630)، مسلم (267).(2/372)
5583 - أَبُو سَعِيدٍ قَالَ له مروان: سَمِعْتَ النبي - صلى الله عليه وسلم - يَنْهَى عَنِ النَّفْخِ فِي الشَّرَابِ؟ قَالَ: نَعَمْ. قال أبو سعيد: قال رجل للنبي - صلى الله عليه وسلم - إِنِّي لا أُرْوَى مِنْ نَفَسٍ وَاحِدٍ، فقال - صلى الله عليه وسلم - فابن القدح عن فيك ثُمَّ تَنَفَّسْ)) قَالَ فإني أَرَى الْقَذَاةَ فيه، قَالَ: ((فَأَهْرِقْهَا)) (1).
_________
(1) أبو داود (3728)، الترمذي (1887). وحسنه الألباني في الصحيحة (385).(2/373)
5584 - وفي رواية: أنه - صلى الله عليه وسلم - نهى أن يشرب مِنْ ثُلْمَةِ الْقَدَحِ وَأَنْ يُنْفَخَ فِي الشَّرَابِ. لمالك وأبي داود والترمذي (1).
_________
(1) أبو داود (3722) قال المنذري في إسناده: قرة بن عبد الرحمن بن حيويل المصري، أخرج له مسلم مقرونًا بعمرو بن الحارث وغيره. وقال الإمام أحمد منكر الحديث جدًا، وقال يحيى بن معين: ضعيف، وتكلم فيه غيرهما. وصححه الألباني في صحيح أبي داود (3165).(2/373)
5585 - أَنَسٌ: أَتَانَا رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فِي دَارِنَا هذه فحلبنا لَهُ شَاةً، ثُمَّ شُبْتُهُ مِنْ مَاءِ بئرنا هذه فأعطيته وَأَبُو بَكْرٍ عَنْ يَسَارِهِ، وَعُمَرُ تجاهه وَأَعْرَابِيٌّ عَنْ يَمِينِهِ، فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ عُمَرُ: هَذَا أَبُو بَكْرٍ فَأَعْطَى الأَعْرَابِيَّ وقال: ((الأَيْمَنُونَ الأَيْمَنُونَ الأَيْمَنُونَ)) قَالَ أَنَسٌ: فَهِيَ سُنَّةٌ فَهِيَ سُنَّةٌ فَهِيَ سُنَّةٌ. للستة إلا النسائي (1).
_________
(1) البخاري (2352)، مسلم (2029).(2/373)
5586 - سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أُتِيَ بِشَرَابٍ فَشَرِبَ مِنْهُ وَعَنْ يَمِينِهِ غُلامٌ وَعَنْ يَسَارِهِ الأَشْيَاخُ، فَقَالَ لِلْغُلامِ: ((أَتَأْذَنُ لِي أَنْ أُعْطِيَ هَؤُلاءِ؟)) فَقَالَ الْغُلامُ: وَالله يَا رَسُولَ الله لا أُوثِرُ بِنَصِيبِي مِنْكَ أَحَدًا فَتَلَّهُ - صلى الله عليه وسلم - فِي يَدِهِ. للشيخين، زاد رزين: والغلام الفضل ابن عباس (1).
_________
(1) البخاري (5620)، مسلم (2030).(2/373)
5587 - أبو قَتَادَةَ رفعه: ((سَاقِي الْقَوْمِ آخِرُهُمْ شُرْبًا)). للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (1894)، وهو عند مسلم (681) مطولا.(2/373)
5588 - جَابِرٌ رفعه: ((غَطُّوا الإنَاءَ وَأَوْكُوا السِّقَاءَ)) (1).
_________
(1) البخاري (3280)، مسلم (2012).(2/373)
5589 - وفي رواية: ((فِي السَّنَةِ لَيْلَةٌ يَنْزِلُ فِيهَا وَبَاءٌ ولا يَمُرُّ بِإِنَاءٍ لَيْسَ عَلَيْهِ غِطَاءٌ أَوْ سِقَاءٍ لَيْسَ عَلَيْهِ وِكَاءٌ إِلاَّ نَزَلَ فِيهِ مِنْ ذَلِكَ الْوَبَاءِ)) قَالَ اللَّيْثُ فَالأَعَاجِمُ عِنْدَنَا يَتَّقُونَ ذَلِكَ فِي كَانُونَ الأَوَّلى. للشيخين وأبي داود (1).
_________
(1) البخاري (3316)، مسلم (2014).(2/374)
5590 - أبو حُمَيْدٍ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - بِقَدَحِ لَبَنٍ مِنَ النَّقِيعِ لَيْسَ مُخَمَّرًا، فَقَالَ: ((أَلاَّ خَمَّرْتَهُ وَلَوْ تَعْرُضُ عَلَيْهِ عُودًا)). لمسلم (1).
_________
(1) البخاري (5605)، مسلم (2011).(2/374)
5591 - عَائِشَةُ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يُسْتَعْذَبُ لَهُ الْمَاءُ مِنْ بُيُوتِ السُّقْيَا، قَالَ قُتَيْبَةُ: وهو عَيْنٌ بَيْنَهَا وَبَيْنَ الْمَدِينَةِ يَوْمَانِ. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (3735)، أحمد 6/ 100،وصححه الألباني في ((صحيح الجامع)) (4951).(2/374)
5592 - جَابِرُ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - دَخَلَ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ ومعه صاحب له فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((إِنْ كَانَ عِنْدَكَ مَاءٌ بَاتَ هذه الليلة فِي شَنَّةٍ وَإِلاَّ كَرَعْنَا)) وَالرَّجُلُ يُحَوِّلُ الْمَاءَ فِي حَائِطه فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله عِنْدِي مَاءٌ بَارد فَانْطَلَقَ إِلَى الْعَرِيشِ وانطلق بهما، فَسَكَبَ فِي قَدَحٍ مَاءً ثُمَّ حَلَبَ عَلَيْهِ مِنْ دَاجِنٍ لَهُ، فَشَرِبَ - صلى الله عليه وسلم -، ثُمَّ أَعَادَ فَشَرِبَ الرَّجُلُ الَّذِي جَاءَ مَعَهُ. للبخاري وأبي داود (1).
_________
(1) البخاري (5613)، وأبو داود (3724).(2/374)
5593 - ابْنُ عُمَرَ: نَهَانَا رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أَنْ نَشْرَبَ عَلَى بُطُونِنَا وَهُوَ الْكَرْعُ، وَنَهَانَا أَنْ نَغْتَرِفَ بِالْيَدِ الْوَاحِدَةِ وَقَالَ: ((لا يَلَغْ أَحَدُكُمْ كَمَا يَلَغُ الْكَلْبُ وَلا يَشْرَبْ بِالْيَدِ الْوَاحِدَةِ كَمَا شَرِبَ الْقَوْمُ الَّذِينَ سَخِطَ الله عَلَيْهِمْ، وَلا يَشْرَبْ بِاللَّيْلِ مِنْ إِنَاءٍ حَتَّى يُحَرِّكَهُ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ إِنَاءً مُخَمَّراً وَمَنْ شَرِبَ بِيَدِهِ وَهُوَ يَقْدِرُ عَلَى إِنَاءٍ يُرِيدُ التَّوَاضُعَ إلا كَتَبَ الله بِعَدَدِ أَصَابِعِهِ حَسَنَاتٍ وَهُوَ إِنَاءُ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلام إِذْ طَرَحَ الْقَدَحَ فَقَالَ: أُفٍّ هَذَا مَعَ الدُّنْيَا)). للقزويني بمجهولين (1).
_________
(1) ابن ماجة (3431)، وقال البوصيري في ((زوائد ابن ماجة)) ص445، هذا إسناد ضعيف لتدليس بقية فيه، وقد عنعنه. وضعفه الألباني في ضعيف ابن ماجة (746).(2/374)
5594 - وعنه مَرَرْنَا عَلَى بِرْكَةٍ فَجَعَلْنَا نَكْرَعُ فِيهَا فَقَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - لا تَكْرَعُوا وَلَكِنِ اغْسِلُوا أَيْدِيَكُمْ ثُمَّ اشْرَبُوا فِيهَا فَإِنَّهُ لَيْسَ إِنَاءٌ أَطْيَبَ مِنَ الْيَدِ. للقزويني (1).
_________
(1) ابن ماجة (3433)، وقال البوصيري في ((زوائد ابن ماجة)) ص45: هذا إسناد ضعيف لضعف ابن أبي سليم. وضعفه الألباني في ضعيف ابن ماجة (747).(2/375)
5595 - أَنَسٌ: كَانَ لأَمِّ سُلَيْمٍ قَدَحٌ فَقَالَتْ: سَقَيْتُ فِيهِ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - كُلَّ الشَّرَابِ الْمَاءَ وَالْعَسَلَ وَاللَّبَنَ وَالنَّبِيذَ. للنسائي (1).
_________
(1) النسائي 8/ 335، وصححه الألباني في ((صحيح سنن النسائي)) (5309).(2/375)
5596 - ابنُ أبي شيخ: أتانا النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((يا معشر محارب، نضركم الله لا تسقونى حلب امرأة)). للبزار بخفي (1).
_________
(1) البزار كما في ((كشف الأستار)) (2903)، قال الهيثمي 5/ 83: فيه جماعة لم أعرفهم. وقال الألباني في الضعيفة (176): منكر.(2/375)
الخمور والأنبذة(2/375)
5597 - عَائِشَةُ رفعته: ((كُلُّ شَرَابٍ أَسْكَرَ فَهُوَ حَرَامٌ)). البخاري (1).
_________
(1) البخاري (242)، ومسلم (2001).(2/375)
5598 - وفي رواية: ((كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ ومَا أَسْكَرَ الْفَرَقُ مِنْهُ فَمِلْءُ الْكَفِّ مِنْهُ حَرَامٌ)) (1).
_________
(1) أبو داود (3687)، والترمذي (1866)،وصححه الألباني في صحيح الترمذي (1521).(2/375)
وفي أخرى: ((فالحثوة منه حرام)). للستة (1).
_________
(1) الترمذي (1866)، وقال: قال أحدهما في حديثه الحسوة منه حرام، قال: حسن أهـ.(2/375)
5600 - جَابِرٌِ رفعه: ((مَا أَسْكَرَ كَثِيرُهُ فَقَلِيلُهُ حَرَامٌ)). للترمذي وأبو داود (1).
_________
(1) أبو داود (3681)، والترمذي (1865)، وقال: حسن غريب من حديث جابر، وابن ماجة (3393).(2/375)
5601 - أبو موسى: بَعَثَنِي النبي - صلى الله عليه وسلم - وَمُعَاذًا إِلَى الْيَمَنِ فَقَالَ: ((ادْعُوَا النَّاسَ وَبَشِّراوَلا تُنَفِّرا وَيَسِّرا وَلا تُعَسِّرا وتطاوعا ولا تختلفا)) فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله أَفْتِنَا فِي شَرَابَيْنِ كُنَّا نَصْنَعُهُمَا بِالْيَمَنِ الْبِتْعُ وَهُوَ مِنَ الْعَسَلِ يُنْبَذُ حَتَّى يَشْتَدَّ وَالْمِزْرُ وَهُوَ مِنَ
[ص:376] الذُّرَةِ وَالشَّعِيرِ يُنْبَذُ حَتَّى يَشْتَدَّ، قَالَ: وَكَانَ - صلى الله عليه وسلم - قَدْ أُعْطِيَ جَوَامِعَ الْكَلِمِ بِخَوَاتِمِهِ فَقَالَ: ((أَنْهَى عَنْ كُلِّ مُسْكِرٍ أَسْكَرَ عَنِ الصَّلاةِ)). للشيخين وأبي داود والنسائي (1).
_________
(1) البخاري (4344)، ومسلم (1733).(2/375)
5602 - أُمُّ سَلَمَةَ: نَهَى رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عَنْ كُلِّ مُسْكِرٍ وَمُفَتِّرٍ. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (3686)، وقال المنذري في ((مختصر سنن أبي داود)) 8/ 269 (3540): شهر بن حوشب، وثقه الإمام أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وتكلم فيه غير واحد، والترمذي يصحح حديثه، وضعفه الألباني في ((ضعيف أبي داود)) (793).(2/376)
5603 - ابْنُ عَبَّاسٍ: فَقِيلَ لَهُ أَفْتِنَا فِي الْبَاذَقِ، قَالَ: سَبَقَ مُحَمَّدٌ الْبَاذَقَ وَمَا أَسْكَرَ فَهُوَ حَرَامٌ. للبخاري والنسائي (1).
_________
(1) البخاري (5598)، والنسائي 8/ 300.(2/376)
5604 - دَيْلَمٌ الْحِمْيَرِيِّ قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله إِنَّا بِأَرْضٍ بَارِدَةٍ نُعَالِجُ فِيهَا عَمَلاً شَدِيدًا وَإِنَّا نَتَّخِذُ شَرَابًا مِنْ هَذَا الْقَمْحِ نَتَقَوَّى بِهِ عَلَى أَعْمَالِنَا وَعَلَى بَرْدِ بِلادِنَا قَالَ هَلْ يُسْكِرُ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: ((فَاجْتَنِبُوا)) قُلْتُ: َإِنَّ النَّاسَ غَيْرُ تَارِكِيهِ، قَالَ: ((إِنْ لَمْ يَتْرُكُوهُ قَاتِلُوهُمْ)). لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (3683)، وصححه الألباني في ((صحيح أبي داود)) (3131).(2/376)
5605 - ابنُ عمرو بن العاص: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نَهَى عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَالْمكوبة وَالْغُبَيْرَاءِ وَقَالَ: ((كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ)) أَبُو عُبَيْدٍ: الْغُبَيْرَاءُ (السُّكْرُكَةُ) (1) شَرَابٌ تعْمَلُهُ الْحَبَشَةُ. هما لأبي داود (2).
_________
(1) في (أ): السكر.
(2) أبو داود (3685)، وقال المنذري في ((مختصر)) 5/ 268 - 269 (3539): الوليد بن عبدة قال أبو حاتم: هو مجهول. وقال ابن يونس في تاريخ المصريين، وليد بن عبدة مولى عمرو بن العاص روى عنه يزيد بن أبي حبيب، والحديث معلول، وصححه الألباني في ((صحيح أبي داود)).(2/376)
5606 - ابْنُ عُمَرَ رفعه: ((كُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ وَكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ وَمَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فِي الدُّنْيَا فمَاتَ وَهُوَ يُدْمِنُهَا لَمْ يَتُبْ منها لَمْ يَشْرَبْهَا فِي الآخِرَةِ)) (1).
_________
(1) البخاري (5575)، ومسلم (2003).(2/376)
5607 - وفي رواية: ((كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ وَكُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ)). للستة (1).
_________
(1) الترمذي (1861)،والنسائي 8/ 296،وقال الألباني في صحيح النسائي (1861): حسن صحيح.(2/376)
5608 - ابْنُ عَبَّاسٍ رفعه: ((كُلُّ مُخَمِّرٍ خَمْرٌ وَكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ وَمَنْ شَرِبَ مُسْكِرًا بخِسَتْ صَلاتُهُ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا فَإِنْ تَابَ تَابَ الله عَلَيْهِ فَإِنْ عَادَ الرَّابِعَةَ كَانَ حَقًّا عَلَى الله أَنْ يَسْقِيَهُ مِنْ طِينَةِ الْخبَالِ)) قِيلَ: وَمَا طِينَةُ الْخَبَالِ يَا رَسُولَ الله؟ قَالَ: ((صَدِيدُ أَهْلِ النَّارِ)). لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (3680)، وصححه الألباني في ((الصحيحة)) (2039).(2/377)
5609 - ابْنُ عُمَرَ رفعه: ((مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ لَمْ تقْبَلِ لَهُ صَلاةٌ أَرْبَعِينَ صَبَاحاً فَإِنْ تَابَ تَابَ الله عَلَيْهِ فَإِنْ عَادَ في الرابعة لَمْ يَقْبَلِ الله لَهُ صَلاةً أَرْبَعِينَ صَبَاحاً فَإِنْ تَابَ لَمْ يَتُبِ الله عَلَيْهِ وَسَقَاهُ مِنْ نَهْرِ الْخَبَالِ)) قِيلَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَمَا نَهْرُ الْخَبَالِ؟ قَالَ: نَهْرٌ مِنْ صَدِيدِ أَهْلِ النَّارِ. للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (1862)، وقال: حديث حسن، وصححه الألباني في صحيح الترمذي (1517).(2/377)
5610 - وللنسائى موقوفا: ((مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فَلَمْ يَنْتَشِ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاةٌ مَا دَامَ فِي جَوْفِهِ أَوْ عُرُوقِهِ مِنْهَا شَيْءٌ، وَإِنْ مَاتَ مَاتَ كَافِرًا، وَإِنِ انْتَشَى لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاةٌ أَرْبَعِينَ يومًا وَإِنْ مَاتَ فِيهَا مَاتَ كَافِرًا)) (1).
_________
(1) النسائي 8/ 316. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (5238).(2/377)
5611 - عُثْمَانُ: ((اجْتَنِبُوا الْخَمْرَ فَإِنَّهَا أُمُّ الْخَبَائِثِ إِنَّهُ كَانَ رَجُلٌ مِمَّنْ خَلا قَبْلَكُمْ تَعَبَّدَ فَعَلِقَتْهُ امْرَأَةٌ أغوته، فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ جَارِيَتَهَا فَقَالَتْ لَهُ إِنَّها تدْعُوكَ لِلشَّهَادَةِ فَانْطَلَقَ مَعَ جَارِيَتِهَا فَطَفِقَ كُلَّمَا دَخَلَ بَابًا أَغْلَقَتْهُ دُونَهُ، حَتَّى أَفْضَى إِلَى امْرَأَةٍ وَضِيئَةٍ عِنْدَهَا غُلامٌ، وَبَاطِيَةُ خَمْرٍ فَقَالَتْ: وَالله مَا دَعَوْتُكَ لِلشَّهَادَةِ وَلَكِنْ دَعَوْتُكَ لِتَقَعَ عَلَيَّ أَوْ تَشْرَبَ مِنْ هَذِهِ الْخَمْر كَأْسًا أَوْ تَقْتُلَ هَذَا الْغُلامَ، قَالَ: فَاسْقِني مِنْ هَذَا الْخَمْرِ كَأْسًا فَسَقَتْهُ كَأْسًا، فقَالَ: زِيدُونِي فَلَمْ يَرِمْ حَتَّى وَقَعَ عَلَيْهَا وَقَتَلَ الغلام، فَاجْتَنِبُوا الْخَمْرَ فَإِنَّهَا وَالله لا يَجْتَمِعُ الإيمَانُ وَإِدْمَانُ الْخَمْرِ إِلاَّ وَشِكٌ أَنْ يُخْرِجَ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ)). للنسائي (1).
_________
(1) النسائي 8/ 315 - 316، وقال الألباني في ((صحيح النسائي)) (5236): صحيح موقوفًا.(2/377)
5612 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((مُدْمِنُ الْخَمْرِ كَعَابِدِ وَثَنٍ)). للقزويني بلين (1).
_________
(1) ابن ماجة (3375)، وقال ابن الجوزي في ((العلل المتناهية)) 2/ 182 - 183 (1116): وهذا لا يصح تفرد به محمد بن سليمان، قال ابن عري: محمد بن سليمان مضطرب الحديث، وقد أخطأ أشياء منه. وحسنه الألباني في صحيح ابن ماجة (2720).(2/378)
5613 - أبو الدَّرْدَاءِ رفعه: ((قَالَ لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مُدْمِنُ خَمْرٍ)). للقزويني (1).
_________
(1) ابن ماجة (3376)، وقال البوصيري في ((الزوائد)) (1116): هذا إسناد حسن، سليمان بن عتبة مختلف فيه، وباقي رجال الإسناد ثقات، وصححه الألباني في ((صحيح الجامع)) (7673).(2/378)
5614 - ابنُ عباس رفعه: ((الخمر أم الفواحش وأكبر الكبائر، من شربها وقع على أمه وخالته وعمته)). للأوسط والكبير بضعف (1).
_________
(1) الطبراني 11/ 203 (11498)، وفي ((الأوسط)) 3/ 276 (3134)، وقال الهيثمي 5/ 67: وفيه: عبد الكريم أبو أمية، وهو ضعيف. وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3345).(2/378)
5615 - ابْنُ عُمَرَ رفعه: ((إِنَّ آدَمَ - صلى الله عليه وسلم - لَمَّا أَهْبَطَهُ الله إِلَى الأَرْضِ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ: أَيْ رَبِّ {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ} قَالُوا: رَبَّنَا نَحْنُ أَطْوَعُ لَكَ مِنْ بَنِي آدَمَ، قَالَ: هَلُمُّوا مَلَكَيْنِ مِنَ الْمَلائِكَةِ حَتَّى يُهْبَطَا إِلَى الأَرْضِ فَنَنْظُرَ كَيْفَ يَعْمَلانِ، قَالُوا: رَبَّنَا هَارُوتُ وَمَارُوتُ، فَأُهْبِطَا إِلَى الأَرْضِ، وَمُثِّلَتْ لَهُمَا الزُّهَرَة امْرَأَةً مِنْ أَحْسَنِ الْبَشَرِ، فَجَاءَتْهُمَا فَسَأَلاهَا نَفْسَهَا، فَقَالَتْ: لا وَالله حَتَّى تَكَلَّمَا بِهَذِهِ الْكَلِمَةِ مِنَ الإشْرَاكِ، قَالا: وَالله لا نُشْرِكُ بِالله أَبَدًا، فَذَهَبَتْ عَنْهُمَا ثُمَّ رَجَعَتْ بِصَبِيٍّ تَحْمِلُهُ، فَسَأَلاهَا نَفْسَهَا، قَالَتْ: لا وَالله حَتَّى تَقْتُلا هَذَا الصَّبِيَّ، قَالا: وَالله لا نَقْتُلُهُ أَبَدًا، فَذَهَبَتْ ثُمَّ رَجَعَتْ بِقَدَحِ خَمْرٍ تَحْمِلُهُ، فَسَأَلاهَا نَفْسَهَا، قَالَتْ: لا وَالله حَتَّى تَشْرَبَا هَذَا الْخَمْرَ، فَشَرِبَا فَسَكِرَا فَوَقَعَا عَلَيْهَا وَقَتَلا الصَّبِيَّ، فَلَمَّا أَفَاقَا قَالَتِ الْمَرْأَةُ: وَالله مَا تَرَكْتُمَا من شيء امتنعتما منه حِينَ سَكِرْتُمَا، فَخُيِّرَا عند ذلك بَيْنَ عَذَابِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ فَاخْتَارَا عَذَابَ (الدُّنْيَا) (1). لأحمد والبزار برجال الصحيح خلا واحد وهو ثقة (2).
_________
(1) في (ب): الآخر.
(2) أحمد 2/ 134، والبزار كما في ((كشف الأستار)) 3/ 358 (2938)، وقال الهيثمي 5/ 68: رواه أحمد والبزار ورجاله رجال الصحيح، خلا موسى بن جبير: وهو ثقة. وقال الألباني في الضعيفة (170): باطل.(2/378)
5616 - أَنَسُ بْنُ مَالِك: لَعَنَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فِي الْخَمْرِ عَشْرَةً عَاصِرَهَا وَمُعْتَصِرَهَا وَشَارِبَهَا وَسَاقِيَهَا وَحَامِلَهَا وَالْمَحْمُولَةُ إِلَيْهِ وَبَائِعَهَا ومبتاعها وواهبها وَآكِلَ ثَمَنِهَا. للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (1295)، وقال: هذا حديث غريب من حديث أنس، وابن ماجة (3381)،وقال الألباني في ((صحيح الترغيب والترهيب)) (2357): حسن صحيح.(2/378)
5617 - أبو مُوسَى: مَا أُبَالِي شَرِبْتُ الْخَمْرَ أَوْ عَبَدْتُ هَذِهِ السَّارِيَةَ دُون الله. للنسائي (1).
_________
(1) النسائي 8/ 314، وقال الألباني في ((صحيح الترغيب والترهيب)) (2365):صحيح موقوف.(2/379)
5618 - ابنُ عباس: ((من سقى الخمر صغيراً لا يعرف حلاله من حرامه كان حقاً على الله أن يسقى ساقيه من طينة الخبال)). لرزين (1).
_________
(1) أبو داود (3680)، والبيهقي في ((سننه)) 8/ 288 بلفظ مقارب. وصححه الألباني في ((الصحيحة)) (2039)، و ((صحيح الجامع)) (4548).(2/379)
5619 - عمرُ قال على المنبر: أما بعد أيها الناس إنه نزل تحريم الخمر وهي من خمسة أنواع من العنب والتمر والعسل والحنطة والشعير، والخمر ما خامر العقل. ثلاث وددت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان عهد إلينا فيهن عهدًا ننتهي إليه الجد والكلالة وأبواب من أبواب الربا. للستة إلا مالكًا (1).
_________
(1) البخاري (5588)،ومسلم (3032).(2/379)
5620 - أَنَسٌ: كُنْتُ سَاقِيَ الْقَوْمِ فِي مَنْزِلِ أَبِي طَلْحَةَ وَكَانَ خَمْرُهُمْ يَوْمَئِذٍ الْفَضِيخَ، فَأَمَرَ النبي - صلى الله عليه وسلم - مُنَادِيًا يُنَادِي أَلا إِنَّ الْخَمْرَ قَدْ حُرِّمَتْ، فَقَالَ لي أبو طلحة اخرج فأهرقها فخرجت فأهرقتها فجرت في سكك المدينة بَعْضُ الْقَوْمِ قَدْ قُتِلَ قَوْمٌ وَهِيَ فِي بُطُونِهِمْ فَأَنْزَلَ الله {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا} (1).
_________
(1) البخاري (2464)، ومسلم (1980).(2/379)
5621 - وفي رواية: أنه كان يسقيه من فَضِيخِ زَهْوٍ وَتَمْرٍ. البخاري (1).
_________
(1) البخاري (5582).(2/379)
5622 - وفي أخرى: قُلْتُ لأَنَسٍ: مَا هُوَ؟ قَالَ بُسْرٌ وَرُطَبٌ. لمسلم (1).
_________
(1) البخاري (5583)، ومسلم (1980).(2/379)
5623 - وفي أخرى: قال: الْبُسْرُ وَالتَّمْرُ. للستة إلا الترمذي (1).
_________
(1) النسائي (5541)، وهو عند مسلم (1981).(2/379)
5624 - أبو سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رفعه: ((إِنَّ الله يُعَرِّضُ بِالْخَمْرِ وَلَعَلَّ الله سَيُنْزِلُ فِيهَا أَمْراً فَمَنْ كَانَ عِنْدَهُ مِنْهَا شَيْءٌ فَلْيَبِعْهُ وَلْيَنْتَفِعْ بِها فَمَا لَبِثْنَا إِلاَّ يَسِيرًا حَتَّى قَالَ (: إِنَّ الله حَرَّمَ الْخَمْرَ فَمَنْ أَدْرَكَتْهُ هَذِهِ الآيَةُ وَعِنْدَهُ مِنْهَا شَيْءٌ فَلا يَشْرَبْ وَلا يَبِعْها ولا ينتفع بها، قَالَ فَاسْتَقْبَلَ النَّاسُ بِمَا كَانَ عِنْدَهم مِنْهَا طَرِيقِ الْمَدِينَةِ فَسَفَكُوهَا)). لمسلم (1).
_________
(1) مسلم (1578).(2/380)
5625 - ولرزين: فلما نزلت {يسألونك عن الخمر والميسر}، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يا أيها الناس إن الله يعرض بالخمر، ولعل الله سينزل فيها أمراً، فمن كان عنده منها شيء فليبعه ولينتفع به)).(2/380)
5626 - أبو هُرَيْرَةَ: حُرِّمَتِ الْخَمْرُ ثَلاثَ مَرَّاتٍ قَدِمَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - الْمَدِينَةَ وَهُمْ يَشْرَبُونَ الْخَمْرَ وَيَأْكُلُونَ الْمَيْسِرَ فَسَأَلُوه عَنْهُمَا فَنزلَ {َسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا} فَقَالَ: النَّاسُ مَا حَرَّمَ عَلَيْنَا، إِنَّمَا قَالَ {فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ} وَكَانُوا يَشْرَبُونَ حَتَّى إِذَا كَانَ يَوْمٌ صَلَّى رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ بأَصْحَابَه وخَلَطَ فِي قِرَاءَتِهِ فنزلت آيَةً أَغْلَظَ مِنْهَا {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى} الآية وَكَانَوا يَشْرَبُونَ حَتَّى نزلت آية أغلظ منها {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ} الآية: قَالُوا انْتَهَيْنَا رَبَّنَا فَقَالَوا: يَا رَسُولَ الله نَاسٌ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ الله ومَاتُوا عَلَى فُرُشِهِمْ كَانُوا يَشْرَبُونَ الْخَمْرَ وَيَأْكُلُونَ الْمَيْسِرَ وَقَدْ جَعَلَهُ الله رِجْسًا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَنزَلَ الله {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا} الآيَةِ. لأحمد بلين (1).
_________
(1) أحمد 2/ 351 وقال الحافظ في ((الكافي الشافي)) 1/ 662: إسناده ضعيف فإنه من رواية أبي معشر عن أبي وهب وأبو معشر ضعيف.(2/380)
5627 - عَلِيٌّ: كانت لي شارف من نصيبي من المغنم يوم بدر وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أعطاني شارفًا من الخمس يومئذ فلما أردت أن أبتني بفاطمة واعدت رجلًا صواغًا من بني قينقاع يرتحل معنى فنأتي بإذخر أردت أن أبيعه من الصواغين فاستعين به في وليمة عرسي فبينا أنا أجمع لشارفي متاعاً من الأقتاب والغرائر والحبال وشارفاي مناخان إلى جنب حجرة رجل من الأنصار أقبلت حين جمعت ما جمعت فإذا شارفاي قد جبت أسنمتهما، وبقرت خواصرهما، وأخذ من أكبادهما فلم أملك عيني حين رأيت ذلك المنظر فقلت: من فعل هذا؟ قالوا: فعله حمزة وهو في هذا البيت في شرب من الأنصار غنته قينة وأصحابه فقالت في غناها: ألا يا حمزة للشرف النواء، فوثب حمزة إلى سيف فاجتب أسنمتهما، وبقر خواصرهما، وأخذ من أكبادهما فانطلقت حتى أدخل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعنده زيد بن حارثة فعرف - صلى الله عليه وسلم - في وجهي الذي لقيت، فقال: ((مالك)). قلت: يا رسول الله ما رأيت كاليوم عدا حمزة على ناقتيَّ فاجتب أسنمتهما وبقر خواصرهما، وها هو ذا في بيت معه شرب فدعى - صلى الله عليه وسلم - بردائه فارتدى ثم انطلق يمشي واتبعته أنا وزيد بن حارثة حتى جاء البيت الذي فيه حمزة فاستأذن فأذن فإذا هم شرب فطفق - صلى الله عليه وسلم - يلوم حمزة فيما فعل فإذا حمزة ثمل محمر عيناه فنظر إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وصعد النظر إلى ركبتيه ثم صعد النظر إلى سرته ثم صعد النظر إلى وجهه ثم قال: وهل أنتم إلا عبيد لأبي، فعرف - صلى الله عليه وسلم - أنه ثمل فنكص على عقبيه القهقري وخرج وخرجنا معه وذلك قبل تحريم الخمر. للشيخين وأبي داود (1).
_________
(1) البخاري (2375)، ومسلم (1979).(2/381)
5628 - مُصْعَبُ بْنُ سَعْدٍ بن أبي وقاص: كَانَ لِسَعْدٍ كُرُومٌ وَأَعْنَابٌ كَثِيرَةٌ وَكَانَ لَهُ فِيهَا أَمِينٌ فَحَمَلَتْ عِنَبًا كَثِيرًا فَكَتَبَ إِلَيْهِ إِنِّي أَخَافُ عَلَى الأَعْنَابِ الضَّيْعَةَ فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ أَعْصُرَهُ عَصَرْتُهُ فَكَتَبَ إِلَيْهِ سَعْدٌ إِذَا جَاءَكَ كِتَابِي فَاعْتَزِلْ ضَيْعَتِي فَوَالله لا أَئْتَمِنُكَ عَلَى شَيْءٍ بَعْدَهُ أَبَدًا فَعَزَلَهُ عَنْ ضَيْعَتِهِ (1) للنسائي.
_________
(1) النسائي 8/ 328، وصححه الألباني في ((صحيح سنن النسائي)) (5271).(2/381)
5629 - خَبَّابُ بْنُ الأَرَتِّ رفعه: ((أَنَّهُ قَالَ إِيَّاكَ وَالْخَمْرَ فَإِنَّ خَطِيئَتَهَا تَفْرَعُ الْخَطَايَا كَمَا أَنَّ شَجَرَتَهَا تَفْرَعُ الشَّجَرَ)). للقزويني بضعف (1).
_________
(1) ابن ماجة (3372)، وقال البوصيري في ((زوائد ابن ماجة)) ص439 (1113): هذا إسناد ضعيف، منير بن الزبير الشامي الأزدي هو ضعيف. وضعفه الألباني في ضعيف ابن ماجة (739).(2/381)
5630 - ابْنُ عَبَّاسٍ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُحَرِّمَ إِنْ كَانَ مُحَرِّمًا مَا حَرَّمَ الله فَلْيُحَرِّمِ النَّبِيذَ (1).
_________
(1) النسائي 8/ 322، وقال الألباني في ((صحيح سنن النسائي)) (5253):صحيح الإسناد موقوفًا.(2/381)
5631 - أبو جَمْرَةَ قَالَ: كُنْتُ أُتَرْجِمُ بَيْنَ ابْنِ عَبَّاسٍ وَبَيْنَ النَّاسِ فَأَتَتْهُ امْرَأَةٌ فسألته عَنْ نَبِيذِ الْجَرِّ فَنَهَى عَنْهُ. قُلْتُ: إِنِّي أَنْتَبِذُ فِي جَرَّةٍ خَضْرَاءَ نَبِيذًا حُلْوًا
[ص:382] فَأَشْرَبُ مِنْهُ فَتقَرْقِرُ بَطْنِي قَالَ: لا تَشْرَبي مِنْهُ وَإِنْ كَانَ أَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ (1).
_________
(1) النسائي 8/ 322، وصححه الألباني في ((صحيح سنن النسائي)) (5256).(2/381)
5632 - ابن شُبْرُمَةَ قَالَ: طَلْحَةُ لأَهْلِ الْكُوفَةِ فِي النَّبِيذِ تكون فِتْنَةٌ يَرْبُو فِيهَا الصَّغِيرُ، وَيَهْرَمُ فِيهَا الْكَبِيرُ، وَكَانَ فِيهِمْ عُرْسٌ لطَلْحَة والزبير بن سفيَانِ اللَّبَنَ، وَالْعَسَلَ قِيلَ لِطَلْحَةَ أَلا تَسْقِيهِمُ النَّبِيذَ قَالَ إِنِّي أَكْرَهُ أَنْ يَسْكَرَ مُسْلِمٌ فِي بيتي (1).
_________
(1) النسائي 8/ 336، وصححه الألباني في ((صحيح سنن النسائي)) (5313).(2/382)
5633 - عَبْد الرَّحْمَنُ بْنِ أَبْزَى: سَأَلْتُ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ عَنِ النَّبِيذِ، فَقَالَ: اشْرَبِ الْمَاءَ، وَاشْرَبِ الْعَسَلَ، وَاشْرَبِ السَّوِيقَ، وَاشْرَبِ اللَّبَنَ، الَّذِي نُجِعْتَ بِهِ فَعَاوَدْتُهُ فَقَالَ: الْخَمْرَ تُرِيدُ الْخَمْرَ تُرِيدُ. هي للنسائي (1).
_________
(1) النسائي 8/ 335، وصححه الألباني في ((صحيح سنن النسائي)) (5310).(2/382)
5634 - ابْنُ عُمَرَ: أن رَجُلاً جَاءَ إِلَى النبي - صلى الله عليه وسلم - بِقَدَحٍ فِيهِ نَبِيذٌ وَهُوَ عِنْدَ الرُّكْنِ وَدَفَعَ إِلَيْهِ الْقَدَحَ فَرَفَعَهُ إِلَى فِيهِ فَوَجَدَهُ شَدِيدًا فَرَدَّهُ عَلَى صَاحِبِهِ. فَقَالَ رَجُلٌ: مِنَ الْقَوْمِ يَا رَسُولَ الله أَحَرَامٌ هُوَ فَقَالَ: ((عَلَيَّ بِالرَّجُلِ)) فَأُتِيَ بِهِ فَأَخَذَ مِنْهُ الْقَدَحَ فدَعَا بِمَاءٍ فَصَبَّهُ فِيهِ ثم رَفَعَهُ إِلَى فِيهِ فَقَطَّبَ ثُمَّ دَعَا بِمَاءٍ فَصَبَّهُ فِيهِ ثُمَّ قَالَ: ((إِذَا اغْتَلَمَتْ عَلَيْكُمْ هَذِهِ الأَوْعِيَةُ فَاكْسِرُوا قوتها بِالْمَاءِ)). للنسائي، وقال: هذا الحديث ليس بالمشهور ولا يحتج به (1).
_________
(1) النسائي 8/ 323، 334، وقال أبو عبد الرحمن: عبد الملك بن نافع ليس بالمشهور ولا يحتج بحديثه، والمشهور عن ابن عمر خلاف حكايته. وضعفه الألباني في ضعيف النسائي (441).(2/382)
5635 - بَكْرُ بْنُ عَبْدِ الله الْمُزَنِيِّ: كُنْتُ جَالِسًا مَعَ ابْنِ عَبَّاسٍ عِنْدَ الْكَعْبَةِ فَأَتَاهُ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ: مَا لِي أَرَى بَنِي عَمِّكُمْ يَسْقُونَ الْعَسَلَ وَاللَّبَنَ وَأَنْتُمْ تَسْقُونَ النَّبِيذَ أَمِنْ حَاجَةٍ بِكُمْ أَمْ مِنْ بُخْلٍ؟ فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ مَا بِنَا مِنْ حَاجَةٍ وَلا بُخْلٍ إنما قَدِمَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى رَاحِلَتِهِ وَخَلْفَهُ أُسَامَةُ فَاسْتَسْقَى فَأَتَيْنَاهُ بِإِنَاءٍ مِنْ نَبِيذٍ فَشَرِبَ وَسَقَى فَضْلَهُ أُسَامَةَ وَقَالَ: ((أَحْسَنْتُمْ أَجْمَلْتُمْ كَذَا فَاصْنَعُوا)) فَلا نُرِيدُ تَغْيِيرَ مَا أَمَرَ بِهِ - صلى الله عليه وسلم - (1) لمسلم.
_________
(1) مسلم (1316).(2/382)
5636 - ابْنُ عَبَّاسٍ: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - جَاءَ إِلَى السِّقَايَةِ فَاسْتَسْقَى فَقَالَ الْعَبَّاسُ يَا فَضْلُ اذْهَبْ إِلَى أُمِّكَ فَأْتِ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - بِشَرَابٍ مِنْ عِنْدِهَا، فَقَالَ: اسْقِنِي. قَالَ: يَا رَسُولَ الله إِنَّهُمْ يَجْعَلُونَ أَيْدِيَهُمْ فِيهِ. قَالَ: اسْقِنِي فَشَرِبَ مِنْهُ ثُمَّ أَتَى زَمْزَمَ وَهُمْ يَستقُونَ وَيَعْمَلُونَ فِيهَا فَقَالَ: ((اعْمَلُوا فَإِنَّكُمْ عَلَى عَمَلٍ صَالِحٍ)) ثُمَّ قَالَ: ((لَوْلا أَنْ تُغْلَبُوا لَنَزَلْتُ حَتَّى أَضَعَ الْحَبْلَ عَلَى هَذِهِ يَعْنِي عَاتِقَهُ)). للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (1635).(2/383)
5637 - ابْنُ الْمُسَيَّبِ: تَلَقَّتْ ثَقِيفٌ عُمَرَ بِشَرَابٍ فَدَعَا بِهِ فَلَمَّا قَرَّبَهُ إِلَى فِيهِ كَرِهَهُ فَدَعَا بِهِ فَكَسَرَهُ بِالْمَاءِ فَقَالَ: هَكَذَا فَافْعَلُوا. للنسائي (1).
_________
(1) النسائي 8/ 326، وضعفه الألباني في ((ضعيف سنن النسائي)) (445).(2/383)
5638 - عَائِشَةُ: كنا ننبذ لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سقاء غدوة فيشربه عشية وعشية فيشربه غدوة فإن فضل مما يشرب على عشائه مما نبذناه بكرة سقاه أحداً ثم ننبذ له بالليل فإذا تغدى شربه على غدائه وكنا نغسل السقاء كل غدوة وعشية مرتين في يوم (1).
_________
(1) أبو داود (3712)، والنسائي 8/ 320، وهو في مسلم بلفظ مقارب (2005).(2/383)
5639 - وفي رواية: كَانَ يُنْبَذُ له فِي سِقَاءٍ يُوكَأُ أَعْلاهُ وَلَهُ عَزْلاءُ. لأصحاب السنن (1).
_________
(1) أبو داود (3711) والترمذي (1871)، وقال: حديث غريب. ورواه مسلم (2005).(2/383)
5640 - ابْنُ عَبَّاسٍ: كَانَ ينبذ للنبي - صلى الله عليه وسلم - أَوَّلَ اللَّيْلِ فَيَشْرَبُهُ إِذَا أَصْبَحَ يَوْمَهُ ذَلِكَ وَاللَّيْلَةَ الَّتِي تَجِيءُ وَالْغَدَاء وَاللَّيْلَةَ الأُخْرَى وَالْغَدَاء إِلَى الْعَصْرِ فَإِنْ بَقِيَ شَيْءٌ سَقَاهُ الْخَادِمَ (وأَمَرَ بِهِ) (1) فَصُبَّ. لمسلم وأبي داود والنسائي (2).
_________
(1) في (ب): أو أمر.
(2) مسلم (2004)، وأبو داود (3713)، والنسائي 8/ 333.(2/383)
5641 - جابرٌ: نَهَى النبي - صلى الله عليه وسلم - عَنْ خَلِيطِ الزَّبِيبِ وَالتَّمْرِ وَعَنْ خَلِيطِ الْبُسْرِ وَالتَّمْرِ وَعَنْ خَلِيطِ الزَّهْوِ وَالرُّطَبِ (1).
_________
(1) البخاري (5601)، مسلم (1986).(2/383)
5642 - وقال: انتبذوا كل واحد على حسده. لمالك ولمسلم والنسائي وأبي داود بلفظه (1).
_________
(1) مسلم (1988).(2/384)
5643 - أبو قتادة: كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يَنْهَانَا أَنْ نَعْجُمَ النَّوَى طَبْخاً أَوْ نَخْلِطَ الزَّبِيبَ وَالتَّمْرَ. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (3706)، وضعفه الألباني في ((السلسلة الضعيفة)) (4712).(2/384)
5644 - أنس: نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - أن نجمع بين شيئين مما ينتبذان مما يغني أحدهما على صاحبه وسألته عن الفضيخ فنهاني عنه وكان يكره المذنب من البسر مخافة أن يكونا شيئين. لمسلم والنسائي بلفظه (1).
_________
(1) النسائي 8/ 291 - 292.(2/384)
5645 - عَائِشَةُ: كَانَ يُنْبَذُ لَرسول - صلى الله عليه وسلم - زَبِيبٌ فَيُلْقِي فِيهِ تَمْراً وَتَمْرٌ فَيُلْقِي فِيهِ زبِيبَ.(2/384)
5646 - وفي رواية: كُنْتُ آخُذُ قَبْضَةً مِنْ تَمْرٍ وَقَبْضَةً مِنْ زَبِيبٍ فَأُلْقِيهِ فِي إِنَاءٍ فَأَمْرُسُهُ ثُمَّ أَسْقِيهِ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (3707)، وضعفه ابن حزم في ((المحلى)) 7/ 510. وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (795).(2/384)
5647 - محمدُ بنُ لَبِيدٍ: أَنَّ عُمَرَ حِينَ قَدِمَ الشَّامَ شَكَا إِلَيْهِ أَهْلُ الشَّامِ وَبَاءَ الأَرْضِ وَثِقَلَهَا وَقَالُوا: لا يُصْلِحُنَا إِلاَّ هَذَا الشَّرَابُ فَقَالَ اشْرَبُوا الْعَسَلَ فقَالُوا لا يُصْلِحُنَا فَقَالَ رَجُلٌ هَلْ لَكَ أَنْ نَجْعَلَ لَكَ مِنْ هَذَا الشَّرَابِ شَيْئًا لا يُسْكِرُ قَالَ نَعَمْ فَطَبَخُوهُ حَتَّى ذَهَبَ مِنْهُ الثُّلُثَانِ وَبَقِيَ الثُّلُثُ فَأَتَوْا بِهِ عُمَرَ فَأَدْخَلَ فِيهِ إِصْبَعَهُ ثُمَّ رَفَعَ يَدَهُ فَتَبِعَهَا يَتَمَطَّطُ فَقَالَ هَذَا الطِّلاءُ هَذَا مِثْلُ طِلاءِ الإبِلِ فَأَمَرَهُمْ بشرب، فَقَالَ لَهُ عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ: أَحْلَلْتَهَا وَالله، قَالَ كَلاَّ وَالله اللهمَّ إِنِّي لا أُحِلُّ شَيْئًا حَرَّمْتَهُ عَلَيْهِمْ وَلا أُحَرِّمُ شَيْئًا أَحْلَلْتَهُ لَهُمْ. لمالك (1).
_________
(1) مالك 2/ 646.(2/384)
5648 - عُمَرُ: كتب إِلَى أَبِي مُوسَى أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّهَا قَدِمَتْ عَلَيَّ عِيرٌ مِنَ الشَّامِ تَحْمِلُ شَرَاباً غَلِيظاً أَسْوَدَ كَطِلاءِ الإبِلِ وَإِنِّي سَأَلْتُهُمْ عَلَى كَمْ يَطْبُخُونَهُ فَأَخْبَرُونِي أَنَّهُمْ يَطْبُخُونَهُ عَلَى الثُّلُثَيْنِ ذَهَبَ ثُلُثَاهُ الأَخْبَثَانِ ثُلُثٌ بِرِيحِهِ وَثُلُثٌ بِبَغْيِهِ فَمُرْ مَنْ قِبَلَكَ يَشْرَبُونَهُ (1).
_________
(1) النسائي 8/ 329، وصححه الألباني (5274).(2/385)
5649 - الشَّعْبِيُّ: كَانَ عَلِيٌّ يَرْزُقُ النَّاسَ طلاءَ يَقَعُ فِيهِ ذبَابُ ولا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَخْرُجَ مِنْهُ (1).
_________
(1) النسائي 8/ 329، وصححه الألباني (5276).(2/385)
5650 - أَنَسٌ: إِنَّ نُوحًا نَازَعَهُ الشَّيْطَانُ فِي عُودِ الْكَرْمِ فَقَالَ: هَذَا لِي هَذَا لِي فَاصْطَلَحَا أَنَّ لِنُوحٍ ثُلُثَهَا وَلِلشَّيْطَانِ ثُلُثَيْهَا (1).
_________
(1) النسائي 8/ 330، وحسنه الألباني (5284).(2/385)
5651 - ابْنُ عَبَّاسٍ: سأله رجل عَنِ الْعَصِيرِ فَقَالَ: اشْرَبْهُ مَا كَانَ طَرِيًاً قَالَ إِنِّي أطبخه وَفِي نَفْسِي شيء مِنْهُ قَالَ أَكُنْتَ شَارِبَهُ قَبْلَ أَنْ تَطْبُخَهُ قَالَ لا قَالَ فَإِنَّ النَّارَ لا تُحِلُّ شَيْئًا قَدْ حَرُمَ. هي للنسائي (1).
_________
(1) النسائي 8/ 331، صححه الألباني في ((صحيح النسائي)) (5286).(2/385)
5652 - أَنَسٌ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - سُئِلَ عَنِ الْخَمْرِ أتتخَذُ خَلًّا قَالَ: ((لا)). لمسلم، والترمذي (1).
_________
(1) مسلم (1983)، الترمذي (1294).(2/385)
5653 - ابنُ عمر: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أعطاه المدينة وأمره أن يأتي بالأسواق فينظر إلى ما فيها من زقاق الخمر وكانت قد جلبت من الشام فيشقها فما وجد منها زقاً إلا شقه. لأحمد بلين (1).
_________
(1) أحمد 2/ 132 - 133، وفيه أبو بكر بن أبي مريم، قال الهيثمي 5/ 54: قد اختلط، وفي إسناده الآخر: أبو طعمة، وثقه محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي، وضعفه مكحول، وبقية رجاله ثقات.(2/385)
5654 - رَجُلٌ مَنْ الصحابة رفعه: ((يَشْرَبُ نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي الْخَمْرَ يُسَمُّونَهَا بِغَيْرِ اسْمِهَا)). للنسائي (1).
_________
(1) النسائي 8/ 312، 313، وصححه الألباني في ((صحيح النسائي)) (5229).(2/386)
5655 - أبو مُوسَى رفعه: ((ثَلاثَةٌ لا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ، مُدْمِنُ خَمْرٍ وَقَاطِعُ رَحِمٍ وَمُصَدِّقٌ بِسحْرِ وَمَنْ مَاتَ مُدْمِناً لِلْخَمْرِ سَقَاهُ الله مِنْ نَهْرِ الْغُوطَةِ قِيلَ وَمَا نَهْرُ الْغُوطَةِ قَالَ نَهْرٌ يَجْرِي مِنْ فروج الْمُومِسَاتِ يُؤْذِي أَهْلَ النَّارِ رِيحُ فُرُوجِهِن)). لأحمد والموصلى والكبير (1).
_________
(1) أحمد 4/ 399، أبو يعلى 13/ 223 - 224 (7248)، وقال الهيثمي 5/ 74: رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني، ورجال أحمد وأبي يعلى ثقات. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2598).(2/386)
5656 - أنسٌ رفعه: ((من ترك الخمر وهو يقدر عليه لأسقينه منه من (حظيرة) (1) القدس، ومن ترك الحرير وهو يقدر عليه لأكسونه إياه في (حظيرة) (1) القدس)). للبزار بلين (2).
_________
(1) في (أ): حضيرة.
(2) البزار كما في ((كشف الأستار)) 3/ 359 (2939)، وقال الهيثمي 5/ 76: وفيه شعيب بن بيان، قال الذهبي: صدوق، وضعفه الجوزجاني والعقيلي، وبقية رجاله ثقات. وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (2375): صحيح لغيره.(2/386)
5657 - عَائِشَةُ: كَانَ أَحَبُّ الشَّرَابِ إِلَى النبي - صلى الله عليه وسلم - الْحُلْوَ الْبَارِدَ. للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (1895)، وصححه الحاكم على شرط الشيخين 4/ 137، ووافقه الذهبي. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (1545).(2/386)
الانتباذ في الظروف وما يحل منه وما يحرم وحكم الأوانى(2/386)
5658 - أبو سَعِيدٍ: أَنَّ نَاساً مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ قَدِمُوا عَلَى النبي - صلى الله عليه وسلم - فَقَالُوا يَا نَبِيَّ الله إِنَّا حَيٌّ مِنْ رَبِيعَةَ وَبَيْنَنَا وَبَيْنَكَ كُفَّارُ مُضَرَ وَلا نَقْدِرُ عَلَيْكَ إِلاَّ في هذه الأشهر الْحُرُمِ فَمُرْنَا بِأَمْرٍ نَأْمُرُ بِهِ مَنْ وَرَاءَنَا وَنَدْخُلُ بِهِ الْجَنَّةَ إِذَا نَحْنُ أَخَذْنَا بِهِ قَالَ: آمُرُكُمْ بِأَرْبَعٍ، وَأَنْهَاكُمْ عَنْ أَرْبَعٍ اعْبُدُوا الله وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ، وَآتُوا الزَّكَاةَ، وَصُومُوا رَمَضَانَ، وَأَعْطُوا الْخُمُسَ مِنَ المغانم، وَأَنْهَاكُمْ عَنْ أَرْبَعٍ عَنِ الدُّبَّاءِ، وَالْحَنْتَمِ، وَالْمُزَفَّتِ، وَالنَّقِيرِ)) قَالُوا: يَا نَبِيَّ الله مَا عِلْمُكَ بِالنَّقِيرِ. قَالَ: ((بَلَى جِذْعٌ تَنْقُرُونَهُ فَتَقْذِفُونَ فِيهِ مِنَ الْقُطَيْعَاءِ أَوْ قَالَ مِنَ التَّمْرِ ثُمَّ تَصُبُّونَ
[ص:387] فِيهِ مِنَ الْمَاءِ حَتَّى إِذَا سَكَنَ غَلَيَانُهُ شَرِبْتُمُوهُ حَتَّى إِنَّ أَحَدَكُمْ - أَوْ أَحَدَهُمْ- لَيَضْرِبُ ابْنَ عَمِّهِ بِالسَّيْفِ وَفِي الْقَوْمِ رَجُلٌ أَصَابَتْهُ جِرَاحَةٌ كَذَلِكَ)) قَالَ: وَكُنْتُ أَخْبَؤُهَا حَيَاءً مِنْ النبي - صلى الله عليه وسلم - فَقُلْتُ: فِيمَ نَشْرَبُ يَا رَسُولَ الله قَالَ: ((فِي أَسْقِيَةِ الأَدَمِ الَّتِي يُلاثُ عَلَى أَفْوَاهِهَا)) قَالُوا: يَا نبي الله إِنَّ أَرْضَنَا كَثِيرَةُ الْجِرْذَانِ وَلا تَبْقَى بِهَا أَسْقِيَةُ الأَدَمِ، فَقَالَ نَبِيُّ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((وَإِنْ أَكَلَتْهَا الْجِرْذَانُ)) ثلاثًا وَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((إِنَّ فِيكَ َخَصْلَتَيْنِ يُحِبُّهُمَا تعالى عز وجل الله الْحِلْمُ وَالأَنَاةُ)). لمسلم والنسائي (1).
_________
(1) مسلم (18).(2/386)
5659 - زَاذَانُ: قُلْتُ لابْنِ عُمَرَ حَدِّثْنِي بِمَا نَهَى عَنْهُ - صلى الله عليه وسلم - مِنَ الأَشْرِبَةِ بِلُغَتِكَ وَفَسِّرْهُ لِي بِلُغَتِنَا فَإِنَّ لَكُمْ لُغَةً سِوَى لُغَتِنَا قَالَ نَهَى - صلى الله عليه وسلم - عَنِ الْحَنْتَمِ وَهِيَ الْجَرَّةُ، وَعَنِ الدُّبَّاءِ وَهِيَ الْقَرْعَةُ وَعَنِ الْمُزَفَّتِ وَهُوَ الْمُقَيَّرُ وَعَنِ النَّقِيرِ وَهِيَ النَّخْلَةُ تُنْسَحُ نَسْحًا، وَتُنْقَرُ نَقْراً وَأَمَرَ أَنْ ننتبذ فِي الأَسْقِيَةِ. للستة إلا البخاري بلفظ مسلم (1).
_________
(1) مسلم (1997) 57.(2/387)
5660 - بُرَيْدَةُ: ((كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنِ الأَشْرِبَةِ إلا فِي ظُرُوفِ الأَدَمِ فَاشْرَبُوا فِي كُلِّ وِعَاءٍ غَيْرَ أَنْ لا تَشْرَبُوا مُسْكِراً)) (1).
_________
(1) مسلم (977)، وأبو داود (3698).(2/387)
5661 - وفي رواية: ((كنت نَهَيْتُكُمْ عَنِ الظُّرُوفِ وَإِنَّ الظُّرُوفَ أَوْ ظَرْفًا لا يُحِلُّ شَيْئًا وَلا يُحَرِّمُهُ وَكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ)) (1).
_________
(1) مسلم (1999)، والترمذي (1869).(2/387)
5662 - وفي أخرى: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بَيْنَا هُوَ يَسِيرُ إِذْ حَلَّ بِقَوْمٍ فَسَمِعَ لَهُمْ لَغَطاً فَقَالَ: ((مَا هَذَا الصَّوْتُ)) قَالُوا: يَا نَبِيَّ الله لَهُمْ شَرَابٌ يَشْرَبُونَهُ فَبَعَثَ إِلَى الْقَوْمِ فَدَعَاهُمْ فَقَالَ: ((فِي أَيِّ شَيْءٍ تَنْتَبِذُونَ)) قَالُوا: نَنْتَبِذُ فِي النَّقِيرِ وَالدُّبَّاءِ وَلَيْسَ لَنَا ظُرُوفٌ، فَقَالَ: ((لا تَشْرَبُوا إِلاَّ فِيمَا أَوْكَيْتُمْ عَلَيْهِ)) فَلَبِثَ بِذَلِكَ مَا شَاءَ الله أَنْ يَلْبَثَ ثُمَّ رَجَعَ إلَيْهِمْ فَإِذَا هُمْ قَدْ أَصَابَهُمْ وَبَاءٌ وَاصْفَرُّوا قَالَ: ((مَا لِي أَرَاكُمْ قَدْ هَلَكْتُمْ)) قَالُوا:
[ص:388] يَا نَبِيَّ الله أَرْضُنَا وَبِيئَةٌ وَحَرَّمْتَ عَلَيْنَا إِلاَّ مَا أَوْكَيْنَا عَلَيْهِ قَالَ: ((اشْرَبُوا وَكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ)). لمسلم وأصحاب السنن (1).
_________
(1) النسائي 8/ 311 - 312.(2/387)
5663 - مسلمُ بنُ عمير: أهديت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - جرة خضراء فيها كافور فقسمها بين المهاجرين والأنصار، وقال: ((يا أم سليم انتبذى لنا فيها)). للطبراني في الكبير، وفيه مزاحم بن عبد العزيز (1).
_________
(1) الطبراني 19/ 436 (1058)، وقال الهيثمي: 5/ 65 فيه مزاحم بن عبد العزيز الثقفي، ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.(2/388)
5664 - عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي لَيْلَى: أَنَّهُمْ كَانُوا عِنْدَ حُذَيْفَةَ بالمدائن فَاسْتَسْقَى فَسَقَاهُ مَجُوسِيٌّ في إناء فضة فرماه به وقال إني قد أمرته أن لا يسقيني فيه إني سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: ((لا تَلْبَسُوا الْحَرِيرَ وَلا الدِّيبَاجَ، وَلا تَشْرَبُوا فِي آنِيَةِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، وَلا تَأْكُلُوا فِي صِحَافِهَا، فَإِنَّهَا لَهُمْ فِي الدُّنْيَا، ولكم فِي الآخِرَةِ)). للستة إلا مالكًا (1).
_________
(1) البخاري (5426)، ومسلم (2067).(2/388)
5665 - أُمُّ سَلَمَةَ رفعته: ((إن الذي يأكل ويَشْرَبُ فِي إِنَاءِ الْفِضَّةِ إِنَّمَا يُجَرْجِرُ في بَطْنِهِ نَارَ جَهَنَّمَ)). لمالك والشيخين (1).
_________
(1) البخاري (5634)، ومسلم (2065).(2/388)
5666 - جَابِرٌ: كُنَّا نَغْزُو مَعَ النبي - صلى الله عليه وسلم - فَنُصِيبُ مِنْ آنِيَةِ الْمُشْرِكِينَ وَأَسْقِيَتِهِمْ ونَسْتَمْتِعُ بِهَا فَلا يَعِيبُ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (3838)، وقال الألباني في ((الثمر المستطاب)) 1/ 8: إسناده جيد.(2/388)
5667 - أبو ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ: سَأَلَ النبي - صلى الله عليه وسلم - إِنَّا نُجَاوِرُ أَهْلَ الْكِتَابِ وَهُمْ يَطْبُخُونَ فِي قُدُورِهِمُ الْخِنْزِيرَ وَيَشْرَبُونَ فِي آنِيَتِهِمُ الْخَمْرَ فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((إِنْ وَجَدْتُمْ غَيْرَهَا فَكُلُوا واشربوا فِيهَا وَإِنْ لَمْ تَجِدُوا غَيْرَهَا فَارْحَضُوهَا بِالْمَاءِ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا)) (1).
_________
(1) أبو داود (3839)، والترمذي (1797)، وأصله في البخاري (5478)، ومسلم (1930) من حديث أبي ثعلبة.(2/388)
5668 - وفي رواية: سُئِلَ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ قُدُورِ الْمَجُوسِ فَقَالَ: ((أَنْقُوهَا غَسْلاً وَاطْبُخُوا فِيهَا)). لأبي داود والترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (1560)، وقال: حسن صحيح. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (1264).(2/389)
5669 - ابنُ عمر: تَوَضَّأَ عُمَرُ بِالْحَمِيمِ في جر نصرانية وَمِنْ بَيْتِها. لرزين ونحوه للبخاري في ترجمته (1).
_________
(1) البخاري معلقا بصيغة الجزم قبل حديث (193).(2/389)
5670 - ابنُ عباس: أهدى المقوقس إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - قدح قوارير فكان يشرب فيه. للبزار (1).
_________
(1) البزَّار كما في ((كشف الأستار)) 3/ 345 (2904)، وقال الهيثمي 5/ 77 فيه: مندل بن علي وهو ضعيف وقد وثق.(2/389)
5671 - أبو أمامة: كان لمعاذ بن جبل قدح مفضض بنحاس فيه يسقى النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا شرب، وفيه يوضئه إذا توضأ. للكبير بضعف (1).
_________
(1) ((الكبير)) 8/ 221 (7878)، وقال الهيثمي 5/ 77 فيه: علي بن يزيد الألهاني وهو ضعيف.(2/389)
كتاب اللباس(2/389)
الزينة الذهب والحرير والصوف والشعر ونحوهما(2/389)
5672 - عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ: أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَمْنَعُ أَهْلَهُ الْحِلْيَةَ وَالْحَرِيرَ وَيَقُولُ: ((إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ حِلْيَةَ الْجَنَّةِ وَحَرِيرَهَا فَلا تَلْبَسُوهَا فِي الدُّنْيَا)) (1).
_________
(1) النسائي 8/ 156، وقال الألباني في ((صحيح النسائي)) (4747): صحيح.(2/389)
5673 - ابنُ عمر: نَهَى النبي - صلى الله عليه وسلم - عَنْ لُبْسِ الذَّهَبِ إِلاَّ مُقَطَّعاً. هما للنسائي (1).
_________
(1) النسائي 8/ 163، وقال الألباني في ((صحيح النسائي)) (4756): صحيح.(2/389)
5674 - عَلِيُّ: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - أَخَذَ حَرِيراً فَجَعَلَهُ فِي يَمِينِهِ وذَهَبًا فَجَعَلَهُ فِي شِمَالِهِ ثُمَّ قَالَ: ((إِنَّ هَذَيْنِ حَرَامٌ عَلَى ذُكُورِ أُمَّتِي)). لأبي داود والنسائي (1).
_________
(1) أبو داود (4057)، والنسائي 8/ 160، وابن ماجة (3595) وقال الألباني في صحيح النسائي (4750): صحيح.(2/389)
5675 - وله وللترمذي عن أبو مُوسَى رفعه: ((حُرِّمَ لِبَاسُ الْحَرِيرِ وَالذَّهَبِ عَلَى ذُكُورِ أُمَّتِي وَأُحِلَّ لإِنَاثِهِمْ)) (1).
_________
(1) الترمذي (1720)، وقال: حسن صحيح، والنسائي 8/ 161. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (1404).(2/390)
5676 - عُمَرُ: ((إِنَّمَا يَلْبَسُ الْحَرِيرَ فِي الدُّنْيَا مَنْ لا خَلاقَ لَهُ فِي الآخِرَةِ)). للشيخين والنسائي (1).
_________
(1) البخاري (5835)، ومسلم (2068).(2/390)
5677 - ابْنُ الزُّبَيْرِ قال: لا تُلْبِسُوا نِسَاءَكُمُ الْحَرِيرَ فإني سمعت عمر يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تلبسوا الحرير فَإِنَّ مَنْ لَبِسَهُ فِي الدُّنْيَا لَمْ يَلْبَسْهُ فِي الآخِرَةِ)). للشيخين والترمذي والنسائي (1).
_________
(1) البخاري (5833)، ومسلم (2068).(2/390)
5678 - أمُّ عطية: نهانا النبي - صلى الله عليه وسلم - عن لبس الذهب وتفضيض الأقداح فكلمه النساء في لبس الذهب، فأبى علينا، ورخص لنا في تفضيض الأقداح. للكبير والأوسط وفيه عمر بن يحيى الأيلى (1).
_________
(1) الطبراني 25/ 68، وفي ((الأوسط)) 3/ 330 (3311)، وقال الهيثمي 5/ 149: فيه عمر بن يحيى الأيلي ولا أعرفه.(2/390)
5679 - عُمَرُ: وجد حُلَّةً من إِسْتَبْرَقٍ تُبَاعُ بالسُّوقِ فَأَتَى بِهَا النبي - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ يَا رَسُولَ الله ابْتَعْ هَذِهِ فَتَجَمَّلْ بِهَا لِلْعِيدِ وَالوفد فَقَالَ النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((إِنَّمَا هَذِهِ لِبَاسُ مَنْ لا خَلاقَ لَهُ)) فَلَبِثَ عمر مَا شَاءَ الله ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَيْهِ بِجُبَّةِ دِيبَاجٍ فَأَقْبَلَ بِهَا عُمَرُ حَتَّى أَتَى بِهَا النبي - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله أقُلْتَ إِنَّمَا هَذِهِ لِبَاسُ مَنْ لا خَلاقَ لَهُ ثُمَّ أَرْسَلْتَ بِهَذِهِ فَقَالَ: ((تَبِيعُهَا وتُصِيبُ بِهَا حَاجَتَكَ)) (1).
_________
(1) البخاري (948)، ومسلم (2068).(2/390)
5680 - وفي رواية: رَأَى عُمَرُ عُطَارِداً يُقِيمُ
[ص:391] بِالسُّوقِ حُلَّةً سِيَرَاءَ قَالَ: يَا رَسُولَ الله لَوِ اشْتَرَيْتَهَا فَلَبِسْتَهَا لِوُفُودِ الْعَرَبِ إِذَا قَدِمُوا وَلَبِسْتَهَا يَوْمَ الْجُمُعَةِ. فَقَالَ: ((إِنَّمَا يَلْبَسُ الْحَرِيرَ فِي الدُّنْيَا مَنْ لا خَلاقَ لَهُ فِي الآخِرَةِ)). ثم أُتِيَ النبي - صلى الله عليه وسلم - بحلل سِيَرا فَبَعَثَ إِلَى عُمَرَ بِحُلَّةٍ إِلَى أُسَامَةَ بِحُلَّةٍ وَأَعْطَى عَلِيَّ حُلَّةً وَقَالَ شَقِّهَا خُمُرًا بَيْنَ نِسَائِكَ فَجَاءَ عُمَرُ بِحُلَّتِهِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله بَعَثْتَ إِلَيَّ بِهَذِهِ وَقَدْ قُلْتَ بِالأَمْسِ فِي حُلَّةِ عُطَارِدٍ مَا قُلْتَ فَقَالَ: ((إِنِّي لَمْ أَبْعَثْ بِهَا إِلَيْكَ لِتَلْبَسَهَا وَلَكِن بَعَثْتُ بِهَا إِلَيْكَ لِتُصِيبَ بِهَا)). وَأَمَّا أُسَامَةُ فَرَاحَ فِي حُلَّتِهِ فَنَظَرَ إِلَيْهِ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - نَظَرًا عَرَفَ أَنَّه أَنْكَرَ مَا صَنَعَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله مَا تَنْظُرُ إِلَيَّ فَأَنْتَ بَعَثْتَ بها إِلَيَّ فَقَالَ: ((إِنِّي لَمْ أَبْعَثْ إِلَيْكَ بها لِتَلْبَسَهَا وَلَكِنِّي بَعَثْتُ بِهَا إِلَيْكَ لِتُشَقِّهَا خُمُرًا بَيْنَ نِسَائِكَ)). للستة إلا الترمذي (1).
_________
(1) مسلم (2068).(2/390)
5681 - في رواية: فَكَسَاهَا عُمَرُ أَخًا لَهُ مشركًا بِمَكَّةَ (1).
_________
(1) البخاري (866)،ومسلم (2068).(2/391)
5682 - جَابِرُ: لَبِسَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمًا قَبَاءً دِيبَاجٍ أُهْدِيَ لَهُ ثُمَّ أَوْشَكَ أَنْ نَزَعَهُ فَأَرْسَلَ بِهِ إِلَى عُمَرَ فَقِيلَ قَدْ أَوْشَكَ مَا نَزَعْتَهُ يَا رَسُولَ الله فَقَالَ ((نَهَانِي عَنْهُ جِبْرِيلُ)) فَجَاء عُمَرُ يَبْكِي فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله أكَرِهْتَ أَمْرًا وَأَعْطَيْتَنِيهِ فَمَا لِي؟ فقَالَ: ((إِنِّي لَمْ أُعْطِكَهُ لِتَلْبَسَهُ إِنَّمَا أَعْطَيْتُكَهُ تَبِيعُهُ فَبَاعَهُ بِأَلْفَيْ دِرْهَمٍ)). مسلم والنسائي (1).
_________
(1) مسلم (2070).(2/391)
5683 - أَنَسُ: أَنَّ مَلِكَ الرُّومِ أَهْدَى للنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مُسْتُقَةً مِنْ سُنْدُسٍ فَلَبِسَهَا فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى يَدَيْهِ يذَبْذَبَانِ ثُمَّ بَعَثَ بِهَا إِلَى جَعْفَرٍ فَلَبِسَهَا فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: ((إِنِّي لَمْ أُعْطِكَهَا لِتَلْبَسَهَا)) قَالَ: فَمَا أَصْنَعُ بِهَا؟ قَالَ: ((أَرْسِلْ بِهَا إِلَى أَخِيكَ النَّجَاشِيِّ)). لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (4047)، وقال المنذري في ((مختصره)) 6/ 31: علي بن زيد بن جدعان القرشي التميمي: مكي نزل البصرة, ولا يحتج بحديثه. وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (874).(2/391)
5684 - عَلِيٌ: كساني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حُلَّةَ سِيَرَاءَ فخرجت بها فَرَأَيْتُ الْغَضَبَ فِي وَجْهِهِ فأطرتها بَيْنَ نِسَائِي (1).
_________
(1) البخاري (5840)، ومسلم (2071).(2/392)
5685 - وفي روايةٍ: أَنَّ أُكَيْدِرَ دُومَةَ أَهْدَى إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ثَوْبَ حَرِيرٍ فَأَعْطَاهُ عَلِيًّا وقَالَ: ((شَقِّقهُ خُمُرًا بَيْنَ الْفَوَاطِمِ)). للشيخين وأبي داود والنسائي (1).
_________
(1) مسلم (2071).(2/392)
5686 - الْبَرَاءُ: أَمَرَنَا النبي - صلى الله عليه وسلم - بِسَبْعٍ, وَنَهَانَا عَنْ سَبْعٍ أَمَرَنَا بِعِيَادَةِ الْمَرِيضَِّ, وَاتِّبَاعِ الجنائز, وَتَشْمِيتِ الْعَاطِسِ وإِبْرَارِ المُقْسِمِّّ, َ ونصْرِ المَظلُوم, وَإِجَابَةِ الدَّاعِي, وَإِفْشَاءِ السَّلامِ, وَنَهَانَا عَنْ خَوَاتِمِ الذَّهَبِ, وَعَنِ شُّرْبِ بالْفِضَّةِ, وَعَنِ الْمَيَاثِرِ الحمر, وَعن الْقَسِّيِّ, وَعَنْ لُبْسِ الْحَرِيرِ وَالإسْتَبْرَقِ والدِّيبَاج. للشيخين والترمذي والنسائي (1).
_________
(1) البخاري (5635)،ومسلم (2066).(2/392)
5687 - عَلِيٌ: نَهَانِي حِبِّي عَنْ ثَلاثٍ لا أَقُولُ نَهَى النَّاسَ عَنْ تَخَتُّمِ الذَّهَبِ وَعَنْ لُبْسِ الْقَسِّيِّ وَعَنِ الْمُعَصْفَرِ الْمُفَدَّم. للستة إلا البخاري (1).
_________
(1) مسلم (2078).(2/392)
5688 - جَابِرُ: كُنَّا نَنْزِعُهُ عَنِ الْغِلْمَانِ وَنَتْرُكُهُ عَلَى الْجَوَارِي (1).
_________
(1) أبو داود (4059)، وصححه الألباني في ((صحيح أبي داود)) (2434).(2/392)
5689 - ابْنُ عَبَّاسٍ: إِنَّمَا نَهَى النبي - صلى الله عليه وسلم - عَنِ الثَّوْبِ الْمُصْمَتِ مِنَ الْحَرِيرِ, فَأَمَّا للْعَلَمُ وَسَدَى الثَّوْبِ فَلا بَأْسَ بِهِ. هما لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (4055)، وقال المنذري في ((مختصره)) 6/ 34 - 35: في إسناده خصيف بن عبد الرحمن وقد ضعفه غير واحد. وصححه الألباني في صحيح أبي داود (3420) دون قوله: فأما للعلم.(2/392)
5690 - أبو عُثْمَانَ النهدي: كَتَبَ إِلَيْنَا عُمَرُ وَنَحْنُ بِأَذْرَبِيجَانَ مع عُتْبَة بْنَ فَرْقَدٍ: إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ كَدِّكَ وَلا كَدِّ أَبِيكَ, وَلا كَدِّ أُمِّكَ, فَأَشْبِعِ الْمُسْلِمِينَ فِي رِحَالِهِمْ مِمَّا تَشْبَعُ مِنْهُ فِي رَحْلِكَ, وَإِيَّاك وَالتَّنَعُّمَ وَزِيَّ أَهْلِ الشِّرْكِ وَلَبُوسَ الْحَرِيرَ, فَإِنَّ رَسُولَ الله
[ص:393] صلى الله عليه وسلم - نَهَى عَنْ لَبُوسِ الْحَرِيرِ إِلاَّ هَكَذَا وَرَفَعَ لَنَا - صلى الله عليه وسلم - إِصْبَعَيْهِ السبَّابةَ والوُسْطَى وَضَمَّهُمَا (1).
_________
(1) البخاري (5830) بمعناه دون كلام عمر - رضي الله عنه -، ومسلم (2069) واللفظ له.(2/392)
5691 - وفي روايةٍ: نَهَى النبي - صلى الله عليه وسلم - عَنْ لُبْسِ الْحَرِيرِ إِلاَّ مَوْضِعَ إِصْبَعَيْنِ أَوْ ثَلاثٍ أَوْ أَرْبَعٍ. للستة إلا مالكًا (1).
_________
(1) البخاري (5830)، ومسلم (2069).(2/393)
5692 - أَسْمَاء: أَخْرَجَتْ جُبَّةَ طَيَالِسَةٍ كِسْرَوَانِيَّةٍ لَهَا لِبْنَةُ دِيبَاجٍ وَفَرْجَيهَا مَكْفُوفَيْنِ بِالدِّيبَاجِ فَقَالَتْ: هَذِهِ جبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كَانَتْ عِنْدَ عَائِشَةَ حَتَّى قُبِضَتْ فقَبَضْتُهَا وَكَانَ - صلى الله عليه وسلم - يَلْبَسُهَا فَنَحْنُ نَغْسِلُهَا لِلْمَرْضَى ونسْتَشْفي بِهَا. لمسلم وأبي داود مطولاً (1).
_________
(1) مسلم (2069).(2/393)
5693 - عُرْوَةَ: أن عَائِشَةَ كَسَتْ عَبْدَ الله بْنَ الزُّبَيْرِ مِطْرَفَ خَزٍّ كَانَتْ تَلْبَسُهُ. لمالك (1).
_________
(1) مالك 2/ 696.(2/393)
5694 - أَنَسُ: رَخَّصَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لِلزُّبَيْرِ وَعَبْدِالرَّحْمَنِ بن عوف فِي لُبْسِ الْحَرِيرِ لِحِكَّةٍ بِهِمَا. للستة إلا مالكًا (1).
_________
(1) البخاري (2919)، ومسلم (2076).(2/393)
5695 - عَائِشَةُ: صَنَعْتُ لِرَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - بُرْدَةً سَوْدَاءَ فَلَبِسَهَا فَلَمَّا عَرَقَ فِيهَا وَجَدَ منها رِيحَ الصُّوفِ قَالَ وَأَحْسِبُهُ قَالَ وَكَانَ يعْجِبُهُ الرِّيحُ الطَّيِّبَ. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (4074)، وصححه الألباني في ((صحيح أبي داود)) (4335).(2/393)
5696 - أبو موسى قال لابنه أبي بُرْدَة: يَا بُنَيَّ لَوْ رَأَيْتَنَا وَنَحْنُ مَعَ النبي - صلى الله عليه وسلم - وَقَدْ أَصَابَتْنَا السَّمَاءُ لحَسِبْتَ أَنَّ رِيحَنَا رِيحُ الضَّأْنِ. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (4033)، والترمذي (2479)، وقال: حديث صحيح. وصححه الألباني في صحيح أبي داود (3404).(2/393)
5697 - أبوبردة: دخلت على عائشة فأخرجت إلينا كساءًا ملبدًا من التي يسمونها الملبدة وإزارًا غليظًا مما يصنع باليمن وأقسمت بالله لقد قبض روح النبي - صلى الله عليه وسلم - في هذين الثوبين. للشيخين وأبي داود والترمذي (1).
_________
(1) البخاري (3108)، ومسلم (2080).(2/394)
5698 - عَائِشَةُ: خَرَجَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وَعَلَيْهِ مِرْطٌ مُرَحَّلٌ مِنْ شَعرٍ أَسْوَدَ. لمسلم وأبي داود والترمذي (1).
_________
(1) مسلم (2081).(2/394)
5699 - ابْنُ مَسْعُودٍ رفعه: ((كَانَ عَلَى مُوسَى يَوْمَ كَلَّمَهُ رَبُّهُ سراويل صُوفٍ وَجُبَّةُ صُوفٍ وكساء صوف وَكُمَّةُ صُوفٍ وَنعلان مِنْ جِلْدِ حِمَارٍ مَيِّتٍ)). للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (1734)، وقال هذا: حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث حميد الأعرج وحميد هو ابن علي الكوفي، وقال: سمعت محمدًا يقول: حميد بن علي الأعرج منكر الحديث. وقال الألباني في ضعيف الترمذي (291): ضعيف جدا.(2/394)
5700 - عَائِشَةُ: كَانَ فِرَاشُ النبي - صلى الله عليه وسلم - وفي رواية وساده الذي يتكأ عليه من أدم حَشْوُهُ لِيفٌ. للشيخين وأبي داود والترمذي (1).
_________
(1) البخاري (6456)، ومسلم (2082).(2/394)
5701 - جَابِر: ذَكَرَ للنبي - صلى الله عليه وسلم - الْفُرُشَ فَقَالَ ((فِرَاشٌ لِلرَّجُلِ وَفِرَاشٌ لِلْمَرْأَةِ وَفِرَاشٌ لِلضَّيْفِ وَالرَّابِعُ لِلشَّيْطَانِ.)) لأبي داود والنسائي (1).
_________
(1) مسلم (2084).(2/394)
5702 - عبيدة، قال: افتراش الحرير كلبسه. لرزين (1).
_________
(1) علقه البخاري قبل الرواية (5837)، ووصله بن حجر في ((تعليق التعليق)) 5/ 64.(2/394)
5703 - أبو الْمَلِيحِ عَنْ أَبِيه: ِ نهي النَّبِيُ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ جُلُودِ السِّبَاعِ أَنْ تُفْتَرَشَ. لأصحاب السنن بلفظ الترمذي (1).
_________
(1) أبو داود (4132)، والترمذي (1771)، والنسائي 7/ 176، وقال الترمذي: لا نعلم أحدًا قال عن أبي المليح عن أبيه غير بن سعيد بن أبي عروبة. وهو عند الدارمي (1983)،وصححه الألباني في صحيح الترمذي (1450).(2/394)
5704 - عُتْبَةُ بْنُ عَبْدٍ السُّلَمِيِّ قَالَ: اسْتَكْسَيْتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - فَكَسَانِي خَيْشَتَيْنِ فَلَقَدْ رَأَيْتُنِي وَأَنَا أَكْسِى أَصْحَابِي. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (4032)، وقال المنذري في ((المختصر)) 6/ 26: في إسناده إسماعيل بن عباس، وفيه مقال: وحسنه الألباني في: ((صحيح أبي داود)) (3403).(2/394)
آداب اللبس وهيئته(2/395)
5705 - رُكَانَةُ رفعه: ((فَرْقُ مَا بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْمُشْرِكِينَ الْعَمَائِمُ عَلَى الْقَلانِسِ)). للترمذي وأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (4078)، والترمذي (1784)، وقال: حديث غريب، وإسناده ليس بالقائم، ولا نعرف أبا الحسن العسقلاني ولا ابن ركانة. وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (300).(2/395)
5706 - أبو المليح، عن أبيه، رفعه: ((اعتموا تزدادوا حلماً))، وقال علي: العمائم تيجان العرب. لأبى داود. قلت: لم أجده في أبى داود ولا غيره من الخمسة. وهو في مجمع الزوائد للكبير، وقال: فيه عبيد الله بن أبي حميد وهو متروك (1).
_________
(1) الطبراني 1/ 194 (517)، وذكره الهيثمي 5/ 119، وقال: رواه الطبراني، وفيه: عبيد الله بن أبي حميد، وهو متروك. وقال الألباني في ضعيف الجامع (932):ضعيف جدا.(2/395)
5707 - عَبْدُ الرَّحْمَنُ بْنِ عَوْفٍ: لقد عَمَّمَنِي رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فَسَدَلَهَا بَيْنَ [يَدَيَّ] وَمِنْ خَلْفِي أصابع. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (4079)،وقال المنذري في ((مختصره)) 6/ 45، شيخ من أهل المدينة مجهول. وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (883).(2/395)
5708 - عائشةُ: عمّم النبي - صلى الله عليه وسلم - عبد الرحمن بن عوف وأرخى له أربعة أصابع، وقال: ((إنى لما صعدت إلى السماء رأيت أكثر الملائكة معتمين)). للأوسط بضعف (1).
_________
(1) ((الأوسط)) 8/ 369 (8901)، وذكره الهيثمي 5/ 120، وقال: رواه الطبراني في ((الأوسط))، عن شيخه مقدام بن داود، وهو ضعيف. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3080).(2/395)
5709 - عَمْرُو بْنُ حُرَيْثٍ: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - عَلَى الْمِنْبَرِ وَعَلَيْهِ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ قَدْ أَرْخَى طَرَفَيْهَا بَيْنَ كَتِفَيْهِ (1).
_________
(1) مسلم (1359)، عن عمرو بن حريث عن أبيه.(2/395)
5710 - وفي رواية: طَرَفَهَا. لمسلم وأبي داود والنسائي (1).
_________
(1) أبو داود (4077)، والنسائي 8/ 211، من حديث عمرو بن حريث.(2/395)
5711 - أبو كبشة الأنماري: كانت عمامة النبي - صلى الله عليه وسلم - بطحة، يعنى لاطئة. لرزين.(2/395)
5712 - عبدُ الملك بن حبيب: نَظَرَ أَنَسٌ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَرَأَى طَيَالِسَةً فَقَالَ: كَأَنَّهُمُ السَّاعَةَ يَهُودُ خَيْبَرَ. للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (4208).(2/395)
5713 - أَسْمَاءُ بِنْتُ يَزِيدَ: كَانَ كُمُّ قميص النبي - صلى الله عليه وسلم - إِلَى الرُّسْغِ. للترمذي وأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (4027)، والترمذي (1765)، وقال: حديث حسن غريب، وضعفه الألباني في ((ضعيف الجامع الصغير)) (4479).(2/395)
5714 - الْعَلاء بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ سَأَلْتُ أَبَا سَعِيدٍ عَنِ الإزَارِ فَقَالَ: على الخبير سقطت قال - صلى الله عليه وسلم -: ((إِزْرَةُ الْمُؤْمِنِ إِلَى نصف الساق ولا حرج -أو قال- لا جُنَاحَ عَلَيْهِ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْكَعْبَيْنِ مَا كان أَسْفَلَ مِنْ ذَلِكَ فهو في النَّارِ ومن جر إزاره بطرًا لم ينظر الله إليه يوم القيامة)). لمالك وأبو داود (1).
_________
(1) أبو داود (4093)، ومالك 2/ 697، وقال النووي في ((رياض الصالحين)) ص360: رواه أبو داود بإسناد صحيح. وصححه الألباني في صحيح الجامع (921).(2/396)
5715 - حُذَيْفَةُ قَالَ: أَخَذَ النبي - صلى الله عليه وسلم - بِعَضَلَةِ سَاقِي أَوْ سَاقِهِ فَقَالَ: ((هَذَا مَوْضِعُ الإزَارِ فَإِنْ أَبَيْتَ فَأَسْفَلَ فَإِنْ أَبَيْتَ فأسفل فإن أبيت فَلا حَقَّ لِلإزَارِ فِي الْكَعْبَيْنِ.)) للترمذي والنسائي (1).
_________
(1) الترمذي (1783)، والنسائي 8/ 206 - 207،وابن ماجة (3572). قال الترمذي: حديث حسن صحيح، رواه الثوري وشعبة عن أبي إسحاق. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (3572).(2/396)
5716 - ابْن عُمَر: مَا قَالَ النبي - صلى الله عليه وسلم - فِي الإزَارِ فَهُوَ فِي الْقَمِيصِ (1).
_________
(1) أبو داود (4095)، وحسنه الألباني في ((صحيح الترغيب والترهيب)) (2030).(2/396)
5717 - عِكْرِمَة: رأيت ابْنَ عَبَّاسٍ يَأْتَزِرُ فَيَضَعُ حَاشِيَةَ إِزَارِهِ مِنْ مُقَدَّمِهِ عَلَى ظَهْرِ قَدَمَهِ وَيَرْفَعُ مُؤَخَّره قُلْتُ: لِمَ تَأْزِرُ بهَذِهِ الإزْرَةَ؟ قَالَ: رَأَيْتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - يَأْتَزِرُهَا. هما لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (4096)، وصححه الألباني في ((المشكاة)) (4370).(2/396)
5718 - أبو هُرَيْرَة رفعه: ((إِذَا لَبِسْتُمْ أو تَوَضَّأْتُمْ فَابْدَءُوا بميامنكم)). للترمذي وأبي داود بلفظه (1).
_________
(1) أبو داود (4141)، والترمذي (1766) بلفظ: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا ليس قميصًا بدأ منه، وقال: وروى غير واحد هذا الحديث عن شعبة بهذا الإسناد عن أبي هريرة موقوفًا، ولا نعلم أحدًا رفعه غير عبد الصمد بن عبد الوراث عن شعبة، وصححه الألباني في ((صحيح الجامع الصغير)) (787).(2/396)
5719 - ابن عمر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ خُيَلاءَ لَمْ يَنْظُرِ الله إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)). فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: يا رسول الله إِنَّ إِزَارِي يَسْتَرْخِي إلا أن أتعاهده. قَالَ: ((إنك لَسْتَ مِمَّنْ يَفْعَلُهُ خُيَلاءَ)). للشيخين وأبي داود والنسائي (1).
_________
(1) البخاري (3665)، ومسلم (2085).(2/396)
5720 - وفي روايةٍ: ((الإسْبَالُ فِي الإزَارِ وَالْقَمِيصِ وَالْعِمَامَةِ, ومَنْ جَرَّ مِنْهَا شَيْئًا خُيَلاءَ لم يَنْظُرِ الله له يَوْمَ الْقِيَامَةِ)) (1).
_________
(1) أبو داود (4094)، والنسائي 8/ 208، وابن ماجة (3576)، وقال ابن ماجة: قال أبو بكر -يعني ابن أبي شيبة-: ما أغربه، وقال المنذري في ((مختصره)) 6/ 56: وأخرجه النسائي وابن ماجة، وفي إسناده: عبد العزيز بن أبي دواد، وقد تكلم فيه غير واحد. وصححه الألباني في صحيح النسائي (4927).(2/396)
5721 - ولأصحاب السنن: أن أُمَّ سَلَمَةَ قالت: فَكَيْفَ يَصْنَعْ النِّسَاءُ بِذُيُولِهِنَّ قَالَ ((يُرْخِينَ شِبْرًا)) فَقَالَتْ: إِذًا تَنْكَشِفُ أَقْدَامُهُنَّ: قَالَ ((فَيُرْخِين ذِرَاعًا لا يَزِدْنَ عَلَيْه)) ِ (1).
_________
(1) أبو داود (4117 - 4118)، والترمذي (1731)، والنسائي 8/ 209، وابن ماجة (3580)، وقال الترمذي: حسن صحيح. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (1415).(2/397)
5722 - وعنه: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَعَلَيَّ إِزَارٌ يَقَعْقَعُ فَقَالَ ((مَنْ هَذَا)) قُلْتُ: عَبْدُ الله, قَالَ: ((إِنْ كُنْتَ عَبْدَ الله فَارْفَعْ إِزَارَكَ)) فَرَفَعْته إِلَى نِصْفِ السَّاقَيْنِ فَلَمْ تَزَلْ إِزْرَتُهُ حَتَّى مَاتَ (1).
_________
(1) أحمد 2/ 141، 147، والطبراني في ((الأوسط)) 4/ 328 (4341)، وقال الهيثمي 5/ 123: رواه كله أحمد بإسنادين، والطبراني في ((الأوسط))، وأحد إسنادي أحمد رجاله رجال الصحيح. وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (2033).(2/397)
5723 - أُمُّ سَلَمَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - شَبَّرَ لِفَاطِمَةَ شِبْرًا مِنْ نِطَاقِهَا. للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (1732)، وصححه الألباني في ((صحيح الترمذي)) (1416).(2/397)
5724 - جَابِرِ: رأيت النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ مُحْتَبٍ بِشَمْلَةٍ قدْ وَقَعَ هُدْبُهَا عَلَى قَدَمَيْهِ. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (4075)، وضعفه الألباني في ((المشكاة)) (4365).(2/397)
5725 - وعنه: نَهَى النبي - صلى الله عليه وسلم - عَنِ الصَّمَّاء وعنِ الإحْتِبَاءِ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ. لأصحاب السنن (1).
_________
(1) الترمذي (2767)،والنسائي في ((الكبرى)) 5/ 417 (9751)،ورواه مسلم (2099).(2/397)
5726 - مُعَاوِيَة بْنُ قُرَّةَ عن أبيه: أَتَيْتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - فِي رَهْطٍ مِنْ مُزَيْنَةَ فَبَايَعْنَاهُ وَإِنَّ قَمِيصَهُ لَمُطْلَقُ الأزْرَار فأَدْخَلْتُ يَدَيَّ فِي جَيْبِ قَمِيصِهِ قَالَ عُرْوَةُ: فَمَا رَأَيْتُ مُعَاوِيَةَ وَلا ابْنَهُ قَطُّ إِلاَّ مُطْلِقَيْ أَزْرارِهِمَا فِي شِتَاءٍ وَلا حَرٍّ وَلا يُزَرِّرانِ أَزْرارَهُمَا أَبَدًا. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (4082)، وصححه الألباني في ((المشكاة)) (4336).(2/397)
5727 - عَائِشَة: يَرْحَمُ الله نِسَاءَ الْمُهَاجِرَاتِ الأُوَلَ لَمَّا أَنْزَلَ الله {وَلْيَضْرِبْنَ بخمورهن عَلَى جُيُوبِهِنَّ} شَقَقْنَ أَكْنَفَ مُرُوطِهِنَّ فَاخْتَمَرْنَ بِهَا. للبخاري وأبي داود (1).
_________
(1) البخاري (4758) معلقا، وأبو داود (4102).(2/398)
5728 - أُمِّ سَلَمَة: لَمَّا نَزَلَتْ {يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ} خَرَجْن نِسَاءُ الأَنْصَارِ كَأَنَّ عَلَى رُءُوسِهِنَّ الْغِرْبَانُ مِنَ الأَكْسِيَةِ (1).
_________
(1) أبو داود (4101)، وصححه الألباني في ((صحيح أبي داود)) (3456).(2/398)
5729 - عَائِشَة: أَنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ دَخَلَتْ عَلَى رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وَعَلَيْهَا ثِيَابٌ رِقَاقٌ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَقَالَ: ((يَا أَسْمَاءُ إِنَّ الْمَرْأَةَ إِذَا بَلَغَتِ الْمَحِيضَ لَن يصْلُحْ أَنْ يُرَى مِنْهَا إِلاَّ هَذَا و َهَذَا)) وَأَشَارَ إِلَى وَجْهِهِ وَكَفَّيْهِ (1).
_________
(1) أبو داود (4104)، قال أبو داود: هذا مرسل خالد بن دريك لم يدرك عائشة رضي الله عنها، وقال المنذري في ((مختصره)) 6/ 58: وفي إسناده سعيد بن بشير، أبو عبد الرحمن البصري، نزيل دمشق، مولى بني نصر، وقد تكلم فيه غير واحد، وذكر الحافظ أبو أحمد الجرجاني هذا الحديث، وقال: لا أعلم من رواه عن قتادة غير سعيد بن بشير. وصححه الألباني في صحيح أبي داود (3458).(2/398)
5730 - وعنها: إذا أتت البصرة نَزَلَتْ عَلَى صَفِيَّةَ أُمِّ طَلْحَةَ الطَّلَحَاتِ فَرَأَتْ بَنَاتٍ لَهَا فَقَالَتْ لها: إِنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - دَخَلَ وَفِي حُجْرَتِي جَارِيَةٌ فَأَلْقَى لِي حِقْوَهُ وَقَالَ: ((شُقِّيهِ شُقَّتَيْنِ فَأَعْطِي هَذِهِ نِصْفًا وَالْفَتَاةَ الَّتِي عِنْدَ أُمِّ سَلَمَةَ نِصْفًا فَإِنِّي لا أَرَاهَا إِلاَّ قَدْ حَاضَتْ وْ لا أُرَاهُمَا إِلاَّ قَدْ حَاضَتَا)) (1).
_________
(1) أبو داود (642) وقال المنذري في ((مختصره)) 1/ 326: قال أبو حاتم: لم يسمع ابن سيرين من عائشة شيئًا، وضعفه الألباني في ((ضعيف أبي داود)) (127).(2/398)
5731 - أُمُّ سَلَمَةَ أَنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دَخَلَ عَلَيْهَا وَهِيَ تَخْتَمِرُ فَقَالَ ((لَيَّةً لا لَيَّتَيْنِ)). هي لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (4115)، وقال الحاكم 4/ 195: صحيح الإسناد ووافقه الذهبي، والحديث فيه وهب مولى أبي أحمد، قال المنذري في ((مختصر أبي داود)) 6/ 62: شبه المجهول. ذكره ابن حبان في ((الثقات)) 5/ 490، قال ابن حجر في ((التهذيب)) 4/ 333: قال ابن القطان: وهب هذا لا يُعرف. وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (888).(2/398)
5732 - مَالِكٌ بَلَغَهُ أَنَّ أَمَةً كَانَتْ لِعَبْدِ الله بْنِ عُمَرَ رَآهَا عُمَرُ وَقَدْ تَهَيَّأَتْ بِهَيْئَةِ الْحَرَائِرِ فَدَخَلَ عَلَى حَفْصَةَ فَقَالَ: أَلَمْ أَرَ جَارِيَةَ أَخِيكِ تَجُوسُ النَّاسَ وَقَدْ تَهَيَّأَتْ بِهَيْئَةِ الْحَرَائِرِ فأَنْكَرَ ذَلِكَ عُمَرُ (1).
_________
(1) مالك 2/ 748.(2/398)
5733 - أبو هُرَيْرَة رفعه: ((إِذَا انْتَعَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَبْدَأْ باليمين وَإِذَا خَلَعَ فَلْيَبْدَأْ بِالشِّمَالِ)). وَقال: ((لا يمشي أحدكم في نعل واحد ليحفهما جميعًا أو لْيُنْعِلْهُمَا جَمِيعًا)). لمالك والترمذي وأبي داود ومسلم بلفظه (1).
_________
(1) مسلم (2097).(2/398)
5734 - جَابِرٍُ: نَهَى النبي - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يَنْتَعِلَ الرَّجُلُ قَائِمًا. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (4135)، وصححه الألباني في ((الصحيحة)) (719).(2/399)
5735 - وعنه: ((إِذَا انْقَطَعَ شِسْعُ أَحَدِكُمْ فَلا يَمْشِ فِي نَعْلٍ وَاحِدَةٍ حَتَّى يُصْلِحَ شِسْعَهُ وَلا يَمْشِ فِي خُفٍّ وَاحِدٍ وَلا يَأْكُلْ بِشِمَالِهِ)). لمسلم والترمذي وأبي داود بلفظه (1).
_________
(1) مسلم (2099) 71.(2/399)
5736 - عَائِشَةُ: رُبَّمَا مَشَى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فِي نَعْلٍ وَاحِدَةٍ. للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (1777)، وقال الألباني في ((ضعيف الترمذي)) (297): منكر.(2/399)
5737 - ولرزين: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينتعل قائماً ويمشي في نعل واحدة غير ما مرة.(2/399)
5738 - ابْنُ عَبَّاسٍ: مِنَ السُّنَّةِ إِذَا جَلَسَ الرَّجُلُ أَنْ يَخْلَعَ نَعْلَيْهِ فَيَضَعَهُمَا بِجَنْبِهِ. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (4138)، وضعفه الألباني في ((ضعيف أبي داود)) (891).(2/399)
5739 - جَابِرٌ قَالَ لنا النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فِي غَزْوَةٍ غَزَوْنَاهَا: ((اسْتَكْثِرُوا مِنَ النِّعَالِ فَإِنَّ الرَّجُلَ لا يَزَالُ رَاكِبًا مَا انْتَعَلَ)). لمسلم وأبي داود (1).
_________
(1) مسلم (2096).(2/399)
5740 - عِيسَى بْنُ طَهْمَانَ: أَخْرَجَ لنا أَنَسٌ نَعْلَيْنِ جَرْدَاوَيْنِ لَهُمَا قِبَالانِ,،فَحَدَّثَنِي ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ بَعْدُ عَنْ أَنَسٍ أَنَّهُمَا نَعْلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. للبخاري وأبي داود للترمذي والنسائي نحوه (1).
_________
(1) البخاري (5858).(2/399)
5741 - أبو هريرة: كان لنعل النبي - صلى الله عليه وسلم - قبالان ولنعل أبي بكر قبالان ولنعل عمر قبالان، وأول من عقد عقدة واحدة عثمان. للصغير والبزار (1).
_________
(1) البزار كما في ((كشف الأستار)) 3/ 367 (2961)، والطبراني في ((الصغير)) 1/ 162 - 163 (254)، وقال الهيثمي 5/ 138: ورجال الطبراني ثقات.(2/399)
5742 - ابن عباس: من لبس نعلا أصفرًا لم يزل يرى سروراً ما دام لابسها. للطبراني وفيه ابن العذراء لم يسم (1).
_________
(1) الطبراني 10/ 263 (10612)، وقال الهيثمي 5/ 139: وفيه ابن العذراء غير مسمى، ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات.(2/399)
5743 - عائشة: قيل لها هل تَلْبَسُ المرأة النَّعْلَ؟ فَقَالَتْ: قد لَعَنَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - الرَّجُلَةَ مِنَ النِّسَاءِ (1).
_________
(1) أبو داود (4099)، وصححه الألباني في ((صحيح أبي داود)) (3455).(2/399)
5744 - أبو هُرَيْرَةَ: لَعَنَ النبي - صلى الله عليه وسلم - الرَّجُلَ يَلْبَسُ لِبْسة الْمَرْأَةِ وَالْمَرْأَةَ تَلْبَسُ لِبْسَةَ الرَّجُلِ. هما لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (4098)، وصححه الألباني في ((صحيح أبي داود)) (3454).(2/400)
5745 - عَلِي سَمِعْتُ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ عِنْدَ الْكُسْوَةِ ((الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي رَزَقَنِي مِنَ الرِّيَاشِ مَا أَتَجَمَّلُ بِهِ فِي النَّاسِ وَأُوَارِي بِهِ عَوْرَتِي.)) لأحمد والموصلى بضعف (1).
_________
(1) أحمد 1/ 157 - 158، وأبو يعلى 1/ 253 - 254 (295)، وقال الهيثمي 5/ 119: وفيه مختار بن نافع، وهو ضعيف.(2/400)
5746 - عُمَر رفعه: ((مَنْ لَبِسَ ثَوْبًا جَدِيدًا فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي كَسَانِي مَا أُوَارِي بِهِ عَوْرَتِي وَأَتَجَمَّلُ بِهِ فِي حَيَاتِي ثُمَّ عَمَدَ إِلَى الثَّوْبِ الَّذِي أُخْلَقَ أو ألقى فَتَصَدَّقَ بِهِ كَانَ فِي كَنَفِ الله وَفِي حِفْظِ الله وَفِي سَتْرِ الله حَيًّا وَمَيِّتًا)) قالها ثلاثًا. للقزويني بمجهول (1).
_________
(1) ابن ماجة (3557)، ورواه الترمذي (3560) وقال: حديث غريب. وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (713).(2/400)
5747 - ابنُ عمر، رفعه: ((الارتداء لبسة العرب والالتفاع لبسة الإيمان)) وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتلفع. للكبير (1).
_________
(1) ذكره الهيثمي 5/ 127، وقال: وفيه سعيد بن سنان الشامي، وهو ضعيف جدًا، ونقل عن بعضهم توثيقه، ولم يصح.(2/400)
5748 - أبو أمامة، دعا النبي - صلى الله عليه وسلم - بخفين يلبسهما فلبس أحدهما ثم جاء غراب فاحتمل الآخر فرمى به فخرجت منه حية، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يلبس خفيه حتى ينفضهما)). للكبير (1).
_________
(1) الطبراني 8/ 137 (7620)، وقال الهيثمي 5/ 140: وفيه: هاشم بن عمرو، ولم أعرفه وإلا أن ابن حبان ذكر في ((الثقات)): هاشم بن عمرو في طبقته، والظاهر أنه هو إلا أنه لم يذكر روايته عن إسماعيل بن عياش وشيخ إسماعيل في هذا الحديث شامي فرواته ثقات، وهو صحيح إن شاء الله، وضعفه الألباني في ((الضعيفة)) (2440).(2/400)
أنواع من اللباس وألوانها حيث يطلب اللبس وتركه(2/400)
5749 - أُمُّ سَلَمَةَ: لَمْ يَكُنْ ثَوْبٌ أَحَبَّ إِلَى رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - مِنْ القَمِيصٍ. للترمذي وأبي داود بلفظه (1).
_________
(1) أبو داود (4026)، والترمذي (1762)، وقال: حسن غريب, وابن ماجة (3575) , وصححه الألباني في صحيح أبي داود (3397).(2/400)
5750 - سُوَيْدُ بْنِ قَيْسٍ: جَلَبْتُ أَنَا وَمَخْرَمةُ الْعَبْدِيُّ بَزًّا مِنْ هَجَرَ فأتينا به مكة فَجَاءَنَا النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فَسَاوَمَنَا بِسَرَاوِيلَ فبعنا منه، فوزن ثمنه وقال للذي يزن: ((زِنْ وَأَرْجِحْ)) لأصحاب السنن وللموصلي والأوسط (1).
_________
(1) أبو داود (3336)، والترمذي (1305)، وقال: حسن صحيح، والنسائي 7/ 284،وابن ماجة (3579)،وصححه الألباني في صحيح الترمذي (1051).(2/401)
5751 - أبو هريرة نحوه وفيه، قلت: يا رسول الله، وإنك لتلبس السراويل؟ قال: ((أجل في السفر والحضر، وبالليل والنهار، فإني أمرت بالستر، فلم أجد شيئاً أستر منه)) (1).
_________
(1) أبو يعلى 11/ 25 (6162)، و ((الأوسط)) 6/ 349 - 350 (6594)، وقال الهيثمي 5/ 121 - 122: فيه يوسف بن زياد البصري، وهو ضعيف.(2/401)
5752 - علي: كنت قاعداً عند النبي - صلى الله عليه وسلم - عند البقيع في يوم مطير، فمرت امرأة على حمار ومعها مكار فسقطت فأعرض عنها بوجهه، فقالوا: يا رسول الله، إنها متسرولة، فقال: ((اللهم اغفر للمتسرولات من أمتى.)) للبزار بضعف (1).
_________
(1) البزار كما في ((كشف الأستار)) 3/ 623 - 363 (2947)، وقال الهيثمي 5/ 122: فيه إبراهيم بن زكريا المعلم، وهو ضعيف جدًا. وقال الألباني في ضعيف الجامع (1178): موضوع.(2/401)
5753 - الْمِسْوَرُِ بْنُ مَخْرَمَةَ قَدِمَتْ عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَقْبِيَةٌ فَقَالَ أَبِي مَخْرَمَةُ: انْطَلِقْ بِنَا عَسَى أَنْ يُعْطِيَنَا مِنْهَا شَيْئًاَّ, فَقَامَ أَبِي عَلَى الْبَابِ فَتَكَلَّمَ فَعَرَفَ - صلى الله عليه وسلم - صَوْتَه, فَخَرَجَ وَمَعَهُ قَبَاءٌ وَهُوَ يُرِيهِ مَحَاسِنَهُ وَهُوَ يَقُولُ ((خَبَأْتُ هَذَا لَكَ خَبَأْتُ هَذَا لَك)) (1).
_________
(1) البخاري (2657)، ومسلم (1058).(2/401)
5754 - وفي رواية: يَا بُنَيِّ ادْعُ لِيَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَأَعْظَمْتُ ذَلِكَ وقُلْتُ: أَدْعُو لَكَ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم -: فَقَالَ: يَا بُنَيِّ إِنَّهُ لَيْسَ بِجَبَّارٍ فَدَعَوْتُهُ فَخَرَجَ وَعَلَيْهِ قَبَاءٌ مِنْ دِيبَاجٍ مُزَررٌ بِالذَّهَبِ فَقَالَ: يَا مَخْرَمَةُ هَذَا خَبَأْنَاه لَكَ (1).
_________
(1) البخاري معلقا بعد حديث (5862).(2/401)
5755 - أَنَسُ: كَانَ أَحَبُّ ما إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يَلْبَسَه الْحِبَرَةَ. هما للستة (1).إلا مالكا
_________
(1) البخاري (5812)، ومسلم (2079).(2/401)
5756 - ابْنُ عَبَّاسٍ قَالَ لَمَّا خَرَجَتِ الْحَرُورِيَّةُ أَتَيْتُ عَلِيًّا فَقَالَ: ائْتِ هَؤُلاءِ الْقَوْمَ فَلَبِسْتُ أَحْسَنَ مَا يَكُونُ مِنْ حُلَلِ الْيَمَنِ قَالَ أَبُو زُمَيْلٍ: وَكَانَ
[ص:402] ابْنُ عَبَّاسٍ رَجُلاً جَمِيلاً جَهِيرًا قَالَ فَأَتَيْتُهُمْ فَقَالُوا مَرْحَبًا بِكَ يَا أبا عَبَّاسٍ مَا هَذِهِ الْحُلَّةُ قلت: مَا تَعِيبُونَ عَلَيَّ لَقَدْ رَأَيْتُ عَلَى رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - أَحْسَنَ مَا يَكُونُ مِنَ الْحُلَلِ. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (4037)، وحسنه الألباني في ((صحيح أبي داود)) (3406).(2/401)
5757 - عَبْدُِ الْوَاحِدِ بْنُ أَيْمَنَ عن أبيه: دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ وَعَلَيْهَا دِرْعٌ قِطْري ثَمَنُ خَمْسَةِ دَرَاهِمَ فَقَالَتِ: ارْفَعْ بَصَرَكَ إِلَى جَارِيَتِي أنْظُرْ إِلَيْهَا فَإِنَّهَا تُزْهَى أَنْ تَلْبَسَهُ فِي الْبَيْتِ: وَقَدْ كَانَ لِي دِرْعٌ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فَمَا كَانَتِ امْرَأَةٌ تُقَيَّنُ في الْمَدِينَةِ إِلاَّ أتت إِلَيَّ تَسْتَعِيرُهُ. للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (2628).(2/402)
5758 - ابنُ عمر: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يلبس قلنسوة بيضاء. للكبير بلين (1).
_________
(1) ذكره الهيثمي 5/ 121 وقال: رواه الطبراني، وفيه عبد الله بن خراش، وثقه ابن حبان، وقال: ربما أخطأ، وضعفه جمهور الأئمة، وبقية رجاله ثقات. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4621).(2/402)
5759 - ] مالك [(1) بَلَغَهُ أَنَّ عُمَرَ قَالَ: إِنِّي لأُحِبُّ أَنْ أَنْظُرَ إِلَى الْقَارِئِ أَبْيَضَ الثِّيَابِ (2).
_________
(1) في الأصل: ابن عمر، وما أثبتناه من " الموطأ "
(2) مالك 2/ 695.(2/402)
5760 - ابْنُ عُمَرَ: أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - رَأَى عَلَى عُمَرَ قَمِيصًا أَبْيَضَ فَقَالَ ((ثَوْبُكَ هَذَا غَسِيلٌ أَمْ جَدِيدٌ)) قَالَ: لا بَلْ غَسِيلٌ قَالَ ((الْبَسْ جَدِيدًا وَعِشْ حَمِيدًا وَمُتْ شَهِيدًا.)) للقزويني (1).
_________
(1) ابن ماجة (3558)، وقال البوصيري في ((الزوائد)) ص464 - 465 (1183): وإسناد حديث ابن عمر صحيح، الحسين بن مهدي الأبلي ذكره ابن حبان في الثقات، وروى عنه ابن خزيمة في صحيحه، وقال أبو حاتم: صدوق، وباقي رجاله محتج بهم في الصحيحين. وصححه الألباني في صحيح ابن ماجة (2863).(2/402)
5761 - جَابرُِ بْنِ سَمُرَةَ: رَأَيْتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - فِي لَيْلَةٍ إِضْحِيَانٍ فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إليه وَعَلَيْهِ حُلَّةٌ حَمْرَاءُّ وإلى القمر فَإِذَا هُوَ عِنْدِي أَحْسَنُ مِنَ الْقَمَرِ. للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (2811)،وقال: حسن غريب، والدارمي (57)،, وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (532).(2/402)
5762 - نَافِعٌٍ: أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَلْبَسُ الثَّوْبَ الْمَصْبُوغَ بِالْمِشْقِ وَالْمَصْبُوغَ بِالزَّعْفَرَانِ. لمالك (1).
_________
(1) مالك 2/ 695.(2/402)
5763 - ابْنُِ عَمْرٍو: مَرَّ رَجُلٌ وَعَلَيْهِ ثَوْبَانِ أَحْمَرَانِ، فَسَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ. للترمذي وأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (4069)، والترمذي (2807)، وقال: حسن غريب، وقال المنذري في ((مختصر سنن أبي داود)) 6/ 41 (3910): وفي إسناده: أبو يحيى القتات، وقد اختلف في اسمه، وهو كوفي لا يحتج بحديثه، إنتهى. بتصرف. وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (531).(2/402)
5764 - رَافِعٌِ بْنُ خَدِيجٍ: خَرَجْنَا مَعَ النبي - صلى الله عليه وسلم - فِي سَفَرٍ فَرَأَى عَلَى رَوَاحِلِنَا وَعَلَى إِبِلِنَا أَكْسِيَةً فِيهَا خُيُوطُ عِهْنٍ حُمْرٌ فَقَالَ: ((أَلا أَرَى هَذِهِ الْحُمْرَةَ قَدْ عَلَتْكُمْ)) فَقُمْنَا سِرَاعًا لِقَوْلِه حَتَّى نَفَرَ بَعْضُ إِبِلِنَا فَأَخَذْنَا الأَكْسِيَةَ فَنَزَعْنَاهَا عَنْهَا (1).
_________
(1) أبو داود (4070)، وقال المنذري في ((مختصر سنن أبي داود)) 6/ 41 - 42 (3911): في إسناده رجل مجهول. وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (879).(2/403)
5765 - امْرَأَةٌ مِنْ بَنِي أَسَدٍ: كُنْتُ يَوْمًا عِنْدَ زَيْنَبَ وَنَحْنُ نَصْبُغُ ثِيَابًا لنا بِمَغْرَةٍ فطَلَعَ عَلَيْنَا النبي - صلى الله عليه وسلم - فَلَمَّا رَأَى الْمَغْرَةَ رَجَعَ (فعلمت) (1) زينب أنه كره ما فعلت (2).
_________
(1) في (أ): فعلم.
(2) أبو داود (4071)، وقال المنذري في ((مختصر سنن أبي داود)) 6/ 42 (3912)، في إسناده إسماعيل بن عياش، وابنه محمد بن إسماعيل بن عياش، وفيهما مقال. وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (880).(2/403)
5766 - عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ رفعه: ((لا أَرْكَبُ الأُرْجُوَانَ وَلا أَلْبَسُ الْمُعَصْفَرَ وَلا الْقَمِيصَ المكفوف بِالْحَرِيرِ أَلا وَطِيبُ الرِّجَالِ رِيحٌ لا لَوْنَ لَهُ وَطِيبُ النِّسَاءِ لَوْنٌ لا رِيحَ لَهُ)). هي لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (4048)، والترمذي (2788)، وقال المنذري في ((مختصر سنن أبي داود)) 6/ 31 - 32 (3890): والحسن لم يسمع من عمران بن حصين. وصححه الألباني في صحيح أبي داود (3415).(2/403)
5767 - سمرةُ: لبس النبي - صلى الله عليه وسلم - ثوبين كانا صبغا بزعفران، وقد نفضا. لرزين.(2/403)
5768 - ابْنُ عَمْرو بن العاص: رَأَى النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - عَلَيَّ ثَوْبَيْنِ مُعَصْفَرَيْنِ فَقَالَ: ((أُمُّكَ أَمَرَتْكَ بِهَذَا)) قُلْتُ: أَغْسِلُهُمَا يا رسول الله؟ قَالَ: ((بَلْ أَحْرِقْهُمَا)) (1).
_________
(1) مسلم (2077) 28.(2/403)
5769 - وفي رواية: ((هَذِهِ ثِيَابُ الْكُفَّارِ فَلا تَلْبَسْهَا)) (1).
_________
(1) مسلم (2077) 27، والنسائي 8/ 203.(2/403)
5770 - وفي أخرى: أنه - صلى الله عليه وسلم - غضب وَقَالَ: ((اذْهَبْ فَاطْرَحْهُمَا عَنْكَ)) قَالَ: أَيْنَ يَا رَسُولَ الله؟ قَالَ: ((فِي النَّارِ)) (1).
_________
(1) النسائي 8/ 203 - 204. وصححه الألباني في صحيح النسائي (4910).(2/403)
5771 - وفي أخرى: هَبَطْنَا مَعَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - مِنْ ثَنِيَّةٍ، فَالْتَفَتَ إِلَيَّ وَعَلَيَّ رَيْطَةٌ مُضَرَّجَةٌ بِالْعُصْفُر فَقَالَ: ((مَا هَذِهِ الرَّيْطَةُ عَلَيْكَ؟)) فَعَرَفْتُ مَا كَرِهَ فَأَتَيْتُ أَهْلِي وَهُمْ يَسْجُرُونَ تَنُّورًا لَهُمْ فَقَذَفْتُهَا فِيهِ فأَتَيْتُهُ مِنَ الْغَدِ فَقَالَ: ((يَا عَبْدَ الله مَا فَعَلْتَ بالرَّيْطَةُ؟)) فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ: ((أفلا كَسَوْتَهَا بَعْضَ أَهْلِكَ فَإِنَّهُ لا بَأْسَ بِهِا لِلنِّسَاءِ)). لمسلم وأبي داود والنسائي (1).
_________
(1) أبو داود (4066)،وابن ماجة (3603)،, وحسنه الألباني في صحيح أبي داود (3431).(2/404)
5772 - ابنُ عمر، رفعه: ((لا تلبسوا شيئا مسه زعفران ولا ورس)) (1).
_________
(1) البخاري (1838).(2/404)
5773 - أنسُ، كانت للنبي - صلى الله عليه وسلم - ملحفة مصبوغة بالورس والزعفران يدور بها على نسائه، فان كانت ليلة هذه رشتها بالماء، وإن كانت ليلة هذه رشتها بالماء. للأوسط (1).
_________
(1) الطبراني في ((الأوسط)) 1/ 209 (675)، قال الهيثمي 5/ 129: فيه مؤمل بن إسماعيل، وثقه ابن حبان، وضعفه جماعة. وصححه الألباني في صحيح الجامع (4835).(2/404)
5774 - أُمُّ خَالِدٍ: أَتَيْتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - مَعَ أَبِي وَعَلَيَّ قَمِيصٌ أَصْفَرُ، قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((سَنَهْ سَنَهْ)) وَهِيَ بِالْحَبَشِيَّةِ: حَسَنَةٌ، فَذَهَبْتُ أَلْعَبُ بِخَاتَمِ النُّبُوَّةِ فَزَبَرَنِي أَبِي، فقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((دَعْهَا)) ثُمَّ قَالَ: ((أَبْلِي وَأَخْلِقِي ثُمَّ أَبْلِي وَأَخْلِقِي ثُمَّ أَبْلِي وَأَخْلِقِي)) قَالَ الراوي: فَبَقِي حَتَّى دكن. للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (3071).(2/404)
5775 - وعنها: أُتِيَ النبي - صلى الله عليه وسلم - بِثِيَابٍ فِيهَا خَمِيصَةٌ سَوْدَاءُ صغيرة، فقَالَ: ((مَنْ تَرَوْنَ أكسو هَذِهِ؟)) فَسْكَتَ الْقَوْمُ قَالَ: ((ائْتُونِي بِأُمِّ خَالِدٍ)) فَأُتِيَ بِها فَأَلْبَسَنِيهَا بِيَدِهِ وَقَالَ: ((أَبْلِي وَأَخْلِقِي)) مَرَّتَيْنِ فَجَعَلَ يَنْظُرُ إِلَى عَلَمِ الْخَمِيصَةِ وَيُشِيرُ بِيَدِهِ إِلَيَّ وَيَقُولُ: ((يَا أُمَّ خَالِدٍ: هَذَا سَنَا يَا أُمَّ خَالِدٍ هَذَا سَنَا)) وَالسَّنَا بِلِسَانِ الْحَبَشِةِ الْحَسَنُ (1).
_________
(1) البخاري (5845)، أبو داود (4024).(2/404)
5776 - وفي روايةٍ: قَدِمْتُ مِنْ أَرْضِ الْحَبَشَةِ وَأَنَا جُوَيْرِيَةٌ، فَكَسَانِي النبي - صلى الله عليه وسلم - خَمِيصَةً لَهَا أَعْلامٌ، فَجَعَلَ يَمْسَحُ الأَعْلامَ بِيَدِهِ وَيَقُولُ: ((سَنَاهْ سَنَاهْ)). يَعْنِي حَسَنٌ حَسَنٌ. للبخاري وأبي داود (1).
_________
(1) البخاري (3874).(2/405)
5777 - أبو رِمْثَةَ: رَأَيْتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - وَعَلَيْهِ ثوبان أَخْضَرَانِ. لأصحاب السنن (1).
_________
(1) أبو داود (4065)، والترمذي (2812)، وقال: حسن غريب، والنسائي 8/ 204،والدارمي (2388)،وصححه الألباني في صحيح الترمذي (2254).(2/405)
5778 - أنسٌ: كان أحب الألوان إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - الخضرة. للبزار والأوسط (1).
_________
(1) البزار كما في ((كشف الأستار)) 3/ 361 (2943)، والطبراني في ((الأوسط)) 6/ 39 - 40 (5731)، قال الهيثمي 5/ 129:ورجال الطبراني ثقات. وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4623).(2/405)
5779 - أنسٌ: أَنَّ عُمَرَ أَرَادَ أَنْ يَنْهَى عَنْ حُلَلِ الْحِبَرَةِ لأَنَّهَا تُصْبَغُ بِالْبَوْلِ، فَقَالَ لَهُ أُبَيٌّ لَيْسَ ذَلِكَ لَكَ، لقَدْ لَبِسَهُنَّ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - وَلَبِسْنَاهُنَّ فِي عَهْدِهِ. لأحمد مطولاً (1).
_________
(1) أحمد 5/ 143.(2/405)
5780 - أبو الأَحْوَصِ عَنْ أَبِيهِ أتيت النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - وعليّ ثَوْبٍ دُرنٍ فَقَالَ لي: ((أَلَكَ مَالٌ؟)) قَلت: نَعَمْ. قال: ((مِنْ أي المال)) قلت: من كُلِّ الْمَالِ قَدْ أعطاني الله تعالى مِنَ الإبِلِ (والبقر) وَالْغَنَمِ وَالْخَيْلِ وَالرَّقِيقِ. قَالَ فَإِذَا آتَاكَ الله مَالاً فَلْيُرَ أَثَرُ نِعْمَةِ الله عليك وَكَرَامَتِهِ. للنسائي (1).
_________
(1) أبو داود (4063) ,والنسائي 8/ 181، وصححه الألباني في صحيح النسائي (4820).(2/405)
5781 - عَمْرُو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ رفعه: ((إِنَّ الله يُحِبَّ أَنْ يَرَى أَثَرَ نِعْمَتِهِ عَلَى عَبْدِهِ)). للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (2819)، وقال: حسن. وقال الألباني في صحيح الترمذي (2260): حسن صحيح.(2/405)
5782 - عَائِشَةُ: كَانَ عَلَى عهد رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - ثَوْبَانِ قِطْرِيَّانِ، فَكَانَ إِذَا قَعَدَ فَعَرِقَ ثَقُلا عَلَيْهِ، فَقَدِمَ بَزٌّ مِنَ الشَّامِ لِفُلانٍ الْيَهُودِيِّ، فَقُلْتُ: يا رسول الله لَوْ بَعَثْتَ فَاشْتَرَيْتَ مِنْهُ ثَوْبَيْنِ إِلَى الْمَيْسَرَةِ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ، فَقَالَ اليهودي: قَدْ عَلِمْتُ مَا أراد، إِنَّمَا أراد أَنْ يَذْهَبَ
[ص:406] بِمَالِي أَوْ بِدَرَاهِمِي فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((كَذَبَ عدو الله قَدْ عَلِمَ أَنِّي مِنْ أَتْقَاهُمْ وَآدَاهُمْ لِلأَمَانَةِ)). للترمذي والنسائي (1).
_________
(1) الترمذي (1213)، النسائي 7/ 294، وقال أبو عيسى: حسن صحيح غريب. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (969).(2/405)
5783 - جَابِرٌ: خَرَجْنَا مَعَ النبي - صلى الله عليه وسلم - فِي غَزْوَةِ أَنْمَارٍ فَبَيْنَا أَنَا تَحْتَ شَجَرَةٍ إِذَا رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله: هلم هَلُمَّ إِلَى الظِّلِّ، فَنَزَلَ، فَقُمْتُ إِلَى غِرَارَةٍ لَنَا فَالْتَمَسْتُ فِيهَا فَوَجَدْتُ جِرْوَ قِثَّاءٍ فَكَسَرْتُهُ ثُمَّ قَرَّبْتُهُ إليه فَقَالَ: ((مِنْ أَيْنَ لَكُمْ هَذَا؟)) فَقُلْتُ: يا رسول الله خَرَجْنَا بِهِ مِنَ الْمَدِينَةِ وَعِنْدَنَا صَاحِبٌ لَنَا نُجَهِّزُهُ يَذْهَبُ يَرْعَى لنا ظَهْرَنَا فَجَهَّزْتُهُ، ثُمَّ أَدْبَرَ وَعَلَيْهِ بُرْدَانِ لَهُ قَدْ خَلقَا، فَنَظَرَ - صلى الله عليه وسلم - إِلَيْهِ فَقَالَ: ((أَمَا لَهُ ثَوْبَانِ غَيْرُ هَذَيْنِ؟)) فَقُلْتُ: بَلَى لَهُ ثَوْبَانِ فِي الْعَيْبَةِ كَسَوْتُهُ إِيَّاهُمَا قَالَ: ((فَادْعُهُ فَمُرْهُ فَلْيَلْبَسْهُمَا)) فَدَعَوْتُهُ فَلَبِسَهُمَا، ثُمَّ وَلَّى يَذْهَبُ فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((مَا لَهُ ضَرَبَ الله عُنُقَهُ أَلَيْسَ هَذَا خَيْرًا!)) فَسَمِعَهُ الرَّجُلُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله فِي سَبِيلِ الله فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((فِي سَبِيلِ الله)) فَقُتِلَ فِي سَبِيلِ الله. لمالك (1).
_________
(1) ((الموطأ)) 2/ 694.(2/406)
5784 - عائشة، رفعته: ((اللباس يظهر الغنى، والدهن يذهب البؤس، والإحسان إلى المملوك يكبت الله به العدو)). للأوسط بضعف (1).
_________
(1) الطبراني في ((الأوسط)) 8/ 159 (8267)، وقال الهيثمي 5/ 132: رواه الطبراني في ((الأوسط)) وفيه عبد السلام بن عبد القدوس الكلاعي، وهو ضعيف جدًا. وقال الألباني في ضعيف الجامع (4964): ضعيف جدا.(2/406)
5785 - ابنُ سيرين: أن تميماً الداري اشترى رداء بألف وكان يصلى فيه. للكبير (1).
_________
(1) الطبراني 2/ 49 (1248)، وقال الهيثمي 5/ 135: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. انظر الثمر المستطاب صـ 284 - 285.(2/406)
5786 - مُعَاذٌ ابْنُ أَنَسٍ رفعه: ((مَنْ تَرَكَ اللِّبَاسَ تَوَاضُعًا لِلَّهِ وَهُوَ يَقْدِرُ عَلَيْهِ دَعَاهُ الله يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رُءُوسِ الْخَلائِقِ حَتَّى يُخَيِّرَهُ مِنْ أَيِّ حُلَلِ الإيمَانِ شَاءَ يَلْبَسُهَا)) (1).
_________
(1) الترمذي (2481)، وقال: حسن. وحسنه الألباني في صحيح الترمذي (2017).(2/406)
5787 - مَيْمُونَةُ بِنْتُ سَعْدٍ رفعته: ((مَثَلُ الرَّافِلَةِ فِي الزِّينَةِ فِي غَيْرِ أَهْلِهَا كَمَثَلِ ظُلْمَةِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ لا نُورَ لَهَا)). وهما للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (1167)، وقال: هذا حديث لا نعرفه إلا من حديث موسى بن عبيدة، وموسى ابن عبيدة يضعف في الحديث من قبل حفظه، وهو صدوق. وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (203).(2/407)
5788 - ابْنُ عُمَرَ رْفَعُهُ: ((مَنْ لَبِسَ ثَوْبَ شُهْرَةٍ أَلْبَسَهُ الله إياه يَوْمَ الْقِيَامَةِ، ثُمَّ ألَهبُ فِيهِ النَّارُ، ومن تشبه بقوم فهو منهم)). لرزين ولأبى داود نحوه (1).
_________
(1) أبو داود (4029)، وابن ماجة (3607)،وحسنه الألباني في ((صحيح أبي داود)) (3399).(2/407)
5789 - ابنُ أبي حدرد، رفعه: ((تمعددوا واخشوشنوا وامشوا حفاة)). للكبير والأوسط بضعف (1).
_________
(1) الطبراني 19/ 40 (84)، وفي ((الأوسط)) 6/ 152 (6061)، وقال الهيثمي 5/ 136: رواه الطبراني في ((الكبير)) و ((الأوسط))، وفيه عبد الله بن سعيد بن أبي سعيد المقبري، وهو ضعيف. وقال الألباني في ضعيف الجامع (2482): ضعيف جدا.(2/407)
5790 - أنسٌ رفعه: ((استعينوا على النساء بالعري)). للأوسط بضعف (1).
_________
(1) الطبراني في ((الأوسط)) 8/ 165 (8287)، وقال الهيثمي 5/ 138: رواه الطبراني في ((الأوسط)) عن شيخه موسى بن زكريا، وهو ضعيف. وقال الألباني في ضعيف الجامع (819): ضعيف جدا.(2/407)
لبس الخاتم(2/407)
5791 - أَنَسٌ: رَأَى فِي يَدِ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - خَاتَمًا مِنْ وَرِقٍ يَوْمًا وَاحِدًا، ثُمَّ إِنَّ النَّاسَ اصْطَنَعُوا الْخَوَاتِيمَ مِنْ وَرِقٍ وَلَبِسُوهَا فَطَرَحَ - صلى الله عليه وسلم - خَاتَمَهُ وطَرَحَ النَّاسُ خَوَاتِيمَهُمْ (1).
_________
(1) البخاري (5868)، ومسلم (2093).(2/407)
5792 - ومن رواياته: أنه - صلى الله عليه وسلم - لَبِسَ خَاتَمَ فِضَّةٍ فِي يَمِينِهِ فِيهِ فَصٌّ حَبَشِيٌّ كَانَ يَجْعَلُ فَصَّهُ مِمَّا يَلِي كَفَّهُ (1).
_________
(1) مسلم (2094) 62.(2/407)
5793 - ومنها أنه: - صلى الله عليه وسلم - أَرَادَ أَنْ يَكْتُبَ إِلَى كِسْرَى وَقَيْصَرَ وَالنَّجَاشِيِّ فَقِيلَ: إِنَّهُمْ لا يَقْبَلُونَ كِتَابًا إِلاَّ بِخَاتَمٍ، فَصَاغَ خَاتَمًا حَلْقَتُهُ فِضَّةٌ وَنَقَشَ فِيهِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله (1).
_________
(1) مسلم (2092) 58.(2/407)
5794 - ومنها: كَانَ خَاتَمُ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي يَدِهِ وَفِي يَدِ أَبِي بَكْرٍ بَعْدَهُ وَفِي يَدِ عُمَرَ بَعْدَ أَبِي بَكْرٍ، فَلَمَّا كَانَ عُثْمَانُ جَلَسَ عَلَى بِئْرِ أَرِيسَ وأَخْرَجَ الْخَاتَمَ وجَعَلَ يَعْبَثُ بِهِ فَسَقَطَ، فَاخْتَلَفْنَا ثَلاثَةَ أَيَّامٍ مَعَ عُثْمَانَ ننزح الْبِئْرَ فَلَمْ نجِدْهُ (1).
_________
(1) البخاري (5879).(2/408)
5795 - ومنها: قال - صلى الله عليه وسلم -: ((إِنَّا اتَّخَذْنَا خَاتَمًا وَنَقَشْنَا فِيهِ نَقْشًا فَلا يَنْقُش عَلَيْهِ أَحَدٌ)). قَالَ أنس: وإني لأَرَى بَرِيقَهُ فِي خِنْصَرِهِ (1).
_________
(1) البخاري (5874).(2/408)
5796 - ومنها: كَانَ خَاتَمُ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ فِضَّةٍ كُلُّهُ فَصُّهُ مِنْهُ (1).
_________
(1) البخاري (5870).(2/408)
5797 - ومنها: كَانَ نَقْشُ خَاتَمِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ثَلاثَةَ أَسْطُرٍ مُحَمَّدٌ سَطْرٌ، وَرَسُولُ سَطْرٌ، وَالله سَطْرٌ (1).
_________
(1) البخاري (3106).(2/408)
5798 - ومنها: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ لَمَّا اسْتُخْلِفَ كَتَبَ لَهُ: وَكَانَ نَقْشُ الْخَاتَمِ مُحَمَّدٌ سَطْرٌ، وَرَسُولُ سَطْرٌ، وَالله سَطْرٌ (1).
_________
(1) البخاري (5878).(2/408)
5799 - ومنها: خَرَجَ - صلى الله عليه وسلم - وَقَدِ اتَّخَذَ حَلْقَةً مِنْ فِضَّةٍ وقَالَ: ((مَنْ أَرَادَ أَنْ يَصُوغَ عَلَيْهِ فَلْيَفْعَلْ وَلا تَنْقُشُوا عَلَى نَقْشِهِ)) (1).
_________
(1) النسائي 8/ 176. وصححه الألباني في صحيح النسائي (4805).(2/408)
5800 - ومنها: ((لا تَسْتَضِيئُوا بِنَارِ الْمُشْرِكِينَ وَلا تَنْقُشُوا عَلَى خَوَاتِيمِكُمْ عَرَبِيًّا)). للستة إلا مالكًا (1).
_________
(1) النسائي 8/ 176 - 177، وضعفه الألباني في ((الضعيفة)) (6227).(2/408)
5801 - ابْنُ عُمَرَ: اتَّخَذَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ، ثُمَّ أَلْقَاهُ، ثُمَّ اتَّخَذَ خَاتَمًا مِنْ وَرِقٍ وَنَقَشَ فِيهِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله، وَقَالَ: ((لا يَنْقُشْ أَحَدٌ عَلَى نَقْشِ خَاتَمِي هَذَا)) وَكَانَ إِذَا لَبِسَهُ جَعَلَ فَصَّهُ مِمَّا يَلِي بَطْنَ كَفِّهِ، وَهُوَ الَّذِي سَقَطَ مِنْ مُعَيْقِيبٍ فِي بِئْرِ أَرِيسٍ (1).
_________
(1) البخاري (5865)، ومسلم (2091) 55.(2/409)
5802 - أَنَّه - صلى الله عليه وسلم - لَبِسَ خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ، فَلَمَّا رَآهُ أَصْحَابُهُ فَشَتْ خَوَاتِيمُ الذَّهَبِ فَرَمَى بِهِ، فَلا نَدْرِي مَا فَعَلَ، ثُمَّ أَمَرَ بِخَاتَم مِنْ فِضَّةٍ، فَأَمَرَ أَنْ يُنْقَشَ فِيهِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله، فكَانَ فِي يَدِه وَفِي يَدِ أَبِي بَكْرٍ حَتَّى مَاتَ وَفِي يَدِ عُمَرَ حَتَّى مَاتَ وَفِي يَدِ عُثْمَانَ سِتَّ سِنِينَ مِنْ عَمَلِهِ، فَلَمَّا كَثُرَتْ عَلَيْهِ الْكُتُبُ دَفَعَهُ إِلَى رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ، وكَانَ يَخْتِمُ بِهِ فَخَرَجَ الأَنْصَارِيُّ إِلَى قَلِيبٍ لِعُثْمَانَ فَسَقَطَ فَالْتُمِسَ فَلَمْ يُوجَدْ، فَأَمَرَ بِخَاتَمَ مِثْلِهِ وَنَقَشَ فِيهِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله (1).
_________
(1) النسائي 8/ 178 - 179. وضعفه الألباني في ضعيف النسائي (401).(2/409)
5803 - ومنها: أَنَّه - صلى الله عليه وسلم - اتَّخَذَ خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ وَكَانَ يجَعَلُ فَصَّهُ فِي بطن كَفِّهِ واتَّخَذَ النَّاسُ خَوَاتِيمَ ذَهَبٍ فَطَرَحَهُ وطَرَحَ النَّاسُ خَوَاتمَهُمْ فاتَّخَذَ خَاتَمًا مِنْ فِضَّةٍ، وكَانَ يَخْتِمُ بِهِ وَلا يَلْبَسُهُ. للستة (1).
_________
(1) النسائي 8/ 179 وقال الألباني في صحيح النسائي (4814): صحيح دون قوله: ولا يلبسه فإنه شاذ.(2/409)
5804 - ابنُ المسيب: قال عمر (يعنى لصهيب): مالى أرى عليك خاتم الذهب، قال: قد رآه من هو خير منك فلم يعبه، قال: من هو؟ قال: رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. لرزين (1).
_________
(1) النسائي 8/ 164 - 165، وقال الألباني في ((ضعيف النسائي)): ضعيف الإسناد.(2/409)
5805 - بُرَيْدَةُ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَعَلَيْهِ خَاتَمٌ مِنْ حَدِيدٍ فَقَالَ: ((مَا لِي أَرَى عَلَيْكَ حِلْيَةَ أَهْلِ النَّارِ)) ثُمَّ جَاءَهُ وَعَلَيْهِ خَاتَمٌ مِنْ صُفْرٍ فَقَالَ: ((مَا
[ص:410] لِي أَجِدُ مِنْكَ رِيحَ الأَصْنَامِ)) ثُمَّ أَتَاهُ وَعَلَيْهِ خَاتَمٌ مِنْ ذَهَبٍ، فَقَالَ: ((مَالِي أَرَى عَلَيْكَ حِلْيَةَ أَهْلِ الْجَنَّةِ)) قَالَ: مِنْ أَيِّ شَيْءٍ أَتَّخِذُهُ؟ قَالَ: ((مِنْ وَرِقٍ وَلا تُتِمَّهُ مِثْقَالاً)). لأصحاب السنن بلفظ الترمذي (1).
_________
(1) أبو داود (4223)، والترمذي (1785)، وقال: غريب، والنسائي 8/ 172، قال المنذري في ((مختصر سنن أبي داود)) 6/ 115 (4059): وعبد الله بن مسلم وأبو طيبة السلمي المروزي: قاضي مرو، روي عن عبد الله بن بريدة وغيره قال أبو حاتم: يكتب حديثه. ولا يحتج به. وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (301).(2/409)
5806 - أبو ذُبَابٍ: كَانَ خَاتَمُ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ حَدِيدٍ مَلْوِيٌّ عَلَيْهِ فِضَّةٌ، ورُبَّمَا كَانَ فِي يَدِهِ، وَكَانَ الْمُعَيْقِيبُ عَلَى خَاتَمه - صلى الله عليه وسلم -. لأبي داود والنسائي (1).
_________
(1) أبو داود (4224)، والنسائي (8/ 175)،وضعفه الألباني في ((ضعيف أبي داود)) (907).(2/410)
5807 - ابْنُ عَبَّاسٍ: أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - رَأَى خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ فِي يَدِ رَجُلٍ فَنَزَعَهُ وطَرَحَهُ، وَقَالَ: ((يَعْمِدُ أَحَدُكُمْ إِلَى جَمْرَةٍ مِنْ نَارٍ فيطرحها فِي يَدِهِ)) فَقِيلَ لِلرَّجُلِ بَعْدَ مَا ذَهَبَ - صلى الله عليه وسلم -: خُذْ خَاتَمَكَ انْتَفِعْ بِهِ، قَالَ: لا وَالله لا آخُذُهُ أَبَدًا وَقَدْ طَرَحَهُ - صلى الله عليه وسلم -. لمسلم (1).
_________
(1) مسلم (2090).(2/410)
5808 - أبو سَعِيدٍ: أَقْبَلَ رَجُلٌ مِنَ الْبَحْرَيْنِ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ، وَكَانَ فِي يَدِهِ خَاتَمٌ مِنْ ذَهَبٍ وَجُبَّةُ حَرِيرٍ فَأَلْقَاهُمَا، ثُمَّ سَلَّمَ فَرَدَّ عَلَيْهِ السَّلامَ فقَالَ: يَا رَسُولَ الله أَتَيْتُكَ آنِفًا فَأَعْرَضْتَ عَنِّي؟ فَقَالَ: ((إِنَّهُ كَانَ فِي يَدِكَ جَمْرَةٌ مِنْ نَارٍ)) قَالَ: لَقَدْ جِئْتُ إِذًا بِجَمْرٍ كَثِيرٍ. قَال: ((إِنَّ مَا جِئْتَ بِهِ لَيْسَ بِأَجْزَأَ عنك مِنْ حِجَارَةِ الْحَرَّةِ، وَلَكِنَّهُ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا)). قَالَ: بمَاذَا أَتَخَتَّمُ؟ قَالَ: ((حَلْقَةً مِنْ حَدِيدٍ أَوْ وَرِقٍ أَوْ صُفْرٍ)) (1).
_________
(1) النسائي 8/ 176، وضعفه الألباني في ضعيف النسائي (398).(2/410)
5809 - ابْن عَبَّاسٍ: أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - اتَّخَذَ خَاتَمًا فَلَبِسَهُ فقَالَ: ((شَغَلَنِي هَذَا عَنْكُمْ مُنْذُ الْيَوْمَ إِلَيْهِ نَظْرَةٌ، وَإِلَيْكُمْ نَظْرَةٌ)). ثُمَّ أَلْقَاهُ. هما للنسائي (1).
_________
(1) النسائي 8/ 194 - 195، قال الألباني في ((الصحيحة)) (1192): صحيح الإسناد.(2/410)
5810 - مالكٌ: إني أكره أَنْ يَلْبَسَ الْغِلْمَانُ شَيْئًا مِنَ الذَّهَبِ؛ لأَنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - نَهَى عَنْ التختم بالذهب، فَأَنَا أَكْرَهُهُ لِلرِّجَالِ، للكَبِيرِ مِنْهُمْ وَالصَّغِيرِ (1).
_________
(1) ((الموطأ)) 2/ 695.(2/410)
5811 - عَائِشَةُ: قَدِمَتْ عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - حِلْيَةٌ أَهْدَاهَا لَهُ النجاشي فِيهَا خَاتَمٌ مِنْ ذَهَبٍ فِيهِ فَصٌّ حَبَشِيٌّ، فَأَخَذَهُ
[ص:411] بِعُودٍ مُعْرِضًا عَنْهُ أَوْ بِبَعْضِ أَصَابِعِهِ، ثُمَّ دَعَا أُمَامَةَ ابْنَةَ أَبِي الْعَاصِ من بنْتِهِ زَيْنَبَ، فَقَالَ: ((تَحَلَّيْ بِهَذَا يَا بُنَيَّةُ)). لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (4235)، وابن ماجة (3644). قال الألباني في صحيح أبي داود (3564): حسن الإسناد.(2/410)
5812 - ابنُ عباس: أن النساء يلبسن الفتخ والخواتيم والخرص والسخاب على عهد النبى - صلى الله عليه وسلم -، وأن ذلك مما كن يُلبسنه أولادهن الذكور. لرزين.(2/411)
5813 - عَلِيٌّ: نَهَانِي رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أَنْ أجعل خاتمي فى هَذِهِ، أَوْ في التي تليها، وأشار إِلَى الْوُسْطَى وَالَّتِي تَلِيهَا. لمسلم (1).
_________
(1) مسلم (2078).(2/411)
5814 - وفي رواية: نَهَانِي - صلى الله عليه وسلم - عَنِ الْخَاتَمِ فِي السَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى. لمسلم وأبي داود والنسائي (1).
_________
(1) أبو داود (4225)،والنسائي 8/ 194, وصححه الألباني في صحيح النسائي (4808).(2/411)
5815 - أَنَسٌ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَتَخَتَّمُ فِي يَمِينِهِ (1).
_________
(1) النسائي 8/ 173، وصححه الألباني في صحيح النسائي (4804) بحديث قبله وحديث بعده.(2/411)
5816 - وفي رواية: كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى بياض خاتم النبي - صلى الله عليه وسلم - في إِصْبِعِهُ الْيُسْرَى الْخِنْصَرِ. للنسائي (1).
_________
(1) النسائي 8/ 174، وصححه الألباني في صحيح النسائي (4802).(2/411)
5817 - ابْنُ إِسْحَاقَ: رَأَيْتُ عَلَى الصَّلْتِ بْنِ عَبْدِ الله خَاتَمًا فِي خِنْصَرِهِ الْيُمْنَى، فَقُلْتُ له: مَا هَذَا؟ فقَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَلْبَسُ خَاتَمَهُ هَكَذَا، وَجَعَلَ فَصَّهُ إلى ظاهره، وَلا نخاله إِلاَّ كَانَ يَذْكُرُ أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَلْبَسه كَذَلِكَ. للترمذي وأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (4229)، الترمذي (1742)، وقال: قال محمد بن إسماعيل: حديث محمد بن إسحاق عن الصلت ابن عبد الله حديث حسن صحيح.(2/411)
5818 - ابْنُ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَتَخَتَّمُ فِي يَسَارِهِ، وَكَانَ فَصُّهُ فِي بَاطِنِ كَفِّهِ. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (4227)، وقال الألباني في ضعيف أبي داود (980): شاذ والمحفوظ في يمينه.(2/411)
5819 - أبو رَيْحَانَةَ: نَهَى النبي - صلى الله عليه وسلم - عَنْ عَشْرٍ، عَنِ الْوَشْرِ وَالْوَشْمِ وَالنَّتْفِ وَعَنْ مُكَامَعَةِ الرَّجُلِ الرَّجُلَ بِغَيْرِ شِعَارٍ وَمُكَامَعَةِ الْمَرْأَةِ الْمَرْأَةَ بِغَيْرِ شِعَارٍ وَأَنْ يَجْعَلَ الرَّجُلُ أَسْفَلَ ثِيَابِهِ حَرِيرًا مِثْلَ الأَعَاجِمِ وْيَجْعَلَ عَلَى مَنْكِبَيْهِ حَرِيرًا مِثْلَ الأَعَاجِمِ وَعَنِ النُّهْبَى وَرُكُوبِ النُّمُورِ وَلُبُوسِ الْخَاتَمِ إِلاَّ لِذِي سُلْطَانٍ. لأبي داود والنسائي (1).
_________
(1) أبو داود (4049)،والنسائي 8/ 144،والدارمي (2648)،وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (875).(2/412)
5820 - مُحَمَّدُ بْنُ مَالِكٍ: رَأَيْتُ عَلَى الْبَرَاءِ خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ وَكَانَ النَّاسُ يَقُولُونَ لَهُ: لِمَ تَخَتَّمُ بِالذَّهَبِ وَقَدْ نَهَى عَنْهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: بَيْنَا نَحْنُ عِنْدَ النبي - صلى الله عليه وسلم - وَبَيْنَ يَدَيْهِ غَنِيمَةٌ فَقَسَمَهَا حَتَّى بَقِيَ هَذَا الْخَاتَمُ، فَرَفَعَ طَرْفَهُ فَنَظَرَ إِلَى أَصْحَابِهِ ثُمَّ خَفَّضَ ثُمَّ رَفَعَ طَرْفَهُ فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ ثُمَّ خَفَّضَ ثُمَّ قَالَ: ((أَيْ بَرَاءُ)) فَجِئْتُهُ حَتَّى قَعَدْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ، ثم أخذ الخاتم ثم قَبَضَ عَلَى كُرْسُوعِي، ثُمَّ قَالَ: ((خُذِ الْبَسْ مَا كَسَاكَ الله وَرَسُولُهُ)) وَكَانَ الْبَرَاءُ يَقُولُ كَيْفَ تَأْمُرُونِي أَنْ أضع مَا قَالَ النبي - صلى الله عليه وسلم - الْبَسْ مَا كَسَاكَ الله وَرَسُولُهُ؟. لأحمد والموصلي (1).
_________
(1) أحمد 4/ 294، وأبو يعلى في ((مسنده)) 3/ 259 (1708)، وذكره الهيثمي 5/ 151، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى باختصار ومحمد بن مالك مولى البراء وثقه بن حبان وأبو حاتم ولكن قال ابن حبان: لم يسمع من البراء. قلت: قد وثقه.(2/412)
5821 - عبادةُ، رفعه: ((كان فص خاتم سليمان سماويًا ألقى إليه فأخذه فوضعه في خاتمه، وكان نقشه: أنا الله لا إله إلا أنا محمد عبدى ورسولى)). للكبير بضعف (1).
_________
(1) ذكره الهيثمي 5/ 152، وقال: رواه الطبراني وفيه محمد بن مخلد الرعيني وهو ضعيف جدًا. وقال الألباني في الضعيفة (703): موضوع.(2/412)
5822 - أبو موسى: رآنى النبي - صلى الله عليه وسلم - وأنا أقلب خاتمي في السبابة والوسطى فقال: ((إنما الخاتم بهذه وهذه)) (يعني الخنصر والبنصر). للكبير بخفي (1).
_________
(1) ذكره الهيثمي 5/ 153، وقال: رواه الطبراني وفيه محمد بن عبد الله، فإن كان العرزمي فهو ضعيف وبقية رجاله ثقات.(2/412)
5823 - جميلُ بنُ عبد الله: رأيت خمسة من الصحابة يلبسون خواتم الذهب: زيد بن حارثة وزيد بن أرقم والبراء وأنس وعبد الله بن يزيد. للكبير وفيه جميل (1).
_________
(1) الطبراني 5/ 224 (5148)، وقال الهيثمي 5/ 154: رجاله ثقات عدا جميل بن زيد فلم أعرفه.(2/412)
5824 - فاطمة، رفعته: ((من تختم بالعقيق لم يزل يرى خيراً)). للأوسط بانقطاع (1).
_________
(1) الطبراني في ((الأوسط)) 1/ 39 (103)، وذكره الهيثمي 5/ 154، وقال: رواه الطبراني وعمر بن الشريد لم يسمع من فاطمة، وزهير بن عباد الرواسي وثقه أبو حاتم وبقية رجاله رجال الصحيح. وقال الألباني في الضعيفة (230): موضوع.(2/413)
الحلى والطيب(2/413)
5825 - أبو هُرَيْرَةَ: أتت امرأة النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ الله سِوَارَانِ مِنْ ذَهَبٍ فقَالَ: ((سِوَارَانِ مِنْ نَارٍ)) قَالَتْ: يَا رَسُولَ الله طَوْقٌ مِنْ ذَهَبٍ قَالَ: ((طَوْقٌ مِنْ نَارٍ)) قَالَتْ: قُرْطَاْنِ مِنْ ذَهَبٍ قَالَ: ((قُرْطَانِ مِنْ نَارٍ)) وَكَانَ عَلَيْهِا سِوَارَانِ مِنْ ذَهَبٍ فَرَمَتْ بِهِ قَالَتْ: يَا رَسُولَ الله: إِنَّ الْمَرْأَةَ إِذَا لَمْ تَتَزَيَّنْ لِزَوْجِهَا صَلِفَتْ عِنْدَهُ، قَالَ: ((مَا يَمْنَعُ إِحْدَاكُنَّ أَنْ تَصْنَعَ قُرْطَيْنِ مِنْ فِضَّةٍ ثُمَّ تُصَفِّرَهُ بِزَعْفَرَانٍ أَوْ بِعَبِيرٍ)). رواه النسائي (1).
_________
(1) أحمد 2/ 440 ,والنسائي 8/ 159، وقال الألباني في ((ضعيف الترغيب والترهيب)) (475): ضعيف.(2/413)
5826 - عَائِشَةُ: أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - رَأَى عَلَيْهَا مَسَكَتَيْ ذَهَبٍ فَقَالَ: ((أَلا أُخْبِرُكِ بِمَا هُوَ أَحْسَنُ مِنْ هَذَا لَوْ نَزَعْتِ هَذَا وَجَعَلْتِ مَسَكَتَيْنِ مِنْ وَرِقٍ وصَفَّرْتِهِمَا بِزَعْفَرَانٍ كَانَتَا أحسن)) (1).
_________
(1) النسائي 8/ 159، وقال: هذا غير محفوظ والله أعلم وصححه الألباني في ((صحيح سنن النسائي)) (4749).(2/413)
5827 - ثَوْبَانُ: جَاءَتْ هند بِنْتُ هُبَيْرَةَ إِلَى النبي - صلى الله عليه وسلم - وَفِي يَدِهَا فَتَخٌ من ذهب -أَيْ خَوَاتم ضِخَامٌ- فَجَعَلَ يَضْرِبُ على يَدِهَا، فَدَخَلَتْ عَلَى فَاطِمَةَ تَشْكُو إِلَيْهَا الَّذِي صَنَعَ بِهَا - صلى الله عليه وسلم - فَانْتَزَعَتْ فَاطِمَةُ سِلْسِلَةً فِي عُنُقِهَا مِنْ ذَهَبٍ، قَالَتْ: هَذِهِ أَهْدَاهَا أَبُو حَسَنٍ فَدَخَلَ - صلى الله عليه وسلم - وَالسِّلْسِلَةُ فِي يَدِهَا، فَقَالَ: ((يَا فَاطِمَةُ أَيَغُرُّكِ أَنْ يَقُولَ النَّاسُ: ابْنَةُ رَسُولِ الله وَفِي يَدِهَا سِلْسِلَةٌ مِنْ نَارٍ)) ثُمَّ خَرَجَ وَلَمْ يَقْعُدْ، فَأَرْسَلَتْ فَاطِمَةُ بِالسِّلْسِلَةِ إِلَى السُّوقِ فَبَاعَتْهَا وَاشْتَرَتْ بِثَمَنِهَا غُلاماً، وَقَالَ مَرَّةً: عَبْدًا، وَذَكَرَ كَلِمَةً مَعْنَاهَا: فَأَعْتَقَتْهُ، فَحُدِّثَ بِذَلِكَ، فَقَالَ: ((الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نْجَّى فَاطِمَةَ مِنَ النَّارِ)). هي للنسائي (1).
_________
(1) النسائي 8/ 158، وصححه الألباني في ((صحيح الترغيب والترهيب)) (771).(2/413)
5828 - (وعنه: كَانَ النبي - صلى الله عليه وسلم - إِذَا سَافَرَ كَانَ آخِرُ عَهْدِهِ بِإِنْسَانٍ مِنْ أَهْلِهِ فَاطِمَةَ، وإِذَا قَدِمَ كان أول من يدخل عليه فَاطِمَةَ، فَقَدِمَ يومًا مِنْ غَزَاةٍ وَقَدْ عَلَّقَتْ مِسْحًا أَوْ سِتْرًا عَلَى بَابِهَا وَحَلَّتِ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ قُلْبَيْنِ مِنْ فِضَّةٍ، فَقَدِمَ، فَلَمْ يَدْخُلْ فَظَنَّتْ أَنَّ مَا مَنَعَهُ أَنْ يَدْخُلَ مَا رَأَى، فَهَتَكَتِ السِّتْرَ وَفَكَّتِ الْقُلْبَيْنِ عَنِ الصَّبِيَّيْنِ وَقَطَّعَتْهُ بَيْنَهُمَا، فَانْطَلَقَا إليه - صلى الله عليه وسلم - وَهُمَا يَبْكِيَانِ، فَأَخَذَهُ مِنْهُمَا وَقَالَ: ((يَا ثَوْبَانُ اذْهَبْ بِهَذَا إِلَى آل فُلانِ)) أَهْلِ بَيْتٍ بِالْمَدِينَة، إِنَّ هَؤُلاءِ أهلي أَكْرَهُ أَنْ يَأْكُلُوا طَيِّبَاتِهِمْ فِي حَيَاتِهِمُ الدُّنْيَا، يَا ثَوْبَانُ اشْتَرِ لِفَاطِمَةَ قِلادَةً مِنْ عَصَبٍ وَسِوَارَيْنِ مِنْ عَاجٍ)). لأبي داود (2).
(2) أبو داود (4213)، وقال الألباني في ((ضعيف أبي داود)) (903): منكر.(2/414)
5829 - هشامُ بن عروة: رأيت على عائشة خواتيم الذهب. لرزين (1).
_________
(1) ابن سعد في الطبقات 8/ 48, من قول القاسم بن محمد.(2/415)
5830 - عَرْفَجَةُ بْنُ أَسْعَدَ: أُصِيبَ أَنْفِي يَوْمَ الْكُلابِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَاتَّخَذْتُ أَنْفًا مِنْ وَرِقٍ فَأَنْتَنَ عَلَيَّ فَأَمَرَنِي النبي - صلى الله عليه وسلم - أَنْ أَتَّخِذَ أَنْفًا مِنْ ذَهَبٍ. لأصحاب السنن (1).
_________
(1) أبو داود (4232)، والترمذي (1770)، وقال: حسن غريب، والنسائي 8/ 163 - 164. وحسنه الألباني في صحيح الترمذي (1449).(2/415)
5831 - عبد الله بن عبد الله بن أُبي، أن ثنيته أصيبت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأمره أن يتخذ ثنية من ذهب. للبزار (1).
_________
(1) البزار كما في ((كشف الأستار)) 3/ 384 (3011)، وقال الهيثمي 5/ 150: ورجاله رجال الصحيح، خلا بشر بن معاذ، وهو ثقة، لكن عروة بن الزبير لم يدرك عبد الله بن عبد الله بن أبي.(2/415)
5832 - حَمَّادُ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ: رَأَيْتُ الْمُغِيرَةَ بْنَ عَبْدِ الله قَدْ شَدَّ أَسْنَانَهُ بِالذَّهَبِ، فذكرت ذَلِكَ لإبْرَاهِيمَ، فَقَالَ: لا بَأْسَ. لابن أحمد (1).
_________
(1) عبد الله بن أحمد في زوائده على ((المسند)) 5/ 23.(2/415)
5833 - أَنَسٌ: كَانَ نَصلُ سَيْفِ النبي - صلى الله عليه وسلم - فِضَّةً، وَقَبِيعَةُ سَيْفِهِ فِضَّةً، وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ حِلَقَ الفِضَّة. للنسائي (1).
_________
(1) أبو داود (2583)،والترمذي (1691) ,والنسائي 8/ 219، وصححه الألباني في ((صحيح النسائي)) (4967).(2/415)
5834 - مَزِيدَةُ: دخلت على النبي - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ الْفَتْحِ وَعَلَى سَيْفِهِ ذَهَبٌ وَفِضَّةٌ. للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (1690)، وقال: حسن غريب، قال الزيلعي في ((نصب الراية)) 4/ 233: قال: ابن القطان في ((كتابه)): وإنما حسنه الترمذي؛ لأنه لا يقبل المسانيد على عادته في ذلك، وهو عندي ضعيف لا حسن. وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (284).(2/415)
5835 - أَنَسٌ رفعه: ((حُبِّبَ إِلَيَّ الطِّيبُ والنِّسَاءُ وَجُعِلَتْ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلاةِ)). ... للنسائي (1).
_________
(1) النسائي 7/ 61 - 62، صححه ابن حجر في ((الفتح)) 3/ 15. وصححه الألباني في صحيح النسائي (3681).(2/415)
5836 - ابن الْمُسَيَّبِ أرسله: ((إِنَّ الله طَيِّبٌ يُحِبُّ الطَّيِّبَ، نَظِيفٌ يُحِبُّ النَّظَافَةَ، كَرِيمٌ يُحِبُّ الْكَرَمَ، جَوَادٌ يُحِبُّ الْجُودَ، فَنَظِّفُوا)) وأُرَاهُ قَالَ: ((أَفْنِيَتَكُمْ وَلا تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ)) فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِمُهَاجِرِ بْنِ مِسْمَارٍ، فَقَالَ: حَدَّثَنِيهِ [عامر بن سعد] (1) رفعه مِثْلَهُ إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ: ((نَظِّفُوا أَفْنِيَتَكُمْ)) (2).
_________
(1) في الأصل: عمرو، والصواب ما أثبتناه.
(2) الترمذي (2799)، وقال: حديث غريب، وخالد بن إلياس يضعف. وقال الألباني في ضعيف الترمذي (528): ضعيف لكن قوله: إن الله جواد إلخ: صحيح.(2/415)
5837 - أبو عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ أرسله: ((إِذَا أُعْطِيَ أَحَدُكُمُ الرَّيْحَانَ فَلا يَرُدَّهُ، فَإِنَّهُ خَرَجَ مِنَ الْجَنَّةِ)) (1).
_________
(1) الترمذي (2791)، وقال: حديث غريب. وأبو عثمان النهدي اسمه: عبد الرحمن بن ملٍّ، وقد أدرك زمن النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يره، ولم يسمع منه. وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (527).(2/416)
5838 - ابْنُ عُمَرَ رفعه: «ثَلاَثٌ لاَ تُرَدُّ الْوَسَائِدُ وَالدُّهْنُ وَاللَّبَنُ». الدُّهْنُ يَعْنِى بِهِ الطِّيبَ. هي للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (2790)، وقال: حديث غريب. وحسنه الألباني في صحيح الترمذي (2241).(2/416)
5839 - عَائِشَةُ سئلت أَكَانَ النبي - صلى الله عليه وسلم - يَتَطَيَّبُ؟ قَالَتْ: نَعَمْ بِذِكَارَةِ الطِّيبِ، الْمِسْكِ وَالْعَنْبَرِ. للنسائي (1).
_________
(1) النسائي 8/ 150 - 151،وقال الألباني في ((ضعيف النسائي)) (383): ضعيف الإسناد.(2/416)
5840 - أبو سَعِيدٍ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - سُئِلَ عَنِ الْمِسْكِ قَالَ: ((هُوَ أَطْيَبُ طِيبِكُمْ)). لأصحاب السنن (1).
_________
(1) أبو داود (3158)، والترمذي (991)،والنسائي 8/ 151، وهو عند مسلم (2252).(2/416)
5841 - نَافِعٌ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ يستجمر بِالأَلُوَّةِ غَيْرَ مُطَرَّاةٍ، وَبِكَافُورٍ يَطْرَحُهُ مَعَ الأَلُوَّةِ، ويقول: هَكَذَا كَانَ يَسْتَجْمِرُ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -. لمسلم والنسائي (1).
_________
(1) مسلم (2254)، والنسائي 8/ 156.(2/416)
5842 - أَنَسُ: كَانَ لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - سُكَّةٌ يَتَطَيَّبُ مِنْهَا. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (4162)، وصححه الألباني في ((صحيح أبي داود)) (3508).(2/416)
5843 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((طِيبُ الرِّجَالِ مَا ظَهَرَ رِيحُهُ وَخَفِيَ لَوْنُهُ وَطِيبُ النِّسَاءِ مَا ظَهَرَ لَوْنُهُ وَخَفِيَ رِيحُهُ)). للترمذي والنسائي (1).
_________
(1) الترمذي (2787)،وقال: حديث حسن، والنسائي 8/ 151.وصححه الألباني في صحيح الترمذي (2238).(2/416)
5844 - أبو مُوسَى رفعه: ((كُلُّ عَيْنٍ زَانِيَةٌ، وإن الْمَرْأَةَ إِذَا اسْتَعْطَرَتْ فَمَرَّتْ بِالْمَجْلِسِ فَهِيَ كَذَا وَكَذَا، يَعْنِي زَانِيَةً)). لأصحاب السنن (1).
_________
(1) الترمذي (2786)، وقال: حسن صحيح، والنسائي 8/ 153، وصححه ابن خزيمة (2786). وحسنه الألباني في صحيح الترمذي (2237).(2/416)
5845 - في روايةٍ: ((إِذَا اسْتَعْطَرَت فَمَرَّتْ عَلَى الْقَوْمِ لِيَجِدُوا رِيحَهَا)) (1).
_________
(1) أبو داود (4173).(2/416)
5846 - أَبو هُرَيْرَةَ: لَقِيَتْهُ امْرَأَةٌ فوَجَدَ مِنْهَا رِيحَ الطِّيبِ وَلِذَيْلِهَا إِعْصَارٌ، فَقَالَ: يَا أَمَةَ الْجَبَّارِ جِئْتِ مِنَ الْمَسْجِدِ؟ قَالَتْ: نَعَمْ. قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ حِبِّي أَبَا الْقَاسِمِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: ((لا تُقْبَلُ صَلاةٌ امرأة تَطَيَّبَتْ للْمَسْجِدِ حَتَّى تَغْتَسِلَ غُسْلَهَا مِنَ الْجَنَابَةِ)). لمسلم والنسائي وأبي داود بلفظه (1).
_________
(1) مسلم (444) مختصرا، وأبو داود (4174)، والنسائي 8/ 153 - 154.(2/417)
5847 - أَنَسٌ أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كَان يُعْجِبُهُ الْفَاغِيَةُ. لأحمد (1).
_________
(1) أحمد3/ 152 - 153،وقال الهيثمي5/ 157:رجاله ثقات وضعفه الألباني في (الضعيفة) (4278).(2/417)
5848 - ابنُ عمرو بنِ العاص، رفعه: ((سيد ريحان أهل الجنة الحناء)). للكبير (1).
_________
(1) عزاه الهيثمي 5/ 157 للطبراني وقال: رجاله رجال الصحيح خلا عبد الله بن أحمد بن حنبل وهو ثقة مأمون. والخطيب في ((التاريخ)) 5/ 556. وصححه الألباني في صحيح الجامع (3677).(2/417)
الشعور من الرأس واللحية والشارب(2/417)
5849 - أبو قَتَادَةَ: قَالَ للنبي - صلى الله عليه وسلم -: إِنَّ لِي جُمَّةً أَفَأُرَجِّلُهَا؟ قال: ((نَعَمْ. وَأَكْرِمْهَا)) وكَانَ أَبُو قَتَادَةَ رُبَّمَا دَهَنَهَا فِي الْيَوْمِ مَرَّتَيْنِ؛ من أجل قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((نَعَمْ وَأَكْرِمْهَا)). لمالك والنسائي (1).
_________
(1) النسائي 8/ 184، ومالك 2/ 723، وقال الألباني: في ((ضعيف النسائي)) ضعيف.(2/417)
5850 - عَبْدُ الله بْنُ مُغَفَّلٍ: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عَنِ التَّرَجُّلِ إِلاَّ غِبًّا. لأصحاب السنن (1).
_________
(1) أبو داود (4159)، والترمذي (1756)، والنسائي 8/ 132، وقال أبو عيسى: حسنٌ صحيح. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (1437).(2/417)
5851 - حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمْيَرِيِّ: لَقِيتُ رَجُلاً صَحِبَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَمَا صَحِبَهُ أَبُو هُرَيْرَةَ أَرْبَعَ سِنِينَ، قَالَ: نَهَانَا - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يَمْتَشِطَ أَحَدُنَا كُلَّ يَوْمٍ. للنسائي (1).
_________
(1) النسائي 8/ 131 - 132، وقال الألباني في ((صحيح النسائي)) (4679): صحيح.(2/417)
5852 - عَطَاءُ بْنَ يَسَارٍ قَالَ: كَانَ النبي - صلى الله عليه وسلم - فِي الْمَسْجِدِ فَدَخَلَ رَجُلٌ ثَائِرَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ فَأَشَارَ إِلَيْهِ - صلى الله عليه وسلم - بِيَدِهِ
[ص:418] كَأَنَّهُ يأمره بإِصْلاحِ شَعَرهِ وَلِحْيَتِهِ، فَفَعَلَ، ثُمَّ رَجَعَ فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((أَلَيْسَ هَذَا خَيْرًا مِنْ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدُكُمْ ثَائِرَ الرَّأْسِ كَأَنَّهُ شَيْطَانٌ)). لمالك (1).
_________
(1) مالك 2/ 724.(2/417)
5853 - ابْنُ عُمَرَ: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نْهَى عَنِ الْقَزَعِ قيل: وَمَا الْقَزَعُ؟ فَأَشَارَ لَنَا عُبَيْدُ الله بن عمر قَالَ: إِذَا حَلَقَ الصَّبِيُّ َتَرَكَ هَا هُنَا وَهَا هُنَا، وأَشَارَ عُبَيْدُ الله إِلَى نَاصِيَتِهِ وَجَانِبَيْ رَأْسِهِ، قِيلَ لِعُبَيْدِ الله والْجَارِيَةُ؟ قَالَ: لا أَدْرِي (1).
_________
(1) البخاري (5920)، ومسلم (2120).(2/418)
5854 - وفي روايةٍ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - رَأَى غلامًا قَدْ حُلِقَ بَعْضُ رأسه وَتُرِكَ بَعْضُهُ فَنَهَاهُمْ عَنْ ذَلِكَ، وَقَالَ: ((احْلِقُوا كُلَّهُ أَو ذروا كُلَّهُ)). للشيخين والنسائي وأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (4195)،والنسائي8/ 130،وقال الألباني في ((صحيح أبي داود)) (3535): صحيح.(2/418)
5855 - عن أنسٍ بقصة أنه قال في غلام له قَرْنَانِ أَوْ قُصَّتَانِ: احْلِقُوا هَذَيْنِ وْقُصُّوهُمَا، فَإِنَّ هَذَا زِيُّ الْيَهُودِ (1).
_________
(1) أبو داود (4197)، قال الألباني في ((مشكاة المصابيح)) (4484): ضعيف.(2/418)
5856 - وَائِلُ بْنِ حُجْرٍ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - وَلِي شَعْرٌ طَوِيلٌ فسمعته يقول: ((ذُبَابٌ ذُبَابٌ)) وليس معه أحد، فقلت: يعنيني فخرجت فَجَزَزْتُهُ ثُمَّ أَتَيْتُهُ فَقَالَ: ((إِنِّي لَمْ أَعْنِكَ وَهَذَا أَحْسَنُ)). لأبي داود والنسائي (1).
_________
(1) أبو داود (4190)، والنسائي 8/ 135، وابن ماجة (3636). قال المنذري: في إسناده عاصم بن كليب الجرمي وقد احتج به مسلم في صحيحه، وقال الإمام أحمد بن حنبل لا بأس بحديثه، وقال أبو حاتم الرازي صالح: وقال علي بن المديني: لا يحتج به إذا انفرد، قال الألباني: في ((صحيح أبي داود)) (3530): صحيح.(2/418)
5857 - أَنَسٌ: كَانَتْ لِي ذُؤَابَةٌ فَقَالَتْ لِي أُمِّي: لا أَجُزُّهَا، كَانَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يَمُدُّهَا وَيَأْخُذُ بِهَا. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (4196) قال الألباني في ((مشكاة المصابيح)) (4462): إسناده ضعيف.(2/418)
5858 - عَبْدُ الله بْنِ جَعْفَرٍ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - أَمْهَلَ آلَ جَعْفَرٍ حين أتى نعيه ثَلاثًا، ثُمَّ أَتَاهُمْ فَقَالَ: ((لا تَبْكُوا عَلَى أَخِي بَعْدَ الْيَوْمِ)) ثُمَّ قَالَ: ((ادْعُوا لِي بَنِي أَخِي)) فَجِيءَ بِنَا كَأَنَّا أفراخ، فَقَالَ: ((ادْعُوا لِيَ الْحَلاَّقَ)) فَأَمَرَهُ فَحَلَقَ رُءُوسَنَا. لأبي داود والنسائي (1).
_________
(1) أبو داود (4192)، والنسائي في ((الكبرى)) 5/ 48 (8160)، قال الألباني في ((مشكاة المصابيح)) (4463): إسناده صحيح.(2/418)
5859 - عَلِيٌ: نَهَى رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أَنْ تَحْلِقَ الْمَرْأَةُ رَأْسَهَا. للنسائي (1).
_________
(1) الترمذي (914) ,والنسائي 8/ 130، قال الألباني في ((الضعيفة)) (678): ضعيف.(2/418)
5860 - عمرُ: نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن حلق القفا إلا للحجامة. للأوسط والصغير بلين (1).
_________
(1) الطبراني في ((الأوسط)) 3/ 220 (2969)، والصغير 1/ 166 (261)، قال إن أبي حاتم في ((العلل)) 2/ 316 (2462): قال أبي: هذا حديث كذب بهذا الإسناد، يمكن أن يكون دخل لهم حديث في حديث. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6064).(2/419)
5861 - أَسْمَاءُ أن امْرَأَةً قالت: يَا رَسُولَ الله إِنَّ ابْنَتِي أصابها الْحَصْبَةُ وأمرق شَعَرُهَا، فإِنِّي زَوَّجْتُهَا أَفَأَصِلُ فِيهِ؟ فَقَالَ: ((لَعَنَ الله الْوَاصِلَةَ وَالْمَوْصُولَةَ)) (1).
_________
(1) البخاري (5941)، ومسلم (2122).(2/419)
5862 - عَائِشَةُ أَنَّ امْرَأَةً مِنَ الأَنْصَارِ زَوَّجَتِ ابْنَتَهَا فَتَمَعَّطَ شَعَرُ رَأْسِهَا، فَجَاءَتْ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لَهُ وقَالَتْ: إِنَّ زَوْجَهَا أَمَرَنِي أَنْ أَصِلَ فِي شَعَرِهَا، فَقَالَ: ((لا إِنَّهُ قَدْ لُعِنَ الْمُوصِلاتُ)). هما للشيخين والنسائي (1).
_________
(1) البخاري (5934)، ومسلم (2122) 46.(2/419)
5863 - مُعَاوِيَةُ: قال عَلَى الْمِنْبَرِ عام حج وتناول قُصَّةً مِنْ شَعَرٍ كَانَتْ فِي يَدَيْ حَرَسِيٍّ فَقَالَ، يَا أَهْلَ الْمَدِينَةِ أَيْنَ عُلَمَاؤُكُمْ؟ سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَنْهَى عَنْ مِثْلِ هَذِا وَيَقُولُ؟ ((إِنَّمَا هَلَكَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ حِينَ اتَّخَذَهَا نِسَاؤُهُمْ)) (1).
_________
(1) البخاري (3468)، ومسلم (2127).(2/419)
5864 - وفي رواية: قَالَ مَا كُنْتُ أُرَى أَنَّ أَحَدًا يَفْعَلُهُ إِلاَّ الْيَهُودَ، إِنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - بَلَغَهُ فَسَمَّاهُ الزُّورَ (1).
_________
(1) البخاري (3488)، ومسلم (2127).(2/419)
5865 - وفي أخرى: قَالَ قَتَادَةُ في تفسير الزور: يَعْنِي مَا يُكَثِّرُ بِهِ النِّسَاءُ أَشْعَارَهُنَّ مِنَ الْخِرَقِ. للستة (1).
_________
(1) مسلم (2127).(2/419)
5866 - ابْنُ عَبَّاسٍ: كَانَ أَهْلُ الْكِتَابِ يَسْدِلُونَ أَشْعَارَهُمْ وَكَانَ الْمُشْرِكُونَ يَفْرُقُونَ رُءُوسَهُمْ وَكَانَ - صلى الله عليه وسلم - يُحِبُّ مُوَافَقَةَ أَهْلِ الْكِتَابِ فِيمَا لَمْ يُؤْمَرْ بِهِ،
[ص:420] فَسَدَلَ - صلى الله عليه وسلم - نَاصِيَتَهُ ثُمَّ فَرَقَ بَعْدُ. للشيخين وأبي داود والنسائي (1).
_________
(1) البخاري (3558)، ومسلم (2336).(2/419)
5867 - عَمْرُو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ رفعه: ((لا تَنْتِفُوا الشَّيْبَ فإنه مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَشِيبُ شَيْبَةً فِي الإسْلامِ إِلاَّ كَانَتْ لَهُ نُورًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ)) (1).
_________
(1) أبو داود (4202)، والترمذي (2821)، وقال: هذا حديث حسن، قد روي عن عبد الرحمن بن الحارث وغير واحد عن عمرو بن شعيب، والنسائي 8/ 136، وابن ماجة (3721). وقال الألباني في صحيح الجامع (7463)(2/420)
5868 - وفى رواية: ((كتب الله له حسنة وحط عنه بها خطيئة)). لأصحاب السنن بلفظ أبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (4202).(2/420)
5869 - عَمْرُو بْنِ عَبَسَةَ رفعه: ((مَنْ شَابَ شَيْبَةً فِي سَبِيلِ الله كَانَتْ لَهُ نُورًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ)). للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (1635)، وقال: حسن صحيح غريب، والنسائي (6/ 26) بزيادة. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (1335).(2/420)
5870 - ابْنُ عُمَرَ رفعه: ((انْهَكُوا الشَّوَارِبَ وَأَعْفُوا اللِّحَى)) (1).
_________
(1) البخاري (5893)، ومسلم (259).(2/420)
5871 - وفي رواية: ((خَالِفُوا الْمُشْرِكِينَ، وَفِّرُوا اللِّحَى وَأَحْفُوا الشَّوَارِبَ)) وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ إِذَا حَجَّ وِاعْتَمَرَ قَبَضَ عَلَى لِحْيَتِهِ فَمَا فَضَلَ أَخَذَهُ. للستة (1).
_________
(1) البخاري (5892)، ومسلم (259) 54.(2/420)
5872 - ولرزين: أن ابن عمركان يحفي شاربه حتى ينظر إلى الجلد ويأخذ هذين، (يعني ما بين الشارب واللحية).(2/420)
5873 - جَابِرٌ: ما كُنَّا نُعْفِي السِّبَالَ إِلاَّ فِي حَجٍّ أَوْ عُمْرَةٍ. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (4201)، قال الألباني في ((ضعيف أبي داود)) (901): ضعيف.(2/420)
5874 - ابن عمرو بن العاص: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَأْخُذُ مِنْ لِحْيَتِهِ مِنْ عَرْضِهَا وَطُولِهَا. للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (2762)، وقال: غريب. وقال الألباني في ضعيف الترمذي (525): موضوع.(2/420)
5875 - عامر بن عبد الله بن الزبير: أن عمرَ كان إذا غضبَ فَتلَ شاربه ونفخ. للكبير بانقطاع (1).
_________
(1) الطبراني 1/ 66 (54)، قال الهيثمي: 5/ 166 رجاله رجال الصحيح خلا عبد الله بن أحمد وهو ثقة مأمون إلا أن عامر بن عبد الله بن الزبير لم يُدرك عمر. وصححه الألباني في آداب الزفاف صـ 137.(2/420)
5876 - جابرٌ: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عن جز السبال. للأوسط بضعف (1).
_________
(1) ((الأوسط)) 8/ 372 (8908)، وقال الهيثمي: 5/ 167 فيه: المقدام بن داود وهو ضعيف.(2/421)
5877 - ابنُ عمرو بن العاص: نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الجمة للحرة والعقصة للأمة. للكبير والصغير (1).
_________
(1) ((الصغير)) 1/ 229 (370)، وذكره الهيثمي: 5/ 169، وقال: رجال الصغير ثقات. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6037).(2/421)
الخضاب للشعر واليدين والخلوق(2/421)
5878 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((إِنَّ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى لا يَصْبُغُونَ فَخَالِفُوهُمْ)). للستة إلا مالكًا (1).
_________
(1) البخاري (5899)، ومسلم (2103).(2/421)
5879 - وفي رواية: ((غَيِّرُوا الشَّيْبَ وَلا تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ)) (1).
_________
(1) أبو داود (4203)،والترمذي (1752).(2/421)
5880 - ابْنُ عَبَّاسٍ: مَرَّ عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - رَجُلٌ وقَدْ خَضَّبَ بِالْحِنَّاءِ فَقَالَ: ((مَا أَحْسَنَ هَذَا)) فَمَرَّ آخَرُ قَدْ خَضَّبَ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ فَقَالَ: ((هَذَا أَحْسَنُ مِنْ هَذَا)) قَالَ: فَمَرَّ آخَرُ قَدْ خَضَّبَ بِالصُّفْرَةِ فَقَالَ: ((هَذَا أَحْسَنُ مِنْ هَذَا كُلِّهِ)). لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (4211)، وابن ماجة (3627) قال المنذري: 6/ 107 في إسناده: حميد بن وهب القرشي الكوفي. قال البخاري: حميد بن وهب القرشي الكوفي عن ابن طاوس في الخضاب: منكر الحديث وقال ابن حبان: حميد بن وهب القرشي كان ممن يخطئ حتى خرج عن حد التعديل. وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (902).(2/421)
5881 - أبو ذَرٍّ رفعه: ((إِنَّ أَحْسَنَ مَا غُيِّرَ بِهِ الشَّيْبُ الْحِنَّاءُ وَالْكَتَمُ)). لأصحاب السنن (1).
_________
(1) أبو داود (4205)، والترمذي (1753)، والنسائي 8/ 139، قال أبو عيسى: حسنٌ صحيح. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (1434).(2/421)
5882 - ابْنُ عُمَرَ: كَانَ يصفر لِحْيَتَهُ بِالصُّفْرَةِ حَتَّى تَمْتَلِئَ ثِيَابُهُ مِنَ الصُّفْرَةِ، فَقِيلَ لَهُ: لِمَ تَصْبُغُ بِالصُّفْرَةِ؟ فَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - يَصْبُغُ بِهَا، وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْهَا، وكَانَ يَصْبُغُ ثِيَابَهُ كُلَّهَا حَتَّى عِمَامَتَهُ (1).
_________
(1) أبو داود (4064)، والنسائي 8/ 140، قال أبو عبد الرحمن: وهذا أولى بالصواب من حديث قتيبة. وأصله في الصحيح، وصححه الألباني في صحيح أبي داود (3429).(2/421)
5883 - وفي روايةٍ: أن النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كان يَلْبَسُ النِّعَالَ السِّبْتِيَّة، َ وَيُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ بِالْوَرْسِ وَالزَّعْفَرَانِ، وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يفعله. لأبي داود والنسائي (1).
_________
(1) أبو داود (4210)، والنسائي (8/ 186). قال المنذري 6/ 106 في إسناده: عبد العزيز بن أبي رواد. وقد استشهد به البخاري، وقال يحيى بن معين: ثقة كان يعلق الإرجاء. وصححه الألباني في صحيح النسائي (4839).(2/422)
5884 - أَنَسُ: لَوْ شِئْتُ أَنْ أَعُدَّ شَمَطَاتٍ كُنَّ فِي رَأْسِهِ - صلى الله عليه وسلم - فَعَلْتُ، لَمْ يَخْتَضِبْ وَقَدِ اخْتَضَبَ أَبُو بَكْرٍ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ وَاخْتَضَبَ عُمَرُ بِالْحِنَّاءِ بَحْتًا. للشيخين وأبي داود والنسائي (1).
_________
(1) البخاري (5895) مختصرا، ومسلم (2341).(2/422)
5885 - أبو رِمْثَةَ: انْطَلَقْتُ مَعَ أَبِي نَحْوَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَإِذَا هُوَ ذُو وَفْرَةٍ وفيها رَدْعُ من حِنَّاءٍ، وَعَلَيْهِ رداءان أَخْضَرَانِ، فَقَالَ لَهُ أَبِي: أَرِنِي هَذَا الَّذِي بِظَهْرِكَ، فَإِنِّي رَجُلٌ طَبِيبٌ، قَالَ الله الطَّبِيبُ، بَلْ أَنْتَ رَجُلٌ رَفِيقٌ، طَبِيبُهَا الَّذِي خَلَقَهَا. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (4207)،والترمذي (2812) وقال: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث عبيد الله بن إياد وأبو رمثة التيمي يقال اسمه حبيب بن حيان ويقال: رفاعة بن يثربي. وصححه الألباني في صحيح أبي داود (3542).(2/422)
5886 - وللنسائي: أَتَيْتُ أَنَا وَأَبِي النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - وَكَانَ قَدْ لَطَخَ لِحْيَتَهُ بِالْحِنَّاءِ (1).
_________
(1) أبوداود (4206) ,والنسائي 8/ 140، وصححه الألباني في صحيح النسائي (4707).(2/422)
5887 - عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِالله بْنِ مَوْهَبٍ: أَرْسَلَنِي أَهْلِي إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ بِقَدَحٍ مِنْ مَاءٍ، وَكَانَ إِذَا أَصَابَ الإنْسَانَ عَيْنٌ أَوْ شَيْءٌ بَعَثَ إِلَيْهَا مِخْضَبَهُ، فأخرجت من شعر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكانت تمسكه في جلجل من فضة، فخضخضته له فشرب منه، فَاطَّلَعْتُ فِي الْجُلْجُلِ فَرَأَيْتُ شَعَرَاتٍ حُمْراً. للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (5896).(2/422)
5888 - أبو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الأَسْوَدِ بْنِ عَبْدِ يَغُوثَ كَانَ جَلِيسًا لَهُمْ وَكَانَ أَبْيَضَ الرَّأسِ واللِّحْيَةِ، فَغَدَا عَلَيْهِمْ ذَاتَ يَوْمٍ وَقَدْ حَمَّرَهُا، فَقَالَ لَهُ الْقَوْمُ: هَذَا أَحْسَنُ، فَقَالَ: إِنَّ أُمِّي عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَرْسَلَتْ إِلَيَّ الْبَارِحَةَ جَارِيَتَهَا نُخَيْلَةَ بحناء، فَأَقْسَمَتْ عَلَيَّ لأَصْبُغَنَّ وَأَخْبَرَتْنِي أَنَّ أَبَا بَكْرٍ كَانَ يَصْبُغُ. لمالك (1).
_________
(1) مالك 2/ 724.(2/422)
5889 - وعنه بلغنى: أن عمر وعلياً وأبياً لم يكونوا يغيرون الشيب، ولو كانت عائشة علمت أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صبغ لذكرته حين ذكرت أبا بكر. لابن الأسود، لرزين.(2/423)
5890 - جَابِرٌ: أُتِيَ بِأَبِي قُحَافَةَ يَوْمَ الفتح ولحيَتُهُ وَرَأْسُهُ كَالثَّغَامَةِ بَيَاضًا فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: ((غَيِّرُوا هَذَا بِشَيْءٍ وَاجْتَنِبُوا السَّوَادَ)). لمسلم وأبي داود والنسائي (1).
_________
(1) مسلم (2102).(2/423)
5891 - ابْنُ عَبَّاسٍ رفعه: ((قَوْمٌ يَخْضِبُونَ بالسواد آخِرَ الزَّمَانِ كَحَوَاصِلِ الْحَمَامِ لا يَرِيحُونَ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ)). لأبي داود والنسائي بلفظه (1).
_________
(1) أبو داود (4212)، والنسائي 8/ 138 - 139، قال المنذري: 6/ 107 - 108 فيه: عبد الكريم بن مالك الجزري، أبو سعيد، وهو من الثقات. اتفق البخاري ومسلم على الاحتجاج بحديثه، وقال ابن حجر في ((الفتح)) 6/ 499: إسناده قوي. وصححه الألباني في صحيح أبي داود (3548).(2/423)
5892 - عَائِشَةُ: سئلت عَنْ خِضَابِ الْحِنَّاءِ، فَقَالَتْ: لا بَأْسَ بِهِ ولكني أَكْرَهُهُ، فإن حبي رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - كان يَكْرَهُ رِيحَهُ (1).
_________
(1) أبو داود (4164)، والنسائي 8/ 142 - 143، وضعفة الألباني في ضعيف أبي داود (893).(2/423)
5893 - وعنها أَوْمأت امْرَأَةٌ مِنْ وَرَاءِ سِتْرٍ، بِيَدِهَا كِتَابٌ إِلَى رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فَقَبَضَ يَدَهُ وقال: ((مَا أَدْرِي أَيَدُ رَجُلٍ أَمْ يَدُ امْرَأَةٍ)) قَالَتْ: بَلِ امْرَأَةٌ. قَالَ: ((لَوْ كُنْتِ امْرَأَةً لَغَيَّرْتِ أَظْفَارَكِ)) يَعْنِي بِالْحِنَّاءِ. هما لأبي داود والنسائي (1).
_________
(1) أبو داود (4166)، والنسائي 8/ 142 - 143، وحسنه الألباني في صحيح أبي داود (3510).(2/423)
5894 - وعَنْهَا أَنَّ هِنْدَ بِنْتَ عُتْبَةَ قَالَتْ: يَا نَبِيَّ الله بَايِعْنِي قَالَ: ((لا أُبَايِعُكِ حَتَّى تُغَيِّرِي كَفَّيْكِ كَأَنَّهُمَا كَفَّا سَبُعٍ)). لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (4165)، وقال الألباني في ((ضعيف أبي داود)) (894): ضعيف.(2/423)
5895 - وعنها رفعته: ((إني لأبغض المرأة أن أراها سلتاء مرهاء)). لرزين.(2/423)
5896 - وعنها وسَأَلَتْ أتختضب المرأة وهي حائض؟ فَقَالَتْ: قَدْ كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَنَحْنُ نَخْتَضِبُ فَلَمْ يَكُنْ يَنْهَانَا عَنْهُ. للقزويني (1).
_________
(1) ابن ماجة (656)، وقال البوصيري في ((الزوائد)) (219): إسناده صحيح. وصححه الألباني في صحيح ابن ماجة (535).(2/423)
5897 - أبو هُرَيْرَةَ: أتى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - بِمُخَنَّثٍ قَدْ خَضَّبَ يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ بِالْحِنَّاءِ فَقَالَ: ((مَا بَالُ هَذَا؟)) قالوا: يَتَشَبَّهُ بِالنِّسَاءِ، فَأَمَرَ بِهِ فَنُفِيَ إِلَى النَّقِيعِ،
[ص:424] فَقيل: يَا رَسُولَ الله: أَلا نَقْتُلُهُ قَالَ: ((إِنِّي نُهِيتُ عَنْ قَتْلِ الْمُصَلِّينَ)). لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (4928)، وصححه الألباني في صحيح أبي داود (4119).(2/423)
5898 - مالكٌ: بلغني أن ناساً من أهل العلم كرهوا خضاب اليدين والرجلين للرجال، لهذا الحديث المذكور عن أبى هريرة، ولم يبلغنى فيه إلا أنه مستحب للنساء. لرزين.(2/424)
5899 - أنسٌ، رفعه: ((اختضبوا بالحناء فانه طيب الريح يسكن الدوخة)). للموصلي بجهالة (1).
_________
(1) أبو يعلى في ((مسنده)) 6/ 305 (3621)، وقال الهيثمي 5/ 160: وراه أبو يعلى من طريق الحسن ابن دعامة، عن عمر بن شريك، قال الذهبي: مجهولان.(2/424)
5900 - وعنه: نَهَى النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يَتَزَعْفَرَ الرَّجُلُ. للستة إلا مالكًا. قال الترمذي: معنى كراهية التزعفر للرجل أن يتطيب به (1).
_________
(1) البخاري (5846)، ومسلم (2101).(2/424)
5901 - وعنه أَنَّ رَجُلاً دَخَلَ عَلَى النبي - صلى الله عليه وسلم - وَعَلَيْهِ أَثَرُ صُفْرَةٍ، وَكَانَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قَلَّمَا يُوَاجِهُ رَجُلاً فِي وَجْهِهِ بِشَيْءٍ يَكْرَهُهُ، فَلَمَّا خَرَجَ قَالَ: ((لَوْ أَمَرْتُمْ هَذَا أَنْ يَغْسِلَ هَذَا عَنْهُ)) (1).
_________
(1) أبو داود (4182)، وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (1026).(2/424)
5902 - الْوَلِيدُ بْنُ عُقْبَةَ: لَمَّا فَتَحَ النبي - صلى الله عليه وسلم - مَكَّةَ جَعَلَ أَهْلُ مَكَّةَ يَأْتُونَهُ بِصِبْيَانِهِمْ فَيَدْعُو لَهُمْ بِالْبَرَكَةِ وَيَمْسَحُ رُءُوسَهُمْ، فَجِيءَ بِي إِلَيْهِ وَأَنَا مُخَلَّقٌ، فَلَمْ يَمَسَّنِي مِنْ أَجْلِ الْخَلُوقِ. هما لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (4181)، وقال الألباني في ضعيف أبي داود (897):منكر.(2/424)
5903 - يَعْلَى بْنُ مُرَّةَ: أَبْصَرَنِي النبي - صلى الله عليه وسلم - وَبِي رَدْعٌ مِنْ خَلُوقٍ، فقَالَ: ((يَا يَعْلَى لَكَ امْرَأَةٌ)) قُلْتُ: لا، قَالَ: ((اغْسِلْهُ ثُمَّ لا تَعُدْ ثُمَّ اغْسِلْهُ ثُمَّ لا تَعُدْ ثُمَّ اغْسِلْهُ ثُمَّ لا تَعُدْ)) فَغَسَلْتُهُ ثُمَّ لَمْ أَعُدْ، ثُمَّ غَسَلْتُهُ ثُمَّ لَمْ أَعُدْ، ثُمَّ غَسَلْتُهُ ثُمَّ لَمْ أَعُدْ. للترمذي والنسائي بلفظه (1).
_________
(1) الترمذي (2816)، والنسائي 8/ 153، وحسنه الترمذي. وضعفه الألباني في ((ضعيف النسائي)) (387).(2/424)
5904 - عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ: قَدِمْتُ عَلَى أَهْلِي من سفر وَقَدْ تَشَقَّقَتْ يَدَايَ فَخَلَّقُونِي بِزَعْفَرَانٍ، فَغَدَوْتُ عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ ولم يرحب بي، وَقَالَ: ((اذْهَبْ فَاغْسِلْ هَذَا
[ص:425] عَنْكَ)) (1).
_________
(1) أبو داود (4601)، وحسنه الألباني في صحيح أبي داود (3846).(2/424)
5905 - أبو مُوسَى رفعه: ((لا يَقْبَلُ الله صَلاةَ الرَجُل وفِي جَسَدِهِ شَيْءٌ مِنْ خَلُوقٍ)). هما لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (4178)، وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (896).(2/425)
5906 - أمُّ ليلى: بايعنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكان فيما أخذ علينا أن نختضب الغمس، ونمتشط بالغسل، ولا نقحل أيدينا من خضاب. وقالت: أمرنا إذا كانت إحدانا تقدر أن تتخذ فى يديها مسكتين من فضة، فإن لم تقدر فصدت يديها ولو بسير، ولا تتشبهن بالرجال. للكبير والأوسط بخفى (1).
_________
(1) الطبراني 25/ 138 - 139، وفي ((الأوسط)) 8/ 89 (8054)، وقال الهيثمي 5/ 150: فيه من لم أعرفه.(2/425)
الختان وقص الأظفار ونتف الإبط والاستحداد والوشم وغير ذلك(2/425)
5907 - أَبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((الْفِطْرَةُ خَمْسٌ: الخْتِتَانُ وَالإسْتِحْدَادُ وَقَصُّ الشَّارِبِ وَتَقْلِيمُ الأَظْفَارِ وَنَتْفُ الإبِطِ. للستة (1).
_________
(1) البخاري (5889)، مسلم (257).(2/425)
5908 - أَنَسٌ: وُقِّتَ لَنَا فِي قَصِّ الشَّارِبِ وَتَقْلِيمِ الأَظْفَارِ وَنَتْفِ الإبِطِ وَحَلْقِ الْعَانَةِ أَنْ لا نَتْرُكَ أَكْثَرَ مِنْ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً. لمسلم وأصحاب السنن (1).
_________
(1) مسلم (258).(2/425)
5909 - وفي رواية: أَكْثَرَ مِنْ أَرْبَعِينَ يَوْمًا (1).
_________
(1) الترمذي (2759)، النسائي 1/ 15 - 16.(2/425)
5910 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((اخْتَتَنَ إِبْرَاهِيمُ بِالْقَدُّومِ، وقال بعضهم مخففا، أبو الزِّنَادِ القدوم مشددة مَوْضِعٌ (1).
_________
(1) البخاري (3356)، (6298).(2/425)
5911 - وفي رواية: اخْتَتَنَ إِبْرَاهِيمُ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانِينَ سَنَةً. للشيخين (1).
_________
(1) البخاري (3356)، مسلم (2370).(2/426)
5912 - ابنُ الْمُسَيَّبِ قَالَ: كَانَ إِبْرَاهِيمُ أَوَّلَ النَّاسِ ضَيَّفَ الضَّيْفَ، وَأَوَّلَ النَّاسِ اخْتَتَنَ وَأَوَّلَ النَّاسِ قَصَّ شاربه وَأَوَّلَ النَّاسِ رَأَى الشَّيْبَ، فَقَالَ: يَا رَبِّ مَا هَذَا؟ قَالَ تَعَالَى: وَقَارٌ يَا إِبْرَاهِيمُ قَالَ: رَبِّ زِدْنِي وَقَارًا. لمالك (1).
_________
(1) مالك 2/ 703.(2/426)
5913 - زاد رزين: واختتن وهو ابن مائة سنة وعشرين، ثم عاش بعد ثمانين.(2/426)
5914 - ابْنُ عَبَّاسٍ سئل مَنْ أَنْتَ حِينَ قُبِضَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -؟ قَالَ يَوْمَئِذٍ: مَخْتُونٌ وَكَانُوا لا يَخْتِنُونَ الرَّجُلَ حَتَّى يُدْرِكَ. للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (6299).(2/426)
5915 - أُمُّ عَطِيَّةَ أَنَّ امْرَأَةً كَانَتْ تَخْتِنُ النساء في المدينة فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تُنْهِكِي، فَإِنَّ ذَلِكَ أَحْظَى لِلْمَرْأَةِ وَأَحَبُّ للْبَعْلِ)). لأبي داود وضعفه (1).
_________
(1) أبو داود (5271)، وقال: ليس هو بالقوي، وقد روي مرسلاً، ومحمد بن حسان مجهول وهذا الحديث ضعيف، وصححه الألباني في ((صحيح الجامع)) (7475).(2/426)
5916 - ولرزين: ((اشمي ولاتنهكي، فإنه أنور للوجه وأحظى عند الرجل)) (1).
_________
(1) ((المعجم الصغير)) 1/ 91 - 92 (122)، ذكره الهيثمي 5/ 172، وقال: إسناده حسن، والحديث صححه الألباني بمجموع شواهده في ((الصحيحة)) (722).(2/426)
5917 - ميل بنت مشرح، قالت: رأيت أبي يقلم أظفاره ويدفنهم، وقال: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يفعل ذلك. للبزار والكبير والأوسط بضعف (1).
_________
(1) البزار كما في ((كشف الأستار)) (2968)، والطبراني 20/ 322 (762)، وفي ((الأوسط)) 6/ 105 (5938)، ذكره الهيثمي 5/ 168، وقال: رواه البزار والطبراني في ((الكبير)) و ((الأوسط))، ومن طريق عبيد الله بن سلمة بن وهرام، عن أبيه، وكلاهما ضعيف، وأبوه وثق.(2/426)
5918 - ابنُ مسعود: لَعَنَ الله الْوَاشِمَاتِ وَالمستوشمات وَالْمُتَنَمِّصَاتِ وَالْمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ الْمُغَيِّرَاتِ خَلْقَ الله، فَبَلَغَ ذَلِكَ امْرَأَةً يُقَالُ لَهَا: أُمُّ يَعْقُوبَ، وكانت تقرأ القرآن فأتته فقالت: ما حديث بَلَغَنِي عَنْكَ أَنَّكَ قلت: كذا وكذا فَقَالَ: وَمَا لِي لا أَلْعَنُ مَنْ لَعَنَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وهُوَ فِي كِتَابِ الله، فَقَالَتْ: لَقَدْ قَرَأْتُ مَا بَيْنَ لوحي المصحف فَمَا وجدته قال: إن كُنْتِ قَرَأْتِيهِ فقد وَجَدْتِيهِ قال تعالى {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} قَالَتْ: إِنِّي
[ص:427] أَرَى شيئًا من هذا على امرأتك الآن، قَالَ: فَاذْهَبِي فَانْظُرِي، فَذَهَبَتْ فَلَمْ تَرَ شَيْئًا، فجاءت فقالت: ما رأيت شيئًا. قال: أما لو كان ذلك لم نجامعها. وفي رواية أنه رفع الحديث. للستة إلا مالكًا (1).
_________
(1) البخاري (4886)، ومسلم (2125).(2/426)
5919 - ولهم أيضًا عن ابن عمر نحوه، وفيه: قَالَ: نَافِعٌ الْوَشْمُ فِي اللِّثَةِ (1).
_________
(1) البخاري (5937)، ومسلم (2124).(2/427)
5920 - ولأبي داود عن ابْنِ عَبَّاسٍ: لُعِنَتِ الْوَاصِلَةُ وَالْمُسْتَوْصِلَةُ وَالنَّامِصَةُ وَالْمُتَنَمِّصَةُ وَالْوَاشِمَةُ وَالْمُسْتَوْشِمَةُ مِنْ غَيْرِ دَاءٍ (1).
_________
(1) أبو داود (4170)، وصححه الألباني في ((صحيح الترغيب)) (2101).(2/427)
5921 - قيسُ بنُ أبي حازم: دخلنا على أبي بكر فى مرضه فرأيت عنده امرأة بيضاء موسومة اليدين تذب عنه وهي أسماء بنت عميس. للكبير (1).
_________
(1) الطبراني 24/ 131 (359)، وذكره الهيثمي 5/ 170، وقال: رجاله رجال الصحيح. وصححه الألباني في جلباب المرأة المسلمة صـ 96.(2/427)
5922 - عائشةُ: كان لا يفارق مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سواكه ومشطه، وكان ينظر فى المرآة إذا سرح لحيته. للأوسط بضعف (1).
_________
(1) ((الأوسط)) 6/ 264 (6367)، ذكره الهيثمي 5/ 171، وقال: فيه: سليمان بن أرقم الزهري، وهو ضعيف.(2/427)
5923 - أمُّ الدرداء، قالت لعائشة: ما كنت إذا سافرت مع النبى - صلى الله عليه وسلم - أو حججت أو غزوت معه، ما كنت تزودينه؟ قالت: كنت أزوده قارورة دهن ومشط ومرآة ومقصا ومكحلة وسواكا. للأوسط بضعف (1).
_________
(1) ((الأوسط)) 3/ 215 - 216 (2957)، ذكره الهيثمي 5/ 171، وقال: فيه: محمد بن حفص الوَصَّابي، وهو ضعيف.(2/427)
5924 - أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ إِذَا أطلى بَدَأَ بِعَوْرَتِهِ فَطَلاهَا بِالنُّورَةِ وَسَائِرَ جَسَدِهِ أَهْلُهُ. للقزويني (1).
_________
(1) ابن ماجة (3751)، رمز له السيوطي بالضعف كما في ((فيض القدير)) 5/ 134، وقواه المناوي. وضعفه الألباني في ((ضعيف الجامع)) (4346).(2/427)
الصور والنقوش والستور(2/428)
5925 - عَائِشَةُ: أَنَّهَا اشْتَرَتْ نُمْرُقَةً فِيهَا تَصَاوِيرُ، فَلَمَّا رَآهَا النبي - صلى الله عليه وسلم - قَامَ عَلَى الْبَابِ فَلَمْ يَدْخُلْ، فَعَرَفَتْ فِي وَجْهِهِ الْكَرَاهِيَةَ فقلت: يَا رَسُولَ الله أَتُوبُ إِلَى الله وَإِلَى رَسُولِهِ مَاذَا أَذْنَبْتُ؟ فقَالَ: ((مَا بَالُ هَذِهِ النُّمْرُقَةِ؟)) قَلَتِ: اشْتَرَيْتُهَا لك لِتَقْعُدَ عَلَيْهَا وَتَوَسَّدَهَا قال: ((إِنَّ أَصْحَابَ هَذِهِ الصُّوَرِ يُعَذَّبُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فيقال لَهُمْ: أَحْيُوا مَا خَلَقْتُمْ -وَقَالَ- إِنَّ الْبَيْتَ الَّذِي فِيهِ الصُّوَرُ لا تَدْخُلُهُ الْمَلائِكَةُ)) (1).
_________
(1) البخاري (2105)، ومسلم (2107) 96.(2/428)
5926 - وفي روايةٍ: حَشَوْتُ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وِسَادَةً فِيهَا تَمَاثِيلُ كَأَنَّهَا نُمْرُقَةٌ، فَجَاءَ فَقَامَ بَيْنَ الْبَابَيْنِ وَجَعَلَ يَتَغَيَّرُ وَجْهُهُ فَقُلْتُ: مَا لَنَا يَا رَسُولَ الله؟ قَالَ: ((مَا بَالُ هَذِهِ الْوِسَادَةِ؟)) قََلتْ: وِسَادَةٌ جَعَلْتُهَا لَكَ لِتَضْطَجِعَ عَلَيْهَا. قَالَ: ((أَمَا عَلِمْتِ أَنَّ الْمَلائِكَةَ لا تَدْخُلُ بَيْتًا فِيهِ صُورَةٌ)) (1).
_________
(1) البخاري (3224).(2/428)
5927 - في رواية: فَأَخَذْتُهُ فَجَعَلْتُهُ مِرْفَقَتَيْنِ فَكَانَ يَرْتَفِقُ بِهِمَا فِي الْبَيْتِ (1).
_________
(1) مسلم (2107).(2/428)
5928 - وفي أخرى: قَدِمَ النبي - صلى الله عليه وسلم - مِنْ سَفَرٍ وَقَدْ سَتَّرْتُ بِقِرَامٍ عَلَى سَهْوَةٍ لِي فِيهِ تَصَاوِيرُ فَنَزَعَهُ وَقَالَ: (أَشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ الَّذِينَ يُضَاهُونَ خَلْقَ الله) (1).
_________
(1) البخاري (5954)، ومسلم (2107) 92.(2/428)
5929 - وفي أخرى: قَدِمَ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ سَفَرٍ وَقَدْ سَتَّرْتُ عَلَى بَابِي دُرْنُوكًا فِيهِ الْخَيْلُ ذَوَاتُ الأَجْنِحَةِ فَأَمَرَنِي فَنَزَعْتُهُ (1).
_________
(1) البخاري (4955)، ومسلم (2107) 90.(2/428)
5930 - وفي أخرى: أنها سترت على بابها بنمط، فَلَمَّا قَدِمَ رَأَى النَّمَطَ فعَرَفْتُ الْكَرَاهِيَةَ فِي وَجْهِهِ فَجَذَبَهُ حَتَّى هَتَكَهُ أَوْ قَطَعَهُ وَقَالَ: ((إِنَّ الله لَمْ يَأْمُرْنَا أَنْ نَكْسُوَ الْحِجَارَةَ وَالطِّينَ)). قَالَتْ: فَقَطَعْنَا مِنْهُ وِسَادَتَيْنِ وَحَشَوْتُهُمَا لِيفًا فَلَمْ يَعِبْ ذَلِكَ عَلَيَّ (1).
_________
(1) مسلم (2107).(2/429)
5931 - وفي أخرى: قَالَ: ((انْزَعِيهِ فَإِنَّهُ يُذَكِّرُنِي الدُّنْيَا)). للستة (1).
_________
(1) الترمذي (2468).(2/429)
5932 - ابْنُ عَبَّاسٍ قال له رَجُلٌ: إني أُصَوِّرُ هَذِهِ الصُّوَرَ فَأَفْتِنِي فِيهَا، فَقَالَ لَهُ: ادْنُ مِنِّي، فَدَنَا ثُمَّ قَالَ: ادْنُ مِنِّي فَدَنَا حَتَّى وَضَعَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ، وقَالَ: أُنَبِّئُكَ بِمَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - سَمِعْتُه يَقُولُ: ((كُلُّ مُصَوِّرٍ فِي النَّارِ يَجْعَلُ لَهُ بِكُلِّ صُورَةٍ صَوَّرَهَا نَفْسًا تُعَذِّبُهُ فِي جَهَنَّمَ)). وقَالَ: ((إِنْ كُنْتَ لا بُدَّ فَاعِلاً فَاصْنَعِ الشَّجَرَ وَمَا لا نَفْسَ لَهُ)) (1).
_________
(1) مسلم (2110) 99.(2/429)
5933 - وفي رواية: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: ((مَنْ صَوَّرَ صُورَةً فَإِنَّ الله يعَذِّبُهُ حَتَّى يَنْفُخَ فِيهَا الرُّوحَ وَلَيْسَ بِنَافِخٍ فِيهَا أَبَدًا)) فَرَبَا الرَّجُلُ رَبْوَةً شَدِيدَةً وَاصْفَرَّ وَجْهُهُ فَقَالَ: ((وَيْحَكَ إِنْ أَبَيْتَ إِلاَّ أَنْ تضع فَعَلَيْكَ بِهَذَا الشَّجَرِ كُلِّ شَيْءٍ لَيْسَ فِيهِ رُوحٌ)). للشيخين والنسائي (1).
_________
(1) البخاري (2225)، ومسلم (2110) 100.(2/429)
5934 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((قَالَ الله تعالى وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذَهَبَ يَخْلُقُ كَخَلْقِي فَلْيَخْلُقُوا ذَرَّةً أَوْ لِيَخْلُقُوا حَبَّةً أَوْ ليخلقوا شَعِيرَةً)) (1).
_________
(1) البخاري (5953، 7559)، ومسلم (2111).(2/429)
5935 - (عَائِشَةُ لَمَّا اشْتَكَى النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - ذَكَر بَعْضُ نِسَائِهِ كَنِيسَةً يُقَالُ لَهَا: مَارِيَةُ، وَكَانَتْ أُمُّ سَلَمَةَ وَأُمُّ حَبِيبَةَ أَتَتَا أَرْضَ الْحَبَشَةِ فَذَكَرَتَا مِنْ حُسْنِهَا وَتَصَاوِيرَ فِيهَا، فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: ((أُولَئِكِ
[ص:430] إِذَا مَاتَ فيهم الرَّجُلُ الصَّالِحُ بَنَوْا عَلَى قَبْرِهِ مَسْجِدًا ثُمَّ صَوَّرُوا فِيهِ تِلْكَ الصُّورَةَ أُولَئِكِ شِرَارُ خَلْقِ الله)). للشيخين والنسائي (1).
_________
(1) البخاري (1341)، ومسلم (528). (3) البخاري (3226)، ومسلم (2106) 85.(2/429)
5936 - زَيْدُ بْنُ خَالِدٍ عَنْ أَبِي طَلْحَةَ رفعه: ((لا تَدْخُلُ الملائكة بَيْتًا فِيهِ صُّورَةُ)). قَالَ: بشر بن سعيد: ثُمَّ اشْتَكَى زَيْدٌ بن خالد فَعُدْنَاهُ فَإِذَا عَلَى بَابِهِ سِتْرٌ فِيهِ صُورَةٌ، فَقُلْتُ لعبد الله الخولاني: لَمْ يُخْبِرْنَا زَيْدٌ عَنِ الصُّوَرِ يَوْمَ الأَوَّلِ فَقَالَ: أَلَمْ تَسْمَعْهُ حِينَ قَالَ: إِلاَّ رَقْمًا فِي ثَوْبٍ. للستة إلا مالكًا (1)
_________
(1) الترمذي (1750) وقال: حسن صحيح، والنسائي 8/ 212، ومالك 2/ 736،وصححه الألباني في صحيح الترمذي (1431).(2/430)
5937 - أَبُو طَلْحَةَ دعا إِنْسَانًا يَنْزِعُ نَمَطًا تَحْتَهُ سرير وهو مريض، فَقَالَ لَهُ سَهْلٌ: لِمَ تَنْزِعُهُ؟ قَالَ: لأَنَّ فِيهِ تَصَاوِيرَ، وَقَالَ فِيهِ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - مَا عَلِمْتَ، قَالَ سَهْلٌ أَوَلَمْ يَقُلْ: ((إِلاَّ مَا كَانَ رَقْمًا فِي ثَوْبٍ)) فَقَالَ بَلَى وَلَكِنَّهُ أَطْيَبُ لِنَفْسِي. لمالك والترمذي والنسائي (1)
_________
(1)(2/430)
5938 - ابنُ عمر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أتى بيت فاطمة فوجد على بابها سترًا موشيًا فلم يدخل، فجاء علي فرآها مهتمة فأخبرته، فأتاه علي فذكر له ذبلك وقال: قد اشتد عليها فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((مالنا وللدنيا وما أنا والرقم؟)) فذهب إلى فاطمة فأخرها، فردته إليه تقول: فما تأمرها به فيه؟ قال: ((ترسلني به إلى أهل حاجة)). للبخاري وأبي داود (1).
_________
(1) البخاري (2613)، وأبو داود (4149).(2/430)
5939 - سَفِينَةُ: أَنَّ رَجُلاً ضَافَ عَلِيًا فَصَنَعَ لَهُ طَعَامًا، فَقَالَتْ له فَاطِمَةُ: لَوْ دَعَوْنَا النبي - صلى الله عليه وسلم - فَأَكَلَ مَعَنَا فَدَعُوهُ فَجَاءَ فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى عِضَادَتَيِ الْبَابِ، فَرَأَى الْقِرَامَ قَدْ ضُرِبَ فِي نَاحِيَةِ الْبَيْتِ، فَرَجَعَ فَقَالَتْ: لِعَلِيٍّ الْحَقْهُ فَانْظُرْ مَا رَجَعَهُ؟ فتبعه فقال: يَا رَسُولَ الله مَا رَدَّكَ؟ فَقَالَ: ((إِنَّهُ لَيْسَ لِي أَوْ لِنَبِيٍّ
[ص:431] أَنْ يَدْخُلَ بَيْتًا مُزَوَّقًا)). لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (3755) قال المنذري في ((مختصر سنن أبي داود)) 5/ 295 (3608) في إسناده: سعيد بن جمهان، أبو حفص الأسلمي البصري قال يحيى بن معين: ثقة، وقال أبو حاتم الرازي: شيخ يكتب حديثه، ولا يحتج به. حسنه الألباني في ((صحيح الجامع)): (2411).(2/430)
5940 - أَبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((أَتَانِي جِبْرِيلُ فَقَالَ: إِنِّي أَتَيْتُكَ الْبَارِحَةَ فَلَمْ يَمْنَعْنِي أَنْ أَكُونَ دَخَلْتُ إِلاَّ أَنَّهُ كَانَ فِي الْبَيْتِ قِرَامُ سِتْرٍ فِيهِ تَمَاثِيلُ -وَكَانَ فِي الْبَيْتِ كَلْبٌ وعلى الباب تماثيل- الرجال فَمُرْ بِرَأْسِ التِّمْثَالِ فَيُقْطَعْ فَيُصَيَّرْ كَهَيْئَةِ الشَّجَرَةِ وَمُرْ بالقرام وَيُجْعَلْ مِنْهُ وِسَادَتان يُوطَآَنِ وَبِالْكَلْبِ فَليُخْرَجْ)) وَكَانَ الْكَلْبُ جَرْوًا لِلْحَسَنِ أَوِ الْحُسَيْنِ يلعب به كان تَحْتَ نَضَدٍ لَهُ فَأَمَرَ بِهِ فَأُخْرِجَ. لمسلم وأصحاب السنن (1).
_________
(1) مسلم (2104).(2/431)
5941 - ابنُ عمر: دعي أبا أيوب فرأى فى البيت ستراً على الجدار، فقال ابن عمر: غلبنا عليه النساء، قال أبو أيوب: من كنت أخشى عليه فلم أكن أخشى عليك، والله لا أطعم لك طعاما فرجع. لرزين (1).
_________
(1) البخاري معلقا بعد حديث (5180).(2/431)
5942 - أبو هريرة، رفعه: ((فى التماثيل رخص فيما كان يوطأ، وكره ما كان منصوباً)). للأوسط بضعف (1).
_________
(1) ((الأوسط)) 6/ 31 (5703)، قال الهيثمي 5/ 174 فيه: سليمان بن أرقم وهو ضعيف.(2/431)
5943 - ابنُ عمر: مر النبي - صلى الله عليه وسلم - بصنم من نحاس فضرب ظهره بظهر كفه ثم قال: ((خاب وخسر من عبدك من دون الله))، ثم أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - جبريل ومعه ملك، فتنحى الملك، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((ما شأنه تنحى؟ فقال إنه وجد منك ريح نحاس، وإنا لا نستطيع ريح النحاس)). للأوسط بضعف (1).
_________
(1) ((الأوسط)) 4/ 168 (3882)، قال الهيثمي 5/ 174 فيه: يزيد بن يوسف الصنعاني، ضعفه ابن معين وغيره، وهو متروك، وأثنى عليه أبو مسهر وأبو سبرة، قال الذهبي: لا يعرف، وبقية رجاله ثقات.(2/431)
كتاب الخلافة والإمارة وما يتعلق بذلك(2/432)
5944 - (1) أَبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((النَّاسُ تَبَعٌ لِقُرَيْشٍ فِي هَذَا الشَّأْنِ مُسْلِمُهُمْ تَبَعٌ لِمُسْلِمِهِمْ وَكَافِرُهُمْ تَبَعٌ لِكَافِرِهِمْ، النَّاسُ مَعَادِنُ خِيَارُهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ خِيَارُهُمْ فِي الإسْلامِ إِذَا فَقِهُوا، تَجِدُونَ مِنْ خَيْرِ النَّاسِ أَشَدَّ النَّاسِ كَرَاهِيَةً لِهَذَا الشَّأْنِ حَتَّى يَقَعَ فِيهِ)) (2).
_________
(1) البخاري (3495 - 3496)، ومسلم (1818).
(2) البخاري (3501)، ومسلم (1820).(2/432)
5945 - ابْن عُمَرَ رفعه: ((لا يَزَالُ هَذَا الأَمْرُ فِي قُرَيْشٍ مَا بَقِيَ مِنْهُمُ اثْنَانِ)). هما للشيخين (1).
_________
(1) من (ب).(2/432)
5946 - معاوية: وقد بلغه أن (ابن) (1) عمرو بن العاص يُحَدِّثُ أَنَّهُ سَيَكُونُ مَلِكٌ مِنْ قَحْطَانَ، فَغَضِبَ فَقَامَ فَأَثْنَى عَلَى الله ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّ رِجَالاً مِنْكُمْ يتحدثون أَحَادِيثَ لَيْسَتْ فِي كِتَابِ الله وَلا تُؤثَرُ عَنْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فأُولَئِكَ جُهَّالُكُمْ فَإِيَّاكُمْ وَالأَمَانِيَّ الَّتِي تُضِلُّ أَهْلَهَا فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: ((إِنَّ هَذَا الأَمْرَ فِي قُرَيْشٍ لا يُعَادِيهِمْ أَحَدٌ إِلاَّ كَبَّهُ الله عَلَى وَجْهِهِ مَا أَقَامُوا الدِّينَ)). للبخاري (2).
_________
(1) البخاري (3500).
(2) الترمذي (2227)، وقال: حسن غريب صحيح. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (1815).(2/432)
5947 - عَمْرُو بْنِ الْعَاصِ: قَالَ رَجُلٌ عنده: لَتَنْتَهِيَنَّ قُرَيْشٌ أَوْ لَيَجْعَلَنَّ الله هَذَا الأَمْرَ فِي جُمْهُورٍ مِنَ الْعَرَبِ غَيْرِهِمْ فَقَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ: كَذَبْتَ، سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: ((قُرَيْشٌ وُلاةُ النَّاسِ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ)). للترمذي (1).
_________
(1)(2/432)
5948 - جُبَيْر بْنِ مُطْعِمٍ رفعه: ((إِنَّ لِلْقُرَشِيِّ مِثْلَيْ قُوَّةِ رَّجُلٍ مِنْ غَيْرِ قُرَيْشٍ)) قال الزهري: عَنَى بِذَلِكَ نُبْلَ الرَّأْيِ. لأحمد (1).
_________
(1) أحمد 4/ 81، وقال الهيثمي 1/ 178: رجال أحمد رجال الصحيح. وصححه الألباني في الصحيحة (1697).(2/432)
5949 - سَفِينَة رفعه: ((خِلافَةُ النُّبُوَّةِ ثَلاثُونَ سَنَةً ثُمَّ يُؤْتِي الله الْمُلْكَ مَنْ يَشَاءُ)) قَالَ سَعِيدٌ: قَالَ لِي سَفِينَةُ: أَمْسَكَ أبو بكر سَنَتَيْنِ وَعُمَرُ عَشْرًا وَعُثْمَانُ اثْنَى عَشْرَ وَعَلِيٌّ كَذَا قُلْتُ لِسَفِينَةَ: إِنَّ هَؤُلاءِ يَزْعُمُونَ أَنَّ عَلِيًّا لَمْ يَكُنْ بِخَلِيفَةٍ قَالَ: كَذَبَتْ أَسْتَاهُ (بَنِي) (1) الزَّرْقَاءِ يَعْنِي بَنِي مَرْوَانَ. لأبي داود. وللترمذي: قال سعيد: قلت له: إن بنى أمية يزعمون أن الخلافة فيهم، قال: كذبوا بنو الزرقاء، بل هم ملوك من شر الملوك (2).
_________
(1) في الأصل: يعني بني.
(2) أبو داود (4646)، والترمذي (226)، وقال: حسن. وقال الألباني في صحيح أبي داود (3882): حسن صحيح.(2/433)
5950 - جَابِرُ بْنُ سَمُرَةَ رفعه: ((لا يَزَالُ هَذَا الدِّينُ قَائِمًا حَين يَكُونُ عَلَيْكُمُ اثنا عَشَرَ خَلِيفَةً كُلُّهُمْ تَجْتَمِعُ عَلَيْهِ الأُمَّةُ)) فَسَمِعْتُ كَلامًا مِنَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - لَمْ أَفْهَمْهُ فقُلْتُ لأَبِي: مَا يَقُولُ؟ قَالَ: كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ (1).
_________
(1) البخاري (7222، 7223)، ومسلم (1821).(2/433)
5951 - في رواية: فَلَمَّا رَجَعَ إِلَى مَنْزِلِهِ أَتَتْهُ قُرَيْشٌ فَقَالُوا: ثُمَّ يَكُونُ مَاذَا؟ قَالَ ثُمَّ يَكُونُ الْهَرْجُ. للشيخين والترمذي وأبي داود بلفظه (1).
_________
(1) أبو داود (4281).(2/433)
5952 - أَبو سَعِيدٍ رفعه: ((إِذَا بُويِعَ لِخَلِيفَتَيْنِ فَاقْتُلُوا الآخَرَ مِنْهُمَا)) (1).
_________
(1) مسلم (1853).(2/433)
5953 - عَرْفَجَةُ بن شريح رفعه: ((مَنْ أَتَاكُمْ وَأَمْرُكُمْ جَمِيعٌ عَلَى رَجُلٍ وَاحِدٍ يُرِيدُ أَنْ يَشُقَّ عَصَاكُمْ أَوْ يُفَرِّقَ جَمَاعَتَكُمْ فَاقْتُلُوهُ)). هما لمسلم (1).
_________
(1) مسلم (1852).(2/433)
5954 - وله ولأبي داود والنسائي: ((سَتَكُونُ هَنَاتٌ وَهَنَاتٌ فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُفَرِّقَ أَمْرَ هَذِهِ الأُمَّةِ وَهِيَ جَمِيعٌ فَاضْرِبُوهُ بِالسَّيْفِ كَائِنًا مَنْ كَانَ)) (1).
_________
(1) مسلم (1852)، وأبو داود (4762)، والنسائي 7/ 93.(2/433)
5955 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((كَانَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ تَسُوسُهُمُ الأَنْبِيَاءُ كُلَّمَا
[ص:434] هَلَكَ نَبِيٌّ خَلَفَهُ نَبِيٌّ وَإِنَّهُ لا نَبِيَّ بَعْدِي وَسَيَكُونُ بعدي خُلَفَاءُ فَيَكْثُرُونَ)) قَالُوا: فَمَا تَأْمُرُنَا؟ قَالَ: ((أوفوا بِبَيْعَةِ الأَوَّلِ ثم أَعْطُوهُمْ حَقَّهُمْ واسألوا الله الذي لكم، فَإِنَّ الله سَائِلُهُمْ عَمَّا اسْتَرْعَاهُمْ)). للشيخين (1).
_________
(1) البخاري (3455)، ومسلم (1842).(2/433)
5956 - أَنَس: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - اسْتَخْلَفَ ابْنَ أُمِّ مَكْتُومٍ عَلَى الْمَدِينَةِ مَرَّتَيْنِ. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (2931)، وصححه الألباني في ((صحيح أبي داود)) (2543).(2/434)
5957 - أبو بَكْرَةَ: عَصَمَنِي الله بِشَيْءٍ سَمِعْتُهُ مِنْ النبي - صلى الله عليه وسلم - لَمَّا هَلَكَ كِسْرَى قَالَ: ((مَنِ اسْتَخْلَفُوا؟)) قَالُوا: ابْنَتَهُ. فَقَالَ: ((لَنْ يُفْلِحَ قَوْمٌ وَلَّوْا أَمْرَهُمُ امْرَأَةً)) فَلَمَّا قَدِمَتْ عَائِشَةُ يَعْنِي: الْبَصْرَةَ ذَكَرْتُ قَوْلَ النبي - صلى الله عليه وسلم - فَعَصَمَنِي الله به. للترمذي والنسائي (1).
_________
(1) الترمذي (2262)، وقال: حسن صحيح، والنسائي 8/ 227. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (1847) وأصله في الصحيح.(2/434)
5958 - وللبخاري: لَقَدْ نَفَعَنِي الله بِكَلِمَةٍ سَمِعْتُهَا مِنْ النبي - صلى الله عليه وسلم - أَيَّامَ الْجمَلِ بَعْدَ مَا كِدْتُ (أَلْحَقَ) (1) بِأَصْحَابِ الْجَمَلِ فَأُقَاتِلَ مَعَهُمْ. بنحوه (2).
_________
(1) في (ب): أن ألحق.
(2) البخاري (4425).(2/434)
5959 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((إِذَا كَانَ أُمَرَاؤُكُمْ خِيَارَكُمْ وَأَغْنِيَاؤُكُمْ سُمَحَاءَكُمْ، وَأُمُورُكُمْ شُورَى بَيْنَكُمْ فَظَهْرُ الأَرْضِ خَيْرٌ لَكُمْ مِنْ بَطْنِهَا، وَإِذَا كَانَت أُمَرَاؤُكُمْ شِرَارَكُمْ وَأَغْنِيَاؤُكُمْ بُخَلاءَكُمْ وَأُمُورُكُمْ إِلَى نِسَائِكُمْ فَبَطْنُ الأَرْضِ خَيْرٌ لَكُمْ مِنْ ظَهْرِهَا)). للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (2266)،وقال: غريب لا نعرفه إلا من حديث صالح المري، وصالح المري في حديثه غرائب ينفرد بها لا يُتابع عليها، وهو رجل صالح. وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (393).(2/434)
5960 - ابْن عُمَرَ رفعه: ((كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ فالإمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا رَاعِيَةٌ وَمَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا، وَالْخَادِمُ فِي مَالِ سَيِّدِهِ رَاعٍ وَهو مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ)). فسمعت هؤلاء من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأحسب النبي - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: ((وَالرَّجُلُ فِي مَالِ أَبِيهِ راع وهو مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ فكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكلكم مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ)). للشيخين وأبي داود والترمذي (1).
_________
(1) البخاري (2554)، ومسلم (1829).(2/434)
5961 - أبو مَرْيَمَ الأَزْدِيِّ دَخَلْتُ عَلَى مُعَاوِيَةَ فَقَالَ مَا: أَنْعَمَنَا بِكَ أَبَا فُلانٍ. وَهِيَ كَلِمَةٌ تَقُولُهَا الْعَرَبُ. فَقُلْتُ: حَدِيثٌ سَمِعْتُهُ أُخْبِرُكَ بِهِ، سَمِعْتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: ((مَنْ وَلاَّهُ الله شَيْئًا مِنْ أمور الْمُسْلِمِينَ فَاحْتَجَبَ دُونَ حَاجَتِهِمْ وخلتهم وَفَقْرِهِمُ احْتَجَبَ الله دُونَ حَاجَتِهِ وَخَلَّتِهِ وَفَقْرِهِ يوم القيامة)) قَالَ: فَجَعَلَ معاوية رَجُلاً عَلَى حَوَائِجِ النَّاسِ. لأبي داود والترمذي (1).
_________
(1) أبو داود (2948)، والترمذي (1332)، وقال: حديث عمرو بن مرة، حديث غريب. وصححه الألباني في صحيح أبي داود (2555).(2/435)
5962 - ابْن عَمْرو بن العاص رفعه: ((إِنَّ الْمُقْسِطِينَ عِنْدَ الله عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ عَنْ يَمِينِ الرَّحْمَنِ وَكِلْتَا يَدَيْهِ يَمِينٌ، الَّذِينَ يَعْدِلُونَ فِي حُكْمِهِمْ وَأَهْلِيهِمْ وَمَا وَلُوا)). لمسلم والنسائي (1).
_________
(1) مسلم (1827)، والنسائي 8/ 221 - 222.(2/435)
5963 - مَعْقِلُ بْن يَسَار: ٍ عَادَه عُبَيْدُ الله بْنُ زِيَادٍ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ فقَالَ مَعْقِلٌ: إِنِّي مُحَدِّثُكَ حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: ((مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ الله رَعيته يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ وَهُوَ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ إِلاَّ حَرَّمَ الله عَلَيْهِ الْجَنَّةَ)). للشيخين (1).
_________
(1) البخاري (7151)، ومسلم (1421) مكرر بعد (1829).(2/435)
5964 - عَائِذ بْن عَمْرو: دَخَلَ عَلَى عُبَيْدِ الله بْنِ زِيَادٍ فَقَالَ أَيْ بُنَيَّ إِنِّي سَمِعْتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: ((إِنَّ شَرَّ الرِّعَاءِ الْحُطَمَةُ، فَإِيَّاكَ أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ)) فَقَالَ لَهُ: اجْلِسْ فَإِنَّمَا أَنْتَ مِنْ نُخَالَةِ أَصْحَابِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ: وَهَلْ كَانَتْ لَهُمْ نُخَالَةٌ؟ إِنَّمَا النُّخَالَةُ بَعْدَهُمْ وَفِي غَيْرِهِمْ. لمسلم (1).
_________
(1) مسلم (1830)(2/435)
5965 - أبو سَعِيدٍ رفعه: ((أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى الله يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَدْنَاهُمْ مِنْهُ مَجْلِسًا: إِمَامٌ عَادِلٌ، وَأَبْغَضُ النَّاسِ وَأَبْعَدهُمْ مِنْهُ مَجْلِسًا إِمَامٌ جَائِرٌ)). للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (1329)،وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (225).(2/435)
5966 - الْمِقْدَامُ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ: أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - ضَرَبَ عَلَى منكبيه، ثُمَّ قَالَ: ((أَفْلَحْتَ يَا قُدَيْمُ إِنْ مُتَّ وَلَمْ تَكُنْ أَمِيرًا وَلاكَاتِبًا وَلا عَرِيفًا)). لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (2933)،وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (628).(2/435)
5967 - أبو ذَر قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله أَلا تَسْتَعْمِلُنِي فَضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى منْكبي، ثُمَّ قَالَ: ((يَا أَبَا ذَرٍّ، إِنَّكَ ضَعِيفٌ وَإِنَّهَا أَمَانَةُ وَإِنَّهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ خِزْيٌ وَنَدَامَةٌ إِلاَّ مَنْ أَخَذَهَا بِحَقِّهَا وَأَدَّى الَّذِي عَلَيْهِ فِيهَا)). لمسلم (1).
_________
(1) مسلم (1825)(2/436)
5968 - غَالِب الْقَطَّانِ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ: أن قومًا كَانُوا عَلَى مَنْهَلٍ فَلَمَّا بَلَغَهُمُ الإسْلامُ جَعَلَ صَاحِبُ الْمَاءِ لِقَوْمِهِ مِائَةً مِنَ الإبِلِ عَلَى أَنْ يُسْلِمُوا فَأَسْلَمُوا وَقَسَمَ الإبِلَ بَيْنَهُمْ وَبَدَا لَهُ أَنْ يَرْتَجِعَهَا مِنْهُمْ، أَفَهُوَ أَحَقُّ بِهَا أَمْ هُمْ؟ فَإِنْ قَالَ لَكَ: لا أو نَعَمْ، فَقُلْ لَهُ إِنَّ أَبِي شَيْخٌ كَبِيرٌ وَهُوَ عَرِيفُ الْمَاءِ، وَإِنَّهُ يَسْأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَ لِيَ الْعِرَافَةَ بَعْدَهُ فَأَتَاهُ فَقَالَ له ذلك فقال: إِنْ بَدَا لَهُ أَنْ يُسْلِمَهَا لَهُمْ فَلْيُسْلِمْهَا، وَإِنْ بَدَا لَهُ أَنْ يَرْتَجِعَهَا فَهُوَ أَحَقُّ بِهَا مِنْهُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَلَهُمْ إِسْلامُهُمْ، وَإِنْ لَمْ يُسْلِمُوا قُوتِلُوا عَلَى الإسْلامِ وقال: إِنَّ الْعِرَافَةَ حَقٌّ وَلا بُدَّ لِلنَّاسِ مِنَ عرافة وَلَكِنَّ الْعُرَفَاءَ فِي النَّارِ. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (2934)، وقال المنذري في ((مختصره)) 4/ 196: في إسناده مجاهيل، وغالب القطان قد وثقه غير واحد من الأئمة، واحتج به البخاري ومسلم في صحيحيهما، وقال ابن عدي في ((الكامل)) 7/ 112 (1553): وغالب الضعف على أحاديثه بين. وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (629).(2/436)
5969 - عبد الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ رفعه: ((يَا عَبْدَالرَّحْمَنِ لا تَسْأَلِ الإمَارَةَ فَإِنَّكَ إِنْ أُوتِيتَهَا عَنْ مَسْأَلَةٍ وُكِلْتَ إِلَيْهَا وَإِنْ أعطيتها مِنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ أُعِنْتَ عَلَيْهَا)). للستة إلا مالكًا (1).
_________
(1) البخاري (6622)، ومسلم (1652).(2/436)
5970 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((إِنَّكُمْ سَتَحْرِصُونَ عَلَى الإمَارَةِ وَسَتَكُونُ نَدَامَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ فنعمت الْمُرْضِعَةُ وَبِئْسَتِ الْفَاطِمَةُ)). للبخاري والنسائي (1).
_________
(1) البخاري (7148).(2/436)
5971 - أبو مُوسَى: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَا وَرَجُلانِ مِنْ بَنِي عَمِّي فَقَالَ أحدهما: يَا رَسُولَ الله أَمِّرْنَا عَلَى بَعْضِ مَا وَلاَّكَ الله، وَقَالَ الآخَرُ مِثْلَ ذَلِكَ فَقَالَ: ((إِنَّا وَالله لا نُوَلِّي هَذَا الْعَمَلِ أَحَدًا سَأَلَهُ، أو أَحَدًا حَرَصَ عَلَيْهِ)). للشيخين وأبي داود والنسائي (1).
_________
(1) البخاري (7149)، ومسلم (1733).(2/437)
5972 - ابْن عَبَّاسٍ قَدِمَ مُسَيْلِمَةُ الْكَذَّابُ المدينة فِي بَشَرٍ كَثِيرٍ فجعل يقول: إن جعل لي محمد الأمر بعده أتبعه، فَأَقْبَلَ إِلَيْهِ النبي - صلى الله عليه وسلم - وَمَعَهُ ثَابِتُ بْنُ قَيْسِ بْنُ شَمَّاسٍ وَفِي يَدِه - صلى الله عليه وسلم - قِطْعَةُ جَرِيدٍ حَتَّى وَقَفَ عَلَى مُسَيْلِمَةَ فِي أَصْحَابِهِ فَقَالَ: ((لَوْ سَأَلْتَنِي هَذِهِ الْقِطْعَةَ مَا أَعْطَيْتُكَهَا وَلَنْ تَعْدُوَ أَمْرَ الله فِيكَ، وَلَئِنْ أَدْبَرْتَ ليَعْقِرَنَّكَ الله، وَإِنِّي لأَرَاكَ الَّذِي أريتُ فِيكَ مَا رَأَيْتُ)). فَأَخْبَرَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: ((بَيْنَمَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُ فِي يَدَيَّ سِوَارَيْنِ مِنْ ذَهَبٍ)). الحديث الآتى فى التعبير (1).
_________
(1) سيخرج الحديث بالزيادة المذكورة في الحديث القادم.(2/437)
5973 - وفي رواية: قال له - صلى الله عليه وسلم -: ((وَهَذَا ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ وَسَيُجِيبُكَ عَنِّي)). فَانْصَرَفَ - صلى الله عليه وسلم -. للشيخين (1).
_________
(1) البخاري (4373)، ومسلم (2273، 2274).(2/437)
5974 - عَائِشَة رفعته: ((إِذَا أَرَادَ الله بِالأَمِيرِ خَيْرًا جَعَلَ لَهُ وَزِيرَ صِدْقٍ إِنْ نَسِيَ ذَكَّرَهُ، وَإِنْ ذَكَرَ أَعَانَهُ، وَإِذَا أَرَادَ الله بِهِ غَيْرَ ذَلِكَ جَعَلَ لَهُ وَزِيرَ سُوءٍ، إِنْ نَسِيَ لَمْ يُذَكِّرْهُ، وَإِنْ ذَكَرَ لَمْ يُعِنْهُ)). لأبي داود والنسائي (1).
_________
(1) أبو داود (2932)،والنسائي 7/ 159، وصححه الألباني في صحيح أبي داود (2544).(2/437)
5975 - أبو هريرة وأبو سعيد رفعاه: ((ما بعث الله من نبي ولا استخلف من خليفة إلا كانت له بطانتان، بطانة تأمره بالمعروف وتحضه عليه، وبطانة تأمره بالشر وتحضه عليه، والمعصوم من عصمه الله)). للبخاري وللنسائي عن أبي هريرة (1).
_________
(1) البخاري (7198)، والنسائي 7/ 158.(2/437)
5976 - (كَعْب بْنُ عُجْرَةَ، رفعه: ((اسْمَعُوا، إنَّهُ سَيَكُونُ بَعْدِي أُمَرَاءُ،
[ص:438] فَمَنْ دَخَلَ عَلَيْهِمْ فَصَدَّقَهُمْ بِكَذِبِهِمْ وَأَعَانَهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ فَلَيْسَ مِنِّي، وَلَسْتُ مِنْهُ، وَلَيْسَ بِوَارِدٍ عَلَيَّ الْحَوْضَ، وَمَنْ دخل عَلَيْهِمْ وَلَمْ يُعِنْهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ وَلَمْ يُصَدِّقْهُمْ بِكَذِبِهِمْ فَهُوَ مِنِّي، وَأَنَا مِنْهُ، وَهُوَ وَارِدٌ عَلَيَّ الْحَوْضَ)). للترمذي والنسائي (1).
() الترمذي (2259)، وقال: صحيح غريب، والنسائي 7/ 160. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (1843). 5968. ابْن عَبَّاسٍ: السِّجِلُّ كَاتِبٌ كَانَ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (2935)، وقال الحافظ شمس الدين ابن القيم رحمه الله: سمعت شيخنا أبا العباس بن تيمية يقول: هذا الحديث موضوع، ولا يُعرف لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - كاتب اسمه السجل قط، وليس في الصحابة من اسمه السجل، وكتاب النبي - صلى الله عليه وسلم - معروفون لم يكن فيهم من يُقال له: السجل، وضعفه الألباني في ((ضعيف أبي داود)) (630).(2/437)
5978 - نَافِع: لَمَّا خَلَعَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَزِيدَ بْنَ مُعَاوِيَةَ، جَمَعَ ابْنُ عُمَرَ حَشَمَهُ وَوَلَدَهُ وقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: ((يُنْصَبُ لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَإِنَّا قَدْ بَايَعْنَا هَذَا الرَّجُلَ عَلَى بَيْعِ الله وَرَسُولِهِ، وَإِنِّي لا أَعْلَمُ غَدْرًا أَعْظَمَ مِنْ أَنْ يُبَايَعَ رَجُلٌ عَلَى بَيْعِ الله وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُنْصَبُ لَهُ الْقِتَالُ، وَإِنِّي لا أَعْلَمُ أَحَدًا مِنْكُمْ خَلَعَهُ وَلا بَايَعَ فِي هَذَا الأَمْرِ إِلاَّ كَانَتِ الفصل بَيْنِي وَبَيْنَهُ)). للشيخين (1).
_________
(1) البخاري (7111)، ومسلم (1735).(2/438)
5979 - وعنه: لما خلعوا يزيد واجتمعوا على ابن مطيع أتاه ابن عمر، فقال ابن مطيع: اطْرَحُوا لأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ وِسَادَةً، فَقَالَ: لَمْ آتِكَ لأَجْلِسَ، أَتَيْتُكَ؛ لأَحَدِّثَكَ حَدِيثًا سمعته من النبي - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: ((مَنْ خَلَعَ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ لَقِيَ الله يَوْمَ الْقِيَامَةِ ولا حُجَّةَ لَهُ، وَمَنْ مَاتَ وَلَيْسَ فِي عُنُقِهِ بَيْعَةٌ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً)). لمسلم (1).
_________
(1) مسلم (1851).(2/438)
5980 - جَرِير: كُنْتُ بِالْيَمَنِ فَلَقِيتُ رَجُلَيْنِ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ، ذَا كَلاعٍ وَذَا عَمْرٍو، فَجَعَلْتُ أُحَدِّثُهُمْ عَنْ النبي - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ ذُو عَمْرٍو: لَئِنْ كَانَ الَّذِي يُذْكُرُ مِنْ أَمْرِ صَاحِبِكَ، لَقَدْ مَرَّ عَلَى أَجَلِهِ مُنْذُ ثَلاثٍ، فأقبلت وَأَقْبَلا مَعِي حَتَّى إِذَا كُنَّا ببَعْضِ الطَّرِيقِ رُفِعَ لَنَا رَكْبٌ مِنْ قِبَلِ الْمَدِينَةِ، فسألتهم فَقَالُوا قُبِضَ النبي - صلى الله عليه وسلم -، وَاسْتُخْلِفَ أَبُو بَكْرٍ وَالنَّاسُ صَالِحُونَ، فَقَالا أَخْبِرْ صَاحِبَكَ أَنَّا قَدْ جِئْنَا وَلَعَلَّنَا سَنَعُودُ إِنْ شَاءَ الله، وَرَجَعَا إِلَى الْيَمَنِ فَأَخْبَرْتُ أَبَا بَكْرٍ بِحَدِيثِهِمْ، قَالَ: أَفَلا جِئْتَ بِهِمْ فَلَمَّا كَانَ بَعْدُ قَالَ لِي ذُو عَمْرٍو: يَا جَرِيرُ إِنَّ بِكَ عَلَيَّ كَرَامَةً، وَإِنِّي مُخْبِرُكَ خَبَرًا، إِنَّكُمْ
[ص:439]مَعْشَرَ الْعَرَبِ- لَنْ تَزَالُوا بِخَيْرٍ مَا كُنْتُمْ إِذَا هَلَكَ أَمِيرٌ تَأَمَّرْتُمْ آخَرَ فَإِذَا كَانَتْ بِالسَّيْفِ كَانُوا مُلُوكًا يَغْضَبُونَ غَضَبَ الْمُلُوكِ وَيَرْضَوْنَ رِضَا الْمُلُوكِ. للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (4359).(2/438)
5981 - عَبْد الرَّحْمَنِ بْن شِمَاسَةَ المهري: أَتَيْتُ عَائِشَةَ أَسْأَلُهَا عَنْ شَيْءٍ فَقَالَتْ: مِمَّنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: مِنْ أَهْلِ مِصْرَ. قَالت: كَيْفَ كَانَ صَاحِبُكُمْ لَكُمْ فِي غَزَاتِكُمْ هَذِهِ؟ فقلتُ: مَا نَقِمْنَا شَيْئًا، إِنْ كَانَ لَيَمُوتُ لِلرَّجُلِ مِنَّا الْبَعِيرُ فَيُعْطِيهِ الْبَعِيرَ، وَالْعَبْدُ فَيُعْطِيهِ الْعَبْدَ، وَيَحْتَاجُ إِلَى النَّفَقَةِ فَيُعْطِيهِ النَّفَقَةَ، فَقَالَتْ: أَمَا إِنَّهُ لا يَمْنَعُنِي الَّذِي فَعَلَ فِي مُحَمَّدِ أَخِي أَنْ أُخْبِرَكَ مَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ فِي بَيْتِي هَذَا: ((اللهمَّ مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَشَقَّ عَلَيْهِمْ فَاشْقُقْ عَلَيْهِ، وَمَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَرَفَقَ بِهِمْ فَارْفُقْ بِهِ)). لمسلم (1).
_________
(1) مسلم (1828).(2/439)
5982 - عمر: قال في خطبته إِنِّي لَمْ أَبْعَثْ عُمَّالِي لِيَضْرِبُوا أَبْشَارَكُمْ، وَلا لِيَأْخُذُوا أَمْوَالَكُمْ، فَمَنْ فُعِلَ بِهِ ذَلِكَ فَلْيَرْفَعْهُ إِلَيَّ أُقِصُّهُ مِنْهُ، فقَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ لَوْ أَنَّ رَجُلاً أَدَّبَ بَعْضَ رَعِيَّتِهِ أَتُقِصُّهُ مِنْهُ قَالَ: إِي وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إلا أُقِصُّهُ، وَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - أَقَصَّ مِنْ نَفْسِهِ (1).
_________
(1) أبو داود (4537)، والنسائي (8/ 34) مختصرا. وضعفه الألباني في ((ضعيف أبي داود)) (980).(2/439)
5983 - جُبَيْر بْن نُفَيْرٍ وغيره رفعوه: ((إِذَا ابْتَغَى الأمير الرِّيبَةَ فِي النَّاسِ أَفْسَدَهُمْ)). هما لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (4889)، وصححه الألباني في ((صحيح الجامع الصغير)) 1585.(2/439)
5984 - ابن عباسٍ، رفعه: ((أولُ هذا الأمرِ نبوةٌ ورحمة، ثم تكونُ خلافةً ورحمةً، ثم تكونُ ملكا ورحمةً، ثم تكونُ إمارةً ورحمةً، ثم يتكادمون عليها تكادمَ الحميرِ،
[ص:440] فعليكم بالجهادِ، وإنَّ أفضلَ جهادِكُم الرباطُ، وإن أفضلَ رباطِكم عسقلانُ)). للكبيرِ (1).
_________
(1) الطبراني 11/ 88 (11138)، وقال الهيثمي 5/ 190: رواه الطبراني، ورجاله ثقات.(2/439)
5985 - أبو هريرةَ، رفعه: ((ما من أميرِ عشرةٍ إلا يؤتى به يومَ القيامةِ مغلولا حتى يفكَّهُ العدل أو يوبقه الجورُ)). للبزار والأوسط (1).
_________
(1) البزار كما في ((كشف الأستار)) (1640)، ((الأوسط)) 6/ 216 (6225)، وقال الهيثمي 5/ 205: رواه البزار والطبراني في ((الأوسط)) ورجال الأول في البزار رجال الصحيح. وصححه الألباني في صحيح الجامع (5695).(2/440)
5986 - ابن عباس، رفعه: ((ما من رجلٍ ولىَ عشرةً إلا أتى يومَ القيامةِ مغلولةً يدُهُ إلى عنقِهِ حتى يقضى بينه وبينهم)). للكبير والأوسط (1).
_________
(1) ((الكبير)) 12/ 135 (12689)، ((الأوسط)) 1/ 94 (286)، قال الهيثمي 5/ 206: رواه الطبراني في ((الأوسط)) و ((الكبير)) ورجاله ثقات. وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (2201): حسن صحيح.(2/440)
5987 - معاوية، رفعه: ((لا تقدسُ أمةٌ لا يقضى فيها بالحقِّ ويأخذُ الضعيفُ حقَّه من القوي غير متعتع)). للكبير (1).
_________
(1) الطبراني 19/ 385، وقال الهيثمي 5/ 209: ورجاله ثقات. وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (2191): صحيح لغيره.(2/440)
5988 - زَيْد بْن أَسْلَمَ: أَنَّ ابْنَ عُمَرَ دَخَلَ عَلَى مُعَاوِيَةَ، فَقَالَ: ما حَاجَتُكَ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ. قَالَ: عَطَاءُ الْمُحَرَّرِينَ فَإِنِّي رَأَيْتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - أَوَّلَ مَا جَاءَهُ شَيْءٌ بَدَأَ بِالْمُحَرَّرِينَ. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (2951)، وحسنه الألباني في ((صحيح أبي داود)) (2558).(2/440)
5989 - أبو الدرداء، رفعه: ((من أبلغَ ذا سلطانٍ حاجةَ من لا يستطيعُ إبلاغه، ثبتَ الله قدميه على الصراطِ يومَ تزولُ الأقدامُ)). للبزار (1).
_________
(1) البزار كما في ((كشف الأستار)) 2/ 234، وقال الهيثمي 5/ 210: رواه البزار في حديث طويل وفيه: سعيد البراد، وبقية رجاله ثقات.(2/440)
5990 - ابن عباس، رفعه: ((ما من أمتى أحدٌ وليَ من أمرِ الناسِ شيئاً لم يحفظهم بما يحفظُ نفسَهُ وأهلَه إلا لم يجدْ رائحة الجنة)). للأوسط والصغير بضعف (1).
_________
(1) ((الأوسط)) 7/ 312 (7594)، و ((الصغير)) 2/ 137 (919)، وقال الهيثمي 5/ 211: وفيه: إسماعيل بن شيبة الطائفي، وهو ضعيف. وضعفه الألباني في ضعيف الترغيب والترهيب (1336).(2/440)
5991 - وعنه رفعه: ((من وليَ شيئاً من أمرِ المسلمين لم ينظرِ الله في حاجتِهِ حتى ينظرَ في حوائجهم)). للكبير بلين (1).
_________
(1) الطبراني 12/ 440 (13603)، وقال الهيثمي 5/ 211: وفيه حسين بن قيس، وهو متروك، وزعم أبو محصن أنه شيخ صدوق، وبقية رجاله رجال الصحيح. وقال الألباني في ضعيف الترغيب والترهيب (1337): ضعيف جدا.(2/440)
5992 - عِيَاضُ بْن غَنْمٍ رفعه: ((مَنْ أَرَادَ أَنْ يَنْصَحَ لذي سلطانٍ بِأَمْرٍ
[ص:441] فَلا يبذله عَلانِيَةً، وَلَكِنْ لِيَأْخُذْ بِيَدِهِ فَيَخْلُوَ بِهِ، فَإِنْ قَبِلَ مِنْهُ فَذَاكَ وَإِلاَّ كَانَ قَدْ أَدَّى الَّذِي عَلَيْهِ)). لأحمد مطولاً (1).
_________
(1) أحمد (3/ 403 - 404)، وقال الألباني في تعليقه على كتاب ((السنن)) (2/ 507، 508 (1096): إسناده صحيح.(2/440)
5993 - ابن عمر، رفعه: ((من حضرَ إماماً فليقلْ خيراً أو ليسكتْ)). للأوسط بلين (1).
_________
(1) ((الأوسط)) (6/ 108) (5947)، وقال الهيثمي 5/ 231: فيه: صالح بن محمد بن زياد، وثقه أحمد وغيره، وضعفه جماعة، وبقية رجاله رجال الصحيح، وضعفه الألباني في ((ضعيف الجامع)) (5558).(2/441)
5994 - علي رفعه: ((لا يَحِلُّ لِلْخَلِيفَةِ مِنْ مَالِ الله إِلاَّ قصعتين؛ قَصْعَةٌ يَأْكُلُهَا هُوَوَأَهْلُهُ، وَقَصْعَةٌ يَضَعُهَا بَيْنَ يَدَيِ النَّاسِ)). لأحمد (1).
_________
(1) أحمد (1/ 78)، وقال الهيثمي (5/ 231):وفيه ابن لهيعة، وحديثه حسن، وفيه ضعف.(2/441)
5995 - أبو بكر قال لما احتُضِر: يا عائشةُ انظري اللقحةَ التى كنا نشربُ من لبنِهَا، والجفنةََ التي كنا نصطنعُ فيها، والقطيفةَ التى كنا نلْبسها، فإنا كنا ننتفعُ بذلك حين كنا نلي أمرَ المسلمينَ، فإذا متُّ فاردديه إلى عمرَ، فلما ماتَ أبو بكرٍ أرسلَتْ بها إلى عمرَ فقالَ: عمرُ: رحمَكَ الله لقدْ أتعبتَ من جاءَ بعدَك. للكبير (1).
_________
(1) الطبراني (1/ 60) (38)، وقال الهيثمي (5/ 231): رواه الطبراني، ورجاله ثقات.(2/441)
5996 - ثَعْلَبَةُ بْنُ مَالِكٍ أنَّ عُمَرَ قَسَمَ مُرُوطاً بَيْنَ نِسَاء أهل الْمَدِينَةِ، فَبَقِيَ منها مِرْطٌ جَيِّدٌ، فَقَالَ لَهُ بَعْضُ مَنْ عِنْدَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ: أَعْطِ هَذَا ابْنَةَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، يُرِيدُونَ أُمَّ كُلْثُومٍ بِنْتَ عَلِيٍّ فَقَالَ: أُمُّ سَلِيطٍ أَحَقُّ به فإنها مِمَّنْ بَايَعَ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - كَانَتْ تَزْفِرُ لَنَا الْقِرَبَ يَوْمَ أُحُدٍ. للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (2881)، (4071).(2/441)
ذكر الخلفاء الراشدين وبيعتهم رضى الله عنهم(2/441)
5997 - ابْن عَبَّاسٍ أَنَّ عليًّا خَرَجَ مِنْ عِنْدِ النبي - صلى الله عليه وسلم - فِي وَجَعِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ، فَقَالَ النَّاسُ: يَا أَبَا الحَسَنٍ كَيْفَ أَصْبَحَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فَقَالَ: أَصْبَحَ بِحَمْدِ الله بَارِئًا، فَأَخَذَ بِيَدِهِ العَبَّاسُ، فَقَالَ: أَنْتَ
[ص:442] وَالله بَعْدَ ثَلاثٍ عَبْدُ الْعَصَا، وَإِنِّي وَالله لأَرَى رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - سيتوفي في وَجَعِهِ هَذَا، إِنِّي لأَعْرِفُ وُجُوهَ بَنِي عَبْدِالْمُطَّلِبِ عِنْدَ الْمَوْتِ، فاذْهَبْ بِنَا إليه فَنَسْأَلْهُ فِيمَنْ هَذَا الأَمْرُ إِنْ كَانَ فِينَا عَلِمْنَا ذَلِكَ، وَإِنْ كَانَ فِي غَيْرِنَا كلمناه فَأَوْصَى بِنَا. فَقَالَ عَلِيٌّ: إِنَّا وَالله لَئِنْ سَأَلْنَاهَا رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - فَمنَعْنَاهَا، لا يُعْطِينَاهَا النَّاسُ بَعْدَهُ وَإِنِّي وَالله لا أَسْأَلُهَا إياه. للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (6266).(2/441)
5998 - جُبَيْر بْن مُطْعِمٍ: أن امرأة أتت النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فكلمته في شيء، فَأَمَرَهَا أن تَرْجِعَ قَالَتْ: فإن لم أَجِدْكَ. كَأَنَّهَا تَقُول الْمَوْتَ قَالَ: ((إِنْ لَمْ تَجِدِينِي فَأْتِي أَبَا بَكْرٍ)). للشيخين والترمذي (1).
_________
(1) البخاري (3659)، ومسلم (2386).(2/442)
5999 - ابْن عَبَّاسٍ: كُنْتُ أُقْرِئُ رِجَالاً مِنَ الْمُهَاجِرِينَ مِنْهُمْ عَبْدُالرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، فَبَيْنَمَا أَنَا فِي مَنْزِلِهِ بِمِنًى وَهُوَ عِنْدَ عُمَرَ فِي آخِرِ حَجَّةٍ حَجَّهَا إِذْ رَجَعَ إِلَيَّ عَبْدُالرَّحْمَنِ فَقَالَ: لَوْ رَأَيْتَ رَجُلاً أَتَى أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ الْيَوْمَ فَقَالَ: هَلْ لَكَ فِي فُلانٍ يَقُولُ: لَوْ قَدْ مَاتَ عُمَرُ لَقَدْ بَايَعْتُ فُلانًا، فَوَالله مَا كَانَتْ بَيْعَةُ أَبِي بَكْرٍ إِلاَّ فَلْتَةً، فَغَضِبَ عُمَرُ ثُمَّ قَالَ: إِنِّي إِنْ شَاءَ الله لَقَائِمٌ الْعَشِيَّةَ فِي النَّاسِ فَمُحَذِّرُهُمْ هَؤُلاءِ الَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَغْصِبُوهُمْ أمرهم. قَالَ عَبْدُالرَّحْمَنِ: فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، لا تَفْعَلْ فَإِنَّ الْمَوْسِمَ يَجْمَعُ رَعَاعَ النَّاسِ وَغَوْغَاءَهُمْ، وإنهم الَّذِينَ يَغْلِبُونَ عَلَى قُرْبِكَ حتى تَقُومَ فِي النَّاسِ، فأَنَا أَخْشَى أَنْ تَقُومَ فَتَقُولَ مَقَالَةً يطير بها أولئك عَنْكَ كُلّ مُطَيِّرٍ، وَأَنْ لا يَعُوهَا، وَأَنْ لا يَضَعُوهَا مَوضِعِهَا، فَأَمْهِلْ حَتَّى تَقْدمَ الْمَدِينَةَ فَإِنَّهَا دَارُ الْهِجْرَةِ وَالسُّنَّةِ فَتَخْلُصَ بِأَهْلِ الْفِقْهِ وَأَشْرَافِ النَّاسِ فَتَقُولَ مَا قُلْتَ مُتَمَكِّنًا، فَيَعِيَ أَهْلُ الْعِلْمِ مَقَالَتَكَ وبضعوها عَلَى مَوَاضِعِهَا. فَقَالَ عُمَرُ: أَمَا وَالله إِنْ شَاءَ الله لأَقُومَنَّ بِذَلِكَ أَوَّلَ مَقَامٍ أَقُومُهُ بِالْمَدِينَةِ. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَقَدِمْنَا الْمَدِينَةَ فِي عُقْبِ ذِي الْحَجَّةِ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ عَجَّلْتُ بالرَّوَاحِ حِينَ زَاغَتِ الشَّمْسُ.
زاد رزين: فخرجت في صكة عمي حَتَّى أَجِدَ سَعِيدَ بْنَ زَيْدِ جَالِساً إِلَى رُكْنِ الْمِنْبَرِ فَجَلَسْتُ حذوه فَلَمْ أَنْشَبْ أَنْ خَرَجَ عُمَرُ فَلَمَّا رَأَيْتُهُ مُقْبِلاً قُلْتُ لِسَعِيدِ:
[ص:443] لَيَقُولَنَّ العشية على هذا المنبر مَقَالَةً لَمْ يَقُلْهَا مُنْذُ اسْتُخْلِفَ، فَأَنْكَرَ عَلَيَّ وَقَالَ: مَا عسى أَنْ يَقُولَ مَا لَمْ يَقُلْ قَبْلَهُ، فَجَلَسَ عُمَرُ عَلَى الْمِنْبَرِ فَلَمَّا سَكَتَ المؤذن قَامَ فَأَثْنَى عَلَى الله بِمَا هُوَ أَهْلُهُ ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّي قَائِلٌ لَكُمْ مَقَالَةً قَدْ قُدِّرَ أَنْ أَقُولَهَا لا أَدْرِي لَعَلَّهَا بَيْنَ يَدَيْ أَجَلِي فَمَنْ عَقَلَهَا وَوَعَاهَا فَلْيُحَدِّثْ بِهَا حَيْثُ انْتَهَتْ بِهِ رَاحِلَتُهُ، وَمَنْ خَشِيَ أَنْ لا يَعْقِلَهَا فَلا أُحِلُّ لأَحَدٍ أَنْ يَكْذِبَ عَلَيَّ، إِنَّ الله بَعَثَ مُحَمَّدًا - صلى الله عليه وسلم - بِالْحَقِّ وَأَنْزَلَ عَلَيْهِ الْكِتَابَ فَكَانَ مِمَّا أَنْزَلَ عليه آيَةُ الرَّجْمِ فَقَرَأْنَاهَا وَعَقَلْنَاهَا وَوَعَيْنَاهَا، رَجَمَ وَرَجَمْنَا بَعْدَهُ وأَخْشَى إِنْ طَالَ بِالنَّاسِ زَمَانٌ أَنْ يَقُولَ قَائِلٌ: وَالله مَا نَجِدُ آيَةَ الرَّجْمِ فِي كِتَابِ الله فَيَضِلُّوا بِتَرْكِ فَرِيضَةٍ أَنْزَلَهَا الله، فالرَّجْمُ فِي كِتَابِ الله حَقٌّ عَلَى مَنْ زَنَى إِذَا أُحْصِنَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ إِذَا قَامَتِ الْبَيِّنَةُ، أَوْ كَانَ الْحَبَلُ أَوِ الإعْتِرَافُ، ثُمَّ إِنَّا كُنَّا نَقْرَأُ فِيمَا نَقْرَأُ مِنْ كِتَابِ الله: أَنْ لا تَرْغَبُوا عَنْ آبَائِكُمْ فَإِنَّهُ كُفْرٌ بِكُمْ أَنْ تَرْغَبُوا عَنْ آبَائِكُمْ، أَلا وإِنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: لا تُطْرُونِي كَمَا أُطْرِيَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَقُولُوا: عَبْدُ الله وَرَسُولُهُ ثُمَّ إِنَّهُ
بَلَغَنِي أَنَّ قَائِلاً مِنْكُمْ يَقُولُ والله لَوْ مَاتَ عُمَرُ بَايَعْتُ فُلانًا فَلا يَغْتَرَّ امْرُؤٌ أَنْ يَقُولَ: إِنَّمَا كَانَتْ بَيْعَةُ أَبِي بَكْرٍ فَلْتَةً وَتَمَّتْ، أَلا وَإِنَّهَا قَدْ كَانَتْ كَذَلِكَ، وَلَكِنَّ الله وَقَى شَرَّهَا، وَلَيْسَ فيكم مَنْ تُقْطَعُ إليه الأَعْنَاقُ مِثْلُ أَبِي بَكْرٍ وَإِنَّهُ كَانَ مِنْ خيرنا حِينَ تُوَفَّى النبي - صلى الله عليه وسلم - أَنَّ الأَنْصَارَ خَالَفُونَا وَاجْتَمَعُوا بِأَسْرِهِمْ فِي سَقِيفَةِ بَنِي سَاعِدَةَ، وَخَالَفَ عَنَّا عَلِيٌّ وَالزُّبَيْرُ وَمَنْ مَعَهُمَا، وَاجْتَمَعَ الْمُهَاجِرُونَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ، فَقُلْتُ له: انْطَلِقْ بِنَا إِلَى إِخْوَانِنَا الأَنْصَارِ فَانْطَلَقْنَا، فلقيَنا مِنْهُمْ رَجُلانِ صَالِحَانِ فَذَكَرَا مَا تَمَالأَ عَلَيْهِ الْقَوْمُ، فَقَالا: لا عَلَيْكُمْا أَنْ لا تَقْرَبُوهُمُ، اقْضُوا أَمْرَكُمْ. فَقُلْتُ: وَالله لَنَأْتِيَنَّهُمْ فأَتَيْنَاهُمْ فَإِذَا رَجُلٌ مُزَمَّلٌ بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِمْ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا. قَالُوا: سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ. فَقُلْتُ: مَا لَهُ. قَالُوا: يُوعَكُ. فَلَمَّا جَلَسْنَا قَلِيلاً تَشَهَّدَ خَطِيبُهُمْ وأَثْنَى عَلَى الله ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ فَنَحْنُ أَنْصَارُ الله وَكَتِيبَةُ الإسْلامِ،
[ص:444] وَأَنْتُمْ يا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ رَهْطٌ منا، وَقَدْ دَفَّتْ دَافَّةٌ مِنْ قَوْمِكُمْ فَإِذَا هُمْ أراداو أَنْ يَخْتَزِلُونَا مِنْ أَصْلِنَا وَأَنْ يَحْضُنُونَا مِنَ الأَمْرِ، فَلَمَّا سَكَتَ أَرَدْتُ أَنْ أَتَكَلَّمَ وَكُنْتُ زَوَّرْتُ مَقَالَةً أَعْجَبَتْنِي أُرِيدُ أَنْ أُقَدِّمَهَا بَيْنَ يَدَيْ أَبِي بَكْرٍ فكُنْتُ أُدَارِي مِنْهُ بَعْضَ الْحَدِّ فَلَمَّا أَرَدْتُ أَنْ أَتَكَلَّمَ قَالَ لي أَبُو بَكْرٍ: عَلَى رِسْلِكَ.
فَكَرِهْتُ أَنْ أُغْضِبَهُ، فَتَكَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ فَكَانَ هُوَ أَحْلَمَ مِنِّي وَأَوْقَرَ، وَالله مَا تَرَكَ مِنْ كَلِمَةٍ أَعْجَبَتْنِي فِي تَزْوِيرِي إِلاَّ قَالَ فِي بَدِيهَتِهِ مِثْلَهَا أَوْ أَفْضَلَ مِنْهَا حَتَّى سَكَتَ فَقَالَ: مَا ذَكَرْتُمْ فِيكُمْ مِنْ خَيْرٍ فَأَنْتُمْ لَهُ أَهْلٌ. وَلَنْ تعرف العرب هَذَا الأَمْرَ إِلاَّ لِهَذَا الْحَيِّ مِنْ قُرَيْشٍ، هُمْ أَوْسَطُ الْعَرَبِ نَسَباً وَدَاراً، وَقَدْ رَضِيتُ لَكُمْ أَحَدَ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ فَبَايِعُوا أَيَّهُمَا شِئْتُمْ فَأَخَذَ بِيَدِي وَيَدِ أَبِي عُبَيْدَةَ فَلَمْ أَكْرَهْ مِمَّا قَالَ غَيْرَهَا كَانَ وَالله أَنْ أُقَدَّمَ فَيُضْرَبَ عُنُقِي لا يُقَرِّبُنِي ذَلِكَ مِنْ إِثْمٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَتَأَمَّرَ عَلَى قَوْمٍ فِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ، اللهمَّ إِلاَّ أَنْ تُسَوِّلَ لَيَّ نَفْسِي عِنْدَ الْمَوْتِ شَيْئًا لا أَجِدُهُ الآنَ، فَقَالَ قَائِلٌ مِنَ الأَنْصَارِ أَنَا جُذَيْلُهَا الْمُحَكَّكُ، وَعُذَيْقُهَا الْمُرَجَّبُ مِنَّا أَمِيرٌ وَمِنْكُمْ أَمِيرٌ يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ فَكَثُرَ اللَّغَطُ، وَارْتَفَعَتِ الأَصْوَاتُ حَتَّى فَرِقْتُ مِنَ الاخْتِلافِ.
فَقُلْتُ: ابْسُطْ يَدَكَ يَا أَبَا بَكْرٍ فَبَايَعْتُهُ وَبَايَعَهُ الْمُهَاجِرُونَ ثُمَّ بايعه الأَنْصَارُ وَنَزَوْنَا عَلَى سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ فَقَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ: قَتَلْتُمْ سَعْدًَا فَقُلْتُ قتله الله وَإِنَّا وَالله مَا وَجَدْنَا فِيمَا حَضَرْنَا مِنْ أمرنا أَقْوَى مِنْ مُبَايَعَةِ أَبِي بَكْرٍ، خَشِينَا إِنْ فَارَقْنَا الْقَوْمَ وَلَمْ تَكُنْ بَيْعَةٌ أَنْ يُبَايِعُوا رَجُلاً مِنْهُمْ بَعْدَنَا فَإِمَّا تابعناهم عَلَى مَا لا نَرْضَى وَإِمَّا أن نُخَالِفَهُمْ فَيَكُونَ فَسَادٌ، فَمَنْ بَايَعَ رَجُلاً عَلَى غَيْرِ مَشُورَةٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَلا يُتَابَعُ هُوَ وَلا الَّذِي بَايَعَهُ تَغِرَّةً أَنْ يُقْتَلا. للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (6830).(2/442)
6000 - عَائِشَة: أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - مَاتَ وَأَبُو بَكْرٍ بِالسُّنْحِ فَقَامَ عُمَرُ يَقُولُ: وَالله مَا مَاتَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: وَقَالَ مَا كَانَ يَقَعُ فِي نَفْسِي إِلاَّ ذَاكَ وَلَيَبْعَثَنَّهُ الله فَلَيَقْطَعَنَّ أَيْدِيَ رِجَالٍ وَأَرْجُلَهُمْ. فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ فَكَشَفَ عَنْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فَقَبَّلَهُ وقَالَ: بِأَبِي أَنْتَ
[ص:445] طِبْتَ حَيًّا وَمَيِّتًا، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لا يذيقنك الله الْمَوْتَتَيْنِ أَبَدًا ثُمَّ خَرَجَ فَقَالَ: أَيُّهَا الْحَالِفُ عَلَى رِسْلِكَ فَلَمَّا تَكَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ جَلَسَ عُمَرُ، فَحَمِدَ الله أَبُو بَكْرٍ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَقَالَ: أَلا مَنْ كَانَ يَعْبُدُ مُحَمَّدًا - صلى الله عليه وسلم - فَإِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ مَاتَ، وَمَنْ كَانَ يَعْبُدُ الله فَإِنَّه حَيٌّ لا يَمُوتُ. وَقَالَ: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} وَقَالَ: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِينْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ الله شَيْئًا وَسَيَجْزِي الله الشَّاكِرِينَ} فَنَشَجَ النَّاسُ يَبْكُونَ، بنحو ما قبله. للنسائي والبخاري (1).
_________
(1) البخاري (3667)، والنسائي 4/ 11.(2/444)
6001 - وله عن ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ خَرَجَ وَعُمَرُ يُكَلِّمُ النَّاسَ فَقَالَ: اجْلِسْ. فَأَبَى، فَقَالَ: اجْلِسْ. فَأَبَى، فَتَشَهَّدَ أَبُو بَكْرٍ فَمَالَ إِلَيْهِ النَّاسُ وَتَرَكُوا عُمَرَ، فَقَالَ: أَمَّا بَعْدُ بنحوه، وفيه: وَالله لَكَأَنَّ النَّاسَ لَمْ يَكُونُوا يَعْلَمُونَ أَنَّ الله أنزل هذه الآية حَتَّى تَلاهَا أَبُو بَكْرٍ فَتَلَقَّاهَا مِنْهُ النَّاسُ فَمَا يُسْمَعُ بَشَرٌ إِلاَّ يَتْلُوهَا (1).
_________
(1) البخاري (4454).(2/445)
6002 - أَنَس: أَنَّهُ سَمِعَ خُطْبَةَ عُمَرَ الآخِرَةَ حِينَ جَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ الْغَدَّ مِنْ يَوْم تُوُفِّيَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فَتَشَهَّدَ، وَأَبُو بَكْرٍ صَامِتٌ ثمَّ قالَ: أمَّا بعد فإني قلت لكم أمسَ مقالةً وإنها لم تكن كما قلت وإني والله ما وجدتها في كتاب أنزله الله وفي عهد عهده إلي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولكني كنت أرجو أن يعيش حتى يدبرنا، وإن يكن قد مات، فإن الله قد جعل بين أظهركم نورًا تهتدون به، هدى الله محمدًا فاعتصموا به تهتدوا، وإن أبا بكر صاحبه - صلى الله عليه وسلم - وثاني اثنين وإنه أولى الناس بأموركم فقوموا إليه فبايعوه وكانت طائفة منهم قد بايعوه في السقيفةِ وكانت بيعة العامة عند المنبر (1).
_________
(1) البخاري (7219).(2/445)
6003 - (1) وفي رواية: أَنَّ عُمَرَ قَالَ: وَالله مَا هُوَ إِلاَّ أَنْ تَلاهَا أبو بكر يعني {وما محمد إلا رسول .. } عقرت وأنا قائم حتى خررت إلى الأرض وأيقنت أنه قد مات. للبخاري (2).
_________
(1)(2/446)
6004 - ولرزين: أن عمر لم يزل يومئذ بأبي بكر حتى صعد المنبر فبايعه الناس عامة وخطب في اليوم الثالث: أيها الناس، إن الذي رأيتم مني لم يكن حرصاً على ولايتكم، لكنيِّ خفْتُ الفتنةَ والاختلافَ، وقَدْ رددْتُ أمرَكُمْ إليْكُمْ، فولوُّا مَنْ شئْتُمْ، فقالُوا: لا نقيلُكَ.(2/446)
6005 - عائشةٌ: أنَّ فاطمةَ والعباسَ أتيَا أبا بكرٍ يلتمسَانِ ميراثَهُمَا بنحوِ حديثِهِمَا في الفرائضِ وفيه: فهجرَتْهُ فاطمةُ، فلَمْ تكلمْهُ في ذلِكَ حتَّى ماتَتْ فدفنَهَا عليٌّ ليلاً ولم يؤذِنْ بهاَ أبا بكر، فكان لعليٍّ وجهٌ مِنَ الناسِ حياةَ فاطمةَ، فلمَّا تُوفيت انصرفَتْ وجوهُ الناسِ عَنْ عليٍّ ومكثت بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - ستة أشهر، فقال الرجل للزهريِّ: فلم يبايعه عليٌّ ستة أشهر. فقال: لا والله ولا أحد من بني هاشم حتى بايعَهُ عليٌّ، فلمَّا رأى عليٌّ انصرافَ وجوه الناسِ عنه ضرعَ إلى مصالحةِ أبي بكرٍ فأرسلَ إلى أبي بكر ائتنا ولا تأتنا معك بأحدٍ وكره أن يأتيه عمرُ لما علم من شدة عمر. فقال عمرُ: لا تأتهم وحدك، قال أبو بكر: والله لآتينهم وحدي ما عسى أن يصنعوا بي، فانطلق أبو بكر فدخل على عليِّ وقد جمع بني هاشم عنده فقام علي فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد فلم يمنعنا أن نبايعك يا أبا بكر إنكارًا لفضليتك ولا نفاسة عليك بخير ساقه الله إليك ولكنا نُرى أن لنا في هذا الأمر حقًا، فاستبددتم علينا ثم ذكر قرابته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحقهم، فلم يزل يذكر حتى بكى أبو بكر وصمت علي فتشهد أبو بكر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد، فوالله
[ص:447] لقرابة رسول الله أحب إلي أَنْ أصلَ من قرابتي، وإني والله ما آلوتُ في هذه الأمور التي كانت بيني وبينكم عن الخير، ولكني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((لا نورث، ما تركنا صدقة)). إنما يأكل آل محمد في هذا المال، وإني والله لا أدع أمرًا صنعه إلا صنعته، وقال علي: موعدك للبيعة العشية، فلما صلى أبو بكر الظهر أقبل على الناس يعذر عليًا ببعض ما اعتذر به، ثم قام علي فعظم من حق أبي بكر وذكر فضيلتهُ وسابقته ثم قام إلى أبي بكر فبايعه، فأقبل الناس على عليٍّ فقالوا: أصبت وأحسنت وكان المسلمون إلى علي قريبًا حين راجع الأمر المعروف.
لمسلم (1).
_________
(1) مسلم (1759).(2/446)
6006 - الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ: قَالَتْ عَائِشَةُ: وَارَأْسَاهْ فَقَالَ النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((ذَاكِ لَوْ كَانَ وَأَنَا حَيٌّ فَأَسْتَغْفِرُ لَكِ، وَأَدْعُو لَكِ)). فَقَالَتْ: وَاثكلاه، وَالله إِنِّي لأَظُنُّكَ تُحِبُّ مَوْتِي وَلَوْ كَانَ ذَاكَ لَظَلَلْتَ آخِرَ يَوْمِكَ مُعَرِّسًا بِبَعْضِ أَزْوَاجِكَ. فَقَالَ: (بل) (1) أَنَا وَارَأْسَاهْ، لَقَدْ هَمَمْتُـ أَوْ أَرَدْتُ ـ أَنْ أُرْسِلَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ وَابْنِهِ فَأَعْهَدَ أَنْ يَقُولَ الْقَائِلُونَ أَوْ يَتَمَنَّى الْمُتَمَنُّونَ)). ثُمَّ قُلْتُ يَأْبَى الله وَيَدْفَعُ الْمُؤْمِنُونَ أَوْ يَدْفَعُ الله وَيَأْبَى الْمُؤْمِنُونَ. للبخاري (2).
_________
(1) من (ب).
(2) البخاري (7217).(2/447)
6007 - عائشةُ: نَحلني أَبي جاد عشرينَ وسقًا، الحديثُ الماضي فى الهبةِ. زادَ رزينُ في آخرِهِ: ثمَّ أَوصَى أَنْ تُغسِّلَهُ امرأتُهُ، ثمَّ دَعَا عمرُ فقالَ: إني مستخلفُكَ على أصحابِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -: يا عمرُ، إنما ثقُلتْ (موازين) (2) من ثقُلَتْ موازينُهُ يومَ القيامةِ باتباعِهِمُ الحقَ وثُقلُهُ عليهِم، وحُقَّ لميزانٍ لا يوضعُ فيه إلا الحقُ أنْ يكونَ ثقيلاً، يا عمرُ، وإنمَا خفّت موازينُ من خَفّتْ موازينُهُ يومَ القيامِة باتباعهِمُ البَاطِلَ وخِفَّتهُ عليهمْ، وحقَّ لميزانٍ لا يوضعُ فيهِ سوىَ الباطلِ أنْ يكونَ خفيفاً، وكتبَ إلى أمراءِ الأجنادِ: ولّيت عليكم عمر، ولم آل نفسى ولا المسلمين خيراً. ثمَّ ماتَ ودفنَ ليلاً ثمَّ قامَ عمُر في الناسِ خطيباً، ثمَّ قالَ بعدَ أنْ حمدَ الله: أيُّها الناسُ إني لأعلمكُم مِنْ
[ص:448] نفسي شيئًا تجهلُونَهُ، أنا عمرُ ولم أحرصْ على أَمْرِكُم، ولكنَّ المتوفي أوصى إليَّ بذلكَ، والله ألهمه ذلك، وليسَ أجعلُ أمانتي إلى أحدٍ ليسَ لها بأهلٍ، ولكنْ أجْعَلهُاَ إلى مَنْ تكونُ رغبُتهُ فى التوقيرِ للمسلمينَ، أولئك أحقُّ بهم ممنْ سواهُمْ (1).
_________
(1) لم أقف على هذه الزيادة.(2/447)
6008 - الأَقْرَع مُؤَذِّنُ عُمَرَ: بَعَثَنِي عُمَرُ إِلَى الأُسْقُفّ بإيلياء فَدَعَوْتُهُ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: هَلْ تَجِدُنِي فِي الْكِتَابِ؟ قَالَ: نَعَمْ قَالَ: كَيْفَ تَجِدُنِي؟ قَالَ: أَجِدُكَ قَرْناً فَرَفَعَ عَلَيْهِ الدِّرَّةَ، وقَالَ قَرْنٌ مَهْ. قَالَ: قَرْنٌ حَدِيدٌ أَمِينٌ شَدِيدٌ قَالَ: فكَيْفَ تَجِدُ الَّذِي بَعْدِي؟ قَالَ: أَجِدُهُ خَلِيفَةً صَالِحًا غَيْرَ أَنَّهُ يُؤْثِرُ قَرَابَتَهُ. قَالَ عُمَرُ: يَرْحَمُ الله عُثْمَانَ ثَلاثًا قَالَ كَيْفَ تَجِدُ الَّذِي بَعْدَهُ؟ قَالَ: أَجِدُهُ صَدَاء حَدِيدٍ. فرفع عُمَرُ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ وقَالَ: يَا دَفْرَاهُ يَا دَفْرَاهُ. فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّهُ خَلِيفَةٌ صَالِحٌ، وَلَكِنَّهُ يُسْتَخْلَفُ حِينَ يُسْتَخْلَفُ وَالسَّيْفُ مَسْلُولٌ وَالدَّمُ مُهْرَاقٌ. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (4656)، وضعفه الألباني في ((ضعيف أبي داود)) (1009).(2/448)
6009 - لمسلم عن معدان بن أبي طلحة، وللبخاري عن جرير بن قدامة مختصر. قلت: طلبته في أبي داود ومسلم فلم أجده: عمر خَطَبَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَذَكَرَ النَبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - وأَبَا بَكْرٍ ثم قَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ كَأَنَّ دِيكًا نَقَرَنِي ثَلاثَ نَقَرَاتٍ وَإِنِّي لا أُرَاهُ إِلاَّ حُضُورَ أَجَلِي. للشيخين مطولاً (1).
_________
(1) مسلم (567).(2/448)
6010 - ابْن الْمُسَيَّبِ، لَمَّا صَدَرَ عُمَرُ بمِنًى أَنَاخَ بِالأَبْطَحِ ثُمَّ كَوَّمَ كَوْمَةً من بطْحَاءَ ثُمَّ طَرَحَ عَلَيْهَا رِدَاءَهُ ثم اسْتَلْقَى ومَدَّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ: اللهمَّ كَبُِر سِنِّي، وَضَعُفَتْ قُوَّتِي وَانْتَشَرَتْ رَعِيَّتِي فَاقْبِضْنِي إِلَيْكَ غَيْرَ مُضَيِّعٍ وَلا مُفَرِّطٍ، ثُمَّ قَدِمَ الْمَدِينَةَ في عقب ذي الحجة فَخَطَبَ النَّاسَ فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ سُنَّتْ لَكُمُ السُّنَنُ، وَفُرِضَتْ لَكُمُ الْفَرَائِضُ، وَتُرِكْتُمْ عَلَى الْوَاضِح ليلها كنهارها، وصفق إحدى يَدَيْهِ عَلَى الأُخْرَى وقال: إِلاَّ أَنْ تَضِلُّوا بِالنَّاسِ يَمِيناً وَشِمَالاً، ثم قَالَ: إِيَّاكُمْ أَنْ تَهْلِكُوا عَنْ آيَةِ الرَّجْمِ أَنْ يَقُولَ قَائِلٌ: لا نَجِدُ حَدَّيْنِ فِي كِتَابِ الله، فَقَدْ رَجَمَ النبي - صلى الله عليه وسلم - وَرَجَمْنَا، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْلا أَنْ يَقُولَ النَّاسُ زَادَ ابْنُ الْخَطَّابِ فِي كِتَابِ الله تَعَالَى لَكَتَبْتُهَا، الشَّيْخُ
[ص:449] وَالشَّيْخَةُ (إذا زنيا) (1) فَارْجُمُوهُمَا أَلْبَتَّةَ، فَإِنَّا قَدْ قَرَأْنَاهَا فَمَا انْسَلَخَ ذُو الْحِجَّةِ حَتَّى قُتِلَ. لمالك وقال: قوله: الشيخ والشيخة يعني: الثيب والثيبة (2).
_________
(1) من (ب).
(2) مالك 2/ 628 - 629.(2/448)
6011 - ابْن عُمَرَ: دَخَلْتُ عَلَى حَفْصَةَ ونوساتها تنظف، فَقَالَتْ: أَعَلِمْتَ أَنَّ أَبَاكَ غَيْرُ مُسْتَخْلِفٍ؟ قُلْتُ: مَا كَانَ لِيَفْعَلَ. قَالَتْ: إِنَّهُ فَاعِلٌ فَحَلَفْتُ أَنِّي أُكَلِّمُهُ فِي ذَلِكَ فَسَكَتُّ حَتَّى غَدَوْتُ وَلَمْ أُكَلِّمْهُ فَكُنْتُ كَأَنَّمَا أَحْمِلُ بِيَمِينِي جَبَلاً حَتَّى رَجَعْتُ فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ، فَسَأَلَنِي عَنْ حَالِ النَّاسِ وَأَنَا أُخْبِرُهُ ثُمَّ قُلْتُ لَهُ: إِنِّي سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ مَقَالَةً فَآلَيْتُ أَنْ أَقُولَهَا لَكَ، زَعَمُوا أَنَّكَ غَيْرُ مُسْتَخْلِفٍ، وَإِنَّهُ لَوْ كَانَ رَاعِي إِبِلٍ أَوْ غَنَمٍ ثُمَّ جَاءَكَ وَتَرَكَهَا لرَأَيْتَ أَنْ قَدْ ضَيَّعَ، فَرِعَايَةُ النَّاسِ أَشَدُّ، فَوَافَقَهُ قَوْلِي فَوَضَعَ رَأْسَهُ سَاعَةً ثُمَّ رَفَعَهُ إِلَيَّ فَقَالَ: إِنَّ الله يَحْفَظُ دِينَهُ، وَإِنِّي إن لا أَسْتَخْلِفْ فَإِنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - لَمْ يَسْتَخْلِفْ، وَإِنْ أَسْتَخْلِفْ فَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ قَدِ اسْتَخْلَفَ، فَوَالله مَا هُوَ إِلاَّ أَنْ ذَكَرَ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - وَأَبَا بَكْرٍ فَعَلِمْتُ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لِيَعْدِلَ بِرَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - أَحَدًا وَأَنَّهُ غَيْرُ مُسْتَخْلِفٍ (1).
_________
(1) مسلم (1823)، وأبو داود (2939).(2/449)
6012 - وفي رواية: قَالَ أَتَحَمَّلُ أَمْرَكُمْ حَيًّا وَمَيِّتًا وفيها لَوَدِدْتُ أَنَّ حَظِّي مِنْهَا الْكَفَافُ لا عَلَيَّ وَلا لِي. للشيخين وأبي داود والترمذي (1).
_________
(1) البخاري (7218)، ومسلم (1823).(2/449)
6013 - عَمْرو بْن مَيْمُونٍ الأودي: رَأَيْتُ عُمَرَ قَبْلَ أَنْ يُصَابَ بِأَيَّامٍ بالْمَدِينَةِ وَقَفَ عَلَى حُذَيْفَةَ وَعُثْمَانَ بْنِ حُنَيْفٍ وقَالَ: كَيْفَ فَعَلْتُمَا؟ أَتَخَافَا أَنْ تَكُونَا قد حَمَّلْتُمَا الأَرْضَ مَا لا تُطِيقُ؟ قَالا: حَمَّلْنَاهَا أَمْرًا هِيَ لَهُ مُطِيقَةٌ ومَا فِيهَا كثير فَضْلٍ. فقَالَ انْظُرَا أَنْ تَكُونَا حَمَّلْتُمَا الأَرْضَ مَا لا تُطِيقُ. فقَالا: لا، قَالَ لَئِنْ سَلَّمَنِي الله تعالى لأَدَعَنَّ أَرَامِلَ أَهْلِ الْعِرَاقِ لا يَحْتَجْنَ إِلَى أحدٍ بَعْدِي أَبَدًا، فَمَا أَتَتْ عَلَيْهِ رَابِعَةٌ حَتَّى أُصِيبَ رحمه الله، وإِنِّي لَقَائِمٌ مَا بَيْنِي وَبَيْنَهُ إِلاَّ ابْنُ عَبَّاسٍ غَدَاةَ أُصِيبَ، وَكَانَ إِذَا مَرَّ بَيْنَ الصَّفَّيْنِ قام بينهما فإذا رأى خللاً قَالَ: اسْتَوُوا، حَتَّى إِذَا لَمْ يَرَ فِيهِم خَلَلاً
[ص:450] تَقَدَّمَ فَكَبَّرَ وَرُبَّمَا قَرَأَ سُورَةَ يُوسُفَ أَوِ النَّحْلِ أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ فِي الرَّكْعَةِ الأُولَى حَتَّى يَجْتَمِعَ النَّاسُ، فَمَا هُوَ إِلاَّ أَنْ كَبَّرَ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: قَتَلَنِي أَوْ أَكَلَنِي الْكَلْبُ حِينَ طَعَنَهُ فَطَارَ الْعِلْجُ بِسِكِّينٍ ذَاتِ طَرَفَيْنِ لا يَمُرُّ عَلَى أَحَدٍ يَمِيناً وشِمَالاً إِلاَّ طَعَنَهُ حَتَّى طَعَنَ ثَلاثَةَ عَشَرَ رَجُلاً فمَاتَ مِنْهُمْ تسعة، وفي رواية سَبْعَةٌ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ (الرَجُلُ) (1)
طَرَحَ عَلَيْهِ بُرْنُسًا فَلَمَّا ظَنَّ الْعِلْجُ أَنَّهُ مَأْخُوذٌ نَحَرَ نَفْسَهُ، وَتَنَاوَلَ عُمَرُ بيد عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ فَقَدَّمَهُ، فأما من كان يَلِي عُمَرَ فَقَدْ رَأَى الَّذِي رأيت، وَأَمَّا نَوَاحِي الْمَسْجِدِ فَإِنَّهُمْ لا يَدْرُونَ ما الأمر غَيْرَ أَنَّهُمْ فَقَدُوا صَوْتَ عُمَرَ وَهُمْ يَقُولُونَ سُبْحَانَ الله سُبْحَانَ الله، فَصَلَّى بِهِمْ عَبْدُالرَّحْمَنِ صَلاةً خَفِيفَةً فَلَمَّا انْصَرَفُوا، قَالَ: يَا ابْنَ عَبَّاسٍ انْظُرْ مَنْ قَتَلَنِي، فَجَالَ سَاعَةً ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ: غُلامُ الْمُغِيرَةِ بن شعبة فقالَ: أصنع. قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: قَاتَلَهُ الله لَقَدْ كنت أَمَرْتُ بِهِ مَعْرُوفًا. ثم قال: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَجْعَلْ مِيتَتِي بِيَدِ رَجُلٍ مسلم، قَدْ كُنْتَ أَنْتَ وَأَبُوكَ تُحِبَّانِ أَنْ يكثر الْعُلُوجُ بِالْمَدِينَةِ وَكَانَ الْعَبَّاسُ أَكْثَرَهُمْ رَقِيقاً، فَقَالَ ابن عباس. إِنْ شِئْتَ فَعَلْتُ، أَيْ: إِنْ شِئْتَ قَتَلْنَا. قَالَ: كذبت بَعْدَ مَا تَكَلَّمُوا بِلِسَانِكُمْ، وَصَلَّوْا قِبْلَتَكُمْ وَحَجُّوا حَجَّكُمْ، فَاحْتُمِلَ إِلَى بَيْتِهِ، فَانْطَلَقْنَا مَعَهُ، وَكَأَنَّ النَّاسَ لَمْ تُصِبْهُمْ مُصِيبَةٌ قَبْلَ يَوْمَئِذٍ فَقَائِلٌ يَقُولُ: أخافُ عَلَيْه، وَقَائِلٌ يَقُولُ: لا بأس فَأُتِيَ بِنَبِيذٍ فَشَرِبَ منه فَخَرَجَ مِنْ جَوْفِهِ، ثُمَّ أُتِيَ بِلَبَنٍ فَشَرِبَ منه، فَخَرَجَ مِنْ جُرْحِهِ (فعرفوا) (2)
أَنَّهُ مَيِّتٌ، فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ وَجَاءَ النَّاسُ يُثْنُونَ عَلَيْهِ وَجَاءَ رَجُلٌ شَابٌّ فَقَالَ: أَبْشِرْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ بِبُشْرَى الله لَكَ قد كان لك مِنْ صُحْبَةِ النبي - صلى الله عليه وسلم - وقِدَمٍ فِي الإسْلامِ مَا قَدْ عَلِمْتَ، ثُمَّ وَلِيتَ فَعَدَلْتَ ثُمَّ شَهَادَةٌ فقَالَ: وَدِدْتُ أَنَّ ذَلِكَ كان كَفَافًا لا عَلَيَّ وَلا لِي فَلَمَّا أَدْبَرَ الرجل إِذَا إِزَارُهُ يَمَسُّ الأَرْضَ فقَالَ رُدُّوا عَلَيَّ الْغُلامَ، قَالَ يَا ابْنَ أَخِي: ارْفَعْ ثَوْبَكَ؛ فَإِنَّهُ أنقى لِثَوْبِكَ وَأَتْقَى لِرَبِّكَ، يَا عَبْدَ الله انْظُرْ مَا عَلَيَّ مِنَ الديون فَحَسَبُوهُ فَوَجَدُوهُ سِتَّةً وَثَمَانِينَ أَلْفًا أَوْ نَحْوَهُ، فقَالَ: إِنْ وَفَى بهُ مَالُ آلِ عُمَرَ فَأَدِّهِ مِنْ أَمْوَالِهِمْ وَإِلاَّ فَسَلْ بَنِي عَدِيِّ بْنَ كَعْبٍ، فَإِنْ لَمْ تَفِ أَمْوَالُهُمْ فَسَلْ فِي قُرَيْشٍ وَلا تَعْدُهُمْ إِلَى غَيْرِهِمْ فَأَدِّ عَنِّي هَذَا الْمَالَ، انْطَلِقْ إِلَى أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ عائشة فَقُلْ يَقْرَأُ عَلَيْكِ عُمَرُ السَّلامَ، وَلا تَقُلْ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، فَإِنِّي لَسْتُ الْيَوْمَ لِلْمُؤْمِنِينَ أَمِيراً، وَقُلْ يَسْتَأْذِنُ عُمَرُ أَنْ يُدْفَنَ مَعَ صَاحِبَيْهِ، فَسَلَّمَ وَاسْتَأْذَنَ ثُمَّ دَخَلَ عَلَيْهَا فَوَجَدَهَا قَاعِدَةً تَبْكِي، فَقَالَ: يَقْرَأُ عَلَيْكِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ السَّلامَ وَيَسْتَأْذِنُ أَنْ يُدْفَنَ
[ص:451] مَعَ صَاحِبَيْهِ، فَقَالَتْ: كُنْتُ أُرِيدُهُ لِنَفْسِي ولأوثرنه الْيَوْمَ عَلَى نَفْسِي، فَلَمَّا أَقْبَلَ قِيلَ هَذَا عَبْدُالله، فقَالَ: ارْفَعُونِي، فَأَسْنَدَهُ رَجُلٌ إِلَيْهِ، فَقَالَ: مَا لَدَيْكَ؟ قَالَ الَّذِي تُحِبُّ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَذِنَتْ، قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ مَا كَانَ شَيْءٌ أَهَمَّ
إِلَيَّ مِنْ ذَلِكَ، فَإِذَا أَنَا قُبضتُ فَاحْمِلُونِي، ثُمَّ سَلَّمُ، فَقُلْ: يَسْتَأْذِنُ عُمَرُ، فَإِنْ أَذِنَتْ لِي فَأَدْخِلُونِي، وَإِنْ رَدَّتْنِي رُدُّونِي إِلَى مَقَابِرِ الْمُسْلِمِينَ. وَجَاءَتْ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ حَفْصَةُ وَالنِّسَاءُ يسترنها فَلَمَّا رَأَيْنَاهَا قُمْنَا، فَوَلَجَتْ عَلَيْهِ فَبَكَتْ عِنْدَهُ سَاعَةً، وَاسْتَأْذَنَ الرِّجَالُ فَوَلَجَتْ دَاخِلاً فَسَمِعْنَا بُكَاءَهَا مِنَ الدَّاخِلِ، فَقَالُوا: أَوْصِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. اسْتَخْلِفْ، قَالَ: مَا أرى أَحَداً أَحَقَّ بِهَذَا الأَمْرِ مِنْ هَؤُلاءِ النَّفَرِ أَوِ الرَّهْطِ الذي تُوُفِّيَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ عَنْهُمْ رَاضٍ، فَسَمَّى عَلِيًّا وَعُثْمَانَ وَالزُّبَيْرَ وَطَلْحَةَ وَسَعْدًا وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ وَقَالَ يَشْهَدُكُمْ عَبْدُالله بْنُ عُمَرَ وَلَيْسَ لَهُ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ كَهَيْئَةِ التَّعْزِيَةِ لَهُ فَإِنْ أَصَابَتِ الإمْارَةُ سَعْدًا فَذَلكَ وَإِلاَّ فَلْيَسْتَعِنْ بِهِ أَيُّكُمْ مَا أُمِّرَ فَإِنِّي لَمْ أَعْزِلْهُ مَنْ عَجْزٍ وَلا خِيَانَةٍ، وَقَالَ: أُوصِى الْخَلِيفَةَ مِنْ بَعْدِي بِالْمُهَاجِرِينَ الأَوَّلِينَ أَنْ يَعْرِفَ لَهُمْ حَقَّهُمْ وَيَحْفَظَ لَهُمْ حُرْمَتَهُمْ، وَأُوصِيهِ بِالأَنْصَارِ خَيْراً {الَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ} أَنْ يَقْبَلَ مِنْ مُحْسِنِهِمْ وَأَنْ يعفو عَنْ مُسِيئِهِمْ، وَأُوصِيهِ بِأَهْلِ الأَمْصَارِ خَيْرًا فَإِنَّهُمْ رِدْءُ الإسْلامِ وَجُبَاةُ الْمَالِ وَغَيْظُ الْعَدُوِّ، وَأَنْ لا يُؤْخَذَ مِنْهُمْ إِلاَّ فَضْلُهُمْ عَنْ رِضاً منهُمْ.
وَأُوصِيهِ بِالأَعْرَابِ خَيْراً، فَإِنَّهُمْ أَصْلُ الْعَرَبِ وَمَادَّةُ الإسْلامِ أَنْ يُؤْخَذَ مِنْ حَوَاشِي أَمْوَالِهِمْ وَيُرَدَّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ، وَأُوصِيهِ بِذِمَّةِ الله وَذِمَّةِ رَسُولِهِ أَنْ يُوفى لَهُمْ بِعَهْدِهِمْ وَأَنْ يُقاتلَ مِنْ وَرَاءهم وَلا يُكَلَّفُوا إِلاَّ طَاقَتَهُمْ فَلَمَّا قُبِضَ خَرَجْنَا بِهِ فَانْطَلَقْنَا نَمْشِي فَسَلَّمَ عَبْدُ الله فقَالَ: يَسْتَأْذِنُ عُمَرُ قَالَتْ: أَدْخِلُوهُ، فَأُدْخِلَ فَوُضِعَ هُنَالِكَ مَعَ صَاحِبَيْهِ فَلَمَّا فُرِغَ مِنْ دَفْنِهِ اجْتَمَعَ هَؤُلاءِ الرَّهْطُ فَقَالَ عَبْدُالرَّحْمَنِ: اجْعَلُوا أَمْرَكُمْ إِلَى ثَلاثَةٍ مِنْكُمْ، فَقَالَ الزُّبَيْرُ: جَعَلْتُ أَمْرِي إِلَى عَلِيٍّ. فَقَالَ طَلْحَةُ جَعَلْتُ أَمْرِي إِلَى عُثْمَانَ؟ وَقَالَ سَعْدٌ جَعَلْتُ أَمْرِي إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَقَالَ عَبْدُالرَّحْمَنِ أَيُّكُمَا يَبَرَّأُ مِنْ هَذَا الأَمْرِ فَنَجْعَلُهُ إِلَيْهِ، وَالله عَلَيْهِ وَالإسْلامُ لَيَنْظُرَنَّ أَفْضَلَهُمْ فِي نَفْسِهِ فَأُسْكِتَ الشَّيْخَانِ فَقَالَ عَبْدُالرَّحْمَنِ: أَفَتَجْعَلُونَهُ إِلَيَّ، وَالله عَلَيَّ أَنْ لا آلُ عَنْ أَفْضَلِكُمْ قَالا نَعَمْ فَأَخَذَ بِيَدِ أَحَدِهِمَا فَقَالَ لَكَ من قَرَابَة رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وَالْقَدَم فِي الإسْلامِ مَا قَدْ
[ص:452] عَلِمْتَ، فَالله عَلَيْكَ لَئِنْ أَمَّرْتُكَ لَتَعْدِلَنَّ وَلَئِنْ أَمَّرْتُ عُثْمَانَ لَتَسْمَعَنَّ وَلَتُطِيعَنَّ ثُمَّ خَلا بِالآخَرِ فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ فَلَمَّا أَخَذَ الْمِيثَاقَ قَالَ: ارْفَعْ يَدَكَ يَا عُثْمَانُ، فَبَايَعَهُ وبَايَعَ لَهُ عَلِيٌّ وَوَلَجَ أَهْلُ الدَّارِ فَبَايَعُوهُ (3).
_________
(1) في (ب): رجلٌ ..
(2) في (ب): فعلموا ..
(3) البخاري (3700).(2/449)
6014 - الْمِسْوَر بْن مَخْرَمَةَ: أَنَّ الرَّهْطَ الَّذِينَ وَلاَّهُمْ عُمَرُ اجْتَمَعُوا فَتَشَاوَرُوا فَقَالَ لَهُمْ عَبْدُالرَّحْمَنِ: لَسْتُ بِالَّذِي أُنَافِسُكُمْ في هَذَا الأَمْرِ، وَلَكِنَّكُمْ إِنْ شِئْتُمُ اخْتَرْتُ لَكُمْ مِنْكُمْ فَجَعَلُوا ذَلِكَ إِلَى عَبْدِالرَّحْمَنِ، فَلَمَّا ولوه أَمْرَهُمْ انثال النَّاسُ عَلَى عَبْدِالرَّحْمَنِ ومالوا إليه يُشَاوِرُونَهُ ويناجونه تِلْكَ اللَّيَالِي، حَتَّى إِذَا كَانَ اللَّيْلَةُ الَّتِي أَصْبَحْنَا فيْهَا فَبَايَعْنَا عُثْمَانَ. قَالَ الْمِسْوَر: طَرَقَنِي عَبْدُالرَّحْمَنِ بَعْدَ هَجْعٍ مِنَ اللَّيْلِ فَضَرَبَ الْبَابَ حَتَّى اسْتَيْقَظْتُ فَقَالَ: ألا أَرَاكَ نَائِمًا فَوَالله مَا اكْتَحَلْتُ هَذِهِ الثلاث بكثير نَوْمٍ فَادْعُ لي الزُّبَيْرَ وَسَعْدًا فَدَعَوْتُهُمَا فَشَاوَرَهُمَا ثُمَّ دَعَانِي فَقَالَ: ادْعُ لِي عَلِيًّا فَدَعَوْتُهُ فَنَاجَاهُ حَتَّى ابْهَارَّ اللَّيْلُ ثُمَّ قَامَ عَلِيٌّ مِنْ عِنْدِهِ وَهُوَ عَلَى طَمَعٍ.
وكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَخْشَى مِنْ عَلِيٍّ شَيْئًا ثُمَّ قَالَ: ادْعُ لِي عُثْمَانَ فَنَاجَاهُ حَتَّى فَرَّقَ بَيْنَهُمَا الْمُؤَذِّنُ بِالصُّبْحِ، فَلَمَّا صَلَّى لِلنَّاسِ الصُّبْحَ اجْتَمَعَ أُولَئِكَ الرَّهْطُ عِنْدَ الْمِنْبَرِ، فَأَرْسَلَ عبد الرحمن إِلَى مَنْ كَانَ خارجًا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ، وَأَرْسَلَ إِلَى أُمَرَاءِ الأَجْنَادِ وَكَانُوا قد وَافَوْا تِلْكَ الْحَجَّةَ مَعَ عُمَرَ فَلَمَّا اجْتَمَعُوا تَشَهَّدَ عَبْدُالرَّحْمَنِ وقَالَ: أَمَّا بَعْدُ يَا عَلِيُّ فإِنِّي نَظَرْتُ فِي أَمْرِ النَّاسِ فَلَمْ أَرَهُمْ يَعْدِلُونَ بِعُثْمَانَ فَلا تَجْعَلَنَّ عَلَى نَفْسِكَ سَبِيلاً، وأخذ بيد عثمان وقال: أُبَايِعُكَ عَلَى سُنَّةِ الله وَرَسُولِهِ وَالْخَلِيفَتَيْنِ مِنْ بَعْدِهِ فَبَايَعَهُ عَبْدُالرَّحْمَنِ وَبَايَعَهُ النَّاسُ والْمُهَاجِرُونَ وَالأَنْصَارُ وَأُمَرَاءُ الأَجْنَادِ وَالْمُسْلِمُونَ. وهما للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (7207).(2/452)
6015 - عبدُ الله بنُ سلام: لما حوصرَ عثمانُ: ولىّ أبا هريرةُ على الصلاةِ وكانَ ابنُ عباسٍ يصلِّي أحيانًا ثم بعثَ عثمانُ إليهم، فقال: ما تريدونَ منِّي؟ قالوا: نريدُ أن تخلعَ إليهمْ أمَرهمْ قالَ: لا أخلعُ سربالًا سربلنيهِ الله تعالَى، قالوا: فهمْ قاتلوكَ، قالَ: لئنْ قتلتموني لا تتحابوا بعدي أبداً، ولا تقاتلون بعدي عدواً جميعاً أبداً، ولتختلفن على بصيرة، يا قوم لا يجرمنكمْ شقاقي أن يصيبكمْ مثلُ ما أصابَ مَنْ قبلكمْ، فلمَّا اشتدَ
[ص:453] عليهِ الأمرُ أصبحَ صائماً يوم جمعة، فلما كان فى بعض النهار نام، قال: رأيت الآن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال: إنك تفطر عندنا الليلة، فقتل من يومه، ثم قام علي خطيبا فحمد الله وأثنى عليه وقال: أيها الناس أقبلوا على بأسماعكم وأبصاركم، إنى أخاف أن أكون أنا وأنتم قد أصبحنا فى فتنة، وما علينا فيها إلا الاجتهاد، وإن الله أدب هذه الأمة بأدبين الكتاب والسنة لا هوادة عند السلطان فيهما، فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم. ثم نزل وعمد إلى ما بقي من بيت المال فقسمه على المسلمين. لرزين.(2/452)
6016 - الْحَسَن البصري: اسْتَقْبَلَ وَالله الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ مُعَاوِيَةَ بِكَتَائِبَ أَمْثَالِ الْجِبَالِ فَقَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ لمعاوية: إِنِّي لأَرَى كَتَائِبَ لا تُوَلِّي حَتَّى تَقْتُلَ أَقْرَانَهَا فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ وَكَانَ وَالله خَيْرَ الرَّجُلَيْنِ: أرأيت إِنْ قَتَلَ هَؤُلاءِ هَؤُلاءِ وَهَؤُلاءِ هَؤُلاءِ مَنْ لِي بِأُمُورِ المسلمين، مَنْ لِي بِنِسَائِهِمْ مَنْ لِي بِضَيْعَتِهِمْ فَبَعَثَ إِلَيْهِ رَجُلَيْنِ مِنْ قُرَيْشٍ مِنْ بَنِي عَبْدِشَمْسٍ: عَبْدَالرَّحْمَنِ بْنَ سَمُرَةَ وَعَبْدَالله بْنَ عَامِرِ فَقَالَ: اذْهَبَا إِلَى هَذَا الرَّجُلِ فَاعْرِضَا عَلَيْهِ وَقُولا لَهُ وَاطْلُبَا إِلَيْهِ فَأَتَيَاهُ فَدَخَلا عَلَيْهِ وتَكَلَّمَا وَقَالا لَهُ وطَلَبَا إِلَيْهِ فَقَالَ لَهُم الْحَسَنُ: إِنَّا بَنُو عَبْدِالْمُطَّلِبِ قَدْ أَصَبْنَا مِنْ هَذَا الْمَالِ، وَإِنَّ هَذِهِ الأُمَّةَ قَدْ غاثت فِي دِمَائِهَا قَالا: فَإِنَّهُ يَعْرِضُ عَلَيْكَ كَذَا وَكَذَا وَيَطْلُبُ إِلَيْكَ وَيَسْأَلُكَ، قَالَ فَمَنْ لِي بِهَذَا؟ قَالا نَحْنُ لَكَ بِهِ فَمَا سَأَلَهُمَا شَيْئًا إِلاَّ قَالا نَحْنُ لَكَ بِهِ فَصَالَحَهُ قَالَ الْحَسَنُ: وَلَقَدْ سَمِعْتُ أَبَا بَكْرَةَ يَقُولُ رَأَيْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - عَلَى الْمِنْبَرِ وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ إِلَى جَنْبِهِ وَهُوَ يُقْبِلُ عَلَى النَّاسِ مَرَّةً وَعَلَيْهِ أُخْرَى وَيَقُولُ: ((إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ وَلَعَلَّ الله يُصْلِحُ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ عَظِيمَتَيْنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ)). للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (2704).(2/453)
6017 - عَبْد خَيْرٍ: قَامَ عَلِيٌّ عَلَى الْمِنْبَرِ فَقَالَ: قُبِضَ النبي - صلى الله عليه وسلم - وَاسْتُخْلِفَ أَبُو بَكْرٍ فَعَمِلَ بِعَمَلِهِ وَسَارَ بِسِيرَتِهِ حَتَّى قَبَضَهُ الله عَلَى ذَلِكَ ثُمَّ اسْتُخْلِفَ عُمَرُ
[ص:454] فَعَمِلَ بِعَمَلِهِمَا وَسَارَ بسيرهما حَتَّى قَبَضَهُ الله عَلَى ذَلِكَ. لأحمد (1).
_________
(1) أحمد في ((فضائل الصحابة)) 1/ 122 (72)، وقال الهيثمي 5/ 176 رواه أحمد، ورجاله ثقات. وقال الألباني في "ظلال الجنة" 2/ 317: سنده جيد.(2/453)
6018 - عَلِيُّ قِيلَ: يَا رَسُولَ الله مَنْ نؤمر بَعْدَكَ؟ قَالَ: ((إِنْ تُؤَمِّرُوا أَبَا بَكْرٍ تَجِدُوهُ أَمِينًا زَاهِدًا فِي الدُّنْيَا رَاغِبًا فِي الآخِرَةِ، وَإِنْ تُؤَمِّرُوا عُمَرَ تَجِدُوهُ قَوِيّاً أَمِيناً لا تأخذه فِي الله لَوْمَةُ لائِمٍ، وَإِنْ تُؤَمِّرُوا عَلِيًّا وَلا أُرَاكُمْ فَاعِلِينَ تَجِدُوهُ هَادِيًا مَهْدِيًّا يَأْخُذُ بِكُمُ الطَّرِيقَ الْمُسْتَقِيمَ)). لأحمد والبزار والأوسط (1).
_________
(1) أحمد 1/ 109، البزار كما في ((كشف الأستار)) (1571)، قال الهيثمي 5/ 176: رواه أحمد والبزار والطبراني في ((الأوسط)) ورجال البزار ثقات. وضعفه الألباني في "المشكاة" (6124).(2/454)
6019 - عائشةُ: لما أسسَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - مسجدَ المدينةِ، جاء بحجر فوضعه وجاء أبو بكر بحجر فوضعه وجاء عمر بحجر فوضعه وجاء عثمان بحجر فوضعه فسئل - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك فقال: ((هذا أمر الخلافة من بعدى)). للموصلي بتابعي لم يسم (1).
_________
(1) أبو يعلى 8/ 295 (4884)، قال الهيثمي 5/ 176: ورواه أبو يعلى، عن العوام بن حوشب، عمن حدثه عن عائشة، ورجاله رجال الصحيح غير التابعي فإنه لم يسم.(2/454)
6020 - ابن عمرو بن العاص، رفعه: ((يكون من بعدى اثنا عشر خليفة منهم أبو بكر الصديق، ولا يلبث بعدى إلا قليلا، وصاحب رحا دارة العرب يعيش حميداً ويموت شهيداً))، فقيل: من هو؟ قال: ((عمر بن الخطاب))، ثم التفت إلى عثمان، فقال: ((يا عثمان إن ألبسك الله قميصاً فأرادك الناس على خلعه فلا تخلعه، فوالله لئن خلعته لا ترى الجنة حتى يلج الجمل فى سم الخياط)). للكبير والأوسط بضعف (1).
_________
(1) الطبراني في ((الأوسط)) 8/ 319 (8749)، وقال الهيثمي 5/ 178: رواه الطبراني في ((الأوسط))، و ((الكبير)) وفيه: مطلب بن شعيب. قال ابن عدي: لم أر له حديثًا منكرًا غير حديث واحد غير هذا، وبقية رجاله وثقوا.(2/454)
6021 - ولأحمد بلين عن عَائِشَةَ رفعته: ((يَا عُثْمَانُ، إِنَّ الله قَمَّصَكَ قَمِيصًا فَإِنْ أَرَادَكَ الْمُنَافِقُونَ عَلَى خلعه فَلا تَخْلَعْهُ وَلا كَرَامَةَ)) يَقُولُهَا مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاثًا. لأحمد (1).
_________
(1) أحمد 6/ 75، قال الحاكم 3/ 99 - 100: هذا حديث صحيح عالي الإسناد، ولم يخرجاه، وتعقبه الذهبي بقوله: أنى له الصحة، ومداره على فرج بن فضالة وصححه الألباني في ((صحيح الجامع)) (7947).(2/454)
6022 - فَضَالَة بْنِ أَبِي فَضَالَةَ قال أبي لعلي وقد عاده في مرض: مَا يُقِيمُكَ بمَنْزِلِكَ هَذَا لَوْ أَصَابَكَ أَجَلُكَ لَمْ يَلِكَ إِلاَّ أَعْرَابُ جُهَيْنَةَ تُحْمَلُ إِلَى الْمَدِينَةِ فَإِنْ أَصَابَكَ أَجَلُكَ وَلِيَكَ أَصْحَابُكَ وَصَلَّوْا عَلَيْكَ، قَالَ عَلِيٌّ: إِنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - عَهِدَ إِلَيَّ أَنْ لا أَمُوتَ حَتَّى نؤمَّر ثُمَّ تُخْضَبَ هَذِهِ يَعْنِي: لِحْيَتَهُ مِنْ هَذِهِ يَعْنِي هَامَتَهُ. لأحمد (1).
_________
(1) أحمد 1/ 102، قال الهيثمي 9/ 137: رواه البزار وأحمد بنحوه ورجاله موثقون.(2/455)
6023 - عَلِيٌّ رفعه: ((يَا عَلِيُّ إِنْ وُلِّيتَ الأَمْرَ بَعْدِي فَأَخْرِجْ أَهْلَ نَجْرَانَ مِنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ)). لأحمد بلين (1).
_________
(1) أحمد 1/ 87، قال الهيثمي 5/ 185: رواه أحمد وفيه قيس غير منسوب، والظاهر أنه قيس بن الربيع، وهو ضعيف، وقد وثقه شعبة، والثوري، وبقية رجاله ثقات. وضعفه الألباني في ظلال الجنة (1184).(2/455)
6024 - أبو سعيدٍ، رفعه: ((إن منكُم من يقاتلُ على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله))، قال أبو بكر: أنا هو؟ قال: ((لا))، قال عمر: أنا هو؟ قال: ((لا ولكنه خاصف النعل))، وكان أعطى علياً نعله يخصفها. للموصلي (1).
_________
(1) أبو يعلى 2/ 341 - 342 (1086)، قال الهيثمي 9/ 133 - 134: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح غير فطر بن خليفة، وهو ثقة. وصححه الألباني في الصحيحة (2478).(2/455)
6025 - مُعَاوِيَة رَفَعَهُ: ((يَا مُعَاوِيَة إِنْ وُلِّيتَ أَمْرًا فَاتَّقِ الله وَاعْدِلْ)). قَالَ: فَمَا زِلْتُ أَظُنُّ أَنِّي مُبْتَلىً بِعَمَلٍ لِقَوْلِه - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى ابْتُلِيتُ. لأحمد والموصلي مطولاً (1).
_________
(1) أحمد 4/ 101، وأبو يعلى 13/ 370 (7380)، قال الهيثمي 9/ 355 - 356: ورجال أحمد وأبي يعلى رجال الصحيح، وقال الحافظ في ((الفتح)) 7/ 104: وقد ورد في فضائل معاوية أحاديث كثيرة، لكن ليس فيها ما يصح من طريق الإسناد، وبذلك جزم إسحاق بن راهوية، والنسائي وغيرهما.(2/455)
طاعة الإمام ولزوم الجماعة وملوك الجور(2/455)
6026 - أَنَس رفعه: ((اسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَإِنِ اسْتُعْمِلَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ حَبَشِيٌّ كَأَنَّ رَأْسَهُ زَبِيبَةٌ ما أقام فيكم كتاب الله)). للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (693).(2/455)
6027 - أبو هُرَيْرَة رفعه: ((مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ الله، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ عَصَى الله، وَمَنْ يطع الأمير فَقَدْ أَطَاعَنِي، وَمَنْ يعصي الأمير فَقَدْ عَصَانِي)) (1).
_________
(1) البخاري (2957)، ومسلم (1835).(2/456)
6028 - زاد في رواية: ((وإِنَّمَا الإمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ، فَإِنْ أَمَرَ بِتَقْوَى الله وَعَدَلَ، فَإِنَّ لَهُ بِذَلِكَ أَجْراً وَإِنْ قال بِغَيْرِهِ كان عَلَيْهِ منه وِزْر)). للشيخين والنسائي (1).
_________
(1) البخاري (2957)، ومسلم (1841).(2/456)
6029 - وَائِل بْنِ حُجْرٍ: سَمِعْتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - وَرَجُلٌ يسأله فَقَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَيْنَا أُمَرَاءُ يَمْنَعُونَا حَقَّنَا وَيَسْأَلُونَا حَقَّهُمْ فَقَالَ: ((اسْمَعُوا وَأَطِيعُوا فَإِنَّمَا عَلَيْهِمْ مَا حُمِّلُوا وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ)). لمسلم والترمذي (1).
_________
(1) مسلم (1846).(2/456)
6030 - ابن عمر رفعه: ((عَلَى الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ فِيمَا أَحَبَّ أوَ كَرِهَ إلا أن يُؤْمَرْ بِمَعْصِيَةٍ فَلا سَمْعَ وَلا طَاعَةَ)). للستة إلا مالكًا (1).
_________
(1) البخاري (2955)، مسلم (1839).(2/456)
6031 - ابْن مَسْعُودٍ رفعه: ((سَيَلِي أُمُورَكُمْ بَعْدِي رِجَالٌ يُطْفِئُونَ السُّنَّةَ وَيَعْمَلُونَ بِالْبِدْعَةِ وَيُؤَخِّرُونَ الصَّلاةَ عَنْ مَوَاقِيتِهَا)) قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله إِنْ أَدْرَكْتُهُمْ كَيْفَ أَفْعَلُ؟ قَالَ: ((تَسْأَلُنِي يَا ابْنَ أُمِّ عَبْدٍ كَيْفَ تَفْعَلُ لا طَاعَةَ لِمَنْ عَصَى الله)). للقزويني (1).
_________
(1) ابن ماجة (2865)، قال البوصيري في ((الزوائد)) ص385 - 386 (961): وإسناد حديث عبد الله بن مسعود رجاله ثقات، لكن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود المسعودي اختلط بآخره، ولم يتميز حديثه الأول من الآخر فاستحق الترك. قاله ابن حبان، وصححه الألباني في ((صحيح ابن ماجة)) (2314).(2/456)
6032 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((عَلَيْكَ السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ فِي عُسْرِكَ وَيُسْرِكَ وَمَنْشَطِكَ وَمَكْرَهِكَ وَأَثَرَةٍ عَلَيْكَ)). لمسلم والنسائي (1).
_________
(1) مسلم (1836)، والنسائي 7/ 140.(2/456)
6033 - عَوْف بْن مَالِكٍ رفعه: ((خِيَارُ أَئِمَّتِكُمِ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُمْ وَتُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ وَيُصَلُّونَ عَلَيْكُمْ وَشِرَارُ أَئِمَّتِكُمِ الَّذِينَ تُبْغِضُونَهُمْ وَيُبْغِضُونَكُمْ وَتَلْعَنُونَهُمْ وَيَلْعَنُونَكُمْ)) قُلْنَا: يَا رَسُولَ الله أَفَلا نُنَابِذُهُمْ؟ قَالَ: ((لا مَا أَقَامُوا فِيكُمُ الصَّلاةَ أَلا مَنْ
[ص:457] وَلِيَ عَلَيْهِ وَالٍ فَرَآهُ يَأْتِي شَيْئًا مِنْ مَعْصِيَةِ الله فَلْيَكْرَهْ مَا يَأْتِي مِنْ مَعْصِيَةِ الله، وَلا يَنْزِعَنَّ يَداً مِنْ طَاعَةٍ)). لمسلم (1).
_________
(1) مسلم (1855) 66.(2/456)
6034 - أُم سَلَمَةَ رفعته: ((إنما يُسْتَعْمَلُ عَلَيْكُمْ أُمَرَاءُ فَتَعْرِفُونَ وَتُنْكِرُونَ فَمَنْ كَرِهَ فَقَدْ بَرِئَ، وَمَنْ أَنْكَرَ فَقَدْ سَلِمَ، وَلَكِنْ مَنْ رَضِيَ وَتَابَعَ)) قَالُوا: أفلا نُقَاتِلُهُمْ؟ قَالَ: ((لا مَا صَلَّوْا)) أَيْ مَنْ كَرِهَ بِقَلْبِهِ وَأَنْكَرَ بِقَلْبِهِ. لمسلم وأبي داود والترمذي (1).
_________
(1) مسلم (1854).(2/457)
6035 - ابْن عَبَّاسٍ رفعه: ((مَنْ كَرِهَ مِنْ أَمِيرِهِ شَيْئًا فَلْيَصْبِرْ فَإِنَّهُ مَنْ خَرَجَ مِنَ السُّلْطَانِ شِبْراً مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً)). للشيخين (1).
_________
(1) البخاري (7053)، ومسلم (1849).(2/457)
6036 - أبو هُرَيْرَة رفعه: ((مَنْ خَرَجَ مِنَ الطَّاعَةِ وَفَارَقَ الْجَمَاعَةَ فَمَاتَ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً وَمَنْ قَاتَلَ تَحْتَ رَايَةٍ عِمِّيَّةٍ يغْضَبُ لعصبية أَوْ يَدْعُو إِلَى عصبية أَوْ يَنْصُرُ عصبية فَقُتِلَ فَقِتْلَةٌ جَاهِلِيَّةٌ، وَمَنْ خَرَجَ عَلَى أُمَّتِي يَضْرِبُ بَرَّهَا وَفَاجِرَهَا لا يَتَحَاشَى مِنْ مُؤْمِنِهَا وَلا يَفِي بعهد زي عهدها فَلَيْسَ مِنِّي وَلَسْتُ مِنْهُ)). لمسلم والنسائي (1).
_________
(1) مسلم (1848).(2/457)
6037 - وعنه رفعه: ((ثَلاثٌة لا يُكَلِّمُهُمُ الله يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ: رَجُلٌ عَلَى فَضْلِ مَاءٍ بِفَلاةٍ يَمْنَعُهُ ابْنَ السَّبِيلِ، وَرَجُلٌ بَايَعَ رَجُلاً سِلْعَةً بَعْدَ الْعَصْرِ فَحَلَفَ بِالله لأَخَذَهَا بِكَذَا وَكَذَا فَصَدَّقَهُ فأخذها وَهُوَ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ، وَرَجُلٌ بَايَعَ إِمَامًا لا يُبَايِعُهُ إِلاَّ للدنيا، فَإِنْ أَعْطَاهُ مِنْهَا ما يريد وَفَى له، وَإِنْ لَمْ يُعْطِهِ لَمْ يَفِ)). للشيخين، وأبي داود، والنسائي (1).
_________
(1) البخاري (2672)، ومسلم (108).(2/457)
6038 - عُقْبَةُ بْنُ مَالِكٍ: بَعَثَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - سَرِيَّةً فَسَلَّحْتُ رَجُلاً مِنْهُمْ سَيْفًا فَلَمَّا رَجَعَ قَالَ: أرأيت مَا لامَنَا النبي - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: ((أَعَجَزْتُمْ إِذْا بَعَثْتُ رَجُلاً فَلَمْ يَمْضِ لأَمْرِي أَنْ تَجْعَلُون مَكَانَهُ مَنْ يَمْضِي لأَمْرِي)). لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (2627)، وقال الحاكم 2/ 115: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ووافقه الذهبي، وقال الألباني في ((صحيح سنن أبي داود)) (2362): إسناده حسن وصححه ابن حبان والحاكم والذهبي.(2/457)
[ص:458] 6039 - أَبُو بَكْرَةَ رفعه: ((مَنْ أَهَانَ السلطان أَهَانَهُ الله)). للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (2224)، وقال: حديث حسن غريب. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (1812).(2/457)
6040 - أبو ذر: أنه اشتد عليه صلاة عثمان أربعًا بمنى، ثم قام فصلى أَرْبَعًا فَقِيلَ لَهُ عِبْتَ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ شَيْئًا ثُمَّ صَنَعْته؟ قَالَ: الْخِلافُ أَشَدُّ إِنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - خَطَبَنَا فَقَالَ: ((إِنَّهُ كَائِنٌ بَعْدِي سُلْطَانٌ فَلا تُذِلُّوهُ، فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُذِلَّهُ فَقَدْ خَلَعَ رِبْقَةَ الإسْلامِ مِنْ عُنُقِهِ وَلَيْسَ بِمَقْبُولٍ مِنْهُ تَوْبَةٌ حَتَّى يَسُدَّ ثُلْمَتَهُ وَلَيْسَ بِفَاعِلٍ)). لأحمد مطولاً برجل لم يسم (1).
_________
(1) أحمد 5/ 165، وقال الهيثمي 5/ 216: فيه: راوٍ لم يسم وبقية رجاله ثقات. وضعفه الألباني في الظلال (1020).(2/458)
6041 - أبو أمامة رفعه: ((لا تسبوا الأئمةَ، وادعوا الله لهم بالصلاح، فإصلاحُهُمْ لكم صلاحٌ)). للكبير والأوسط (1).
_________
(1) ((الكبير)) 8/ 134 (7609)، والطبراني في ((الأوسط)) 2/ 169 (1606)، وقال الهيثمي 5/ 249: رواه الطبراني في ((الأوسط)) و ((الكبير)) عن شيخه الحسين بن محمد بن مصعب الأسناني، ولم أعرفه، وبقية رجال الكبير ثقات. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6221).(2/458)
6042 - أبو ذر رفعه: ((مَنْ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ شِبْرًا فَقَدْ خَلَعَ رِبْقَةَ الإسْلامِ عنْ عُنُقِهِ)). لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (4758)، وقال الحاكم 2/ 117: خالد بن وهبان لم يجرح في رواياته وهو تابعي معروف إلا أن الشيخين لم يخرجاه وقد روي هذا المتن عن عبد الله بن عمر بإسناد صحيح على شرطهما، ووافقه الذهبي. وصححه الألباني بشواهده في المشكاة (185)، والصحيحة (984).(2/458)
6043 - عَلِي قَالَ: اقْضُوا كَمَا كُنْتُمْ تَقْضُونَ فَإِنِّي أَكْرَهُ الخلاف حَتَّى يَكُونَ النَّاسُ جَمَاعَة أَوْ أَمُوتَ كَمَا مَاتَ أَصْحَابِي، وكَانَ ابْنُ سِيرِينَ يَرَى عَامَّةَ مَا يروون عَنْ عَلِيٍّ كذبًا. للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (3707).(2/458)
6044 - ابن عباس، رفعه: ((مَنْ عِمِلَ للهِ فى الجماعةِ فأصاب قَبلَ الله منه، وإن أخطأ غفر له، ومن عمل يبتغى الفرقة فأصاب لم يقبل الله منه وإن أخطأ فليتبوأ مقعده من النار)). للكبير والبزار بضعف (1).
_________
(1) الطبراني 12/ 61 (12473)، وذكره الهيثمي 5/ 2126 - 217، وعزاه إلى الطبراني والبزار وقال: وفيه: محمد بن خليد الحنفي وهو ضعيف ورواه البزار بإسناد ضعيف.(2/458)
6045 - ابن عمر، رفعه: ((لن تجتمع أمتى على ضلالة، فعليكم بالجماعة فإن يد الله على الجماعة)). للكبير (1).
_________
(1) الطبراني 12/ 447 (13623)، وقال الهيثمي 5/ 218: رواه الطبراني بإسنادين رجال أحدهما ثقات رجال الصحيح خلا مرزوق مولى آل طلحة وهو ثقة. وصححه الألباني في صحيح الجامع (1848).(2/459)
6046 - مُعَاوِيَة رفعه: ((مَنْ مَاتَ بِغَيْرِ إِمَامٍ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً)) (1).
_________
(1) الطبراني 19/ 388، وقال الهيثمي 5/ 218: رواه الطبراني وإسناده ضعيف.(2/459)
6047 - وفي روايةٍ: ((من مات وليس فى عنقه بيعة مات ميتة جاهلية)). للكبير بضعف (1).
_________
(1) الطبراني 19/ 334، وقال الهيثمي 5/ 288: إسناده ضعيف. وأصله في صحيح مسلم.(2/459)
6048 - مُعَاذٌ رفعه: ((إِنَّ الشَّيْطَانَ ذِئْبُ الإنْسَانِ كَذِئْبِ الْغَنَمِ يَأْخُذُ الشَّاةَ الْقَاصِيَةَ وَالنَّاحيَةَ، فَإِيَّاكُمْ وَالشِّعَابَ، وَعَلَيْكُمْ بِالْجَمَاعَةِ وَالْعَامَّةِ وَالْمَسْجِدِ)). لأحمد والكبير (1).
_________
(1) أحمد 5/ 233، والطبراني 20/ 164 - 165 (345)، وقال الهيثمي 5/ 219: رجال أحمد ثقات إلا أن العلاء بن زياد قيل: إنه لم يسمع من معاذ. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1477).(2/459)
6049 - ابن مسعود: قال لهم لما أنكروا سيرة الوليد بن عقبة: اصبروا فإن جور إمامكم خمسين عامًا خير من هرج شهر. للكبير مطولاً، وفيه وهب الله بن رزق (1).
_________
(1) الطبراني 10/ 132 (10210)، قال الهيثمي 5/ 222: فيه: وهبُ الله بن رزق ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات.(2/459)
6050 - أبو ذر: وجده النبي - صلى الله عليه وسلم - نَائِمًا فِي الْمَسْجِدِ فقال له: ((أَلا أَرَاكَ نَائِمًا)) فقَالَ: يَا رَسُولَ الله، وأَيْنَ أَنَامُ هَلْ لِي بَيْتٌ غَيْرُهُ؟. فَقَالَ: ((كَيْفَ أَنْتَ إِذَا أَخْرَجُوكَ مِنْهُ؟)) قَالَ: إِذَنْ أَلْحَقُ بِالشَّامِ أَرْضُ الْهِجْرَةِ وَأَرْضُ الْمَحْشَرِ وَأَرْض الأَنْبِيَاءِ فَأَكُونُ رَجُلاً مِنْ أَهْلِهَا قَالَ: ((كَيْفَ أَنْتَ إِذَا أَخْرَجُوكَ مِنَ الشَّامِ؟)) قَالَ: إِذَنْ أَرْجِعُ إِلَيْهِ فَيَكُونَ بيتي
[ص:460] مَنْزِلِي. قَالَ: ((كَيْفَ بك إِذَا أَخْرَجُوكَ مِنْهُ الثَّانِيَةَ؟)) قَالَ: إِذَنْ آخُذَ سَيْفِي فَأُقَاتِلَ عَنِّي حَتَّى أَمُوتَ فقَالَ: ((أَدُلُّكَ عَلَى خَيْرٍ مِنْ ذَلِكَ؟)) قَالَ: بَلَى بِأَبِي وَأُمِّي يَا نَبِيَّ الله فقَالَ: ((تَنْقَادُ لَهُمْ حَيْثُ قَادُوكَ وَتَنْسَاقُ لَهُمْ حَيْثُ ما سَاقُوكَ حَتَّى تَلْقَانِي وَأَنْتَ عَلَى ذَلِكَ)). لأحمد بلين (1).
_________
(1) أحمد 5/ 156، وصححه الألباني كما في ((السنة)) (1074).(2/459)
6051 - عُبَادَة رفعه: ((إِنَّهُ سَيَلِي أُمُورَكُمْ بَعْدِي رِجَالٌ يُعَرِّفُونَكُمْ مَا تُنْكِرُونَ وَيُنْكِرُونَ عَلَيْكُمْ مَا تَعْرِفُونَ فَلا طَاعَةَ لِمَنْ عَصَى الله َتَعَالَى)). لأحمد والكبير مطولاً (1).
_________
(1) أحمد 5/ 325، وذكره الهيثمي 5/ 226 - 227، وعزاه إلى أحمد والطبراني وقال: رجالهما ثقات إلا أن إسماعيل بن عياش رواه عن الحجازيين وروايته عنهم ضعيفة، صححه الألباني في ((صحيح الجامع)) (2397).(2/460)
6052 - معاذٌ رفعه: ((إنَّ رحى الإسلامِ دائرة فدوروا مع الكتاب حيث دار، ألا إن الكتاب والسلطان سيفترقان فلا تفارقوا الكتاب، ألا إنَّهُ ستكون عليكم أمراء يقضون لأنفسهم مالا يقضون لكم، فإن عصيتموهم قتلوكم وإن أطعتموهم أضلوكم))، قالوا: يا رسول الله كيف نصنع؟ قال: ((كما صنع أصحاب عيسى ابن مريم، نشروا بالمناشير وحملوا على الخشبِ، موتٌ فى طاعةِ الله خيرٌ من حياةٍ فى معصيةِ الله)). للكبير بلين (1).
_________
(1) الطبراني 20/ 90، قال الهيثمي 5/ 228: يزيد بن مرثد لم يسمع من معاذ، والوضين بن عطاء: وثقه ابن حبان وغيره، وضعفه جماعة وبقية رجاله ثقات.(2/460)
6053 - أبو هشام السلمي رفعه: ((ستكون عليكم أئمة يملكون رقابكم، ويحدثونكم فيكذبون، ويعملون فيسيؤون، لا يرضون عنكم حتى تحسنوا قبيحهم وتصدقوا كذبهم، فأعطوهم الحقَّ ما رضوا به)). للكبير بضعف (1).
_________
(1) الطبراني 22/ 362، قال الهيثمي 5/ 228: فيه عاصم بن عبيد الله وهو ضعيف.(2/460)
6054 - زاد من طريق آخر فى آخره: ((فإذا تجاوزوا فمن قتل على ذلك فهو شهيدٌ)) (1).
_________
(1) الطبراني 22/ 362، قال الهيثمي 5/ 228: فيه عاصم بن عبيد الله وهو ضعيف. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3255).(2/460)
6055 - معاذ، رفعه: ((أخوف ما أخاف على أمتى ثلاث: رجل قرأ كتاب الله
[ص:461] حتى إذا رؤيت عليه بهجته وكان عليه ردء الإسلام اخترط سيفه وضرب به جاره ورماه بالشرك)) قيل: يا رسول الله، الرامى أحقُّ به أم المرميُّ؟ قال: ((الرامي، ورجلٌ آتاه الله سلطاناً فقال: من أطاعنى فقد أطاع الله، ومن عصانى فقد عصى الله، وكذب، ليس بخليفة أن يكون حبه دون الخالق، ورجل استخفته الأحاديث كلما قطع أحدوثة حدث بأطول منها، إن يدرك الدجال يتبعه)). للكبير والصغير بلين (1).
_________
(1) الطبراني 20/ 88، والصغير 2/ 186 (1001)، قال الهيثمي 5/ 229 فيه: شهر بن حوشب، وهو ضعيف يُكتب حديثه.(2/460)
6056 - ابن مسعود: ((إنه سيكون عليكم أمراء يدعون من السنة مثل هذه، فإن تركتموها جعلوها مثل هذه فإن تركتموها جاؤوا بالطامة الكبرى)). للكبير (1).
_________
(1) الطبراني 9/ 298 - 299 (9497)، قال الهيثمي 5/ 230: رجاله ثقات.(2/461)
6057 - أبو هريرة رفعه: ((لاتدخلن على الامراء فإن غلبت على ذلك فلا تجاوز سنتى ولا تخافن سيفه وسوطه أن تأمر بتقوى الله)). للأوسط بضعف (1).
_________
(1) ((الأوسط)) 1/ 79 (227)، قال الهيثمي 5/ 246: فيه: عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وهو ضعيف.(2/461)
6058 - أبو بكر رفعه: ((مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ الْمُسْلِمِينَ شَيْئًا فَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ أَحَدًا مُحَابَاةً فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ الله لا يَقْبَلُ الله مِنْهُ صَرْفًا وَلا عَدْلاً حَتَّى يُدْخِلَهُ جَهَنَّمَ)). لأحمد مطولاً برجل لم يسم (1).
_________
(1) أحمد 1/ 6، قال الهيثمي 5/ 232: فيه: رجل لم يسم.(2/461)
6059 - حُذَيْفَةَ: ضَرَبَ لَنَا النبي - صلى الله عليه وسلم - مثلاً وَتَرَكَ سَائِرَهَا قَالَ: ((إِنَّ قَوْمًا كَانُوا أَهْلَ ضَعْفٍ وَمَسْكَنَةٍ قَاتَلَهُمْ أَهْلُ تَجَبُّرٍ وَعَددٍ، فَأَظْهَرَ الله أَهْلَ الضَّعْفِ عَلَيْهِمْ فَعَمَدُوا إِلَى عَدُوِّهِمْ فَاسْتَعْمَلُوهُمْ وَسَلَّطُوهُمْ فَأَسْخَطُوا الله عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ)). لأحمد بلين (1).
_________
(1) أحمد 5/ 407، قال الهيثمي 5/ 232، 333: رواه أحمد، وفيه الأجلح الكندي، وهو ثقة وقد ضعف، وبقية رجال ثقات.(2/461)
6060 - أبو هريرة، رفعه: ((يكونُ فى آخر الزمان أمراء ظلمة ووزراء فسقة وقضاه خونة وفقهاء كذبة، فمن أدرك ذلك الزمان منكم فلا يكونن لهم جابياً ولا عريفاً ولا شرطياً)). للطبراني في الأوسط، والصغير بلين (1).
_________
(1) ((الأوسط)) 4/ 277 (4190)، و ((الصغير)) 1/ 340 (564)، وقال الهيثمي 5/ 233: رواه الطبراني في ((الصغير)) و ((الأوسط))، وفيه: داود بن سليمان الخراساني، قال الطبراني: لا بأس به، وقال الأزدي: ضعيف جدًا، ومعاوية ابن الهيثم: لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. وقال الألباني في الضعيفة (3309): منكر.(2/462)
6061 - أبو أمامة، رفعه: ((صنفان من أمتى لا تنالهما شفاعتى: إمام ظلوم غشوم وكل غال مارق)). للكبير والأوسط (1).
_________
(1) ((الكبير)) 8/ 281 (8079)، و ((الأوسط)) 1/ 200 (640)، وقال الهيثمي 5/ 235: رواه الطبراني في ((الكبير)) و ((الأوسط)) ورجال الكبير ثقات. وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3798).(2/462)
6062 - أم سلمة، كنا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فتذاكروا الخلافة بعده، فقالوا: ولد فاطمة، فقال: ((لا يصلون إليها أبداً، ولكنها فى ولد عمي وصنو أبي، حتى يسلموها إلى الدجال)). للكبير بخفي (1).
_________
(1) ((الكبير)) 23/ 420، وقال الهيثمي 5/ 187: رواه الطبراني، وفيه جماعة لم أعرفهم.(2/462)
6063 - عقبة بن عامر رفعه: ((يا عباس إنه لا تكون نبوة إلا كانت بعدها خلافة وسيَلى من ولدك آخر الزمان سبعة عشر منهم السفاح ومنهم المنصورٌ، ومنهم المهديُّ وليس بمهدى، ومنهم الجموح، ومنهم العاقب ومنهم الواهن من ولدك، وويلٌ لأمتى منه، كيف يعقرها ويهلكها ويذهب بأموالها، هو وأتباعه على غير دين الإسلام، فإذا بويع لصلبه فعند الثامن عشر انقطاع دولتهم وخروج أهل المغرب من بيوتهم)). للأوسط وفيه عبد الأول بن عبد الله المعلم (1).
_________
(1) ((الأوسط)) 6/ 297 (6460)، وقال الهيثمي 5/ 188: رواه الطبراني في ((الأوسط))، وفيه: عبد الأول بن عبد الله المعلم، ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.(2/462)
6064 - أبو هُرَيْرَةَ رفعه: ((لَيَرْعَفَنَّ عَلَى مِنْبَرِي جَبَّارٌ مِنْ جَبَابِرَةِ بَنِي أُمَيَّةَ فيسِيلُ رُعَافُهُ)). برجل لم يسم (1).
_________
(1) أحمد 2/ 522، وقال الهيثمي 5/ 240: رواه أحمد وفيه: راوٍ لم يسم.(2/462)
6064 - ابْنُ الزُّبَيْرِ: قال وَهُوَ مُسْتَنِدٌ إِلَى الْكَعْبَةِ:
[ص:463] وَرَبِّ هَذِهِ الْكَعْبَةِ لَقَدْ لَعَنَ الله الحكم وَمَا وُلِدَ على لسان نبيه - صلى الله عليه وسلم -. للبزار والكبير ولأحمد نحوه (1).
_________
(1) أحمد 4/ 5، والبزار كما في ((كشف الأستار)) 2/ 247 (1623) والطبراني في مسند عبد الله بن الزبير حديث (65)، وقال الهيثمي 5/ 241: رواه أحمد والبزار إلا أنه قال: لقد لعن الله الحكم وما ولد على لسان نبيه - صلى الله عليه وسلم -، والطبراني بنحوه، وعنده رواية كرواية أحمد، ورجال أحمد رجال الصحيح.(2/462)
6066 - أبو يحيى: كنت بين الحسن والحسين ومروان وسليمان فجعل الحسن يكف الحسين، فقال مروان: أهل بيت ملعونون، وقال: أقلت: أهل بيت ملعونون؟ فو الله لقد لعنك الله على لسان نبيه - صلى الله عليه وسلم - وأنت فى صلب أبيك. للموصلي بلين (1).
_________
(1) أبو يعلى 12/ 135 (6764)، وقال الهيثمي 5/ 240: رواه أبو يعلى واللفظ له، وفيه: عطاء بن السائب وقد تغير.(2/463)
6067 - أبو سعيد رفعهُ: ((إذا بلغَ بنُو أبي العاصي ثلاثينَ رجلاً اتخذُوا مالَ الله دولا، ودينَ الله دخلاً، وعبادَ الله خولاً)). للبزار والأوسط والموصلي وله عن أبي هريرة مثله (1).
_________
(1) البزار كما في ((كشف الأستار)) (1620)، وأبو يعلى 2/ 383 (1152)، وقال الهيثمي 5/ 241: فيه عطية العوفي وفيه ضعف وبقية رجاله رجال الصحيح. وصححه الألباني في صحيح الجامع (419).(2/463)
6068 - ابْن عَمْرٍو بن العاص رفعه: ((لَيَدْخُلَنَّ عَلَيْكُمْ رَجُلٌ لَعِينٌ فدخل الحكم. للبزار والأوسط بقصة)) (1).
_________
(1) البزار كما في ((كشف الأستار)) (1625)، والطبراني في ((الأوسط)) 7/ 160 (7155)، وقال الهيثمي 5/ 241: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.(2/463)
6069 - أبو عبيدة، رفعه: ((لا يزالُ أمرُ أمتي قائمًا بالقسطِ حتى يكونَ أولُ من يثلمُهُ رجلٌ من بنى أميةَ يقالُ له: يزيدُ)). للموصلي والبزار (1).
_________
(1) البزار كما في ((كشف الأستار)) (1619)، وأبو يعلى 2/ 176 (871)، وقال ابن حجر في ((المطالب العالية)) (4532): رجاله ثقات إلا أنه منقطع.(2/463)
6070 - عمرو بن مرة: استأذنَ الحكمُ على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فعرف كلامه، فقال: ((ائذنوا له فعليه لعنةُ الله والملائكةِ والناسِ أجمعين، وما يخرجُ من صلْبهِ
[ص:464] يشرفون فى الدنيا ويرذلون فى الآخرةِ ذوو مكرٍ وخديعةٍ)). للكبير وفى غيره ما يخرج من صلبه إلا الصالحون منهم وقليلٌ ما هم (1).
_________
(1) ذكره الهيثمي 5/ 242 - 243، وقال: رواه الطبراني هكذا، وفيه أبو الحسن الجزري وهو مستور وبقية رجاله ثقات.(2/463)
6071 - أبو هريرة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رأى في منامه كأن بني الحكم ينزون على منبره وينزلون فأصبح كالمتغيظ وقال: مالى ((رأيت بنى الحكم ينزون على منبرى نزو القردة)) فما رأيته - صلى الله عليه وسلم - مستجمعاً ضاحكاً بعد ذلك حتى مات. للموصلى. (1)
_________
(1) أبو يعلى 11/ 348 (6461) وقال الهيثمي 5/ 23 - 244:رجال رجال الصحيح غير مصعب بن عبد الله بن الزبير وهو ثقة. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (791).(2/464)
6072 - عابس الغفاري: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يتخوف على أمته ست خصال إمرة الصبيان وكثرة الشرط والرشوة في الحكم وقطيعة الرحم واستخفاف بالدم ونشو يتخذون القرآن مزامير يقدمون الرجل ليس بأفقههم ولا أفضلهم يغنيهم غناء. للكبير وللبزار نحوه. (1)
_________
(1) الطبراني 18/ 37 وقال الهيثمي 5/ 245: رواه الطبراني بإسنادين وأحد إسنادي الكبير رجال الصحيح.(2/464)
كتاب الجهاد(2/464)
فضل الرباط والجهاد في سبيل الله(2/464)
6073 - عثمان قال يومًا على المنبر: إني كنتُ كتمتكم حديثًا سمعته من النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ مخافة تفرقكم عني، ثم بدا لي أن أحدثكموه؛ ليختار امرؤ لنفسه ما بدا له سمعته يقول: ((رباط يومٍ في سبيل الله خيرٌ من ألف يومٍ فيما سواه من المنازل)). للنسائي، والترمذي بلفظه (1).
_________
(1) الترمذي (1667)، والنسائي 6/ 39 - 40، وقال أبو عيسى: حسن صحيح غريب [من هذا الوجه]،والدارمي (2424)، وحسنه الألباني في صحيح الترمذي (1361).(2/464)
6074 - سلمان رفعه: ((رباطُ يومٍ في سبيل الله خيرٌ من صيام شهرٍ وقيامه، ومن مات مرابطًا وقى من فتنة القبر ونمى له عمله إلى يوم القيامة)). لمسلمٍ، والنسائي، والترمذي بلفظه (1).
_________
(1) مسلم (1913).(2/464)
6075 - أبو الدرداء رفعه: ((رباطُ شهرٍ خيرٌ من صيام دهرٍ، ومن مات مرابطًا في سبيل الله أمن من الفزع الأكبر، وغدا عليه برزقه وريح من الجنة، ويجزى عليه أجر المرابط حتى يبعثه الله)). ((للكبير)) (1).
_________
(1) ذكره الهيثمي: 5/ 290، وقال: رجاله ثقات، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3479).(2/465)
6076 - أنس رفعه: ((من حرس ليلةً على ساحل البحر كان أفضل من عبادته في أهله ألف سنةٍ)) للموصلي بلين (1).
_________
(1) أبو يعلى 7/ 267 (4283)، وقال الهيثمي: 5/ 289: فيه: سعيد بن خالد بن أبي طويل القرشي، وهو ضعيف، وإن كان ابن حبَّان وثقه، فقد قال في «الضعفاء»: لا يجوز الاحتجاج به، وقال الألباني في ضعيف الترغيب والترهيب (787): موضوع.(2/465)
6077 - سهل بن سعد رفعه: ((رباط يوم في سبيل الله خيرٌ من الدنيا وما عليها، وموضع سوط أحدكم من الجنة خيرٌ من الدنيا وما عليها، والروحة يروحها العبد في سبيل الله خيرٌ من الدنيا وما عليها)) للشيخين، والترمذي (1).
_________
(1) البخاري (2892)، ومسلم (1881).(2/465)
6078 - وعنه رفعه: ((غدوة أو روحة في سبيل الله خيرٌ من الدنيا وما فيها)). لمسلم، والنسائي (1).
_________
(1) البخاري (2794)، ومسلم (1881).(2/465)
6079 - ابنُ عمرو بن العاص رفعه: ((قفلة في سبيل الله كغزوةٍ)). لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (2487)، وصححه الحاكم 2/ 73، ووافقه الذهبي، ورواه ابن الجارود في «المنتقى» (1039)، وصححه الألباني في صحيح أبي داود (2173).(2/465)
6080 - معاذ بن أنس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث غزوًا، فتأخر رجل حتى صلى مع النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأتاه يودعه ويدعو له، فقال له: ((تدري بكم سبقك أصحابك؟)) قال: نعم، سبقوني اليوم بغدوتهم، فقال: ((والذي نفسي بيده، لقد سبقوك بأبعد مما بين المشرقين والمغربين في الفضيلة)). لأحمد بلين (1).
_________
(1) أحمد 3/ 438، قال الهيثمي 5/ 284: فيه: زبَّان بن فائد وثقه أبو حاتم، وضعفه جماعة، وبقية رجاله ثقات.(2/465)
6081 - أبو هريرة رفعه: ((إن مقام أحدكم في سبيل الله ساعةً أفضل من صلاته في بيته سبعين عامًا، ألا تحبون أن يغفر الله لكم فيدخلكم الجنة؟)) قالوا: بلى، قال: ((فاغزوا في سبيل الله فإنه من قاتل في سبيل الله فواق ناقةٍ؛ لتكون كلمة الله هي العليا وجبت له الجنة للترمذي بقصة)) (1).
_________
(1) الترمذي (1650)، قال: حديث حسن، وحسنه الألباني في صحيح الترمذي (1348).(2/466)
6082 - معاذ بن جبل رفعه: ((من قاتل في سبيل الله فواق ناقةٍ وجبت له الجنة، ومن سأل الله القتل في سبيل الله صادقًا من نفسه، ثم مات أو قتل، كان له أجر شهيدٍ، ومن جرح جرحًا في سبيل الله، أو نكب نكبةً فإنها تجيء يوم القيامة كأغزر ما كانت، لونها لون الزعفران، وريحها ريح المسك، ومن خرج به خراج في سبيل الله فإن عليه طابع الشهداء)) لأصحاب السنن (1).
_________
(1) أبو داود (2541)، والترمذي (1657)، والنسائي 6/ 25 - 26, وابن ماجه (2792)،وصححه الألباني في صحيح أبي داود (2216).(2/466)
6083 - أبو هريرة رفعه: ((تضمن الله لمن خرج في سبيله لا يخرجه إلا جهاد في سبيلي وإيمان بي وتصديق برسلي فهو علي ضامن أن أدخله الجنة، أو أرجعه إلى مسكنه الذي خرج منه نائلاً ما نال من أجر أو غنيمةٍ، والذي نفس محمدٍ بيده، ما من كلم يكلم في سبيل الله إلا جاء يوم القيامة كهيئته يوم كُلِم، لونه لون دم وريحه ريح مسكٍ، والذي نفس محمدٍ بيده، لولا أن أشق على المسلمين ما قعدت خلاف سريةٍ تغزو في سبيل الله أبدًا، ولكن لا أجد سعةً فأحملهم، ولا يجدون سعةً ويشق عليهم أن يتخلفوا عني، والذي نفس محمدٍ بيده، لوددت أن أغزو في سبيل الله، فأقتل، ثم أغزو، فأقتل، ثم أغزو، فأقتل)) للشيخين، والموطأ، والنسائي (1).
_________
(1) البخاري (36) مختصرا، ومسلم (1876).(2/466)
6084 - وعنه قيل: يا رسول الله، ما يعدل الجهاد في سبيل الله؟ قال: ((لا تستطيعونه)) فأعادوا عليه مرتين أو ثلاثًا كل ذلك، يقول: ((لا تستطيعونه))، ثم قال: ((مثل المجاهد في سبيل الله كمثل الصائم القائم القانت بآيات الله، لا يفتر من صيامٍ ولا صلاةٍ حتى يرجع المجاهد في سبيل الله)) (1).
_________
(1) البخاري (2785)، ومسلم (1878).(2/467)
6085 - وفي رواية: ((كمثل الصائم القائم الخاشع الراكع الساجد)) للستة إلا أبا داود (1).
_________
(1) النسائي 6/ 18.(2/467)
6086 - أبو سعيد: أتى رجلٌ النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: أيُّ الناس أفضل؟ قال: ((مؤمنٌ يجاهدٌ بنفسه وماله في سبيل الله)) قال: ثم من؟ قال: ((ثم رجل في شعبٍ من الشعاب يتقي الله، ويدع الناس من شره)). للستة إلا مالكًا (1).
_________
(1) البخاري (2786)، ومسلم (1888).(2/467)
6087 - ابن عباس رفعه: ((ألا أخبركم بخير الناس منزلاً؟)).قلنا: بلى يا رسول الله. قال: ((رجل أخذ برأس فرسه في سبيل الله حتى يموت أو يقتل أخبركم بالذي يليه))؟ قلنا: نعم يا رسول الله. قال: ((رجل معتزلٌ في شعبٍ من الشعب، يقيم الصلاة، ويؤتي الزكاة، ويعتزل الناس شره فأخبركم بشر الناس))؟ قلنا نعم يا رسول الله.
قال: ((الذي يسأل بالله ولا يعطى به)) لمالك، والترمذي، والنسائي بلفظه (1).
_________
(1) الترمذي (1652)، والنسائي 5/ 83 - 84، ومالك 2/ 356 مرسلا عن عطاء بن يسار، وصححه الألباني في صحيح النسائي (2409).(2/467)
6088 - أبو هريرة رفعه: ((لا يلج النار رجلٌ بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع، ولا يجتمع على عبدٍ غبارٌ في سبيل الله ودخانُ جهنم)) للترمذي، والنسائي (1).
_________
(1) الترمذي (1633)، وقال: حديث حسن صحيح غريب. والنسائي 6/ 12, وابن ماجه (2774) , وصححه الألباني في صحيح الترمذي (1333).(2/467)
6089 - أبو عبس رفعه: ((ما أغبرت قدما عبدٍ في سبيل الله فتمسه النارُ)) للبخاري، والترمذي، والنسائي (1).
_________
(1) البخاري (907)، والترمذي (1632)، والنسائي 6/ 14.(2/467)
6090 - ابن عباس رفعه: ((عينان لا تمسهما النار عينٌ بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله)) للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (1639)، وقال: حسن غريب، وصححه الألباني في صحيح الترمذي (1338).(2/468)
6091 - أبو هريرة رفعه: ((لا يجتمعان في النار مسلم قتل كافرًا ثم سدد وقارب، ولا يجتمعان في جوف مؤمن غبارٌ في سبيل الله وفيح جهنم، ولا يجتمعان في قلب عبدٍ مؤمنٍ الإيمان والحسد)) لمسلم، وأبي داود، والنسائي بلفظه (1).
_________
(1) مسلم (1891)، وأبو داود (2495).(2/468)
6092 - أبو سعيد رفعه: ((من رضي بالله ربًا وبالإسلام دينًا وبمحمدٍ رسولاً وجبت له الجنة)). فعجب لها أبو سعيدٍ فقال: أعدها علي يا رسول الله فأعادها عليه، ثم قال: ((وأخرى يرفع الله بها العبد مائة درجةٍ في الجنة ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض)) قال: وما هي يا رسول الله؟ قال: ((الجهاد في سبيل الله، الجهاد في سبيل الله، الجهاد في سبيل الله)) لمسلم، والنسائي (1).
_________
(1) مسلم (1884)، والنسائي 6/ 19 - 20.(2/468)
6093 - أبو موسى رفعه: ((الجنة تحت ظلال السيوف)) فقام رجلٌ رث الهيئة فقال: يا أبا موسى، أنت سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول هذا؟ قال: نعم، فرجع إلى أصحابه فقال: أقرأ عليكم السلام، ثم كسر جفن سيفه فألقاه، ثم مشى بسيفه إلى العدو فضرب به حتى قتل. لمسلم والترمذي (1).
_________
(1) مسلم (1902).(2/468)
6094 - أبو هريرة: أن عمرو بن أُقَيْش كان له ربًا في الجاهلية فكره أن يسلم حتى يأخذه، فجاء يوم أحدٍ فقال: أين بنو عمي؟ قالوا: بأحدٍ. قال: أين فلان؟ قالوا: بأحدٍ، فلبس لأمته، وركب فرسه، وتوجه قبلهم فلما رآه المسلمون قالوا: إليك عنا يا عمرو. قال: إني قد آمنت، فقاتل حتى جرح، فحمل إلى أهلهٍ جريحًا فجاءه سعد بن معاذ فقال لأخته: سليه أحمية لقومك، أم غضبًا لهم، أم
[ص:469] غضبًا لله تعالى؟ قال: بل غضبًا لله تعالى ورسولهِ، فمات فدخل الجنة، وما صلى لله صلاةً. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (2537)، وحسنه الألباني في ((صحيح أبي داود)) (2212).(2/468)
6095 - أبو نجيح السلمي رفعه: ((من بلغ بسهمٍ فهو له درجةٌ في الجنة)) فبلغت يومئذٍ ستة عشر سهمًا، وسمعته - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((من رمى بسهمٍ في سبيل الله فهو له عدل محرر لأصحاب)) السنن (1).
_________
(1) أبو داود (3965)، والترمذي (1638)، وقال: حسن صحيح، وللنسائي 6/ 26. وصححه الألباني في صحيح النسائي (2946).(2/469)
6096 - كعب بن مرة رفعه: ((من شاب شيبة في الإسلام كانت له نورًا يوم القيامة، وقال: ((ارموا، من بلغ العدو بسهمٍ رفعه الله به درجة)) قال ابن النحام: يا رسول الله، وما الدرجة؟ قال: ((أما إنها ليست بعتبة أمك، ولكن ما بين الدرجتين مائة عام)) للنسائي (1).
_________
(1) النسائي 6/ 27،والترمذي (1634) مختصرا، وصححه الألباني في صحيح الترمذي (2947).(2/469)
6097 - أنس رفعه: ((من رمى رميةً في سبيل الله قصر أو بلغ كان له مثل أجر أربعة أناسٍ من بني إسماعيل أعتقهم)) للبزار ((والأوسط)) بلين (1).
_________
(1) البزار كما في «كشف الأستار» 2/ 280 (1706)، وقال الهيثمي 5/ 270: فيه شبيب بن بشر وهو ثقة، وفيه ضعف، وضعفه الألباني في ضعيف الترغيب والترهيب (823).(2/469)
6098 - أبو هريرة رفعه: ((من رمى بسهمٍ في سبيل الله كان له نورا يوم القيامة)) للبزار (1).
_________
(1) البزار كما في ((كشف الأستار)) (1707)، وقال الهيثمي 5/ 270: رواه البزار عن شيخه عبد الرحمن بن الفضل بن موفق، ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح.(2/469)
6099 - وعنه رفعه: ((يضحك الله إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر، كلاهما يدخل الجنة، يقاتل هذا في سبيل الله، ثم يستشهد، فيتوب الله على القاتل فيسلم فيقاتل في سبيل الله فيستشهد)) لمالك، والشيخين، والنسائي (1).
_________
(1) البخاري (2826)، مسلم (1890).(2/469)
6100 - وعنه رفعه: ((من احتبس فرسًا في سبيل الله إيمانًا بالله وتصديقًا بوعده، فإن شبعه وريه وروثه وبوله في ميزانه يوم القيامة)) يعني: حسنات للبخاري، والنسائي (1).
_________
(1) البخاري (2853)، والنسائي 6/ 225.(2/470)
6101 - أبو سعيد: جاء رجلٌ بناقةٍ مخطومةٍ إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: هذه في سبيل الله. قال - صلى الله عليه وسلم - ((لله بها يوم القيامة سبعمائة ناقةٍ، كلها مخطومة)) لمسلم، والنسائي (1).
_________
(1) مسلم (1892)، والنسائي 6/ 49.(2/470)
6102 - عدى بن حاتم: سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - أيُّ الصدقة أفضل؟ قال: ((إخدام عبدٍ في سبيل الله، أو إظلال فسطاط، أو طروقة فحل في سبيل الله)) الترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (1626)، وحسنه الألباني في ((صحيح الجامع الصغير)) (1109).(2/470)
6103 - خريم بن فاتك رفعه: ((من أنفق نفقة في سبيل الله كتب الله له بسبعمائة ضعف)) للترمذي، والنسائي (1).
_________
(1) الترمذي (1625)، وقال: حسن، والنسائي 6/ 49. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (1326).(2/470)
6104 - معاذ رفعه: ((طوبى لمن أكثر في الجهاد في سبيل الله من ذكر الله تعالى؛ فإنَّ له بكل كلمة سبعين ألف حسنةٍ، كل حسنةٍ منها عشرة أضعافٍ مع الذي له عند الله من المزيد)). قيل: يا رسول الله، النفقة؟ قال: ((النفقة على قدر ذلك)). قال عبد الرحمن: فقلت لمعاذٍ: إنما النفقة بسبعمائة ضعف. فقال معاذٌ: قل فهمك، إنما ذاك إذا أنفقوها وهم مقيمون في أهليهم غير غزاةٍ، فإذا غزوا وأنفقوا خبأ الله لهم من خزانة رحمته ما ينقطع عنه علم العباد وصفتهم، فأولئك حزب الله، وحزب الله هم الغالبون. ((للكبير)) برجل لم يسم (1).
_________
(1) الطبراني 20/ 78، وقال الهيثمي 5/ 282: رواه الطبراني وفيه رجل لم يسمَّ.(2/470)
6105 - الحسن: عن علي وأبي الدرداء وأبي هريرة وأبى أمامة وابن عمرو بن العاص وجابرٍ وعمران بن حصين رفعوه: ((من أرسل بنفقةٍ في سبيل الله
[ص:471] وأقام في بيته فله بكل درهمٍ سبعمائةُ درهم، ومن غزا بنفسه في سبيل الله وأنفق في وجهه ذلك، فله بكل درهمٍ سبعمائة ألف درهم))، ثم تلا هذه الآية {وَالله يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ} [البقرة: 261]. للقزويني بمجهولٍ وإرسالٍ (1).
_________
(1) ابن ماجة (2761)، وقال البوصيري في ((زوائده)) ص372 (924): هذا إسناد ضعيف. وضعفه الألباني في ضعيف ابن ماجة (604)(2/470)
6106 - زيد بن خالد رفعه: ((من جهز غازيًا في سبيل الله فقد غزا، ومن خلف غازيًا في أهله بخيرٍ فقد غزا)) للستة إلا مالكًا (1).
_________
(1) البخاري (2843)، ومسلم (1896).(2/471)
6107 - ابن عمرو بن العاص رفعه: ((للغازي أجره، وللجاعل أجره وأجر الغازي)) لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (2526)، وصححه الألباني في ((صحيح أبي داود)) (2203).(2/471)
6108 - جبلة بن حارثة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا لم يغز أعطى سلاحه عليًا أو أسامة؛ لأحمد و ((الكبير)) و ((الأوسط)) (1).
_________
(1) الطبراني 2/ 286 (2194)، وفي «الأوسط» 2/ 275 (1969)، وقال الهيثمي 5/ 283): رواه الطبراني في «الكبير» و «الأوسط»، ورجال أحمد ثقات.(2/471)
6109 - أبو هريرة رفعه: ((أفضل الغزاة في سبيل الله خادمهم، ثم الذي يأتيهم بالأخبار، وأخصمهم منزلةً عند الله الصائم، ومن استقى لأصحابه قربةً في سبيل الله سبقهم إلى الجنة بسبعين درجةٍ أو سبعين عامًا)) للأوسط بضعف (1).
_________
(1) «الأوسط» 5/ 176 (4993)، وقال الهيثمي 5/ 290: رواه الطبراني في الأوسط وفيه عنبسة بن مهران وهو ضعيف.(2/471)
6110 - وعنه رفعه: ((طوبى لعبدٍ آخذٌ بعنان فرسه في سبيل الله، أشعث رأسه مغبرةٍ قدماه، إن كان في الحراسة كان في الحراسة، وإن كان في الساقة كان في الساقة، إن استأذن لم يؤذن له، وإن شفع لم يشفع)) للبخاري مطولاً (1).
_________
(1) البخاري (2887).(2/471)
6111 - أبو أيوب رفعه: ((ستفتح لكم الأمصار وستكون جنودٌ مجندةٌ تقطع عليكم فيها بعوثٌ، يتكره الرجل منكم البعث فيها، فيتخلص من قومه، ثم يتصفح القبائل يعرض نفسه عليهم يقول: من أكفه بعث كذا، من أكفه بعث كذا؟ ألا فذلك الأجير إلى آخر قطرة من دمه)) لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (2525)، وضعفه الألباني في ((ضعيف سنن أبي دواد)) (543)(2/471)
6112 - أبو هريرة: وعدنا النبي - صلى الله عليه وسلم - غزوة الهند، فإن أدركتها أنفق فيها نفسي ومالي، فإن قتلتُ كنت أفضل الشهداء، وإن رجعت فأنا أبو هريرة المحرر. للنسائي (1).
_________
(1) النسائي 6/ 42، وقال الألباني في ضعيف النسائي (203): ضعيف الإسناد.(2/472)
6113 - ثوبان رفعه: ((عصابتان من أمتي أجارهما الله من النارِ عصابة تغزو الهند، وعصابةٌ تكون مع عيسى بن مريم)) للأوسط (1).
_________
(1) «الأوسط» 7/ 34 (6741)، وقال الهيثمي 5/ 282: رواه الطبراني في الأوسط، وسقط تابعيه والظاهر أنه راشد بن سعد، وبقية رجاله ثقات. وصححه الألباني في صحيح الجامع (4012).(2/472)
6114 - عمران بن حصين رفعه: ((مقام الرجل في الصفِّ في سبيل الله أفضل من عبادته ستين سنةٍ)) ((للكبير)) و ((الأوسط)) والبزار بلين (1).
_________
(1) الطبراني 18/ 168 (377)، والطبراني في ((الأوسط)) 8/ 305 (8708)، والبزار كما في ((كشف الأستار)) (1666)، وقال الهيثمي 5/ 326 - 327: وفيه عبد الله بن صالح= =كاتب الليث وثقه بن معين، وعبد الله بن الأشعث بن الليثي وضعفه أحمد وغيره، وبقية رجاله ثقات. وصححه الألباني في صحيح الجامع (5886).(2/472)
6115 - أبو أمامة رفعه: ((ليس شيءٌ أحبَّ إلى الله من قطرتين وأثرين: قطرة دموع من خشية الله، وقطرة دم تهراق في سبيل الله، وأما الأثران، فأثر في سبيل الله وأثر في فريضةٍ من فرائض الله)) للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (1669)، وقال: هذا حديث حسن غريب. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (1363).(2/472)
فضل الشهادة والشهداء(2/472)
6116 - ابن عباس رفعه: ((إنه لما أصيب إخوانكم بأحدٍ جعل الله أرواحهم في جوف طير خضر، ترد أنهار الجنة تأكل من ثمارها، وتأوي إلى قناديل من ذهبٍ معلقةٍ في ظل العرش، فلما وجدوا طيب مأكلهم ومشربهم ومقيلهم قالوا: من يبلغ إخواننا عنا أننا أحياءٌ في الجنة؛ لئلا يزهدوا في الجنة، ولا ينكلوا عند الحرب. فقال الله تعالى: أنا أبلغهم عنكم فأنزل الله {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ الله أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ} [آل عمران: 169] إلى آخر الآيات)) لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (2520)، وقال المنذري في «مختصره» 3/ 374: وقال الحاكم صحيح، وذكر الدارقطني أن عبد الله بن إدريس تفرد به عن محمد بن إسحاق, وغيره يرويه عن ابن إسحاق، لا يذكر فيه سعيد بن جبير، وقد أخرج مسلم في «صحيحه» عن عبد الله بن مسعود معناه. وحسنه الألباني في صحيح أبي داود (2199).(2/472)
6117 - مسروق: سألنا عبد الله عن هذه الآية {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ الله أَمْوَاتاً} [آل عمران: 169] فقال: إنا سألنا عن ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((أرواحهم في جوف طيرٍ خضرٍ، لها قناديل معلقة بالعرش، تسرح من الجنة حيث شاءت ثم تأوي إلى تلك القناديل، فاطلع إليهم ربهم اطلاعة، فقال: هل تشتهون شيئًا؟ قالوا: أي شيء نشتهي ونحن نسرح من الجنة حيث شئنا؟ ففعل، ذلك بهم ثلاث مرات، فلما رأوا أنهم لن يتركوا من أن يسألوا قالوا: يا رب نريد، أن ترد أرواحنا في أجسادنا حتى نقتل في سبيلك مرةً أخرى، فلما رأى أن ليس لهم حاجة تركوا)). لمسلم والترمذي وزاد: وتقرأ نبيًا السلام وتخبره أن قد رضينا ورضي عنا (1).
_________
(1) مسلم (1887).(2/473)
6118 - أنس رفعه: ((ما أحد يدخل الجنة يحب أن يرجع إلى الدنيا وله ما على الأرض من شيء إلا الشهيد، يتمنى أن يرجع إلى الدنيا فيقتل عشر مرات لما يرى من فضل الشهادة)) للشيخين، والترمذي، والنسائي (1).
_________
(1) البخاري (2817)، ومسلم (1877).(2/473)
6119 - أبو هريرة: ذكر الشهداء عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((لا تجف الأرض من دم الشهيد حتى يبتدره زوجتاه كأنهما ظئران أضلتا فصيليهما في براحٍ من الأرض، وفي يد كلِّ واحدةٍ منهما حلةٌ خيرٌ من الدنيا وما فيها)) للقزويني (1).
_________
(1) ابن ماجه (2798)، وقال البوصيري في «مصباح الزجاجة» 3/ 164: هذا إسناد فيه هلال القرشي مولاهم البصري، وهو ضعيف. وقال الألباني في ضعيف ابن ماجه (615): ضعيف جدا.(2/473)
6120 - وعنه: قال رجلٌ للنبي - صلى الله عليه وسلم -؛ أرأيت إن قتلت في سبيل الله صابرًا محتسبًا، مقبلاً غير مدبر، أيكفر الله عنِّي سيئاتي؟ قال: ((نعم!)) ثم سكت ساعةً، قال: ((أين السائل آنفًا))؟ فقال الرجل: فها أنا ذا. قال: ((ما قلت))؟ قال: أرأيت إن قتلت في سبيل الله صابرًا محتسبًا، مقبلاً غير مدبرٍ أيكفر الله عني سيئاتي؟ قال: ((نعم إلا الدين سارني به جبريل عليه السلام آنفًا)) للنسائي (1).
_________
(1) النسائي 6/ 33 - 34، وصححه الألباني في «صحيح الجامع» (1425).(2/473)
6121 - أنس رفعه: ((القتل في سبيل الله يكفر كل خطيئةٍ)) فقال: جبريل إلا الدين، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((إلا الدين)) للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (164)، وصححه الألباني في صحيح الترمذي (1340).(2/474)
6122 - ابن مسعود رفعه: ((القتل في سبيل الله يكفر الذنوب كلها إلا الأمانة، والأمانة في الصلاة، والأمانة في الصوم، والأمانة في الحديث وأشد ذلك الودائع)) للكبير (1).
_________
(1) رواه الطبراني 10/ 219 (10527)، قال الهيثمي 5/ 293، ورجاله ثقات. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4130).(2/474)
6123 - المقدام بن معد يكرب رفعه: ((للشهيد عند الله ست خصالٍ: يغفر له أول دفعةٍ، ويرى مقعده من الجنة، ويجار من عذاب القبر، ويأمن من الفزع الأكبر، ويوضع على رأسه تاج الوقار الياقوتة منه خير من الدنيا وما فيها، ويزوج اثنتين وسبعين زوجةً من الحور العين، ويشفع في سبعين من أقاربه)) للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (1663)، وقال: حسن صحيح غريب. وابن ماجة (2799). وصححه الألباني في صحيح الترمذي (1358).(2/474)
6124 - أبو الدرداء رفعه: ((يشفع الشهيد في سبعين من أهل بيتهٍ)) لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (2522)، وصححه الألباني في «صحيح أبي داود» (2201).(2/474)
6125 - عمر رفعه: ((الشهداء أربعة: رجلٌ مؤمنٌ جيد الأيمان لقي العدو فصدق الله حتى قتل، فذلك الذي يرفع الناس أعينهم إليه يوم القيامة هكذا)). ورفع رأسه حتى سقطت قلنسوته، فلا أدري قلنسوة عمر أراد أم قلنسوة النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: ((ورجل مؤمن جيدٌ الإيمان لقي العدو، فكأنما ضرب جلده بشوك طلحٍ من الجبن أتاه سهمٌ غربٌ فقتله، فهو في الدرجة الثانية، ورجلٌ مؤمنٌ خلط عملاً صالحًا وآخر سيئًا، لقي العدو، فصدق الله حتى قتل فذاك في الدرجة الثالثة، ورجلٌ مؤمن أسرف على نفسه لقي العدو، فصدق الله حتى قتل، فذاك في الدرجة الرابعة)) للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (1644)، وقال: حسن غريب، وأحمد 1/ 23. وضعفه الألباني في «الضعيفة» (2004).(2/474)
6126 - عتبة بن عبد السلمي رفعه: ((القتلى ثلاثةٌ: مؤمنٌ جاهد بنفسه وماله في سبيل الله إذا لقى العدو قاتل حتى قتل، فذاك الشهيد الممتحن في جهة الله تحت عرشه، لا يفضله النبيون إلا بدرجة النبوة، ومؤمنٌ خلط عملاً صالحًا وآخر سيئًا جاهد بنفسه وماله في سبيل الله إذا لقي العدو قاتل حتى يقتل فمصمصةٌ تحت ذنوبهٍ وخطاياه، إن السيف محاء للخطايا وأدخل من أي الأبواب الجنة شاء، ومنافقٌ جاهد بنفسهٍ ومالهٍ، فإذا لقي العدو قاتل حتى يقتل فذاك في النار إن السيف لا يمحو النفاق)) للدارمي بضعفٍ وقال: يقال الثوب إذا غسل مصمص (1).
_________
(1) الدارمي (2411) , وحسنه الألباني في «صحيح الترغيب» (1370).(2/475)
6127 - البراء: أتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - رجلٌ مقنعٌ بالحديد فقال: يا رسول الله أقاتل أو أسلم؟ قال: ((أسلم. ثم قاتل))، فأسلم ثم قاتل، فقتل. فقال - صلى الله عليه وسلم - ((عمل قليلاً وأجر كثيرًا)) للشيخين (1).
_________
(1) البخاري (2808)، ومسلم (1900).(2/475)
6128 - رجل من الصحابة: أن رجلاً قال: يا رسول الله ما بال المؤمنين يفتنون في قبورهم إلا الشهيد؟ قال: ((كفى ببارقة السيوف على رأسهِ فتنةً)) للنسائي (1).
_________
(1) النسائي 4/ 99، وقال الألباني في «أحكام الجنائز» ص50: سنده صحيح.(2/475)
6129 - أبو هريرة رفعه: ((ما يجد الشهيد من مس القتل إلا كما يجد أحدكم من مس القرصة)) للترمذي والنسائي (1).
_________
(1) الترمذي (1668)، وقال حسن صحيح، والنسائي 6/ 36،وابن ماجة (2802)،وقال الألباني في صحيح الترمذي (1362): حسن صحيح(2/475)
6130 - ابن مسعود رفعه: ((عجب ربنا تعالى من رجلٍ غزا في سبيل الله فانهزم أصحابه، فعلم ما عليه، فرجع حتى أهريق دمه، فيقول الله تعالى لملائكته انظروا إلى عبدي رجع رغبةً فيما عندي، وشفقةً مما عندي حتى أهريق دمه)) لأبي داود. زاد رزين: ((أشهدكم أني قد غفرت له)) (1).
_________
(1) أبو داود (2536)، قال المنذري في «مختصره» 3/ 382 (2425): في إسناده عطاء بن السائب. قال الإمام أحمد: من سمع منه قديما. فهو صحيح، ومن سمع منها حديثا لم يكن بشيء. أ. هـ. بتصرف. وحسنه الألباني في «صحيح أبي داود» (2211).(2/475)
6131 - عبد الخبير بن ثابت بن قيس، عن أبيه، عن جده: جاءت امرأةٌ إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - يقال لها: أم خلادٍ، وهي منتقبةٌ تسأل عن ابن لها قتل في سبيل الله، فقيل لها: جئت تسألين عن ابنك وأنت منتقبةٌ؟ فقالت: إن أرزأ ابني فلم أرزأ حيائي. فقال لها - صلى الله عليه وسلم -: ((ابنك له أجر شهيدين)) قالت: ولم؟ قال: ((لأنه قتله أهل الكتاب)) لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (2488)، قال المنذري «مختصره» 3/ 358 - 359 (2378): قال البخاري: عبد الخبير حديثه ليس بالقائم، وقال أبو حاتم: حديثه ليس بالقائم منكر الحديث، وقال ابن عدي: ليس بالمعروف. أ. هـ بتصرف. وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (535).(2/476)
6132 - سهل بن حنيف رفعه: ((من سأل الله الشهادة بصدقٍ بلغه الله منازل الشهداء، وإن مات على فراشه)). لمسلم وأصحاب السنن (1).
_________
(1) مسلم (1909).(2/476)
6133 - أبو مالك الأشعري رفعه: ((من فصل في سبيل الله فمات أو قتل فهو شهيد، أو وقصته فرسه أو بعيره أو لدغته هامة أو مات على فراشهِ بأي حتف ما شاء الله مات فهو شهيدٌ وإن له الجنة)) (1).
_________
(1) أبو داود (2499)، وقال المنذري في «مختصره» 3/ 364 (2389): في إسناده: بقية بن الوليد، وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، وهما ضعيفان. وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (538).(2/476)
6134 - حسناء بنت معاوية، حدثني عمِّي، قلت للنبي - صلى الله عليه وسلم -: من في الجنة؟ قال: ((النبيُّ في الجنة، والشهيد في الجنة والمولود والوئيد في الجنة)). هما لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (2521)، وأحمد 5/ 58،وصححه الألباني في ((صحيح أبو داود)) (2200).(2/476)
6135 - أبو النضر بلغه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لشهداء أحدٍ ((هؤلاء أشهد عليهم)) فقال أبو بكر: ألسنا يا رسول الله بإخوانهم أسلمنا كما أسلموا، وجاهدنا كما جاهدوا قال: ((بلى ولكن لا أدري ما تحدثون بعدي)). فبكى أبو بكرٍ، ثم بكى، ثم قال: إنا لكائنون بعدك لمالك (1).
_________
(1) مالك 2/ 368،قال ابن عبد البر في «التمهيد» 21/ 2288: هذا الحديث مرسل، هكذا منقطع جميع رواة «الموطأ»، ولكن معناه يستند من وجوه صحاح كثيرة.(2/476)
6136 - أنس رفعه: ((الشهداء ثلاثةٌ: رجلٌ خرج بنفسه وماله محتسبًا في سبيل الله لا يريد أن يقاتل ولا يقتل يكثر سواد المسلمين، فإن مات أو قتل
[ص:477] غفرت له ذنوبه كلها، وأجير من عذاب القبر ويؤمن من الفزع ويزوج من الحور العين، وحلت عليه حُلة الكرامة، ويوضع على رأسه تاج الوقار والجلد الثاني خرج بنفسه وماله محتسبًا يريد أن يقتل ولا يقتل، فإن مات أو قتل كانت ركبته مع إبراهيم خليل الرحمن بين يدي الله تعالى {فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيك مقتدر} [القمر: 55]، والثالث خرج بنفسه وماله محتسبًا يريد أن يقتل ويقتل، فإن مات أو قتل، جاء يوم القيامة شاهرًا سيفه، واضعه على عاتقه، والناس جاثون على الركب يقولون: ألا أفسحوا لنا فإنا قد بذلنا دماءنا لله تعالى، والذي نفسي بيده، لو قال ذلك إبراهيم خليل الرَّحمن أو لنبيٍ من الأنبياء لرحل لهم عن الطريق، لما يرى من واجب حقهم حتى يأتون منابر من نورٍ تحت العرش، فيجلسونَ عليها، ينظرون كيف يقضى بين الناس لا يجدون غم الموت ولا يقيمون في البرزخ ولا تفزعهم الصيحة، ولا يهمهم الحساب ولا الميزان ولا الصراط، ينظرون كيف يقضى بين الناس ولا يسألون شيئًا إلا أعطوه، ولا يشفعون في شيء إلا شفعوا فيه، ويعطون من الجنة ما أحبوا ويتبؤون من الجنة حيث أحبوا)) للبزار بضعف (1).
_________
(1) البزار كما في «كشف الأستار)) 2/ 284 - 285 (1715)، قال الهيثمي 5/ 291: رواه البزار وضعفه بشيخه محمد بن معاوية، فإن كان هو النيسابوري فهو متروك، وفيه أيضا: مسلم بن خالد الزنجي، وهو ضعيف، وقد وثق. وقال الألباني في ضعيف الترغيب والترهيب (849): موضوع.(2/476)
6137 - أبو موسى: أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان في غزاةٍ فبارز رجلٌ من المشركين رجلاً من المسلمين، فقتله المشرك ثم برز له رجلٌ من المسلمين، فقتله المشرك، ثم جاء فوقف على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: علام تقاتلون؟ فقال: ديننا أن نقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله وأن نفي الله بحقه، قال: والله إن هذا لحسن آمنت بهذا ثم تحول إلى المسلمين فحمل على المشركين فقائل حتى قتل، فحمل فوضع مع صاحبيه الذين قتلهما قبل ذلك، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((هؤلاء أشد أهل الجنة تحابا)) ((للكبير)) و ((الأوسط)) (1).
_________
(1) الطبراني في «الأوسط» 6/ 135 (6016)، قال الهيثمي 5/ 296: رواه الطبراني في «الكبير» و «الأوسط» وسماع ابن المبارك من المسعودي صحيح، فصح الحديث إن شاء الله، فإن رجاله ثقات.(2/477)
6138 - سعد بن جنادة رفعه: ((شهداء البحر أفضل من شهداء البر)) ((للكبير)) بخفي (1).
_________
(1) الطبراني 6/ 52 - 53 (5486)، قال الهيثمي: 5/ 296: وفيه من لم أعرفهم. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1867).(2/478)
6139 - أم حرام رفعته: ((المائد في البحر يصيبه القيء له أجر شهيدٍ، والغرق له أجر شهيدين)) لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (2493)، وقال المنذري 3/ 361: في إسناده هلال بن ميمون الرملي، وقال ابن معين: ثقة، وقال أبو حاتم الرازي: ليس بالقوي، يكتب حديثه. وحسنه الألباني في صحيح أبي داود (2177).(2/478)
6140 - أبو الدرداء رفعه: ((غزوة في البحر مثل عشر غزواتٍ في البر والذي يسدر (1) في البحر كالمتشحط في دمه وفي سبيل الله)) للقزويني بلين (2).
_________
(1) السدر بالتحريك: الدوار، وكثيرا ما يعرض لراكب البحر.
(2) ابن ماجة (2777)، وقال البوصيري في «زوائده» ص375، وهذا إسناد ضعيف؛ لضعف معاوية بن يحيى. وضعفه الألباني في ضعيف ابن ماجة (610).(2/478)
6141 - أبو هريرة رفعه: ((الشهداء خمسةٌ: المطعون والمبطون والغرق وصاحب الهدم والشهيد في سبيل الله)) لمسلم ومالكٍ والترمذي بلفظهما (1).
_________
(1) مسلم (1914)، وهو في صحيح البخاري ضمن حديث طويل (654).(2/478)
6142 - صفوان بن أمية رفعه: ((المطعون والمبطون والغرق والنفساء شهادة)) للنسائي (1).
_________
(1) أحمد 3/ 400،والنسائي 4/ 99، والدارمي (2413). وصححه الألباني في ((صحيح الجامع الصغير)) (3950).(2/478)
6143 - جابر رفعه: ((الشهداء سبعة سوى القتل في سبيل الله: المطعون والمبطون والغرق والحرق وصاحب ذات الجنب، والذي يموت تحت الهدم والمرأة تموت بجمعٍ)). لرزينٍ: قلت: كذا في الأصل هنا، وفي فصل البكاء من باب الموت أخرج الحديث بطوله عن جابر بن عتيك لمالكٍ وأبي داود والنسائي بلفظ: ((الشهداء سبعةٌ سوى القتل في سبيل الله: المطعون شهيدٌ، والغرق شهيدٌ وصاحب ذات الجنب شهيد، والمبطون شهيد، والحرق شهيد، والذي يموت تحت الهدم شهيد، والمرأة تموت بجمعٍ شهيدة)) والذي في نسخةٍ رزين التي عندي إنما هو أن جابر بن عتيك أخبره: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جاء يعود عبد الله بن ثابت فوجده قد غلب فصاح به فلم يجبه
[ص:479] فاسترجع، وقال: غلبنا عليك يا أبا الربيع، وساق الحديث، وفي آخره: ((والمرأة تموت بجمعٍ شهيدة)). انتهى بلفظه فصحَّ أنه جابر بن عتيك عند رزين لا جابر بن عبد الله وقوله: ((شهيدة)) ظاهر في أن الحديث عنده بلفظ الثلاثة أيضًا (1).
_________
(1) أبو داود (3111)، والنسائي 4/ 13 - 14، ومالك 1/ 202،وصححه الألباني في صحيح أبي داود (2668).(2/478)
6144 - سعيد بن زيد رفعه: ((من قتل دون مالهٍ فهو شهيده، ومن قتل دون دمه فهو شهد، ومن قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد)). لأصحاب السنن (1).
_________
(1) أبو داود (4772)، والترمذي (1421)، والنسائي 7/ 116 - 117. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (1148).(2/479)
6145 - سويد بن مقرن رفعه: ((من قتل دون مظلمة فهو شهيدٌ)) للنسائي (1).
_________
(1) النسائي 7/ 117، وصححه الألباني في ((صحيح الجامع الصغير)) (6447).(2/479)
6146 - رجل من الصحابة: أغرنا على حي من جهينة فطلب رجلٌ من المسلمين رجلاً منهم فضربه فأخطأ وأصاب نفسه، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((أخاكم يا معشر المسلمين، فابتدره الناس، فوجدوه قد مات، فلفه - صلى الله عليه وسلم - بثيابه ودمه وصلى عليه ودفنه فقالوا: يا رسول الله أشهيدٌ هو؟ قال: ((نعم، وأنا له شهيد)) لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (2539)، وضعفه الألباني في ((ضعيف أبي داود)) (546).(2/479)
6147 - العرباض بن سارية) رفعه: ((يختصم الشهداء والمتوفون على فرشهم إلى ربنا في الذين يتوفون من الطاعون، فيقول الشهداء: قتلوا كما قتلنا ويقول المتوفون على فرشهم: إخواننا ماتوا على فرشهم كما متنا، فيقول ربنا: انظروا إلى جراحهم فإن أشبهت جراح المقتولين فإنهم منهم ومعهم، فإذا جراحهم قد أشبهت جراحهم)) للنسائي (1).
_________
(1) النسائي 6/ 37 - 38، وحسن إسناده الحافظ في ((الفتح)) 10/ 194،وصححه الألباني في صحيح النسائي (2966).(2/479)
6148 - ابن عمر: أن عمر غسل وكفن وصلي عليه، وكان شهيدًا رحمه الله. لمالك (1).
_________
(1) مالك 2/ 396.(2/479)
وجوب الجهاد وصدق النية فيه وآدابه(2/480)
6149 - أبو هريرة رفعه: ((الجهاد واجبٌ عليكم مع كل أميرٍ برًا كان أو فاجرًا، والصلاة واجبةٌ عليكم خلف كل مسلمٍ برًا كان أو فاجرًا، وإن عمل الكبائر والصلاة واجبة على كل مسلم برًا كان أو فاجرًا، وإن عمل الكبائر)) لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (2533)، وقال المنذري في ((مختصره)) 3/ 380: هذا منقطع، مكحول لم يسمع من أبي هريرة. وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (545).(2/480)
6150 - أنس رفعه: ((جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم)) لأبي داود والنسائي (1).
_________
(1) أحمد 3/ 124, وأبو داود (2504)، والنسائي 6/ 7، وقال الحاكم 2/ 81: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه؛ ووافقه الذهبي. وصححه الألباني في صحيح أبي داود (2186).(2/480)
6151 - عائشة رفعته: ((لا هجرة بعد الفتح، ولكن جهاد ونية، وإذا استنفرتم فانفروا)) للشيخين (1).
_________
(1) البخاري (2825)، ومسلم (1353).(2/480)
6152 - أبو هريرة رفعه: ((من مات ولم يغزو لم يحدث به نفسه مات على شعبةٍ من النفاق)). قال ابن المبارك رحمه الله: فنرى أن ذلك كان على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -. لمسلم وأبي داود والنسائي (1).
_________
(1) مسلم (1910).(2/480)
6153 - أبو أمامة رفعه: ((من لم يغز ولم يجهز غازيًا أو يخلف غازيًا في أهله بخير أصابه الله بقارعةٍ قبل يوم القيامة)) لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (2503)، وابن ماجة (2762)،وقال المنذري في ((مختصره)) 3/ 366: والقاسم فيه مقال. وقال الألباني في ((صحيح سنن أبي داود)) (2185): إسناده حسن، رجاله ثقات؛ على خلاف المعروف في القاسم.(2/480)
6154 - أبو هريرة رفعه: ((لا تمنوا لقاء العدو، وإذا لقيتموهم فاصبروا)) للشيخين (1).
_________
(1) البخاري (3026)، ومسلم (1741).(2/480)
6155 - سلمة بن نفيل الكندي: كنت جالسًا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال رجل: يا رسول الله أذال الناس الخيل، ووضعوا السلاح، وقالوا: لا جهاد، وقد وضعت الحرب أوزارها فأقبل - صلى الله عليه وسلم - بوجهه، قال: ((كذبوا، الآن جاء القتال، ولا
[ص:481] يزال من أمتي أمة يقاتلون على الحق ويزيغ الله لهم قلوب أقوامٍ ويرزقهم منهم حتى تقوم الساعة)). للنسائي مطولاً (1).
_________
(1) النسائي 6/ 214 - 215، وقال الحاكم 4/ 447 - 448: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. وتعقبه الذهبي بقوله: الشيخان لم يخرجا لأرطأة، وهو ثبت والخبر من غرائب الصحاح. وصححه الألباني في صحيح النسائي (3333).(2/480)
6156 - ابن عمر [رفعه] (1): ((إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد، سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم)). لأبي داود (2).
_________
(1) زيادة يقتضيها السياق.
(2) أبو داود (3462)، وقال المنذري في ((مختصره)) 5/ 102 - 103: في إسناده: إسحاق بن أسيد أبو عبد الرحمن الخرساني، نزل مصر، لا يحتج بحديثه، وفيه أيضا: عطاء الخرساني، وفيه مقال. وقال الألباني في ((الصحيحة)) (11): وهو حديث صحيح لمجموع طرقه.(2/481)
6157 - أبو أمامة: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - ورأى سكة أو شيئًا من آلة الحرث يقول: ((لا يدخل هذا بيت قومٍ إلا أدخله الله الذلَّ)). للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (2321).(2/481)
6158 - أبو موسى: سئل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الرجل يقاتل شجاعةً، ويقاتل حميةً، ويقاتل رياءً، أيُّ ذلك في سبيل الله؟ فقال: ((من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله)). للستة إلا مالكًا (1).
_________
(1) البخاري (3126)، ومسلم (1904).(2/481)
6159 - أبو أمامة: جاء رجل إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فقال: أرأيت رجلاً غزا يلتمس الأجر والذكر، ماله؟ فقال: ((لا شيء له)) فأعادها ثلاث مرار يقول: ((لا شيء له)) ثم قال: ((إن الله تعالى لا يقبل من العمل إلا ما كان له خالصًا، وابتغي به وجهه)) (1).
_________
(1) النسائي 6/ 25، وقال الألباني في ((صحيح الترغيب)) (8): رواه أبو داود، والنسائي بإسناد جيد.(2/481)
6160 - عبادة رفعه: ((من غزا في سبيل الله ولم ينو إلا عقالاً فله ما نوى)) (1).
_________
(1) النسائي 6/ 24 - 25، والضياء في ((المختارة))، وقال الحاكم 2/ 109: صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي. وحسنه الألباني في صحيح النسائي (2941).(2/481)
6161 - شداد بن الهاد: أن رجلاً من الأعراب جاء النبي - صلى الله عليه وسلم - فآمن به واتبعه ثم قال: أهاجر معك فأوصى به - صلى الله عليه وسلم - بعض أصحابه، فلما كانت غزاة غنم النبي - صلى الله عليه وسلم - شيئًا فقسم وقسم له فأعطى أصحابه ما قسم له، وكان يرعى ظهرهم فلما جاء دفعوه إليه فقال: ما هذا؟ قالوا: قسمٌ قسم لك النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخذه فجاء به فقال: ما هذا؟ قال: قسمته لك. قال: ما على هذا اتبعتك، ولكن اتبعتك على أن أرمى
[ص:482] إلى هاهنا- وأشار إلى حلقه- بسهم فأموت فأدخل الجنة. فقال: إن تصدق الله يصدقك، فلبثوا قليلاً، ثم نهضوا في قتال العدو فأتي به - صلى الله عليه وسلم - يحمل قد أصابه سهم حيث أشار، فقال: ((أهو هو))؟ قالوا: نعم. قال: ((صدق الله فصدقه)) ثم كفنه - صلى الله عليه وسلم - في جبة النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، ثم قدمه فصلَّى عليه، فكان مما ظهر من صلاته: ((اللهمَّ هذا عبدك خرج مهاجرًا في سبيلك فقتل شهيدًا، أنا شهيدٌ على ذلك)). هي للنسائي (1).
_________
(1) النسائي (4/ 60 - 61)، وصححه الألباني في صحيح النسائي (1845).(2/481)
6162 - عبد الرحمن بن أبي عقبة، عن أبيه: وكان مولى من أهل فارس شهدت مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أحدًا فضربت رجلاً من المشركين، فقلت: خذها وأنا الغلام الفارسي، فالتفت إلي - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((هلا قلت وأنا الغلام الأنصاري)) (1).
_________
(1) أبو داود (5123)، وابن ماجة (2784). وضعفه الألباني في ((المشكاة)) (4903).(2/482)
6163 - قيس بن عبيد: كان أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - يكرهون الصوت عند القتال (1).
_________
(1) أبو داود (2656) , وصححه الألباني في ((المشكاة))) (3951)(2/482)
6164 - ابن عمر: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان هو وجيوشه إذا علوا الثنايا كبروا، وإذا هبطوا سبحوا، فوضعت الصلاة على ذلك (1).
_________
(1) أبو داود (2599)، وصححه الألباني في صحيح أبي داود (2264).(2/482)
6165 - سمرة كان شعار المهاجرين: عبد الله، وشعار الأنصار عبد الرحمن (1).
_________
(1) أبو داود (2595)، وقال المنذري في ((مختصره)) (3/ 407): في إسناده الحجاج بن أرطأة، ولا يحتج بحديثه. وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (558).(2/482)
6166 - سلمة بن الأكوع: أمر علينا النبي - صلى الله عليه وسلم - مرة أبا بكر في غزاةٍ فبيتنا أناسًا من المشركين نقتلهم، وقتلت أنا بيدي تلك الليلة سبعة أهل أبياتٍ، وكان شعارنا: أمت أمت. وفي روايةٍ: يا منصور أمت (1).
_________
(1) أبو داود (2596)، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي 2/ 107، وقال الألباني في ((صحيح أبي داود)) (2297): إسناده حسن صحيح على شرط مسلم.(2/482)
6167 - كعب بن مالك: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا غزا ناحيةً ورى بغيرها وكان يقول: ((الحرب خدعة)). هي لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (2637)، وأخرجه ابن حبان بتمامه 8/ 155 - 163، وقال الألباني في ((صحيح أبي داود)) (2295): إسناده صحيح.(2/483)
6168 - أنس: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا غزا قال: ((اللهم أنت عضدي ونصيري، وبك أقاتل)) (1).
_________
(1) أبو داود (2632)، ورواه الضياء في ((المختارة)) 6/ 339 - 340، ورواه أيضا الترمذي (3584)، وقال: حديث حسن غريب. وصححه الألباني في صحيح أبي داود (2291).(2/483)
6169 - المهلب: عمن سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((إن بيتكم العدو فقولوا: حم لا ينصرون)). هما لأبي داود، والترمذي (1).
_________
(1) أبو داود (2597)، والترمذي (1682). وقال الحاكم 2/ 107: حديث صيح الإسناد على شرط الشيخين، إلا أن فيه إرسال، فإذا الرجل الذي لم يسمه المهلب البراء بن عازب، ووافقه الذهبي وقال: تابعه زهير بن معاوية. وصححه الألباني في صحيح أبي داود (2262).(2/483)
6170 - معاذ رفعه: ((الغزو غزوان فأما من ابتغى وجه الله، وأطاع الإمام، وأنفق الكريم، وياسر الشريك، واجتنب الفساد فإن نومه ونبهه أجرٌ كله، وأما من غزا فخرًا ورياءً [وسمعةً] (1)، وعصى الإمام، وأفسد في الأرض فإنه لم يرجع بالكفاف)). لمالك وأبي داود والنسائي (2).
_________
(1) من (ب).
(2) أبو داود (2515)، والنسائي6/ 49، ومالك 2/ 372،وحسنه الألباني في صحيح أبي داود (2195).(2/483)
6171 - ابن عمر: قال له رجل: أريد أن أبيع نفسي من الله فأجاهد حتى أقتل، فقال: ويحك، وأين الشروط؟ أين قوله: {التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ} [التوبة: 112]. الآية. لرزين.(2/483)
6172 - محمد بن الحجاج بن حسين بن السائب بن أبي لبابة، حدثني أبي، عن أبيه قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم بدرٍ: ((كيف تقاتلونهم إذا لقيتموهم))؟ فقال عاصم بن ثابت: يا رسول الله، إذا كان القوم منَّا حيث ينالهم النبل كانت المراماة بالنبل، فإذا اقتربوا كانت لهم المراضخة بالحجارة حجرٌ في يده وحجران في حجزته، فإذا اقتربوا كانت المداعمة بالرماح، فإذا انتقضت الرماح كان الجلاد بالسيوف. فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((بهذا أنزلت الحرب من قاتل فليقاتل قتال عاصم)). ((للكبير)) ومحمد بن الحجاج مجهولٌ (1).
_________
(1) الطبراني 5/ 34 (4513))، وقال الهيثمي 5/ 327: فيه: ومحمد بن الحجاج قال: أبو حاتم: مجهول.(2/483)
6173 - مالك بلغني: أن عمر كان يقول: كرم المؤمن تقواه ودينه
[ص:484] حسبه ومروءته خلقه والجرأة والجبن غرائز يضعها الله حيث يشاء، فالجبان يفر عن أبيه وأمه، والجريء يقاتل عمن لا يئوب به إلى رحله، والقتل حتف من الحتوف، والشهيد من احتسب نفسه على الله (1).
_________
(1) مالك2/ 369.(2/483)
أحكام وأسباب تتعلق بالجهاد(2/484)
6174 - بريدة: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا أمر أميرًا على جيش أو سريةٍ أوصاه في خاصةِ نفسه بتقوى الله ومن معه من المسلمين خيرًا، ثم قال: ((اغزوا بسم الله، في سبيل الله، قاتلوا من كفر بالله، اغزوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليدا، وإذا لقيت عدَّوك من المشركين فادعهم إلى ثلاث خصالٍ فأيتهن ما أجابوك فاقبل منهم، وكف عنهم، ثم ادعهم إلى الإسلام، فإن أجابوك فاقبل منهم، وكف عنهم ثم ادعهم إلى التحول من دارهمٍ إلى دار المهاجرين، وأخبرهم أنهم إن فعلوا ذلك فلهم ما للمهاجرين وعليهم ما على المهاجرين، فإن أبوا أن يتحولوا منها فأخبرهم أنهم يكونون كأعراب المسلمين، يجري عليهم حكم الله الذي يجري على المؤمنين، ولا يكون لهم في الغنيمة والفيء شيء إلا أن يجاهدوا مع المسلمين، فإن هم أبوا فاسألهم الجزية فإن هم أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم، فإن أبوا فاستعن بالله عليهم، وقاتلهم، وإذا حاصرت أهل حصن فأرادوك أن تجعل لهم ذمة الله وذمة نبيه فلا تجعل لهم ذمة الله ولا ذمة نبيه، ولكن اجعل لهم ذمتك وذمة أصحابك، فإنكم إن تخفروا ذممكم وذمم أصحابكم أهون من أن تحفروا ذمة الله وذمة رسوله وإذا حاصرت أهل حصنٍ وأرادوك أن تنزلهم على حكم الله فلا تنزلهم على حكم الله ولكن أنزلهم على حكمك فإنك لا تدري أتصيب فيهم حكم الله أم لا)). لأبي داود والنسائي ومسلم بلفظه (1).
_________
(1) مسلم (1731).(2/484)
6175 - أنس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا بعث جيشًا قال: ((انطلقوا بسم الله، ولا تقتلوا شيخًا فانيًا ولا طفلاً صغيرًا ولا امرأة ولا تغلوا وضموا غنائمكم وأصلحوا وأحسنوا إن الله يحب المحسنين)). لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (2614)، وضعفه الألباني في ((ضعيف أبي داود)) (561).(2/485)
6176 - ابن عمر: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أغار على بني المصطلق وهم غارون وأنعامهم تسقى على الماء، فقتل مقاتلهم، وسبي ذراريهم وأصاب يومئذ جويرية. للشيخين وأبي داود (1).
_________
(1) البخاري (2541)، ومسلم (1730).(2/485)
6177 - سمرة رفعه: ((اقتلوا شيوخ المشركين واستبقوا شرخهم)) - يعني من لم ينبت منهم. للترمذي وأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (2670)، والترمذي (1583)، وضعفه الألباني في ((ضعيف الجامع)) (1063).(2/485)
6178 - يحيى بن سعيد: أن أبا بكرٍ بعث جيوشًا إلى الشام، فخرج يشيعهم فمشى مع يزيد بن أبي سفيان وكان أمير ربعٍ من تلك الأرباع فقال يزيد لأبي بكرٍ: إما أن تركب، وإما أن أنزل. فقال له: ما أنت بنازلٍ، ولا أنا براكبٍ، إني احتسب خطاي في سبيل الله، ثم قال: إنك ستجد قومًا زعموا أنهم حبسوا أنفسهم لله فدعهم وما زعموا أنهم حبسوا أنفسهم له، وستجد قومًا فحصوا عن أوساط رءوسهم من الشعر، فاضرب ما فحصوا عنه بالسيف؛ فإني موصيك بعشر: لا تقتلن امرأةً ولا صبيًا ولا كبيرًا هرمًا، ولا تقطع شجرًا مثمرًا، ولا تخربن عامرًا، ولا تعقرن شاةً ولا بعيرًا؛ إلا لمأكلةٍ ولا تغرقنَّ نخلاً، ولا تحرقنه، ولا تغلوا ولا تجبنوا. لمالك (1).
_________
(1) مالك 2/ 358.(2/485)
6179 - النعمان بن مقرن: غزوت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - غزوات فكان إذا طلع الفجر أمسك عن القتال حتى تطلع الشمس، فإذا طلعت قاتل، حتى إذا انتصف النهار أمسك حتى تزول الشمس، فإذا زالت قاتل حتى العصر، ثم أمسك حتى يصلي العصر، ثم قاتل، وكان يقول: ((عند هذه الأوقات تهيج رياح النصر ويدعو المؤمنون لجيوشهم في صلاتهم)). لأبي داود والترمذي بلفظه (1).
_________
(1) أبو داود (2655)، والترمذي (1612)، وهو عند البخاري معلقًا بلفظ مقارب. وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (275).(2/485)
6180 - أنس: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إنما يغير إذا طلع الفجر، وكان يستمع الأذان فإنا سمع أذانًا أمسك، وإلا أغار، فسمع رجلاً يقول: الله أكبر الله أكبر، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((على الفطرة))، ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله، فقال: ((خرجت من النار)) فنظر فإذا هو راعي معزٍ. للترمذي وأبي داود ومسلم بلفظه (1).
_________
(1) مسلم (382).(2/486)
6181 - عصام المزني: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا بعث جيشًا أو سريةً يقول لهم: ((إذا رأيتم مسجدًا أو سمعتم مؤذنًا فلا تقتلوا أحد)). لأبي داود والترمذي (1).
_________
(1) أبو داود (2635)، والترمذي (1549)، وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (267).(2/486)
6182 - جبير بن حية: بعث عمر الناس في أفناء الأمصار يقاتلون المشركين، فأسلم الهرمزان قال: إني مستشيرك في مغازي هذه. قال: نعم، مثلها ومثل من فيها من المسلمين مثل طائرٍ له رأسٌ وجناحان، وله رجلان، فإن كسر أحد الجناحين نهضت الرجلان بجناحٍ والرأس، فإن كسر الجناح الآخر نهضت الرجلان والرأس فإن شدخ الرأس ذهبت الرجلان والجناحان، فالرأس كسرى، والجناح قيصر، والجناح الآخر فارس، فامرَّ المسلمين أن ينفروا إلى كسرى قال جبير بن حية فندبنا عمر واستعمل علينا النعمان بن مقرنٍ حتى إذا كنا بأرض العدو خرج علينا عامل كسرى في أربعين ألفًا، فقام ترجمان فقال: ليكلمني رجلٌ منكم. فقال المغيرة: سل عمَّا شئت. فقال: ما أنتم؟ قال: نحن ناسٌ من العرب، كنا في شقاءٍ شديدٍ، وبلاءٍ سديدٍ، نمص الجلد والنوى من الجوع، ونلبس الوبر والشعر ونعبد الشجر والحجر، فبينا نحن كذلك إذ بعث رب السموات ورب الأرضين إلينا نبيًّا من أنفسنا، نعرف أباه وأمَّه، فأمرنا نبينا رسول ربنا أن نقاتلكم حتى تعبدوا الله وحده أو تؤدوا الجزية، وأخبرنا نبينا عن رسالة ربنا أنه من قتل منا صار إلى الجنة في نعيم لم ير مثله، ومن بقي منا يملك رقابكم. فقال النعمان: ربما أشهدك الله مثلها مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فلم
[ص:487] يندمك ولم يخزك، ولكن شهدت القتال مع النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا لم يقاتل في أول النهار انتظر حتى تهب الرياح وتحضر الصلوة. للترمذي والبخاري بلفظه (1).
_________
(1) البخاري (3159).(2/486)
6183 - أبو سعيد: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث بعثًا إلى بني لحيان من هذيل، فقال: ((ليخرج من كل رجلين رجلٌ ثم قال للقاعد: أيكم خلف الخارج في أهله وماله بخير كان له مثل نصف أجر الخارج)). لمسلم وأبي داود بلفظه (1).
_________
(1) مسلم (1896).(2/487)
6184 - ابن عمر: بعثنا النبي - صلى الله عليه وسلم - في سريةٍ فحاص الناسُ حيصةً، فقدمنا المدينة. فاختبأنا بها وقلنا: هلكنا ثم أتينا النبي - صلى الله عليه وسلم - فقلنا: يا رسول الله نحن الفرارون.
قال: ((بل أنتم العكارون وأنا فئتكم)). لأبي داود والترمذي بلفظه (1).
_________
(1) أبو داود (2647)، والترمذي (1716). وقال: حديث حسن لا نعرفه إلا من جهة يزيد بن أبي زياد، وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (290).(2/487)
6185 - عبد الله بن كعب بن مالك) أن جيشًا من الأنصار كانوا بأرض فارس مع أميرهم، وكان عمر يعقب له الجيوش في كل عام فشغل عنهم عمر فلما مرَّ الأجل قفل أهل ذلك الثغر، فاشتد عليهم، وأوعدهم وهم أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - قالوا: يا عمر إنك غفلت وتركت فينا الذي أمر به النبي - صلى الله عليه وسلم - من إعقاب بعض الغزية بعضًا. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (2960)، وقال الألباني في ((صحيح أبي داود)) (2565): صحيح الإسناد.(2/487)
6186 - ابن عباس رفعه: ((من فر من اثنين فقد فر ومن فر من ثلاثة فلم يفر)). ((للكبير)) (1).
_________
(1) الطبراني 11/ 93 (11151)، وقال الهيثمي 5/ 328: رجاله ثقات. صححه الألباني في الإرواء (1206).(2/487)
6187 - نجدة بن عامر الحروري: أنه كتب إلى ابن عباسٍ: هل كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يغزو بالنساء؟ وهل كان يضرب لهم بسهمٍ؟ كان يقتل الصبيان؟ ومتى ينقضي يتم اليتيم؟ والخمس لمن هو؟ فقال ابن عباس: لولا أن أكتم علمًا ما كتبت إليه كتبت تسألني: هل كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يغزو بالنساء؟ فقد كان يغزو بهنَّ فيداوين الجرحى، ويحذين من الغنيمة، وأما سهم فلم يضرب لهن، وإنه لم يكن يقتلُ
[ص:488] الصبيان فلا تقتل الصبيان إلا أن تكون تعلم ما علم الخضر من الصبيِّ الذي قتل. وزاد في أخرى: وتميز المؤمن فتقتل الكافر وتدع المؤمن، وأما اليتيم فلعمري إن الرجل لتنبت لحيته وإنه لضعيف الأخذ لنفسه، ضعيف العطاء منها، وإذا أخذ لنفسه من صالح ما يأخذ الناس فقد ذهب عنه اليتم، وأما الخمس فإنا نقول: هو لنا فأبى علينا قومنا ذاك (1).
_________
(1) مسلم (1812).(2/487)
6188 - وفي روايةٍ: كتب نجدة يسأل عن أشياء، وعن المملوك أله في الفيء شيء؟ فقال ابن عباسٍ: لولا أن يأتي أحموقةٌ ما كتبتُ، أما المملوك فكان يحذى. لمسلم وأبي داود والترمذي (1).
_________
(1) أبو داود (2727).(2/488)
6189 - وللنسائي عن يزيد بن هرمز: أنا كتبت كتاب ابن عباس إلى نجدة، كتب إليه: كتبت تسألني عن سهم ذي القربى لمن هو؟ وهو لنا أهل البيت وقد كان عمر دعانا أن ينكح منه أيمنا ويحذى منه عائلنا ويقضى منه عن غارمنا فأبينا إلا أن يسلمه إلينا وأبى ذلك فتركناه عليه (1).
_________
(1) النسائي 7/ 129، وهو عند مسلم (1812).(2/488)
6190 - الربيع بنت معوذ: لقد كنا نغزو مع النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ لنسقي القوم ونخدمهم ونرد القتلى والجرحى إلى المدينة. للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (5679).(2/488)
6191 - أم عطية: غزوت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سبع غزوات أخلفهم في رحالهمٍ: فأصنع لهم الطعام، وأداوي الجرحى، وأقوم على المرضى. لمسلم (1).
_________
(1) مسلم (1812) 142.(2/488)
6192 - حمزة الأسلمي: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمره على سريةٍ، قال: فخرجت فيها، وقال: ((إن وجدتم فلانًا فأحرقوه بالنار))، فوليت فناداني فرجعت إليه فقال: ((إن وجدتم فلانًا فاقتلوه، ولا تحرقوه، فإنه لا يعذب بالنار إلا رب النار)) (1).
_________
(1) أبو داود (2673)، وصححه الحافظ في ((الفتح)) 6/ 149, وصححه الألباني في صحيح أبي داود (2327).(2/489)
6193 - أسامة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان عهد إليه قال: أغر على ابُنْيَ صباحًا، وحرق، قيل لأبي مسهرٍ: أبنى. قال: نحن أعلم، هي يبنا فلسطين (1).
_________
(1) أبو داود (2617)، وابن ماجة (2843). وضعفه الألباني في ((ضعيف أبي داود)) (562).(2/489)
6194 - ابن يعلى: غزونا مع عبد الرحمن بن خالد بن الوليد فأتي بأربعة أعلاجٍ من العدوِّ فأمر بهم فقتلوا بالنبل صبرًا (1).
_________
(1) أبو داود (2687)، وضعفه الألباني في ((ضعيف أبي داود)) (576).(2/489)
وفي روايةٍ: بالنبل صبرًا، فبلغ ذلك أبا أيوب الأنصاري فقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينهى عن القتل الصبر، فوالذي نفسي بيده لو كانت دجاجة ما صبرتها فبلغ ذلك عبد الرحمن بن خالدٍ فأعتق أربع رقابٍ. هي لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (2687).(2/489)
6196 - ابن عمرو بن العاص رفعه: ((ما من غازيةٍ تغزو في سبيل الله فيصيبون الغنيمة إلا تعجلوا ثلثي أجرهم من الآخرة ويبقى لهم الثلث، وإن لم يصيبوا غنيمةً تمَّ لهم أجرهم)). لمسلم وأبي داود والنسائي (1).
_________
(1) مسلم (1906).(2/489)
6197 - أنس رفعه: ((لقد تركتم بالمدينة أقوامًا ما سرتم مسيرًا، ولا أنفقتم من نفقةٍ، ولا قطعتم من واد إلا وهم معكم فيه))، قالوا: يا رسول الله وكيف يكونون معنا وهم بالمدينة؟ قال: ((حبسهم العذر)) (1).
_________
(1) البخاري (2839).(2/489)
6198 - أبو هريرة رفعه: ((عجب ربنا من قوم يقادون إلى الجنة في السلاسل يعني: الأسير يوثق ثم يسلم)). هما للبخاري وأبي داود بلفظه (1).
_________
(1) البخاري (3010).(2/489)
6199 - أنس: أن فتىً من أسلم قال: إني أريد الغزو يا رسول الله وليس معي مالٌ أتجهز به. قال: ((ائت فلانًا فإنَّه كان قد تجهز فمرض فأتاه)) فقال: إن
[ص:490] النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرئك السلام ويقول: أعطني الذي تجهزت به فقال: يا فلانة لأهله أعطيه الذي تجهزت به، ولا تحبسي عنه شيئًا منه، فوالله لا تحبسي منه شيئًا فيبارك لك فيه. لمسلم وأبي داود (1).
_________
(1) مسلم (1894).(2/489)
6200 - سمرة قال: أما بعد فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - سمى خيلنا خيل الله إذا فزعنا، وكان يأمرنا إذا فزعنا بالجماعة والصبر والسكينة إذا قاتلنا. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (2560)، وضعفه الألباني في ((ضعيف أبي داود)) (551).(2/490)
6201 - ابن عباس رفعه: ((خير الصحابة أربعةٌ وخير السرايا أربعمائة وخير الجيوش أربعة آلافٍ، ولن تغلب اثنا عشر ألفا من قلةٍ)). للترمذي وأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (2611)، وقال: والصحيح أنه مرسل، والترمذي (1555)، وقال: هذا حديث حسن غريب. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (1259).(2/490)
6202 - أبو أمامة: لقد فتح الفتوح قومٌ ما كانت حلية سيوفهم الذهب ولا الفضة، إنما كانت حليتهم العلابى والآنك والحديد. للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (2909).(2/490)
6203 - أبو طلحة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا ظهر على قومٍ أقام بالعرصة ثلاث ليالٍ. للشيخين وأبي داود والترمذي (1).
_________
(1) البخاري (3065)، ومسلم (2875).(2/490)
6204 - ابن عمر: كان إذا أعطى شيئًا في سبيل الله يقول لصاحبه: إذا بلغت وادي القرى فشأنك به. لمالك (1).
_________
(1) مالك 2/ 359.(2/490)
6205 - عمران بن حصين: كانت ثقيف حلفاء لبني عقيلٍ، فأسرت ثقيف رجلين من الصحابة، وأسر الصحابة رجلاً من بني عقيل، وأصابوا معه العضباء، فأتى عليه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - وهو في الوثاق فقال: يا محمد فأتاه، فقال: ((ما شأنك))؟ فقال: بم أخذتني، وبم أخذت سابقة الحاج يعني: العضباء-؟ فقال: أخذتك بجريرة حلفائك ثقيف))، ثم انصرف عنه فناداه يا محمد، يا محمد وكان
[ص:491] صلى الله عليه وسلم - رحيمًا رفيقًا، فرجع إليه فقال: ((ما شأنك))؟ قال:: إني مسلمٌ، قال: ((لو قلتها وأنت تملك أمرك أفلحت كل الفلاح)) ثم انصرف عنه فناداه: يا محمد يا محمد، فأتاه فقال: ((ما شأنك))؟ فقال: إني جائعٌ، فأطعمني وظمآن فاسقني، قال: ((هذه حاجتك)) ففدى بالرجلين وأسرت امرأة من الأنصار وأصيبت العضباء، فكانت المرأة في الوثاق، وكان القوم يريحون نعمهم بين يدي بيوتهم، فانفلتت ذات ليلةٍ من الوثاق فأتت الإبل فجعلت إذا دنت من البعير رغى فتتركه حتى تنتهي إلى العضباء فلم ترغ وهي ناقة منوقة.
وفي روايةٍ: مجرسةٌ فقعدت في عجزها، ثم زجرتها فانطلقت، ونذروا بها فطلبوها فأعجزتهم، ونذرت لله إن نجاها الله عليها لتنحرنها، فلما قدمت المدينة رآها الناس. فقالوا: العضباء ناقة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت: إنها نذرت إن نجاها الله عليها أن تنحرها فأتوا النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكروا ذلك له فقال: ((سبحان الله، بئس ما جزتها نذرت لله إن نجاها الله عليها لتنحرنها، لا وفاء لنذر في معصيةٍ، ولا فيما لا يملك العبد)). لمسلم وأبي داود (1).
_________
(1) مسلم (1641).(2/490)
6206 - ابن عباس: أن المشركين أرادوا أن يشتروا جسد رجلٍ من المشركين فأبى النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يبيعهم. للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (1715)، وقال: حسن غريب. وقال أحمد بن حنبل: ابن أبي ليلى لا يحتج بحديثه، وقال البخاري: إنما يهم في الإسناد. أ. هـ. بتصرف. وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (289).(2/491)
6207 - فيروز الديلمي: أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - برأس الأسود العنسي (1).
_________
(1) الطبراني 18/ 330 (848)، وقال الهيثمي 5/ 330: رجاله ثقات.(2/491)
6208 - عمرو بن العاص أنه لما بعثه النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى غزوة ذات السلاسل منع الناس أن يوقدوا نارًا ثلاثًا، وحين هزم العدو منع الناس أن يطلبوا العدو، فشكوا ذلك إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - حين رجعوا فقال: يا رسول الله كانوا قليلاً فكرهت أن يطلبوا العدو وخفت أن يكون لهم مادة فيعطفون عليهم، ونهيتهم أن يوقدوا نارًا؛ خشية أن يرى العدو قلتهم، فحمد - صلى الله عليه وسلم -
[ص:492] أمره. هما ((للكبير)) (1).
_________
(1) ذكره الهيثمي 5/ 319 - 320، وقال: رواه الطبراني بإسنادين، ورجال الأول رجال الصحيح.(2/491)
6209 - نافع أن عبدًا لابن عمر أبق وأن فرسًا غار فأصابهما المشركون ثم غنمهما المسلمون فردا على عبد الله بن عمر، وذلك قبل أن تصيبهم المقاسم. للبخاري وأبي داود و ((الموطأ)) بلفظه (1).
_________
(1) البخاري معلقا بعد حديث (3067).(2/492)
الأمان والهدنة والجزية ونقض العهد والغدر(2/492)
6210 - عثمان بن أبي حازم، عن أبيه، عن جدِّه صخرٍ: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - غزا ثقيفًا، فلما سمع صخر ركب في خيلٍ يمده فوجده - صلى الله عليه وسلم - قد انصرف ولم يفتح فجعل صخرٌ عهدًا لله وذمته أن لا يفارق هذا القصر حتى ينزلوا على حكم النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلم يفارقهم حتى نزلوا على حكمه، فكتب إليه صخر: أما بعد فإن ثقيفًا قد نزلت على حكمك يا رسول الله، وإني مقبل بهم وهم في خيلٍ، فأمر - صلى الله عليه وسلم - بالصلاة جامعةً، فدعا لأحمس عشر دعوات: ((اللهم بارك لأحمس في خيلها ورجالها))، وأتاه القوم فكلمه المغيرة بن شعبة فقال: يا رسول الله إن صخرًا أخذ عمتي وقد دخلت فيما دخل فيه المسلمون فدعاه فقال: ((يا صخر، إن القوم إذا أسلموا فقد أحرزوا دماءهم وأموالهم، فادفع إلى المغيرة عمته)). فدفعها إليه، وسأل النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: ماءً كان لبني سليم قد هربوا عن الإسلام وتركوا ذلك الماء؟ أنزل فيه أنا وقومي فأنزله، وأسلموا يعني: السلميين، فأتوا صخرًا وسألوه أن يدفع إليهم الماء فأبى فأتوا النبي - صلى الله عليه وسلم - فدعاه فقال: ((يا صخر إن القوم إذا أسلموا أحرزوا أموالهم ودماءهم فادفع إلى القوم ماءهم)) قال: نعم يا نبي الله، ورأيت وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتغير عند ذلك حمرةً؛ حياءً من أخذه الجارية وأخذه الماء. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (3067)، وقال المنذري في ((مختصره)) 4/ 263: في إسناده أبان بن عبد الله بن أبي حازم، وقد وثقه يحيى بن معين، وقال الإمام أحمد: صدوق صالح الحديث. وقال ابن عدي: وأرجو أنه لا بأس به، وقال أبو حاتم بن حبان البستي: وكان ممن فحش خطؤه وانفرد بمناكير. وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (670).(2/492)
6211 - يزيد بن عبد الله: كنا بالبصرة فإذا رجلٌ أشعث بيده قطعة أديم أحمر قلنا: كأنك من أهل البادية؟ قال: أجل، قلنا: ناولنا هذه القطعة التي
[ص:493] في يدك فناولنا هي فإذا فيها، من محمدٍ رسول الله إلى بني زهير بن أقيش إنكم إن شهدتم أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله وأقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وآتيتم الخمي من المغنم وسهم رسول الله وسهم الصفي أنتم آمنون بأمان الله ورسوله فقلنا: من كتب هذا الكتاب؟ قال: النبي - صلى الله عليه وسلم - لأبي داود والنسائي (1).
_________
(1) أبو داود (2999)، والنسائي 7/ 134، ورواه ابن الجارود في ((المنتقى)) (1099)، وصححه الألباني في ((صحيح أبي داود)) (2592).(2/492)
6212 - عامر بن شهرٍ: لما خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - قالت لي همدان هل أنت آتٍ هذا الرجل ومرتاد لنا؟ فإن رضيت لنا شيئًا قبلناه وإن كرهت شيئًا كرهناه. قلت: نعم فقدمت عليه - صلى الله عليه وسلم - فرضيت أمره وأسلم قومي وكتب هذا الكتاب إلى عمير ذي مرانٍ وبعث - صلى الله عليه وسلم - مالك بن مرارة الرهاوي إلى اليمن جميعًا فأسلم عك ذي خيوان فقيل لعك انطلق إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وخذ منه الأمان على بلدك ومالك فقدم فكتب له - صلى الله عليه وسلم -: بسم الله الرحمن الرحيم لعك ذي حيوان إن كان صادقًا في عرضه وماله ورقيقه فله الأمان وذمة الله وذمة محمدٍ رسول الله وكتبه خالد بن سعيد بن العاص (1).
_________
(1) أبو داود (3027))، وقال المنذري ((مختصره)) 4/ 245: في إسناده: مجالد، وهو ابن سعيد، وفيه مقال. وضعفه الألباني في ((ضعيف أبي داود)) (653).(2/493)
6213 - كعب بن مالك: أن كعب بن الأشرف كان يهجو النبي - صلى الله عليه وسلم - ويحرض عليه كفار قريش فكان - صلى الله عليه وسلم - حين قدم المدينة وفيها مشركون يعبدون الأوثان واليهود يؤذونه - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه فأمره الله تعالى بالصبر والعفو ففيهم نزل {وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذىً كَثِيراً} [آل عمران: 186] فأبى كعب بن الأشرف أن ينزع عن أذى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأمر - صلى الله عليه وسلم - سعد ابن معاذ أن يبعث إليه من يقتله فقتله محمد بن مسلمة وذكر قصة قتله فلما قتلوه فزعت اليهود والمشركون فغدوا إليه - صلى الله عليه وسلم - وقالوا: طرق صاحبنا وقتل فذكر لهم - صلى الله عليه وسلم - الذي كان يقول ثم دعاهم إلى أن يكتب بينه وبينهم كتابًا ينتهون إلى ما
[ص:494] فيه فكتب بينه وبين المسلمين عامةً صحيفةً (1).
_________
(1) أبو داود (3000)، وقال المنذري في ((مختصره)) 4/ 232: قوله: عن أبيه. فيه نظر، فإن أباه عبد الله بن كعب ليست له صحبة، ولا هو أحد الثلاثة الذي تيب عليهم، ويكون الحديث على هذا مرسلا، ويحتمل أن يكون أراد بأبيه جده، وهو كعب بن مالك، وصححه الألباني في ((صحيح أبي داود)) (2593) على اعتبار أن المراد بقوله: أبيه؛ أي: جده.(2/493)
6214 - ابن عباس صالح النبي - صلى الله عليه وسلم - أهل نجران على ألفي حلةٍ النصف في صفرٍ والنصف في رجب يؤدونها إلى المسلمين وعاريةً ثلاثين درعًا وثلاثين فرسًا وثلاثين بعيرًا وثلاثين من كل صنفٍ من أصناف السلاح يغزون بها والمسلمون ضامنون لها حتى يردوها عليهم إن كان باليمن كيد ذات غدر على أن لا يهدم لهم بيعة ولا يخرج لهم قس ولا يفتنوا عن دينهم ما لم يحدثوا حدثًا أو يأكلوا الربا. هي لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (3041))، وقال المنذري في ((مختصره)) 4/ 251: في سماع السدي من عبد الله بن عباس نظر، وإنما قيل: إنه رآه، ورأى ابن عمر، وسمع من أنس بن مالك رضي الله عنهم. وقال الألباني في ((ضعيف أبي داود)) (658): إسناده ضعيف؛ لكثرة خطأ أسباط الهمداني.(2/494)
6215 - زياد بن حدير قال علي: لئن بقيت لنصارى بني تغلب لأقتلن المقاتلة ولأسبين الذرية فإني كتبت الكتاب بينهم وبين النبي - صلى الله عليه وسلم - على أن لا ينصروا أولادهم.
قال أبو داود: هذا حديث منكرٌ كذا ذكره رزين ولم أجده في كتاب أبي داود قلت هو في أبي داود قبل حديث ابن عباس المتقدم بلا فاصل وفي آخره بلغني عن أحمد أنه كان ينكر هذا الحديث إنكارًا شديدًا قال أبو علي: ولم يقرأه أبو داود في العرصة الثانية. اهـ. فظاهر كلام اللؤلؤي أنه لم يوجد هذا الحديث عند كل رواة أبي داود فلهذا لم يجده المصنف في أصله (1).
_________
(1) أبو داود (3040)، وقال: هذا حديث منكر، بلغني عن أحمد - يعني: ابن حنبل - أنه كان ينكر هذا الحديث إنكارًا شديدًا. وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (657).(2/494)
6216 - العرباض بن سارية: نزلنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - خيبر ومعه من معه من أصحابه وكان صاحب خيبر رجلاً ماردًا منكرًا فأقبل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا محمد، لكم أن تذبحوا حمرنا وتأكلوا ثمرنا وتضربوا نساءنا، فغضب - صلى الله عليه وسلم - وقال: ((يا ابن عوف اركب فرسك ثم ناد إن الجنة لا تحل إلا لمؤمنٍ وأن اجتمعوا للصلاة)) فاجتمعوا ثم صلى بهم - صلى الله عليه وسلم - ثم قام فقال: ((أيحسب أحدكم متكئًا على أريكته قد يظن أن الله لم يحرم شيئًا إلا ما في هذا القرآن ألا إني والله
[ص:495] لقد وعظت وأمرت ونهيت عن أشياء إنها لمثل القرآن أو أكثر وإن الله لم يحل لكم ضرب أهل الكتاب إلا بإذن ولا ضرب نسائهم ولا أكل ثمارهم إذا أعطوا الذي عليهم)) (1).
_________
(1) أبو داود (3050)، وقال المنذري في ((مختصره)): 4/ 255: في إسناده أشعث بن شعبة المصيصي، وفيه مقال. وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (664).(2/494)
6217 - رجل من جهينة رفعه: ((لعلكم تقاتلون قومًا فتظهرون عليهم فيتقونكم بأموالهم دون أنفسهم وذراريهم فيصالحونكم على صلحٍ فلا تصيبوا منهم فوق ذلك فإنه لا يصلح لكم)). هما لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (3051)، وقال المنذري في ((مختصره)): 4/ 255: في إسناده رجل مجهول. وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (665).(2/495)
6218 - نافع: لما فدع أهل خيبر عبد الله بن عمر، قام عمر خطيبًا فقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان عامل يهود خيبر على أموالهم، وقال: ((نقركم ما أقركم والله)). وإنَّ عبد الله بن عمر خرج إلى ماله هناك، فعدي عليه من الليل، ففدعت يداه ورجلاه، وليس له هناك عدو غيرهم، هم عدونا وتهمتنا، وقد رأيت إجلاءهم. فلما أجمع عمر على ذلك أتاه أحد بني الحقيق، فقال: يا أمير المؤمنين، أتخرجنا وقد أقرنا محمد، وعاملنا على الأموال، وشرط لنا ذلك؟
فقال عمر: أظننت أني نسيت قوله - صلى الله عليه وسلم - لك: ((كيف بك إذا أخرجت من خيبر تعدو بك قلوصك ليلة بعد ليلة؟)).
فقال: كان ذلك هزيلةً من أبي القاسم، فقال: كذبت يا عدو الله، إنه لقولٌ فصلٌ وما هو بالهزل، فأجلاهم عمر، وأعطاهم قيمة ما كان لهم من الثمر، مالاً وإبلاً وعروضًا من أقتابٍ وحبال وغير ذلك. للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (2730).(2/495)
6219 - وله ولمسلم عن ابن عمر: أن عمر أجلاهم إلى تيماء وأريحاء (1).
_________
(1) البخاري (2338)، ومسلم (1551).(2/495)
6220 - ابن عمر: أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - أهل خيبر، فقاتلهم حتى ألجأهم إلى قصرهم، وغلبهم على الأرض والزرع والنخل، فصالحوه، على أن يجلوا منها ولهم ما حملت ركابهم، ولرسول الله - صلى الله عليه وسلم - الصفراء والبيضاء والحلقة
[ص:496] وهي السلاح، ويخرجون منها، واشترط عليهم أن لا يكتموا ولا يغيبوا شيئًا، فإن فعلوا فلا ذمة لهم ولا عهد، فغيبوا مسكًا فيه مالٌ وحلىُّ لحييِّ بن أخطب، كان احتمله معه إلى خيبر حين أجليت النضير، فقال - صلى الله عليه وسلم - لعم حيي واسمه سعية: ((ما فعل مسك حيي الذي جاء به من من بني النضير؟)).
قال: أذهبته النفقات والحروب، فقال: العهد قريب والمال أكثر من ذلك وقد كان حيي قتل قبل ذلك، فدفع - صلى الله عليه وسلم - سعية إلى الزبير، فمسه بعذاب، فقال: قد رأيت حييًا يطوف في خربةٍ ههنا، فذهبوا، فطافوا، فوجدوا المسك في الخربة، فقتل - صلى الله عليه وسلم - ابني أبي الحقيق، أحدهما زوج صفية بنت حييِّ، وسبا نساءهم وذراريهم، وقسم أموالهم بالنكث الذي نكثوا، وأراد أن يجليهم منها، فقالوا: يا محمد، دعنا نكون في هذه الأرض نصلحها ونقوم عليها، ولم يكن له - صلى الله عليه وسلم - ولا لأصحابه غلمان يقومون عليها، وكانوا لا يفرغون أن يقوموا عليها، فأعطاهم خيبر على أنَّ لهم الشطر من كل زرعٍ وشيءٍ ما بدا للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم -. للبخاري وأبي داود مطولاً (1).
_________
(1) البخاري (2328)، وأبو داود (3006).(2/495)
6221 - الزهري: أن بعض خيبر فتح عنوةً وبعضها صلحًا، والكتيبة أكثرها عنوةً، وفيها صلح. قيل لمالكٍ: ما الكتيبة؟ قال: أرض خيبر، وهي أربعون ألف عذقٍ. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (3017)، وقال المنذري في ((مختصره)) 4/ 239: وهذا أيضا مرسل. وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (650).(2/496)
6222 - سليم بن عامر: كان بين معاوية بين الروم عهد، وكان يسير نحو بلادهم ليقرب، حتى إذا انقضى العهد، غزاهم، فجاءه رجل على دابةٍ أو فرسٍ وهو يقول: الله أكبر، الله أكبر، وفاءٌ لا غدرٌ، فإذا هو عمرو بن عبسة، فأرسل إليه معاوية، فسأله فقال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((من كان بينه وبين قوم عهدٌ فلا يشد عقدةً ولا يحلها حتى ينقضي أمدها، أو ينبذ إليهم على سواءٍ)) فرجع معاوية. لأبي داود والترمذي (1).
_________
(1) أبو داود (2759)، والترمذي (1580)، وقال: حديث حسن صحيح. وصححه الألباني في صحيح أبي داود (2397).(2/496)
6223 - صفوان بن سليم: عن عدةٍ من أبناء الصحابة، عن آبائهم رفعوه: ((من ظلم معاهدًا أو انتقصه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئًا بغير طيب نفسٍ فأنا حجيجه يوم القيامة)) (1).
_________
(1) أبو داود (3052)، وقال المنذري في ((مختصره)) 4/ 255: فيه مجهولون. وصححه الألباني في صحيح أبي داود (2626).(2/496)
6224 - أبو رافع: بعثني قريش إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلما رأيته ألقي في قلبي الإسلام، فقلت: يا رسول الله، لا أرجع إليهم أبدًا، فقال: (إني لا أخيس بالعهد، ولا أحبس البرد، ولكن ارجع، فإن كان في
[ص:497] نفسك الذي في نفسك الآن فارجع) فذهبت، ثم أتيته - صلى الله عليه وسلم -، فأسلمت. هما لأبي داود. وقال: كان أبو رافع قبطيًا، وإنما كانوا يردون أول الزمان، وأمَّا الآن فلا يصلح (1).
_________
(1) أبو داود (2758)، وقال الألباني في ((صحيح أبي داود)) (2396): إسناده صحيح. وصححه ابن حبان.(2/496)
6225 - سلمة بن نعيم، عن أبيه: قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول حين قرأ كتاب مسيلمة للرسل: ((ما تقولان أنتما؟)) قالا: نقول كما قال، قال: ((أما والله لولا أن الرسل لا تقتل لضربت أعناقكما)). لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (2761)، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي 3/ 52. وقال الألباني في ((صحيح أبي داود)) (2399): حديث صحيح.(2/497)
6226 - عمر: كتب إلى عامل جيش كان بعثه، أنه بلغني أن رجالاً منكم يطلبون العلج، حتى إذا اشتد في الجبل وامتنع، قال رجل مترس يقول: لا تخف، فإذا أدركه قتله، وإني والذي نفسي بيده لا أعلم مكان أحد فعل إلا ضربت عنقه. لمالكٍ (1).
_________
(1) مالك 2/ 359.(2/497)
6227 - عائشة: إن كانت المرأة لتجير على المؤمنين فيجوز. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (2764)، وقال الألباني في ((صحيح أبي داود)) (4202): إسناد صحيح على شرط الشيخين.(2/497)
6228 - مالك بلغني: أن ابن عباسٍ قال: ما ختر قوم بالعهد إلا سلط عليهم العدو (1).
_________
(1) مالك 2/ 359.(2/497)
6229 - معاذ: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما وجهه إلى اليمن أمره أن يأخذ من كل حالم يعني محتلمًا دينارًا أو عدله من المعافري: ثياب تكون باليمن. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (3038)، والترمذي (623). وقال المنذري 4/ 250: أخرجه الترمذي والنسائي وابن ماجة، وقال الترمذي: حسن، وذكر أن بعضهم رواه مرسلا، والمرسل أصح. وصححه الألباني في صحيح أبي داود (2622).(2/497)
6230 - أسلم: أن عمر ضرب الجزية على أهل الذهب: أربعة دنانير، وعلى أهل الورق أربعين درهمًا، مع ذلك أرزاق المسلمين، وضيافة ثلاثة أيام. لمالك (1).
_________
(1) مالك 1/ 233.(2/497)
6231 - ابن عباس: جاء رجلٌ من الأسديين من أهل البحرين وهم مجوس هجر إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فمكث عنده ثم خرج فسألته: ما قضى الله ورسوله فيكم؟ قال: شر. قلت: مه؟ قال: الإسلام أو القتل، وكان عند النبي - صلى الله عليه وسلم - عبد الرحمن بن الأسيدي عوفٍ فلما خرج سئل فقال: قبل منهم الجزية فأخذ الناس بقول عبد الرحمن وتركوا حديثي أنا عن الأسيدي. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (3044)، وقال الألباني في ((ضعيف أبي داود)) (659): إسناده ضعيف لجهالة قشير.(2/498)
6232 - بجالة بن عبدة: كنت كاتبًا لجزء بن معاوية عم الأحنف فجاء كتاب عمر قبل موته بسنةٍ أن اقتلوا كل ساحرٍ وساحرةٍ، وفرقوا بين كل ذي محرم من المجوس، وأنههم عن الزمزمة فقتلنا ثلاث سواحر وجعلنا نفرق بين كل رجلٍ من المجوس وحريمه في كتاب الله، وصنع طعامًا كثيرًا فدعاهم فعرض السيف على فخذه فأكلوا فلم يزمزموا فألقوا وقر بغلٍ أو بغلين من الورق، ولم يكن عمر أخذ الجزية من المجوس حتى شهد عبد الرحمن بن عوف أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أخذها من مجوس هجر. للبخاري والترمذي وأبي داود بلفظه (1).
_________
(1) البخاري (3156).(2/498)
6233 - جعفر بن محمد، عن أبيه: أن عمر ذكر المجوس فقال: ما أدري كيف أصنع في أمرهم، فقال عبد الرحمن بن عوف: أشهد لسمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((سنوا بهم سنة أهل الكتاب)) (1).
_________
(1) مالك 1/ 233،وضعفه الألباني في الإرواء (1248).(2/498)
6234 - ابن شهاب بلغني: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أخذ الجزية من مجوس البحرين، وأن عمر أخذها من مجوس فارس، وأن عثمان أخذها من البربر. هما لمالك (1).
_________
(1) مالك 1/ 233.(2/498)
6235 - أنس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث خالد بن الوليد إلى أكيدر دومة فأخذوه فأتوا به فحقن له دمه وصالحه على الجزية (1).
_________
(1) أبو داود (3037)، وقال الألباني في ((صحيح أبي داود)) (2621): حديث صحيح.(2/498)
6236 - عمر بن عبد العزيز: كتب إلى من سأله عن أمورٍ من الفيء ذلك ما حكم به عمر بن الخطاب فرآه المؤمنون عدلاً موافقًا لقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، جعل الله الحق على لسان عمر وقلبه، فرض الأعطية وعقد لأهل الأديان ذمةً فيما فرض عليهم الجزية لم يضرب فيها بخمسٍ ولا مغنم. هما لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (2961)، وقال المنذري في ((مختصره)) 4/ 208: في رواته مجهول. عمر بن عبد العزيز لم يدرك عمر بن الخطاب، والمرفوع منه مرسل. وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (635).(2/499)
6237 - ابن عمر: أن عمر كان يأخذ من النبط من الحنطة والزيت نصف العشر، يريد بذلك أن يكثر الحمل إلى المدينة ويأخذ من قطنية العشر (1).
_________
(1) مالك 1/ 234.(2/499)
6238 - السائب بن يزيد: كنت عاملاً مع عبد الله بن عتبة بن مسعودٍ في زمن عمر فكنا نأخذ من النبط العشر، قال مالكٌ: سألت ابن شهابٍ على أيِّ وجهٍ كان يأخذ عمر من النبط العشر؟
فقال: كان ذلك يؤخذ منهم في الجاهلية فألزمهم ذلك عمر. هما لمالك (1).
_________
(1) مالك 1/ 235.(2/499)
6239 - أبو هريرة رفعه: ((منعت العراق قفيزها ودرهمها ومنعت الشام مديها ودينارها ومنعت مصر أردبها ودينارها ثم عدتم من حيث بدأتم)) قالها زهيرٌ ثلاث مراتٍ شهد على ذلك لحم أبي هريرة ودمه. لمسلم وأبي داود بلفظه (1).
_________
(1) مسلم (2896)، وأبو داود (3035).(2/499)
6240 - ابن عباس رفعه: ((لا تصلح قبلتان في أرض واحدةٍ، وليس على مسلمٍ جزيةٌ)). قال سفيان: معناه إذا أسلم الذمي بعدما وجبت الجزية عليه بطلت عنه. لأبي داود والترمذي بلفظه (1).
_________
(1) أبو داود (3032)، والترمذي (633)، وقال: حديث ابن عباس قد روي عن قابوس بن أبي ظبيان عن أبيه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلًا. وقال ابن حجر العسقلاني: قابوس فيه لين. وأعله الترمذي بالإرسال. وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (93).(2/499)
6241 - أبو الدرداء رفعه: ((من أخذ أرضًا بجزيتها فقد استقال هجرته ومن نزع صغار كافرٍ من عنقه فجعله في عنق نفسه فقد ولى الإسلام ظهره. لأبي داود بقصة)) (1).
_________
(1) أبو داود (3082)، وقال المنذري في ((مختصره)) 4/ 286: في إسناده بقية بن الوليد، وفيه مقال. وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (676).(2/499)
6242 - غرفة بن الحارث: أنه دعا إلى الإسلام نصرانيًا فذكر النصراني النبي - صلى الله عليه وسلم - فتناوله فرفع ذلك إلى عمرو بن العاص. فقال: قد أعطيناهم العهد، فقال عرفة: معاذ الله أن نكون أعطيناهم العهود والمواثيق على أن يؤذونا في الله ورسوله، إنما أعطيناهم على أن نخلي بينهم وبين كنائسهم يقولون فيها ما بدا لهم، وأن لا نحملهم ما لا طاقة لهم به وأن نقاتل من ورائهم وأن نخلي بينهم وبين أحكامهم إلا أن يأتونا فنحكم بينهم بما أنزل الله فقال عمروٌ صدقت. ((للكبير)) بلين (1).
_________
(1) الطبراني 18/ 261، وقال الهيثمي 6/ 13: وفيه عبد الله بن صالح، قال: عبد الملك بن سعيد بن الليث: ثقة مأمون، وضعفه جماعة، وبقية رجاله ثقات.(2/500)
6243 - عوف بن مالك: أنه أبصر نصرانيًا يسوق امرأةً فنخس بها فصرعت فتجللها فضربته بخشبة معي فشججته فانطلقت إلى معاذ بن جبل فقلت: أجرني من عمر وخشيت عجلته فأتي عمر فأخبره فجمع بيننا فلم يزل بالنصراني حتى اعترف، فأمر له بخشبةٍ فنحتت، ثم قال: لهؤلاء عهد ففوا لهم بعهدهم ما وفوا لكم، فإذا بدلوا فلا عهد لهم وأمر به فصلب. ((للكبير)) (1).
_________
(1) الطبراني 18/ 37، وقال الهيثمي 6/ 14: رجاله رجال الصحيح.(2/500)
6244 - ابن عمر رفعه: ((إن الغادر ينصب له لواء يوم القيامة فيقال: هذه غدرة فلانٍ)). للشيخين وأبي داود والترمذي (1).
_________
(1) البخاري (6178)، ومسلم (1735).(2/500)
6245 - أبو سعيد رفعه: ((لكل غادرٍ لواء عند استه يوم القيامة)) (1).
_________
(1) مسلم (1738).(2/500)
6246 - وفي رواية: ((لكل غادرٍ لواءٌ يوم القيامة يرفع له بقدر غدرته ألا ولا غادر أعظم غدرًا من أمير عامة)). لمسلم (1).
_________
(1) مسلم (1738).(2/500)
الغنائم والغلول ونحوه(2/501)
6247 - مجمع ابن جارية الأنصاري: لما انصرفنا عن الحديبية إذا الناس يهزون الإبل فقلنا ما للناس؟ فقالوا: أوحى للنبي - صلى الله عليه وسلم - فسرنا نوجف الإبل فوجدناه بكراع الغميم واقفًا على راحلته فلما اجتمع الناس قرأ علينا {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً} [الفتح:1] قال رجل أفتح هو؟ قال: نعم والذي نفس محمد بيده إنه لفتح حتى بلغ {وَعَدَكُمُ الله مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ هَذِه} [الفتح: 20] يعني خيبر فلما انصرفنا غزونا خيبر فقسمت على أهل الحديبية وكانوا ألفًا وخمسمائة منهم ثلاثمائة فارس فقسمها على ثمانية عشر سهما فأعطى الفارس سهمين والراجل سهمًا. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (2736)، وقال: وحديث أبي معاوية أصح. والعمل عليه، وأرى الوهم في حديث مجمع. وقال المنذري في ((مختصره)) 4/ 53: وقال الإمام الشافعي: مجمع بن يعقوب - يعني: راوي الحديث - شيخ لا يعرف. وضعفه الألباني في ((ضعيف أبي داود)) (587).(2/501)
6248 - ابن عمر: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أسهم لرجل ولفرسه ثلاثة أسهم سهما له وسهمين لفرسه. للشيخين والترمذي وأبى داود بلفظه (1).
_________
(1) البخاري (2863)، ومسلم (1762).(2/501)
6249 - ابن الزبير: ضرب النبي - صلى الله عليه وسلم - عام خيبر للزبير أربعة أسهم سهم للزبير وسهم لذي القربي بصفية أمه وسهمان للفرس. للنسائي (1).
_________
(1) النسائي 6/ 228، ورواه الضياء في ((المختارة)) 9/ 346 (313) وقال الألباني في الإرواء 5/ 62: إسناده حسن في المتابعات والشواهد.(2/501)
6250 - بشير بن يسار: لما أفاء الله على رسوله - صلى الله عليه وسلم - خيبر قسمها على ستة وثلاثين سهما جمع كل سهم مائة سهم فعزل نصفها لنوائبه وما ينزل به الوطيحة والكتيبة وما أحيز معهما وعزل النصف الآخر فقسمه بين المسلمين الشق والنطاءة وما أحيز معهما وكان سهمه - صلى الله عليه وسلم - فيما أحيز معهما (1).
_________
(1) أبو داود (3013)، وقال المنذري في ((مختصره)) 4/ 238: هذا مرسل. وصححه الألباني في صحيح أبي داود (2604).(2/501)
6251 - وفي روايةٍ: الوطيح والكتيبة والسلاليم (1).
_________
(1) أبو داود (3014)، وقال المنذري في ((مختصره)) 4/ 238هذا أيضا مرسل. وصححه الألباني في صحيح أبي داود (2605).(2/501)
6252 - ابن شهاب: خمس النبي - صلى الله عليه وسلم - خيبر ثم قسم سائرها على من شهدها ومن غاب عنها من أهل الحديبية (1).
_________
(1) أبو داود (3019)، وقال المنذري في ((مختصره)) 4/ 240: وهذا أيضا مرسل. وحسنه الألباني في صحيح أبي داود (2608).(2/502)
6253 - حشرج بن زياد، عن جدته أم أبيه: خرجت في غزاة خيبر سادسة ستِّ نسوةٍ فبلغ ذلك النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - فبعث إلينا فجئنا فرأينا فيه الغضب فقال مع من خرجتن وبإذن من خرجتن؟
فقلنا خرجنا نغزل الشعر ونعين به في سبيل الله ونناول السهام ومعنا دواءٌ للجرحى ونسقي السويق قال قمن إذا حتى إذا فتح الله عليهم خيبر أسهم لنا كما أسهم للرجال فقلت لها يا جدة ما كانت ذلك؟ قالت: تمرًا. هي لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (2729)، وقال المنذري في ((مختصره)) 4/ 50: قال الخطابي: وإسناده ضعيف لا تقوم الحجة بمثله. وقال ابن حجر في ((التلخيص)) 3/ 104: وحشرج مجهول. وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (586).(2/502)
6254 - عمير مولى أبى اللحم: شهدت خيبر مع ساداتي فكلموا في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلدت سيفًا فإذا أنا أجره وأخبر أني مملوكٌ فأمر لي بشيءٍ من خرثي المتاع وعرضت عليه رقيةً كنت أرقى بها المجانين فأمرني بطرح بعضها وحبس بعضها. لأبي داود والترمذي بلفظه (1).
_________
(1) أبو داود (2730)، والترمذي (1557)، وقال: حديث حسن صحيح، وابن ماجة (2855). وصححه الألباني في صحيح الترمذي (1261).(2/502)
6255 - الزهري: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أسهم لقومٍ من اليهود قاتلوا معه. للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (1558)، وضعفه الألباني في ((ضعيف الترمذي)) (268).(2/502)
6256 - جابر: كنت أمنح أصحابي الماء يوم بدرٍ. لأبي داود وقال معناه أنه لم يسهم له (1).
_________
(1) أبو داود (2731)، وقال الألباني في ((صحيح أبي داود)) (2371): إسناده صحيح على شرط مسلم.(2/502)
6257 - أبو موسى: قدمت على النبي - صلى الله عليه وسلم - في نفر من الأشعريين بعد أن افتتح خيبر فقسم لنا ولم يقسم لأحدٍ ممن لم يشهد الفتح غيرنا. لأبي داود والترمذي بلفظه (1).
_________
(1) أبو داود (2725)، والترمذي (1559)، وقال: حديث حسن صحيح غريب. وهو في البخاري (4233)،ومسلم (2503) مطولا.(2/502)
6258 - أبو هريرة: أتينا النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو بخيبر بعدما افتتحوها فقلت يا رسول الله أسهم لي فقال بعض بني سعيدٍ بن العاص: لا تسهم لهم يا رسول الله فقلت: هذا قاتل ابن قوقل فقال: ((واعجبًا لوبرٍ)) تدلى علينا من قدوم ضأن ينعى علي قتل رجلٍ مسلم أكرمه الله على يدي ولم يهني على يديه قال عنبسة فلا أدري أسهم له أم لا. للبخاري وأبي داود (1).
_________
(1) البخاري (2827)، وأبو داود (2724).(2/503)
6259 - ابن عمر: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال يعني يوم بدرٍ إن عثمان انطلق في حاجة الله وحاجة رسوله وإنِّي أبايع له فضرب له بسهمٍ ولم يضرب لأحد غاب غيره. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (2726)، وقال الحاكم 3/ 98: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وصححه الألباني في صحيح أبي داود (2726).(2/503)
6260 - أبو هريرة رفعه: ((أيما قرية أتيتموها أو أقمتم فيها فسهمكم فيها، وأيما قرية عصت الله ورسوله فإنَّ خمسها لله وللرسول وهي لكم)). لمسلم وأبي داود (1).
_________
(1) مسلم (1756).(2/503)
6261 - بعض الصحابة: كنا نأكل الجزور في الغزو ولا نقسمه حتَّى إن كنا لنرجع إلى رحالنا وأخرجتنا منه مملوءة. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (2706)، وقال المنذري في ((مختصره)) 4/ 35 - 36: القاسم تكلم فيه غير واحد. وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (578).(2/503)
6262 - ابن عمر: كنَّا نصيب في مغازينا العسل والعنب فنأكله ولا نرفعه. للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (3154).(2/503)
6263 - عائشة) أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بظبيةٍ فيها خرزٌ فقسمها للحرة والأمة وقالت كان أبي يقسم للحرِّ والعبد. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (2952)، وقال الحاكم 2/ 137: صحيح الإسناد ولم يخرجاه بهذه السياق. ووافقه الذهبي. وصححه الألباني في صحيح أبي داود (2559).(2/503)
6264 - أبو هريرةى رفعه: ((غزا نبيٌّ من الأنبياء فقال لقومه لا يتبعني رجلٌ ملك بضع امرأةٍ وهو يريد أن يبني بها ولما يبن بها ولا أحد بنى بيوتًا ولم يرفع سقوفها ولا رجلٌ اشترى غنمًا أو خلفاتٍ وهو ينتظر ولادها فغزا فدنا من القرية صلاة العصر أو قريبًا من ذلك فقال للشمس إنك مأمورة وأنا مأمورٌ اللهم احبسها علينا فحبست حتى فتح الله عليه فجمع الغنائم، فجاءت - يعني: النَّار - لتأكلها فلم تطعمها فقال إن فيكم غلولاً فليبايعني من كل قبيلةٍ رجلٌ فلزقت
[ص:504] يد رجلٍ بيده فقال إن فيكم الغلول فجاءوا برأسٍ مثل رأس بقرةٍ من الذهب فوضعها فجاءت النار فأكلتها فلم تحل الغنائم لأحدٍ قبلنا ثم أحلَّ الله لنا الغنائم رأى ضعفنا وعجزنا فأحلَّها لنا)) (1).
_________
(1) البخاري (3124)، ومسلم (1747).(2/503)
6265 - وعنه: قام فينا النبي - صلى الله عليه وسلم - ذات يومٍ فذكر الغلول فعظمه وعظم أمره حتى قال: ((لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته بعير له رغاء، يقول: يا رسول الله، أغثني. فأقول: لا أملك لك شيئًا قد أبلغتك، لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته فرسٌ له حمحمة، فيقول: يا رسول الله، أغثني. فأقول: لا أملك لك شيئًا قد أبلغتك، لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته نفسٌ لها صياحٌ، فيقول: يا رسول الله، أغثني. فأقول: لا أملك لك شيئًا قد أبلغتك، لا ألفينَّ أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته صامت، فيقول: يا رسول الله، أغثني. فأقول: لا أملك لك شيئًا قد أبلغتك)). هما للشيخين (1).
_________
(1) البخاري (3073)، ومسلم (987).(2/504)
6266 - سمرة رفعه: ((من كتم غالاً، فإنه مثله)) (1).
_________
(1) أبو داود (2716)، وضعفه الألباني في ((ضعيف أبي داود)) (584).(2/504)
6267 - ابن عمرو بن العاص: كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إذا أصاب غنيمةً أمر بلالاً فنادي في الناس فيجيئون بغنائمهم فيخمسه ويقسمه فجاء رجل يومًا بعد النداء بزمامٍ من شعرٍ فقال يا رسول الله هذا كان فيما أًبناه من الغنيمة فقال: ((أسمعت بلالاً ينادي ثلاثًا؟)) قال: نعم، قال: فما منعك أن تجيء به؟ فاعتذر إليه فقال: ((كلا أنت تجيء به [يوم القيامة] (1) فلن أقبله منك)). هما لأبي داود (2).
_________
(1) من (ب).
(2) أبو داود (2712)، وحسنه الألباني في ((صحيح الترغيب والترهيب)) (1348).(2/504)
6268 - أبو هريرة: خرجنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى خيبر ففتح الله علينا فلم نغنم ذهبًا ولا ورقًا غنمنا المتاع والطعام والثياب ثم انطلقنا إلى الوادي يعني وادي القرى ومعه - صلى الله عليه وسلم - عبدٌ له وهبه له رجلٌ من جذام يدعى رفاعة بن زيد من بني الضبيب فلما نزلنا الوادي قام عبد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحلُّ رحله فرمى بسهمٍ فكان فيه حتفه فقلنا هنيئًا له الشهادة يا رسول الله قال: ((كلا والذي نفس محمدٍ بيده إن الشملة
[ص:505] لتلتهب عليه نارًا أخذها من الغنائم يوم خيبر لم تصبها المقاسم)) ففزع الناس فجاء رجلٌ بشراكٍ أو شراكين فقال: أصبته يوم خيبر فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((شراك من نارٍ أو شراكان)). للستة إلا الترمذي (1).
_________
(1) البخاري (4234)، ومسلم (115).(2/504)
6269 - ابن عمرو بن العاص: كان على ثقل النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - رجلٌ يقال له كركرة فمات، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((هو في النار فذهبوا ينظرون إليه فوجدوا عباءةً قد غلَّها)). للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (3074).(2/505)
6270 - أبو رافع: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرَّ بالنقيع فقال: ((أف لك أف لك أف لك)) فكبر ذلك في ذرعي فاستأخرت وظننت أنه يريدني فقال لي: ((مالك امش)) قلت: أحدث حدثًا فقال: وما ذاك؟ قلت: أففت بي قال: لا. ((ولكن هذا فلانٌ رجل بعثته ساعيًا على بني فلانٍ فغلَّ نمرةً فدرع الآن مثلها من نارٍ)). للنسائي (1).
_________
(1) النسائي 2/ 115، وحسنه الألباني في ((صحيح الترغيب والترهيب)) (1350).(2/505)
6271 - زيد بن خالد: أنَّ رجلاً من الصحابة توفي يوم خيبر فذكر له - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((صلُّوا على صاحبكم)) فتغيرت وجوه الناس لذلك، فقال: ((إن صاحبكم غلَّ في سبيل الله)) ففتشنا متاعه فوجدنا خرزًا من خرز يهود لا يساوي درهمين. لمالك وأبي داود والنسائي (1).
_________
(1) أبو داود (2710)، والنسائي 4/ 64، ومالك 2/ 366، وضعفه الألباني في ((ضعيف الترغيب والترهيب)) (842).(2/505)
6272 - عبد الله بن المغيرة بلغه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أتى الناس في قبائلهم يدعو لهم وأنه نزل قبيلةً من القبائل وأن القبيلة وجدوا في بردعة رجلٍ منهم عقد جزعٍ غلولاً فأتاهم - صلى الله عليه وسلم - فكبر عليهم كما يكبر على الميت. لمالك (1).
_________
(1) مالك 2/ 366.(2/505)
6273 - عمر: لما كان يوم خيبر أقبل نفرٌ من الصحابة فقالوا فلانٌ شهيدٌ وفلانٌ شهيدٌ حتى مروا على رجلٍ فقالوا فلانٌ شهيد فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((كلا إني رأيته في النار في بردةٍ غلَّها أو عباءةٍ)).
[ص:506] ثم قال: ((يا بن الخطاب، اذهب فناد في الناس إنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون)) ثلاثًا فخرجت فناديت ألا إنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون ثلاثًا. لمسلم والترمذي (1).
_________
(1) مسلم (114).(2/505)
6274 - ابن عمرو بن العاص: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبا بكرٍ وعمر حرقوا متاع الغال وضربوه ومنعوه سهمه. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (2715)، وقال ابن القيم في ((حاشيته)) 7/ 274: وعلة هذا الحديث: أنه رواية زهير بن محمد عن عمرو بن شعيب، وزهير هذا ضعيف. قال البيهقي: وزهير هذا يقال: هو مجهول، وليس بمكي وقد رواه أيضا مرسلًا. وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (582).(2/506)
6275 - رجل من الأنصار: خرجنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في سفر أصاب الناس حاجة شديدةٌ وجهدٌ فأصابوا غنمًا فانتهبوها فإن قدورنا لتغلي إذ جاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمشي أكفأ قدورنا بقوسه ثم جعل يرمل اللحم بالتراب ثم قال: ((إن النهبة ليست بأحل من الميتة أو إن الميتة ليست بأحل من النهبة)) (1).
_________
(1) أبو داود (2705)، وصححه الألباني في ((صحيح أبي داود)) (2354).(2/506)
6276 - أبو لبيد: كنَّا مع عبد الرحمن بن سمرة بكابل فأصاب الناس غنيمةً فانتهبوها فقام خطيبًا فقال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - ينهى عن النهبي فردُّوا ما أخذوا فقسمه بينهم (1).
_________
(1) أبو داود (2703)، والدارمي (1995). وصححه الألباني في ((صحيح أبي داود)) (2352).(2/506)
6277 - رويفع بن ثابت الأنصاري رفعه: ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يركب دابةً من فيء المسلمين حتى إذا أعجفها ردَّها فيه ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يلبس ثوبًا من فيء المسلمين حتى إذا أخلقه ردَّه فيه)). هي لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (2708)، وقال المنذري في ((مختصره)): في إسناده محمد بن إسحاق، وقال الألباني في ((صحيح أبي داود)) (2356): إسناده حسن صحيح.(2/506)
6278 - أسلم: أن عمر استعمل مولى له يدعى هنيًا على الصدقة فقال: يا هنى ضمَّ جناحك عن الناس واتق دعوة المظلوم فإنَها مجابة، وأدخل ربَّ الصريمة وربَّ الغنيمة، وإياك ونعم ابن عفان وابن عوف فإنَّهما إن تهلك مواشيهما يرجعا إلى زرعٍ ونخل، وإنَّ ربَّ الصريمة والغنيمة إن تهلك ماشيتهما يأتني ببنيه فيقول يا أمير المؤمنين يا أمير
[ص:507] المؤمنين، أفتاركه أنا لا أبا لك؟ فالماء والكلأ أيسرُ عليَّ من الذهب والفضة، وايمُ الله إنهم ليرون إنا قد ظلمناهم إنها لبلادهم ومياههم قاتلوا عليها في الجاهلية وأسلموا عليها في الإسلام، والله لولا المال الذي أحمل عليه في سبيل الله ما حميت على الناس من بلادهم شبرًا. لمالك والبخاري (1).
_________
(1) البخاري (3059).(2/506)
6279 - الصعب بن جثامة رفعه: ((لا حمى إلا لله ولرسوله)) وبلغنا أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - حمى النقيع وأنَّ عمر حمى السرف والربذة. لأبي داود والبخاري بلفظه (1).
_________
(1) البخاري (2370)، وأبو داود (3083).(2/507)
النفل والخُمس(2/507)
6280 - حبيب بن مسلمة الفهريّ: شهدت النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - نفل الربع في البدأة والثلث في الرجعة (1).
_________
(1) أبو داود (2750)، وابن ماجة (2853)،وصححه الألباني في «صحيح أبي داود» (2389).(2/507)
6281 - وفي روايةٍ: كان ينفل الربع بعد الخمس والثلث بعد الخمس إذا قفل. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (2749)، وصححه الألباني في صحيح أبي داود (2388).(2/507)
6282 - ابن عمر: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان ينفل بعض من يبعث من السرايا لأنفسهم خاصةً سوى قسم عامة الجيش والخمس في ذلك كلِّه واجبٌ (1).
_________
(1) البخاري (3135)، ومسلم (1750).(2/507)
6283 - وفي روايةٍ: بعثنا - صلى الله عليه وسلم - في سريةٍ قبل نجدٍ فبلغت سهماننا أحد عشر بعيرًا أو اثنى عشر بعيرًا ونفلنا بعيرًا بعيرًا (1).
_________
(1) البخاري (3134)، ومسلم (1749).(2/507)
6284 - وفي أخرى: فأصبنا نعمًا كثيرًا فنفلنا أميرنا بعيرًا بعيرًا ثم قدمنا على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقسم بيننا فأصاب كل رجلٍ اثنى عشر بعيرًا بعد
[ص:508] الخمس وما حاسبنا - صلى الله عليه وسلم - بالذي أعطانا صاحبنا ولا عاب عليه ما صنع فكان لكل رجل منَّا ثلاثة عشر بعيرًا بنفله. للشيخين والموطأ وأبي داود (1).
_________
(1) مالك 2/ 360.(2/507)
6285 - ابن مسعود: نفلني النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يوم بدرٍ سيف أبي جهلٍ كان قتله (1).
_________
(1) أبو داود (2722)، وضعفه الألباني في ((ضعيف أبي داود)) (585).(2/508)
6286 - معن بن يزيد السلمي رفعه: ((لا نفل إلا بعد الخمس)). هما لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (2753)، وصححه الألباني في ((صحيح أبي داود)) (2392).(2/508)
6287 - سعد أعطى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - رهطًا وأنا جالسٌ فترك رجلاً هو أعجبهم إلىَّ، فقلت: يا رسول الله مالك عن فلانٍ؟ والله إني لأراه مؤمنًا، فقال أو مسلمًا، ذكر ذلك سعد ثلاثًا وأجابه بمثل ذلك، ثم قال: ((إني لأعطي الرجل وغيره أحبُّ إلىَّ منه خشية أن يكبَّ في النار على وجهه)) (1).
_________
(1) البخاري (27)، ومسلم (150).(2/508)
6288 - وفي روايةٍ: فضرب - صلى الله عليه وسلم - بيده بين عنقي وكتفي ثم قال: ((أقتالاً أي سعدُ؟ إني لأعطي الرجل)) (1).
_________
(1) البخاري (1478)، ومسلم (150).(2/508)
6289 - وفي أخرى: قال الزهريّ: فنرى أن الإسلام الكلمة، والإيمان العمل الصالح. للشيخين وأبي داود والنسائي (1).
_________
(1) أبو داود (4684)،وقال الألباني في صحيح أبي داود (3918): صحيح الإسناد مقطوع.(2/508)
6290 - رافع بن خديج: أعطى النبي - صلى الله عليه وسلم - أبا سفيان بن حربٍ يوم حنين، وصفوان بن أمية، وعيينة بن حصن، والأقرع بن حابسٍ، وعلقمة بن علاثة كل إنسان منهم مائةً من الإبل، وأعطى عباس بن مرداسٍ دون ذلك، فقال عباسٌ:
أتجعل نهبي ونهب العبيد ... بين عيينة والأقرعِ
فما كان بدر ولا حابس ... يفوقان مرداس في مجمعِ
وما كنت دون امرئ منهما ... ومن تخفض اليوم لا يرفعِ
فأتم له - صلى الله عليه وسلم - مائةً. لمسلم (1).
_________
(1) مسلم (1060).(2/509)
6291 - عوف بن مالك وخالد بن الوليد: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قضى في السلب للقاتل ولم يخمس السلب (1).
_________
(1) أبو داود (2721)، وصححه الألباني في «صحيح أبي داود» (2363) وأصله في صحيح مسلم.(2/509)
6292 - ابن عمر: أن جيشًا غنموا في زمن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - طعامًا وعسلاً فلم يؤخذ منهم الخمس. هما لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (2701)، وصححه الألباني في صحيح أبي داود (2350).(2/509)
6293 - عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدِّه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - حين صدر من حنين وهو يريد الجعرانة سأله الناس حتى دنت به ناقته من شجرة، فتشبكت بردائه، فنزعته عن ظهره، فقال: ((ردوا عليَّ ردائي، أتخافون أن لا أقسم بينكم ما أفاء الله عليكم؟ والذي نفسي بيده لو أفاء الله عليكم مثل سمر تهامة نعمًا لقسمته بينكم ثم لا تجدوني بخيلاً ولا جبانًا ولا كذابًا)) فلمَّا نزل قام في الناس، فقال: ((أدُّوا الخائط والمخيط فإنَّ الغلول عار وشنارٌ على أهله يوم القيامة)) ثمَّ تناول من الأرض وبرةً من بعير أو شيئًا، ثم قال: ((والذي نفسي بيده مالي مما أفاء الله عليكم ولا مثل هذه إلا الخمس والخمس مردود عليكم)). لمالك ولأبي داود والنسائي في ضمن حديث غزوة حنين (1).
_________
(1) أبو داود (2694)، والنسائي 6/ 262 - 264، ومالك 2/ 365. وحسنه الألباني في صحيح الجامع (7883).(2/509)
6294 - جبير بن مطعم: مشيت أنا وعثمان بن عفان إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقلت: يا رسول الله أعطيت بني المطلب وتركتنا ونحن وهم بمنزلةٍ واحدةٍ، فقال: ((إنما بنو المطلب وبنو هاشم شيء واحدٌ)) (1).
_________
(1) البخاري (3140).(2/509)
6295 - وفي روايةٍ: قلنا: يا رسول الله، هؤلاء بنو هاشم لا ننكر فضلهم للموضع الذي وضعك الله به منهم، فما بال إخواننا بنو المطلب أعطيتهم وتركتنا وقرابتنا واحدة؟ فقال: (إنا وبنو المطلب لا نفترق في جاهليةٍ ولا إسلام، وإنما نحن وهم شيء واحد، وشبك أصابعه) (1).
_________
(1) أبو داود (2980)، والنسائي 7/ 130 - 131.(2/510)
6296 - وفي أخرى: أنه - صلى الله عليه وسلم - لم يكن يقسم لبني عبد شمس ولا لبنى نوفل من الخمس شيئًا كما قسم لبنى هاشم وبني المطلب، وكان أبو بكرٍ يقسمُ الخمس نحو قسمه - صلى الله عليه وسلم -، غير أنه لم يكن يعطى منه قرباء النبي - صلى الله عليه وسلم - يعطيهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، كان عمر يعطيهم ومن كان بعده منه. للبخاري وأبي داود والنسائي (1).
_________
(1) أبو داود (2979).(2/510)
6297 - علي: اجتمعت أنا والعباس وفاطمة وزيد بن حارثة عند النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقلت: يا رسول الله إن رأيت أن توليني حقنا من هذا الخمس في كتاب الله، فأقسمه في حياتك كيلا ينازعني أحد بعدك فأفعل، قال: ففعل ذلك فقسمته حياته ثمَّ ولايته أبي بكر حتى كانت آخر سنةٍ من سني عمر، فإنه أتاه مال كثيرٌ، فعزل حقنا، ثم أرسل لي فقلت بنا عنه العام غنىً وبالمسلمين إليه حاجة فاردده عليهم، فلقيت العباس بعدما خرجت من عند عمر، فأخبرته، فقال: لقد حرمتنا الغداة شيئًا لا يرد علينا أبدًا وكان رجلاً داهيًا. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (2984)، وقال المنذري في ((مختصر سنن أبي داود)) 4/ 221 - 222 (2864): في إسناده: حسين بن ميمون الخندفي، قال أبو حاتم الرازي: ليس بقوي الحديث، يكتب حديثه، وقال علي بن المديني: ليس بمعروف، وقال البخاري: وهو حديث لم يتابع عليه. أ. هـ. بتصرف يسير. وقال الألباني في ضعيف أبي داود (640): ضعيف الإسناد.(2/510)
الفيء وسهم النبي - صلى الله عليه وسلم -(2/510)
6298 - عامر الشعبي: كان للنبي - صلى الله عليه وسلم - سهم يدعى الصفىَّ إن شاء عبدًا أو أمةً أو فرسًا يختاره قبل الخمس (1).
_________
(1) أبو داود (2991)، وقال المنذري في ((مختصر سنن أبي داود)) 4/ 229 (287):هذا مرسل. وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (644).(2/510)
6299 - قتادة: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا غزا بنفسه كان له سهم صفيٌّ يأخذه من
[ص:511] حيث شاء، فكانت صفية من ذلك للسهم، وكان إذا لم يغز بنفسه ضرب له بسهمٍ ولم يخير. هما لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (2993)، وقال المنذري: 4/ 229 (2833): وهذا أيضا مرسل. وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (646).(2/510)
6300 - مالك بن أوس: أرسل إلى عمر فجئته حين تعالى النهار، فوجدته في بيته جالسًا على سرير مفضيًا إلى رماله متكئًا على وسادةٍ من أدم، فقال لي: يا مال إنه قد دف أهل أبياتٍ من قومك وقد أمرت فيهم برضخٍ، فخذه فاقسمه بينهم، قلت: لو أمرت بهذا غيري، قال: خذه يا مال، فجاء يرفأ، فقال: هل لك يا أمير المؤمنين في عثمان وعبد الرحمن بن عوف والزبير وسعد؟ فقال: نعم، فأذن لهم، فدخلوا، ثم جاء فقال: هل لك في عباس وعلىٍّ؟ قال: نعم، فأذن لهما، فقال العباس: يا أمير المؤمنين، اقض بيني وبين هذا، فقال القوم: أجل يا أمير المؤمنين، فاقض بينهم وأرحهم، قال مالك بن أوس: فخيل إلى أنهم قد كانوا قدموهم لذلك، فقال عمر: اتئدوا، أنشدكم بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض، أتعلمون أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((لا نورث ما تركناه صدقة)) قالوا: نعم، ثم أقبل على العباس وعليٍّ فقال: أنشدكما بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض، أتعلمان أنه - صلى الله عليه وسلم - قال: ((لا نورث ما تركناه صدقةً؟)) قالا: نعم، قال: إنَّ الله خصَّ رسوله بخاصةٍ لم يخصص بها أحدًا غيره، فقال لهم: {مَا أَفَاءَ الله عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُول} [الحشر: 7] (1).
_________
(1) البخاري (4033)، ومسلم (1757) 49.(2/511)
6301 - وفي رواية: ((ما أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيلٍ ولا ركاب)). فقسم - صلى الله عليه وسلم - بينكم أموال بني النضير، فوالله ما استأثر عليكم ولا أخذها دونكم حتى بقي هذا المال، فكان يأخذ منه نفقةً سنةً ثم يجعل ما بقى أسوة المال، ثم قال: أنشدكم بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض، أتعلمون ذلك؟ قالوا: نعم، ثم نشد عباسًا وعليًّا بذلك، قالا: نعم، (قال) (1): فلما توفي - صلى الله عليه وسلم - قال أبو بكرٍ: أنا ولى رسول الله، فجئتما تطلب أنت ميراثك من ابن أخيك ويطلب هذا ميراث امرأته من أبيها، فقال أبو بكر: قال - صلى الله عليه وسلم -: ((لا نورث ما تركنا صدقة))
[ص:512] ثم توفى أبو بكر وأنا وولي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وولي أبو بكرٍ، فوليتها، ثم جئتني أنت وهذا وأنتما جميع وأمركما واحد، فقلتم: ادفعها إلينا، فقلت: إن شئتم دفعتها إليكم على أن عليكما عهد الله وأن تعملا فيها بالذي كان يعمل - صلى الله عليه وسلم -، فأخذتماها بذلك أكذلك؟ قالا: نعم، ثم جئتماني لأقضي بينكما، ولا والله لا أقضي بينكما بغير ذلك حتى تقوم الساعة فإن عجزتما عنها فرداها إلي (2).
_________
(1) من: (ب).
(2) مسلم (1757) 49.(2/511)
6302 - ومن رواياته: قال عمر: كانت أموال بني النضير مما أفاء الله على رسوله مما لم يوجف عليه المسلمون بخيلٍ ولا ركاب، فكانت للنبي خاصة، فكان ينفق على أهله نفقة سنةٍ، ومنها ويحبس لأهله قوت سنتهم، وما بقي جعله في الكراع والسلاح عدةً في سبيل الله (1).
_________
(1) مسلم (1757) 48.(2/512)
6303 - ومنها: اقض بيني وبين هذا الظالم استبا (1).
_________
(1) البخاري (4033).(2/512)
6304 - ومنها: اقض بيني وبين هذا الكاذب الآثم الغادر الخائن. وفيه قال أبو بكر: قال - صلى الله عليه وسلم -: ((لا نورث، ما تركنا صدقة)) فرأيتماه كاذبًا آثمًا غادرًا خائنًا والله يعلم إنه لصادق بار راشدٌ تابع للحق، ثم توفي أبو بكرٍ، فقلت: أنا ولي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وولي أبي بكرٍ، فرأيتماني كاذبًا آثمًا غادرًا خائنًا، والله يعلم إني لصادق بارٌ تابعٌ للحقِّ فوليتها (1).
_________
(1) مسلم (1757) 49.(2/512)
6305 - ومنها: قال أبو داود: إنما سألا أن يكون يصيره نصفين بينهما؛ لأنهما جهلا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((لا نورث ما تركناه صدقة)) فإنهما كانا لا يطلبان إلا الصواب،
[ص:513] فقال عمر: لا أوقع عليه اسم القسم، أدعه على ما هو. للستة إلا مالكًا (1).
_________
(1) أبو داود (2963).(2/512)
6306 - قلت: وللنسائي: قال مجاهد: الخمسُ الذي لله وللرسول، كان النبي - صلى الله عليه وسلم - وقرابته لا يأكلون من الصدقة شيئًا، فكان له خمس الخمس، ولقرابته خمس الخمس، ولليتامى مثل ذلك، وللمساكين مثل ذلك، ولابن السبيل مثل ذلك.
قال النسائي: قال تعالى {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ} [الأنفال: 41] إلى {وَابْنِ السَّبِيلِ} [الأنفال: 41]، ثم حكى عن عمر أنه قال في آخر حديثه: {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ} الآية هذه لهؤلاء {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء} [التوبة: 60] إلى {وَابْنِ السَّبِيل} [التوبة: 60]، هذه لهؤلاء {وَمَا أَفَاءَ الله عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكَابٍ} [الحشر: 6].
قال الزهريّ: هذه لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - خاصةً قرى عرينة وفدك، وكذا وكذا {مَا أَفَاءَ الله عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيل} [الحشر: 7]، {لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِم} [الحشر: 8]،، {وَالَّذِينَ تَبَوَّأُوا الدَّارَ وَالْأِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ} [الحشر: 9]، و {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ} [الحشر: 10] فاستوعبت هذه الآية الناس فلم يبق أحد من المسلمين إلا له في هذا المال حق إلا بعض من تملكون من أرقائكم، ولئن عشت إن شاء الله ليأتين على كل مسلمٍ حقه، وبين أبو داود، فقال: قال الزهري: قال عمر: هذه، فذكره، وقال الحميدي: زاد البرقاني في روايته: فغلب على هذه الصدقة على، فكانت بيد علي، ثم كانت بيد حسن بن عليٍّ، ثم كانت بيد حسينٍ، ثم كانت بيد عليِّ بن حسين، ثم كانت بيد الحسن ابن الحسن ثم كانت بيد زيد بن الحسن، ثم بيد عبد الله بن الحسن، ثم وليها بنو العباس (1).
_________
(1) النسائي 7/ 134، 135، وقال الألباني في ضعيف النسائي (279): ضعيف الإسناد.(2/513)
6307 - المغيرة: أن عمر بن عبد العزيز جمع بني مروان حين استخلف، فقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كانت له فدك، فكان ينفق منها ويعود منها على صغير بني هاشمٍ، ويزوج منها أيمهم، وإن فاطمة سألته أن يجعلها لها، فأبى فكانت كذلك في حياته، فلما أن ولي أبو بكر عمل فيها بما عمل - صلى الله عليه وسلم -، فلما أن ولي عمر عمل فيها بمثل ما
[ص:514] عملا حتى مضى لسبيله، ثم أقطعها مروان، ثم صارت لعمر بن عبد العزيز، فرأيت أمرًا منعه - صلى الله عليه وسلم - فاطمة ليس لي بحقٍّ، وإني أشهدكم أني رددتها على ما كانت (1).
_________
(1) أبو داود (2972)، وضعفه الألباني في ((مشكاة المصابيح)) (5063).(2/513)
6308 - عمر: ما أنا أحق بهذا الفيء منكم، وما أحد منَّا أحق به من أحد إلا أنا على منازلنا من كتاب الله، وقسمة رسوله: فالرجل وقدمه، والرجل وبلاؤه، والرجل وعياله، والرجل وحاجته. هما لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (2950)، وقال الألباني: حسن موقوف في ((مشكاة المصابيح)) (4060).(2/514)
6309 - نافع: أن عمر فرض للمهاجرين الأولين أربعة آلافٍ، وفرض لابن عمر ثلاثة آلافٍ وخمسمائة، فقيل له: هو من المهاجرين، فلم نقصته من أربعة آلافٍ؟
قال: إنما هاجر به أبوه يقول: ليس هو ممن هاجر بنفسه (1).
_________
(1) البخاري (3912).(2/514)
6310 - قيس بن أبي حازم كان عطاء البدريين خمسة آلافٍ وقال عمر: لأفضلنهم على من بعدهم (1).
_________
(1) البخاري (4022).(2/514)
6311 - أنس: أتي النبي - صلى الله عليه وسلم - بمالٍ من البحرين، فقال: انثروه في المسجد وكان أكثر مالٍ أتي به، فخرج إلى الصلاة ولم يلتفت إليه، فلما قضى الصلاة جاء فجلس إليه، فما كان يرى أحدًا إلا أعطاه، إذا جاءه العباسُ فقال: يا رسول الله، أعطني، فإني فاديت نفسي وفاديت عقيلاً، فقال: ((خذ)). فحثا في ثوبه، ثم ذهب يقله فلم يستطع، فقال: يا رسول الله، مر بعضهم يرفعه إلىَّ، قال: ((لا)). قال: فارفعه أنت علىَّ، قال: ((لا)) فنثر منه، ثم ذهب يقله، فلم يستطع، فقال: يا رسول الله، مر بعضهم يرفعه على، قال: ((لا)). قال: فارفعه أنت علىَّ، قال: ((لا)). فنثر منه، ثم احتمله، فألقاه على كاهله، ثم انطلق، فما زال - صلى الله عليه وسلم - يتبعه بصره حتى خفي علينا، عجبًا من حرصه، فما قام - صلى الله عليه وسلم - وثمَّ منها درهمٌ. هي للبخاريِّ (1).
_________
(1) البخاري معلقا بعد حديث (421).(2/514)
6312 - عوف بن مالك: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا أتاه الفيء قسمه في يومه، فأعطى الآهل حظين، وأعطى الأعزب حظًا. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داواد (2953)، وصححه الألباني في ((الإرواء)) (1471).(2/515)
6313 - ابن عمر: أعطى النبي - صلى الله عليه وسلم - خيبر بشطر ما يخرج منها من ثمر أو زرعٍ، فكان يعطي أزواجه كلَّ سنةٍ مائة وسقٍ، ثمانين وسقًا من تمرٍ، وعشرين وسقًا من شعير، فلمَّا ولي عمر قسم خيبر حين أجلى منها اليهود، فخير أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يقطع لهن من الماء والأرض، أو يمضي لهن الأوساق، فمنهن من اختار الأرض والماء، منهن عائشة وحفصة، واختار بعضهن الوسق. للشيخين ولأبي داود نحوه (1).
_________
(1) البخاري (2328)، ومسلم ((1551).(2/515)
السّبق والرمي وذكر الخيل(2/515)
6314 - أبو هريرة رفعه: ((لا سبق إلا في خفٍ أو حافرٍ أو نصلٍ)). لأصحاب السنن (1).
_________
(1) أبو داود (2574)، والترمذي (1700)، وقال: حديث حسن، والنسائي 6/ 227،وابن ماجة (2878)،وصححه الألباني في صحيح الترمذي (1390).(2/515)
6315 - ابن عمر: أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - سابق بين الخيل وفضل القرح في الغاية. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (2577)، وصححه ابن حبان 10/ 543 (4688).(2/515)
6316 - زاد الأوسط: وجعل بينها سبقًا وجعل فيها محللاً (1).
_________
(1) ((الأوسط)) 8/ 51 (7936)، وقال الهيثمي 5/ 263: رجال الأوسط رجال الصحيح.(2/515)
6317 - ولأحمد عن أنسٍ: قيل له أكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يراهن؟ قال: نعم، والله لقد راهن على فرسٍ يقال لها سبحة، فسبق الناس، فهش لذلك وأعجبه (1).
_________
(1) أحمد 3/ 256،وقال الهيثمي5/ 264:ورجال أحمد ثقات. وحسنه الألباني في غاية المرام (391).(2/515)
6318 - وعنه: أجرى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما ضمر من الخيل من الحفياء إلى ثنية الوداع، وما لم يضمر من الثنية إلى مسجد بني زريق، فكنت في من أجرى، فطفف بي الفرس المسجد. قال سفيان: من الحفياء إلى الثنية خمسة أميالٍ أو ستةٌ (1).
_________
(1) البخاري (420)، ومسلم (1870).(2/516)
6319 - وفي روايةٍ: ستة أو سبعة، ومن الثنية إلى مسجد بني زريقٍ ميل أو نحوه. للستة (1).
_________
(1) البخاري (2868)، والترمذي (1699).(2/516)
6320 - أبو هريرة رفعه: ((من أدخل فرسًا بين فرسين، يعني: وهو لا يؤمن أن يسبق فليس بقمارٍ، ومن أدخل فرسًا بين فرسين وقد أمن أن يسبق فهو قمارٌ)). لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (2579)، وابن ماجة (2876). وقال ابن حجر في ((بلوغ المرام)) (397): إسناده ضعيف. وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (544).(2/516)
6321 - أنس: كانت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ناقة يقال لها العضباء، لا تسبق، فجاء أعرابيٌّ على قعود، فسبقها، فشق ذلك على المسلمين حتى عرفه، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((حق على الله أن لا يرتفع شيءٌ من الدنيا إلا وضعه)). للبخاريِّ وأبي داود والنسائي (1).
_________
(1) البخاري (2872).(2/516)
6322 - فقيم اللخمي: قلت لعقبة بن عامر: تختلف بين هذين الغرضين وأنت شيخٌ كبيرٌ ويشقُّ عليك فقال: لولا كلام سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم أعانه. قلت: وما ذاك؟
قال: سمعته يقول من تعلم الرمي ثم تركه فليس مني أو قد عصى. لمسلم (1).
_________
(1) مسلم (1919).(2/516)
6323 - عقبة بن عامر رفعه: ((إن الله تعالى ليدخل بالسهم الواحد ثلاثة نفرٍ الجنة صانعه يحتسب في عمله الخير والرامي به والممدَّ به فارموا واركبوا وأحب إليَّ أن ترموا من أن تركبوا، كل لهوٍ باطلٌ ليس من اللهو محمودٌ إلا ثلاثةٌ
[ص:517] تأديب الرجل فرسه وملاعبته أهله ورميه بقوسه ونبله فإنهن من الحق ومن ترك الرمي بعد ما علمه رغبةً عنه فإنها نعمةٌ تركها - أو قال:- كفرها)). لأصحاب السنن (1).
_________
(1) أبو داود (2513)، والترمذي (1637)، والنسائي 6/ 222 - 223، وضعفه الألباني في ((ضعيف أبي داود)) (540).(2/516)
6324 - سلمة بن الأكوع: خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - على نفر من أسلم ينتضلون بالسوق فقال: ((ارموا بني إسماعيل فإن أباكم كان راميًا وأنا مع بني فلان)). فأمسك أحد الفريقين بأيديهم فقال: ((ما لكم لا ترموا؟)). فقالوا: كيف نرمي وأنت معهم؟ فقال: ((ارموا وأنا معكم كلكم)). للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (2899).(2/517)
6325 - أبو وهب الجشمي رفعه: ((عليكم من الخيل بكل كميت أغر محجلٍ أو أشقر أغرَّ محجلٍ فسئل ابن شبيب لم فضل الأشقر؟)) قال: لأن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - بعث سريةً فكان أول من جاء بالفتح صاحب أشقر. للنسائي وأبي داود بلفظه (1).
_________
(1) أبو داود (2544)، والنسائي 6/ 218 - 219، وقال الألباني في ((ضعيف أبي داود)) (548): ضعيف.(2/517)
6326 - وفي روايةٍ: ((ارتبطوا الخيل وامسحوا بنواصيها وأعجازها - أو قال:- أكفالها وقلدوها ولا تقلدوها الأوتار)) (1).
_________
(1) أبو داود (2553)، والنسائي 6/ 218 - 219، وحسنه الألباني في ((صحيح أبي داود)) (2226).(2/517)
6327 - أبو قتادة رفعه: ((خير الخيل الأدهم الأقرح الأرثم ثم الأقرح المحجل طلق اليمين فإن لم يكن أدهم فكميت على هذه الشية)). للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (1696)، وابن ماجة (2789)،وقال الألباني في ((صحيح الترمذي)) (1387): صحيح. الأدهم: شديد السواد، الأقرح: ما كان في وجهه بياض يسير، الأرثم: الأبيض الأنف والشفة العليا، المحجل: الذي في قوائمه بياض، طلق اليمين: لا يوجد في يده اليمنى بياض. الكميت: أحمر يميل إلى السواد، الشية: العلامة.(2/517)
6328 - ابن عباسٍ رفعه: ((يمن الخيل في شقرها)). للترمذي وأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (2545)، والترمذي (1695)، وقال حسن غريب، وحسنه الألباني في صحيح أبي داود (2218).(2/517)
6329 - أنس: كان السلف يستحبون الفحولة من الخيل ويقولون هي أحسن وأجرى وعن راشد بن سعدٍ مثله. لرزين.(2/517)
6330 - أبو هريرة: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كان يكره الشكال من الخيل، والشكال أن يكون الفرس في رجله اليمين بياضٌ وفي يده اليسرى بياضٌ أو يده اليمنى ورجله اليسرى (1).
_________
(1) مسلم (1875).(2/518)
6331 - وفي روايةٍ: أن تكون ثلاث قوائم محجلةً وواحدةٌ مطلقةً أو يكون الثلاثة مطلقةً وواحدةٌ محجلةً وليس يكون الشكال إلا في رجلٍ ولا يكون في اليد، وقيل: هو اختلاف الشية بباضٌ في خلافٍ. لمسلم وأصحاب السنن (1).
_________
(1) النسائي 6/ 219،وصححه الألباني في صحيح النسائي (3337).(2/518)
6332 - عروة بن الجعد رفعه: ((الخيل معقود في نواصيها الخير، الأجر والمغنم إلى يوم القيامة)). للشيخين والترمذي والنسائي (1).
_________
(1) البخاري (2850)، ومسلم (1873).(2/518)
6333 - عتبة بن عبد السلمى رفعه: ((لا تقصوا نواصي الخيل ولا مفارقها ولا أذنابها، فإنَّ أذنابها مذابها، ومفارقها دفؤها ونواصيها معقودٌ فيها الخير)). لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (2542)، وقال الألباني في ((صحيح أبي داود)) (2217): حديث صحيح.(2/518)
6334 - أبو كبشة رفعه: ((الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة، وأهلها معانون عليها، والمنفق عليها كالباسط يده بالصدقة)). للكبير (1).
_________
(1) الطبراني في الكبير 22/ 339 (849) ,وقال الهيثمي في المجمع 5/ 259، وقال: رجاله ثقات. وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (1245).(2/518)
6335 - زاد من طريقٍ آخر في آخره: ((وأبوالها وأرواثها لأهلها. عند الله يوم القيامة من مسك الجنة)) (1).
_________
(1) الطبراني 17/ 188، عن عريب. وقال الهيثمي 5/ 259: فيه من لم أعرفه. وضعفه الألباني في ضعيف الترغيب والترهيب (801).(2/518)
6336 - يحيى بن سعيد: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رؤي يمسح وجه فرسه بردائه فسئل عن ذلك فقال: ((إني عوتبت الليلة في الخيل)). لمالك (1).
_________
(1) مالك 2/ 373.(2/518)
6337 - أنس: لم يكن شيء أحبَّ إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد النساء من الخيل (1).
_________
(1) النسائي 6/ 218، وقال الألباني في ((المشكاة)) (3890): ضعيف.(2/519)
6338 - أبو ذر رفعه: ((ما من فرسٍ عربي إلا يؤذن له عند كل سحرٍ بكلماتٍ يدعو بهن اللهم خولتني من خولتني من بني آدم وجعلتني له فاجعلني أحبَّ أهله وماله أو من أحب ماله وأهله إليه)). هما للنسائي (1).
_________
(1) النسائي 6/ 223 - 224، وقال الحاكم 2/ 92: صحيح الإسناد، وصححه الألباني في صحيح النسائي (3346).(2/519)
6339 - أبو هريرة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يسمي الأنثى من الخيل فرسًا. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (2546)، وقال الألباني في ((صحيح أبي داود)): (2219): صحيح.(2/519)
6340 - سهل بن سعد: كانَ للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم - في حائطنا فرسٌ يقال له: اللحيفُ. للبخاري، وقال بعضهم: اللخيف بالخاء (1).
_________
(1) البخاري (2855).(2/519)
6341 - علي: أهديت للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم - بغلةٌ فركبها فقال عليٌّ: لو حملنا الحمير على الخيل فكانت لنا مثل هذه فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((يفعل ذلك الذين لا يعلمون)). للنسائي وأبي داود بلفظه (1).
_________
(1) أبو داود (2565)، والنسائي 6/ 224، وصححه الألباني في صحيح أبي داود (2236).(2/519)
6342 - سويد بن هبيرة رفعه: ((خيرُ المال مهرةٌ مأمورةٌ أو سكة مأبورةٌ)) (1).
_________
(1) أحمد 3/ 468، والطبراني 7/ 90 (6471)، وقال الهيثمي 5/ 258: رجال أحمد ثقات. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2926).(2/519)
6343 - أبو كبشة رفعه: ((من أطرق فرسه مسلمًا فعقب له الفرس كان له كأجر سبعين فرسًا حمل عليها في سبيل الله فإن لم يعقب كان له كأجر فرسٍ حمل عليها في سبيل الله)). هما لأحمد والكبير (1).
_________
(1) أحمد 4/ 231، والطبراني 22/ 341، وقال الهيثمي 5/ 226: رجالهما ثقات.(2/519)
6344 - ابن عمر قال: ما تعاطى الناسُ بينهم قط أفضل من الطرق يطرق الرجل فرسه فيجري له أجره ويطرق الرجلُ فحله فيجري له أجره. للكبير (1).
_________
(1) الطبراني 12/ 264 - 265 (13061)، وقال الهيثمي 5/ 266: رجاله ثقات.(2/519)
6345 - عمرو بن عوف المزني رفعه: ((يُبدأ بالخيل) (1) يوم وردها) للقزويني يضعف في باب قسمة الماء (2).
_________
(1) في الأصل: تبدأ الخيل.
(2) ابن ماجة (2484)، وقال البوصيري 337 (830): هذا إسناد ضعيف، كثير بن عبد الله بن عمرو: كذَّبه الشافعي وأبو داود. وقال ابن حبان: روى عن أبيه، عن جدِّه نسخة= =موضوعة لا يحل ذكرها في الكتب، ولا الرواية عنه إلا على جهة التعجب. وقال الألباني في ضعيف ابن ماجة (540): ضعيف جدا.(2/520)
كتاب السير والمغازي(2/520)
كرامة أصل النبي - صلى الله عليه وسلم - وقدم نبوته ونسبه وأسماءه(2/520)
6346 - أبو هريرة رفعه: ((بعثت من خير قرون بني آدم قرنًا فقرنًا حتى كنت من القرن الذي كنت منه)). للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (3557).(2/520)
6347 - واثلة رفعه: ((إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشًا من كنانة، واصطفى من قريشٍ بني هاشمٍ، واصطفاني من بني هاشمٍ)). لمسلم والترمذي (1).
_________
(1) مسلم (2276)، والترمذي (3606).(2/520)
6348 - العباس قلت: يا رسول الله، إنَّ قريشًا جلسوا فتذاكروا أحسابهم فجعلوا (مثلك) (1) كمثل نخلةٍ في كبوةٍ من الأرض فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((إن الله خلق الخلق فجعلني في خير فرقهم وخير الفريقين، ثم خير القبائل فجعلني في خير قبيلةٍ، ثم خير البيوت فجعلني من خير بيوتهم، فأنا خيرهم نفسًا وخيرهم بيتًا)). للترمذي (2).
_________
(1) في (أ): مثل ذلك.
(2) الترمذي (3607)، وقال: حسن صحيح غريب، وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (738).(2/520)
6349 - أبو أمامة رفعه: ((لما بلغ ولد معدِّ بن عدنان أربعين رجلاً وقعوا في عسكر موسى فانتهبوه فدعا عليهم يا رب، هؤلاء ولد معد قد أغاروا على عسكري فأوحى الله إليه لا تدعُ عليهم؛ فإن منهم النبي الأميَّ النذير البشير يجتبى، ومنهم الأمة المرحومة أمة محمدٍ الذين يرضون من الله باليسير من الرزق ويرضى الله منهم باليسير من العمل، فيدخلهم الجنة بقول: لا إله إلا الله نبيهم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب
[ص:521] المتواضع في هيئته، المجتمع له اللب في سكوته ينطق بالحكمة ويستعمل الحلم أخرجته من خير جيل من أمته قريشًا ثم أخرجته صفوةً من قريشٍ فهو خيرٌ من خيرٍ إلى خيرٍ يصير هو وأمته إلى خيرٍ)). للكبير بضعف (1).
_________
(1) ((الكبير)) 8/ 140 (7629)، وقال الهيثمي 8/ 217: فيه جسر بن فرقد وهو ضعيف.(2/520)
6350 - ابن عباس: {وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ} [الشعراء:219] قال: من صلب نبي إلى نبي حتى صرت نبيًّا. للبزار (1).
_________
(1) البزَّار (2242)، وقال الهيثمي 7/ 86 رجال البزَّار رجال الصحيح، غير شبيب بن بشر، وهو ثقة. وضعفه الألباني في الإرواء 6/ 322.(2/521)
6351 - على رفعه: ((خرجت من نكاحٍ ولم أخرج من سفاحٍ من لدن آدم إلى أن ولدني أبي وأمي)). للأوسط (1).
_________
(1) ((الأوسط)) 5/ 80 (4728)، وقال الهيثمي 8/ 214: فيه محمد بن جعفر بن محمد بن علي، صحح له الحاكم في المستدرك، وقد تكلم فيه، وبقية رجاله ثقات. وحسنه الألباني في صحيح الجامع (2325).(2/521)
6352 - ابن عباس رفعه: ((ما ولدني من سفاح الجاهلية شيءٌ، وما ولدني إلا نكاحٌ كنكاح الإسلام)). للكبير وفيه المديني عن أبي الحويرث (1).
_________
(1) ((الكبير)) 10/ 329 (10712)، قال الهيثمي 8/ 214: فيه: المديني، عن أبي الحويرث، ولم أعرف المديني ولا شيخه، وبقية رجاله وثقوا.(2/521)
6353 - العباس قال: يا رسول الله إني أريد أن أمدحك فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((هات لا يفضض الله فاك)) فأنشد:
من قبلها طبت في الظِّلال وفيه. ... مستودعٍ حيث يخصف الورق.
ثم هبطت البلاد لا بشرٌ. ... أنت ولا مضغةٌ ولا علقُ.
بل نطفةٌ تركب السفين وقد. ... ألجم نسرًا وأهله الغرق.
تنقل من صالبٍ إلى رحمٍ. ... إذا مضى عالمٌ بدا طبق.
حتى اجتوى بيتك المهيمن من ... خندف علياء تحتها النطق.
وأنت لما ولدت أشرقت. ... الأرض وضاءت بنورك الأفق.
فنحن في ذلك الضياء وفي. ... النور وسبل الرشاد نخترق (1).
_________
(1) الطبراني 4/ 213 (4167)، وقال الهيثمي 8/ 218: فيه: من لم أعرفهم.(2/521)
6354 - رقيقة بنت أبي صيفي: وكانت لدة عبد المطلب قالت: تتابعت على قريشٍ سنون أقحلت الضرع وأدقت العظم فبينا أنا راقدة سمعت قائلًا يقول يا معشر قريشٍ إن هذا النبيَّ المبعوث وهذا أبان خروجه فحيهلا بالحيا لخصب فانظروا رجلاً منكم وسيطًا عظامًا جسامًا أبيض أو طف أهدب سهل الخدين أشمَّ العرنين، له فخرٌ يكظم عليه فليخرج هو وولده وليهبط إليه من كلِّ بطن رجلٌ، وليستملوا الركن، ثم ليرقوا أبا قبيس ثم ليدعُ الرجلُ وليؤمن القوم فأصبحتُ فقصصت رؤياها عليهم فنظروا فوجدوا هذه الصفة صفة عبد المطلب الحمد وهبط إليه من كل بطنٍ رجلٌ فاستلموا ثم ارتقوا أبا قبيس، واصطفوا حوله فقام ومعه النبي - صلى الله عليه وسلم - غلامٌ أيفع فرفع يديه وقال: اللهم ساد الخلة، وكاشف الكربة، أمت معلِّم غير معلًَّم، ومسئول غير مبخلٍ، وهذه عبادك وإماؤك بعذرات حرمك يسألون إليك، سنتهم أذهبت الخف والظلف، اللهم فأمطرن علينا غيثًا مغدقًا مربعًا، فوربِّ الكعبة ما راموا حتى تفجرت السماء بمائها واكتظَّ الوادي بثجيجه فقالت رقيقة:
بشيبة الحمد أسقى الله بلدتنا. ... وقد فقدنا الحيا واجلوذ المطر.
فجاد بالماء جونى له سبل. ... دان فعاشت به الأنعام والشجر.
منا من الله بالميمون طائره. ... وخيرُ من بشرت يومًا به مضر.
مبارك الأمر يستسقي الغمام به. ... ما في الأنام له عدلٌ ولا خطر.
هما للكبير بخفي (1).
_________
(1) الطبراني 24/ 259 - 261، قال الهيثمي 2/ 214 - 215: فيه: زحر بن حصين، قال الذهبي: لا يُعرف.(2/522)
6355 - أبو هريرة: قالوا يا رسول الله متى وجبت لك النبوة؟ قال وآدم بين الروح والجسد. للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (3609)، وقال: حسن صحيح. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (2856).(2/522)
6356 - العرباض بن سارية رفعه: ((إنِّي عند الله لخاتم النبيين، وإنَّ آدم لمجندلٌ في طينته، وسأنبئكم بتأويل ذلك
[ص:523] دعوة إبراهيم، وبشرى عيسى، ورؤيا أمِّي التي رأت خرج منها نورٌ أضاءت له قصور الشام، وكذلك أمهات النبيين)). لأحمد والكبير والبزار (1).
_________
(1) أحمد 4/ 127، والطبراني 18/ 252، والبزار كما في ((كشف الأستار)) 2/ 112 (2365)، وقال الهيثمي 8/ 223: وأحد أسانيد أحمد رجاله رجال الصحيح، غير سعيد بن سويد، وثقه ابن حبان. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2091).(2/522)
6357 - البخاري: هو - صلى الله عليه وسلم - محمدٌ بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشمٍ بن عبد مناف بن قصى بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معدّ بن عدنان. ولرزين أنه عن ابن عباس (1).
_________
(1) البخاري معلقا، قبل حديث (3851).(2/523)
6358 - جبير بن مطعم رفعه: ((لي خمسة أسماء أنا محمدٌ وأنا أحمد وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي، وأنا العاقب الذي ليس بعدي نبيٌّ، وقد سماه الله رؤفًا رحيمًا)). لمالك والترمذي والشيخين بلفظهما (1).
_________
(1) البخاري (3532)، ومسلم (2354).(2/523)
6359 - أبو موسى: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يسمي لنا نفسه أسماء فقال: ((أنا محمدٌ وأنا أحمد المقفى ونبيُّ التوبة ونبيُّ الرحمة)). لمسلم (1).
_________
(1) مسلم (2354).(2/523)
6360 - وزاد أحمد والبزار عن حذيفة: ((ونبي الملاحم)) (1).
_________
(1) أحمد 4/ 395، والبزار كما في ((كشف الأستار)) 3/ 120 (2378). وحسنه الألباني في مختصر الشمائل (316).(2/523)
6361 - وزاد الكبير والأوسط عن جابر: ((وإذا كان يوم القيامة كنتُ إمام المرسلين وصاحب شفاعتهم)) (1).
_________
(1) ((الكبير)) 2/ 184 (1750)، و ((الأوسط)) 4/ 327 (4338)، وقال الهيثمي 8/ 284: وفيه: عروة بن مروان، قيل فيه: ليس بالقوي، وبقية رجاله وثقوا.(2/523)
6362 - وزاد الأوسط والصغير عن ابن عباس: ((والخاتم)) (1).
_________
(1) ((الأوسط)) 2/ 378 (2280)، ((الصغير)) 1/ 110 (156)، وقال: لم يروه عن سلمة إلا أبو نعيم، ولا يروى عن ابن عباس إلا بهذا الإسناد.(2/523)
6363 - أبو هريرة رفعه: ((ألا تعجبون كيف يصرف الله عنِّي شتم قريشٍ ولعنهم؟ يشتمون مذممًا ويلعنون مذممًا وأنا محمدٌ)). للبخاري والنسائي (1).
_________
(1) البخاري (3533).(2/524)
مولده - صلى الله عليه وسلم - ورضاعه وشرح صدره ونشوءه(2/524)
6364 - قيس بن مخرمة ولدت أنا والنبي - صلى الله عليه وسلم - عام الفيل، وسأل عثمان بن عفان قباث بن أشيم أنت أكبر أم النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال: النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - أكبر مني، وأنا أقدم منه في الميلاد، وأنا رأيت خذق الطير محيلاً. للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (3619)، وقال: حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث محمد بن إسحاق. وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (744).(2/524)
6365 - وللكبير: ولد النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - عام الفيل وبين الفجار والفيل عشرون سنة. وبين الفجار وبناء الكعبة خمس عشرة سنةً، وبين بناء الكعبة ومبعثه - صلى الله عليه وسلم - خمس سنين، فبعث وهو ابن أربعين (1).
_________
(1) الطبراني 18/ 342، وقال الهيثمي 8/ 257: فيه جعفر بن مهران السماك وقد وثق وفيه كلام وبقية رجاله ثقات.(2/524)
6366 - ابن عباس: ولد النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم الاثنين، واستنبئ يوم الاثنين، وخرج مهاجرًا من مكة إلى المدينة يوم الاثنين، وقدم المدينة يوم الاثنين، وتوفي يوم الاثنين، ورفع الحجر الأسود يوم الاثنين، وفتح بدرًا يوم الاثنينن ونزلت سورة المائدة يوم الاثنين {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُم} [المائدة: 3]. لأحمد والكبير بلين (1).
_________
(1) أحمد 1/ 277، والطبراني 12/ 237 (12984)، وذكره الهيثمي 1/ 196، وقال: فيه ابن لهيعة وهو ضعيف.(2/524)
6367 - حليمة بنت الحارث: خرجتُ على أتانٍ قمراء في نسوةٍ من بني سعدٍ نلتمسُ الرضعاء بمكة في سنةٍ شهباء، لم تبق لنا شيئًا، ومعنا شارفٌ لا تبضُّ بقطرةٍ، وصبيُّ لا ننام من بكائه ما في ثدي ولا في شارفنا ما يغنيه من لبنٍ، فلما قدمنا مكة لم تبق منا امرأةٌ إلا عُرضَ عليها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فتأباه، وإنما كنا نرجو كرامة رضاعةٍ من والد المولود، وكان يتيمًا فكنَّا نقول: ما عسى أن تصنع أمه حتى
[ص:525] لم يبق من صواحبي امرأةٌ إلا أخذت صبيًا غيري، وكرهت أن أرجع ولم آخذ شيئًا، فقلت لزوجي: والله لأرجعن إلى ذلك المولود فلآخذنه، فأتيته فأخذته، فرجعت إلى رحلي فقال زوجي: قد أخذتيه أصبت فعسى الله أن يجعل فيه خيرًا، فوالله ما هو إلا أن جعلته في حجري فأقبل عليه ثديي بما شاء الله من اللبن فشرب، حتى روي وشرب أخوه حتى روي، وقام زوجي إلى شارفنا من الليل فإذا هي حافٌ فحلب لنا ما شئنا، فشرب وشربت حتى روينا فبتنا ليلتنا تلك بخير شباعًا رواءً، ونام صبياننا يقول زوجي: والله يا حليمة ما أراك إلا قد أصبت نسمةً مباركةً، ثم خرجنا فوالله لقد خرجت أتاني أمام الركب حتى قطعته، حتى أنهم ليقولون: ويحك يا بنت الحارث، كفى علينا أليست هذه بأتانك التي خرجت عليها؟
فأقول: بلى وهي قدامنا حتى قدمنا منازلنا فقدمنا على أجدب أرضٍ وكانت غنمي تروح بطانًا حفلاً وتروح أغنامهم جياعًا هالكةً ما بها من لبنٍ فنشرب ما شئنا من لبنٍ، وما في الحاضر أحدٌ يحلبُ قطرةً فيقولون لرعائهم: ويلكم ألا تسرحون حيث يسرح (فيه) (1) راعي حليمة؟
فيسرحون في الشعب الذي يسرح فيه راعينا وتروح أغنامهم جياعًا وغنمي حفلاً، وكان - صلى الله عليه وسلم - يشب في اليوم شباب الصبي في الشهر، ويشبُّ في الشهر شباب الصبي في سنة، فبلغ سنًّا وهو غلامٌ جفرٌ فقدمنا على أمِّه فقال لها أبوه: ردي علينا ابني فلنرجع به فإنا نخشى عليه وباء مكة، ونحن أضن بشأنه لما رأيناه من بركته فلم نزل بها حتى قالت: ارجعا به. فرجعنا به فمكث عندنا شهرين، فبينا هو يلعبُ وأخوه يومًا خلف البيوت يرعيان بهما لنا؛ إذ جاءنا أخوه يشتد فقال: أدركي أخي القرشي قد جاءه رجلان، فأضجعاه فشقا بطنه فخرجنا نحوه نشتد فانتهينا إليه وهو قائمٌ منتقعٌ لونه فاعتنقه أبوه واعتنقته ثم قلنا: مالك أي بني؟ قال: أتاني رجلان عليهما ثياب بيضٌ فأضجعاني ثم شقا بطني، فوالله ما أدري ما صنعا فاحتملناه فرجعنا به يقول أبوه: والله يا حليمة ما أرى هذا الغلام إلا قد أصيب، فانطلقي فلنرده إلى أهله قبل أن يظهر به ما يتخوف عليه، فرجعنا به إليها فقالت: ما رد كما به وقد كنتما حريصين عليه؟ فقلت: لا والله إنا كفلناه وأدينا الحق الذي يجب علينا فيه، ثم تخوفت الأحداث عليه فقلنا: يكون في أمه. فقالت أمه: والله ما ذاك بكما فأخبراني خبركما وخبره
[ص:526] فوالله ما زالت بنا حتى أخبرناها خبره قالت: فتخوفتما عليه كلا والله إن لابني هذا لشأنًا ألا أخبركما عنه؟
إني حملت به فلم أر حملاً قط كان أخف ولا أعظم بركةً منه، ثمَّ رأيت نورًا كأنه شهابٌ خرج مني حين وضعته أضاءت لي أعناق الإبل ببصري، ثم وضعته فما وقع كما يقع الصبيان وقع واضعًا يده بالأرض رافعًا رأسه إلى السماء، دعاه والحقا بشأنكما. للموصلي والكبير (2).
_________
(1) من (أ).
(2) الطبراني 24/ 212، وأبو يعلى 13/ 93 (7163)، وذكره الهيثمي 8/ 220، وقال: رواه أبو يعلى والطبراني ورجالهما ثقات.(2/524)
6368 - عتبة بن عبد السلمي: أن رجلاً سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - كيف كان أول شأنك؟
فقال: ((كانت حاضنتي من بني سعدٍ بن بكرٍ فانطلقت أنا وابن لها في بهم لنا ولم نأخذ معنا زادًا فقلت: يا أخي اذهب فائتنا بزادٍ من عند أمنا، فانطلق أخي ومكثت عند البهم فأقبل طائران أبيضان كأنهما نسران فقال أحدهما لصاحبه: أهو هو؟ قال: نعم فأقبلا يبتدراني فأخذاني فبطحاني إلى القفا فشقا بطني ثم استخرجا قلبي فشقاه فأخرجا منه علقتين سوداوين قال أحدهما لصاحبه: ائتني بماء ثلجٍ فغسلا به جوفي، ثم قال: ائتني بماء بردٍ فغسلا به قلبي، ثم قال: ائتني بالسكينة فزراها في قلبي: ثم قال أحدهما لصاحبه: حصه وختم عليه. بخاتم النبوة وقال أحدهما لصاحبه: اجعله في كفةٍ واجعل ألفًا من أمته في كفةٍ، فإذا أنا أنظر إلى الألف فوقي أشفق أن يخر على بعضهم، قال: لو أن أمته وزنت به لمال بهم، فانطلقا وتركاني قد فرقت فرقًا شديدًا، ثم انطلقت إلى أمي، فأخبرتها بالذي لقيت، فأشفقت على أن يكون التبس بي، فقالت: أعيذك بالله، فرحلت بعيرًا لها فحملتني على الرحل وركبت خلفي حتى بلغنا إلى أمي، فقالت: أديت أمانتي وذمتي فحدثتها بالذي لقيت، فلم يرعها ذلك، قالت: إني رأيت خرج مني نور أضاءت له قصور الشام)). لأحمد والكبير (1).
_________
(1) أحمد 4/ 184 - 185، والطبراني 17/ 131، وقال الهيثمي 8/ 222: رواه أحمد والطبراني ولم يسق المتن وإسناد أحمد حسن.(2/526)
6369 - أبى بن كعبٍ: أن أبا هريرة قال: يا رسول الله ما أول ما رأيت من أمر النبوة؟ فقال: ((إني لفي صحراء ابن عشر سنين وأشهرٍ، وإذا بكلامٍ فوق رأسي، وإذا برجلٍ يقول لرجلٍ: أهو هو؟ قال: نعم فاستقبلاني بوجوهٍ لم أرها لخلقٍ قط، وأرواحٍ لم أجدها من خلقٍ قط، وثيابٍ لم أرها على أحدٍ قط، فأقبلا إلى يمشيان حتى أخذ كل واحدٍ منهما بعضدي لا أجد لأخذهما مسًا، فقال أحدهما لصاحبه: أضجعه أضجعه، فأضجعاني بلا قصرٍ ولا هصرٍ، فقال أحدهما لصاحبه: افلق صدره، فهوى أحدهما إلى صدري، ففلقها فيما أرى بلا دمٍ ولا وجعٍ، فقال له: أخرج الغل والحسد، فأخرج شيئًا كهيئة العلقة ثم نبذها فطرحها، فقال له: ... ادخل الرحمة والرأفة، فإذا مثل الذي أخرج شبيه الفضة، ثم هز إبهام رجلي اليمنى فقال: اغد واسلم، فرجعت لها أغدو بها رأفةً على الصغير ورحمةً)). للكبير. لابن أحمد (1).
_________
(1) رواه عبد الله في ((زوائده على مسند أبيه)) 5/ 139، وقال الهيثمي 8/ 222: رواه عبد الله ورجاله ثقات، وثقهم ابن حبان.(2/527)
6370 - أبو بكرة: أن جبريل عليه السلام ختن النبي - صلى الله عليه وسلم - حين طهر قلبه. للأوسط بخفى (1).
_________
(1) الطبراني في ((الأوسط)) 6/ 70 (5821)، وقال الهيثمي 8/ 224: رواه الطبراني في الأوسط، وفيه: عبد الرحمن بن عيينة وسلمة بن محارب ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات.(2/527)
6371 - أنس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أتاه جبريل وهو يلعب مع الغلمان، فأخذه فصرعه فشق عن قلبه فاستخرجه منه علقةً وقال: هذا حظُّ الشيطان منك، ثم غسله في طستٍ من ذهبٍ بماء زمزم، ثم لأمه، ثم أعاده في مكانه، وجاء الغلمان يسعون إلى أمه يعني: ظئره، فقالوا: إنَّ محمدًا قد قتل فاستقبلوه وهو منتقع اللون، قال أنس: وكنت أرى أثر ذلك المخيط في صدره. لمسلم (1).
_________
(1) مسلم (162).(2/527)
6372 - علي بن أبي طالبٍ، عن أبيه: قال خرجنا إلى الشام في أشياخٍ من قريش وكان معي محمدٌ، فأشرفنا على راهبٍ بالطريق، فنزلنا وحللنا رواحلنا، فخرج إلينا الراهب،
[ص:528] وكان قبل ذلك لا يخرج إلينا، فجعل يتخللنا حتى جاء فأخذ بيد محمدٍ وقال: هذا سيد العالمين، فقال له أشياخٌ من قريشٍ: وما علمك بما تقول؟
قال: أجد صفته ونعته في الكتاب المنزل، وإنكم حين أشرفتم لم يبق شجرٌ ولا حجرٌ إلا خرَّ له ساجدًا، ولا تسجد الجمادات إلا لنبي، وأعرفه بخاتم النبوة أسفل من غضروف كتفه مثل التفاحة، ثم رجع وصنع طعامًا وأتانا به، وكان محمد في رعية الإبل، فجاء وعليه غمامة تظله، فلما دنى وجد القوم قد سبقوه إلى شجرةٍ، فجلس في الشمس، فمال فيء الشجرة عليه وضحوا هم في الشمس، فبينا هو قائمٌ عليهم يناشدهم الله أن لا يذهبوا به إلى الروم، ويقول: إن رأوه عرفوه بالصفة وآذوه فبينا هو يناشدهم الله في ذلك التفت، فإذا بسبعةٍ من الروم مقبلين نحو ديره فاستقبلهم، وقال: ما جاء بكم؟
قالوا: بلغنا من أحبارنا أن نبيًا من العرب خارجٌ نحو بلادنا في هذا الشهر، فلم يبق طريق إلا بعث إليه بأناسٍ وبعثنا إلى طريقك هذا، قال: فهل خلفكم أحدٌ خيرٌ منكم؟
قالوا: إنما اخترنا لطريقك هذا خيرةً، قال لهم: أرأيتم أمرًا أراد الله تعالى أن يقضيه هل يستطيع أحدٌ من الناس أن يرده؟
قالوا: لا، قال: فبايعوا هذا النبي فإنه حقٌ فبايعوه وأقاموا مع الراهب، ثم رجع إلينا، فقال: أنشدكم أيكم وليه؟
قالوا: هذا، يعنوني، فما زال يناشدني حتى رددته مع رجالٍ، فكان فيهم بلال، وزوده الراهب كعكًا وزيتًا. لرزين.(2/527)
6373 - وللترمذي عن أبي موسى: خرج أبو طالبٍ إلى الشام وخرج معه النبي - صلى الله عليه وسلم - في أشياخ من قريش.
وذكر نحو هذه الرواية، وليس بين الألفاظ كثير اختلافٍ.
قلت: نسخة رزين التي عندي قابلتها بالترمذي فكانت إلى الترمذي أقرب منها إلى ما ذكره المصنف عن زرين.
وفي آخرها، وبعث معه أبو بكرٍ بلالاً كما في الترمذي، والله أعلم أن نسخ رزين مختلفة، بعضها أقرب إلى ما في الأصول، وبعضها أبعد كنسخة المصنف (1).
والله أعلم.
_________
(1) الترمذي (3620)، وقال: حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وقال الألباني في صحيح الترمذي (2862): صحيح، لكن ذكر بلال فيه منكر كما قيل.(2/528)
بدء الوحي وكيفية نزوله(2/529)
6374 - عائشة: أول ما بدئ به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم، وكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، وحبب إليه الخلاء، وكان يخلوا بغار حراء، فيتحنث فيه، وهو التعبد الليالي ذوات العدد قبل أن ينزع إلى أهله ويتزود لذلك، ثم يرجع إلى خديجة فيتزود بمثلها، حتى فجئه الحق وهو في غار حراء، فجاءه الملك، فقال: اقرأ، قال: ما أنا بقارئٍ، (قال) (1): ((فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني، فقال: اقرأ، فقلت: ما أنا بقارئٍ، فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني، فقال: اقرأ فقلت: ما أنا بقارئٍ، فأخذني فغطني الثالثة حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني، فقال: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ} [العلق:1: 4]- حتى بلغ- ما لم يعلم})) فرجع بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يرجف فؤاده، فدخل على خديجة، فقال: ((زملوني زملوني)) فزملوه حتى ذهب عنه الروع: فقال لخديجة وأخبرها الخبر: ((لقد خشيت على نفسي)).
فقالت له: كلا، أبشر، فوالله ما يخزيك الله أبدًا، إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكلَّ وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق، فانطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى بن قصي، وهو ابن عم خديجة أخي أبيها، وكان امرأً تنصر في الجاهلية، وكان يكتب الكتاب العبراني فكتب من الإنجيل بالعربية ما شاء الله أن يكتب، وكان شيخًا كبيرًا قد عمي، فقالت له خديجة يا ابن عم، اسمع من ابن أخيك، فقال له ورقة: يا ابن أخي، ماذا ترى؟
فأخبره - صلى الله عليه وسلم - خبر ما رأى، فقال له ورقة: هذا الناموس الذي نزل الله على موسى، يا ليتني فيها جذعًا، ليتني أكون حيًا إذ يخرجك قومك فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((أو مخرجيَّ هم))؟
قال: نعم، لم يأت رجلٌ قط بمثل ما جئت به إلا عودي، وإن يدركني يومك أنصرك نصرًا مؤزرًا، ثم لم ينشب ورقة أن توفي، وفتر الوحي. للشيخين (2).
_________
(1) من (ب).
(2) البخاري (3)، ومسلم (160).(2/529)
6375 - وفي روايةٍ: فتر الوحي فترةً حتى حزن - صلى الله عليه وسلم -، فيما بلغنا، حزنًا غدا منه مرارًا، حتى يتردى من رءوس شواهق الجبال، فكلما أوفى بذروة جبلٍ لكي يلقي نفسه منه تبدى له جبريل عليه السلام، فقال: يا محمد إنك رسول الله حقًا فيسكن لذلك جأشه، وتقر نفسه، فيرجع، فإذا طالت عليه فترة الوحي غدا لمثل ذلك، فإذا أوفى بذروة جبلٍ تبدى له جبريل فقال له مثل ذلك (1).
_________
(1) البخاري (6982)،وهو من بلاغات الزهري.(2/530)
6376 - يحيى بن أبي كثير: سألت أبا سلمة بن عبد الرحمن عن أول ما نزل من القرآن قال: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ} [المدثر:1] قلت: يقولون: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} قال: سألت جابرًا عن ذلك. فقلت له مثل الذي قلت لي.
فقال لي جابر: لا أحدثك إلا ما حدثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ((جاورت بحراءٍ شهرًا، فلما قضيت جواري هبطت، فنوديت، فنظرت أمامي وخلفي، وعن يميني وعن شمالي، فلم أر أحدًا، ثم نوديت فرفعت رأسي، فإذا هو قاعد على عرشٍ في الهواء، يعني جبريل، فأخذتني رجفةٌ شديدةٌ، فأتيت خديجة، فقلت: دثروني دثروني فدثروني وصبوا عليَّ ماءً، فأنزل الله {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} المدثر:1: 4)) (1).
_________
(1) البخاري (4922)، ومسلم (161).(2/530)
6377 - وفي روايةٍ: سمعت النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يحدث عن فترة الوحي فقال لي في حديثه: ((فبينا أنا أمشي سمعت صوتًا من السماء فرفعت رأسي، فإذا الملك الذي جاءني بحراء جالسٌ على كرسيٍّ بين السماء والأرض، فجئثت منه رعبًا، فرجعت فقلت: زملوني))، فدثروني فأنزل الله {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ - إلى - وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ} [المدثر:5] (1).
_________
(1) البخاري (4)، ومسلم (161).(2/530)
6378 - وفي أخرى: ((ثم حمى الوحي وتتابع)). للشيخين والترمذي (1).
_________
(1) انظر السابق.(2/530)
6379 - عائشةُ: أنَّ الحارث بن هشام قال: يا رسول الله كيف يأتيك الوحي؟
فقال:
[ص:531] ((أحيانًا يأتيني مثل صلصلة الجرس، وهو أشده علي فيفصم عني، وقد وعيتُ ما قال، وأحيانًا يتمثلُ لي الملك رجلاً فيكلمني فأعي ما يقولُ)) قالت عائشةُ: ولقد رأيته ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد فيفصم عنه وإنَّ جبينه يتفصد عرقًا. للستة إلا أبا داود (1).
_________
(1) البخاري (2)، ومسلم (2333).(2/530)
6380 - عمر: كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إذا نزل عليه الوحيُ يسمع عند وجهه كدويِّ النحل. للترمذي مطولاً (1).
_________
(1) الترمذي (3173) ,وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (620).(2/531)
6381 - عبادة: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا نزل عليه الوحيُّ كرب لذلك وتربد وجهه. لمسلم (1).
_________
(1) مسلم (2334).(2/531)
6382 - يعلى بن أمية: أنه كان يقول لعمر ليتني أرى النبي - صلى الله عليه وسلم - حين ينزل عليه الوحي، فلمَّا كان - صلى الله عليه وسلم - بالجعرانة وعليه ثوبٌ قد أظل به عليه، فسأله المحرم الذي تضمَّخ بطيبٍ، فجاءه الوحيُ، فأشار عمر إلى يعلى أن تعال، فجاء يعلى، فأدخل رأسه، فإذا هو محمرُ الوجه، يغطُ لذلك ساعةً، ثم سرى عنه. للشيخين والنسائي مطولاً (1).
_________
(1) البخاري (1536)، ومسلم (1180).(2/531)
صبر النبي - صلى الله عليه وسلم - في تبليغه على أذى قومه وكسره الأصنام(2/531)
6383 - ابن مسعود: بينما النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي عند البيت، وأبو جهلٍ وأصحابه جلوسٌ وقد نحرت جزور بالأمس، فقال أبو جهلٍ: أيكم يقوم إلى سلا جزور بني فلانٍ فيأخذه فيضعه بين كتفيّ محمدٍ إذا سجد؟
فانبعث أشقى القوم فأخذه، فلما سجد - صلى الله عليه وسلم -
[ص:532] وضعه بين كتفيه، فاستضحكوا، وجعل بعضهم يميل على بعضٍ، وأنا قائمٌ أنظرٌ لو كانت لي منعةٌ طرحته عن ظهره، والنبيُّ - صلى الله عليه وسلم - ساجدٌ ما يرفعُ رأسه، حتى انطلق إنسان فأخبر فاطمة، فجاءت وهي جويرية فطرحته عنه، ثم أقبلت عليهم تسبهم ... لما قضى صلاته رفع صوته، ثم دعا عليهم، وكان إذا دعا دعا ثلاثًا، وإذا سأل سأل ثلاثًا، ثم قال اللهمَّ عليك بقريشٍ، ثلاث مراتٍ، فلمَّا سمعوا صوته ذهب عنهم الضحك وخافوا دعوته، ثم قال: ((اللهمَّ عليك بأبي جهلٍ بن هشامٍ، وعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة، والوليد بن عتبة، وأمية بن خلفٍ وعقبة بن أبي معيطٍ)) وذكر السابع ولم أحفظه، فوالذي بعث محمدًا بالحق لقد رأيت الذي سمى صرعى، ثمّ سحبوا إلى القليب قليب بدرٍ (1).
_________
(1) البخاري (520)، ومسلم (1794).(2/531)
6384 - وفي روايةٍ: ذكر السابع عمارة بن الوليد، وفيها فيعمدُ إلى فرثها ودمها وسلاها. للشيخين والترمذي (1).
_________
(1) النسائي 1/ 161 - 162.(2/532)
6385 - وزاد البزار والكبير: إنَّ أبا البختري أتى أبا جهلٍ، فقال: يا أبا الحكم، أنت الذي أمرت لمحمدٍ - صلى الله عليه وسلم - فطرح عليه الفرث؟
قال: نعم، فرفع السوط فضرب به رأسه، فثار الرجالُ بعضها إلى بعضٍ، وصاح أبو جهلٍ، ويحكم هي له، إنما أراد محمد أن يلقي بيننا العداوة وينجو هو وأصحابه (1).
_________
(1) البزار كما في ((كشف الأستار)) (2398)، وقال الهيثمي 6/ 17 - 18: فيه الأحلج بن عبد الله الكندي وهو ثقة عند ابن معين وغيره وضعفه النسائي وغيره.(2/532)
6386 - عقيل بن أبي طالبٍ: جاءت قريش إلى أبي طالبٍ، فقالوا: إنَّ ابن أخيك يأتينا في أفنيتنا وفي نادينا، فيسمعنا ما يؤذينا، فإن رأيت أن تكفه عنا فافعل، فقال له: أبو طالب: ذلك، فقال له - صلى الله عليه وسلم -: ((والله ما أنا بأقدر أن أدع ما بعثت به من أن يشتعل أحدكم من هذه الشمس شعلةً من نارٍ))، فقال أبو طالبٍ: ما كذب ابن أخي قطُ، ارجعوا راشدين. للموصلي والكبير والأوسط (1).
_________
(1) أبو يعلى 12/ 176 (6804)، والطبراني 17/ 191 - 192 (511)، وفي ((الأوسط)) 8/ 252 - 253 (8553)، وقال الهيثمي 6/ 15: رجال أبي يعلى رجال الصحيح.(2/532)
6387 - عمرو بن العاص: ما رأيت قريشًا أرادوا قتل النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا يومًا جلسوا في ظلِّ الكعبة وهو يصلي عند المقام، فقام إليه عقبة ابن أبي معيطٍ، فجعل رداءه في عنقه، ثم جذبه وتصايح الناس، وظنوا أنه مقتولٌ فأقبل أبو بكرٍ يشتدُ، حتى أخذ بضبعه - صلى الله عليه وسلم -، وهو يقول: أتقتلون رجلاً أن يقول ربيَ الله، ثم انصرفوا عنه، فقام - صلى الله عليه وسلم -، فلمَّا قضى صلاته مرَّ بهم وهم جلوسٌ في ظلِ الكعبة، فقال: ((يا معشر قريشٍ، أما والذي نفسي بيده ما أرسلت إليكم إلا بالذبح، وأشار بيده إلى حلقه))، فقال له أبو جهل: يا محمد ما كنت جهولاً، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((أنت منهم)). للموصلى والكبير (1).
_________
(1) أبو يعلى 13/ 324 - 325 (7339)، وقال الهيثمي 6/ 16: فيه محمد بن عمرو بن علقمة، وحديثه حسن، وبقية رجال الطبراني رجال الصحيح، والحديث أخرجه البخاري (3678) مختصرا بمعناه.(2/533)
6388 - إبراهيم قال: أراد الضحاك بن قيسٍ أن يستعمل مسروقًا، فقال له عمارة بن عقبة: أتستعمل رجلاً من بقايا قتلة عثمان؟
فقال له مسروق: حدثنا ابن مسعودٍ، وكان في أنفسنا موثوق الحديث، أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - لما أراد قتل أبيك، قال: من للصِّبية؟
قال: ((النار)) وقد رضيت لك ما رضى لك النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (2686)، وقال الألباني في صحيح أبي داود (2336): حسن صحيح.(2/533)
6389 - أنس: لقد ضربوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مرةً حتى غشي عليه، فقام أبو بكرٍ فجعل ينادي، ويلكم أتقتلون رجلاً أن يقول ربيَّ الله، فقالوا: من هذا؟
قالوا أبو بكرٍ المجنون، فتركوه وأقبلوا على أبي بكرٍ. للموصلي والبزار بلفظه (1).
_________
(1) الموصلي 6/ 362 (3691)، والبزار (2396)، قال الهيثمي 6/ 17: ورجاله رجال الصحيح.(2/533)
6390 - قتادة بن دعامة: تزوج أمَّ كلثومٍ بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عتيبة بن أبي لهبٍ، وكانت رقية عند أخيه عتبة، ولم يبن بها حتى بعث - صلى الله عليه وسلم -، فلمَّا نزلت تبت يدا أبي لهبٍ، قال أبو لهبٍ لابنيه رأسي من رؤسكما حرامٌ إن لم تطلقا بنتي محمدٍ، وقالت أمهما حمالةُ الحطب: طلقاهما يا ابني، فطلقاهما، فجاء عتبة إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال: كفرت بدينك وطلقت ابنتك، ثم سطا عليه فشق قميصه - صلى الله عليه وسلم -، وخرج نحو الشام (تاجرًا) (1)، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((أما إني أسأل الله أن يسلط عليك كلبه))، فخرج مع تجرٍ من
[ص:534] قريشٍ حتى نزلوا بالزرقاء، فأطاف بهم الأسد تلك الليلة، فجعل عتيبة يقول: ويل أمي، هذا والله آكلي كما قال محمد، قاتلني ابن أبي كبشة وهو بمكة وأنا بالشام، فانصرف الأسد، فناموا وجعلوا عتيبة وسطهم، فأقبل السبع يتخاطهم حتى أخذ برأس عتيبة فقتله. للكبير. بضعف (2).
_________
(1) من (ب).
(2) الطبراني 22/ 435، وقال الهيثمي 6/ 19: وفيه زهير بن العلاء، وهو ضعيف.(2/533)
6391 - جابر: اجتمعت قريشُ بالنبيِّ - صلى الله عليه وسلم - يومًا فقالوا: انظروا أعلمكم بالسحر والكهانة والشعر، فليأت هذا الرجل الذي فرَّق جماعتنا، وشتت أمرنا، وعاب ديننا، فليكلمه، قالوا: ما نعلمُ أحدًا غير عتبة بن ربيعة، فأتاه عتبة، فقال: يا محمد أنت خيرٌ أم عبد الله؟
فسكت، فقال: أنت خيرٌ أم عبد المطلب؟
فسكت، فقال: إن كنت تزعم أنَّ هؤلاء خيرٌ منك فقد عبدوا الآلهة التي عبت، وإن كنت تزعم أنك خيرٌ منهم فتكلم حتى نسمع قولك، أما والله ما رأينا سخطةً أشأمُ على قومك منك، فرَّقت جماعتنا، وشتت أمرنا، وعبت ديننا، وفضحتنا في العرب، حتى طار فيهم أن في قريشٍ ساحرًا كاهنًا، ما تنتظرُ إلا أن يقوم بعضنا لبعضٍ بالسيوف حتى نتفانا، أيها الرجل إن كان إنما بك حاجةٌ جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أغنى قريشٍ، وإن كان إنما بك الباءة فاختر أيُّ نساء قريشٍ فنزوجك عشرًا، فقال - صلى الله عليه وسلم - ((أفرغت))؟
قال: نعم، فقال - صلى الله عليه وسلم -: {حم تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} [فصلت:2] حتى بلغ {فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ} [فصلت:13]. فقال عتبه حسبك ما عندك غير هذا؟
قال: ((لا)) فرجع إلى قريشٍ فقالوا: ما وراءك؟
قال: ما تركتُ شيئًا أرى أنكم تكلمونه به إلاَّ كلمته، قالوا: هل أجابك؟
قال: نعم، والذي نصبها بنيةً ما فهمتُ شيئًا مما قال، غير أنه قال: {أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ} [فصلت: 13] قالوا: ويلك كلمك رجلٌ بالعربية فلا تدري ما قال؟
قال: لا والله ما فهمتُ شيئًا مما قال: غير ذكر الصاعقة. للموصلي بلين (1).
_________
(1) أبو يعلى3/ 349 - 351 (1818)، وقال الهيثمي 6/ 20: فيه الأحلج الكندي، وثقه ابن معين وغيره، وضعفه النسائي وغيره، وبقية رجاله ثقات.(2/534)
6392 - ربيعة بن (عبيد الديلي) (1): أكبرُ ما رأيتُ أنَّ منزل النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - كان بين منزل أبي لهبٍ وعقبة بن أبي معُيطٍ، فكان ينقلب - صلى الله عليه وسلم - إلى بيته فيجدُ الأرحام والدماء والأنجاس قد نصبتْ على بابه، فينحي ذلك بسيةِ قوسه، ويقولُ: ((بئس الجوار هذا يا معشر قريشٍ)). للأوسط بلين (2).
_________
(1) في (أ): عبد الديلي، وما أثبتناه من «الأوسط» 9/ 57 (9120).
(2) ((الأوسط)) 9/ 57 (9120)، وقال الهيثمي 6/ 21: فيه إبراهيم بن علي بن الحسين الرافضي، وهو ضعيف.(2/535)
6393 - رجلٌ من بني مالك بن أبي كنانة: رأيت النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - بسوقِ ذي المجاز يتخللها، يقولُ: ((يا أيها الناسُ، قولوا: لا إله إلا الله تفلحوا))، وأبو جهلٍ يُحثي عليه التراب، يقولُ: يا أيها الناسُ، لا يغوينكم هذا عن دينكم، فإنما يريد لتتركوا آلهتكم ولتتركوا اللات والعزى، وما يلتفت إليه - صلى الله عليه وسلم -. لأحمد (1).
_________
(1) أحمد 4/ 63، وقال الهيثمي 6/ 21 - 22: ورجاله رجال الصحيح.(2/535)
6394 - على: انطلقت أنا والنبيُّ - صلى الله عليه وسلم - حتى أتينا الكعبة، فقال لي: ((اجلس))، وصعد على منكبي، فذهبتُ لأنهض به، فرأى منِّي ضعفًا، فنزل وجلس لي، فقال: ((اصعد على منكبي))، فنهض بي، فإنه يُخيلُ إلىَّ أني لو شئت لنلت أفق السماء، حتى صعدت على البيت وعليه تمثالٌ صفرٌ أو نُحاسٌ، فجعلتُ أزاولهُ عن يمينه وعن شماله، ومن بين يديه، ومن خلفه، حتى استمكنت منه، فقال لي - صلى الله عليه وسلم -: ((اقذف به))، فقذفت به فتكسر كما تنكسرُ القواريرُ، ثم نزلت فانطلقت أنا ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - نستبق، حتى توارينا بالبيوت خشية أن يلقانا أحدٌ من الناسِ (1).
_________
(1) أحمد 1/ 84، وأبو يعلى 1/ 251 (292)، والبزار في ((البحر الزخار)) (769)، وقال الهيثمي 6/ 23: رجال الجميع ثقات.(2/535)
6395 - وفي رواية: كان على الكعبة أصنامٌ فذهبت أحمل النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فلم أستطع فحملني فجعلت أقطعها، ولو شئت لنلتُ السماء. لأحمد والموصلي والبزار (1).
_________
(1) أحمد 1/ 151، وقال الهيثمي 6/ 23: ورجال الجميع ثقات.(2/535)
الهجرة إلى الحبشة(2/536)
6396 - عبد الله بن عامر بن ربيعة، عن أمه ليلى: كان عمر من أشد الناس علينا في إسلامنا، فلما تهيأنا للخروج إلى الحبشة أتى وأنا على بعيري فقال: أين يا أم عبد الله؟
فقلت: آذيتمونا في ديننا فنذهب في أرض الله حيث لا نؤذى، فقال: صحبكم الله، ثم ذهب فجاء زوجي عامر فأخبرتُه بما رأيتُ من رقة عمر، فقال: ترجين أن يسلم، والله لا يُسلمُ حتى يُسلمَ حمار الخطابِ. للكبير (1).
_________
(1) ((الكبير)) 25/ 29 - 30 (47)، وقال الهيثمي 6/ 24: رواه الطبراني، وقد صرح ابن إسحاق بالسماع، فهو صحيح. وانظر صحيح السيرة النبوية للألباني صـ 190.(2/536)
6397 - ابن مسعودٍ: بعثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى النجاشيِّ نحو ثمانين رجلاً، فيهم جعفر وعبد الله بن عرفطة وعثمان بن مظعونٍ وأبو موسى، فأتينا النجاشي، وبعث قريشٌ عمرو بن العاص وعمارة بن الوليد بهديةٍ، فلمَّا دخلا على النجاشيِّ سجدا له وقالا له: إن نفرًا من بني عمنا نزلوا أرضك ورغبوا عنا وعن ملتنا. قال: فأين هم؟
قال: في أرضك فبعث إليهم، قال جعفر: أنا خطيبكم اليوم، فاتَّبعوه، فسلَّم ولم يسجد، فقالوا له: مالك لا تسجدُ للملك؟
قال: إنا لا نسجدُ إلا لله تعالى قال: وما ذاك؟
قال: إنَّ الله تعالى بعث إلينا رسوله - صلى الله عليه وسلم -، وأمرنا أن لا نسجد إلا لله تعالى، وأمرنا بالصلاة والزكاة، قال عمرو: فإنهم يخالفونك في عيسى، قال: ما تقولون في عيسى وأمه؟
قالوا: نقولُ كما قال الله تعالى، هو كلمة الله وروحه ألقاها إلى العذراء البتول التي لم يمسها بشرٌ، ولم يفرضها ولدٌ، فرفع النجاشيُّ عودًا من الأرض وقال: يا معشر القسيسين والرهبان، والله ما تزيدون على الذي يقول ما يسوى هذا، مرحبًا بكم وبمن جئتم من عنده، أشهد أنه رسول الله، وأنه الذي نجده في الإنجيل، وأنه الذي بشر به عيسى، انزلوا حيث شئتم، فوالله لولا ما أنا فيه من الملك لأتيته حتى أكون أنا أحمل نعليه، وأوضِّئه، وأمر بهدية الآخرين فردت عليهما، ثم تعجَّل ابن مسعودٍ حتى أدرك بدرًا. للكبير بلين (1).
_________
(1) ذكره الهيثمي في ((المجمع)) 6/ 24 وقال: رواه الطبراني، وفيه حريج بن معاوية ويقه أبو حاتم وضعفه ابن معين وبقية رجاله ثقات. وصححه الألباني في صحيح السيرة النبوية 1/ 165.(2/536)
6398 - ولأحمد عن أمِّ سلمة نحوه وفيه: إنَّ الذي بعثوه مع عمرو بن العاص هو عبد الله بن أبي ربيعة المخزوميِّ، ومعهما هدايا للنجاشيِّ وكل بطارقته من أدم؛ لكونه أعجبُ ما يأتيهم من مكةَ.
وفيه أنَّ جعفرًا قال: أيها الملك، كنَّا قومًا أهل جاهليةٍ، نعبدُ الأصنام، ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش، ونقطعُ الأرحام، ونسئ الجوار، ويأكل القويُّ منا الضعيف، حتى بعث الله إلينا رسولاً منَّا نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه، فدعانا إلى الله لنوحده ونعبده، ونخلعُ ما كنا نعبدُ نحن وآباؤنا من دون الله من الحجارة والأوثان، وأمرنا بالصدق والأمانة وصلة الرحم وحسن الجوار والكفِّ عن المحارم والدماء والفواحش وشهادة الزور وأكل مال اليتيم وقذف المحصن، وأمرنا أن نعبد الله لا نشركُ به شيئًا، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، فعدد عليه أمور الإسلام، فصدقناه وآمنا به، واتبعناه على ما جاء به، فعدى علينا قومنا، فعذبونا وفتنونا عن ديننا وشقوا علينا، فخرجنا إلى بلدك واخترناك على من سواك، ورغبنا في جوارك، ورجونا أن لا نظلم عندك، فقال النجاشي: هل معك مما جاء به من شيءٍ؟
قال: نعم، فقرأ عليه صدرًا من {كهيعص} [مريم:1] فبكى النجاشيُّ، وبكت أساقفته، ثم قال: إن هذا والذي جاء به موسى ليخرج من مشكاة واحدةٍ، انطلقا، فوالله لا أسلمهم إليكما أبدًا، ولا أكادُ، ثم قال: اذهبوا فأنتم سيومٌ بأرضي - والسيومُ الآمنون- من سبَّكم غُرِّم، قاله ثلاثًا،
[ص:538] قالت: وأقمنا عنده في خير دارٍ، مع خير جارٍ، وإن عدوًا للنجاشيِ نزل به فوالله ما علمنا حربًا قط أشد من حربٍ حربناه عند ذلك؛ تخوفًا أن يظهر عليه من لا يعرف من حقنا ما كان النجاشي يعرف (1).
_________
(1) أحمد 1/ 202 - 203، وقال الهيثمي 6/ 25 - 27: رجاله رجال الصحيح غير ابن إسحاق وقد صرح بالسماع. وصححه الألباني في فقه السيرة صـ 115.(2/537)
6399 - وللكبير والبزار عن عمير بن إسحاق نحو ذلك وفيه: أن عمرو بن العاص قال: فتفرقنا من عند النجاشيِّ ولم يكن أحدٌ أحبُ إلى أن ألقاه من جعفر، فاستقبلني في طريقٍ مرةً فنظرتُ خلفه وخلفي، فلم أر أحدًا، فقلت: أتعلم أني أشهدُ أن لا إله إلا الله وأنّ محمدًا عبده ورسوله؟
قال: فقد هداك الله فاثبت، ثم ذكر أنهم أخذوا كل شيءٍ له، ثم أتى جعفرًا وانطلق معه إلى النجاشيِّ، فقال جعفر: إنَّ عمرًا تابعني على ديني، قال: كلا، قلت: بلى، قال لإنسانٍ اذهب معه فإن فعل فلا يقولُ شيئًا إلا
[ص:539] كتبته، قال عمرو: فجعلت أقول، وجعل يكتب، حتى كتب كل شيء لي، حتى القدح، ولو شئت آخذُ شيئًا من أموالهم إلى مالي فعلت (1).
_________
(1) البزار كما في ((كشف الأستار)) (1740)، قال الهيثمي 6/ 28 - 29: عمير بن إسحاق: وثقه ابن حبان وغيره، وفيه كلام لا يضر، وبقية رجاله ثقات. وصححه الألباني في فقه السيرة صـ 185.(2/538)
6400 - وللكبير عن أبي موسى بنحوه وزاد: وكان عمرو بن العاص رجلاً قصيرًا، ومعه امرأته، وكان عمارة رجلاً جميلاً، فشربا خمرًا حين أقبلا إلى النجاشيِّ فقال عمارة لعمرو: مر امرأتك تقبلني، فقال له عمرو: ألا تستحي، فرماه عمارة في البحر، فجعل عمرو يناشده حتى أدخله عمارة السفينة، فحقد عمرو على ذلك، وقال للنجاشيِّ إنك إذا خرجت خلفك عمارة في أهلك، فدعا النجاشيُّ عمارة، فنفخ في إحليله فطار مع الوحش (1).
_________
(1) ذكره الهيثمي 6/ 31، وقال: رجاله رجال الصحيح.(2/539)
6401 - وله من طريقٍ آخر: فأمر النجاشيُّ بعمارة، فنفخ في إحليله فاستطير حتى لحق بالصحارى يسعى فيها مع الوحش، فجاء بعد ذلك أهله فسقوه شربةً من سويقٍ فمات (1).
_________
(1) ذكره الهيثمي 6/ 31 - 32، وقال: فيه: محمد بن كثير الثقفي، وهو ضعيف.(2/539)
6402 - عروة: في تسمية الذين خرجوا إلى الحبشة المرة الأولى قبل خروج جعفر وأصحابه، الزبير بن العوام، سهيل بن بيضاء، عامر بن ربيعة، عبد الله بن مسعودٍ، عبد الرحمن بن عوفٍ، عثمان بن عفان، مع امرأته رقية بنت النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، عثمانُ بن مظعونٍ، مصعب بن عميرٍِ، أبو حذيفة بن عتبة، مع امرأته سهلة بنت سهيلٍ، وولدت له بالحبشة محمد بن أبي حذيفة، أبو سبرة بن أبي رهمٍ، مع امرأته أمِّ كلثوم بنت سهيلٍ، أبو سلمة بن عبد الأسد، مع امرأته أمِّ سلمة، ولما نزلت سورة النجم وقرأ - صلى الله عليه وسلم - {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى} [النجم:20] ألقى الشيطانُ فيها عند ذلك ذكر الطواغيت فقال: وإنهنَّ من الغرانيق العلى، وإنَّ شفاعتهنَّ لترتجى، فوقعت هاتان الكلمتان في قلب كل مشركٍ، وذلت بها ألسنتهم، واستبشروا وقالوا إن محمدًا قد رجع إلى دينه الأول ودين قومه، فلما بلغ - صلى الله عليه وسلم - آخر السورة سجد،
[ص:540] وسجد معه كل من حضره من مسلمٍ ومشركٍ، غبر أنَّ الوليد بن المغيرة وكان رجلاً كبيرًا فرفع ملء كفه ترابًا فسجد عليه، فعجب المسلمون من سجود المشركين من غير إيمان ولا يقينٍ، ولم يسمعوا الذي ألقى الشيطان، ففشت تلك الكلمة في الناس، وأظهرها الشيطانُ، حتى بلغت الحبشة، فلمَّا سمع عثمان بن مظعونٍ ومن معه أنَ الناس أسلموا وسجدوا لله أقبلوا سراعًا، فكبر ذلك عليه - صلى الله عليه وسلم -، فلمَّا أمسى أتاه جبريل فشكى إليه، فأمره فقرأ عليه، فلمَّا بلغها تبرأ منها جبريل، فشق ذلك عليه - صلى الله عليه وسلم -، وقال: ((تكلمت بكلام الشيطان وشركني في أمر الله فنسخ الله ما ألقى الشيطان)) وأنزل عليه {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ} [الحج: 52] إلى بعيد فلمَّا برأه الله من سجع الشيطان وفتنته
انقلب المشركون بضلالهم (وعداوتهم) (1)، وبلغ المسلمون ممن كان بالحبشة وقد شارفوا مكة فلم يستطيعوا الرجوع من شدة البلاء الذي أصابهم، وخافوا أن يدخلوا مكة فيبطش بهم فلم يدخل رجلٌ منهم إلا بجوارٍ فأجار الوليد بن المغيرة عثمان بن مظعونٍ، ثم ردَّ عليه جواره حين أبصر ما يلقاهُ المسلمون من أذية المشركين لهم، وأحب عثمان أن يكون من جملة المسلمين يثاب على ما يلقاه من الأذى في الله تعالى. للكبير. مطولاً بلين وإرسال.
قلت ردَّ الأئمة من هذا الحديث قضية إلقاء الشيطان لعصمه الوحي معلوم، والحديثُ بدون ذلك معروفٌ محفوظ (2). والله أعلمُ.
_________
(1) في (أ): عدواته، وما أثبتناه من (ب).
(2) ذكره الهيثمي 6/ 32 - 33، وقال: حديث مرسل، وفيه: ابن لهيعة أيضا وهو ضعيف. وانظر لزاما كتاب العلامة الألباني: نصب المجانيق على قصة الغرانيق.(2/539)
خروج النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى الطائف وعرضه نفسه على القبائل والعقبة الأولى(2/540)
6403 - عائشة: قلت للنبي - صلى الله عليه وسلم -: هل أتى عليك يومٌ كان أشد من يوم أحدٍ؟.
قال: ((لقد لقيت من قومك، وكان أشد ما لقيت يوم العقبة؛ إذ عرضتٌ نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلالٍ، فلم يُجبني إلى ما أردت، فانطلقت وأنا مهمومٌ على وجهي، فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب، فوفعت رأسي، وإذا أنا بسحابة قد أظلتني، فنظرت فإذا فيها جبريلُ فناداني، فقال: إنَّ الله قد سمع قول قومك وما ردُّوا عليك، وقد بعث إليك ملك
[ص:541] الجبال لتأمره بما شئت فيهم، فناداني ملك الجبال فسلم على، ثم قال: يا محمد إن الله قد سمع قول قومك لك وأنا ملك الجبال، وقد بعثني ربك إليك لتأمرني بأمرك فما شئت، إن شئت أطبقت عليهم الأخشبين قال - صلى الله عليه وسلم -: بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئًا)). للشيخين (1).
_________
(1) البخاري (3231)، ومسلم (1795).(2/540)
6404 - عبد الله بن جعفر: لما توفى أبو طالبٍ خرج النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - ماشيًا على قدميه إلى الطائف يدعوهم إلى الإسلام فلم يجيبوه، فانصرف فأتى ظل شجرةٍ فصلى ركعتين، ثم قال: ((اللهم أشكو إليك ضعف قوتي وهواني على الناس، يا أرحم الراحمين أنت أرحم الراحمين، إلى من تكلني؟ إلى عدو يتجهمني، أم إلى قريبٍ ملكته أمري، إن لم تكن غضبان على فلا أبالي، غير أن عافيتك أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت به الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة، أن تنزل بي غضبك أو تُحل بي سخطك، لك العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بالله)). للكبير (1).
_________
(1) ذكره الهيثمي 6/ 35، وقال فيه: ابن إسحاق وهو مدلس ثقة، وبقية رجاله ثقات. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1182).(2/541)
6405 - جابر: كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يعرضُ نفسه على الناس بالموقف، فيقول: ((هل من رجلٍ يحملني إلى قومه؟ فإنَّ قريشًا قد منعوني أن أبلغ كلام ربي)) فأتاه رجل فقال - صلى الله عليه وسلم - له: ((من أنت))؟ قال: من همدان قال: ((فهل عند قومك من منعةٍ))؟ قال: نعم، ثم إنَّ الرجل خشى أن يُخفره قومه فقال: آتيهم فأخبرهم، ثم آتيك من قابلٍ قال: ((نعم))، فانطلق وجاء وفد الأنصار في رجب. لأحمد (1).
_________
(1) أحمد 3/ 390، وقال الحاكم 2/ 612 - 613: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وصححه الألباني في الصحيحة (1947).(2/541)
6406 - محمود بن لبيد: لما قدم أنس بن نافعٍ مكة ومعه فتية من بني عبد الأشهل، فيهم إياس بن معاذٍ، يلتمسون الحلف من قريشٍ على قومهم من الخزرج، سمع بهم النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأتاهم فجلس إليهم، فقال لهم: ((هل لكم إلى خيرٍ مما جئتم إليه))؟ قالوا: وما ذاك؟
قال: ((أنا رسولُ الله بعثني إلى العباد أدعوهم إلى أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا، وأنزل عليَّ كتابًا، ثم ذكر الإسلام، وتلا عليهم القرآن))، فقال إياسُ: أي قومي، هذا والله
[ص:542] خيرٌ مما جئتم إليه، فأخذ أنس ابن نافع حفنةً من البطحاء فضرب بها وجه إياسٍ، وقام - صلى الله عليه وسلم - عنهم وانصرفوا إلى المدينة فكانت وقعة بعاثٍ فلم يلبث إياس أن هلك، ولم يزالوا يسمعونه يهلل الله ويكبره ويحمده ويسبحه حتى مات، فما كانوا يشكون أن قد مات مسلمًا، لقد كان استشعر الإسلام في ذلك المجلس. لأحمد والكبير (1).
_________
(1) أحمد 5/ 427، والطبراني 1/ 276 (805)، قال الحاكم 3/ 180 - 181، صحيح على شرط مسلم، وخالفه الذهبي بقوله: قلت: مرسل.(2/541)
6407 - ابن إسحاق: لما أراد الله تعالى إظهار دينه وإعزاز نبيه - صلى الله عليه وسلم -، خرج - صلى الله عليه وسلم - في الموسم الذي لقى فيه الأنصار، وهم فيما يزعمون ستة فيهم جابر بن عبد الله بن ريابٍ. للكبير (1).
_________
(1) الطبراني 2/ 188 (1766)، قال الهيثمي 6/ 42: رجاله ثقات.(2/542)
ذكر العقبة الثانية والثالثة(2/542)
6408 - عروة: لما حضر الموسم حجَّ نفرٌ من الأنصار من بني النجار معاذ بن عفراء وأسعد بن زرارة، ومن بني زريقٍ رافعٌ بن مالكٍ وذكوان بن عبد القيس، ومن بني عبد الأشهل أبو الهيثم بن التيهان، ومن بني عمرو بن عوفٍ عويمر بن ساعدة، وأتاهم النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -، وقرأ عليهم القرآن، فلمَّا سمعوهُ اطمأنُّوا إلى دعوته وعرفوا ما كانوا يسمعون من أهل الكتاب من ذكرهم إياهُ بصفته وما يدعوهم إليه، فصدقوه وآمنوا به، وقالوا له: لقد علمت الذي بين الأوس والخزرج من الدماء، ونحن لله ولك مجتهدون فامكث على اسم الله حتى نخبر قومنا بشأنك، وندعوهم إلى الله ورسوله، ولعل الله يصلح أمرنا، فإننا اليوم متباغضون، فإن تقدم علينا اليوم ولم نصطلح لم تكن لنا جماعةٌ عليك، ونحن نواعدك الموسم من العام القابل، فرضى - صلى الله عليه وسلم -، ورجعوا إلى قومهم، فأخبروهم ودعوهم سرًا، حتى قلَّ دارٌ من دور الأنصار إلا أسلم فيها ناسٌ، ثم بعثوا إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أن ابعث لنا من قبلك رجلاً يدعو الناس بكتاب الله فإنه أدنى أن يتبع، فبعث إليهم مصعب بن عميرٍ، فنزل على أسعد بن زرارة، فجعل يدعو الناس
[ص:543] ويُفشي الإسلام وهم في ذلك مستخفون، ثم إنَّ مصعبًا وأسعد ذات يومٍ مستخفيان في تعليم جماعةٍ أخبر بهم سعدُ بنُ معاذٍ وأتاهم في لأمته ورمحه، فقال: علام تأتينا في دورنا بهذا الفريد الطريح يُسفه ضعفاءنا، لا أراكما بعد هذا في جوارنا، فرجعوا ثم إنهم عادوا الثانية، فاجتمعوا فأخبر بهم سعد فأتاهم فواعدهم وعيدًا دون الأول، فلما رأى أسعد منه لينًا قال: يا ابن خالتي اسمع من قوله، فإن سمعت منكرًا فاردده، وإن سمعت خيرًا فأجبه، فقال: ماذا تقول؟ فقرأ مصعب {حم} {وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ} [الزخرف:2] {إِنَّا جعلناه قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} فقال سعد: وما اسمع إلا ما اعرف، فهداه الله، ولم يظهر الإسلامُ حتى رجع إلى قومه
فدعا بني عبد الأشهل إلى الإسلام، وأظهر إسلامه فأسلموا، إلا من لا يذكر، فكانت أول دارٍ من دور الأنصار أسلمت بأسرها، ثم إنَّ بني النجار أخرجوا مصعب بن عميرٍ فانتقل إلى سعدٍ، فلم يزل يُهدى على يديه حتى قلَّ دارٌ من دور الأنصار إلا أسلم فيها ناسٌ، وأسلم أشرافهم وأسلم عمرو بن الجموح، وكسروا أصنامهم، فكان المسلمون أعز أهلها، وصلح أمرهم ورجع مصعب إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وكان يُدعى المقُرئ. للكبير بلين وإرسال (1).
_________
(1) الطبراني 20/ 849، قال الهيثمي 6/ 140 - 142: فيه: ابن ليهعة، وفيه ضعف، وهو حسن الحديث، وبقية رجاله ثقات.(2/542)
6409 - كعب بن مالكٍ: ذُكر أنه لما قدم اثنا عشر رجلاً من العقبة وقد أمرهم النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - أن يوافوه في القابل، فوافاه سبعون رجلاً. للكبير بلين (1).
_________
(1) الطبراني 19/ 101، قال الهيثمي 6/ 42: فيه يعقوب بن محمد الزهري، وثقه حجاج بن الشاعر، وضعفه الجمهور.(2/543)
6410 - عنه: خرجنا في حجاج قومنا من المشركين، وقد صلينا ومعنا البراء بن معرور سيدنا، وقال لنا: إني رأيتُ أن لا أدع الكعبة مني بظهرٍ، وأن أصلي إليها، قلنا لا تفعل، ونبينا - صلى الله عليه وسلم - إنما يصلي إلى الشام، وكنا إذا حضرت الصلاة صلينا إلى الشام، وصلى إلى الكعبة،
[ص:544] حتى قدمنا مكة فذهبتُ معه إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فوجدناه مع العباس فسلمنا عليه، فقال لعمه: أتعرف هذين؟
قال: نعم، هذا البراء بن معرورٍ سيد قومه، وهذا كعب بن مالكٍ، فوالله ما أنسى قوله - صلى الله عليه وسلم -: الشاعرُ؟
قال: نعم، فأخبره البراء بصلاته إلى الكعبة، فقال - صلى الله عليه وسلم -: لقد كنت على قبلةٍ لو صبرت عليها، فرجع البراء إلى قبلة الشام، وأهله يزعمون أنه صلى إلى الكعبة حتى مات، وليس كذلك، نحن أعلم به منهم.
قال: وخرجنا إلى الحج فواعدنا النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - العقبة من أوسط أيام التشريق، وكنا نكتم أمرنا من معنا من المشركين، منهم عبد الله بن عمرو بن حرام والد جابر، فأخبرته ودعوته إلى الإسلام فأسلم وشهد معنا العقبة نقيبًا، فبتنا تلك الليلة في رحالنا إلى ثلث الليل، فخرجنا نتسلل مستخفين حتى اجتمعنا في الشعب عند العقبة سبعون رجلاً وامرأتان، نسيبةُ بنت كعب النجارية
[ص:545] وأسماء بنت عمرو السلمية، فجاءنا - صلى الله عليه وسلم - ومعه عمهُ العباس وهو يومئذٍ على دين قومه إلا أنه أحب أن يحضر أمر ابن أخيه ويوثق، فلما جلسنا كان العباس أول من تكلم فقال: يا معشر الخزرج إن محمدًا منا حيث علمتم، وقد منعناه من قومنا وهو في عز ومنعةٍ في بلده، فقلنا قد سمعنا ما قلت: فتكلم يا رسول الله فخذ لربك ولنفسك ما أحببت، فتكلم فتلا ودعا إلى الله ورغَّب في الإسلام فقال: ((أبايعكم على أن تمنعوني مما تمنعون منه نساءكم وأبناءكم))، فأخذ البراء بن معرور بيده فقال: نعم والذي بعثك بالحق لنمنعك مما نمنع منه أزرنا، فبايعنا يا رسول الله فنحن والله أهل الحرب.
وقال أبو الهيثم بن التيهان: يا رسول الله إنَّ بيننا وبين الرجال حبالاً أي عهودًا وإنا قاطعوها، فهل عسيت إن نحن فعلنا ذلك وأظهرك الله أن ترجع وتدعنا؟ فتبسم - صلى الله عليه وسلم - وقال: ((بل الدم الدم، والهدمُ الهدمُ، أنا منكم وأنتم مني أحاربُ من حاربتم وأسالم من سالمتم))، وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: ((أخرجوا إلىَّ اثني عشر نقيبًا يكونون على قومهم))، فأخرجوا تسعةً من الخزرج وثلاثةً من الأوس، فلما بايعنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صرخ الشيطانُ بأنفذ صوتٍ سمعته: يأهل الجباجب أي المنازل هل لكم في مذمم والصباة معه قد أجمعوا على حربكم فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((هذا أزبُّ العقبة ارتفعوا إلى رحالكم))،
[ص:546] فرجعنا فلما أصبحنا غدت علينا جلةُ قريشٍ فقالوا: يا معشر الخزرج بلغنا أنكم جئتم إلى صاحبنا تستخرجونه من بين أظهرنا وتبايعونه على حربنا، والله ما من العرب أحدٌ أبغض إلينا أن تنشب الحرب بيننا وبينهم منكم، فانبعث مشركو قومنا يحلفون لهم بالله ما كان من هذا شيءٌ وما علمناه، وصدقوا لم يعلموا ما كان منا، فقام القوم وفيهم الحارث بن هشام ابن المغيرة وعليه نعلان جديدان فقلت كلمةٌ: كأني أريد أن أشرك القوم بها: أما تستطيع يا أبا جابر وأنت سيدنا أن تتخذ نعلين مثل نعلي هذا الفتى من قريشٍ؟
فسمعها الحارث فخلعهما ورمى بهما إلىَّ، قال: والله لتنتعلنهما. فقال أبو جابر: أحفظت والله الفتى، أردد عليه نعليه فقلت: والله لا أردهما فألٌ والله صالحٌ لئن صدق الفأل لأسلبنه. لأحمد والكبير (1).
_________
(1) أحمد 3/ 461، والطبراني 19/ 87، قال الهيثمي 6/ 43 - 45: رجال أحمد رجال الصحيح، غير ابن إسحاق، وقد صرَّح بالسماع. وصححه الألباني في فقه السيرة صـ 146.(2/543)
6411 - وزاد: أنَّ النقيب لبني النجار أسعد بن زرارة، ولبني سلمة البراء بن معرورٍ وعبد الله بن عمرو بن حرام، ولبني ساعدة سعد بن عبادة، والمنذر بن عمرو، ولبني زريقٍ رافع بن مالكٍ بن العجلان، ولبني الحارث بن الخزرج عبادة بن الصامت، ولبني عبد الأشهل أسيد بن حضيرٍ، وأبو الهيثم ابن التيهان، ولبني عمرو بن عوفٍ سعد بن خيثمة (1).
_________
(1) الطبراني 19/ 87، قال الهيثمي 6/ 43 - 45: رجال أحمد رجال الصحيح غير ابن إسحاق وقد صرَّح بالسماع.(2/546)
6412 - الشعبي: انطلق النبي - صلى الله عليه وسلم - مع العباس إلى السبعين من الأنصار عند العقبة تحت الشجرة قال: ((ليتكلم متكلمكم ولا يُطيلُ فإنَّ عليكم من المشركين عينا)) قال قائلهم وهو أبو أمامة: سل يا محمد لربك ولنفسك ولأصحابك ما شئت قال: ((أسألُ لربي أن
[ص:547] تعبدوهُ ولا تُشركوا به شيئًا، ولنفسي ولأصحابي أن تأوونا وتنصرونا وتمنعونا مما منعتم منه أنفسكم)) قالوا: فما لنا إذا فعلنا ذلك؟ قال: ((لكم الجنة)) قالوا: فلك ذلك. لأحمد (1).
_________
(1) أحمد 4/ 120، قال الهيثمي 6/ 48: رجاله رجال الصحيح.(2/546)
6413 - وللكبير عن عبادة بن الصامت: أنَّ أسعد بن زرارة قال: يا أيها الناسُ هل تدرون ما تبايعون عليه محمدًا - صلى الله عليه وسلم -؟ إنكم تبايعونه أن تُحاربوا العرب والعجم والجن والإنس، فقالوا: نحن حربٌ لمن حاربه وسلمٌ لمن سالمهُ (1).
_________
(1) ((الأوسط)) 5/ 13 (4538)، قال الهيثمي 6/ 49 فيه: علي بن زيد، وهو ضعيف، وقد وثق.(2/547)
6414 - وللكبير عن ابن شهاب: ممن شهد العقبة أوس بن يزيدٍ بن أصرم، وأوس بن ثابتٍ، وأسعد بن زرارة، والبراء بن معرورٍ، وبشير بن سعدٍ، وجابرُ بن عبد الله بن عمرو، وجبارُ بن صخرٍ، والحارث بن قيسٍ بن مالكٍ، وذكوان بن عبد القيس، ورافع بن مالكٍ، وسعد بن عبادة، وسعد بن خيثمة، وسلمة بن سلامة، وظهير بن رافعٍ، وكعبُ بن مالكٍ، وأبو بردة بن نيار (1).
_________
(1) ذكره الهيثمي 6/ 50، وقال إسنادها إلى ابن شهاب واحد ورجاله ثقات.(2/547)
6415 - وزاد عن عروة: منهم ظهير بن الهيثم، وثابت بن أجدع، وزيد ابن لبيدٍ، وسعد بن الربيع، وسهل بن عتيكٍ، وعمرو بن عزمة بن ثعلبة، وعقبة بن عمرو بن ثعلبة، يكنى أبا مسعود (1).
_________
(1) قال الهيثمي: 6/ 50 - 51، رواه كله الطبراني، عن عروة بسندٍ واحد، وفي إسناد عروة: ابن لهيعة، وفيه ضعف، وحديثه في حيز الحسن.(2/547)
6416 - عمر: قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمكة يعرضُ نفسه على قبائل العرب قبيلةً قبيلةً في الموسم ما يجد أحدًا يُجيبه حتى جاء الله بهذا الحي من الأنصار لما ساق لهم من الكرامة فآووه ونصروه، فجزاهم الله عن نبيهم خيرًا، والله ما وفينا لهم كما عاهدناهم إنا قلنا لهم نحن الأمراء وأنتم الوزراء ولئن بقيت إلى رأس الحول لا يبقى لي عاملٌ إلا أنصاري. للبزار بضعف (1).
_________
(1) البزار 1/ 404 (281)، قال الهيثمي 6/ 42: فيه: عبد الله بن شبيب وهو ضعيف.(2/547)
هجرته - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة(2/548)
6417 - عائشة: لم أعقل أبوىَّ قط إلا وهما يدينان الدين، ولم يمر علينا يومٌ إلا يأتينا فيه رسول - صلى الله عليه وسلم - بكرةً وعشيةً، فلما ابتُلى المسلمون خرج أبو بكر مهاجرًا نحو الحبشة حتى إذا بلغ برك الغماد لقيه ابن الدغنة وهو سيد القارة فقال: أين تريد يا أبا بكر؟
قال: أخرجني قومي فأريد أن أسيح في الأرض فأعبد ربي فقال: إن مثلك لا يخرج ولا يخرج؛ إنك تكسب المعدوم، وتصل الرحم، وتحمل الكل، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق، فأنا لك جارٌ فارجع واعبد ربك ببلدك، فرجع وارتحل معه ابن الدغنة، فطاف في أشراف قريشٍ فقال لهم: أتخرجون رجلاً يكسب المعدوم، ويصل الرحم، ويحمل الكل ويقري الضيف، ويعين على نوائب الحق؟
فأنفذت قريشٌ جواره وقالوا له: مر أبا بكرٍ فليعبد ربه في داره وليصل فيها وليقرأ ما شاء ولا يؤذينا بذلك ولا يستعلن به، فإنا نخشى أن يفتن نساءنا وأبناءنا، فقال ذلك ابن الدغنة لأبي بكرٍ فلبث يعبد ربه في داره، ثم بدا له فابتنى مسجدًا بفناء داره وكان يُصلي فيه، فيتقصف عليه نساء المشركين وأبناؤهم (وهم) (1) يعجبون منه، وكان رجلاً بكاءً إذا قرأ القرآن، فأفزع ذلك كفار قريشٍ فأرسلوا إلى ابن الدغنة فقدم عليهم فقالوا: إنا كنَّا أجرنا أبا بكرٍ بجوارك على أن يعبد ربه في داره، فقد جاوز ذلك فابتنى مسجدًا وأعلن فيه، فأته، فإن أحب أن يقتصر على أن يعبد ربه في داره فعل، وإن أبى فاسأله أن يرد إليك ذمتك، فأتاه فقال قد علمت الذي عاقدتُ لك عليه، فإما أن تقتصر عليه، وإما
[ص:549] أن ترد لي ذمتي، فقال أبو بكر: إني أرد إليك جوارك، وأرضى بجوار الله.
والنبي - صلى الله عليه وسلم - يومئذٍ بمكة، فقال - صلى الله عليه وسلم - للمسلمين: ((إني أريت دار هجرتكم سبخةً ذات نخل بين لابتين)) فهاجر من هاجر قبل المدينة، ورجع عامة من كان بالحبشة إلى المدينة، وتجهز أبو بكر قبل المدينة فقال له - صلى الله عليه وسلم -: ((على رسلك إني أرجو أن يؤذن لي)) قال أبو بكرٍ: وهل ترجو ذلك بأبي أنت وأمي؟
قال: ((نعم)) فحبس أبو بكرٍ نفسه على النبي - صلى الله عليه وسلم - وعلف راحلتين من ورق السَّمر وهو الخبط أربعة أشهرٍ، فبينا نحن يومًا جلوسٌ في بيت أبي بكرٍ في نحر الظهيرة، قال قائلٌ لأبي بكرٍ: هذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - متقنعًا في ساعةٍ لم يكن يأتينا فيها، قال أبو بكر: فداءٌ له أبي وأمي، والله ما جاء به هذه الساعة إلا أمرٌ، فجاءنا فاستأذن فأذن له فدخل، فقال لأبي بكرٍ: ((أخرج من عندك))؟
قال أبو بكرٍ: إنما هم أهلك بأبي أنت يا رسول الله قال: ((فإني قد أذن لي في الخروج)) قال أبو بكرٍ: الصحابة يا رسول الله؟
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((نعم)) قال أبو بكر: فخذ إحدى راحلتيَّ هاتين، فقال - صلى الله عليه وسلم - ((بالثمن)) فجهزناهما أحب الجهاز ووضعنا لهما سفرةً في جرابٍ، فقطعت أسماء من نطاقها فربطت به فم الجراب، فبذلك سميت ذات النطاق.
ثمَّ لحق - صلى الله عليه وسلم - أبو بكرٍ بغارٍ في جبل ثورٍ، فمكثا فيه ثلاث ليالٍ، يبيت عندهما عبد الله بن أبي بكرٍ، وهو غلامٌ شاب ثقف لقنٌ، يدلجُ من عندهما بسحرٍ فيصبح بمكة كبائتٍ، فلا يسمع أمرًا يكادان به إلا أتاهما بخبره حين يختلط الظلامُ، ويرعى عليها عامر بن فهيرة مولى أبي بكرٍ منحةً من غنمٍ فيريحها عليهما حين تذهب ساعةً من العشاء، فيبتان في رسلٍ، فاستأجر النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكرٍ رجلاً من بني الديل هاديًا خريتًا، وقد غمس حلفا من آل العاص ابن وائلٍ، وهو على دين قريشٍ، أمَّناه فدفعا إليه
[ص:550] راحلتيهما وواعداه غار ثورٍ بعد ثلاثٍ، فأتاهما، فارتحلا ومعهما عامرُ بن فهيرة والدليل فأخذ بهم طريق الساحل، قال ابن شهابٍ: أخبرني عبد الرحمن بن مالكٍ عن أبيه عن سراقة بن جعشم قال: جاءنا رسلُ قريشٍ يجعلون في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكرٍ ديةً، كلُ واحدٍ منهما لمن قتله أو أسره، فبينا أنا جالسٌ في قومي بني مدلجٍ أقبل رجلٌ منهم فقال: يا سراقة إني رأيت أسودةً بالساحل أراها محمدًا وأصحابه فعرفت أنهم هم، فقلت: إنهم ليسوا بهم ولكنك رأيت فلانًا وفلانًا انطلقوا بأعيننا، ثم لبثت في المجلس ساعةً، ثم قمت فدخلت فأمرت جاريتي أن تخرج بفرسي فتحبسها علىَ، فأخذت رمحي فخرجت من ظهر البيت فخططت بزجه الأرض وخفضت عاليه حتى أتيت فرسي فركبتها فرفعتها تقرب بي حتى دنوت منهم، فعثرت بي فرسي فخررت عنها، فقمت فاستخرجت الأزلام فاستقسمت بها أضرهم أم لا؟
فخرج الذي أكره فركبت فرسي وعصيتُ الأزلام تقرب بي، حتى إذا سمعت قراءة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو لا يلتفتُ وأبو بكرٍ يُكثر الالتفات ساخت يدا فرسي في الأرض حتى بلغتا الركبتين، فخررتُ عنها ثم زجرتها فنهضت فلم تكد تخرج يديها، فلما استوت قائمةً إذا لأثر يديها عثانٌ ساطعٌ في السماء مثل الدخان، فاستقسمتُ بالأزلام فخرج الذي أكره فناديتهم الأمان، فوقفوا فركبت فرسي حتى جئتهم فوقع في نفسي حين حُبست عنهم أن سيظهر أمر النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقلت له: إنَّ قومك قد جعلوا فيك الدية، وأخبرتهم بما يريد الناس بهم، فعرضت عليهم الزاد والمتاع، فلم يرزآني إلا أن قالا: أخف عنَّا ما استطعت، فسألته أن يكتب لي كتاب أمنٍ فأمر عامر بن فهيرة فكتب لي رقعةً من أدم ومضى - صلى الله عليه وسلم -، قال ابن شهاب: فأخبرني عروة أنه - صلى الله عليه وسلم - لقى الزبير في ركبٍ من المسلمين كانوا تجارًا قافلين من الشام، فكسى الزبير النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبا بكرٍ ثياب بياضٍ، وسمع المسلمون بالمدينة مخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - من مكة، فكانوا يغدون كل غداةٍ إلى الحرَّة فينتظرونه
[ص:551] حتى يردهم حرُّ الظهيرة، فانقلبوا يومًا بعدما أطالوا انتظارهم، فلما آووا إلى بيوتهم أوفى يهوديٌّ على أطمٍ لأمرٍ يُنظر إليه فبصر بالنبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه مبيضين يزول بهم السرابُ، فلم يملك أن قال بأعلى صوته يا معشر العرب هذا جدُّكم الذي تنتظرونه، فثار المسلمون إلى السلاح فلقوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بظهر الحرَّة، فعدل بهم ذات اليمين حتى نزل بهم في بني عمرو بن عوفٍ، وذلك يوم الاثنين من شهر ربيع الأول، فقام أبو بكرٍ للناس وجلس - صلى الله عليه وسلم - صامتًا فطفق من جاء من الأنصار ممن لم ير النبي - صلى الله عليه وسلم - يجيء أبا بكرٍ حتى أصابت الشمس النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأقبل أبو بكرٍ حتى ظل
عليه بردائه فعرفه الناس - صلى الله عليه وسلم - عند ذلك، فلبث في بني عمرو بن عوفٍ بضع عشرةً ليلةً، وأسس المسجد الذي أُسس على التقوى وصلى بهم فيه، ثم ركب راحلته فسار يمشي معه الناسُ حتى بركت عند مسجد الرسول بالمدينة، وهو يُصلى فيه يومئذٍ رجالٌ من المسلمين؛ وكان مربدًا للتمر لسهلٍ وسهيلٍ؛ يتيمين في حجر أسعد بن زرارة، فقال - صلى الله عليه وسلم - حين بركت راحلته: ((هذا إن شاء الله المنزل)) ثم دعا الغلامين فساومهما بالمربد؛ ليتخذه مسجدًا، فقال: لا بل نهبه لك يا رسول الله، ثم بناه مسجدًا ثم فطفق ينقل معهم اللبن في بنيانه، ويقول وهو ينقلُ:
هذا الحمالُ لا حمالُ خيبر. ... هذا أبر ربنا وأطهر.
اللهم إنَّ الأجر أجر الآخرة. ... فارحم الأنصار والمهاجرة.
فتمثل بشعر رجلٍ من المهاجرين لم يسم لي.
قال ابن شهابٍ: لم يبلغنا أنه - صلى الله عليه وسلم - تمثل بيت شعرٍ تام غير هذه الأبيات. للبخاري (2).
_________
(1) من (ب).
(2) البخاري (3906).(2/548)
6418 - البراء بن عازب: جاء أبو بكر إلى أبي في منزله فاشترى منه رحلاً، فقال لعازبٍ: ابعث معي ابنك يحمله، فحملته، وخرج أبي معه ينتقد ثمنه فقال له: يا أبا بكرٍ كيف صنعتما ليلة سريت مع النبي - صلى الله عليه وسلم -؟
قال: نعم أسرينا ليلتنا حتى قام قائم الظهيرة وخلا الطريق، حتى
[ص:552] رفعت لنا صخرة طويلةٌ لها ظلٌ فنزلنا عندها، فسويت بيديَّ مكانًا ينام فيه - صلى الله عليه وسلم - في ظلها، ثم بسطت عليه فروةً، ثم قلت نم يا رسول الله وأنا أنفض لك ما حولك، فنام وخرجت أنفض ما حوله فإذا أنا براعٍ مقبلٌ بغنمه إلى الصخرة يريد منها الذي أردنا فقلت: لمن أنت؟
فقال: لرجلٍ من أهل المدينة، فقلت: أفي غنمك لبنٌ؟
قال: نعم، قلت: أفتحلب لي؟
قال: نعم، فأخذ شاةً، فقلت: انفض الضرع من الشعر والتراب والقذا، فحلب لي في قعبٍ معه كثبةً من لبنٍ، ومعي إداوةً أرتوي فيها النبي - صلى الله عليه وسلم - ليشرب منها ويتوضأ، فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فوافقته حين استيقظ، فصببتُ على اللبن من الماء حتى برد أسفله، فقلت: يا رسول الله اشرب من هذا اللبن فشرب وشربت حتى رضيت، ثم قال: ((ألم يأن للرحيل؟)).
قلت: بلى، فارتحلنا بعد مازالت الشمس واتَّبعنا سراقة بن مالك ونحن في جلدٍ من الأرض، فقلتُ يا رسول الله: أتينا، فقال: ((لا تحزن إنَّ الله معنا)) فدعا عليه فارتطمت فرسهُ إلى بطنها، فقال: إني علمتُ أنكما دعوتما علىَّ، فادعوا لي والله، لكما أن أرد عنكما الطلب، فدعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فنجا فرجع لا يلقى أحدًا إلا قال: كفيتم ما هاهنا، ولا يلقى أحدًا إلا ردّه ووفى لنا (1).
_________
(1) البخاري (3615)، ومسلم (2009).(2/551)
6419 - وفي رواية: قال سراقة: هذه كنانتي فخذ سهمًا منها فإنك ستمر على إبلي وغلماني بمكان كذا وكذا فخذ منها حاجتك، قال: ((لا حاجة لي)) فقدمنا المدينة ليلاً تنازعوا أيهم ينزل عليه، فقال: ((أنزل على بني النجار أخوال بني عبد المطلب أكرمهم بذلك))، فصعد الرجال والنساء فوق البيوت، وتفرق الغلمانُ والخدم في الطريق ينادون يا محمد يا رسول الله. للشيخين (1).
_________
(1) مسلم (2009) بعد (3014).(2/552)
6420 - أبو بكر: نظرت إلى أقدام المشركين ونحن في الغار وهم على رءوسنا، فقلت: يا رسول الله لو أنَّ أحدهم (نظر) (1) إلى قدميه أبصرنا تحت قدميه فقال: ((يا أبا بكرٍ ما ظنك باثنين الله ثالثهما)). للشيخين والترمذي (2).
_________
(1) من (ب).
(2) البخاري (3653)، ومسلم (2381).(2/553)
6421 - أنس: أقبل النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة وهو مردف أبا بكرٍ، وأبو بكرٍ شيخٌ يعرفُ، ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - شابٌ لا يُعرف، فيلقى الرجل فيقول: يا أبا بكرٍ من هذا الرجلُ الذي بين يديك؟
فيقول: هذا الرجل يهديني السبيل، فيحسبُ الحاسبُ أنه إنما يعني به الطريق، وإنما يعني سبيل الخير، فالتفت أبو بكسر فإذا هو بفارسٍ قد لحقهم فقال: يا رسول الله هذا فارسٌ قد لحقنا، فالتفت - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((اللهمَّ أصرعُه)) فصرعته فرسه ثم قامت تحمحم، فقال يا نبي الله مرني بما شئت، قال: ((تقف مكانك لا تترك أحدًا يلحق بنا)) فكان أول النهار جاهدًا على النبي - صلى الله عليه وسلم -، وآخره مسلحةً له، فتزل - صلى الله عليه وسلم - جانب الحرَّة، ثم بعث إلى الأنصار فجاءوا فسلمُوا عليهما، فقالوا: اركبا آمنين مطاعين، فركبا وحفوا دونهما بالسلاح فقيل في المدينة: جاء نبيُّ الله، جاء نبيُّ الله، وأشرفوا ينظرون، فأقبل يسير حتى نزل دار أبي أيوب. للبخاري مطولاً (1).
_________
(1) البخاري (3911).(2/553)
6422 - البراء: أول من قدم علينا من أصحاب النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - مصعب بن عميرٍ، وابن أمِّ مكتومٍ فجعلا يقرآن القرآن، ثم جاء عمارٌ وبلالٌ وسعدٌ، ثم جاء عمر في عشرين من الصحابة، ثم قدم النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -، فما رأيت أهل المدينة فرحوا بشيءٍ فرحهم به، حتَّى لرأيتُ الولائد والصبيان يقولون هذا رسول الله قد جاء، فما جاء حتَّى قرأت {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} [الأعلى:1] في سور مثلها من المفصل (1).
_________
(1) البخاري (4941).(2/553)
6423 - أبو عثمان النهدي: سمعت ابن عمر يغضب إذا قيل له: إنه هاجر قبل أبيه، قال: ابن عمر: قدمت أنا وعمر على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة فوجدناه قايلاً، فرجعنا إلى المنزل فأرسلني عمر فقال: اذهب فانظر هل استيقظ؟
فوجدته قد استيقظ فبايعته ثم انطلقت إلى عمر فجئنا نهرول فبايعه ثم بايعته. هما للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (3916).(2/554)
6424 - جرير رفعه: ((إنَّ الله أوحى إلىَّ، أيُّ هؤلاء الثلاثة نزلت فهي دار هجرتك؛ المدينة أو البحرين أو قنسرين)). للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (3923)، وقال: غريب لا نعرفه إلا من حديث الفضل بن موسى، تفرَّد به أبو عمَّار. وقال الألباني في ضعيف الترمذي (822): موضوع.(2/554)
6425 - أبوة موسى: بلغنا مخرج النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ونحن باليمن فخرجنا مهاجرين إليه أنا وأخوان لي أنا أصغرهما؛ أبو بدرة وأبو رهم في بضعةٍ وخمسين رجلاً من قومي، فركبنا سفينةً فألقتنا إلى النجاشي، فوافقنا جعفرًا وأصحابه عنده، فأقمنا معه حتى قدمنا جميعًا فوافقنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين افتتح خيبر، فأسهم لنا وما قسم لأحدٍ غاب عن فتحها إلا لأصحاب سفينتنا مع جعفر وأصحابه، وكان ناسٌ يقولون لنا سبقناكم بالهجرة، فدخلت أسماء بنت عميسٍ وهي ممن قدم معنا على حفصة فدخل عمر فقال حين رأى أسماء من هذه؟
قالت: أسماء بنت عميسٍ، قال: الحبشية هذه، البحرية هذه؟
قالت: نعم، فقال: سبقناكم بالهجرة فنحن أحق برسول الله - صلى الله عليه وسلم - منكم فغضبت وقالت: كلاَّ والله، كنتم معه يُطعم جائعكم ويعظ جاهلكم، وكنَّا في أرض البعداء البغضاء في الحبشة وذلك في الله وفي رسوله، وأيم الله لا أطعم طعامًا ولا أشرب شرابًا حتى أذكر ما قلت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلمَّا جاء - صلى الله عليه وسلم - أخبرته فقال: ((ليس بأحق بي منكم، وله ولأصحابه هجرةٌ واحدةٌ، ولكم أهل السفينة هجرتان)) قالت:
[ص:555] فلقد رأيت أبا موسى وأصحاب السفينة يأتوني أرسالاً يسألوني عن هذا الحديث ما من الدنيا شيءٌ همَّ به أفرح ولا أعظم في أنفسهم مما قال لهم - صلى الله عليه وسلم -. للشيخين (1).
_________
(1) البخاري (4231)، ومسلم (2499).(2/554)
6426 - ابن عباس: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر وعمر من المهاجرين؛ لأنهم هجروا دار المشركين وكان من الأنصار مهاجرون لأنَّ المدينة كانت دار شركٍ، فجاءوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة العقبة (1).
_________
(1) النسائي 7/ 144 - 145، وقال الألباني في صحيح النسائي (3884): صحيح الإسناد.(2/555)
6427 - عد الله بن السعدي: قلت: يا رسول الله يزعمون أنَّ الهجرة قد انقطعت، قال: ((لن تنقطع الهجرةُ ما قوتل الكفار)) (1).
_________
(1) النسائي 7/ 147، وقال الألباني في صحيح النسائي (3889): صحيح.(2/555)
6428 - يعلى بن أمية: أتيتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - بأبي أمية يوم الفتح فقلت: بايع أبي على الهجرة فقال: ((أبايعه على الجهاد وقد انقطعت الهجرة)) (1).
_________
(1) النسائي 7/ 141، وقال الألباني في ضعيف النسائي (280): ضعيف.(2/555)
6429 - عمر: لا هجرة بعد وفاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (1).
_________
(1) النسائي 7/ 146، وقال الألباني في صحيح النسائي (3888): صحيح.(2/555)
6430 - ابن عمرو بن العاص: قال رجلٌ: يا رسول الله أيُّ الهجرة أفضل؟
قال: ((أن تهجر ما كره ربك)) وقال: ((الهجرة هجرتان؛ هجرة الحاضر وهجرة البادي؛ أما البادي فيجيب إذا دعى، ويُطيع إذا أمر، وأما الحاضر فهو أعظمها بليةً وأعظمها أجرًا)). هي للنسائي (1).
_________
(1) النسائي 7/ 144، وقال الألباني في صحيح النسائي (3883): صحيح.(2/555)
6431 - معاوية رفعه: ((لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة، ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها)). لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (2479)،والدارمي (2513) ,وصححه الألباني في صحيح النسائي (2166).(2/556)
6432 - سهل بن سعد: ما عدوا من مبعث النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا من وفاته، ما عدوا إلا من مقدمه المدينة. للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (3934).(2/556)
6433 - عروة: ومكث النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد الحج بقية ذي الحجة والمحرم وصفر، ثم إن المشركين أجمعوا أمرهم ومكرهم حين ظنوا أنه - صلى الله عليه وسلم - خارجٌ، وعلموا أن له بالمدينة مأوى ومنعةً، وبلغهم إسلام الأنصار وأجمعوا على أن يقتلوه أو يسجنوه أو يخرجوه، فأخبره الله بمكرهم وقال: {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ الله وَالله خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} [الأنفال:30] وبلغه - صلى الله عليه وسلم - في ذلك اليوم الذي أتى فيه دار أبي بكرٍ أنهم مثبتوه إذا أمسى على فراشه، وخرج من تحت الليل هو وأبو بكرٍ قبل غار ثورٍ، وعمد عليُّ فرقد على فراشه يواري العيون، وبات المشركون يأتمرون أنهم يقتحمون على صاحب الفراش فيوثقونه، فكان ذلك حديثهم حتى أصبحوا، فإذا على يقومُ عن الفراش، فسألوه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: لا علم لي به، فعلموا أنه خرج فركبوا في كل وجهٍ يطلبونه، وبعثوا إلى أهل المياه يجعلون لهم جعلاً عظيمًا، وأتوا ثورًا حتى طلعوا فوق الغار، وسمعا أصواتهم فأشفق أبو بكرٍ، فقال له - صلى الله عليه وسلم -: {لا تَحْزَنْ إِنَّ الله مَعَنَا} [التوبة: 40] ودعا {فَأَنْزَلَ الله سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ الله هِيَ الْعُلْيَا وَالله عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [التوبة: 40]. للكبير مطولاً بلينٍ وإرسال (1).
_________
(1) قال الهيثمي 6/ 51: رواه الطبراني مرسلا، وفيه: ابن لهيعة، وفيه كلام، وحديثه حسن.(2/556)
6434 - أنس وغيره: قالوا لما كان ليلة بات - صلى الله عليه وسلم - في الغار أمر الله شجرةً فنبتت في وجه الغار، وأمر العنكبوت فنسجت على وجهه، وأمر حمامتين وحشيتين فوقعتا بفم الغار، وأتى المشركون حتى كانوا منه - صلى الله عليه وسلم - قدر أربعين ذراعًا، فنظر رجلٌ منهم فرأى الحمامتين، فقال لأصحابه: رأيت حمامتين على فم الغار فعرفت أن ليس فيه أحدٌ، فسمع - صلى الله عليه وسلم - قوله، فعلم أنَّ الله قد درأ بهما عنه، فسمت عليهما وفرض
[ص:557] جزاءهما، واتخذا في حرم الله فرخين، فأصل كل حمامٍ في الحرم من فراخهما. للبزار والكبير بخفي (1).
_________
(1) ((الكبير)) 20/ 443، وقال الهيثمي 6/ 52 - 53: رواه البزار والطبراني، وفيه جماعة لم أعرفهم.(2/556)
6435 - جابر: أن أبا بكرٍ وجد في الغار جحرًا فألقمه عقبه حتى أصبح، لئلا يخرج على النبي - صلى الله عليه وسلم - منه شيءٌ، فأقاما في الغار ثلاثًا ثم خرجا، حتى نزلا بخيمات أمِّ معبدٍ فأرسلت إليه بشفرةٍ وشاةٍ فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((اردد الشفرة وهات لي فرقًا)) فأرسلت إليه أن لا لبن فيها، قال: ((هات لي فرقًا)) فجاءته بفرقٍ، فضرب ظهرها، فاجترت ودرت، فحلب فملأ القدح فشرب وسقى أبا بكرٍ ثم حلب فبعث به إلى أمِّ معبد. للبزار. بخفي (1).
_________
(1) البزار كما في ((كشف الأستار)) (1742)، وقال الهيثمي 6/ 55: وفيه من لم أعرفه. وضعفه الألباني في المشكاة (5943).(2/557)
6436 - خنيس بن خالد: أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - ومن معه مروا على خيمتي أمِّ معبدٍ الخزاعية، وكانت امرأةٌ جلدةٌ تسقي وتطعمُ، فسألوها لحمًا وتمرًا ليشتروه منها فلم يصيبوا عندها شيئًا، وكان القوم مرملين مسنتين فنظر - صلى الله عليه وسلم - إلى شاةٍ في الخيمة، فقال: ((ما هذه الشاة يا أم معبدٍ))؟
قالت: خلفها الجهد عن الغنم، قال: ((فهل بها من لبنٍ))؟
قالت: هي أجهد من ذلك، قال: ((أتأذنين أن أحلبها))؟
قالت: بلي بأبي أنت وأمي، فدعا بها فمسح على ضرعها وسمى الله ودعا لها في شاتها، فدرت واجترت، فحلب ثم سقاها وسقى أصحابه حتى رووا وشرب آخرهم، ثم حلب ثانيًا حتى ملأ الإِناء، ثم غادره عندها، ثم بايعها وارتحلوا فقل ما لبثت أن جاء زوجها أبو معبدٍ أعنزًا عجافًا، فلمَّا رأى اللبن عجب، وقال: من أين هذا يا أمَّ معبدٍ ولا حلوبة في البيت؟
قالت: لا والله إلاَّ أنه مر بنا رجلٌ مباركٌ من حاله كذا وكذا، قال: صفيه لي، قالت: رأيتُ رجلاً ظاهرُ الوضاءة، أبلج الوجه، حسنُ الخلق، لم تُعبه ثجلةٌ، ولم تزر به صعلةٌ، وسيمٌ قسيمٌ في عينيه دعجٌ، وفي أشفاره وطفٌ، وفي صوته صحلٌ، وفي عنقه سطعٌ، وفي لحيته كثافةٌ، أزج أقرنُ، إن صمت فعليه الوقارُ، وإن تكلم سما وعلاه البهاء، أجمل الناس وأبهاه من بعيدٍ، وأحلاه وأحسنهُ من قريبٍ، حلو المنطق لا هذرٌ ولا نزرٌ، كأن نطقهُ خرزات نظم ربعٍ لا تشنؤه من طولٍ ولا تقتحمه من قصرٍ،
[ص:558] غصنٌ بين غصنين، فهو أنضر الثلاثةً منظرًا، وأحسنهم قدرًا، له رفقاءُ يحفون به، إن قال أنصتوا لقوله، وإن أمر تبادروا أمره، محفودٌ محسودٌ لا عابسٌ ولا مفندٌ قال أبو معبد: هو والله صاحبُ قريشٍ الذي ذكر لنا من أمره ما ذكر بمكة، ولقد هممت أن أصحبه ولأفعلنَّ إن وجدت إلى ذلك سبيلاً، وأصبح صوتٌ بمكة، يسمعون الصوت ولا يدرون من صاحبه وهو يقول:
جزى الله ربُّ الناس خير جزائه ... رفيقين قالا خيمتي أم معبد
هما نزلاها بالهدى فاهتدت به ... لقد فاز من أمسى رفيق محمد
فيا لقصى ما زوى الله عنكم به ... من فعالٍ لا تجارى وسؤدد
ليهن بنى كعبٍ مكان فتاتهم ... ومقعدها للمؤمنين بمرصد
سلوا أختكم عن شاتها وإنائها ... فإنكم إن تسألوا الشاة تشهد
دعاها بشاة حائلٍ فتحلبت ... عليه صريحًا ضرة الشاة مزبد
فغادرها رهنًا لديها بحالبٍ ... يرددها في مصدرٍ ثم مورد
فلما سمع حسان بن ثابتٍ أنشأ يجيب الهاتف ويقول:
لقد خاب قومٌ زال عنهم نبيهم ... وقدس من يسري إليهم ويغتدي.
ترحل عن قوم فضلت عقولهم ... وحل على قومٍ بنورٍ مجدِّد
هداهم به بعد الضلالة ربهم ... وأرشدهم من يتبع الحق يرشد.
وقد نزلت منه على أهل يثرب ... ركاب هدى حلت عليهم بأسعد.
نبي يرى ما لا يرى الناس حوله ... ويتلو كتاب الله في كلِّ مسجد.
وإن قال في يومٍ مقالة غائب فتصديقها ... في اليوم أو في ضحى الغد.
ليهن أبا بكرٍ سعادة جده. ... بصحبته من يسعد الله يسعد.
للكبير. بخفي (1).
_________
(1) الطبراني 4/ 48 - 51 (3605) وقال الهيثمي 6/ 56: وفي إسناده جماعة لم أعرفهم. وانظر السابق.(2/557)
6437 - قيس بن النعمان: لما انطلق النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكرٍ مستخفين نزلا بأبي معبد، فقال: والله إنَّ شاءنا لحوائل فما بقى لنا لبن، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((فما تلك الشاة))؟ فأتى بها
[ص:559] فدعا بالبركة عليها ثم حلب عسا فسقاه، ثمَّ شربوا، فقال: أنت الذي تزعم قريش أنك صابئ؟ قال: ((إنهم ليقولون)) قال: أشهد أن ما جئت به حق، ثم قال: أتبعك، قال: ((لا، حتى تسمع أنا قد ظهرنا فأتبعه بعد)). للبزار برجال الصحيح (1).
_________
(1) البزار 2/ 301 (1743)، وقال الهيثمي 6/ 58: رجاله رجال الصحيح.(2/558)
6438 - أوس بن عبد الله بن حجر الأسلمي: أنه مرَّ به النبي - صلى الله عليه وسلم - مع أبي بكرٍ بحذوات الجحفة فحملهما على فحل إبله وبعث معهما غلامًا له، فقال: لا تفارقهما حتى يقضيا حاجتهما منك ومن جملك، فسلك بهما ثنية الرمحا ثم ثنية الكوبة ثم المرة ثم شعب ذات كشطٍ ثم المدلجة ثم الغابة ثم ثنية المرة ثم المدينة، ثم رد - صلى الله عليه وسلم - الجمل والغلام إلى سيده، وأمره أن يأمر سيده أوسًا أن يسم إبله في أعناقها؛ لأنه كان مغفلاً لا يسم الإِبل. للكبير بخفي (1).
_________
(1) الطبراني 1/ 223 - 224 (611)، وقال الهيثمي 6/ 55: فيه جماعة لم أعرفهم.(2/559)
6439 - صهيبٌ رفعه: ((أريت دار هجرتكم سبخةً بين ظهراني حرةٍ، فإما أن تكون هجرٌ، وإما أن تكون يثرب)) فخرج - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة معه أبو بكر، وهممت أن أخرج معه وصدني فتيانٌ من قريشٍ، ثم خرجت فلحقني منهم ناسٌ يريدون ردي، فقلت لهم: هل لكم أن أعطيكم أواقي من ذهبٍ وحلةً سيراء وتخلون سبيلي؟
ففعلوا فبعثتهم إلى مكة، فقلت: أحفروا تحت أسكفة الباب فإن تحتها الأواقي، واذهبوا إلى فلانة فخذوا الحلة. وخرجت حتى قدمت عليه - صلى الله عليه وسلم -، فلمَّا رآني قال: ((ربح البيع ثلاثًا)) فقلت: يا رسول الله، ما سبقني إليك أحدٌ، وما أخبرك إلا جبريل عليه السلام. للكبير بخفي (1).
_________
(1) الطبراني 8/ 31 - 32 (7296)، وقال الهيثمي 6/ 60: فيه جماعة لم أعرفهم.(2/559)
6440 - ولرزين نحوه وفيه: فنزلت {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ (يَشْرِي) (1) نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ الله} [البقرة: 207] الآية وتلاها - صلى الله عليه وسلم - على صهيبٍ.
_________
(1) في الأصل: يشتري، والصواب ما أثبتناه قطعًا.(2/559)
6441 - عروةُ: خرج عمر وعياش بن أبي ربيعة في أصحابٍ لهم فنزلوا بني عمرو بن عوفٍ، فطلب أبو جهلٍ والحارث ابنا هشامٍ عياش بن أبي ربيعة، وهو أخوهما لأمٍ، فقدما المدينة فذكرا له حزن أمه وأنها حلفت أن لا يظلها بيتٌ ولا يمسُّ رأسها
[ص:560] دهنٌ حتى تراك، ولولا ذلك لم (نطلبك) (1)، وكان يعلم من حبها إياه ما يصدقهما، فرقَّ لها وأبي أن يتبعهما حتى عقد له الحارث، فلمَّا خرج معهما أوثقاه، فلم يزل هنالك موثقًا حتى خرج مع من خرج قبل فتح مكة، وكان - صلى الله عليه وسلم - دعا له بخلاصٍ وحفظٍ. للكبير بلين وإرسال (2).
_________
(1) في (أ): تطلبك، والمثبت من ((مجمع الزوائد)).
(2) ذكره الهيثمي 6/ 62، وقال: رواه الطبراني مرسلا، وفيه: ابن لهيعة، وفيه ضعف.(2/559)
6442 - وللبزار نحوه عن عمر وزاد: قال عمر: فكنَّا نقولُ والله لا يقبلُ الله توبةً من قومٍ عرفوا الله ثم رجعوا إلى الكفر، وكانوا يقولون ذلك لأنفسهم، فلمَّا قدم علينا - صلى الله عليه وسلم - المدينة أنزل الله فيهم وفي قولنا لهم وقولهم لأنفسهم {يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ الله} إلى {وأنتم لا تشعرون} [الزمر: 53] فكتبتها في صحيفةٍ وبعثت بها إلى هشام بن العاص، قال هشام: فلم أزل أقرأها حتى فهمتها وألقي في نفسي أنها إنما نزلت فينا، فجلست على بعيري فلحقتُ بالنبي - صلى الله عليه وسلم - (1).
_________
(1) البزار كما في ((كشف الأستار)) 2/ 302 - 304 (1746)، وقال الهيثمي 6/ 61: رجاله ثقات.(2/560)
6443 - ابن عباس: كان قدومنا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لخمسٍ من الهجرة، خرجنا متواصلين مع قريشٍ عام الأحزاب، وأنا مع أخي الفضل، ومعنا غلامنا أبو رافعٍ، حتى انتهينا إلى العرج، ثمَّ أخذنا في طريقٍ حتى خرجنا على بني عمرو بن عوفٍ، فدخلنا المدينة فوجدناه - صلى الله عليه وسلم - في الخندق وأنا يومئذٍ ابن ثمان سنين وأخي ابن ثلاث عشرة. للأوسط (1).
_________
(1) ((الأوسط)) 4/ 65 - 66 (3624)، وقال الهيثمي 6/ 64: رواه الطبراني في ((الأوسط)) من طريق عبد الله بن عمارة الأنصاري، عن سليمان بن داود بن الحصين، وكلاهما لم يوثق ولم يضعف، وبقية رجاله ثقات.(2/560)
عدد غزواته - صلى الله عليه وسلم - وما كان قبل بدر(2/561)
6444 - أبو إسحاق: كنت إلى جنب زيد بن أرقم فقيل له: كم غزا النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: تسع عشرة، فقلت: كم غزوت أنت معه؟ قال: سبع عشرة، قلت: وأيتهن كان أول؟ قال: ذاتُ العشيراء أو العسيراء. للشيخين والترمذي بلفظه (1).
_________
(1) البخاري (3949)، ومسلم (1254).(2/561)
6445 - بريدةُ: أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - غزا تسع عشرة غزوةً، قاتل في ثمانٍ منهن. للبخاري ومسلمٍ بلفظه (1).
_________
(1) البخاري (4473)، ومسلم (1814).(2/561)
6446 - سعدٌ: لمَّا قدم النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - المدينة جاءت جهينة، فقالوا: إنك نزلت بين أظهرنا فأوثق لنا حتى نأتيك. فأوثق لهم، فأسلموا، فبعثنا - صلى الله عليه وسلم - في رجب ولا نكون مائةً، وأمرنا أن نغير على حيٍّ من بني كنانة إلى جنب جهينة، فأغرنا عليهم وكانوا كثيرًا، فلجأنا إلى جهينة فمنعونا، وقالوا: لم تقاتلون في الشهر الحرام؟
فقلنا: إنما نُقاتل من أخرجنا من البلد الحرام في الشهر الحرام. فقال: بعضنا لبعضٍ ما ترون؟
فقال: بعضنا نأتي النبي - صلى الله عليه وسلم -. وقال قومٌ: بل نقيم هنا. وقلت أنا في أناسٍ معي: بل نأتي عير قريشٍ فنقطعها. فانطلقنا إلى العير وانطلق أصحابنا إليه - صلى الله عليه وسلم - فأخبروه فقام غضبان، فقال: ((أذهبتم من عندي جميعًا، وجئتم متفرقين؟ إنما أهلك من كان قبلكم الفرقة، لأتعين عليكم رجلاً)) فبعث علينا عبد الله بن جحشٍ، فكان أول أميرٍ في الإسلام. لأحمد بلينٍ (1).
_________
(1) أحمد 1/ 178، وقال الهيثمي 6/ 66 - 67:وفيه: المجالد بن سعيد، وهو ضعيف عند الجمهور، ووثقه النسائي في رواية، وبقية رجال أحمد رجال الصحيح. وضعفه الألباني في الضعيفة (2729).(2/561)
6447 - زرُّ بن حبيشٍ: أول رايةٍ رفعت في الإسلام راية عبد الله بن جحشٍ، وأول مال خمِّس في الإسلام مال عبد الله بن جحشٍ. للكبير (1).
_________
(1) ذكره الهيثمي 6/ 67، وقال: رواه الطبراني بإسناد واحد، وهو إسناد حسن.(2/562)
6448 - جندبٌ: أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث رهطًا، وبعث عليهم عبد الله بن جحشٍ، وكتب له كتابًا وأمره أن لا يقرأه حتى يبلغ مكان كذا، وقال: ((لا تكرهنَّ أحدًا من أصحابك على السير معك)) فلمَّا قرأ الكتاب استرجع، قال: سمعٌ وطاعةٌ لله ولرسوله، فخبرهم الخبر وقرأ عليهم الكتاب، فرجع رجلان، ومضى بقيتهم فلقوا ابن الحضرميِّ فقتلوه، ولم يدروا أنَّ ذلك اليوم من رجب، أو جمادى، فقال المشركون قتلتم في الشهر الحرام، فأنزل الله تعالى: {يَسْأَلونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيه} [البقرة: 217] الآية فقال بعضهم: إن لم يكونوا أصابوا وزرًا فليس لهم أجرٌ فنزل {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ الله أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ الله وَالله غَفُورٌ رَحِيمٌ} [البقرة:218]. للكبير (1).
_________
(1) ((الكبير)) 2/ 162 - 163 (1670)، قال الهيثمي 6/ 198:رواه الطبراني ورجاله ثقات.(2/562)
6449 - جبيرُ بنُ مطعم: قال أبو جهل حين قدم مكة منصرفه عن حمزة: يا معشر قريش إنَّ محمدًا قد نزل يثرب، وأرسل طلائعه، وإنما يريد أن يصيب منكم شيئًا، فاحذروا أن تمروا طريقه وأن تقاربوه، فإنه كالأسد الضاري. فذكر الحديث. للكبير، (وزاد) (1): بعث حمزة حين بعثه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إلى سيف بحرٍ في ثلاثين راكبًا من المهاجرين، فلقى أبا جهلٍ في ثلاث مائة راكبٍ في عيرٍ لقريشٍ جاءت من الشام، فحجر بينهم مجدي بن عمرٍو الجهني، ولم يكن قتالٌ (2).
_________
(1) في الأصل: وأراد، ولعل الصواب ما أثبتناه.
(2) ((الكبير)) 2/ 123 - 124 (1532)، قال الهيثمي 6/ 68: رجاله ثقات.(2/562)
6450 - عمروُ بنُ عوفٍ المزني: غزونا مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أول غزوةٍ غزاها الأبواء، حتى إذا كنا بالروحاء نزلنا بقرن الظبية، فصلى ثم قال: ((هل تدرون ما اسم هذا الجبل))؟ قالوا الله ورسوله أعلم قال: (هذا حميت، هذا من جبال الجنة، اللهمَ بارك فيه، وبارك لأهله فيه)) وقال للروحاء: ((هذا وادٍ من أودية الجنة، لقد صلى في هذا المسجد قبلي سبعون نبيًا ولقد مر به موسى عليه عباءتان قطوانيتان على ناقةٍ ورقاء، في سبعين
[ص:563] ألفًا من بني إسرائيل حاجين، ولا تقوم الساعة حتى يمر به عيسى حاجًّا أو معتمرًا أو يجمع الله له ذلك)). للكبير بلين (1).
_________
(1) ((الكبير)) 17/ 16 - 17 (12)، وقال الهيثمي 6/ 68: رواه الطبراني من طريق كثير بن عبد الله المزني، وهو ضعيف عند الجمهور، وقد حسن الترمذي حديثه، وبقية رجاله ثقات. وقال الألباني في الضعيفة (5489): ضعيف جدا.(2/562)
غزوة بدر(2/563)
6451 - أنسٌ: أنَ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - شاور حين بلغه إقبالُ أبي سفيان، فتكلم أبو بكرٍ، فأعرض عنه، ثم تكلم عمر، فأعرض عنه، فقام سعد ابن عبادة، فقال: إيانا تريدُ يا رسول الله؟ والذي نفسي بيده لو أمرتنا أن نخيضها البحر لأخضناها، ولو أمرتنا أن نضرب أكبادها إلى برك الغماد لفعلنا، فندب - صلى الله عليه وسلم - الناس فانطلقوا حتى نزلوا بدرًا، ووردت عليهم روايًا قريش وفيهم غلامٌ أسود فأخذه أصحابه - صلى الله عليه وسلم - يسألونه عن أبي سفيان وأصحابه، فيقول: ما لي علمٌ بأبي سفيان، ولكن هذا أبو جهلٍ وعتبة وشيبة وأمية بن خلفٍ. فإذا قال ذلك ضربوه، فقال: نعم، أنا أخبركم هذا أبو سفيان. فإذا تركوه فسألوه، قال ما لي بأبي سفيان علمٌ، ولكن هذا أبو جهل وعتبة وشيبة وأمية بن خلفٍ في الناس. فإذا قال هذا أيضًا ضربوه، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - قائمٌ يصلي، فلمَّا رأى ذلك انصرف، وقال: ((والذي نفسي بيده لتضربونه إذا صدقكم، وتتركونهُ إذا كذبكم، هذا مصرع فلانٍ، ويضع يده على الأرض ههنا وههنا))، فما ماط أحدٌ عن موضع يده. لأبي داود ومسلمٍ بلفظه (1).
_________
(1) مسلم (1779)، وأبو داود (2681).(2/563)
6452 - عروة: كانت عاتكة بنت عبد المطلب قالت لأخيها العباس: رأيت رؤيا وقد خشيتُ منها على قومك، قال: وما رأيت؟ قالت: تُعاهدني أن لا تذكرها؟ فإنهم إن سمعوها آذونا. فعاهدها، فقالت: رأيتُ راكبًا أقبل من أعلى مكة يصيحُ بأعلى صوته، يا آل غدرٍ يا آل فجرٍ اخرجوا من ليلتين أو ثلاثٍ إلى مصارعكم، ثم دخل المسجد فصرخ ثلاث صرخاتٍ، ومال عليه رجالٌ ونساء وصبيانٌ فزعين، ثم مثل على ظهر الكعبة على راحلته فصرخ بمثل ذلك ثلاث صرخات حتى أسمع من
[ص:564] بين الأخشبين، ثم نزع صخرةً عظيمةً من أصلها ثم أرسلها على أهل مكة، حتى إذا كانت عند أصل الجبل ارفضت فلا أعلم بمكة بيتًا إلا دخلتها فلقةٌ منها، ففزع منها عباس فخرج فلقي الوليد بن عتبة وكان خليله، قصَّها عليه وأمره أن لا يذكره لأحدٍ، فذكرها الوليد لأبيه وذكرها عتبة لأخيه شيبة، وارتفع حديثها حتى بلغ أبا جهلٍ، فلمَا أصبحوا غدا العباس يطوف فناداه أبو جهلٍ في نفرٍ: يا أبا الفضل، إذا قضيت طوافك فأتنا. فلما فرغ أتى فجلس، فقال أبو جهل: يا أبا الفضل ما رؤيا رأتها عاتكة؟
قال: ما رأت من شيءٍ. قال: بلى، أما رضيتم يا بني هاشم بكذب الرجال حتى جئتمونا بكذب النساء، إنَّا كنَّا وأنتم كفرسيِّ رهانٍ فاستبقنا المجد منذ حينٍ، فلمَّا حاذت الركبُ قلتم منا نبيُّ، فما بقى إلا أن تقولوا منا نبيةٌ، لا أعلم أهل بيتٍ أكذب رجلاً ولا امرأةً منكم، وقال: زعمت عاتكة أنَّ الراكب قال: اخرجوا في ليلتين أو ثلاثٍ فلو قد مضت هذه الثلاث تبين لقريش كذبكم، وكتبنا سجلاً ثم علقناه بالكعبة، أنكم أكذبُ بيتٍ في العرب رجلاً وامرأة، أما رضيتم يا بني قصيٍّ أنكم ذهبتم بالحجابة والندوة والسقاية واللواء حتى جئتمونا بنبيٍّ؟ فآذوهُ يومئذٍ أشد الأذى، وقال له عباس: مهلاً يا مصفر استه، فإنَّ الكذب فيك وفي أهل بيتك. فقال من حضر يا أبا الفضل ما كنت بجاهلٍ ولا خرقٍ. ونال عباسٌ من عاتكة أذى شديدًا فيما أفشى من حديثها، فلمَّا كان الليلة الثالثة جاءهم الراكبُ الذي بعث أبو سفيان ضمضم بن عمرو الغفاري، فقال: يا آل غدرٍ انفروا فقد خرج محمدٌ وأصحابهُ يتعرضون لأبي سفيان، ففزعت قريشٌ أشد الفزع، وأشفقوا من رؤيا عاتكة، ونفروا على كل صعبٍ وذلولٍ. للكبير بلين وإرسال (1).
_________
(1) ((الكبير)) 24/ 346 - 347 برقم (860)، قال الهيثمي 6/ 71: رواه الطبراني مرسلا، وفيه: ابن لهيعة، وفيه ضعف، وحديثه حسن.(2/563)
6453 - مصعب بن عبد الله وغيره: أنَّ عاتكة قالت في صدق رؤياها بعد:
ألم تكن الرؤيا بحق ويأتكم ... بتأويلها فل من القوم هاربُ
رأى فأتاكم باليقين الذي رأى ... بعينيه ما تفري السيوف القواضبُ
[ص:565] فقلتم ولم أكذب: كذبتِ وإنما ... يكذبني بالصدق من هو كاذبُ
في أبياتٍ. للكبير (1).
_________
(1) ((الكبير)) 24/ 348 برقم (861)، قال الهيثمي 6/ 72: رواه الطبراني، وفيه ابن لهيعة، وفيه ضعف، وحديثه حسن، وبقية رجاله ثقات.(2/564)
6454 - أنسٌ: بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - بُسيسة عينا ينظر ما صنعت عيرُ أبي سفيان، فجاء وما في البيت أحدٌ غيري وغيره - صلى الله عليه وسلم -، قال: لا أدري استثنى بعض نسائه، قال: فحدثه الحديثُ فخرج - صلى الله عليه وسلم -، فقال: ((إنَّ لنا طلبةٌ فمن كان ظهره حاضرًا فليركب معنا)). فجعل رجالٌ يستأذنونهُ في ظهرانهم في علو المدينة، فقال: لا، إلا من كان ظهره حاضرًا، فانطلق - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه حتى سبقوا المشركين إلى بدرٍ، وجاء المشركون، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((لا يتقدمن أحد منكم إلى شيء حتى أكون أنا أؤذنه))، فدنا المشركون، فقال: ((قوموا إلى جنة عرضها السمواتُ والأرض)). فقال عمير ابن الحمام الأنصاريِّ: يا رسول الله، جنةٌ عرضها السمواتُ والأرض؟ قال: ((نعم)) قال: بخٍ بخٍ يا رسول الله، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((ما يحملك على قولك بخٍ بخ؟)) قال: لا والله يا رسول الله إلا رجاءً أن أكون من أهلها، قال: ((فإنك من أهلها)). فأخرج تمراتٍ من قرنه فجعل يأكلُ منهن، ثم قال: لئن حييتُ حتى آكل تمراتي هذه إنها لحياةٌ طويلةٌ، فرمى بما كان معه من التمر، ثم قاتلهم حتى قتل. لمسلم (1).
_________
(1) مسلم (1901).(2/565)
6455 - ابن عباسٍ: حدثني عمر لما كان يوم بدرٍ نظر النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إلى المشركين وهم ألفٌ وأصحابهُ ثلاثمائةٍ وتسعة عشر رجلاً، فاستقبل - صلى الله عليه وسلم - القبلة ثم مدَّ يديه فجعل يهتفُ بربه يقولُ: ((اللهمَّ أنجز لي ما وعدتني، اللهمَّ آتني ما وعدتني، اللهمَّ إنك إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تُعبد في الأرض))، فما زال يهتفُ بربه مادًّا يديه مستقبل القبلة حتى سقط رداؤه عن منكبيه، فأتاه أبو بكرٍ فأخذ رداءه فألقاه على منكبيه، ثم التزمه من ورائه، وقال يا نبي الله: كفاك مناشدتك ربك فإنه سينجز لك ما وعدك، فأنزل الله {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ
[ص:566] رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ} [الأنفال:9] فأمدَّهُ الله بالملائكة، قال سماكُ: فحدثني ابنُ عباسٍ قال: بينما رجلٌ من المسلمين يومئذٍ يشتدُّ في أثر رجلٍ من المشركين أمامه، إذ سمع ضربةً بالسوط فوقه، وصوتُ الفارس يقولُ: أقدم حيزومُ، فنظر إلى المشرك أمامه خرَّ مستلقيًا، فنظر إليه فإذا هو قد خطم أنفه وشقَّ وجهه كضربة السوط (فاخضرَّ) (1) ذلك أجمع فجاء الأنصاريُّ فحدث بذلك النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال: ((صدقت، ذلك من مدد السماء الثالثة)) فقتلوا يومئذٍ سبعين، وأسروا سبعين، قال ابن عباس: فلمَّا أسروا الأسارى، قال - صلى الله عليه وسلم - لأبي بكرٍ وعمر: ((ما ترون في هؤلاء الأسارى))؟
فقال أبو بكرٍ: يا رسول الله هم بنو العم والعشيرة، أرى أن تأخذ منهم فديةً فتكون لنا قوةً على الكفار، فعسى الله أن يهديهم إلى الإسلام، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((ما ترى يا ابن الخطاب))؟ قال: (لا والله) (2) يا رسول الله، ولكني أرى أن تمكننا فنضرب أعناقهم، فتمكن عليًا من عقيلٍ فيضربُ عنقه، وتمكنني من فلانٍ نسيبًا لعمر فأضرب عنقه، فإنَّ هؤلاء أئمة الكفر وصناديدها، فهوى - صلى الله عليه وسلم - ما قال أبو بكرٍ ولم يهو ما قلتُ، فلمَّا كان من الغد جئتُ فإذا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكرٍ قاعدين يبكيان، فقلت يا رسول الله أخبرني من أيّ شيءٍ تبكي أنت وصاحبك؟ فإن وجدت بكاءً بكيتُ، وإن لم أجد بكاءً تباكيتُ لبكائكما. فقال: ((أبكي للذي عرض على أصحابك من أخذهم الفداء، لقد عرض على عذابهم أدنى من هذه الشجرة وأنزل الله تعالى: {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْض} [الأنفال: 67] إلى قوله {فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلالاً طَيِّباً} [الأنفال: 69] فأحلَّ الله الغنيمة لهم)). للترمذي ومسلم بلفظه (3).
_________
(1) في (أ): فأحضر، والمثبت من ((صحيح مسلم)).
(2) زيادة من (ب).
(3) مسلم (1763) والترمذي (3081).(2/565)
6456 - ابنُ مسعودٍ: شهدتُ من المقداد بن الأسود مشهدًا لأن أكون أنا صاحبهُ أحب إلىَّ مما عدل به، أتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - وهو يدعو على المشركين يوم بدرٍ، فقال: يا رسول الله، إنَّا لا نقول كما قالت بنو إسرائيل لموسى {اذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ} [المائدة: 24] ولكنا نقاتل عن يمينك وعن شمالك وبين يديك وخلفك، فرأيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أشرق
[ص:567] وجههُ وسرَّهُ (1).
_________
(1) البخاري (3952).(2/566)
6457 - ابنُ عباسٍ: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: يوم بدٍ هذا جبريل آخذ برأس فرسه عليه أداة الحرب (1).
_________
(1) البخاري (3995).(2/567)
6458 - وعنه: أنه - صلى الله عليه وسلم - خرج من القبَّة وهو يقولُ: {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ} [القمر:46]. هي للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (2915).(2/567)
6459 - ابن عمرو بن العاص: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - خرج يوم بدرٍ في ثلاثمائةٍ وخمسة عشر رجلاً، فما انتهينا إليها، قال: ((اللهمَّ إنهم حفاةٌ فاحملهم، اللهم إنهم عراةٌ فاكسهم، اللهمَّ إنهم جياعٌ فأشبعهم)) ففتح الله لهم يوم بدرٍ، فانقلبوا ما منهم رجلٌ إلا وقد رجع بجملٍ أو جملين، واكتسوا وشبعوا. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (2747) وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي 2/ 132 - 133، قالا: صحيح على شرط الشيخين، وحسن الألباني سنده في ((صحيح سنن أبي داود)) (2386).(2/567)
6460 - البراءُ: كنَّا أصحاب محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - نتحدثُ أنَّ عدة أصحاب بدرٍ على عدة أصحاب طالوت الذي جاوزوا معه النهر ولم يجاوز معه إلا مؤمن بضعة عشر وثلاثمائة. للترمذي والبخاري بلفظه (1).
_________
(1) البخاري (3958)، والترمذي (1598).(2/567)
6461 - وله: استصغرتُ أنا وابن عمرٍ يوم بدرٍ وكان المهاجرون يوم بدر نيفًا على الستين، والأنصارُ نيفًا وأربعين ومائتين. للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (3956).(2/567)
6462 - أبو أسيد) قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يوم بدرٍ حين صففنا لقريشٍ: ((إذا أكثبوكم - يعني: غشوكم- فارموهم واستبقوا نبلكم)) (1).
_________
(1) البخاري (3984 - 3985).(2/567)
6463 - وفي روايةٍ: ((فارموهم ولا تسلُّوا السيوف حتى يغشوكم)). للبخاري وأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (2664). وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (569).(2/567)
6464 - سعدُ بن معاذ: أنه كان صديقًا لأمية بن خلفٍ، وكان أمية إذا مرَّ بالمدينة نزل على سعدٍ، وكان سعدٌ إذا مرَّ بمكة نزل على أمية، فانطلق سعدٌ معتمرًا، فنزل على أمية، وقال له: انظر لي ساعة خلوةٍ لعلي أن أطوف بالبيت، فخرج به قريبًا من نصف النهار فلقيهما أبو جهلٍ، فقال: يا أبا صفوان من هذا معك؟ فقال: هذا سعدٌ، فقال له: أبو جهلٍ: ألا أراك تطوف بمكة آمنًا وقد آويتم الصباة وزعمتم أنكم تنصرونهم وتعينونهم؟ أما والله لولا أنك مع أبي صفوان ما رجعت إلى أهلك سالمًا. فقال له سعدٌ ورفع صوته عليه: أما والله لئن منعتني هذا لأمنعنك ما هو أشدُ عليك منه، طريقك على المدينة، فقال له أميةُ: لا ترفع صوتك يا سعد على أبي الحكم سيد أهل الوادي. فقال سعد: دعنا عنك يا أمية، فوالله لقد سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: ((إنه قاتلك)). قال: بمكة؟
قال: لا أدري. ففزع لذلك أمية فزعًا شديدًا، فلمَّا رجع إلى أهله قال: يا أم صفوان ألم ترى ما قال لي سعدٌ؟ قالت: وما قال لك؟ قال: زعم أنَّ محمدًا أخبرهم أنه قاتلي، فقلت له: بمكة؟
قال: لا أدري. فقال أمية: والله لا أخرج من مكة. فلمَّا كان يوم بدرٍ استنفر أبو جهلٍ الناس، قال: أدركوا عيركم. فكره أمية أن يخرج، فأتاه أبو جهلٍ، فقال: يا أبا صفوان، إنك متى ما يراك الناسُ قد تخلفت وأنت سيدُ أهل الوادي تخلفوا معك. فلم يزل به حتى قال: أما إذا غلبتني، فوالله لأشترينَّ أجود بعيرٍ بمكة، ثم قال أمية: يا أم صفوان، جهزيني. فقالت له: يا أبا صفوان، وقد نسيت ما قال لك أخوك اليثربيُّ؟ قال: لا، وما أريدُ أن أجوز معهم إلا قريبًا، فلمَّا خرج أميةُ أخذ لا ينزلُ منزلاً إلا عقل بعيره، فلم يزل بذلك حتى قتله الله ببدرٍ. للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (3950).(2/568)
6465 - وللبزار برجال الصحيح عن ابن مسعودٍ: قال: كان عتبهُ بن ربيعة صديقًا لسعدِ بن معاذ، فإذا قدم عتبة المدينة نزل على سعدٍ، وإذا قدم سعدٌ مكة نزل على عتبة
[ص:569] (1)، بمثل الحديث المتقدم في جميع فصوله ولا مخالفة بينهما، إلا أنَّ صديق سعدٍ في الأول أمية بن خلفٍ، وفي هذا عتبة بن ربيعة، والله أعلم.
_________
(1) البزار كما في ((كشف الأستار)) (1758)، وقال الهيثمي: هو في الصحيح أنه نزل على أمية بن خلف، وأما ذكر عتبة فلم أره. وقال في ((المجمع)) 6/ 72: رجاله رجال الصحيح.(2/568)
6466 - عبد الرحمن بن عوفٍ: كاتبتُ أمية بن خلفٍ كتابًا أن يحفظني في صاغيتي بمكة، وأحفظه في صاغيته بالمدينة، فلمَّا ذكرتُ الرحمن قال: لا أعرف الرحمن، كاتبني باسمك الذي كان لك في الجاهلية، فكاتبته عبد عمرو، فلمَّا كان يوم بدرٍ خرجتُ إلى جبلٍ لأحرزهُ حين نام الناسُ فأبصره بلالٌ فخرج حتى وقف على مجلسٍ من مجالس الأنصار، فقال: يا معشر الأنصار أمية بن خلفٍ، لانجوت إن نجا أميةُ، فخرج معه فريقٌ من الأنصار في أثرنا، فلمَّا خشيتُ أن يلحقونا خلفتُ لهم ابنه لأشغلهم به، فقتلوه، ثم أبوا حتى يتبعونا، وكان أمية رجلاً ثقيلاً، فلمَّا أدركونا قلت له ابرك فبرك فألقيتُ عليه نفسي لأمنعه فيخلُّوه فتخللوه بالسيوف من تحتي حتى قتلوه فأصاب أحدهم رجلي بسيفه، وكان عبد الرحمن يرينا ذلك الأثر في ظهر قدمه (1).
_________
(1) البخاري (2301).(2/569)
6467 - وفي روايةٍ: فلمَّا كان يوم بدرٍ وحصل لي درعان، فلقيني أمية فقال: خذني وابني فأنا خيرٌ لك من الدرعين افتدى منك، فرآه بلالٌ فقال: أمية رأسُ الكفر، لا نجوت إن نجا أمية، فقتلهما، فكان ابن عوفٍ يقول: يرحم الله بلالاً فلا درعي ولا أسيري. للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (3971).(2/569)
6468 - وعنه: إني لواقفٌ في الصف يوم بدرٍ، فنظرتُ عن يميني وعن شمالي، فإذا أنا بغلامين من الأنصار حديثة أسنانهما، فتمنيتُ أن أكون بين أضلع منهما، فغمزني أحدهما فقال: أي عم هل تعرف أبا جهل؟
قلت نعم، فما حاجتك إليه يا ابن أخي؟
قال: أخبرتُ أنه يسبُّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والذي نفسي بيده لئن رأيته لا يفارقُ سوادي سواده حتى يموت الأعجل منا، فعجبتُ لذلك، وغمزني الآخر فقال لي مثلها، فلم أنشب أن نظرت إلى أبي جهلٍ يجولُ في الناس، فقلتُ: ألا تريان، هذا صاحبكما الذي تسألاني عنه، فابتدراهُ بسيفيهما فضرباه حتى قتلاه، ثم انصرفا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبراه، فقال: ((أيكما قتله؟)) فقال كل واحدٍ منهما أن قتلته، فقال: ((هل
[ص:570] مسحتما سيفيكما))؟
قالا: لا، فنظر في السيفين، فقال: ((كلاكما قتله))، وقضى - صلى الله عليه وسلم - بسلبه لمعاذ بن عمر بن الجموح، والرجلان معاذ بن عمرو بن الجموح، ومعاذ بن عفراء (1).
_________
(1) البخاري (3141) ومسلم (1752).(2/569)
6469 - وفي روايةٍ: فشدَّا عليه مثل الصقرين حتى ضرباه، وهما ابنا عفراء (1).
_________
(1) البخاري (3988).(2/570)
6470 - أنسُ: قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يوم بدرٍ: ((من ينظر لنا ما صنع أبو جهل))، فانطلق ابنُ مسعودٍ فوجده قد ضربه ابنا عفراء حتى برد، فأخذ بلحيته، فقال: أنت أبو جهلٍ؟
قال: وهل فوق رجلٍ قتلتموه أو قال قتله قومه (1).
_________
(1) البخاري (3962).(2/570)
6471 - وفي رواية: قال أبو جهلٍ فلو غير أكار قتلني. هما للشيخين (1).
_________
(1) البخاري (4020)، ومسلم (1800).(2/570)
6472 - ابنُ مسعودٍ: مررت فإذا أبو جهلٍ صريعٌ قد ضربت رجله، فقلت: يا عدو الله يا أبا جهلٍ قد أخزى الله الآخر، ولا أهابه عند ذلك، فقال: أبعد من رجلٍ قتله قومهُ، فضربتهُ بسيفٍ غير طائلٍ، فلم يغن شيئًا حتى سقط سيفه من يديه، فضربته حتى برد. لأبى داود (1).
_________
(1) أبو داود (2709)، قال المنذري في ((مختصر)) 4/ 38: أبو عبيدة لم يسمع من أبيه. وصححه الألباني في ((صحيح أبي داود)) (2357).(2/570)
6473 - ولرزين: فضربته بسيفي فلم يغن شيئًا فبصق إلى وجهي وقال: سيفك كهامٌ، خذ سيفي فاحتز به رأسي من عرشي، فأجهزت عليه فنفلني - صلى الله عليه وسلم - سيفه لما أجهزت عليه، وكان قد أثخن، وكان عتبةُ قد أشار على أبي جهل بالانصراف، فقال له أبو جهل: قد انتفخ سحره من الخوف، فقال له عتبة سيعلم مصفرُ استه أينا انتفخ سحرهُ.(2/570)
6474 - الزبيرُ: لقيتُ يوم بدرٍ عبيدة بن سعيدٍ بن العاص، وهو مدججٌ لا يرى منه إلا عيناه، وكان يكنى أبا ذات الكرش، فقال أنا أبو ذات الكرش، فحملتُ عليه بالعنزة فطعنته في عينه فمات، ولقد وضعتُ رجلي عليه، ثم تمطيت فكان الجهدُ أن نزعتها وقد انثنى طرفاها، قال عروةُ فسأله إياها
[ص:571] رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأعطاه إياها، فلما قبض أخذها، ثم طلبها أبو بكرٍ فأعطاه إياها، فلمَّا قبض أبو بكرٍ سألها إياه عمر فأعطاه إياها، فلمَّا قبض عمر أخذها ثمَّ طلبها عثمان فأعطاه إياها، فلمَّا قُتل وقعت عند آل علىٍّ فطلبها عبد الله بن الزبير فكانت عنده حتى قتل. للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (3998).(2/570)
6475 - عليٌ: لما كان يوم بدرٍ تقدم عتبة بن ربيعة وتبعه ابنه وأخوه، فنادى من يبارز؟
فانتدب له شبابٌ من الأنصار، فقال: ممن أنتم؟
فأخبروه فقال: لا حاجة لنا فيكم، إنما أردنا بني عمِّنا، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((قم يا حمزة، قم يا على، قم يا عبيدة بن الحارث))، فأقبل حمزة إلى عتبة وأقبلت إلى شيبة، واختلفت بين عبيدة والوليد ضربتان، فأثخن كل واحدٍ منهما صاحبهُ، ثم ملنا على الوليد فقتلناه، واحتملنا عبيدة. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (2565)، وصححه الألباني في ((صحيح أبي داود)) (2321).(2/571)
6476 - أبو طلحة: لمَّا كان يومُ بدرٍ وظهر النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - أمر بأربعةٍ وعشرين رجلاً من صناديد قريش فألقوا في طوىّ من أطواء بدرٍ خبيثٍ مخبثٍ، وكان إذا ظهر على قومٍ أقام بالعرصة ثلاث ليالٍ، فلمَّا كان ببدرٍ اليوم الثالث أمر براحلته فرحلت، ثم مشى واتبعه أصحابه، حتى قام على شفة الرَّكىِّ، فجعل يُناديهم بأسمائهم وأسماء آبائهم ((أيسركم أنكم أطعتم الله ورسوله، فإنا قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقًا، فهل وجدتم ما وعد ربكم حقًا))، فقال عمر: يا رسول الله ما تكلم من أجسادٍ لا أرواح لها؟
فقال: ((والذي نفس محمدٍ بيده، ما أنتم بأسمع لما أقول منهم)) قال قتادة: أحياهم الله حتى أسمعهم قوله توبيخًا وتصغيرًا ونقمةً وحسرةً وندمًا. للشيخين (1).
_________
(1) البخاري (3976)، ومسلم (2875).(2/571)
6477 - أنسٌ: أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - ترك قتلى بدر ثلاثًا، ثم أتاهم فقام عليهم فناداهم، فقال: ((يا أبا جهل بن هشام، يا أمية بن خلفٍ، يا عتبة بن ربيعة، يا شيبة
[ص:572] بن ربيعة)) بنحوه. وفي آخره: ثمَّ أمر بهم فسحبوا فألقوا في قليب بدرٍ. لمسلم (1).
_________
(1) مسلم (2874).(2/571)
6478 - جبيرُ بنُ مطعم: لمَّا أسر النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - من أسر يوم بدرٍ، قال: ((لو كان المطعم بن عدىٍّ حيًا ثم كلمني في هؤلاء النتنى لتركتهم له)). للبخاري وأبي داود (1).
_________
(1) البخاري (3139)، وأبو داود (2689).(2/572)
6479 - علي رفعهُ: ((إنَّ جبريل، قال لي: خيِّر أصحابك في أسارى بدرٍ، إمَّا القتلُ وإمَّا الفداءُ، على أن يُقتل منهم قابلٌ مثلهم، فقالوا اخترنا الفداء، ويُقتلُ منا فنستشهد)) (1). للترمذي.
_________
(1) الترمذي (1567)، وقال: حسن غريب من حديث الثوري، لا نعرفه إلى من حديث ابن أبي زائدة. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (1272).(2/572)
6480 - ابنُ عباسٍ: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم بدرٍ: ((من فعل كذا وكذا فله من النَّفل كذا وكذا))، فتقدَّم الفتيان ولزم المشيخة الرايات فلم يبرحوها، فلمَّا فتح الله عليهم قالت المشيخةُ كنَّا ردءًا لكم لو انهزمتم فئتم إلينا فلا تذهبوا بالمغنم دوننا، فأبى الفتيان وقالوا جعله - صلى الله عليه وسلم - لنا، فأنزل الله تعالى: {يَسْأَلونَكَ عَنِ الْأَنْفَال} [الأنفال: 1] إلى قوله {لكارهون}، يقولُ: فكان ذلك خيرًا لهم، فكذلك أيضًا، فأطيعوني فإني أعلمُ بعاقبة هذا منكم، فأصلحوا ورضى كلٌ بقسم الله فيه. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (2737)، وصححه الألباني في ((صحيح أبي داود)) (2376).(2/572)
6481 - وعنه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - تنفل سيفه ذا الفقار يوم بدرٍ، وهو الذي رأى فيه الرؤيا يوم أحدٍ (1).
_________
(1) الترمذي (1561)، وقال: حديث حسن غريب، وابن ماجة (2808)،وقال الألباني في صحيح الترمذي (1266): حسن الإسناد.(2/572)
6482 - ابن مسعود: لمَّا كان يومُ بدر وجيء بالأسارى، قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: ((ما تقولون في هؤلاء الأسارى؟))
فذكر في الحديث قصةً فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((لا ينفلتنَّ أحدٌ منهم إلا بفداءٍ أو ضرب عنق))، قال عبد الله، فقلتُ
[ص:573] يا رسول الله إلا سهل بن بيضاء فإني سمعته يذكر الإسلام فسكت، فما رأيتني في يومٍ أخوف أن تقع علىَّ حجارةٌ من السماء مني في ذلك اليوم، حتى قال - صلى الله عليه وسلم -: ((إلا سهلُ بن بيضاء))، ونزل القرآن بقول عمر {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى} [الأنفال: 67] إلى آخر الآيات. هما للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (3084)، وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (598).(2/572)
6483 - ومن تلك القصة عند أحمد والكبير: أنه - صلى الله عليه وسلم - قال: ((ما تقولون في هؤلاء الأسارى))؟
فقال أبو بكرٍ: قومك وأهلك استفدهم، ولعل الله أن يتوب عليهم، وقال عمر: أخرجوك وكذبوا بك، نضربُ أعناقهم، وقال ابن رواحة: انظروا واديًا كثير الحطب فادخلهم فيه ثم أضرمه عليهم نارًا، فدخل - صلى الله عليه وسلم - ثم خرج، فقال: ((مثلك يا أبا بكرٍ كمثل إبراهيم قال: {فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [إبراهيم: 36] وكمثل عيسى قال: {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [المائدة:118] ومثلك يا عمر كمثل نوحٍ قال: {رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّاراً} [نوح: 26] وكمثل موسى {وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ} [يونس: 88] أنتم عالةٌ، فلا ينفلتنَّ أحدٌ إلا بفداءٍ وضرب عنقٍ)) (1).
_________
(1) أحمد 1/ 383 - 384، والطبراني 10/ 143 (10257).(2/573)
6484 - ابنُ عباسٍ: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - جعل فداء أهل الجاهلية يوم بدرٍ أربعمائةً. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (2691)، وقال الألباني في ((صحيح أبي داود)) (2340): صحيح دون الأربعمائة.(2/573)
6485 - أنسٌ: أنَّ (رجالاً) (1) من الأنصار استأذنوا النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فقالوا ائذن لنا فلنترك لابن أختنا عباسٍ فداءه، فقال: ((لا تدعوا منه درهمًا)). للبخاري (2).
_________
(1) من (ب).
(2) البخاري (2537).(2/574)
6486 - عائشةُ: لما بعث أهل مكة في فداء أساراهم بعثت زينب فداء زوجها أبي العاص، وبعثت فيه بقلادةٍ لها كانت عند خديجة أدخلتها بها على أبي العاص، فلمَّا رآها - صلى الله عليه وسلم - رقَّ لها رقةً شديدةً، وقال: ((إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها وتردوا عليها الذي لها)) فقالوا: نعم، وكان - صلى الله عليه وسلم - أخذ عليه ووعده أن يخلي سبيل زينب إليه، وبعث - صلى الله عليه وسلم - زيد بن حارثة ورجلاً من الأنصار، فقال: ((لهما كونا ببطن يأجج حتى تمرَّ بكما زينب فتصحباها حتى تأتيا بها)). لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (2692)، وحسنه الألباني في ((صحيح أبي داود)) (2341).(2/574)
6487 - ابنُ عباس: لمَّا فرغ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - من بدرٍ قيل له عليك العير ليس دونها شيءٌ، فناداه العباس من وثاقه، لا تصلح لك لأنَّ الله وعدك إحدى الطائفتين وقد أعطاك الله ما وعدك، قال: ((صدقت)). للترمذي (1).
_________
(1) الترمذي (3080)، قال الألباني في ضعيف الترمذي (596): ضعيف الإسناد.(2/574)
6488 - عائشةُ: تزوج أبو بكرٍ امرأةً من كلبٍ يُقالُ لها أمَّ بكرٍ، طلقها فتزوجها ابن عمها، هذا الشاعر الذي قال هذه القصيدة وهو أبو بكرٍ بن الأسود يرثي كفار قريشٍ:
وماذا بالقليب قليب بدرٍ. ... من الشيزا تزين بالسنام.
وماذا بالقليب قليب بدرٍ. ... من القينات والشرب الكرام.
تُحييَّ بالسلامة أمَّ بكرٍ. ... وهل لي بعد قومي من سلام.
يحدثنا الرسول بأنَّ سنحيى. ... وكيف حياة أصداءٍ وهام.
للبخاري (1).
_________
(1) البخاري (3921).(2/574)
6489 - وعنها: خرج - صلى الله عليه وسلم - قبل بدرٍ فلمَّا كان بحرة الوبرة أدركه رجلٌ تُذْكَرُ منه جرأة، ففرح الصحابة
[ص:575] حين رأوه، فقال للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم - جئت لأتبعك وأصيب معك، فقال: ((تؤمن بالله ورسوله؟)) قال: لا، قال: ((فارجع فلن أستعين بمشركٍ)) ثمَّ مضى حتى إذا كان بالشجرة أدركه الرجل، فقال له كما قال أول مرةٍ، وقال - صلى الله عليه وسلم -: مثل أول مرةٍ ثمَّ مضى، ثمَّ رجع فأدركه بالبيداء، فقال له - صلى الله عليه وسلم -: ((أتؤمن بالله ورسوله؟)) قال: نعم، قال: فانطلق. للترمذي وأبي داود ومسلمٍ بلفظه (1).
_________
(1) مسلم (1817)، وأبو داود (2732)، والترمذي (1558).(2/574)
6490 - حذيفةُ: ما منعني أن أشهد بدرًا إلاَّ أني خرجتُ أنا وأبي حسيلٍ، فأخذنا كفار قريشٍ فقالوا: إنكم تريدون محمدًا، فقلنا: ما نريده ما نريدُ إلا المدينة، فأخذوا منا عهد الله وميثاقه لننصرفنَّ إلى المدينة ولا نقاتل معه، فأتينا النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبرناه الخبر، فقال: ((انصرفا نفي لهم بعهدهم ونستعينُ الله عليهم)). لمسلم (1).
_________
(1) مسلم (1787).(2/575)
6491 - الزبيرُ: ضربتُ يوم بدرٍ للمهاجرين بمائة سهم. للبخاري.
وقال: فجميع من شهد بدرًا من قريشٍ ممَّن ضرب له بسهمه أحدٌ وثمانون رجلاً، وكان عروة يقول: قال الزبير قسمت سهمانهم فكانوا مائة (1).
_________
(1) البخاري (4027).(2/575)
من سمى من أهل بدر في البخاري
النبي - صلى الله عليه وسلم -، أبو بكر، عمر، عثمان خلفه - صلى الله عليه وسلم - على ابنته وضرب له بسهمه، عليُّ، الزبير، سعد بن أبي وقاصٍ، سعيد ابن زيد، عبد الرحمن بن عوفٍ، حمزة، عبيدة بن الحارث، ابن مسعود، أبو حذيفة بن عتبة، خنيس بن حذافة السهميِّ، سعد بن خولة، بلال بن رباحٍ، إياس بن البكير، حاطب بن أبى بلتعة، عمرو بن عوفٍ، عامر بن ربيعة العنزي، قدامة بن مظعونٍ، مسطح بن أثاثة،
[ص:576] المقداد بن عمرو الكندي (ومن الأنصار) حارثة بن الربيع، قتل يوم بدرٍ، خبيب بن عديِّ، رفاعة بن رافعٍ، رفاعة بن عبد المنذر، أبو لبابة، زيد بن سهلٍ، أبو طلحة، أبو زيدٍ الأنصاريِّ، سهل بن حنيفٍ، ظهير بن رافعٍ وأخوه، عبادة بن الصامت، عقبة بن عمرو، عاصم بن ثابت، عويم بن ساعدة، عتبان بن مالكٍ، قتادة ابن النعمان، معاذ بن عمرو بن الجموح، معوذ بن عفراء وأخوه، مالك بن ربيعة أبو أسيدٍ، مرارة بن الربيع، معن بن عدي، هلال بن أمية.
(ومن زاده في مجمع الزوائد من المهاجرين) الأرقم بن الأرقم، أسعد مولى حاطب بن أبي بلتعة، أعبد ثلاثة لبني غفار، ثعلبة بن قبطيِّ بن صخر بن سلمة، حصين بن الحارث بن عبد المطلب، أخو عبيدة، الحكم بن سعيد بن العاص، رفاعة بن قيس بن عمرو بن ثعلبة، زيد بن حارثة، زيد بن الخطاب، زيد ابن أسلم، سالم مولى أبي حذيفة، السائب بن عثمان بن مظعون، سعد (1) مولى خولى، رجلٌ من مذحج، سهيل بن بيضاء، صهيب بن سنانٍ، طلحة ابن عبيد الله، عامر بن فهيرة، عبد الله بن جحشٍ، عبد الله بن حذافة السهميِّ، عبد الله بن مظعون، عتبة بن غزوان بن جابرٍ، عثمان بن مظعونٍ، عثمان بن حبيب، ابن وهبٍ، أبو السائب، عكاشة بن محصنٍ، عمير بن أبي وقاص، مرثد بن أبى مرثد الغنوي، أبو عبيدة بن الجراح، أبو كبشة مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أبو مرثد الغنويِّ، (ومن الأنصار) أسعد ابن زيد، أسود بن زيد، أمية ابن لوذان، أنيس بن قتادة، أنيسة مولى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، أوس بن ثابت بن المنذر، أوس بن الصامت، أوس بن عبد الله بن الحارث، بجير بن أبي بجير، بسبس ابن عمروٍ، بشر بن البراء بن معرورٍ، بشير بن سعدٍ، تميم بن يعار بن قيسٍ، تميم مولى بني غنم، تميم مولى خراش بن الصمَّت، ثابتُ بن أقرم. ثابت بن عمرو بن زيدٍ، ثابت بن حسان بن عمرو، ثعلبة بن حاطب،
[ص:577] ثعلبة ابن عمرو بن محصن، ثعلبة بن غنيمة، ثعلبة الذي يُقال له الجذعُ، ثعلبة بن سعد الساعديِّ، جابر بن خالدٍ، جابر بن عبد الله بن رئاب، جبار بن صخر، جبير (2)
بن عتيكٍ ابن الحارث، الحارث ابن أنسٍ، الحارث بن أوسٍ، الحارث بن قيس، الحارث بن الصِّمَّة كسر بالروحاء فضرب له بسهم، الحارث بن معاذٍ، الحارث بن نعمان الحارث بن خزمة بن عدىِّ، الحارث بن حاطبٍ، حارثة بن زيدٍ، حارثة بن الحمير (3)
حارثة بن سراقة، حريث بن زيد، خالد بن زيدٍ، أبو أيوب، خليفة بن عدي، خلاد بن رافع، خوات بن جبير، ذكوان بن عبد قيس، رافع بن سهل، رافع بن الحارث بن سوادٍ، رافع بن عنجة، رافع بن المعلا، رافع بن يزيد، ربعي بن أبى رافع، ربيع بن إياس، ربيعة بن أكثم، رخيلة بن ثعلبة، رفاعة بن قيس، زيد بن أسلم بن ثعلبة، زيد بن عوف، زيد بن المزين، زيد بن وديعة، زيد بن خارجة، زيد بن الحارث بن الخزرج، زياد بن لبيد، زياد بن عمرو الجهنيِّ، سعد بن معاذٍ، سعد بن عبادة، سعد بن الربيع، سعد بن خيثمة، سعد بن زيدٍ، سعد بن يزيد بن عثمان، سعد بن النعمان، سعد بن سهلٍ، سعيد بن عثمان أبو عبادة، سلمة بن سلامة، سماك بن خرشة، أبو دجانة، سهل بن قيس، سهل بن عديِّ، سهل بن رافعٍ بن أبي عمرو، سهيل بن عبيد، طفيل بن النعمان، عاصم بن عدي ضرب له بسهمٍ، عبد الله بن رواحة، عبد الله بن حرام، عبد الله بن سرجس، عبد الله بن عبد الله بن أبي بن سلول، عبد الله بن سعد بن خيثمة، عبد الله بن طارقٍ، عبد الله بن سلمة بن مالكٍ، عبد الله بن عرفطة، عبد الله بن عميرٍ، عبد الله بن سهلٍ، عبد الله بن ربيع بن قيس، عبد الله بن ثعلبة بن خزمة، عبد الله بن الجدِّ بن قيس، عبد الله بن الحمير، عبد الله عبد بن منافٍ، عبد الله بن قيس بن صخرٍ، عبد الله بن كعب بن عاصم، عثمان بن عمرو، عمارة بن حزم بن زيدٍ، عمير بن عامرٍ أبو داود، فروة بن عمروٍ، محمد بن مسلمة، مسعود بن أصرم، أبو محمد، معاذ بن جبل، معاذ بن الحارث بن رفاعة، المقداد بن عمرو، النعمان بن قوقل، أبو بردة بن نيارٍ، أبو عبس بن جبر، أبو عمرو الأنصاري، أبو الهيثم بن التيهان.
_________
(1) سعد بن خولي مولى حاطب بن أبي بلتعة. ((أسد الغابة)) 2/ 345.
(2) هو: جبر بن عتيك، وقيل: جابر ((أسد الغابة)) (1/ 317) ((الاستيعاب)) (1/ 302) ..
(3) في ((أسد الغابة)) حارثة بن خمير، بالخاء 1/ 424. وفي ((الاستيعاب)) حارثة بن خمير، بالحاء 1/ 372 ..(2/575)
6492 - ابن عباس: كان أهل بدرٍ ثلاثمائة وثلاثة عشر، والمهاجرين ستة وسبعون، والهزيمة في بدر لسبعة عشر مضين من رمضان يوم الجمعة. لأحمد (1).
_________
(1) أحمد 1/ 248.(2/577)
6493 - والبزار إلا أنه قال: ثلاثمائةٍ وبضعة عشر، وقال: كانت الأنصارُ مائتين وستةً وثلاثين. وللكبير مثله (1).
_________
(1) البزار كما في ((كشف الأستار)) (1783)، والطبراني 11/ 388 (12083).(2/578)
6494 - وله بمدلس: كان يوم بدرٍ لسبعٍ وعشرين من رمضان (1).
_________
(1) الطبراني 11/ 390 (10289)، قال الهيثمي 6/ 93: فيه: حجاج بن أرطأة، وهو مدلس.(2/578)
6495 - وله بخفى عن عامر بن عبد الله البدري: كانت صبيحة بدرٍ يوم الاثنين لتسع عشرة من رمضان (1).
_________
(1) ذكره الهيثمي 6/ 93، وقال: رواه الطبراني، وفيه راوٍ لم أعرفه.(2/578)
6496 - رفاعة بن رافع جاء جبريل إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فقال: ما تعدون أهل بدر فيكم قال: ((من أفضل المسلمين))، أو كلمة نحوها، قال: وكذلك من شهد بدرًا من الملائكة (1).
_________
(1) البخاري (3992).(2/578)
6497 - وفي رواية: وكان رفاعة من أهل بدرٍ، ورافع من أهل العقبة، وكان يقول لابنه: ما يسرني أني شهدت بدرًا بالعقبة (1). للبخاري.
_________
(1) البخاري (3993).(2/578)
6498 - أبو هريرة رفعه: اطلع الله على أهل بدرٍ فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم. لأبي داود (1).
_________
(1) أبو داود (4654)،وقال الألباني في صحيح أبي داود (3890): حسن صحيح.(2/578)
6499 - رافع بن خديج: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال يوم بدرٍ: ((والذي نفسي بيده لو أن مولودًا ولد في فقه أربعين سنةٍ يعمل لطاعة الله ويجتنبُ معاصيه كلها إلى أن يردَّ إلى أرذل العمر، لم يبلغ أحدكم هذه الليلة)) (1). للكبير وفيه جعفر بن مقلاصٍ.
_________
(1) الطبراني 4/ 284 (4435)، وقال الهيثمي 6/ 1066: وفيه: جعفر بن مقلاص، ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.(2/578)
6500 - علي: كنت على قليب يوم بدرٍ أميح وأمنح منه، فجاءت ريحٌ شديدةٌ ثمَّ جاءت ريحٌ شديدة ثم جاءت ريحٌ شديدةٌ، فكان الأول ميكائيل في ألفٍ من الملائكة عن يمين النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، والثانية إسرافيل في ألفٍ من الملائكة عن يساره، والثالثة جبريل في ألفٍ من الملائكة، وكان أبو بكرٍ عن يمينه وكنت عن يساره، فلمَّا هزم الله الكفار حملني - صلى الله عليه وسلم - على فرسه، فلمَّا استويت عليه حمل بي فصرت على عنقه، فدعوتُ الله فثبتني عليه، فطعنت برمحي حتى بلغ الدم إبطي (1). للموصلي.
_________
(1) أبو يعلى 1/ 379 - 380 (489)، وقال الهيثمي 6/ 77: ورجاله ثقات. قلت: وفيه: أبو الحويرث عبد الرحمن بن معاوية، قال الحافظ في ((التقريب)) ص350 (4011): صدوق سيء الحفظ.(2/578)
6501 - ابن عمر: بينا أنا سائرٌ بجنبات بدرٍ إذ خرج رجلٌ من حفرةٍ، في عنقه سلسلةٌ، فناداني يا عبد الله اسقني، فلا أدري عرف اسمي أو دعاني بدعاء العرب، وخرج رجلٌ من ذلك الحفير في يده سوطٌ، فناداني يا عبد الله لا تسقه فإنه كافرٌ، ثم ضربه بالسوط فعاد إلى حفرته، فأتيت ُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - مسرعًا فأخبرته، فقال لي: ((أو قد رأيته؟)) قلت: نعم، قال: ((فذاك عدو الله أبو جهلٍ وذلك عذابه إلى يوم القيامة)) (1). للأوسط بخفى.
_________
(1) الطبراني في ((الأوسط)) 6/ 335 (6560)، وقال الهيثمي 3/ 57: وفيه: عبد الله بن محمد بن المغيرة، وهو ضعيف.(2/579)
6502 - ابن عباس: كان سيما الملائكة يوم بدرٍ عمائم بيضٌ قد أرسلوها إلى ظهورهم، ويوم حنين عمائم حمرٌ، ولم تقاتل الملائكة في يومٍ إلا يوم بدرٍ، إنما يكونون عددًا ومددًا لا يضربون (1). للكبير بضعف.
_________
(1) الطبراني 11/ 389 (12085)، وقال الهيثمي 6/ 82: فيه: عمار بن أبي مالك الجنبي، ضعفه الأزدي.(2/579)
6503 - وفي رواية: لم تقاتل الملائكة إلا يوم بدرٍ، وفيما سواه إمدادًا، وكان مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فرسان أحدهما للمقداد والآخر لأبى مرثدٍ (1).
_________
(1) الطبراني 11/ 165 (11377)، وقال الهيثمي 6/ 83: فيه: عبد العزيز بن عمران، وهو ضعيف.(2/579)
6504 - وعنه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لعلىٍّ ناولني كفًا من حصباء، فناوله فرمى به وجوه القوم، فما بقى أحدٌ من القوم إلا امتلأت عيناه من الحصباء، فنزلت {وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ الله رَمَى} [الأنفال: 17] (1). للكبير.
_________
(1) الطبراني 11/ 285 (11750)، وقال الهيثمي 6/ 84: ورجاله رجال الصحيح.(2/579)
6505 - وعنه: قلت لأبي: يا أبت، كيف أسرك أبو اليسر؟ ولو شئت لجعلته في كفك، قال يا بنى: لا تقل ذاك، لقد لقيني وهو أعظمُ في عينىَّ من الخندمة. للكبير بضعفٍ (1).
_________
(1) ذكره الهيثمي 6/ 85: وقال: رواه الطبراني، وفيه: علي بن زيد، وهو سيء الحفظ، وبقية رجاله وثقوا.(2/579)
6506 - وعنه: كان الذي أسر العباس أبو اليسر، فقال له النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: ((كيف أسرته))؟
فقال: أعانني عليه رجلٌ ما رأيته قبل ولا بعد، هيئته كذا
[ص:580] وكذا، قال: لقد أعانك عليه ملكٌ كريمٌ، فقال للعباس: ((افد نفسك وابن أخيك عقيلاً ونوفل بن الحارث وحليفك عتبة))، قال: فإني كنتُ مسلمًا قبل ذلك وإنما استكرهوني، قال: ((الله أعلم بشأنك، إن يكُ ما تَّدعي حقًا فالله يجزيك بذلك، فافد نفسك))، وقد كان - صلى الله عليه وسلم - قد أخذ منه عشرين أوقية ذهبٍ، فقال: يا رسول الله احسبها لي من فدائي، قال: ((لا، ذاك شيءٌ أعطانا الله منك)) قال: فإنه ليس لي مالٌ، قال: ((فأين المال الذي وضعته بمكة حين خرجت عند أمِّ الفضل؟
فقلت: إن أصبت في سفري هذا فللفضل كذا ولقثمٍ كذا ولعبد الله كذا))، قال: فوالذي بعثك بالحق ما علم به أحدٌ من الناس غيري وغيرها، وإني أعلم أنك رسولُ الله. لأحمد براولم يسم (1).
_________
(1) أحمد 1/ 353، وقال الهيثمي 6/ 86: فيه راوٍ لم يسمه، وبقية رجاله ثقات.(2/579)
6507 - على: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم بدرٍ: ((من استطعتم أن تأسروه من بني عبد المطلب فإنهم خرجوا كرهًا)) (1). لأحمد والبزار.
_________
(1) أحمد 1/ 89، والبزار في ((كشف الأستار)) 2/ 298 (720)، وقال الهيثمي 6/ 85: رجال أحمد ثقات.(2/580)
6508 - أبو رافع: كنتُ غلامًا للعباسٍ، وكنت أسلمت أنا وأمِّ الفضل والعباس، وكان يكتم إسلامه مخافة قومه، وكان أبو لهبٍ تخلف عن بدرٍ، وبعث مكانه العاص بن هشامٍ، فلمَّا جاء الخبرُ كبت الله أبا لهبٍ، وإني لفي حجرة زمزمٍ أنحتُ أقداحي وعندي أمُّ الفضل، إذ جاء الفاسقُ أبو لهبٍ يجر رجليه حتى
[ص:581] جلس عند الحجرة، فقال: هذا أبو سفيان بن الحارث، وقال له: هلمَّ يا ابن أخي، كيف كان أمر الناس؟
قال: لا شيء والله، ما هو إلا أن لقيناهم فمنحناهم أكتافنا يقتلوننا ويأسروننا ك يف شاءوا، ورأيتُ رجالاً بيضًا على خيلٍ بلقٍ لا والله لا يقوم لها شيءٌ، قال أبو رافع: فرفعت طنب الحجرة، فقلت: تلك والله الملائكة، فرفع أبو لهبٍ يده فلطم وجهي، وثاورته فاحتملني، وضرب بي الأرض، وبرك علىَّ وأخذت أمُّ الفضل عمودًا من عمد الحجرة فضربته فشجته، وقالت: أي عدو الله استضعفته أن رأيت سيده غائبًا، فقام ذليلاً، فوالله ما عاش إلا سبع ليالٍ حتى ضربه الله بالعدسة فقتلته، وتركه ابناه حتى أنتن، فقال لهما رجلٌ ألا تستحيان إنَّ أباكما قد أنتن في بيته، فقال: إنَّا نخشى هذه القرحة، وكانت قريش تتقي العدسة كما يتقى الطاعون، فوالله ما غسلاه إلا قذفا بالماء من بعيدٍ، ثم احتملوه فقذفوه في أعلى مكة إلى جدارٍ وقذفوا عليه الحجارة (1). للكبير والبزار بلينٍ.
_________
(1) الطبراني 1/ 308 (912) وقال الهيثمي 6/ 89: ى إسناده حسين بن عبد الله بن عبيد الله وثقه أبو حاتم وغيره وضعفه جماعة، وبقية رجاله ثقات.(2/580)
6509 - ابن عباسٍ: فادى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أسارى بدرٍ وفداء كل رجلٍ منهم أربعة آلافٍ، وقتل عقبة بن أبي معيطٍ قبل الفداء، قام إليه على فقتله صبرًا قال: من للصبية يا محمدُ؟ قال: ((النار)) (1). للكبير والأوسط برجال الصحيح.
_________
(1) الطبراني 11/ 406 (12154)، وفي ((الأوسط)) 3/ 230 (3003)، وقال الهيثمي 6/ 89: ورجاله رجال الصحيح.(2/581)
6510 - ابن مسعود: أنَّ الثمانية عشر الذين قتلوا من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم بدرٍ جعل الله أرواحهم في جوف طيرٍ خضرٍ تسرحُ في الجنة (1). للكبير مطولاً.
_________
(1) الطبراني 10/ 202 (10466) وقال الهيثمي 6/ 90: ورجاله ثقات.(2/581)
6511 - ابن عباسٍ: كان لواء النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - يوم بدرٍ مع عليٍّ، ولواء الأنصار مع سعد بن عبادة (1). للكبير.
_________
(1) الطبراني 6/ 15 (5355)، وقال الهيثمي 6/ 93: فيه الحجاج بن أرطأة، وهو مدلس، وبقية رجاله ثقات.(2/581)
غزوة بنى النضير وإجلاء يهود المدينة وقتل كعب بن الأشرف وأبى رافع(2/582)
6512 - عروة: كانت على رأس ستة أشهرٍ من وقعة بدرٍ (1). للبخاري.
_________
(1) البخاري معلقا قبل حديث (4028).(2/582)
6513 - رجل من الصحابة: أن كفار قريشٍ كتبوا إلى ابن أبى ومن عنده من عبدة الأوثان بالمدينة من الأوس والخزرج، والنبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يومئذٍ بالمدينة قبل وقعة بدر، يقولون إنكم آويتم صاحبنا، وإنَّا نقسم باللات والعزى لتقتلنه أو لتخرجنه أو لنسيرن إليكم بأجمعنا حتى نقتل مقاتليكم ونستبيح ذراريكم، فلمَّا بلغ ذلك ابن أبى ومن معه أجمعوا على قتال من أسلم منهم وقتال النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ومن معه، وأجمع المسلمون لقتالهم، فجاءهم - صلى الله عليه وسلم -، فقال: لقد بلغ وعيد قريشٍ منكم المبالغ، ما كانت قريش تكيدكم بأكثر مما تريدون أن تكيدوا به أنفسكم، تريدون أن تقاتلوا أبناءكم وإخوانكم، فلمَّا سمعوا ذلك تفرقوا، فبلغ ذلك قريشًا، ثم كانت وقعة بدرٍ، فكتبت قريش إلى اليهود إنكم أهل الحلقة والحصون فلتقاتلن صاحبنا أو ليكونن بيننا وبينكم أمرٌ، فلمَّا بلغ كتابهم إليهم اجتمعت النضير على الغدر، فأرسلوا إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أن اخرج إلينا في ثلاثين من أصحابك، ويخرج منا ثلاثون حبرًا فنلتقي بمكانٍ منصفٍ، فيسمعون منك، فإن صدقوك وآمنوا بك آمنا أجمعون، فأعلمه جبريل عليه السلام بكيدهم، فغدا عليهم بالكتائب فحصرهم، فقال إنكم والله لا تأمنون عندي إلا بعهدٍ تعاهدونني عليه، فأبوا أن يعطوه عهدًا، فقاتلهم يومهم ذلك، ثمَّ غدا من الغد على بني قريظة بالكتائب ودعاهم إلى أن يعاهدوه فعاهدوه فانصرف عنهم، وغدا على بني النضير بالكتائب فقاتلهم حتى نزلوا على الجلاء، فجلت بنو النضير واحتملوا ما أقلت الإبل من أمتعتهم وأبواب بيوتهم وخشبها فكان نخل بني النضير
[ص:583] للنبي - صلى الله عليه وسلم - خاصةً خصه الله بها، فقال {وَمَا أَفَاءَ الله عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكَابٍ} [الحشر: 6] يقول بغير قتالٍ، فأعطى - صلى الله عليه وسلم - منها للمهاجرين، وقسَّمها بينهم،
وقسَّم منها لرجلين من الأنصار كانا ذوي حاجةٍ، ولم يقسِّم لأحدٍ من الأنصار غيرهما، وبقى منها صدقتها - صلى الله عليه وسلم - التي ي أيدي بني فاطمة (1). لأبي داود.
_________
(1) أبو داود (3004)، وقال الألباني في ((صحيح أبي داود)) (2595): صحيح الإسناد.(2/582)
6514 - ابن عمر: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - حرق تخل بني النضير وقطع، وهي البويرة، ولها يقول حسان:
وهان على سارة بني لؤىٍّ. ... حريقٌ بالبويرة مستطيرُ.
فأجابه أبو سفيان:
أدام الله ذلك من صنيعٍ. ... وحرَّق في نواحيها السعيرُ
ستعلم أينا منها بنزه. ... وتعلمُ أىّ أرضينا تُضير (1).
_________
(1) البخاري (4032)، ومسلم (1746).(2/583)
6515 - وفي روايةٍ: فنزلت {مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ الله} [الحشر: 5] (1). للشيخين وأبى داود والترمذي.
_________
(1) البخاري (4031) , ومسلم (1746).(2/583)
6516 - بنت محيصة: عن أبيها: لما أعلم الله رسوله - صلى الله عليه وسلم - بما همت به اليهودُ من الغدر، قال - صلى الله عليه وسلم -: ((من ظفرتم به من رجالٍ يهودٍ فاقتلوه))، فوثبت محيصة على شيبة رجلٍ من تجار اليهود وكان يلابسهم، فقتله، وكان عمي حويصةُ إذ ذاك لم يُسلم، وكان أسن من أبي، فجعل حويصةُ يضربه ويقول: أي عدو الله، أما والله لربَّ شحمٍٍ في بطنك من مالهٍ، فقال: له أبي، قتلته، لأنه أمرني بذلك من لو أمرني بقتلك ما تركتك، فأسلم عمي عند ذلك (1). لأبي داود من قوله قال - صلى الله عليه وسلم - إلى قوله من ماله، قلت كذا في الأصل، ولم يذكر من أخرج الجميع، ومثل هذا فيه كثيرٌ.
_________
(1) أبو داود (3002)، وقال الألباني في ضعيف أبي داود (648): ضعيف الإسناد.(2/584)
6517 - ابن عمر: حاربت النضير وقريظة النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فأجلى النضير، وأقرَّ قريظة ومن عليهم، حتى حاربت بعد ذلك، فقتل رجالهم وقسم نساءهم وأموالهم وأولادهم بين المسلمين، إلا بعضهم لحقوا بالنبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فأمنهم وأسلموا، وأجلى يهود المدينة كلهم؛ بني قينقاع، وهم قوم عبد الله بن سلامٍ، ويهود بني حارثة، وكل يهوديٍّ بالمدينة (1).
_________
(1) البخاري (4028)، ومسلم (1766).(2/584)
6518 - أبو هريرة: بينما نحن في المسجد يومًا خرج النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال: ((انطلقوا إلى اليهود))، فقال: ((اسلموا تسلموا))، فقالوا: قد بلَّغت، فقال: ((ذلك أريد أسلموا تسلموا)) فقالوا: قد بلغت، فقال: ((ذلك أربد))، ثم قالها الثالثة، ثم قال: ((اعلموا أن الأرض لله ولرسوله، وإني أريدُ أن أجليكم من هذه الأرض، فمن يجد منكم بماله شيئًا فليبعه، وإلا فاعلموا أن الأرض لله ولرسوله)) (1). هما للشيخين وأبي داود.
_________
(1) البخاري (3167)، مسلم (1765).(2/584)
6519 - عمرو بن أمية: كتب عامر بن الطفيل إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قد قتلت رجلين لهما منك جوارٌ، فابعث بديتهما، فانطلق - صلى الله عليه وسلم - إلى قباء، ثم مال إلى بني النضير يستعينهم في ديتهما ومعه نفرٌ من المسلمين، فاستند إلى جدارٍ فكلَّمهم، فقالوا: نعمن فقام أحدهم فصعد على رأس الجدار ليدلي عليه صخرةً، فأخبرهُ
[ص:585] جبريلٌ فقام ثم أتبعه المسلمون، فقال: ((لقد همَّت اليهود بقتلي)) فقال لمحمد بن مسلمة: اذهب إلى اليهود، فقل اخرجوا من المدينة لا تساكنوني فيها، فأجلاهم - صلى الله عليه وسلم - بعد أن أراد غير ذلك، فرغب فيهم عبد الله بن أبى ابن سلول، فوهبهم له. لرزين.(2/584)
6520 - جابر: رفعه: ((من لكعب بن الأشرف؟ فإنه قد آذى الله ورسوله))، قال محمد بن مسلمة: يا رسول الله أتحب أن أقتله؟
قال: نعم، قال: ائذن لي فلأقل قال: ((قل))، فأتاه فقال له وذكر ما بينهم، وقال: إنَّ هذا الرجل قد أراد صدقةً، فقد عنَّانا، فلمَّا سمعه، قال: وأيضًا والله لتملنَّه، قال: إنَّا قد اتبعناه الآن، ونكره أن ندعه حتى ننظر إلى أيِّ شيءٍ يسيرُ أمره، وقد أردتُ أن تسلفني سلفًا، قال: فما ترهنني؟
ترهنني نساءكم، قال: أنت أجملُ العرب، أنرهنك نساءنا؟
قال: ترهنوني أولادكم؟
قال: يسبُّ ابن أحدنا، فيقال: رهن في وسقين من تمرٍ، ولكن نرهنك اللأمة يعني السلاح، قال: نعم، قال: نعم، وواعده أن يأتيه بالحارث وأبي عبس بن جبرٍ وعبَّاد بن بشرٍ، فجاءوا فدعوه ليلاً فنزل إليهم، قالت له امرأته: إني لأسمع صوتًا كأنَّه صوت دمٍ، قال: إنما هو محمد ورضيعى أبو نائلة، إنَّ الكريم لو دعى إلى طعنةٍ ليلاً لأجاب، قال محمد: إني إذا جاء فسوف أمدُّ يدي إلى رأسه فإذا استمكنت فدونكم، فلمَّا نزل، نزل وهو متوشحٌ، فقالوا: نجدُ منك ريح الطيب، قال: نعم، تحتي فلانةٌ هي أعطر نساء
[ص:586] العرب، قال: فتأذن لي أن أشمَّ منه؟
قال: نعم، فشمَّ، فتناول، ثم قال: أفتأذن لي أن أعود؟
فاستمكن من رأسه، ثم قال: دونكم فقتلوه (1). للشيخين.
_________
(1) البخاري (4037)، مسلم (1801).(2/585)
6521 - البراء: بعث النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إلى أبي رافعٍ اليهودي رجالاً من الأنصار، وأمر عليهم عبد الله بن عتيكٍ، وكان أبو رافعٍ يؤذي النبي - صلى الله عليه وسلم -، ويعين عليه، وكان في حصنٍ له بأرض الحجاز، فلمَّا دنوا منه وقد غربت الشمس، وراح الناس بسرحهم، قال عبد الله لأصحابه: اجلسوا مكانكم فإني منطلق ومتلطف للبواب لعلي أن أدخل، فأقبل حتى دنا من الباب ثم تقنع بثوبه كأنه يقضي حاجةً، وقد دخل الناسُ، فهتف بي البواب: يا عبد الله إن كنت تريدُ أن تدخل فأدخل فإني أريدُ أن أغلق الباب، فدخلتُ فكمنت، فلمَّا دخل الناسُ أغلق البابُ ثم أغلق الأغاليق على وتدٍ، فقمتُ إلى الأقاليد فأخذتها ففتحت الباب، وكان أبو رافعٍ يُسمر عنده وكان في علاليَّ له فلمَّا ذهب عنه أهل سمره صعدت إليه، فجعلت كلَّما فتحت بابًا أغلقت على من داخلٍ، قلت: إن القوم نذروا بي لم يخلصوا إلى حتى أقتله، فانتهيتُ، فإذا هو في بيت مظلم وسط عياله، لا أدري أين هو من البيت، قلت: أبا رافعٍ، قال: من هذا؟
فأهويتُ نحو الصوت فأضربه ضربةً بالسيف وأنا وحشٌ فما أغنيتُ شيئًا، وصاح فخرجتُ من البيت، فأمكث غير بعيدٍ، ثم دخلت إليه فقلت ما هذا الصوت يا أبا رافعٍ؟
قال: لأمك الويلٌ، رجلُ بالبيت ضربني قبل بالسيف، فأضربه ضربةً فأثخنتُه ولم أقتله، ثم وضعت ضبيب السيف في بطنه حتى أخذ في ظهره، فعرفت أني قتلته، فجعلت أفتح الأبواب بابًا بابًا حتى انتهيتُ إلى درجةٍ له، فوضعت رجلي وأنا أرى أني قد انتهيتُ إلى الأرض، فوقعتُ في ليلةٍ مقمرةٍ، فانكسرت ساقي، فعصبتها بعامتي، ثم انطلقتُ حتى جلستُ على الباب، فقلتُ: لا أخرج الليلة حتى أعلم: أقتلته؟ فلمَّا صاح الديك قام الناعي على السور، فقال: أنعي أبا رافعٍ تاجر أهل الحجاز، فانطلقتُ إلى أصحابي، فقلتُ: النجاء
[ص:587] فقد قتل الله أبا رافعٍ، فانتهيت إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فحدثته، فقال ابسط رجلك، فبسطتُ رجلي، فمسحها، فكأنما لم أشتكها قط (1). للبخاري.
_________
(1) البخاري (4039).(2/586)
6522 - عبد الرحمن بن كعبٍ: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - نهى الذين قتلوا بن أبي الحقيق عن قتل النسوان والولدان، فكان الرجلُ منهم يقولُ: برَّحت بنا امرأته بالصياحٍ، فأرفع السيف عليها، ثم أذكر نهيه - صلى الله عليه وسلم -، فأكف عنها، ولولا ذلك لاسترحنا منها. لمالكٍ (1)، وهو أبو رافعٍ عبد الله ويقال سلام بن أبي الحقيق، كان بخيبر، يقال إنه كان في حصنٍ له بأرض الحجاز، وقال الزُّهريّ هو بعد كعب بن الأشرف (2).
_________
(1) مالك 2/ 358.
(2) البخاري قبل حديث (4038).(2/587)
غزوة أحد(3/1)