جامع
صحيح الأذكار
للعلامة المحدث
محمد ناصر الدين الألباني
رحمه الله تعالى
جمع و ترتيب
أبي الحسن محمد بن حسن الشيخ
غفر الله له ولوالديه ولجميع المسلمين
فهرس المراجع
فهرس
الأبواب والفوائد
المقدمة(1/1)
المقدمة
إنَّ الحمدَ لله, نحمدهُ ونستعينهُ ونستغفرهُ ونعوذُ باللهِ من شرور أنفسِنا, ومن سَيّئاتِ أعمالنا, من يهدهِ الله فلا مُضِلِّ له, ومن يضلل فلا هادي له. وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلا الله وحدهُ لا شريك له وأشهد أن محمداً عبدُهُ ورسوله.
اللهمَّ صلّ على محمدٍ النبي الأمي, وعلى آل محمد, كما صليت على آل إبراهيم, وبارك على محمد النبي الأمي وعلى آل محمد, كما باركت على آل إبراهيم في العالمين, إنّك حميد مجيد.
أما بعد:
فهذه الأذكار النبوية جمعتها مما صححه الإمام العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني من كتبه المطبوعة رجاء أن يعم نفعها المسلمين والمسلمات.
وعملي فيها على الطريقة الآتية:
1ـ ذكرت تحت كل حديث مصدراً أو مصدرين لمن أراد الوقوف على الفوائد والشوارد من كتبه ـ رحمه الله تعالى ـ.
2ـ اقتصرت على ما صححه ـ رحمه الله ـ.
3ـ نقلت الحديث كاملاً مع ذكر الصحابي والأجر المترتب على العمل إن وجد, من أجل أن يكون حافزاً ومشجعاً.
4 ـ اعتنيت بتراجعات العلامة ـ رحمه الله ـ فانظر على سبيل المثال أرقام [178،88،19،18،17] وغيرها.
5ـ وضعت تعليقات للإمام ـ رحمه الله ـ مُزَيِّنةً للكتابِ, مُعْظِمَةً لفوائدهِ مع الاختصار بقدر الإمكان.
6ـ ذكرت بعض الأبواب في الفضائل والآداب التي لها تعلق بالأذكار .
وإن كان من كتب في الأذكار من تعرض لحديث أو حديثين, غير أني أرجو من الله أن يكون كتابي هذا جامعاً لها.
و أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن ينفع بها من كتبها و قرأها ونشرها وجميع المسلمين وصلى الله وسلم على نبينا محمدٍ وعلى أصحابه ومن اتبع منهجهم وسار على طريقتهم إلى يوم الدين اللهم آمين.
راجي عفو ربه
أبو الحسن محمد بن حسن بن عبد الحميد الشيخ
غفر الله له ولوالديه ولجميع المسلمين
مصر ــ كفر الشيخ ــ فوه
قبريط(2/1)
أذكار طرفي النهار
1ـ عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال كانَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أَمسى قال:
(( أمْسَينا وأَمْسى الملكُ لله, والحمدُ لله, و لا إلهَ إلا الله وحدَهُ لا شريكَ له، لهُ الملكُ وله الحمدُ, وهو على كلّ شيءٍ قديرٌ, ربِّ أسأَلُك خيرْ ما في هذهِ اللَّيلةِ, وخيرَ ما بعدَها, وأعوذُ بك من شرِّ ما في هذه الليلةِ, وشرِّ ما بعدَها, ربِّ أعوذُ بك مِن الكَسَلِ, وسوءِ الكِبَر ربِّ أعوذُ بكَ مِن عَذابٍ في النَّارِ, وعذابٍ في القَبرِ))
وإذا أصبح قال أيضاً:
(( أصبحنا وأصبح الملك لله))
[مختصر مسلم 1894]
2ـ عن أبي هريرة - رضي الله عنه - كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعلِّمُ أصحابَه, فيقولُ:
(( إِذا أَصبحَ أَحَدُكُم فَلْيَقُل: اللهمَّ بكَ أَصْبَحْنا, وبكَ أمْسَيْنا, وبكَ نَحيا, وبكَ نَموتُ, وإليكَ النُّشورُ. وإِذا أَمسى فَلْيقُلْ: اللهمَّ بكَ أَمْسَينا, وبكَ أَصْبَحنا, وبكَ نحْيا, وبكَ نَموتُ.وإليكَ المصيُر ))
[الصحيحة 262]
3ـ عن سداد بن أوس - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
(( سَيِّدُ الاستغفار: اللهمَّ أَنتَ ربِّي, لا إلهَ إلا أنتَ, خَلَقْتَني, وأَنا عبدُكَ, وأَنا على عهدِكَ ووعدِكَ, ما استَطَعْتُ, أعوذُ بكَ مِن
شرِّ ما صَنَعْتُ, أبوءُ لكَ بنِعْمَتِكَ عليِّ, وأَبوءُ لَكَ بذَنبي, فاغفِرْ لي, فإنَّه لا يَغفِرُ الذُّنوبَ إلا أَنتَ ))
(( ومَن قالَها مِنَ النَّهارِ مُوقِناً بِهَا, فَماتَ مِنْ يَوْمِه قَبْلَ أَنْ يُمْسي, فَهو مِنْ أَهْلِ الجنَّة, وَمَنْ قَالَها مِنْ اللّيِل وَهُو مُوقِنٌ بِها, فَماتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبح, فَهو مِنْ أهْل الجنَّة))
[مختصر البخاري 2420]
4 ـ عن أنسِ بنِ مالكٍ - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لفاطمة x
(((3/1)
ما يمنكِ أنْ تسمعي ما أُوصيكِ به؟ أنْ تقولي: إذا أصبحتِ وإذا أمسيتِ يا حيُّ يا قيومُ برحمتِكَ أستغيثُ, أصلحْ لي شأنيَ كلَّه, ولا تَكِلْني إلى نفسي طَرفةَ عين ))
[صحيح الترغيب 661]
5ـ قال أبو بكرِ الصدِّيقُ - رضي الله عنه - : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( قلْ إذا أَصْبحتَ وإَذا أَمْسيتَ: اللهمَّ عالِمَ الغيبِ والشَّهادَةِ , فاطِرَ السَّماواتِ والأرضِ, ربَّ كلِّ شيءٍ ومليكَهُ, أَشهدُ أَنْ لا إلهَ إلا أنت, أَعوذُ بكَ من شَرِّ نفسي, وشرِّ الشَّيْطانِ وشِرْكِهِ, وأَنْ أَقتَرِفَ على نَفْسي سوءاً, أو أَجُرَّهُ إلى مسلمٍ, قُلْهُ إِذا أَصبحْتَ, وإذا أَمسيْتَ, وإذا أَخذْتَ مَضْجَعَكَ ))
[صحيح الكلم 21]
6 ـ عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنه - قال: لمْ يكُنِ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يَدَعُ هؤلاء
الدَّعَواتِ, حينَ يُمْسي وحينَ يُصْبحُ:
(( اللهمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ العافَيَةَ في الدُّنيا والآخِرَةِ, اللهمَّ أَسأَلُك العفوَ والعافِيةَ في دِيني ودُنْيايَ, وأَهْلي ومالي, اللهمَّ اسْتُرْ عَوْراتي, وآمِن رَوْعاتي, اللهمَّ احفَظْني مِن بين يدَيَّ ومِن خَلْفي, وعَن يميني, وعن شِمالي، ومِن فَوْقي, وأَعوذُ بعَظَمتِكَ أَنْ أُغْتالَ مِن تَحْتي ))
[صحيح الكلم 23] [صحيح ابن ماجه3135]
7ـ عن أبي عَيّاش - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
(( مَن قال إذا أصبحَ (( لا إله إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له, له الملكَ, وله الحمدُ, وهو على كل شيء قدير )) كان له عِدلُ رقبةٍ من وَلدِ إسماعيل, وكُتِب له عشرُ حسناتٍ, وحُطَّ عنه عشرُ سَيئاتٍ, ورُفع له عشرُ درجاتٍ, وكان في حِرزٍ من الشيطان حتى يمسي, فإنْ قالها إذا أمسى كان له مثلُ ذلك حتى يُصبح ))
[صحيح الترغيب 656 ][صحيح الترمذي5077 ](3/2)
8ـ عن أبَانَ بنِ عُثْمَانَ, قال: سَمِعْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفّانَ - رضي الله عنه - يقُولُ: سمعتُ رسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - :
(( مَا مِنْ عبدٍ يقولُ في صباحِ كُلّ يومٍ, ومَساءِ كُلّ لَيْلَةٍ: بِسمِ الله الذِي لا يَضُرُّ مَعَ اسمِهِ شَيءُ, في الأرْضِ ولا في السَّماءِ وهوَ السَّميعُ العليِمُ, ثلاثَ مرَّاتِ, لمْ تضرَّهُ شيءٌ ))
فكان أبَانُ بن عثمان قد أصابه طرف فَالجٍ, فجعل الرجلُ الذي سمع منه الحديث ينظرُ إليه! فقال لهُ أبانُ ما لك تنظر إلي؟فوالله ما كذبت على عثمان ولا كذب عثمان على النبي - صلى الله عليه وسلم - !ولكن اليوم أصابني فيه ما أصابني غضبت فنسيت أن أقولها.
[ صحيح الترمذي 3388][صحيح أبي داود 5088]
9ـ عن عبدِ الرحمنِ بنِ أبي بَكْرَةَ أنَّهُ قالَ لأبِيِه: يَا أبت ِإنِّي أسمعُكَ تدعُو كُلّ غَدَاةٍ:
اللهمّ عَافِنِي في بَدَنِي, اللهُمَّ عَافِنِي في سَمعِي, اللَّهُمَّ عِافِنِي في بصَري, لا إلهَ إلا أنتَ. اللَّهُمَّ إنّي أعُوذُ بِكَ مِنَ الكُفْرِ, وَ الفَقْرِ, اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ, لا إلهَ إلا أَنْتَ, تُعِيدُهَا ثَلاثاً حِينَ تُصْبحُ, وثَلاثاً حِينَ تُمسِي, فَتَدعُو بِهِنًَّ.
فقال: إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدعو بِهنًَّ فأنا أحبُّ أنْ أستنَّ بِسُنَّتِهِ
[صحيح أبي داود 5090]
10ـ عن أبي أيوب الأنصاري - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
(( من قال حين يُصبحُ: لا إله إلاّ اللهُ وحدَه لا شريكَ له، له الملكُ, وله الحمْدُ, يُحيي ويُميت, وهو على كُلّ شيء قديرٌ ـ عشرَ مرّاتٍ ـ كتب اللهُ له بكلّ واحدةٍ قالَها عَشر حسناتٍ وحطَ عنه بها عشرَ سيِّئات,ٍ ورفعه اللهُ بها عشرَ دَرَجاتٍ, وكُنَّ له كعشرِ رقاب,(3/3)
وكُنَّ له مَسلَحةً من أوّلِ النهار إلى آخره, ولم يَعْمل يومئذٍ عملاً يقْهَرُهُنّ, فإنْ قالها حين يُمْسي فكذلك ))
[الصحيحة 2563]
11ـ عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - :
(( مَنْ قَالَ حِيَن يُصْبحُ: وحين يُمسي : سُبحَانَ الله العَظيمِ وبِحمدِهِ مِائَةَ مَرّةِ لمْ يأت أحد يومَ القيامةِ بأفضلَ مما جاء به, إلا أحدٌ قال مثل ما قال أو زاد عليه ))
[مختصر مسلم 1903][صحيح أبي داود 5091]
12ـ عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( من قال: (( سبحان الله )) مئةَ مرَّةٍ قبلَ طلوعِ الشمسِ وقبلَ غُروبها, كان أفضلَ من مائة بَدَنَة
ومن قال:
(( الحمد الله )) مائةَ مرة قبلَ طلوعِ الشمسِ, وقبلَ غُروبها, كان أفضلَ مِن مائة فِرسٍ يُحمَلُ عليها في سبيل الله
ومن قال:
(( الله أكبر )) مائة مرة, قبلَ طلوعِ الشمسِ وقبلَ غُروبها, كان أفضلَ من عتقِ مائة رقبةٍ
ومن قال:
(( لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريك له, له الملك وله الحمد, وهو
على كلّ شيء قدير )) مائةَ مرة قبل طلوعِ الشمسِ وقبل غُروبها, لم يَجيء يومَ القيامة أحدٌ بعملٍِ أفضلَ من عملِه, إلا مَن قال مثلَ قوله, أو زاد عليه ))
[صحيح الترغيب 658]
13ـ عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
(( من قالَ في يومٍ مائتي [مائة إذا أصبح, ومائة إذا أمسى] : (( لا إله إلا الله وحده لا شريك له, له الملك وله الحمدُ, وهو على كلَّ شيءٍ قدير )) لم يسبقْه أحدٌ كانَ قبْلَه, ولا يدركه أحدٌ كان بعدَه إلا من عَمِل أفضل من عملِهِ ))
[الصحيحة 2762]
14ـ وقال عبد الله بن خُبَيْبٍ - رضي الله عنه - :خَرَجْنا في ليلةِ مطرٍ, وظُلمةٍ شديدةٍ, نطُلُبُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - ليُصلِّيَ لنا, فأَدْرِكناه, فقال:
(( قُل )) فلم أقُلْ شيئاً ثم قالَ:
(( قُلْ )) فلم أقُلْ شيئاً ثم قالَ:
(((3/4)
قل )) قلتُ يا رسولَ الله ! ما أقولُ ؟ قال:
(( قل هو الله أحدٌ )) والمعَوِّذَتَينِ حينَ تُمسي وحينَ تُصبحُ ثلاثَ
مرَّاتِ, يكفيكَ من كلِّ شيءٍ ))
[صحيح الكلم 18]
15ـ وعن أبيِّ بن كعبٍ - رضي الله عنه - قال للجن فما يُنجينا منكم؟ قال: هذه الآية التي في سورة { البقرة } :
{ اللهُ لا إله إلا هو الحيُّ القَيُّومُ.... } من قالها حين يُمسي, أجيرَ منا حتى يُصبحَ, ومن قالها حين يُصبحُ أجيرَ منَا حتى يُمسي. فلما أصبح أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكر ذلك له فقال - صلى الله عليه وسلم - :
(( صدق الخبيث ))
[صحيح الترغيب 658]
ما يقال في الصباح خاصة
16ـ عن المنذر - رضي الله عنه - صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكان يكون بـ(أفريقية) قال سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:
(( من قال إذا أصبَح: (( رضيتُ باللهِ رباً, وبالإسلامِ ديناً, وبمحمدٍ نبياً, فأنا الزعيمُ, لآخذنّ بيدِه حتى أُدْخِلَه الجنّةَ ))
[الصحيحة 2686][الضعيفة تحت رقم5020]
17ـ عن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه قال: كانَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعلمنا إذا أصبحَ أحدُنا أن يقول:
(( أصبحنا على فطرةِ الإسلامِ, وكلمةِ الإخلاص, ودين نبينا
محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - وملَّةِ أبينا إبراهيم حنيفاً مسلماً وما كان من المشركين ))
[الصحيحة 2989][تراجع العلامة370]
18ـ عن جويريةx أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خرج من عندها بكرة حين
صلى الصبح, وهي في مسجدها ثم رجع بعد أن أضحى وهي جالسة, فقال - صلى الله عليه وسلم - :
(( ما زلت على الحال التي فارقتك عليها؟)) قالت: نعم. قال النبي - صلى الله عليه وسلم - :
(( لقَدْ قلتُ بعدَكِ أربَعَ كَلِماتٍ, ثلاثَ مرَّاتٍ, لو وُزِنَتْ بما قُلْتِ منذُ اليومِ لَوَزنَتهُنَّ: سبحانَ الله وبحمدِهِ عددَ خلقِهِ, ورِضا نفسِهِ, وزِنةَ عرشِهِ, ومدادَ كلماتِهِ ))
[الصحيحة 2156](3/5)
19ـ عن أبي موسى - رضي الله عنه - قال: جاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونحن جلوس فقال:
(( ما أصبحتُ غداةً قط إلا استغفرتُ الله فيها مائةَ مرةٍ ))
[الصحيحة 1600]
ما يقال عند المساء خاصة
20ـ عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنه جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله ما لقيتُ من عقربٍ لدغتني البارحة, قال - صلى الله عليه وسلم - :
(( أما لو قُلتَ حين أمسيتَ ثلاث مرات: أعُوذُ بكلِمَاتِ اللهِ
التَّامَّات من شرِّ ما خلَقَ, لم تضرك ))
[مختصر مسلم 1453][ صحيح الترمذي3604/م]
ما يقال عند النوم
21ـ عن حذيفة - رضي الله عنه - قال: كانَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أخذَ مضجَعَهُ مِنَ اللّيلِ وَضَعَ يدهُ تَحت خدِّه ثمَّ يقولُ:
(( بِِِِاسمكَ اللهُمَّ أموتُ وأَحيا ))
[الصحيحة 2754][مختصر البخاري 2425]
22ـ عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قالَ:
(( إذَا قَامَ أحَدُكُمْ عَنْ فِرَاشِهِ, ثمَّ رَجَعَ إِلَيهِ, فَلْيَنْفُضْهُ بِصَنِفَةِ إِزَارِهِ ثَلاثَ مَرّاتِ, فإنَّهُ لاَ يَدْرِي مَا خَلَفَه عَلَيْهِ بعد,ُ وإذَا اضطَجَعَ, فليَقُلْ : بِاسمِكَ رَبي وضَعْتُ جَنبِي, وبِكَ أرفعُهُ, فإنْ أَمْسكْتَ نَفْسِي, فَارحمها, وإِنْ أرْسلْتهَا, فاحفَظها بما تحفظُ بِهِ عِبادَكَ الصَّالِحِينَ ))
[صحيح الترمذي 3401]
23ـ قال أبو بكرٍ الصِّدِّيقُ - رضي الله عنه - : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( قلْ إذا أَصْبحتَ وإذا أَمْسيتَ: اللهمَّ عالَمِ الغيِبِ والشَّهادَةِ, فاطِرَ السَّماواتِ والأرضِ, ربَّ كلِّ شيءٍ ومليكَهُ, وأَشهدُ أَنْ لا إلهَ إلا أَنت, أَعوذُ بكَ من شَرِّ نفسي, وشرِّ الشَّيطانِ وشِرْكِهِ, وأَنْ أَقترَفَ على نَفْسي سوءاً, أو أَجُرَّهُ إلى مسلمٍ, قُلْهُ إذا أَصبحْتَ,
وإذا أَمسيتَ, وإذا أخذْتَ مَضْجَعَكَ ))
[صحيح الكلم 21][الصحيحة2763](3/6)
24ـ عن البراء بن عازب - رضي الله عنه - قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا أرادَ أنْ يرْقُدَ
وضَعَ يدَهُ اليُمنى تحْتَ خدِّه ثَّم يقول:
(( اللَّهمَّ قِني عذَابَكَ, يوْمَ تَبعثُ عِبادَكَ ))
[الصحيحة 2754][صحيح الترمذي 3398][تراجع العلامة 139]
25ـ عن أنس - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أوى إلى فراشه قال:
(( الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا, وكفانا وآوانا, فكم ممن لا كافيَ له ولا مُؤوي ))
[مختصر مسلم 1901]
26ـ أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلاً إذا أخذ مضجعه أن يقول:
(( اللهمَّ أنتَ خلَقتَ نفسي, وأنتَ توفَّاها, لك مماتها ومحياها, أن أحييتها فاحفظها, وإن أمَتّها فاغفر لها, اللهمَّ إني أسألك العافية ))
[مختصر مسلم 1898]
27ـ عن أبي هريرة - رضي الله عنه - كانَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُ إذا أوى إلى فراشه:
(( اللهمَّ رَبَّ السَّمَاواتِ, ورَبّ الأرض, وربَّ العرش العظيم، ربّنا وربَّ كلِّ شيءٍ, فالقَ الحبِّ والنَّوى, ومُنزِلَ التوراةِ والإنجيلِ والفرقان, أعوذُ بكَ مِنَ شرِّ كلِّ ذِي شَرِّ أنتَ آخذٌ بِنَاصيتِهِ, اللهمَّ أنتَ الأولُ فليسَ قبلكَ شيءٌ, وأنتَ الأخِرُ فليسَ بعدكَ شيءٌ, وأنت الظاهرٌ فليسَ فوقكَ شيءٌ, وأنتَ الباطنٌ فليسَ
دونكَ شيءٌ, اقضِ عنا الدَّين, وَأَغْنِنا مِنَ الفقر ))
[مختصر مسلم 1899][صحيح الترمذي3400]
28ـ عن البراء بن عازب - رضي الله عنه - قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(((3/7)
إِذا أَتيْتَ مضْجَعَكَ, فَتَوضَّأ وُضوءكَ للصَّلاةِ, ثمَّ اضطَجع على شِقَّكَ الأَيْمن وقُلْ: اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ نَفْسي إِلَيْك, ووجَّهْت وجهي إلَيْك, وفوَّضتُ أَمري إِلَيْك, وأَلْجَأتُ ظهْري إليْكَ, رَغْبَةً وَرَهْبَةً إِليْكَ, لا ملْجَأ ولا مَنْجا مِنكَ إلا إليكَ, آمنتُ بِكتابِكَ الذي أنزَلْت, وبنبِيِّكَ الذي أرسلْتَ, فإنْ متِّ من ليلَتِكَ متِّ على الفِطْرَةِ واجْعَلْهُنَّ آخِرَ ما تَقولُ ))
[متفق عليه والسياق للبخاري مركباً من روايتبن له][صحيح الكلم34][مختصر البخاري 2426][الصحيحة2889]
قال t:
فالحديث صحيح من فعلة - صلى الله عليه وسلم - وأمره, وهو على الاستحباب كما قال الحافظ في (الفتح) .أهـ
[الصحيحة 6/914]
29ـ عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (( من قالَ حين يأْوي إلى فراشِه:
(( لا إلهَ إلا اللهُ, وحدَه لا شريكَ لهُ, له الملْكُ, وله الحمْدُ,
وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ, ولا حولَ ولا قوَّة إلا بالله, سبحانَ اللهِ,
والحمدُ لله, ولا إله إلا اللهُ, واللهُ أكبرُ , غُفِرتْ ذنوبُه أو قالَ: خطاياهُ وأنْ كانَت مثْلَ زَبدِ البحْرِ ))
[الصحيحة 3414]
30ـ عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( منَ قالَ إذا أوَى إلى فِراشِه: الحمدُ لله الذي كفَاني وآواني, الحمدُ لله الذي أطْعمني وسقاني, الحمدُ لله الذي مَنَّ عليَّ وأفضلَ اللَّهُمَّ إنِّي أسألُك بعزَّتك أنْ تُنجيني من النَّار, فقدْ حَمِدَ اللهَ بجميعِ محامدِ الخلقِ كلِّهم ))
[الصحيحة 3444]
31ـ عن ابن عمر - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول إذا تبوّأ مضجعَه:
(( الحمد لله الذي كفاني وآواني, وأطعمني وسقاني, الحمد للهِ الذي منّ عليّ فأفضل, والحمد للهِ الذي أعطاني فأجزل, والحمد لله على كلِّ حال.(3/8)
اللهمّ ربَّ كلِّ شيءٍ ومالكَ كلّ شيءٍ وإلهَ كلّ شيءٍ لك كلُّ شيءٍ أعوذُ بك من النارِ ))
[صحيح الموارد 2357]
32ـ عن أبي الأزهر الأنماري - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أخَذَ
مضجعَهُ منَ اللّيِل قالَ:
(( بسْمِ الله وضَعتُ جَنْبي, اللهمَّ اغفِرْ ليِ ذْنبي, وَاخسَأ
شَيْطاني, وفُكَّ رِهَاني, وثَقِّلْ مِيزاني, واجعلْني في النَّديِّ الأعلى ))
[هداية الرواة2345 وإسناده صحيح ][صحيح الجامع 4649]
33ـ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعلي وفاطمة - رضي الله عنهم - :
(( ألا أدلُّكما على ما هُو خَيْرٌ لكُما منْ خادِم؟ إذاَ أَوَيْتُما إلي فِراشِكُما, فسبِّحا ثلاثاً وثلاثين, واحْمدا ثلاثاً وثلاثينَ, وكَبِّراً أربعاً وثلاثينَ ))
قال عليٌّ - رضي الله عنه - : فما تركُتهنَّ منذُ سمعُتهُنَّ منِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قِيلَ له: ولا لَيْلَةَ صِفِّين؟ قال: ولا لَيْلَة صِفِّين.
[الصحيحة3596][مختصر البخاري2427][مختصر مسلم]1895[صحيح الكلم 29]
34ـ عن عائشةx كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا أَوى إلى فِراشهِ كلّ ليلةٍ جمَعََ كفَّيهِ, ثم نفَثَ فيهما, فقَرأَ فيهما:
(( { قل هو اللهُ أحد } و { قل أعوذُ بربِّ الفلق } و { قل أعوذُ بربِّ الناس } ثم يمسحُ بهما ما استطاعَ من جسدهِ, يبدأ بهما على رأسهِ ووجههِ, وما أقبلَ من جسدهِ يفعلُ ذلك ثلاثَ مرات))
قال الشيخ t:
والسنة أن ينفث في كفيه أولاَ, ثم يقرأ, ثم يمسح.أهـ
[الصحيحة 3104]
35ـ عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنَّه أَتاه آتٍ يَحْثو من الصَّدَقَة - وكان قد جعلَهُ النبي - صلى الله عليه وسلم - عليها, ليلةً بعد ليلةٍ, فلما كان في الليلةِ الثالثةِ,
قالَ: لأرفَعَنَّكَ إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - قال:(3/9)
دَعْني أعلِّمكَ كلماتٍ ينفعُكَ الله بِهنَّ - وكانوا أحرَصَ شيءٍ على الخيرِ – فقال: إذا أويْتَ إلى فِراشِكَ فاقرأ آيةَ الكُرسي: { الله لا إلهَ إلا هُو الحيُّ القيُّومُ } حتى تختِمَها, فأنَّه لنْ يزالَ عليكَ من الله حافظُ, ولا يقْرَبُك شيطانُ حتى تصبحَ, فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - :
(( صَدَقَكَ وهو كذوبٌ ذاك شيطانٌ ))
[صحيح الكلم 26]
36ـ عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
(( من قرأ الآيتينِ من آخِر سورة { البقرة } في لَيْلَةٍ كَفَتاه ))
{ للهِ مَا في السَّماواتِ ومَا في الأَرضِ وإن تُبْدُواْ ما في أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاِسْبُكُمْ بِهِ الله . } إلى آخر السورة.
[صحيح الكلم 27]
37ـ عن فروة بن نوفل - رضي الله عنه - أنَّه أتَى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالَ: يا رسولَ الله علِّمني شيئاً أقولُهُ, إذَا أوَيْتُ إلى فِرَاشِي؟ قالَ:
(( اقْرَأ { قُل يَا أيُّهَا الكَافِرُونَ } فإنَّهَا بَرَاءَةٌ مِنَ الشِّرْكِ ))
[صحيح الترمذي 3403]
38ـ عن جابر - رضي الله عنه - قال:(( كانَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا ينامُ حتى يقرأ:
{ ألم. تنزيلُ } السجدة و { تباركَ الذي بيدِهِ الملكُ }
[الصحيحة 585]
39ـ عن عائشة x قالت:
(( كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا ينامُ حتى يقرأ: { الزُّمَرَ } و { بني إسرائيلَ } )) [أي: الإسراء]
[الصحيحة 641]
40ـ عن العِرْبَاضِ بن سَارِيَةَ - رضي الله عنه - أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كانَ لا يَنَامُ حتَّى يَقْرَأَ المسبِّحَاتِ, ويقُولُ:
(( فيها آيةٌ خيرٌ مِنْ ألْفِ آيَةِ ))
[صحيح الترمذي 3406]
والمسبِّحاتِ هي السور التي تُفتتح بقولَ تعالى بـ { سَبَّح َ } أو
{ يُسَبِّح } وهى: الحديد, والحشر, والصف, والجمعة, والتغابن, والأعلى .
ما يقول إذا وضع ثوبه
لنوم ونحوه
41ـ عن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(((3/10)
سترُ ما بينَ أعْيُنِ الجنِّ وعوْراتِ بني آدمَ إذا وضعَ أحدهم
ثوبهُ أنْ يقولَ: بسمِ الله ))
[صحيح الجامع 3610]
الدعاء إذا فزع من النوم
42ـ وعن محمد بن المنكدر - رضي الله عنه - قال جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
فشكا إليه أهاويل يراها في المنام فقال:
(( إذا أويتَ إلى فِراشِكَ, فَقُلْ: أعُوذُ بِكَلِماتِ اللهِ التَّامَّةِ, مِنْ غَضَبِهِ, وعِقابِهِ, ومِنْ شَرِّ عِبادِهِ, ومِنْ هَمَزاتِ الشَّياطينِ, وأنْ يَحْضرونِ ))
[الصحيحة364]
43ـ وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعلمهم من الفزع كلمات:
(( أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وشر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون ))
[صحيح الكلم 38]
44ـ عن خالد بن الوليد - رضي الله عنه - قال: كنت أفزع بالليل, فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقلت: إني أفزع بالليل فآخذ سيفي فلا ألقى شيئاً إلا ضربته بسيفي, فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( ألا أعلمك كلماتٍ علّمني الروح الأمين؟)) فقلت: بلى,
فقال قل:
(( أعوُذُ بكلماتِ الله التَّامَّاتِ التي لا يجاوزُهن برٌ ولا فاجرٌ, من شرِّ ما ينزُل من السماءِ وما يعرجُ فيها, ومن شرِّ فتن الليلِ والنّهارِ, ومِنْ كلّ طارقٍ, إلا طارق يطرُقُ بخيرٍ, يا رحمان !))
[الصحيحة 2738]
الدعاء إذا تقلب بالليل
45ـ عن عائشةx قالت: كانَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا تَضَوَّرَ(أي: تلوى وأرق) مِن الليلِ قال:
(( لا إله إلا الله الواحدُ القَهَّار,ُ ربُّ السَّماواتِ والأرضِ وما بينَهما العزيزُ الغَفَّارُ ))
[صحيح الموارد 2358][الصحيحة 2066]
ما يقول مَن استيقظ بالليل
46ـ عن عُبادةَ بن الصامتِ - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
(((3/11)
من تعارَّ منَ الليلِ فقالَ: لا إله إلا الله وحدَهُ لا شريكَ لهُ، لهُ الملكُ, ولهُ الحمدُ, وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ, الحمدُ لله, وسبحانَ الله, ولا إلهَ إلا الله, والله أكبرُ, ولا حوْلَ ولا قوَّة إلا بالله العليِّ العَظيمِ, ثمَّ قالَ: اللهمَّ اغفِرْ لي, أودعاَ استُجيبَ له, فإنْ توضَّأ, وصلّى قُبلَتْ صلاتُه ))
[مختصر البخاري 576][صحيح الكلم 35]
47ـ عن أبي أمامة - رضي الله عنه - قال: سمعْتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:
(( مَنْ أَوى إلى فِراشِهِ طاهِراً....لمْ يَنقلِبْ ساعَةً من اللَّيلِ يَسألُ الله شيئاً مِنْ خيرِ الدُّنيا والآخِرِة, إلا أعْطاهُ الله إِياهُ ))
[صحيح الكلم الطيب 36]
48ـ عن ابن عباس - رضي الله عنه - قال:بِتُّ عندَ خالتي ميمونةَ زوج النبي - صلى الله عليه وسلم -
ليلةً, فنام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى انتصفَ الليلُ, أو قبلهَ بقليل, أو بعده بقليل, فقام النبي - صلى الله عليه وسلم - من الليل ثم استيقَظَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجلَسَ, فمسح النوم عن وجههِ بيدِه فنظر إلى السماء
ثم قرأ العشرَ آيات خواتم سورة { آل عمران } { إنَّ في خلقِ السماواتِ والأرض واختلاف الليل والنهارِ لآيات لأُولي الألباب... } [الآية190 إلى آخر السورة ]
[مختصر البخاري 92]
49ـ عن ابن عباس - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كانَ إذا قامَ إلى الصلاة من جوف الليلِ قال:
(( اللهمَّ لكَ الحمدُ, أنتَ قيِّمُ السماواتِ والأرضِ ومَن فيهِنّ, ولكَ الحمدُ, لكَ مُلْكُ السماواتِ والأرضِ, ومَن فيهِنّ, ولكَ الحمدُ, أنتَ نورُ السماواتِ والأرضِ ومَن فيهِنّ, ولكَ الحمدُ أنتَ مَلِكُ السماواتِ والأرضِ, ولكَ الحمدُ, أنتَ الحقُّ, وعدُك الحقُّ(3/12)
ولقاؤكَ حقُّ, وقولُكَ حقُّ, والجنّةُ حقُّ, والنارُ حقُّ, والنبيُّونَ حقُّ, ومحمدٌ - صلى الله عليه وسلم - حقُّ, والساعةُ حقُّ, اللهمَّ لكَ أسلمتُ, وبكَ آمنتُ, وعليكَ توكلتُ, وإليكَ أنَبتُ, وبكَ خاصمتُ, وإليكَ حاكمتُ, فاغفِرْ لي ما قدّمتُ, وما أخَّرتُ, وما أسررتُ, وأعلنتُ وما أنتَ أعلمُ به مني أنت المقدِّمُ وأنتَ المؤخِّرُ أنتَ إلهي, لا إله إلا أنتَ ولا حولَ ولا قوَّةَ إلا بالله ))
[مختصر البخاري 556]
الدعاء والاستغفار في الثلث
الآخر من الليل
50ـ عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
(( ينزلُ ربُّنا تبارَكَ وتعالى كلّ ليلةٍ إلى سماءِ الدنيا, حينَ يَبقى ثُلثُ الليلِ الآخرُ فيقولُ: مَن يدعوني؟ فأستجيبَ لهُ, من يسألُني؟ فأعطِيَه, من يستغفرُني؟ فأغفر له ))
[مختصر البخاري 750]
51ـ عن عمرو بن عبسة - رضي الله عنه - أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول:
(( أقربُ ما يكُونُ الرَّبُّ مِنَ العبدِ, في جوفِ اللَّيلِ الآخِرِ, فإنِ استطعتَ أن تكونَ ممّن يذكُرُ اللهَ في تِلكَ الساعةِ, فكُن ))
[صحيح الترمذي 3579]
دعاء القنوت في الوتر
قال الشيخ t:
وبعد الفراغ من القراءة وقبلَ الركوع, يقنتُ أحياناً بالدعاء الذي علّمه النبي - صلى الله عليه وسلم - سِبْطَهُ الحسنَ بن عليٍّ - رضي الله عنه - وهو:
52ـ قال عَلَّمِني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كلماتٍ أقولُهن في قنوت الوتر: ـ
(( اللهمَّ !اهْدِني فيمن هديتَ, وعافِني فيمن عافيتَ, وتولَّني فيمن تولَّيتَ, وبارك لي فيما أعطيتَ, وقِنِي شرَّ ما قضيتَ, فإنك تقضي ولا يُقضى عليك, وإنه لا يَذِلُّ من واَلَيْتَ, ولا يعزُّ من عاديت, تباركْتَ ربَّنا وتعاليتَ لا منجا منكَ إلا إليك )) ثم يصلي
على النبي الأمي، أحياناً.
[قيام رمضان 31 ][ صفة الصلاة 180][صحيح أبي داود 1281]
قال t:(3/13)
ولا بأس من جعلِ القنوتِ بعد الركوع, ومن الزيادة عليه بلعن الكفرة, والصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - والدعاء للمسلمين في النصف الثاني من رمضان, لثبوت ذلك عن الأئمة في عهد عمر - رضي الله عنه - .
53ـ عن عبد الرحمن بن عبد القاري قال:
وكانوا يلعنون الكَفَرة في النِّصف[أي: الأخير من رمضان]:
(( اللهمُّ قاتِل الكَفَرَة الذي يصدّون عن سبيلك, ويكذّبون رسلك, ولا يؤمنون بوعدك, وخالِفْ بين كلمتهم, وألْقِ في قلوبهم الرُّعب
وألقِ عليهم رِجزَك وعذابكَ, إلهَ الحقَّ )) ثمّ يُصَلّي على النبي - صلى الله عليه وسلم - ويدعو للمسلمين بما استطاع من خير, ثم يستغفر للمؤمنين. قال: وكان يقولُ إذا فرغ من لعنهِ الكفرةَ وصلاتهِ على النبي - صلى الله عليه وسلم - واستغفارِه للمؤمنين والمؤمنات ومسألتِه:
(( اللهمَّ إيّاك نعبدُ, ولك نُصَلّي ونسجدُ, وإليك نسعى ونحفِدُ, ونرجو رحمتَك ربَّنا, ونخافُ عذابك الجدَّ, إنَّ عذابك لمن عاديت مُلْحَقٌ )) ثم يُكبّر ويهوي ساجداَ.
[قيام رمضان 31, 32]
الذكر بعد الوتر
قال الشيخ t :
ومن السنة أن يقولَ في آخر وتره قبل السلام أو بعده ما جاء
54ـ عن على بن أبي طالب - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقولَ في آخر وتره:
(( اللهمَّ! إني أعوذُ برضاك من سَخَطِكَ, وبمعافاتك من عقوبتك, وأعوذ بك منك, لا أحصي ثناءً عليك, أنت كما أثْنَيتَ على نفسك))
[صحيح أبي داود1282]
55ـ عن عائشةx قالت:
كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في الرَّكعة الأولى من الوتر بـ { سبّح اسمَ
ربِّك الأعلى } وفي الثانية بـ { قُل يا أيّها الكافرون } وفي الثالثة بـ { قُلْ هو الله أحد } و { قُلْ أعوذُ بربِّ الفلق } و { قُلْ أعوذُ بربِّ النّاس }
[صحيح الموارد 560][صحيح أبي داود0 128]
56ـ عن أُبَيِّ بن كعب - رضي الله عنه - قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا سلّم في الوتر قال:
(((3/14)
سُبْحانَ الملكُ القُدُّوس )) ثلاث مرات ويمد بها صوته ويرفع في الثالثة.
[صحيح النسائي 1752][قيام رمضان33][صحيح أبي داود 1284]
القنوت في الصلوات الخمس
للنازلة
قال الشيخ t:
57ـ و (( كان - صلى الله عليه وسلم - إذا أراد أن يدعو على أحد, أو يدعو لأحد, قنت في الركعة الأخيرة بعد الركوع, إذا قال:
(( (سمع الله لمن حمده, اللهم ربنا لك الحمد ))) و (( كان يجهر بدعائه )) و (( يرفع يديه )) و (( يؤمِّنُ مَنْ خلفه )) و (( كان يقنت في الصلوات الخمس كلها )) لكنه (( كان لا يقنت فيها إلا إذا دعا لقوم, أو دعا على قوم فربما قال:
(( اللهم أنج الوليد بن الوليد, وسلمة بن هشام, وعياش بن أبي ربيعة, اللهم شدد وطأتك على مضر, واجعلها سنين كسني يوسف, اللهم العن لحيان ورعلاً وذكوان وعصية عصت الله ورسوله )) ثم (( كان يقول ـ إذا فرغ من القنوت ـ: (( الله أكبر )) فيسجد.
[صفة الصلاة 178و179]
وقال t:
وأما مسح الوجه بهما, فلم يرد في المواطن, فهو بدعة, وأما خارج الصلاة فلم يصح, وكل ما روي في ذلك ضعيف, وبعضه أشد ضعفاً من بعض, كما حققته في [ضعيف أبي داود 262والأحاديث الصحيحة 597]
ولذلك قال العز بن عبد السلام في بعض فتاويه (( لا يفعله إلا الجهال ))
[صفة الصلاة 178]
ما يصنع من رأى رؤيا يكرهها
58ـ قال أبو سلمَةَ بن عبد الرحمن: سمعت أبا قتادة بن ربعي - رضي الله عنه - يقول سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:
(( الرُّؤيا مِن الله, والحُلْم من الشيطانِ, فإذا رأَى أحدُكُم شيئاً يكرهُه, فلينفُثْ عن يَسارِه ثلاثَ مراتٍ إذا استيقَظَ, وليتعوَّذْ بالله مِن شرَّها, فإنها لن تَضرَّهُ إن شاءَ الله))
قال أبو سلمة إن كنتُ لأرى الرُّؤيا هي أثقلُ علي من الجبلِ, فلمَّا سمعتُ بهذا الحديثِ, فما كنتُ أُباليها.
59ـ وفي رواية:(3/15)
قال: إن كُنْتُ أَرى الرُّؤيا تُهِمُّني, حتى سمعْتُ أبا قتادة يقولَ: وأنَا كُنْتُ لأرى الرُّؤيا فُتمْرِضُني, حتى سمعتُ رسولَ - صلى الله عليه وسلم - يقولُ:
(( الرُّؤيا الصَّالحةُ مِن الله, فإذا رأَى أحدُكُم ما يحبُّ, فلا يُحدِّثْ به إلا مَن يُحِبُّ, وإنْ رأى ما يكَرهُ، فلا يحُدثْ به, ولْيتفُلْ عن يسارِهِ ثلاثاً, ولْيَتَعَوَّذْ بالله من الشَّيطانِ الرجيمِ مِن شَرِّ ما رأى فإنَّها لنْ تضرَّهُ ))
[مختصر البخاري 2634 /مختصر مسلم 1517,1516]
60ـ عن جابر - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:
(( إذا رأى أحدُكُم الرُّؤيا يَكْرهْها, فلْيبْصُقْ عن يَسارِهِ ثلاثاً, وليستعِذْ بالله مِن الشَّيطانِ ثلاثاً, ولْيَتَحوَّلْ عن جنبِه الذي كانَ عليهِ ))
[مختصر مسلم 1518] [صحيح الكلم الطيب 40]
61ـ عن أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعاً:
(( فإذا رأى أحدكم, رؤيا تعجبه فليقصها إن شاء, وإذا رأى شيئاً يكرهه فلا يقصه على أحد وليقم يصلي ))
[الصحيحة 1341]
62ـ عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( إذا رأى أحدكم الرؤيا تعجبه فليذكرها, وليفسرها, وإذا رأى أحدكم الرؤيا تسوءه, فلا يذكرها, ولا يفسرها ))
[الصحيحة 1340]
وخلاصة ذلك أن:
1ـ ينفث عن يساره ثلاثاً
2ـ يستعيذ بالله من الشيطان ومن شر ما رأى ثلاثاً
3ـ يتحول عن جنبه
4 ـ يقم يصلي
5ـ لا يفسرها
6ـ لا يحدث بها أحد
أذكار الاستيقاظ من النوم
63ـ عن حذيفة - رضي الله عنه - قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا استيقظَ من منامه قال:
(( الحمدُ لله الذي أَحْيانا بَعْد ما أَماتنا وإليه النُّشور ))
[الصحيحة 2754][مختصر البخاري 2425]
64ـ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( إذا استيقظَ أحدُكُم فليقُلْ: الحمدُ لله الذي ردَّ عليَّ رُوحي,
وعافاني في جَسَدي, وأذِنَ لي بذِكْرِهِ ))
[صحيح الكلم 37](3/16)
دخول الخلاء
65ـ عن علي - رضي الله عنه - مرفوعاً:
(( سَتْرُ مَا بَينَ الجِنِّ وعَوْرَاتِ بِنَي آدَم إذَا دَخَلَ الخَلاءَ أنْ يقُولَ: بِسْمِ الله ))
[الإرواء 50]
66ـ عن زيد بن أرقمَ - رضي الله عنه - عن رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - قالَ:
(( أنّ هذِهِ الحُشُوشُ مُحتضَرَةٌ, فإذَا أتى أحَدُكُمُ الَخلاءَ فليقُلْ: أعُوذُ بِالله مِنَ الخُبُثِ والخبَائثِ ))
[صحيح أبي داود 6]
67ـ عن أَنسٍ بن مالك - رضي الله عنه - قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أرادَ أنْ يَدْخُلَ الَخلاءَ قالَ:
(( اللهمَّ إني أعوذُ بكَ منَ الخُبثِ والخَبائِثِ ))
[مختصر البخاري 94]
قال الشيخ t:
وقد اتفقوا على أن المعنى كان إذا أراد دخول الخلاء. ثم اعلم أنه ليس في شيء من هذه الأحاديث أو غيرها الجهر .أهـ
[تمام المنة 58][الضعيفة 3/116]
ما يقول إذا خرج من الخلاء
68ـ عن عائشة x أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا خَرَجَ مِنَ الغَائِطِ, قال:
(( غُفْرَانَكَ ))
[صحيح أبي داود 30]
الدعاء إذا لبس ثوباً جديداً
69ـ عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا استجَدَّ ثوباً سماهُ بِاسمهِ, إما قميصاً, أو عمامةً, ثم يقولُ:
(( اللَّهمَّ لكَ الحمدُ, أنتَ كَسَوتنِيهِ أسألُكَ مِنْ خيرهِ, وخيرِ ما صُنِعَ لهُ, وأعوذُ بكَ من شرِّهِ, وشرِّ ما صُنِعَ لهُ ))
[صحيح أبي داود 4020]
70ـ وعن معاذ بن أنس - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
(( ومَنْ لَبِسَ ثوباً فقال : الحمدُ لله الذي كَساني هذا الثوب ورَزَقنيه مِنْ غيِر حولٍ منِّي ولا قُوّةٍ, غُفِرَ له ما تقدَّم
مِنْ ذنْبِه ))
[صحيح أبي داود 4023]
قال الشيخ t:
هنا زيادة (جديداً) ولا أصل لها وإنْ كان مراداً من حيث
المعني .أهـ
[صحيح الترغيب 2/461]
الدعاء لمن لبس ثوباً جديداً(3/17)
71ـ عن ابن عمر - رضي الله عنه - قال رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - على عمر ثوباً أبيض فقال:
(( أجديدٌ هذا أم غسيل؟)) فقال غسيل.(وفي رواية جديداً) فقال: (( الْبَسْ جَديداً, وعِشْ حَميداً, ومُتْ شهيداً, ويرزقُكَ اللهُ قرَّةَ عينٍ في الدُّنيا والآخِرةِ ))
[الصحيحة 352][صحيح الجامع 1234]
72ـ عن أمِّ خالدٍ بِنتِ سعيد بن العاصِx أن رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - أُتِيَ بِكسوةٍ فِيهَا خميِصةٌ صغيرةٌ فقالَ:
(( مَنْ ترونَ أحقَّ بهذهِ؟)) فسكَتََ القومُ فقالَ:(( ائتُوني بأمِّ خالدٍ )) فأُتِيَ بِهَا, فألْبَسَهَا إيَّاهَا, ثمَّ قالَ: (( أبْلِي وأَخْلِقِي )) مرَّتيِن.
[صحيح أبي داود 4024]
73ـ قال أبو نضرَةَ كانَ أصحَابُ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - إذا لَبِسَ أحَدُهُمْ ثَوباً
جَدِيداً قِيلَ لهُ : تُبْلِي ويُخْلِفُ اللهُ تَعَالَى.
[صحيح أبي داود 4020]
التسمية على الوضوء
74ـ عن أبي هريرةَ - رضي الله عنه - قالَ: قالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( لا صَلاةَ لِمَنْ لا وُضُوءَ لهُ, وَلا وُضُوءُ لِمَنْ لَمْ يَذْكُرِ اسْمَ الله عَليْهِ ))
[صحيح أبي داود 101]
قال الشيخ t:
وجوب التسمية هو ما يدل عليه ظاهره, ولا دليل يقتضي الخروج عن ظاهره إلى القول بأن الأمر للاستحباب فقط. فثبت الوجوب وهو مذهب الظاهرية, وإسحاق, وإحدى الروايتين عن أحمد, واختاره صديق خان, والشوكاني, وهو الحق إن شاء الله.أهـ [تمام المنة 89]
الذكر بعد الوضوء
75ـ عن عمر مرفوعاً - رضي الله عنه - :
(( مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَد يَتَوضَّأ فَيُسْبغُ الوُضُوءَ ثُمَّ يقُولُ: أَشْهَدُ أنَّهُ لا إلهَ إلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ, وأَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ ورَسُولَهُ, إلاَّ فُتِحَتْ لَهُ أبْوابُ الجَنَّةِ الثَّمَانِيةُ يَدْخُلُ مِنْ أيِّها شَاءَ ))
وزاد الترمذي:
(((3/18)
اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنَ التَّوابينَ وَاجْعَلْني مِنَ المتُطهَّرينَ))
[الإرواء 96]
76ـ عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( مِنَ توضأَ ثمَّ قالَ: سبحانَك اللهمَّ وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنتَ, أستغفرُكَ وأتوبُ إليكَ, كُتِبَ في رقٍّ, ثم طُبِعَ بطابِعٍ, فلم يُكسر إلى يوم القيامة))
[الصحيحة 2333ـ 2651]
الصلاة بعد الوضوء
77ـ عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لبلال:
(( يا بلال! حدثني بأرجى عملٍ عملِتَه في الإسلام, فإني سِمعتُ دَفَّ نعليكَ بينَ يديَّ في الجنةِ )) قال: ما عمِلتُ عملاً أرجى عندي من أني لم أتطهرْ طُهوراً في ساعةِ من ليلٍ أو نهارٍ إلا صليتُ بذلكَ الطهورِ ما كُتِبَ لي أنْ أُصَلي.
[مختصر البخاري 573] [صحيح الترغيب 226]
78ـ عن عقبة بن عامر - رضي الله عنه - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( مَا منْ أحدٍ يتوضَّأ فيحسنُ الوضوءَ, ويصلّي ركعتينِ يقبلُ بقلبهِ ووجهِهِ عليهما, إلا وجبتْ لهُ الجنَّة ))
[ صحيح أبي داود 906]
79 ـ وعن زيد بن خالد الجهني - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
(( مَنْ تَوضَّأ فأحسنَ وضوءهُ, ثمّ صلَّى ركعتينِ لا يسهُو فيهما, غُفرَ لهُ ما تقدمَ من ذنبه ))
[صحيح أبي داود 907]
ما يقول إذا خرج من المنزل
80ـ عن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :مِنَ قالَ إذا خَرَجََ مِن بيتِه :
(( بِسْمِ الله, توَكَّلْتُ على الله, لا حَوْلَ ولا قوَّةَ إلا بالله تعالى,
يُقالُ له: كُفِيتَ, ووُقِيتَ وهُدِيتَ, وتنحَّى عنه الشيطانُ, فيقولُ لشيطانٍ آخر: كيفَ لكَ برَجلٍ قَدْ هُدِيَ وكُفِيَ ووُقِيَ؟ ))
[صحيح الكلم 44]
81 ـ وقالت أم سلمةx ما خَرَجَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - من بيتي قَطُّ إلا قال:
(((3/19)
بسمِ اللهِ, توكلتُ على اللهِ, اللهمَّ إني أعوذ بك من أن أضِلَّ أو أُضلُّ, أو أَزِلَّ أو أُزَلُّ, أو أَظْلمَّ أو أُظْلمُّ, أو أَجْهلَّ أو يُجْهلُّ عليّ, أو أن أبغي أو يُبغى عليَّ ))
[هداية الرواة 2376/الصحيحة 3163][صحيح الكلم الطيب45]
و يصلي ركعتين إذا خرج لحديث:
82 ـ أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
(( إذا خرَجت من مَنْزلك فَصَلّ ركعتين يمنعانكَ من مخرجِ
السوءِ, وإذا دَخَلْتَ إلى منزلك فصَلّ ركعتين يمنعانكَ من مدخل السوء ))
[الصحيحة 1323]
الذكر عند دخول المنزل
83 ـ قال جابر - رضي الله عنه - سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول:
(( إذا دخل الرجلُ بَيتَهُ, فَذكَرَ اللهَ تعالى عند دخوله, وعند طعامه, قال الشّيطان: لا مبيتَ لكم, ولا عَشاءَ, وإذا دخل فلم يذكر الله تعالى عند دخوله, قال الشيطان: أدركتُم المبيِتَ, وإذا لم يذكر الله تعالى عند طعامه قال: أدركتُم المبيتَ والعَشاء ))
[مختصر مسلم 1297]
84 ـ عن أنس - رضي الله عنه - قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( يا بُنيَّ! إذا دَخَلْتَ على أَهلِكَ, فسلِّمْ, يكُنْ بَرَكَةً عليكَ, وعلى أهلِ بيتِكَ ))
[صحيح الكلم 47] [تراجع العلامة/ ][هداية 4575]
85 ـ عن أبي أمامة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
(( ثلاثةٌ كلُّهمْ ضامنٌ على الله إن عاش رُزقِ وكُفِيَ, وإن ماتَ أدخلَهُ اللهُ الجنّة, من دخل بيتَه فَسَلَّمَ, فهو ضامنٌ على الله....))
[صحيح الترغيب 319][صحيح الجامع 3053]
و يصلي ركعتين إذا دخل لحديث:
86 ـ أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
(( إذا خرَجت من مَنْزلك فَصَلّ ركعتين يمنعانكَ من مخرجِ السوءِ, وإذا دَخَلْتَ إلى منزلك فصَلّ ركعتين يمنعانكَ من مدخل السوء ))
[الصحيحة 1323]
دعاء الخروج إلى المسجد(3/20)
87 ـ عن ابن عباس - رضي الله عنه - قال: فأتاه بلالاً فآذنه بالصلاة فقام ولم
يتوضأ وكان في دعائه :
(( اللهُمَّ اجعل في قلبي نوراً, وفي بصري نوراً, وفي سمعي نوراً, وعن يميني نوراً, وعن يساري نوراً, وفوقي نوراً, وتحتي نوراً,
وأمامي نوراً, وخلفي نوراً, وعظِّمْ لي نوراً ))
[مختصر البخاري 92][مختصر مسلم379]
الدعاء عند دخول المسجد
88 ـ عبد لله بن عمرو - رضي الله عنهم - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنّهُ كانَ إذَا دَخَلَ المسجد, قالَ:
((أعُوذُ باللهِ العَظِيمِ وبِوجْهِهِ الكَرِيمِ, وسُلطَانِهِ القَدِيمِ, مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ )) قالَ: (( فإذَا قَالَ ذَلِكَ, قالَ الشَّيْطَانُ: حُفِظَ مِنَّي سَائِرَ اليوْمِ ))
[صحيح أبي داود485]
89 ـ عن فاطمة بنْتِ رسولِ اللهx قالت: كانَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - إذا دخلَ المسجدَ يقولُ:
(( بسمِ اللهِ والصلاة والسَّلام على رسولِ اللهِ اللَّهمَّ... افتح لي أبوابَ رحمتِكَ))
[صحيح ابن ماجه 632][تمام المنة290][تراجع العلامة 510]
90 ـ عن فاطمة بنت الحسين عن فاطمة بنت النبي - صلى الله عليه وسلم - قالت: قال
لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا دخلتِ فقولي:
(( بسم الله, والسلام على رسول الله, اللَّهُمَّ صلّ على محمد, وعلى آل محمد, وسهل لنا أبواب رحمتك. فإذا فرغت فقولي: مثل ذلك, غير أن قولي: وسهل لنا أبواب فضلك ))
[فضل الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - 72]
قال الشيخ t:
ويقول كما كان عليه الصلاة والسلام يقول:
(( بِسمِ اللهِ, اللَّهُمَّ صلِّ على محمدٍ وسلِّم, اللَّهُمَّ افتح لي أبوابَ رحمتكِ )) وهذا الدعاء واجب لأمره - صلى الله عليه وسلم - به في قوله:
(((3/21)
إذا دخل أحدكم المسجد فليسلِّم على النبي - صلى الله عليه وسلم - وليقل: (( اللهم افتح لي أبواب رحمتك, وإذا خرج فليسلِّم على النبي - صلى الله عليه وسلم - , وليقل: اللهم أجرني من الشيطان الرجيم ))
[الثمر المستطاب 604، 610]
الدعاء عند الخروج من
المسجد
91 ـ عن فاطمة بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا خرج من المسجد قال:
(( بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله, اللهم..افتح لي أبواب فضلك ))
[صحيح ابن ماجه 632][تمام المنة290][ تراجع العلامة 510]
92 ـ عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
(( إذا خرج [أحدكم من المسجد] فليُسلم على النبي - صلى الله عليه وسلم - وليقل اللهم اعصمني من الشيطان الرجيم ))
[صحيح ابن ماجه 780]
93 ـ عن أبي حميد أو أبي أسيد الأنصاري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( إذا خرج [أحدكم من المسجد]فليسلم على النبي - صلى الله عليه وسلم - وليقل: اللهم إني أسألك من فضلك ))
[صحيح أبي داود 484]
94 ـ عن فاطمة بنت الحسين عن فاطمة بنت النبي - صلى الله عليه وسلم - قالت:
قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا دخلتِ فقولي:
(( بسم الله, والسلام على رسول الله, اللَّهُمَّ صلّ على محمد,
وعلى آل محمد,... وسهل لنا أبواب فضلك))
[فضل الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - 72]
قال الشيخ t:
أن يبدأ الخروج [من المسجد] بالرجل اليسرى, عكس الدخول فإنه من السنة. وأن يقول عند ذلك:
(( بسم الله اللهم صلِّ على محمد وسلم, اللهم إني أسألك من فضلك )) وكان يقول:
(( اللهم اعصمني[وفي لفظ: أجرني, وفي آخر أعذني] من الشيطان الرجيم )) وهذا كله واجب قوله, للأمر به كما مضى.أهـ [الثمر المستطاب 628]
فضل الأذان
95ـ عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(((3/22)
لو يعلم الناسُ ما في النداءِ والصفِّ الأولِ, ثم لم يجدوا إلا أن يَسْتَهِموا عليه, لا ستهموا, ولو يعلمون ما في التَّهجيرِ, لا ستبقوا إليه, ولو يعلمون ما في العَتَمةِ والصبحِ, لأتوهما ولو حبواً))
[صحيح الترغيب 231]
96ـ وعنه - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
(( المؤذنُ يُغْفَر له مدى صوته, ويشهد له كلُّ رطبٍ ويابسٍ, وله(3/23)
مثل أجر من صلى معه ))
[صحيح الترغيب 234]
97ـ وعن معاوية - رضي الله عنه - قال سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:
(( المؤذنون أطولُ الناس أعناقاً يوم القيامة ))
[صحيح الترغيب 242]
98ـ وعن ابن عمر - رضي الله عنهم - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
(( من أذن اثنتي عشرةَ سنة, وجبتْ له الجنةُ, وكُتبَ له بتأذينه في كل يوم ستون حسنة, وبكل إقامة ثلاثون حسنة))
[صحيح الترغيب 248]
صفة الأذان
قال الشيخ t ـ
وقد جاء في صفته ثلاثة أنواع:
99ـ الأول ألفاظه تسع عشرة كلمة:
(( الله أكبر الله أكبر, الله أكبر الله أكبر (أربع مرات), أشهد أن لا إله إلا الله, أشهد أن لا إله إلا الله, أشهد أن محمداً رسول الله أشهد أن محمداً رسول الله (يخفض بهما صوته مرتين مرتين. ثم يرفع صوته فيعود ويقول ـ وهو الترجيع ـ) أشهد أن لا إله إلا الله, أشهد أن لا إله إلا الله, أشهد أن محمداً رسول الله, أشهد أن محمداً رسول الله, حي على الصلاة , حي على الصلاة, حي على
الفلاح, حي على الفلاح, الله أكبر الله أكبر ,لا إله إلا الله ))
وهو حديث أبي محذورة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - علمه الأذان تسع عشرة
كلمة والإقامة سبع كلمات.
[صحيح أبي داود 82]
100ـ والنوع الثاني ألفاظه سبع عشرة :
وهو مثل الأول إلا أن التكبير في أوله مرتين لا أربعاً :
(( الله أكبر الله أكبر(مرتين), أشهد أن لا إله إلا الله, أشهد أن لا إله إلا الله, أشهد أن محمداً رسول الله, أشهد أن محمداً رسول الله (يخفض بهما صوته مرتين مرتين. ثم يرفع صوته فيعود ويقول ـ وهو الترجيع ـ) أشهد أن لا إله إلا الله, أشهد أن لا إله إلا الله, أشهد أن محمداً رسول الله أشهد أن محمداً رسول الله, حي على
الصلاة , حي على الصلاة, حي على الفلاح, حي على الفلاح, الله أكبر الله أكبر ,لا إله إلا الله ))
101ـ النوع الثالث ألفاظه خمس عشرة :(4/1)
وهو مثل الأول إلا أنه لا ترجيع فيه على حديث عبد الله بن زيد بن عبد ربه - رضي الله عنه - .
(( الله أكبر الله أكبر, الله أكبر الله أكبر (أربع مرات),أشهد أن لا إله إلا الله, أشهد أن لا إلا إله الله, أشهد أن محمداً رسول الله, أشهد أن محمداً رسول الله, حي على الصلاة, حي على الصلاة,
حي على الفلاح, حي على الفلاح, الله أكبر الله أكبر ,لا إله إلا الله.أهـ
[الثمر المستطاب 129,127,119]
الزيادة على الأذان
قال الشيخ t:
ولا يشرع الزيادة على الأذان إلا في موضعين منه:
في الأذان الأول في الصبح خاصة فيقول بعد قوله: حي على الفلاح, الصلاة خير من النوم, الصلاة خير من النوم, مرتين
102ـ عن أبي محذورة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - علمه في الأذان من الصبح:
(( الصلاة خير من النوم, الصلاة خير من النوم )).
[صحيح الجامع 420]
الموضع الثاني: إذا كان برد شديد أو مطر, فإنه يزيد بعد قوله: حي على الفلاح, أو بعد الفراغ من الأذان: صلُّوا في الرحال. أو يقول: ومن قعد فلا حرج عليه.
103ـ عن ابن عباس - رضي الله عنه - قال لمؤذنه في يوم مطير:
إذا قلت أشهد أن محمداً رسول الله, فلا تقل حي على الصلاة, قل: صلوا في بيوتكم فكان الناس استنكروا ذلك, فقال: قد فعل ذا من خير مني.أهـ
[الثمر المستطاب 134]
104ـ عن نعيم بن النحام - رضي الله عنه - ـ من بني عدي بن كعب ـ قال: نُودي بالصبح في يوم بارد وأنا في مُرط امرأتي, فقلت: ليت المنادي ينادي: ومن قعد فلا حرج, فنادي منادي النبي - صلى الله عليه وسلم - : ومن قعد فلا حرج. يقوله المؤذن في آخر أذانه في اليوم البارد .
قال t :
في الحديث سنة هامة مهجورة من كافة المؤذنين ـ مع الأسف ـ وهي من الأمثلة التي بها يتضح معنى قوله تبارك وتعالى { وما جعل عليكم من الدين من حرج } ألا وهي قوله عقب الأذان:
((4/2)
ومن قعد فلا حرج) فهو تخصيص لعموم قوله في الأذان: (حي على الصلاة) المقتضي لوجوب إجابته عملياً بالذهاب إلى المسجد والصلاة مع جماعة المسلمين إلا في البرد الشديد ونحوه من الأعذار.
وفي ذلك أحاديث منها حديث ابن عمر (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يأمر مؤذناً يؤذن, ثم يقول على أثره: (( ألا صلوا في الرحال )) في الليلة الباردة أو المطيرة في السفر) متفق عليه ولم يذكر بعضهم في السفر.
واعلم أن في السنة رخصة أخرى, وهي الجمع بين الصلاتين للمطر جمع تقديم, وقد عمل بها السلف, وهذه الرخصة كالمتممة لما قبلها, فتلك والناس في بيوتهم, وهذه وهم في المسجد والأمطار
تهطل, فالرخصة الأولى أسقطت عنهم فرضية الصلاة في المسجد, والرخصة الأخرى أسقطت عنهم فرضية أداء الصلاة الأخرى في وقتها, بجمعهم إياها مع الأولى في المسجد وصدق الله القائل
{ ومن أحسن من الله حكماً لقوم يوقنون } .أهـ
[الصحيحة 6/ 205, 206]
قال t:
قد اختلف العلماء في حكم الأذان. والصواب أنه فرض كالإقامة, لأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بهما في غير ما حديث, كحديث المسيء صلاته, ولذلك فلا تجوز الزيادة فيه, كما لا تجوز الزيادة في أوله أو في آخره, فإنها بدعة, وقد سبق أن كل بدعة ضلالة, وكل ضلالة في النار.أهـ
[ضعيف الترغيب 1/94]
قال t :
هناك طائفة من المنتمين إلى السنة تؤذن كل تكبيرة على حدة:
( الله أكبر),( الله أكبر) عملاً بهذا الحديث زعموا, والتأذين على هذه الصفة مما لا أعلم له أصلاً في السنة, بل ظاهر الحديث الصحيح خلافه, فقد روى مسلم في [صحيحه 2/4] من حديث عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - مرفوعاً:
(( إذا قال المؤذن: الله أكبر الله أكبر, فقال أحدكم: الله أكبر الله(4/3)
أكبر, ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله, قال: أشهد أن لا إله إلا الله .. الحديث ففيه إشارة ظاهرة إلى أن المؤذن يجمع بين كل تكبيرتين, وأن السامع يجيبه كذلك. وفي (شرح صحيح مسلم للنووي) ما يؤيد هذا, فليراجعه من شاء.ومما يؤيد ذلك ما ورد في بعض الأحاديث أن الأذان شفعاً شفعاً أهـ
[الضعيفة 1/172]
قال الشيخ t :
البدعة الفاشية التي رأيناها في حلب وإدلب وغيرها من بلاد الشمال, وهي الصلاة والسلام على النبي - صلى الله عليه وسلم - وآل و سلم جهراً قبيل الإقامة. وهي كالبدعة الأخرى وهي الجهر بها عقب الأذان كما بينه العلماء المحققون.
وأن العلماء إذا أنكروا مثل هذه البدعة فلا يتبادرنّ إلى ذهن أحد أنهم ينكرون أصل مشروعية الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - ! بل إنما ينكرون وضعها في مكان لم يضعها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيه, أو أن تقترن بصفات وهيئات لم يشرعها الله على لسان نبيه,
كما صح عن ابن عمر - رضي الله عنه - أن رجلاً عطس فقال: الحمد لله والصلاة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . فقال ابن عمر: وأنا أقول: الحمد لله, والصلاة والسلام على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . ولكن ما هكذا علمنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ! قل الحمد لله رب العالمين أو قال: على كل حال.
فانظر كيف أنكر ابن عمر - رضي الله عنه - وضع الصلاة بجانب الحمد بحجة أنه - صلى الله عليه وسلم - لم يضع ذلك, مع تصريحه بأنه يصلي على النبي - صلى الله عليه وسلم - دفعاً لما عسى أن يرد على خاطر أحد أنه أنكر الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - جملة! كما يتوهم بعض الجهلة حينما يرون أنصار السنة ينكرون هذه البدعة وأمثالها, فيرمونهم بأنهم ينكرون الصلاة عليه صلى الله تعالى عليه وآله وسلم هداهم الله تعالى إلى اتباع السنة.أهـ
[الضعيفة 2/294]
قال t :(4/4)
وابتداع الأذان الموحد في عمان الأردن ... ولست أدري ـ والله ـ كيف تجرأ على إحداث هذه البدعة من أحدثها بعد هذه القرون الطويلة, ومع استمرار سائر عواصم البلاد الإسلامية على المحافظة على الأذان في كل مسجد وإعلانه بواسطة مكبر الصوت!!.أهـ [الضعيفة 12/322]
الذكر عند سماع المؤذن
105 ـ قال أبي سعيد - رضي الله عنه - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( إذا سَمِعْتُمُ النَّداءَ فقولوا مثلَ ما يقولُ المؤذنُ ))
[صحيح الكلم 54]
106 ـ عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( إذا قال المؤذِّنُ: الله أكبرُ, الله أكبرُ, فقال أحدُكم: الله أكبرُ
الله أكبرُ, ثمَّ قال: أشهدُ أنْ لا إلهَ إلا الله, قال: أشهدُ أنْ لا إلهَ إلا الله, ثمَّ قال: أشهدُ أنَّ محمداً رسولُ الله, قال: أَشهدُ أنَّ محمداً رسولُ الله, ثمَّ قال: حيّ على الصَّلاةِ قال: لا حولَ ولا قُوَّةَ إلا بالله, ثمَّ قالَ: حَيّ على الفلاحِ, قالَ: لا حولَ ولا قُوَّةَ إلا بالله, ثمَّ قالَ: الله أكبرُ, الله أكبرُ, قالَ: الله أكبرُ, الله أكبرُ, ثمَّ قالَ: لا إلهَ إلا الله, قالَ: لا إلهَ إلا الله من قلبِه, دَخَلَ الجنَّةَ ))
[صحيح الكلم 56]
107ـ عن سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
(( مَن قالَ حينَ يسمعُ المؤذّن [يتشهد] وأنا أشهدُ أنّ لا إلهَ إلا الله وحدَهُ لا شريكَ له, وأنّ محمداً عبدُهُ ورسولهُ, رضيتُ بالله ربّاً وبمحمد رسولاً, وبالإسلامِ ديناً, غُفِرَ لَهُ ))
[صحيح أبي داود 537 ط غراس]
قال الشيخ t:
وهذه الزيادة التي تُعَيّن متى يقال هذا الدعاء, وهو حين يتشهد المؤذن, وهي زيادة عزيزة قلما توجد في كتاب فتشبث بها. وأنه قبل الفراغ من الأذان .أهـ
[الثمر المستطاب 183و184]
وقال t:
ويجوز له أن يقتصر أحياناً على قوله (( أنا و أنا )) بدل قول(4/5)
المؤذن: (أشهد أن لا إله إلا الله , أشهد أن محمداً رسول الله ) كذلك كان يفعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
108ـ هو حديث عائشة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا سمع المؤذن يتشهد قال:
(( وأنا, أنا ))
[الثمر المستطاب 184]
قال الشيخ t:
إذا فرغ من الإجابة أن يصلي على النبي - صلى الله عليه وسلم - فإنه من صلى عليه صلاة صلى الله عليه بها عشراً:
109ـ لحديث عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهم - أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول:
(( إذا سمعتُمُ المؤذّن فقولوا مِثْلَ ما يقولُ, ثمّ صلُّوا عليَّ, فإنَّه مَن صلَّى عليَّ صلاةً, صلَّى الله عليهِ بها عَشْراً, ثمّ سَلوا ليَ الوَسيلَةَ, فإنَّها مَنزِلةٌ في الجنّةِ لا تَنبَغي إلا لعبدٍ مِن عبادِ الله, وأَرْجو أن أكونَ أنا هو, فمنْ سألَ لي الوَسيلةَ, حلَّت له الشَّفاعةُ))
[صحيح الكلم 55][الثمر المستطاب 183]
قال الشيخ t:
وهذا الحديث ثلاث سنن تهاون بها أكثر الناس: إجابة المؤذن والصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد الفراغ من الإجابة, ثم سؤال الوسيلة له - صلى الله عليه وسلم - . ومن العجيب أن ترى بعض هؤلاء المتهاونين بهذه
السنن أشد الناس تعصباً وتمسكاً ببدعة جهر المؤذن بالصلاة عليه - صلى الله عليه وسلم - عقب الأذان. مع كونه بدعة اتفاقاً فإن كانوا يفعلون ذلك حباً بالنبي - صلى الله عليه وسلم - فهلا اتبعوه في هذه السنة, وتركوا تلك البدعة.أهـ
[فضل الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - 50,49 ]
وصيغ الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - الثابتة عنه - صلى الله عليه وسلم - أحصرها وأجمعها وهي
110 ـ (( اللهم صلّ على محمد على وآل محمد, وبارك على محمد وعلى آل محمد, كما صليت وباركت على إبراهيم وآل إبراهيم, إنك حميد مجيد ))
[أخرجه الطحاوي وغيره وسنده صحيح ](4/6)
ثم ينبغي أنه يصلي على النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد الأذان بالوارد عنه - صلى الله عليه وسلم - مما علمه أمته. وأن كان يكفي ذلك مطلق الصلاة عليه - صلى الله عليه وسلم - فإنما الكلام في الأفضل الذي غفل عنه أكثر الناس في هذا المقام.
ثم يسأل له - صلى الله عليه وسلم - بعد الصلاة عليه الوسيلة, فإنها منزله في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله, قال - صلى الله عليه وسلم - : (( وأرجو أن أكون أنا هو, فمن سأل لي الوسيلة حلّت له الشفاعة )).أهـ
[الثمر المستطاب185, 186]
111ـ لحديث جابر - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
(( مَن قالَ حينَ يَسمعُ النداءَ: اللهمَّ رَبَّ هذه الدعوةِ التامَّةِ, والصلاةِ القائمةِ آتِ محمّداً الوسيلةَ, والفضيلةَ وابعثْه مقاماً محموداً
الذي وعدتَه, حلَّت له شفاعتي يومَ القيامة ))
[ مختصر البخاري326]
قال الشيخ t أو يقول أيضاً :
112 ـ عن ابن مسعود - رضي الله عنه - مرفوعاً:
(( ما من مسلم يقول إذا سمع النداء, فيكبر المؤذن فيكبر ثم يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله, فيشهد على ذلك, ثم يقول: اللهم أعط محمداً الوسيلة والفضيلة واجعل في الأعلين درجته, وفي المصطفين محبته, وفي المقربين ذكره, إلا وجبت له الشفاعة مني يوم القيامة ))
[الثمر المستطاب 192]
قال t:
قد اشتهر على الألسنة زيادة (الدرجة الرفيعة) في هذا الدعاء, وهي زيادة لا أصل لها في شيء من الأصول المفيدة .أهـ
[الثمر 191]
الدعاء بين الأذان والإقامة
قال الشيخ t:
ثم يسأل بعد ذلك ما شاء من أمور الدنيا والآخرة فإنه يعطاه 113ـ قال رجل يا رسول الله ! إن المؤذنين يفضلوننا فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( قل: كما يقولون فإذا انتهيت فسل تعط ))
[الثمر 195]
114ـ وعن سهل بن سعد - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(((4/7)
ساعتان تُفتَح فيهما أبوابُ السماء, وقلّما تُرَدَّ على داعٍ دعوتُه عند حضور النَّداءِ, والصفِّ في سبيل الله ))
[صحيح الترغيب 266]
115ـ أن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( الدَّعَاءُ لا يُردُّ بينَ الأذانِ والإقَامِة ))
[صحيح الترمذي 212]
116ـ عنه - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( الدُّعاءُ بينَ الأذنِ و الإقَامِة مُستَجابٌ, فادعوا ))
[صحيح الموارد 255]
صفة الإقامة
قال الشيخ t:
وهي فرض كفاية كالأذان إذا كانوا جماعة في الحضر والسفر
117ـ لقوله - صلى الله عليه وسلم - (( إذا أنتما خرجتما فأذِّنا ثم أقيما ثم ليؤمكما أكبركما)) وزاد أبي داود: وكنا يومئذ متقاربين في العلم.
[صحيح البخاري2/88ـ89و112][صحيح أبي داود589]
وفيه دليل على فرضية الإقامة كالأذان فرضاً كفائياً إذا قام
به أحدهما سقط عن الآخر, وليس المراد من الحديث ظاهره, وهو
أن يؤذن كل منهما ويقيم, كما بينه الحافظ في (الفتح)
بل المراد: من أحبّ منكما أن يؤذن فليؤذن, ومن أحبّ أن يقيم فليقم, وذلك لاستوائهما في الفضل, ولا يعتبر في الأذان السن, بخلاف الإمامة, ويدلّ على هذا المعنى قوله في رواية للحديث:
(( فليؤذن لكم أحدكم )) .أهـ
[الثمر المستطاب 200 /201]
صفة الإقامة:
وقد جاء في صفتها نوعان:
118ـ الأول سبع عشرة كلمة:
(( الله أكبر الله أكبر, الله أكبر الله أكبر, أشهد أن لا إله إلا الله, أشهد أن لا إله إلا الله, أشهد أن محمداً رسول الله, أشهد أن محمداً رسول الله, حي على الصلاة حي على الصلاة, حي على الفلاح حي على الفلاح, قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة, الله أكبر الله أكبر, لا إله إلا الله )).
119ـ النوع الثاني إحدى عشرة كلمة:
(( الله أكبر الله أكبر ,أشهد أن لا إله إلا الله, أشهد أن محمداً رسول الله, حي على الصلاة, حي على الفلاح, قد قامت الصلاة(4/8)
قد قامت الصلاة, الله أكبر الله أكبر, لا إله إلا الله )).
[الثمر المستطاب 210,206]
القول عند سماع الإقامة
قال الشيخ t:
وعلى من يسمع الإقامة مثل ما على من سمع الأذان من الإجابة, والصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - وطلب الوسيلة له, وذلك لعموم 120ـ قوله - صلى الله عليه وسلم - :(( إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثلما يقول...)) ولأن الإقامةَ أذانٌ لغة, وكذلك شرعاً
121ـ لقوله - صلى الله عليه وسلم - (( بين كل أذانين صلاة )) يعني أذاناً وإقامة.أهـ
[الثمر المستطاب214]
وقال t :
والمستحب أن يقول كما يقول المقيم: (( قد قامت الصلاة )) لعموم قوله - صلى الله عليه وسلم - :(( إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثلما يقول..)) وتخصيصه بحديث أن بلالاً - رضي الله عنه - أخذ في الإقامة فلما قال: قد قامت الصلاة, قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : (( أقامها الله وأدامها )) لا يجوز لأنه حديث واهٍ, وقد ضعفه النووي والعسقلاني وغيرهم.أهـ
[ تمام المنة 149][المشكاة 1/212]
خطبة الإمام بين يدي المصلين
122ـ عن أنس - رضي الله عنه - قال أقيمت الصلاة فأقبل علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
بوجهه فقال:
(( أقيموا صفوفكم وتراصوا فإني أراكم من وراء ظهري )) فكان أحدنا يُلزِقُ منكِبَهُ بمنكبِ صاحبِه, قَدَمَه بقَدَمِه.
[مختصر البخاري 378]
123ـ وعن ابن عمر - رضي الله عنهم - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
(( أقيموا الصفوفَ, وحاذُوا بين المناكبِ, وسدُّوا الخللَ, ولِينوا بأيدي إخوانكم, ولا تَذَرُوا فُرُجاتٍ للشيطان, ومَن وصل صفاً وصله الله, ومن قطع صفاً قطعه الله ))
[صحيح الترغيب 495]
قال الشيخ t :
لقد اعتاد بعض الأئمة أن يأمروا المصلين عند اصطفافهم للصلاة ببعض ما جاء في الحديث لقوله:(صلوا صلاة مودع) فأرى أنه لا بأس في ذلك أحياناً, وأما اتخاذه عادة فمحدثة وبدعة.أهـ [الصحيحة 6/ 821]
التكبير للصلاة
قال الشيخ t:(4/9)
124ـ ثم كان - صلى الله عليه وسلم - يستفتح الصلاة بقوله: (( الله أكبر ))
وأمر بذلك [المسيء صلاته] وقال له:(( إنه لا تتم صلاة لأحد من الناس حتى يتوضأ, فيضع الوضوء مواضعه, ثم يقول:الله
أكبر ))
125ـ وكان يقول:
(( مفتاح الصلاة الطهور, وتحريمها التكبير, وتحليلها التسليم ))
126ـ و (( كان يرفع صوته بالتكبير حتى يُسمِعَ من خلفه ))
127ـ و (( كان إذا مرض, رفع أبو بكر صوته يبلّغ الناسَ تكبيره - صلى الله عليه وسلم - ))
128ـ وكان يقول: (( إذا قال الإمام: الله أكبر, فقولوا: الله أكبر ))
قال الشيخ t:
وفي الحديث إشارة إلى أنه لم يكن يستفتحها بنحو قولهم:
[ نويت أن أصلي] الخ, بل هذا من البدع اتفاقاً، وإنما اختلفوا في أنها حسنة أو سيئة, ونحن نقول:إن كل بدعة في العبادة ضلالة, لعموم قوله - صلى الله عليه وسلم - (( وكل بدعة ضلالة, وكل ضلالة في النار )) .أهـ
[صفة الصلاة 86]
استفتاح الصلاة
129ـ كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا استفتح الصلاة سكت هُنَيَّهة قبل أن يقرأ, فقال أبو هريرة - رضي الله عنه - : يا رسول الله بأبي وأمي أرأيت سكوتك بين التكبير والقراءة ما تقول؟ قال أقول:
(( اللَّهُمَّ باعِدْ بَينِي وبينَ خَطايَايَ كَماَ باعَدْتَ بيْن المشرِق والمغرِبِ, اللهمَّ نَقِّني مِنْ خَطايَاي كَماَ يُنَقَّى الثَّوبُ الأبيضُ مِنَ
الدَّنَسِ, اللهمَّ اغْسلْنِي مِنْ خطايَايَ بالثَّلجِ والماءِ والبردِ))
قال الشيخ t:
وكان يقوله في الفرض.أهـ
[ صفة الصلاة 91]
130ـ وعن جُبَيرْ بنِ مُطْعِم - رضي الله عنه - أنّه رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُصلِّي صلاةً قال:
(( الله أكبرُ كبيراً, والحمدُ الله كَثيراً, وسُبحانَ الله بُكْرَةً وأصيلاً, (ثلاثاً), أعوذُ بالله مِن الشَّيطانِ الرَّجيمِ, مِن نَفْخِهِ ونَفْثِهِ وهَمْزِهِ))
[صحيح الكلم 62](4/10)
131ـ وعن عائشة وأبي سعيد - رضي الله عنهم - وغيرهما أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا
افتتحَ الصَّلاةَ قالَ:
(( سُبحانَكَ اللَّهمَّ وبحمدِكَ, وتبارَكَ اسمُكَ, وتعالى جَدُّكَ, ولا إلهَ غيرُكَ ))
ويزيد في صلاة الليل:((لا إلهَ إلا الله ,( ثلاثاً) الله أكبُر كبيراً, (ثلاثاً) ))
[صفة الصلاة 93]
132ـ (( الحمدُ لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه )) استفتح به رجل آخر فقال - صلى الله عليه وسلم - :
(( لقد رأيت اثني عشر ملكاً يبتدرونها أيهم يرفعها ))
[صفة الصلاة 94]
133ـ كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا قام إلى الصلاة قال:
(( وجَّهتُ وجهيَ للذي فَطَرَ السَّماواتِ والأرضَ حَنيفاً وما أنا مِنَ المشركينَ, إنَّ صّلاتي ونُسكي ومحيَايَ ومماتي للهِ رَبّ العَالميَنَ, لا شَريكَ لهُ, وبذلِكَ أُمِرْتُ, [وأنا أول المسلمينَ] (1). اللَّهُمَّ أنتَ الملِكُ, لا إلهَ إلا أنت, سبحانك وبحمدك أنت ربي وأنا عبدُك, ظلمتُ نَفَسي, واعترفتَ بذنْبي, فاغفِرْ لي ذُنوبي جميعاً, إنه
لا يَغفرُ الذُّنوبَ إلا أنتَ, واهْدِني لأحسَنِ الأخلاقِ, لا يَهدي لأحسَنِها إلا أنت, واصْرِفْ عني سيئَها لا يصرفُ عنّي سَئّيَها إلا أنتَ, لبيَّك وسَعدَيْكَ والخيرُ كلُّه في يديك, والشَّرُّ ليس إليك, والمهدي مَن هديت أنا بكَ و إليك لا مَنجَا ولا مُلتجأ منك إلا إليكَ, تباركتَ وتعاليتَ أستغفِرُكَ وأتوبُ إليك))
قال الشيخ t: كان يقوله في الفرض والنفل.أهـ
[صفة الصلاة ص 92]
وقال t :
هكذا في أكثر الروايات وفي بعضها:(( وأنا من المسلمين )) والظاهر أنه من تصرف بعض الرواة, وقد جاء ما يدل على ذلك, فعلى المصلي أن يقول: (( وأنا أول المسلمين )) ولا حرج عليه في(4/11)
ذلك, خلافاً لما يزعم البعض, توهماً منه أن المعنى: [أني أول شخص أتصف بذلك بعد أن كان الناس بمعزل عنه] وليس كذلك بل معناه: بيان المسارعة في الامتثال لما أمر به, ونظيره { قلْ إنْ كان للرحمن ولدٌ فأنا أوّلُ العابدين } وقال موسى - عليه السلام - { وأنا أولُ المؤمنين } .أهـ
[صفة الصلاة 92]
134ـ كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يفتَتحَ صَلاتَه,ُ إذا قام من الليل:
((اللَّهُمَّ ربَّ جِبرِيلَ وميكَائِيلَ وإسرافِيلفَاطِرَ السَّماوَاتِ والأرضِ, عَالِمَ الغَيبِ والشَّهادَةِ أنتَ تحكُمُ بينَ عبادِكَ فيمَا كانُوا فيهِ يختَلِفُونَ, اهْدِنِي لما اختُلِفَ فِيهِ مِنَ الحقِّ بِإِذْنِكَ, إنَّكَ تَهدِي مَنْ تَشَاءُ إلى صِرَاطٍ مُستقِيمٍ ))
[صفة الصلاة 95] [صحيح الترمذي 3420]
135ـ كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول إذا قامَ إلى الصلاةِ من جوفِ الليل:
(( اللَّهُمَّ لكَ الحمْدُ, أنتَ نورُ السَّماواتِ والأرضِ ومَن فيهنَّ, ولكَ الحمْدُ, أنتَ قيَّامُ السَّماواتِ والأرضِ, ومَن فيهِنَّ, ولكَ الحمدُ, أنتَ ربُّ السَّماواتِ والأرضِ, ومَن فيهنَّ, ولكَ الحمدُ, أنتَ الحقُّ, ووعْدُكَ الحقُّ, وقولُكَ الحقَّ, ولقاؤكَ حقُّ, والجنَّةُ حقُّ, والنّارُ حقُّ, والنبيونَ حق,ُّ ومحمَّد حقُّ, والساعَة حقُّ,
اللهمَّ لَكَ أسلَمْتَ, وبكَ آمَنْتُ, وعليكَ توكَّلْتُ, وإليكَ أنَبْتُ, وبكَ خاصَمْتُ, وإليكَ حاكَمْتُ, فاغفِرْ لي ما قدَّمْتُ وما أخَّرْتُ, وما أسرَرْتُ وما أعلنت,ُ أنْتَ إلهي, لا إلهَ إلا أنتَ ))
[صحيح الكلم 67]
136ـ كان - صلى الله عليه وسلم - يكبرُ عشراً, ويحمدُ عشراً, ويسبحُ عشراً, ويهللُ عشراً, ويستغفرُ عشراً, ويقول: (( اللهمَّ اغفِرْ لي واهدنِي وارزُقني وعافني )) عشراً ويقول:(( اللَّهُمَّ إني أعوذُ بكَ مِن الضيقِ يومَ الحساب)) عشراً.
[صفة الصلاة 95](4/12)
137ـ عن شَرِيقٍ الهوزَنِي قال: دخلْتُ على عائِشَةَ رضي الله عنها فسألْتُها بمَ كانَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يفتتحُ إذا هَبَّ مِنَ اللَّيلِ؟ فقالَتْ: لقَدْ سَألْتَني عن شَيءٍ ما سَألَني عنهُ أحَدٌ قبْلَكَ!كانَ إذا هَبَّ منَ اللَّيلِ, كَبًَّرَ عشراً, وحَمَدَ عَشْراً, وقالَ:(( سُبْحَانَ الله وبِحَمْدِهِ )) عَشْراً,
وقالَ:
(( سُبحَانَ الملِكِ القُدُّسِ )) عَشْراً, واستغفَرَ عَشْراً, وهلَّلَ عَشراً ثمَّ قالَ:
(( اللَّهُمَّ إنَّي أعُوذُ بِكَ مِنْ ضيقِ الدُّنيا, وضيقِ يَومِ القيامةِ )) عَشْراً ثمَّ يفتتح الصلاة
[صحيح أبي داود 5085]
138ـ((اللهُ أكبرُ [ثلاثا] ذو الملكوتِ والجبروتِ والكبرياءِ والعظمة))
[صفة الصلاة 95]
الاستعاذة قبل القراءة
قال الشيخ t:
ثم كان - صلى الله عليه وسلم - يستعيذ بالله تعالى فيقول:
139ـ (( أعوذ بالله من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه ))
وكان أحياناً يزيد فيها فيقول:
140 ـ(( أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه ))
[صفة الصلاة 95و96]
أو يقول:
141ـ (( أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم ))
[الإرواء 2/35]
142ـ ثم يقرأ: (( بسم الله الرحمن الرحيم )) ولا يجهر بها.أهـ
[صفة الصلاة 96]
ركنية { الفاتحة } وفضائلها
قال الشيخ t:
143ـ وكان يعظم من شأن هذه السورة فكان يقول:
(( لا صلاة لمن لا يقرأ فيها بفاتحة الكتاب فصاعداً ))
وفي لفظ:
(( لا تجزي صلاة لا يقرأ الرجل فيها بفاتحة الكتاب ))
144ـ وتارة يقول:
(( من صلى صلاة لم يقرأ فيها بفاتحة الكتاب فهي خداج هي خداج هي خداج غير تمام ))
145ـ ويقول:
(( قال الله تبارك وتعالي قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين : فنصفها لي ونصفها لعبدي ولعبدي ما سأل ))
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(((4/13)
اقرؤوا: يقول العبد: { الحمد لله رب العالمين } يقول الله: حمدني عبدي, يقول العبد { الرحمن الرحيم } يقول الله: أثنى علي عبدي ويقول العبد: { مالك يوم الدين } يقول الله تعالى: مجدني عبدي, يقول العبد: { إياك نعبد وإياك نستعين } قال فهذه بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل يقول العبد: { اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين } قال: فهؤلاء لعبدي ولعبدي ما سأل ))
146ـ وكان يقول:
(( ما أنزل الله عز وجل في التوراة ولا في الإنجيل مثل أم
القرآن وهي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته )) .أهـ
[صفة الصلاة 97و98]
صفة قراءة { الفاتحة }
قال الشيخ t:
147ـ ثم يقرأ { الفاتحة } ويقطعها آية آية: { بسم الله الرحمن الرحيم } ثم يقف, ثم يقول: { الحمد لله رب العالمين } ثم يقف, ثم يقول: { الرحمن الرحيم } ثم يقف ثم يقول: { مالكِ يومِ الدين } وهكذا إلى آخر السورة, وكذلك كانت قراءته كلها, يقف على رؤوس الآي ولا يصلها بما بعدها.
148ـ وكان تارة يقرؤها: { مَلِكِ يوم الدين } وهذه القراءة متواترة كالأولى [مالك].أهـ
[صفة الصلاة 96]
ما يقول من لم يستطع
قراءة { الفاتحة }
قال الشيخ t :
149ـ قال - صلى الله عليه وسلم - لمن لم يستطع حفظها:
(( قل: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله )).
[الإرواء 303]
150 ـ قال - صلى الله عليه وسلم - للمسيء صلاته :
(( فإن كان معك قرآن فاقرأ به وإلا فاحمد الله وكبره وهلله ))
[صحيح أبي داود 807]
قول (( آمين )) خلف الأمام
151ـ عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
(( إذا قال الإمام { غيرِ المغضوبِ عليهم ولا الضّالِّين } فقولوا: (آمين) فإنّه من وافقَ قولُه قولَ الملائكة, غفر له ما تقدم من ذنبه ))
152ـ وفي رواية للبخاري:
(((4/14)
إذا قال أحدُكم: (آمين) وقالت الملائكةُ في السماءِ: (آمين) فوافقت إحداهما الأخرى, غفر له ما تقدم من ذنبه ))
[صحيح الترغيب 514]
153ـ وعن أبي رافع أن أبا هريرة - رضي الله عنه - كان يؤذن لمروان بن الحكم, فاشترط أن لا يسبقه بـ { الضالين } حتى يعلم أنه دخل الصف, وكان إذا قال مروان: { ولا الضالين } قال أبو هريرة: (( آمين )) يمدّ
بها صوته, وقال:(( إذا وافقَ تأمينُ أهل الأرض تأمين أهل السماء غفر لهم )).
قال الشيخ t:
فهذا صريح في أن أبا هريرة - رضي الله عنه - كان يؤمن بعد قول الإمام:
{ ولا الضالين } ولما كان من المقرر أن راوي الحديث أعلم بمرويه من غيره, اعتبرتُ عمل أبي هريرة هذا تفسيراً لحديث[(( إذا قرأ الإمام: { غير المغضوب عليهم ولا الضالين } فأمن الإمام فأمنوا))] ومبيناً أن معنى (( إذا أمن الإمام فأمنوا...)) أي: بلغ موضع التأمين
.. وعليه فإني أكرر تنبيه جماهير المصلين بأن ينتبهوا لهذا السنة, ولا يقعوا من أجلها في مسابقة الإمام بالتأمين, بل عليهم أن يتريثوا حتى إذا سمعوا نطقه بألف (( آمين )) قالوا معه.أهـ
[الصحيحة 6/81]
الجهر بـ(( آمين ))
154ـ عن ابن جريج عن عطاء, قال ويعني ابن جريج, قلت له: أكان ابن الزبير يؤمن على أثر أم القرآن؟ قال: نعم, ويؤمن من وراءه حتى أن للمسجد للجة, ثم قال: إنما آمين دعاء ))
قال الشيخ t:
ثبت هذا الأثر عن ابن الزبير, وقد صح نحوه عن أبي هريرة
فقال: أبي رافع أن أبا هريرة - رضي الله عنه - كان يؤذن لمروان بن الحكم, فاشترط أن لا يسبقه بـ { الضالين } حتى يعلم أنه دخل الصف, وكان إذا قال مروان ولا الضالين قال أبو هريرة (آمين) يمد بها صوته, وقال: إذا وافق تأمين أهل الأرض أهل السماء غفر لهم.
[الضعيفة 2/368, 369]
قال الشيخ t:
تأمين المقتدين وراء الإمام يكون جهراً ومقروناً مع تأمين الإمام لا يسبقونه.
[صفة الصلاة 102]
الفتحُ على الإمام(4/15)
155ـ وسنَّ - صلى الله عليه وسلم - الفتح على الإمام إذا لُبست عليه القراءة, فقد ((صلى النبي - صلى الله عليه وسلم - صلاة, فقرأ فيها, فلُبس عليه, فلما انصرف قال لأُبيّ:
((أصليت معنا؟ قال: نعم, قال:(( فما منعك أن تفتح عليّ ))
[صفة الصلاة 128]
قال الشيخ t :
وفي الحديث دلالة واضحة على جواز الفتح على الإمام إذا أُرتجَ عليه في القراءة, وما في بعض المذاهب أنّ المقتدي إذا أراد أن يفتح على إمامه ينبغي عليه أن ينوي القراءة! فهو رأي يغني حكايته عن رده! .أهـ
[الصحيحة 6/160]
التسبيح لمن نابه شيء
في الصلاة
156ـ عن سهل بن سعد - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
(( من رابَهُ (وفي رواية: نابَهُ ) شيءُ في صلاتِهِ فليُسبّحْ, وإنما التسبيحُ للرِّجال, والتصفيقُ للنساء ))
[مختصر البخاري 362]
157ــ عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( إذا استؤذن على الرجل وهو يصلي, فإذنه التسبيح, وإذا استؤذن على المرأة وهي تصلي, فإذنها التصفيق ))
[الصحيحة 497]
القراءة في سنة الفجر
قال الشيخ t:
وأما قراءته - صلى الله عليه وسلم - في ركعتي سنة الفجر, فكانت خفيفة جداً حتى إن
158ـ عائشة x كانت تقول: (( هل قرأ فيها بأم الكتاب؟))
159ـ و (( كان ـ أحياناً ـ يقرأ بعد الفاتحة في الأولى منهما آية
[2: 136]
: { قولوا آمنَّا باللهِ وما أُنزِلَ إلينا } إلى آخر الآية, وفي الأخرى
[ 3: 64] { قل يا أهلَ الكتابِ تعالوا إلى كلمةٍ سواءٍ بيننا وبينكم } إلى آخرهما ))
160 ـ و (( وربما قرأ بدلها [23: 52]: { فلما أحس عيسى منهم
الكفر } إلى آخر الآية.
161ـ وأحياناً يقرأ { قل يا أيها الكافرون } في الأولى, و { قل هو الله أحد } في الأخرى, وكان يقول: (( نعم السورتان هما ))(4/16)
162ـ و (( سمع رجلاً يقرأ السورة الأولى في الركعة الأولى فقال: (( هذا عبد آمن بربه )) ثم قرا السورة الثانية في الركعة الأخرى فقال:(( هذا عبد عرف ربه )).أهـ
[من صفة الصلاة 111و112]
القراءة في صلاة الفجر
قال الشيخ t:
163ـ كان - صلى الله عليه وسلم - يقرأ فيها بطوال المفصل [وهي السُبع الأخيرة من القرآن وأوله { ق } على الأصح ]
164ـ فـ(( كان ـ أحياناً ـ يقرأ: { الواقعة } ونحوها من السور في الركعتين))
165ـ وقرأ من { الطور } وذلك في حجة الوداع.
166ـ فـ (( كان ـ أحياناً ـ يقرأ: { ق والقرآن المجيد } ونحوها في الركعة الأولى ))
167ـ و (( كان ـ أحياناً ـ يقرا بقصار المفصل كـ { إذا الشمس كورت } ))
168ـ و (( قرأ مرة: { إذا زلزلت } في الركعتين كلتيهما )) حتى
قال الراوي: فلا أدري أنسي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أم قرأ ذلك عمداً.
قال الشيخ t:
والظاهر أنه عليه الصلاة والسلام فعل ذلك عمداً للتشريع.أهـ
169ـ و (( كان ـ أحياناً ـ يقرأ بأكثر من ذلك فكان يقرا ستين آية فأكثر )) قال بعض رواته: لا أدري في إحدى الركعتين أو في كلتيهما؟.
170ـ و (( كان يقرأ بسورة { الروم } ))
171ـ وأحياناً بسورة { يس }
172ـ ومرة (( صلى الصبح بمكة, فاستفتح سورة { المؤمنين } حتى جاء ذكر موسى وهارون ـ أو ذكر عيسى شك بعض الرواة ـ أخذته سعلة ـ فركع ))
173ـ و (( كان ـ أحياناً ـ يؤمهم فيها بـ { الصافات } ))
[ من صفة صلاة - صلى الله عليه وسلم - 109و110و 111]
القراءة في صلاة الفجر
يوم الجمعة
174ـ وكان يصليها يوم الجمعة بـ { ألم تنزيل السجدة } في الركعة الأولى, وفي الثانية بـ { هل أتى على الإنسان } .أهـ
[ صفة الصلاة 111]
القراءة في صلاة الظهر
175ـ و (( كان - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في الركعتين الأوليين بـ { فاتحة الكتاب }
وسورتين, ويطول في الأولى ما لا يطول في الثانية ))
176ـ وكان أحياناً يطيلها حتى أنه:
(((4/17)
كانت صلاة الظهر تقام, فيذهب الذاهب إلى البقيع, فيقضي حاجته, [ثم يأتي منزله], ثم يتوضأ, ثم يأتي ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الركعة الأولى مما يطولها )) و (( كانوا يظنون أنه يريد بذلك أن يدرك الناس الركعة الأولى ))
177ـ و(( كان يقرأ في كل من الركعتين قدر ثلاثين آية, قدر قراءة { ألم تنزيل السجدة } وفيها { الفاتحة } ))
178ـ و (( كان ـ أحياناً ـ يقرأ بـ { السماء والطارق } و { السماء ذات البروج } و { الليل إذا يغشى } ونحوها من السور )) وربما
(( قرأ: { إذا السماء انشقت } ونحوها ))
179ـ و (( كانوا يعرفون قراءته في الظهر والعصر باضطراب لحيته))
[من صفة الصلاة 112و113]
القراءة في صلاة العصر
قال الشيخ t:
180ـ و (( كان - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في كل منهما قدر خمس عشرة آية, قدر نصف ما يقرأ في كل من الركعتين الأوليين في الظهر ))
181ـ و(( كان يجعل الركعتين الأخيرتين أقصر من الأوليين قدر نصفهما)) .أهـ
[صفة الصلاة 115]
القراءة في صلاة المغرب
قال الشيخ t:
182ـ و (( كان - صلى الله عليه وسلم - يقرأ فيها ـ أحياناً ـ بقصار المفصل ))
183ـ و (( قرأ في سفر بـ { التين والزيتون } في الركعة الثانية ))
184ـ و كان أحياناً يقرأ بطوال المفصل وأوساطه فـ(( كان تارة يقرأ : بـ { الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله } )) [47: 38]
185ـ وتارة بـ { الطور }
186ـ وتارة بـ { المرسلات }
187ـ و (( كان أحياناً يقرأ بطولى الطوليين: { الأعراف } في الركعتين ))
188ـ وتارة بـ { الأنفال } في الركعتين.أهـ
[صفة الصلاة 115و116]
القراءة في سنة المغرب
قال الشيخ t:
أما سنة المغرب البعدية:
189ـ فـ(( كان - صلى الله عليه وسلم - يقرأ فيها: { قل يا أيها الكافرون } و { قل هو
الله أحد } )) .أهـ
[صفة الصلاة 116]
القراءة في صلاة العشاء
قال الشيخ t:
كان - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في الركعتين من وسط المفصل:(4/18)
190ـ فـ(( كان تارة يقرأ: بـ { الشمس وضحاها } وأشباهها من السور ))
191ـ و (( تارة بـ { إذا السماء انشقت } وكان يسجد بها ))
192ـ ونهى عن إطالة القراءة فيها فقال لمعاذ: (( أتريد أن تكون فتاناً يا معاذ, إذا أممت الناس, فاقرأ بـ { الشمس وضحاها }
و { سبح اسم ربك الأعلى } و { اقرأ باسم ربك } و { الليل إذا يغشى } أهـ
[من صفة الصلاة 116و117]
القراءة في صلاة الليل
قال الشيخ t:
وكان - صلى الله عليه وسلم - ربما جهر بالقراءة فيها, وربما أسر, يقصر القراءة فيها تارة, ويطيلها أحياناً, ويبالغ في إطالتها أحياناً أخرى.
193ـ قال حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - : صليت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ذات ليلة فافتتح { البقرة } فقلت: يركع عند المائة, ثم مضى فقلت: يصلى
بها في ركعتين, فمضى, فقلت: يركع بها, ثم افتتح { النساء } فقرأها ثم افتتح { آل عمران } فقرأها, يقرأ مترسلاً, إذا مر بآية فيها تسبيح سبح, وإذا مر بسؤال سأل, وإذا مر بتعوذ تعوذ, ثم ركع .. ))
194ـ و (( كان ـ أحياناً ـ يقرأ في كل ركعة قدر خمسين آية أو أكثر))
195ـ وتارة (( يقرأ قدر { يا أيها المزمل } ))
196ـ و (( قام ليلة بآية يرددها حتى أصبح وهي { إن تعذبهُمْ فإنّهُمْ عبادُكَ وإن تغفرْ لهم فإنَّك أنتَ العزيزُ الحكيم } بها يركع، وبها يسجد, وبها يدعو )).أهـ
[ صفة الصلاة 117و121]
القراءة في صلاة الوتر
قال الشيخ t:
197ـ و كان - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في الركعة الأولي { سبح اسم ربك الأعلى } وفي الثانية { قل يا أيها الكافرون } وفي الثالثة { قل هو الله أحد } وكان يضف إليها أحياناً: { قل أعوذ برب الفلق } و { قل أعوذ برب الناس } .أهـ
[صفة الصلاة 122]
القراءة في صلاة الجمعة
198ـ (( كان - صلى الله عليه وسلم - يقرأ ـ أحياناً ـ في الركعة الأولى بسورة { الجمعة }
و في الأخرى { إذا جاءك المنافقون } ))(4/19)
199ـ وأحياناً (( يقرأ في الأولى بـ { سبح اسم ربك الأعلى } وفي الثانية { هل أتاك حديث الغاشية } ))
[ صفة الصلاة 123]
القراءة في صلاة العيدين
200ـ و (( كان - صلى الله عليه وسلم - يقرأ ـ أحياناً ـ في الأولى { سبح اسم ربك الأعلى } وفي الأخرى: { هل أتاك } ))
201ـ و ـ أحياناً ـ (( يقرأ فيهما بـ { ق والقران المجيد } و
{ اقتربت الساعة } ))
[من صفة الصلاة 123]
القراءة في صلاة الجنازة
قال الشيخ t:
202ـ (( السنة أن يقرأ فيهما بـ { فاتحة الكتاب } وسورة )).أهـ
[ صفة الصلاة 123]
أذكار الركوع
203 ـ عن ابن عباس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( ألا وإنِّي نُهيتُ أن أقْرَأ القُرآنَ راكِعاً أو ساجِداً, فأمَّا الرُّكوعُ, فعَظِّموا فيه الرَّبَّ, وأمَّا السُّجودُ, فاجْتَهِدوا في الدُّعاء, فقَمِنٌ أن يُستَجابَ لكم)) [صحيح الكلم 72]
204 ـ عن حذيفة - رضي الله عنه - أنّه سمعَ النّبي - صلى الله عليه وسلم - يقولُ إذا ركعَ:
(( سُبحانَ ربِي العَظيِم )) ثلاثَ مراتٍ [وكان أحياناً يُكَرِرِها أكثر من ذلك].
[صفة الصلاة 132]
205 ـ عن عقبة بن عامر - رضي الله عنه - كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول في الركوع:
(( سُبحانَ ربِي العَظيِم وبحمدِه )) (ثلاثاً)
[صفة الصلاة 133]
206 ـ وعن عائشة x كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول في ركوعه وسجوده:
(( سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ ربُّ الملائكَةِ والرُّوحِ ))
[صحيح الكلم 71]
207ـ وفي حديث علي - رضي الله عنه - عن صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإذا ركع يقول في ركوعه:
(( اللَّهُمَّ! لَكَ ركعت, وبك آمنتُ, ولك أسلمتُ, وعليك توكلتُ, أنتَ ربي, خشعَ لك سمعي, وبَصَرِي, ومُخّي وعظمي وعصبي لله, وما استقلت به قدمي لله ربِّ العَالَمِين ))
[صفة الصلاة 133](4/20)
208ـ عن محمد بن مسلمة - رضي الله عنه - أنّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا قامَ يصلِّي تطوُّعاً يقولُ إذا ركَعَ:
(( اللَّهُمَّ! لكَ ركعْتُ وبِكَ آمَنْتُ, ولكَ أسلَمْتُ, وعلَيْكَ تَوَكَّلْتُ, أنتَ ربِّي خَشَعَ سَمعِي وَبصَرِي, وَدَمِي, ولَحْمِي, وعَظمِي, وعَصَبِي للهِ ربِّ العَالَمِين ))
[صفة الصلاة 133][صحيح النسائي1051]
209ـ قالت عائشة x: كانَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده:
((سبْحانَكَ اللهمَّ ربَّنا وبحمدِكَ اللهمًَّ اغفِرْ لي)) يتأوَّل القرآن. تريد قوله تعالى { فَسَبَّحْ بحَمدِ ربَّكَ واستَغفِرْهُ إنَّه كانَ توَّاباً }
[مختصر البخاري412][صحيح الكلم 70]
210ـ وقال عوف بن مالك - رضي الله عنه - قُمْتُ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلةً, فقام فقرأ سورة { البقرة } , لا يمر بآية رحمة, إلا وقف فسأل, ولا يمر بآية عذاب, إلا وقف وتعوَّذ. قال: ثمّ رَكَعَ بقدر قيامه, يقولُ في رُكُوعِهِ: (( سُبْحَانَ ذِي الجبَرُوتِ والملكُوتِ, والكِبرِيَاءِ والعظَمَةِ)) ثم قال في سجوده مثل ذلك.
[صحيح أبي داود 817]
211ـ عن عائشة x قالت: فقدتُ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ذاتَ ليلةٍ... ..فإذا هو راكعٌ أو سَاجِدٌ يقول:
(( سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وبِحمدِكَ لا إلهَ إلا أنتَ ))
[ صحيح النسائي1130]
القيام من الركوع
212 ـ عن أبي هريرة - رضي الله عنه - كانَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُ:
(( سَمِعَ الله لمنْ حَمِدَه )) حينَ يرفَعُ صُلْبَهُ مِن الرُّكوعِ, ثم يقولُ وهو قائمٌ (( ربَّنا ولكَ الحمدُ )) وفي لفظ: (( ربَّنا لكَ الحمْدُ ))
وتارة يضيف إلى هذين اللفظين قوله:(( اللَّهُمَّ ))
[صفة الصلاة 136][صحيح الكلم 74]
213ـ وكان يقول - صلى الله عليه وسلم - : (( إنّما جعل الإمام ليؤتم به..وإذا قال: سمع الله لمن حمده, فقولوا :
(((4/21)
اللهم ربنا ولك الحمد )) يَسمع الله لكم, فإن الله تبارك وتعالى قال على لسان نبيه: سمع الله لمن حمده ))
[صفة الصلاة 135]
214ـ وفي حديث علي - رضي الله عنه - عن صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم - وإذا رفع رأسه من الركوع يقولُ:
(( سمعَ الله لمن حمدهُ, ربَّنا ولكَ الحمدُ, ملءَ السماواتِ, وملءَ الأرضِ, وملءَ ما بينهما, وملءَ ما شئتَ من شيءٍ بعد ))
[صحيح الكلم 69]
215 ـ كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا رفع رأسهُ من الرُّكوعِ قال:
(( اللهمَّ ربَّنا لكَ الحمدُ, مِلءَ السماواتِ, ومِلءَ الأرضِ, ومِلءَ ما بينهما, ومِلَء ما شئتَ مِن شيءٍ بعدُ, أهلَ الثَّناءِ والمجدِ,
أحقُّ ما قالَ العبدُ, وكُلُّنا لكَ عبدٌ, اللهمَّ لا مانعَ لما أعطيتَ ولا
معطيَ لما منعتَ, ولا ينفعُ ذا الجدِّ منكَ الجدُّ ))
[صحيح الكلم 75]
216ـ وقال رفاعة بن رافع - رضي الله عنه - كنّا يوماً نُصلي وراء النبي - صلى الله عليه وسلم - فلما رفع رأسهُ من الركعة قال:
(( سمعَ الله لمنْ حمدهُ )) فقال رجلٌ وراءَه:(( ربَّنا ولكَ الحمدُ
حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه, فلمَّا انصرفَ قال: (( مَن المتكلم ؟)) قال: أنا, قال: (( رأيتُ بِضعةً وثلاثينَ ملَكاً يبتدِرونَها أيُّهم يَكتُبها أول ))
[صحيح الكلم 76]
217 ـ وكان يقول - صلى الله عليه وسلم - :
(( لربي الحمدُ, لربي الحمدُ )) يكرر ذلك.
[صفة الصلاة 137]
أذكار السجود
218 ـ وعن حذيفة - رضي الله عنه - أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقولُ إذا سجدَ:
(( سُبْحانَ ربي الأعلى )) ثلاث مرات[وكان أحياناً يكررها
أكثر من ذلك].
[صفة الصلاة 145]
219 ـ وفي حديث على - رضي الله عنه - عن صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم - وإذا سجد يقول
في سجوده:
(( اللهم لك سجدت, وبكَ آمنتُ, ولكَ أسلمتُ, وأنتَ ربي, سجدَ وجهي للذي خلقه وصوَّره, فأحسن صُوره, وشق سمعه وبصره, فتبارك الله أحسن الخالقين ))
[(4/22)
صفة الصلاة 146]
220 ـ عن عقبة بن عامر - رضي الله عنه - كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قول في سجوده:
(( سَبْحانَ ربي العَظيِم وبحمدِه )) (ثلاثاً)
[صفة الصلاة 146]
221 ـ كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول في سجوده:
((اللهم اغفر لي ذنبي كله, ودِقَّه وجِلَّه, وأوله وآخره وعلانيته
وسره))
[صفة الصلاة146]
222 ـ وقالت عائشةx فقدت النبي - صلى الله عليه وسلم - ذات ليلة [من الفراش] فالتمسته فوقعت يدي على بطن قدميه وهو في المسجد وهما منصوبتان وهو يقول:
(( اللهمَّ إني أعوذُ بِرضاكَ من سَخَطِكَ, وبمعافاتِكَ مِن عُقوبَتِكَ, وأعوذُ بكَ مِنكَ, لا أُحْصي ثناءً عليكَ, أنتَ كما أثنيتَ
على نفسِكَ ))
[صحيح الكلم 79]
223 ـ وعن عائشة x كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول في ركوعه
وسجوده:
(( سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ ربُّ الملائكَةِ والرُّوحِ ))
[صحيح الكلم 71]
224 ـ وكان - صلى الله عليه وسلم - إذا قال:
(( سجدَ لك سوادي وخيالي, وآمن بك فؤادي, أبوء بنعمتك عليَّ, هذي يدي وما جَنَيْتُ على نفسي ))
[صفة الصلاة 146]
225 ـ وقال عوف بن مالك - رضي الله عنه - قُمْتُ معَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - ليلةً,
فقَاَم فقرأ سورة { البقرة } لا يمر بآية رحمةٍ, إلا وقفَ فسألَ, ولا يمرُّ بآيةِ عذابِ, إلا وقفَ وتعوَّذَ قال: ثمَّ ركَعَ بقدرِ قيامِهِ,, يقولُ في ركوعهِِ:
(( سُبْحَانَ ذي الجبروتِ والملكوتِ, والكبرياءِ والعظَمةِ )) ثمَّ قال في سجوده مثل ذلك.
[صحيح أبي داود 817]
226 ـ عن عائشة x قالت فقدت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ..فطلبته فإذا هو ساجد يقول:
(( اللَّهُمَّ اغفِرْ لِي مَا أسررتُ ومَا أعلَنْتُ ))
[صحيح النسائي 1123]
227 ـ عن عائشةxقالت: فقدتُ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ذات ليلة
..فإذا هو راكعٌ أو سَاجِدٌ يقول:
(( سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وبِحمدِكَ لا إلهَ إلا أنتَ ))
[(4/23)
صحيح النسائي1130]
228 ـ عن ابن عباس - رضي الله عنه - قالَ كانَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يقول في سجوده:
((اللَّهُمَّ اجعلْ في قَلْبي نُوراً, واجْعَلْ في سَمْعِي نُوراً, واجْعَلْ في بَصَري نُوراً, واجْعَلْ مِنْ تَحْتِي نُوراً, واجْعَلْ مِنْ فَوقِي نُوراً, وعَنْ يميني نُوراً, وعَنْ يَساري نُوراً, واجْعَلْ أمَامِي نُوراً, واجْعَلْ خَلْفِي نُوراً, وأعْظِم لِي نُوراً ))
[صحيح النسائي 1120]
الأذكار بين السجدتين
229ـ عن ابن عباس - رضي الله عنه - كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول بين السجدتين:
(( اللَّهُمَّ اغفِرْ لي, وارحمني, واجبرني, وارفعني, واهدني, وعافني, وارزقني ))
[صفة الصلاة 153]
230 ـ عن حذيفة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كانَ يقولُ بين السجدتين:
(( ربِّ اغفِرْ لِي, ربِّ اغفِرْ لِي ))
[صحيح ابن ماجه905]
التشهد في الصلاة
231 ـ عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال علمني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - التشهد وكفي بين كفيه كما يعلمني السورة من القرآن:
(( التَّحِيَّاُت لله, والصلَوات والطيِّباتُ, والسلامُ عليكَ أيُّها
النبيُّ, ورحمةُ الله, وبركاتُه, السلامُ علينا, وعلى عبادِ الله الصالحينَ, أشهدُ أنْ لا إلهَ إلا الله, وأشهدُ أنَّ محمداً عبدهُُ ورسولُه ))
[مختصر البخاري 431][صفة الصلاة 161]
232 ـ عن ابن عباس - رضي الله عنه - قال كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعلمنا التشهد كما يعلمنا السورة من القرآن فكان يقول:
(( التَّحِيَّاتُ المبَاركاتُ الصلواتُ, الطيباتُ لله, السلامُ عليكَ أيَّها النبيُّ, ورحمةُ الله وبركاتُه, السلامُ علينا وعلى عبادِ الله الصالحينَ, وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلا الله, وأشهدُ أنَّ محمداً رسول الله ))
[صفة الصلاة 162]
233 ـ عن أبي سعيد الأشعري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(((4/24)
التَّحِيَّاتُ الطيباتُ الصلواتُ لله, السلامُ عليكَ, أيَّها النبيُّ, ورحمهُ الله, وبركاتُه, السلامُ علينا وعلى عبادِ الله الصالحينَ, أشهدُ أنْ لا إلهَ إلا الله, وحده لا شريكَ له, وأشهدُ أنَّ محمداً عبده ورسوله ))
[صفة الصلاة 163]
الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - في التشهد الأول ومشروعية الدعاء فيه
234ـ عن عائشة x في صفة صلاته - صلى الله عليه وسلم - في الليل:
(( كنا نعد لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - سواكه وطهوره, فيبعثه الله فيما شاء
أن يبعثه من الليل, فيتسوك ويتوضأ, ثم يصلي تسع ركعات لا يجلس فيهن إلا عند الثامنة, فيدعو ربه ويصلي على نبيه, ثم ينهض ولا يسلم, ثم يصلي التاسعة, فيقعد, ثم يحمد ربه و يصلي على نبيه - صلى الله عليه وسلم - ويدعو, ثم يسلم تسليماً يسمعنا )) الحديث
[أخرجه أبو عوانة في صحيحه 2/324 وهو في صحيح مسلم 2/170 لكنه لم يسق لفظه].
قال الشيخ t :
ففيه دلاله صريحة على أنه - صلى الله عليه وسلم - صلى على ذاته - صلى الله عليه وسلم - في التشهد الأول كما صلى في التشهد الآخر, وهذه فائدة عزيزة فاستفدها, وعض عليها بالنواجذ. ولا يقال: إن هذا في صلاة الليل, لأننا نقول : الأصل أن ما شُرع في صلاة شُرع في غيرها دون تفريق بين فريضة أو نافلة, فمن ادعى الفرق فعليه الدليل.أهـ
[تمام المنة 224, 225]
235 ـ وعن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - كنا لا ندري ما نقول في كل ركعتين , غير أن نسبح , ونكبر, ونحمد ربنا, وأن محمداً - صلى الله عليه وسلم - علم فواتح الخير وخواتمه, فقال:
(( إذا قعدتم في كل ركعتين فقولوا: التحيات لله والصلوات والطيبات والسلام عليك أيها النبي ورحمه الله و بركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله ثم ليتخير من الدعاء أعجبه إليه ))
قال t:(4/25)
وفي الحديث فائدة هامة. وهي مشروعية الدعاء في التشهد الأول, ولم أر من قال به من الأئمة غير ابن حزم, والصواب معه, وإن كان هو استدل بمُطْلَقات يمكن للمخالفين ردها بنصوص أخرى مقيدة, أما هذا الحديث فهو في نفسه نص واضح مفسر لا يقبل التقييد, فرحم الله امرأً أنصف واتبع السنة.
والحديث دليل من عشرات الأدلة على أن الكتب المذهبية قد فاتها غير قليل من هدي خير البرية - صلى الله عليه وسلم - فهل في ذلك ما يجمل المتعصب على الاهتمام بدراسة السنة, والاستنارة بنورها ؟! لعلى وعسى.
وأما حديث (( كان لا يزيد في الركعتين على التشهد)) فهو منكر كما حققه في الضعيفة [5186] .أهـ
[الصحيحة 2/538, 539]
قال t :
وظاهر الحديث يدل على مشروعية الدعاء في كل تشهد,
ولو كان لا يليه السلام .أهـ
[صفة الصلاة 160]
الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد
التشهد
236 ـ (( اللهمَّ صلّ على محمدٍ وعلى أهل بيته, وعلى أزواجه, وذريته, كما صليت على آل إبراهيم, إنك حميد مجيد, وبارك على محمد, وعلى آل بيته, وعلى أزواجه, وذريته, كما باركت على آل إبراهيم, إنك حميد مجيد ))
[ صفة الصلاة 165]
237 ـ (( اللهمَّ صلّ على محمدٍ وعلى آل محمدٍ، كما صليتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهمَّ بارك على محمد، وعلى آل محمد, كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم, إنك حميد مجيد ))
[صفة الصلاة 166]
238 ـ (( اللهمَّ صلّ على محمدٍ وعلى آل محمدٍ, كما صليتَ على إبراهيمَ وآل إبراهيمَ, إنّك حميدٌ مجيد, وبارك على محمد, وعلى آل محمد, كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم, إنّك حميد مجيد ))
[صفة الصلاة 166]
239 ـ (( اللهمَّ صلّ على محمدٍ النبي الأمي, وعلى آل محمد, كما
صليت على آل إبراهيم, وبارك على محمد النبي الأمي و على آل محمد, كما باركت على آل إبراهيم في العالمين, إنّك حميد مجيد ))
[صفة الصلاة 166](4/26)
240 ـ (( اللهمَّ صلّ على محمد عبدك ورسولك, كما صليت على آل إبراهيم, وبارك على محمد عبدك ورسولك, وعلى آل محمد, كما باركت على إبراهيم, وعلى آل إبراهيم ))
[صفة الصلاة 166]
241 ـ (( اللهمَّ صلّ على محمد, وعلى أزواجه وذريته, كما صليت على آل إبراهيم, وبارك على محمد وعلى أزواجه وذريته, كما باركت على آل إبراهيم, إنك حميد مجيد ))
[صفة الصلاة167]
242ـ (( اللهمَّ صلّ على محمد وعلى آل محمد, وبارك على محمد وعلى آل محمد, كما صليت وباركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد ))
[صفة الصلاة 167]
قال الشيخ t :
وأعلم أنه لا يشرع تلفيق صيغه صلاة واحدة من مجموع هذه الصيغ, وكذلك يقال في صيغ التشهد المتقدمة, بل ذلك بدعة في الدين, وإنما السنة أن يقول هذا تارة, وهذا تارة, كما بينه
شيخ الإسلام ابن تيمية . أهـ
[صفة الصلاة 176]
وقال t:
[الفائدة الثالثة]:
ويرى القارئ أنه ليس في شيء منها لفظ:(السيادة), ولذلك اختلف المتأخرون في مشروعة زيادتها في الصلوات الإبراهيمية,ولا يتسع المجال الآن لنفصل القول في ذلك, وذكر من ذهب إلى عدم مشروعيتها. اتباعاً لتعليم النبي - صلى الله عليه وسلم - الكامل لأمته حين سئل عن كيفية الصلاة عليه - صلى الله عليه وسلم - ؟ فأجاب آمراً بقوله: (( قولوا: اللهم صلّ على محمد ...))
ولكني أريد أن أنقل إلى القراء الكرام هنا رأي الحافظ ابن حجر العسقلاني في ذلك, باعتباره أحد كبار علماء الشافعية الجامعين بين الحديث والفقه
(( وسئل عن صفة الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - في الصلاة أو خارج الصلاة هل يشترط فيها أن يصفه - صلى الله عليه وسلم - بالسيادة, كأن يقول مثلاً: اللهم: صل على سيدنا محمد, أو على سيد الخلق, أو يقتصر على قوله: اللهم صل على محمد؟ وأيهما أفضل الإتيان بلفظ السيادة لكونها صفة ثابتة له - صلى الله عليه وسلم - أو عدم الإتيان به لعدم ورود ذلك في الآثار؟
فأجاب رحمه الله:(4/27)
نعم, اتباع الألفاظ المأثورة أرجح, ولا يقال: لعله ترك ذلك تواضعاً منه - صلى الله عليه وسلم - كما لم يكن يقول عند ذكره - صلى الله عليه وسلم - (( صلى الله عليه وسلم )), وأمته مندوبة إلى أن تقول ذلك كلما ذكر, لأنا نقول: لو كان ذلك راجحاً لجاء عن الصحابة ثم عن التابعين, ولم نقف في شيء من الآثار عن أحد من الصحابة ولا التابعين لهم قال ذلك, مع كثرة ما ورد عنهم من ذلك..
وقد عقد القاضي عياض باباً في صفة الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - في كتاب (الشفاء) ونقل فيه آثاراً مرفوعة عن جماعة من الصحابة والتابعين ليس في شيء منها عن أحد من الصحابة وغيرهم لفظ : (( سيدنا ))
والمسألة مشهودة في كتب الفقه, والغرض منها أن كل من ذكر هذه المسألة من الفقهاء قاطبة, لم يقع في كلام أحد منهم:
(( سيدنا )) ولو كانت هذه الزيادة مندوبة ما خفيت عليهم كلهم حتى أغفلوها, والخير كله في الاتباع, والله أعلم.
الشيخ t :
وما ذهب إليه الحافظ من عدم مشروعية تسويده - صلى الله عليه وسلم - في الصلاة عليه اتباعاً للأمر الكريم, وهو الذي عليه الحنفية, وهو الذي ينبغي التمسك به, لأنه الدليل الصادق على حبة - صلى الله عليه وسلم - { قلْ
إنْ كنتم تحبونَ اللهَ فاتبعوني يحببكمُ الله } .أهـ
[صفة الصلاة 172و173و174و175]
الدعاء بعد التشهد
243 ـ عن عائشة x زوجِ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أخبرتهُ أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - كان يدْعُو في الصلاةِ:
(( اللَّهُمَّ إني أعوذُ بكَ مِن عذبِ القبرِ, وأعوذُ بكَ من فِتنةِ المسيحِ الدَّجال, وأعوذُ بكَ منْ فِتنةِ الَمحْيا, وفتنةِ المماتِ, اللهمَّ إني أعوذُ بكَ منَ المأثَمِ والمغرَمِ )) فقال له قائل ما أكثر ما تستعيذ يا رسول الله من المغرم؟
فقال:
(( إنَّ الرَّجل إذا غَرِمَ حدَّث فكذَبَ, ووعَدَ فأخلَفَ ))
[مختصر البخاري 432]
قال الشيخ t:
((4/28)
المأثم) هو الأمر الذي يأثم به الإنسان, أو هو الإثم نفسه, وضعاً للمصدر موضع الاسم, وكذلك (المغرم): ويريد به الدين, بدليل تمام الحديث قالت عائشة: فقال له قائل: ما أكثر ما تستعيذ من المغرم يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال:
(( إنَّ الرَّجل إذا غَرِمَ, حدَّث فكذَبَ, ووعَدَ فأخلَفَ ))
[ تمام المنة 184]
244 ـ عن عائشةx قالت:كانَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يدْعُو في صلاتهِ:
(( اللهمَّ إني أعوذُ بكَ مِن شرّ ما عملتُ, ومنْ شرّ ما لم أعمل بعد ))
[صحيح النسائي 1306]
245 ـ كان من دعائه - صلى الله عليه وسلم - :
(( اللهمَّ حاسبني حساباً يسيراً ))
[صفة الصلاة 184]
246 ـ وعن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنه - أن أبا بكر الصديق - رضي الله عنه - قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - : علمني دعاء أدعو بهِ في صَلاتي قال:
(( قُلِ: اللهمَّ إني ظلمتُ نفسي ظُلماً كثيراً, ولا يَغفِرُ الذنوبَ إلا أنتَ, فاغفِرْ لي مَغفِرةً منْ عِندِكَ, وارحمني, إنّكَ أنتَ الغفورُ
الرحيمُ ))
[مختصر البخاري 433]
247 ـ كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُ من آخِرِ ما يقولُ بين التَّشَهدِ والتَّسلمِ:
(( اللهمَّ اغفِرْ لي ما قدَّمتُ وما أخَّرتُ, وما أسرَرْتُ وما أعلنتُ, وما أسرَفْتُ وما أنتَ أعلَمُ بهِ منِّي, أنتَ المقدِّم, وأنتَ المؤخِّرُ, لا إلهَ إلا أنت ))
[صحيح الكلم 85]
248ـ قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لرجلٍ: ((كيفَ تقولُ في الصلاة؟)) قال: أتَشَهَّدُ, وأقولُ: اللهمَّ إنِّي أسألُك الجنّةَ, وأعوذُ بكَ من النّار, أمَا إني لا أُحسِنُ دَنْدَنَتكَ ولا دنْدَنَةَ معاذٍ, فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - :
((حَوْلها نُدَنْدِنُ ))
[صحيح الكلم 86]
249 ـ كان سعد - رضي الله عنه - يعلم بنيه هؤلاء الكلمات كما يعلم المعلم الغلمان الكتابة ويقول إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يتعوذ منهن دبر الصلاة:
(((4/29)
اللهمَّ إنِّي أعوذُ بِكَ من البخْلِ, وأعوذُ بِكَ من الجبنِ, وأعوذُ بِكَ أنْ أُردّ إلى أرذلِ العُمُر, وأعَوذُ بكَ من فتْنة الدّنيا ( يعني
: فتنة الدجال) وأعوذُ بكَ من عذابِ القبِر))
[الصحيحة 3937]
250 ـ صَلّّى عمَّار بنُ ياسرٍ - رضي الله عنه - صلاةً, فأوجَزَ, فقال لهُ بعضُ القومِ: خفَّفتَ ـ أو أوجَزْت ـ الصلاةَ فقالَ: أمَّا عَلَي ذَلِكَ, فقدْ دعوتُ فيها بدعواتٍ سمعتُهُنَّ منْ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - , فلمَّا قامَ تبعَهُ رجلٌ من القومِ فسألهُ عن الدُّعاء؟ فقال:
(( اللهُمَّ بِعلمِكَ الغيبَ, وقُدرتِكَ عَلَى الخلْقِ, أَحيِنِي ما علِمتَ الحيَاةَ خيراً لي, وتَوفَّني إذا علِمتَ الوفَاةَ خيراً لي, اللهمَّ إني أسألُكَ خشيتَكَ في الغَيبِ والشَّهادةِ, وأسألُكَ كلمةَ الحقِّ في الرِّضَا
والغضبِ, وأسألُكَ القصدَ في الفقرِ والغِنَى, وأسألُكَ نعِيماً لا ينفدُ, وأسألُكَ قُرَّةَ عينٍ لا تنقطعُ, أسألُكَ الرِّضَا بعدَ القضاءِ, وأسألُكَ بردَ العَيشِ بعدَ الموتِ, وأسألُك لذَّة النظرِ إلى وجهِكَ, والشوقَ إلى لقائِكَ, في غيرِ ضرَّاءَ مُضرةٍ, ولا فتنةٍ مُضلَّةٍ, اللهمَّ زيِّنَّا بزينةٍ الإيمانِ, واجعلْنَا هداةً مُهتدينَ ))
[صحيح النسائي 1304]
251 ـ وسمعَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - رجلاً يقولُ في تشهده:
(( اللهمَّ إني أسألكَ, يا الله الواحد الأحد الصمد الذي لمْ يَلِدْ ولمْ يُولدْ, ولم يكن له كفواً أحد أنّ تَغفِرَ لي ذنوبي إنّك أنتَ
الغفور الرحيم.
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( قدْ غُفِرَ له, قَدْ غُفِرَ له, قَدْ غُفِرَ لهُ))
[صحيح النسائي 1300 ] [صفة الصلاة 186]
252ـ وسمعَ - صلى الله عليه وسلم - آخر يقولُ في تشهده:
(((4/30)
اللهمَّ إنّي أسألُكَ بأنَّ لَكَ الحمدُ, لا إلهَ إلا أنتَ, وحدك لا شريك لك, المنَّان,ُ يا بَديعُ السَّماوَاتِ والأرضِ, يَا ذَا الجلالِ والإكرامِ, يا حيُّ يا قيُّومُ, إني أسألُكَ الجنَّة, وأعوذُ بكَ من النّار. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه:(4/31)
(( تدرون بما دعا )) قالوا: الله ورسوله أعلم قال: (( والذي نفسي بيدهِ, لقد دعَا اللهَ باسمهِ العظيمِ, الذي إذا دُعيَ بهِ أجَاب, وإذا سُئلَ بهِ أعطى ))
[صحيح النسائي 1299][صفة الصلاة 186]
التسليم من الصلاة
253ـ عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: (( أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يسلم على يمينه وعن شماله ـ حتى يرى بياض خده ـ السلام عليكم ورحمه الله السلام عليكم ورحمه الله ))
[صحيح أبي داود 914]
254ـ عن علقمة بن وائل عن أبيه قال: صليت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - , فكان يسلم عن يمينه:
(( السلام عليكم ورحمه الله وبركاته )) وعن شماله (( السلام عليكم ورحمه الله ))
[صحيح أبي داود 915]
قال الشيخ t:
ثم (( كان - صلى الله عليه وسلم - يسلم عن يمينه:(( السلام عليكم ورحمه الله )) حتى يُرى بياض خده الأيمن, وعن يساره: (( السلام عليكم ورحمه الله )) حتى يُرى بياض خده الأيسر ))
525ـ وكان أحياناً يزيد في التسليمة الأولى:(( وبركاته ))
256ـ و(( كان إذا قال عن يمينه:(( السلام عليكم ورحمه الله )) اقتصر أحياناً على قوله عن يساره (( السلام عليكم ))
257ـ وأحياناً (( كان يسلم تسليمة واحدة: (( السلام عليكم )) تلقاء وجهه يميل إلى الشق الأيمن شيئاً, أو قليلاً .أهـ
[من صفة الصلاة 187و188]
الذكر والدعاء بعد الصلاة
258ـ قال ثوبان - رضي الله عنه - كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا انصرفَ مِن صلاتِهِ استغفرََ الله ثَلاثاً, وقال:
(( اللهمَّ أنتَ السَّلامُ, ومنكَ السلامُ, تبارَكتَ يا ذا الجلالِ والإكرامِ ))
[صحيح الكلم 88]
259ـ وعن معاذ بن جبل - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخذ بيده وقال: يا معاذُ! إني والله لأحبُّك, فلا تدَعَنَّ في دُبُرِ كلِّ صلاةٍ أن تقولُ:
(( اللهمَّ أعِنِّي على ذِكركَ وشُكرِكَ وحُسنِ عبادَتِك))
[صحيح أبي داود 1362](5/1)
260ـ وعن المغيرة بن شعبة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا فَرَغَ من الصلاة قال:
(( لا إلهَ إلا الله وحدَهُ لا شريكَ له, لهُ الملكُ وله الحمدُ, وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ, اللهمَّ لا مانِعَ لما أعطيتَ, ولا مُعطي لما
منعتَ, ولا ينفعُ ذا الجدِّ منكَ الجدُّ ))
[صحيح الكلم 89]
261ـ وعن عبد الله بن الزبير - رضي الله عنه - أنه كان يقولُ: دُبُرَ كلِّ صلاةٍ حين يُسلِّمُ: قبل أن يقوم يرفع بذلك صوته :
(( لا إلهَ إلا الله وحدَهُ, لا شريكَ له, لهُ الملكُ, وله الحمدُ وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ, لا حولَ ولا قوَّة إلا بالله, لا إله إلا الله, ولا نعبدُ إلا إيَّاهُ له, النِّعمةُ ,ولهُ الفضلُ, وله الثناءُ الحسنُ, لا إلهَ إلا الله, مخلِصينَ له الدينَ ولو كرهَ الكافرون))
قال الشيخ t:
ويشهد لرفع الصوت ـ بهذا الذكر أو بغيره مما ثبت عنه - صلى الله عليه وسلم - ـ قول ابن عباس: أن رفع الصوت بالذكر حين ينصرف الناس من المكتوبة كان على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكنت أعلم إذا انصرفوا بذلك إذا سمعته. رواه الشيخان
وفي رواية لهم : كنت أعرف انقضاء صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم - بالتكبير.
قلت:
ورواية التكبير هذه لعلها رواية بالمعنى, والمحفوظ الرواية التي قلبها: (الذكر) فإن الأذكار الواردة في (الصحيحين) وغيرهما من (السنن) و(المسانيد)و(المعاجم) وغيرها على كثرتها, وقد استوعب الحافظ الطبراني جمعاً غفيراً منها في( جامع أبواب القول في أدبار
الصلوات) من كتابه(الدعاء) ولبس في شيء منها أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يكبر بعد المكتوبة, حتى ولا في الأذكار التي حض أمته على أن يقولوها دبر الصلوات.(5/2)
ثم إن الأصل في الأذكار خفض الصوت فيها كما هو المنصوص عليه في الكتاب والسنة إلا ما استثني, وبخاصة إذا كان في الرفع تشويش على مصلّ أو ذاكر, ولا سيما إذا كان بصوت جماعي كما يفعلون في التهليلات العشر في بعض البلاد العربية غير مبالين بقوله - صلى الله عليه وسلم - : (( يا أيها الناس كلكم يناجي ربه, فلا يجهر بعضكم على بعض بالقراءة, فتؤذوا المؤمنين )) وهو حديث صحح.
ولهذا قال الإمام الشافعي في [الأم 1/110] عقب حديث ابن عباس المذكور:ـ وأختار للإمام والمأموم أن يذكر الله بعد الانصراف من الصلاة, ويخفيان الذكر إلا أن يكون إماماً يجب أن يُعلَّم منه, فيجهر حتى يرى أنه قد تُعلِّم منه ثم يُسِرُّ, فإن الله k يقول: { ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها } يعني ـ والله تعالى أعلم ـ الدعاء (ولا تجهر) : ترفع, (ولا تخافت) :حتى لا تسمع نفسك, وأحسب أن ما روى ابن الزبير من تهليل النبي - صلى الله عليه وسلم - , وما روى ابن عباس من تكبيره ..إنما جهر قليلاً ليتعلم الناس منه, وذلك لأن عامة الروايات التي كتبناها ليس يُذكر فيها بعد التسليم
تهليل ولا التكبير, وقد يذكر أنه ذكر أنه ذكر بعد الصلاة بما وصفت, ويذكر انصرافه بلا ذكر, وذكرت أم سلمة مكثه ولم يذكر
جهراً, وأحسبه لم يكن إلا ليذكر ذكراً غير جهر)
قلت:
وهذا غاية في التحقيق والفقه من هذا الإمام جزاه الله خيراً.
وأقول: وإذا كان من الثابت من السنة أن يجهر الإمام في الصلاة السرية أحياناً للتعليم كما في (الصحيحين) وغيرهما: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يسمعهم الآية في صلاة الظهر والعصر وكما صح عن عمر - رضي الله عنه - أنه كان يسمعهم دعاء الاستفتاح (سبحان اللهم .. )
أقول:
فإذا كان هذا جائزاً, فبالأولى أن يجوز رفع الصوت بالذكر بعد الصلاة للغاية نفسها: التعليم. وهذا ظاهر والحمد لله .أهـ
[الصحيحة 3160][7/454و455و456](5/3)
262ـ وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن فُقراءَ المهاجرينَ أتوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: ذَهَبَ أهلُ الدُّثور بالدَّرَجات العُلى, والنَّعيمِ المقيمِ, يُصلُّونَ كما نُصلِّي, ويَصومونَ كما نَصومُ, ولهم فَضْلٌ مِن أموالٍ يحجُّون بها, ويعتمِرونَ, ويجاهِدونَ, ويتصدَّقونَ فقال:
(( ألا أعلِّمُكُم شيئاً تُدرِكونَ به من سبقَكُم, وتسبِقونَ به مَن بعدَكُم, ولا يكونُ أحدٌ أفضَلَ منكُم إلا من صَنَعَ مثلَ ما صنعتُم؟))
قالوا: بلى يا رسول الله, قال: (( تُسبِّحونَ, وتحمَدونَ, وتُكَبِّرونَ, خلفَ كلِّ صلاةٍ ثلاثاً و ثلاثين ))
قال أبو صالح يقولُ: سبحانَ الله, والحمدُ لله, والله أكبرُ, حتى يكونَ منهنَّ كلِّهِنَّ ثلاثاً وثلاثين.
[صحيح الكلم 91]
263ـ عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( من سبح لله في دبر كل صلاة ثلاثاً وثلاثين, وحمد الله ثلاثاً وثلاثين, وكبر الله ثلاثاً وثلاثين, وقال تمام المائة لا إله إلا الله وحده لا شريك له, له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير, غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر ))
[الصحيحة 100ـ101]
264ـ عن كعب بن عجرة - رضي الله عنه - مرفوعاً :
(( مُعَقِّباتٌ لا يخيبُ قائِلُهُنَّ أو فاعِلُهُنَّ دُبُرَ كُلِّ صلاةٍ مكتوبة:ٍ ثلاثٌ وثلاثونَ تَسبيحَة,ً وثلاثٌ وثلاثونَ تحميدةً, وأربعٌ وثلاثونَ تكبيرةً ))
[الصحيحة 102]
265ـ عن ابن عمر - رضي الله عنه - أن رجلاً رأى فيما يرى النائمُ, قِيلَ لهُ: بأي شيءٍ أمركُمْ نبيكُمْ - صلى الله عليه وسلم - ؟ قال: أمرنَا أنْ نُسبحَ ثلاثاً وثلاثينَ, ونحمدَ ثَلاثاً وثلاثينَ, ونُكبِّرَ أرْبعاً ثلاثينَ, فتلك مائةٌ, قال: سَبِّحُوا(5/4)
خمساً وعشرينَ, واحمدُوا خمساً وعشرينَ, وكبرُوا خمساً وعشرينَ, و(هلّلُوا)(1) خمساً وعشرينَ, فتلكَ مائةٌ, فلمَّا أصبحَ ذكرَ ذلكَ للنّبي - صلى الله عليه وسلم - فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( فعَلُوا كمَا قالَ الأنصاريُّ))
قال الشيخ t:
فقوله: (( التهليل )) لا يتبادر منه إلا قوله: (( لا إله إلا الله )) فإنه المراد من اللغة كما في (لسان العرب) والزيادة عليه تحتاج إلي نص هنا وهو مفقود.
فالظاهر أن المقصود من الحديث أن يقول: (( سبحان الله, والحمد
لله, ولا إله إلا الله, والله أكبر )) خمساً وعشرين, لا يضره بأيهن بدأ. والله أعلم .أهـ
[تمام المنة 228][صحيح النسائي1350]
266ـ عن عبد الرحمن بن غَنْمٍ - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:
(( من قال قَبل أنْ ينصرفَ ويَثنيَ رِجلَيه من صلاةِ المغربِ والصبحِ: لا إلهَ إلا الله وحدَه لا شريكَ له, له الملكُ, وله الحمدُ, يحيي ويميت, وهو على كل شيءٍ قدير عشرَ مرات كتب الله له بكل واحدة عشرَ حسناتٍ, ومحا عنه عشرَ سيئاتٍ, ورفَعَ له عشرَ درجاتٍ, وكانت حِرزاً من مكروه, وحِرزاً من الشيطان الرجيم, ولم يحلَّ لذنبٍ أن يُدركه إلا الشركُ, وكان من أفضل الناس عَمَلاً
يَفضلُهُ, يقول أفضلَ مما قال ))
[صحيح الترغيب 477]
267ـ عن أبي أمامة - رضي الله عنه - مرفوعاً:
(( من قال في دُبُرَ صلاة الغَداةِ: (( لا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له, له الملكُ, وله الحمدُ, يحيي ويميت, بيده الخير, وهو على كل شيءٍ قدير ))
مائة مرةٍ وهو ثانٍ رِجليه كان يومئذٍ أفضل أهل الأرض عملاً إلا من قال مثل ما قال أو زاد على ما قال ))
قال الشيخ t:
وقوله (( وهو ثانٍ رجليه )) كنت لا أعمل بها حتى وقفت على هذا الشاهد.. فيه التهليل (مائة) مكان (عشر) والكل جائز لثبوتها].أهـ
[الصحيحة2664/تراجع العلامة 98](5/5)
268ـ عن رجلٍ من الأنصار قال سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول في دبر الصلاة:
(( اللهمَّ اغفِرْ لي, وتُبْ عليَّ إنّكَ أنتَ التوّابُ الغفور [مائة مرة] ))
[الصحيحة 2603]
269ـ وعن أم سلمة x أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول بعد الفجر:
(( اللهمَّ إني أسألكَ علماً نافعاً, وعملاً متقبلاً ورزقاً طيباً))
[هداية الرواة 2432]
270ـ عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( مَنْ سبَّحَ في دُبُرِ صلاةِ الغَداةِ مائةَ تسبيحةٍ, وهللَ مائةَ تهليلةٍ, غُفرتْ لهُ ذنوبُهُ, ولو كانتْ مثل زبدِ البحرِ ))
[صحيح النسائي 1353]
271ـ عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (( خَصْلَتانِ, أو خلَّتانِ, لا يحافظُ عليهما عبدُ مسلمٌ لا دخلَ الجنّةَ, وهما يسيرٌ, ومَن يعملُ بهما قليلٌ: يُسبحُ الله في دُبُرِ كل صلاةٍ عشراً, ويحمدُه
عشراً, ويكبرهُ عشراً, وذلك خمسونَ ومائةٌ باللسان, وألفٌ وخمسمائةٍ في الميزانِ, ويكبرُ أربعاً وثلاثينَ إذا أخذَ مضجعَهُ, ويحمدُ ثلاثاً وثلاثينَ, ويسبحُ ثلاثاً وثلاثينَ, فذلكَ مائةٌ باللّسان, وألفٌ في الميزانِ ))
قال: فلقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعقدُها بيده قالوا: يا رسول الله! كيف هما يسيرٌ ومن يعمل بهما قليلٌ قال:(( يأتي أحَدَكم ـ يعني الشيطانَ في منامِهِ ـ فيُنَوِّمُهُ قبلَ أن يقولَ, ويأتيهِ في صلاتِهِ فيذكرُه حاجتَه قبل أن يقولها ))
[صحيح الكلم 93]
272 ــ وعن عقبة بن عامر - رضي الله عنه - قال:
(( أمرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن أقرأ المعوِّذات (وهي { قُلْ هو الله أحد } و { قُلْ أعوذُ بِربّ الفلق } و { قُلْ أعوذُ بِربّ النّاس } دُبُر كلّ صلاة ))
[الصحيحة645/ 1514]
273ـ عن أبي أمامة الباهلي - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(((5/6)
مَنْ قرأ آيةَ الكرسيِّ في دُبُر كلّ صلاة, لم يحلْ بينه وبينَ دخول الجنّةِ إلا أن يموتُ ))
[الصحيحة 972]
قال الشيخ t :
ولم يثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يرفع يديه بعد الصلاة إذا دعا, وأما دعاء الإمام وتأمين المصلين عليه بعد الصلاة ـ كما هو المعتاد اليوم في كثير من البلاد الإسلامية ـ فبدعة لا أصل لها كما شرح ذلك الإمام الشاطبي في (الاعتصام) شرحاً مفيداً جداً أعرف له نظيراً فليراجع ممن شاء البسط والتفصيل. أهـ
[الضعيفة 6/60]
قال t :
وكان هذا الحديث الضعيف هو أصل ما اعتاده كثير من المصلين في عمان وغيرها, من قولهم دبر كل صلاة: ( يا أرحم الرحمين .. ) ثلاثاً, ولا أصل له في السنة الصحيحة, بل هو مُفوتُ
سنن كثيرة كما هو مشاهد منهم, وصدق من قال من السلف: ما أحدثت بدعة إلا وأميت سنة. أهـ
[الضعيفة 7/182]
صفة عقد التسبيح
274ـ عن عبدِ اللهِ بن عَمْرِو - رضي الله عنه - , قال: رَأَيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يَعْقِدُ التَّسْبِيحَ بِيَمِيِنِه.
275 ـ عن يُسَيْرَةَ بن ياسر - رضي الله عنه - أنَّ النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم - أمَرَهُنَّ أنْ يُرَاعِينَ بِالتَّكْبِيرِ, والتَّقْدِيسِ, والتَّهلِيل, وأنْ يَعقِدْنَ بِالأنَامِلِ, فَإنَّهنَّ مَسئُولاتٌ, مُستنطَقَاتٌ.
[صحيح أبي داود 1502,1501]
قال الشيخ t:
فهذا هو السنة في عدّ الذكر المشروع عدّه, إنما هو باليد, وباليمنى فقط, فالعدّ باليسرى أو باليدين معاً, أو بالحصى كل ذلك خلاف السنة. بل أن السبحة بدعة لم تكن في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - إنما حدثت بعده.أهـ
ولو لم يكن في السبحة إلا سيئة واحدة, وهي أنها قضت على سنة العد بالأصابع أو كادت, مع اتفاقهم على أنها أفضل لكفى! فإني قلما رأى شيخاً يعقد التسبيح بالأنامل!
ثم إن الناس قد تفننوا بهذه البدعة, فترى بعض المنتمين لإحدى(5/7)
الطرق يطوق عنقه بالسبحة!! وبعضهم يعد بها وهو يحدثك أو يستمع حديثك! وآخر ما وقعت عيني عليه في ذلك منذ أيام أنني رأيت رجلاً على دراجة عادية, يسير في بعض الطرق المزدحمة بالناس, وفي إحدى يديه سبحة!! يتظاهرون للناس بأنهم لا يغفلون عن ذكر الله طرفه عين! وكثيراً ما تكون هذه البدعة سبباً لإضاعة ما هو واجب, فقد اتفق لي مراراً ـ وكذا لغيري ـ أنني سلمت على أحدهم, فرد علي السلام بالتلويح بها! دون أن يتلفظ بالسلام! ومفاسد هذه البدعة لا تحصى.أهـ
[الضعيفة 1/185و 192][3/ 48]
الاستعاذةُ والتَّفْلُ في الصلاة
لدفع الوسوسة
276ـ قال عثمان بن أبي العاص - رضي الله عنه - قلت يا رسول الله إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وبين قراءتي يلبسها عليَّ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( ذاك شيطان يقال له: خِنْزبٌ, فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه, واتفُل على يسارك ثلاثاً)) ففعلت ذلك فأذهبه الله عني.
[صفة الصلاة 128]
فضل قراءة القرآن
277 ـ عن عثمان بن عفان - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
(( خيرُكم من تعلّم القرآن وعلَّمه ))
[الصحيحة 1172]
278ـ عن عقبة بن عامر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( لأن يغدو أحدكم كلّ يوم إلى المسجد فيتعلَم آيتين من كتاب الله, خيرٌ له من ناقتين, وأن ثلاثٌ فثلاثٌ مثل أعدادهن ))
[صحيح الترغيب 1418]
279ـ عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( من قَرأ حرفاً من كتابِ الله, فله بهِ حسنةٌ, والحسنةُ بعشرِ أمثالها, لا أقول: الم حرفٌ, ولكن ألفٌ حرفٌ, ولامٌ حرفٌ, وميمٌ حرفٌ ))
[صحيح الترمذي2910]
280 ــ عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهم - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(((5/8)
يُقالُ لصاحبِ القُرآنِ: اقرأ وارقَ, ورتَلْ كما كُنْتَ تُرَتّلُ في الدُّنيا, فإنّ منزلتكَ عندَ آخر آيةٍ[كُنتَ] تَقْرأُ بِها ))
[صحيح الترغيب 1426][الصحيحة 2240]
قال الشيخ t:
واعلم أن المراد بقوله:(( صاحب القرآن )) حافظه عن ظهر قلب على حد قوله - صلى الله عليه وسلم - ((يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله...))
أي أحفظهم, فالتفاضل في درجات الجنة إنما هو على حسب
الحفظ في الدنيا, وليس على حسب قراءته يومئذ واستكثاره منها كما توهم بعضهم, ففيه فضيلة ظاهرة لحافظ القرآن, لكن بشرط أن يكون حفظه لوجه الله تبارك وتعالى, وليس للدنيا والدرهم والدينار, وإلا فقد قال - صلى الله عليه وسلم - :
(( أكثر منافقي أمتي قراؤها )).أهـ
[الصحيحة 5/283، 284]
صفة قراءة النبي - صلى الله عليه وسلم -
281 ـ عن أم سلمة x أنها ذكرت قراءة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
{ بسم الله الرحمنِ الرحيمِ. الحمدُ لله ربِّ العالمين. الرحمنِ الرحيمِ. مَلِكِ يومِ الدينِ } يُقَطَّعُ قِراءتَه آية آية.
[صحيح أبي داود 4001]
قال الشيخ t:
وكذلك كانت قراءته كلها يقف على رؤوس الآي, ولا يصلها بما بعدها, وهذه سنة أعرض عنها جمهور القراء في هذه الأزمان
فضلاً عن غيرهم.أهـ
[ الإرواء 2/62][صفة الصلاة 96]
تحسين الصوت بالقراءة
282 ـ عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
(( ما أذِنَ الله لشيء كمتا أذِنَ لنبي حسنِ الصوت يتغنى
بالقرآن يجهر به ))
[مختصر مسلم 2111]
283 ـ عن البراء بن عازب - رضي الله عنه - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( زينوا القرآنَ بأصواتِكمْ ))
[ صحيح أبي داود 1486]
284 ـ عن سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( ليس منَّا منْ لم يتغنَّ بالقرآنِ ))
[ صحيح أبي داود 1468]
285ـ عن جابر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(((5/9)
إن من أحسن الناس صوت بالقرآن, الذي إذا سمعتموه يقرأ حسبتموه يخشى الله ))
[ صحيح الترغيب 1450]
ما يستحب من الذكر أثناء
القراءة
286ـ عن ابن عباس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا قرأ:
{ سبح اسم ربك الأعلى } قال: (( سبحان ربي الأعلى ))
[صحيح أبي داود 826]
287ـ عن موسى بن أبي عائشة قال: كان رجل يصلي فوق بيته, وكان إذا قرأ:
{ أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى } قال: سبحانك فَبَلَى! فسألوه عن ذلك؟ فقال: سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
[صحيح أبي داود 827]
قال الشيخ t:
وهو مطلق فيشمل القراءة في الصلاة وخارجها, والنافلة والفريضة. أهـ
[صفة الصلاة 105]
إذا مر بآية رحمة أن يسأل الله من فضله
وإذا مر بآية عذاب تعوذ
288ـ قال حذيفة بن اليمان: صليت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ذات ليلة فافتتح
{ البقرة } فقلت: يركع عند المائة, ثم مضى فقلت: يصلى بها في ركعتين, فمضى, فقلت: يركع بها, ثم افتتح { النساء } فقرأها ثم افتتح { آل عمران } فقرأها, يقرأ مترسلاً إذا مر بآية فيها تسبيح سبح, وإذا مر بسؤال سأل, وإذا مر بتعوذ تعوذ, ثم ركع, فقال:
(( سبحان ربي العظيم )) فكان ركوعه نحواً من قيامه, ثم رفع رأسه, فقال: (( سمع الله لمن حمده )) فكان قيامه قريباً من ركوعه, ثم سجد, فجعل يقول: (( سبحان ربي الأعلى )) فكان سجوده قريباً من ركوعه.
[صحيح النسائي 1663](5/10)
قال الشيخ t:
هذا إنما ورد في صلاة الليل كما في حديث حذيفة المذكور, فمقتضى الاتباع الصحيح الوقوف عند الوارد وعدم التوسع بالقياس والرأي, فإنه لو كان ذلك مشروعاً في الفرائض أيضاً لفعله - صلى الله عليه وسلم - , ولو فعله لنقل, بل لكان نقله أولى من نقل ذلك في النوافل كما لا يخفى.
واعلم أنه لا يناقض هذا الذي ذكرته هنا الأصل الذي بنيت عليه شرعية الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - في التشهد الأول, كما ظن بعض إخواننا المجتهدين في خدمة الحديث الشريف ـ جزاه الله خيراً ـ في جملة ما كتب إليّ, وذلك لقيام دليل الفرق هنا, وهو ما أشرت إليه بقولي:
(فإنه لو كان ذلك مشروعاً في الفرائض أيضاً لفعله النبي - صلى الله عليه وسلم - ..) إلخ, وذلك لأن الهمم والدواعي تتوفر على نقل مثله , فلما لم ينقل دل على أنه لم يفعله - صلى الله عليه وسلم - . فوقفنا مع الدليل المانع هنا من الأخذ بالأصل المشار إليه, فظهر أنه لا تناقض والحمد لله, وإنما هو التمسك بالدليل الملزم بالتفريق بين المسألتين. والله أعلم.أهـ
[تمام المنة 185]
دعاء سجود التلاوة
289ـ عن عائشةx قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول في سجود القرآن بالليل, يقول في السجدة مراراً:
(( سجد وَجْهِي للذي خَلَقَهُ, وشَقَّ سمعه وبصره بحَوْلِهِ وقُوَّتِهِ))
[صحيح أبي داود 1273]
290ـ عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: رأيت فيما يرى النائم
كأني تحت شجرة, وكأن الشجرة تقرأ { ص } :فلما أتت على السجدة سجدت, فقالت في سجودها:
(( اللهم اكتب لي بها أجراً, وحطّ عني بها وزراً, وأحدث لي بها شكراً, وتقبلها مني كما تقبلت من عبدك داود سجدته )) فلما أصبحت غدوت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبرته بذلك, فقال - صلى الله عليه وسلم - :
(( سجدت أنت يا أبا سعيد ؟ )) فقلت: لا, قال - صلى الله عليه وسلم - : (( أنتَ كنتَ أحقّ بالسجودِ من الشجرةِ ))(6/1)
فقرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سورة { ص } حتى أتى على السجدة, فقال في سجوده ما قالت الشجرة في سجودها ))
[الصحيحة 2710]
فضل سجود التلاوة
291ـ عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( إذا قرأ ابنُ آدم السجدة فسجد, اعتزل الشيطان يبكي يقول: يا ويلي أُمِرَ ابن آدم بالسجودِ فسجد, فله الجنَّة, وأُمِرْتُ
بالسجود فأبيتُ, فلي النار ))
[صحيح الترغيب 1438]
في كم يختم القرآن
292 ـ عن عبد بن عمرو - رضي الله عنهم - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( في أربعين يوماً, ثم قال: في شهر, ثم قال: في عشرين, ثم قال: في خمس عشرة, ثم قال: في عشر, ثم قال: في سبع [أقرأه في ثلاث][لا يفقه من اقرأ القرآن في أقل من ثلاث]))
[صحيح أبي داود 1258 ,1260 ,1261 ]
قال الشيخ t:
وقوله - صلى الله عليه وسلم - (( من قرأ القران في أقل من ثلاث لم يفقهه )) لا يشكِل على هذا ما ثبت عن السلف مما هو خلاف هذه السنة الصحيحة, فإن الظاهر أنها لم تبلغهم .أهـ
[الصحيحة 5/ 601]
الدعاء عند ختم القرآن
قال الشيخ t:
293ـ وقد جاء في ذلك آثار كثيرة, عن السلف الصالح منها ما رواه ثابت البناني قال: كان أنس - رضي الله عنه - إذا ختم القرآن جمع ولده وأهل بيته فدعا لهم. أخرجه الدارمي بسند صحيح .أهـ
[تحقيق لفتة الكبد 18][مرويات دعاء ختم القران 58]
قال الشيخ t:
ومما لا شك فيه أن التزام دعاء معين بعد ختم القرآن من البدع التي لا تجوز, لعموم الأدلة, كقوله - صلى الله عليه وسلم - :
(( كل بدعة ضلالة, وكل ضلالة في النار )) وهو من البدع التي يسميها الإمام الشاطبي بـ(البدعة الإضافية).أهـ
[الضعيفة 13/ 315]
الأمر بتعاهد القرآن بكثرة التلاوة
294ـ عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
(( إنما مثل صاحب القرآن كمثل الإبل المعلقة, إن عاهد عليها أمسكها, وإن أطلقها ذهبت ))
[(6/2)
مختصر مسلم 2109]
295 ـ وزاد مسلم في رواية:
(( وإذا قام صاحب القرآن فقرأه بالليل والنهار ذكره وإذا لم يقم به نسيه ))
[صحيح الترغيب 1445]
النهي عن قول: نسيت آية كذا
296ـ عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( بئس ما لأحدهم يقول: نسيتُ آية كيتَ وكيتَ, بل هو نُسِّي. استذكروا القرآن, فلهو أشد تَفَصِّياً من صدور الرجال من
النّعم بعُقُلها ))
[مختصر مسلم 2110]
قال الشيخ t:
لأن أصل النسيان الترك, فنهاه أن يقول:(( نسيت آية كذا )) لأن معناه تركت الآية أو قصدت إلى نسيانها, وهذا مما لا يصدر من مسلم, فعلمه - صلى الله عليه وسلم - أن يقول: نُسّيِت, أي أن الله تعالى هو الذي أنساه.أهـ
[مختصر مسلم 556]
صلاة الضحى
297ـ عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( مَن صلّى الغَدَاةَ [الفجر] في جماعةٍ, ثمَّ قعَدَ يذْكرُ اللهَ حتى تطلعَ الشّمسُ, ثمّ صلّى ركعتينِ, كانتْ له كأَجْرِ حَجّةٍ وعُمْرةٍ, تامّةِ تامّةِ تامّةِ ))
[الصحيحة 3403]
298ـ وفي رواية: (( من صلَّى صلاةَ الصبح في جماعةٍ, ثم ثبتَ حتى يسبِّحَ لله سُبحةَ الضحى, كان له كأجرِ حاجًّ ومعتمرٍ, تاماً له حجة وعمرته ))
[صحيح الترغيب 469]
دعاء صلاة الاستخارة
299ـ وعن جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعلِّمُنا الاستخارةَ في الأمورِ كلِّها كما يُعَلِّمُنا السورةَ منَ القرآنِ يقولُ:
(( إذا همَّ أحدُكم بالأمرِ فليركعْ ركعتينِ من غيرِ الفريضةِ ثم ليقُلِ:(( اللهمَّ إني أَستخيُركَ بعِلْمِكَ, وأستقدرُكَ بقُدرتكَ, وأسألُكَ من فضلِكَ العظيم, فإنكَ تقدرُ ولا أقدِر, وتعلمُ ولا أعلمُ, وأنت علامُ الغيوبِ. اللهمَّ إن كنتَ تعلمُ أنَّ هذا الأمرَ ـ(6/3)
ثم تسمِّيه باسمه بعينه ـ خيرٌ لي في ديني ومعاشي, عاجل أمري, وآجله, فاقدُرْه لي, ويسرهُ لي, ثم بارِك لي فيه, وإن كنتَ تعلمُ أن هذا الأمرَ شرُّ لي, في ديني, ومعاشي, وعاقبةِ أمري, فاصرِفْه عنَّي, واصرفني عنه, واقدُرْ لي الخيرَ حيثُ كان, ثم رضِني به))
[مختصر البخاري 579]
النداء لصلاة الكسوف
300ـ عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهم - أنه قال:
((لما كسفت الشمس على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نودي أن الصلاة جامعة ))
[ مختصر البخاري 528]
الذكر والدعاء والاستغفار
عند الكسوف
301ـ عن أبي موسى - رضي الله عنه - , قال خسفت الشمس, فقام النبي - صلى الله عليه وسلم - فزعاً, يخشى أن تكون الساعة! فقام, حتى أتى المسجد, قامَ يُصلي بأطول قيامٍ وركوعٍ وسجودٍ, ما رأيته يفعلُهُ في صلاته قطُّ, ثم قال:
(( أنّ هذه الآيات التي يرسلُ الله, لا تكونُ لموت أحدٍ ولا لحياته, ولكنّ الله يرسلُها, يخوفُ بها عباده, فإذا رأيتم منها شيئاً, فافزعوا إلى ذكره, ودعائه, واستغفاره ))
[صحيح النسائي 1502]
صلاة الكسوف
قال الشيخ t:
ثم بدا لي أن أجمع مما صح من الأحاديث خلاصة وافية نافعة في صلاته - صلى الله عليه وسلم - للكسوف, وما رأى فيها من العبر والآيات, وما خطب بعدها من النصائح والعظات, وأكثرها مما تقدم في تلك الأحاديث, وسائرها مما جاء في بعض طرقها.
فأوردها هنا تتميماً للفائدة, ولقد رأيت أن هذا الجمع والتلخيص, واجب علي بعد أن يسر الله السبيل إليه, لما في ذلك من الإعانة على معرفة هذه السنة, والعمل بها, وإحيائها بعد أن كادت أن تنسى حتى من أهل العلم والصلاح, وشجعني على
ذلك أنني ـ فيما علمت ـ لم أسبق إليه, فلله تعالى وحده الحمد
والشكر ومنه أرجو المزيد من التوفيق والفضل.
302ـ أولاً كسوف الشمس وفزعه - صلى الله عليه وسلم - :(6/4)
عن عائشة xزوج النبي - صلى الله عليه وسلم - قالت: ركب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غداة يوم مات إبراهيم - عليه السلام - فخسفت الشمس فأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من مركبه سريعاً ـ وذلك ضحى ـ فمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين ظهراني الحجر, فخرج فزعاً, فأخطأ بدرع حتى أدرك بردائه, فخرج يجرُّ رداءه, يخشى أن تكون الساعة, فأتى المسجد حتى انتهى إلى مصلاه الذي كان يصلي فيه, وقال الناس: إنما كسفت الشمس لموت إبراهيم! فبعث - صلى الله عليه وسلم - منادياً, فنادى: الصلاة جامعة, وثاب الناس إليه, واصطفوا وراءه, وخرجت نسوة بين ظهري الحجر في المسجد ,واجتمع إليهن نساء, فصلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأصحابه:
ثانياً: ابتداء الصلاة
بدأ - صلى الله عليه وسلم - فكبر, وكبر الناس, ثم افتتح القرآن, فقرأ قراءة طولية , فجهر فيها, وقام قياماً طويلاً جداً نحواً من سورة { البقرة } حتى قيل: لا يركع, وجعل أصحابه يخرُّون.
وقالت أسماء أتيت عائشة فإذا الناس قيام, وإذا هي تصلي. فقلت: ما شأن الناس يصلون؟ فأشارت برأسها إلى السماء,
فقلت: أية؟ قالت نعم فأطال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - القيام جداً حتى تجلاني الغشي, فأخذت قربة من ماء إلى جنبي, فجعلت أصب على رأسي من الماء, قالت: فأطال القيام حتى رأيتني أريد أن أجلس , ثم ألتفت إلى المرأة التي هي أكبر مني, والمرأة التي هي أسقم مني, فأقول: أنا أحق أن أصبر علة طول القيام منك.
* الركوع الأول:
ثم ركع - صلى الله عليه وسلم - مكبراً, فأطال الركوع جداً , حتى قيل: لا يرفع وركع نحواً مما قام.(6/5)
ثم رفع رأسه من الركوع فقال: (( سمع الله لمن حمده, ربنا ولك الحمد )) فقام كما هو, ولم يسجد, فأطال القيام جداً, حتى قيل : لا يركع, وهو دون القيام الأول, وقرأ قراءة طويلة هي أدنى من القراءة الأولى, وأطال ,حتى لو جاء إنسان بعد ما ركع لم يكن علم أنه ركع ـ ما حدث نفسه أنه ركع من طول القيام.
* الركوع الثاني:
ثم ركع مكبراً, فأطال الركوع جداً , حتى قيل: لا يرفع, وهو دون الركوع الأول.
ثم رفع رأسه فقال: (( سمع الله لمن حمده, ربنا ولك الحمد )) فأطال القيام, حتى قيل: لا يسجد ورفع يديه فجعل يسبح ويحمد
ويهلل ويكبر ويدعو.
* السجود الأول:
ثم كبر - صلى الله عليه وسلم - فسجد سجوداً طويلاً مثل ركوعه, حتى قيل: لا يرفع, وقالت عائشة: ما ركعت ركوعاً قط, ولا سجدت سجوداً قط, كان أطول منه.
ثم كبر, ورفع رأسه وجلس, فأطال الجلوس, حتى قيل: لا يسجد.
* السجود الثاني:
ثم كبر, فسجد, فأطال السجود, وهو دون السجود الأول.
* الركعة الثانية:
ثم كبر, ورفع، فقام قياماً طويلاً، هو دون القيام الثاني من الركعة الأولى, وقراءة طويلة، وهي أدني من القراءة في القيام الثاني.
* الركوع الأول:
ثم كبر، فركع، فأطال الركوع، وهو دون الركوع الأول. ثم كبر، فرفع رأسه، فقال: (( سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد )) فأطال القيام , وهو دون القيام الأول، ثم قرأ قراءة طويلة, هي أدنى من القراءة الأولى.
*الركوع الثاني:
[ثم كبر فركع, فأطال الركوع, وهو دون الركوع الأول], ثم رفع رأسه فقال:(( سمع الله لمن حمده, ربنا ولك الحمد )) فأطال القيام، حتى قيل: لا يسجد ثم تأخر, وتأخرت الصفوف خلف حتى انتهت إلى النساء, ثم تقدم وتقدمت الصفوف حتى قام في مقامه:
* [السجود الأول والثاني](6/6)
ثم كبر, فسجد مثلما سجد في الركعة الأولى، إلا أنه أدنى منه, وجعل يبكي في آخر سجوده وينفح: أف أف، ويقول: (( رب ألم تعدني ألا تعذبهم وأنا فيهم ؟ رب ألم تعدني ألا تعذبهم وهم يستغفرون ؟ ونحن نستغفرك ))
* التسليم:
ثم تشهد، ثم سلم، وقد تجلت الشمس، واستكمل أربع ركعات في أربع سجدات.
ثالثاً: الخطبة على المنبر:
فلما انصرف رقى المنبر: فخطب الناس، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: (( أما بعد: أيها الناس إن أهل الجاهلية كانوا يقولون: إن الشمس والقمر لا يخسفان إلا لموت عظيم، وإنهما
آيتان من آيات الله لا ينخسفان إلا لموت أحد ولا لحياته, ولكن يخوف الله به عباده فإذا رأيتم شيئاً من ذلك، فافزعوا إلى ذكر ودعائه واستغفاره وإلى الصدقة والعتاقة والصلاة في المساجد، حتى تنجلي.
يا أمة محمد!إن من أحد أغير من الله أن يزني عبده أو تزني أمته.يا أمة محمد والله لو تعلمون ما أعلم لبكيتم كثيراً ولضحكتم قليلاً )) ثم رفع يديه فقال:
(( ألا هل بلغت؟! إنه عرض علي كل شيء تولجونه , فعرضت علي الجنة, وذلك حين رأيتموني تقدمت حتى قمت في مقامي , ولقد مددت يدي وأنا أريد أن أتناول من ثمرها, لتنظروا إليه, ثم بدا لي ألا أفعل, ولو أخذته ,لأكتم منه ما بقيت الدنيا.
ولقد عرضت على النار، وذلك حين رأيتموني تأخرت مخافة أن يصيبني من لفحها, فجعلت أنفخ ,خشية أن يغشاكم حرهاً. ولقد رأيت جهنم يحطم بعضها بعضاً فلم أر منظراً كاليوم قط أفظع ورأيت أكثر أهلها النساء )) قالوا: لم يا رسول الله ؟ قال:
(( لكفرهن )) قيل أيكفرن بالله؟ قال: (( يكفرن العشير, ويكفرن الإحسان, لو أحسنت إلى إحداهن الدهر كله, ثم رأت منك شيئاً قالت: ما رأيت منك خيراً قط!!
ورأيت فيها امرأة من بني إسرائيل طويلة سوداء تُعذب في هرة لها ربطتها, فلم تطعمها ولم تسقها, ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض حتى ماتت جوهاً, فلقد رأيتها تنهشها إذا أقبلت, وإذا ولت , تنهش أليتها.(6/7)
ورأيت فيها سارق بدنتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
ورأيت صاحب المحجن أبا ثمامة عمرو بن مالك بن لحي ـ وهو الذي سيب السوائب ـ يجر قُصبه في النار, كان يسرق الحاج, فإن فطن له قال: إنما تعلق بمحجني! وإن غفل عنه ذهب به!
وإنه قد أوحي إلي أنكم تفتنون في القبور كفتنة المسيح الدجال فيؤتى أحدكم فيقال: ما علمك بهذا الرجل؟ فأما المؤمن أو ـ الموقن ـ فيقول:
هو محمد هو رسول الله جاءنا بالبينات والهدى, فأجبنا واطعنا (ثلاث مرار) فيقال له : نم, قد كنا نعلم أنك نؤمن به, فنم صالحاً هذا مقعدك من الجنة. فأما المنافق ـ أو المرتاب ـ (الشك فيه وفيما قبله من بعض الرواة) فيقول:
لا أدي سمعت الناس يقولون شيئاً فقلت! فيقال له: أجل، على الشك عشت وعليه مت، هذا مقعدك من النار ))
ثم أمرهم - صلى الله عليه وسلم - أن يتعوذوا من عذاب القبر قالت عائشة: فكان
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد ذلك يتعوذ من عذاب النار وعذاب القبر.
[صفة صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم - لصلاة الكسوف108, 117]
فضل الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم -
303ـ وعن أبي بكر - رضي الله عنه - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( أكثروا الصلاة علي, فإن الله وكَّل بي مَلَكاً عِندَ قبري, فإذا صلى عَلَيَّ رجل من أمتي قال لي ذلك الملك: يا محمد إنَّ فلانَ بن فلانَ صلى عليك الساعة))
[الصحيحة 1530]
304ـ عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - مرفوعاً:
(( منّ صلَّى عليَّ صلاة صلَّى الله عليه بها عشراً ))
[الصحيحة 1407]
305ـ عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( ما مِنْ أحَدٍ يُسلِّمُ عليَّ, إلا رَدَّ الله عليَّ رُوحي حتَّى أرُدّ عليهِ السَّلامَ ))
[الصحيحة 2266]
306ـ عن الحسين بن علي - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - :
(( البخيلُ منْ ذُكرتُ عنده, فلمْ يصلِّ عليَّ ))
[صحيح الجامع 2878](6/8)
307ـ عن جعفر عن أبيه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
(( من ينسى الصلاة عليَّ خطىء أبواب الجنّة ))
[تخريج فضل الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - 41]
308ـ عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( مَن ذُكِرْتُ عندْهُ, فَنسِيَ الصَّلاةَ عليَّ, خَطِىءَ بهِ طريقُ الجنَّةِ))
[الصحيحة 2337]
309ـ عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( مَن صلّى عليّ مرةً واحدةً, كتبَ اللهُ له بها عشْرَ حَسَناتٍ ))
[الصحيحة 74]
310ـ عن سعيد بن عمير الأنصاري عن أبيه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (( مَنْ صلّى عليَّ من أمَّتي صلاةً مخلصاً من قلبه, صلى اللهُ بها عشْرَ صَلَواتٍ, ورفعَه بها عشرَ درجَاتٍ, وكتبَ له بها عشْرَ حَسَناتٍ, ومحا عنْه عشرَ سيئاتٍ ))
[الصحيحة 3360]
وجوب ذكر الله والصلاة على
النبي - صلى الله عليه وسلم - في كل مجلس
311ـ عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( ما جَلَسَ قومٌ مجلِساً لم يذْكُروا الله فيهِ, ولم يُصَلُّوا على نبيهِم, إلا كانَ عليهِمْ تِرَةً فإنْ شاءَ عذَّبَهُم, وإنْ شاءَ غَفَرَ لهم )) [الصحيحة 74 و 3359 ]
312ـ عن أبي هريرة مرفوعاً:
(( ما قعد قومُ مقعداً لم يذكروا فيه الله عز وجل ويصلُّوا على النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا كان عليهم حسرةً يوم القيامة, وإن دخلوا الجنة للثواب ))
[الصحيحة 76]
الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - بين
يدي الدعاء
313ـ عن على - رضي الله عنه - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( كُلُّ دُعاءٍ محجُوبٌ حَتى يُصَلَّى على النبي - صلى الله عليه وسلم - ))
[الصحيحة 2035](6/9)
314ـ وعن فضالة بن عبيد - رضي الله عنه - قال: بينما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قاعدٌ إذ دخل رجلٌ فصلَّى فقال: اللهم اغفر لي وارحمني, فقال: رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( عَجِلْتَ أيها المصلِّي! إذا صليت فقعدت فاحمد الله بما هو أهله, وصلِّ علىِّ, ثم ادعُهُ ))
قال: ثم صلى رجل آخر بعد ذلك, فحمد الله وصلى على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - :
(( أيها المصلِّي! ادْعُ تُجَبْ ))
[صحيح الترغيب 1643]
الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم -
يوم الجمعة
315 ـ وعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( أكثروا الصلاة عليَّ يوم الجمعة وليلةَ الجمعة, فمنْ صلَّى عليَّ صلاة صلَّى الله عليه عشراً ))
[الصحيحة 1407]
316 ـ عن أوس بن أوس - رضي الله عنه - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( أكثرُوا علي من الصلاةِ يومَ الجمعةِ, فإنَّ صلاتَكم معروضةٌ عليَّ. قالوا كيف تعرض عليك وقد أرمت؟ قال إن الله تعالى حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء ))
[الصحيحة1527]
خطبة الحاجة
317ـ (( إنّ الحمد لله نحمدُه ونستعينه, ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسناً, ومن سيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مُضلّ له, ومن يُضلل فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمداً عبدُه ورسولُه.
{ يا أيها الذينَ آمنوا اتقوا الله حقَّ تُقَاتِه ولا تموتنَّ إلا وأنتم مسلمون }
{ يا أيها الناس اتقوا ربكمُ الذي خلقكُمَ من نفسٍ واحدةٍ وخلَقَ منها زوجها وبثَّ منهما رجالاً كثيراً ونساءً واتقوا الله الذي
تساءلُون به والأرحام إنّ الله كان عليكم رقيباً }
{ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسولَهُ فقدْ فاز فوزاً عظيماً }
أما بعد:(6/10)
فإن خيرَ الحديثِ كتابُ الله, وخيرَ الهدْيِ هديُ محمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - وشرّ الأمُورِ محُدثاتِها, وكُلّ مُحدثةٍ بِدعةٌ وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ, وكلَّ ضلالةٍ في النار )).
قال الشيخ t:
خطبة الحاجة التي كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعلمها أصحابه , والتي تشرع
بين يدي كل خطبة وخاصة خطبة الجمعة .أهـ
وقال t:
المعروف أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يذكر اسمه الشريف في الشهادة في الخطبة, وأما أنه كان - صلى الله عليه وسلم - يأتي بالصلاة عليه - صلى الله عليه وسلم - فمما لا أعرفه في حديث صحيح .أهـ
[الأجوبة النافعة 96 , 97][خطبة الحاجة30,7,6] [تمام المنة 334،335]
قال الشيخ t:
ولا يفوتني التنبيه على أن لفظ (نستهديه) زيادةٌ لا أصل لها
في شيء من طرق الحديث. وهذه الزيادة أسمعها كثيراً من بعض
الخطباء, ولذلك لزم التنبيه عليها لأن الأذكار والأوراد توقيفية كما هو معلوم من السنة عند أهل السنة.أهـ
[النصيحة 88]
318 ـ عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( كل خطبة ليس فيها تشهد فهي كاليد الجَذْماء ))
قال t :
وأنا أظن أن المراد بالتشهد في هذا الحديث إنما هو خطبة التي كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعلمها أصحابه (( إن الحمد لله نحمده, ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن..))
ودليلي على ذلك حديث جابر بلفظ:
(( كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقوم فيخطب فيحمد الله ويثني عليه بما هو أهله ويقول: من يهده الله ، فلا مضل له, ومن يضلل فلا هادي له إن خير الحديث كتاب الله .. )) الحديث
وفي رواية عنه بلفظ:
(( كان يقول في خطبته بعد التشهد: إن أحسن الحديث كتاب الله.. )) الحديث رواه أحمد وغيره.
فقد أشار في هذا اللفظ إلى أن ما في اللفظ الأول قبيل (( إن خير
الحديث..)) هو التشهد, وهو وإن لم يذكر فيه صراحة, فقد أشار(6/11)
إليه بقوله فيه: (( فيحمد الله ويثني عليه..))
وقد تبين في أحاديث أخر في خطبة الحاجة أن الثناء علية تعالى كان يتضمن الشهادتين, ولذلك قلنا: إن التشهد في هذا الحديث إشارة إلى التشهد المذكور في خطبة الحاجة, فهو يتفق مع اللفظ الثاني في الحديث جابر في الإشارة إلى ذلك, وقد تكلمت عليه في: (خطبة الحاجة) فليراجعه من شاء.
وقوله ((كاليد الجذماء )) أي: المقطوعة والجذم سرعة القطع. يعني: أن كل خطبة لم يؤت فيها بالحمد والثناء على الله فهي كاليد المقطوعة التي لا فائدة بها. مناوي.
قلت:
ولعل هذا هو السبب أو على الأقل من أسباب عدم حصول الفائدة من كثير من الدروس والمحاضرات التي تلقى على الطلاب أنها لا تفتتح بالتشهد المذكور, مع حرص النبي - صلى الله عليه وسلم - البالغ على تعليمه أصحابه إياه, كما شرحته في الرسالة المشار إليها, فلعل هذا الحديث يذكر الخطباء بتدارك ما فاتهم لهذه السنة التي طالما نبهنا عليها في مقدمة هذه السلسلة وغيرها .أهـ
[الصحيحة 326، 327]
قراءة سورة الكهف
يوم الجمعة
319 ـ عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
(( من قرأ سورةَ { الكهف } في يومِ الجمعةِ, أضاء له من النور ما بين الجمعتين ))
[صحيح الترغيب 736]
320ـ عن أبي سعيد - رضي الله عنه - موقوفاً:
(( من قرأ سورةَ { الكهف } ليلةَ الجمعة, أضاء له من النور ما بينه وبين البيتِ العتيقِ))
[صحيح الترغيب 736]
الدعاء في آخر ساعة
يوم الجمعة
321ـ عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
(( التمِسوا الساعةَ التي ترُجَى في يومِ الجمعةِ, بَعدَ صلاة العصرِ, إلى غَيبويةِ الشمسِ ))
[صحيح الترمذي 489]
322ـ عن جابر - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
(((6/12)
يومُ الجمعةِ ثِنْتَا عَشرةَ ساعة, لا يُوجَدُ فيها عبدُ مُسلمٌ يسألُ الله عزّ وجلّ شيئاً, إلا آتاهُ إياه, فالتمِسُوها آخرَ ساعةٍ بعدَ صلاة العصر )) [صحيح أبي داود 1048](6/13)
قال الشيخ t :
وقد صح اتفاق الصحابة أنها آخر ساعة من يوم الجمعة, فلا يجوز مخالفتهم.أهـ
[صحيح الترغيب 1/441][الضعيفة 13/846]
دعاء ليلة القدر
323ـ وعن عائشةxقالت قلت: يا رسول الله أرأيت إن علمت أي ليلة, ليلة القدر, ما أقول فيها؟ قال:
(( قُولي اللهمَّ إنّك عفوُّ تحبُّ العفْوَ, فاعْفُ عنِّي ))
[الصحيحة 3337]
صفة صلاة الاستسقاء
324ـ عن عبد الله بن زيد - رضي الله عنه - أنه قال: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالناس إلى المصلى يستسقي, فصلى بهم ركعتين, جهر فيهما بالقراءة, واستقبل القبلة يدعو، ويرفع يديه, وحول رداءة حين استقبل القبلة.
[متفق عليه]
قال الشيخ t:
صلاة الاستسقاء سنه فعلها النبي - صلى الله عليه وسلم - غير مرة وبين يديها خطبة , ودعاء وتضرع ,فإن أقتصر على الدعاء جاز , ولكن ما
ذكر من الخطبة والصلاة منه أفضل هذا الذي يتحصل من الأحاديث الواردة في هذه الباب والله تبارك وتعالى أعلم.أهـ
[الضعيفة 12/298]
دعاء الاستسقاء
325 ـ وعن جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - :
(( اللهمَّ اسقنا غيثاً مُغِيثاً مَرِيئاً, نافعاً غير ضارَّ, عاجلاً غير آجل)) قال:فأطبقت عليهم السماء.
[صحيح أبي داود 1060]
326ـ وعن عائشةxقالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( إنكم شكوتم جَدْبَ دياركم, واستئخارَ المطرِ عن إبّانِ زمانه عنكم, وقد أمركم الله سبحانه أن تدعوه, ووعدكم أن يستجيب لكم )) ثم قال:
(( { الحمد لله ربِّ العالمين. الرحمن الرحيم. مَلِك يوم الدين } لا إله إلا الله, يفعل ما يريد, اللهمَّ أنت الله لا إله إلا أنت,أنت الغَنيُّ ونحن الفقراء, أنزلْ علينا الغيثَ, واجعل ما أنزلت لنا قُوّةً وبلاغاً إلى حين ))
ثم رفع يديه, فلم يزل في الرفع, حتى بدا بياض إبطيه, ثم حول إلى الناس ظهره , قلب ـ أو حول ـ رداءه وهو رافع يديه,(7/1)
ثم أقبل على الناس ونزل, فصلى ركعتين, فأنشأ الله سحابة, فرعدت وبرقت, ثم أمطرت بإذن الله, فلم يأت مسجده حتى سالت السيول, فلما رأى سرعتهم إلى الكِنِّ ضحك - صلى الله عليه وسلم - حتى بدت نواجذه, فقال:
(( أشهد أن الله على كل شيء قدير, وأني عبد الله ورسوله ))
[صحيح أبي داود 1064][صحيح الموارد 500]
327ـ عن أنس - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رفع يديه ثم قال :
(( اللهمَّ أغثنا, اللهمَّ أغثنا , اللهمَّ أغثنا ))
[مختصر البخاري 476]
328 ـ عن عمر بن شعيب عن أبيه عن جده قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا استَسقى قالَ:
(( اللَّهمَّ اسقِ عِبادكَ وبهائمكَ, وانشر رحمَتَك, وأَحْيي بَلَدَكَ الَمِّيتَ ))
[صحيح أبي داود 1067]
الدعاء عند الريح
329ـ قال أبي هريرة - رضي الله عنه - : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:
(( الريحُ من روحِ الله, تأتي بالرحمة, وتأتي بالعذابِ, فإذا رأيتموها فلا تَسُبُّوها, واسألوا الله خيرها, واستعيذُوا بالله من شرِّها )) [الصحيحة 2756]
330ـ قالت عائشةxأن النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا عصفتِ الريحُ قال:
(( اللهمَّ إني أسألكَ خيرها, وخير ما فيها, وخيرَ ما أرسلتْ به, وأعوذ بكَ من شرها, وشرِّ ما فيها, وشرِّ ما أرسلتْ به))
[مختصر مسلم 449]
331ـ وعن عائشةxأن النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا رأى ناشئاً في أفقِ السماءِ تركَ العملَ وإن كان في صلاةٍ (أي: دعاء)ثم يقولُ:
(( اللهمَّ إني أعوذُ بك من شرّها )) فإن مطرَ قال:(( اللهمَّ صَيِّباً هَنيئاً ))
[صحيح الكلم الطيب 128][الصحيحة 2757]
332ـ وعن أنس - رضي الله عنه - قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا هاجت ريح شديدة قال:
(( اللهمَّ إني أسألُكَ من خيرِ ما أرسلتْ به, وأعوذ بك
من شرّ ما أرسلتْ به ))
[الصحيحة 2757](7/2)
333ـ عن سلمة بن الأكوع - رضي الله عنه - قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا اشتدَّت الرِّيحُ قالَ:
(( اللَّهمَّ لَقَحاً لا عَقيماً ))
[صحيح الجامع 4670]
النهي عن سب الريح
334ـ عن ابن عباس أن رجلاً نازعته الريح رداءه على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - فلعنها, فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - :
(( لا تلعن الريح فإنها مأمورة وإنه من لعن شيئاً ليس له بأهل
رجعت اللعنة عليه ))
[الصحيحة 528]
335ـ عن أبي بن كعب - رضي الله عنه - مرفوعاً:
(( لا تسبوا الريحَ فإذا رأيتُم ما تكرهونَ فقولوا: اللهم إنا نسألُك مِنْ خير هذه الريحِ, وخير ما فيها, وخير ما أمرتْ به, ونعوذُ بكَ من شرّ هذه الريح,ِ وشرّ ما فيها وشرّ ما أمرت به ))
[الصحيحة 2756]
الدعاء عند الرعد
336 ـ كان عبد الله بن الزبير - رضي الله عنه - إذا سمع الرَّعد ترك الحديث وقال: سبحان الذي { يُسبِّح الرَّعد بحمده والملائكة مِن خيفتِه } [الرعد: 13][صحيح الكلم 129][صحيح الأدب المفرد 723]
الدعاء عند نزول المطر
337ـ عن عائشة xأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كانَ إذا رأَى المطر قال:
(( اللهمَّ اجعله صَيِّباً نافعاً ))
[مختصر البخاري 515][صحيح النسائي 1522]
الدعاء وقت المطر إذا
خيف منه الضرر
338ـ عن أنس - رضي الله عنه - قال: أصاب الناس سنةٌ (وفي رواية: قحط) على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - فبينما النبي - صلى الله عليه وسلم - يخطب على المنبر قائماً في يوم الجمعة قام (وفي رواية: دخل) أعرابي من أهل البدو من باب كان وجاه المنبر ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - قائم فقال: يا رسول الله! هلك المال وجاع العيال, فادع الله لنا أن يسقينا, فرفع يديه يدعو حتى رأيت بياض إبطيه:
(((7/3)
اللهم أغثنا اللهم أغثنا اللهم أغثنا )) ورفع الناس أيديهم معه يدعون قال أنس - رضي الله عنه - : ولا والله ما نرى في السماء من سحاب ولا قزعة ولا شيئاً وما بيننا وبين سلْع من بيت ولا دار قال: فطلعت من ورائه سحابة مثل التُرس, فلما توسطت السماء انتشرت ثم أمطرت, فوالذي نفسي بيده ما وضعها حتى ثار السحاب أمثال الجبال ثم, لم ينزل عن منبره حتى رأيت المطر يتحادرُ على لحيته - صلى الله عليه وسلم - ونزل عن المنبر فصلى فخرجنا نخوض الماء حتى أتينا منازلنا (وفي رواية: حتى ما كاد الرجل يصل إلى منزله) فمطرنا يومنا ذلك, ومن الغد وبعد الغد والذي يليه حتى الجمعة الأخرى ما تُقْلع حتى سالت مثاعب الدينة (وفي رواية: فلا والله ما رأينا الشمس ستاً ) وقام ذلك الأعرابي أو غيره (وفي رواية: ثم
دخل رجل, من ذلك الباب في الجمعة المقبلة ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - قام يخطب, فاستقبله قائماً) فقال: يا رسول الله! تهدم البناء (وفي رواية: تهدمت البيوت وتقطعت السبل وهلكت الواشي) فادع الله يحبسه لنا فتبسم النبي - صلى الله عليه وسلم - فرفع النبي - صلى الله عليه وسلم - يده فقال:
(( اللهم حوالينا ولا علينا, اللهم على رؤوس الجبال الآكام والظِّراب وبطون الأودية ومنابت الشجر )) فما جعل يشير إلى ناحية من السحاب إلا انفرجت وخرجنا نمشي في الشمس يريهم الله كرامة نبيه - صلى الله عليه وسلم - وإجابة دعوته وسال الوادي شهراً ولم يجئ أحد من ناحية إلا حدث بالجود.
[مختصر البخاري 476]
ما يفعل عند نزول المطر
339ـ عن أنس - رضي الله عنه - : أصابنا ونحن مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مطر. قال: فحسَرََ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثوبَه حتى أصابه من المطر فقلنا: يا رسولَ الله لمَ صَنَعْتَ هذا؟ قال:
((لأنه حديثُ عهْد بربِّهِ ))
[مختصر مسلم 448]
الذكر بعد نزول المغيث(7/4)
340ـ عن زيد بن خالد قال - رضي الله عنه - صلَّى لنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة
الصبحِ بالحديبية على إثْرْ سماءٍ كانت من الليلة, فلما انصرف النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - أقبلَ على الناسِ بوجهه, فقال:
(( هل تدرون ماذا قال ربكم؟ )) قالوا: الله ورسولُه أعلمُ, قال الله: (( أصبحَ من عبادي مؤمنٌ بي وكافرٌ بي فأمَّا مَن قالَ: مُطِرنا بفضلِ الله وبرزق الله ورحمته فذلكَ مؤمنٌ بي, كافرٌ بالكوكَبِ وأمَّا مَن قال: مُطِرْنا بنوءِ كذا وكذا, فذلك كافرٌ بي ومؤمنٌ بالكوكب ))
[مختصر البخاري520]
الدعاء عند رؤية الهلال
341ـ عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنه - قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا رأى الهلال قال:
(( الله أكبرُ, اللهمَّ أهله علينا بالأمن, والإيمان, والسلامة والإسلام.. ربنا وربك الله))
[تراجع العلامة/صحيح موارد الظمآن صحيح لغيره إلا جملة التوفيق2374/الصحيحة 1816]
342ـ عن طلحة بن عبيد الله - رضي الله عنه - قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا رأى الهلال قال:
(( اللهمَّ أهله علينا بالُيمن, والإيمان, والسلامةِ والإسلام, ربي وربُّكَ الله ))
[الصحيحة 1816]
الاستعاذة عند روية القمر
343ـ عن عائشة xأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخذ بيدها, فأشار بها إلى القمر, فقال:
((استعيذي باللهِ من هذا [يعني: القمر],فإنَّهُ الغاسقُ إذا وَقَبَ ))
قال الشيخ t:
في الحديث دلالة على جواز الإشارة باليد إلى القمر, خلافاً
لما نقل عن بعض المشايخ من كراهة ذلك, والحديث يردُّ عليه .أهـ
[الصحيحة 372]
النهي عن سب الديك
344ـ عن زيد بن خالد - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( لا تسبوا الديك فإنه يوقظ للصلاة ))
[صحيح أبي داود 5101]
الدعاء عند سماع صياح
الديك بالليل
345ـ وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - :
(((7/5)
إذا سمعتُم صياحَ الدِّيَكة بالليلِ, فسألوا اللهَ تعالى من فضلهِ, ورغبُوا إِليه, فإنها رأتْ ملَكاً))
[الصحيحة3183]
الاستعاذة عند سماع نباح الكلاب
ونهيق الحمير بالليل
346ـ وعن جابر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( أقلوا الخروج بعد هدوء, فإن لله دواب يبثهنَّ, فمن سمع نُبَاحَ الكلابِ, ونهيق الحمير بالليل, فتعوَّذوا بالله من الشيطان
الرجيم, فإنهن يَرَيْنَ ما لا تَرَوْنَ))
[صحيح أبي داود 5103][ صحيح الأدب المفرد 937]
347 ـ وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - :
(( إذا سمعتُم نهيقَ الحمارِ بالليلِ, فتعوذَّوا باللهِ من الشيطانِ, فإنهُ رأى شيطاناً))
[الصحيحة 3183]
إفشاء السلام
348 ـ عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنه قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( لا تدخلونَ الجنَّةَ حتى تُؤمنوا, ولا تُؤمِنُوا حتى تحابوا, أفلا أدُلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشُوا السَّلامَ بينَكم ))
[مختصر مسلم 42]
349ـ عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهم - أن رجلاً سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - أي الإسلام خير؟ قال:
(( تُطعمُ الطعامَ, وتقرأُ السلامَ على من عرفتَ ومن لم تعرفْ ))
[مختصر مسلم 63][مختصر البخاري 9]
350 ـ وقال عمار بن ياسر - رضي الله عنه - :
ثلاثُ مَنْ جمعهنَّ فقدْ جمعَ الإيمان: الإنصافُ منْ نفسكَ, وبذلُ السلام للعَالَم, والإنفاقُ منَ الإقتار.
[صحيح الكلم الطيب 155]
قال الشيخ t :
قال ابن كثير في تفسيره:
(( أن الرد واجب على من سُلّم عليه, فيأثم إن لم يفعل, لأنه خالف أمر الله في قوله { فحيوا بأحسن منها أو ردوها } ))
قلت:(7/6)
ولم يتعرض لحكم الابتداء بالسلام, وقد ذكر القرطبي في [تفسيره 5/298] إجماع العلماء أيضاً على أنه سنة مرغب فيها, وفي صحة هذا الإطلاق نظر عندي, لأنه يعني أنه لو التقى مسلمان فلم يبدأ أحدهما أخاه بالسلام, وإنما بالكلام ـ أنه لا إثم عليهما! وفي ذلك ما لا يخفى من مخالفة الأحاديث الكثيرة التي تأمر بالسلام وإفشائه, وبأنه من حق المسلم على المسلم أن يسلم عليه إذا لقيه, وأن أبخل الناس الذي يبخل بالسلام, إلى غير ذلك من النصوص التي تؤكد الوجوب.
بل وزاد ذلك تأكيدا أنه نظم من يكون البادئ بالسلام في
بعض الأحول فقال: (( يسلم الراكب على الماشي, والماشي على القاعد, والقليل على الكثير, والصغير على الكبير )) .أهـ
[صحيح الأدب المفرد 423]
صفة إلقاء السلام
351ـ قال عمران بن حصين - رضي الله عنه - جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: السلام عليه يا رسول الله, فردَّ عليه السلام ثم جلس, فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - (( عشر )) ثم جاء آخر فقال: السلام علكم ورحمة الله فرد عليه فجلس فقال (( عشرون )) ثم جاء آخر فقال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فرد عليه فجلس فقال - صلى الله عليه وسلم - (( ثلاثون ))
[صحيح أبي داود 5195]
صفة رد السلام
352ـ عن زيد بن أرقم - رضي الله عنه - قال كنا إذا سلم النبي - صلى الله عليه وسلم - علينا قلنا: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرتة.
[الصحيحة 1449]
تسليم الراكب على الماشي
والقليل على الكثير
353 ـ عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:(( يسلم الصغير على الكبير, والراكب على الماشي, والمار على القاعد, والقليل على(7/7)
الكثير ))
[ مختصر البخاري 2397]
354ـ عن أبي الزبير أنه سمع جابر - رضي الله عنه - يقول:
يسلم الراكب على الماشي, والماشي على القاعد, والماشيان أيهما يبدأ بالسلام فهو أفضل.
[الصحيحة 1146قال الشيخ وله حكم المرفوع ].أهـ
355ـ عن زيد بن أسلم - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
(( يسلم الراكب على الماشي, وإذا سلم من القوم أحد أجزأ عنهم))
[الصحيحة 1148]
356ـ عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - ـ رفعه ـ قال:
(( يُجزئُ عن الجماعةِ إذا مرُّوا أن يسلَّم أحدُهُمْ, ويُجزئُ عن الجلوسِ أن يردَّ أحدُهُمْ ))
[صحيح أبي داود 5210]
إلقاء السلام في كل لقاء
357ـ عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال:
(( إذا لقي أحدكُمْ أخاهُ فليسلَّم عليهِ, فإن حالت بينهما شجرةٌ أو جدارٌ أو حجرٌ, ثم لقيهُ, فلْيسلَّم عليهِ أيضاً ))
[صحيح أبي داود 5200 صحيح موقوفاً وصح مرفوعاً][الصحيحة 186]
358ـ عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: كنا إذا كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتفرق بينناً شجرة فتنطلق طائفة منهم عن يمينها, وطائفة عن شمالها, فإذا التقوا سلَّم بعضهم على بعض.
[صحيح الأدب المفرد 773]
السلام عند القيام
من المجلس
359ـ ـ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( إذا انتهى أحدكم إلى المجلس فليسلم, فإن بدا له أن يجلس فليجلس, ثم إذا قام فليسلم, فليست الأولى بأحق من الآخرة ))
[صحيح أبي داود 5208]
قال الشيخ t :
والسلام عند القيام من المجلس أدب متروك في بعد البلاد, وأحق من يقوم بإحيائه هم أهل العلم وطلابه .أهـ
[الصحيحة 183]
السلام على الصبيان
360 ـ عن أنس - رضي الله عنه - أنه مر على صبيان فسلم عليهم, وقال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يفعله.
[ مختصر البخاري 2401]
361ـ عن سيّار قال: كنت أمشي مع ثابت البناني فمرَّ بصبيان فسلّم عليهم, فحدَّث ثابت:(8/1)
أنه كان يمشي مع أنس - رضي الله عنه - , فمرَّ بصبيان فسلّم عليهم, وحَدَّثَ أنس أنه كان يمشي مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فمرَّ بصبيان فسلّم عليهم
[مختصر مسلم 1431]
سلام الرجال على النساء
من غير المحارم
362ـ عن أم هانئ x قالت: ذهبت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يغتسل, فسلمت عليه فقال: (( من هذه )) قلت: أم هانىء. قال: (( مرحباً بأم هانىء ))
[صحيح الأدب المفرد1045]
363ـ عن أسماء: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرّ في المسجد, وعُصْبَةٌ من النساء قعود, قالت: فالسلام علينا.
[الصحيحة 823][جلباب المرأة المسلمة 194][صحيح الأدب المفرد 1047].
قال الشيخ t:
لقد ثبت سلامه - صلى الله عليه وسلم - على النساء كما في حديث أسماء وكما ثبت سلام أم هانىء, وهي ليست من محارمه, فهذا كله ثابت عنه
- صلى الله عليه وسلم - , فهذا هو الأصل, وأما الآثار فهي مختلفة, فبعضها تطلق الجواز ولا تفرق بين الشابة والعجوز, فهي على الأصل, وبعضها تمنع مطلقاً, وبعضها تجيزه من العجوز دون الشابة, وبعضهم يفرق تفريقاً آخر فيمنع تسليم الرجال على النساء مطلقاً, و يجيز لهن السلام عليهم مطلقاً كما في أثر الحسن:
(( كن النساء يسلِّمن على الرجال ))
[صحيح الأدب المفرد 1046, حسن الإسناد ].
والذي يتبين لي ـ والله أعلم ـ البقاء على الأصل ولأنه داخل في عموم الأدلة الآمرة بإفشاء السلام, مع مراعاة قاعدة (( دفع المفسدة قبل جلب المصلحة )) ما أمكن, وإليه يجنح ما نقله البيهقي [6/461] عن الحليمي قال:
(( إن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يكن يخشى الفتنة فلذلك سلم عليهن, فمن وثق من نفسه بالتماسك فليسلم, ومن لم يأمن نفسه فلا يسلم, فإن الحديث ربما جر بعضه بعضاً, والصمت أسلم )).
وأقره البيهقي ثم العسقلاني [11/33ـ34](8/2)
وإن مما يحسن التذكير به, أن المنع مطلقاً مع ما فيه المخالفة للأصل والعموم كما تقدم فهو مما لا يعقل, إلا إن افترض عدم جواز مكالمة الرجل المرأة عند الحاجة أو العكس وهذا مما لا يقوله
عاقل. وإذا كان كذلك, فالبدأ بالسلام أمر لا بد منه في هذه الحالة.وأما في غيرها فهو موضع الخلاف, وقد تبين الصواب منه إن شاء الله تعالى.أهـ
[صحيح الأدب المفرد 399]
حكم مصافحة النساء
غير المحارم
364ـ عن معقل بن يسار مرفوعاً:
(( لأنْ يُطعَنَ في رأس رجلٍ بمخيطٍ من حديدٍ خيرٌ لهُ منْ أن يمسَّ امرأةً لا تحلُّ لهُ ))
[الصحيحة 226]
قال الشيخ t:
وفي الحديث وعيد شديد لمن مسَّ امرأة لا تحلُّ له, ففيه دليل على تحريم مصافحة النساء, لأنَّ ذلك مما يشمله المسَّ دون شك، وقد بلى بها كثير من المسلمين في هذا العصر, وفيهم بعض أهل العلم, ولو أنهم استنكروا ذلك بقلوبهم, لهان الخطب بعض الشيء, ولكنهم يستحلُّون ذلك بشتى الطرق والتأولات.أهـ
[الصحيحة 2/448]
365ـ عن أميمة بنت رقيقة xأنها قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( إني لا أصافحُ النساءَ, إنما قولي لمائةِ امرأةٍ كقولي لامرأةٍ واحدة ))
[الصحيحة 529]
قال الشيخ t:
وجملة القول إنه لم يصح عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه صافح امرأة قط, حتى ولا في المبايعة فضلاً عن المصافحة عند الملاقاة .أهـ
[لصحيحة2/65]
366ـ عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
(( كل ابن آدم أصاب من الزنا لا محالة, فالعين زناها النظر, واليد زناها اللمس, والنفس تهوى وتحدث, ويصدق ذلك أو يكذبه الفرج ))
قال t :
وفي الحديث دليل واضح على تحريم مصافحة النساء الأجنبيات وأنها كالنظر إليهن, وأن ذلك نوع من الزنا, ففيه رد على بعض الأحزاب الإسلامية الذين وزعوا على الناس نشرة يبيحون لهم فيها مصافحة النساء, وغير عابئين بهذا الحديث فضلاً عن غيره من الأحاديث الواردة في هذا الباب.(8/3)
وقد سبق بعضها ولا بقاعدة (سد الذرائع) التي دل عليها
الكتاب والسنة ومنها هذا الحديث الصحيح. والله المستعان .أهـ
[الصحيحة 6/721]
السلام إذا دخل على أهل بيتٍ
367ـ عن قتادة أنه قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - :
(( إذا دَخلتم بيتاً فسلموا على أهلِه, فإذا خرجتم, فأودِعوا أهلهُ بالسلام ))
[صحيح الجامع 526] [هداية الرواة 4574]
سلام الرجل إذا دخل بيته
368ـ عن أنس - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
(( يا بُنيَّ! إذا دخلتَ على أهلِك فسلَّم, يكون بركةً عليكَ, وعلى أهلِ بيتكَ ))
[هداية الرواة 4575]
369ـ عن جابر - رضي الله عنه - أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:
(( إذا دخل الرجلُ بيتهُ فذكرَ الله عز وجل عند دخوله, وعند طعامه, قال الشيطان: لا مبيتَ لكم, ولا عشاءَ وإذا دخل فلم يذكر الله عند دخوله, قال الشيطان: أدركتُم المبيتَ وإذا لم يذكر الله عند طعامه قال: أدركتم المبيتَ والعشاءَ ))
[مختصر مسلم 1297]
370ـ عن أبي أمامة - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - :
(( ثلاثة كلهم ضامنٌ على الله إن عاش كُفي, وإن مات دخل الجنَّة: من دخل بيته بسلام فهو ضامن على الله عزَّ وجلَّ ..)).
[صحيح الأدب المفرد 832]
371ـ عن أبي الزبير أنه سمع جابر - رضي الله عنه - يقول:
إذا دخلت على أهلك فسلم عليهم, تحية من عند الله مباركة طبية.
[صحيح الأدب المفرد 833]
السلام على النائم
372ـ عن المقدام بن الأسود - رضي الله عنه - قال:
(( كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يجيىء من الليل فيسلم تسليماً لا يوقظ نائماً, ويسمع اليقظان ))
[صحيح الأدب المفرد 1028][آداب الزفاف 168]
السلام ممن دخل بيتاً
ليس فيه أحد
373ـ عن مجاهد قال: إذا دخلت بيتاً ليس فيه أحد فقل:
(( بسم الله والحمد لله, السلام علينا من ربنا, السلام علينا وعلى عباده الصالحين ))
[إسناده إليه صحيح](8/4)
374 ـ وعن ابن عمر - رضي الله عنه - قال:
(( إذا دخل البيت غير المسكون فليقل: السلام علينا, وعلى عباد الله الصالحين ))
[صحيح الأدب المفرد 1055]
قال الشيخ t:
ففي هذه الآثار مشروعية السلام ممن دخل بيتاً ليس فيه أحد
, وهو من إفشاء السلام المأمور به في بعض الأحاديث الصحيحة ولظاهر قوله: { فإذا دخلتم بيوتاً فسلموا على أنفسكم } .أهـ
السلام على المصلي
والرد بالإشارة
375ـ جعفر بن عون ثنا هشام بن سعد ثنا نافع سمعت ابن عمر - رضي الله عنه - قال خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى قُبَاءٍ يصلي فيه, قال:
فجاءته الأنصار, فسلَّموا عليه وهو يصلِّي قال: فقلت لبلال: كيف رأيت رسول الله يردُّ عليهم حين كانوا يسلِّمون عليه وهو يصلِّي؟ قال يقول هكذا. وبسط جعفر بن عون كَفَّهُ, وجعل بطنه أسفلُ وجعل ظهره إلى فوق.
[صحيح أبي داود 860 ]
376ـ عن ابن عمر - رضي الله عنه - عن صهيب - رضي الله عنه - أنه قال: مررتُ برسول
الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يصلِّي فسلَّمتُ عليه فَرَدَّ إشارة.
[صحيح الترمذي 367]
377ـ عن عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه عن جده: أنه كان يسلم على النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يصلي, فيرد السلام, ثم إنه سلم عليه وهو يصلي فلم يرد عليه, فظن عبد الله أن ذلك من موجدة من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلماء انصرف قال : يارسول الله! كنت أسلم عليك وأنت تصلي فترد علي, فسلمت عليك, فلم ترد علي فظننت أن ذلك من موجدة علي, فقال - صلى الله عليه وسلم - :
(( لا ولكنا نهينا عن الكلام في الصلاة, إلا بالقرآن والذكر ))
[الصحيحة 2380]
378ـ عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن رجلاً سلَّم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو في الصلاة فرد النبي - صلى الله عليه وسلم - بإشارة,فلمّا سلّم قال له النبي - صلى الله عليه وسلم - :
(( إنا كنا نردُّ السلام في صلاتنا, فنهينا عن ذلك ))
[(8/5)
الصحيحة2917]
قال الشيخ t :
وفي الحديث دلالة صريحة أن رد السلام من المصلي لفظاً كان مشروعاً في أول الإسلام في مكة, ثم نسخ إلى رده بالإشارة في المدينة، وإذا كان ذلك كذلك ففيه استحباب إلقاء السلام على
المصلي لإقراره - صلى الله عليه وسلم - ابن مسعود على (إلقائه) كما أقر على ذلك غيره ممن كانوا يسلمون عليه وهو يصلي, وفي ذلك أحاديث كثيرة معروفة من طرق مختلفة, وهي مخرجة في غير ما موضع
وعلى ذلك, فعلى أنصار السنة التمسك بها, والتلطف في تبليغها وتطبيقها, فإن الناس أعداء لما جهلوا, ولا سيما أهل الأهواء والبدع منهم .أهـ
[الصحيحة 6/999]
السلام على قارئ القرآن والمؤذن
والداعي وغيرهم
379ـ عن عقبة بن عامر الجهني - رضي الله عنه - قال: كنا جلوس في المسجد نقرأ القرآن فدخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسلم علينا فرددنا عليه السلام وقال:
(( تعلموا كتاب الله واقتنوا, وتغنوا به, فوالذي نفسُ محمد بيده, لهو أشد تفلتا من المخاض من العُقُل ))
[الصحيحة 3285]
قال الشيخ t:
وفي الحديث من الفقه مشروعية السلام على من كان جالساً يقرأ القرآن, فقيه رد على من قال بكراهة ذلك, وهذا مع كونه
مجرد رأي فهو مخالف لهذا الحديث, وللعموم قوله - صلى الله عليه وسلم - (( أفشوا السلام بينكم )) وإذا كان قد صح إقرار النبي - صلى الله عليه وسلم - للصحابة حين كانوا يسلمون عليه وهو يصلي في مسجد قباء, ويرد عليهم إشارة بيده الكريمة, فمن باب أولى أن يشرع السلام على التالي للقرآن خارج الصلاة ويكون الرد حينئذ لفظاً لا إشارة كما لا يخفى على أولي النهى.أهـ
[الصحيحة 7/847]
قال الشيخ t:
السلام على المؤذن وقارئ القرآن فأنه مشروع والحجة ما تقدم فإنه إذا ثبت استحباب السلام على المصلي فالسلام على المؤذن والقارئ أولى وأحرى.أهـ
[الصحيحة 1/361]
حكم التشميت وإلقاء السلام
ورده والأمام يخطب
قال الشيخt :(8/6)
الإمام الشافعي t بنى على هذا الحديث[إذا عطس الرجل والإمام يخطب يوم الجمعة فيشمته]وهو[ضعيف جداً] حكماً فقال قبله:
(ولو عطس رجل يوم الجمعة, فشمته رجل, رجوت أن يسعه لأن التشميت سنة) ثم ساق الحديث.
وأغرب من ذلك أنه قال قبل ما سبق : (ولو سلم رجل يوم الجمعة, كرهت ذلك له ورأيت أن يرد عليه بعضهم, لأن رد السلام فرض)
ففرق الإمام هنا بين إلقاء السلام وتشميت العاطس, فكره الأول دون الآخر, مع أنهما كليهما سنة إن لم نقل واجب, للأحاديث المعروفة, ومنها قوله - صلى الله عليه وسلم - :
380ـ(( حق المسلم على المسلم ست : إذا لقيته فسلم عليه ..وإذا عطس محمد الله فشمته..)) الحديث رواه مسلم في (صحيحه 7/3)
وفي رواية :
(( خمس تجب للمسلم على أخيه: رد السلام وتشميت العاطس ..)) فالتفريق المذكور غير ظاهر عندي, فإما أن يقال بكراهة كل منهما أو بالجواز, وبكل منهما قال بعض السلف وقد ساق الآثار عنهم ابن أبي شيبة [2/120/121] وعبد الرزاق[ 3/226/228]
والذي يترجح عندي ـ والله أعلم ـ الأول لأنه إذا كان قول القائل: (( أنصت )) لغواً ـ كما في الحديث الصحيح مع أنه داخل
في الدالة العامة في الأمر بالمعروف فبالأولى أن لا يشمت العاطس ولا يرد السلام, لما يترتب من التشويش على الحاضرين بسبب الرد والتشميت. وهذا ظاهر لا يخفى على أحد إن شاء الله.
بل أرى عدم إلقاء السلام على المستمعين سداً للذريعة, لأن أكثرهم لا يعلم أنه يجوز الرد إشارة باليد أو الرأس كما يفعل المصلي فيرد باللفظ لأنه لا يجد في نفسه ما يمنعه من ذلك, بخلاف ما لو كان في الصلاة, فأنه لا يرد, لحرمة الصلاة و بل إن أكثرهم لا يرد فيها ولو بالإشارة مع ورود ذلك في السنة! فتأمل.
وهنا سؤال يطرح نفسه ـ كما يقولون اليوم ـ فإن سلك الداخل والخطيب يخطب يوم الجمعة, فهل يرد إشارة؟ فأقول أيضا:ً لا وذلك, لأن الرد هذا يفتح باب إلقاء السلام من الداخل وهذا مرجوح كما بيناً .أهـ(8/7)
لا تبدأوا اليهود والنصارى
بالسلام
381 ـ عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( لا تبدأوا اليهودَ ولا النصارى بالسلام, وإذا لقيتم أحدهم في طريق فاضطروه إلى أضيقه ))
[مختصر مسلم 1432]
قال الشيخ t :
أنه جمعنا مجلس فيه طائفة من أصحابنا أهل الحديث فورد سؤال عن جواز بد غير المسلم بالسلام؟
فأجبت بالنفي محتجاً بهذا الحديث, فأبدى أحدهم فهماً للحديث مؤداه: أن النهي الذي فيه إنما هو إذا لقيه في الطريق, وأما إذا أتاه في حانوتة أو منزله, فلا مانع من بدئه بالسلام! ثم جرى النقاش حوله طويلاً. وكل يدلي بما عنده من رأي, وكان من قولي يومئذ: إن قوله:
(( لا تبدؤوا )) مطلق ليس مقيداً بالطريق, وأن قوله: (( وإذا لقيتم أحدهم في الطريق..)) لا يقيده,
فإنه من عطف الجملة على الجملة, ودعمت ذلك بالمعنى الذي تضمنته هذه الجملة, وهو أن اضطرارهم إلى أضيق الطريق إنما هو إشارة إلى ترك إكرامهم لفكرهم, فناسب أن لا يُبْدَؤوا من أجل ذلك بالسلام لهذا المعنى وذلك يقتضي تعميم الحكم.
هذا ما ذكرته يومئذ, ثم وجدت ما يقويه ويشهد له في عدة روايات..أهـ
[الصحيحة 2/318]
كيف يرد السلام على
الكافر
382ـ عن أبي بصيرة الغفاري - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
(( إني راكب غدا إلى اليهود فلا تبدوأهم بالسلام فإذا سلَّموا عليكم فقولوا: وعليكم))
[صحيح الأدب المفرد838]
قال الشيخ t:
وعلل ذلك في حديث
383ـ ابن عمر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( إذا سلَّم عليكمُ اليهود فإنما يقول أحدهُمُ السَّامُ عليك فقل: وعليك))
[مختصر البخاري 2405]
وهذا يعني أن الكافر إذا سلم سلاماً واضحاً (السلام عليكم) أنه يرد عليه بالمثل, وهو الذي أذهب إليه ونصرته في الصحيحة (2/318).أهـ
[صحيح الأدب المفرد ص425]
قال الشيخ t :(8/8)
واعلم أن عدم ثبوت لفظة (النصارى) لا يعني جواز ابتدائهم
بالسلام, لأنه قد صح النهي عن ذلك في غير ما حديث صحيح وفي بعضها اللفظ المذكور, كما صح قوله - صلى الله عليه وسلم - :
(( إذا سلم عليكم أهل الكتاب, فقولوا: وعليكم )) وهي مخرجة في [الإرواء 5/111و118], والرد عليهم بـ(عليكم) محمول عندي على ما إذا لم يكن سلامهم صريحاً, وإلا وجب مقابلتهم بالمثل: ( وعليكم السلام ) لعموم قوله تعالى: { وإذا حُييتم بتحيةٍ فحيوا بأحسنَ منها أو رُدّوها } ولمفهوم قوله - صلى الله عليه وسلم - :
(( إذا سلم عليكم اليهود ـ فإنما يقول أحدهم: السام عليكم ـ فقل وعليك )) [أخرجه البخاري 6257]
ولعل هذا هو وجه ما حكاه الحافظ في [الفتح 11/45] عن جماعة من السلف أنهم ذهبوا إلى أنه يجوز أن يقال في الرد عليهم: (عيكم السلام) كما يرد على المسلم. والله سبحانه وتعالى أعلم .
[الصحيحة 5/291]
دعاء دخول السوق
384 ـ عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
(( مَنْ دَخَلَ سُوقاً من الأسواقِ, فقال: لا إله إلا اللهُ وحدهُ لا شريكَ لهُ, له الملكُ, ولهُ الحمدُ, [يحيي ويميتُ وهو حيٌّ لا يموتُ بيدهِ الخيُر] وهو على كلِّ شئٍ قديرٌ, كتبَ الله له ألفَ ألفِ حسنةٍ,
ومحا عنه ألفَ ألفِ سيئةٍ, ورفع له ألف ألف درجة ))
[الصحيحة 3139][صحيح الكلم الطيب 144]
ما يقال لمن يبيع أو يبتاع
في المسجد
قال الشيخ t:
ويجب أن يقال للبائع أو الشاري : (( لا أربح الله تجارتك )) بذلك أمر - صلى الله عليه وسلم - في قوله:
385 ـ عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
(( إذا رأيتُمْ منْ يبيعُ أو يبتاعُ في المسجِدِ, فقولوا: لا أربَحَ اللهُ تجارتَك! وإذا رأيتُمْ ينشُدُ فيهِ الضالَّةً, فقولوا: لا ردَّ اللهُ علَيْك ))
[صحيح الترمذي 1321] [الثمر المستطاب 691]
ما يقال لمن ينشد ضالة
في المسجد(8/9)
386ـ عن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنه - قال:
(( نهي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الشراء والبيع في المسجد, وأن تنشد فيه الأشعار, وأن تنشد فيه الضالة, وعن الحِلَق (وفي لفظ: وأن يحلّق الناس) يوم الجمعة قبل الصلاة ))
[الثمر المستطاب 676]
قال الشيخ t :
وفي الحديث دليل على تحريم السؤال عن ضالة الحيوان في المسجد, بشرط أن يكون برفع الصوت, وقد ذهب إلى ذلك ابن حزم في[ المحلى 4/246] والصنعاني في [سبل السلام 1/217] وهو الحق إن شاء الله
لأنه الظاهر من النهي, ولأن النبي عليه الصلاة والسلام أمر أن يقال للمنشد ما يأتي عقوبه له:
387ـ جاء أعرابي [بعد ما صلى النبي - صلى الله عليه وسلم - صلاة الفجر فأدخل رأسه من باب المسجد ] فقال: من دعا (أي: من وجد فدعاني) إلى الجمل الأحمر؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - :
(( لا وجدته لا وجدته لا وجدته إنما بنيت هذه المساجد لما بنيت له ))
[الثمر 686]
ويجب على من سمع ذلك أن يقول للمنشد:
388ـ (( لا ردَّها الله عليك فإن المساجد لم تبنَ لهذا )) فقد أمر بذلك عليه الصلاة والسلام في قوله:
(( من سمع رجلاً ينشد ضالة في المسجد فليقل [لا ردها الله عليك] وفي لفظ:
(( لا أداها الله إليك )) أو يقول: (( لا وجدته ثلاث مرات إنما
بنيت هذه المساجد لما بنيت له)) .أهـ
[الثمر المستطاب 688و691]
إنشاد الشعر الحسن
قي المسجد
قال الشيخ t :
إنشاد الشعر الحسن أحياناً ولا سيما إذا كان في الذب عن الإسلام, فإنه حينئذ من الجهاد, فقد
389ـ كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يضع لحسان منبراً في المسجد يقوم عليه قائماً يفاخر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفي لفظ: (( ينافح عنه بالشعر )) وفي آخر: (( يهجو من قال في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ))
ويقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(((8/10)
إن الله ليؤيد حسان بروح القدس ما نافح أو فاخر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ))
[الثمر 794]
390ـ وقد (( مَرَّ عمر بحسان - رضي الله عنهم - وهو ينشد الشعر في المسجد فلحظ إليه فقال : مه قال كنت أنشد وفيه من هو خير منك ثم التفت إلى أبي هريرة - رضي الله عنه - فقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:
(( أجب عني, اللهم أيده بروح القدس )) قال: نعم. فانصرف
عمر وهو يعرف أنه يريد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
[الثمر المستطاب 795]
أما تناشد الأشعار وهو المفاخرة بالشعر والإكثار منه, حتى يغلب على غيره وحتى يخشى منه كثرة اللغط والشغب مما ينافي حرمة المساجد. هو المقصود بحديث النهي (( ونهى أن تنشد فيه الأشعار )) وفي لفظ:
(( وعن تناشد الأشعار ))
[الثمر المستطاب 68, 683]
الدعاء لمن غلبه الدين
391 ـ عن على بن أبي طالب - رضي الله عنه - أن مكاتباً جاءه فقال: إني عجزت عن كتابتي فأعني قال: ألا أعلمك كلمات علَّمنيهنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لو كان عليك مثل جبل صِيرٍ ديناً, أداه الله عنك؟ قل:
((اللهمَّ اكفني بحلالكَ, عن حَرامكَ, وأغنني بفضلك عمَّنْ سِواك)) [الصحيحة266][صحيح الكلم 116]
392 ـ عن أنس - رضي الله عنه - قال كنت أخدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكنت أسمعه كثيراً يقول:
(( اللهمَّ! إني أعوذُ بكَ من الهمِّ, والحزنِ, والعجزِ, والكسلِ, والبخلِ, والجبنِ, والهرمِ, وأرذلِ العمرِ, وأعوذُ بك من عذاب القبرِ, وأعوذُ بكَ من فتنةِ الدجالِ, وفتنة المحيا والمماتِ, وضلَعِ
الدَّينِ, وغلَبهِ الرجالِ ))
[مختصر البخاري 1234]
دعاء من استصعب عليه أمر
393 ـ عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
(( اللهمَّ لا سهلَ إلا ما جعلتَه سهلاً, وأنتَ تجعلُ الحزنَ إذا شئتَ سهلاً))
[الصحيحة 2886]
الدعاء لمن عرض عليك ماله(8/11)
394 ـ قال عبد الرحمن بن عوفٍ - رضي الله عنه - : لما قَدِمنا المدينة آخَى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيني وبينَ سعد بن الربيع, فقال سعدُ بنُ الربيع: إنِّي أكثرُ الأنصارِ مالاً, فأقسمُ نِصفَ مالي, وانظرْ أيَّ زوجتي هَوِيتَ نزلْتُ لك عنها فسمِّها لي أطلِّقها, فإذا حلَّت تزوَّجتها فقال عبد الرحمن:
بارك اللهَ لك في أهلِكَ ومالِكَ .
[مختصر البخاري 965]
دعاء المقترض عند السداد
395 ـ عن عبد الله بن أبي ربيعة - رضي الله عنه - قال: استقرَضَ النبي - صلى الله عليه وسلم - مِنّي
أربعينَ ألفاً, فجاءهُ مالٌ, فدفعَهُ إليَّ وقال:
(( بَارَكَ الله لكَ في أهلِكَ, ومَالِكَ, إنّما جزاءُ السَّلَفِ الحمدُ
والأداءُ ))
[ صحيح النسائي 4697]
ما يقول من قال له إني:
أحبك في الله
396 ـ عن أنس - رضي الله عنه - أن رجلاً كان عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فمرَّ رجل فقال يا رسول الله إني لأحب هذا لله. فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - :
(( أَعْلَمتهُ )) قال: لا. قال: (( فقم إليه فأعْلِمه )) فقام إليه فأعلمه فقال: أحبك الذي أحببتني له.
[الصحيحة 3253]
إعلام الرجل أخاه أنه
يحبه في الله
397 ـ عن على بن الحسن - رضي الله عنه - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( إذا أحبَّ أحدُكم أخاه في الله فليُبيْن له, فإنه خيرٌ في الإلفةِ, وأبقى في المودَّة))
[الصحيحة 1199]
398 ــ عن المقدام بن معدي كرب - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( إذا أحبَّ أحدكم أخاهُ فليعلمهُ, أنه يحبهُ ))
[الصحيحة 417]
399 ـ عن أبي ذر - رضي الله عنه - أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:
(( إذا أحبَّ أحدكمْ صاحبهُ فليأتهِ في منزلهِ, فليخبرهُ أنهُ يحبهُ لله ))
[الصحيحة 418]
الدعاء بظهر الغيب
400ـ عن أم الدرداء x قالت: حدثني سيدي (تعني: زوجها أبا الدرداء) أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:
(((8/12)
إذا دعا الرجلُ لأخيه بِظهرِ الغيبِ قالتِ الملائكةُ: ولكَ بمثلٍ))
[صحيح أبي داود 1534]
401 ـ عن عمران بن حصين - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( دُعاء الأخِ لأخيهِ بظهرِ الغيبِ لا يردُّ ))
[صحيح الجامع 3379]
402 ـ عن أبي الدرداء - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( دعوة المرء المسلم لأخيه بظهرِ الغيب مستجابة, عند رأسه ملَك موكل, كلما دعا لأخيه بخير قال الملك الموكل به: آمين ولَكَ
بمثلٍ ))
[مختصر مسلم 1882]
الدعاء لمن صنع لك معروفاً
403 ـ عن أسامة بن زيد - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( من صُنع إليه معروفٌ, فقال لفاعله: جزاك الله خيراً, فقد أبلغ في الثناء ))
[صحيح الترغيب 969]
404 ـ عن أنس - رضي الله عنه - قال: قال المهاجرين: يا رسول الله ذهب الأنصار بالأجر كلِّه !ما رأينا قوماً احسن بَذلاً لكثير, ولا أحسن مواساة في قليل منهم, ولقد كفونا المؤنة, قال:
(( أليس تُثنون عليهم, وتدعو لهم؟ ))
قالوا: بلي قال:
(( فذاك بذلك ))
[صحيح الترغيب 977]
ماذا يقول إذا مَدَحَ مسلماً
405 ـ عن أبي بكرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( إِنْ كانَ أحدُكُمْ مادِحَاً أخَاه لا محالةَ. فليقل: أَحسِبُ فُلاناً كذا وكذا ـ إِنْ كان يُرَى أنَّهُ كذلِكَ ـ و حَسِيبُهُ الله, ولا أُزكّي على الله أحَداً ))
[ مختصر البخاري 2347][مختصر مسلم 1510]
ماذا يقول الرجل إذا زُكِّي
406 ـ عن عدي بن أرطاة قال: كان الرجل من أصحاب النَّبي - صلى الله عليه وسلم - إذا زُكِّي قال:
اللهمَّ لا تؤاخذني بما يقولون, واغفر لي ما لا يعلمون, واجعلني خيراً مما يظنون.
[صحيح الأدب المفرد 585]
دعاء الخوف من الشرك
407 ـ عن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال خطبنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يومٍ, فقال:
(((8/13)
يا أيها الناسُ! اتقُوا هذا الشركَ, فإنه أخفى من دبيب النَّمل)) فقال له من شاء الله أن يقول: وكيف نتَّقيه وهو أخفى من دبيب النّمل يا رسول الله قال:
(( قولوا: اللهمّ إنا نعوذُ بك من أن نُشركَ بك شيئاً نعلمُه ونستغفرُكَ لما لا نعلمُه ))
[صحيح الترغيب 36]
لا يقال ما شاء الله وشاء فلان
408 ـ عن حذيفة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
(( لا تقولوا : ما شاءَ الله وشاءَ فلانٌ, ولكنْ قولُوا: ما شاءَ
الله, ثمَّ شاءَ فلان ))
[صحيح أبي داود 4980]
409 ـ عن ابن عباس - رضي الله عنه - قال: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فراجعه في
بعض الكلام, فقال: ما شاء الله وشئت! فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
((أجعلْتني مع اللهِ عدلاً [وفي لفظ : ندّاً] لا, بلْ ما شاءَ اللهُ وحْدَه ))
[الصحيحة 139]
قال الشيخ t:
وفي هذه الأحاديث أن قول الرجل لغيره:
(( ما شاء الله وشئت )) يُعدُّ شركاً في الشريعة, وهو من شرك الألفاظ, لأنه يوهم أن مشيئة العبد في درجة مشيئة الرب سبحانه وتعالى, وسببه القرن بين المشيئتين,
ومثل ذلك قول بعض العامة وأشباههم ممن يدَّعي العلم:
(( ما لي غير الله وأنت )) و (( توكلنا على الله وعليك )) ومثله قول بعض المحاضرين:
(( باسم الله والوطن )) أو (( باسم الله والشعب )) ونحو ذلك من الألفاظ الشركية التي يجب الانتهاء عنها والتوبة منها, أدباً مع الله تبارك وتعالى.
ولقد غفل عن هذا الأدب الكريم كثير من العامة, وغير قليل من الخاصة الذين يسوِّغون النطق بمثل هذه الشركيات, كمناداتهم غير الله في الشدائد والاستنجاد بالأموات من الصالحين والحلف بهم من دون الله تعالى, والإقسام بهم على الله عز وجل(8/14)
فإذا ما أنكر ذلك عليهم عالم بالكتاب والسنة, فإنهم بدل أن يكونوا معه عوناً على إنكار المنكر, عادوا بالإنكار عليه, وقالوا إن نية أولئك المنادين غير الله طيبة! وإنما الأعمال بالنيات كما جاء في الحديث!
فيجهلون أو يتجاهلون ـ إرضاء للعامة ـ أن النية الطيبة وأن وجدت عند المذكورين, فهي لا تجعل العمل السيئ صالحاً, وأن معنى الحديث المذكور إنما الأعمال الصالحة بالنيات الخالصة, لا أن الأعمال المخالفة للشريعة تنقلب إلى أعمال صالحة مشروعة بسبب اقتران النية الصالحة بها, ذلك ما لا يقوله إلا جاهل أو مغرض! ألا ترى أن رجلاً لو صلى تجاه القبر, لكان ذلك منكراً من العمل, لمخالفته للأحاديث والآثار الواردة في النهي عن استقبال القبر بالصلاة, فهل يقول عاقل:
إن الذي يعود إلى الاستقبال ـ بعد علمه بنهي الشرع عنه ـ أن نيته طيبة وعمله مشروع؟ كلا ثم كلا! فكذلك هؤلاء يستغيثون بغير الله تعالى, وينسونه تعالى في حالة هم أحوج ما يكونوا فيها إلى عونه ومدده, لا يعقل أن تكون نياتهم طيبة, فضلاً عن أن يكون عملهم صالحاً وهم يصرون على هذا المنكر وهم يعلمون .أهـ
[الصحيحة 1/266, 267]
النهي عن الحلف
بغير الله
410 ـ عن سعد بن عبيدة قال: سمع ابن عمر - رضي الله عنه - رجلاً يحلفُ: لا والكعبةِ! فقال لهُ ابن عمر: إني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُ:
(( منْ حلفَ بغيرِ الله, فقدْ أشرَكَ ))
[ صحيح أبي داود 3251]
411 ـ عن بريدة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( منْ حلفَ بالأمانَةِ, فليسَ مِنَّا))
[الصحيحة 94]
412 ـ عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -
(( منْ حلفَ فقالَ في حلفِهِ: واللاتِ, فليقلْ: لا إلهَ إلا الله ))
[صحيح أبي داود 3247]
النهي عن سب الدهر
413 ـ عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
(((8/15)
لا تسبوا الدهر, فإن الله هو الدهرُ ))
[مختصر مسلم 1814]
414 ـ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( قال الله عز وجل: يُؤْذيني ابنُ آدمَ, يقولُ: يا خيبةَ الدَّهْرِ [وفي روايةٍ :يَسُبُّ الدَّهْر] فلا يقولنَّ أحدُكُم: يا خيبةَ الدّهرِ, فإني أنا الدَّهْرُ أقلِّبُ ليلَةُ ونهارَهُ, فإذا شِئتُ قَبَضْتُهُما ))
[الصحيحة 531]
ما يقال عند التعجب
415 (( سبحان الله ))
[مختصر البخاري 173]
416 (( الله أكبر ))
[مختصر البخاري1131] [ظلال الجنة 76]
التكبير عند الأمر السار
417ـ عن أبي سعيد - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( والذي نفسُ بيدهِ إني لأطمعُ أن تكونوا رُبعَ أهلِ الجنَّة, فحمدنا الله تعالى وكبرنا, ثم قال: والذي نفسُ بيدهِ إني لأطمعُ أن تكونوا ثُلُثَ أهل الجنَّة فحمدنا الله وكبرنا, ثم قال: والذي نفسُ بيدهِ إني لأطمعُ أن تكونوا شطرَ أهل الجنة ))
[مختصر مسلم 103]
الدعاء لمن سببته
418 ـ عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( اللهم إنما أنا بشر, فأيّما مسلم لعنتُهُ, أو آذيتُه, فاجعلها له زكاةً ورحمة ))
[مختصر البخاري4/127]
ما يقول ويفعل من أذنب ذنباً
419ـ عن أبي بكر - رضي الله عنه - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( ما من عبدٍ يُذنب ذنباً فيتوضَّأ فيحسن الطُّهور ثم يقوم فيُصلي ركعتين, ثمَّ يستغفرُ الله لذلك الذنب, إلا غفر له ))
[صحيح الجامع 5738]
420ـ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( من قال استغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه, ثلاثاً, غفرت له ذنوبه وإن كان فارّاً
من الزحف ))
[الصحيحة 2727 ]
421ـ عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما يحكي عن ربه عز وجل قال:
(((8/16)
أذنب عبد ذنباً فقال: اللهم اغفر لي ذنبي. فقال تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنباً فعلم أن له رباً يغفر الذنب, ويأخذ بالذنب , ثم عاد فأذنب فقال: أي رب اغفر لي ذنبي. فقال تبارك وتعالى: عبدي أذنب ذنباً فعلم أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ بالذنب, ثم عاد فأذنب,فقال: أي رب اغفر لي ذنبي, فقال تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنباً فعلم أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ بالذنب, اعمل ما شئت فقد غفرت لك ))
[مختصر مسلم 1935]
دعاء العطاس
422ـ عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
(( إذا عطس أحدكم فليقل: الحمد لله, وليقل له أخوه أو صاحبه: يرحمك الله, فإذا قال له: يرحمك الله فليقل: يهديكم الله, ويصلح بالكم )) وفي لفظ: (( الحمد لله على كل حال ))
[ صحيح أبي داود5033 ][مختصر البخاري 2392]
423 ـ عن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( لما نُفِخَ في آدمَ الرُّوحُ....فصارَتْ في رأسهِ, فعَطسَ, فقالَ: الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ, فقالَ الله: يرحمُكَ الله ))
[الصحيحة 2159] [صحيح الجامع 5216]
424 ـ عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
(( إن الله يحب العطاس, ويكره التثاؤب, فإذا عطس أحدكم وحمد الله, كان حقاً على كل مسلم سمعه أن يقول: يرحمك الله ))
[مختصر البخاري 2394]
قال الشيخ t:
وقوله - صلى الله عليه وسلم - :(( كان حقاً على كل مسلم سمعه))
دليل واضح على وجوب التشميت على كل من سمعه, وما اشتهر أنه فرض كفائي إذا قام به البعض سقط عن الباقين مما لا دل عليه هنا, بخلاف رد السلام.أهـ
[تحقيق الكلم الطب 158](8/17)
لا يشمت العاطس إذا لم
يحمد الله
425 ـ عن أبي بريدة قال: دخلت على أبي موسى في بيت ابنة أم الفضل, فَعَطَسْتَ ولم يشمِّتني, وعطستْ فشمَّتها, فرجعتْ إلى أمي فأخبرتها, فلما جاءها قالت: عطس ابني عندك فلم تشمِّته, وعطست فشمتها ؟ فقال: إن ابنك عطس فلم يحمد الله لم أشمته, وإنها عطست وحمدت الله فشمتها, وسمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (( إذا عَطَسَ أحدُكم فَحمِدَ الله فشمِّتُوه, وإن لم يحمدِ الله عز وجل فلا تُشمِّتُوهُ )) فقالت: أحسنت أحسنت.
[الصحيحة 3094]
426 ـ عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: عَطَسَ رجلانِ عندَ النبي - صلى الله عليه وسلم - فشمَّتَ أحدَهُمَا, ولم يُشمِّتِ الآخَر, فقال الرجلُ: يا رسولَ الله! شَّمتَّ هذا, ولم تُشمِّتني, قال:
(( إنّ هذا حمدَ الله, ولم تحمدِ الله ))
[مختصر البخاري 2393]
إذا تكرر العطاس
427ـ عن أبي هريرة مرفوعاً:
(( إذا عطس أحدكم, فليشمته جليسه, فإن زاد على ثلاث فهو
مزكوم, ولا يشمت بعد ذلك ))
[الصحيحة 1330]
ما يقال للكافر إذا عطس
428 ـ عن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال: كانت اليهودُ تعاطَسُ عند النبي - صلى الله عليه وسلم - رجاءَ أن يقولَ لها: يرحمكُمُ الله! فكان يقول:
(( يهديكم الله, ويصلح بالكم ))
[صحيح أبي داود5037]
ما يفعل من تثاءب
429 ـ عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
(( إنَّ الله يحبُ العُطاسَ, ويكرهُ التثاؤُبَ, فإذا عَطَسَ أحدُكُمْ وحمدَ الله, كانَ حقاً على كلِّ مُسلِم سمعُهُ أن يقولَ لهُ: يَرْحمُكَ الله, وأمّا التثاؤُبُ, فإنما هو من الشيطانِ, فإذا تثاؤب أحدكم فليردّهُ ما استطاع, فإنّ أحدكم إذا تثاؤبَ [وفي رواية: إذا قال: ها] ضحكَ منهُ الشيطانُ ))
[مختصر البخاري 2394]
430 ـ عن أبي سعيد الخُدري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(((9/1)
إذا تثاءَبَ أحدُكم في الصلاةِ, فليكظِمْ ما استطاع, فإنّ الشيطانَ يَدخلُ))
وفي رواية:
431 ـ (( فليُمسِكْ بيدهِ, على فيه, فإنَّ الشيطانَ يَدخلُ ))
[مختصر مسلم 345]
الذكر في المجلس
432 ـ عن ابن عمر - رضي الله عنه - قال: إنْ كنا لنعدُّ لرسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - في المجلس يقول:
(( ربِّ! اغفرْ ليِ وتُبْ عليَّ إنَّك أنتَ التوَّابُ الغفور)) (مائة مرة)
[الصحيحة 556]
433 ـ وعن ابن عمر - رضي الله عنه - قال قلَّما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقُومُ مِنْ مجلسٍ حتى يدعُوَ بهؤلاءِ الدعواتِ لأصحابِهِ:
(( اللهُمَّ ! اقسمْ لنَا من خشيتِكَ ما تحولُ به بينَنَا وبينَ معاصيكَ, ومنْ طاعتِكَ ما تبلِّغُنَا به جنَّتكَ, ومنَ اليقينِ ما تهوِّنُ بهِ علينا مصائب الدُّنيا, اللهمَّ متِّعنا بأسماعِنَا, وأبْصارِنَا, وقوَّتنا ما أحييتَنَا, واجعلْهُ الوارِثَ مِنّا,واجعلْ ثأْرنا على من ظلَمنا, وانصُرنا على من عادَانَا, ولا تجعلْ مُصيبتَنَا في دِيِننَا, ولا تجعلِ الدُّنيا أكبرَ همِّنا, ولا مبلَغَ علمِنا, ولا تسلِّطْ عليْنَا منْ لا يرْحمُنَا ))
[صحيح الترمذي 3502]
دعاء كفارة المجلس
434 ـ وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( من جلَسَ في مجلسٍ فكثرَ فيه لغطُهُ, فقالَ قبلَ أن يقومَ مِن مجلِسِه ذلك : سبحانَك اللهمَّ, وبحمدِكَ أشهدُ أَن لا إلهَ إلا أنتَ, أستغفرُك وأتوبُ إليكَ, إلا كفَّرَ الله لهُ ما كانَ في مجلِسِه ذلك ))
وفي حديث آخر:
(( أنَّه إذا كان في مجلِس خيرٍ, كانَ كالطَّابعِ لهُ, وإنْ كانَ مجلِسَ تخليطٍ كان كفارةً له ))
[صحيح الكلم 177/178]
435 ـ عن جبير بن مطعم - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(((9/2)
سُبحانَ اللهِ وبحمدِه,ِ سُبحانَكَ اللهُمَّ وبحمدِكَ, أشهدُ أنْ لا إلهَ إلا أنتَ, استغفِرُكَ وأتوبُ إِليكَ, فقالَها في مجلِسِ ذِكرٍ كانتْ كالطَّابعِ يُطْبَعُ عليهِ, ومن قالَها في مجْلسِ لغوٍ, كانتْ كفارةً له ))
[الصحيحة 81]
436 ـ عن أبي مدينة الدارمي قال: كان الرجلان من أصحابِ النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا التقيا لم يتفرقا حتى يقرأ أحدهُما على الآخر:
{ والعصرِ إنَّ الإنْسانَ لَفِي خُسْرِ } ثم يُسلّم أحدهما على الآخر.
[الصحيحة 2648]
الدعاء لذهاب الغضب
437 ـ وقال سليمان بن صُرَد - رضي الله عنه - كُنتُ جَالساً معَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - ورَجلان يستبان, وأحَدُهما قد احمرَّ وجهُهُ, وانتفَخَتْ أودَاجُهُ, فقالَ رسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( إِنَّي لأعْلم كلمةً لَو قالَهَا لذَهَبَ عنهُ ما يَجد, لو قَال: أعُوذُ بالله منَ الشيطَان الرجيم , ذهبَ عنهُ ما يَجد))
[صحيح الكلم 181]
دعاء من أهدى هدية
ودعي له
438 ـ عن عائشةَ x قالتْ: أُهدِيَتْ لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - شاةٌ قال:
(( اقْسِميها )) فكانتْ عائشةُ إذا رجَعَتِ الخادِمُ تَقولُ: ما قالوا؟ يقولُ الخادِم: قالوا: بارَكَ الله فيكم, فتقول عائشةُ: وفيهِمْ بارَكَ الله, نردُّ عليِهم مثلَ ما قالوا, ويبقى أجرُنا لنا ))
[صحيح الكلم 185]
الدعاء عند رؤية باكورة
الثمر
439 ـ قال أبو هريرة - رضي الله عنه - : كانَ الناسُ إذا رَأَوا أوَّل الثَّمَر جَاؤوا به إلى رَسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإذا أخَذَهُ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - قالَ:
(( اللهُمَّ بَارِكْ لنا في ثَمَرِنا, وبَارِكْ لَنَا في مَدينَتِنا, وبارِكْ لَنَا في
صَاعِنَا, وبَارِكْ لَنَا في مُدِّنا )) ثمَّ يُعطيه أصغَرَ مَنْ يحضُرُ منَ الوِلْدَان.
[صحيح الكلم 186]
دعاء شراء الدابة أو السيارة(9/3)
440 ـ عن عمر بن شعيب عن أبيه عن جده عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
(( إذا تزوج أحدكم امرأة أو اشترى خادماً, فليأخذ بناصيتها, وليسم الله عز وجل, وليدع بالبركة, وليقل:اللهمَّ إنِّي أسألُكَ مِن
خيرها, وخير ما جبلتها عليه,وأعوذُ بكَ مِن شرّها وشرِّ ما جبلتها عليه ))
قال الشيخ t:
وهل يشرع هذا الدعاء في شراء السيارة: وجوابي: نعم لما يرجى من خيرها, ويخشى من شرها.أهـ
[آداب الزفاف92 ]
التسمية على الطعام
441 ـ عن عمر بن أبي سلمة - رضي الله عنه - قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( يا غلام! سمَّ اللهَ, وكلْ بيمينكَ, وكلْ مما يَليكَ ))
[مختصر البخاري 2132][مختصر مسلم 1300]
442 ـ وعن وحشي - رضي الله عنه - أن أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالوا يا رسول الله! إنا نأكل ولا نشبع؟ قال:
(( فلعلكم تفترقون))قالوا: نعم قال:(( فاجتمعُوا على طعامكُم,
واذكُرُوا اسمَ اللهِ يبارك لكم فيه ))
[الصحيحة 664]
443 ـ عن حذيفة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( إنَّ الشيطانَ ليستحلُّ الطعامَ الذي لم يذكرِ اسم الله عليه ))
[صحيح أبي داود 3766][مختصر مسلم 1296]
444ـ وعن رجلٍ خدَمَ النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يسمعَ النبي - صلى الله عليه وسلم - إِذا قربَ إليهِ طعاماً يقول: (( بسم الله ))
[صحيح الكلم 149]
قال الشيخ t:
وفي الحديث أن التسمية في أول الطعام بلفظ: (( بسم الله )) لا زيادة فيها, وكل الأحاديث الصحيحة التي وردت في الباب ليس فيها الزيادة, ولا أعلمها وردت في حديث, فهي بدعة عند الفقهاء بمعنى البدعة .أهـ
[ الصحيحة 71 ]
من نسي أن يذكر الله
في أول طعامه
445 ـ عن عائشةx أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
(( إذا أكلَ أحدكم فليذكرِ اسم الله تعالى في أولهِ, فإن نسي أن(9/4)
يذكر الله تعالى في أوله, فليقُلْ: بسمِ اللهِ أوَّلِهِ, وآخِرِهِ [فإنّه يستقبلُ طعاماً جديداً, ويمنَعُ الخبيثَ ما كانَ يُصيبُ منهُ] ))
[صحيح أبي داود 3767][ الصحيحة198][صحيح الكلم 144]
التسمية على الطعام الذي لا يدري
أذكر عليه اسم الله أم لا
446ـ عن عائشة أمِّ المؤمنينَ x, أنَّ قوماً قالوا: يا ر سول الله! إنَّ قوماً يأتونَنا بلحمٍ, لا ندري, ذُكِرَ اسمُ الله عليه أم لا؟ قال:
(( سَمُّوا أنتُم وكُلوا ))
[صحيح ابن ماجه 3234]
الدعاء بعد الطعام
447 ـ عن أنس - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
(( مَن أكلَ طعاماً فقال: الحمدُ الله الذي أطعمَني هذا, ورزقَنيهِ من غيرِ حولٍ مني ولا قوةٍ, غُفرَ له ما تقدمَ من ذنبهِ ))
[صحيح أبي داود 4023]
448 ـ وعن رجلٍ خدمَ النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يسمعُ النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا فرغَ
منْ طعامه قال:
(( اللهمَّ أطعمتَ, وأسقيتَ, وأغنيتَ, وأقنيت, وهديتَ,
وأحييتَ, فلكَ الحمدُ على ما أعطيتَ ))
[صحيح الكلم 149]
449ـ عن أبي أمامة - رضي الله عنه - قال:كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا رفع مائدته قال:
(( الحمد لله كثيراً طيباً مباركاً فيه, الحمد لله الذي كفانا, وأروانا غير مَكْفِيٍّ ولا مَكْفورٍ )) وقال مرة:
(( لك الحمدُ ربنا غير مكفيٍّ ولا مودَّعٍ ولا مستغني عنه ربَّنا ))
[مختصر البخاري 2157][صحيح أبي داود 3849]
450ـ عن أبي أيوب الأنصاري - رضي الله عنه - قال:كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أكلَ أو شربَ قال:
(( الحمدُ لله الذي أطعمَ وسقَى, وسوَّغَهُ وجَعلَ لهُ مخَرَجاً ))
[صحيح أبي داود3851][الصحيحة 2061]
ما يقول إذا شرب اللبن
451 ـ عن ابن عباس - رضي الله عنه - قال أُتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بلبنٍ فشربَ وقال:
(((9/5)
إذا أكلَ أحدكم طعاماً فليقل: اللهمَّ بارِكْ لنا فيه, وأطعمنا خيراً منه, وإذا سقي لبناً, فليقل: اللهمَّ بارك لنا فيه, وزدنا منه, فإنه ليس شيءٌ يجزيءُ من الطعامِ والشرابِ إلا اللبن))
[صحيح أبي داود 3730]
التسمية عند الشراب
452 ـ عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال:
(( كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يَشْرَبُ في ثلاثة أنفاسٍ, إذا أَدنى الإناءَ إلى فمِهِ سمَّى اللهَ تعالى, وإذا أخَّرَه حمَدَ اللهَ تعالى, يَفْعَلُ ذلك ثلاثَ مراتٍ ))
[الصحيحة 1277]
دعاء الضيف لأهل الطعام
453 ـ عن عبد الله بن بُسر - رضي الله عنه - قال: نزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أبي قال فقرَّبنا إليه طعاماً ورطبةً فأكل منها, ثم أتي بتمر فكان يأكله ويُلقي النوى بين إصبعيه ويجمع السبابة و الوسطى, ثم أُتي بشراب فشرب, ثم ناوله الذي عن يمينه. قال: فقال أبي وأخذ بلجام دابته: ادع الله لنا فقال:
(( اللهم بارك لهم فيما رزقتهم, واغفر لهم وارحمهم ))
[ مختصر مسلم 1316][صحيح أبي داود 3729]
454 ـ عن المقداد بن الأسود - رضي الله عنه - أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:
(( اللهمَّ أطعِم من أطعمني, وأسقِ من سقاني ))
[مختصر مسلم 1535]
دعاء الصائم عند فطره
455 ـ عن مروان بن سَالِم قال: قال ابن عمر - رضي الله عنه - : كان رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أفطرَ قال:
(( ذهبَ الظمأُ, وابتلتِ العروقُ, وثبتَ الأجرُ إن شاءَ الله))
[صحيح أبي داود 2357]
الدعاء لمن أفطر عنده
456 ـ وعن أنس - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - جاء إلى سعد بن عبادة فجاء بخبز وزيت فأكل ثم قال النبي - صلى الله عليه وسلم - :
(( أفَطَر عندَكُم الصائمونَ, وأكَلَ طعامَكمُ الأبرارُ, وصلَّت [وفي رواية وتنزَّلت] عليكُمُ الملائكةُ ))
[صحيح الجامع 4677/4679]
قال الشيخ t:(9/6)
واعلم أن هذا الذكر ليس مقيداً بعد إفطاره, بل هو مطلق وقوله: (( أفطر عندكم الصائمون )) ليس هو إخباراً, بل دعاء لصاحب الطعام بالتوفيق حتى يفطر الصائمون عنده ... وليس في الحديث التصريح بأنه - صلى الله عليه وسلم - كان صائماً فلا يجوز تخصيصه بالصائم.أهـ
[آداب الزفاف170/171]
ما يقول من حضر الطعام
وهو صائم إذا لم يفطر
457 ـ عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( إذا دُعيَ أحدكُمْ فَليُجِبِ فإن كان مُفْطِراً فَليطْعم, وإن كانَ صائماً فليصلْ)) يعني الدعاء.
[صحيح أبي داود2460 ]
دعاء من نزل به ضيف
458 ـ عن مرة بن عبد الله - رضي الله عنه - قال: أصاب النبي - صلى الله عليه وسلم - ضيفاً فأرسل
إلى أزواجه يبتغي عندهن طعاماً فلم يجد عند واحده منهن فقال:
(( اللهم إني أسألك من فضلِك ورحمتِك, فإنه لا يملِكُها إلا أنت)) فأهديت له شاة مصلية فقال:(( هذا من فضل الله, ونحن ننتظر الرحمة ))
[الصحيحة 1543]
ما يقول الصائم إذا
سابه أحد
459 ـ عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( وإذا كانَ يومُ صَومِ أحَدِكُمْ, فَلا يَرفُثْ, ولا يَصْخَبْ, ولا يَجْهَلْ فإنّ سابّهُ أحدٌ أو قَاتَلهُ, فليقُلْ: إنِّي امرُؤٌ صَائِمٌ مرَّتين ))
[مختصر البخاري 887]
الدعاء للمتزوج
460ـ كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا رفأ الإنسان إذا تزوج قال:
(( بارك الله لك, وبارك عليك, وجمع بينكما في (وفي رواية
على) خير ))
[آداب الزفاف 175]
461 ـ وعن عبد الرحمن بن عوف - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له:
(( بارك الله لك ))
[آداب الزفاف 149ـ 172]
462 ـ وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لعلي - رضي الله عنه - ليلة البناء بفاطمة رضي الله عنها:
(( اللهمَّ بارك فيهما, وبارك لهما في بنائهما ))
[ آداب الزفاف 174](9/7)
463 ـ وعن عائشةxقالت: تزوجني النبي - صلى الله عليه وسلم - فأتتني أمي فأدخلتني الدار فإذا نسوه من الأنصار في البيت فقلن:
(( على الخير والبركة, وعلى خير طائر ))
[آداب الزفاف 174]
دعاء المتزوج إذا دخل على
زوجته ليلة العرس
464ـ عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
(( إذا تزوج أحدكم امرأة أو اشترى خادماً, فليأخذ بناصيتها, وليسم الله عز وجل, وليدع بالبركة, وليقل: اللهم إني أسألك من خيرها وخير ما جُبلتها عليه, وأعوذ بك من شرها وشر ما جُبلتها
عليه ))
[آداب الزفاف 92 ]
465ـ وعن أبي سعيد مولى أبي أسيد قال تزوجت وأنا مملوك فدعوت نفراً من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - وفيهم ابن مسعود وأبو ذر و حذيفة فقالوا:
(( إذا دخل عليك اهلك فصل ركعتين, ثم سل الله من خير ما
دخل عليك, وتعوذ به من شره, ثم شانك وشان أهلك ))
[آداب الزفاف94]
466 ـ وقال ابن مسعود - رضي الله عنه - (لأبي حريز) قل:
((اللهم بارك لي في أهلي, وبارك لهم فيّ, اللهم اجمع بيننا ما جمعت بخير, وفرق بيننا إذا فرقت إلى خير))
[آداب الزفاف 95]
الدعاء قبل الجماع
467 ـ عن ابن عباس - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : أما لو أنَّ أحدكُم يقول ُحين يأتي أهلهُ :
(( بسم الله, اللهم جنبني الشيطان, وجنِّبِ الشيطانَ ما رزقتنا, ثم قدر بينهما في ذلك ولدٌ لم يضرَّهُ الشيطان أبداً ولم يسلطْ عليه))
[مختصر البخاري2073]
الدعاء للمولود عند تحنيكه
468 ـ قال عائشةx:
(( كان رسول - صلى الله عليه وسلم - الله يُؤتَي بالصِّبيانِ, فيدْعو لهم بالبركَةِ
ويحنِّكُهُم))
[صحيح الكلم169]
الدعاء بعد التسليم للقضاء
من غير عجز ولا تفريط
469ـ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(((9/8)
المؤمن القوي خير وأحبُّ إلي الله تعالى من المؤمن الضعيف, وفي كلٍّ خير, احرِص على ما ينفعك, واستعنْ بالله عز وجل ولا تَعجِزْ, وإن أصابك شيء فلا تقُلْ: لو أني فعلتُ كان كذا وكذا ولكن قل: قدرُ اللهِ وما شاء فعل, فإن لو تفتح عمَلَ الشيطان ))
[مختصر مسلم 1840]
العزم في الدعاء ولا يقل إن شئت
470 ـ عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( لا يقولنّ أحدكم : اللهم اغفر لي إن شئت, اللهم ارحمني إن شئت, ليعزم في الدعاء, فإن الله صانع ما شاء, لا مكره له ))
[مختصر مسلم 1878]
كراهية الدعاء بتعجيل
العقوبة في الدنيا
471 ـ عن أنس - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عاد رجلاً من المسلمين قد
خفَتَ فصار مثل الفرخ, فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (( هل كنت تدعو بشيء أو تسأله إياه ))؟ قال: نعم كنت أقول: اللهم ما كنت معاقبي به في الآخرة, فعجله لي في الدنيا. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( سبحان الله لا تطيقه أو لا تستطيعه, أفلا قلت: اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار )) قال فدعا الله له فشفاه.
[مختصر مسلم 1883]
الحمد لمن جاءه أمر يسره
أو يكرهه
472 ـ وعن عائشةx قالت: كان - صلى الله عليه وسلم - إذا رأى ما يُحِبُ قالَ:
(( الحمدُ لله الذي بنعمته تتِمُّ الصَّالحاتُ, وإذا رأى ما يَكرَهُ قالَ: الحمدُ للِه على كلِّ حال ))
[الصحيحة 265]
473ـ عن أبي بكرة - رضي الله عنه - كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا جاءهُ أمر سرورٍ أو بُشِّرَ به خرَّ ساجداً شكراً لله .
[صحيح أبي داود 2774]
ما يقال عند الكرب
474 ـ عن ابن عباس - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول عِنْدَ الكَرْبِ:
(((9/9)
لا إله إلا اللهُ العظيمُ الحليمُ, لا إله إلا اللهُ, ربُّ العرشِ العظيمِ, لا إله إلا اللهُ ربُّ السماواتِ, وربُّ الأرضِ, وربُّ العرشِ الكريمِ))
[مختصر البخاري 2434]
475 ـ وعن أبي بكرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
(( دعواتُ المكروبِ: اللَّهُمَّ رحَمَتكَ أرجُو, فلا تَكلني إلي نفسي طرْفَةََ عَيِن, وأصلحْ لي شأني كلَّهُ, لا إَلَه إلا أنْتَ ))
[صحيح أبي داود 5090]
476 ـ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأسماء بنت عميس:
(( ألا أعلمك كلمات تقولينهن عند الكرب ـ أو في الكرب ـ الله, الله ربي لا أشرك به شيئاً ))
[ صحيح الكلم 100][الصحيحة 2755]
477ـ وعن سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( دعوة ذي النون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين, لم يدعْ بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له ))
وفي رواية:
(( ألا أخبركم بشيء إذا نزل برجل منكم كرب أو بلاء من
بلايا الدنيا دعا به يفرج عنه؟ فقيل له: بلى, فقال: دعاء ذي النون ))
[الصحيحة 1746]
478 ـ عن أنس - رضي الله عنه - قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا كان كَرَبَهُ أمر قال:
(( يا حيُّ يا قيومُ برحمتك أستغيث ))
[صحيح الترمذي 3525]
479ـ عن ابن عباس - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
(( كلِماتُ الفَرَجِ: لا إلهَ إلا الله الحَليمُ الكَريمُ, لا إلهَ إلا الله العليُّ العظيمُ, لا إلَه إلا الله رَبُّ السَّماواتِ السَّبْعِ, ورَبُّ العرْشِ العظيم ))
[الصحيحة 2916]
480ـ عن علي - رضي الله عنه - أنه قال: لقنني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هؤلاء الكلمات وأمرني إذا أصابني كرب أو شدة أن أقولهن:
(( لا إله إلا الله الحليم الكريم, سبحانه, وتبارك رب العرش العظيم, والحمدُ لله ربِّ العالمين ))
[صحيح الموارد 2371](9/10)
ما يقال عند الهم والحزن
481 ـ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
(( ما أصاب عبداً هم ولا حزن فقال: اللهمَّ إنِّي عبدك, وابن عبدك, وابن أمتك, ناصيتي بيدك, ماض في حكمك, عدل في قضاؤك, أسألك بكل اسم هو لك, سميت به نفسك, أو أنزلته في كتابك, أو علمته أحداً من خلقك, أو استأثرت به في علم الغيب عندك, أن تجعل القرآن ربيع قلبي, ونور صدري, وجلاء حزني, وذهاب همي, إلا أذهب الله همه وحزنه وأبدله مكانه فرجاً ))
[صحيح الكلم 102][تراجع العلامة 51]
482 ـ عن أنس - رضي الله عنه - كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:
(( اللهمَّ إني أعوذُ بكَ مِن الهمِّ, والحزَنِ, والعجْزِ, والكَسَلِ, والجبن, والبخلِ, وضلَعِ الدين, وغلَبَةِ الرجال ))
[ مختصر البخاري 1234]
النهي عن أن يدعو المسلم على
نفسه وأهله والمال
483ـ عن عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( لا تَدْعوا على أنفسكم, ولا تَدْعوا على أولادكم, ولا تدعوا على خدمكم, ولا تدعوا على أموالكم, لا توافقوا من الله ساعةَ يُسأل فيها عطاءٌ فيستجيب لكم ))
[مختصر مسلم 1537] [صحيح أبي داود 1532]
ما يقال من خاف قوماً
أو غيرهم
484 ـ عن أبي موسى - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا خافَ قوماً قالَ:
(( اللَّهمَّ إنَّا نجعَلُكَ في نُحُورِهم, ونعُوذُ بكَ منْ شُرورهم ))
[صحيح أبي داود 1537]
485ـ (( اللهم اكفنيهم بما شئت ))
[مختصر مسلم 2093]
486 ـ وقال عبد الله بن عباس - رضي الله عنه - { حسبنا الله ونعم الوكيل } قالها إبراهيم - عليه السلام - حين ألقي في النار وقالها محمد - صلى الله عليه وسلم - حين قال له الناس
{ إن الناس قد جمعوا لكم }
[مختصر البخاري 1877]
487 ـ عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قلنا يوم الخندق يا رسول الله! هل من شيء نقوله, قد بلغت القلوب الحناجر قال:
(((9/11)
نعم, اللهم استر عوراتنا, وآمن روعاتنا )) قال: فضرب الله وجوه أعدائه بالريح فهزمهم الله.
[الصحيحة 2018]
الدعاء لطرد الشيطان
الاستعاذة :ـ
488 ـ عن أبي سلمة بن عبد الرحمن - رضي الله عنه - قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:
(( تعوذا بالله من الشيطان الرجيم, من همزه ونفخه ونفثه )) قالوا: يا رسول الله وما همزه ونفخه ونفثه؟ قال: (( أما همزه فهذه الوتة, التي تأخذ بني آدم, وأما نفخه فالكبر, وأما نفثه فالشعر))
[قال الشيخ رحمه الله: أخرجه أحمد 6/156 بإسناد صحيح إلى أبي سلمة.الإرواء 2/57 صفة الصلاة95, 96]
صفة الاستعاذة:ـ
489ـ (( أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم, من همزه, ونفخه, ونفثه ))
490ـ (( أعوذ بالله من الشيطان الرجيم, من همزه, ونفخه, ونفثه))
491ـ (( أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم ))
[الإرواء 2/35]
492 ـ (( أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ))
[هداية الرواة 2354, 2355]
لقول الله تعالى: { وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه
هو السميع العليم } [فصلت 36]
الأذان:ـ
493ـ وقال سهيل بن أبي صالح أرسلني أبي إلى بني حارثة, ومعي غلام لنا أو صاحب لنا, فناداه مناد من حائط باسمه, فأشرف الذي معي على الحائط, فلم ير شيئاً, فذكرت ذلك لأبي, فقال: لو شعرت أنك تلقى هذا لم أرسلك, ولكن إذا سمعت صوتاً فناد بالصلاة فإني سمعت أبا هريرة - رضي الله عنه - يحدث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:
(( إن الشيطان إذا نودي بالصلاة أدبر ))
[ صحيح الكلم108]
قرأ سورة البقرة:ـ
494 ـ عن عبد الله - رضي الله عنه - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( اقرؤا سورة البقرة في بيوتكم, فإن الشيطان لا يدخل بيتاً يقرأ فيه سورة البقرة )) [الصحيحة 1521]
495 ـ عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - موقوفاً ومرفوعاً:
(((9/12)
أن كل شيء سناماً, وسنام القرآن سورة { البقرة } , وأن الشيطان إذا سمع سورة البقرة, خرج من البيت الذي يقرأ فيه سورة البقرة ))
[الصحيحة 588]
الدعاء لرد كيد مردة
الشياطين
496 ـ وقال أبو الدرداء - رضي الله عنه - قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي فسمعناه يقول:
(( أعوذ بالله منك )) ثم قال: (( ألعنك بلعنة الله (ثلاثاً))) وبسط يده كأنه يتناول شيئاً, فلما فرغ من الصلاة, قلنا يا رسول الله! سمعناك تقول في الصلاة شيئاً لم نسمعك تقوله قبل ذلك, ورأيناك بسطت يدك قال: (( أن عدو الله إبليس, جاء بشهاب من نار, ليجعله في وجهي, فقلت: أعوذ بالله منك (ثلاث مرات) ثم قلت: ألعنك بلعنة الله التامة (ثلاث مرات) فلم يستأخر, ثم أردت أخذه, والله لولا دعوة أخينا سليمان لأصبح موثقاً يلعب به ولدان أهل المدينة ))
[مختصر مسلم 308]
497 ـ عن أبي التياح قال سأل رجل عبد الرحمن بن خنبش - رضي الله عنه - : كيف صنع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين كادته الشياطين؟ قال:
(( جاءت الشياطين إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الأودية وتحدرت عليه من الجبال, وفيهم شيطان معه شعلة من نار, يريد أن يحرق بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: فرعب قال: وجاء جبريل - عليه السلام - فقال:
يا محمد! قل. قال: ما أقول؟قال: قل:
(( أعوذ بكلمات الله التامَّات التي لا يجاورهنّ بَرُ, ولا فاجرُ, من شرِّ ما خلق, وذرأ, وبرأ, ومن شرِّ ما ينزل من السماء, ومن شرِّ ما يعرج فيها, ومن شرِّ ما ذرأ في الأرض, ومن شرِّ ما يخرج منها, ومن شرِّ فتن الليل, والنهار, ومن شرِّ كلِ طارق إلا طارقاً يطرق بخير يا رحمن ))
فطفئت نار الشياطين وهزمهم الله عز وجل.
[الصحيحة 2995]
ما يفعل من أصابه شك
في إيمانه
498 ـ عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(((9/13)
يأتي شيطان أحدكم فيقول : من خلق كذا ؟! من خلق كذا من كذا؟! حتى يقول: من خلق ربك ؟! فإذا بلغه فليستعذ بالله ولينته))
[الصحيحة 117]
499 ـ عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( إن أحدكم يأتيه الشيطان فيقول: من خلقك؟ فيقول الله : فيقول فمن خلق الله؟! فإذا وجد ذلك أحدكم فليقرأ آمنت بالله
ورسله, فأن ذلك يذهب عنه))
[الصحيحة 116][تراجع العلامة 206]
500 ـ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( يُوشِكُ الناسُ يتساءلُونَ بينهم, حتى يقولُ قائلُهُم: هذا اللهُ خَلَقَ الخَلْقَ, فمنْ خلَقَ الله عز وجل ؟ فإذا قالوا ذلك, فقولوا:
{ الله أحدٌ. اللهُ الصمدُ. لم يلدْ ولم يولدْ. ولم يكُنْ لهُ كُفُواً أحدٌ } ثم ليتفلْ أحدُكُم عنَ يسارِهِ ثلاثاً, ليستعِذْ من الشَّيطانِ))
[الصحيحة 118]
501ـ وقال أبو زميل: قلتُ لا بن عباس - رضي الله عنه - ما شيء أجدُهُ في نفسي ـ يعني شيئاً من شَكَ ـ فقال لي:(( إذا وجدتَ في نفسكَ شيئاً فقلْ: هو الأولُ, والآخرُ, والظاهرُ, والباطنُ, وهو بكل شيءٍ عليم))
[صحيح الكلم 111]
قال الشيخ t:
وخلاصتها أن يقول: آمنت بالله ورسله, الله أحد, الله الصمد, لم يلد ولم يولد, ولم يكن له كفواً أحد.[وقول: هو الأول, والآخر, والظاهر, والباطن, وهو بكل شيء عليم] ثم يتفل عن يساره (ثلاثاً), يستعيذ بالله من الشيطان, ثم ينتهي عن الانسياق مع الوسواسة. وأعتقد أن من فعل ذلك, طاعة لله ورسوله, مخلصاً
في ذلك, أنه لا بد أن تذهب الوسوسة عنه, ويندحر شيطانه لقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (( فإن ذلك يذهب عنه )). أهـ
[الصحيحة 1/236]
العصمة من الدجال
قال الشيخ t:
الأسباب التي تعصم من فتنته الدجال هي:
أولاً: الاستعاذة بالله تعالى من شر فتنته, والإكثار منها, لا سيما في التشهد الأخير في الصلاة, فقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :(9/14)
502ـ (( إذا فرغ أحدكم من التشهد الآخر, فليستعذ بالله من أربع, يقول: اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم, ومن عذاب القبر, ومن فتنة المحيا والممات, ومن شر فتنة المسيح الدجال ))
[صفة الصلاة 182 ]
بل إنه أمر بالاستعاذة من فتنته أمراً عاماً كما في حديث زيد بن ثابت
503ـ قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - :
(( تعوّذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن قالوا: نعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن. قال:
(( تعوّذوا بالله من فتنة الدجال )) قالوا: نعوذ بالله من فتنة الدجال.
ثانياً: أن يحفظ عشر آيات من أول سورة { الكهف } عصم من فتنة الدجال
504 ـ فقد قال - صلى الله عليه وسلم - :
(( من يحفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من فتنة الدجال ))
[مختصر مسلم 2098]
ثالثاً: أن يبتعد عنه, ولا يتعرض له, إلا إن كان يعلم من نفسه أنه لن يضره, لثقته بربه, ومعرفته بعلاماته التي وصفه النبي - صلى الله عليه وسلم - بها.
505 ـ لقوله - صلى الله عليه وسلم - :
(( من سمع بالدجال فلينأ عنه, فوالله إن الرجل ليأتيه وهو يحسب أنه مؤمن فيتبعه, مما يبعث به الشبهات ))
رابعاً: أن يسكن مكة والمدينة, فإنهما حرمان آمنان منه.
506ـ لقوله - صلى الله عليه وسلم - : (( يجيء الدجال فيطأ الأرض إلا مكة والمدينة, فيأتي المدينة, فيجد بكل نقب من نقابها صفوفاً من الملائكة ))
[الصحيحة 2457]
ومثلهما المسجد الأقصى والطور
507 ـ عن رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - قال سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:
(( أنذرتكم فتنة الدجال, فليس من نبي إلا أنذر قومه أو أمته: وإنه آدم, جعد, أعور عينه اليسرى, وإنه يمطر ولا ينبت الشجرة, وأنه يسلط على نفس فيقتلها, ثم يحييها, ولا يسلط على غيرها.(9/15)
وأنه معه جنة ونار, ونهر وماء, وجبل خبز, وإن جنته نار, وناره جنة, وإنه يلبث فيكم أربعين صباحاً يرد فيها كل منهل, إلا أربع مساجد: مسجد الحرام, ومسجد المدينة, والطور, ومسجد الأقصى, وإن شكل عليكم أو شبه, فإن اللهkليس بأعور )) [أخرجه أحمد[5/434, 435] وإسناده صحيح] .
وأعلم أن هذه البلاد المقدسة إنما جعلها الله عصمة من الدجال لمن سكنها وهو مؤمن ملتزم بما يجب عليه من الحقوق والواجباب تجاه ربه .أهـ
[قصة المسيح الدجال ونزول عيسى 32 , 34,33]
ما جاء في الرقى
508ـ قال أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - انطلق نفرٌ من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - في سفرةٍ سافَروها حتى نزلوا على حيٍٍّ من أحياءِ العرب, فاستضافوهم, فأبوا أن يُضيفوهُم, فلُدغَ سيدُ ذلكَ الحيِّ, فسعَوا له بكل شيء, لا ينفعُهُ شيءٌ,
فقال بعضهم: لو أتيتم هؤلاء الرهطَ الذين نزلوا, لعلَّهُ أن
يكونَ عند بعضهِم شيءٌ, فأتوهُم فقالوا: يا أيها الرهطُ, إنّ سيدَنا لُدِغَ, وسعينا لهُ بكُلِّ شيءٍ, لا ينفعُهُ, فهلْ عندَ أحدٍ منكُم من شيء؟
فقال بعضُهم: والله إني لأرقي ولكن, والله لقدِ استضفناكم فلم تُضَيِّفونا, فما أنا براقٍ لكم حتى تجعلوا لنا جُعْلاً, فصالحوهم على قطيعٍ من الغنم, فانطلقَ يَتْفُلُ عليه, ويقرأ { الحمدُ لله ربِّ العالمين } فكأنما نشطَ من عقالٍ, فانطلَقَ يمشي وما به قلَبَةٌ قال: فأوفوهم جُعْلَهم الذي صالحوهُم عليه,
فقال بعضهم: اقسموا, فقال الذي رقى: لا تفعلوا حتى نأتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فنذكُرَ له, الذي كان فننظر ما يأمرنا فقدموا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكروا له فقال:
(( وما يُدْريكَ أنَّها رُقيةٌ)) ثم قال:((قَدْ أصبتمْ, اقْسِموا واضْرِبوا لي معكُم سهماً )) فضَحِكَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - .
[مختصر مسلم1449](9/16)
509 ـ عن خارجة بن الصلت عن عمه علاقة بن صُحار - رضي الله عنه - أنه مر بقوم فأتوه, فقالوا: إنك جئت من عند هذا الرجل بخير, فَارقِ لنا هذا الرجل, فأتوه برجل معتوه في القيود, فرقاه بأم القرآن ثلاثة أيام غدوة وعشية, كلما ختمها جمع بزاقه ثم تفل, فكأنما أنشط من عقال, فأعطوه شيئاً, فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكر له, فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - :
((كُلْ فَلَعمْرِي لمنْ أكَلَ بِرُقيةِ بِاطِلٍ, لقدْ أكَلتَ بِرُقيةِ حَقّ ))
[الصحيحة 2027]
510 ـ وعن عائشةxقالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا مرض أحدُ
من أهله نفث عليه بالمعوِّذات[وهي { قل هو الله أحد } و { قل أعوذ برب الفلق } و { قل أعوذ برب الناس } ]فلما مرض مرضه الذي مات فيه جعلتُ أنْفِثُ عليه وأمسحُهُ بيد نفسه, لأنها كانت أعظم بركة من يدي .
[مختصر مسلم 1446]
511 ـ وعن عائشة x أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا اشتكى الإنسان الشيء منه أو كانت به قُرحة أو جُرح, قال النبي - صلى الله عليه وسلم - بإصبَعه هكذا, ووضع سفيان بن عيينة سبابته بالأرض, ثم رفعها وقال:
(( بسم الله تربةُ أرضنا بريقة بعضنا, يشفى سقيمُنا بإذن ربنا))
[مختصر مسلم 1458 ][مختصر البخاري2249]
512 ـ وعن عائشةxأن النبي - صلى الله عليه وسلم - كانَ يُعَوِّذُ بعض أهله, يمسح بيده اليمنى ويقول:
(( اللهمّ ربِّ الناسِ أذهبِ البأسَ, واشفِ أنتَ الشافي, لا شفاء إلا شفاؤك, شفاءً لا يغادرُ سَقَماً ))
فلما ثقل في مرضه الذي مات فيه أخذت بيده فجعلت أمسحه بها
وأقولها.
[الصحيحة 2775]
513 ـ عن عائشة x أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كان يَرْقي يَقولُ:
(( امسَحِ البأسَ, ربَّ النّاس: بِيَدِكَ الشِّفاءُ,لا كاشِفَ لهُ إلا أنتَ ))
[مختصر البخاري 2248]
514 ـ عن عائشة x أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كان يَرْقي يقول:
(((9/17)
امْسَحِ البَأسَ, رَبّ النّاسِِ, بِيَدِكَ الشِّفاء, لا يَكشفُ الكربَ إلا أنت ))
[الصحيحة 1526]
515ـ وعن عائشة x أنّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - كان يَرْقي بهذه الرقية:
(( أذّهِبِ البَأسَ, ربَّ الناسِ, بِيدكَ الشَّفاء, لا كاشف لهُ إلا أنتَ ))
[مختصر مسلم 1461]
516 ـ عن رافع بن خديج - رضي الله عنه - قال: دخل النبي - صلى الله عليه وسلم - على ابنٍ لعمار فقال:
(( اكشف البأس ربّ النّاسّ,إله الناس ))
[الصحيحة1526]
517 ـ عن أبي سعيد - رضي الله عنه - أن جبريل - عليه السلام - أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا
محمد! اشتكيت؟ قال:(( نعم )) قال: بسم الله أرقيكَ, من كل شيء يؤذيك, من شرِّ كلِّ نفسٍ أو عين حاسدٍ, الله يشفيك, بسم الله أرقيك.
[مختصر مسلم1444][الصحيحة 2060]
518 ـ عن عائشة x زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - أنها قالت: كان إذا اشتكى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رقاه جبريل - عليه السلام - قال:
بسم الله يُبِريك, ومن كل داءٍ يَشفيك, ومن شرِّ حاسدٍ إذا حسد, وشرِّ كل ذي عين.
[مختصر مسلم 1443]
519 ـ عن عثمان بن أبي العاص - رضي الله عنه - قال قلت: يا رسول الله عَرَضَ لي شيءٌ في صَلواتي, حتى ما أدري ما أُصلّى. قالَ:
(( ذاكَ الشيطانُ, أدنُه )) فدنوتُ منه, فجلستُ على صُدورِ قَدَميَّ قالَ: فَضَربَ صدري بيدَه, وتَفَلَ في فَمِي, وقالَ:(( اخرجْ
عدوَّ الله )) ففعلَ ذلكَ ثلاثَ مرَّاتٍ. ثمَّ قال:(( الحقْ بعَمَلِكَ )) قال عثمان: فَلَعمْرِي! ما أحسبُهُ خالطني بعدُ.
[صحيح ابن ماجه 3614]
520 ـ عن علي - رضي الله عنه - قال لدَغَت النبي - صلى الله عليه وسلم - عقرب وهو يصلي, فلما
فرغ قال:
(( لَعَنَ الله العقربَ, لا تَدَعُ مُصَلِّياً ولا غيرهُ, ثم دعا بماءٍ
ومِلْحٍ, وجعلَ يمسحُ عليها ويقرأ بـ { قُلْ يأيُّهَا الكافرون }
و { قُلْ أعوذُ بربِّ الفلق } و { قُلِ أعوذُ بربِّ الناس }
[(9/18)
الصحيحة 548]
521ـ عن أبي الزبير قال سمعت جابر - رضي الله عنه - يقول: لدغت رجلاً منا عقرب ونحن جلوس مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - , فقال رجل يارسول الله! - صلى الله عليه وسلم - أرقي؟ قال:
(( من استطاع منكم أن ينفع أخاه, فليفعل ))
قال الشيخ t :
وفي الحديث استحباب رقية المسلم لأخيه المسلم بما لا بأس به من الرقى, وذلك ما كان معناه مفهوماً مشروعاً, وأما الرقى بما لا يعقل معناه من الألفاظ, فغير جائز.
قال المناوي:
( وقد تمسك ناس بهذا العموم, فأجازوا كل رقية جربت منفعتها, وإن لم يعقل معناها, لكن دلَّ حديث عوف الماضي أن ما يؤدي إلى شرك يمنع, وما لا يعرف معناه لا يؤمن أن يؤدي إليه, فيمنع احتياطاً )
قلت:
ويؤيد ذلك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يسمح لآل عمرو بن حزم بأن يرقي
إلا بعد أن اطلع على صفة الرقية, ورآها مما لا بأس به, بل إن الحديث بروايته الثانية من طريق أبي سفيان نص في المنع مما لا يعرف من الرقى,لأنه - صلى الله عليه وسلم - نهى نهياً عاماً أول الأمر, ثم رخص فيما
تبين أنه لا بأس به من الرقى, وما لا يعقل منعاه منها لا سبيل إلى الحكم عليها بأنه لا بأس بها, فتبقى في عموم المنع. فتأمل.
وأما الاسترقاء ـ وهو طلب الرقية من الغير ـ فهو وإن كان جائزاً فهو مكروه, كما يدل عليه حديث
(( هم الذين لا يسترقون..ولا يكتوون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون )) متفق عليه.
وأما ما وقع من الزيادة في رواية لمسلم: (( هم الذين لا يرقون ولا يسترقون..)) فهي زيادة شاذة, ولا مجال لتفصيل القول في ذلك الآن من الناحية الحديثية وحسبك أنها تنافي ما دل عليه هذا الحديث من استحباب الترقية وبالله التوفيق .أهـ
ما يعوذ به الأولاد
522ـ كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُعوِّذُ الحسنَ والحسينَ - رضي الله عنهم - :
(((9/19)
أعيذُكُما بكلِماتِ الله التَّامَّةِ من كُلِّ شيطانٍ وهامَّةٍ, ومن كُلِّ عينٍ لامَّةٍ )) ويقول:(( إنّ أباكُما كانَ يُعوِّذُ بها إسماعيلَ وإسحاقَ ))
[صحيح ابن ماجه 3590] [صحيح الكلم الطيب118]
الشيء يراه ويعجبه ويخشى
أن يصيبه بعينه
523ـ عن عامر بن ربيعة - رضي الله عنه - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( إذا رأى أحدكمْ من نفسِهِ أوْ مالهِ أوْ منْ أخيهِ ما يعجبهُ فليدعُ لهُ بالبركةِ, فإنّ العينَ حقٌ))
[صحيح الجامع556]
524 ـ عن أبو سعيد - رضي الله عنه - قال:
كانَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يَتَعوَّذُ منَ الجَان, وعَينِ الإنْسان, حتى نَزَلت { المعوِّذَتان } فَلَمَّا نَزَلَتا أخَذَهُما وتَرَك ما سواهُما ))
[صحيح ابن ماجه 3576]
الدعاء لمن أحس وجعاً
في جسده
525ـ وعن عثمان بن أبي العاص - رضي الله عنه - أنه شكا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وَجَعاً يجده في جسده منذ أسلم, فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( ضعْ يدكَ عَلى الذي يألُم من جسدكَ, وقُلْ: بسمِ اللهِ ثلاثاً, وقُلْ سبعَ مرَّاتٍ: أعوذ باللهِ وقدْرتِه من شرِّ ما أجِدُ وأُحاذرُ ))
[مختصر مسلم1447]
526ـ وعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
(( إذا اشتكيت فضعْ يدَك حيثُ تشتكي, وقل: بسم الله, وبالله, أعوذُ بعزة الله وقدرته من شرِّ ما أجدُ من وجعي هذا, ثم
أرفع يدك ثم أعدْ ذلك وتراً ))
[الصحيحة1258]
فضل عيادة المريض
527 ـ عن علي - رضي الله عنه - قال سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:
(( ما مِنْ مسلمٍ يعود مسلِماً غَدوةً, إلا صلّى عليه سبعون ألفَ ملَكٍ حتى يُمسيَ وإنْ عادَ عَشيَّةً, إلا صَلّى عليهِ سبعون ألفَ ملَكٍ حتى يُصبحَ, وكانَ له خَريفٌ في الجنَّةِ))
[صحيح الترغيب 3476]
528ـ عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(((9/20)
مَنْ عَادَ مَرِيضاً أو زَارَ أَخاً لهُ في اللهِ, نادَاهُ مُنَادٍ: أنْ طِبت وطَابَ مَمشاكَ وتَبَؤّأت منَ الجنّة مَنزِلاً ))
[صحيح الترمذي 2008]
الدعاء للمريض
529 ـ وعن ابن عباس - رضي الله عنه - قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا عاد المريض جلس عند رأسه, ثم قال (سبع مرات) :
(( أسأل الله العظيم, ربَّ العرش العظيم أن يشفيك, فإن كان في أجله تأخير عوفي من وجعه))
[صحيح الأدب المفرد 536]
530ـ عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهم - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( إذا عاد أحدكم مريضاً فليقل: اللهم أشف عبدك ينكأ لك عدواً, أو يمشي لك إلى صلاة ))
[الصحيحة 1365]
531 ـ عن ابن عباس - رضي الله عنه - أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - دَخَلَ على أعرَابيٍّ يَعُودُهُُ قال: وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا دَخَلَ على مريضٍ يعوده قال له:
(( لا بأسَ طهورٌ إنْ شاءَ الله تعالى ))
[مختصر البخاري 2221]
532 ـ عن سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - قال كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعوُدُني عام حَجِة الوَداع وأنا في مكة من وجعٍ اشتدَّ بي, ثم مسح يده على وجهي وبطني ثم قال - صلى الله عليه وسلم - :
(( اللهم اشْفِ سعداً )) (ثلاثاً).
[مختصر البخاري626][صحيح الأدب المفرد 520]
الدعاء عند رؤية أهل البلاء
533 ـ عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
(( منْ رَأى مُبتلىً فقال: الحمْد لله الذي عَافَاني مَّما ابتَلاكَ به, وفَضَّلَني على كثيرٍ مَّمن خلَقَ تَفْضيلاً لم يُصبْهُ ذلك البلاءُ ))
[الصحيحة 602 /2737 ]
534 ـ عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - :
(( إذا رأى أحدكمْ مبتلى فقال: الحمد لله الذي عافانِي ممَّا
ابتلاكَ بهِ, وفضَّلني عليكَ, وعلى كثيرٍ منْ عبادهِ تفضيلاً, كان شكرَ تلكَ النِّعمةِ ))
[صحيح الجامع 555](9/21)
ما يقول إذا تطير بشيء
535ـ عن جابر - رضي الله عنه - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( إذا تطيرتُم فامضُوا, وعلى اللهِ توكّلُوا))
[الصحيحة 3942]
536ـ عن عمرو بن العاص - رضي الله عنه - قال النبي - صلى الله عليه وسلم - :
(( من ردته الطير, فقد قارف الشرك)) قالوا: وما كفارة ذلك يا رسول الله؟ قال:
(( يقول أحدكم: اللهمَّ لا طيرَ إلا طيرك, ولا خير إلا خيرك, ولا إله غيرك))
[الصحيحة 1065]
كراهية تمني الموت
537ـ عن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( لا يتمنَّى أحدُكم الموت لضُرٍّ نزَل بهِ, فإنْ كانَ ولا بدّ فاعِلاً فليَقُلْ: اللهُمّ أحيني ما كانتِ الحياةُ خيراً لي, وتوفَّني إذا كانتِ الوفاةُ خيراً لي))
[صحيح الترغيب 3370] [مختصر مسلم 1884]
538 ـ عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( لا يتمنَّى أحدُكُم الموتَ, ولا يدعُ به قبل أن يأتيه, وإنه إذا مات انقطع عملُهُ, وإنه لا يزيد المؤمنَ عمرُهُ إلا خيراً ))
[مختصر مسلم 1885]
539ـ عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيقول يا ليتني مكانه ما به حب لقاء الله k ))
قال الشيخ t :
ومعنى الحديث أنه لا يتمنى الموت تديناً وتقرباً إلى الله في لقائه, وإنما لما نزل به من البلاء والمحن في أمور دنياه, ففيه إشارة إلى جواز تمني الموت تديناً, ولا ينافيه قوله - صلى الله عليه وسلم - : ((لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به..)) لأنه خاص بما إذا كان التمني لأمر دنيوي كما هو ظاهر.أهـ
قال الحافظ:
(ويؤيده ثبوت تمني الموت عند فساد أمر الدين عن جماعة من السلف.
قال النووي: لا كراهة في ذلك, بل فعله خلائق من السلف, منهم عمر بن الخطاب و..) .أهـ
[الصحيحة 2/121]
دعاء المريض إذا شعر
بقرب اجله(9/22)
540ـ عن أبي هريرة وأبي سعيد - رضي الله عنهم - أنهما شهدا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
(( إذا قال العبد: لا إلهَ إلا اللهُ, واللهُ أكبرُ, قالَ اللهُ عزَّ وجلَّ:
صدقَ عبدي, لا إلهَ إلا أنا, وأنا أكبرُ, وإذا قالَ العبدُ: لا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ, قال صدقَ عبدي, لا إلهَ إلا أنا وحدي, وإذا قال: لا إلهَ إلا اللهَ لا شريكَ لهُ, قال صدق عبدي, لا إلهَ إلا أنا, ولا شريك لي, وإذا قال: لا إلهَ إلا الله, لهُ الملكُ, ولهُ الحمدُ, قالَ: صدقَ عبدي, لا إلهَ إلا أنا, لي الملكُ, وليَ الحمدُ, وإذا قالَ: لا إلهَ إلا اللهُ, ولا حولَ ولا قوةَ إلا بالله, قال: صدقَ عبدي, لا
إلهَ إلا أنا, ولا حولَ ولا قوةَ إلا بي, مَنْ رُزِقَهُنَّ عندَ مَوْتِه لم تمسَّهُ النَّارُ ))
[الصحيحة 1390]
541ـ وعن عائشة x قالت: آخِرُ ما سمعته من كلامه - صلى الله عليه وسلم - :
(( اللهمَّ اغفر لي, وارحمني, وألحقني بالرفيق الأعلى ))
[الصحيحة 2775][مختصر مسلم 1664]
542ـ عن عائشة x قالت رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو بالموت, وعنده قدحٌ فيه ماءٌ, وهو يُدخل يده في القدح ثم يمسح وجهه بالماء , ثم يقول:
(( اللهم أعني على منكرات الموت أو قال: سكرات الموت ))
[مختصر الشمائل 324]
التلقين عند الموت
543 ـ عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( لَقِّنوا موتاكم: لا إله إلا الله, فإنه من كانَ آخِرَ كلامه لا إله إلا الله عند الموتِ, دخل الجنّة يوماً من الدهرِ, وإنْ أصابهَ قبل ذلك ما أصابه ))
[صحيح الموارد 719]
قال الشيخ t:
وليس التلقين ذكر الشهادة بحضرة الميت وتسميعها إياه, بل هو أمره بأن يقولها, خلاف لما يظن البعض .أهـ
[أحكام الجنائز 20.19]
وقال الشيخ t :
وأما قراءة سورة { يس } عنده, وتوجيهه نحو القِبلة فلم يصحّ فيه حديث, بل كرِهَ سعيد بن المسيب توجيهه إليها, وقال:
(((9/23)
أليس الميتُ امرأً مسلماً )) ؟
وعن زُرعة بن عبد الرحمن أنه شهد سعيد بن المسيب في مرضه وعنده أبو سلمة بن عبد الرحمن فغشي على سعيد, فأمر أبو سلمة
أن يحوّل فراشهُ إلى الكعبة. فأفاق, فقال: حوّلتم فراشي! فقالوا نعم. فنظر إلى أبي سلمة فقال: أراه بعلمك فقال: أنا أمرتُهم! فأمر سعيد أن يعاد فراشه. أخرجه ابن أبي شيبة في (المصنف)
بسند صحيح عن زُرعة.
[أحكام الجنائز 20]
الدعاء عند الميت
544 ـ وقالت أم سلمة x دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أبي سلمة وقد شَقَّ بَصَرُه فأغمضه. ثمّ قالَ:
(( إن الروحَ إذا قُبِضَ تَبِعَهُ البصرُ)) فضجَّ ناس من أهله,فقال:
(( لا تدعوا على أنفسكم إلا بخير, فإن الملائكةَ يُؤمِّنون على ما تقولون, )) ثم قال: (( اللهمَّ اغفرْ (لأبي سلمة) وارْفع دَرَجتَهُ في المهديين, واخلفُه في عقبِهِ في الغابرين, واغفِرِ لنا وله يا ربَّ العالمين, وافْسحْ له في قبره. ونورِّ له فيه ))
[مختصر مسلم 456]
545 ـ عن أم سلمة x قالت: لما مات أبو سلمة أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقلت: يا رسول الله إن أبا سلمة قد مات, قال:
(( قولي اللهمَّ اغفرْ لي وله, وأعقبني منه عقبى حسنة ))
[مختصر مسلم 452](9/24)
دعاء من أصيب بمصيبة
546ـ وقالت أم سلمة x سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:
(( ما من عبدٍ تُصيبُه مصيبةٌ فيقول: إنا لله وإنا إليه راجعون, اللهم أجُرْني في مصيبتي, وأخلفُ لي خيراً منها, إلا آجَرَهُ الله في مصيبته, وأخلَفَ له خيراً منها ))
قالت: فلما توفي أبو سلمة, قلت كما أمرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخلف الله لي خيراً منه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
[مختصر مسلم 461]
547ـ عن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( إذا مات ولد الرجل يقول الله تعالى لملائكته: أقبضتم ولد عبدي؟ فيقولون: نعم, فيقول: أقبضتم ثمرة فؤاده؟ فيقولون: نعم, فيقول: فماذا قال عبدي؟ قال: حمدك واسترجع فيقول: ابنوا لعبدي بيتاً وسموه بيت الحمد ))
[الصحيحة 1408]
صفة صلاة الجنازة
قال الشيخ t :
548ـ يكبر عليها أربعاً أو خمساً, إلى تسع تكبيرات, كل ذلك ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فأيهما فعل أجزأه, والأولى التنويع, فيفعل هذه تارة, وهذا تارة, كما هو الشأن في أمثاله, كأدعية الاستفتاح وصيغ
التشهد والصلوات الإبراهيمية ونحوها, وأن كان لا بد من التزام نوع واحد منها فهو الأربع, لأن الأحاديث فيها أقوى وأكثر, والمقتدي يكبر ما كبر الإمام.
549 ـ ويشرع له أن يرفع يديه في كل التكبيرة الأولى.
550ـ ثم يضع يده اليمنى على ظهر كفة اليسرى والرسغ والساعد, ثم يشد بهما على صدره.
أما الوضع تحت السرة فضعيف اتفاقاً كما قال النووي والزيلعي وغيرهما
551ـ ثم يقرأ عقب التكبيرة الأولى فاتحة الكتاب وسورة لحديث طلحة بن عبد الله بن عوف قال:
(( صليت خلف ابن عباس - رضي الله عنه - على جنازة فقرأ بفاتحة الكتاب وسورة وجهر حتى أسمعنا, فلما فرغ أخذت بيده, فسألته؟ فقال: إنما جهرت لتعلموا أنها سنة وحق ))
552ـ ويقرأ سراً لحديث أبي أمامة بن سهل قال:
(((10/1)
السنة في الصلاة على الجنازة أن يقرأ في التكبيرة الأولى بأم القرآن مخافته, ثم يكبر ثلاثاً, والتسليم عند الآخرة ))
553 ـ ثم يكبر التكبير الثانية, ويصلي على النبي - صلى الله عليه وسلم - لحديث أبي أمامة المذكور أنه أخبره رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - :
(( أن السنة في صلاة الجنازة أن يكبر الإمام, ثم يقرأ بفاتحة الكتاب بعد التكبيرة الأولى سراً في نفسه, ثم يصلي على النبي - صلى الله عليه وسلم - , ويخلص الدعاء للجنازة في التكبيرات (الثلاث) لا يقرأ في شيء منهن, ثم يسلم سراً في نفسه حين ينصرف عن يمينه, والسنة أن يفعل من ورائه مثلما فعل إمامه ))
وأما صيغة الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - في الجنازة فلم أقف عليها في شيء من الأحاديث الصحيحة, فالظاهر أن الجنازة ليس لها صيغة خاصة, بل يؤتي فيها بصيغة من الصيغ الثابتة في التشهد في المكتوبة.
554 ـ ثم يأتي ببقية التكبيرات ويخلص الدعاء فيها للميت, وقوله - صلى الله عليه وسلم - :
(( إذا صليتم على الميت, فأخلصوا له الدعاء ))
555 ـ ويدعو فيها بما ثبت عنه - صلى الله عليه وسلم - من الأدعية, وقد وقفت منها
على أربعة:ـ [راجع الباب الذي بعده]
556ـ الدعاء بين التكبيرة الأخيرة والتسليم مشروع لحديث أبي يعفور عن عبد الله بن أبي أوفى - رضي الله عنه - قال:
(( شهدته وكبر على جنازة أربعاً, ثم قام ساعةـ يعني ـ يدعوا ثم قال: أتروني كنت أكبر خمساً ؟ قالوا: لا. قال: إن رسول الله(10/2)
- صلى الله عليه وسلم - كان يكبر أربعاً ))
557 ـ ثم يسلم تسليمتين مثل تسليمه في الصلاة المكتوبة إحداها عن يمينه والأخرى عن يساره لحديث عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - :
(( ثلاث خلال كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يفعلهن تركهن الناس, إحداهن التسليم على الجنازة مثل التسليم في الصلاة )) وقد ثبت في مسلم وغيره عن ابن مسعود أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يسلم تسلمتين في الصلاة. فهذا يبين أن المراد بقوله في الحديث (( مثل التسليم في الصلاة )) أي التسليمتين المعهودتين .
558ـ ويجوز الاقتصار على التسليمة الأولى فقط, لحديث أبي هريرة - رضي الله عنه - :
(( أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى على جنازة فكبر عليها أربعاً, وسلم تسليمة واحدة ))
559 ـ والسنة أن يسلم في الجنازة سراً, الإمام ومن وراءه في ذلك مثلما سواء, لحديث أبي أمامه المتقدم بلفظ:
(( ثم يسلم سراً في نفسه حين ينصرف, والسنة أن يفعل من وراءه مثلما فعل إمامه )) .أهـ
[تلخيص أحكام الجنائز 54إلى 57]
الدعاء للميت في صلاة
الجنازة
560ـ عن عوف بن مالك - رضي الله عنه - قال: صلّى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - على جنازةٍ فحفظتُ من دعائِه وهو يقول:
(( اللهمَّ اغفرْ له وارْحمه,ُ وعافهِ واعفُ عنه, وأكرمْ نُزلَه, ووسِّع مُدخلَه, واغسلْه بالماء والثَّلج والبردِ, ونقِّهِ من الخطايا كما نَقَّيْتَ الثوبَ الأبيضَ من الدّنَس, وأبدِله داراً خيراً من دارهِ, وأهلاً خيراً من أهلهِ, وزوْجاً خيراً من زوجهِ, وأدخِلْه الجنةَ, وأعِذْه من عذابِ القبر, ومن عذابِ النار ))
[أحكام الجنائز 157]
561 ـ عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا صلّى على جنازةٍ يقولُ:
(((11/1)
اللهمَّ اغفرْ لحينِّا وميِّتنا, وشاهدِنا وغائبِنا,وصغيرنا وكبيرنا وذَكَرنا وأنثانا,اللهمَّ مَنْ أَحْيَيتهَ منّا فأحيهِ على الإسلامِ, ومن توفَّيته منا فتوفَّه على الأيمانِ, اللهمَّ لا تحرِمْنا أجرهَ, ولا تُضلنا بعده ))
[ صحيح ابن ماجه1520]
562 ـ عن واثلة بن الأسقع - رضي الله عنه - قال: صلّى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على رجلٍ من المسلمينَ فأسمعُهُ يقولُ:
(( اللهمَّ إنّ فلانَ ابنَ فلان في ذِمَّتك وحَبْل جوارِك, فَقِهِ فتنةَ القبر وعذابَ النّارِ, وأنت أهلُ الوفاءِ والحقّ, فاغفرْ له وارحمهُ, إنك أنتَ الغفورُ الرحيمُ ))
[صحيح ابن ماجه1521][صحيح أبي داود 3202]
563 ـ عن يزيد بن رُكانة بن المطلب - رضي الله عنه - قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا قام للجنازةِ لِيُصَلِّي عليها قال:
(( اللهمَّ عبدُك وابنُ أَمَتِك احتاجَ إلى رحمتِك, وأنتَ غنيٌّ عن عذابهِ, إن كان مُحسناً فزد في حسناتِه, وإن كان مُسيئاً فتجاوز عنه (ثم يدعو ما شاءَ الله أن يدعو) ))
[أحكام الجنائز 159]
الدعاء للطفل
564 ـ عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا صلى على جنازةٍ
يقولُ:
(( اللهمَّ اغفرْ لحينِّا وميِّتنا, وشاهدِنا وغائبِنا, وصغيرنا وكبيرنا, وذَكَرنا وأنثانا, اللهمَّ مَنْ أَحْيَيتهَ منّا فأحيهِ على الإسلامِ,
ومن توفَّيته منا فتوفَّه على الأيمانِ, اللهمَّ لا تحرِمنا أجرهَ ولا تُضلنا بعده ))
[ صحيح ابن ماجه1520]
565ـ عن سعيد بنِ المسيِّب قال: صلَّيتُ وراءَ أبي هريرةَ على صبيِّ لم يعملْ خطيئةً قطُّ, فسمعتُهُ يقول: اللَّهمَّ! أعِذهُ من عذابِ القبِر.
[هداية الرواة إسناده صحيح 1631]
566ـ كان أبو هريرة - رضي الله عنه - إذا صلى على الطفلِ يقول: اللهمَّ اجعلْه لنا سلفاً وفَرَطاً وأجراً.
[أحكام الجنائز 160/161][مختصر البخاري1/390 عن الحسن بإسناد صحيح](11/2)
الدعاء إذا صلّى على السِّقْط
567 ـ عن المغيرةِ شُعبةَ - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
(( والسِّقْطُ يُصَلّى علَيهِ, ويُدْعَى لِوَالِديهِ بِالمغفرَةِ والرَّحمةِ ))
[صحيح الجامع 3525] [صحيح أبي داود 3180]
دعاء دخول الميت القبر
568 ـ عن ابن عمر - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا وَضَعَ الميتَ في القَبر
قال:
((بسم الِله وعلى سُنّة رسول الله, أو على ملّة رسولِ الله ))
[صحيح أبي داود 3213][أحكام الجنائز 192]
569ـ عن البياضي - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:
(( الميتُ إذا وُضع في قبره فَلْيقل الذين يَضعُونه حين يوضعُ
في اللحِد: باسم اللهِ وباللهِ وعلى ملّة رسولِ الله ))
[أحكام الجنائز 193]
570 ـ عن ابن عمر - رضي الله عنه - قال كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إذا أدخل الميت في لحدهِ قال:
(( بسمِ اللهِ, وفي سبيل اللهِ, وعلى ملَّة رسولِ الله ))
[صحيح ابن ماجه 1572]
الدعاء بعد الدفن
571 ـ عن عثمان بن عفان - رضي الله عنه - قال كان النبي - صلى الله عليه وسلم - : إذا فرغَ من دفن الميتِ وقف عليه فقال:
(( استغفروا لأخيكمْ وسلُوا له التثبيتَ, فإنه الآن يسأل ))
[صحيح أبي داود 3221]
قال الشيخ t:
التلقين المعروف اليوم لا يصح فيه حديث, والعمل به بدعة, ولا يرد هنا ما اشتهر من القول بالعمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال, فإن هذا محله فيما ثبت مشروعيته بالكتاب أو السنة الصحيحة, وأما ما ليس كذلك فلا يجوز العمل فيه بالحديث الضعيف, لأنه تشريع ولا يجوز ذلك بالحديث الضعيف, لأنه لا يفيد إلا الظن المرجوح اتفاقاً, فكيف يجوز العمل بمثله؟فلينتبه لهذا
من أراد السلامة في دينه .أهـ
[الضعيفة تحت رقم 599]
وقال t:(11/3)
ومما سبق تعلم أن قول الناس اليوم في بعض البلاد: ( الفاتحة على روح فلان) مخالفٌ للسنة المذكورة, فهو بدعةٌ بلا شك, لاسيما والقراءةُ لا تصلُ إلى الميت على القول الصحيح .أهـ
[أحكام الجنائز 47]
دعاء التعزية
572 ـ عن أسامة بن زيد - رضي الله عنه - قال: أرسلَتْ إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - بعضُ بناته: إنَّ صبياً لها, ابناً أو ابنة, قد احْتُضِرَت, فأشهدْنا, قال:
فأرسَلَ إليها يَقْرَأ السلامَ ويقولُ:
(( أن لله ما أخذَ ولله ما أعطى, وكُلَ شيءٍ عنده إلى أجلٍ مُسَمّى فلْتصبر, ولْتَحْتَسب ))
قال الشيخ t:
وهذه الصيغة من التعزية وإن وردت فيمن شارف الموت فالتعزية بها فيمن قد مات أولى بدلالة النص, ولهذا قال النووي في
(( الأذكار )) وغيره (( وهذا الحديث أحسن ما يعزّى به )).أهـ
[أحكام الجنائز 206, 207]
دعاء زيارة المقابر
573 ـ قال بريدة - رضي الله عنه - كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُعَلِّمهُم إذا خَرََجُوا إلى المقابِر, فكان قائلُهم يقولُ:
(( السَّلامُ عليكم أهلَ الديار من المؤمنين والمسلمين, وإنّا إنْ شاءَ الله بكم لاحِقُون, أنتمُ لنا فَرَطُ, ونحنُ لكُم تَبَعٌ, أسألُ الله لنا ولكم العافيةَ ))
[صحيح الكلم الطيب 123][أحكام الجنائز 240]
574 ـ عن عائشة رضي الله عنها قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( السلام على أهل الديار من المؤمنيَن والمسلمين ويَرْحَمُ الله
المستَقدمين منّا والمستأخِرين و إنا أن شاءَ الله بكم للاحِقُونَ ))
[مختصر مسلم 497]
575ـ عن عائشة t أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كُلّما كان ليلتَها من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - يخرجُ من آخِرِ الليلِ فيقول:
(( السلامُ عليكُم أهلَ دارِ قوم مؤمنين, وإنّا وإيّاكم وما تُوعَدون غَداً مُؤجَّلون, وإنّا إن شاءَ الله بِكُم لاحقُون, اللهمَّ اغفِر لأهلِ بَقيعِ الغَرْقَدِ ))
[أحكام الجنائز 239]
قال الشيخ t:(11/4)
وأمّا قراءةُ القرآن عند زيارتها, فمما لا أصلَ له في السُّنةِ, بل
الأحاديثُ المذكورةُ تُشعر بَعَدم مشروعيّتها, إذ لو كانت مشروعةً, لَفَعَلها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وعلَّمها أصحابَه, لا سيّما وقد سألته عائشة رضي الله عنها وهي من أحبِّ الناس إليه - صلى الله عليه وسلم - عمّا تقولُ إذا زارت القبور؟
فعلّمَها السلام والدُّعاء, ولم يُعلِّمها أنْ تقرأ الفاتحة أو غيرها
من القُرآن, فلو أنّ القراءة كانت مشروعةً لما كتمَ ذلك عنها, كيف وتأخيرُ البيان عن وقتِ الحاجةِ لا يجوزُ كما تقرر في علمِ الأصولِ, فكيف بالكتمانِ ولو أنه - صلى الله عليه وسلم - علمهم شيئاً من ذلك لنقِلَ إلينا, فإذا لم ينقل بالسند الثابتِ دلّ على أنه لم يَقَعْ.أهـ
[أحكام الجنائز 241]
قال t :
قراءة القرآن عند القبور, ليس في السنة الصحيحة ما يشهد لذلك, بل هي تدل على أن المشروع عند زيارة القبور إنما السلام عليهم, وتذكر الآخرة فقط, وعلى ذلك جرى عمل السلف الصالح رضي الله عنهم, فقراءة القرآن عندها بدعة مكروهة, كما صرح به جماعة من العلماء المتقدمين منهم أبو حنيفة, ومالك, وأحمد في رواية كما في [شرح الإحياء للزبيدي 2/285]
قال:
(لأنه لم ترد به سنة, وقال محمد بن الحسن وأحمد في رواية: لا
تكره, لما روي عن ابن عمر أنه أوصي أن يُقرأ على قبره وقت الدفن بفواتح سورة البقرة وخواتمها)
قلت:
هذا الأثر عن ابن عمر لا يصح سنده إليه, ولو صح فلا يدل إلا على القراءة عند الدفن, لا مطلقاً كما, هو ظاهر. فعليك أيها المسلم بالسنة, وإياك والبدعة, وإن رآها الناس حسنة, فإن(( كل بدعة ضلالة )) كما قال - صلى الله عليه وسلم - .أهـ
[الضعيفة 1/128]
ما يقال عند المرور بقبور
المشركين
576ـ جاء أعرابيُّ إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: أن أبي كان يصلُ الرحمَ, و كان و كان فأين هو؟ قال:
(((11/5)
في النّارِ )) فكأنّ الأعرابيَّ وجد في ذلك, فقال : يا رسول الله فأين أبوك؟ قال:
(( حَيْثُما مررتَ بقبرِ كافرٍ فبشرهُ بالنَّار )) قال: فأسلمَ الأعرابيُّ بعْدُ, فقال: لقد كلَّفني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تعباً! ما مررت بقبر كافرٍ إلا بشرته بالنار.
قال الشيخ t:
وإذا زار قبرَ الكافرِ فلا يُسلّم عليه, ولا يدعوا له, بل يُبَشرهُ بالنار, كذلك أمرَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - في حديث سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - قال جاء أعرابيُّ إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: أن أبي كان يصلُ الرحمَ, و
كان و كان فأين هو؟ قال:(( في النّارِ )) الحديث.
[أحكام الجنائز 251]
وقال t:
وفي هذا الحديث فائدة عظيمة هامة أغفلتها عامة كتب الفقه, ألا وهي مشروعية تبشير الكافر بالنار إذا مرّ بقبره, ولا يخفى ما في
هذا التشريع من إيقاظ المؤمن, وتذكيره بخطورة جرم هذا الكافر, حيث ارتكب ذنباً عظيماً تهون ذنوب الدنيا كلها تجاهه ولو اجتمعت, وهو الكفر بالله عز وجل والإشراك به, الذي أبان الله تعالى عن شدّةِ مقته إياه حين استثناه من المغفرة فقال:
{ إنَّ اللهَ لا يغفرُ أنْ يُشركَ بهِ ويغفرُ ما دونَ ذلك لمنْ يشاءُ } ولهذا قال - صلى الله عليه وسلم - : (( أكبر الكبائر أن تجعل لله ندّاً وقد خلقك)) متفق عليه
وإن الجهل بهذه الفائدة مما أدى ببعض المسلمين إلى الوقوع في خلاف ما أراد الشارع الحكيم منها, فإننا نعلم أن كثير من المسلمين يأتون بلاد الكفر لقضاء بعض المصالح الخاصة أو العامة, فلا يكتفون بذلك, حتى يقصدوا زيارة بعض قبور من يسمُّونهم
بعظماء الرجال من الكفار!
ويضعون على قبورهم الأزهار والأكاليل, ويقفون أمامها خاشعين محزونين, مما يُشْعِر برضاهم عنهم, وعدم مقتهم إياهم, مع أن الأسوة الحسنة بالأنبياء عليهم السلام تقضي خلاف ذلك, كما في هذا الحديث الصحيح, واسمع قول الله عز وجل:
{(11/6)
قدْ كانتْ لكمْ أسوةٌ حسنةٌ في إبراهيمَ والذين معهُ إذ قالوا
لقومهِمْ إنا براءُ منكم ومما تعبدون من دونِ الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكمُ العداوةُ والبغضاءُ أبداً } هذا موقفهم منهم وهم أحياء فكيف وهم أموات؟!
وروى البخاري وغيره عن ابن عمر أنه - صلى الله عليه وسلم - قال لهم لما مر بالحجر:
(( لا تدخُلوا على هؤلاءِ القومِ المعذَّبينَ, إلا أن تكونوا باكينَ, فإن لم تكونوا باكينَ, فلا تدخُلوا عليهِم أن يصيبكم ما أصابهُم وتقنَّعَ بردائِهِ وهو على الرَّحل ))
وقد ترجم لهذا الحديث صديق خان في (( نزل الأبرار )) [ص 293] بـ(( باب البكاء والخوف عند المرور بقبور الظالمين وبمصارعهم, وإظهار الافتقار إلى الله تعالى, والتحذير من الغفلة عن ذلك )) أسأل الله تعالى أن يفقهنا في ديننا وأن يلهمنا العمل به إنه سميع مجيب .أهـ
[الصحيحة 1/57]
صلاة ركعتين لمن أراد
السفر
577 ـ عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
(( إذا خرَجت من مَنْزلك, فَصَلّ ركعتين يمنعانكَ من مخرجِ السوءِ, وإذا دَخَلْتَ إلى منزلك فصَلّ ركعتين يمنعانكَ من مدخل السوء ))
[الصحيحة 1323]
قال الشيخ t:
أنه قد توفر ثلاثة أحاديث في الصلاة عند السفر, فهل يمكن الاستدلال بذلك على مشروعية هذه الصلاة؟ فالجواب: نعم, فإن حديث أبي هريرة منها وحده ينهض لإثبات الشرعية فكيف إذا انضم إليه الحديث المرسل .أهـ
[من الضعيفة 13/512]
صلاة ركعتين إذا قدم من السفر
578 ـ عن كعب بن مالك - رضي الله عنه - قال:
(( وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - قلَّما يقدمُ مِن سفرٍ سافَرَةُ إلا ضُحىً, وكان إذا قَدِمَ مِن سفرٍ, بدأ بالمسجِدِ, فيركَعُ فيهِ ركعتينِ ))
[مختصر البخاري 1833]
579 ـ وعن جابر - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له:
(( ادْخُل [أي: المسجد], فصلِّ ركعتين ))
[مختصر البخاري 990]
دعاء المقيم للمسافر(11/7)
580ـ وقال سالم كان ابن عمر - رضي الله عنه - يقول للرجل إذا أراد سفراً ادنُ
مني أودِّعك كما كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يودِّعنا فيقولُ:
(( أستودعُ الله دِينَكَ وأمانَتَكَ وخَواتيمَ عمَلِكَم, ومن وجه آخر كان ـ يعني النبي - صلى الله عليه وسلم - ـ إذا ودِّعَ رجلاً أخذَ بيدهِ فلا يدعُها حتى يكونَ الرجلُ هو الذي يدع يدَ النبي - صلى الله عليه وسلم - ))
[الصحيحة 14و 2485]
581 ـ وقال أنس - رضي الله عنه - وجاء رجلٌّ إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال:يا رسولَ الله إني أريدُ سفراً زوِّدني فقال:
(( زوِّدكَ الله التَّقْوى )) قال: زِدْني قال:(( وغفرَ ذنبكَ )) قال: زِدني قال:(( ويسرَ لكَ الخيرَ حيثما كُنْتَ))
[صحيح الكلم الطيب 136]
582 ـ وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رجلاً قال يا رسول الله إني أريد أن أسافرَ فأوصني قال:
(( عليكَ بتقوى الله, والتكبيرِ على كلِّ شرفٍ )) فلما ولَّى الرجلُ قال:(( اللهمَّ اطوِ لهُ البعدَ, وهوِّن عليه السفرَ ))
[الصحيحة 1730]
دعاء المسافر للمقيم
583ـ عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
(( من أرادَ أنْ يسافرَ فليقلْ لمن يخلِّفُ أستودعُكُم اللهَ الذي لا
تضيعُ ودائعُهُ ))
[صحيح الكلم الطيب 133]
دعاء ركوب الدابة
584 ـ عن على بن ربيعة قال: شهدتُ علياً بن أبي طالب - رضي الله عنه - أُتى بدابةٍ ليركبهَا فلمَّا وضعَ رجلهُ في الركابِ, قال: بسمِ اللهِ ـ ثلاثاً ـ فلمَّا استوى على ظهرها, قال: الحمدُ للهِ, ثمَّ قال:
{(11/8)
سبحانَ الذي سخرَ لنا هذا وما كنَّا لهُ مقرنينَ, وإنَّا إلى ربنا لمنقلِبُونَ } ثمَّ قال: الحمدُ للهِ ـ ثلاثاً ـ ثم قال:اللهُ أكبرُ ـ ثلاثاً ـ ثم قال: سُبحانكُ إني قدْ ظلَمْتُ نفسي, فاغفِرْ لي, فإنهُ لا يغفرُ الذُّنُوبَ إلا أنتَ, ثم ضحكَ, قلتُ: من أيِّ شيءٍ ضَحِكتَ يا أمير المؤمنينَ؟! قال: رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - صنعَ كمَا صنعْتُ, ثمَّ ضَحِكَ فقلت: من أي شيءٍ ضحكتَ يا رسولَ الله؟!
قال - صلى الله عليه وسلم - :
(( إنَّ ربكَ ليعجبُ منْ عبدهِ, إذا قالَ: ربِّ ! اغفرْ لي ذُنُوبي, إنَّهُ لا يغفرُ الذنوب غيرك ))
[صحيح الترمذي 3446]
التسمية إذا عثرت الدابة
أو ما يقوم مقامها
585 ـ عن أبي الملِيحِ عن رجلٍ قال: كنتُ رديفَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فعثرتْ دابَّهٌ, فقلتُ, تَعِسَ الشيطانُ !فقال:
(( لا تقُلْ: تَعِسَ الشيطانُ ! فإنَّك إذا قُلْتَ ذلكَ, تعاظَمَ حتى يكونَ مثلَ البيتِ ويقولُ: بقُوتي, ولكنْ قلْ:(( بسمِ الله, فإنَّكَ إذا قلْتَ ذَلِكَ تصَاغَرَ حتى يكونَ مثلَ الذُّبابِ ))
[صحيح أبي داود 4982]
دعاء السفر
586 ـ عن ابن عمر - رضي الله عنه - كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا استوى على بعيرهِ خارجاً إلى سفرٍ كبَّرَ ثلاثاً, ثم قال:
(( { سُبحانَ الذيِ سخَّر لنَا هذا وما كنَّا لهُ مُقرِنينَ وإنَّا إلى رَبِّنا لمُنقلبُون } اللهمَّ إنا نسألكَ في سفرنا هذا البرَّ والتَّقوَى, ومن العملِ ما تَرضى, اللهمَّ هوِّن علينا سفرنَا هذا, واطو عنَّا بعدَه, أنت الصاحبُ في السفرِ, والخليفةُ في الأهلِ, اللهمَّ إني أعوذ بكَ من وعثَاءِ السفَرِ, وكآبة المنظرِ, [والحورِ بعدَ الكورِ, ودعوةِ المظلومِ] وسوءِ المنقلبِ في المال والأهل ))
وإذا رجع قالهن وزاد فيهن:
(( آيُبونَ تائبونَ عَابدون لربِّنا حامدُون))
فلم يزل يقولها حتى دخل المدينة.
[(11/9)
تخريج الكلم الطيب174 ][صحيح النسائي5513][مختصر البخاري 1234]
التكبير على المرتفعات والتسبيح
عند الهبوط
587 ـ كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابُهُ إذا عَلَوا الثَّنايا [المرتفعات من الطرق] كبَّروا, وإذا هَبَطُوا سبَّحوا.
[صحيح الكلم 140]
دعاء دخول القرية أو البلدة
إذا أراد دخولها
588 ـ عن صهيب - رضي الله عنه - كان إذا أرادَ دخولَ قريةٍ لم يدخلها حتى يقولَ:
(( اللهمَّ ربَّ السماواتِ السبعِ وما أظلّتْ, وربّ الأرضين السبع وما أقلّت, وربَّ الشياطين وما أضلَّت, ورب الرياح وما ذرت, أسألُكَ خيرها وخير ما فيها وأعوذ بك من شرِّها وشرِّ ما فيها ))
[الصحيحة 2759]
الدعاء لمن نزل منزلاً
في سفر أو غيره
589 ـ عن خولة بنت حكيم السلمية x تقول: سمعتُ رسولُ
الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:
(( مَنْ نزلَ منزلاً, ثم قال: أعوذ بكلمات الله التَّامّات من شرِّ ما خلق, لم يضرَّه شيء حتى يرتحل من منزله ذلك))
[مختصر مسلم1459]
دعاء المسافر إذا أسحر
590 ـ عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا كان في سَفَرٍ, فأسْحَرَ يقول:
(( سَمَّع سامعٌ بحمد الله, وحُسْنِ بلائِهِ علينا, ربَّنا صاحِبْنا, وأفْضِل عَلَيْنا, عائذاً بالله من النَّار ))
[الصحيحة 2638]
دعاء الرجوع من السفر
591ـ عن ابن عمر - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كانَ إذا قفَلَ من غَزوٍ أو حجٍّ أو عمرةٍ, يكبِّرُ على كلّ شرفٍ منَ الأرضِ, ثلاثَ تكبيراتٍ ثم يقولُ:
(( لا إلهَ إلا الله وحدَه لا شريكَ لهُ, لهُ الملكُ, ولهُ الحمدُ, وهوَ على كلّ شيءٍ قديرٌ, آيبُونَ إن شاءَ الله تائِبُونَ, عابدون, ساجدونَ, لربّنا حامدونَ, صدقَ الله وعدَه, ونصرَ عبدَه, وهزمَ الأحزابَ وحدهُ ))
[مختصر البخاري 835]
النهي عن تمني لقاء العدو(11/10)
592ـ عن عبد الله بن أبي أوفى - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
(( يا أيها الناس, لا تمنَّوا لقاءَ العدُو, سلُوا الله العافيةَ, فإذا لَقِيُتموهُم فاصْبِروا, واعلموا أنّ الجنَّة تحتَ ظلالِ السُّيوفِ))
[مختصر البخاري 1322]
ما يقال عند لقاء العدو
593ـ عن عبد الله بن أبي أوفى - رضي الله عنه - قال أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دعا على الأحزاب, فقال:
(( اللهمَّ! مُنزلَ الكتابِ, ومُجرِيَ السَّحابِ [سريعَ الحسابِ], وهازِمَ الأحزابِ اهزِمْهُم, وزَلْزِلهْمُ وانصُرنا عليهِم ))
[مختصر البخاري 1322]
594ـ عن أنس - رضي الله عنه - قال:كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا غزا:
(( اللهم أنت عضدي, وأنت نصيري, بك أحول, وبك أصول, وبك أقاتل ))
[الصحيحة 2459]
سؤال الشهادة في سبيل الله
595 ـ عن سهل بن حُنيف - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
(( من سأل الله تعالى الشهادةَ بصدق, بَلَغَه اللهُ منازلَ الشهداء وإن مات على فِراشه ))
[مختصر مسلم 1078](11/11)
صفة التلبية
قال الشيخ t:
ويستقبل القبلة قائماً, ثم يلبي بالعمرة أو بالحج و العمرة
596ـ ويقول:
(( اللهم هذه حجة لا رياء فيها ولا سمعة ))
[الصحيحة 2617]
597 ـ ويلبي بتلبية النبي - صلى الله عليه وسلم - :
(( لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك, إن الحمد والنعمة لك والملك, لا شريك لك )) وكان لا يزيد عليها.
598ـ وكان في تلبيته - صلى الله عليه وسلم - :
(( لَبَّيْكَ إله الحقّ, [لَبَّيكَ] ))
[الصحيحة 2146][صحيح الجامع 5057]
التزام تلبيته - صلى الله عليه وسلم - أفضل, وإن كانت الزيادة عليها جائزة لإقرار النبي - صلى الله عليه وسلم - الناس الذين كانوا يزيدون
599 ـ قولهم:
لبيك ذا المعارج, لبيك ذا الفواضل.
600 ـ وكان ابن عمر - رضي الله عنه - يزيد فيها :
لبيك وسعديك, والخير بيديك, والرغباءُ إليك والعمل.أهـ
[مناسك الحج والعمرة 16، 17]
الدعاء عند رؤيته الكعبة
قال الشيخ t :
601ـ فإذا رأى الكعبة رفع يديه إن شاء, لثبوته عن ابن عباس - رضي الله عنه - ولم يثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - هنا دعاء خاص, فيدعو بما تيسر له, وإن دعا بدعاء عمر - رضي الله عنه - :
602ـ اللهم أنت السلام, ومنك السلام, فحيّنا ربّنا بالسلام. فحسنٌ لثبوته عنه رضي الله عنه.أهـ
[ مناسك الحج والعمرة 20]
الذكر عند الحجر الأسود
قال الشيخ t:
ويسن التكبير عند الحجر الأسود في كل طوفة,
603ـ لحديث ابن عباس - رضي الله عنه - قال: طاف النبي - صلى الله عليه وسلم - بالبيت على بعيره, كلما أتى الركن أشار إليه بشيءٍ كان عنده وكبر.
604 ـ وأما التسمية, فإنما صح عن ابن عمر - رضي الله عنه - أنه كان إذا استلم الحجر قال: بسم الله والله أكبر .أهـ
[حجة النبي - صلى الله عليه وسلم - 57]
الذكر في الطواف
605 ـ عن ابن عمر - رضي الله عنه - قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يطوف بالكعبة ويقول:
(((12/1)
ما اطيبك وأطيب ريحك, ما أعظمك وأعظم حرمتك. .)) [تراجع العلامة 89]
الدعاء بين الركن اليماني
والحجر الأسود
606 ـ عن عبد الله بن السائب - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول ما بين الركنين:
{ ربّنا آتنا في الدنيا حسنةً وفي الآخرةِ حسنةً وقنا عذابَ النار }
[صحيح أبي داود 1653]
الذكر عند مقام إبراهيم - عليه السلام -
607 ـ عن جابر - رضي الله عنه - قال: ثم نفذ - صلى الله عليه وسلم - إلى مقام إبراهيم - عليه السلام - فقرأ:
(( { واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى } ورفع صوته يسمع الناس, فجعل المقام بينه وبين البيت فصلى ركعتين, يقرأ في الأولى { قُلْ هُو اللهُ أحدٌ } وفي الثانية { قُلْ يا أيُّها الكافِرُونَ }
[حجة النبي - صلى الله عليه وسلم - 58]
الدعاء عند شرب ماء
زمزم
608 ـ عن ابن عباس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( ماء زمزم لما شرب له ))
[صحيح الترغيب 1164]
609 ـ عن ابن عباس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( خير ماءٍ على وجه الأرض ماءُ زمزم, فيه طعامُ الطُّعم وشفاء السُّقم ))
[صحيح الترغيب 1161]
الدعاء على الصفا والمروة
610 ـ عن جابر - رضي الله عنه - قال: ثم خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى الصفا فلما دنا من الصفا قرأ:
{ إنَّ الصَّفَا والمروَةَ مِنْ شَعَائِرِ الله, فمنْ حَجَّ البَيتَ أو اعتمرَ
فلا جُنَاحَ عَلَيهِ أن يَطَّوَّفَ بِهِمَا, ومن تَطَوَّعَ خيراً فإنّ اللهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ } نبدأ بما بدأ الله به فبدأ بالصفا فرقى عليه, حتى رأى البيت [الكعبة], فاستقبل القبلة, فوحد الله, وكبره ثلاثاً [اللهُ أكبرُ, اللهُ أكبرُ, اللهُ أكبرُ](12/2)
وقال: لا إلهَ إلا الله وحدَهُ لا شريكَ له, له الملكُ, وله الحمدُ, يحيي ويميت, وهو على كل شيء قدير, لا إله إلا الله وحدَهُ لا شريكَ له, أنجز وعده, ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده
يقول ذلك ـ ثلاث مرات ـ
ويدعو بين ذلك [أي بين التهليلات بما شاء من الدعاء بما فيه
خير الدنيا والآخرة] ثم يفعل على المروة, كما فعل على الصفا.
[صفة حجة النبي - صلى الله عليه وسلم - 59، 60][مناسك الحج 24، 25]
الدعاء في السعي
611 ـ وإن دعا في السعي بقوله:
(( رب اغفر وارحم,إنك أنت الأعز الأكرم )) فلا بأس لثبوته عن جمع من السلف.
[مناسك الحج 27]
الدعاء يوم عرفه
612 ـ عن علي - رضي الله عنه - مرفوعاً :
(( أفضل ما قلتُ أنا والنبيونُ عشية عرفه: لا إله إلا الله وحده لا شريك له, له الملك وله الحمد, وهو على كل شيء قدير ))
[الصحيحة 1313
الدعاء عند المشعر الحرام
613 ـ عن جابر - رضي الله عنه - قال: ثم ركب النبي - صلى الله عليه وسلم - القَصواء حتى أتى المشعَرَ الحرام, فرقى عليه فاستقبل القبلة, فحمد الله وكبره وهلله ووحده, ولا يزال كذلك حتى يسفر جداً.
[حجة النبي - صلى الله عليه وسلم - 76]
التكبير عند رمي الجمار
614ـ عن ابن عمر - رضي الله عنه - أنه كان يَرمي الجمرةَ الدُّنيا [التي تَلِي
مسجدَ مِنَّى] بسبعِ حَصياتٍ, يكبرُ على إثرِ كلّ حَصاةٍ, ثم يتقدّمُ حتى يُسْهِلَ, [أي يقصد السهل من الأرض] فيقومُ مستقبِلَ القِبلة, فيقومُ طويلاً, ويدعو, ويَرفعُ يديه, ثم يَرمي [الجمرةَ] الوسطى [فيرميها بسبع حصياتٍ, يكبِّر كلما رمى بحصاةٍ]
ثم يأخذُ ذاتَ الشمالِ, فَيَستهِلُ ويقومُ مستقبِلَ القِبلة, فيقومُ طويلاً, ويدعو, ويرفعُ يديه, ويقومُ طويلاً, ثم يَرمي جمرةَ ذاتِ العقبةِ, من بطنِ الوادي [فيرميها بسبع حصياتٍ, يكبرُ عند كلّ حصاةٍ] ولا يَقف عندها, ثم ينصرفُ فيقولُ: هكذا رأيتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - يفعلُه.
[مختصر البخاري 816](12/3)
التكبير في صلاة العيد
615ـ عن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهم - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( التكبير في الفطر: سبع في الأولى, وخمس في الآخرة, والقراءة بعدهما كلتيهما))
[صحيح أبي داود ط غراس 1045]
616ـ عن بعض أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
(( صلى بنا النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم عيد, فكبر أربعاً أربعاً, ثم أقبل
علينا بوجهه حين انصرف, قال: (( لا تنسوا, كتكبير الجنائز, وأشارَ بأصابعه, وقبضَ إبهامه. يعني في صلاة العيد ))
قال الشيخ t:
والحق إن الأمر واسع في تكبيرات العيدين, فمن شاء كبر أربعاً أربعاً بناء على الحديث والآثار التي معه, ومن شاء كبر سبعاً
في الأولى, وخمساً في الثانية بناء على الحديث المسند, وقد جاء عن جمع من الصحابة يرتقي بمجموعها إلى درجة الصحة كما حققته في [الإرواء رقم 639].
ثم قال t:
والحق أن كل ذلك جائز, فبأيهما فعل فقد أدى السنة, ولا داعي للتعصب والفرقة, وإن كان السبع والخمس أحب إليّ لأنه أكثر.أهـ
[الصحيحة ص 6/1264]
صفة التكبير في أيام العيدين
617ـ عن ابن عباس - رضي الله عنه - أنه كان يكبر فيقول:
اللهُ أكبرُ, اللهُ أكبرُ, اللهُ أكبرُ, لا إلهَ إلا الله, واللهُ أكبرُ, اللهُ أكبرُ, ولله الحمد.
[الإرواء 125]
618 ـ عن ابن مسعود - رضي الله عنه - أنه كان يكبر أيام التشريق:
اللهُ أكبر, اللهُ أكبر, لا إلهَ إلا الله, واللهُ أكبرُ, اللهُ أكبُُر, ولله الحمد.
[الإرواء 125]
619 ـ عن ابن عمر - رضي الله عنه - كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخُرجُ في العيدَينِ رافعاً صوتهُ بالتَّهليلِ والتكبيرِ.
[صحيح الجامع 4934]
قال الشيخ t(12/4)
وفي الحديث دليل على مشروعية التكبير جهراً في الطريق إلى المصلى..ومما يحسن التذكير به بهده المناسبة, أن الجهر بالتكبير هنا لا يُشرع فيه الاجتماع عليه بصوت واحد كما يفعله البعض, وكذلك كل ذكر يُشرع فيه رفع الصوت أو لا يشرع, فلا يشرع فيه الاجتماع المذكور..أهـ
[الصحيحة 1/331]
التهنئة يوم العيد
620 ـ عن جبير بن نفير قال: كان أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا التقوا يومَ العيد يقول بعضهم لبعض: تقبلَ اللهُ مِنّا ومِنّك.
[تمام المنّة 354]
الذكر عند ذبح الأضحية
621ـ عن أبي عياش عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - قال:ذبح النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -
يومَ الذبحِ كبشين أقرنين أملحين مُوجأيْن فلما وجّهها قال:
{ إني وجّهتُ وجهي للذي فطرَ السموات والأرضَ [على ملة إبراهيم] حنيفاً وما أنا من المشركين } { إن صلاتي ونُسكي ومحيايَ ومماتي لله ربّ العالمين. لا شريكَ له وبذلك أمرتُ } وأنا من المسلمين. اللهم! منك ولك [عن محمد وأمته] باسم الله والله أكبر ,[اللهم تقبل مني ومن أمة محمد]))
[صحيح أبي داود2491][مختصر مسلم1257][تراجع العلامة230][الإرواء4/ 354]
قال الشيح t:
وقوله - صلى الله عليه وسلم - [عن محمد وأمته] هو من خصائصه - صلى الله عليه وسلم - كما ذكره الحافظ في [الفتح 9/ 514] عن أهل العلم. وعليه فلا يجوز لأحد أن يقتدي به - صلى الله عليه وسلم - في التضحية عن الأمة, وبالأحرى أن لا يجوز له
القياس عليها غيرها من العبادات كالصلاة والصيام والقراءة ونحوها من الطاعات لعدم ورود ذلك عنه - صلى الله عليه وسلم - , فلا يصلي أحد عن أحد, ولا يصوم أحد عن أحد, ولا يقرأ أحد عن أحد, وأصل ذلك كله قوله تعالى: { وأن ليس للإنسان إلا ما سعى }
نعم هناك أمور استثنيت من هذا الأصل بنصوص وردت و لا مجال الآن لذكرها فلتطلب في المطولات.أهـ [الإرواء 4/ 354]
قال t:(12/5)
وقوله - صلى الله عليه وسلم - : (( ومن أمة محمد )) أي من ذبح منهم, أو المراد المشاركة في الثواب مع الأمة, لأن الرأس الواحد من الغنم لا يكفي عن أكثر من بيت واحد اتفاقاً.أهـ
[المشكاة 1/457]
وقال t :
ويقول عند الذبح أو النحر: بسم الله, والله أكبر, اللهمّ إن هذا منك ولك, اللهم تقبل مني.
[مناسك الحج 34]
التسمية على الذبيحة
622ـ عن رافع بن خديج قال كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بذي الحليفة فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - :
(( ما أنهر الدم وذُكِر اسم الله عليه فكلوه ليس السنَّ الظفر, وسأحدثكم عن ذلك, أما السنُّ, فعظمٌ, وأما الظفرُ, فمُدى الحبشة))
[مختصر البخاري 1141]
الاجتهاد في الدعاء
623ـ عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:
(( أتحبون أن تجتهدوا في الدعاء؟قولوا: اللهم! أعنا على شكرك, وذكرك وحسن عبادتك))[الصحيحة 844]
أسماء الله تعالى
624ـ عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
(( إن لله تسعةً وتسعين اسماً من حفظها دخل الجنة والله وِترٌ يحب الوِتر ))
[مختصر مسلم 1864]
625ـ عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
(( إنّ لله تسعةً وتسعينَ اسماً, مائةً إلا واحداً, من أحصاها
(وفي رواية:لا يحفظُها أحدٌ إلا ) دخلَ الجنّة, وهو وترٌ يحبٌ الوتر)).
[ مختصر البخاري 2728]
قال الشيخ t:
المراد بإحصائها حفظها, على ما هو الراجح عند المحققين, وليس عدد التسعة والتسعين لحصر أسماء الله بها. وإنما القصد أن
هذه التسعة والتسعين من أحصاها دخل الجنة, ولهذا جاء في الحديث الصحيح
626ـ (( أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك, أو أنزلته في كتابك أو علمته أحداً من خلقك, أو استأثرت به في علم الغيب عندك)).أهـ
[مختصر مسلم 488]
دعاء الله باسمه الأعظم(12/6)
627ـ عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سمع رجلاً يقول:
(( اللهم! لك الحمد, لا إله إلا أنت, وحدك لا شريك لك, المنّان, بديع السماوات والأرض, ذا الجلال والإكرام! فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - :
(( لقد سألتَ اللهَ باسمِ اللهِ الأعظَم, الذي إذا دُعيَ به أجابَ, وإذا سُئل به أعطَى ))
[الصحيحة 3411]
628ـ عن أسماء بنت يزيد رضي الله عنها أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
(( اسم الله الأعظَم في الآيتين { وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم } وفاتحة سورة آل عمران { الم. الله لا إله إلا هو الحي القيوم } ))
[صحيح أبي داود 1343]
629 ـ عن أبي أمامة - رضي الله عنه - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( اسم الله الأعظَم في سور من القرآن ثلاث: في البقرة, وآل عمران, وطه ))
قال القاسم أبو عبد الرحمن: فالتمست في { البقرة } فإذا هو في آية الكرسي: { الله لا إله إلا هو الحي القيوم } وفي { آل عمران } فاتحتها: { الله لا الله إلا الحي القيوم } وفي { طه } : { وعنت الوجوه للحي القيوم } .
قال الشيخ t :
قول القاسم أن الاسم الأعظم في آية :
{ وعنت الوجوه للحي القيوم } من سورة { طه } لم أجد في المرفوع ما يؤيده, فالأقرب عندي أنه في قوله في أول السورة { إني أنا الله لا إله إلا أنا.. } فإنه الموافق لبعض الأحاديث الصحيحة
فانظر (الفتح) [11/225] و[صحيح أبي داود 1341].أهـ
[الصحيحة 746]
630 ـ عن بريدة بن الحصيب - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سمع رجلاً يقول: اللهم! إني أسألكَ بأني أشهدُ أنّك لا إله إلا أنتَ, الأحدُ الصمدُ. الذي لم يلد ولم يولد. ولم يكن لك كُفُواً أحد. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - :
(( لقد سألتَ الله بالاسمِ (في رواية: باسمه الأعظم) الذي إذا سئلَ به أعطى, وإذا دُعي أجابَ ))
[صحيح الموارد 2383]
قال الشيخ t:(12/7)
واعلم أن العلماء اختلفوا في تعيين اسم الله الأعظم على أربعة عشر قولاً, ساقها الحافظ في (الفتح) وذكر لكل قول دليله, وأكثرها أدلتها من الأحاديث, وبعضها مجرد رأي لا يلتفت إليه. ومن تلك الأحاديث منها الصحيح, ولكنه ليس صريح الدلالة,
ومنها الموقوف كهذا, ومنها الصريح الدلالة
وهو قسمان:
قسم صحيح صريح وهو حديث بريدة: (( الله لا إله إلا هو الأحد الصمد الذي لم يلد...))
وقال الحافظ: (( وهو أرجح من حيث السند ومن جميع ما ورد في ذلك ))
(قال الشيخ t): وهو كما قال رحمه الله, وأقره الشوكاني في [تحفة الذاكرين52] .أهـ
سؤال الله الجنة والاستجارة
من النار
631 ـ عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( ما استَجارَ عبدٌ من النّارِ سبعَ مرّاتٍ في يومٍ, إلا قالت النّارُ: يا ربِّ إنّ عبدك فلاناً قد استجارَكَ مني فأجِرْهُ, ولا يسألُ اللهَ عبدٌ الجنةَ في يوم سبعَ مراتٍ إلا قالت الجنةُ: يا ربّ إن عبدَك فلاناً سألني فَأَدْخِلْه الجنّة ))
[ الصحيحة 2506]
استقبال القبلة في الدعاء
والذكر
632ـ عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( إنّ لكلِّ شيءٍ سيداً, وإنَّ سيِّد المجالسِ قِباَلَة القِبْلَة ))
[صحيح الترغيب 3085]
633ـ عن عمر بن الحطاب - رضي الله عنه - قال: لما كان يوم بدر, نظر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المشركين وهم ألفٌ, وأصحابه ثلاثمائة وتسعةَ عشر رجلاً, فأستقبل نبي الله - صلى الله عليه وسلم - القبلة ثم مد يديه فجعل يهتف بربه:
(( اللهم أنجزْ لي ما وعدتني, اللهم آتني ما وعدتني, اللهم إنك أن تُهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تُعبد في الأرض))
[مختصر مسلم 1158 ](12/8)
634ـ عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال قدم الطفيل بن عمرو الدوسي على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال يا رسول الله أن دوساً قد عصت وأبت فادع الله عليها! فاستقبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - القبلة ورفع يديه, فظن الناس أنه يدعو عليهم فقال:
(( اللهم اهد دوساً وائت بهم ))
[الصحيحة 2941]
قال الشيخ t:
وفي الحديث فائدة هامة وهي استقبال القبلة بالدعاء, ولذلك قال شيخ الإسلام ابن تيمية t في كتبه:(( لا يستقبل بالدعاء إلا ما يستقبل بالصلاة ))
يشير بذلك إلى أنه لا يجوز استقبال القبور بالدعاء كما يفعل بعض الجهلة في المسجد النبوي, فإنهم يستقبلون قبره - صلى الله عليه وسلم - بالدعاء
ومن بعيد, ونحوه استقبال الهلال بالدعاء عند إهلاله, فلينتبه لهذا.أهـ
[من صحيح الأدب المفرد 229]
الترغيب في الاستغفار
635 ـ عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
(( قال إبليسُ: وعَزّتك لا أبرح أُغوي عبادك ما دامت أرواحهم في أجسادهم فقال: وعِزّتي وجلالي, لا أزال أغفرَ لهم ما اسْتغفروني))
[صحيح الترغيب 1617]
636 ـ عن أنس - رضي الله عنه - قال سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:
(( قال الله يا ابنَ آدمَ! إنّك ما دَعوتَني ورجَوتَني, غفرتُ لكَ عَلَى ما كانَ منكَ, ولا أُبَالي, يا ابنَ آدَمَ! لو بلَغَتْ ذنُوبُكَ عنَانَ السَّماءِ, ثمّ استغفرتَنِي غفرتُ لكَ, ولا أُبَالي, يا ابن آدَمَ إنّكَ لو أتَيتنِي بِقُرَابِ الأرضِ خطَايَا ثمّ لقِيتَني لا تُشرِكُ بي شيئاً, لأتيتُك بقُرابها مغفرةً ))
[صحيح الترمذي3540]
الترغيب في الدعاء
637 ـ عن ابن عمر - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( إنَّ الدعاءَ ينفع ممّا نَزَلَ, وممّا لم ينزِلْ, فَعليكم عباد الله
بالدعاءِ ))
[صحيح الترغيب 1634](12/9)
638 ـ عن سلمان - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( إنَّ الله حَيِيٌّ كريمٌ, يَسْتَحي إذا رَفع الرجلُ إليه يدَيه أن يردَّهما صِفْراً خائبتين ))
[صحيح الترمذي 3556]
639 ـ عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
(( ما مِنْ مُسلمٍ يَدعو بدعوةٍ ليس فيها إثمٌ, ولا قطيعةٌ رحِمٍ, إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاثٍ: إمّا أنْ يُعَجّل له دَعْوَته, وإمّا أن يدَّخرها له في الآخرِة, وإمَّا أنْ يصرفَ عنه مِنَ السوءِ مِثلَها )) فقالوا: إذا نُكِثرُ
قال:
(( الله أكثَرُ ))
[ صحيح الترغيب 1633]
تم بحمد الله ليلة الاثنين الموافق 22من جمادى الآخر 1425هـ
وأسأل الله العظيم أن يقبله مني عملاً خالصاً لوجه يوم لا ينفع
مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم وأن يغفر لي ولوالدي ولجميع المسلمين اللهم آمين وصلى الله و سلم على نبينا محمد
و على أهله و أصحابه أجمعين.أهـ
أبو الحسن محمد بن حسن بن عبد الحميد الشيخ
مصر ـ كفر الشيخ ـ فوه ـ قبريط(12/10)
فهرس الأبواب والفوائد
رقم الصفحة
المقدمة 3
1. أذكار طرفي النهار 6
2. ما يقال في الصباح خاصة 12
3. ما يقال في المساء خاصة 13
4. ما يقال عند النوم ... 14
5. ما يقول إذا وضع ثوبه لنوم ونحوه ... 20
6. الدعاء إذا فزع من النوم 20
7. الدعاء إذا تقلب بالليل 22
8. ما يقول مَن استيقظ بالليل 22
9. الدعاء والاستغفار في الثلث الآخر من الليل 24
10. دعاء القنوت في الوتر 24
11. الذكر بعد الوتر 26
12. القنوت في الصلوات الخمس للنازلة 27
13. ما يصنع من رأى رؤيا يكرها 28
14. أذكار الاستيقاظ من النوم 30
15. دخول الخلاء 30
16. ما يقول إذا خرج من الخلاء 31
17. الدعاء إذا لبس ثوباً جديداً 31
18. الدعاء لمن لبس ثوباً جديداً 32
19. التسمية على الوضوء 33
20. الذكر بعد الوضوء 33
21. الصلاة بعد الوضوء 34
22. ما يقول إذا خرج من المنزل 35
23. الذكر عند دخول المنزل 36
24. دعاء الخروج إلى المسجد 37
25. الدعاء عند دخول المسجد 37
26. الدعاء عند الخروج من المسجد 39
27. فضل الأذان 40
28. صفة الأذان 41
29. الزيادة على الأذان 43
30. الذكر عند سماع المؤذن 47
31. الدعاء بين الأذان والإمامة 51
32. صفة الإقامة 52
33. القول عن سماع الإقامة 54
34. خطبة الإمام بين يدي المصلين 54
35. التكبير للصلاة 55
36. استفتاح الصلاة 56
37. الاستعاذة قبل القراءة 61
38. ركنية { الفاتحة } وفضائلها 61
39. صفة قراءة { الفاتحة } 63
40. ما يقول من لم يستطع قراءة { الفاتحة } 63
41. قول (( آمين )) خلف الإمام في الصلاة 64
42. الجهر بـ(( آمين )) 65
43. الفتح على الإمام 66
44. التسبيح لمن نابه شيء في الصلاة 66
45. القراءة في سنة الفجر 67
46. القراءة في صلاة الفجر 68
47. القراءة في صلاة الفجر يوم الجمعة 69
48. القراءة في صلاة الظهر 70
49. القراءة في صلاة العصر 70
50. القراءة صلاة المغرب 71
51. القراءة في سنة المغرب البعدية 71(13/1)
52. القراءة في صلاة العشاء 72
53. القراءة في صلاة الليل 72
54. القراءة في صلاة الوتر 73
55. القراءة في صلاة الجمعة 73
56. القراءة في صلاة العيدين 74
57. القراءة في صلاة الجنائز 74
58. أذكار الركوع 74
59. أذكار السجود 77
60. القيام من الركوع 78
61. الأذكار بين السجدتين 81
62. التشهد في الصلاة 82
63. الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - في التشهد الأول ومشروعية الدعاء 83
64. الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد التشهد 85
65. الدعاء بعد التشهد 89
66. التسلم من الصلاة 93
67. الذكر والدعاء بعد الصلاة 94
68. صفة عقد التسبيح 103
69. الاستعاذةُ والتَّفْلُ في الصلاة لدفع الوسوسة 104
70. فضل قراء القرآن 104
71. صفة القراءة 106
72. حسن الصوت بالقراءة 106
73. ما يستحب من الذكر أثناء القراءة 107
74. إذا مر بآية رحمه سأل الله وإن مر بآية عذاب تعوذ 108
75. دعاء سجود التلاوة 110
76. فضل سجود التلاوة 110
77. في كم يختم القرآن 111
78. الدعاء عند ختم القرآن 111
79. الأمر بتعاهد القرآن بكثرة التلاوة 112
80. النهي عن قول: نسيت آية كذا 112
81. صلاة الضحى 113
82. دعاء صلاة الاستخارة 114
83. النداء لصلاة الكسوف 114
84. الذكر والدعاء والاستغفار عند الكسوف 115
85. صفة صلاة الكسوف 115
86. فضل الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - 122
87. وجوب ذكر الله والصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - في كل مجلس 123
88. الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - بين يدي الدعاء 124
89. صلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم الجمعة 125
90. خطبة الحاجة 125
91. قراءة سورة الكهف يوم الجمعة 129
92. الدعاء في آخر ساعة يوم الجمعة 129
93. الدعاء ليلة القدر 130
94. صفة صلاة الاستسقاء 130
95. دعاء الاستسقاء 131
96. الدعاء عند الريح 132
97. النهي عن سب الريح 134
98. الدعاء عند الرعد 134(13/2)
99. الدعاء عند نزول المطر 134
100. الدعاء وقت المطر إذا خيف منه الضرر 135
101. ما يفعل عند نزول المطر 136
102. الذكر بعد نزول المغيث 136
103. الذكر عند رؤية الهلال 137
104. الاستعاذة عند رؤية القمر 138
105. الدعاء عند سماع صياح الديك بالليل 138
106. الاستعاذة عند سماع نباح الكلاب ونهيق الحمير 139
107. النهي عن سب الديك 138
108. إفشاء السلام 139
109. صفة إلقاء السلام 141
110. صفة رد السلام 141
111. تسليم الراكب على الماشي 141
112. إلقاء السلام في كل لقاء 142
113. السلام عند القيام من المجلس 143
114. السلام على الصبيان 143
115. سلام الرجال على النساء من غير المحارم 144
116. حكم مصافحة النساء من غير المحارم 146
117. السلام إذا دخل على أهل بيت 148
118. سلام الرجل إذا دخل بيته 148
119. السلام على النائم 149
120. السلام ممن دخل بيت ليس فيه أحد 149
121. السلام على المصلي والرد بالإشارة 150
122. السلام على قارئ القرآن والمؤذن والداعي 152
123. حكم التشميت وإلقاء السلام ورده والأمام يخطب 153
124. لا تبدأوا اليهود والنصارى بالسلام 155
125. كيف يرد السلام على الكافر 157
126. دعاء دخول السوق 158
127. ما يقال لمن يبيع أو يبتاع في المسجد 159
128. ما يقال لمن ينشد ضالة في المسجد 159
129. إنشاد الشعر الحسن في المسجد 161
130. الدعاء لمن غلبه الدين 162
131. دعاء من استصعب عليه أمر 163
132. الدعاء لمن عرض عليك ماله 163
133. دعاء المقترض عند السداد 163
134. ما يقول من قال له إني أحبك في الله 164
135. إعلام الرجل أخاه أنه يحبه في الله 164
136. الدعاء بظهر الغيب 165
137. الدعاء لمن صنع لك معروفاً 165
138. ماذا يقول إذا مَدَحَ مسلماً 166
139. ماذا يقول الرجل إذا زُكِّي 166
140. دعاء الخوف من الشرك 167
141. لا يقال ما شاء الله وشاء فلان 167
142. النهي عن الحلف بغير الله 169(13/3)
143. النهي عن سب الدهر 170
144. ما يقال عند التعجب 170
145. التكبير عند الأمر السار 171
146. الدعاء لمن سببته 171
147. ما يقول ويفعل من أذنب ذنباً 171
148. دعاء العطاس 172
149. النهي عن تشميت من لم يحمد الله 174
150. إذا تكرر العطاس 174
151. ما يقال للكافر إذا عطس 175
152. ما يفعل من تثاؤب 175
153. الذكر في المجلس 176
154. دعاء كفارة المجلس 177
155. الدعاء لذهاب الغضب 178
156. دعاء من أهدى هدية ودعي له 178
157. الدعاء عند رؤية باكورة الثمر 178
158. دعاء شراء الدابة أو السيارة 179
159. التسمية على الطعام 179
160. من نسي أن يذكر الله في أول طعامه 180
161. التسمية على الطعام الذي لا يدري أذكر اسم الله 181
162. الدعاء بعد الطعام 181
163. ما يقول إذا شرب اللبن 182
164. التسمية عند الشراب 183
165. دعاء الضيف لأهل الطعام 183
166. دعاء الصائم عند فطره 183
167. الدعاء لمن أفطر عنده 184
168. ما يقول من حضر الطعام وهو صائم إذا لم يفطر 184
169. دعاء من نزل به ضيف 185
170. ما يقول الصائم إذا سابه أحد 185
171. الدعاء للمتزوج 185
172. دعاء المتزوج إذا دخل على زوجته ليلة العرس 186
173. الدعاء قبل الجماع 187
174. الدعاء للمولود عند تحنيكه 188
175. الدعاء بعد التسليم للقضاء من غير عجز 188
176. العزم في الدعاء ولا يقل: إن شئت 188
177. كراهية الدعاء بتعجيل العقوبة في الدنيا 189
178. الحمد لمن جاءه أمر يسره أو يكرهه 189
179. ما يقال عند الكرب 190
180. ما يقال عند الهم والحزن 191
181. النهي عن الدعاء على النفس والمال والولد 192
182. ما يقال من خاف قوماً أو غيرهم 193
183. الدعاء لطرد الشيطان 194
184. الدعاء لرد كيد مردة الشياطين 196
185. ما يفعل من أصابه شك في إيمانه 197
186. العصمة من الدجال 199
187. ما جاء في الرقى 201
188. ما يعوذ به الأولاد 207
189. الشيء يراه ويعجبه 208(13/4)
190. الدعاء لمن أحس وجعاً في جسده 208
191. فضل عيادة المريض 209
192. الدعاء للمريض 209
193. الدعاء عند رؤية أهل البلاء 210
194. ما يقول إذا تطير بشيء 211
195. كراهية تمني الموت 211
196. دعاء المريض إذا شعر بقرب أجله 213
197. التلقين عند الموت 214
198. الدعاء عند الميت 215
199. الدعاء لمن أصيب بمصيبة 216
200. صفة صلاة الجنازة 216
201. الدعاء للميت في صلاة الجنازة 220
202. الدعاء للطفل 221
203. الدعاء إذا صلّى على السِّقْط 222
204. دعاء دخول الميت القبر 222
205. الدعاء بعد الدفن 223
206. دعاء التعزية 224
207. ما يقال عند المرور بقبور المشركين 227
208. دعاء زيارة المقابر 225
209. صلاة ركعتين لم أراد السفر 230
210. صلاة ركعتين لم قدم من السفر 230
211. دعاء المقيم للمسافر 231
212. دعاء المسافر للمقيم 231
213. دعاء ركوب الدابة 232
214. التسمية إذا عثرت الدابة أو ما يقوم مقامها 232
215. دعاء السفر 233
216. التكبير على المرتفعات والتسبيح عند الهبوط 234
217. دعاء دخول القرية أو البلدة إذا أراد دخولها 234
218. الدعاء لمن نزل منزلاً في سفر أو غيره 234
219. دعاء المسافر إذا أسحر 235
220. دعاء الرجوع من السفر 235
221. النهي عن تمني لقاء العدو 236
222. ما يقال عند لقاء العدو 236
223. سؤال الشهادة في سبيل الله 236
224. صفة التلبية 237
225. الدعاء عند رؤيته الكعبة 238
226. الذكر عند الحجر الأسود 238
227. الذكر في الطواف 238
228. الدعاء بين الركن اليماني والحجر الأسود 239
229. الذكر عند مقام إبراهيم 239
230. الدعاء عند شرب ماء زمزم 239
231. الدعاء على الصفا والمروة 240
232. الدعاء في السعي 241
233. الدعاء يوم عرفه 241
234. الدعاء عند المشعر الحرام 241
235. التكبير عند رمي الجمار (الحصاة) 241
236. التكبير في صلاة العيد 242
237. صفة التكبير في أيام العيدين 243
238. التهنئة يوم العيد 244(13/5)
239. الدعاء والذكر عند ذبح الأضحية 244
240. التسمية عند الذبح 246
241. الاجتهاد في الدعاء 246
242. أسماء الله الحسنى 247
243. دعاء الله باسمه الأعظم 248
244. سؤال الله الجنة والاستجارة من النار 250
245. استقبل القبلة عند الدعاء والذكر 250
246. الترغيب في الاستغفار 252
247. الترغيب في الدعاء 253
فهرس المراجع 256 * * *(13/6)
فهرس المراجع
1. سلسلة الأحاديث الصحيحة, من المجلد الأول إلى السابع, مكتبة المعارف
2. سلسلة الأحاديث الضعيفة من المجلد الأول إلى الثالث عشر, مكتبة المعارف
3. إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل, المكتب الإسلامي.
4. صحيح أبي داود, دار غراس, ط الأولى.
5. صفة صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم - , مكتبة المعارف.
6. أحكام الجنائز وبدعها, المكتب الإسلامي.
7. صحيح الترغيب والترهيب, مكتبة المعارف.
8. مختصر مسلم, مكتبة المعارف.
9. مختصر البخاري, مكتبة المعارف.
10. هداية الرواة, دار ابن القيم و دار ابن عفان, ط الأولى.
11. صحيح الجامع الصغير, المكتب الإسلامي
12. تمام المنة في التعليق على فقه السنة, دار الراية, ط الثانية
13. صحيح الأدب المفرد, دار الصديق, ط الأولى.
14. صحيح موارد الظمآن دار الصميعي ط الأولى
15. صحيح أبي داود, مكتبة المعارف.
16. صحيح الترمذي, مكتبة المعارف
17. صحيح النسائي, مكتبة المعارف
18. صحيح ابن ماجه, مكتبة المعارف
19. تحقيق الكلم الطيب, مكتبة المعارف.
20. صحيح الكلم الطيب, مكتبة المعارف.
21. تحقيق مشكاة المصابيح, المكتب الإسلامي.
22. آداب الزفاف, توزيع دار السلام.
23. تراجع العلامة الألباني الجزء الأول, والثاني, لأبي الحسن محمد حسن الشيخ, مكتبة المعارف.
24. مختصر الشمائل, ط مكتبة المعارف.
25. ظلال الجنة في تخريج السنة, المكتب الإسلامي.
26. ضعيف الترغيب والترهيب, ط مكتبة المعارف.
27. النصيحة, دار ابن عفان.
28. جلباب المرأة المسلمة, توزيع دار السلام.
29. خطبة الحاجة, مكتبة المعارف.
30. الثمر المستطاب, دار غراس.
31. قصة المسيح الدجال, المكتبة الإسلامية.
32. أحكام الجنائز وبدعها, مكتبة المعارف.
33. الأجوبة النافعة, مكتبة المعارف.
34. لفتة الكبد في نصيحة الولد, المكتب الإسلامي.
35. حجة النبي - صلى الله عليه وسلم - , المكتب الإسلامي.(14/1)
36. قيام رمضان فضله , دار الهجرة.
37. مناسك الحج والعمرة, مكتبة المعارف.
38. فضل الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - المكتب الإسلامي.
39. مرويات دعاء ختم القرآن, بقلم فضيلة الشيخ بكر عبد الله أبو زيد دار طيبة.
40. سلسلة الأحاديث الصحيحة مرتبة على الأبواب, مكتبة المعارف.(14/2)