ذكر الدليل على ضعف حديث:
(لا تزول قَدَمَا عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع خصال)
... عَنْ مُعَاذِ بن جَبَلٍ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : (لا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ أَرْبَعِ خِصَالٍ: عَنْ عُمْرهِ فِيمَا أَفْنَاهُ، وَعَنْ شَبَابِهِ فِيمَا أَبْلاهُ، وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَا أَنْفَقَهُ، وَعَنْ عَلِمهِ مَاذَا عَمِلَ فِيهِ).
حديث منكر
... أخرجه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (ج11 ص441) وفي الجامع لأخلاق الراوي (ج1 ص131) وفي اقتضاء العلم العمل (ص160) وتمام الرازي في الفوائد (ج5 ص180) والطبراني في المعجم الكبير (ج20 ص60) والآجري في الثمانين حديثاً عن ثمانين شيخاً (ص373) وفي أخلاق العلماء (ص95) والبيهقي في شعب الإيمان (ج2 ص286) وفي المدخل إلى السنن الكبرى (ص317) وابن عساكر في جزء ذم من لا يعمل بعلمه (ص31) وفي تاريخ دمشق (ج35 ص118) من طريق صامت بن معاذ الجندي حدثنا عبدالمجيد بن أبي رواد عن سفيان الثوري عن صفوان بن سليم عن عديّ بن عديّ عن الصُّنابحي عن معاذ بن جبل به.
... قلت: وهذا سنده ضعيف فيه صامت بن معاذ الجَنَدِيّ يتفرد ويهم ويخلط في الحديث، فهو منكر الحديث.(1)
... قال عنه ابن حبان في الثقات (ج8 ص324): يهم ويغرب.
... وكذا قال ابن حجر في لسان الميزان (ج3 ص178).
... وذكر الدارقطني بأنه يتفرد في الأسانيد.(2)
... وانظر العلل للدارقطني (ج6 ص47).
... وله شاهد من حديث ابن مسعود - رضي الله عنه - : أخرجه الترمذي في سننه (2416) وغيره، وفيه رجل ضعيف، وهو حديث منكر.
... وله شاهد آخر من حديث أبي برزة الأسلمي - رضي الله عنه - : أخرجه الدارمي في المسند (1/135) وغيره وفيه مجهول، وهو حديث منكر أيضاً.
__________
(1) وانظر ((لسان الميزان)) لابن حجر (ج3 ص178).
(2) انظر المصدر السابق.(1/1)
... وله شاهد آخر من حديث ابن عباس رضي الله عنهما: أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (11177) وفيه رافضي خبيث، وهو حديث منكر.
... ويأتي تخريجهم في موضع آخر إن شاء الله.
كتبه
أبو عبدالرحمن فوزي بن عبدالله بن محمد الحميدي الأثري(1/2)
ذكر الدليل على ضعف حديث:
من فَطّرَ صائماً كَتَبَ الله له مثل أجره
... عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ عَنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: (مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كُتِبَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ إِلَّا أَنَّهُ لَا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْءٌ).
حديث ضعيف
... أخرجه الترمذي في سننه (ج3 ص171) والنسائي في السنن الكبرى (ج3 ص375) وابن ماجه في سننه (ج1 ص555) وأحمد في المسند (ج4 ص114) وابن خزيمة في صحيحه (ج3 ص277) وابن حبان في صحيحه (ج8 ص216) والبغوي في شرح السنة (ج6 ص377) والبيهقي في السنن الكبرى (ج4 ص240) وفي شعب الإيمان (ج3 ص418) والطبراني في المعجم الكبير (ج5 ص256) وعبد بن حميد في المنتخب (ج1 ص252) وسعيد بن منصور في سننه (2328) وابن أبي شيبة في المصنف (ج4 ص311) وأبو نعيم في الحلية (ج7 ص98) والقضاعي في مسند الشهاب (ج1 ص241) وعبدالرزاق في المصنف (ج4 ص311) من طرق عن عطاء بن أبي رباح عن زيد بن خالد الجهني به.
... قلت: وهذا سنده ضعيف لانقطاعه بين عطاء بن أبي رباح وبين زيد بن خالد الجهني، فأنه لم يسمع منه.(1)
... قال الحافظ علي بن المدني رحمه الله في العلل (ص138): (عطاء بن أبي رباح، لقي عبدالله بن عمر، ورأي أبا سعيد الخدري رآه يطوف بالبيت ولم يسمع منه، وجابر وابن عباس، ورأى عبدالله بن عمرو، ولم يسمع من زيد بن خالد الجهني...).(2)
... وللحديث شاهد من حديث سلمان الفارسي - رضي الله عنه - .
__________
(1) انظر ((تحفة التحصيل في ذكر رواة المراسيل)) للعراقي (ص228) و((جامع التحصيل في أحكام المراسيل)) للعلائي (ص237).
(2) وأخرجه ابن أبي حاتم في المراسيل (ص149) من طريق محمد بن أحمد بن البراء قال: قال علي بن المديني فذكره.(1/1)
... أخرجه ابن خزيمة في صحيحه (ج3 ص192) من طريق همام بن يحيى عن علي بن زيد بن جدعان عن سعيد بن المسيب عن سلمان الفارسي فذكره مطولاً به.(1)
... قلت: وهذا سنده ضعيف فيه علي بن زيد بن جُدعان وهو ضعيف لا يحتج به.
... انظر ((التقريب)) لابن حجر (ص696).
كتبه
أبو عبدالرحمن الأثري
((((((((
__________
(1) وأخرجه عبدالرزاق في المصنف (7906) من طريق ابن جريج عن صالح مولى التوأمة قال سمعت أبا هريرة - رضي الله عنه - يقول: (من فطّر صائماً، أطعمه وسقاه، كان له مثل أجره).
قلت: وهذا سنده ضعيف فيه ابن جريج وهو مدلس وقد عنعنه ولم يصرح بالتحديث، وهو موقوف أيضاً.
انظر ((تعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس)) لابن حجر (ص141).(1/2)
صندوق قلالي الخيري ... ... ... ... ... ... ... سلسلة
رقم القيد : 1/ م / خ / ص / 97 ... ... ... ... ... من شعار أهل الحديث
تأسس سنة 1418 هـ ... ... لجنة الكتاب والشريط العلمي ... 1
... ... ... ... ... 17
اللمع
في
فضل قراءة سورة الكهف أيام الجمع
تأليف
أبي عبدالرحمن فوزي بن عبدالله الأثري
ومعه سورة الكهف
المقدمة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمداً عبده و رسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
أما بعد ،
فالقرآن الكريم هو المعجزة الباقية الخالدة من معجزاته عليه الصلاة والسلام ، أعز الله به المسلمين ، ووعدهم أن تمسكوا به بخيري الدنيا والآخرة ، فانكبوا عليه دراسة و حفظاً وتفسيراً حتى كثر المشتغلون به ، ومن ثم نشأت علوم القرآن الكريم (1).
وإن علوم القرآن الكريم عديدة الجوانب و تميز فيها باب الفضائل، ومن هنا جاءت كتب مختلفة اهتمت بهذا الموضوع ... لاهتمام النبي - صلى الله عليه وسلم - بفضائل القرآن الكريم و حث أمته على ذلك ورغبها ... ومن الفضائل التي حث الأمة عليها فضل سورة الكهف التي رغب بقراءتها والمحافظة عليها خاصة أيام الجمع ... ولاريب يا أخي المسلم أن في هذه السورة من الخيرات والثواب الكبير والفضل العظيم ما يحفزك إلى الاستطلاع عليها والالتزام بحفظها وقراءتها.
لهذا أقدم لإخواني المسلمين الأعزاء هذه الرسالة المتواضعة في فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة ، وليقوموا بحفظها وقراءتها اقتداء برسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
هذا ونسأل الله أن يمن علينا بالعلم النافع والعمل الصالح ، والتمسك بكتابه وسنة نبيه ، وأن يتوفانا مسلمين ، وصلى الله وسلم على عبده محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
أبو عبدالرحمن الأثري
1) انظر فضائل القرآن لابن الضريس (ص7)
ذكر الدليل على فضل قراءة سورة
الكهف يوم الجمعة(1/1)
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : ( من قرأ سورة الكهف كما أنزلت ثم أدرك الدجال لم يسلط عليه ، ومن قرأ سورة الكهف(يوم الجمعة )(1) كان له نوراً من حيث قرأها ما بينه و بين مكة ، ( وفي لفظ ما بينه و بين البيت العتيق) (2) ( ومن توضأ ثم قال : سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك كتب في رق(3) ثم طبع بطابع (4) فلم يكسر إلى يوم القيامة).
حديث صحيح موقوف
في حكم الرفع
أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (ص174 و 529) والدرامي في السنن (ج2 ص 454) وعبدالرزاق في المصنف (ج1 ص 186) والحاكم في المستدرك (ج1 ص564) وأبوعبيدة في فضائل القرآن (ص131) وابن الضريس في فضائل القرآن (ص99) والبيهقي في السنن الكبرى (ج3 ص 249) وفي شعب الإيمان (ج5 ص378 ) والخطيب في تاريخ بغداد (ج4 ص134) والطبراني في الدعاء(ج1 ص3) وابن أبي شيية في المصنف (ج1ص3) و(ج10 ص 450) وسعيد بن منصور في السنن كما في نتائج الافكارلابن حجر (ج1 ص250) من طرق عن أبي هاشم عن أبي مجلز عن قيس ابن عباد عن أبي سعيد الخدري ... ... فذكره بألفاظ عندهم.
1) رواية هشيم ، وهي صحيحة أخرجها أبوعبيدة في فضائل القرآن (ص131) وابن الضريس في فضائل القرآن (ص99) والخطيب في تاريخ بغداد (ج4 ص135) باسناد صحيح.
2) رواية هشيم ، و هي صحيحة أخرجها الدرامي في السنن (ج2 ص 454) والبيهقي في شعب الإيمان (ج5 ص378) وأبوعبيدة في فضائل القرآن (ص131) وابن الضريس في فضائل القرآن (ص99) باسناد صحيح.
قلت فالصحيح في هذا المتن ما أثبتناه وغيره منكر كـ ( كانت له نورا يوم القيامة ... .)
3) قوله (في رق): هو ما يكتب فيه من جلد وغيره.
4) قوله (ثم طبع بطابع): هو الخاتم.
انظر تحفة الذاكرين للشوكاني (ص 120) وموسوعة فضائل سور وآيات القرآن لابن
طرهوني(ج1 ص337)
قلت : وهذا سنده صحيح رجاله كلهم ثقات ، و هو في حكم المرفوع لأنه لا مجال للرأي فيه ، و بالله التوفيق.(1/2)
قلت : هكذا صح موقوفا ، وروي ضعيفا مرفوعا.
وإليك التفصيل:
أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (ص173 ) والطبراني في الدعاء (ج2 ص 975 و 976) وفي المعجم الأوسط (ج2 ص123) و الحاكم في المستدرك (ج3 ص465) و البيهقي في شعب الإيمان (ج3 ص21) وابن حجر
في نتائج الافكار (ج1 ص248) من طريق يحيى بن كثير العنبري عن شعبة عن أبي هاشم الرماني عن أبي مجلز عن قيس بن عباد عن أبي سعيد الخدري مرفوعا به وفيه (من قرأ سورة الكهف كانت له نوراً يوم القيامة من مقامه إلى مكة ... .).
قال الطبراني : ( رفعه يعني يحيى بن كثير عن شعبة، ووقفه الناس، و كذلك رواه سفيان الثوري موقوفا ).أهـ
وقال النسائي : ( هذا خطأ و الصواب موقوف ، خالفه محمد بن جعفر فوقفه) .اهـ
قلت : ورواية محمد في شعبة مقدمة على رواية يحيى كما سيأتي فهي منكرة.
وعلى هذا فالقول قول محمد بن جعفر حيث رواه موقوفا.
وأخرجه الحاكم في المستدرك (ج2 ص368) والبيهقي في السنن الكبرى (ج3ص349) من طريق نعيم بن حماد عن هشيم عن أبي هاشم عن أبي مجلز عن قيس ابن عباد عن أبي سعيد الخدري مرفوعا به وفيه ( أضاء له من النور ما بين الجمعتين ... ).
وصححه الحاكم ، ورده الذهبي بقوله : ( نعيم بن حماد ذو مناكير).
وأخرجه البيهقي في فضائل الأوقات (ص502) من طريق يزيد بن مخلد حدثنا هشيم عن أبي هاشم الرماني عن أبي مجلز عن قيس بن عباده عن أبي سعيد الخدري مرفوعا به.
قلت : وهذا سنده فيه يزيد بن مخلد الواسطي ذكره ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل (ج9 ص291) ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً. فهو مجهول
وأخرجه البيهقي في الدعوات الكبير ( ص 42 ) وابن السني في عمل اليوم والليلة (ص 18) وابن حجر في نتائج الافكار ( ج 1 ص247) والمعمري في عمل اليوم والليلة كما في النكت الظراف لابن حجر ( ج3 ص 447) من طريق يوسف بن أسباد عن سفيان عن أبي هاشم عن أبي مجلز عن قيس بن عباد عن أبي سعيد الخدري مرفوعا به.(1/3)
قلت : ويوسف بن أسباط عدم كُتُبِه فكان يحمل على حفظه فيغلط ويشتبه عليه ولا يتعمد الكذب ، وقال أبوحاتم لا يحتج به.
انظر لسان الميزان لابن حجر ( ج6 ص 317).
قلت: وعليه فمخالفته منكرة .
وأخرجه الطبراني في الدعاء ( ج2 ص975 ) من طريق يحيى بن عبدالحميد الحماني حدثنا قيس بن الربيع عن أبي هاشم عن أبي مجلز عن قيس بن عباد عن أبي سعيد الخدري مرفوعا به.
قلت : وقيس تغير لما كبر و أدخل عليه ابنه ما ليس من حديثه فحدت به ، والراوي عنه يحيى الحماني و قد اتهموه بسرقة الحديث .
انظر التقريب لابن حجر ( ص804 ) و( ص1060 ).
وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان (ج5 ص379 ) من طريق سليمان بن محمد البجلي حدثنا يزيد بن خالد بن يزيد حدثنا هشيم عن أبي هاشم عن أبي مجلز عن قيس بن عباد عن لأبي سعيد الخدري مرفوعا به.
قلت : وهذا سنده ضعيف فيه سلمان بن محمد أبومنصور البجلي وهو ضعيف.
انظر الميزان الذهبي ( ج2 ص222) ، وسؤالات الحاكم للدارقطني(ص 118) .
وأخرجه الطبراني في الدعاء ( ج2 ص975) من طريق عمرو بن عاصم الكلابي حدثنا الوليد بن مروان عن أبي هاشم الرماني عن أبي مجلز عن قيس بن عباد عن أبي سعيد الخدري مرفوعا به.
قلت : الوليد بن مروان مجهول ، و عمرو الكلابي في حفظه شيء.
انظر التقريب لابن حجر (ص738 ).
وأخرجه الخطيب في تاريخ بغداد ( ج8 ص25) من طريق قيس بن أبي سعيد الجزري عن الربيع عن أبي هاشم الرماني عن أبي مجلز السدوسي عن قيس بن أبي حازم البجلي عن أبي سعيد الخدري مرفوعا به .
هكذا وقع قيس بن أبي حازم بدل قيس بن عباد ، و هو منكر.
والحديث معروف من رواية قيس بن عباد ، ولعل الحمل على قيس الجزري هذا فإنه لا يعرف .
قال النسائي عقب الحديث : ( هذا خطأ ، والصواب موقوف ، خالفه محمد بن جعفر فوقفه ) يعني يحيى بن كثير الراوي ، الرواية المرفوعة .(1/4)
ثم أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة ( ص173) من طريق محمد بن جعفر عن شعبة عن أبي هاشم عن أبي مجلز عن قيس بن عباد عن أبي سعيد الخدري موقوفا به.
ومحمد بن جعفر غندر ثقة روى عن شعبة فأكثر وجالسه نحواً من عشرين سنة لم يكتب من أحد غيره وكان إذا كتب عنه عرضه عليه.
وقال ابن معين : ( كان من أصح الناس كتاباً ، وكان وكيع يسميه الصحيح الكتاب).اهـ
وقال ابن المبارك : ( إذا اختلف الناس في شعبة فكتاب غندر حكم بينهم ).اهـ
وقال ابن مهدي : ( غندر أثبت في شعبة مني ).اهـ
وفال العجلي : ( كان من أثبت الناس في شعبة ).اهـ
انظر التهذيب لابن حجر (ج9 ص96).
وتابع شعبة عليه سفيان الثوري عن أبي هاشم به .
عند الطبراني في الدعاء ( ج2 ص976) وعبد الرزاق في المصنف (ج1 ص186) و النسائي في عمل اليوم والليلة (ص174) وابن أبي شيبة في المصنف (ج1 ص3) و(ج1 ص450) والحاكم في المستدرك (ج1 ص564) فأوقفه.
قلت : وهذا مما يقوي صحة القول بوقفه.
قال الطبراني : ( رفعه يعني يحيى بن كثير- كما تقدم - عن شعبة ووقفه الناس ، وكذلك رواه سفيان الثوري موقوفاً ) . اهـ
وقال البيهقي في شعب الايمان : ( وهذا هو المحفوظ موقوف ). اهـ
وعن الثوري ، رواه عبدالرحمن بن مهدي عند الحاكم في المستدرك ( ج1 ص564 و 565 ).
وصحح الحاكم الرواية المرفوعة ، وتعقبه الذهبي بقوله : ( ووقفه ابن المهدي عن الثوري عن أبي هاشم ).
ورواه عن سفيان أيضا ابن المبارك عند النسائي في عمل اليوم و الليلة (ص174) فأوقفه.
ورواه عن سفيان أيضا عبدالرزاق عند الطبراني في الدعاء (ج2 ص976) وهو في المصنف ( ج1 ص186) كما تقدم موقوفا.
ورواه عنه وكيع عند ابن أبي شيبة في المصنف (ج10 ص450).(1/5)
ورواه ابن الضريس في فضائل القرآن (ص99) و الخطيب في تاريخ بغداد (ج4 ص 135) من طريق أحمد بن خلف البغدادي ، وأبوعبيدة في فضائل القرآن (ص131) والدرامي في السنن (ج2 ص454) من طريق أبي النعمان ، كلهم عن هشيم حدثنا أبو هاشم به موقوفاً.
ورواه سعيد بن منصور في السنن عن هشيم عن أبي هاشم فوقفه ، كذا في نتائج الافكار لابن حجر (ج1 ص250) ومن طريقه رواه البيهقي في شعب الايمان (ج4 ص378 ).
فالذين رووه موقوفا :
1) سعيد بن منصور بن شعبة الخرساني ثقة مصنف ، وكان لا يرجع عما في كتابه لشدة وثوقه به كما في التقريب لابن حجر (ص389).
2)وعبدالرحمن بن مهدي بن حسان العنبري ثقة ثبت حافظ عارف بالرجال
و الحديث كما في التقريب لابن حجر(601).
3) وعبدالله بن المبارك المروزي ثقة ثبت فقيه عالم ، كما في التقريب لابن حجر (ص540) .
4) وأبوالنعمان محمد بن الفضل السدوسي ثقة ثبت تغير في آخر عمره ، كما في التقريب لابن حجر (ص889).
5) وأحمد بن خلف البغدادي قال عنه ابن حجر حديثه مستقيم كما في لسان الميزان (ج1 ص 167).
6) و عبدالرزاق بن همام الصنعاني ثقة حافظ كما في التقريب لابن حجر(ص607)
7) وعبدالله بن عبدالرحمن بن الفضل الدرامي ثقة فاضل متقن كما في التقريب لابن حجر (ص522).
وأما الذين رووه مرفوعا فطرقهم لا تخلوا من الضعف كما تقدم.
فمن وقفه أوثق وأجل ممن رفعه فثبت من هذا أن الحديث موقوف أصح و أرجح.
قال الهيثمي في الزوائد (ج1 ص239) : ( رجاله رجال الصحيح إلا أن النسائي قال بعد تخريجه في اليوم و الليلة هذا خطأ و الصواب موقوفا ) 1هـ.(1/6)
وقال ابن حجر في نتائج الافكار ( ج1 ص250 ): ( وإنما اختلف في رفع المتن ووقفه ، فالنسائي جرى على طريقته في الترجيح بالأكثر والأحفظ ، فلذلك حكم عليه بالخطأ . و أما على طريقه المصتف ( يعني النووي ) تبعا لابن الصلاح وغيره فالرفع عندهم مقدم لما مع الرافع من زيادة العلم. وعلى تقدير العمل بالطريقة الأخرى فهذا مما لا مجال للرأي فيه ، فله حكم الرفع ، والله أعلم ) اهـ
وقال في التلخيص (ج1 ص102) : ( اختلف في وقفه و رفعه ، وصحح النسائي الموقوف ، وضعف الحازمي الرواية المرفوعة ، لأن الطبراني قال في الأوسط : لم يرفعه عن شعبة إلا يحيى بن كثير.
قلت : ورواه أبو إسحاق المزكي في الجزء الثاني تخريج الدراقطني له ، من طريق روح بن القاسم (1) عن شعبة ، وقال : تفرد به عيسى بن شعيب عن روح بن القاسم .
1) وهذا الطريق صححه الالباني في الارواء (ج3 ص94) بقوله : ( رواه عن شعبة مرفوعا روح بن القاسم
كما نقله الشوكاني في تحفة الذاكرين (ص93) عن الحافظ ، فهذا السند صحيح ). 1هـ
قلت : بل ضعيف منكر تفرد به عيسى بن شعيب عن روح بن القاسم ، وعيسى بن شعيب هو النحوي يخطي ويهم .
قال عنه ابن حبان في المجروحين (ج2 ص120) : ( كان ممن يخطئ حتى فحش خطؤه فلما غلب الأوهام على حديثه استحق الترك) .
قال ابن حجر في التقريب (ص768) : ( له أوهام ). وذكره ابن الجوزي في الضعفاء ( ج2 ص498 ) والذهبي في المغني في الضعفاء ( ج2 ص239) ، والله ولي التوفيق.
قلت : (ورجح الدراقطني في العلل الرواية الموقوفة أيضا ) اهـ
وقال الشوكاني في نيل الاوطار (ج1 ص174) : ( قال النووي في الاذكار حديث أبي سعيد هذا ضعيف الاسناد موقوفا ومرفوعا.
وقال الحافظ أما المرفوع فيمكن أن يضعف بالاختلاف و الشذوذ و أما الموقوف فلا شك ولاريب في صحته ورجاله من رجال الصحيحين فلا معنى لحكمه عليه بالضعف)اهـ(1/7)
قلت : وراجح كونه موقوفا نظراً لكثرة من وقفه وثقته ، وهو الذي رآه كل من الدارقطني و البيهقي والنسائي كما تقدم ، وأقره المنذري في الترغيب (ج1 ص172) والهيثمي في المجمع (ج1 ص239). ولكنه في حكم المرفوع ، لأنه لا يقال بمجرد الرأي .
قال الشيخ ناصر الدين الالباني في الارواء : ( ج3 ص 94) : ( ثم هو وإن كان موقوفا، فله حكم المرفوع لأنه مما لا يقال بالرأي كما هو ظاهر ... ) .اهـ
ذكر الأحاديث الضعيفة في
فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة
1) عن أبي هريرة وابن عباس مرفوعا : ( من قرأ سورة الكهف ليلة الجمعة أعطي نورا من حيث يقرؤها إلى مكة و غفر له إلى الجمعة الأخرى و فضل ثلاثة أيام ... الحديث ).
حديث منكر
أخرجه الديلمي في مسند الفردوس (ق/39/ب3/ ط) من طريق إسماعيل بن أبي زياد عن ابن جريج عن عطاء به.
قلت : وهذا سنده واه فيه إسماعيل بن أبي زياد الكوفي قال عنه ابن عدي منكر الحديث وقال ابن حبان شيخ دجال و قال ابن حجر متروك كذبوه .
انظر الميزان (ج1 ص230) والتقريب لابن حجر (ص139).
2) وعن أبي إسحاق عن البراء ، وعن سعيد بن جبير عن ابن عباس مرفوعا : ( من قرأ عشر آيات من سورة الكهف ملئ من قرنه إلى قدمه إنما من قرأها في ليلة الجمعة كان له نورا كما بين صنعاء إلى بصرى و من قرأها في يوم الجمعة قدم أو أخر حفظ إلى الجمعة الأخرى فإن خرج الدجال فيما بينهما لم يتبعه) .
حديث منكر
أخرجه الديلمي في مسند الفردوس ( ق/39/ب3/ ط) من طريق سوار بن مصعب به.
قلت : وهذا سنده كسابقه واه فيه سوار بن مصعب الهمداني قال عنه النجاري منكر الحديث و قال النسائي متروك و قال أبو داود ليس بثقة و قال أبوعبدالله الحاكم ليس بالقوي عندهم و قال أحمد و أبو حاتم متروك و قال ابن عدي عامه ما يرويه ليس بمحفوظ و هو ضعيف.
انظر لسان الميزان لابن حجر (ج1 ص128) و الميزان للذهبي (ج2ص246) و المغني له (ج1 ص290).(1/8)
3) وعن علي بن أبي طالب مرفوعا : ( من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة فهو معصوم إلى ثمانية أيام وإن خرج الدجال عصم منه) .
حديث منكر
أخرجه الضياء المقدسي في الاحاديث المختارة (ج2 ص50)من طريق عبدالله بن مصعب ثنا علي بن الحسين عن أبيه عن علي بن أبي طالب به.
قلت : وهذا سنده واه فيه عبدالله بن مصعب قال الذهبي في الميزان (ج2 ص506) فيه جهاله . و جهله ابن القطان كما في لسان الميزان لابن حجر (ج3 ص362).
4) وعن ابن عمر قال : قال رسول الله ( ص) : ( من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة سطع له نور من تحت قدمه إلى عنان السماء يضئ له يوم القيامة و غفر له ما بين الجمعتين ) .
حديث منكر
أخرجه ابن مردويه في تفسيره كما في تفسير ابن كثير ( ج3 ص70 ) من طريق خالد ابن سعيد بن أبي مريم عن نافع عن ابن عمر به.
قلت : وهذا سنده واه فيه خالد بن سعيد بن أبي مريم المدني وهو مجهول .
قال ابن حجر في التهذيب ( ج3 ص83) : ( قال ابن المديني لا نعرفه وساق له العقيلي خبرا استنكره ، وجهله ابن القطان ) .
وذكره ابن حبان في الثقات على قاعدته في توثيق المجاهيل .(1/9)