ابْن حزم من أَنه مجهو [ل لِأَنَّهُ لم يرو عَنهُ إِلَّا وَاحِد عِنْده] وترجح فِيهِ بِمَا حَكَاهُ أَبُو [أَحْمد الْحَاكِم من أَنه روى عَنهُ حسان بن] عَطِيَّة وممطور الحبشي، حَتَّى أَنه لَو تحقق ذَلِك قبل رِوَايَته، وَقضى بثقتة.
هَذِه طَرِيقَته، وَهِي طَريقَة طَائِفَة من الْمُحدثين، فَلَمَّا لم ير أَبَا كَبْشَة مَذْكُورا فِي كتب الرِّجَال بِأَكْثَرَ من راوية حسان بن عَطِيَّة عَنهُ، ظَنّه مَجْهُولا، وَظن مَعَ ذَلِك أَن الَّذِي روى عَنهُ ربيعَة بن يزِيد هُوَ غَيره، فَرَآهُ أَيْضا مَجْهُولا، وَلم يزل لَهُ هَذَا الخيال كَونه قد ذكر بِأَنَّهُ روى عَن عبد الله بن عَمْرو، وثوبان، وَسَهل بن الحنظلية.
بل جوز أَن يكون هُنَاكَ رجلَانِ، كل وَاحِد مِنْهُمَا يكنى أَبَا كَبْشَة، ويروي عَن سهل بن الحنظلية، إِلَّا أَن أَحدهمَا روى عَنهُ أَبُو سَلام، وَالْآخر روى عَنهُ ربيعَة بن يزِيد.
وَيَنْبَغِي على هَذَا الْقيَاس أَن يكون هُنَالك ثَالِث، وَهُوَ الَّذِي روى عَنهُ حسان بن عَطِيَّة، وَهَذَا كُله خطأ مِمَّن ظَنّه، وَإِنَّمَا الْمُخطئ الأول فِيهِ ابْن حزم، وَتَبعهُ هُوَ، وَإِنَّمَا هُوَ رجل وَاحِد، وَهُوَ أَبُو كَبْشَة السَّلُولي، روى عَن سهل بن الحنظلية، وَعبد الله بن عَمْرو، وثوبان، وَبِهَذَا ذكره ابْن أبي حَاتِم.
وروى عَنهُ حسان بن عَطِيَّة، وَأَبُو سَلام، وَرَبِيعَة بن يزِيد.
وَلَعَلَّه سيوجد غَيرهم مِمَّن روى عَنهُ، وَهُوَ رجل لَا يعرف لَهُ اسْم، لكنه ثِقَة، وَثَّقَهُ الْكُوفِي، روى ذَلِك عَنهُ ابْنه، ذكره المنتجالي، وَأخرج لَهُ البُخَارِيّ - رَحمَه الله - كَمَا قُلْنَاهُ.(5/348)
وَلَا معرج على مَا اعترى أَبَا عبد الله بن البيع الْحَاكِم فِيهِ، حِين سَمَّاهُ فِي كِتَابه: الْبَراء بن قيس؛ فَإِن الْبَراء بن قيس رجل آخر، اخْتلف فِي ضبط كنيته، فَقيل: أَبُو كَبْشَة - بِالْبَاء الْوَاحِدَة والشين الْمُعْجَمَة - وَقيل: أَبُو كيسة - بِالْيَاءِ الْمُثَنَّاة وَالسِّين الْمُهْملَة - وَقد رد ذَلِك عَلَيْهِ باستيعاب وإحكام أَبُو مُحَمَّد عبد الْغَنِيّ بن سعيد الْحَافِظ فِي جملَة مَا خطأه فِيهِ، فَاعْلَم ذَلِك.
(2525) وَذكر من طَرِيق الدَّارَقُطْنِيّ، من حَدِيث مُحَمَّد بن حسان(5/349)
الْأَزْرَق، قَالَ: حَدثنَا سُفْيَان بن [عُيَيْنَة، عَن الزُّهْرِيّ، عَن عَطاء بن يزِيد، عَن] أبي أَيُّوب، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " الْوتر حق وَاجِب، فَمن شَاءَ أَن يُوتر بِثَلَاث فليوتر، وَمن شَاءَ أَن يُوتر بِوَاحِدَة فليوتر ".
ثمَّ أتبعه قَول الدَّارَقُطْنِيّ: إِن قَوْله " وَاجِب " لَيْسَ بِمَحْفُوظ، وَلَا أعلم أحدا تَابع ابْن حسان عَلَيْهِ. انْتهى مَا ذكر.
وَهُوَ كَمَا ذكر، إِلَّا أَنه يجب أَن تعلم أَنه مِمَّا انْفَرد بِهِ الثِّقَة، فَإِن مُحَمَّد بن حسان الْأَزْرَق، ثِقَة صَدُوق، قَالَه أَبُو مُحَمَّد بن أبي حَاتِم، وَسمع مِنْهُ هُوَ وَأَبوهُ.
فَإِذن لَيْسَ هَذَا الحَدِيث كَمَا ينْفَرد بِهِ من لَا يوثق، كَمَا أَوْهَمهُ سِيَاق كَلَام أبي مُحَمَّد.(5/350)
(2526) وَذكر من طَرِيق النَّسَائِيّ، عَن أبي أَيُّوب أَيْضا، أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " الْوتر حق، فَمن شَاءَ أوتر بِخمْس، وَمن شَاءَ أوتر بِثَلَاث، وَمن شَاءَ أوتر بِوَاحِدَة ".
ثمَّ قَالَ: وَقد رَوَاهُ مَوْقُوفا على أبي أَيُّوب، وَهُوَ أولى بِالصَّوَابِ.
وَهَذَا أَيْضا هُوَ كَمَا ذكر، مُخْتَلف فِيهِ، رَفعه قوم عَن الزُّهْرِيّ، عَن عَطاء ابْن يزِيد، عَن أبي أَيُّوب، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وَوَقفه آخَرُونَ، وَكلهمْ ثِقَة، فَيَنْبَغِي أَن يكون القَوْل فِيهِ قَول من رَفعه؛ لِأَنَّهُ حفظ مَا لم يحفظ واقفه.
فَحَدِيث النَّسَائِيّ الْمَذْكُور، وَهُوَ من رِوَايَته عَن الْعَبَّاس بن الْوَلِيد بن يزِيد، أَخْبرنِي أبي، حَدثنَا الْأَوْزَاعِيّ، حَدثنِي الزُّهْرِيّ، فَذكره مَرْفُوعا كَمَا تقدم.
وَهَكَذَا رَوَاهُ مُحَمَّد بن يُوسُف الْفرْيَابِيّ، عَن الْأَوْزَاعِيّ، وَرَوَاهُ هَكَذَا مَرْفُوعا عَن الزُّهْرِيّ - كَمَا رَوَاهُ الْأَوْزَاعِيّ - دويد بن نَافِع، وَزَاد: " من شَاءَ أوتر بِسبع "، ذكره النَّسَائِيّ أَيْضا.
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَيْضا مَرْفُوعا عَن الزُّهْرِيّ - كَمَا روياه - بكر بن وَائِل، ذكره أَبُو دَاوُد.
وَمِمَّنْ رَفعه أَيْضا عَن الزُّهْرِيّ كَذَلِك الزبيدِيّ، وسُفْيَان بن حُسَيْن.
وَزعم ابْن السكن [أَن] الَّذين وَقَفُوهُ عَن الزُّهْرِيّ، هم مَالك، وَمعمر،(5/351)
وَابْن [عُيَيْنَة ... .] مُحَمَّد بن حسان الْأَزْرَق من [ ... .] .
وَمِمَّا يبين مَجِيء هَذَا على أَصله - أَعنِي مَا ينْفَرد بِهِ الْوَاحِد من الثِّقَات - أَنه ذكر بعده - مُتَّصِلا بِهِ - حَدِيث أبي بن كَعْب، من عِنْد النَّسَائِيّ، أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -:
(2527) " كَانَ يُوتر بِثَلَاث، يقْرَأ فِي الأولى بسبح اسْم رَبك الْأَعْلَى، وَفِي الثَّانِيَة بقل يأيها الْكَافِرُونَ، وَفِي الثَّالِثَة بقل هُوَ الله أحد، ويقنت قبل الرُّكُوع، فَإِذا فرغ قَالَ عِنْد فَرَاغه: سُبْحَانَ الْملك القدوس. ثَلَاث مَرَّات، يُطِيل فِي آخِرهنَّ ".
وَصَححهُ، ورأيته فِي كِتَابه الكيبر قَالَ: قَوْله فِيهِ: " ويقنت قبل الرُّكُوع " انْفَرد بِهِ الثَّوْريّ وَحده - يَعْنِي عَن زبيد، عَن سعيد بن عبد الرَّحْمَن بن أَبْزَى، عَن أَبِيه، عَن أبي بن كَعْب.
وَقَبله مَعَ ذَلِك، وَصَححهُ، فَأصَاب من وَجه وَأَخْطَأ من آخر.
أما مَا أصَاب، فَمن حَيْثُ لم ير انْفِرَاد الثَّوْريّ بِهِ ضارا لَهُ، وَأما مَا أَخطَأ فَفِي قَوْله: إِن الثَّوْريّ انْفَرد بذلك.
وَقد صحت الزِّيَادَة الْمَذْكُورَة من رِوَايَة غير الثَّوْريّ، ذكرهَا الدَّارَقُطْنِيّ من رِوَايَة فطر بن خَليفَة، عَن زبيد، عَن سعيد بن عبد الرَّحْمَن بن أَبْزَى، فَاعْلَم ذَلِك.(5/352)
(2528) وَذكر من طَرِيق النَّسَائِيّ أَيْضا حَدِيث أبي ذَر: فِي ترديد النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إِن تُعَذبهُمْ فَإِنَّهُم عِبَادك ". حَتَّى أصبح ".
من رِوَايَة جسرة بنت دجَاجَة عَن أبي ذَر، ثمَّ أتبعه أَن قَالَ: جسرة لَيست بمشهورة.
كَذَا قَالَ وَقد بَينا فِي بَاب الْأَحَادِيث الَّتِي ضعفها وَلم يبين بِمَاذَا، أَن جسرة هَذِه، مَعْرُوفَة، يوثقها قوم، ويتوقف فِي رِوَايَتهَا آخَرُونَ.
(2529) وَذكر فِي الْكُسُوف حَدِيث أبي قلَابَة، عَن النُّعْمَان بن بشير: " كأحدث صَلَاة صليتموها من الْمَكْتُوبَة ".
وَقَالَ بإثره: اخْتلف فِي إِسْنَاد هَذَا الحَدِيث.
لم يزدْ على [هَذَا، ومدار الِاخْتِلَاف الْمَذْكُور على أبي قلَابَة، فيروى] عَنهُ عَن النُّعْمَان، ويروى عَنهُ، عَن قبيصَة بن الْمخَارِق الْهِلَالِي، ويروى عَنهُ عَن هِلَال بن عَامر، عَن قبيصَة بن الْمخَارِق.
وَهَذَا النَّوْع من الِاخْتِلَاف فِي الْأَسَانِيد لَا يعْدم فِي أعداد مَا لم يعرض لَهُ بِشَيْء من الْأَحَادِيث الَّتِي ذكر، فَلَا نرَاهُ عِلّة، وَالله أعلم.(5/353)
(2530) وَذكر من طَرِيق أبي دَاوُد فِي سَاعَة الْجُمُعَة، عَن جَابر بن عبد الله، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " يَوْم الْجُمُعَة ثنتا عشرَة سَاعَة " الحَدِيث.
ثمَّ أتبعه أَن قَالَ: فِي إِسْنَاد هَذَا الحَدِيث الجلاح مولى عبد الْعَزِيز بن مَرْوَان.
لم يزدْ على هَذَا. وَظَاهره أَنه تَضْعِيف مِنْهُ للْخَبَر؛ فَإِن مَا هُوَ عِنْده صَحِيح لَا يُنَبه على أحد من رُوَاته هَذَا النَّوْع من التَّنْبِيه، اللَّهُمَّ إِلَّا أَن يَقُول: فِي إِسْنَاده فلَان، وَهُوَ ثِقَة، أَو ينْفَرد بِهِ فلَان، وَهُوَ ثِقَة، فَأَما إِذا قَالَ: فِي إِسْنَاده فلَان من غير مزِيد، فَأكْثر مَا يَقُول ذَلِك فِيمَن هُوَ مَشْهُور بالضعف، فَيكون ذَلِك الْخَبَر مُعْتَلًّا بِهِ.
وَفِي النَّادِر يَقع لَهُ أَن يَقُول: فِي إِسْنَاده فلَان، وَيكون فلَان المنبه عَلَيْهِ ثِقَة، وَمَا وَقع لَهُ من ذَلِك، فَالظَّاهِر فِيهِ أَنه غلط مِنْهُ.
وَقد تقدم التَّنْبِيه على الْوَاقِع لَهُ من ذَلِك.
والجلاح هَذَا، يَنْبَغِي على أَصله أَن يقبل رِوَايَته، فَإِنَّهُ عهد ذَلِك مِنْهُ فِي أَمْثَاله من المساتير الَّذين يروي عَن أحدهم اثْنَان فَأكْثر، وَلَا يعلم فِيهِ جرحة، وَلَا سِيمَا فِيمَا هُوَ من أَحَادِيث رغائب الْأَعْمَال، وَلَيْسَ مِمَّا فِيهِ حكم، وَهَذَا الحَدِيث من ذَلِك.(5/354)
والجلاح الْمَذْكُور، هُوَ أَبُو كثير الْمصْرِيّ، مولى عمر بن عبد الْعَزِيز، يروي عَن حَنش الصَّنْعَانِيّ، وَسَعِيد بن سَلمَة، وَأبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن، روى عَنهُ اللَّيْث بن سعد، وَعَمْرو بن الْحَارِث، وَعبيد الله بن أبي جَعْفَر، وَابْن لَهِيعَة، وَقد أخرج لَهُ مُسلم رَحمَه الله فِي كِتَابه.
وَوَثَّقَهُ ابْن عبد الْبر، وَرُوِيَ عَن يزِيد بن أبي حبيب أَنه قَالَ: كَانَ رضَا ذكر ذَلِك. . وَلَيْسَ فِي الْإِسْنَاد من يسْأَل عَنهُ سواهُ. قَالَ أَبُو دَاوُد: حَدثنَا أَحْمد بن صَالح، قَالَ: حَدثنَا ابْن وهب، أَخْبرنِي عَمْرو بن الْحَارِث، أَن الجلاح مولى عبد الْعَزِيز بن مَرْوَان، حَدثهُ أَن أَبَا سَلمَة ابْن عبد الرَّحْمَن، حَدثهُ عَن جَابر. فَذكره.
(2531) وَذكر من طَرِيق التِّرْمِذِيّ حَدِيث بُرَيْدَة: " لَا يخرج يَوْم الْفطر حَتَّى يطعم، وَلَا يطعم يَوْم الْأَضْحَى حَتَّى يُصَلِّي ". وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: " حَتَّى يرجع فيأكل من أضحيته ".(5/355)
وأتبع حَدِيث التِّرْمِذِيّ أَن قَالَ فِيهِ غَرِيب.
وَترك من قَول التِّرْمِذِيّ: لَا أعرف لثواب بن عتبَة غير هَذَا الحَدِيث.
وَعِنْدِي أَنه صَحِيح؛ لِأَن ثَوَاب بن عتبَة الْمهرِي، ثِقَة، وثقة ابْن معِين، رَوَاهُ عَنهُ عَبَّاس، وَإِسْحَاق بن مَنْصُور، وَزِيَادَة الدَّارَقُطْنِيّ أَيْضا صَحِيحَة إِلَى ثَوَاب الْمَذْكُور، من رِوَايَة عبد الصَّمد، وَمُسلم بن إِبْرَاهِيم، وَأبي عَاصِم عَنهُ، وثواب يرويهِ عَن عبد الله بن بُرَيْدَة، عَن أَبِيه، فَاعْلَم ذَلِك.
(2532) وَذكر من طَرِيق أبي أَحْمد بن عدي قَالَ: حَدثنَا أَحْمد بن عبد الله بن سَابُور الدقاق، قَالَ: حَدثنَا الْفضل بن الصَّباح، حَدثنَا إِسْحَاق بن سُلَيْمَان الرَّازِيّ، عَن حَنْظَلَة بن أبي سُفْيَان، عَن نَافِع، عَن ابْن عمر، أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " اغسلوا قَتْلَاكُمْ ".
ثمَّ قَالَ: لم يذكر أَبُو أَحْمد لهَذَا الحَدِيث عِلّة، وَلَا قَالَ فِيهِ أَكثر من قَوْله: وَلم يَكْتُبهُ بِهَذَا الْإِسْنَاد إِلَّا عَن ابْن سَابُور.
وَأخرج الحَدِيث فِي بَاب حَنْظَلَة؛ لِأَنَّهُ رُبمَا انْفَرد بِهِ، وحَنْظَلَة مَشْهُور، وَإِسْحَاق بن سُلَيْمَان ثِقَة.
وَالْفضل بن الصَّباح، وَابْن سَابُور، وكتبتهما حَتَّى أنظرهما. انْتهى مَا(5/356)
ذكر.
وَهُوَ مُخَالف لما عهد بِهِ عَاملا، مِمَّا تقدم التَّنْبِيه عَلَيْهِ فِي بَاب الْأَحَادِيث الَّتِي يعلها بِقوم، ويطوي ذكر أمثالهم، مِمَّن يُمكن أَن تكون الْجِنَايَة من أحدهم، لَا مِمَّن أعله بِهِ، بَينا هُنَالك أَنه يحسن ظَنّه [بِأبي أَحْمد، ويقتصر فِي تَعْلِيل الحَدِيث بِمَا يعله بِهِ فِي بَاب وَلَا يدْرِي أَن] أَبَا أَحْمد، يذكر الحَدِيث فِي [بَاب رجل ويعله] بِهِ ويعرض عَمَّن دونه مِمَّن لم يذكرهُ فِي بَابه، وَرُبمَا يكون فيهم من هُوَ أولى بِأَن يضعف الْخَبَر بِهِ من الآخر الَّذِي ذكر فِي بَابه.
وَقد يكون من الْأَحَادِيث مَا يذكرهُ أَبُو أَحْمد فِي بَاب رجل ويضعف الْخَبَر بِهِ، ويذكره أَيْضا من بَاب آخر مِمَّن رَوَاهُ عَنهُ، ويجيز أَن تكون الْجِنَايَة مِنْهُ، فيخفي ذَلِك على أبي مُحَمَّد، فيعصب الْجِنَايَة بِأَحَدِهِمَا وَلَا يعرض للْآخر، وَلَا يذكر أَنه من رِوَايَته.
وَالَّذِي عمل بِهِ فِي هَذَا الحَدِيث أصوب؛ فَإِنَّهُ لم يمنعهُ ذكر أبي أَحْمد لَهُ فِي بَاب حَنْظَلَة بن أبي سُفْيَان من أَن يبْحَث عَن غَيره من رُوَاته إِلَّا أَنه لم يوفق للصَّوَاب فِيمَا نظر بِهِ فِي أَمر الْفضل بن الصَّباح، وَابْن سَابُور، فَإِنَّهُ وَقع مِنْهُ فِي ذَلِك تَقْصِير، وقف بِهِ دون مَا أعلم من أحوالهما.
وَنَصه فِي مَوضِع آخر. وَذَلِكَ أَنه قَالَ فِي كتاب الزَّكَاة: رويت بِالْإِسْنَادِ الْمُتَّصِل الصَّحِيح إِلَى خَالِد بن عدي الْجُهَنِيّ، سَمِعت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَقُول:(5/357)
(2533) " من جَاءَهُ من أَخِيه مَعْرُوف " الحَدِيث.
فصححه كَمَا ترى، وَهُوَ إِنَّمَا ذكر الحَدِيث الْمَذْكُور فِي كِتَابه الْكَبِير حَيْثُ يذكر الْأَحَادِيث بأسانيدها، من طَرِيق الْفضل بن الصَّباح هَذَا، على مَا بَينته فِي بَاب الْأَحَادِيث الَّتِي أبعد النجعة فِي إيرادها.
وَالْفضل بن الصَّباح الْمَذْكُور، هُوَ أَبُو الْعَبَّاس السمسار، سمع هشيم بن بشير، وسُفْيَان بن عُيَيْنَة، وَأَبا مُعَاوِيَة الضَّرِير، وَأَبا عُبَيْدَة الْحداد، ووكيعا، وَابْن فُضَيْل، وَمُحَمّد بن إِسْمَاعِيل بن أبي فديك، روى عَنهُ شُعَيْب بن مُحَمَّد الذارع، وَأحمد بن عبد الله بن سَابُور الدقاق، وَإِبْرَاهِيم بن مُوسَى بن الرواس، وَعبد الله بن مُحَمَّد الْبَغَوِيّ، وَأحمد بن الْحسن الصباحي، وَغَيرهم.
قَالَ أَبُو بكر بن ثَابت الْخَطِيب: أخبرنَا القَاضِي أَبُو بكر مُحَمَّد بن عمر بن إِسْمَاعِيل الدَّاودِيّ، أخبرنَا عمر بن أَحْمد الْوَاعِظ، حَدثنَا عبد [الله بن مُحَمَّد الْبَغَوِيّ، حَدثنَا الْفضل بن الصَّباح]- وَكَانَ من خِيَار عباد [الله - أخبرنَا مُحَمَّد ابْن أَحْمد بن رزق، أخبرنَا هبة الله بن مُحَمَّد بن حسن الْفراء، أخبرنَا مُحَمَّد ابْن عُثْمَان بن أبي شيبَة.
وَأخْبرنَا عَليّ بن] . أَحْمد الرزاز، حَدثنَا أَحْمد بن(5/358)
سلمَان النجاد، حَدثنَا مُحَمَّد بن عُثْمَان، قَالَ: وَسَأَلته - يَعْنِي يحيى بن معِين - عَن الْفضل بن الصَّباح، فَقَالَ: ثِقَة.
أخبرنَا على بن الْحُسَيْن صَاحب العباسي، أخبرنَا عبد الرَّحْمَن بن عمر الْخلال، حَدثنَا مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل الْفَارِسِي، حَدثنَا بكر بن سهل، حَدثنَا عبد الْخَالِق بن مَنْصُور، قَالَ: سَأَلت يحيى بن معِين عَن الْفضل بن الصَّباح، فَقَالَ: ثِقَة.
أخبرنَا العتيقي، أخبرنَا مُحَمَّد بن المظفر، قَالَ: قَالَ عبد الله بن مُحَمَّد الْبَغَوِيّ: مَاتَ فضل بن الصَّباح سنة خمس وَأَرْبَعين.
قَرَأت على البرقاني، عَن أبي إِسْحَاق الْمُزَكي، قَالَ: أخبرنَا مُحَمَّد بن إِسْحَاق السراج، قَالَ: مَاتَ الْفضل بن الصَّباح، أَبُو الْعَبَّاس السمسار بِبَغْدَاد، فِي رَجَب سنة خمس وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ، وَكَانَ لَا يخضب، رَأَيْته أَبيض الرَّأْس واللحية. انْتهى مَا ذكره بِهِ الْخَطِيب.
وَقد ذكره أَبُو مُحَمَّد بن أبي حَاتِم ذكر من لم يعرفهُ، فَقَالَ: الْفضل بن الصَّباح، روى عَن أبي عُبَيْدَة الْحداد، ومعن بن عِيسَى، وَأبي مُعَاوِيَة الْأسود، سَمِعت أبي يَقُول ذَلِك.
لم يزدْ على هَذَا، وَلِهَذَا - وَالله أعلم - جهل مِنْهُ أَبُو مُحَمَّد مَا جهل، فَإِنَّهُ لَو وجده عِنْده مَذْكُورا بِرِوَايَة اثْنَيْنِ عَنهُ فَأكْثر، قبل حَدِيثه كَسَائِر عمله فِي غَيره،(5/359)
وَإِن لم يُوجد فيهم التَّعْدِيل من الْأَئِمَّة العارفين بهم، وَهَؤُلَاء هم عِنْد ابْن أبي حَاتِم المجاهيل الْأَحْوَال.
فَهَذَا الرجل هُوَ عِنْد ابْن أبي حَاتِم مَجْهُول الْحَال، وَلَو عرف بِرِوَايَة جمَاعَة عَنهُ، وَقد روى عَن الْفضل بن الصَّباح الْمَذْكُور، أَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيّ فِي كتاب الْفَرَائِض.
وَلَعَلَّ أَبَا مُحَمَّد كرر فِيهِ نظرا حِين كتب حَدِيث خَالِد بن عدي الْجُهَنِيّ فِي كتاب الزَّكَاة فَعرفهُ، أَو جازف فِي تَصْحِيحه ذَلِك الْخَبَر، فَالله أعلم.
وَأما ابْن سَابُور، فَهُوَ أَبُو الْعَبَّاس: أَحْمد بن عبد الله بن سَابُور بن [مَنْصُور الْبَغْدَادِيّ، الدقاق، قَالَ الْخَطِيب: سمع أَبَا ب [كرّ بن أبي شيبَة، وَأَبا [نعيم عبيد بن هِشَام، وبركة بن مُحَمَّد الحلبيين، وَعبد] الله بن أَحْمد بن شبويه، الْمروزِي، وسُفْيَان بن وَكِيع بن الْجراح، وَنصر بن عَليّ الْجَهْضَمِي، وواصل بن عبد الْأَعْلَى.
وروى عَنهُ عمر بن مُحَمَّد بن سنبك، وَأَبُو عمر بن حيوية، وَأَبُو بكر الْأَبْهَرِيّ الْفَقِيه، وَغَيرهم.
أخبرنَا عَليّ بن مُحَمَّد بن نصر، قَالَ: سَمِعت حَمْزَة بن يُوسُف يَقُول: سَأَلت أَبَا الْحسن الدَّارَقُطْنِيّ عَن أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن عبد الله بن سَابُور الدقاق، فَقَالَ: ثِقَة.
أَخْبرنِي الْأَزْهَرِي، قَالَ: قَالَ لنا مُحَمَّد بن الْعَبَّاس الخزاز: مَاتَ(5/360)
أَبُو الْعَبَّاس الدقاق: أَحْمد بن عبد الله بن سَابُور، يَوْم السبت بالْعَشي، وَدفن يَوْم الْأَحَد ضحوة، لعشر بَقينَ من الْمحرم، سنة ثَلَاث عشر وثلاثمائة، انْتهى مَا ذكره بِهِ.
فهذان الرّجلَانِ ثقتان، وَلم يبْق فِي رجال الحَدِيث الْمَذْكُور مَبْحَث.
وَلَكِن قد صَحَّ حَدِيث جَابر الَّذِي فِيهِ: " إِن شُهَدَاء أحد لم يغسلوا وَلم يصل عَلَيْهِم " فَالله أعلم أَن كَانَ ذَلِك خَاصّا بهم.
(2534) وَذكر من طَرِيق أبي دَاوُد، فِي زِيَارَة النِّسَاء الْقُبُور تشديدا لم يفسره، من حَدِيث عبد الله بن عَمْرو، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
قَالَ: وَفِي إِسْنَاده ربيعَة بن سيف، وَهُوَ ضَعِيف الحَدِيث، عِنْده مَنَاكِير.
كَذَا قَالَ، وَهُوَ شَيْء لَا يُوجد - فِي علمي - لغير أبي حَاتِم البستي، فَهُوَ الَّذِي قَالَ فِي ربيعَة بن سيف الْمعَافِرِي هَذَا: لَا يُتَابع؛ فِي حَدِيثه مَنَاكِير.
فَأَما أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ، فَلَيْسَ لَهُ فِيهِ شَيْء، وَقد ذكره ابْنه أَبُو مُحَمَّد برواته من فَوق وَمن أَسْفَل، وَأَهْمَلَهُ من الْجرْح وَالتَّعْدِيل.
وَأما النَّسَائِيّ فَذكره فِي كتاب التَّمْيِيز بحَديثه هَذَا، وَقَالَ: لَيْسَ بِهِ(5/361)
بَأْس، وَذكر حَدِيثه أَيْضا فِي المُصَنّف، وَالتَّشْدِيد الْمَذْكُور، مُفَسّر فِي حَدِيثه، ومبهم فِي حَدِيث أبي دَاوُد.
وَقد ذَكرْنَاهُ بنصه فِي بَاب الْأَحَادِيث الَّتِي ترك مِنْهَا زيادات مفسرة لمجملها، أَو مفسرة فَائِدَة فِيهَا، فَاعْلَم ذَلِك.
(2535) وَذكر فِي زَكَاة الْحلِيّ من طَرِيق أبي دَاوُد عَن أم سَلمَة: " مَا بلغ أَن تُؤَدّى [زَكَاته فَزكِّي، فَلَيْسَ بكنز ".
وَقَالَ: فِي إِسْنَاد] هَذَا الحَدِيث ثَابت بن عجلَان، وَلَا يحْتَج بِهِ كَذَا قَالَ.
وَإسْنَاد هَذَا الحَدِيث هُوَ هَذَا: قَالَ أَبُو دَاوُد: حَدثنَا مُحَمَّد بن عِيسَى بن(5/362)
الطباع، قَالَ: حَدثنَا عتاب، عَن ثَابت بن عجلَان، عَن عَطاء، عَن أم سَلمَة، قَالَت: كنت ألبس أَوْضَاحًا من ذهب، فَقلت: يَا رَسُول الله، أكنز هُوَ؟ فَقَالَ: " مَا بلغ أَن تُؤَدّى زَكَاته فَزكِّي فَلَيْسَ بكنز ".
وَقَوله فِي ثَابت بن عجلَان: لَا يحْتَج بِهِ، قَول لم يقلهُ غَيره فِيمَا أعلم، وَنِهَايَة مَا قَالَ فِيهِ الْعقيلِيّ: لَا يُتَابع على حَدِيثه.
وَهَذَا من الْعقيلِيّ تحامل عَلَيْهِ، فَإِنَّهُ يمس بِهَذَا من لَا يعرف بالثقة، فَأَما من عرف بهَا، فانفراده لَا يضرّهُ، إِلَّا أَن يكثر ذَلِك مِنْهُ.
وثابت بن عجلَان الْمَذْكُور هُوَ أَبُو عبد الله الْأنْصَارِيّ، حمصي، وَقع إِلَى بَاب الْأَبْوَاب رأى أنس بن مَالك، وَحدث عَن مُجَاهِد، وَعَطَاء، وَالقَاسِم ابْن عبد الرَّحْمَن، وسليم أبي عَامر، وَسَعِيد بن جُبَير، وروى عَنهُ جمَاعَة.
قَالَ بَقِيَّة: قَالَ لي ابْن الْمُبَارك: أخرج إِلَيّ أَحَادِيث ثَابت بن عجلَان، قلت: إِنَّهَا مُتَفَرِّقَة، قَالَ: اجمعها لي، فَجعلت أتذكرها وأملي عَلَيْهِ.
قَالَ دُحَيْم: ثَابت بن عجلَان، لَيْسَ بِهِ بَأْس، وَهُوَ من أهل أرمينية، روى عَن القدماء: عَن سعيد بن جُبَير، وَعَطَاء، وَمُجاهد، وَابْن أبي مليكَة، وَقَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ: ثَابت بن عجلَان لَا بَأْس بِهِ، صَالح الحَدِيث، وَقَالَ النَّسَائِيّ: ثَابت بن العجلان، ثِقَة.(5/363)
وَمَا رُوِيَ عَن أَحْمد بن حَنْبَل من أَنه سُئِلَ عَنهُ فَقَالَ: كَانَ يكون بِالْبَابِ والأبواب، قيل: أَكَانَ ثِقَة، فَسكت، لَا يقْضِي عَلَيْهِ مِنْهُ؛ لِأَنَّهُ قد يسكت، لِأَنَّهُ لَا يعرف حَاله، وَمن علم حجَّة على من لم يعلم، وَقد يسكت لِأَنَّهُ لم يسْتَحق عِنْده أَن يُقَال فِيهِ: ثِقَة، وَلَيْسَ إِذا لم ينْحل اسْم الثِّقَة فَهُوَ ضَعِيف، بل قد يكون صَدُوقًا، وصالحا، وَلَا بَأْس بِهِ، وألفاظ أخر من مصطلحاتهم.
وَلما ذكره أَبُو أ [حمد بن عدي لم يذكر لَهُ من الحَدِيث إِلَّا أَحَادِيث] يسيرَة من رِوَايَته، وَلم [يمسهُ بِشَيْء.
(2536) وَأَبُو مُحَمَّد نَفسه، قد أَو] رد حَدِيث ابْن عمر من طَرِيق أبي دَاوُد فِي زَكَاة الْمَاشِيَة. من رِوَايَة سُفْيَان بن حُسَيْن، عَن الزُّهْرِيّ.
وَكلهمْ يَقُول فِيهِ: لَا يحْتَج بِهِ إِمَّا مُطلقًا، وَإِمَّا فِيمَا يروي عَن الزُّهْرِيّ.
فَهَلا كَانَ هَذَا التَّوَقُّف فِيهِ وَفِي جمَاعَة سواهُ، مِمَّن ذكر بأشباه هَذَا؟
وَالْحق أَن من عرف بِالطَّلَبِ، وَأخذ النَّاس عَنهُ، وَنقل ناقلون حسن سيرته بتفصيل أَو بإجمال، بِلَفْظ من الْأَلْفَاظ المصطلح عَلَيْهَا - مَقْبُول الرِّوَايَة.
وأتبع هَذَا الحَدِيث أَن قَالَ: وَقد رُوِيَ فِي أَدَاء زَكَاة الْحلِيّ عَن عَائِشَة، وَأم سَلمَة، وَفَاطِمَة بنت قيس، وَعبد الله بن عَمْرو، وَعبد الله بن مَسْعُود، وَعبد الله ابْن عَمْرو بن العَاصِي، قَالَ أَبُو عِيسَى - وَذكر حَدِيث عبد الله بن عَمْرو بن(5/364)
العَاصِي: وَلَا يَصح فِي هَذَا الْبَاب شَيْء. انْتهى مَا ذكر.
وَهُوَ مُحْتَاج إِلَى نظر؛ وَذَلِكَ أَن هَؤُلَاءِ الَّذين قَالَ: إِن فِي الْبَاب عَنْهُم، مِنْهُم من لَا يَصح حَدِيثه.
(2537) كَحَدِيث فَاطِمَة بنت قيس؛ فَإِنَّهُ من رِوَايَة ضعفاء.
(2538) وكحديث ابْن مَسْعُود؛ فَإِن رافعه - قبيصَة بن عقبَة، صَاحب الثَّوْريّ - وَإِن كَانَ رجلا صَالحا، فَإِنَّهُ يُخطئ كثيرا، وَقد خَالفه من أَصْحَاب الثَّوْريّ من هُوَ أحفظ مِنْهُ فَوَقفهُ.
فَأَما حَدِيث أم سَلمَة فقد تقدم الْآن وَلَا يَنْبَغِي أَن يُقَال فِيهِ: ضَعِيف.
(2539) وَأما حَدِيث عبد الله بن عَمْرو، فَيَنْبَغِي - على أصل أبي مُحَمَّد - أَن يقبله ويصححه، فقد عهد يقبل حَدِيث عَمْرو بن شُعَيْب، عَن أَبِيه، عَن جده، إِذا كَانَ الرواي عَنهُ ثِقَة.
وَقد ذكرنَا لَهُ من ذَلِك أَحَادِيث، وَالتِّرْمِذِيّ إِنَّمَا ضعف حَدِيث عبد الله ابْن عَمْرو؛ لِأَنَّهُ وَقع لَهُ من رِوَايَة ابْن لَهِيعَة، والمثنى بن الصَّباح، عَن عَمْرو، فضعفهما، وَضَعفه بهما، لَا بِعَمْرو بن شُعَيْب.(5/365)
وَلِلْحَدِيثِ إِسْنَاد صَحِيح إِلَى عَمْرو بن شُعَيْب، قد احْتج بِهِ أَبُو مُحَمَّد.
قَالَ أَبُو دَاوُد: حَدثنَا أَبُو كَامِل، وَحميد بن مسْعدَة الْمَعْنى، أَن خَالِد بن الْحَارِث، حَدثهمْ قَالَ: حَدثنَا حُسَيْن [الْمعلم، عَن عَمْرو بن شُعَيْب، عَن أَبِيه، عَن جده أَن امْرَأَة أَتَت] رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وَمَعَهَا ابْنة لَهَا، وَفِي يَد ابْنَتهَا مسكتان غليظتان] من ذهب، فَقَالَ لَهَا: " أتعطين زَكَاة هَذَا " قَالَت: لَا، قَالَ: " أَيَسُرُّك أَن يسورك الله بهما يَوْم الْقِيَامَة سِوَارَيْنِ من نَار "، قَالَ: فخلعتهما، فألقتهما إِلَى النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وَقَالَت: هما لله وَلِرَسُولِهِ.
وَهَذَا إِسْنَاد صَحِيح إِلَى عَمْرو، وَعَمْرو عَن أَبِيه، عَن جده من قد علم.
وَإِنَّمَا ألزمته مَا الْتزم.
وَالتِّرْمِذِيّ إِنَّمَا ضعفه؛ لِأَنَّهُ لم يصل عِنْده إِلَى عَمْرو بن شُعَيْب إِلَّا بضعيفين كَمَا ذَكرْنَاهُ.
وَالدَّارَقُطْنِيّ أَيْضا الَّذِي استوعب أَحَادِيث هَذَا الْبَاب، إِنَّمَا سَاقه من رِوَايَة حجاج بن أَرْطَاة، عَن عَمْرو بن شُعَيْب، وَذكره أَيْضا من رِوَايَة سُفْيَان بن حُسَيْن بعد الْموضع الَّذِي جمع فِيهِ أَحَادِيث الْبَاب مُفردا.
وَأَبُو مُحَمَّد إِنَّمَا نظر الحَدِيث عِنْد الدَّارَقُطْنِيّ، وأغفل كتاب أبي دَاوُد.(5/366)
(2540) وَأما حَدِيث عَائِشَة، فَكَذَلِك أَيْضا يلْزمه مِنْهُ مَا الْتزم: من قبُول رِوَايَات يحيى بن أَيُّوب الْمصْرِيّ أَحْيَانًا، وَقد تقدم التَّنْبِيه على مَا لَهُ فِيهِ، وَإِنَّمَا اعتراه أَيْضا فِي حَدِيث عَائِشَة مَا اعتراه فِي حَدِيث فِي عبد الله بن عَمْرو، وَذَلِكَ أَن الدَّارَقُطْنِيّ جهل من إِسْنَاده رجلا اتّفق أَن نسب إِلَى جده، فخفي عَلَيْهِ أمره، فضعف الحَدِيث من أَجله، فَتَبِعَهُ أَبُو مُحَمَّد على ذَلِك، وَلم يضع فِيهِ نظرا.
قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: حَدثنَا عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز وَقَالَ: حَدثنَا مُحَمَّد ابْن هَارُون أَبُو نشيط، قَالَ: حَدثنَا عَمْرو بن الرّبيع بن طَارق، قَالَ: حَدثنَا يحيى ابْن أَيُّوب، عَن عبيد الله بن أبي جَعْفَر، أَن مُحَمَّد بن عَطاء، أخبرهُ عَن عبد الله بن شَدَّاد بن الْهَادِي، قَالَ: دَخَلنَا على عَائِشَة زوج النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَقَالَت: دخل عَليّ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، فَرَأى فِي يَدي فتخات من ورق، فَقَالَ: " مَا هَذَا يَا عَائِشَة؟ " قَالَت: صنعتهن أتزين لَك فِيهِنَّ يَا رَسُول الله، فَقَالَ: " أتؤدين زكاتهن؟ " قَالَت: لَا، أَو مَا شَاءَ الله من ذَلِك؟ فَقَالَ: " هن حَسبك من النَّار ".
[قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: مُحَمَّد بن عَطاء هَذَا مَجْهُول] وَهُوَ الَّذِي رأى أَبُو مُحَمَّد.
وَمُحَمّد [بن عَطاء هَذَا، هُوَ مُحَمَّد بن عَمْرو بن عَطاء، أحد الثِّقَات] ، وَقد تبين أَنه هُوَ عِنْد أبي دَاوُد.(5/367)
قَالَ أَبُو دَاوُد: حَدثنَا مُحَمَّد بن إِدْرِيس الرَّازِيّ، قَالَ: حَدثنَا عَمْرو بن الرّبيع بن طَارق، قَالَ: حَدثنَا يحيى بن أَيُّوب، عَن عبيد الله بن أبي جَعْفَر أَن مُحَمَّد بن عَمْرو بن عَطاء، أخبرهُ عَن عبد الله بن شَدَّاد بن الْهَادِي، أَنه قَالَ: دَخَلنَا على عَائِشَة، فَذكر الحَدِيث بنصه.
فَالْحَدِيث كَمَا كَانَ إِسْنَادًا ومتنا، إِلَّا أَن أَبَا نشيط: مُحَمَّد بن هَارُون، رَوَاهُ عَن عَمْرو بن الرّبيع بن طَارق، فَقَالَ فِيهِ: مُحَمَّد بن عَطاء، نسبه إِلَى جده.
فإمَّا أَن يكون ذَلِك مِنْهُ، وَإِمَّا أَن يكون من عَمْرو بن الرّبيع بن طَارق.
وَأما أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ - إِمَام الْجرْح وَالتَّعْدِيل - وَهُوَ مُحَمَّد بن إِدْرِيس الَّذِي عَنهُ رَوَاهُ أَبُو دَاوُد - فَإِنَّهُ بَينه عَن عَمْرو بن الرّبيع بن طَارق، وَقَالَ فِيهِ: مُحَمَّد ابْن عَمْرو بن عَطاء، فارتفع الْإِشْكَال.
وَلم يبين فِي الْخَبَر الْمَذْكُور أَنه من راوية يحيى بن أَيُّوب، وَأَبُو مُحَمَّد قد يصحح لَهُ أَحَادِيث، وَجَمَاعَة توثقه، وَقد أخرج لَهُ مُسلم، وَإِن كَانَ يضعف فبالنسبة إِلَى من فَوْقه، وَقد تقدم ذكره.
(2541) وَذكر فِي تَعْجِيل الصَّدَقَة من طَرِيق أبي دَاوُد عَن عَليّ، أَن الْعَبَّاس سَأَلَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي تَعْجِيل صدقته.(5/368)
ثمَّ قَالَ: حجية بن عدي لَيْسَ مِمَّن يحْتَج بِهِ.(5/369)
كَذَا قَالَ فِي حجية أَنه لَا يحْتَج بِهِ، وَلَيْسَ كَمَا قَالَ، وَإِنَّمَا هُوَ تبع فِيهِ أَبَا حَاتِم الرزاي، سَأَلَهُ عَنهُ ابْنه فَقَالَ: " هُوَ شيخ لَا يحْتَج بحَديثه، شَبيه بِالْمَجْهُولِ، شَيْبه بشريح بن النُّعْمَان الصائدي، وهبيرة بن يريم ".
وَقَالَ فِي بَاب شُرَيْح: إِن شُرَيْح بن النُّعْمَان وهبيرة بن يريم شبيهان بالمجهولين، لَا يحْتَج بحديثهما.
وَهَذَا مِنْهُ غير صَحِيح، وَمن علمت حَاله فِي حمل الْعلم وتحصيله، وَأخذ النَّاس عَنهُ، ونقلت لنا سيرته الدَّالَّة على صَلَاحه، أَو عبر لنا بِلَفْظ قَامَ مقَام نقل التفاصيل من الْأَلْفَاظ المصطلح عَلَيْهَا لذَلِك كثقة، ورضا، وَنَحْو ذَلِك - لَا يقبل من قَائِل فِيهِ: إِنَّه لَا يحْتَج بِهِ، أَو مَا أشبه ذَلِك من أَلْفَاظ التَّضْعِيف [ولابد أَن يُضعفهُ] بِحجَّة، وَيذكر جرحا مف [سرا، وَإِلَّا لم يسمع مِنْهُ ذَلِك، لَا هُوَ وَلَا] غَيره كَذَلِك، كَمَا قد جرى الْآن، فَإِنَّهُ - أَعنِي أَبَا حَاتِم - لم يدل فِي أَمر هَؤُلَاءِ بِشَيْء، إِلَّا أَنهم لَيْسُوا بالمشهورين، والشهرة إضافية، قد يكون الرجل مَشْهُورا عِنْد قوم، وَلَا يشْتَهر عِنْد آخَرين.
نعم لَو قَالَ لنا ذَلِك من أَلْفَاظ التَّضْعِيف فِيمَن لم يعرف حَاله بمشاهدة أَو بِإِخْبَار مخبر، كُنَّا نقبله مِنْهُ، ونترك رِوَايَته بِهِ، بل كُنَّا نَتْرُك رِوَايَته للْجَهْل(5/370)
بِحَالهِ، لَو لم نسْمع ذَلِك فِيهِ.
فحجية الْمَذْكُور، لَا يلْتَفت فِيهِ إِلَى قَول من قَالَ: " لَا يحتح بِهِ " إِذا لم يَأْتِ بِحجَّة، فَإِنَّهُ رجل مَشْهُور، قد روى عَنهُ سَلمَة بن كهيل، وَأَبُو إِسْحَاق، وَالْحكم بن عتيبة، رووا عَنهُ عدَّة أَحَادِيث، وَهُوَ فِيهَا مُسْتَقِيم، لم يعْهَد مِنْهُ خطأ وَلَا اخْتِلَاط وَلَا نَكَارَة.
وَقد قَالَ فِيهِ الْكُوفِي: إِنَّه الْكُوفِي، تَابِعِيّ، ثِقَة، وَهُوَ كندي.
وَقد كَانَ يجب على أبي مُحَمَّد - بِاعْتِبَار ملتزمة فِيمَن روى عَنهُ أَكثر من وَاحِد إِذا لم يسمع فِيهِ تجريحا - أَن يقبله، وَلَو لم يجد توثيقه.
وَالَّذِي سمع فِيهِ من ابْن أبي حَاتِم لم يكن تجريحا، إِنَّمَا كَانَ جهلا بِحَالهِ، والعالم حجَّة على الْجَاهِل، وَهَذَا الَّذِي ألزمته هُوَ عمله وملتزمه.
(2542) من ذَلِك أَنه لما ذكر حَدِيث ريحَان بن يزِيد، عَن عبد الله بن(5/371)
عَمْرو، قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " لَا تحل الصَّدَقَة لَغَنِيّ، وَلَا لذِي مرّة سوي ".
أتبعه أَن قَالَ: ريحَان بن يزِيد، وَثَّقَهُ ابْن معِين.(5/372)
وَصدق فِيمَا نقل عَن ذَلِك عَن ابْن معِين، وَلَكِن فِي الْموضع الَّذِي نَقله مِنْهُ عَن ابْن معِين، قَول أبي حَاتِم فِيهِ: إِنَّه مَجْهُول.
فَهُوَ كَمَا ترك قَول أبي حَاتِم فِي ريحَان: إِنَّه مَجْهُول - لما وجد فِيهِ لِابْنِ معِين أَنه ثِقَة -، فَكَذَلِك يجب عَلَيْهِ هُنَا أَن يَقُول: إِن كَانَ جَهله أَبُو حَاتِم، فقد وَثَّقَهُ الْكُوفِي، وَالله أعلم.
(2543) وَذكر فِي صَدَقَة الْفطر حَدِيث الزُّهْرِيّ، عَن عبد الله بن ثَعْلَبَة ابْن صعير [عَن أَبِيه، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
وَقَالَ: وَفِي إِسْنَاده النُّعْمَان بن رَاشد] وَبكر بن وَائِل وهما ضعيفان [إِلَّا أَن أَبَا حَاتِم يَقُول: بكر بن وَائِل صَالح الحَدِيث] .
كَذَا [قَالَ] وَلَيْسَ بِشَيْء فِي حق بكر بن وَائِل، بل مَا أعلم أحدا قَالَ فِيهِ: ضَعِيف، وَلَا ذكره فِي الضُّعَفَاء أحد مِمَّن صنفهم، كَالنَّسَائِيِّ، وَالْبُخَارِيّ، وَالدَّارَقُطْنِيّ، والساجي، والعقيلي، والبستي، وَابْن عدي، والمطرز، وَالتِّرْمِذِيّ، وَقد روى عَنهُ جمَاعَة، وَقَالَ فِيهِ أَبُو حَاتِم مَا ذكر.(5/373)
وَقَالَ النَّسَائِيّ: بكر بن وَائِل كُوفِي، لَيْسَ بِهِ بَأْس.
وَأَيْنَ هُوَ مِمَّن قد احْتج بهم مِمَّن ذَكرْنَاهُ فِي بَاب الْأَحَادِيث الَّتِي سكت عَنْهَا مصححا، وَقد تقدم فِي هَذَا الْبَاب مثل عمله هَذَا، وَعجب مِنْهُ من تَضْعِيفه من قد سمع فِيهِ التوثيق، وَذَلِكَ حِين قَالَ فِي نَافِع بن مَحْمُود: لم يذكرهُ البُخَارِيّ فِي تَارِيخه، وَلَا ابْن أبي حَاتِم، وَلَا خرج لَهُ مُسلم وَلَا البُخَارِيّ شَيْئا، وَقَالَ فِيهِ أَبُو عمر: مَجْهُول، وَهُوَ قد سمع مخرج الحَدِيث من طَرِيقه يَقُول فِيهِ: إِنَّه ثِقَة.
وَأما النُّعْمَان بن رَاشد، فَهُوَ ضَعِيف كَمَا ذكر، بِكَثْرَة الْوَهم فِي الحَدِيث، وَإِن كَانَ صَدُوقًا.
وَفِي كَلَامه الْمَذْكُور تلفيق يخل بِالنَّقْلِ، قد كتبناه وبيناه فِي بَاب الْأَحَادِيث الَّتِي يظنّ من عطفها على أخر، أَو إردافها؛ أَنَّهَا إِيَّاهَا أَنَّهَا مثلهَا فِي مقتضياتها، وَلَيْسَت كَذَلِك.
(2544) وَذكر حَدِيث مُحَمَّد بن كَعْب: " أتيت أنس بن مَالك فِي رَمَضَان وَهُوَ يُرِيد سفرا، وَقد رحلت لَهُ رَاحِلَته، وَلبس ثِيَاب سَفَره، فَدَعَا بِطَعَام " الحَدِيث.
وَحسنه بتحسين التِّرْمِذِيّ لَهُ.(5/374)
وَعِنْدِي أَنه صَحِيح، وَقد وَقع فِي بعض الرِّوَايَات عَن التِّرْمِذِيّ تَصْحِيحه.
وَذَلِكَ أَن إِسْنَاده هُوَ هَذَا: قَالَ التِّرْمِذِيّ: حَدثنَا مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل، حَدثنَا سعيد بن أبي مَرْيَم، حَدثنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر، حَدثنِي زيد بن أسلم، حَدثنِي مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر، عَن مُحَمَّد بن كَعْب، فَذكره.
(2545) وَذكر من طَرِيق الدَّارَقُطْنِيّ عَن أبي هُرَيْرَة، قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " من كَانَ عَلَيْهِ صَوْم من رَمَضَان فليسرده وَلَا يقطعهُ ".
ثمَّ قَالَ: رَوَاهُ عبد الرَّحْمَن بن [إِبْرَاهِيم الْقَاص، وَقد أنكرهُ عَلَيْهِ أَبُو حَاتِم، ووثق] وَضعف.
كَذَا قَالَ، وَهُوَ يروي [عَن الْعَلَاء، وروى عَنهُ جمَاعَة وَلَا يتَعَيَّن أَن يكون الَّذِي أنكرهُ أَبُو حَاتِم عَلَيْهِ، هُوَ هَذَا الحَدِيث بِعَيْنِه، وَلَعَلَّه حَدِيث آخر.
قَالَ أَبُو مُحَمَّد بن أبي حَاتِم: سُئِلَ أبي عَنهُ فَقَالَ: لَيْسَ بِالْقَوِيّ، روى حَدِيثا مُنْكرا عَن الْعَلَاء.
وَقَالَ أَيْضا: حَدثنَا صَالح بن أَحْمد بن حَنْبَل، قَالَ: قَالَ أبي: عبد الرَّحْمَن ابْن إِبْرَاهِيم، كَانَ قَاصا من أهل الْمَدِينَة، كَانَ عِنْده كراسة، فِيهَا للعلاء بن عبد الرَّحْمَن، وَلَيْسَ بِهِ بَأْس.(5/375)
وَالَّذِي لأَجله كتبته الْآن هُنَا، إِنَّمَا هُوَ أَن تعلم أَن حَال هَذَا الحَدِيث لَا بَأْس بهَا؛ لِأَن رِجَاله لَا بَأْس بهم، وَلَيْسَ فيهم من يوضع فِيهِ النّظر إِلَّا هَذَا الْقَاص، وَهُوَ لَا بَأْس بِهِ، وَمَا جَاءَ من ضعفه بِحجَّة، واستضعافهم إِيَّاه، إِنَّمَا هُوَ بِالْقِيَاسِ إِلَى غَيره، فَيَقُول قَائِلهمْ: لَيْسَ بِالْقَوِيّ.
وَهَكَذَا الحكم فِي كل من يحفظ دون حفظ غَيره، وهم بِلَا شكّ متفاوتون، وَحَال هَذَا الرجل لَا بَأْس بهَا.
قَالَ عَبَّاس الدوري: سَمِعت يحيى بن معِين يَقُول: عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم الْقَاص، مدنِي، وَكَانَ ينزل كرمان، وَهُوَ ثِقَة.
وَسُئِلَ أَبُو زرْعَة عَنهُ فَقَالَ: لَا بَأْس بِهِ، أَحَادِيثه مُسْتَقِيمَة.
وَقَالَ البُخَارِيّ: قَالَ حبَان: حَدثنَا عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم، ثِقَة، منزله عِنْد منزل الشقاقي بِالْبَصْرَةِ.
وَهَكَذَا أَيْضا عِنْد الدَّارَقُطْنِيّ فِي نفس إِسْنَاد هَذَا الحَدِيث عَن حبَان من توثيقه.
قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: حَدثنَا أَبُو عبيد: الْقَاسِم ين إِسْمَاعِيل الْمحَامِلِي، قَالَ: حَدثنَا عَليّ بن مُسلم قَالَ: حَدثنَا حبَان بن هِلَال، قَالَ: حَدثنَا عبد الرَّحْمَن ابْن إِبْرَاهِيم الْقَاص - وَهُوَ ثِقَة - قَالَ: حَدثنَا الْعَلَاء بن عبد الرَّحْمَن، عَن أَبِيه، عَن أبي هُرَيْرَة، أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " لَا صَوْم بعد النّصْف من شعْبَان حَتَّى(5/376)
رَمَضَان، وَمن كَانَ عَلَيْهِ صَوْم من رَمَضَان فليسرده وَلَا يقطعهُ ".
وَإِذا وجدت فِيهِ عَن ابْن معِين أَنه قَالَ: لَيْسَ بِشَيْء فَإِنَّمَا مَعْنَاهُ أَنه قَلِيل الرِّوَايَة، وَقد تفسر ذَلِك عَنهُ فِي رجال [ ... .] عَبَّاس، وَذكر لَهُ الْعقيلِيّ [ ... . ح] ديثا آخر.
وَقَالَ أَبُو أَحْمد بن عدي: لم يتَبَيَّن فِي حَدِيثه ورواياته حَدِيث مُنكر فأذكره بِهِ.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ فِيهِ: ضَعِيف.
وَالْمَقْصُود أَن تعلم أَنه مُخْتَلف فِيهِ، والْحَدِيث من رِوَايَته حسن، وَالله أعلم.
(2546) وَذكر من طَرِيق الدَّارَقُطْنِيّ عَن عَائِشَة: " أَنَّهَا ساقت بدنتين فضلتا، فَأرْسل إِلَيْهَا ابْن الزبير " الحَدِيث.
ثمَّ قَالَ: لَا يحْتَج بِإِسْنَادِهِ.
كَذَا قَالَ، وَلَيْسَ ذَلِك على أَصله؛ فَإِن إِسْنَاده هُوَ هَذَا: قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: حَدثنَا القَاضِي بدر بن الْهَيْثَم، قَالَ: حَدثنَا أَبُو كريب، قَالَ: حَدثنَا أَبُو مُعَاوِيَة.
وَحدثنَا أَبُو بكر النَّيْسَابُورِي، قَالَ: حَدثنَا سَعْدَان بن نصر، قَالَ: حَدثنَا(5/377)
أَبُو مُعَاوِيَة، قَالَ: حَدثنَا سعد بن سعيد، عَن الْقَاسِم بن مُحَمَّد، عَن عَائِشَة، فَذَكرته.
وكل من فِي هَذَا الْإِسْنَاد ثِقَة، إِلَّا سعد بن سعيد، أَخا يحيى وَعبد ربه ابْني سعيد الأنصاريين؛ فَإِنَّهُ ضَعِيف، وَلَكِن معنى ذَلِك أَنه بِالنِّسْبَةِ إِلَى من فَوْقه، وبالقياس إِلَى من هُوَ أقوى مِنْهُ. وَقد أخرج لَهُ مُسلم - رَحمَه الله -.
(2547) وَقد صحّح أَبُو مُحَمَّد من رِوَايَته حَدِيث: " من صَامَ رَمَضَان وَأتبعهُ سِتا من شَوَّال ".
أوردهُ من طَرِيق مُسلم.
(2548) وَحَدِيث: " كسر عظم الْمَيِّت، ككسره وَهُوَ حَيّ ". من عِنْد أبي دَاوُد.
وَلم يبين فِي وَاحِد مِنْهُمَا أَنه من رِوَايَته، اعْتِمَادًا عَلَيْهِ وتصحيحا لما يرويهِ، وأظن أَنه يخيل لَهُ فِي هَذَا الحَدِيث أَنه سعد بن سعيد بن أبي سعيد المَقْبُري؛ وَذَلِكَ أَنه صرح بذلك بعد حَدِيث يَلِيهِ.(5/378)
وَسعد بن سعيد هَذَا إِنَّمَا يعرف بروايته عَن أَخِيه عبد الله الَّذِي يُقَال لَهُ: أَبُو عباد.
قَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ: وَلَا يحدث عَن غَيره، وَهُوَ كَمَا قَالَ أَبُو حَاتِم، فِيمَا أعلم.
وَلَا أعلم لأبي مُعَاوِيَة رِوَايَة عَنهُ، وَكِلَاهُمَا مدنِي - أَعنِي سعد بن سعيد المَقْبُري، وَسعد بن سعيد الْأنْصَارِيّ، فاعلمه.(5/379)
(2549) وَذكر من طَرِيق أبي دَاوُد عَن مَيْمُون بن بن جَابَان، عَن أبي رَافع، عَن أبي هُرَيْرَة، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " الْجَرَاد من صيد الْبَحْر ".(5/380)
[وَمَيْمُون بن جَابَان، لَيْسَ مِمَّن يحْتَج] بِهِ.
لم يزدْ على هَذَا، وَأَبُو دَاوُد قد جعله وهما، وَلكنه اعْتمد آخر، وَلَيْسَ بمعتمد، وَذَلِكَ أَنه أورد هَذَا الحَدِيث هَكَذَا: حَدثنَا مُحَمَّد بن عِيسَى، حَدثنَا حَمَّاد، عَن مَيْمُون بن جَابَان، عَن أبي رَافع، عَن أبي هُرَيْرَة، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " الْجَرَاد من صيد الْبَحْر ".
ثمَّ قَالَ: إِنَّه وهم.
ثمَّ قَالَ: حَدثنَا مُوسَى بن إِسْمَاعِيل، حَدثنَا حَمَّاد، عَن مَيْمُون بن جَابَان، عَن أبي رَافع، عَن كَعْب قَالَ: " الْجَرَاد من الْبَحْر ".
فمعتمده إِذن إِنَّمَا هُوَ مُخَالفَة مُوسَى بن إِسْمَاعِيل التَّبُوذَكِي لمُحَمد بن عِيسَى بن الطباع. وَكِلَاهُمَا ثِقَة حَافظ.
فالتبوذكي رَوَاهُ عَن حَمَّاد، فَجعله من كَلَام كَعْب، وَابْن الطباع رَوَاهُ عَنهُ فَجعله من كَلَام النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
وَلَا بعد فِي أَن يكون عِنْد حَمَّاد فِيهِ الْأَمْرَانِ، فيرويهما عَنهُ الرّجلَانِ.
فَأَما مَا اعْتَمدهُ أَبُو مُحَمَّد فِي تَضْعِيفه: من كَون مَيْمُون بن جَابَان لَا يحْتَج بِهِ، فَهُوَ شَيْء سَببه أَنه رَآهُ فِي الْمَوَاضِع الَّتِي يفزع إِلَيْهَا فِيهِ وَفِي أَمْثَاله، مَذْكُورا بِرِوَايَة حَمَّاد بن سَلمَة عَنهُ فَقَط، مهملا من الْجرْح وَالتَّعْدِيل، فاعتقده مَجْهُولا، كَفِعْلِهِ فِيمَن لَا يروي عَنهُ أَكثر من وَاحِد.
وَقد بَينا عَلَيْهِ فِيمَا قبل، أَن من هَؤُلَاءِ من يكون ثِقَة، وَقد قبل هُوَ(5/381)
جمَاعَة مِنْهُم لما وثقوا، وَإِن لم يرو عَن أحدهم إِلَّا وَاحِد.
وَمَيْمُون هَذَا، قد قَالَ فِيهِ: الْكُوفِي: إِنَّه بَصرِي ثِقَة، ذكره فِي كِتَابه؛ فاعلمه.
(2550) وَذكر من طَرِيق التِّرْمِذِيّ عَن أبي هُرَيْرَة، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " لَا سبق إِلَّا فِي نصل، أَو خف، أَو حافر ".(5/382)
ثمَّ أتبعه قَول التِّرْمِذِيّ فِيهِ: إِنَّه حَدِيث حسن.
وَإِسْنَاده عِنْدِي صَحِيح، وَرُوَاته كلهم ثِقَات.
قَالَ التِّرْمِذِيّ: حَدثنَا أَبُو كريب، حَدثنَا وَكِيع، عَن ابْن أبي ذِئْب، عَن نَافِع بن أبي نَافِع، عَن أبي هُرَيْرَة. فَذكره.
نَافِع بن أبي نَافِع البراد مولى أبي أَحْمد، ثِقَة مَعْرُوف، وَمن جملَة من وَثَّقَهُ ابْن معِين.
وروى هَذَا الحَدِيث أَيْضا أَبُو دَاوُد، قَالَ: حَدثنَا أَحْمد [بن يُوسُف،(5/383)
حَدثنَا ابْن أبي ذِئْب، عَن نَافِع بن أبي نَافِع فَذكره بِمَ [تنه، فَهُوَ صَحِيح، وَالله أعلم.
(2551) وَذكر من طَرِيق التِّرْمِذِيّ عَن ابْن عَبَّاس، قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " يمن الْخَيل فِي الشقر ".
قَالَ فِيهِ: حسن غَرِيب.
كَذَا قَالَ، وَعِنْدِي أَنه صَحِيح، وَذَلِكَ أَن التِّرْمِذِيّ يرويهِ هَكَذَا: حَدثنَا عبد الله بن الصَّباح الْهَاشِمِي الْبَصْرِيّ، حَدثنَا يزِيد بن هَارُون، أخبرنَا شَيبَان بن عبد الرَّحْمَن، حَدثنَا عِيسَى بن عَليّ بن عبد الله بن عَبَّاس، عَن أَبِيه، عَن ابْن عَبَّاس. فَذكره.
وكل هَؤُلَاءِ ثِقَات.
وَقَالَ أَبُو دَاوُد: حَدثنَا يحيى بن معِين، حَدثنَا حُسَيْن بن مُحَمَّد، عَن شَيبَان، عَن عِيسَى بن عَليّ. فَذكره.(5/384)
وَلَيْسَ فِي هَذَا الْإِسْنَاد من يُمكن أَن يخفى حَاله على من لم يمعن النّظر إِلَّا عِيسَى بن عَليّ، وَقد روى حَاتِم بن اللَّيْث عَن ابْن معِين أَنه قَالَ: عِيسَى بن عَليّ لَا بَأْس بِهِ كَانَ جميل الْمَذْهَب، مُعْتَزِلا للسُّلْطَان.
وَابْن معِين قد قَالَ عَن نَفسه: كل من أَقُول فِيهِ: لَا بَأْس بِهِ، فَهُوَ عِنْدِي ثِقَة.
ذكر الرِّوَايَة عَن ابْن معِين بتوثيقه، الْخَطِيب بن ثَابت.
وَلما ذكر الْبَزَّار هَذَا الحَدِيث قَالَ: وَعِيسَى بن عَليّ، لَا نعلم حدث عَن أَبِيه بِحَدِيث مُسْند غير هَذَا الحَدِيث، ذكره عَن شَيبَان عَن عِيسَى.
وَالَّذِي لأَجله لم يقل التِّرْمِذِيّ فِيهِ: صَحِيح، لَيْسَ عِنْدِي بعلة، وَذَلِكَ أَنه قَالَ فِي كتاب الْعِلَل: سَأَلت مُحَمَّدًا عَنهُ فَقَالَ: أَرَاهُم يدْخلُونَ بَين شَيبَان وَبَين عِيسَى بن عَليّ فِي هَذَا الحَدِيث رجلا.
هَذَا مَا ذكر، وَلم يثبت ذَلِك، بل ثَبت الْآن فِي إِسْنَاد التِّرْمِذِيّ قَول شَيبَان: حَدثنَا عِيسَى، وَذَلِكَ يرفع مَا يتخوف من انْقِطَاع مَا بَينهمَا، وَالله الْمُوفق.
(2552) وَذكر من طَرِيق التِّرْمِذِيّ حَدِيث ابْن عَبَّاس: " خير الصَّحَابَة أَرْبَعَة ".(5/385)
وَقَالَ فِيهِ: حسن غَرِيب، لم يسْندهُ كَبِير أحد.
هَذَا مَا اتبعهُ، وَلم يتَبَيَّن مِنْهُ الْمَانِع من تَصْحِيحه إِيَّاه، وَبَيَان ذَلِك فِي كتاب التِّرْمِذِيّ، وَهُوَ كو [نه عَن الزُّهْرِيّ عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مُرْسلا، لَا يذكر فِيهِ] ابْن عَبَّاس، ومعضلا لَا [يذكر فِيهِ عبيد الله بن عبد الله بن عتبَة عَن ابْن عَبَّاس.
وَهَذَا] لَيْسَ بعلة فِي الْأَخْبَار، فَإِنَّهُ لَا بعد فِي أَن يكون عِنْد الزُّهْرِيّ فِي ذَلِك أَنه مُسْند، فَيحدث بِهِ كَذَلِك.
وينقسم الآخذون عَنهُ إِلَى حَافظ واع، يَأْتِي بِهِ على مَا حَدثهمْ بِهِ، وَإِلَى شَاك فِي ذكر الصَّحَابِيّ، أَو لَا يتَحَقَّق من هُوَ، فيسقطه ويصنع ذَلِك آخر فِي الصَّحَابِيّ والتابعي، فيعضل إرْسَاله. وَقد يُمكن أَن يكون ذَلِك من الزُّهْرِيّ نَفسه، أَن يحدث بِهِ تَارَة مُسْندًا، وَتارَة مُرْسلا، وَتارَة معضلا، إِمَّا لشك بعد تَيَقّن، فأسقط مَا شكّ فِيهِ، أَو لتحَقّق بعد تشكك، كَمَا يجْرِي فِي المناظرات والمحاورات من ترك أَسَانِيد الْأَخْبَار، فَسَمعهُ مِنْهُ الروَاة كَذَلِك، وَالله أعلم.
(2553) وَذكر من طَرِيق أبي دَاوُد عَن ابْن مَسْعُود، أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -(5/386)
قَالَ: " الطَّيرَة شرك، الطَّيرَة شرك، وَمَا منا إِلَّا، وَلَكِن الله يذهبه بالتوكل ".
ثمَّ قَالَ بعده: يُقَال: إِن هَذَا الْكَلَام: " وَمَا منا " إِلَى آخِره، إِنَّه من قَول ابْن مَسْعُود. انْتهى كَلَامه.
فَأَقُول - وَبِاللَّهِ التَّوْفِيق -: كل كَلَام مسوق فِي السِّيَاق لَا يَنْبَغِي أَن يقبل مِمَّن يَقُول: إِنَّه مدرج إِلَّا أَن يَجِيء بِحجَّة، وَهَذَا الْبَاب مَعْرُوف عِنْد الْمُحدثين، وَقد وضعت فِيهِ كتب وستمر مِنْهُ أَحَادِيث، وَمن أشهرها قَوْله:
(2554) " وَإِلَّا استسعي العَبْد غير مشقوق عَلَيْهِ ".
(2555) وَقَوله: " وَإِلَّا فقد عتق فِيهِ مَا عتق ".(5/387)
(2556) وَقَوله: فَإِذا قلت ذَلِك، فقد قضيت مَا عَلَيْك، فَإِن شِئْت أَن تقوم فَقُمْ ".
وَلَا أعرف أحدا قَالَ فِي هَذَا الحَدِيث مَا ذكر أَبُو مُحَمَّد، إِلَّا سُلَيْمَان ابْن حَرْب، فَإِن البُخَارِيّ حكى عَنهُ فِي تَارِيخه أَنه كَانَ يُنكر هَذَا الْحَرْف أَن يكون مَرْفُوعا، وَكَانَ يَقُول: كَأَنَّهُ من كَلَام ابْن مَسْعُود، وَهَذَا لَا يقبل مِنْهُ وَلَا من غَيره، إِلَّا أَن يَأْتِي فِي ذَلِك بِحجَّة، كَمَا الْتزم فِيمَا يدعى فِيهِ ذَلِك، وَالله أعلم.
(2557) وَذكر من طَرِيق النَّسَائِيّ عَن عبد الله بن فَيْرُوز الديلمي أَنه قَالَ: " أتيت النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بِرَأْس الْأسود الْعَنسِي " [الْكذَّاب، قَالَ أَبُو دَاوُد: فِي هَذَا أَحَادِيث عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَلَا يَصح فِي] هَذَا الْبَاب شَيْء. انْتهى قَوْله.(5/388)
وَقد ذكرنَا هَذَا الحَدِيث فِي جملَة مَا اعتراه الِانْقِطَاع فِي سِيَاقه؛ وَذَلِكَ انه سقط مِنْهُ فَيْرُوز، فَهُوَ الَّذِي جَاءَ بِهِ، وَهُوَ قَاتله، وَخَبره فِي ذَلِك بَين عِنْد الطَّبَرِيّ وَغَيره، فَأَما ابْنه عبد الله فتابعي.
وَالَّذِي نريده الْآن لهَذَا الْبَاب، هُوَ أَن مَا أتبعه - مِمَّا يُوهم ضعفه - لَيْسَ بِشَيْء، فَإِن رجال إِسْنَاده ثِقَات، وَلَا يصاخ إِلَى توهم الْخَطَأ على أحد مِنْهُم إِلَّا بِحجَّة، وَلم يكف فِي ذَلِك قَوْله: يُقَال: إِن الْخَبَر بقتل الْأسود لم يجِئ إِلَّا إِثْر موت النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، فَإِن هَذَا لم يَصح، إِلَّا أَن الأخباريين يَقُولُونَهُ، وَإِن أوردوه فبطرق لَا تصح مَرْفُوعَة بِهَذَا التَّصْحِيح، وعَلى أَنه لَيْسَ فِيهِ نَص أَنه صَادف بِهِ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَقدم عَلَيْهِ بِهِ، بل يحْتَمل أَن يكون مَعْنَاهُ أَنه أَتَى النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَاصِدا إِلَيْهِ، وافدا عَلَيْهِ، مبادرا بالتبشير بِالْفَتْح، فصادفه قد مَاتَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
وَإسْنَاد الحَدِيث الْمَذْكُور عِنْد النَّسَائِيّ هُوَ هَذَا: أخبرنَا عِيسَى بن مُحَمَّد أَبُو عُمَيْر عَن ضَمرَة - هُوَ ابْن ربيعَة - عَن السيباني - هُوَ يحيى بن أبي عَمْرو - عَن عبد الله الديلمي، عَن أَبِيه، فَذكره.
وَمَا يُقَال من أَن ضَمرَة لم يُتَابع عَلَيْهِ لَا يضرّهُ؛ فَإِنَّهُ ثِقَة، وَلأَجل انْفِرَاده بِهِ قيل فِيهِ: غَرِيب، وَلم يتبعهُ أَبُو مُحَمَّد فِي كِتَابه الْكَبِير أَكثر من قَوْله: لم يُتَابع عَلَيْهِ - يَعْنِي ضَمرَة - فَاعْلَم ذَلِك.(5/389)
(2558) وَذكر من طَرِيق التِّرْمِذِيّ عَن حَمَّاد بن زيد، قلت لأيوب: هَل علمت أَن أحدا قَالَ: " أَمرك بِيَدِك ثَلَاث إِلَّا الْحسن؟ قَالَ: لَا، ثمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ غفرا ". الحَدِيث.
ثمَّ رده بِأَن قَالَ: كثير مولى بني سَمُرَة مَجْهُول، قَالَه أَبُو مُحَمَّد بن حزم. انْتهى مَا ذكر.
وَكثير هَذَا، هُوَ مولى عبد الرَّحْمَن بن سَمُرَة، ذكر أَحْمد بن سعيد بن حزم المنتجالي، عَن الْكُوفِي أَنه قَالَ فِيهِ: ثِقَة.
فعلى هَذَا لَا يكون الحَدِيث ضَعِيفا، فَأَما مَا ذكر [التِّرْمِذِيّ من نِسْيَان كثير مولى بني سَمُرَة لهَذَا الحَدِيث ف [لَا عِلّة فِيهِ، وسنذكره فِيمَا بعد.
(2559) [وَذكر مُرْسل أبي رزين فِي الطَّلَاق وَفِيه] فَأَيْنَ الثَّالِثَة؟ قَالَ: " إمْسَاك بِمَعْرُوف أَو تَسْرِيح بِإِحْسَان ".
وَضَعفه وَهُوَ صَحِيح، وَقد بَينا ذَلِك فِي بَاب الْأَحَادِيث الَّتِي أغفل نسبتها. إِلَى الْمَوَاضِع الَّتِي نقلهَا مِنْهَا.(5/390)
(2560) وَذكر من طَرِيق أبي دَاوُد عَن معَاذ بن جبل: " غزونا مَعَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - خَيْبَر، فأصبنا فِيهَا غنما، فقسم فِينَا رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - طَائِفَة، وَجعل بقيتها فِي الْمغنم ".
ثمَّ قَالَ: يرويهِ شيخ من أهل الْأُرْدُن، يُقَال لَهُ: أَبُو عبد الْعَزِيز. انْتهى مَا ذكر.
كَأَنَّهُ لم يعرف أَبَا عبد الْعَزِيز هَذَا، فَرمى الحَدِيث من أَجله.
وَإسْنَاد أبي دَاوُد هُوَ هَذَا: حَدثنَا مُحَمَّد بن الْمُصَفّى، حَدثنَا مُحَمَّد بن الْمُبَارك، عَن يحيى بن حَمْزَة، قَالَ: حَدثنِي أَبُو عبد الْعَزِيز: شيخ من أهل الْأُرْدُن، عَن عبَادَة بن نسي، عَن عبد الرَّحْمَن بن غنم، قَالَ: " رابطنا مَدِينَة قنسرين مَعَ شُرَحْبِيل بن السمط، فَلَمَّا فتحناها أصَاب فِيهَا غنما وبقرا، فقسم طَائِفَة مِنْهَا، وَجعل بقيتها فِي الْمغنم، فَلَقِيت معَاذ بن جبل فَحَدَّثته، فَقَالَ: " غزونا. فَذكره بنصه.
وكل رِجَاله ثِقَات، وَأَبُو عبد الْعَزِيز، هُوَ يحيى بن عبد الْعَزِيز الأردني، وَالِد أبي عبد الرَّحْمَن الشَّافِعِي، الْأَعْمَى، صَاحب الْكَلَام الْمَنْسُوب إِلَى الْبِدْعَة، روى عَنهُ يحيى بن حَمْزَة، والوليد بن مُسلم.
قَالَ أَبُو حَاتِم: مَا بحَديثه بَأْس.(5/391)
وَذكره البُخَارِيّ، وَسَماهُ ابْن الْجَارُود كَمَا سميناه، وَذكر رِوَايَته عَن عبَادَة بن نسي.
(2561) وَذكر من طَرِيق أبي دَاوُد: حَدثنَا هناد بن السّري، حَدثنَا أَبُو الْأَحْوَص، عَن عَاصِم - يَعْنِي ابْن كُلَيْب - عَن أَبِيه، عَن رجل من الْأَنْصَار، قَالَ: " خرجنَا مَعَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي سفر " الحَدِيث الَّذِي فِيهِ: " إِن النهبة لَيست بأحل من الْميتَة ".
هَكَذَا ذكره بِإِسْنَادِهِ، كالمتبري من عهدته، فَهُوَ يشبه التَّضْعِيف لَهُ، وَذَلِكَ [لَا يَجِيء] على أَصله؛ فَإِن رِجَاله ثِقَات، والاعتلال عَلَيْهِ بِكَوْن هَذَا الرجل(5/392)
[ادّعى الصُّحْبَة، وَلَا يقبل مِنْهُ ادِّعَاء تِلْكَ] المزية لنَفسِهِ، كَمَا لَا يقبل مِمَّن قَالَ عَن نَفسه: إِنَّه ثِقَة، هُوَ اعتلال صَحِيح، لكنه لَيْسَ على أصل أبي مُحَمَّد، لما قيل فِي أَمْثَاله مِمَّا قد استوعبناه بِالذكر فِيمَا تقدم.
وَبِهَذَا الِاعْتِبَار كتبناه الْآن هُنَا، وَأما عِنْدِي فَلَيْسَ بِصَحِيح.
فَأَما لَو شهد لَهُ التَّابِعِيّ بالصحبة، فَحِينَئِذٍ كَانَت تكون أقرب. على أَنَّهَا أَيْضا مُحْتَملَة، على مَا قد بَيناهُ قبل، فعد إِلَيْهِ.
وَأما عَاصِم بن كُلَيْب وَأَبوهُ فثقتان، وَأَبُو الْأَحْوَص وهناد لَا يسْأَل عَنْهُمَا.
ورأيته فِي كِتَابه الْكَبِير لما ذكر الحَدِيث قَالَ بإثره: كُلَيْب بن وَائِل أدْرك طَائِفَة من الصَّحَابَة.
فَهَذَا يفهم مِنْهُ أَنه صَححهُ، فَالله أعلم.
(2562) وَذكر حَدِيث الفريعة بنت مَالك فِي مكث الْمُتَوفَّى عَنْهَا(5/393)
زَوجهَا فِي الْبَيْت الَّذِي كَانَت تسكن فِيهِ مَعَ الزَّوْج الْمُتَوفَّى، حَتَّى يبلغ الْكتاب أَجله.
أتبعه تَصْحِيح التِّرْمِذِيّ لَهُ، وَقَول عَليّ بن أَحْمد بن حزم: زَيْنَب بنت كَعْب مَجْهُولَة، لم يرو حَدِيثهَا غير سعد بن إِسْحَاق، وَهُوَ غير مَشْهُور بِالْعَدَالَةِ.
وارتضى هُوَ هَذَا القَوْل من عَليّ بن أَحْمد، وَرجحه على قَول ابْن عبد الْبر: إِنَّه حَدِيث مَشْهُور.
وَعِنْدِي أَنه لَيْسَ كَمَا ذهب إِلَيْهِ، بل الحَدِيث صَحِيح؛ فَإِن سعد بن(5/394)
إِسْحَاق ثِقَة، وَمِمَّنْ وَثَّقَهُ النَّسَائِيّ، وَزَيْنَب كَذَلِك ثِقَة.
وَفِي تَصْحِيح التِّرْمِذِيّ إِيَّاه توثيقها وتوثيق سعد بن إِسْحَاق، وَلَا يضر الثِّقَة أَن لَا يروي عَنهُ إِلَّا وَاحِد، وَالله أعلم.
(2563) وَذكر من طَرِيق التِّرْمِذِيّ عَن أنس بن مَالك " أَن رجلا من كلاب سَأَلَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عَن عسب الْفَحْل " الحَدِيث.
وَأتبعهُ قَول التِّرْمِذِيّ فِيهِ: حسن غَرِيب.
وَيَنْبَغِي أَن يُقَال فِيهِ: صَحِيح، فَإِن إِسْنَاده هُوَ هَذَا: حَدثنَا عَبدة بن عبد الله الْخُزَاعِيّ، الْبَصْرِيّ، حَدثنَا يحيى بن آدم، عَن إِبْرَاهِيم بن حميد الرُّؤَاسِي، عَن هِشَام بن عُرْوَة، عَن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم، عَن أنس.
وكل هَؤُلَاءِ ثِقَات.
(2564) وَذكر من ط [ريق التِّرْمِذِيّ حَدِيث عَن أبي أَيُّوب، أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " من فرق] بَين الْجَارِيَة وَوَلدهَا فِي ال [بيع " الحَدِيث.
وَقَالَ: وَذكر أَبُو دَاوُد عَن عَليّ أَنه فرق بَين جَارِيَة وَوَلدهَا، وَرُوِيَ عَن] عَليّ بِإِسْنَاد آخر وَلَا يَصح؛ لِأَنَّهُ من طَرِيق سعيد بن أبي عرُوبَة، عَن(5/395)
الحكم، وَلم يسمع من الحكم، وَمن طَرِيق مُحَمَّد بن عبيد الله، عَن الحكم، وَهُوَ ضَعِيف.
قَالَ: وَقد رُوِيَ عَن شُعْبَة، عَن الحكم، وَالْمَحْفُوظ حَدِيث سعيد بن أبي عرُوبَة، عَن الحكم، عَن عبد الرَّحْمَن بن أبي ليلى، عَن عَليّ. انْتهى كَلَامه.
فَأول مَا فِيهِ أَنه لم يعز شَيْئا مِنْهُ إِلَى مَوْضِعه، وجميعه من كتاب الدَّارَقُطْنِيّ فِي السّنَن، وَحكم على رِوَايَة شُعْبَة، عَن الحكم، عَن عبد الرَّحْمَن بن أبي ليلى، عَن عَليّ، بِأَنَّهَا لَيست بمحفوظة، وَأَن الْمَحْفُوظ رِوَايَة سعيد بن أبي عرُوبَة، عَن الحكم، عَن عبد الرَّحْمَن بن أبي ليلى، عَن عَليّ - يَعْنِي على مَا بهَا من الِانْقِطَاع -؛ إِذْ لم يسمع سعيد بن أبي عرُوبَة من الحكم.
وَالْمَقْصُود أَن نبين أَن رِوَايَة شُعْبَة صَحِيحَة لَا عيب لَهَا، وَأَنَّهَا أولى مَا اعْتمد فِي هَذَا الْبَاب.
قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: حَدثنَا الْحُسَيْن بن إِسْمَاعِيل الْمحَامِلِي، حَدثنَا إِسْمَاعِيل ابْن أبي الْحَارِث، حَدثنَا عبد الْوَهَّاب بن عَطاء الْخفاف، حَدثنَا شُعْبَة، عَن الحكم، عَن عبد الرَّحْمَن بن أبي ليلى، عَن عَليّ، قَالَ: قدم على النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بسبي، فَأمرنِي بِبيع أَخَوَيْنِ فبعتهما، وَفرقت بَينهمَا، فَبلغ ذَلِك النَّبِي
فَقَالَ: " أدركهما فارتجعهما، وبعهما جَمِيعًا، وَلَا تفرق بَينهمَا ".
وَقَالَ فِي كتاب الْعِلَل: حَدثنَا الْحُسَيْن بن إِسْمَاعِيل الْمحَامِلِي، قَالَ: حَدثنَا إِسْمَاعِيل بن أبي الْحَارِث وَمُحَمّد بن الْوَلِيد الفحام قَالَا: حَدثنَا عبد الْوَهَّاب الْخفاف، حَدثنَا شُعْبَة، عَن الحكم، عَن عبد الرَّحْمَن بن أبي ليلى، عَن عَليّ(5/396)
قَالَ: قدم على رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بسبي فَأمرنِي بِبيع أَخَوَيْنِ، فبعتهما وَفرقت بَينهمَا، فَبلغ ذَلِك النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَقَالَ: " أدركهما، فارتجعهما، وبعهما جَمِيعًا، وَلَا تفرق بَينهمَا ".
فَهَذَا كَمَا ترى إِسْمَاعِيل بن أبي الْحَارِث وَمُحَمّد بن الْوَلِيد الفحام، كِلَاهُمَا [يرويهِ عَن عبد الْوَهَّاب الْخفاف، وكل رُوَاته ثِقَات] وَإِسْمَاعِيل بن أبي الْحَارِث مِنْهُم، هُوَ [ثِقَة أَيْضا، وَمن أَجله لم يحكم أَبُو مُحَمَّد على] هَذَا الحَدِيث بِالصِّحَّةِ، وَهُوَ إِسْمَاعِيل بن أَسد بن شاهين، قَالَ فِيهِ أَبُو حَاتِم: " ثِقَة صَدُوق ".
وَذكر الْخَطِيب بن ثَابت عَن الدَّارَقُطْنِيّ أَنه قَالَ فِيهِ: " ثِقَة صَدُوق، ورع فَاضل ".
وَذكر الدَّارَقُطْنِيّ أَن عَليّ بن سهل، رَوَاهُ أَيْضا عَن عبد الْوَهَّاب، عَن شُعْبَة، كَمَا روياه، فَاعْلَم ذَلِك.
(2565) وَذكر من طَرِيق الدَّارَقُطْنِيّ، عَن مُحَمَّد بن طريف، عَن ابْن فُضَيْل، عَن عبد الْملك بن أبي سُلَيْمَان، عَن عَطاء، عَن جَابر بن عبد الله، قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " [لَا بَأْس] بِبيع خدمَة الْمُدبر إِذا احْتَاجَ ".
ثمَّ قَالَ: هَذَا خطأ من ابْن طريف، وَالصَّوَاب: عَن عبد الْملك بن أبي(5/397)
سُلَيْمَان، عَن أبي جَعْفَر مُرْسلا.
هَذَا مَا ذكره بِهِ، وَهُوَ كَلَام الدَّارَقُطْنِيّ، وَلَا يَنْبَغِي أَن يحمل فِي ذَلِك على ابْن طريف، وَإِن كَانَ فِيهِ خطأ فَهُوَ من ابْن فُضَيْل، فَإِنَّهُ هُوَ الَّذِي خُولِفَ فِيهِ، عَن عبد الْملك بن أبي سُلَيْمَان، خَالفه يزِيد بن هَارُون فَقَالَ: حَدثنَا عبد الْملك ابْن أبي سُلَيْمَان عَن أبي جَعْفَر، قَالَ: " بَاعَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - خدمَة الْمُدبر ".
وَلَا بعد فِي أَن يكون عِنْد عبد الْملك بن أبي سُلَيْمَان حديثان: أَحدهمَا عَن أبي جَعْفَر مُرْسلا " أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بَاعَ خدمَة الْمُدبر " هَكَذَا من فعله عَلَيْهِ السَّلَام.
وَالْآخر عَن عَطاء، عَن جَابر، قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " لَا بَأْس بِبيع خدمَة الْمُدبر إِذا احْتَاجَ " هَكَذَا من قَوْله عَلَيْهِ السَّلَام.
فَإِنَّهُمَا حديثان، بل لَا بعد فِي أَن يرْوى كَذَلِك مُرْسلا وَمُسْندًا قَوْله فِي الْمُدبر، أَو فعله فِيهِ، حَتَّى يكون حَدِيثا وَاحِدًا يسند وَيُرْسل، وَلَيْسَ من قصر بِهِ فَلم يسْندهُ حجَّة على من حفظه فأسنده، إِذا كَانَ ثِقَة.
وَمُحَمّد بن طريف، وَمُحَمّد بن فُضَيْل صدوقان مشهوران من أهل الْعلم، فَلَا يَنْبَغِي أَن يخطأ أحد مِنْهُمَا فِيمَا جَاءَ بِهِ من ذَلِك، وَالله أعلم.
(2566) وَذكر من طَرِيق أبي دَاوُد، عَن حميد الْأَعْرَج، عَن [طَارق الْمَكِّيّ، عَن جَابر بن عبد الله قَالَ: قضى رَسُول الله]- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي امْرَأَة [من الْأَنْصَار، أَعْطَاهَا ابْنهَا حديقة من نخل فَمَاتَتْ] فَقَالَ ابْنهَا: إِنَّمَا أعطيتهَا(5/398)
حَيَاتهَا، وَله أخوة، فَقَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " هِيَ لَهَا حَيَاتهَا وموتها "، قَالَ: كنت تَصَدَّقت بهَا عَلَيْهَا قَالَ: " ذَلِك أبعد لَك مِنْهَا ".
ثمَّ قَالَ الصَّحِيح فِي هَذَا مَا أخرجه مُسلم عَن جَابر، أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " أَيّمَا رجل أعمر رجلا عمرى لَهُ ولعقبه " الحَدِيث.
فَكَانَ هَذَا مسا مِنْهُ للْحَدِيث الأول، وَمَا بِهِ عِلّة، بل هُوَ صَحِيح.
إِسْنَاده عِنْد أبي دَاوُد هَكَذَا: حَدثنَا عُثْمَان بن أبي شيبَة، حَدثنَا مُعَاوِيَة بن هِشَام، حَدثنَا سُفْيَان، عَن حبيب، عَن حميد الْأَعْرَج، فَذكره.
وكل هَؤُلَاءِ ثِقَات مشاهير، وطارق مِنْهُم، هُوَ قَاضِي مَكَّة، وَهُوَ مولى عُثْمَان بن عَفَّان - رَضِي الله عَنهُ - وَهُوَ أَيْضا ثِقَة، قَالَه أَبُو زرْعَة.
(2567) وَذكر من طَرِيق التِّرْمِذِيّ، عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: أهْدى رجل من بني فَزَارَة إِلَى النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - نَاقَة من إبِله الَّتِي كَانُوا أَصَابُوا بِالْغَابَةِ، فَعوضهُ مِنْهَا بعض الْعِوَض، فتسخطه، فَسمِعت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَقُول على الْمِنْبَر: " إِن رجَالًا من الْعَرَب، يهدي أحدهم الْهَدِيَّة فأعوضه مِنْهَا بِقدر مَا عِنْدِي، ثمَّ يتسخطه، فيظل يتسخط عَليّ، وَايْم الله لَا أقبل بعد مقَامي هَذَا من رجل من الْعَرَب هَدِيَّة، إِلَّا من قرشي، أَو أَنْصَارِي، أَو ثقفي، أَو دوسي.
زَاد أَبُو دَاوُد " أَو مُهَاجِرِي ".(5/399)
قَالَ: وللترمذي أَيْضا عَن أبي هُرَيْرَة " أَن أَعْرَابِيًا أهْدى لرَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بكرَة فَعوضهُ مِنْهَا سِتّ بكرات " الحَدِيث.
وَقَالَ: " لقد هَمَمْت أَن لَا أقبل هَدِيَّة إِلَّا من قرشي، أَو أَنْصَارِي، أَو دوسي ".
ثمَّ قَالَ: لَيْسَ إِسْنَاد هَذَا الحَدِيث بِالْقَوِيّ، وَكَذَلِكَ الَّذِي قبله. انْتهى مَا ذكر.
وَفِيه تَغْيِير، وَذَلِكَ فِي قَوْله: زَاد أَبُو دَاوُد: " أَو مُهَاجِرِي " قد بَيناهُ فِي بَاب الْأَسْمَاء الْمُغيرَة عَمَّا هِيَ عَلَيْهِ.
[وَيَعْنِي بِعَدَمِ قُوَّة إِسْنَاده، أَن سعيد المَقْبُري وَأحمد بن خَالِد الْوَهْبِي] ليسَا بالقويين، وَهُوَ قَول إِنَّمَا [تبع فِيهِ أَبَا مُحَمَّد بن حزم، وَهَذَا الحَدِيث يرويهِ] التِّرْمِذِيّ، عَن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل البُخَارِيّ، عَن أَحْمد بن خَالِد - هُوَ الْوَهْبِي - عَن مُحَمَّد بن إِسْحَاق، عَن سعيد بن أبي سعيد المَقْبُري، عَن أَبِيه، عَن أبي هُرَيْرَة.
وَكم حَدِيث قد احْتج بِهِ من رِوَايَة ابْن إِسْحَاق، وَلَا يبين أَنه من رِوَايَته، بِمَا قد بَينا جَمِيعه فِيمَا تقدم.
وَأحمد بن خَالِد الْوَهْبِي أَيْضا، قد كَانَ فرط لِابْنِ حزم فِيهِ قَول بِأَنَّهُ مَجْهُول وَذَلِكَ لِأَنَّهُ جَهله وَهُوَ ثِقَة.(5/400)
وَقد قبل أَبُو مُحَمَّد عبد الْحق الحَدِيث الَّذِي رد ابْن حزم من أَجله، وَعلم من حَاله مَا جهل ابْن حزم، وَهُوَ حَدِيث زيد بن ثَابت.
(2568) " نهى رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَن تبَاع السّلع حَيْثُ تبْتَاع، حَتَّى يحوزها التُّجَّار إِلَى رحالهم ".
فَإِنَّهُ من رِوَايَة أَحْمد بن خَالِد الْوَهْبِي الْمَذْكُور، عَن ابْن إِسْحَاق، فَمَا باله يردهُ هَا هُنَا؟
وَهَذَا كُله إِنَّمَا هُوَ إِلْزَام لَهُ مَا الْتزم، وَإِلَّا فَحق الحَدِيث أَن يُقَال لَهُ: حسن.
وَزِيَادَة: أبي دَاوُد " أَو مُهَاجِرِي " أَيْضا من رِوَايَة سَلمَة بن الْفضل، عَن ابْن إِسْحَاق كَذَلِك.
وَأما الحَدِيث الثَّانِي فيرويه التِّرْمِذِيّ هَكَذَا: حَدثنَا أَحْمد بن منيع، حَدثنَا يزِيد بن هَارُون، أخبرنَا أَيُّوب، عَن سعيد المَقْبُري، عَن أبي هُرَيْرَة. فَذكره.
وَلَا أحصي كم حَدِيث قبل من رِوَايَة المَقْبُري، عَن أبي هُرَيْرَة من غير ذكر أَبِيه، وَأصَاب فِي ذَلِك، فَإِنَّهُ قد سمع من أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة، وَسمع أَيْضا من أبي هُرَيْرَة كَمَا سمع أَبوهُ، فَهُوَ يروي عَنهُ بِوَاسِطَة أَبِيه، وَبلا وَاسِطَة.
وَقد صحّح التِّرْمِذِيّ القَوْل فِي أَيُّوب رَاوِيه بِأَن قَالَ: وَيزِيد بن هَارُون، يروي عَن أَيُّوب أبي الْعَلَاء، وَهُوَ أَيُّوب بن مِسْكين، وَيُقَال: ابْن أبي مِسْكين، وَلَعَلَّ هَذَا الحَدِيث الَّذِي رَوَاهُ عَن أَيُّوب، هُوَ أَيُّوب أَبُو الْعَلَاء. انْتهى كَلَامه.
وَمَا يَنْبَغِي فِيهِ تردد أَنه أَيُّوب أَبُو الْعَلَاء، وَهُوَ ثِقَة، وثقة النَّسَائِيّ، وَأحمد بن حَنْبَل، وَزَاد أَنه رجل صَالح.(5/401)
وَقَالَ فِيهِ أَبُو حَاتِم: شيخ صَالح لَا بَأْس بِهِ، يكْتب حَدِيث [هـ وَلَا يحْتَج بِهِ. وَوَثَّقَهُ أَيْضا ابْن سعد.
وَقَول أبي حَاتِم فِيهِ: لَا] يحْتَج بِهِ، لَا يلْتَفت إِلَيْهِ إِذا ل [م يفسره، كَسَائِر الْجرْح الْمُجْمل، وَهَذَا الحَدِيث لم يعل] عَلَيْهِ بقادح.
وَقَول التِّرْمِذِيّ لحَدِيث ابْن إِسْحَاق الْمَذْكُور: إِنَّه حسن، [وَهُوَ] أصح من حَدِيث يزِيد بن هَارُون هَذَا، إِنَّمَا هُوَ بِاعْتِبَار ثُبُوت وَالِد سعيد المَقْبُري بَينه وَبَين أبي هُرَيْرَة، فرجحه لأجل ذَلِك على حَدِيث يزِيد بن هَارُون الَّذِي سقط مِنْهُ ذكره، فَاتبعهُ أَبُو مُحَمَّد، وَفهم عَنهُ تَضْعِيف الْحَدِيثين، وَمَا بهما ضعف، فَاعْلَم ذَلِك.
(2569) وَذكر أَيْضا حَدِيث عَائِشَة عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " يرد من صَدَقَة الجانف، فِي حَيَاته مَا يرد من وَصِيَّة المجنف عِنْد مَوته ".
سَاقه من طَرِيق أبي دَاوُد من رِوَايَة عُرْوَة عَنْهَا، ثمَّ قَالَ: الصَّحِيح عَن عُرْوَة مُرْسلا عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ويروي عَن عُرْوَة قَوْله، وَقد رُوِيَ مَوْقُوفا على(5/402)
عَائِشَة. انْتهى مَا ذكر.
وَهُوَ تَرْجِيح رِوَايَة بعض الروَاة على بعض بِغَيْر حجَّة، فَإِن الَّذِي أسْندهُ إِذا كَانَ ثِقَة، لم يضرّهُ مُخَالفَة من خَالفه.
وَهَذَا الحَدِيث ذكره أَبُو دَاوُد فِي الْمَرَاسِيل هَكَذَا: حَدثنَا الْعَبَّاس بن الْوَلِيد ابْن مزِيد، حَدثنَا أبي، عَن الْأَوْزَاعِيّ، قَالَ: إِن الزُّهْرِيّ حَدثنِي عَن عُرْوَة، عَن عَائِشَة عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " يرد من صَدَقَة الجانف فِي حَيَاته مَا يرد من وَصِيَّة المجنف عِنْد مَوته ". وَهَذَا الْإِسْنَاد صَحِيح.
ثمَّ قَالَ أَبُو دَاوُد: حَدثنَا الْعَبَّاس، قَالَ: حَدثنَا بِهِ مرّة عَن عُرْوَة، وَمرَّة عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة، وَمرَّة عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
قَالَ أَبُو دَاوُد: لَا يَصح رَفعه.
هَذَا مَا ذكر، وَعِنْدِي أَنه لَيْسَ بضار لَهُ، وَقد سُئِلَ الدَّارَقُطْنِيّ عَنهُ فَقَالَ: يرويهِ الْأَوْزَاعِيّ، عَن الزُّهْرِيّ، عَن عُرْوَة قَوْله: لَيْسَ فِيهِ عَن عَائِشَة وَلَا النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، كَذَلِك رَوَاهُ يحيى بن حَمْزَة، والوليد بن مُسلم، وَغَيرهمَا عَن الْأَوْزَاعِيّ. انْتهى مَا ذكر.
والوليد بن مزِيد أحد [الثِّقَات الْأَثْبَات، من أَصْحَاب الْأَوْزَاعِيّ، و] لَا يضرّهُ مُخَالفَة من قصر بِهِ، وَرَأَيْت [.....] اة وَلَعَلَّه تصحف.(5/403)
(2570) وَذكر من طَرِيق الدَّارَقُطْنِيّ عَن مُحَمَّد بن سعيد، عَن عَمْرو ابْن شُعَيْب، قَالَ: أَخْبرنِي أبي عَن جدي، أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَامَ يَوْم فتح مَكَّة فَقَالَ: " لَا يتوارث أهل ملتين، وَالْمَرْأَة تَرث من دِيَة زَوجهَا " الحَدِيث.
ثمَّ قَالَ: وَمُحَمّد بن سعيد، أَظُنهُ المصلوب، وَهُوَ مَتْرُوك عِنْد الْجَمِيع.
كَذَا قَالَ، وَالدَّارَقُطْنِيّ قد بَين فِي كِتَابه أَنه الطَّائِفِي، وَقَالَ فِيهِ: ثِقَة، وَإِنَّمَا خَفِي على أبي مُحَمَّد أمره؛ لِأَنَّهُ أوردهُ بِإِسْنَادِهِ وَفرغ مِنْهُ، ثمَّ اتبعهُ تركيبة وَلم يذكر متنها وَلكنه قَالَ: بِإِسْنَادِهِ مثله، ثمَّ قَالَ: إِنَّه مُحَمَّد بن سعيد الطَّائِفِي، وَهُوَ ثِقَة.
فَانْتهى أَبُو مُحَمَّد بِالنّظرِ إِلَى آخر الحَدِيث، وَلم يتماد بِالنّظرِ إِلَى التركيبة وَمَا بعْدهَا، فأغفل، وَالله الْمُوفق.
(2571) وَذكر من طَرِيق النَّسَائِيّ، عَن عِكْرِمَة بن خَالِد المَخْزُومِي، الْمَكِّيّ، عَن أسيد بن ظهير حَدِيث: " من وجد مَا سرق مِنْهُ، يَأْخُذهُ بِثمنِهِ إِن كَانَ الَّذِي هُوَ فِي يَده غير مُتَّهم ".
ثمَّ قَالَ: عِكْرِمَة بن خَالِد ضَعِيف الحَدِيث.
كَذَا قَالَ، وَلنْ أبلغ من بَيَان أَمر هَذَا الحَدِيث مَا أُرِيد، إِلَّا بِأَن تكون مِنْك(5/404)
إصاخة إِن لم تكن ببحثك عَنهُ مُشَاركَة.
فَاعْلَم أَنه حَدِيث لَا عِلّة بِهِ، وَقد غلط فِي تَضْعِيفه ابْن حزم وَكَانَ لَهُ عذر، وَتَبعهُ أَبُو مُحَمَّد عبد الْحق بِغَيْر عذر.
وَعذر ابْن حزم فِيهِ، هُوَ أَن لَهُ اعتناء بِكِتَاب أبي يحيى السَّاجِي حَتَّى لَا ختصره، ورتبه على الْحُرُوف، وشاع اختصاره الْمَذْكُور لنبله، وَكَانَ فِي كتاب السَّاجِي تَخْلِيط لم يأبه لَهُ ابْن حزم حِين الِاخْتِصَار، فجر لغيره الْخَطَأ.
وَالْأَمر فِيهِ مَا أصف لَك، وَذَلِكَ أَن هُنَاكَ رجلَيْنِ مخزوميين، كل وَاحِد مِنْهُمَا يُقَال لَهُ: عِكْرِمَة بن خَالِد.
أحمدهما عِكْرِمَة بن خَالِد بن سعيد بن العَاصِي، وَهُوَ تَابِعِيّ، يروي عَن ابْن عمر، وَابْن عَبَّاس، وَسَعِيد بن جُبَير، وروى عَنهُ عَمْرو بن دِينَار وَإِبْرَاهِيم ابْن مهَاجر وَا [بن جريج، وحَنْظَلَة بن أبي] سُفْيَان، وَهُوَ أَخُو الْحَارِث ابْن خَالِد الشَّاعِر.
قَالَ البُخَارِيّ: وَمَات بعد عَطاء وَهُوَ ثِقَة، وثقة ابْن معِين، وَأَبُو زرْعَة، وَالنَّسَائِيّ، والكوفي، وَلم يسمع فِيهِ بِتَضْعِيف قطّ.(5/405)
قَالَ مُصعب الزبيرِي: وَكَانَ من وُجُوه قُرَيْش.
وَهَذَا هُوَ رَاوِي الحَدِيث الْمَذْكُور عَن صحابيه: أسيد بن ظهير، رَوَاهُ عَنهُ ابْن جريج بَينا فِي كتاب عبد الرَّزَّاق، وَمن عِنْده نَقله النَّسَائِيّ.
وَقَبله عِنْد عبد الرَّزَّاق سُؤال ابْن جريج لعطاء عَن مسَائِل من الِاسْتِحْقَاق، وأردفها الحَدِيث الْمَذْكُور عَن عِكْرِمَة بن خَالِد الْمَذْكُور.
وَهَذَا الرجل أخرج لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم رحمهمَا [الله] ، وَمَا عَابَ ذَلِك أحد على وَاحِد مِنْهُمَا لِثِقَتِهِ وأمانته.
وَهُنَاكَ مخزومي آخر يُقَال لَهُ عِكْرِمَة بن خَالِد بن سَلمَة، يروي عَن أَبِيه، ويروي عَنهُ مُسلم بن إِبْرَاهِيم، وَنصر بن عَليّ، وَهُوَ مُنكر الحَدِيث.
وَمِمَّنْ قَالَ فِيهِ ذَلِك البُخَارِيّ وَأَبُو حَاتِم، وَهَذَا هُوَ الَّذِي يذكرهُ النَّاس فِي جملَة الضُّعَفَاء، وَكَانَ حريا بِأَن يذكرهُ السَّاجِي فِي كِتَابه فِي الضُّعَفَاء، إِلَّا أَنه لما أَرَادَ ذَلِك، غلظ بِأَن ترْجم فِي المكيين باسم الأول، ثمَّ خرج إِلَى ذكر الثَّانِي.
وَنَصّ الْوَاقِع عِنْده من ذَلِك هُوَ هَذَا: وَمِنْهُم عِكْرِمَة بن خَالِد بن هِشَام بن سعيد بن العَاصِي بن الْمُغيرَة بن عبد الله المَخْزُومِي، ضَعِيف الحَدِيث نزل الْبَصْرَة.
فَأَما خَالِد بن سَلمَة فَثِقَة. قَالَ أَحْمد بن حَنْبَل: خَالِد بن سَلمَة المَخْزُومِي ثِقَة.
روى عَنهُ عِكْرِمَة حَدِيثا عَن ابْن عمر قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -:(5/406)
(2572) " لَا تضربوا الرَّقِيق؛ فَإِنَّكُم لَا تَدْرُونَ مَا توافقون ".
هَذَا نَص مَا ذكر، فترجم باسم الأول، ثمَّ عَاد إِلَى ذكر الثَّانِي، فَالَّذِي كَانَ فِي خياله إِنَّمَا هُوَ الثَّانِي، فَقَالَ عَنهُ: ضَعِيف الحَدِيث كَمَا هُوَ عِنْدهم، [وتمم ذكره بِذكر أَبِيه: خَالِد بن سَلمَة فَذكر أَنه] ثِقَة، وَأَن ابْنه عِكْرِمَة روى [عَنهُ وَعَن مُسلم بن إِبْرَاهِيم] وَهَذَا أدل دَلِيل على أَنه لم يرد الأول؛ فَأَنَّهُ لَو أَرَادَهُ لم يكن لِلْخُرُوجِ إِلَى ذكره وَالِد الثَّانِي معنى، وَلِأَنَّهُ لَا يَصح أَن يُرِيد الأول؛ فَإِنَّهُ لَيْسَ بضعيف، فَكيف يذكر فِي الضُّعَفَاء؟
وَيلْزم أَبَا مُحَمَّد إِن لج فِي تَضْعِيفه عِكْرِمَة بن خَالِد رَاوِي الحَدِيث الْمَذْكُور، أحد أَمريْن: إِمَّا أَن يبت أَنه عِكْرِمَة بن خَالِد بن سَلمَة الضَّعِيف، وَإِمَّا أَن يعْتَرف بِأَنَّهُ عِكْرِمَة بن خَالِد بن سعيد العَاصِي.
فَإِن بت بِأَنَّهُ عِكْرِمَة بن خَالِد بن سَلمَة، كَانَ الْخَطَأ مِنْهُ فِي ذَلِك بَينا، بتبين طبقته، وإحاطة الْعلم بِأَن سنه لم تدْرك الرِّوَايَة عَن الصَّحَابَة.
وَإِن اعْترف بِأَنَّهُ عِكْرِمَة بن خَالِد بن سعيد، فسيلزمه أَن يقر من ثقته بِمَا وَصفه النَّاس بِهِ.(5/407)
فَإِن ذهب إِلَى تَضْعِيفه، طُولِبَ بِنَقْل ذَلِك عَن غَيره، وَلنْ يجد إِلَى ذَلِك سَبِيلا، ثمَّ يلْزمه تَضْعِيفه مَا وَقع لَهُ من رِوَايَته مِمَّا هُوَ فِي كتاب البُخَارِيّ وَمُسلم.
(2573) وَذكر من طَرِيق التِّرْمِذِيّ عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " فِي دِيَة أَصَابِع الْيَدَيْنِ وَالرّجلَيْنِ سَوَاء، عشرَة من الْإِبِل لكل إِصْبَع ".
ثمَّ قَالَ فِيهِ: حسن غَرِيب.
كَذَا قَالَ، وَلَا أعلم لَهُ عِلّة تمنع من تَصْحِيحه.
قَالَ التِّرْمِذِيّ: حَدثنَا أَبُو عمار، حَدثنَا الْفضل بن مُوسَى، عَن الْحُسَيْن بن وَاقد، عَن يزِيد النَّحْوِيّ، عَن عِكْرِمَة، عَن ابْن عَبَّاس. فَذكره.
وكل هَؤُلَاءِ ثِقَات على أَصله، وَلَيْسَ يَنْبَغِي لَهُ أَن يعتل عَلَيْهِ باختلافهم فِي عِكْرِمَة؛ لِأَنَّهُ قد قبله وَاحْتج بِهِ فِي أَحَادِيث كَثِيرَة، نذكرهُ مِنْهَا أقربها من هَذَا الْموضع.
(2574) وَهُوَ حَدِيث ابْن عَبَّاس " فِي الثَّنية والضرس، هَذِه وَهَذِه سَوَاء، والأصابع سَوَاء ".(5/408)
(2575) وَحَدِيث حُسَيْن بن وَاقد الْمَذْكُور، عَن يزِيد النَّحْوِيّ الْمَذْكُور، عَن عِكْرِمَة؛ عَن ابْن عَبَّاس، قَالَ: " كَانَ عبد الله بن سعد بن أبي سرح يكْتب لرَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فأزله الشَّيْطَان " الحَدِيث.
ذكر [هـ ... .] .
فَإِن مَا قيل فِي عِكْرِمَة هُوَ فِي الْحَقِيقَة شَيْء لَا يلْتَفت إِلَيْهِ، وَلَا يعرج أهل الْعلم عَلَيْهِ، فَالْحَدِيث على أَصله يَنْبَغِي أَن يكون صَحِيحا، فَاعْلَم ذَلِك.
(2576) وَذكر من حَدِيث شبه الْعمد من عِنْد أبي دَاوُد، وَذكر الْخلاف فِيهِ، ثمَّ قَالَ: إِن عقبَة بن أَوْس، وَيَعْقُوب بن أَوْس وَاحِد، وَهُوَ الَّذِي يروي عَنهُ الْقَاسِم بن ربيعَة، وَلَيْسَ بِمَشْهُور.
كَذَا قَالَ، وَقد ذكره الْكُوفِي فِي كِتَابه فَقَالَ: عقبَة بن أَوْس، بَصرِي، تَابِعِيّ، ثِقَة.(5/409)
فعلى هَذَا يكون الحَدِيث صَحِيحا من رِوَايَة عبد الله بن عَمْرو بن العَاصِي، وَلَا يضرّهُ الِاخْتِلَاف.
فَأَما من رِوَايَة عبد الله بن عمر، فَلَا يكون صَحِيحا؛ لضعف عَليّ بن زيد ابْن جدعَان.
(2577) وَذكر من طَرِيق التِّرْمِذِيّ عَن ابْن عَبَّاس: " كُنَّا مَعَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي سفر فَحَضَرَ الْأَضْحَى، فاشتركنا فِي الْبَقَرَة سَبْعَة وَفِي الْبَعِير عشرَة ".
قَالَ فِيهِ: حسن غَرِيب.
كَذَا قَالَ، وَهُوَ عِنْدِي صَحِيح؛ فَإِن رِجَاله ثِقَات.
قَالَ أَبُو عِيسَى: حَدثنَا أَبُو عمار: الْحُسَيْن بن حُرَيْث، حَدثنَا الْفضل بن مُوسَى، عَن الْحُسَيْن بن وَاقد، عَن العلباء بن أَحْمَر، عَن عِكْرِمَة، عَن ابْن عَبَّاس. فَذكره.
علْبَاء بن أَحْمَر ثِقَة، وسائرهم لَا يسْأَل عَنْهُم.
(2578) وَذكر من طَرِيق أبي دَاوُد، حَدثنَا مُحَمَّد بن رَافع، حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن عمر الصَّنْعَانِيّ، قَالَ: سَمِعت النُّعْمَان يَقُول: عَن طَاوس، عَن(5/410)
ابْن عَبَّاس عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " [كل] مخمر خمر، وكل مُسكر حرَام، وَمن شرب مُسكرا بخس صلَاته أَرْبَعِينَ صباحا، فَإِن تَابَ تَابَ الله عَلَيْهِ، فَإِن عَاد الرَّابِعَة، كَانَ حَقًا على الله أَن يسْقِيه من طِينَة الخبال، قيل: وَمَا طِينَة الخبال يَا رَسُول الله؟ قَالَ: صديد أهل النَّار. وَمن سقَاهُ صَغِيرا لَا يعرف حَلَاله من حرَامه، [كَانَ حَقًا على الله أَن يسْقِيه من طِينَة الخبال ".
لم] يزدْ على ذكره هَكَذَا، بارز [الْإِسْنَاد، وَعرضه لنظر النَّاظر، كالمتبرئ فِيهِ من العه] دة، فَإِنَّهُ عهد فِيمَا هُوَ صَحِيح بل فِيمَا هُوَ حسن، بل فِيمَا هُوَ ضَعِيف من التَّرْغِيب والترهيب، يَكْتُبهَا مُقْتَصرا على صاحبيها. فَمَتَى ذكر حَدِيثا بِسَنَدِهِ، فقد عرضه لنظرك وتبرأ لَك من عهدته.
وَلَيْسَ هَذَا الحَدِيث عِنْدِي بضعيف، بل هُوَ صَحِيح، فقد كَانَ يجب أَن يذكرهُ بِغَيْر إِسْنَاد.
والنعمان هُوَ ابْن أبي شيبَة الجندي الصَّنْعَانِيّ، ثِقَة مَأْمُون، كيس، وَإِبْرَاهِيم بن عمر الصَّنْعَانِيّ، ثِقَة أَيْضا، وسائرهم لَا يسئل عَنهُ، فَاعْلَم ذَلِك.
(2579) وَذكر حَدِيث ابْن عمر، أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " كَانَ يلبس النِّعَال(5/411)
السبتية، ويصفر لحيته بالورس والزعفران ".
ثمَّ أتبعه أَن قَالَ: قد صَحَّ أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - نهى عَن التزعفر للرِّجَال.
فأوهم بِهَذَا القَوْل ضعف حَدِيث ابْن عمر، وَمَا بِهِ من ضعف، بل إِسْنَاده عِنْد أبي دَاوُد هَكَذَا: حَدثنَا عبد الرَّحِيم بن مطرف، حَدثنَا عَمْرو بن مُحَمَّد، حَدثنَا ابْن أبي راود، عَن نَافِع، عَنهُ، فَذكره.
وَعَمْرو بن مُحَمَّد، هُوَ العنقري ثِقَة، وَعبد الرَّحِيم بن مطرف أَبُو يُوسُف الرُّؤَاسِي كَذَلِك.
(2580) وَذكر من طَرِيق التِّرْمِذِيّ عَن ابْن عمر، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ:(5/412)
" إِن الله يقبل تَوْبَة العَبْد مَا لم يُغَرْغر ".
قَالَ فِيهِ: حسن غَرِيب.
كَذَا ذكره، وَهُوَ عِنْدِي مُحْتَمل أَن يُقَال فِيهِ: صَحِيح.
قَالَ التِّرْمِذِيّ: حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن يَعْقُوب، حَدثنَا عَليّ بن عَيَّاش، حَدثنَا عبد الرَّحْمَن بن ثَابت بن ثَوْبَان [عَن أَبِيه] عَن مَكْحُول، عَن جُبَير بن نفير الْحَضْرَمِيّ، عَن ابْن عمر. فَذكره.
جُبَير بن نفير ثِقَة، وثقة الرازيان، زَاد أَبُو حَاتِم: وَهُوَ من كبار التَّابِعين القدماء.
وثابت بن ثَوْبَان، قَالَ فِيهِ ابْن حَنْبَل: شَامي لَيْسَ بِهِ بَأْس.
وَابْنه عبد الرَّحْمَن، قَالَ فِيهِ ابْن معِين: صَالح الحَدِيث، وَوَثَّقَهُ أَبُو حَاتِم.
وَقَالَ أَبُو زرْعَة: لَا بَأْس بِهِ.(5/413)
وَقَالَ ابْن حَنْبَل: أَحَادِيثه مَنَاكِير. وأظن أَنه إِنَّمَا قَالَ التِّرْمِذِيّ فِيهِ: حسن، من أجل [هَذَا، فَالله أعلم.
(2581) وَذكر] من عِنْد التِّرْمِذِيّ أَيْضا ح [ديث أنس أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " كل] ابْن آدم خطاء، وَخير الْخَطَّائِينَ التوابون ".
قَالَ فِيهِ: غَرِيب. وَهُوَ عِنْدِي صَحِيح؛ فَإِن إِسْنَاده هُوَ هَذَا: حَدثنَا أَحْمد بن منيع، حَدثنَا زيد بن الْحباب، حَدثنَا عَليّ بن مسْعدَة الْبَاهِلِيّ، حَدثنَا قَتَادَة، عَن أنس.
وَعلي بن مسْعدَة صَالح الحَدِيث، قَالَه ابْن معِين، وغرابته هِيَ أَن عَليّ ابْن مسْعدَة، ينْفَرد بِهِ عَن قَتَادَة.
(2582) وَحَدِيثه الآخر عَن قَتَادَة، عَن أنس، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " الْإِيمَان فِي الْقلب، وَالْإِسْلَام مَا ظهر " أَو قَالَ: " عَلَانيَة ".(5/414)
قَالَ الْبَزَّار: حَدِيثا عَليّ بن مسْعدَة، لَا نعلم رَوَاهُمَا عَن قَتَادَة غَيره، وَهُوَ أَبُو حبيب الْبَاهِلِيّ.
(2583) وَذكر من طَرِيق التِّرْمِذِيّ عَن أبي هُرَيْرَة، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " لَيْسَ شَيْء أكْرم على الله من الدُّعَاء ".
وَقَالَ فِيهِ: حسن.
وَيَنْبَغِي أَن يكون على أَصله صَحِيحا، فقد صحّح من رِوَايَة عمرَان الْقطَّان أَحَادِيث، أقربها إِلَى مَوضِع هَذَا الحَدِيث، حَدِيث أنس أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ:
(2584) " يُعْطي الْمُؤمن فِي الْجنَّة قُوَّة كَذَا وَكَذَا فِي الْجِمَاع " الحَدِيث.
وَقد ذكرنَا إِسْنَاده فِي بَاب الْأَحَادِيث الَّتِي ضعفها وَلم يبين عللها.
(2585) وَذكر من طَرِيق الدَّارَقُطْنِيّ عَن ابْن عمر، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إِذا أمسك الرجل الرجل وَقَتله الآخر، يقتل الَّذِي قتل، وَيحبس الَّذِي أمسك ".
ثمَّ أتبعه أَن قَالَ: رَوَاهُ سُفْيَان الثَّوْريّ، عَن إِسْمَاعِيل بن أُميَّة، عَن نَافِع،(5/415)
عَن ابْن عمر هَكَذَا.
وَرَوَاهُ معمر، وَابْن جريج، عَن إِسْمَاعِيل مُرْسلا، والإرسال أَكثر. انْتهى مَا ذكر.
وَقد أوهم بِهَذَا القَوْل ضعف الْخَبَر، وَأعْطى فِي تَعْلِيله أَنه إِنَّمَا هُوَ مُرْسل، وَهُوَ عِنْدِي صَحِيح؛ فَإِن إِسْمَاعِيل بن أُميَّة، أحد الثِّقَات، فَلَا يعد مِنْهُ إرْسَال الحَدِيث تَارَة، وَوَصله أُخْرَى اضطرابا، فَإِنَّهُ يجوز للمحدث الَّذِي [هُوَ حَافظ، ثِقَة] أَن يَقُول: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -[ ... .] فتراه مُتَّصِلا. فَإِذا ذَاكر بِهِ ذَاكر بِهِ دون إِسْنَاد، وَإِذا حدث بِهِ من كِتَابه أَو من حفظه على معنى التَّحَمُّل والتأدية، حدث بِهِ بِسَنَدِهِ.
وَإِنَّمَا يعد هَذَا اضطرابا مِمَّن لم نثق بحفظه، وَالثَّوْري أحد الْأَئِمَّة، وَقد وَصله عَنهُ كَمَا ذكر وَهُوَ من رِوَايَة أبي دَاوُد الْحَفرِي، عَن الثَّوْريّ، وَهُوَ ثِقَة.
وَرَوَاهُ وَكِيع عَن الثَّوْريّ، عَن إِسْمَاعِيل بن أُميَّة مُرْسلا، كَمَا رَوَاهُ ابْن جريج وَمعمر، ذكر ذَلِك كُله الدراقطني فِي كتاب السّنَن.
والإسناد إِلَى أبي دَاوُد الْحَفرِي صَحِيح.
قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: حَدثنَا الْحسن بن أَحْمد بن صَالح الْكُوفِي، حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الصَّيْرَفِي، حَدثنَا عَبدة بن عبد الله الصفار، حَدثنَا أَبُو دَاوُد الْحَفرِي، عَن سُفْيَان الثَّوْريّ، عَن إِسْمَاعِيل بن أُميَّة، عَن نَافِع، عَن ابْن عمر، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -. فَذكره.(5/416)
إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن جَعْفَر، أَبُو إِسْحَاق الْكِنْدِيّ، الصَّيْرَفِي، هُوَ الَّذِي يعرف بِابْن الخنازيري وَهُوَ أَخُو أبي بكر، وَكَانَ الْأَصْغَر، حدث عَن عَمْرو بن عَليّ الفلاس، وَمُحَمّد بن الْمثنى، وَالْفضل بن يَعْقُوب الْجَزرِي، وَعَبدَة بن عبد الله الصفار، وَالْحُسَيْن بن بَيَان الشلاتائي، وَزيد بن أخزم الطَّائِي، وَزِيَاد بن يحيى الحساني، وَنَحْوهم، روى عَنهُ أَحْمد بن تَاج الْوراق، وَأَبُو عمر بن حيويه، وَمُحَمّد بن عبد الله بن الشخير فِي آخَرين. قَالَه الْخَطِيب ابْن ثَابت.
ثمَّ قَالَ: حَدثنِي الْحسن بن مُحَمَّد الْخلال، عَن أبي الْحسن الدَّارَقُطْنِيّ، قَالَ: إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الْكِنْدِيّ، الْمَعْرُوف بالخنازيري؛ ثِقَة.
حَدثنِي عبد الله بن أبي الْفَتْح، عَن طَلْحَة بن مُحَمَّد بن جَعْفَر، أَنه قَالَ: توفّي سنة اثْنَتَيْ عشرَة وثلاثمائة.
وَأما الْحسن بن أَحْمد بن صَالح شيخ الدَّارَقُطْنِيّ، فَهُوَ أَبُو مُحَمَّد السبيعِي، ثِقَة حَافظ، مكثر، كتب كتابا كَبِيرا، وَكَانَ يحفظ حفظا حسنا، قَالَه الْخَطِيب فَاعْلَم ذَلِك [ ... .] .
قبله من هَذَا الْكتاب من نظر [.....] أَن تعد عللا، ككون الحَدِيث يرْوى تَارَة مُسْندًا، وَتارَة مُرْسلا، وككونه يرْوى تَارَة مَرْفُوعا، وَتارَة مَوْقُوفا.(5/417)
وَقد بَينا أَنه لَا يضر الحَدِيث شَيْء من ذَلِك، ولعلك لم يتَحَصَّل لَك من مبدد مَا ذَكرْنَاهُ، مَا هُوَ مَذْهَب أبي مُحَمَّد فِي ذَلِك، فلنعرض عَلَيْك مَا تيَسّر من ذَلِك لنبين لَك عمله فِيهِ واضطراب رَأْيه فِي رد الْأَحَادِيث بِهِ.
(2586) وَذكر من الْأَحَادِيث وعللها بِكَوْنِهَا رويت مُرْسلَة تَارَة، ومسندة أُخْرَى - حَدِيث: " إِذا سجد فَلَا يبرك كَمَا يبرك الْبَعِير ".
أتبعه أَن قَالَ: رَوَاهُ همام مُرْسلا، وَهُوَ ثِقَة.
(2587) وَحَدِيث عبد الله بن السَّائِب: " من أحب أَن يجلس للخطبة فليجلس " يَعْنِي فِي الْعِيد.(5/418)
أتبعه أَن قَالَ: هَذَا يرْوى مُرْسلا عَن عَطاء، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
وَهُوَ قَول أبي دَاوُد وَلم يعزه إِلَيْهِ.
وَذكر ابْن السكن عَن يحيى بن معِين أَنه قَالَ: فضل السينَانِي يغلط فِيهِ، فَيَقُول: عَن عبد الله بن السَّائِب، وَإِنَّمَا هُوَ عَن عَطاء فَقَط.
(2588) وَحَدِيث جَابر: " اجلسوا، فَسمع ذَلِك ابْن مَسْعُود فَجَلَسَ على بَاب الْمَسْجِد ".
أتبعه أَن قَالَ: هَذَا يرْوى مُرْسلا عَن عَطاء.
كَأَنَّهُ مَسّه بذلك، وَهُوَ إِنَّمَا أتبعه أَبُو دَاوُد أَن قَالَ: هُوَ مَشْهُور مُرْسلا، جَاءَ بِهِ ابْن جريج، عَن عَطاء مُطلقًا.
(2589) وَحَدِيث ابْن عمر فِي " الْمَشْي أَمَام الْجِنَازَة ".
وَصله ثِقَات، وأرسله آخَرُونَ، فَأتبعهُ هُوَ أَن قَالَ: الْمُرْسل أصح.
(2590) وَحَدِيث أبي هُرَيْرَة: " إِذا كَانُوا ثَلَاثَة فِي سفر فليؤمروا أحدهم ".(5/419)
أتبعه أَن قَالَ: يرْوى مُرْسلا، وَالَّذِي أرْسلهُ أحفظ.
وَقد بَينا أَمر هَذَا الحَدِيث فِيمَا تقدم.
(2591) وَحَدِيث أنس: " كَانَ نعل سيف رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فضَّة، وقبيتعه فضَّة " الحَدِيث.
أتبعه أَن قَالَ: الَّذِي أسْندهُ ثِقَة، وَهُوَ جرير بن حَازِم، وَكَذَلِكَ أسْندهُ عَمْرو بن عَاصِم، عَن همام، عَن قَتَادَة، وَلَكِن قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: الصَّوَاب [عَن قَتَادَة عَن سعيد بن أبي الْحسن، أخي الْحسن] مُرْسلا.
فَهُوَ بِهَذَا القَوْل مستصوب لترجيح الدَّارَقُطْنِيّ الْمُرْسل على الْمسند، مَعَ أَن الَّذِي أرْسلهُ ثِقَة.
(2592) وَذكر من طَرِيق التِّرْمِذِيّ عَن جرير: " بعث رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -(5/420)
سَرِيَّة إِلَى خثعم، فاعتصم نَاس بِالسُّجُود " الحَدِيث.
أتبعه أَن قَالَ: هَذَا يرْوى مُرْسلا عَن قيس بن أبي حَازِم.
فَهَذَا مِنْهُ كالتعليل لَهُ، وَلَيْسَ بِهِ عِلّة؛ فَإِن إِسْنَاده صَحِيح.
قَالَ التِّرْمِذِيّ: حَدثنَا هناد، حَدثنَا أَبُو مُعَاوِيَة، عَن إِسْمَاعِيل بن أبي خَالِد، عَن قيس بن أبي حَازِم، عَن جرير، فَذكره.(5/421)
(2593) وَحَدِيث عَائِشَة: " اللَّهُمَّ هَذِه قسمتي فِيمَا أملك ".
أتبعه أَن قَالَ: رُوِيَ مُرْسلا.
(2594) وَحَدِيث محَارب بن دثار عَن ابْن عمر، أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " أبْغض الْحَلَال إِلَى الله الطَّلَاق ".
أتبعه أَن قَالَ: هَذَا يرْوى مُرْسلا عَن محَارب بن دثار.(5/422)
(2595) وَحَدِيث ابْن عَبَّاس، قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " الشَّرِيك شَفِيع، وَالشُّفْعَة فِي كل شَيْء " من طَرِيق التِّرْمِذِيّ.
أتبعه أَن قَالَ: أسْندهُ أَبُو حَمْزَة السكرِي، وَرَوَاهُ شُعْبَة، وَأَبُو الْأَحْوَص، وَغَيرهمَا مُرْسلا، عَن ابْن أبي مليكَة، والمرسل أصح.
فَهَذَا مِنْهُ تَصْرِيح بترجيح رِوَايَة الْمُرْسل على رِوَايَة الْمسند، وَلَو كَانَ الَّذِي أسْندهُ ثِقَة؛ فَإِن أَبَا حَمْزَة السكرِي، ثِقَة عِنْدهم.
(2596) وَقد صحّح هُوَ من حَدِيثه بِالسُّكُوتِ عَنهُ حَدِيث ابْن مَسْعُود: " كَانَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَصُوم ثَلَاثَة أَيَّام من غرَّة كل شهر، وقلما يفْطر يَوْم الْجُمُعَة ".
وَالنَّسَائِيّ إِنَّمَا سَاقه من رِوَايَة أبي حَمْزَة: مُحَمَّد بن مَيْمُون السكرِي، عَن عَاصِم، عَن زر، عَن عبد الله، وَقَالَ فِيهِ: لَا بَأْس بِهِ، إِلَّا أَنه كَانَ ذهب بَصَره فِي آخر عمره، فَمن كتب عَنهُ قبل ذَلِك، فَحَدِيثه جيد.(5/423)
(2597) وَحَدِيث: قتل الْقَاتِل وإمساك الممسك.
أتبعه أَن قَالَ: روى مُرْسلا، والإرسال أَكثر.
كَذَا قَالَ، وَلم يعْتَبر ثِقَة واصله، وَقد تقدم ذكره فِي هَذَا الْبَاب.
(2598) وَذكر من طَرِيق التِّرْمِذِيّ، عَن عبد الْوَهَّاب بن عبد الْمجِيد(5/424)
الثَّقَفِيّ، عَن خَالِد الْحذاء، عَن أبي قلَابَة، عَن أنس بن مَالك قَالَ: [قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " أرْحم أمتِي بأمتي أَبُو بكر] وأشدهم فِي أَمر الله عمر " الحَدِيث.
ثمَّ أتبعه تَصْحِيح التِّرْمِذِيّ إِيَّاه، ثمَّ قَالَ هُوَ: كَذَا قَالَ التِّرْمِذِيّ، والمتفق على أَنه الْمسند من هَذَا الحَدِيث ذكر أبي عُبَيْدَة، وَأول الحَدِيث إِنَّمَا يرويهِ الْحفاظ من أهل الْبَصْرَة، عَن خَالِد الْحذاء، عَن أبي قلَابَة مُرْسلا.
فَفِي هَذَا أَنه لم يلْتَفت رِوَايَة عبد الْوَهَّاب الثَّقَفِيّ حِين وَصله، وَإِن كَانَ ثِقَة.
(2599) وَحَدِيث: " لَا بَأْس بِبيع خدمَة الْمُدبر ".(5/425)
أتبعه أَن قَالَ: الصَّوَاب مُرْسل.
وَقد تقدم ذكره فِي هَذَا الْبَاب.
(2600) وَحَدِيث ابْن عَبَّاس، أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " جعل الدِّيَة اثْنَي عشر ألفا ".
أتبعه أَن قَالَ: يرويهِ ابْن عُيَيْنَة، عَن عَمْرو، عَن عِكْرِمَة مُرْسلا، وَهُوَ أصح.
(2601) وَحَدِيث: " الأَرْض كلهَا مَسْجِد إِلَّا الْمقْبرَة وَالْحمام ".
أتبعه أَن قَالَ: اخْتلف فِيهِ، أسْندهُ نَاس، وأرسله آخَرُونَ، مِنْهُم الثَّوْريّ.
ثمَّ قَالَ: قَالَ التِّرْمِذِيّ: وَكَأن الْمُرْسل أصح.
(2602) وَذكر من طَرِيق النَّسَائِيّ حَدِيث رَافع بن خديج: " لَا قطع فِي ثَمَر وَلَا كثر ".(5/426)
فَقَالَ: إِن سُفْيَان بن عُيَيْنَة، رَوَاهُ عَن يحيى بن سعيد، عَن مُحَمَّد بن يحيى ابْن حبَان عَن عَمه وَاسع بن حبَان، عَن رَافع - يَعْنِي أَنه وَصله بِزِيَادَة وَاسع ابْن حبَان -.(5/427)
قَالَ: وَرَوَاهُ غَيره وَلم يذكر وَاسع بن حبَان، وَمُحَمّد بن يحيى لم يسمع من رَافع. انْتهى مَا ذكر.
وَفِيه نصا تَرْجِيح رِوَايَة من أرسل على رِوَايَة من وصل، وَإِن كَانَ ثِقَة.
(2603) وَذكر حَدِيث: " النَّهْي عَن طَعَام المتباريين ".
ثمَّ قَالَ: أَكثر من رَوَاهُ لم يذكر ابْن عَبَّاس.
كَذَا قَالَ، وَلم يلْتَفت إِلَى الَّذِي أسْندهُ عَن جرير، وَهُوَ هَارُون بن زيد بن أبي الزَّرْقَاء - وَهُوَ ثِقَة -، وَتبع فِيمَا قَالَ أَبَا دَاوُد، فَإِنَّهُ هُوَ الَّذِي قَالَ: أَكثر من رَوَاهُ عَن جرير لم يذكرُوا ابْن عَبَّاس.
(2604) وَذكر من طَرِيق النَّسَائِيّ عَن عُرْوَة بن الزبير، عَن أَبِيه، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " غيروا الشيب وَلَا تشبهوا باليهود ".(5/428)
وَعَن عُرْوَة عَن [ابْن عمر أَيْضا. ثمَّ قَالَ: قَالَ النَّسَائِيّ: وَكِلَاهُمَا لَيْسَ بِمَحْفُوظ] ، وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: الْمَشْهُور عَن [عُرْوَة مُرْسلا. انْتهى كَلَامه.
وَفِيه تَرْجِيح] رِوَايَة الْإِرْسَال على رِوَايَة من أسْندهُ، على أَن الَّذِي أسْندهُ ثِقَة، رَوَاهُ هِشَام بن عُرْوَة، عَن أَبِيه، عَن ابْن عمر، وَرَوَاهُ عُثْمَان بن عُرْوَة، عَن الزبير.
وَهِشَام وَعُثْمَان ثقتان.(5/429)
وَلَعَلَّ الَّذِي لَهُ من هَذَا الْعَمَل أَكثر من هَذَا الَّذِي تيَسّر الْآن ذكره، وَهُوَ نظر غير صَحِيح أَن تعل رِوَايَة ثِقَة حَافظ، وصل حَدِيثا رَوَاهُ غَيره مَقْطُوعًا، أَو أسْندهُ، وَرَوَاهُ غَيره مُرْسلا، لأجل مُخَالفَة غَيره لَهُ.
وَالْأَمر يحْتَمل أَن يكون قد حفظ مَا لم يحفظ من خَالفه، وَإِذا كَانَ الْمَرْوِيّ من الْوَصْل، والإرسال عَن رجل وَاحِد ثِقَة، لم يبعد أَن يكون الحَدِيث عِنْده على الْوَجْهَيْنِ، أَو حدث بِهِ فِي حَالين، فَأرْسل مرّة، وَوصل فِي أُخْرَى.
وَأَسْبَاب إرْسَاله إِيَّاه مُتعَدِّدَة: فقد تكون أَنه لم يحفظه فِي الْحَال حَتَّى رَاجِح مَكْتُوبًا إِن كَانَ عِنْده، أَو تذكر، أَو لِأَنَّهُ ذكره مذاكرا بِهِ، كَمَا يَقُول أَحَدنَا: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، لما هُوَ عِنْده بِسَنَدِهِ، أَو لغير ذَلِك من الْوُجُوه.
وَإِنَّمَا الشَّأْن فِي أَن يكون الَّذِي يسند مَا رَوَاهُ غير مَقْطُوعًا أَو مُرْسلا ثِقَة، فَإِنَّهُ إِن لم يكن ثِقَة لم يلْتَفت إِلَيْهِ وَلَو لم يُخَالِفهُ أحد، فَإِذا كَانَ ثِقَة فَهُوَ حجَّة على من لم يحفظ.
وَهَذَا هُوَ الْحق فِي هَذَا الأَصْل، وكما اخْتَارَهُ أَكثر الْأُصُولِيِّينَ فَكَذَلِك أَيْضا اخْتَارَهُ من الْمُحدثين طَائِفَة. وَإِن كَانَ أَكْثَرهم على الرَّأْي الأول.
فَمِمَّنْ اخْتَار مَا اخترناه: أَبُو بكر الْبَزَّار، ذهب إِلَى أَنه إِذا أرسل الحَدِيث جمَاعَة، وَحدث بِهِ ثِقَة مُسْندًا؛ كَانَ القَوْل قَول الثِّقَة، ذكر ذَلِك - إِن أردْت الْوُقُوف عَلَيْهِ - إِثْر حَدِيث أبي سعيد:
(2605) " لَا تحل الصَّدَقَة لَغَنِيّ إِلَّا لخمسة " فِي حَدِيث عَطاء بن يسَار، عَن أبي سعيد.
فَيَجِيء على قَوْله أَحْرَى وَأولى بِالْقبُولِ مَا إِذا أرسل ثِقَة وَوصل ثِقَة، فَإِنَّهُ إِذا لم يبال بإرسال جمَاعَة إِذا وَصله ثِقَة، فأحرى أَن لَا يُبَالِي بإرسال وَاحِد(5/430)
[إِذا أسْندهُ ثِقَة، وَأَبُو مُحَمَّد - رَحمَه الله - قد اضْطربَ أمره فِي هَذَا الأَصْل، فَرده] فِي مَوضِع، وَعمل بِهِ فِي مَوَاضِع.
[ (2606) والموضع الَّذِي اضْطربَ أمره] فِيهِ، حَدِيث ذكره من طَرِيق ابْن أبي شيبَة، عَن إِسْمَاعِيل بن عيلة، عَن أَيُّوب، عَن عَمْرو بن دِينَار، عَن جَابر، فِي الَّذِي طلب أَن يُقَاد قبل أَن يبرأ.
فَإِنَّهُ أتبعه أَن قَالَ: هَذَا يرويهِ أبان، وسُفْيَان، عَن عَمْرو بن دِينَار، عَن مُحَمَّد بن طَلْحَة بن يزِيد بن ركَانَة مُرْسلا، وَهُوَ عِنْدهم أصح.
على أَن الَّذِي أسْندهُ ثِقَة جليل، وَهُوَ ابْن علية.
كَذَا قَالَ، وَكَأَنَّهُ لم يقْض بِصِحَّة أَحدهمَا، وعَلى أَنه قد أَخطَأ فِي قَوْله: إِن الَّذِي أسْندهُ ثِقَة جليل، وَهُوَ ابْن علية، وَإِنَّمَا يَنْبَغِي أَن يَقُول: وَهُوَ أَيُّوب؛ فَإِن أَصْحَاب نَافِع هم المختلفون؛ فأيوب يسند عَنهُ، وَأَبَان وسُفْيَان يرسلان، فَاعْلَم ذَلِك.
وَأما الْمَوَاضِع الَّتِي عمل فِيهَا بِمَا اخترناه، فَمِنْهَا حَدِيث:
(2607) " لَا يغلق الرَّهْن مِمَّن رَهنه ".
من رِوَايَة أبي هُرَيْرَة، سَاقه من طَرِيق قَاسم بن أصبغ، وَأتبعهُ أَن قَالَ: رُوِيَ مُرْسلا عَن سعيد بن الْمسيب، وَرفع عَنهُ فِي هَذَا الْإِسْنَاد وَفِي غَيره، وَرَفعه صَحِيح.(5/431)
(2608) وَحَدِيث زيد بن أَرقم: " إِن هَذِه الحشوش محتضرة ".
أتبعه أَن قَالَ: اخْتلف فِي إِسْنَاده، وَالَّذِي أسْندهُ ثِقَة.
(2609) وَحَدِيث عَائِشَة: " من مَاتَ وَعَلِيهِ صِيَام، صَامَ عَنهُ وليه ".
أتبعه أَن قَالَ: علل بعض النَّاس هَذَا الحَدِيث بالاختلاف الَّذِي فِي إِسْنَاده، وَذَلِكَ الِاخْتِلَاف لَا يضرّهُ؛ فَإِن الَّذين أسندوه ثِقَات.
(2610) وَحَدِيث زيد بن أَرقم: " أُتِي عَليّ بِثَلَاثَة، وَهُوَ بِالْيمن، وَقَعُوا(5/432)
على امْرَأَة فِي طهر وَاحِد " الحَدِيث.
أوردهُ من طَرِيق أبي دَاوُد بِإِسْنَادِهِ، قَالَ: حَدثنَا خشيش بن أَصْرَم، قَالَ: حَدثنَا عبد الرَّزَّاق، أخبرنَا الثَّوْريّ، عَن صَالح الْهَمدَانِي، عَن الشّعبِيّ، عَن عبد خير، عَن زيد بن أَرقم.
ثمَّ أتبعه أَن قَالَ: هَذَا الحَدِيث صَحِيح وَرِجَاله كلهم ثِقَات.
فَإِن قيل: إِنَّه خبر قد اضْطربَ فِيهِ، فَأرْسلهُ شُعْبَة عَن سَلمَة بن كهيل، عَن الشّعبِيّ، عَن مَجْهُول.
وَرَوَاهُ أَبُو إِسْحَاق الشَّيْبَانِيّ عَن رجل من حَضرمَوْت [عَن زيد بن أَرقم. قُلْنَا: قد وَصله سُفْيَان] وَلَيْسَ هُوَ بِدُونِ شُعْبَة [عَن صَالح بن حيى - وَهُوَ ثِقَة - عَن عبد خير - وَهُوَ ثِقَة - عَن زيد بن أَرقم] ذكر هَذَا الْكَلَام فِي هَذَا الحَدِيث أَبُو مُحَمَّد ابْن حزم. انْتهى مَا ذكر.
وَهُوَ صَحِيح كَمَا ذكر، وَهُوَ إِنَّمَا يَهْتَدِي بقائد، لَو لم يقلهُ لَهُ ابْن حزم مَا قَالَه، وَلَو قَالَ لَهُ خِلَافه لقاله، كَمَا قد فعل فِيمَا تقدم.
وَقد تقدم فِي بَاب الْأَحَادِيث الَّتِي أغفل بَيَان عللها، حَدِيث هُوَ عِنْده فِي كتاب الْأَحْكَام قبل هَذَا الحَدِيث بِحَدِيث.(5/433)
(2611) وَهُوَ حَدِيث: " الَّذِي أسلم فَأَبت امْرَأَته أَن تسلم ".
فَإِنَّهُ أتبعه أَن قَالَ: اخْتلف فِي إِسْنَاد هَذَا الحَدِيث. وَجعل هَذَا عِلّة فِيهِ، وَالِاخْتِلَاف الَّذِي فِي ذَلِك الحَدِيث أَحْرَى بِأَن لَا يضرّهُ من الِاخْتِلَاف الَّذِي فِي هَذَا.
وَلست أَقُول: إِن الِاخْتِلَاف الَّذِي فِي هَذَا ضار لَهُ، وَلَكِنِّي أَقُول: لَو كَانَ الِاخْتِلَاف ضارا، لَكَانَ هَذَا أولى من ذَلِك.
وَقد بَين نَاس الِاخْتِلَاف الَّذِي فِي هَذَا الحَدِيث، وَأرى أَن نذْكر مَا تحصل عِنْدِي فِيهِ، فَإِنَّهُ أوعب مِمَّا ذكر.
فَنَقُول - وَبِاللَّهِ التَّوْفِيق -: مَدَاره على الشّعبِيّ، وَرَوَاهُ عَن الشّعبِيّ الْأَجْلَح ابْن عبد الله الْكِنْدِيّ، فَقَالَ فِيهِ: عَن الشّعبِيّ، عَن عبد الله بن الْخَلِيل الْحَضْرَمِيّ، عَن زيد بن أَرقم. وَلَيْسَ عبد الله بن الْخَلِيل بِمَعْرُوف فِي غير هَذَا الحَدِيث وَلَا بِغَيْر رِوَايَة الْأَجْلَح عَنهُ.
وَرَوَاهُ هَكَذَا عَن الْأَجْلَح جمَاعَة: مِنْهُم يحيى بن سعيد، فَذكره أَبُو دَاوُد وخَالِد بن عبد الله الوَاسِطِيّ، وَعلي بن مسْهر ذكره عَنْهُمَا قَاسم بن أصبغ، وَذكره النَّسَائِيّ أَيْضا من رِوَايَة عَليّ بن مسْهر عَن الْأَجْلَح كَذَلِك.
وَرَوَاهُ سُفْيَان بن عُيَيْنَة، عَن الْأَجْلَح، عَن الشّعبِيّ، عَن عبد الله بن أبي الْخَلِيل، عَن زيد بن أَرقم.(5/434)
هَكَذَا قَالَ: " عبد الله بن أبي الْخَلِيل " قَالَه حَامِد بن يحيى، عَن ابْن عُيَيْنَة، ذكرهَا أَيْضا قَاسم.
فَتحصل من هَذَا فِي رِوَايَة الْأَجْلَح قَولَانِ: أَحدهمَا: عبد الله بن الْخَلِيل، وَالْآخر: عبد الله بن أبي الْخَلِيل، وَأيهمَا كَانَ فَهُوَ لَا يعرف.
وَرَوَاهُ أَيْضا عَن الشّعبِيّ مُحَمَّد بن سَالم، فَقَالَ فِيهِ: عَن الشّعبِيّ، عَن عَليّ بن ذريح، عَن زيد بن أَرقم، وَحلف مَا حدث بِهِ الشّعبِيّ إِلَّا عَن ابْن ذريح، روى هَذِه الرِّوَايَة، عَن مُحَمَّد بن سَالم، سُفْيَان بن [.....] قَاسم.
وَرَوَاهُ أَيْضا عَن الشّعبِيّ سَلمَة بن [كهيل، سَمِعت الشّعبِيّ يحدث عَن أبي الْخَلِيل، أَو ابْن أبي الْخَلِيل] " أَن ثَلَاثَة نفر اشْتَركُوا فِي الْمَرْأَة " الحَدِيث.
وَلم يذكر زيد بن أَرقم، جعله مُرْسلا، روى هَذِه الرِّوَايَة عَن سَلمَة شُعْبَة، ذكرهَا أَيْضا قَاسم، وَالنَّسَائِيّ.
وَرَوَاهُ أَيْضا عَن الشّعبِيّ الشَّيْبَانِيّ، فَقَالَ فِيهِ: عَن الشّعبِيّ، عَن رجل من حَضرمَوْت، عَن زيد بن أَرقم. رَوَاهَا عَن الشَّيْبَانِيّ خَالِد بن عبد الله الوَاسِطِيّ، ذكرهَا النَّسَائِيّ.
وَرَوَاهُ أَيْضا عَن الشّعبِيّ صَالح الْهَمدَانِي، فَقَالَ فِيهِ: عَن الشّعبِيّ، عَن عبد خير الْحَضْرَمِيّ، عَن زيد بن أَرقم.
هَذِه رِوَايَة الثَّوْريّ المبدوء بذكرها الْمُدعى صِحَّتهَا، ذكرهَا عبد الرَّزَّاق عَنهُ.
قَالَ النَّسَائِيّ: سَلمَة بن كهيل أثبتهم، وَحَدِيثه أولى بِالصَّوَابِ - يَعْنِي(5/435)
الْمُرْسل -.
كَذَا قَالَ، وَيجب النّظر فِيمَا قَالَ، وَفِيمَا قَالَ أَيْضا ابْن حزم مِمَّا تقدم ذكره فَنَقُول: رُوَاته عَن الشّعبِيّ، هم الْأَجْلَح، وَمُحَمّد بن سَالم، وَسَلَمَة بن كهيل، والشيباني، وَصَالح الْهَمدَانِي، وَاخْتلفُوا كَمَا ذكرنَا.
وَرجح النَّسَائِيّ رِوَايَة سَلمَة بن كهيل الْمُرْسلَة على طَرِيقَته فِي إعلال الحَدِيث إِذا رُوِيَ مَوْصُولا ومرسلا أَو مُنْقَطِعًا، وَالْقَضَاء عَلَيْهِ بِأَنَّهُ لَيْسَ بالمتصل.
وَرجح ابْن حزم رِوَايَة صَالح الْمُتَّصِلَة، عَن عبد خير، عَن زيد بن أَرقم.
وَالْقَوْل فِي ذَلِك قَوْله؛ لثقة صَالح، وَالثَّوْري، راويها عَنهُ، وَلِأَنَّهُ لَا بعد فِي أَن يكون عِنْد الشّعبِيّ عَن عبد خير وَعَن غَيره، مِمَّن لم يتَحَصَّل أمره، فَحدث بِهِ على الْوَجْهَيْنِ، فَأخذ عَنهُ كَذَلِك. وَالله أعلم.
(2612) وَحَدِيث ضَمرَة، عَن سُفْيَان، عَن عبد الله بن دِينَار، عَن ابْن(5/436)
عمر، قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " من ملك ذَا رحم محرم فقد عتق ".
ذكره من طَرِيق النَّسَائِيّ، ثمَّ أتبعه أَن قَالَ: عللوا هَذَا الحَدِيث بِأَن ضَمرَة تفرد بِهِ، وَلم يُتَابع عَلَيْهِ.
وَقَالَ بعض الْمُتَأَخِّرين: لَيْسَ انْفِرَاد ضَمرَة عِلّة فِيهِ؛ لِأَن ضَمرَة ثِقَة.
والْحَدِيث صَحِيح إِذا أسْندهُ ثِقَة، وَلَا يضرّهُ انْفِرَاده بِهِ، وَلَا إرْسَال من أرْسلهُ، وَلَا تَوْقِيف من وَقفه. انْتهى كَلَامه.
وَهَذَا هُوَ الصَّوَاب، [وَالْعلَّة الَّتِي أعله بهَا هِيَ للترم] ذِي فَإِنَّهُ قَالَ: لم يُتَابع ضَمرَة على هَذَا الحَدِيث. وَهُوَ حَدِيث خطأ عِنْد أهل الحَدِيث.
وَقَالَ النَّسَائِيّ: لَا أعلم أَن امْرأ روى هَذَا الحَدِيث عَن سُفْيَان غير ضَمرَة، وَهُوَ حَدِيث مُنكر.
وضمرة هُوَ ابْن ربيعَة، بَيَانه عِنْد التِّرْمِذِيّ.
وَلَو نظرت جَمِيع مَا ذكر حَدِيثا حَدِيثا، لم تَجِد من جَمِيعهَا مَا رُوِيَ مُتَّصِلا، وَلم يرو من وَجه مُنْقَطِعًا، إِلَّا الْأَقَل الأنزر، بِالنِّسْبَةِ إِلَى الْقسم الآخر الَّذِي لَا يكَاد يعْدم فِي حَدِيث أَن يرْوى تَارَة مُتَّصِلا وَتارَة مُرْسلا أَو مُنْقَطِعًا،(5/437)
وَمَا ذَاك إِلَّا قُوَّة للْخَبَر، وَدَلِيل على شهرته، وتحدث النَّاس بِهِ، فَجعل ذَلِك من علل الْأَخْبَار شَيْء لَا معنى لَهُ.
وَالْقَوْل فِي ذَلِك وَفِي تَصْحِيحه، لَيْسَ من هَذَا الَّذِي نَحن فِيهِ، وَقد أريتك اضْطِرَاب رَأْي هَذَا الَّذِي نَنْظُر مَعَه مَا أورد من الْأَحَادِيث.
وَبِاعْتِبَار مَا اخْتَرْت، صححت مَا مر فِي هَذَا الْبَاب وَفِي غَيره من غَيره من هَذَا النَّوْع فاعلمه.
وَأما الْفضل الآخر، وَهُوَ إعلال الْأَحَادِيث بِأَن تروى تَارَة مَرْفُوعَة، وَتارَة مَوْقُوفَة، فَهُوَ أَيْضا مَوضِع اضْطِرَاب فِيهِ كَذَلِك، وَاخْتلف فِيهِ عمله.
(2613) فَمن الْأَحَادِيث الَّتِي أعلها بذلك، حَدِيث أبي هُرَيْرَة: " إِن(5/438)
للصَّلَاة أَولا وآخرا ".
من رِوَايَة مُحَمَّد بن فُضَيْل، عَن الْأَعْمَش، عَن أبي صَالح، عَن أبي هُرَيْرَة.
رده بقول البُخَارِيّ: إِنَّه خطأ، وَأَن الصَّوَاب فِيهِ رِوَايَة الْفَزارِيّ إِيَّاه عَن الْأَعْمَش، عَن مُجَاهِد قَوْله.
وَعِنْدِي أَنه لَا بعد فِي أَن يكون عِنْد الْأَعْمَش فِي هَذَا عَن مُجَاهِد أَو غَيره مثل الحَدِيث الْمَرْفُوع.
وَإِنَّمَا الشَّأْن فِي رافعه، وَهُوَ مُحَمَّد بن فُضَيْل، وَهُوَ صَدُوق، من أهل الْعلم، وَقد وَثَّقَهُ ابْن معِين.
(2614) وَحَدِيث ابْن عمر: " لَو تركنَا هَذَا الْبَاب للنِّسَاء ".
أعله بِأَنَّهُ يرْوى عَن عمر قَوْله.
(2615) وَحَدِيث عَائِشَة: " فِيمَن لم يثبت الصّيام من اللَّيْل ".
أوردهُ من عِنْد الدَّارَقُطْنِيّ، وَأتبعهُ قَول الدَّارَقُطْنِيّ: رُوَاته كلهم ثِقَات.
ورد ذَلِك] عَلَيْهِ بِأَن قَالَ: هَكَذَا قَالَ: وَقد رُوِيَ [أَيْضا مَوْقُوفا على عَائِشَة.(5/439)
انْتهى قَوْله.
وَلَا بعد أَن يحدث الرَّاوِي] بوقفه تَارَة وَرَفعه أُخْرَى.
(2616) وَحَدِيث الحكم بن عَمْرو فِي " النَّهْي عَن الْوضُوء بِفضل الْمَرْأَة ". أتبعه أَن قَالَ: قَالَ فِيهِ التِّرْمِذِيّ: حسن.
ثمَّ قَالَ: كَذَا قَالَ: حسن، وَلم يقل صَحِيح؛ لِأَنَّهُ رُوِيَ مَوْقُوفا.
(2617) ثمَّ ذكر من عِنْد الدَّارَقُطْنِيّ فِي هَذَا: " فَإِن الزَّانِيَة هِيَ الَّتِي تنْكح نَفسهَا "، وَقَول الدَّارَقُطْنِيّ فِيهِ: صَحِيح، فَقَالَ هُوَ بعد ذَلِك: كَذَا قَالَ: صَحِيح، وَقد رُوِيَ مَوْقُوفا.
(2618) وَذكر من طَرِيق مُسلم حَدِيث أبي هُرَيْرَة: " شَرّ الطَّعَام طَعَام الْوَلِيمَة؛ يدعى إِلَيْهَا من يأباها، ويمنعها من يَأْتِيهَا ".(5/440)
ثمَّ أتبعه أَن قَالَ: رُوِيَ مَوْقُوفا.
(2619) وَذكر حَدِيث ابْن عمر: " من وهب هبة فَهُوَ أَحَق بهَا مَا لم يثب مِنْهَا ".
ثمَّ قَالَ: إِن رُوَاته ثِقَات، وَلكنه - يَعْنِي الدَّارَقُطْنِيّ - جعله وهما.
يَعْنِي بذلك أَن صَوَابه مَوْقُوف.
(2620) وَذكر من طَرِيق أبي دَاوُد حَدِيث عبَادَة بِزِيَادَة: " وَلَا بَأْس بِبيع(5/441)
الْبر بِالشَّعِيرِ وَالشعِير أكثرهما ".
ثمَّ قَالَ: هَذَا يرْوى مَوْقُوفا.
(2621) وَذكر من طَرِيق ابْن أَيمن، حَدثنَا أَحْمد بن زُهَيْر بن حَرْب، حَدثنَا أَحْمد بن جناب، حَدثنَا عِيسَى بن يُونُس، عَن سعيد بن أبي عرُوبَة،(5/442)
عَن قَتَادَة عَن أنس قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " جَار الدَّار أَحَق بِالدَّار ".
ثمَّ قَالَ: قَالَ أَحْمد بن جناب: أَخطَأ فِيهِ عِيسَى بن يُونُس، إِنَّمَا هُوَ مَوْقُوف على الْحسن.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: وهم فِيهِ عِيسَى بن يُونُس؛ إِنَّمَا هُوَ مَوْقُوف على الْحسن.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: وهم فِيهِ عِيسَى بن يُونُس، وَغَيره يرويهِ عَن قَتَادَة، عَن الْحسن، عَن سَمُرَة.
وَكَذَا رَوَاهُ شُعْبَة وَغَيره، وَهُوَ الصَّوَاب. انْتهى مَا ذكر.
وكتبته لِأَنَّهُ مالأ بِهَذَا القَوْل على عِيسَى بن يُونُس، مَعَ ثقته، لما خالفوه فِيهِ، إِمَّا بِالْوَقْفِ على الْحسن كَمَا قَالَ ابْن جناب، وَإِمَّا بجعله من حَدِيث سَمُرَة كَمَا قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ.
وَعِنْدِي أَنه لَا [بعد فِي أَن يكون لعيسى بن يو] نس فِيهِ جَمِيع الثَّلَاث رِوَايَات، وَهُوَ أَنه [تَارَة يَجعله من حَدِيث أنس، وَتارَة من حَدِيث سَمُرَة، وَتارَة يقفه على] الْحسن، وَقد جَاءَ مَا يعضد ذَلِك من رِوَايَة نعيم بن حَمَّاد عَنهُ.
قَالَ قَاسم بن أصبغ: حَدثنَا مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل، حَدثنَا نعيم بن حَمَّاد، قَالَ: حَدثنَا عِيسَى بن يُونُس، عَن سعيد بن أبي عرُوبَة، عَن قَتَادَة، عَن أنس، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " جَار الدَّار أَحَق بِالدَّار ".(5/443)
وَبِه عَن قَتَادَة، عَن الْحسن، عَن سَمُرَة، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " جَار الدَّار أَحَق بشفعة دَاره ".
وَعِيسَى بن يُونُس ثِقَة، فَوَجَبَ تَصْحِيح جَمِيع ذَلِك عَنهُ.
(2622) وَذكر من طَرِيق أبي دَاوُد عَن عَائِشَة، عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي اللَّغْو، قَالَ: " هُوَ قَول الرجل فِي بَيته، كلا وَالله، وبلى وَالله ".
ثمَّ قَالَ: رَوَاهُ جمَاعَة عَن عَائِشَة قَوْلهَا.
(2623) وَذكر من طَرِيق النَّسَائِيّ عَن ابْن عمر، أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ضرب وَغرب، وَأَن أَبَا بكر ضرب وَغرب، وَأَن عمر ضرب وَغرب.
ثمَّ أتبعه أَن قَالَ: ذكر الدَّارَقُطْنِيّ أَن الصَّوَاب عَن ابْن عمر فِي هَذَا الحَدِيث: أَن أَبَا بكر، وَلَيْسَ فِيهِ ذكر النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -. انْتهى مَا ذكر.
وَهُوَ أَيْضا قناعة بتصويب الدَّارَقُطْنِيّ رِوَايَة من وَقفه.
وَعِنْدِي أَنه حَدِيث صَحِيح؛ فَإِن إِسْنَاده عِنْد النَّسَائِيّ هُوَ هَذَا: حَدثنَا مُحَمَّد بن الْعَلَاء، حَدثنَا عبد الله بن إِدْرِيس، سَمِعت عبيد الله بن عمر بن(5/444)
حَفْص بن عَاصِم، عَن نَافِع، عَن ابْن عمر.
مَا من هَؤُلَاءِ من يسْأَل عَنهُ؛ لثقتهم وشهرتهم.
وَقد رَوَاهُ هَكَذَا عَن عبيد الله بن عمر - كَمَا رَوَاهُ أَبُو كريب عَن ابْن إِدْرِيس عَنهُ - جمَاعَة ذكرهم الدَّارَقُطْنِيّ، مِنْهُم مَسْرُوق بن الْمَرْزُبَان، وَيحيى بن أكتم، وجحدر بن الْحَارِث.
وَفِيه رِوَايَة أُخْرَى عَن ابْن إِدْرِيس، رَوَاهَا يُوسُف بن مُحَمَّد بن سَابق، عَن ابْن إِدْرِيس، عَن عبيد الله، عَن نَافِع، أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مُرْسلا لم يذكر ابْن عمر.
وَمِنْه رِوَايَة ثَالِثَة عَن ابْن إِدْرِيس، رَوَاهَا عَنهُ مُحَمَّد بن عبد الله بن نمير، وَأَبُو سعيد الْأَشَج، روياه عَنهُ، عَن عبيد الله، عَن نَافِع، عَن ابْن عمر، أَن أَبَا بكر ضرب وَغرب، وَأَن عمر ضرب وَغرب، وَلم يذكر النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، ذكر جَمِيع [ذَلِك الدراقطني.
وَهَذِه الرِّوَايَة الْأَخِيرَة] هِيَ الصَّوَاب، وَلَا يمْتَنع أَن يكون عِنْد ابْن إِدْرِيس فِيهِ عَن عبيد الله جَمِيع مَا ذكر.
(2624) وَذكر من طَرِيق أبي دَاوُد حَدِيث ابْن عمر، قَالَ رَسُول الله(5/445)
- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " الْقَدَرِيَّة مجوس هَذِه الْأمة ".
ثمَّ أتبعه أَن قَالَ: يرْوى هَذَا مَوْقُوفا على ابْن عمر، قَالَ الدراقطني: وَهُوَ الصَّحِيح.
وَهُوَ أَيْضا كَذَلِك، هُوَ عِنْدِي صَحِيح، فَإِنَّهُ يرويهِ عبد الْعَزِيز بن أبي حَازِم، عَن أَبِيه، عَن ابْن عمر.
وَهَؤُلَاء ثِقَات، وَلَا يضرّهُ أَن رَوَاهُ زَكَرِيَّاء بن مَنْظُور الْأنْصَارِيّ، عَن أبي حَازِم، عَن نَافِع، عَن ابْن عمر، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
فَإِنَّهُ إِن لم يكن واهما، يحْتَمل أَن يكون سَمعه كَذَلِك، وَيكون عِنْد ابْن أبي حَازِم فِيهِ، " عَن أَبِيه، عَن نَافِع ". وَأما الدَّارَقُطْنِيّ فَجعله واهما، وَذكر أَن عبد الْعَزِيز رَوَاهُ عَن أَبِيه أبي حَازِم، عَن ابْن عمر قَوْله.
وَأرَاهُ وَقع لَهُ كَذَلِك عَن عبد الْعَزِيز مَوْقُوفا على ابْن عمر، وَذَلِكَ أَيْضا لَا يضرّهُ عِنْدِي؛ لِأَن الصَّحَابِيّ إِذا روى قد يرى مُقْتَضى رِوَايَته، واستعاره مذهبا، ويفتي بِهِ، ويقوله من قيله كَمَا قَالَه رَاوِيه، وَيُؤْخَذ عَنهُ كل ذَلِك.
(2625) وَذكر من طَرِيق الدَّارَقُطْنِيّ عَن ابْن عمر، أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " نهى(5/446)
عَن بيع أُمَّهَات الْأَوْلَاد، وَقَالَ: " لَا يبعن وَلَا يوهبن " الحَدِيث.
ثمَّ قَالَ: هَذَا يرْوى مَوْقُوفا من قَول ابْن عمر، وَلَا يَصح مُسْندًا، انْتهى قَوْله.
وَعِنْدِي أَن الَّذِي أسْندهُ خير من الَّذِي وَقفه.
وَفِي كَلَامه هَذَا خطأ.
وَهُوَ قَوْله: إِنَّه مَوْقُوف على ابْن عمر، وَإِنَّمَا هُوَ مَوْقُوف على عمر، رَفعه يُونُس بن مُحَمَّد، عَن عبد الْعَزِيز بن مُسلم، عَن عبد الله بن دِينَار، عَن ابْن عمر، [وَرَوَاهُ يحيى بن إِسْحَاق، وفليح بن سُلَيْمَان عَن عبد الْعَزِيز بن مُسلم] عَن عمر نَحوه غير مَرْفُوع.
وَلَعَلَّ الَّذِي لَهُ من هَذَا الْمَعْنى أَكثر من هَذَا النزر الَّذِي ذكرته مثلا، وهومع ذَلِك قد نَاقض بضده فِي أَحَادِيث كَثِيرَة لم يبال فِيهَا أَن رويت [تَارَة مَوْقُوفَة، وَتارَة مَرْفُوعَة.
(2626) فَمن] ذَلِك حَدِيث حَفْصَة فِيمَن " لم [يبيت الصّيام من اللَّيْل "(5/447)
فقد قَالَ: رَوَاهُ] جمَاعَة مَوْقُوفا على حَفْصَة، وَالَّذِي أسْندهُ ثِقَة.
(2627) وَذكر حَدِيث عَليّ: " وَلَيْسَ فِي مَال زَكَاة حَتَّى يحول عَلَيْهِ(5/448)
الْحول، وَزَكَاة الْوَرق ".
وَذكر وقف من وَقفه على عَليّ، وإعلال ابْن حزم إِيَّاه بِكَوْنِهِ من رِوَايَة عَاصِم والْحَارث، مقرونين عَن عَليّ، ثمَّ حكى أَن غَيره قَالَ: هَذَا لَا يلْزم،(5/449)
وَقد أسْندهُ جرير عَنهُ وَكَانَ ثِقَة.
وَذكر أَيْضا إِسْنَاد أبي عوَانَة إِيَّاه - وَكَانَ ثِقَة -.
وَكَذَلِكَ زِيَادَة: " فَمَا زَاد فبحساب ذَلِك "، ارتضاها أَيْضا لرِوَايَة زيد بن حبَان إِيَّاهَا مُسندَة.
(2628) وَذكر من طَرِيق أبي دَاوُد حَدِيث ابْن عَبَّاس أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - سمع رجلا يَقُول: " لبيْك عَن شبْرمَة " الحَدِيث.(5/450)
ثمَّ أتبعه أَن قَالَ: علله بَعضهم بِأَنَّهُ رُوِيَ مَوْقُوفا، وَالَّذِي أسْندهُ ثِقَة، فَلَا يضرّهُ.
فَهَذَا مِنْهُ تَصْرِيح بنقيض الْمُتَقَدّم، واعتماد لرِوَايَة من رَفعه إِذا كَانَ ثِقَة، وَلكنه مَعَ هَذَا مُحْتَاج لمزيد يتَبَيَّن بِهِ أَمر هَذَا الحَدِيث.(5/451)
وَذَلِكَ انه يرويهِ عَن ابْن عَبَّاس، عَطاء، وَطَاوُس، وَسَعِيد بن جُبَير، وَرِوَايَة سعيد بن جُبَير، هِيَ الْمَقْصُود، فَإِن اللَّفْظ الْمَذْكُور هُوَ من طَرِيقه عِنْد أبي دَاوُد الَّذِي نَقله من عِنْده، رَوَاهُ كَذَلِك سعيد بن أبي عرُوبَة، عَن قَتَادَة، عَن عزْرَة - هُوَ ابْن عبد الرَّحْمَن - عَن سعيد بن جُبَير، عَن ابْن عَبَّاس.
فأصحاب سعيد بن أبي عرُوبَة، يَخْتَلِفُونَ، فقوم مِنْهُم يجعلونه موفوعا، مِنْهُم عَبدة بن سُلَيْمَان، وَمُحَمّد بن بشر، والأنصاري.
وَقوم يقفونه، مِنْهُم غنْدر، وَحسن بن صَالح.
والرافعون ثِقَات، فَلَا يضرهم وقف الواقفين لَهُ؛ إِمَّا لأَنهم حفظوا مَا لم يحفظوا، وَإِمَّا لِأَن الواقفين رووا عَن ابْن عَبَّاس رَأْيه، والرافعين رووا عَنهُ رِوَايَته.
فَإِن قلت: وَلَيْسَت هَذِه مَسْأَلَتنَا الَّتِي كُنَّا فِيهَا، وَهِي مَا إِذا انْفَرد الرافع وَكَانَ ثِقَة، فَإِن هَاهُنَا الرافعين جمَاعَة وهم ثِقَات.
فَالْجَوَاب أَن أَقُول: [إِنَّمَا أريتك من هَذَا قَوْله: وَالَّذِي أسْندهُ ثِقَة] ؛ فَإِنَّهُ عمل بِرِوَايَة الْمُنْفَرد بِالرَّفْع إِذا [كَانَ ثِقَة، وَلم يبال من خَالفه.
(2629) وَقد ذكر هُوَ من عِنْد] التِّرْمِذِيّ حَدِيث: " إِذا كَانَت عِنْد(5/452)
الرجل امْرَأَتَانِ فَلم يعدل بَينهمَا " الحَدِيث.
ثمَّ أتبعه أَن قَالَ: أسْندهُ همام، وَهَمَّام ثِقَة حَافظ.
وَهَذَا مِنْهُ عمل بِرِوَايَة الْمُنْفَرد، وَالتِّرْمِذِيّ هُوَ الَّذِي قَالَ: إِن هشاما الدستوَائي رَوَاهُ عَن قَتَادَة، قَالَ: كَانَ يُقَال. قَالَ: وَلَا يعرف مَرْفُوعا إِلَّا من حَدِيث همام.
(2630) وَذكر حَدِيث أبي هُرَيْرَة: " لَا يحرم من الرَّضَاع المصة وَلَا المصتان، وَإِنَّمَا يحرم مِنْهُ مَا فتق الأمعاء من اللَّبن ".
ثمَّ أتبعه أَن ابْن عبد الْبر قَالَ: لَا يَصح مَرْفُوعا، ثمَّ قَالَ هُوَ: وَصَححهُ غَيره؛ لِأَن الَّذِي رَفعه ثِقَة.
وَلم يبين فِي هَذَا كُله أَنه من رِوَايَة ابْن إِسْحَاق.
(2631) وَذكر من طَرِيق النَّسَائِيّ عَن طَاوس، عَن عبد الله بن الزبير،(5/453)
عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " من شهر سَيْفه ثمَّ وَضعه فدمه هدر ".
ثمَّ أتبعه أَن قَالَ: رُوِيَ مَوْقُوفا، وَالَّذِي أسْندهُ ثِقَة.
(2632) وَذكر من طَرِيق الدَّارَقُطْنِيّ حَدِيث جُنْدُب بن عبد الله، فِيمَن " بَات على إجار لَيْسَ عَلَيْهِ شَيْء فَوَقع فَمَاتَ، أَو ركب الْبَحْر وَقت ارتجاجه، فقد بَرِئت مِنْهُ الذِّمَّة ". ثمَّ حكى عَن الدَّارَقُطْنِيّ تَرْجِيح رِوَايَة من رَوَاهُ عَن أبي عمرَان الْجونِي، عَن زُهَيْر بن عبد الله، مَوْقُوفا عَلَيْهِ، على رِوَايَة حَمَّاد بن زيد، عَن أبي عمرَان، عَن جُنْدُب، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وتصويبه الْمَوْقُوفَة، وَأَن زهيرا لَا صُحْبَة لَهُ.
ثمَّ قَالَ هُوَ من عِنْده: حَمَّاد بن زيد، جليل حَافظ.
فَكَانَ هَذَا مِنْهُ تَرْجِيح الرِّوَايَة الموصولة، على الرِّوَايَة الْمَوْقُوفَة، لثقة راويها.(5/454)
(2633) وَذكر من طَرِيق أبي دَاوُد، عَن ابْن عمر قَالَ: سُئِلَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَأَنا أستمع - عَن لَيْلَة الْقدر، فَقَالَ: " هِيَ فِي كل رَمَضَان ".
ثمَّ أتبعه أَن قَالَ: وَرُوِيَ مَوْقُوفا على ابْن عمر، وَالَّذِي أسْندهُ ثِقَة.
وَهَذَا أَيْضا [مِنْهُ تَرْجِيح لِلْمَرْفُوعِ على الْمَوْقُوف؛ لأ] ن الَّذِي اسنده، هُوَ مُوسَى بن [عقبَة - وَهُوَ ثِقَة - رَوَاهُ عَن أبي إِسْحَاق، عَن سعيد بن جُبَير، عَن ابْن] عمر.
وَرَوَاهُ عَن أبي إِسْحَاق، عَن سعيد بن جُبَير، عَن ابْن عمر قَوْله مَوْقُوفا، إمامان: وهما شُعْبَة وسُفْيَان، وَمَعَ ذَلِك لم يبال وقفهما لما كَانَ مُوسَى بن عقبَة ثِقَة.
وَهَذَا الَّذِي ذكرنَا - من وقف من وَقفه، وَرفع من رَفعه - ذكر جَمِيعه أَبُو دَاوُد.(5/455)
وَلَعَلَّ الَّذِي لَهُ من هَذَا النَّوْع أَكثر من هَذَا الْيَسِير الَّذِي أريناك مِنْهُ، وَهُوَ الصَّوَاب مِنْهُ، فَإِن الحَدِيث الْوَاحِد، إِذا رَوَاهُ الصَّحَابِيّ مَرْفُوعا، وَرُوِيَ عَنهُ من قَوْله، لم يبعد أَن يكون قد ذهب إِلَيْهِ، وتقلد مُقْتَضَاهُ، هَذَا إِذا لم نقدر أَن الَّذِي وَقفه قصر فِي حفظه، أَو شكّ فِي رَفعه، فأسقط الشَّك، وَاقْتصر على الصَّحَابِيّ، وَكَذَلِكَ إِذا روى الحَدِيث الصَّحَابِيّ مَرْفُوعا، ثمَّ روى عَن صَحَابِيّ آخر مَوْقُوفا عَلَيْهِ كَمثل مَا اتّفق فِي الحَدِيث الْمُتَقَدّم الذّكر الَّذِي هُوَ:
(2634) : " من وهب هبة فَهُوَ أَحَق بهَا مَا لم يثب مِنْهَا ".
فَإِنَّهُ رَوَاهُ ابْن عمر مَرْفُوعا إِلَى النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وَرَوَاهُ عَن أَبِيه عمر من قَوْله لَهُ.
- فَلَا بعد فِي أَن يكون عِنْده الْأَمْرَانِ، وَكَذَلِكَ مَا إِذا روى الصَّحَابِيّ الحَدِيث مَرْفُوعا، ثمَّ وَجَدْنَاهُ عَن التَّابِعِيّ الَّذِي رَوَاهُ عَنهُ مَوْقُوفا عَلَيْهِ.
وَهَذِه أصُول الصُّور المتصورة فِي ذَلِك، وَقد تتركب مِنْهَا صور كَثِيرَة كَذَلِك فَلَا نبالي أَن يكون الرافعون جمَاعَة، والواقفون جمَاعَة، وَأَن يكون الواقفون جمَاعَة، والرافع وَاحِدًا، أَو أَن يكون الرافع وَاحِدًا، والواقف وَاحِدًا، ذَلِك كُله سَوَاء فِي أَنه مَقْبُول، كَمَا لَو كَانَ الرافعون جمَاعَة، والواقف وَاحِدًا.
وأضعفها أَن يكون الرافع وَاحِدًا والواقفون جمَاعَة، وَالشّرط ثِقَة الرافع، فَلَا نبالي بعد ذَلِك مُخَالفَة من مُخَالفَة من خَالفه، فَاعْلَم ذَلِك.
وَهُنَاكَ اعتلالات أخر يعتل بهَا أَيْضا أَبُو مُحَمَّد على طَريقَة الْمُحدثين، نذْكر مِنْهَا فِي هَذَا الْبَاب مَا تيَسّر. فَمن ذَلِك انْفِرَاد الثِّقَة بِالْحَدِيثِ، أَو بِزِيَادَة(5/456)
فِيهِ، وَعَمله فِيهِ، هـ[والرَّد.
(2635) كَحَدِيث الَّذِي أحرم] بِالْعُمْرَةِ فِي جُبَّة بَعْدَمَا تضمخ [بالطيب.
ثمَّ قَالَ: زَاد فِيهِ النَّسَائِيّ: " ثمَّ أحدث إحراما "] قَالَ: وَلَا أَحْسبهُ بِمَحْفُوظ، وَالله أعلم.
كَذَا أورد قَول النَّسَائِيّ رادا للزِّيَادَة الْمَذْكُورَة، وَقد بَين النَّسَائِيّ أَنَّهَا مِمَّا تفرد بِهِ شَيْخه نوح بن حبيب القومسي عَن يحيى الْقطَّان، لم يقلها غَيره عَنهُ، ونوح هَذَا صَدُوق.
(2636) وَذكر من طَرِيق عبد الرَّزَّاق، أخبرنَا الثَّوْريّ، عَن الشَّيْبَانِيّ، عَن يزِيد بن الْأَصَم، عَن ابْن عَبَّاس أَن رجلا أَتَى النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَسَأَلَهُ، أأحج عَن أبي؟ قَالَ: " نعم، إِن لم يزده خيرا لم يزده شرا ".
ثمَّ أتبعه أَن قَالَ، قَالَ أَبُو عمر بن عبد الْبر: تفرد بِهِ عبد الرَّزَّاق، وَلَا يُوجد فِي الدُّنْيَا عِنْد أحد غَيره، وخطؤوا عبد الرَّزَّاق لانفراده بِهِ وَإِن كَانَ ثِقَة، وَقَالُوا: لفظ مُنكر لَا يشبه لفظ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.(5/457)
وَمِمَّنْ قَالَ بِهَذَا الْبَزَّار، قَالَ: لَا نعلم رَوَاهُ إِلَّا الثَّوْريّ، وَلَا عَن الثَّوْريّ إِلَّا عبد الرَّزَّاق، فَجعل الْمُنْفَرد بِهِ الثَّوْريّ.
(2637) وَذكر من طَرِيق أبي دَاوُد عَن أبي هُرَيْرَة: " قضى رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي الْجَنِين بغرة: عبد أَو أمة، أَو فرس، أَو بغل ".
ثمَّ قَالَ: الصَّوَاب مَا تقدم.
يَعْنِي لَا فرس فِيهِ وَلَا بغل، وَلم يُفَسر علته، وَهِي عِنْدهم انْفِرَاد عِيسَى بن يُونُس بهَا، عَن مُحَمَّد بن عَمْرو، عَن أبي سَلمَة، عَن أبي هُرَيْرَة.
وَلم يذكر ذَلِك حَمَّاد بن سَلمَة، وخَالِد بن عبد الله، عَن مُحَمَّد بن عَمْرو.
وَالَّذِي لَهُ من هَذَا النَّوْع، هُوَ كثير جدا مِمَّا لم نذْكر - مِمَّا هُوَ عندنَا صَحِيح لم يضرّهُ هَذَا الاعتلال - وَمِمَّا ذَكرْنَاهُ فِيمَا تقدم بِحَسب تقاضي الْأَبْوَاب.(5/458)
وَإِنَّمَا أقصد فِي هَذَا الْبَاب إِلَى ذكر مثل مِمَّا ضعف بِهِ أَحَادِيث يَنْبَغِي أَن يُقَال فِيهَا: إِنَّهَا صَحِيحَة، لضعف الاعتلال عَلَيْهَا كَهَذا الاعتلال، الَّذِي هُوَ الِانْفِرَاد؛ فَإِنَّهُ غير ضار إِذا كَانَ الرواي ثِقَة.
وأصعب مَا فِيهِ، الِانْفِرَاد بِزِيَادَة لم يذكرهَا رُوَاة الْخَبَر الثِّقَات، وأخفها أَن يَجِيء بِحَدِيث لَا نجده عِنْد غَيره، ويتعرض بَينهمَا صور أخر لسنا نذكرها [الْآن لتشعبها وَكَثْرَتهَا، وَلما فِيهَا من الا] ختلاف [وَقد ذكر هُوَ جملَة من الْأَحَادِيث وأعلها بِهَذَا الِاخْتِلَاف] من غير تَفْسِير.
(2638) كَحَدِيث أبي قلَابَة عَن النُّعْمَان بن بشير، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " صلوا كأحدث صَلَاة صليتموها من الْمَكْتُوبَة " يَعْنِي فِي الْكُسُوف.
وَأتبعهُ أَن قَالَ: اخْتلف فِي إِسْنَاد هَذَا الحَدِيث. لم يزدْ على هَذَا، وَهُوَ كَمَا ذكر مُخْتَلف فِيهِ، وَلكنه عِنْدِي اخْتِلَاف لَا يضرّهُ، وَذَلِكَ أَن قوما رَوَوْهُ عَن أبي قلَابَة، عَن النُّعْمَان بن بشير، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وقوما رَوَوْهُ عَن أبي قلَابَة، عَن قبيصَة بن الْمخَارِق الْهِلَالِي، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
ذكر الِاخْتِلَاف فِيهِ على أبي قلَابَة، أَبُو بكر الْبَزَّار فِي رِوَايَته عَن قبيصَة.
وَلَا بعد فِي أَن يكون عِنْده فِيهِ جَمِيع ذَلِك.
(2639) وَحَدِيث: " إِن الله وضع عَن الْمُسَافِر الصَّوْم وَشطر الصَّلَاة ".(5/459)
أتبعه أَن قَالَ: اخْتلف فِي إِسْنَاد هَذَا الحَدِيث اخْتِلَافا كثيرا.
(2640) وَحَدِيث أبي أُمَامَة بن سهل " فِي ضرب المضنى ضَرْبَة وَاحِدَة بِمِائَة شِمْرَاخ ".
أتبعه أَن قَالَ: اخْتلف فِي إِسْنَاد هَذَا الحَدِيث.
وَالْخلاف فِيهِ مَذْكُور فِي كتاب النَّسَائِيّ، وَهُوَ عِنْدِي لَا يضرّهُ.
ويكتفي فِي هَذَا النَّوْع بِذكر هَذِه الْمثل، فسرنا الِاخْتِلَاف فِي أَحدهَا لتتطلب أَمْثَاله فِيمَا مر ذكره، وَهُوَ كثير حسب مَا تقاضته الْأَبْوَاب، وَكثير مِنْهُ فِيمَا لم نذْكر، مِمَّا صحّح من الْأَحَادِيث، وَلَا يكَاد يُوجد حَدِيث لم يخْتَلف فِي إِسْنَاده.
وانتشار الطّرق أدل على صِحَة الحَدِيث مِنْهَا على ضعفه، إِذا كَانَ فِي بعض طرقه طَرِيق سَالم من الضعْف.
(2641) واشهر حَدِيث يقْصد إِلَيْهِ من هَذَا النَّوْع حَدِيث: " من أصَاب امْرَأَته وَهِي حَائِض، يتَصَدَّق بِدِينَار أَو نصف دِينَار ".
وَلست أحيط، بِمَا يَقع فِيهِ الْخلاف من علل الْأَحَادِيث فأحصرها فِي هَذَا بَاب، لَيْسَ بعد الِانْقِطَاع، وَضعف الروَاة، واضطراب الْمُتُون [ ... .(5/460)
وَقد مر من ذَلِك شَيْء كثير] نبهنا عَلَيْهِ، وَتعرض أُمُور كَثِيرَة ق [د أعرضنا عَن جلها، وَذكرنَا بَعْضهَا، وَيَكْفِي] هَذَا الْقدر، لِئَلَّا نقع فِي التّكْرَار المستغنى عَنهُ.
وَلَعَلَّ فِيمَا يَأْتِي من بَقِيَّة الْأَبْوَاب الْمَذْكُورَة بعد هَذَا، مَا هُوَ تتميم للغرض فِي هَذَا الْبَاب، وَالله الْمُوفق.(5/461)
(14) (بَاب ذكر أَحَادِيث ضعفها وَلم يبين بِمَاذَا، وضعفها إِنَّمَا هُوَ الِانْقِطَاع أَو توهمه)(5/463)
اعْلَم أَن الحَدِيث الْمُرْسل أَو الْمُنْقَطع، مُخْتَلف فِي الِاحْتِجَاج بِهِ، فَإِذا حكم على حَدِيث بالضعف، كَانَ ذَلِك منفرا عَنهُ.
وَلَو أعلم أَن الَّذِي أعله بِهِ إِنَّمَا هُوَ الِانْقِطَاع أَو الْإِرْسَال، انقسم سامعوه إِلَى قَابل وراد.
وَلم يَقع لَهُ هَذَا إِلَّا فِي حديثين فِيمَا أعلم، وهما:
(2642) حَدِيث عَائِشَة أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - " كَانَ يقبل بعض أَزوَاجه ثمَّ يُصَلِّي وَلَا يتَوَضَّأ ".
قَالَ بإثره: قَالَ أَبُو عِيسَى: لَيْسَ يَصح عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي هَذَا الْبَاب شَيْء.(5/465)
فَفِي اقتناعه بقول أبي عِيسَى تَضْعِيف لَهُ.
والْحَدِيث الْمَذْكُور، إِنَّمَا علته عِنْد التِّرْمِذِيّ وَأبي دَاوُد الِانْقِطَاع، بَينا ذَلِك فِي كِتَابَيْهِمَا.
وَأَبُو مُحَمَّد سَاقه من عِنْد النَّسَائِيّ، وَإِسْنَاده عِنْده هُوَ إِسْنَاده عِنْدهمَا.
يرويهِ أَبُو روق، عَن إِبْرَاهِيم التَّيْمِيّ، عَن عَائِشَة، وَلم يسمع مِنْهَا.
(2643) وَحَدِيث عَمْرو بن شُعَيْب، عَن أَبِيه، عَن جده فِي " النَّهْي عَن الشِّرَاء وَالْبيع فِي الْمَسْجِد ".
ضعفه، فأواهم أمرا غير مَا بِهِ، من عَمْرو بن شُعَيْب، عَن أَبِيه، عَن جده.
وَهُوَ يُوجد لَهُ فِي مَوَاضِع الِاحْتِجَاج بِهِ، فيتأكد توهم ضعفه بِأَمْر آخر، وَلَا ضعف بِهِ إِلَّا مَا يحْتَمل حَدِيث عَمْرو عَن أَبِيه، عَن جده من الِانْقِطَاع، على مَا بَينا فِي غير هَذَا الْموضع.
وَإِنَّمَا يروي الحَدِيث الْمَذْكُور مُسَدّد، عَن يحيى بن سعيد، عَن ابْن عجلَان، عَن عَمْرو.
وَابْن عجلَان عِنْدِي حجَّة.
(2644) وَقَبله فِي الْمَسَاجِد مر لَهُ حَدِيث: " كَانَ يحب العراجين، وَلَا يزَال فِي يَده مِنْهَا ".(5/466)
[سَاقه من عِنْد أبي دَاوُد من رِوَايَة مُحَمَّد بن عجلَان، و] وَلم يعرض لَهُ، وَلَا بَين أَنه عَنهُ [فَبَان بذلك عدم كَونه عِنْده علته] .
وَلم يعتل عَلَيْهِ بقادح، وَقد اعتراه الْآن فِي هَذَا الحَدِيث أَمر آخر، وَذَلِكَ أَنه ذكره بِأَن قَالَ: وَعَن عبد الله بن عَمْرو.
وَهَذَا من فَاعله خطأ، فَإِن أَحَادِيث عَمْرو، عَن أَبِيه، عَن جده، إِنَّمَا ردَّتْ لاحْتِمَال، أَن تكون الْهَاء من جده عَائِدَة على عَمْرو، فَيكون الْجد مُحَمَّدًا فَيكون الحَدِيث مُرْسلا، أَو أَن يعود على شُعَيْب فَيكون الْجد عبد الله بن عَمْرو.
فَإِذا الْأَمر هَكَذَا، فَلَيْسَ لأحد أَن يُفَسر الْجد بِأَنَّهُ عبد الله بن عَمْرو إِلَّا بِحجَّة، وَقد يُوجد ذَلِك فِي بعض الْأَحَادِيث مُبينًا، يَقُول: " عَن جده عبد الله ابْن عَمْرو " فيرتفع النزاع.
ونبين هَاهُنَا مَا اتّفق لَهُ فِي عَمْرو بن شُعَيْب، عَن أَبِيه، عَن جده من الِاحْتِجَاج بِهِ، أَو رده، فَنَقُول:
(2645) ذكر حَدِيث: " يَأْخُذ من طول لحيته وعرضها ".
من رِوَايَة عمر بن هَارُون، عَن أُسَامَة بن زيد، عَن عَمْرو بن شُعَيْب، عَن أَبِيه، عَن جده.
ثمَّ أتبعه قَول التِّرْمِذِيّ: عمر بن هَارُون مقارب الحَدِيث، قَالَ وَذكره أَبُو أَحْمد، وَزَاد: " بِالسَّوِيَّةِ " وَقَالَ فِي عمر بن هَارُون أَكثر مِمَّا قَالَ التِّرْمِذِيّ.(5/467)
فَهُوَ - كَمَا ترى - لم يعرض لَهُ من أجل عَمْرو، عَن أَبِيه، عَن جده، وَلَا من أجل أُسَامَة.
(2646) وَحَدِيث: " من لَغَا كَانَت لَهُ ظهرا ".
لم يقل فِيهَا شَيْئا، وَهُوَ من رِوَايَة أُسَامَة بن زيد، عَن عَمْرو، عَن أَبِيه، عَن جده.
(2647) وَحَدِيث: " اللَّهُمَّ اسْقِ عِبَادك ".
سكت عَنهُ، وَهُوَ مَعَ ذَلِك من رِوَايَة عَليّ بن قادم، وَهُوَ مُخْتَلف فِيهِ.
(2648) وَحَدِيث: " ضرب الصّبيان على الصَّلَاة وتعليمهم إِيَّاهَا ".
وَلم يعرض لَهُ بِشَيْء أصلا.
(2649) وَحَدِيث: " لَا جلب وَلَا جنب، وَلَا تُؤْخَذ صَدَقَاتهمْ إِلَّا فِي دُورهمْ ".
(2650) وَحَدِيث: " زَكَاة الْعَسَل ".(5/468)
(2651) وَحَدِيث: " الرَّاكِب شَيْطَان، والراكبان شيطانان ".
(2652) وَحَدِيث: " تحريق مَتَاع الغال وضربه ". وَعرض مِنْهُ [لزهير بن مُحَمَّد، وَلم يعرض لعَمْرو بن شُعَيْب.
(2653) وَحَدِيث] سبي هوَازن من رِوَايَة ابْن إِسْحَاق ع [ن عَمْرو ابْن شُعَيْب.
(2654) وَحَدِيث: " من أَيّمَا امْرَأَة نكحت] على صدَاق أَو حباء ".(5/469)
(2655) وَحَدِيث: " رد زَيْنَب بِنِكَاح جَدِيد ".
وَعرض مِنْهُ لحجاج بن أَرْطَأَة.
(2656) وَحَدِيث: " إِذا تزوج أحدكُم الْمَرْأَة أَو اشْترى الْخَادِم ".
سكت عَنهُ وَلم يبرزه.
(2657) وَحَدِيث: " لَا طَلَاق إِلَّا فِيمَا لَا تملك ".
من رِوَايَة مطر عَنهُ، وَأتبعهُ قَول البُخَارِيّ فِيهِ: هَذَا أصح شَيْء فِي الطَّلَاق قبل النِّكَاح.(5/470)
(2658) وَحَدِيث: " كل مستلحق بعد أَبِيه ".
من رِوَايَة مُحَمَّد بن رَاشد، عَن سُلَيْمَان بن مُوسَى عَنهُ.
(2659) وَحَدِيث: " إِن ابْني هَذَا كَانَ بَطْني لَهُ وعَاء ".
من رِوَايَة الْأَوْزَاعِيّ عَنهُ.
(2660) وَحَدِيث: " النَّهْي عَن بيع وَشرط ".(5/471)
من رِوَايَة أبي حنيفَة عَنهُ.
(2661) وَحَدِيث: " لَا يحل لَهُ أَن يُفَارِقهُ خشيَة أَن يستقيله ".
ورد طَرِيقا آخر لَهُ بالانقطاع بَين مخرمَة بن بكير وَأَبِيهِ، وَهُوَ أَيْضا من رِوَايَة عَمْرو، عَن أَبِيه، عَن جده.
(2662) وَحَدِيث: " فَإِذا اسْتردَّ الْوَاهِب مَا وهب ".
وَلم يبين أَنه من رِوَايَة أُسَامَة بن زيد عَنهُ.
(2663) وَحَدِيث: " كل من مَال يَتِيمك غير مُسْرِف وَلَا مبذر ".(5/472)
(2664) وَحَدِيث: " مِيرَاث ولد الْمُلَاعنَة لأمه ".
(2665) وَحَدِيث: " ابْن الزِّنَا لَا يَرث ".
ضعفه بِابْن لَهِيعَة.
(2666) وَحَدِيث: " لَيْسَ [على] الْمُسْتَعِير غير الْمغل ضَمَان ".
ضعفه بِعَمْرو بن عبد الْجَبَّار وَعبيدَة بن حسان.(5/473)
(2667) وَحَدِيث: " الْقَاتِل لَا يَرث ".
لم يعرض لَهُ من جِهَة عَمْرو، لَكِن من جِهَة أَنه رُوِيَ عَن عَمْرو، عَن عمر مُرْسلا.
(2668) وَحَدِيث: " قضى بِشَاهِد وَيَمِين فِي الْحُقُوق ".
أعله بمطرف بن مَازِن.
(2669) وَحَدِيث: " الْبَيِّنَة على الْمُدَّعِي وَالْيَمِين على الْمُدعى عَلَيْهِ إِلَّا فِي الْقسَامَة ".(5/474)
ضعفه بِغَيْر عَمْرو.
(2670) وَحَدِيث: " إِذا ادَّعَت الْمَرْأَة طَلَاق زَوجهَا ".
(2671) وَحَدِيث: " من الْتقط دَوَاة أَو سكينا ".
وأبرز الْمثنى بن الصَّباح، وَرَوَاهُ عَنهُ مسلمة بن عَليّ.
(2672) وَحَدِيث: " الْمكَاتب عبد مَا بَقِي عَلَيْهِ دِرْهَم ".
(2673) وَحَدِيث: " [لَا نذر إِلَّا فِيمَا يبتغى بِهِ] وَجه الله، وَلَا يَمِين فِي قطيعة رحم ".
(2674) وَحَدِيث: " [.....] .
(2675) وَحَدِيث] الْقسَامَة الَّذِي فِيهَا يحلفُونَ خمسين يَمِينا(5/475)
قسَامَة.
(2676) وَحَدِيث: " من قتل مُتَعَمدا دفع إِلَى أَوْلِيَاء الْمَقْتُول " الحَدِيث.
وَلم يبين أَنه من رِوَايَة سُلَيْمَان بن مُوسَى عَنهُ، وَقَالَ فِيهِ: حسن غَرِيب.
(2677) وَبعده حَدِيث فِي الدِّيَة.
(2678) وَحَدِيث: " فِي شرح أَصْنَاف الْأَمْوَال المؤداة فِي الدِّيَة ".
من رِوَايَة سُلَيْمَان بن مُوسَى، وَآخر بعده كَذَلِك.
(2679) وَحَدِيث: " فِي الذّكر الدِّيَة إِذا قطعت الْحَشَفَة، وَفِي اللِّسَان إِذا(5/476)
منع الْكَلَام ".
وَضَعفه بالعرزمي.
(2680) وَحَدِيث: " عقل أهل الذِّمَّة ".
(2681) وَحَدِيث: " دِيَة الْمعَاهد نصف دِيَة الْحر ".
من رِوَايَة ابْن إِسْحَاق عَنهُ.
(2682) وَحَدِيث: " دِيَة الْعين العوراء، وَالْيَد الشلاء، وَالسّن السَّوْدَاء ".
(2683) وَحَدِيث: " من تطبب وَلم يعلم مِنْهُ طب ".(5/477)
(2484) وَحَدِيث: " النَّهْي أَن يقْتَصّ من الْجرْح حَتَّى يَنْتَهِي ". من رِوَايَة مُسلم بن خَالِد عَنهُ.
(2685) وَحَدِيث: " إِعْتَاق الَّذِي جب سَيّده مذاكيره ".
(2686) وَحَدِيث: " يُقيد الْأَب من ابْنه وَلَا يُقيد الابْن من أَبِيه ". وَبَين أَنه من رِوَايَة إِسْمَاعِيل بن عَيَّاش، عَن الْمثنى بن الصَّباح عَنهُ.(5/478)
(2687) وَحَدِيث: " لَا تقطع يَد السَّارِق فِي أقل من عشرَة دَرَاهِم ". أبرز مِنْهُ حجاج بن أَرْطَاة، عَن عَمْرو.
(2688) وَحَدِيث: " أَمر بِقطعِهِ من الْمفصل ".
(2689) وَحَدِيث: " رِدَاء صَفْوَان ". وَلم يُضعفهُ بالعرزمي وبأبي نعيم النَّخعِيّ.
(2690) وَحَدِيث: " تعافوا الْحُدُود فِيمَا بَيْنكُم ".
(2691) وَحَدِيث أبي ثَعْلَبَة فِي أكل الْكَلْب من الصَّيْد.(5/479)
(2692) وَحَدِيث: " الْفَرْع حق ".
(2693) وَحَدِيث: " سُئِلَ عَن الْعَقِيقَة ".(5/480)
(2694) وَحَدِيث: " الريطة المعصفرة لَا بَأْس بهَا للنِّسَاء ".
(2695) وَحَدِيث: " لَا تنتفوا الشيب ".
(2696) وَحَدِيث: " تَسْلِيم الْيَهُود الْإِشَارَة بالأصابع، وَالنَّصَارَى بالأكف ". ضعفه بِابْن لَهِيعَة.
(2697) وَحَدِيث: " يحْشر المتكبرون أَمْثَال الذَّر " وَحسنه. كل هَذِه لم يعبها بِعَمْرو، عَن أَبِيه، عَن جده، إِنَّمَا هِيَ قِسْمَانِ: أما(5/481)
[الْقسم الأول من الْأَحَادِيث، فقد تقدم] لَهُ من هَذَا تَحْسِين رِوَايَات عَمْرو، عَن [أَبِيه، عَن جده، وَأما الْقسم الثَّانِي من الْأَحَادِيث.
(2698) مِنْهَا قَوْله] فِي حَدِيث من حَدِيثه ذكره من رِوَايَة ابْن عجلَان، عَن عَمْرو، عَن أَبِيه، عَن جده، " فِي التَّمْر الْمُعَلق، وَمن أصَاب مِنْهُ من ذِي حَاجَة " أَبُو عمر يصحح حَدِيث عَمْرو بن شُعَيْب، عَن أَبِيه، عَن جده، إِذا كَانَ الرواي عَنهُ ثِقَة.
(2699) وَذكر أَيْضا من طَرِيق ابْن أبي شيبَة، عَن عَمْرو، عَن أَبِيه، عَن جده حَدِيث: " مَا أحرز الْوَلَد أَو الْوَالِد فَهُوَ لعصبته من كَانُوا ".
ثمَّ قَالَ: قَالَ ابْن عبد الْبر: هَذَا حَدِيث حسن صَحِيح، وَذكر تَوْثِيق النَّاس لعَمْرو، وَأَنه إِنَّمَا أنكر من حَدِيثه وَضعف مَا كَانَ عَن قوم ضعفاء عَنهُ.
قَالَ: وَقَالَ غَيره: عَمْرو ثِقَة، وَلكنه يحدث عَن صحيفَة جده.
(2700) وَلما ذكر حَدِيث عَمْرو، عَن أَبِيه، عَن جده فِي " التَّكْبِير فِي صَلَاة الْعِيدَيْنِ ". أتبعه أَن البُخَارِيّ صَححهُ.(5/482)
فَكَانَ فِي هَذَا إِيهَام تَصْحِيح البُخَارِيّ أَحَادِيث عَمْرو، عَن أَبِيه، عَن جده.
وَقد بَينا فِيمَا تقدم مَا عمل البُخَارِيّ فِي ذَلِك، وَأَنه إِنَّمَا يشبه أَن يكون كَلَام التِّرْمِذِيّ.
فَهَذَا يظنّ مِنْهُ أَن مذْهبه كمذهب أبي عمر، وَلَيْسَ كَذَلِك، بل لَهُ خِلَافه فِي جملَة أَحَادِيث، ضعفها من أَجله.
(2701) مِنْهَا أَنه ذكر من طَرِيق الدَّارَقُطْنِيّ عَن سُوَيْد بن عبد الْعَزِيز، عَن سُفْيَان بن حُسَيْن الوَاسِطِيّ، عَن عَمْرو بن شُعَيْب، عَن أَبِيه، عَن جده، سَأَلَ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عَن " اللّقطَة تُوجد فِي أَرض الْعَدو ".
ثمَّ أتبعهَا أَن قَالَ: سُوَيْد بن عبد الْعَزِيز ضَعِيف، مَعَ ضعف حَدِيث عَمْرو ابْن شُعَيْب، عَن أَبِيه، عَن جده.
(2702) وَحَدِيث: " فَإِن تَركهَا كفارتها ": فِيمَن " حلف على يَمِين فَرَأى غَيرهَا خيرا مِنْهَا ". سَاقه من رِوَايَة عَمْرو، عَن أَبِيه، عَن جده. ثمَّ أتبعه قَول أبي دَاوُد: الْأَحَادِيث كلهَا عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " وليكفرعن(5/483)
يَمِينه "، إِلَّا مَا لَا يعبأ بِهِ.
(2703) وَحَدِيث: " من زَاد على هَذَا، فقد أَسَاءَ وتعدى وظلم ". أتبعه الْكَلَام بِمَا قيل فِي رِوَايَته وصحيفته.
(2704) وَحَدِيث أبي دَاوُد: " [نهى عَن بيع العربان] .
وَأتبعهُ أَن قَالَ: [هَذَا الحَدِيث] مَعَ مَا فِي إِسْنَاده، هُوَ [مُنْقَطع، لِأَنَّهُ رَوَاهُ عَن القعْنبِي، عَن مَالك، أَنه بلغه عَن عَمْرو بن شُعَيْب] وَكَذَا قَالَ التنيسِي وَغَيره، أَو عَن الثِّقَة عِنْده، كَذَا قَالَ يحيى بن يحيى.
وَرَوَاهُ ابْن وهب، عَن ابْن لَهِيعَة، عَن عَمْرو، لَا عَن مَالك، ذكر ذَلِك ابْن عبد الْبر.
قَالَ ابْن عدي: يُقَال: إِن الثِّقَة هَاهُنَا هُوَ ابْن لَهِيعَة، والْحَدِيث مَشْهُور عَنهُ عَن عَمْرو.
(2705) وَذكر حَدِيث حُسَيْن الْمعلم وَدَاوُد بن أبي هِنْد وحبِيب الْمعلم، عَن(5/484)
عَمْرو، عَن أَبِيه، عَن جده: " لَا يجوز لامْرَأَة أَمر فِي مَالهَا إِذا ملك زَوجهَا عصمتها ".
ثمَّ قَالَ: قد تقدم الْكَلَام على ضعف هَذَا الْإِسْنَاد، قَالَ: وَفِي بعض هَذِه الطّرق عَن عَمْرو، أَن أَبَاهُ أخبرهُ، عَن عبد الله بن عَمْرو، خرجه أَبُو دَاوُد عَن حُسَيْن الملعلم عَن عَمْرو. انْتهى كَلَامه.(5/485)
وَفِيه تَضْعِيف إِسْنَاد عَمْرو، عَن أَبِيه، عَن جده، وَلَو كَانَ الروَاة عَنهُ ثقاتاً، فَإِن هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَة ثِقَات، وَقد ذكر أَن جده هُوَ عبد الله بن عَمْرو، وَهَذَا يُنَاقض مَا تقدم من عمله.
(2706) وَذكر حَدِيث أنس: " أَنْت وَمَالك لأَبِيك ".
ثمَّ قَالَ: قد تقدم الْكَلَام فِي هَذَا الْإِسْنَاد، وَقد صَحَّ من طَرِيق آخر، ذكره الْبَزَّار وَغَيره.
(2707) وَحَدِيث: " رد شَهَادَة الخائن والخائنة ".
ثمَّ قَالَ: قد تقدم الْكَلَام فِي هَذَا الْإِسْنَاد. وَهُوَ من رِوَايَة سُلَيْمَان بن مُوسَى، عَن عَمْرو.
(2708) وَحَدِيث ضَالَّة الشَّاة: " فاجمعها حَتَّى يَأْتِيهَا رَبهَا ". وَقَالَ: قد تقدم الْكَلَام فِي هَذَا الْإِسْنَاد. وَهُوَ من رِوَايَة ابْن إِسْحَاق عَن عَمْرو.
كل هَذِه الْأَحَادِيث مضعفة عِنْده، أَو محَال بهَا على مَا تقدم من كَلَامه فِيهِ وتضعيفه لَهُ، وذك يُنَاقض فَعَلَيهِ الْمُتَقَدِّمين من تَصْحِيحه رواياته، أَو سُكُوته عَنهُ وَترك الإعلال بِهِ.(5/486)
وَقد صحّح من أَحَادِيثه أَحَادِيث هُوَ فِيهَا مُصِيب، وَهِي قِسْمَانِ:
قسم ارْتَفع فِيهِ مَا يخَاف من الِانْقِطَاع، إِمَّا بِذكر أَن الْجد هُوَ عبد الله بن عَمْرو، وَإِمَّا بتكرار " عَن أَبِيه ".
وَقسم لَيست من رِوَايَة عَمْرو عَن أَبِيه، لَكِن من رِوَايَته عَن [غير أَبِيه، وَهِي أَيْضا صَحِيحَة
(2709) كَحَدِيث البلاط]
(2710) [وَحَدِيث:] " فِي المواضح خمس خمس ".
ذكره من طَرِيق [النَّسَائِيّ، عَن عَمْرو بن شُعَيْب] حَدثنِي أبي عَن عبد الله بن عَمْرو. وَقد صَحَّ سَماع أَبِيه من جده عبد الله بن عَمْرو.
(2711) وَحَدِيث: " لآ يحل سلف وَبيع، وَلَا شَرْطَانِ فِي بيع، وَلَا ربح(5/487)
مَا لم يضمن، وَلَا بيع مَا لَيْسَ عنْدك ". صَححهُ فِي حَقه، فَإِنَّهُ سَاقه من عِنْد التِّرْمِذِيّ.
وَإِسْنَاده عِنْده وَعند أبي دَاوُد هَكَذَا: عَن عَمْرو، عَن أَبِيه، عَن أَبِيه، حَتَّى ذكر عبد الله بن عَمْرو، فجَاء من هَذَا أَنه عَن عَمْرو، عَن شُعَيْب، عَن مُحَمَّد، عَن عبد الله بن عَمْرو، فارتفع مَا يخَاف من الْإِرْسَال.
(2712) وَأما الْقَاسِم الثَّانِي، فَمِنْهُ حَدِيث: " الشُّفْعَة للْجَار ". سكت عَنهُ، وَهُوَ من رِوَايَة عَمْرو بن شُعَيْب، عَن عَمْرو بن الشريد، عَن أَبِيه.
(2713) وَحَدِيث: " لَا يحل لأحد أَن يُعْطي عَطِيَّة فَيرجع فِيهَا إِلَّا الْوَالِد ". هُوَ من رِوَايَة عَمْرو، عَن طَاوس، عَن ابْن عمر وَابْن عَبَّاس.(5/488)
(2714) وَحَدِيث: " لَا ينْكح الزَّانِي المجلود إِلَّا مثله ". هُوَ من رِوَايَة عَمْرو، عَن المَقْبُري، عَن أبي هُرَيْرَة
(2715) فَأَما حَدِيث: " لَا يُقَاد الْوَالِد بِالْوَلَدِ " فَإِنَّهُ عَن عَمْرو، عَن أَبِيه، عَن جده، عَن عمر بن الْخطاب، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَيَرْوِيه عَن عَمْرو، حجاج بن أَرْطَاة، وَقد تبين عِنْده سَماع عَمْرو من أَبِيه، وَسَمَاع أَبِيه من جده عبد الله بن عَمْرو.
(2716) وَحَدِيث ذكره فِي الْجَنَائِز من طَرِيق النَّسَائِيّ عَن عبد الله بن عَمْرو، فِي أَن " الله لَا يرضى لعَبْدِهِ الْمُؤمن إِذا ذهب بصفيه من أهل الأَرْض " الحَدِيث.
فَإِنَّهُ عِنْد النَّسَائِيّ من رِوَايَة عَمْرو بن سعيد بن أبي حُسَيْن، أَن عَمْرو بن شُعَيْب كتب إِلَى عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن أبي حُسَيْن يعزيه بِابْن لَهُ هلك فَذكر فِي كِتَابه أَنه سمع أَبَاهُ شُعَيْب بن مُحَمَّد، يحدث عَن جده عبد الله بن عَمْرو. فَذكره
وَلَو تعرضنا لذكر الْكَلَام فِي عَمْرو بَينا هَذَا بِغَيْر هَذَا الطَّرِيق، فَإِنَّهُ صَحِيح، وَلَكِن لم نقصد ذَلِك، وَإِنَّمَا قصدنا تَبْيِين عمله فِيمَا يرويهِ عَمْرو بن شُعَيْب عَن أَبِيه، أَو عَن غَيره، وَهُوَ قد [اضْطربَ فِيهِ رَأْيه وَاخْتلف فِيهِ حكمه](5/489)
(15) بَاب ذكر أُمُور جميلَة من أَحْوَال رجال يجب اعْتِبَارهَا، فأغفل ذَلِك أَو تنَاقض فِيهِ(5/491)
جلّ مضمن هَذَا الْبَاب، محَال بِهِ على مُتَقَدم الذّكر فِي الْأَبْوَاب الفارطة، فِرَارًا من التّكْرَار، وطلباً للاختصار.
فَمن تِلْكَ الْأَحْوَال، التَّدْلِيس، ونعني بِهِ أَن يروي الْمُحدث عَمَّن قد سمع مِنْهُ مَا لم يسمع مِنْهُ، من غير أَن يذكر أَنه سَمعه مِنْهُ.
وَالْفرق بَينه وَبَين الْإِرْسَال، هُوَ أَن الْإِرْسَال رِوَايَته عَمَّن لم يسمع مِنْهُ.
وَلما كَانَ فِي هَذَا قد سمع مِنْهُ، جَاءَت رِوَايَته عَنهُ مَا لم يسمع مِنْهُ، كَأَنَّهَا إِيهَام سَمَاعه ذَلِك الشَّيْء، فَلذَلِك سمي تدليساً.
وَحكمه الْجَوَاز إِذا كَانَ الَّذِي طوى ذكره ثِقَة عِنْده، كالإرسال سَوَاء.
أما إِذا كَانَ الَّذِي طوى ذكره ضَعِيفا عِنْده، فَهَذَا حرَام وجرحه فِي فَاعله، وَلَا فرق بَينه وَبَين إِبْدَال ضَعِيف بِثِقَة فِي رِوَايَة حَدِيث، فَإِن كَانَ ثِقَة عِنْده وضعيفاً عِنْد النَّاس، فموضوع نظر، فَإِنَّهُ بِاعْتِبَار كَونه ثِقَة عِنْده، يقوم عذره فِي طيه ذكره، كَمَا فِي الْإِرْسَال وَترك الْإِسْنَاد، وَبِاعْتِبَار أَنه ضَعِيف عِنْد غَيره، يجب عَلَيْهِ ذكره، وَلَا يَرْمِي الحَدِيث إِلَى من يحدثه بِهِ متحملاً عهدته.
أما هَل يحْتَج بِمَا يرويهِ المدلس أم لَا يحْتَج بِهِ؟ فمبني على هَذَا.
وَذَلِكَ أَنا إِذا علمنَا من حَاله أَنه لَا يُدَلس إِلَّا عَن ثِقَة عِنْده:
فَمن النَّاس من يرد معنعه، لاحْتِمَال انْقِطَاعه، وَأَن يكون قد دلّس بِهِ، حَتَّى يعلم سَمَاعه لشَيْء فيحتج بِهِ.
وَمن النَّاس من يقبله حَتَّى يتَبَيَّن الِانْقِطَاع فِيهِ، وَأَنه دلسه، ولسنا الْآن لبَيَان هَذِه.
وَلَيْسَ هَذَا الِاخْتِلَاف الِاخْتِلَاف الَّذِي فِي قبُول الْمُرْسل الْمُحَقق الْإِرْسَال، ذَاك إِنَّمَا سَببه الْجَهْل بِحَال المطوي ذكره، وَهَذَا سَببه احْتِمَال الِاتِّصَال و [الِانْقِطَاع.(5/493)
وَأَبُو مُحَمَّد قد صرح بِأَن الحَدِيث يرد ب [التَّدْلِيس فِي مَوَاضِع.
(2717) مِنْهَا حَدِيث [أبي الزبير عَن جَابر، فقد صرح أَنه لَا يقبل مِنْهُ] إِلَّا مَا ذكر فِيهِ السماع، أَو كَانَ من رِوَايَة اللَّيْث عَنهُ، وَقد استوعبنا ذكره فِيمَا تقدم.
(2718) وَمِنْهَا حَدِيث: " الْخراج بِالضَّمَانِ ".
قَالَ بعده: إِن عمر بن عَليّ الْمقدمِي، لم يقل: حَدثنَا هِشَام بن عُرْوَة، وَكَانَ يُدَلس، وَقد قَالَ البُخَارِيّ: إِنَّه لم يُدَلس ذَلِك الحَدِيث.(5/494)
(2719) وَمِنْهَا حَدِيث: " أعقلها وتوكل ".
قَالَ بعده: عَليّ بن غراب، صَدُوق لَا بَأْس بِهِ، وَإِنَّمَا كَانَ يُدَلس، وَقد قَالَ فِي الحَدِيث: حَدثنَا الْمُغِيرَهْ.
وسُويد بن سعيد الحدثاني قَالَ إِثْر حَدِيث:
(2720) " يقيسون بآرائهم ": إِنَّه كثير التَّدْلِيس ثمَّ لم يعرض لَهُ فِي حَدِيث:
(2721) " مَا وقى الرجل بِهِ عرضه فَهُوَ صَدَقَة ".
ثمَّ اسْتمرّ عمله فِي كِتَابه كُله على مُخَالفَة هَذَا الأَصْل، فَلم يتَجَنَّب شَيْئا من أَحَادِيثهم من غير اعْتِبَار فِي أحدهم " حَدثنَا " أَو " عَن "، بل أَكثر ذَلِك مُعَنْعَن.
وَلم أتعرض هُنَا لذكر مَا وَقع لَهُ من ذَلِك لكثرته، بِحَيْثُ نكر بِذكرِهِ - لَو تعرضنا لَهُ - على الْكتاب كُله، وَلِأَنَّهُ سهل عَلَيْك الْوُقُوف عَلَيْهِ، فَإنَّك إِذا أخذت حَدِيثا مِمَّا سكت عَنهُ مصححاً لَهُ، وَنظرت إِسْنَاده فِي الْموضع الَّذِي نَقله مِنْهُ، وَلَو كَانَ كتاب البُخَارِيّ أَو مُسلم، لم تعدم أَن يكون من رِوَايَة سُفْيَان الثَّوْريّ، أَو سُفْيَان بن عُيَيْنَة، أَو ابْن جريح، أَو هشيم، أَو قَتَادَة، أَو أبي إِسْحَاق، أَو يحيى بن أبي كثير، وَمن لَا أحصيهم كَثْرَة.(5/496)
وفشو التَّدْلِيس فيهم، وعملهم بِهِ، أشهر وَأكْثر من أَن نعرض لَهُ، وَلَقَد ظن بِمَالك على بعده مِنْهُ عمله.
وَقد قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: إِن مَالِكًا مِمَّن عمل بِهِ.
وَلَيْسَ عَيْبا عِنْدهم، وَإِنَّمَا هُوَ الْإِرْسَال، لَكِن عَمَّن قد لقِيه.
وَلَقَد غلا شُعْبَة حَتَّى قَالَ: كَانَ أَبُو هُرَيْرَة يُدَلس، ذكر ذَلِك عَنهُ أَبُو أَحْمد.
وَهَذَا مِمَّا لَا يَنْبَغِي إِطْلَاقه فِي حق الصَّحَابَة رضى الله عَنْهُم وَإِنَّمَا يَعْنِي أَنه قد روى عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَحَادِيث خرج مِنْهُ بعد [المباحثة أَنه لم يسمع مِنْهُ] بَعْضهَا.
وَقد صرح فِي حَدِيث بِأَن الَّذِي أخبرهُ بِهِ [هُوَ الْفضل بن عَبَّاس. وَكَذَلِكَ أَحَادِيث] ابْن عَبَّاس بِهَذِهِ السَّبِيل إِلَّا ثَمَانِيَة عشر حَدِيثا، وَقد بوحث فِي حَدِيث، فَأخْبر أَن الَّذِي أخبرهُ بِهِ هُوَ أَخُوهُ الْفضل.
وَمثل هَذَا التَّدْلِيس، هُوَ الْجَائِز بِلَا ريب، أَن يكون المطوي ذكره من لَا شكّ فِي عَدَالَته.
وكل من دلّس من الْأَئِمَّة، فَإِنَّهُ كَانَ يتحَرَّى الصدْق، وَيُصَرح بِالَّذِي حَدثهُ بِهِ إِذا بوحث. قيل لِابْنِ عُيَيْنَة فِي حَدِيث رَوَاهُ لَهُم عَن الزُّهْرِيّ: سمعته مِنْهُ. قَالَ: لَا،(5/497)
قيل: فَمن معمر عَنهُ. قَالَ: لَا، حَدثنِي بِهِ عبد الرَّزَّاق، عَن معمر، عَن الزُّهْرِيّ.
وَقد رَآهُ قوم محرما، كَانَ شُعْبَة يَقُول: لِأَن أزني أحب أَلِي من أَن أدلس.
وَقيل لِابْنِ الْمُبَارك: فلَان يُدَلس، فَقَالَ: دلّس للنَّاس أَحَادِيثهم، وَالله لَا يقبل تدليساً وَالصَّوَاب التَّفْصِيل الَّذِي ذَكرْنَاهُ، وَلَا أخص بِهِ التَّدْلِيس، فَإِن الْمُرْسل لَو طوى ذكر من هُوَ ثِقَة بِلَا خلاف، لم يكن بِفِعْلِهِ هَذَا آثِما، وَإِن اخْتلف فِي الِاحْتِجَاج بالمرسل.
وَإِن طوى ذكر مُتَّفق على ضعفه، فَهَذِهِ جرحة فِيهِ، لِأَنَّهُ يدس فِي الدَّين الْبَاطِل، فَهُوَ بِمَثَابَة من يضع حَدِيثا، أَو يُبدل ضَعِيفا بِثِقَة، فَهُوَ كالمدلس سَوَاء، لَا فرق بَينهمَا.
وَمن ثَبت عَلَيْهِ شَيْء من ذَلِك، كَانَت جرحه فِيهِ، كحجاج بن أَرْطَأَة، فَإِنَّهُ كَانَ يُدَلس عَن الضُّعَفَاء، وَقد يكون من هَؤُلَاءِ من لَا يسْقط اسْم شَيْخه الضَّعِيف، لكنه يُغير اسْمه الْمَشْهُور بأخفى مِنْهُ، كي يخفي أمره.
وَالْحكم فيهمَا وَاحِد، وَعَسَى أَن لَا يَصح على ابْن جريح هَذَا الْعَمَل، وَإِن كَانَ قد نسب إِلَيْهِ فِي أَحَادِيث أَنه أَخذهَا عَن ابْن أبي يحيى، يُغير اسْمه، أَو أسْقطه.(5/498)
وَأما البُخَارِيّ رَحمَه الله فَذَلِك عَنهُ بَاطِل، وَلم يَصح قطّ عَنهُ، وَإِنَّمَا هِيَ تخيلات عَلَيْهِ أَنه كَانَ يكنى عَن مُحَمَّد بن يحيى الذهلي لما توقف.
وَمن تِلْكَ الْأَحْوَال أَحْوَال المسوين، والتسوية نوع من أَنْوَاع التَّدْلِيس، إِنَّمَا هِيَ [أَن يسْقط شيخ شَيْخه الضعْف، وَيجْعَل الحَدِيث عَن] شَيْخه. كَانَ الْوَلِيد بن مُسلم فِيمَا [ذكر أَبُو مسْهر يُدَلس فِي أَحَادِيث الْأَوْزَاعِيّ، فيروي] عَن الْأَوْزَاعِيّ، عَن شيخ للأوزاعي، فَيسْقط الرجل الَّذِي عَنهُ رَوَاهُ الْأَوْزَاعِيّ ويعنعنه عَن الْأَوْزَاعِيّ عَن شيخ ذَلِك الْمسْقط الَّذِي هُوَ شيخ الْأَوْزَاعِيّ أَيْضا.
مِثَاله أَن، يعمد إِلَى حَدِيث يرويهِ الْأَوْزَاعِيّ، عَن شيخ ضَعِيف، عَن الزُّهْرِيّ.
وَالزهْرِيّ شيخ للأوزاعي، فَيسْقط الْوَلِيد الْوَاسِطَة الضَّعِيف، الَّذِي بَين الْأَوْزَاعِيّ وَالزهْرِيّ.
فَهُوَ إِذا عمل ذَلِك فِي حَدِيث نَفسه، سمي تدليساً، وَإِذا عمله فِي حَدِيث شَيْخه، سمي تَسْوِيَة.
وَحكم التَّسْوِيَة حكم التَّدْلِيس سَوَاء، فِي انقسام الَّذِي أسقط إِلَى ثِقَة وَضَعِيف.
وَأَبُو مُحَمَّد - رَحمَه الله - لم يعْتَبر هَذَا الْمَعْنى من أَحْوَال الروَاة، وَهُوَ فِي كثير من الْأَحَادِيث الَّتِي قد مر ذكرهَا، وَفِي كثير مِمَّا لم نعرض لَهُ كَمَا لم نعرض لأحاديث المدلسين.(5/499)
(2722) مِنْهَا حَدِيث: " الْأَذَى يُصِيب النَّعْل ".
وَمِنْهَا أَحَادِيث ابْن عجلَان، عَن المَقْبُري، فَإِنَّهُ قد اعْترف على نَفسه بِأَنَّهُ سواهَا، وَذَلِكَ أَن ابْن عجلَان، كَانَ أَخذ عَن المَقْبُري، مَا رَوَاهُ عَن أَبِيه، عَن أبي هُرَيْرَة، وَمَا رَوَاهُ عَن أبي هُرَيْرَة، وَمَا رَوَاهُ عَن رجل عَن أبي هُرَيْرَة، فاختلطت عَلَيْهِ فَجَعلهَا كلهَا عَن المَقْبُري، عَن أبي هُرَيْرَة لَا رَأَيْته.
وَمن تِلْكَ الْأَحْوَال، أَحْوَال الْمُخْتَلطين، وَقد تقدم الْكَلَام فِي ذَلِك، وَذكرنَا عمله فِيهِ بِمَا يُغني عَن رده.
وَمِنْهَا أَحْوَال الصحفيين وهم الَّذين يُقَال عَنْهُم: إِنَّهُم كَانُوا يحدثُونَ من صحف لم يسمعوها، كَمَا تقدم فِي حَدِيث عَمْرو بن شُعَيْب، عَن أَبِيه، عَن جده، ومخرمة بن بكير، عَن أَبِيه. وكما يُقَال فِي أَن حَدِيث الْحسن عَن سَمُرَة كتاب، استعاره من بنيه بعد مَوته
وكما يُقَال فِي حَدِيث أبي سُفْيَان عَن جَابر، وَأَنه لم يسمع مِنْهُ إِلَّا أَرْبَعَة أَشْيَاء، وَذكره التِّرْمِذِيّ عَن البُخَارِيّ عَن أبي خَالِد: يزِيد الدالاني، وَإِنَّمَا(5/500)
هُوَ كتاب، وكما تقدم ذكره فِي يحيى بن أبي كثير، عَن زيد بن سَلام، وَسَالم [وَقد قيل أَيْضا فِي أبي] إِسْحَاق السبيعِي: إِنَّه روى عَن قوم من التَّابِعين وَلم يسمع مِنْهُم، إِنَّمَا هِيَ من كتب.
وَكَانَ عَمْرو بن الْحَارِث بن المصطلق، قد سمع من ابْن مَسْعُود، فَأخذ مِنْهُ أَبُو إِسْحَاق كتبا، وَإِنَّمَا جَاءَ ذَلِك من تدليسه، فَإِنَّهُ مِمَّن كَانَ يُدَلس كثيرا.
(2723) وَحَدِيث: " احضروا الذّكر وادنوا من الإِمَام " يَعْنِي يَوْم الْجُمُعَة.
سَاقه من عِنْد أبي دَاوُد، وَسكت عَنهُ مصححاً لَهُ.
ومعاذ بن هِشَام، قد صرح فِيهِ بِأَنَّهُ لم يسمعهُ من أَبِيه، وَإِنَّمَا وجده فِي كِتَابه.
وَمِنْهَا أَحْوَال المبتدعة بآرائهم، وهم لَا يُحصونَ، وينسب ذَلِك إِلَى أَعْلَام من أهل الحَدِيث، وَلم نعين بِالذكر أحدا مِنْهُم، لِأَنَّهُ يخرج عِنْد الْبَحْث عَن حَدِيث حَدِيث، وَلَو تعرضت لَهُ عَاد النّظر فِي جَمِيع الْكتاب.
وَمِنْهَا مُخَالفَة بعض الروَاة مَا رووا، فَإِنَّهُ أَمر لم يعتبره، وَلَا بَينه لمن يعتبره وَهُوَ - فِيمَا ذكر - كثير وعذره فِيهِ أقوم، لِأَنَّهُ أَمر يعثر عَلَيْهِ المتفقه وَلَا يتلقاه من الْمُحدث.
وَمِنْهَا أَن ينسى الرَّاوِي مَا حدث بِهِ عَنهُ، وَهُوَ قد اعْتَبرهُ فِي حَدِيث الْحسن، عَن سَمُرَة أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ:(5/501)
(2724) : " على البد مَا أخذت حَتَّى تُؤَدِّيه ". قَالَ بعده: ثمَّ إِن الْحسن نسي، فَقَالَ: هُوَ أمينك فَلَا ضَمَان عَلَيْهِ فَبِهَذَا الِاعْتِبَار، كَانَ عَلَيْهِ أَن يُنَبه على هَذَا النَّوْع. وأذكر لَهُ مِنْهُ الْآن حديثين:
(2725) أَحدهمَا حَدِيث ابْن عَبَّاس: " كُنَّا نَعْرِف انْقِضَاء صَلَاة رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بِالتَّكْبِيرِ ".
أوردهُ من عِنْد مُسلم وَلم يتبعهُ شَيْئا، وَهُوَ فِي كتاب مُسلم هَكَذَا: حَدثنَا زُهَيْر بن حَرْب، حَدثنَا سُفْيَان بن عُيَيْنَة، عَن عَمْرو، قَالَ: أَخْبرنِي بذا أَبُو معبد ثمَّ أنكرهُ بعد عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: " كُنَّا نَعْرِف انْقِضَاء صَلَاة رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بِالتَّكْبِيرِ ".
(2726) وَحَدِيث حَمَّاد بن زيد قَالَ: قلت لأيوب: هَل علمت أحدا قَالَ فِي أَمرك بِيَدِك: إِنَّهَا [ثَلَاث إِلَّا الْحسن، قَالَ: لَا، إِلَّا الْحسن، ثمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ غفراً، إِلَّا مَا حَدثنِي قَتَادَة، عَن كثير مولى بني سَمُرَة [، عَن أبي سَلمَة، عَن أبي هُرَيْرَة، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -] بذلك.(5/502)
قَالَ أَيُّوب: فَلَقِيت كثيرا مولى بني سَمُرَة، فَذكرت ذَلِك لَهُ، فَقَالَ: مَا حدثت بِهَذَا قطّ: فَرَجَعت إِلَى قَتَادَة، فَذكر ذَلِك لَهُ، فَقَالَ: بلَى، وَلكنه نسي.
وَمِمَّا يَنْبَغِي أَن يحذر فِي كِتَابه، سُكُوته عَن مصححات التِّرْمِذِيّ، وَمَا أخرجه البُخَارِيّ أَو مُسلم، فَإِنَّهُ قد يكون الحَدِيث مِنْهَا من رِوَايَة من هُوَ عِنْده ضَعِيف، أَو مَوضِع للنَّظَر إِذا كَانَ مَا يرويهِ من عِنْد غير هَؤُلَاءِ، وَكَأَنَّهُ إِذا كَانَ مَا رَوَاهُ عِنْد هَؤُلَاءِ، دخل الْحمى، فَسلم من اعْتِبَار أَحْوَاله، فَإِذا كَانَ مَا يرويهِ من عِنْد غير هَؤُلَاءِ وضع فِيهِ النّظر.
هَذَا النَّوْع كثير، ننبه على مثل مِنْهُ، وابحث عَنهُ بِنَفْسِك فِيمَا مر فِي هَذَا الْكتاب، وَفِيمَا لم نعرض لَهُ من أَحَادِيث كِتَابه، إِمَّا إغفالاً وَإِمَّا لغَرَض آخر.
فَمِنْهَا أَحَادِيث أبي الزبير عَن جَابر، من غير رِوَايَة اللَّيْث، وَمِمَّا لم يذكر فِيهِ سَمَاعه.
أورد مِنْهَا من عِنْد مُسلم جملَة كَبِيرَة، لم يبين أَنَّهَا من رِوَايَته، وَهُوَ إِذا روى عِنْد غير مُسلم، نبه عَلَيْهِ وَبَين أَنَّهَا من رِوَايَته.
وَقد قدمنَا ذكر ذَلِك بِمَا يُغني عَن رده.
وَكَذَلِكَ سماك بن حَرْب، لم يعرض لَهُ فِي شَيْء مِمَّا أخرج من حَدِيثه من عِنْد مُسلم.
وَقد تقدم أَيْضا بَيَان ذَلِك.
وَكَذَلِكَ أَحَادِيث أبي سُفْيَان عَن جَابر، وَإِنَّمَا هِيَ كَمَا قُلْنَا الْآن صحيفَة. قَالَ ابْن أبي خَيْثَمَة: حَدثنَا أبي، حَدثنَا ابْن عُيَيْنَة، قَالَ: حَدِيث أبي(5/503)
سُفْيَان عَن جَابر، إِنَّمَا هُوَ صحيفَة، وَعَن شُعْبَة مثله.
وَكَذَلِكَ أَحَادِيث شريك يغضي عَنهُ إِذا كَانَ مَا يرويهِ مِمَّا صحّح التِّرْمِذِيّ. وَكَذَلِكَ أَحَادِيث كثير من الْمُخْتَلطين، وَقد تقدم التَّنْبِيه على طَائِفَة مِنْهُم، وَأَن سُهَيْل بن أبي صَالح، وَهِشَام بن عُرْوَة لمنهم، لِأَنَّهُمَا تغيرا، وَهُوَ لَا يتَجَنَّب شَيْئا مِمَّا يجد لَهما، وَلَا يُنَبه على كَونه من روايتهما إِذا كَانَ من عِنْد البُخَارِيّ أَو مُسلم، أَو [مِمَّن صحّح] لَهُ التِّرْمِذِيّ، وَهُوَ مُخْتَلف فِيهِ. وَكَذَلِكَ [ ... .]
(2727) وَكَذَلِكَ طَلْحَة بن يحيى، سَاق لَهُ من مُسلم حَدِيث قَضَاء صَوْم التَّطَوُّع. وَكَذَلِكَ أَحَادِيث جَعْفَر بن سُلَيْمَان من عِنْد مُسلم، ومصححات التِّرْمِذِيّ , وَإِبْرَاهِيم بن مهَاجر حَدِيث:
(2728) " تأخذين فرْصَة ممسكة " من عِنْد مُسلم.
(2729) وَقد رد من أَجله حَدِيث " معاهدة نَصَارَى بني تغلب "، لما لم(5/504)
يكن عِنْد مُسلم، وَقَالَ: إِنَّه عِنْد بَعضهم شَبيه بالمتروك.
(2730) وَكَذَا فعل فِي حَدِيث ذكره من طَرِيق الدَّارَقُطْنِيّ فِي " علف الْجَلالَة أَرْبَعِينَ يَوْمًا ". قَالَ فِيهِ: لَا يحْتَج بِهِ، وَضعف أَيْضا ابْنه إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن مهَاجر
(2731) وَضعف إِبْرَاهِيم أَيْضا فِي حَدِيث " مَكَّة مناخ ".
وَكَذَلِكَ أَحَادِيث معقل بن عبيد الله عَن أبي الزبير، عَن جَابر، وَهِي ضَعِيفَة، لم يتَجَنَّب مِنْهَا شَيْئا مِمَّا سَاقه مُسلم.
وَشريك بن عبد الله بن أبي نمر، يحْتَج بِهِ، وَلَا يعرض لَهُ فِي شَيْء مِمَّا يُورد من حَدِيثه من عِنْد مُسلم.
(2732) من ذَلِك فِي الاسْتِسْقَاء. وَفِي الْعلم: " وَأَنا رَسُول من ورائي، وَأَنا ضمام بن ثَعْلَبَة ".(5/505)
(2733) وَفِي الْعلم: " مَتى السَّاعَة؟ فبسر فِي وَجهه ". من عِنْد النَّسَائِيّ، وَسكت عَنهُ.
(2734) وَحَدِيث: " من صلى عَلَيْهِ أَرْبَعُونَ " من مُسلم.
(2735) وَقد رد من أَجله حَدِيثا ذكره من الْمَرَاسِيل فِي الاسْتِسْقَاء. وَقَالَ: إِنَّه لم يكن حَافِظًا.
(2736) وَكَذَلِكَ عمر بن حَمْزَة، أورد لَهُ من عِنْد مُسلم حَدِيث أبي سعيد فِي " نشر الزَّوْج سر امْرَأَته "، وَهُوَ ضَعِيف.
(2737) وَحَدِيث الَّتِي نذرت أَن تضرب الدُّف بَين يَدي رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، من مصححات التِّرْمِذِيّ.(5/506)
وَهُوَ من رِوَايَة عَليّ بن حُسَيْن بن وَاقد.
(2738) وَحَدِيث: " مَا ضل قوم بعد هدى " من مصححات التِّرْمِذِيّ. وَهُوَ من رِوَايَة أبي غَالب: حزور، وَهُوَ مضعف، مِمَّا لَو لم يصحح لَهُ التِّرْمِذِيّ حَدِيثه لم يسالمه.
وَكَذَلِكَ أَحَادِيث عِكْرِمَة بن عمار من عِنْد مُسلم.
(2739) وَكَذَلِكَ مُصعب بن شيبَة فِي حَدِيث: " عشر من الْفطْرَة " وَهُوَ ضَعِيف، سَالِمَة لما كَانَ حَدِيثه عِنْد مُسلم.
(2740) وَقد رد هُوَ من أَجله حَدِيثا لم يروه مُسلم، وَهُوَ حَدِيث عَائِشَة أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - " كَانَ يغْتَسل من أَربع " ذكره أَبُو دَاوُد.
(2741) وَذكر لَهُ من عِنْد مُسلم أَيْضا، حَدِيث عَائِشَة: " خرج النَّبِي(5/507)
- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -[ذَات غَدَاة، وَعَلِيهِ مرط مرحل من شعر] أسود " وَبَين فِي كِتَابه الْكَبِير أَنه قد أنكر على مُصعب بن شيبَة، وَذكر أَن التِّرْمِذِيّ صَححهُ أَيْضا. وَحَدِيث قبيصَة بن عقبَة، صَاحب سُفْيَان لَا يعرض لَهُ، وَهُوَ عِنْدهم كثير الْخَطَأ.
(2742) أورد لَهُ من مصححات التِّرْمِذِيّ: " طَاف بِالْبَيْتِ مضطبعاً ".
(2743) وَلما ذكر حَدِيث: " حرم الميسر، وَالْخمر، والكوبة ". ضعفه من أَجله، وَقَالَ: إِنَّه ضَعِيف فِي الثَّوْريّ.(5/508)
ونعيم بن حَمَّاد قد ذكر تَضْعِيف النَّاس لَهُ واتهام بَعضهم إِيَّاه من أجل حَدِيث:
(2744) " أعظمها فتْنَة قوم يقيسون " الحَدِيث.
وَمَعَ ذَلِك فَإِنَّهُ قد سالمه فِي حَدِيث نَقله من عِنْد البُخَارِيّ، وَهُوَ حَدِيث أنس، قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -:
(2745) " أمرت أَن أقَاتل النَّاس حَتَّى يَقُولُوا: لَا إِلَه إِلَّا الله، فَإِذا قالوها وصلوا صَلَاتنَا، واستقبلوا قبلتنا " الحَدِيث. فَإِنَّهُ لما ذكره أتبعه أَن قَالَ: وَصله البُخَارِيّ فِي بعض الرِّوَايَات. لم يزدْ على هَذَا
وَمَعْنَاهُ أَن هَذَا الحَدِيث وَقع عِنْد البُخَارِيّ غير موصل الْإِسْنَاد إِلَى ابْن الْمُبَارك، لَكِن مُعَلّقا هَكَذَا: وَقَالَ ابْن الْمُبَارك، عَن حميد، عَن أنس، فَذكره وَوَقع فِي بعض الرِّوَايَات: وَحدثنَا نعيم، قَالَ ابْن الْمُبَارك.(5/509)
فعلى هَذَا يكون مَوْصُولا بِرِوَايَة البُخَارِيّ لَهُ عَن نعيم، عَن ابْن الْمُبَارك، فقد كَانَ يَنْبَغِي لأبي مُحَمَّد أَن يُنَبه على أَنه من رِوَايَة نعيم.
(2746) وَحَدِيث الْمِقْدَام بن معد يكرب: " للشهيد عِنْد الله سِتّ خِصَال ". فِيهِ نعيم وَبَقِيَّة، وَلم يعرض لَهما لما صَححهُ التِّرْمِذِيّ.
(2747) وَحَدِيث: " حذف السَّلَام سنة ".
صَححهُ التِّرْمِذِيّ، وَلم يُنَبه أَبُو مُحَمَّد على أَنه من رِوَايَة قُرَّة بن عبد الرَّحْمَن ابْن حيوئيل، وَهُوَ مُنكر الحَدِيث. وَأَحَادِيث حَرْمَلَة بن يحيى من عِنْد مُسلم فَإِنَّهُ مُتَكَلم فِيهِ.
(2748) مِنْهَا حَدِيث ابْن عمر فِي الصَّلَاة على الرَّاحِلَة.
(2749) وَحَدِيث: " من سَأَلَ الله الشَّهَادَة ".
(2750) وَحَدِيث عَائِشَة فِي صلَاته عَلَيْهِ السَّلَام بِاللَّيْلِ.(5/510)
(2751) وَحَدِيث يُعْطي [قُريْشًا وسيوفنا تقطر من دِمَائِهِمْ] وَأَحَادِيث فليح بن سُلَيْمَان من البُخَارِيّ. [وَسكت عَنْهَا كلهَا، وَلم يُنَبه عَلَيْهَا، وَيَقْتَضِي] تتبعه هُوَ، أَن يُنَبه على من فِي إِسْنَاده، وَلَو كَانَ مِمَّا أخرج البُخَارِيّ، أَو مُسلم، أَو مِمَّا صحّح التِّرْمِذِيّ.
(2752) كَمَا فعل فِي حَدِيث: " تَقْبِيل النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عُثْمَان بن مَظْعُون ".
صَححهُ التِّرْمِذِيّ، وَهُوَ من رِوَايَة عَاصِم بن عبيد الله، وَبَين ذَلِك أَبُو مُحَمَّد، بعد ذكره تَصْحِيح التِّرْمِذِيّ إِيَّاه، فَكَانَ ذَلِك صَوَابا.
(2753) وَكَذَلِكَ عمل أَيْضا فِي حَدِيث: " لعن الله زوارات الْقُبُور " فَإِنَّهُ ذكر تَصْحِيح التِّرْمِذِيّ لَهُ، وَبَين هُوَ أَنه من رِوَايَة عمر بن أبي سَلمَة، قَالَ وَهُوَ ضَعِيف عِنْدهم.(5/511)
وَهُوَ صَوَاب من عمله، خطأ من رَأْيه، وَذَلِكَ أَن عمر بن أبي سَلمَة، لَيْسَ يَنْتَهِي من الضعْف أَن يعْتَرض التِّرْمِذِيّ من أَجله فِي تَصْحِيح رِوَايَته، فَإِنَّهُ صَدُوق فِي الأَصْل، وَإِنَّمَا يُخَالف فِي بعض حَدِيثه، فَأحْسن من تَضْعِيفه وَمن تَصْحِيح التِّرْمِذِيّ تَحْسِين الحَدِيث.
(2754) وَحَدِيث: " كَانَ للنَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي حائطنا فرس يُقَال لَهُ: اللخيف أَو اللحيف ".
لم يعرض مِنْهُ لأبي بن عَبَّاس بن سهل بن سعد لما كَانَ من عِنْد البُخَارِيّ. وَأبي هَذَا يضعف، لِأَنَّهُ يغرب فِي الْأَسَانِيد والمتون. قَالَ فِيهِ ابْن معِين، والساجي: ضَعِيف. وَقَالَ الْعقيلِيّ: لَا يُتَابع.
(2755) وَحَدِيث: " رجم مَاعِز " من رِوَايَة بشير بن المُهَاجر، وَهُوَ عِنْد ابْن حَنْبَل مُنكر الحَدِيث. وَلم يعرض لَهُ لِأَن حَدِيثه من عِنْد مُسلم،(5/512)
وَفِي حَدِيثه هَذَا أَن الغامدية صلي عَلَيْهَا.
وَهَذَا الْبَاب كثير وَلم نطل فِيهِ، لِأَن أَكْثَره قد تقدم التَّنْبِيه عَلَيْهِ فِي بَاب الْأَحَادِيث الَّتِي صححها بسكوته عَنْهَا.
وَقد وَقع لَهُ أَمر نختم بالتنبيه عَلَيْهِ الْبَاب، وَهُوَ أَنه قَالَ: إِن مِمَّا يدْخل مَعَ الصِّحَاح، مَا ذكره أَبُو دَاوُد، عَن أُمَيْمَة بنت رقيقَة قَالَت:
(2756) : كَانَ للنَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قدح من عيدَان تَحت سَرِيره يَبُول فِيهِ(5/513)
بِاللَّيْلِ "
ثمَّ قَالَ: كَذَا قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: إِن هَذَا الحَدِيث يلْحق بِالصَّحِيحِ، أَو كلَاما هَذَا مَعْنَاهُ. انْتهى كَلَامه. فَأَقُول وَبِاللَّهِ التَّوْفِيق: وَهَذَا أَيْضا جَار مجْرى مَا نقل من مصححات التِّرْمِذِيّ أَو مخرجات البُخَارِيّ [أَو مُسلم، فَإِنَّهُ يقلدهم فِي تصحيحهم إِيَّاه] إِيَّاه، وَقد كَانَ يَنْبَغِي لَهُ أَن لَا يقلدهم [فِي ذَلِك وَهَذَا الحَدِيث فِيهِ راو إِمَّا أَن فِيهِ] ضعفا، أَو أَنه مَجْهُول.
وَإِن لم يحصل علم ذَلِك، وَلم يكن عِنْده إِلَّا تَقْلِيد الدَّارَقُطْنِيّ فِيمَا قَالَ، فَاعْلَم أَن الدَّارَقُطْنِيّ لم يقْض على هَذَا الحَدِيث بِصِحَّة، وَلَا يَصح لَهُ ذَلِك، وَإِنَّمَا الْأَمر فِيهِ على مَا أصف: وَذَلِكَ أَن البُخَارِيّ وَمُسلمًا، لم يخرجَا عَن رجل لم يرو عَنهُ إِلَّا وَاحِد، بل لَا بُد أَن يكون كل من يخرجَانِ عَنهُ، قد رى عَنهُ اثْنَان فَأكْثر، فَلذَلِك لم يخرجَا حَدِيث عُرْوَة بن مُضرس، وَقيس بن أبي غرزة، وأمثالهما من الصَّحَابَة الَّذين أَحَادِيثهم صَحِيحَة، وَلكنهَا لَيست على شَرطهمَا.
وَبِهَذَا الِاعْتِبَار عمل الدَّارَقُطْنِيّ كتابا بَين فِيهِ أَن هُنَاكَ رجَالًا ترك البُخَارِيّ وَمُسلم الْإِخْرَاج لما صَحَّ من أَحَادِيثهم، فَإِنَّهُم بِهَذِهِ الصّفة، أَي قد روى عَن كل وَاحِد مِنْهُم راويان فَأكْثر.
وَأَن هُنَاكَ رجَالًا أخرج عَنْهُم وَلم تحصل لَهُم هَذِه الصّفة، وَإِنَّمَا روى عَن كل وَاحِد مِنْهُم وَاحِد فَقَط.(5/514)
وَإِنَّمَا يَعْنِي بذلك فِي علمه، فَكَانَ مِمَّا ذكر الدَّارَقُطْنِيّ فِي هَذَا الْكتاب أَن ترْجم تَرْجَمَة نَصهَا: " ذكر أَحَادِيث رجال من الصَّحَابَة، رووا عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، رويت أَحَادِيثهم من وُجُوه صِحَاح لَا مطْعن فِي نَاقِلِيهَا، وَلم يخرجَا من أَحَادِيثهم شَيْئا، فَلَزِمَ إخْرَاجهَا على مَذْهَبهمَا، وعَلى مَا قدمنَا مِمَّا أخرجَا، أَو أَحدهمَا ". هَذَا نَص التَّرْجَمَة.
وَمَعْنَاهَا، هُوَ أَن رجَالًا من الصَّحَابَة رووا أَحَادِيث صحت عَنْهُم بِرِوَايَة الثِّقَات، فصلح كل وَاحِد مِنْهُم لِأَن يخرج فِي الصَّحِيحَيْنِ من حَدِيثه مَا صَحَّ سَنَده، فَلم يخرجَا من أَحَادِيثهم شَيْئا، فَلَزِمَ إخْرَاجهَا على مَذْهَبهمَا.
ثمَّ ذكر الدَّارَقُطْنِيّ فِي هَذِه التَّرْجَمَة أُمَيْمَة بنت رقيقَة، روى عَنْهَا مُحَمَّد ابْن الْمُنْكَدر، وابنتها حكيمة.
لم يزدْ على هَذَا، وَلَا عين مَا رويا عَنْهَا، وَلَا قضى لحكيمة بِثِقَة وَلَا ضعف، وَلَا لشَيْء مِمَّا رَوَت.
وَهَذِه عَادَته فِي هَذَا الْكتاب، فَإِنَّهُ إِنَّمَا أَشَارَ إِلَى الروَاة الَّذين ثَبت لَهُم عِنْده هَذَا الحكم وصلحوا بِهِ [لِأَن يدخلُوا فِي الصَّحِيح، وَرويت] عَنْهُم الْأَحَادِيث فجَاء بعده أَبُو ذَر الْهَرَوِيّ [فَعمل مستخرجا على ذَلِك] الْكتاب من غير قَضَاء عَلَيْهِ وَلَا على شَيْء مِنْهُ بِصِحَّة وَلَا ضعف، لَا مِنْهُ وَلَا من الدَّارَقُطْنِيّ.(5/515)
(2757) فَكَانَ مِمَّا أخرج حَدِيث مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر عَن أُمَيْمَة بنت رقيقَة فِي مبايعتها للنَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَقَوله لَهَا: " إِنَّمَا قولي لمِائَة امْرَأَة كَقَوْلي لامْرَأَة وَاحِدَة ". وَهُوَ حَدِيث صَحِيح لثقة رُوَاته. ثمَّ أورد لَهَا حَدِيث ابْنَتهَا حكيمة فِي قصَّة الْقدح من العيدان.
وَلم يقْض فِيهِ بِصِحَّة وَلَا ضعف، وَلَا فِي حكيمة بتعديل وَلَا تجريح فَالْحَدِيث الْمَذْكُور، مُتَوَقف الصِّحَّة على الْعلم بِحَال حكيمة الْمَذْكُورَة، فَإِن ثبتَتْ ثقتها صحت رِوَايَتهَا، وَهِي لم تثبت، واعتماد فعل الدَّارَقُطْنِيّ فِي ذَلِك غير كَاف، وَفعل الْهَرَوِيّ بعده أبعد. فَاعْلَم ذَلِك.(5/516)
(16) بَاب رجال لم يعرفهُمْ، وهم ثِقَات [أَو ضِعَاف] أَو مُخْتَلف فيهم(5/517)
قد تقدم فِي بَاب الْأَحَادِيث الَّتِي ضعفها وَهِي صَحِيحَة جملَة من هَؤُلَاءِ، إِلَّا أَنهم مِمَّن يَصح الحَدِيث إِذا عرف أحدهم، كَابْن الصَّباح، وَابْن سَابُور، وَغَيرهمَا مِمَّن تقدم فِي الْبَاب الْمَذْكُور ذكره.
وَنَذْكُر فِي هَذَا الْبَاب من لَا يَصح الحَدِيث، وَلَو عرف من جهل أَبُو مُحَمَّد، لعِلَّة تبقى فِيهِ، إِمَّا من غَيره، وَإِمَّا مِنْهُ نَفسه، فَإِنَّهُ قد يعرف وَيكون ضَعِيفا.
(2758) فَمن ذَلِك أَنه ذكر من طَرِيق أبي دَاوُد، عَن سُلَيْمَان بن معَاذ التَّمِيمِي حَدثنَا مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر، عَن جَابر، قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " لَا يسْأَل بِوَجْه الله إِلَّا الْجنَّة ".
ثمَّ قَالَ: سُلَيْمَان هَذَا لَا أَدْرِي من هُوَ، كتبت حَدِيثه حَتَّى أسأَل عَنهُ، إِلَّا أَنِّي رَأَيْت فِيهِ لأبي جَعْفَر الطَّبَرِيّ: " سُلَيْمَان بن معَاذ هَذَا، فِي نَقله نظر، يجب التثبت فِيهِ ". انْتهى كَلَامه.
فَأَقُول وَبِاللَّهِ التَّوْفِيق يَنْبَغِي أَن نقدم هَا هُنَا مُقَدّمَة تبين معنى قَوْله فِي بعض الرِّجَال: كتبتهم حَتَّى أسأَل عَنْهُم.
كَمَا قَالَ فِي ابْن الصَّباح، وَابْن سَابُور المتقدمي الذّكر، وَمَعْلُوم أَنه قد [تقدم لَهُ كثير من الْأَحَادِيث أعلها بِالْجَهْلِ] بأحوال رواتها، فَمَا الْفرق بَينهم وَبَين هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاء الروَاة ينقسمون ثَلَاثَة أَقسَام.(5/519)
قسم مِنْهُم لَا يعرف أصلا إِلَّا فِي الْأَسَانِيد، وَلم تصنف أَسمَاؤُهُم فِي مصنفات الرِّجَال.
وَقسم هم مصنفون فِي كتب الرِّجَال، مقول فيهم: إِنَّهُم مَجْهُولُونَ.
وَقسم ثَالِث، هم مذكورون فِي كتب الرِّجَال، مهملون من القَوْل فيهم، إِنَّمَا ذكرُوا برواتهم من فَوق وَمن أَسْفَل فَقَط.
فالقسم الأول هم الَّذين يَقُول أَبُو مُحَمَّد فيهم: كتبتهم حَتَّى أسأَل عَنْهُم، وَلَكِن بِاعْتِبَار نظره ومنتهى بَحثه، فَإِن من هَؤُلَاءِ من قد وجدناهم نَحن، فَعلمنَا أَن نظره كَانَ قاصراً.
وَأما الْقسم الثَّانِي، فَإِنَّهُ إِذا سَاق لأجدهم حَدِيثا أتبعه مَا نقل فِيهِ: من أَنه مَجْهُول أَو غير مَشْهُور، أَو لم تثبت عَدَالَته، وَمَا أشبه ذَلِك من الْأَلْفَاظ، وَهُوَ أَيْضا قد يَعْتَرِيه فيهم مَا يَعْتَرِيه فِي الْقسم الأول من وجود التوثيق فِي أحدهم أَو التجريح لغير من جَهله.
وَالْقسم الثَّالِث، وهم المهملون، يعْتَبر من أَحْوَالهم تعدد الروَاة عَن أحدهم، فَمن كَانَ قد روى عَنهُ اثْنَان فَأكْثر، قبل حَدِيثه، وَاحْتج بروايته.
هَذَا عمله الَّذِي اسْتمرّ عَلَيْهِ، وَقد بَيناهُ عَنهُ فِيمَا تقدم.
وَإِن كَانَ لم يرو عَن أحدهم إِلَّا وَاحِد أَو لم يعلم روى عَنهُ إِلَّا وَاحِد، فَهَؤُلَاءِ لَا يتجاسر أَن يَقُول لأَحَدهم مَجْهُول، بل ترَاهُ يَقُول: فِي إِسْنَاده فلَان، وَلم يرو عَنهُ إِلَّا فلَان، أَو لَا يعلم روى عَنهُ إِلَّا فلَان، فَهُوَ عِنْده، لَا يَقُول فِي أحد: مَجْهُول، إِلَّا بِنَقْل عَن ا؛ د قَالَه، كَأَنَّهُ مَذْهَب حَتَّى إِنَّه لما ذكر حَدِيث:(5/520)
(2759) " الْمُسلمُونَ شُرَكَاء فِي ثَلَاث: المَاء، والكلأ، وَالنَّار "
أتبعه أَن قَالَ: حبَان بن زيد الشرعبي، لَا أعلم روى عَنهُ إِلَّا حريز ابْن عُثْمَان، وَقد قيل: إِنَّه مَجْهُول.
وَهَذَا نَص مَا أخبرناك بِهِ عَنهُ، وَقد تقدم مذْهبه مشروحاً بِأَكْثَرَ من هَذَا الشَّرْح، بتتبع مَا عمل بِهِ فِي ذَلِك.
وَالْحق فِي هَذَا أَن جَمِيعهم مَجْهُولُونَ، لأَنهم لما لم يثبت أَن أحدا مِنْهُم روى عَنهُ إِلَّا وَاحِد، فَهُوَ لم يثبت لنا مِنْهُ بعد أَنه مُسلم، فضلا عَن كَونه ثِقَة، وَلَو ثَبت لدينا كَونه عدلا، لم يضرّهُ أَن يكون لَا يروي عَنهُ إِلَّا [وَاحِد، لِأَن الْعدَد لَيْسَ بِشَرْط فِي الرِّوَايَة، و] كَذَلِك لَو ثَبت لنا أَنه مُسلم لم يضرّهُ أَن لَا يروي عَنهُ جمَاعَة، والتحق بالمساتير الَّذين روى عَن كل وَاحِد مِنْهُم اثْنَان فَأكْثر، الَّذين حكمهم أَنهم مُخْتَلف فيهم بِحَسب الِاخْتِلَاف فِي ابْتِغَاء مزِيد على الْإِسْلَام، والسلامة من الْفسق الظَّاهِر.(5/521)
وَالْحق فيهم أَنهم لَا يقبلُونَ مَا لم تثبت عَدَالَة أحدهم، وَأَنَّهُمْ بِمَثَابَة المجاهيل الْأَحْوَال، الَّذين لم يرو عَن أحدهم إِلَّا وَاحِد، فَإنَّا إِذا لم نَعْرِف حَال الرجل، لم تلزمنا الْحجَّة بنقله.
وَمَا ذكرهم مصنفو الرِّجَال، مهملين من الْجرْح وَالتَّعْدِيل، إِلَّا أَنهم لم يعرفوا أَحْوَالهم وَأَكْثَرهم إِنَّمَا وضعُوا فِي التراجم الْخَاصَّة بهم فِي كتب الرِّجَال، أخذا من الْأَسَانِيد الَّتِي وَقَعُوا فِيهَا، فهم إِذن مَجَاهِيل حَقًا.
وَإِذ قد فَرغْنَا من هَذَا معيدين لأكثره إِذْ قد تقدم فِي أول بَاب الْأَحَادِيث المصححة بسكوته.
فَاعْلَم أَن الَّذين نذْكر فِي هَذَا الْبَاب هم من وَجَدْنَاهُ مَعْرُوفا من الْقسم الأول وَالثَّانِي، وهم الَّذين كتبهمْ حَتَّى يسْأَل عَنْهُم، وَالَّذين نقل فيهم أَنهم مَجْهُولُونَ، وَهُوَ يسير جدا، وَقد تقدم مِنْهُ ابْن الصَّباح وَابْن سَابُور.
وَمن وَجَدْنَاهُ مَعْرُوفا من أحد شطري الْقسم الثَّالِث أَيْضا، لِأَنَّهُ رد أَحَادِيثهم، فَمن وجدنَا فِيهِ التوثيق، لم يضرّهُ أَن لَا يروي عَنهُ أَكثر من وَاحِد.
أم الشّطْر الآخر فَلَا يذكر هُنَا، لأَنهم مقبولون عِنْده، وَإِن كَانُوا فِي الْحق غير مقبولين مَا لم تثبت عَدَالَة أحدهم، وَلَو روى عَن أحدهم جمَاعَة، وَالله الْمُوفق.
وَإِذ قد بلغنَا إِلَى هَا هُنَا فلنعد إِلَى الْمَقْصُود وَهُوَ بَيَان أَمر سُلَيْمَان بن معَاذ هَذَا
وَإِنَّمَا خَفِي عَلَيْهِ أمره، لِأَنَّهُ إِنَّمَا يبْحَث عَن الرجل حِين الْحَاجة إِلَيْهِ بالمطالعة فِي بَابه، فقصد فِيهِ إِلَى بَاب سُلَيْمَان، وَالْمِيم من أَسمَاء الْآبَاء، أما من كتاب البُخَارِيّ، أَو كتاب ابْن أبي حَاتِم، أَو المنتجالي، أَو السَّاجِي، أَو الْعقيلِيّ، أَو(5/522)
أبي أَحْمد، أَو غَيرهم، مِمَّن لَا أعلمهُ الْآن يبْحَث عَن الرِّجَال عِنْده، فَإِن أَكثر فزعه إِنَّمَا هُوَ إِلَى هَؤُلَاءِ، فَلَمَّا لم يجده فِي الْبَاب الَّذِي قصد إِلَيْهِ، ظَنّه غير مَذْكُور، وَلم يعلم [أَن سُلَيْمَان هَذَا. نسب إِلَى جده] فِي الْإِسْنَاد، وَهُوَ مَعْرُوف إِلَّا أَنه ضَعِيف، وَلَو قصد بَاب الْقَاف من أَسمَاء الْآبَاء، مِمَّن اسْمه سُلَيْمَان لم يخف عَلَيْهِ أمره.
وَلما ذكر الْبَزَّار هَذَا الحَدِيث كَمَا ذكره أَبُو دَاوُد، من رِوَايَة يَعْقُوب بن إِسْحَاق، قَالَ: حَدثنَا سُلَيْمَان بن معَاذ كَذَلِك مَنْسُوبا إِلَى جده، وَلم يفسره وَذكر قبله فِي الْبَاب نَفسه، وَهُوَ بَاب مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر عَن جَابر، حَدثنَا زيد ابْن أحزم، قَالَ: حَدثنَا أَبُو دَاوُد، قَالَ: حَدثنَا سُلَيْمَان بن معَاذ، وَهُوَ ابْن قرم عَن أبي يحيى القَتَّات، عَن مُجَاهِد، عَن جَابر:
(2760) " مِفْتَاح الصَّلَاة الطّهُور ".
هَكَذَا مَوْقُوفا ففسر سُلَيْمَان بن معَاذ بِأَنَّهُ ابْن قرم، من رِوَايَة أبي دَاوُد الطَّيَالِسِيّ عَنهُ، وَلَيْسَ صَاحب أبي دَاوُد الطَّيَالِسِيّ بِابْن قرم، وَإِنَّمَا ابْن قرم الَّذِي فِي إِسْنَاد الحَدِيث الَّذِي قصدنا بَيَانه.
وَهَذَا الَّذِي يروي عَنهُ الطَّيَالِسِيّ رجل آخر، يُقَال لَهُ: " سُلَيْمَان بن معَاذ الضَّبِّيّ الْبَصْرِيّ " اعْتقد فِيهِ الْبَزَّار أَنه ابْن قرم، وَلَيْسَ بِهِ.
وَأَبُو أَحْمد ابْن عدي، ذكرهمَا رجلَيْنِ مفترقين، وَلما ذكر سُلَيْمَان بن قرم(5/523)
ابْن معَاذ قَالَ فِي بَابه:
حَدثنَا الْحُسَيْن بن أبي معشر، حَدثنَا أَحْمد بن عَمْرو بن عُبَيْدَة، أَبُو الْعَبَّاس الْعُصْفُرِي، جَار عَليّ بن الْمَدِينِيّ، قَالَ: حَدثنَا يَعْقُوب بن إِسْحَاق، عَن سُلَيْمَان بن قرم، عَن مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر، عَن جَابر، قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - " لَا يسْأَل بِوَجْه الله إِلَّا الْجنَّة ".
قَالَ: وَلَا أعرفهُ يرويهِ عَن مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر إِلَّا سُلَيْمَان بن قرم، وَعَن سُلَيْمَان يَعْقُوب بن إِسْحَاق.
قَالَ: وَسليمَان بن قرم أَحَادِيثه حسان، وَهُوَ خير من سُلَيْمَان بن أَرقم بِكَثِير.
كَذَا قَالَ، وَغَيره يُضعفهُ.
وَالْمَقْصُود هُوَ أَن الرجل الْمَذْكُور، هُوَ سُلَيْمَان بن قرم بن معَاذ يَقُول فِيهِ يَعْقُوب بن إِسْحَاق تَارَة: سُلَيْمَان بن قرم، وَتارَة سُلَيْمَان بن معَاذ، وَهُوَ ضَعِيف. [فَإِذن فسليمان بن معَاذ مَعْرُوف ومترجم فِي مظانه، وَلم يهتد إِلَيْهِ أَبُو مُحَمَّد] ، فَاعْلَم ذَلِك.
(2761) وَذكر [من طَرِيق أبي دَاوُد عَن عمر] عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: قَالَ:(5/524)
" لَا يسْأَل الرجل فِيمَا ضرب امْرَأَته ".
ثمَّ قَالَ: فِي إِسْنَاده عبد الرَّحْمَن الْمسلي وَلم أجد أحدا نسبه، وَلَا أحد تكلم فِيهِ، وكتبته لعَلي أجد من يعرفهُ. انْتهى كَلَامه.
فَنَقُول وَبِاللَّهِ التَّوْفِيق: إِن إِسْنَاد هَذَا الحَدِيث عِنْد أبي دَاوُد هُوَ هَذَا: حَدثنَا زُهَيْر بن حَرْب، حَدثنَا عبد الرَّحْمَن بن مهْدي، حَدثنَا أَبُو عوَانَة، عَن دَاوُد بن عبد الله الأودي، عَن عبد الرَّحْمَن الْمسلي، عَن الْأَشْعَث بن قيس، قَالَ: تضيفت عمر، فَلَمَّا كَانَ فِي بعض اللَّيْل، قَامَ إِلَى امْرَأَته يضْربهَا، فحجزت بَينهمَا، فَلَمَّا رَجَعَ إِلَى فرَاشه وَأخذ مضجعه قَالَ: يَا أَشْعَث، احفظ عني شَيْئا سمعته من رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، سَمِعت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَقُول: " لَا يسْأَل الرجل فِيمَا ضرب امْرَأَته ".
ثمَّ قَالَ [الْبَزَّار] : لَا نعلمهُ يرْوى عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إِلَّا من هَذَا الْوَجْه.(5/525)
وَعبد الرَّحْمَن الْمسلي، هُوَ عِنْدِي أَبُو وبرة ابْن عبد الرَّحْمَن، وَابْنه قد حدث بِأَحَادِيث، وَعبد الرَّحْمَن لَا نعلم حدث بِغَيْر هَذَا الحَدِيث. انْتهى كَلَامه.
وَفِيه أَنه قد عرف عبد الرَّحْمَن الْمسلي بِأَنَّهُ ولد وبرة بن عبد الرَّحْمَن الْحَارِثِيّ، وَيُقَال: الْمسلي من مذْحج، ووبرة كُوفِي ثِقَة، وَعرف أَيْضا بِأَنَّهُ مَجْهُول الْحَال، لَا يرْوى عَنهُ إِلَّا هَذَا الحَدِيث.
وَقد تمّ الْمَقْصُود، فَإِن أَبَا مُحَمَّد إِنَّمَا يَقُول مثل مَا قَالَ فِيمَن لَا يجده مَذْكُورا فِي كتب الرِّجَال، وَعبد الرَّحْمَن هَذَا كَذَلِك، لم يذكر فِيهَا، وَلَو وجده فِيهَا عده مَعْرُوفا، وَلكنه لم يكن ليقول فِيهِ: إِنَّه مَجْهُول، إِلَّا إِن قيل ذَلِك فِيهِ، وَقد شرحت هَذَا عَنهُ بِمَا يُغني عَن رده.
(2762) وَذكر حَدِيث كثير مولى بني سَمُرَة، عَن أبي سَلمَة، عَن أبي هُرَيْرَة فِي: " أَمرك بِيَدِك " وَقَالَ عَن ابْن حزم: إِن كثيرا هَذَا مَجْهُول.
وَابْن حزم الآخر [الَّذِي هُوَ أَحْمد بن سعيد بن حزم المنتجالي] الصَّدَفِي، سمي أبي أبي مُحَمَّد عَليّ بن أَحْمد [بن حزم، ضعفه أَيْضا، وَنقل عَن أَحْمد] بن عبد الله بن صَالح الْكُوفِي من رِوَايَة ابْنه أبي مُسلم عَنهُ أَنه قَالَ فِيهِ: ثِقَة. وَلم أر ذَلِك فِي كتاب الْكُوفِي.(5/526)
(2763) وَذكر حَدِيث شبه الْعمد، وَأتبعهُ أَن يَعْقُوب بن أَوْس، أَو عقبَة بن أَوْس وَاحِد، وَلَيْسَ بالمشهور.
وَهُوَ وَاحِد كَمَا ذكر عِنْد ابْن معِين، وَبَقِي عَلَيْهِ أَن تعلم أَن الْكُوفِي ذكره فِي كِتَابه فَقَالَ: إِنَّه بَصرِي، تَابِعِيّ، ثِقَة.
وَذكر مُحَمَّد بن أبي يَعْقُوب وَقد مر ذكره فِي حَدِيث:
(2764) " الْمَرْأَة تَجِد المَال وَلَا يَأْذَن لَهَا زَوجهَا فِي الْحَج " وَذكرنَا مَا فِيهِ فِي بَاب الْأَحَادِيث الَّتِي ذكر بعض من فِي أسانيدها، وَترك من هُوَ مثلهم.
(2765) وَذكر أَيْضا عبد الْملك بن سعيد، بِمَا قد بَيناهُ فِي بَاب الْأَحَادِيث الَّتِي ضعفها وَهِي صَحِيحَة.
(2766) وَذكر أَيْضا جسرة بنت دجَاجَة بِأَنَّهَا لَيست بالمشهورة. وَقد تقدم ذكرهَا وَذكر الحَدِيث بِمَا فِيهِ فِيمَا تقدم.
(2767) وَذكر أَيْضا مُحَمَّد بن أبان، وَقَالَ: لَا أعرفهُ إِلَّا فِي التَّسْمِيَة.(5/527)
فِي الْوضُوء.
وَقد تقدم مَا فِيهِ فِي بَاب الْأَحَادِيث الَّتِي أعلها بِذكر رجل وَترك غَيره.(5/528)
(17) بَاب ذكر أَحَادِيث عرف بِبَعْض رواتها فَأَخْطَأَ فِي التَّعْرِيف بهم(5/529)
قد يعرض لَهُ من هَذَا مَا لَا يعرض لَهُ، لِأَنَّهُ لَا نتحققه وَإِن كَانَ مُحْتملا مثل مَا اتّفق لَهُ من تَضْعِيف أبي حَمْزَة الَّذِي يروي عَن جَابر الْجعْفِيّ حَدِيث:
(2768) " من مَاتَ وَله دين إِلَى أجل، وَعَلِيهِ دين إِلَى أجل "
فَإِن أَبَا حَمْزَة الَّذِي فِي ذَلِك الْإِسْنَاد، هُوَ مُحَمَّد بن مَيْمُون السكرِي وَهُوَ ثِقَة، وتضعيفه إِيَّاه يدل على أَنه اعْتقد فِيهِ أَنه أَبُو حَمْزَة: مَيْمُون القصاب، وَقد بَينا ذَلِك فِي بَاب الْأَحَادِيث الَّتِي أعلها بِذكر رجال، وَترك من هُوَ مثلهم.
وَإِنَّمَا الَّذِي نذكرهُ فِي هَذَا الْبَاب، هُوَ مَا لَا يَقع فِيهِ شكّ عِنْد أهل هَذِه الصِّنَاعَة بِحَسب نظرهم، وَالَّذِي نذْكر فِيهِ أَيْضا، هُوَ مَا يكون [أَخطَأ فِيهِ باعتقاده، وَأما مَا يَقع لَهُ] من الْخَطَأ بِرَجُل بَدَلا من آخر، إِمَّا بِأَن تصحف وَإِمَّا بِأَن نَقله خطأ، فَهَذَا قد ذَكرْنَاهُ قبل فِي مَوَاضِع، مِنْهُ مَا هُوَ فِي بَاب نِسْبَة الْأَحَادِيث إِلَى غير رواتها، وَمِنْه مَا هُوَ فِي بَاب الْأَسْمَاء الْمُغيرَة، وَغَيرهمَا من الْأَبْوَاب، وَإِنَّمَا نذْكر فِي هَذَا الْبَاب مَا نَقله نقلا، وَزَاد فِيهِ من عِنْده زِيَادَة، هِيَ خطأ.
(2769) فَمن ذَلِك أَنه ذكر من طَرِيق أبي دَاوُد حَدِيث عُثْمَان بن أبي(5/531)
سَوْدَة، عَن مَيْمُونَة مولاة النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَنَّهَا قَالَت: يَا رَسُول الله، أَفْتِنَا فِي بَيت الْمُقَدّس، قَالَ: " أئتوه فصلوا فِيهِ " الحَدِيث.
ثمَّ قَالَ: لَيْسَ هَذَا الحَدِيث بِقَوي.
هَذَا نَص مَا ذكر، وَالْخَطَأ فِيهِ فِي جعله إِيَّاه عَن عُثْمَان بن أبي سَوْدَة، وَذَلِكَ من تَفْسِيره الْخَطَأ، فَإِن الحَدِيث عِنْد أبي دَاوُد إِنَّمَا هُوَ هَكَذَا: حَدثنَا النُّفَيْلِي، حَدثنَا مِسْكين، عَن سعيد بن عبد الْعَزِيز، عَن ابْن أبي سَوْدَة عَن مَيْمُونَة.
هَكَذَا فِيهِ: " ابْن أبي سَوْدَة " غير مُسَمّى وَقد رُوِيَ عَن مِسْكين بن بكير مُفَسرًا بِزِيَادَة زِيَاد ابْن أبي سَوْدَة، لَا بعثمان.
قَالَ أَبُو عَليّ بن السكن: حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الْملك بن مَرْوَان، حَدثنَا أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن الْمفضل، حَدثنَا مِسْكين بن بكير، حَدثنَا سعيد بن عبد العزير عَن زِيَاد بن أبي سَوْدَة، عَن مَيْمُونَة مولاة رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَنَّهَا قَالَت: يَا رَسُول الله، أَفْتِنَا فِي بَيت الْمُقَدّس، قَالَ: " ائتوه فصلوا فِيهِ " قَالَت: فَإِن لم نستطع؟ قَالَ: " فَابْعَثُوا بِزَيْت يسرج فِي قناديله ".
وَقد رَوَاهُ الْوَلِيد بن مُسلم، عَن سعيد بن عبد الْعَزِيز، ففسره أَيْضا بِأَنَّهُ(5/532)
زِيَاد بن أبي سَوْدَة، كَذَلِك ذكره ابْن أبي خَيْثَمَة، قَالَ: حَدثنَا الحوطي هُوَ عبد الْوَهَّاب بن نجدة قَالَ: حَدثنَا الْوَلِيد بن مُسلم، عَن سعيد بن عبد الْعَزِيز، قَالَ: حَدثنَا زِيَاد بن أبي سَوْدَة، أَن مَيْمُونَة مولاة النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَت: قلت: يَا رَسُول الله، أَفْتِنَا فِي بَيت الْمُقَدّس؟ قَالَ: " أَرض الْمَحْشَر والمنشر، ائتوه فصلوا فِيهِ، فَإِن صَلَاة فِيهِ كألف [صَلَاة فِي غَيره "، قلت: أَرَأَيْت إِن] لم نطق أَن نتحمل إِلَيْهِ، قَالَ: فلتهد لَهُ زيتا يسرج [فِيهِ، فَإِن من أهْدى لَهُ كَانَ كمن صلى] فِيهِ ".
وَقَالَ قَاسم بن أصبغ فِي كِتَابه: حَدثنَا الحوطي حَدثنَا عِيسَى بن يُونُس، عَن ثَوْر، عَن زِيَاد بن أبي سَوْدَة، عَن مَيْمُونَة مولاة رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مثله حرفا بِحرف.
فَفِيهِ أَيْضا من قَول ثَوْر بن يزِيد أَنه زِيَاد بن أبي سَوْدَة، كَمَا قَالَ سعيد بن عبد الْعَزِيز، وهما أَخَوان، عُثْمَان وَزِيَاد ابْنا أبي سَوْدَة، وأظن أَن زياداً لم يسمعهُ من مَيْمُونَة، وَإِنَّمَا بَينه وَبَينهَا أَخُوهُ عُثْمَان.
وَقد جَاءَ كَذَلِك من طَرِيق عِيسَى بن يُونُس، من غير رِوَايَة الحوطي عَنهُ.
قَالَ ابْن السكن: حَدثنَا مُحَمَّد بن يُوسُف بن مطر، حَدثنَا عَليّ بن خشرم.
وَحدثنَا مُحَمَّد بن بدر الْبَاهِلِيّ، حَدثنَا سُلَيْمَان بن عمر البرقي، قَالَا: حَدثنَا عِيسَى بن يُونُس، عَن ثَوْر بن يزِيد، عَن زِيَاد بن أبي سَوْدَة، عَن أَخِيه عُثْمَان بن أبي سَوْدَة، عَن مَيْمُونَة مولاة رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَنَّهَا قَالَت: " يَا نَبِي الله، أَفْتِنَا فِي بَيت الْمُقَدّس " الحَدِيث مثل رِوَايَة الحوطي سَوَاء.(5/533)
فَفِي هَذَا أَن رِوَايَة سعيد بن عبد الْعَزِيز الَّتِي ذكر أَبُو دَاوُد مُنْقَطِعَة، فَإِن سعيد بن عبد الْعَزِيز، وثور بن يزِيد، إِنَّمَا أخذاه عَن زِيَاد لَا عَن عُثْمَان، وَبَين زِيَاد وَبَين مَيْمُونَة عُثْمَان، حسب مَا فِي هَذِه الرِّوَايَة، عَن عِيسَى بن يُونُس.
قَالَ ابْن أبي حَاتِم فِي زِيَاد: روى عَن أبي هُرَيْرَة وأخيه عُثْمَان، وَلَا أرَاهُ سمع من عبَادَة بن الصَّامِت، روى عَنهُ سعيد بن عبد الْعَزِيز، وَمُعَاوِيَة بن صَالح، وثور بن يزِيد، سَمِعت أبي يَقُول ذَلِك.
لم يزدْ على هَذَا فِيمَا بِهِ ذكره.
وَرِوَايَته عَن عبَادَة بن الصَّامِت، هِيَ مَا ذكر ابْن أبي خَيْثَمَة قَالَ: حَدثنَا الحوطي قَالَ: حَدثنَا الْوَلِيد بن مُسلم، عَن سعيد بن عبد الْعَزِيز، عَن زِيَاد بن أبي سَوْدَة، قَالَ: كَانَ عبَادَة بن الصَّامِت على سور بَيت الْمُقَدّس الشَّرْقِي فَبكى، فَقَالَ بَعضهم: مَا يبكيك. فَقَالَ: من هَا هُنَا أخبرنَا رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَنه رأى جَهَنَّم.
فَإِن قَالَ: قلت: [مَا ذكرته يدل على أَن الَّذِي رَوَاهُ] عَن مَيْمُونَة عُثْمَان، لَا زِيَاد ففسره.
فَالْجَوَاب أَن نقُول: هُوَ إِنَّمَا نسب الحَدِيث إِلَى أبي دَاوُد، وَلم يَقع عِنْده إِلَّا غير مُسَمّى، فَهُوَ إِن كَانَ علمه عَن عُثْمَان، فَلَيْسَ لَهُ أَن يعزوه إِلَى أبي دَاوُد، فَإِنَّهُ عِنْده من رِوَايَة سعيد بن عبد الْعَزِيز.
رَوَاهُ مُحَمَّد بن بكير، عَن الْوَلِيد بن مُسلم، عَن سعيد.
قَالَ ابْن أبي خَيْثَمَة: حَدثنَا مُحَمَّد بن بكير الْحَضْرَمِيّ، حَدثنَا الْوَلِيد بن مُسلم قَالَ: قلت للأوزاعي: إِن سعيد بن عبد الْعَزِيز حَدثنَا عَن ابْن أبي(5/534)
سَوْدَة، عَن مَيْمُونَة مولاة النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، قلت: يَا رَسُول الله، أَفْتِنَا فِي بَيت الْمُقَدّس؟ قَالَ: " ائتوه فصلوا فِيهِ "، قلت: كَيفَ وبيننا وَبَينه الرّوم؟ قَالَ: " فَابْعَثُوا بِزَيْت يسرج فِي قناديله ".
قَالَ أَبُو عَمْرو الْأَوْزَاعِيّ: أوحى الله إِلَى نَبِي من أَنْبيَاء بني إِسْرَائِيل، أَن مر بني إِسْرَائِيل أَن يكثروا فِي مَسَاجِدهمْ النُّور، قَالَ: فظنوا أَنه إِنَّمَا يُرَاد بِهِ المصابيح، فَأَكْثرُوا وَإِنَّمَا يُرَاد بِهِ الْعَمَل الصَّالح.
فَهَذِهِ أَيْضا رِوَايَة لم يُفَسر فِيهَا من هُوَ عَن سعيد، وَقد فسره من قدمنَا ذكره، وَلَا نعلم الحَدِيث من رِوَايَة سعيد بن عبد الْعَزِيز وَلَا من رِوَايَة ثَوْر بن يزِيد عَن عُثْمَان أصلا، لَكِن عَن زِيَاد.
فَإِن قلت: فَإِذا قَالَ أَبُو مُحَمَّد: إِنَّه حَدِيث لَيْسَ بِالْقَوِيّ، بِنَاء على اعْتِقَاده فِي ابْن أبي سَوْدَة أَنه عُثْمَان، فَمَا حكمه إِذا كَانَ زياداً؟
قُلْنَا: هُوَ كَذَلِك غير صَحِيح، فَإنَّا كَمَا لم نعلم حَال عُثْمَان فَكَذَلِك لم نعلم حَال زِيَادَة، كِلَاهُمَا مِمَّن يجب التَّوَقُّف عَن روايتهما حَتَّى يثبت من أَمرهمَا مَا يغلب على الظَّن صدقهما، فَإِن صَحَّ توَسط عُثْمَان بَين زِيَاد ومَيْمُونَة فقد اجْتمعَا فِيهِ، فَهُوَ أَحْرَى بِأَن لَا يَصح.
قَالَ ابْن أبي حَاتِم / حَدثنَا أبي، عَن هِشَام بن عمار، عَن صَدَقَة هُوَ ابْن خَالِد عَن زيد بن وَاقد، عَن عُثْمَان بن أبي سَوْدَة، قَالَ: كَانَت أُمِّي سَوْدَة لعبادة بن الصَّامِت، وَكَانَ أبي لعبد الله بن عَمْرو بن العَاصِي.
كَذَا وَقع هَذَا عِنْد ابْن أبي حَاتِم، وَوَقع عِنْد البُخَارِيّ: كَانَت أُمِّي أم سَوْدَة وَهُوَ الصَّوَاب فَاعْلَم ذَلِك.(5/535)
(2770) وَذكر من [طَرِيق أبي دَاوُد، عَن الدَّرَاورْدِي، وَهُوَ عبد الْعَزِيز] ابْن مُحَمَّد، عَن مُوسَى وَهُوَ ابْن إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن أبي ربيعَة المَخْزُومِي، عَن(5/536)
سَلمَة بن الْأَكْوَع، قلت: يَا رَسُول الله، إِنِّي رجل أصيد، أفأصلي فِي الْقَمِيص الْوَاحِد؟ قَالَ: " نعم، وازرره وَلَو بشوكة ". ثمَّ أتبعه قَول البُخَارِيّ: فِي إِسْنَاد هَذَا الحَدِيث نظر ثمَّ سَاق من عِنْد الدَّارَقُطْنِيّ، عَن سَلمَة أَيْضا حَدِيث: " اطرَح الْقرن وصل فِي الْقوس ".
ثمَّ قَالَ: هَذَا يرويهِ مُوسَى بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن الْحَارِث التَّيْمِيّ، وَهُوَ عِنْدهم منكرالحديث.
فَأَقُول: إِنَّه أَخطَأ فِي قَوْله، فِي حَدِيث الدَّرَاورْدِي: " عَن مُوسَى " هُوَ ابْن إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن أبي ربيعَة المَخْزُومِي فَإِنَّهُ لَيْسَ بمُوسَى بن إِبْرَاهِيم بل هُوَ مُوسَى بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن الْحَارِث التَّيْمِيّ الْمَذْكُور فِي حَدِيث الدَّارَقُطْنِيّ، الَّذِي قَالَ فِيهِ: إِنَّه مُنكر الحَدِيث، وَلم يَقع فِي الْإِسْنَاد أَكثر من مُوسَى بن إِبْرَاهِيم، ففسره هُوَ بِأَنَّهُ ابْن إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن أبي ربيعَة، فَأَخْطَأَ فِي ذَلِك، وَلكنه خطأ لَهُ فِيهِ عذر، فَإِن مُوسَى بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن أبي إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن أبي ربيعَة، وروى عَنهُ عطاف بن خَالِد، وَعبد الرَّحْمَن ابْن أبي الموَالِي، والدراوردي، قَالَه أَبُو حَاتِم.
فَهُوَ عِنْد المطالعة على الحَدِيث الْمَذْكُور، وجد مُوسَى بن إِبْرَاهِيم الَّذِي(5/537)
يروي عَن سَلمَة، روى عَنهُ الدَّرَاورْدِي، فَلم يشك أَنه الَّذِي يطْلب، وَرَأى مَعَ ذَلِك اعتناء أبي حَاتِم بِالتَّفْرِيقِ بَينه وَبَين الآخر بقوله فِي بَابه: " مُوسَى بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن الْحَارِث التَّيْمِيّ خلاف هَذَا، ذَاك شيخ ضَعِيف " يَعْنِي خلاف مُوسَى بن إِبْرَاهِيم المَخْزُومِي، الَّذِي يروي عَن سَلمَة، فَإِن هَذَا إِنَّمَا يروي عَن أَبِيه مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم، وَإِن كَانَ هَذَا أَيْضا قد روى عَنهُ الدَّرَاورْدِي، وعطاف بن خَالِد، وَابْن أبي ذِئْب، ومُوسَى بن عُبَيْدَة، وَمُحَمّد بن طَلْحَة، وَعقبَة بن خَالِد، وَعبد الله بن نَافِع الصَّائِغ.
فتأكد سَبَب الْغَلَط من حَيْثُ لم [ ... .] ع.
وَبَيَان أَنه فِي هَذَا غالط، هُوَ أَن الحَدِيث ذكره الطَّحَاوِيّ هَكَذَا: حَدثنَا ابْن أبي دَاوُد، حَدثنَا ابْن أبي قتيلة، أخبرنَا الدَّرَاورْدِي، عَن مُوسَى بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم، عَن أَبِيه، عَن سَلمَة قَالَ: قلت: يَا رَسُول الله، فَذكر الحَدِيث.
فَهَذَا الدَّرَاورْدِي قد بَين أَن الَّذِي حَدثهُ بِهِ، هُوَ مُوسَى بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم، وَزَاد أَنه إِنَّمَا رَوَاهُ عَن أَبِيه، عَن سَلمَة، فَحَدِيث أبي دَاوُد على هَذَا مُنْقَطع.
فَإِن قلت: وَلَعَلَّ الدَّرَاورْدِي عِنْده فِيهِ عَن الرجلَيْن: عَن المَخْزُومِي عَن سَلمَة، وَعَن التَّيْمِيّ عَن أَبِيه عَن سَلمَة، قُلْنَا: هَذَا يحْتَمل، وَلَكِن لَا يُصَار إِلَيْهِ بِمُجَرَّد الِاحْتِمَال، وَلَا يجْزم إِلَّا بِأَن الَّذِي حَدثهُ بِهِ هُوَ التَّيْمِيّ، وَأَنه بَينه وَبَين سَلمَة فِيهِ وَاحِد وَهُوَ أَبوهُ، وَقد ذكر أَبُو بكر البرقاني مُوسَى بن إِبْرَاهِيم هَذَا، فَذكر عَن أبي دَاوُد أَنه قَالَ: هُوَ مُوسَى بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم، كَمَا قُلْنَا سَوَاء،(5/538)
وَذكر عَن ابْن حَنْبَل أَنه كره الرِّوَايَة عَنهُ.
وَهَذَا الَّذِي تقدم كُله هُوَ النّظر الَّذِي قَالَه البُخَارِيّ: إِنَّه فِي إِسْنَاد هَذَا الحَدِيث. وَالله أعلم.
(2771) وَذكر من طَرِيق النَّسَائِيّ عَن الْعَبَّاس زَاد فِي بعض النّسخ ابْن عبد الْمطلب قَالَ: " رَأَيْت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - طَاف بِالْبَيْتِ سبعا، ثمَّ صلى رَكْعَتَيْنِ بحذائه فِي حَاشِيَة الْمقَام، لَيْسَ بَينه وَبَين الطّواف أحد ".
ثمَّ أتبعه أَن قَالَ: هَذَا مُنْقَطع.
هَذَا نَص مَا ذكر، وَهُوَ خطأ لَا شكّ فِيهِ، وَلَيْسَ هَذَا الحَدِيث من رِوَايَة الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب، وَقد رَأَيْته كتبه فِي كِتَابه الْكَبِير بِخَطِّهِ فِي أَبْوَاب السّتْر من كتاب الصَّلَاة هَكَذَا:
روى النَّسَائِيّ، عَن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم، عَن عِيسَى بن يُونُس، عَن عبد الْملك ابْن عبد الْعَزِيز بن جريج، عَن كثير بن كثير، عَن أَبِيه، عَن جده قَالَ: " رَأَيْت(5/539)
رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - طَاف بِالْبَيْتِ سبعا، ثمَّ صلى رَكْعَتَيْنِ بحذائه فِي حَاشِيَة الْمقَام، لَيْسَ بَينه وَبَين الطّواف أحد ".
ثمَّ أتبعه أَن قَالَ: كثير بن كثير، لم يسمع هَذَا الحَدِيث من أَبِيه، حَدثهُ عَنهُ بعض أَهله. ذكر ذَلِك [أَبُو دَاوُد، وَنَقله عَنهُ فِي كِتَابه] الْكَبِير، وَكتبه بِخَطِّهِ، وَذَلِكَ يُحَقّق غلطه فِي ظَنّه أَن الصَّحَابِيّ الرَّاوِي لَهُ هُوَ الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب.
وَكَأَنَّهُ وَالله أعلم علم أَن للْعَبَّاس بن عبد الْمطلب ابْنا اسْمه كثير، فَظَنهُ [هُوَ] وَمَا علم أَن [كثير بن] الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب لَا يعرف لَهُ حَدِيث عَن أَبِيه، إِلَّا حَدِيث يَوْم حنين، ورميه عَلَيْهِ السَّلَام الْحَصَى فِي وُجُوه الْكفَّار وَقَوله فِيهِ: " الْآن حمي الْوَطِيس ".
لَا يعرف لَهُ عَنهُ إِلَّا هَذَا الحَدِيث الْوَاحِد، وَمِمَّنْ قَالَ ذَلِك الْبَزَّار وَغَيره، وَكَذَلِكَ فَلَيْسَ لكثير بن الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب هَذَا ابْن اسْمه كثير يروي عَنهُ، وَلَا أعلم أحدا ذكر ذَلِك، وَقد بحثت عَنهُ.
وَإِذ قد فَرغْنَا من تَقْدِير غلطه، فقد يجب أَن أبين من الصَّحَابِيّ الْمَذْكُور؟ فَأَقُول: ذكر النَّسَائِيّ هَذَا الحَدِيث فِي كتاب الصَّلَاة، بِالنَّصِّ الَّذِي ذكره بِهِ أَبُو مُحَمَّد، وَبِالْإِسْنَادِ الْمَذْكُور، عَن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم، فَلم يتخالج أحدا يعلم شَيْئا من هَذَا الشَّأْن شكّ فِي أَنه كثير بن كثير بن الْمطلب بن أبي ودَاعَة السَّهْمِي، عَن أَبِيه، عَن جده الْمطلب، وَهُوَ ثِقَة مَعْرُوف بالرواية عَن أَبِيه وَعَن غَيره.
وَإِن أردْت استظهاراً لذَلِك فَانْظُر فِي كتاب الْحَج من كتاب النَّسَائِيّ فِي(5/540)
بَاب: أَيْن تصلي رَكعَتَا الطّواف؟ تَجِد فِيهِ: أخبرنَا يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم، عَن يحيى، عَن ابْن جريح، عَن كثير بن كثير، عَن الْمطلب بن أبي ودَاعَة قَالَ: " رَأَيْت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - حِين فرغ من سَبْعَة، جَاءَ حَاشِيَة المطاف، فصلى رَكْعَتَيْنِ لَيْسَ بَينه وَبَين الطّواف أحد ".
وَفِي كتاب الْحَج عِنْد أبي دَاوُد فِي تَرْجَمَة نَصهَا: بَاب فِي مَكَّة: حَدثنَا ابْن حَنْبَل، حَدثنَا سُفْيَان بن عُيَيْنَة، قَالَ: حَدثنِي كثير بن كثير بن الْمطلب بن أبي ودَاعَة، قَالَ: حَدثنِي بعض أَهلِي بِحَدِيث عَن جدي، أَنه رأى النَّبِي [- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مِمَّا يَلِي] بَاب بني سهم، وَالنَّاس يَمرونَ بَين يَدَيْهِ وَلَيْسَ بَينهمَا [ستْرَة، قَالَ سُفْيَان: وَلَيْسَ بَينه وَبَين] الْكَعْبَة ستْرَة.
قَالَ سُفْيَان: كَانَ ابْن جريح أخبرنَا عَنهُ، قَالَ: حَدثنَا كثير عَن أَبِيه، فَسَأَلته، فَقَالَ: " فَلَيْسَ من أبي سمعته، وَلَكِن من بعض أَهلِي عَن جدي " انْتهى مَا ذكر أَبُو دَاوُد.
وَفِيه بَيَان الِانْقِطَاع الَّذِي أَشَارَ إِلَيْهِ فِي كِتَابه الْكَبِير من عِنْد أبي دَاوُد، وَتبين مِنْهُ أَن رِوَايَة ابْن جريح مُنْقَطِعَة، فَإِنَّهُ ذكر أَن سُفْيَان رَاجع كثيرا وَسَأَلَهُ مِمَّن سَمعه، فَأخْبر أَنه لم يسمعهُ من أَبِيه، وَإِنَّمَا حَدثهُ بِهِ بعض أَهله.
وَثَبت بِالْجَمِيعِ مقصودنا، وَهُوَ بَيَان الْغَلَط فِي ذكر الْعَبَّاس فَقَط، أَو بِزِيَادَة " عَن عبد الملطب " فِي هَذَا الحَدِيث، وَأَنه لَا مدْخل لَهُ هُنَا.
وَقد ذكر الدَّارَقُطْنِيّ فِي علله هَذَا الحَدِيث وَاخْتِلَاف النَّاس فِيهِ، وَذكر خلافًا عَن ابْن جريج، وَصوب رِوَايَة ابْن عُيَيْنَة، ومراجعته كثيرا، وسؤاله هَل سَمعه من أَبِيه أم لَا، وَالله الْمُوفق.(5/541)
(2772) وَذكر حَدِيث المقعد الَّذِي قَالَ فِيهِ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لما مر بَين يَدَيْهِ: " قطع صَلَاتنَا قطع الله أَثَره ".
وَقد بَينا أمره فِي موضِعين: فِي بَاب النَّقْص من الْأَسَانِيد، وَفِي بَاب الْأَحَادِيث الَّتِي ضعفها وَلم يبين عللها.
(2773) وَذكر من طَرِيق أبي دَاوُد قَالَ: حَدثنَا عبد السَّلَام بن عبد الرَّحْمَن الوابصي من ولد وابصة حَدثنَا أبي، عَن شَيبَان، فَذكر حَدِيث: " اتِّخَاذ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عموداً فِي مُصَلَّاهُ يعْتَمد عَلَيْهِ لما أسن ".
ثمَّ قَالَ عقبه: عبد الرَّحْمَن الوابصي وَهُوَ ابْن صَخْر كَانَ قَاضِي حلب والرقة، لَا أعلم روى عَنهُ إِلَّا ابْنه عبد السَّلَام.
هَكَذَا ذكره، وَلَا أبعد أَن يكون كَمَا ذكر، لكنه لَيْسَ بِمَعْرُوف، وَالْمَعْرُوف إِنَّمَا هُوَ ابْنه: عبد السَّلَام، هُوَ كَانَ قَاضِي حلب، وحران، والرقة، وأخاف أَن يكون جرى عَلَيْهِ الْغَلَط مِمَّا ذكره بِهِ ابْن أبي حَاتِم، وَإِن كَانَ مَا ذكر صَوَابا [، إِلَّا لم يُوضحهُ، وَلم يفسره] كَمَا يجب.(5/542)
قَالَ ابْن أبي حَاتِم: عبد السَّلَام [بن عبد الرَّحْمَن بن صَخْر بن عبد الرَّحْمَن] بن وابصة الْأَسدي، قَاضِي الرقة، وحران، وحلب، روى عَن أَبِيه، عَن جَعْفَر بن برْقَان، سمع مِنْهُ أبي بالرقة سنة أَربع وَأَرْبَعين وروى عَنهُ.
هَذَا جملَة مَا ذكره بِهِ، وَهُوَ صَوَاب، وَقَوله فِيهِ: " قَاضِي الرقة، وحران، وحلب " هُوَ نعت لعبد السَّلَام الْمُبْتَدَأ بِذكرِهِ، الْمُعْتَمد بَيَان أمره، وَلَا يَصح أَن نجعله نعتاً لعبد الرَّحْمَن، إِلَّا لَو قَالَ هَكَذَا: " عبد السَّلَام بن عبد الرَّحْمَن، قَاضِي الرقة وحران وحلب، ابْن صَخْر بن عبد الرَّحْمَن بن وابصة ". فَإذْ لم يفعل، بل ذكر النّسَب، فَلَمَّا فرغ أعَاد النَّعْت، كَانَ ذَلِك للمذكور أَولا.
وَلَيْسَ من هَا هُنَا غلط، فَإِنَّهُ وَالله أعلم - لم يحْتَج حِين كتب هَذَا الحَدِيث أَن ينظر فِي أَمر عبد السَّلَام شيخ أبي دَاوُد فِي الْإِسْنَاد الْمَذْكُور، وَلذَلِك لم يبن من أمره شَيْئا، وَلِأَنَّهُ قد عهد مِنْهُ تسَامح فِي أَشْيَاخ أبي دَاوُد، اعْتِمَادًا على مَا علم من تحفظه، وتحريه فِي أشياخه الَّذين أَخذ عَنْهُم، وَإِنَّمَا احْتَاجَ أَن ينظر فِي أَمر الْأَب: عبد الرَّحْمَن وَالِد عبد السَّلَام، فَوجدَ فِي بَاب عبد الرَّحْمَن عِنْد ابْن أبي حَاتِم وَهُوَ ملجؤه مَا هَذَا نَصه: " عبد الرَّحْمَن بن صَخْر بن عبد الرَّحْمَن بن وابصة بن معبد، وَالِد عبد السَّلَام، قَاضِي الرقة، وحران وحلب، روى عَن شَيبَان بن عبد الرَّحْمَن، وجعفر بن برْقَان، وَطَلْحَة بن زيد، وَأبي مَرْيَم الْأنْصَارِيّ، وَقيس بن الرّبيع، روى عَنهُ ابْنه عبد السَّلَام(5/543)
الوابصي.
هَذَا نِهَايَة مَا ذكره بِهِ، وَهُوَ مغلط لمن لم يقف على بَاب عبد السَّلَام وَمَا ذكر فِيهِ، إِذْ يحْتَمل أَن يكون قَوْله: " قَاضِي الرقة وحران وحلب مَرْفُوعا، فَيكون نعتاً لعبد الرَّحْمَن كَمَا فهم هُوَ، أَو مخفوضاً فَيكون نعتاً لعبد السَّلَام كَمَا هُوَ الْحق، وَإِذا كَانَ هَذَا مُحْتملا، رَجَعَ إِلَى الْمُبين فِي بَاب عبد السَّلَام [وَهُوَ لَفْظَة: حران] فَإِنَّهُ ذكرهَا، أَو سقط لَهُ ذكرهَا، وَلَا يعلم لعبد الرَّحْمَن الْمَذْكُور [راو آخر يروي] عَنهُ إِلَّا ابْنه عبد السَّلَام، القَاضِي الوابصي فَاعْلَم ذَلِك.
(2774) وَذكر من طَرِيق أبي أَحْمد، عَن بَقِيَّة بن الْوَلِيد، قَالَ: حَدثنِي مَالك بن أنس، عَن عبد الْكَرِيم الْهَمدَانِي، عَن أبي حَمْزَة قَالَ: سُئِلَ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عَن رجل نسي الْأَذَان وَالْإِقَامَة، وَقَالَ: " إِن الله عز وَجل تجَاوز عَن أمتِي السَّهْو فِي الصَّلَاة ".
ثمَّ أتبعه مَا أتبعه، ثمَّ قَالَ: حَدِيث بَقِيَّة عَن مَالك، رَوَاهُ عَنهُ هِشَام بن خَالِد.
كَذَا قَالَ، وَهُوَ خطأ لَا شكّ فِيهِ، وَإِنَّمَا رَوَاهُ عَن بَقِيَّة هِشَام بن عبد الْملك، أَبُو تَقِيّ الْحِمصِي، وَهُوَ شيخ متقن، يروي عَن بَقِيَّة وَجَمَاعَة من الشاميين(5/544)
سواهُ وروى عَنهُ الْأَئِمَّة: كَأبي دَاوُد، والرازيين، وَغَيرهم.
وَالْأَمر فِي ذَلِك فِي نفس الْإِسْنَاد، فِي الْموضع الَّذِي نَقله مِنْهُ، وَلَا أَدْرِي كَيفَ جرى فِيهِ عَلَيْهِ الْغَلَط، إِلَّا أَن يكون قد علقه من عِنْد أبي أَحْمد فِي جملَة مَا اقتنى، وَاخْتَصَرَهُ اتكالاً على مَا علم من شهرته وثقته، فَلم يذكر أَبَاهُ، فَلَمَّا أَرَادَ كتب هَذَا الحَدِيث كتبه مِمَّا عِنْده، كَمَا قد وجدته يفعل ذَلِك كثيرا، يكْتب الْأَحَادِيث مِمَّا اقتنى وَكتب بِخَطِّهِ، وَلَا يُرَاجع الْأُصُول.
وَقد يكون فِيمَا كتب أَوْهَام، وَأَرَادَ أَن يُفَسر من أَمر هِشَام مَا يتمم بِهِ الْفَائِدَة للقارئ، فَظَنهُ هِشَام بن خَالِد، وَذَلِكَ أَن هِشَام بن خَالِد، أَبَا مَرْوَان، الْأَزْرَق، الدِّمَشْقِي، اشهر من أَصْحَاب بَقِيَّة بن الْوَلِيد.
وَيحْتَمل على بعد أَن يكون قد رأى الحَدِيث أَيْضا من رِوَايَة هِشَام بن خَالِد عَن بَقِيَّة، فَأَرَادَ أَن يعرف بذلك، وَهَذَا إِنَّمَا كَانَ يَسْتَقِيم لَهُ بعد أَن يعرف بِأَن رَاوِيه عَن بَقِيَّة فِي الْموضع الَّذِي نَقله مِنْهُ، هُوَ هِشَام بن عبد الْملك، ثمَّ يتبعهُ أَن يَقُول: وَرَوَاهُ أَيْضا هِشَام بن خَالِد عَن بَقِيَّة، فَأَما أَن يذكرهُ من عِنْد أبي أَحْمد، ثمَّ يتبعهُ أَنه رَوَاهُ هِشَام بن خَالِد، عَن بَقِيَّة، فَعمل غير صَحِيح، لما فِيهِ من إِبْهَام الْخَطَأ، من أَنه عِنْد أبي أَحْمد كَذَلِك. فَاعْلَم ذَلِك وَالله الْمُوفق.
(2775) وَذكر [من طَرِيق مُسلم عَن] صَالح بن خَوات، عَمَّن صلى مَعَ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -[صَلَاة الْخَوْف يَوْم] ذَات الرّقاع، وَهُوَ سهل بن أبي(5/545)
حثْمَة أَن طائقة صفت " الحَدِيث.
كَذَا قَالَ: إِنَّه سهل بن أبي حثْمَة، وَذَلِكَ مِمَّا يجب التَّوَقُّف عَنهُ، وَهِي زِيَادَة مِنْهُ.
وَبَيَان هَذَا، هُوَ أَن صَالح بن خَوات روى عَنهُ هَذَا الحَدِيث: الْقَاسِم بن مُحَمَّد، وَيزِيد بن رُومَان.
فَأَما الْقَاسِم فَقَالَ فِيهِ: عَن صَالح بن خَوات، عَن سهل بن أبي حثْمَة، أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - صلى بِأَصْحَابِهِ فِي الْخَوْف، فَذكر الْقِصَّة.
فَمَا فِي هَذَا السِّيَاق أَنه شَاهد الْقِصَّة أَعنِي سهل بن أبي حثْمَة وَيُوجد فِي رِوَايَة الْقَاسِم هَذِه من رِوَايَة شُعْبَة وَغَيره مَا لَفظه هَكَذَا: عَن صَالح بن خَوات، عَن سهل بن أبي حثْمَة أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - صلى بهم صَلَاة الْخَوْف.
فَمثل هَذَا يُوهم أَنه شَاهد. وَإِذا حقق النّظر وَجب تَأْوِيله حَتَّى يكون مَعْنَاهُ: " صلى بهم " يَعْنِي بِمن عداهُ.
فَأَما رِوَايَة يزِيد بن رُومَان، فَفِيهَا عَن صَالح، عَمَّن صلى مَعَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَوْم ذَات الرّقاع.
وَلم يسم يزِيد بن رُومَان عَن صَالح هَذَا الْمشَاهد للقصة من هُوَ، فَظَنهُ أَبُو مُحَمَّد: سهل بن أبي حثْمَة الْمَذْكُور فِي رِوَايَة الْقَاسِم، عَن صَالح، وتأكد ذَلِك باتحاد الصّفة إِلَّا فِي السَّلَام.
وَهَذَا مِمَّن ظَنّه خطأ وَلم تدع إِلَيْهِ ضَرُورَة، فَإِنَّهُ لَيْسَ بمحال أَن يكون صَالح ابْن خَوات قد روى الْقِصَّة عَن رجلَيْنِ: أَحدهمَا شَاهد للقصة فَلم يسمه، وَالْآخر لم يُشَاهد، وَهُوَ سهل بن أبي حثْمَة.(5/546)
وَالْحَامِل على هَذَا الَّذِي قُلْنَاهُ، هُوَ أَن ذَات الرّقاع كَانَت بعد نَبِي النَّضِير فِي صدر السّنة الرَّابِعَة من الْهِجْرَة، وَسَهل بن أبي حثْمَة توفّي رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَهُوَ ابْن ثَمَان سِنِين فِي قَول كل من رَأَيْته تعرض لذكر سنه، وأقربهم متناولاً الطَّبَرِيّ، والواقدي، والكلاباذي، واللالكائي، وَابْن السكن، وَأَبُو عمر بن عبد [الْبر وَلَيْسَ فِيهِ أَي خلاف إِلَّا] لأبي حَاتِم الرَّازِيّ، وَهُوَ مَا حَكَاهُ ابْنه [عَنهُ من أَن لَهُ صُحْبَة، وَبَايع] تَحت الشَّجَرَة، وَشهد الْمشَاهد كلهَا إِلَّا بَدْرًا، وَكَانَ دَلِيل النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لَيْلَة أحد.
قَالَ ابْن أبي حَاتِم: سَمِعت رجلا من وَلَده سَأَلَهُ أبي عَن ذَلِك، فَأخْبرهُ بِمَا ذكرت. وَأَبُو عمر قد اخْتَار الأول، فَإِن هَذَا عِنْدهم شَيْء لَا يَصح، والغلط فِيهِ من هَذَا الرجل الَّذِي لَا يدْرِي من هُوَ، وَإِنَّمَا الَّذِي بَعثه رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - خارصاً، وَأَبُو بكر وَعمر بعده وَكَانَ دَلِيل النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إِلَى أحد، وَشهد مَعَه الْمشَاهد بعْدهَا أَبُو حثْمَة: عبد الله بن سَاعِدَة، وَالِد سهل بن أبي حثْمَة الْمَذْكُور، وَهَكَذَا ذكره الطَّبَرِيّ وَغَيره، وَتُوفِّي فِي أول خلَافَة مُعَاوِيَة.
وَبِهَذَا كُله ذكره أَيْضا أَبُو عمر فِي الصَّحَابَة فِي بَاب الكنى، وَذكر(5/547)
بعضه ابْن أبي حَاتِم فِي بَاب عَامر.
فعلىة هَذَا يكون سهل فِي زمَان ذَات الرّقاع ابْن سنتَيْن وَنَحْوهمَا، وَقد روى عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مُشْتَركا مَعَ غَيره قصَّة حويصة ومحيصة فِي قتل عبد الله بن سهل، وَفِي ذَلِك الحَدِيث قَالَ سهل: " لقد ركضتني مِنْهَا نَاقَة حَمْرَاء " هَذَا فِي كتاب مُسلم، وَهُوَ فِي الْمُوَطَّأ.
وَقَالَ أَبُو الْقَاسِم الْبَغَوِيّ بعد أَن ذكر أَنه كَانَ صَغِيرا حَدثنِي سُلَيْمَان بن الْأَشْعَث، قَالَ: حَدثنِي أَحْمد بن صَالح، قَالَ: حَدثنَا عَنْبَسَة، قَالَ: حَدثنَا يُونُس، عَن ابْن شهَاب، قَالَ: وَزعم عبد الله بن عُرْوَة عَن أبي هُرَيْرَة، قَالَ: سهل بن أبي حثْمَة يَقُول: ركضني من معقله صاحبنا ذَلِك، وَأَنا غُلَام دَنَوْت مِنْهُ حَتَّى ركضني.
وَقد علم أَن خَيْبَر كَانَت أول سنة سبع، فَإِن كَانَ قَتله قبل فتح خَيْبَر إِذْ كَانَت صلحا، كَمَا فِي رِوَايَة سُلَيْمَان بن بِلَال، وَبشر بن الْمفضل، وَأبي وأويس، عَن يحيى بن سعيد فَذَلِك أبعد لضبطه ذَلِك.
(2776) وَأما مَا رُوِيَ عَنهُ من قَوْله: " أمرنَا رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَقَالَ: " إِذا(5/548)
خرصتم فَخُذُوا، ودعوا الثُّلُث، فَإِن لم تدعوا الثُّلُث فدعوا الرّبع ".
فَإِنِّي لَا أبعد أَن يكون [ذَلِك مِمَّا تَلقاهُ من أَبِيه] وَلَعَلَّه سمع ذَلِك آخر حَيَاة النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَقُوله لِأَبِيهِ فَإِنَّهُ كَانَ خارص النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَو لغيره.
فَإِن قيل: فَالْحَدِيث الَّذِي ذكر الدَّارَقُطْنِيّ: حَدثنَا الْحُسَيْن بن إِسْمَاعِيل الْمحَامِلِي، قَالَ: حَدثنَا عبد الله بن شبيب، قَالَ: حَدثنِي عبد الْجَبَّار بن سعيد، قَالَ: حَدثنِي مُحَمَّد بن صَدَقَة، قَالَ: حَدثنِي مُحَمَّد بن يحيى بن سهل بن أبي حثْمَة، عَن أَبِيه، عَن جده سهل بن أبي حثْمَة، أَن رَسُول الله
، بَعثه خارصاً، فجَاء رجل إِلَى رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَقَالَ: يَا رَسُول الله، إِن أَبَا حثْمَة قد زَاد عَليّ فِي الْخرص، فَدَعَاهُ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَقَالَ: إِن ابْن عمك يزْعم أَنَّك زِدْت عَلَيْهِ فِي الْخرص، فَقلت: يَا رَسُول الله، لقد تركت لَهُ قدر خرفة أَهله وَمَا يطعم الْمَسَاكِين، فَقَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " قد زادك ابْن عمك وأنصف ".
قُلْنَا: هَذَا لَا يَصح، فَإِن مُحَمَّد بن يحيى، وَمُحَمّد بن صَدَقَة الفدكي، وَعبد الْجَبَّار بن سعيد المساحقي، لَا تعرف أَحْوَالهم، وَكلهمْ مدنِي.
وَأما عبد الله بن شبيب، فَهُوَ الربعِي الأخباري، شيخ الْمحَامِلِي، ابْن صاعد، وَابْن أبي الدُّنْيَا وَنَحْوهم، وَهُوَ ذَاهِب الحَدِيث متروكه، وَمِنْهُم من يتهمه بِالْوَضْعِ.
وَأَيْضًا فَإِن فِي لفظ هَذَا الْخَبَر مَا يدل على الْخلَل الْوَاقِع فِيهِ لَو صَحَّ، وَذَلِكَ(5/549)
قَوْله: " إِن أَبَا حثْمَة زَاد عَليّ فِي الْخرص " فَهَذَا يدل على أَن صَوَاب الْخَبَر، إِنَّمَا هُوَ عَن سهل بن أبي حثْمَة أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بعث أَبَاهُ خارصاً، وَأَن قَوْله: " بَعثه خارصاً " خطأ، يُؤَكد ذَلِك ويبينه أَن سهل بن أبي حثْمَة إِنَّمَا يكنى أَبَا يحيى، كَذَلِك كناه كل من ذكر كنيته، والخارص فِي عهد النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَأبي بكر وَعمر، إِنَّمَا هُوَ أَبوهُ أَبُو حثْمَة كَمَا ذَكرْنَاهُ [وَعَلِيهِ فَلَا يَنْبَغِي أَن نفسر الَّذِي فِي حَدِيث] ، صَالح بن خَوات بمشاهدة صَلَاة الْخَوْف [مَعَ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بِأَنَّهُ سهل بن أبي حثْمَة] وَلَيْسَ ذَلِك فِي نفس الحَدِيث، فَلَا يَنْبَغِي زِيَادَته وَالله الْمُوفق.
(2777) وَذكر أَيْضا حَدِيث: " لَا تدعوهما وَإِن طردتكم الْخَيل ".
وَفسّر ابْن سيلان راوية عَن أبي هُرَيْرَة، بِأَنَّهُ عبد ربه، وَالْأَمر فِيهِ مُحْتَمل أَن يكون هُوَ، وَأَن يكون جَابر بن سيلان، فَإِن كل وَاحِد مِنْهُمَا يروي عَن أبي هُرَيْرَة، وروى عَنهُ مُحَمَّد بن زيد، وَقد بَينا أمره فِي بَاب الْأَحَادِيث الَّتِي أغفل ذكر عللها.
(2778) وَذكر فِي الْجَنَائِز من المراسل، عَن إِبْرَاهِيم التَّيْمِيّ، أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - " أَخذ من قبل الْقبْلَة وَلم يسل سلا ".
كَذَا قَالَ فِيهِ: إِبْرَاهِيم التَّيْمِيّ. وَلَيْسَ هُوَ كَذَلِك فِي الْمَرَاسِيل، وزيادته خطأ، وَإِنَّمَا هُوَ إِبْرَاهِيم بن يزِيد(5/550)
النَّخعِيّ، وَهَذَا قد بَيناهُ بِأَكْثَرَ من هَذَا فِي بَاب نِسْبَة الْأَحَادِيث إِلَى غير رواتها.
(2779) وَذكر البدنتين اللَّتَيْنِ أضلتهما عَائِشَة.
واعتقد فِي سعد بن سعيد راوية أَنه سعد بن سعيد بن أبي سعيد المَقْبُري، وَذَلِكَ خطأ، وَإِنَّمَا هُوَ سعد بن سعيد، أَخُو يحيى بن سعيد وَعبد ربه ابْن سعيد، وَقد تقدم بَيَان هَذَا فِي بَاب الْأَحَادِيث الَّتِي ضعفها وَهِي صَحِيحَة.
(2780) وَذكر من طَرِيق الطَّحَاوِيّ، حَدثنَا مُحَمَّد بن خُزَيْمَة، حَدثنَا يُوسُف بن عدي - هُوَ القراطيسي - حَدثنَا ابْن إِدْرِيس - هُوَ عبد الله الأودي - عَن ابْن جريج، عَن عَطاء، عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: " قضى رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بِالشُّفْعَة فِي كل شَيْء ".
هَكَذَا أورد هَذَا الحَدِيث قَائِلا فِي يُوسُف بن عدي: " القراطيسي " وَذَلِكَ زِيَادَة تَفْسِير مِنْهُ، لَيْسَ فِي نفس الْإِسْنَاد فِي الْموضع الَّذِي نَقله مِنْهُ، وَهُوَ كتاب الطَّحَاوِيّ.
وَأَبُو مُحَمَّد - رَحمَه الله - خرج من أمره أَنه كثير التَّقْلِيد فِي أَمر الروَاة من غير بحث مِنْهُ، وَذَلِكَ أَنه نقل الحَدِيث نصا حرفا بِحرف من كتاب ابْن حزم،(5/551)
وَهُوَ أَعنِي ابْن حزم قد جرت عَادَته بتفسير من يَقع فِي الْإِسْنَاد، مُحْتَاجا إِلَى التَّعْرِيف بِهِ، فقد يكون مِنْهُ فِي ذَلِك أَوْهَام وجدنَا لَهُ من ذَلِك كثيرا ضمناه بَابا مُفردا [فِي كتاب ألفناه فِي ذَلِك، وَذَلِكَ كتفسيره] حَمَّاد، بِأَنَّهُ ابْن زيد وَيكون ابْن سَلمَة، والراوي عَنهُ مُوسَى بن إِسْمَاعِيل، وَتَفْسِير شَيبَان بِأَنَّهُ ابْن فروخ، وَإِنَّمَا هُوَ النَّحْوِيّ، وَهِي قبيحة جدا، فَإِن طبقتهما لَيست وَاحِدَة، وَتَفْسِير دَاوُد عَن الشّعبِيّ بِأَنَّهُ الطَّائِي، وَإِنَّمَا هُوَ ابْن أبي هِنْد.
وَأَشْبَاه هَذَا كثير، قد بَيناهُ، ودللنا على موَاضعه من كِتَابه فِي الْبَاب الْمَذْكُور.
وَهَذَا الَّذِي اعتراه فِي هَذَا الحَدِيث، هُوَ أَيْضا من ذَلِك الْقَبِيل، وَمن مَضْمُون ذَلِك الْبَاب، قَلّدهُ فِيهِ أَبُو مُحَمَّد فَأَخْطَأَ لخطئه فِيهِ، وبخطأ نَفسه فِي تَقْلِيده إِيَّاه، وَالْأَمر فِيهِ أبين شَيْء أَنه لَيْسَ بالقراطيسي، وَمن لَا يعرف هَذِه الصِّنَاعَة، يظنّ هَذَا منا خطأ، وَمن أبي مُحَمَّد صَوَابا، وَلَو أَن من يُنكر علينا هَذَا [يمن] على نَفسه بمطالعة كتاب الطَّحَاوِيّ، تبين لَهُ فِي أعداد من الْأَسَانِيد بَيَانا شافياً أَنه أَعنِي يُوسُف بن عدي لَيْسَ بالقراطيسي، وَأَن القراطيسي لَيْسَ بِيُوسُف بن عدي، وَذَلِكَ بتصفح رُوَاته من فَوق وأسفل، وَاعْتِبَار الْمَوَاضِع الَّتِي لم ينْسبهُ فِيهَا بِالَّتِي نسبه فِيهَا، وَأَنه أَعنِي القراطيسي إِنَّمَا هُوَ يُوسُف بن يزِيد.
فَأَما يُوسُف بن عدي، هَذَا الَّذِي يروي عَنهُ ابْن خُزَيْمَة، فَرجل آخر، وَمُحَمّد بن خُزَيْمَة كثير الرِّوَايَة عَنهُ، وَهُوَ أول رجل وَقع اسْمه فِي كتاب(5/552)
الطَّحَاوِيّ.
وَفِي تَهْذِيب الْآثَار قَالَ فِيهِ: حَدثنَا مُحَمَّد بن خُزَيْمَة بن رَاشد وَهُوَ عِنْدهم أحد الثِّقَات قَالَ أَحْمد بن سعيد بن حزم المنتجالي الصَّدَفِي، سَأَلت أَبَا جَعْفَر الْعقيلِيّ عَنهُ فَقَالَ: هُوَ مُحَمَّد بن خُزَيْمَة بن رَاشد، كَانَ يقص، قلت لَهُ: هُوَ مُحَمَّد بن نصر بن خُزَيْمَة؟
فَقَالَ: لست أعرف نصرا، إِنَّمَا هُوَ كَمَا أَقُول لَك: مُحَمَّد بن خُزَيْمَة بن رَاشد، وَهُوَ ثِقَة. وَسَأَلت عَنهُ أَبَا عبد الله: صَالح بن عبد الله، فَقَالَ: هُوَ ثِقَة، بَصرِي، سكن مصر، وَأهل مصر أَو [ ... .] يحدثُونَ عَنهُ ويوثقونه.
ولنرجع إِلَى بَيَان أَمر يُوسُف بن عدي فَنَقُول: [يُوسُف هَذَا، هُوَ آخو] زَكَرِيَّاء بن عدي، كُوفِي نزل مصر، يروي عَن مَالك بن أنس، وَعبيد الله ابْن عَمْرو، وَأبي الْمليح الرقي، وَشريك، وَعبد الرَّحْمَن بن أبي الزِّنَاد، وَأبي الْأَحْوَص، قَالَه أَبُو حَاتِم.
وَأكْثر مَا تقع رِوَايَته فِي كتاب الطَّحَاوِيّ عَن أبي الْأَحْوَص، وروى عَنهُ الرازيان، وَقَالَ أَبُو زرْعَة مِنْهُمَا: إِنَّه وهب إِلَى مصر فِي تِجَارَة وَمَات بهَا، ووثقاه جَمِيعًا
وَقَالَ أَبُو الْحسن: أَحْمد بن عبد الله بن صَالح الْكُوفِي فِيمَا روى عَنهُ(5/553)
ابْنه يُوسُف بن يزِيد: كُوفِي نزل مصر، صَاحب سنة، وَكَانَ ثِقَة، وَهُوَ أَخُو زَكَرِيَّا، وَهُوَ أسن من زَكَرِيَّاء بِسنة، وزكرياء أقدم موتا بِسنتَيْنِ، وزكرياء أشبه بأصحاب الحَدِيث.
وَقَالَ ابْن وضاح: لَقيته بِمصْر، ويكنى أَبَا يَعْقُوب، وَهُوَ عالي الرِّوَايَة، نعم الشَّيْخ، ثِقَة الثِّقَات.
وَكَذَا قَالَ فِيهِ أَحْمد بن صَالح: ثِقَة
وَقَالَ مسلمة بن الْقَاسِم: يُوسُف بن عدي الْبكْرِيّ، يكنى أَبَا يَعْقُوب ثِقَة، كُوفِي، نزل مصر، روى عَنهُ من أهل بلدنا بَقِي وَابْن وضاح.
وَالْمَقْصُود بِمَا نصصناه أَن يعلم أَنه لم يصفه أحد بِأَنَّهُ القراطيسي، وَهُوَ مَذْكُور فِي أَكثر مصنفات الرِّجَال بِمَا ذكرنَا الْآن بعضه. فَأَما القراطيسي، فَإِنَّهُ يُوسُف بن يزِيد، أَبُو يزِيد القراطيسي.
قَالَ أَبُو جَعْفَر بن يُونُس فِي كِتَابه فِي تَارِيخ المصريين: هُوَ يُوسُف بن يزِيد ابْن كَامِل بن حَكِيم القراطيسي، يكنى أَبَا يزِيد، نسبه فِي موَالِي بني أُميَّة، توفّي يَوْم السبت، الثَّالِث من ربيع الأول، سنة سبع وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ، رأى الشَّافِعِي.
وَقَالَ مسلمة بن الْقَاسِم: يُوسُف بن يزِيد بن كَامِل بن حَكِيم، أَبُو يزِيد القراطيسي، توفّي بِمصْر يَوْم السبت لثلاث خلون من شهر ربيع الأول، سنة سبع وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ، وَصلى عَلَيْهِ ابْنه يزِيد، وَكَانَ مولده سنة سبع وَثَمَانِينَ(5/554)
وَمِائَة، أخبرنَا عَنهُ غير وَاحِد.
وَقَالَ أَحْمد بن سعيد بن حزم الصَّدَفِي، المنتجالي فِي كِتَابه: سَمِعت أَحْمد بن خَالِد يَقُول: يُوسُف بن يزِيد، أَبُو يزِيد القراطيسي، من أوثق النَّاس، لم أر مثله، و [لَا لقِيت أحدا إِلَّا وَقد لين أَو تكلم] فِيهِ، إِلَّا يُوسُف بن يزِيد، وَيحيى بن أَيُّوب العلاف، وَرفع من شَأْن يُوسُف.
فَهَذَا هُوَ القراطيسي الْمَشْهُور بِمصْر، فَأَما يُوسُف بن عدي، فَلَا يَقُول أحد: إِنَّه القراطيسي، وَكِلَاهُمَا ثِقَة جليل فَاعْلَم ذَلِك.
وَمن هَذَا الْبَاب ظَنّه بِمُحَمد بن سعيد الطَّائِفِي، أَنه المصلوب، والطائفي ثِقَة، وَقد تقدم بَيَان ذَلِك فِي بَاب الْأَحَادِيث الَّتِي ضعفها وَهِي صَحِيحَة.
(2781) وَذكر فِي قصَّة رِدَاء صَفْوَان أَنه رَوَاهُ أَشْعَث بن برَاز عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس.
وَهُوَ خطأ لَا ريب فِيهِ عِنْد أحد مِمَّن لَهُ أدنى معرفَة بِهَذَا الْبَاب، فَإِن أَشْعَث ابْن برَاز لَا تعرف لَهُ رِوَايَة عَن عِكْرِمَة، وَهُوَ بَصرِي، يروي عَن الْبَصرِيين: الْحسن، وَقَتَادَة، ثَابت الْبنانِيّ، وَعلي بن زيد.
وَإِنَّمَا رَاوِي الحَدِيث الْمَذْكُور، أَشْعَث بن سوار، وَهُوَ مَعْرُوف الراوية(5/555)
عَن عِكْرِمَة، ومعروف لَهُ رِوَايَة رَاوِي هَذَا الْخَبَر عَنهُ، وَهُوَ الْفضل بن الْعَلَاء الْكُوفِي.
وَيَكْفِيك أَن الْبَزَّار قد بَين فِي نفس الْإِسْنَاد حِين ذكره أَنه ابْن سوار، وَقد جرى ذكر هَذَا مستوعباً فِي بَاب الْأَحَادِيث الَّتِي ضعفها وَلم يبين عللها.
(2782) وَذكر من طَرِيق الدَّارَقُطْنِيّ، عَن أبي عبد الرَّحْمَن الحبلي، عَن عبد الله بن مَسْعُود، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - " من كَانَت لَهُ سريرة صَالِحَة أَو سَيِّئَة، أظهر الله عَلَيْهِ مِنْهَا رِدَاء يعرف بِهِ ".
ثمَّ قَالَ: الصَّحِيح فِي هَذَا عَن عُثْمَان، عَن البني - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - انْتهى مَا أوردهُ.
وَقد كتبناه فِي بَاب الْأَحَادِيث الَّتِي أوردهَا على أَنَّهَا مُتَّصِلَة وَهِي مُنْقَطِعَة، وَذَلِكَ لكَونه غير موصل الْإِسْنَاد عِنْد الدَّارَقُطْنِيّ، ونريد الْآن أَن نبين مِنْهُ أَن قَوْله " الحبلي " زِيَادَة مِنْهُ، وَإِنَّمَا أوردهُ الدَّارَقُطْنِيّ فِي جملَة أَحَادِيث عبد الرَّحْمَن السّلمِيّ، عَن عبد الله، وَلم يقل فِيهِ: لَا السّلمِيّ، وَلَا الحبلي، وَلَكِن علم بِذكرِهِ فِي جملَة أَحَادِيث [السّلمِيّ - الَّتِي وَقع السُّؤَال عَنْهَا] أَنه هُوَ، وَإِنَّمَا قَالَ: وَسُئِلَ عَن حَدِيث أبي [عبد الرَّحْمَن السّلمِيّ، فالسائل عَن حَدِيث عبد الرَّحْمَن] بَين قبله أَنه السّلمِيّ.(5/556)
وَلَا يَصح بِالنّظرِ الحديثي أَن يكون غَيره، وَهُوَ أَبُو عبد الرَّحْمَن: عبد الله بن حبيب السّلمِيّ، وَكَانَ أعمى، مقرئ أهل الْكُوفَة، ثِقَة، يروي عَن عُثْمَان، وَعلي، وَابْن مَسْعُود، وَيُرْسل عَن عمر.
فَأَما الحبلي، فَهُوَ عبد الله بن يزِيد، يروي عَن عبد الله بن عَمْرو بن العَاصِي، والمستورد بن شَدَّاد، والصنابحي، فَأَما عَن ابْن مَسْعُود فَلَا أعرفهُ.
(2783) وَذكر حَدِيث: " إِذا قَرَأْتُمْ الْحَمد، فاقرؤوا بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم ".
فَجعل فِيهِ عبد الحميد بن جَعْفَر، هُوَ أَبُو بكر الْحَنَفِيّ، وَذَلِكَ من الْخَطَأ الْفَاحِش، وَقد بَينا ذَلِك فِي بَاب الْأَسْمَاء الْمُغيرَة، وَفِي بَاب الْكَلَام الَّذِي يَقْتَضِي مِنْهُ تَصْحِيح أَحَادِيث لَيست بصحيحة.
(2784) وَذكر حَدِيث أسيد بن ظهير فِي الَّذِي يجد مَا سرق مِنْهُ عِنْدَمَا اشْتَرَاهُ مِمَّن لَا يتهم.
فضعفه بِتَضْعِيف عِكْرِمَة بن خَالِد المَخْزُومِي، بَدَلا من عِكْرِمَة بن خَالِد الْبَصْرِيّ، وَقد بَينا ذَلِك فِي بَاب الْأَحَادِيث الَّتِي ضعفها وَهِي صَحِيحَة.(5/557)
(18) (بَاب ذكر رجال ضعفهم بِمَا لَا يسْتَحقُّونَ، وَأَشْيَاء ذكرهَا عَن غَيره، هِيَ محتاجة إِلَى التعقيب)(5/559)
لَا شكّ أَن هَذَا الَّذِي نذْكر من مَضْمُون هَذَا الْبَاب، أقل مِمَّا يتقاضى، وَأَقل مِمَّا فِي كتاب أبي مُحَمَّد مِنْهُ، وَلَكنَّا خفنا إغفال هَذَا النَّوْع من النّظر مَعَه، فنبهنا بِهَذَا النزر على جنسه.
وَقد وَقع لَهُ عَكسه فِي مَوَاضِع كَثِيرَة، وَذَلِكَ أَن يسالم رجَالًا لَا تنبغي مسالمتهم، أَو يذكرهم بِأَقَلّ مِمَّا يسْتَحقُّونَ أَن يذكرُوا بِهِ.
(2785) كَقَوْلِه - إِثْر حَدِيث دُخُول مَكَّة بِغَيْر إِحْرَام -: مُحَمَّد بن خَالِد ابْن عبد الله الوَاسِطِيّ، ضَعِيف.
وَهَذَا اللَّفْظ قد يُقَال لمن هُوَ صَدُوق، وَمن لَا يكون بِهِ بَأْس، يستضعف بِالْقِيَاسِ إِلَى من هُوَ فَوْقه فِي بَاب الثِّقَة وَالْأَمَانَة.
وَمُحَمّد بن خَالِد، هُوَ عِنْدهم كَذَّاب.
(2786) وَكَذَلِكَ لما أورد فِي الْجِهَاد: " انْطَلقُوا باسم الله وَبِاللَّهِ، وَفِي سَبِيل الله، وعَلى مِلَّة رَسُول الله، لَا تقتلُوا شَيخا فانيا، وَلَا [طفْلا، وَلَا صَغِيرا، وَلَا امْرَأَة] ... . " الحَدِيث.
قَالَ: خَالِد بن الفرز] / لَيْسَ بِقَوي.(5/561)
وَهَذَا اللَّفْظ يُطلق على من هُوَ متقرر الْعَدَالَة، إِذا كَانَ غَيره أقوى مِنْهُ.
وخَالِد هَذَا لَيْسَ يعرف لَهُ من الْعلم إِلَّا حديثان، هَذَا أَحدهمَا.
(2787) وَالْآخر: " تَحْرِيم خلط الْبُسْر وَالتَّمْر ".
ذكر ذَلِك الْبَزَّار، وَلَا يعرف روى عَنهُ إِلَّا الْحسن بن صَالح، وَإِنَّمَا حذا فِيهِ حَذْو ابْن معِين حِين قَالَ فِيهِ: لَيْسَ بِذَاكَ.
وَذكر فِي كتاب الطَّهَارَة معمر بن مُحَمَّد بن عبد الله بن أبي رَافع، فَقَالَ: معمر وَأَبوهُ ضعيفان.
كَذَا قَالَ: وهما عِنْد الْمُحدثين مَتْرُوكَانِ.
وَعَمله هَذَا فِي هَؤُلَاءِ، وفيمن لَا يُحْصى من أمثالهم مُنَاقض لما تقدم ذكره من عمله فِي تَضْعِيف هِشَام بن سعد، وإكثاره عَلَيْهِ، وَفِي تَضْعِيف مُعلى ابْن مَنْصُور، وَأبي غطفان بن طريف، وأشباههم مِمَّن تقدم ذكرنَا لَهُم.
وَمَا لم نذكرهُ من ذَلِك لَعَلَّه الْأَكْثَر، وَذَلِكَ يُوجب عَلَيْك أَن لَا تقلد فِي هَذَا، فَإنَّك بِأَقَلّ من بَحثه تبلغ فيهم الْمَقْصُود.
ولننبه على مَا عثرنا عَلَيْهِ من هَذَا النَّوْع، مِمَّن لم يتَقَدَّم ذكره.
(2788) فَمن ذَلِك أَنه ذكر فِي الْجَنَائِز حَدِيث ابْن عَبَّاس: " لعن الله(5/562)
زائرات الْقُبُور، والمتخذين عَلَيْهَا الْمَسَاجِد والسرج ".
ثمَّ قَالَ هَذَا يرويهِ أَبُو صَالح، صَاحب الْكَلْبِيّ، وَهُوَ عِنْدهم ضَعِيف جدا.
كَذَا قَالَ، وَإِنَّمَا كَانَ يَنْبَغِي أَن يُقَال هَذَا فِي مُحَمَّد بن سعيد المصلوب، أَو الْوَاقِدِيّ، أَو غياث بن إِبْرَاهِيم، وَنَحْوهم من المتروكين الْمجمع عَلَيْهِم.
فَأَما أَبُو صَالح: باذام مولى أم هَانِئ. فَلَيْسَ فِي هَذَا الْحَد، وَلَا فِي هَذَا النمط، وَلَا أَقُول: إِنَّه ثِقَة، وَلَكِنِّي أَقُول: إِنَّه لَيْسَ كَمَا يُوهِمهُ هَذَا الْكَلَام، بل قَالَ عَليّ الْمَدِينِيّ: سَمِعت يحيى بن سعيد الْقطَّان يَقُول: " لم أر أحدا من أَصْحَابنَا ترك أَبَا صَالح مولى أم هَانِئ، وَمَا سَمِعت أحدا من النَّاس يَقُول فِيهِ شَيْئا، وَلم يتْركهُ شُعْبَة [وَلَا زَائِدَة، وَلَا عبد الله بن عُثْمَان. وَعَن] ابْن أبي خَيْثَمَة: سَمِعت يحيى بن معِين يَقُول: أَبُو [صَالح مولى أم هَانِئ لَيْسَ بِهِ بَأْس، فَإِذا روى] عَنهُ الْكَلْبِيّ فَلَيْسَ بِشَيْء، وَإِذا روى عَنهُ / غير الْكَلْبِيّ فَلَيْسَ بِهِ بَأْس؛ لِأَن الْكَلْبِيّ حدث بِهِ مرّة من رَأْيه وَمرَّة عَن أبي صَالح عَن ابْن عَبَّاس، وَقد ذكرنَا قبل أَن ابْن معِين أخبر عَن نَفسه بِأَنَّهُ مَتى قَالَ فِي رجل: لَا بَأْس بِهِ، فَهُوَ عِنْده ثِقَة.(5/563)
وَضعف الْكَلْبِيّ لَا يَنْبَغِي أَن يعدي أَبَا صَالح، وَلَيْسَ يَنْبَغِي أَن يمس أَبُو صَالح بكذبة الْكَلْبِيّ عَلَيْهِ، حَيْثُ حكى عَنهُ أَنه قَالَ لَهُ - أَعنِي أَن أَبَا صَالح قَالَ للكلبي -: كل مَا حدثتك عَن ابْن عَبَّاس كذب، وَفِي رِوَايَة: فَلَا تحدث بِهِ.
فَهَذَا من كذب الْكَلْبِيّ، وَهُوَ عِنْدهم كَذَّاب، وَإِن كَانَ ابْن مهْدي ترك الرِّوَايَة عَن أبي صَالح، فَإِن غَيره قَالَ فِيهِ مَا ذَكرْنَاهُ، فَاعْلَم ذَلِك.
(2789) وَذكر حَدِيث أبي هُرَيْرَة فِي النَّهْي عَن وضع النَّعْلَيْنِ عَن الْيَمين أَو الْيَسَار، وَالْأَمر بوضعهما بَين الرجلَيْن.(5/564)
ثمَّ قَالَ: فِي إِسْنَاده صَالح بن رستم أَبُو عَامر، وَأَصَح مِنْهُ مَا روى أَبُو دَاوُد، فَذكر حَدِيثا آخر.
هَذَا مَا ذكر، فَكَأَن أَبَا عَامر صَالح بن رستم، ابْن لَهِيعَة، أَو جَابر الْجعْفِيّ، وَالرجل مَشْهُور، يوثقه قوم: مِنْهُم أَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ.
وَقَالَ فِيهِ أَحْمد بن حَنْبَل: صَالح الحَدِيث واخرج لَهُ مُسلم.
وَقَول ابْن معِين فِيهِ: " لَا شَيْء " مَعْنَاهُ فِيهِ، أَنه لَيْسَ كَغَيْرِهِ، فَإِنَّهُ قد عهد يَقُول ذَلِك فِيمَن يقل حَدِيثه. فَاعْلَم ذَلِك.
(2790) وَذكر من طَرِيق أبي دَاوُد، حَدِيث بهز بِمَ حَكِيم، عَن أَبِيه، عَن جده: " فَإنَّا آخِذُوهَا وَشطر مَاله ".
ثمَّ قَالَ: بهز بن حَكِيم، وَثَّقَهُ عَليّ بن الْمَدِينِيّ، وَيحيى بن معِين وَغَيرهمَا يُضعفهُ.(5/565)
هَذَا مَا ذكره بِهِ، وَهُوَ تَقْصِير بِهِ، موهم أَن الْأَكْثَرين على تَضْعِيفه، وَإِنَّمَا اخْتلف النَّاس فِيمَا يروي بهز، عَن أَبِيه، عَن جده هَكَذَا، وَهُوَ الَّذِي جعله الْحَاكِم فِي أَقسَام الصَّحِيح الْمُخْتَلف فِيهِ.
أما أَن يُقَال: إِن بَهْزًا وَثَّقَهُ ابْن معِين، وَابْن الْمَدِينِيّ، وَضَعفه غَيرهمَا فخطأ، نعم لَو قَالَ: إِن ابْن أبي حَاتِم لم يذكر توثيقه إِلَّا عَن ابْن معِين، وَابْن الْمَدِينِيّ صدق، وَلَو زَاد: وَضَعفه غَيرهمَا عِنْد ابْن أبي [حَاتِم لَكَانَ صَوَابا، وَابْن أبي حَاتِم لم يذكر] فِيهِ التَّضْعِيف، وَإِنَّمَا حكى عَن أَبِيه، فَقَط / أَنه شيخ يكْتب حَدِيثه وَلَا يحْتَج بِهِ. وَعَن أبي زرْعَة انه قَالَ فِيهِ: " صَالح، وَلكنه لَيْسَ بِمَشْهُور.
وَقَول أبي حَاتِم: لَا يحْتَج بِهِ؛ لَا يَنْبَغِي أَن يقبل مِنْهُ إِلَّا بِحجَّة، وبهز ثِقَة عِنْد من علمه، وَقد وَثَّقَهُ غير من ذكر، كَالنَّسَائِيِّ، وَابْن الْجَارُود، وَصحح التِّرْمِذِيّ رِوَايَته عَن أَبِيه، عَن جده.
وَقَالَ أَبُو أَحْمد بن عدي، قد روى عَنهُ ثِقَات النَّاس، وَذكر أَن الزُّهْرِيّ روى عَنهُ حديثين ذكرهمَا، وَقَالَ: وَلم أر أحدا من الثِّقَات تخلف عَنهُ فِي الرِّوَايَة، وَلم أر لَهُ حَدِيثا مُنْكرا، وَأَرْجُو أَنه إِذا حدث عَنهُ ثِقَة فَلَا بَأْس بحَديثه.
وَقَالَ أَبُو جَعْفَر البستي: إِسْنَاد بهز بن حَكِيم، عَن أَبِيه، عَن جده(5/566)
صَحِيح.
وَقَالَ مُحَمَّد بن الْحُسَيْن: سَأَلت ابْن معِين، هَل روى شُعْبَة عَن بهز؟ قَالَ: نعم، روى عَنهُ حَدِيثا، وَهُوَ قَوْله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -:
(2791) " أترعوون من ذكر الْفَاجِر ".(5/567)
وَقد كَانَ شُعْبَة متوقفا عَنهُ، فَلَمَّا روى هَذَا الحَدِيث كتبه، وأبرأه مِمَّا اتهمه بِهِ.
قلت: فكم لَهُ عَن أَبِيه عَن جده؟ قَالَ: أَحَادِيث، قلت لأبي عبد الله بن حَنْبَل: مَا تَقول فِي بهز؟ قَالَ: سَأَلت غندرا عَنهُ فَقَالَ: قد كَانَ شُعْبَة مَسّه ثمَّ تبين مَعْنَاهُ، فَكتب عَنهُ.
قَالَ أَبُو مُحَمَّد بن قُتَيْبَة: كَانَ من خِيَار النَّاس.
وَلَيْسَ بضار لَهُ مَا حَكَاهُ أَحْمد بن بشير قَالَ: أتيت الْبَصْرَة فِي طلب الحَدِيث، فَأتيت بَهْزًا، فَوَجَدته مَعَ قوم يَلْعَبُونَ بالشطرنج؛ فَإِن استباحتها مَسْأَلَة فقهية مجتهدة.
(2792) وَقد ذكر أَبُو مُحَمَّد - رَحمَه الله - حَدِيث: " إِنِّي أَسأَلك بِوَجْه الله " من عِنْد النَّسَائِيّ.
وَسكت عَنهُ مصححا لَهُ، وَلم يبين أَنه من رِوَايَة بهز، وَهَذَا يزِيد عمله هَاهُنَا قبحا، فَاعْلَم ذَلِك.(5/568)
(2793) وَذكر من طَرِيق أبي دَاوُد حَدِيث عمَارَة بن غزيَّة عَن عبد الرَّحْمَن بن أبي سعيد الْخُدْرِيّ، عَن أَبِيه، قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " من سَأَلَ وَله قيمَة أُوقِيَّة فقد ألحف " الحَدِيث.
ثمَّ قَالَ: عمَارَة بن غزيَّة، وَثَّقَهُ أَحْمد بن حَنْبَل، وَأَبُو زرْعَة، وَقَالَ فِيهِ أَبُو حَاتِم، وَيحيى بن معِين: صَدُوق صَالح [وَقد ضعفه بعض الْمُتَأَخِّرين. انْتهى مَا] / ذكر.
وَهُوَ تعسف على عمَارَة بن غزيَّة؛ فَإِنَّهُ ثِقَة عِنْدهم، مخرج حَدِيثه فِي الصَّحِيح، وَمِمَّنْ وَثَّقَهُ أَيْضا الْكُوفِي، وَقَالَ النَّسَائِيّ: لَيْسَ بِهِ بَأْس.
وَلَا أعلم أحدا ضعفه إِلَّا ابْن حزم، قَالَ فِيهِ فِي كتاب الإيصال: ضَعِيف.
ذكره فِي الزَّكَاة فِي غير هَذَا الحَدِيث.
وَأرَاهُ معني أبي مُحَمَّد بِبَعْض الْمُتَأَخِّرين، وَإِن هَذَا لعجب أَن يتْرك فِيهِ أَقْوَال معاصريه أَو من هُوَ أقرب إِلَى عصره، ويحكي فِيهِ عَمَّن لم يُشَاهِدهُ وَلَا قَارب ذَلِك مَا لَا تقوم لَهُ عَلَيْهِ حجَّة.
وأظن ان ابْن حزم بَقِي فِي خاطره - عِنْد كتبه فِيهِ أَنه ضَعِيف - أَن الْعقيلِيّ ذكره فِي كتاب الضُّعَفَاء، والعقيلي لم يزدْ فِيهِ على مَا أصف، وَذَلِكَ أَنه ترْجم(5/569)
باسمه، وَلم يقل فِيهِ شَيْئا كَمَا عَادَته أَن يَقُول، غير أَنه حكى عَن ابْن عُيَيْنَة أَنه قَالَ: جالسته كم من مرّة فَلم أحفظ عَنهُ شَيْئا.
وَهَذَا لَا يضرّهُ أصلا، فَاعْلَم ذَلِك.
هَذَا الَّذِي ذكرت بِهِ من هَذَا النَّوْع، لم أقصد بِهِ اسْتِيعَاب مَا وَقع لَهُ مِنْهُ، وَإِنَّمَا ذكرته ممثلا منبها على نَوعه، وَقد تفرق مِنْهُ فِيمَا مر كثير، وَلَعَلَّه فِيمَا تركت أَكثر، وَكَذَلِكَ مَا يتَّصل بِهَذَا من شرح مَوَاضِع لم يشرحها، قد تقدم أَيْضا من نوعها الْكثير، وَلَعَلَّه فِيمَا تركت أَكثر.
(2794) فَمن ذَلِك أَنه ذكر من طَرِيق التِّرْمِذِيّ، عَن أبي سعيد المَقْبُري،(5/570)
عَن أبي رَافع، أَنه مر بالْحسنِ بن عَليّ وَهُوَ يُصَلِّي، وَقد عقص ضفيرته فِي قَفاهُ. الحَدِيث.
ثمَّ أتبعه أَن قَالَ: قَالَ أَبُو جَعْفَر الطَّحَاوِيّ: كَانَت وَفَاة المَقْبُري سنة خمس وَعشْرين وَمِائَة، وَكَانَت وَفَاة عَليّ قبل ذَلِك بِخمْس وَثَمَانِينَ سنة، ووفاة أبي رَافع قبل ذَلِك، وَعلي كَانَ وَصِيّ أبي رَافع، فبعيد أَن يكون أَبُو سعيد المَقْبُري شَاهد من أبي رَافع قصَّة الْحسن، ذكر هَذَا فِي كتاب بَيَان الْمُشكل.
ثمَّ قَالَ أَبُو مُحَمَّد عبد الْحق: هَذَا الَّذِي [استبعده الطَّحَاوِيّ لَيْسَ بِبَعِيد،] فَإِن المَقْبُري سمع من عمر بن الْخطاب على مَا ذكر / البُخَارِيّ فِي تَارِيخه.
وَقَالَ أَبُو عمر بن عبد الْبر: توفّي أَبُو رَافع فِي خلَافَة عُثْمَان، وَقيل: فِي(5/571)
خلَافَة عَليّ، وَهُوَ أصح. انْتهى كَلَامه.
وَالْغَرَض شرح مَا يحْتَاج إِلَى شَرحه مِنْهُ، فَإِنَّهُ لما استقرب مستبعد الطَّحَاوِيّ، جعل الْحجَّة فِي ذَلِك مَا حَكَاهُ البُخَارِيّ، من أَن المَقْبُري سمع من عمر.
وكل هَذَا يحْتَاج إِلَى زِيَادَة تَفْسِير، فَأَقُول - وَبِاللَّهِ التَّوْفِيق - ذَلِك أَنه إِن كَانَ مَا سلم صَحِيحا من أَن أَبَا سعيد توفّي سنة خمس وَعشْرين وَمِائَة، وَأَن بَين وَفَاته ووفاة عَليّ خمْسا وَثَمَانِينَ سنة؛ لِأَن عليا رَضِي الله عَنهُ مَاتَ سنة أَرْبَعِينَ، فَيَنْبَغِي أَن نضيف إِلَى ذَلِك أَيَّامه، وَهِي أَربع سِنِين وَتِسْعَة أشهر، وَأَيَّام عُثْمَان ثنتا عشرَة سنة، فَهَذِهِ سَبْعَة عشرَة سنة غير ربع، يَجِيء الْجَمِيع مائَة سنة وسنتين، فلنقدر أَنه سمع من عمر فِي آخر حَيَاته، لَا أقل من أَن يكون بسن من يضْبط، كثمان سِنِين أَو نَحْوهَا، هَذِه مائَة سنة وَعشر، فتحتاج سنّ أبي سعيد ان تكون [هَذَا الْقدر،] وَذَلِكَ شَيْء لَا يعرف لَهُ، وَلَا ذكر بِهِ، وَلَا يَصح سَماع المَقْبُري من أبي رَافع حَتَّى تكون سنه قد بلغت هَذَا الْمبلغ.
وَالْأولَى أَن يُقَال فِي ذَلِك: إِن وَفَاة المَقْبُري لم تكن سنة خمس وَعشْرين وَمِائَة، وَذَلِكَ شَيْء لَا أعرف أحدا قَالَه إِلَّا الطَّحَاوِيّ، وَإِنَّمَا الْمَعْرُوف فِي وَفَاته، إِمَّا سنة مائَة - حَكَاهُ الطَّبَرِيّ فِي كِتَابه ذيل المذيل. وَقَالَهُ أَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيّ.(5/572)
وَإِمَّا فِي خلَافَة الْوَلِيد بن عبد الْملك، كَمَا قَالَ الْوَاقِدِيّ وَغَيره، وَكَانَت وَفَاة الْوَلِيد سنة سِتّ وَتِسْعين.
وَإِمَّا فِي خلَافَة عبد الْملك قبل ذَلِك كُله، وَهَذَا قَول أبي حَاتِم الرَّازِيّ.
فلننزل على أبعد هَذِه الْأَقْوَال، وَهُوَ قَول من قَالَ: سنة مائَة، حَتَّى يكون بَين وَفَاته وَوقت حَيَاة أبي رَافع، سِتُّونَ سنة، أَو أَكثر بِقَلِيل، وَهَذَا لَا بعد فِيهِ، وَهُوَ كَاف فِيمَا نُرِيد هَاهُنَا من غير احْتِيَاج إِلَى [تَقْدِير سَمَاعه من عمر.
وَمَا حَكَاهُ] / البُخَارِيّ مَشْكُوك فِيهِ، وَلم يحكه بِإِسْنَاد، وَالَّذِي يَقُول غَيره: إِنَّمَا هُوَ روى عَن عمر، وَهَذَا لَا يُنكر؛ فَإِنَّهُ قد يُرْسل عَنهُ.
ويشد مَا قُلْنَا من أَن أَبَا سعيد المَقْبُري لَا يبعد سَمَاعه للْحَدِيث الْمَذْكُور من أبي رَافع، أَن أَبَا دَاوُد قَالَ: حَدثنَا الْحسن بن عَليّ، حَدثنَا عبد الرَّزَّاق، عَن ابْن جريج، قَالَ: حَدثنِي عمرَان بن مُوسَى، عَن سعيد بن أبي سعيد المَقْبُري، يحدث عَن أَبِيه، أَنه رأى أَبَا رَافع مولى رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مر بالْحسنِ بن عَليّ وَهُوَ يُصَلِّي قَائِما. الحَدِيث.
فَفِي هَذَا أَيْضا أَنه رَآهُ وَشَاهد فعله، وَلَو صَحَّ هَذَا كفى، وَلَكِن عمرَان بن مُوسَى لَا أعرف حَاله، وَلَا أعرف روى عَنهُ إِلَّا ابْن جريج.
وَقد ذكر الدَّارَقُطْنِيّ اخْتلَافهمْ فِي هَذَا الحَدِيث، وَقَالَ: إِن رِوَايَة عمرَان ابْن مُوسَى هَذَا، أَصَحهَا إِسْنَادًا، وَجعل رِوَايَة [مُؤَمل] بن إِسْمَاعِيل - عَن الثَّوْريّ، عَن مخول بن رَاشد، عَن أبي سعيد، عَن أبي رَافع، عَن أم سَلمَة(5/573)
إِن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " نهى أَن يُصَلِّي الرجل وَهُوَ معقوص "، وهما؛ لذكره فِيهِ أم سَلمَة، وَغَيره لَا يذكرهَا، وَقد صَحَّ مَا أردنَا تَصْحِيحه من استقراب مستبعد الطَّحَاوِيّ فاعلمه.
(2795) وَذكر من طَرِيق أبي دَاوُد فِي الْجُمُعَة، حَدِيث: " إِن الله حرم على الأَرْض أَن تَأْكُل أجساد الْأَنْبِيَاء ".
ثمَّ رده بِأَن قَالَ: هَذِه الزِّيَادَة رَوَاهَا من حَدِيث حُسَيْن الْجعْفِيّ، عَن عبد الرَّحْمَن بن يزِيد بن جَابر، عَن أبي الْأَشْعَث، عَن أَوْس بن أَوْس، قَالَ: وَيُقَال: إِن عبد الرَّحْمَن هَذَا هُوَ ابْن يزِيد بن تَمِيم، قَالَه البُخَارِيّ وَأَبُو حَاتِم، وَهُوَ مُنكر الحَدِيث ضعيفه. انْتهى كَلَامه.
وَهُوَ صَحِيح، إِلَّا أَنه قد يفهم مِنْهُ خلاف مُرَاده، فلنبين مَا يُوهِمهُ ظَاهره، ثمَّ نشرح بعد ذَلِك مُرَاده، فَالَّذِي يُوهِمهُ ظَاهره، هُوَ أَن هَذَا الرجل الَّذِي رَوَاهُ عَنهُ حُسَيْن بن عَليّ الْجعْفِيّ، الَّذِي [هُوَ عبد الرَّحْمَن بن يزِيد بن] جَابر،(5/574)
يُقَال: إِنَّه عبد الرَّحْمَن بن يزِيد بن تَمِيم / وَأَنه على كل حَال مُنكر الحَدِيث ضعيفه، سَوَاء قيل فِيهِ: عبد الرَّحْمَن بن يزِيد بن جَابر، أَو عبد الرَّحْمَن بن يزِيد بن تَمِيم، فَيَجِيء هَذَا كَأَنَّهُ شهره بِأَنَّهُ ابْن يزِيد بن تَمِيم، بعد أَن وَصفه بِابْن جَابر، كَأَنَّهُ ينْسب نسبتين: إِحْدَاهمَا أشهر من الْأُخْرَى، وَقع فِي الْإِسْنَاد بأخفاهما، فبينه بأشهرهما، كَمَا نجد فِي الْأَسَانِيد، مُحَمَّدًا الطَّبَرِيّ، فَنَقُول: هُوَ مُحَمَّد بن سعيد المصلوب، وَقد تقدم لَهُ هُوَ هَذَا بِعَيْنِه وكما نجد إِبْرَاهِيم بن أبي عَطاء، فَنَقُول: هُوَ إِبْرَاهِيم بن أبي يحيى.
وَلِهَذَا الْمَعْنى وضع أَبُو مُحَمَّد: عبد الْغَنِيّ كِتَابه الْمُسَمّى بإيضاح الْمُشكل، وَلَيْسَ الْأَمر فِي هَذَا الرجل كَذَلِك، وَإِنَّمَا هُنَاكَ رجلَانِ: أَحدهمَا: عبد الرَّحْمَن بن يزِيد بن جَابر، وَهَذَا ثِقَة، وَالْآخر عبد الرَّحْمَن بن يزِيد بن تَمِيم، وَهَذَا مُنكر الحَدِيث وضعيفه، فحسين الْجعْفِيّ وَأَبُو أُسَامَة يرويان مِنْهُمَا عَن عبد الرَّحْمَن بن تَمِيم الضَّعِيف، إِلَّا أَنَّهُمَا يغلطان فِي نسبه، فَيَقُولَانِ فِيهِ: ابْن جَابر بَدَلا من ابْن تَمِيم، فهما بِهَذَا يخلعان على الضَّعِيف صفة الثِّقَة، فَإِذا وجد المحدثون رِوَايَة أبي أُسَامَة، أَو حُسَيْن الْجعْفِيّ، عَن عبد الرَّحْمَن بن يزِيد ابْن جَابر، يَقُولَانِ، هَذَا خطأ إِنَّمَا أَرَادَا ابْن تَمِيم، وَالْبُخَارِيّ وَأَبُو حَاتِم مِمَّن يفعل هَذَا.
فَإِذن أَبُو مُحَمَّد إِنَّمَا أخبرنَا عَن هَذَا الْعَمَل، أَي إِن هَذَا الَّذِي قَالَ فِيهِ حُسَيْن الْجعْفِيّ: إِنَّه عبد الرَّحْمَن بن يزِيد بن جَابر، إِنَّمَا هُوَ ابْن تَمِيم، فغلط فِي ذَلِك.
قَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ: سَأَلت مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن ابْن أخي حُسَيْن(5/575)
الْجعْفِيّ عَن عبد الرَّحْمَن بن يزِيد بن جَابر، فَقَالَ: قدم الْكُوفَة عبد الرَّحْمَن بن يزِيد بن تَمِيم، وَيزِيد بن يزِيد بن جَابر، ثمَّ قدم عبد الرَّحْمَن بن يزِيد بن جَابر بعد ذَلِك بدهر، فَالَّذِي يحدث عَنهُ أَبُو أُسَامَة، وَهُوَ ابْن تَمِيم، وَلَيْسَ ابْن جَابر.
قَالَ أَبُو حَاتِم: [روى عَنهُ أَبُو أُسَامَة، وحسين الْجعْفِيّ] وَقَالا: هُوَ ابْن يزِيد ابْن جَابر، وغلطا فِي نس [بِهِ، وَيزِيد بن تَمِيم أصح، وَهُوَ ضَعِيف الحَدِيث] .
(2796) وَذكر / من طَرِيق أبي دَاوُد، عَن زِيَاد بن جُبَير، عَن سعد(5/576)
قَالَ: لما بَايع رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - النِّسَاء، قَالَت امْرَأَة جليلة، كَأَنَّهَا من نسَاء مُضر: يَا نَبِي الله، إِنَّا كل على أَبْنَائِنَا، وَآبَائِنَا، وَأَزْوَاجنَا، فَمَا يحل لنا من أَمْوَالهم؟ قَالَ: " الرطب تأكلنه وتهدينه ".
ثمَّ اتبعهُ أَن قَالَ: سعد هَذَا لَيْسَ ابْن أبي وَقاص، والْحَدِيث مُرْسل، قَالَه ابْن الْمَدِينِيّ. انْتهى كَلَامه.
فَأَقُول - وَبِاللَّهِ التَّوْفِيق -: إِن الَّذِي حمل ابْن الْمَدِينِيّ على هَذَا، هُوَ أَن هشيما رَوَاهُ عَن يُونُس بن عبيد، عَن زِيَاد بن جُبَير، أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بعث سَعْدا على الصَّدَقَة. الحَدِيث.
قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ - لما ذكر الِاخْتِلَاف على يُونُس بن عبيد -: يُقَال: إِن سَعْدا هَذَا رجل من الْأَنْصَار، وَلَيْسَ سعد بن أبي وَقاص، وَهُوَ أصح إِن شَاءَ الله.
انْتهى كَلَامه.
فَهَذَا هُوَ الَّذِي رأى أَبُو مُحَمَّد لأَجله أَن الحَدِيث مُرْسل، وَأَن سَعْدا لَيْسَ هُوَ ابْن أبي وَقاص، وَالَّذِي يجب أَن يُقَال بِهِ فِيهِ هُوَ خلاف هَذَا، وَهُوَ أَن سَعْدا، هُوَ ابْن أبي وَقاص، وَأَن الحَدِيث لَيْسَ بمرسل - أَعنِي فِي رِوَايَة هشيم عَن يُونُس بن عبيد - وَذَلِكَ أَن عبد السَّلَام بن حَرْب - وَهُوَ حَافظ - وَالثَّوْري - وَهُوَ إِمَام - روياه عَن يُونُس بن عبيد، فَقَالَا فِيهِ: عَن زِيَاد بن جُبَير، عَن سعد.
أما رِوَايَة عبد السَّلَام بن حَرْب، فَهِيَ هَذِه الَّتِي سَاق أَبُو مُحَمَّد من طَرِيق أبي دَاوُد، فَإِنَّهُ عِنْده من رِوَايَة عبد السَّلَام.(5/577)
وَأما رِوَايَة الثَّوْريّ، فَقَالَ الْبَزَّار فِي مُسْند حَدِيث سعد بن أبي وَقاص: حَدثنَا مُحَمَّد بن يحيى الْقطعِي، قَالَ: حَدثنَا مُحَمَّد بن محبب أَبُو همام، قَالَ: حَدثنَا سُفْيَان الثَّوْريّ، عَن يُونُس بن عبيد، عَن زِيَاد بن جُبَير، عَن سعد أَن النِّسَاء قُلْنَ: يَا رَسُول الله، إِنَّا كل على أَبْنَائِنَا وَآبَائِنَا، وَأَزْوَاجنَا، فَمَا يحل لنا من أَمْوَالهم؟ قَالَ: " الرطب تأكلنه وتهدينه ".
قَالَ: وَهَذَا الحَدِيث لَا نعلمهُ رَوَاهُ عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إِلَّا سعد بِهَذَا الْإِسْنَاد.
فَإِن قلت: فَإِن مُحَمَّد بن محبب ضَعِيف، فَالْجَوَاب: فعبد السَّلَام ثِقَة [حَافظ وَلَا يضرّهُ كَون ابْن محبب ضَعِيفا] ولتعلم أَن مَذْهَب الْبَزَّار فِي سعد الْمَذْكُور أَنه / ابْن أبي وَقاص، وَلَعَلَّ مَا رَوَاهُ هشيم عَن يُونُس بن عبيد، حَدِيث آخر، فَاعْلَم ذَلِك وَالله الْمُوفق.
وَذكر أَيْضا من عِنْد ابْن أبي حَاتِم كلَاما فِي مُحَمَّد بن حبيب الْمصْرِيّ أَنه روى عَنهُ أَبُو إِدْرِيس الْخَولَانِيّ، وَفِيه من الْخَطَأ مَا قد بَيناهُ فِي بَاب النَّقْص من الْأَسَانِيد وَلم يعرض لَهُ أَبُو مُحَمَّد بتعقب فاعلمه.(5/578)
(19) (بَاب ذكر أَحَادِيث، أغفل مِنْهَا زيادات مفسرة أَو مكملة، أَو متممة)(5/579)
اعْلَم أَن الزِّيَادَات الَّتِي تُوجد فِي الْأَحَادِيث، هِيَ كَثِيرَة جدا، وَلَكِن لَيْسَ أَكْثَرهَا من غرضنا فِي هَذَا الْبَاب، فَإِن الزِّيَادَة إِذا كَانَت فِي معنى آخر، فَكَأَنَّهَا حَدِيث آخر، وَنحن لم نتعرض لذكر مَا تَركه من الحَدِيث فِي الْأَحْكَام التكليفية فَإِن هَذَا لَو تتبع لم يَصح - لكثرته - أَن يكون بَابا فِي كتاب، بل كتابا، قَائِما بِنَفسِهِ.
وَإِنَّمَا الْمَقْصُود فِي هَذَا الْبَاب من الزِّيَادَات، مَا يكون تَفْسِيرا لمجمل، أَو تتميم معنى نَاقص، أَو مكملا لَهُ على وَجه، وَقد يكون مَا يُورد فِي هَذَا الْبَاب زِيَادَة فِي الحكم الْمَقْصُود بَيَانه من رِوَايَة فِي ذَلِك الحَدِيث، وَقد يكون من غَيره، وَلم نذْكر من ذَلِك إِلَّا مَا هُوَ صَحِيح أَو حسن، فَأَما الضَّعِيف فكثير، لم نعرض لَهُ، وَالله الْمُوفق الْمعِين.
(2797) فَمن ذَلِك حَدِيث عمر فِي صفة الْإِيمَان وَالْإِسْلَام، وسؤال جِبْرِيل النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عَن ذَلِك أغفل من أَطْرَافه الصَّحِيحَة فِيهِ - المفسرة لما قصد بَيَانه بِهِ - مَا ذكر الدَّارَقُطْنِيّ من رِوَايَة يُونُس بن مُحَمَّد - هُوَ الْمُؤَدب - عَن مُعْتَمر ابْن سُلَيْمَان، عَن أَبِيه، عَن يحيى بن يعمر، عَن ابْن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا. ذكر الحَدِيث، وَفِيه: " الْإِسْلَام أَن تشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله، وَأَن مُحَمَّدًا رَسُول الله،(5/581)
وتقيم الصَّلَاة وتؤتي الزَّكَاة، وتحج وتعتمر، [وتغتسل من الْجَنَابَة، وتتم الْوضُوء، وتصوم] رَمَضَان "، قَالَ: فَإِن فعلت هَذَا فَأَنا مُسلم؟ قا [ل: " نعم "، قَالَ: صدقت، وَفِيه: " أَتَدْرُونَ من هَذَا؟ هَذَا] / هُوَ جِبْرِيل، أَتَاكُم يعلمكم دينكُمْ، فَخُذُوا عَنهُ، فوالذي نَفسِي بِيَدِهِ، مَا شبه عَليّ مُنْذُ أَتَانِي قبل مرتي هَذِه، وَمَا عَرفته حَتَّى ولى ".
قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: هَذَا إِسْنَاد ثَابت صَحِيح، أخرجه مُسلم بِهَذَا الْإِسْنَاد.
يَعْنِي أَن مُسلما أورد هَذَا الْإِسْنَاد عاضدا بِهِ، وَلم يذكر مَتنه، وَفِيه - كَمَا ترى - زِيَادَة: " تعتمر، وتغتسل، وتتم الْوضُوء "، وَمَا ذكر من أَنه لم يعلم بِهِ حَتَّى ولى، وَقَوله: " خُذُوا عَنهُ ".
وَذكر أَبُو دَاوُد فِي سنَنه صَحِيحا أَيْضا، من رِوَايَة عَلْقَمَة بن مرْثَد، عَن سُلَيْمَان بن بُرَيْدَة، عَن يحيى بن يعمر، عَن ابْن عمر، عَن عمر فِي هَذَا الحَدِيث: " والاغتسال من الْجَنَابَة ".
وَذكر أَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ فِي مُسْنده، من رِوَايَة مطر الْوراق، عَن عبد الله ابْن بُرَيْدَة، عَن يحيى بن يعمر فِي هَذَا الحَدِيث: مَا الْإِيمَان؟ قَالَ: " تؤمن بِاللَّه وَمَلَائِكَته وَكتبه وَرُسُله، والبعث بعد الْمَوْت، وَالْجنَّة وَالنَّار، وتؤمن بِالْقدرِ خَيره وشره "، قَالَ: " فَإِذا فعلت ذَلِك فَأَنا مُؤمن؟ " قَالَ: " نعم ".
ومطر صَالح الحَدِيث، يشبه فِي الْحِفْظ بِابْن أبي ليلى.
وَقد أورد أَبُو مُحَمَّد رِوَايَة مطر: " وَإِن لم ينزل " مصححا لَهَا، غير(5/582)
معترض عَلَيْهَا. وَقد أخرج مُسلم رِوَايَته لهَذَا الحَدِيث مستشهدا بهَا وَلم يذكر لَفظهَا.
وَفِي هَذَا الحَدِيث، الَّذِي أورد من كتاب مُسلم: " فَلَبثت مَلِيًّا " وَهُوَ لفظ أوردهُ مُسلم عَن عبيد الله بن معَاذ الْعَنْبَري، عَن أَبِيه، عَن كهمس، عَن ابْن بُرَيْدَة، عَن يحيى بن يعمر.
وَالْخلاف فِيهِ بَين مُسلم وَأبي دَاوُد، وَذَلِكَ أَن أَبَا دَاوُد رَوَاهُ عَن عبيد الله بن معَاذ الْمَذْكُور، فَقَالَ: بَدَلا من " مَلِيًّا ": " ثَلَاثًا ".
وَذكر النَّسَائِيّ من رِوَايَة النَّضر بن شُمَيْل - وَهُوَ أحد الْأَثْبَات - عَن كهمس كَذَلِك.
فَاحْتمل أَن يكون تصحيفا لمليا، فَإِذا التِّرْمِذِيّ قد ذكره من رِوَايَة وَكِيع، عَن كهمس، فَقَالَ فِيهِ: فلقيني النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -[بعد ذَلِك بِثَلَاث، فَقَالَ: " يَا عمر، هَل تدر] ي من الرجل؟ ".
فَثَبت أَنَّهَا لَفْظَة مصحفة [وَيُمكن أَن يُقَال فِيهَا أَيْضا: إِنَّهَا] تَفْسِير للملي وَتَقْدِير لَهُ، وَالله الْمُوفق.
(2798) وَذكر حَدِيث ابْن عَبَّاس فِي بعث معَاذ إِلَى الْيمن، قَالَ فِيهِ:(5/583)
" صَدَقَة تُؤْخَذ من أغنيائهم فَترد فِي فقرائهم ".
وَهِي رِوَايَة زَكَرِيَّاء بن إِسْحَاق، عَن يحيى بن عبد الله بن صَيْفِي، عَن أبي معبد، عَن ابْن عَبَّاس.
وَترك فِي كتاب مُسلم الَّذِي مِنْهُ أخرجه، رِوَايَة إِسْمَاعِيل بن أُميَّة - وَهُوَ ثِقَة - عَن يحيى بن عبد الله بن صَيْفِي الْمَذْكُور، وفيهَا: " زَكَاة تُؤْخَذ من أَمْوَالهم فَترد على فقرائهم ".
وَذكر الْأَمْوَال هَكَذَا بِعُمُوم، زِيَادَة على الأول، يُمكن أَن يعتمده من يُوجب الزَّكَاة على الْأَمْوَال عُمُوما.
(2799) وَذكر أَيْضا من عِنْد مُسلم حَدِيث سعد: " أعْط فلَانا فَإِنَّهُ(5/584)
مُؤمن، فَقَالَ: أَو مُسلم ".
وَترك مَا ذكر النَّسَائِيّ صَحِيحا، من رِوَايَة عَمْرو بن مَنْصُور، قَالَ: حَدثنَا هِشَام بن عبد الْملك، حَدثنَا سَلام بن أبي مُطِيع، سَمِعت معمرا، عَن الزُّهْرِيّ، عَن عَامر بن سعد، عَن أَبِيه، فَذكر الحَدِيث وَفِيه: " لَا تقل مُؤمن، قل: مُسلم ".
فَفِي هَذَا النَّهْي عَن الْقطع على غيب الرجل، والإحالة على أَفعاله الظَّاهِرَة.
وَلم يذكر فِي الأول إِلَّا تخطئته فِي قَوْله عَنهُ: إِنَّه مُؤمن، أَو تطريق الِاحْتِمَال من غير نهي، فَأَما فِي هَذَا فَنَهَاهُ.
(2800) وَذكر من طَرِيق مُسلم أَيْضا حَدِيث طَلْحَة بن عبيد الله، وَفِيه: " وَالله لَا أَزِيد على هَذَا وَلَا أنقص مِنْهُ ".
وَترك من عِنْد البُخَارِيّ رِوَايَة إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر - وَهُوَ أحد الْأَثْبَات - قَالَ فِيهِ: " وَالله لَا أتطوع شَيْئا ". وَلم يكن الأول ناصا على امْتِنَاعه من التَّطَوُّع، بل كَانَ يحْتَمل أَن يكون مَعْنَاهُ: لَا أَزِيد على هَذَا وَلَا أنقص، أَي أبلغه كَمَا سمعته، من غير زِيَادَة وَلَا نُقْصَان.(5/585)
(2801) وَذكر من عِنْد البُخَارِيّ حَدِيث أنس عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " لَا يُؤمن أحدكُم حَتَّى يحب لِأَخِيهِ مَا يحب لنَفسِهِ "، وَترك فِيهِ زِيَادَة: " من الْخَيْر ".
ذكرهَا ابْن أبي شيبَة قَالَ: حَدثنَا أَبُو أُسَامَة، عَن الْحُسَيْن الْمعلم، عَن قَتَادَة، عَن أنس فَذكره، وَذكره أَيْضا النَّسَائِيّ.
(2802) وَذكر من عِنْد التِّرْمِذِيّ عَن أبي هـ[ريرة، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " الْإِيمَان بضع وَسَبْعُونَ بَابا، فأدناها إمَاطَة الْأَذَى عَن الطَّرِيق، وارفعها قَول لَا إِلَه إِلَّا الله ".
وَهُوَ من مصححات التِّرْمِذِيّ، وَإِن كَانَ من رِوَايَة ابْن عجلَان وَلَا عيب فِيهِ بل هُوَ أحد الثِّقَات، إِلَّا أَنه سوى أَحَادِيث المَقْبُري.(5/586)
وَالْمَقْصُود الْآن، التَّنْبِيه على الزِّيَادَة فِيهِ وَهِي: " وَالْحيَاء شُعْبَة من الْإِيمَان " ذكرهَا مُسلم، وَلَا يسوغ لَهُ تَركهَا وَهِي من شرح خلال الْإِيمَان الَّتِي هِيَ مَقْصُودَة فِي كتاب الْإِيمَان. وَذكرهَا أَيْضا البُخَارِيّ.
والمستغرب إِنَّمَا هُوَ وجود الحَدِيث الْمَذْكُور دونهَا، وَقد كنت ظَنَنْت أَنه تَركهَا إِلَى أَبْوَاب الْأَدَب، حَيْثُ ذكر الْأَحَادِيث فِي الْحيَاء، فَإِذا بِهِ لم يذكرهَا، وَكَذَلِكَ لم يذكر فِي أَن الْحيَاء من الْإِيمَان حَدِيث ابْن عمر فِي الرجل الْوَاعِظ أَخَاهُ فِي الْحيَاء، وَهُوَ أَيْضا صَحِيح، أخرجه البُخَارِيّ، وَمُسلم رحمهمَا الله.
(2803) وَذكر أَيْضا من عِنْد مُسلم حَدِيث أبي هُرَيْرَة: " يَأْتِي الشَّيْطَان أحدكُم فَيَقُول: من خلق كَذَا وَكَذَا؟ حَتَّى يَقُول لَهُ: من خلق رَبك؟ فَإِذا فعل ذَلِك فليستعذ بِاللَّه ولينته ".
ذكر هَذَا وَلم يذكر من رِوَايَة أبي هُرَيْرَة أَيْضا صَحِيحا من عِنْد مُسلم: " فَمن وجد من ذَلِك شَيْئا فَلْيقل: آمَنت بِاللَّه ".
(2804) وَذكر أَيْضا حَدِيث أبي هُرَيْرَة: " لَا يَزْنِي حِين يَزْنِي وَهُوَ(5/587)
مُؤمن ".
وَترك حَدِيث ابْن عَبَّاس، وَفِيه زِيَادَة: " لَا يقتل " وَهُوَ صَحِيح.
قَالَ النَّسَائِيّ: أخبرنَا عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن سَلام، قَالَ: حَدثنَا إِسْحَاق الْأَزْرَق، - عَن الفضيل بن غَزوَان، عَن عِكْرِمَة، عَن ابْن عَبَّاس، قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " لَا يَزْنِي العَبْد حِين يَزْنِي وَهُوَ مُؤمن، وَلَا يشرب الْخمر حِين يشْربهَا وَهُوَ مُؤمن، وَلَا يقتل وَهُوَ مُؤمن " فَقلت لِابْنِ عَبَّاس: كَيفَ ينْزع مِنْهُ؟ فشبك أَصَابِعه [ثمَّ أخرجهَا، فَقَالَ: هَكَذَا، فَإِذا تَابَ عَاد] إِلَيْهِ هَكَذَا، وَشَبك أَصَابِعه.
(2805) [وَذكر من طَرِيق مُسلم، عَن عَاصِم] عَن أبي المتَوَكل، عَن أبي سعيد قَالَ: قَالَ رَسُول الله / - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إِذا أَتَى أحدكُم أَهله ثمَّ أَرَادَ أَن يعود،(5/588)
فَليَتَوَضَّأ بَينهمَا وضُوءًا ".
وَترك من رِوَايَة سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن عَاصِم زِيَادَة صَحِيحَة، وَهِي قَوْله: " وضوءه للصَّلَاة " يَعْنِي الرجل يُجَامع ثمَّ يعود قبل أَن يغْتَسل.
وَرويت من غير هَذَا الطَّرِيق، وَهَذَا هُوَ الصَّحِيح؛ فَلذَلِك اقتصرت عَلَيْهِ.
(2806) وَذكر من طَرِيق مُسلم عَن أنس قَالَ: " كَانَ أَصْحَاب رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ينامون، ثمَّ يصلونَ وَلَا يتوضؤون ".
وَهَذَا الحَدِيث هُوَ فِي كتاب مُسلم، من رِوَايَة خَالِد بن الْحَارِث، عَن شُعْبَة، عَن قَتَادَة، عَن أنس.
وَهُوَ على هَذَا السِّيَاق، يحْتَمل أَن ينزل على نوم الْجَالِس، وعَلى ذَلِك ينزله أَكثر النَّاس، وَفِيه زِيَادَة تمنع من ذَلِك، رَوَاهَا يحيى بن سعيد الْقطَّان. عَن شُعْبَة، عَن قَتَادَة، عَن أنس قَالَ: " كَانَ أَصْحَاب رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ينتظرون الصَّلَاة، فيضعون جنُوبهم، فَمنهمْ من ينَام ثمَّ يقوم إِلَى الصَّلَاة ".
قَالَ قَاسم بن أصبغ: حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد السَّلَام الْخُشَنِي، حَدثنَا مُحَمَّد ابْن بشار، حَدثنَا يحيى بن سعيد الْقطَّان، حَدثنَا شُعْبَة. . فَذكره.
وَهُوَ - كَمَا ترى - صَحِيح من رِوَايَة إِمَام عَن شُعْبَة. فاعلمه.(5/589)
(2807) وَذكر من طَرِيق مُسلم عَن أبي هُرَيْرَة، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إِذا وجد أحدكُم فِي بَطْنه شَيْئا فأشكل عَلَيْهِ أخرج مِنْهُ شَيْء أم لَا، فَلَا يخْرجن من الْمَسْجِد حَتَّى يسمع صَوتا أَو يجد ريحًا ". وَترك مِنْهُ زِيَادَة ذكرهَا أَبُو دَاوُد، وَلَفظه عِنْده: " إِذا كَانَ أحدكُم فِي الصَّلَاة فَوجدَ حَرَكَة فِي دبره، أحدث أَو لم يحدث، فأشكل عَلَيْهِ، فَلَا ينْصَرف حَتَّى يسمع صَوتا أَو يجد ريحًا ". رَوَاهَا من طَرِيق حَمَّاد بن سَلمَة، عَن سُهَيْل.
وَرِوَايَة مُسلم هِيَ من طَرِيق جرير عَن سُهَيْل.
وَكَذَلِكَ حَدِيث عباد بن تَمِيم، عَن عَمه، شكي إِلَى النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الرجل يخيل إِلَيْهِ أَنه يجد الشَّيْء فِي الصَّلَاة، قَالَ: " لَا ينْصَرف حَتَّى يسمع صَوتا أَو يجد ريحًا " ذكره مُسلم.
فَإِن قلت: إِن الَّذِي ذ [كرّ أَبُو مُحَمَّد عَام، وَمَا ذكرته خَاص لَا يرد] / عَلَيْهِ، فَإِنَّهُ لم يخصص ذَلِك بِحَال الصَّلَاة.
فَالْجَوَاب أَن نقُول: لَيْسَ الْأَمر كَذَلِك؛ فَإِن الَّذِي هُوَ فِي الصَّلَاة إِذا شكّ قيل لَهُ: لَا ينْصَرف بِالشَّكِّ الطَّارِئ، فَأَما الَّذِي فِي غير الصَّلَاة فَلَا يَنْبَغِي لَهُ أَن(5/590)
يدْخل فِي الصَّلَاة بِالشَّكِّ، أَو يجوز لَهُ؛ إِن الطَّهَارَة قد تيقنت، وَشك فِي الْحَدث - هَذَا مَوضِع نظر، وَلَا يسْتَقلّ مَا ذكرنَا بِالدّلَالَةِ على مَوضِع النّظر، لاحْتِمَال التَّقْيِيد والتخصيص بِالزِّيَادَةِ الْمَذْكُورَة.
فعلى هَذَا يكون معنى قَوْله: " فَلَا يخْرجن من الْمَسْجِد " أَي لَا ينْصَرف من الصَّلَاة، وَالْأَمر فِي هَذَا مُحْتَمل، وَلم يَضرك سَماع الزِّيَادَة الْمَذْكُورَة.
(2808) وَذكر حَدِيث أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " إِذا اسْتَيْقَظَ أحدكُم من نَومه فَلَا يغمس يَده فِي الْإِنَاء حَتَّى يغسلهَا " الحَدِيث.
ذكره من عِنْد مُسلم أَيْضا، وَلَيْسَ فِيهِ الْأَمر بِغسْل الْيَد قبل إدخالها الْإِنَاء، وَإِنَّمَا فِيهِ نهي عَن إدخالها فِيهِ قبل غسلهَا، فَإِذا تَوَضَّأ من إِنَاء يفرغ مِنْهُ، وَلَا يدْخل فِيهِ يَده فَلم يعْص هَذَا الْخَبَر، وَلَا ارْتكب نَهْيه، كمن تَوَضَّأ من إداوة ضيقَة الْفَم أَو غَيرهَا.
وَترك من عِنْد مُسلم من رِوَايَة جَابر عَن أبي هُرَيْرَة أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " إِذا اسْتَيْقَظَ أحدكُم فليفرغ على يَده ثَلَاث مَرَّات قبل أَن يدخلهَا فِي إنائه " الحَدِيث.(5/591)
فَفِي هَذَا أمره بغسلها، فَكل حَال يصدق عَلَيْهِ فِيهَا أَنه لم يدْخل يَده بعد فِي الْإِنَاء، هُوَ فِيهَا مَأْمُور بغسلها فِيهَا قبل أَن يدخلهَا.
(2809) وَمثل هَذَا - أَيْضا - مَا ذكر من كتاب مُسلم، عَن أبي قَتَادَة: " إِذا دخل أحدكُم الْمَسْجِد فَلَا يجلس حَتَّى يرْكَع رَكْعَتَيْنِ ".
وَلَيْسَ فِيهَا الْأَمر بهما للداخل الْمَسْجِد، لَكِن النَّهْي عَن الْجُلُوس قبلهمَا، فَلَو دخل وَلم يجلس حَتَّى قَامَت الصَّلَاة لم يصادم نهي الْخَبَر الْمَذْكُور.
وَترك مَعَه فِي الْبَاب عِنْد مُسلم من طَرِيق مَالك فِي هَذَا: [" إِذا دخل أحدكُم الْمَسْجِد فليركع] رَكْعَتَيْنِ قبل أَن يجلس ".
فَهَذَا أَمر بهما لداخل [الْمَسْجِد قبل جُلُوسه] .
(2810) وَذكر من طَرِيق النَّسَائِيّ عَن لَقِيط / بن صبرَة قلت: يَا رَسُول الله، أَخْبرنِي عَن الْوضُوء؟ قَالَ: " أَسْبغ الْوضُوء، وَبَالغ فِي الِاسْتِنْشَاق، إِلَّا أَن تكون صَائِما ".
وَهُوَ صَحِيح، وَترك مِنْهُ زِيَادَة ذكرهَا الثَّوْريّ فِي رِوَايَة عبد الرَّحْمَن بن مهْدي، عَنهُ، وَهِي الْأَمر بالمبالغة أَيْضا فِي الْمَضْمَضَة.(5/592)
وَلَفظ النَّسَائِيّ، هُوَ من رِوَايَة وَكِيع، عَن الثَّوْريّ.
وَابْن مهْدي احفظ من وَكِيع، وَأجل قدرا.
قَالَ أَبُو بشر الدولابي - فِيمَا جمع من حَدِيث الثَّوْريّ -: حَدثنَا مُحَمَّد بن بشار، حَدثنَا عبد الرَّحْمَن بن مهْدي، عَن سُفْيَان، عَن أبي هِشَام، عَن عَاصِم ابْن لَقِيط، عَن أَبِيه، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " إِذا تَوَضَّأت فأبلغ فِي الْمَضْمَضَة وَالِاسْتِنْشَاق مَا لم تكن صَائِما.
وَهَذَا صَحِيح.
(2811) وَذكر من طَرِيق النَّسَائِيّ أَيْضا عَن عَليّ، أَنه دَعَا بِوضُوء، فَمَضْمض واستنشق، ونثر بِيَدِهِ الْيُسْرَى، فَفعل هَذَا ثَلَاثًا، ثمَّ قَالَ: " هَذَا طهُور نَبِي الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ".
إِسْنَاده عِنْد النَّسَائِيّ: أخبرنَا مُوسَى بن عبد الرَّحْمَن، حَدثنَا حُسَيْن بن عَليّ، عَن زَائِدَة، أخبرنَا خَالِد بن عَلْقَمَة، عَن عبد خير، عَن عَليّ.
فَهُوَ - كَمَا ترى - من رِوَايَة زَائِدَة بن قدامَة، وَهُوَ أحسن النَّاس لَهُ سوقا، وَفِيه فَوَائِد:
مِنْهَا نثر بِيَدِهِ الْيُسْرَى، وَهِي الَّتِي أوردهَا لَهُ الْآن أَبُو مُحَمَّد.
وَفِيه - أَيْضا - عِنْد الْبَزَّار: غسل قَدَمَيْهِ بِيَدِهِ الْيُسْرَى.
وَفِيه حِين ذكر الْمَضْمَضَة -: " مَلأ فَمه ".
وفوائد أخر تبين من سوقه بِلَفْظِهِ.(5/593)
قَالَ الْبَزَّار: حَدثنَا مُحَمَّد بن الْمثنى، قَالَ: حَدثنَا عبد الرَّحْمَن بن مهْدي، قَالَ: حَدثنَا زَائِدَة بن قدامَة، قَالَ: حَدثنَا خَالِد بن عَلْقَمَة، قَالَ: حَدثنَا عبد خير، قَالَ: دخل عَليّ الرحبة بَعْدَمَا صلى الْفجْر، ثمَّ قَالَ لغلام لَهُ: ائْتِنِي بِطهُور، فَأَتَاهُ الْغُلَام بِإِنَاء فِيهِ مَاء وطست - قَالَ عبد الْخَيْر: وَنحن جُلُوس نَنْظُر إِلَيْهِ - فَأخذ بِيَدِهِ الْإِنَاء فأكفأه على يَده الْيُمْنَى، ثمَّ غسل كفيه، ثمَّ أَخذ بِيَدِهِ الْيُمْنَى، فأفرغ على يَده الْيُسْرَى، فَغسل كفيه، ثمَّ أَخذ بِيَدِهِ الْإِنَاء فأفرغ على يَده ثمَّ غسل ك [فِيهِ، هَكَذَا قَالَ عبد خير، لم يدْخل] / يَده فِي الْإِنَاء حَتَّى غسلهَا ثَلَاث مَرَّات، ثمَّ أَدخل يَده الْيُمْنَى فِي الْإِنَاء، فَمَلَأ فَمه، فَمَضْمض، ثمَّ استنشق، ونثر بِيَدِهِ الْيُسْرَى ثَلَاث مَرَّات، وَغسل وَجهه ثَلَاث مَرَّات، وَغسل يَده الْيُمْنَى ثَلَاث مَرَّات، ثمَّ غسل يَده الْيُسْرَى ثَلَاث مَرَّات إِلَى الْمرْفق، ثمَّ أَدخل يَده الْإِنَاء، حَتَّى غمرها المَاء، ثمَّ رَفعهَا بِمَا حملت من المَاء، ثمَّ مسح رَأسه بيدَيْهِ كلتيهما مرّة وَاحِدَة، ثمَّ أَخذ بِيَدِهِ الْيُمْنَى، فصب على قدمه الْيُمْنَى، ثمَّ غسلهَا بِيَدِهِ الْيُسْرَى ثَلَاث مَرَّات، ثمَّ أَخذ بكفه الْيُمْنَى فصب على قدمه الْيُسْرَى، ثمَّ غسلهَا بِيَدِهِ الْيُسْرَى ثَلَاث مَرَّات، ثمَّ اخذ بكفه فَشرب مِنْهُ، ثمَّ قَالَ: من سره أَن ينظر إِلَى طهُور نَبِي الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، فَهَذَا طهُور نَبِي الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
قَالَ الْبَزَّار: وَقد رَوَاهُ غير وَاحِد، عَن خَالِد بن عَلْقَمَة، وَلَا أعلم أحدا أحسن لَهُ سياقا وَلَا أتم كلَاما من زَائِدَة.
فَإِن قلت: فَمَا مغناك فِي سوق هَذَا الْخَبَر وَلم يَزْدَدْ بِهِ فِيمَا قصّ مِنْهُ - وَهُوَ النثر بِالْيَدِ الْيُسْرَى - فَائِدَة؟ فَالْجَوَاب أَنه قد أَفَادَ فِي الْوضُوء فَوَائِد، وَلم يسقها(5/594)
أَبُو مُحَمَّد فانجر ذكرهَا.
(2812) وَذكر من طَرِيق أبي دَاوُد، فِي حَدِيث زر بن حُبَيْش عَن عَليّ: " وَمسح على رَأسه حَتَّى لما يقطر ".
وَهَذَا اللَّفْظ يفهم مِنْهُ تثقيل الْمسْح، وَلَكِن لَيْسَ ذَلِك بنصه؛ فقد يحْتَمل أَن يتَأَوَّل، وَهَذِه رِوَايَة أبي نعيم، عَن ربيعَة بن عبيد الْكِنَانِي، عَن الْمنْهَال بن عَمْرو، عَن زر بن حُبَيْش.
وَترك عِنْد [عبد] الرَّزَّاق رِوَايَة عبد الله بن رَجَاء، عَن ربيعَة بن عبيد الْمَذْكُور لهَذَا الحَدِيث، قَالَ فِيهِ: " ثمَّ مسح بِرَأْسِهِ حَتَّى كَاد أَن يقطر ".
فَهَذَا أقوى فِي الدّلَالَة على تثقيل الْمسْح، وَهُوَ قريب الْمَعْنى من حَدِيث مُعَاوِيَة الَّذِي ذكر قبله مُتَّصِلا بِهِ.
وَرِوَايَة ابْن رَجَاء هَذِه، ذكرهَا [ ... . فَذكره] .
(2813) وَذكر من عِنْد مُسلم [حَدِيث عَائِشَة: " وَلَقَد رَأَيْتنِي أفركه] من ثوب رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فركا فَيصَلي فِيهِ ".
وَفِي رِوَايَة: يَابسا بظفري.(5/595)
وَترك أَن يبين مَا صَحَّ عَنْهَا من أَنَّهَا إِنَّمَا كَانَت تغسل الرطب مِنْهُ، وتفرك الْيَابِس، حَتَّى تكون رِوَايَة الْكُوفِيّين عَنْهَا للفرك، إِنَّمَا مَعْنَاهُ فِي يابسه، وَرِوَايَة الْمَدَنِيين عَنْهَا للْغسْل، إِنَّمَا هُوَ فِي الرطب.
والْحَدِيث بذلك روته عمْرَة.
قَالَ الْبَزَّار: حَدثنَا الْفضل بن سهل، حَدثنَا عبد الله بن الزبير - هُوَ الْحميدِي - حَدثنَا بشر بن بكر، حَدثنَا الْأَوْزَاعِيّ، عَن يحيى بن سعيد، عَن عمْرَة، عَن عَائِشَة قَالَت: " كنت أفرك الْمَنِيّ من ثوب رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إِذا كَانَ يَابسا، وأغسله وأمسحه إِذا كَانَ رطبا ".
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: حَدثنَا ابْن مخلد، حَدثنَا أَبُو إِسْمَاعِيل، حَدثنَا الْحميدِي. فَذكره بِإِسْنَادِهِ: وَلَفظه عِنْده: " كنت أفرك الْمَنِيّ من ثوب رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إِذا كَانَ يَابسا، وأغسله إِذا كَانَ رطبا ".
(2814) وَذكر من طَرِيق مُسلم حَدِيث خباب: " شَكَوْنَا إِلَى رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - حر الرمضاء فَلم يشكنا ".
قَالَ زُهَيْر: " قلت لأبي إِسْحَاق: أَفِي الظّهْر؟ قَالَ: نعم، قلت: أَفِي(5/596)
تَعْجِيلهَا؟ قَالَ: نعم.
كَذَا أوردهُ، وَقد اخْتلف فِي مَعْنَاهُ، فَقيل: لم يعذرنا، وَقيل: لم يحوجنا إِلَى الشكوى فِي الْمُسْتَقْبل. فرويت فِيهِ زيادات مبينَة للْأولِ.
قَالَ أَبُو بكر بن الْمُنْذر: حَدثنَا عبد الله بن أَحْمد، قَالَ: حَدثنَا خَلاد بن يحيى، قَالَ: حَدثنَا يُونُس بن أبي إِسْحَاق، قَالَ: حَدثنَا سعيد بن وهب، قَالَ: حَدثنِي خباب بن الأرث، قَالَ: شَكَوْنَا إِلَى رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الرمضاء فَمَا شكانا وَقَالَ: إِذا زَالَت الشَّمْس فصلوا.
وَيُونُس بن أبي إِسْحَاق، قد شَارك أَبَاهُ فِي أَشْيَاخ: مِنْهُم الْعيزَار بن حُرَيْث، وَنَاجِيَة بن كَعْب، وَغَيرهمَا فَلَا بعد فِي قَوْله: حَدثنَا سعيد بن وهب.
وَهُوَ فِي كتاب مُسلم دون الزِّيَادَة الْمَذْكُورَة، من رِوَايَة أبي إِسْحَاق، عَن سعيد بن وهب، لَكِن من غير رِوَايَة ي [ونس بن أبي إِسْحَاق، وَحفظ يُونُس عَن] / سعيد بن وهب من الزِّيَادَة الْمَذْكُورَة مَا لم يحفظ أَبوهُ أَبُو إِسْحَاق.
وَيُونُس ثِقَة حَافظ، وخلاد بن يحيى ثِقَة، أحد أَشْيَاخ البُخَارِيّ.
(2815) وَذكر حَدِيث أبي قَتَادَة فِي رَكْعَتي تَحِيَّة الْمَسْجِد قبل أَن يجلس(5/597)
من كتاب مُسلم.
وَترك فِيهِ زِيَادَة، وَهِي فِي كتاب الْحَارِث بن أبي أُسَامَة، وَفِي كتاب الطَّحَاوِيّ.
قَالَ الْحَارِث: حَدثنَا هدبة بن خَالِد، حَدثنَا همام، حَدثنَا مُحَمَّد بن عجلَان، وَابْن جريج، عَن عَامر بن عبد الله بن الزبير، عَن عَمْرو بن سليم، عَن أبي قَتَادَة أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " إِذا دخل أحدكُم الْمَسْجِد فَلَا يجلس حَتَّى يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ ".
وَقَالَ ابْن جريج: لَا يجلس وَلَا يستخبر حَتَّى يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ.
وَقَالَ الطَّحَاوِيّ: حَدثنَا مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن يحيى بن جناد، حَدثنَا أَبُو سَلمَة: مُوسَى بن إِسْمَاعِيل، حَدثنَا همام، فَذكر مثله.
وَترك أَيْضا زِيَادَة مبينَة أَنَّهُمَا من حق الْمَسْجِد، قَالَ ابْن أبي شيبَة، حَدثنَا أَبُو خَالِد، عَن مُحَمَّد بن إِسْحَاق، عَن أبي بكر بن عَمْرو بن حزم، عَن عَمْرو بن سليم، عَن أبي قَتَادَة أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ:
(2816) " أعْطوا الْمَسَاجِد حَقّهَا، قيل: وَمَا حَقّهَا؟ قَالَ: رَكْعَتَانِ قبل أَن تجْلِس ".(5/598)
(2817) وَذكر من طَرِيق مُسلم عَن أبي هُرَيْرَة، أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " الْفطْرَة: الاختتان، والاستحداد، وقص الشَّارِب، وتقليم الأظافر، ونتف الْإِبِط ".
وَهَذَا اللَّفْظ الَّذِي سَاق، هُوَ مِنْهُ عِنْد مُسلم، من رِوَايَة يُونُس، عَن الزُّهْرِيّ، عَن سعيد بن الْمسيب عَنهُ.
وَأوردهُ مُسلم بقريب من هَذَا اللَّفْظ أَيْضا، من رِوَايَة سُفْيَان بن عُيَيْنَة، عَن الزُّهْرِيّ. فِيهِ أَيْضا: " قصّ الشَّارِب، والاستحداد ".
كَذَلِك رَوَاهُ عِنْده عَن ابْن عُيَيْنَة أَبُو بكر بن أبي شيبَة، وَعَمْرو النَّاقِد، وَزُهَيْر بن حَرْب، وَقد رَوَاهُ النَّسَائِيّ بِلَفْظ يزْدَاد بِهِ فِي مَعْنَاهُ قَالَ: أخبرنَا مُحَمَّد ابْن عبد الله بن يزِيد الْمُقْرِئ الْمَكِّيّ، حَدثنَا سُفْيَان - وَهُوَ ابْن عُيَيْنَة - عَن الزُّهْرِيّ، [عَن سعيد بن الْمسيب، عَن] أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: الْفطْرَة / خمس: الْخِتَان، وَحلق الْعَانَة، ونتف الْإِبِط، وتقليم الأظافر، وَحلق الشَّارِب ".
فَهَذَا صَحِيح الْإِسْنَاد، وَحلق الْعَانَة أوسع من الاستحداد؛ فَإِنَّهُ يصدق على التَّنور بالنورة، وَلَا يصدق عَلَيْهِ الاستحداد؛ فَإِنَّهُ الْحلق بالحديد، وَحلق الشَّارِب أَيْضا خلاف قصه. فَاعْلَم ذَلِك.(5/599)
(2818) ذكر من طَرِيق البُخَارِيّ حَدِيث أبي ذَر: " أبرد ثمَّ أبرد، حَتَّى رَأينَا فَيْء التلول ".
وَترك عِنْد البُخَارِيّ زِيَادَة فِيهِ، تفسر من مَعْنَاهُ وَهِي: " حَتَّى سَاوَى الْفَيْء التلول ". فَفِي هَذَا أَن التَّأْخِير الْمَذْكُور إِلَى آخر الْقَامَة أَو مَا يُقَارب ذَلِك.
(2819) وَذكر أَيْضا من طَرِيق مُسلم حَدِيث أنس: " فَأمر بِلَال أَن يشفع الْأَذَان، ويوتر الْإِقَامَة إِلَّا الْإِقَامَة ".
وَهُوَ حَدِيث خَالِد الْحذاء، عَن أبي قلَابَة، عَن أنس.(5/600)
وَلم يبين مِنْهُ من الَّذِي أمره بذلك، وَإِن كَانَ الظَّاهِر أَنه إِنَّمَا يَعْنِي بذلك النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
وَلَكِن أبين مِنْهُ مَا رَوَاهُ أَيُّوب، عَن أبي قلَابَة، عَن أنس.
قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: حَدثنَا الْحسن بن الْخضر، حَدثنَا أَحْمد بن شُعَيْب، أخبرنَا قُتَيْبَة بن سعيد، حَدثنَا عبد الْوَهَّاب، عَن أَيُّوب، عَن أبي قلَابَة، عَن أنس أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - " أَمر بِلَالًا أَن يشفع الْأَذَان، ويوتر الْإِقَامَة ".
حَدثنَا الْحسن بن إِبْرَاهِيم بن عبد الْمجِيد، حَدثنَا عَبَّاس بن مُحَمَّد الدوري، حَدثنَا يحيى بن معِين، حَدثنَا عبد الْوَهَّاب مثله.
وَقَالَ ابْن السكن: حَدثنَا عبد الله بن مُحَمَّد الْبَغَوِيّ، حَدثنَا الْحسن بن عَرَفَة، حَدثنَا عبد الْوَهَّاب، فَذكره.
وَقد وَصله الدَّارَقُطْنِيّ إِلَى خَالِد الْحذاء، عَن أبي قلَابَة، عَن أنس مثله، وَلَكِن من طَرِيق عبد الْبَاقِي بن قَانِع، فَلذَلِك اعتمدنا رِوَايَة أَيُّوب، عَن أبي قلَابَة.
(2820) وَذكر من طَرِيق مُسلم عَن أبي مَحْذُورَة: أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - علمه الْأَذَان: الله أكبر، الله أكبر، أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله ... الحَدِيث.
[وَفِيه بَيَان أَن كَلِمَات] / الْأَذَان مثنى، وَهُوَ حَدِيث سَاقه مُسلم من رِوَايَة عَامر الْأَحول، عَن مَكْحُول، عَن ابْن محيريز، عَن أبي مَحْذُورَة، من(5/601)
رِوَايَة هِشَام الدستوَائي، عَن عَامر، رَوَاهَا عَنهُ ابْنه معَاذ.
وَالصَّحِيح عَن عَامر الْمَذْكُور فِي هَذَا الحَدِيث، إِنَّمَا هُوَ تربيع التَّكْبِير فِي أول الْأَذَان.
كَذَلِك رَوَاهُ عَن عَامر الْمَذْكُور جمَاعَة: مِنْهُم عَفَّان، وَسَعِيد بن عَامر، وحجاج، وَرَوَاهُ عَن هَؤُلَاءِ الْحسن بن عَليّ، ذكر ذَلِك أَبُو دَاوُد عَنهُ.
وَبِذَلِك يَصح فِيهِ كَون الْأَذَان تسع عشرَة كلمة، يزِيد عَلَيْهَا الْأَذَان بالترجيع فِي الشَّهَادَتَيْنِ، وَقد يَقع فِي بعض رِوَايَات كتاب مُسلم هَذَا الحَدِيث مربعًا فِيهِ التَّكْبِير، وَهِي الَّتِي يَنْبَغِي أَن تعد فِيهِ صَحِيحَة.
وَقد سَاقه الْبَيْهَقِيّ فِي كِتَابه من رِوَايَة إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم عَن معَاذ بن هِشَام، عَن أَبِيه هِشَام الدستوَائي بِالتَّكْبِيرِ مربعًا.
ثمَّ قَالَ الْبَيْهَقِيّ: أخرجه مُسلم فِي الصَّحِيح.
وَإِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم أحد من رَوَاهُ عَنهُ مُسلم، فَهُوَ إِذن مربع فِيهِ التَّكْبِير، فَاعْلَم ذَلِك.
(2821) وَذكر من طَرِيق التِّرْمِذِيّ عَن أبي صَالح، عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ:(5/602)
قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " الإِمَام ضَامِن والمؤذن مؤتمن، اللَّهُمَّ أرشد الْأَئِمَّة، واغفر للمؤذنين ".
وَلم يعرض لَهُ بالانقطاع الَّذِي فِي إِسْنَاده، وَقد بَينا ذَلِك من حَاله فِي الْمدْرك الثَّانِي من بَاب الْأَحَادِيث الَّتِي أوردهَا على أَنَّهَا مُتَّصِلَة وَهِي مُنْقَطِعَة.
ونبين الْآن من حَاله أَن فِيهِ زِيَادَة، كَانَ يلْزمه إيرادها؛ لِأَنَّهَا بِالْإِسْنَادِ الَّذِي أوردهُ بِهِ من عِنْد التِّرْمِذِيّ: أَعنِي من رِوَايَة الْأَعْمَش، عَن أبي صَالح، عَن أبي هُرَيْرَة.
وَالزِّيَادَة الْمَذْكُورَة، ذكرهَا الْبَزَّار فَقَالَ: حَدثنَا أَحْمد بن مَنْصُور بن سيار، حَدثنَا عتاب بن زِيَاد، حَدثنَا أَبُو حَمْزَة السكرِي، عَن الْأَعْمَش، عَن أبي صَالح، عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " الإِمَام [ضَامِن، والمؤذن مؤتمن] ، اللَّهُمَّ أرشد الْأَئِمَّة، واغفر للمؤذنين " قَالُوا: يَا رَسُول الله /، لقد تركتنا نتنافس فِي الْأَذَان بعْدك، فَقَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إِنَّه يكون بعدِي - أَو بعدكم _ قوم سفلتهم مؤذنون ".
أَبُو حَمْزَة: مُحَمَّد بن مَيْمُون السكرِي، ثِقَة مَشْهُور. وعتاب بن زِيَاد مروزي ثِقَة، قَالَه أَبُو حَاتِم. وَأحمد بن مَنْصُور بن سيار ثِقَة مَشْهُور.
وَلَا عيب بِهَذَا الْإِسْنَاد إِلَّا مَا بَينا من انْقِطَاعه الخافي على أبي مُحَمَّد،(5/603)
فإيرادها إِذن لَازم لَهُ، لَو علم مَكَانهَا، وَلَا مبالاة بقول الدَّارَقُطْنِيّ فِي علله: إِنَّهَا لَيست بمحفوظة. لثقة راويها أبي حَمْزَة السكرِي.
وَقد أورد أَبُو مُحَمَّد فِيهِ زِيَادَة أُخْرَى من طَرِيق أبي أَحْمد، هَذِه أسلم إِسْنَادًا مِنْهَا، فَاعْلَم ذَلِك.
(2822) وَذكر من طَرِيق التِّرْمِذِيّ حَدِيث أنس أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " الدُّعَاء لَا يرد بَين الْأَذَان وَالْإِقَامَة ".
وَحسنه، وَلم يبين لم لَا يَصح، وَقد ترك مِنْهُ زِيَادَة هِيَ أَيْضا بعلة هَذَا الَّذِي أوردهُ، فقد كَانَ عَلَيْهِ أَن يوردها بِحَسبِهِ، لَو علم مَكَانهَا، وَذَلِكَ أَن التِّرْمِذِيّ كرر ذكره فِي أَبْوَاب الدُّعَاء فِي بَاب الْعَفو والعافية: عَن يحيى بن يمَان، عَن سُفْيَان الثَّوْريّ، عَن زيد الْعمي، عَن أبي إِيَاس: مُعَاوِيَة بن قُرَّة، عَن أنس قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " الدُّعَاء لَا يرد بَين الْأَذَان وَالْإِقَامَة " قَالُوا: فَمَاذَا نقُول يَا رَسُول الله؟ قَالَ: " سلوا الله الْعَافِيَة فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة ".
وَهَكَذَا كَانَ دون هَذِه الزِّيَادَة عَن زيد الْعمي، عَن أبي إِيَاس. وَقد تقدم ذكرنَا لَهُ بِإِسْنَاد جيد، بِزِيَادَة أُخْرَى، فاعمله.(5/604)
(2823) وَذكر حَدِيث: " أَلا صلوا فِي الرّحال ".
وَهُوَ مُحْتَمل أَن يكون مَعْنَاهُ فِي جمَاعَة، وَأَن يكون مَعْنَاهُ أفذاذا، أَو فِي جمَاعَة كَيْفَمَا شِئْتُم.
فَذكره بَقِي بن مخلد: حَدثنَا منْجَاب بن الْحَارِث، قَالَ: حَدثنَا عَليّ بن مسْهر، عَن عبيد الله، عَن نَافِع، عَن ابْن عمر، أَنه أذن بضجنان فِي لي [لَة ذَات برد وريح، وَلما انْتهى] / من أَذَانه قَالَ: " صلوا فِي رحالكُمْ ".
قَالَ: وَأخْبرنَا أَنهم كَانُوا يكونُونَ مَعَ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي السّفر، فَإِذا كَانَت اللَّيْلَة الْبَارِدَة أَو الْمَطِيرَة، أَمر مؤذنه، فَنَادَى بِالصَّلَاةِ، حَتَّى إِذا فرغ من أَذَانه قَالَ: نَاد أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَقُول: " لَا جمَاعَة، صلوا فِي الرّحال "، وَهَذَا الْإِسْنَاد صَحِيح.
(2824) وَذكر حَدِيث أبي هُرَيْرَة: " لَا يصل أحدكُم فِي الثَّوْب الْوَاحِد لَيْسَ على عَاتِقيهِ مِنْهُ شَيْء ".
وَترك عِنْد البُخَارِيّ: حَدثنَا أَبُو عَاصِم، عَن مَالك، عَن أبي الزِّنَاد، عَن الْأَعْرَج، عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " لَا يصل أحدكُم فِي الثَّوْب(5/605)
الْوَاحِد لَيْسَ على عَاتِقيهِ شَيْء ". لم يقل لَفْظَة: مِنْهُ.
وَهَذَا لَيْسَ مِمَّا قصدنا فِي هَذَا الْبَاب؛ فَإِن الْأَحَادِيث الَّتِي هِيَ هَكَذَا - أَعنِي الَّتِي إِذا نقص مِنْهَا اتَّسع مَعْنَاهَا، فتجيء الزِّيَادَة فِي الْمَعْنى، من حَيْثُ النُّقْصَان - هِيَ أَكثر من أَن تحصى، مثل هَذَا الْآن، فَإِن الأول فِيهِ النَّهْي أَن يُصَلِّي فِي ثوب لَا يَجْعَل بعضه على عَاتِقه إِذا لم يكن عَلَيْهِ غَيره، وَالثَّانِي فِيهِ النَّهْي أَن يُصَلِّي عاري الْكَتِفَيْنِ، وَلَو كَانَ عَلَيْهِ ثَوْبَان أَو أَكثر.
(2825) وَمثل: " لَا يبولن أحدكُم فِي مستحمه ثمَّ يغْتَسل فِيهِ؛ فَإِن عَامَّة الوسواس مِنْهُ ".
فِيهِ النَّهْي عَن ذَلِك لمن أَرَادَ الِاغْتِسَال حَيْثُ بَال.
وَالرِّوَايَة الْأُخْرَى: " لَا يبولن أحدكُم فِي مستحمه؛ فَإِن عَامَّة الوسواس مِنْهُ ".
(2826) وَمثل: " أمرت أَن أقَاتل النَّاس حَتَّى يَقُولُوا: لَا إِلَه إِلَّا الله، ويقيموا الصَّلَاة، ويؤتوا الزَّكَاة، ويؤمنوا بِي وَبِمَا جِئْت بِهِ ".(5/606)
وَسكت عَنهُ كَأَنَّهُ صَحِيح، وَقد بَينا أَنه لَيْسَ بِصَحِيح، وَإِنَّمَا هُوَ حسن.
لِأَنَّهُ عِنْد أبي دَاوُد من رِوَايَة يحيى بن أَيُّوب، عَن عبد الرَّحْمَن بن حَرْمَلَة، عَن أبي عَليّ الْهَمدَانِي، عَن عقبَة بن عَامر.
وَالَّذِي نريده الْآن مِنْهُ، هُوَ بَيَان أَمر زِيَادَة من رِوَايَة من أوردهُ هُوَ من طَرِيقه.
قَالَ الطَّحَاوِيّ: حَدثنَا يُونُس بن عبد الْأَعْلَى، حَدثنَا ابْن وهب.
فَذكره بِإِسْنَادِهِ أبي دَاوُد نَفسه، عَن يحيى بن أَيُّوب، عَن عبد الرَّحْمَن بن حَرْمَلَة، عَن أبي عَليّ الْهَمدَانِي، عَن عقبَة بن عَامر قَالَ: سَمِعت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَقُول: " من أم النَّاس فَأصَاب الْوَقْت وَأتم الصَّلَاة، فَلهُ وَلَهُم، وَمن انْتقصَ من ذَلِك شَيْئا فَعَلَيهِ وَلَا عَلَيْهِم ".
وَهَذِه الزِّيَادَة فِي مَعْنَاهُ، وَالطَّرِيق وَاحِد، وَقد رُوِيَ من طَرِيق أحسن من هَذَا، ذَكرْنَاهُ من أَجله فِي الْبَاب الَّذِي تقدم لهَذَا.
(2829) وَذكر من طَرِيق البُخَارِيّ عَن أم سَلمَة، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " كَانَ إِذا سلم يمْكث يَسِيرا ".
قَالَ ابْن شهَاب: فنرى - وَالله أعلم - أَن ذَلِك كي ينفذ من ينْصَرف من النِّسَاء.(5/607)
لمنع الْكَفّ عَنْهُم حَتَّى يَفْعَلُوا جَمِيع هَذَا.
وَالرِّوَايَة الْأُخْرَى: " أمرت أَن أقَاتل النَّاس حَتَّى يَقُولُوا: لَا إِلَه إِلَّا الله، فَإِذا قالوها عصموا مني دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالهمْ ".
فِيهِ الْأَمر بالكف عَنْهُم إِذا تشهدوا.
وَنَحْو هَذَا أَكثر، وَقد أعرضنا عَن تتبعه لكثرته، كَمَا أعرضنا عَمَّا ترك / من الحَدِيث الصَّحِيح وَالْحسن فِي أَحْكَام أَفعَال الْمُكَلّفين، وَلَكِن وَقع هَذَا فَلم نتركه، قصدنا التَّنْبِيه على جنسه، ليبحث عَنهُ من ينشط لَهُ.
(2827) وَذكر من طَرِيق مُسلم حَدِيث أبي مَسْعُود فِيهِ: " وَلَا يُؤمن الرجل [الرجل] فِي سُلْطَانه " وَترك مِنْهُ زِيَادَة صَحِيحَة، وَهِي قَوْله: " وَلَا تؤمن الرجل فِي أَهله وَلَا فِي سُلْطَانه " - أَو: " وَلَا يؤم الرجل فِي بَيته وَلَا فِي سُلْطَانه ".
كِلَاهُمَا روى، ذكر إِحْدَاهمَا - وَهِي الأولى - مُسلم، وَالْأُخْرَى أَبُو دَاوُد، وكل صَحِيح.
(2828) وَذكر من طَرِيق أبي دَاوُد حَدِيث عقبَة بن عَامر، سَمِعت النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَقُول: " من أم النَّاس وَأصَاب الْوَقْت فَلهُ وَلَهُم، وَمن انْتقصَ من ذَلِك شَيْئا فَعَلَيهِ وَلَا عَلَيْهِم ".(5/608)
وَترك عِنْد البُخَارِيّ عَنْهَا قَالَت: " كَانَ يسلم فَيَنْصَرِف النِّسَاء، فيدخلن بُيُوتهنَّ من قبل أَن ينْصَرف رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ".
(2830) [وَذكر من طَرِيق أبي دَاوُد] / حَدِيث أبي بكرَة: " إِذْ جَاءَ وَرَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - رَاكِع، فَرَكَعَ دون الصَّفّ، ثمَّ مَشى إِلَى الصَّفّ، فَلَمَّا قضى رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - صلَاته قَالَ: أَيّكُم الَّذِي ركع دون الصَّفّ، ثمَّ مَشى إِلَى الصَّفّ "، فَقَالَ أَبُو بكرَة: أَنا، قَالَ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " زادك الله حرصا وَلَا تعد ".
ثمَّ أردفه أَن قَالَ: خرجه البُخَارِيّ، وهذ أبين.
وَصدق؛ فَإِن لفظ حَدِيث البُخَارِيّ لَا يُعْطي مَا يُعْطِيهِ حَدِيث أبي دَاوُد، وَحَدِيث أبي دَاوُد من رِوَايَة مُوسَى بن إِسْمَاعِيل، عَن حَمَّاد بن سَلمَة، عَن زِيَاد الأعلم.
وَحَدِيث البُخَارِيّ من رِوَايَة مُوسَى بن إِسْمَاعِيل أَيْضا، وَلَكِن عَن همام، عَن زِيَاد الأعلم، فَكَأَن حَمَّاد بن سَلمَة حصل مِنْهُ مَا لم يحصل همام.
وَلَفظ همام، هُوَ هَذَا، قَالَ البُخَارِيّ: حَدثنَا مُوسَى بن إِسْمَاعِيل، عَن الأعلم - هُوَ زِيَاد - عَن الْحسن، عَن أبي بكرَة أَنه انْتهى إِلَى النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَهُوَ رَاكِع، فَرَكَعَ قبل أَن يصل إِلَى الصَّفّ، فَذكره ذَلِك النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَقَالَ: " زادك الله(5/609)
حرصا وَلَا تعد ".
فَلَيْسَ فِي هَذَا إِلَّا الرُّكُوع قبل أَخذ الْمَكَان من الصَّفّ، وَلَيْسَ فِيهِ أَنه مَشى رَاكِعا إِلَى الصَّفّ، فَلَعَلَّهُ أتم صلَاته حَيْثُ ركع.
وَحَدِيث حَمَّاد بن سَلمَة بَين ذَلِك، فَلذَلِك اسْتحق أَن يَقُول فِيهِ أَبُو مُحَمَّد: إِنَّه أبين، وَلَكِن مَعَ ذَلِك بَقِي عَلَيْهِ أَن يذكر مَا يبين أَن مَشْيه إِلَى الصَّفّ كَانَ رَاكِعا، فَإِن حَدِيث حَمَّاد بن سَلمَة الْمَذْكُور لم يبين ذَلِك، بل يحْتَمل أَن يكون مَشى إِلَيْهِ رَاكِعا، وَأَن يكون مَشى إِلَيْهِ قَائِما بعد رفع الرَّأْس من الرُّكُوع، أَو بعد أَن فرغ من السُّجُود، حَتَّى يكون مَشْيه فِي الْقيام من الرَّكْعَة الثَّانِيَة.
وَالَّذِي يبين الْمَقْصُود، هُوَ رِوَايَة حجاج بن الْمنْهَال، عَن حَمَّاد بن سَلمَة. قَالَ عَليّ بن عبد الْعَزِيز فِي منتخبه: حَدثنَا الْحجَّاج بن الْمنْهَال حَدثنَا حَمَّاد [أخبرنَا زيد الأعلم ع] ن الْحسن، عَن أبي بكرَة أَنه دخل الْمَسْجِد وَرَسُول الله / - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يُصَلِّي وَقد ركع، فَرَكَعَ ثمَّ دخل الصَّفّ وَهُوَ رَاكِع، فَلَمَّا انْصَرف رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " أَيّكُم دخل الصَّفّ وَهُوَ رَاكِع؟ " فَقَالَ لَهُ أَبُو بكرَة: أَنا، فَقَالَ: " زادك الله حرصا وَلَا تعد ".
وَهَكَذَا هُوَ فِي مُصَنف حَمَّاد بن سَلمَة.
وبهذه الزِّيَادَة يتَبَيَّن أَن الَّذِي أنكر عَلَيْهِ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إِنَّمَا هُوَ أَن دب رَاكِعا، وَقد كَانَ هَذَا متنازعا فِيهِ، فَمن النَّاس من قَالَ: إِنَّمَا قَالَ لَهُ: " لَا تعد " أَي إِلَى(5/610)
التَّأَخُّر والإبطاء، وشكر لَهُ مَعَ ذَلِك حرصه.
وَمِنْهُم من قَالَ: إِنَّه إِنَّمَا نَهَاهُ عَن الْمَشْي رَاكِعا، وبهذه الزِّيَادَة يتَبَيَّن أَن هَذَا هُوَ المُرَاد، وَالله أعلم.
(2831) وَذكر من طَرِيق البُخَارِيّ حَدِيث ابْن عمر فِي رفع الْيَدَيْنِ عِنْد التَّكْبِير فِي الْخَفْض وَالرَّفْع، وَفِيه: " وَلَا يفعل ذَلِك حِين يسْجد، وَلَا حِين يرفع من السُّجُود ".
وَذكر - مُعَارضا لَهُ - حَدِيث وَائِل بن حجر من عِنْد ابْن عبد الْبر، فِيهِ: " وَإِذا رفع رَأسه من السُّجُود رفع يَدَيْهِ ".
وتعارض هذَيْن الْخَبَرَيْنِ، هُوَ بِأَن يَجْعَل تواردهما على مَوضِع وَاحِد، وَهُوَ بِحكم ظَاهر اللَّفْظ: إِذا رفع رَأسه من السُّجُود، وافتتح الْقيام فِي الرَّكْعَة، قَالَ فِي حَدِيث ابْن عمر: إِنَّه لم يكن يرفع، وَقَالَ فِي حَدِيث وَائِل: إِنَّه كَانَ يرفع، هَذَا الَّذِي لَا يفهم من الْخَبَرَيْنِ سواهُ.
ثمَّ أتبع أَبُو مُحَمَّد - رَحمَه الله - مَا أورد من ذَلِك كَلَام ابْن عبد الْبر، وَهُوَ(5/611)
أَن قَالَ: عَارض هَذَا الحَدِيث حَدِيث ابْن عمر أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كَانَ لَا يرفع بَين السَّجْدَتَيْنِ، وَوَائِل صحب النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَيَّامًا قَلَائِل، وَابْن عمر صَحبه حَتَّى توفّي، فَحَدِيثه أولى أَن يُؤْخَذ بِهِ وَيتبع. انْتهى قَوْله.
فَأَقُول: لَا مُعَارضَة بَين حَدِيث وَائِل وَحَدِيث ابْن عمر على الموطن الَّذِي هُوَ مَا بَين السَّجْدَتَيْنِ؛ فَإِنَّهُ لَيْسَ لَهُ فيهمَا ذكر، وَأَبُو عمر هُوَ الَّذِي نزلهما على ذَلِك، وَذكر حَدِيث: " كَانَ لَا يرفع بَين السَّجْدَتَيْنِ ".
وَأَبُو مُحَمَّد [ ... .] / بَين السَّجْدَتَيْنِ هُوَ حَدِيث سَالم عَن أَبِيه، ذكره مُسلم، وَلم يذكرهُ أَبُو مُحَمَّد.
والآن بلغنَا إِلَى الْغَرَض فَنَقُول - وَبِاللَّهِ التَّوْفِيق -: إِن هذَيْن الموطنين اللَّذين هما مَا بَين السَّجْدَتَيْنِ، وَمَا بَين السُّجُود حِين النهوض إِلَى ابْتِدَاء الرَّكْعَة، قد صَحَّ فيهمَا الرّفْع من حَدِيث ابْن عَبَّاس، وَابْن عمر، وَمَالك بن الْحُوَيْرِث.
قَالَ النَّسَائِيّ: أخبرنَا مُوسَى بن عبد الله بن مُوسَى الْبَصْرِيّ، حَدثنِي النَّضر بن كثير أَبُو سهل الْأَزْدِيّ، قَالَ: صلى إِلَى جَنْبي عبد الله بن طَاوس بمنى فِي مَسْجِد الْخيف، وَكَانَ إِذا سجد السَّجْدَة الأولى فَرفع رَأسه مِنْهَا، رفع يَدَيْهِ تِلْقَاء وَجهه، فأنكرت أَنا ذَلِك، فَقلت لوهيب بن خَالِد: إِن هَذَا يصنع شَيْئا لم أر أحدا يصنعه، فَقَالَ لَهُ وهيب: تصنع شَيْئا لم أر أحدا يصنعه، فَقَالَ عبد الله بن طَاوس: رَأَيْت أبي يصنعه [وَقَالَ أبي: رَأَيْت ابْن عَبَّاس يصنعه، وَقَالَ ابْن عَبَّاس: رَأَيْت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يصنعه] .(5/612)
وَقَالَ الطَّحَاوِيّ: حَدثنَا نصر بن عَليّ، حَدثنَا عبد الْأَعْلَى، حَدثنَا عبيد الله، عَن نَافِع، عَن ابْن عمر، أَنه كَانَ يرفع يَدَيْهِ فِي كل خفض وَرفع، وركوع وَسُجُود، وَقيام وقعود بَين السَّجْدَتَيْنِ، وَيذكر أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كَانَ يفعل ذَلِك.
وَقَالَ النَّسَائِيّ: أخبرنَا مُحَمَّد بن الْمثنى، حَدثنَا ابْن أبي عدي، عَن شُعْبَة، عَن قَتَادَة، عَن نصر بن عَاصِم، عَن مَالك بن الْحُوَيْرِث، أَن [هـ رأى] نَبِي الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - رفع يَدَيْهِ فِي صلَاته إِذا ركع، وَإِذا رفع رَأسه من رُكُوعه، وَإِذا سجد، وَإِذا رفع رَأسه من سُجُوده، حَتَّى يُحَاذِي بهما فروع أُذُنَيْهِ ".
وَرَوَاهُ هِشَام، عَن قَتَادَة، وَهَذِه أَيْضا زِيَادَة مستدركة عَلَيْهِ فِي حَدِيث مَالك بن الْحُوَيْرِث؛ فَإِنَّهُ ذكره من عِنْد [مُسلم] محالا بِهِ على حَدِيث ابْن عمر، قَالَ: وَلم يذكر السُّجُود. وَهَذَا ذكر السُّجُود فِيهِ.
وَأما مَا ذكر من طَرِيق أبي عمر بن عبد الْبر، من رِوَايَة وَائِل فِي الرّفْع إِذا رفع رَأسه من السُّجُود، فَإِن أَبَا دَاوُد قد ذكره، فَلَا يَنْبَغِي ان يعزى إِلَى أبي عمر، وَهُوَ عِنْد أبي دَاوُد، فاعلمه وَالله الْمُوفق.
(2832) [وَذكر من طَرِيق] النَّسَائِيّ حَدِيث حُذَيْفَة حِين صلى مَعَه،(5/613)
فصلى / بالبقرة، وَالنِّسَاء، وَآل عمرَان فِي رَكْعَة. الحَدِيث.
وَتَركه من عِنْد مُسلم بِزِيَادَة: " رَبنَا وَلَك الْحَمد ".
وَفِيه عِنْد أبي دَاوُد: " وَكَانَ يقْعد مَا بَين السَّجْدَتَيْنِ نَحوا من سُجُوده " وَالرجل الْمَذْكُور فِي إِسْنَاده، هُوَ صلَة بن زفر فَلَا يصد عَنهُ.
وَفِيه من طَرِيق آخر عِنْد النَّسَائِيّ: " وَكَانَ يَقُول بَين السَّجْدَتَيْنِ: رب اغْفِر لي، رب اغْفِر لي ".
(2833) وَذكر من طَرِيق التِّرْمِذِيّ من حَدِيث ابْن عَبَّاس مَا يُقَال بَين السَّجْدَتَيْنِ: " اللَّهُمَّ اغْفِر لي، وارحمني، واجبرني، واهدني، وارزقني ".
وَترك عِنْد أبي دَاوُد - بِالْإِسْنَادِ الَّذِي هُوَ عِنْد التِّرْمِذِيّ لم يختلفا إِلَّا فِي شيخهما - قَوْله: " وَعَافنِي " بَدَلا من " واجبرني "، فَإِذا اجْتمعت الرِّوَايَتَانِ جَاءَت سِتا.
(2834) وَذكر فِي الْوتر من طَرِيق النَّسَائِيّ حَدِيث أبي بن كَعْب، فِيهِ:(5/614)
" فَإِذا فرغ قَالَ عِنْد فَرَاغه: سُبْحَانَ الْملك القدوس، ثَلَاث مَرَّات، يُطِيل فِي آخِرهنَّ ".
وَهُوَ صَحِيح، وَلَكِن ترك مِنْهُ زِيَادَة رفع الصَّوْت، وَهُوَ فِيهِ من طرق نذْكر بَعْضهَا: قَالَ النَّسَائِيّ: أخبرنَا عَمْرو بن يزِيد، حَدثنَا بهز، حَدثنَا شُعْبَة، عَن سَلمَة وزبيد، عَن ذَر، عَن ابْن عبد الرَّحْمَن بن أَبْزَى - هُوَ سعيد - عَن أَبِيه، عَن أبي أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كَانَ يُوتر بسبح اسْم رَبك الْأَعْلَى، وَقل يَا أَيهَا الْكَافِرُونَ، وَقل هُوَ الله أحد، وَكَانَ يَقُول: سُبْحَانَ الْملك القدوس ثَلَاثًا، وَيرْفَع [صَوته] بالثالثة.
(2835) وَذكر من حَدِيث سَمُرَة: أمرنَا رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَن نرد على الإِمَام، وَأَن نتحاب، وَأَن يسلم بَعْضنَا على بعض.
من رِوَايَة سعيد بن بشير، عَن قَتَادَة، عَن الْحسن، عَن سَمُرَة.(5/615)
وَقد كبتناه فِي بَاب الْأَحَادِيث الَّتِي أوردهَا على أَنَّهَا صَحِيحَة وَهِي سقيمة، وَلها طرق غَيرهَا صَحِيحَة أَو حَسَنَة بِزِيَادَة: " فِي الصَّلَاة ".
حَتَّى يتَبَيَّن أَن السَّلَام الْمَذْكُور، لَيْسَ هُوَ التَّحِيَّة الَّتِي هِيَ سَبَب التحاب، بل هِيَ الَّتِي فِي الصلا [ة.
(2836) وَذكر من طَرِيق] / مُسلم حَدِيث عَليّ، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَنه كَانَ إِذا قَامَ إِلَى الصَّلَاة قَالَ: " وجهت وَجْهي للَّذي فطر السَّمَوَات وَالْأَرْض " الحَدِيث.
وَفِي رِوَايَة من مُسلم: " إِذا استفتح الصَّلَاة كبر ثمَّ قَالَ: " وجهت وَجْهي ... " الحَدِيث.
وَقد ترك مِنْهُ زيادتين: إِحْدَاهمَا: أَن ذَلِك كَانَ فِي الصَّلَاة الْمَكْتُوبَة.
قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: حَدثنَا أَبُو بكر النَّيْسَابُورِي، حَدثنَا يُوسُف بن سعيد، حَدثنَا حجاج، عَن ابْن جريج، أَخْبرنِي مُوسَى بن عقبَة، عَن عبد الله بن الْفضل، عَن عبد الرَّحْمَن الْأَعْرَج، عَن عبيد الله بن أبي رَافع، عَن عَليّ بن أبي طَالب، أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كَانَ إِذا ابْتَدَأَ الصَّلَاة الْمَكْتُوبَة، قَالَ: وجهت وَجْهي ... الحَدِيث بِكَمَالِهِ.(5/616)
وَفِيه: وَكَانَ إِذا سجد فِي الصَّلَاة الْمَكْتُوبَة قَالَ: فَذكره.
وَالزِّيَادَة الْأُخْرَى هِيَ تَفْسِير " كبر " أَنه قَالَ: " الله أكبر " وَهُوَ شَيْء عَزِيز الْوُجُود، لَا يكَاد يُوجد تعْيين لفظ التَّكْبِير فِي هَذَا، بَدَلا من: الله أكبر، أَو الْأَكْبَر الله، أَو الله الْكَبِير، أَو الْكَبِير [الله] وَمَا أشبه ذَلِك.
وَقد أنكر ابْن حزم وجود ذَلِك، وَقَالَ: " مَا عرف قطّ ".
وَالزِّيَادَة الْمَذْكُورَة، ذكرهَا الْبَزَّار قَالَ: حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الْملك الْقرشِي، قَالَ: حَدثنَا يُوسُف بن أبي سَلمَة، قَالَ: حَدثنِي أبي، عَن الْأَعْرَج، عَن عبيد الله بن أبي رَافع، عَن عَليّ أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كَانَ إِذا قَامَ للصَّلَاة قَالَ: " الله أكبر وجهت وَجْهي للَّذي فطر السَّمَوَات وَالْأَرْض " الحَدِيث.
(2837) وَذكر فِي الْجَنَائِز فِي زِيَارَة النِّسَاء الْقُبُور حَدِيثا.
ثمَّ قَالَ: وَذكر أَبُو دَاوُد تشديدا فِي هَذَا من حَدِيث عبد الله بن عَمْرو، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: وَفِي إِسْنَاده ربيعَة بن سيف، وَرَبِيعَة هَذَا ضَعِيف الحَدِيث عِنْده مَنَاكِير.
هَكَذَا أورد مُبْهما غير مُفَسّر من عِنْد أبي دَاوُد، وَهُوَ عِنْده كَذَلِك، وكتبته الْآن لأفسر التَّشْدِيد الْمَذْكُور فَإِنَّهُ عِنْد غَيره مُفَسّر وَإِنَّمَا اعتنيت بِهِ، لِأَنَّهُ عِنْدِي(5/617)
حسن لَا ضَعِيف، وَلَو [ضعفه جمَاعَة؛ لِأَن ربيعَة بن] سيف قد روى عَنهُ جمَاعَة، مِنْهُم حَيْوَة بن شُرَيْح، / وَهِشَام بن سعد، والمفضل بن فضَالة: وَسَعِيد بن أبي أَيُّوب.
وَقَالَ فِيهِ النَّسَائِيّ: لَيْسَ بِهِ بَأْس.
وَالَّذِي قَالَه أَبُو مُحَمَّد من ضعفه، هُوَ شَيْء لَا أعرفهُ لأحد فِيهِ، إِلَّا أَبَا حَاتِم البستي، فَإِنَّهُ قَالَ: إِنَّه لَا يُتَابع، وَفِي حَدِيثه مَنَاكِير.
وَهَذَا أَمر لَا يعرى مِنْهُ أحد من الثِّقَات، بِخِلَاف من يكون مُنكر الحَدِيث جله أَو كُله.
(2838) وَقد ذكر أَبُو مُحَمَّد فِي آخر كتاب الْجَنَائِز حَدِيث عبد الله بن عَمْرو، فِيمَن يَمُوت يَوْم الْجُمُعَة أَو لَيْلَتهَا.
ثمَّ أعله بِانْقِطَاع مَا بَين ربيعَة بن سيف، وَعبد الله بن عَمْرو، كَمَا فعل التِّرْمِذِيّ.
وَلم يعرض من إِسْنَاده لَا لِرَبِيعَة بن سيف، وَلَا لهشام بن سعد.
وَالْمَقْصُود الْآن، تَفْسِير التَّشْدِيد الْمَذْكُور، ولنسق أَولا لفظ حَدِيث أبي دَاوُد(5/618)
الَّذِي أَشَارَ إِلَيْهِ، ثمَّ نتبعه مَا يفسره.
قَالَ أَبُو دَاوُد: حَدثنَا يزِيد بن خَالِد بن عبد الله بن موهب الْهَمدَانِي، قَالَ: حَدثنَا الْمفضل، عَن ربيعَة بن سيف الْمعَافِرِي، عَن أبي عبد الرَّحْمَن الحبلي، عَن عبد الله بن عَمْرو بن العَاصِي، قَالَ قبرنا مَعَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، يَوْمًا - يَعْنِي مَيتا - فَلَمَّا فَرغْنَا، انْصَرف رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وانصرفنا مَعَه، فَلَمَّا حَاذَى بَابه، وقف، فَإِذا نَحن بِامْرَأَة مقبلة - قَالَ: أَظُنهُ عرفهَا - فَلَمَّا دنت إِذا هِيَ فَاطِمَة، فَقَالَ لَهَا رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " مَا أخرجك يَا فَاطِمَة من بَيْتك؟ " قَالَت: أتيت يَا رَسُول الله أهل هَذَا الْبَيْت، فرحمت إِلَيْهِم ميتهم أَو عزيتهم بِهِ، قَالَ لَهَا رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " فلعلك بلغت مَعَهم الكدى " قَالَت: معَاذ الله، وَقد سَمِعتك تذكر فِيهَا مَا تذكر، قَالَ: " لَو بلغت مَعَهم الكدى " فَذكر تشيدا فِي ذَلِك.
فَسَأَلت ربيعَة عَن الكدى، فَقَالَ: الْقُبُور فِيمَا أَحسب. هَكَذَا أوردهُ أَبُو دَاوُد.
وَقَالَ النَّسَائِيّ فِيمَا روى عَن قُتَيْبَة، عَن الْمفضل الْمَذْكُور بِالْإِسْنَادِ الْمَذْكُور قَالَ: " لَو بلغت مَعَهم الكدى، مَا رَأَيْت الْجنَّة حَتَّى يَرَاهَا جد أَبِيك ".
وَذكره أَيْضا فِي كتاب التمي [يز، وَقَالَ: سيف بن ربيعَة] / لَيْسَ بِهِ بَأْس.
وَقَالَ الْبَزَّار: وَحدثنَا سَلمَة بن شبيب، قَالَ: حَدثنَا عبد الله بن يزِيد، قَالَ: حَدثنَا حَيْوَة بن شُرَيْح، قَالَ: حَدثنِي ربيعَة بن سيف الْمعَافِرِي، عَن أبي عبد الرَّحْمَن الحبلي، عَن عبد الله بن عَمْرو، عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَنه رأى فَاطِمَة ابْنَته، فَقَالَ لَهَا: من أَيْن أَقبلت؟ فَقَالَت: أَقبلت من وَرَاء جَنَازَة هَذَا(5/619)
الرجل، فَقَالَ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ، لَو بلغت مَعَهم [الكدى] مَا رَأَيْت الْجنَّة حَتَّى يَرَاهَا جد أَبِيك ".
(2839) وَذكر من طَرِيق عبد الرَّزَّاق، عَن عَليّ بن حُسَيْن، أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " لَا يصرمن نخل بلَيْل ".
وَزَاد فِيهِ من عِنْد الدَّارَقُطْنِيّ: " النَّهْي عَن حصاد الزَّرْع باليل " هَذَا مُرْسل.
وَترك فِيهِ زِيَادَة، هِيَ أَيْضا مُرْسلَة، بِحَسبِهِ ذكرهَا أَبُو دَاوُد قَالَ: حَدثنَا ابْن السَّرْح، قَالَ: حَدثنَا سُفْيَان، عَن جَعْفَر بن مُحَمَّد، عَن أَبِيه، عَن عَليّ بن حُسَيْن، أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - " نهى عَن حصاد اللَّيْل، وجداد اللَّيْل، وصرام اللَّيْل ".
(2840) وَذكر من طَرِيق التِّرْمِذِيّ فِي قصَّة أبي طَلْحَة: " وَلَو اسْتَطَعْت أَن أسره لم أعلنه " بعد قَوْله فِي حَدِيث مُسلم: " أرى أَن تجعلها فِي الْأَقْرَبين ".
وَحَدِيث التِّرْمِذِيّ الْمَذْكُور مِنْهُ هَذَا، هُوَ هَذَا: حَدثنَا إِسْحَاق بن مَنْصُور،(5/620)
أخبرنَا عبد الله بن بكر، حَدثنَا حميد، عَن أنس، قَالَ: لما نزلت: {لن تنالوا الْبر حَتَّى تنفقوا مِمَّا تحبون} أَو {من ذَا الَّذِي يقْرض الله} قَالَ أَبُو طَلْحَة - وَكَانَ لَهُ حَائِط -: يَا رَسُول الله، حائطي لله، وَلَو اسْتَطَعْت أَن أسره لم أعلنه، قَالَ: " اجْعَلْهُ فِي قرابتك، أَو أقربيك ".
قَالَ: هَذَا حَدِيث حسن صَحِيح.
كَذَا هُوَ لَفظه: " فِي قرابتك "، وَلذَلِك اكْتفى بِلَفْظ مُسلم عَنهُ، وَهُنَاكَ مَا يُفَسر مَعْنَاهُ ويقيد مطلقه.
قَالَ ابْن أبي شيبَة فِي مُسْنده، عَن أبي خَالِد الْأَحْمَر، عَن حميد، عَن أنس: جَاءَ أَبُو طَلْحَة إِلَى النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَقَالَ: " إِنِّي جعلت حائطي لله، وَلَو اسْتَطَعْت أَن أخفيه مَا أظهرته، فَقَالَ: " اجْعَلْهُ فِي فُقَرَاء [قرابتك، وفقراء أهلك ".
(2841) وَذكر من طَرِيق مُسلم] حَدِيث عدي بن حَاتِم.
وَترك مِنْهُ زِيَادَة هِيَ فِي / البُخَارِيّ، وَهِي: " إِن وِسَادك لَعَرِيض، إِن كَانَ الْخَيط الْأَبْيَض وَالْأسود تَحت وِسَادك ".
(2842) وَذكر من طَرِيق مُسلم عَن أبي هُرَيْرَة، أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -(5/621)
قَالَ: " لَا يجْتَمع كَافِر وقاتله فِي النَّار أبدا ".
هَذَا، هُوَ من رِوَايَة الْعَلَاء، عَن أَبِيه، عَن أبي هُرَيْرَة.
وَترك من رِوَايَة سُهَيْل، عَن أَبِيه، عَن أبي هُرَيْرَة، قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " لَا يَجْتَمِعَانِ فِي النَّار اجتماعا يضر أَحدهمَا الآخر " قيل: من هم يَا رَسُول الله؟ قَالَ: " مُؤمن قتل كَافِرًا ثمَّ سدد ".
(2843) وَذكر من طَرِيق عبد الله بن مُغفل قَالَ: أصبت جرابا من شَحم يَوْم خَيْبَر، قَالَ: فالتزمته، فَقلت: لَا أعطي الْيَوْم أحدا من هَذَا شَيْئا، فَالْتَفت فَإِذا رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مُتَبَسِّمًا.
هَذَا الحَدِيث هَكَذَا [رَوَاهُ] شَيبَان بن فروخ عَن سُلَيْمَان بن الْمُغيرَة، عَن حميد بن هِلَال.
وَلَيْسَ بكاف فِي الْمَقْصُود من ارْتِفَاع حُقُوق الْغَانِمين مِنْهُ بحوز حائز، فَإِنَّهُ لَيْسَ فِيهِ عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - شَيْء، وتبسمه مُجمل بِالنِّسْبَةِ إِلَى الْمَقْصُود.
وَقد رَوَاهُ شُعْبَة، عَن حميد بن هِلَال، قَالَ: سَمِعت عبد الله بن مُغفل(5/622)
يَقُول: " رمي إِلَيْنَا جراب فِيهِ طَعَام وشحم يَوْم خَيْبَر، فَوَثَبت لآخذه، قَالَ: فَالْتَفت [فَإِذا] رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَاسْتَحْيَيْت مِنْهُ ". وَذكره مُسلم.
وَهُوَ مُؤَكد لما قُلْنَاهُ؛ فَإِنَّهُ يفهم أَنه لم يَأْخُذهُ، حَيَاء من رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
وَقد رَوَاهُ مُسلم بن إِبْرَاهِيم، وَعَفَّان بن مُسلم، عَن شُعْبَة، فنصا على هَذَا الْمَعْنى، فَقَالَا فِيهِ: " فَتَبَسَّمَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَاسْتَحْيَيْت أَن آخذه ".
ذكره ابْن أَيمن عَن ابْن أبي خَيْثَمَة عَنْهُمَا.
وَالْمَقْصُود الْآن لَيْسَ هَذَا، وَلَكِن زِيَادَة مفيدة لما أُرِيد، رَافِعَة مَا أبهمته هَذِه الْأَحَادِيث أَو احتملته، وَهِي مَا ذكر أَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ فِي مُسْنده قَالَ: حَدثنَا شُعْبَة وَسليمَان بن الْمُغيرَة الْقَيْسِي، كِلَاهُمَا عَن حميد بن هِلَال الْعَدوي، قَالَ: سَمِعت عبد الله بن مُغفل الْمُزنِيّ يَقُول: دُلي ج [راب من شَحم يَوْم خَيْبَر، فَأَخَذته فالتزمته، فَقلت] : / هَذَا لي، لَا أعطي أحدا مِنْهُ شَيْئا، فَالْتَفت فَإِذا رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، قَالَ: فَاسْتَحْيَيْت مِنْهُ.
قَالَ سُلَيْمَان فِي حَدِيثه: وَلَيْسَ فِي حَدِيث شُعْبَة، أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " هُوَ لَك ".
فَهَذِهِ الزِّيَادَة نَص فِي إِبَاحَته لَهُ، وَهِي صَحِيحَة الْإِسْنَاد، وَلَا تنَاقض شَيْئا مِمَّا تقدم.
(2844) وَذكر من طَرِيق الدَّارَقُطْنِيّ عَن أبي هُرَيْرَة، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " إِذا دخلت على أَخِيك فَكل من طَعَامه وَلَا تسأله، وَإِذا سقاك فَاشْرَبْ من(5/623)
شرابه وَلَا تسأله ".
ثمَّ قَالَ: أسْندهُ يحيى بن غيلَان وَعبد الْجَبَّار بن الْعَلَاء، عَن ابْن عُيَيْنَة، عَن ابْن عجلَان، عَن المَقْبُري، عَن أبي هُرَيْرَة، وَأَوْقفهُ غَيرهمَا، وَالْمَوْقُوف أصوب.
وَرَوَاهُ أَبُو أَحْمد من حَدِيث مُسلم بن خَالِد الزنْجِي: حَدثنِي زيد بن أسلم، عَن سمي، عَن أبي صَالح، عَن أبي هُرَيْرَة، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " إِذا دخل أحدكُم على أَخِيه الْمُسلم " فَذكر مثله.
وَهَذَا الْإِسْنَاد لَا بَأْس بِهِ، مُسلم بن خَالِد: وَثَّقَهُ يحيى بن معِين، وَضَعفه ابْن الْمَدِينِيّ، وَقَالَ أَحْمد: لَا بَأْس بِهِ.
كَذَا ذكر هَذَا الْمَكَان، فَذكره الحَدِيث الأول من علل الدَّارَقُطْنِيّ، وَهُوَ غير موصل الْإِسْنَاد، وَعدل إِلَى كتاب أبي أَحْمد ليذكر مِنْهُ الحَدِيث الثَّانِي، وَتَركه فِي كتاب الدَّارَقُطْنِيّ فِي سنَنه، لزِيَادَة فِيهِ هُنَاكَ كَمَا ترى.
ولنذكر الْحَدِيثين بنصهما فِي الكتابيين.
قَالَ أَبُو أَحْمد: أخبرنَا مُحَمَّد بن يحيى الْمروزِي، حَدثنَا عَليّ بن الْجَعْد، حَدثنَا الزنْجِي بن خَالِد، حَدثنِي زيد بن اسْلَمْ، عَن سمي، عَن أبي صَالح، عَن أبي هُرَيْرَة، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " إِذا دخل أحدكُم على أَخِيه الْمُسلم فأطعمه طَعَاما فَليَأْكُل من طَعَامه، وَلَا يسْأَل عَنهُ، وَإِن سقَاهُ من شرابه فليشرب من شرابه، وَلَا يسْأَل عَنهُ ".(5/624)
قَالَ أَبُو أَحْمد: لَيْسَ يرويهِ عَن زيد، عَن سمي، غير الزنْجِي بن خَالِد، وَقد رَوَاهُ عبد الرَّحْمَن بن زيد بن أسلم، عَن أَبِيه، عَن جده، عَن أبي هُرَيْرَة.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ فِي كتاب السّنَن: قرئَ على عبد الله بن مُحَمَّد [بن عبد الْعَزِيز - وَأَنا أسمع - حَدثكُمْ] عَليّ بن الْجَعْد، حَدثنَا الزنْجِي بن خَالِد، أخبرنَا زيد / بن أسلم، عَن سمي، عَن أبي صَالح، عَن أبي هُرَيْرَة، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " إِذا دخل أحدكُم على أَخِيه الْمُسلم [فأطعمه] فَليَأْكُل من طَعَامه وَلَا يسْأَله، وَإِن سقَاهُ شربا فليشرب من شرابه، وَلَا يسْأَله عَنهُ، وَإِن خشِي مِنْهُ فليكسره بِالْمَاءِ ".
انْتهى حَدِيثه. هَذِه زِيَادَة زَادهَا الْبَغَوِيّ، عَن عَليّ بن الْجَعْد، وَالْبَغوِيّ ثِقَة، فاعلمه.
(2845) وَذكر من طَرِيق أبي دَاوُد، من رِوَايَة قَتَادَة، عَن الْحسن، عَن سَمُرَة، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " على الْيَد مَا أخذت حَتَّى تُؤدِّي ".
كَذَا أوردهُ، يرويهِ عِنْد أبي دَاوُد هَكَذَا: يحيى بن سعيد، عَن سعيد بن أبي عرُوبَة، عَن قَتَادَة.
وَهُوَ هَكَذَا يُمكن الِاسْتِدْلَال بِهِ لإغرام الْقيم فِي الْمُتْلفَات من العواري.
وَرَوَاهُ ابْن أبي شيبَة، عَن عَبدة بن سُلَيْمَان، عَن سعيد بِإِسْنَادِهِ فَقَالَ فِيهِ: " حَتَّى تُؤَدِّيه " فَهُوَ بِزِيَادَة الْهَاء، نَاب عَن ذَلِك، مُوجب لرد الْعين فَحسب،(5/625)
مَا كَانَت قَائِمَة، كَقَوْلِه:
(2846) " الْعَارِية مُؤَدَّاة " ذكره كَذَلِك الْبَزَّار، فاعلمه.(5/626)
(20) (بَاب ذكر المصنفين الَّذين أخرج عَنْهُم فِي كِتَابه مَا أخرج: من حَدِيث، أَو تَعْلِيل، أَو تجريح، أَو تَعْدِيل)(5/627)
اعْلَم أَنه لَيْسَ كل من يطالع كِتَابه، ويتعرف مِنْهُ مَا روى، يعرف كل من يَعْزُو إِلَيْهِ مَا يذكر من جَمِيع مَا فِيهِ، وَإِن اتّفق لبَعْضهِم أَن يعرف الْمَشَاهِير مِنْهُم، كمالك، وَالْبُخَارِيّ، فَإِنَّهُ رُبمَا لَا يعرف ابْن سنجر وَلَا أَبَا سعيد الْمَالِينِي وأشباههما، مِمَّن لَا يعرفهُ إِلَّا خَواص أهل الْعلم بِهَذَا الشَّأْن.
فَلهَذَا الْمَعْنى عَقدنَا هَذَا الْبَاب، نذْكر فِيهِ جَمِيع من أخرج عَنهُ من المصنفين، ليخلص بِهِ من يقْرَأ كِتَابه من هجنة الْجَهْل بِمن يَعْزُو إِلَيْهِ الحَدِيث.
وَلم نقصد ذكر أخبارهم، لِأَن ذَلِك لَو قصدناه طَال، فَإِن مِنْهُم من كثرت أخباره بِحَسب عظم قدره، كمالك، وَالْبُخَارِيّ مثلا فَرَأَيْنَا الِاخْتِصَار بلاغاً فاقتصرنا على ذكر الِاسْم، والكنية، والبلد، وَالنِّسْبَة، و [الْوَفَاة، وَبَعض خَصَائِص] الْحَال، وَرُبمَا لَا يتَّفق لنا كل هَذَا فِي أحد مِنْهُم، وَرُبمَا يكون أشهرهم وأعظمهم قدرا، أقلهم حظاً من كلامنا فِيهِ، وتعريفنا بِهِ، لاستغنائه عَن ذَلِك، ولتعذر ذكر الْوَاجِب من أخباره، وَبِالْعَكْسِ أَن الَّذِي نطيل فِيهِ بعض الإطالة، هُوَ الَّذِي احْتَاجَ من ذَلِك إِلَى مَا لم يحْتَج إِلَيْهِ الآخر، وَلم نذكرهم على الْحُرُوف كَمَا الْعَادة فِي كتب الرِّجَال، لقلَّة عَددهمْ، وَلَا بِحَسب سبقهمْ إِلَى التصنيف، وَتقدم بَعضهم على بعض فِي ذَلِك، لِأَن ذَلِك رُبمَا لَا يتَحَصَّل كَمَا يَنْبَغِي، وَإِنَّمَا المتحصل مِنْهُ، أَن أول من صنف بِالْبَلَدِ الْفُلَانِيّ فلَان، وبالبلد الفرني فلَان، وَهَذَا لَا معنى لذكرنا إيَّاهُم بِحَسبِهِ، فَرَأَيْنَا لهَذَا أَن نذكرهم بِحَسب أزمانهم، فَلَا تنكرن ابتداءنا بِمن غَيره أولى بالتقديم مِنْهُ.(5/629)
وَالله ولي التَّوْفِيق.
(1) أَبُو بكر:
مُحَمَّد بن إِسْحَاق بن يسَار، مولى قيس بن مخرمَة، هُوَ صَاحب الْمَغَازِي، رأى أنس بن مَالك، والمتحصل من أمره الثِّقَة وَالْحِفْظ، وَلَا سِيمَا للسير، وَلم يَصح عَلَيْهِ قَادِح، وَتُوفِّي بِبَغْدَاد سنة إِحْدَى وَخمسين وَمِائَة.
(2) أَبُو عبد الله:
سُفْيَان بن سعيد بن مَسْرُوق بن عدي الثَّوْريّ، ثَوْر مَنَاة، وَيُقَال: ثَوْر تَمِيم، وَالْحسن بن صَالح بن صَالح بن حَيّ، الْفَقِيه، ثوري أَيْضا، وَلَكِن إِلَى ثَوْر هَمدَان فَأَما أَبُو يعلى، مُنْذر الثَّوْريّ، فَمن ثَوْر مَنَاة، وَقيل فِيهِ، من ثَوْر هَمدَان.
ولد سُفْيَان رَحمَه الله، فِي خلَافَة سُلَيْمَان بن عبد الْملك، سنة سِتّ وَتِسْعين، وَمَات سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَمِائَة بِالْبَصْرَةِ، وَهُوَ أحد الْأَئِمَّة فِي الْفِقْه والْحَدِيث، وَأحد المقدمين فِي الزّهْد والورع رَضِي الله عَنهُ.
(3) أَبُو سَلمَة:
حَمَّاد بن سَلمَة بن دِينَار الربعِي، مولى بني ربيعَة بن مَالك بن حَنْظَلَة، وَيُقَال: مولى تَمِيم، وَيُقَال: مولى قُرَيْش، وَهُوَ ابْن أُخْت حميد الطَّوِيل، أحد الْأَثْبَات فِي الحَدِيث، ومتحقق بالفقه، وَمن أَصْحَاب الْعَرَبيَّة الأول، وَكَانَت وَفَاته سنة سبع وَسِتِّينَ [وَمِائَة - رَحمَه الله -](5/630)
(4) مَالك بن أنس:
ابْن أبي عَامر، الأصبحي، إِمَام الْفُقَهَاء والمحدثين، المبرز عَلَيْهِم ذُو الْفضل، وَالْعقل، وَالْحكمَة، توفّي سنة تسع وَسبعين وَمِائَة بِالْمَدِينَةِ، وَقد بلغ من السنين سِتا وَثَمَانِينَ سنة.
(5) أَبُو بشر:
إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن مقسم، الْأَسدي، اسد خُزَيْمَة، مَوْلَاهُم، وَهُوَ الْمَعْرُوف بِابْن علية وَهِي أمه، بَصرِي ثِقَة، إِمَام فِي الْفِقْه والْحَدِيث.
قَالَ ابْن حَنْبَل، وَابْن معِين، وَأَبُو حَاتِم: مَاتَ سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَمِائَة. قَالَ البُخَارِيّ: وَولد سنة عشر وَمِائَة.
(6) أَبُو سُفْيَان:
وَكِيع بن الْجراح بن مليح، بن عدي بن فرس الرُّؤَاسِي، أَصله من نيسابور، وَهُوَ أحد الْأَئِمَّة فِي الحَدِيث، مَاتَ سنة سبع وَتِسْعين وَمِائَة، فِي رُجُوعه من الْحَج بفيد.
(7) أَبُو مُحَمَّد:
عبد الله بن وهب بن مُسلم، الْقرشِي، الْمصْرِيّ، صَاحب مَالك، فَقِيه،(5/631)
مُحدث، إِمَام فِيهَا، توفّي سنة سبع وَتِسْعين وَمِائَة.
(8) أَبُو مُحَمَّد:
سُفْيَان بن عُيَيْنَة بن أبي عمرَان، الْهِلَالِي، مولى بني عبد الله بن رويبه ابْن هِلَال، كُوفِي الأَصْل، مكي الدَّار، وَكَانَ بَنو عُيَيْنَة عشرَة، حدث مِنْهُم خَمْسَة، وهم سُفْيَان، وَمُحَمّد، وآدَم، وَعمْرَان، وَإِبْرَاهِيم، وَكلهمْ خزار. وسُفْيَان إِمَام أهل الحَدِيث، ولد سنة سبع وَمِائَة، وَمَات أول يَوْم من رَجَب، سنة ثَمَان وَتِسْعين وَمِائَة.
(9) أَبُو دَاوُد:
سُلَيْمَان بن دَاوُد الطَّيَالِسِيّ، مولى قُرَيْش، أَصله فَارسي، سكن الْبَصْرَة، يُقَال: إِنَّه كَانَ يحفظ ثَلَاثِينَ ألف حَدِيث، وَرُوِيَ عَنهُ أَنه قَالَ: كتبت عَن شُعْبَة سِتَّة آلَاف وَسَبْعمائة، وَشرب البلاذر للْحِفْظ فتجذم بِهِ، وَالَّذِي يُقَال فِي أَوْهَامه، إِنَّمَا هُوَ قَلِيل فِي جنب كثير محفوظه، وَهُوَ ثِقَة لَا شكّ فِيهِ.
قَالَ البُخَارِيّ عَن ابْن الْمثنى: مَاتَ سنة ثَلَاث وَمِائَتَيْنِ.
(10) أَبُو بكر:
عبد الرَّزَّاق بن همام بن نَافِع، الْيَمَانِيّ، أَخُو عبد الْوَهَّاب بن همام، من أهل الحَدِيث وَالْفِقْه، ثِقَة، قَالَ البُخَارِيّ: مَاتَ سنة إِحْدَى عشرَة وَمِائَتَيْنِ.(5/632)
(11) أَبُو عبيد:
الْقَاسِم بن سَلام، الْبَغْدَادِيّ، من أهل الْفِقْه، والْحَدِيث، ولي الْقَضَاء] بطرسوس، وَخرج إِلَى مَكَّة فسكنها، سنة أَربع وَعشْرين [وَمِائَتَيْنِ، وَتُوفِّي] فِي هَذِه السّنة.
(12) أَبُو جَعْفَر:
مُحَمَّد بن الصَّباح الْبَزَّار بزايين الْبَغْدَادِيّ، الْمَعْرُوف بالدولابي، صَاحب حَدِيث ويسير فقه، ثِقَة، مَاتَ سنة سبع وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ.
(13) أَسد بن مُوسَى:
الْمَعْرُوف بأسد السّنة، يُقَال: إِنَّه كَانَ أموياً، وَكَانَ يكتم ذَلِك، هُوَ أَسد بن مُوسَى بن إِبْرَاهِيم بن الْوَلِيد بن عبد الْملك، يروي عَن حَمَّاد بن سَلمَة، وَحَمَّاد بن زيد، وَنَحْوهمَا، وَلَا أذكر مِيقَات وَفَاته. قَالَ أَبُو الْعَرَب: قَالَ أَبُو الْحسن يَعْنِي الْكُوفِي أَسد بن مُوسَى ثِقَة.
(14) أبوعثمان:
سعيد بن مَنْصُور، الخرساني يُقَال: إِنَّه من الطالقان، سكن مَكَّة، وَيُقَال: إِنَّه جوزجاني، وَهُوَ مِمَّن سمع من مَالك بن أنس، وَهُوَ أحد الْأَثْبَات.(5/633)
قَالَ البُخَارِيّ: مَاتَ سنة تسع وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ أَو نَحْوهمَا.
(15) أَبُو بكر:
عبد الله بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عُثْمَان، الْعَبْسِي، وَإِبْرَاهِيم بن عُثْمَان، هُوَ أَبُو شيبَة الوَاسِطِيّ، كُوفِي حَافظ، مقدم فِي ذَلِك، وَأَخُوهُ عُثْمَان، حَافظ ثِقَة، وأخوهما الْقَاسِم ضَعِيف.
توفّي أَبُو بكر سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ.
(16) أَبُو مَرْوَان:
عبد الْملك بن حبيب بن سُلَيْمَان بن هَارُون بن جاهمة بن عَبَّاس بن مرداس السّلمِيّ، سكن قرطبة، وَأَصله من ألبيرة مُتَحَقق بِحِفْظ مَذْهَب مَالك، ونصرته، والذب عَنهُ، لَقِي الْكِبَار من أَصْحَابه، وَلم يهد فِي الحَدِيث لرشد، وَلَا حصل مِنْهُ على شيخ مُفْلِح، وَقد اتَّهَمُوهُ فِي سَمَاعه من أَسد بن مُوسَى، وَادّعى هُوَ الْإِجَازَة، وَيُقَال: إِن أسداً أنكر أَن يكون أجَازه.
ووفاته سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ.
(17) أَبُو يَعْقُوب:
إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن مخلد، الْحَنْظَلِي الْمروزِي، الْمَعْرُوف بِابْن رَاهَوَيْه، قيل لَهُ ذَلِك، لِأَن أَبَاهُ ولد فِي الطَّرِيق.
هُوَ أحد الْأَئِمَّة فِي الْفِقْه والْحَدِيث.(5/634)
توفّي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ، وَهُوَ ابْن سبع وَسبعين سنة.
(18) أَبُو السّري:
هناد بن السّري بن مُصعب الدَّارمِيّ، الْوراق [الْكُوفِي، الْحَافِظ، من شُيُوخ] مُسلم وَأبي دَاوُد. وَلَا أذكر مِيقَات وَفَاته.
(19) أَبُو مُحَمَّد:
عبد بن حميد الْكشِّي وكش بِفَتْح الْكَاف، قَرْيَة بِالْجَبَلِ على ثَلَاثَة فراسخ من جرجان يُقَال: إِن اسْمه عبد الحميد وَعبد لقب لَهُ، وَزَعَمُوا أَن مَا أتبع البُخَارِيّ فِي جَامِعَة حَدِيث ابْن عمر فِي حنين الْجذع من قَوْله: " وَزَاد عبد الحميد " أَنه عبد بن حميد.
وَلم يَقع لَهُ ذكر عِنْد البُخَارِيّ فِي غير هَذَا الْموضع، فَأَما مُسلم فَأكْثر عَنهُ، وَهُوَ يروي عَن عبد الرَّزَّاق، وَيَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم بن سعد، وَأبي عَاصِم، وَعُثْمَان بن عمر، وَله كتاب الْمسند، وَكتاب التَّفْسِير، وَغَيرهمَا، يَرْوِيهَا عَنهُ إِبْرَاهِيم بن خُزَيْمٌ بالزاي هُوَ الشَّاشِي ذكر ذَلِك الدَّارَقُطْنِيّ فِي كتاب المؤتلف والمختلف وَلَا أذكر مِيقَات وَفَاته.
(20) أبوعبد الله:
مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن الْمُغيرَة بن الْأَحْنَف، الْجعْفِيّ،(5/635)
البُخَارِيّ، مولى سعيد بن جَعْفَر، وَالِي خرسان، إِمَام أهل الحَدِيث، ذُو الدَّين وَالْفضل، والزهد، والورع، أخباره أَكثر من أَن يتَعَرَّض لَهَا.
ولد يَوْم الْجُمُعَة بعد الصَّلَاة، لثنتي عشرَة خلت من شَوَّال، سنة أَربع وَتِسْعين وَمِائَة، وَمَات يَوْم الْفطر سنة سِتّ وَخمسين وَمِائَتَيْنِ.
(21) مُحَمَّد بن سنجر:
الْجِرْجَانِيّ، نزيل مصر، أحد الْأَثْبَات المكثرين، توفّي سنة ثَمَان وَخمسين وَمِائَتَيْنِ.
(22) أَبُو الْحُسَيْن:
مُسلم بن الْحجَّاج، الْقشيرِي، النَّيْسَابُورِي، إِمَام، توفّي عَشِيَّة الْأَحَد، لست بَقينَ من رَجَب سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ.
(23) أَبُو إِبْرَاهِيم:
إِسْمَاعِيل بن يحيى بن عَمْرو بن مُسلم، الْمُزنِيّ صَاحب الشَّافِعِي، إِمَام فِي الْفِقْه، من سَاكِني مصر، وَبهَا توفّي سنة أَربع وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ، وَسنة سبع وَثَمَانُونَ.
(24) عَبَّاس بن مُحَمَّد الدوري:
صَاحب ابْن معِين، والدور، مَوضِع بِبَغْدَاد، وَبسر من رأى أَيْضا، كنيته أَبُو الْفضل، وَهُوَ ثِقَة إِن شَاءَ الله، ولد سنة خمس وَثَمَانِينَ وَمِائَة، وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَسبعين وَمِائَتَيْنِ، وَسنة ثَمَان وَثَمَانُونَ سنة.(5/636)
(25) أَبُو دَاوُد:
سُلَيْمَان بن الْأَشْعَث بن إِسْحَاق بن [بشير، السجسْتانِي، سكن] الْبَصْرَة، إِمَام عصره، توفّي بِالْبَصْرَةِ لَيْلَة الْجُمُعَة لست عشرَة خلت من شَوَّال، سنة خمس وَسبعين وَمِائَتَيْنِ.
(26) أَبُو عبد الرَّحْمَن:
بَقِي بن مخلد، من أهل قرطبة اُحْدُ الْأَثْبَات المكثرين، الْمُتَقَدِّمين فِي الزّهْد والورع، ولد سنة إِحْدَى وَمِائَتَيْنِ، وَمَات سنة سِتّ وَسبعين وَمِائَتَيْنِ.
(27) أَبُو بكر:
أَحْمد بن أبي خَيْثَمَة: زهيربن حَرْب.
(28) أَبُو عِيسَى:
مُحَمَّد بن عِيسَى بن سُورَة بن مُوسَى بن الضَّحَّاك السّلمِيّ التِّرْمِذِيّ، وترمذ بخراسان، جَهله بعض من لم يبْحَث عَنهُ، وَهُوَ أَبُو مُحَمَّد بن حزم فَقَالَ فِي كتاب الْفَرَائِض من الإيصال إِثْر حَدِيث أوردهُ، إِنَّه مَجْهُول فَأوجب ذَلِك فِي ذكره من تعْيين من شهد لَهُ بِالْإِمَامَةِ، مَا هُوَ مستغن عَنهُ بِشَاهِد علمه وَسَائِر شهرته.
فَمِمَّنْ ذكره فِي جملَة الْمُحدثين: أَبُو الْحسن الدَّارَقُطْنِيّ وَأَبُو عبد الله ابْن البيع.(5/637)
وَقَالَ أَبُو يعلى: الْخَلِيل بن عبد الله بن أَحْمد الخليلي، الْحَافِظ فِي كِتَابه: أَبُو عِيسَى مُحَمَّد بن عِيسَى بن سُورَة بن الضَّحَّاك، الْحَافِظ، ثِقَة مُتَّفق عَلَيْهِ.
وَمِمَّنْ ذكره أَيْضا، الْأَمِير بن مَاكُولَا، وَابْن الفرضي، وَأَبُو سُلَيْمَان الْخطابِيّ. وَذكر وَفَاته جمَاعَة، مِنْهُم أَبُو مُحَمَّد الرشاطي، قَالَ: إِنَّه توفّي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ لثلاث عشرَة مَضَت من رَجَب سنة تسع وَسبعين وَمِائَتَيْنِ.
(29) أَبُو مُحَمَّد:
الْحَارِث بن مُحَمَّد بن أبي أُسَامَة التَّمِيمِي، الْبَغْدَادِيّ، وثقة أَحْمد بن كَامِل، وَقَالَ فِيهِ الدَّارَقُطْنِيّ: صَدُوق مَاتَ لَيْلَة عَرَفَة سنة ثِنْتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ، وَقد بلغ سِتا وَتِسْعين.
(30) أَبُو عبد الله:
مُحَمَّد بن عبد السَّلَام بن ثَعْلَبَة بن زيد بن الْحسن بن كلب بن أبي ثَعْلَبَة، الْخُشَنِي، صَاحب النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -. من أهل قرطبة، رَحل فَأكْثر السماع، وَجمع من علمي الحَدِيث والغريب كثيرا، وهما الْغَالِب عَلَيْهِ، وَمَات سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ، وَهُوَ ابْن ثَمَان وَسِتِّينَ سنة.(5/638)
(31) عَليّ بن عبد الْعَزِيز:
ابْن مَرْوَان الْبَغَوِيّ، وبغ بِنَاحِيَة خُرَاسَان، لزم أَبَا عبيد [وَأخذ عَنهُ الحَدِيث والقراءات] مَاتَ هُوَ سنة سبع وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ.
(32) أَبُو بكر:
أَحْمد بن عَمْرو بن عبد الْخَالِق الْبَزَّار، الْبَصْرِيّ، كَانَ أحفظ النَّاس للْحَدِيث، توفّي بالرملة سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ.
(33) أَبُو عبد الله:
مُحَمَّد بن نصر، الْمروزِي، صَاحب الِاخْتِلَاف، وَلم يكن مروزياً، وَإِنَّمَا نسب إِلَيْهَا تلقيباً، وَهُوَ نيسابوري، وَهُوَ إِمَام فِي الْفِقْه والْحَدِيث.
وَتُوفِّي بسمرقند، سنة أَربع وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ، وَبهَا ألف كِتَابه الْكَبِير، وَغلب عَلَيْهِ مَذْهَب الشَّافِعِي.
(34) أَبُو مُحَمَّد:
عبد الرَّحْمَن بن أبي حَاتِم الرَّازِيّ، صَاحب الْجرْح وَالتَّعْدِيل، أَمَام من أَئِمَّة خُرَاسَان، كثير التصنيف، لَا أذكر وَقت وَفَاته.
(35) أَبُو عبد الرَّحْمَن:
أَحْمد بن شُعَيْب بن عَليّ بن سِنَان، النَّسَائِيّ، إِمَام أهل الحَدِيث، توفّي بالرملة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاث مائَة.(5/639)
(36) أَبُو يحيى:
زَكَرِيَّاء بن يحيى بن دَاوُد، السَّاجِي، ينْسب إِلَى الساج، وَهُوَ خشب أطول من النخيل، وأكبر من شجر الْجَوْز، وَهُوَ بَصرِي، فَقِيه، ومختلف فِيهِ، وثقة قوم، وَضَعفه آخَرُونَ، وبالبصرة كَانَت وَفَاته سنة سبع وَثَلَاث مائَة.
(37) أَبُو جَعْفَر:
مُحَمَّد بن جرير الطَّبَرِيّ، من أهل طبرستان، إِمَام فِي الْفِقْه، والْحَدِيث، وَالتَّفْسِير، والتاريخ، مَاتَ بِبَغْدَاد سنة عشر وَثَلَاث مائَة.
(38) أَبُو بكر:
ابْن أبي دَاوُد: سُلَيْمَان بن الْأَشْعَث، صَاحب السّنَن، قد تقدم كَلَامهم فِيهِ فِي هَذَا الْكتاب، وَلَا ريب فِي حفظه وإكثاره، وَكَانَت وَفَاته سنة سِتّ عشرَة وَثَلَاث مائَة، وَهُوَ ابْن سبع وَثَمَانِينَ سنة.
(39) أَبُو بكر:
مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن الْمُنْذر، النَّيْسَابُورِي، فَقِيه، مُحدث، ثِقَة، وَلَا يلْتَفت إِلَى كَلَام الْعقيلِيّ فِيهِ، وَفَاته سنة ثَمَان عشرَة وَثَلَاث مائَة.
(40) أَبُو جَعْفَر:
أَحْمد بن مُحَمَّد بن سَلامَة، بن سَلمَة بن عبد الْملك بن سَلمَة بن سليم،(5/640)
أزدي، حجري ينْسب إِلَى طاحية بن سود بن الْحجر، قَالَ الْهَمدَانِي: وطاحية ينْسب إِلَيْهَا هَكَذَا: طحاوي.
وَقَالَ غَيره: إِنَّمَا ينْسب إِلَى قَرْيَة بِمصْر، يُقَال لَهَا طحا، مقدم فِي الْفِقْه والْحَدِيث.
وَفَاته سنة إِحْدَى وَعشْرين وَثَلَاث مائَة، وَولد سنة تسع وَثَلَاثِينَ [وَمِائَتَيْنِ.
(41) أَبُو جَعْفَر:]
مُحَمَّد بن عَمْرو بن مُوسَى بن حَمَّاد بن مدرك، الْعقيلِيّ، مكي، ثِقَة جليل الْقدر، عَالم بِالْحَدِيثِ، مقدم فِي الْحِفْظ، توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وثلثمائة.
(42) أَبُو عبد الله:
مُحَمَّد بن عبد الْملك بن أَيمن بن فرج من أهل قرطبة، كَانَ فَقِيها مُحدثا، مقدما فِي العلمين، وانتقى على تراجم كتاب السّنَن لأبي دَاوُد، لِأَنَّهُ رَحل إِلَيْهِ ففاته، وَمَات سنة ثَلَاثِينَ وَثَلَاث مائَة.
(43) أَبُو مُحَمَّد:
قَاسم بن أصبغ بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن وَاضح بن عَطاء، مولى أَمِير(5/641)
الْمُؤمنِينَ، الْوَلِيد بن عبد الْملك، يعرف بالبياني سمع من أَئِمَّة الْمشرق والأندلس، وَتحقّق بِعلم الحَدِيث، وَكَانَ أحد الْحفاظ المتقنين. ولد سنة سبع وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ، وَتُوفِّي سنة أَرْبَعِينَ وثلاثمائة.
(44) أَبُو سعيد:
أَحْمد بن مُحَمَّد بن زِيَاد بن بشر بن أَحْمد بن يحيى، الْمَعْرُوف بِابْن الْأَعرَابِي، ثِقَة، جليل الْقدر، كثير التَّأْلِيف، وَلم يعبه أَخذ البرطيل على السماع، سكن مَكَّة.
ولد يَوْم النَّحْر، سنة خمس وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ، وَتُوفِّي سنة أَرْبَعِينَ وَثَلَاث مائَة.
(45) أَبُو أَحْمد:
عبد الله بن عدي الْحَافِظ، الْجِرْجَانِيّ، أحد الْأَئِمَّة، وَكتابه " الْكَامِل " واف بغرضه، وَفِي سنة أَربع وَسِتِّينَ وثلاثمائة، قَرَأَ عَلَيْهِ الْمَالِينِي كِتَابه، وَلَا أذكر وَقت وَفَاته.
(46) أَبُو الْحسن:
عَليّ بن عمر بن أَحْمد بن مهْدي، الدَّارَقُطْنِيّ، مَنْسُوب إِلَى دَار قطن، محلّة من محَال بَغْدَاد، هُوَ الْحَافِظ الإِمَام بِلَا مدافعة، ولد سنة سِتّ وثلاثمائة، وَمَات سنة خمس وَثَمَانِينَ وَثَلَاث مائَة.(5/642)
(47) أَبُو عَليّ:
سعيد بن عُثْمَان بن السكن، الْمصْرِيّ، الْحَافِظ، لَا أذكر الْآن وَقت وَفَاته وَلَا أعرف أَن أَبَا مُحَمَّد نقل من كِتَابه فِي السّنَن شَيْئا، لَكِن من كتاب الْحُرُوف فِي الصَّحَابَة.
(48) أَبُو مُحَمَّد الْأصيلِيّ:
وَهُوَ عبد الله بن إِبْرَاهِيم أَصله من شذونة وينسب إِلَى أصيلة مَدِينَة دثرت، وَكَانَت قَرِيبا من بلد طنجة وَيُقَال فِيهِ: أزيلي، وَيُقَال بَين اللَّفْظَيْنِ، لَقِي الرِّجَال بالشرق، وَتحقّق بالفقه والْحَدِيث.
وَتُوفِّي [فِي ولَايَة المظفر] بن أبي عَامر، سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وثلاثمائة، وَدفن بمقبرة الرصافة.
(49) أَبُو سعد:
أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله بن الْخَلِيل الْمَالِينِي، رَاوِي كتاب أبي أَحْمد بن عدي، قد تقدم ذكره بِمَا يُغني عَن إِعَادَته وَتُوفِّي سنة تسع وَأَرْبع مائَة.
(50) أَبُو سُلَيْمَان:
حمد بن إِبْرَاهِيم بن الْخطاب، الْخطابِيّ، مَنْسُوب إِلَى جده، صَاحب(5/643)
فقه، وَحَدِيث، وَمَعَان، وغريب، وَشعر، هُوَ بِهِ مَذْكُور فِي الْيَتِيمَة وَلَا أعرف الْآن مِيقَات وَفَاته.
(51) أَبُو عبد الله:
مُحَمَّد بن عبد الله بن البيع، الْحَاكِم، الْحَافِظ، نيسابوري، لَا أذكر وَفَاته، وَله كتب كَثِيرَة، وَقد نسب إِلَى غَفلَة.
(52) القَاضِي:
أَبُو الْحسن: مُحَمَّد بن عَليّ بن صَخْر، الْأَزْدِيّ، الْبَصْرِيّ، سمع عَلَيْهِ كِتَابه فِي الْفَوَائِد بِمَكَّة شرفها الله، وَلَا أذكر مِيقَات وَفَاته.
(53) أَبُو أَحْمد الْحَاكِم:
صَاحب كتاب الكنى لَا أعرفهُ.
(54) أَبُو عمر:
يُوسُف بن مُحَمَّد بن عبد الْبر، الأندلسي، فَقِيه حَافظ، مُحدث، متقن، عَالم بِالْخِلَافِ والآداب، قديم السماع، كَثِيره.
مولده فِي رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَثَلَاث مائَة، وَتُوفِّي سنة سِتِّينَ وَقيل سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة.(5/644)
(55) أَبُو مُحَمَّد:
عَليّ بن أَحْمد بن سعيد بن حزم، الْحَافِظ، الْفَقِيه على مَذْهَب أهل الظَّاهِر، برع فِي الْفِقْه، والْحَدِيث، والتاريخ، والآداب، وَهُوَ من بَيت وزارة، ووزر بِنَفسِهِ لبَعض مُلُوك الأندلس، ثمَّ تخلى لطلب الْعلم والانفراد لَهُ، ومولده آخر يَوْم من رَمَضَان، سنة أَربع وثماني وثلاثمائة، وَمَات سنة سِتّ وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة.
هَؤُلَاءِ هم الَّذين ذكر أَبُو مُحَمَّد عَنْهُم فِي كِتَابه مَا ذكر، إِلَّا أَن مِنْهُم من لم ير لَهُ كتابا، وَإِنَّمَا نقل مَا نقل عَنْهُم من عِنْد من ذكره عَنْهُم، فَعَزاهُ هُوَ إِلَيْهِم، وَقد كَانَ الْأَكْمَل أَن لَا يفعل، وَإِن كَانَ قد بَين ذَلِك فِي بَعضهم.
وَهَؤُلَاء الَّذين لم ير كتبهمْ، هم: حَمَّاد بن سَلمَة، ووكيع، وَأَبُو سعيد بن الْأَعرَابِي، وَإِسْحَاق بن رَاهْوَيْةِ، وقاسم بن أصبغ، والخشني، وَابْن أَيمن، وَسَعِيد بن مَنْصُور، وَابْن [حزم فِي الإيصال، وَمُحَمّد بن] إِسْحَاق، وَابْن حبيب، وَسَعِيد بن مَنْصُور، وَابْن الْأَعرَابِي، ووكيع، وَابْن أَيمن بِوَاسِطَة ابْن حزم، وَعَن قَاسم تَارَة بواسطته، وَتارَة بِوَاسِطَة ابْن مدير عَن ابْن الطلاع عَنهُ، وَكَذَلِكَ مَا نقل عَن أبي سعد الْمَالِينِي، وَقد صرح بِمن أخبرهُ عَن كِتَابه، فَاعْلَم ذَلِك، وَالله الْمُوفق.
قد فَرغْنَا من تَرْتِيب مَا وجدنَا فِي الْكتاب الْمَذْكُور بالترتيب الصناعي، فَمَا بَقِي من أَمْثَاله وَجب إِلْحَاقه بِهِ، وَبَقِي علينا أَن نذْكر جَمِيع مَا مر ذكره فِي(5/645)
الْأَبْوَاب الْمُتَقَدّمَة ذكرا آخر، مُخْتَصرا، مُرَتبا على نسق التصنيف، بِحَيْثُ يتَمَكَّن الطَّالِب من طالعته على كتاب الْأَحْكَام على توالي كتبه، فَإِن التَّرْتِيب الَّذِي فَرغْنَا مِنْهُ إِن كَانَ أَفَادَ ضم الشكل إِلَى شكله، فَإِنَّهُ لَا يجد الحَدِيث فِيهِ إِلَّا من عرف مَوْضِعه، وَإِذا وجده فِي بَاب فقد يكون بعض الْكَلَام عَلَيْهِ فِي بَاب آخر وَبِهَذَا التَّرْتِيب إِن شَاءَ الله تكمل الْفَائِدَة.
وَإِن كُنَّا إِنَّمَا نعيد الذّكر بِاخْتِصَار وإيجاز، فَإِنَّهُ يدل على الْمَوَاضِع الَّتِي وَقع فِيهَا الْبسط والإيضاح من الْأَبْوَاب الْمُتَقَدّمَة، وَهَذَا حِين نبتدئ مستعينين بِاللَّه سُبْحَانَهُ.(5/646)
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
وَصلى الله على مُحَمَّد وعَلى آله وَسلم
(21) بَاب ذكر مضمن هَذَا الْكتاب على نسق التصنيف(5/647)
(كتاب الْأَيْمَان)
ذكر حَدِيث جِبْرِيل فِي سُؤَاله عَن الْإِيمَان وَالْإِسْلَام، وأغفل من أَطْرَافه - المفسرة لبَعض مضمنه، الصَّحِيحَة النَّقْل.
مَا ذكر الدَّارَقُطْنِيّ فِي تَفْسِير الْإِسْلَام - وَذَلِكَ قَوْله: " وتعتمر، وتغتسل من الْجَنَابَة، وتتم الْوضُوء " إِسْنَاده ثَابت.
وَمَا ذكر أَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ فِي صفة الْإِيمَان، وَذَلِكَ قَوْله: " وَالْجنَّة وَالنَّار ".
وَمَا ذكر النَّضر بن شُمَيْل، عَن كهمس من قَوْله: " فَلَبثت ثَلَاثًا - بَدَلا من: مَلِيًّا ".
وَمَا ذكر وَكِيع، عَن كهمس من قَوْله: " فلقيني بعد ذَلِك بِثَلَاث ".
وَذكر حَدِيث ابْن عَبَّاس فِي بعث [معَاذ إِلَى الْيمن وَفِيه: " صَدَقَة تُؤْخَذ] من أغنيائهم " وَترك بَدَلا مِنْهُ: " من أَمْوَالهم " /.
وَذكر حَدِيث سعد: فَإِنِّي أرَاهُ مُؤمنا قَالَ: أَو مُسلما، وَترك: " لَا تقل مُؤمن ".
وَذكر: " لَا أَزِيد على هَذَا وَلَا انقص مِنْهُ ". وَترك: " لَا أتطوع شَيْئا ".
وَذكر حَدِيث: " أَرَأَيْت إِذا صليت الصَّلَوَات المكتوبات ".(5/649)
وَهُوَ من رِوَايَة أبي الزبير، عَن جَابر. مُعَنْعنًا، من غير رِوَايَة اللَّيْث، وَلم يعرض لَهُ لما كَانَ من كتاب مُسلم.
وَترك فِي هَذَا الْمَعْنى حَدِيث أبي هُرَيْرَة، وَهُوَ أصح إِسْنَادًا وأوعب معنى.
وَذكر من كتاب عبد بن حميد: " لَا يسمع بِي أحد من هَذِه الْأمة، وَلَا يَهُودِيّ، وَلَا نَصْرَانِيّ ".
فأبعد فِي النجعة، وأوهم عَدمه عِنْد غَيره، وَهُوَ عِنْد ابْن أبي شيبَة صَحِيحا من حَدِيث أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ.
وَذكر حَدِيث عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ: " لم يضرّهُ مَعهَا خَطِيئَة ".
وأوهم صِحَّته بقوله بعده: الصَّحِيح مَا رَوَاهُ أَبُو نعيم، وَهُوَ ضَعِيف.
وَذكر حَدِيث عمر: " كَمَا لَا ينفع مَعَ الشّرك شَيْء ".
وَعرض من إِسْنَاده لتضعيف حجاج بن نصير، وَترك من هُوَ أَسْوَأ حَالا مِنْهُ، مِمَّن ينْسب إِلَى الْكَذِب لم يُبينهُ، بعد أَن ذكر أَن حجاجا يرويهِ عَنهُ.
وَذكر حَدِيث عبَادَة وَأبي ذَر: " أقرُّوا بِالْإِيمَان وتسموا بِهِ ".
ورده من أجل ضعف الْعَلَاء بن كثير، وَفِي إِسْنَاده رجلَانِ مَجْهُولَانِ لم يعرض لَهما.
وَذكر حَدِيث أنس: " ثَلَاث من كن فِيهِ وجد بِهن حلاوة الْإِيمَان ".
وَلم يلْتَفت إِلَى كَونه من رِوَايَة عبد الْوَهَّاب الثَّقَفِيّ - وَهُوَ مختلط - لما كَانَ من كتاب مُسلم، وَتَركه عِنْده بِإِسْنَاد أصح مِنْهُ.
وَذكر من عِنْد البُخَارِيّ: " لَا يُؤمن أحدكُم حَتَّى يحب لِأَخِيهِ مَا يحب لنَفسِهِ ".(5/650)
وَترك من عِنْد النَّسَائِيّ زِيَادَة " من الْخَيْر " صَحِيحَة.
وَذكر من طَرِيق التِّرْمِذِيّ حَدِيث أبي هُرَيْرَة: " الْإِيمَان بضع وَسَبْعُونَ بَابا ".
وَاعْتمد تَصْحِيح التِّرْمِذِيّ إِيَّاه، وَترك أَن يُورِدهُ بذلك الطَّرِيق الَّذِي هُوَ بِهِ، من كتاب مُسلم بِزِيَادَة: " وَالْحيَاء شُعْبَة من الْإِيمَان " [وَقد ذكرهَا أَيْضا البُخَارِيّ وَترك] أَيْضا: " دَعه فَإِن الْحيَاء من الْإِيمَان ".
وَذكر [من عِنْد مُسلم حَدِيث: " يَأْتِي الشَّيْطَان] / أحدكُم فَيَقُول: من خلق كَذَا ".
وَترك عِنْد مُسلم، فَلْيقل: " آمَنت بِاللَّه ".
وَذكر حَدِيث أبي هُرَيْرَة: " وَلَا ينتهب نهبة ذَات شرف من عِنْد مُسلم " على أَنَّهَا مَرْفُوعَة بتلفيق من رِوَايَات مُخْتَلفَة، وَلَيْسَ يتَبَيَّن عِنْد مُسلم رَفعهَا، وَهِي عِنْد غَيره مَرْفُوعَة.
وَترك من حَدِيث ابْن عَبَّاس عِنْد النَّسَائِيّ: " لَا يقتل وَهُوَ مُؤمن ".(5/651)
(كتاب الْعلم)
ذكر حَدِيث أنس: " طلب الْعلم فَرِيضَة على كل مُسلم ".
ثمَّ أتبعه: هَذَا أحسن إِسْنَاد يرْوى فِيهِ عَن أنس.
وَهَذَا قد يُوهم أَنه مِمَّا يلْتَفت إِلَيْهِ، وَهُوَ غَايَة فِي الضعْف، وَإِنَّمَا أَرَادَ بِهَذَا الْكَلَام التَّضْعِيف.
وَذكر حَدِيث أبي الدَّرْدَاء: " من سلك طَرِيقا يلْتَمس فِيهِ علما " إِلَى قَوْله: " من طرق الْجنَّة ".
وَسكت عَنهُ مصححا لَهُ، أَو متسامحا فِيهِ، وَفِيه مَجْهُولَانِ: دَاوُد بن جميل، وَكثير بن قيس.
وَأتبعهُ قَوْله: أخرج مُسلم من أول هَذَا الحَدِيث إِلَى قَوْله: " من طرق الْجنَّة ".
والقطعة الَّتِي ذكر مِنْهُ مُسلم، لَيست عَن أبي الدَّرْدَاء، لَكِن عَن أبي هُرَيْرَة، وَقد رَأَيْته فِي نُسْخَة بِزِيَادَة عَن أبي هُرَيْرَة، وَأرَاهُ مصلحا.
وَذكر حَدِيث أبي هُرَيْرَة: " خصلتان لَا يَجْتَمِعَانِ فِي مُنَافِق ".
وَفِيه خلف بن أَيُّوب، وَهُوَ مضعف.
وَذكر من حَدِيث: " أَشد النَّاس عذَابا عَالم لم يَنْفَعهُ الله بِعِلْمِهِ ".
- فأبعد الانتجاع - من فَوَائِد ابْن صَخْر، وَهُوَ عِنْد ابْن وهب، وَمن طَرِيقه جَاءَ بِهِ ابْن صَخْر، فنسبته إِلَيْهِ أَعلَى وَأشهر.
وَذكر حَدِيث: " لَيْسَ منا من لم يجل كَبِيرنَا ".(5/652)
يُقَال: ذكره ابْن وهب، ثمَّ قَالَ: خرجه الطَّحَاوِيّ.
وَهَذَا الْعَمَل هُوَ الصَّوَاب الَّذِي طلبته بِهِ فِي الَّذِي قبله، وَفِي إِسْنَاده مَالك ابْن الْخَيْر الزيَادي، وَهُوَ مَجْهُول.
وَذكر حَدِيث: " إِن النَّاس لكم تبع ".
وَفِيه أَبُو هَارُون الْعَبْدي، وَقد ضعفه هُوَ فِي بَاب الْوتر، وَلِلْحَدِيثِ طَرِيق صَحِيح، غَيره.
وَذكر حَدِيث: " [أخبرنَا عَن ثِيَاب الْجنَّة أَن] سج تنسج ".
وَفِي إِسْنَاده مَجْهُول، وَهُوَ حنان بن خَارِجَة /.
وَذكر حَدِيث: " عَالم الْمَدِينَة ".
وَصَححهُ بتصحيح التِّرْمِذِيّ، وَهُوَ من رِوَايَة مدلسين.
وَذكر: " من تعلم علما مِمَّا يَبْتَغِي بِهِ وَجه الله ".
وَهُوَ حسن، فَإِن فليح بن سُلَيْمَان مُخْتَلف فِيهِ.
وَذكر " من سُئِلَ عَن علم فكتمه ".
وَهُوَ مُنْقَطع، وَله إِسْنَاد مُتَّصِل.
وَذكر: " إِذا ضيعت الْأَمَانَة فانتظر السَّاعَة ".
وَهُوَ حسن، لِأَنَّهُ من رِوَايَة فليح.
وَذكر حَدِيث: " مَتى السَّاعَة؟ ".
فأتبع حَدِيث النَّسَائِيّ حَدِيث مُسلم، وَلم يبين أَنه عَن صَحَابِيّ [مُخْتَلف، فَالثَّانِي] إِنَّمَا هُوَ عَن ابْن مَسْعُود، وَالْأول عَن أنس.(5/653)
وَذكر: " نضر الله امْرأ ".
وَصَححهُ بتصحيح التِّرْمِذِيّ، وَلم يبين هُوَ أَنه من رِوَايَة سماك بن حَرْب.
وَذكره: " إِذا سَمِعْتُمْ الحَدِيث تعرفه قُلُوبكُمْ ".
وَأتبعهُ أَن عبد الْملك بن سعيد، لم يرو عَنهُ إِلَّا ربيعَة، وَنسب الْأَمر فِيهِ إِلَى كتاب ابْن أبي حَاتِم، وَلَيْسَ هُوَ كَذَلِك عِنْده، وَالرجل ثِقَة، وَهُوَ قد قبل رِوَايَته.
وَذكر النَّهْي عَن الأغلوطات.
وَسكت عَنهُ، وَفِيه مَجْهُول.
وَذكر حَدِيث عَبدة بن حزن: " لَو نهيت رجَالًا أَن لَا يَأْتُوا الْحجُون ".
وَهَذَا الرجل لم تثبت صحبته، فَهُوَ مُرْسل.
وَذكر: " أَن نَبِي إِسْرَائِيل لما قصوا ضلوا ".
وَضَعفه من أجل شريك، وَهُوَ دائبا يصحح لَهُ.
وَذكر: " من أفتى بِغَيْر علم ".
مسكوتا عَنهُ، وَفِيه مَجْهُول ومستور، وثالث مُخْتَلف فِيهِ.
وَذكر: " مَا ضل قوم بعد هدى ".
وَأتبعهُ تَصْحِيح التِّرْمِذِيّ: وَيَنْبَغِي أَن يُقَال فِيهِ: حسن، لِأَن فِيهِ أَبَا غَالب حزورا، وَهُوَ مُخْتَلف فِيهِ.
وَذكر: " تعلمُوا من أنسابكم ".
وَلم يبين علته.(5/654)
وَكَذَلِكَ حَدِيث: " الَّذين يراعون الشَّمْس وَالْقَمَر لذكر الله ".
وَذكر حَدِيث: " مَا حَدثكُمْ أهل الْكتاب ".
مسكوتا عَنهُ، وَابْن أبي نملة لَا تعرف لَهُ حَال.
وَذكر حَدِيث: " تعلم الْكتاب بالسُّرْيَانيَّة ".
مسكوتا عَنهُ، وَهُوَ من رِوَايَة ضَعِيف، وَله إِسْنَاد [جيد] أخرج [هـ ابْن أبي خَيْثَمَة.
وَذكر حَدِيث: " كَانَ] / كَلَامه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فصلا.
وَيَنْبَغِي أَن يكون حسنا، فَإِنَّهُ من رِوَايَة أُسَامَة بن زيد اللَّيْثِيّ.
وَذكر: " إِن الله أجاركم من ثَلَاث ".
واقتطع من إِسْنَاده، وَعلة الحَدِيث فِيمَا ترك مِنْهُ، وَهِي الِانْقِطَاع.
وَذكر: " إِن الله تجَاوز لي عَن أمتِي الْخَطَأ وَالنِّسْيَان ".
فأبعد النجعة فِي ذكره، وَهُوَ من سنَن الدَّارَقُطْنِيّ.
وَذكر: " إِذا كنت أماما فقس النَّاس بأضعفهم ".
وَأنكر أَن يكون عِنْد الْبَزَّار، نسب الْوَهم فِي ذَلِك إِلَى ابْن حزم، وَهُوَ عِنْد الْبَزَّار كَمَا ذكر ابْن حزم، وَصَححهُ، وَمَا مثله صحّح.
وَذكر: " وعظنا رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - موعظة بليغة ".
وَسكت عَنهُ، وَفِيه مَجْهُولَانِ.
وَذكر: " يحمل الْعلم من كل خلف عَدو لَهُ ".(5/655)
فأبعد فِي إِيرَاده النجعة، وَلم يعرض لَهُ بسوى الْإِرْسَال، ومرسله مَجْهُول.
وَذكر: " من كذب عَليّ مُتَعَمدا ليضل بِهِ ".
وأوهم بِكَلَامِهِ ضعف يُونُس بن بكير، وَهُوَ ثِقَة، أَو مُخْتَلف فِيهِ، وَلَيْسَت عِلّة الْخَبَر عِنْد الْبَزَّار إِلَّا إِنَّه رُوِيَ مُرْسلا.
وَيُونُس بن بكير أخرج لَهُ مُسلم، وَأَبُو مُحَمَّد يصحح لَهُ مَا يروي.(5/656)
(كتاب الطَّهَارَة)
ذكر حَدِيث أنس فِي القَوْل عِنْد دُخُول الْخَلَاء.
ثمَّ أتبعه من عِنْد البُخَارِيّ: " إِذا أَرَادَ أَن يدْخل ".
وَلَيْسَت هَذِه الزِّيَادَة موصلة عِنْد البُخَارِيّ.
وَذكر حَدِيث: " اتَّقوا اللاعنين ".
ثمَّ اتبعهُ تَضْعِيف حَدِيث معَاذ فِي الْبَزَّار فِي الْمَوَارِد بِأَنَّهُ مُنْقَطع، كَأَنَّهُ لَا عيب لَهُ سوى ذَلِك، وَلم يبين أَن أَبَا سعيد الْحِمْيَرِي مَجْهُول.
ذكر: " أَتَى عززا ".
وَلم يذكر لَهُ عِلّة إِلَّا الْإِرْسَال، وَلم يبين أَن طَلْحَة بن أبي قنان مَجْهُول.
وَذكر من طَرِيق أبي دَاوُد حَدِيث أَشْعَث [عَن الْحسن، عَن ابْن مُغفل، قا] ل رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " لَا يبولن أحدكُم فِي / مستحمه ".
ثمَّ قَالَ: لم يسمعهُ أَشْعَث من الْحسن، وَرُوِيَ مَوْقُوفا.
وَهَذَا هَكَذَا خطأ، وَإِنَّمَا فِيهِ: أسمعته من الْحسن بن ذكْوَان؟ قَالَ: لَا.
وَذكر حَدِيث: " فلينثر ذكره ثَلَاثًا ".
وَلم يبين علته، وَهِي الْجَهْل بِعِيسَى بن أزداد وَأَبِيهِ.
وَذكر: " من حَدثكُمْ أَنه كَانَ يَبُول قَائِما فَلَا تُصَدِّقُوهُ ".
وَحسنه، وَهُوَ من رِوَايَة شريك، وَذَلِكَ يُنَاقض تَصْحِيحه لَهُ، وَقَالَ: إِنَّه أحسن شَيْء فِي الْبَاب - يَعْنِي بذلك الْمَنْع، وَإِلَّا فَحَدِيث حُذَيْفَة صَحِيح.(5/657)
وَذكر حَدِيث: " سلم عَلَيْهِ وَهُوَ يَبُول فَلم يرد عَلَيْهِ ".
مسكوتا عَنهُ، وَلم يبين أَنه من رِوَايَة عبد الله بن مُحَمَّد بن عقيل، فَهُوَ بِهِ حسن.
وَذكر فِي هَذِه الْقِصَّة: " خشيت أَن تَقول: سلمت عَلَيْهِ فَلم يرد عَليّ ".
جزم بِأَنَّهُ رَاوِيه أَبَا بكر، هُوَ ابْن عمر بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن عمر، وَلَيْسَ ذَلِك كَذَلِك، وَلَا يَصح الحَدِيث.
وَذكر حَدِيث: " لَا يخرج الرّجلَانِ يضربان الْغَائِط ".
وَأعله بِعِكْرِمَةَ بن عمار وَالِاضْطِرَاب، وَعِكْرِمَة مُخْتَلف فِيهِ عمله، وَعلة الْخَبَر إِنَّمَا هِيَ الْجَهْل بِرِوَايَة عَن أبي سعيد، وَترك لَهُ طَرِيقا جيدا.
وَذكر: " كَانَت يَده الْيُمْنَى لطهوره ".
وَصَححهُ بقول ابْن معِين: مراسل النَّخعِيّ صَحِيحَة، وَتَركه من طَرِيق جيد عِنْد أبي دَاوُد.
وَذكر حَدِيث: " أَتَيْته بِمَاء فِي تور أَو ركوة ".
وَسكت عَنهُ، وَلم يبين أَنه من رِوَايَة شريك، وَفِيه إِبْرَاهِيم بن جرير، وَهُوَ مَجْهُول الْحَال.
وَذكر: " نزلت هَذِه الْآيَة فِي أهل قبَاء ".
وَسكت عَنهُ، وَهُوَ لَا يَصح، للْجَهْل بِحَال إِبْرَاهِيم بن أبي مَيْمُونَة، وَلِأَن يُونُس بن الْحَارِث الطَّائِفِي مُضْطَرب الحَدِيث.(5/658)
وَذكر حَدِيث الِاسْتِنْجَاء بِالْجلدِ.
وَلم يبين علته، وَهِي الْجَهْل بِعَبْد الله بن عبد الرَّحْمَن، والرواي عَنهُ مُوسَى ابْن أبي إِسْحَاق كَذَلِك.
وَذكر: " فَليُكرم قبْلَة الله ".
مُرْسلا، وَلم يذكر للمرسل عَيْبا سوى الْإِرْسَال، وَهُوَ من رِوَايَة زمع [ة ابْن صَالح، عَن سَلمَة بن وهرام] /.
وَزَمعَة ضَعِيف، وَسَلَمَة مُخْتَلف فِيهِ.
وَقد رد حَدِيث ابْن رَوَاحَة فِي قِرَاءَة الْجنب، وَهُوَ بِهَذَا الْإِسْنَاد.
وَذكر إرْسَال عَليّ الْمِقْدَاد يسْأَل عَن الْمَذْي من عِنْد مُسلم.
وَلم يبين انْقِطَاعه.
وَقد أعل هُوَ حَدِيثا فِي سَاعَة الْجُمُعَة بالانقطاع الَّذِي فِي هَذَا وَفِي حَدِيث سواهُ.
وَذكر حَدِيث: " المَاء يكون بعد المَاء ".
وَلم يبين مَوضِع الْعلَّة مِنْهُ، وَهِي الْجَهْل بِحَال حرَام بن حَكِيم.
وَذكر: " إِذا أَرَادَ أحدكُم أَن يعود ".
وَترك مِنْهُ زِيَادَة، وَهِي قَوْله: " فَليَتَوَضَّأ وضوءه للصَّلَاة ".
وَذكر: " يقبل بعض أَزوَاجه ثمَّ يُصَلِّي وَلَا يتَوَضَّأ ".
وَضَعفه، وَلم يبين [أَن] علته، إِنَّمَا هِيَ الِانْقِطَاع.
وَذكر حَدِيث طلق فِي ترك الْوضُوء من مس الذّكر وَفِي الْمَسَاجِد أَيْضا.(5/659)
وَسكت عَنهُ، وَقيس بن طلق مُخْتَلف فِيهِ.
وَلِهَذَا لم يزدْ التِّرْمِذِيّ فِي حَدِيث: " لَا وتران فِي لَيْلَة " على تحسينه.
وَذكر: " وكاء السه العينان ".
ورده بالانقطاع، وَلم يبين ضعفه مَعَ ذَلِك بِأَمْر آخر، وَهُوَ مَجْهُول وضعيفان.
وَذكر حَدِيث أنس: " ينامون ثمَّ يصلونَ وَلَا يتوضؤون ".
وَترك مِنْهُ زِيَادَة صَحِيحَة، وَهِي: " يضعون جنُوبهم ".
وَذكر: " إِذا وجد أحدكُم فِي بَطْنه شَيْئا فأشكل عَلَيْهِ ".
وَترك مِنْهُ زِيَادَة " فِي الصَّلَاة ".
وَترك أَيْضا حَدِيث عبد الله بن زيد.
وَذكر: " مَا لكم تدخلون عَليّ قلحا ".
وَصَححهُ، وَأعْرض من إِسْنَاده عَن مَجْهُول.
وَذكر: " إِذا شربتم فَاشْرَبُوا مصا ".
وَاكْتفى لَهُ بِالْإِرْسَال، وَفِيه مَعَ ذَلِك مَجْهُول.
وَذكر بِئْر بضَاعَة.
وقنع بتحسين التِّرْمِذِيّ لَهُ، والرواي عَن أبي سعيد لَا يعرف، وَله إِسْنَاد حسن من رِوَايَة سهل بن سعد.
وَذكر حَدِيث الفراسي فِي مَاء الْبَحْر.(5/660)
ورده بِمُسلم بن مخشي، وَلم يعرض لما بِهِ من الِانْقِطَاع.
وَذكر: " أَن المَاء لَا [يجنب "، وَاعْترض تَصْحِيح الت] رمذي لَهُ بِكَوْن سماك يقبل التَّلْقِين، وناقض بذلك / فعله فِي سماك فِي غَيره من الْأَحَادِيث، وَيَنْبَغِي أَيْضا أَن يكون هَذَا الحَدِيث هَكَذَا مُرْسلا.
وَذكر: " من تَوَضَّأ فَذكر اسْم الله تطهر جسده ".
ورده بِأَنَّهُ لم يعرف مُحَمَّد بن أبان، وَقد ترك فِي الْإِسْنَاد من يعتل الْخَبَر بِهِ لم يعرض لَهُ، وَهُوَ الرواي لَهُ عَن مُحَمَّد بن أبان، وَهُوَ مرداس بن مُحَمَّد.
وَذكر: " لَا وضوء لمن لم يذكر اسْم الله عَلَيْهِ ".
وَلم يبين علته، وَفِيه ثَلَاثَة مَجَاهِيل.
وَذكر: " فَلَا يغمس يَده فِي الْإِنَاء حَتَّى يغسلهَا ".
وَترك: " فليفرغ على يَده ثَلَاث مَرَّات قبل أَن يدْخل يَده فِي إنائه ".
وَذكر: " أَسْبغ الْوضُوء، وَبَالغ فِي الِاسْتِنْشَاق ".
وَترك فِيهِ الْأَمر بالمبالغة فِي الْمَضْمَضَة أَيْضا.
وَذكر: " استنشروا مرَّتَيْنِ بالغتين أَو ثَلَاثًا ".
وأوهم فِيهِ ضعفا وَلَيْسَ بضعيف.
وَذكر: " ونثر بِيَدِهِ الْيُسْرَى ".(5/661)
وَسكت عَنهُ، وَهُوَ صَحِيح، وَلكنه إِذا ذكر بكامله تبينت مِنْهُ فَوَائِد تَركهَا.
وَذكر حَدِيث أبي حَيَّة عَن عَليّ، وَسكت عَنهُ، وَيَنْبَغِي أَن يكون حسنا.
وَذكر: " حَتَّى مسح قَفاهُ ".
ووعد بِذكر ضعفه، ثمَّ ذكر حَتَّى بلغ القذال، والفصل بَين الْمَضْمَضَة، وَالِاسْتِنْشَاق، وَحكم عَلَيْهَا حكما آخر، وَلم يبين أَنَّهَا من رِوَايَة لَيْث بن أبي سليم، وَفِيه رجل مَجْهُول.
وَذكر البدء بِغسْل الْوَجْه قبل الْمَضْمَضَة وَالِاسْتِنْشَاق.
والْحَدِيث لَا يبين مِنْهُ ذَلِك إِذا نظر، وَإِنَّمَا قلد فِي ذَلِك مُوسَى بن هَارُون.
وَذكر حَدِيث الرّبيع فِي صفة الْوضُوء.
وَصَححهُ، وَأتبعهُ مَا يقْضِي بِصِحَّتِهِ.
وَذكر من حَدِيث عُثْمَان: " مسح رَأسه ثَلَاثًا ".
وأوهم ضعفها بِمَا أتبعهَا، وَيلْزمهُ أَن تكون صَحِيحَة، أَولا، فَإِنَّهَا من رِوَايَة أبي حَيَّة عَن عَليّ صَحِيحَة، وَقد ذكر هُوَ طرفا من الحَدِيث الَّذِي هِيَ فِيهِ.(5/662)
وَذكر: " أَدخل أصبعيه فِي صماخ أُذُنَيْهِ ".
وَكَانَ يَنْبَغِي لَهُ التَّوَقُّف عَن تَصْحِيحه، من أجل تَدْلِيس الْوَلِيد بن مُسلم وتسويته، أَو من أجل مَا نسب إِلَى حريز بن عُثْمَان من [سوء الرَّأْي فِي بعض الصَّحَابَة] / وَمن أجل الْجَهْل بِحَال عبد الرَّحْمَن بن ميسرَة، وَترك مَعْنَاهُ من حَدِيث الرّبيع بنت معوذ.
وَذكر حَدِيث الصنَابحِي فِي فضل الْوضُوء.
جعله مُرْسلا وَأرَاهُ مُسْندًا.
وَذكر الْأَمر بتجديد المَاء للأذنين، من حَدِيث نمران بن جَارِيَة.
وَذَلِكَ شَيْء لَا يُوجد.
وَذكر: " الأذنان من الرَّأْس ".
وَلم يبين مَوَاضِع الْعِلَل من أَحَادِيث ذَلِك، وَحَدِيث ابْن عَبَّاس مِنْهَا لَا عيب لَهُ إِلَّا الِاخْتِلَاف بِالْإِرْسَال والإسناد، وَذَلِكَ لَا يضرّهُ.
وَذكر حَدِيث أبي أُمَامَة فِي ذَلِك.
وَأعله بِشَهْر بن حَوْشَب، وَترك الشَّك فِي رَفعه.
وَذكر حَدِيث مُعَاوِيَة فِي صب المَاء على الناصية بعد مسح الرَّأْس.
وَأحد رواييه عَن مُعَاوِيَة لَا تعرف حَاله، وَالْآخر لَا يعرف سَمَاعه مِنْهُ.(5/663)
وَذكر: " مسح رَأسه وَلما يقطر ".
وَلم يبين علته عِنْده، وأراها الْمنْهَال بن عَمْرو، وَلَا عيب لَهُ عِنْدِي، وَترك مِنْهُ رِوَايَة فِيهَا زِيَادَة مفسرة.
وَذكر: " عَرك عارضيه بعض العرك ".
وَلم يبين علته، وأراها عبد الْوَاحِد بن قيس.
وَذكر إِدْخَال الْكَفّ تَحت الحنك بغرفة المَاء.
وَسكت عَنهُ، وَلَيْسَ بِصَحِيح من ذَلِك الطَّرِيق، وَله سَنَد جيد لم يذكرهُ.
وَذكر دلك أَصَابِع الرجلَيْن بالخنصر، وَضَعفه بِابْن لَهِيعَة، وَترك أَنه رَوَاهُ مَعَه عَمْرو بن الْحَارِث.
وَذكر النَّهْي عَن غسل أَسْفَل الرجلَيْن بِالْيَدِ الْيُمْنَى.
ورده بِسُلَيْمَان بن أَرقم، وَترك من هُوَ مُتَّهم بِالْكَذِبِ، وَهُوَ مُحَمَّد بن الْقَاسِم الْأَسدي.
وَذكر تَحْرِيك الْخَاتم.
ورده بِأَن قَالَ: معمر وَأَبوهُ ضعيفان، وهما يستحقان من التَّضْعِيف أَكثر من هَذَا، وَقد ذكر مَعَه فِي الْبَاب هِشَام بن سعد، فعكس فِيهِ هَذَا، بِأَن ضعفه بِمَا لَا يسْتَحق، وَهُوَ لَا بَأْس بِهِ.
وَذكر حَدِيث أَوْس بن [أبي أَوْس فِي مسح النَّعْلَيْنِ، وس] كت عَنهُ.
وَسكت عَنهُ، وَترك لَهُ علتين: الْجَهْل بِحَال عَطاء العامري [وَالِاخْتِلَاف(5/664)
فِي إِسْنَاده وإرساله، فيعل بِكَوْن] الْإِرْسَال والإسناد موجبي الِاضْطِرَاب الَّذِي فِيهِ / وَرُوِيَ فِي ذَلِك من حَدِيث ابْن عمر صَحِيح.
وَذكر حَدِيث أبي بن عمَارَة فِي الْمسْح بِغَيْر تَوْقِيت.
وقنع فِي إعلاله بِمَا لم يُفَسر، والْحَدِيث غَايَة فِي الضعْف.
وَذكر حَدِيث عَليّ حِين انْكَسَرَ أحد زنديه.
وَلم يبين علته، وَعَمْرو بن خَالِد كَذَّاب.
وَذكر حَدِيث أنس: " وَعَلِيهِ عِمَامَة قطرية ".
وَهُوَ حَدِيث لَا يَصح، وَهُوَ قد سكت عَنهُ.
وَذكر حَدِيث الانتضاح.
وَأتبعهُ مَا يُوهم صِحَّته، وَلَيْسَ كَذَلِك، فَإِن الحكم بن سُفْيَان لَا صُحْبَة لَهُ، وَلَا تعرف حَاله.
وَذكر حَدِيث زيد بن خَالِد فِي الانتضاح من رِوَايَة ابْن لَهِيعَة.
ثمَّ قَالَ: رُوِيَ أَيْضا من طَرِيق رشدين بن سعد، يسْندهُ إِلَى زيد بن حَارِثَة، وَهُوَ ضَعِيف.
كَذَا قَالَ، وَرِوَايَة رشدين لَيست موصلة إِلَى زيد، لَكِن إِلَى ابْنه أُسَامَة.
وَذكر حَدِيث: " الطّهُور شطر الْإِيمَان ".
وَفِي الْجَنَائِز حَدِيث: " أَربع من أَمر الْجَاهِلِيَّة ".
بِإِسْنَاد وَاحِد مُنْقَطع فِي موضِعين.(5/665)
وَذكر: " سَيكون قوم يعتدون فِي الطّهُور وَالدُّعَاء ".
وَسكت عَنهُ، والجريري مختلط، وَلَا يعرف مَتى سمع مِنْهُ حَمَّاد.
وَذكر القَوْل بعد الْوضُوء قبل أَن يتَكَلَّم.
وَأعله بالبيلماني وَلم يعين من يَعْنِي؛ الْأَب أَو الابْن؟ وَفِي إِسْنَاده مَعَ ذَلِك مَجْهُول لم يعرض لَهُ، وَهُوَ صَالح بن عبد الْجَبَّار.
وَعَاد بِمثل هَذَا فِي الْبَيْلَمَانِي فِي حَدِيث: " الشُّفْعَة كحل العقال ".
وَذكر حَدِيث: " تَوَضَّأ مرّة مرّة ".
وَأعله بالمسيب بن وَاضح، وَقد تقدم لَهُ فِي الْعلم خلاف ذَلِك.
وَذكر من عِنْد مُسلم زِيَادَة: " وَإِن لم ينزل ".
وَلم يبين أَنَّهَا من رِوَايَة مطر، وَلها طَرِيق صَحِيح لم يذكرهُ.
وَذكر: " إِذا جَاوز الْخِتَان الْخِتَان وَجب الْغسْل ".
وَصَححهُ بتصحيح التِّرْمِذِيّ، ثمَّ تعقب ذَلِك، والْحَدِيث صَحِيح.
ذكر حَدِيث حُصَيْن بن قبيصَة عَن عَليّ: " كنت مذاء ".
وَقبيصَة مَجْهُول الْحَال، وَلم يعرض من إِسْنَاده لعبيدة بن حميد، فَأصَاب فِي ذَلِك، فَإِنَّهُ ثِقَة، وَإِنَّمَا أَخطَأ فِي تَضْعِيفه بِهِ حَدِيث [ابْن مَسْعُود فِي صَلَاة رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي] / الشتَاء والصيف.
وَذكر: " يغسل ذكره وَيتَوَضَّأ وضوءه للصَّلَاة " فِي الْجنب.(5/666)
وَأبْعد الانتجاع فِي إِيرَاده، والْحَدِيث عِنْد الْبَزَّار.
وَذكر حَدِيث أبي هُرَيْرَة: " إِن الْمُؤمن لَا ينجس ".
وَسكت عَنهُ، لِأَنَّهُ من مُسلم، والْحَدِيث مُنْقَطع.
وَترك فِي ذَلِك حَدِيث حُذَيْفَة، وَهُوَ صَحِيح خرجه البُخَارِيّ.
وَذكر: " يغسل رَأسه بالخطمي وَهُوَ جنب ".
ورده بالانقطاع، وَأعْرض عَن ذكر شريك القَاضِي.
وَذكر أَن حَدِيث: " النِّسَاء شقائق الرِّجَال " يرْوى من حَدِيث أنس صَحِيحا، وَلم يعزه وَهُوَ عِنْد الْبَزَّار.
وَضعف الَّذِي سَاق هُوَ فِي ذَلِك بالعمري.
وَضعف بِهِ أَيْضا: " أول الْوَقْت رضوَان الله "، وَترك فِيهِ متروكا لم يعرض لَهُ، وَهُوَ بتضعيفه إيَّاهُمَا بِهِ، مُنَاقض لتصحيحه من رِوَايَته:
" كبر وَسجد فِي سُجُود الْقُرْآن ".
وَذكر حَدِيث: " الْغسْل صَاع وَالْوُضُوء مد " من طَرِيق أبي أَحْمد.
وَضَعفه، وَله عِنْد ابْن السكن إِسْنَاد جيد من رِوَايَة جَابر.
وَذكر حَدِيث ابْن سرجس: " وَلَكِن يشرعان جَمِيعًا ".
ثمَّ قَالَ بعده: وخرجه النَّسَائِيّ.
وَالنَّسَائِيّ لم يخرج حَدِيث ابْن سرجس إِلَّا بالتأويل، وَإِلَى ذَلِك فَإِن فِي إِسْنَاد حَدِيث ابْن سرجس رجلا مَجْهُولا لم يُبينهُ.
وَذكر: " طَاف على نِسَائِهِ بِغسْل وَاحِد ". وَسكت عَنهُ، وَهُوَ ضَعِيف.(5/667)
وَذكر حَدِيث: " يغسل يَدَيْهِ سبع مَرَّات ".
ورده بشعبة مولى ابْن عَبَّاس، وَيَنْبَغِي أَن يُقَال فِيهِ: حسن.
وَذكر حَدِيث إفَاضَة المَاء بعد الْوضُوء على سَائِر الْجَسَد.
وَسكت عَنهُ، وَلَيْسَ بِأَحْسَن من حَدِيث شُعْبَة مولى ابْن عَبَّاس، فَإِن جَمِيع بن عُمَيْر يضعف بِأَكْثَرَ.
وَذكر حَدِيث: " إِن أَرْضنَا بَارِدَة فَكيف ترى فِي الْغسْل " من عِنْد مُسلم.
وَلم يبين أَنه من رِوَايَة أبي سُفْيَان عَن جَابر.
وَذكر حَدِيث: [" من ترك مَوضِع شَعْرَة من جَنَابَة "] .
وَلم يعلله إِلَّا بِأَنَّهُ يرْوى مَوْقُوفا، وَأعْرض عَن [اخْتِلَاط عَطاء، وَحَمَّاد] بن سَلمَة لَا يدرى مَتى سمع مِنْهُ.
وَذكر / حَدِيث: " اغمزي قرونك عِنْد كل حفْنَة ".
ورده بالانقطاع، وَلم يبين أَنه من رِوَايَة أُسَامَة بن زيد اللَّيْثِيّ.
وَذكر حَدِيث: " أَمر الرِّجَال بنشر الشّعْر ".
وَصَححهُ، وَهُوَ إِمَّا مُنْقَطع وَإِمَّا ضَعِيف.
وَذكر من فَوَائِد ابْن صَخْر: " اقْرَأ الْقُرْآن على كل حَال إِلَّا وَأَنت جنب ".
واقتطع الْإِسْنَاد من يحيى بن أبي كثير، وَترك دونه من لَا يعرف.(5/668)
وَذكر حَدِيث: " لَا أحل الْمَسْجِد لحائض وَلَا جنب ".
وَضَعفه، وَيَنْبَغِي أَن يكون حسنا.
وبإسناده ذكر ترديد النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: {إِن تُعَذبهُمْ فَإِنَّهُم عِبَادك} حَتَّى أصبح.
وَذكر أَمر قيس بن عَاصِم بالاغتسال حِين أسلم بِمَاء وَسدر.
وَحسنه، وَهُوَ إِمَّا مُنْقَطع وَإِمَّا ضَعِيف.
وَذكر: " ألق عَنْك شعر الْكفْر واختتن ".
وَلم يردهُ بسوى الِانْقِطَاع، وَهُوَ مَجْهُول الْإِسْنَاد، ويتوهم فِيهِ مَعَ ذَلِك توَسط كَذَّاب.
وَذكر حَدِيث: " من أَتَى حَائِضًا، أَو امْرَأَة فِي دبرهَا، أَو كَاهِنًا ".
وَحكى عَن البُخَارِيّ أَنه ضعفه، وَلم يبين علته.
وَذكر حَدِيث: " الَّذِي يَقع على امْرَأَته حَائِضًا يتَصَدَّق ".
وَضَعفه، وَلَيْسَ بضعيف، بل إِمَّا صَحِيح، وَإِمَّا حسن، وَله طَرِيق حسن.
وَذكر حَدِيث أم قيس فِي دم الْحيض يُصِيب الثَّوْب: " حكيه بضلع، واغسليه بِمَاء وَسدر ".
وأوهم ضعفه، وَهُوَ صَحِيح.
وَأورد قبله: " فلتقرضه، ولتنضح مَا لم تَرَ ".
وَسكت عَنهُ، وَهُوَ أولى بالتضعيف.
وَذكر حَدِيث الإحالة على الدَّم الْأسود.
وَسكت عَنهُ، وَهُوَ مُنْقَطع.(5/669)
وَذكر: " إِنَّمَا ذَلِك عرق، فانظري إِذا أَتَى قرؤك ".
وَسكت عَنهُ، وَفِي إِسْنَاده مَجْهُول الْحَال.
وَذكر حَدِيث: أَمر أم حَبِيبَة أَن تنظر أَيَّام أقرائها.
وَسكت عَنهُ، وَهُوَ مُرْسل.
وَذكر أَن امْرَأَة كَانَت تهراق الدِّمَاء.
وَسكت عَنهُ، وَهُوَ مَشْكُوك فِي اتِّصَاله.
وَذكر: " مكث النُّفَسَاء أَرْبَعِينَ لَيْلَة " [وَهُوَ خبر ضَعِيف الْإِسْنَاد] / ومنكر الْمَتْن.
وَذكر من عِنْد مُسلم حَدِيث أبي الجهم فِي التَّيَمُّم لرد السَّلَام.
وَسكت عَنهُ، وَهُوَ عِنْد مُسلم مُنْقَطع، وَأتبعهُ زِيَادَة من عِنْد أبي دَاوُد، وَذَلِكَ خطأ، فَإِن حَدِيث أبي دَاوُد لَا ذكر فِيهِ للتيمم.
وَذكر حَدِيث: " تربَتهَا طهُور ".
وَترك حَدِيث: " جعلت لي الأَرْض مَسْجِدا " وَهُوَ أَعم.
وَذكر حَدِيث أبي ذَر: " الصَّعِيد الطّيب وضوء الْمُسلم ".
وَحسنه، وَهُوَ ضَعِيف؛ للْجَهْل بِحَال رَاوِيه عَن أبي ذَر، وَله إِسْنَاد صَحِيح عَن أبي هُرَيْرَة، ذكره الْبَزَّار.
وَذكر حَدِيث: " التَّيَمُّم إِلَى نصف الساعد، وَإِلَى الْمرْفقين ".
ثمَّ قَالَ: الْمَشْهُور للْوَجْه وَالْكَفَّيْنِ، وَلم يبين عِلّة.
فَأَما نصف الساعد فمنقطع، وَحَدِيث الْمرْفقين أبين انْقِطَاعًا مِنْهُ، وَترك(5/670)
لفظا فِيهِ " إِلَى نصف الذِّرَاع " صَحِيحا.
وَذكر فِي التَّيَمُّم حَدِيث ابْن عَبَّاس: " يمسح الْمُتَيَمم هَكَذَا - يَعْنِي رَأسه ".
وَهِي لَفْظَة تصحفت لَهُ، وَإِنَّمَا جَاءَ ذَلِك الحَدِيث فِي مسح رَأس الْيَتِيم وَرَأس من لَهُ أَب.
وَذكر حَدِيث جَابر فِي أَن المجدور يتَيَمَّم وَيغسل مَا صَحَّ من جسده.
وَأتبعهُ مَا يُوهم أَنه أَيْضا كَذَلِك من رِوَايَة ابْن عَبَّاس، وَهُوَ شَيْء لَا وجود لَهُ.
وَذكر حَدِيث الرجلَيْن اللَّذين كَانَا فِي السّفر فَلم يجدا مَاء.
ورده بِالْإِرْسَال، وَبَقِي عَلَيْهِ أَن يبين انْقِطَاعه قبل وُصُوله إِلَى مرسله، وَترك إِسْنَادًا وجيدا.
وَذكر حَدِيث: " لَا يؤم الْمُتَيَمم المتوضئين ".
وَلم يبين علته، وَهِي مَجَاهِيل فِي رُوَاته.
وَذكر حَدِيث: " بَوْل الصَّبِي يصب عَلَيْهِ من مَاء بِقدر الْبَوْل ".
ورده بِضعْف خَارجه بن عبد الله، وَترك أَن يبين أَنه من رِوَايَة الْوَاقِدِيّ.
وَذكر حَدِيث: " الْوضُوء من الْبَوْل مرّة، وَمن لغائط مرَّتَيْنِ ".
وَضَعفه بِرَجُل [وَترك من لَا تعرف لَهُ حَاله أصلا] .
وَذكر: " لَا تدخل الْمَلَائِكَة بَيْتا فِيهِ بَوْل منقع / ".
وأوهم صِحَّته مَوْقُوفا، وَهُوَ لَا يَصح مَرْفُوعا وَلَا مَوْقُوفا، وَحكى عَن(5/671)
أبي أَحْمد قولا لم يقلهُ، وَإِنَّمَا نَقله عَن يحيى بن صاعد.
وَذكر أَن فِي رِوَايَة هناد: " لَا يستبرئ " من الِاسْتِبْرَاء.
وأوهم أَن ذَلِك عِنْد أبي دَاوُد، وَإِنَّمَا نَقله من كتاب هناد، وَالَّذِي عِنْد أبي دَاوُد عَن هناد: " يسْتَتر " من الستْرَة.
وَأعرف " يستبرئ " من غير رِوَايَة هناد.
وَذكر: " استنزهوا من الْبَوْل فَإِن عَامَّة عَذَاب الْقَبْر مِنْهُ ".
وَلم يبين أَنه من رِوَايَة عبد الْبَاقِي بن قَانِع.
وَذكر حَدِيث رقيقَة على أَنه صَحِيح، وَهُوَ لَا يَصح من أجل الْجَهْل بِحَال ابْنَتهَا حكيمة.
وَذكر: " لَا بَأْس ببول مَا أكل لَحْمه ".
وأوهم بِمَا عقبَة اتِّصَال الْإِسْنَاد صَحِيحا إِلَى يحيى بن الْعَلَاء، وَلَيْسَ كَذَلِك بل مَا يصل إِلَيْهِ إِلَّا من طَرِيق عَمْرو بن الْحصين، وَهُوَ مَتْرُوك.
وَذكر حَدِيث: " جعل الْملح فِي الطّهُور ".
وَسكت عَنهُ، وَهُوَ ضَعِيف للْجَهْل بِحَال رَاوِيه، وَهُوَ من رِوَايَة ابْن إِسْحَاق.
وَذكر حَدِيث: " عشرَة من الْفطْرَة " من عِنْد مُسلم.
وَلم يبين أَنه من رِوَايَة مُصعب بن شيبَة.(5/672)
وَلما ذكر فِي الْجُمُعَة: " كَانَ بغتسل من أَربع " قَالَ فِيهِ: تكلمُوا فِي حفظه.
وَذكر حَدِيث ابْن عمار وَضَعفه، وَلم يبين علته، وَهِي الْجَهْل بِحَال مُحَمَّد بن عمار.
وَذكر: " إِن لنا طَرِيقا إِلَى الْمَسْجِد مُنْتِنَة ".
وَسكت عَنهُ، وَهُوَ يرويهِ رجل لَا تعرف حَاله.
وَذكر حَدِيث: " إِذا وطئ أحدكُم الْأَذَى بخفيه فطهورهما التُّرَاب ".
وَبعده حَدِيث أبي سعيد مشارا إِلَيْهِ.
وَتكلم بِكَلَام أوهم بِهِ اخْتِلَاف إسناديهما، بِحَيْثُ يعضد الثَّانِي الأول، وَلَيْسَ كَذَلِك.
وَذكر الْأَخْذ من طول اللِّحْيَة وعرضها.
وَأعْرض مِنْهُ عَن أُسَامَة بن زيد، وَأعله بِغَيْرِهِ.
وَذكر من عِنْد مُسلم: " وَقت لنا فِي قصّ الشَّارِب ونتف الْإِبِط، وَحلق الْعَانَة ".
وَسقط لَهُ تقليم الْأَظْفَار.
وأردفه كلَاما أوهم بِهِ صِحَة حَدِيث مُسلم على حَدِيث التِّرْمِذِيّ، وَإِنَّمَا إسنادهما وَاحِد.
وَذكر [أَيْضا حَدِيث] /: " النَّهْي عَن دُخُول الحمامات ".
وَلم يبين علته.(5/673)
وَذكر حَدِيث جرهد فِي تَغْطِيَة الْفَخْذ.
وَحَدِيث أنس فِي انكشاف فَخذ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
وَلم يبين من كَلَامه عَلَيْهِمَا أَن حَدِيث جرهد صَحِيح أَو سقيم.(5/674)
(كتاب الصَّلَاة)
ذكر أَن: " أول مَا يُحَاسب عَلَيْهِ العَبْد الصَّلَاة ".
وَسكت عَنهُ، وَلَا يَصح للْجَهْل براويه، وَله طَرِيق جيد.
وَذكر حَدِيث أَمر الصَّبِي بِالصَّلَاةِ، وضربه عَلَيْهَا.
وَصَححهُ، وَلَيْسَ بِصَحِيح.
وَذكر: " إِذا عرف يَمِينه من شِمَاله ".
وَلم يبين علته.
وَذكر حَدِيث جِبْرِيل فِي الْأَوْقَات وإمامته بِالنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
[وَلم نَاس] من رِوَايَة جَابر، وَسكت عَنهُ، وَهُوَ مُرْسل.
وَذكر من عِنْد الدَّارَقُطْنِيّ حَدِيث أنس فِي إِمَامَة جِبْرِيل بِالنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
وَضَعفه، وَلم يبين علته.
وَذكر: " وَقت الْعَصْر مَا لم تغرب الشَّمْس ".
فأبعد فِيهِ الانتجاع.
وَذكر حَدِيث: " إِن للصَّلَاة أَولا وآخرا ".
وَضَعفه وَهُوَ صَحِيح.
وَذكر من عِنْد مُسلم: " يُصَلِّي إِذا دحضت الشَّمْس ".
وَلم يبين أَنه من رِوَايَة سماك.(5/675)
وَذكر حَدِيث: " شَكَوْنَا إِلَيْهِ حر الرمضاء، فَلم يشكنا ".
وَترك مِنْهُ زِيَادَة مفسرة لمعناه.
وَذكر من عِنْد البُخَارِيّ: " حَتَّى رَأينَا فَيْء التلول ".
وَترك مِنْهُ عِنْده زِيَادَة مفسرة لمعناه أَيْضا.
وَذكر حَدِيث أبي بَرزَة [سكرا] .
سقط لَهُ بِهِ من إِسْنَاده وَاحِد.
وَذكر وَقت صَلَاة النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي الشتَاء والصيف.
وَضَعفه بِمن قد صحّح رِوَايَته قبل وَبعد.
وَذكر حَدِيث: " إِن عندنَا جزورا نُرِيد أَن ننحرها ".
وأوهم أَن رَافعا رَوَاهَا، وَحَدِيث رَافع آخر.
وَذكر حَدِيث [ ... ... ... ... ... .] .
وَلم يبين مَوضِع الْعلَّة.
وَذكر حَدِيث أبي / أُمَامَة فِي تَفْسِير غرُوب الشَّمْس.
وَهُوَ حَدِيث مُنْقَطع، وَلم يبين ذَلِك.
وَذكر: " فضلنَا على سَائِر الْأُمَم ".
وَسكت عَنهُ، وَهُوَ لَا يَصح.
وَذكر حَدِيث: " النَّهْي عَن الصَّلَاة نصف النَّهَار إِلَّا يَوْم الْجُمُعَة ".
ورده بالانقطاع، وَلم يبين أَنه من رِوَايَة لَيْث بن أبي سليم.(5/676)
وَذكر أَن: " الْوَقْت رضوَان الله ".
ورده بالعمري، وَترك فِيهِ كذابا يرويهِ عَن الْعمريّ.
وَذكر: " مَا صلى صَلَاة لوَقْتهَا الآخر إِلَّا مرَّتَيْنِ ".
ورده بالانقطاع، وَلم يبين أَن فبه مَجْهُولا.
وَذكر: " أسفروا بِالْفَجْرِ ".
وَحسنه، وَهُوَ صَحِيح، وَذكر فِي بعض رُوَاته أَنه قد ضعف، وَلَا أعرفهُ.
وَذكر: " من أدْرك رَكْعَة فقد أدْرك فضل الْجَمَاعَة ".
ورده بِرَجُل قد أخرج لَهُ مُسلم، وَترك فِي إِسْنَاده من يعتل بِهِ الحَدِيث لم يُبينهُ.
وَذكر: " لنغيظن الشَّيْطَان كَمَا غاظنا ".
وتصحف لَهُ رَاوِيه، وَلم يبين مِنْهُ غير الْإِرْسَال، وَهُوَ لَا يَصح مُرْسلا.
وَذكر: " أأصلي مَعَهم؟ قَالَ: إِن شِئْت ".
وَسكت عَنهُ، وَفِي تَصْحِيحه نظر.
وَذكر: " صلوا مَعَهم مَا صلوا إِلَى الْقبْلَة ".
وَسكت عَنهُ، وَهُوَ ضَعِيف.
وَذكر روايتي حَدِيث ابْن أم مَكْتُوم، إِحْدَاهمَا: " لَا أجد لَك رخصَة "، وَالْأُخْرَى: " إِن الْمَدِينَة كَثِيرَة الْهَوَام ".
وكلتاهما لَا تصح، وَهُوَ قد سكت عَنْهُمَا.
وَذكر: " من سمع النداء فَلم يمنعهُ من اتِّبَاعه عذر ".(5/677)
وَأعله بِرَجُل، وَترك دونه آخر قد رد هُوَ بِهِ حَدِيثا.
وَذكر: " إِلَّا من عذر ".
من كتاب قَاسم على أَنَّهَا مَرْفُوعَة وَلَيْسَت كَذَلِك بل هِيَ عِنْده مَوْقُوفَة.
وَذكر: " أَلا صلوا فِي الرّحال ".
وَترك مِنْهُ زِيَادَة مفسرة.
وَذكر الصَّلَاة على الدَّابَّة.
وَسكت عَنهُ، وَهُوَ مُنْقَطع.
وَذكر: " بشر الْمَشَّائِينَ فِي الظُّلم ".
وَسكت عَنهُ، وَهُوَ لَا يَصح.
وَذكر: " لم يرفع قدمه الْيُمْنَى إِلَّا كتب لَهُ حَسَنَة ".
وَسكت عَنهُ، وَهُوَ لَا يَصح.
وَذكر: [من رَاح فَوجدَ النَّاس] / قد صلوا.
وَسكت عَنهُ، وَهُوَ لَا يَصح.
وَذكر حَدِيث: " من أَتَى الْمَسْجِد لشَيْء فَهُوَ حَظه ".
وَهُوَ كَذَلِك.
وَذكر حَدِيث بسر.
وَهُوَ كَذَلِك.(5/678)
وَذكر حَدِيث: " تكن لَك نَافِلَة ".
وَضَعفه وَلم يبين علته.
وَذكر يُعِيد إِلَّا الْفجْر.
وَأعله بِشَيْء، وَترك مَا هُوَ علته فِي الْحَقِيقَة، وَهُوَ أَيْضا مُنْقَطع.
وَذكر حَدِيث امْرَأَة إِذا تطيبت لِلْخُرُوجِ.
وَأعله بِرَجُل، وَترك آخر.
وَذكر: " [كَانَ] بِالْمَدِينَةِ تِسْعَة مَسَاجِد ".
وَأعله بِالْإِرْسَال، وَهُوَ لَا يَصح مُرْسلا.
وَذكر الْأَمر بِبِنَاء الْمَسَاجِد وَأَن تطيب وتنظف، وَزِيَادَة: " وَتصْلح صنعتها " وفاضل بَينهمَا.
وَالْأَمر صَحِيح، وَالثَّانِي ضَعِيف، فَلَا يَنْبَغِي أَن نضرب أَحدهمَا من الآخر.
وَذكر: " ابْنُوا الْمَسَاجِد جما ".
وَحَدِيث النَّهْي عَن الصَّلَاة فِي مَسْجِد مشرف.
وَلم يبين أَنَّهُمَا متصلان ومنقطعان، ولكنهما غير صَحِيحَيْنِ.
وَذكر: " مَا أمرت بتشييد الْمَسَاجِد ".
سكت عَنهُ، وَفِيه نظر على أَصله.
وَذكر: " الأَرْض كلهَا مَسْجِد ".(5/679)
وَأعله بالاختلاف فِيهِ، وَترك الشَّك فِيهِ.
وَذكر النَّهْي عَن الصَّلَاة تجاه حش، أَو حمام، أَو مَقْبرَة.
وَأعله بعلة وَترك أُخْرَى.
وَذكر حَدِيث النَّهْي عَن الصَّلَاة بِأَرْض بابل.
وَأعله بِابْن لَهِيعَة، وَلم يبين أَنه مقرون.
وَذكر حَدِيث طلق.
وَقد تقدم التَّنْبِيه عَلَيْهِ فِي بَاب الْوضُوء من مس الذّكر.
وَذكر حَدِيث حَصى الْمَسْجِد.
فَلم يتَبَيَّن مِمَّا اتبعهُ مذْهبه فِيهِ، وَهُوَ ضَعِيف.
وَذكر: " من اقتراب السَّاعَة أَن يرى الْهلَال قبلا، وَأَن تتَّخذ الْمَسَاجِد طرقا ".
وَهُوَ غير موصل فِي مَوْضِعه.
وَذكر حَدِيث السُّؤَال فِي الْمَسَاجِد.
وَسكت عَنهُ، وَهُوَ حسن.
وَذكر حَدِيث البصاق على البوري.
وَأعله بِرَجُل وَترك أولى مِنْهُ.
وَذكر حَدِيث الَّذِي يبصق فِي الْقبْلَة.
وَأعله وَهُوَ صَحِيح، وَإِن سلمنَا لَهُ ضعفه، فَلهُ طَرِيق آخر صَحِيح.
وَذكر النَّهْي عَن / البيع وَالشِّرَاء فِي الْمَسْجِد.(5/680)
وَضَعفه، وَلم يبين بِمَاذَا، فأوهم أَن لَهُ عِلّة غير عَمْرو بن شُعَيْب عَن أَبِيه عَن جده، وَلَيْسَ بِهِ غير ذَلِك.
وَذكر النَّهْي أَن تُقَام الْحُدُود فِي الْمَسَاجِد.
وَأعله، وَلم يبين لماذا.
وَذكر: " جَنبُوا مَسَاجِدكُمْ صِبْيَانكُمْ ".
من رِوَايَة ابْن مَسْعُود من عِنْد الْبَزَّار، فاوهم أَن ذَلِك فِي مُسْنده، وَلَيْسَ هُوَ فِيهِ. فَلَعَلَّهُ من غير الْمسند.
وَذكر من رِوَايَة غَيره، وَأعله بِشَيْء، وَترك أولى مِنْهُ.
وَذكر النَّهْي عَن اتِّخَاذ الْمَسَاجِد طرقا.
وأوهم بسوقه إِيَّاه الِانْقِطَاع، وَهُوَ فِي الْحَقِيقَة مُتَّصِل.
وَذكر حَدِيث الإسراج فِي بَيت الْمُقَدّس.
وَفسّر ابْن أبي سَوْدَة، بِأَنَّهُ عُثْمَان، وَذَلِكَ خطأ، وَإِنَّمَا هُوَ أَخُوهُ زِيَاد.
وَذكر النَّهْي عَن إيطان الْمَكَان فِي الْمَسْجِد.
وَأعله بِشَيْء، وَترك غَيره.
وَذكر حَدِيث القَوْل عِنْد دُخُول الْمَسْجِد، من عِنْد أبي دَاوُد.
وَتَركه من عِنْد مُسلم، وأوهم ضعفه وَهُوَ صَحِيح.
وَذكر حَدِيث النَّهْي عَن الْجُلُوس حَتَّى يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ.(5/681)
وَترك فِيهِ زِيَادَة: " وَلَا تستخبر ".
وَذكر أَمر بِلَال أَن يشفع الْأَذَان، ويوتر الْإِقَامَة.
وَترك مِنْهُ زِيَادَة تبين مَا انبهم مِنْهُ من الْأَمر لَهُ بذلك.
وَذكر من عِنْد مُسلم حَدِيث أبي مَحْذُورَة بِصفة الْأَذَان مثنى فِيهِ التَّكْبِير، والتربيع فِيهِ صَحِيح.
وَذكر أَذَان أبي مَحْذُورَة.
وَضَعفه وَلم يبين الْعلَّة.
وَذكر الاستدارة فِي الْأَذَان.
وَضَعفه وَلم يبين الْعلَّة.
وَذكر: " حَتَّى يستبين لَك الْفجْر ".
ورده بالانقطاع، وَهُوَ لَا يَصح مُنْقَطِعًا.
وَذكر: " الإِمَام ضَامِن، والمؤذن مؤتمن ".
على أَنه مُتَّصِل، وَهُوَ مُنْقَطع، وأغفل مِنْهُ زِيَادَة لم يذكرهَا، وَهِي لَا عيب لَهَا إِلَّا الِانْقِطَاع الَّذِي خَفِي عَلَيْهِ.
وَذكر: " لَا يُؤذن لكم من يدغم الْهَاء ".
وَعزا عَقِبَيْهِ كلَاما للدارقطني، وَإِنَّمَا هُوَ كَلَام شَيْخه أبي بكر بن أبي دَاوُد.
[وَذكر حَدِيث: " أَن الْمُؤَذّن] / يغْفر لَهُ مدى صَوته ".(5/682)
وَسكت عَنهُ، وَهُوَ لَا يَصح.
وَذكر: " الدُّعَاء لَا يرد بَين الْأَذَان وَالْإِقَامَة ".
وَحسنه وَهُوَ ضَعِيف، وَترك مِنْهُ بِحَسبِهِ زِيَادَة فِيهِ، وَتَركه بِإِسْنَاد جيد، لم يذكرهُ مِنْهُ، وَزِيَادَة فِيهِ.
وَذكر تَثْنِيَة الْإِقَامَة.
وَسكت عَنهُ وَهُوَ ضَعِيف.
وَذكر: " إِن كَانَ أذانك سهلا سَمحا، وَإِلَّا فَلَا تؤذن ".
وَضَعفه وَلم يبين مَوضِع الْعلَّة.
وَذكر أَن الثتويب بِدعَة وَضَعفه، وَهُوَ حسن. وَذكر إِقَامَة عبد الله بن زيد.
وَلم يبين علته؛ وَترك دون من أبرز، من لَا يَصح مَعَه فَلم يذكرهُ.
وَذكر: " ناداه أَو حَرَكَة بِرجلِهِ ".
وَضَعفه، وَلم يبين مَوضِع الْعلَّة فِيهِ.
وَذكر: " ثمَّ لَا يُقيم، حَتَّى يخرج النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - " من مُسلم.
وَلم يبين أَنه من رِوَايَة سماك.
وَذكر: " لَا يُصَلِّي فِي الثَّوْب الْوَاحِد لَيْسَ على عَاتِقه مِنْهُ شَيْء ".
وَترك: " لَيْسَ على عَاتِقه شَيْء ".
وَذكر: " إِن كَانَ وَاسِعًا فالتحف بِهِ ".
وَسكت عَنهُ، وَهُوَ حسن.(5/683)
وَذكر حَدِيث الصَّلَاة فِي الْقَمِيص.
وَلم يبين مَوضِع الْعلَّة مِنْهُ.
وَذكر: " لَا يشْتَمل اشْتِمَال الْيَهُود " وَضَعفه.
وَأعرف لَهُ طَرِيقا جيدا.
وَذكر: " ازرره وَلَو بشوكة ".
وَفسّر رَاوِيا من رُوَاته، وَغلط فِي تَفْسِيره.
وَذكر: " إِن الله أَحَق من تزين لَهُ ".
وَلم يعين من أَيْن نَقله.
وَذكر الْأَمر بِوَضْع النَّعْلَيْنِ بَين الْقَدَمَيْنِ.
وأوهم ضعف رجل مُخْتَلف فِيهِ، وغالب أمره أَنه ثِقَة.
وَذكر حَدِيث عَائِشَة حِين نزلت على صَفِيَّة بنت طَلْحَة الطلحات.
وَلم يبين أَنه مُنْقَطع، وَفِيه وهم، وَإِنَّمَا هِيَ عَائِشَة بنت طَلْحَة الطلحات.
وَذكر: حَدِيث الصَّلَاة على الْحَصِير.
وَضعف رجَالًا لاب لَهُ مضعفا [وَضَعفه بِرَجُل مَا بِهِ ضعف] .
وَذكر صَلَاة: " لَا يقبل الله صَلَاة رجل فِي جسده شَيْء من خلوق ".
وَأعله بِمَا لَيْسَ بعلة وَترك علته.
وَذكر: " لَا يُؤمن الرجل فِي سُلْطَانه ".
وَترك مِنْهُ زِيَادَة صَحِيحَة /.
وَذكر: " يؤمكم أقرؤكم ".
وَنسبه إِلَى كتاب الْإِعْرَاب لِابْنِ حزم، وَهُوَ فِيهِ غير موصل، وَذكر(5/684)
الحَدِيث أَبُو أَحْمد.
وَذكر: " من أم قوما وَفِيهِمْ من هُوَ أَقرَأ مِنْهُ ".
ورده بِرَجُل، وَترك اضعف مِنْهُ لم يُبينهُ.
وَذكر: " إِن سركم أَن تزكوا صَلَاتكُمْ ".
وَأعله بِرَجُل، وَترك غَيره.
وَذكر: " اجعلوا أئمتكم خياركم ".
وَأعله بِرَجُل وَترك غَيره.
وَذكر: " صلوا على من قَالَ: لَا إِلَه إِلَّا الله ".
وَأعله بضعيف، وَترك كذابا لم يعرض لَهُ.
وَذكر: " يكره للمؤذن أَن يكون إِمَامًا ".
وَالْأَمر فِيهِ كَذَلِك.
وَذكر: " ثَلَاث لَا يقبل الله مِنْهُم صَلَاة.
ورده بِرَجُل، وَأعْرض عَن آخر مَجْهُول.
وَذكر: " الإِمَام ضَامِن فَمَا صنع فَاصْنَعُوا ".
وَهُوَ مَشْكُوك فِي صِحَّته، وَقد سكت عَنهُ.
وَذكر إِمَامَة أم ورقة بقومها.
وَسكت عَنهُ، وَهُوَ لَا يَصح، وَقَوله: بنت الْحَارِث خطأ، وَإِنَّمَا هِيَ بنت عبد الله بن الْحَارِث.
وَذكر صَلَاة ابْن مَسْعُود بَين عَلْقَمَة وَالْأسود.(5/685)
وَفِي نَقله تغير فِي اسْم أحد رُوَاته.
وَذكر: " توسطوا الإِمَام وسدوا الْخلَل ".
وَزَاد فِي إِسْنَاده من لَيْسَ مِنْهُ، وَهُوَ لَا يَصح، وَلم يبين علته.
وَذكر: " من أم النَّاس فَأصَاب الْوَقْت ".
وَسكت عَنهُ، وَهُوَ لَا يَصح، وَترك مِنْهُ زِيَادَة هِيَ بِإِسْنَادِهِ الْمَذْكُور، وَله إِسْنَاد آخر يتبدل فِيهِ رجل بأوثق مِنْهُ.
وَذكر حَدِيث: " أَخذ الْقِرَاءَة من حَيْثُ انْتهى أَبُو بكر ".
وَسكت عَنهُ، وَهُوَ ضَعِيف.
وَذكر مكثه يَسِيرا إِذا سلم.
وَترك فِيهِ زِيَادَة من عِنْد البُخَارِيّ.
وَذكر: " لَا يصل الإِمَام فِي الْموضع الَّذِي صلى فِيهِ حَتَّى يتَحَوَّل ".
ورده بالانقطاع، وَهُوَ لَا يَصح مُنْقَطِعًا.
وَذكر حَدِيث: " إِذا أَتَى أحدكُم وَالْإِمَام على حَال ".
وَلم يبين علته، وَقد ضعفه.
وَذكر: " لَا تفتح على الإِمَام ".
ورده بالانقطاع، وَهُوَ لَا يَصح مُنْقَطِعًا فَإِنَّهُ ضَعِيف.
وَذكر: " وَهَذِه من صَلَاة الْجَمَاعَة ".
وأبرز الْقَاسِم / أَبَا عبد الرَّحْمَن، وَلم يبين مَا بِهِ.(5/686)
وَذكر: " الِاثْنَان جمَاعَة ".
وَضَعفه بِرَجُل، وَترك آخر، وَكَذَلِكَ: " الِاثْنَان فَمَا فَوق ذَلِك جمَاعَة ".
وَذكر: " ليستتر لصلاته وَلَو بِسَهْم ".
وَسكت عَنهُ، وَهُوَ ضَعِيف.
وَذكر: " وَلَو بدق شَعْرَة فِي الستْرَة ".
ورده بِرَجُل، وَترك آخر.
وَذكر من طَرِيق أبي دَاوُد: " وَلَا يصمد لَهُ صمدا ".
وَعلله، وَلم يبين علته.
وَذكر حَدِيث عمر فِي الدنو من الْقبْلَة.
ورده بالانقطاع، وَلم أَجِدهُ عِنْد من عزاهُ إِلَيْهِ.
وَذكر حَدِيث الْعَبَّاس فِي الصَّلَاة فِي حَاشِيَة المطاف.
فنسبه إِلَى غير رَاوِيه، وَفسّر صحابيه بآخر، وَلم يبين مَعَ ذَلِك علته.
وَذكر قطع الصَّلَاة وَأَن الْمُرُور لَا يضر على قذفه بِحجر.
وَلم يبين علته.
وَذكر: " قطع صَلَاتنَا قطع الله أَثَره ".
وَلم يبين عِلّة ضعفه، وَغلط فِي نسبه الحَدِيث إِلَى الْمَار بَين يَدي النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
وَذكر: " لَا يقطع الصَّلَاة شَيْء ".(5/687)
وَأعله بِالْإِرْسَال، وَترك مَا هُوَ فِي الْحَقِيقَة علته.
وَذكر حَدِيث: " الْهِرَّة لَا تقطع الصَّلَاة ".
وَضَعفه بِرَجُل، وَأعْرض عَن غَيره.
وَذكر إمْسَاك القط بِالرجلِ أَن يمر.
وَسكت عَنهُ، وَفِيه مَجْهُول.
وَذكر حَدِيث الجدي الَّذِي أَرَادَ أَن يمر.
وَسكت عَنهُ، وَهُوَ مُنْقَطع.
وَذكر حَدِيث: " هن أغلب ".
وَسكت عَنهُ، وَفِيه من لَا يعرف.
وَذكر: " لَو يعلم الْمُصَلِّي " من رِوَايَة أبي جهم.
وأردفه زِيَادَة: " أَرْبَعِينَ خَرِيفًا " كَأَنَّهَا عَن أبي جهم، وَلَيْسَت عَنهُ.
وَذكر حَدِيث النَّهْي عَن الصَّلَاة خلف النَّائِم والمتحدث.
ورده بالانقطاع، وَلم يبين ضعفه، وَهُوَ ضَعِيف.
وَذكر حَدِيث الْأَمر للرجل الَّذِي صلى إِلَى رجل بِالْإِعَادَةِ.
على أَنه مُتَّصِل، وَهُوَ غير مَوْصُول.
وَذكر قطع عَائِشَة الثَّوْب وسائد.
وأردفه من البُخَارِيّ لفظا كَأَنَّهُ من عَائِشَة، وَلَيْسَ كَذَلِك.
وَذكر حَدِيث / النَّهْي أَن يتَكَلَّم الرّجلَانِ وَبَينهمَا أحد.
وَلم يرمه بسوى الْإِرْسَال، وَهُوَ لَا يَصح مُرْسلا.
وَذكر حَدِيث ميامن الصُّفُوف.(5/688)
فَسكت عَنهُ، وَهُوَ حسن.
وَذكر يصلى على الصَّفّ الأول ثَلَاثًا، وعَلى الثَّانِي وَاحِدَة.
وَسكت عَنهُ، وَهُوَ ضَعِيف.
وَذكر: " ولينوا بأيدي إخْوَانكُمْ ".
على أَنه مُتَّصِل، وَهُوَ مُرْسل. وَذكر: " خياركم ألينكم مناكب فِي الصَّلَاة ".
ورده بِرَجُل وَترك آخر.
وَذكر: " اتقاء الصَّلَاة بَين السَّوَارِي ".
وَضَعفه بِرَجُل مَا بِهِ ضعف.
وَذكر حَدِيث أبي بكرَة فِي رُكُوعه دون الصَّفّ.
وَترك مِنْهُ زِيَادَة مفسرة.
وَذكر حَدِيث: " وصف النَّاس خَلفه، وَعَن يَمِينه وَعَن يسَاره ".
وَأعله بِرَجُل، وَترك أولى مِنْهُ.
وَذكر: " لَا يتَقَدَّم الصَّفّ الأول أَعْرَابِي " الحَدِيث.
ورده بِرَجُل، وَترك غَيره رجلَيْنِ.
وَذكر: " من أحسن صلَاته حَيْثُ يرَاهُ النَّاس ".
وَسكت عَنهُ، وَهُوَ ضَعِيف.
وَذكر حَدِيث: " واستقبلوا قبلتنا ".
وَلم يبين أَنه من رِوَايَة نعيم بن حَمَّاد.
وَذكر: " صلَاتهم حِين خفيت عَلَيْهِم الْقبْلَة ".(5/689)
وَلم يبين علته.
وَذكر أَن ذَلِك أَيْضا رُوِيَ من حَدِيث جَابر.
ولفق مَا ذكر من متنين لَهما إسنادان، لكل وَاحِد عِلّة غير عِلّة الآخر.
وَذكر حَدِيث الرّفْع بَين السَّجْدَتَيْنِ.
وَلم يذكر مَا صَحَّ فِي ذَلِك، وَأبْعد النعجة فِيمَا ذكر. وَحَدِيث مَالك بن الْحُوَيْرِث من غير ذكر السُّجُود فِيهِ، وَزِيَادَة السُّجُود فِيهِ صَحِيحَة.
وَذكر حَدِيث عشرَة من أَصْحَاب رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فيهم أَبُو قَتَادَة على أَنه مُتَّصِل، وَلَيْسَ بِمُتَّصِل.
وَذكر حَدِيث أبي حميد الْمَذْكُور من رِوَايَة عَبَّاس، أَو عَيَّاش بن سهل.
وَسكت عَنهُ، وَلَيْسَ بِصَحِيح.
وَذكر: " فَلم يرفع يَدَيْهِ إِلَّا فِي أول مرّة ".
وَضَعفه، وَهُوَ عِنْد طَائِفَة صَحِيح.
وَذكر حَدِيث وضع الْيَمين على الْيَسَار.
ورده بِرَجُل مَا بِهِ بَأْس، وَأتبعهُ رِوَايَة [من] / سكت عَنهُ، وَالْأول خير مِنْهُ.
وَذكر: " السّنة وضع الْكَفّ على الْكَفّ تَحت السُّرَّة ".
وَسكت عَنهُ، وَهُوَ ضَعِيف.
وَذكر: " الْأَمر بالْقَوْل بَين التَّكْبِير وَالْقِرَاءَة ".
وَلم يبين علته.
وَذكر حَدِيث السكتتين.(5/690)
وَسكت عَنهُ، وَهُوَ من رِوَايَة مختلط.
وَذكر: " إِذا نَهَضَ فِي الثَّانِيَة استفتح بِالْحَمْد ".
وَنسبه إِلَى مُسلم، وَهُوَ لم يخرج ذَلِك اللَّفْظ، وَالَّذِي عِنْده هُوَ مُنْقَطع.
وَذكر القَوْل: " إِذا قَامَ إِلَى الصَّلَاة من اللَّيْل ... ".
وَضَعفه وَهُوَ حسن، وأضاف مرسله إِلَى غير مرسله.
وَذكر: " لم يزل يجْهر بِبسْم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم حَتَّى قبض ".
وَأعله وَلم يبين علته.
وَذكر: " إِذا قَرَأْتُمْ الْحَمد فاقرؤوا بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم ".
بِقِطْعَة من إِسْنَاده.
وَأتبعهُ قولا يقْضِي بِصِحَّتِهِ، وَهُوَ لَا يَصح، وَجعل رجلا من رُوَاته من لَيْسَ إِيَّاه.
وَذكر زِيَادَة آيَتَيْنِ بعد أم الْقُرْآن.
وَأعله بِرَجُل، وَترك أولى مِنْهُ.
وَذكر: " من صلى صَلَاة لم يقْرَأ فِيهَا بِأم الْقُرْآن، فَلم يصل إِلَّا وَرَاء إِمَام " مَرْفُوعا.
وَهُوَ لم يرو مَرْفُوعا، وَالَّذِي رَوَاهُ يحيى بن سَلام، وَهُوَ غير ذَلِك، وَلم يبين ضعفه.
وَذكر: " انْصَرف من صَلَاة جهر فِيهَا بِالْقِرَاءَةِ ".
نسبه إِلَى مَوضِع، وَترك أَعلَى مِنْهُ.(5/691)
وَذكر: " مَا أرى الإِمَام إِذا أم الْقَوْم إِلَّا قد كفاهم ".
وأوهم ضعفه، وَهُوَ حسن.
وَذكر: " أم الْقُرْآن عوض عَن غَيرهَا ".
وَسكت عَنهُ، وَهُوَ لَا يَصح.
وَذكر: " إِذا قَرَأَ {غير المغضوب عَلَيْهِم وَلَا الضَّالّين} ، فأنصتوا ".
وَلم يبين علته.
وَذكر رفع الصَّوْت بآمين.
وَلم يبين مَا منع من تَصْحِيحه.
وَذكر إسماع من يَلِيهِ من الصَّفّ الأول.
وَلم يبين حَاله الَّذِي ضعفه بِهِ، وَترك من هُوَ أولى مِنْهُ.
وَذكر الْقِرَاءَة بطولى الطوليين فِي الْمغرب.
وَسكت عَنهُ، وَهُوَ من رِوَايَة مَرْوَان بن الحكم.
وَذكر حَدِيث: " لَا تُجزئ الْمَكْتُوبَة إِلَّا بِفَاتِحَة الْكتاب وَثَلَاث آيَات ".
وَلم / يعزه، وَضَعفه، وَله لفظ صَحِيح.
وَذكر حَدِيث قِرَاءَة: {وَالنَّخْل باسقات} فِي الصَّحِيح.
وَأتبعهُ زِيَادَة من التِّرْمِذِيّ وَتركهَا عِنْد مُسلم.
وَذكر: " ثمَّ كَانَت صلَاته بعد تَخْفِيفًا " من مُسلم.
وَلم يبين أَنَّهَا من رِوَايَة سماك.(5/692)
وَذكر قِرَاءَة المعوذتين فِي الصُّبْح.
وَسكت عَنهُ، وَهُوَ من رِوَايَة مُعَاوِيَة بن صَالح.
وَذكر: " صلى صَلَاة فَلم يقْرَأ بِفَاتِحَة الْكتاب ".
وَضَعفه بِرَجُل، وَترك آخر.
وَذكر قِرَاءَة السَّجْدَة فِي الظّهْر.
وَلم يبين من أَمر إِسْنَاده شَيْئا، وَهُوَ ضَعِيف.
وَذكر سُجُود التِّلَاوَة فِي الصُّبْح من كتاب شَرِيعَة المقارئ.
وَسكت عَنهُ، وَهُوَ لَا يَصح، وأبرز إِسْنَاده.
وَذكر أَن فِي كتاب مُسلم: " قنت قبل الرُّكُوع ".
وَلَيْسَ ذَلِك بالبين، وَلكنه صَحِيح عِنْد غَيره.
وَذكر تَقْدِير الرُّكُوع وَالسُّجُود بِثَلَاث تسبيحات.
وَضَعفه، وَلم يبين علته.
وَذكر تَقْدِير الرُّكُوع بِعشر تسبيحات، وَكَذَلِكَ السُّجُود.
وَسكت عَنهُ، وَلَا يَصح.
وَذكر قِرَاءَة الْبَقَرَة، وَالنِّسَاء، وَآل عمرَان فِي رَكْعَة.
وَترك فِيهَا زيادات.
وَذكر من عِنْد أبي دَاوُد الْجمع بَين: " سمع الله لمن حَمده، اللَّهُمَّ رَبنَا لَك الْحَمد ".
وَقَالَ: خرجه مُسلم.(5/693)
وَلَا يبين ذَلِك عِنْده.
وَذكر وُقُوع الرُّكْبَتَيْنِ قبل الْيَدَيْنِ فِي السُّجُود.
وأوهم بِكَلَامِهِ رِوَايَة همام إِيَّاه عَن عَاصِم، وَلَيْسَ كَذَلِك، وَهُوَ أَيْضا لَا يَصح مُرْسلا.
وَذكر: " ينْهض على صُدُور قَدَمَيْهِ ".
ورده بِرَجُل وَترك آخر.
وَذكر: " وليضم فَخذيهِ ".
وَسكت عَنهُ، وَهُوَ حسن.
وَذكر: " اتَّقِ برد الْحَصَا ".
وَضَعفه وَلم يبين علته.
وَذكر: " لَا تكشف سترا وَلَا تكف شعرًا ".
ورده بالانقطاع، وَهُوَ مَعَ ذَلِك لَا يَصح. وَذكر: " لَا صَلَاة لمن لم يضع أَنفه على الأَرْض ". وَسكت عَنهُ، وَهُوَ لَا يَصح.
وَذكر مَا يُقَال بَين السَّجْدَتَيْنِ.
وَترك مِنْهُ زِيَادَة.
وَذكر الِاعْتِمَاد على الْيَدَيْنِ / فِي حِين النهوض من السُّجُود.
وَلم يبين حَال الْمُنْفَرد بِهِ.
وَذكر فِي الِاعْتِمَاد على الْيُسْرَى أَنَّهَا قعدة المغضوب عَلَيْهِم والضالين.(5/694)
وَلم يبين إرْسَاله.
وَذكر صفة الْإِشَارَة بالسبابة فِي التَّشَهُّد، من حَدِيث نمير الْخُزَاعِيّ.
وَسكت عَنهُ، وَلَا يَصح.
وَذكر النَّهْي عَن الِانْصِرَاف قبل انْصِرَافه من الصَّلَاة.
وَسكت عَنهُ، وَهُوَ لَا يَصح.
وَذكر: " ويل لأهل النَّار ".
وَلم يبين علته، وَلكنه أبرز من إِسْنَاده.
وَذكر النَّسَائِيّ قبالة الْوَجْه.
وَأعله بِرَجُل، وعلته غَيره، وَزَاد فِي إِسْنَاده من لَيْسَ مِنْهُ.
وَذكر الْأَمر بِالرَّدِّ على الإِمَام، والتحاب وَالسَّلَام.
وَضَعفه، وَترك لَهُ طَرِيقا جيدا.
وَذكر: " سلمُوا على قارئكم ".
وَضَعفه بِرَجُل وَترك غَيره.
وَذكر: " حذف السَّلَام سنة ".
وقنع بتصحيح التِّرْمِذِيّ، وَهُوَ لَا يَصح.
وَذكر التَّكْبِير بعد الصَّلَاة.
وَلم يبين أَن رَاوِيه أنكرهُ.
وَذكر التسليمتين.(5/695)
وَنسب ذَلِك إِلَى غير رَاوِيه.
وَذكر الْجُلُوس بعد الصُّبْح إِلَى الضُّحَى.
وَسكت عَنهُ، وَهُوَ ضَعِيف.
وَذكر: " إِذا صليت فضع بَصرك حَيْثُ تسْجد ".
وَلم يبين علته.
وَذكر: " يَا أَفْلح ترب وَجهك ".
وَضَعفه بِرَجُل، وَأعْرض عَن آخر لَا يعرف، وَأرَاهُ غلط فَظَنهُ مَعْرُوفا.
وَذكر: " ذَلِك كفل الشَّيْطَان " - يَعْنِي عقص الشّعْر.
وَسلم تَارِيخا، حَكَاهُ الطَّحَاوِيّ فِي وَفَاة المَقْبُري، وَهُوَ متعقب.
وَذكر: " لَا تُؤخر الصَّلَاة لطعام وَلَا لغيره ".
وَضَعفه بقول أغْلظ مِمَّا يَنْبَغِي.
وَذكر التَّقَدُّم والتأخر للسبحة.
وَضَعفه برجلَيْن، وَترك ثَالِثا.
وَذكر: " لَا صَلَاة لملتفت ".
وَضَعفه، وَلم يذكر علته.
وَذكر حَدِيث طلق فِيمَن أحدث فِي الصَّلَاة.
وَهُوَ حَدِيث لَا يَصح، وأوهم فِيهِ الصِّحَّة بقوله: حَدِيث عَائِشَة أصح.
وَذكر: " يلحظني فِي الصَّلَاة يَمِينا شمالا ".(5/696)
وَلم يبين إِلَّا حَاله بِأَنَّهُ غَرِيب، وَهُوَ حَدِيث صَحِيح /.
وَذكر: " إِذا قَامَ أحدكُم فِي الصَّلَاة فَلَا يمسح الْحَصَى ".
وَسكت عَنهُ، وَلَيْسَ يَنْبَغِي أَن يُقَال فِيهِ صَحِيح.
وَذكر حَدِيث: " رد السَّلَام إِشَارَة ".
وأوهم ضعفه، وَهُوَ حسن.
وَذكر: " من أَشَارَ فِي صلَاته إِشَارَة تفهم عَنهُ فليعدها ".
وَنسب عَقِبَيْهِ قولا للدارقطني، وَلم يقلهُ، إِنَّمَا هُوَ قَول شَيْخه.
وَذكر الْأَمر بقتل مَا يقتل فِي الصَّلَاة بالنعل الْيُسْرَى، من الْمَرَاسِيل.
وَالَّذِي فِيهَا لَيْسَ إِلَّا الْعَقْرَب، وَالْخَبَر الْمَذْكُور مُنْقَطع.
وَذكر هَيْئَة صَلَاة الْمَرِيض.
وَضَعفه بِذكر رجل، وَترك فَوْقه وَتَحْته من يعتل بِهِ.
وَذكر النَّهْي عَن إِلْقَاء القملة لمن وجدهَا فِي الصَّلَاة.
وَأسْقط مِنْهُ ذكر: " فِي الْمَسْجِد ".
وَذكر حَدِيث العمود فِي الْمصلى للاعتماد عَلَيْهِ.
وَغلط بِرَجُل لآخر.
وَذكر حَدِيث الصَّلَاة على الرَّاحِلَة، من مُسلم.
وَلم يبين أَنه من رِوَايَة حَرْمَلَة.
وأردفه حَدِيث جَابر فِي الْإِيمَان وَلم يبين أَنه من رِوَايَة أبي الزبير مُعَنْعنًا من غير رِوَايَة اللَّيْث عَنهُ، وإرداف حَدِيث جَابر على حَدِيث ابْن عمر خطأ.(5/697)
وَذكر الصَّلَاة فِي السَّفِينَة.
ورده بِرَجُل، وَترك آخر.
وَذكر جَاءَهُ الشَّيْطَان فَلبس عَلَيْهِ.
وأردفه زِيَادَة لم يبين أَنَّهَا عَن ابْن إِسْحَاق.
وَذكر حَدِيث الْمُغيرَة فِي ترك الجلسة الْوُسْطَى.
وَسكت عَنهُ، وَهُوَ من رِوَايَة مختلط.
وَذكر التَّكْبِير حِين رَجَعَ يَوْم ذِي الْيَدَيْنِ، مُرْسلا.
وَلم يبين عيب إِسْنَاده سوى الْإِرْسَال.
وَذكر حَدِيث التَّشَهُّد فِي السَّجْدَتَيْنِ بعد السَّلَام، مردفا حَدِيث مُسلم.
وَلَيْسَ ذَلِك بالبين فِيهِ.
وَذكر حَدِيث التَّسْلِيم بعد سَجْدَتي السَّهْو.
وَسكت عَنهُ، وَهُوَ مَشْكُوك فِي اتِّصَاله.
وَذكر حَدِيث ابْن مَسْعُود: " إِذا كنت فِي صَلَاة فشككت فِي ثَلَاث أَو أَربع ".
ورده بالانقطاع، وَلم يعرض لضعف خصيف.
وَذكر: " إِن الله تجَاوز عَن أمتِي السَّهْو / فِي الصَّلَاة ".
وَنسبه إِلَى غير رَاوِيه، وَهُوَ هِشَام بن خَالِد.
وَذكر الْجمع بَين الصَّلَاتَيْنِ إِذا حفزه أَمر.
وَلم يعزه، وَلم يبين علته.(5/698)
وَذكر التَّقْصِير بالعقيق وبذي طوى.
وَلم يبين انْقِطَاعه، وَذكره على أَنه مُرْسل.
وَذكر صلَاته فِي المَاء والطين.
وَلم يبين علته وَسكت عَنهُ.
وَذكر حَدِيث أنس فِي ذَلِك.
وَهُوَ غير موصل الْإِسْنَاد، وَلم يبين ذَلِك.
وَذكر الْأَمر بِالْإِيمَاءِ فِي الطين.
وَضَعفه، وَلم يبين عِلّة ذَلِك.
وَذكر صَلَاة الْخَوْف يَوْم ذَات الرّقاع.
وَقيس الصَّحَابِيّ الْمشَاهد بِأَنَّهُ سهل بن أبي حثْمَة، وَذَلِكَ خطأ.
وَذكر صَلَاة الْخَوْف عَن أبي بكرَة.
وَيَنْبَغِي أَن يكون مُرْسلا.
وَكَذَلِكَ ذكر عَنهُ صلَاته عَلَيْهِ السَّلَام بهم صَلَاة الْمغرب.
وَالْقَوْل فِيهِ كَذَلِك، وَفِيه أَيْضا مَجْهُول.
وَذكر الْأَمر بِالْفَصْلِ بِالسَّلَامِ بَين الشفع وَالْوتر.
وَسقط فِي ذكره من إِسْنَاده وَاحِد أَو اثْنَان.
وَذكر حَدِيث أبي أَيُّوب فِي الْوتر.
وَرجح وَقفه، وَلَيْسَ كَذَلِك، فَإِنَّهُ رافعيه ثِقَات.
وَذكر حَدِيث أبي فِيمَا يقْرَأ فِي الشفع وَالْوتر.(5/699)
وَرجحه على حَدِيث عَائِشَة، وَلم يبين عِلّة حَدِيث عَائِشَة.
وَذكر حَدِيث: " من أصبح فَلَا وتر لَهُ ".
وَلم يعزه، ورده بِأبي هَارُون الْعَبْدي.
وَذكر الْوتر أول اللَّيْل وَآخره.
وَأبْعد فِيهِ النجعة.
وَذكر صلَاته عَلَيْهِ السَّلَام من اللَّيْل ثَلَاث عشرَة رَكْعَة بركعتي الْفجْر.
من مُسلم.
وَهُوَ من رِوَايَة حَرْمَلَة، وَفِي لَفظه تثبج، وَحَدِيث أبي دَاوُد أصح إِسْنَادًا ولفظا.
وَذكر النَّهْي عَن البتيراء.
وَعلله بِرَجُل وَترك غَيره.
وَذكر: " عَلَيْكُم بِصَلَاة اللَّيْل ".
وَعلله بِغَيْر علته.
وَذكر حَدِيث بِلَال فِي صَلَاة اللَّيْل.
فأعله بِرَجُل وَترك غَيره.
وَذكر حَدِيث أبي أُمَامَة.
وَلم يبين أَنه عِنْد التِّرْمِذِيّ غير موصل.
وَذكر الْأَمر بِالصَّلَاةِ بعد الْمَكْتُوبَة لما قل أَو كثر.(5/700)
وَضَعفه بضعيف، وَترك كذابا.
وَذكر / حَدِيث سعد بن هِشَام عَن عَائِشَة فِي صَلَاة اللَّيْل من عِنْد مُسلم.
وَهُوَ مختلط، حدث بِهِ بعد اخْتِلَاطه.
وَذكر يرفع طورا ويخفض طورا.
وَسكت عَنهُ، وَهُوَ ضَعِيف.
وَذكر قدر مَا يسمعهُ من فِي الْحُجْرَة وَهُوَ فِي الْبَيْت.
وَسكت عَنهُ وَهُوَ ضَعِيف.
وَذكر حَدِيث تَاجر الْبَحْرين.
وَهُوَ مُرْسل صَحِيح فِي المراسل، خلاف مَا حكى عَن الدوري.
وَذكر: " كَانَت قِرَاءَته الزمزمة ".
وَضَعفه بِرَجُل وَترك آخر.
وَذكر: " الجاهر بِالْقُرْآنِ كالجاهر بِالصَّدَقَةِ ".
وَسكت عَنهُ، وَهُوَ حسن.
وَذكر ترديد: " إِن تُعَذبهُمْ فَإِنَّهُم عِبَادك ".
وَضَعفه، وَهُوَ حسن.
وَذكر: " لَو كتبت عَلَيْكُم مَا قُمْتُم بهَا ".
على أَنه من رِوَايَة عَائِشَة، وَلَيْسَ كَذَلِك.
وَذكر الْأَمر بركعتي الْفجْر.
وَسكت عَنهُ، وَهُوَ لَا يَصح.(5/701)
وَذكر: " لَا تدعوهما وَإِن طردتكم الْخَيل ".
وَعرف براو من رُوَاته، وَهُوَ يحْتَمل أَن يكون غير مَا ذكر، وَلم يبين مَعَ ذَلِك عِلّة الْخَبَر.
وَذكر: " لَو أَصبَحت أَكثر مِمَّا أَصبَحت ".
وَسكت عَنهُ، وَهُوَ ضَعِيف.
وَذكر حَدِيث الَّذِي قضى رَكْعَتي الْفجْر بعد الصُّبْح.
ورده بالانقطاع، وَلم يبين ضعفه مَعَ ذَلِك.
وَذكر: " لَا صَلَاة بعد الْفجْر إِلَّا سَجْدَتَيْنِ ".
وَلم يُصَحِّحهُ، وَلَا بَين علته، وأوهم أَن لحَدِيث ابْن عمر طرقا وَلم يبين ذَلِك.
وَذكر: " أَوْصَانِي خليلي بِثَلَاث ".
وَحسنه وَهُوَ ضَعِيف، وَهُوَ فِي كتاب مُسلم بطرِيق آخر صَحِيح.
وَذكر حَدِيث عَليّ فِي رَكْعَات النَّهَار.
وَسوى بَين روايتي شُعْبَة وحصين، بإرداف إِحْدَاهمَا على الْأُخْرَى، وليستا بِسَوَاء.
وَذكر: " رحم الله امْرأ صلى قبل الْعَصْر أَرْبعا ".
وَسكت عَنهُ، وَهُوَ ضَعِيف.
وَذكر: " بَين كل أذانين صَلَاة لمن شَاءَ " من عِنْد مُسلم.(5/702)
وَفِيه راو مختلط.
وَذكر الصَّلَاة فِي الْمَسْجِد بعد الْمغرب، وَقَوله: " عَلَيْكُم بِهَذِهِ الصَّلَاة فِي بُيُوتكُمْ ".
وَضَعفه وَلم يبين علته.
وَذكر إطالة النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الرَّكْعَتَيْنِ بعد الْمغرب، حَتَّى يتفرق أهل الْمَسْجِد.
وَسكت عَنهُ، وَلَا يَصح /.
وَذكر الِاغْتِسَال يَوْم الْجُمُعَة.
وَأعله بِرَجُل، وَأعْرض عَن مُتَّهم.
وَذكر أَيْضا الِاغْتِسَال وَالْخُرُوج مَاشِيا.
وَأعله وَلم يبين علته.
وَذكر الْأكل يَوْم الْفطر قبل الغدو والإمساك يَوْم النَّحْر.
وَأتبعهُ قَول التِّرْمِذِيّ: إِنَّه غَرِيب، وَهُوَ عِنْدِي صَحِيح.
وَذكر التَّكْبِير حِين الغدو.
واقتطع الْإِسْنَاد من ضَعِيف، وطوى دونه ذكر كَذَّاب.
وَذكر صَدَقَة النِّسَاء يَوْم الْعِيد.
وأردفه من أبي دَاوُد زِيَادَة، وَلَيْسَت عَن ذَلِك الصَّحَابِيّ.
وَذكر حَدِيث تَكْبِير الْعِيد.
وَأتبعهُ تَصْحِيح البُخَارِيّ - زعم -، وَأعْرض عَن ضعف رَاوِيه.
وَذكر حَدِيث الركب الَّذين شهدُوا أَنهم أهلوا الْهلَال أمس.
وَسكت عَنهُ، وَهُوَ ضَعِيف.(5/703)
وَذكر مُخَالفَة الطَّرِيق فِي الرُّجُوع يَوْم الْعِيد.
وَسكت عَنهُ، وَإِنَّمَا هُوَ حسن.
وَذكر الرُّجُوع على الطَّرِيق الَّذِي خرج عَلَيْهِ.
وَسكت عَنهُ، وَلَا يَصح.
وَذكر صَلَاة الْعِيد فِي الْمَسْجِد من أجل الْمَطَر.
وَسكت عَنهُ، وَلَا يَصح.
وَذكر النَّهْي عَن الْخُرُوج بِالسِّلَاحِ يَوْم الْعِيد.
وَلم يعبه بسوى الْإِرْسَال، وَلَا يَصح مُرْسلا.
وَذكر التَّكْبِير دبر المكتوبات.
وَأعله بضعيف، وَترك كذابا.
وَذكر أَنه اخْتلف على من لم يخْتَلف عَلَيْهِ.
وَذكر تَفْسِير التَّكْبِير الْمَذْكُور.
وَفعل فِيهِ مثل ذَلِك: من ترك ضَعِيف، وَأعْرض عَن آخر ثَالِث.
وَذكر قلب الْيَمين على الشمَال من الرِّدَاء، من البُخَارِيّ.
وَلَيْسَ مِمَّا أخرج، إِنَّمَا علقها، وَهِي عَن مختلط.
وَذكر كَيْفيَّة الْخُرُوج إِلَى الاسْتِسْقَاء.
فَجعل الْمُرْسل فِي ذَلِك غير من هُوَ، وخلط قصَّة بِقصَّة، وَمَعَ ذَلِك أعله بِرَجُل وَترك آخر.
وَذكر الدُّعَاء بباطن الْكَفَّيْنِ وظاهرهما، وَحَدِيث الْأَمر بذلك.
وَفصل عَلَيْهِمَا كَأَنَّهُمَا صَحِيحَانِ، وهما لَا يصحان.(5/704)
وَذكر: " إِذا سَأَلْتُم ربكُم فسلوه بِبَطن أكفكم ".
ورده بِالْإِرْسَال، وأوهم أَنه موصل الْإِسْنَاد إِلَى مرسله.
وَذكر فِي الاسْتِسْقَاء مُرْسل عَطاء /.
ورده بِرَجُل احْتج بِهِ فِي الاسْتِسْقَاء أَيْضا لما كَانَ من مُسلم.
وَذكر: " اللَّهُمَّ اسْقِ عِبَادك وبهائمك ".
وَلم يعرض لعَلي بن قادم.
وَذكر: " النَّهْي عَن الْإِشَارَة إِلَى السَّحَاب ".
وَلم يعبه بسوى الْإِرْسَال، وَهُوَ بِغَيْرِهِ معيب.
وَذكر فِي الْكُسُوف: " كنت أرمي وَأَنا غُلَام من الْأَنْصَار ".
وَسكت عَنهُ، وَهُوَ لَا يَصح.
وَذكر حَدِيث ابْن عَبَّاس فِي كسوف الشَّمْس وَالْقَمَر بِإِسْنَادِهِ.
وَلم يبين شَيْئا فِي حَاله، وَهُوَ لَا يَصح.
وَذكر إثره حَدِيث عَائِشَة.
وَلم يعزه، واقتطع من إِسْنَاده قِطْعَة، وَفِيمَا ترك النّظر.
وَذكر: " كأحدث صَلَاة صليتموها من الْمَكْتُوبَة ".
ورماه بالاختلاف، وَهُوَ مَا لَا يضرّهُ.
وَذكر التَّكْبِير لسجدة التِّلَاوَة.
وَسكت عَنهُ، وَهُوَ من رِوَايَة من قد ضعف بِهِ حَدِيثا.
وَذكر: " لم يسْجد فِي شَيْء من الْمفصل مُنْذُ تحول إِلَى الْمَدِينَة ".
وَضَعفه، وَلم يبين علته.
وَذكر: " خمس عشرَة سَجْدَة، مِنْهَا ثَلَاث فِي الْمفصل وثنتان فِي الْحَج ".(5/705)
ورده بِرَجُل، وَترك آخر.
وَذكر سَجْدَة الشُّكْر.
وَأعله بِرَجُل مَا بِهِ بَأْس، وَترك أَبَاهُ، وَهُوَ مَجْهُول، وأخل بِبَعْض لفظ الْخَبَر.
وَذكر: " لم يسْجد حَتَّى تطلع الشَّمْس ".
وَلم يبين أَمر الَّذِي هُوَ من أَجله ضَعِيف.
وَذكر: " إِن الله حرم على الأَرْض أَن تَأْكُل أجساد الْأَنْبِيَاء ".
وَأتبعهُ قولا احْتَاجَ إِلَى تَفْسِير فِي أَمر رجل.
وَذكر: " فِي أَن سَاعَة الْجُمُعَة بعد الْعَصْر " حَدِيث جَابر.
وَأعله بِرَجُل مَا بِهِ بَأْس.
وَذكر حَدِيث: " يقلم أَظْفَاره ويقص شَاربه قبل أَن يخرج إِلَى الْجُمُعَة ".
وأوهم أَن رَاوِيه مَعْرُوف، وَإِنَّمَا لم يُتَابع، وَهُوَ مَجْهُول.
وَذكر: " من تَوَضَّأ فبها ونعمت ".
وَضَعفه بِرَجُل لم يقدم فِيهِ شَيْئا، وَهُوَ مَتْرُوك لَا يَصح من أَجله.
وَذكر: " اغتسلوا يَوْم الْجُمُعَة وَلَو كَانَت بِدِينَار ".
كَذَا ذكره، وَإِنَّمَا هُوَ " وَلَو كأسا بِدِينَار ".
وَذكر: " احضروا الذّكر وادنوا من الإِمَام ".
وَسكت عَنهُ، وَإِنَّمَا هُوَ مُنْقَطع.
وَذكر فِيمَن / لَا تجب عَلَيْهِم الْجُمُعَة: " أَو مُسَافر ".(5/706)
وَضَعفه وَلم يبين علته.
وَذكره أَيْضا من عِنْد الْعقيلِيّ.
وَضَعفه بِرَجُل، وَترك جمَاعَة لَا يَصح مَعَ أحد مِنْهُم.
وَذكر: " الْجُمُعَة على من سمع النداء ".
وَضَعفه مَرْفُوعا، وَلم يبين علته.
وَذكر: " الْجُمُعَة على من أَواه اللَّيْل إِلَى أَهله ".
وَضَعفه، وَلم يبين مَوضِع الْعلَّة من إِسْنَاده.
وَذكر: " على الْخمسين جُمُعَة ".
ورده بِرَجُل، وَترك جمَاعَة.
وَذكر حَدِيث أم عبد الله الدوسية فِيمَن تجب عَلَيْهِم الْجُمُعَة ".
وَضَعفه وَلم يبين انْقِطَاعه.
وَذكر: " النَّهْي عَن الاحتباء يَوْم الْجُمُعَة ".
ورده بضعيف، وَلم يبين من دونه، وَهُوَ أَيْضا كَذَلِك.
وَذكر: " إِذا دنا من الْمِنْبَر سلم ".
وَضَعفه بِأَن رَاوِيه لم يُتَابع عَلَيْهِ، فأوهم أَنه ثِقَة، وَهُوَ ضَعِيف.
وَذكر: الِاكْتِفَاء بِصَلَاة الْعِيد من صَلَاة الْجُمُعَة من حَدِيث زيد، وَمن حَدِيث أبي هُرَيْرَة.
وَسكت عَنْهُمَا بل صححهما بالْقَوْل.
وَحَدِيث زيد فِيهِ مَجْهُول، وَحَدِيث أبي هُرَيْرَة لَا يرويهِ إِلَّا بَقِيَّة.(5/707)
وَذكر: " يخْطب ثمَّ يجلس فَلَا يتَكَلَّم، ثمَّ يَقُول فيخطب ".
وَلم يبين أَنه من رِوَايَة الْعمريّ.
وَذكر: " تجوز فيهمَا ".
وَسكت عَنهُ، وَهُوَ من رِوَايَة أبي سُفْيَان عَن جَابر.
وَذكر لفظ الْخطْبَة: " نحمده ونستعينه ".
وَسكت عَنهُ، وَهُوَ لَا يَصح للْجَهْل بِحَال رَاوِيه.
وَذكر: " مَا أخذت قَاف إِلَّا من فِي رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - " من رِوَايَة أبي إِسْحَاق.
وَهِي مُنْقَطِعَة، وَله طَرِيق صَحِيح.
وَذكر: " كَانَت صلَاته قصدا وخطبته قصدا ".
وأردفه لفظا آخر، وأوهم أَنه من عِنْد مُسلم، وَلَيْسَ كَذَلِك.
وَذكر: " فضل صَلَاة الصُّبْح يَوْم الْجُمُعَة ".
واقتطع من إِسْنَاده، وَترك مَا فِيهِ مَا يعله.
وَذكر: " السّفر يَوْم الْجُمُعَة ".
وَأعله بالانقطاع، وَلم يبين أَنه من رِوَايَة حجاج بن أَرْطَاة.
وَذكر: " قِرَاءَة هود يَوْم الْجُمُعَة " مَوْقُوفا.
وَإِنَّمَا هُوَ فِي الْموضع الَّذِي نَقله مِنْهُ مَرْفُوع، وَلَكِن مُرْسل.
وَذكر /: " لَا تصلوا وَالْإِمَام يخْطب ".
وَعَزاهُ إِلَى أبي سعيد الْمَالِينِي، كَذَا فِي النّسخ، وَصَوَابه أَبُو سعد.(5/708)
(بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم)
(صلى الله على مُحَمَّد وعَلى آله وَسلم تَسْلِيمًا)
(كتاب الْجَنَائِز)
ذكر حَدِيث: " لَا يتمنين أحدكُم الْمَوْت ".
ثمَّ عطف عَلَيْهِ مَا لَيْسَ عَن ذَلِك الصَّحَابِيّ الَّذِي رَوَاهُ، بل عَن آخر، ثمَّ عطف ثَالِثا هُوَ عَن الصَّحَابِيّ الَّذِي روى الأول، وَعَزاهُ إِلَى البُخَارِيّ، وَلَفظه عِنْده.
وَذكر: " من كَانَ آخر كَلَامه: لَا إِلَه إِلَّا الله ".
وَسكت عَنهُ، وحاله لَا تعرف.
وَذكر: " اقرؤوا يس على مَوْتَاكُم ".
وَسكت عَنهُ، وَهُوَ لَا يَصح.
وَذكر: " اصنعوا لآل جَعْفَر طَعَاما ".
وَلم يبين الْمَانِع من تَصْحِيحه.
وَذكر حَدِيث: " الْعَهْد قريب ".
وَسكت عَنهُ، وَلَا يَصح.
وَذكر: " النَّهْي عَن النعي ".
وَهُوَ كَذَلِك، وَترك لَهُ سندا صَحِيحا.
وَذكر: " أَربع من الْجَاهِلِيَّة ".(5/709)
وَلم يبين انْقِطَاعه، وَهُوَ من عِنْد مُسلم.
وَذكر حَدِيث قيلة.
وَقَالَ: إِنَّه مَشْهُور وَلَا يَصح.
وَذكر الرجل يَمُوت فَلَا يُوجد رجل يغسلهُ، وَالْمَرْأَة كَذَلِك.
وَلم يعبه بسوى الْإِرْسَال.
وَذكر: " خمروا وُجُوههم وَلَا تشبهوا باليهود ".
وَلم يبين علته، وَلكنه أبرز موضعهَا.
وَذكر: " وَلَا يَنْبَغِي لجيفة مُسلم أَن تقيم " الحَدِيث.
وَلم يُفَسر علته، وأوهم اتِّصَاله، وَذَلِكَ مَشْكُوك فِيهِ.
وَذكر: " إِذا وجد أحدكُم فليكفن فِي ثوب حبرَة ".
وَلم يبين لم لَا يَصح، وَهُوَ حسن.
وَذكر: " خير الْكَفَن الْحلَّة ".
وَأعله بِرَجُل وَلم يبين من هُوَ.
وَذكر: " لَا تغَالوا فِي الْكَفَن ".
وَسكت عَنهُ، وَإِنَّمَا هُوَ حسن، وَفِي سَماع الشّعبِيّ من عَليّ نظر.
وَذكر تكفين بنت النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
وَسكت عَنهُ، وَهُوَ لَا يَصح.
وَذكر البسوا الْبيَاض وكفنوا فِيهِ مَوْتَاكُم /.
وَصَححهُ، وَقد رُوِيَ مَوْقُوفا.(5/710)
وَذكر كفن فِي سَبْعَة أَثوَاب.
وَلم يَأْتِ فِي تَضْعِيفه بِحجَّة على أَصله.
وَذكر حَدِيث القطيفة الْحَمْرَاء.
وَضَعفه بِرَجُل وَترك غَيره، وأخاف أَن يكون قد تصحفت فِيهِ لَفْظَة.
وَذكر غسل الْمَيِّت بِالْمَاءِ الْبَارِد.
وَسكت عَنهُ، وَهُوَ لَا يَصح.
وَذكر لم يصل على أحد غير حَمْزَة.
وَلم يبين علته.
وَذكر الْأَمر بِنَزْع الْحَدِيد والجلود عَن قَتْلَى أحد.
وَضَعفه، وَلم يبين علته.
وَذكر إِذا صلي على الْجِنَازَة فقد انْقَطع ذمامها.
وَلم يبين لم لَا يَصح مَرْفُوعا، وأوهم أَنه وقف على إِسْنَاده وَلَيْسَ بموصل فِي الْموضع الَّذِي نَقله مِنْهُ.
وَذكر: " من تبع جَنَازَة ثَلَاث مَرَّات فقد قضى مَا عَلَيْهِ من حَقّهَا ".
وَضَعفه بِرَجُل وَترك آخر.
وَذكر: " اغسلوا مَوْتَاكُم ".
وَجَهل من إِسْنَاد رجلَيْنِ هما معروفان.
وَذكر: " نهينَا أَن نتبع جَنَازَة مَعهَا رانة ".
وَهُوَ غير موصل فِي الْموضع الَّذِي نَقله مِنْهُ، وَضَعفه، وَلم يبين علته.(5/711)
وَذكر خُرُوج النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي جَنَازَة عَمه.
وَلم يعبه بسوى الْإِرْسَال.
وَذكر: " أميران وليسا بأميرين ".
وَضَعفه بِأَمْر لم يضعف بِهِ غَيره، وَلم يبين بعض علته.
وَذكر: " قِرَاءَة الْفَاتِحَة فِي الْجَنَائِز ".
وَلم يبين علته.
وَذكر وضع الْيَمين على الشمَال فِي الْجَنَائِز.
وَهُوَ كَذَلِك.
وَذكر الطِّفْل يدعى لوَالِديهِ بالمغفرة وَالرَّحْمَة.
وَعَزاهُ إِلَى أبي دَاوُد، وَلَيْسَ عِنْده كَذَلِك.
وَذكر: " يمشي خلف الْجِنَازَة ويطيل الفكرة ".
وَأعله بِرَجُل، وَترك رجلَيْنِ.
وَذكر: " لَا تتبع الْجِنَازَة بِصَوْت وَلَا نَار ".
ورده بِمَا لَيْسَ بعلة، وَترك مَا هُوَ لَهُ عِلّة.
وَذكر: " الصَّلَاة خلف كل مُسلم، وعَلى كل مُسلم ".
وَلم يعبه بسوى الِانْقِطَاع.
وَذكر: " من صلى على جَنَازَة فِي الْمَسْجِد فَلَا شَيْء لَهُ ".(5/712)
وَعلله بِأَمْر قد اخْتلف فِيهِ، وَقد حُكيَ خِلَافه /.
وَذكر: " اللَّحْد لنا والشق لغيرنا ".
وَسكت عَنهُ، وَلَا يَصح.
وَذكر حَدِيث الَّذِي دفن فأسرج فِي قَبره السراج.
وَلم يبين الْمَانِع من تَصْحِيحه.
وَذكر التَّكْبِير أَرْبعا وحثي التُّرَاب فِي الْقَبْر.
وَسكت عَنهُ، وَإِنَّمَا هُوَ حسن.
وَذكر الرش على قبر إِبْرَاهِيم بن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
وَلم يعبه بسوى الْإِرْسَال.
وَذكر الرش على قبر عُثْمَان بن مَظْعُون.
وَضَعفه بِرَجُل، وَترك كذابا.
وَذكر حَدِيث: " دفن الْمَوْتَى بَين قوم صالحين ".
وَلم يبين علته، وَنسبه إِلَى أبي سعيد الْمَالِينِي، وَصَوَابه أَبُو سعد، وَفِيه انْقِطَاع لم يُبينهُ.
وَذكر: " يتربص بالغريق يَوْم وَلَيْلَة ".
وَضَعفه بالانقطاع، وَلم يبين ضعف رَاوِيه.
وَذكر حَدِيث: " كسر عظم الْمَيِّت ".
وَسكت عَنهُ، وَإِنَّمَا هُوَ حسن.
وَذكر: " من غسل مَيتا فليغسل ".
وَعلله بِشَيْء، وَترك مَا هُوَ فِي الْحَقِيقَة علته.(5/713)
وَذكر: " لَيْسَ عَلَيْكُم فِي ميتكم غسل ".
وَأعله بِرَجُل، وَترك من هُوَ أولى مِنْهُ.
وَذكر: " لعن زائرات الْقُبُور ".
وَأعله بِالْحملِ على رجل بِأَكْثَرَ مِمَّا يَنْبَغِي أَن يُقَال فِيهِ، بل هُوَ حسن.
وَذكر تشديدا فِي زِيَارَة النِّسَاء الْقُبُور.
لم يفسره، وَفِيه التَّفْسِير عِنْد النَّسَائِيّ فَلم يُورِدهُ.
وَذكر: " اذْكروا محَاسِن مَوْتَاكُم ".
وَسكت عَنهُ، وَهُوَ ضَعِيف.
وَذكر: " موت الْغَرِيب شَهَادَة ".
وَزعم أَن الدَّارَقُطْنِيّ صَححهُ، وَهُوَ لم يفعل.
وَذكر حَدِيث: " من يَمُوت يَوْم الْجُمُعَة أَو لَيْلَتهَا ".
ورده بالانقطاع، لم يعبه بسوى ذَلِك، وَترك بَيَان ضعف إِسْنَاده.(5/714)
(بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم)
(صلى الله على مُحَمَّد، وعَلى آله وَصَحبه وَسلم)
(كتاب الزَّكَاة)
ذكر زِيَادَة من الْوَرق فِي قَوْله: " لَيْسَ فِيمَا دون خمس أَوَاقٍ ".
وَلم يبين أَنه من مُعَنْعَن / أبي الزبير.
وَذكر: " فِي كل ثَلَاثِينَ تبيع ".
وأوهم كَلَامه نِسْبَة الْمَوْصُول إِلَى غير من وَصله.
وَذكر: " فِي كل أَرْبَعِينَ مُسِنَّة ".
ورده بِالْإِرْسَال، وأوهم أَنه كَانَ موصل الْإِسْنَاد إِلَى مرسله فِي الْموضع الَّذِي نَقله مِنْهُ.
وَذكر حَدِيث زَكَاة الْبَقر.
وَأعله بِرَجُل، وَأعْرض عَن غَيره.
وَذكر: " لَيْسَ فِي الْبَقر الْحَوَامِل وَلَا فِي الْجَبْهَة صَدَقَة ".
وَضَعفه بِرَجُل، وَلم يبين حَاله وَترك غَيره، وَله مَعَ ذَلِك دون ذكر الْجَبْهَة إِسْنَاد جيد لم يذكرهُ.
وَذكر: " خُذ الْحبّ من الْحبّ ".
ورده بالانقطاع، وَلم يعرض لرجل قد ضعفه هُوَ.
وَذكر: " مَا بلغ أَن تُؤَدّى زَكَاته فَزكِّي فَلَيْسَ بكنز ".(5/715)
وَضَعفه بِرَجُل، وَهُوَ لَا بَأْس بِهِ.
وَضعف أَحَادِيث زَكَاة الْحلِيّ، وَبَعضهَا صَحِيح أَو حسن.
وَذكر: " فَإنَّا آخِذُوهَا وَشطر مَاله ".
وَحمل على بهز بِأَكْثَرَ مِمَّا يجب.
وَذكر تَفْسِير الرِّكَاز، وَلم يعزه.
وَرُوِيَ من طرق أخر.
وَذكر حَدِيث الجرذ الَّذِي أخرج الدَّنَانِير.
وَلم يبين علته.
وَذكر حَدِيث قبر أبي رِغَال وَمَا وجد فِيهِ.
وَسكت عَنهُ، وَهُوَ ضَعِيف.
وَذكر تَعْجِيل الصَّدَقَة.
وَضَعفه بِرَجُل، وَهُوَ ثِقَة.
وَذكر: " لَيْسَ على الْمُسلم فِي عَبده صَدَقَة إِلَّا صَدَقَة الْفطر ".
وَلم يبين انْقِطَاعه، وَله طَرِيق صَحِيح لم يذكرهُ.
وَذكر: " فِي كل فرس دِينَار ".
ورده بضعيف وَترك دونه ضعفاء.
وَذكر صَاعا من حِنْطَة فِي زَكَاة الْفطر.
وَلَيْسَ هُوَ بِمُتَّصِل عِنْد من عزاهُ إِلَيْهِ.
وَذكر حَدِيث ثَعْلَبَة بن صعير فِي زَكَاة الْفطر.(5/716)
وَضعف مِنْهُ رجلا لَيْسَ بضعيف، وأوهم أَن رَاوِيا من راوييه يروي اللَّفْظ كَمَا يرويهِ الآخر، وَلَيْسَ كَذَلِك.
وَذكر نصف صَاع من بر فِي صَدَقَة الْفطر.
ورده بالانقطاع، وَهُوَ مُتَّصِل، وأردفه [حَدِيث آخر] فِي مُقْتَضَاهُ وَلَيْسَ كَذَلِك، ثمَّ آخر وَلَيْسَ كَذَلِك، وَهُوَ مُنْقَطع وَلم / يُبينهُ.
وَذكر مُرْسل ابْن الْمسيب فِي ذَلِك، وَلم يعزه.
وَذكر عَن ابْن عبد الْبر كلَاما فِي حَدِيث معَاذ، وَهُوَ لم يقلهُ.
وَذكر حَدِيث ثَعْلَبَة بن عبد الله بن صعير، فَذكر الْبر.
وَأتبعهُ كلَاما لِابْنِ عبد الْبر إِنَّمَا هُوَ لَهُ على حديثين.
وَذكر: " زَكَاة الْفطر على صَغِير وكبير، ذكر أَو أُنْثَى، يَهُودِيّ أَو نَصْرَانِيّ ".
ورده بِرَجُل، وَترك غَيره.
وَذكر: " المعتدي فِي الصَّدَقَة كمانعها ".
وَسكت عَنهُ، وَيَنْبَغِي أَن يكون حسنا.
وَذكر: " لَيْسَ فِي الخضروات شَيْء ".
وَضَعفه وَلم يبين علته.
وَذكر: " وَفِي الْبَز صدقته ".
وَسكت عَنهُ، وَهُوَ لَا يَصح.(5/717)
وَذكر: " لَيْسَ فِي مَال الْمكَاتب زَكَاة حَتَّى يعْتق ".
وَضَعفه، وَلم يبين علته.
وَذكر: " إِذا خرصتم فَخُذُوا ودعوا ".
وَسكت عَنهُ، وَهُوَ لَا يَصح.
وَذكر: " النَّهْي أَن يصرم نخل بلَيْل ".
وَأَرْدَفَ عَلَيْهِ من الدَّارَقُطْنِيّ حَدِيثا لَيْسَ فِيهِ كل مَا فِيهِ وَترك أَيْضا زِيَادَة فِيهِ لم يوردها.
وَذكر: " من ولي يَتِيما لَهُ مَال فليتجر بِهِ ".
وَأتبعهُ كلَاما كَأَنَّهُ مِنْهُ، وَإِنَّمَا قَالَه مخرجه، وَأتبعهُ رِوَايَات مَوْقُوفَة لم يعزها.
وَذكر: " وَإِنَّمَا فرض الْمَوَارِيث لتَكون لمن بعدكم، ليطيب لمن بعدكم ".
جمع بَين اللَّفْظَيْنِ كَأَنَّهُمَا فِي الْمَتْن، وَلَيْسَ كَذَلِك.
وَذكر: " إِن فِي المَال حَقًا سوى الزَّكَاة ".
وَلم يُفَسر علته، وَذكر أَنه يرْوى مُرْسلا عَن الشّعبِيّ، وَلَيْسَ كَذَلِك.
وَذكر: " إِن أهل الصَّدَقَة يعتدون علينا ".
وَسكت عَنهُ، لكنه أبرز بعض إِسْنَاده، وَهُوَ لايصح.
وَذكر: " سَيَأْتِيكُمْ ركيب مبغضون ".
وَأعله بِرَجُل، وَترك آخر.
وَذكره من طَرِيق آخر، وَأعله بِرَجُل وَهُوَ ثِقَة، وَترك الرَّاوِي عَنهُ وَهُوَ / مَجْهُول، وأوهم فِي سِيَاقه أَنه عَن رجل لَيْسَ عَنهُ.(5/718)
وَذكر: " الْعَامِل على الصَّدَقَة بِالْحَقِّ ".
وَسكت عَنهُ، وَيَنْبَغِي أَن يكون حسنا.
وَذكر: " لَا تحل الصَّدَقَة لَغَنِيّ إِلَّا لخمسة "، وَلم يعزه.
وَذكر: " إِن الصَّدَقَة لتطفئ غضب الرب ".
وَحسنه وَهُوَ ضَعِيف.
وَذكر: " صَدَقَة الْمَرْأَة على زَوجهَا وأيتام فِي حجرها ".
وَهُوَ مُنْقَطع.
وَذكر: " مَا وقى بِهِ الْمَرْء عرضه فَهُوَ صَدَقَة ".
وَأسْقط مِنْهُ لَفْظَة، وَأعْرض عَمَّن يعتل بِهِ.
وَذكر: " اجْعَلْهُ فِي قرابتك ".
وَترك مِنْهُ زِيَادَة.
وَذكر: " الْيَوْم أسبق أَبَا بكر ".
وَلم يكثر فِيهِ على هِشَام بن سعد إكثاره عَلَيْهِ فِي غَيره.
وَذكر حَدِيث الَّذِي جَاءَ بِمثل بَيْضَة من ذهب.
وَنبهَ على كَونه من رِوَايَة ابْن إِسْحَاق، وَقَالَ: قد تقدم فِي مَوضِع كَذَا، فأوهم أَنه لم يمر قبله.
وَذكر: " الْيَد الْعليا المتعففة ".
وَلَيْسَ بموصل الْإِسْنَاد، وَأتبعهُ قولا تنتسب بِهِ لَفْظَة إِلَى غير راويها، وَإِنَّمَا عَنى بهَا إِلَّا رِوَايَة أَيُّوب.(5/719)
وَذكر: " الْأَيْدِي ثَلَاثَة ". وَسكت عَنهُ، وَهُوَ لَا يَنْبَغِي لَهُ أَن يسكت عَنهُ لما قدم فِي بعض رُوَاته، فَأَما أَنا فَهُوَ عِنْدِي جيد.
وَذكر بيع الحلس والقدح فِيمَن يزِيد. وَسكت عَنهُ، وَهُوَ لَا يَصح.
وَذكر حَدِيث الفراسي فِي الْمَسْأَلَة. ورده بِرَجُل وَأعْرض عَن آخر.
وَذكر: " لَا يسْأَل بِوَجْه الله إِلَّا الْجنَّة ". وَلم يعرف من إِسْنَاده رجلا.
وَذكر: " من بلغه من أَخِيه مَعْرُوف ". فأبعد النجعة فِيهِ، وَلم يعرض فِيهِ لرجل قد جعله قبل، وَهُوَ ثِقَة.
وَذكر " " الرطب تَأْكُله وتهدينه ". وَأتبعهُ أَن سَعْدا لَيْسَ بِابْن أبي وَقاص، وَأرَاهُ إِيَّاه.
وَذكر: " كنت أرمي نخل الْأَنْصَار ". وَلم يبين مَا منع من صِحَّته؟ وَوَقع فِيهِ اسْم خطأ، وَهُوَ رَافع بن أبي عَمْرو، وَصَوَابه رَافع بن عَمْرو.(5/720)
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
صلى الله على مُحَمَّد، وعَلى آله وَسلم تَسْلِيمًا
كتاب الصّيام
ذكر حَدِيث عرْفجَة فِي فضل رَمَضَان. وَسكت عَنهُ، وَفِي عرْفجَة أَنه قد روى عَنهُ جمَاعَة، وَلكنه لَا تعرف حَاله، فَأَما عَطاء بن السَّائِب فَإِن الحَدِيث من رِوَايَة شُعْبَة عَنهُ.
وَذكر: " عَلَيْك بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَا مثل لَهُ ". وَسكت عَنهُ، وَفِي إِسْنَاده من لَا يعرف.
وَذكر حَدِيث: " لَا تَقولُوا رَمَضَان ". وَأعله بِرَجُل، وَترك غَيره.
وَذكر حَدِيث الْهلَال يرى قبل الشَّفق وَبعده. وَضَعفه، وَلكنه غير موصل فِي الْموضع الَّذِي نَقله مِنْهُ.
وَذكر بعده رِوَايَة مجاشع بن عَمْرو، عَن عبيد الله، وَلم يبين انقطاعها.
وَذكر حَدِيث عدي بن حَاتِم. وَترك فِيهِ زِيَادَة مفسرة.
وَذكر: " إِذا سمع النداء والإناء على يَده ". وَسكت عَنهُ، وَهُوَ مَشْكُوك فِي رَفعه.
وَذكر: " لَا صِيَام لمن لم يبيت الصّيام من اللَّيْل ".(5/721)
وَلم يعْتَبر وقف من وَقفه على حَفْصَة، ثمَّ اعْتبر وقف من وَقفه على عَائِشَة.
وَذكر النَّهْي عَن صِيَام الدارة. وَضَعفه، وَترك من لَا تعرف حَاله. وَذكر صَوْم الشَّهْر وسرره. وَسكت عَنهُ، وَفِيه من لَا تعرف حَاله. وَكَذَلِكَ فعل فِي حَدِيث مُعَاوِيَة فِي صفة مسح الرَّأْس. وَذكر حَدِيث: " ويمص لسانها ". وَضَعفه، وَترك من بِهِ ضعف. وَذكر: " رخص فِي الْحجامَة والقبلة للصَّائِم " فأبعد فِيهِ النجعة. وَذكر حَدِيث أكل الْبرد. وَهُوَ فِي الْموضع الَّذِي نَقله مِنْهُ غير موصل الْإِسْنَاد، وَقد وَصله إِلَى الْبَزَّار. وَذكر: " من لم يدع قَول الزُّور وَالْعَمَل بِهِ وَالْجهل ". وأخاف أَن يكون إِسْنَاده مُنْقَطِعًا. وَذكر: " الصَّائِم فِي عبَادَة مَا لم يغتب ". ورده بِرَجُل وَترك دونه آخر.(5/722)
وَذكر من عِنْد التِّرْمِذِيّ: " إِذا بَقِي نصف من شعْبَان فأمسكوا ". وَلَيْسَ لَفظه عِنْده كَذَلِك. وَذكر حَدِيث: " صوما يَوْمًا مَكَانَهُ ". وَأعله بِمَا لَيْسَ بعلة، وَترك علته. وَذكر: " إِنَّمَا مثل الصَّائِم المتطوع مثل الَّذِي يخرج من مَاله الصَّدَقَة " وَلم يبين انْقِطَاعه. وَذكر قَوْله عَلَيْهِ السَّلَام: " صوما يَوْمًا مَكَانَهُ ". وَأتبعهُ قولا يُوهم ضعف من لَيْسَ بضعيف، وَذكر من اخْتلف فِيهِ. وَذكر حَدِيث أم هَانِيء. وَلم يبين علته. وَذكر حَدِيث: " يصبح وَلم يجمع الصَّوْم ثمَّ يَبْدُو لَهُ ". وَترك من إِسْنَاده مَجْهُولا، وَذكر ضعفا. وَذكر النَّهْي أَن تَصُوم الْمَرْأَة وَزوجهَا شَاهد إِلَّا بِإِذْنِهِ. وَأتبعهُ زِيَادَة من عِنْد النَّسَائِيّ، فأوهم تساويهما فِي جَمِيع مقتضاهما، وليسا كَذَلِك. وَذكر حَدِيث الْوَاطِئ فِي رَمَضَان. فعطف عَلَيْهِ عطفا مغلطاً بِاعْتِبَار اصْطِلَاحه، وَلم يبرز عِلّة بعض ذَلِك وَلَا بَينهَا. وَذكر: " إِنِّي صَاحب ظهر أعَالجهُ ".(5/723)
وأوهم بِمَا أتبعه من قَول صِحَّته، وَهُوَ لَا يَصح. وَذكر: " إِنِّي رَاكب وَأَنْتُم مشَاة ". وَلم يبين أَنه من رِوَايَة مختلط. وَذكر: " الْإِفْطَار بعد الْخُرُوج إِلَى السّفر كمفطر فِي الْحَضَر ". وَأعله بالانقطاع، وَهُوَ لَا يَصح. وَذكر: " إِذا سَافر أول النَّهَار أفطر ". وَلم يعبه بسوى الْإِرْسَال. وَذكر: " من مَاتَ وَعَلِيهِ صِيَام صَامَ عَنهُ وليه ". وَذكر لَهُ رِوَايَة كَأَنَّهَا موصلة، وَهِي لَيست بموصلة، وَترك من رُوَاته من لم يُضعفهُ بِهِ، وَغير فِي لَفْظَة: " فليصم " ب " صَامَ ". وَذكر: " من مَاتَ وَعَلِيهِ صَوْم يطعم عَنهُ كل يَوْم مدا ". وَلم يبين أَنه غير موصل فِي الْموضع الَّذِي نَقله مِنْهُ. وَذكر: " لَا بَأْس بِقَضَاء رَمَضَان فِي عشر ذِي الْحجَّة ". وَأعله بِمَا لَيْسَ بعلة، وَترك مَا هُوَ عِلّة، وَوَقع فِي راو مِنْهُ تَغْيِير. وَذكر: " لَا يقْض رَمَضَان فِي ذِي الْحجَّة " وَلم يبين أَنه غير موصل الْإِسْنَاد. وَذكر: " إِن شَاءَ فرق وَإِن شَاءَ تَابع ". وَلم يبين علته، وَترك رجلا من رُوَاته لم يعرض لَهُ. وَذكر: " فليسرده وَلَا يقطعهُ ".(5/724)
وَحكى عَن أبي حَاتِم مَا لم يقلهُ إِلَّا بتأويله مِنْهُ، وَضعف الحَدِيث وَهُوَ صَحِيح أَو حسن. وَذكر: " من أفطر فليهد بَدَنَة ". وَضَعفه بِرَجُل وَترك غَيره، وَسَقَطت لَهُ مِنْهُ لَفْظَة. وَذكر: من أفطر يَوْمًا من رَمَضَان من غير عذر فليصم شهرا ". وَأعله برجلَيْن، وَترك غَيرهمَا. وَذكر حَدِيث صَوْم يَوْم السبت والأحد. وَسكت عَنهُ، وَيَنْبَغِي أَن يكون حسنا. وَذكر صَوْم السبت، والأحد، والاثنين من شهر، ثمَّ من آخر الثُّلَاثَاء، والأربعا، وَالْخَمِيس. وَحسنه، وَلم يبين لم لَا يَصح. وَذكر صَوْم ثَلَاثَة أَيَّام من غرَّة كل شهر. وَسكت عَنهُ، وَلم يبين حَال أبي حَمْزَة السكرِي، وَهُوَ إِن كَانَ ثِقَة فَإِنَّهُ كَانَ يلْزمه أَن يُبينهُ بِاعْتِبَار مذْهبه. وَذكر: " يَصُوم شعْبَان ورمضان، ويتحرى يَوْم الِاثْنَيْنِ وَالْخَمِيس ". وَسكت عَنهُ، وَالتِّرْمِذِيّ إِنَّمَا حسنه، وَإِسْنَاده إِسْنَاد النَّسَائِيّ، وَتَصْحِيح أبي مُحَمَّد إِيَّاه خير من تَحْسِين التِّرْمِذِيّ. وَذكر صَوْم دَاوُد، وَكَانَ لَا يفر إِذا لَاقَى. وَنقص من إِسْنَاده رجلا.(5/725)
وَذكر: " وَأَتمُّوا بَقِيَّة يومكم واقضوا فِي عَاشُورَاء ". وَقَالَ: لَا يَصح، وَلم يبين علته. وَذكر السِّوَاك وَهُوَ صَائِم. وَلم يبين الْمَانِع من تَصْحِيحه.(5/726)
كتاب الِاعْتِكَاف
وَذكر نذر أَن يعْتَكف ويصوم. وَلم يبين الْمَانِع من تَصْحِيحه. وَذكر: " لَيْسَ على الْمُعْتَكف صَوْم إِلَّا أَن يَجعله على نَفسه ". وَأعله بِمَا لَيْسَ بعلة وَترك علته. وَذكر: " من قَامَ رَمَضَان وَلَيْلَة الْقدر إِيمَانًا واحتساباً، غفر لَهُ مَا تقدم من ذَنبه، وَمَا تَأَخّر ". وَضعف زِيَادَة: " وَمَا تَأَخّر "، وَلَيْسَت بضعيفة. وَذكر: " وسننت لكم قِيَامه ". وَمَا فِيهِ من ذكر سَماع أبي سَلمَة عَن أَبِيه، وَضَعفه وَلم يبين علته. وَذكر: " لَيْلَة الْقدر لَيْلَة أَربع وَعشْرين ". وَلم يبين أَنه غير موصل. وَذكر حَدِيث عبد لله بن أنيس فِي لَيْلَة الْقدر. وَسَقَطت لَهُ مِنْهُ لَفْظَة. وَذكر جمعهم فِي رَمَضَان على قارىء وَاحِد. وَضَعفه، وَلم يبين علته. وَذكر حَدِيث: " شدّ مِئْزَره فَلم يأو إِلَى فرَاشه ".(5/727)
وَأتبعهُ مَا يُوهم صِحَّته، وَهُوَ من رِوَايَة عَمْرو بن أبي عَمْرو. وَذكر: " لَيْسَ من الْبر الصّيام فِي السّفر، وَعَلَيْكُم بِرُخْصَة الله الَّتِي رخص لكم فاقبلوها ". ورده بالانقطاع، وَهُوَ مُتَّصِل.(5/728)
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
صلى الله عَليّ مُحَمَّد وَآله وَصَحبه وَسلم تَسْلِيمًا
كتاب الْمَنَاسِك
ذكر حَدِيث: " لَو قلت: نعم لَوَجَبَتْ، وَلكنهَا حجَّة وَاحِدَة ". وَسكت عَنهُ، وَهُوَ لَا يَصح. وَذكر: " هَذِه ثمَّ ظُهُور الْحصْر ". وَسكت عَنهُ أَيْضا وَهُوَ لَا يَصح. وَذكر: " من ملك زاداً وراحلة ". وَضَعفه، وَلم يبين علته. وَذكر: " من أَرَادَ الْحَج فَليَتَعَجَّل " وَسكت عَنهُ، وَهُوَ لَا يَصح، وَأتبعهُ زِيَادَة من عِنْد الطَّحَاوِيّ، وَهِي أَيْضا كَذَلِك. وَذكر حَدِيث الْمَرْأَة تَجِد المَال وَلَا يَأْذَن لَهَا زَوجهَا فِي الْحَج. وَضَعفه بِرَجُل ظَنّه مَجْهُولا، وَلَيْسَ كَذَلِك. وَذكر: " سفر الْمَرْأَة مَعَ عَبدهَا ضَيْعَة ". وَضَعفه، وَلم يبين علته. وَذكر التجرد والاغتسال للإهلال.(5/729)
وَلم يبين لم لَا يَصح. وَذكر ولادَة مُحَمَّد بن أبي بكر الصّديق بِالشَّجَرَةِ، وَزِيَادَة: " وترجل ". وَنسب هَذِه الزِّيَادَة إِلَى غير راويها بالإرداف. وَذكر: " لَيْسَ على الْمَرْأَة حرم إِلَّا فِي وَجههَا ". وَكَأَنَّهُ صَححهُ بقول أتبعه إِيَّاه، وَهُوَ لَا يَصح. وَذكر حَدِيث إسد الهن على وجوههن وَعند لقائهن الركْبَان وَضَعفه، وَلم يبين أَنه مُنْقَطع. وَذكر حَدِيث الرجل المتضمخ بالطيب. وَأتبعهُ: " أما الطّيب فاغسله "، كَأَنَّهُ فِي حَدِيث آخر، واللفظان فِي حَدِيث وَاحِد. وَذكر بعده زِيَادَة: " أحدث إحراماً ". وَقَالَ: إِنَّهَا لَيست مَحْفُوظَة. وَالَّذِي زَادهَا صَدُوق. وَذكر حَدِيث الْمحرم المحتزم بِحَبل أبرق. أبرز من رِوَايَة صَالح بن حسان، وَإِنَّمَا هُوَ ابْن أبي حسان. وَذكر الرُّخْصَة فِي الْهِمْيَان للْمحرمِ. وَهُوَ غير موصل الْإِسْنَاد، وَفِيه مختلط. وَذكر أَنه وَقت لأهل الْمشرق العقيق. على أَنه مُتَّصِل، وَالظَّن غَالب بانقطاعه.(5/730)
وَذكر حَدِيث الْإِحْرَام من الْمَسْجِد الْأَقْصَى. وَأعله بِرَجُل، وَترك جدته، وَهِي لَا تعرف حَالهَا. وَذكر حَدِيث: " يهل ملبداً " من عِنْد مُسلم. وَهُوَ من رِوَايَة من يتَكَلَّم فِيهِ. وَذكر حَدِيث: " لَا حج لمن لم يتَكَلَّم ". مَرْفُوعا، وَهُوَ فِي الْموضع الَّذِي نَقله مِنْهُ مَوْقُوف. وَذكر النَّهْي عَن الْعمرَة قبل الْحَج. وَجعله مُرْسلا، وَلَيْسَ بمرسل، وَضعف الْخَبَر، وَلم يبين علته. وَذكر حَدِيث ابْن مَسْعُود فِي ذَلِك، وأجمل علته كَذَلِك. وَذكر حَدِيث ابْن مَسْعُود فِي ذَلِك، وأجمل علته كَذَلِك. وَذكر حَدِيث: " طواف وَاحِد وسعي وَاحِد ". وَسكت عَنهُ، وَرَاوِيه لَا يعرف. وَذكر: " إِن الله كتب عَلَيْكُم السَّعْي ". وَهُوَ مُنْقَطع وَضَعِيف. وَذكر حَدِيث الَّتِي آلت أَن تَطوف بِالْبَيْتِ حبواً. فتصحف لَهُ فِيهِ اسْم ازْدَادَ بِهِ فِي الْإِسْنَاد من لَيْسَ مِنْهُ، وَلم يبين عِلّة الحَدِيث. وَذكر: " الطّواف بِالْبَيْتِ صَلَاة ". وَسكت عَنهُ، وَهُوَ ضَعِيف. وَذكر: طَاف بِالْبَيْتِ مضطبعاً.(5/731)
وَصَححهُ، وَهُوَ حسن. وَذكر: آخر طواف الزِّيَارَة إِلَى اللَّيْل. وَجعله عَن عَائِشَة وَحدهَا، وَأسْقط ابْن عَبَّاس. وَذكر حَدِيث ابْن عمر فِي السُّجُود على الْحجر. وَنسبه إِلَى الْبَزَّار، وَلَيْسَ هُوَ فِي كِتَابه. وَذكر حَدِيث الطّواف على الْبَعِير وتقبيل المحجن. وَعطف عَلَيْهِ حَدِيث أبي الطُّفَيْل من مُسلم وَلَيْسَ فِيهِ للبعير ذكر. وَذكر حَدِيث مسح الرُّكْنَيْنِ وثوابه وثواب الطّواف. وَسكت عَنهُ، وَهُوَ حسن. وَذكر حَدِيث: " الْحجر الْأسود من الْجنَّة ". وَسكت عَنهُ، وَهُوَ كَذَلِك. وَذكر حَدِيث: " نزل الْحجر أَشد بَيَاضًا من اللَّبن ". وَصَححهُ، وَهُوَ كَذَلِك. وَعلة هَذِه الْأَحَادِيث الثَّلَاثَة وَاحِدَة، وَهِي عَطاء بن السَّائِب. وَذكر مَا يقْرَأ بَين الْحجر والركن الْيَمَانِيّ. وَسكت عَنهُ، وَهُوَ لَا يَصح. وَذكر الْإِشْعَار فِي الْجَانِب الْأَيْسَر. وَضَعفه لم يبين علته. وَذكر حَدِيث شقّ الْقَمِيص من أجل الْهَدْي.(5/732)
وَقَالَ: إِن إِسْنَاد حَدِيث عبد الرَّزَّاق وَحَدِيث أَسد بن مُوسَى وَاحِد، وَلَيْسَ كَذَلِك. وَذكر الِاشْتِرَاك فِي الْبَدنَة عَن سَبْعَة. وَهُوَ من عِنْد مُسلم وَهُوَ من مُعَنْعَن أبي الزبير. وَذكر الْجَزُور عَن عشرَة. وَضَعفه بِرَجُل قد مر لَهُ الثَّنَاء عَلَيْهِ، وَلم يعرض لمن قد عرض لَهُ قبل من إِسْنَاده إِلَّا أَنه أبرزه. وَذكر حَدِيث البختي الَّذِي أهداه عمر. وَأعله بِمَا لَيْسَ بعلته، وَترك علته. وَذكر حَدِيث غرفَة بن الْحَارِث فِي نحر الْبدن. وَضَعفه وَلم يبين علته، أَو صَححهُ وَهُوَ ضَعِيف، وَكَلَامه فِيهِ مُحْتَمل. وَذكر حَدِيث الَّذِي سَأَلَ عَن الْبَدنَة إِذا لم يجدهَا وأردفه حَدِيثا أوهم بإردافه إِيَّاه أَنه مُتَّصِل وَهُوَ مُرْسل. وَذكر حَدِيث عَائِشَة فِي البدنتين اللَّتَيْنِ نحرتهما لما وجدتهما بعد أَن نحرت الْبَدَل مِنْهُمَا. وَضَعفه بِمن قد صحّح لَهُ، وَأرَاهُ اعْتقد فِيهِ أَنه آخر. وَذكر حَدِيث نَحْو الْبَدنَة قَائِمَة معقولة الْيَد الْيُسْرَى. فَزَاد فِي سِيَاقه رجلا(5/733)
وَذكر حَدِيث من أهْدى تَطَوّعا ثمَّ ضلت. وَضعف أحد طريقيه بِرَجُل، وَترك غَيره مِمَّن قد تولى تَضْعِيفه وَمن لَا تعرف حَاله، وَضعف الآخر بِرَجُل، وَترك اثْنَيْنِ. وَذكر: " عَرَفَة كلهَا موقف ". وَسكت عَنهُ، وَهُوَ مُنْقَطع. وَذكر: " من جَازَ بطن عُرَنَة قبل أَن تغيب الشَّمْس فَلَا حج لَهُ ". وَضَعفه بضعيف، وَترك غَيره، وَعطفه على حَدِيث آخر بِحَيْثُ يُوهم أَن مقتضاهما وَاحِد، وَلَيْسَ كَذَلِك. وَذكر رفع الْيَدَيْنِ عِنْد رُؤْيَة الْبَيْت. وَسكت عَنهُ، وَهُوَ لَا يَصح. وَذكر: " قفوا على مشاعركم، فَإِنَّكُم على إِرْث من إِرْث إِبْرَاهِيم ". وَهُوَ كَذَلِك. وَذكر حَدِيث عُرْوَة بن مُضرس. وَسكت عَنهُ، وَهُوَ لَا يعرف روى عَنهُ غير الشّعبِيّ. وَذكر حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن يعمر. وَسكت عَنهُ، وَهُوَ لَا يعرف روى عَنهُ غير بكير بن عَطاء. وَذكر: " من وقف بِعَرَفَات بلَيْل فقد أدْرك ". وَضَعفه، وَأتبعهُ تَضْعِيف من لَا يعرف. وَذكر من عِنْد مُسلم: " الِاسْتِجْمَار تو ". وَلم يبين أَنه من رِوَايَة معقل، عَن أبي الزبير عَن جَابر.(5/734)
وَذكر: " يَأْتِي الْجمار مَاشِيا ذَاهِبًا وراجعاً ". وَسكت عَنهُ، وَهُوَ لَا يَصح بِمن قد ضعفه هُوَ. وَذكر حَدِيث: " رمى الْجَمْرَة على نَاقَة صهباء، لَا ضرب، وَلَا طرد، وَلَا إِلَيْك إِلَيْك ". وَعَزاهُ إِلَى مَوضِع لَيْسَ هُوَ فِيهِ، وَسكت عَنهُ وَهُوَ لَا يَصح. وَذكر حَدِيث: " رمى الْجمار رَاكِبًا ". وَلم يبين لم لَا يَصح. وَذكر الترخيص للرعاء أَن يرموا بِاللَّيْلِ. وَضَعفه، وَأبْهم بعض علته، وَله إِسْنَاد احسن من هَذَا. وَذكر رمي الْجمار بست أَو بِسبع. وَضَعفه، وَلم يشر إِلَى مَا يحْتَمل من الِانْقِطَاع. وَذكر حَدِيث أَخذ الْجمار من وَادي محسر. وَأعله بِرَجُل، وَترك أَنه من رِوَايَة أبي الزبير، وَأَنه يرويهِ من لَا تعرف حَاله. وَذكر: " لَيْسَ على النِّسَاء حلق ". وَسكت عَنهُ، وَهُوَ إِمَّا مُنْقَطع وَإِمَّا عَن مَجْهُول. وَذكر حَدِيث: " الأصلع يمر الموسى على رَأسه ". وَضَعفه بِرَجُل، وَترك آخر.(5/735)
وَذكر: " أَنهم يصيرون حرما مَا لم يطوفوا ". وَلم يبين أَنه من رِوَايَة ابْن إِسْحَاق. وَذكر حَدِيث أبي الزبير عَن عَائِشَة وَابْن عَبَّاس فِي تَأْخِير طواف الْإِفَاضَة إِلَى اللَّيْل. وَسكت عَنهُ، وَهُوَ لَا يَصح. وَذكر الْخطْبَة يَوْم الرؤوس. وَسكت عَنهُ، وَهُوَ لَا يَصح. وَذكر الْخطْبَة أَوسط أَيَّام التَّشْرِيق. وَسكت عَنهُ، وَهُوَ لَا يَصح. وَذكر حَدِيث ابْن عمر فِي الْخطْبَة بعد الصَّلَاة بِعَرَفَة. وَرجح عَلَيْهِ حَدِيث جَابر، وَلم يبين [فِي حَاله من كَلَامه شَيْء] وَإِنَّمَا هُوَ من رِوَايَة ابْن إِسْحَاق. وَذكر مَا على الْمحرم إِذا جَامع امْرَأَته. مغيراً عَمَّا هُوَ عَلَيْهِ، وَهُوَ أَيْضا لَا يَصح إِلَى مرسله. وَذكر حَدِيث عَائِشَة: " غير أَن لَا تطوفي بِالْبَيْتِ وَلَا تصلي ". مردفه من عِنْد أبي دَاوُد على حَدِيث مُسلم، كَأَنَّهُ عَن عَائِشَة، وَإِنَّمَا هُوَ من عِنْده عَن جَابر. وَذكر حَدِيث عَائِشَة أَنَّهَا حَاضَت بسرف وطهرت بِعَرَفَة. وَلم يبين أَنه مُنْقَطع.(5/736)
وَذكر أَنَّهَا طهرت لَيْلَة الْبَطْحَاء، وَقَالَ: لَا يَصح وَلم يبين لم لَا يَصح، وَلَا عزاهُ إِلَى مخرجه. وَذكر: " هَذِه مُتْعَة استمتعنا بهَا ". وَنسبه إِلَى مُسلم، وَلَفظ مُسلم غير الَّذِي أورد. وَذكر: " الْحَج جِهَاد وَالْعمْرَة تطوع ". وَصَوَّبَهُ مُرْسلا، وَهُوَ غير موصل إِلَى مرسله. وَذكر: " الْعمرَة هِيَ الْحَج الْأَصْغَر ". وَضَعفه، وَلم يبين علته. وَذكر: " لَا يَضرك بِأَيِّهِمَا بدأت ". وَهُوَ كَذَلِك. وَذكر حَدِيث بِلَال بن الْحَارِث فِي فسخ الْحَج. وَهُوَ كَذَلِك. وَذكر حَدِيث: " اصبح بالجعرانة كبائت ". وَهُوَ كَذَلِك وَذكر: " أفضت قبل أَن أرمي ". وَأبْعد فِيهِ الانتجاع. وَذكر رِوَايَة الثَّوْريّ فِي ذَلِك. وَلم يبين من أَيْن نقلهَا. وَذكر نزُول المحصب.(5/737)
وَلم يبين أَنه من رِوَايَة سُلَيْمَان بن يسَار، عَن أبي رَافع، وَهُوَ لم يسمع مِنْهُ. وَذكر النَّهْي عَن ابتناء الكنيف بمنى وَأعله بعلة، وَترك من لَا يعرف. وَذكر أَن الَّذِي نزع بالدلو للنَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - هُوَ الْعَبَّاس وَعزا ذَلِك إِلَى ابْن السكن، وَلم أَجِدهُ. وَذكر أَمر أَصْحَابه، أَن يبدلوا الْهَدْي. وَلم يبين أَنه من رِوَايَة ابْن إِسْحَاق. وَذكر: " أَيّمَا عبد عتق بعد أَن حج، وَأَيّمَا أَعْرَابِي " الحَدِيث وَلم يقف عَلَيْهِ موصلاً. وَذكر: " نلبي عَن النِّسَاء ونرمي عَن الصّبيان ". وَضَعفه، وَلم يبين علته. وَذكر: " إِن لم يزده خيرا لم يزده شرا ". ورده بانفراد راوية بِهِ. وَذكر مراسل ضعافا فِي أَن لَا يحجّ أحد عَن أحد. وَلم يبين عللها. وَذكر: " لب عَن نَفسك ثمَّ لب عَن شبْرمَة ". وَلم يَجْعَل كَونه رُوِيَ مَوْقُوفا عِلّة فِيهِ، فناقض بذلك.(5/738)
وَذكر حَدِيث بيض الصَّيْد للْمحرمِ. وَهُوَ غير موصل الْإِسْنَاد فِي الْموضع الَّذِي نَقله مِنْهُ. وَذكر الْجَرَاد من صيد الْبَحْر. وَضعف من رُوَاته رجلا هُوَ ثِقَة. وَذكر: " فِي اليربوع جفرة ".
وَترك مِنْهُ زِيَادَة، وَنَقله من مَوضِع هُوَ فِيهِ غير موصل الْإِسْنَاد، وَلم يبين ذَلِك، وَأتبعهُ حَدِيث جَابر فِي ذَلِك، وَلم يعزه. وأوهم بِكَلَامِهِ رِوَايَة قوم عَن عمر، وهم لم يلحقوه، وَجعل الْخلاف فِيهِ بَين فرقين من رُوَاته، وَلَيْسَ هُوَ كَذَلِك. وَذكر: " يُجزئ بِثمنِهِ ". وَضَعفه بِمَا هُوَ لَهُ عِلّة، وَترك بَيَان أَنه عَن مُدَلّس. وَذكر حَدِيث كَعْب بن عجْرَة. وَأعله بعلة، وَترك أكبر مِنْهَا لم يعرض لَهَا. وَذكر حَدِيث عَليّ فِي اشْتِرَاء بَنَات مَخَاض وإضرابهن لجزاء أدحي النعام. وأوهم آخر موهماً أَنه من مَوضِع الأول، وَلَيْسَ كَذَلِك، وَترك فِي ذَلِك مُسْندًا لَا عيب بِهِ يجب إِيثَار الْمُرْسل عَلَيْهِ.
وَذكر: " أَن الْمحرم يقتل السَّبع العادي " وَلم يبين لم لَا يَصح. وَذكر أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - صلى فِي الْبَيْت رَكْعَتَيْنِ.(5/739)
وَسكت عَنهُ، وَهُوَ لَا يَصح وَذكر ندمه عَلَيْهِ السَّلَام على دُخُول الْبَيْت. وَضَعفه وَلم يبين علته. وَذكر: " تَجْدِيد أنصاب الْحرم " وَسكت عَنهُ، وَهُوَ لَا يَصح. وَذكر حَدِيث: " لَا يحل لأحدكم أَن يحمل السِّلَاح بِمَكَّة ". وَلم يبين أَنه من رِوَايَة أبي الزبير مُعَنْعنًا. وَذكر حَدِيث رَافع فِي تَفْضِيل الْمَدِينَة وَسقط لَهُ مِنْهُ رجل. وَذكر حَدِيث: " حمل مَاء زَمْزَم ". وَضَعفه وَلم يبين لم لَا يَصح. وَذكر: " مَاء زَمْزَم لما شرب لَهُ ". وأردفه الْإِشَارَة إِلَى حَدِيث، فضعفه وَلم يبين علته. وَذكر: " دخل مَكَّة بِغَيْر إِحْرَام ". وَلم يبين أَنه من مُعَنْعَن أبي الزبير. وَذكر: " لأنفقت كنز الْكَعْبَة ". وَلم يبين أَنه مُنْقَطع. وَذكر احتكار الطَّعَام فِي الْحرم إلحاد فِيهِ. وَسكت عَنهُ، وَهُوَ لَا يَصح.(5/740)
وَذكر: " من زار قَبْرِي وَجَبت لَهُ شَفَاعَتِي ". وَسكت عَنهُ، وَهُوَ لَا يَصح. وَذكر حَدِيث عدي بن زيد فِي الْحمى. سكت عَنهُ، وَهُوَ لَا يَصح. وَذكر: " وَلَكِن يهش هشاً رَفِيقًا ". وَسكت عَنهُ، وَهُوَ لَا يَصح. وَذكر أَن صيدوج وعضاهه حرَام. وَسكت عَنهُ، وَهُوَ أَيْضا لَا يَصح.(5/741)
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم، صلى الله على مُحَمَّد، وعَلى آله وَصَحبه وَسلم
كتاب الْجِهَاد
ذكر: " اتْرُكُوا الْحَبَشَة مَا تركوكم ". وَأعله بِرَجُل، وَترك غَيره. وَذكر: " لَا تَنْقَطِع الْهِجْرَة حَتَّى تَنْقَطِع التَّوْبَة ". وَهُوَ كَذَلِك. وَذكر: " لَا تَنْقَطِع الْهِجْرَة مَا قوتل الْكفَّار ". فَسقط لَهُ مِنْهُ رجل، وَزَاد فِي نسب آخر، وَنسب إِلَى مَوضِع مَا لَيْسَ فِيهِ، وَنقل مَا هُوَ مُحْتَاج إِلَى تعقب فَلم يتعقبه. وَذكر أَن فِي الْجنَّة مائَة دَرَجَة. وَسكت عَنهُ، وَلَيْسَ بِصَحِيح. وَذكر: " سياحة أمتِي الْجِهَاد ". وَهُوَ كَذَلِك. وَذكر: " من اغبرت قدماه فِي سَبِيل الله حرمه الله على النَّار ". فَسقط لَهُ مِنْهُ الصَّحَابِيّ. وَذكر: " من سَأَلَ الله الشَّهَادَة بِصدق ". وَفِيه من تكلم فِيهِ. وَذكر: " من قَاتل فِي سَبِيل الله من رجل مُسلم فوَاق نَاقَة ".(5/742)
وَسكت عَنهُ، وَهُوَ من رِوَايَة مُتَكَلم فِيهِ. وَذكر فِي فضل الْجِهَاد مُرُور الرجل بعيينة من مَاء عذب. وَسكت عَنهُ، وَفِيه من قد أَكثر هُوَ عَلَيْهِ بفوق مَا يسْتَحق. وَذكر: " للشهيد سِتّ خِصَال ". وَأتبعهُ تَصْحِيح التِّرْمِذِيّ لَهُ، وَلم يبين أَنه من رِوَايَة اثْنَيْنِ، وهما: نعيم بن حَمَّاد، وَبَقِيَّة، وَهُوَ يضعفهما. وَذكر: " كفى ببارقة السيوف عِنْد رَأسه فتْنَة ". وَسكت عَنهُ، وَيَنْبَغِي أَن يكون حسنا. وَذكر: " لما أُصِيب إخْوَانكُمْ بِأحد ". وَيَنْبَغِي أَيْضا أَن يُقَال فِيهِ: حسن. وَذكر: " إِن الله لَا يقبل من الْعَمَل إِلَّا مَا كَانَ لَهُ خَالِصا ". وَنسبه إِلَى مَوضِع لَيْسَ هُوَ فِيهِ. وَذكر: " لَا يجْتَمع كَافِر وقاتله فِي النَّار ". وَترك مِنْهُ زِيَادَة. وَذكر: " أفضل الصَّدقَات ظلّ فسطاط " وَصَححهُ، وَيَنْبَغِي أَن يكون حسنا. وَذكر: " حرمت النَّار على عين سهرت فِي سَبِيل الله ". وَسكت عَنهُ، وَفِيه من لَا يعرف حَاله. وَذكر: " الشُّهَدَاء سَبْعَة ".(5/743)
وَهُوَ كَذَلِك. وَذكر: " النُّفَسَاء شَهَادَة ". وَسكت عَنهُ، وَفِيه مَجْهُول ومختلف فِيهِ وَذكر: " من قتل دون دينه فَهُوَ شَهِيد " وَفِيه من لَا تعرف حَاله. وَذكر: " إِن كَانَ هَذَا شَأْنكُمْ فَلَا تكروا الْمزَارِع ". وَضَعفه من أجل رَاوِي " من قتل دون دينه فَهُوَ شَهِيد " وَذكر حَدِيث: " من وقصته رَاحِلَته، أَو لسع، أَو مَاتَ حتفه أَنفه " وَفِيه ابْن إِسْحَاق وَمن لَا تعرف حَاله. وَذكر حَدِيث: " إِذا سافروا وَكَانُوا ثَلَاثَة، فليؤمروا أحدهم ". وَهُوَ فِي الْموضع الَّذِي نَقله من غير موصل الْإِسْنَاد، وَترك للفظ الَّذِي أورد من عِنْد أبي دَاوُد طَرِيقا آخر ذكره الْبَزَّار. وَذكر حَدِيث: " سلحت رجلا سَيْفا ". وَسكت عَنهُ، وَهُوَ لَا يَصح. وَذكر: " أَو يكون عَلَيْكُم اثْنَا عشر خَليفَة ". وَلم يبين انْقِطَاعه. وَذكر أَيْضا حَدِيث: " اثْنَي عشر خَليفَة، ثمَّ يكون الْهَرج ". وَسكت عَنهُ، وَفِيه من لَا تعرف حَاله. وَذكر: " ويل لِلْأُمَرَاءِ، ويل للأمناء، ويل للعرفاء ".(5/744)
وَسكت عَنهُ، وَفِيه من لَا تعرف حَاله. وَذكر: " إِن أخوانكم عِنْدِي من طلبه ". وَسكت عَنهُ، وَهُوَ لَا يَصح. وَذكر: " وأدناهم مني مَجْلِسا إِمَام عَادل " وَسكت عَنهُ، وَإِنَّمَا هُوَ حسن. وَذكر حَدِيث: " جعل لَهُ وَزِير صدق ". وَسكت عَنهُ، وَيَرْوِيه من قد ضعفه هُوَ وَله طَرِيق أحسن. وَذكر: " مَا من وَال إِلَّا وَله بطانتان ". وَسكت عَنهُ، وَفِيه من لَا تعرف حَاله. وَذكر: " من أَطَاعَنِي فقد أطَاع الله ". وَاللَّفْظ الَّذِي أورد من رِوَايَة مُتَكَلم فِيهِ، وَترك لَهُ لفظا أحسن، وإسناداً أصح. وَذكر حَدِيث الْحَارِث الْأَشْعَرِيّ بِطُولِهِ، وَلم يبين أَنه مُنْقَطع. وَذكر حَدِيث: " من كَانَ لنا عَاملا ". وَسكت عَنهُ، وَهُوَ لَا يَصح. وَذكر: " إِن من إجلال الله إكرام ذِي الشيبة الْمُسلم ". وَسكت عَنهُ، وَفِيه من لَا تعرف حَاله. وَذكر: " ارْجع فاستأذنهما ". وَسكت عَنهُ، وَيَنْبَغِي أَن يُقَال فِيهِ: حسن.(5/745)
وَذكر: " إِن الله يدْخل الْجنَّة بِالسَّهْمِ الْوَاحِد ثَلَاثَة نفر الْجنَّة ". وتبرأ من عهدته بِذكر من دون صحابيه، وَهُوَ لَا تعرف حَاله. وَذكر: " إِن الْقوس الفارسية ملعونة ". وَعرض من إِسْنَاده لرجل، وَأعْرض عَن اثْنَيْنِ لَا تعرف حَالهمَا وَذكر: " لَا سبق إِلَّا فِي خف، أَو حافر، أَو نصل ". وَلم يُصَحِّحهُ، وَهُوَ صَحِيح. وَذكر الْأَمر بارتباط الْخَيل وَمَا يسْتَحبّ مِنْهَا. وَسكت عَنهُ، وَهُوَ لَا يَصح. وَذكر حَدِيث: " تسموا بأسماء الْأَنْبِيَاء " هُوَ بِإِسْنَادِهِ. وَذكر: " خير الْخَيل الأدهم الأقرح الأرثم ". وَصَححهُ بتصحيح التِّرْمِذِيّ، وَهُوَ لَيْسَ بِصَحِيح. وَذكر: " إيَّاكُمْ أَن تَتَّخِذُوا ظُهُور دوابكم مَنَابِر ". وَسكت عَنهُ، وَفِيه من لَا تعرف حَاله. وَذكر حَدِيث اللخيف، أَو اللحيف، وَسكت عَنهُ، وَهُوَ مضعف. وَذكر حَدِيث: " مَا من بعير إِلَّا فِي ذروته شَيْطَان ". وَلم يبين أَنه من رِوَايَة ابْن إِسْحَاق. وَذكر النَّهْي عَن أكل لُحُوم الْجَلالَة. وَهُوَ كَذَلِك.(5/746)
وَذكر: " اركبوها صَالِحَة، وكلوها صَالِحَة ". وَفِيه من ضعف بِهِ حَدِيثا. وَذكر: " أَنْت أَحَق بصدر دابتك ". وَسكت عَنهُ، وَهُوَ من رِوَايَة مُخْتَلف فِيهِ، وَقد رَوَاهُ ثِقَة غَيره. وَذكر حَدِيث ضرب الْبَعِير. وَسكت عَنهُ، وَفِيه من لَا يعرف. وَذكر: " من أَدخل فرسا بَين فرسين ". وَعلله بِمَا لَيْسَ بعلة، وَترك علته لم يذكرهَا. وَذكر: " لَا جلب وَلَا جنب فِي الرِّهَان ". وَلم يبين انْقِطَاعه، نسب لَفْظَة " فِي الرِّهَان " إِلَى غير راويها وَسكت عَنهُ وَذكر: " كَانَت راية رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - سَوْدَاء وَلِوَاؤُهُ أَبيض ". وَسكت عَنهُ، وَهُوَ لَا يَصح. وَذكر: " كَانَت رايته سَوْدَاء مربعة من نمرة ". وَسكت عَنهُ، وَهُوَ لَا يَصح، وللمعنى إِسْنَاد صَحِيح. وَذكر: " كَانَ عَلَيْهِ يَوْم أحد دِرْعَانِ ". وَعَزاهُ إِلَى غير مخرجه، وَلم يبين أَنه من رِوَايَة ابْن إِسْحَاق. وَذكر حَدِيث تنفل ذَا الفقار. وَحسنه، وَلم يبين لم لَا يَصح.(5/747)
وَذكر حَدِيث: " وعَلى سَيْفه ذهب وَفِضة ". وَحسنه، وَهُوَ ضَعِيف. وَذكر حَدِيث: " كَانَت قبيعة سَيْفه وَمَا بَين ذَلِك حلقا من فضَّة ". وَعَزاهُ إِلَى غير رِوَايَة بالْعَطْف. وَذكر حَدِيث حفر الخَنْدَق. وَسكت عَنهُ، وَهُوَ لَا يَصح. وَذكر أَن عُيُون قُرَيْش الْآن بضجنان. وَسكت عَنهُ، وَهُوَ من رِوَايَة من قد أَكثر عَلَيْهِ هُوَ. وَذكر: " خير الصَّحَابَة أَرْبَعَة ". وَلم يبين الْمَانِع من ذَلِك. وَذكر: " إيَّاكُمْ والسرية ". وَبَين من علته وَترك. وَذكر: " الرَّاكِب شَيْطَان " فأبعد فِيهِ النجعة. وَذكر: " الشَّيْطَان يهم بِالْوَاحِدِ والاثنين ". وَسكت عَنهُ، وَهُوَ لَا يَصح. وَذكر: " اللَّهُمَّ بَارك لأمتي فِي بكورها ". وَحسنه، وَهُوَ ضَعِيف.(5/748)
وَذكره أَيْضا من رِوَايَة أنس وَضَعفه، وَلم يبين علته، وَكَذَلِكَ من رِوَايَة ابْن عَبَّاس، لَهُ طَرِيق يلْزمه تَصْحِيحه، لِأَنَّهُ قد صحّح بِهِ. وَذكر حَدِيث إِسْلَام بُرَيْدَة فِي بَاب الفأل. وَسكت عَنهُ، وَفِيه من هُوَ مُنكر الحَدِيث. وَذكر حَدِيث: " الطَّيرَة شرك ". وَجعل لَفْظَة مِنْهُ مدرجة بِغَيْر حجَّة. وَذكر: " إِذا حسدتم فَلَا تَبْغُوا ". وَضَعفه، وَلم يبين علته. وَذكر حَدِيث: " من ضيق منزلا أَو قطع طَرِيقا ". وَسكت عَنهُ، وَهُوَ لَا يَصح. وَذكر حَدِيث جمع الأزواد. وَلم يبين أَنه من رِوَايَة عِكْرِمَة بن عمار. وَذكر: " لَا تمنوا لِقَاء الْعَدو ". وَسكت عَنهُ، وَهُوَ مُنْقَطع. وَذكر: " لَأُعْطيَن هَذِه الرَّايَة رجلا يفتح الله على يَدَيْهِ ". وأردفه من عِنْد النَّسَائِيّ لفظا أوهم أَنه عَن صَحَابِيّ اللَّفْظ الأول. وَذكر الْمُرْسل فِي تحريق النّخل وتغريقها وَقطع الشّجر. على أَنه غير مُتَّصِل، وَهُوَ مُتَّصِل، وأوهم بإردافه أَيْضا أَنه عَن راو، وَلَيْسَ هُوَ عَنهُ.(5/749)
وَذكر حَدِيث رَبَاح بن الرّبيع فِي قتل النِّسَاء. وأبرز من إِسْنَاده وَسكت عَنهُ، وَهُوَ لَا يَصح. وَذكر حَدِيث التعبئة لَيْلَة بدر ليومها. وَسكت عَنهُ، وَهُوَ ضَعِيف. وَذكر حَدِيث رمي النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الْحَصَى فِي وُجُوه الْكفَّار. وَجَمِيع الْقِصَّة من رِوَايَة الْعَبَّاس، ثمَّ أردفها لفظا عَن صَحَابِيّ لَيْسَ عَنهُ. وَذكر حَدِيث الرجلَيْن اللَّذين لَقِي أَحدهمَا أَبَاهُ فَقتله، وَلَقي الآخر أَبَاهُ فَتَركه. وَلم يعبه بسوى الْإِرْسَال. وَذكر كَرَاهِيَة الصَّوْت عِنْد الْقِتَال. وَسكت عَنهُ، وَهُوَ حسن. وَذكر حَدِيث العَبْد الَّذِي لما أعْتقهُ سَيّده أذن لَهُ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فأبعد النجعة فِي إِيرَاده. وَذكر: " وَلَا تسلوا السيوف حَتَّى يغشوكم ". وَسكت عَنهُ، وَهُوَ لَا يَصح. وَذكر: " من الغيرةما يحب الله ". وَسكت عَنهُ، وَهُوَ لَا يَصح. وَذكر: " إِن وجدْتُم فلَانا وَفُلَانًا فأحرقوهما ". فأبعد فِيهِ النجعة. وَذكر مُرْسل إِبْرَاهِيم التَّيْمِيّ فِي صلب عقبَة بن أبي معيط.(5/750)
وَلم يعبه بسوى الْإِرْسَال. وَذكر فدَاء أهل الْجَاهِلِيَّة أَربع مائَة. وَسكت عَنهُ، وَهُوَ لَا يَصح. وَذكر أَن أَبَا سُفْيَان يحب الْفَخر. وَلم يبين أَنه من رِوَايَة ابْن إِسْحَاق. وَذكر قصَّة صَخْر فِي محاصرة ثَقِيف. وَضَعفه بِرَجُل، وَترك آخر. وَذكر حَدِيث شِرَاء جيفة الْكفَّار. وَقَالَ فِيهِ: مُنْقَطع وَضَعِيف. وَلَا أعرفهُ مُنْقَطِعًا. وَذكر الْإِتْيَان بِرَأْس الْأسود الْعَنسِي. وَسقط لَهُ مِنْهُ ذكر الصَّحَابِيّ، وَأعله بِمَا لَيْسَ بعلة، بل رِجَاله ثِقَات. وَذكر: " من يكتم غالاً فَإِنَّهُ مثله ". وَسكت عَنهُ، وَهُوَ لَا يَصح. وَذكر: من كَانَ يُؤمن بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر فَلَا يركب دَابَّة من فَيْء المسليمن " الحَدِيث.
وَلم يبين [أَنه] من رِوَايَة ابْن إِسْحَاق. وَذكر: " من وجدتموه قد غل فأحرقوا مَتَاعه ". وَسقط لَهُ صحابيه.(5/751)
وَذكر حَدِيث عَمْرو بن شُعَيْب عَن أَبِيه عَن جده فِي ذَلِك فَعرض مِنْهُ لزهير بن مُحَمَّد خَاصَّة. وَذكر الْمُرْسل بتجهين الهجين وتعريب الْعَرَبِيّ. وَلم يبين أَنه من رِوَايَة مُعَاوِيَة بن صَالح. وَذكر من حَدِيث ابْن عمر سَهْمَيْنِ للفارس، وَرجح عَلَيْهِ حَدِيث ثَلَاثَة أسْهم، وَلم يبين علته. وَذكر حكم من ولد لَهُ ولد بَعْدَمَا يخرج من أَرض الْمُسلمين. وَلم يعله بسوى الْإِرْسَال. وَذكر الإسهام للنِّسَاء، وَعرض مِنْهُ لرجل، وَترك آخر. وَذكر حَدِيث التفاؤل، وَقَوله: تساهلت علينا. وَلم يعبه بسوى الْإِرْسَال. وَذكر الإسهام للنِّسَاء، وَالصبيان، وَالْخَيْل. وَلم يعبه أَيْضا بسوى الْإِرْسَال. وَذكر حَدِيث رجل من بلقين ورد على ابْن حزم فِيهِ، وَذَلِكَ مِنْهُ نقص، بل يَنْبَغِي أَن يُضعفهُ. وَذكر حَدِيث جراب الشَّحْم الَّذِي دُلي يَوْم خَيْبَر. وَترك مِنْهُ زِيَادَة صَحِيحَة. وَذكر: " كُنَّا نَأْكُل الجزر ".(5/752)
وَسكت عَنهُ، وَفِي رِوَايَة رَوَاهُ بِالْإِرْسَال، وَهُوَ لَا إرْسَال بِهِ، وَإِنَّمَا هُوَ ضَعِيف. وَذكر إِبَاحَة عشرَة أَشْيَاء للْمُسلمين. وَهُوَ غير موصل الْإِسْنَاد فِي الْموضع الَّذِي نَقله مِنْهُ. وَذكر حَدِيث معَاذ فِي قسم طَائِفَة من الْغنم، وَجعل بقيتها فِي الْمغنم. وَضَعفه، وَهُوَ لَا بَأْس بِهِ. وَذكر: " إِن النهبة لَيست بأحل من الْميتَة ". وتبرأ من عهدته بِذكر إِسْنَاده، وَهُوَ لَا عيب لَهُ على أَصله. وَذكر قسم خَيْبَر، ورماه بِالْإِرْسَال، وَلَيْسَ بمرسل. وَذكر قسْمَة خَيْبَر على أهل الْحُدَيْبِيَة. وَسكت عَنهُ، وَهُوَ لَا يَصح. وَذكر سُؤال الْيَهُود النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَن يقرهم على أَن يعملوا. وَسكت عَنهُ، وَإِنَّمَا هُوَ حسن. وَذكر تحصن بَقِيَّة من أهل خَيْبَر مُرْسلا. وَلم يبين أَنه من رِوَايَة ابْن إِسْحَاق. وَذكر حَدِيث: " كَانَت لرَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ثَلَاث صفايا ". وَهُوَ كَذَلِك. وَذكر حَدِيث: قضى بالسلب للْقَاتِل، وَلم يُخَمّس السَّلب ".(5/753)
وَفِيه انْقِطَاع لم يُبينهُ. وَذكر حَدِيث: " لَهُ سلبه أجمع ". سكت عَنهُ، وَهُوَ من رِوَايَة عِكْرِمَة بن عمار. وَذكر هجن الهجين وعرب الْعَرَبِيّ مُرْسلا. وَأتبعهُ موصلاً لم يعزه. وَذكر تنفيل الرّبع بعد الْخمس. وَسكت عَنهُ، وَلم يبين أَنه من رِوَايَة بن إِسْحَاق. وَذكر: " يُعْطي قُريْشًا ويتركنا وسيوفنا تقطر من دِمَائِهِمْ "؟ هُوَ من رِوَايَة حَرْمَلَة، وَلم يُبينهُ. وَذكر لَو سلك النَّاس وَاديا، مردفاً حَدِيث عبد الله بن زيد، وَإِنَّمَا هُوَ عَن أنس. وَذكر مُرْسل قَتَادَة فِي الصَّبِي. وَلم يعبة بسوى الْإِرْسَال، وَأَرْدَفَ مُرْسل الَّذِي وجد نَاقَته فِي يَد رجل [من] رِوَايَة ياسين الزيات، وَلم يعزها إِلَى مَوضِع. وَذكر حَدِيث عَمْرو بن حُرَيْث: " خطّ لَهُ دَارا بِالْمَدِينَةِ ". وَسكت عَنهُ، وَهُوَ لايصح. وَذكر إقطاع الزبير حضر فرسه. وَسكت عَنهُ، وَهُوَ حسن.(5/754)
وَذكر إقطاع بِلَال بن الْحَارِث معادن الْقبلية. أتبعه عَن ابْن عبد الْبر أَنه مُنْقَطع مَا يعرف لَهُ خِلَافه. وَذكر إقطاع الْملح واسترجاعه. وَسكت عَنهُ، وَهُوَ لَا يَصح. وَذكر: " إيَّاكُمْ والقسامة ". وَسكت عَنهُ، وَهُوَ كَذَلِك. وَذكر: " لَا إِسْلَال وَلَا إِغْلَال ". وَسكت عَنهُ، وَلم يبين أَنه من رِوَايَة ابْن إِسْحَاق. وَذكر: " لَوْلَا أَن الرُّسُل لَا تقتل ". وَهُوَ كَذَلِك وَذكر جِزْيَة مجوس الْبَحْرين. وَلم يبين علته. وَذكر النَّهْي أَن تبنى كَنِيسَة أَو تجدّد. ورده بِرَجُل وَترك غَيره، وَسَقَطت لَهُ مِنْهُ لَفْظَة انْقَطع الْإِسْنَاد بهَا. وَذكر معاهدة نَصَارَى بني تغلب، ونقصه وَاحِد. وناقض فِي تَضْعِيف آخر، وَضعف لَهُ طَرِيقا بِرَجُل، وَترك أَضْعَف مِنْهُ. وَذكر: " لَا يُقَاتل عَن أحد من الْمُشْركين إِلَّا عَن أهل الذِّمَّة ". ورده بالضعف والانقطاع، وَفِي انْقِطَاعه على أَصله نظر، وَنبهَ على ضعف راو من رُوَاته، وَترك آخر مِمَّن قد ضعفه هُوَ، لم يبين أَنه من رِوَايَته.(5/755)
وَذكر: " إِن الله لم يحل لكم أَن تدْخلُوا بيُوت أهل الْكتاب إِلَّا بِإِذن ". وَسكت عَنهُ، وَهُوَ لَا يَصح. وَذكر: " إِنَّمَا العشور على الْيَهُود وَالنَّصَارَى ". وَلم يبين علته. وَذكر: " لَيْسَ على مُسلم جِزْيَة ". وأبرز قابوساً. وَذكر: " لَا يدْخل الْجنَّة صَاحب مكس ". وَلم يبين أَنه من رِوَايَة ابْن إِسْحَاق.(5/756)
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم صلى الله على مُحَمَّد، وعَلى آله وَصَحبه وَسلم
كتاب النِّكَاح
ذكر: " إِذا جَاءَكُم من ترْضونَ دينه وخلقه فأنكحوه ". وَلم يبين فِيهِ مذْهبه، وَهُوَ ضَعِيف. وَذكر: " تخَيرُوا لنُطَفِكُمْ ". ثمَّ أتبعه رِوَايَات لم يعزها. وَذكر: " الْعَرَب بَعْضهَا لبَعض أكفاء ". وَلم يعبه بِغَيْر الِانْقِطَاع. وَذكر لَهُ طَرِيقا آخر، وَلم يبين أَنه غير موصل الْإِسْنَاد. وَذكر: " إِذا أَرَادَ أحدكُم أَن يتَزَوَّج الْمَرْأَة، فَإِن اسْتَطَاعَ " الحَدِيث. وَلم يبين أَنه من رِوَايَة ابْن إِسْحَاق، وَفِيه أَيْضا من لَا تعرف حَاله. وَذكر حَدِيث فَيْرُوز حِين أسلم وَتَحْته أختَان. وَحسنه، وَهُوَ ضَعِيف. وَذكر حَدِيث الْحَارِث بن قيس حِين أسلم وَعِنْده ثَمَانِي نسْوَة. وَأعله، وَترك عِلّة أعظم من الَّتِي ذكر. وَذكر حَدِيث غيلَان الثَّقَفِيّ.(5/757)
وَلم يشْرَح علته، وَهِي إِذا فسرت غير صَحِيحَة. وَذكر النَّهْي أَن يجمع بَين الْمَرْأَة وعمتها أَو خَالَتهَا، وَقَالَ: " إِذا فَعلْتُمْ ذَلِك قطعتهم أَرْحَامكُم ". وَسكت عَنهُ، وَهُوَ حسن. وَذكر: " فَإِنَّهَا لَا تحصنك " يَعْنِي الْيَهُودِيَّة. ورماه بالانقاطاع والضعف، وَلم يبين ذَلِك. وَذكر: " لَا تنْكح للمجوس امْرَأَة ". وَلم يعبه بسوى الْإِرْسَال. وَذكر: " هدم الْمُتْعَة النِّكَاح " وَسكت عَنهُ، وَهُوَ لَا يَصح. وَذكر: " تزوج رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مَيْمُونَة وَهُوَ حَلَال ". وَسكت عَنهُ، وَهُوَ حسن. وَذكر: " إِذا نكح العَبْد بِغَيْر إِذن سَيّده فَهُوَ عاهر ". وَلم يبين لم هُوَ حسن، وَترك طَرِيقا أحسن من الَّذِي ذكر. وَذكر: " إِذا نكح العَبْد بِغَيْر إِذن مَوْلَاهُ ".
من رِوَايَة يحيى بن سعيد الْأمَوِي، مردفة على هَذَا، وَلَيْسَ لَفْظهمَا وَاحِدًا، وَهُوَ أَيْضا فِي الْموضع الَّذِي نَقله مِنْهُ غير موصل، وَضَعفه بِرَجُل قد قبله فِي مَوَاضِع. وَذكر: " اجتنبوا من النِّكَاح أَرْبعا ". وَنسبه إِلَى غير رَاوِيه، وَأعله بِرَجُل ترك غَيره.(5/758)
وَذكر: " لَا يتَزَوَّج الْمَمْلُوك فَوق اثْنَتَيْنِ ". وَأعله بِرَجُل، وَترك آخر. وَذكر قصَّة أم مهزول. وَسكت عَنهُ، وَلم يبين أَنه من رِوَايَة عَمْرو بن شُعَيْب، عَن أَبِيه، عَن جده. وَذكر حَدِيث: " لَا ينْكح الزَّانِي المجلود إِلَّا مثله ". وَلم يبين أَنه من رِوَايَة عَمْرو بن شُعَيْب، عَن المَقْبُري، عَن أبي هُرَيْرَة. وَذكر زِيَادَة وشاهدي عدل. وَأتبعهُ رِوَايَات إِنَّمَا هِيَ فِي الْمَوَاضِع الَّتِي نقلهَا مِنْهَا غير موصلة. وَذكر حَدِيث فَإِن دعت إِلَى سخطه. وَلم يبين من أمره شَيْئا غير أَنه أبرز من إِسْنَاده. وَذكر حَدِيث خنساء، وَنسب الرِّوَايَة بِأَنَّهَا كَانَت بكرا إِلَى مَوضِع لَيست فِيهِ. وَذكر تَزْوِيج النَّجَاشِيّ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أم حَبِيبَة. وَسكت عَنهُ، وَفِيه من قد ضعفه هُوَ. وَذكر: " لَا مهر أقل من عشرَة دَرَاهِم ". وَأعله بِرَجُل، وَترك آخر. وَذكر: " لَا مهر دون خَمْسَة دَرَاهِم ". مَرْفُوعا، وَإِنَّمَا هُوَ مَوْقُوف.(5/759)
وَذكر: " أنكحوا الْأَيَامَى ثَلَاثًا ". وأردفه حَدِيثا أوهم مساواته لَهُ. وَذكر: " من أعْطى فِي صدَاق امْرَأَة ملْء كفيه ". وَأعله وَلم يبين علته. وَذكر: " لعن الْمُحَلّل والمحلل لَهُ ". وَسكت عَنهُ، وَإِنَّمَا هُوَ حسن. وَذكر: " اسْتَبْرَأَ صَفِيَّة بِحَيْضَة " وَلم يعزه.
وَذكر حَدِيث عَائِشَة: " أَمرنِي أَن أَدخل امْرَأَة على زَوجهَا قبل أَن يُعْطِيهَا شَيْئا ". ورده بالانقطاع، وَلم يبين أَنه من رِوَايَة شريك. وَذكر حَدِيث التيس الْمُسْتَعَار. وَحسنه، وَلم يبين الْمَانِع من صِحَّته. وَذكر تزوج النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أم سَلمَة، فأبعد فِي إِيرَاده النجعة. وَذكر: " إِذا دعِي أحدكُم إِلَى طَعَام فليجب ". وَلم يبين أَنه من مُعَنْعَن أبي الزبير. وَذكر: " أَنْت بِالْخِيَارِ فِي الْعرس والعذار ". وَهُوَ فِي الْموضع الَّذِي نَقله مِنْهُ غير موصل الْإِسْنَاد. وَذكر: " طَعَام أول يَوْم حق ". وَأعله بِرَجُل، وَترك غَيره.(5/760)
وَذكر: " إِذا تزوج أحدكُم الْمَرْأَة، أَو اشْترى الْأمة ". وَلم يبين أَنه من رِوَايَة عَمْرو بن شُعَيْب عَن جده. وَذكر: " لَا تُوطأ حَامِل حَتَّى تضع ". وَأتبعهُ الْكَلَام فِي رجل، وَلم يبين أَنه من رِوَايَة شريك. وَذكر الْمقَام عِنْد الْبكر وَالثَّيِّب. ورده بِرَجُل قلب اسْمه، وَترك إعلاله بمجاهيل. وَذكر: " أَمر المتزوج بِالصَّلَاةِ لَيْلَة الْبناء ". وَسكت عَنهُ، وَهُوَ ضَعِيف. وَذكر نشر الرجل سر امْرَأَته. وَسكت عَنهُ، وَهُوَ حسن. وَذكر: " إِن الله لَا يستحي من الْحق ". وَهُوَ كَذَلِك. وَذكر: " مَلْعُون من أَتَى امْرَأَته فِي دبرهَا ". وَسكت عَنهُ، وَهُوَ ضَعِيف. وَذكر: " إِذا جَامع أحدكُم فَلَا يعجلها ". وأبرز مِنْهُ، وَترك من يعتل بِهِ أَيْضا. وَذكر: " كَانَت لنا جوَار ". وَلم يبين أَنه على أَصله مُنْقَطع. وَذكر: " لم يكن يفضل بَعْضنَا على بعض فِي الْقسم ". وَسكت عَنهُ، وَهُوَ حسن.(5/761)
وَذكر الاسْتِئْذَان فِي التمرض فِي بَيت عَائِشَة. وَسكت عَنهُ، وَهُوَ لَا يَصح. وَذكر حَدِيث النثار، وَأعله بِرَجُل، وَترك دونه من يعتل بِهِ. وَذكر: " وَلَا يتجردا تجرد العيرين ". وَأعله بِرَجُل، وَترك غَيره. وَذكر النَّهْي عَن الْعَزْل عَن الْحرَّة إِلَّا بِإِذْنِهَا. وَلم يبين أَنه غير موصل الْإِسْنَاد. وَذكر: " إيَّاكُمْ والتعري ". وَحسنه، وَيَجِيء على أَصله أَن يكون ضَعِيفا. وَذكر: " لَا يسْأَل الرجل فِيمَا ضرب امْرَأَته ". وَجَهل من إِسْنَاده رجلا لم يحكم عَلَيْهِ، وَهُوَ مَعْرُوف الْعين مَجْهُول الْحَال. وَذكر حَدِيث: " فليغر لنَفسِهِ ". وَأَن الدَّارَقُطْنِيّ صَححهُ، وَهُوَ لم يفعل. وَذكر: " الْغيرَة من الْإِيمَان، والمذاء من النِّفَاق ". وَسكت عَنهُ، وَهُوَ لَا يَصح. وَذكر " إِن الْجَارِيَة إِذا حَاضَت لم يصلح أَن يرى مِنْهَا إِلَّا وَجههَا ". ورده بِالْإِرْسَال لَا غير. وَذكر حَدِيث دُخُوله على زوجه وَهِي تمعس منيئة لَهَا.(5/762)
وَلم يبين أَنه من مُعَنْعَن أبي الزبير عَن جَابر. وَذكر النَّهْي أَن يكلم النِّسَاء إِلَّا بِإِذن أَزوَاجهنَّ. وَسكت عَنهُ، وَهُوَ لَا يَصح، وَلَا بَين أَنه غير موصل الْإِسْنَاد. وَذكر: " مَا تركت بعدِي فتْنَة أضرّ على الرِّجَال من النِّسَاء ". وَنسب صحابيه إِلَى جده، وَهُوَ فِي الْموضع الَّذِي نَقله مِنْهُ على صَوَابه. وَذكر: " من اتخذ من الْإِمَاء مَا لَا ينْكح ". وَسكت عَنهُ، وَهُوَ لَا يَصح. وَذكر نهينَا عَن قتل الْمُصَلِّين. وَسكت عَنهُ، وَهُوَ لَا يَصح. وَذكر كَون سَالم ذَا لحية. وَلم يبين أَنه مُنْقَطع. وَذكر: " أرضعيه خمس رَضعَات ". وَهُوَ ضَعِيف. وَذكر: " لَا يحرم من الرَّضَاع المصة وَلَا المصتان إِلَّا مَا فتق الأمعاء من اللَّبن ". وَلم يبين أَنه من رِوَايَة ابْن إِسْحَاق. وَذكر: " لَا رضَاع بعد فصَال. وَأعله بِرَجُل، وَترك دونه آخر.(5/763)
وَذكر: " لَا يحرم من الرَّضَاع إِلَّا مَا كَانَ فِي الْحَوْلَيْنِ ". وَأعله بِشَيْء، وَترك غَيره. وَذكر استرضاع الحمقاء مُرْسلا وَمُسْندًا، وَلم يعب الْمُرْسل بسوى الْإِرْسَال، وأعل الْمسند بِرَجُل، وَترك فَوْقه وَتَحْته من يعتل بِهِ. وَذكر: " لَا يحصن الشّرك بِاللَّه شَيْئا ". وَأعله بِشَيْء وَلَيْسَ بعلة، وَترك ذكر علته على الْحَقِيقَة.(5/764)
كتاب الطَّلَاق
ذكر حَدِيث: " أبْغض الْحَلَال إِلَى الله الطَّلَاق ". وَأعله بِمَا لَيْسَ بعلة. وَذكر: " لَا يُطلق النِّسَاء إِلَّا من رِيبَة ". وَضَعفه، وَلم يبين انْقِطَاعه. وَذكر: " مَا أحل الله شَيْئا أبْغض إِلَيْهِ من الطَّلَاق ". ورده بِرَجُل، وَترك اثْنَيْنِ. وَذكر: " ثَلَاث جدهن جد " حسنه، وَلم يبين علته الْمَانِعَة من تَصْحِيحه. وَذكر فِي حَدِيث ابْن عمر: " فَإِذا طهرت مَسهَا ". وتصحف لَهُ فِيهِ - على مَا فِي بعض النّسخ - اسْم رجل. وَذكر حَدِيث: " الثَّالَّةِ إمْسَاك بِمَعْرُوف أَو تَسْرِيح بِإِحْسَان ". وَلم يعز الْمسند، وَلَا بَين علته. وَذكر حَدِيث أَمرك بِيَدِك - أَنَّهَا ثَلَاث. وَأعله بِالْجَهْلِ بِرَجُل من رُوَاته قد وثق، وَلم يذكر نِسْيَان الرَّاوِي(5/765)
للْحَدِيث الْمَذْكُور. وَذكر قَوْله عَلَيْهِ السَّلَام للمختلعة: " زيديه ". وَضَعفه بِرَجُل، وَترك اثْنَيْنِ. وَذكر: " الْخلْع تَطْلِيقَة بَائِنَة ". وَضَعفه بِرَجُل، وَترك غَيره كَذَلِك. وَذكر: " إِن قربك فَلَا خِيَار لَك ". وَلم يبين أَنه من رِوَايَة ابْن إِسْحَاق. وَذكر مُظَاهرَة أَوْس بن الصَّامِت. وَلم يبين أَنه من رِوَايَة ابْن إِسْحَاق عَمَّن لَا تعرف حَاله. وَذكر مُظَاهرَة سَلمَة بن صَخْر. وَلم يبين أَيْضا أَنه من رِوَايَة ابْن إِسْحَاق، وَهُوَ مُنْقَطع. وَذكر فِي الْمظَاهر يواقع قبل أَن يكفر: " كَفَّارَة وَاحِدَة ". وَلم يبين كَذَلِك أَنه من رِوَايَته. وَذكر حَدِيث الرجل تكون تَحْتَهُ الْمَمْلُوكَة فيطلقها تَطْلِيقَتَيْنِ ثمَّ يَشْتَرِيهَا، لَا تحل لَهُ حَتَّى تنْكح زَوجهَا غَيره. وتصحف لَهُ فِيهِ رجل، وَترك دونه مِمَّن لَا يعرف جمَاعَة. وَذكر حَدِيث آلى من نِسَائِهِ وَحرم. وَرجحه مُرْسلا، وَلم يبين سَبَب ترجحه. وَذكر حَدِيث الَّذِي قَالَ لامْرَأَته: يَا أُخْتِي. مُرْسلا.(5/766)
وَتَركه مُسْندًا على أَصله فِي الْموضع الَّذِي نَقله مِنْهُ. وَذكر لعان هِلَال بن أُميَّة من عِنْد أبي دَاوُد بسياق سكت عَنهُ، وَهُوَ لَا يَصح. وَذكر زِيَادَة: " أمسك الْمَرْأَة عنْدك حَتَّى تَلد ". وَلم يبين أَنَّهَا من رِوَايَة ابْن إِسْحَاق. وَذكر فِي طَلَاق الْأمة حَدِيث ابْن عمر. وَأتبعهُ للدارقطني كلَاما سقط لَهُ بعضه فجَاء بِهِ من قبله وَذكر مُرْسل: " لم يجز طَلَاق الْمَرِيض ". وَأتبعهُ إِيهَام ضعف بِهِ سوى الْإِرْسَال. وَذكر طَلَاق الْمُكْره، فعين لفظا إِسْنَاده فِيهِ ضعفاء طوى ذكرهم، وَغير اسْم أبي راو من رُوَاته، وَهُوَ على سِيَاقه ينقصهُ من الْإِسْنَاد للفظ الَّذِي عين وَاحِد. وَذكر: " لَا لعان بَين مملوكين وَلَا كَافِرين ". وَهُوَ لَا إِسْنَاد لَهُ فِي التَّمْهِيد. وَذكر: " أَيّمَا امْرَأَة أدخلت على قوم من لَيْسَ مِنْهُم ". وَسكت عَنهُ، وَهُوَ لَا يَصح. وَذكر حَدِيث تَخْيِير الْغُلَام بَين أَبِيه وَأمه. وَأتبعهُ قولا لَا يفهم مِنْهُ مذْهبه فِي صِحَة الحَدِيث أَو سقمه. وَذكر تَخْيِير الْجَارِيَة بَين أَبِيهَا الْمُسلم وَأمّهَا الْكَافِرَة.(5/767)
ورماه بالاختلاف فِي إِسْنَاده، وَهُوَ حَدِيث صَحِيح. وَذكر حَدِيث سبيعة حِين نفست بعد وَفَاة زَوجهَا. فَجعله من رِوَايَتهَا، فَزَاد بذلك فِي الْإِسْنَاد من لَيْسَ مِنْهُ. وَذكر حَدِيث [الَّتِي] أخشي على عينهَا فِي الْإِحْدَاد وَهُوَ حَدِيث يغلب على الظَّن أَنه مُرْسل. وَذكر حَدِيث: " إِنَّمَا السُّكْنَى وَالنَّفقَة لمن لزَوجهَا عَلَيْهَا الرجعه ". وَسكت عَنهُ، وَهُوَ لَا يَصح. وَذكر حَدِيث الفريعة، وَضَعفه. وَالصَّوَاب تَصْحِيحه كَمَا فعل التِّرْمِذِيّ، وَتغَير لَهُ فِي إِسْنَاده اسْم رجل. وَذكر: " امْرَأَة الْمَفْقُود امْرَأَته حَتَّى يَأْتِيهَا الْخَبَر ". رده بِرَجُل، وَترك ثَلَاثَة. وَذكر أَمر أَن تَعْتَد الْمُتَوفَّى عَنْهَا حَيْثُ شَاءَت. وَضَعفه بِرَجُل، وَترك اثْنَيْنِ.(5/768)
كتاب الْبيُوع
ذكر حَدِيث: " التَّاجِر الصدوق الْمُسلم ". وَسكت عَنهُ، وَإِنَّمَا هُوَ حسن. وَذكر: " إِن الرِّبَا وَإِن كثر ". وَسكت عَنهُ، وَإِنَّمَا هُوَ أَيْضا حسن. وَذكر بيع المحفلات خلابة وَلم يعرض لأحد من رُوَاته، وَهُوَ لَا يَصح الْبَتَّةَ. وَذكر: " لَا يبع حَاضر لباد، دعوا النَّاس يرْزق الله بَعضهم من بعض ". وَلم يبين أَنه من رِوَايَة أبي الزبير، عَن جَابر، من غير رِوَايَة اللَّيْث عَنهُ. وَذكر النَّهْي عَن التلقي وَذبح ذَوَات الدّرّ. ورده برجلَيْن، وَترك ثَالِثا لم يعرض لَهُ. وَذكر النَّهْي أَن يَبِيع طَعَاما اشْتَرَاهُ بكيل حَتَّى يَسْتَوْفِيه. وَسكت عَنهُ، وَهُوَ لَا يَصح وَذكر: " إِذا ابتعت بيعا فَلَا تبعه حَتَّى تقبضه ". وَلم يعزه. وَذكر النَّهْي أَن تبَاع السّلع حَيْثُ تبْتَاع. وَلم يبين أَنه من رِوَايَة ابْن إِسْحَاق.(5/769)
وَذكر حَدِيث ابْن عَبَّاس فِي شحوم الْيَهُود، ذكرا أوهم مُشَاركَة حَدِيث جَابر فِيمَا فِيهِ. وَذكر: " إِن الله حرم الْخمر وثمنه ". وَلم يبين أَنه من رِوَايَة مُعَاوِيَة بن صَالح. وَذكر حَدِيث: " إِلَّا كَلْبا ضارياً ". وَلم يُفَسر علته. وَذكر الرُّخْصَة فِي ثمن الصَّيْد. وَلم يبين كَذَلِك علته. وَذكر النَّهْي عَن بيع السِّلَاح فِي الْفِتْنَة وَضَعفه بِرَجُل، وَترك غَيره. وَذكر فِي الربويات: " الزَّيْت بالزيت ". وَهُوَ تَصْحِيف، وَإِنَّمَا هُوَ " الزَّبِيب بالزبيب "، وَنسبه إِلَى غير رَاوِيه، وَفِي إِسْنَاده من لَا يعرف. وَذكر: " رده على صَاحبه وَخذ ثمرك ". وَسكت عَنهُ، وَلَا يَصح. وَذكر: " أينقص الرطب إِذا يبس؟ ". وَلم ينْسبهُ إِلَى مَالك، وَهُوَ فِي الْمُوَطَّأ. وَذكر مُرْسلا: " لَا رَبًّا إِلَّا فِي ذهب أَو فضَّة، أَو مَا يُكَال أَو يُوزن مِمَّا يُؤْكَل أَو يشرب ".(5/770)
وَذكر حَدِيث: " فِي هَذَا الْوِعَاء كَذَا وَكَذَا، وَلَا أبيعه إِلَّا مجازفة ". ورده بِرَجُل وَترك غَيره. وَذكر الزّجر عَن ثمن السنور. وَسكت عَنهُ، وَهُوَ ضَعِيف. وَذكر حَدِيث: " أَصَابَهُ الدمَان، أَصَابَهُ القشام ". وَسكت عَنهُ، وَهُوَ لَا يَصح. وَذكر حَدِيث الرُّخْصَة فِي الْإِكْرَام بعسب الْفَحْل. وَحسنه، وَهُوَ صَحِيح. وَذكر حَدِيث بيع الْبَعِير بالبعيرين إِلَى إبل الصَّدَقَة. بِإِسْنَادِهِ. وَذكر لَهُ مَا لَيْسَ بعلة، وَهُوَ ضَعِيف. وَذكر النَّهْي عَن عسب الْفَحْل، وَعَن قفيز الطَّحَّان، مَرْفُوعا وَإِنَّمَا هُوَ مَوْقُوف لم يذكر فِيهِ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -. وَذكر النَّهْي عَن بيع الْمُضْطَر. وَبَين انْقِطَاعه، وَلم يبين ضعفه بِغَيْر الِانْقِطَاع. وَذكر أَنه أَيْضا يرْوى من حَدِيث حُذَيْفَة، وَحَدِيث حُذَيْفَة إِنَّمَا هُوَ مثله بِتَأْوِيل. وَذكر: " من اشْترى شَيْئا لم يره فَهُوَ الْخِيَار إِذا رَآهُ ". ورده بِرَجُل، وَترك غَيره.(5/771)
وَلم يبين علته كَمَا يجب. وَذكر: " إِذا تبايعتم بالعينة ". وَضَعفه، وَله طَرِيق صَحِيح. وَذكر: " إيَّاكُمْ والسحت ". وَعزا مِنْهُ إِلَى كتاب مُسلم مَا لَيْسَ فِيهِ. وَذكر حَدِيث: " بيع رباع مَكَّة ". وَلم يبين علته. وَذكر حَدِيث: " مَكَّة مناخ ". فضعفه بِرَجُل، وَترك ابْنه. وَذكر النَّهْي عَن بيع الْغَنَائِم حَتَّى تقسم. وَلم يبين علته. وَذكر: " من فرق بَين وَالِدَة وَوَلدهَا ". وَحسنه، وَيَنْبَغِي أَن يُقَال: صَحِيح. وَذكر رِوَايَة شُعْبَة فِي التَّفْرِيق بَين السَّبي. وَرجع حَدِيث سعيد بن أبي عرُوبَة عَلَيْهِ، وَحَدِيث شُعْبَة صَحِيح، وَحَدِيث سعيد بن أبي عرُوبَة مُنْقَطع. وَذكر: " المدبرلا يُبَاع، وَلَا يُوهب ". وَلم يبين علته. وَذكر حَدِيث: " بَاعَ مُصحفا ".(5/772)
وَعَزاهُ إِلَى مَوضِع لم أَجِدهُ فِيهِ. وَذكر: " لَا دَاء وَلَا خبثة ". وَلم يبين مَا الْمَانِع من تَصْحِيحه. وَذكر حَدِيث: " عمرك الله بيعا فِي الْخِيَار ". وَلم يبين أَنه من رِوَايَة يحيى بن أَيُّوب. وَذكر: " لَا يتفرقن عَن بيع إِلَّا عَن ترَاض ". وَلم يبين الْمَانِع من تَصْحِيحه. وَذكر مُرْسل الْخِيَار بعد الصَّفْقَة. وَلم يعبه بسوى الْإِرْسَال. وَذكر: " إِذا اخْتلف الْمُتَبَايعَانِ ". ورماه بالانقطاع، وَلم يُبينهُ. وَذكر: " لَا بَأْس بِبيع خدمَة الْمُدبر إِذا احْتَاجَ ". وَصَوَّبَهُ مُرْسلا، والمسند عِنْدِي صَحِيح. وَذكر حَدِيث: " أَنا ثَالِث الشَّرِيكَيْنِ ". وَسكت عَنهُ، وَهُوَ لَا يَصح. وَذكر: " إِذا أتيت وَكيلِي ". وَلم يبين أَنه من رِوَايَة ابْن إِسْحَاق. وَذكر: " الْمُسلمُونَ عِنْد شروطهم ".(5/773)
وَلم يعزه، وَضَعفه وَمَا بَين علته. وَذكر فِي ذَلِك حَدِيث كثير بن عبد الله، وَلم يبين أَيْضا علته. وَذكر الْمُرْسل فِي اشْتِرَاء الشَّاة وَاشْتِرَاط البَائِع سلبها. وَلم يعبه بسوى الْإِرْسَال. وَذكر حَدِيث عُرْوَة بن الْجَعْد حِين اشْترى شَاتين بالدينار. وَعَزاهُ إِلَى البُخَارِيّ، وَلَيْسَ بمعدود من مخرجاته. وَذكر النَّهْي عَن بيع وَشرط. وَلم يزدْ على أَن ذكره بِإِسْنَاد متبرئاً من عهدته. وَذكر: " من أسلم فِي شَيْء فَلَا يصرفهُ إِلَى غَيره ". وَضَعفه بِرَجُل، وَترك غَيره. وَذكر: " الرَّهْن مِمَّن رَهنه ". وَصَححهُ، وَفِيه نظر. وَذكر الْمُرْسل فِي الْفرس الْمَرْهُون الَّذِي نفق فِي يَد الْمُرْتَهن. وَضَعفه، وَلم يبين علته. وَذكر: " الرَّهْن بِمَا فِيهِ " كَذَلِك. وَذكر: " وَلَك الْخِيَار ثَلَاثًا ". وَلم يبين أَنه من رِوَايَة ابْن إِسْحَاق. وَذكر النَّهْي عَن كسب الْأمة حَتَّى يعلم من أَيْن هُوَ. وَسكت عَنهُ، وَهُوَ لَا يَصح.(5/774)
وَذكر: " لَا تسلميه حجاماً وَلَا صائغاً وَلَا قصاباً ". وَلم يبين علته. وَذكر: " أَخذ عبَادَة الْقوس على التَّعْلِيم ". وَلم يبين علته، وَكَذَلِكَ حَدِيث أبي فِيهِ ". وَذكر: " لَا تخيفوا الْأَنْفس ". وَسكت عَنهُ، وَلَا يَصح. وَذكر " قرض مرَّتَيْنِ يعدل صَدَقَة مرّة ". وَسكت عَنهُ، وَإِنَّمَا هُوَ حسن. وَذكر: " إِنَّمَا جَزَاء السّلف الْحَمد وَالْأَدَاء ". وَسكت عَنهُ، وَهُوَ لَا يَصح. وَذكر: " خلع معَاذ من مَاله ". وَلم يعز الرِّوَايَة الَّتِي يسند بهَا. وَذكر: " من مَاتَ وَله دين إِلَى أجل، وَعَلِيهِ دين إِلَى أجل ". وَظن بِرَجُل من رُوَاته أَنه آخر. وَذكر حَدِيث أنس فِي هَدِيَّة الْمديَان. وأبرز إِسْنَاده، وَلم يحكم عَلَيْهِ، وَهُوَ حسن. وَذكر: " الشُّفْعَة كحل العقال ". فأعله بِرَجُل، وَترك غَيره، وَعرض للبيلماني، وَلم يبين هَل الْأَب هُوَ أَو الابْن، وَعزا إِلَى ابْن حزم لفظا عِنْده. وَذكر فِي ذَلِك رِوَايَة مُحَمَّد بن جَعْفَر، عَن شُعْبَة، عَن كتاب ابْن حزم،(5/775)
وَهولا إِسْنَاد لَهُ عِنْده. وَذكر: " لَا شُفْعَة فِي بِئْر وَلَا فَحل ". وَهُوَ أَيْضا غير موصل حَيْثُ هُوَ. وَذكر قضى بِالشُّفْعَة فِي الدَّين. ثمَّ أردفه زِيَادَة مُرْسلَة، لم يبين من حَالهَا أَنَّهَا مُنْقَطِعَة قبل [أَن تصل] إِلَى مرسلها. وَذكر: " الشُّفْعَة فِي كل شَيْء ". من عِنْد الطَّحَاوِيّ ففسر رجلا من رُوَاته بِمن لَيْسَ بِهِ. وَذكر حَدِيث: " الطَّرِيق الميتاء ". وَلم يعرض لرِوَايَة عباد بن مَنْصُور بِشَيْء. وَذكر: " كلف أَن يحمل ترابها إِلَى الْمَحْشَر ". وَسكت عَنهُ، وَلَا يَصح. وَذكر: " مَا الشَّيْء الَّذِي لَا يحل مَنعه؟ ". وَضَعفه بِامْرَأَة مَجْهُولَة، وَترك من قبلهَا. وَذكر: " يسعهم المَاء وَالشَّجر، ويتعاونون على الفتان ". وَسكت عَنهُ بعد أَن أبرز امْرَأتَيْنِ من رُوَاته، وَهُوَ حَدِيث لَا يَصح. وَذكر إمْسَاك سيل مهزور وَغَيره من السُّيُول حَتَّى يبلغ الْكَعْبَيْنِ. وَسكت عَنهُ، وَمَا من رُوَاته الَّذين أبرز من يعرف، وَله طَرِيق أحسن من(5/776)
ذَاك لم يذكرهُ. وَذكر: " ضَعُوا وتعجلوا ".
وَضَعفه بِرَجُل، وَترك من هُوَ بِهِ مَعْرُوف، وَترك لَهُ إِسْنَادًا خيرا من الَّذِي ذكر، وَترك لَفْظَة أَخَاف اختلالها فِيمَا أرى. وَذكر حَدِيث: " الْجَار لَا يستطيل عَلَيْهِ جَاره بِالْبِنَاءِ يحجب عَنهُ الرّيح ". وَلم يبين علته، وَوَقع فِيهِ نقص من إِسْنَاده. وَذكر: " لَا حمى فِي الْأَرَاك ". وأبرز من إِسْنَاده مَوضِع علته. وَذكر مَا يحمى من الْأَرَاك. بتغيير فِي بعض رُوَاته، هُوَ نقص من الأسناد، وَأتبعهُ قولا لَا يفهم مِنْهُ حكمه عِنْده. وَذكر حَدِيث: " حَرِيم الْآبَار ". وَلم يبين أَنه غير موصل الْإِسْنَاد. وَذكر الْوَعيد على قطع السدر. وَسكت عَنهُ، وَفِيه نظر. وَذكر حَدِيث وضع الجماجم فِي الزَّرْع. وَسكت عَنهُ، وَهُوَ لَا يَصح. وَذكر: " كُنَّا نكرِي الأَرْض بِمَا عَليّ السواقي ". وَأعله بِرَجُل، وَترك غَيره.(5/777)
وَذكر " إِن كَانَ ذَا شَأْنكُمْ، فَلَا تكروا الْمزَارِع ". وَأَشَارَ إِلَى مَوضِع الْعلَّة، وَلم يبينها. وَذكر حَدِيث: " من أَحْيَا دَابَّة عجز عَنْهَا أَهلهَا ". وَسكت عَنهُ، وهُوَ لَا يَصح. وَذكر حَدِيث: " إِذا اسْتردَّ الْوَاهِب مَا وهب فليوقف ". وَلم يبين أَنه من رِوَايَة أُسَامَة بن زيد، وَعطفه على حَدِيث لَا يُشَارِكهُ فِي كل لَفظه. وَذكر حَدِيث: " هِيَ لَهَا حَيَاتهَا وموتها " فِي الحديقة. وَرجح عَلَيْهِ غَيره كَأَن بِهِ ضعفا، وَهُوَ صَحِيح. وَذكر حَدِيث عَائِشَة فِيمَن بنى فِي رباع قوم بإذنهم فَلهُ الْقيمَة. ورده بِرَجُل، وَترك دونه من لَا يعرف. وَذكر: " دع دَاعِي اللَّبن ". وَسكت عَنهُ، وَهُوَ لَا يَصح. وَذكر: " فَإِن الْهَدِيَّة تذْهب وحر الصَّدْر ". وَسكت عَنهُ، وَهُوَ لَا يَصح. وَذكر حَدِيث: " لَا أقبل هَدِيَّة إِلَّا من قرشي " الحَدِيث. وَلم يبين أَنه من رِوَايَة ابْن إِسْحَاق. وَذكر حَدِيث: " إيما رجل ضاف قوما فَأصْبح محروماً ". وَسكت عَنهُ، وَهُوَ لَا يَصح.(5/778)
وَذكر: " الضِّيَافَة على أهل الْوَبر ". ورده بِرَجُل، وَترك غَيره. وَذكر: " فَليَأْكُل وَلَا يتَّخذ خبنة ". وَلم يبين حكمه، وَهُوَ حسن. وَذكر حَدِيث: " دخلت حَائِطا من حيطان الْمَدِينَة، ففركت سنبلاً ". وَسكت عَنهُ، وَهُوَ لَا يَصح. وَذكر اسْتِعَارَة النَّبِي من صَفْوَان يَوْم حنين أدراعاً. وَرجح عَلَيْهِ غَيره، وَلم يبين لم؟ وَذكر: " على الْيَد مَا أخذت ". وَترك مِنْهُ زِيَادَة. وَذكر: " أد الْأَمَانَة إِلَى من أئتمنك ". وَلم يبين لم لَا يَصح.(5/779)
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم صلى الله على مُحَمَّد وعَلى آله وَسلم تَسْلِيمًا
كتاب الْوَصَايَا والفرائض
ذكر: " لَا وَصِيَّة لوَارث إِلَّا أَن يُجِيز الْوَرَثَة ". وَلم يعز مِنْهُ رِوَايَة، وَلَا بَين علته. وَذكر: " جنف الْمُتَصَدّق ". وَضَعفه بِمَا لَيْسَ بعلة. وَذكر: " لَا يتم بعد احْتِلَام ". فَزَاد فِي الْإِسْنَاد رجلا. وَذكر حَدِيث: " مِمَّا أضْرب يَتِيمِي ". وَأعْرض فِيهِ عَن رجلَيْنِ يُضعفَانِ. وَذكر: " لَا يتوارث أهل ملتين ". وَعَزاهُ إِلَى مُسلم، وَلَيْسَ عِنْده. وَذكر: " لَا يَرث الْمُسلم النَّصْرَانِي ". وَلم يبين علته. وَذكر حَدِيث ابْنَتي سعد بن الرّبيع. وَسكت عَنهُ، وَإِنَّمَا هُوَ حسن. وَذكر حَدِيث ابْن مَسْعُود فِي ابْنة وَابْنَة ابْن وَأُخْت. وَسكت عَنهُ، وَلم يبين أَنه من رِوَايَة أبي قيس، فَهُوَ حسن.(5/780)
وَذكر حَدِيث الجدتين. وتخوف عَلَيْهِ الِانْقِطَاع، وَالتِّرْمِذِيّ قد صَححهُ. وَذكر حَدِيث سُؤال عمر عَن الْجد. وَلم يبين أَنه مُنْقَطع فِيمَا بَين الْحسن وَعمر، وَمَوْضِع نظر فِي سَماع الْحسن من معقل. وَذكر حَدِيث: " الْخَال وَارِث من لَا وَارِث لَهُ ". وَسقط لَهُ مِنْهُ وَاحِد. وَذكر حَدِيث الْمِقْدَام بن معدي كرب فِي ذَلِك. وَلم يبين الِاخْتِلَاف الَّذِي فِيهِ، وَهُوَ لَا يضرّهُ. وَذكر حَدِيث عَائِشَة فِي ذَلِك، وَلم يعزه، وَلَا بَين الِاخْتِلَاف الَّذِي فِيهِ أَيْضا. وَذكر فِي الْعمة وَالْخَالَة رِوَايَة مسْعدَة بن اليسع وَلم يعزها. وَذكر مُرْسل: " توارث الزَّوْجَيْنِ إِذا مَاتَا قبل الدُّخُول ". وَلم يبين أَنه من رِوَايَة ابْن إِسْحَاق. وَذكر حَدِيث ابْن عمر فِي: " توارث بني العلات، وَالدّين قبل الْوَصِيَّة، وَلَا وَصِيَّة لوَارث ". كل ذَلِك من طَرِيق الْحَارِث، وَلم يبين علته. وَذكر حَدِيث الْمولى الْوَاقِع من النَّخْلَة وَلَيْسَ لَهُ وَارِث.(5/781)
وَحسنه، وَهُوَ ضَعِيف. وَذكر: " التمسوا لَهُ وَارِثا أَو ذَا رحم ". وَلم يبين أَنه من رِوَايَة شريك. وَذكر تَوْرِيث الْمولى الْأَسْفَل. وَحسنه، وَلم يبين الْمَانِع من تَصْحِيحه. وَذكر تَوْرِيث الْمَرْأَة من دِيَة زَوجهَا. وَصَححهُ، وَهُوَ مُنْقَطع. وَذكر: " لَيْسَ لقَاتل شَيْء ". ورماه بالانقطاع، وَترك رميه بِمَجْهُول. وَذكر حَدِيث: " لَا يتوارث أهل ملتين، وَالْمَرْأَة تَرث من دِيَة زَوجهَا ". وَظن مُحَمَّد بن سعيد راوية أَنه المصلوب، وَلَيْسَ بِهِ. وَذكر فِيهِ حَدِيث عَمْرو بن شُعَيْب. وَلم يبين أَنه من رِوَايَة إِسْمَاعِيل بن عَيَّاش. وَذكر فِي رِوَايَة الْوَلَاء حَدِيثا تصحف لَهُ فِيهِ رِئَاب بن حُذَيْفَة، بِزِيَاد وَذكر: " إِذا اسْتهلّ الْمَوْلُود ورث ". وَلم يبين أَنه من رِوَايَة ابْن إِسْحَاق. وَذكر: " استهلال الصَّبِي العطاس ". ورماه بالبيلماني، وَلم يبين الْأَب يَعْنِي أم الابْن؟ وَذكر حَدِيث الرجل يسلم على يَدي الرجل. وَلم يبين علته.(5/782)
وَذكر حَدِيث: " كل قسم فِي الْجَاهِلِيَّة. وَسكت عَنهُ، وَهُوَ حسن. وَذكر من التَّمْهِيد حَدِيث الَّذِي أسلم على مِيرَاث، وَلم يبين أَنه عِنْده غير موصل الْإِسْنَاد. وَذكر: " لَا يعضى مِيرَاث قوم ". وَلم يَجْعَل لَهُ عَيْبا سوى الْإِرْسَال. وَذكر النَّهْي عَن قسْمَة الضرار وَهُوَ كَذَلِك. وَذكر حَدِيث: " الْعلم ثَلَاثَة ". وَأعله بِرَجُل، وَترك غَيره.(5/783)
بَاب الْأَقْضِيَة والشهادات
وَذكر حَدِيث: " من ابْتغى الْقَضَاء وَسَأَلَ عَلَيْهِ شُفَعَاء ". وَحسنه، وَلم يبين الْمَانِع من صِحَّته. وَذكر لعن الراشي والمرتشي والرائش. وَلم يبين أَيْضا علته. وَذكر حَدِيث الْهَدِيَّة على الشَّفَاعَة. وَسكت عَنهُ، وَهُوَ حسن. وَذكر: " لَا يقْضِي القَاضِي إِلَّا وَهُوَ شبعان رَيَّان ". وَنسبه إِلَى غير رَاوِيه، وَترك فِيهِ من لَا يعرف، وَلم يبين علته. وَذكر فِي حَدِيث: " إِنَّكُم تختصمون إِلَيّ ". زيادات سكت عَنْهَا. وَهُوَ من رِوَايَة أُسَامَة بن زيد وَذكر حَدِيث معَاذ: " بِمَ تحكم "؟ وَلم يعبه بسوى الْإِرْسَال. وَذكر حَدِيث: " بعث عَليّ إِلَى الْيمن قَاضِيا ". وَأعله بِرَجُل، وَترك لَهُ عِلّة أُخْرَى. وَذكر حَدِيث القبطي الْمَجْبُوب. وَأتبعهُ رِوَايَة الثَّوْريّ، وَلم يعزها.(5/784)
وَذكر الْمُرْسل فِي تَقْدِيم الوضيع على الشريف، والضعيف على الْقوي، وَالنِّسَاء على الرِّجَال. وَلم يعبه بسوى الْإِرْسَال. وَذكر: " الصُّلْح جَائِز بَين الْمُسلمين ". وَلم يقل فِيهِ شَيْئا إِلَّا أَنه أبرز مَوضِع علته. وَذكر حَدِيث: " من وجد سلْعَة سرقت مِنْهُ عِنْد من لَيْسَ بمتهم ". وَضَعفه بِرَجُل ظَنّه من لَيْسَ إِيَّاه غَلطا بِهِ إِلَيْهِ. وَذكر حَدِيث: أَتَيْنَا أَبَا هُرَيْرَة فِي صَاحب لنا أفلس. فغلط فِي اسْم رَاوِيه. وَذكر حَدِيث: " الْخراج بِالضَّمَانِ ". وَضَعفه بِرَجُل هُوَ ثِقَة. وَذكر حَدِيث نَاقَة الْبَراء. وَأتبعهُ رِوَايَات لم يعزها. وَذكر حَدِيث: " من أوقف دَابَّة فِي سَبِيل من سبل الْمُسلمين ". وَسَقَطت لَهُ مِنْهُ لَفْظَة لَهَا خطّ من مَعْنَاهُ. وَذكر: " ولد الرجل من كَسبه ". وَصَححهُ، وَهُوَ لَا يَصح. وَذكر حَدِيث: " الْقَضَاء بمعاقد القمط ". ورده من أجل رجل، وَترك آخر.(5/785)
وَذكر مُرْسل: " لَا ضَرَر وَلَا ضرار ". وَلم يبين أَنه من رِوَايَة ابْن إِسْحَاق مُرْسلا. وَذكر من طَرِيق أبي دَاوُد من رِوَايَة أبي سعيد مُسْندًا، وَفِيه من لَا يعرف وَلم يُبينهُ. وَذكر: " مَلْعُون من ضار مُسلما أَو مكر بِهِ ". وخفي عَلَيْهِ انْقِطَاعه، وَضعف رَاوِيَيْنِ من رُوَاته. وَذكر رِوَايَة فِيهِ أعلها بِرَجُل، وَترك غَيره. وَذكر: " من ضار ضار الله بِهِ، وَمن شاق شاق الله عَلَيْهِ ". وَلم يبين لم لَا يَصح. وَذكر النَّهْي عَن كسر السِّكَّة. وَأعله بِرَجُل، وَترك آخر. وَذكر حَدِيث ابْن عَبَّاس فِي الْقَضَاء بِالْيَمِينِ مَعَ الشَّاهِد. وَلم يبين انْقِطَاعه. وَذكر زِيَادَة: " إِنَّه فَاجر لَيْسَ يتورع من شَيْء ". وَسكت عَنهُ، وَإِنَّمَا هُوَ من رِوَايَة سماك بن حَرْب. وَذكر رد الْيَمين على طَالب الْحق. وَضَعفه بِرَجُل، وَترك من دونه. وَذكر: " لَا تجوز شَهَادَة مُتَّهم وَلَا ظنين ". وَأتبعهُ القَوْل فِي رجل، وَترك غَيره.(5/786)
وَذكر: " لَا تجوز شَهَادَة نخاس ". وَضَعفه بضعيف، وَترك مَجْهُولا. وَذكر حَدِيث خريم بن فاتك فِي شَهَادَة الزُّور. وَسكت عَنهُ، وَهُوَ لَا يَصح. وَذكر: " إِن بَين يَدي السَّاعَة تَسْلِيم الْخَاصَّة " وَسكت عَنهُ، وَفِيه أَيْضا نظر. وَذكر مَا يجوز من الشَّهَادَة فِي الرَّضَاع. وَفِيه تَغْيِير، وَلم يتَبَيَّن من تَضْعِيفه إِيَّاه من يَعْنِي بالبيلماني، الْأَب أم الابْن؟ وَذكر إِسْلَام بلعنبر، وَالْقَضَاء بِالْيَمِينِ مَعَ الشَّهَادَة. ورده بِرَجُل، وَترك آخر.(5/787)
بَاب اللّقطَة والضوال
ذكر حَدِيث: " من الْتقط لقطَة درهما أَو حبلاً ". وَأعله بِرَجُل، وَترك امْرَأَة مَجْهُولَة، وَلم يعز الحَدِيث إِلَى مَوضِع. وَذكر: " من وجد دَوَاة أَو سكينا ". وَلم يعزه أَيْضا.(5/788)
بَاب الْعتْق وصحبة المماليك
ذكر: " تعْتق فِي عتقك وترق فِي رقك " وأبرز إِسْنَاده وَلم يبين علته. وَذكر مُرْسل مُحَمَّد بن عَمْرو بن سعيد بن العَاصِي، أَن بني سعيد كَانَ لَهُم غُلَام فأعتقوه. وَلم يعرض لحَال مُحَمَّد هَذَا، كَأَنَّهُ لَا عيب لَهُ إِلَّا الْإِرْسَال. وَذكر حَدِيث العبدان الَّذين خَرجُوا يَوْم الْحُدَيْبِيَة قبل الصُّلْح. وَلم يبين أَنه من رِوَايَة ابْن إِسْحَاق. وَذكر حَدِيث تَقْوِيم نصيب الْمُعْتق لما أَسَاءَ من مشاركتهم. وَسكت عَنهُ، وَهُوَ حسن. وَذكر حَدِيث الأرقاء الَّذين خَرجُوا من الطَّائِف. وَلم يبين علته. وَذكر: " إِن الْوَلَاء لَيْسَ بمنتقل وَلَا متحول ". وَأعله بِرَجُل، وَترك غَيره. وَذكر حَدِيث: " أعْتقهَا وَلَدهَا ". وَأعله بِمن لَيْسَ فِيهِ، وَنسبه إِلَى من لم يروه. وَذكر حَدِيث: " إِن الله أعْتقهُ حِين ملكته ". وَلم يبين علته. وَذكر النَّهْي عَن عتق الْيَهُودِيّ، وَالنَّصْرَانِيّ، والمجوسي.(5/789)
وَأعله بِرَجُل، وَترك غَيره. وَكَذَلِكَ حَدِيث الْحَالِف بِالْمَشْيِ إِلَى مَكَّة يكفر كَفَّارَة يَمِين. وَذكر: " لقد هَمَمْت أَن لَا أُصَلِّي عَلَيْهِ ". وَلم يعرض لانقطاعه. وَذكر: " لَا بَأْس بِبيع خدمَة الْمُدبر إِذا احْتَاجَ ". وَصَوَّبَهُ مُرْسلا، وَالَّذِي أسْندهُ ثِقَة، والمرسل مضمونه خلاف مضمونه وَذكر إِن الْمُدبر لَا يُبَاع، وَلَا يُوهب، وَهُوَ حر من الثُّلُث. وَلم يبين علته. وَذكر: " يَا عُمَيْر، أعتقك "؟ وَفِيه تَغْيِير انتسب بِهِ إِلَى غير رَاوِيه، وَهُوَ أَيْضا مُنْقَطع. وَذكر: " كَاتب يَا سلمَان ". وَلم يبين أَنَّهَا من رِوَايَة ابْن إِسْحَاق. وَذكر تزوج النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - جوَيْرِية. وَهُوَ أَيْضا كَذَلِك من رِوَايَة ابْن إِسْحَاق، إِلَّا أَنه أبرزه. وَذكر حَدِيث الْمُعتقَة الَّتِي خَافت البيع فِي الدَّين. وتصحف لَهُ الْحباب بالحتات، وَضعف الحَدِيث وَلم يبين علته. وَذكر حَدِيث: " أُمَّهَات الْأَوْلَاد لَا يبعن وَلَا يوهبن ". وَنسبه إِلَى غير راوية، وَعلله أَيْضا بِمَا لَيْسَ بعلة على أَصله.(5/790)
وَذكر أَن عمر أعتق أُمَّهَات الْأَوْلَاد. وَضَعفه بِغَيْر الِانْقِطَاع. وَذكر: أَن أم الْوَلَد حرَّة إِذا مَاتَ سَيِّدهَا إِلَّا أَن يعتقها قبل مَوته ". وَضَعفه بِرَجُل، وَترك غَيره. وَذكر: " بعنا أُمَّهَات الْأَوْلَاد على عهد رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ". وَعَزاهَا إِلَى من لم يُخرجهُ وَذكر الِاسْتِثْنَاء فِي الْعتْق. وَأعله وَلم يبين انْقِطَاعه، وَلَا أَنه من رِوَايَة إِسْمَاعِيل بن عَيَّاش. وَذكر ضرب أبي بكر عَبده وَهُوَ محرم؟ وَلم يبين أَنه من رِوَايَة ابْن إِسْحَاق. وَذكر: " أعْتقهَا وَلَدهَا ". وَنسبه إِلَى غير رَاوِيه.(5/791)
بَاب فِي ألأيمان وَالنُّذُور
ذكر مُرْسل عِكْرِمَة: " لأغزون قُريْشًا ". ثمَّ أتبعه رِوَايَته مُسْندًا، وَلم يعزها. وَذكر: " لَا يَمِين فِي غضب ". وَضَعفه، وَلم يبين علته. وَذكر: " فليأتها فَإِن كفارتها طَلَاق أَو عتاق ". وَضَعفه بِرَجُل وَترك جمَاعَة. وَذكر: " الْيَمين حنث أَو نَدم ". وَسكت عَنهُ، وَهُوَ لَا يَصح. وَذكر: إِن الْيَمين الْغمُوس من الْكَبَائِر ". وَسكت عَنهُ، وَلَيْسَ يَصح على أَصله، وَهُوَ عِنْدِي حسن. وَذكر حَدِيث: " الْإِثْم على المحنث ". وَلم يبين علته من طَرِيقين عَن عَائِشَة، وَعَن أبي هُرَيْرَة. وَذكر حَدِيث أبي لبَابَة حِين ربط نَفسه. وَهُوَ غير موصل الْإِسْنَاد. وَذكر: " لَيْسَ على مقهور يَمِين ". وَلم يبين علته.(5/792)
وَذكر: " لَا يَمِين عَلَيْك وَلَا نذر فِي مَعْصِيّة الرب، وَلَا فِي قطيعة الرَّحِم، وَلَا فِيمَا لَا تملك ". وَأَرْدَفَ عَلَيْهِ حَدِيث عَمْرو بن شُعَيْب، وَلَيْسَ هُوَ مثله. وَذكر: " الْمُسلم أَخُو الْمُسلم ". وَرجح عَلَيْهِ غَيره، وَلم يبين علته. وَذكر: ": " إِن النّذر لَا يقرب لِابْنِ آدم شَيْئا لم يكن الله قدره لَهُ ". وَسكت عَنهُ، وَهُوَ حسن. وَذكر حَدِيث: " من نذر أَن يُطِيع الله فليطعه، وَمن نذر أَن يَعْصِي الله فَلَا يَعْصِهِ ". بِزِيَادَة: " وَيكفر يَمِينه "، وَفِيه تَغْيِير [لم يُنَبه] عَلَيْهِ. وَذكر فِي ذَلِك حَدِيث أبي دَاوُد، وَرجح عَلَيْهِ غَيره، وَلم يبين علته. وَذكر: " لَا نذر فِي غيظ ". وَسقط لَهُ من إِسْنَاده وَاحِد وَلم يبين مَعَ ذَلِك علته. وَذكر: " أَن الله لَا يصنع بشقاء أختك ". وَسكت عَنهُ، وَإِنَّمَا هُوَ حسن. وَذكر فِي حَدِيث أُخْت عقبَة بن عَامر: " ولتصم ثَلَاثَة ". وَسكت عَنهُ، وَهُوَ ضَعِيف.(5/793)
كتاب الدِّيات وَالْحُدُود
ذكر حَدِيث: " إِن الزَّمَان قد اسْتَدَارَ " وَسكت عَنهُ، وَهُوَ من رِوَايَة مختلط. وَذكر: " لَا تجْعَلُوا على الْعَاقِلَة من دِيَة الْمُعْتَرف شَيْئا ". وَأعله بمتروك، وَترك آخر. وَذكر حَدِيث ذِي النسعة. وَسكت عَنهُ، وَهُوَ من رِوَايَة سماك بن حَرْب. وَذكر: " على المقتتلين أَن ينحجزوا ". وَسكت عَنهُ، وَهُوَ لَا يَصح. وَذكر: " فِي الْغرَّة عبد، أَو أمة، أَو فرس، أَو بغل ". وَرجح عَلَيْهِ غَيره، وَلم يبين علته. وَذكر حَدِيث: " دِيَة الْأَصَابِع ". وَحسنه، وَهُوَ صَحِيح. وَذكر شبه الْعمد وَالْخلاف فِيهِ. وَلم يعرف راوية، وَهُوَ ثِقَة. وَذكر حَدِيث: " من قتل مُتَعَمدا دفع إِلَى أَوْلِيَاء الْمَقْتُول ". وَلم يُصَحِّحهُ لكنه حسنه، ثمَّ ذكر بعده آخر فَسكت عَنهُ وَهُوَ مثله. وَذكر حَدِيث التخميس بِعشْرين بني مَخَاض.(5/794)
وَضَعفه، وَلم يُفَسر علته. وَذكر حَدِيث عرض قبُول الْغَيْر من محلم بن جثامة. وأبرز إِسْنَاده، وَلم يتَبَيَّن من ذَلِك ضعفه، وَهُوَ ضَعِيف. وَذكر مُرْسل مَكْحُول فِيمَا أقبل وَأدبر من الْأَسْنَان. وَلم يبين أَنه من رِوَايَة ابْن إِسْحَاق. وَذكر حَدِيث: " ودى الْعَامِرِيين بدية الْمُسلمين " وَلم يبين لم لَا يَصح. وَذكر مُرْسلا فِي تَسَاوِي دِيَة الْمُسلم وَالذِّمِّيّ. وَلم يعزه. وَذكر حَدِيث العَبْد الَّذِي قطع رجلا وشج آخر. فضعفه بِرَجُل، وَترك آخر. وَذكر: " مَا رفع إِلَيْهِ شَيْء فِيهِ قصاص إِلَّا أَمر فِيهِ بِالْعَفو ". وَسكت عَنهُ، وَهُوَ لَا يَصح. وَذكر قتل مُسلم قتل ذِمِّيا غيلَة. وَلم يعبه بسوى الْإِرْسَال، وَذكره مُسْندًا وَلم يعزه. وَذكر حَدِيث ابْن بجيد فِي أَن الْيَهُود كتبُوا أَن يقسموا وَلم يبين علته.(5/795)
وَذكر: " يُقَاد الْأَب من ابْنه، وَلَا يُقَاد الابْن من أَبِيه ". وَلم يبين علته وَذكر حَدِيث عمر فِي ذَلِك، وَلم يبين أَيْضا علته. وَذكر حَدِيث ابْن عَبَّاس: " لَا تُقَام الْحُدُود فِي الْمَسَاجِد، وَلَا يُقَاد الْوَالِد بِالْوَلَدِ ". وَلم يبين أَيْضا علته. وَذكر " لَا يقتل حر بِعَبْد ". وَضَعفه بِرَجُل، وَترك غَيره. وَذكر حَدِيث الَّذِي قتل عَبده، فَضرب مائَة. من رِوَايَة إِسْمَاعِيل بن عَيَّاش، وَقَالَ فِي الْإِسْنَاد: إِنَّه حجازي، وَلَيْسَ كَذَلِك. وَذكره من طَرِيق آخر فضعفه بِرَجُل، وَلم يبين أَنه من رِوَايَة ابْن عَيَّاش الْمَذْكُور. وَذكر حَدِيث أبي بكرَة: " لَا قَود إِلَّا بِالسَّيْفِ ". وأبز من إِسْنَاده قِطْعَة، وَترك علته فِيمَا طوى من الْإِسْنَاد. وَذكر فِي حَدِيث: " ولد الزِّنَا شَرّ الثَّلَاثَة " أَن ذَلِك فِي رجل مَخْصُوص. وَلم يبين أَنه من رِوَايَة ابْن إِسْحَاق. وَذكر رِوَايَة من عِنْد مُسلم فِي قصَّة مَاعِز. وَلم يبين أَنَّهَا من رِوَايَة بشير بن المُهَاجر، وَهُوَ يضعف.(5/796)
وَذكر التَّصْرِيح فِي سُؤال مَاعِز. وَسكت عَنهُ، وَابْن عَم أبي هُرَيْرَة لَا تعرف حَاله. وَذكر من عِنْد أبي دَاوُد " أَنه عَلَيْهِ السَّلَام لم يصل على مَاعِز " مَعْطُوفًا على حَدِيث ابْن عَبَّاس. وَإِنَّمَا هُوَ من رِوَايَة جَابر. وَذكر حَدِيث نعيم بن هزال عَن أَبِيه: " إِنَّك قد قلتهَا أَربع مَرَّات ". وَسكت عَنهُ، وَضعف قبله حَدِيثا هُوَ بِإِسْنَاد هَذَا. وَذكر حَدِيث: " الَّذِي اعْترف فجلد، ثمَّ أخبر أَنه مُحصن ". وَلم يبين أَنه من رِوَايَة أبي الزبير عَن جَابر. وَذكر الِاسْتِظْهَار على الْيَهُود بِمَا فِي التَّوْرَاة من شَأْن الرَّجْم. وَلم يبين أَنه من رِوَايَة رجل ضَعِيف عِنْده. وَذكر حَدِيث سَلمَة بن المحبق فِي الَّذِي يَقع على جَارِيَة امْرَأَته. وَلم يبين علته. وَذكر: " ارجموا الْأَعْلَى والأسفل ". وَعَزاهُ إِلَى التِّرْمِذِيّ، وَإِنَّمَا هُوَ عِنْد التِّرْمِذِيّ بِلَفْظ: " اقْتُلُوا " وَلم يُوصل إِسْنَاده. وَذكر الْقطع فِي بَيْضَة الْحَدِيد الَّتِي قيمتهَا أحد وَعِشْرُونَ درهما. وَلم يُفَسر علته. وَذكر: " لَا تقطع يَد سَارِق فِيمَا دون ثمن الْمِجَن ". وَلم يبين أَنه من رِوَايَة ابْن إِسْحَاق.(5/797)
وَذكر الْأَمر بِقِطْعَة من الْمفصل. وَلم يبين أَنه من رِوَايَة الْعَرْزَمِي، رَوَاهُ عَنهُ أَبُو نعيم النَّخعِيّ. وَذكر: " قطع رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من الْمفصل سَارِقا ". وَأعله بِرَجُل، وَترك آخر. وَذكر حَدِيث الشَّفَاعَة فِي السَّارِق. وَضَعفه بِرَجُل وَترك آخر. وَذكر الْمَوْقُوف من ذَلِك على الزبير وَهُوَ مُنْقَطع، وَله إِسْنَاد أَجود. وَذكر: " تَعْلِيق يَد السَّارِق فِي عُنُقه ". وَضَعفه بِرَجُل وَترك آخر. وَذكر: " إِذا سرق الْمَمْلُوك فبعه وَلَو بنش ". وَسكت عَنهُ، وَهُوَ ضَعِيف. وَذكر حَدِيث: " مَا إخالك ". مُرْسلا وَترك مُسْندًا. وَذكر حَدِيث رِدَاء صَفْوَان فضعفه، وَلم يبين بِمَاذَا هُوَ ضَعِيف، وأوهم ضعف رجل هُوَ ثِقَة، وَفسّر رَاوِيا مِنْهُ بِمن لَيْسَ بِهِ بَأْس. وَذكر أَن عبدا من رَقِيق الْخمس سرق. وَأعله بِرَجُل وَترك آخر. وَذكر حَدِيث: " لَا غرم على السَّارِق إِذا حد ". وعابه بالانقطاع فَقَط.(5/798)
وَذكر: " لَيْسَ على الْآبِق قطع ". وَصَوَّبَهُ مَوْقُوفا وَلم يُفَسر عَيبه مُسْندًا. وَذكر: " لَيْسَ على خائن وَلَا منتهب وَلَا مختلس قطع ". وَأتبعهُ تَصْحِيح التِّرْمِذِيّ لَهُ، وَلم يبين كَونه من مُعَنْعَن أبي الزبير. وَذكر: " لم يُوَقت فِي الْخمر حدا ". وَسكت عَنهُ. وَذكر الْقَتْل فِي الرَّابِعَة. وَسكت عَنهُ. وَذكر الْقَتْل فِي الْخَامِسَة. وَلم يبين علته. وَذكر حَدِيث أبي الرمداء فِي الْقَتْل بعد الرَّابِعَة. وَهُوَ لَا إِسْنَاد لَهُ فِي الْموضع الَّذِي نَقله مِنْهُ، وَفِيه مَعَ ذَلِك مَجْهُول وَذكر: " فَإِن عَاد فِي الرَّابِعَة فاضربوا عُنُقه ". وأبرز من إِسْنَاده وَلم يبين وَذكر: " من قَالَ لرجل من الْأَنْصَار: يَا يَهُودِيّ فَاضْرِبُوهُ عشْرين ". وَلم يبين علته. وذكرحديث الَّذِي اعْترف بِالزِّنَا فجلد، ثمَّ سُئِلَ الْبَيِّنَة على الْمَرْأَة فَلم تقم، فجلد ثَمَانِينَ. وَسكت عَنهُ.(5/799)
وَذكر: " أَمر بِالرجلَيْنِ وَالْمَرْأَة فَضربُوا حَدهمْ ". وَلم يبين أَنه من رِوَايَة ابْن إِسْحَاق. وَذكر حَدِيث الَّذِي سرق ثَمَانِي مَرَّات فَقطع فِي الْخَامِسَة وَمَا بعْدهَا من عِنْد من لَيْسَ عِنْده، وَعَمن لَيْسَ هُوَ عَنهُ. وَذكر: " أقيلوا ذَوي الهيئات عثراتهم إِلَّا الْحُدُود ". وأوهم أَنه رَوَاهُ رجل لم يروه فِي الْموضع الَّذِي نَقله مِنْهُ.(5/800)
كتاب الصَّيْد والذبائح والضحايا والعقيقة والأطعمة
ذكر: " أكل الْكَلْب من الصَّيْد ". من رِوَايَة عَمْرو بن شُعَيْب عَن أَبِيه عَن جده، وَلم يعزه. وَذكر: " نهينَا عَن صيد كلب الْمَجُوسِيّ ". وَلم يبين علته. وَذكر: " كل إنسية توحشت فذكاتها ذَكَاة الوحشية ". وَضَعفه بِرَجُل وَترك غَيره. وَذكر: " أما السن فَعظم ". على أَنه مَرْفُوع، وَإِنَّمَا هُوَ من كَلَام الصَّحَابِيّ، وَالَّذِي أوردهُ هُوَ - مَعَ ذَلِك - مُنْقَطع. وَذكر حَدِيث: " أقرُّوا الطير على مكناتها ". وَسكت عَنهُ. وَذكر: " نهى عَن كل ذِي نَاب من السبَاع، ومخلب من الطير ". وَهُوَ مُنْقَطع. وَذكر: " النَّهْي عَن أكل الهر وَأكل ثمنهَا ". وَلم يبين أَنه ضَعِيف. وَذكر حَدِيث: " حرَام عَلَيْكُم لُحُوم الْحمر الْأَهْلِيَّة، وخيلها وبغالها ". وَلم يبين علته.(5/801)
وَذكر حَدِيث: " الضبغ وَالذِّئْب ". وَلم يبين علته. وَذكر: " هَل عنْدك من غَنِي يُغْنِيك فِي أكل الْميتَة ". وتبرأ من عهدته بِإِظْهَار مَوضِع علته. وَذكر حَدِيث حشرات الأَرْض. وَضَعفه بِرَجُل، وَترك غَيره. وَذكر حَدِيث القنفد، وأبرز من إِسْنَاده وَلم يبين. وَذكر حَدِيث عَائِشَة: " كَانَ صبياننا يَأْكُلُون الْجَرَاد ". وَصَوَّبَهُ مَوْقُوفا، وَلم يبين أَنه غير موصل، وَفِيه أَيْضا مَجْهُول. وَذكر النَّهْي عَن أكل أُذُنِي الْقلب. وَتغَير لَهُ من إِسْنَاده رجل وأتبع الحَدِيث مَا لَا يقْضِي لَهُ بِضعْف وَهُوَ ضَعِيف. وَذكر حَدِيث: " كَانَ يكره أكل سبع من الشَّاة ". وَضعه بِرَجُل وَترك غَيره. وَذكر حَدِيث: " ربط الدَّجَاجَة قبل أكلهَا ". وَضَعفه بِرَجُل وَترك غَيره. وَذكر حَدِيث: " من قتل عصفوراً ". وَسكت عَنهُ. وَذكر: " أمرت بِيَوْم الْأَضْحَى ".(5/802)
وَسقط لَهُ بعض أَلْفَاظه وَتغَير بَعْضهَا. وَذكر: " التَّضْحِيَة بعد الْمَوْت ". وَضَعفه بِرَجُل وَترك غَيره. وَذكر: " على أهل كل بَيت فِي كل عَام أضْحِية وعتيرة ". وَلم يبين علته. وَذكر: " من شَاءَ عتر وَمن شَاءَ لم يعتر ". وَضَعفه بِرَجُل وَترك غَيره. وَذكر حَدِيث: " أستدين وأضحي "؟ وَلم يبين انْقِطَاعه وَلَا ضعفه. وَذكر حَدِيث: " أكل الذِّئْب من ذَنْب الْكَبْش ". وَضَعفه وَبَين انْقِطَاعه، وَترك رجلا لم يُضعفهُ بِهِ. وَذكر مُرْسل: " المصرمة أطباؤها ". وَلم يبين أَنه من رِوَايَة يحيى بن أَيُّوب؟ وَذكر: " هَذَا عني وَعَمن لم يضح من أمتِي ". وَلم يبين أَنه عَن عَمْرو بن أبي عَمْرو. وَذكر: " الْأَمر بمواراة الشفار عَن الْبَهَائِم ". وَرجحه مُرْسلا، وَلم يبين أَنه فِي الْموضع الَّذِي نَقله مِنْهُ غير موصل. وَذكر: " الِاشْتِرَاك فِي الْبَقَرَة عَن سَبْعَة وَفِي الْبَعِير عَن عشرَة ". وَحسنه وَهُوَ صَحِيح.(5/803)
وَذكر: " النَّهْي عَن شريطة الشَّيْطَان " وَسكت عَنهُ، وَهُوَ ضَعِيف. وَذكر: " النَّهْي أَن تفرس الذَّبِيحَة قبل أَن تَمُوت ". وَنبهَ على رجل وَترك غَيره. وَذكر فِي ترك التَّسْمِيَة أَحَادِيث لم يبين عللها. وَذكر: " كَانَ يُضحي بالجزور وبالكبش إِذا لم تكن جزور ". وَتغَير لَهُ لفظ من أَلْفَاظه. وَذكر: " ذَكَاة الْجَنِين ذَكَاة أمه ". وَضَعفه بِرَجُل وَترك غَيره. وَذكر: " أشعر أَو لم يشْعر ". وَلم يبين علته. وذكرأن فِي ذَلِك حَدِيث عَليّ، وَابْن عَبَّاس، وَأبي هُرَيْرَة. وَلم يبين أَيْضا عللها. وَذكر: " أَيَّام التَّشْرِيق كلهَا ذبح ". وَسكت عَنهُ. وَذكر: " النَّهْي عَن الذّبْح بِاللَّيْلِ ". وَضَعفه بِرَجُل وَأعْرض من غَيره وَلكنه أبرزه. وَذكر: " لَو طعنت فِي فَخذهَا لأجزأ عَنْك ". وَلم يبين علته. وَذكر: " مَا قطع من الْبَهِيمَة وَهِي حَيَّة فَهُوَ ميتَة ".(5/804)
وَحسنه وَلم يبين لم لَا يَصح. وَذكر: " التَّصْدِيق بزنة الشّعْر فضَّة ". ورده بالانقطاع، وَلم يبين أَنه من رِوَايَة ابْن إِسْحَاق. وَذكر: " الْأَذَان بِالصَّلَاةِ فِي أذن الْجَنِين ". وَسكت عَنهُ. وَذكر حَدِيث: " التَّعَوُّذ من الْجُوع ". وَسكت عَنهُ. وَذكر: " من اقتصد أغناه الله، وَمن بذر أفقره الله ". وَسكت عَنهُ. وَذكر حَدِيث: " طَعَام الْبَخِيل دَاء ". وَلم يعزه. وَذكر: " مَا عَال من اقتصد ". وَسكت عَنهُ. وَذكر حَدِيث عكراش فِي الْأكل مِمَّا يَلِيهِ، وَصفَة الْوضُوء مِمَّا مست النَّار. وَلم يبين الْمَانِع من صِحَّته. وَذكر: " لَا تشموا الطَّعَام ". وَأعله وَلم يذكر أَنه مَوْقُوفا أصوب وَهُوَ أَيْضا مَشْكُوك فِي اتِّصَاله. وَذكر: " النَّهْي عَن أَن يُقَام عَن الطَّعَام حَتَّى يرفع ". ورده بالانقطاع، وَلم يبين ضعفه. وَذكر حَدِيث: " ليتحلق عشرَة عشرَة ". وَصَححهُ بتصحيح التِّرْمِذِيّ وَفِيه مقَال.(5/805)
وَذكر: " اجْتَمعُوا على طَعَامكُمْ يُبَارك لكم فِيهِ ". وَسكت عَنهُ. وَذكر حَدِيث ابْن عَبَّاس فِي النَّهْي عَن الْأكل من أَعلَى الصحفة. وَرجحه على حَدِيث عبد الله بن بسر، وَلم يبين عِلّة حَدِيث عبد الله بن بسر. وَله طَرِيق صَحِيح لم يذكرهُ مِنْهُ. وَذكر حَدِيث: " إِذا أكل الطَّعَام والإدام أكل بِثَلَاث أَصَابِع ". وَضَعفه بِرَجُل، وَلم يعرض لآخر. وَذكر: " القَوْل بعد الطَّعَام ". وَسكت عَنهُ. وَذكر حَدِيث: " الطاعم الشاكر، بِمَنْزِلَة الصَّائِم الصابر ". وَحسنه، وَلم يبين لم لَا يَصح. وَذكر حَدِيث تفتيش التَّمْر وَأعله بِمَا لَيْسَ بعلة. وَذكر: " إِذا دخل على أَخِيه الْمُسلم، فَليَأْكُل وليشرب وَلَا يسْأَل ". وَترك مِنْهُ زِيَادَة، وَالَّذِي سَاق هُوَ غير موصل حَيْثُ رَآهُ. وَذكر حَدِيث عمر: " كلوا الزَّيْت وادهنوا بِهِ ". وَحكى عَن التِّرْمِذِيّ أَنه اضْطربَ فِيهِ، وَلم يبين الِاضْطِرَاب. وَذكر: " إِن كُنْتُم لابد آكليهما فأميتوهما طبخاً ". وَإِنَّمَا يَعْنِي أَن يُقَال فِيهِ: حسن.(5/806)
كتاب الْأَشْرِبَة
ذكر: " النَّهْي أَن يجمع بَين شَيْئَيْنِ فِي الانتباذ مِمَّا يَبْغِي أَحدهمَا على الآخر ". وَضَعفه بِرَجُل وَترك غَيره، وَذكر أَن لَهُ فِيهِ إِسْنَادًا آخر صَحِيحا، وَهُوَ أَيْضا لَا يَصح. وَذكر حَدِيث أبي هُرَيْرَة: " اضْرِب بِهَذَا الْحَائِط فَإِنَّهُ شراب من لَا يُؤمن بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر ". وَسكت عَنهُ. وَذكر حَدِيث النُّعْمَان: " إِن من الْعصير خمرًا " وَسكت عَنهُ. وَذكر حَدِيث المزر. وَلم يبين أَنه من معنعنات أبي الزبير. وَذكر حَدِيث: " كل مخمر خمر ". بِإِسْنَادِهِ كالمتبرئ من عهدته، وَهُوَ صَحِيح. وَذكر: " لَا يشرب الْخمر رجل من أمتِي فَيقبل الله مِنْهُ صَلَاة أَرْبَعِينَ صباحاً ". وأبرز قِطْعَة من إِسْنَاده، وَسكت عَنهُ وَهُوَ لَا يَصح. وَذكر حَدِيث عبد الله بن عَمْرو: " وَالْخمر أم الْخَبَائِث " الحَدِيث وَسكت عَنهُ، وَهُوَ لَا يَصح.(5/807)
وَذكر حَدِيث: " الْخمر جماع الْإِثْم ". وَسكت عَنهُ كَذَلِك. وَذكر: " مَا أسكر كَثِيره فقليله حرَام ". وَلم يبين لم لَا يَصح. وَذكر حَدِيث عَائِشَة فِي ذَلِك. وَسكت عَنهُ وَهُوَ أَيْضا لَا يَصح. وَذكر حَدِيث: " إِن لم يَتْرُكُوهُ فقاتلوهم ". وَلم يبين أَنه من رِوَايَة ابْن إِسْحَاق. وَذكر: " حرمت الْخمر بِعَينهَا ". وَلم يعزه وَهُوَ أَيْضا غير موصل الْإِسْنَاد، وَلم يبين حَال مَجْهُول يرويهِ، وَضَعِيف كَذَلِك. وَذكر: " ليشربن نَاس من أمتِي الْخمر يسمونها بِغَيْر اسْمهَا ". وَعرض مِنْهُ لرجل وَترك غَيره. وَذكر حَدِيث: " لعن فِي الْخمر عشرَة ". وَلم يبين لم لَا يَصح. وَذكر أَحَادِيث شقّ زقاق الْخمر. وَلم يعزها، وَهِي عِنْد من نقلهَا من عِنْد غير موصلة. وَذكر حَدِيث: " جلد الْميتَة دباغه يحل كَمَا يحل خمر الْخلّ ". وَتغَير لَهُ.(5/808)
وَذكر حَدِيث: " من شرب فِي إِنَاء من ذهب أَو فضَّة أَو إِنَاء فِيهِ شَيْء من ذَلِك ". وَسكت عَنهُ. وَذكر حَدِيث: " لَا تشْربُوا وَاحِدًا كشرب الْبَعِير ". وَضَعفه بِرَجُل، وَترك دونه. وَذكر حَدِيث: " أهْدى الْمُقَوْقس قدح قَوَارِير ". وَتعرض مِنْهُ لغير ابْن إِسْحَاق. وَذكر حَدِيث: " لَا تُرْسِلُوا فَوَاشِيكُمْ ". وَلم يبين أَنه من مُعَنْعَن أبي الزبير.(5/809)
كتاب اللبَاس
ذكر حَدِيث: " الرُّخْصَة فِي الْحَرِير عِنْد الْقِتَال ". وَضَعفه بِرَجُل وَترك غَيره. وَذكر حَدِيث: " المعصفر المورد ". وأبرز من إِسْنَاده قِطْعَة، وَلم يزدْ على ذَلِك وَلَا بَين علته. وَذكر حَدِيث عَليّ فِي الذَّهَب وَالْحَرِير: " إنَّهُمَا حرَام على ذكورنا ". وَحسنه وَهُوَ ضَعِيف. وَذكر: " النَّهْي عَن لبس الذَّهَب إِلَّا مقطعاً ". وَلم يبين أَنه مُنْقَطع. وَذكر حَدِيث نهي النِّسَاء عَن تحلي الذَّهَب، فَقَالَ: إِنَّه رُوِيَ من طَرِيق ثَوْبَان، وَحُذَيْفَة، وَأبي هُرَيْرَة، وَأَسْمَاء بنت يزِيد، وَلم يبين عللها، وَوهم فِي نِسْبَة ذَلِك إِلَى حُذَيْفَة وَإِنَّمَا هُوَ لأخته. وَذكر حَدِيث: " النَّهْي عَن الْحَرِير وَالذَّهَب، ومياثر النمور ". وَسكت عَنهُ. وَذكر حَدِيث الْمُتَّخذ أنفًا من ذهب. وَسكت عَنهُ. وَذكر: " فرق مَا بَيْننَا وَبَين الْمُشْركين العمائم على القلانس ".(5/810)
وَأعله بِمَا لَيْسَ بعلة وَترك مَا هُوَ عِلّة. وَذكر حَدِيث: لية لَا ليتين ". وَسكت عَنهُ. وَذكر: سدل طرفِي الْعِمَامَة بَين يَدَيْهِ وَمن خَلفه ". وَاعْتمد انْقِطَاعه كَأَنَّهُ لَا عيب لَهُ سواهُ. وَذكر حَدِيث النَّهْي عَن الْخَاتم إِلَّا لذِي سُلْطَان. وَهُوَ كَذَلِك. وَذكر حَدِيث عِمَامَة الْخَزّ. وَسكت عَنهُ. وَذكر حَدِيث مرط مرحل من شعر أسود. وَسكت عَنهُ أَيْضا وَذكر حَدِيث اسْتِحْبَاب الْقَمِيص. وَسكت أَيْضا عَنهُ، وَهُوَ مُنْقَطع ضَعِيف. وَذكر حَدِيث الْكمّ إِلَى الرسغ. وَلم يبين الْمَانِع من صِحَّته. وَذكر الاتكال على الْيَسَار. وَسكت عَنهُ وَذكر تَسَاوِي الْإِزَار والقميص فِي السدل. وَسكت أَيْضا عَنهُ.(5/811)
وَذكر الاتزار على ظهر الْقدَم. وَسكت عَنهُ. وَذكر: " لَا تدخل الْمَلَائِكَة بَيْتا فِيهِ كلب، وَلَا صُورَة، وَلَا جنب ". مردفاً حَدِيث ابْن عَبَّاس كَأَنَّهُ عَنهُ وَإِنَّمَا هُوَ عَن عَليّ. وَذكر حَدِيث: " أحسن مَا يكون من الْحلَل ". وَهُوَ من رِوَايَة عِكْرِمَة بن عمار. وَذكر حَدِيث القَوْل إِذا استجد ثوبا. وَهُوَ من رِوَايَة الْجريرِي. وَذكر قرع يَد المختم بِالذَّهَب. وَهُوَ غير موصل الْإِسْنَاد فِي الْموضع الَّذِي نَقله مِنْهُ. وَذكر حَدِيث خَاتم الذَّهَب للنِّسَاء. وَلم يبين أَنه من رِوَايَة ابْن إِسْحَاق. وَذكر: " لَا يكْتب فِي الْخَاتم بِالْعَرَبِيَّةِ ". وَهُوَ غير موصل فِي الْموضع الَّذِي نَقله مِنْهُ، وأوهم أَنه يروي من مُرْسل حميد، وَإِنَّمَا هُوَ من مُرْسل الْحسن. وَذكر: " النَّهْي عَن كثير من الإرفاه ". وَسكت عَنهُ. وَذكر حَدِيث: " لَا يزَال رَاكِبًا مَا انتعل ".(5/812)
وَسكت أَيْضا عَنهُ. وَذكر أَيْضا: " من السّنة أَن يخلع نَعْلَيْه ". وَسكت أَيْضا عَنهُ. وَذكر: " وَاجْتَنبُوا السوَاد ". وَسكت عَنهُ وَترك لَهُ طَرِيقا أحسن. وَذكر: " غيروا الشيب وَلَا تشبهوا باليهود ". وَرجحه مُرْسلا، والمسند جيد. وَذكر: " إِن أحسن مَا غيرتم بِهِ الشيب الْحِنَّاء والكتم ". وَسكت عَنهُ. وَذكر: " لبس النِّعَال السبتية وتصفير اللِّحْيَة بالورس والزعفران ". وَأتبعهُ قولا يُوهم ضعفه. وَذكر حَدِيث الْفرق من اليافوخ وإرسال الناصية. وَلم يبين أَنه من رِوَايَة ابْن إِسْحَاق. وَذكر: " دُخُوله عَلَيْهِ السَّلَام مَكَّة وَله أَربع غدائر ". وَحسنه وَلم يذكر علته الَّتِي لَا يَصح لأَجلهَا، وَهِي الِانْقِطَاع. وَذكر: " شمط مقدم رَأسه ولحيته ". وَلم يبين أَنه من رِوَايَة سماك. وَذكر: " النَّهْي عَن حلق الْقَفَا إِلَّا عِنْد الْحجامَة ". وَسقط مِنْهُ راو، وَعرض من إِسْنَاده لرجل وَترك غَيره.(5/813)
وَذكر: " لَوْلَا طول جمته وإسبال إزَاره ". وَلم يبين علته وطوى من إِسْنَاده ذكر من هُوَ عِنْده ضَعِيف. وَذكر حَدِيث الِاسْتِجْمَار بالألوة والكافور. وَسكت عَنهُ وَهُوَ مُنْقَطع. وَذكر: " لَا تدخل الْمَلَائِكَة بَيْتا فِيهِ جرس ". وَسكت عَنهُ.(5/814)
كتاب الْأَسْمَاء والكنى
ذكر حَدِيث: " تسموا بأسماء الْأَنْبِيَاء ". وَسكت عَنهُ. وَذكر: " يَا ابا عُمَيْر مَا فعل النغير ". فأبعد فِيهِ النجعة. وَذكر: " لَا تَقولُوا لِلْمُنَافِقِ سيدنَا ". وَهُوَ مغير. وَذكر حَدِيث: " يسمونهم مُحَمَّدًا ثمَّ يسبونهم ". وَسكت عَنهُ.(5/815)
بَاب السَّلَام والاستئدان
ذكر: " عَلَيْك السَّلَام تَحِيَّة الْمَوْتَى " وَسكت عَنهُ. وَذكر حَدِيث: " السَّلَام قبل السُّؤَال ". واقتطع من إِسْنَاده وَترك من هُوَ كَذَّاب. وَذكر: " تلقى جعفراً حِين قدم من الْحَبَشَة. وَعَزاهُ إِلَى مَوضِع لم أَجِدهُ فِيهِ. وَذكر: السَّلَام عَلَيْكُم، أَدخل؟ ". وَحسنه وَلم يبين لم لَا يَصح. وَذكر: " لَا يَأْذَن لمن لَا يبْدَأ بِالسَّلَامِ ". وَأعله بِشَيْء وَترك آخر. وَذكر: " لَا تأذنوا لمن لَا يبْدَأ بِالسَّلَامِ ". كَذَلِك أَيْضا. وَذكر: " لَا يسْتَقْبل البا من تِلْقَاء وَجهه ". وَسكت عَنهُ. وَذكر: " إِذا لم يكن على الْبَاب ستر وَلَا بَاب ". وَضَعفه بِرَجُل وَترك غَيره، وتصحف مِنْهُ اسْم فِي بعض النّسخ.(5/816)
بَاب
ذكر: " من بَات على ظهر بَيت لَيْسَ عَلَيْهِ حجار ". وَسكت عَنهُ. وَذكر " النَّهْي أَن يمشي الرجل بَين الْمَرْأَتَيْنِ ". وَأعله بِمَا لَيْسَ لَهُ بعلة، وَترك علته. وَذكر: " يَا معشر النِّسَاء لَا تحققن الطَّرِيق ". وَضَعفه بِرَجُل وَترك غَيره.(5/817)
بَاب ثَوَاب الْأَمْرَاض والطب
ذكر: " يود أهل الْعَافِيَة لَو أَن لحومهم قرضت بِالْمَقَارِيضِ ". وَسكت عَنهُ، وَهُوَ فِي الْموضع الَّذِي نَقله مِنْهُ غير موصل. وَذكر: " لكل دَاء دَوَاء ". وَسكت عَنهُ. وَذكر: " لَا تكْرهُوا مرضاكم على الطَّعَام وَالشرَاب ". وَحسنه وَهُوَ ضَعِيف. وَذكر: " فليشن عَلَيْهِ المَاء الْبَارِد من السحر ثَلَاثًا ". فأبعد فِيهِ النجعة. وَذكر أَيْضا: " فَأَبْرِدُوهَا بِمَاء زَمْزَم ". وَهُوَ كَذَلِك. وَذكر: " ائْتِ الْحَارِث بن كلدة ". وَفِي اتِّصَاله نظر. وَذكر: " لَيست الدَّوَاء وَلكنهَا الدَّاء ". وَلم يبين أَنه من رِوَايَة سماك. وَذكر: " النَّهْي أَن تَسْقِي الْبَهَائِم الْخمر ". وَلم يبين أَنه غير موصل الْإِسْنَاد.(5/818)
وَذكر: " إِن أفضل مَا تداويتم بِهِ الْحجامَة والسعوط " الحَدِيث. وَلم يبين أَنه من رِوَايَة عباد بن مَنْصُور. وَذكر حَدِيث: " بِمَ تستمشين؟ قَالَت: بالشبرم ". وَلم يبين الْمَانِع من تَصْحِيحه. وَذكر: " من احْتجم لسبع عشرَة ". وَسكت عَنهُ.(5/819)
بَاب
ذكر حَدِيث: " البسوا من ثيابكم الْبيَاض ". وَعطف عَلَيْهِ حَدِيثا آخر لَيْسَ مقتضاهما وَاحِدًا. وَذكر حَدِيث التَّعَوُّذ بالمعوذتين. وَلم يبين أَنه من رِوَايَة ابْن إِسْحَاق. وَذكر: " كَانَ يكره عشر خِصَال، مِنْهَا الرقى بِغَيْر المعوذات ". وَضَعفه رجل، وَترك غَيره. وَذكر حَدِيث: الْأكل مَعَ المجذوم ". وَرجحه مَوْقُوفا وَهُوَ لَا بَأْس بِهِ مَرْفُوعا. وَذكر: " من لعب بالنرد ". وَلم يبين انْقِطَاعه. وَذكر: " الشطرنج ملعونة ". وَلم يبين علته مَعَ الْإِرْسَال. وَذكر: " من بَات فَوق إجار، أَو ركب الْبَحْر فِي ارتجاجه ". وَلم يبين أَنه غير موصل. وَذكر حَدِيث: " النادرة أَن تضرب بالدف وتغني ".(5/820)
وَصَححهُ وَفِيه مقَال. وَذكر: " إِن الْغناء ينْبت النِّفَاق فِي الْقلب ". وَضَعفه بِرَجُل، وَترك آخر. وَذكر حَدِيث: " إِذا فعلت أمتِي خمس عشرَة خصْلَة ". وَضَعفه وَلم يبين أَنه غير موصل، وَترك أَن يُورِدهُ مُتَّصِلا من عِنْد التِّرْمِذِيّ، وأوهم فِيهِ رِوَايَة رَاوِيه عَمَّن يدْرك. وَذكر حَدِيث: " الْمُغنيَة حرَام ". وَضَعفه بِرَجُل وَترك غَيره. وَذكر حَدِيث: " إِذا تمنى أحدكُم ". وَسكت عَنهُ إِلَّا أَنه أبرز مَوضِع علته. وَذكر: " الْأَمر بقتل الْحَيَّات ". وَلم يبين أَنه من رِوَايَة شريك وَأَنه مُخْتَلف فِي اتِّصَاله. وَذكر حَدِيث: " لَا حَلِيم إِلَّا ذُو عَثْرَة ". وَسكت عَنهُ. وَذكر: " إِذا دعت أحدكُم أمة فِي الصَّلَاة فليجب ". وَلم يبين أَنه غير موصل. وَذكر: " هَل بَقِي من بر أَبَوي شَيْء ". وَسكت عَنهُ. وَذكر: ثَلَاثَة لَا ينظر الله إِلَيْهِم ".(5/821)
وَسكت عَنهُ. وَذكر: ثَلَاث دعوات مستجابات لَا شكّ فِيهِنَّ ". وَسكت عَنهُ. وَذكر: " لكل دين خلق ". وَحَدِيث " زَينُوا الْإِسْلَام بخصلتين ". وحسنهما وهما ضعيفان بعلة وَاحِدَة. وَذكر قَوْله عَلَيْهِ السَّلَام لأنس: " يَا ذَا الْأُذُنَيْنِ ". وَصَححهُ وَإِنَّمَا هُوَ حسن. وَذكر: " الْهَدْي الصَّالح، والسمت الصَّالح، والاقتصاد ". وَسكت عَنهُ. وَذكر: " من خزن لِسَانه ستر الله عَوْرَته ". وَسكت عَنهُ. وَذكر: " من عَاد مَرِيضا، أَو زار أَخا لَهُ ". وَحسنه وَهُوَ ضَعِيف. وَذكر: " لَيْسَ منا من لم يرحم صَغِيرنَا ". وَسكت عَنهُ. وَذكر: لَيْسَ الْمُؤمن بالطعان ". وَله طَرِيق أحسن من الَّذِي جَاءَ بِهِ مِنْهُ. وَذكر: " من رد عَن عرض أَخِيه ". وَلم يبين لم لَا يَصح.(5/822)
وَذكر: " من أبلغ ذَا سُلْطَان ". وَسكت عه. وَذكر: " إيَّاكُمْ والحسد ". وَسكت عَنهُ. وَذكر: " دَعْوَة الْمَظْلُوم مستجابة ". وَلم يعلله، وَلكنه أبرز مَوضِع النّظر فِيهِ. وَذكر: " إِذا رَأَيْتُمْ أمتِي تهاب الظَّالِم ". ورده بالانقطاع وَفِي ذَلِك نظر؟ وَذكر: أفضل الْجِهَاد كلمة حق عِنْد سُلْطَان جَائِر ". وَسكت عَنهُ. وَذكر: " إِنَّكُم منصورون ومصيبون ". وَلم يبين أَنه من رِوَايَة سماك. وَذكر: " بل ائْتَمرُوا بِالْمَعْرُوفِ ". وَلم يبين لم لَا يَصح. وَذكر: " مَا زَالَ جِبْرِيل يوصيني بالجار ". وَنسبه إلىغير رَاوِيه. وَذكر: " يَأ أَيهَا النَّاس تُوبُوا إِلَى الله ". وَنسبه كَذَلِك إِلَى غير رَاوِيه. وَذكر: " إِن الله يقبل تَوْبَة عَبده مَا لم يُغَرْغر ".(5/823)
وَحسنه وَهُوَ صَحِيح. وَذكر: " مَا رَأَيْت مثل النَّار نَام هَارِبهَا ". وَسكت عَنهُ، إِلَّا أَنه أبرز من إِسْنَاده مَوضِع علته. وَذكر: " ليفتخرن أَقوام ". وَلم يبين لم لَا يَصح. وَذكر: " من كَانَت لَهُ سريرة حَسَنَة ". وَلم يبين أَنه غير موصل الْإِسْنَاد وَنسبه إِلَى غير رَاوِيه. وَذكر حَدِيث: " لَو لم تَكُونُوا تذنبون لَخَشِيت عَلَيْكُم مَا هُوَ أَكثر مِنْهُ: الْعجب ". وَسكت عَنهُ، وَهُوَ من رِوَايَة مُخْتَلف فِيهِ. وَذكر: " أملك عَلَيْك لسَانك، وليسعك بَيْتك ". وَسكت عَنهُ أَيْضا، وَهُوَ ضَعِيف. وَذكر: " إِن أغبط أوليائي عِنْدِي ". وَنسبه إِلَى غير رَاوِيه. وَذكر: إِذا رَأَيْتُمْ الرجل قد أعطي زهداً فِي الدُّنْيَا ". وَسكت عَنهُ أَيْضا. وَذكر حَدِيث: " الصمت حكم وَقَلِيل فَاعله ". وَحسنه وَهُوَ إِلَى الضعْف اقْربْ. وَذكر: " لَا تكثروا الْكَلَام بِغَيْر الله ".(5/824)
وَسكت عَنهُ. وَذكر حَدِيث: " أَرْبَعَة من الشَّقَاء ". وَسكت عَنهُ. وَذكر حَدِيث: " إِن للشَّيْطَان لمة، وللملك لمة ". وَصَححهُ بتصحيح التِّرْمِذِيّ وَإِنَّمَا هُوَ حسن. وَذكر حَدِيث: " الدُّنْيَا ملعونة مَلْعُون مَا فِيهَا ". وَحسنه وَلم يبين لم لَا يَصح. وَذكر: " يَا ابْن آدم تفرغ لعبادتي أملأ صدرك إِيمَانًا ". وَسكت عَنهُ. وَذكر حَدِيث: " مَا طلعت قطّ شمس إِلَّا بعث بجنبيتها ملكان " الحَدِيث وَسكت عَنهُ. وَذكر هجران زَيْنَب على قَوْلهَا: أَنا أعطي تِلْكَ الْيَهُودِيَّة. وَسكت عَنهُ. وَذكر: " الْكِبْرِيَاء رِدَائي ". وَعَزاهُ إِلَى مَوضِع لَيْسَ هُوَ فِيهِ. وَذكر حَدِيث: " أَفْلح من أسلم ورزق كفافاً ". وَعَزاهُ إِلَى مَوضِع لم أَجِدهُ فِيهِ. وَذكر حَدِيث: " من أصبح آمنا فِي سربه ". وَحسنه، وَلم يبين لم لَا يَصح.(5/825)
وَذكر حَدِيث: " يحْشر المتكبرون يَوْم الْقِيَامَة أَمْثَال الذَّر ". وَحسنه، وَلم يبين لم لَا يَصح. وَذكر حَدِيث: " عرض عَليّ رَبِّي ليجعل لي بطحاء مَكَّة ذَهَبا ". وَهُوَ كَذَلِك محسن، وَيَنْبَغِي أَن يُقَال فِيهِ: ضَعِيف. وَذكر حَدِيث: " اعقلها وتوكل ". واعتنى مِنْهُ بِرَجُل، وَترك غَيره مِمَّن لَا تعرف حَاله. وَذكر: " لَا يبلغ العَبْد أَن يكون من الْمُتَّقِينَ ". وَحسنه، وَلم يبين لم لَا يَصح. وَذكر حَدِيث: " لَو أَن رجلا خر على وَجهه من يَوْم ولد إِلَى أَن يَمُوت هرماً فِي طَاعَة الله ". وَسكت عَنهُ، وَهُوَ غير موصل. وَذكر حَدِيث: " لَا تَتَمَنَّوْا الْمَوْت فَإِن هول المطلع شَدِيد ". وَسكت عَنهُ، وَإِنَّمَا هُوَ حسن. وَذكر حَدِيث: " سُؤال ابْن صياد النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عَن تربة الْجنَّة ". وَسكت عَنهُ. وَذكر حَدِيث: " مَا فِي الْجنَّة شَجَرَة إِلَّا وساقها من ذهب ". وَحسنه، وَلم يبين لم لَا يَصح.(5/826)
وَذكر حَدِيث: " لِبَاس أهل الْجنَّة وشرابهم وآنيتهم ". وَسكت عَنهُ. وَذكر حَدِيث: " أَيَنَامُ أهل الْجنَّة ". وَسكت عَنهُ، وَهُوَ غير موصل. وَذكر حَدِيث: " لَو أَن رصاصة مثل هَذِه ". وَصَححهُ، وَإِنَّمَا يَنْبَغِي أَن يُقَال فِيهِ: حسن. وَذكر حَدِيث: " وهم فِيهَا كَالِحُونَ ". وَهُوَ كَذَلِك. وَذكر حَدِيث: " يصب الْحَمِيم فَوق رؤوسهم ". وَهُوَ كَذَلِك. وَذكر: " إِن الْكَافِر يسحب لِسَانه الفرسخ ". وَقَالَ فِيهِ: غَرِيب، وَلم يبين لم لَا يَصح. وَذكر: " أهل الْجنَّة مائَة وَعِشْرُونَ صفا ". وَحسنه، وَلم يبين لم لَا يَصح. وَذكر: " أول مَا خلق الله الْقَلَم ". وَضَعفه، وَلم يبين علته. وَذكر حَدِيث: " صنفان من أمتِي لَيْسَ لَهُم فِي الْإِسْلَام نصيب ". وَقَالَ فِيهِ: غَرِيب، وَلم يبين لم لَا يَصح. وَذكر حَدِيث: " فَإِذا غلبك أَمر ".(5/827)
وَسكت عَنهُ. وَذكر حَدِيث: " طبع كَافِرًا ". ونقصه من إِسْنَاده وَاحِد. وَذكر: " من قَالَ حِين يصبح: اللَّهُمَّ إِنِّي أشهدك وَأشْهد حَملَة عرشك ". وَسكت عَنهُ. وَذكر: " الاستجارة من النَّار سبعا ". وَسكت عَنهُ. وَذكر: " مَا قَالَ عبد قطّ: لَا إِلَه إِلَّا الله مخلصاً ... ". وَحسنه، وَلم يبين لم لَا يَصح. وَذكر حَدِيث: " مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام عَلمنِي شَيْئا أذكرك بِهِ ". وَسكت عَنهُ. وَذكر حَدِيث: " وَصِيَّة نوح ابْنه ". وَسكت عَنهُ، وَلم يبين أَنه من رِوَايَة ابْن إِسْحَاق. وَذكر: " استكثروا من الْبَاقِيَات الصَّالِحَات ". وَسكت عَنهُ. وَذكر حَدِيث: " من قَالَ: سُبْحَانَ الله غرست لَهُ نَخْلَة فِي الْجنَّة ". وَسكت عَنهُ. وَذكر حَدِيث: " من لزم الاسْتِغْفَار ". وَسكت عَنهُ.(5/828)
وَذكر حَدِيث: " أما يرضيك أَنه لَا يُصَلِّي عَلَيْك أحد إِلَّا صليت عَلَيْهِ عشرا ". وَسكت عَنهُ. وَذكر حَدِيث: " لَيْسَ شَيْء أكْرم على الله من الدُّعَاء ". وَحسنه، وَيَنْبَغِي أَن يُقَال فِيهِ: صَحِيح. وَذكر حَدِيث: " لَا يرد الْقَضَاء إِلَّا الدُّعَاء ". وَحسنه، وَلم يبين لم لَا يَصح. وَذكر حَدِيث: " لَا يزَال يُسْتَجَاب للْعَبد مَا لم يدع بإثم ". وَسكت عَنهُ، وَهُوَ من عِنْد مُسلم وَحقه أَن يُقَال: حسن. وَذكر حَدِيث: " إِذا رأى أحدكُم من نَفسه، أَو مَاله، أَو أَخِيه مَا يُعجبهُ " وَسكت عَنهُ. وَذكر حَدِيث: " إِذا [رَأْي] مَا يكره قَالَ: الْحَمد لله على كل حَال ". وَسكت عَنهُ. وَذكر حَدِيث ابْن عمر فِي القَوْل: " إِذا خرج مُسَافِرًا ". وَأَرْدَفَ مِنْهُ رِوَايَة إردفاً، موهماً أَنَّهَا من رِوَايَة من لم يروها. وَذكر حَدِيث: " أَن رجلا أَرَادَ سفرا فَقَالَ: " زودني ". وَحسنه، وَيَنْبَغِي على أَصله أَن يُصَحِّحهُ. وَذكر حَدِيث جَابر: " إِذا سَمِعْتُمْ نباح الْكَلْب ".(5/829)
وَسكت عَنهُ، وَلم يبين أَنه من رِوَايَة ابْن إِسْحَاق. وَذكر حَدِيث: " اطْلُبُوا الْخَيْر، وتعرضوا لنفحات الله ". وَلم يبين أَنه فِي الْموضع الَّذِي نَقله مِنْهُ غير موصل الْإِسْنَاد. وَذكر حَدِيث: " الدُّعَاء عِنْد الكرب ". وَهُوَ مَشْكُوك فِي اتِّصَاله. وَذكر حَدِيث أبي بكر: " سلوا لله الْعَفو والعافية والمعافاة ". وَسكت عَنهُ. وَذكر حَدِيث: اللَّهُمَّ ارزقني حبك ". وَحسنه وَهُوَ ضَعِيف ". وَذكر حَدِيث: " اللَّهُمَّ اقْسمْ لنا من خشيتك مَا تحول بِهِ بَيْننَا وَبَين مَعَاصِيك ". وَسكت عَنهُ، وَهُوَ ضَعِيف. وَذكر حَدِيث: " اللَّهُمَّ إِنِّي أعوذ بك من النِّفَاق والشقاق ". وَسكت عَنهُ. وَذكر حَدِيث: " الِاسْتِعَاذَة من ضلع الدَّين، وَغَلَبَة الرِّجَال ". وَسكت عَنهُ. وَذكر حَدِيث: أَي آيَة مَعَك من كتاب الله أعظم ". وَسكت عَنهُ. وَذكر حَدِيث: قلب الْقُرْآن يس ".(5/830)
وَسكت عَنهُ وَذكر حَدِيث: " قِرَاءَة الْوَاقِعَة كل لَيْلَة ". وَسكت عَنهُ. وَذكر حَدِيث: " الَّذِي سمع فِي الْقَبْر قِرَاءَة رجل يقْرَأ سُورَة تبَارك ". وَسكت عَنهُ. وَذكر حَدِيث: " من نسي الْقُرْآن لَقِي الله وَهُوَ أَجْذم ". وَلم يبين أَنه مُنْقَطع. وَذكر: " من قَالَ فِي الْقُرْآن بِرَأْيهِ ". وَسكت عَنهُ، وَهُوَ ضَعِيف من حَيْثُ ذكره، وَله طَرِيق صَحِيح. وَذكر: " إِن الْيَهُود مغضوب عَلَيْهِم وَالنَّصَارَى ضلال ". وَسكت عَنهُ. وَذكر حَدِيث: " لما نزلت: {وَلَا تقربُوا مَال الْيَتِيم إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أحسن} وَسكت عَنهُ. وَذكر حَدِيث: " نسخ: {لَا تقربُوا الصَّلَاة وَأَنْتُم سكارى} بِآيَة: {إِنَّمَا الْخمر وَالْميسر} وَسكت عَنهُ. وَذكر قصَّة موت أبي طَالب، والقصة مُرْسلَة. وَذكر حَدِيث أنس فِي الْإِسْرَاء، وَهُوَ أَيْضا يَنْبَغِي أَن يكون مُرْسلا. وَذكر حَدِيث أبي رزين: " أَيْن كَانَ رَبنَا ".(5/831)
وَحسنه، وَلم يبين لم لَا يَصح. وَذكر حَدِيث: {فَلَمَّا بلغا مجمع بَينهمَا} ، قَالَ: إفريقية ". مَوْقُوفا. وَهُوَ فِي الْموضع الَّذِي نَقله مِنْهُ مَرْفُوعا، وَضَعفه بِرَجُل وَترك غَيره. وذكرحديث: " أَي الْأَجَليْنِ قضى مُوسَى ". وَسكت عَنهُ. وَذكر حَدِيث: " مراهنة أبي بكر للْمُشْرِكين فِي غَلَبَة الرّوم فَارس ". وَصَححهُ. وَذكر حَدِيث: " تَخْفيف يَوْم الْحساب على الْمُؤمن ". وَسكت عَنهُ. وَذكر حَدِيث: " أصدقكم رُؤْيا أصدقكم حَدِيثا ". وَسكت عَنهُ. وَذكر حَدِيث: " أصدق الرُّؤْيَا بالأسحار ". وَسكت عَنهُ. وَذكر حَدِيث ابْن عمر: " أَنْتُم الْعَكَّارُونَ ". وَسكت عَنهُ. وَذكر حَدِيث أنس: " فِي سُؤال أهل مَكَّة النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَن يُرِيهم آيَة، فَأَرَاهُم انْشِقَاق الْقَمَر مرَّتَيْنِ ". وَهُوَ يَنْبَغِي أَن يكون مُرْسلا.(5/832)
وَذكر حَدِيث: " اثْبتْ حراء ". وَسكت عَنهُ. وَذكر: " إِن الله اخْتَار أَصْحَابِي ". وَسكت عَنهُ. وَذكر حَدِيث: " إِن الله قَالَ لعيسى بن مَرْيَم: إِنِّي باعث من بعْدك أمة ". وَسكت عَنهُ. وَذكر حَدِيث: " تعوذوا بِاللَّه من الْفِتَن ". وَسكت عَنهُ. وَذكر حَدِيث: تَدور رحى الْإِسْلَام ". وَسكت عَنهُ. وَذكر حَدِيث: " إِن الشَّيْطَان قد أيس أَن يعبده المصلون فِي جَزِيرَة الْعَرَب ". وَسكت عَنهُ.
وَهَذَا آخر مَا كتبناه مِمَّا وَجَدْنَاهُ، وَلَعَلَّ غَيرنَا لَا يرى الكثر مِنْهُ وَلَا يرضاه، وَلم نَكْتُبهُ معتقدين فِيهِ ارْتِفَاع الْمُعَارضَة، وَلَا عدم الْمُنَازعَة، بل ذكرنَا مبلغ علمنَا محركين للبحث عَنهُ، الْمُصَحح مَا قُلْنَاهُ أَو الْمُبْطل لَهُ. وَلَا أَيْضا قُلْنَا: إِن هَذَا الَّذِي كتبنَا هُوَ كل مَاله من أَمْثَاله، وَلَعَلَّ غَيرنَا سيجد زِيَادَة عَلَيْهِ، قَليلَة أَو كَثِيرَة.
وَإِن كَانَ فَاتَنِي الْإِحْسَان فِيهِ والإصابة، فَلَا يفوت نَفسك الْإِحْسَان إِلَيْهَا بالتحقيق المعثر على الصَّوَاب، وَالدُّعَاء لأخيك الْمُسلم بِالْعَفو عَن التَّقْصِير(5/833)
والإسهاب، وتوفير الْأجر، وأجزال الثَّوَاب، وتحسين الْعَاقِبَة والمآب، فَإِن دُعَاء الْمُسلم لِأَخِيهِ بِظهْر الْغَيْب مستجاب، وَالله بمنه ولي التَّوْفِيق وَالْهَادِي إِلَى سَوَاء الطَّرِيق، وَله الْحَمد على آلائه، وَصلَاته وَسَلَامه على خَاتم أنبيائه. وَلَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِهِ.
كمل جَمِيع كتاب بَيَان الْوَهم وَالْإِيهَام، الواقعين فِي كتاب الْأَحْكَام بتأييد الله تَعَالَى وَحسن عونه. على يَد العَبْد، الْفَقِير إِلَى رَحْمَة ربه، الراجي الْعَفو بِمُحَمد وَآله وَصَحبه وإجزال الثَّوَاب من إلهه، وَهُوَ غَايَة إربه، الْحَمد لله رب الْعَالمين، وصلواته على عباده الْمُرْسلين. وَسَلام. مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبيد الله حَسبنَا الله وَنعم الْوَكِيل. تمّ مُقَابلَته على نُسْخَة أصليه، وَالْحَمْد لله على ذَلِك. بتاريخ الثَّامِن من جُمَادَى الأول سنة عشْرين وَسَبْعمائة.(5/834)