جامعة الأزهر الشريف
كلية أصول الدين
قسم الحديث
الدراسات العليا
كتاب البدور السافرة في أمور الآخرة
من باب السلاسل والأغلال والقيود والمقامع إلي نهاية باب عدد الجنان وأسمائها ودرجاتها
للحافظ الشيخ الإمام المحدث المجتهد
جلال الدين أبي عبد الرحمن السيوطي
تحقيق وتخريج ودراسة
مقدمة إلى كلية أصول الدين
(قسم الحديث)
لنيل درجة التخصص الماجستير
إعداد الطالب
أحمد إبراهيم أحمد
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا إنه من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله..
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ }آل عمران102، {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً }النساء1 يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً{70} يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً{71} الأحزاب.
أما بعد: فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار(1)، وبعد:
أساتذتي ومشايخي:
__________
(1) صحيح مسلم/ الجمعة/ 2/593 برقم 868، ابن حبان 14/528 برقم 5686 والنسائي/ النكاح 6/89 برقم 3278.(1/1)
لما رأيت في نفسي وإخواني وفي أمتي عامة حالة من جمود العين وقسوة القلب وطغيان للحياة المادية على كثير من أبناء أمة الإسلام في ظل المشاغل الحياتية فبدلاً من أن ينتج التطور والتحضر آلة تعمل كالإنسان أنتج إنساناً يعمل كالآلة فانشغل الناس بالدنيا التي قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم " الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه وعالماً أو متعلماً(1) وتركوا ألآخرة ونسوها بل تناسوها لأجل مواكبة الحضارة – زعموا- ويسر الله أن وقفت على مخطوط للإمام الحافظ جلال الدين السيوطي حافظ عصره ووحيد دهره ت (911هـ) بعنوان (البدور السافرة في أمور الآخرة) يذكر فيه ما في الآخرة من أمور وأحوال وأهوال ونعيم وعذاب وثواب وعقاب وهذا – كما لا يخفى – سبيل عظيم لرقة القلب ودمع العين، فإن أمنا عائشة رضي الله عنها تخبر في الحديث الصحيح " أول ما نزلت من القرآن، سورة فيها ذكر الجنة والنار حتى إذا ثاب الناس إلى الإسلام نزل الحلال والحرام، ولو نزل من أول الأمر لا تزنوا لقالوا لا ندع الزنا أبدا، ولو نزل لا تشربوا الخمر لقالوا لا ندع الخمر أبداً"(2) فالأمة الآن في أمس الحاجة أيضا إلى ذكر الجنة والنار وما فيهما من أخبار حتى يثوبوا إلى الإسلام ويتشبهوا بالصحب الكرام (رضي الله عنهم) فإن الإسلام سيعود كما بدأ كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم (3).
__________
(1) حسن : حسنه الترمذي/ ا لزهد 4/ 61 برقم 2322، ابن ماجه في سننه، / الزهد 2/377 برقم 4112. الدرامي في سننه/ فضل العلم والعالم 1/106 برقم 322، الطبراني في الأوسط 4/236 برقم 4072.
(2) صحيح: البخاري/ فضائل القرآن/ باب تأليف القرآن جـ 4/1910 برقم 4707، النسائي في الكبرى/ فضائل القرآن/ باب (كيف نزل القرآن) الجزء الخامس الصفحة الخامسة برقم 7987.
(3) صحيح: مسلم/ الإيمان (1/130)، برقم 145. ابن ماجه/ الفتن (2/1319) برقم 3986. وأحمد 4/73 برقم 16736 ..والطبراني في الأوسط 7/207 برقم 7283.(1/2)
لأجل ما ذكرت أتقدم بهذه الخطة لتحقيقه ودراسته وشرح ما خفي منه وبيان علله وأملي في الله أن يخرج هذا الكتاب للأمة مطبوعاً محققاً ميسراً لعل الله أن يهدي به رجلاً وان يجعله سبباً لرجوع الأمة إلى دينها ويجعله خالصاً لوجهه ويتقبله مني ويدخر لي ثوابه يوم ألقاه انه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً والحمد لله رب العالمين.
الباحث
خطة البحث
وهي تتكون من مقدمة وتمهيد وبابين وخاتمة تشتمل على التوصيات والمقترحات والنتائج، ثم الفهارس العلمية
المقدمة: وهي تتكون مما يلي:
أولاً: أسباب اختيار الموضوع
وقع اختياري على هذا الموضوع للأسباب الآتية:
أ- القيمة العلمية الكبيرة للمخطوط حيث أنه يشتمل على مجموعة وافرة من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم.
ب- اشتماله على معظم الأحاديث التي تتعلق بالآخرة وهي دار المؤمنين الباقية حقا وقد أحصيت أحاديثه فبلغت إلى ألفين وثلاثمائة خمسين حديثا.
ج- كون هذه الأحاديث تخاطب النفوس الحية الزكية الطاهرة وترقق القلوب القاسية الجافة والأمة بأمس حاجة إلى ذلك في يومنا هذا.
د- إن هذا الكتاب قد سبق له أن طبع مرتين وكلتاهما لا تفيان بدراسة أحاديثه من حيث الرواية والدراية، إحداهما خالية تماماً عن الفوائد الحديثية – وهي ما طبع من دار المعرفة ببيروت والثانية إنما هي تحقيق وتخريج يسير غير جمع لطرق الحديث واستقصاء الكلام على علله ورواياته وألفاظه والحكم عليه- وهي ما طبع من مكتبة القرآن بالقاهرة.
هـ- أن محقق الكتاب قد شوه الكتاب فغير وعدل وزاد ونقص ولم يتحقق مما فعل فخرج الكتاب على خلاف الأصول المخطوطة في كثير من المواضع أذكرها أمثلة فيما بعد والله أعلم.
ثانياً: الدراسات السابقة
سبقت الإشارة آنفا إلى أن هذا الكتاب لم ينشر إلا مرتين وهما طبعتان تفتقران كثيرا في نظري إلى الدراسة العلمية والتحقيق الدقيق العميق.(1/3)
ثالثاً: عملي في المخطوط ومنهجي في دراسته
1) وصف للمخطوط وصفا دقيقا من حيث الكتابة وتاريخ نسخه، واسم ناسخه وعدد أوراقه وما يجري مجراها، والرموز التي استخدمها أثناء التحقيق إن شاء الله ووضع صورة لأوله وآخره في المقدمة.
2) بيان أوجه الاختلاف بين المخطوطات.
3) اعتماد أصح وأقرب النسخ إلى زمن السيوطي وتكون هي المعتمدة للتحقيق.
4) ترجمة الإمام الحافظ السيوطي ترجمة مستقصية.
5) ضبط ألفاظ النص المخطوط وشكلها بالاستعانة بالمعاجم اللغوية والدواوين الحديثة التي روى فيها نص الحديث.
6) كتابة المتن أعلى الصفحة وفق النسخة المختارة وفقا لقواعد الإملاء.
7) المقارنة بين النسخ في الهامش.
8) تخريج الأحاديث تخريجاً دقيقا موسعا.
9) إذا كان الحديث في الصحيحين أو أحدهما اكتفى بتخريجه ولا أدرس الإسناد.
10) إذا كان في غير الصحيحين أو أحدهما أدرس إسناده حسب الرواية التي أوردها المصنف وأذكر طرقه وعلله إن كان هناك علل وأبين صححيها من سقيمها و أترجم للرواة المذكورين في الأسانيد، ثم أحكم على هذا الإسناد بما يليق بحاله.
11) كما أذكر الكتاب والباب والجزء والصفحة إن كان الكتاب مرتباً على الكتب والأبواب وفي غير ذلك أذكر الجزء والصفحة فقط.(1/4)
12) كما سأقوم بترجمة الرواة فأكتب للراوي ترجمة أحاول فيها أن تكون موفية بالمقصودة فأذكر اسمه ونسبه وكنيته ولقبه وبعض شيوخه وبعض تلاميذه، وأشهر ما قيل فيه من تعديل وتجريح ثم سنة وفاته، فإن كان الراوي مجمعاً على توثيقه أو تضعيفه اختصر ترجمته جدا واختم بقول الحافظ في التقريب- إن وجد- أما إذا كان الراوي مختلفاً فيه فأجدني مضطرا إلى بسط الآراء فيه حتى يتضح حاله وارتضى فيه قولاً، ولا ألزم نفسي بمتابعة الحافظ ابن حجر في حكمه على الرواة دائما ، إلا فى بعض الرواة واذكر السبب. قال ابن حجر في مقدمة التقريب(ج1/ص74): وباعتبار ما ذكرت انحصر لي الكلام على أحوالهم في اثنتي عشرة مرتبة وحصر طبقاتهم في اثنتي عشرة طبقة .
فأما المراتب :
فأولها : الصحابة فأصرح بذلك لشرفهم
الثانية : من أكد مدحه إما بأفعل كأوثق الناس أو بتكرير الصفة لفظا كثقة ثقة أو معنى كثقة حافظ
الثالثة : من أفرد بصفة كثقة أو متقن أو ثبت أو عدل
الرابعة : من قصر عن درجة الثالثة قليلا وإليه الإشارة بصدوق أو لا بأس به أو ليس به بأس
الخامسة : من قصر عن الرابعة قليلا وإليه الإشارة بصدوق سيء الحفظ أو صدوق يهم أو له أوهام أو يخطيء أو تغير بأخرة ويلتحق بذلك من رمي بنوع من البدعة كالتشيع والقدر والنصب والإرجاء والتهجم مع بيان الداعية من غيره
السادسة : من ليس له من الحديث إلا القليل ولم يثبت فيه ما يترك حديثه من أجله وإليه الإشارة بلفظ مقبول حيث يتابع وإلا فلين الحديث
السابعة : من روى عنه أكثر من واحد ولم يوثق وإليه الإشارة بلفظ مستور أو مجهول الحال
الثامنة : من لم يوجد فيه توثيق لمعتبر ووجد فيه إطلاق الضعف ولو لم يفسر وإليه الإشارة بلفظ ضعيف
التاسعة : من لم يرو عنه غير واحد ولم يوثق وإليه الإشارة بلفظ مجهول
العاشرة : من لم يوثق البتة وضعف مع ذلك بقادح وإليه الإشارة بمتروك أو متروك الحديث أو واهي الحديث أو ساقط(1/5)
الحادية عشرة : من اتهم بالكذب
الثانية عشرة : من أطلق عليه اسم الكذب والوضع .
وأما الطبقات :
فالأولى : الصحابة على اختلاف مراتبهم وتمييز من ليس له منهم إلا مجرد الرؤية من غيره .
الثانية : طبقة كبار التابعين كابن المسيب فإن كان مخضرما صرحت بذلك .
الثالثة : الطبقة الوسطى من التابعين كالحسن وابن سيرين .
الرابعة : طبقة تليها جل روايتهم عن كبار التابعين كالزهري وقتادة .
الخامسة : الطبقة الصغرى منهم الذين رأوا الواحد والاثنين ولم يثبت لبعضهم السماع من الصحابة كالأعمش .
السادسة : طبقة عاصروا الخامسة لكن لم يثبت لهم لقاء أحد من الصحابة كابن جريج .
السابعة : كبار أتباع التابعين كمالك والثوري .
الثامنة : الطبقة الوسطى منهم كابن عيينة وابن علية .
التاسعة : الطبقة الصغرى من أتباع التابعين كيزيد بن هارون والشافعي وأبي داود الطيالسي وعبد الرزاق .
العاشرة : كبار الآخذين عن تبع الأتباع ممن لم يلق التابعين كأحمد بن حنبل .
الحادية عشرة : الطبقة الوسطى من ذلك كالذهلي والبخاري .(1/6)
الثانية عشرة : صغار الآخذين عن تبع الأتباع كالترمذي وألحقت بها باقي شيوخ الأئمة الستة الذين تأخرت وفاتهم قليلا كبعض شيوخ النسائي ،وذكرت وفاة من عرفت سنة وفاته منهم فإن كان من الأولى والثانية فهم قبل المائة وإن كان من الثالثة إلى آخر الثامنة فهم بعد المائة وإن كان من التاسعة إلى آخر الطبقات فهم بعد المائتين ومن ندر عن ذلك بينته وقد اكتفيت بالرقم على أول اسم كل راو إشارة إلى من أخرج حديثه من الأئمة ،فالبخاري في صحيحه خ فإن كان حديثه عنده معلقا خت وللبخاري في الأدب المفرد بخ وفي خلق أفعال العباد عخ وفي جزء القراءة ر وفي رفع اليدين ي ولمسلم م ولأبي داود د وفي المراسيل له مد وفي فضائل الأنصار صد وفي الناسخ خد وفي القدر قد وفي التفرد ف وفي المسائل ل وفي مسند مالك كد وللترمذي ت وفي الشمائل له تم وللنسائي س وفي مسند علي له عس وفي مسند مالك كن ولابن ماجة ق وفي التفسير له فق فإن كان حديث الرجل في أحد الأصول الستة أكتفي برقمه ولو أخرج له في غيرها وإذا اجتمعت فالرقم ع وأما علامة 4 فهي لهم سوى الشيخين ومن ليست له عندهم رواية مرقوم عليه تمييز إشارة إلى أنه ذكر ليتميز عن غيره ومن ليست عليه علامة نبه عليه وترجم قبل أو بعد .
الثالثة عشر : توضيح معاني غريب ألفاظ الحديث بالرجوع إلى كتب اللغة وغريب الحديث وعليه عمل بعض الشروح المبسطة للأحاديث التي تحتاج ذلك.
الرابعة عشر : بيان بعض الفوائد القيمة في ثنايا الكتب إن وجدت.
الخامسة عشر : صنع الفهارس العلمية الشاملة لكافة جوانب التحقيق وتقسيم الكتاب إلى صحيح وضعيف.
التمهيد
وفيه لمحة عن أهمية دراسة السنة النبوية في حياة المسلمين وجهود علماء المسلمين في خدمتها ونشرها
الباب الأول : قسم الدراسة ، ويشتمل على فصلين :
الفصل الأول
التعريف بمؤلف الكتاب المخطوط أبي عبد الرحمن جلال الدين السيوطي.
اسمه ونسبه وكنيته.
نشأته وتحصيله للعلم ورحلاته.
شيوخه.
تلامذته.(1/7)
أخلاقه وثناء العلماء عليه.
مكانته في الحديث وجهوده فيه.
وفاته.
الفصل الثاني
دراسة الكتاب المخطوط وتوصيفه، وفيه ثلاثة مباحث :
المبحث الأول : اسم المخطوط وتوثيق نسبته إلى المؤلف.
المبحث الثاني : وصف النسخة المعتمدة في التحقيق : وهي ثلاث مخطوطات :
? المخطوطة سنة 884هـ.وقد رمزت لها بالرمز( أ)
? المخطوطة سنة 972هـ. وقد رمزت لها بالرمز( ب)
? المخطوطة سنة 1078هـ. وقد رمزت لها بالرمز (ز)
المبحث الثالث : ثبت النسخ.
وفيه أثبت كل السماعات والإجازات المثبتة، في الكتاب المخطوط وآخره بتاريخها.
الباب الثاني: قسم التحقيق والدراسة. وفيه أقوم بدراسة الأحاديث الواردة في هذا الكتاب المخطوط دراسة وافية من الناحية الحديثية الإسنادية كما أترجم الأعلام وأسماء الرجال في أسانيد الأحاديث وأقوم بتفسير غريب ألفاظ الحديث وبيان معانيها والفوائد التي تتعلق بها.
الخاتمة
وهي تشمل على المقترحات والتوصيات والنتائج التي توصلت إليها في دراسة وتحقيق هذا الكتاب المخطوط
الفهارس
فهرس الآيات.
فهرس الأحاديث المرفوعة.
فهرس الآثار الموقوفة.
فهرس الأعلام.
الأماكن والبلدان.
فهرس الكلمات الغريبة ومعانيها.
فهرس الصحيح والضعيف.
المصادر والمراجع.
نسأل الله أن يكتب لنا التوفيق والسداد، إنه بكل شيء قدير، وبالإجابة جدير وهو حسبنا ونعم المولى ونعم النصير. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. آمين
تنبيه :الجزء الذى سوف نحققه من هذه المحطوطة هو من باب السلاسل والأغلال والقيود والمقامع إلي نهاية باب عدد الجنان وأسمائها ودرجاتها . وهي من الباب رقم مائة وخمسة عشر إلى الباب رقم مائة وستة وأربعين وهي كالتالي :
115- باب السلاسل والأغلال والقيود والمقامع. ... (17) حديث
116- باب ظلال جهنم. ... (1) حديث
117- باب قوله تعالى : يصب من فوق رؤسهم الحميم" ... (2) حديثان
118- باب طعام اهل النار وشرابهم ... (28) حديثا(1/8)
119- باب جهنم وعقاربها وذبابها ... (9) أحاديث
120- باب ما ورد ان الشمس والقمر في النار. ... (5) أحاديث
121- باب دركات جهنم. ... (2) حديثان
122- باب عظم الكافر وغلظ جلده. ... حديث
123- باب قوله تعالى التي تطلع على الأفئدة" ... حديث واحد فقط
124- باب قوله تعالى: كلما نضجت جلودهم.. " الآية ... (7) أحاديث
125- باب قوله تعالى: تلفح وجوههم في النار وهم فيها كالحون" ... (6)احاديث
126- باب بكاء اهل النار وزفيرهم وشهيقهم ... (20) حديث
127- باب بدون ترجمة وذكر تحته أحاديث ... (1) حديث
128- باب بدون ترجمة وذكر تحته أحاديث ... (1) حديثا
129- باب بدون ترجمة وذكر تحته أحاديث ... أحاديث
130- باب من دخل النار من الموحدين يموت فيها ... (2) حديثان
131- باب تفاوت اهل النارفي العذاب. ... (4) أحاديث
132- باب اكثر اهل النار ... (5) أحاديث
133- باب جامع من أحوال عصاة المسلمين في النار. ... (42) حديث
134- باب ماورد في اشد الناس عذابا. ... (4) أحاديث
135- باب بدون ترجمة ... (1) حديث
136- باب بدون ترجمة ... (1) حديث
137- باب بدون ترجمة ... (2) حديثان
138- باب الأعمال الموجبة لبناء بيت في النار . ... (5) أحاديث
139- باب خلود الكفار في النار والمؤمنين في الجنة وذبح الموت. ... (14) حديث
140- باب قوله تعالى في الفريقين. ... (بدون أحاديث)
141- باب لايخلد في النار من قال: لاإله إلا الله ... (19) حديث
142- باب قوله تعالى: ربما يودا لذين كفروا لو كانوا مسلمين" ... (9) أحاديث
143- باب أطول مدة يمكثها الموحدون ... (2) حديثان
144- باب آخر أهل النار خروجها منها، وأخر اهل الجنة دخولا الجنة. ... (13) حديث
145- باب صفة اهل الجنة نسأل الله إياها من فضله. ... (33) حديث
146- عدد الجنان واسمائها ودرجاتها ... (40) حديث
التمهيد
السنة ومنزلتها وجهود العلماء في المحافظة عليها
وفيه أربع مباحث .
المبحث الأول: معنى السنة وتعريفها(1)
__________
(1) السنة ومنزلتها للسباعي .ص47 وما بعدها .(1/9)
السنة في اللغة: الطريقة محمودة كانت أو مذمومة، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم: من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة، ومن سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة "، ومن حديث: "لتتبعن سنن من قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع".
وهي في اصطلاح المحدثين: ما أثر عن النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير أو صفة خلقية أو خلقية أو سيرة، سواء كان قبل البعثة أو بعدها، وهي بهذا ترادف الحديث عند بعضهم. وفي اصطلاح الأصوليين ما نقل عن النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير.وقد تطلق السنة عندهم عل ما دل عليه دليل شرعي، سواء كان ذلك في الكتاب العزيز، أو عن النبي صلى الله عليه وسلم، أو اجتهد فيه الصحابة، كجمع المصحف وحمل الناس على القراءة بحرف واحد، وتدوين الدواوين، ويقابل ذلك "البدعة" ومنه قوله صلى الله عليه وسلم: "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي" و في اصطلاح الفقهاء ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير افتراض ولا وجوب، وتقابل الواجب وغيره من الأحكام الخمسة، وقد تطلق عندهم على ما يقابل البدعة، ومنه قولهم: طلاق السنة كذا، وطلاق البدعة كذا". ومرد هذا الاختلاف في الاصطلاح ‘إلى اختلافهم في الأغراض التي يعني بها كل فئة من أهل العلم.
المبحث الثاني : أقسام السنة(1)
للسنة عدة تقسيمات باعتبارات مختلفة
فباعتبار ذاتها تنقسم السنة إلى قولبة وفعلية وتقريرية(2)، وما سوى ذلك يمكن إدراجه تحت هذه الأقسام.
وباعتبار علاقتها بالقرآن الكريم تنقسم السنة إلى ثلاثة أقسام(3):
__________
(1) من كتاب معالم أصول الفقه عند أهل السنة والجماعة ص123 وما بعدها
(2) انظر: مختصر ابن اللحام" (74).
(3) انظر: " الرسالة" (21، 22، 91، 92) و" إعلام الموقعين" (2/307).(1/10)
القسم الأول : السنة المؤكدة، وهي الموافقة للقرآن من كل وجه، وذلك كوجوب الصلاة فإنه ثابت بالكتاب والسنة.
القسم الثاني : السنة المبينة أو المفسرة لما أجمل في القرآن وهي ما عبر عنها الشافعي بقوله: "ومنه ما أحكم فرضه بكتابه، وبين كيف هو على لسان نبيه، مثل عدد الصلاة والزكاة ووقتها"(1).
القسم الثالث : السنة الاستقلالية، أو الزائدة على ما في القرآن، وهي التي تكون موجبة لحكم سكت القرآن عن إيجابه أو محرمة لما سكت عن تحريمه، كأحكام الشفعة وميراث الجدة. وهذا القسم عبر عنه الشافعي بقوله:"ومنه ما سن رسول الله صلى الله عليه وسلم مما ليس فيه نص حكم(2)". وباعتبار وصولها إلينا وعدد نقلتها ورواتها تنقسم السنة إلى متواتر وآحاد(3).
المبحث الثالث : منزلة السنة من القرآن الكريم(4)
والمقصود بهذه المسألة الجواب على السؤال الآتي: أيهما يقدم على الآخر الكتاب أم السنة ؟ ويتضح هذا الجواب من خلال اعتبارات أربعة:
__________
(1) الرسالة 22.
(2) المصدر السابق.
(3) انظر: الفقيه والمتفقه "(1/95).
(4) معالم أصول الفقه عند أهل السنة والجماعة ص138.(1/11)
1- باعتبار المصدرية فلا شك أن القرآن الكريم والسنة في منزلة واحدة إذ الكل وحي من الله، قال تعالى: (وما ينطق عن الهوى*إن هو إلا وحي يوحى) (1). "وقد ذهب بعض أهل العلم(2) إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يسن سنة إلا بوحي احتجاجا بهذه الآية. وقيل بل جعل الله لرسوله صلى الله عليه وسلم بما افترض من طاعته أن يسن فيما ليس فيه نص كتاب، والدليل على ذلك قوله تعالى: (إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله) (3).. فخصه الله بأن يحكم برأيه لأنه معصوم وأن معه التوفيق. وقيل ألقي في روعه صلى الله عليه وسلم كل ما سنه لقوله صلى الله عليه وسلم: "إن الروح الأمين قد ألقي في روعي أنه لن تموت نفس حتى تستوفي رزقها، فأجملوا في الطلب"(4). وقيل لم يسن صلى الله عليه وسلم سنه قط إلا ولها أصل في الكتاب، فجميع سنته بيان للكتاب، فما سنه صلى الله عليه وسلم من البيوع فهو بيان لقوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل)(5) وقوله: (وأحل الله البيع وحرم الربا) (6). قال الشافعي بعد ذكر هذه الأقوال أو بعضها:" وأي هذا كان فقد بين الله أنه فرض فيه طاعة رسوله..". (7)
__________
(1) النجم : الآية 3-4 .
(2) انظر الرسالة 92-104 والفقيه والمتفقه 1/90-94.
(3) النساء : الآية 105.
(4) اخرجه الشافعي في الرسالة 93 برقم 306 ورجح الشيخ أحمد شاكر صحة إسناده انظر تعليقه على كتاب الرسالة 97.
(5) النساء : الآية 29 .
(6) البقرة : الآية 275 .
(7) الرسالة 104.(1/12)
2- باعتبار الحجية ووجوب الإتباع فالقرآن والسنة في ذلك سواء. وقد بوب لذلك الخطيب البغدادي فقال: " باب ما جاء في التسوية بين حكم كتاب الله تعالى، وحكم سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجوب العمل ولزوم التكليف"(1). وذكر تحت ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: " إلا أني أوتيت القرآن ومثله معه"(2). وقوله: " وإن ما حرم رسول الله كما حرم الله"(3).
3- باعتبار أن القرآن الكريم دل على وجوب العمل بالسنة وأن السنة إنما ثبتت حجيتها بالقرآن الكريم. فالقرآن الكريم بهذا الاعتبار أصل للسنة، والأصل مقدم على الفرع.
4- باعتبار البيان فإن السنة مبنية لما أجمل في القرآن، وهي مخصصة لعمومه، مقيدة لمطلقه، والبيان والخاص والمقيد مقدم على المجمل والعام والمطلق، إذ العمل بهذه الثلاثة متوقف على ذلك. فصح بهذا النظر تقديم السنة على الكتاب(4)، إلا أن الإمام أحمد كره أن يقال: السنة تقضي على الكتاب، وقال: "ما أجسر على هذا أن أقوله: إن السنة قاضية على الكتاب ! إن السنة تفسر الكتاب وتبينه"(5). والمقصود أن الكتاب والسنة متلازمان لا يفترقان، متفقان لا يختلفان؛ كما قال بعض السلف: " إنما هو الكتاب والسنة، والكتاب أحوج إلى السنة من السنة إلى الكتاب"(6).
المبحث الرابع : جهود العلماء لمقاومة حركة الوضع(7)
إليك بعض الخطوات التي ساروها في سبيل النقد حتى أنقذوا السنة مما دبر لها من كيد، ونظفوها مما علق بها من أوحال.
أولاً: إسناد الحديث
__________
(1) الكفاية في علم الرواية 23.
(2) تقدم تخريجه.
(3) تقدم تخريجه.
(4) انظر سنن الدارمي 1/145
(5) جامع بيان العلم وفضله 2/191-192 والفقيه والمتفقه 1/73 والكفاية 30.
(6) الكفاية (30).
(7) السنة ومنزلتها للسباعى ص90.(1/13)
لم يكن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد وفاته يشك بعضهم في بعض كما رأيت، ولم يكن التابعون يتوقفون عن قبول أي حديث يرويه صحابي عن رسول الله، حتى وقعت الفتنة وقام اليهودي الخاسر عبدالله بن سبأ بدعوته الآثمة التي بناها على فكرة التشيع الغالي القائل بألوهية علي رضي الله عنه، وأخذ الدس عل السنة يربو عصرانً بعد عصر، عندئذ بدأ العلماء من الصحابة والتابعين يتحرون في نقل الأحاديث ولا يقبلون منها إلا ما عرفوا طريقها ورواتها، واطمأنوا إلى ثقتهم وعدالتهم. يقول ابن سيرين فيما يرويه عنه الإمام مسلم في مقدمة صحيحه:" لم يكونوا يسألون عن الإسناد، فلما وقعت الفتنة قالوا: سموا لنا رجالكم. فينظر إلى أهل السنة فيؤخذ حديثهم، وينظر إلى أهل البدع فلا يؤخذ حديثهم" وقد ابتدأ هذا التثبت منذ عهد صغار الصحابة الذين تأخرت وفاتهم عن زمن الفتنة، فقد روى مسلم في مقدمة صحيحه عن مجاهد أن بشيراً العدوي جاء إلى ابن عباس فجعل يحدث ويقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا فجعل ابن عباس لا يأذن لحديثه ولا ينظر إليه، فقال: يا ابن عباس مال ي أراك لا تسمع لحديثي، أحدثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تسمع ؟ فقال ابن عباس: إنا كنا مرة إذا سمعنا رجلا يقول: قال رسول الله ابتدرته أبصارنا وأصغينا إليه بآذاننا، فلما ركب الناس الصعب والمذلول لم نأخذ من الناس إلا ما نعرف.ثم أخذ التابعون في المطالبة بالإسناد حين فشا الكذب يقول أبو العالية: "كنا نسمع الحديث من الصحابة فلا نرض حتى نركب إليهم فنسمعه منهم، ويقول ابن المبارك: "الإسناد من الدين، ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء "ويقول ابن المبارك أيضا: "بيننا وبين القوم القوائم" يعني الإسناد (1).
ثانياً: التوثق من الأحاديث
__________
(1) مقدمة صحيح مسلم 1/10.(1/14)
وذلك بالرجوع إلى الصحابة والتابعين وأئمة هذا الفن، فلقد كان من عناية الله بسنة نبيه أن مد في أعمار عدد من أقطاب الصحابة وفقهائهم ليكونوا مرجعا يهتدي الناس يهديهم ، فلما وقع الكذب لجأ الناس إلى هؤلاء الصحبة يسألونهم ما عندهم أولا: ويستفتونهم فيما يسمعونه من أحاديث وآثار. روى مسلم في مقدمة صحيحه عن ابن أبي مليكه قال: " كتبت إلى ابن عباس أن يكتب لي كتابا ويخفي عني فقال: ولد ناصح أنا اختار له الأمور اختياراً وأخفي عنه، قال فدعا بقضاء علي فجعل يكتب منه أشياء ويمر بالشيء، فيقول: والله ما قضي بهذا علي إلا أن يكون قد ضل" ولهذا الغرض أنه كثرت رحلات التابعين بل بعض الصحابة أيضا من مصر إلى مصر ليسمعوا الأحاديث الثابتة من الرواة الثقاة، وقد تقدم لك سفر جابر بن عبدالله إلى الشام، وأبي أيوب إلى مصر لسماع الحديث. ويقول سعيد بن المسيب: إني كنت لأسير الليالي والأيام في طلب الحديث الواحد وحدث الشعبي مرة بحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال لمن حدثه به:" خذها بغير شيء قد كان الرجل يرحل فيما دونها إلى المدينة" ويقول بشر بن عبدالله الحضرمي: إن كنت لأركب إلى المصر من الأمصار في طلب الحديث الواحد لأسمعه.
ثالثاً: نقد الرواة
وبيان حالهم من صدق أو كذب. وهذا باب عظيم وصل منه العلماء إلى تمييز الصحيح من المكذوب والقوي من الضعيف. وقد أبلوا فيه بلاء حسنا. وتتبعوا الرواة ودرسوا حياتهم وتاريخهم وسيرتهم وما خفي من أمرهم بهم ورع ولا حرج. قيل ليحيى بن سعيد القطان:"أما تخشى أن يكون هؤلاء الذين تركت حديثهم خصماءك عند الله يوم القيامة ؟ فقال: لأن يكون هؤلاء خصمي أحب إلي من أن يكون خصمي رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لم لم تذب الكذب عن حديثي ؟". وقد وضعوا لذلك قواعد ساروا عليها فيمن يؤخذ منه ومن لا يؤخذ، ومن يكتب عنه ومن لا يكتب.
رابعاً: وضع قواعد عامة لتقسيم الحديث وتمييزه(1/15)
وذلك أنهم قسموا الحديث إلى ثلاثة أقسام: صحيح، وحسن، وضعيف. أما الصحيح فهو ما اتصل سنده بنقل العدل الضابط عن مثله حتى ينتهي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو إلى منتهاه من صحابي أو من دونه، ولا يكون شاذاً ولا مردوداً ولا معللاً بعلة قادحة .. وأما الحسن : واختلفوا في حد الحسن لأنه كما قال الشيخ ابن الصلاح: لما كان وسطا بين الصحيح والضعيف في نظر الناظر لا في نفس الأمر، عسر التعبير عنه وضبطه على كثير من أهل هذه الصناعة، وذلك لأنه أمر نسبي، شيء ينقدح عند الحافظ ربما تقصر عنه عبارته، ثم اختار التعبير عنه بقوله: "الحديث الحسن قسمان:
(أحدهما): الحديث الذي لا يخلو رجال إسناده من مستور لم تتحقق أهليته غير أنه ليس مغفلاً كثير الخطأ، ولا هو متهم بالكذب، ويكون متن الحديث قد روي مثله أو نحوه من وجه آخر".
(الثاني): أن يكون راويه من المشهورين بالصدق والأمانة ولم يبلغ درجة رجال الصحيح في الحفظ والإتقان ولا يعد ما ينفرد به منكرا ولا يكون المتن شاذا ولا معللاً" هذا ولم يكن قدماء المحدثين في القرن الأول والثاني قد اصطلحوا على تسمية قسم من الأحاديث بهذا الاسم (الحسن) وإنما حدث بعد ذلك في عصر أحمد والبخاري، ثم اشتهر بعد ذلك. الضعيف:وهو القسم الثالث من أنواع الحديث عندهم، وهو ما لم تجتمع فيه صفات الصحيح ولا صفات الحسن، وقد سموه باعتبار منشأ الضعف فيه إما في سنده، أو في متنه . وترتب عل هذه الجهود ثمار كان من أبرزها ما يلي:
أولاً: تدوين السنة(1/16)
1- قدمنا أن السنة لم تدون رسمياً في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما دون القرآن الكريم، إنما كانت محفوظة في الصدور نقلها صحابة الرسول إلى من بعدهم من التابعين مشافهة وتلقيناً، وإن كان عصر النبي لم يخل من كتابة بعض الحديث، ولقد انقضى عصر الصحابة ولم تدون فيه السنة إلا قليلاً، إنما كانت تتناقلها الألسن.نعم لقد فكر عمر رضي الله عنه بتدوين السنة ولكنه عدل عن ذلك.(1/17)
وتكاد تجمع الروايات أن أول من فكر بالجمع والتدوين من التابعين عمر ابن عبدالعزيز، إذ أرسل إلى أبي بكر بن حزم عامله وقاضيه على المدينة "انظر ما كان من حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فاكتبه فإني خفت دروس العلم وذهاب العلماء" وطلب منه أن يكتب له ما عند عمرة بنت عبدالرحمن الأنصارية (98هـ) والقاسم بن محمد بن أبي بكر (106هـ) والذي يظهر أنه لم يخص ابن حزم بهذا العمل الجيل، بل أرسل إلى ولاة الأمصار كلها وكبار علمائها يطلب منهم مثل هذا، فقد أخرج أبو نعيم في تاريخ أصبهان أن عمر بن عبدالعزيز كتب إلى أهل الآفاق: انظروا إلى حديث رسول الله فاجمعوه وبذلك نفذ عمر رغبة جده عمر ابن الخطاب التي جاشت في نفسه مدة ثم عدل عنها خوفاً من أن تلتبس بالقرآن أو يصرف الناس إليها، والذي يظهر أن أبا بكر بن حزم كتب لعمر شيئا من السنة فقد أنفذ إليه ما عند عمرة والقاسم، ولكنه لم يدون كل ما في المدينة من سنة وأثر، وإنما فعل هذا الإمام محمد بن مسلم بن شهاب الزهري (124هـ) الذي كان علماً خفاقا من أعلام السنة في عصره و الذي كان عمر بن عبدالعزيز يأمر جلساءه أن يذهبوا إليه لأنه لم يبق على وجه الأرض أحد أعلم بالسنة منه، والذي يظهر أيضا أن تدوين الزهري للسنة لم يكن كالتدوين الذي تم على يد البخاري ومسلم أو أحمد وغيره من رجال المسانيد، وإنما كان عبارة عن تدوين كل ما سمعه من أحاديث الصحابة غير مبوب على أبواب العلم، وربما كان مختلطاً بأقوال الصحابة وفتاوى التابعين، وهذا ما تقتضيه طبيعة البداءة في كل أمر جديد، وقد نستأنس لهذا بما روي عنه من أنه كان يخرج لطلابه أجزاء مكتوبة يدفعها إليهم ليرووها عنه، وبذلك كان الزهري رضي الله عنه أول من وضع حجر الأساس في تدوين السنة في كتب خاصة، بعد أن كان عدد من علماء التابعين يكرهون كتابة العلم خشية من ضعف الذاكرة، بل كان الزهري نفسه في بدء شهرته العلمية يكره كتابة العلم ويمتنع(1/18)
عنه، حتى رغب إليه بذلك عمر بن عبدالعزيز، وسيأتي معنا مزيد بيان لهذا البحث عند الكلام عن الزهري. ثم شاع التدوين في الجيل الذي يلي جيل الزهري.وكان أول من جمعه بمكة: ابن جريج (- 150هـ). وابن إسحاق (-151هـ). وبالمدينة سعيد بن أبي عروبة (-156هـ). والربيع بن صبيح (-160هـ) والإمام مالك (-179هـ) وبالبصرة حماد بن سلمة (-167هـ) وبالكوفة سفيان الثوري (-161هـ) وبالشام أبو عمرو الأوزاعي (-157هـ) وبواسط هشيم (-173هـ) وبخراسان عبدالله بن المبارك (-181هـ) وباليمن معمر (-154هـ) وبالري جرير بن عبد الحميد (-188هـ) وكذلك فعل سفيان بن عيينة (-198هـ) والليث بن سعد (-175هـ) وشعبة بن الحجاج (-160هـ). وهؤلاء جميعا كانوا في عصر واحد ولا يدري أيهم سبق إلى ذلك، وكان صنيعهم في التدوين أن يجمعوا حديث رسول الله مختلطاً بأقوال الصحابة وفتاوى التابعين مع ضم الأبواب بعضها إلى بعض في كتاب واحد، قال الحافظ ابن حجر: إن ما ذكر إنما هو بالنسبة للجمع في الأبواب، وأما جمع حديث إلى مثله في باب واحد فقد سبق إليه الشعبي فإنه روي عنه أنه قال: هذا باب من الطلاق جسيم".ثم جاء القرن الثالث فكان أزهى عصور السنة وأسعدها بأئمة الحديث وتآليفهم العظيمة الخالدة . فقد ابتدأ التأليف في هذا القرن على طريقة المسانيد: وهي جمع ما يروي عن الصحابي في باب واحد رغم تعدد الموضوع، وأول من فعل ذلك عبدالله بن موسى العبسي الكوفي، ومسدد البصري، وأسد بن موسى ونعيم ابن حماد الخزاعي، ثم اقتفى أُثرهم الحفاظ فصنف الإمام أحمد مسنده المشهور.(1/19)
وكذلك فعل إسحاق بن راهويه، وعثمان بن أبي شيبة وغيره، وكانت طريقة هؤلاء في التأليف أن يفردوا حديث النبي صلى الله عليه وسلم بالتأليف دون أقوال الصحابة وفتاوى التابعين، ولكنهم كانوا يمزجون فيها الصحيح بغيره، وفي ذلك من العناء ما فيه من على طالب الحديث، فإنه لا يستطيع أن يتعرف على الصحيح منها إلا أن يكون من أئمة الشأن، فإن لم يكن له وقوف على ذلك اضطر إلى أن يسأل أئمة الحديث فإن لم يتيسر له بقي الحديث مجهول الحال عنده. وهذا هو ما حدا بإمام المحدثين ودرة السنة في عصره محمد بن إسماعيل البخاري (-256هـ) أن ينحو في التأليف منحى جديداً بأن يقتصر على الحديث الصحيح فقط دون ما عداه، فألف كتابه الجامع الصحيح المشهور، وتبعه في طريقته معاصره وتلميذه ا لإمام مسلم بن الحجاج القشيري (-261هـ) فألف صحيحه المشهور، وكان لهما فضل تمهيد الطريق أمام طالب الحديث ليصل إلى الصحيح من غير بحث وسؤال، وتبعهما بعد ذلك كثيرون، فألفت بعدهما كتب كثيرة من أهمها:سنن أبي داود (-275هـ) والنسائي (-303هـ) وجامع الترمذي (-279هـ) وسنن ابن ماجه (-273هـ) وقد جمع هؤلاء الأئمة في مصنفاتهم كل مصنفات الأئمة السابقين، إذ كانوا يروونها عنهم كما هي عادة المحدثين، ثم جاء القرن الرابع فلم يزد رجاله على رجال القرن الثالث شيئا جديداً إلا قليلا مما استدركوه عليهم، وكل صنيعهم جمع ما جمعه من سبقهم.والاعتماد على نقدهم، والإكثار من طرق الحديث، ومن أشهر الأئمة في هذا العصر الإمام سليمان ابن أحمد الطبراني (-360هـ) .(1/20)
بهذا تم تدوين السنة وجمعها وتمييز صحيحها من غيره، ولم يكن لعلماء القرون التالية إلا بعض استدراكات على كتب الصحاح، كمستدرك أبي عبدالله الحاكم النيسابوري (-405هـ) الذي استدرك فيه على البخاري ومسلم أحاديث يرى أنها من الصحاح متفقة مع شرطيهما مع أنهما لم يخرجاها في صحيحهما، وقد سلم له العلماء- ومن أشهرهم الذهبي- قسما منها وخالفوه في قسم آخر.
ثانياً: علم مصطلح الحديث
ومن ثمار هذه الحركة المباركة أن دونت القواعد التي وضعها العلماء أثناء حركتهم لمقاومة الوضع، والتي قسموا فيها الحديث إلى ما ذكرناه من أقسام ثلاثة وما يتعلق بها، وبذلك كان عندنا علم مصطلح الحديث الذي يضع القواعد العلمية لتصحيح الأخبار، وهي أصح ما عرف في التاريخ من قواعد علمية للرواية والأخبار بل كان علماؤنا رحمهم الله هم أول من وضعوا هذه القواعد على أساس علمي لا مجال بعده للحيطة والتثبت.(1/21)
وعلم مصطلح الحديث يبحث عن تقسيم الخبر إلى صحيح وحسن وضعيف، وتقسيم كل من هذه الثلاثة إلى أنواع، وبيان الشروط المطلوبة في الراوي والمروي وما يدخل الأخبار من علل واضطراب وشذوذ، وما ترد به الأخبار وما يتوقف فيها إلى أن تعضد بمقويات أخرى، وبيان كيفية سماع الحديث وتحمله وضبطه، وآداب المحدث وطالب الحديث، وغير ذلك مما كان في الأصل بحوثاً متفرقة وقواعد قائمة في نفوس العلماء في القرون الثلاثة الأولى إلى أن أفراد بالتأليف والجمع والترتيب، شأن العلوم الإسلامية الأخرى في تطورها وتدرجها. وقد كان أول من ألف في بعض بحوثه علي بن المديني شيخ البخاري، كما تكلم البخاري ومسلم والترمذي في بعض أبحاثه في رسائل مجردة لم يضم بعضها إلى بعض، ولكن أول من صنف في هذا الفن تصنيفاً علميا بحيث جمع كل أبوابه وبحوثه في مصنف واحد هو القاضي أبو محمد الرامهرمزي (-360هـ) في كتابه: "المحدث الفاصل بين الراوي والسامع" ولكنه لم يستوعب فيه كل بحوث هذا العلم، ثم جاء الحاكم أبو عبدالله النيسابوري المتوفي (-405هـ) فألف فيه كتابه "معرفة علوم الحديث" لكنه لم يهذب ولم يرتب، ثم تلاه أبو نعيم الأصفهاني (-430هـ) فعمل على كتاب الحاكم مستخرجاً، وأبقى أشياء لمن تتبع هذا البحث، ثم جاء بعدهم الخطيب أبو بكر البغدادي (-463هـ) فصنف في قوانين الرواية كتابا سماه "الكفاية" وفي آدابها كتابا سماه "الجامع لآداب الشيخ والسامع" وقد أفرد لكل من فنون الحديث مصنفا خاصا، ثم جاء ممن بعده القاضي عياض (-544هـ) فألف كتابه" الإلماع" مستمداً بحوثه من كتب الخطيب..(1/22)
ثم جاء الشيخ الحافظ تقي الدين أبو عمرو عثمان بن الصلاح الشهروزري الدمشقي (-643هـ) فألف كتابه المشهور بـ" مقدمة ابن الصلاح" أملاه على تلاميذه بالمدرسة الأشرفية في دمشق من غير ترتيب محكم، إلا أنه كتاب شامل لكل ما تفرق في غيره من كتب المتقدمين، ولهذا عكف الناس عليه، وأكبوا على شرحه بين ناظم وناثر كألفية العراقي وشرحها للسخاوي، والتقريب للنووي، وشرحه التدريب للسيوطي، وغير ذلك من الكتب المعروفة، كما اختصر أيضا الإمام الحافظ بن كثير الدمشقي (-774هـ) في كتابه: "اختصار علوم الحديث" (1) ثم تتابعت التآليف في هذا الشأن. ومن أشهرها ألفية الحافظ العراقي (-806هـ) ونخبة الفكر في مصطلح الأثر للحافظ ابن حجر ومن آخرها " توجيه النظر" للعلامة الشيخ طاهر الجزائري و"قواعد التحديث" للقاسمي الدمشقي.
ثالثاً: علم الجرح والتعديل
__________
(1) طبع هذا الكتاب طبعا متقناً مع تعليق للأستاذ أحمد محمد شاكر سماه "الباعث الحثيث".(1/23)
ومن ثمار هذه الجهود المباركة علم الجرح والتعديل أو علم ميزان الرجال، وهو علم يبحث فيه عن أحوال الرواة وأمانتهم وثقتهم وعدالتهم وضبطهم أو عكس ذلك من كذب أو غفلة أو نسيان، وهو علم جليل من أجل العلوم التي نشأت عن تلك الحركة المباركة لا نعرف له مثيلاً أيضاً في تاريخ الأمم الأخرى، وقد أدى إلى نشأة هذا العلم حرص العلماء على الوقوف على أحوال الرواة، حتى يميزوا بين الصحيح من غيره، فكانوا يختبرون بأنفسهم من يعاصرونهم من الرواة ويسألون عن السابقين ممن لم يعاصروهم، ويعلنون رأيهم فيهم دون تحرج ولا تأثم إذ كان ذلك ذباً عن دين الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وقد قيل للبخاري: إن بعض الناس ينقمون عليك التاريخ يقولون: فيه اغتياب الناس فقال:"إنما روينا ذلك رواية ولم نقله من عند أنفسنا، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:"بئس أخو العشيرة".وقد ابتدأ الكلام عن الرواة توثيقاً منذ عصر صغار الصحابة كابن عباس (-68هـ) وعبادة بن الصامت (-34هـ) وأنس بن مالك (-93هـ) ثم من التابعين: سعيد بن المسيب (-93هـ) والشعبي: (-104هـ) وابن سيرين: (-110هـ) والأعمش (-148هـ) ثم تتالى الأمر، فنظر في الرجال شعبة (-160هـ) وكان مثبتاً لا يروي إلا عن ثقة، والإمام مالك (-179هـ). ومن أشهر علماء الجرح والتعديل في هذا القرن الثاني معمر (-154هـ) وهشام الدستوائي (-154هـ) والأوزاعي (-157هـ) والثوري (-161هـ) وحماد بن سلمة (-167هـ) والليث بن سعد (-175هـ) ونشأ بعد هؤلاء طبقة أخرى كعبدالله بن المبارك (-167هـ) والفزاري (-185هـ) وابن عيينة (-198هـ) ووكيع بن الجراح (-197هـ) ومن أشهر علماء هذه الطبقة يحيى بن سعيد القطان (-198هـ) وعبد الرحمن بن مهدي (-198هـ) وكانا حجتين موثوقين لدى الجمهور فمن وثقاه قبلت روايته، ومن جرحاه ردت، ومن اختلف فيه رجع الناس إلى ما ترجح عندهم(1).
__________
(1) توجيه النظر: 114.(1/24)
ثم تلاهم طبقة أخرى من أئمة هذا الشأن منهم يزيد بن هارون (-206هـ) وأبو داود الطيالسي (-204هـ) وعبد الرزاق بن همام (-211هـ) وأبو عاصم النبيل الضحاك بن مخلد (-212هـ).ثم ابتدأ تصنيف الكتب في الجرح والتعديل، ومن أوائل الذين ألفوا وتكلموا في هذه الطبقة يحيى بن معين (-233هـ) وأحمد بن حنبل (-241هـ) ومحمد ابن سعد كاتب الواقدي وصاحب الطبقات (-230هـ) وعلي بن المديني (-234هـ) ثم تلاهم بعد ذلك البخاري، ومسلم، وأبو زرعة، وأبو حاتم الرازيان، وأبو داود السجستاني، وتتابع العلماء بعد ذلك حتى أواخر القرن التاسع الهجري، طبقة بعد طبقة، تؤلف وتبحث في الرجال، وتتحرى أمر الرواة حتى لا يعسر عليك أن تجد في مؤلفاتهم تاريخ أي رجل يمر بك اسمه في كتب الحديث.(1/25)
وكتب الجرح والتعديل، منها ما أفرد لذكر الثقات فقط، ككتاب الثقات لابن حبان البستي، والثقات لابن قطلوبغا (-881هـ) في أربع مجلدات، والثقات لخليل بن شاهين (-873هـ).ومنها ما أفرد للضعفاء فقط، ومن ألفه فيهم البخاري والنسائي وابن حبان والدار قطني والعقيلي وابن الجوزي وابن عدي، وكتابه: "الكامل في الضعفاء" أوفى الكتب في ذلك وقد ذكر فيه كل من تكلم فيه وإن كان من رجال الصحيحين، كما ذكر فيه بعض الأئمة المتبوعين، لأن بعض خصومهم في حياتهم تكلموا عنهم.وقد ألف الذهبي كتابه:" ميزان الاعتدال" من كتاب ابن عدي هذا. ومنها ما جمع فيها بين الثقات والضعفاء وهي كثيرة جداً من أشهرها تواريخ البخاري الثلاثة: الكبير، وهو مرتب على حروف المعجم، والأوسط، والصغير وهما مرتبان على السنين، وكتاب الجرح والتعديل لابن حبان، والجرح والتعديل لابن أبي حاتم الرازي، والطبقات الكبرى لابن سعد، ومن أجود الكتب في ذلك، التكميل في معرفة الثقات والضعفاء والمجاهيل للحافظ ابن كثير، جمع فيه بين تهذيب المزي، وميزان الذهبي مع زيادات وتحرير في العبارات وهو أنفع شيء للمحدث والفقيه التالي لأثره(1). ولم يكن الأئمة الذين عنوا بهذا الفن على استواء واحد في مقاييس النقد الذي يوجهونه للرواة، بل كان منهم المتشدد ومنهم المتساهل ومنهم المتوسط المعتدل، فمن المتشددين، ابن معين ويحيى بن سعيد القطان وابن حبان(2)
__________
(1) توجيه النظر: ص 118.
(2) بعضهم يذكره في المتساهلين وهو الأظهر..(1/26)
وأبو حاتم الرازي، ومن المتساهلين، الترمذي والحاكم وابن مهدي، ومن المعتدلين أحمد، والبخاري ومسلم وبذلك تباينت ا لآراء في بعض الرواة، فمنهم من يوثقه ومنهم من يضعفه، وما ذلك إلا لاختلاف الأنظار والمقاييس التي وضعها كل إمام في نقده، بل قد ينقل عن العالم الواحد رأيان مختلفان في راو واحد، فقد يراه اليوم ثقة ، ثم يرى منه بعد ذلك ما يضطره للعدول عن حكمه، وقد يكون الأمر عكس ذلك. ومن أسباب الاختلاف في التجريح والتعديل اختلاف منازع الفقهاء في الاجتهاد، فالنزاع بين أهل الحديث وأهل الرأي مشهور معروف أدى إلى أن يطعن بعض أهل الحديث في بعض أئمة أهل الرأي وأن يعدوهم من الضعفاء لا لشيء إلا لنزعتهم الاجتهادية التي لا تتفق مع نزعة أهل الحديث، وحسبك دليلا على هذا أن إماما جليلا من كبار أئمة التشريع في تاريخ الإسلام وهو أبو حنيفة رحمه الله تحامل عليه كثير من المحدثين وجرحه بعض علماء الجرح والتعديل مع زهده وورعه وتقواه وجلاله قدره، ونجد ذلك واضحا مما نقله أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد في ترجمة أبي حنيفة (13/323-423) وما ذلك إلا لدقة مسلكه الفقهي الذي خفي على كثير من المحدثين بل على كثير من أئمتهم. وقد أدى تعصب العامة من أهل الحديث إلى أن يتهموا أبا حنيفة بما يقطع التاريخ بكذبه. ولعل هذا الاختلاف في ميول الناقدين وأنظارهم وتفاوتهم بين الشدة والتساهل في النقد، هو الذي دعا أكثر العلماء أخيراً إلى أن لا يقبلوا جرحاً إلا مفسرا خشية أن يكون منشأ الجرح خطأ في تقدير الناقد أو عصبية لا حقيقة وواقعاً، قال الحافظ ابن كثير:" بخلاف الجرح فإنه لا يقبل إلا مفسراً لاختلاف الناس في الأسباب المفسقة فقد يعتمد الجارح شيئاً مفسقاً فيضعفه، ولا يكون كذلك في نفس الأمر أو عند غيره، فلهذا اشترط بيان السبب في الجرح(1).
__________
(1) اختصار علوم الحديث ص 101.(1/27)
ومن طريف ما يذكر في هذا الموضوع ما نقل عن بعضهم أنه قيل له: "لم تركت حديث فلان ؟ فقال: رأيته يركض على برذون فتركت حديثه !.. وسئل بعضهم عن حديث لصالح المزي فقال: ما يصنع بصالح ؟ ذكروه يوما عند حماد ابن سلمة فامتخط حماد ! (1) فانظر كيف كان بعض الناس يجرحون الرجال لأسباب واهية لا علاقة لها بالعدالة والثقة والضبط، ولكن الحق أن هذا صنيع الجاهلين أو المتطفلين على هذا العلم، أما الأئمة المنتصبون لهذا الشأن المريقون في مداخله ومخارجه، فلا يقعون في مثل ذلك الحكم الجائر والنقد المضحك.
رابعاً: علوم الحديث
وثمة علوم أخرى استلزمتها دراسة السنة وروايتها والدفاع عنها وتحقيق أصولها ومصادرها، وقد أوصلها أبو عبدالله الحاكم في كتابه: " معرفة علوم الحديث" إلى اثنين وخمسين عاماً، وأوصلها النووي في " ا لتقريب" إلى خمس وستين علماً.
خامساً: كتب في الموضوعات والوضاعين
كان من عادة السلف حين وقع الكذب في الحديث وتتبعوا الكذابين وعرفوهم، وجهروا بأسمائهم في المجالس فيقولوا: فلان كذاب لا تأخذوا عنه، فلان زنديق، فلا قدري. ثم تتبع العلماء الأحاديث الموضوعة فأفردوها بالجمع والتأليف تنبيهاً للعامة حتى لا يغتروا بها.. بهذا ينتهي ما أردته من عرض موجز للأدوار التي مرت بها السنة، وما تعرضت له من دس وتحريف، وما قام به العلماء من جهود جبارة لتنقية السنة مما أصابها من فساد، وإنها لجهود لا يسع المنصف إلا أن ينحني إجلالاً ويعترف بأنها تكاد تكون فوق مستوى البشر، فجزاهم الله خيراً.
الباب الأول
قسم الدراسة، ويشتمل على فصلين:
الفصل الأول:
التعريف بمؤلف الكتاب المخطوط أبي عبد الرحمن جلال الدين السيوطي.
اسمه ونسبه وكنيته.
نشأته وتحصيله للعلم ورحلاته.
شيوخه وتلامذته.
رحلاته
أخلاقه وثناء العلماء عليه.
مكانته في الحديث وجهوده فيه.
وفاته.
الفصل الأول: التعريف بمؤلف كتاب المخطوط
__________
(1) اختصار علوم الحديث ص 101.(1/28)
أولاً: اسمه ونسبه
جلال الدين أبو الفضل عبدالرحمن بن كمال الدين أبي بكر بن محمد بن سابق الدين أبي بكر بن فخر الدين عثمان بن ناظر الدين محمد بن سيف الدين خضر بن نجم الدين أبي الصلاح أيوب بن ناصر الدين محمد بن الشيخ همام الدين الهمام بن الكمال بن ناصر الدين المصري الخضيري الأسيوطي(1) الطولوني الشافعي(2)، وكان يلقب: بابن الكتب(3) أيضاً. وينتهي نسبه إلى أسرة فارسية(4)، وكانت هذه الأسرة تعيش قبل قدومها إلى مصر في حي "الخضيرية" في الجانب الشرقي من بغداد(5) واستقر بها المقام في أسيوط قبل مولد السيوطي.
ثانياً: مولده، ونشأته، ودراسته
__________
(1) حسن المحاضرة: (1/235).
(2) البدر الطالع (1/328)، وفهرس الفهارس(2/1011).
(3) لأن أباه أمر امه- وكانت أم ولد له- أن تأتيه بكتب من بين الكتب، فذهبت لتأتي به ففجأها المخاض وهي بين الكتب، فوضعته بينها. انظر: حاشية الأجهوري (ص 10).
(4) طبقات المفسرين له (ص21)، وحسن المحاضرة (1/336).
(5) معجم البلدان (3/112).(1/29)
ولد السيوطي رحمه الله بعد المغرب ليلة الأحد، مستهل رجب سنة تسع وأربعين وثمانمائة (849هـ). (1) "هيأ الله للسيوطي من أسباب النجاح في الحياة ما جعله آية في العلم، ونابغة من نوابغه، أغرم به منذ صغره، فقد حباه الله تبارك وتعالى بمزيد من النبوغ المبكر، وأنبته نباتاً حسناً في وسط علمي عريق"(2). حمل السيوطي في حياة أبيه إلى الشيخ" محمد المجذوب" فبرك عليه(3). وأحضره والده قبل موته وهو صغير مجلس الحافظ ابن حجر(4) فشملته إجازته(5). ثم توفي والده بعد ذلك وقد بلغ من العمر خمس سنوات وسبعة أشهر، وكان قد وصل إذ ذاك في القرآن الكريم إلى سورة التحريم(6)، فنشأ يتيماً، وأسند والده وصايته إلى نفر من كبار علماء عصره منهم العلامة" كمال الدين بن الهمام"، فحفظ القرآن وكان دون الثامنة، ثم حفظ العمدة، ومنهاج الفقه والأصول، وألفية ابن مالك، وبدأ الاشتغال بالعلم على وجه التحديد ابتداء من ربيع الأول سنة أربع وستين وثمانمائة – أي كان عمره آنذاك خمس عشرة سنة- ولازم الشيوخ من مبدأ طلبه للعلم فأخذ (الفقه) عن "سراج الدين البلقيني" وعن ولده "علم الدين"، و(الفرائض) عن "الشارمساحي" و(التفسير) عن "الشرف المناوي"، وفي (العربية) والحديث عن "تقي الدين الشمني" و"محيي الدين الرومي" وعن غيرهم كثير(7)، يحدثنا عن طرف من هذه البداية العلمية الموفقة فيقول:"شرعت في الاشتغال بالعلم من مستهل سنة أربع وستين، فأخذت الفقه والنحو عن جماعة من الشيوخ، وأخذت الفرائض عن العلامة فرضي زمانه الشيخ شهاب الدين الشارمساحي.
__________
(1) حسن المحاضرة: (1/336)، والضوء اللامع: (4/65)، والكواكب السائرة (1/226)، والبدر الطابع: (1/328).
(2) السيوطي محدثا: (ص 303).
(3) حسن المحاضرة: (1/336).
(4) شذرات الذهب (8/52).
(5) فهرس الفهارس: (2/1011).
(6) الكواكب السائرة: (1/226).
(7) حسن المحاضرة: (1/333، 337).(1/30)
قرأت عليه في شرحه على المجموع، وأجزت بتدريس العربية في مستهل سنة ست وستين، وقد ألفت في هذه السنة، فكان أول شيء ألفته: شرح الاستعاذة والبسملة(1)...".(2)
وبالنسبة لنشأته الحديثية: نجد السيوطي رحمه الله تتلمذ في الحديث على كبار علماء عصره في الحديث وغيره، قرأ عليهم أمهات كتب الحديث وكتب المصطلح من هؤلاء تقي الدين الشبلي(3)، وتقي الدين بن فهد(4)، وشمس الدين السيرافي قرأ عليه صحيح مسلم، وسعد الدين المرزباني مما قرأ عليه: ألفية العراقي، والتقي الشمني، قرأ عليه شرحه على نخبة الفكر، قال الغزى: قرأ عليه من الحديث وعلومه كثيراً، وقاسم بن قطلوا بغا(5) وغيرهم، وسيأتي مزيد تفصيل في مبحث شيوخه وتلاميذه.
ثالثاً: شيوخه وتلاميذه
__________
(1) سماه: رياض الطالبين في شرح الاستعاذة والبسملة، وهو مخطوط، وله نسخ. دليل مخطوطات السيوطي رقم (32).
(2) حسن المحاضرة: (1/337).
(3) حسن المحاضرة: (1/327).
(4) الضوء اللامع: (4/66).
(5) الكواكب السائرة: (1/227).(1/31)
كان من حسن حظ السيوطي أن عاش في عصر كثر فيه العلماء الأعلام الذين نبغوا في علوم الدين على تعدد ميادينها(1)، مما كان له كبير الأثر في ثقافة السيوطي، وسعة اطلاعه. ذكر السيوطي عدد شيوخه في كتابه حسن المحاضرة فقال: "وأما مشايخي في الرواية سماعاً وإجازةً فكثير أوردتهم في المعجم الذي جمعتهم فيه وعدتهم نحو مائة وخمسين"(2).وذكر تلميذه الداودي في ترجمته أنهم واحد وخمسون شيخاً، وقد رتبهم على حروف المعجم. وقال ابن العماد الحنبلي(3): إنهم بلغوا مائة وواحدا وخمسين شيخاً. ونقل عنه تلميذه الشعراني في ذيل طبقاته الصغرى(4) أنه قال: "أخذت العلم عن ستمائة نفس، وقد نظمتهم في أرجوزة". وللسيوطي كتابٌ جمع فيه أسماء شيوخه مرتبين على حروف المعجم مع ترجمة موجزة لكل منهم سماه: المنجم في المعجم(5)، وقد بلغ عددهم فيه ثمانية وتسعين ومائة شيخ(6).وذكر الخونساري(7): "أن السيوطي أخذ عن غالب علماء عصره، وبلغ مجموع شيوخه نحو ثلاثمائة شيخ. وهذا اختلاف كبير، ولعل ما ذكره الشعراني عنه من العدد هو مجموعة شيوخه رجالاً ونساء، وما ذكره الداودي هم خاصة شيوخه، وأما من ذكرهم السيوطي في حسن المحاضرة فهم شيوخه في الحديث كما صرح هو نفسه بذلك(8).وجل شيوخه الذين ذكرهم في "المنجم" مصريون، وفيهم كثير من المكيين، والمدنيين، والشاميين، وشيخ حلبي واحد، هو العلامة "محمد بن مقبل"(ت 871هـ) (9).
وقد انتهج السيوطي منهجاً سديداً في التلقي من الشيوخ - عموماً –
__________
(1) د مصطفى الشكعة ص 13.
(2) حسن المحاضرة: (1/339).
(3) شذرات الذهب (8/53).
(4) ذيل الطبقات الصغرى: (ق3) بواسطة كتاب السيوطي النحوي: (70).
(5) دليل مخطوطات السيوطي رقم 874 وقد طبع.
(6) بإحصاء الدكتور عدنان محمد سلمان. كتاب السيوطي النحوي (ص 71).
(7) روضات الجنات (ص415).
(8) حسن المحاضرة: (1/339).
(9) كتاب " السيوطي النحوي" (ص71، ص72).(1/32)
ويمكن تقسيم منهجه إلى قسمين:
1- أنه كان يختار شيخاً واحداً يجلس إليه ويلزمه فترة من الزمن وقد يلازمه إلى أن ينتقل الشيخ إلى رحمة ربه.
2- أنه لم يحصر نفسه في شيوخ معينين لا يأخذ العلم إلا عنهم على الرغم من أنه كان شافعي المذهب(1)، فنراه يأخذ عن (عز الدين الحنبلي) (ت876هـ) (2)، و(أمين الدين الأقصرائي الحنفي) (ت 880هـ) (3).
ولم يكتف بعلم من العلوم، بل ضرب في كل بحظ وافر قال رحمه الله: "رزقت التبحر في سبعة علوم: التفسير، والحديث، والفقه، والنحو، والمعاني، والبيان، والبديع"(4).
هذا المنهج في التلقي عن المشايخ منهج سليم جداً، يدل على عدل وإنصاف، وسعة أفق، وبراءة من وصمة التعصب. ولم يكتف السيوطي رحمه الله بالرجال من الشيوخ بل تتلمذ على أيدي كبريات النساء الفقيهات المحدثات المعاصرات له مثل:أم الهنا المصرية، وعائشة بنت عبد الهادي، وسارة بنت السراج ابن جماعة، وزينب بنت الحافظ العراقي، وأم الفضل بنت محمد المقدسي، وأم هاني بنت الهوريني، وأم الفضل بنت محمد المصرية وغيرهن كثير(5) ممن كان لهن أبلغ الأثر في ثقافة السيوطي الحديثية. وقد حرص السيوطي على أن يسجل أسماء مشايخه الذين أخذ عنهم العلم، فصنف فهيم خمسة مصنفات وهي :
1) حاطب ليل وجارف سيل.
2) زاد المسير في الفهرست الصغير.
3) أنشاب الكتب في أنساب الكتب.
4) المنتقى وهو المعجم الصغير.
5) المنجم في المعجم (6)
__________
(1) الكواكب السائرة: (1/226).
(2) حسن المحاضرة: (1/338).
(3) حسن المحاضرة: (1/484).
(4) حسن المحاضرة: (1/338).
(5) حسن المحاضرة: (1/344)، وكتاب السيوطي للدكتور الشكعة ص 25-40.
(6) حسن المحاضرة: (1/344)، وكتاب السيوطي النحوي : (ص 70، ص 71)، ودليل مخطوطات السيوطي، الأرقام : (868، 871، 886، 239، 874- على الترتيب).(1/33)
وبالنسبة لتلاميذه، فقد كان لتصدي السيوطي رحمه الله للتدريس في وقت مبكر من حياته أثره في تخريج تلامذة كثر على نمطه وسمته فقد ابتدأ التدريس سنة ست وستين وثمانمائة(1)، واستمر في التدريس والتعليم إلى آخر مره، حيث اعتزل الإفتاء والتدريس، وألف كتابين في ذلك:
1- المقامة اللؤلؤية في الاعتذار عن الإفتاء والتدريس (مطبوع) (2).
2- التنفيس في الاعتذار عن ترك الإفتاء والتدريس(3)، وكانت كثرة تلاميذ السيوطي من أهم العوامل التي ساعدت على حفظ تراثه ونقله إلينا(4).
ومن أبرز تلاميذ السيوطي وأشهرهم :
1- شمس الدين أبو الحسن محمد بن علي الداودي، كتب لشيخه ترجمة حافلة في مجلد ضخم (مطبوع) (ت 945هـ) (5).
2- شمس الدين محمد بن علي بن طولون (ت 953هـ) (6) أطلق عليه أحمد تيمور: سيوطي الشام، لمشابهته شيخه السيوطي في كثرة التصانيف(7).
3- الحافظ شمس الدين محمد بن يوسف الشامي الصالحي الدمشقي (ت942هـ) (8).
4- ومؤرخ مصر محمد بن أحمد بن إياس (ت930هـ) (9).
5- والحافظ شمس الدين محمد بن عبدالرحمن العلقمي. (ت961هـ) (10).
6- وعبد القاهر بن محمد الشاذلي المصري الشافعي.(ت935هـ) (11)، وغيرهم كثير.
رابعاًً: رحلاته
__________
(1) حسن المحاضرة: (1/337).
(2) دليل مخطوطات السيوطي رقم (710).
(3) دليل مخطوطات السيوطي رقم (797).
(4) السيوطي محدثا للدكتور عتلم (ص307).
(5) الكواكب السائرة (2/71).
(6) الكواكب السائرة (2/54).
(7) المؤرخون في مصر وفي القرن الخامس عشر (ص78).
(8) شذرات الذهب : (8/250)، وفهرس الفهارس: (2/393).
(9) يذكره السيوطي في بدائع الزهور له بلفظة: (شيخنا). بدائع الزهور : (2/316، 391).
(10) شذرات الذهب: (8/77)، وفهرس الفهارس: (2/206)، وريحانة الألباب للشهاب الخفاجي: (2/77).
(11) معجم المؤلفين: (5/298)، وكشف الظنون: (1/409).(1/34)
الرحلة في طلب العلم، وفي كتابة حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم منهج التزمه المسلمون، والتزمه المحدثون خاصة منذ عهد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، فقد كانوا يقطعون الفيافي والقفار، وتمر عليهم الأيام الطويلة، وهم يرتحلون من بلدة إلى أخرى ومن مكان إلى آخر في سبيل هذا العلم الشريف، ولهدف سماع حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكتبه، وقد سار السيوطي رحمه الله على هذا السنن، فقد رحل إلى بلاد الشام، والحجاز، واليمن، والهند، والمغرب، وجاب مدن مصر، فنجده قد رحل إلى الفيوم، والإسكندرية، ودمياط، والمحلة، ونحوها، وكتب عن جماعة: كالمحيوي بن السفيه والعلاء بن الجندي الحنفي، ثم سافر إلى مكة من البحر في ربيع الآخر سنة (869هـ) (1)، فحج وشرب من ماء زمزم لأمور منها: أن يصل في الفقه إلى مرتبة الشيخ سراج الدين البلقيني، وفي الحديث إلى مرتبة الحافظ ابن حجر(2)، فأخذ قليلاً عن المحيوي عبد القادر المالكي، وجاور سنة كاملة(3).
خامساً: درجته العلمية وعوامل نبوغه وثناء العلماء عليه
ونستطيع أن نعرف درجته العلمية من خلال ثلاثة أمور:
الأول: شهادته هو لنفسه :
ونقتصر على بعض أقواله ملخصة :
1) قال رحمه الله: "رزقت التبحر في سبعة علوم، تبحراً لا يدرك قراره وهي: التفسير والحديث والفقه، والنحو، والمعاني، والبيان، والبديع... والذي اعتقده أن الذي وصلت إليه من هذه العلوم السبعة سوى الفقه والمنقول التي اطعلت عليها فيها، لم يصل إليه، ولا وقف عليه أحد من أشياخي، فضلاً عمن هو دونهم"(4).
__________
(1) الضوء اللامع (4/66).
(2) حسن المحاضرة: (1/338).
(3) دليل مخطوطات السيوطي: (ص16).
(4) حسن المحاضرة: (1/338) والتحدث بنعمة الله (203).(1/35)
2) وقال أيضاً: "وقد كملت عندي الآن آلات الاجتهاد بحمد الله تعالى، أقول ذلك تحدثا بنعمة الله تعالى لا فخراً.. ولو شئت أن أكتب في كل مسألة مصنفاً بأقوالها، وأدلتها النقلية والقياسية، ومداركها، ونقوضها، وأجوبتها، والموازنة بين اختلاف المذاهب فيها لقدرت على ذلك من فضل الله.. "(1).
3) وقال أيضا " وأما الاجتهاد فقد بلغت – ولله الحمد والمنة- رتبة الاجتهاد المطلق في الأحكام الشرعية، وفي الحديث النبوي، وفي العربية، ورتبة الاجتهاد في هذه الأمور الثلاثة كانت مجتمعة في الشيخ تقي الدين السبكي، ولم تجتمع في أحد بعده.(2).
الثاني: شهادة بعض تلاميذه ومترجميه
1) قال تلميذه ابن إياس: "الحافظ العلامة... كان عالماً فاضلاً بارعا في الحديث الشريف، وغير ذلك من العلوم، وكان كثير الاطلاع، نادرة في عصره، بقية السلف وعمدة الخلف، وكان في درجة المجتهدين في العلم والعمل"(3).
2) قال تلميذه ابن طولون: "وكان بارعاً في الحديث وغيره من العلوم.. وكان في درجة المجتهدين في العلم والعمل" (4).
3) وقال تلميذه الداودي:" كان جبلا راسخاً في سائر الفنون والعلوم وما تزلزل في جواب أجاب به، وكان حافظا لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بجميع أنواعه وفنونه كلها: في صحيحه، وحسنه، وضعيفه، وموضوعه وطرقه، وغريب ألفاظه، وشرحه، وإعرابه، وحل مشكله، واستنباط فقهه، وأحكامه، وأسماء رجاله، وضبطهم، وجرحهم، وتعديلهم، ومواليدهم ووفياتهم، له اليد الطولي في هذه الفنون كلها، وله في هذه الأنواع مؤلفات متكفلة بذلك، لا يحتاج معها إلى غيرها..". (5)
__________
(1) حسن المحاضرة: (1/339).
(2) التحدث بنعمة الله (205)
(3) بدائع الزهور (4/83).
(4) مفاكهة الخلان: (1/302).
(5) ترجمة جلال الدين السيوطي: (ق1/أ) نقلا عن : السيوطي وجهوده في الدراسات اللغوية ص 323.(1/36)
4) ونقل عنه تلميذه الشعراني أنه يحفظ مائتي ألف حديث، ولو وجد أكثر لحفظه(1).
5) قال الإمام الشوكاني عنه: "إمام كبير في الكتاب والسنة، محيط بعلوم الاجتهاد إحاطة متضاعفة، عالم بعلوم خارجة عنها"(2).
الثالث: مؤلفاته
أما كثرة مؤلفاته فشيء متفق عليه، إذ ما من فن من الفنون إلا وقد كتب فيه، وأكثر الذين ترجموا له ذكروا أن له مؤلفات بلغت المئات، ولكن نورد الآن أقوال بعض العلماء تشهد على قيمة هذه المؤلفات:
1- ونبدأ به هو نفسه حيث قسم مؤلفاته إلى سبعة أقسام، القسم الأول منها قال عنه: "ما أدعي فيه التفرد، ومعناه أنه لم يؤلف له نظير في الدنيا فيما علمت" وذكر ثمان عشرة كتاباً (3)
2- تلميذه الداودي، وقد سبق قوله: "وله في هذه الأنواع مؤلفات متكفلة بذلك، لا يحتاج معها إلى غيرها".
3- قال ابن العماد الحنبلي "المسند المحقق المدقق، صاحب المؤلفات الفائقة، النافعة" وقال أيضاً عن مؤلفاته: "الحافلة، الكثيرة، الكاملة، الجامعة، النافعة، المتقنة، المحررة، المعتمدة، المعتبرة"(4)
4- قال الغزي: "ألف المؤلفات الحافلة، الكثيرة، الكاملة، الجامعة، المتقنة المحررة، المعتمدة، المعتبرة"(5)
5- وقال الشوكاني: "برز في جميع الفنون، وفاق الأقران، واشتهر ذكره، وبعد صيته، وصنف الكتب المفيدة، كالجامعين في الحديث، والدر المنثور في التفسير، والإتقان في علوم القرآن، وتصانيفه في كل فن من الفنون مقبولة، وقد سارت في الأقطار، مسير النهار"(6)
__________
(1) انظر ص 118 فيما يأتي.
(2) إرشاد الفحول (254).
(3) التحدث بنعمة الله ص 105.
(4) شذرات الذهب 8/53
(5) الكواكب السائرة 1/288.
(6) البدر الطالع (1/328).(1/37)
6- وقال الشيخ محمد صديق حسن خان: " وقد عني بعلم اللغة ثلة من السلف المبرزين، وجلة من الخلف المتقنين، ولم يعن بأصولها وارتيادها إلا واحد- فيما علمت- من الفحول وهو الجلال السيوطي في المزهر، أجزل الله له الأجر الوافر"(1)
7- وقال أحمد بن الأمين الشنقيطي: "إن الحافظ جلال الدين عبدالرحمن السيوطي – رحمه الله تعالى- خدم لغة العرب خدمة قصر عنها معاصروه، ولم يفته فيها سابقوه، وقد ألف فيها كتبا كثيرة، منها ما خص به أصولها، ومنها ما خص به فروعها، وقلما غاص في لجة إلا استخرج ما فيها من الدر، وإن فاتته نكتة في كتاب فما ذاك إلا أنه أدرجها في غيره من كتبه، ومن أجمع ما ألف وأنفع ما صنف " همع الهوامع على جمع الجوامع"(2)
وخلاصة القول في درجة علم الإمام السيوطي أنه أحد أشهر علماء القرن التاسع، له إلمام متفاوت بشتى المعارف والفنون، وهو إمام في أربعة منها هي:
? العربية
? والتفسير
? والفقه
? والحديث
هذا ما نستفيده من أقواله ومؤلفاته، وأقوال معاصريه، وتلاميذه، ومترجميه .
عدد مؤلفاته
شرع السيوطي في التصنيف سنة (866هـ) (3)، وإذا ما أردنا التثبت أكثر، فلنؤرخ بكتبه، فمن الكتب المهمة ما ألفه وعمره عشرون سنة أو أقل مثل" طبقات النحاة"(4) و"تكملة تفسير جلال الدين المحلي"(5)، ويفهم من هذا أنه تمكن من التأليف المعتبر في سن مبكرة من عمره، وبقي يؤلف إلى سنة وفاته (911هـ) رحمه الله تعالى، أي لمدة أربعين سنة؛ وهذا أحد أسباب كثرة تآليفه، وقد اتفق الدارسون على أنه أحد المكثرين في التصنيف، وأن مؤلفاته قد بلغت المئات.والراجح أنها بين الخمسمائة والستمائة.
المنزلة العلمية لمؤلفاته
__________
(1) البلغة في أصول اللغة (4).
(2) الدرر اللوامع على همع الهوامع : (1/2). وانظر قول الشعراني الآتي في ص 147، هامش .
(3) حسن المحاضرة: (1/338).
(4) وقد بلغت مسودته سبع مجلدات (بغية الوعاة 5).
(5) التحدث (155).(1/38)
يرى بعض الدارسين أن مؤلفات السيوطي لا تتعدى الجمع أو الشرح أو الاختصار بمعنى أنه لا تجديد ولا إبداع فيها.وما أشار إليه هؤلاء موجود في مؤلفات السيوطي لكن ليس بهذا الإطلاق ولا بدون فائدة، وسأتعرض الآن إلى مؤلفاته وأبين قيمتها بعد تقسيمها إلى قسمين:
القسم الأول: ما ألفه على كتب أخرى وهو أنواع
الأول: المختصرات والمنظومات :وهي كتب اختصرها أو لخصها مثل :
1- "اللآليء المصنوعة في الأحاديث الموضوعة"(1) لخص فيه "موضوعات ابن الجوزي".
2- "زهر الخمائل على الشمائل"(2) لخص فيه كتاب "الشمائل لأبي عيسى الترمذي".
3- "المدرج إلى المدرج"(3) لخص فيه كتاب ابن حجر "تقريب المنهج بترتيب المدرج" وحذف منه مدرج السند، وزاد عليه زيادات.
الثاني: الشروح : ومن كتبه ما هو شرح لكتب أخرى مثل:
1- "الديباج على صحيح مسلم بن الحجاج"(4).
2- "تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي"(5).
3- البهجة المرضية في شرح الألفية"(6) أي ألفية النحو لابن مالك.
الثالث: الذيول والتتمات : ومن كتبه ما هو ذيل على كتاب آخر أو تكملة له، مثل:
__________
(1) وهو مطبوع: المطبعة التجارية الكبرى بالقاهرة سنة (1317هـ) ، والهند (1303هـ).
(2) مطبوع : حققه مصطفى عاشور، مكتب الساعي، الرياض.
(3) مطبوع: حققه صبحي البدري، والسامرائي ضمن " مجموعة رسائل في الحديث" ، الدار السلفية بالكويت. ومن هذه الكتب : جهد القريحة في تجريد النصيحة" والوسائل إلى معرفة الأوائل" والدر النثير في تلخيص نهاية ابن الأثير" و" الخلاصة في نظم الروضة" و" الكوكب الساطع في نظم جمع الجوامع" وغيرها كثير.
(4) مطبوع.
(5) مطبوع، مشهور، ومتداول.
(6) مطبوع: مطبعة المدارس بمصر سنة(1291هـ)، والمطبعة الخيرية (1310هـ)، والقاهرة مطبعة البابي الحلبي: (1937م).
ومن هذه الكتب : تنوير الحوالك على موطأ الإمام مالك وزهر الربى على المجتبى" وشرح شواهد المغني" وغيرها كثير.(1/39)
1- "ذيل طبقات الحفاظ للذهبي"(1).
2- " التذييل والتذنيب على نهاية الغريب"(2) أي غريب الحديث لابن الأثير.
3- تكملة تفسير جلال الدين المحلي، وسمي بعد ذلك بتفسير الجلالين(3).
الرابع: التخريجات : وهي الكتب التي ألفها في تخريج أحاديث وآثار بعض الكتب مثل:
1- "مناهل الصفا في تخريج أحاديث الشفا"(4) أي الشفاء للقاضي عياض.
2- "تخريج أحاديث شرح العقائد النسفية"(5).
3- "تخريج أحاديث شرح السعد"(6).
الخامس: التعقبات : ومن كتبه ما هو تعقبات واستدراكات على كتب أخرى مثل:
1- "النكت البديعيات على الموضوعات"(7) ثم اختصره في آخر سماه التعقبات على الموضوعات "(8) أي موضوعات ابن الجوزي.
2- "توضيح المدرك في تصحيح المستدرك"(9) أي مستدرك الحاكم.
السادس: المرتبات : ومن كتبه ما هو مجرد ترتيب مثل:
1- "إسعاف الطلاب بترتيب الشهاب"(10) أي شهاب الأخبار للقضاعي.
__________
(1) مطبوع: مطبعة التوفيق بدمشق (1347هـ).
(2) حسن المحاضرة: (1/339).
(3) حسن المحاضرة: (1/339).
(4) مطبوع بمصر مع الشفاء، سنة (1276هـ).
(5) مطبوع بمطبعة دار الرشد، الرياض.
وكتاب الشرح هذا لسعد الدين التفتازاني (ت 791هـ) على متن كتاب العقائد لعمر بن محمد النسفي (ت 537هـ).
(6) مطبوع.
(7) حسن المحاضرة: (1/343)، ودار الكتب المصرية: (60).
(8) مطبوع في لا هور سنة (1886م).
(9) حسن المحاضرة (1/340)، وكشف الظنون : (1672).
(10) نسبه في كشف الظنون وهدية العارفين للسيوطي انظر (كشف الظنون 1068) و(هدية العارفين 1/535)، ونسبه الكتاني في الرسالة المستطرفة (76) لعبدالرؤوف المناوي. وكتاب (الشهاب في المواعظ والآداب) كتاب لطيف جمع فيه مؤلفه شهاب الدين أبو عبدالله محمد بن سلامة بن جعفر بن علي القضاعي (ت 454هـ) أحاديث قصيرة في الحكم والوصايا محذوفة الأسانيد مرتبة على الكلمات من غير تقيد بحرف. انظر: الرسالة المستطرفة (76).(1/40)
2- "لم الأطراف وضم الأتراف" وهو مختصر أطراف المزي مرتب على حروف المعجم في ألفاظ الحديث"(1).
السابع: المنتقيات : مثل:
1- المنتقى من تفسير ابن أبي حاتم(2).
2- المنتقى من " سنن سعيد بن منصور(3)".
3- المنتقى من " سيرة ابن سيد الناس"(4).
المنزلة العلمية لهذا القسم
تأتي القيمة العلمية لهذا القسم – عدا النوع السابع- من مجموع أمرين:
الأمر الأول: قيمة الأصل المختصر أو المشروح، فتأليف السيوطي على كتاب ما يكون مهماً بالقدر الذي يكون به الأصل ذا أهمية؛ وخصوصاً إذا كان هذا الأصل مفقوداً، أو موجوداً ناقصاً.
الأمر الثاني: قيمة العمل الذي قدمه السيوطي في خدمة هذا الكتاب، وأما النوع السابع من هذا القسم فقد أدرجه السيوطي ضمن القسم السادس من كتبه وقال عنها: " مؤلفات لا أعتد بها لأنها على طريق البطالين الذين ليس لهم اعتناء إلا بالرواية المحضة، ألفتها في زمن السماع وطلب الإجازات...". (5)
القسم الثاني: ما ألفه استقلالاً وهو على ضربين:
الضرب الأول : ما ليس له نظير:
? الدر المنثور في التفسير بالمأثور.
? الإكليل في استنباط التنزيل.
? الأشباه والنظائر في النحو.
الضرب الثاني : ما ألف مثله أو نظيره لكن له فيه نوع زيادة من استقصاء أو ترتيب أو تحقيق، وأكثر مؤلفاته من هذا الضرب ومن أمثلة ذلك:
1– لباب النقول في أسباب النزول:
فكتابه هذا سبقه ما يناظره مثل كتاب "أسباب النزول" للواحدي لكن كتاب السيوطي يمتاز عليه بزيادات ذكرها هو في المقدمة.
2- الإتقان في علوم القرآن:
__________
(1) انظر التحدث بنعمة الله (107) وحسن المحاضرة: (1/342) وكشف الظنون: (1560) وهدية العارفين (1/542).
(2) انظر التحدث بنعمة الله : (127-128-129) وهناك منتقيات أخرى كثيرة.
(3) نفس المصدر.
(4) نفس المصدر.
(5) التحدث 126.(1/41)
هذا الكتاب له ما يناظره من مثل "البرهان" للزركشي إلا أنه يزيد عليه بما ذكره السيوطي حيث قال: "ورتبت أنواعه ترتيبا أنسب من ترتيب البرهان، وأدمجت بعض الأنواع في بعض، وفصلت ما حقه أن بيان، وزدته على ما فيه من الفوائد والقواعد والشوارد ما يشنف الآذان"(1).
تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي:
فهذا الكتاب وإن كان قد سبق بما يشبهه في موضوعه مثل شروح مقدمة ابن الصلاح وغيرها إلا أن السيوطي تفرد بشرح هذا المتن وهو " التقريب" للنووي، وضمنه فوائد وزوائد لا توجد مجموعة في غيره: فصار شرحا لهذا المتن خصوصا ثم لمختصر ابن الصلاح ولسائر كتب الفن عموماً(2).
المنزلة العلمية لهذين الضربين:
أما الضرب الأول فقيمته في تفرده، وأما الثاني ففي الزيادات من استقصاء وحسن تبويب وترتيب، ولا يخلو كل منهما من فوائد أخرى وحتى الكتب التي يشملها الضرب الواحد ليست في درجة واحدة من الأهمية؛ ولذا لا يصح إطلاق حكم واحد على مؤلفاته كلها.
وبعد الكلام عن القيمة العلمية لمؤلفاته، نذكر بعض الخصائص العامة لهذه المؤلفات.
وصف عام لمؤلفاته
تميزت مؤلفات الإمام السيوطي بمزايا أهمها:
1- أكثر مؤلفاته اعتمد فيها على النقل والجمع، فترى النزعة الموسوعية التي اتسم بها عصره ظاهرة جلية فيها.
2- قسم كبير من مؤلفاته هو شروح ومختصرات وتعاليق وذيول وتتمات وتعقبات.
3- أنها شملت كل الفنون أو معظمها.
__________
(1) الإتقان ص 8
(2) تدريب الراوي 39-40.(1/42)
4- أنه يقصد أحياناً ببعض كتبه استيعاب موضوعات الفن الواحد، بحيث تصير هذه المجموعة من الكتب تمثل فناً متكاملاً يستغني بها الطالب عن الكتب الأخرى، وأصدق مثال على ذلك علم التفسير، فقد قال فيه " وبعد فإن الله سبحانه وله الحمد قد من علي بالنظر في علوم القرآن وحقائقه وتتبع أسراره ووقائعه حتى صنفت في تعلقاته كتبا شتى منها: التفسير الملقب " ترجمان القرآن"(1)، وهو الوارد بالإسناد المتصل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه الذين شاهدوه وتلقوا منه الوحي والتنزيل وسمعوا منه التفسير والتأويل.. ولما كان هذا التفسير المشار إليه نقلاً محضا ليس فيه إعراب ولا سر بياني، أردفته بكتب، من ذلك كتاب: الإتقان في علوم القرآن(2)، وهو كالمقدمة لمن يريد التفسير، وأكثر قواعده كلية، ثم وضعت في الأحكام كتاب الإكليل في استنباط التنزيل(3) وهو مجلد لطيف يشتمل على جميع ما ذكره المصنفون في أحكام القرآن.. ثم أفردت كتاباً في أسباب النزول سميته لباب النقول(4) بالغت في إيجازه وتحريره بحيث فاق الكتب المؤلفة في نوعه، ثم أفردت كتاباً وجيزاً في المبهمات(5).. ثم أفردت كراسة في ما وقع فيه من الألفاظ المعربة(6)... ثم كراسة سميتها: معترك الأقران(7)... ثم مختصر يسمى مجاز الفرسان(8)...
__________
(1) طبع بمصر سنة 1314هـ انظر دليل مخطوطات السيوطي ص 32.
(2) مشهور متداول.
(3) وهو الكتاب الذي أنا بصدد تحقيقه أسأل الله التوفيق لذلك.
(4) مشهور متداول.
(5) وهو مفحمات الأقران في مبهمات القرآن" وهو مطبوع: القاهرة بولاق سنة 1284هـ (1303هـ) بمطبعة محمد مصطفى على هامش الفتوحات الإلهية.
(6) وهو " المهذب فيما وقع في القرآن من المعرب" وهو مطبوع.
(7) وهو معترك الأقران في إعجاز القرآن: مطبوع، دار الكتب العلمية وغيرها.
(8) وهو مجاز الفرسان إلى مجاز القرآن وهو مختصر مجاز القرآن للعز بن عبدالسلام متوفي سنة 660هـ.(1/43)
ثم كتاباً يسمى خمائل الزهر في فضائل السور(1)... وهذا كتاب "يعني كتاب قطف الأزهار" شفعت به تلك ونظمته معها في سلك أسرار التنزيل، أذكر فيه جميع ما وصل إلى علمي من كلام العلماء في النظم القرآني.. فإذا تم جميع ما وصل إلى علمي من كلام العلماء في النظم القرآني.. فإذا تم هذا الكتاب وانضم إلى تلك الكتب استغنى بها محصلوها عن جميع التفاسير"(2).
5- اشتمالها على مقدمات تتضمن خطته في التأليف : فأكثر كتبه المهمة يستهلها بمقدمات يوضح فيها الدافع إلى تأليف الكتاب، والكتب التي سبقته؛ والخطة التي سيتبعها؛ والمصادر التي سيعتمد عليها، وخذ مثالاً على ذلك كتاب الإتقان وبغية الوعاة(3)؛ والاقتراح في علم أصول النحو(4)، وشرح شواهد المغني(5).
6- عدد كبير منها لم يتم.
7- عدد كبير من كتبه هو رسائل في تحقيق مسائل أو واقعات الفتاوى.
8- عدد كبير منها صغير الحجم.
9- وجود عدة مؤلفات في موضوع واحد.
10- بعض مؤلفاته تكرار لما ألف فيه من قبل.
11- بعض مؤلفاته هي مقامات، وبعضها تصوير لرحلات.
سادسا: المناصب التي تولاها السيوطي
السيوطي رحمه الله تبارك وتعالى فضل منصباً يكون فيه قريباً من العلم والتعليم، فلم يجد إلا التدريس والإفتاء، ولذلك نجده تقلب في مناصب عديدة أغلبها كان" التدريس"، ولكن حينما بلغ الأمر إلى المنافسة وإلى الحسد وإلى القيل والقال في شأن هذه المناصب، ترك السيوطي كل ذلك، وانصرف للتأليف والتصنيف.
1- تولى منصب تولاه السيوطي هو: أنه أجيز بتدريس العربية في مستهل عام (866هـ)، والذي أجازه هو شيخه تقي الدين الشمني (6)
__________
(1) حسن المحاضرة 1/340 ودليل مخطوطات السيوطي 35
(2) أسرار التنزيل ويسمى قطف الأزهار، وهو مطبوع.
(3) مطبوع .
(4) مطبوع .
(5) مطبوع .
(6) حسن المحاضرة (1/337)، والضوء اللامع (4/66).(1/44)
2- تولى وظيفة التدريس "بالجامع الشيخوني" وقد ورثها عن والده، وقرر له ذلك الشيخ علم الدين البقليني، وحضر تصديره الذي ألقاه عند تعيينه وجلوسه، وذلك سنة (867هـ) (1).
3- ث عن والده وظيفة التدريس "بالجامع الطولوني"(2)، الذي ابتدأ إملاء الحديث فيه، وذلك سنة (1467هـ) (3).
4- توليه مشيخة التصوف بتربة برقوق نائب الشام التي بباب القرافة.
5- تولى تدريس الحديث بالشيخونية(4) بعد وفاة الشيخ فخر الدين المقسمي(5).
6- تولى مشيخة الخانقاه(6) البيبرسية(7) بعد وفاة الشيخ" جلال البكري" سنة (891هـ)، وبقي بها إلى سنة (906هـ)، ثم عزل منها(8).
__________
(1) الجامع الطولوني : هو جامع الأميرأحمد بن طولون بناه سنة ثلاث وستين ومائتين وهو موجود بالقاهرة اليوم. انظر خطط المقريزي (2/265).
(2) ذيل طبقات الشعراني (ق 4)، وحسن المحاضرة: (1/338).
(3) دليل مخطوطات السيوطي (ص 22).
(4) الشيخونية : هي إحدى المدارس الكبيرة في القاهرة وقد كان تولي السيوطي لها أيام السلطان المملوكي الأشرف برسباي . السيوطي للشكعة (ص58،ص20)
(5) الضوء اللامع (4/67)
(6) الخانقاه أو الخانكاه : كلمة فارسية، معناها: بيت، وهذه الخوانق حدثت في الإسلام في حدود الأربعمائة، وجعلت لتخلي الصوفية فيها لعبادة الله، وتعد مثل هذه الأماكن بؤرا للتصوف والخرافة. الخطط (2/414).
(7) الخانقاه البيبرسية : بالقاهرة، بناها الملك المظفر ركن الدين بيبرس. الخطط (2/416) .
(8) تاريخ مصر لابن إياس (2/236).(1/45)
7- ما تولى السلطان الغوري الحكم سأل السيوطي أن يكون شيخ مدرسته التي بناها فلم يقبل، فسأله أن يرتب له مرتبا معينا فلم يقبل،فسأله أن يعيده إلى مشيخة البيبرسية، رفض السيوطي كل ذلك، وكان إذا احتاج شيئا باع بعض كتبه واعتاش بثمنه(1)، وبقي السيوطي ملازماً بيته منعزلا الناس إلى أن مات، وكان الأمراء والأغنياء يزورونه، ويعرضون عليه الأموال، فيردها عليهم ولا يقبلها منهم(2).
سابعاً: هروبه من الحياة ووفاته
__________
(1) السنا الباهر (ص 89).
(2) تاريخ مصر لابن إياس (4/5-6)، وذيل طبقات الشعراني (ق 18، ق21).(1/46)
لما بلغ السيوطي أربعين سنة من عمره أخذ في التجرد للعبادة والانقطاع إلى الله تعالى، والاشتغال به صرفاً، والإعراض عن الدنيا وأهلها، كأنه لم يعرف أحداً منهم، وشرع في تحرير مؤلفاته، وترك الإفتاء والتدريس، واعتذر عن ذلك في مؤلف سماه: " التنفيس"(1). وأقام في روضة المقياس فلم يتحول منها إلى أن مات، لم يفتح طاقات بيته التي على النيل(2). وقد أصيب في آخر عمره بمرض شديد، وهو ورم في ذراعه الأيسر(3)، توفي على إثره، وكانت وفاته رحمه الله في سحر ليلة الجمعة(4)، تاسع عشر جمادي الأولى، سنة إحدى عشر وتسعمائة(5)، في منزله بروضة المقياس، وقد استكمل من العمر إحدى وستين سنة، وعشرة أشهر، وثمانية عشر يوماً، وحضر جنازته خلق عظيم، ودفن في قبر والده(6)، في حوش قوصون، خارج باب القرافة(7)، المعروف اليوم عند العامة: "بـ: بوابة السيدة عائشة. قال الشعراني في ذيل الطبقات: "ثم سمعت ناعيه ينعى موته، فحضرت الصلاة عليه عند الشيخ أحمد الأباريقي بالروضة، عقب صلاة الجمعة، في سبيل المؤمنين، عند الجامع الجديد، بمصر العتيق"(8). رحم الله السيوطي، وغفر له.
الفصل الثاني
دراسة الكتاب المخطوط وتوصيفه، وفيه ثلاثة مباحث:
المبحث الأول: اسم المخطوط وتوثيق نسبته إلى المؤلف.
المبحث الثاني: وصف النسخة المعتمدة في التحقيق: وهي ثلاث مخطوطات:
المخطوطة سنة 884هـ.وقد رمز لها بالرمز (أ) .
المخطوطة سنة 972هـ. وقد رمز لها بالرمز(ب).
__________
(1) دليل مخطوطات السيوطي رقم (897).
(2) الكواكب السائرة : (1/228)، وشذرات الذهب : (8/53).
(3) يفسره لنا الطب الحديث بأنه : انسداد في الشريان. المؤرخون في مصر (ص79).
(4) ذيل الطبقات للشعراني: (ق22)، والكواكب السارة: (1/231).
(5) تاريخ مصر لابن إياس (3/63، 4/79).
(6) كتاب السيوطي النحوي للدكتور السلمان (ص116).
(7) شذرات الذهب: (8/55).
(8) ذيل الطبقات (ق22، ق2).(1/47)
المخطوطة سنة 1078هـ. وقد رمز لها بالرمز(ز) .
المبحث الثالث: ثبت النسخ .وفيه أثبت كل السماعات والإجازات المثبتة ، في الكتاب المخطوط وآخره بتاريخها.
المبحث الأول: اسم المخطوط وتوثيق نسبته إلى المؤلف
نسبة الكتاب إلى المؤلف
مما لا شك فيه أن "البدور السافرة في أمور الآخرة" للإمام جلال الدين السيوطي المتوفي سنة911هـ. ولقد ذكر ذلك هو بنفسه كما سيأتي. ولقد ذكره عدد من العلماء ونسبوه إلى السيوطي، منهم: عبد الجبار عبدالرحمن، وإسماعيل باشا، وناصر بن سعود بن عبدالله، وأحمد الخازندار، وكارل بروكلمان، وبديع السيد اللحام، وحاجي خليفة، ومصطفى بن عبدالله وغيرهم.
1- ذكره عبد الجبار عبدالرحمن في " ذخائر التراث العربي والإسلامي" (1/590 ) ط/ في الجمهورية العراقية.
2- وناصر بن سعود بن عبدالله سلامة في "معجم مؤلفات السيوطي" ص 34 ط/ مكتبة الملك فهد الوطنية.
3- وكارل بروكلمان في "تاريخ الأدب العربي" (11/617) ط/ الهيئة المصرية العامة للكتاب.
4- وحاجي خليفة في "كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون" (1/231) ط/ مكتبة المثني بيروت.
5- وإسماعيل باشا البغدادي في "هدية العارفين" (1/536) ط/ استانبول سنة 1951م، منشورات مكتبة المثنى. بغداد.
6- وعمر رضا كحالة في معجم المؤلفين (5/128) ذكر بعض مؤلفاته المشهورة والباقي عزاه إلى المترجمين السابقين كفهرس المؤلفين بالظاهرية، والضوء اللامع، والبدر الطالع ولقد أكثر في العزو إلى كشف الظنون حتى ملأ صفحة وربعاً بالأرقام، وهذا الكتاب منها إن شاء الله.
7- وأحمد الخازندار، ومحمد إبراهيم الشيباني في "دليل مخطوطات السيوطي وأماكن وجودها ص (176) مكتبة ابن تيمية (الكويت).
8- وذكره بنفسه في "حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة" (1/340) وطبعه دار الكتب العلمية (1/291) بيروت.
9- وبديع السيد اللحام في "الإمام الحافظ جلال الدين السيوطي وجهوده في الحديث وعلومه ص 183.(1/48)
10- والدكتورة فاطمة محجوب في"الموسوعة الذهبية للعلوم الإسلامية" 34/586. وقد ذكرت الدكتورة فاطمة محجوب في "الموسوعة الذهبية للعلوم الإسلامية" 34/586 عن الأمكنة التي يوجد فيها هذا .
11- ومما يدل أيضا على صحة نسبة كتاب البدور السافرة في أمور الآخرة للإمام الحافظ جلال الدين السيوطي (رحمه الله تعالى) أن الإمام السيوطي (رحمه الله تعالى) ذكر هذا الكتاب ضمن المصنفات التي صنفها عندما تحدث عن سيرته الذاتية في كتابه ": التحدث بنعمة الله" تحقيق (اليزابث ماري سارتين) وقد صدر الكتاب ضمن سل سلة الذخائر ]106[ وهي سلسلة نصف شهرية في منتصف أكتوبر 2003م للهيئة العامة لقصور الثقافة.وبيان ذلك أن الإمام السيوطي ذكر في الفصل الرابع عشر من كتابه (التحدث بنعمة الله) صفحة 105 أٍسماء المصنفات التي ألفها وقد أفاد كتاب (التحدث بنعمة الله) إفادة عظيمة في معرفة مؤلفات السيوطي إضافة إلى ترتيبها حسب أهميتها العلمية، والجدير بالذكر أن السيوطي نفسه هو الذي رتبها حسب أهميتها العلمية فجعلها سبعة أقسام تحت عنوان: (ذكر أسماء المصنفات التي صنفتها) وهي سبعة أقسام وفي القسم الثاني من هذه الأقسام السبعة قال السيوطي (رحمه الله تعالى) القسم الثاني: ما ألف ما يناظره ويمكن للعلامة أن يأتي بمثله وذلك ما ثم أو كتب منه قطعة صالحة من الكتب المعتبرة التي تبلغ مجلداً أو فوقه ودونه وذلك خمسون مصنفاً ثم أخذ في ذكر هذه المصنفات إلى أن ذكر في رقم 20 من ترتيب هذه المصنفات الخمسين كتاب (البدور السافرة في أمور الآخرة) ولم يتكلم عنه وإنما ذكره ضمن مصنفاته بدون تعليق وذلك في صفحة 108.(1/49)
12- وما يدل أيضا على صحة نسبة (البدور السافرة في أمور الآخرة) للإمام الحافظ جلال الدين السيوطي (رحمه الله) ما ذكره السيوطي في الفصل السادس عشر في كتاب (التحدث بنعمة الله) صفحة 158 وهو يتحدث عن انتشار مؤلفاته وعلمه بالمشرق والمغرب فقال رحمه الله تعالى (ثم في سنة تسع وثمانين قدم ركب التكرور وفيه السلطان والقاضي وطائفة من الطلبة فجاءوني بأسرهم وأخذوا عني العلم والحديث وقرؤوا علي طائفة من مصنفاتي وأخذوا جملة أخرى من مصنفاتي فوق العشرين (كشرح البخاري، شرح التقريب، المعجزات، البدور السافرة في أمور الآخرة، .... إلى آخره.
فمن هنا يتبين لنا صحة نسبة كتاب (البدور السافرة في أمور الآخرة) للإمام الحافظ جلال الدين السيوطي (رحمه الله تعالى).
إثبات أن كتاب (شرح الصدور في أحوال الموتى والقبور) هو كتاب البرزخ للإمام الحافظ جلال الدين السيوطي (رحمه الله تعالى)
أولا: عرفنا بعد الفحص الدقيق عن كتاب البرزخ بأنه اسم ثان لكتاب (شرح الصدور في أحوال الموتى والقبور) وذلك كما صرح السيوطي نفسه في مقدمة كتاب (بشرى الكئيب بلقاء الحبيب) بأنني لخصته من كتابي الكبير الذي ألفته في أحوال البرزخ إلى آخره. ولما رجعنا إلى " شرح الصدور في أحوال الموتى والقبور" وجدنا في مقدمته نفس الوعد بتأليف كتاب شاف في أشراط الساعة وأمور الآخرة فقال هذا ما اشتد تشوف الناس إليه من كتاب شاف في علم البرزخ إلى آخره... "
وخرج أول حديث عن مجاهد في تفسير قوله تعالى: وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ }المؤمنون100: قال ما بين الموت إلى البعث. عن نعيم.
ثانيا: لقد ذكر (كارل بروكلمان) في كتابه "تاريخ الأدب العربي" جـ 10-11" صفحة 617. عند ذكره لكتب السيوطي: فقال (كتاب شرح الصدور في أحوال الموتى والقبور) هو كتاب له عنوان ثان يسمى بكتاب البرزخ، وعلمنا من هذا بأن كتاب البرزخ هو كتاب شرح الصدور في أحوال الموتى والقبور.(1/50)
ثالثا: وجدنا في كتاب (التحدث بنعمة الله) في فهرسته كتاب البرزخ – هو شرح الصدور في أحوال الموتى والقبور. وهذا مما يؤكد أيضا أن كتاب شرح الصدور هو كتاب البرزخ.
رابعا: ولم يذكر حاجي خليفة كتاب البرزخ في كشف الظنون عندما أعد كتبه وإنما اكتفى بذكر (شرح الصدور في أحوال الموتى والقبور جـ 2/1042).
وقال : مجلد أوله" الحمد لله الذي أيقظ من شاء من سنة الغفلة .. إلى آخره. ذكر فيه أمور البرزخ من حيث المرض إلى أن ينفخ في الصور نافلاً له من الأحاديث والآثار من كتب الحديث محرراً ما وقع من ذلك في تذكرة القرطبي بالتنقيح والتخريج مع زوائد جمة.
قلت: ولعل هذا الكتاب سمي بكتاب "البرزخ" أيضا لما أنه (شرح الصدور في أحوال الموتى والقبور) يتحدث عن هذا البرزخ كما حرره (كارل بروكلمان) في كتابه" تاريخ الأدب العربي".
خامسا: ومن أبين الأدلة وأقطعها ما ورد في هامش المخطوط سنة 972 هـ، بدار الكتب المصرية في صفحته الأولى ما نصه "كتاب البرزخ هو كتاب شرح الصدور" والله أعلم بالصواب.
إثبات أن كتاب (البدور السافرة في أمور الآخرة)
جاء ذكره في كتاب البرزخ المسمى شرح الصدور في أحوال الموتى والقبور.
إنه بالرجوع إلى مقدمة كتاب البرزخ قال ما نصه (وأرجو إن كان في الأجل فسحة أن أضم إليه إن شاء الله كتابا في أشراط الساعة وآخر في أحوال البعث والقيامة وصفة الجنة والنار على وجه الاستيعاب وهو ما تحدث عنه كتاب البدور شافيا. فهذا هو كتاب البدور.
ويؤكد ما قلنا أنه في مقدمة كتاب البدور قال: فهذا ما تقدم به الوعد في خطبة كتاب البزرخ من كتاب شاف في علوم الآخرة... إلى آخره .والله أعلم.وفيما يلي تصوير لفهرس الكتاب يجسد ما ذكرناه سالفا.
تحديد موضوع الكتاب : البدور السافرة في أمور الآخرة
فالكتاب يتحدث عن العلوم الآخرة وأحوال النفخ والبعث وأهوال الموقف والجنة والنار متتبعاً لذلك من الآيات والأحاديث والآثار ورتب على أبواب مرسلة.(1/51)
والمؤلف رحمه الله تكلم نفسه عن موضوع الكتاب فقال في خطبته : فهذا ما تقدم به الوعد من خطبة " كتاب البرزخ" من كتب شاف في علوم الآخرة، جامع مستوعب لأحوال النفخ في الصور، والبعث، والحشر، وأحوال الموقف، والحوض، والميزان، والعرض، والحساب، والقصاص والصراط، وصفة جهنم، وصفة الجنة، متتبعاً لذلك من الآيات والأحاديث المرفوعة والآثار الموقوفة، ولها حكم الرفع على ما تقرر في علم الحديث، معتنياً بتفسير كل آية من ذلك، من كلام النبوة والصحابة وبإيضاح الحديث من كلام الحفاظ المحققين ومتتبع الطرق لإثبات التواتر وسميته" البدور السافرة في أحوال الآخرة" جعله الله خالصا لوجهه وموجباً للفوز لديه. آمين وهو حسبنا ونعم الوكيل.وقال صاحب كشف الظنون: وهو مجلد أوله الحمد لله الذي خلق السموات والأرض.... ا لخ ذكر فيه أنه أنجز به ما وعد في خطبة كتاب البرزخ من كتاب شاف في علوم الآخرة مستوعباً لأحوال النفخ والبعث وأهوال الموقف والجنة والنار متتبعا لذلك من الآيات والأحاديث والآثار ورتب على أبواب مرسلة وقرئ عليه في مجالس آخرها تاسع جمادي الأولى سنة أربع وثمانين وثمانمائة.
المقارنة بين كتاب البدور السافرة وبين كتاب التذكرة
أما كتاب التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة للإمام القرطبي، فهو أيضا يتكلم عن ذكر الموت والموتى والحشر والجنة والنار وما شابه ، فقال صاحب كشف الظنون واصفاً عنه: هذا من كتاب الأخبار والآثار وما يتعلق بذكر الموت والموتى والحشر والجنة والنار والفتن والأشراط وبوب أبواباً وجعل عقب كل باب فصلا يذكر فيه ما يحتاج إليه من بيان غريب وإيضاح مشكل وسماه التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة كشف الظنون ) 1/390) ط / دار المثنى بيروت.(1/52)
1- والأمر الأٍساسي الذي يفرق بينهما هو وأن القرطبي رحمه الله أحياناً يعزو الحديث إلى مصدره وأحياناً لا يعزوه بل يذكره استشهاداً على القضايا التي تتكلم في أمور الآخرة . وأما السيوطي فإنه:
يذكر عنوان الباب ثم يورد تحته كثيراً من الأحاديث سردا لها ويعزو كل حديث إلى مصادره وكثيرا ما يعزو إلى أكثر من مصدر وكأنه رام الاستيعاب.
2- ولم يهتم السيوطي كثيرا بالاستنباطات الحديثية خلاف القرطبي فإنه يهتم كثيراً بالاستنباطات الحديثية.
المقارنة بين كتابي : شرح الصدور في أحوال الموتى والقبور
والبدور السافرة في أمور الآخرة
1- كتاب شرح الصدور " البرزخ" أٍسبق في التأليف من كتاب البدور السافرة حيث قال السيوطي في مقدمة كتابه " البرزخ" وأرجو إن كان في الأجل فسحة أن أضم إليه كتاباً إن شاء الله تعالى في أشراط الساعة وآخر في أحوال البعث والقيامة وصفة الجنة والنار على وجه الاستيعاب أيضا.كما أن السيوطي أشار في مقدمة كتابه البدور السافرة أنه قد وعد بتأليف كتاباً في وصف الجنة والنار وأحوال البعث والقيامة في مقدمة كتابه شرح الصدور في أحوال الموتى والقبور.
2- كتاب شرح الصدور "البرزخ" كتاب شاف في علم البرزخ يتكلم فيه السيوطي عن الموت وفضله وكيفيته وصفه ملك الموت وأعوانه وما يرد على الميت عند الاحتضار وحال الروح بعد مفارقة البدن وصعودها إلى الله تعالى واجتماعها بالأرواح ومقرها بعد ذلك وحال القبر وضمته وفتنته وعذابه وسعته وضيقه وما ينفع فيه مستوعباً شرح كل ذلك من حين يبدأ في مرض الموت إلى أن ينفخ في الصور ناقلا له من الأحاديث المرفوعة والآثار الموقوفة والمقطوعة متتبعاً لذلك من كتب الحديث معتمدا كلام أئمة الحديث في ذلك محررا ما وقع من ذلك في تذكرة القرطبي بالتنقيح والتخريج مع زوائد جمة لم تقع في كتابه.(1/53)
3- كتاب البدور السافرة في أمور الآخرة قال عنه السيوطي في مقدمته كتاب شاف في علوم الآخرة جامع مستوعب لأحوال النفخ، والصور، والبعث والحشر وأحوال الموقف والحوض والميزان والعرض والحساب والقصاص والصراط وصفة جهنم وصفة الجنة متتبعا ذل ك من الآيات الكريمة والأحاديث المرفوعة وكتاب هذا شأنه جدير بأن يرجع إليه ويعتمد عليه.
4- وبالجملة فكتاب البدور السافرة حلقة مكملة لكتاب شرح الصدور " البرزخ" حيث أن السيوطي بدأ كتاب البدور من حيث انتهى كتاب شرح الصدور " البرزخ".
5- ومنهج السيوطي في الكتابين واحد حيث أنه يذكر الباب ثم يورد تحته ما ورد فيه من آية قرآنية أو أحاديث مرفوعة أو موقوفة وإن كان هناك قول لبعض الأئمة كالقرطبي مثلا يذكره كتفسير للأحاديث والآثار.
6- في الكتابين يخرج السيوطي الحديث أو الأثر تخريجا إجماليا ثم يذكره عن النبي صلى الله عليه وسلم أو الصحابي أو التابعي كأن يقول مثلا: " أخرج أحمد والحاكم عن عائشة ... " لكنه بتخريجه لم يستوعب كل من أخرج الحديث أو الأثر.
7- في كتاب البدور يهتم السيوطي بسرد الروايات أكثر من اهتمامه بشرحها أو معالجة القضايا التي تتناولها هذه الروايات، أما في كتاب شرح الصدور "البرزخ" فهو يكثر من ذكر الروايات مع اهتمامه الواضح بشرح ومعالجة القضايا التي تناولتها هذه الروايات وعلى هذا فكتاب شرح الصدور "البرزخ" أشبه ما يكون بكتاب التذكرة للقرطبي في كيفية العرض بخلاف كتاب البدور السافرة في أمور الآخرة.
أمثلة لبعض الملاحظات على الكتاب المطبوع
لقد وجدت أثناء المقارن أخطاء كثيرة وقع فيها محقق الكتاب وخالف فيها كل المخطوطات، فهذه بعض الطامات التي يبدو منها أن المحقق اعتمد على نسخة غير جيدة أو تصرف فيها تصرف غير سائغ.
منها على سبيل المثال:
1- قال في ص 149 باب (41) أخرج ابن حجر، ولما رجعت إلى المخطوطات وجدت قال ابن حجر.(1/54)
2- وكذلك قال في ص 358 وأخرجه البيهقي: وبمراجعة المخطوطات وجدت: قال البيهقي وإسناده غير قوي.
3- كما أنه قال في ص 399 أخرج أبو سعيد في " طبقاته" وهو في المخطوطات أخرج ابن سعد في " طبقاته".
4- ونفس الالتباس حدث أيضا في ص 450 باب 174.
5- وكذلك قال في صفحة 328 وأخرج البيهقي كأن التشبيه، وفي المخطوطات قال البيهقي: وكاف التشبيه.
6- وأحياناً يحذف لفظ الأبواب ويسرد الحديث سردا بدون فاصل بالباب وهذا يحدث كثيرا مع أنها توجد في المخطوطات كلها، مثلا قال: بعد الحديث الذي ذكره من طريق ابن ماجه بدون ذكر لفظ الباب. وفي المخطوطات كلها: باب أخرج ابن ماجه، وكذلك أورد الحديث الثاني بدون فاصل بالباب، مع أنه مفصول بالباب كما جاء في المخطوطات باب وأخرج الطبراني.
7- وأحياناً يترك أبوابا كاملة مثل ما ترك باب: "وسيق الذين كفروا" وتحته ثلاثة أحاديث 153باب 42، قبل باب قوله تعالى ولو ترى إذ وقفوا، وأيضا بعده ترك مباشرة " باب ولو أن للذين ظلموا ما في الأرض" وتحته حديث واحد ص 153، وبعده ترك أيضا باب أخرج ابن أبي عاصم في السنة وتحته حديث واحد ص 154.
8- وربما يضع عنوانا لأبواب ما كانت توجد في المخطوطات بل هي أحاديث ملحقة بالباب الذي قبله فأفردها ووضع لها عنوانا مثل باب أخرج عبد الرزاق ص 179. وفي المخطوطات كلها لا يوجد في هذا المكان باب مطلقاً بل هو ملحق بالباب الذي قبله وهو " باب السؤال وما يسأل عنه العبد".
9- كما أنه يصنع بعضا من الأبواب من عنده لما لا يوجد أصلا ومثاله باب عدد الجنان ص 432 مع أنه لم يكن باباً بل الصواب أن السيوطي قال: تقدم حديث أبي موسى في باب تجيله تعالى في الموقف وفي باب عدد الجنان ثم ذكر حديث أبي هريرة.(1/55)
10- وأما حصر الأحاديث فيه فإنه لم يحصيها جيدا بحيث إنه ترك عدداً هائلاً من الأحاديث. لهذا وأمثاله عجائب كثيرة تدل على نقائص التحقيق وعيوبه دلالة واضحة وهي ما حررت قدر الطاقة عندما قمت بمقارنة المخطوطات من فضل الله وعونه.فإنه نعم المولى ونعم النصير،،
المبحث الثاني: وصف النسخة المعتمدة في التحقيق
وصف المخطوطة سنة 884 هجرية
1- هذه المخطوطة موجودة بدار الكتب المصرية تحت عنوان تصوف طلعت برقم 944 ورقم مكيروفيلم 67842.
2- اسم الكتاب على الغلاف: هذا كتاب البدور السافرة في أمور الآخرة.
3- اسم المؤلف: جلال الدين السيوطي ت (911هـ)
4- تحتوي هذه النسخة على 255 ورقة والصفحة تحتوي على 23 سطرا تقريبا وكل سطر يحتوي 10-13 كلمة تقريباً.
5- الكلمات مكتوبة بخط واضح جدا.
6- أول صفحة في المخطوطة مكتوب أعلاها قبل العنوان: "ملك أحقر عبادا لله تعالى محمد بن أحمد بن خفاجي الجيزاوي غفر الله له ولوالديه ولكل المسلمين آمين.
7- في آخر كل صفحة على اليمين يكتب الكلمة التي في أول الصفحة اليسرى- وتعتبر هذه النسخة أصلية.
8- في بعض الصفحات يوجد بعض التعليقات بالهامش.
9- يكتب الأبواب والفوائد والكلمة (أخرج) بخط أحمر كبير ويتكلم عن السند ويحكم عليه ويعنون له في الهامش بكلمة (فائدة) ويحرص الناسخ على جعل بياض بالحواشي الأربع للورقة.
10- حالة النسخ: نسخت عن نسخة عليها خط المؤلف.
11- في الصفحة الثانية " مقدمة الناسخ"، بدأ بالبسملة والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال: قال الشيخ العالم العلامة جلال الدين عبدالرحمن بن سيدنا الشيخ الإمام العالم العلامة كمال الدين أبي بكر السيوطي الشافعي نفعنا الله ببركته ورحم سلفه آمين ثم ذكر " مقدمة السيوطي" وهو بدا الكتاب بباب انقراض الدنيا والنفخ في الصور أخرجه ابن جرير في تفسيره والطبراني في المطولات...
خاتمة المخطوطة(1/56)
قال وقد ذكر ناسخ هذا الكتاب أنه نقله من نسخة نسخت بخط الشيخ عبدا لقادر الشاذلي المؤذن كتبها من نسخة عليها خط مؤلفها شيخنا حافظ العصر والزمان ومجتهد الوقت والأوان جلال الدين أبي الفضل السيوطي الشافعي تغمده الله تعالى برحمته ورضوانه وأسكنه فسيح جناته ونفعنا بعلومه وبركاته وحشرنا في زمرته بالإجازة لكاتبها الشيخ الفاضل الصالح شر منت الحنفي عامله الله بلطفه لسماعه جميع هذا الكتاب على مؤلفه في مجالس متعددة آخرها جمادي الأول سنة أربع وثمانين وثمان مائة غفر الله لكاتبها ولقارئيها ولسامعيها وجميع المسلمين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين عدد ذكر الذاكرين وسهو الغافلين آمين آمين أمين.
كاتب المخطوطة
الشيخ الفاضل الصالح شرمنت الحنفي.
وفي الهامش: شرمنت كان جندياً ساكن بدرب الحجر عند قناطر السباع.
وفيما يلي صورة من واقع الأصل لأول ثلاث ورقات وآخر ثلاث ورقات تجسد
ما ذكرناه سالفاً من وصف للمخطوط.
أسباب اختيار المخطوطة
1) أنها كاملة غير ناقصة.
2) آخر ما قرئ على المؤلف هذا الكتاب هو سنة 884هـ ولم أجد غيرها من النسخ لهذا الكتاب ما قرئ على المصنف في هذه السنة ولعل هذه النسخة هي التي قرئت على المؤلف – كما أبان عنه حاجي خليفة في "كشف الظنون" قائلاً: وقرئ عليه في مجالس آخرها تاسع جمادي الأولى سنة أربع وثمانين وثمانمائة والله أعلم بالصواب.
3) أقرب النسخ إلى زمن المؤلف
4) مطابقة مع معظم المخطوطات الكاملة.
5) هذه النسخة منسوخة من نسخة الشيخ/ عبدا لقادر الشاذلي من نسخة عليها خط مؤلفها بالإجازة لكاتبها الشيخ/ شرمنت الحنفي.
6) منسوخة بخط جيد وواضح تماماً وبها بعض التعليقات بالهامش. والله اعلم بالصواب.
وصف المخطوطة سنة 972هجرية
1) هذه المخطوطة موجودة في دارا لكتب المصرية في قاعة المخطوطات.
2) الرقم: 23191 ب ورقم الميكروفيلم 21066(1/57)
3) العنوان على الغلاف: البدور السافرة في أحوال الآخرة.
4) المؤلف الموثق: عبد الرحمن بن أبي بكر بن سابق الدين الجلالي السيوطي جلال الدين أبو الفضل الخضيري السيوطي.
5) تاريخ الوفاة: 911 هـ
6) مقاس الأوراق: 27 × 18.2
7) عدد الأسطر: 29
8) عدد الأوراق: 163
9) نوع الخط: نسخ.
10) لون المداد في العنوان: اسود
11) لون المداد في المحتوى: أسود ولكن الأبواب والفوائد والكلمة (أخرج) مكتوبة بالخط الأحمر الكبير في آخر كل صفحة على اليمين يكتب الكلمة التي في أول الصفحة اليسرى وتعتبر هذه النسخة أصلية، ويحرص الناسخ على جعل بياض في الحواشي الأربع للورقة.
12) المؤلف أحياناً يتكلم عن السند ويحكم عليه.
13) في كل ورق صفحتان.
14) حالة الصفحة: بها آثار ترميم واكل أرضه وبقع ومفككة.
15) اسم الناسخ: غير معلوم.
16) فاتحة المخطوطة: بعد البسملة، الحمد لله الذي خلق السموات والأرض وبعد فهذا ما تقدم الوعد به من كتاب شاف في علوم الآخرة : باب انقراض الدنيا والنفخ في الصور.
17) خاتمة المخطوطة: حديث "من أماط أذى من طريق المسلمين كتب له حسنة ومن تقبلت منه حسنة دخل الجنة". قيل في آخر النسخة: وكان الفراغ من كتابته يوم الجمعة المبارك قبل صلاة الظهر ثالث شهر الله الحرام الذي هو افتتاح عام اثنين وسبعين وتسعمائة وحسبنا الله ونعم الوكيل.
18) لا يوجد ما يدل على تملكات أوسماعات أو توقيفات أو إجازات.
19) سنة النسخة: 972هـ.
أسباب اختيار المخطوط
? أنها كاملة مطابقة مع معظم المخطوطات الكاملة.
? أقرب النسخ إلى زمن المؤلف بعد الأولى.
? منسوخة بخط جيد واضح تماماً.
? يظهر عليها آثار أختام في أولها وآخرها.
? يوجد بها بعض التعليقات في الهامش.
وصف المخطوطة سنة 1078هجرية (السعودية)
1- موجودة بمجمع الملك فهد بالرياض برقم 1515 ميكروفيلم.
2- كاملة ليس فيها نقص ومنسوخة بخط جيد ومقابلة.
3- عدد الأوراق: 173 ورقة.(1/58)
4- في كل ورقة صفحتان وعدد الصفحات: 346 صفحة.
5- عدد السطور: 21 سطر.
6- عدد الكلمات من 14-15 كلمة في السطر الواحد.
7- في نهاية كل صفحة يمنى يحرص الناسخ على كتابة الكلمة الأولى في الصفحة اليسرى المقابلة.
8- مقاس الورقة : 19.5 ×29.
9- الخط الذي نسخت به: نسخ.
10- التاريخ الذي نسخت فيه: غير معروف.
11- الناسخ: هو علي بن أحمد بن عثمان بن الصوا.
12- التملكات: مكتوب في أول صفحة بجوار العنوان مما من الله على عبده الحقير عبد الملك بن علي الشامي عامله الله بلطفه بمدينة أدرنة سنة ثمان وسبعين ألف.
13- يكتب الناسخ كلمة أخرى وباب والعنوان بخط كبير.
14- العنوان كتاب البدور السافرة في أمور الآخرة تأليف الشيخ جلال الدين السيوطي.
15- في الصفحة الأولى بعد البسملة الحمد الله.... المقدمة.
16- في بعض الصفحات توجد تعليقات وشروح للكلمات الغامضة في الهامش.
17- وصف آخر صفحة حديث " من أخرج من طريق المسلمين شيئاً...".
ملحوظة: فيما يلي صورة من واقع الأصل الأول ثلاث ورقات وآخر ثلاث ورقات تجسد ما ذكرناه سالفاً من وصف للمخطوط.
أسباب اختيار المخطوط
? أنها كاملة غير ناقصة ومطابقة تماماً مع المخطوطات الكاملة.
? منسوخة بخط جيد وواضح.
? بها تعليقات على الهامش.
? عليها آثار أختام.
المبحث الثالث: ثبت النسخ
وفيه أثبت كل السماعات والإجازات المثبتة، في الكتاب المخطوط وآخره بتاريخها.
ملحوظة: سوف نورد لكل مخطوطة صورة العنوان وأول صفحة وآخر صفحة.
الباب الثاني: قسم التحقيق والدراسة(1/59)
بَابٌ : السَّلاسِلُ وَالأَغْلالُ(1) وَالْقُيُودُ(2) وَالْمَقَامِعُ(3)
قَالَ تَعَالَى « فَسَوْفُ يَعْلَمُونَ . إِذِ الأَغْلالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلاسِلُ يُسْحَبُونَ . فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ »(4) .
وَقَالَ الله تَعَالَى « خُذُوهُ فَغُلُّوهُ . ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ . ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعَاً فَاسْلُكُوهُ »(5) .
وَقَالَ تَعَالَى « وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ »(6) . وَقَالَ تَعَالَى « إِنَّ لَدَيْنَا أَنْكَالاً وَجَحِيمَاً »(7) .
__________
(1) الغل : بالكسر الحقد و الغل بالضم طوق من حديد يجعل في العنق و الجمع أغلال مثل قفل و أقفال(مشارق الأنوار ج2/ص134، المصباح المنير ج2/ص451، تذكرة الأريب في تفسير الغريب ج2/ص102، مختار الصحاح ج1/ص200) .
(2) القيد : جمعه قيود و أقياد وهو معروف و قولهم للفرس قيد الأوابد على الاستعارة ومعناه أن الفرس لسرعة عدوه يدرك الوحوش ولا تفوته فهو يمنعها الشراد كما يمنعها القيد و قيدته تقييدا جعلت القيد في رجله ومنه تقييد الألفاظ بما يمنع الاختلاط ويزيل الالتباس وقيد رمح بالكسر وقاد رمح أي قدره (المصباح المنير ج2/ص521، مختار الصحاح ج1/ص233، تهذيب اللغة ج9/ص193) .
(3) المقمعة : المقمعة بالكسر واحدة المقامع وهي سياط تعمل من حديد رءوسها معوجة(النهاية في غريب الأثر ج4/ص109، لسان العرب ج8/ص296) .
(4) سُورَةُ غَافِر : الآيَاتُ 70-72 .
(5) سُورَةُ الْحَاقَّة : الآيَاتُ 30-32 زاد في المخطوطة " أ " قوله تعالى ( إنه كان لا يؤمن بالله العظيم ) .
(6) سُورَةُ إِبْرَاهِِيم : الآيَةُ 49 .
(7) سُورَةُ الْمُزَمِّل : الآيَةُ 12 . ساقطة في المخطوطات كلها وأكملناها .(1/60)
وَقَالَ « فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالأَقْدَامِ »(1) . وَقَالَ « وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيد »(2) .
الحديث رقم { 1 }
أَخْرَجَ أَحْمَدُ وَالتِّرْمِذِيُّ وَحَسَّنَهُ وَالْبَيْهَقِيُّ عَنْ ابْنِ عَمْرٍو قَالَ : تَلا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ « إِذِ الأَغْلالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلاسِلُ » إِلَى قَوْلِهِ « يُسْجَرُونَ » ، فَقَالَ : « لَوْ أَنَّ رَصَاصَةً مِثْلَ هَذِهِ ، وَأَشَارَ إِلَى جُمْجُمَةٍ ، أُرْسِلَتْ مِنْ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ ، وَهِيَ مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ سَنَةٍ ، لَبَلَغَتْ الأَرْضَ قَبْلَ اللَّيْلِ ، وَلَوْ أَنَّهَا أُرْسِلَتْ مِنْ رَأْسِ السِّلْسِلَةِ لَسَارَتْ أَرْبَعِينَ خَرِيفًا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ قَبْلَ أَنْ تَبْلُغَ أَصْلَهَا، أَوْ قَعْرَهَا » .
- - الله - -
أولاً: تخريج الحديث كما ذكر المصنف
__________
(1) سُورَةُ الرَّحْمَن : الآيَةُ 41 .
(2) سُورَةُ الْحَجِّ : الآيَةُ 21 .(1/61)
َأَخْرَجَه الإِمَامُ أَحْمَدُ « الْمُسْنَدُ »(2/197/6856) : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ يَزِيدَ عَنْ أَبِي السَّمْحِ عَنْ عِيسَى ابْنِ هِلالٍ الصَّدَفِيِّ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « لَوْ أَنَّ رَصَاصَةً مِثْلَ هَذِهِ ، وَأَشَارَ إِلَى مِثْلِ جُمْجُمَةٍ أُرْسِلَتْ مِنْ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ ، وَهِيَ مَسِيرَةُ خَمْسِ مِائَةِ سَنَةٍ ، لَبَلَغَتْ الأَرْضَ قَبْلَ اللَّيْلِ ، وَلَوْ أَنَّهَا أُرْسِلَتْ مِنْ رَأْسِ السِّلْسِلَةِ لَسَارَتْ أَرْبَعِينَ خَرِيفًا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ قَبْلَ أَنْ تَبْلُغَ أَصْلَهَا أَوْ قَعْرَهَا » . وََأَخْرَجَه التِّرْمِذِيُّ « السُّننُ ، كتاب صفة جهنم »( ج4/ص709 /ح2588) من طريق شيخه سُوَيْدٌ بن نصر عن عبد الله بن المبارك به وبمثله ،وتابع عبد الله بن زيد عبد الله بن المبارك عند الحاكم والبيهقي ، فقد أخرجه الحاكم في « الْمُسْتَدْرَكُ ، كتاب التفسير، تفسير سورة حم المؤمن((2/476/3640) ، وأخرجه البيهقي في البعث والنشور (ج1/ص283/ح581)عنه من طريق عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ الْمُقْرِئِ عن سَعِيدُ بْنُ يَزِيدَ به. وَزَادَ : وَتَلا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الآيَةَ ، وَاقْتَصَرَ عَلَى فَقْرَتِهِ الأُولَى. قَالَ أَبُو عِيسَى : هَذَا حَدِيثٌ إِسْنَادُهُ حَسَنٌ صَحِيحٌ . وَقَالَ أبُو عَبْدِ اللهِ الْحَاكِمُ : هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ .
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف(1/62)
وَأَخْرَجَهُ كَذَلِكَ حِبَّانُ بْنُ مُوسَى « مُسْنَدُ ابْنِ الْمُبَارَكِ »( ج1/74/124) ، وَنُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ « زَوَائِدُ زُهْدِ ابْنِ الْمُبَارِكِ » (2/84/290) ،و َأَخْرَجَه عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ « زَوَائِدُ الْمُسْنَدِ »(2/197/6857) ،وأخرجه َعَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ « زَوَائِدُ الزُّهْدِ »(1/19) ، وَابْنُ أَبِي الدُّنْيَا « صِفَةُ النَّارِ »(ج1/ص53/64) كِلاهُمَا عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عِيسَى بْنِ مَاسَرْجِسَ ، وَالطَّبَرِيُّ « التَّفْسِيْرُ »(29/64) عَنْ يَعْمَرَ بْنِ بِشْرٍ الْمَرْوَزِيِّ ، وَعبد الغني ُ الْمَقْدِسِيُّ « كِتَابُ ذِكْرِ النَّارِ »(ج1/ص94/ح91) عَنْ نُعَيْمِ بْنِ حَمَّادٍ ، وَالْبَغَوِيُّ « شَرْحُ السُّنَّةِ » (ج15/ص248/4411 ) عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْخَلاَّلِ ، وَالْمِزِّيُّ « تَهْذِيبُ الْكَمَالِ »(ج 23/56) عَنِ عَلِيِّ بْنِ إِسْحَاقَ وَالْحَسَنِ بْنِ عِيسَى ، سِتَّتُهُمْ عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ وَكُلُّهُمْ قَالَ « لَوْ أَنَّ رَصَاصَةً » إِلاَّ أَنَّ الْخَلاَّلَ قَالَ (رَضْرَاضَةً)(1).
ثالثاً: دراسة إسناد الحديث
__________
(1) الرضراض : الحصى الذي يجري عليه الماء وقيل هو الحصى الذي لا يثبت على الأرض ورجل رضراض كثير اللحم والأنثى رضراضة، والرّضراضُ الصَّفَا ، والرضراض الحصى الصغارث، و الرضراضة مؤنث الرضراض و الحجارة تتحرك على وجه الأرض و تترجرج (لسان العرب ج7/ص155 ، المحكم والمحيط الأعظم ج8/ص153، النهاية في غريب الأثر ج2/ص229، المعجم الوسيط ج1/ص350 .(1/63)
1- عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ الْمَكِّيُّ(1) : أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ شَيْخُ الْحَرَمِ . مِنْ كُبَرَاءِ شُيُوخِ الْبُخَارِيِّ . روى عن حماد بن زيد وحماد بن سلمة وحيوة بن شريح المصري وسعيد بن أبي أيوب روى عنه البخاري وإبراهيم بن عبد الله بن المنذر الباهلي الصنعاني وأحمد بن حنبل وغيرهم. َقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ فَاضِلٌ ، أَقْرَأَ الْقُرْآنَ نَيِّفَاً وَسَبْعِينَ سَنَةً ، وَرَوَى لَهُ الْجَمَاعَةُ يَعْنِي أَصْحَابَ الْكُتُبِ السِّتَّةِ . قَالَ الْبُخَارِيُّ وَابْنُ حِبَّانَ : مَاتَ بِمَكَّةَ سَنَةَ اثْنَتِي عَشْرَةَ أَوْ ثَلاثَ عَشْرَةَ وَماِئَتَيْنِ .
__________
(1) تَرْجَمَة عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ الْمَكِّيُّ : التاريخ الكبير ج5:ص226/ 739، الجرح والتعديل ج5:ص201/ 939 ، الثقات ج8:ص342/ 13782 ، ، التعديل والتجريح ج2:ص854/ 869، تهذيب الكمال ج16:ص320/ 3666 ، الكاشف ج1:ص609/ 3064 ، تهذيب التهذيب ج6:ص75/ 166، تقريب التهذيب ج1:ص330/ 3715(1/64)
2- عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ(1) : بْنِ وَاضِحٍ الْحَنْظَلِيُّ الْمَرْوَزِيُّ ، فَهُوَ إِمَامٌ ثِقَةٌ ثَبْتٌ حُجَّةٌ ، سَخِيٌّ زَاهِدٌ عَابِدٌ مُجَاهِدٌ ، جُمِعَتْ فِيهِ خِصَالُ الْخَيْرِ . روى عن حماد بن زيد وحماد بن سلمة وسعيد بن أبي أيوب المصري وأبي شجاع سعيد بن يزيد القتباني وغيرهم روى عنه أبو أسامة حماد بن أسامة وسويد بن نصر الطوساني وعلي بن إسحاق السمرقندي وعلي بن إسحاق المروزي وغيرهم .. مَاتَ فِي رَمَضَانَ مُنْصَرِفَاً مِنْ طَرْسُوسَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِينَ ومائةٍ . وله ثلاث وستون ع.
__________
(1) تَرْجَمَة عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ : طبقات ابن سعد ج7:ص372، التاريخ الكبير ج5:ص212/ 679،، الجرح والتعديل ج5:ص179/ 838، مشاهير الأمصار ج1:ص194/ 1564، ذكر اسماء التابعين ومن بعدهم ج2:ص142/ 646 ،تهذيب الكمال ج16:ص5/ 3520، الكاشف ج1:ص591/ 2941 ، تهذيب التهذيب ج5:ص334/ 657، تقريب التهذيب ج1:ص320/ 3570، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال ج1:ص211 .(1/65)
3- سَعِيدُ بْنُ يَزِيدَ الْحِمْيَرِيُّ الْقِتْبَانِيُّ(1) : أبُو شُجَاعٍ الإِسْكَنْدَرَانِيُّ. روى عن خالد بن أبي عمران والحارث بن يزيد ودراج أبي السمح وغيرهم وعنه الليث وابن المبارك وأبو غسان المدني وأبو زرارة القتباني و خلق.. َقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : ثِقَةٌ عَابِدٌ مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ ، رَوَى لَهُ مُسْلِمٌ ، وَأبُو دَاوُدَ ، وَالتِّرْمِذِيُّ ، وَالنَّسَائِيُّ .
4- دَرَّاجُ بْنُ سَمْعَانَ الْمِصْرِيُّ(2) :
__________
(1) تَرْجَمَة سَعِيدُ بْنُ يَزِيدَ الْحِمْيَرِيُّ الْقِتْبَانِيُّ : التاريخ الكبير ج3:ص521/ 1741، الجرح والتعديل ج4:ص73/ 309، الثقات ج6:ص373/ 8160، مشاهير الأمصار ج1:ص188/ 1509 ، ذكر اسماء التابعين ومن بعدهم ج2:ص91/ 399 ،، تسمية من أخرجهم البخاري ومسلم ج1:ص123/ 560 ، تهذيب الكمال ج11:ص118/ 2384، الكاشف ج1:ص447/ 1981 ، تهذيب التهذيب ج4:ص89/ 171، تقريب التهذيب ج1:ص243/ 2422.
(2) تَرْجَمَة دَرَّاجُ بْنُ سَمْعَانَ الْمِصْرِيُّ : الضعفاء للنسائي ج1:ص39/ 187، الجرح والتعديل ج3:ص441/ 2008، الضعفاء الكبير ج2:ص43/ 4، الكامل في الضعفاء ج3:ص112/ 647، سؤالات الحاكم ج1:ص170/ 261، الإكمال ج4:ص357، الأنساب ج3:ص303، الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ج1:ص269/ 1175، تهذيب الكمال ج8:ص477/ 1797، الكاشف ج1:ص383/ 1473 ، المغني في الضعفاء ج1:ص222، تقريب التهذيب ج1:ص201/ 1824 .(1/66)
الْقُرَشِيُّ السَّهْمِيُّ ، أَبُو السَّمْحِ الْقَاصُّ الْوَاعِظُ ، أَدْرَكَ مَوْلاهَ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو . وَسَمِعَ : عَبْدَ اللهِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ جَزْءٍ الزَّبِيدِيَّ ، وَالسَّائِبَ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ ، وَأَبَا الْهَيْثَمِ سُلَيْمَانَ بْنَ عَمْرِو بْنِ عَبْدٍ الْعَتْوَارِيَّ ، وَهُوَ رَاوِيَتُهُ ، وَعِيسَى بْنَ هِلالٍ الصَّدَفِيَّ . وَرَوَى عَنْهُ : حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ التُّجِيبِيُّ ، وَسَعِيدُ بْنُ يَزِيدَ الْقِتْبَانِيُّ ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ لَهِيعَةَ ، وَفِي تَعْدِيلِهِ وَالاحْتِجَاجِ بِحَدِيثِهِ ثَلاثَةُ أقْوَالِ :
[ الأَوَّلُ ] وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَابْنُ حِبَّانَ وَابْنُ شَاهِينَ وَالْحَاكِمُ بِإِطْلاقٍ .
[ الثَّانِي ] صَالِحُ الْحَدِيثِ إِلاَّ فِي رِوَايَتِهِ عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ . قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ الآجُرِّيُّ عَنْ أَبِي دَاوُدَ : أَحَادِيثُهُ مُسْتَقِيمَةٌ إِلاَّ مَا كَانَ عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ. وَلِذَا لَخَّصَهُ ابْنُ حَجَرٍ بِقَوْلِهِ : صَدُوقٌ فِي حَدِيثِهِ عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ ضَعْفٌ . قُلْتُ: وَالَّذِي قَالَهُ أبُو دَاوُدَ وَابْنُ عَدِيٍّ، وَاخْتَارَهُ ابْنُ حَجَرٍ مِنْ أَعْدَلِ الأَقْوَالِ وَأَرْجَحِهَا، لِتَوَسُّطِهِ بَيْنَ الطَّرَفَيْنِ الْمُتَعَارِضَيْنِ ، وَلِوُقُوعِ النَّكَارَةِ فِي أَحَادِيثِهِ عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ خَاصَّةً ، وَاسْتِقَامَةِ سَائِرِ أَحَادِيثِهِ مِمَّا رَوَى عَنْ غَيْرِهِ ، مِمَّا يُتَابِعُهُ النَّاسُ عَلَيْهَا .
[(1/67)
الثَّالِثُ ] ضَعِيفٌ لَهُ مَنَاكِيْرُ وَغَرَائِبُ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سُفْيَانَ الطَّائِفِيُّ: سَمِعْتُ فَضْلَكَ الرَّازِيَّ وَذُكِرَ لَهُ قَوْلَ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ فِي دَرَّاجٍ أَنَّهُ ثِقَةٌ، فَقَالَ فَضْلَكَ: مَا هُوَ بِثِقَةٍ ، وَلا كَرَامَةَ لَهُ . وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ : سَمِعْتُ أَبِى يَقُولُ: دَرَّاجٌ أبُو السَّمْحِ أَحَادِيثُهُ مَنَاكِيْرُ. وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ الرَّازِيُّ : سَمِعْتُ أَبِى يَقُولُ: دَرَّاجٌ فِي حَدِيثِهِ صَنْعَةٌ. وَقَالَ الْحَسَنُ بْنُ رَشِيقٍ قَالَ النَّسَائيُّ: دَرَّاجٌ لَيْسَ بِالْقَوِي. وَقَالَ ابْنُ حَمَّادٍ عَنِ النَّسَائِيِّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ . وَقَالَ الْحَاكِمُ أخْبَرَنَا الدَّارَقُطْنِيُّ قَالَ : دَرَّاجٌ ضَعِيفٌ . وَقَالَ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ : دَرَّاجٌ مَتْرُوكٌ .
قُلْتُ : فَأَمَّا أقْوَالُ أَحْمَدَ وَأَبِي حَاتِمٍ وَالنَّسَائِيِّ فَمَحْمُولةٌ عَلَى مَا يُنْكَرُ مِنْ حَدِيثِهِ عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ خَاصَّةً . وَأَمَّا قَوْلُ فَضْلَكَ الرَّازِيِّ : مَا هُوَ بِثِقَةٍ ، وَلا كَرَامَةَ لَهُ ، فَهُوَ طَعْنٌ مُبَالَغٌ فِيهِ ، وَلا بَرْهَانَ مَعْهُ ، وَمَا كَانَ كَذَلِكَ فَهُوَ رَدٌّ . وَالْخُلاصَةُ : فَالرَّاجِحُ فِي شَأْنِ دَرَّاجٍ أَبِي السَّمْحِ : أنَّهُ صَدُوقٌ صَالِحٌ الْحَدِيثِ إِلاَّ فِي حَدِيثِهِ عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ ، فَفِيهِ ضَعْفٌ وَنَكَارَةٌ .(1/68)
5- عِيسَى بْنُ هِلالٍ الصَّدَفِيُّ(1) : تَابِعِيٌّ مِصْرِيٌّ صَدُوقٌ مُقِلٌّ ، لَمْ نَعْلَمْهُ يَرْوِي إِلاَّ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو. وعنه دراج أبو السمح وكعب بن علقمة وجماعة، قَالَ الْحَافِظُ الْمِزِّيُّ: جُمْلَةُ مَا لَهُ عِنْدَهُمْ - يَعْنِي الْكُتُبَ السِّتَّةَ وَالأَدَبَ الْمُفْرَدَ - أَرْبَعَةُ أَحَادِيثَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو ، قُلْتُ : وَزَادَ الإِمَامُ أَحْمَدُ فِي « الْمُسْنَدِ » حَدِيثَيْنِ :
. وَقَالَ الْحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ صَدُوقٌ مِنَ الرَّابِعَةِ . خ د ت س .
__________
(1) تَرْجَمَة عِيسَى بْنُ هِلالٍ الصَّدَفِيُّ : التاريخ الكبير ج6:ص385/ 2722 ، المعرفة والتاريخ ج2:ص299، الجرح والتعديل ج6:ص290/ 1611، الثقات ج5:ص213/ 4572 ،تهذيب الكمال ج23:ص53/ 4669 ،الكاشف ج2:ص113/ 4405 ، تقريب التهذيب ج1:ص441/ 5337 .(1/69)
6- عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ(1) : بْنِ وَائِلٍ السَّهْمِيُّ . لَهُ مَنَاقِبُ وَفَضَائِلُ ، وَمَقَامٌ رَاسِخٌ فِي العِلْمِ ، وَالصَّوْمِ ، وَالْقِيَامِ ، وَتِلاوَةِ الْقُرْآنِ . وَحَمَلَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِلْماً جَمَّاً . وَرَوَى أَيْضاً عَنْ : أَبِي بَكْرٍ ، وَعُمَرَ ، وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ ، وَطَائِفَةٍ ، وَعَنْ أَهْلِ الكِتَابِ ، وَأَدْمَنَ النَّظَرَ فِي كُتُبِهِم . حَدَّثَ عَنْهُ : ابْنُهُ مُحَمَّدٌ ، وَحَفِيْدُهُ شُعَيْبُ بنُ مُحَمَّدٍ فَأَكْثَرَ عَنْهُ ، وَلَزِمَهُ ، وَتَرَبَّى فِي حِجْرِهِ وَمَوْلاَهُ أَبُو قَابُوْس وعيسى بن هلال الصدفي ٍ ، تُوُفِّيَ بِمِصْرَ ، وَدُفِنَ بِدَارِهِ الصَّغِيْرَةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّيْنَ . وَقِيلَ ثَلاثٍ وَسِتِّيْنَ ، وَقِيلَ بِالطَّائِفِ ، وَقِيلَ بِالْحَرَّةِ .ع.
رابعاً: الحكم على إسناد الحديث
__________
(1) تَرْجَمَة عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ : التاريخ الكبير ج5:ص5/ 6، معرفة الثقات ج2:ص48/ 940، تهذيب الكمال ج15:ص357/ 3450، سير أعلام النبلاء ج3:ص79/ 7 ، ، تذكرة الحفاظ ج1:ص41/ 19، الكاشف ج1:ص580/ 2879، طبقات المفسرين للداودي ج1:ص5/5 ، تهذيب التهذيب ج5:ص294/ 575 ، الإصابة ج4:ص192/ 4850 ، تقريب التهذيب ج1:ص315/ 3499 ، الإصابة ج4:ص192/4850، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال ج1:ص208، اسعاف المبطأ ج1:ص17،.(1/70)
هَذَا الحَدِيثُ إسنادُه حَسَنٌ ، لِلْخِلافِ فِي دَرَّاجٍ أبِي السَّمْحِ الْمِصْرِيِّ الْقَاصِّ . وَقَدْ تَرَجَّحَ : أنه صَدُوقٌ صَالِحُ الْحَدِيثِ إِلاَّ فِي رِوَايَتِهِ عَنْ أَبِِي الْهَيْثَمِ الْعَتْوَارِيِّ ، فَفِيهَا مَنَاكِيرُ . وَحَدِيثُهُ هَذَا مِنْ رِوَايَتِهِ عَنْ بَلَدِيهِ عِيسَى بْنَ هِلالٍ الصَّدَفِيَّ ، فَهُوَ مِنْ حِسَانِ أَحَادِيثِهِ ، كَمَا قَالَ أَبُو دَاوُدَ : أَحَادِيثُهُ مُسْتَقِيمَةٌ إِلاَّ مَا كَانَ عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ . هَذَا الْحَدِيثُ صَحَّحَهُ التِّرْمِذِيُّ والْحَاكِمُ . قَالَ أَبُو عِيسَى : « هَذَا حَدِيثٌ إِسْنَادُهُ حَسَنٌ صَحِيحٌ » . وَقَالَ أبُو عَبْدِ اللهِ الْحَاكِمُ : « هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ » .ووافقه الذهبي في التلخيص (2/476/ح3640). وحسنه شعيب الأرنؤوط في تعليقه على المسند (2/197/ح6856)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع ح4805وكذلك في ضعيف الترمذي (1/307/ح484) .وكذلك في ضعيف الترغيب والترهيب (2/233/ح2149).
الحديث رقم { 2 }
وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَالْبَيْهَقِيُّ مِنْ طَرِيقِ الْعَوْفِيِّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ « فَاسْلُكُوهُ »(1) قَالَ : تُسْلَكُ(2) فِي دُبُرِهِ حَتَّى تَخْرَجَ(3) مِنْ مِنْخَرِهِ ، حَتَّى لا يَقُومَ عَلَى رِجْلَيْهِ .
- - الله - -
أولاً: تخريج الأثر كما ذكر المصنف
__________
(1) سُورَةُ الْحَاقَّةِ : الآيَةُ 32 .
(2) في المخطوطة ب، ز " يسلك " بالياء .
(3) في المخطوطة ب، ز " يسلك " بالياء .(1/71)
أخرجه الْبَيْهَقِِيُّ « الْبَعْثُ وَالنُّشُورُ »(ج1/ص287/ح594) : أَخْبَرَنَا أبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ أنْبَأَ أَحْمَدُ بْنُ كَامِلٍ الْقَاضِي أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الْعَوْفِيُّ حدثني أبي حدثني عمي الحسين بن الحسن بن عطية حدثني أبي عن ابن عباس فِي قَوْلِهِ « فَاسْلُكُوهُ »(1) قَالَ : تُسْلَكُ فِي دُبُرِهِ حَتَّى تَخْرَجَ مِنْ مِنْخَرِهِ ، حَتَّى لا يَقُومَ عَلَى رِجْلَيْهِ .ِوَأَخْرَجَهُ بن أبي حاتم معلقا عن بن عباس (10/3372/18975) بمثله .
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف
أخرجه ابْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ « التَّفْسِيْرُ »(29/63) قال : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ : ثَنِي أَبِي قَالَ : ثَنِي عَمِّي قَالَ: ثَنِي أَبِي عَنْ أَبِيهِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلَهُ « فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعَاً فَاسْلُكُوهُ »(2) قَالَ : تُسْلَكُ فِي دُبُرِهِ حَتَّى تَخْرَجَ مِنْ مِنْخَرَيْهِ ، حَتَّى لا يَقُومَ عَلَى رِجْلَيْهِ.
ثالثاًً: دراسة إسناد الأثر
هَذَا الإِسْنَادُ مَشْهُورٌ فِي كُتُبِ التَّفَاسِيرِ ، وَيُعْرَفُ بِتَفْسِيْرِ الْعَوْفِيِّ ، تُرْوَى بِهِ نُسْخَةٌ كَبِيْرَةٌ أَحَادِيثُهَا أَغْلَبُهَا ضِعَافٌ وَمَنَاكِيْرُ . وَهُوَ إِسْنَادٌ مُسَلْسَلٌ بِالضُّعَفَاءِ ، وَكُلُّهُمْ مِنْ أَهْلِ بَيْتٍ وَاحِدٍ ، هُمْ آلُ بَيْتِ عَطِيَّةَ بْنِ سَعْدٍ الْعَوْفِيِّ ، رَاوِي التَّفْسِيْرِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ .
__________
(1) سُورَةُ الْحَاقَّةِ : الآيَةُ 32 .
(2) سُورَةُ الْحَاقَّةِ : الآيَةُ 32 .(1/72)
1- مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الْعَوْفِيُّ(1) : شَيْخُ الطَّبَرِيِّ . ذَكَرَهُ الْخَطِيبُ فقَالَ : « مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَطِيَّةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ جُنَادَةَ ، أبُو جَعْفَرٍ الْعَوْفِيُّ . حَدَّثَ عَنْ : يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ ، وَرَوْحِ بْنِ عُبَادَةَ، وَأَبِيهِ سَعْدِ بْنِ مُحَمَّدِ، وَغَيْرِهِمْ. وَرَوَى عَنْهُ: يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ ،وَعَبْدُاللهِ بْنُ إِسْحَاقَ الْبَغَوِيُّ وَأَحْمَدُ بْنُ كَامِلٍ الْقَاضِي. وَكَانَ لَيِّنَاً فِي الْحَدِيثِ. وَذَكَرَ الْحَاكِمُ أبُوعَبْدِاللهِ: أَنَّهُ سَمِعَ الدَّارَقُطْنِيَّ ذَكَرَهُ، فَقَالَ: لا بَأْسَ بِهِ، تُوفِّي سَلْخَ رَبِيعٍ الآخَرَ سَنَةَ سِتٍّ وَسَبْعِينَ وَمِائَتَيْنِ » أهـ .
__________
(1) تَرْجَمَة مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الْعَوْفِيُّ : سؤالات الحاكم ج1:ص139/ 178، تاريخ بغداد ج5:ص322/ 2845 ، ميزان الاعتدال في نقد الرجال ج6:ص162/ 7589 ، المغني في الضعفاء ج2:ص584/ 5547 ، ، لسان الميزان ج5:ص174/ 603.(1/73)
2- سَعْدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيُّ(1) : قَالَ أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ : حَدَّثَ عَنْ أَبِيهِ، وَفُلَيْحِ بْنِ سُلَيْمَانَ ، وَمُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ ، وَسُلَيْمَانَ بْنِ قَرْمٍ . رَوَى عَنْهُ : ابْنُهُ مُحَمَّدٌ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ التِّمْتَامُ ، وَأبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا . وَأَسْنَدَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الأَثْرَمِ أنَّهُ سَأَلَ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ : أَنَّ فُلانَاً زَعَمَ أَنَّ سَعْدَاً الْعَوْفِيَّ هُوَ أَوْثَقُ النَّاسِ فِي الْحَدِيثِ ، فَاسْتَعْظَمَ ذَاكَ جِدَّاً ، وَقَالَ : لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ ، سُبْحَانَ اللهُ ، ذَاكَ جَهْمِيٌّ امْتُحِنَ أَوَّلَ شَيْءٍ قَبْلَ أَنْ يُخَوَّفُوا ، وَقَبْلَ أَنْ يَكُونَ تَرْهِيبٌ ، فَأَجَابَهُمْ ، ثُمَّ لَمْ يَرَهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ أَهْلاً لِلرِّوَايَةِ ، وَضَعَّفَهُ جِدَّاً ، فَقَالَ : لَوْ لَمْ يَكُنْ هَذَا أَيْضَاً لَمْ يَكُنْ مِمَّنْ يَسْتَأَهِلُ أَنْ يُكْتَبَ عَنْهُ ، وَلا كَانَ مَوْضَعْاً لِذَاكَ .
__________
(1) تَرْجَمَة سَعْدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيُّ : تاريخ بغداد ج9:ص126/ 4743، ميزان الاعتدال في نقد الرجال ج8:ص115/ 416، لسان الميزان ج3:ص18/ 67.(1/74)
3- الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيُّ(1) : أَبُو عَبْدِ اللهِ الْكُوفِيُّ قَاضِي الشَّرْقِيَّةِ الْبَغْدَادِيُّ . قَالَ أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ : حدَّثَ عَنْ : أَبِيْهِ ، وَالأَعْمَشِ ، وَمِسْعَرِ بْنِ كِدَامٍ . رَوَى عَنْهُ : ابْنُهُ حَسَنٌ ، وَابْنُ أَخِيْهِ سَعْدُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، وَبَقِيَّةُ بنُ الوَلِيْدِ وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ ، ضعفه يحيى بن معين والنسائي وأبو حاتم وغيره.. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ يَرْوِي عَنِ الأَعْمَشِ وَغَيْرِهِ أَشْيَاءَ لا يُتَابَعُ عَلَيْهَا ، كَأَنَّهُ كَانَ يَقْلِبُهَا ، وَرُبَّمَا رَفَعَ الْمَرَاسِيلَ ، وَأَسْنَدَ الْمَوْقُوفَاتِ ، لا يَجُوزُ الاحْتِجَاجُ بِخَبَرِهِ » . تُوفِّي سَنَةَ إِحْدَى أَوْ اثْنَتَيْنِ وَمِائَتَيْنِ
__________
(1) تَرْجَمَة الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيُّ : الجرح والتعديل ج3:ص48/ 215، المجروحين ج1/ص246/ 226 ، الكامل في الضعفاء ج2:ص363/ 492، تاريخ بغداد ج8:ص29/ 4079، الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ج1:ص211/ 876،، المنتظم ج10:ص101/ 1101، ميزان الاعتدال في نقد الرجال ج2:ص286/ 1994 ، المغني في الضعفاء ج1:ص170/ 1516 ، لسان الميزان ج2:ص278/ 1156 .(1/75)
4- أبو الحسين الْحَسَنُ بْنُ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيُّ(1) : أبُو الْحُسَيْنِ الْحَسَنُ بْنُ عَطِيَّةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ جُنَادَةَ الْعَوْفِيُّ رَوَى عَنْ : جَدِّهِ سَعْدِ بْنِ جُنَادَةَ، وأَبِيهِ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ. وَرَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيُّ الْقَاضِي، وَحَكَّامُ بْنُ سَلْمٍ الرَّازِيُّ ، وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ ، وَأَخَوَاهُ : عَبْدُ اللهِ وَعَمْرُو ابْنَا عَطِيَّةَ ، قَالَ الْبُخَارِيُّ: لَيْسَ بِذَاكَ . وَقَالَ أبُو حَاتِمٍ: ضَعِيفُ الْحَدِيثِ . وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ : « مُنْكَرُ الْحَدِيثِ ، فَلا أَدْرِى الْبَلِيَةُ فِي أَحَادِيثِهِ مِنْهُ ، أَوْ مِنْ أَبِيهِ ، أَوْ مِنْهُمَا مَعَاً ! ، لأَنَّ أَبَاهُ لَيْسَ بشيء فِي الْحَدِيثِ ، وَأَكْثَرُ رِوَايَتِهِ عَنْ أَبِيهِ ، فَمِنْ هُنَا اشْتَبَهَ أَمْرُهُ ، وَوَجَبَ تَرْكُهُ » .وقال أيضا وأحاديث الحسن بن عطية ليست بنقية.
__________
(1) تَرْجَمَة أبو الحسين الْحَسَنُ بْنُ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيُّ : التاريخ الكبير ج2:ص301/ 2542 ، ،الجرح والتعديل ج3:ص26/ 112 ، المجروحين ج1:ص234/ 208، الثقات ج6:ص170/ 7202 ، الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ج1:ص205/ 837 ، تهذيب الكمال ج6:ص211/ 1244 ، تهذيب التهذيب ج2:ص255/ 524 ، الكاشف ج1:ص327/ 1043 ،تقريب التهذيب ج1:ص162/ 1256 ، لسان الميزان ج7:ص196/ 2640 .(1/76)
5- عَطِيَّةُ بْنُ سَعْدِ بْنِ جُنَادَةَ الْعَوْفِيُّ(1) : الْجَدَلِيُّ الْقَيْسِيُّ ، أَبُو الْحَسَنِ الْكُوفِيُّ . تَابِعِيٌّ مَشْهُورٌ، ضَعِيفُ الْحِفْظِ ، وَيُدَلِّسُ أَقْبَحَ التَّدْلِيسِ وَأَفْحَشُهُ . رَوَى عَنْ : زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ.وأبي سعيد الخدري وَرَوَى عنهُ : أبَانُ بْنُ تَغْلِبَ الْمُقْرِئُ ، وَإِدْرِيسُ بْنُ يَزِيدَ الأَوْدِيُّ ، وَإِسْمَاعِيلُ ، وَابْنُهُ الْحَسَنُ بْنُ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيُّ . قَالَ الذَّهَبِيُّ : مُجْمَعٌ عَلَى ضَعْفِهِ .
__________
(1) تَرْجَمَة عَطِيَّةُ بْنُ سَعْدِ بْنِ جُنَادَةَ الْعَوْفِيُّ : التاريخ الكبير ج7:ص8/ 35 ، أحوال الرجال ج1:ص56/ 42 ، الضعفاء الكبير ج3:ص359/ 1392 ، الجرح والتعديل ج6:ص382/ 2125 ، ، المجروحين ج2:ص176/ 807 ، الكامل في الضعفاء ج5:ص369/ 1530 ، تهذيب الكمال ج20:ص145/ 3956 ، ،الكاشف ج2:ص27/ 3820 ، الوافي بالوفيات ج20:ص55/ 80،طبقات المدلسين ج1:ص50/ 122 ، تقريب التهذيب ج1:ص393/ 4616 ، طبقات المفسرين للداودي ج1:ص13/ 20 .(1/77)
6- عَبْدُ اللهِ بنُ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ(1) : عَبْدُ اللهِ بنُ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ أَبُو العَبَّاسِ الْهَاشِمِيُّ . حَبْرُ الأُمَّةِ ، وَتَرْجُمَانُ الْقُرْآنِ ، وَإِمَامُ الْمُفَسِّرِينَ ، ابْنُ عَمِّ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . مَوْلِدُهُ بِشِعْبِ بَنِي هَاشِمٍ قَبْلَ عَامِ الْهِجْرَةِ بِثَلاَثِ سِنِيْنَ . وَأُمُّهُ هِيَ أُمُّ الفَضْلِ لُبَابَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ حَزْنِ بْنِ بُجَيْرٍ الْهِلاَلِيَّةُ . صَحِبَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْواً مِنْ ثَلاَثينَ شَهْراً ، وَحَدَّثَ عَنْهُ بِجُمْلَةٍ صَالِحَةٍ . وَعَنْ : عُمَرَ ، وَعَلِيٍّ ، وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ ، وَوَالِدِهِ . رَوَى عَنْهُ : ابْنُه عَلِيٌّ ، وَابْنُ أَخِيْهِ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَعْبَدٍ وَمَوَالِيهِ : عِكْرِمَةُ ، وَمِقْسَمٌ ، وَكُرَيْبٌ . دعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالفهم في القرآن . يُسَمَّى الْبَحْرَ ، لِكَثْرَةِ عِلْمِهِ .. وَقَالَ أبُو نُعَيْمٍ فِي آخَرِينَ : مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ . بالطائف وهو أحد المكثرين من الصحابة وأحد العبادلة من فقهاء الصحابة ع.
رابعاً: الحكم على إسناد الأثر
__________
(1) تَرْجَمَة عَبْدُ اللهِ بنُ عَبَّاسِ بن عبد المطلب : طبقات خليفة ج1:ص284، التاريخ الكبير ج5:ص3/ 5، الجرح والتعديل ج5:ص116/ 527 ،الثقات ج3:ص207/ 702 ، تهذيب الكمال ج15:ص154/ 3358 ، تهذيب التهذيب ج5:ص242/ 474 ، الكاشف ج1:ص565/ 2800 ، البداية والنهاية ج8:ص295، تقريب التهذيب ج1:ص309/ 3409 .(1/78)
هَذَا الأَثَرُ إسنادُه ضَعِيفٌ جِدَّاً ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، وَإِسْنَادُهُ مِنْ أَوْهَى أَسَانِيدِ التَّفْسِيرِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍِ ، مُسَلْسَلٌ بِالضُّعَفَاءِ مِنْ آلِ بَيْتِ عَطِيَّةُ بْنُ سَعْدِ بْنِ جُنَادَةَ الْعَوْفِيِّ ، كَمَا سَبَقَ بَيَانُ أَحْوَالِهِمْ .
الحديث رقم { 3 }
وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : السِّلْسِلَةُ تَدْخُلُ فِي إسْتِهِ ثُمَّ تَخْرَجَ مِنْ فِيهِ ، ثُمَّ يُنْظَمُونَ(1) فِيهَا كَمَا يُنْظَمُ الْجَرَادُ فِي الْعُودِ ، ثُمَّ يُشْوَى .
- - الله - -
أولاً: تخريج الأثر كما ذكر المصنف
عزاه لابن أبي حاتم هنا وفي الدر المنثور ( الدر المنثور ج8/ص274) فقال :أخرجه ابن المنذر وابن أبي حاتم. ولا يُوجَدُ هَذَا الأَثَرُ فِي الْجُزْءِ الْمَطْبُوعِ مِنْ تَفْسِيْرِ ابْنِ أَبِي حَاتِمٍ ، إِذْ بِهِ نَقْصٌ كَبِيْرٌ(2) .
ثانياً: دراسة إسناد الأثر
هَذَا الإِسْنَادُ هُوَ أَحَدُ طُرُقِ التَّفْسِيرِ الْمُنْقَطِعَةِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَيُعْرَفُ بِتَفْسِيرِ بْنِ جُرَيْجٍ . وَالْمَشْهُورُ مِنْ طُرُقِ هَذَا التَّفْسِيرِ ثَلاثُ طُرُقٍ، أَخْرَجَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ الطَّرِيقَيْنِ الأُولَيَّيْنِ، وَأَخْرَجَ الثَّالِثَةَ ابْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ:
[
__________
(1) النظم : نظم اللؤلؤ جمعه في السلك وبابه ضرب و نظمه تنظيما مثله ومنه نظم الشعر و النظام الخيط الذي ينظم به اللؤلؤ و و الانتظام الاتساق (مختار الصحاح ج1/ص278، العين ج8/ص165) .
(2) طُبِعَ تَفْسِيْرُهُ كَامِلاً فِي عَشْرَةِ مُجَلَّدَاتٍ كِبَارٍ، مَجْمُوعُ صَفَحَاتِهَا 3480 ص ، بِمَطْبَعَةِ نَزَارِ الْبَازْ بِمَكَّةَ الْمُكَرَّمَةِ. تَحْقِيقُ أَسْعَدَ الطَّيَّبُ .(1/79)
الأولَى ] ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ : أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ ثَنَا زَيْدُ بْنُ الْمُبَارَكِ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ(1) .
[ الثَّانِيَةُ ] ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ : قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أَسْلَمَ ثنا إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ قَرَأْتُ عَلَى أَبِي قُرَّةَ مُوسَى بْنِ طَارِقٍ الزَّبِيدِِيِّ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ(2) .
[
__________
(1) كَمَا فِي الْمَوَاضِعِ التَّالِيَةِ مِنْ تَفْسِيرِهِ : (1/ 87 و2/ 668 ، 706 ، 782) .
(2) كَمَا فِي الْمَوَاضِعِ التَّالِيَةِ مِنْ تَفْسِيرِهِ : (1/550 و2/620) .(1/80)
الثَّالِثَةُ ] الطَّبَرِيُّ : حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ الْحَسَنِ ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ دَاوُدَ حَدَّثَنِي حَجَّاجُ بْنُ مُحّمَّدٍ عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ ، قَالَ : قَالَ ابْنُ عَبَّاس(1) وَهَذِهِ الطُّرُقُ كُلُّهَا مُنْقَطِعَةٌ ، فَإِنَّ ابْنَ جُرَيْجٍ لَمْ يَلْقَ ابْنَ عَبَّاسٍ ، بَلْ لَمْ يَسْمَعْ أَكْثَرَ أَصْحَابِهِ ، فَلَمْ يَسْمَعْ مِنْ مُجَاهِدٍ إِلاَّ حَرْفَيْنِ فِي الْقِرَاءَةِ ، وَلا مِنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، وَلا مِنْ عِكْرِمَةَ . وَأَكْثَرُ رِوَايَتِهِ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، أَوْ عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ عَنْهُ ، فَإِذَا رَوَى عَنْ ابْنِ أَبِي رَبَاحٍ صَرَّحَ بِالتَّحْدِيثِ ، وَإذَا رَوَى عَنْ الْخُرَاسَانِيِّ دَلَّسَهُ ، فَقَدْ كَانَ مَعَ جَلالَتِهِ وَإِمَامَتِهِ يُدَلِّسُ . قَالَ أبُو بَكْرٍ الأَثْرَمُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ : إِذَا قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ : قَالَ فُلاَنٌ ، وَقَالَ فُلاَنٌ، وَأُخْبِرْتُ ، جَاءَ بِمَنَاكِيْرَ ، وَإِذَا قَالَ : أَخْبَرَنِي ، وَسَمِعْتُ ، فَحَسبُكَ بِهِ .
__________
(1) كَمَا فِي الْمَوَاضِعِ التَّالِيَةِ مِنْ تَفْسِيرِهِ : (2/618،94 و13/223،127 و14/22) .(1/81)
*وَهُوَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ جُرَيْجٍ(1) : أَبُو خَالِدٍ ، وَأَبُو الوَلِيْدِ الْقُرَشِيُّ الأُمَوِيُّ الْمَكِّيُّ ، الْحَافظُ صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ ، وَأَوَّلُ مَنْ دَوَّنَ العِلْمَ بِمَكَّةَ ، وَكَانَ مِنْ بُحُوْرِ العِلْمِ . مُجْمَعُ عَلَى ثِقَتِهِ وَإِمَامَتِهِ ، وَوَرَعِهِ وَزَهَادَتِهِ . حَدَّثَ عَنْ : عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ فَأَكْثَرَ وَجَوَّدَ ، وَعَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، وَنَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ ، َ . ذَكَرَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ أَنَّهُ لَمْ يَلْقَ أَحَدَاً مِنَ الصَّحَابَةِ ، وَقَالَ : وَلَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَصْحَابِ ابْنِ عَبَّاسٍ ،. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ : كَانَ مِنْ فُقَهَاءِ أَهْلِ الْحِجَازِ وَمُتْقِنِيهِمْ ، وَكَانَ يُدَلِّسُ . قَالَ جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ : كَانَ ابْنُ جُرَيْجٍ صَدُوقَاً ، فَإذَا قَالَ : حَدَّثَنِي فَهُوَ سَمَاعٌ ، وإِذَا قَالَ : أَخْبَرَنَا أَوْ أَخْبَرَنِي فَهُوَ قِرَاءَةٌ ، وَإِذَا قَالَ : قَالَ أَوْ عَنْ فَهُوْ شِبْهُ الرِّيحِ .
__________
(1) تَرْجَمَة عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ جُرَيْجٍ : تسمية من روي عنه من أولاد العشرة ج1:ص141/ 205، التاريخ الكبير ج5:ص422/ 1373 ، معرفة الثقات ج2:ص103/ 1136 ، تسمية فقهاء الأمصار ج1:ص127/ 24 ، الجرح والتعديل ج5:ص356/ 1687 ، الثقات ج7:ص93/ 9156 ، مشاهير الأمصار ج1:ص145/ 1146 ، ألقاب الصحابة والتابعين في المسندين الصحيحين ج1:ص91، صفة الصفوة ج2:ص216/ 11 ،تهذيب الكمال ج18:ص338/ 3539 ، تهذيب التهذيب ج6:ص357/ 758 ، الكاشف ج1:ص666/ 3461 ، تحفة التحصيل في ذكر رواة المراسيل ج1:ص211، تقريب التهذيب ج1:ص363/ 4193 ، ، طبقات الحفاظ ج1:ص81/ 157 .(1/82)
وَقَالَ الْمَيْمُونِيُّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ : إِذَا قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ : قَالَ فُلاَنٌ فَاحْذَرْهُ ، وَإذَا قَالَ : سَمِعْتُ أوْ سَأَلْتُ ، جَاءَ بِشَيْءٍ لَيْسَ فِي النَّفْسِ مِنْهُ شَيْءٌ: مَاتَ سَنَةَ خَمْسِينَ وَمِائَةٍ .
ثالثاً: الحكم على إسناد الأثر
هَذَا الأَثَرُ إسنادُه ضَعِيفٌ جِدَّاً ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، آفَتُهُ الانْقِطَاعُ ، إذْ لا سَمَاعَ لابْنِ جُرَيْجٍ مِنْهُ ، وَلا إِدْرَاكَ ! . وَأُخْرَى أَقْوَى أَثَرَاً مِنْ سَابِقَتِهَا ، وَهِىَ خَشْيَةُ تَدْلِيسِهِ عَنِ الضُّعَفَاءِ . وَقَدْ قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ : تَجَنَّبْ تَدْلِيسَ ابْنِ جُرَيْجٍ ، فَإِنَّهُ قَبِيحُ التَّدْلِيسِ ، لا يُدَلِّسُ إِلاَّ فِيمَا سَمِعَهُ مِنْ مَجْرُوحٍ مِثْلِ : إبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي يَحْيَى الأَسْلَمِيِّ ، وَمُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ الربذِيِّ ، وَغَيْرِهِمَا(1) .
الحديث رقم { 4 }
وَأَخْرَجَ هَنَّادٌ وَابْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ نَوْفٍ الشَّامِيِّ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى « فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعَاً »(2) قَالَ : الذِّرَاعُ سَبْعُونَ بَاعَاً(3) ، وَالْبَاعُ مَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ مَكَّةَ ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ بِالْكُوفَةِ .
- - الله - -
أولاً: تخريج الأثر كما ذكر المصنف
__________
(1) تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ لابْنِ حَجَرٍ (6/359) .
(2) تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ لابْنِ حَجَرٍ (6/359) .
(3) الباع : الباع والبوع سواء وهو ما بين طرفي الذراعين إذا مدتا يمينا وشمالا ويقال بعث الحبل بوعا إذا مددت باعك به حتى يصير باعا (المصباح المنير ج1/ص66، تفسير غريب ما في الصحيحين البخاري ومسلم ج1/ص319، مختار الصحاح ج1/ص28) .(1/83)
أخرجه نعيم بن حماد في زوائد الزهد ، باب صفة النار (زَوَائِدُ زُهْدِ ابْنِ الْمُبَارِكِ ج2/ص83/ 288) قال : أنا سفيان عن نسير بن دعلوق أنه سمع نوفاً يقول في قوله في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسكلوه قال كل ذراع سبعون ذراعا وكل باع سبعون باعا أبعد مما بينك وبين مكة وهو يومئذ في مسجد الكوفة, وأخرجه هناد في الزهد ( « الزُّهْدُ »(1/180/269) من طريق شيخه وكيع عن سفيان الثوري به وبمثله .
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف
وَأَخْرَجَهُ كَذَلِكَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ « التَّفْسِيْرُ »(3/315) ، وَابْنُ أَبِي الدُّنْيَا « صِفَةُ النَّارِ »(ص51/ح59) مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْقُرَشِيِّ ، وَالطَّبَرِيُّ « التَّفْسِيْرُ »(29/63) مِنْ طَرِيقِ يَحْيَى الْقَطَّانِ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ وَمِهْرَانَ بْنِ أَبِي عُمَرَ الْعَطَّارِ ، وَأبُو نُعَيْمٍ « حِلْيَةُ الأَوْلِيَاءِ (6/49)» مِنْ طَرِيقِ مُصْعَبِ بْنِ الْمِقْدَامِ ، وَابْنُ أَبِي الدُّنْيَا « صِفَةُ النَّارِ »(ص94/ح138) مِنْ طَرِيقِ عبد الله بن المبارك
سبعتهم عَنِ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ به بِمِثْلِ حَدِيثِ وَكِيعٍ.
ثالثاً: دراسة إسناد الأثر
مَدَارُ هَذَا الأَثَرِ عَلَى سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ ، وَقَدْ رَوَاهُ عَنْهُ جَمْعٌ مِنْ أَصْحَابِهِ ، وَأَوْثَقُهُمْ الأَرْبَعَةُ الأثْبَاتُ الرُّفَعَاءُ : عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارِكِ ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ ، وَوَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ .(1/84)
1- سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ الثَّوْرِيُّ(1) : أَبُو عَبْدِ اللهِ الْكُوفِيُّ . أَمِيْرُ الْمُؤْمِنِينَ فِي الْحَدِيثِ ، وَسَيِّدُ الْحُفَّاظِ الثِّقَاتِ الأَثْبَاتِ . قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ : كَتَبْتُ عَنْ أَلْفٍ وَمِائَةِ شَيْخٍ ، مَا . قَالَ أبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ الْبَغْدَادِيُّ : كَانَ إِمَامَاً مِنْ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَلَمَاً مِنْ أَعْلامِ الدِّينِ ، مُجْمَعَاً عَلَى أَمَانَتِهِ ، بِحَيْثُ يُسْتَغْنَي عَنْ تَزْكِيَتِهِ مَعَ الإِتْقَانِ وَالْحِفْظِ ، وَالْمَعْرِفَةِ وَالضَّبْطِ، وَالْوَرَعِ وَالزُّهْدِ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ : اجْتَمَعُوا عَلَى أَنَّهُ تُوفِّي بِالْبَصْرَةِ سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّينَ وَمِائَةِ .
__________
(1) تَرْجَمَة سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ الثَّوْرِيُّ : طبقات ابن سعد ج6:ص371، تسمية من روي عنه من أولاد العشرة ج1:ص106/ 28 ، التاريخ الكبير ج4:ص92/ 2077 ، الكنى والأسماء ج1:ص482/ 1861 ،معرفة الثقات ج1:ص407/ 625 ، الوحدان للنسائي ج1:ص128، الجرح والتعديل ج4:ص222/ 972 ،الثقات ج6:ص401/ 8297 ، ذكر اسماء التابعين ومن بعدهم ج2:ص102/ 470 ، المنتظم ج8:ص253/ 867 ،تهذيب الكمال ج11:ص154/ 2407 ، ، الكاشف ج1:ص449/ 1996، تذكرة الحفاظ ج1:ص203/ 198، المقتنى في سرد الكنى ج1:ص356/ 3650 ،تحفة التحصيل في ذكر رواة المراسيل ج1:ص130، تهذيب التهذيب ج4:ص99/ 199، تقريب التهذيب ج1:ص244/ 2445 ، الإيثار بمعرفة رواة الآثار ج1:ص89/93 .(1/85)
2- نُسَيْرُ بْنُ ذُعْلُوقٍ الثَّوْرِيُّ(1) : مَوْلاهُمْ ، أبُو طِعْمَةَ الْكُوفِيُّ ثِقَةٌ . سَمِعَ : عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ ، وَالرَّبِيعَ بْنَ خُثَيْمٍ ، وَسَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ ، وَنَوْفَ بْنَ فَضَالَةَ الْبِكَالِيَّ . وَرَوَى عَنْهُ : الثَّوْرِيُّ ، وَإِسْرَائِيلُ ، وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ ، وَقَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِِ . قَالَ إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ قَالَ : نُسَيْرُ بْنُ ذُعْلُوقٍ ثِقَةٌ . وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي « كِتَابِ الثِّقَاتِ »، أخرج له ابن ماجة .
__________
(1) تَرْجَمَة نُسَيْرُ بْنُ ذُعْلُوقٍ الثَّوْرِيُّ : تاريخ ابن معين (رواية الدوري) ج3:ص513/ 2504 ، التاريخ الكبير ج8:ص138/ 2480 ، معرفة الثقات ج2:ص312/ 1846 ،الجرح والتعديل ج8:ص509/2332 ، الثقات ج5:ص486/ 5855 ، فتح الباب في الكنى والألقاب ج1:ص454/ 4119 ،تهذيب الكمال ج29:ص339/ 6393 ، الكاشف ج2:ص318/ 5807 ، تهذيب التهذيب ج10:ص379/ 766 ، ، تقريب التهذيب ج1:ص560/ 7107 .(1/86)
3- نَوْفُ بْنُ فَضَالَةَ الْحِمْيَرِيُّ الْبِكَالِيُّ(1) : أبُو يَزِيدَ الشَّامِيُّ ، وَقِيلَ : أبُو الرَّشِيدِ ، فَهُوَ ابْنُ امْرَأَةِ كَعْبِ الأَحْبَارِ . أَحَدُ الْحُكَمَاءِ الْعُلَمَاءِ الْوَرِعِينَ . رَوَى عَنْ : عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، وَثَوْبَانَ ، وَعَبْدَ اللهِ بْنِ عَمْرٍو . رَوَى عَنْهُ : خَالِدُ بْنُ صُبَيْحٍ ، وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ ، وَشَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ ، وَنُسَيْرُ بْنُ ذُعْلُوقٍ ، . قَالَ ابْنُ حِبَّانَ « مَشَاهِيْرُ عُلَمَاءِ الأَمْصَارِ »(1/121): كَانَ مِنْ صَالِحِي أَهْلِ مِصْرَ، يَرْوِي الْقَصَصَ . وَذَكَرَهُ فِي « كِتَابِ الثِّقَاتِ »(5/483) . وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ « فَتْحُ الْبَارِي »(8/413) : تَابِعِيٌّ صَدُوقٌ . وقال في التقريب : مستور ،. مات شهيدا مات بعد التسعين خ م.
رابعاً: الحكم على إسناد الأثر
هَذَا الأَثَرُ إسنادُه حَسَنٌ ، فهو عَنْ نَوْفٍ الْبِكَالِيِّ الشَّامِيِّ إِسْنَادُهُ ثِقَاتٌ كُلُّهُمْ خَلا نَوْفَاً فَهُوَ صَدُوقٌ، وَقَدْ وُثِّقَ
الحديث رقم { 5 }
وَأَخْرَجَ أبُو نُعَيْمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ قَالَ : لَوْ جُمِعَ حَدِيدُ الدُّنْيَا كُلُّهُ مَا خَلا مِنْهَا وَمَا بَقِىَ ، مَا عَدَلَ حَلْقَةً مِنْ حِلَقِ جَهَنَّمَ .
- - الله - -
أولاً: تخريج الأثر كما ذكر المصنف
__________
(1) تَرْجَمَة نَوْفُ بْنُ فَضَالَةَ الْحِمْيَرِيُّ الْبِكَالِيُّ : التاريخ الكبير ج8:ص129/ 2451 ، التاريخ الأوسط ج1:ص162/ 742 ، الجرح والتعديل ج8:ص505/ 2311 ،الثقات ج5:ص483/ 5844 ، مشاهير الأمصار ج1:ص121/ 946 ، تاريخ مدينة دمشق ج62:ص303/ 7937 ، تكملة الإكمال ج1:ص425/ 700 ، تهذيب الكمال ج30:ص65/ 6498 ، المقتنى في سرد الكنى ج2:ص152/ 6743 ،تهذيب التهذيب ج10:ص436/ 882 ، تقريب التهذيب ج1:ص567/ 7213.(1/87)
قَالَ أبُو نُعَيْمٍ « حِلْيَةُ الأَوْلِيَاءِ »(3/153) : مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا أبُو زُرْعَةَ حَدَّثَنَا حَامِدُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا الْمُقْرِئُ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ رُسْتُمَ الأَيْلِيُّ قَالَ : سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْمُنْكَدِرِ يَقُولُ : لَوْ جُمِعَ حَدِيدُ الدُّنْيَا كُلُّهُ مَا خَلا مِنْهَا وَمَا بَقِىَ ، مَا عَدَلَ حَلْقَةً مِنْ حِلَقِ السِّلْسِلَةِ الَّتِي ذَكَرَهَا اللهُ تَعَالَى فِي كِتَابِهِ فَقَالَ : « فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعَاً » .
ثانياً: دراسة إسناد الأثر(1/88)
1- مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جِشْنِسَ(1) ، أَبُو بَكْرٍ الْمُعَدِّلُ الأَصْبَهَانِيُّ . مُسْنَدُ أَصْبَهَانَ الثِّقَةُ الْعَدْلُ الأَمِينُ . قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ « أَخْبَارُ أَصْبَهَانَ » : سَمِعَ مِنْ : إِسْحَاقَ بْنِ جَمِيلِ ، وَمُحَمَّدِ بْنِ سَهْلِ بْنِ الصَّبَّاحِ ، وَالْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ دَكَّةَ ، وَالْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الدَّارَكِيِّ ، وَبِالْعِرَاقِ مِنْ أَبِي مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ . صَاحِبُ أُصُولِ وَكُتُبٍ كَثِيْرَةٍ . ثِقَةٌ أَمِينٌ . تُوفِّي فِي رَمَضَانَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ وَثَلاثِمِائَةٍ . وَقَالَ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ « الأَنْسَابُ »(2/62): الْجِشْنِسِيُّ : بِكَسْرِ الْجِيمِ ، وَسَكُونِ الشِّينِ الْمُعْجَمَةِ ، وَالنُّونِ الْمَكْسُورَةِ بَعْدَهَا سِينٌ مُهْمَلَةٌ ، هَذِهِ النَّسْبَةُ إِلَى جِشْنِسَ ، وَهُوَ اسْمٌ لِجَدِّ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ جِشْنِسَ الْمُعَدِّلُ الْجِشْنِسِيُّ مِنْ أَهْلِ أَصْبَهَانَ ،.
__________
(1) تَرْجَمَة مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جِشْنِس : تاريخ أصبهان ج2/ص271/ 1673 ،الأنساب ج2/ص62.(1/89)
2- الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ زِيَادٍ(1) ، أبُو عَلِيٍّ الأَصْبَهَانِيُّ الدَّارَكِيُّ . قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ « أَخْبَارُ أَصْبَهَانَ » : ثِقَةٌ صَدُوقٌ ، صَاحِبُ كِتَابٍ ، تُوفِّي لِسَبْعٍ بَقَيْنَ مِنْ جُمَادَى الأُولَى سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَثَلاثِ مِائَةٍ . يَرْوِي عَنْ صَالِحٍ بْنِ مِسْمَارٍ، وَمُحَمَّدَ بْنِ أَبِي رِزْمَةَ ، وَالْحُسَيْنِ بْنِ حُرَيْثٍ، وَالْبْخَارِيِّ ، وَالرَّازِيَّيْنِ . وَزَادَ الذَّهَبِيُّ « سِيَرُ أعْلامِ النُّبَلاءِ »(14/486) : الشَّيْخُ الْمُسْنِدُ الثِّقَةُ الْمُتْقِنُ . حَدَّثَ عَنْهُ : أَبُو أَحْمَدَ العَسَّالُ ، وَأَبُو الشَّيْخِ ابْنُ حَيَّانَ ، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جِشْنِسَ ، وَآخَرُوْنَ . وَهُوَ جَدُّ الدَّارَكِيِّ شَيْخِ الشَّافِعِيَّةِ . لَعَلَّهُ عَاشَ نَيِّفَاً وَتِسْعِيْنَ سَنَةً .
__________
(1) تَرْجَمَة الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ : طبقات المحدثين بأصبهان ج4/ص136/ 584،تاريخ أصبهان ج1/ص319/ 563 ،سير أعلام النبلاء ج14/ص486/71(1/90)
3- أَبُو زُرْعَةَ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيْمِ بْنِ يَزِيدَ الرَّازِيُّ(1) . مُحَدِّثُ الرَّيِّ ، وَإِمَامُ حُفَّاظِهَا . أَحَدُ الأئِمَّةِ الْمَشْهُورِينَ ، وَالأَعْلامِ الْمَذْكُورِينَ ، وَالْجَوَّالِينَ الْمُكْثِرِينَ ، وَالْحُفَّاظُ الْمُتْقِنِينَ . طَلَبَ هَذَا الشَّأْنَ وَهُوَ حَدَثٌ ، وَارْتَحَلَ إِلَى الْحِجَازِ وَالشَّامِ وَمِصْرَ وَالعِرَاقِ وَالْجَزِيْرَةِ وَخُرَاسَانَ ، وَكَتَبَ مَا لاَ يُوْصَفُ كَثْرَةً . سَمِعَ مِنْ : مُحَمَّدِ بْنِ سَابِقٍ ، وَقُرَّةَ بْنِ حَبِيْبٍ ، وَأَبِي نُعَيْمٍ ، وَالقَعْنَبِيِّ ، وَأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، وَطَبَقَتِهِم. حَدَّثَ عَنْهُ : أَبُو حَفْصٍ الفَلاَّسُ ، وَحَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى ، وَإِسْحَاقُ بْنُ مُوْسَى الخَطْمِيُّ ، وَالرَّبِيْعُ الْمُرَادِيُّ ، وَمَنَاقِبُهُ أَكْثَرُ مِنْ أَنْ تُحْصَى . قَالَ أبُو سَعِيدِ بْنُ يُونُسَ : كَانَتْ وَفَاتُهُ بِالرَّيِّ آخِرَ يَوْمٍ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ .
__________
(1) تَرْجَمَة أَبُو زُرْعَةَ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيْمِ بْنِ يَزِيدَ الرَّازِيُّ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ لابْنِ أَبِي حَاتِمٍ (5/325/1543) ، وَثِقَاتُ ابْنِ حِبَّانَ (8/407) ، وَتَهْذِيبُ الْكَمَالِ لِلْمِزِّيِّ (19/89) ، وَالْكَاشِفُ (1/683) ، وَسِيَرُ أعْلامِ النُّبَلاءِ (13/65) ، وتَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ لابْنِ حَجَرٍ (7/28) ، وَتَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (1/373)(1/91)
4- حَامِدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ هَانِيءٍ الْبَلْخِيُّ(1) ، أَبُو عَبْدِ اللهِ الطَّرْسُوسِيُّ . ثِقَةٌ حَافِظٌ ، كَانَ مَكِينَاً فِي ابْنِ عُيَيْنَةَ . رَوَى عَنْ : ابْنِ عُيَيْنَةَ ، وَأيُّوبَ بْنِ النَّجَّارِ ، وَمَرْوَانَ بْنِ مُعَاوِيَةَ ، ويَحَيْى بْنِ سُلَيْمٍ ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ يُوسُف التَّنِّيسِيِّ ، وَأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئِ . وَعَنْهُ : أبُو دَاوُدَ ، وَأبُو زُرْعَةَ ، وَأبُو حَاتِمٍ ، وَأبُو أُمَيَّةَ الطَّرْسُوسِيُّ ، وَأبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي عَاصِمٍ ، وكان مِنْ أَْعْلَمِ أَهْلِ زَمَانِهِ بِحَدِيثِهِ ، مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَتَيْنِ .. وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ فِي « تَقْرِيبِهِ »(1/149) : ثِقَةٌ حَافِظٌ .
5- عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ الْمَكِّيُّ سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 1 ] ، ثِقَةٌ مِنْ كُبَرَاءِ شُيُوخِ الْبُخَارِيِّ .
__________
(1) تَرْجَمَة حَامِدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ هَانِيءٍ الْبَلْخِيُّ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ لابْنِ أَبِي حَاتِمٍ (3/301/1338) ، وَثِقَاتُ ابْنِ حِبَّانَ (8/218) ، وَتَهْذِيبُ الْكَمَالِ لِلْمِزِّيِّ (5/325)، وَالْكَاشِفُ (1/306) ، وتَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ لابْنِ حَجَرٍ (2/148)، وَتَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (1/149) .(1/92)
6- سَعِيْدُ بنُ أَبِي أَيُّوْبَ مِقْلاَصٍ الْخُزَاعِيُّ(1) ، أَبُو يَحْيَى الْمِصْرِيُّ . الإِمَامُ الْحَافِظُ الثِّقَةُ الْفَقِيْهُ . أَحَدُ أَوْعِيَةِ العِلْمِ بِمِصْرَ . رَوَى عَنْ : أَبِي عَقِيْلٍ زُهْرَةَ بْنِ مَعْبَدٍ ، وَبَكْرِ بْنِ عَمْرٍو الْمَعَافِرِيِّ ، وَجَعْفَرِ بْنِ رَبِيْعَةَ ، وَعُقَيْلِ بْنِ خَالِدٍ ، وَعَبْدِ الرَّحِيْمِ بْنِ مَيْمُوْنٍ ، وَكَعْبِ بْنِ عَلْقَمَةَ ، وَيَزِيْدَ بْنِ أَبِي حَبِيْبٍ ، وَعِدَّةٍ . حَدَّثَ عَنْهُ : ابْنُ جُرَيْجٍ وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ ، وَرَوْحُ بْنُ صَلاَحٍ ، وَنَافِعُ بْنُ يَزِيدَ ، وَطَائِفَةٌ .. وَقَالَ الْحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ « َ فِي « تَقْرِيبِهِ »(1/233) : ثِقَةٌ ثَبْتٌ . قَالَ ابْنُ يُونُسَ : تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّيْنَ وَمائَةٍ .وَقِيلَ غَيْرَ ذَلِكَ ،وَالأوَّلُ أَصَحُّ
__________
(1) تَرْجَمَة سَعِيْدُ بنُ أَبِي أَيُّوْبَ مِقْلاَصٍ الْخُزَاعِيُّ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ لابْنِ أَبِي حَاتِمٍ (4/66/277) ، وَثِقَاتُ ابْنِ حِبَّانَ (8/259) ، وَتَهْذِيبُ الْكَمَالِ لِلْمِزِّيِّ (10/342) ، وَالْكَاشِفُ (1/432) ، وَسِيَرُ أعْلامِ النُّبَلاءِ (7/22) ، وتَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ لابْنِ حَجَرٍ (4/7) ، وَتَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (1/233) .(1/93)
7- حُسَيْنُ بْنُ رُسْتُمَ الأَيْلِيُّ(1) . ثِقَةٌ عَابِدٌ مُقِلٌّ روى عن الزهري وابن المنكدر روى عنه بن أبي ذئب وسعيد بن أبي أيوب، قَالَ الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ « تَارِيْخُ ابْنِ مَعِينٍ »(1/174) : سَمِعْتُ يَحْيَى يَقُولُ : كَانَ حُسَيْنُ بْنُ رُسْتُمَ رَجُلاً مِنْ أَهْلِ أَيْلَةَ ، وَكَانَ عَابِدَاً زَاهِدَاً وكان مالك بن أنس يروى عن رجل عنه وكان بن المبارك يروى عن رجل عنه ويقول بلغني عن حسين بن رستم ، ولم يذكر فيه البخاري وأبو حاتم جرحا و لا تعديلا . وذكره ابن حبان في الثقات .
__________
(1) تَرْجَمَة حُسَيْنُ بْنُ رُسْتُمَ الأَيْلِيُّ : تَارِيْخُ ابْنِ مَعِينٍ بِرِوَايَةِ الدُّورِيِّ (1/174/1113) ، ا لتاريخ الكبير ج2:ص383/ 2857 ، الجرح والتعديل ج3:ص52/ 234 ،الثقات ج6:ص208/ 7397 .(1/94)
8- مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ(1) الإِمَامُ الْحَافِظُ القُدْوَةُ ، أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْهُدَيْرِ التَّيْمِيُّ القُرَشِيُّ التَّيْمِيُّ الْمَدَنِيُّ . حدَّثَ عَنْ: سَلْمَانَ، وَأَبِي رَافِعٍ ، وَأَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ ، وَأَبِي قَتَادَةَ ، وَطَائِفَةٍ مُرْسَلاً . وَسَمِعَ : عَائِشَةَ ، وَأَبَا هُرَيْرَةَ ، وَابْنَ عُمَرَ ، وَجَابِرَ بْنَ عَبْدِِ اللهِ ، . وَعَنْهُ : عَمْرُو بنُ دِيْنَارٍ ، وَالزُّهْرِيُّ ، وَهِشَامُ بنُ عُرْوَةَ، وَأَبُو حَازِمٍ الأَعْرَجُ ، وَشُعْبَةُ ، وَالسُّفْيَانَانِ ، كَانَ مِنْ مَعَادِنِ الصِّدْقِ ، وَيَجْتَمِعُ إِلَيْهِ الصَّالِحُوْنَ . وَقَالَ مَالِكٌ: كَانَ ابْنُ الْمُنْكَدِرِ سَيِّدَ الْقُرَّاءِ . قَالَ الْوَاقِدِيُّ وَكَاتِبُهُ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ وَغَيْرُ وَاحِدٍ : مَاتَ سَنَةَ ثَلاثِينَ وَمِائَةٍ .
ثالثاً: الحكم على إسناد الأثر
هَذَا الأَثَرُ إسنادُه صَحِيحٌ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِر ، إِسْنَادُهُ ثِقَاتٌ كُلُّهُمْ ، شَيْخُ أَبِي نُعَيْمٍ فَمَنْ فَوْقَهُ.
الحديث رقم { 6 }
وَأَخْرَجَ ابْنُ الْمُبَارِكِ عَنْ كَعْبٍ قال: إِنَّ حَلْقَةً مِنَ السِّلْسِلَةِ الَّتِي ذَكَرَ اللهُ فِي كِتَابِهِ مِثْلُ جَمِيعِ حَدِيدِ الدُّنْيَا .
- - الله - -
أولاً: تخريج الأثر كما ذكر المصنف
__________
(1) تَرْجَمَة مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ لِلْبُخَارِيِّ (1/219/691) ، وَثِقَاتُ الْعِجْلِيِّ (2/254) ، وَالْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ لابْنِ أَبِي حاتِمٍ (8/97/421) ، وَثِقَاتُ ابْنِ حِبَّانَ (5/350) وَتَهْذِيبُ الْكَمَالِ لِلْمِزِّيِّ (26/503) وَالْكَاشِفُ (2/224) وتَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ لابْنِ حَجَرٍ (9/417) وَتَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (1/508)(1/95)
أَخْرَجَهُ نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ « زَوَائِدُ زُهْدِ ابْنِ الْمُبَارِكِ »(2/83/289) ، وَابْنُ أَبِي الدُّنْيَا «صِفَةُ النَّارِ»(93/137) مِنْ طَرِيقِ عَبْدَانَ الْمَرْوَزِيِّ ، قَالا : أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ : أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ عَبْدِ اللهِ أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ أَبِي مُلَيْكَةَ يُحَدِّثُ أَنَّ كَعْبَاً قَالَ : إِنَّ حَلْقَةَ السِّلْسِلَةِ الَّتِي قَالَ اللهُ « فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعَاً » إِنَّ حَلْقَةً مِنْهَا مِثْلُ جَمِيعِ حَدِيدِ الدُّنْيَا
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف
وَأَخْرَجَهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ « تَفْسِيْرُهُ »(3/312) ، وَمِنْ طَرِيقِهِ أَبُو نُعَيْمٍ « الْحِلْيَةُ »(6/49) عَنْ بَكَّارِ بْنِ عَبْدِ اللهِ عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَنْظَلَةَ عَنْ كَعْبٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالِى « سِلْسِلَةِ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعَاً » قَالَ : لَوْ جُمِعَ حَدِيدُ الدُّنْيَا مِنْ أَوَّلِهَا إِلَى آخِرِهَا مَا وًزِنَ حَلْقَةً مِنْهَا .
ثالثاً: دراسة إسناد الأثر(1/96)
1- عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ(1) : أَبُو بَكْرٍ الْيَمَانِيُّ . عَالِمُ الْيَمَنِ ، ثِقَةٌ حَافِظٌ مُصَنِّفٌ ، تَغَيَّرَ بِآخِرَةٍ ، وَكَانَ يَتَشَيَّعُ وَلا يُفْرِطُ فِيهِ . رَوَى عَنْ : مَعْمَرٍ وَاخْتَصَّ بِهِ ، وَابْنِ جُرَيْجٍ ، وَهِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ ، وَمَالِكٍ ، وَعِدَّةٍ . حَدَّثَ عَنْهُ : ابْنُ عُيَيْنَةَ حَدِيثَاً وَاحِدَاً ، وَمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، وَحَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَإسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْه .. وَقَالَ الْحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ: فِي « تَقْرِيبِهِ »(1/354) : ثِقَةٌ حَافِظٌ مُصَنِّفٌ شَهِيْرٌ ، عَمِيَ فِي آخِرِ عُمُرِهِ فَتَغَيَّرَ ، وَكَانَ يَتَشَيَّعُ . مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ ، وَلَهُ خَمْسٌ وَثَمَانُونَ .
2- عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ : بْنِ وَاضِحٍ الْحَنْظَلِيِّ الْمَرْوَزِيِّ . إِمَامٌ ثِقَةٌ ثَبْتٌ حُجَّةٌ ، زَاهِدٌ عَابِدٌ مُجَاهِدٌ ، جُمِعَتْ فِيهِ خِصَالُ الْخَيْرِ ، سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 1 ] .
__________
(1) تَرْجَمَة عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ : معرفة الثقات ج2:ص93/ 1097 ، تسمية من أخرجهم البخاري ومسلم ج1:ص176/ 1076 ،تهذيب الكمال ج18:ص52/ 3415 ، الكاشف ج1:ص651/ 3362 ، المعين في طبقات المحدثين ج1:ص76/ 803 ، الرواة الثقات المتكلم فيهم بما لا يوجب ردهم ج1:ص125/ 52 ، المختلطين ج1:ص74/ 29 ،تهذيب التهذيب ج6:ص278/ 611 ، تقريب التهذيب ج1:ص354/ 4064 ، طبقات المدلسين ج1:ص34/ 58 ،الكوكب النيرات ج1:ص51/ 34 .(1/97)
3- بَكَّارُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْيَمَانِيُّ(1) : يَمَانِيٌّ ثِقَةٌ ، يَرْوِي الْمَوَاعِظَ وَالرَّقَائِقَ عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبَّهٍ . رَوَى
عن بن أبي مليكة وخلاد بن عبد الرحمن ووهب بن منبه وعنه عبد الرزاق وهشام بن يوسف وابن المبارك. وثقه أحمد وابن معين وأبو حاتم وابن شاهين ، . وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي « كِتَابِ الثِّقَاتِ » .
__________
(1) تَرْجَمَة بَكَّارُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْيَمَانِيُّ : التاريخ الكبير ج2:ص121/ 1901 ،ا الجرح والتعديل ج2:ص408/ 1608 ، الثقات ج6:ص107/ 6927 ، وَتَارِيْخُ أسْمَاءِ الثِّقَاتِ لابْنِ شَاهِينَ (1/48/130) ،الإكمال لرجال أحمد ج1:ص48/ 76 .(1/98)
4- عَبْدُ اللهِ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ(1) : بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ جُدْعَانَ ، أَبُو بَكْرٍ الْقُرَشيُّ التَّيْمِيُّ . الْقَاضِي الْمُؤَذِّنُ الْمَكِّيُّ ، الْفَقِيهُ الْحُجَّةُ . وُلِدَ فِي خِلاَفَةِ عَلِيٍّ أَوْ قَبْلَهَا . وَحَدَّثَ عَنْ : عَائِشَةَ أُمِّ المُؤْمِنِيْنَ ، وَأُخْتِهَا أَسْمَاءَ ، وَأَبِي مَحْذُوْرَةَ ، وَابْنِ عَبَّاسٍ ، وَابْنِ عَمْرٍو ، وَعَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ مُرْسَلاً وَعَنْ : جَدِّهِ أَبِي مُلَيْكَةَ ،. وَحَدَّثَ عَنْهُ: رَفِيْقُهُ عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ ، وَعَمْرُو بْنُ دِيْنَارٍ ، وَعَبْدُ العَزِيْزِ بْنُ رُفَيْعٍ ، وَأَيُّوْبُ السِّخْتِيَانِيُّ ، وَحُمَيْدٌ الطَّوِيْلُ وَكَانَ عَالِمَاً ، مُفْتِيَاً ، صَاحِبَ حَدِيْثٍ وَإِتْقَانٍ . وَثَّقَهُ أَبُو زُرْعَةَ وَأَبُو حَاتِمٍ وَالْعِجْلِيُّ . وقال ابن حجر أدرك ثلاثين من الصحابة ثقة فقيه من الثالثة مات سنة سبع عشرة ع
__________
(1) تَرْجَمَة عَبْدُ اللهِ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ : الجرح والتعديل ج5:ص99/ 461 ،مشاهير الأمصار ج1:ص82/ 597 ،تهذيب الكمال ج15:ص256/ 3405 ،الكاشف ج1:ص571/ 2838 ، سير أعلام النبلاء ج5:ص88، نتهذيب التهذيب ج5:ص268/ 523 ،تقريب التهذيب ج1:ص312/ 3454 ، طبقات الحفاظ ج1:ص48/ 93 .(1/99)
5- عَبْدُ اللهِ بْنُ حَنْظَلَةَ بْنِ أَبِي عَامِرٍ الرَّاهِبِ(1) : عَبْدِ عَمْرٍو بْنِ صَيفِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ ، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَنْصَارِيُّ الأَوْسِيُّ . مِنْ صِغَارِ الصَّحَابَةِ . استُشْهِدَ أَبُوْهُ يَوْمَ أُحُدٍ ، فَغَسَّلَتْهُ الْمَلاَئِكَةُ لِكَوْنِهِ جُنُبَاً . وَأُمُّهُ جَمِيْلَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أُبَيِّ بْنِ سَلُوْلٍ . وَقَدْ رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَطُوْفُ بِالْبَيْتِ عَلَى نَاقَةٍ . وَقَدْ رَوَى أَيْضَاً عَنْ : عُمَرَ ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ سَلامٍ ، وَكَعْبِ الأَحْبَارِ . حَدَّثَ عَنْه : عَبْدُ اللهِ بنُ يَزِيْدَ الْخَطْمِيُّ رَفِيقُهُ ، وَابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ ، وَكَانَ رَأْسَ الثَّائِرِيْنَ عَلَى يَزِيْدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ نَوْبَةَ الْحَرَّةِ ، وَاستُشْهِدَ يَوْمَئِذٍ فِي ذِي الْحَجَّةِ سَنَةَ ثَلاثَ وَسِتِّينَ ، وَمَعَهُ سَبْعَةُ أَبْنَاءٍ . أخرج له أبو داود.
__________
(1) تَرْجَمَة عَبْدُ اللهِ بْنُ حَنْظَلَةَ بْنِ أَبِي عَامِرٍ الراهب : طبقات خليفة ج1:ص236، التاريخ الكبير ج5:ص68/ 170 ، الجرح والتعديل ج5:ص29/ 131 ، معجم الصحابة ج2:ص90/ 534 ،الثقات ج3:ص226/ 731 ، الاستيعاب ج3:ص892/ 1517 ،تهذيب الكمال ج14:ص436/ 3236 ،لكاشف ج1:ص547/ 2695 ، تهذيب التهذيب ج5:ص169/ 332 ،تقريب التهذيب ج1:ص300/ 3285 .(1/100)
6- كَعْبُ الأَحْبَارِ(1) : هُوَ كَعْبُ بنُ مَاتِعٍ ، أَبُو إسْحَاقَ الْحِمْيَرِيُّ اليَمَانِيُّ ، العَلاَّمَةُ الْحَبْرُ ، الَّذِي كَانَ يَهُودِيّاً ، فَأَسْلَمَ بَعْدَ وَفَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَقَدِمَ الْمَدِيْنَةَ مِنَ اليَمَنِ فِي أَيَّامِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، فَجَالَسَ الصَّحَابَةَ ، فَكَانَ يُحَدِّثُهُم عَنِ الكُتُبِ الإِسْرَائِيْليَّةِ ، وَيَحْفَظُ عَجَائِبَ ، وَيَأْخُذُ السُّنَنَ عَنِ الصَّحَابَةِ . وَكَانَ حَسَنَ الإِسْلاَمِ ، مَتِيْنَ الدّيَانَةِ ، خَبِيْرَاً بِكُتُبِ اليَهُوْدِ ، حَصِيفَاً فِي مَعْرِفَةِ صَحِيحِهَا مِنْ بَاطِلِهَا . حَدَّثَ عَنْ : عُمَرَ ، وَصُهَيْبٍ ، وَغَيْرِ وَاحِدٍ . وَحَدَّثَ عَنْهُ : أَبُو هُرَيْرَةَ ، وَمُعَاوِيَةُ ، وَابْنُ عَبَّاسٍ ، وَجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، وَذَلِكَ مِنْ قَبِيلِ رِوَايَةِ الصَّحَابِيِّ عَنِ التَّابِعِيِّ ، وَهُوَ عَزِيزٌ .. قَالَ الْحَافِظُ فِي « تَقْرِيبِهِ »(1/462) : ثِقَةٌ مُخْضْرَمٌ ، كَانَ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ فَسَكَنَ الشَّامَ ، مَاتَ فِي آخِرِ خِلافَةِ عُثْمَانَ . وقد زاد على المائة خ م د ت س فق.
رابعاً: الحكم على إسناد الأثر
هَذَا الأَثَرُ إسنادُه صَحِيحٌ ، عَنْ كَعْبِ الأَحْبَارِ ، مُتَّصِلٌ مِنْ رِوَايَةِ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَنْظَلَةَ عَنْ كَعْبٍ . وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ كُلُّهُمْ ، عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ فَمَنْ فَوْقَهُ .
الحديث رقم { 7 }
__________
(1) تَرْجَمَة كَعْبُ الأَحْبَارِ : التاريخ الكبير ج7:ص223/ 962 ، الكنى والأسماء ج1:ص33/ 2 ،الجرح والتعديل ج7:ص161/ 906 ، مشاهير الأمصار ج1:ص118/ 911 ،تهذيب الكمال ج24:ص189/ 4980 ، سير أعلام النبلاء ج3:ص489/ 11 ، تذكرة الحفاظ ج1:ص52/ 33 ، تحفة التحصيل في ذكر رواة المراسيل ج1:ص271، تقريب التهذيب ج1:ص461/ 5648 .(1/101)
وَأَخْرَجَ الْبَيْهَقِيُّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ « فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالأقْدَامِ »(1) قَالَ : يُجْمَعُ بَيْنَ رَأْسِهِ وَرِجْلَيْهِ ، ثُمَّ يُقْصَفُ(2) كَمَا يُقْصَفُ الْحَطَبُ .
- - الله - -
أولاً: تخريج الأثر كما ذكر المصنف
قَالَ الْبَيْهَقُِِّي « الْبَعْثُ وَالنُّشُورُ »(ص286/ح591) : أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ أنْبَأَ أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ ثَنَا الْكُدَيْمِيُّ ثَنَا أبُو عَلِيٍّ الْحَنَفِيُّ ثَنَا شَرِيكٌ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ « فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالأقْدَامِ » قَالَ : يُجْمَعُ بَيْنَ رَأْسِهِ وَرِجْلَيْهِ ، ثُمَّ يُقْصَفُ كَمَا يُقْصَفُ الْحَطَبُ .
ثانياً: دراسة إسناد الأثر
__________
(1) سُورَةُ الرَّحْمَنِ : الآيَةُ 41 .
(2) القصف : الكسر والدفع الشديد لفرط الزحام ، و قصف الرعد قصيفا إشتد صوته والفحل إشتد هديره ، يقال قصفه يقصفه قصفا كسره (النهاية في غريب الأثر ج4/ص73، الأفعال ج3/ص32، القاموس المحيط ج1/ص1092) .(1/102)
1- عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ(1) : بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَرَجِ بْنِ سَعِيدٍ ، أبُو الْحَسَنِ الشِّيرَازِيٌّ ، ثُمَّ الأَهْوَازِيُّ . قَالَ الْحَافِظُ أبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ « تَارِيْخ بَغْدَادَ »(11/329) : سَمِعَ : مُحَمَّدَ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّوَيْهِ الْعَسْكَرِيَّ ، وَأَحْمَدَ بْنَ عُبَيْدٍ الصَّفَّارَ البصري ، وَأَبَا الْقَاسِمِ الطَّبَرَانِيَّ. وَانْتَقَلَ إِلَى نَيْسَابُورَ فَسَكَنَهَا ،. وهو راوية مسند أحمد بن عبيد الصفار الذي سمعت منه كل الأئمة والصدور والكبار ممن دب ودرج،. مَاتَ فِي صَفَرَ أَوْ شَهْرِ رَبِيعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ خَمْسَ عَشَرَةَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ .وَقَالَ الذَّهَبِيُّ « سِيَرُ أَعْلامِ النُّبَلاءِ »(17/397) : ثِقَةٌ مَشْهُوْرٌ عَالِي الإِسْنَادِ حَدَّثَ عَنْهُ : أَبُو بَكْرٍ البَيْهَقِيُّ فِي تَصَانِيْفِهِ ، وَأَبُو القَاسِمِ القُشَيْرِيُّ ، وَالقَاسِمُ بْنُ الفَضْلِ الثَّقَفِيُّ ، وَآخَرُوْنَ .
__________
(1) تَرْجَمَة عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ : تاريخ جرجان ج1:ص548/ 1193 ، وَتَارِيْخُ بَغْدَادَ لِلْخَطِيبِ (11/329/6155، المنتخب من كتاب السياق لتاريخ نيسابور ج1:ص410/ 1247، وَسِيَرُ أَعْلامِ النُّبَلاءِ لِلذَّهَبِيِّ (17/397/ 59) .(1/103)
2- أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ أبُو الْحَسَنِ الصَّفَّارُ (1) : سَمِعَ : أبَا إِسْمَاعِيلَ التَّرْمِذِيَّ ، وَمُحَمَّدَ بْنَ غَالِبٍ التَّمْتَامَ ، وَعُبَيْدَ بْنَ شَرِيكٍ الْبَزَّارَ ، وَأَبَا الْعَبَّاسِ الْكُدَيْمِيَّ. رَوَى عَنْهُ : الدَّارَقُطْنِيُّ وَالقَاضِي أَبُو عُمَرَ الهَاشِمِيُّ ، وَعَلِيُّ بْنُ القَاسِمِ النَّجَّادُ ، وَعَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ. وَكَانَ ثِقَةً ثَبْتَاً صَنَّفَ الْمُسْنَدَ وَجَوَّدَهُ .
__________
(1) تَرْجَمَة أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ أبُو الْحَسَنِ الصَّفَّارُ : تَارِيْخُ بَغْدَادَ لِلْخَطِيبِ (4/261/2002) ، وَسِيَرُ أَعْلامِ النُّبَلاءِ لِلذَّهَبِيِّ (15/438) ، وَطَبَقَاتُ الْحَفَّاظِ لَهُ (1/359/814) .(1/104)
3- مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ بْنِ مُوسَى بْنِ سُلَيْمَانَ الْكُدَيْمِيُّ(1) : أبُو الْعَبَّاسِ السَّامِيُّ الْبَصْرِيُّ ، ابْنُ امْرَأَةِ رَوْحِ بْنِ عُبَادَةَ . رَوَى عنْ : رَوْحِ بْنِ عُبَادَةَ ، وَسَعِيدِ بْنِ عَامِرٍ الضَّبَعِيِّ ، وسُلَيْمَانَ بْنِ حَرْبٍ ، وَعِدَّةٍ . رَوَى عَنْهُ : َأَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ الْقَطِيعِيُّ ، وَأَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ النَّجَّادُ ، ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ ، وَأَبُو بَكْرٍ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا ، وَاَبُو عٌبْيَدٍ الآجُرِّيُّ ، وَخَلْقٌ . قَالَ الْحَافِظُ أبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ « تَارِيْخ بَغْدَادَ »(3/436) : كَانَ حَافِظَاً كَثِيرَ الْحَدِيثِ ، ، وَلَمْ يَزِلْ مَعْرُوفَاً عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ بِالْحِفْظِ ، مَشْهُورَاً بِالطَّلَبِ ، مُقَدَّمَاً فِي الْحَدِيثَ حَتَّى أَكْثَرَ رِوَايَةَ الْغَرَائِبِ وَالْمَنَاكِيرِ ، فَتَوَقَّى إِذْ ذَاكَ بَعْضُ النَّاسِ عَنْهُ ، وَلَمْ يَنْشَطُوا لِلسَّمَاعِ مِنْهُ .. قَالَ الْحَافِظُ الذَّهَبِيُّ « مِيزَانُ الاعْتِدَالِ »(6/378) : « قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : الْكُدَيْمِىُّ حَسَنُ الْمَعْرِفَةِ مَا وُجِدَ عَلَيْهِ إِلاَّ لِصُحْبَتِهِ لِلشَّاذْكُونِىِّ .
__________
(1) تَرْجَمَة مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ بْنِ مُوسَى بْنِ سُلَيْمَانَ الْكُدَيْمِيُّ : المجروحين ج2:ص312/ 1023 ، الكامل في الضعفاء ج6:ص292/ 1780 ، سؤالات الحاكم ج1:ص137/ 173 ، تسمية ما انتهى إلينا ج1:ص40/ 5، . تاريخ بغداد ج3:ص435/ 1574 ،الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ج3:ص109/ 3257، هذيب الكمال ج27:ص66/ 5721 ، تذكرة الحفاظ ج2:ص618/ 645 ، الكشف الحثيث ج1:ص254/ 757 ،تهذيب التهذيب ج9:ص475/ 886 ، تقريب التهذيب ج1:ص515/ 6419 ، ، ، ،لسان الميزان ج7:ص380/ 4787 .(1/105)
وَقَالَ ابْنُ عَدِىٍّ : قَدْ اتُّهِمَ الْكُدَيْمِىُّ بَالْوَضْعِ ، ادَّعَى الرِّوَايَةَ عَمَّنْ لَمْ يَرَهُمْ ، تَرَكَ عَامَّةُ مَشَايِخِنَا الرِّوَايَةَ عَنْهُ . وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ : كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ عَلَى الثِّقَاتِ ، وَلَعَلَّهُ قَدْ وَضَعَ أَكْثَرَ مِنْ أَلْفِ حَدِيثٍ . وَقَالَ أبُو عُبَيْدٍ الآجُرِّىُّ : رَأَيْتُ أَبَا دَاوُدَ يُطْلِقُ فِي الْكُدَيْمِىِّ الْكَذِبَ ، وَكَذَا كَذَّبَهُ مُوسَى بْنُ هَارُونَ الْحَمَّالُ ،. وَسُئِلَ عَنْهُ الدَّارَقُطْنِيُّ فَقَالَ : يُتَّهَمُ بِوَضْعِ الْحَدِيثِ ، وَمَا أَحْسَنَ فِيهِ الْقَوْلَ إِلاَّ مَنْ لَمْ يَخْبُرْ حَالَهُ. والخلاصة كما قال ابن حجر : ضعيف ولم يثبت أن أبا داود روى عنه من صغار الحادية عشرة مات سنة ست وثمانين د(1/106)
4- عُبْيَدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ(1) : أبُو عَلِيٍّ الْحَنَفِيُّ ، رَوَى عَنْ : إِسْرَائِيلَ ، وإِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ الْعَبْدِيِّ ، وَزَمْعَةَ بْنِ صَالِحٍ ، وَشَرِيكٍ الْقَاضِي. رَوَى عَنْهُ: إسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ ، وَحَجَّاجُ بْنُ الشَّاعِرِ ، وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ الْكُدَيْمِيُّ ، وَنَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ . قَالَ ابْنُ مَعِينٍ وَأَبُو حَاتِمٍ : لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ . وَقَالَ الْعِجْلِيُّ : بَصْرِيٌّ ثِقَةٌ . وَكَذَلِكَ قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ وَابْنُ قانعٍ وَالذَّهَبِيُّ وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : صَدُوقٌ لَمْ يَثْبُتْ أَنَّ ابْنَ مَعِينٍ ضَعَّفَهُ مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَمِائَتَيْنِ ع . قُلْتُ : مَنْ يَقُلْ عَنْهُ ابْنُ مَعِينٍ وَأبُو حَاتِمٍ : لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ ، فَهُوَ ثِقَةٌ عِنْدَهُمَا ..
__________
(1) تَرْجَمَة عُبْيَدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ : ثِقَاتُ الْعِجْلِيِّ (2/111) ، وَالْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ لابْنِ أَبِي حَاتِمٍ (5/324/1541) ، وَثِقَاتُ ابْنِ حِبَّانَ (8/404) ، وَذِكْرُ التَّابِعِينَ وَمَنْ بَعْدَهُمْ لِلدَّارَقُطْنِيِّ (2/161) ، وَتَهْذِيبُ الْكَمَالِ لِلْمِزِّيِّ (19/104) ، وَالْكَاشِفُ لِلذَّهَبِيِّ (1/683) ، وتَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ لابْنِ حَجَرٍ (7/31) ، وَتَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (1/373/4317) .(1/107)
5- شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللهِ النَّخَعِيُّ(1) : أَبُو عَبْدِ اللهِ الْكُوفِيُّ . رَوَى عنْ : إسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ ، وَأَشْعَثِ بْنِ أَبِي الشَّعْثَاءِ ، وَسُلَيْمَانَ الأَعْمَشِ ، وَسِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ ، وَعَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ . روى عنه عبد الرحمن بن مهدي وابن المبارك ووكيع وأبو نعيم وخلق ، وَثَّقَهُ وَكِيعٌ وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ وَعَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ وَالْعِجْلِيُّ . وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ : صَدُوقٌ ثِقَةٌ سَيْئُ الْحِفْظِ جِدَّاً . وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ : صَاحِبُ حَدِيثٍ وَهُوَ يَغْلَطُ أَحْيَانَاً . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ : لَهُ أغَالِيطُ . وَقَالَ أبُو دَاوُدَ : ثِقَةٌ يُخْطِئُ عَلَى الأَعْمَشِ .. وَقَالَ الْحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ فِي « تَقْرِيبِهِ »(1/266) : صَدُوقٌ يُخْطِئُ كَثِيْرَاً ، تَغَيَّرَ حِفْظُهُ لَمَّا وَلِيَ الْقَضَاءَ ، وَكَانَ عَادِلاً فَاضِلاً عَابِدَاً شديدا على أهل البدع ، من الثامنة ، مات سنة 178. خت م 4 .
__________
(1) تَرْجَمَة شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللهِ النَّخَعِيُّ : ثِقَاتُ الْعِجْلِيِّ (1/453) ، وَالْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ لابْنِ أَبِي حَاتِمٍ (4/365/1602) ، وَثِقَاتُ ابْنِ حِبَّانَ (6/444) ، وَتَهْذِيبُ الْكَمَالِ لِلْمِزِّيِّ (12/462) ، وَسِيَرُ أَعْلامِ النُّبَلاءِ لِلذَّهَبِيِّ (8/200) ، أسماء المدلسين ج1:ص111/ 36 ،وتَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ لابْنِ حَجَرٍ (4/293) ، وَتَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (1/266) . الكوكب النيرات ج1:ص47/ 32 ،(1/108)
6- سُلَيْمَانُ بْنُ مِهْرَانَ الأَعْمَشُ(1) : أَبُو مُحَمَّدٍ الأَسَدِيُّ الْكَاهِلِيُّ مَوْلاَهُم الكُوْفِيُّ . الدِّيبَاجُ الْمُذَهَّبُ ، وَالأُسْتَاذُ الْمُهَذَّبُ ، عَلاَّمَةُ عَصْرِهِ ، وَشَيْخُ قُطْرِهِ وَمِصْرِهِ . رَأَى أَنَسَ بنَ مَالِكٍ ، وَرَوَى عَنْهُ ، وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى تَدْلِيسَاً ، فَإِنَّهُ مَعَ إِمَامَتِه كَانَ مُدَلِّسَاً . وَرَوَى عَنْ : أَبِي وَائِلٍ ، وَزَيْدِ بْنِ وَهْبٍ ، وَأَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ ، وَإِبْرَاهِيْمَ النَّخَعِيِّ ،وَمُجَاهِدٍ . رَوَى عَنْهُ : الْحَكَمُ بْنُ عُتَيْبَةَ وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيْعِيُّ ، وَطَلْحَةُ بْنُ مُصَرِّفٍ وشريك بن عبد الله النخعي ،. وَثَنَاءُ الأَئِمَّةِ عَلَيْهِ وَتَوْثِيقُهُمْ لَهُ مُسْتَفِيضٌ ، وَلَمْ يَكْرَهُوا مِنْهُ إِلاَّ التَّدْلِيسَ . ، وقال ابن حجر : ثقة حافظ عارف بالقراءات ورع لكنه يدلس من الخامسة مات سنة سبع وأربعين أو ثمان وكان مولده أول سنة إحدى وستين ع .
__________
(1) تَرْجَمَة سُلَيْمَانُ بْنُ مِهْرَانَ الأَعْمَشُ : ثِقَاتُ الْعِجْلِيِّ (1/432) ، وَالْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ لابْنِ أَبِي حَاتِمٍ (4/146/630) ، وَثِقَاتُ ابْنِ حِبَّانَ (4/302) ، وَتَهْذِيبُ الْكَمَالِ لِلْمِزِّيِّ (12/76) ، وَسِيَرُ أَعْلامِ النُّبَلاءِ لِلذَّهَبِيِّ (6/226) ، وَمِيزَانُ الاعْتِدَالِ (3/315) ، وتَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ لابْنِ حَجَرٍ (4/195) ، وَتَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (1/254) .(1/109)
7- مُجَاهِدُ بْنُ جَبْرٍ(1) : أَبُو الْحَجَّاجِ الْمَكِّيُّ الأَسْوَدُ ، مَوْلَى السَّائِبِ بْنِ أَبِي السَّائِبِ الْمَخْزُوْمِيِّ . إِمَامُ الْقُرَّاءِ وَالْمُفَسِّرِيْنَ . لازَمَ ابْنَ عَبَّاسٍ ، وَرَوَى عَنْهُ فَأَكْثَرَ وَأَطَابَ ، وَعَنْهُ أَخَذَ القُرْآنَ، وَالتَّفْسِيْرَ ، وَالْفِقْهَ ، والْحَدِيثَ . وَروى عَنْ : أَبِي هُرَيْرَةَ ، وَعَائِشَةَ ، وَسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ،. وَحَدَّثَ عَنْهُ : عِكْرِمَةُ ، وَطَاوُوْسٌ ، وَعَطَاءٌ ، وَهُمْ مِنْ أَقْرَانِهِ ، وَعَمْرُو بْنُ دِيْنَارٍ ، وَأَبُو الزُّبَيْرِ الْمَكِّيُّ ، وَسُلَيْمَانُ الأَعْمَشُ ، وَأَيُّوْبُ السِّخْتِيَانِيُّ . َوَثَّقَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَابْنُ مَعِينٍ وَعَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ وَأَبُو زُرْعَةَ وَالْعِجْلِيُّ . وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: مَاتَ مُجَاهِدٌ وَهُوَ سَاجِدٌ ، سَنَةَ اثِنْتَيْنِ وَمائَةٍ . وَقَالَ غَيْرُهُ : سَنَةَ ثَلاثٍ وَمائَةٍ .
8- عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ : أَبُو الْعَبَّاسِ الْهَاشِمِيُّ. حَبْرُ الأُمَّةِ ، وَتَرْجُمَانُ الْقُرْآنِ، وَإِمَامُ التَّفْسِيْرِ ، سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 2 ] .
ثالثاً: الحكم على إسناد الأثر
__________
(1) تَرْجَمَة مُجَاهِدُ بْنُ جَبْرٍ : ثِقَاتُ الْعِجْلِيِّ (2/265) ، وَالْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ لابْنِ أَبِي حَاتِمٍ (8/319/1469) ، وَثِقَاتُ ابْنِ حِبَّانَ (5/419) ، وَمَشَاهِيْرُ عُلَمَاءِ الأَمْصَارِ ( ص82) ، وَتَهْذِيبُ الْكَمَالِ لِلْمِزِّيِّ (27/228) ، وَسِيَرُ أَعْلامِ النُّبَلاءِ لِلذَّهَبِيِّ (4/449) ، وَالْكَاشِفُ (2/240) ، وتَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ لابْنِ حَجَرٍ (10/38) ، وَتَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (1/520) .(1/110)
هَذَا الأَثَرُ إسنادُه ضَعِيفٌ جِدَّاً ، آفَتُهُ : مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ الْكُدَيْمِيُّ الْبَصْرِيُّ ، كَذَّبَهُ أَبُو دَاوُدَ ، وَمُوسَى بْنُ هَارُونَ الْحَمَّالُ ، وَالْقَاسِمُ بْنُ زَكَرِيَّا الْمُطَرِّزُ . وَاتَّهَمَهُ ابْنُ حِبَّانَ بِالْوَضْعِ .
الحديث رقم { 8 }
وَأَخْرَجَ هَنَّادٌ عَنِ الضَّحَّاكِ فِي الآيَةِ قَالَ : يُجْمَعُ بَيْنَ نَاصِيَتِهِ وَقَدَمَيْهِ فِي سِلْسِلَةٍ مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِهِ .
- - الله - -
أولاً: تخريج الأثر كما ذكر المصنف
قَالَ هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ « الزُّهْدُ » ( 1/180/268 ) : حَدَّثَنَا أبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ عَنْ جُوَيْبِرٍ عَنِ الضَّحَّاكِ فِي قَوْلِهِ « فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالأقْدَامِ »(1) قَالَ: يُجْمَعُ بَيْنَ نَاصِيَتِهِ وَقَدَمِهِ فِي سِلْسِلَةٍ مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِهِ .
ثانياً: دراسة إسناد الأثر
__________
(1) سُورَةُ الرَّحْمَنِ : الآيَةُ 41 .(1/111)
1- سُلَيْمَانُ بْنُ حَيَّانَ الأزْدِيُّ(1) : أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ الْكُوفِيُّ . رَوَى عَنْ : جُوَيْبِرِ بْنِ سَعِيدٍ ، وَحُمَيْدٍ الطَّوِيلِ ، وَدَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ ، رَوَى عنهُ : أَحْمَدُ ، وَإِسْحَاقُ ، وَابْنَا أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَسَدُ بْنُ مُوسَى ، وَهَنَّادٌ وَجَمَاعَةٌ . قَالَ عَلِىُّ بْنُ الْمَدِينِيِ : أبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ ثِقَةٌ . وَقَالَ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهِوَيْهِ : سَأَلْتُ وَكِيعَاُ عَنْهُ ، فَقَالَ : وَأبُو خَالِدٍ مِمَّنْ يُسْئَلُ عَنْهُ .. وَقَالَ الدُّورِيُّ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ : صَدُوقٌ وَلَيْسَ بِحُجَّةٍ . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ : صَدُوقٌ . وَقَالَ الذَّهَبِيُّ : ثِقَةٌ مَشْهُورٌ ،! . وقالَ ابنُ حَجَرٍ : صَدُوقٌ يُخْطِئُ مَاتَ سَنَةَ تِسْعِينَ وَمِائَةٍ أَوْ قَبْلَهَا .
__________
(1) تَرْجَمَة سُلَيْمَانُ بْنُ حَيَّانَ الأزْدِيُّ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ لابْنِ أَبِي حَاتِمٍ (4/106/477) ، وَثِقَاتُ ابْنِ حِبَّانَ (6/395) ، وَالْكَامِلُ لابْنِ عَدِيٍّ (3/281) ، وَتَهْذِيبُ الْكَمَالِ لِلْمِزِّيِّ (11/394) ، وَالْكَاشِفُ لِلذَّهَبِيِّ (1/458) ، وَمِيزَانُ الاعْتِدَالِ (3/285) ، وتَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ لابْنِ حَجَرٍ (4/159) ، وَتَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (1/250) .(1/112)
2- جُوَيْبِرُ بْنُ سَعِيدٍ الأَزْدِيُّ(1) : أبُو الْقَاسِمِ الْبَلْخِيِّ الْكُوفِيُّ . رَوَى عَنْ : أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، وَالضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ وَأَكْثَرَ عَنْهُ وَاخْتَصَّ بِهِ ، وَأَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ ، وَمُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ ، وَجَمَاعَةٍ .. وضَعَّفَهُ وَكِيعٌ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ وأَبُو دَاوُدَ وَيَعْقُوبُ الْفَسَوِيُّ. .قُلْتُ : وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ بَيِّنُ الأَمْرِ فِي الضُّعَفَاءِ ، لَيْسَ بِحُجَّةٍ وَلا بِعُمْدَةٍ فِي الْمُسْنَدِ مِنَ الْفُرُوعِ وَالأَحْكَامِ ، لَكِنْ احْتَمَلَهُ بَعْضُهُمُ فِي التَّفْسِيْرِ. . وقال ابن حجر في التقريب : ضعيف جدا من الخامسة مات بعد الأربعين خد ق .
__________
(1) تَرْجَمَة جُوَيْبِرُ بْنُ سَعِيدٍ الأَزْدِيُّ : ضعفاء البخاري ج1:ص27/ 58 ، أحوال الرجال ج1:ص55/ 38، الضعفاء للنسائي ج1:ص28/ 104 ،،الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ لابْنِ أَبِي حَاتِمٍ (2/540/2246) ، وَالْمَجْرُوحِينَ لابْنِ حِبَّانَ (1/217) ، وَالْكَامِلُ لابْنِ عَدِيٍّ (2/121) ،،الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ج1:ص177/ 701 ، ، وَتَهْذِيبُ الْكَمَالِ لِلْمِزِّيِّ (5/167) ، وَالْكَاشِفُ لِلذَّهَبِيِّ (1/298) ، وَمِيزَانُ الاعْتِدَالِ (2/160) ، وتَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ لابْنِ حَجَرٍ (2/106) ، وَتَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (1/143) .(1/113)
3- الضَّحَّاكُ بْنُ مُزَاحِمٍ الْهِلالِيُّ(1) : أبُو الْقَاسِمِ ، وَيُقَالُ أبُو مُحَمَّدٍ الْخُرَاسَانِيُّ . رَوَى عَنِ : ابْنِ عُمَرَ ، وَابْنِ عَبَّاسٍ ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ ، وَقِيلَ: لَمْ يَثْبُتْ لَهُ سَمَاعٌ مِنْ أَحَدٍ مِنَ الصَّحَابَةِ. وَعَنْ الأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ النَّخَعِيِّ ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْسَجَةَ ، وَعَطَاءٍ ، وَأَبِي الأَحْوَصِ الْجُشَمِيِّ ، وَالنَّزَّالِ بْنِ سَبْرَةَ . رَوَى عَنْهُ : إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ ، وَجُوَيْبِرُ بْنُ سَعِيدٍ ، وَالْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى الْبَصْرِيُّ . قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ عَنْ أَبِيهِ : ثِقَةٌ مَأْمُونٌ . وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ وَأبُو زُرْعَةَ : ثِقَةٌ . وَكَذَا قَالَ الْعِجْلِيُّ وَالدَّارَقُطْنِيُّ .. وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي « كتابِ الثِّقَاتِ »(6/480) وَقَالَ : لَقِيَ جَمَاعَةً مِنَ التَّابِعِينَ ، وَلَمْ يُشَافِهْ أَحَدَاً مِنَ الصَّحَابَةِ ، وَمَنْ زَعَمَ أَنَّه لَقِيَ ابْنَ عَبَّاسٍ فَقَدْ وَهِمَ.
__________
(1) تَرْجَمَة الضَّحَّاكُ بْنُ مُزَاحِمٍ الْهِلالِيُّ : طبقات ابن سعد ج6:ص301، التاريخ الكبير ج4:ص332/3018، الوحدان للنسائي ج1:ص129، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ لابْنِ أَبِي حَاتِمٍ (4/458/2024) ، الثقات ج6:ص480/8683 ، َالضُّعَفَاءُ لِلْعُقَيْلِيِّ (2/218) ، وَالْكَامِلُ لابْنِ عَدِيٍّ (4/95) ، الأنساب ج5:ص657، الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ج2:ص60/1714، وَتَهْذِيبُ الْكَمَالِ لِلْمِزِّيِّ (13/291) ، ، وَمِيزَانُ الاعْتِدَالِ (3/446) ، الكاشف ج1:ص509/2437 ، سير أعلام النبلاء ج4:ص598/238 ،، المقتنى في سرد الكنى ج1:ص51/14 ، البداية والنهاية ج9:ص223، جامع التحصيل ج1:ص199/304، تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ لابْنِ حَجَرٍ (4/397) ، تقريب التهذيب ج1:ص280/2978(1/114)
وَلَخَّصَهُ ابْنُ حَجَرٍ فِي « تَقْرِيبِهِ »(1/280) بِقَوْلِهِ: صَدُوقٌ كَثِيرُ الإِرْسَالِ.
ثالثاً: الحكم على إسناد الأثر
هَذَا الأَثَرُ إسنادُه حَسَنٌ ، رِجَالُهُ ثِقَاتٌ خَلا جُوَيْبِرَ بْنَ سَعِيدٍ الْبَلْخِيَّ ، فَهُوَ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ ، وَلَكِنَّهُ مُحْتَمَلٌ فِي التَّفْسِيْرِ ، خَاصَّةً فِي رِوَايَتِهِ عَنِ الضَّحَّاكِ . وَقَدْ قَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ : تَسَاهَلُوا فِي أَخْذِ التَّفْسِيْرِ عَنْ قَوْمٍ لا يُوَثِّقُونَهُمْ فِي الْحَدِيثِ ، ثُمَّ ذَكَرَ الضَّحَّاكَ وَجُوَيْبِرَ وَمُحَمَّدَ بْنَ السَّائِبِ ، وَقَالَ : هَؤُلاءِ لا يُحْمَلُ حَدِيثُهُمْ ، وَيُكْتَبُ التَّفْسِيرُ عَنْهُمْ .
الحديث رقم { 9 }
وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ أَبِي الْجَوْزَاءِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أنَّهُ قَرَأَ « وَالسَّلاسِلَ يَسْحَبُونَ »(1) بِنَصْبِ السَّلاسِلِ، وَفَتْحِ الْيَاءِ ، وَذلك أَشَدُّ عَلَيْهِمْ(2) ، هُمْ يَسْحَبُونَ السَّلاسِلَ .
- - الله - -
أولاً: تخريج الأثر كما ذكر المصنف
عزاه المصنف لابن أبي حاتم، ولم أجده عنده . ولكنه أورد حديثا عند تفسير هذه الآية ( تفسير ابن أبي حاتم ج10/ص3269/ 18445) قال : حدثنا علي بن الحسين حدثنا احمد بن منيع حدثنا منصور بن عمار حدثنا بشير بن طلحة الخزامي عن خالد بن دريك عن يعلي بن منية رفع الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ينشئ الله سحابة لأهل النار سوداء مظلمة ويقال يا أهل النار أي شيء تطلبون فيذكرون بها سحاب الدنيا فيقولون نسال برد الشراب فتمطرهم أغلالا تزيد في أغلالهم وسلاسل تزيد في سلاسلهم وجمرا يلهب النار عليهم. وسوف يأتي برقم 16.
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف
__________
(1) سُورَةُ غَافِرُ : الآيَةُ 71 .
(2) في الكتاب الموضوع " وهو أشد عليهم "(1/115)
وأخرجه أبو إسحاق الثعلبي قال: أخبرنا ابن فنجويه الدينوري حدثنا أبو علي بن حبش المقرئ حدثنا أبو القاسم بن الفضل حدثنا أبو زرعة حدثنا نصر بن علي حدثني أبي عن هارون عن عمرو بن مالك عن أبي الجوزاء عن ابن عباس أنه قرأ (والسلاسلَ يَسحبون) بنصب اللام والياء، يقول: إذا كانوا يسحبونها كان أشد عليهم (تفسير الثعلبي 8/282).
ثالثاً: دراسة إسناد الأثر
1- أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي(1) : أبو إسحاق الثعلبي أحمد بن محمد بن إبراهيم النيسابوري ، قال عنه الذهبي: الإمام الحافظ العلامة، شيخ التفسير .. كان أحد أوعية العلم. له كتاب التفسير الكبير وكتاب العرائس في قصص الأنبياء، وكان صادقا موثقا، بصيرا بالعربية، طويل الباع في الوعظ. حدث عنه: أبو الحسن الواحدي وجماعة. روى عن أبي طاهر محمد بن الفضل بن خزيمة وأبي محمد المخلدي وجماعة، توفي سنة 427 .
2- الحسين بن محمد بن فنجويه(2) : هو الحسين بن محمد بن الحسين بن عبد الله بن صالح بن شعيب بن فنجويه، أبو عبد الله، الثقفي الدينوري، قال عنه الذهبي: الشيخ الإمام، المحدث المفيد، بقية المشايخ، روى عن: هارون العطار، وأبي علي بن حبش، وأبي بكر بن السني، وأبي بكر القطيعي وغيرهم ، حدث عنه جعفر الأبهري وعبد الرحمن بن مندة وسعد بن حمد وابناه سفيان ومحمد وأبو الفضل القومساني وخلق ، مات بنيسابور في ربيع الآخر سنة أربع عشرة وأربعمائة .
__________
(1) ترجمة أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي : معجم الأدباء ج2:ص19/ 184 ، سير أعلام النبلاء 17/435/ 91 ، طبقات الشافعية الكبرى ج4:ص58/ 268 ، طبقات المفسرين ج1:ص28/ 7 ،طبقات المفسرين للداودي ج1:ص106/ 140 .
(2) ترجمة الحسين بن محمد بن فنجويه : سير أعلام النبلاء ج17/ص383/ 44 .(1/116)
3- الحسين بن محمد بن حبش(1) : هو أبو علي الحسين بن محمد بن حبش بن حمدان ،ويقال: ابن حمدان بن حبش أبو علي الدينوري ، قال أبو عمرو الداني: أخذ القراءة عرضاً عن موسى بن جرير وابن مجاهد والعباس بن الفضل وإبراهيم بن حرب وجماعة، متقدم في علم القراءات مشهور بالإتقان ثقة مأمون. وقال ابن الجزري: حاذق ضابط متقن .. توفي سنة 373 . وقال الذهبي: كان أيضا عالي الإسناد في الحديث، متقدم في علم القراءة مشهور بالإتقان ثقة مأمون روى عن أبي عمران الرقي، روى عنه أبو نصر أحمد بن الحسين الكسار جزءاً وقع لنا .
4- العباس بن الفضل بن شادان (2) : هو أبو القاسم العباس بن الفضل بن شاذان بن عيسى ، أبو القاسم المقرئ الرازي، قال الرافعي: قال الخليل الحافظ: كان هو وأبوه وجده أئمة في علم القرآن، روى عن علي بن الفرات الأصفهاني وأبي زرعة ومحمد بن علي بن منصور وروى عنه أحمد بن الحسن القطان ومحمد ابن إبراهيم بن أحمد بن يونس وكلاهما من مشايخ الصدوق،وحدث بقزوين. وقال ابن الجزري: أستاذ متقن مشهور صاحب المقاطع والمبادي .. بقي إلى سنة 310. وقال الذهبي: إمام محقق مجود، كان يقرئ مع والده بالري .. روى عنه أبو علي بن حبش الدينوري، . وقال في موضع آخر: المقرئ المفسر .. مات بالري سنة 311 .
5- أبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم بن يزيد الرازي : سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 5 ] .
__________
(1) ترجمة الحسين بن محمد بن حبش : معرفة القراء الكبار ج1:ص322/ 243 ، ، تاريخ الإسلام ج26/ص538. توضيح المشتبه ج3/ص360.
(2) ترجمة العباس بن الفضل بن شادان : فتح الباب في الكنى والألقاب ج1:ص31/ 67 ، غاية النهاية في طبقات القراء ص109/رقم1137 ، تاريخ الإسلام26/538 ، معرفة القراء الكبار ج1:ص236/ 135 ، العبر في خبر من غبر2/371 ، توضيح المشتبه3/207 ، تبصير المنتبه ص111، نوابغ الرواة في رابعة المئات ج1:ص145، التدوين في أخبار قزوين ج3:ص294.(1/117)
6- نصر بن علي بن الجهضمي(1) : نصر بن على بن نصر بن علي بن صهبان بن أبي الأزدي الجهضمي بصري أبو عمرو ، سمع أباه و روى عن يزيد بن زريع وبشر بن المفضل وخالد بن الحارث ومعتمر ويحيى بن أبى زائدة روى عنه أبو حاتم وأبو زرعة ، قال أحمد عنه ما به بأس ورضيه وقال أبو حاتم ثقة وقال هو أحب إلينا وأوثق من أبى حفص الفلاس الصيرفي ، وذكره ابن حبان في الثقات وقال مات في ربيع الآخر سنة خمسين ومائتين .
7- على بن نصر بن علي الجهضمي(2) : أبو الحسن البصري الكبير، على بن نصر بن علي الجهضمي الحداني الأزدي ، والد نصر بن علي وجد علي بن نصر الصغير ثقة من كبار التاسعة روى له الجماعة، كما في التقريب. وقال الذهبي: عن هشام الدستوائي وقرة، وعنه ابنه نصر ومعلى بن أسد وعدة، ثقة مات 187ه.
تنبيهات
هارون في هذا الإسناد أظنه مصحفا، وصوابه: هشام وهو الدستوائي، فإنه مشهور بإسناده عن
عمرو بن مالك عن أبي الجوزاء(3).
__________
(1) ترجمة نصر بن علي بن الجهضمي : التاريخ الكبير ج8:ص106/ 2362 ،الجرح والتعديل ج8:ص471/ 2159 الثقات ج9:ص217/ 16091.
(2) ترجمة علي بن نصر بن علي الجهضمي : تهذيب الكمال ج21:ص157/ 4144، الكاشف ج2:ص48/ 3974 ، ،تهذيب التهذيب ج7:ص341/ 631 ، ، تقريب التهذيب ج1:ص406/ 4807.
(3) تفسير الثعلبي ج8/ص112،تفسير الثعلبي ج8/ص243،تفسير الطبري ج2/ص170،تفسير الطبري ج22/ص138،تفسير الطبري ج24/ص25،تفسير الطبري ج27/ص12،تفسير الطبري ج29/ص195،، تفسير ابن أبي حاتم1/297،317/1593،1683 ، 2/355،512/1869،2710 .(1/118)
8- هشام الدَّسْتَوائي(1) : هشام بن أبي عبد الله سَنْبَر أبو بكر البصري الدَّسْتَوائي ، روى عن أيوب السختياني وبديل بن ميسرة وحماد بن أبي سليمان وعمرو بن مالك النكري وغيرهم روى عنه أزهر بن سعد السمان وعبد الله بن المبارك وابنه عبد الله بن هشام الدستوائي وعلي بن نصر الجهضمي الكبير وغيرهم ، ثقة ثبت وقد رمي بالقدر، وذكره بن حبان في الثقات ، وقال الذهبي: الحافظ كان يتجر في الثياب الدستوائية، ودستواء من الأهواز، مات سنة 154، وله 78 سنة، كما في التقريب. وكان يطلب العلم لله، قال الطيالسي: هشام أمير المؤمنين في الحديث.
9- عمرو بن مالك(2) : هو عمرو بن مالك النُّكري أبو يحيى أو أبو مالك البصري، روى عن أبيه وأبي الجوزاء روى عنه ابنه يحيى ونوح بن قيس ومهدي بن ميمون وسعيد وحماد ابنا زيد وغيرهم ، قال ابن عدي منكر الحديث عن الثقات ويسرق الحديث ضعفه أبو يعلى الموصلي ، . وقال الذهبي: وثق ،و ذكره بن حبان في الثقات وقال مات سنة تسع وعشرين ومائة وقال يعتبر حديثه من غير رواية ابنه عنه يخطيء ويغربوالخلاصة كما قال ابن حجر صدوق له أوهام ، كما في التقريب. خ 4 البخاري في خلق أفعال العباد والأربعة.
__________
(1) ترجمة هشام الدستوائي : معرفة الثقات ج2:ص330/ 1903 ، التعديل والتجريح ج3:ص1174/ 1404 ،صفة الصفوة ج3:ص348/ 546 ، ، تهذيب الكمال ج30:ص215/ 6582 ، تهذيب التهذيب ج11:ص40/ 85 ، تقريب التهذيب ج1:ص573/ 7299 .
(2) ترجمة عمرو بن مالك : التاريخ الكبير ج6:ص371/ 2672 الجرح والتعديل ج6:ص259/ 1427 ،الثقات ج7:ص228/9802، الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ج2:ص231/ 2585 ، تهذيب الكمال ج22:ص211/ 4441 ،تهذيب التهذيب ج8:ص84/ 154 ، ،الكاشف ج2:ص87/ 4223 ،تقريب التهذيب ج1:ص426/ 5104 .(1/119)
10- أوس بن عبد الله (1) : أبو الجوزاء أوس بن عبد الله الربعي البصري ، روى عن أبي هريرة وعائشة وابن عباس وكان قد صحب بن عباس اثنتي عشرة سنة ،وعنه بديل بن ميسرة وأبو أشهب وعمرو بن مالك وقتادة وغيرهم، وثقه أبو زرعة وأبو حاتم ، وقال العجلي بصري تابعي ثقة وقال بن حبان في الثقات كان عابدا فاضلا ، . والخلاصة كما قال ابن حجر هو ثقة من الثالثة يرسل كثيرا ، مات سنة 83.
11- عبد الله بن عباس : سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 2 ] .
رابعاً: الحكم على إسناد الأثر
هَذَا الأَثَرُ إسنادُه حَسَنٌ ، لحال عمرو بن مالك النكرى لأنه صدوق له أوهام ..
خامساً: تنبيه
قال ابن الجوزي: وقرأ ابن مسعود وابن عباس وأبو رزين وأبو مجلز والضحاك وابن يعمر وابن أبي عبلة (والسلاسلَ يَسحبون) بفتح اللام والياء، وقال ابن عباس: إذا سحبوها كان أشد عليهم (زاد المسير 7/236) وقال القرطبي: قرأ ابن عباس وأبو الجوزاء وعكرمة وابن مسعود (والسلاسلَ - بالنصب - يَسحبون) بفتح الياء، والتقدير في هذه القراءة: ويسحبون السلاسل، قال ابن عباس: إذا كانوا يجرونها فهو أشد عليهم (تفسير القرطبي15/332) وقال الألوسي: قرأ ابن مسعود وابن عباس وزيد بن علي وابن وثاب (والسلاسلّ يسبحونّ) بنصب السلاسل وبناء يسبحون للفاعل (روح المعاني24/85).
الحديث رقم { 10 }
__________
(1) ترجمة أوس بن عبد الله : التاريخ الكبير ج2:ص16/ 1540 ، معرفة الثقات ج1:ص237/ 127 ، الجرح والتعديل ج2:ص304/ 1133 ،الثقات ج4:ص42/ 1750 ، تهذيب الكمال ج3:ص392/ 580 ، الكاشف ج1:ص257/ 489 ، جامع التحصيل ج1:ص147/ 49 ،تهذيب التهذيب ج1:ص335/ 702 ، تقريب التهذيب ج1:ص116/ 577 ، الكامل في الضعفاء ج1:ص411/ 225 ، فتح الباب في الكنى والألقاب ج1:ص204/ 1669 ، المؤتلف والمختلف ج1:ص175/ 67، الإكمال لرجال أحمد ج1:ص497/ 1048 .(1/120)
وَأَخْرَجَ مِنْ طَرِيقِ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ « مُقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ(1) » قَالَ : الْكُبُولُ(2) .
- - الله - -
أولاً: تخريج الأثر كما ذكر المصنف
عزاه إلي ابن أبي حاتم ولم أجده . لأن سورة إبراهيم ساقطة من تفسير أبى حاتم .
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف
وقد أخرجه الطبري في تفسيره بلفظ آخر (تفسير الطبري ج13/ص255) فقال : حدثني المثنى قال ثني عبد الله بن صالح قال ثني معاوية عن علي عن بن عباس قوله مقرنين في الأصفاد يقول في وثاق. وقال ابن كثير: الأصفاد هي القيود، قاله ابن عباس (تفسير ابن كثير2/545).
ثالثاً: الحكم على إسناد الأثر
هَذَا الأَثَرُ إسنادُه ضَعِيفٌ ، لأن علي بن أبى طلحة لم يدرك ابن عباس ، فهو منقطع ، كما سيأتي في الحديث رقم 29.
الحديث رقم { 11 }
وَأَخْرَجَ الْبَيْهَقِيُّ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: الأنْكَالُ(3) قُيُودٌ مِنْ نَارٍ .
- - الله - -
أولاً: تخريج الأثر كما ذكر المصنف
__________
(1) الصفد : صفده شده وأوثقه من باب ضرب وكذا صفده تصفيدا و الصفد بفتحتين و الصفاد بالكسر ما يوثق به الأسير من قد وقيد وغل و الأصفاد القيود واحدها صفد ويكون من نسع أو قد ( غريب الحديث لابن سلام ج1/ص324، مختار الصحاح ج1/ص153، المفردات في غريب القرآن ج1/ص282، تاج العروس ج8/ص289) .
(2) الكبل : الكبل قيد ضخم وقد كبلت الأسير وكبلته مخففا ومثقلا فهو مكبول ومكبل و الكبل واحد الكبول ( النهاية في غريب الأثر ج4/ص144، المغرب في ترتيب المعرب ج2/ص205، المحكم والمحيط الأعظم ج7/ص46) .
(3) الأنكال : يقال نكل عن الشيء ضعف وعجز ونكلته قيدته والنكل قيد الدابة وحديدة اللجام لكونهما مانعين والجمع الأنكال واحِدُهَا نِكْلٌ . والنكل والصفد والكبل والقيد كلها بمعنى واحد (المفردات في غريب القرآن ج1/ص506، تهذيب اللغة ج10/ص138،اللطائف في اللغة(معجم أسماء الأشياء) ج1/ص328(1/121)
أخرجه الْبَيْهَقُِِّيُّ في « الْبَعْثُ وَالنُّشُورُ » ( ج1/ص288/ح595) قال : أَخْبَرَنَا أبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ أَنْبَأَ عبد الرحمن بْنُ الْحَسَنِ ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ ثَنَا آدَمُ ثَنَا الْمُبَارَكُ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: الأَنْكَالُ قُيُودٌ مِنْ نَارٍ .
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف
وأخرجه الطبري في تفسيره لكن عن عكرمة ( تفسير الطبري ج29/ص135) قال : حدثنا بن حميد قال ثنا مهران عن سفيان عن أبي عمرو عن عكرمة إن لدينا أنكالا قال قيودا
ثالثاً: دراسة إسناد الأثر
1- عبد الرحمن بن الحسن الأسدي(1) هو ابن أحمد بن محمد بن عبيد بن عبد الملك، أبو القاسم الهمذاني الأسدي القاضي، قال الخطيب: حدث عن إبراهيم بن الحسين ابن ديزيل الهمذاني، ومحمد بن أيوب، وعلي بن الحسين بن الجنيد الرازيين .. وروى عنه الدارقطني،. قال صالح بن أحمد الحافظ: ادعى عن إبراهيم بن الحسين فذهب علمه . مات سنة 352. وقال الذهبي: تكلموا في سماعه من ابن ديزيل .. ورماه بالكذب القاسم بن أبي صالح. وقال صالح بن أحمد الهمذاني: ضعيف، ادعى الرواية عن إبراهيم بن الحسين فذهب علمه .
__________
(1) ترجمة عبد الرحمن بن الحسن الأسدي : تاريخ بغداد10/292/5428 ، تاريخ الإسلام 26/74 .(1/122)
2- إبراهيم بن الحسين بن علي الهمذاني(1) ، أبو إسحاق الكسائي، المعروف بابن ديزيل، ويعرف بسيفنة، ويعرف بدابة عفان لكثرة ملازمته إياه، ذكره ابن حبان في الثقات. وقال ابن عساكر: هو أحد الثقات الأثبات الرحالين في طلب الروايات. وقال الذهبي: الإمام الحافظ الثقة العابد .. إليه المنتهى في الإتقان،.. سمع بالحرمين ومصر والشام والعراق والجبال، وجمع فأوعى. ولد قبل المائتين بمديدة، وسمع: أبا نعيم، وأبا مسهر، ومسلم بن إبراهيم، وعفان، وأبا اليمان، وسليمان بن حرب، وآدم بن أبي إياس .. مات سنة 281.
3- آدم بن إياس(2) ، آدم بن أبي إياس عبد الرحمن العسقلاني أصله خراساني، يكنى أبا الحسن، نشأ ببغداد، ثقة عابد، مات سنة 221 . كما في التقريب. وذكر المزي في شيوخه المبارك بن فضالة، وقال الذهبي: عن ابن أبي ذئب وشعبة، وعنه البخاري وأبو حاتم وخلق، قال أبو حاتم: ثقة مأمون متعبد من خيار عباد الله .
__________
(1) ترجمة إبراهيم بن الحسين بن علي الهمذاني : الثقات 8/86/12360 ، تاريخ دمشق6/387/392 ، سير أعلام النبلاء13/184/107 .
(2) ترجمة آدم بن إياس : من روى عنهم البخاري في الصحيح ج1:ص96/ 41 ، رجال صحيح البخاري ج1:ص89/ 97، تهذيب الكمال 2/301/294 ، ، الكاشف1/230/244 . تقريب التهذيب ص86/رقم132.، المعين في طبقات المحدثين ج1:ص72/ 745 .(1/123)
4- مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ(1) ، أَبُو فَضَالَةَ الْبَصْرِيُّ مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ الْقُرَشِيُّ الْعَدَوِيُّ . الإمَامُ النَّاسِكُ الصَّدُوقُ ، لَكِنَّهُ كَثِيْرُ التَّدْلِيسِ . صَحِبَ الْحَسَنَ ، وَحَدَّثَ عَنْهُ فَأَكْثَرَ ، وَعَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْمُزَنِيِّ، وَثَابِتٍ ، وَابْنِ الْمُنْكَدِرِ ، وَحَبِيْبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ ، وَطَائِفَةٍ . حَدَّثَ عَنْهُ : يَحْيَى بْنُ أَبِي زَائِدَةَ ، وَوَكِيْعٌ ، وَيَزِيْدُ بْنُ هَارُوْنَ ، وَأَبُو دَاوُدَ ، وَحَبَّانُ بْنُ هِلاَلٍ ، وَخَلْقٌ . كَانَ عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ يُثْنِي عَلَيْهِ يَقُولُ : ثِقَةٌ نَاسِكٌ ،. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ وَأَبُو دَاوُدَ : كَانَ شَدِيْدَ التَّدْلِيسِ ، وَإِذَا قَالَ : حَدَّثَنَا فَهُوَ ثَبْتٌ . وَقَالَ الْحَافِظُ فِي « تَقْرِيبِهِ » (1/519) : صَدُوقٌ يُدَلِّسُ وَيُسَوِّي ، مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍٍ ..
__________
(1) تَرْجَمَة مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ : ثِقَاتُ الْعِجْلِيِّ (2/263) ، وَالْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ لابْنِ أَبِي حَاتِمٍ (8/338/1557) ، وَثِقَاتُ ابْنِ حِبَّانَ (7/501) ، وَتَهْذِيبُ الْكَمَالِ لِلْمِزِّيِّ (27/180) ، وَسِيَرُ أعْلامِ النُّبَلاءِ (7/281) ، وَالْكَاشِفُ (2/238) ، وَتَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ لابْنِ حَجَرٍ (10/27) ، وَتَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (1/519) .(1/124)
5- الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ يَسَارٍ الْبَصْرِيُّ(1) ، أَبُو سَعِيْدٍ مَوْلَى زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ الأَنْصَارِيِّ . كَانَتْ أُمُّهُ مَوْلاَةً لأُمِّ سَلَمَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِيْنَ .. وَرَوَى عَنْ : عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ ، وَالْمُغِيْرَةِ بْنِ شُعْبَةَ ، وَغَيْرِهِمْ . وَعَنْ خَلْقٍ مِنَ التَّابِعِيْنَ . وَعَنْهُ : أَيُّوْبُ ، وَشَيْبَانُ النَّحْوِيُّ ، وَيُوْنُسُ بْنُ عُبَيْدٍ بْنُ ، وَمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ ، وَخَلائِقٌ . وََقَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ : كَانَ رَحِمَهُ اللهُ جَامِعَاً ، عَالِمَاً ، رَفِيْعَاً ، فَقِيْهَاً ، ثِقَةً ، حُجَّةً ، مَأْمُوْنَاً ، عَابِدَاً ، نَاسِكَاً ، كَثِيْرَ العِلْمِ ، فَصِيْحَاً ، جَمِيْلاً ، وَسِيْمَاً ، وَمَا أَرْسَلَهُ فَلَيْسَ بِحُجَّةٍ . كَمَا عَابُوهُ قَدِيْمَاً أَنَّهُ كَانَ قَدَرِيَّاً . وقال ابن حجر ثقة فقيه فاضل مشهور وكان يرسل كثيرا ويدلس قال البزار كان يروي عن جماعة لم يسمع منهم فيتجوز ويقول حدثنا وخطبنا يعني قومه الذين حدثوا وخطبوا بالبصرة هو رأس أهل الطبقة الثالثة مات سنة عشر ومائة وقد قارب التسعين ع.
رابعاً: الحكم على إسناد الأثر
__________
(1) تَرْجَمَة الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ يَسَارٍ الْبَصْرِيُّ : تسمية من روي عنه من أولاد العشرة ج1:ص119/ 81 ، ثِقَاتُ الْعِجْلِيِّ (1/292) ، وَالْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ لابْنِ أَبِي حَاتِمٍ (3/40/177) ، وَثِقَاتُ ابْنِ حِبَّانَ (4/122) ، مشاهير الأمصار ج1:ص88/ 642 وَتَهْذِيبُ الْكَمَالِ لِلْمِزِّيِّ (6/95) ، وَسِيَرُ أعْلامِ النُّبَلاءِ (4/563)، وَالْكَاشِفُ (1/322)، وَتَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ لابْنِ حَجَرٍ (2/231)، تقريب التهذيب ج1:ص160/ 1227، طبقات المدلسين ج1:ص29/40، التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة ج1:ص275/917.(1/125)
هذا الأثرُ إسنادُه ضعيف ، لأن فيه عبد الرحمن بن حسن وهو ضعيف متهم بالكذب ولعنعنة مبارك وهو مدلس.
الحديث رقم { 12 }
وَأَخْرَجَ أَبُو نُعَيْمٍ مِنْ طَرِيقِ أحْمَدَ بْنِ أبِي الْحَوَارِيِّ حَدَّثَنِي طَيِّبٌ بِحَدِيثٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ يَحْيَى الْخُشَنِيِّ قَالَ : مَا فِي جَهَنَّمَ دَارٌ وَلا مَغَارٌ ، وَلا قَيْدٌ وَلا غُلٌّ ، وَلا سِلْسِلَةٌ(1) إِلاَّ اسْمُ صَاحِبِهَا عَلَيْهِ مَكْتُوبٌ .
- - الله - -
أولاً: تخريج الأثر كما ذكر المصنف
قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ « الْحِلْيَةُ »(8/318) : حَدَّثَنَا إسْحَاقُ بْنُ أَحْمَدَ ثَنَا إبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ ثَنَا أحْمَدُ بْنُ أبِي الْحَوَارِيِّ حَدَّثَنِي طَيَّبٌ بِحَدِيثٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ يَحْيَى الْخُشَنِيِّ قَالَ : مَا فِي جَهَنَّمَ دَارٌ وَلا مَغَارٌ ، وَلا قَيْدٌ وَلا غُلٌّ ، وَلا سِلْسِلَةٌ إِلاَّ اسْمُ صَاحِبِهَا عَلَيْهِ مَكْتُوبٌ ، فَحَدَّثْتُ بِهِ أَبَا سُلَيْمَانَ فَقَالَ لِي : فَكَيْفَ بِهِ إِذَا جُمِعَ هَذَا عَلَيْهِ كُلُّهُ ، فَجُعِلَ الْقَيْدُ فِي رِجْلِهِ ، وَالْغلُ فِي يَدِهِ ، وَالسِّلْسِلَةُ فِي رَقَبَتِهِ ، ثُمَّ أُدْخِلَ النَّارَ ، ثُمَّ أُدْخِلَ الْمَغَارَ ؟ .
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف
__________
(1) في المخطوطات كلها قدم الغل على السلسلة وفي المخطوطة " ز " كلمة ( فقار ) بدلا من مغار(1/126)
وَأَخْرَجَهُ ابْنُ عَسَاكِرَ « تَارِيْخُ دِمَشْقَ »(25/175) قَالَ : أَنْبَأَنَا أبُو عَلِيٍّ الْحَدَّادُ أنَا أبُو نُعَيْمٍ بِإِسْنَادِهِ وَمَتْنِهِ سَوَاءً . وَأَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِي الدُّتْيَا « صِفَةُ النَّارِ »(ص56/70) من طريق شيخه زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ عن أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ به وبمثله وأخرجه ابن بطة في الإبانة (2/284/1923) قال : حدثنا أبو بكر محمد بن محمود السراج: حدثنا أبو هاشم زياد بن أيوب، به. وزاد في آخره: قبل أن يخلق.
ثالثاً: دراسة إسناد الأثر
1- زِيَادُ بْنُ أَيُّوْبَ بْنِ زِيَاد(1)ٍ أَبُو هَاشِمٍ الطُّوْسِيُّ البَغْدَادِيُّ ، وَيُلَقَّبُ دَلَّوَيْهِ . الإِمَامُ الْمُتْقِنُ الْحَافِظُ الثِّقَةُ ، يُعْرَفُ بِشُعْبَةَ الصَّغِيْرِ . سَمِعَ : هُشَيْمَ بْنَ بَشِيْرٍ ، وَأَبَا بَكْرٍ بْنَ عَيَّاشٍ ، وأحمد بن أبي الحواري . وَحَدَّثَ عَنْهُ : البُخَارِيُّ ، وَأَبُو دَاوُدَ ، وَالتِّرْمِذِيُّ ، وَالنَّسَائِيُّ ، وعبد الله بن محمد بن أبي الدنيا وَابْنُ خُزَيْمَةَ. وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الْمَرُّوْذِيُّ :قَالَ لَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ أَحْمَدُ : اكتُبُوا عَنْ زِيَادٍ ، فَإِنَّهُ شُعْبَةُ الصَّغِيْرُ . مات سنة اثنتين وخمسين وله ست وثمانون خ د ت س
__________
(1) تَرْجَمَة زِيَادُ بْنُ أَيُّوْبَ بْنِ زِيَادٍ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ لابْنِ أَبِي حَاتِمٍ (3/525/2373) ، وَثِقَاتُ ابْنِ حِبَّانَ (8/249) ، و طبقات الحنابلة ج1:ص156/ 212 ،َ المنتظم ج12:ص59/ 1545 ،تَهْذِيبُ الْكَمَالِ لِلْمِزِّيِّ (9/432) ، وَسِيَرُ أعْلامِ النُّبَلاءِ (12/120) وَالْكَاشِفُ (1/408) ، بغية الطلب في تاريخ حلب ج9:ص3909، المقصد الارشد ج1:ص402/ 434 ،وَتَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ لابْنِ حَجَرٍ (3/306) ، وَتَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (1/218) . نزهة الألباب في الألقاب ج1:ص400/ 1672.(1/127)
2- أحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَيْمُونٍ بْنِ أبِي الْحَوَارِيِّ(1) ، أَبُو الْحَسَنِ الثَّعْلَبِيُّ الدِّمَشْقِيُّ الزَّاهِدُ . رَيْحَانَةُ عُبَّادِ الشَّامِ وَزُهَّادِهَا . سَمِعَ مِنْ : ابْنِ عُيَيْنَةَ ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ إِدْرِيْسَ ، وَأَبِي مُعَاوِيَةَ ، وَالوَلِيْدِ بْنِ مُسْلِمٍ.. حَدَّثَ عَنْهُ : زياد بن أيوب الطوسي وهو من أقرانه وسَلَمَةُ بْنُ شَبِيْبٍ ، وَأَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ ، وَأَبُو زُرْعَةَ وَأَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيَّانِ ، شَامِيٌّ ثِقَةٌ. مَاتَ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ مَدْخَلَ رَجَبٍ سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَتَيْنِ . د ق.
3- طَيِّبٌ(2) هَكَذَا غَيْرُ مَنْسُوبٍ . أَحَدُ مَجَاهِيلِ الشَّامِيِّينَ . حَكَى عَنِ الْحَسَنِ بْنِ يَحْيَى الْخُشَنِيِّ ، وَعَنْهُ أحْمَدُ بْنُ أبِي الْحَوَارِيِّ . ذَكَرَهُ هَكَذَا ابْنُ عَسَاكِرَ فِي « تَارِيْخِ دِمَشْقَ »(25/175) ، ثُمَّ أَوْرَدَ حِكَايَتَهُ عَنِ الْخُشَنِيِّ . وَلَيْسَ لَهُ ذِكْرٌ إِلاَّ فِي هَذِهِ الْحِكَايَةِ .
__________
(1) تَرْجَمَة أحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَيْمُونٍ بْنِ أبِي الْحَوَارِيِّ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ لابْنِ أَبِي حَاتِمٍ (2/47/34) ، وَثِقَاتُ ابْنِ حِبَّانَ (8/24) ، وَتَهْذِيبُ الْكَمَالِ لِلْمِزِّيِّ (1/369) ، وَسِيَرُ أعْلامِ النُّبَلاءِ (12/85)، وَالْكَاشِفُ (1/197) ، وَتَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ لابْنِ حَجَرٍ (1/43) ، وَتَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (1/81) .
(2) تَرْجَمَة طَيِّبٌ : تَارِيْخُ دِمَشْقَ لابْنِ عَسَاكِرَ (25/175) .(1/128)
4- الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى الْخُشَنِيُّ(1) أبُو عَبْدِ الْمَلِك ، وَيُقَالُ : أبُو خَالِدٍ الدِّمَشْقِيُّ الْبَلاطِيُّ . عَابِدٌ شَامِيُّ لَيْسَ بِشَيْءٍ فِي الْحَدِيثِ . رَوَى عَنْ : وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، وَابْنِ جُرَيْجٍ ، وَمَالِكِ بْنِ أَنَسٍ ، وَالأَوْزَاعِيِّ ، وَعِدَّةٍ . وَرَوَى عَنْهُ: الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَسُلْيَمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، وَالْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ . قَالَ عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ : لَيْسَ بِشَيْءٍ . . وَقَالَ دُحَيْمٌ : لا بَأْسَ بِهِ . وَقَالَ أبُو حَاتِمٍ : صَدُوقٌ سَيْءٌ الْحِفْظِ . وَقَالَ النَّسَائيُّ : لَيْسَ بِثِقَةٍ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ : « مُنْكَرُ الْحَدِيثِ جِدَّاً يَرْوِي عَنِ الثِّقَاتِ مَا لا أَصَلَ لَهُ وَعَنِ الْمُتْقِنِينَ مَا لا يُتَابَعُ عَلَيْهِ ، وَكَانَ رَجُلاً صَالِحَاً يُحَدِّثُ مِنْ حِفْظِهِ ، كَثِيْرُ الْوَهْمِ فِيمَا يَرْوِيهِ حَتَّى فَحُشَتِ الْمَنَاكِيْرُ فِي أَخْبَارِهِ حَتَّى يَسْبِقُ إِلَى الْقَلْبِ أَنَّهُ كَانَ الْمُتَعَمِّدَ لَهَا ، فَلِذَلِكَ اسْتَحَقَّ التَّرْكَ » .
رابعاً: الحكم على إسناد الأثر
هَذَا الأثَرُ إسنادُه ضَعِيفٌ جِدَّاً ، لِجَهَالَةِ طَيِّبٍ شَيْخِ ابْنِ أَبِي الْحَوَارِيِّ ، وَلِضَعْفِ الْحَسَنِ بْنِ يَحْيَى الْخُشَنِيِّ .
خامساً: تنبيهات
__________
(1) تَرْجَمَة الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى الْخُشَنِيُّ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ لابْنِ أَبِي حَاتِمٍ (3/44/186) ، وَضُعَفَاءُ الْعُقَيْلِيِّ (1/244) ، وَالْمَجْرُوحِينَ لابْنِ حِبَّانَ (1/235) ، وَالْكَامِلُ لابْنِ عَدِيٍّ (2/323) ، وَتَارِيْخُ دِمَشْقَ لابْنِ عَسَاكِرَ (14/3) ، وَمِيزَانُ الاعْتِدَالِ (2/277) ، وَتَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ لابْنِ حَجَرٍ (2/281) ، وَتَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (1/164) .(1/129)
1- الزيادة التي في رواية ابن بطة لا تصح من قِبَله هو ، فإن من فوقه ثقات وأما هو فقد ضُعِّف، ومع هذا فقد تفرد به، واسم ابن بطة: عبيد الله بن محمد العكبري(1) أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن محمد العكبري ، قال الذهبي في تاريخه: ضعيف من قبل حفظه. وقال في الميزان: إمام لكنه ذو أوهام .. قال أبو القاسم الأزهري: ابن بطة ضعيف ضعيف. قلت: ومع قلة إتقان ابن بطة في الرواية فكان إماما في السنة، إماما في الفقه، صاحب أحوال وإجابة دعوة رضي الله عنه. وقال في السير: الإمام القدوة، العابد الفقيه المحدث، شيخ العراق .. توفي سنة 387 .
2- أما شيخه محمد بن محمود بن المنذر(2) أبو بكر محمد بن محمود بن محمد بن المنذر بن ثمامة السراج الأطروش ، فقال الخطيب: حدث عن أبى هشام الرفاعي، وزياد بن أيوب .. روى عنه القاضي الجراحي، وابن شاهين، ويوسف القواس، وذكره في جملة شيوخه الثقات. وقال أبو القاسم الأبندوني: محمد بن محمود السراج البغدادي لا بأس به .
3- هذا الأثر ذكره ابن رجب عن أحمد بن أبي الحواري ، به (التخويف من النار ص122) وذكره أبو حيان الأندلسي في تفسيره (البحر المحيط5/428) وذكره صديق حسن خان، ثم قال: وروي عن ابن مسعود نحوه (يقظة أولي الاعتبار ص142).
الحديث رقم { 13 }
وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ « وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ » قَالَ : يُضْرَبُونَ بِهَا ، فَيَقَعُ كُلُّ عُضْوٍ عَلَى حِيَالِهِ ، فَيَدْعُونَ بِالثُّبُورِ .
- - الله - -
أولاً: تخريج الأثر كما ذكر المصنف
__________
(1) ترجمة عبيد الله بن محمد العكبري : تاريخ بغداد 10/371/5536 ، تاريخ دمشق 38/105/4488 ، تاريخ الإسلام27/144 ، سير أعلام النبلاء16/529/389 ، الميزان3/15/5394 ، اللسان4/112/231 .
(2) ترجمة محمد بن محمود بن المنذر : تاريخ بغداد 3/261/1352 .(1/130)
أخْرَجَهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ « التَّفْسِيْرُ » (8/2481/13825) تَعْلِيقَاً عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ « وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ » قَالَ : يُضْرَبُونَ بِهَا ، فَيَقَعُ كُلُّ عُضْوٍ عَلَى حِيَالِهِ . وَلَمْ يَذْكُرْ : فَيَدْعُونَ بِالثُّبُورِ ، وَإِنَّمَا ذَكَرَ هَذِهِ الزِّيَادَةَ : سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ .
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف
فَقَدْ أخْرَجَهُ أيْضَاً « التَّفْسِيْرُ »(8/2481/13824) تَعْلِيقَاً عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ : إِذَا جَاعَ أَهْلُ النَّارِ فِي النَّارِ اسْتَغَاثُوا بِشَجَرَةِ الزَّقُّومِ ، فَأكَلُوا مِنْهَا ، فَاخْتُلِسَتْ جُلُودُ وُجُوهِهِمْ ، فَلَوْ أَنَّ مَارَّاً مَرَّ بِهِمْ يَعْرِفُهُمْ ، لَعَرَفَ جُلُودَ وُجُوهِهِمْ فِيهَا ، ثُمَّ يُصَبُّ عَلَيْهِمُ الْعَطَشُ ، فَيَسْتَغِيثُونَ ، فيُغَاثُونَ بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ ، وَهُوَ الَّذِي قَدْ سَقَطَتْ عَنْهُ الْجُلُودُ ، و« يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ » يَمْشُونَ وَأَمْعَاؤُهُمْ تَسَاقَطُ وَجُلُودُهُمْ ، ثُمَّ يُضْرَبُونَ بِمَقَامِعَ مِنْ حَدِيدٍ ، فَيَسْقُطُ كُلُّ عُضْوٍ عَلَى حِيَالِهِ ، يَدْعُونَ بِالْوَيْلِ وَالثُّبُورِ . وَأسْنَدَهُ فِي مَوْضَعٍ آخَرَ « التَّفْسِيْرُ »(10/3217/18202) قَالَ : حَدَّثَنَا أَبِي ثَنَا عَمْرُو بْنُ رَافِعٍ ثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ اللهِ عَنْ جَعْفَرٍ وَهَارُونَ بْنِ عَنْتَرَةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ بِهِ . وَأخْرَجَهُ الطَّبَرِيُّ « التَّفْسِيْرُ » (17/135) قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ ثَنَا يَعْقُوبُ بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ .
ثالثاً: دراسة إسناد الأثر(1/131)
1- أبُو حَاتِمٍ ُمُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيْسَ بْنِ الْمُنْذِر(1) بْنِ دَاوُدَ بْنِ مِهْرَانَ الرَّازِيُّ . الإمَامُ الْحَافِظُ الْحُجَّةُ الثِّقَةُ الْعَدْلُ، الْجَامِعُ خِصَالِ الْفَضْلِ. سَمِعَ عُبَيْدَ اللهِ بْنَ مُوْسَى ، وَمُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيَّ، وأحمد بن حنبل ،. حَدَّثَ عَنْهُ : وَلَدُهُ الْحَافِظُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، وَيُوْنُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ، وَأَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ رَفِيقُهُ ،.. َقَالَ الْحَافِظُ الذَّهَبِيُّ : كَانَ مِنْ بُحُوْرِ العِلْمِ ، طَوَّفَ البِلاَدَ ، وَبَرَعَ فِي الْمَتْنِ وَالإِسْنَادِ ، وَجَمَعَ وَصَنَّفَ ، وَجَرَحَ وَعَدَّلَ ، وَصَحَّحَ وَعَلَّلَ . مَوْلِدُهُ سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَةٍ ، وَأَوَّلُ كِتَابَتِهِ لِلْحَدِيْثِ كَانَ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَمائَتَيْنِ ، وَهُوَ مِنْ نُظَرَاءِ البُخَارِيِّ وَطَبَقَتِهِ ، وَلَكِنَّهُ عُمِّرَ بَعْدَهُ أَزْيَدَ مِنْ عِشْرِيْنَ عَامَاً . من الحادية عشرة مات سنة سبع وسبعين د س فق .
__________
(1) تَرْجَمَة أبُو حَاتِمٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيْسَ بْنِ الْمُنْذِر : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ لابْنِ أَبِي حَاتِمٍ (7/204/1133) ، وَثِقَاتُ ابْنِ حِبَّانَ (9/137) ، وَتَارِيْخُ بَغْدَادَ لِلْخَطِيبِ (2/73) ، وتَهْذِيبُ الْكَمَالِ لِلْمِزِّيِّ (24/381) ، وَسِيَرُ أَعْلامِ النُّبَلاءِ (13/247) ، الكاشف ج2:ص155/4711، تذكرة الحفاظ ج2:ص567/592، البداية والنهاية ج11:ص59 ، تهذيب التهذيب ج12:ص67/252، تقريب التهذيب ج1:ص467/5718 .(1/132)
2- عَمْرُو بْنُ رَافِعِ بْنِ الْفُرَاتِ بْنِ رَافِعٍ الْبَجَلِيُّ(1) ، أبُو حُجْرٍ الْقَزْوِينِيُّ . رَوَى عَنْ : جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ ، وَالْفَضْلِ بْنِ مُوسَى ، وَابْنِ عُيَيْنَةَ ، وَابْنِ الْمُبَارَكِ ، وَيَعْقُوبَ الْقُمِّيِّ. رَوَى عَنْهُ : ابْنُ مَاجَهْ، وأبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم الرازي وأبو حاتم محمد بن إدريس الرازي ، وَجَمَاعَةٌ . ..وقال ابن حجر : ثقة ثبت من العاشرة ، مات سنة سبع وثلاثين ق .
__________
(1) تَرْجَمَة عَمْرُو بْنُ رَافِعِ بْنِ الْفُرَاتِ بْنِ رَافِعٍ الْبَجَلِيُّ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ لابْنِ أَبِي حَاتِمٍ (6/232/1286) ، وَثِقَاتُ ابْنِ حِبَّانَ (8/487)، وتَهْذِيبُ الْكَمَالِ لِلْمِزِّيِّ (22/19) ، وَسِيَرُ أَعْلامِ النُّبَلاءِ (11/385) ، وَالْكَاشِفُ (2/76) ، التدوين في أخبار قزوين ج3:ص465، وتَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ لابْنِ حَجَرٍ (8/298) ، وَتَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (1/421) .(1/133)
3- يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعْدِ بْنِ مَالِكِ الأَشْعَرِيُّ(1) ، أَبُو الْحَسَنِ الْقُمِّىُّ يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ هَانِئ الأَشْعَرِيُّ. رَوَى عَنْ : أَخِيهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَعِمْرَانَ وَعِيسَى ، ، وَجَعْفَرِ بْنِ أَبِي الْمُغِيْرَة. وَعَنْهُ : ابْنُ مَهْدِيٍّ ، وَمَنْصُورُ بْنُ سَلَمَةَ ، وَيُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، وَعَمْرُو بْنُ رَافِعٍ الْقَزْوِينِيُّ ، ، وَخَلْقٌ . قَالَ النَّسَائِيُّ : لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ . وَقَالَ أبُو الْقَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ : كَانَ ثِقَةً . وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ : لَيْسَ بِالْقَوِيِّ . وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي «الثِّقَاتِ» (7/645). وَقَالَ الذَّهَبِيُّ «الْكَاشِفُ» (2/394) : صَدُوقٌ. قَالَ أبُو نُعَيْمٍ: مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ. وقال ابن حجر صدوق يهم من الثامنة خت 4.
__________
(1) تَرْجَمَة يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعْدِ بْنِ مَالِكِ الأَشْعَرِيُّ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ لابْنِ أَبِي حَاتِمٍ (9/209/874) ، وَثِقَاتُ ابْنِ حِبَّانَ (7/645) ، وتَهْذِيبُ الْكَمَالِ لِلْمِزِّيِّ (32/344) ، وَسِيَرُ أَعْلامِ النُّبَلاءِ (8/300) وَالْكَاشِفُ (2/394) ، وَمِيزَانُ الاعْتدَالِ (7/278) ، وتَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ لابْنِ حَجَرٍ (11/342) ، وَتَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (1/608) .(1/134)
4- جعفر بن أبى المغيرة(1) ، جعفر بن أبي المغيرة الخزاعي القمي روى عن إسماعيل بن عبد الرحمن السدي وسعيد بن جبير وشهر بن حوشب روى عنه أشعث بن إسحاق الأشعري القمي ي ويعقوب بن عبد الله الأشعري قال أبو الشيخ الأصبهاني هو من التابعين ورأى ابن الزبير ودخل مكة أيام عبد الله بن عمر مع سعيد بن جبير، وثقه أحمد وقال ابن حجر صدوق يهم من الخامسة بخ د ت س فق
5- هَارُونُ بْنُ عَنْتَرَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الشَّيْبَانِيُّ(2) ، أبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي وَكِيعٍ الْكُوفِيُّ .
__________
(1) ترجمة جعفر بن أبي المغيرة : التاريخ الكبير ج2:ص200/ 2190، الجرح والتعديل ج2:ص490/2008، الثقات ج6:ص134/7048 ، تاريخ أسماء الثقات ج1:ص55/ 167 ، طبقات أصبهان ج1:ص352/ 36 ، تاريخ أصبهان ج1:ص291/ 494 ، تهذيب الكمال ج5:ص112/958، تاريخ الإسلام ج8:ص63، الكاشف ج1:ص296/ 804 ، تاريخ الإسلام ج8:ص63/4 ، تقريب التهذيب ج1:ص141/960 .
(2) تَرْجَمَة هَارُونُ بْنُ عَنْتَرَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الشَّيْبَانِيُّ : ثِقَاتُ الْعِجْلِيِّ (2/322) ، وَالْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ لابْنِ أَبِي حَاتِمٍ (9/92/384) ، وَثِقَاتُ ابْنِ حِبَّانَ (7/578) ، وَالْمَجْرُوحِينَ (3/93) ، وتَهْذِيبُ الْكَمَالِ لِلْمِزِّيِّ (30/10) ، وَالْكَاشِفُ (2/330) ، وتَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ لابْنِ حَجَرٍ (11/10) ، وَتَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (1/569) .(1/135)
رَوَى عَنْ : أَبِيهِ ، وَمُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ ، ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، وَرَوَى عَنْهُ : شَيْخُهُ عَمْرِو بْنُ مُرَّةَ ، وَالثَّوْرِيُّ ، وَحَمْزَةُ الزَّيَّاتُ ، وَابْنُ إِدْرِيسَ ، وَابْنُ فُضَيْلٍ ، وَيَعْقُوبُ الْقُمِّىُّ. قَالَ أبُو طَالِبٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، وَإِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ : ثِقَةٌ .وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ : لا بَأْسَ بِهِ . وَقَالَ أبُو زُرْعَةَ : لا بَأْسَ بِهِ ، مُسْتَقِيمُ الْحَدِيثِ . قال أبو بكر البرقاني سألت الدارقطني عن عبد الملك بن هارون بن عنترة فقال متروك يكذب وأبوه يحتج به وجده يعتبر به حدث عن علي ،َذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي « كِتَابِ الثِّقَاتِ » (7/578) . وَأَعَادَهُ فِي « الْمَجْرُوحِينَ »(3/93) ، فَقَالَ : مُنْكَرُ الْحَدِيثِ جِدَّاً ، يَرْوِي الْمَنَاكِيرَ الْكَثِيْرَةَ حَتَّى يَسْبَقَ إِلَى الْقَلْبِ أَنَّهُ الْمُتَعَمِّدُ لَهَا ، لا يَجُوزُ الاحْتِجَاجُ بِهِ بِحَالٍ . قُلْتُ : وَإِنَّمَا وَقَعَتِ الْمَنَاكِيرُ فِي رِوَايَاتِ ابْنِهِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ هَارُونَ بْنِ عَنْتَرَةَ عَنْهُ ، وَهُوَ الْمُتَّهَمُ بِهَا ، وَقَدُ اتَّهَمَهُ ابْنُ حِبَّانَ بِوَضْعِ الْحَدِيثِ عَلَى أَبِيهِ . وَأَمَّا أبُوهُ هَارُونُ بْنُ عَنْتَرَةَ فِثِقَةٌ مُسْتَقِيمُ الْحَدِيثِ ، وَكَفَاهُ تَوْثِيقُ الإِمَامَيْنِ أَحْمَدَ وَابْنِ مَعِينٍ . وقال ابن حجر لا بأس به من السادسة ، مات سنة اثنتين وأربعين د س فق.(1/136)
6- سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرِ(1) ، أبُو مُحَمَّدٍ وَأبُو عَبْدِ اللهِ الْكُوفِيُّ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ هِشَامٍ الأَسَدِيُّ الْوَالِبِيُّ. الإِمَامُ الْحَافِظُ الْفَقِيهُ الْمُقْرِئُ الْمُفَسِّرُ الْمُحَدِّثُ . رَوَى عَنِ : ابْنِ عَبَّاسٍ فَأَكْثَرَ وَجَوَّدَ ، وَقَرَأَ عَلَيْهِ القُرْآنَ ، وَعَائِشَةَ ، وَعَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ ، ، وَأَبِي مَسْعُوْدٍ البَدْرِيِّ مُرْسَلاً . َرَوَى عَنِ التَّابِعِيْنَ مِثْلِ : أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ . وَحَدَّثَ عَنْهُ : أَبُو صَالِحٍ السَّمَّانُ ، وَآدَمُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، وَأَشْعَثُ بْنُ أَبِي الشَّعْثَاءِ ، وَأَيُّوْبُ السِّخْتِيَانِيُّ ٌ . قَالَ ابْنُ حِبَّانَ « الثِّقَاتُ »(4/275) : وكَانَ فَقِيهَاً عَابِدَاً وَرِعَاً فَاضِلاً ، ، ثُمَّ خَرَجَ مَعَ ابْنِ الأَشْعَثِِ فِي جُمْلَةِ الْقُرَّاءِ ، فَلَمَّا هُزِمَ ابْنُ الأَشْعَثِ بِدَيْرِ الْجَمَاجِمِ هَرَبَ إِلَى مَكَّةَ فَأَخَذَهُ خَالِدٌ الْقَسْرِيُّ وَالِي عَبْدِ الْمَلِكِ عَلَى مَكَّةَ بَعْدَ مُدَّةٍ ، وَبَعَثَ بِهِ إِلَى الْحَجَّاجِ ، فَقَتَلَهُ الْحَجَّاجُ بْنُ يُوسُفَ سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ ، وَهُوَ ابْنُ تِسْعِ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً ، ثُمَّ مَاتَ الْحَجَّاجُ بَعْدَهُ بِأَيَّامٍ .
رابعاً: الحكم على إسناد الأثر
__________
(1) تَرْجَمَة سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرِ : َالْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ لابْنِ أَبِي حَاتِمٍ (4/9/29) ، وَثِقَاتُ ابْنِ حِبَّانَ (4/275) ، وَحِلْيَةُ الأَوْلِيَاءِ لأَبِي نُعَيْمٍ (4/272) ، وتَهْذِيبُ الْكَمَالِ لِلْمِزِّيِّ (10/358) وَسِيَرُ أَعْلامِ النُّبَلاءِ (4/321) ، وَالْكَاشِفُ (1/433) ، وتَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ لابْنِ حَجَرٍ (4/11) ، وَتَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (1/234) .(1/137)
هَذَا الأَثَرُ إسنادُه حسن ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ،لأن فيه يعقوب القمي وهو صدوق يهم وفيه هارون بن عنترة لا بأس به .
الحديث رقم { 14 }
وَأَخْرَجَ أَحْمَدُ وَأَبُو يَعْلَى وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ وَالْبَيْهَقِيُّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « لَوْ أَنَّ مِقْمَعَاً مِنْ حَدِيدٍ وُضِعَ فِي الأَرْضِ ، فَاجْتَمَعَ(1) الثَّقَلانِ مَا أَقَلُّوهُ مِنْ الأَرْضِ ، وَلَوْ ضُرِبَ الْجَبَلُ بِمِقَمْعٍ مِنْ حَدِيدٍ لَتَفَتَّتَ ، ثُمَّ عَادَ كَمَا كَانَ » .
- - الله - -
أولاً: تخريج الحديث كما ذكر المصنف
كلُّ مَنْ خَرَّجَهُ مِنْ أَصْحَابِ الْمَسَانِيدِ وَالْمُصَنَّفَاتِ جَعَلَهُ حَدِيثَيْنِ ، وَفَرَّقَ بَيْنَهُمَا ، وَلا أَعْلَمٌ أَحَدَاً جَمَعَهُمَا كَمَا فَعَلَ السُّيُوطِيُّ .
أ- ذكر من أخرج الحديث الأول
__________
(1) في المخطوطات الثلاث لا توجد كلمة " عليه " ، بينما وجدت في الكتاب المطبوع .(1/138)
قَالَ الإِمَامُ أَحْمَدُ (مسند أحمد بن حنبل ج3/ص29/ 11251 ): حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى ثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ ثَنَا دَرَّاجٌ عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « لَوْ أَنَّ مِقْمَعَاً مِنْ حَدِيدٍ وُضِعَ فِي الأَرْضِ ، فَاجْتَمَعَ لَهُ الثَّقَلانِ ، مَا أَقَلُّوهُ مِنْ الأَرْضِ » . وَأَخْرَجَهُ أَبُو يَعْلَى (2/526/1388) ، وَابْنُ أَبِي الدُّنْيَا « صِفَةُ النَّارِ »(49/55) ، وَالْمَقْدِسِيُّ « ذِكْرُ النَّارِ »(ج1/ص78/ح67) ثَلاثَتُهُمْ مِنْ طَرِيقِ الْحَسَنِ بْنِ مُوسَى ، وَالْبَيْهَقِيُّ « الْبَعْثُ وَالنُّشُورُ »(ج1/ص286/ح590) مِنْ طَرِيقِ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى ، كِلاهُمَا عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ عَنْ دَرَّاجٍ بِهِ . وَأَخْرَجَهُ الْحاكمُ المستدرك على الصحيحين ، في كتاب الأهوال ، (ج4/ص642/ 8773 ) مِنْ طَرِيقِ ابْنِ وَهْبٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ عَنْ دَرَّاجٍ بِمِثْلِهِ .وقال هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.وسكت عنه الذهبي في تلخيصه .
ب- ذكر من أخرج الحديث الثاني(1/139)
قَالَ الإِمَامُ أَحْمَدُ (مسند أحمد بن حنبل ج3/ص83/11803 ) : حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ دَرَّاجٍ عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « لَوْ ضُرِبَ الْجَبَلُ بِمِقَمْعٍ مِنْ حَدِيدٍ لَتَفَتَّتَ ، ثُمَّ عَادَ كَمَا كَانَ وَلَوْ أَنَّ دَلْواً من غَسَّاقٍ يُهَرَاقُ في الدُّنْيَا لأَنْتَنَ أَهْلَ الدُّنْيَا » وَأَخْرَجَهُ أَبُو يَعْلَى (2/521/1377)، وَابْنُ أَبِي الدُّنْيَا « صِفَةُ النَّارِ »(49/ح56) كِلاهُمَا عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُوسَى ، وَالْمَقْدِسِيُّ « ذِكْرُ النَّارِ » (ج1/ص79/ح70) عَنْ مُوسَى بْنُ دَاوُدَ ، كِلاهُمَا عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ عَنْ دَرَّاجٍ بِهِ .وَأَخْرَجَهُ الْحاكمُ « الْمُسْتَدْرَكُ » (المستدرك على الصحيحين ج4/ص644/ 8777 ) مِنْ طَرِيقِ ابْنِ وَهْبٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ عَنْ دَرَّاجٍ بِمِثْلِهِ . وقال هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه . ووافقه الذهبي في تلخيصه .
ثانياً: دراسة إسناد الحديث(1/140)
1- الْحَسَنُ بنُ مُوْسَى(1) الْحَسَنُ بنُ مُوْسَى أَبُو عَلِيٍّ البَغْدَادِيُّ الأَشْيَبُ قَاضِي الْمَوْصِلِ . الإِمَامُ الفَقِيْهُ الْحَافِظُ الثِّقَةُ ، الْقَاضِي الْعَدْلُ الْوَرِعُ . سَمِعَ : ابْنَ لَهِيعَةَ ، وَابْنِ أَبِي ذِئْبٍ ، وَحَرِيْزِ بْنِ عُثْمَانَ. حَدَّثَ عَنْهُ : أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ ، وَأَبُو خَيْثَمَةَ ، وَأَحْمَدُ بنُ مَنِيْعٍ ، وَحَجَّاجُ بنُ الشَّاعِرِ . وَكَانَ مِنْ أَوْعِيَةِ العِلْمِ ، لاَ يُقَلِّدُ أَحَداً . ، مَاتَ بِالرَّيِّ سَنَةَ تِسْعٍ وَمائَتَيْنِ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ . وقال ابن حجر ثقة من التاسعة ع. ،
__________
(1) تَرْجَمَة الْحَسَنُ بنُ مُوْسَى : التاريخ الكبير ج2:ص306/ 2567 ، طبقات خليفة ج1:ص329، الكنى والأسماء ج1:ص557/ 2251 ، الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ لابْنِ أَبِي حَاتِمٍ (3/37/160) ، تاريخ جرجان ج1:ص316/ 555 ، الثقات ج8:ص170/ 12804، وَتَارِيْخُ بَغْدَادَ لِلْخَطِيبِ (7/426) ، وَسِيَرُ أَعْلامِ النُّبَلاءِ (9/459) ، وَالْكَاشِفُ (1/330) ، وَتَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (2/279) ، وَتَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (1/164) ، تهذيب الكمال ج6:ص328/ 1277، تذكرة الحفاظ ج1:ص369/ 364، تذكرة الحفاظ ج1:ص369/ 364، تهذيب التهذيب ج2:ص279/ 560، تقريب التهذيب ج1:ص164/ 1288، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال ج1:ص81 .(1/141)
2- عَبْدُ اللهِ بْنُ لَهِيعَةَ(1) بْنِ عُقْبَةَ بْنِ فُرْعَانَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ ثَوْبَانَ الْحَضْرَمِيُّ الأَعْدُولِيُّ ، أبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمِصْرِيُّ الْفَقِيهُ الْقَاضِي . رَوَى عَنِ : دراج أبي السمح ، وَأَبِي الزُّبَيْرِ ، وَيَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ ، وَعَنْهُ : شُعْبَةُ ، وَالثَّوْرِيُّ ، والأَوْزَاعِيُّ ، وَالْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، وَخَلائِقُ.: قَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ: عِنْدَ ابْنِ لَهِيْعَةَ الأُصُولُ ، وَعِنْدَنَا الفُرُوْعُ . وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ يَقُوْلُ : مَا كَانَ مُحَدِّثَ مِصْرَ إِلاَّ ابْنُ لَهِيْعَةَ. وَقَالَ حَنْبَلُ بْنُ إسْحَاقَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ أَحْمَدَ قَالَ: ابْنُ لَهِيْعَةَ أَجْوَدُ قِرَاءةً لِكُتُبِهِ مِنِ ابْنِ وَهْبٍ .قُلْتُ: تَرَكَهُ وَكِيْعٌ ، وَيَحْيَى الْقَطَّانُ ، وَابْنُ مَهْدِيٍّ ، وَابْنُ مَعِينٍ ، وَأبُو حَاتِمٍ ، وَأبُو زُرْعَةَ ، وَالنَّسَائِيُّ، وَابْنُ خُزَيْمَةَ . وَذَكَرَهُ فِي الضُّعَفَاءِ : الْعُقَيْلِيُّ ، وَابْنُ حِبَّانَ ، وَابْنُ عَدِيٍّ ، وَغَيْرُهُمْ .
__________
(1) تَرْجَمَة عَبْدُ اللهِ بْنُ لَهِيعَةَ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ لابْنِ أَبِي حَاتِمٍ (5/145/682) ، وَالضُّعَفَاءُ لِلْعُقَيْلِيِّ (2/293) ، وَالْمَجْرُوحِينَ لابْنِ حِبَّانَ (2/11) ، وَالْكَامِلُ لابْنِ عَدِيٍّ (4/144) ، وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان ج3:ص38/325 ،وتَهْذِيبُ الْكَمَالِ لِلْمِزِّيِّ (15/487) ، وَسِيَرُ أَعْلامِ النُّبَلاءِ (8/10) ، وَمِيزَانُ الاعْتِدَالِ (4/166) ، المختلطين ج1:ص65/ 26 ،و أسماء المدلسين ج1:ص125/ 42 ،َتَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (5/328) ، وَتَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (1/319) .(1/142)
قَالَ الْحَافِظُ الذَّهَبِيُّ «سِيَرُ الأعْلامِ»(8/10): لاَ رَيْبَ أَنَّ ابْنَ لَهِيْعَةَ كَانَ عَالِمَ الدِّيَارِ الْمِصْرِيَّةِ ، هُوَ وَاللَّيْثُ مَعَاً، ، وَلَكِنَّ ابْنَ لَهِيْعَةَ تَهَاوَنَ بِالإِتْقَانِ وَرَوَى مَنَاكِيْرَ ، فَانْحَطَّ عَنْ رُتْبَةِ الاحْتِجَاجِ بِهِ عِنْدَهُم. وَبَعْضُ الْحفَّاظِ يَرْوِي حَدِيْثَهُ، وَيَذكُرُهُ فِي الشَّوَاهِدِ وَالاعْتِبَارَاتِ، وَالزُّهْدِ وَالْمَلاَحمِ، لاَ فِي الأُصُولِ. وَبَعْضُهُم يُبَالِغُ فِي وَهْنِهِ، وَلاَ يَنْبَغِي إِهدَارُهُ، وَتُتَجَنَّبُ تِلْكَ الْمَنَاكِيْرُ، فَإِنَّهُ عَدْلٌ فِي نَفْسِهِ. وَقَالَ: أَعرَضَ أَصْحَابُ الصِّحَاحِ عَنْ رِوَايَاتِهِ، وَأَخْرَجَ لَهُ أَبُو دَاوُدَ، وَالتِّرْمِذِيُّ، وَالقَزْوِيْنِيُّ. وَمَا رَوَاهُ عَنْهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَابْنُ وَهْبٍ، وَالْمُقْرِئُ، وَالقُدَمَاءُ فَهُوَ أَجْوَدُ. وقال ابن حجر : صَدُوقٌ اخْتَلَطَ بَعْدَ احْتِرَاقِ كُتُبِهِ، وَرِوَايَةُ ابْنِ الْمُبَارَكِ وَابْنِ وَهْبٍ عَنْهُ أَعْدَلُ مِنْ غَيْرِهِمَا.
3- دَرَّاجُ بْنُ سَمْعَانَ الْمِصْرِيُّ ، أَبُو السَّمْحِ الْوَاعِظُ . صَدُوقٌ صَالِحُ الْحَدِيثِ إِلاَّ فِي رِوَايَتِهِ عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ ، سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 1 ] .(1/143)
4- سُلَيْمَانُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَبْدٍ اللَّيْثِيُّ(1) ، أبُو الْهَيْثَمِ الْعُتْوَارِيُّ الْمِصْرِيُّ .رَوَى عَنْ : أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، وَكَانَ فِي حِجْرِهِ أَوْصَى إِلَيْهِ أَبُوهُ بِهِ ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ ، وَأَبِي بَصْرَةَ الْغِفَارِيِّ . رَوَى عَنْهُ : دَرَّاجٌ ، وَعُبَيْدُ اللهِ بْنُ زَحْرٍ ، وَعُبَيْدُ اللهِ بْنُ الْمُغِيْرَةِ بْنِ مُعَيْقِيبٍ. . وقال ابن حجر ثقة من الرابعة بخ 4.
__________
(1) تَرْجَمَة سُلَيْمَانُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَبْدٍ اللَّيْثِيُّ : التاريخ الكبير ج4:ص27/1850، تاريخ أسماء الثقات ج1:ص99/453 ، الاسامي والكنى ج1:ص48/95 ، المعرفة والتاريخ ج2:ص284، الكنى والأسماء ج2:ص880/ 3562 ،الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ لابْنِ أَبِي حَاتِمٍ (4/131/574) ، وَثِقَاتُ ابْنِ حِبَّانَ (4/316) ، مشاهير الأمصار ج1:ص120/935 ، الأنساب ج4:ص155، تهذيب الكمال ج12:ص50/2554، الكاشف ج1:ص463/2121، تاريخ الإسلام ج12:ص178، تهذيب التهذيب ج4:ص186/364، تقريب التهذيب ج1:ص253/2599 .(1/144)
5- أَبُو سَعِيْدٍ سَعْدُ بْنُ مَالِكِ بْنِ سِنَانٍ الْخُدْرِيُّ(1) الْخَزْرَجِيُّ . الإِمَامُ الْمُجَاهِدُ ، مُفْتِي الْمَدِيْنَةِ ، وَكَانَ أَحَدَ الفُقَهَاءِ الْمُجْتَهِدِيْنَ . اسْتُشْهِدَ أَبُوْهُ مَالِكٌ يَوْمَ أُحُدٍ ، وَشَهِدَ أَبُو سَعِيْدٍ الْخَنْدَقَ ، وَبَيْعَةَ الرُّضْوَانِ . وَحَدَّثَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَكْثَرَ ، وَأَطَابَ . وَعَنْ : أَبِي بَكْرٍ ، وَعُمَرَ ، وَطَائِفَةٍ حَدَّثَ عَنْهُ : ابْنُ عُمَرَ ، وَجَابِرٌ ، وَأَنَسٌ ، ، وَأَبُو الْهَيْثَمِ سُلَيْمَانُ بْنُ عَمْرٍو الْعُتْوَارِيُّ ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ . له ولأبيه صحبة واستصغر بأحد ثم شهد مابعدها وروى الكثير مات بالمدينة سنة ثلاث أو أربع أو خمس وستين وقيل سنة أربع وسبعين ع
ثالثاً: الحكم على إسناد الحديث
__________
(1) تَرْجَمَة أَبُو سَعِيْدٍ سَعْدُ بْنُ مَالِكِ الخدري : فضائل الصحابة للنسائي ج1:ص34،الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ لابْنِ أَبِي حَاتِمٍ (4/93/406) ، وَثِقَاتُ ابْنِ حِبَّانَ (3/150) ، من يعرف بكنيته ج1:ص45/ 65 ، ،وَحِلْيَةُ الأَوْلِيَاءِ لأبِي نُعَيْمٍ (1/369) ، وتَهْذِيبُ الْكَمَالِ لِلْمِزِّيِّ (10/294) ، وَسِيَرُ أَعْلامِ النُّبَلاءِ (3/169) ، وَالْكَاشِفُ (1/430) ، وتَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ لابْنِ حَجَرٍ (3/416) ، وَتَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (1/232) .(1/145)
هذا الحَدِيثُ إسنادُه ضعيفٌ ، لأن فيه أَبَا السَّمْحِ الْمِصْرِيَّ ، فَإِنَّهُ صَدُوقٌ صَالِحٌ الْحَدِيثِ إِلاَّ فِي حَدِيثِهِ عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ ، فَفِيهِ ضَعْفٌ وَنَكَارَةٌ . وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (مجمع الزوائد ج10/ص388) رواه أحمد وأبو يعلى وفيه ضعفاء وثقوا. والحديث صححه الحاكم في المستدرك ووافقه الذهبي في تلخيصه (ج4/ص642/ 8773)، (المستدرك على الصحيحين ج4/ص644/8777). وضعفه الألباني في ضعيف الترغيب والترهيب (ج2/ص234/ح2151) وانظر السلسلة الضعيفة (ج9/ص351/ح4394) .
تنبيه : عزاه المصنف لابن أبي حاتم في تفسيره ولم أجده .
الحديث رقم { 15 }
وَأَخْرَجَ الْبَيْهَقِيُّ عَنْ أَبِي صَالِحٍ قَالَ : إذَا أُلْقِيَ الرَّجُلُ فِي النَّارِ لَمْ يَكُنْ لَهُ مُنْتَهَى ، حَتَّى يَبْلُغَ قَعْرَهَا ، ثُمَّ تَجِيشُ(1) بِهِ جَهَنَّمُ ، فَتَرْفَعُهُ إِلَى أَعْلَى جَهَنَّمَ ، قَالَ : وَمَا عَلَى عِظَامِهِ مِزْعَةُ لَحْمٍ ، قَالَ : فَتَضْرِبُهُ الْمَلائِكَةُ بِالْمَقَامِعِ ، فَيَهْوِي بِهَا فِي قَعْرِهَا ، فَلا يَزَالُ كَذَلِكَ .
- - الله - -
أولاً: تخريج الأثر كما ذكر المصنف
__________
(1) تجيش : أي تفور وكذلك جاشت الركية أي فارت وجاشت القدر فارت وغلت وكل شيء يغلي فهو يجيش وكذلك البحر والهم والنفس للقىء والغصة في الصدر وقيل جاش معناه ارتفع ومنه سمي الجيش وجاشت نفسه للقىء ارتفعت (مشارق الأنوار ج1/ص167، غريب الحديث لابن قتيبة ج2/ص146، القاموس المحيط ج1/ص758، النهاية في غريب الأثر ج1/ص324) .(1/146)
قَالَ الْبَيْهَقِيُّ « الْبَعْثُ وَالنُّشُورُ » (ج1/ ص285/ ح589) : أَخْبَرَنَا أبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ أَنْبَأَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ ثَنَا عُبَيْدُ بْنُ عُبَيْدَةَ ثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ : زَعَمَ عَلْقَمَةُ بْنُ وَقَّاصٍ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي صَالِحٍ قَالَ : إذَا أُلْقِيَ الرَّجُلُ فِي النَّارِ ، فَذَكَرَهُ .
ثانياً: دراسة إسناد الأثر
1- الحسين بن محمد الروذباري(1) ، قال الذهبي: الإمام المسند، أبو علي، الحسين بن محمد بن محمد بن علي بن حاتم، الروذباري الطوسي، سمع إسماعيل الصفار، وعبد الله بن عمر بن شوذب، وابن داسة، والحسين بن الحسن الطوسي، وطائفة. وحدث بسنن أبي داود بنيسابور، وعقد له مجلس في الجامع، ثم مرض، ورد إلى وطنه بالطابران، فتوفي في ربيع الأول سنة 403، حدث عنه الحاكم وهو من أقرانه، وأبو بكر البيهقي .
2- إسماعيل بن محمد الصفار(2) ، هو ابن إسماعيل بن صالح بن عبد الرحمن الصفار، قال ابن حجر الثقة الإمام النحوي المشهور، حدث عن الحسن بن عرفة وأحمد بن منصور الزيادي والكبار، وانتهى إليه علو الإسناد، روى عنه الدارقطني وابن مندة والحاكم، ولد سنة 247، وتوفي سنة 341 .
__________
(1) ترجمة الحسين بن محمد الروذباري : التقييد ج1:ص249/ 301 ، سير أعلام النبلاء 17/219/128 .
(2) ترجمة إسماعيا بن محمد الصفار : تاريخ بغداد 6/302/3344 ، معجم الأدباء ج2:ص306/ 250 ، سير أعلام النبلاء 15/440/250، البداية والنهاية ج11:ص226، لسان الميزان1/432/1340 .(1/147)
3- محمد بن غالب(1) ، هو ابن حرب، أبو جعفر الضبي البصري التمار، نزيل بغداد، المعروف بتمتام. ذكره ابن حبان في الثقات وقال : كان متقنا صاحب دعابة. وقال الدارقطني: ثقة مأمون، إلا أنه كان يخطئ. وقال الخطيب: كان كثير الحديث صدوقا حافظا. وقال الذهبي: الإمام، المحدث، الحافظ، المتقن، ولد سنة 193، ومات في شهر رمضان، سنة 283، وله تسعون عاما. سمع أبا نعيم، ومسلم بن إبراهيم، والقعنبي .. وطبقتهم. حدث عنه: أبو جعفر بن البختري، وإسماعيل الصفار ..
4- عبيد بن عبيدة التمار(2) ، ذكره ابن حبان في ثقات تبع أتباع التابعين، وقال: بصري يروي عن المعتمر بن سليمان، روى عنه أحمد بن الحسن بن خراش، يغرب. وقال الدارقطني في العلل: حدثنا أبو علي الصفار، حدثنا محمد بن غالب، حدثنا عبيد بن عبيدة ـ ثقة بصري ـ حدثنا معتمر .. ، فذكر حديثا في التفل في القبلة. ونقل ابن حجر هذا الإسناد ثم زاد في النقل عن الدارقطني أنه قال: عبيد يحدث عن معتمر بغرائب لم يأت بها غيره، وحدث عنه البوشنجي اهـ. وقال عنه الهيثمي: لم أعرفه .
__________
(1) ترجمة محمد بن غالب : الجرح والتعديل ج8:ص55/ 254 ، الثقات 9/151/15721 ، سؤالات حمزة ص74/رقم 9 ، تاريخ بغداد3/143/1176 ، سير أعلام النبلاء13/390/188 ، تذكرة الحفاظ 2 / 615 / 642 ، تذكرة الحفاظ ج2:ص615/ 642، لسان الميزان ج5:ص337/ 1115
(2) ترجمة عبيد بن عبيد التمار : الثقات 8/431/14257، علل الدارقطني11/296، مجمع الزوائد5/220، اللسان 4/120/256، فيض القدير4/355 .(1/148)
5- معتمر بن سليمان التيمي (1) معتمر بن سليمان التيمي أبو محمد البصري، ثقة، روى له الجماعة،.وقال الذهبي: عن أبيه ومنصور وعبد الملك بن عمير، وعنه ابن مهدي وعفان ومسدد وابن عرفة، ، وكان رأسا في العلم والعبادة كأبيه . وقال ابن حجر يلقب الطفيل ثقة من كبار التاسعة ولد 106 ومات وقد جاوز الثمانين ع.
6- سليمان بن طرخان(2) سليمان بن طرخان التيمي أبو المعتمر البصري، نزل في التيم فنسب إليهم، ثقة عابد روى له الجماعة من الرابعة ، مات سنة 143، وهو ابن 97، كما في التقريب. وقال الذهبي: أحد السادة، سمع أنسا وأبا عثمان النهدي، وعنه ابنه معتمر وشعبة والسفيانان ، مناقبه جمة .
__________
(1) ترجمة معتمر بن سليمان التيمي : طبقات خليفة ج1:ص224، التاريخ الكبير ج8:ص49/ 2110، معرفة الثقات ج2:ص286/ 1755 ، الجرح والتعديل ج8:ص402/ 1845 ، الثقات ج7:ص521/ 11275، مشاهير الأمصار ج1:ص161/ 1271 ، تهذيب الكمال 28/250/6080 ، الكاشف2/279/5546 ، ألقاب الصحابة والتابعين في المسندين الصحيحين ج1: ص70 ، تذكرة الحفاظ ج1:ص266/ 251، ، تهذيب التهذيب ج10:ص204/ 417، تقريب التهذيب ج1:ص539/ 6785
(2) ترحمة سليان بن طرخان : تهذيب الكمال 12/5/2531 ، الكاشف1/461/2102 . ، تقريب التهذيب ص252/رقم2575.(1/149)
7- علقمة بن وقَّاص(1) ، لا أدري من هو، إلا أن يكون هو ابن محصن بن كلدة، الليثي المدني، وهذا ثقة ثبت من الثانية من كبار التابعين، أخطأ من زعم أن له صحبة، وقيل: إنه ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم. مات في خلافة عبد الملك بعد الثمانين رحمه الله تعالى. كما في التقريب. وقال الذهبي: عن عمر وعائشة، وعنه ابناه عمرو وفلان ومحمد بن إبراهيم التيمي والزهري، ثقة . ولكن لم أجد له رواية عن عاصم بن أبي النجود، ومثله لا يروي عن عاصم، وهو من طبقة شيوخه، فالله أعلم. وقد أخرج البيهقي أيضا بهذا الإسناد عن علقمة، عن عاصم، عن أبي صالح، عن كعب، قال: سجرت النار ألف سنة حتى ابيضت.. (البعث554) ولم ينسب علقمة. ولم أجد هذا الإسناد عن غير البيهقي.
8- عاصم بن أبي النجود(2) ، هو ابن بهدلة أبي النجود، الأسدي مولاهم الكوفي، أبو بكر المقرئ. روى عن حميد الطويل س وخيثمة بن عبد الرحمن وذكوان أبي صالح السمان وزر بن حبيش الأسدي وغيرهم وعنه شعبة والحمادان والسفيانان وقال الذهبي: وثق، وقال الدارقطني: في حفظه شيء . قال ابن حجر صدوق له أوهام من السادسة حجة في القراءة، وحديثه في الصحيحين مقرون، مات سنة 128.
__________
(1) ترجمة علقمة بن وقاص : تهذيب الكمال20/313/4021 ، ، الكاشف2/35/3877 . تقريب التهذيب ص397/رقم4685 .
(2) ترجمة عاصم بن أبي النجود : تهذيب الكمال 13/473/3002 ، ، الكاشف1/518/2496 . تقريب التهذيب ص285/3054.(1/150)
9- ذكوان السمان الزيات المدني(1) ، هو أبو صالح ذكوان ، تابعي ثقة ثبت، كما في التقريب. ورواية عاصم عنه في الأدب المفرد والسنن الأربعة، كما في التهذيب. ، وروى عن عائشة وأبي هريرة، وعنه بنوه عبد الله وسهيل وصالح وعاصم بن بهدلة والأعمش، من الأئمة الثقات، توفي بالمدينة سنة 101 .
ثالثاً: الحكم على إسناد الأثر
هذا الأثر إسنادُه حَسَنٌ ، إن كان علقمة بن وقاص هو الليثي ، ويكون إسناد الحديث ضعيفاً ، إن كان غيره لجهالته. وقد قال ابن رجب في التخويف من النار (ص138): روى عاصم عن أبي صالح، فذكره بلفظه، وعزاه للبيهقي .
الحديث رقم { 16 }
وَأَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ فِي « الأَوْسَطِ » وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ يَعْلَى بْنِ مُنْيَةَ(2) رَفَعَ الْحَدِيثَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « يَنْشِئُ اللهُ سَحَابَةً لأَهْلِ النَّارِ سَوْدَاءَ مُظْلِمَةً ، وَيُقَالُ : يَا أَهْلَ النَّارِ ، أَيُّ شَيْءٍ تَطْلُبُونَ ؟ ، فَيَذْكُرُونَ بِهَا سَحَابَ الدُّنْيَا ، فَيَقُولُونَ : نَسْأَلُ بَرْدَ الشَّرَابِ ، فَتُمْطِرُهُمْ أَغْلالاً تَزِيدُ فِي أَغْلالِهِمْ ، وَسَلاسِلَ تَزِيدُ فِي سَلاسِلِهِمْ ، وَجَمْرَاً يُلْهِبُ النَّارَ عَلَيْهِمْ » .
- - الله - -
أولاً: تخريج الحديث كما ذكر المصنف
__________
(1) ترجمة ذكوان السمان الزيات المدني : التاريخ الكبير ج3:ص260/895 ، تهذيب الكمال 8/513/1814 ، ، الكاشف1/386/1489 ، تهذيب التهذيب ج3:ص189/417، تقريب التهذيب ج1:ص203/1841
(2) في المخطوطة " أ " ( يعلى بن منبه ) ، و في المخطوطة "ب ، ز " ( يعلى بن منيه ) بالياء .(1/151)
قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ « التَّفْسِيْرُ »(10/3269/18445) : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ عَمَّارٍ حَدَّثَنَا بَشِيرُ بْنُ طَلْحَةَ الْجُذَامِيُّ عَنْ خَالِدِ بْنِ دُرَيْكٍ عَنْ يَعْلَى بْنِ مُنْيَةَ رَفَعَ الْحَدِيثَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « يَنْشِئُ اللهُ سَحَابَةً لأَهْلِ النَّارِ سَوْدَاءَ مُظْلِمَةً، وَيُقَالُ : يَا أَهْلَ النَّارِ ، أَيُّ شَيْءٍ تَطْلُبُونَ ؟ ، فَيَذْكُرُونَ بِهَا سَحَابَ الدُّنْيَا ، فَيَقُولُونَ : نَسْأَلُ بَرْدَ الشَّرَابِ ، فَتُمْطِرُهُمْ أَغْلالاً تَزِيدُ فِي أَغْلالِهِمْ ، وَسَلاسِلَ تَزِيدُ فِي سَلاسِلِهِمْ ، وَجَمْرَاً يُلْهِبُ النَّارَ عَلَيْهِمْ » .وأخرجه الطبراني في الأوسط (4/247/4103) من طريق أحمد بن منيع عن منصور بن عباد به وبمثله . وقال بعده: لا يروى هذا الحديث عن يعلى إلا بهذا الإسناد، تفرد به منصور.
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف
أخرجه ابن عدى في الكامل ( « الْكَامِلُ »(6/394) من طريق أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ وعبد العزيز البغوي ، وأخرجه الثعلبي في تفسيره (8/282) من طريق عبد العزيز البغوي وأخرجه تمام الرازي في فوائده ((1/375/961) من طريق محمد بن جعفر العابد ، ثلاثتهم عن منصور بن عمار به وبنحوه . وأخرجه ابن أبى الدنيا في صفة النار (ج1 /ص52/ ح 62) قال : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ثَنَا مَنْصُورُ بْنُ عَمَّارٍ بِإِسْنَادِهِ مَوْقُوفَاً ، وَلَمْ يَرْفَعْهُ .وأخرجه الدينوري في المجالسة وجواهر العلم (ص573/رقم3410) من طريق محمد بن أسلم عن منصور بن عمار به وبنحوه لكنه موقوفا .
ثالثاً: دراسة إسناد الحديث(1/152)
1- عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْجُنَيْدِ الرَّازِيُّ(1) ، أَبُو الْحَسَنِ النَّخَعِيُّ . الإِمَامُ الْحَافِظُ الْحُجَّةُ ، الْمَعْرُوْفُ بِالْمَالِكِيِّ ، لِجَمَعِهِ حَدِيْثَ الإِمَامِ مَالِكٍ . سَمِعَ : أَبَا جَعْفَرٍ النُّفَيْلِيَّ ، وَالْمُعَافَى بنَ سُلَيْمَانَ ، وَصَفْوَانَ بنَ صَالِحٍ ، وَهِشَامَ بنَ عَمَّارٍ 0حَدَّثَ عَنْهُ : ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، وَأَبُو حَامِدٍ بْنُ الشَّرْقِيِّ ، وَأَبُو بَكْرٍ بْنُ إِسْحَاقَ الصِّبغِيُّ . قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ : كَتَبْنَا عَنْهُ ، وَهُوَ صَدُوقٌ ثِقَةٌ . وَقَالَ الْخَلِيْلِيُّ : هُوَ حَافِظُ عِلْمِ مَالِكٍ ، صَاحِبُ دِيَانَةٍ . قَالَ أَبُو الشَّيْخِ : تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ بِالرَّيِّ .
__________
(1) تَرْجَمَة عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْجُنَيْدِ الرَّازِيُّ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ لابْنِ أَبِي حَاتِمٍ (6/179/981) ، وَسِيَرُ أَعْلامِ النُّبَلاءِ (14/16) .(1/153)
2- أَحْمَدُ بْنُ مَنِيْعِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ(1) ، أَبُو جَعْفَرٍ الْبَغَوِيُّ البَغْدَادِيُّ . الإِمَامُ الْحَافِظُ الثِّقَةُ . رَحَلَ ، وَجَمَعَ ، وَصَنَّفَ الْمُسْنَدَ . حَدَّثَ عَنْ : إِسْمَاعيلَ بْنِ عُلَيَّةَ ، وَسُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُبَارَكِ. وَحَدَّثَ عَنْهُ : السِّتَّةُ ، لَكِنَّ البُخَارِيَّ بِوَاسِطَةٍ ، وَسِبْطُهُ أَبُو الْقَاسِمِ البَغَوِيُّ. وَثَّقَهُ صَالِحٌ جَزَرَةُ وَالنَّسَائيُّ . وَقَالَ الْحَافِظُ فِي « تَقْرِيبِهِ »(1/85) : ثِقَةٌ حَافِظٌ من العاشرة مات سنة أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَتَيْنِ وله أربع وثمانون ع .
__________
(1) تَرْجَمَة أَحْمَدُ بْنُ مَنِيْعِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ لابْنِ أَبِي حَاتِمٍ (2/77/166) ، وَثِقَاتُ ابْنِ حِبَّانَ (8/22) ، وَتَهْذِيبُ الْكَمَالِ لِلمِرِّيِّ (1/495) ، وَسِيَرُ أَعْلامِ النُّبَلاءِ (11/483) ، وَالْكَاشِفُ (1/204) ، وَتَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (1/72) ، وَتَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (1/85) .(1/154)
3- مَنْصُوْرُ بْنُ عَمَّارِ بْنِ كَثِيْرٍ(1) ، أَبُو السَّرِيِّ السُّلَمِيُّ الْخُرَاسَانِيُّ . صَاحِبُ مَوَاعِظَ ، مُنْكَرُ الْحَدِيثِ . قَالَ الذَّهَبِيُّ « سِيَرُ أَعْلامِ النُّبَلاءِ »(9/39) : كَانَ عَدِيْمَ النَّظِيْرِ فِي الْمَوْعِظَةِ وَالتَّذكِيْرِ . رَوَى عَنِ : اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ ، وَابْنِ لَهِيْعَةَ ، وَبَشِيْرِ بْنِ طَلْحَةَ ، وَجَمَاعَةٍ . وَحَدَّثَ عَنْهُ : ابْنَاهُ سُلَيْمٌ وَدَاوُدُ ، وَزُهَيْرُ بنُ عَبَّادٍ ، وَأَحْمَدُ بنُ مَنِيْعٍ ، وَعَلِيُّ بنُ خَشْرَمٍ.. وقال العقيلي فيه تجهم ، قَالَ أَبُو حَاتِمٍ : صَاحِبُ مَوَاعِظَ ، لَيْسَ بِالقَوِيِّ . وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ : حَدِيْثُهُ مُنْكَرٌ ، وَسَاقَ لَهُ أحَادِيثَ تَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ وَاهٍ فِي الْحَدِيثِ . وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ : يَرْوِي عَنْ ضُعَفَاء أَحَادِيْثَ لاَ يُتَابَعُ عَلَيْهَا .
__________
(1) تَرْجَمَة مَنْصُوْرُ بْنُ عَمَّارِ بْنِ كَثِيْرٍ : التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ لِلْبُخَارِيُّ (7/350/1509) ، وَالْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ لابْنِ أَبِي حَاتِمٍ (8/176/777) ، وَالضُّعَفَاءُ لِلْعُقَيْلِيِّ (4/193) ، وَالْكَامِلُ لابْنِ عَدِيٍّ (6/393) ، وَسِيَرُ أَعْلامِ النُّبَلاءِ (9/93)، وَمِيزَانُ الاعْتِدَالِ (6/521) . لسان الميزان ج6:ص98/ 340 .(1/155)
4- بَشِيرُ بْنُ طَلْحَةَ الْخُشَنِيُّ الشَّامِيُّ(1) ، وَقِيلَ : الْجُذََامِيُّ ، تَابِعِيٌّ لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ . قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ « الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ »(2/375) : « بَشِيْرُ بْنُ طَلْحَةَ الْخُشَنِىُّ الشَّامِىُّ . رَوَى عَنْ : خَالِدِ بْنِ دُرَيْكٍ . رَوَى عَنْهُ : بَقِيَّةُ وَضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ ، وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ. أخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ فِيمَا كَتَبَ إِلَىَّ قَالَ : سَأَلْتُ أَبِى عَنْهُ فَقَالَ : لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ ، حَدَّثَ عَنْهُ ضَمْرَةُ » . وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ وَابْنُ شَاهِينَ كِلاهُمَا فِي الثِّقَاتِ .
5- خَالِدُ بْنُ دُرَيْكٍ الشَّامِيُّ الْعَسْقَلانِيُّ(2) . رَوَى عَنْ : ابْنِ عُمَرَ ، وَعَائِشَةَ وَلَمْ يُدْرِكْهُمَا ، وَيَعْلَى بْنِ مُنْيَةَ مُرْسَلاً ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَيْرِيزٍ. رَوَى عَنْهُ : أيُّوبُ السَّخْتَيَانِيُّ ، وَبَشِيرُ بْنُ طَلْحَةَ ، وَجَعْفَرُ بْنُ أَبِي وَحْشِيَّةَ. قَالَ ابْنُ مَعِينٍ : ثِقَةٌ مَشْهُورٌ . وَقَالَ النَّسَائِيُّ : ثِقَةٌ . وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي «الثِّقَاتِ» فِي أَتْبَاعِ التَّابِعِينَ .
__________
(1) تَرْجَمَة بَشِيرُ بْنُ طَلْحَةَ الْخُشَنِيُّ الشَّامِيُّ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ لابْنِ أَبِي حَاتِمٍ (2/375/1455) ، وَثِقَاتُ ابْنِ حِبَّانَ (6/102) ، وَتَارِيْخُ الثِّقَاتِ لابْنِ شَاهِينَ (ص47) ، وَمِيزَانُ الاعْتِدَالِ (2/43) .
(2) تَرْجَمَة خَالِدُ بْنُ دُرَيْكٍ الشَّامِيُّ الْعَسْقَلانِيُّ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ لابْنِ أَبِي حَاتِمٍ (3/328/1473) ، وَثِقَاتُ ابْنِ حِبَّانَ (4/201) ، وَتَهْذِيبُ الْكَمَالِ لِلمِرِّيِّ (8/53) ، وَالْكَاشِفُ (1/363) ، وَتَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (3/75) ، وَتَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (1/187) .(1/156)
6- يَعْلَى بْنُ أُمَيَّةَ بْنِ أَبِي عُبَيْدَةَ التَّمِيمِيُّ(1) ، أبُو خَلَفٍ الْمَكِّيُّ ، حَلِيفُ قُرَيْشٍ ، وَهُوَ يَعْلَى بْنُ مُنَيَّةَ ، وَهِيَ أُمُّهُ مُنَيَّةُ بِنْتُ غَزْوَانَ أُخْتُ عُتْبَةَ بْنِ غَزْوَانَ . أَسْلَمَ يَوْمَ فَتْحَ مَكَّةَ ، وَشَهِدَ الطَّائِفَ وَحُنَيْنَاً وَتَبُوكَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . حَدَّثَ عَنْهُ : بَنُوْهُ صَفْوَانُ وَعُثْمَانُ وَمُحَمَّدٌ ، وَأَخُوْهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ ، وَابْنُ أَخِيْهِ صَفْوَانُ بنُ عَبْدِ اللهِ. وَلَهُ نَحْوٌ مِنْ عِشْرِيْنَ حَدِيْثاً ، وَحَدِيْثُهُ فِي الصَّحِيْحَيْنِ . قَالَ ابْنُ سَعْدٍ : كَانَ يَعْلَى بنُ مُنْيَةَ يُفْتِي بِمَكَّةَ . وَقِيْلَ: وَلِيَ نَجْرَانَ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ. وَكَانَ مِنْ أَجْوَادِ الصَّحَابَةِ ، وَمُتَمَوِّلِيْهِمْ . وَقَالَ عَمْرِو بْنِ دِيْنَارٍ : كَانَ أَوَّلَ مَنْ أَرَّخَ الكُتُبَ يَعْلَى بنُ أُمَيَّةَ وَهُوَ بِاليَمَنِ .
رابعاً: الحكم على إسناد الحديث
__________
(1) تَرْجَمَة يَعْلَى بْنُ أُمَيَّةَ بْنِ أَبِي عُبَيْدَةَ التَّمِيمِيُّ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ لابْنِ أَبِي حَاتِمٍ (9/301/1293) ، وَثِقَاتُ ابْنِ حِبَّانَ (3/441) ، وَتَهْذِيبُ الْكَمَالِ لِلمِرِّيِّ (32/378) ، وَسِيَرُ أَعْلامِ النُّبَلاءِ (3/100) ، وَالْكَاشِفُ (2/397) ، وَتَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ لابْنِ حَجَرٍ (11/350) ، وَتَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (1/609) .(1/157)
هذا الحَدِيثُ إسنادُه مُنْكَرٌ ، رِجَالُهُ ثِقَاتٌ كُلُّهُمْ ، خَلا مَنْصُورَ بْنَ عَمَّارٍ الْوَاعِظَ ، فَإِنَّهُ وَاهٍ فِي الْحَدِيثِ، يَرْوِي عَنِ الثِّقَاتِ الْمَنَاكِيرَ وَالْمُعْضَلاتِ . وَالْحَدِيثُ مِنْ غَرَائِبِهِ وَمَنَاكِيْرِهِ وللانقطاع بين خالد بن دريك ويعلي. وقال ابن عدى في الكامل ( 6/394) :وهذا الحديث بهذا الإسناد لم يروه عن بشير بن طلحة غير منصور بن عمار ... ومنصور بن عمار منكر الحديث .. وأرجو أنه مع مواعظه الحسنة لا يتعمد الكذب، وإنكار ما يرويه لعله من جهة غيره . وقال ابن كثير (تفسير ابن كثير ج4/ص89) هذا حديث غريب. وقال الهيثمي في (مجمع الزوائد ج10/ص390) رواه الطبراني في الأوسط وفيه من فيه ضعف قليل من لم أعرفه .وقال المنذري (الترغيب والترهيب ج4/ص256) رواه الطبراني وقد روي موقوفا عليه وهو أصح . وضعفه الألباني في ضعيف الترغيب والترهيب (ج2/ص233/ح2150) وانظر السلسلة الضعيفة ( ج11/ص 405/ ح5403) .
الحديث رقم { 17 }
وَأَخْرَجَ الدِّيِّنَوْرِيُّ فِي الْمُجَالِسَةِ عَنْ صَالِحٍ الْمُرِّيِّ قَالَ : بَلَغَنِي أَنَّ أَهْلَ النَّارِ يُعَذَّبُونَ بِأَنْوَاعٍ مِنَ الْعَذَابِ، فَكُلَّمَا عُذِّبُوا بِنَوْعٍ مِنَ الْعَذَابِ نُقِلُوا إِلَى نَوْعٍ أَشَدَّ مِنْهُ ، فَيَقُولُونَ : رَبَّنَا عَذِّبْنَا كَيْفَ شِئْتَ بِمَا شِئْتَ وَلا تَغْضَبْ عَلَيْنَا ، فَإِنَّ غَضَبَكَ أَشَدُّ عَلَيْنَا مِنَ النَّارِ ، إِذَا غَضِبْتَ عَلَيْنَا ضَاقَتْ عَلَيْنَا الأَنْكَالُ وَالْقُيُودُ(1) وَالسَّلاسَلُ وَالأَغْلالُ .
- - الله - -
أولاً: تخريج الأثر كما ذكر المصنف
__________
(1) في الكتاب المطبوع " القبور " بدلا من " القيود "(1/158)
قَالَ أبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مَرْوَانَ الدِّيِّنَوْرِيُّ الْقَاضِي « الْمُجَالِسَةُ وَجَوَاهِرُ الْعِلْمِ »(ص412/2411) : حَدَّثَنَا أبُو بَكْرِ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا أخْبَرَنَا أَبِي عَنْ صَالِحٍ الْمُرِّيِّ أَنَّهُ قَالَ : بَلَغَنِي أَنَّ أَهْلَ النَّارِ يُعَذَّبُونَ بِأَنْوَاعٍ مِنَ الْعَذَابِ ، فَكُلَّمَا عُذِّبُوا بِنَوْعٍ مِنَ الْعَذَابِ نُقِلُوا إِلَى نَوْعٍ أَشَدَّ مِنْهُ ، فَيَقُولُونَ : رَبَّنَا عَذِّبْنَا كَيْفَ شِئْتَ بِمَا شِئْتَ وَلا تَغْضَبْ عَلَيْنَا ، فَإِنَّ غَضَبَكَ أَشَدُّ عَلَيْنَا مِنَ النَّارِ ، إِذَا غَضِبْتَ عَلَيْنَا ضَاقَتْ عَلَيْنَا الأَنْكَالُ وَالْقُيُودُ وَالسَّلاسَلُ وَالأَغْلالُ .
ثانياً: دراسة إسناد الأثر
1- أحمد بن مروان الدينوري(1) ، هو أحمد بن مروان بن محمد القاضي المالكي، قال الذهبي: سمع أبا بكر بن أبي الدنيا، وأبا قلابة الرقاشي، وأبا محمد بن قتيبة صاحب التصانيف .. حدث عنه: القاضي أبو بكر الأبهري، وإبراهيم بن علي التمار المصري، والحسن بن إسماعيل الضراب ... ضعفه أبو الحسن الدارقطني. وقال في موضع آخر: اتهمه الدارقطني، ومشاه غيره . وقال ابن حجر صرح الدارقطني في غرائب مالك بأنه يضع الحديث. وقال مسلمة في الصلة: كان ثقة كثير الحديث .
__________
(1) ترجمة أحمد بن مروان الدينوري : بغية الطلب في تاريخ حلب ج3:ص1136، ، المغني في الضعفاء ج1:ص60/ 462 ، ميزان الاعتدال في نقد الرجال ج1:ص302/ 619 ،1136، الكشف الحثيث ج1:ص59/ 103 ، لسان الميزان ج1:ص309/ 931 .(1/159)
2- عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدِ بْنِ سُفْيَانَ(1) ، مَوْلاَهُمُ البَغْدَادِيُّ الْمُؤَدِّبُ ، أبُو بَكْرِ بْنُ أبِي الدُّنْيَا، صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ السَّائِرَةِ . سَمِعَ مِنْ : أَبِيهِ ، وَسَعِيْدِ بْنِ سُلَيْمَانَ سَعْدَوَيْهِ ، وَمُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْبُرْجُلانِيِّ ، حَدَّثَ عَنْهُ : شَيْخُهُ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَة ، وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَرْوَانَ الدِّيِّنَوْرِيُّ ، وَخَلائِقُ . قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ : كَتَبْتُ عَنْهُ مَعَ أَبِي ، وَقَالَ أَبِي : هُوَ صَدُوْقٌ. وَقَالَ الْخَطِيْبُ : كَانَ يُؤدِّبُ غَيْرَ وَاحِدٍ مِنْ أَولاَدِ الْخُلَفَاءِ . وَقَالَ الْحَافِظُ فِي « تَقْرِيبِهِ » (1/321): صَدُوقٌ حَافِظٌ صَاحِبُ تَصَانِيْفِ ، مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ ، وَلَهُ ثَلاثٌ وَسَبْعُونَ.
__________
(1) تَرْجَمَة عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدِ بْنِ سُفْيَانَ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ لابْنِ أَبِي حَاتِمٍ (5/163/751) ، وَتَارِيْخُ بَغْدَادَ لِلْخَطِيبِ (10/ 89) ، وَتَهْذِيبُ الْكَمَالِ لِلْمِزِّيِّ (16/72)، وَسِيَرُ أَعْلامِ النُّبَلاءِ (13/397)، وتَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ لابْنِ حَجَرٍ (6/12)، وَتَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (1/321)(1/160)
3- مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ سُفْيَانَ(1) ، مَوْلَي بني أُمَيَّةَ، وَالِدُ أبِي بَكْرِ بْنِ أبِي الدُّنْيَا . حَدَّثَ عَنْ : هُشَيْمِ بْنِ بَشِيْرٍ ، وَجَرِيرِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ وَسُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ ، وَأَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ ، وَهِشَامِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْكَلْبِيِّ، وَمُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمرانِيِّ. رَوَى عَنْهُ ابْنُه أبُوبَكْرٍ أَحَادِيثَ مُسْتَقِيمَةً. قَالَهُ الْخَطِيبُ الْبَغْدَادِيُّ.
4- صَالِحُ بْنُ بَشِيْرِ بْنِ وَادِعٍ الْمُرِّيُّ(2) ، أبُو بِشْرٍ الْوَاعِظُ الْبَصْرِيُّ . قَصَّاصٌ ، لَيْسَ هُوَ صَاحِبُ حَدِيثٍ ، مُنْكَرُ الْحَدِيثِ جِدَّاً . يَرْوِى عَنِ : الْحَسَنِ ، وَابْنِ سِيرِينَ ، وَقَتَادَةَ.رَوَى عَنْهُ : سَيَّارُ بْنُ حَاتِمٍ، وَطَالُوتُ بْنُ عَبَّادٍ ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْجُمَحِيُّ . » . قال ابن حجر ضعيف من السابعة مات سنة اثنتين وسبعين وقيل بعدها ت
ثالثاً: الحكم على إسناد الأثر
هَذَا الأَثَرُ إسنادُه ضَعِيفٌ جِدَّاً . آفَتُهُ صَالِحُ بْنُ بَشِيْرٍ الْمُرِّيُّ ، وَهُوَ بَصْرِيٌّ قَصَّاصٌ ، مُنْكَرُ الْحَدِيثِ ذَاهِبُ الْحَدِيثِ ولحال الدينوري نفسه فهو ضعيف .
بَابٌ : ظِلالُ جَهَنَّمَ
__________
(1) تَرْجَمَة مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ سُفْيَانَ : تاريخ بغداد ج2:ص370/ 878 .
(2) تَرْجَمَة صَالِحُ بْنُ بَشِيْرِ بْنِ وَادِعٍ الْمُرِّيُّ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ لابْنِ أَبِي حَاتِمٍ (4/395/1730) ، وَالْمَجْرُوحِينَ لابْنِ حِبَّانَ (1/371) ، وَالْكَامِلُ لابْنِ عَدِيٍّ (4/63) ، وَتَهْذِيبُ الْكَمَالِ لِلمِرِّيِّ (13/16) ، وَمِيزَانُ الاعْتِدَالِ لِلذَّهَبِيِّ (3/396) ، وَالْكَاشِفُ (1/493) ، وَتَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (4/334) ، وَتَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (1/271) .(1/161)
قَالَ تَعَالَى « وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ . لا بَارِدٍ وَلا كَرِيْمٍ »(1) .
وَقَالَ تَعَالَى « انْطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ . لا ظَلِيلٍ وَلا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ »(2) .
الحديث رقم { 18 }
أَخْرَجَ هَنَّادٌ عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قولِهِ « وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ » قَالَ : الدُّخَانُ .
- - الله - -
أولاً: تخريج الأثر كما ذكر المصنف
قَالَ هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ « الزُّهْدُ »(1/168/238) : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ أبُو الأَحْوَصِ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قولِهِ « وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ » قَالَ : الدُّخَانُ .
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف
وَأَخْرَجَهُ كَذَلِكَ الطَّبَرِيُّ « التَّفْسِيْرُ »(27/192) مِنْ طَرِيقِ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ وَجَرِيرِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ وَعَمْرِو بْنِ أَبِي قَيْسٍ ، ثَلاثَتُهُمْ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ مُجَاهِدٍ مِثْلَهُ .
ثالثاً: دراسة إسناد الأثر
__________
(1) سُورَةُ الْوَاقِعَةُ : الآيَاتُ 43-44 .
(2) سُورَةُ الْمُرْسَلاتُ : الآيَاتُ 30-31 .(1/162)
1- أَبُو الأَحْوَصِ سَلاَّمُ بْنُ سُلَيْمٍ الْحَنَفِيُّ الْكُوفِيُّ(1) . حَدَّثَ عَنْ : زِيَادِ بْنِ عِلاَقَةَ ، وَالأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ ، وَمَنْصُوْرٍ ، وَعَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ. وَعَنْهُ : عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ ، وَوَكِيْعٌ ، وَيَحْيَى بْنُ آدَمَ، وَخَلَفُ بْنُ تَمِيْمٍ ، وَهَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ. قَالَ الْحَافِظُ فِي «تَقْرِيبِهِ» (1/261) : ثِقَةٌ مُتْقِنٌ صَاحِبُ حَدِيثٍ ، مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ .
2- سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ الثَّوْرِيُّ ، أَبُو عَبْدِ اللهِ الْكُوفِيُّ . أَمِيْرُ الْمُؤْمِنِينَ فِي الْحَدِيثِ، وَسَيِّدُ الْحُفَّاظِ الثِّقَاتِ الأَثْبَاتِ ، سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 4 ] .
__________
(1) تَرْجَمَة أَبُو الأَحْوَصِ سَلاَّمُ بْنُ سُلَيْمٍ الْحَنَفِيُّ الْكُوفِيُّ : ثِقَاتُ الْعِجْلِيِّ (1/444) ، وَالْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ لابْنِ أَبِي حَاتِمٍ (4/259/1121) ، وَثِقَاتُ ابْنِ حِبَّانَ (6/417) ، فتح الباب في الكنى والألقاب ج1:ص84/ 510 ،، مشتبه أسامي المحدثين ج1:ص161/ 275 ، وَتَهْذِيبُ الْكَمَالِ لِلمِرِّيِّ (12/282) ، وَسِيَرُ أَعْلامِ النُّبَلاءِ (8/281) ، وَالْكَاشِفُ (1/474) ، وَتَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (4/248) ، وَتَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (1/261) . شذرات الذهب ج1:ص292 .(1/163)
3- مَنْصُوْرُ بْنُ الْمُعْتَمِرِ أَبُو عَتَّابٍ السُّلَمِيُّ الكُوْفِيُّ(1) . الْحَافِظُ ، الثَّبْتُ ، القُدْوَةُ . كَانَ مِنْ أَوْعِيَةِ العِلْمِ ، صَاحِبَ إِتقَانٍ وَتَألُّهٍ وَخَيْرٍ . رْوِي عَنْ : أَبِي وَائِلٍ ، وَرِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ ، وَإِبْرَاهِيْمَ النَّخَعِيِّ، وَعَامِرٍ الشَّعْبِيِّ ، وَمُجَاهِدٍ ،. رَوَى عَنْهُ : أَيُّوْبُ السِّخْتِيَانِيُّ ، وَهُم مِنْ أَقْرَانِهِ ، وَشُعْبَةُ، وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ ، وَأَبُو الأَحْوَصِ سَلاَّمٌ. مَاتَ مَنْصُوْرٌ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَةٍ .
4- مُجَاهِدُ بْنُ جَبْرٍ أَبُو الْحَجَّاجِ الْمَكِّيُّ ، مَوْلَى السَّائِبِ الْمَخْزُوْمِيُّ ، إِمَامُ الْقُرَّاءِ وَالْمُفَسِّرِيْنَ . ثِقَةٌ ، فَقِيْهٌ ، عَالِمٌ ، كَثِيْرُ الْحَدِيْثِ ، سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 7 ] .
رابعاً: الحكم على إسناد الأثر
هَذَا الأَثَرُ إسنادُه صَحِيحٌ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، رِجَالُ إِسْنَادِهِ ثِقَاتٌ حُفَّاظٌ ، الثوري وَأَبُو الأَحْوَصِ فَمَنْ فَوْقَهُمَا .
بَابٌ : قوله تعالى: { يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُؤُوسِهِمُ الْحَمِيمُ } (2)
الحديث رقم { 19 }
__________
(1) تَرْجَمَة مَنْصُوْرُ بْنُ الْمُعْتَمِرِ أَبُو عَتَّابٍ السُّلَمِيُّ الكُوْفِيُّ : التاريخ الكبير ج7:ص346/1491، الكنى والأسماء ج1:ص650/ 2634 ، رجال صحيح البخاري ج2:ص708/ 1170 ، تسمية من أخرجهم البخاري ومسلم ج1:ص230/ 1625 ،رجال مسلم ج2:ص254/ 1627 ، حلية الأولياء ج5:ص40/ 95 ، تهذيب الكمال ج28:ص546 / 6201 ، الكاشف ج2:ص297/5647، المقتنى في سرد الكنى ج1:ص385/ 4020 ،تهذيب التهذيب ج10:ص 277/ 547، تقريب التهذيب ج1:ص547/6908 . الإيثار بمعرفة رواة الآثار ج1:ص180/ 250 .
(2) سورة الحج : الآية رقم 19.(1/164)
وَأَخْرَجَ التِّرْمِذِيُّ وَحَسَّنَهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « إِنَّ الْحَمِيمَ لَيُصَبُّ عَلَى رُءُوسِهِمْ ، فَيَنْفُذُ الْحَمِيمُ(1) حَتَّى يَخْلُصَ إِلَى جَوْفِهِ ، فَيَسْلِتُ(2) مَا فِي جَوْفِهِ ، حَتَّى يَمْرُقَ مِنْ قَدَمَيْهِ ، وَهُوَ الصَّهْرُ ، ثُمَّ يُعَادُ كَمَا كَان » .
- - الله - -
أولاً: تخريج الحديث كما ذكر المصنف
قَالَ التِّرْمِذِيُّ « السُّننُ » في كتاب صفة جهنم ( ج4/ ص607 /ح2582) : حَدَّثَنَا سُوَيْدٌ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ نَا سَعِيدُ بْنُ يَزِيدَ عَنْ أَبِي السَّمْحِ عَنْ ابْنِ حُجَيْرَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « إِنَّ الْحَمِيمَ لَيُصَبُّ عَلَى رُءُوسِهِمْ ، فَيَنْفُذُ الْحَمِيمُ حَتَّى يَخْلُصَ إِلَى جَوْفِهِ ، فَيَسْلِتُ مَا فِي جَوْفِهِ ، حَتَّى يَمْرُقَ مِنْ قَدَمَيْهِ ، وَهُوَ الصَّهْرُ ، ثُمَّ يُعَادُ كَمَا كَان » .وقال : هذا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ وبن حُجَيْرَةَ هو عبد الرحمن بن حُجَيْرَةَ الْمِصْرِيُّ.
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف
__________
(1) في الكتاب المطبوع كلمة " الجمجمة " بدلاً من " الحميم "
(2) السلت : وأصل السلت القطع ، ومنه حديث أهل النار فينفذ الحميم إلى جوفه فيسلت ما فيها أي يقطعه ويستأصله و سلت الله أنفه أي جدعه وقطعه ، وسلت القصعة لحستها (النهاية في غريب الأثر ج2/ص388، الفائق ج2/ص193، القاموس المحيط ج1/ص197) .(1/165)
وَأَخْرَجَهُ كَذَلِكَ حِبَّانُ بْنُ مُوسَى « مُسْنَدُ ابْنِ الْمُبَارَكِ »(ج1/ص76/ح128) ، وَنُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ « زَوَائِدُ زُهْدِ ابْنِ الْمُبَارِكِ »(ج2/ص 89/ح313) وَأَحْمَدُ « الْمُسْنَدُ »(2/374/8851) ، وَمِنْ طَرِيقِهِ الضِّيَاءُ الْمَقْدِسِيُّ « كِتَابُ صفة النَّارِ »(ج1/ص60/ح74) عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ الطَّالْقَانِيِّ ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ « زَوَائِدُ الزُّهْدِ »(1/20) عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عِيسَى بْنِ مَاسَرْجِسَ ، وَالطَّبَرِيُّ « التَّفْسِيْرُ »(17/134) عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ الطَّالْقَانِيِّ وَيَعْمَرَ بْنِ بِشْرٍ ، وَالْحَاكِمُ « الْمُسْتَدْرَكُ » في كتاب التفسير (2/419 /3458) ، وَعَنْهُ الْبَيْهَقُِِّيُّ « الْبَعْثُ وَالنُّشُورُ »( ج1/ص282/ح579) عن عَبْدَانَ الْمَرْوَزِيِّ ، وَأبُو نُعَيْمٍ « حِلْيَةُ الأَوْلِيَاءِ »( ج8/ص282) عَنِ حِبَّانَ بْنِ مُوسَى وَالْحَسَنِ بْنِ عِيسَى وَيَحْيَى بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيِّ ، سَبْعَتُهُمْ عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ بِهِ . وقال الحاكم بعده : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
ثالثاً: دراسة إسناد الحديث(1/166)
1- سُوَيْدُ بْنُ نَصْرِ بْنِ سُوَيْدٍ أَبُو الْفَضْلِ الْمَرْوَزِيُّ(1) ، لَقَبُهُ الشَّاهُ . حَدَّثَ عَنْ : ابْنِ الْمُبَارَكِ وَأَكْثَرَ عَنْهُ ، وَسُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ ، وَعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ ، وَطَائِفَةٍ . حَدَّثَ عَنْهُ : التِّرْمِذِيُّ ، وَالنَّسَائِيُّ ، وَالْحُسَيْنُ بْنُ إِدْرِيْسَ الْهَرَوِيُّ ، وَالْحَسَنُ بْنُ الطَّيِّبِ البَلْخِيُّ ، وَآخَرُوْنَ . وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ وَابْنُ حِبَّانَ ، وَقَالَ : كَانَ مُتْقِنَاً . وَوَثَّقَهُ كَذَلِكَ الذَّهَبِيُّ وَابْنُ حَجَرٍ . تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعِيْنَ وَمائَتَيْنِ بِمَرْوَ .
2- عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ بْنِ وَاضِحٍ الْحَنْظَلِيُّ الْمَرْوَزِيُّ إِمَامٌ ثِقَةٌ ثَبْتٌ حُجَّةٌ ، زَاهِدٌ عَابِدٌ مُجَاهِدٌ ، جُمِعَتْ فِيهِ خِصَالُ الْخَيْرِ ، سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 1 ] .
3- سَعِيدُ بْنُ يَزِيدَ الْحِمْيَرِيُّ الْقِتْبَانِيُّ ، أبُو شُجَاعٍ الإِسْكَنْدَرَانِيُّ . ثِقَةٌ ثَبْتٌ عَابِدٌ ، وَكَانَ مِنَ الْعُبَّادِ الْمُجْتَهِدِينَ ، وَالزُّهَّادِ الْوَرَعِينَ ، سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 1 ] .
4- دَرَّاجُ بْنُ سَمْعَانَ الْمِصْرِيُّ ، أَبُو السَّمْحِ الْوَاعِظُ . صَدُوقٌ صَالِحُ الْحَدِيثِ إِلاَّ فِي رِوَايَتِهِ عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ ، سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 1 ] .
__________
(1) تَرْجَمَة سُوَيْدُ بْنُ نَصْرِ بْنِ سُوَيْدٍ أَبُو الْفَضْلِ الْمَرْوَزِيُّ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ لابْنِ أَبِي حَاتِمٍ (4/239/1025) ، وَثِقَاتُ ابْنِ حِبَّانَ (8/295) ، وَتَهْذِيبُ الْكَمَالِ لِلْمِزِّيِّ (12/272) ، وَسِيَرُ أَعْلامِ النُّبَلاءِ (11/408) ، وَالْكَاشِفُ (1/473) ، وتَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ لابْنِ حَجَرٍ (4/245) ، وَتَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (1/260) .(1/167)
5- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حُجَيْرَةَ الْخَوْلانِيُّ(1) ، أبُو عَبْدِ اللهِ الْمِصْرِيُّ ، قَاضِيهَا الزَّاهِدُ الثِّقَةُ الْوَرِعُ. رَوَى عَنْ: أَبِي ذَرٍّ ، وَابْنِ مَسْعُودٍ ، وابْنِ عَمْرٍو ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ . وَعَنْهُ : ابْنُهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَالْحَارِثُ بْنُ يَزِيدَ الْحَضْرِمِيُّ ، وَدَرَّاجُ أبُو السَّمْحِ: تُوفِّي فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ ثَلاثٍ وَثَمَانِينَ .
__________
(1) تَرْجَمَة عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حُجَيْرَةَ الْخَوْلانِيُّ : الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ لابْنِ أَبِي حَاتِمٍ (5/227/1069) ، وَثِقَاتُ الْعِجْلِيِّ (2/440) ، وَتَهْذِيبُ الْكَمَالِ لِلْمِزِّيِّ (17/54) ، وَالْكَاشِفُ لِلذَّهَبِيِّ (1/625) ، وتَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ لابْنِ حَجَرٍ (6/145) ، وَتَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (1/338) .(1/168)
6- أَبُو هُرَيْرَةَ الدَّوْسِيُّ الْيَمَانِيُّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَخْرٍ(1) ، فِي أَشْهَرِ الأَقْوَالِ . سَيِّدُ الْحُفَّاظِ الأَثْبَاتِ . أَسْلَمَ عَامَ خَيْبَرَ ، وَحَمَلَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِلْمَاً كَثِيْرَاً ، طَيِّبَاً مُبَارَكاً فِيْهِ ، لَمْ يُلْحَقْ فِي كَثْرَتِهِ . وَعَنْ : أُبَيٍّ ، وَأَبِي بَكْرٍ ، وَعُمَرَ ، وَعَائِشَةَ ، وَكَعْبِ الأَحْبَارِ . حَدَّثَ عَنْهُ : خَلْقٌ كَثِيْرٌ مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِيْنَ . فَقِيْلَ : بَلَغَ عَدَدُ أَصْحَابِهِ ثَمَانِ مائَةٍ . كَانَ حِفْظُهُ الْخَارِقُ أَحَدَ مُعْجِزَاتِ النُّبُّوَةِ .. توفي 57 وقال جماعة 59 ع.
رابعاً: الحكم على إسناد الحديث
هذا الحَدِيثُ إسنادُه حَسَنٌ ، رِجَالُهُ ثِقَاتٌ أَثْبَاتٌ ، خَلا دَرَّاجَ بْنَ سَمْعَانَ الْمِصْرِيَّ ، فَإِنَّهُ صَدُوقٌ حَسَنُ الْحَدِيثِ . وقال الترمذي : هذا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ، وقال الحاكم في المستدرك : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي في تلخيصه ،و حسنه في السلسلة الصحيحة (ج10/ص13/ح3470) ، وحسنه في صحيح الترغيب والترهيب (ج3/ص250/ح3679) .
الحديث رقم { 20 }
__________
(1) تَرْجَمَة أَبُو هُرَيْرَةَ الدَّوْسِيُّ الْيَمَانِيُّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَخْرٍ : ثِقَاتُ الْعِجْلِيِّ (2/433) ، وَثِقَاتُ ابْنِ حِبَّانَ (3/284) ، وَمَشَاهِيرُ عُلَمَاءِ الأَمْصَارِ (1/15) ، من يعرف بكنيته ج1:ص61/ 137 ، وَتَهْذِيبُ الْكَمَالِ لِلْمِزِّيِّ (34/336) ، وَسِيَرُ أَعْلامِ النُّبَلاءِ (2/578) ، وَالْكَاشِفُ (2/469) ، وتَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ لابْنِ حَجَرٍ (12/288) ، وَتَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (1/680) .(1/169)
وَأَخْرَجَ هَنَّادٌ عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ « يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ »(1) قال : هُوَ اللَّهَبُ الأَخْضَرُ . «وَنُحَاسٌ» قَالَ : يُذَابُ الصُّفْرُ ، فَيُصَبُّ عَلَى رُءُوسِهِمْ .
- - الله - -
أولاً: تخريج الأثر كما ذكر المصنف
قَالَ هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ (1/181/270) : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ «يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ»(2) قَالَ : هُوَ اللَّهَبُ الأَخْضَرُ الْمُتَقَطِّعُ . وَبِهِ (272) عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ « وَنُحَاسٌ فَلا تَنْتَصِرَانِ »(3) قَالَ : يُذَابُ الصُّفْرُ ، فَيُصَبُّ عَلَى رُءُوسِهِمْ .
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف
فَأَمَّا الإسناد الأوَّلُ : فَقَدْ تَابَعَهُ عَنْ سُفْيَانَ : جَرِيرٌ ، وَأبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ . أَخْرَجَهُ الطَّبَرِيُّ (27/139) عَنِ ابْنِ بَشَّارٍ عَنْ أَبِي أحْمَدَ ، وَعَنِ ابْنِ حُمَيْدٍ عَنْ جَرِيرٍ ، كِلاهُمَا عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ مُجَاهِدٍ بِنَحْوِهِ . وَتَابَعَ مَنْصُورَاً : ابْنُ أبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ .
قَالَ الطَّبَرِيُّ (27/139) : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو ثَنَا أبُو عَاصِمٍ ثَنَا عِيسَى ح وَحَدَّثَنِي الْحَارِثُ ثَنَا الْحَسَنُ ثَنَا وَرْقَاءُ جَمِيعَاً عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ قَوْلُهُ « شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ » قَالَ : لَهَبُ النَّارِ .
__________
(1) سُورَةُ الرَّحْمَنُ : الآيَةُ 35 .
(2) سُورَةُ الرَّحْمَنُ : الآيَةُ 35 .
(3) سُورَةُ الرَّحْمَنُ : الآيَةُ 35 .(1/170)
وَأمَّا الإسناد الثَّانِي : فَقَدْ تَابَعَهُ عَنْ سُفْيَانَ : مِهْرَانُ بْنُ أَبِي عُمَرَ الْعَطَّارُ . قَالَ الطَّبَرِيُّ (27/140) : حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ ثَنَا مِهْرَانُ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ مُجَاهِدٍ « وَنُحَاسٌ » قَالَ : يُذَابُ الصُّفْرُ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمْ .
وأخرجه ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا « صِفَةُ النَّارِ »(ج1/ص91/ح153) : حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ : ثَنَا أبُو الْمُحَيَّاةِ التَّيْمِيُّ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ « شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ » قَالَ : قِطْعَةٌ مِنْ نَارٍ ، « وَنُحَاسٌ » قَالَ : صُفْرٌ يُذَابُ ، ثُمَّ يُصَبُّ عَلَى رُءُوسِهِمْ . وقد تابع هنا سُفْيَانَ : أبُو الْمُحَيَّاةِ التَّيْمِيُّ عَنْ مَنْصُورٍ
ثالثاً: دراسة إسناد الأثر
هَذَا الأثَرُ مِنْ صِحَاحِ تَفْسِيْرِ مُجَاهِدٍ . وهو مُجَاهِدُ بْنُ جَبْرٍ أَبُو الْحَجَّاجِ الْمَكِّيُّ ، مَوْلَى السَّائِبِ الْمَخْزُوْمِيِّ ، إِمَامُ الْقُرَّاءِ وَالْمُفَسِّرِيْنَ ، وَأَحَدُ الْحُفَّاظِ الْبَارِعِينَ ، سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 7 ] . وَلَهُ رَاوِيَانِ : مَنْصُورُ بْنُ الْمُعْتَمِرِ ، وَابْنُ أبِي نَجِيحٍ ، وَكِلاهُمَا ثِقَةٌ ثَبْتٌ .
أ- دراسة الإسناد الأول للأثر "رواية منصور بن المعتمر"
رِوَايَةُ مَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ عَنْهُ : وَلْنَقْتَصِرُ عَلَى رِوَايَةِ هَنَّادٍ ، فَإِنَّهَا أَصَحُّ الرِّوَايَاتِ وَأَفْخَمُهَا ، لِمَكَانِ رُوَاتِهَا مِنَ الْحِفْظِ وَالتَّثَبُّتِ والإتقان .(1/171)
1- وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ(1) وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ بْنِ مَلِيحٍ الرُّؤَاسِيُّ أبو سفيان الرؤاسي بضم الراء وهمزة ثم مهملة أبو سفيان الكوفي من الحفاظ المتقنين وأهل الفضل في الدين ممن رحل وكتب وجمع وصنف وحفظ وحدث وذاكر وبث كان مولده سنة تسع وعشرين ومائة روى عن الأعمش وهشام بن عروة والثوري وابن عون روى عنه أحمد وإسحاق و بن المبارك ويحيى بن آدم وغيرهم .. قال ابن حجر : ثقة حافظ عابد من كبار التاسعة مات في آخر سنة ست وأول سنة سبع وتسعين وله سبعون سنة ع، أَبُو سُفْيَانَ الْكُوفِيُّ .
2- سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ الثَّوْرِيُّ ، أَبُو عَبْدِ اللهِ الْكُوفِيُّ . أَمِيْرُ الْمُؤْمِنِينَ فِي الْحَدِيثِ ، وَسَيِّدُ الْحُفَّاظِ الثِّقَاتِ الأَثْبَاتِ ، سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 4 ] .
3- مَنْصُوْرُ بْنُ الْمُعْتَمِرِ أَبُو عَتَّابٍ السُّلَمِيُّ الكُوْفِيُّ . الْحَافِظُ ، الثَّبْتُ ، القُدْوَةُ . كَانَ مِنْ أَوْعِيَةِ العِلْمِ ، صَاحِبَ إِتقَانٍ وَتَألُّهٍ وَخَيْرٍ ، سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 18 ] .
ب- دراسة الإسناد الثاني للأثر "رواية ابن أبي نجيح المكي"
__________
(1) وكيع بن الجراح : التاريخ الكبير ج8:ص179/2618، معرفة الثقاتج2:ص341/ 1938، الجرح والتعديل ج9:ص37/168، مشاهير الأمصار ج1:ص173/1374، تهذيب الكمال ج30:ص462/6695، الكاشف ج2:ص350/ 6056، تهذيب التهذيب ج11:ص109/211، تقريب التهذيب ج1:ص581/7414 .(1/172)
رِوَايَةُ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ الْمَكِّيِّ عَنْهُ : هُوَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي نَجِيْحٍ يَسَارٍ(1) ، أَبُو يَسَارٍ الثَّقَفِيُّ الْمَكِّيُّ . الإِمَامُ الْمُفَسِّرُ الثِّقَةُ ، كَانَ مِنْ أَخَصِّ النَّاسِ بِمُجَاهِدِ بْنِ جَبْرٍ . حَدَّثَ عَنْ : أَبِيهِ أَبِي نَجِيحٍ ، وَمُجَاهِدٍ ، وَطَاوُوْسٍ ، وَعَطَاءٍ . حَدَّثَ عَنْهُ : شُعْبَةُ ، وَالثَّوْرِيُّ ، وَابْنُ عُيَيْنَةَ ، وَإسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ ، مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ ... َوَثَّقَهُ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ وَأبُو زُرْعَةَ وَالنَّسَائِيُّ وَيَعْقُوْبُ السَّدُوْسِيُّ ، إِلاَّ أَنَّهُ كَانَ قَدَرِيَّاً ، مُصَاحِبَاً لِعَمْرِو بْنِ عُبَيْدٍ الْبَصْرِيِّ . وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ : سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ سَعِيْدٍ يَقُوْلُ : كَانَ ابْنُ أَبِي نَجِيْحٍ مِنْ رُؤُوْسِ الدُّعَاةِ . قَالَ عَلِيٌّ : أَمَّا التَّفْسِيْرُ ، فَهُوَ فِيْهِ ثِقَةٌ يَعْلَمُه ، قَدْ قَفَزَ القَنطَرَةَ ، وَاحْتَجَّ بِهِ أَربَابُ الصِّحَاحِ .
رابعاً: الحكم على إسناد الأثر
هذا الأَثَرُ إسنادُه صَحِيحٌ مَشْهُورٌ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، رَوَاهُ عَنْهُ أَوْثَقُ وَأَثْبَتُ أَصْحَابِهِ ، وَاشْتَهَرَ عَنْهُمْ وَاسْتَفَاضَ .
بَابٌ : طِعَامُ أَهْلِ النَّارِ وَشَرَابُهُمْ
__________
(1) تَرْجَمَة عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي نَجِيْحٍ يَسَارٍ : التاريخ الكبير ج5:ص233/767،ثِقَاتُ الْعِجْلِيِّ (2/64) ، الضعفاء الكبير ج2:ص317/903، وَالْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ لابْنِ أَبِي حَاتِمٍ (5/203/947) ، وَثِقَاتُ ابْنِ حِبَّانَ (7/5) ، وَتَهْذِيبُ الْكَمَالِ لِلْمِزِّيِّ (16/215) ، وَسِيَرُ أَعْلامِ النُّبَلاءِ (6/125) ، وَالْكَاشِفُ (1/603) ، تهذيب التهذيب ج6:ص49/102، تقريب التهذيب ج1:ص326/3662 .(1/173)
قَالَ تَعَالَى « إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ . طَعَامُ الأَثِيمِ . كَالْمُهْلِ يَغْلِي(1) فِي الْبُطُونِ . كَغَلْيِ الْحَمِيم »(2) . وَقَالَ « ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ . لآَكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ . فَمَالِئُونَ(3) مِنْهَا الْبُطُونَ . فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ . فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ »(4) . وَقَالَ « إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ . طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ . فَإِنَّهُمْ لآَكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ . ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا مِنْ حَمِيمٍ . ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لإِلَى الْجَحِيمِ »(5) . وَقَالَ « تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آَنِيَةٍ . لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلاَّ مِنْ ضَرِيعٍ . لا يُسْمِنُ وَلا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ »(6) . وَقَالَ « وَلا طَعَامٌ إِلاَّ مِنْ غِسْلِينٍ . لا يَأْكُلُهُ إِلاَّ الْخَاطِئُونَ »(7) . وَقَالَ « وَطَعَامَاً ذَا غُصَّةٍ وَعَذَابَاً أَلِيمَاً »(8) . وَقَالَ « وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ . يَتَجَرَّعُهُ وَلا يَكَادُ يُسِيغُهُ »(9) . وَقَالَ « وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ »(10) .
__________
(1) في المخطوطة " أ " ( تغلي ) بالتاء
(2) سُورَةُ الدُّخَانُ : الآيَاتُ 43-46 .
(3) في المخطوطات الثلاث ( فماليون ) بالياء بدلاً من الهمزة
(4) سُورَةُ الْوَاقِعَةُ : الآيَاتُ 51-55 .
(5) سُورَةُ الصَّافَّاتُ : الآيَاتُ 64-68 .
(6) سُورَةُ الْغَاشِيَةُ : الآيَاتُ 5-7 .
(7) سُورَةُ الْحَاقَّةُ : الآيَاتُ 36-37 .
(8) سُورَةُ الْمُزَمِّلُ : الآيَةُ 13 .
(9) سُورَةُ إبْرَاهِيمُ : الآيَاتُ 16-17 .
(10) سُورَةُ الْكَهْفُ : الآيَةُ 29 .(1/174)
وَقَالَ « فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ »(1) . وَقَالَ « وَسُقُوا مَاءً(2) حَمِيمَاً فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ »(3) .
الحديث رقم { 21 }
أَخْرَجَ التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ وَالنَّسَائِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَابْنُ حِبَّانَ وَالْحَاكِمُ وَالْبَيْهَقِيُّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ : أنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تلا هذه الآيةَ « يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ»(4) ، قَالَ : « لَوْ أَنَّ قَطْرَةً مِنَ الزَّقُّومِ قُطِرَتْ فِي بِحَارِ الدُّنْيَا لأَفْسَدَتْ عَلَى أَهْلِ الدُّنْيَا(5) مَعَايِشَهُمْ ، فَكَيْفَ بِمَنْ يَكُونُ طَعَامَهِ » .
- - الله - -
أولاً: تخريج الحديث كما ذكر المصنف
__________
(1) سُورَةُ ص : الآيَةُ 57 .
(2) في المخطوطات الثلاثة " الهمزة " ناقصة
(3) سُورَةُ مُحَمَّدُ : الآيَةُ 15 .
(4) سُورَةُ آلَ عِمْرَانَ : الآيَةُ 102 .
(5) في المخطوطات الثلاثة كلها ( على أهل الأرض ) ، وأما هذا اللفظ فموجود في الكتاب الموضوع .(1/175)
قَالَ التِّرْمِذِيُّ « السُّننُ » في كتاب صفة جهنم ، بَاب ما جاء في صِفَةِ شَرَابِ أَهْلِ النَّارِ (ج4/ص706/ح2585) : حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلانَ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ الأَعْمَشِ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ : أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ هَذِهِ الآيَةَ « يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ »(1) قَالَ : «لَوْ أَنَّ قَطْرَةً مِنْ الزَّقُّومِ قُطِرَتْ فِي دَارِ الدُّنْيَا لأَفْسَدَتْ عَلَى أَهْلِ الدُّنْيَا مَعَايِشَهُمْ، فَكَيْفَ بِمَنْ يَكُونُ طَعَامَه». قال أبو عِيسَى هذا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف
__________
(1) سُورَةُ آلَ عِمْرَانَ : الآيَةُ 102 .(1/176)
وَأَخْرَجَهُ كَذَلِكَ الطَّيَالِسِيُّ « الْمَسْنَدُ (ج1/ص344/ 2643 ) ، وَمِنْ طَرِيقِهِ الطَّبَرَانِيُّ « الْمُعْجَمُ الْكَبِيْرُ »(11/68/11068) و« الأَوْسَطُ » ( ج7/ص291/ح 7525) و« الصَّغِيْرُ »(ج2/ص133/ح9111) ، وَأَبُو نُعَيْمٍ (تاريخ أصبهان ج2/ص202/ 1462 ) ، وَأَبُو الْقَاسِمِ الذَّكْوَانِيُّ « فَوَائِدُ أَبِي الشَّيْخِ ابْنِ حَيَّانَ »( ج1/ص121/ح57) ، وَالْحَاكِمُ في كتاب التفسير (ج2/ص322/ 3158) ، (ج2/ص490/ 3686) ، وَالْبَيْهَقِيُّ « الْبَعْثُ وَالنُّشُورُ »(ج1/ص289/ح596) ، وَالرَّافِعِيُّ « تَارِيْخُ قَزْوِينَ »(3/488) جَمِيعَاً عَنِ الطَّيَالِسِيِّ بِهِ. وَأخْرَجَهُ أَحْمَدُ ، (ج1/ص338/ 3136 )، (ج1/ص300/ 2735 ) عَنْ غُنْدَرٍ وَرَوْحِ بْنِ عُبَادَةَ ، وَالنَّسَائِيُّ « السُّنَنُ الْكُبْرَى » في كتاب التفسير ، باب قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته (6/313/11070) عَنْ غُنْدَرٍ ، وَابْنُ مَاجَهْ في كتاب الزهد ، باب ذكر الشفاعة (ج2/ص1446/ح4325) ، وَابْنُ حِبَّانَ في باب صفة النار وأهلها( ج16/ص511/ح7470) كِلاهُمَا عَنِ ابْنِ أَبِي عَدِيٍّ ، وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ « التَّفْسِيْرُ »(2/723/3912) عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عُمَرَ ، وَالطَّبَرَانِيُّ « الْمُعْجَمُ الْكَبِيْرُ »(11/68/11068) عَنْ عَمْرِو بْنِ مَرْزُوقٍ ، وَعبد الغنى الْمَقْدِسِيُّ «ذِكْرُ النَّارِ» ( ج1/ص80/ح71) عَنْ رَوْحِ بْنِ عُبَادَةَ ، خمستهم عَنْ شُعْبَةَ بِنَحْوِ حَدِيثِ الطَّيَالِسِيِّ .وقال الحاكم في الموضعين : :هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
ثالثاً: دراسة إسناد الحديث(1/177)
1- سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ الْجَارُوْدِ(1) ، أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ الْبَصْرِيُّ . الإمَامُ الْحَافِظُ الْمُعَمِّرُ ، الثِّقَةُ الْمَأْمُونُ . سَمِعَ : أَيْمَنَ بْنَ نَابِلٍ وَهُوَ تَابِعِيٌّ ، وَشُعْبَةَ ، وَالثَّوْرِيَّ . رَوَى عَنْهُ : جَرِيْرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيْدِ أَحَدُ شُيُوْخِهِ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَعَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ الفَلاَّسُ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ، وَيَعْقُوْبُ الدَّوْرَقِيُّ ، وَمَحْمُودُ بْنُ غَيْلانَ ، وَخَلْقٌ .. توفي 204 م 4.
__________
(1) تَرْجَمَة سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ الْجَارُوْدِ : ثِقَاتُ الْعِجْلِيِّ (1/427) ، وَالْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ لابْنِ أَبِي حَاتِمٍ (4/111/491) ، وَثِقَاتُ ابْنِ حِبَّانَ ، التقييد ج1:ص277/ 343. وَتَهْذِيبُ الْكَمَالِ لِلْمِزِّيِّ (11/401) ، وَسِيَرُ أَعْلامِ النُّبَلاءِ لِلذَّهَبِيِّ (9/378) ، وَالْكَاشِفُ (1/458) ، وتَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ لابْنِ حَجَرٍ (4/160) ، وَتَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (1/250) .(1/178)
2- شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ(1) شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ بْنِ الوَرْدِ الأَزْدِيُّ الْعَتَكِيُّ ، أَبُو بِسْطَامَ الْبَصْرِيُّ . الإِمَامُ الْحَافِظُ ، أَمِيْرُ الْمُؤْمِنِيْنَ فِي الْحَدِيْثِ ، عَالِمُ أَهْلِ البَصْرَةِ ، وَشَيْخُهَا . وَحَدَّثَ عَنْ : أَنَسِ بْنِ سِيْرِيْنَ ، وَإِسْمَاعِيْلَ بْنِ رَجَاءٍ وَأَيُّوْبَ السِّخْتِيَانِيِّ ، وَمَنْصُوْرِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ ، وَخَلْقٍ . حدَّثَ عَنْهُ : أَيُّوْبُ السِّخْتِيَانِيُّ ، وَسَعِيْدٌ الْجُرَيْرِيُّ ، وَسُلَيْمَانُ الأعْمَشُ َ ، وَهَؤُلاَءِ شُيُوْخِهِ ، وَأَبَانُ بْنُ تَغْلِبَ ، وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ . وَكَانَ مِنْ أَوْعِيَةِ العِلْمِ ، لاَ يَتَقَدَّمُهُ أَحَدٌ فِي الْحَدِيْثِ فِي زَمَانِهِ ، وَكَانَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ يَخْضَعُ لَهُ وَيُجِلُّهُ ، وَيَقُوْلُ : شُعْبَةُ أَمِيْرُ الْمُؤْمِنِيْنَ فِي الْحَدِيْثِ . وَقَالَ الشَّافِعِيُّ : لَوْلاَ شُعْبَةُ لَمَا عُرِفَ الْحَدِيْثُ بِالعِرَاقِ . من السابعة مات سنة ستين ع .
3- سُلَيْمَانُ بْنُ مِهْرَانَ الأَعْمَشُ : عَلاَّمَةُ عَصْرِهِ ، وَشَيْخُ قُطْرِهِ وَمِصْرِهِ ، سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 7 ] .
4- مُجَاهِدُ بْنُ جَبْرٍ : إِمَامُ الْقُرَّاءِ وَالْمُفَسِّرِيْنَ مِنَ التَّابِعِينَ ، سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 7 ] .
__________
(1) تَرْجَمَة شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ : ثِقَاتُ الْعِجْلِيِّ (1/456) ، وَالْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ لابْنِ أَبِي حَاتِمٍ (4/369/1609) ، وَثِقَاتُ ابْنِ حِبَّانَ (6/446) ، وَتَارِيْخُ بَغْدَادَ (9/ 255) ، وَتَهْذِيبُ الْكَمَالِ لِلْمِزِّيِّ (12/479) ، وَسِيَرُ أَعْلامِ النُّبَلاءِ لِلذَّهَبِيِّ (7/202) ، وَالْكَاشِفُ (1/485) ، وتَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ لابْنِ حَجَرٍ (4/297) ، وَتَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ (1/266) .(1/179)
5- عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ : حَبْرُ الأُمَّةِ ، وَتَرْجُمَانُ الْقُرْآنِ ، سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 2 ] .
رابعاً: الحكم على إسناد الحديث
هذا الحَدِيثُ إسنادُه صحيحٌ ، لأن رواته ثقات وهَذَا الْحَدِيثُ صَحَّحَهُ التِّرْمِذِيُّ وَابْنُ حِبَّانَ والْحَاكِمُ. قَالَ أَبُو عِيسَى : « هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ » . وَقَالَ أبُو عَبْدِ اللهِ الْحَاكِمُ : « هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ » . قُلْتُ : وَهُوَ كَمَا قَالا ، فَإِنَّ إِسْنَادَهُ مُتَّصِلٌ بِرِجَالٍ ثِقَاتٍ حُفَّاظٍ ، أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ فَمَنْ فَوْقَهُ . لَكِنَّهُ غَرِيبٌ ، لَمْ يَرْوِهِ عَنِ الأَعْمَشِ بِهَذَا الإِسْنَادِ مَرْفُوعَاً إِلاَّ شُعْبَةُ ، وَالنَّاسُ كُلُّهُمْ عِيَالٌ عَلَيْهِ فِي هَذَا الْحَدِيثِ . وَخُولِفَ عَلَى رَفْعِهِ ، فَرَوَاهُ يَحْيَى بْنُ عِيسَى وَفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ عَنِ الأَعْمَشِ ، فَجَعَلاهُ مِنْ قَوْلِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، وَلَمْ يَرْفَعَاهُ . فَقَدْ أَخْرَجَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ (7/52/34144) ، وَأَسَدُ بْنُ مُوسَى « الزُّهْدُ » ( ص33/ح36) ، وَابْنُ أَبِي الدُّنْيَا « صِفَةُ النَّارِ »(ج1/ص63/ح79)، وَالطَّبَرِيُّ « التفسيرُ »(23/111) ، وَالْبَيْهَقِيُّ « الْبَعْثُ وَالنُّشُورُ »(ج1/ص290/ح597) جَمِيعَاً مِنْ طَرِيقِ يَحْيَى بْنِ عِيسَى الرَّمْلِيِّ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي يَحْيَى عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : لَوْ أَنَّ قَطْرَةً مِنْ زَقُّومِ جَهَنَّمَ أُنْزِلَتْ عَلَى أَهْلِ الأَرْضِ أَفْسَدَتْ عَلَى النَّاسِ مَعَايِشَهُمْ .(1/180)
وَقَالَ الإِمَامُ أَحْمَدُ (ج1/ص338/ 3138 ) : حَدَّثَنَا الْقَوَارِيرِىُّ ثَنَا فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ عَنْ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي يَحْيَى عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَوْ أَنَّ قَطْرَةً مِنْ الزَّقُّومِ فَذَكَرَهُ . قُلْتُ : وَحَدِيثُ شُعْبَةَ أَصَحُّ ، وَشُعْبَةُ أَثْبَتُ النَّاسِ فِي الأَعْمَشِ . قَالَ الْحَافِظُ « طَبَقَاتُ الْمُدَلِّسِينَ » (ص 58) : قَالَ الْبَيْهَقِيُّ فِي « مَعْرِفَةِ السُّنَنِ وَالآثَارِ » : رُوِينَا عَنْ شُعْبَةَ قَالَ : كَفَيْتُكُمْ تَدْلِيسَ ثَلاثَةٍ : الأَعْمَشِ ، وَأَبِي إِسْحَاقَ ، وَقَتَادَةَ .قُلْتُ : فَهَذِهِ قَاعِدَةٌ جَيِّدَةٌ فِي أَحَادِيثِ هَؤُلاءِ الثَّلاثَةِ ، أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ مِنْ طَرِيقِ شُعْبَةَ دَلَّتْ عَلَى السَّمَاعِ وَلَوْ كَانَتْ مُعَنْعَنَةً . و صححه شعيب الأرنؤوط في تعليقه على ابن حبان ، وقال : إسنادُه صحيح على شرط الشيخين .وصححه الألباني في الجامع الصغير وزيادته (ج1/ص939/ح9381) ، وانظر حديث رقم 5250 في صحيح الجامع .
الحديث رقم { 22 }
أخرج عبدالله بن أحمد في "زوائد الزهد" وأبو نعيم عن أبي عمران الجوني في قوله: (إن شجرت الزقوم)، قال: "بلغنا أن(1) ابن آدم لا ينهش(2) منها نهشة إلا نهشت منه مثلها .
- - الله - -
أولاً: تخريج الأثر كما ذكر المصنف
__________
(1) في المخطوطة " أ " ( أني ) بدلاً من ( أن ) .
(2) نهش : نَهَش يَنْهِشُ ويَنْهَشُ نَهْشا تناول الشيء بفمه ليعضه فيؤثر فيه ولا يجرحه وكذلك نَهْشُ الحية والفعل كالفعل ، ونَهْشُ السبع تناول الطائفة من الدابة ، ونَهَشَه نَهْشا أخذه بلسانه، قال الأصمعي النهس والنهش واحد وهو اخذ اللحم بالفم(المحكم والمحيط الأعظم ج4/ص189، مقاييس اللغة ج5/ص363، النهاية في غريب الأثر ج5/ص136) .(1/181)
عزاه المصنف إلى عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد ولم أقف عليه .وأخرجه أبو نعيم في الحلية من طريقه (ج3/314) قال: حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبد الله بن أحمد قال حدثني هارون ابن عبد الله قال ثنا سيار قال ثنا جعفر قال سمعت أبا عمران الجوني يقول في قوله عز وجل إن شجرة الزقوم قال بلغنا إن ابن آدم لا ينهش منها نهشة إلا نهشت منه مثلها
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف
أخرجه ابن أبي الدنيا في صفه النار: (ج1/ص123) فقال حدثنا أبو حفص الصفار قال حدثنا جعفر بن سليمان قال سمعت أبا عمران الجوني - وذكر شجرة الزقوم - فقال بلغنا أن ابن آدم لا يأكل منها أكلة إلا نهشت منه مثلها .
ثالثاً: دراسة إسناد الأثر
1- أحمد بن جعفر(1) هو أبو بكر بن مالك أحمد بن جعفر بن مالك بن شبيب بن عبد الله أبو بكر بن مالك القطيعي من قطيعة الدقيق ببغداد راوي مسند أحمد عن ابنه عبد الله وقد روى عنه غير ذلك من مصنفات أحمد وحدث عن غيره من المشايخ وكان ثقة كثير الحديث حدث عنه الدارقطني وابن شاهين والبرقاني وأبو نعيم والحاكم ولم يمتنع أحد من الرواية عنه ولا التفتوا إلى ما طعن عليه بعضهم وتكلم فيه بسبب غرق كتبه حين غرقت القطيعة بالماء الأسود فاستحدث بعضها من نسخ أخرى. قال الخطيب لا أعلم أحداً ترك الاحتجاج به وقال الحاكم ثقة مأمون وقال أبو عمرو بن الصلاح خرف في آخر عمره حتى كان لا يعرف شيئاً مما يقرأ عليه ذكر هذا أبو الحسن بن الفرات مات في آخر سنة ثمان وستين وثلاثمائة وله خمس وتسعون سنة سأل عنه الدارقطني فقال ثقة زاهد سمعت أنه مجاب الدعوة . قال ابن حجر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك أبو بكر القطيعي: صدوق في نفسه مقبول تغير قليلاً
__________
(1) ترجمة أحمد بن جعفر : المقصد الارشد ج1:ص86/24، ميزان الاعتدال في نقد الرجال ج1:ص221/319 470 ، ، من رمي بالاختلاط ج1:ص52/ 2 ، لسان الميزان ج1:ص145/ 463 .(1/182)
2- عبد الله بن أحمد بن حنبل(1) هو عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل الحافظ أبو عبد الرحمن الشيباني عن أبيه وشيبان والهيثم بن خارجة وهارون بن عبد الله الحمال،وعنه النسائي والطبراني وأبو بكر الشافعي وأبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي ولد سنة 213 ومات في جمادي الآخرة290، قال أبو حاتم صدوق وقال النسائي والحضرمي ثقة وذكره بن حبان في الثقات .
3- هارون بن عبد الله(2) هارون الحمال هو الحافظ الإمام الثقة أبو موسى هارون بن عبد الله بن مروان البغدادي البزاز المعروف بالحمال سمع سفيان بن عيينة ومعن بن عيسى وأبا أسامة وسيار بن حاتم وطبقتهم وعنه ولده موسى الحافظ ومسلم والنسائي وأبو القاسم البغوي ويحيى بن صاعد ، وقال إبراهيم الحربي : لو كانت الكذب حلالا لتركه هارون الحمال تنزها ، وقال النسائي هارون الحمال ثقة ، من العاشرة ، مات سنة ثلاث وأربعين وقد ناهز الثمانين م 4
__________
(1) ترجمة عبد الله بن أحمد بن حنبل : صفة الصفوة ج2:ص525، تهذيب الكمال ج14:ص 288، ، الكاشف ج1:ص538/2625 ، تهذيب التهذيب ج5:ص124 ، تقريب التهذيب ج1:ص295 / 3205 .
(2) ترجمة هارون بن عبد الله : الجرح والتعديل ج9:ص92/ 382، تذكرة الحفاظ ج2/ص478/491،الكاشف 2/ص330/5913 : تهذيب التهذيب ج11/ص9 18 ،تقريب التهذيب ج1/ص569/7235، ، ، نزهة الألباب في الألقاب ج1:ص208/770 .(1/183)
4- سيار بن حاتم(1) هو سيار بن حاتم العنزي كنيته أبو سلمة من أهل البصرة يروى عن جعفر بن سليمان الضبعي روى عنه عبد الله بن أبي زياد القطواني وهارون بن عبد الله الحمال مات سنة تسع وتسعين ومائة،وكان جماعا للرقائق وقيل قال أبو داود عن القواريري لم يكن له عقل قلت يتهم بالكذب قال لا وذكره بن حبان في الثقات وقال أبو أحمد الحاكم في حديثه بعض المناكير ، وقال العقيلي أحاديثه مناكير ضعفه بن المديني ، وقال الأزدي: عنده مناكير ، والخلاصة فيه أنه صدوق له أوهام من كبار التاسعة كما قال الحافظ
5- جعفر بن سليمان(2) جعفر بن سليمان الضبعي روى عن ثابت وأبي عمران الجوني وعنه بن مهدي ومسدد وأمم ، ثقة فيه شيء مع كثرة علومه قيل كان أميا وهو من زهاد الشيعة ،قال ابن معين هو ثقة يتشيع ليس به بأس وقال كان يحيى بن سعيد لا يكتب عنه. وقال ابن سعد ثقة فيه ضعف .قال احمد: جعفر بن سليمان لا بأس به . قال ابن حجر صدوق زاهد لكنه كان يتشيع من الثامنة مات سنة ثمان وسبعين بخ م
__________
(1) ترجمة سيار بن حاتم : التاريخ الكبير ج4:ص161/2334 ، الجرح والتعديل ج4:ص257/1111 ، الثقات ج8:ص298/13547 ، تهذيب الكمال ج12:ص307/2666:الكاشف ج 1 / 475/2214، ، ، ، ،تهذيب التهذيب ج4:ص254،لسان الميزان ج7:ص240/3256 ،تقريب التهذيب ج1:ص261/2714 .
(2) ترجمة جعفر بن سليمان : معرفة الثقات ج1: ص268/221،تاريخ أسماء الثقات ج1:ص55/166 ، الجرح والتعديل ج2:ص481 ، ، ذكر من تكلم فيه وهو موثق ج1:ص60/68 ،الكاشف ج1:ص،294:،، ،تقريب التهذيب ج1:ص140/942 . طبقات الحفاظ ج1:ص111.(1/184)
6- أبو عمران الجوني(1) هو عبد الملك بن حبيب أبو عمران الجوني من علماء البصرة روى عن جندب وأنس وعنه وجعفر بن سليمان الضبعي و شعبة والحمادان ، مشهور بكنيته ثقة من كبار الرابعة مات سنة ثمان وعشرين وقيل بعدها ع. وقال الحاكم لم يصح سماعه من عائشة وصح سماعه من أنس.
رابعاً: الحكم على إسناد الأثر
هذا الأَثَرُ إسنادُه حَسَنٌ ، لأن في رجاله من هو صدوق وهم جعفر بن سليمان وأحمد بن جعفر القطيعي وسيار بن حاتم
الحديث رقم { 23 }
وأخرج أيضاً من طريق نهشل عن الضحاك عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : الضريع: شيء يكون في النار شبه الشوك أمر من الصبر(2) وأنتن من الجيفة وأشد حراً من النار سماه الله الضريع، إذا طعمه صاحبه لا يدخل بطنه ولا يرتفع إلى الفم فيبقى بين ذلك لا يسمن ولا يغني من جوع" .
- - الله - -
أولاً: تخريج الحديث كما ذكر المصنف
__________
(1) ترجمة أبى عمران الجوني : تهذيب الكمال ج18:ص298: الكاشف1:ص664/3446: تهذيب التهذيب ج6:ص346 ،تقريب التهذيب ج1ص362/4172 .
(2) الصَّبِرُ : بكسر الباء عُصارَةُ شَجَرٍ مُرَ ، الواحدة صَبِرَةُ وجمعه صُبُورٌ وقيل الدواء المر ولا يسكن إلا في ضرورة الشعر(تاج العروس ج12/ص280، مختار الصحاح ج1/ص149) .(1/185)
عزاه المصنف إلى أبي نعيم في الحلية ولم أجده وعزاه في الدر المنثور ج8/ص49إلى ابن مردويه فقال أخرج ابن مردويه بسند واه عن ابن عباس - رضي الله عنه - { ليس لهم طعام إلا من ضريع } قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : « شيء يكون في النار شبه الشوك أمر من الصبر ، وأنتن من الجيفة ، وأشد حراً من النار ، سماه الله الضريع إذا طعمه صاحبه لا يدخل البطن ولا يرتفع إلى الفم فيبقى بين ذلك ولا يغني من جوع » وقال البغوي في تفسيره :ج4/ص479: جاء في الحديث عن ابن عباس الضريع شيء في النار يشبه الشوك أمر من الصبر وأنتن من الجيفة وأشد حرا من النار. وجاء في تفسير الثعلبي ج10/ص188وقد روي عن ابن عبّاس عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنّه قال الضريع شيء يكون في النار شبه الشوك أمرّ من الصبر وأنتن من الجيفة وأشدّ حرّاً من النار سمّاه النبيّ ضريعاً.
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف
وجاء في كتاب الفردوس بمأثور الخطاب ج2/ص434/3905 عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال:الضريع شيء يكون في النار شبه الشوك أمر من الصبر أنتن من الجيفة وأشد حرا من النار سماه الله الضريع إذا طعمه صاحبه لا يدخل البطن ولا يرتفع إلى الفم فيبقى بين ذلك ولا يغني من جوع.
ثالثاً: دراسة إسناد الحديث(1/186)
1- نهشل بن سعيد الورداني(1) هو نهشل بن سعيد بن وردان الورداني أبو سعيد ويقال أبو عبد الله الخراساني النيسابوري ويقال الترمذي، بصري الأصل روى عن الضحاك بن مزاحم وداود بن أبي هند والربيع بن النعمان روى عنه الثوري وهو من أقرانه وأبو عمرو بن العلاء وهو أكبر منه وعبد الله بن نمير وغيرهم. قال ابن حجر متروك وكذبه إسحاق بن راهويه من السابعة ق.
2- الضحاك بن مزاحم . سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 8 ] . صدوق كثير الإرسال .
3- عبد الله بن عباس ، سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 2 ] .
رابعاً: الحكم على إسناد الحديث
هذا الحَدِيثُ إسنادُه موضوع ، لحال نهشل كما أنه منقطع بين الضحاك وابن عباس
الحديث رقم { 24 }
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله: (إلا من ضريع). قال: الزقوم.
- - الله - -
أولاً: تخريج الأثر كما ذكر المصنف
أخرجه ابن أبي حاتم (ج10/ص3421/ 19263) عن سعيد بن جبير إلا من ضريع قال الزقوم. ولم يذكر له سندا .
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف
لم أجده مسندا في مظانه
الحديث رقم { 25 }
وأخرج عن عكرمة قال: الضريع: الشبرق، شجرة ذات شوكة لاطئة(2) بالأرض .
- - الله - -
__________
(1) ترجمة نهشل بن سعيد الورداني : التاريخ الكبير ج8:ص115/2401 ، أحوال الرجال ج1:ص204/ 376 ، الجرح والتعديل ج8:ص496/2267،المجروحين ج3:ص52/1111 ، الكامل في الضعفاء ج7:ص57/1986 ضعفاء الأصبهاني ج1:ص152/251، الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ج3:ص166/3551، تهذيب الكمال ج30:ص31/6483 ، المغني في الضعفاء ج2:ص702/6673 ، الكاشف ج1:ص509/2437، تهذيب التهذيب ج10:ص427/866، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال ج1:ص404 .
(2) اللطء : اللَّطْءُ لُزُوقُ الشَّيءِ بالشَّيءِ لَطِيءَ بالأَرضِ ولَطَأَ لَزِقَ وأكَمَةٌ لاطِئَةٌ لازِقَةٌ (المحكم والمحيط الأعظم ج9/ص206، تاج العروس ج1/ص422، الفائق ج3/ص350، النهاية في غريب الأثر ج4/ص249) .(1/187)
أولاً: تخريج الأثر كما ذكر المصنف
أخرجه ابن أبي حاتم (ج10/ص3421/19260) عن عكرمة رضي الله عنه قال الضريع الشبرق شجرة ذات شوك لاطئة بالأرض .وقد ذكره بدون سند.
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف
أخرجه ابن جرير الطبري (ج30/ص161) فقال حدثني محمد بن عبيد المحاربي قال ثنا عباد بن يعقوب الأسدي قال محمد ثنا وقال عباد أخبرنا محمد بن سليمان (أبو هلال) عن عبد الرحمن الأصبهاني عن عكرمة في قوله ليس لهم طعام إلا من ضريع قال الشبرق .
ثالثاً: دراسة إسناد الأثر
1- محمد بن عبيد المحاربي(1) محمد بن عبيد المحاربي أبو جعفر الكوفي النحاس عن شريك وأبي الأحوص وابن المبارك وعنه أبو داود والترمذي والنسائي وعبد الله بن زيدان وابن جرير وخلق. قال النسائي لا بأس به وذكره بن حبان في كتاب الثقات . وقال ابن حجر : صدوق ، من العاشرة ، مات سنة إحدى وخمسين ، وقيل قبل ذلك د ت س .
__________
(1) ترجمة محمد بن عبيد المحاربى : تهذيب الكمال ج26:ص70/5446، الكاشف ج2:ص198/5034 ، ميزان الاعتدال في نقد الرجال ج6:ص554 ، تقريب التهذيب ج1:ص495/ 6120 .(1/188)
2- عباد بن يعقوب الرواجني(1) عباد بن يعقوب الرواجني الأسدي أبو سعيد الكوفي روى عن شريك النخعي وعباد بن العوام وعبد الله بن عبد القدوس وغيرهم وعنه البخاري حديثا واحدا مقرونا في التوحيد والترمذي وابن ماجة وأبو حاتم وأبو بكر البزار وخلق قال الحاكم كان بن خزيمة يقول حدثنا الثقة في روايته المتهم في دينه عباد بن يعقوب وقال أبو حاتم شيخ ثقة .قال بن عدي وعباد فيه غلو في التشيع وروى أحاديث أنكرت عليه في الفضائل والمثالب.قال الدارقطني شيعي صدوق وقال بن حبان كان رافضيا داعية ومع ذلك يروي المناكير عن المشاهير فاستحق الترك وقال الدارقطني ليس بضعيف . قال البخاري مات في شوال وقال محمد بن عبد الله الحضرمي في ذي القعدة سنة خمسين ومائتين ، والخلاصة أنه كما قال ابن حجر الكوفي صدوق رافضي حديثه في البخاري مقرون بالغ بن حبان فقال يستحق الترك من العاشرة
__________
(1) ترجمة عباد بن يعقوب الرواجني : الجرح والتعديل ج6:ص88/447، رجال صحيح البخاري ج2:ص863/1459، الكامل في الضعفاء ج4:ص348/1180، الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ج2:ص78، تهذيب الكمال ج14:ص175/3104، ، ، ذكر من تكلم فيه وهو موثق ج1:ص106176 ، ميزان الاعتدال في نقد الرجال ج2:ص365، الكاشف ج1:ص532/2581 ، تهذيب التهذيب ج5:ص95/183 ، تقريب التهذيب ج1:ص291/3153، لسان الميزان ج7:ص256/3454.(1/189)
3- محمد بن سليمان(1) محمد بن سليمان بن عبد الله بن الأصبهاني أبو علي الكوفي وهو بن أخي عبد الرحمن بن عبد الله بن الأصبهاني وعم محمد بن سعيد بن سليمان بن الأصبهاني روى عن أبيه سليمان بن عبد الله بن الأصبهاني وسهيل بن أبي صالح وعمه عبد الرحمن بن الأصبهاني روى عنه إبراهيم بن موسى الرازي وأحمد بن حاتم الطويل وإسحاق بن منصور السلولي و محمد بن عبيد المحاربي. قال أبو حاتم لا بأس به يكتب حديثه ولا يحتج به وقال النسائي ضعيف وقال أبو أحمد بن عدي مضطرب الحديث قليل الحديث ومقدار ما له قد أخطأ في غير شيء منه وذكره بن حبان في كتاب الثقات. ، والخلاصة كما قال ابن حجر صدوق يخطئ من الثامنة مات سنة 181 ت س ق.
4- عبد الرحمن الأصبهاني(2) عبد الرحمن بن عبد الله بن الأصبهاني الكوفي الجهني ويقال الجدلي كان منزله بالكوفة ويتجر إلى أصبهان وله بالكوفة عقب روى عن أنس بن مالك وذكوان أبي صالح السمان وسعيد بن جبير وعكرمة مولى بن عباس روى عنه الثوري وشعبة وشريك وابن أخيه محمد بن سليمان . . وقال ابن حجر ثقة من الرابعة مات في إمارة خالد القسري على العراق ع.
__________
(1) ترجمة محمد بن سليمان : التاريخ الكبير ج1:ص99/278 ، معرفة الثقات ج2:ص239/1603 ، الجرح والتعديل ج7:ص267/1461، الثقات ج9:ص52/ 15139 ، الكامل في الضعفاء ج6:ص229/1701، طبقات أصبهان ج2:ص44/91 ، الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ج3:ص68/3025، تهذيب الكمال ج25:ص308/5262، ، الكاشف ج2:ص176، لسان الميزان ج7:ص360/4612، ذكر من تكلم فيه وهو موثق ج1:ص162/ 300، الكاشف ج2:ص176/ 4887، تقريب التهذيب ج1:ص481/ 5930
(2) ترجمة عبد الرحمن الأصبهاني : معرفة الثقات ج2:ص80/1051، الجرح والتعديل ج5:ص255/1207، تهذيب الكمال ج17:ص242/3879، ، الكاشف ج1:ص634/3246، تهذيب التهذيب ج6:ص196/439 ، تقريب التهذيب ج1:ص345/3926 .(1/190)
5- عكرمة مولى ابن عباس(1) عكرمة البربري أبو عبد الله المدني مولى بن عباس أصله من البربر ، سمع بن عباس وابن عمرو وأبا سعيد الخدري وأبا هريرة وعائشة روى عنه عمرو بن دينار وقتادة وأبو إسحاق وأيوب السختياني وغيرهم ، أحد العلماء الربانيين ، وكان أحمد بن حنبل والبخاري والجمهور يحتجون به وأبو حاتم الرازي يحتج به إذا كان عن ثقة وقيل إن ابن عمر قال لنافع لا تكذب علي كما كذب عكرمة على عباس وهذا ضعيف وقال ابن المديني كان يرى رأي الخوارج. وقد كذبه مجاهد وابن سيرين ويحيى بن سعيد ومالك بن انس وقال أيوب ما كنت لأتهمه ما كان كذابا وقال ابن أبي ذئب ويحيى كان ثقة ،. وقال أبو بكر المروذي قلت لأحمد بن حنبل يحتج بحديث عكرمة فقال نعم يحتج به وقال العجلي مكي تابعي ثقة بريء مما يرميه به الناس من الحرورية وقال ابن حجر ثقة ثبت عالم بالتفسير لم يثبت تكذيبه عن بن عمر ولا تثبت عنه بدعة من الثالثة مات سنة أربع ومائة وقيل بعد ذلك وهو بن ثمانين سنة روى له مسلم مقرونا بغيره واحتج به الباقون ع .
رابعاً: الحكم على إسناد الأثر
هذا الأَثَرُ إسنادُه حَسَنٌ ، لأن في سنده من هو صدوق وهم محمد بن سليمان وعباد بن يعقوب ومحمد بن عبيد
الحديث رقم { 26 }
وأخرج مثله عن مجاهد
أولاً: تخريج الأثر كما ذكر المصنف
__________
(1) ترجمة عكرمة مولى بن عباس : الجرح والتعديل ج7:ص7/32، رجال مسلم ج2:ص109/ 1273 ، الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ج2:ص182/ 2334 ، تهذيب الكمال ج20:ص264/4009 ، الكاشف ج2:ص33/3867، الوافي بالوفيات ج20:ص39/ 49 ، تهذيب التهذيب ج7:ص234/476، تقريب التهذيب 1:ص397/4673 .(1/191)
أخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد وقتادة مثله (تفسير ابن أبي حاتم ج10/ص3421//19256/19259) لكن بدون إسناد . فعن مجاهد رضي الله عنه في قوله من عين آنية قال قد بلغت أناها وحان شربها وفي قوله إلا من ضريع قال الشبرق اليابس و عن قتادة رضي الله عنه قال الضريع بلغة قريش في الربيع الشبرق وفي الصيف الضريع .
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف
أخرج الطبري في تفسيره(تفسير الطبري ج30/ص162) قال: حدثنا بن بشار قال ثنا عبد الرحمن قال ثنا سفيان عن ليث عن مجاهد ليس لهم طعام إلا من ضريع قال الشبرق وقال حدثنا بن حميد قال ثنا مهران عن سفيان عن ليث عن مجاهد مثله ، وأخرجه هناد ابن السرى في كتاب الزهد (ج1/ص179/265) فقال: حدثنا وكيع عن سفيان عن ليث عن مجاهد ليس لهم طعام إلا من ضريع . قال الشبرق . فهذا الحديث مداره على سفيان رواه عنه وكيع و عبد الرحمن بن مهدي ومهران بن أبى عمر العطار. وأخرجه أيضا الطبري في تفسيره (ج30/ص162) من طريق عبدالله بن أبى نجيح عن مجاهد بمثله.
ثالثاً: دراسة إسناد الأثر
1- محمد بن بشار(1) محمد بن بشار بن عثمان بن داود بن كيسان العبدي أبو بكر الحافظ البصري بندار وإنما قيل له بندار لأنه كان بندارا في الحديث والبندار الحافظ ،روى عن عبد الوهاب الثقفي وغندر ويحيى القطان وابن مهدي وأبي داود الطيالسي وخلق كثير روى عنه الجماعة وأبو زرعة وأبو حاتم وبقي بن مخلد وعبد الله بن أحمد وآخرون .. وقال ابن حجر ثقة من العاشرة مات سنة اثنتين وخمسين وله بضع وثمانون سنة ع.
__________
(1) ترجمة محمد بن بشار : التاريخ الكبير ج1:ص49/98،، معرفة الثقات ج2:ص88/1080 ، الثقات ج8:ص373، من روى عنهم البخاري في الصحيح ج1:ص178/ 197 ، رجال مسلم ج2:ص410/2187، تهذيب الكمال ج24:ص511/،5086، سير أعلام النبلاء ج12:ص144، تذكرة الحفاظ ج2:ص511، تهذيب التهذيب ج9:ص61، تقريب التهذيب ج1:ص469/5754 .(1/192)
2- عبد الرحمن بن مهدي(1) عبد الرحمن بن مهدي بن حسان اللؤلؤي أبو سعيد البصري مولى الأزدي يروى عن شعبة ومالك والثوري روى عنه بن المبارك وأهل البصرة كان مولده سنة خمس وثلاثين ومائة ومات سنة ثمان وتسعين ومائة في جمادى الآخرة وكان من الحفاظ المتقنين وأهل الورع في الدين ممن حفظ وجمع وتفقه وصنف وحدث وأبى الرواية إلا عن الثقات وكان بين موت يحيى وعبد الرحمن ثمانون يوما مات يحيى في صفر ومات عبد الرحمن في جمادى الآخرة
3- سفيان الثوري ، سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 4 ] .ثقة حافظ فقيه عابد إمام حجة صاحب سنة وإتباع أمير المؤمنين في الحديث .
4- ليث بن أبى سليم(2) ليث بن أبى سليم بن زنيم بالزاي والنون مصغر واسم أبيه أيمن وقيل أنس وقيل غير ذلك أبو بكير ويقال أبو بكر كوفي يقال هو مولى عتبة أو عنبسة بن أبى سفيان روى عن مجاهد وطاوس والشعبي روى عنه الثوري وشعبة وزهير وزائدة وشريك، ضعفه ابن عيينة والنسائي وقال أحمد مضطرب الحديث ولكن قد حدث عنه الناس وقال أبو حاتم الرازي وأبو زرعة لا يشتغل به وهو مضطرب الحديث وقال ابن حبان اختلط في آخر عمره فكان يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل ويأتي عن الثقات بما ليس من حديثهم تركه يحيى القطان ويحيى بن معين وابن مهدي وأحمد، وقال ابن حجر صدوق اختلط جدا ولم يتميز حديثه فترك من السادسة مات سنة ثمان وأربعين خت م 4.
5- مجاهد بن جبر ، سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 7 ] .
__________
(1) ترجمة عبد الرحمن بن مهدى : معرفة الثقات ج2:ص88/1080، الجرح والتعديل ج5:ص288/1382، الثقات ج8:ص373، تذكرة الحفاظ ج1:ص329/313 .
(2) ترجمة ليث بن أبى سليم : أحوال الرجال ج1:ص91/ 132 ، معرفة الثقات ج2:ص231/1567 ،الجرح والتعديل ج7:ص177/1014، المجروحين ج2:ص231/ 906 ، الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ج3:ص29/ 2815 ، الكاشف ج2:ص151/ 4692، تقريب التهذيب ج1:ص464/ 5685.(1/193)
6- عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي نَجِيْحٍ يَسَارٍ سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 20 ] .قال ابن حجر ثقة رمي بالقدر وربما دلس من السادسة مات سنة إحدى وثلاثين أوبعدهاع
رابعاً: الحكم على إسناد الأثر
هذا الأَثَرُ إسنادُه صحيح ، وإن كان فيه ليث بن أبي سليم وذلك لمتابعة عبد الله بن أبي نجيح ..
خامساً: تنبيه
ذكر البخاري في صحيحه عن مجاهد معلقا هذا التفسير (صحيح البخاري ج4/ص1886) وقال مُجَاهِدٌ : وَيُقَالُ الضَّرِيعُ نَبْتٌ يُقَالُ له الشِّبْرِقُ يُسَمِّيهِ أَهْلُ الْحِجَازِ الضَّرِيعَ إذا يَبِسَ وهو سُمٌّ بمصيطر بِمُسَلَّطٍ وَيُقْرَأُ بِالصَّادِ وَالسِّينِ
الحديث رقم { 27 }
وأخرج مثله عن قتادة.
- - الله - -
أولاً: تخريج الأثر كما ذكر المصنف
أخرج ابن أبى حاتم في تفسيره (ج10/ص3421/ 19259/) بدون إسناد عن قتادة رضي الله عنه قال الضريع بلغة قريش في الربيع الشبرق وفي الصيف الضريع .
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف
أخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره (تفسير الطبري ج30/ص162) حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال ثنا محمد بن ثور عن معمر عن قتادة إلا من ضريع قال هو الشبرق إذا يبس يسمى الضريع .
ثالثاً: دراسة إسناد الأثر
1- محمد بن عبد الأعلى(1) محمد بن عبد الأعلى الصنعاني القيسي أبو عبد الله البصري روى عن إسماعيل بن علية وأمية بن خالد وعبد الرحمن بن مهدي ومحمد بن ثور الصنعاني روى عنه أبو داود في كتاب القدر والباقون سوى البخاري وأبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم الرازي وأبو حاتم محمد بن إدريس الرازي ومحمد بن إسحاق بن خزيمة .. وقال ابن حجر ثقة من العاشرة مات سنة خمس وأربعين م قد ت س ق
__________
(1) ترجمة محمد بن عبد الأعلى : التاريخ الكبير ج1:ص173/524، ، الجرح والتعديل ج8:ص16/70 ، الثقات ج9:ص104/15428،تهذيب الكمال ج25:ص581/5385 ، الكاشف ج2:ص191، تقريب التهذيب ج1:ص491/6060 ،. السلوك في طبقات العلماء والملوك ج1:ص144.(1/194)
2- محمد بن ثور(1) محمد بن ثور الصنعاني أبو عبد الله العابد روى عن عبد الملك بن جريج وعوف الأعرابي ومعمر بن راشد روى عنه إبراهيم بن خالد الصنعاني وإبراهيم بن موسى عياض ومحمد بن عبد الأعلى الصنعاني وغيرهم ،. قال ابن حجر العابد ثقة من التاسعة مات سنة تسعين تقريبا د س
3- معمر بن راشد(2) معمر بن راشد الأزدي الحداني أبو عروة بن أبي عمرو البصري وروى عن أبان بن أبي عياش وعمرو بن دينار المكي وقتادة بن دعامة وغيرهم روى عنه أبان بن يزيد العطار وهو من أقرانه وعبد الملك بن محمد الصنعاني ومحمد بن ثور الصنعاني ومحمد بن كثير الصنعاني وهو آخر من حدث . أدرك جنازة الحسن وطلب العلم في تلك السنة من الفقهاء المتقنين والحفاظ المتورعين ، وقال ابن حجر ثقة ثبت فاضل إلا أن في روايته عن ثابت والأعمش وهشام بن عروة شيئا وكذا فيما حدث به بالبصرة من كبار السابعة.
__________
(1) ترجمة محمد بن ثور : التاريخ الكبير ج1:ص52/108، الجرح والتعديل ج7:ص217/1208 ، الثقات ج9:ص57/15167 ، تهذيب الكمال ج24:ص561/5108، تهذيب التهذيب ج9:ص76/114 ، الكاشف ج2:ص161/4760، تقريب التهذيب ج1:ص471/5775 ، ، ، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال ج1:ص330 .
(2) ترجمة معمر بن راشد : معرفة الثقات ج2:ص290/1766، الجرح والتعديل ج8:ص255، الثقات ج7:ص484/11071، مشاهيرعلماء الأمصار ج1:ص192/1543 ، تهذيب الكمال ج28:ص303/6104، الكاشف ج2:ص282/5567 ، تقريب التهذيب ج1:ص541/6809، تهذيب التهذيب ج10:ص218/441، ،، ، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال ج1:ص384، تذكرة الحفاظ ج1:ص190/184.(1/195)
4- قتادة بن دعامة السدوسي(1) قتادة بن دعامة بن الحارث بن سدوس أبو الخطاب السدوسي البصري ولد أكمه روى عن أنس بن مالك وعبد الله بن سرجس وأبي الطفيل. وعنه أيوب السختياني وشعبة ومسعر ومعمر وآخرون .. وقال ابن حجر ثقة ثبت ، يقال ولد أكمه وهو رأس الطبقة الرابعة ، مات سنة بضع عشرة ع.
ربعاً: الحكم على إسناد الأثر
هَذَا الأَثَرُ إسنادُه صَحِيحٌ ، لأن رجاله ثقات
الحديث رقم { 28 }
وأخرج عن أبي الجوزاء قال: الضريع: البسلى(2) وهو الشوك وكيف يسمن من كان طعامه الشوك ؟ !
أولاً: تخريج الأثر كما ذكر المصنف
أخرجه ابن أبو حاتم (ج10/ص3421/19261) عن أبي الجوزاء . قال الضريع السلم وهو الشوك وكيف يسمن من كان طعامه الشوك . وهو كما ترى بدون سند..
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف
أخرجه أبن أبى شيبة في مصنفه ( مصنف ابن أبي شيبة ج7/ص238/35657) قال : حدثنا عفان قال حدثنا سعيد بن زيد قال حدثنا عمرو بن مالك قال سمعت أبا الجوزاء يقول : " ليس لهم طعام إلا من ضريع : السلم كيف يسمن من يأكل الشوك.
ثالثاً: دراسة إسناد الأثر
__________
(1) ترجمة قتادة بن دعامة السدوسي : الأنساب ج3:ص235، الكنى والأسماء ج1:ص286/1009، ، تذكرة الحفاظ ج1:ص122/107 ، ميزان الاعتدال في نقد الرجال ج5:ص466/6870، جامع التحصيل ج1:ص254/ 633 ، تحفة التحصيل في ذكر رواة المراسيل ج1:ص262 ، أسماء المدلسين ج1:ص164/60، ،طبقات المدلسين ج1:ص43/92 ، ، ، تهذيب التهذيب ج8:ص315/637،خلاصة تذهيب تهذيب الكمال ج1:ص315 . جامع التحصيل ج1:ص254/ 633 ، تحفة التحصيل في ذكر رواة المراسيل ج1:ص262
(2) في المخطوطات الثلاثة ( السلى ) بدلاً من ( البسلى )(1/196)
1- عفان بن مسلم(1) : عفان بن مسلم بن عبد الله الصفار أبو عثمان البصري الأنصاري سكن بغداد روى عن أبان بن يزيد العطار وإسماعيل بن علية وحماد بن زيد وحماد بن سلمة وغيرهم روى عنه البخاري وأحمد بن حنبل وأبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي شيبة وعثمان بن محمد بن أبي شيبة وغيرهم ، قال ابن حجر ثقة ثبت قال بن المديني كان إذا شك في حرف من الحديث تركه وربما وهم وقال بن معين أنكرناه في صفر سنة تسع عشرة ومات بعدها بيسير من كبار العاشرة ع.
2- سعيد بن زيد(2) :
__________
(1) ترجمة عفان بن مسلم : ذكر اسماء التابعين ومن بعدهم ج1:ص287/ 855 ،، تسمية من أخرجهم البخاري ومسلم ج1:ص199/ 1305،هذيب الكمال ج20:ص160/ 3964 ، الكاشف ج2:ص27/ 3827 ، ، المعين في طبقات المحدثين ج1:ص76/ 815 المختلطين ج1:ص85/ 4 من رمي بالاختلاط ج1:ص63/ 62، تهذيب التهذيب ج7:ص205/ 424، تقريب التهذيب ج1:ص393/ 4625.
(2) ترجمة سعيد بن زيد : الضعفاء للنسائي ج1:ص53/ 275 ، الجرح والتعديل ج4:ص21/ 87 ، المجروحين ج1:ص320/ 393 ، تهذيب الكمال ج10:ص441/ 2276 ، ، ذكر من تكلم فيه وهو موثق ج1:ص85/ 128 ، الكاشف ج1:ص436/ 1889 ، تهذيب التهذيب ج4:ص29/ 51، تقريب التهذيب ج1:ص236/ 2312 .(1/197)
سعيد بن زيد بن درهم الأزدي الجهضمي أبو الحسن البصري أخو حماد بن زيد روى عن أيوب السختياني وعبد العزيز بن صهيب وعمرو بن مالك النكري وليث بن أبي سليم وغيرهم ، روى عنه الحسن بن موسى الأشيب وأبو عاصم الضحاك بن مخلد وعبد الله بن المبارك وعفان بن مسلم وخلق ،قال عبد الله بن أحمد عن أبيه ليس به بأس وكان يحيى بن سعيد لا يستمريه وقال بن المديني سمعت يحيى بن سعيد يضعفه جدا في الحديث وقال الآجري عن أبي داود كان يحيى بن سعيد يقول ليس بشيء وكان عبد الرحمن يحدث عنه وقال البخاري صدوق حافظ ووثقه ابن معين وقال أبو حاتم والنسائي ليس بالقوي وقال الجوزجاني يضعفون حديثه وليس بحجة وقال بن حبان كان صدوقا حافظا ممن كان يخطئ في الأخبار ويهم حتى لا يحتج به إذا انفرد وقال أبو بكر البزار لين وقال في موضع آخر لم يكن له حفظ وقال الدارقطني ضعيف. وقال ابن حجر صدوق له أوهام من السابعة مات سنة سبع وستين خت م د ت ق.
3- عمرو بن مالك أبو يحيى ، سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 9 ] ، صدوق له أوهام .
4- أوس بن عبد الله الربعي أبو الجوزاء : أوس بن عبد الله الربعي أبو الجوزاء البصري ، سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 9 ] ، وقال ابن حجر يرسل كثير الثقة من الثالثة مات سنة ثلاث وثمانين ع.
رابعاً: الحكم على إسناد الأثر
هذا الأَثَرُ إسنادُه حَسَنٌ ، لأن فيه سعيد بن زيد وعمرو بن مالك النكرى وهما صدوقان .
تنبيه
وقد عزاه في الدر المنثور( الدر المنثور ج8/ص492) إلى مصادر أخرى فقد قال :وأخرج ابن شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي الجوزاء قال الضريع السلم وهو الشوك وكيف يسمن من كان طعامه الشوك.
الحديث رقم { 29 }
وأخرجه من طريق ابن أبي طلحة عن أبيه قال: الضريع: شجر من نار.
- - الله - -
أولاً: تخريج الأثر كما ذكر المصنف(1/198)
عزاه الصنف إلى ابن أبى حاتم من طريق ابن أبى طلحه عن ابنأثرس قال:الضريع:شجر من نار. ولم أجده في الكتاب المذكور .
ثانياً: ذكر من أخرجه غير ما ذكره الصنف
أخرجه ابن جرير في تفسيره(تفسير الطبري ج30/ص164) قال :حدثني عليّ بن داود، قال: ثنا عبد الله بن صالح، قال: ثني معاوية بن صالح، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله: ( لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلا مِنْ ضَرِيعٍ) يقول: شجر من نار.
ثالثاً: دراسة إسناد الأثر
1- عليّ بن داود(1) علي بن داود بن يزيد التميمي القنطري أبو الحسن بن أبي سليمان البغدادي الآدمي روى عن آدم بن أبي إياس والحارث بن سليمان الرملي وأبي صالح عبد الله بن صالح المصري روى عنه بن ماجة وإبراهيم بن إسحاق الحربي وإسماعيل بن محمد الصفار وعبد الله بن محمد بن أبي الدنيا ومحمد بن جرير الطبري قال أبو بكر الخطيب كان ثقة وذكره بن حبان في كتاب الثقات . وقال ابن حجر علي بن داود بن يزيد القنطري بفتح القاف وسكون النون الأدمي صدوق من الحادية عشرة مات سنة اثنتين وسبعين ق .
__________
(1) ترجمة على بن داود : الجرح والتعديل ج6:ص185/1015، الثقات ج8:ص473/14497 ، تهذيب الكمال ج20:ص423/4065، تهذيب التهذيب ج7:ص279/539، الكاشف ج2:ص39/3912، تقريب التهذيب ج1:ص401/4730 .(1/199)
2- عبد الله بن صالح(1) عبد الله بن صالح أبو صالح كاتب الليث مصري روى عن الربيع بن سليمان المرادي وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي وشيخه الليث ومعاوية بن صالح ، روى عنه إبراهيم بن الحسين بن ديزيل الهمذاني وعلي بن داود القنطري و البخاري وابن معين وغيرهم ،قال عبد الله بن احمد بن حنبل سألت أبى عن عبد الله بن صالح كاتب الليث فقال كان أول أمره متماسكا ثم افسد بآخرة. وقال بن عدي هو عندي مستقيم الحديث له أغاليط وكذبه جزرة . وقال علي بن المديني ضربت على حديث عبد الله بن صالح وما أروي عنه شيئا. وقال أبو حفص بن شاهين قال سمعت احمد بن صالح يقول في عبد الله بن صالح متهم ليس بشيء وقال فيه قولا شديدا وقال النسائي ليس بثقة . وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم سألت أبا زرعة عنه فقال لم يكن عندي ممن يتعمد الكذب وكان حسن الحديث. وقال النسائي ليس بثقة وقال ابن حبان هو منكر الحديث جدا يروي عن الأثبات ما ليس من حديث الثقات وكان في نفسه صدوقا وإنما وقعت المناكير في حديثه من قبل جار له كان يضع الحديث على شيخ عبد الله بن صالح ويكتبه بخطه شبه خط عبد الله ويرميه في داره بين كتبه فيتوهم عبد الله أنه خطه فيحدث به .قال الذهبي: الإمام المحدث أبو صالح الجهني مولاهم المصري كاتب الليث ، والخلاصة كما قال ابن حجر صدوق كثير الغلط ثبت في كتابه وكانت فيه غفلة من العاشرة مات سنة اثنتين وعشرين وله خمس وثمانون سنة خت د ت ق .
__________
(1) ترجمة عبد الله بن صالح : التاريخ الكبير ج5:ص121/358 ، الجرح والتعديل ج5:ص86، تاريخ بغداد ج9:ص478/5110، الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ج2:ص127/ 2048 ، تهذيب الكمال ج15:ص100،الكاشف ج1:ص562/2780، تذكرة الحفاظ ج1:ص388، تهذيب التهذيب ج5:ص229، تقريب التهذيب ج1:ص308/3388، ، لسان الميزان ج7:ص264/3543 .(1/200)
3- معاوية بن صالح(1) معاوية بن صالح الحضرمي كنيته أبو عمرو من أهل حمص كان على قضاء الأندلس يروى عن عبد الله بن أبى قيس وسليم بن عامر ومكحول و علي بن أبى طلحة روى عنه الليث بن سعد وأهل الشام ومصر وقد كتب عنه سفيان الثوري وعبد الرحمن بن مهدي وكتب عنه عبد الله بن صالح ،وثقه أحمد وابن معين ، وقال علي بن المديني عن يحيى بن سعيد ما كنا نأخذ عنه قال علي وكان عبد الرحمن بن مهدي يوثقه وقال العجلي والنسائي ثقة وقال أبو زرعة ثقة محدث وقال بن عدي له حديث صالح وما أرى بحديثه بأسا وهو عندي صدوق إلا أنه يقع في حديثه إفرادات وذكره بن حبان في الثقات وقال العجلي حمصي ثقة وقال البزار ليس به بأس وقال أيضا ثقة ، والخلاصة كما قال ابن حجر صدوق له أوهام من السابعة مات سنة ثمان وخمسين وقيل بعد السبعين ز م 4 .
__________
(1) ترجمة معاوية بن صالح : التاريخ الكبير ج7:ص335/1443،، معرفة الثقات ج2:ص284/1746، الجرح والتعديل ج8:ص382/،1750، الثقات ج7:ص470/10990، رجال مسلم ج2:ص229/1564، ، المقتنى في سرد الكنى ج1:ص431/4661، الكاشف ج2:ص276/5526، تهذيب التهذيب ج10/ص190، تقريب التهذيب ج1:ص538/6762، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال ج1:ص381، ،. طبقات الحفاظ ج1:ص84/165،(1/201)
4- علي بن أبى طلحة(1) على بن أبى طلحة مولى بني هاشم سكن الشام كنيته أبو الحسن واسم أبى طلحة سالم يروى عن مجاهد وأبى الوداك روى عنه داود بن أبى هند وراشد بن سعد ومعاوية بن صالح ،لم يلق أحدا من الصحابة وهو الذي يروى عن بن عباس الناسخ والمنسوخ ولم يره. قال الميموني عن أحمد له أشياء منكرات وهو من أهل حمص وقال الآجري عن أبي داود وهو إن شاء الله مستقيم الحديث ولكن له رأي سوء كان يرى السيف وقال النسائي ليس به بأس وقال دحيم لم يسمع التفسير من بن عباس وقال يعقوب بن سفيان ضعيف الحديث منكر ليس محمود المذهب وقال في موضع آخر شامي ليس هو بمتروك ولا هو حجة وذكره بن حبان في الثقات ونقل البخاري من تفسيره رواية معاوية بن صالح عنه عن بن عباس شيئا كثيرا في التراجم وغيرها ولكنه لا يسميه يقول قال بن عباس أو يذكر عن بن عباس ، والخلاصة كما قال ابن حجر: صدوق قد يخطئ
5- عبد الله بن عباس : سبقت ترجمته في الحديث رقم 2.
رابعاً: الحكم على إسناد الأثر
هَذَا الأَثَرُ إسنادُه ضَعِيفٌ، للانقطاع بين ابن أبي طلحة وبين ابن عباس .
الحديث رقم { 30 }
وأخرج ابن جرير عن أبي زيد قال: الضريع: الشوك اليابس الذي ليس له ورق تدعوه العرب الضريع وهو في الآخرة شوك من نار(2)".
- - الله - -
أولاً: تخريج الأثر كما ذكر المصنف
__________
(1) ترجمة على بن أبي طلحة : من كلام أبي زكريا في الرجال ج1:ص85/ 260 ، التاريخ الكبير ج6:ص281/،2406، الجرح والتعديل ج6:ص188، الثقات ج7:ص211/،9723، مشاهير الأمصار ج1:ص182/1450، مشتبه أسامي المحدثين ج1:ص201/ 347 ، تهذيب التهذيب ج7:ص298، تقريب التهذيب ج1:ص402/4754.، طبقات المفسرين للداودي ج1:ص24/ 39.
(2) جملة ( الذي ليس له ورق تدعوه العرب الضريع ) لا توجد في المخطوطات الثلاثة وإنما توجد في الكتاب المطبوع(1/202)
أخرجه ابن جرير في تفسيره (تفسير الطبري ج30/ص162) حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله:( لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلا مِنْ ضَرِيعٍ ) قال: الضريع: الشَّوك من النار. قال: وأما في الدنيا فإنَّ الضريع: الشوك اليابس الذي ليس له ورق، تدعوه العرب الضريع، وهو في الآخرة شوك من نار .
ثانياً: دراسة إسناد الأثر
1- يونس بن عبد الأعلى(1) يونس بن عبد الأعلى بن موسى بن ميسرة الصدفي أبو موسى المصري روى عن بن عيينة والوليد بن مسلم وابن وهب وغيرهم وعنه مسلم والنسائي وابن ماجة وابنه أحمد بن يونس وأبو زرعة وأبو حاتم وآخرون . ، وقال ابن حجر ثقة من صغار العاشرة مات سنة أربع وستين وله ست وتسعون سنة م س ق .
__________
(1) ترجمة يونس بن عبد الأعلى : الجرح والتعديل ج9:ص243/1022، الثقات ج9:ص290/16497 ، رجال مسلم ج2:ص368/1894، وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان ج7:ص249/ 853 ، تهذيب الكمال ج32:ص515، الكاشف ج2:ص403/471، تهذيب التهذيب ج11:ص387/754، تقريب التهذيب ج1:ص613/7907، ، طبقات المدلسين ج1:ص36 .(1/203)
2- عبد الله بن وهب(1) عبد الله بن وهب بن مسلم القرشي مولاهم أبو محمد المصري الفقيه روى عن عمرو بن الحارث وحيوة بن شريح والليث بن سعد وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم وجماعة وروى عنه بن أخيه أحمد بن عبد الرحمن بن وهب والليث بن سعد شيخه وعبد الرحمن بن مهدي وعبد الله بن يوسف التنيسي وأحمد بن صالح المصري ويونس بن عبد الأعلى وآخرون . وثقه أحمد وابن معين وقال بن أبي حاتم عن أبي زرعة نظرت في نحو ثلاثين ألفا من حديث بن وهب بمصر وغير مصر لا أعلم إني رأيت له حديثا لا أصل له وهو ثقة وقال بن عدي : وابن وهب من أجلة الناس وثقاتهم وحديث الحجاز ومصر يدور على رواية بن وهب وجمعه لهم مسندهم ومقطوعهم ولا أعلم له حديثا منكرا إذا حدث عنه ثقة من الثقات مات سنة سبع وتسعين وله اثنتان وسبعون سنة ع.
__________
(1) ترجمة عبد الله بن وهب : التاريخ الكبير ج5:ص218/710، الجرح والتعديل ج5:ص189، الثقات ج8:ص346/13802، التعديل والتجريح ج2:ص850/864،تهذيب الكمال ج16:ص279، ، ، الكاشف ج1:ص606/3048، لسان الميزان ج7:ص273/3664، تقريب التهذيب ج1:ص328/3694، تهذيب التهذيب ج6:ص65/141 . طبقات الحفاظ ج1:ص132/271 .(1/204)
3- عبد الرحمن بن زيد بن أسلم(1) عبد الرحمن بن زيد بن أسلم العدوي مولاهم المدني روى عن أبيه وابن المنكدر وصفوان بن سليم وأبي حازم سلمة بن دينار وعنه بن وهب وعبد الرزاق ووكيع وآخرون . قال عبد الله بن أحمد سمعت أبي يضعف عبد الرحمن وقال روى حديثا منكرا أحلت لنا ميتتان ودمان وقال عمرو بن علي لم أسمع عبد الرحمن يحدث عنه وقال الدوري عن بن معين ليس حديثه بشيء وضعفه علي بن المديني جدا وقال أبو داود أولاًد زيد بن أسلم كلهم ضعيف وأمثلهم عبد الله وقال أيضا أنا لا أحدث عن عبد الرحمن وعبد الله أمثل منه وقال النسائي ضعيف وقال أبو زرعة ضعيف وقال أبو حاتم ليس بقوي في الحديث كان في نفسه صالحا وفي الحديث واهيا وقال بن الجوزي أجمعوا على ضعفه، توفي 182 ت ق.
ثالثاً: الحكم على إسناد الأثر
هَذَا الأَثَرُ إسنادُه ضَعِيفٌ جِدَّاً ، لضعف عبد الرحمن بن زيد .
الحديث رقم { 31 }
وأخرج عن سعيد بن جبير قال: الضريع: الحجارة".
- - الله - -
أولاً: تخريج الأثر كما ذكر المصنف
أخرجه ابن أبى حاتم في تفسيره (تفسير ابن أبي حاتم ج10/ص3421/19262) عن سعيد بن جبير إلا من ضريع قال من حجارة .
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف
__________
(1) ترجمة عبد الرحمن بن زيد بن أسلم : التاريخ الكبير ج5:ص284/922، ضعفاء البخاري ج1:ص71/208، الضعفاء للنسائي ج1:ص66/360، ، الجرح والتعديل ج5:ص233/1107، الكامل في الضعفاء ج4:ص269/1105، تهذيب الكمال ج17:ص114/3820، تهذيب التهذيب ج6:ص161/361، تقريب التهذيب ج1:ص340/3865، الكاشف ج1:ص628/3196 .(1/205)
أخرجه ابن جرير حدثنا أبو كريب قال ثنا بن يمان عن جعفر عن سعيد في قوله ليس لهم طعام إلا من ضريع قال الحجارة (تفسير الطبري ج30/ص162) . وأخرجه أبو نعيم في الحلية(حلية الأولياء ج4/ص288) فقال: حدثنا محمد بن إبراهيم ثنا أبو العباس بن قتيبة ثنا يزيد ابن خالد ثنا يحيى بن يمان ثنا اشعث عن جعفر عن سعيد في قوله تعالى كلا إن كتاب الفجار لفي سجين قال تحت خد إبليس وعن سعيد في قوله تعالى إلا من ضريع قال من حجارة . هذا الحديث مداره علي يحي بن يمان عن أشعث لكن سقط ذكر أشعث من إسناد الطبري لأنه بالاستقراء نجد أن هذا الإسناد يتكرر كثيرا مع ذكر أشعث بين يحي وسعيد.
ثالثاً: دراسة إسناد الأثر
1- محمد بن العلاء أبو كريب(1) محمد بن العلاء بن كريب الهمداني أبو كريب الكوفي الحافظ أحد الأثبات المكثرين روى عن عبد الله بن إدريس وحفص بن غياث وأبي بكر بن عياش وهشيم ومعاوية بن هشام وخلق كثير روى عنه الجماعة ويحيى بن يمان . ، وقال ابن حجر مشهور بكنيته ثقة حافظ من العاشرة مات سنة سبع وأربعين وهو بن سبع وثمانين سنة ع .
__________
(1) ترجمة محمد بن العلاء أبو كريب : التاريخ الكبير ج1:ص205/644، ، الجرح والتعديل ج8:ص52/239، الثقات ج9:ص105/15435، مولد العلماء ووفياتهم ج2:ص544، رجال مسلم ج2:ص197/1490، تهذيب الكمال ج34:ص225، ، تذكرة الحفاظ ج2:ص497/512، ، المقتنى في سرد الكنى ج2:ص31/5206، الكاشف ج2:ص208/5100، تهذيب التهذيب ج9:ص342، تقريب التهذيب ج1:ص500/6204، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال ج1:ص355 .(1/206)
2- يحيى بن اليمان(1) يحيى بن اليمان العجلي من أهل الكوفة يروى عن سفيان الثوري وأشعث القمي روى عنه قتيبة بن سعيد وأبو كريب، ربما أخطأ وكان متقشفا كنيته أبو زكريا،قال ابن عدى: الكوفي سمعت عبدان سمعت محمد بن عبد الله بن نمير يقول بن يمان سريع النسيان وحديثه خطا عن الثوري،وسئل يحيى بن معين عن يحيى بن يمان فقال ضعيف الحديث، وقال ابن سعد: وكان كثير الحديث كثير الغلط لا يحتج به إذا خولف، وقال الذهبي في تاريخه: قال أحمد ليس بحجة وقال ابن المديني هو صدوق فلج فتغير حفظه، وقال يحيى بن معين أرجو أن يكون صدوقاً ،وقال مرة ليس به بأس ،وقال مرة ضعيف ،وقال النسائي ليس بالقوي ، وقال محمد بن عبد الله بن نمير كان سريع الحفظ سريع النسيان ،وقال يعقوب بن شيبة وإنما أنكروا عليه كثرة الغلط، والخلاصة كما قال ابن حجر يحيى بن يمان العجلي الكوفي صدوق عابد يخطئ كثيرا وقد تغير من كبار التاسعة ، مات189 . بخ م 4 .
__________
(1) ترجمة يحي بن اليمان : طبقات ابن سعد ج6:ص391،التاريخ الكبير ج8:ص313/3142، الضعفاء للنسائي ج1:ص108/632، الثقات ج9:ص255/16293، ، الكامل في الضعفاء ج7:ص235/2137 ، تهذيب الكمال ج34:ص484، تاريخ الإسلام ج12:ص461، تقريب التهذيب ج1:ص598/7679، ،.(1/207)
3- أشعث بن إسحاق(1) أشعث بن إسحاق بن سعد بن مالك الأشعري القمي روى عن الحسن البصري وجعفر بن المغيرة وغيرهما وعنه جرير بن عبد الحميد وعبد الله بن سعد الدشتكي ويحيى بن يمان . وقال أحمد صالح الحديث وقال بن أبي خيثمة عن بن معين ثقة وقال النسائي في التمييز ثقة وذكره بن حبان في الطبقة الرابعة من الثقات وقال البزار روى أحاديث لم يتابع عليها وقد احتمل حديثه . قال بن أبي خيثمة عن بن معين ثقة مشهور روى له النسائي هذا الحديث الواحد وهو من قتل نفسا معاهدة، وذكره بن حبان في الثقات وصحح حديثه هو والحاكم ، والخلاصة كما قال ابن حجر صدوق من السابعة تمييز .
4- جعفر بن أبى المغيرة سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 13 ] . صدوق يهم .
5- سعيد بن جبير ، سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 13 ] .
رابعاً: الحكم على إسناد الأثر
هَذَا الأَثَرُ إسنادُه حَسَنٌ ، لأن رواته كلهم صدوق إلا سعيد بن جبير وأبا كريب
الحديث رقم { 32 }
__________
(1) ترجمة أشعث بن إسحاق : التاريخ الكبير ج1:ص428/1377، الجرح والتعديل ج2:ص269/973، الثقات ج8:ص128/12567، تاريخ أسماء الثقات ج1:ص55/167، تهذيب الكمال ج3:ص259/521، ، تاريخ الإسلام ج8:ص63/4 ، الكاشف ج1:ص296/804، تهذيب التهذيب ج1:ص306/640، تقريب التهذيب ج1:ص112/521 .(1/208)
وأخرج الترمذي والبيهقي عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((يلقى على أهل النار الجوع فيعدل(1) ما هم فيه من العقاب فيستغيثون بالطعام فيغاثون بطعام ذي غصة فيذكرون أنهم كانوا يجيزون الغصص في الدنيا بالشراب فيستغيثون بالشراب فيدفع إليهم الحميم بكلاليب الحديد فإذا دنت من وجوههم شويت وجوههم فإذا دخلت بطونهم قطعت ما في بطونهم فيقولون ادعوا خزنة جهنم فيقولون أولم(2) تك تأتيكم رسلكم بالبينات قالوا بلى قالوا فادعوا وما دعاء الكافرين إلا في ضلال فيقولون ادعوا مالكا فيقولون له يا مالك ليقض علينا ربك فيجيبهم إنكم ماكثون . قال الأعمش : أُنبأت أن بين دعائهم وبين إجابة مالك إياهم " ألف عام " . قال : فيقولون ادعوا ربكم فلا أحد خير من ربكم فيقولون ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون فيجيبهم اخسئوا فيها ولا تكلمون فعند ذلك ييئسوا من كل خير وعند ذلك أخذوا في الزفير والحسرة والويل .
- - الله - -
أولاً: تخريج الحديث كما ذكر المصنف
__________
(1) في المخطوطات الثلاثة ( حى يعدل )
(2) في المخطوطة " أ " ( ألم ) بدلاً من ( أولم ) .(1/209)
أخرجه الترمذي في سننه (سنن الترمذي ج4:ص707/2586/ كتاب صفة جهنم باب ما جاء في صفة طعام أهل النار) قال: حدثنا عبد اللَّهِ بن عبد الرحمن أخبرنا عَاصِمُ بن يُوسُفَ حدثنا قُطْبَةُ بن عبد الْعَزِيزِ عن الْأَعْمَشِ عن شِمْرِ بن عَطِيَّةَ عن شَهْرِ بن حَوْشَبٍ عن أُمِّ الدَّرْدَاءِ عن أبي الدَّرْدَاءِ قال قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُلْقَى على أَهْلِ النَّارِ الْجُوعُ فَيَعْدِلُ ما هُمْ فيه من الْعَذَابِ فَيَسْتَغِيثُونَ فَيُغَاثُونَ بِطَعَامٍ من ضَرِيعٍ لَا يُسْمِنُ ولا يُغْنِي من جُوعٍ فَيَسْتَغِيثُونَ بِالطَّعَامِ فَيُغَاثُونَ بِطَعَامٍ ذِي غُصَّةٍ فَيَذْكُرُونَ أَنَّهُمْ كَانُوا يُجِيزُونَ الْغَصَصَ في الدُّنْيَا بِالشَّرَابِ فَيَسْتَغِيثُونَ بِالشَّرَابِ فَيُرْفَعُ إِلَيْهِمْ الْحَمِيمُ بِكَلَالِيبِ الْحَدِيدِ فإذا دَنَتْ من وُجُوهِهِمْ شَوَتْ وُجُوهَهُمْ فإذا دَخَلَتْ بُطُونَهُمْ قَطَّعَتْ ما في بُطُونِهِمْ فَيَقُولُونَ ادْعُوا خَزَنَةَ جَهَنَّمَ فَيَقُولُونَ أَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قالوا بَلَى قالوا فَادْعُوا وما دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إلا في ضَلَالٍ قال فَيَقُولُونَ ادْعُوا مَالِكًا فَيَقُولُونَ يا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قال فَيُجِيبُهُمْ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ قال الْأَعْمَشُ نُبِّئْتُ أَنَّ بين دُعَائِهِمْ وَبَيْنَ إِجَابَةِ مَالِكٍ إِيَّاهُمْ أَلْفَ عَامٍ قال فَيَقُولُونَ ادْعُوا رَبَّكُمْ فلا أَحَدَ خَيْرٌ من رَبِّكُمْ فَيَقُولُونَ رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا منها فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ قال فَيُجِيبُهُمْ اخسؤوا فيها ولا تُكَلِّمُونِ قال فَعِنْدَ ذلك يَئِسُوا من كل خَيْرٍ وَعِنْدَ ذلك يَأْخُذُونَ في الزَّفِيرِ وَالْحَسْرَةِ وَالْوَيْلِ قال عبد اللَّهِ بن(1/210)
عبد الرحمن وَالنَّاسُ لَا يَرْفَعُونَ هذا الحديث قال أبو عِيسَى إنما نَعْرِفُ هذا الحديث عن الْأَعْمَشِ عن شِمْرِ بن عَطِيَّةَ عن شَهْرِ بن حَوْشَبٍ عن أُمِّ الدَّرْدَاءِ عن أبي الدَّرْدَاءِ قَوْلَهُ وَلَيْسَ بِمَرْفُوعٍ وَقُطْبَةُ بن عبد الْعَزِيزِ هو ثِقَةٌ عِنْدَ أَهْلِ الحديث . وأخرجه البيهقي في البعث والنشور من هذا الطريق(ج 1 / ص 291/ح600) من طريق عاصم بن يوسف التيمي عن قطبة بن عبد العزيز به وبمثله ، . ورواه الطبري في تفسيره من حديث شريك عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن شهر بن حوشب به موقوفا وفيه إن بين دعائهم وإجابة مالك إياهم ألف عام من كلام أبي الدرداء (تفسير الطبري ج18/ص59) .
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف
أخرجه ابن أبى شيبه (مصنف ابن أبي شيبة ج7:ص49/34129) فقال حدثنا محمد بن فضيل عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن شهر بن حوشب عن أم الدرداء عن أبي الدرداء وساقه موقوفا ، وأخرجه ابن أبى الدنيا في كتاب صفة النار(صفة النار ج1/ص65/ 84 ) من طريق جرير عن الأعمش عن عمرو بن مرة به موقوفا بلفظ (يرسل) بدلا من (يلقى) . هذا الحديث مداره على الأعمش رواه عنه محمد بن فضيل ،وقطبة بن عبد العزيز.وشريك، وجرير بن عبد الحميد الضبي. وفي رواية الطبري وابن أبى شيبة وابن أبى الدنيا تابع عمرو بن مرة شمر بن عطية في الرواية عن شهر بن حوشب .
ثالثاً: دراسة إسناد الحديث(1/211)
1- محمد بن فضيل(1) محمد بن فضيل بن غزوان بن جرير الضبي مولاهم أبو عبد الرحمن الكوفي روى عن إبراهيم الهجري ،وسالم بن أبي حفصة وسليمان الأعمش . روى عنه إبراهيم بن سعيد الجوهري وسفيان الثوري وهو أكبر منه و أحمد وابن راهويه وابنا أبي شيبة وخلق . قال حرب بن إسماعيل عن أحمد بن حنبل كان يتشيع وكان حسن الحديث وقال عثمان بن سعيد الدارمي عن يحيى بن معين ثقة وقال أبو زرعة صدوق من أهل العلم وقال أبو حاتم شيخ وقال أبو داود كان شيعيا محترقا وقال النسائي ليس به بأس وذكره بن حبان في كتاب الثقات وقال كان يغلو في التشيع ، ، وقال ابن حجر صدوق عارف رمي بالتشيع من التاسعة مات سنة خمس وتسعين ع
2- سليمان بن مهران ، سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 7 ] .
__________
(1) ترجمة محمد بن فضيل : التاريخ الكبير ج1:ص207/652، معرفة الثقات ج2:ص250/1635،، الجرح والتعديل ج8:ص57، رجال صحيح البخاري ج2:ص674/1089، التعديل والتجريح ج2:ص674،تهذيب الكمال ج26:ص293/5548 ، ، ، الكاشف ج2:ص211/5115، ، المغني في الضعفاء ج2:ص624/5907، ، تهذيب التهذيب ج12:ص330، لسان الميزان ج7:ص372/4712، تقريب التهذيب ج1:ص502/6227 ،. طبقات الحفاظ ج1:ص136/281.(1/212)
3- عمرو بن مرة(1) عمرو بن مرة بن عبد الله بن طارق الجملي المرادي أبو عبد الله الكوفي الأعمى روى عن عبد الله بن أبي أوفى وأبي وائل ومرة الطيب وسعيد بن المسيب وعبد الرحمن بن أبي ليلى وعبد الله بن الحارث النجراني وإبراهيم النخعي وجماعة . روى عنه ابنه عبد الله وأبو إسحاق السبيعي وهو أكبر منه والأعمش والأوزاعي وغيرهم وقال سعيد الأراطي زكاه أحمد بن حنبل وقال بن معين ثقة وقال أبو حاتم صدوق ثقة كان يرى الإرجاء وقال حفص بن غياث ما سمعت الأعمش يثني على أحد إلا على عمرو بن مرة فإنه كان يقول كان مأمونا على ما عنده وقال معاذ بن معاذ عن شعبة ما رأيت أحدا من أصحاب الحديث إلا يدلس إلا بن عون و عمرو بن مرة وخلاصة القول فيه كما قال ابن حجر ثقة عابد كان لا يدلس ورمي بالإرجاء من الخامسة مات سنة ثماني عشرة ومائة وقيل قبلها ع .
__________
(1) ترجمة عمرو بن مرة : تهذيب الكمال ج22:ص232/ 4448، الإكمال لرجال أحمد ج1:ص600/ 1369 ،الكاشف ج2:ص88/4229 تهذيب التهذيب ج8:ص89/ 163 ،تقريب التهذيب ج1:ص426/ 5112 ، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال ج1:ص293.(1/213)
4- شهر بن حوشب(1) شهر بن حوشب الأشعري أبو سعيد مولى أسماء بنت يزيد بن السكن روى عن مولاته أسماء بنت يزيد وأم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم وأبي هريرة وعائشة وأم الدرداء الصغرى وجماعة وعنه عبد الحميد بن بهرام وقتادة وليث بن أبي سليم وعاصم بن بهدلة وشمر بن عطية وجماعة . قيل لابن المديني ترضى حديث شهر فقال أنا أحدث عنه وكان عبد الرحمن يحدث عنه وأنا لا أدع حديث الرجل إلا أن يجتمعا عليه يحيى وعبد الرحمن على تركه وقال حنبل عن أحمد ليس به بأس وقال بن معين ثقة وقال العجلي شامي تابعي ثقة وقال أبو بكر البزار لا نعلم أحدا ترك الرواية عنه غير شعبة وقال الساجي فيه ضعف وليس بالحافظ وكان شعبة يشهد عليه أنه رافق رجلا من أهل الشام فخانه وقال بن حبان كان ممن يروي عن الثقات المعضلات وعن الأثبات المقلوبات وقال الحاكم أبو أحمد ليس بالقوي عندهم وقال بن عدي وعامة ما يرويه شهر وغيره من الحديث فيه من الإنكار ما فيه وشهر ليس بالقوي في الحديث وهو ممن لا يحتج بحديثه ولا يتدين به وقال الدارقطني يخرج حديثه وقال البيهقي ضعيف وقال بن حزم ساقط وخلاصة القول فيه كما قال ابن حجر صدوق كثير الإرسال والأوهام من الثالثة مات سنة اثنتي عشرة بخ م 4 .
__________
(1) ترجمة شهر بن حوشب : طبقات ابن سعد ج7:ص449، التاريخ الكبير ج4:ص258/2730، معرفة الثقات ج1:ص461/741، ، الضعفاء للنسائي ج1:ص56/294،الجرح والتعديل ج4:ص382/1668، المجروحين ج1:ص361/476، رجال مسلم ج1:ص312/677، ، الكامل في الضعفاء ج4:ص39، الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ج2:ص43/1644،ذكر من تكلم فيه وهو موثق ج1:ص100/161، الكاشف ج1:ص490/2314، ، المغني في الضعفاء ج1:ص301، البداية والنهاية ج9:ص304، تهذيب التهذيب ج4/ص324/635، تقريب التهذيب ج1:ص269/2830 .(1/214)
5- أم الدرداء(1) أم الدرداء الصغرى زوج أبي الدرداء اسمها هجيمة ويقال جهيمة بنت حيي الأوصابية الدمشقية روت عن زوجها وسلمان الفارسي وفضالة بن عبيد روى عنها جبير بن نفير وهو أكبر منها وابن أخيها مهدي بن عبد الرحمن وزيد بن أسلم وشهر بن حوشب وآخرون ذكرها بن سميع في الطبقة الثانية من تابعي أهل الشام،كانت فقيهة عالمة عابدة مليحة جميلة واسعة العلم وافرة العقل روت الكثير عن أبي الدرداء . وقال ابن حجر زوج أبي الدرداء اسمها هجيمة وقيل جهيمة الأوصابية الدمشقية وهي الصغرى وأما الكبرى فاسمها خيرة ولا رواية لها في هذه الكتب والصغرى ثقة فقيهة من الثالثة ماتت سنة إحدى وثمانين ع
6- أبو الدرداء (2) عويمر بن مالك بن عدي بن كعب بن الخزرج الأنصاري أبو الدرداء الخزرجي روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن عائشة وزيد بن ثابت روى عنه ابنه بلال وزوجته أم الدرداء وفضالة بن عبيد وسعيد بن المسبب وآخرون . قال أبو مسهر عن سعيد بن عبد العزيز أسلم يوم بدر وشهد أحدا وأبلى فيها ومناقبه وفضائله كثيرة جدا قال أبو مسهر عن سعيد بن عبد العزيز مات أبو الدرداء وكعب الأحبار في خلافة عثمان لسنتين بقيتا من خلافته ، روى له الجماعة.
__________
(1) ترجمة أم الدرداء : الاسامي والكنى ج1:ص36/ 53 ، الجرح والتعديل ج9:ص463/2372، من يعرف بكنيته ج1:ص66/ 158 ،تهذيب الكمال ج35:ص352/7974، ، تذكرة الحفاظ ج1:ص53/37، الكاشف ج2:ص523/7116، تهذيب التهذيب ج12:ص493/2942، تقريب التهذيب ج1:ص756/8728، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال ج1:ص498 .
(2) ترجمة أبى الدرداء : التاريخ الكبير ج7:ص76/348، الاستيعاب ج3:ص1227/ 2006 ، تهذيب الكمال ج22:ص470، الكاشف ج2:ص103*4322، تهذيب التهذيب ج8:ص156/316، تقريب التهذيب ج1:ص434/5228 ، الإصابة ج4:ص747/ 6121 .(1/215)
7- شمر بن عطية(1) شمر بن عطية الأسدي الكاهلي الكوفي روى عن شهر بن حوشب وخريم بن فاتك الأسدي ولم يدركه وزر بن حبيش الأسدي وسعيد بن جبير وأبي وائل شقيق بن سلمة الأسدي روى عنه أشعث بن إسحاق القمي وسليمان الأعمش . قال أبو عبيد الآجري قلت لأبي داود شمر بن عطية كان عثمانيا قال جدا وقال النسائي ثقة وذكره بن حبان في كتاب الثقات.وقال العجلي: شمر بن عطية الأسدي ثقة.قال أبو حاتم: عن يحيى بن معين انه قال شمر بن عطية ثقة.وقال الذهبي: صدوق ولكنه عثماني غال وهذا نادر في الكوفيين . وخلاصة القول فيه كما قال ابن حجر عطية الأسدي الكاهلي الكوفي صدوق من السادسة مد ت س
رابعاً: الحكم على إسناد الحديث
__________
(1) ترجمة شمر بن عطية : التاريخ الكبير ج4:ص256/2722 ، معرفة الثقات ج1:ص461/738،لجرح والتعديل ج4:ص375، مشاهير الأمصار ج1:ص165/1309، الثقات ج6:ص450/8540، ، ، تهذيب الكمال ج12:ص560/2773، الكاشف ج1:ص490/2308، المغني في الضعفاء ج1:ص300، تقريب التهذيب ج1:ص268/2821 .(1/216)
هذا الحَدِيثُ إسنادُه ضعيفٌ ، فيه تدليس الأعمش ولا يصح رفعه ، وقد جزم الترمذي بوقف الحديث فقال: إنما نَعْرِفُ هذا الحديث عن الْأَعْمَشِ عن شِمْرِ بن عَطِيَّةَ عن شَهْرِ بن حَوْشَبٍ عن أُمِّ الدَّرْدَاءِ عن أبي الدَّرْدَاءِ قَوْلَهُ وَلَيْسَ بِمَرْفُوعٍ وَقُطْبَةُ بن عبد الْعَزِيزِ هو ثِقَةٌ عِنْدَ أَهْلِ الحديث. وقد رواه ابن أبى شيبة وابن أبى الدنيا وابن جرير موقوفا على أبى الدرداء .ورجح ابن رجب في كتابه التخويف من النار( ج1/ص108) وقفه، والذين رووا الحديث موقوفا عن الأعمش أوثق وأكثر من قطبة بن عبد العزيز الذي رواه مرفوعا فخالف قيه الأوثق والأكثر،فقد رواه الطبري عن شريك ،وابن أبى شيبة عن محمد بن فضيل، وابن أبى الدنيا في النار عن جرير بن عبد الحميد كلهم عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن شهر بن حوشب بهذا الإسناد موقوفاً . وقال الدارقطني في كتاب العلل (6/220/1086) وقد سئل عن حديث أم الدرداء عن أبي الدرداء قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى غلبت علينا شقاوتنا يلقى على أهل النار الجوع الحديث في صفة أهل النار فقال يرويه الأعمش واختلف عنه فرواه قطبة بن عبد العزيز عن الأعمش عن شمر بن عطية عن شهر بن حوشب عن أم الدرداء عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم وخالفه عبد السلام بن حرب فرواه عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن شهر عن أم الدرداء ولم يجاوز به ولم يسنده وخالفه زائدة فرواه عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن شهر عن أبي الدرداء موقوفا ولم يذكر أم الدرداء ولم يسنده غير قطبة وهو صالح الحديث فان كان حفظه فهو أحسنها إسناداً. وقال الشيخ الألباني بضعفه في كتاب الجامع الصغير وزيادته(1/1458).(1/217)
وكتاب مشكاة المصابيح (3/235/5686)،وكتاب الترغيب والترهيب 2/236/ 2160)، وكتاب ضعيف الترمذي (1/ 306/482)، وقال الألباني في كتاب رفع الأستار (1/134): ولعل الأولى الاستدلال بما رواه الحاكم ( 4 / 598 ) بسند صحيح عن عبد الله بن عمرو في قوله عز وجل : ( ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك ) قال : يخلي عنهم أربعين عاما لا يجيبهم ثم أجابهم ( إنكم ماكثون ) فيقولون : { ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون } فيخلي عنهم مثل الدنيا ثم أجابهم { اخسئوا فيها ولا تكلمون } قال : والله ما ينبس القوم بعد هذه الكلمة إن كان إلا الزفير والشهيق . وقال الحاكم : ( صحيح على شرط الشيخين ) ووافقه الذهبي . وعزاه في ( المجمع ) ( 10 / 396 ) للطبراني وقال : ( ورجاله رجال الصحيح ) بلفظ : ( ثم ييأس القوم فما هو إلا الزفير والشهيق شبه أصواتهم أصوات الحمير أولها شهيق وآخرها زفير ادعوا ربكم فلا أحد خير من ربكم فيقولون : { ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون } [ المؤمنون : 106 و107 ] فيجيب عليهم الرب : { اخسئوا فيها ولا تكلمون } [ المؤمنون : 108 ] . فعند ذلك يئسوا من كل خير وعند ذلك أخذوا في الزفير والشهيق والويل .
الحديث رقم { 33 }
وأخرج ابن جرير وابن أبي الدنيا في صفة النار والحاكم والبيهقي من طريق عكرمة عن ابن عباس في قوله تعالى: { وطعاماّ ذا غصة } . قال(1): شوك يأخذ بالحلق لا يدخل ولا يخرج .
- - الله - -
أولاً: تخريج الأثر كما ذكر المصنف
__________
(1) في المخطوطتين " ب " ، " ز " زيادة ( له ) . وهذا الأثر ساقط من المخطوطة " أ "(1/218)
أخرجه ابن أبى الدنيا في كتاب صفة النار (1/64/83) . حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، قال : حدثنا أبو عاصم ، عن رجل ، عن عكرمة ، عن ابن عباس : ( وطعاما ذا غصة (1) قال : « الشوك يأخذ بالحلق ، لا يدخل ولا يخرج » وأخرجه الطبري في تفسيره (تفسير الطبري ج29/ص135) من طريق أبى عاصم فقال:حدثني إسحاق بن وهب وابن سنان القزاز قالا ثنا أبو عاصم قال ثنا شبيب بن بشر عن عكرمة عن بن عباس في قوله وطعاما ذا غصة قال شوك يأخذ بالحلق فلا يدخل ولا يخرج . وأخرجه الحاكم في مستدركه(2/549/3867) في كتاب التفسير ، من طريق أبى عاصم عن شبيب بن بشر به ويمثله ، ومن طريقه أخرجه البيهقي في كتاب البعث والنشور (1/293/605) .وقال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
ثانياً: دراسة إسناد الأثر
1- إسحاق بن وهب الواسطي(1) إسحاق بن وهب بن زياد العلاف أبو يعقوب الواسطي روى عن عمر بن يونس اليماني ويزيد بن هارون وأبي عاصم وجماعة وعنه البخاري في البيوع وابن ماجة وأبو زرعة وأبو حاتم وابنه عبد الرحمن وغيرهم قال أبو حاتم صدوق كان حيا سنة 255 وذكره بن حبان في الثقات ،وقال ابن حجر صدوق من الحادية عشرة مات سنة بضع وخمسين خ ق .
__________
(1) ترجمة إسحاق بن وهب الواسطي : الجرح والتعديل ج2:ص236/834، الثقات ج8:ص118/12516، رجال صحيح البخاري ج1:ص79/82، التعديل والتجريح ج1:ص382/90، تهذيب الكمال ج2:ص489، الكاشف ج1:ص239/326، تهذيب التهذيب ج1:ص222/478، تقريب التهذيب ج1:ص103/389 .(1/219)
2- محمد بن سنان القزاز(1) محمد بن سنان بن يزيد القزاز مولى عثمان أبو بكر البصري روى عن روح بن عبادة وعمر بن يونس اليمامي ويحيى بن أبي بكير وأبي عاصم وعنه إبراهيم الحربي ومحمد بن جعفر الطبري وإسماعيل بن محمد الصفار . قال الآجري وسمعته يعني أبا داود يتكلم في محمد بن سنان يطلق فيه الكذب وقال أبن أبي حاتم كتب عنه أبي بالبصرة وكان مستورا في ذلك الوقت فأتيته أنا ببغداد وسألت عنه بن خراش فقال هو كذاب روى حديث عن روح بن عبادة وهو حديث طويل في الشفاعة فذهب حديثه وقال الحاكم عن الدارقطني لا بأس ، قال ابن حجر: إن كان عمده من كذبه كونه ادعى سماع هذا الحديث من بن عبادة فهو جرح لين لعله استجاز روايته عنه بالوجادة ،وجاء في سؤالات الحاكم :محمد بن سنان بن يزيد أبو جعفر القزاز أصله بصري سكن بغداد لا بأس به،وقال ابن الجوزى:كان أبو داود السجستاني يطلق عليه الكذب وقال عبد الرحمن بن خراش هو كذاب ، والخلاصة كما قال ابن حجر ضعيف من الحادية عشرة مات سنة 271 تمييز
__________
(1) ترجمة محمد بن سنان القزاز : الثقات ج9:ص133/15600، سؤالات الحاكم ج1:ص133/163، الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ج3:ص70/3031، تهذيب الكمال ج25:ص323، المغني في الضعفاء ج2:ص589/5601، تهذيب التهذيب ج9:ص183/325، لسان الميزان ج7:ص361، تقريب التهذيب ج1:ص482/5936، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال ج1:ص339 .(1/220)
3- الضحاك بن مخلد(1) بن مسلم بن الضحاك الشيباني أبو عاصم النبيل البصري الحافظ شيخ الإسلام روى عن ابن أبي ذئب والثوري وشعبة وسعيد بن أبي عروبة وجماعة وعنه جرير بن حازم وهو من شيوخه والأصمعي والخريبي وهما من أقرانه وأحمد وإسحاق وعلي بن المديني ومحمد بن حبان بن الأزهر البصري وهو آخر من حدث عنه في خلق كثير قيل أنه لقب النبيل لأن الفيل أقدم البصرة فخرج الناس ينظرون إليه فقال له بن جريج مالك لا تنظر قال لا أجد منك عوضا فقال له أنت النبيل وقيل لأنه كان يلبس جيد الثياب وقيل لأن شعبة حلف أن لا يحدث أصحاب الحديث شهرا فبلغ أبا عاصم فقال له حدث وغلامي حر وقيل لأنه كان كبير الأنف ،. وقال ابن حجر :ثقة ثبت من التاسعة مات سنة اثنتي عشرة أو بعدها ع
__________
(1) ترجمة الضحاك بن مخلد : التاريخ الكبير ج4:ص336/3038،، معرفة الثقات ج1:ص472/776، رجال صحيح البخاري ج1:ص369/525، رجال مسلم ج1:ص323/706، التعديل والتجريح ج2:ص795/766 ،، تهذيب الكمال ج13:ص281/2927، تذكرة الحفاظ ج1:ص366/360 ، ،. الكاشف ج1:ص509/2436، تهذيب التهذيب ج4:ص395/793، تقريب التهذيب ج1:ص653، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال ج1:ص177.(1/221)
4- شبيب بن بشر(1) شبيب بن بشر ويقال بن عبد الله أبو بشر الحلبي الكوفي روى عن أنس وعكرمة وعنه إسرائيل وسعيد بن سالم القداح وأبو بكر الداهري وأبو عاصم الضحاك بن مخلد. قال الدوري عن بن معين ثقة قال ولم يرو عنه غير أبي عاصم وقال أبو حاتم لين الحديث حديثه حديث الشيوخ وذكره بن حبان في الثقات وقال يخطىء كثيرا وقال بن سعد كان ثقة فقيها ، و قال ابن حجر صدوق يخطيء من الخامسة. ق ت .
5- عكرمة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 25 ] .
6- عبد الله بن عباس ، سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 2 ] .
ثالثاً: الحكم على إسناد الأثر
هذا الأثر إسنادُه حَسَنٌ ، لحال شبيب بن بشر.وقال الحاكم في مستدركه((2/549/3867) « هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه » وقال الذهبي في التلخيص :وشبيب ضعفوه. وقال الألباني في كتاب ضعيف الترغيب الترهيب(2/236/2161) ضعيف موقوف.
الحديث رقم { 34 }
وأخرج الحاكم وصححه من طريق مجاهد عن ابن عباس في قوله: ( وطعاماً ذا غصة ) . قال: شجرة الزقوم .
- - الله - -
أولاً: تخريج الحديث كما ذكر المصنف
أخرجه الحاكم في مستدركه (المستدرك على الصحيحين ج4/ص637/8757أخبرنا شبل عن بن أبي نجيح عن مجاهد عن بن عباس وطعاما ذا غصة قال شجرة الزقوم وقال صحيح .
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف
عزاه المصنف في الدر المنثور(ج8/ص319) لعبد بن حميد .
ثالثاً: دراسة إسناد الحديث
__________
(1) ترجمة شبيب بن بشر : التاريخ الكبير ج4:ص231/2624، الوحدان للنسائي ج1:ص120، الثقات ج4:ص359/3343، الجرح والتعديل ج4:ص357/1564، تاريخ أسماء الثقات ج1:ص112/540 ،تهذيب الكمال ج12:ص359/2689، ، المغني في الضعفاء ج1:ص295، الكاشف ج1:ص478/2234، تهذيب التهذيب ج4:ص269/533، تقريب التهذيب ج1:ص263/2738، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال ج1:ص163 .(1/222)
1- شبل بن عباد(1) شبل بن عباد المكي عن قيس بن سعد وابن أبي نجيح روى عنه بن عيينة وابن المبارك وأبو أسامة وروح بن عبادة . قال البخاري عن علي بن المديني له نحو عشرين حديثا ، وثقه أحمد وابن معين ، وقال أبو حاتم هو أحب إلي من ورقاء وقال أبو عبيد الآجري عن أبي داود ثقة إلا انه يرى القدر ذكر بعض المتأخرين انه مات سنة ثمان وأربعين ومائة روى له البخاري وأبو داود والنسائي وبن ماجة في التفسير
2- عبد الله بن أبى نجيح ، سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 20 ] .
3- مجاهد بن جبر ، سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 7 ] .
4- عبد الله بن عباس ، سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 2 ] .
رابعاً: الحكم على إسناد الحديث
هذا الحَدِيثُ إسنادُه صحيحٌ من شبل لكن هناك سقط بين الحاكم وشبل بن عباد نبه عليه المعلق..
الحديث رقم { 35 }
وأخرج ابن أبي حاتم من طريق مجاهد عن ابن عباس قال: " ما أدري الغسلين ولكني أظنه الزقوم "(2) .
- - الله - -
أولاً: تخريج الأثر كما ذكر المصنف
أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره (ج10/ ص 3372/18978) قال: حدثنا أبي حدثنا منصور بن أبي مزاحم حدثنا أبو سعيد المؤدب عن خصيف عن مجاهد عن ابن عباس قال ما ادري ما الغسلين ولكني أظنه الزقوم .
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف
عزاه المصنف في كتاب الدر المنثور(ج8/ص275) إلى أبى القاسم الزجاجي النحوي في أماليه .
ثالثاً: دراسة إسناد الأثر
__________
(1) ترجمة شبل بن عباد : التاريخ الكبير ج4:ص257/2726، الجرح والتعديل ج4:ص380، الثقات ج8:ص312/13622، رجال صحيح البخاري ج1:ص355/504، تهذيب الكمال ج12:ص357، الكاشف ج1:ص478/2233، تقريب التهذيب ج1:ص263/2737 .
(2) في المخطوطة " أ " نسبه إلى الحاكم . وفي المخطوطة " ب ، ز " نسبه إلى ابن أبي حاتم وهو الصحيح .(1/223)
1- أبو حاتم الرازي سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 13 ] ، محمد بن إدريس بن المنذر بن داود بن مهران الحنظلي أبو حاتم الرازي أحد أئمة الحفاظ الأثبات العارفين بعلل الحديث والجرح والتعديل .
2- منصور بن أبي مزاحم(1) منصور بن أبي مزاحم واسمه بشير التركي أبو نصر البغدادي الكاتب مولى الأزد رأى شعبة بن الحجاج وروى عن إبراهيم بن سعد وإسماعيل بن علية وعبد الله بن المبارك وأبي سعيد المؤدب . روى عنه مسلم وأبو داود وإبراهيم بن إسحاق الحربي وأبو حاتم محمد بن إدريس الرازي قال عبد الله بن أحمد عن أبيه صالح روى عنه شعبة قلت ثقة قال حدث عنه شعبة وإسماعيل إلا أنه يخالف في أحاديث وهو ثقة ليس به بأس وقال بن معين وأبو داود ثقة وقال أبو حاتم ليس بالقوي يكتب حديثه ولا يحتج به وقال النسائي ليس به بأس وذكره بن حبان في الثقات، مات 235 م د س .
__________
(1) ترجمة منصور بن أبى مزاحم : الجرح والتعديل ج8:ص170/756، الثقات ج9:ص173، تهذيب الكمال ج28:ص542/6200 ، الكاشف ج2:ص297/5646، تهذيب التهذيب ج10:ص276/544، تقريب التهذيب ج1:ص547/6907 .(1/224)
3- أبو سعيد المؤدب(1) محمد بن مسلم بن أبي الوضاح واسمه المثنى القضاعي أبو سعيد المؤدب الجزري نزيل بغداد روى عن إبراهيم بن أبي حرة وإسماعيل بن أبي خالد وخصيف بن عبد الرحمن الجزري روى عنه عبد الرحمن بن مهدي ومنصور بن أبي مزاحم وأبو سلمة موسى بن إسماعيل .وثقه أحمد وابن معين وأبو داود وأبي عبد الرحمن النسائي والعجلي وأبو حاتم وقال البخاري فيه نظر وقال بن نمير صالح لا بأس به وذكره بن حبان في كتاب الثقات وقال مستقيم الحديث و سئل أبو زرعة عن محمد بن مسلم بن أبى الوضاح فقال بصري ثقة، وقال محمد بن سعد وكان ثقة استشهد به البخاري وروى له الباقون والخلاصة كما قال ابن حجر مشهور بكنيته صدوق يهم من الثامنة مات بعد الثمانين خت م 4 .
__________
(1) ترجمة أبى سعبد المؤدب : طبقات ابن سعد ج7:ص326:التاريخ الكبير ج1:ص223/698، معرفة الثقات ج2:ص253/1646، الثقات ج9:ص40/15074، تهذيب الكمال ج26:ص452/5608، تهذيب التهذيب ج12:ص122/512، تقريب التهذيب ج1:ص507/298 ، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال ج1:ص467 .(1/225)
4- خصيف بن عبد الرحمن(1) خصيف بن عبد الرحمن الجزري أبو عون الحضرمي الحراني الأموي مولاهم رأى أنسا وروى عن عطاء وعكرمة ومجاهد وغيرهم وعنه السفيانان وعبد الملك بن جريج وابن أبي نجيح وابن إسحاق وهما من أقرانه وجماعة، ضعفه يحيى القطان وقال كنا نجتنبه وضعفه احمد وقال النسائي ليس بالقوي وقال بن معين ليس به بأس وقال مرة ثقة وقال أبو حاتم صالح يخلط وتكلم في سوء حفظه وقال الساجي صدوق وقال الآجري عن أبي داود قال أحمد مضطرب الحديث وقال جرير كان خصيف متمكنا في الإرجاء يتكلم فيه وقال بن معين أنا كنا نتجنب حديثه وقال بن خزيمة لا يحتج بحديثه وقال أبو أحمد الحاكم ليس بالقوي وقال الأزدي ليس بذاك وقال بن حبان تركه جماعة من أئمتنا واحتج به آخرون وكان شيخا صالحا فقيها عابدا إلا أنه كان يخطيء كثيرا فيما يروي ويتفرد عن المشاهير بما لا يتابع عليه وهو صدوق في روايته إلا أن الإنصاف فيه قبول ما وافق الثقات في الروايات وترك ما لم يتابع عليه وهو ممن استخير الله تعالى فيه . والخلاصة فيه كما قال ابن حجر صدوق سيء الحفظ خلط بأخرة ورمي بالإرجاء من الخامسة مات سنة سبع وثلاثين وقيل غير ذلك 4 . إلا أنني لم أجد في التهذيب ولا أصله للمزي النص على الاختلاط، كما أن الطرابلسي نص على أنه لم يحكم عليه بذلك إلا ابن حجر في التقريب .
5- مجاهد بن جبر : سبقت ترجمته.
__________
(1) ترجمة خصيف بن عبد الرحمن : التاريخ الكبير ج3:ص228/766: معرفة الثقات ج1:ص335/408، الضعفاء للنسائي ج1:ص37/177،الضعفاء الكبير ج2:ص31/453 ، الجرح والتعديل ج3:ص403/1848، ،المجروحين ج1:ص287/315، الكامل في الضعفاء ج3:ص69/619، الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ج1:ص254/1110، سير أعلام النبلاء ج6:ص145/56، الكاشف ج1:ص373/1389، المغني في الضعفاء ج1:ص209/1912 ، تهذيب التهذيب ج3:ص123، تقريب التهذيب ج1:ص193/1718، من رمي بالاختلاط ج1:ص57/ 27 .(1/226)
6- عبد الله بن عباس : سبقت ترجمته.
رابعاً: الحكم على إسناد الأثر
هذا الأثر إسنادُه حَسَنٌ ، لحال خصيف فهو وإن كان سيئ الحفظ إلا أن ذلك مما يحسن حديثه عند الحافظ، كما يفهم من مقدمة التقريب .
الحديث رقم { 36 }
وأخرج من طريق عكرمة عن ابن عباس قال: "الغسلين: الدم والماء الذي يسيل من لحومهم".
- - الله - -
أولاً: تخريج الأثر كما ذكر المصنف
أخرجه ابن أبى حاتم في تفسيره (ج10/ص3372/18977) من طريق عكرمة عن ابن عباس قال الغسلين الدم والماء الذي يسيل من لحومهم وهو كما ترى بلا إسناد .
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف
أخرجه ابن جرير في تفسيره (تفسير الطبري ج29/ص65) فقال: حدثني محمد بن سعد قال ثني أبي قال ثني عمي قال ثني أبي عن أبيه عن بن عباس قوله ولا طعام إلا من غسلين قال ما يخرج من لحومهم . وعزاه المصنف في الدر المنثور (ج8/ص275) إلى عبد بن حميد وابن المنذر من طريق عكرمة عن ابن عباس .
ثالثاً: دراسة إسناد الأثر
إسناد الطبري سبق دراسته في الحديث رقم 2 وهو مسلسل بالضعفاء ابتداءا من محمد بن سعد العوفي وآل بيته.
رابعاً: الحكم على إسناد الأثر
هَذَا الأَثَرُ إسنادُه ضَعِيفٌ ، لضعف محمد بن سعد العوفي .
الحديث رقم { 37 }
أخرج أبن أبي حاتم عن بن أبي طلحة عن ابن عباس قال : الغسلين صديد أهل النار
أولاً: تخريج الأثر كما ذكر المصنف
أخرجه ابن أبى حاتم في تفسيره ولم أجده .وقد قال المصنف في الدر المنثور(: الدر المنثور ج8/ص275) وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال الغسلين صديد أهل النار . وعزاه ابن كثير إلي ابن أبي حاتم ( تفسير ابن كثير ج4/ص417)
ثانياً: دراسة إسناد الأثر
1- علي بن أبي طلحة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 29 ] . روى عن بن عباس ولم يسمع منه بينهما مجاهد.
ثالثاً: الحكم على إسناد الأثر(1/227)
هَذَا الأَثَرُ إسنادُه ضَعِيفٌ للانقطاع بين ابن عباس وعلي بن أبي طلحة .
الحديث رقم { 38 }
وأخرج أحمد والترمذي والنسائي والحاكم وصححه وابن جرير وابن أبي حاتم وابن المنذر وابن أبي الدنيا في صفة النار والبيهقي عن أبي أمامة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في قوله تعالى: { وَيُسْقَى مِن مَّاء صَدِيدٍ * يَتَجَرَّعُهُ } (1) قال: "يقرب إليه فيتكرهه، فإذا أدنى منه شوى وجهه وقعت فروة رأسه، فإذا شربه قطع أمعاءه، حتى يخرج من دبره، يقول الله: { وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ } (2).
- - الله - -
أولاً: تخريج الحديث كما ذكر المصنف
__________
(1) سورة إبراهيم : الآيَاتُ 16-17 .
(2) سورة الكهف : الآيَةُ 29 .(1/228)
أخرجه ابن المبارك في كتابه الزهد(الزهد لابن المبارك ج2/ص89/314) فقال: أنا صفوان بن عمرو عن عبد الله بن بسر عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله ويسقى من ماء صديد يتجرعه وساق الحديث . وأخرجه أحمد في مسنده(ج5/ص265/22339) وفي كتابه الزهد(ج1/ص20) وأخرجه الترمذي في سننه في صفة جهنم ، باب ما جاء في صفة شراب أهل النار (ج4/ص705/2583) وابن أبى الدنيا في كتاب صفة النار(ج1/ص59/ح73) و"النَّسَائي" في "الكبرى في التفسير(6/371/11263") وأخرجه الحاكم في مستدركه في كتاب التفسير (ج2/ص382/3339) وأخرجه البيهقي في كتابه البعث والنشور(1/292/ح602) كلهم من طريق ابن المبارك به .وتابع بقية بن الوليد عبد الله بن المبارك فقد أخرجه ابن جرير في تفسيره(ج15/ص240) وابن أبى حاتم في تفسيره(ج10/ص3217/18200) من طريق بقية بن الو ليدعن صفوان به .وقال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه.وقال الترمذي : هذا حَدِيثٌ غَرِيبٌ وَهَكَذَا قال محمد بن إسماعيل عن عُبَيْدِ اللَّهِ بن بُسْرٍ ولا نَعْرِفُ عُبَيْدَ اللَّهِ بن بُسْرٍ إلا في هذا الحديث وقد رَوَى صَفْوَانُ بن عَمْرٍو عن عبد اللَّهِ بن بُسْرٍ صَاحِبِ النبي صلى الله عليه وسلم غير هذا الحديث وَعَبْدُ اللَّهِ بن بُسْرٍ له أَخٌ قد سمع من النبي صلى الله عليه وسلم وَأُخْتُهُ قد سَمِعَتْ من النبي صلى الله عليه وسلم وَعُبَيْدُ اللَّهِ بن بُسْرٍ الذي رَوَى عنه صَفْوَانُ بن عَمْرٍو هذا الحديث رَجُلٌ آخَرُ ليس بِصَاحِبٍ .
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف
أخرجه أبو نعيم في الحلية (ج8/ص182) والطبراني في الكبير( ج8/ص90) من طريق عبد الله بن المبارك به . هذا الحديث مداره على صفوان بن عمرو رواه عنه ابن المبارك وبقية ابن الوليد .(1/229)
تنبيه: اختلف الرواة عن ابن المبارك ، فقال بعضهم عبد الله بن بسر ، وقال بعضهم عبيد الله بن بسر (تهذيب الكمال91/1) ، وانظر حلية الأولياء (8/182) . وعلى كلا الاحتمالين فهو ليس عبدالله بن بسر المازني الصحابي
ثالثاً: دراسة إسناد الحديث
1- عبد الله بن المبارك ، سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 1 ] .
2- صفوان بن عمرو(1) صفوان بن عمرو الحمصي وهو بن عمرو بن هرم أبو عمرو السكسكي، روى عن عبد الله بن بسر وروى عن أنس بن مالك مرسل وعن عبد الرحمن بن جبير وشريح بن عبيد روى عنه بن المبارك وأبو إسحاق الفزاري وبقية وأبو اليمان.. وقال الذهبي:صفوان بن عمرو بن هرم السكسكي الحضرمي أبو عمرو من صالحي أهل الشام وخيارهم ومتقني أتباع التابعين وأبرارهم .ووثقه العجلي وابن حبان. وقال ابن حجر ثقة من الخامسة مات سنة خمس وخمسين أو بعدها بخ م 4 .
__________
(1) ترجمة صفوان بن عمرو : التاريخ الكبير ج4:ص308/2935، معرفة الثقات ج1:ص467/764 / الجرح والتعديل ج4:ص422/1852، الثقات ج6:ص469/8625، مشاهير الأمصار ج1:ص178/1413، الكاشف ج1:ص503/2402، تحفة التحصيل في ذكر رواة المراسيل ج1:ص152، تقريب التهذيب ج1:ص277/2938 .(1/230)
3- عبد الله بن بسر(1) عبد الله بن بسر بن أبي بسر السلمي ثم المازني الحمصي أبو بسر ويقال أبو صفوان له ولأبيه صحبة سكن حمص روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن أبيه إن كان محفوظا وأخته الصماء وقيل عمته وقيل خالته روى عنه خالد بن معدان وسليم بن عامر وصفوان بن عمرو وحريز بن عثمان . وذكر أبو نعيم في معرفة الصحابة وساق في ترجمته حديث وضع النبي صلى الله عليه وسلم يده على رأسه فقال يعيش هذا الغلام قرنا فعاش مائة سنة وهو أخو عطية بن بسر وأخته الصماء بنت بسر أمهما بهيمة وأبوهما بسر صحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم.أحرج له الستة . وفي الصحابة أيضا عبد الله بن بسر النصري روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعنه ابنه عبد الواحد وقد فرق بينه وبين المازني الخطيب وابن عساكر وابن عبد البر وآخرون. قال بن سعد وغير مات سنة ثمان وثمانين بالشام وقال بعضهم بحمص وهو بن 94 سنة وهو آخر من مات بالشام من الصحابة ع.
4- عبد الله بن بسر السكسكي(2) عبد الله بن بسر السكسكي الحبراني بضم المهملة وسكون الموحدة أبو سعيد الحمصي سكن البصرة ،عن أبي أمامة وعبد الله بن بسر وعباد بن بشر وعنه صفوان بن عمرو وإسماعيل بن عياش ضعفه القطان والنسائي والدارقطني ووثقه ابن حبان ، وقال ابن حجر ضعيف من الخامسة مد ت ق
__________
(1) ترجمة عبد الله بن بسر : تهذيب التهذيب ج5:ص139، الإصابة ج4:ص23 ، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال ج1:ص192 .
(2) ترجمة عبد الله بن بسر السكسكي : الكاشف ج1:ص540/ 2646 ،لسان الميزان ج7:ص258/3476، تقريب التهذيب ج1:ص297/ 3230 ، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال ج1:ص192 .(1/231)
5- عبيد الله بن بسر(1) عبيد الله بن بسر شامي من أهل حمص ويقال عبد الله بن بسر روى عن أبي إمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى ومن ماء صديد وعنه صفوان بن عمرو ذكره بن حبان في الثقات ، قال الذهبي : قيل هو عبد الله الحبراني، ، وقال بن أبي حاتم عبيد الله بن بسر ويقال عبد الله روى عن أبي أمامة وعنه صفوان بن عمرو وقال الطبراني عبد الله بن بسر اليحصبي عن أبي أمامة ثم روى له هذا الحديث وحديثا آخر من رواية بقية عن صفوان بن عمرو والله أعلم وقال ابن حجر : وذكر أبو موسى المديني في ذيل الصحابة عبيد الله بن بسر أخو عبد الله بن بسر قاله السلماني . وقال أبو القاسم الطبراني في ترجمة أبي أمامة من المعجم الكبير عبد الله بن بسر اليحصبي عن أبي أمامة ثم روى له هذا الحديث من رواية نعيم بن حماد عن بن المبارك وحديثا آخر من رواية بقية بن الوليد عن صفوان بن عمرو حببوا الله إلى عباده يحببكم الله وقد قيل إنه عبد الله بن بسر الحبراني وقد تقدم في ترجمة الحبراني أنه يروى عن أبي أمامة ويروي عنه صفوان بن عمرو وقد اختلف الرواة عن بن المبارك فيه فقال بعضهم عبد الله بن بسر وقال بعضهم عبيد الله بن بسر وأما البقية فلم يختلفوا عليه أنه عبد الله بن بسر فكأن هذا القول أولى بالصواب والله أعلم وهذا أولى مما ظنه الترمذي من أنه أخو عبد الله بن بسر الصحابي فإن ذاك اسمه عطية بن بسر وأخته يقال لها الصماء وقال الذهبي: عبيد الله بن بسر عن أبي أمامة وعنه صفوان بن عمرو قيل هو عبد الله الحبراني .
__________
(1) ترجمة عبيد الله بن بسر : الجرح والتعديل ج5:ص308/1467، الثقات ج5:ص66/3881، تهذيب الكمال ج19:ص13/3622، الكاشف ج1:ص679/3534، تهذيب التهذيب ج7:ص5، تقريب التهذيب ج1:ص370/4278، لسان الميزان ج7:ص295/3915 .(1/232)
وقال ابن حجر عبيد الله بن بسر بضم الموحدة وسكون المهملة حمصي مجهول من الرابعة قال الترمذي لعله أخو عبد الله بن بسر المازني الصحابي ت .
6- أبو أمامة صدى بن عجلان(1) ، صدي بالتصغير بن عجلان أبو أمامة الباهلي صحابي مشهور سكن الشام ،روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن عمر وعثمان وعلي وأبي عبيدة بن الجراح وغيرهم وعنه عبيد الله بن بسر الحمصي و سليمان بن حبيب المحاربي وشداد بن عمار الدمشقي وجماعة قال بن سعد سكن الشام وقال سليم بن عامر قلت له مثل من أنت يومئذ يعني يوم حجة الوداع قال أنا يومئذ بن ثلاثين سنة قال بن عيينة هو آخر من مات من الصحابة بالشام، سكن الشام ومات بها سنة ست وثمانين ع .
رابعاً: الحكم على إسناد الحديث
__________
(1) ترجمة أبى أمامة صدى بن عجلان : التاريخ الكبير ج4:ص326/3001، مشاهير الأمصار ج1:ص50/327، ، تهذيب الكمال ج13:ص159، الكاشف ج1:ص502/2390، تهذيب التهذيب ج4:ص368/734، تقريب التهذيب ج1:ص276/2923، الإصابة ج7:ص19/9533 .(1/233)
هذا الحَدِيثُ إسنادُه ضعيفٌ ، لحال عبيد الله بن بسر فهو مجهول كما قال ابن حجر ، وإن كان هو عبد الله بن بسر السكسكي فهو ضعيف أيضا . قال الترمذي في سننه(ج4/ص705/2583): هذا حَدِيثٌ غَرِيبٌ وَهَكَذَا قال محمد بن إسماعيل عن عُبَيْدِ اللَّهِ بن بُسْرٍ ولا نَعْرِفُ عُبَيْدَ اللَّهِ بن بُسْرٍ إلا في هذا الحديث وقد رَوَى صَفْوَانُ بن عَمْرٍو عن عبد اللَّهِ بن بُسْرٍ صَاحِبِ النبي صلى الله عليه وسلم غير هذا الحديث وَعَبْدُ اللَّهِ بن بُسْرٍ له أَخٌ قد سمع من النبي صلى الله عليه وسلم وَأُخْتُهُ قد سَمِعَتْ من النبي صلى الله عليه وسلم وَعُبَيْدُ اللَّهِ بن بُسْرٍ الذي رَوَى عنه صَفْوَانُ بن عَمْرٍو هذا الحديث رَجُلٌ آخَرُ ليس بِصَاحِبٍ النبي صلى الله علبه وسلم . وقال الحاكم في مستدركه(ج2/ص382/3339) هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ووافقه الذهبي في تلخيصه ، وقال أبو نعيم في الحلية(حلية الأولياء ج8/ص182) تفرد به صفوان عن عبدالله بن بسر وقيل عبدالله بن بسر وهو اليحصبي الحمصي يكنى أبا سعيد وروى بقية بن الوليد عن صفوان مثله ،روى صفوان عن عبدالله بن بسر المازني وله صحبة وعن عبدالله بن بسر ولذلك اشتبه على بعض الناس وهذا هو عبدالله بن بسر. وضعفه الألباني في تعليقه على مشكاة المصابيح (2/234/5680) وفي ضعيف الترغيب والترهيب (2/235/2155) وفي ضعيف الترمذي (1/304/477)
الحديث رقم { 39 }
وأخرج أحمد والترمذي وابن أبي حاتم وابن حبان والحاكم وصححه والبيهقي عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (بماء كالمهل) ، قال: "كعكر الزيت فإذا قرب إليه سقطت فروة وجهه فيه ولو أن دلواً من غسلين يهراق في الدنيا لأنتن أهل الدنيا".
- - الله - -
أولاً: تخريج الحديث كما ذكر المصنف(1/234)
أخرجه أحمد في مسنده(ج3/ص70/11690)فقال حدثنا عبد اللَّهِ حدثني أبي ثنا حَسَنٌ ثنا بن لَهِيعَةَ ثنا دَرَّاجٌ عن أبي الْهَيْثَمِ عن أبي سَعِيدٍ عن النبي صلى اللَّهِ عليه وسلم انه قال كَالْمُهْلِ قال كَعَكَرِ الزَّيْتِ فإذا قَرُبَ إليه سَقَطَتْ فَرْوَةُ وَجْهِهِ فيه . وتابع ابن لهيعة عمرو بن الحارث ، فقد أخرجه الترمذي في سننه، في كتاب صفة جهنم ، باب ما جاء في صفة جهنم (ج4/ص704/2581/2584) وأخرجه في كتاب التفسير بَاب وَمِنْ سُورَةِ سَأَلَ سَائِلٌ (سنن الترمذي ج5/ص426/ 3322 ) من طريق رشدين بن سعد عن عمرو بن الحارث عن دراج عن أبي الهيثم بنفس اللفظ فقال حدثنا أبو كُرَيْبٍ حدثنا رِشْدِينُ بن سَعْدٍ عن عَمْرِو بن الْحَارِثِ عن دَرَّاجٍ عن أبي الْهَيْثَمِ عن أبي سَعِيدٍ عن النبي صلى الله عليه وسلم وساق الحديث وأخرجه ابن حبان في صحيحه ، باب صفة النار وأهلها ((16/ 514/7473) من طريق عبد الله بن وهب عن عمرو بن الحارث به وبمثله ، ونابع رشدين عبد الله بن وهب فأخرجه الحاكم في مستدركه، في كتاب التفسير (ج2/ص544/3850) والبيهقي في البعث والنشور(1/293/ح604) من طريقه ، من طريق عبد الله بن وهب عن عمرو بن الحارث بلفظ المصنف كاملا .وقال الترمذي : قال أبو عِيسَى هذا حَدِيثٌ لَا نَعْرِفُهُ إلا من حديث رِشْدِينَ بن سَعْدٍ وَرِشْدِينُ قد تُكُلِّمَ فيه.وقال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه . وقال شعيب الأرنؤوط في تعليقه على ابن حبان : ضعيف .
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف(1/235)
أخرجه ابن أبى الدنيا في صفة النار (ج1/ص61/ح76) من طريق عبد الله بن وهب عن عمرو بن الحارث به ،وأخرجه ابن المبارك في مسنده(ج1/ص78/130) وابن المبارك في الزهد ( الزهد لابن المبارك ج2/ص90/316 ) ، وأخرجه الطبري في تفسيره ( تفسير الطبري ج 25/ص 132 ) ، والطبراني في أوسطه ( ج3/ص277/3137 )وأخرجه عبد بن حميد في مسنده ( ج1/ص290/930 ) كلهم من طريق رشد بن سعد به مقتصرين على الجملة الأولى من الحديث، وأخرجه أبو يعلى في مسنده (ج2/ص520/1375) من طريق عبد الله بن لهيعة عن دراج به مقتصرا على الجملة الأولى .
ثالثاً: دراسة إسناد الحديث
هذا الحديث مداره على دراج رواه عنه عبد الله بن لهيعة كما في طريق أحمد وأبي يعلى ورواه عن دراج أيضا عمرو بن الحارث و رواه عن عمرو رشدين وعبد الله بن وهب كما في بقية الطرق به.
1- محمد بن العلاء الهمداني أبو كريب ، سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 31 ] . ثقة حافظ من العاشرة مات سنة سبع وأربعين وهو بن سبع وثمانين ع مشهور بكنيته.(1/236)
2- رشدين بن سعد(1) رشدين بن سعد بن مفلح بن هلال المهري أبو الحجاج المصري وهو رشدين بن أبي رشدين روى عن الأوزاعي وعمرو بن الحارث ومعاوية بن صالح وغيرهم وعنه بقية وهو من أقرانه وابن المبارك وأبو كريب وجماعة قال الميموني سمعت أبا عبد الله يقول رشدين بن سعد ليس يبالي عن من روى لكنه رجل صالح قال فوثقه الهيثم بن خارجة وكان في المجلس فتبسم أبو عبد الله ثم قال ليس به بأس في أحاديث الرقاق وقال بن أبي خيثمة عن بن معين لا يكتب حديثه وقال عثمان الدارمي وغيره عن بن معين ليس بشيء وقال عمرو بن علي وأبو زرعة ضعيف الحديث وقال أبو حاتم منكر الحديث وفيه غفلة ويحدث بالمناكير عن الثقات ضعيف الحديث وقال الجوزقاني عنده معاضيل ومناكير كثيرة وقال النسائي متروك الحديث وقال في موضع آخر ضعيف الحديث لا يكتب حديثه وقال بن عدي أحاديثه ما أقل من يتابعه عليها وهو مع ضعفه يكتب والخلاصة كما قال ابن حجر رشدين بكسر الراء وسكون المعجمة بن سعد بن مفلح المهري بفتح الميم وسكون الهاء أبو الحجاج المصري ضعيف رجح أبو حاتم عليه بن لهيعة وقال بن يونس كان صالحا في دينه فأدركته غفلة الصالحين فخلط في الحديث من السابعة مات سنة ثمان ومائة وثمانين وله ثمان وسبعون سنة ت ق .
__________
(1) ترجمة رشدين بن سعد : التاريخ الكبير ج3:ص337/1145، ضعفاء البخاري ج1:ص46/122، الضعفاء للنسائي ج1:ص41/203 ، الضعفاء الكبير ج2:ص66/509،، الجرح والتعديل ج3:ص513/2320، المجروحين ج1:ص303/354، الكامل في الضعفاء ج3:ص149،، الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ج1:ص284/1230 ، تهذيب الكمال ج9:ص192، الكاشف ج1:ص396/1575، المغني في الضعفاء ج1:ص232/2123،تهذيب التهذيب ج3:ص240/526،تقريب التهذيب ج1:ص209/1942، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال ج1:ص117 .(1/237)
3- عمرو بن الحارث(1) عمرو بن الحارث بن يعقوب بن عبد الله الأنصاري أبو أمية المصري أصله مدني . روى عن أبيه والزهري ودراج أبي السمح وطائفة وعنه مجاهد بن جبر ورشدين بن سعد وعبد الله بن أبي وهب المصريون . . وقال ابن حجر ثقة فقيه حافظ من السابعة مات قديما قبل الخمسين ومائة ع
4- عبد الله بن وهب ، سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 30 ] . أبو محمد المصري الفقيه ثقة حافظ عابد من التاسعة مات سنة سبع وتسعين وله اثنتان وسبعون سنة ع
5- دراج بن سمعان ، سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 1 ] . وخلاصة القول فيه حديثه مستقيم إلا ما كان عن أبي الهيثم
6- أبو الهيثم سليمان بن عمرو ، سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 14 ] .
7- عبد الله بن لهيعة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 14 ] .
8- أبو سعيد سعد بن مالك ، سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 14 ] .
رابعاً: الحكم على إسناد الحديث
__________
(1) ترجمة عمرو بن الحارث : معرفة الثقات ج2:ص172/ 1371، الجرح والتعديل ج6:ص225/ 1252، الثقات ج7:ص228/ 9804،، مشاهير الأمصار ج1:ص187/ 1498، التعديل والتجريح ج3:ص970 / 1094 ، تهذيب الكمال ج21:ص570/4341،، الكاشف ج2:ص74/ 4139 ،: تهذيب التهذيب ج8:ص13/22، تقريب التهذيب ج1:ص419/ 5004،.(1/238)
هذا الحَدِيثُ إسنادُه ضعيفٌ ، لحال رشدين وإن كان تابعه عبد الله بن وهب فرواية دراج عن أبى الهيثم ضعيفة. قال أبو عيسى هذا حديث لا نعرفه إلا من حديث رشدين بن سعد و رشدين قد تكلم فيه(ج4/ص704/2581)، وتعقب قوله بأن أحمد وأبا يعلى أخرجاه من طريق ابن لهيعة عن دراج وبأن ابن حبان والحاكم أخرجاه من طريق عبد الله بن وهب عن عمرو بن الحارث(أضواء البيان ج3/ص270) . وضعفه الألباني في مشكاة المصابيح(3/234/5678) وفي ضعيف الترغيب والترهيب(2/235/2154) وفي ضعيف الترمذي(1/304/478) و قال شعيب الأرنؤوط : إسنادُه ضعيف (16/514/7473) في تعليقه على صحيح ابن حبان.وقال الحاكم في مستدركه (ج2/ص544/3850) هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه :وعلق الذهبي في تلخيصه في نفس الموضع أنه صحيح.وسبب الخلاف ،أن رواية دراج عن أبي الهيثم منهم من ضعفها مطلقا ومنهم من صححها مطلقا ومنهم من فصل في روايته وهو الصحيح .
الحديث رقم { 40 }
وأخرج ابن أبي حاتم من طريق ابن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله تعالى: ( بماء كالمهل ) ، قال أسود كعكر الزيت ، وفي قوله تعالى (شرب الهيم) ، قال: "شرب الإبل العطاش".
- - الله - -
أولاً: تخريج الأثر كما ذكر المصنف
عزاه المصنف لابن أبى حاتم ولم أعثر عليه في الكتاب المطبوع .
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف(1/239)
أخرجه الطبري في تفسيره (ج27/ص195) فقال حدثني علي قال ثنا أبو صالح قال ثني معاوية عن علي عن بن عباس قوله شرب الهيم يقول شرب الإبل العطاش .وذكر له إسناد أخر فقال: حدثني محمد بن سعد قال ثني أبي قال ثني عمي قال ثني أبي عن أبيه عن بن عباس قوله فشاربون شرب الهيم قال الإبل الظماء .وذكر في موضع ثان (ج27/ص196) طريقا أخر فقال: حدثنا بن حميد قال ثنا مهران عن سفيان عن بن عباس قال هي الإبل العطاش. وأخرج البيهقي في البعث والنشور 1/294/ح606) من طريق معاوية بن صالح عن على بن طلحة عن ابن عباس مثله . وأخرجه هناد في الزهد (1/187/295) فقال حدثنا وكيع عن ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن ابن عباس فشاربون شرب الهيم قال هيام الأرض يعني الرمل ..
ثالثاً: أ- دراسة الإسناد الأول للأثر
أما السند الأول فهو منقطع بين على بن أبى طلحة وابن عباس كما سبق بيانه .وأما السند الثاني فهو ضعيف لأنه من رواية محمد بن سعد العوفي عن أهل بيته كما سبق بيانه .
1- محمد بن حميد الرازي(1) محمد بن حميد بن حيان التميمي الحافظ أبو عبد الله الرازي ،روى عن يعقوب بن عبد الله القمي وابن المبارك ومهران بن أبي عمر وجماعة وعنه أبو داود والترمذي وابن ماجة ومحمد بن جرير الطبري وآخرون . قال ابن حجر محمد بن حميد بن حيان الرازي حافظ ضعيف وكان بن معين حسن الرأي فيه من العاشرة مات سنة ثمان وأربعين د ت ق .
__________
(1) ترجمة محمد بن حميد الرازي : الضعفاء الكبير ج4:ص61/1612، الجرح والتعديل ج7:ص232/1275، المجروحين ج2:ص303/1009، الكامل في الضعفاء ج6:ص274/1759 ، ، الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ج3:ص54/2959 ، تهذيب الكمال ج25:ص/5167/97/ ، سير أعلام النبلاء ج11:ص503، الكاشف ج2:ص166/4810، ميزان الاعتدال في نقد الرجال ج6:ص126/7459، لسان الميزان ج7:ص492/ 5741، التهذيب ج9:ص113/181، تقريب التهذيب ج1:ص475/5834 .(1/240)
2- مهران بن أبى عمر الرازي (1) مهران بن أبي عمر العطار أبو عبد الله الرازي روى عن إسماعيل بن أبي خالد وزمعة بن صالح والثوري وغيرهم وعنه محمد بن حميد الرازي و إبراهيم بن موسى الرازي ويحيى بن معين وآخرون. قال الحسين بن الحسن الرازي عن يحيى أبن معين كان شيخا مسلما كتبت عنه وكان عنده غلط كثير في حديث سفيان وقال أحمد بن أبي يحيى عن بن معين ثقة وقال النسائي ليس بالقوي وقال أبو حاتم ثقة صالح الحديث وذكره بن حبان في الثقات وقال الحاكم أبو أحمد ليس بالمتين عندهم وقال الساجي في حديثه اضطراب وهو من أكثر أصحاب الثوري عنه رواية وقال العقيلي روى عن الثوري أحاديث لا يتابع عليها وقال الدارقطني لا بأس به وقال بن حبان أسلم على يد الثوري وله صنف الثوري الجامع الصغير ،وقال البخاري: مهران بن أبي عمر في حديثه اضطراب،وقال ابن شاهين: مهران بن أبي عمر الرازي صدوق إلا أن أكثر روايته عن سفيان خطأ، والخلاصة كما قال ابن حجر مهران بكسر أوله بن أبي عمر العطار أبو عبد الله الرازي صدوق له أوهام سيء الحفظ من التاسعة مد ق .
3- سفيان الثوري ، سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 4 ] .
ثالثاً: ب- دراسة الإسناد الثاني للأثر "هناد السري"
1- وكيع بن الجراح : ، سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 20 ] .
__________
(1) ترجمة مهران بن أبى عمر الرازي : التاريخ الكبير ج7:ص429/1881، ضعفاء البخاري ج1:ص111/366، الجرح والتعديل ج8:ص301/1391 ، الثقات ج7:ص523/11282، الكامل في الضعفاء ج6:ص462/1942، تاريخ أسماء الثقات ج1:ص234/1432، الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ج3:ص143/3436 ، تهذيب الكمال ج28:ص/95 /6225،ا لكاشف /ج2:ص300/5667، تاريخ الإسلام ج12:ص،416تهذيب التهذيب ج10:ص291/573 ، لسان الميزان ج7:ص401/4949، تقريب التهذيب ج1:ص549/6933 .(1/241)
2- سفيان بن عيينة(1) سفيان بن عيينة بن أبي عمران ميمون الهلالي أبو محمد الكوفي سكن مكة روى عن الزهري وعمرو بن دينار وأبي إسحاق السبيعي وخلق لا يحصون وعنه الأعمش وابن جريج وشعبة والثوري وهم من شيوخه وأبو معاوية ووكيع ومعتمر بن سليمان وهم من أقرانه وماتوا قبله وطوائف كثيرة،. كان من الحفاظ المتقنين وأهل الورع والدين هو مستغن عن التزكية لتثبته وإتقانه. قال ابن حجر :ثقة حافظ فقيه إمام حجة إلا أنه تغير حفظه بأخرة وكان ربما دلس لكن عن الثقات من رؤوس الطبقة الثامنة وكان أثبت الناس في عمرو بن دينار مات في رجب سنة ثمان وتسعين وله إحدى وتسعون سنة ع .
__________
(1) ترجمة سفيان بن عيينة : التاريخ الكبير ج4:ص94/2082 ، معرفة الثقات ج1:ص417/631،الجرح والتعديل ج4:ص225/973، الثقات ج6:ص403/8300، مشاهير الأمصار ج1:ص149/1181، تهذيب الكمال ج11:ص177/2413، الكاشف ج1:ص449/2002، جامع التحصيل ج1:ص186/ 250،، من رمي بالاختلاط ج1:ص59/ 38 ، تهذيب التهذيب ج4:ص104/205، ، تقريب التهذيب ج1:ص245/2451، طبقات المدلسين ج1:ص32/52، أسماء المدلسين ج1:ص94/29، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال ج1:ص145 .(1/242)
3- عمرو بن دينار(1) عمرو بن دينار المكي أبو محمد الأثرم الجمحي مولاهم أحد الأعلام روى عن بن عباس وابن الزبير وابن عمر وجماعة وعنه قتادة ومات قبله والحمادان والسفيانان وآخرون. وقال ابن حجر عمرو بن دينار المكي أبو محمد الأثرم الجمحي مولاهم ثقة ثبت من الرابعة مات سنة ست وعشرين ومائة ع
4- عبد الله بن عباس ، سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 2 ] .
رابعاً: أ- الحكم على الإسناد الأول للأثر
هذا الأثر إسنادُه ضعيفٌ ، للانقطاع بين الثوري وابن عباس،ولضعف محمد بن حميد الرازي .
رابعاً: ب- الحكم على الإسناد الثاني للأثر "هناد السري"
هَذَا الأَثَرُ إسنادُه صَحِيحٌ لأن رجاله ثقات .
الحديث رقم { 41 }
وأخرج البيهقي عن مجاهد في قوله: (شرب الهيم)، قال:"هو داء يكون في الإبل تشرب ولا تُروَى".
- - الله - -
أولاً: تخريج الأثر كما ذكر المصنف
أخرجه البيهقي في البعث والنشور (1/294/ح610) فقال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، ثنا عبد الرحمن بن الحسن ، ثنا إبراهيم بن الحسين ، ثنا آدم ، ثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد فساق الحديث .
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف
__________
(1) ترجمة عمرو بن دينار : التاريخ الكبير ج6:ص328/2544 ، معرفة الثقات ج2:ص175/1377، الجرح والتعديل ج6:ص231/1280، الكاشف ج2:ص75/4152، رجال مسلم ج2:ص68/1172،، الثقات ج5:ص167/4400 ، مشاهير الأمصار ج1:ص84/613 ،رجال صحيح البخاري ج2:ص541/848،1التعديل والتجريح ج3:ص971/1096، المقتنى في سرد الكنى ج2:ص42/5315، تذكرة الحفاظ ج1:ص113/984360تقريب التهذيب ج1:ص421/5024، تهذيب التهذيب ج8:ص26/45،طبقات المدلسين ج1:ص22/20، ، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال ج1: ص288.(1/243)
أخرجه مجاهد في تفسيره.(2/649) فقال: أنبأ عبد الرحمن ، قال : نا إبراهيم ، قال : نا آدم ، قال: نا شيبان ، عن جابر ، عن مجاهد ، قال : « هو داء يكون في الإبل تشرب فلا تروى » ،وأخرجه ابن جرير في تفسيره (تفسير الطبري ج27/ص196) من طريق ورقاء عن ابن أبى نجيح عن مجاهد لكن بلفظ مختلف قال : الهيم : الإبل الظماء .
ثالثاً: دراسة إسناد الأثر
1- عبد الرحمن بن الحسن بن عبيد الأسدي ، سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 11 ] . أبو القاسم الهمذاني. ، وتكلموا في سماعه من ابن ديزيل. قال صالح بن أحمد الهمداني الحافظ ادعى الرواية عن إبراهيم بن ديزيل فذهب علمه وقال القاسم بن أبي صالح يكذب .
2- إبراهيم بن الحسين بن علي بن مهران ، سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 11 ] . يقول الذهبي : إبراهيم بن الحسين بن علي بن مهران بن ديزيل الكسائي الهمداني المعروف بدابة عفان الحافظ الملقب سيفنة ما علمت أحدا طعن فيه .
3- آدم بن إياس ، سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 11 ] . الإمام الحافظ القدوة شيخ الشام أبو الحسن الخراساني المروذي ثم البغدادي ثم العسقلاني محدث عسقلان .(1/244)
4- شيبان بن عبد الرحمن(1) شيبان بن عبد الرحمن التميمي مولاهم النحوي أبو معاوية البصري المؤدب كان يؤدب بن داود الهاشمي وإخوته ببغداد ، سكن الكوفة ثم انتقل إلى بغداد روى عن عبد الملك بن عمير والأعمش وجابر الجعفي وغيرهم وعنه زائدة بن قدامة وأبو حنيفة الفقيه وهما من أقرانه وآدم بن أبي إياس وأبو نعيم وآخرون ، قال ابن حجر: شيبان بن عبد الرحمن التميمي مولاهم النحوي أبو معاوية البصري نزيل الكوفة ثقة صاحب كتاب يقال إنه منسوب إلى نحوة بطن من الأزد لا إلى علم النحو من السابعة مات سنة أربع وستين ع
__________
(1) ترجمة شيبان بن عبد الرحمن : التاريخ الكبير ج4:ص254/2709 ،عرفة الثقات ج1:ص462/742، الجرح والتعديل ج4:ص355/1561، الثقات ج6:ص449/8530 ، مشاهير الأمصار ج1:ص170/1350، تهذيب الكمال ج12:ص592/2784، الكاشف ج1:ص491/ 2316، المغني في الضعفاء ج1:ص301، تذكرة الحفاظ ج1:ص218/204 ، تهذيب التهذيب ج4:ص326/638 ، ج1:ص168/2805، تقريب التهذيب ج1:ص269/2833 ، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال ، طبقات الحفاظ ج1:ص99/194 .(1/245)
5- جابر بن يزيد الجعفي(1) جابر بن يزيد أبو يزيد وقيل أبو محمد وقيل أبو عبد الله الجعفي الكوفي /يروي عن القاسم ومجاهد والشعبي ، روى عنه الثوري وشعبة وزهير وإسرائيل وشريك ، كذبه أيوب السختياني وزائدة ، وقال أبو حنيفة ما لقيت أكذب منه وقال جرير لا أستحل أن أروي عنه وقال يحيى بن معين لا يكتب حديثه ولا كرامة ليس بشيء ، وقد وثقه الثوري وشعبة وروى أبو داود عن أحمد بن حنبل قال لم يتكلم في جابر في حديثه إنما تكلم فيه لرأيه ، قال ابن حجر جابر بن يزيد بن الحارث الجعفي أبو عبد الله الكوفي ضعيف رافضي من الخامسة مات سنة سبع وعشرين ومائة وقيل سنة اثنتين وثلاثين د ت ق
__________
(1) ترجمة جابر بن يزيد الجعفي : التاريخ الكبير ج2:ص210/2223، ضعفاء البخاري ج1:ص25/49 ،معرفة الثقات ج1:ص264/206، الضعفاء للنسائي ج1:ص28/98 ،الجرح والتعديل ج2:ص497/2043، المجروحين ج1:ص208/173، الكامل في الضعفاء ج2:ص113/326، الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ج1:ص164/630،، الكاشف ج1:ص288/739، المغني في الضعفاء ج1:ص126، المقتنى في سرد الكنى ج2:ص153/6756، تقريب التهذيب ج1:ص137/878 ،خلاصة تذهيب تهذيب الكمال ج1:ص59 .(1/246)
6- ورقاء بن عمر(1) ورقاء بن عمر بن كليب اليشكري أبو بشر الكوفي نزيل المدائن روى عن إسماعيل بن أبي خالد وجابر بن يزيد الجعفي وعبد الله بن أبي نجيح . روى عنه آدم بن أبي إياس وإسحاق بن يوسف الأزرق وشعبة بن الحجاج وعبد الله بن المبارك ، . قال أبو حاتم: كان شعبة يثني عليه وكان صالح الحديث وذكره بن حبان في كتاب الثقات.:وثقه احمد وابن معين وقال أبو داود صاحب سنة إلا أن فيه إرجاء . وقال ابن حجر في التقريب صدوق في حديثه عن منصور لين من السابعة ع.
7- عبد الله بن أبى نجيح ، سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 20 ] . ثقة رمي بالقدر وربما دلس من السادسة مات سنة إحدى وثلاثين أو بعدها ع
8- مجاهد بن جبر ، سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 7 ] .
رابعاً: الحكم على الإسنادين للأثر
هذا الحَدِيثُ بطريقيه إسنادُه ضعيفٌ جدا .
أ- الإسناد الأول عن طريق البيهقي فهو ضعيف ، لحال عبد الرحمن بن الحسن بن عبيد الأسدي فهو متهم بالكذب .
ب- وأما الإسناد الثاني فهو ضعيف أيضاً ، وذلك لأن جابر الجعفي متروك بل كذبه البعض .
الحديث رقم { 42 } ...
وأخرج البيهقي عن مجاهد في قوله تعالى: (من ماءٍ صديدٍ) قال: القيح والدم".
- - الله - -
أولاً: تخريج الأثر كما ذكر المصنف
أخرجه البيهقي في البعث والنشور (1/294/ح607) فقال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، ثنا عبد الرحمن بن الحسن ، ثنا إبراهيم بن الحسين ، ثنا آدم ، ثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قوله : ويسقى من ماء صديد (1) ، قال : يعني القيح والدم .
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف
__________
(1) ترجمة ورقاء بن عمر : التاريخ الكبير ج8:ص188/2648، ، تاريخ بغداد ج13:ص515/7336 ، التعديل والتجريح ج3:ص1199/1444 تهذيب الكمال ج30:ص433/6684 ، المقتنى في سرد الكنى ج1:ص109/660 ، الكاشف ج2:ص348/6046، تقريب التهذيب ج1:ص580/7403، ، لسان الميزان ج7:ص424/5147،.(1/247)
وتابع آدم بن أبى إياس شبابة فقال الطبري في تفسيره (تفسير الطبري ج13/ص195) قال حدثني محمد بن عمرو بن العباس الباهلي قال ثنا أبو عاصم الضحاك بن مخلد قال ثنا عيسى بن ميمون المكي وحدثني الحارث قال ثنا الحسن قال ثنا ورقاء ح وحدثنا الحسن بن محمد قال ثنا شبابة قال ثنا ورقاء عن بن أبي نجيح عن مجاهد في قوله من ماء صديد قال قيح ودم ،وذكر طريقا ثانياً تابع فيه شبل ورقاء فقال حدثنا المثنى قال ثنا أبو حذيفة قال ثنا شبل عن بن أبي نجيح عن مجاهد مثله .
ثالثاً: دراسة إسناد الأثر (الطبري)
1- الحسن بن محمد بن الصباح(1) : الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني أبو علي البغدادي روى عن إبراهيم بن مهدي المصيصي وسعيد بن منصور وسفيان بن عيينة وشبابة بن سوار وغيرهم روى عنه الجماعة سوى مسلم وزكريا بن يحيى الساجي وأبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ومحمد بن إسحاق بن خزيمة وغيرهم ،وثقه النسائي وابن أبى حاتم وقال أبو حاتم صدوق ، وقال ابن حجر صاحب الشافعي وقد شاركه في الطبقة الثانية من شيوخه ثقة من العاشرة مات سنة ستين أو قبلها بسنة خ 4
2- شبابة بن سوار(2) شبابة بن سوار الفزاري مولاهم أبو عمرو المدائني أصله من خراسان روى عن إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي وشعبة بن الحجاج وورقاء بن عمر اليشكري وغيرهم ، روى عنه إبراهيم بن سعيد الجوهري وأحمد بن حنبل والحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني وغيرهم ، وقال ابن حجر ثقة حافظ رمي بالإرجاء من التاسعة مات سنة أربع أو خمس أو ست ومائتين ع.
__________
(1) ترجمة الحسن بن محمد بن الصباح : الجرح والتعديل ج3:ص36/ 153 ،الثقات ج8:ص177/ 12842 ،تهذيب الكمال ج6:ص310/ 1270 ، الكاشف ج1:ص329/ 1062، تقريب التهذيب ج1:ص163/ 1281.
(2) ترجمة شبابة بن سوار : تهذيب الكمال ج12:ص343/ 2684 ، تهذيب التهذيب ج4:ص264/ 528 ، الكاشف ج1:ص477/ 2229 ، تقريب التهذيب ج1:ص263/ 2733.(1/248)
3- ورقاء بن عمر اليشكري ، سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 41 ] . صدوق في حديثه عن منصور لين.
4- عبد الله بن أبي نجيح ، سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 20 ] . ثقة رمي بالقدر وربما دلس .
5- مجاهد بن جبر ، سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 7 ] .
6- شبل بن عباد ، سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 34 ] . ثقة رمي بالقدر من الخامسة قيل مات سنة ثمان وأربعين وقيل بعد ذلك خ د س فق .
رابعاً: الحكم على إسناد الأثر
هَذَا الأَثَرُ إسنادُه صَحِيحٌ ، لأن رجاله ثقات .
وأما إسناد البيهقي فهو ضعيفٌ ، لأن فيه عبد الرحمن بن الحسن بن عبيد الأسدي وهو متهم بالكذب .
الحديث رقم { 43 }
أخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله: (عينٍ ءانيةٍ) . قال: "انتهى حرها فليس فوقه حر".
- - الله - -
أولاً: تخريج الأثر كما ذكر المصنف
أخرجه ابن أبى حاتم (تفسير ابن أبي حاتم ج10/ص421/19257) عن السدي من عين ءانية قال انتهى حرها فليس فوقه حر، وهو معلق بلا سند .
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف
وعزاه المصنف في الدر المنثور(ج8/ص492) فقال : وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي من عين آنية قال انتهى حرها فليس فوقه حر .(1/249)
إسماعيل السدي(1) إسماعيل بن عبد الرحمن السدي الأعور بضم المهملة وتشديد الدال أبو محمد الكوفي مولى زينب بنت قيس بن حنبل، كوفي ثقة روى عنه سفيان وشعبة وزائدة عالم بتفسير القرآن راوية له، يروى عن أنس بن مالك وقد رأى بن عمر، ضعفه ابن مهدي ويحيى بن معين وكذبه المعتمد بن سليمان وقال يحيى القطان ما رأيت أحدا يذكره إلا بخير وما تركه أحد وقال أحمد بن حنبل هو ثقة وقال ابن عدي هو عندي صدوق لا بأس به وقال أبو حاتم الرازي يكتب حديثه ولا يحتج به وقال أبو زرعة لين، وإنما سمى السدي لأنه كان يجلس بالمدينة في موضع يقال له السد يكنى أبا محمد، مات سنة سبع وعشرين ومائة. وقال ابن حجر صدوق يهم ورمي بالتشيع من الرابعة مات سنة سبع وعشرين م 4
الحديث رقم { 44 }
وأخرج البيهقي عن الحسن قال: "كانت العرب تقول للشيء إذا انتهى حره حتى لا يكون شيء أحر منه قد أني حره فقال الله: (من عينٍ ءانيةٍ) . يقال: أوقد عليها في جهنم منذ خلقت فأني حرها".
- - الله - -
أولاً: تخريج الأثر كما ذكر المصنف
أخرجه البيهقي في البعث والنشور (ج1/ص294/ح610) فقال أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، ثنا عبد الرحمن بن الحسن ، ثنا إبراهيم بن الحسين: حدثنا آدم ، ثنا المبارك بن فضالة ، عن الحسن ، قال : كانت العرب تقول للشيء إذا انتهى حره لا يكون شيء أحر منه : قد أنى حره ، فقال الله عز وجل : من عين آنية (1) ، يقول : « قد أوقد الله على جهنم مذ خلقت فأنى حرها » .
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف
__________
(1) ترجمة إسماعيل السدي : التاريخ الكبير ج1:ص/ 361/ 1145،معرفة الثقات ج1:ص/ 227/98، الجرح والتعديل ج2:ص184/ 625، الثقات ج4:ص20/1659، مشاهير الأمصار ج1:ص111/ 846 ، الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ج1:ص115/ 390 ، تكملة الإكمال ج3:ص319/ 3285 ،تقريب التهذيب ج1:ص108/ 463.(1/250)
وأخرجه أسد بن موسى في الزهد ((1/ص32/ح34) فقال : نا المبارك بن فضالة عن الحسن ، في قوله تبارك وتعالى : تسقى من عين آنية قال : «كانت العرب تقول إذا انتهى حر الشيء ، لا يكون شيء أحر منها : قد أنى حرها ، فأنزل الله تبارك وتعالى : تسقى من عين آنية قال : أوقدت عليها جهنم منذ خلقت ، فأنى حرها» . وتابع المبارك يونس بن عبيد بن دينار العبدي البصري ، فقد أخرجه ابن أبى الدنيا (صفة النار ج1/ص90/ح 129) فقال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا يزيد بن زريع عن يونس عن الحسن تشقى من عين ءانية قال تدرون ما ءانية قد أنى حرها قد اجتمع أوقدت عليها جهنم منذ خلقت فدفعوا . وأخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره (تفسير الطبري ج30/ص161) من طريق معمر عن الحسن بمثله وأخرجه من طريق أبي رجاء عن الحسن بلفظ: قوله تسقى من عين آنية قال أنى طبخها منذ يوم خلق الله الدنيا ومرة قال : منذ يوم خلق الله السماوات والأرض.
ثالثاً: دراسة إسناد الأثر
هذا الأثر عن الحسن رواه المبارك بن فضالة ومعمر بن راشد ويونس بن يزيد وأبو رجاء محمد بن سيف الأزدي الحداني بضم المهملة وتشديد الدال.
1- مبارك بن فضالة : مولى زيد بن الخطاب سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 11 ]، صدوق يدلس ويسوي
2- الحسن بن أبي الحسن البصري : سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 11 ] . ثقة فقيه فاضل مشهور وكان يرسل كثيرا ويدلس .(1/251)
3- يونس بن عبيد(1) يونس بن عبيد بن دينار العبدي مولاهم أبو عبيد البصري رأى أنسا ، وروى عن إبراهيم التيمي وثابت البناني والحسن البصري وجماعة وعنه ابنه عبد الله وشعبة والثوري ووهيب ويزيد بن زريع وآخرين . وقال ابن حجر ثقة ثبت فاضل ورع من الخامسة مات سنة تسع وثلاثين ع .
رابعاً: الحكم على إسناد الأثر
هَذَا الأَثَرُ إسنادُه صحيحٌ ، وذلك لمتابعة يونس بن عبيد لمبارك بن فضالة في روايته عن الحسن وذلك لأنه كثير التدليس عن الحسن .
الحديث رقم { 45 }
وأخرج هناد عن مجاهد قال: الغسّاق الذي لا يستطيعون أن يذوقوه من شدة برده".
- - الله - -
أولاً: تخريج الأثر كما ذكر المصنف
أخرجه هناد في الزهد (الزهد لابن السري ج1/ص186/ 290) فقال : حدثنا ابن إدريس عن ليث عن مجاهد قال الغساق الذي لا يستطيعون أن يذوقوه من برده
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف
أخرجه أسد بن موسى في كتاب الزهد (الزهد لأسد بن موسى ج 1 / ص 31/ح31) من طريق عبد الوهاب بن مجاهد عن أبيه بمثله ، وأخرجه ابن جرير في تفسيره (تفسير الطبري ج30/ص14) من طريق ليث عن مجاهد بمثله .
ثالثاً: دراسة إسناد الأثر
هذا الأثر مداره على ليث بن أبى سليم عن مجاهد تابعه عبد الوهاب في الرواية عن أبيه .
__________
(1) ترجمة يونس بن عبيد : التاريخ الكبير ج8:ص402/ 3488 ، الجرح والتعديل ج9:ص242/ 1020 ، الثقات ج7:ص647/ 1184 ، تاريخ أسماء الثقات ج1:ص263/ 1620، تهذيب الكمال ج32:ص517/7180، الكاشف ج2:ص403/ 6472 ، تاريخ الإسلام ج8:ص572/4 ، تهذيب التهذيب ج11:ص389/ 756، تقريب التهذيب ج1:ص613/ 7909، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال ج1:ص441 .(1/252)
1- عبد الله بن إدريس(1) عبد الله بن إدريس بن يزيد بن عبد الرحمن بن الأسود الأودي الزعافري أبو محمد الكوفي روى عن أبيه وعمه داود بن عثمان وشعبة وليث بن أبي سليم وغيرهم وعنه مالك بن أنس وهو من شيوخه وابن المبارك ومات قبله وأحمد بن حنبل ويحيى بن معين وإسحاق بن راهويه وجماعة ، ، قال ابن حجر الكوفي ثقة فقيه عابد من الثامنة مات سنة اثنتين وتسعين وله بضع وسبعون سنة ع .
2- ليث بن أبى سليم ، سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 26 ] . صدوق اختلط جدا ولم يتميز حديثه فترك.
3- عبد الوهاب بن مجاهد(2) عبد الوهاب بن مجاهد بن جبر المكي مولى عبد الوهاب بن السائب المخزومي روى عن أبيه وعطاء وعنه إسماعيل بن عياش وقال بن الجوزي اجمعوا على ترك حديثه . وقال في التقريب: متروك وقد كذبه الثوري من السابعة ق .
4- مجاهد بن جبر ، سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 7 ] .
رابعاً: الحكم على إسناد الأثر
هَذَا الأَثَرُ إسنادُه ضَعِيفٌ جِدَّاً ، لأن فيه ليث بن أبي سليم وفيه عبد الوهاب بن مجاهد وهما متروكان
الحديث رقم { 46 }
__________
(1) ترجمة عبد الله بن إدريس : التاريخ الكبير ج5:ص47/97 ، معرفة الثقات ج2:ص21/ 853 ، الجرح والتعديل ج5:ص8/ 44، الثقات ج7:ص59/ 9011، مشاهير الأمصار ج1:ص173/ 1376، تهذيب الكمال ج14:ص293/ 3159 ، الكاشف ج1:ص538/ 2627 ، تهذيب التهذيب ج5:ص126/ 248، تقريب التهذيب ج1:ص295/ 3207 .
(2) ترجمة عبد الوهاب بن مجاهد : التاريخ الكبير ج6:ص98/ 1825 ، ضعفاء البخاري ج1:ص77 /234، الضعفاء للنسائي ج1:ص68/ 375، الضعفاء الكبير ج3:ص71/ 1037 ، الجرح والتعديل ج6:ص69/ 362، المجروحين ج2:ص146/ 754، الكامل في الضعفاء ج5:ص294/ 1433 ، الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ج2:ص158/ 2213 ، تهذيب الكمال ج18:ص516/ 3606، جامع التحصيل ج1:ص231/ 478، تهذيب التهذيب ج6:ص400/ 839، تقريب التهذيب ج1:ص368/ 4263 .(1/253)
وأخرج عن أبي العالية في قوله تعالى: { لا يذوقون فيها برداً ولا سلاماً * إلا حميماً وغساقاً } قال: "استثنى من الشراب الحميم، ومن البارد الغساق".
- - الله - -
أولاً: تخريج الأثر كما ذكر المصنف
أخرجه هناد في الزهد (الزهد لابن السري ج1/ص187 /292) فقال : حدثنا وكيع عن أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا إلا حميما وغساقا استثناء من الشراب الحميم ومن البارد الزمهرير .
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف
أخرجه ابن جرير في تفسيره (تفسير الطبري ج30/ص ) فقال حدثنا أبو كريب قال ثنا وكيع عن أبي جعفر عن الربيع عن أبي العالية قال الغساق الزمهرير .
ثالثاً: دراسة إسناد الأثر
هذا الإسناد مداره على أبى جعفر الرازي رواه عنه وكيع وأبو كريب محمد بن العلاء .
1- أبو كريب محمد بن العلاء أبو كريب محمد بن العلاء ، سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 31 ] .مشهور بكنيته ثقة حافظ من العاشرة مات سنة سبع وأربعين وهو بن سبع وثمانين سنة ع
2- وكيع بن الجراح : سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 20 ] . ثقة حافظ عابد من كبار التاسعة مات في آخر سنة ست وأول سنة سبع وتسعين وله سبعون سنة ع(1/254)
3- أبو جعفر الرازي(1) أبو جعفر الرازي مولى بني تميم قيل اسمه عيسى بن أبي عيسى واسم أبي عيسى ماهان،وهو مروزي الأصل سكن الري وقيل كان متجره إلى الري فنسب إليها ، روى عن حصين بن عبد الرحمن السلمي بن دينار وليث بن أبي سليم والربيع بن أنس الخراساني روى عنه آدم بن أبي إياس العسقلاني وشعبة بن الحجاج وهو من أقرانه ، ووكيع وجماعة من أهل البصرة ، قال يحيى بن معين صالح وعنه يكتب حديثه لكنه يخلط وعنه الحكم بتوثيقه وأطلق بن المديني ومحمد بن عبد الله بن عمار الموصلي القول بتوثيقه وأطلق أبو حاتم القول بتوثيقه وصدقه وصلاح حديثه ووثقه محمد بن سعد. قال بن المديني ثقة كان يخلط وقال عبد الرحمن بن يوسف بن خراش سيء الحفظ صدوق وقال عمرو بن علي هو من أهل الصدق وهو سيء الحفظ وقال أبو زرعة شيخ يهم كثيراً . قال عبد الله بن احمد بن حنبل عن أبيه ليس بقوي في الحديث وقال زكريا بن يحيى الساجي صدوق ليس بمتقن وقال النسائي ليس بالقوي ،وضعفه العجلي ، قال ابن حجر صدوق سيء الحفظ خصوصا عن مغيرة بن مقسم الضبي من كبار السابعة مات في حدود الستين بخ 4..
__________
(1) ترجمة أبو جعفر الرازي : معرفة الثقات ج2:ص391/ 2108، الجرح والتعديل ج6:ص280،، الكامل في الضعفاء ج5:ص254،تهذيب الكمال ج33:ص192/ 7284 ،الكاشف ج2:ص416/ 6563، الكوكب النيرات ج1:ص88/ 70، جامع التحصيل ج1:ص250/ 609 ،، تهذيب التهذيب ج8:ص204/ 423، تقريب التهذيب ج1:ص629/ 8019 ، لسان الميزان ج7:ص457/ 5427 .(1/255)
4- الربيع بن أنس(1) الربيع بن أنس البكري ويقال الحنفي البصري ثم الخراساني روى عن أنس بن مالك وأبي العالية والحسن البصري وأرسل عن أم سلمة وعنه أبو جعفر الرازي والأعمش وسليمان التيمي وغيرهم، وكان راوية لأبى العالية وكل ما في أخباره من المناكير إنما هي من جهة أبى جعفر الرازي، قال العجلي بصري صدوق وقال أبو حاتم صدوق وهو أحب إلي في أبي العالية من أبي خلدة وقال النسائي ليس به بأس وقال بن معين كان يتشيع فيفرط وذكره بن حبان في الثقات ، وقال الناس يتقون من حديثه ما كان من رواية أبي جعفر عنه لأن في أحاديثه عنه اضطرابا كثيرا ، وقال ابن حجر صدوق له أوهام ورمي بالتشيع من الخامسة مات سنة أربعين أو قبلها 4 .
__________
(1) ترجمة الربيع بن أنس : معرفة الثقات ج1:ص350/ 448، الثقات ج4:ص228/ 2637، مشاهير الأمصار ج1:ص126/ 987، الكاشف ج1:ص391/ 1524، تهذيب التهذيب ج3:ص207/ 1414، تقريب التهذيب ج1:ص205/ 1882 .(1/256)
5- أبو العالية رفيع بن مهران(1) أبو العالية الرياحي البصري مولى امرأة من بني رياح بن يربوع حي من بني تميم أعتقته سائبة ، أدرك الجاهلية واسلم بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم بسنتين ودخل على أبي بكر الصديق وصلى خلف عمر بن الخطاب وروى عن أبي بن كعب وأنس بن مالك وثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم روى عنه بكر بن عبد الله المزني س وثابت البناني وجعفر بن ميمون والربيع بن أنس الخرساني ، قال ابن حجر ثقة كثير الإرسال من الثانية مات سنة تسعين وقيل ثلاث وتسعين وقيل بعد ذلك ع .
رابعاً: الحكم على إسناد الأثر
هَذَا الأَثَرُ إسنادُه ضَعِيفٌ ، لأنه من رواية أبى جعفر الرازي عن الربيع بن أنس وهى رواية منكرة.
الحديث رقم { 47 }
وأخرج عن عطية قال: الغساق : الذي يسيل من صديدهم".
- - الله - -
أولاً: تخريج الأثر كما ذكر المصنف
أخرجه هناد في الزهد (ج1/ص186/289) في باب (باب أودية جهنم وشرابها) فقال : حدثنا ابن إدريس عن أبيه عن عطية في قوله وغساق قال الذي يسيل من جلودهم .
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف
__________
(1) ترجمة أبى العالية فيع بن مهران : طبقات ابن سعد ج7:ص112، التاريخ الكبير ج3:ص326/ 1103 ، معرفة الثقات ج2:ص412/ 2189، الجرح والتعديل ج3:ص510/ 2312 ، رجال مسلم ج2:ص395/ 2079 ،الثقات ج4:ص239/ 2701، الثقات ج4:ص239/ 2701، رجال صحيح البخاري ج1:ص253/ 240، الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ج1:ص285/ 1236 ، تهذيب الكمال ج9:ص214/ 1922، الكاشف ج1:ص397/ 1585، تذكرة الحفاظ ج1:ص61/ 50، المغني في الضعفاء ج2:ص793/ 7564 ،جامع التحصيل ج1:ص175/ 190، تهذيب التهذيب ج12:ص160/ 683 ،تقريب التهذيب ج1:ص210/ 1953 ، التعديل والتجريح ج2:ص578/ 376، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال ج1:ص468 .(1/257)
أخرجه ابن جرير في تفسيره (تفسير الطبري ج30/ص13) فقال : حدثنا أبو كريب ومحمد بن المثنى قالا ثنا بن إدريس عن أبيه عن عطية بن سعد في قوله حميما وغساقا قال هو الذي يسيل من جلودهم.
ثالثاً: دراسة إسناد الأثر
1- عبد الله بن إدريس ، سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 44 ] . ثقة فقيه عابد.
2- إدريس بن يزيد الأودي(1) ، إدريس بن يزيد بن عبد الرحمن الأودي الزعافري روى عن أبيه وعمرو بن مرة وعطية بن سعد العوفي وعدة وعنه ابنه عبد الله والثوري ووكيع وأبو أسامة وغيرهم . قال بن معين والنسائي ثقة قلت وقال الآجري سألت أبا داود عنه فقال ثقة سمعت أحمد يقول قال بن إدريس قال لي شعبة كان أبوك يفيدني،ذكره بن حبان في الثقات ، وقال ابن حجر إدريس بن يزيد بن عبد الرحمن الأودي ثقة من السابعة ع .
3- عطية العوفي ، سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 2 ] . صدوق يخطيء كثيرا وكان شيعيا مدلسا من الثالثة مات سنة إحدى عشرة بخ د ت ق . وَقَالَ الذَّهَبِيُّ : مُجْمَعٌ عَلَى ضَعْفِهِ
رابعاً: الحكم على إسناد الأثر
هَذَا الأثَرُ إسنادُه صحيحٌ ، حتى عطية العوفي ، وعطية متكلم فيه .
الحديث رقم { 48 }
وأخرج هنَّاد مثله عن إبراهيم وأبي رزين(2) .
- - الله - -
أولاً: تخريج الأثر كما ذكر المصنف
أخرجه هناد في الزهد (الزهد لابن السري ج1/ص186/ 291) فقال : حدثنا وكيع عن سفيان عن منصور عن إبراهيم وأبي رزين إلا حميما وغساقا قال ما يسيل من صديدهم .
__________
(1) ترجمة إدريس بن يزيد الأودي : طبقات ابن سعد ج6:ص363، التاريخ الكبير ج2:ص37/ 1605 ، الجرح والتعديل ج2:ص263/ 948 ، الثقات ج6:ص78/ 6805، مشاهير الأمصار ج1:ص168/ 1334، تهذيب الكمال ج2:ص299/ 293 التعديل والتجريح ج1:ص416/ 138 ،، الكاشف ج1:ص230/ 243، تهذيب التهذيب ج1:ص171/ 366، تهذيب التهذيب ج1:ص171/ 366، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال ج1:ص25،.
(2) في المخطوطة " ب ، ز " ( ابن رزين )(1/258)
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف
أخرجه ابن جرير في تفسيره (تفسير الطبري ج30/ص13) فقال : حدثنا بن بشار وبن المثنى قالا ثنا عبد الرحمن قال ثنا سفيان عن منصور عن إبراهيم وأبي رزين إلا حميما وغساقا قالا غسالة أهل النار لفظ بن بشار وأما بن المثنى فقال في حديثه ما يسيل من صديدهم .وحدثنا بن بشار مرة أخرى عن عبد الرحمن فقال كما قال بن المثنى ،وأخرجه ابن أبى شيبة في مصنفه (ج7/ص154/34923) فقال : حدثنا وكيع عن سفيان عن منصور عن أبي رزين قال الغساق ما يسيل من صديدهم .
ثالثاً: دراسة إسناد الأثر
هذا الإسناد مداره على سفيان رواه عنه عبد الرحمن ووكيع .
1- وكيع بن الجراح ، سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 20 ] .
2- سفيان الثوري ، سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 4 ] . هو أثبت الناس في منصور بن المعتمر ، ولأن وكيع لا يعرف له رواية عن ابن عيينة ،ووكيع هو راوية الثوري ، تم إن وكيع عراقي وابن عيينة مكي .
3- منصور بن المعتمر سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 18 ] ، ثقة ثبت وكان لا يدلس .
4- إبراهيم بن يزيد النخعي(1) إبراهيم بن يزيد بن قيس بن الأسود النخعي أبو عمران الكوفي الفقيه روى عن خاليه الأسود وعبد الرحمن ابني يزيد ومسروق وعلقمة وجماعة وروى عن عائشة ولم يثبت سماعه منها روى عنه الأعمش ومنصور وابن عون وخلق . قال العجلي : لم يحدث عن أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وقد أدرك منهم جماعة ورأى عائشة رؤيا منه ، قال ابن حجر ثقة إلا أنه يرسل كثيرا من الخامسة مات سنة ست وتسعين وهو بن خمسين أو نحوها ع .
__________
(1) ترجمة إبراهيم بن يزيد النخعي : معرفة الثقات ج1:ص209/ 45 ، الجرح والتعديل ج2:ص144/ 473، الثقات ج4:ص8/ 1605، مشاهير الأمصار ج1:ص101/ 748، التعديل والتجريح ج1:ص357/ 57 ، تهذيب الكمال ج2:ص233/ 265، الكاشف ج1:ص227/221، أسماء المدلسين ج1:ص41/ 2، تهذيب التهذيب ج1:ص155/ 325، تقريب التهذيب ج1:ص95/ 270 .(1/259)
5- مسعود بن مالك أبو رزين الأسدي(1) ، مسعود بن مالك أبو رزين الأسدي مولى أبي وائل الأسدي الكوفي روي عن زر بن حبيش الأسدي وعبد الله بن عباس وعبد الله بن مسعود ، روى عنه إسماعيل بن أبي خالد وإسماعيل بن سميع ومنصور بن المعتمر ، قال ابن حجر ثقة فاضل من الثانية مات سنة خمس وثمانين وهو غير أبي رزين عبيد الذي قتله عبيد الله بن زياد بالبصرة ووهم من خلطهما بخ م 4 .
رابعاً: الحكم على إسناد الأثر
هَذَا الأَثَرُ إسنادُه صَحِيحٌ ، لأن رجاله ثقات .
الحديث رقم { 49 }
__________
(1) ترجمة مسعود بن مالك أبو رزين الأسدي : التاريخ الكبير ج7:ص423/ 1855 ، معرفة الثقات ج2:ص276/ 1713، الاسامي والكنى ج1:ص126/ 392 ، الكنى والأسماء ج1:ص325/ 1155 ، الجرح والتعديل ج8:ص282/ 1295 ، الثقات ج5:ص441/ 5618، تسمية من أخرجهم البخاري ومسلم ج1:ص244/ 1775، تهذيب الكمال ج27:ص477 / 5912، الكاشف ج2:ص257/ 5401، جامع التحصيل ج1:ص278/ 757 ، ، تهذيب التهذيب ج10:ص106/ 216 ، تقريب التهذيب ج1:ص528/ 6612، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال ج1:ص466 .(1/260)
وأخرج ابن أبي الدنيا والضياء عن كعب قال: "غسَّاق: عين في جهنم يسيل إليها حمة(1) كل ذات حمة(2) من حية أو عقرب أو غير ذلك فتستنقع(3) فيؤتى بالآدمي فيغمس فيه غمسة واحدة فيخرج وقد سقط جلده ولحمه عن العظام ويتعلق جلده ولحمه في عقبيه وكعبيه فيجر لحمه في كعبيه كما يجر الرجل ثوبه".
- - الله - -
أولاً: تخريج الأثر كما ذكر المصنف
أخرجه ابن أبى الدنيا في كتاب صفة النار (ج 1 / ص 69/ح91) فقال - حدثني محمد بن إدريس ، قال : حدثنا الحسن بن علي بن مسلم ، عن إسماعيل بن عياش ، عن صفوان بن عمرو ، عن أبي يحيى عطية الكلاعي ، أن كعبا ، كان يقول : « هل تدرون ما ( وغساق) ؟ » قالوا : لا . قال : « عين في جهنم يسيل إليها حمة كل ذات حمة من حية أو عقرب أو غير ذلك ، فيستنقع ، فيؤتى بالآدمي فيغمس) فيه غمسة واحدة ، فيخرج وقد سقط جلده عن العظام ، وتعلق جلده ولحمه في كعبيه ، فيجر لحمه كما يجر الرجل ثوبه .
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف
أخرجه ابن أبى جرير في تفسيره (تفسير الطبري ج23/ص177) فقال : حدثنا بن عوف قال ثنا أبو المغيرة قال ثنا صفوان قال ثنا أبو يحيى عطية الكلاعي أن كعبا كان يقول هل تدرون ما غساق . وساق الحديث .
ثالثاً: دراسة إسناد الأثر
__________
(1) حمة : الحمه بالتخفيف السم وقد يشدد وأنكره الازهري ويطلق على إبره العقرب المجاوره لأن السم منها يخرج وأصلها حمو أو حمى وزن صرد والهاء فيها عوض من الواو المحذوفه أو الياء ، ومنه حديث الدجال وتنزع حمة كل دابة أي سمها(النهاية في غريب الأثر ج1/ص446، تفسير غريب ما في الصحيحين البخاري ومسلم ج1/ص545، مختار الصحاح ج1/ص66) .
(2) في المخطوطة " أ " كلمة ( لحم ) بدلاً من ( حمة ) .
(3) استنقع : نقع الماء في الغدير ، واستنقع أي ثبت واجتمع ومنه السم الناقع أي القاتل(مختار الصحاح ج1/ص282، الفائق ج1/ص333،النهاية في غريب الأثر ج5/ص108)(1/261)
هذا الحديث مداره على صفوان بن عمرو رواه عنه إسماعيل بن عياش ،وأبو المغيرة .
1- محمد بن عوف الطائيّ(1) : محمد بن عوف بن سفيان الطائي أبو جعفر ويقال أبو عبد الله الحمصي الإمام الحافظ المجود محدث حمص روى عن أبي اليمان الحكم بن وأبي عاصم الضحاك بن مخلد وأبي المغيرة عبد القدوس بن الحجاج الخولاني ، روى عنه أبو داود والنسائي وعبد الرحمن بن أبي حاتم وأبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم الرازي . قال ابن حجر ثقة حافظ من الحادية عشرة مات سنة اثنتين أو ثلاث وسبعين دس
2- عبد القدوس بن الحجاج الحمصي(2) : عبد القدوس بن الحجاج الخولاني أبو المغيرة الحمصي روى عن حريز بن عثمان وصفوان بن عمرو والمسعودي وغيرهم وعنه البخاري وروى هو والباقون له بواسطة إسحاق بن منصور روى عنه أيضا يحيى بن معين وغيرهم . قال أبو حاتم كان صدوقا وقال العجلي والدارقطني ثقة وقال النسائي ليس به بأس وذكره بن حبان في الثقات ، قال ابن حجر ثقة من التاسعة مات توفي 212 بحمص ع .
3- صفوان بن عمرو : سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 37 ] .
__________
(1) ترجمة محمد بن عوف الطائي : الجرح والتعديل ج8:ص52/ 241، الثقات ج9:ص143/ 15659، تهذيب الكمال ج26:ص236/ 5527، الكاشف ج2:ص208/ 5098، تذكرة الحفاظ ج2:ص581/ 606،سير أعلام النبلاء ج12:ص613/ 38،تقريب التهذيب ج1:ص500/6202
(2) ترجمة عبد القدوس بن الحجاج الحمصي : معرفة الثقات ج2:ص100/ 1121، الجرح والتعديل ج6:ص56/ 299 ، التعديل والتجريح ج2:ص915/ 989، تهذيب الكمال ج18:ص237/ 3495، الكاشف ج1:ص660/ 3422، الكشف الحثيث ج1:ص171/ 455، تهذيب التهذيب ج6:ص329/ 708، تقريب التهذيب ج1:ص360/ 4145، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال ج1:ص242 .(1/262)
4- عطية بن قيس(1) : عطية بن قيس الكلابي وقيل بالعين المهملة بدل الموحدة أبو يحيى الحمصي ويقال الدمشقي روى عن أبي بن كعب وعبد الله بن عمر بن الخطاب وعبد الله بن عمرو بن العاص روى عنه الحسن بن عمران العسقلاني وقرأ عليه القرآن وداود بن عمرو الأودي الدمشقي وابنه سعد بن عطية بن قيس ، قال أبو حاتم: صالح الحديث ، ولد في زمن النبي صلى الله عليه وسلم سنة سبع من الهجرة. قال ابن حجر ثقة مقرئ من الثالثة ، مات سنة إحدى وعشرين وقد جاز المائة خت م 4 خت م 4
5- كَعْبُ الأَحْبَارِ : كعب بن ماتع الحميري ، سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 6 ] ، ثقة .
رابعاً: تنبيه
نسبه المصنف للضياء المقدسي في صفة النار ولم أجده.
خامساً: الحكم على إسناد الأثر
هَذَا الأَثَرُ إسنادُه صَحِيحٌ، لأن رجاله ثقات .
الحديث رقم { 50 }
__________
(1) ترجمة عطية بن قيس : التاريخ الكبير ج7:ص9/ 37، الكنى والأسماء ج2:ص900/3649، الجرح والتعديل ج6:ص383/ 2131، الثقات ج5:ص260/ 4740، مشاهير الأمصار ج1:ص115/ 877، تسمية من أخرجهم البخاري ومسلم ج1:ص202/ 1333 ، التعديل والتجريح ج3:ص1043/ 1216 ، تهذيب الكمال ج20:ص153/ 3961، ميزان الاعتدال في نقد الرجال ج8:ص158/ 570، الكاشف ج2:ص27/ 3824 ، جامع التحصيل ج1:ص239/ 527، تقريب التهذيب ج1:ص393/ 4622، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال ج1:ص268 .(1/263)
وأخرج أحمد وابن حبان والحاكم وصححه عن أبي موسى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من مات مدمناً للخمر سقاه الله من نهر الغوطة، قيل: وما نهر الغوطة(1) ؟ قال: نهر يجري من فروج المومسات".
المومسة(2): "بضم الميم الأولى وكسر الثانية) الزانية".
- - الله - -
أولاً: تخريج الحديث كما ذكر المصنف
__________
(1) الغوطة : وهو نهر في نار جهنم يجري فيه القيح والصديد السائل من فروج المومسات الزانيات يؤذي أهل النار ريح فروجهن أي ريح نتنها ( فيض القدير ج3/ص326)، و الغوطة بالضم موضع بالشام كثير الماء والشجر وهي غوطة دمشق و الغوطة الوهدة في الأرض المطمئنة (مختار الصحاح ج1/ص202) ، (لسان العرب ج7/ص366) (النهاية في غريب الأثر ج3/ص396) .
(2) المومسة : الفَاجِرَةُ أَي الزّانِيَة الَّتِي تَلِينُ لِمُريدِهَا من الومس وهو الاحتكاك سُمِّيَت بها كما تُسَمّى خَرِيعاً من التَّخَرُّعِ وهُوَ اللَّينُ والضَّعْفُ وتجمع على ميامس أيضا وموامس وأصحاب الحديث يقولون مياميس ولا يصح إلا على إشباع الكسرة ليصير ياء كمطفل ومطافيل 0(تهذيب اللغة ج13/ص83، تاج العروس ج17/ص20، المعجم الوسيط ج2/ص1058، غريب الحديث لابن الجوزي ج2/ص377، النهاية في غريب الأثر ج3/ص373، المغرب في ترتيب المعرب ج2/ص373) .(1/264)
هذا جزء من حديث طويل أخرجه الأئمة في كتبهم . فقد أخرجه أحمد في مسنده (ج4/ص399/19587) فقال : حدثنا عبد اللَّهِ حدثني أبي ثنا علي بن عبد اللَّهِ ثنا الْمُعْتَمِرُ بن سُلَيْمَانَ قال قرأت على الْفُضَيْلِ بن مَيْسَرَةَ عن حديث أبي حَرِيزٍ أن أَبَا بُرْدَةَ حدثه عن حديث أبي مُوسَى إن النبي قال ثَلاَثَةٌ لاَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ مُدْمِنُ خَمْرٍ وَقَاطِعُ رَحِمٍ وَمُصَدِّقٌ بِالسِّحْرِ وَمَنْ مَاتَ مُدْمِناً لِلْخَمْرِ سَقَاهُ الله عز وجل من نَهْرِ الْغُوطَةِ قِيل وما نَهَرُ الْغُوطَةِ قال نَهْرٌ يجري من فُرُوجِ الْمُومِسَاتِ يؤذي أَهْلَ النَّارِ رِيحُ فُرُوجِهِمْ .و أخرجه ابن حبان في صحيحه، كتاب الأشربة ، باب آداب الشرب (ج12/ص165/ 5346) من طريق مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ به بنفس اللفظ .وأخرجه الحاكم في مستدركه في كتاب الأشربة (ج4/ص163/ 7234) من طريق المعتمر بن سليمان به بنفس اللفظ ثم قال : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه .
ثانيا: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف
أخرجه أبو يعلي في مسنده ( مسند أبي يعلى ج13/ص223/ 7248) من طريق إسماعيل بن أبي سمينة البصري عن المعتمر به وبمثله .
ثالثا: دراسة إسناد الحديث(1/265)
1- علي بن عبد اللَّهِ بن جعفر(1) علي بن عبد الله بن جعفر بن نجيح السعدي أبو الحسن بن المديني البصري مولى عروة بن عطية السعدي الإمام المبرز في هذا الشأن صاحب التصانيف الواسعة والمعرفة الباهرة روى عن أبيه وحماد بن زيد ومعتمر بن سليمان والطبقة وعنه البخاري وأبو داود والبغوي وأبو يعلى. وقال البخاري ما استصغرت نفسي إلا بين يدي علي قال النسائي كأن الله خلقه لهذا الشأن ، عابوا عليه إجابته في المحنة لكنه تنصل وتاب واعتذر بأنه كان خاف على نفسه ، من العاشرة مات سنة أربع وثلاثين على الصحيح خ ت س فق،
2- معتمر بن سليمان التيمي سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 15 ] . معتمر بن سليمان بن طرخان التيمي ، ثقة من كبار التاسعة ولد 106 ومات 187 وقد جاوز الثمانين ع .
3- فُضَيْلِ بن مَيْسَرَةَ(2) فضيل بن ميسرة الأزدي العقيلي أبو معاذ البصري روى عن طاوس بن كيسان وعامر الشعبي وأبي حريز عبد الله بن الحسين قاضي سجستان روى عنه سعيد بن أبي عروبة وشعبة بن الحجاج ص ومعتمر بن سليمان . قال أبو بكر الأثرم عن أحمد بن حنبل ليس به بأس وقال إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين ثقة وقال أبو حاتم شيخ صالح الحديث وقال النسائي لا بأس به وذكره بن حبان في كتاب الثقات وقال مستقيم الحديث ، قال ابن حجر : صدوق من السادسة . روى له البخاري في الأدب وأبو داود والنسائي وبن ماجة
__________
(1) ترجمة على بن عبد الله بن جعفر : التاريخ الكبير ج6:ص284/ 2414 ، التعديل والتجريح ج3:ص962/ 1077، تهذيب الكمال ج21:ص5/ 4096، الكاشف ج2:ص42/ 3937، تقريب التهذيب ج1:ص403/ 4760 .
(2) ترجمة فضيل بن ميسرة : التاريخ الكبير ج7:ص122/ 543، الكنى والأسماء ج2:ص775/ 3161، الجرح والتعديل ج7:ص75/ 424، الثقات ج9:ص9/ 14889، تهذيب الكمال ج23:ص310/ 4771، الكاشف ج2:ص125/ 4493، تقريب التهذيب ج1:ص448/ 5439 .(1/266)
4- عبد الله بن حسين(1) عبد الله بن الحسين الأزدي أبو حريز البصري قاضي سجستان روى عن إبراهيم النخعي والحسن البصري وأبي بردة ابن أبي موسى الأشعري روى عنه سعيد بن أبي عروبة والفضيل بن ميسرة وقتادة وهو من أقرانه . قال عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه منكر الحديث ووثقه ابن معين وأبو زرعة ومرة ضعفه ابن معين وقال أبو حاتم حسن الحديث ليس بمنكر الحديث يكتب حديثه ، وقال أبو داود ليس حديثه بشيء ، وقال النسائي ضعيف ، وذكره بن حبان في كتاب الثقات وقال صدوق وقال أبو أحمد بن عدي عامة ما يرويه لا يتابعه عليه أحد. قال ابن حجر صدوق يخطيء من السادسة خت 4 .
5- أبو بردة بن أبي موسى الأشعري(2) الفقيه اسمه الحارث وقيل عامر وقيل اسمه كنيته روى عن أبيه وعلي وحذيفة وعبد الله بن سلام ه وغيرهم وعنه أولاًده سعيد وبلال وحفيده أبو بردة يزيد بن عبد الله بن أبي بردة وآخرون، تابعي فقيه من أهل الكوفة. قال ابن حجر ثقة من الثالثة ، مات سنة أربع ومائة ، وقيل غير ذلك جاز الثمانين ع .
__________
(1) ترجمة عبد الله بن حسين : التاريخ الكبير ج5:ص72/ 187 ، الاسامي والكنى ج1:ص41 ، الضعفاء الكبير ج2:ص240/ 793 ، الجرح والتعديل ج5:ص34/ 153، الثقات ج7:ص24/ 8838 ، مشاهير الأمصار ج1:ص198/ 1594 ، سؤالات البرقاني ج1:ص41/ 26، أحوال الرجال ج1:ص95/ 140، الكاشف ج1:ص545/ 2686: تقريب التهذيب ج1:ص300/ 3276،) خلاصة تذهيب تهذيب الكمال ج1:ص465 .
(2) ترجمة أبى بردة بن أبي موسى الأشعري : معرفة الثقات ج2:ص387/ 2089، الثقات ج5:ص187/ 4492 ، مشاهير الأمصار ج1:ص104/ 776، تهذيب الكمال ج33:ص66/ 7220، الكاشف ج2:ص407/ 6508، تهذيب التهذيب ج12:ص21/ 95 ، تقريب التهذيب ج1:ص621/ 7952 .(1/267)
6- عبد الله بن قيس أبو موسى الأشعري(1) عبد الله بن قيس بن سليم بن حضار بفتح المهملة وتشديد الضاد المعجمة أبو موسى الأشعري صحابي مشهور ولي زبيد وعدن للنبي صلى الله عليه وسلم أمره عمر ثم عثمان، وفتح تستر، سكن الكوفة وكان أحسن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم صوتا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد أوتي هذا مزمارا من مزامير آل داود، وهو أحد الحكمين بصفين مات بالكوفة في داره وقيل إنه مات بمكة سنة خمسين وقيل بعدها ع .
رابعاً: الحكم على إسناد الحديث
هذا الحَدِيثٌ إسنادُه حسنٌ ، لأن في إسنادُه عبد الله بن حسين والفضل بن ميسرة وهما صدوقان. وقد صححه الحاكم في مستدركه (ج4/ص163/ 7234) وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي في تلخيصه . وصححه المنذري في الترغيب والترهيب (الترغيب والترهيب ج4/ص260/ 5586 ) ، وقال الهيثم في( مجمع الزوائد ج5/ص74) رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني ورجال أحمد وأبي يعلى ثقات. وقال حسين سليم أسد في تعليقه على مسند أبى يعلي : إسنادُه حسن. وضعفه الألباني في ضعيف الترغيب والترهيب (2/57/1410) وفي السلسلة الضعيفة (3/658/1463) وفي الجامع الصغير وزيادته (1/653/6344) و انظر حديث رقم : 2598 في ضعيف الجامع، وضعفه شعيب الأرنؤوط في تعليقه على ابن حبان (ج12/ص165/ 5346)
الحديث رقم { 51 }
__________
(1) ترجمة عبد الله بن قيس : طبقات ابن سعد ج4:ص105، التاريخ الكبير ج5:ص22/ 35، معرفة الثقات ج2:ص52، مشاهير الأمصار ج1:ص37/ 216، الاستيعاب ج3:ص979/ 1639 ، الكاشف ج1:ص586/ 2919، تهذيب التهذيب ج12:ص274/ 1152 ، تقريب التهذيب ج1:ص318/ 3542، الإصابة ج7:ص390/ 10584 .(1/268)
وأخرج الطبراني في الأوسط وابن أبي الدنيا عن أنس قال: "قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : لو أن غرباً(1) من ماء جهنم جعل في وسط الأرض لآذى نتن ريحه وشدة حره ما بين المشرق والمغرب، ولو أن شررة من شرر جهنم بالمشرق لوجد حرها بالمغرب".
- - الله - -
أولاً: تخريج الحديث كما ذكر المصنف
أخرجه ابن أبى الدنيا في كتابه صفة النار(صفة النار ج 1 / ص 60/ ح75) فقال : حدثني الحسن بن الصباح ، قال : حدثنا محمد بن عيسى ، قال : حدثنا مبشر بن إسماعيل الحلبي ، قال : حدثنا تمام بن نجيح ، عن الحسن ، عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لو أن غربا من ماء جهنم جعل في وسط الأرض لأذاب نتنه وشدة ريحه ما بين المشرق والمغرب ، ولو أن شررة من شرر جهنم بالمشرق لوجد حرها من بالمغرب » . وأخرجه الطبراني في الأوسط (المعجم الأوسط ج4/ص87/ 3681) من طريق طالب بن قرة عن محمد بن عيسى به بنفس اللفظ .
ثانياً: دراسة إسناد الحديث
__________
(1) الغرب : بسكون الراء الدلو العظيمة التي تتخذ من جلد ثور فإذا فتحت الراء فهو الماء السائل بين البئر والحوض (الغرب لسان العرب ج1/ص642، تاج العروس ج3/ص458، النهاية في غريب الأثر ج3/ص349) ، في المخطوطة " أ " ( غرفاً ) بدلاً من ( غرباً ) .(1/269)
1- الحسن بن الصباح(1) الإمام الحافظ الحجة شيخ الإسلام أبو علي الواسطي ثم البغداي البزار ويعرف أيضا بابن البزار، روى عن بن عيينة وأحمد بن حنبل ومبشر بن إسماعيل ومعن بن عيسى وغيرهم وعنه البخاري وأبو داود والترمذي وأبو بكر بن أبي الدنيا وأبو بكر البزار وجماعة. قال أحمد اكتب عنه ثقة صاحب سنة وقال أبو حاتم صدوق وكانت له جلالة عجيبة ببغداد كان أحمد يرفع من قدره ويجله وقال النسائي في أسماء شيوخ بغدادي صالح وقال في الكنى ليس بالقوي وذكره بن حبان في الثقات ، قال ابن حجر صدوق يهم وكان عابدا فاضلا من العاشرة مات سنة تسع وأربعين خ د ت س .
2- محمد بن عيسى الطباع(2) محمد بن عيسى بن الطباع الحافظ الكبير أبو جعفر ، روى عن مالك وأبي غسان بن مطرف وعنه أبو داود والدارمي وأحمد بن خليد الحلبي وطالب بن قرة وخلق علق له البخاري . قال ابن حجر: ثقة فقيه ، كان من أعلم الناس بحديث هشيم من العاشرة ، مات سنة أربع وعشرين ، وله أربع وسبعون . خت د تم س ق .
__________
(1) ترجمة الحسن بن الصباح : الجرح والتعديل ج3:ص19/ 71 ، ذكر اسماء التابعين ومن بعدهم ج1:ص103/ 199، تاريخ بغداد ج7:ص330/3845، الكاشف ج1:ص326/ 1038، سير أعلام النبلاء ج12:ص192/ 69، تهذيب التهذيب ج2:ص252/ 518 ، لسان الميزان ج7:ص196/2639، تقريب التهذيب ج1:ص161/ 1251 .
(2) ترجمة محمد بن عيسى الطباع : الجرح والتعديل ج8:ص38/ 175، الثقات ج9:ص64/ 15208 ،تسمية من أخرجهم البخاري ومسلم ج1:ص219/ 1511، التعديل والتجريح ج2:ص672/ 559 ، تهذيب الكمال ج26:ص258/ 5534، الكاشف ج2:ص209/ 5104، تذكرة الحفاظ ج1:ص411/ 417، تاريخ الإسلام ج16:ص375/ 4،أسماء المدلسين ج1:ص196/73، تقريب التهذيب ج1:ص501/6210(1/270)
3- مبشر بن إسماعيل الحلبي(1) مبشر بن إسماعيل الحلي أبو إسماعيل الكلبي مولاهم روى عن حريز بن عثمان وحسان بن نوح وتمام بن نجيح وغيرهم وعنه إبراهيم بن موسى الرازي وأحمد بن حنبل ومحمد بن مهران الجمال والحسن بن الصباح البزار وغيرهم . قال النسائي ليس به بأس وقال بن سعد كان ثقة مأمونا وذكره بن حبان في الثقات قلت وقال عثمان الدارمي عن بن معين ثقة وكذا قال أحمد بن حنبل وقال بن قانع ضعيف وقال الذهبي تكلم فيه بلا حجة ،وقال ابن معين ثقة، وقال ابن حجر صدوق من التاسعة مات سنة 200ع
4- تمام بن نجيح(2) تمام بن نجيح الأسدي روى عن الحسن وعون بن عبد الله روى عنه إسماعيل بن عياش وبقية بن الوليد ومبشر بن إسماعيل الحلبي ، قال أبو حاتم : تمام بن نجيح منكر الحديث ذاهب ،و قال أبو زرعة تمام بن نجيح ليس بقوي ضعيف ،وقال احمد عنه ما اعرفه يعنى ما اعرف حقيقة أمره ،ووثقه ابن معين ،وقال ابن عدى غير ثقة وعامة ما يرويه لا يتابعه الثقات عليه،وقال البخاري: فيه نظر، قال بن حبان يروي أشياء موضوعة عن الثقات كأنه المتعمد لها وقال ابن حجر تمام بن نجيح الأسدي الدمشقي نزيل حلب ضعيف من السابعة د ت .
5- الحسن البصري ، سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 11 ] .
__________
(1) ترجمة مبشر بن إسماعيل: طبقات ابن سعد ج7:ص471، التاريخ الكبير ج8:ص11/1958 ،الثقات ج9:ص193/ 15949 ،تهذيب الكمال ج27:ص190/ 5767، الكاشف ج2:ص238/ 5275، تهذيب التهذيب ج10:ص29/51، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال ج1:ص368
(2) ترجمة تمام بن نجيح : التاريخ الكبير ج2:ص157/ 2046، الضعفاء للنسائي ج1:ص27/ 92، الضعفاء الكبير ج1:ص169/ 210 ، الجرح والتعديل ج2:ص445/ 1788، المجروحين ج1:ص204/ 161، الكامل في الضعفاء ج2:ص83/ 304، الكاشف ج1:ص279/ 671، المغني في الضعفاء ج1:ص118/ 1019 ، الكشف الحثيث ج1:ص80/ 179 ، تقريب التهذيب ج1:ص130/ 798 .(1/271)
6- أنس بن مالك(1) أنس بن مالك بن النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام بن النجار الأنصاري أبو حمزة خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم نزيل البصرة وأمه أم سليم بنت ملحان بن خالد بن زيد بن حرام أتت به النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم فقالت له هذا أنس غلام يخدمك فقبله وأن النبي صلى الله عليه وسلم كناه أبا حمزة ببقلة كان يجتنبها ومازحه النبي صلى الله عليه وسلم فقال له يا ذا الأذنين ، خدم رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين مدة مقامه وانتقل من المدينة بعد أن بصرت البصرة أيام عمر بن الخطاب وسكنها ، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو أحد المكثرين وعن أبي بكر وعمر وعثمان وجماعة وعنه الحسن وسليمان التيمي وأبو قلابة وأبو مجلز ، مات سنة اثنتين وقيل ثلاث وتسعين وقد جاوز المائة ع .
ثالثاً: الحكم على إسناد الحديث
هذا الحَدِيثُ إسنادُه ضعيفٌ ، لضعف تمام بن نجيح وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (مجمع الزوائد ج10/ص387) رواه الطبراني في الأوسط وفيه تمام بن نجيح وهو ضعيف وقد وثق وبقية رجاله أحسن حالا من تمام ،وقال المنذري في الترغيب والترهيب (ج4/ص250) رواه الطبراني وفي إسنادُه احتمال للتحسين ،وقال الطبراني في الأوسط(المعجم الأوسط ج4/ص87/ 3681) لم يرو هذا الحديث عن الحسن إلا تمام بن نجيح ،وقال الألباني في ضعيف الترغيب والترهيب (2/228/2130) ضعيف جدا ،وذكره في السلسلة الضعيفة (11/23/5022) وقال منكر وضعفه ابن رجب في(التخويف من النار ج1/ص70) وقال: وتمام بن نجيح تكلم فيه .
الحديث رقم { 52 }
__________
(1) ترجمة أنس بن مالك : طبقات ابن سعد ج7:ص17، التاريخ الكبير ج2:ص27/ 1579، ، مشاهير الأمصار ج1:ص37/ 215، الاستيعاب ج1:ص109،تهذيب الكمال ج3:ص353/ 568، الكاشف ج1:ص256/ 477، تهذيب التهذيب ج1:ص329/ 690، تقريب التهذيب ج1:ص115/ 565، الإصابة ج1:ص126/ 277، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال ج1:ص40 .(1/272)
وأخرج هناد عن مغيث بن سمي قال: إذا جيء بالرجل إلى النار قيل له: "انتظر(1) حتى نتحفك فيؤتى بكأس من سم الأفاعي(2) والأساود(3) إذا أدناها إلى فيه ميزت اللحم على حدة والعظم على حدة".
- - الله - -
أولاً: تخريج الأثر كما ذكر المصنف
أخرجه هناد في كتابه الزهد لابن السري(ج1/ص178/ 262) قال حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مالك بن الحارث عن مغيث بن سمى قال إذا جيء بالرجل إلى النار قيل له انتظر حتى نتحفك قال فيؤتى بكأس من سم الأفاعي والأساود فإذا أدناها من فيه ميزت اللحم على حدة والعظم على حدة .
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف
أخرجه ابن أبى شيبة في مصنفه ( ج7/ص49/ 34123) عن أبى معاوية به بنفس اللفظ .
ثالثاً: دراسة إسناد الأثر
__________
(1) في المخطوطة " أ " انظر
(2) الأفعي : حية يقال هي رقشاء دقيقة العنق عريضة الرأس لا تزال مستديرة على نفسها لا ينفع منها ترياق و لا رقية يقال هذه أفعى بالتنوين لأنه اسم و ليس بصفة و مثله في الإعراب أروى و أرطي و الذكر أفعوان بضم الهمزة و العين و الجمع الأفاعي ( المصباح المنير ج2/ص478) .
(3) الأساود : نوع من الحيات عظام فيها سواد وهو أخبثها وقد تعترض الرفقة وتتبع الصوت، ومفرده أسود (مشارق الأنوار ج2/ص37، غريب الحديث للخطابي ج2/ص100، الفائق ج2/ص208) .(1/273)
1- محمد بن خازم الضرير(1) محمد بن خازم التميمي السعدي مولاهم أبو معاوية الضرير الكوفي يقال عمي وهو بن ثمان سنين أو أربع روى عن عاصم الأحول وأبي مالك الأشجعي والأعمش وخلق كثير وعنه إبراهيم وابن جريج وهو أكبر منه ويحيى القطان وهو من أقرانه وأبو بكر وعثمان ابنا أبي شيبة وسعيد بن منصور وهناد بن السري وآخرون ، قال ابن حجر ثقة أحفظ الناس لحديث الأعمش وقد يهم في حديث غيره من كبار التاسعة مات سنة خمس وتسعين وله اثنتان وثمانون سنة وقد رمي بالإرجاء ع
2- سليمان بن مهران : سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 7 ] . ثقة حافظ عارف بالقراءات ورع لكنه يدلس من الخامسة مات سنة سبع وأربعين أو ثمان
__________
(1) ترجمة محمد بن خازم الضرير : طبقات ابن سعد ج6:ص392، الكنى والأسماء ج2:ص759/ 3088 ، ،التاريخ الكبير ج1:ص74/ 191، معرفة الثقات ج2:ص/ 36/ 1589 ، الجرح والتعديل ج7:ص246، الثقات ج7:ص441/ 10830، مشاهير الأمصار ج1:ص172/ 1368، التعديل والتجريح ج2:ص631/ 480 ، تهذيب الكمال ج25:ص123/ 5173، الكاشف ج2:ص167/ 4816، تهذيب التهذيب ج9:ص120/ 192 ، تقريب التهذيب ج1:ص475/ 5841، طبقات المدلسين ج1:ص36/ 61، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال ج1:ص334 .(1/274)
3- مالك بن الحارث(1) مالك بن الحارث السلمي الرقي ويقال مالك بن الحارث السلمي الرقي ويقال الكوفي ، روى عن أبيه الحارث السلمي وأبي وائل شقيق بن سلمة وعبد الله بن عباس ومغيث بن سمي روى عنه إبراهيم النخعي وسليمان الأعمش ومنصور بن المعتمر . قال إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين ثقة وذكره بن حبان في كتاب الثقات روى له البخاري في الأدب ومسلم وأبو داود والنسائي ، وقال ابن حجر الكوفي ثقة من الرابعة مات سنة أربع وتسعين .
4- مغيث بن سمى(2) مغيث بضم أوله وكسر ثانيه وتحتانية ومثلثة بن سمي بمهملة مصغر بن سمي الأوزاعي أبو أيوب الشامي روى عن عمر بن الخطاب وأبي مسعود وأبي هريرة وابن الزبير وكعب الأحبار وغيرهم وروى عنه مالك بن الحارث ومحمد بن يزيد الرحبي الأوزاعي وغيرهم . وقال ابن حجر ثقة من الثالثة ق
رابعاً: الحكم على إسناد الأثر
هَذَا الأَثَرُ إسنادُه صَحِيحٌ ، رجاله ثقات ولكن فيه عنعنة الأعمش وهو مدلس فيخشى الانقطاع.
الحديث رقم { 53 }
__________
(1) ترجمة مالك بن الحارث : معرفة الثقات ج2:ص259/ 1669، الجرح والتعديل ج8:ص207/ 909 ، رجال مسلم ج2:ص220/ 1543 ، الثقات ج5:ص384/ 5315 ، مشاهير الأمصار ج1:ص105/ 786 تهذيب الكمال ج27:ص129/ 5732، الكاشف ج2:ص234/ 5244 ، تقريب التهذيب ج1:ص516/ 6430 .
(2) ترجمة مغيث بن سمى : التاريخ الكبير ج8:ص24/ 2020، الجرح والتعديل ج8:ص391/ 1792 ، الثقات ج5:ص447/ 5651، مشاهير الأمصار ج1:ص114/ 869، تهذيب الكمال ج28:ص348/ 6121، تاريخ الإسلام ج7:ص261/ 4 ، الكاشف ج2:ص284/ 5582 تهذيب التهذيب ج10:ص228/ 460، تقريب التهذيب ج1:ص542/ 6827 ،خلاصة تذهيب تهذيب الكمال ج1:ص384 .(1/275)
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو نعيم عن سعيد بن جبير قال: "إذا جاع أهل النار استغاثوا بشجرة الزقوم فأكلوا منها فاختلست(1) وجوههم وجلودهم، ولو أن ماراً يمر بهم يعرفهم لعرف جلودهم ووجوههم فيها. ثم يصب عليهم العطش فيستغيثون فيغاثون بماء كالمهل(2) وهو الذي قد انتهى حره. فإذا أدنوه من أفواههم اشتوى من حرى وجوهُهُم التي سقطت عنها الجلود، ويصهر به ما في بطونهم، يمشون وأمعاؤهم تتساقط وجلودهم، ثم يضربون بمقامع من حديد، فيسقط كل عضو على حياله يدعون بالثبور".
- - الله - -
أولاً: تخريج الأثر كما ذكر المصنف
أخرجه ابن أبى حاتم (تفسير ابن أبي حاتم ج10/ص3217/ 18202) فقال: حدثنا أبي حدثنا عمرو بن رافع حدثنا يعقوب بن عبد الله عن جعفر وهارون بن عنترة عن سعيد بن جبير قال إذا جاع أهل النار استغاثوا بشجرة الزقوم فأكلوا منها فاختلست جلود وجوههم فلوا أن مارا يمر بهم يعرفهم لعرف وجوههم فيها ثم يصب عليهم العطش فيستغيثون فيغاثون بماء كالمهل وهو الذي قد انتهى حره فإذا أدنوه من أفواههم اشتوى من حره لحوم وجوههم التي قد سقطت عنها الجلود ويصهر ما في بطونهم فيمشون تسيل أمعاؤهم وتتساقط جلودهم ثم يضربون بمقامع من حديد فيسقط كل عضو على حياله يدعون بالثبور .وأخرجه أبو نعيم في الحلية (4/284)من طريق يعقوب به بنفس اللفظ .
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف
__________
(1) الخلس : أخذ الشيء من ظاهر بسرعة، والاختلاس أخذ الشيء مكابرة تقول اختلسته اختلاساواجتذابا ، و اختلسه و تخلسه أي استلبه والاسم بالضم يقال الفرصة خلسة (مختار الصحاح ج1/ص77، النهاية في غريب الأثر ج2/ص61، المغرب في ترتيب المعرب ج1/ص264، العين ج4/ص197) .
(2) المهل: دردي الزيت ويقال ما أذبت من النحاس والرصاص وأشباه ذلك، والمهل أيضا القيح والصديد(الفائق ج3/ص395، لسان العرب ج5/ص91، مختار الصحاح ج1/ص266، غريب القرآن ج1/ص444) .(1/276)
أخرجه ابن جرير في تفسيره من طريق يعقوب بن عبد الله ، به بنفس اللفظ (تفسير الطبري ج17/ص135)
ثالثاً: دراسة إسناد الأثر
هذا الحديث مداره على يعقوب بن عبد الله
1- أبو حاتم الرازي : سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 13 ] . محمد بن إدريس بن المنذر بن داود بن مهران الحنظلي أبو حاتم الرازي الحافظ الكبير أحد الأئمة.
2- عمرو بن رافع : سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 13 ] . ثقة ثبت من العاشرة .
3- يعقوب بن عبد الله القمي : سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 13 ] ، صدوق يهم .
4- جعفر بن أبي المغيرة الخزاعي : سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 13 ] ، صدوق يهم .
5- هارون بن عنترة : سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 13 ] . لا بأس به .
6- سعيد بن جبير : سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 13 ] .
رابعاً: الحكم على إسناد الأثر
هَذَا الأَثَرُ إسنادُه حَسَنٌ ، لحال جعفر بن أبى المغيرة ويعقوب القمي وهم صدوقان ولأن فيه هارون بن عنترة وهو لا بأس به .
بَابٌ : جهنم وعقاربها وحياتها وذبابها
قال تعالى: { زِدْنَاهُمْ عَذَاباً فَوْقَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُواْ يُفْسِدُونَ } (1)
وقال: { سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُواْ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ } (2)
الحديث رقم { 54 }
أخرج سعيد بن منصور وهناد والفريابي وعبد الرزاق وابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه وأبو يعلى والبيهقي عن ابن مسعود في قوله تعالى: زِدْنَاهُمْ عَذَاباً فَوْقَ الْعَذَابِ . قال: "زيدوا عقارب لها أنياب كالمنخال الطوال".
- - الله - -
أولاً: تخريج الأثر كما ذكر المصنف
__________
(1) سُورَةُ النحل : الآيَةُ 88 .
(2) سُورَةُ آل عمران : الآيَةُ 180 .(1/277)
أخرجه أبى يعلى في مسنده ( مسند أبي يعلى ج5/ص65/2659) فقال : حدثنا سريج بن يونس حدثنا مروان بن معاوية عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن مسروق عن عبد الله في قول الله زدناهم عذابا فوق العذاب قال زيدوا عقارب أنيابها كالنخل الطوال ..وأخرجه هناد في الزهد (الزهد لابن السري ج1/ص178/ 260) من طريق شيخيه أبى معاوية ووكيع عن الأعمش به ولفظه عقارب لها أعناق كالنخل الطوال ،وأخرجه الطبري في تفسيره (تفسير الطبري ج14/ص160) من طريق سفيان الثوري وابن عيينة وأبى معاوية ، وأخرجه الطبراني في معجمه الكبير (المعجم الكبير ج9/ص226/ 9103) من طريق أبى معاوية وأخرجه الحاكم في مستدركه في كتاب التفسير(المستدرك على الصحيحين ج2/ص387 /3357) من طريق الثوري ، وأخرجه الحاكم أيضا في كتاب الأهوال (ج4/ص636/ 8755) من طريق شعبة وأخرجه البيهقي في البعث والنشور (ج 1/297/ح615) من طريق يعلى بن عبيد ، ستتهم عن الأعمش به بمثل لفظ أبي يعلى وقال الحاكم في الموضعين هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافق الذهبي في تلخيصه في الموضعين .
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف
أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (مصنف ابن أبي شيبة ج7/ص51/ 34138) من طريق شيخه أبى معاوية وأخرجه أسد بن موسى في كتاب الزهد (الزهد لأسد بن موسى ج 1 / ص 30/ 26 ) من طريق يحيى بن عيسى .وأخرجه ابن أبى الدنيا في صفة النار (1/71/ح93) من طريق عبد ربه بن نافع الحناط ثلاثتهم عن الأعمش به بمثل لفظ أبي يعلى .
تنبيه : نسبه المصنف لسعيد بن منصور والفريابي ولم أجده . وأخرجه ابن أبى حاتم في تفسيره ((ج 9 / ص 109/13486) عن ابن مسعود بلا إسناد بمثله لكن من نسخة المكتبة الشاملة وترتيبها ترتيب آلي . لأن سورة النحل ساقطة من التفسير المطبوع .
ثالثاً: دراسة إسناد الأثر
1- أبو معاوية : سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 52 ] . ثقة أحفظ الناس لحديث الأعمش وقد يهم في حديث غيره(1/278)
2- الأعمش : سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 7 ] . ثقة حافظ عارف بالقراءات ورع لكنه يدلس من الخامسة مات سنة سبع وأربعين أو ثمان وكان مولده أول سنة إحدى وستين ع .
3- عبد الله بن مرة(1) عبد الله بن مرة الهمداني الخارفي الكوفي روى عن بن عمر والبراء ومسروق وغيرهم وعنه الأعمش ومنصور . قال ابن حجر ثقة من الثالثة مات سنة مائة وقيل قبلها ع
4- مسروق بن الأجدع(2) مسروق بن الأجدع بن مالك بن أمية الهمداني الوداعي الكوفي العابد أبو عائشة الفقيه روى عن أبي بكر وعمر وعثمان وابن مسعود وعائشة وجماعة روى عنه بن أخيه محمد بن المنتشر بن الأجدع وأبو وائل وعبد الله بن مرة الخارفي وامرأته قمير بنت عمرو وغيرهم . قال ابن حجر مسروق بن الأجدع ثقة فقيه عابد مخضرم من الثانية مات سنة اثنتين ويقال سنة ثلاث وستين ع .
__________
(1) ترجمة عبد الله بن مرة : التاريخ الكبير ج5:ص192/ 609، معرفة الثقات ج2:ص58/ 967، الجرح والتعديل ج5:ص165/ 763، الثقات ج5:ص42/ 3758 ، تهذيب الكمال ج16:ص114/ 3558، تهذيب التهذيب ج6:ص22/ 36، الكاشف ج1:ص596/ 2975، تقريب التهذيب ج1:ص322/ 3607 .
(2) ترجمة مسروق بن الأجدع : معرفة الثقات ج2:ص273/ 1709، التعديل والتجريح ج2:ص747/ 685، تسمية من أخرجهم البخاري ومسلم ج1:ص232/ 1647 ، تهذيب الكمال ج27:ص451/ 5902، تذكرة الحفاظ ج1:ص49/ 26، الكاشف ج2:ص256/ 5391 ،تهذيب التهذيب ج10:ص100/ 206، تقريب التهذيب ج1:ص528/ 6601،(1/279)
5- عبد الله بن مسعود(1) عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب أبو عبد الرحمن الهذلي وأمه أم عبد بنت عبد بن سواء من هذيل أيضا لها صحبة أسلم بمكة قديما وهاجر الهجرتين وشهد بدرا والمشاهد كلها وكان صاحب نعل رسول الله صلى الله عليه وسلم روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن سعد بن معاذ وعمر وعنه أبناه عبد الرحمن وأبو عبيدة وهؤلاء من الصحابة وعلقمة والأسود بن يزيد ومسروق وآخرون ، قال له النبي صلى الله عليه وسلم انك غلام معلم وذلك في أول الإسلام وآخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين سعد بن معاذ وقال أبو نعيم كان سادس الإسلام وصح أن بن مسعود قال أخذت من في رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعين سورة ، وأمره عمر على الكوفة ومات سنة اثنتين وثلاثين أو في التي بعدها بالمدينة ع .
رابعاً: الحكم على إسناد الأثر
هذا الأثر إسنادُه صحيحٌ ، لأن رجاله ثقات . وقال الحاكم في مستدركه(المستدرك على الصحيحين ج2/ص387/3357) هذا حديث صحيح على شرط الشيخين و لم يخرجاه ووافقه الذهبي في التلخيص . وقال الهيثمي في مجمع الزوائد ((7/48) رواه الطبراني بأسانيد ورجال بعضها رجال الصحيح . وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب - (ج 3 / ص 249/3678) صحيح .
الحديث رقم { 55 }
وأخرج هناد وابن أبي حاتم عن ابن مسعود في قوله: (عذاباً ضعفاً في النار)، قال: "حيات وأفاعي".
- - الله - -
أولاً: تخريج الأثر كما ذكر المصنف
__________
(1) ترجمة عبد الله بن مسعود : الجرح والتعديل ج5:ص149/ 686 ، الاستيعاب ج3:ص987/ 1659 ، تهذيب الكمال ج16:ص121/ 3564 الكاشف ج1:ص597/ 2979 ، تهذيب التهذيب ج6:ص24/ 43، الإصابة ج4:ص233/ 4957 ، تقريب التهذيب ج1:ص323/ 3613 .(1/280)
أخرجه هناد في كتابه الزهد (الزهد لابن السري ج1/ص178/ 261) فقال حدثنا وكيع عن سفيان عن رجل عن مرة عن عبدالله قال أفاعي في النار .وأخرجه ابن أبى حاتم في تفسيره (تفسير ابن أبي حاتم (ج10/ص3247/18370) عن ابن مسعود في قوله فزده عذابا ضعفا في النار قال أفاعي وحيات . فذكره بلا إسناد
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف
أخرجه الطبري في تفسيره (تفسير الطبري ج8/ص174) فقال حدثني الحارث قال ثنا عبد العزيز قال ثنا سفيان عن السدي عن مرة عن عبد الله فآتهم عذابا ضعفا من النار قال حيات وأفاعي .وأخرجه ابن أبى الدنيا في صفة النار (ج 1 /71/ح94) من طريق عبد الرحمن بن مهدي ،وأخرجه الطبراني في معجمه الكبير (المعجم الكبير ج9/ص226/9102) من طريق أبى نعيم كلاهما عن سفيان الثوري به بمثله .لكن الفرق بينهما أن الطبراني رواه عن سفيان عن السدي مباشرة ،لكن ابن أبى الدنيا رواه عن سفيان قال : حدثني غير واحد عن السدي .
ثالثاً: دراسة إسناد الأثر
1- وكيع بن الجراح : سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 20 ] . وهو إمام ثقة .
2- سفيان الثوري : سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 4 ] . وهو إمام ثقة .
3- عن رجل : هذا المبهم هنا جاء ذكره في سند الطبري والطبراني وهو السدي إسماعيل بن عبد الرحمن السدي الأعور مولى زينب بنت قيس بن حنبل، كوفي ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 43 ] .(1/281)
4- مرة بن شراحيل (1) مرة بن شراحيل الهمداني السكسكي أبو إسماعيل الكوفي المعروف بمرة الطيب ومرة الخير لقب بذلك لعبادته روى عن أبي بكر وعمر وابن مسعود وأبي موسى الأشعري وغيرهم وعنه إسماعيل بن أبي خالد وإسماعيل السدي والشعبي وغيرهم . قال ابن حجر ثقة عابد من الثانية مات سنة ست وسبعين وقيل بعد ذلك ع .
5- عبد الله بن مسعود : سبقت ترجمته .
رابعاً: الحكم على إسناد الأثر
هَذَا الأَثَرُ إسنادُه صَحِيحٌ ، لأن رجاله ثقات .وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (ج7/ص100) رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح .
الحديث رقم { 56 }
__________
(1) ترجمة مرة بن شراحيل : التاريخ الكبير ج8:ص5/ 1934، معرفة الثقات ج2:ص270/ 1703 ، الجرح والتعديل ج8:ص366/ 1668، مشاهير الأمصار ج1:ص102/ 754 ، الثقات ج5:ص446/ 5646، تهذيب الكمال ج27:ص379/ 5865 ، الكاشف ج2:ص253/ 5361، تهذيب التهذيب ج10:ص80/ 159، تقريب التهذيب ج1:ص525/ 6562، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال ج1:ص372 .(1/282)
وأخرج أحمد والطبراني والحاكم- وصححه- والبيهقي عن عبدالله بن الحرث بن جزء الزبيدي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "إن في النار لحيات كأمثال أعناق البخت(1) تلسع إحداهن اللسعة، فيجد حموتها(2) أربعين خريفاً، وإن في النار عقارب كأمثال البغال الموكفة(3) تلسع إحداهن اللسعة فيجد حموتها أربعين سنة".
- - الله - -
أولاً: تخريج الحديث كما ذكر المصنف
أخرجه أحمد في مسنده (مسند أحمد بن حنبل ج4/ص191/ 17749) فقال - حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا موسى بن داود وحسن بن موسى قالا ثنا بن لهيعة وحسن بن موسى قال ثنا بن لهيعة عن دراج قال موسى في حديثه قال سمعت عبد الله بن الحرث بن جزء الزبيدي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن في النار حيات كأمثال . وساقه بمثله . وأخرجه الحاكم في مستدركه في كتاب التفسير ((4/635/ 8754) عن طريق عمرو بن الحارث عن دراج به واقتصر على الجملة الأولى .وقال هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه ، وقال الذهبي في تلخيصه صحيح .
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف
__________
(1) البخت : وهي الإبل الخراسانية تنتج من بين عربية وفالج، غلاظ ذات سنامين، وهي من الإبل السريعة السير الطويلة الأعناق، وتجمع على بخت وبخاتي واللفظة معربة (المصباح المنير ج1/ص37، مشارق الأنوار ج1/ص79، غريب الحديث لابن الجوزي ج1/ص57، النهاية في غريب الأثر ج1/ص101، لسان العرب ج2/ص9) .
(2) في المخطوطة " أ " حرها
(3) الإكاف : للحمار معروف وهو ما يشد به ظهر البعير والحمار والبغل والجمع أكف بضمتين مثل حمار و حمر و آكفته بالمد جعلت عليه الإكاف والوكاف على البدل لغة جارية في جميع تصاريف الكلمة ( مختار الصحاح ج1/ص305، المعجم الوسيط ج2/ص1054، المصباح المنير ج1/ص17، المحكم والمحيط الأعظم ج7/ص151) فالبغال الموكفة : التى عليها السرج والبراذع .(1/283)
أخرجه الضياء المقدسي في المختارة (ج9/ص211/ 199) من طريق عمرو بن الحارث ،وأخرجه ابن حبان صحيحه (ج16/ص512/7471) ،وأخرجه البيهقي في البعث والنشور ((1/298/ح616) كلهم من طريق عمرو بن الحارث عن دراج به ، لكن البيهقي ساقه كاملا ،وأما الآخران فقد اقتصرا على العبارة الأولى منه . وأخرجه ابن أبى الدنيا في صفة النار (صفة النار (1/70 /ح 92 ) من طريق ابن لهيعة عن دراج به وساقه كاملا
ثالثاً: دراسة إسناد الحديث
هذا الحديث مداره على دراج رواه عنه ابن لهيعة وعمرو بن الحارث
1- عبد الله بن أحمد : سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 22 ] ..
2- أحمد بن حنبل(1) أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني أبو عبد الله المروزي ثم البغدادي روى عن بشر بن المفضل وإسماعيل بن علية وسفيان بن عيينة وجماعة كثيرين روى عنه البخاري ومسلم وأبو داود والباقون وغيرهم وآخر من حدث عنه أبو القاسم البغوي . كان حافظا متقنا فقيها ملازما للورع الخفي مواظبا على العبادة الدائمة أغاث الله به أمة محمد صلى الله عليه وسلم الله عليه وآله وسلم وذلك أنه ثبت في المحنة وبذل نفسه لله حتى ضرب بالسياط للقتل فعصمه الله تعالى عن الكفر وجعله علما يقتدي به ملجأ يلجأ إليه ،روى له الستة . مات يوم الجمعة لثنتي عشرة خلت من ربيع الأول سنة 241 .
__________
(1) ترجمة أحمد بن حنبل : حلية الأولياء ج9:ص161/ 453، البداية والنهاية ج10:ص325، سير أعلام النبلاء ج1:ص457، تهذيب التهذيب ج1: ص62/ 126 .(1/284)
3- موسى بن داود(1) موسى بن داود الضبي أبو عبد الله الطرسوسي الخلقاني بضم المعجمة وسكون اللام بعدها قاف . الفقيه كوفي الأصل سكن بغداد وروى عن مالك والثوري وشعبة وعبد الله بن لهيعة وجماعة وعنه محمد بن أحمد بن أبي خلف وعلي بن المديني وأحمد بن حنبل ن وآخرون . قال بن نمير ثقة وقال بن سعد كان ثقة صاحب حديث وقال العجلي كوفي ثقة وقال أبو حاتم شيخ في حديثه اضطراب. قال الذهبي : صدوق وثق ، قال ابن حجر صدوق فقيه زاهد له أوهام من صغار التاسعة مات سنة سبع عشرة م د س ق .
4- حسن بن موسى الأشيب البغدادي : سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 14 ] ، ثقة .
5- عبد الله بن لهيعة : سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 14 ] . وهو صدوق خلط بعد احتراق كتبه ورواية بن المبارك وابن وهب عنه أعدل من غيرهما .
6- عمرو بن الحارث : ، سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 39 ] .
7- دراج أبو السمح : سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 1 ] . وهو صدوق إلا في روايته عن أبى الهيثم الغتوري .
8- عبد الله بن الحارث الزبيدي(2)
__________
(1) ترجمة موسى بن داود : التاريخ الكبير ج7:ص283/ 1202، معرفة الثقات ج2:ص303/ 1816، الجرح والتعديل ج8:ص141/ 636 ، تهذيب الكمال ج29:ص57/ 6251، ميزان الاعتدال في نقد الرجال ج6:ص540/ 4964 ، ميزان الاعتدال في نقد الرجال ج6:ص540/ 496، لكاشف ج2:ص303/ 5692، تهذيب التهذيب ج10:ص305/ 604، تقريب التهذيب ج1:ص550/ 6959 .
(2) ترجمة عبد الله بن الحارث الزبيدي : التاريخ الكبير ج5:ص23/ 39 ، مشاهير الأمصار ج1:ص57/ 397 ، تهذيب الكمال ج14:ص392/ 3213 ،تهذيب الكمال ج14:ص392/ 3213، الكاشف ج1:ص544/ 2673، تهذيب التهذيب ج5:ص156/ 307 ،تقريب التهذيب ج1:ص299/ 3262 ، الإصابة ج4:ص46/ 4601 .(1/285)
عبد الله بن الحارث بن جزء بفتح الجيم وسكون الزاي بعدها همزة الزبيدي بضم الزاي بن عبد الله بن معدي كرب بن عمرو بن زبيد الزبيدي أبو الحارث نزيل مصر له صحبة روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعنه عبيد بن المغيرة وسليمان بن زياد الحضرمي وغيرهم ، قال بن يونس كان قد عمي ، قال ابن حجر سكن مصر ، وهو آخر من مات بها من الصحابة سنة خمس أو ست أو سبع أو ثمان وثمانين د ت ق .
رابعاً: الحكم على إسناد الحديث
هذا الحَدِيثُ إسنادُه حَسَنٌ ، لأن عبد الله بن لهيعة وإن تكلم فيه فقد تابعه عمرو بن الحارث في الرواية عن دراج .ودراج صدوق . وقال الحاكم في مستدركه (الحاكم (4/635/ 8754 ) هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه ووافقه الذهبي . قال شعيب الأرنؤوط : إسنادُه حسن وذلك في تعليقه على ابن حبان ((16/512/7471) ،و صححه المنذري في الترغيب والترهيب (الترغيب والترهيب ج4/ص258/ 5579) ،وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (3/249/ح3676) حسن .وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (مجمع الزوائد ج10/ص390) رواه أحمد والطبراني وفيه جماعة قد وثقوا .
خامساً: تنبيه
نسبه المصنف إلى الطبراني في الكبير ولم أجده .
الحديث رقم { 57 }(1/286)
وأخرج ابن المبارك وابن أبي الدنيا والبيهقي من طريق مجاهد عن يزيد بن شجرة قال: "إن لجهنم ساحلاً كساحل البحر فيها هوام وحيات كالبخاتي، وعقارب كالبغال الدلم(1) أو كالدّلم البغال فإذا سأل أهل النار التخفيف قيل: أخرجوا إلى الساحل فتأخذهم تلك الهوام بشفاهم وجنوبهم وما شاء الله من ذلك فتكشطها(2) فيرجعون فينادون إلى معظم النار ويسلط عليهم الجرب حتى أن أحدهم ليحك جلده حتى يبدو العظم فيقال: يا فلان هل يؤذيك هذا ؟ فيقول: نعم. فيقال له: ذلك بما كنت تؤذي المؤمنين".
- - الله - -
أولاً: تخريج الأثر كما ذكر المصنف
__________
(1) البغال الدلم : أي السود جمع أدلم ودليم ، و الدلمة سواد مع طول ،رجل أدلم وليل أدلم ودلم الشيء اشتد سواده (الفائق ج1/ص437، النهاية في غريب الأثر ج2/ص131، لسان العرب ج12/ص205) وهى بضم الدال وفتح اللام : الفيل ، وبفتح الدال وفتح اللام : شديد السواد في ملوسة
(2) في المخطوطة " ب ، ز " فيكشطها(1/287)
أخرجه ابن المبارك في الزهد (الزهد لابن المبارك ج2/95/330) فقال: أنا رجل عن منصور عن مجاهد عن يزيد بن شجرة قال وكان معاوية بعثه على الجيوش فلقي عدوا فرأى في أصحابه فشلا فجمعهم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد اذكروا نعمة الله عليكم وذكر الحديث إنكم مكتوبون عند الله بأسمائكم وسيماءكم فإذا كان يوم القيامة قيل يا فلان ها نورك يا فلان لا نور لك إن لجهنم ساحلا كساحل البحر فيه هوام وحيات كالبخاتي وعقارب كالبغال الدلم فإذا استغاث أهل النار قالوا الساحل فإذا ألقوا فيها سلطت تلك الهوام عليهم فتأخذ شفار أعينهم وشفاههم وما شاء الله منهم تكشطها كشطا فيقولون النار النار فإذا ألقوا فيها سلط عليهم الجرب فيحك أحدهم جلده حتى يبدو عظمه وإن جلد أحدهم لأربعون ذراعا قال يقال يا فلان هل تجد هذا يؤذيك قال فيقول وأي أذى أشد من هذا قال يقال هذا ما كنت تؤذي المؤمنين .(1/288)
وأخرجه الحاكم في مستدركه في كتاب الأهوال (ج3/ص564/6087) والبيهقي في البعث والنشور من طريقه (1/298/ح617) من طريق شعبة عن منصور به،بزيادة : « أيها الناس ، اذكروا نعمة الله عليكم ما أحسن نعمة الله عليكم ، لو ترون ما أرى من بين أحمر وأصفر ، ومن كل لون ، وفي الرجال ما فيها أنه إذا أقيمت الصلاة فتحت أبواب السماء ، وأبواب الجنة ، وأبواب النار ، وإذا التقى الصفان ، فتحت أبواب السماء ، وأبواب الجنة ، وأبواب النار ، وزين الحور العين ، فيطلعن ، فإذا أقبل أحدكم بوجهه إلى القتال قلن : اللهم ثبته ، اللهم انصره ، وإذا أدبر احتجبن عنه وقلن : اللهم اغفر له ، وانتهكوا وجوه القوم ، فداكم أبي وأمي ؛ فإن أول قطرة تقطر من دم أحدكم يحط الله بها عنه خطاياه كما تحط الغصن من ورق الشجرة ، وتبتدره اثنتان من حور العين ، ويمسحان التراب عن وجهه ويقولان : فدانا لك ، ويقول : أنا لكما، فيكسى مائة حلة لو وضعت بين أصبعي هاتين لوسعتاهما ، ليست من نسج بني آدم ، ولكنهما من ثياب الجنة ،ثم ذكر بقية الحديث. وتابع الأعمش منصور بن المعتمر فقد أخرجه ابن أبى الدنيا في صفة النار (صفة النار ج1/ص75/ 99) من طريق أبى معاوية عن الأعمش عن مجاهد بنحوه .ولفظهم إن لجهنم جبايا فيها حيات كأمثال أعناق البخت وعقارب كأمثال البغال الدهم فيهرب أهل جهنم من تلك الحيات والعقارب فتأخذ تلك الحيات والعقارب بشفاههم فتكشط ما بين الشعر إلى الظفر فما تنجيهم منها إلا الهرب في النار .
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف(1/289)
أخرجه هناد في كتابه الزهد (ج1/178/259) ،وأخرجه ابن أبى شيبة في مصنفه (مصنف ابن أبي شيبة ج7/ص51/ 34142) كلاهما من طريق شيخهما أبى معاوية عن الأعمش عن مجاهد بنحوه .ولفظهم إن لجهنم جبايا فيها حيات كأمثال أعناق البخت وعقارب كأمثال البغال الدهم فيهرب أهل جهنم من تلك الحيات والعقارب فتأخذ تلك الحيات والعقارب بشفاههم فتكشط ما بين الشعر إلى الظفر فما تنجيهم منها إلا الهرب في النار .
ثالثاً: دراسة إسناد الأثر
هذا الحديث مداره على مجاهد رواه عنه الأعمش و منصور . لما كان إسناد الزهد لأبن المبارك فيه مبهم ،لذا ندرس إسناد الحاكم ،قال الحاكم : حدثني محمد بن صالح بن هانئ ثنا إبراهيم بن أبي طالب ثنا محمد بن المثنى ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن منصور سمع مجاهدا يحدث عن يزيد بن شجرة الرهاوي .
1- محمد بن صالح بن هانئ(1) محمد بن صالح بن هانئ أبو جعفر الوراق النيسابوري ، سمع الكثير بنيسابور ولم يسمع بغيرها ، وسمع السري بن خزيمة والحسين بن الفضل ومحمد بن إسحاق بن الصباح وطبقات بعدهم ، روى عنه الشيخ أبو بكر ابن إسحاق وأبو علي الحافظ وأبو إسحاق المزكي وغيرهم من المشايخ ،قال عنه:ابن الصلاح : ثقة ثبت أحد المكثرين ،وكان الحاكم أبو عبد الله يقول سمعت أبا جعفر محمد بن صالح بن هانئ الثقة ، وكان على عقيدة السلف فقد ووصفه ابن كثير بأنه ثقة زاهد . مات في سلخ ربيع الأول سنة أربعين وثلاثمائة
__________
(1) ترجمة محمد بن صالح بن هانئ : تاريخ دمشق 5/47)، طبقات الفقهاء الشافعية ج1:ص166/ 28، (،( السير14/273)،: طبقات الشافعية الكبرى ج3:ص174/ 141،)،( البداية والنهاية ج11:ص225) ، (لسان الميزان5/239) .(1/290)
2- إبراهيم بن أبي طالب(1) إبراهيم بن أبي طالب الإمام الحافظ المجود الزاهد شيخ نيسابور وإمام المحدثين في زمانه أبو إسحاق بن أبي طالب محمد بن نوح بن عبد الله بن خالد النيسابوري المزكي ،ذكره الحاكم فقال إمام عصره بنيسابور في معرفة الحديث والرجال، جمع الشيوخ والعلل ، ودخل على ابن حنبل وذاكره وعلق عنه، قال سمع إسحاق بن راهويه وأبا قدامة السرخسي وعمرو بن زرارة وأقرانهم بنيسابور ومحمد بن مهران الجمال ومحمد بن حميد ومحمد بن عمرو وطبقتهم ببغداد وإسحاق بن شاهين وبندارا ونصر بن علي بالبصرة وعثمان بن أبي شيبة وأبا كريب بالكوفة وأبا مصعب ويحيى بن سليمان بن نضلة وابن أبي عمر العدني بمكة ، حدث عنه أبو يحيى الخفاف وإمام الأئمة ابن خزيمة وأكثر مشايخنا . توفي إبراهيم في ثاني رجب سنة خمس وتسعين ومئتين.
3- محمد بن المثنى(2) أبو موسى بن عبيد العنزي بفتح النون والزاي ، محمد بن المثنى بن عبيد بن قيس بن دينار العنزي أبو موسى البصري الحافظ المعروف بالزمن روى عن عبد الله بن إدريس وأبي معاوية وخالد بن الحارث ، روى عنه الجماعة وروى النسائي أيضا عن زكريا السجزي عنه وأبو زرعة وأبو حاتم والذهلي وابن أبي الدنيا وغيرهم . كان ثقة ثبتا احتج سائر الأئمة بحديثه ، قال ابن حجر مشهور بكنيته وباسمه ثقة ثبت من العاشرة وكان هو وبندار فرسي رهان وماتا في سنة واحدة 252 هـ ع .
__________
(1) ترجمة إبراهيم بن أبي طالب : سير أعلام النبلاء ج13:ص547/ 77، تذكرة الحفاظ ج2:ص638/ 661، ، المقتنى في سرد الكنى ج1:ص71/ 227، طبقات الحفاظ ج1:ص283 .
(2) ترجمة محمد بن المثنى : الجرح والتعديل ج8:ص95/ 409 ، الثقات ج9:ص111/15471 ،، تاريخ أسماء الثقات ج1:ص212/1278، تهذيب الكمال ج26:ص359/5579، ،الكاشف ج2:ص214/ 5134 /505، تذكرة الحفاظ ج2:ص512/ 527، تهذيب التهذيب ج9:ص377/698، تقريب التهذيب ج1:ص505/6264، ، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال ج1:ص357 .(1/291)
4- محمد بن جعفر(1) محمد بن جعفر الهذلي مولاهم أبو عبد الله البصري المعروف بغندر روى عن شعبة فأكثر وجالسه نحوا من عشرين سنة وكان ربيبه وعبد الله بن سعيد بن أبي هند وعوف الأعرابي ومعمر بن راشد روى عنه أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه ويحيى بن معين وابن المثتى وآخرون ، وكان من أثبت الناس في حديث شعبة ، قال ابن حجر ثقة صحيح الكتاب إلا أن فيه غفلة ، من التاسعة ، مات 193 في ذي القعدة ، رحمه الله ع .
5- شعبة بن الحجاج : سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 21 ] . ثقة حافظ متقن كان الثوري يقول هو أمير المؤمنين في الحديث وهو أول من فتش بالعراق عن الرجال وذب عن السنة من السابعة مات سنة ستين ع .
6- منصور بن المعتمر : سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 18 ] . ثقة ثبت وكان لا يدلس من طبقة الأعمش مات سنة اثنتين وثلاثين ومائة ع
7- مجاهد بن جبر : سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 7 ] . ثقة إمام في التفسير وفي العلم من الثالثة مات سنة إحدى أو اثنتين أو ثلاث أو أربع ومائة وله ثلاث وثمانون ع
__________
(1) ترجمة محمد بن جعفر : معرفة الثقات ج2:ص234/ 1582 ، الجرح والتعديل ج7:ص221/ 1223 ، التعديل والتجريح ج2:ص623/ 464، تهذيب الكمال ج25:ص5/ 5120، تذكرة الحفاظ ج1:ص300/ 281، الكاشف ج2:ص162/ 4771، تهذيب التهذيب ج9:ص84/ 129 ، تقريب التهذيب ج1:ص472/ 5787 ، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال ج1:ص330 .(1/292)
8- يزيد بن شجرة الرهاوي(1) يزيد بن شجرة الرهاوي شامي من مذحج روى عنه مجاهد بن جبر وروى عنه أيضاً أبو الزاهرية وأرسل عنه الزهري، وقد روى هو أيضاً عن أبي عبيدة بن الجراح ونزل الشام، له حديث واحد في فضل الجهاد مضطرب الإسناد . وقتل يزيد بن شجرة في غزاة غزاها سنة خمس وخمسين شهيدا وقيل بل قتل في غزاة غزاها سنة ثمان وخمسين شهيدا . مختلف في صحبته ، قال أبو حاتم وأبو زرعة ليست له صحبة وتوقف بن حبان، قال عباس الدوري عن بن معين له صحبة وكذا قال البخاري . وكان متألهاً متوقيا وكان معاوية يستعمله على الغزو وسيره مرة يقيم للناس الحج ، قال مجاهد قال كان يزيد بن شجرة ممن يذكرنا فيبكي وكان يصدق بكاءه بفعله .
رابعاً: الحكم على إسناد الأثر
هَذَا الأَثَرُ إسنادُه صَحِيحٌ ، لأن رجالة ثقات .
الحديث رقم { 58 }
وأخرج الحاكم عن ابن عمرو مرفوعاً: "الأرض الرابعة فيها كبريت جهنم، قالوا: "يا رسول الله أللنار كبريت ؟ قال: نعم، والذي نفسي بيده إن فيها لأودية من كبريت لو أرسل فيها الجبال الرواسي لماعت، والخامسة فيها حيات جهنم وإن أفواهها كالأودية تلسع الكافر اللسعة فلا يبقى منه لحم على وضم(2) والسادسة فيها عقارب جهنم إن أدنى عقربة منها كالبغال الموكفة تضرب الكافر ضربة تنسيه ضربتها حر جهّنم".
- - الله - -
أولاً: تخريج الحديث كما ذكر المصنف
__________
(1) ترجمة يزيد بن شجرة الرهاوي : طبقات ابن سعد ج7:ص446، التاريخ الكبير ج8:ص315/3151، طبقات خليفة ج1:ص148، الجرح والتعديل ج9:ص270/1135، الثقات ج3:ص445/1466، الاستيعاب ج4:ص1577/2780، تاريخ الإسلام ج4:ص324/4، جامع التحصيل ج1:ص301/894، الإصابة ج6:ص662/9279 .
(2) الوضم : كل شيء يوضع عليه اللحم من خشب أو بارية يوقى به من الأرض وقال الزمخشري : الوضم كل ما وقيت به اللحم من الأرض (مختار الصحاح ج1/ص303، النهاية في غريب الأثر ج5/ص198) .(1/293)
هذا جزء من حديث أخرجه الحاكم في مستدركه في كتاب الأهوال (ج4/ص636/8756) قال حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا بحر بن نصر ثنا عبد الله بن وهب أخبرني عبد الله بن عباس حدثني عبد الله بن سليمان عن دراج عن أبي الهيثم عن عيسى بن هلال الصدفي عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الأرضين بين كل أرض إلى التي تليها مسيرة خمسمائة سنة فالعليا منها على ظهر حوت قد التقي طرفاهما في سماء والحوت على ظهره على صخرة والصخرة بيد ملك والثانية مسخر الريح فلما أراد الله أن يهلك عادا أمر خازن الريح أن يرسل عليهم ريحا تهلك عادا قال يا رب أرسل عليهم الريح قدر منخر الثور فقال له الجبار تبارك وتعالى إذا تكفي الأرض ومن عليها ولكن أرسل عليهم بقدر خاتم وهي التي قال الله عز وجل في كتابه العزيز ما تذر من شيء أتت عليه إلا جعلته كالرميم والثالثة فيها حجارة جهنم والرابعة فيها كبريت جهنم قالوا يا رسول الله أللنار كبريت قال نعم والذي نفسي بيده إن فيها لأودية من كبريت لو أرسل فيها الجبال الرواسي لماعت ، والخامسة فيها حيات جهنم إن أفواهها كالأودية تلسع الكافر اللسعة فلا يبقى منه لحم على عظم ، والسادسة فيها عقارب جهنم إن أدنى عقربة منها كالبغال المؤكفة تضرب الكافر ضربة تنسيه ضربتها حر جهنم ، والسابعة سقر وفيها إبليس مصفد بالحديد يد أمامه ويد خلفه ، فإذا أراد الله أن يطلقه لما يشاء من عباده أطلقه .
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف
أخرجه ابن أبى حاتم (تفسير ابن أبي حاتم ج10/ص3361/18919) عن ابن عمرو بلا إسناد بمثله .
ثالثاً: دراسة إسناد الحديث(1/294)
1- محمد بن يعقوب(1) : أبو العباس محمد بن يعقوب بن يوسف بن معقل بن سنان الإمام المحدث مسند العصر رحلة الوقت أبو العباس الأموي مولاهم النيسابوري الأصم ولد المحدث الحافظ أبي الفضل الوراق ، روى عنه عبد الرحمن بن أبي حاتم وابنه أبو العباس الأصم والحافظ أبو علي النيسابوري والإمام أبو بكر الإسماعيلي وأبو عبد الله الحاكم وأمم سواهم وآخرون ، رحل به أبوه المحدث يعقوب الوراق إلى الآفاق وسمعه الكتب الكبار ، وسمع بكثير من البلاد فسمع بمصر من محمد بن عبد الله بن عبد الحكم والربيع بن سليمان المرادي وبحر بن نصر الخولاني وأقرانهم ، وحدث بكتاب الأم للشافعي عن الربيع وطال عمره وبعد صيته وتزاحم عليه الطلبة قال الحاكم كان يكره أن يقال له الأصم وكان محدث عصره ولم يختلف أحد في صدقه وصحة سماعاته وضبط أبيه يعقوب الوراق لها وكان يرجع إلى حسن مذهب وتدين وبلغني أنه أذن سبعين سنة في مسجده ،قال ابن كثير : وكان ثقة صادقا ضابطا لما سمعه ويسمعه كف بصره قبل موته بشهر ومات وقد بقي له سنة من المائة، توفي في ربيع الآخر سنة ست وأربعين وثلاثمائة .
2- بحر بن نصر(2) : بحر بن نصر بن سابق الخولاني مولاهم المصري روى عن بن وهب والشافعي وبشر بن بكر وغيرهم وعنه زكريا السجزي والطحاوي وأبو عباس الأصم وخلق، ، قال ابن حجر ثقة من الحادية عشرة، توفى بمصر في شعبان سنة سبع وستين ومائتين وله سبع وثمانون سنة كن .
__________
(1) ترجمة محمد بن يعقوب : سير أعلام النبلاء ج15:ص452، تذكرة الحفاظ ج3:ص860/835، المقتنى في سرد الكنى ج1:ص/345/3517، البداية والنهاية ج11:ص232، طبقات الشافعية ج1:ص133/89، التقييد ج1:ص123 .
(2) ترجمة بحر بن نصر : الجرح والتعديل ج2:ص419/1660، تهذيب الكمال ج4:ص16/641، طبقات الشافعية الكبرى ج2: ص110، تهذيب التهذيب ج1:ص368/775، تقريب التهذيب ج1:ص120/639 .(1/295)
3- عبدالله بن وهب : عبد الله بن وهب بن مسلم القرشي مولاهم أبو محمد المصري الفقيه ، سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 30 ] . ثقة حافظ عابد .
4- عبد الله بن عياش(1) : عبد الله بن عياش بن عباس القتباني أبو حفص المصري روى عن عبد الله بن الأسود القرشي وعبد الله بن سليمان الطويل وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج، روى عنه إدريس بن يحيى الخولاني وزيد بن الحباب وعبد الله بن وهب وعبد الله بن يزيد المقرئ ،قال أبو حاتم ليس بالمتين صدوق يكتب حديثه وهو قريب من بن لهيعة وقال أبو داود والنسائي ضعيف وذكره بن حبان في الثقات وقال بن يونس منكر الحديث ، ، قال ابن حجر صدوق يغلط أخرج له مسلم في الشواهد من السابعة مات سنة سبعين م ق .
__________
(1) ترجمة عبد الله بن عياش : مشاهير الأمصار ج1:ص189/1516، الثقات ج7:ص51/8962، تهذيب الكمال ج15:ص410/3472، سير أعلام النبلاء ج7:ص333/118، المغني في الضعفاء ج1:ص350/3292، الكاشف ج1:ص582/2899، تهذيب التهذيب ج5:ص307/603، تقريب التهذيب ج1:ص317/3522 .(1/296)
5- عبد الله بن سليمان(1) عبد الله بن سليمان بن زرعة الحميري أبو حمزة المصري الطويل روى عن كعب بن علقمة وسعيد بن أبي هلال ودراج أبي السمح وعنه المفضل بن فضالة والليث بن سعد وعبد الله بن عياش بن عباس المصريون، كانوا يرون أنه أحد الأبدال وذكره بن حبان في الثقات ، قال فيه البزار : أنه حدث بأحاديث لم يتابع عليها، وقال ابن حبان : من أهل المدينة سكن مصر مستقيم الأمر في الحديث إذا روى عن المدنيين والغرباء ، وقال الذهبي : وهو صدوق مقل ، وقال ابن حجر : صدوق يخطيء ، من السادسة ، مات سنة ست وثلاثين د س .
6- دراج بن سمعان سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 1 ] . صدوق في حديثه عن أبي الهيثم ضعف
7- سليمان بن عمرو العتواري سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 14 ] . سليمان بن عمرو بن عبدة أبو الهيثم المصري ، ثقة .
8- عيسى بن هلال الصدفي : سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 1 ] . صدوق من الرابعة .
9- عبد الله بن عمرو بن العاص : سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 1 ] .
رابعاً: الحكم على إسناد الحديث
__________
(1) ترجمة عبد الله بن سليمان : التاريخ الكبير ج5 ص108/ 320، الجرح والتعديل ج5:ص75/350، الثقات ج7:ص41/8916، مشاهير الأمصار ج1:ص190/1522،تاريخ الإسلام ج8:ص463، الكاشف ج1:ص559/2765، تهذيب الكمال ج15:ص60/3318، تهذيب التهذيب ج5:ص216/427، تقريب التهذيب ج1:ص306/3370 .(1/297)
هذا الحَدِيثُ إسنادُه ضعيفٌ ، لضعف دراج وخاصة في روايته عن أبى الهيثم .وقال الحاكم في المستدرك (ج4/ص636/8756) هذا حديث تفرد به أبو السمح عن عيسى بن هلال وقد ذكرت فيما تقدم عدالته بنص الإمام يحيى بن معين رضي الله عنه والحديث صحيح ولم يخرجاه، وقال الذهبي معلقا على ذلك بل هو منكر .وقال ابن كثير (تفسير ابن كثير ج3/ص143) وهذا حديث غريب جدا ورفعه فيه نظر،وقال المنذري في الترغيب والترهيب (ج4/ص257/5578) وفي متنه نكارة .وقال الألباني في تعليقه على ضعيف الترغيب والترهيب (2/234/ح2135) منكر .
الحديث رقم { 59 }
وأخرج أبو الشيخ نحوه عن حسان بن عطية وغيره موقوفاً.
- - الله - -
أولاً: تخريج الأثر كما ذكر المصنف
أخرجه أبو الشيخ في كتاب العظمة عن حسان بن عطي( ج4/ص1378/ح8941) قال حدثنا أبو بكر عبد الله بن سليمان بن الأشعث حدثنا محمد بن خالد حدثنا محمد بن عايذ حدثنا يحيى بن حمزة عن الأوزاعي حدثنا حسان بن عطية رحمه الله تعالى قال الأرض التي تحت هذه فيها حجارة أهل النار والتي تليها الريح العقيم والتي تليها عقارب أهل النار وفيها عقارب قال نعم كالبغال أذنابها كالرماح والتي تليها فيها حيات أهل النار قيل وفيها حيات قال نعم فم إحداهن كالشعب العظيم والتي تحتها فيها إبليس الأبالسة .
تنبيه : المصنف ذكر أن هذا الأثر موقوف من باب التجوز لأن الموقوف هو قول الصحابي، وأما هذا الأثر فهو مقطوع
ثانياً :دراسة إسناد الأثر(1/298)
1- عبد الله بن سليمان بن الأشعث(1) عبد الله بن سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير أبو بكر بن أبى داود الأزدي السجستاني رحل به أبوه من سجستان يطوف به شرقا وغربا وسمعه من علماء ذلك الوقت وصنف المسند والسنن والتفسير والقراآت والناسخ والمنسوخ وغير ذلك وكان فهما عالما حافظا وحدث عن على بن خشرم المروزي ومحمد بن يحيى الذهلي وأحمد بن الأزهر النيسابوري وعمرو بن علي وخلق كثير من أمثالهم روى عنه أبو بكر بن مجاهد المقرئ وعبد الباقي بن قانع والدارقطني وبن شاهين فيمن لا يحصى، ،وقال ابن حجر الحافظ الثقة صاحب التصانيف وثقه الدارقطني فقال ثقة وأما كلام أبيه فيه فما أدري أيش تبين له منه ، وقد كان أبو بكر من كبار الحفاظ والأئمة الأعلام حتى قال الخطيب سمعت الحافظ أبا محمد الخلال يقول كان أبو بكر أحفظ من أبيه أبي داود ، تعالى، ولد سنة خمس وثلاثين ومائتين مات أبو بكر في آخر سنة ست عشرة وثلاث مائة. قال الذهبي : و لعل قول أبيه فيه أن صح أراد الكذب في لهجته لا في الحديث فإنه حجة فيما ينقله أو كان يكذب ويوري في كلامه ومن زعم أنه لا يكذب أبدا فهو ارعن نسأل الله السلامة من عثرة الشباب ثم انه شاخ وارعوى ولزم الصدق والتقى
__________
(1) ترجمة عبد الله بن سليمان بن الأشعث : الكامل في الضعفاء ج4:ص265/1101، طبقات أصبهان ج3:ص533/483، تاريخ بغداد ج9:ص464/5095، ، سير أعلام النبلاء ج13:ص230، لسان الميزان ج3:ص293/1238 .(1/299)
2- محمد بن خالد(1) محمد بن خالد بن خداش بن عجلان المهلبي مولاهم أبو بكر الضرير البصري سكن بغداد روى عن أبيه وإسماعيل بن علية وابن مهدي وجماعة روى عنه بن ماجة وإبراهيم الحربي وأبو بكر بن أبي داود وغيرهم ذكره بن حبان في الثقات وقال ربما أغرب عن أبيه ، قال ابن حجر صدوق يغرب من صغار العاشرة ق .
3- محمد بن عايذ(2) محمد بن عايذ بن أحمد القرشي أبو أحمد ويقال أبو عبد الله الدمشقي صاحب المغازي روى عن الوليد بن مسلم ويحيى بن حمزة الحضرمي وإسماعيل بن عياش وغيرهم روى عنه أحمد بن أبي الحواري وهو من أقرانه وأبو داود في غير السنن وروى في السنن عن محمود بن خالد السلمي عنه وأبو زرعة الرازي والدمشقي وآخرون، قال إبراهيم بن الجنيد عن بن معين ثقة .قال أبو زرعة الرازي عن دحيم صدوق وقال النسائي ليس به بأس وذكره بن حبان في الثقات ، قال ابن حجر صدوق رمي بالقدر من العاشرة مات سنة ثلاث وثلاثين وله ثلاث وثمانون د س .
__________
(1) ترجمة محمد بن خالد : الثقات ج9:ص113/15481، تهذيب الكمال ج25:ص135/ 5175، الكاشف ج2:ص167/4818، تهذيب التهذيب ج9:ص122/195، تقريب التهذيب ج1:ص475/5843، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال ج1:ص334 .
(2) ترجمة محمد بن عايذ : الكاشف ج2:ص183/4929، تهذيب التهذيب ج9:ص214/390 . ، تقريب التهذيب ج1:ص486/5989(1/300)
4- يحيى بن حمزة(1) يحيى بن حمزة بن واقد الحضرمي أبو عبد الرحمن البتلهي الدمشقي القاضي روى عن الأوزاعي وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر وجماعة وعنه ابنه محمد وعبد الله بن يوسف ومحمد بن عائذ وآخرون. وقال ابن حجر ثقة رمي بالقدر من الثامنة مات ومات سنة ثلاث وثمانين ومائة على الصحيح وله ثمانون سنة ع .
5- عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي(2) عبد الرحمن بن عمرو بن أبي عمرو واسمه يحمد الشامي أبو عمرو الأوزاعي الفقيه نزل بيروت في آخر عمره فمات بها مرابطا روى عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة وشداد بن عمار وحسان بن عطية وغيرهم روى عنه مالك ويحيى بن حمزة الحضرمي وجماعة . وقال ابن حجر الفقيه ثقة جليل من السابعة مات سنة سبع وخمسين ع .
__________
(1) ترجمة يحيى بن حمزة : معرفة الثقات ج2:ص530/1972، الجرح والتعديل ج9:ص136/580، الثقات ج7:ص614/11725، التعديل والتجريح ج3:ص1205/1452، تهذيب الكمال ج31:ص278/6816، تذكرة الحفاظ ج1:ص286/266، الكاشف ج2:ص364/6159، ذكر من تكلم فيه وهو موثق ج1:ص194/369، تهذيب التهذيب ج11:ص176/339، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال ج1:ص422 .
(2) ترجمة عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي : التاريخ الكبير ج5:ص326/1034، معرفة الثقات ج2:ص38/1063، الجرح والتعديل ج5:ص266/1257، تهذيب الكمال ج17:ص307/3918، الكاشف ج1:ص638/3278، تذكرة الحفاظ ج1:ص178/177، تهذيب التهذيب ج6:ص216/487، تقريب التهذيب ج1:ص347/4967، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال ج1:ص232 .(1/301)
6- حسان بن عطية(1) حسان بن عطية المحاربي مولاهم أبو بكر الدمشقي روى عن أبي إمامة وعنبسة بن أبي سفيان وخالد بن معدان وسعيد بن المسيب وغيرهم وعنه الأوزاعي وأبو غسان المدني وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان وغيرهم، قال ابن حجر ثقة فقيه عابد من الرابعة مات بعد العشرين ومائة ع .
ثالثا الحكم على إسناد الأثر
هَذَا الأَثَرُ إسنادُه حَسَنٌ ، لأن رجاله ثقات إلا محمد بن خالد ومحمد بن عايذ وهما صدوقان .
الحديث رقم { 60 }
وأخرج ابن المبارك والبيهقي عن عمرو بن ميمون قال: إنه ليسمع بين جلد الكافر ولحمه جلبة الدود كجلبة الوحش
- - الله - -
أولاً: تخريج الأثر كما ذكر المصنف
أخرجه ابن المبارك في الزهد (الزهد لابن المبارك ج2/ص88/311) فقال أنا مسعر عن عفاق المحاربي عن عمرو بن ميمون أنه سمع بين جلد الكافر ولحمه وجسده دوى الدود كدوى الوحش
وأخرجه البيهقي في البعث والنشور ((ج 1/305/ح630) فقال أخبرنا أبو القاسم زيد بن أبي هاشم العلوي بالكوفة ، أنبأ أبو جعفر بن دحيم ، ثنا إبراهيم بن عبد الله ، أنبأ وكيع ، عن الأعمش ، قال: سمعت شيخا ، يحدث ، عن عمرو بن ميمون فساقه بمثله .
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف
__________
(1) ترجمة حسان بن عطية : التاريخ الكبير ج3:ص33/134، معرفة الثقات ج1:ص291/285، الجرح والتعديل ج3:ص236/1044، مشاهير الأمصار ج1:ص179/1423، تهذيب الكمال ج6:ص34/1194، الكاشف ج1:ص320/1004، تهذيب التهذيب ج2:ص219/460، تقريب التهذيب ج1:ص158/1204، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال ج1:ص76 .(1/302)
أخرجه ابن أبى شيبة في مصنفه (مصنف ابن أبي شيبة ج7/ص157/34946) فقال حدثنا وكيع عن مسعر عن عفان عن عمرو بن ميمون قال إنه ليسمع بين جلد الكافر ولحمه جلبة(1) الدود كجلبة الوحش .
ثالثاً: دراسة إسناد الأثر
1- وكيع بن الجراح : سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 20 ] . وهو حافظ إمام .
2- مسعر بن كدام(2) مسعر بن كدام بن ظهير بن عبيدة بن الحارث الهلالي العامري الرواسي أبو سلمة الكوفي أحد الأعلام روى عن عطاء وسعيد بن أبي بردة والأعمش ومنصور وجماعة روى عنه وكيع ويحيى القطان وأبو نعيم وآخرون ، وقال ابن حجر ثقة ثبت فاضل من السابعة مات سنة ثلاث أو خمس وخمسين ع .
3- عفاق بن عبد الله المحاربي(3) عفاق بن عبد الله بن مرداس المحاربي من أهل الكوفة يروى عن عمرو بن ميمون روى عنه مسعر بن كدام والحجاج بن أرطاة .
__________
(1) الجلبة : اختلاط الأصوات وارتفاعها، والجلب جمع جلبة (مشارق الأنوار ج1/ص149، غريب الحديث لابن قتيبة ج2/ص157، غريب الحديث لابن الجوزي ج1/ص164، النهاية في غريب الأثر ج1/ص281) .
(2) ترجمة مسعر بن كدام : التاريخ الكبير ج8:ص13/1971، معرفة الثقات ج2:ص274، الجرح والتعديل ج8:ص368/1685، التعديل والتجريح ج2:ص756/698، تهذيب الكمال ج27:ص461/5906، الكاشف ج2:ص256/5395، تقريب التهذيب ج1:ص528/6605، تهذيب التهذيب ج10:ص102/210، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال ج1:ص374، طبقات الحفاظ ج1:ص88/173 .
(3) ترجمة عفاق بن عبد الله المحاربي : التاريخ الكبير ج7:ص88/393، الأسماء المفردة ج1:ص148/335، الجرح والتعديل ج7:ص42/238،الثقات ج7:ص304/10189 .(1/303)
4- عمرو بن ميمون(1) عمرو بن ميمون بن مهران الجزري أبو عبد الله وقيل أبو عبد الرحمن الرقي أمه أم عبد الله بنت سعيد بن جبير روى عن أبيه وسليمان بن يسار مكحول وعمر بن عبد العزيز وغيرهم وعنه ابنه عبد الله ومحمد بن إسحاق وهو من أقرانه وزيد بن هارون وآخرون ، قال ابن حجر مخضرم مشهور ثقة عابد نزل الكوفة مات سنة أربع وسبعين وقيل بعدها ع .
رابعاً: الحكم على إسناد الأثر
هذا الأثر إسنادُه ضعيفٌ ، لجهالة عفاق المحاربي ،وسنده قابل للتحسين على قاعدة الشيخ أحمد شاكر لأنه يرى أن كل من ذكره ابن حبان في الثقات وسكت عنه البخاري في التاريخ فهو حسن الحديث .
الحديث رقم { 61 }
وأخرج أبو يعلى بسند جيد عن أنس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "الذباب كله في النار إلا النحل" .
- - الله - -
أولاً: تخريج الحديث كما ذكر المصنف
أخرجه أبو يعلى في مسنده (جزء 7 - صفحة 230/4231 ) فقال حدثنا شيبان بن فروخ حدثنا سكين بن عبد العزيز عن أبيه عن أنس بن مالك : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : عمر الذباب أربعون ليلة والذباب كله في النار إلا النحل . وأخرجه من طريق حنظلة السدوسي عن أنس بمثله (جزء 7 - صفحة 271 /4290) .
ثانياً: دراسة إسناد الحديث
__________
(1) ترجمة عمرو بن ميمون : التاريخ الكبير ج6:ص367/2659، معرفة الثقات ج2:ص186/1412، معرفة الثقات ج2:ص186/1412، تهذيب الكمال ج22:ص261/4458، الكاشف ج2:ص89/4237، تذكرة الحفاظ ج1:ص65/55، المقتنى في سرد الكنى ج1:ص349/3575، الإيثار بمعرفة رواة الآثار ج1:ص219/370، تقريب التهذيب ج1:ص427/5122، تهذيب التهذيب ج8:ص95/178، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال ج1:ص294 .(1/304)
1- شيبان بن فروح (1) شيبان بن فروخ وهو شيبان بن أبي شيبة الحبطي مولاهم أبو محمد الأبلي بضم الهمزة والموحدة وتشديد اللام روى عن جرير بن حازم وحماد بن سلمة وسكين بن عبد العزيز وغيرهم روى له أبو يعلى والحسن بن سفيان وعثمان الدارمي وغيرهم، الإمام الثقة محدث البصرة ومسندها، قال أحمد بن حنبل ثقة وقال أبو زرعة صدوق وقال مسلمة ثقة وقال الساجي قدري إلا أنه كان صدوقا ، قال ابن حجر صدوق يهم ورمي بالقدر قال أبوحاتم اضطر الناس إليه أخيرا من صغار التاسعة مات سنة ست أو خمس وثلاثين وله بضع وتسعون سنة م د س
2 - سكين بن عبد العزيز(2) سكين بالتصغير بن عبد العزيز بن قيس العبدي العطار البصري وهو سكين بن أبي الفرات سمع أباه وسيار بن سلامة روى عنه عارم وموسى، وثقه بن معين و قال أبو حاتم لا بأس به وقال العجلي بصري ثقة ،وقال النسائي ليس بالقوي، وضعفه أبو داود، وقال ابن حجر صدوق يروي عن ضعفاء من السابعة .
__________
(1) ترجمة شيبان بن فروح : التاريخ الكبير ج4:ص254/2711، الجرح والتعديل ج4:ص357/1562، تسمية من أخرجهم البخاري ومسلم ج1:ص139/707، تهذيب الكمال ج12:ص598/ 2785 ، تذكرة الحفاظ ج2:ص443/449، الكاشف ج1:ص491/2317، تهذيب التهذيب ج4:ص328/639، تقريب التهذيب ج1:ص269/2834، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال ج1:ص168 .
(2) ترجمة سكين بن عبد العزيز : التاريخ الكبير ج4:ص199/2485، معرفة الثقات ج1:ص419/636، الضعفاء للنسائي ج1:ص54/287، ، الجرح والتعديل ج4:ص207/894، الكامل في الضعفاء ج3:ص462/876، تاريخ الإسلام ج11:ص135، لسان الميزان ج7:ص234/3162، تقريب التهذيب ج1:ص245/2461 .(1/305)
3- عبد العزيز بن قيس(1) عبد العزيز بن قيس العبدي البصري روى عن بن عباس وابن عمر وأنس وعنه ابنه سكين والمثنى بن دينار وحسن بن خالد ، قال أبو حاتم مجهول وذكره بن حبان في الثقات ، وقال العجلي ثقة ، وقال ابن حجر مقبول من الرابعة ز . روى له البخاري في كتاب القراءة خلف الإمام وفي الأدب
4- أنس بن مالك : سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 51 ] . وهو من المكثرين .
5- حنظلة السدوسي(2) حنظلة بن عبد الله ويقال بن عبيد الله ويقال بن عبد الرحمن ويقال بن أبي صفية السدوسي أبو عبد الرحيم البصري إمام مسجد بني سدوس روى عن أنس بن مالك وشهر بن حوشب روى عنه إبراهيم بن طهمان وإسماعيل بن علية وغيرهم، ضعفه أحمد والنسائي وابن معين ،وتركه ابن القطان لأنه اختلط في آخر عمره، وقال أبو حاتم ليس بقوي وذكره بن حبان في كتاب الثقات، وقال ابن حجر ضعيف من السابعة ت ق
ثالثاً: الحكم على إسناد الحديث
هذا الحَدِيثُ إسنادُه حَسَنٌ ، لأن عبد العزيز بن قيس وإن كان مقبولا فقد تابعه حنظلة السدوسي ،وللحديث شواهد كما سيجيء في الحديث التالي، وقال الهيثمي في المجمع (ج10/ص390) رواه أبو يعلى ورجاله ثقات ، وقال الشيخ حسين سليم في تعليقه على مسند أبى يعلى (جزء 7 - صفحة 230/4231) إسنادُه حسن .
الحديث رقم { 62 }
__________
(1) ترجمة عبد العزيز بن قيس : التاريخ الكبير ج6:ص10/1519، معرفة الثقات ج2:ص97/1113، الجرح والتعديل ج5:ص392/1824، تهذيب الكمال ج18:ص185/3468، ميزان الاعتدال في نقد الرجال ج4:ص371/5129، تهذيب التهذيب ج6:ص314/677، تقريب التهذيب ج1:ص358/4117، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال ج1:ص241 .
(2) ترجمة حنظلة السدوسي : الجرح والتعديل ج3:ص240/1069، تهذيب الكمال ج7:ص447/1562، الكاشف ج1:ص358/1277، تقريب التهذيب ج1:ص184/1583، ، ، الكوكب النيرات ج1:ص27، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال ج1:ص96 .(1/306)
وأخرج الطبراني مثله من حديث ابن عباس وابن عمر وابن مسعود بأسانيد جياد .
- - الله - -
أولاً: تخريج الحديث كما ذكر المصنف
أخرجه الطبراني في معجمه الكبير عن ابن مسعود (10/208/ح10487) فقال حدثنا إِدْرِيسُ بن عبد الْكَرِيمِ الْحَدَّادُ ثنا عَاصِمُ بن عَلِيٍّ ثنا إِسْحَاقُ بن يحيى بن طَلْحَةَ عَنِ الْمُسَيَّبِ بن رَافِعٍ عَنِ بن مَسْعُودٍ قال قال رسول اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم الذُّبَابُ كُلُّهُ في النَّارِ إِلا النَّحْلُ .وأخرجه الطبراني في معجمه الكبير عن ابن عباس (ج11/ص65/ح11058) فقال حدثنا الْحَضْرَمِيُّ ثنا إِبْرَاهِيمُ بن أبي مُعَاوِيَةَ ثنا أبي عَنِ الأَعْمَشِ عن مُجَاهِدٍ عَنِ بن عَبَّاسٍ عَنِ النبي صلى اللَّهُ عليه وسلم قال الذُّبَابُ كُلُّهُ في النَّارِ إِلا النَّحْلَةَ ،وأخرجه الطبراني في الكبير (ج12/ص398/13467) فقال حدثنا أبو مُسْلِمٍ إبراهيم بن عبد الله الكجي ثنا عبد اللَّهِ بن رَجَاءٍ ثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عَنِ الأَعْمَشِ عن مُجَاهِدٍ عَنِ ابن عمر عَنِ النبي صلى اللَّهُ عليه وسلم قال : الذُّبَابُ في النَّارِ وَنَهَى عن قَتْلِ النَّحْلِ وَأَنْ يُحْرَقَ الطَّعَامُ في أَرْضِ الْعَدُوِّ .تابع الأعمش منصور بن المعتمر في الأوسط (4/11/3482) وفي الكبير (12/389/1436) ،وتابعه أيضا سفيان الثوري في الكبير (12/419/13543) ،وتابعه أيضا ليث بن أبى سليم في الكبير (12/418/13542) ،وانظر (12/419/13544) كلهم عن مجاهد به بلفظ كُلُّ الذُّبَابِ في النَّارِ إِلا النَّحْلَ .
ثانياً: أ- دراسة الإسناد الأول للحديث "طريق ابن مسعود"(1/307)
1- إِدْرِيسُ بن عبد الْكَرِيمِ الْحَدَّادُ(1) الحداد المقرىء أبو الحسن البغدادي ، قرأ على خلف البزار وروى عن عاصم بن علي وأحمد بن حنبل ويحيى بن معين وطائفة ، وأقرأ الناس ورحل إليه من البلاد لإتقانه وعلو إسنادُه ، وحدث عنه ابن مجاهد وأبو بكر النجاد وأبو القاسم الطبراني وآخرون. سئل عنه الدارقطني فقال ثقة وفوق الثقة بدرجة توفي إدريس يوم الأضحى سنة اثنتين وتسعين ومئتين وله ثلاث وتسعون سنة ،
2- عَاصِمُ بن عَلِيٍّ(2) عاصم بن على بن عاصم بن صهيب يكنى أبا الحسين وهو واسطي نزل بغداد زمانا طويلا وحدث بها عن شعبة والمسعودي والليث بن سعد روى عنه احمد بن حنبل والبخاري في صحيحه وإدريس بن عبد الكريم المقرئ وغيرهم ، ،قال أحمد ما أقل خطأه قد عرض على بعض حديثه ،وقال أبو حاتم صدوق ،قال فيه العجلي وكان ثقة في الحديث ، قال فيه يحيى: ليس بشيء ومعناه ليس عنده حديث كثير . مات سنة إحدى وعشرين ومائتين .
3- إِسْحَاقُ بن يحيى بن طَلْحَةَ(3) إسحاق بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله التيمي روى عن المسيب بن رافع ومجاهد وغيرهم وعنه إسماعيل بن أبي أويس وعاصم بن علي بن عاصم وكيع وجماعة، ، قال ابن حجر ضعيف من الخامسة توفي 164 ت ق .
__________
(1) ترجمة إدريس بن عبد الكريم الحداد : معرفة القراء الكبار ج1:ص254/162، تاريخ بغداد ج7:ص14/3480، المقصد الارشد ج1:ص278/282، لسان الميزان ج1:ص332/1012 .
(2) ترجمة عاصم بن علي : الضعفاء الكبير ج3:ص337/1361 ، معرفة الثقات ج2:ص9/813، الجرح والتعديل ج6:ص348/1920، الثقات ج8:ص506/14707، تاريخ بغداد ج12:ص247/6696 .
(3) ترجمة إسحاق بن يحيى بن طلحة : التاريخ الكبير ج1:ص406/1299، تهذيب الكمال ج2:ص489/389، الكاشف ج1:ص239/327، تهذيب التهذيب ج1:ص222/479، تقريب التهذيب ج1:ص103/390 .(1/308)
4- الْمُسَيَّبِ بن رَافِعٍ(1) المسيب بن رافع الأسدي الكاهلي أبو العلاء الكوفي الأعمى روى عن البراء بن عازب وحارثة بن وهب ووراد كاتب المغيرة روى عنه إسحاق بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله والأعمش ومنصور وغيرهم قال الدوري عن بن معين لم يسمع من أحد من الصحابة إلا من البراء وأبي إياس عامر بن عبدة وقال بن أبي حاتم سمعت أبي يقول المسيب عن بن مسعود مرسل وقال مرة لم يلق بن مسعود ولم يلق عليا إنما يروي عن مجاهد ونحوه قال أحمد بن حنبل لم يسمع من عبد الله بن مسعود شيئا وكذا قال البيهقي حديثه عن ابن مسعود مرسل، ، قال ابن حجر الأعمى ثقة من الرابعة مات سنة خمس ومائة ع .
5- عبد الله بن مسعود : سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 54 ] . وهو من فقهاء الصحابة ومحدثيهم .
ثانياً: ب- دراسة الإسناد الثاني للحديث "طريق ابن عباس"
__________
(1) ترجمة المسيب بن رافع : الجرح والتعديل ج8:ص293/1348، مشاهير الأمصار ج1:ص108/820، التعديل والتجريح ج2:ص737/669، تهذيب الكمال ج27:ص586/5970، الكاشف ج2:ص265/5452، جامع التحصيل ج1:ص280/768، تحفة التحصيل في ذكر رواة المراسيل ج1:ص304، تهذيب التهذيب ج10:ص139/293، تقريب التهذيب ج1:ص532/6675 .(1/309)
1- محمد بن عبدالله بن سليمان(1) الكوفى أبو جعفر الحضرمي الكوفي مطين أحد الحفاظ والأذكياء الأيقاظ صنف المسانيد ، وكان من أوعية العلم من المحدثين الثقات حدث عنه أبو بكر النجاد وأبو القاسم الطبراني وأبو بكر الإسماعيلي علي بن حسان الدمي وعدة وقد صنف المسند وغير ذلك وله تاريخ صغير ،روى عن على بن حكيم الأودي وأحمد بن يونس والهيثم بن عبيد الله القرشي ، ولد سنة اثنتين ومائتين وتوفي سنة ثمان وتسعين ومائتين. حدث بينه وبين محمد بن عثمان بن أبي شيبة كلام ولا يعتد بحمد الله بكثير من كلام الأقران بعضهم في بعض .
2- إِبْرَاهِيمُ بن أبي مُعَاوِيَةَ (2) إبراهيم بن محمد بن خازم السعدي مولاهم أبو إسحاق بن أبي معاوية الضرير الكوفي روى عن أبيه وأبي بكر بن عياش وعنه محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة وبقي بن مخلد وغيرهم قال أبو زرعة لا بأس به صدوق صاحب سنة ذكره بن حبان في الثقات وقال بن قانع ضعيف ووثقه أبو الطاهر المدني نزيل مصر ومسلمة بن قاسم الأندلسي وأبو علي الجياني وأبو الحسن بن القطان وغيرهم وقال أبو الفتح الأزدي فيه لين ، وقال ابن حجر صدوق ضعفه الأزدي بلا حجة مات سنة ست وثلاثين من العاشرة د .
3- محمد بن خازم الضرير أبي مُعَاوِيَةَ سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 52 ] . وهو ثقة ومن أثبت الناس في الأعمش .
4- سليمان بن مهران الأَعْمَشِ : سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 7 ] . وهو إمام ثبت لكنه مدلس
__________
(1) ترجمة محمد بن عبدالله بن سليمان : الجرح والتعديل ج7:ص298/1618، طبقات الحنابلة ج1:ص300/418، تذكرة الحفاظ ج2:ص662/682، لسان الميزان ج5:ص233/815، الفهرست ج1:ص323 .
(2) ترجمة إبراهيم بن أبى معاوية : الجرح والتعديل ج2:ص130/408، الثقات ج8:ص76/12316، تهذيب الكمال ج2:ص171/227،تهذيب التهذيب ج1:ص133/273، تقريب التهذيب ج1:ص93/232 .(1/310)
5- مجاهد بن جبر : سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 7 ] . وهو إمام حجة ، من تلاميذ ابن عباس .
6- عبد الله بن عباس : سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 2 ] . وهو الحبر البحر من المكثرين .
ثانياً: ج- دراسة الإسناد الثالث للحديث "طريق ابن عمر"
1- إبراهيم بن عبد الله الكجي(1) أبو مسلم الكجى إبراهيم بن عبد الله البصري الحافظ صاحب السنن ومسند الوقت وكملها سمع أبا عاصم النبيل والاصمعى ومسلم بن إبراهيم وخلقا كثيرا حدث عنه أبو بكر القطيعي وأبو القاسم الطبراني وأبو محمد بن ماسي وكان سريا نبيلا عالما بالحديث، وثقة الدارقطني وكان محدثا حافظا محتشما كبير الشأن مات ببغداد في المحرم سنة اثنتين وتسعين ومائتين وحمل إلى البصرة وقد قارب المائة .
2- عبد اللَّهِ بن رَجَاءٍ(2) عبد الله بن رجاء بن عمر ويقال بن المثنى الغداني بضم الغين المعجمة وبالتخفيف أبو عمر ويقال أبو عمرو البصري روى عن إسرائيل بن يونس ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة روى عنه البخاري وإبراهيم بن إسحاق الحربي وأبو مسلم إبراهيم بن عبد الله الكجي ، قال عثمان بن سعيد الدارمي عن يحيى بن معين كان شيخا صدوقا لا بأس به ، وقال الفلاس صدوق كثير الغلط والتصحيف ،وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم سئل أبو زرعة عنه فجعل يثني عليه وقال حسن الحديث وقال أبو حاتم كان ثقة رضي ، وقال الشافعى عنه الثقة المأمون الحافظ ، وقال ابن حجر صدوق يهم قليلا من التاسعة مات سنة عشرين وقيل قبلها ، وروى له أبو داود في الناسخ والمنسوخ والنسائي وبن ماجة .
__________
(1) ترجمه إبراهيم بن عبد الله الكجي : تذكرة الحفاظ ج2:ص620/647،شذرات الذهب ج2:ص210 .
(2) ترجمة عبد الله بن رجاء : التاريخ الكبير ج5:ص91/250، الجرح والتعديل ج5:ص55/255، تاريخ أسماء الثقات ج1:ص129/654، التعديل والتجريح ج2:ص819/803، تهذيب الكمال ج14:ص495/3262، تذكرة الحفاظ ج1:ص404/406، الكاشف ج1:ص551، تقريب التهذيب ج1:ص302/3312 .(1/311)
3- يحيى بن زكريا بن أبي زائدة(1) يحيى بن زكريا بن أبي زائدة واسمه خالد بن ميمون بن فيروز الهمداني الوادعي مولاهم أبو سعيد الكوفي روى عن أبيه والأعمش وابن عون وموسى الجهني وجماعة وعنه أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وهناد بن السري والحسن بن عرفة وآخرون ، قال ابن حجر ثقة متقن من كبار التاسعة مات سنة ثلاث أو أربع وثمانين ومائة وله ثلاث وستون سنة ع .
4- سليمان بن مهران : سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 7 ] . وهى ثقة مع تدليسه .
5- مجاهد بن جبر : سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 7 ] . وهو إمام حجة .
__________
(1) ترجمة يحيى بن زكريا بن أبى زائدة : التاريخ الكبير ج8:ص273/2974، معرفة الثقات ج2:ص352/1975، تهذيب الكمال ج31:ص305/6826، الكاشف ج2:ص365/6168، تذكرة الحفاظ ج1:ص267/252، تهذيب التهذيب ج11:ص183/350، تقريب التهذيب ج1:ص590/7548، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال ج1:ص423، طبقات الحفاظ ج1:ص120/241 .(1/312)
6- عبد الله بن عمر(1) عبد الله بن عمر بن الخطاب العدوي أبو عبد الرحمن ولد بعد المبعث بيسير واستصغر يوم أحد وهو بن أربع عشرة و شهد الأحزاب والحديبية وهو أحد المكثرين من الصحابة والعبادلة وكان من أشد الناس إتباعا للأثر بعدها روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن أبيه وعمه زيد وأخته حفصة وأبي بكر وعثمان وغيرهم وروى عنه بنوه ونافع وزيد بن أسلم. قال النبي صلى الله عليه وسلم إن عبد الله رجل صالح وقال جابر ما منا أحد إلا مالت به الدنيا ومال بها إلا بن عمر قال بن المسيب مات وما أحد أحب إلي أن ألقى الله بمثل عمله منه وذكر الزبير أن عبد الله الملك لما أرسل إلى الحجاج أن لا يخالف بن عمر شق عليه ذلك فأمر رجلا معه حربة يقال أنها كانت مسمومة فلما دفع الناس من عرفة لصق ذلك الرجل به فأمر الحربة على قدمه فمرض منها أياما ثم مات رضي الله عنه مات سنة ثلاث وسبعين في آخرها أو أول التي تليها ع .
ثالثاً: الحكم على إسناد الحديث
__________
(1) ترجمة عبد الله بن عمر : طبقات خليفة ج1:ص190، تهذيب الكمال ج15:ص332/3441، الكاشف ج1:ص577/2871، البداية والنهاية ج9:ص4، الإصابة ج4:ص181/4837، تهذيب التهذيب ج5:ص287/565، تقريب التهذيب ج1:ص315/3490 .(1/313)
هذا الحَدِيثُ بمجموع طرقه صحيحٌ ، وتفصيل ذلك أن : طريق ابن مسعود ضعيف جدا ، لأن إسحاق بن يحيى متروك وللانقطاع بين ابن مسعود وبين المسيب بن رافع . وأما طريق ابن عباس وطريق ابن عمر صحيح الإسناد ، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (مجمع الزوائد ج10/ص390) حديث ابن عباس رواه الطبراني في الكبير والأوسط والبزار بأسانيد ورجال بعض أسانيده ثقات ، وحديث ابن مسعود رواه الطبراني وفيه إسحق بن يحيى بن طلحة وهو متروك وقد ذكره ابن حبان في الضعفاء وفي الثقات وقال يحتج بما وافق فيه الثقات ويترك ما انفرد به بعد أن استخرت الله فيه وبقية رجاله رجال الصحيح وقد وافقه الثقات في أصل الحديث ، و صححه الألباني (الجامع الصغير 1/576/ح5755) .
رابعاً: فوائد الحديث
قال المناوي في فيض القدير(1) : الذباب كله في رواية كلها في النار ليعذب به أهلها لا ليعذب هو كذا أوله الخطابي إلا النحل فإن فيه شفاء فلا يناسب حالهم ، قال الهيثمي رواه الطبراني في الكبير والأوسط بأسانيد وبعضها رجاله ثقات كلهم وفي رواية أبي يعلى زيادة ولفظها عمر الذباب أربعون يوما والذباب كله في النار قال الهيثمي ورجاله ثقات وبه عرف أن حكم ابن الجوزي له بالوضع في حيز المنع
الحديث رقم { 63 }
وأخرج الخطيب وابن عساكر عن الأشج عن علي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "كل مؤذ في النار".
قال القرطبي: وتأويله وجهان:
أحدهما: أن كل من آذى الناس في الدنيا فهو معذب في النار يوم القيامة.
والثاني: أن كل ما يؤذي من السباع والهوام وغيرهما في النار معد لعقوبة أهل النار.
- - الله - -
أولاً: تخريج الحديث كما ذكر المصنف
__________
(1) فيض القدير : ج3/ص569 .(1/314)
أ خرجه الخطيب في تاريخ بغداد في ترجمة عثمان بن الخطاب (تاريخ بغداد ج11/ص297/6081) فقال كذلك حدثني أبو القاسم عبيد الله يوسف بن احمد بن عبد الأعلى بن محمد بن مروان الرقي الفقيه حدثنا أبو القاسم يوسف بن أحمد بن محمد البغدادي التمار عن المفيد عن الأشج عن على أن النبي صلى الله عليه وسلم قال كل مؤذ في النار .وأخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (تاريخ مدينة دمشق ج38/ص353) فقال أخبرنا أبو منصور بن خيرون وأبو الحسن بن سعيد قالا قال لنا أبوبكر الخطيب وساق الحديث .
ثانياً: دراسة إسناد الحديث
1- يوسف بن أحمد بن محمد البغدادي(1) يوسف بن أحمد بن محمد أبو القاسم التمار البغدادي نزل الرقة يعرف بالبناء وولي وساطة الحكم بالبلد سنين وكان شاهدا بالرقة ، حدث عن البغوي وبن أبي داود وبن صاعد وعن أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي مجلسا واحدا وعن الباقين شيئا كثيرا وكانت أصوله جيادا وكان ثقة ومات قبل 390 .
2- محمد بن أحمد بن محمد بن يعقوب أبو بكر المفيد(2) محمد بن أحمد بن محمد بن يعقوب بن عبد الله أبو بكر المفيد بغدادي الأصل سكن جرجرا يا ، موصوف بالحفظ ، وقال لنا محمد بن أحمد بن شعيب الروياني لم أر أحفظ من أبي بكر المفيد ، حدث المفيد عن أحمد بن يحيى الحلواني ومحمد بن يحيى بن سليمان المروزي وموسى بن هارون الحافظ وأبي يعلى الموصلي وعن خلق لا يحصون من أهل الشام ومصر فإنه كان سافر الكثير وكتب عن الغرباء وروى مناكير وعن مشايخ مجهولين . قال ابن حجر المفيد وهو محمد بن احمد بن محمد بن يعقوب أحد الضعفاء ، مولده سنة أربع وثمانين و مات قبل سنة ثمانين وثلاثمائة وقيل سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة .
__________
(1) ترجمة يوسف بن أحمد بن محمد البغدادي : تاريخ بغداد ج14:ص327/7652 .
(2) ترجمة محمد بن أحمد بن محمد بن يعقوب أبو بكر المفيد : تاريخ بغداد ج1:ص346/268 ، لسان الميزان ج7:ص128/1431 .(1/315)
3- عثمان بن الخطاب بن عبد الله بن العوام(1) أبو عمرو البلوي الأشج عثمان بن الخطاب بن عبد الله بن العوام أبو عمرو البلوي الأشج المغربي المعروف بابي الدنيا كان يروي عن علي بن أبي طالب وعاش دهرا طويلا وقدم بغداد بعد سنة ثلاثمائة روى عنه الحسن بن محمد بن يحيى بن أخي طاهر العلوي وأبو بكر المفيد وغيرهما. والعلماء من أهل النقل لا يثبتون قوله ولا يحتجون بحديثه ، قال المفيد وحدث ببغداد خمسة أحاديث حفظت منها ثلاثة هذا أحدها وما علمت أن أحدا ببغداد كتب عنه حرفا واحدا ولم يكن عندي بذاك الثقة ، قال ابن حجر وحدث بقلة حياء بعد الثلاث مائة عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه فافتضح بذلك وكذبه النقادون روى عنه المفيد وغيره قال الخطيب علماء النقل لا يثبتون قوله ومات سنة سبع وعشرين وثلاث مائة ، قال الذهبي حدث بعد الثلاثمائة عن علي فكذبوه .
__________
(1) ترجمة عثمان بن الخطاب بن عبد الله بن العوام : تاريخ بغداد ج11/ص297/6081 . الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ج2:ص167/2261، تاريخ مدينة دمشق ج38:ص348/4587، المغني في الضعفاء ج2:ص425/4016،. لسان الميزان ج4:ص135/310 .(1/316)
4- علي بن أبى طالب(1) علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمي بن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوج ابنته من السابقين الأولين ورجح جمع أنه أول من أسلم وهو أحد العشرة مات في رمضان سنة أربعين وهو يومئذ أفضل الأحياء من بني آدم بالأرض بإجماع أهل السنة وله ثلاث وستون على الأرجح ع ، روى عنه بنوه الحسن والحسين ومحمد وعمرو وابن أخيه عبد الله بن جعفر وابن عمه عبد الله بن عباس ،كان يقول سلوني فوالله لا تسألوني عن شيء يكون إلى يوم القيامة إلا حدثتكم وسلوني عن كتاب الله عز وجل فوالله ما من آية إلا وأنا اعلم أبليل نزلت أم بنهار أم في سهل أم في جبل .
ثالثاً: الحكم على إسناد الحديث
هذا الحَدِيثُ إسنادُه موضوعٌ ، لأن فيه عثمان بن الخطاب بن عبد الله بن العوام أبو عمرو البلوي الأشج وقد رمى بالكذب .
بَابٌ : ما ورد أن الشمس والقمر في النار
الحديث رقم { 64 }
أخرج الطيالسي وأبو يعلى وأبو الشيخ في "العظمة" بسند ضعيف عن أنس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "الشمس والقمر ثوران(2) عقيران(3) في النار".
- - الله - -
أولاً: تخريج الحديث كما ذكر المصنف
__________
(1) ترجمة علي بن أبى طالب : الجرح والتعديل ج6:ص191/1055، الاستيعاب ج3:ص1089/1855، الكاشف ج2:ص41/3930، تقريب التهذيب ج1:ص402/4753 .
(2) في المخطوطة " ز " نوران .
(3) العقر : قيل لما وصفهما الله تعالى بالسباحة في قوله عز وجل وكل في فلك يسبحون ، ثم أخبر أنه يجعلهما في النار يعذب بهما أهلها بحيث لا يبرحانها صارا كأنهما زمنان عقيران قال ابن الأثير حكى ذلك أبو موسى يقال قد كانت لي حاجة فعقرني عنها أي حبسني عنها وعاقني (النهاية في غريب الأثر ج3/ص275، لسان العرب ج4/ص593) .(1/317)
أخرجه أبو يعلى في مسنده (ج7/ص148/4116) فقال حدثنا موسى بن محمد بن حيان حدثنا درست بن زياد حدثنا يزيد الرقاشي حدثنا أنس بن مالك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الشمس والقمر ثوران عقيران في النار .وأخرجه أبوداود الطيالسي في مسنده (مسند الطيالسي ج1/ص281/2103) من طريق درست بن زياد ، وأخرجه أبو الشيح في العظمة (ج4/1159/ح6392) من طريق حماد بن سلمة كلاهما عن يزيد به بمثله .
ثانياً: دراسة إسناد الحديث
1- موسى بن محمد بن حيان(1) موسى بن محمد بن حيان من أهل البصرة كنيته أبو عمران يروى روى عن عبد الصمد بن عبد الوارث وأبى قتيبة سلم بن قتيبة وإبراهيم بن أبى الوزير و يحيى القطان والعراقيين ،روى عنه أبو يعلى، ربما خالف ، قال ابن أبى حاتم : ترك أبو زرعة حديثه ، مات سنة بضع وثلاثين ومائتين
__________
(1) ترجمة موسى بن محمد بن حبان : الجرح والتعديل ج8:ص161/714، الثقات ج9:ص161/15775، ميزان الاعتدال في نقد الرجال ج6:ص561/8928 8752 .، المغني في الضعفاء ج2:ص686/ 6523 .(1/318)
2- درست بن زياد(1) درست بضم أوله والراء وسكون المهملة بعدها مثناة بن زياد العنبري ويقال القشيري أبو الحسن ويقال أبو يحيى البصري القزاز روى عن أبان بن طارق ويزيد الرقاشي وحميد الطويل وغيرهم وعنه زيد بن الحباب ومسدد وأبو موسى وجماعة. قال بن معين لا شيء وقال أبو زرعة واهي الحديث ،وقال أبو حاتم حديثه ليس بالقائم وقال البخاري حديثه ليس بالقديم وقال أبو داود ضعيف وقال بن عدي أرجو أنه لا بأس به وقال الدارقطني درست بن زياد ودرست بن حمزة ضعيفان وقال بن حبان في الضعفاء درست بن زياد العنبري وهو الذي يقال له درست بن حمزة الفزاري وكان يسكن في بني قشير منكر الحديث جدا يروي عن مطر وغيره أشياء تتخايل إلى من يسمعها أنها موضوعة لا يحل الاحتجاج بخبره روى عن يزيد الرقاشي عن أنس حديث الشمس والقمر ثوران عقيران في النار ، قال ابن حجر ضعيف من الثامنة د ق ، قال الدارقطني درست بن حمزة البصري و درست بن زياد العنبري هما اثنان ضعيفان قال وللبصريين شيخ ثالث يقال له درست ثقة يروي عن الزهري روى عنه سعيد بن أبي عروبة .
3- يزيد بن أبان الرقاشي(2) يزيد بن أبان الرقاشي بتخفيف القاف ثم معجمة أبو عمرو البصري القاص من زهاد أهل البصر روى عن أبيه أبان الرقاشي وأنس بن مالك ، روى عنه إبراهيم العجلي وإسماعيل بن ذكوان ودرست بن زياد القزاز، ، وقال ابن حجر زاهد ضعيف من الخامسة مات قبل العشرين بخ ت ق .
__________
(1) ترجمة درست بن زياد : التاريخ الأوسط ج2:ص291/2649، ضعفاء البخاري ج1:ص42/111، التاريخ الكبير ج3:ص253/873، الجرح والتعديل ج3:ص437/198، الكاشف ج1:ص384/1474، المقتنى في سرد الكنى ج1:ص175/1428،تهذيب التهذيب ج3:ص181/398، تقريب التهذيب ج1:ص201/1825 .
(2) ترجمة يزيد بن أبان الرقاشي : تهذيب الكمال ج32:ص64/6958، الكاشف ج2:ص380 /6277، تقريب التهذيب ج1:ص599/7683 .(1/319)
4- أنس بن مالك سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 51 ] .وهو من المكثرين .
ثالثاً: الحكم على إسناد الحديث
هذا الحَدِيثُ إسنادُه ضعيفٌ ، لحال يزيد الرقاشي , وضعفه ابن كثير (ج4/ص476) قال هذا حديث ضعيف لأن يزيد الرقاشي ضعيف ، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (ج10/ص390) رواه أبو يعلى وفيه ضعفاء قد وثقوا. والذي رواه البخاري في الصحيح بدون هذه الزيادة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم الشمس والقمر يكوران يوم القيامة انفرد به البخاري وهذا لفظه وإنما أخرجه في كتاب بدء الخلق وضعفه ابن رجب في كتابه التخويف من النار(ج1/ص99) وقال وهذا إسناد ضعيف جدا
رابعاً: معنى الحديث(1/320)
قال المناوي(1) : إن الشمس والقمر ثوران بالثاء المثلثة عقيران أي معقوران يعني يكونان كالزمنين في النار لأنهما خلقا منها كما جاء في خبر آخر فردا إليها أو يجعلان في النار ليعذب بهما أهلها فلا يبرحان كأنهما زمنان عقيران فسقط قول بعض المشككين على الأصول الإسلامية ما ذنبهما حتى يعذبا وما هذا إلا كرجل قال في قوله سبحانه( واتقوا النار التي وقودها الناس والحجار(2) ) اما ذنب الحجارة .والثور الذكر من البقر والأنثى ثورة والمعقور المثبت بالجراحات . قال الخطابي وليس المراد بكونهما في النار تعذيبهما بذلك ولكن تبكيت لمن كان يعبدهما في الدنيا ليعلموا أن عبادتهم لهما كانت باطلا وقيل إنهما خلقا من النار فأعيدا(3) .وقال ابن رجب في كتابه التخويف من النار(ج1/ص99) وقد قيل إن المعنى في ذلك أن الكفار لما عبدوا الآلهة من دون الله واعتقدوا أنها تشفع لهم عند الله وتقربهم إليه عوقبوا بأن جعلت معهم في النار إهانة لها وإذلالا ونكاية لهم وإبلاغا في حسرتهم وندامتهم فإن الإنسان إذا قرن في العذاب بمن كان سبب عذابه كان أشد في ألمه وحسرته ولهذا المعنى يقرن الكفار بشياطينهم التي أضلتهم قال الله تعالى( ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين إنهم ليصدونهم عن السبيل ويحسبون أنهم مهتدون . حتى إذا جاءنا قال يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين . ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم أنكم في العذاب مشتركون(4) ) ، وقال في كتابه يقظة أولي الاعتبار( ج1/ص133) قال القرطبي كذا الرواية ثوران بالمثلئة وإنما يجمعان في جهنم لأنهما قد عبدا من دون الله ولا تكون النار عذابا لهما لأنهما جماد وإنما يفعل ذلك بهما زيادة في تبكيت الكافرين وحسرتهم هكذا قال بعض أهل العلم انتهى .
__________
(1) فيض القدير ج2/ص347 .
(2) سورة البقرة : الآية 24 .
(3) كتاب تنزيه الشريعة ( ج1/ص190/37) .
(4) سُورَةُ الزخرف : الآيَةُ 36 - 39 .(1/321)
وقال الإسماعيلي لا يلزم من جعلهما في النار تعذيبهما فإن الله في النار ملائكة وغيرها لتكون لأهل النار عذاباً وآلة من آلات العذاب(1) وقال ابن قتيبة ونحن نقول إن الشمس والقمر لم يعذبا بالنار حين أدخلاها فيقال ما ذنبهما ولكنهما خلقا منها ثم ردا إليها(2) .
الحديث رقم { 65 }
وأخرج البيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "الشمس والقمر ثوران مكوران في النار يوم القيامة" .فقال الحسن: وما ذنبهما ؟ فقال: أحدثك عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فسكت الحسن
- - الله - -
أولاً: تخريج الحديث كما ذكر المصنف
عزاه المصنف للبيهقي ولم أجده في مظانه من كتب البيهقي .وكذلك عزاه صاحب كتاب مشكاة المصابيح إلى البيهقي في البعث والنشور (مشكاة المصابيح ج3/ص1585) .
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف
أخرجه البزار في مسنده كما ذكر ابن حجر(فتح الباري ج6/ص300) وقد ساق ابن كثير إسناد البزار (تفسير ابن كثير ج4/ص 6) فقال حدثنا إبراهيم بن زياد البغدادي حدثنا يونس بن محمد حدثنا عبد العزيز بن المختار عن عبد الله الداتاج قال سمعت أبا سلمة بن عبد الرحمن قال ثنا أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال الشمس والقمر ثورين مكورين ثوران مكوران يوم القيامة،وأخرجه تمام الرازي في فوائده ((2/204/1534) من طريق إبراهيم بن الحجاج، وأخرجه الطحاوي في مشكل الآثار (ج1/ص170)عن معلي بن أسد العمى كلاهما عن عبد العزيز ابن المختار به .
ثالثاً: دراسة إسناد الحديث
__________
(1) عمدة القاري ج15/ص120 .
(2) تأويل مختلف الحديث ج1/ص101 .(1/322)
1- إبراهيم بن زياد البغدادي(1) إبراهيم بن زياد البغدادي أبو إسحاق المعروف بسبلان بفتح المهملة والموحدة روى عن الفرج بن فضالة ويحيى القطان وهشيم وحماد بن زيد وغيرهم روى عنه مسلم وأبو داود وأبو زرعة وأبو حاتم وعدة . وقال ابن حجر ثقة من العاشرة مات سنة ثمان وعشرين م د س .
2- يونس بن محمد(2) يونس بن محمد بن مسلم البغدادي أبو محمد الحافظ المؤدب روى عن صالح المري والحمادين وحرب بن ميمون وسلام بن أبي مطيع وغيرهم وعنه ابنه إبراهيم وأحمد وعلي بن المديني وأبو بكر بن أبي خيثمة وآخرون ، وقال ابن حجر ثقة ثبت من صغار التاسعة مات سنة سبع ومائتين ع .
3- إبراهيم بن الحجاج(3) إبراهيم بن الحجاج بن زيد السامي الناجي أبو إسحاق البصري روى عن أبان بن يزيد وعبد العزيز بن المختار الدباغ وعبد المؤمن بن عبيد الله السدوسي ، روى عنه إبراهيم بن أحمد بن عمر الوكيعي وأبو بكر أحمد بن علي بن سعيد المروزي القاضي س وأبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي ، وقال ابن حجر ثقة يهم قليلا من العاشرة مات سنة إحدى وثلاثين أو بعدها س .
__________
(1) ترجمة إبراهيم بن زياد البغدادي : تهذيب الكمال ج2:ص85/172، تاريخ الإسلام ج16:ص62/4، الكاشف ج1:ص211/136، تهذيب التهذيب ج1:ص104/214، تقريب التهذيب ج1:ص89/175 .
(2) ترجمة يونس بن محمد : التاريخ الكبير ج8:ص410/3517، تهذيب الكمال ج32:ص540/7184، الكاشف ج2:ص404/6476، تهذيب التهذيب ج11:ص393/764، تقريب التهذيب ج1:ص614/7914 .
(3) ترجمة إبراهيم بن الحجاج : الجرح والتعديل ج2:ص93/248، الثقات ج8:ص78/12323، تهذيب الكمال ج2:ص69/161، الكاشف ج1:ص210/127، تهذيب التهذيب ج1:ص98/200، تقريب التهذيب ج1:ص88/162، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال ج1:ص16 .(1/323)
4- عبد العزيز بن المختار الأنصاري(1) عبد العزيز بن المختار الأنصاري أبو إسحاق مولى حفصة بنت سيرين روى عن ثابت البناني وعاصم الأحول ء وعبد الله بن فيروز الداناج وغيرهم و روى عنه إبراهيم بن الحجاج السامي و أحمد بن إسحاق الحضرمي وآخرون ، قال ابن حجر ثقة من السابعة ع .
5- عبد الله بن فيروز الداناج(2) عبد الله بن فيروز الداناج بنون خفيفة وجيم البصري وهو بالفارسية داناه وهو العالم روى عن أنس بن مالك وأبي سلمة بن عبد الرحمن روى عنه إسماعيل بن علية وعبد العزيز بن المختار ، قال أبو زرعة ثقة وقال النسائي ليس به باس وذكره بن حبان في كتاب الثقات ، وقال ابن حجر ثقة من الخامسة روى له الجماعة سوى الترمذي .
__________
(1) ترجمة عبد العزيز بن المختار الأنصاري : معرفة الثقات ج2:ص98/1115، الجرح والتعديل ج5:ص393/1829، لتعديل والتجريح ج2:ص896/951، تهذيب الكمال ج18:ص195/3471، الكاشف ج1:ص658/3408، تهذيب التهذيب ج6:ص316/681، تقريب التهذيب ج1:ص359/4120، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال ج1:ص241 .
(2) ترجمة عبد الله بن فيروز الداناج : التاريخ الكبير ج5:ص167/532، الجرح والتعديل ج5:ص136/633، تهذيب الكمال ج15:ص437/3485، الكاشف ج1:ص585/2912، تهذيب التهذيب ج12:ص363/2183، تقريب التهذيب ج1:ص318/3535، نزهة الألباب في الألقاب ج1:ص256/1005 .(1/324)
6- أبو سلمة ابن عبد الرحمن بن عوف الزهري(1) أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف الزهري المدني قيل اسمه عبد الله وقيل إسماعيل وقيل اسمه كنيته روى عن أبيه وعثمان بن عفان وأبي هريرة وعطاء بن يسار وخلق من الصحابة والتابعين وعنه ابنه عمر وعبد الله بن فيروز الداناج وخلق كثير حديثه عن أبيه مرسل.وقال بن عبد البر لم يسمع من أبيه ، وقال ابن حجر ثقة مكثر من الثالثة مات سنة أربع وتسعين أو أربع ومائة وكان مولده سنة بضع وعشرين ع .
7- أبو هريرة : سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 19 ] . وهو من المكثرين .
رابعاً: الحكم على إسناد الحديث
هذا الحَدِيثُ إسنادُه صحيحٌ ، لأن رجاله ثقات، . ولذلك قال الألباني في تعليقه على المشكاة صحيح (3/236/ح5692) ،وقال في تعليقه على الجامع الصغير وزيادته صحيح أيضا من طريق أنس (1/253/ح2523) ، وانظر السلسلة الصحيحة (1/242/ح124). وقال ابن عراق في تنزيه الشريعة (تنزيه الشريعة ج1/ص190) أخرجه أبو الشيخ بسند رجاله ثقات وللحديث شاهد من حديث أبى هريرة أخرجه البزار والبيهقي في البعث وأصله في صحيح البخاري باختصار ولفظه الشمس والقمر مكوران يوم القيامة .
خامساً: معنى الحديث
__________
(1) ترجمة أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف الزهري : طبقات ابن سعد ج5:ص155، معرفة الثقات ج2:ص405/2163، مشاهير الأمصار ج1:ص64/430، الكاشف ج2:ص431/6661، تذكرة الحفاظ ج1:ص63/52، المقتنى في سرد الكنى ج1:ص282/2763، تهذيب التهذيب ج12:ص127/536، تقريب التهذيب ج1:ص645/8142، الإيثار بمعرفة رواة الآثار ج1:ص205/306 .(1/325)
قال صاحب الفتح(1) : قال الخطابي ليس المراد بكونهما في النار تعذيبهما بذلك ولكنه تبكيت لمن كان يعبدهما في الدنيا ليعلموا أن عبادتهم لهما كانت باطلا وقيل إنهما خلقا من النار فأعيدا فيها وقال الإسماعيلي لا يلزم من جعلهما في النار تعذيبهما فإن لله في النار ملائكة وحجارة وغيرها لتكون لأهل النار عذابا وآله من آلات العذاب وما شاء الله من ذلك فلا تكون هي معذبة وقال أبو موسى المديني في غريب الحديث لما وصفا بأنهما يسبحان في قوله كل في فلك يسبحون وأن كل من عبد من دون الله إلا من سبقت له الحسنى يكون في النار وكانا في النار يعذب بهما أهلهما بحيث لا يبرحان منهما فصارا كأنهما ثوران عقيران .وقال المناوي (2): قال في النهاية قوله ثوران بمثلثة كأنهما يمسخان وروي بنون وهو تصحيف وقال المديني في غريب الحديث لما وصفا بأنهما يسبحان في قوله تعالى (كل في فلك يسبحون )(3) وأن كل من عبد من دون الله إلا من سبقت له الحسنى يكون في النار يعذب بهما أهلها بحيث لا يبرحان منها فصارا كأنهما ثوران عقيران .
الحديث رقم { 66 }
وأخرج أبو الشيخ عن ابن عمرو قال: "إن الله خلق الشمس والقمر ثم أخبر أنهما في النار فلم يستطيعا ملجأ .
- - الله - -
أولاً: تخريج الأثر كما ذكر المصنف
أخرجه أبو الشيح في العظمة (ج4/ص1162/ ح6423) قال حدثنا أحمد بن الحسن بن عبد الملك حدثنا محمد بن عبد الله المخرمي حدثنا ورد بن عبد الله حدثنا محمد بن طلحة عن جابر عن مسلم بن يناق عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال إن الله عز وجل خلق الشمس والقمر ثم أخبرهما أنهما في النار فلم يستطيعا ملجأ
ثانياً: دراسة إسناد الأثر
__________
(1) فتح الباري ج6/ص300 .
(2) فيض القدير ج4/ص177 .
(3) الأنبياء 33(1/326)
1- أحمد بن الحسن بن عبد الملك(1) أحمد بن الحسن بن عبد الملك يكنى أبا العباس توفى سنة أربع وثلاثمائة يروي عن الحرانيين وكان مقبول القول له صولة وصرامة كثير الحديث حسن الحديث ، يروي عن علي بن جميل ومحمد بن عبد الله بن سابور.
2- محمد بن عبد الله المخرمي(2) محمد بن عبد الله بن المبارك القرشي المخرمي بمعجمة وتثقيل أبو جعفر البغدادي المدائني الحافظ قاضي حلوان . روى عن أبي معاوية الضرير ويحيى القطان وابن مهدي وغيرهم روى عنه البخاري وأبو داود والنسائي وغيرهم ، وقال ابن حجر ثقة حافظ من الحادية عشرة ، مات سنة بضع وخمسين خ د س .
3- ورد بن عبد الله التميمي(3) ورد بن عبد الله التميمي أبو محمد الطبري نزيل بغداد روى عن إسماعيل بن عياش وجرير بن عبد الحميد ومحمد بن طلحة بن مصرف روى عنه أبو الفضل أحمد بن ملاعب بن حيان البغدادي ومحمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي ، وثقه أبو القاسم الجوزجاني وإبراهيم بن يعقوب السعدي، روى له النسائي في مسند علي حديثا واحدا ، وقال ابن حجر ثقة من العاشرة عس .
__________
(1) ترجمة أحمد بن الحسن بن عبد الملك : طبقات أصبهان ج4:ص64/548، تاريخ أصبهان ج1:ص152/118 .
(2) ترجمة محمد بن عبد الله المخرمي : الجرح والتعديل ج7:ص305/1658، تاريخ بغداد ج5:ص423/2935، التعديل والتجريح ج2:ص654/524، تهذيب الكمال ج25:ص534/5371، الكاشف ج2:ص189/4972، تهذيب التهذيب ج9:ص242/454، تقريب التهذيب ج1:ص490/6045، تقريب التهذيب ج1:ص490/6045 .
(3) ترجمة ورد بن عبد الله التميمي : الجرح والتعديل ج9:ص51/218، تاريخ بغداد ج13:ص520/7338، تهذيب الكمال ج30:ص432/6683، تقريب التهذيب ج1:ص580/7402، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال ج1:ص419 .(1/327)
4- محمد بن طلحة بن مصرف اليامي(1) محمد بن طلحة بن مصرف اليامي روى عن إبراهيم بن عبد الأعلى بن عامر وجامع بن أبي راشد وأبي صخرة جامع بن شداد ي روى عنه أحمد بن عبد الله بن يونس وإسحاق بن منصور السلولي ، قال أبو زرعة صدوق ، وقال النّسائيّ ليس بالقويّ ، قال أحمد صالح الحديث ثقة ، وقال العجلي كوفي ثقة ، وقال الذهبي أحد العلماء الثقات ، قال أبو حاتم الرازي هو صدوق وقال بن حنبل هو ثقة وقال يحيى بن معين لا بأس به ، وقال ابن معين ضعيف ، ، وقال ابن حجر صدوق له أوهام وأنكروا سماعه من أبيه لصغره من السابعة مات سنة سبع وستين خ م د ت عس ق .
5- جابر بن يزيد الجعفي أبو عبد الله الكوفي ، ضعيف رافضي ، سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 41 ] .
6- مسلم بن يناق الخزاعي(2) مسلم بن يناق بفتح أوله وتشديد النون وآخره قاف الخزاعي أبو الحسن المكي روى عن عبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر بن الخطاب روى عنه إبراهيم بن نافع المكي وإسماعيل بن أمية والسائب بن عمرو المخزومي وشعبة بن الحجاج وغيرهم ، وقال ابن حجر ثقة من الرابعة م س .
7- عبد الله بن عمرو بن العاص. سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 1 ] ، عبد الله بن عمرو
ثالثاً: الحكم على إسناد الأثر
__________
(1) ترجمة محمد بن طلحة بن مصرف اليامي : طبقات ابن سعد ج6:ص376، الضعفاء الكبير ج4:ص85/1641، التاريخ الكبير ج1:ص122/358، معرفة الثقات ج2:ص241/1610، الضعفاء للنسائي ج1:ص93/541، الثقات ج7:ص388/10546، الكامل في الضعفاء ج6:ص236/1711، تهذيب الكمال ج25:ص417/5313، تاريخ الإسلام ج10:ص429/4، التعديل والتجريح ج2:ص635/489، تقريب التهذيب ج1:ص485/5982 .
(2) ترجمة مسلم بن يناق الخزاعي : التاريخ الكبير ج7:ص277/1171، الجرح والتعديل ج8:ص198/867،تهذيب الكمال ج27:ص557/5952، الكاشف ج2:ص262/5437، المقتنى في سرد الكنى ج1:ص174/1412، تهذيب التهذيب ج10:ص129/265، تقريب التهذيب ج1:ص531/6655 .(1/328)
هذا الأَثَرُ إسنادُه ضعيفٌ ، لحال جابر بن يزيد الجعفي .
الحديث رقم { 67 }
وأخرج ابن وهب عن عطاء بن يسار أنه تلا هذه الآية: { وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ } (1).قال: يجمعان يوم القيامة ثم يقذفان في البحر فيكون نار الله الكبرى
- - الله - -
أولاً: تخريج الأثر كما ذكر المصنف
عزاه المصنف إلى ابن وهب ، وفد نسبه صاحب الفتح إلى ابن وهب في كتاب الأهوال (فتح الباري ج6/ص300) ولم أعثر على الكتاب .
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف
أخرجه ابن جرير الطبري من طريقه (تفسير الطبري ج29/ص180) فقال حدثني يونس قال أخبرنا بن وهب قال أخبرني سعيد بن أبي أيوب عن أبي شيبة الكوفي عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار أنه تلا هذه الآية يوما وجمع الشمس والقمر قال يجمعان يوم القيامة ثم يقذفان في البحر فيكون نار الله الكبرى , وقد عزاه المصنف في الدر المنثور إلى ابن جرير وابن المنذر (الدر المنثور ج8/ص345)
ثالثاً: دراسة إسناد الأثر
1- يونس بن عبد الأعلى الصدفي : سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 30 ] . وهو ثقة .
2- عبد الله بن وهب المصري : سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 30 ] . وهو ثقة .
3- سعيد بن أبى أيوب أبو يحيى مصري ، سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 5 ] .
__________
(1) سُورَةُ القيامة : الآيَةُ 9 .(1/329)
4- سعيد بن عبد الرحمن(1) سعيد بن عبد الرحمن بن عبد الله الزبيدي بضم الزاي أبو شيبة الكوفي قاضي الري روى عن مجاهد وسعيد بن جبير وابن أبي مليكة وإبراهيم النخعي وعنه الثوري وحكام بن سلم وزهير وعبد الواحد بن زياد وغيرهم قال البخاري لا يتابع في حديثه وقال الآجري عن أبي داود ثقة وذكره أبن حبان في الثقات وقال يروي المقاطيع روى له النسائي حديثا .وقال بن عدي ليس بذاك المعروف ، وقال ابن حجر مقبول من السادسة مات سنة ست وخمسين س
5- زيد بن أسلم(2) زيد بن أسلم العدوي أبو أسامة ويقال أبو عبد الله المدني الفقيه مولى عمر روى عن أبيه وابن عمر وأبي هريرة وعطاء بن يسار وغيرهم وعنه أولاًده الثلاثة أسامة وعبد الله وعبد الرحمن وجماعة ، وقال ابن حجر ثقة عالم وكان يرسل من الثالثة مات سنة ست وثلاثين ع .
__________
(1) ترجمة سعيد بن عبد الرحمن : التاريخ الكبير ج3:ص492/1654، الثقات ج6:ص365/8130، الضعفاء الكبير ج2:ص110/583، تهذيب الكمال ج10:ص532/2313، الكاشف ج1:ص440/1920،تهذيب التهذيب ج4:ص50/95، ، تقريب التهذيب ج1:ص238/2351 .
(2) ترجمة زيد بن أسلم : الكنى والأسماء ج1:ص104/241، رجال صحيح البخاري ج1:ص259/348، رجال مسلم ج1:ص214/457، التعديل والتجريح ج2:ص581/382، تهذيب الكمال ج10:ص12/2088، تذكرة الحفاظ ج1:ص132/118، الكاشف ج1:ص414/1722، تهذيب التهذيب ج3:ص341/728، تقريب التهذيب ج1:ص222/2117، طبقات الحفاظ ج1:ص60/116 .(1/330)
6- عطاء بن يسار(1) عطاء بن يسار الهلالي أبو محمد المدني القاص مولى ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم وهو أخو سليمان وعبد الملك وعبد الله بن يسار مدني تابعي ثقة ، روى عن أبي ذر وأبي الدرداء وعبادة بن الصامت وجماعة روى عنه أبو سلمة بن عبد الرحمن وهو من أقرانه ومحمد بن عمر بن عطاء وزيد بن أسلم وآخرون، ، قال ابن حجر ثقة فاضل صاحب مواعظ وعبادة من صغار الثانية ع . كان مولده سنة 19 ومات سنة 103 وكان موته بالإسكندرية
رابعاً: الحكم على إسناد الأثر
هذا الأثرُ إسنادُه ضعيفٌ ، لأن فيه سعيد بن عبد الرحمن الكوفي ، مقبول إن توبع ، وهنا لم يتابع فهو لين الحديث .
الحديث رقم { 68 }
وأخرج عن كعب قال: "يجاء بالشمس والقمر كأنهما ثوران عقيران فيقذفان في النار لأنهما قد عُبدا من دون الله وتبكيتاً للكافرين ولا تكون النار عذاباً لهما لأنهما جماد". قال القرطبي : وقد روي عن ابن عباس تكذيب كعب الأحبار في قوله: "هذه يهودية يريد إدخالها في الإسلام". والله أكرم من أن يعذبهما وهما دائبان في طاعته.
- - الله - -
أولاً: تخريج الأثر كما ذكر المصنف
عزاه المصنف إلى ابن وهب ولم أجده في كتبه المطبوعة . ثم حدث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنهما يعودان إلى ما خلقا منه وهو نور العرش فيختلطان به.
قلت: هذا أخرجه أبو الشيخ في "العظمة" من طريق أبي عصمة نوح بن أبى مريم عن مقاتل بن حيان عن عكرمة عن ابن عباس، وأبو عصمة كذاب وَضّاع .
ثانياً: ذكر إسناد أبى الشيخ
__________
(1) ترجمة عطاء بن يسار : معرفة الثقات ج2:ص137/1245، الكنى والأسماء ج2:ص720/2890، الجرح والتعديل ج6:ص338/1867، مشاهير الأمصار ج1:ص69/474، تسمية من أخرجهم البخاري ومسلم ج1:ص193/1246، تهذيب الكمال ج20:ص125/3946، تذكرة الحفاظ ج1:ص90/80، الكاشف ج2:ص25/3810، تهذيب التهذيب ج7:ص194/400، تقريب التهذيب ج1:ص392/4605، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال ج1:ص267 .(1/331)
أخرج أبو الشيخ في كتاب العظمة (العظمة ج4/ص1163/6433) قال حدثنا إبراهيم بن محمد بن علي الرازي حدثنا أبو يعقوب إسحاق بن أبي حمزة حدثنا حماد بن محمد السلمي أبوالقاسم المروزي حدثنا أبو عصمة نوح بن أبي مريم عن مقاتل بن حيان عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه بينما هو جالس ذات يوم إذ أتاه رجل فقال يا ابن عباس أسمعت بالعجب من كعب الأحبار رحمه الله تعالى يذكر في الشمس والقمر قال وكان ابن عباس رضي الله عنهما متكئا فاحتفز ثم قال وما ذلك قال زعم أنه يجاء بالشمس والقمر يوم القيامة كأنهما ثوران عقيران فيقذفان في النار قال عكرمة رحمه الله تعالى فطارت من ابن عباس رضي الله عنهما شظية ووقعت أخرى غضبا ثم قال كذب كعب ثلاثا هذه يهودية يريد إدخالها في الإسلام جل وعز أجل وأكرم أن يعذب على طاعته ألم تر إلى قول الله عز وجل وسخر لكم الشمس والقمر دائبين يعني دؤوبهما في طاعته فكيف يعذب عبدين أثنى عليهما أنهما دائبان في طاعته قاتل الله هذا الحبر وقبح حبريته ما أجرأه على الله عز وجل وأعظم فريته على هذين العبدين المطيعين لله عز وجل ثم استرجع مرارا ثم أخذ عويدا فجعل ينكته في الأرض فظل كذلك ما شاء الله ثم إنه رفع رأسه ورمى بالعود ثم قال ألا أحدثكم ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في الشمس والقمر وبدء خلقهما ومصير أمرهما قال قلنا نعم يرحمك الله تعالى فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن ذلك فقال إن الله عز وجل لما أبرم خلقه إحكاما ولم يبق من خلقه غير آدم خلق شمسين من نور عرشه ثم ذكر حديثا طويلا قال في آخره أن الله قال: صدقتما فإني قد قضيت على نفسي أن أنزه وأعبد وإني معيدكما إلى ما بدأتكما منه فيقولان ربنا مم خلقتنا فيقول خلقتكما من نور عرشي فارجعا إليه قال فيلتمع مع كل واحد منهما برقة تكاد تخطف الأبصار نورا فتختلط بنور العرش فذلك قوله تعالى إنه هو يبدئ ويعيد ، وفيه أن كعبا أعتذر(1/332)
لأبن عباس فقال له بلغنا ما كان وجدك من حديثنا وبما حدثت به عن كتاب الله عز وجل وعن رسول لله صلى الله عليه وسلم ألا وإني أستغفر الله تعالى من ذلك مع ما يعلم الله تعالى أني لم أتقوله من تلقاء نفسي ولكن حدثت عن كتاب دارس منسوخ ولا أدري ما كان فيه من تبديل الكفار واليهود فأحب أن تحدثني ما حدثت أصحابك عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فأحفظ الحديث عنه فإذا حدثت بشيء عن الشمس والقمر فيما بعد كان هذا الحديث مكان الحديث الأول قال عكرمة رحمه الله والله لقد أعاد علينا ابن عباس رضي الله عنهما الحديث وإني أستقريه في قلبي بابا بابا فما زاد فيه شيئا ولا نقص ولا قدم شيئا ولا أخر فزادني ذلك في ابن عباس رضي الله عنهما رغبة وللحديث حفظا .
ثالثاً: دراسة إسناد الأثر
1- نوح بن أبى مريم(1) أبو عصمة ، قال أبو حاتم يروى أحاديث مناكير لم يكن في الحديث بذاك، وقال متروك الحديث ، قال ابن حبان جمع كل شيء إلا الصدق وكان مرجئا وذكر الحاكم أنه وضع حديث فضائل سور القرآن وكان شديدا على الجهمية وقال البخاري ذاهب الحديث جدا ، وفال الذهبي فقيه واسع العلم تركوه ، وقال ابن حجر نوح بن أبي مريم أبو عصمة المروزي القرشي مولاهم مشهور بكنيته ويعرف بالجامع لجمعه العلوم لكن كذبوه في الحديث وقال بن المبارك كان يضع من السابعة مات سنة ثلاث وسبعين ت فق .
رابعاً: الحكم على إسناد الأثر
هَذَا الأَثَرُ إسنادُه ضَعِيفٌ ، لأن فيه أبا عصمة نوح بن أبي مريم وهو كذاب
__________
(1) ترجمة نوح بن أبي مريم : التاريخ الكبير ج8:ص111/2383، الضعفاء الكبير ج4:ص304/1905، الجرح والتعديل ج8:ص484/2210، الكامل في الضعفاء ج7:ص40/1975، ضعفاء الأصبهاني ج1:ص151/249، الكاشف ج2:ص327/5894، الوافي بالوفيات ج27:ص109، تقريب التهذيب ج1:ص567/7210 .(1/333)
بَابٌ : دركات(1) جهنم
وقوله تعالى: { وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِّمَّا عَمِلُواْ } (2)
"الدركات":الطبقات والمنازل وتختص بما تسافل. ويقال فيما علا "درجات".
الحديث رقم { 69 }
وأخرج ابن المبارك عن ابن مسعود في قوله: { إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ } (3) . قال: "توابيت من حديد مقفلة عليهم في أسفل النار".
- - الله - -
أولاً: تخريج الأثر كما ذكر المصنف
أخرجه ابن المبارك في الزهد (الزهد لابن المبارك ج2/ص86/300) بلفظ مقارب فقال أنا سفيان عن سلمة بن كهيل عن خيثمة عن ابن مسعود في قوله إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار قال توابيت من حديد نصبت عليهم في أسفل النار .
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف
__________
(1) دركات النار : منازل أهلها والنار دركات أي طبقات بعضها دون بعض، والجنة درجات، فالدركات ضد الدرجات .( غريب القرآن ج1/ص217، لسان العرب ج10/ص422، التبيان في تفسير غريب القرآن ج1/ص175، مختار الصحاح ج1/ص85، مقاييس اللغة ج2/ص269)
(2) سُورَةُ الأنعام : الآيَةُ 132 . وزيد في المخطوطة " أ ، ب " قوله تعالى ( إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ) .
(3) سُورَةُ النساء : الآيَةُ 145 .(1/334)
خرجه هناد في الزهد (ج1/ص161/223) ، وأخرجه ابن أبى حاتم في تفسيره (تفسير ابن أبي حاتم ج4/ص1098/6153) كلاهما من طريق الثوري ، وأخرجه ابن أبى شيبة في مصنفه (ج7/ص49/34125) من طريق وكيع بلفظ مبهمة ، وأخرجه ابن جرير في تفسيره (ج1/ص161/223) من طريق الثوري وشعبة بلفظ مبهمة عليهم ومغلقة ، وأخرجه الطبراني في الكبير (المعجم الكبير ج9/ص208/9015) من طريق سفيان بلفظ تطبق عليهم ، ثلاثتهم عن سلمة بن كهيل به .وتابع أبا خيثمة أبو الأحوص فقد أخرجه ابن أبى الدنيا في صفة النار (صفة النار ج1/ص75/100) من طريق أبي الأحوص عن ابن مسعود ولفظه قال يجعلون في توابيت من حديد تصمد عليهم ثم يجعلون في الدرك الأسفل من النار في تنانير أضيق من زج(1) يقال له جب الحزن تطبق على أقوام بأعمالهم آخر الأبد .
ثالثاً: دراسة إسناد الأثر
1- سفيان الثوري : سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 4 ] . وهو إمام جهبذ .
2- سلمة بن كهيل(2) سلمة بن كهيل بن حصين الحضرمي التنعي أبو يحيى الكوفي وروى عن أبي جحيفة وجندب بن عبد الله وأبيه كهيل وجماعة وعنه سعيد بن مسروق الثوري وابنه سفيان بن سعيد والأعمش وشعبة وجماعة ، وقال ابن حجر ثقة من الرابعة مات 121ع .
__________
(1) الزج : حديدة أسفل الرمح جمعه زجاج وزججت الرجل طعنته بالزج وأزججت الرمح جعلت له زجا وأزججته نزعت زجه والزجج دقة في الحاجبين مشبه بالزج، أصل يدل على رقة في شيء(المفردات في غريب القرآن ج1/ص211، مختار الصحاح ج1/ص192، مقاييس اللغة ج3/ص7)
(2) ترجمة سلمة بن كهيل : التاريخ الكبير ج4:ص74/1997، الجرح والتعديل ج4:ص170/742، تهذيب الكمال ج11:ص313/2467، المعين في طبقات المحدثين ج1:ص46/386، الكاشف ج1:ص454/2046، تهذيب التهذيب ج4:ص137/269، الإيثار بمعرفة رواة الآثار ج1:ص90/96، تقريب التهذيب ج1:ص248/2508، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال ج1:ص149 .(1/335)
3- خيثمة بن عبد الرحمن(1) خيثمة بن عبد الرحمن بن أبي سبرة بفتح المهملة وسكون الموحدة واسمه يزيد بن مالك الجعفي الكوفي لأبيه ولجده صحبة ، وقال عبد الله بن أحمد عن أبيه لم يسمع خيثمة من بن مسعود وكذا قال أبو حاتم وقال أبو زرعة خيثمة عن عمر مرسل ، وقال ابن حجر ثقة وكان يرسل من الثالثة مات بعد سنة ثمانين مات قبل أبي وائل ع
4- عبد الله بن مسعود : سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 54 ] .
5- عوف بن مالك(2) عوف بن مالك أبو الأحوص الجشمي بن نضلة بفتح النون وسكون المعجمة الجشمي بضم الجيم وفتح المعجمة أبو الأحوص كوفي تابعي ثقة من أصحاب عبد الله بن مسعود مخضرم كنيته أبو الأحوص ، روى عن عبد الله بن مسعود وأبيه مالك بن نضلة روى عنه أبو إسحاق الهمداني والحسن البصري ومورق العجلي وعطاء بن السائب ، ، وقال ابن حجر مشهور بكنيته ثقة من الثالثة قتل الخوارج في ولاية الحجاج على العراق بخ م 4 .
رابعاً: الحكم على إسناد الأثر
هذا الأَثَرُ إسنادُه صحيحٌ ، وإن كان هناك انقطاع بين خيثمة بن عبد الرحمن و بن مسعود فقد تابعه أبو الأحوص في الرواية عن ابن مسعود .
الحديث رقم { 70 }
__________
(1) ترجمة خيثمة بن عبد الرحمن : التاريخ الكبير ج3:ص215/732، الجرح والتعديل ج3:ص393/1808، مشاهير الأمصار ج1:ص103/768، ذكر اسماء التابعين ومن بعدهم ج2:ص72/308، تهذيب الكمال ج8:ص370/1747، الكاشف ج1:ص377/1428، جامع التحصيل ج1:ص173/176، تحفة التحصيل في ذكر رواة المراسيل ج1:ص98، تهذيب التهذيب ج3:ص154/338، تقريب التهذيب ج1:ص197/1773 .
(2) ترجمة عوف بن مالك : كنى التاريخ الكبير ج1:ص83/811، معرفة الثقات ج2:ص196/1449، الجرح والتعديل ج7:ص14/62، مشاهير الأمصار ج1:ص105/784، تاريخ بغداد ج12:ص290/6733، الكاشف ج2:ص101/4312، المقتنى في سرد الكنى ج1:ص81/338، تقريب التهذيب ج1:ص433/5218 .(1/336)
وأخرج ابن وهب عن كعب الأحبار قال: "إن في النار لبئراً ما فتحت أبوابها بعد مغلقة. ما جاء على جهنم يوم منذ خلقها الله إلا تستعيذ بالله من شرها وهي الدرك الأسفل من النار .
- - الله - -
أولاً: تخريج الأثر كما ذكر المصنف
عزاه المصنف إلى ابن وهب ولم أجده في كتبه المتداولة ، وقد قال ابن رحب في كتابه يقظة أولي الاعتبار (ج1/ص123) رواه ابن وهب عن طريق ابن زيد .
ثانيا: الحكم على إسناد الأثر
هَذَا الأَثَرُ إسنادُه ضَعِيفٌ ، لأن عبد الرحمن بن زيد متفق على تركه وقد سبقت ترجمته .
بَابٌ : عظم الكافر وغلظ جلده
الحديث رقم { 71 }
أخرج الشيخان عن أبي هريرة – رفعه- قال: "ما بين منكبي(1) الكافر في النار مسيرة ثلاثة أيام للراكب المسرع". وأخرجه البيهقي بلفظ: " خمسة أيام".
- - الله - -
أولاً: تخريج الحديث كما ذكر المصنف
أخرجه البخاري في صحيحه (كتاب الرقاق ،باب صفة الجنة والنار) ، (ج5/ص2398/ح6158) فقال حدثنا مُعَاذُ بن أَسَدٍ أخبرنا الْفَضْلُ بن مُوسَى أخبرنا الْفُضَيْلُ عن أبي حَازِمٍ عن أبي هُرَيْرَةَ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما بين مَنْكِبَيْ الْكَافِرِ مَسِيرَةُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ للرَّاكِبِ الْمُسْرِعِ وأخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها ، باب النار يدخلها الجبار والجنة يدخلها الضعفاء، ج4/ص2189/ح2852) فقال حدثنا أبو كُرَيْبٍ وَأَحْمَدُ بن عُمَرَ الْوَكِيعِيُّ قالا حدثنا بن فُضَيْلٍ عن أبيه عن أبي حَازِمٍ عن أبي هُرَيْرَةَ يَرْفَعُهُ قال ما بين مَنْكِبَيْ الْكَافِرِ في النَّارِ مَسِيرَةُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ لِلرَّاكِبِ الْمُسْرِعِ ولم يذكر الْوَكِيعِيُّ في النَّارِ .
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف
__________
(1) المنكب : بكسر الكاف: وهو مابين الكتف والعنق وجمعه مناكب (النهاية في غريب الأثر ج5/ص 112، تاج العروس ج1/ص115) .(1/337)
أخرج البيهقي في كتاب البعث والنشور (ج1/ص300/ح618) فقال أخبرنا أبو عمرو محمد بن عبد الله الأديب ، أنبأ أبو بكر الإسماعيلي ، أخبرني الحسن بن سفيان ، ثنا يوسف بن عيسى ، ثنا الفضل بن موسى ، عن الفضيل بن غزوان ، عن أبي حازم ، عن أبي هريرة ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « ما بين منكبي الكافر مسيرة خمسمائة عام للراكب المسرع » .وأما رواية خمسة أيام فلم أجدها في كتب البيهقي ،بل روى رواية موافقة لرواية الصحيحين في البعث والنشور (ج1/ص300/ح619) والحديث أيضا أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط ((ج3/ص316/ح3268) من طريق محمد بن فضيل به .
ثالثاً: دراسة إسناد الحديث "رواية البيهقي"
1- محمد بن عبد الله الأديب(1) محمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن أحمد بن الحسين بن موسى البسطامي الرزجاهي الفقيه الشافعي الأديب المحدَّث ، ورزجاه بفتح الراء المهملة كذا ذكر أبو سعد بن السمعاني ، قال شيخنا الذهبي وقيل بضمها ثم سكون الزاي ثم جيم وفي آخرها هاء قرية من قرى بسطام وبسطام بلدة بقومس ، كان فقيها أديبا محدثا ، تفقه على الأستاذ أبي سهل الصعلوكي وسمع أبا بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي وأبا أحمد بن عدي الجرجانيين وأبا أحمد الحاكم الحفاظ ، روى عنه الحافظ أبو بكر البيهقي وأبو عبد الله الثقفي وأبو الحسن علي بن محمد بن أحمد الفقاعي وآخرون ، مولده سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة وكان يجلس لإسماع الحديث والأدب وله حلقة ، وانتقل في آخر عمره إلى بسطام ومات بها في ربيع الأول سنة ست وعشرين وأربعمائة .
__________
(1) ترجمة محمد بن عبد الله الأديب : تاريخ الإسلام ج29:ص180، طبقات الشافعية الكبرى ج4:ص151/326، تاريخ جرجان ج1:ص462/917(1/338)
2- أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي(1) أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن العباس أبو بكر الإسماعيلي الجرجاني الحافظ الكبير الرحال الجوال سمع الكثير وحدث وخرج وصنف فأفاد وأجاد وأحسن الانتقاد، صنف كتابا على صحيح البخاري فيه فوائد كثيرة وعلوم غزيرة قال الدارقطني كنت عزمت غير مرة على الرحلة إليه فلم أرزق، قال الشيخ أبو إسحاق جمع بين الفقه والحديث ورئاسة الدين والدنيا قال الذهبي رأيت له مجلدا من مسند كبير إلى الغاية من حساب مائة مجلد أو أكثر ، وكانت وفاته يوم السبت عاشر رجب سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة وهو ابن أربع وسبعين سنة رحمه الله .
3- الحسن بن سفيان(2) الحسن بن سفيان بن عامر الحافظ الإمام شيخ خراسان أبو العباس الشيباني النسوي صاحب المسند الكبير والأربعين ، سمع من أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وإسحاق بن إبراهيم الحنظلي وغيرهم ، روى عنه ابن خزيمة وأبو بكر الإسماعيلي وابن حبان وأبو على الحافظ وخلق سواهم وسمع كتاب السنن من أبي ثور وتفقه عليه وكان يفتى بمذهبه ، وكان عديم النظير ،قال الحاكم كان محدث خراسان في عصره متقدما في الثبت والكثرة والفهم والفقه والأدب وقال بن حبان كان الحسن ممن رحل وصنف وحدث على تيقظ مع صحة الديانة والصلابة في السنة وقال أبو بكر احمد بن علي الرازي الحافظ ليس للحسن في الدنيا نظير ،قال أبو حاتم هو صدوق ، مات في رمضان سنة ثلاث وثلاث مائة .
__________
(1) ترجمة أحمد بن إبراهيم بن الإسماعيلي : البداية والنهاية ج11:ص298، طبقات الشافعية ج1:ص136/93، تاريخ جرجان ، ج1:ص109/98 .
(2) ترجمة الحسن بن سفيان : الجرح والتعديل ج3:ص16/60، تاريخ مدينة دمشق ج13:ص99/1339، تذكرة الحفاظ ج2:ص703/724، ميزان الاعتدال في نقد الرجال ج2:ص240/1856/2475، المقتنى في سرد الكنى ج1:ص344/3508، طبقات الشافعية الكبرى ج3:ص263/171، لسان الميزان ج2:ص211/934، طبقات الحفاظ ج1:ص308/699 .(1/339)
4- يوسف بن عيسى بن دينار(1) يوسف بن عيسى بن دينار الزهري أبو يعقوب المروزي روى عن الفضل بن موسى وأبي معاوية ووكيع وابن عيينة وغيرهم وعنه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي والحسن بن سفيان وآخرون وقال ابن حجر ثقة فاضل من العاشرة مات سنة تسع وأربعين خ م ت س .
5- الفضل بن موسى(2) الفضل بن موسى السيناني بمهملة مكسورة ونونين أبو عبد الله المروزي روى عن الأعمش و هشام بن عروة وفضيل بن غزوان وغيرهم وعنه إسحاق بن راهويه وإبراهيم بن موسى الرازي ويوسف بن عيسى المروزي وآخرون ، ، وقال ابن حجر ثقة ثبت وربما أغرب من كبار التاسعة مات مات192سنة في ربيع الأول ع .
6- فضيل بن غزوان(3) فضيل بن غزوان بفتح المعجمة وسكون للزاي بن جرير الضبي مولاهم أبو الفضل الكوفي روى عن أبي حازم الأشجعي وسالم بن عبد الله بن عمر ونافع مولى بن عمر وغيرهم وعنه ابنه محمد والثوري وابن المبارك والفضل بن موسى السيناني وآخرون ، وقال ابن حجر ثقة من كبار السابعة مات بعد سنة أربعين ع
__________
(1) ترجمة يوسف بن عيسى بن دينار : ذكر اسماء التابعين ومن بعدهم ج1:ص419/1286، تسمية من أخرجهم البخاري ومسلم ج1:ص265/1999، التعديل والتجريح ج3:ص1239، تهذيب الكمال ج32:ص449/7148، الكاشف ج2:ص400/6443، تهذيب التهذيب ج11:ص369/719، تقريب التهذيب ج1:ص611/7876 .
(2) ترجمة الفضل بن موسى : التاريخ الكبير ج7:ص117/523، الجرح والتعديل ج7:ص68/390، تاريخ جرجان ج1:ص535/1135، تهذيب الكمال ج23:ص254/4750، الكاشف ج2:ص123/4477، تهذيب التهذيب ج8:ص257/527، تقريب التهذيب ج1:ص447/5419، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال ج1:ص309 .
(3) ترجمة فضيل بن غزوان : معرفة الثقات ج2:ص207/1487، الجرح والتعديل ج7:ص74/419، التعديل والتجريح ج3:ص1052/1231، تهذيب الكمال ج23:ص301/4766، الكاشف ج2:ص124/4489، تهذيب التهذيب ج8:ص267/543، تقريب التهذيب ج1:ص448/5434 .(1/340)
7- سلمان أبو حازم الأشجعي(1) سلمان أبو حازم الأشجعي الكوفي جالس أبا هريرة خمس سنين روى عن مولاته عزة الأشجعية وابن عمر وأبي هريرة وغيرهم وعنه الأعمش ومنصور وفضيل بن غزوان وغيرهم ، وقال ابن حجر ثقة من الثالثة مات على رأس المائة ع
8- أبو هريرة : سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 19 ] .
رابعاً: الحكم على إسناد الحديث
هذا الحَدِيثُ إسنادُه صحيحٌ ، لأن رجاله ثقات ..
الحديث رقم { 72 }
وأخرج مسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "ضرس الكافر، في النار مثل أحد، وغلظ جلده مسيرة ثلاثٍ".
- - الله - -
أولاً: تخريج الحديث كما ذكر المصنف
أخرجه مسلم في صحيحه في (كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها ، باب النار يدخلها الجبارون والجنة يدخلها الضعفاء ،ج4/ص2189/ح2851) فقال حدثني سُرَيْجُ بن يُونُسَ حدثنا حُمَيْدُ بن عبد الرحمن عن الْحَسَنِ بن صَالِحٍ عن هَارُونَ بن سَعْدٍ عن أبي حَازِمٍ عن أبي هُرَيْرَةَ قال قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ضِرْسُ الْكَافِرِ أو نَابُ الْكَافِرِ مِثْلُ أُحُدٍ وَغِلَظُ جِلْدِهِ مَسِيرَةُ ثَلَاثٍ
ثانياً: معنى الحديث
__________
(1) ترجمة سلمان أبو حازم الأشجعي : التاريخ الكبير ج4:ص137/2240، الجرح والتعديل ج4:ص297/1293، تهذيب الكمال ج11:ص259/2440، الكاشف ج1:ص452/2021، تهذيب التهذيب ج4:ص123/235، تقريب التهذيب ج1:ص246/2479 .(1/341)
قال ابن حجر(1) وكأن اختلاف هذه المقادير محمول على اختلاف تعذيب الكفار في النار وقال القرطبي في المفهم إنما عظم خلق الكافر في النار ليعظم عذابه ويضاعف ألمه ثم قال وهذا إنما هو في حق البعض بدليل الحديث الآخر أن المتكبرين يحشرون يوم القيامة أمثال الذر في صور الرجال يساقون إلى سجن في جهنم يقال له بولس قال ولا شك في أن الكفار متفاوتون في العذاب كما علم من الكتاب والسنة ، ولأنا نعلم على القطع أن عذاب من قتل الأنبياء وفتك في المسلمين وأفسد في الأرض ليس مساويا لعذاب من كفر فقط وأحسن معاملة المسلمين مثلا قلت إما الحديث المذكور فأخرجه الترمذي والنسائي بسند جيد عن عمرو بن شعيب على أبيه عن جده ولا حجة فيه لمدعاه لأن ذلك إنما هو في أول الأمر عند الحشر وأما الأحاديث الأخرى فمحمولة على ما بعد الاستقرار في النار وأما ما أخرجه الترمذي من حديث بن عمر رفعه أن الكافر ليسحب لسانه الفرسخ والفرسخين يتوطؤه الناس فسنده ضعيف وأما تفاوت الكفار في العذاب فلا شك فيه ويدل عليه قوله تعالى إن المنافقين في الدرك الاسفل من النار وتقدم قريبا الحديث في أهون أهل النار عذابا .
وقال النووي(2) : مسيرة ثلاث هذا كله لكونه أبلغ في إيلامه وكل هذا مقدور لله تعالى يجب الإيمان به لإخبار الصادق به .
الحديث رقم { 73 }
وأخرج الترمذي والبيهقي عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "ضرس الكافر في النار مثل أحد وفخذه مثل البيضاء(3) ومقعده في جهنم ما بين مكة والمدينة وغلظ جلده اثنان وأربعون ذراعاً بذراع الجبار .
- - الله - -
أولاً: تخريج الحديث كما ذكر المصنف
__________
(1) فتح الباري ج11/ص423 .
(2) شرح النووي على صحيح مسلم ج17/ص186 .
(3) البيضاء : قيل هو اسم جبل (النهاية في غريب الأثر ج1/ص173، لسان العرب ج7/ص128، تاج العروس ج18/ص269) .(1/342)
أخرجه الترمذي في السنن في كتاب صفة جهنم ، بَاب ما جاء في عِظَمِ أَهْلِ النَّارِ ، (ج4/ص703 ،ح 2577) قال حدثنا عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ حدثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بن مُوسَى أخبرنا شَيْبَانُ عن الْأَعْمَشِ عن أبي صَالِحٍ عن أبي هُرَيْرَةَ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إِنَّ غِلَظَ جِلْدِ الْكَافِرِ اثْنَانِ وَأَرْبَعُونَ ذِرَاعًا وَإِنَّ ضِرْسَهُ مِثْلُ أُحُدٍ وَإِنَّ مَجْلِسَهُ من جَهَنَّمَ كما بين مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ هذا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ من حديث الْأَعْمَشِ . وأخرجه البيهقي في البعث والنشور (ج1/ص301/ح621) من طريق عطاء بن يسار عن أبي هريرة ولفظه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ضرس الكافر مثل أحد ، وفخذه مثل البيضاء ، ومقعده من النار كما بين قديد ومكة ، وكثافة جلده اثنان وأربعون ذراعا بذراع الجبار » قال أحمد بن الخليل ( أحد رواة الحديث ) : أراد به والله أعلم التعظيم والتهويل بإضافته إلى الجبار ، أو أراد جبارا من الجبابرة المخلوقة .
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف(1/343)
وأخرجه عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد (ج2/ص537/10944) فقال : ثنا حَسَنٌ ثنا عبد الرحمن بن عبد اللَّهِ بن دِينَارٍ عن زَيْدِ بن أَسْلِمَ عن عَطَاءِ بن يَسَارٍ عن أبي هُرَيْرَةَ عَنِ النبي صلى الله عليه وسلم قال ضِرْسُ الْكَافِرِ مِثْلُ أُحُدٍ وَفَخِذُهُ مِثْلُ الْبَيْضَاءِ وَمَقْعَدُهُ مِنَ النَّارِ كما بين قُدَيْدٍ إلى مَكَّةَ وَكَثَافَةُ جِلْدِهِ اثْنَانِ وَأَرْبَعُونَ ذِرَاعاً بِذِرَاعِ الْجَبَّارِ.وأخرجه أيضا ((ج2/ص/ 334/8391) من طريق أبي النضر عن عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار به ومثله . وأخرجه الحاكم في المستدرك ، في كتاب الأهوال (ج4/ص637/ح8760) ، من طريق أبي صالح عن أبى هريرة ولفظه ، قال : إن غلظ جلد الكافر اثنان وأربعون ذراعا بذراع الجبار ، وضرسه مثل أحد . وقال الحاكم بعده : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه . مما سبق يتبين لنا أن زيادة ( وَكَثَافَةُ جِلْدِهِ اثْنَانِ وَأَرْبَعُونَ ذِرَاعاً بِذِرَاعِ الْجَبَّار ِ) وزيادة وَفَخِذُهُ مِثْلُ الْبَيْضَاءِ ، لم يخرجها الترمذي ، ولكن خرجها أحمد ومن معه . ولذلك سندرس سندها .
ثالثا:ًدراسة إسناد الحديث ( إسناد الترمذي )
1- عباس بن محمد الدوري(1) عباس بن محمد بن حاتم بن واقد الدوري أبو الفضل البغدادي مولى بني هاشم خوارزمي الأصل روى عن سعيد بن عامر الضبعي وعبيد الله بن موسى ويونس بن محمد المؤدب وخلق كثير وعنه الأربعة ويعقوب بن سفيان وهو من أقرانه وخلق. ، وقال ابن حجر ثقة حافظ من الحادية عشرة مات سنة إحدى وسبعين وقد بلغ ثمانيا وثمانين سنة 4 .
__________
(1) ترجمة عباس بن محمد الدوري : تهذيب الكمال ج14:ص245/4314، الكاشف ج1:ص536/2609، تهذيب التهذيب ج5:ص113/2264، تقريب التهذيب ج1:ص294/3189 .(1/344)
2- عُبَيْدُ اللَّهِ بن مُوسَى(1) عبيد الله بن موسى بن أبي المختار واسمه باذام العبسي مولاهم الكوفي أبو محمد الحافظ روى عن إسماعيل بن أبي خالد وهشام بن عروة وشيبان وموسى بن عبيدة الربذي وطائفة وعنه البخاري وعباس الدوري وآخرون. وقال الذهبي الحافظ أحد الأعلام على تشيعه وبدعته ثقة ، وقال ابن حجر ثقة ، كان يتشيع من التاسعة مات سنة ثلاث عشرة على الصحيح ع .
3- شيبان بن عبد الرحمن التميمي سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 41 ] ، ثقة صاحب كتاب.
4- الْأَعْمَشِ : سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 7 ] . وهو إمام ثقة لكنه يدلس .
5- ذكوان السمان الزيات المدني سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 15 ] . ثقة ثبت .
6- أبو هريرة سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 19 ] .
رابعاً: دراسة إسناد أحمد
1- الحسن بن موسى الأشيب أبو علي البغدادي سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 14 ] ، ثقة .
__________
(1) ترجمة عبيد الله بن موسى : التاريخ الكبير ج5:ص401/1293، معرفة الثقات ج2:ص114/1171، الجرح والتعديل ج5:ص334/1582، الكاشف ج1:ص687/3593 ، ،تهذيب التهذيب ج7:ص46/97، تقريب التهذيب ج1:ص375/4345 .(1/345)
2- عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار(1) عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار القرشي العدوي المدني مولى عبد الله بن عمر بن الخطاب روى عن وزيد بن اسلم وأبي حازم سلمة بن دينار ومحمد بن عجلان روى عنه عبد الله بن المبارك وعبد الصمد بن عبد الوارث وأبو النضر هاشم بن القاسم ، قال عباس الدوري عن يحيى بن معين في حديثه عندي ضعف وقد حدث عنه يحيى بن سعيد القطان فحسبه أن يحدث عنه يحيى بن سعيد القطان وقال أبو حاتم فيه لين يكتب حديثه ولا يحتج به وقال أبو احمد بن عدي وبعض ما يرويه منكر لا يتابع عليه وهو في جملة من يكتب حديثه من الضعفاء، ،وقال ابن حبان روايته لا يجوز الاحتجاج بخبره إذا انفرد مع فحش الخطأ . وقال ابن حجر صدوق يخطيء من السابعة خ د ت س .
3- زَيْدِ بن أَسْلِمَ سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 67 ] .
4- عَطَاءِ بن يَسَارٍ سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 67 ] .
5- أبو هريرة سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 19 ] .
خامسا : الحكم على إسناد الحديث
هذا الحَدِيثُ إسنادُه صحيحٌ ، لأن رجاله ثقات . وقال الترمذي هذا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ من حديث الْأَعْمَشِ (ج4/ص703 ،ح 2577) .وقال الحاكم بعده هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. وأما رواية أحمد فهو حسنة لأن عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار صدوق . وقد صححه الألباني في تعليقه على الجامع الصغير وزيادته (1/288/ح3877) وصححه في تعليقه على مشكاة المصابيح (2/233/ح5675) ، وأما سند الإمام أحمد فهو حسن لأن فيه عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار القرشي العدوي وهو صدوق يهم .
سادسا: معنى الحديث
__________
(1) ترجمة عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار : التاريخ الكبير ج5:ص316/999، الجرح والتعديل ج5:ص254/1204، المجروحين ج2:ص51/587، الضعفاء الكبير ج2:ص339/936، تهذيب الكمال ج17:ص208/3866، الكاشف ج1:ص632/3234، تقريب التهذيب ج1:ص344/3913 .(1/346)
قال ابن حجر(1) أخرجه البيهقي وقال أراد بذلك التهويل يعني بلفظ الجبار قال ويحتمل أن يريد جبارا من الجبابرة إشارة إلى عزم الذراع وجزم بن حبان لما أخرجه في صحيحه بأن الجبار ملك كان باليمن وفي مرسل عبيد بن عمير عند بن المبارك في الزهد بسند صحيح وكثافة جلده سبعون ذراعا وهذا يؤيد الاحتمال الأول لأن السبعين تطلق للمبالغة وللبيهقي من طريق عطاء بن يسار عن أبي هريرة وفخذه مثل ورقان ومقعده مثل ما بين المدينة والربذة وورقان بفتح الواو وسكون الراء بعدها قاف جبل معروف بالحجاز ، وقال العيني (2) مثل مقال ابن حجر ..
الحديث رقم { 74 }
وأخرج أحمد والترمذي والحاكم وصححه والبيهقي عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "ضرس الكافر يوم القيامة(3) مثل أحد وعرض جلده سبعون ذراعاً وفخذه مثل ورقان(4) ومقعده من النار مثل ما بيني وبين الربذة
- - الله - -
أولاً: تخريج الحديث كما ذكر المصنف
__________
(1) فتح الباري ج11/ص423 .
(2) عمدة القاري ج23/ص121.
(3) فى المخطوطة (ز) فى النار
(4) فى المخطوطة (أ) ،(ب) زادتا وعضده مثل البيضاء(1/347)
أخرجه أحمد في مسنده (ج2/ص328/ح8327) فقال حدثنا عبد اللَّهِ حدثني أبي ثنا ربعي بن إبراهيم قال ثنا عبد الرحمن بن إِسْحَاقَ عن سَعِيدِ بن أبي سَعِيدٍ عن أبي هُرَيْرَةَ قال قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ضِرْسُ الْكَافِرِ يوم الْقِيَامَةِ مِثْلُ أُحُدٍ وَعَرْضُ جِلْدِهِ سَبْعُونَ ذِرَاعاً وَفَخِذُهُ مِثْلُ وَرِقَانَ وَمَقْعَدُهُ مِنَ النَّارِ مِثْلُ ما بيني وَبَيْنَ الرَّبَذَةِ , ، وأخرجه الحاكم في مستدركه في كتاب الأهوال (ج4/ص637/ح8759) ، وأخرجه البيهقي في البعث والنشور من طريقه (ج1/ص302/ح624) كلاهما من طريق بشر بن المفضل عن عبد الرحمن بن إِسْحَاقَ به . وقال الحاكم هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه بهذه السياقة إنما اتفقا على ذكر ضرس الكافر فقط . وأخرجه الترمذي في سننه (كتاب جهنم ، بَاب ما جاء في عِظَمِ أَهْلِ النَّار/ ج4/ص703/ح2578) من طريق صالح مولى التوأمة عن أبى هريرة مرفوعا بلفظ ضِرْسُ الْكَافِرِ يوم الْقِيَامَةِ مِثْلُ أُحُدٍ وَفَخِذُهُ مِثْلُ الْبَيْضَاءِ وَمَقْعَدُهُ من النَّارِ مَسِيرَةُ ثَلَاثٍ مِثْلُ الرَّبَذَةِ قال أبو عِيسَى هذا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ وَمِثْلُ الرَّبَذَةِ كما بين الْمَدِينَةِ وَالرَّبَذَةِ وَالْبَيْضَاءُ جَبَلٌ مِثْلُ أُحُدٍ .
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف
أخرجه ابن المبارك في الزهد (ج2/ص87/ح304) من طريق سعيد بن أبى هلال عن المقبري به وزاد وجنباه مثل ورقان وبطنه مثل إضم(1) .
ثالثاً: دراسة إسناد الحديث
1- عبد الله بن أحمد بن حنبل سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 22 ] .
2- أحمد بن حنبل سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 56 ] .
__________
(1) إضم : قال الجوهرى أضم بالكسر جبل إضم جبل لأشجع وجهينة وقيل موضع . ( لسان العرب ج12/ص19، معجم ما استعجم ج1/ص166) .(1/348)
3- ربعي بن علية بن إبراهيم(1) ربعي بن علية وهو بن إبراهيم أخو إسماعيل بن علية وعلية أمه روى عن يونس وعبد الرحمن بن إسحاق روى عنه أبو خيثمة وحماد بن زاذان و عمر بن يزيد السياري وأهل البصرة ، قال ابن مهدي كنا نعد ربعي بن علية أخا إسماعيل بن علية من بقايا شيوخنا ،وقال ابن معين هو ثقة مأمون . وقال ابن حبان من أهل الثقات .
4- عبد الرحمن بن إِسْحَاقَ(2) عبد الرحمن بن إسحاق بن عبد الله بن الحارث القرشي مولاهم ويقال الثقفي المدني ويقال له عباد بن إسحاق نزل البصرة وروى عن أبيه وسعيد المقبري وأبي الزناد وعبد الله بن دينار وعنه يزيد بن زريع وبشر بن المفضل وإسماعيل وربعي ابنا علية وجماعة ، قال يحيى بن سعيد سألت عنه بالمدينة فلم يحمدوه ، قال ابن الجوزى إنما لم يحمدوه في مذهبه فإنه كان قدريا فنفوه من المدينة فأما رواياته فلا بأس بها. قال أحمد ويحيى بن معين هو صالح الحديث على انه قد روى أحاديث منكرة قال البخاري هو مقارب الحديث قال ابن عدي في بعض حديثه ما لا يتابع علي ، وقال ابن داود هو ثقة ، وقال النسائي ليس به بأس ، وقال بن خزيمة ليس به بأس وذكره بن حبان في الثقات ، وقال الساجي صدوق يرمي وحكى الترمذي في العلل عن البخاري أنه وثقه ، وقال ابن حجر صدوق رمي بالقدر من السادسة بخ م 4 .
__________
(1) ترجمة ربعي بن علية بن إبراهيم : الجرح والتعديل ج3:ص509/2311 ، الثقات ج8:ص244/13245 .
(2) ترجمة عبد الرحمن بن إِسْحَاقَ : التاريخ الكبير ج5:ص258/834، معرفة الثقات ج2:ص72/1017، ، الضعفاء الكبير ج2:ص321/910، الجرح والتعديل ج5:ص212/1000، الثقات ج7:ص86/9125، الثقات ج7:ص86/9125، الكامل في الضعفاء ج4:ص300/1128، تاريخ أسماء الثقات ج1:ص147/808، الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي، ،الكاشف ج1:ص620/3138، تهذيب التهذيب ج6:ص125/285، تقريب التهذيب ج1:ص336/3800 .(1/349)
5- سَعِيدِ بن أبي سَعِيد المقبريٍ(1) سعيد بن أبي سعيد واسمه كيسان المقبري أبو سعد المدني وكان أبوه مكاتبا لامرأة من بني ليث والمقبري نسبة إلى مقبرة بالمدينة كان مجاورا لها روى عن سعد وأبي هريرة وأبي سعيد وعائشة وأم سلمة وغيرهم روى عنه مالك وابن إسحاق ويحيى بن سعيد الأنصاري والليث بن سعد وجماعة ، أثبت الناس فيه الليث بن سعد. و ما كان من حديثه مرسلا عن أبي هريرة فإنه لا يضر لأن أباه الواسطة ،قال الحافظ الذهبي ما أجد أن أحدا أخذ عنه في الاختلاط، قال ابن حجر ثقة من الثالثة تغير قبل موته بأربع سنين وروايته عن عائشة وأم سلمة مرسلة مات في حدود العشرين وقيل قبلها وقيل بعدها ع
6- أبو هريرة : سبقت ترجمته .
رابعاً: الحكم على إسناد الحديث
هذا الحَدِيثُ إسنادُه حَسَنٌ ، لأن فيه عبد الرحمن بن إسحاق وهو صدوق .وقال الحاكم بعد روايته الحديث هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه بهذه السياقة إنما اتفقا على ذكر ضرس الكافر فقط (ج4/ص637/ح8759) وقال الترمذي هذا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ (ج4/ص703/ح2578)
الحديث رقم { 75 }
وأخرجه الحاكم من وجه آخر عن أبي هريرة موقوفاً وفيه: وبطنه مثل أضم
- - الله - -
أولاً: تخريج الأثر كما ذكر المصنف
__________
(1) ترجمة سعيد بن أبي سَعِيد المقبريٍ : التاريخ الكبير ج3:ص474/1585، الجرح والتعديل ج4:ص57/251، الثقات ج4:ص284/2926، مشاهير الأمصار ج1:ص81/587، الكاشف ج1:ص437/1896، جامع التحصيل ج1:ص184/243، المختلطين ج1:ص39/17، ، تحفة التحصيل في ذكر رواة المراسيل ج1:ص127، تهذيب التهذيب ج4:ص34/61، تقريب التهذيب ج1:ص236/2321، من رمي بالاختلاط ج1:ص58/34.(1/350)
أخرجه الحاكم في مستدركه في كتاب الأهوال (ج4/ص638/ح8761) فقال حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا بحر بن نصر ثنا عبد الله بن وهب أخبرني عمرو عن الحارث عن أبي هلال عن سعيد بن أبي سعيد المقبري أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول إن ضرس الكافر يوم القيامة مثل أحد ورأسه مثل البيضاء وفخذه مثل ورقان وغلظ جلده سبعون ذراعا وإن مجلسه في النار كما بين المدينة والربذة قال أبو هريرة وكان يقال بطنه مثل بطن أضم هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه لتوقيفه على أبي هريرة رضي الله عنه
ثانياً: دراسة إسناد الأثر
1- محمد بن العباس الأخرم(1) محمد بن العباس بن أيوب أبو جعفر الأصبهاني الحافظ المعروف بابن الأخرم وليس بينه وبين أبي عبد الله بن الأخرم النيسابوري قرابة بل هذا أقدم من النيسابوري وكان الأصبهاني من الفقهاء الحفاظ المتقنين روى عن أبي كريب وزياد بن يحيى الحساني وجماعة وعنه الطبراني وأبو الشيخ بن حبان وأبو أحمد الغسال وآخرون قال أبو نعيم اختلط قبل موته بسنة، توفي سنة إحدى وثلاثمائة وقطع الحديث سنة ست وتسعين وكان ممن يتفقه في الحديث ويعنى به ثم خولط بعد وقطع الحديث وكان متعصبا للسنة غليظا على أهل البدع له صولة وقبول من الحفاظ الكبار ومتقدما في الحفظ .
2- بحر بن نصر سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 58 ] .
3- عبد الله بن وهب سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 30 ] . صدوق ثقة وكان من العباد .
4- عمرو عن الحارث سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 39 ] .وكان من أهل الضبط والإتقان والورع في السر والإعلان
__________
(1) ترجمة محمد بن العباس الأخرم : طبقات أصبهان ج3:ص447، تاريخ أصبهان ج2:ص194/1444، تذكرة الحفاظ ج2:ص747، لسان الميزان ج5:ص215/754 .(1/351)
5- سعيد بن أبي هلال(1) سعيد بن أبى هلال الليثي روى عن سعيد بن أبى سعيد المقبري و زيد بن اسلم والزهري ومحمد بن المنكدر ونعيم المجمر وهشام بن عروة روى عنه المدنيون وأهل مصر الليث بن سعد وخالد بن يزيد وهشام بن سعد ويحيى بن أيوب ،قال فيه أبو حاتم لا بأس به ، وذكره ابن حبان في الثقات . مات سنة تسع وأربعين ومائة .
6- سعيد بن أبي سعيد المقبري سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 74 ] . من الثقات .
7- أبو هريرة سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 19 ] .
ثالثاً: الحكم على إسناد الأثر
هذا الأثر إسنادُه صحيحٌ ، لأن رجاله ثقات .
الحديث رقم { 76 }
وأخرج أحمد والطبراني والبيهقي عن ابن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "يعظم أهل النار في النار حتى أن بين شحمة أذن أحدهم إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام وإن غلظ جلده سبعون ذراعاً وإن ضرسه مثل أحد".
- - الله - -
أولاً: تخريج الحديث كما ذكر المصنف
أخرجه أحمد في مسنده (ج2/ص26/4800) فقال حدثنا عبد اللَّهِ حدثني أبي ثنا وَكِيعٌ حدثني أبو يحيى الطَّوِيلُ عن أبي يحيى الْقَتَّاتِ عن مُجَاهِدٍ عَنِ بن عُمَرَ عَنِ النبي صلى الله عليه وسلم قال يَعْظُمُ أَهْلُ النَّارِ في النَّارِ حتى إِنَّ بين شَحْمَةِ أُذُنِ أَحَدِهِمْ إلى عَاتِقِهِ مَسِيرَةَ سَبْعِمِائَةِ عَامٍ وَإِنَّ غِلَظَ جِلْدِهِ سَبْعُونَ ذِرَاعاً وَإِنَّ ضِرْسَهُ مِثْلُ أُحُدٍ . وأخرجه الطبراني في معجمه الكبير (ج12/ص402/13482) ، وأخرجه الطبراني في الأوسط (ج3/ص41/2410) من طريق عمران بن زيد عن أبى يحيى القتات به ، وقال بعده لم يرو هذا الحديث عن أبي يحيى إلا عمران ، وأخرجه البيهقي في البعث والنشور (ج1/ص303/ح625،626،627) من طريق عمران بن زيد عن أبى يحيى القتات به ..
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف
__________
(1) ترجمة سعيد بن أبي هلال : الجرح والتعديل ج4:ص71/301، الثقات ج6:ص374/8165 .(1/352)
أخرجه عبد بن حميد في مسنده (ج1/ص257/808) ، وأخرجه ابن أبى شيبة في مصنفه (مصنف ابن أبي شيبة ج7/ص53/34153) كلاهما من طريق أبى يحيى الطويل عن يحيى القتات به . لكن لفظ أبى شيبة هو (إن أهل النار يعظمون في النار حتى يصير أحدهم مسيرة كذا وكذا وإن ضرس أحدهم لمثل أحد) .
ثالثاً: دراسة إسناد الحديث
1- عبد الله بن أحمد سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 22 ] .
2- أحمد بن حنبل سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 56 ] .
3- وكيع بن الجراح سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 20 ] .
4- عمران بن زيد أبو يحيى(1) عمران بن زيد التغلبي أبو يحيى البصري ويقال الكوفي الملائي بضم الميم وتخفيف اللام الطويل روى عن أبى يحيى القتات وزيد العمي وأبي حازم الأعرج وعنه بن المبارك ووكيع وأبو النضر و غيرهم قال الدوري عن بن معين ليس يحتج بحديثه وقال أبو حاتم يكتب حديثه وليس بالقوي وذكره بن حبان في الثقات وقال بن عدي بصري يكنى أبا محمد قليل الحديث ، وقال ابن حجر لين من السابعة ت ق .
__________
(1) ترجمة عمران بن زيد أبو يحيى : التاريخ الكبير ج6:ص424/2865، الجرح والتعديل ج6:ص298/1652، الكامل في الضعفاء ج5:ص89/1266، الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ج2:ص220/2529، الكاشف ج2:ص93/4266، المقتنى في سرد الكنى ج2:ص146/6658، تهذيب التهذيب ج8:ص117/228، تقريب التهذيب ج1:ص429/5156 .(1/353)
5- أبو يحيى القتات(1) أبو يحيى القتات الكوفي بقاف ومثناه مثقلة وآخره مثناة أيضا صاحب القت اسمه زاذان وقيل دينار وقيل عبد الرحمن بن دينار وقيل مسلم روى عن حبيب بن أبي ثابت وعطاء بن أبي رباح ومجاهد بن جبر المكي ، روى عنه إسرائيل بن يونس بخ وسفيان الثوري ، وسليمان الأعمش ، وأبو يحيى الطويل ، قال بن معين في حديثه ضعف هو في الكوفيين مثل ثابت في البصريين وقال النسائي ليس بالقوي ، قال عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه كان شريك يضعف أبا يحيى القتات وقال أبو بكر الأثرم عن أحمد بن حنبل روى عنه إسرائيل أحاديث كثيرة مناكير جدا وقال أبو أحمد بن عدي وفي حديثه بعض ما فيه إلا أنه يكتب حديثه ، وقال ابن سعد وفيه ضعف ، وقال الأزدي متروك ، وقال ابن حجر لين الحديث من السادسة بخ د ت ق .
6- مجاهد بن جبر سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 7 ] .
7- عبد الله بن عمر سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 62 ] .
رابعاً: الحكم على إسناد الحديث
هذا الحَدِيثُ إسنادُه ضعيفٌ ، لحال أبى يحيى الطويل ويحيى القتات لأنهما ضعيفان ، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد ( مجمع الزوائد ج10/ص391) رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط وفي أسانيدهم أبو يحيى القتات وهو ضعيف وفيه خلاف وبقية رجاله أوثق منه .
الحديث رقم { 77 }
__________
(1) ترجمة أبى يحيى القتات : طبقات ابن سعد ج6:ص339، الضعفاء للنسائي ج1:ص116/672، الجرح والتعديل ج3:ص432/1965، الكامل في الضعفاء ج3:ص237/729، الضعفاء الكبير ج2:ص329/925، تهذيب الكمال ج34:ص401/7699، المغني في الضعفاء ج1:ص224/2058، الكاشف ج2:ص471/6895، تقريب التهذيب ج1:ص684/8444 .(1/354)
وأخرج الترمذي والبيهقي وهناد عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "إن الكافر ليجر لسانه في سجين(1) يوم القيامة يتواطؤه(2) الناس" ولفظ الترمذي:"الفرسخ(3) والفرسخين".
- - الله - -
أولاً: تخريج الحديث كما ذكر المصنف
أخرجه هناد في كتابه الزهد (ج1/ص189/ح301) فقال حدثنا علي بن مسهر عن الفضل بن يزيد عن أبي المخارق عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الكافر يسحب لسانه يوم القيامة الفرسخ والفرسخين يتوطؤه الناس ،وأخرجه الترمذي في سننه (كتاب صفة جهنم ،باب ما جاء في عظم أهل النار سنن الترمذي ج4/ص704/ح2580) من طريق هناد به بمثله ، وأخرجه البيهقي في البعث والنشور (ج1/ص302/ح622) من طريق الفضل بن يزيد الثمالي به ولفظه كلفظ المصنف بدون زيادة الفرسخ والفرسخين.
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف
أخرجه أحمد في مسنده (مسند أحمد بن حنبل ج2/ص92/5671) ، وأخرجه عبد بن حميد في مسنده (ج1/ص272/ح860) كلاهما من طريق عَبْدَ اللَّهِ بن عَقِيلٍ عَنِ الْفَضْلِ بن يَزِيدَ الثمالي به ولفظهما بمثل لفظ المصنف بدون ذكر لفظ سجين .
ثالثاً: دراسة إسناد الحديث
__________
(1) السجين : هو فعيل من السجن الحبس ، اسم لجهنم بإزاء عليين وزيد لفظه تنبيها على زيادة معناه وقيل هو اسم للأرض السابعة، ويقال سجين صخرة تحت الأرض السابعة(تذكرة الأريب في تفسير الغريب ج2/ص278، التبيان في تفسير غريب القرآن ج1/ص454، المفردات في غريب القرآن ج1/ص225، النهاية في غريب الأثر ج2/ص344).
(2) فى المحطوطة (أ) توطاؤه
(3) الفرسخ : وهو ثلاثة أميال وأصله الشيء الدائم الكثير، وقيل أصله السكون ، سمي بذلك لأن صاحبه إذا مشى قعد واستراح من ذلك كأنه سكن وهو واحد الفراسخ فارسي معرب(مشارق الأنوار ج2/ص153، العين ج4/ص332، القاموس المحيط ج1/ص1369، المصباح المنير ج2/ص468، لسان العرب ج3/ص44) .(1/355)
1- علي بن مسهر(1) علي بن مسهر بضم الميم وسكون المهملة وكسر الهاء القرشي أبو الحسن الكوفي الحافظ قاضي الموصل روى عن الفضل بن يزيد الثمالي و يحيى بن سعيد الأنصاري وهشام بن عروة وغيرهم روى عنه أبو بكر وعثمان ابنا أبي شيبة وهناد بن السري وآخرون ، ، وقال ابن حجر : ثقة له غرائب بعد أن أضر من الثامنة مات سنة تسع وثمانين ع .
2- فضل بن يزيد(2) الفضل بن يزيد الثمالي بضم المثلثة ويقال البجلي الكوفي روى عن عكرمة والشعبي وابن عجلان والمحاربي وأبي المخارق إن كان محفوظا روى عنه أبو عقيل الثقفي وعلي بن مسهر وأبو معاوية ومروان بن معاوية قال أبو زرعة كوفي ثقة وقال الترمذي روى عنه غير واحد من الأئمة وقال الحاكم ثقة يجمع حديثه وذكره بن حبان في الثقات ، وقال ابن حجر صدوق من السادسة ت .
__________
(1) ترجمة على بن مسهر : التاريخ الكبير ج6:ص297/2456، تهذيب الكمال ج21:ص135/4137 ، تذكرة الحفاظ ج1:ص290/270، الكاشف ج2:ص47/3967، تهذيب التهذيب ج7:ص335/624، تقريب التهذيب ج1:ص405/4800، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال ج1:ص277، طبقات الحفاظ ج1:ص127/258 .
(2) ترجمة فضل بن يزيد : التاريخ الكبير ج7:ص116/517، الجرح والتعديل ج7:ص69/ 395 ، الثقات ج7:ص318/10259 ، تهذيب التهذيب ج8:ص259/529، تقريب التهذيب ج1:ص447/5421 .(1/356)
3- أبوالمخارق(1) أبو المخارق الكوفي عن بن عمر( أن الكافر ليجر لسانه) وعنه الفضل بن يزيد الثمالي ،صوابه أبو العجلان المحاربي كذا قال الذهبي وابن حجر ، وقيل هما مختلفان فقد روى أبو العجلان المحاربي عن بن عمر رضي الله عنهما وعنه حميد بن أبي غنية وكلاهما مجهول ، وقال الحاكم أبو أحمد: أبو مخارق مغراء العبدي حديثه في الكوفيين روى عن بن عمر وعنه أبو إسحاق السبيعي والحسن بن عبيد الله النخعي وقال الترمذي عقب حديثه أبو المخارق : ليس بالمعروف . قال ابن حجر : أبو المخارق عن بن عمر مجهول من الرابعة ت ،
4- عبد الله بن عمر سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 62 ] .
رابعاً: الحكم على إسناد الحديث
__________
(1) ترجمة أبى المخارق : كنى التاريخ الكبير ج1:ص75/711، الجرح والتعديل ج8:ص429/1961، الثقات ج5:ص464/5742، تهذيب الكمال ج28:ص348/6120 ، ميزان الاعتدال في نقد الرجال ج6:ص487/4907، الكاشف ج2:ص458/6818، تهذيب التهذيب ج12:ص246/1028 ،، تقريب التهذيب ج1:ص671/8346 ، لسان الميزان ج7:ص474/ 5584 .(1/357)
هذا الحَدِيثُ إسنادُه ضعيفٌ ، لجهالة أبى المخارق . قال الترمذي بعد رواية الحديث (ج4/ص704/ح2580) هذا حَدِيثٌ غَرِيبٌ إنما نَعْرِفُهُ من هذا الْوَجْهِ وَالْفَضْلُ بن يَزِيدَ هو كُوفِيٌّ قد رَوَى عنه غَيْرُ وَاحِدٍ من الْأَئِمَّةِ وأبو الْمُخَارِقِ ليس بِمَعْرُوفٍ ، وضعفه ابن حجر في الفتح (فتح الباري ج11/ص423) ، وقول البيهقي بعد روايته الحديث في البعث والنشور (ج1/ص302/ح622) : تعليقا على كلام الترمذي وهذا غلط ، إنما هو أبو العجلان المحاربي، وذكره البخاري في الكنى ، هذا وهم منه لأن الذي ذكره البخاري في الكنى هو أبو مخارق مغراء العبدي حديثه في الكوفيين ، روى عن بن عمر وعنه أبو إسحاق السبيعي والحسن بن عبيد الله النخعي ،كما نبه عليه الحاكم . وقد ضعفه الألباني في الجامع الصغير وزيادته (1/345/ح3422) وانظر السلسلة الضعيفة (4/451/ح1986) وأنظر ضعيف الترمذي (1/302/ح474 ) وضعفه المناوي في الفيض (ج1/ص298) وبين أن المعنى يتواطؤه الناس أي أهل الموقف فيكون ذلك من العذاب قبل دخوله النار .
الحديث رقم { 78 }
وأخرج البزار عن ثوبان قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :"ضرس الكافر مثل أحد وغلظ جلده أربعون ذراعاً بذراع الجبار".
- - الله - -
أولاً: تخريج الحديث كما ذكر المصنف
عزاه المصنف إلى البزار ولم أجده فلعله سقط ،وقد ساق إسنادُه الهيثمي في رفع الأستار (ج4/ص183/ح3496) فقال: حدثنا إبراهيم بن سعيد حدثنا ريحان عن عباد عن أيوب السختياني عن أبى قلابة عن أبى أسماء عن ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله .
ثانياً: دراسة إسناد الحديث(1/358)
1- إبراهيم بن سعيد(1) إبراهيم بن سعيد الجوهري أبو إسحاق الطبري الأصل البغدادي الحافظ روى عن أبي أسامة وابن عيينة وعبد الوهاب الثقفي وجماعة وعنه الجماعة سوى البخاري وأبو حاتم وموسى بن هارون وابن صاعد وغيرهم ، قال ابن حجر ثقة حافظ تكلم فيه بلا حجة من العاشرة مات في حدود الخمسين م 4.
2- ريحان بن سعيد بن المثنى(2) ريحان بن سعيد بن المثنى السامي الناجي أبو عصمة البصري روى عن عباد بن منصور وشعبة وروح بن القاسم وعنه أحمد وإسحاق الحنظلي وإبراهيم بن سعيد الجوهري وغيرهم قال يحيى بن معين ما أرى به بأسا وقال أبو حاتم شيخ لا بأس به يكتب حديثه ولا يحتج به قال الذهبي ليس بالمتقن ، وقال الآجري سألت أبا داود عنه فكأنه لم يرضه وقال النسائي ليس به بأس وذكره بن حبان في الثقات يعتبر حديثه من غير روايته عن عباد انتهى وقال العجلي ريحان الذي يروي عن عباد منكر الحديث ، وقال ابن حجر صدوق ربما أخطأ من التاسعة مات سنة ثلاث أو أربع ومائتين د س .
__________
(1) ترجمة إبراهيم بن سعيد : الرواة الثقات المتكلم فيهم بما لا يوجب ردهم ج1:ص43، الكاشف ج1:ص212/140، تهذيب التهذيب ج1:ص107/218، تقريب التهذيب ج1:ص89/179، طبقات الحفاظ ج1:ص229/510 .
(2) ترجمة ريحان بن سعيد بن المثنى : الجرح والتعديل ج3:ص517/2335 ، تاريخ أسماء الثقات ج1:ص88/374 ، الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ج1:ص289/1252، تهذيب الكمال ج9:ص260/1943، المغني في الضعفاء ج1:ص234/2152، الكاشف ج1:ص399/1601، تهذيب التهذيب ج3:ص259/563 ، تقريب التهذيب ج1:ص212/1974، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال ج1:ص119 .(1/359)
3- عباد بن منصور الناجي(1) عباد بن منصور الناجي أبو سلمة البصري روى عن إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي وهو أكبر منه وأيوب السختياني والحسن البصري روى عنه إسرائيل بن يونس وحماد بن سلمة وريحان بن سعيد وغيرهم ، لم يرضه يحيى بن سعيد وقال ابن معين ليس بشيء وقال علي بن الجنيد متروك قدري وقال النسائي ضعيف وقد كان تغير ، ذكره أحمد والبخاري والنسائي والساجي وغيرهم بالتدليس عن الضعفاء ، قال البخاري فيه نظر ، وقال أبو زرعة لين وقال أبو حاتم كان ضعيف الحديث يكتب حديثه ،ووثقه وابن المديني والعجلي ،وقال يحيى بن سعيد مرة عباد بن منصور ثقة لا ينبغي أن يترك حديثه لرأي أخطأ فيه يعني القدر ، وقال ابن حجر صدوق رمي بالقدر وكان يدلس وتغير بأخرة من السادسة مات سنة اثنتين وخمسين خت 4 .
4- أيوب بن أبي تميمة(2) أيوب بن أبي تميمة كيسان السختياني أبو بكر البصري رأى أنس بن مالك وروى عن عمرو بن سلمة الجرمي وحميد بن هلال وأبي قلابة وعنه الأعمش من أقرانه وقتادة وهو من شيوخه وشعبة وعباد بن منصور الناجي وخلق كثير ، وقال ابن حجر ا ثقة ثبت حجة من كبار الفقهاء العباد من الخامسة مات سنة إحدى وثلاثين ومائة وله خمس وستون ع .
__________
(1) ترجمة عباد بن منصور الناجي : التاريخ الكبير ج6:ص39/1622 ، معرفة الثقات ج2:ص18/842، الضعفاء للنسائي ج1:ص74/414، المجروحين ج2:ص165/790، الكامل في الضعفاء ج4:ص338/1167، الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ج2:ص76/1786، تهذيب الكمال ج14:ص156/3093 ، الكاشف ج1:ص532/2575، تاريخ الإسلام ج9:ص450، تقريب التهذيب ج1:ص291/3142 ، طبقات المدلسين ج1:ص50/121 .
(2) ترجمة أيوب بن أبي تميمة : تهذيب الكمال ج3:ص457/607، الكاشف ج1:ص260/511 ، تهذيب التهذيب ج1:ص348/733، تقريب التهذيب ج1:ص117/605 .(1/360)
5- عبد الله بن زيد بن عمرو أبو قلابة(1) عبد الله بن زيد بن عمرو أبو قلابة الجرمي البصري أحد الأعلام روى عن ثابت الضحاك الأنصاري وسمرة بن جندب وعمرو بن سلمة الجرمي وأبي أسماء الرحبي وغيرهم وعنه أيوب وخالد الحذاء ويحيى بن أبي كثير وطائفة ، وقال ابن حجر ثقة فاضل كثير الإرسال قال العجلي فيه نصب يسير من الثالثة مات بالشام هاربا من القضاء سنة أربع ومائة وقيل بعدها ع
6- عمرو بن مرثد أبو أسماء الرحبي(2) عمرو بن مرثد أبو أسماء الرحبي الشامي الدمشقي روى عن أوس بن أوس الثقفي وثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم وشداد بن أوس الأنصاري روى عنه راشد بن داود الصنعاني وربيعة بن يزيد القصير وأبو قلابة الجرمي ,وقال ابن حجر ثقة من الثالثة ، مات في خلافة عبد الملك بخ م 4
__________
(1) ترجمة عبد الله بن زيد بن عمرو أبو قلابة : كنى التاريخ الكبير ج1:ص84/846 ، معرفة الثقات ج2:ص30/888 ، الجرح والتعديل ج5:ص57/268، التعديل والتجريح ج2:ص820/804 ، تهذيب الكمال ج14:ص542/3283، الكاشف ج1:ص554/2734، تهذيب التهذيب ج5:ص197 ، تقريب التهذيب ج1:ص304/3333 .
(2) ترجمة عمرو بن مرثد أبو أسماء الرحبي : التاريخ الكبير ج6:ص376/2687، الجرح والتعديل ج6:ص259/1429، تهذيب الكمال ج22:ص223/4445، الكاشف ج2:ص88/4227، تقريب التهذيب ج1:ص426/5109، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال ج1:ص464 .(1/361)
7- ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم(1) ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم صحابي مشهور ،كان مولى من السراه اشتراه ثم أعتقه رسول الله صلى الله عليه وسلم فخدمه إلى أن مات ثم تحول إلى الرملة ثم حمص ، كان ثوبان ممن حفظ عن رسول الله وأدى ما وعى وروى عنه جماعة من التابعين منهم جبير بن نفير الحضرمي وأبو إدريس الخولاني وأبو أسماء الرحبي ومعدان بن أبي طلحة ، قال ابن حجر ومات بحمص سنة أربع وخمسين بخ م 4 .
ثالثاً: الحكم على إسناد الحديث
هذا الحَدِيثُ إسنادُه ضعيفٌ ، لأنه من رواية عباد بن منصور وهو صدوق كان يدلس عن الضعفاء وتغير بأخرة ولم يتميز حديثه ، ثم إن رواية ريحان عن عباد عن أيوب عن أبي قلابة فهي مناكير . وعزاه الهيثمي في مجمع الزوائد للبوار (ج10/ص392) وقال رواه البزار وفيه عباد بن منصور وهو ضعيف وقد وثق وبقية رجاله ثقات .
الحديث رقم { 79 }
وأخرج أحمد وأبو يعلى والحاكم وصححه عن أبي سعيد قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "مقعد الكافر في النار مسيرة ثلاثة أيام ، وكل ضرس مثل أحد، وفخذه مثل ورقان، وجلده سوى لحمه وعظمه أربعون ذراعاً .
- - الله - -
أولاً: تخريج الحديث كما ذكر المصنف
__________
(1) ترجمة ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم : الاستيعاب ج1:ص218، الكاشف ج1:ص285/721، البداية والنهاية ج8:ص67، تقريب التهذيب ج1:ص134/858 .(1/362)
أخرجه أحمد في مسنده (ج3/ص29/11250) قال حدثنا عبد اللَّهِ حدثني أبي ثنا حَسَنٌ ثنا بن لَهِيعَةَ ثنا دَرَّاجٌ عن أبي الْهَيْثَمِ عن أبي سَعِيدٍ الخدري عن رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال مَقْعَدُ الْكَافِرِ في النَّارِ مَسِيرَةُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ وَكُلُّ ضِرْسٍ مِثْلُ أُحُدٍ وَفَخِذُهُ مِثْلُ وَرِقَانَ وَجِلْدُهُ سِوَى لَحْمِهِ وَعِظَامِهِ أَرْبَعُونَ ذِرَاعاً .وأخرجه أبو يعلى في مسنده (ج2/ص525/ح1387) من طريق ابن لهيعة ، وأخرجه الحاكم في مستدركه (ج4/ص640/8771) من طريق عمرو بن الحارث كلاهما عن دراج به .
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف
أخرجه ابن أبى الدنيا في صفة النار (صفة النار ج1/ص30/22) من طريق ابن لهيعة عن دراج به .
ثالثاً: دراسة إسناد الحديث
هذا الحديث مداره على دراج رواه عنه ابن لهيعة وعمرو بن الحارث
1- عبد الله بن أحمد سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 22 ] .
2- أحمد بن حنبل سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 56 ] .
3- حسن بن موسى الأشيب سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 14 ] . وهو ثقة .
4- عبد الله بن لهيعة سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 14 ] . وهو صدوق خلط بعد احتراق كتبه ورواية بن المبارك وابن وهب عنه أعدل من غيرهما .
5- دراج أبو السمح المصري القاص سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 1 ] . وهو صدوق إلا في روايته عن أبى الهيثم العتواري ففيها مناكير .
6- سليمان بن عمرو بن عبد العتواري أبو الهيثم سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 14 ] . وهو ثقة .
7- أبو سعيد الخدري سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 14 ] . سعد بن مالك أبو سعيد الخدري، من المكثرين، من أصحاب الشجرة .
رابعاًً: الحكم على إسناد الحديث
هذا الحَدِيثُ إسنادُه ضعيفٌ ، لأنه من رواية أبى السمح عن أبى الهيثم وهى ضعيفة .وقال الحاكم بعد روايته للحديث (المستدرك على الصحيحين ج4/ص640) هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي في تلخيصه .(1/363)
الحديث رقم { 80 }
وأخرج أحمد والحاكم والبيهقي عن مجاهد قال: قال لي ابن عباس: " أتدري ما سعة جهنم ؟ قلت: لا، قال: أن بين شحمة أذن أحدهم وبين عاتقه مسيرة سبعين خريفاً تجري فيه أودية القيح والدم، قلت له: أنهاراً ؟ ! قال: لا، بل أودية".
- - الله - -
أولاً: تخريج الأثر كما ذكر المصنف
هذا جزء من حديث أخرجه ابن المبارك في الزهد والرقائق (الزهد لابن المبارك ج2/ص85/298) قال أنا عنبسة بن سعيد عن حبيب بن أبي عمرة عن مجاهد قال قال ابن عباس أتدري ما سعة جهنم قال قلت لا قال أجل والله ما تدرى إن بين شحمة أذن أحدهم وبين عاتقه مسيرة سبعين خريفا يجري فيها أودية القيح والدم قلت له أنهار قال لا بل أودية ثم قال أتدري ما سعة جهنم قلت لا أدري قال أجل والله ما تدري حدثتني عائشة أنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله والأرض جميعا قبضته يوم القيامة قلت فأين الناس يومئذ يا رسول الله قال على جسر جهنم .وأخرجه أحمد في مسنده (مسند أحمد بن حنبل ج6/ص116/ح24900) من طريق عبد الله بن المبارك ، وأخرجه الحاكم في مستدركه في كتاب التفسير في موضعين : الأول (ج2/ص277/ح2999) من طريق هارون بن المغيرة ، والثاني منهما (ج2/ص473/3630) من طريق عبدان ، وأخرجه البيهقي في البعث والنشور ((ج1/ص304/ح629) من طريق شيخه الحاكم من طريق عبدان ثلاثتهم عن عنبسة بن سعيد به .وبمثله.
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف(1/364)
أخرجه ابن أبى الدنيا في صفة النار (صفة النار ج1/ص26/ح18) ، وأخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء (حلية الأولياء ج8/ص183) وأخرجه البغوي في شرح السنة، باب صفة النار (ج15/ص250/ 4415) كلهم من طريق ابن المبارك ، وأخرجه البيهقي في البعث والنشور (ج1/ص304/ح629) من طريق عبدان كلاهما عن عنبسة به وبمثله . وقد أخرج الترمذي الجزء المرفوع في سننه في كتاب التفسير (سنن الترمذي ج5/ص372/ح3241) من طريق ابن المبارك عن عنبسة به ، وقال هذا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ من هذا الْوَجْهِ ..
ثالثاً: دراسة إسناد الأثر
1- عبد الله بن المبارك سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 1 ] . وهو ثقة ثبت فقيه عالم جواد مجاهد جمعت فيه خصال الخير .
2- عنبسة بن سعيد(1) عنبسة بن سعيد بن الضريس بضاد معجمة مصغر الأسدي أبو بكر الكوفي قاضي الري سكن الري وتولى قضاءها فقيل له الرازي روى عن إبراهيم بن عبد الله بن الحارث وإسماعيل بن أبي خالد وحبيب بن أبي عمرة وغيرهم ، وقال ابن حجر ثقة من الثامنة خت ت س .
3- حبيب بن أبي عمرة القصاب(2) حبيب بن أبي عمرة القصاب أبو عبد الله الحماني بكسر المهملة مولاهم الكوفي بياع القصب ويقال اللحام روى عن سعيد بن جبير ومجاهد بن جبر وعائشة بنت طلحة بن عبيد الله روى عنه إسماعيل بن زكريا وجابر بن نوح وعنبسة بن سعيد الرازي وغيرهم ، وقال ابن حجر ثقة من السادسة مات سنة اثنتين وأربعين خ م خد ت س ق ,
__________
(1) ترجمة عنبسة بن سعيد : الجرح والتعديل ج6:ص399/2230، تهذيب الكمال ج22:ص406/4530، الكاشف ج2:ص99/4297، المقتنى في سرد الكنى ج1:ص116/752 ، تاريخ الإسلام ج10:ص378 ، تقريب التهذيب ج1:ص432/5200 .
(2) ترجمة حبيب بن أبي عمرة القصاب : التاريخ الكبير ج2:ص322/2620، الجرح والتعديل ج3:ص106/491، الجرح والتعديل ج3:ص106/491، تهذيب الكمال ج5:ص386/1095، الكاشف ج1:ص309/914، تقريب التهذيب ج1:ص151/1102 .(1/365)
4- مجاهد بن جبر سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 7 ] . وهو ثقة إمام في التفسير وفي العلم .
5- عبد الله بن عباس سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 2 ] . و كان يسمى البحر والحبر لسعة علمه .
رابعاً: الحكم على إسناد الأثر
هذا الأَثَرُ إسنادُه صحيحٌ ، لأن رجاله ثقات .وقال الحاكم بعد روايته هذا الحديث هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه (ج2/ص277/ح2999) .وقال الذهبي في تلخيصه صحيح . وقال المنذري في الترغيب والترهيب (الترغيب والترهيب ج4/ص265) رواه أحمد بإسناد صحيح والحاكم وقال صحيح الإسناد ، قال في مجمع الزوائد ورواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير عنبسة بن سعيد وهو ثقة .وقال أبو نعيم في الحلية (حلية الأولياء ج8/ص183) غريب من حديث مجاهد تفرد به حبيب بن أبى عمرة وهو كوفي ثقة عزيز الحديث .
الحديث رقم { 81 }
وأخرج أحمد وهناد عن زيد بن أرقم قال: " إن الرجل من أهل النار ليعظم للنار حتى يكون الضرس من أضراسه مثل أحد .
- - الله - -
أولاً: تخريج الأثر كما ذكر المصنف(1/366)
أخرجه هناد في كتاب الزهد (الزهد لابن السري ج1/ص188/298) فقال حدثنا يعلي عن أبي حيان عن يزيد بن حيان عن زيد بن أرقم قال إن الرجل من أهل النار ليعظم للنار حتى يكون الضرس من أضراسه كأحد . وأخرجه أحمد في مسنده (مسند أحمد بن حنبل ج4/ص366/ح19285) من طريق إسماعيل بن إبراهيم عن أبى حيان به لكن هو جزء من حديث طويل ، وفي آخره سبب هذا الحديث : قال يَزِيدُ بن حَيَّانَ ثنا زَيْدُ بن أَرْقَمَ في مَجْلِسِهِ ذلك قال بَعَثَ إِلَىَّ عُبَيْدُ اللَّهِ بن زِيَادٍ فَأَتَيْتُهُ فقال ما أَحَادِيثٌ تُحَدِّثُهَا وَتَرْوِيهَا عن رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لاَ نَجِدُهَا في كِتَابِ اللَّهِ تُحَدِّثُ أن له حَوْضاً في الْجَنَّةِ قال قد حَدَّثَنَاهُ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَوَعَدَنَاهُ قال كَذَبْتَ وَلَكِنَّكَ شَيْخٌ قد خَرِفْتَ قال إني قد سَمِعَتْهُ أذناي وَوَعَاهُ قلبي من رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُُ من كَذَبَ عَلَىَّ مُتَعَمِّداً فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ من جَهَنَّمَ وما كَذَبْتُ على رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَحَدَّثَنَا زَيْدٌ في مَجْلِسِهِ قال إن الرَّجُلَ من أَهْلِ النَّارِ لَيَعْظُمُ لِلنَّارِ حتى يَكُونَ الضِّرْسُ من أَضْرَاسِهِ كَأُحُدٍ .
ثانياً: دراسة إسناد الأثر(1/367)
1- يعلى بن عبيد الطنافسي(1) يعلى بن عبيد بن أمية الأيادي ويقال الحنفي مولاهم أبو يوسف الطنافسي الكوفي مولى إياد ثقة عابد روى عن أبي حيان التيمي و إسماعيل بن أبي خالد ويحيى بن سعيد الأنصاري والأعمش وغيرهم وعنه بن أخته علي بن محمد الطنافسي وأخوه محمد بن عبيدة ومحمد بن مقاتل المروزي وهناد السرى وآخرون ، ، وقال ابن حجر ثقة إلا في حديثه عن الثوري ففيه لين من كبار التاسعة مات سنة بضع ومائتين وله تسعون سنة ع .
2- يحيى بن سعيد بن حيان(2) يحيى بن سعيد بن حيان بمهملة وتحتانية أبو حيان التيمي الكوفي العابد من تيم الرباب إمام ثبت ، روى عن أبيه وعمه يزيد بن حيان والشعبي و غيرهم وعنه يعلى بن عبيد الطنافسي و أيوب السختياني ومات قبله والأعمش وهو من أقرانه ومحمد بن عبيد الطنافسي وآخرون ، قال ابن حجر ثقة عابد من السادسة مات سنة خمس وأربعين ع .
__________
(1) ترجمة يعلى بن عبيد الطنافسي : طبقات خليفة ج1:ص171 ، الجرح والتعديل ج9:ص304/1312، تهذيب الكمال ج32:ص389/7115 ، الوافي بالوفيات ج29:ص16/12، الرواة الثقات المتكلم فيهم بما لا يوجب ردهم ج1:ص199، المقتنى في سرد الكنى ج2:ص163/6903، الكاشف ج2:ص397/6415 ، تهذيب التهذيب ج11:ص353/680، تقريب التهذيب ج1:ص609/7844 ، طبقات الحفاظ ج1:ص145/304 .
(2) ترجمة يحيى بن سعيد بن حيان : الجرح والتعديل ج9:ص149/622 ، تهذيب الكمال ج31:ص323/6832، الكاشف ج2:ص366/6173، جامع التحصيل ج1:ص298/875، تهذيب التهذيب ج11:ص188/357، تقريب التهذيب ج1:ص590/7555 .(1/368)
3- يزيد بن حيان التيمي(1) يزيد بن حيان أبو حيان التيمي الكوفي عن زيد بن أرقم وشبرمة بن الطفيل وعنبس بن عقبة وعنه بن أخيه أبو حيان التيمي والأعمش وسعيد بن مسروق الثوري. قال ابن حجر ثقة من الرابعة م د س .
4- زيد بن أرقم(2) زيد بن أرقم بن زيد بن قيس بن النعمان بن الخزرج الأنصاري أبو عمرو اختلف في كنيته اختلافا كثيرا ، غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع عشرة غزوة ونزل الكوفة روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن علي وعنه أبو الطفيل والنضر بن أنس وأبو عثمان النهدي ويزيد بن حبان التيمي وغيرهم وهو الذي أنزل الله تصديقه في سورة المنافقين وشهد صفين مع علي وكان من خواصه ، أول مشاهده الخندق مات سنة ست أو ثمان وستين ع .
ثالثاً: الحكم على إسناد الأثر
هذا الأَثَرُ إسنادُه صحيحٌ ، لأن رجاله ثقات . قال الهيثمي في مجمع الزوائد (ج10/ص392) رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح .
الحديث رقم { 82 }
وأخرج ابن ماجه والحاكم وصححه والبيهقي عن الحارث بن أقيش عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " إن من أمتي لمن يعظم للنار حتى يكون أحد زواياها".
- - الله - -
أولاً: تخريج الحديث كما ذكر المصنف
__________
(1) ترجمة يزيد بن حيان التيمي : التاريخ الكبير ج8:ص324/3182، الجرح والتعديل ج9:ص255/1074، تهذيب الكمال ج32:ص112/6980، الكاشف ج2:ص381/6294، هذيب التهذيب ج11:ص281/520، تقريب التهذيب ج1:ص600/7706 .
(2) ترجمة زيد بن أرقم : الاستيعاب ج2:ص535/837 ، تهذيب الكمال ج10:ص9/2087، الكاشف ج1:ص414/17214، تهذيب التهذيب ج3:ص340/727، الإصابة ج2:ص589/2875، تقريب التهذيب ج1:ص222/2116 .(1/369)
هذا جزء من حديث أخرجه ابن ماجة في سننه ((كتاب الزهد ، باب صفة النار /ج2/ص1446/ح4323) قال حدثنا أبو بَكْرِ بن أبي شَيْبَةَ ثنا عبد الرَّحِيمِ بن سُلَيْمَانَ عن دَاوُدَ بن أبي هِنْدٍ ثنا عبد اللَّهِ بن قَيْسٍ قال كنت عِنْدَ أبي بُرْدَةَ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَدَخَلَ عَلَيْنَا الْحَارِثُ بن أُقَيْشٍ فَحَدَّثَنَا الْحَارِثُ لَيْلَتَئِذٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال إِنَّ من أُمَّتِي من يَدْخُلُ الْجَنَّةَ بِشَفَاعَتِهِ أَكْثَرُ من مُضَرَ وَإِنَّ من أُمَّتِي من يَعْظُمُ لِلنَّارِ حتى يَكُونَ أَحَدَ زَوَايَاهَا) .وأخرجه الحاكم في مستدركه ( كتاب الإيمان ،ج1/ص142/ح238) من طريق أبى معاوية و أخرجه أيضا ( ج1/ص143/ح239) من طريق شعبة وأخرجه البيهقي في البعث والنشور (ج1/ص304/ح628) من طريق شعبة كلاهما عن دَاوُدَ بن أبي هِنْدٍ به إلا أن الحاكم زاد جملة في أول الحديث وهى قال ما من مسلمين يموت لهما أربعة إلا أدخلهم الله الجنة بفضل رحمته إياهما قلنا يا رسول الله وثلاثة قال وثلاثة قلنا يا رسول الله واثنان قال واثنان ، واقتصر البيهقي على الجملة الأخيرة وهى لفظ المصنف
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف
أخرجه أحمد في مسنده (ج4/ص212/ح 17892) عن شيخه محمد بن أبي عدي ، وأخرجه أيضا (ج5/ص312/خ22717) من طريق بشر بن المفضل كلاهما عن داود بن هند به بجمله الثلاثة ، وأخرجه ابن أبى شيبة في مصنفه (ج7/ص52/ح34150) عن شيخه عبد الرحيم بن سليمان عن داود بن أبي هند به ولم يذكر جملة ما من مسلمين يموت لهما أربعة ، وأخرجه عبد بن حميد في مسنده (مسند عبد بن حميد ج1/ص164/ح443) ، وأخرجه الطبراني في الكبير (المعجم الكبير ج3/ص265/ح3360) كلاهما من طريق يزيد بن زريع عن داود بن هند به كاملا .
ثالثاً: دراسة إسناد الحديث "رواية ابن أبى شيبة"(1/370)
1- عبد الرحيم بن سليمان المروزي(1) عبد الرحيم بن سليمان الكناني وقيل الطائي أبو علي المروزي الأشل سكن الكوفة ثقة حافظ روى عن عاصم الأحول وهشام بن عروة وداود بن عبد الله بن أبي هند وغيرهم وعنه إبراهيم بن موسى الرازي وأبو بكر بن أبي شيبة وهناد بن السري وغيرهم ، وقال ابن حجر ثقة له تصانيف من صغار الثامنة مات سنة سبع وثمانين ع .
2- داود بن أبي هند(2) داود بن أبى هند واسم أبى هند دينار الإمام الثبت أبو محمد البصري كان حافظا صواما دهره قانتا لله وكان من أهل الورع والفضل وكان يسمى داود القارئ ، رأى أنس بن مالك وروى عن أبي العالية وسعيد بن المسيب وأبي عثمان النهدي والشعبي وعكرمة وعنه شعبة والحمادان وابن علية ويحيى القطان ويزيد بن هارون وكان من حفاظ أهل البصرة ومفتيهم . قال ابن حجر ثقة متقن كان يهم بأخرة من الخامسة عاش خمسا وسبعين سنة مات سنة أربعين بطريق مكة وقيل قبلها خت م 4 .
__________
(1) ترجمة عبد الرحيم بن سليمان المروزي : تهذيب الكمال ج18:ص36/3407 ، الكاشف ج1:ص650/3356 ، تهذيب التهذيب ج6:ص274/603، تقريب التهذيب ج1:ص354/4056 .
(2) ترجمة داود بن أبي هند : التاريخ الكبير ج3:ص231/780 ، مشاهير الأمصار ج1:ص151/1177، المقتنى في سرد الكنى ج1:ص114/727 ، تذكرة الحفاظ ج1:ص146/140، الكاشف ج1:ص382/1466، تقريب التهذيب ج1:ص200/1871، طبقات الحفاظ ج1:ص69/135.(1/371)
3- عبد الله بن قيس النخعي(1) عبد الله بن قيس النخعي كوفي روى عن الحارث بن أقيش وعنه داود بن أبي هند ذكره بن حبان في الثقات قال وأحسبه الذي روى عن بن عباس وقد قال علي بن المديني عبد الله بن قيس الذي روى عنه داود بن أبي هند سمع الحارث بن وقيش وعنه داود بن أبي هند مجهول لم يرو عنه غير داود ليس إسنادُه بالصافي ، وقال ابن حجر :مجهول من الثالثة ق .
4- الحارث بن أقيش(2) الحارث بن أقيش بقاف ومعجمة مصغرا ويقال وقيش العكلي ثم العوفي حليف الأنصار ويقال هو الحارث بن زهير بن أقيش أخرج له بن ماجة حديثا واحدا في ثواب موت الأولاًد ، يعد في البصريين روى عن النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه عبد الله بن قيس النخعي ، قال بن عبد البر كان حليف الأنصار وهو من عكل وذكر له ثلاثة أحاديث ، ووقع عند البغوي تصريح بسماعه من النبي صلى الله عليه وسلم ، وقال ابن حجر : الحارث بن أقيش بالقاف والمعجمة مصغر وقد تبدل الهمزة واوا العكلي حليف الأنصار صحابي مقل ق .
رابعاً: الحكم على إسناد الحديث
__________
(1) ترجمة عبد الله بن قيس النخعي : الجرح والتعديل ج5:ص139/651، تهذيب الكمال ج15:ص459/3495 ، ، الكاشف ج1:ص586/2922، تهذيب التهذيب ج5:ص319/629، تقريب التهذيب ج1:ص318/3546 .
(2) ترجمة الحارت بن أقيش : التاريخ الكبير ج2:ص261/2395، الاستيعاب ج1:ص282، تهذيب الكمال ج5:ص213/1009، الكاشف ج1:ص301/845، تهذيب التهذيب ج2:ص118/228، تقريب التهذيب ج1:ص145/1011، الإصابة ج1:ص562/1364 .(1/372)
هذا الحَدِيثُ إسنادُه ضعيفٌ ، لجهالة عبد الله بن قيس . قال البويصيري في مصباح الزجاجة (مصباح الزجاجة ج4/ص262/ح5451) هذا إسناد فيه مقال عبد الله بن قيس النخعي ذكره ابن حبان في الثقات و قال ولم يرو عنه غير داود بن أبي هند وليس إسنادُه بالشافي انتهى وباقي رجال الإسناد ثقات .وقال الحاكم بعد روايته الحديث(ج1/ص143/ح239) هذا حديث صحيح الإسناد على شرط مسلم و الحارث بن أقيش مخرج حديثه في مسانيد الأئمة و هو من النمط الذي قدمناه ذكره من تفرد التابعي الواحد عن رجل من الصحابة و هكذا رواه شعبة عن داود بن أبي هند، وعلق الذهبي في التلخيص قال هو على شرط مسلم ، وقال الهيثمي في المجمع (مجمع الزوائد ج3/ص8) رواه أحمد من حديث ورجاله ثقات وضعفه الألباني في الجامع الصغير وزيادته (ج1/ص481/ح4810) ،وانظر ضعيف الترغيب والترهيب (ج2/ص238/ح2168) .
الحديث رقم { 83 }(1/373)
وأخرج هناد عن سعيد المقبري قال: جاء رجل إلى أبي هريرة فقال: أرأيت قول الله تعالى: { وَمَن يَغْلُلْ(1) يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ } (2) . هذا يغل ألف درهم وألفي درهم حتى يأتي بها يوم القيامة، أرأيت من يغل مائة بعير ومائتي بعير كيف يصنع ؟ قال: أرأيت من كان ضرسه مثل أحد، وفخذه مثل ورقان وساقه مثل بيضاء، ومجلسه ما بين المدينة إلى الربذة، أفلا يحمل مثل هذا.
- - الله - -
أولاً: تخريج الأثر كما ذكر المصنف
أخرجه هناد في كتاب الزهد (ج1/ص188/ح297) قال حدثنا ابن المبارك عن أبي معشر قال حدثني سعيد المقبري قال جاء رجل إلى أبي هريرة بلفظه .
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف
أخرجه ابن أبى حاتم في تفسيره (تفسير ابن أبي حاتم ج3/ص805/ح4439) من طريق ابن المبارك عن أبى معشر به بمثله
ثالثاً: دراسة إسناد الأثر
1- عبد الله بن المبارك سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 1 ]، ثقة ثبت فقيه عالم جواد مجاهد جمعت فيه خصال الخير
__________
(1) الغلول : في المغنم أن يخفى منه شيء ولا يرد إلى القسم،أصله ان الرجل كان إذا اختار من المغنم شيئا غله أي أدخله في أضعاف متاعه وستره فسمي الخائن غالا يقال غللت الشيء فانغل أي أدخلته ومنه قيل للماء الجاري بين خلال الشجر غلل وقيل فلان يتغلغل إلى كذا أي يتوصل إليه بالدخول في أسبابه، يقال من الخيانة أغل يغل ومن الحقد غل يغل بالكسر ومن الغلول غل يغل بالضم ( غريب الحديث لابن قتيبة ج1/ص226، غريب الحديث لابن سلام ج1/ص200، تفسير غريب ما في الصحيحين البخاري ومسلم ج1/ص335، مختار الصحاح ج1/ص200)
(2) سُورَةُ آل عمران : الآيَةُ 161 .(1/374)
2- نجيح بن عبد الرحمن السندي(1) نجيح عبد الرحمن السندي بكسر المهملة وسكون النون أبو معشر المدني مولى بني هاشم وكان من أوعية العلم على نقص في حفظه، رأى أبا إمامة بن سهل بن حنيف وروى عن سعيد بن المسيب ومحمد بن كعب القرظي وسعيد بن أبي سعيد المقبري وغيرهم وعنه ابنه محمد وهو خاتمة أصحابه والثوري ومات قبله والليث بن سعد وابن مهدي وآخرون ، قال أحمد صدوق لا يقيم الإسناد وقال بن معين ليس بالقوي وقال بن عدي يكتب حديثه مع ضعفه ، وقال البخاري منكر الحديث وقال النسائي وأبو داود ضعيف وقال الترمذي تكلم بعض أهل العلم فيه من قبل حفظه وقال أبو زرعة صدوق في الحديث وليس بالقوي وقال ابن حجر مشهور بكنيته ضعيف من السادسة أسن واختلط مات سنة سبعين ومائة ويقال كان اسمه عبد الرحمن بن الوليد بن هلال 4 .
3- سعيد بن أبى سعيد المقبري سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 74 ] . مديني ثقة .
4- أبو هريرة سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 19 ] .
رابعاً: الحكم على إسناد الأثر
هذا الأَثَرُ إسنادُه ضعيفٌ ، لضعف أبى معشر .
الحديث رقم { 84 }
وأخرج ابن المبارك عن أبي هريرة قال: "ضرس الكافر يوم القيامة أعظم من أحد يعظمون لتمتلئ منهم وليذوقوا العذاب .
- - الله - -
أولاً: تخريج الأثر ذكر المصنف
أخرجه ابن المبارك في الزهد لأبن المبارك (الزهد لابن المبارك ج2/ص87/ح303) قال حدثنا يونس عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال ضرس الكافر يوم القيامة أعظم من أحد يعظمون لتمتلئ منهم وليذوقوا العذاب
ثانياً: دراسة إسناد الأثر
__________
(1) ترجمة نجيح بن عبد الرحمن السندي : الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ج3:ص157/3507، تذكرة الحفاظ ج1:ص234/2214، الكاشف ج2:ص317/5802، تهذيب التهذيب ج10:ص374/7594، تقريب التهذيب ج1:ص559/7100 .(1/375)
1- يونس بن يزيد(1) يونس بن يزيد بن أبي النجاد ويقال بن النجاد الأيلي بفتح الهمزة وسكون التحتانية بعدها لام ، أبو يزيد مولى معاوية بن أبي سفيان روى عن أخيه أبي علي بن يزيد والزهري ونافع مولى بن عمر وهشام بن عروة وغيرهم وعنه جرير وعمرو بن الحارث ومات قبله وابن المبارك وابن وهب وغيرهم ، صحب الزهري ثنتي عشرة سنة وقيل أربع عشرة وأكثر عنه وهو من رفعاء أصحابه ، قال ابن حجر ثقة إلا أن في روايته عن الزهري وهما قليلا وفي غير الزهري خطأ من كبار السابعة مات سنة تسع وخمسين على الصحيح وقيل سنة ستين ع .
2- محمد بن مسلم بن عبيد الله(2) محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب بن زهرة بن كلاب بن مرة القرشي الزهري الفقيه أبو بكر الحافظ المدني أحد الأئمة الأعلام وعالم الحجاز والشام روى عن عبد الله بن عمر بن الخطاب وعبد الله بن جعفر وربيعة بن عباد وسعيد بن المسيب وخلق كثير روى عنه عطاء بن أبي رباح وأبو الزبير المكي ويونس بن يزيد وآخرون ، قال ابن حجر الفقيه الحافظ متفق على جلالته وإتقانه وهو من رؤوس الطبقة الرابعة مات سنة خمس وعشرين وقيل قبل ذلك بسنة أو سنتين ع .
__________
(1) ترجمة يونس بن يزيد : التاريخ الكبير ج8:ص406/3496، الجرح والتعديل ج9:ص247/1042، مشاهير الأمصار ج1:ص183/1452، تهذيب الكمال ج32:ص551/7188 ، سير أعلام النبلاء ج6:ص297/126، الكاشف ج2:ص404/6480، تذكرة الحفاظ ج1:ص162/156، ميزان الاعتدال في نقد الرجال ج7:ص320/ 9932 ، تهذيب التهذيب ج11:ص395/770، تقريب التهذيب ج1:ص614/7919 .
(2) ترجمة محمد بن مسلم بن عبيد الله : الجرح والتعديل ج8:ص71/318، تهذيب الكمال ج26:ص419/5606، الكاشف ج2:ص217/5152، تهذيب التهذيب ج9:ص395/734، تقريب التهذيب ج1:ص506/6296 .(1/376)
3- سعيد بن المسيب(1) سعيد بن المسيب بن حزن الإمام أبو محمد المخزومي أحد الأعلام وسيد التابعين عن عمر وعثمان وسعد وأبي هريرة وكان زوج ابنته وعنه الزهري وقتادة ويحيى بن سعيد ثقة حجة فقيه رفيع الذكر رأس في العلم والعمل ، وقال ابن حجر أحد العلماء الأثبات الفقهاء الكبار من كبار الثانية اتفقوا على أن مرسلاته أصح المراسيل ، وقال بن المديني لا أعلم في التابعين أوسع علما منه ، مات بعد التسعين وقد ناهز الثمانين ع .
4- أبو هريرة سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 19 ] .
ثالثاً: الحكم على إسناد الأثر
هذا الأَثَرُ إسنادُه صحيحٌ ، لأن رجاله ثقات . وقال ابن حجر ( فتح الباري ج11/ص423) ولابن المبارك في الزهد عن أبي هريرة قال ضرس الكافر يوم القيامة أعظم من أحد يعظمون لتمتلئ منهم وليذوقوا العذاب وسنده صحيح ولم يصرح برفعه لكن له حكم الرفع لأنه لا مجال للرأي فيه .
الحديث رقم { 85 }
وأخرج الطبراني بسند صحيح عن ابن مسعود قال:"لا يكوى رجل يكنز فيمس درهم درهماً ولا دينار ديناراً يوسع جلده حتى يوضع كل دينار ودرهم على حدته".
- - الله - -
أولاً: تخريج الأثر كما ذكر المصنف
__________
(1) ترجمة سعيد بن المسيب : تهذيب الكمال ج11:ص66/ 2358، الكاشف ج1:ص444/1960، تهذيب التهذيب ج4:ص74/145، تقريب التهذيب ج1:ص241/2396 .(1/377)
أخرجه الطبراني في المعجم الكبير ( المعجم الكبير ج9/ص150/ح8754) قال حدثنا محمد بن النَّضْرِ ثنا مُعَاوِيَةُ بن عَمْرٍو ثنا زَائِدَةُ عَنِ الأَعْمَشِ عن عبد اللَّهِ بن مُرَّةَ عن مَسْرُوقٍ عن عبد اللَّهِ قال : لا يكوي رَجُلٌ يَكْنِزُ(1) فَيَمَسُّ دِرْهَمٌ دِرْهَمًا وَلا دِينَارٌ دِينَارًا يُوَسَّعُ جِلْدُهُ حتى يُوضَعَ كُلُّ دِينَارٍ وَدِرْهَمٍ على حِدَتِهِ .
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف
أخرجه ابن أبى شيبة في مصنفه (مصنف ابن أبي شيبة ج2/ص427/ح10697) قال حدثنا بن فُضَيْلٍ عَنِ الأَعْمَش عن عبد اللهِ بن مُرَّةَ عن مَسْرُوقٍ عن عبد اللهِ قال وَاَلَّذِي لاَ إلَهَ غَيْرُهُ لاَ يُعَذِّبُ اللَّهُ رَجُلاً بكنز فَيَمَسُّ دِرْهَمٌ دِرْهَمًا وَلاَ دِينَارٌ دِينَارًا وَلَكِنْ يُوَسِّعُ جِلْدَهُ حتى يُوضَعَ كُلُّ دِرْهَمٍ وَدِينَارٍ على حِدَتِهِ .وأخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره (تفسير الطبري ج10/ص124) من طريق الثوري وجرير بن حازم ، وأخرجه ابن أبى حاتم في تفسيره ( تفسير ابن أبي حاتم ج6/ص1790/10092) من طريق الثوري كلاهما عن الأعمش به وبمثله .
ثالثاً: دراسة إسناد الأثر
1- محمد بن فضيل بن غزوان سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 32 ] . وهو صدوق عارف رمي بالتشيع .
2- الأعمش سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 7 ] .
3- عبد الله بن مرة سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 54 ] .
4- مسروق الأجدع سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 54 ] .
__________
(1) كنز : الكنز جعل المال بعضه على بعض وحفظه وأصله من كنزت التمر في الوعاء وزمن الكناز وقت ما يكنز فيه التمر وناقة كناز مكتنزة اللحم ، وكل مال أديت زكاته فليس بكنز وإن كان مدفونا وكل مال لم تؤد زكاته فهو كنز وإن كان ظاهرا يكوى به صاحبه يوم القيامة(تذكرة الأريب في تفسير الغريب ج1/ص214، التبيان في تفسير غريب القرآن ج1/ص224، المفردات في غريب القرآن ج1/ص442 .(1/378)
5- عبد الله بن مسعود سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 54 ] . من فقهاء الصحابة .
رابعاً: الحكم على إسناد الأثر
هذا الأثر إسنادُه حَسَنٌ ، لأن فيه محمد بن فضيل وهو صدوق . وقال الهيثمي في ( مجمع الزوائد ج3/ص65) رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات ، وقال في موضع آخر ( مجمع الزوائد ج7/ص30) رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . وقال المنذري في ( الترغيب والترهيب ج1/ص310/ح1147) رواه الطبراني في الكبير موقوفا بإسناد صحيح .
الحديث رقم { 86 }
وأخرج الطبراني عن أبي هريرة سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول في فلان: "فخذه في جهنم مثل أحد وضرسه مثل البيضاء، قلت: لم ذلك يا رسول الله ؟ قال: كان عاقا لوالديه(1).
- - الله - -
أولاً: تخريج الحديث كما ذكر المصنف
أخرجه الطبراني في الأوسط ( المعجم الأوسط ج7/ص63/ 6857 ) قال حدثنا محمد بن ياسر الحذاء الدمشقي الجبيلي ثنا هشام بن عمار ثنا الوليد بن مسلم عن أبي غنم الكلاعي عن أبي غسان الضبي قال خرجت أمشي مع أبي بظهر الحرة فلقيني أبو هريرة فقال لي من هذا قلت أبي فقال لا تمش بين يدي أبيك ولكن امش خلفه أو إلى جنبه ولا تدع أحدا يحول بينك وبينه ولا تمش فوق إجار أبوك تحته ولا تأكل عرقا قد نظر أبوك إليه لعله قد اشتهاه ثم قال أتعرف عبد الله بن خداش قلت لا قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول فخذه في جهنم مثل أحد وضرسه مثل البيضاء قال أبو هريرة فقلت ولم ذاك يا رسول الله فقال كان عاقا لوالديه
ثانياً: دراسة إسناد الحديث
1- محمد بن ياسر الحذاء الدمشقي الجبيلي(2) محمد بن ياسر الدمشقي الحذاء إمام جامع جبيل عن دحيم وهشام بن عمار وعنه جعفر بن محمد بن عديس والطبراني وغيرهما .
__________
(1) فى المخطوطة (أ) ، (ب) بوالديه
(2) ترجمة محمد بن ياسر الحذاء الدمشقي الجبيلي : تاريخ الإسلام ج21:ص297 .(1/379)
2- هشام بن عمار الدمشقي(1) هشام بن عمار بن نصير بن ميسرة السلمي ويقال الظفري أبو الوليد الدمشقي خطيب المسجد الجامع بها روى عن معروف الخياط وصدقة بن خالد والوليد بن مسلم وابن عيينة ، روى عنه البخاري وأبو داود والنسائي وابن ماجة ودحيم وأبو حاتم وأبو زرعة الرازيان وآخرون. قال إبراهيم بن الجنيد عن بن معين ثقة وقال العجلي ثقة وقال مرة صدوق وقال النسائي لا بأس به وقال بن أبي حاتم عن أبيه لما كبر هشام تغير فكلما دفع إليه قرأه وكلما لقن تلقن وكان قديما أصح كان يقرأ من كتابه قال وسئل أبي عنه فقال صدوق ، وقال ابن حجر صدوق مقرئ كبر فصار يتلقن فحديثه القديم أصح من كبار العاشرة وقد سمع من معروف الخياط لكن معروف ليس بثقة مات سنة خمس وأربعين على الصحيح وله اثنتان وتسعون سنة خ 4 .
__________
(1) ترجمة هشام بن عمار الدمشقي : التاريخ الكبير ج8:ص199/ 2701، معرفة الثقات ج2:ص332/ 1908، الجرح والتعديل ج9:ص66/ 255، الكاشف ج2:ص337/ 5973 ، الوافي بالوفيات ج26:ص65/ 46 ، المختلطين ج1:ص126/ 44 -، تهذيب التهذيب ج11:ص46/ 90، تقريب التهذيب ج1:ص573/ 7303، طبقات الحفاظ ج1:ص200/ 437 .(1/380)
3- الوليد بن مسلم القرشي(1) الوليد بن مسلم القرشي مولى بني أمية أبو العباس الدمشقي عالم الشام روى عن حريز بن عثمان وصفوان بن عمرو والأوزاعي وأبي غسان محمد بن مطرف وخلق وعنه الليث بن سعد وهو من شيوخه وبقية بن الوليد وهارون بن معروف وهشام بن عمار وآخرون ،قال الذهبي - إمام مشهور صدوق ولكنه يدلس عن ضعفاء لاسيما في الأوزاعي فإذا قال ثنا الأوزاعي فهو حجة ، وقال ابن حجر ثقة لكنه كثير التدليس والتسوية من الثامنة مات 195 ع .
4- أبوغنم الكلاعي : لم أجد له ترجمة .
5- أبوغسان الضبي : لم أجد له ترجمة .
6- أبو هريرة سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 19 ] .
ثالثاً: الحكم على إسناد الحديث
هذا الحَدِيثُ إسنادُه ضعيفٌ ، لجهالة ثلاثة من الرواة وهم أبو غسان وأبو غنم و محمد بن ياسر الحذاء الدمشقي الجبيلي : قال الهيثمي في ( مجمع الزوائد ج8/ص148) رواه الطبراني في الأوسط وأبو غسان وأبو غنم الراوي عنه لم أعرفهما وبقية رجاله ثقات، وضعفه الألباني في ضعيف الترغيب والترهيب (ج2/ص238/ح2169) وانظر السلسلة الضعيفة (ج11/ص307/ح5306) ،وقال المنذري في الترغيب والترهيب( ج4/ص266) رواه الطبراني بإسناد لا يحضرني.
__________
(1) ترجمة الوليد بن مسلم القرشي : الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ج3:ص187/ 3671 ، تهذيب الكمال ج31:ص86/ 6737 ، ذكر من تكلم فيه وهو موثق ج1:ص191/ 364، المعين في طبقات المحدثين ج1:ص70/ 732، المغني في الضعفاء ج2:ص725/ 6887، الكاشف ج2:ص355/ 6094، تقريب التهذيب ج1:ص584/ 7456، تهذيب التهذيب ج11:ص133/254، طبقات المدلسين ج1:ص51/ 127، مشتبه أسامي المحدثين ج1:ص247/438 .(1/381)
فائدة : أحد، والبيضاء، وورقان(1) (بفتح الواو وسكون الراء والقاف) جبال بالمدينة، والرَّبذة(2): قرية بها، بفتح الراء، والموحدة والمعجمة.
رابعاً: تنبيه
قوله: بذراع الجبار، قال ابن حبان وغيره : هو ملك باليمن له ذراع معروف المقدار، وقيل: ملك بالعجم، حكى ذلك المنذري في "الترغيب" وقال البيهقي: أراد بلفظ الجبار التهويل، قال: ويحتمل أن يريد جباراً من الجبابرة، وقال الذهبي في مختصر المستدرك: ليس هذا من الصفات في شيء هو مثل قولك: ذراع الخياط، وذراع النجَّار.
بَابٌ : قوله تعالى: { الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ }
الحديث رقم { 87 }
أخرج ابن المبارك عن خالد بن أبى عمران بسنده إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن النار تأكل أهلها حتى إذا طلعت على أفئدتهم انتهت ثم يعود كما كان ثم تستقبله فتطلع على فؤاده فهو كذلك أبداً فذلك قوله تعالى: { نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ {6} الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الأفْئِدَةِ } (3)
- - الله - -
أولاً: تخريج الحديث كما ذكر المصنف
__________
(1) ورقان : بوزن قطران جبل أسود بين العرج والرويثة على يمين المار من المدينة إلى مكة(النهاية في غريب الأثر ج5/ص175، غريب الحديث لابن الجوزي ج2/ص465) .
(2) الربذة : بفتح الراء والباء والذال المعجمة قَرْيَةٌ كانَتْ عامِرَةً في صَدْرِ الإِسلامِ وهي عن المَدِينَة في جِهةَ الشرْقِ على طريقِ حَاجِّ العِراقِ على نحوِ ثلاثةِ أَيَّامٍ سُمِّيَتْ بِخِرْقَة الصَّائِغ كما في المِصْبَاح بها مَدْفَنُ أَبِي ذَرَ جُنْدَب بن جُنَادَةَ الغِفَارِيِّ وغيرُه من الصحاب رضي الله عنهم خَرِبَتْ في سنة تسْعَ عَشرَةَ وثلاثمائة بالقَرَامِطَة( تاج العروس ج9/ص409، النهاية في غريب الأثر ج2/ص183، مشارق الأنوار ج1/ص305، تاج العروس ج9/ص409)
(3) سُورَةُ الهمزة : الآيَاتُ 6- 7(1/382)
أخرجه ابن المبارك في كتابه الزهد (الزهد لابن المبارك ج2/ص87 /306) قال أنا رشدين بن سعد قال حدثني ابن أبي نعم عن خالد بن أبي عمران يسنده إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال إن النار تأكل أهلها حتى إذا أطلعت على أفئدتهم انتهت ثم يعود كما كان ثم يستقبله أيضا فيطلع على فؤادهم فهو كذلك أبدا فذلك قوله نار الله الموقدة التي تطلع على الأفئدة .
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف
أخرجه ابن أبى الدنيا في صفة النار ( صفة النار ج1/ص94/ 139) من طريق عبد الله بن عثمان عن ابن المبارك به بمثله
ثالثاً: دراسة إسناد الحديث
1- رشدين بن سعد سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 39 ] . ضعيف كان صالحا في دينه فأدركته غفلة الصالحين فخلط في الحديث .
2- عبد الرحمن بن زياد بن أنعم(1) عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الشعباني الإفريقي بفتح أوله وسكون النون وضم المهملة قاضيها ،روى عن أبيه ومسلم بن يسار وأبي عبد الرحمن الحبلي وعنه سفيان الثوري وابن لهيعة و بن وهب ورشدين بن سعد وغيرهم ، المقرئ وكان أول مولود ولد بإفريقية في الإسلام ، قال ابن حجر : ضعيف في حفظه من السابعة ، مات سنة ست وخمسين وقيل بعدها وقيل جاز المائة ولم يصح ، وكان رجلا صالحاً . بخ د ت ق .
__________
(1) ترجمة عبدالرحمن بن زياد بن أنعم : الضعفاء للنسائي ج1:ص66/ 361 ، المجروحين ج2:ص50/ 586، الكامل في الضعفاء ج4:ص279/ 1108، الضعفاء الكبير ج2:ص332/ 927، المنتظم ج8:ص190/ 844، الكاشف ج1:ص627/ 3194، تهذيب التهذيب ج12:ص312/ 1333، طبقات المدلسين ج1:ص55/ 143، تقريب التهذيب ج1:ص340/ 3862 .(1/383)
3- خالد بن أبى عمران(1) خالد بن أبى عمران المصري أصله من إفريقية روى عن سالم بن عبد الله بن عمر وسليمان بن يسار وسليمان الأعمش وهو من أقرانه وعبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي روى عنه خلاد بن سليمان الحضرمي وطلحة بن أبي سعيد وعبد الله بن لهيعة وعمرو بن الحارث والليث بن سعد ويحيى بن سعيد الأنصاري ، قال محمد بن سعد كان ثقة إن شاء الله وكان لا يدلس وقال أبو حاتم ثقة لا بأس به و كان يقال إنه مستجاب الدعوة ،قال أبو حاتم روى عن بن عمر ولم يسمع منه وعن أبي أمامة حديث أربعة يلحق المؤمن بعد موته و-لم يسمع من أبي أمامة ، وقال ابن حجر فقيه صدوق من الخامسة مات سنة خمس ويقال تسع وعشرين م د ت س
رابعاً: الحكم على إسناد الحديث
هذا الحَدِيثُ إسنادُه ضعيفٌ ، لضعف رشدين وعبد الرحمن بن أنعم ، وهو مرسل لأن خالد بن أبى عمران ليست له صحبة .
بَابٌ : قوله تعالى: { كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ الْعَذَابَ } (2)
وقوله تعالى: { وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِن وَرَآئِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ } (3)
الحديث رقم { 88 }
أخرج الطبراني وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عمر قال: "قُرئ عند عمر: { كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا } (4) فقال معاذ عندى(5) تفسيرها: تبدل في ساعة مائة مرة، فقال عمر: هكذا سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
- - الله - -
__________
(1) ترجمة خالد بن أبى عمران : طبقات ابن سعد ج7:ص521، الثقات ج6:ص262/ 7645 ، الجرح والتعديل ج3:ص345/ 1559 ، تهذيب الكمال ج8:ص142/ 1639، الكاشف ج1:ص367/ 1344، جامع التحصيل ج1:ص171/ 164، تقريب التهذيب ج1:ص189/ 1662
(2) سُورَةُ النساء : الآيَاتُ 56 .
(3) سُورَةُ إبراهيم : الآيَاتُ 17 .
(4) سُورَةُ النساء : الآيَةُ 56 .
(5) فى المخطوطة (ز) عند .(1/384)
أولاً: تخريج الحديث كما ذكر المصنف
أخرجه ابن أبى حاتم في تفسيره (( ابن كثير ج1/ص684) قال حدثني أبى نا هشام بن عمار حدثنا سعيد بن يحيى ـ يعني سعدان ـ حدثنا نافع مولى يوسف السلمي البصري عن نافع عن ابن عمر قال : قرأ رجل عند عمر هذه الآية { كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها } فقال عمر : أعدها علي فأعادها فقال معاذ بن جبل : عندي تفسيرها تبدل في ساعة مائة مرة فقال عمر : هكذا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ,وأخرجه الطبراني في الأوسط (المعجم الأوسط ج5/ص7/ ح4517) من طريق عبدان المروزي عن هشام بن عمار به بمثله .وقال بعده لا يروى هذا الحديث عن عمر إلا بهذا الإسناد تفرد به هشام بن عمار ، وأخرجه ابن مردويه في تفسيره من طريق عبدان عن هشام بن عمار به ((( ابن كثير ج1/ص684) .
ثانياً: دراسة إسناد الحديث
1- محمد بن إدريس بن المنذر سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 13 ] . أبو حاتم الرازي الحافظ الكبير أحد الأئمة ..
2- هشام بن عمار سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 86 ] . صدوق مقرئ كبر فصار يتلقن فحديثه القديم أصح
3- سعيد بن يحيى بن صالح اللخمي(1) سعيد بن يحيى بن صالح اللخمي أبو يحيى الكوفي المعروف بسعدان سكن دمشق روى عن نافع أبي هرمز مولى يوسف بن عبد الله السلمي وإسماعيل بن أبي خالد وهشام بن عروة والأعمش وغيرهم وعنه سليمان بن عبد الرحمن وعلي بن حجر وهشام بن عمار وغيرهم وقال عثمان الدارمي عن دحيم ما هو عندي ممن يتهم بالكذب وقال أبو حاتم محله الصدق وقال بن حبان ثقة مأمون مستقيم الأمر في الحديث وقال الدارقطني ليس بذاك ، قال ابن حجر صدوق وسط من التاسعة مات قبل المائتين خ س ق .
__________
(1) ترجمة سعيد بن يحيى بن صالح اللخمي : الجرح والتعديل ج4:ص289/ 1250، تهذيب الكمال ج11:ص106/ 2378، ذكر من تكلم فيه وهو موثق ج1:ص89/ 135، الكاشف ج1:ص446/ 1975، تهذيب التهذيب ج4:ص87 /165، تقريب التهذيب ج1:ص242/ 2416 .(1/385)
4- نافع أبو هرمز الجمال(1) نافع مولى يوسف السلمي حدث عن عطاء ونافع ، قال أبو حاتم متروك الحديث وضعفه أحمد وغيره وقال ابن عدى أحاديثه هي غير محفوظة ونقل عن البخاري أنه قال منكر الحديث.قيل أنه هو نافع أبو هرمز السلمي الجمال مولى بني سليمان وسماه العقيلي نافع بن عبد الواحد عن الحسن وعن أنس بن مالك وهو بصري ضعفه أحمد وجماعة وكذبه بن معين مرة وقال أبو حاتم متروك ذاهب الحديث وقال النسائي ليس بثقة وقال يحيى بن معين أيضا لا يكتب حديثه وقال مرة لا أعرفه وقال مرة ليس بشيء وقال مرة ضعيف وأورد له العقيلي رواية مسلم بن إبراهيم التي تقدمت وقال أبو حاتم أيضا ليس بالقوي عندهم وقال بن عدي أحاديثه غير محفوظة والضعف على رواياته بين .وقيل غيره وممن فرق بينهما العقيلي فقال في هذا نافع مولى يوسف بصري روى عن بن سيرين وعنه سعدان بن يحيى .
5- نافع مولى ابن عمر(2) نافع الفقيه مولى بن عمر أبو عبد الله المدني روى عن مولاه وأبي هريرة وأبي سعيد الخدري وجماعة وعنه أولاًده أبو عمر وعمر وعبد الله بن دينار وصالح بن كيسان وخلق كثير ، وقال ابن حجر ثقة ثبت فقيه مشهور من الثالثة مات سنة سبع عشره ومائة أو بعد ذلك ع
6- عبد الله بن عمر سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 62 ] .هو أحد المكثرين من الصحابة والعبادلة وكان من أشد الناس إتباعا للأثر.
ثالثاً: الحكم على إسناد الحديث
__________
(1) ترجمة نافع أبو هرمز الجمال : الضعفاء للنسائي ج1:ص114/ 662، الجرح والتعديل ج8:ص455/ 2087، المجروحين ج3:ص57/ 1123، الكامل في الضعفاء ج7:ص48/ 1981 ، الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ج3:ص156/ 3503 . الإكمال ج7:ص315، لسان الميزان ج6:ص147/ 513 .
(2) ترجمة نافع مولى بن عمر : التاريخ الكبير ج8:ص84/ 2270 ، تهذيب الكمال ج29:ص298/ 6373، تهذيب التهذيب ج10:ص368 /743 ، تقريب التهذيب ج1:ص559/ 7086 .(1/386)
هذا الحَدِيثُ إسنادُه ضعيفٌ جداً ، لأن فيه نافع مولى يوسف السلمي وهو متروك .وقال السيوطي في (الإتقان في علوم القرآن ج2/ص507/ 6455) وأخرجه الطبراني بسند ضعيف عن ابن عمر .وقال الهيثمي في المجمع ( مجمع الزوائد ج7/ص6) رواه الطبراني في الأوسط وفيه نافع مولى يوسف السلمي وهو متروك .
الحديث رقم { 89 }
وأخرجه ابن مردويه وأبو نعيم في "الحلية" من وجه آخر بلفظ: "تبدل في الساعة الواحدة عشرين ومائة مرة".
- - الله - -
أولاً: تخريج الحديث كما ذكر المصنف
خرجه أبو نعيم في الحلية (الحلية ج5/ص275) فقال حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر ثنا إبراهيم بن محمد بن الحارث ثنا شيبان بن فروخ ثنا نافع أبو هرمز ثنا نافع عن ابن عمر قال تلا رجل عند عمر هذه الآية كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب قال فقال عمر أعدها علي وثم كعب فقال يا أمير المؤمنين أما إن عندي تفسير هذه الآية قرأتها قبل الإسلام قال فقال هاتها يا كعب فان جئت بها كما سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقناك وإلا لم ننظر فيها فقال إني قرأتها قبل الإسلام كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها في الساعة الواحدة عشرين ومائة مرة فقال عمر هكذا سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم . وأخرجه ابن مردويه (ابن كثير ج1/ص684) من طريق عمران عن إبراهيم بن محمد بن الحارث به بمثله ..
ثانياً: دراسة إسناد الحديث(1/387)
1- عبدالله بن محمد أبوالشيخ(1) أبو الشيخ حافظ أصبهان ومسند زمانه الإمام أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان الأنصاري صاحب المصنفات السائرة ويعرف بابي الشيخ ولد سنة أربع وسبعين ومائتين وسمع في سنة أربع وثمانين وهلم جرا وكتب العالي والنازل ولقي الكبار سمع من جده لامه الزاهد محمود بن الفرج وإبراهيم بن سعدان ومحمد بن أسد المديني وأحمد بن محمد بن علي الخزاعي وأبي يعلى الموصلي وأبي عروبة الحراني وكان مع سعة علمه وغزارة حفظه صالحا خيرا قانتا لله صدوقا حدث عنه أبو بكر احمد بن عبد الرحمن الشيرازي وأبو بكر بن مردويه وأبو نعيم وخلق كثير ، قال بن مردويه ثقة مأمون صنف التفسير والكتب الكثير في الأحكام وغير ذلك وقال أبو بكر الخطيب كان حافظا ثبتا متقنا توفي في سلخ المحرم سنة تسع وستين وثلاث مائة
2- إبراهيم بن محمد بن الحارث(2) إبراهيم بن محمد بن الحارث بن ميمون أبو إسحاق يعرف بابن نائلة من أهل المدينة حدث عنه أبو بكر البرذعي ومحمد بن يحيى بن مندة ونائلة اسم أمه سمع من سعيد بن منصور وذهب سماعه ، توفي سنة إحدى وتسعين ومائتين . وكتبنا عنه من الغرائب ما لم نكتب إلا عنه .
3- شيبان بن فروخ سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 61 ] ، صدوق يهم ورمي بالقدر .
4- نافع أبو هرمز سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 88 ] . وهو متروك .
5- نافع مولى ابن عمر سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 88 ] ، ثقة ثبت فقيه مشهور .
6- عبد الله بن عمر سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 62 ] . وهو أحد المكثرين من الصحابة والعبادلة .
ثالثاً: الحكم على إسناد الحديث
هذا الحَدِيثُ إسنادُه ضعيفٌ جداً ، لأن فيه نافع أبى هرمز وهو ضعيف .
الحديث رقم { 90 }
__________
(1) ترجمة عبد الله بن محمد أبو الشيخ : تذكرة الحفاظ ج3:ص945/ 896 .
(2) ترجمة إبراهيم بن الحارث الاصبهاني : تاريخ أصبهان ج1:ص230/ 356، طبقات أصبهان ج3:ص356/ 406 .(1/388)
وأخرجه البيهقي من وجه ثالث: "تحرق وتجدد في ساعة مقدار ستة آلاف مرة".
- - الله - -
أولاً: تخريج الأثر كما ذكر المصنف
أخرجه البيهقي في البعث والنشور (ج1/ص305/ح633) قال خبرنا أبو عبد الله الحافظ ، ومحمد بن موسى ، قالا: ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا يحيى بن أبي طالب ، أنبأ عبد الوهاب بن عطاء ، أنبأ الربيع بن برة ، عن الفضل الرقاشي ، أن عمر بن الخطاب ، قرأ هذه الآية كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب(1) ، قال : يا كعب ، أخبرني بتفسيرها ، فإن صدقت صدقتك ، وإن كذبت رددت عليك ، فقال : إن جلد ابن آدم يحرق ويجدد في ساعة أو في مقدار ساعة ستة آلاف مرة ، قال : صدقت
ثانياً: دراسة إسناد الأثر
1- محمد بن عبد الله بن محمد بن حمدويه(1) محمد بن عبد الله بن محمد بن حمدويه بن نعيم بن الحكم الضبي الطهماني الحافظ أبو عبد الله الحاكم النيسابوري المعروف بابن البيع صاحب المستدرك وغيره من الكتب المشهورة ولد في ربيع الأول سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة وطلب العلم في صغره وأول سماعه سنة ثلاثين ورحل في طلب الحديث وسمع الكثير على شيوخ يزيدون على ألفين وتفقه على أبي علي بن أبي هريرة وأبي الوليد النيسابوري وأبي سهل الصعلوكي وغيرهم اخذ عنه الحافظ أبو بكر البيهقي فأكثر عنه وبكتبه تفقه وتخرج ومن بحره استمد وعلى منواله مشى بلغت تصانيفه قريبا من خمسمائة جزء وقيل ألف جزء وقيل ألف وخمسمائة جزء وقال الخطيب البغدادي كان ثقة وكان يميل إلى التشيع. قال الذهبي هو معظم للشيخين بيقين ولذي النورين وإنما تكلم في معاوية فأوذي توفي فجأة بعد خروجه من الحمام في صفر سنة خمس وأربعمائة
__________
(1) ترجمة محمد بن عبد الله بن محمد بن حمدويه : طبقات الشافعية ج1:ص193/153، المنتخب من كتاب السياق لتاريخ نيسابور ج1:ص15 .(1/389)
2- محمد بن موسى بن الفضل أبوسعيد الصيرفي(1) محمد بن موسى بن الفضل أبو سعيد الصيرفي الثقة الرضا المشهور بالصدق والإسناد العالي الصوفي حالا سمع الكثير عن الأصم وأبي عبد الله الصفار الأصبهاني وأبي العباس المحاملي وغيرهم ، حدث عنه الأئمة والحفاظ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب وأبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي وأبو القاسم عبد الرحمن بن أبي عبد الله بن منده الأصبهاني وأبو إسماعيل عبد الله بن محمد الأنصاري الهروي وغيرهم .وثقه أبو بكر محمد بن منصور السمعاني توفي أبو سعيد في ذي الحجة من سنة إحدى وعشرين وأربعمائة .
3- محمد بن يعقوب الأصم أبو العباس الإمام المحدث ، سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 58 ] .
4- يحيى بن أبي طالب(2) يحيى بن أبي طالب واسم أبي طالب جعفر بن عبد الله بن الزبرقان حدث عن علي بن عاصم ويزيد بن هارون وعبد الوهاب بن عطاء وأبي داود الطيالسي روى عنه جعفر بن أبي عثمان الطيالسي وأبو بكر بن أبي الدنيا ويحيى بن صاعد وغيرهم ، محدث مشهور وثقه الدارقطني وغيره وقال موسى بن هارون أشهد أنه يكذب عني في كلامه ولم يعن في الحديث فالله أعلم والدارقطني من أخبر الناس به وقال بن أبي حاتم كتبت عنه مع أبي وسألت أبي عنه فقال محله الصدق ، وقال مسلمة بن قاسم ليس به بأس تكلم الناس فيه ، توفي سنة خمس وسبعين ومائتين عن خمس وتسعين سنة .
__________
(1) ترجمة محمد بن موسى بن الفضل أبو سعيد الصيرفي : المنتخب من كتاب السياق لتاريخ نيسابور ج1:ص23/ 17، التقييد ج1:ص110 .
(2) ترجمة يحيى بن أبى طالب : تاريخ بغداد ج14:ص220/ 7512، المغني في الضعفاء ج2:ص738/ 6993، ميزان الاعتدال في نقد الرجال ج7:ص191/ 9555 ، لسان الميزان ج6:ص262/ 921 .(1/390)
5- عبد الوهاب بن عطاء(1) عبد الوهاب بن عطاء أبو نصر الخفاف البصري سكن بغداد وحدث بها عن يونس بن عبيد وسليمان التيمي وحميد الطويل وعمرو بن عبيد وداود بن أبي هند روى عنه خلف بن هشام البزار وأحمد بن حنبل ويحيى بن أبي طالب ، قال أحمد ضعيف الحديث مضطرب وقال الرازي ليس بقوي الحديث وقال البخاري والنسائي ليس بالقوي وقال بن معين ثقة ، قال ابن حجر صدوق ربما أخطأ أنكروا عليه حديثا في العباس يقال دلسه عن ثور من التاسعة مات سنة أربع ويقال سنة ست ومائتين عخ م 4.
6- الربيع بن برة(2) الربيع بن برة بصري كان يرى القدر ويدعو إليه، قال العقيلي : وليس يعلم للربيع مسند وإنما يروى عنه مقطعات عن الحسن وكلام له في القصص ،وقال أبو نعيم:الربيع بن برة تعز مسانيده وقيل إنه أسند عن الحسن ، وقال الذهبي وابن حجر الربيع بن برة عن الحسن،قال العقيلي قدري داعية ولا مسند له .
__________
(1) ترجمة عبد الوهاب ين عطاء : طبقات ابن سعد ج7:ص333، ضعفاء البخاري ج1:ص77/233 ، الضعفاء للنسائي ج1:ص68/ 374 ، الكامل في الضعفاء ج5:ص296/ 1436 ، تاريخ بغداد ج11:ص21/ 5688، الكاشف ج1:ص675/ 3520، تقريب التهذيب ج1:ص368/ 4262
(2) ترجمة الربيع بن برة : الضعفاء الكبير ج2:ص53/ 485، حلية الأولياء ج6:ص300، ميزان الاعتدال في نقد الرجال ج3:ص61/ 2734، المغني في الضعفاء ج1:ص226/ 2088، لسان الميزان ج2:ص444/ 1817 .(1/391)
7- الفضل بن عيسى الرقاشي(1) الفضل بن عيسى بن أبان الرقاشي أبو عيسى البصري الواعظ روى عن عمه يزيد بن أبان الرقاشي وعن أنس وأبي عثمان النهدي ومحمد بن المنكدر والحسن البصري وجماعة روى عنه بن أخته المعتمر بن سليمان وأبو عاصم النبيل والحكم بن أبان العبدي وآخرون ، وقال ابن حجر منكر الحديث ورمي بالقدر من السادسة ق
8- عمر بن الخطاب(2) عمر بن الخطاب بن نفيل بنون وفاء مصغر بن عبد العزى بن رياح بتحتانية بن عبد الله بن قرط بضم القاف بن رزاح براء ثم زاي خفيفة بن عدي بن كعب القرشي العدوي أمير المؤمنين مشهور جم المناقب، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن أبي بكر رضي الله عنه وأبي بن كعب روى عنه أولاًده عبد الله وعاصم وحفصة وعثمان وعلي وسعد بن أبي وقاص وغيرهم من الصحابة وعمرو بن ميمون الأودي وأسلم مولى عمر وسعيد بن المسيب وخلق كثير، استشهد في ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين وولي الخلافة عشر سنين ونصفا ع
ثالثاً: الحكم على إسناد الأثر
هذا الأثر إسنادُه ضعيفٌ جداً ، لأن فيه الفضل بن عيسى الرقاشي وهو منكر الحديث ، وهو منقطع بين الفضل وعمر بن الخطاب ،ولحال الربيع بن برة فهو لا مسند له إنما يروى مقطعات عن الحسن .
الحديث رقم { 91 }
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عمر في الآية قال: "إذا احترقت جلودهم بدلوا جلوداً بيضاء مثل القراطيس
- - الله - -
أولاً: تخريج الأثر كما ذكر المصنف
__________
(1) ترجمة الفضل بن عيسى الرقاشي : الجرح والتعديل ج7:ص64/ 367 ، الكامل في الضعفاء ج6:ص13/1559، الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ج3:ص7/ 2713، الكاشف ج2:ص122/4473 ، تهذيب التهذيب ج8:ص254/521، تقريب التهذيب ج1:ص446/ 5413 .
(2) ترجمة عمر بن الخطاب : الاستيعاب ج3:ص1144/1878 ، تهذيب الكمال ج21:ص316/ 4225، الكاشف ج2:ص59/4045،تهذيب التهذيب ج7:ص385 /725، تقريب التهذيب ج1:ص412/ 4888، الإصابة ج4:ص588/5740 .(1/392)
أخرجه ابن أبى حاتم في تفسيره (تفسير ابن أبي حاتم ج3/ص982/ 5494) قال حدثنا علي بن الحسين ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا جرير عن الأعمش عن ثوبر عن ابن عمر في قوله كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلدا غيرها قال إذا احترقت جلودهم بدلوا جلودا بيضاء أمثال القراطيس(1) .
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف
أخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره ( تفسير الطبري ج5/ص142) من طريق محمد بن حميد الرازي عن جرير بن عبد الحميد به بلفظه
ثالثاً: دراسة إسناد الأثر
1- علي بن الحسين بن الجنيد الرازي ، سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 16 ] .
2- عثمان بن محمد بن إبراهيم بن خواستي العبسي(2) عثمان بن محمد بن إبراهيم بن عثمان بن أبي شيبة أبو الحسن العبسي مولاهم الكوفي الحافظ عن شريك وجرير وأبي الأحوص وعنه البخاري ومسلم وأبو داود وابن ماجة ، ، وقال ابن حجر ثقة حافظ شهير وله أوهام وقيل كان لا يحفظ القرآن من العاشرة مات سنة تسع وثلاثين وله ثلاث وثمانون سنة خ م د س ق .
__________
(1) قرطاس : صحيفة والجمع قراطيس ، ولا يقال إلا للأبيض منها ومنه سمي بعض خيل النبي صلى الله عليه وسلم القرطاس لبياضه(التبيان في تفسير غريب القرآن ج1/ص189، غريب القرآن ج1/ص385، مشارق الأنوار ج2/ص178) .
(2) ترجمة عثمان بن محمد بن إبراهيم بن خواستي العبسي : طبقات ابن سعد ج6:ص412، معرفة الثقات ج2:ص130/ 1218، تاريخ بغداد ج11:ص283/ 6054 ، المنتظم ج11:ص268/1423 ،تهذيب الكمال ج19:ص478/ 3857، الكاشف ج2:ص12/ 3735، 9 ، تقريب التهذيب ج1:ص386/ 4513 .(1/393)
3- جرير بن عبد الحميد بن قرط الضبي(1) جرير بن عبد الحميد بن قرط بضم القاف وسكون الراء بعدها طاء مهملة الضبي أبو عبد الله الرازي القاضي روى عن عبد الملك بن عمير وسليمان التيمي والأعمش وعاصم الأحول وخلق كثير وعنه إسحاق بن راهويه وابنا أبي شيبة وجماعة ، قال أبو القاسم اللالكائي مجمع على ثقته ، وقال ابن حجر ثقة صحيح الكتاب قيل كان في آخر عمره يهم من حفظه ، مات سنة 188 وله إحدى وسبعون سنة ع .
4- الأعمش سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 7 ] . وهو ثقة لكنه مدلس .
5- ثوير بن أبي فاختة(2) ثوير مصغر بن أبي فاختة بمعجمة مكسورة ومثناه سعيد بن علاقة بكسر المهملة الكوفي أبو الجهم الهاشمي أبو الجهم الكوفي مولى أم هانئ روى عن أبيه وابن عمر وزيد بن أرقم ر وغيرهم وعنه الأعمش والثوري وإسرائيل وعدة ، وقال ابن حجر ضعيف رمي بالرفض من الرابعة ت .
6- عبد الله بن عمر سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 62 ] . و وهو أحد المكثرين من الصحابة والعبادلة وكان من أشد الناس إتباعا للأثر .
رابعاً: الحكم على إسناد الأثر
هذا الأثر إسنادُه ضعيفٌ جداً ، لأن فيه ثوير بن أبى فاختة وهو ضعيف جدا .
الحديث رقم { 92 }
__________
(1) ترجمة جرير بن عبد الحميد بن قرط الضبي : الجرح والتعديل ج2:ص505/ 2080، تاريخ أسماء الثقات ج1:ص56/ 173، تهذيب الكمال ج4:ص540/ 918، الكوكب النيرات ج1:ص22/ 12، الكاشف ج1:ص291/ 771، المختلطين ج1:ص17/ 9، تهذيب التهذيب ج2:ص65/ 116، تقريب التهذيب ج1:ص139/ 916، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال ج1:ص61 .
(2) ترجمة ثوير بن أبي فاختة : التاريخ الكبير ج2:ص183/ 2136،: المجروحين ج1:ص205/ 164، سؤالات البرقاني ج1:ص20/ 66، الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ج1:ص161/ 622، الكاشف ج1:ص286/ 725، تهذيب التهذيب ج2:ص32/ 58، تقريب التهذيب ج1:ص135/862 .(1/394)
وأخرج البيهقي عن الحسن في الآية « كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها(1) قال: "تأكلهم النار كل يوم سبعين ألف مرة كلما أكلتهم، قيل لهم: عودوا فيعودوا كما كانوا".
- - الله - -
أولاً: تخريج الأثر كما ذكر المصنف
أخرجه البيهقي في البعث والنشور ( ج1/ص306/ح634) قال أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمد بن جعفر ، أنبأ الحسين بن يحيى بن عياش القطان ،ثنا أبو الأشعث ،ثنا الفضيل بن عياض عن هشام عن الحسن وساق الأثر بمثله
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف
أخرجه ابن أبى شيبه في مصنفه (مصنف ابن أبي شيبة (ج7/ص52/ 34151) قال حدثنا يزيد بن هارون عن هشام عن الحسن في قوله كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها قال بلغني أنه يحرق أحدهم في اليوم سبعين ألف مرة .وأخرجه ابن أبى الدنيا في صفة النار (صفة النار ج1/ص83/ ح116) ، (ج1/ص151/ح 245) ، (صفة النار ج1/ص161/ ح262) من طريق الفضيل ، وأخرجه (ج1/ص83/117) من طريق إسحاق بن يوسف ، كلاهما عن هشام به بمثله . وأخرجه ابن أبى حاتم في تفسيره (تفسير ابن كثير ج3/ص210) من طريق يزيد بن هارون عن هشام به بمثله. وأخرجه ابن المبارك في الزهد (الزهد لابن المبارك ج2/ص95 /329) من طريق هشام بن حسان عن الحسن بمثله
ثالثاً: دراسة إسناد الأثر(1/395)
1- يزيد بن هارون(1) يزيد بن هارون بن وادي ويقال زاذان بن ثابت السلمي مولاهم أبو خالد الواسطي أحد الاعلام الحفاظ المشاهير روى عن سليمان التيمي والحمادين وشعبة والثوري وهشام بن حسان وعنه أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه ويحيى بن معين وعلي بن المديني وابنا أبي شيبة وآخرون ، قال ابن حجر ثقة متقن عابد من التاسعة ، مات سنة ست ومائتين وقد قارب التسعين ع .
2- هشام بن حسان(2) هشام بن حسان الأزدي القردوسي بالقاف وضم الدال أبو عبد الله البصري روى عن حميد بن هلال والحسن البصري وهشام بن عروة وغيرهم وعنه عكرمة بن عمار وشعبة ويزيد بن هارون وآخرون ، أحد الأعلام ثقة محتج به في الصحاح ،وصفه بالتدليس علي بن المديني وأبو حاتم وقال ابن حجر ثقة من أثبت الناس في بن سيرين وفي روايته عن الحسن وعطاء مقال لأنه قيل كان يرسل عنهما من السادسة ، مات سنة سبع أو ثمان وأربعين ع
3- الحسن بن أبى الحسن البصري سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 11 ]
رابعاً: الحكم على إسناد الأثر
هذا الأثر إسنادُه ضعيفٌ ، لأنه من رواية هشام بن حسان عن الحسن وهى مرسلة ..
الحديث رقم { 93 }
__________
(1) ترجمة يزيد بن هارون : الجرح والتعديل ج9:ص295/ 1257، الثقات ج7:ص632/11823، مشاهير الأمصار ج1:ص177/1406،تهذيب الكمال ج32:ص261/ 7061 ، تهذيب التهذيب ج11:ص321/ 612، الكاشف ج2:ص391 6365، تذكرة الحفاظ ج1:ص317/ 298 ،تقريب التهذيب ج1:ص606/ 7789. ، ، طبقات المدلسين ج1:ص27/ 33 ، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال ج1:ص435) .
(2) ترجمة هشام بن حسان : الجرح والتعديل ج9:ص54/ 229 ، الضعفاء الكبير ج4:ص334/ 1941 ، الكامل في الضعفاء ج7:ص112/ 2030، تهذيب الكمال ج30:ص181/ 6572، الكاشف ج2:ص336/ 5959، الرواة الثقات المتكلم فيهم بما لا يوجب ردهم ج1:ص174، تهذيب التهذيب ج11:ص32/ 75، تقريب التهذيب ج1:ص572/ 7289، طبقات المدلسين ج1:ص47/ 110، لسان الميزان ج7:ص418/ 5095 .(1/396)
وأخرج ابن أبي حاتم عن حذيفة بن اليمان(1) قال: أسر إليَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - : "يا حذيفة إن في جهنم لسباعاً وكلاباً من نار وكلاليب من نار(2) وسيوف من نار، وأنه يبعث ملائكة يعلقون أهل النار بتلك الكلاليب(3) بأحناكهم ويقطعون بتلك السيوف عضواً عضواً، ويلقونهم إلى تلك السباع والكلاب كلما قطعوا عضواً عاد مكانه غضاً جديداً".
- - الله - -
أولاً: تخريج الحديث كما ذكر المصنف
عزاه إلى ابن أبى حاتم ولم أجده .
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف
أخرجه ابن أبى الدنيا في صفة النار (صفة النار ج1/ص86/ ح121 ) قال حدثني محمد بن جعفر قال حدثنا منصور قال حدثنا سعيد بن أبي توبة عن عبد الرحمن بن الجهم بلغ به حذيفة بن اليمان قال أسر إلي رسول الله حديثا في النار وساقه بمثله . وأخرجه الثعلبي في تفسيره ( تفسير الثعلبي ج10/ص174) من طريق أبى عبيد محمد ابن أحمد بن المؤمل الصيرفي عن محمد بن جعفر به بمثله .
ثالثاً: دراسة إسناد الحديث
1- محمد بن جعفر الأحول(4) : المعروف باللقوق أبو جعفر محمد بن جعفر بن راشد أبو جعفر الفارسي يلقب لقلوق واصله من بلخ سمع عبيد الله بن تمام ومنصور بن عمار ويحيى بن السكن وأبو بكر بن بكار روى عنه الهيثم بن خلف الدوري ومحمد بن خلف وكيع والحسن بن محمد بن شعبة ومحمد بن مخلد الدوري وكان ثقة الثقات .
__________
(1) فى المخطوطة (أ) اليماني
(2) فى المخطوطة (ز) لا توجد كلمة (من نار )
(3) الكلاليب : كلوب وكلاليب بفتح الكاف واحد وجمع هي الخطاطيف ويقال كلاب أيضا للواحد وهي خشبة في رأسها عقافة حديد وقد تكون حديدا كلها والكلب العقور كل ما يعقر من الكلاب والسباع ويعدوا يسمى كلبا(مشارق الأنوار ج1/ص340، غريب الحديث لابن سلام ج2/ص25، تفسير غريب ما في الصحيحين البخاري ومسلم ج1/ص294) .
(4) ترجمة محمد بن جعفر الأحول : الثقات ج9:ص148/ 15699 ، تاريخ بغداد ج2:ص126/516 .(1/397)
2- منصور بن عمّار : سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 16 ] ، منكر الحديث
3- سعيد بن أبي توبة : لم أجد له ترجمة .
4- عبدالرحمن بن الجهم : لم أجد له ترجمة .
5- حذيفة بن اليمان(1) حذيفة بن اليمان واسم اليمان حسيل بمهملتين مصغرا ويقال حسل بكسر ثم سكون العبسي بالموحدة حليف الأنصار صحابي جليل من السابقين صح في مسلم عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلمه بما كان وما يكون إلى أن تقوم الساعة وأبوه صحابي أيضا ، روى حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن عمر وعن جابر بن عبد الله وجندب بن عبد الله البجلي وغيرهم من الصحابة وربعي بن حراش وزر بن حبيش وجماعة وكان صاحب سر رسول الله صلى الله عليه وسلم ومناقبه كثيرة مشهورة ومات حذيفة في أول خلافة علي سنة ست وثلاثين ع .
رابعاً: الحكم على إسناد الحديث
هذا الحَدِيثُ إسنادُه ضعيفٌ ، لأن فيه منصور بن عمار منكر الحديث ،وهو يروي عن ضعفاء أحاديث لا يتابع عليها، وفيه سعيد بن أبي توبة و عبدالرحمن بن الجهم وهما مجهولان .
الحديث رقم { 94 }
وأخرج أبو نعيم عن إبراهيم التيمي في قوله: { وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِن كُلِّ مَكَانٍ } .قال: "حتى من موضع كل شعرة".
- - الله - -
أولاً: تخريج الأثر كما ذكر المصنف
أخرجه أبو نعيم في الحلية ( حلية الأولياء ج4/ص212) قال حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد حدثني أبي وأبو معمر ح وحدثنا أبو محمد بن حيان ثنا الحسن بن هارون ثنا أبو معمر ثنا هشيم عن العوام بن حوشب عن إبراهيم التيمي في قوله تعالى ويأتيه الموت من كل مكان قال حتى من موضع كل شعرة وقال الحسن بن هارون من أطراف شعره
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف
__________
(1) ترجمة حذيفة بن اليمان : طبقات خليفة ج1:ص48، الاستيعاب ج1:ص334، الكاشف ج1:ص315/ 961، الإصابة ج2:ص44/ 1649، تهذيب التهذيب ج2:ص193/ 405، تقريب التهذيب ج1:ص154/ 1156 .(1/398)
أخرجه أبن أبى شيبة في مصنفه (مصنف ابن أبي شيبة ج7/ص160/ 34973 ) قال حدثنا يزيد بن هارون عن العوام بن حوشب عن إبراهيم التيمي ويأتيه الموت من كل مكان قال حتى من أطراف شعره . وأخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره ( تفسير الطبري ج13/ص196) من طريق يزيد بن هارون عن العوام به بمثله .وأخرجه ابن أبى الدنيا في صفة النار (صفة النار ج1/ص89/ 126) من طريق هشيم عن العوام به بمعناه . وأخرجه أحمد في الزهد (الزهد لابن حنبل ج1/ص364) من طريق هشيم عن العوام به بمعناه .
ثالثاً: دراسة إسناد الأثر
1- يزيد بن هارون سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 92 ] . وهو ثقة ثبت ..
2- العوام بن حوشب(1) العوام بن حوشب بن يزيد بن الحارث الشيباني الربعي أبو عيسى الواسطي روى العوام عن إبراهيم بن يزيد التيمي وإبراهيم بن يزيد النخعي ومجاهد وجماعه و عنه ابنه سلمة وهشيم ويزيد بن هارون وغيرهم ،. قال ابن حجر ثقة ثبت فاضل من السادسة مات سنة ثمان وأربعين ع .
3- إبراهيم بن يزيد بن شريك التيمي(2) إبراهيم بن يزيد بن شريك التيمي أبو أسماء الكوفي كان من العباد روى عن أنس وأبيه والحارث بن سويد وعمرو بن ميمون وأرسل عن عائشة روى عنه الحكم بن عتيبة والأعمش والعوام بن حوشب وجماعة ، قال ابن حجر ثقة إلا أنه يرسل ويدلس من الخامسة مات سنة اثنتين وتسعين وله أربعون سنة ع .
رابعاً: الحكم على إسناد الأثر
هذا الأثرُ إسنادُه صحيحٌ ، لأن رجاله ثقات .
__________
(1) ترجمة العوام بن حوشب : تهذيب الكمال ج22:ص427/ 4541، تهذيب التهذيب ج8:ص145/ 298، تقريب التهذيب ج1:ص433/ 5211، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال ج1:ص298 .
(2) ترجمة إبراهيم بن يزيد بن شريك التيمي : الجرح والتعديل ج2:ص145/ 474 ، تهذيب الكمال ج2:ص232/ 264 ، الكاشف ج1:ص227/ 220 ، تهذيب التهذيب ج1:ص154/ 324، تقريب التهذيب ج1:ص95/ 269 .(1/399)
بَابٌ : قوله تعالي : { تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ } (1).
وقوله: {لَوَّاحَةٌ لِّلْبَشَرِ }(2)
الحديث رقم { 95 }
أخرج الترمذي وصححه عن أبي سعيد الخدري عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : { تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ } (3). قال: تشويه النار فتقلص شفته العالية حتى تبلغ وسط رأسه، وتسترخي شفته السفلى حتى تضرب سرته"
- - الله - -
أولاً: تخريج الحديث كما ذكر المصنف
أخرجه الترمذي في سننه في كتاب التفسير ، باب ما جاء في صفة طعام أهل النار (ج4/ص708/ 2587 ) قال حدثنا سُوَيْدٌ أخبرنا عبد اللَّهِ بن الْمُبَارَكِ عن سَعِيدِ بن يَزِيدَ أبي شُجَاعٍ عن أبي السَّمْحِ عن أبي الْهَيْثَمِ عن أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال وَهُمْ فيها كَالِحُونَ (4) قال تَشْوِيهِ النَّارُ فَتَقَلَّصُ شَفَتُهُ الْعُلْيَا حتى تَبْلُغَ وَسَطَ رَأْسِهِ وَتَسْتَرْخِي شَفَتُهُ السُّفْلَى حتى تَضْرِبَ سُرَّتَهُ قال أبو عِيسَى هذا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ وأبو الْهَيْثَمِ اسْمُهُ سُلَيْمَانُ بن عَمْرِو بن عَبْدٍ الْعُتْوَارِيُّ وكان يَتِيمًا في حِجْرِ أبي سَعِيدٍ .
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف
__________
(1) سُورَةُ المؤمنون : الآيَةُ 104 .
(2) سُورَةُ المدثر : الآيَةُ 29 .
(3) سُورَةُ المؤمنون : الآيَةُ 104 .
(4) الكالح : الذي قد قلصت شفته عن أسنانه نحو ما ترى من رؤوس الغنم إذا برزت الأسنان وتشمرت الشفاء قاله أَبو إِسحاق الزجّاجيّ وربما قالوا للسنة المجدبة كلاح (تذكرة الأريب في تفسير الغريب ج2/ص19، لسان العرب ج2/ص574، تاج العروس ج7/ص81، تهذيب اللغة ج4/ص63، مقاييس اللغة ج5/ص135) .(1/400)
أخرجه أحمد في المسند (ج3/ص88/ 11854) من طريق على بن إسحاق ، وأخرجه أبو يعلى في مسنده (ج2/ص516/ 1367) من طريق إبراهيم أبو إسحاق الطالقاني ، وأخرجه ابن أبى الدنيا في صفة النار (صفة النار ج1/ص80/ 109) من طريق الحسن بن عيسى وأخرجه الحاكم في مستدركه في كتاب التفسير (ج2/ص269/ 2971) من طريق نعيم بن حماد وأحمد بن جميل المروزي وعبدة بن سليمان الطرسوسي ، وأخرجه في موضع آخر (ج2/ص428/ 3490 ) من طريق عبدان سبعتهم عن ابن المبارك به بمثله وقال الحاكم في الموضع الأول: حديث صحيح من إسناد المصريين ولم يخرجاه سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب يقول سمعت العباس بن محمد الدوري يقول سألت يحيى بن معين عن أحاديث دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد فقال هذا إسناد صحيح . وقال في الموضع الثاني هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه .
ثالثاً: دراسة إسناد الحديث
1- سويد بن نصر سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 19 ] .، لقبه الشاه راوية بن المبارك ثقة .
2- عبد الله بن المبارك سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 1 ] . ثقة ثبت فقيه عالم جواد مجاهد جمعت فيه خصال الخير
3- سَعِيدِ بن يَزِيدَ أبو شُجَاعٍ سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 1 ] . ثِقَةٌ ثَبْتٌ عَابِدٌ ،
4- أبو السمح سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 1 ] . وهو صَدُوقٌ صَالِحُ الْحَدِيثِ إِلاَّ فِي رِوَايَتِهِ عَنْ أَبِِي الْهَيْثَمِ الْعَتْوَارِيِّ ، فَفِيهَا مَنَاكِيرُ.
5- أبو الهيثم سُلَيْمَانُ بن عَمْرِو بن عَبْدٍ الْعُتْوَارِيُّ سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 14 ] . تَابِعِيٌّ ثِقَةٌ
6- أبو سعيد الخدري سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 14 ] . سَعِيْدٍ سَعْدُ بْنُ مَالِكِ بْنِ سِنَانٍ الْخُدْرِيُّ الْخَزْرَجِيُّ
رابعاً: الحكم على إسناد الحديث(1/401)
هذا الحَدِيثُ إسنادُه ضعيفٌ ، لأنه من رواية دراج عن أبى الهيثم وهى رواية ضعيفة .وقال الحاكم بعد رواية الحديث هذا حديث صحيح من إسناد المصريين ولم يخرجاه سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب يقول سمعت العباس بن محمد الدوري يقول سألت يحيى بن معين عن أحاديث دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد فقال هذا إسناد صحيح ، وقال الترمذي بعد روايته الحديث هذا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ ,وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (ج1/ص307/ح483) وانظر ضعيف الترغيب والترهيب (ج2/ص238/ح2167)
الحديث رقم { 96 }
وأخرج هناد عن ابن مسعود في قوله: { وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ } (1).قال: " مثل الرأس النضيج، بدت أسنانهم وتقلصت شفاههم .
- - الله - -
أولاً: تخريج الأثر كما ذكر المصنف
أخرجه هناد في كتاب الزهد (الزهد لابن السري ج1/ص190/ 304 ) قال حدثنا قبيصة عن سفيان عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبدالله (وهم فيها كالحون) قال كلوح الرأس المشيط بالنار وقد بدت أسنانهم وتقلصت شفاههم . وأخرجه بلفظ آخر (الزهد لابن السري ج1/ص190/ 303 ) من طريق إسرائيل بن يونس عن أبى إسحاق به ولفظه (وهم فيها كالحون ) قال مثل الرأس النضيج .
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف
__________
(1) سُورَةُ المؤمنون : الآيَةُ 104 .(1/402)
وأخرجه ابن المبارك في الزهد (الزهد لابن المبارك ج2/ص84/ 291 )قال أنا سفيان عن أبي إسحاق عن أبى الأحوص عن ابن مسعود في قوله تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون قال ألم تر إلى الرأس المشيط بالنار قد بدت أسنانه وقلصت شفتاه، أخرجه ابن أبى شيبة في مصنفه ( مصنف ابن أبي شيبة ج7/ص58/ 34186) ، وأخرجه ابن أبى الدنيا في صفة النار (صفة النار ج1/ص82/ 114) ، وأخرجه ابن أبى جرير الطبري في تفسيره (تفسير الطبري ج18/ص56) ثلاثتهم من طريق سفيان الثوري ، وأخرجه الحاكم في مستدركه في كتاب التفسير ( المستدرك على الصحيحين ج2/ص429/ 3491) وأخرجه البيهقي في البعث والنشور من طريقه ((ج1/ص276/ح559) من طريق إسرائيل بن يونس ، كلاهما عن أبى إسحاق به بمعناه .
ثالثاً: دراسة إسناد الأثر
1- سفيان الثوري سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 4 ] . وهو ثقة حافظ فقيه عابد إمام حجة صاحب سنة وإتباع .
2- عمرو بن عبد الله أبو إسحاق الهمداني السبيعي(1) عمرو بن عبد الله بن عبيد أبو إسحاق السبيعي بفتح المهملة وكسر الموحدة الكوفي هو كالزهري في الكثرة غزا مرات وكان صواما قواما عاش خمسا وتسعين روى عن علي بن أبي طالب والمغيرة بن شعبة وقد رآهما وقيل لم يسمع منهما وحارثة بن وهب وأبي الأحوص الجشمي وخلق كثير وعنه ابنه يونس وابن ابنه إسرائيل بن يونس والثوري وهو أثبت الناس فيه وسفيان بن عيينة وآخرون ، وقال ابن حجر ثقة مكثر عابد من الثالثة اختلط بأخرة مات سنة تسع وعشرين ومائة وقيل قبل ذلك ع .
3- أبو الأحوص سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 18 ] . عوف بن مالك أبو الأحوص الجشمي مشهور بكنيته ثقة من الثالثة .
__________
(1) ترجمة عمرو بن عبد الله أبو إسحاق الهمداني السبيعي : تهذيب الكمال ج22:ص102/ 4400، الكاشف ج2:ص82/ 4185، تهذيب التهذيب ج8:ص56/ 100، تقريب التهذيب ج1:ص423/ 5065 .(1/403)
4- عبد الله بن مسعود سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 54 ] . من السابقين الأولين ومن كبار العلماء من الصحابة .
رابعاً: الحكم على إسناد الأثر
هذا الأَثَرُ إسنادُه صحيحٌ ، لأن رجاله ثقات . وقال الحاكم بعد روايته الحديث (المستدرك على الصحيحين ج2/ص429/ 3491) قال هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه .
خامساً: تنبيه
هذا الأثر أخرجه الطبراني في الكبير ( المعجم الكبير ج9/ص229/ 9121 ) من طريق شُعْبَةُ عن أبي إِسْحَاقَ عن أبي عُبَيْدَةَ عن عبد اللَّهِ وهو منقطع بهذا الإسناد لأن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه ، قال الهيثمي في(مجمع الزوائد ج7/ص73) رواه الطبراني ورجاله ثقات إلا أن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه .
الحديث رقم { 97 }
وأخرج الطبراني في " الأوسط" وأبو نعيم عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن جهنم لما سيق إليها أهلها تلقتهم بعنف(1) فلفحتهم لفحة(2) فلم تدع لحماً على عظم إلا ألقته على العرقوب(3)".
- - الله - -
أولاً: تخريج الحديث كما ذكر المصنف
__________
(1) فى المخطوطة (ب) ، (ز) بعنق .
(2) لفح النار : حرها ووهجها يقال لفحته النار والسموم بحرها أحرقته، وقال الزجّاج تَلْفَحُ وتَنْفَحُ بمعنَى وَاحِدٍ إلا أنَّ النَّفْحَ أعْظَمُ تَأْثيراً ومما يُؤَيد قولَه قولُ الله ( نَفْحَةٌ مِّنْ عَذَابِ رَبِّكَ )الأنبيَاء 46 وقال ابنُ الأعرابيّ اللَّفْحُ لكل حارٍ والنَّفْحُ لِكُل بَارِدٍ (النهاية في غريب الأثر ج4/ص260،لسان العرب ج2/ص579، مختار الصحاح ج1/ص250، تهذيب اللغة ج5/ص48) .
(3) العرقوب : من الإنسان وتر غليظ فوق عقبه ومن الدابة ما يكون في رجلها بمنزلة الركبة في يدها وكل ذي أربع عرقوباه في رجليه وركبتاه في يديه ومن الوادي ما انحنى منه والتوى والطريق الضيق في الجبل عراقيب وعراقيب الأمور عراقيلها وصعابها (القاموس المحيط ج1/ص146، لسان العرب ج1/ص594، المعجم الوسيط ج2/ص596) .(1/404)
أخرجه الطبراني في الأوسط (المعجم الأوسط ج1/ص92/ 278) قال حدثنا أحمد بن رشدين قال حدثنا يحيى بن سليمان الجعفي قال حدثنا محمد بن سليمان الأصبهاني عن أبي سنان ضرار بن مرة عن عبد الله بن أبي الهذيل عن أبي هريرة عن النبي قال إن جهنم لما سيق إليها أهلها تلقتهم فلفحتهم لفحة لم تدع لحما على عظم إلا ألقته على العرقوب لم يرو هذا الحديث عن عبد الله بن أبي الهذيل إلا أبو سنان تفرد به محمد بن سليمان الأصبهاني .وأخرجه في موضع آخر عن شيخه هارون بن سليمان عن يحيى به (المعجم الأوسط ج9/ص144/ 9365) ، وأخرجه أبو نعيم في الحلية (حلية الأولياء ج5/ص93) من طريق إبراهيم بن عبدالله الهروي ، وأخرجه في موضع آخر (حلية الأولياء ج4/ص363) من طريق عبيد الله بن عمر كلاهما عن محمد بن سليمان الأصبهاني به بمثله .
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف
أخرجه ابن أبو حاتم في تفسيره (تفسير ابن كثير ج3/ص258) من طريق فروة أبن أبي المغراء ، وأخرجه البيهقي في البعث والنشور (البعث والنشور ج1/ص276/ح561) من طريق إبراهيم بن عبد الله الهروي كلاهما عن محمد بن سليمان الأصبهاني به بمثله .
ثالثاً: دراسة إسناد الحديث
1- هارون بن سليمان(1) هارون بن سليمان الحزان المصري أبو ذر يروى عن أبى عاصم و يوسف بن عدي الكوفي ، حدث عنه الطبراني .ذكره ابن حبان فى الثقات .
__________
(1) ترجمة هارون بن سليمان : الثقات ج9:ص241/16219 ، تكملة الإكمال ج2:ص643/ 2425 .(1/405)
2- أحمد بن رشدين(1) أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين بن سعد أبو جعفر المهري المقرئ الحافظ قرأ القرآن على أحمد بن صالح الطبري وسمع سعيد بن عفير ويحيى بن سليمان الجعفي وجماعة وعنه عبد الله بن جعفر بن الورد وعمر بن دينار وأبو القاسم الطبراني وآخرون. وقال بن أبي حاتم في الجرح والتعديل سمعت منه بمصر ولم أحدث عنه لما تكلموا فيه ، قال ابن عدي له مناكير ويكتب حديثه وهو كثير الحديث من الحفاظ لحديث مصر ، وأنكرت عليه أشياء مما رواه وكان آل بيت رشدين خصوا بالضعف من أحمد إلى رشدين وهو ممن يكتب حديثه مع ضعفه وقال مسلمة في الصلة حدثنا عنه غير واحد وكان ثقة عالما بالحديث . وقال بن يونس توفي ليلة عاشوراء سنة اثنتين وتسعين ومائتين وكان من حفاظ الحديث وأهل الصنعة صاحب حديث كثير .
3- يحيى بن سليمان الجعفي(2) يحيى بن سليمان بن يحيى بن سعيد الجعفي أبو سعيد الكوفي المقري سكن مصر روى عن عمه عمرو بن عثمان بن سعيد الجعفي وحفص بن غياث وغيرهم روى عنه البخاري وأبو زرعة وأبو حاتم وأحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين وآخرون قال أبو حاتم شيخ وقال النسائي ليس بثقة وذكره بن حبان في الثقات وقال ربما أغرب وقال الدارقطني ثقة وقال مسلمة بن قاسم لا بأس به وكان عند العقيلي ثقة وله أحاديث مناكير ، وقال ابن حجر نزيل مصر صدوق يخطيء من العاشرة مات سنة سبع أو ثمان وثلاثين خ ت .
4- محمد بن سليمان الأصبهاني أبو علي الكوفي ، سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 25 ] ، صدوق يخطيء .
__________
(1) ترجمة أحمد بن رشدين : الكشف الحثيث ج1:ص58/ 101، تاريخ الإسلام ج22:ص63/ 4 ، لسان الميزان ج1:ص257/ 804 .
(2) ترجمة يحيى بن سليمان الجعفي : التاريخ الكبير ج8:ص280/ 2999، الجرح والتعديل ج9:ص154/ 638، الثقات ج9:ص263/ 16337، المقتنى في سرد الكنى ج1:ص274/ 3652، الكاشف ج2:ص367/ 6181 ، تهذيب التهذيب ج11:ص199/ 368، تقريب التهذيب ج1:ص591/ 7564 .(1/406)
5- ضرار بن مرة(1) ضرار بن مرة الكوفي أبو سنان الشيباني الأكبر روى عن حصين المزني وعبد الله بن أبي الهذيل س وعطاء بن أبي رباح روى عنه إسرائيل بن يونس وسفيان الثوري وشعبة بن الحجاج ومحمد بن سليمان بن الأصبهاني وغيرهم ، ، قال ابن حجر ا: ثقة ثبت من السادسة مات سنة اثنتين وثلاثين بخ م مد ت س .
6- عبد الله بن أبي الهذيل(2) عبد الله بن أبي الهذيل العنزي أبو المغيرة الكوفي روى عن أبي بن كعب وابن مسعود وجرير بن عبد الله وأبي هريرة روى عنه الأجلح بن عبد الله الكندي وأبو سنان ضرار بن مرة الشيباني وعطاء بن السائب ، وقال ابن حجر ثقة من الثانية مات في ولاية خالد القسري على العراق ر م ت س .
7- أبو هريرة سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 19 ] .
رابعاً: الحكم على إسناد الحديث
__________
(1) ترجمة ضرار بن مرة : التاريخ الكبير ج4:ص339/ 3052 ، تهذيب الكمال ج13:ص306/ 2933 ، الكاشف ج1:ص509/ 2440 ، تقريب التهذيب ج1:ص280/ 2983 .
(2) ترجمة عبد الله بن أبى الهذيل : طبقات ابن سعد ج6:ص115 ، التاريخ الكبير ج5:ص222/ 727 ، الاسامي والكنى ج1:ص107/ 325 ، تهذيب الكمال ج16:ص244/ 3629 ، الكاشف ج1:ص605/ 3034 ، تقريب التهذيب ج1:ص327/ 3679 .(1/407)
هذا الحَدِيثُ إسنادُه حسنٌ ، لأن فيه محمد بن سليمان الأصبهاني و يحيى بن سليمان الجعفي وهما صدوقان . وقال الهيثمي في مجمع الزوائد(ج10/ص389) رواه الطبراني في الأوسط وفيه محمد ابن سليمان بن الأصبهاني وهو ضعيف. لكن فيه علة : قال الدارقطني في العلل : ج11/ص46/ س 2118) فقال يرويه أبو سنان ضرار بن مرة عن عبد الله بن أبي الهذيل واختلف عنه فرواه محمد بن سليمان الأصبهاني عن أبي سنان عن عبد الله بن أبي الهذيل عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وخالفه محمد بن فضيل فرواه عن أبي سنان عن عبد الله بن أبي الهذيل عن أبي هريرة موقوفا ، وخالفهما ابن عيينة وجرير بن عبد الحميد روياه عن أبي سنان عن ابن أبي الهذيل قوله لم يذكر أبا هريرة ، وقال المنذري في الترغيب والترهيب (الترغيب والترهيب ج4/ص268) رواه الطبراني في الأوسط والبيهقي مرفوعا ورواه غيرهما موقوفا عليه وهو أصح ، وقال ابن رجب في (التخويف من النار ج1/ص145) خرجه الطبراني ورفعه منكر فقد رواه ابن عيينة عن أبي سنان عن عبدالله بن أبي الهذيل من قوله لم يرفعه ورواه محمد بن فضيل عن أبي سنان عن عبدالله بن أبي الهذيل عن أبي هريرة من قوله في قوله تعالى لواحة للبشر قال تلقاهم جهنم يوم القيامة فتلفحهم لفحة فلا تترك لحما على عظم إلا وضعته على العراقيب، وقال أبو نعيم في الموضع الذي أحرج فيه الحديث لم يروه مرفوعا متصلا عن أبي سنان عن عبدالله إلا محمد بن سليمان بن الأصبهاني ورواه ابن عيينة وابن فضيل وجرير عن أبي سنان فاختلفوا فأوقفه ابن فضيل على أبي هريرة وخالفه ابن عيينة وجرير بن عبد الحميد روياه عن أبي سنان عن ابن أبي الهذيل قوله لم يذكر أبا هريرة ، وقد أورده البيهقي في البعث والنشور ( ج1 /ص277/ح562) موقوفا على أبى هريرة من طريق ابن فضيل عن أبى سنان عن أبى هريرة ، في قوله عز وجل : " لواحة للبشر "(1) ،
__________
(1) سُورَةُ المدثر : الآيَةُ 29 ..(1/408)
قال : تلقاهم جهنم يوم القيامة فتلفحهم لفحة ، فلا تترك لحما على عظم إلا وضعته على العراقيب .
الحديث رقم { 98 }
وأخرج أبو نعيم عن ابن مسعود في قوله: { تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ } (1) قال: "لفحتهم لفحة فما أبقت لحماً على عظم إلا ألقته على أعقابهم".
- - الله - -
أولاً: تخريج الأثر كما ذكر المصنف
عزاه المصنف إلى الحلية ولم أجده ، لكن الموجود هو أثر أبى الهذيل ، قال أبو نعيم في الحلية (حلية الأولياء ج4/ص359) حدثنا أبي ثنا عبدالله بن محمد بن عمران ثنا محمد بن أبي عمر ثنا سفيان عن أبي سنان عن عبدالله بن أبي الهذيل في قوله تعالى تلفح وجوههم النار قال لفحتهم لفحة فما أبقت لحما على العظم إلا ألقته على أعقابهم .
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف
أخرجه ابن أبى شيبة في مصنفه (مصنف ابن أبي شيبة ج7/ص48/ 34121) فقال :حدثنا سفيان بن عيينة عن أبي سنان عن بن أبي الهذيل تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون قال لفحتهم النار لفحة فما أبقت لحما على عظم إلا ألقته .، وأخرجه ابن أبي الدنيا في صفة النار ( صفة النار ج1/ص80/ 110 ) من طريق سفيان عن أبى سنان به بمثله مقطوعا على عبد الله بن أبى الهذيل .
ثالثاً: دراسة إسناد الأثر
1- سفيان بن عيينة سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 40 ] . وهو ثقة إمام
2- أبو سنان ضرار بن مرة سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 97 ] . وهو ثقة .
3- عبد الله بن أبى الهذيل سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 97 ] . وهو ثقة .
رابعاً: الحكم على إسناد الأثر
هذا الأثر إسنادُه صحيحٌ ، لأن رجاله ثقات .
الحديث رقم { 99 }
وأخرج ابن مردويه والضياء عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : قوله تعالى: { تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ } (2). قال: "تلفحهم لفحة فتسيل لحومهم على أعقابهم
- - الله - -
__________
(1) سُورَةُ المؤمنون : الآيَةُ 104 .
(2) سُورَةُ المؤمنون : الآيَةُ 104 .(1/409)
أولاً: تخريج الحديث كما ذكر المصنف
أخرجه ابن مردويه في تفسيره ، وقد ذكر ابن كثير إسنادُه ( تفسير ابن كثير ج3/ص258) وقال ابن مردويه حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى القزاز حدثنا الخضر بن علي بن يونس القطان حدثنا عمر بن أبي الحارث بن الخضر القطان حدثنا سعد بن سعيد المقبري عن أخيه عن أبيه عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قول الله تعالى تلفح وجوههم النار قال تلفحهم لفحة تسيل لحومهم على أعقابهم وقوله تعالى وهم فيها كالحون .
تنبيه : نسبه المصنف للضياء المقدسي في صفة النار ولم أجده .
ثانياً: دراسة إسناد الحديث
1- أحمد بن محمد بن يحيى القزاز : لم أجد له ترجمة
2- الخضر بن علي بن يونس القطان : لم أجد له ترجمة
3- عمر بن أبي الحارث بن الخضر القطان : لم أجد له ترجمة
4- سعد بن سعيد المقبري(1) سعد بن سعيد بن أبي سعيد المقبري المدني أبو سهل روى عن أخيه عبد الله وجعفر بن إبراهيم الجعفري وعنه الحميدي وعبد العزيز الأوسي وإبراهيم بن المنذر وأبو حذافة السهمي وغيرهم قال العقيلي قال بن عيينة كان سعد قدريا وقال أبو حاتم هو في نفسه مستقيم وبليته أنه يحدث عن أخيه عبد الله وعبد الله ضعيف ولا يحدث عن غيره وقال أبو أحمد بن عدي عامة ما يرويه غير محفوظ ولم أر للمتقدمين فيه كلاما إلا أني ذكرته لأبين أن رواياته عن أخيه عن أبيه عامتها لا يتابعه أحد عليها له في بن ماجة حديث واحد لا قطع في ثمر ولا كثر ، و وقال البزار عبد الله وسعد فيهما لين ، وقال ابن حجر قدري لين الحديث من الثامنة ق
__________
(1) ترجمة سعد بن سعيد المقبري : التاريخ الكبير ج4:ص56/ 1949 ، تهذيب الكمال ج10:ص261/ 2207 ، الكاشف ج1:ص428/ 1826 ، تقريب التهذيب ج1:ص231/ 2236، تهذيب التهذيب ج3:ص407/ 875 .(1/410)
5- عبد الله بن سعيد المقبري(1) عبد الله بن سعيد بن أبي سعيد كيسان المقبري أبو عباد الليثي مولاهم مدني روى عن أبيه وجده وعبد الله بن أبي قتادة وعنه حفص بن غياث ومحمد بن جعفر بن أبي كثير وجماعة ، قال ابن حجر متروك من السابعة ت ق .
6- سعيد بن أبي سعيد المقبري سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 74 ] . وهو ثقة .
7- عويمر أبو الدرداء بن مالك سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 32 ] .
ثالثاً: الحكم على إسناد الحديث
هذا الحَدِيثُ إسنادُه ضعيفٌ جداً ، لأن فيه عبد الله بن سعد بن أبى سعيد المقيري وهو متروك الحديث .
الحديث رقم { 100 }
وأخرج هناد عن أبي رزين في قوله: { لواحة(2) للبشر } (3) قال: "غيرت ألوانهم حتى اسودت".
- - الله - -
أولاً: تخريج الأثر ذكر المصنف
أخرجه هناد في الزهد ( الزهد لابن السري ج1/ص190/ 305) قال حدثنا وكيع عن سفيان عن إسماعيل بن سميع عن أبي رزين في وقوله { لواحة للبشر }(4)قال غيرت ألوانهم حتى اسودت .
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف
__________
(1) ترجمة عبد الله بن سعيد المقبري : التاريخ الكبير ج5:ص105/ 307 ، الكاشف ج1:ص558/ 2752 ، تهذيب التهذيب ج5:ص209/ 413 ، تقريب التهذيب ج1:ص306/ 3356 .
(2) لواحة : مغيرة لهم أو محرقة بلغة قريش يقال لاحته الشمس ولوحته بمعنى واحد إذا غيرته وقيل تحرق الجلد حتى تسوده ويقال لاحه و لوحه و لوحت الشيء بالنار أحميته (تذكرة الأريب في تفسير الغريب ج2/ص256، التبيان في تفسير غريب القرآن ج1/ص435، غريب القرآن ج1/ص404، لسان العرب ج2/ص585، تهذيب اللغة ج5/ص161، تاج العروس ج7/ص103) .
(3) سورة المدثر: الآية 29 .
(4) سورة المدثر: الآية 29 .(1/411)
أخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره ( تفسير الطبري ج29/ص159) من طريق أبى معاوية الضرير ، وأخرجه ابن أبى شيبة في مصنفه (مصنف ابن أبي شيبة ج7/ص49/ 34124) ، وأخرجه أيضا ( ج7/ص154/ ح34922) من طريق علي بن مسهر ، وأخرجه ابن أبى الدنيا في صفة النار (صفة النار ج1/ص82/ 115) من طريق مروان بن معاوية ، كلهم عن إسماعيل بن سميع به بمعناه .
ثالثاً: دراسة إسناد الأثر
1- وكيع بن الجراح سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 20 ] . وهو ثقة .
2- سفيان الثوري سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 4 ] . وهو ثقة .
3- إسماعيل بن سميع(1) إسماعيل بن سميع الحنفي أبو محمد الكوفي روى عن أنس ومالك بن عمير الحنفي وأبي رزين وغيرهم وعنه شعبة والثوري وإسرائيل وأبو إسحاق الفزاري وجماعة، قال القطان لم يكن به بأس في الحديث وثقه أحمد وابن معين وقال أبو حاتم صدوق صالح وقال النسائي ليس به وقال الأزدي كان مذموم الرأي غير مرضي المذهب يرى رأي الخوارج فأما الحديث فلم يكن به بأس فيه وقال الفسوي لا بأس به ، وقال ابن عدى حسن الحديث يعز حديثه وهو عندي لا باس به . وقال ابن حجر صدوق تكلم فيه لبدعة الخوارج من الرابعة م د س .
4- مسعود بن مالك أبو رزين الأسدي سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 48 ] . ثقة فاضل
رابعاً: الحكم على إسناد الأثر
هذا الأثر إسنادُه حسن ، لأن فيه إسماعيل بن سميع الحنفي وهو صدوق .
بَابٌ : بكاء أهل النار وزفيرُهم وشهيقُهم وتعسهم وقبحهم ودعاؤهم بالويل والثبور واستغاثتهم بأهل الجنة وبخزنة النار وبمالك وبربهم وخرسهم بعد ذلك وصممهم وتشوية وجوههم
__________
(1) ترجمة إسماعيل بن سميع : الكامل في الضعفاء ج1:ص287/123، تهذيب الكمال ج3:ص107/ 452 ، الكاشف ج1:ص246/382 ، تهذيب التهذيب ج1:ص266/ 559، تقريب التهذيب ج1:ص108/ 452 .(1/412)
قال تعالى: { فَلْيَضْحَكُواْ قَلِيلاً وَلْيَبْكُواْ كَثِيراً } (1) وقال تعالى: { لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ } (2)
وقال تعالى: { لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَهُمْ فِيهَا لا يَسْمَعُونَ } }(3) وقال تعالى: { وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَاناً ضَيِّقاً مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُوراً {13} لا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُوراً وَاحِداً وَادْعُوا ثُبُوراً كَثِيراً } (4) وقال تعالى: { وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُواْ عَلَيْنَا مِنَ الْمَاء أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللّهُ } (5) وقال تعالى: { وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْماً مِّنَ الْعَذَابِ } (6) وقال تعالى: { وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ } (7)
وقال تعالى: { قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا } (8).
الحديث رقم { 101 }
أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله تعالى: { فَلْيَضْحَكُواْ قَلِيلاً وَلْيَبْكُواْ كَثِيراً } (9) قال:" فليضحكوا فيها ما شاؤوا فليضحكوا فيها ما شاؤوا فإذا انقضت الدنيا وصاروا إلى الله استأنفوا بكاء(10) لا ينقطع أبداً".
- - الله - -
أولاً: تخريج الأثر كما ذكر المصنف
__________
(1) سُورَةُ التوبة : الآيَةُ 82 .
(2) سُورَةُ هود : الآيَةُ 106 .
(3) سُورَةُ الأنبياء : الآيَةُ 100 .
(4) سُورَةُ الفرقان : الآيَاتُ 13-14 .
(5) سُورَةُ الأعراف : الآيَةُ 50 .
(6) سُورَةُ غافر : الآيَةُ 49 .
(7) سُورَةُ الزخرف : الآيَةُ 77 .
(8) سُورَةُ المؤمنون : الآيَةُ 106 .
(9) سُورَةُ التوبة : الآيَةُ 82 .
(10) فى المخطوطة (ز) البكاء(1/413)
أخرجه ابن أبى حاتم في تفسيره ( تفسير ابن أبي حاتم ج6/ص1855/ 10506) قال حدثنا أبي ثنا سويد بن سعيد ثنا مروان بن معاوية عن إسماعيل بن سميع عن ابن عباس قوله فليضحكوا قليلاً قال الدنيا قليل فليضحكوا فيها ما شاءوا وليبكوا كثيراً فإذا انقطعت الدنيا وصاروا إلى الله استأنفوا بكاء لا ينقطع أبداً .
ثانياً: دراسة إسناد الأثر
1- أبو حاتم الرازي محمد بن إدريس بن المنذر بن داود بن مهران الحنظلي أبو حاتم الرازي الحافظ الكبير أحد الأئمة سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 13 ] .
2- سويد بن سعيد(1) سويد بن سعيد بن سهل بن شهريار الهروي أبو محمد الحدثاني بفتح المهملة والمثلثة ويقال له الأنباري بنون ثم موحدة روى عن مالك وحفص بن ميسرة ومروان بن معاوية وجماعة وعنه مسلم وأبو زرعة وأبو حاتم وغيرهم ، قال يحيى بن معين كذاب ساقط لو كان لي فرس ورمح كنت أغزوه وقال النسائي ليس بثقة وقال البخاري كان قد عمي فتلقن ما ليس من حديثه وقال أبو حاتم الرازي هو صدوق إلا إنه كثير التدليس وقال ابن حبان يأتي بالمعضلات عن الثقات وقال الدارقطني هو ثقة غير أنه لما كبر ربما قرئ عليه حديث فيه بعض النكارة فيجيزه ، ، وقال ابن حجر صدوق في نفسه إلا أنه عمي فصار يتلقن ما ليس من حديثه فأفحش فيه بن معين القول من قدماء العاشرة مات سنة أربعين وله مائة سنة م ق ،
__________
(1) ترجمة سويد بن سعيد : الكامل في الضعفاء ج3:ص428/848 ، الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ج2:ص32/ 1587، تهذيب الكمال ج12:ص247/ 2643، ذكر من تكلم فيه وهو موثق ج1:ص97/ 153 ، تهذيب التهذيب ج4:ص239/ 481، تقريب التهذيب ج1:ص260/ 2690، الكاشف ج1:ص472/ 2194 ، المختلطين ج1:ص51/ 22 .(1/414)
3- مروان بن معاوية (1) مروان بن معاوية بن الحارث الفزاري أبو عبد الله الكوفي الحافظ روى عن حميد الطويل وإسماعيل بن سميع وسليمان التيمي وغيرهم روى عنه أحمد بن محمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه وسويد بن سعيد وآخرون ، وقال ابن حجر ثقة حافظ وكان يدلس أسماء الشيوخ من الثامنة مات سنة ثلاث وتسعين ع
4- إسماعيل بن سميع سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 100 ] . صدوق تكلم فيه لبدعة الخوارج .
5- عبد الله بن عباس سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 2 ] .
ثالثاً: الحكم على إسناد الأثر
هذا الأثر إسنادُه حَسَنٌ ، لأن فيه إسماعيل بن سميع وسويد بن سعيد وهما صدوقان
رابعاً: تنبيه
جاء هذا الأثر عن أبى رزين العقيلي عند الطبري ( تفسير الطبري ج10/ص202) وعند سعيد بن منصور (سنن سعيد بن منصور (2) ج5/ص264/ 1028) وعند ابن أبى شيبة (مصنف ابن أبي شيبة ج7/ص154/34920)وعند ابن أبى الدنيا (صفة النار ج1/ص134/ 214) ، وعند هناد (الزهد لابن السري ج1/ص270/ 470) .
الحديث رقم { 102 }
وأخرج ابن ماجه وأبو يعلى والبيهقي وهناد عن أنس سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "يرسل البكاء على أهل النار فيبكون حتى تنقطع الدموع، حتى يبكون الدم حتى يرى في وجوههم كهيئة الأخدود(2)، ولو أرسلت فيها السفن لجرت
- - الله - -
أولاً: تخريج الحديث كما ذكر المصنف
__________
(1) ترجمة مروان بن معاوية : التاريخ الكبير ج7:ص372/ 1598 ، تاريخ أسماء الثقات ج1:ص233/ 1423، تسمية من أخرجهم البخاري ومسلم ج1:ص236/ 1688، تهذيب الكمال ج27:ص403/ 5877 ، المغني في الضعفاء ج2:ص652/ 6174، الكاشف ج2:ص254/ 537، تهذيب التهذيب ج10:ص88/ 178، طبقات المدلسين ج1:ص45 طبقات المدلسين ج1:ص/ 45/105، تقريب التهذيب ج1:ص526/ 6575 .
(2) الأخدود : شق في الأرض وجمعه أخاديد (التبيان في تفسير غريب القرآن ج1/ص457، النهاية في غريب الأثر ج2/ص13) .(1/415)
أخرجه هناد في كتاب الزهد (الزهد لابن السري ج1/ص194/ 311) قال حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يلقي البكاء على أهل النار فيبكون حتى تنفد الدموع ثم يبكون الدماء حتى إنه ليصير في وجوههم أخدود ولو أرسلت فيه السفن لجرت .وأخرجه ابن ماجة في كتاب الزهد / باب صفة النار ( سنن ابن ماجه ج2/ص1446/4324 ) من طريق محمد بن عبيد عن الأعمش به وبمثله . وأخرجه أبو يعلى في مسنده (مسند أبي يعلى ج7/ص161/ 4134) من طريق عمران بن يزيد عن يزيد الرقاشي به ولفظه يا أيها الناس ابكوا فإن لم تبكوا فتباكوا فإن أهل النار يبكون في النار حتى تسيل دموعهم في وجوههم كأنها جداول حتى تنقطع الدموع فتسيل يعني الدماء فتقرح العيون فلو أن سفنا أرخيت فيها لجرت . وأخرجه البيهقي في البعث والنشور (ج1/ص313/ح651) من طريق محمد بن عبيد عن الأعمش به وبمثله .
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف
أخرجه ابن أبى شيبة في مصنفه (مصنف ابن أبي شيبة ج7/ص50/ 34130) عن شيخه أبى معاوية ، وأخرجه ابن أبى الدنيا في صفة النار (صفة النار ج1/ص131/ 208) من طريق محمد بن عبيد ، وأخرجه أيضا (ج1/ص313/ح652) من طريق أبى معاوية ، كلاهما أي أبو معاوية ومحمد بن عبيد عن الأعمش به وبمثله .
ثالثاً: دراسة إسناد الحديث
1- أبو معاوية محمد بن خازم الضرير : سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 52 ] . ثقة أحفظ الناس لحديث الأعمش
2- الأعمش سليمان بن مهران : سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 7 ] . شيخ الإسلام شيخ المقرئين والمحدثين .
3- يزيد الرقاشي : سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 64 ] . زاهد ضعيف .
4- أنس بن مالك الأنصاري : سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 51 ] . أبو حمزة خادم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
رابعاً: الحكم على إسناد الحديث(1/416)
هذا الحَدِيثُ إسنادُه ضعيفٌ ، لأن فيه يزيد الرقاشي وهو ضعيف .قال البويصيري في مصباح الزجاجة (مصباح الزجاجة ج4/ص263/ 6451 ) هذا إسناد فيه يزيد بن إبان الرقاشي وهو ضعيف ، وقال المنذري في الترغيب والترهيب (الترغيب والترهيب ج4/ص270/ 5618) رواه ابن ماجه وأبو يعلى وفي إسنادهما يزيد الرقاشي وبقية رواة ابن ماجه ثقات احتج بهم البخاري ومسلم ورواه الحاكم مختصرا عن عبد الله بن قيس مرفوعا قال إن أهل النار ليبكون حتى لو أجريت السفن في دموعهم لجرت وإنهم ليبكون الدم مكان الدمع وقال صحيح الإسناد وسيأتي في الحديث الذي بعده , وقال الهيثمي في مجمع الزوائد ( مجمع الزوائد ج10/ص391) روى ابن ماجه بعضه رواه أبو يعلى وأضعف من فيه يزيد الرقاشي وقد وثق على ضعفه ، وضعفه الألباني في ضعيف ابن ماجة ( 2/434/ح3491, وقال في السلسلة الصحيحة ( 4/245/ح1697) والحديث بمجموع طرقه حسن. والحديث له شاهد عند ابن أبى شيبة عن أبى موسى الأشعري (مصنف ابن أبي شيبة ج7/ص50/ 34131) ، ورواه البيهقي في البعث والنشور موقوفا على أنس بن مالك ج1/ص313/ح653.
الحديث رقم { 103 }
وأخرج الحاكم وصححه عن عبدالله بن قيس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن أهل النار ليبكون حتى لو أجريت السفن في دموعهم لجرت، وإنهم ليبكون الدم".
- - الله - -
أولاً: تخريج الحديث كما ذكر المصنف
أخرجه الحاكم في مستدركه في كتاب الأهوال ( المستدرك على الصحيحين ج4/ص648/ 8791 ) قال حدثنا علي بن حمشاد العدل ثنا علي بن عبد العزيز ومحمد بن غالب قالا ثنا أبو النعمان محمد بن الفضل ثنا سلام بن مسكين قال حدث أبو بردة عن عبد الله بن قيس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن أهل النار ليبكون حتى لو أجريت السفن في دموعهم لجرت وأنهم ليبكون الدم يعني مكان الدمع هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه
ثانياً: دراسة إسناد الحديث(1/417)
1- علي بن حمشاد(1) على بن حمشاد العدل الحافظ الكبير أبو الحسن النيسابوري صاحب التصانيف، سمع الحسين ابن الفضل والفضل الشعراني والحارث بن أبى أسامة وإبراهيم بن ديزيل وإسماعيل القاضي، وعنه الحاكم وقرظه وبالغ في تعظيمه، وله المسند في أربع مائة جزء والأحكام في مائتين وستين جزءا والتفسير في عشر مجلدات.روى عنه أبو احمد الحاكم وقال: ما رأيت في مشايخنا اثبت في الرواية والتصنيف منه، وروى عنه ابن منده وأبو طاهر بن محمش،.مات في شوال سنة ثمان وثلاثين وثلاث مائة
2- علي بن عبد العزيز(2) علي بن عبد العزيز بن المرزبان بن سابور الحافظ الصدوق أبو الحسن البغوي شيخ الحرم ومصنف المسند سمع أبا نعيم وعفان والقعنبي ومسلم بن إبراهيم وأبا عبيد وخلائق ، روى عنه بن أخيه أبو القاسم البغوي وأبو الحسن بن سلمة القطان وعبد المؤمن بن خلف النسفي والطبراني وأمم سواهم وعاش بضعا وتسعين عاما قال الدارقطني ثقة مأمون وقال بن أبي حاتم صدوق وأما النسائي فمقته لكونه كان يأخذ على الحديث ولا شك انه كان فقيرا مجاورا توفى سنة ست وثمانين ومائتين .
3- محمد بن غالب سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 15 ] .محمد بن غالب أبو جعفر الدقاق بغدادي .
__________
(1) ترجمة على بن حمشاد : تذكرة الحفاظ ج3/ص876 .
(2) ترجمة على بن عبد العزيز : تذكرة الحفاظ ج2:ص622/ 649، لسان الميزان ج4:ص241/ 648، تهذيب التهذيب ج7:ص316/584، طبقات الحفاظ ج1:ص278/ 628 .(1/418)
4- محمد بن الفضل(1) محمد بن الفضل السدوسي أبو النعمان البصري المعروف بعارم روى عن جرير بن حازم ومهدي بن ميمون والحمادين وغيرهم روى عنه تمتام والبخاري وهارون بن عبد الله الحمال وآخرون ، وقال بن أبي حاتم سمعت أبي يقول اختلط عارم في آخر عمره وزال عقله فمن سمع منه قبل الاختلاط فسماعه صحيح وكتبت عنه قبل الاختلاط سنة أربع عشرة فمن سمع منه قبل سنة عشرين فسماعه جيد وقال النسائي كان أحد الثقات قبل أن يختلط ،وقال الذهبي ثقة حجة اختلط بأخرة لكن ما ضر ذلك حديثه فإنه ما حدث حينئذ فيما علمت ، وقال ابن حجر عارم ثقة ثبت تغير في آخر عمره من صغار التاسعة مات سنة ثلاث أو أربع وعشرين ع .
5- سلام بن مسكين(2) سلام بن مسكين بن ربيعة الأزدي النمري أبو روح البصري روى عن ثابت البناني والحسن البصري وحوشب البصري روى عنه أبان بن سفيان التغلبي وادم بن أبي إياس وعلي بن الجعد ، ، قال ابن حجر : ثقة رمي بالقدر من السابعة مات سنة سبع وستين خ م د س ق .
6- أبو بردة سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 50 ] .أبو بردة بن أبي موسى الأشعري الفقيه اسمه الحارث وقيل عامر وقيل اسمه كنيته ، ثقة .
7- عبد الله بن قيس سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 50 ] .كان أحسن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم صوتا ،
ثالثاً: الحكم على إسناد الحديث
__________
(1) ترجمة محمد بن الفضل : الجرح والتعديل ج8:ص58/ 267، المجروحين ج2:ص294/ 997، تهذيب الكمال ج26:ص287/5547 ، الكاشف ج2:ص210/ 5114، تذكرة الحفاظ ج1:ص410/ 416، ذكر من تكلم فيه وهو موثق ج1:ص167/ 310 ، الرواة الثقات المتكلم فيهم بما لا يوجب ردهم ج1:ص162/ 72 ، تهذيب التهذيب ج9:ص357/ 659 ، تقريب التهذيب ج1:ص502/ 6226 .
(2) ترجمة سلام بن مسكين : مشاهير الأمصار ج1:ص157/ 1242 ، تهذيب الكمال ج12:ص294/ 2662، الكاشف ج1:ص474/2211، تقريب التهذيب ج1:ص261/ 2710 .(1/419)
هذا الحَدِيثُ إسنادُه صحيحٌ ، لأن رجاله ثقات . وقال الحاكم بعد روايته للحديث هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ، ووافقه الذهبي (ج4/ص648/ 8791) .
الحديث رقم { 104 }
وأخرج أحمد في "الزهد" عن سالم بن عبد الله قال: كان من دعاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "اللهم ارزقني عينين هطالتين(1) تبكيان بذروف(2) الدموع، وتشفيان(3) من خشيتك" قيل: أن يكون الدمع دماً والأضراس جمراً .
- - الله - -
أولاً: تخريج الحديث كما ذكر المصنف
أخرجه أحمد في الزهد (الزهد لابن حنبل ج1/ص10) قال حدثنا عبد الله حدثنا أبي حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا ثابت أبو سلمة الدوسي عن سالم بن عبد الله قال كان من دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم ارزقني عينين هطالتين يبكيان بذروف الدموع ويشفيان من خشيتك قبل أن تكون الدموع دما والأضراس جمرا
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف
__________
(1) هطالتين: أي بكاءتين ذرافتين الدموع وقد هطل المطر يهطل إذا تتابع(النهاية في غريب الأثر ج5/ص265) .
(2) ذرف : ذرف الدمع يذرف ذرفا وذرفانا وذروفا وذريفا وتذرافا سال و جرى دمعها والمذارف المدامع( النهاية في غريب الأثر ج2/ص159، تفسير غريب ما في الصحيحين البخاري ومسلم ج1/ص252/، القاموس المحيط ج1/ص1048، المصباح المنير ج1/ص208) .
(3) شفي : الشفاء دواء معروف وهو ما يبرىء من السقم والجمع أشفية و أشاف جمع الجمع والفعل شفاه الله من مرضه شفاء ممدود و استشفى فلان طلب الشفاء و أشفيت فلانا إذا وهبت له شفاء من الدواء (لسان العرب ج14/ص436) .فى المخطوطة (ب) ،(ز)ويشفياني(1/420)
ورواه الحسين المروزي في زياداته على الزهد والرقائق لابن المبارك (الزهد لابن المبارك ج1/ص165/ 480) ،وأخرجه ابن أبى الدنيا في صفة النار ( صفة النار ج1/ص137/ 220) ، وأخرجه الطبراني في الدعاء (الدعاء للطبراني ج1/ص429/ 1457) ، وأخرجه أبو نعيم في الحلية (حلية الأولياء ج2/ص196) ، وأخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (ج11/ص121) كلهم من طريق الوليد بن مسلم عن أبى سلمة الدوسي به وبمثله
ثالثاً: دراسة إسناد الحديث
1- عبد الله بن أحمد سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 22 ] .
2- أحمد بن حنبل سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 56 ] .
3- الوليد بن مسلم سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 86 ] . ثقة لكنه كثير التدليس والتسوية.
4- ثابت الدوسي(1) ثابت بن سرج أبو سلمة الدوسي من أهل دمشق رأى واثلة بن الأسقع وبلال بن أبي الدرداء روى عن سالم بن عبد الله المحاربي ويقال ابن عبد الله بن عمر ، وروى عنه الوليد بن مسلم ومحمد بن شعيب بن شابور .ذكره ابن حبان فى الثقات.
5- سالم بن عبد الله المحاربي(2) سالم بن عبد الله المحاربي أبو عبد الله قاضى دمشق روى عن سليمان بن حبيب المحاربي روى عنه الأوزاعي وخالد بن يزيد بن صالح ، قال عنه أبو حاتم صالح الحديث ، وذكره ابن حبان في الثقات .
رابعاً: الحكم على إسناد الحديث
__________
(1) ترجمة ثابت الدوسي : التاريخ الكبير ج2:ص164/ 2071، الجرح والتعديل ج2:ص453/ 1822 ، الثقات ج4:ص94/ 1981، تاريخ مدينة دمشق ج11:ص119/ 1024، المقتنى في سرد الكنى ج1:ص283/ 2767 .
(2) ترجمة سالم بن عبد الله المحاربي : الجرح والتعديل ج4:ص185/ 801 ، الثقات ج6:ص408/ 8323 .(1/421)
هذا الحَدِيثُ إسنادُه ضعيفٌ ، لإرساله لأن عبد الله المحاربي لم تثبت له صحبة . قال ابن رجب ( التخويف من النار ج1/ص148) سالم بن عبدالله هو المحاربي وحديثه مرسل وظن بعضهم أنه سالم بن عبدالله بن عمر وزاد بعضهم في الإسناد عن أبيه ولا يصح ذلك كله ، وقال العراقي في تخريجه لأحاديث الإحياء: ( المغني عن حمل الأسفار ج2/ص1067/ 3865 ) (حديث اللهم ارزقني عينين هطالتين تشفيان بذروف الدمع 000رواه الطبراني في الكبير وفي الدعاء وأبو نعيم في الحلية من حديث ابن عمر بإسناد حسن ورواه الحسين المروزي في زياداته على الزهد والرقائق لابن المبارك من رواية سالم بن عبد الله مرسلاً دون ذكراً أبيه وذكر الدارقطني في العلل أن من قال فيه عن أبيه وهم وإنما هو عن سالم بن عبد الله مرسلاً قال وسالم هذا يشبه أن يكون سالم بن عبد الله المحاربي وليس بابن عمر انتهى وما ذكره من أنه سالم المحاربي هو الذي يدل عليه كلام البخاري في التاريخ ومسلم في الكنى وابن أبي حاتم عن أبيه وأبي أحمد الحاكم فإن الراوي له عن سالم ثابت بن سرج أبو سلمة وإنما ذكروا له رواية عن سالم المحاربي والله أعلم نعم حكى ابن عساكر في تاريخه الخلاف في أن الذي يروي عن سالم المحاربي أو سالم بن عبد الله بن عمر )، وضعفه الألباني في الضعيفة ( 6/407/ح2905) وضعفه في تعليقه على الجامع الصغير وزيادته ( 1/310/ح3098)
خامساً: معنى الحديث(1/422)
قال المناوي ( فيض القدير ج2/ص143) اللهم ارزقني عينين هطالتين أي بكايتين ذرافتين بالدموع وقد هطل المطر يهطل إذا تتابع تشفيان أي تداويان القلب بذروف الدموع أي بسيلان الدموع من خشيتك من شدة خوفك قبل أن تكون الدموع دما من هول الموقف وما بعدها ، والأضراس جمع ضرس وهو السن وهو مذكر ما دام له هذا الاسم لأن الأسنان كلها إناث الأضراس فإن قيل فيه سن فهو مؤنث جمرا من شدة العذاب يوم المآب وهذا إنما يكون محض تعليم للأمة . وأما هو فأعظم الآمنين الفرحين الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون .
الحديث رقم { 105 }
وأخرج ابن أبي الدنيا والضياء كلاهما في صفة النار عن زيد بن رفيع- رفعه: "إن أهل النار إذا دخلوا النار بكوا الدموع زماناً، ثم بكوا القيح زماناً، فتقول لهم الخزنة: يا معشر الأشقياء تركتم البكاء في الدار المرحوم فيها أهلها في الدنيا، هل تجدون اليوم من تستغيثون به ؟ ! فيرفعون أصواتهم: يأهل الجنة، يا معشر الآباء والأمهات والأولاًد خرجنا من القبور عطاشاً، وكنا طول الموقف عطاشاً، ونحن اليوم عطاش، أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله. فيدعون أربعين سنة لا يجيبهم. ثم يجيبهم: إنكم ماكثون، فييأسون(1) من كل خير".
- - الله - -
أولاً: تخريج الحديث كما ذكر المصنف
__________
(1) فى المخطوطة (أ) ،(ز) فييأ سوا(1/423)
أخرجه ابن أبى الدنيا في صفة النار ( صفة النار ج1/ص132/ 211 ) قال حدثنا محمد بن العباس قال حدثنا حماد الجزري عن زيد بن رفيع رفعه قال إن أهل النار إذا دخلوا النار بكوا الدموع زمانا ثم بكوا القيح زمانا قال فيقول لهم الخزنة يا معشر الأشقياء تركتم البكاء في الدار المرحوم فيها أهلها في الدنيا هل تجدون اليوم من تستغيثون به قال فيرفعون أصواتهم يا أهل الجنة يا معاشر الآباء والأمهات والأولاًد خرجنا من الدنيا عطاشا وخرجنا من القبور عطاشا وكنا طول الموقف عطاشا ونحن اليوم عطاش فأفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله فيدعون أربعين سنة لا يجيبهم ثم يجيبهم إنكم ماكثون فييأسون من كل خير
ثانياً: دراسة إسناد الحديث
1- محمد بن العباس(1) محمد بن العباس أبو عبد الله البغدادي مولى بني هاشم يعرف بلحية الليف روى عن سهل بن عثمان العسكري وعمرو بن الصلت ومحمود بن غيلان، روى عنه أبو بكر النجاد وأبو الحسين بن قانع وأبو بكر الشافعي وآخرون، قال بن أبي حاتم صدوق ، وقال بن حبان في الثقات ربما أخطأ وقال الخطيب ثقة ، قال بن المنادي كان صدوقا صالحا مات يوم الجمعة لثلاث عشرة بقين من شهر ربيع الأول سنة تسعين ومائتين .
__________
(1) ترجمة محمد بن العباس : الجرح والتعديل ج8:ص48/ 223 ، الثقات ج9:ص153/ 15732 ، تاريخ بغداد ج3:ص112/ 1118 ، لسان الميزان ج5:ص216/ 755 .(1/424)
2- حماد بن عمرو النصيبي(1) حماد بن عمرو الجزري أبو إسماعيل النصيبي روى عن زيد بن رفيع والأعمش روى عنه موسى بن أيوب النصيبي وإبراهيم بن موسى ومحمد بن مهران ، قال الجوزجاني كان يكذب وقال البخاري يكنى أبا إسماعيل منكر الحديث وقال النسائي متروك وقال أبو حاتم منكر الحديث ضعيف الحديث جداه وقال بن أبي مريم عن يحيى بن معين من المعروفين بالكذب وقال أبو أحمد الحاكم ليس حديثه بالقائم وقال أبو سعيد النقاش يروي الموضوعات عن الثقات , وقال الساجي أجمع أهل النقل أنه متروك .
3- زيد بن رفيع(2) زيد بن رفيع الجزري ، روى عن أبي عبيدة بن عبد الله وحرام بن حكيم بن حزام وعنه محمد بن حمزة ومعمر والمسعودي ويحيى بن أبي الدنيا النصيبي وغيرهم ، ضعفه الدارقطني وقال النسائي ليس بالقوي وذكره بن حبان في الثقات وقال كان فقيها ورعا فاضلا وقال عبد الله بن أحمد سألت أبي عنه فقال انه ما به بأس وقال أبو داود جزري ثقة وذكره بن شاهين في الثقات ،وقال ابن سعد وكان ثقة كثير الحديث ، ووثقه أبو حاتم . مات سنة ثلاثين ومائة في آخر خلافة مروان بن محمد سالم الأفطس بن عجلان
ثالثاً: الحكم على إسناد الحديث
__________
(1) ترجمة حماد بن عمرو النصيبي : ضعفاء البخاري ج1:ص34/ 85 ، التاريخ الكبير ج3:ص28/ 117 ، الضعفاء للنسائي ج1:ص31/ 136 ، الجرح والتعديل ج3:ص/144/632 ، المجروحين ج1:ص252/ 240 ، ضعفاء الأصبهاني ج1:ص74/ 52 ، الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ج1:ص234/ 1000 ، الكشف الحثيث ج1:ص103/ 257، لسان الميزان ج2:ص350/1420 .
(2) ترجمة زيد بن رفيع : طبقات ابن سعد ج7:ص480 ، الضعفاء للنسائي ج1:ص43/ 216 ، الجرح والتعديل ج3:ص563/ 2547، الثقات ج6:ص314/ 7887، مشاهير الأمصار ج1:ص185/ 1476، تاريخ الإسلام ج8:ص432، ميزان الاعتدال في نقد الرجال ج3:ص152/ 3009 ، لسان الميزان ج2:ص506/ 2028 .(1/425)
هذا الحَدِيثُ إسنادُه موضوعٌ ، لأن فيه حماد بن عمرو النصيبي وهو كذاب .وهو معضل لأن زيد بن رفيع من أتباع التابعين .
تنبيه : نسبه المصنف إلى الضياء المقدسي في صفة النار ولم أجد الكتاب .
الحديث رقم { 106 }
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله تعالى: (ونادى أصحاب النار). قال: ينادي الرجل أخاه فيقول: "يا أخي أغثني فإني قد احترقت، فيقول: إن الله حرمهما على الكافرين".
- - الله - -
أولاً: تخريج الأثر كما ذكر المصنف
أخرجه الطبري في تفسيره (تفسير الطبري ج8/ص201) قال حدثنا بن وكيع قال ثنا أبي عن سفيان عن عثمان بن أبي زرعة الثقفي عن سعيد بن جبير عن بن عباس ونادى أصحاب النار أصحاب الجنة أن أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله قال ينادي الرجل أخاه أو أباه فيقول قد احترقت أفض علي من الماء فيقال لهم أجيبوهم فيقولون إن الله حرمهما على الكافرين . وأخرجه ابن أبى حاتم في تفسيره (تفسير ابن أبي حاتم ج5/ص1490/ 8532) من طريق أبى نعيم عن سفيان الثوري به وبمثله .
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف
أخرجه ابن أبى شيبة في مصنفه (مصنف ابن أبي شيبة ج7/ص135/ 34773 ) ، وأخرجه هناد في الزهد (الزهد لابن السري ج1/ص186/ 288) كلاهما عن شيخيهما وكيع ، وأخرجه ابن أبى الدنيا في صفة النار (صفة النار ج1/ص147/ 235) من طريق الفضل بن دكين ، وأخرجه أبو الشيح في العظمة (ج10/ص237/ 249) من طريق موسى بن مسعود أبى حذيفة النهدي ، كلهم أي وكيع والفضل وأبو حذيفة عن سفيان به وبمثله .
ثالثاً: دراسة إسناد الأثر
1- وكيع بن الجراح سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 20 ] . وهو ثقة .
2- سفيان الثوري سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 4 ] . وهو ثقة .(1/426)
3- عثمان بن المغيرة الثقفي(1) عثمان بن المغيرة الثقفي مولاهم أبو المغيرة الكوفي وهو عثمان الأعشى وهو عثمان بن أبي زرعة روى عن زيد بن وهب ومجاهد بن جبر وسعيد بن جبير وغيرهم وعنه شعبة وإسرائيل والثوري ومسعر وآخرون ، وقال ابن حجر ثقة من السادسة خ 4.
4- سعيد بن جبير سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 13 ] .
5- عبد الله بن عباس سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 2 ] .
رابعاً: الحكم على إسناد الأثر
هذا الأثر إسنادُه صحيحٌ ، لأن رجاله ثقات .
الحديث رقم { 107 }
وأخرج البيهقي عن ابن عمرو قال: "إن أهل النار يسلط عليهم البكاء، لو أن السفن أرسلت في دموعهم لجرت".
- - الله - -
أولاً: تخريج الأثر كما ذكر المصنف
أخرجه البيهقي في البعث والنشور ( ج1/ص313/ح650) قال أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ، ومحمد بن موسى بن الفضل ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا يحيى بن أبي طالب ، أنبأ عبد الوهاب بن عطاء ، أنبأ سعيد ، عن قتادة ، عن أبي أيوب ، عن عبد الله بن عمرو ، قال : « إن أهل النار يسلط عليهم البكاء ، حتى لو أن السفن أرسلت في دموعهم لجرت » .
ثانياً: دراسة إسناد الأثر
1- محمد بن عبد الله الحافظ سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 90 ] . وهو صاحب المستدرك .
2- محمد بن موسى بن الفضل سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 90 ] . الثقة الرضا المشهور بالصدق والإسناد العالي
3- أبو العباس محمد بن يعقوب سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 90 ] . الإمام المحدث مسند العصر رحلة الوقت .
4- يحيى بن أبي طالب سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 90 ] . وثقه الدارقطني وغيره ,
5- عبد الوهاب بن عطاء سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 90 ] . وهو صدوق. روى عنه سعيد بن أبي عروبة ولازمه وعرف بصحبته .
__________
(1) ترجمة عثمان بن المغيرة الثقفي : تهذيب الكمال ج19:ص497/ 3864، الكاشف ج2:ص13/ 3742، تهذيب التهذيب ج7:ص141/ 306 ، تقريب التهذيب ج1:ص387/ 4520 .(1/427)
6- سعيد بن أبي عروبة(1) سعيد بن أبى عروبة واسم أبى عروبة مهران مولى بني عدى أبو النضر سكن البصرة روى عن الحسن ومحمد بن سيرين وقتادة روى عنه الثوري وشعبة ويزيد بن زريع ، قال ابن حبان وأحب إلى أن لا يحتج به إلا بما روى عنه القدماء قبل اختلاطه مثل بن المبارك ويزيد بن زريع وذويهما ويعتبر برواية المتأخرين عنه دون الاحتجاج بهما ، وقال ابن حجر ثقة حافظ له تصانيف كثير التدليس واختلط وكان من أثبت الناس في قتادة من السادسة مات سنة ست وقيل سبع وخمسين ع .
7- قتادة سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 27 ] .
8- أبو أيوب المراغي(2) أبو أيوب المراغي الأزدي العتكي البصري اسمه يحيى ويقال حبيب بن مالك يقال أن المراغي قبيلة من الأزد ويقال موضع بناحية عمان روى عن عبد الله بن عمرو بن العاص وسمرة بن جندب وأبي هريرة وعنه ثابت البناني وقتادة وأبو عمران الجوني وغيرهم ، قال ابن حجر ثقة من الثالثة مات بعد الثمانين خ م د س ق .
9- عبد الله بن عمرو سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 66 ] . أحد السابقين المكثرين من الصحابة وأحد العبادلة .
ثالثاً: الحكم على إسناد الأثر
هذا الأثر إسنادُه صحيحٌ ، لأن رجاله ثقات .
الحديث رقم { 108 }
وأخرج ابن جرير والبيهقي من طريق ابن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله: (لهم فيها زفير وشهيق)(3) قال: " صوت شديد وصوت ضعيف".
- - الله - -
أولاً: تخريج الأثر كما ذكر المصنف
__________
(1) ترجمة سعيد بن أبى عروبة : الجرح والتعديل ج4:ص65/ 276 ، الثقات ج6:ص360/ 8104 ، مشاهير الأمصار ج1:ص158/1249 ، تهذيب الكمال ج11:ص5/ 2327، الكاشف ج1:ص441/ 1933 ، تقريب التهذيب ج1:ص239/2365 .
(2) ترجمة أبى أيوب المراغي : تهذيب الكمال ج33:ص60/ 7217، الكاشف ج2:ص407/ 6505، تهذيب التهذيب ج12:ص19/85 : تقريب التهذيب ج1:ص620/ 7949 .
(3) سُورَةُ هود : الآيَةُ 106 .(1/428)
أخرجه ابن جرير في تفسيره ( تفسير الطبري ج12/ص116) قال حدثني المثنى قال ثنا أبو صالح قال ثني معاوية عن علي عن بن عباس قوله لهم فيها زفير وشهيق يقول صوت شديد وصوت ضعيف . وأخرجه البيهقى في البعث والنشور (البيهقي في البعث والنشور ج1/ص314/ح655) من طريق عثمان بن سعيد عن عبد الله بن صالح به بمثله .
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف
أخرجه ابن أبى حاتم في تفسيره (تفسير ابن أبي حاتم ج6/ص2085/ 11224) قال حدثنا أبي ثنا أبو صالح حدثني معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله لهم فيها زفير وشهيق يقول صوت شديد وصوت ضعيف .
ثالثاً: دراسة إسناد الأثر
1- أبو حاتم سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 13 ] . محمد بن إدريس بن المنذر بن داود بن مهران الحنظلي أبو حاتم الرازي أحد أئمة الحفاظ الأثبات العارفين بعلل الحديث والجرح والتعديل .
2- عبد الله بن صالح سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 29 ] . صدوق كثير الغلط ثبت في كتابه وكانت فيه غفلة .
3- معاوية بن صالح سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 29 ] . صدوق له أوهام .
4- على بن أبى طلحة سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 29 ] . لم يسمع التفسير من بن عباس
5- عبد الله بن عباس سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 2 ] .
رابعاًً: الحكم على إسناد الأثر
هذا الأثر إسنادُه ضعيفٌ ، للانقطاع بين على بن أبى طلحة وابن عباس .
الحديث رقم { 109 }
وأخرج البيهقي عن محمد بن كعب القرظي في الآية قال: "زفروا في جهنم فزفزت النار(1) من محارم الله"
و"الزفير من التنفس، والشهيق من البكاء .
- - الله - -
أولاً: تخريج الأثر كما ذكر المصنف
__________
(1) فى المخطوطة (ز) زيدة هكذا .(1/429)
أخرجه البيهقي في البعث والنشور ( ج1/ص313/ح645) قال أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا أبو بكر محمد بن إسحاق الصغاني ، ثنا إسحاق بن إبراهيم الرازي ، أخبرنا سلمة بن الفضل ، حدثني محمد بن إسحاق ، عن محمد بن كعب القرظي ، في قوله : لهم فيها زفير وشهيق (1) ، قال : زفروا في جهنم فزفرت النار ، وشهقوا فشهقت النار ، بما استحلوا من محارم الله ، والزفير من التنفس ، والشهيق من البكاء .
ثانياً: دراسة إسناد الأثر
1- أبو عبد الله الحافظ سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 90 ] .وهو صاحب المستدرك ,
2- محمد بن يعقوب أبو العباس سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 90 ] . الإمام المحدث مسند العصر رحلة الوقت .
3- محمد بن إسحاق الصغاني(1) محمد بن إسحاق بن جعفر ويقال محمد أبو بكر الصاغاني بفتح المهملة ثم المعجمة خراساني الأصل نزل بغداد وكان أحد الحفاظ الرحالين روى عن روح بن عباده وأحمد بن إسحاق الحضرمي والحسن بن موسى الأشيب وخلق من طبقتهم ومن بعدهم ، وقال ابن حجر ثقة ثبت من الحادية عشرة مات سنة سبعين م 4.
4- إسحاق بن إبراهيم الرازي(2) إسحاق بن إبراهيم العجلي ختن سلمة بن الفضل روى عن سلمة بن الفضل وعبد الله بن عبد العزيز العمري روى عنه حسن بن على بن مهران ومحمد بن منصور القهستاني المعروف بأبي طالوت، قال ابن أبى حاتم : سمعت أبى يقول سمعت يحيى بن معين وذكر إسحاق ختن سلمة فأثنى عليه خيرا.
__________
(1) ترجمة محمد بن إسحاق الصغاني : الجرح والتعديل ج7:ص195/ 1099 ، الثقات ج9:ص136/ 15620، الكاشف ج2:ص156/4714، تهذيب التهذيب ج9:ص32/ 47 ، تقريب التهذيب ج1:ص467/ 5721 .
(2) ترجمة إسحاق بن إبراهيم الرازي : الجرح والتعديل ج2:ص208/ 709 ، الإكمال لرجال أحمد ج1:ص21/ 26 ،.(1/430)
5- سلمة بن الفضل(1) سلمة بن الفضل الأبرش الأنصاري مولاهم أبو عبد الله الأزرق الرازي قاضي الري روى عن بن إسحاق وحجاج بن أرطاة و إبراهيم بن طهمان ، روى عنه إبراهيم بن مصعب المروزي وعبد الله بن عمر بن أبان الكوفي وعثمان بن محمد بن أبي شيبة ويحيى بن معين ، وقال أبو حاتم محله الصدق ، وثقه ابن معين ، قال البخاري عنده مناكير ، ووهنه علي قال علي ما خرجنا من الري حتى رمينا بحديثه ، قال بن عدي ضعفه بن راهويه وقال في حديثه بعض المناكير ، وقال ابن حجر صدوق كثير الخطأ من التاسعة مات بعد التسعين وقد جاز المائة د ت فق .
__________
(1) ترجمة سلمة بن الفضل : ضعفاء البخاري ج1:ص55/ 149 ، التاريخ الكبير ج4:ص84/ 2044 ، المجروحين ج1:ص337/ 425 ، الضعفاء الكبير ج2:ص150/ 650 ، الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ج2:ص11/ 1487 ، تهذيب الكمال ج11:ص305/2464 ، الكاشف ج1:ص454/ 2043 ، تقريب التهذيب ج1:ص248/ 2505 .(1/431)
6- محمد بن إسحاق بن يسار(1) محمد بن إسحاق بن يسار أبو بكر ويقال أبو عبد الله المطلبي مولاهم المدني الإمام رأى أنسا وروى عن عطاء والزهري وعنه شعبة والحمادان والسفيانان .كان صدوقا من بحور العلم وله غرائب في سعة ما روى تستنكر واختلف في الاحتجاج به وحديثه حسن وقد صححه جماعة ، سئل يحيى بن معين عنه فقال صدوق ولكنه ليس بحجة ، وقال أبو حاتم يكتب حديثه، وقال مرة ليس عندي في الحديث بالقوي ضعيف الحديث ، وقال أبو زرعة صدوق ، كذبه هشام بن عروة قال حدث عن امرأتي فاطمة بنت المنذر وأدخلت علي وهي بنت تسع سنين وما رآها رجل حتى لقيت الله. قال أحمد بن حنبل يمكن أن تكون خرجت إلى المسجد فسمع منها وقال شعبة وهو صدوق ، مشهور بالتدليس عن الضعفاء والمجهولين وصفه بذلك أحمد والدارقطني وغيرهما ، قال ابن حجر إمام المغازي صدوق يدلس ورمي بالتشيع والقدر من صغار الخامسة مات سنة خمسين ومائة ويقال بعدها خت م 4 .
__________
(1) ترجمة محمد بن إسحاق بن يسار : الجرح والتعديل ج7:ص191/ 1087 ، مشاهير الأمصار ج1:ص139/ 1105، الضعفاء الكبير ج4:ص23/ 1578 ، الكامل في الضعفاء ج6:ص102/ 1623 ، الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ج3:ص41/ 2883، الكاشف ج2:ص156/ 4718 ، ذكر من تكلم فيه وهو موثق ج1:ص159/ 293، تحفة التحصيل في ذكر رواة المراسيل ج1:ص274، تقريب التهذيب ج1:ص467/ 5725، طبقات المدلسين ج1:ص51/ 125، لسان الميزان ج7:ص351/ 4539 .(1/432)
7- محمد بن كعب القرظي(1) محمد بن كعب بن سليم بن أسد القرظي أبو حمزة من حلفاء الأوس روى عن العباس بن عبد المطلب وعلي بن أبي طالب وابن مسعود يقال أن الجميع مرسل وعن محمد بن رفاعة القرظي والمغيرة بن شعبة ومعاوية وكعب بن عجرة وغيرهم ، وقال ابن حجر ثقة عالم من الثالثة ولد سنة أربعين على الصحيح ووهم من قال ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فقد قال البخاري إن أباه كان ممن لم ينبت من سبي قريظة فترك مات محمد سنة عشرين وقيل قبل ذلك ع . كان يقص في المسجد فسقط عليه وعلى أصحابه سقف فمات هو وجماعة معه تحت الهدم
ثالثاً: الحكم على إسناد الأثر
هذا الأثر إسنادُه حَسَنٌ ، لأن فيه سلمة بن الفضل ومحمد بن إسحاق وهما صدوقان
الحديث رقم { 110 }
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن أبي الدنيا والبيهقي عن ابن مسعود قال: "إذا بقي النار من يخلد فيها جعلوا في توابيت من حديد فيها مسامير من حديد ثم جعلت تلك التوابيت في توابيت من حديد ثم قذفوا في أسفل الجحيم فما يرى أحدهم أنه يعذب في النار غيره، ثم قرأ ابن مسعود: { لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَهُمْ فِيهَا لا يَسْمَعُونَ } (2).
- - الله - -
أولاً: تخريج الأثر كما ذكر المصنف
__________
(1) ترجمة محمد بن كعب القرظي : معرفة الثقات ج2:ص251/ 1640 ، الجرح والتعديل ج8:ص67/ 303 ، تهذيب الكمال ج26:ص340/ 5573 ، الكاشف ج2:ص213/ 5129، تهذيب التهذيب ج9:ص373/ 691 ، تقريب التهذيب ج1:ص504/6257 .
(2) سُورَةُ الأنبياء : الآيَةُ 100 .(1/433)
أخرجه ابن أبى الدنيا في صفة النار ( صفة النار ج1/ص77103 ) قال حدثنا سريج بن يونس قال حدثنا يزيد بن هارون عن المسعودي عن يونس بن خباب قال قال عبد الله بن مسعود إذا بقي في النار من يخلد فيها جعلوا في توابيت من حديد فيها مسامير من حديد ثم جعلت تلك التوابيت في توابيت من حديد فيها مسامير من حديد ثم جعلت تلك التوابيت في توابيت من حديد فيها مسامير من حديد فما يرى أحدهم أنه يعذب في النار غيره ثم قرأ عبد الله لهم " لهم فيها زفير وهم فيها لا يسمعون " . وأخرجه الطبري في تفسيره (تفسير الطبري ج17/ص95) من طريق حجاج بن محمد ، ،وأخرجه البيهقي في البعث والنشور (( البيهقي في البعث والنشور ج1/ص314/ح656) من طريق آدم بن أبي إياس كلاهما عن عبد الرحمن المسعودي به وبمعناه وليس فيها تكرار للتوابيت كما في رواية ابن أبى الدنيا ، ورواه ابن أبى حاتم (9/347/ ح14598) من طريق عَبْد الرحمن يَعْنِي المسعودي، عَنِ أبيه، قَالَ قَالَ ابن مسعود بمثل لفظ الطبري .
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف
وأخرجه الطبراني في الكبير (المعجم الكبير ج9/ص224/ 9087) من طريق يحيى الحماني عن قيس بن الربيع عن يُونُسَ بن خَبَّابٍ عَمَّنْ حدثه عن عبد اللَّهِ بن مَسْعُودٍ بمعناه .
ثالثاً: دراسة إسناد الأثر
1- سريج بن يونس(1) سريج بن يونس بن إبراهيم البغدادي أبو الحارث العابد مروذي الأصل روى عن بشر بن المفضل ويزيد بن هارون ويعقوب بن إبراهيم أبي يوسف القاضي روى عنه مسلم وعبد الله بن محمد بن أبي الدنيا وعبد الله بن محمد البغوي ، وثقه أحمد وابن معين ، وقال أبو حاتم صدوق ، وقال النسائي ليس به بأس ، قال ابن حجر ثقة عابد من العاشرة مات سنة خمس وثلاثين خ م س .
__________
(1) ترجمة سريج بن يونس : التاريخ الكبير ج4:ص205/ 2508 ، تهذيب الكمال ج10:ص221/ 2191 ، الكاشف ج1:ص426/1810 ، تهذيب التهذيب ج3:ص397/ 856 ، تقريب التهذيب ج1:ص229/ 2219 .(1/434)
2- يزيد بن هارون سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 92 ] . ثقة متقن عابد . روى عن عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي .
3- عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي(1) عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود المسعودي الكوفي أخو أبي العميس عتبة بن عبد الله المسعودي روى عن إبراهيم بن عبد الرحمن السكسكي وجابر بن يزيد الجعفي وسليمان الأعمش ، روى عنه أبو وكيع الجراح بن مليح ويزيد بن هارون وروح بن عبادة ، وقال أبو بكر الأثرم سمعت أبا عبد الله يسأل عن أبي عميس والمسعودي أيهما أحب إليك قال كلاهما ثقة وقال عثمان بن سعيد الدارمي قلت ليحيى بن معين كيف حديث المسعودي قال ثقة فقلت هو أحب إليك أو مسعر قال ثقة وثقة وقال محمد بن عبد الله بن نمير كان ثقة فلما كان بأخرة اختلط سمع منه عبد الرحمن بن مهدي ويزيد بن هارون أحاديث مختلطة وما روى عنه الشيوخ فهو مستقيم وقال محمد بن سعد كان ثقة كثير الحديث إلا انه اختلط في آخر عمره ورواية المتقدمين عنه صحيحه وقال النسائي ليس به بأس وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم سألت أبي عنه فقال تغير بأخرة قبل موته بسنة أو سنتين ، وقال ابن حبان اختلط حديثه ولم يتميز فاستحق الترك ، ، وقال ابن حجر صدوق اختلط قبل موته وضابطه أن من سمع منه ببغداد فبعد الاختلاط من السابعة مات سنة ستين وقيل سنة خمس وستين خت 4 .
__________
(1) ترجمة عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي : الجرح والتعديل ج5:ص250/ 1197 ، هذيب الكمال ج17:ص219/ 3872 ، الكاشف ج1:ص633/ 3239 ، الكوكب النيرات ج1:ص54/ 35 ،تقريب التهذيب ج1:ص344/ 3919 .(1/435)
4- يونس بن خباب(1) روى عن الحسن البصري وطاووس بن كيسان اليماني وطلق بن حبيب ومجاهد بن جبر المكي ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري ويعلى بن مرة مرسل وأبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف ، روى عنه إبراهيم بن عطية الثقفي الواسطي وحماد بن زيد وسفيان الثوري وسلام بن أبي مطيع وشعبة بن الحجاج ، كان شديد الرفض قال يحيى بن سعيد كان كذابا قال يحيى بن معين ليس بشيء رجل سوء وقال مرة ضعيف وقال ابن حبان لا تحل الرواية عنه وقال الدارقطني كان رجل سوء فيه شيعية مفرطة ، وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه كان عبد الرحمن بن مهدي لا يحدث عن يونس بن خباب وقال إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني كذاب مفتري ، وقال ابن حجر :صدوق يخطيء ورمي بالرفض من السادسة بخ 4.
__________
(1) ترجمة يونس بن خباب : التاريخ الكبير ج8:ص404/ 3493 ، الضعفاء للنسائي ج1:ص106/ 619 ، معرفة الثقات ج2:ص377/2065 ، الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ج3:ص224/ 3865 ، الجرح والتعديل ج9:ص238/ 1001، المجروحين ج3:ص139/ 1242 ، تهذيب الكمال ج32:ص503/ 7174 ، تحفة التحصيل في ذكر رواة المراسيل ج1:ص356، تقريب التهذيب ج1:ص613/ 7903 .(1/436)
5- قيس بن الربيع(1) قيس بن الربيع الأسدي أبو محمد الكوفي روى عن أبي إسحاق السبيعي والأعمش و وهشام بن عروة وطائفة وعنه أبان بن تغلب وشعبة ومات قبله والثوري وهو من أقرانه ويزيد بن هارون ويحيى بن عبد الحميد الحماني وآخرون ، أحد الأعلام على ضعف فيه كان شعبة يثني عليه وقال عفان كان ثقة وقال يعقوب بن شبة هو عند جميع أصحابنا صدوق وكتابه صالح وهو ردي الحفظ جدا ولينه احمد بن حنبل وقال بن معين ليس بشيء وقال النسائي متروك وأما بن عدي فقواه وقال لا بأس به عامة رواياته مستقيمة القول فيه ما قال شعبة ، وقال أبو حاتم ليس بقوي ومحله الصدق ، وقال عثمان بن أبي شيبة كان صدوقا ولكن اضطرب عليه بعض حديثه وقال أبو أحمد الحاكم ليس حديثه بالقائم وقال الدارقطني ضعيف الحديث ، وقيل لأحمد لم ترك الناس حديثه قال كان يتشيع وكان كثير الخطأ في الحديث وروى أحاديث منكرة وكان ابن المديني ووكيع يضعفانه ، فال الذهبي وقد كان قيس من أوعية العلم وارى الأئمة تكلموا فيه لظلمه ، وقال ابن حبان تتبعت حديثه فرأيته صادقا إلا أنه لما كبر ساء حفظه فيدخل عليه فيجيب فيه ثقة بابنه فوقعت في المناكير في روايته فاستحق المجانبة ، وقال ابن حجر صدوق تغير لما كبر وأدخل عليه ابنه ما ليس من حديثه فحدث به من السابعة مات سنة بضع وستين د ت ق .
6- عبد الله بن مسعود سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 54 ] . من السابقين الأولين ومن كبار العلماء من الصحابة .
رابعاً: الحكم على إسناد الأثر
__________
(1) ترجمة قيس بن الربيع : ضعفاء البخاري ج1:ص95/ 301 ، الجرح والتعديل ج7:ص96/ 553 ، الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ج3:ص19/ 2774 ، تهذيب الكمال ج24:ص25/ 4903 ، الكاشف ج2:ص139/ 4600 ، تذكرة الحفاظ ج1:ص226/211 ، تهذيب التهذيب ج8:ص350/ 698، تقريب التهذيب ج1:ص457/ 5573 .(1/437)
هذا الأثر إسنادُه ضعيفٌ ، لانقطاعه بين يونس بن خباب وابن مسعود فهو من أتباع التابعين وروايته عن الصحابة مرسلة كما قال ابن حجر ، وقد بينت رواية الطبراني أن هناك انقطاعا بين يونس وابن مسعود ، وأما اختلاط المسعودي فقد تابعه قيس بن الربيع . وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (7/169/ح11197) رواه الطبراني وفيه يحيى الحماني وهو ضعيف ,
الحديث رقم { 111 }
وأخرج أبو نعيم والبيهقي عن سويد بن غفلة قال: "إذا أراد الله أن ينسى أهل النار، جعل لكل واحد منهم تابوتاً من نار على قدره، ثم أقفل عليهم بأقفال من نار ، ثم يجعل ذلك التابوت في تابوت آخر من نار ثم يقفل بأقفال من نار ثم يضرم بينها ناراً فلا يرى أحد أن في النار غيره، فذلك قوله تعالى: { لَهُم مِّن فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِّنَ النَّارِ وَمِن تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ } (1) وقوله تعالى: { لَهُم مِّن جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِن فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ } (2).
- - الله - -
أولاً: تخريج الأثر كما ذكر المصنف
أخرجه أبو نعيم في الحلية (حلية الأولياء ج4/ص176) قال حدثنا عبدالله بن محمد بن أبي سهل ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا إسحاق ابن منصور ثنا عبدالسلام عن يزيد بن عبدالرحمن عن المنهال عن خيثمة عن سويد بن غفلة بمثله . وأخرجه البيهقي في البعث والنشور ( ج1 /ص286/ح592) من طريق عبد السلام بن حرب عن يزيد بن عبدالرحمن به وبمثله .إلا أن أبا نعيم زاد في الإسناد خيثمة بين المنهال و سويد بن غفلة ،وزاد البيهقي نعيم بن أبى هند بين المنهال وسويد .
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف
__________
(1) سُورَةُ الزمر : الآيَةُ 16 .
(2) سُورَةُ الأعراف : الآيَةُ 41 .(1/438)
أخرجه ابن أبى شيبة في مصنفه ( مصنف ابن أبي شيبة ج7/ص210/ 35414 ) قال حدثنا إسحاق بن منصور قال حدثنا عبد السلام عن يزيد بن عبد الرحمن عن المنهال عن خيثمة عن سويد بن غفلة بمثله ، وأخرجه ابن أبى الدنيا في صفة النار (صفة النار ج1/ص106/ 161) من طريق عبد السلام بن حرب عن يزيد بن عبدالرحمن به وبمثله ، لكن ابن أبى الدنيا لم يذكر خيثمة بين المنهال وسويد . وتبين من ذلك أن أبا نعيم وابن أبى شيبة زادا خيثمة في الإسناد، وزاد البيهقي نعيم بن أبى هند .
ثالثاً: دراسة إسناد الأثر
1- إسحاق بن منصور السلولي(1) إسحاق بن منصور السلولي بفتح المهملة مولاهم أبو عبد الرحمن الكوفي روى عن إبراهيم بن حميد الرؤاسي وحماد بن سلمة وشريك بن عبد الله وعبد السلام بن حرب روى عنه عباس بن محمد الدوري وأبو بكر عبد الله بن محمد بن أبى شيبة وأخوه عثمان بن محمد بن أبى شيبة وعلى بن عبد الله بن المديني ، قال عثمان بن سعيد الدارمي عن يحيى بن معين ليس به بأس ، و قال العجلي كوفي ثقة وكان فيه تشيع وقد كتبت عنه وذكره بن حبان في الثقات ، وقال ابن حجر: صدوق تكلم فيه للتشيع من التاسعة مات سنة أربع ومائتين وقيل بعدها ع
__________
(1) ترجمة إسحاق بن منصور السلولي : الجرح والتعديل ج2:ص234/ 824 ، تهذيب الكمال ج2:ص478/ 384 ، الكاشف ج1:ص239/ 323 ، تهذيب التهذيب ج1:ص219/ 472، تقريب التهذيب ج1:ص103/ 385، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال ج1:ص30 .(1/439)
2- عبد السلام بن حرب(1) عبد السلام بن حرب بن سلم النهدي الملائي بضم الميم وتخفيف اللام أبو بكر الكوفي الحافظ أصله بصري روى عن يحيى بن سعيد الأنصاري ويونس بن عبيد وأبي تميمة السختياني وغيرهم وعنه بن إسحاق وهو أكبر منه وابنا أبي شيبة وإسحاق بن منصور السلولي وغيرهم ، وقال ابن حجر ثقة حافظ له مناكير من صغار الثامنة مات187 وله ست وتسعون سنة ع .
3- يزيد بن عبد الرحمن(2) مشهور بكنيته وهو من أتباع التابعين أبو خالد الدالاني الأسدي الكوفي روى عن أبي إسحاق السبيعي وقتادة والمنهال بن عمرو وغيرهم وعنه شعبة والثوري وعبد السلام بن حرب وغيرهم قال عثمان الدارمي عن بن معين ليس به بأس وكذا قال النسائي وقال أبو حاتم صدوق ثقة وقال الحاكم أبو أحمد لا يتابع في بعض حديثه وقال أحمد بن حنبل لا بأس به وقال بن سعد منكر الحديث وقال بن حبان في الضعفاء كان كثير الخطأ فاحش الوهم خالف الثقات في الروايات حتى إذا سمعها المبتدي في هذه الصناعة علم أنها معمولة أو مقلوبة لا يجوز الاحتجاج به إذا وافق فكيف إذا انفرد بالمعضلات وقال بن عدي في حديثه لين، وقال الحاكم أن الأئمة المتقدمين شهدوا له بالصدق والإتقان وقال بن عبد البر ليس بحجة ، وقال ابن حجر: صدوق يخطيء كثيرا وكان يدلس من السابعة 4 .
__________
(1) ترجمة عبد السلام بن حرب : الكامل في الضعفاء ج5:ص331/ 1485 ، تهذيب الكمال ج18:ص66/ 3418 ، تذكرة الحفاظ ج1:ص271/ 256 ، الكاشف ج1:ص652/ 3365 ، تهذيب التهذيب ج6:ص282/ 614 ، تقريب التهذيب ج1:ص355/4067 ، طبقات الحفاظ ج1:ص121/ 245 .
(2) ترجمة يزيد بن عبد الرحمن : الجرح والتعديل ج9:ص277/ 1167 ، الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ج3:ص210/ 3790 ، الكاشف ج2:ص422/ 6600 ، تهذيب التهذيب ج12:ص89/ 358 ، لسان الميزان ج7:ص442/ 5292 ، طبقات المدلسين ج1:ص48/ 113، تقريب التهذيب ج1:ص636/ 8072 .(1/440)
4- المنهال بن عمرو(1) المنهال بن عمرو الأسدي مولاهم الكوفي روى عن أنس إن كان محفوظا وزر بن حبيش وعبد الله بن الحارث المصري وسويد بن غفلة ومجاهد بن جبر وعبد الرحمن بن أبي ليلى وأرسل عن يعلى بن مرة وغيرهم وعنه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى وشعبة بن الحجاج وأبو خالد الدالاني وآخرون ، ترك شعبة الرواية عنه لكونه سمع من داره آله الطرب ووثقه ابن معين وغيره وقال الدارقطني صدوق وقال أبو محمد بن حزم ليس بالقوي ،وقال النسائي ثقة وقال العجلي كوفي ثقة وقال الدار قطني صدوق و وذكره بن حبان في الثقات ، وقال ابن حجر صدوق ربما وهم من الخامسة خ 4 .
5- خيثمة بن عبد الرحمن سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 69 ] . ثقة وكان يرسل .
6- نعيم بن أبى هند(2) نعيم بن أبى هند الأشجعي وهو نعيم بن النعمان بن أشيم الكوفي .روى عن أبيه ولأبيه صحبة وروى عن أبى وائل وربعي بن حراش روى عنه المغيرة بن مقسم والحسن بن سالم بن أبى الجعد وشعبة بن الحجاج ، من قدماء شيوخ الكوفيين مات سنة عشر ومائة ، قال فيه أبو حاتم هو صالح الحديث صدوق ، وذكره ابن حبان في الثقات .
__________
(1) ترجمة المنهال بن عمرو : أحوال الرجال ج1:ص56/ 43 ، التعديل والتجريح ج2:ص760/ 708 ، الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ج3:ص141/ 3428 ، تهذيب الكمال ج28:ص568/ 6210 ، تاريخ الإسلام ج7:ص483، ذكر من تكلم فيه وهو موثق ج1:ص182/ 345 ، الكاشف ج2:ص298/ 5653 ، تحفة التحصيل في ذكر رواة المراسيل ج1:ص318،تهذيب التهذيب ج10:ص283/ 556 ، تقريب التهذيب ج1:ص547/ 6918 ، لسان الميزان ج7:ص400/ 4942 .
(2) ترجمة نعيم بن أبى هند : الجرح والتعديل ج8:ص460/ 2109 ، الثقات ج7:ص536/ 11343 ، مشاهير الأمصار ج1:ص166/1319 .(1/441)
7- سويد بن غفلة(1) سويد بن غفلة بن عوسجة بن عامر قدم المدينة حين نفضت الأيدي من دفن رسول الله صلى الله عليه وسلم وروى عن أبي بن كعب وبلال بن رباح والحسن بن علي بن أبي طالب وزر بن حبيش وروى عنه إبراهيم بن عبد الأعلى وحيان بن سليمان الجعفي وخيثمة بن عبد الرحمن ونعيم بن أبى هند ، وثقه أحمد وابن معين والعجلي ، وقال ابن حجر: مخضرم من كبار التابعين قدم المدينة يوم دفن النبي صلى الله عليه وسلم وكان مسلما في حياته ثم نزل الكوفة ومات سنة ثمانين وله مائة وثلاثون سنة ع .
رابعاً: الحكم على إسناد الأثر
هذا الأثر إسنادُه حَسَنٌ ، لأن فيه من هو صدوق وهم إسحاق بن منصور السلولي والمنهال بن عمرو و يزيد بن عبد الرحمن. وقال المنذري (الترغيب والترهيب ج4/ص269) رواه البيهقي بإسناد حسن موقوفا،قال الحافظ سويد بن غفلة ولد في العام الذي ولد فيه النبي صلى الله عليه وسلم وهو عام الفيل وقدم المدينة حين دفنوا النبي صلى الله عليه وسلم ولم يره وتوفي في زمن الحجاج وهو ابن خمس وعشرين وقيل سبع وعشرين ومائة والأثر مقطوع لا موقوف. وقال الألباني في ضعيف الترغيب والترهيب (ج2/ص240/ح2175) ضعيف مقطوع
الحديث رقم { 112 }
وأخرج أبو يعلى والبزار والبيهقي عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لو كان في هذا المسجد مائة ألف أو يزيدون، وفيهم رجل من أهل النار فتنفس فأصابهم نفسه لاحترق المسجد ومن فيه".
- - الله - -
أولاً: تخريج الحديث كما ذكر المصنف
__________
(1) ترجمة سويد بن غفلة : تهذيب الكمال ج12:ص265/ 2647 ، الكاشف ج1:ص473/ 2197 ، تهذيب التهذيب ج4:ص244/488 ، تقريب التهذيب ج1:ص260/ 2695 .(1/442)
أخرجه أبو يعلى في مسنده (مسند أبي يعلى ج12/ص22/ 6670 ) قال حدثنا إسحاق حدثنا أبو عبيدة حدثنا هشام بن حسان عن محمد هو بن شبيب عن جعفر بن أبي وحشية عن سعيد بن جبير عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله ،وأخرجه البزار في مسنده ( كشف الأستار 4/185/ح3499 ) من طريق عبد الرحيم بن هارون ، وأخرجه البيهقي في البعث والنشور (( البعث والنشور ج1/ص317/ح662) من طريق أبى عبيدة الحداد كلاهما عن هشام بن حسان به بنحوه .
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف
أخرجه ابن أبى الدنيا في صفة النار (صفة النار ج1/ص97/ 146) ،وأخرجه أبو نعيم في الحلية (حلية الأولياء ج4/ص307)كلاهما من طريق إسحاق بن أبي إسرائيل عن أبى عبيدة الحداد به بمثله.
ثالثاً: دراسة إسناد الحديث(1/443)
1- إسحاق بن أبي إسرائيل(1) إسحاق بن أبي إسرائيل واسمه إبراهيم بن كامجر بفتح الميم وسكون الجيم المروزي أبو يعقوب نزيل بغداد ، الحافظ الكبير محدث بغداد ،روى عن إبراهيم بن سعد الزهري وجعفر بن سليمان الضبعي وحماد بن زيد وسفيان بن عيينة ، روى عنه البخاري وأبو يعلى أحمد بن على بن المثنى الموصلي وعبد الله بن أحمد بن حنبل وعبد الله بن محمد بن أبي الدنيا. وكان ثقة صدوقا مأمونا ضابطا حافظا جدا دينا خيرا فاضلا ورعا وكان يقف في القرآن وثقه ابن معين وكان يقول عنه الثقة الصادق المأمون ما زال معروفا بالدين والفضل ، وقال زكريا بن يحيى الساجي : تركوه لموضع الوقف ، وكان صدوقاً ، سمعت أبا عبد الله يعني أحمد بن حنبل يقول إسحاق بن أبي إسرائيل واقفي مشئوم إلا أنه صاحب حديث كيس ، وقال ابن حجر: صدوق تكلم فيه لوقفه في القرآن ، مات سنة خمس وأربعين وقيل ست، وله خمس وتسعون سنة ، من أكابر العاشرة بخ د س .
__________
(1) ترجمة إسحاق بن أبي إسرائيل : تاريخ أسماء الثقات ج1:ص36/ 67 ، المنتظم ج11:ص330/ 1475 ، هذيب الكمال ج2:ص398/ 338 ، الكاشف ج1:ص234/ 283 ، تذكرة الحفاظ ج2:ص484/ 499 ، تهذيب التهذيب ج12:ص307/1292،تقريب التهذيب ج1:ص100/ 338 ، طبقات الحفاظ ج1:ص213/ 472 .(1/444)
2- عبد الواحد بن واصل السدوسي(1) عبد الواحد بن واصل السدوسي مولاهم أبو عبيدة الحداد البصري سكن بغداد روى عن هشام بن حسان وابن عون ويونس بن أبي إسحاق وجماعة وعنه أحمد وأبو خيثمة ومحمد بن الصباح الدولابي ويحيى بن معين وغيرهم. قال ابن حجر ثقة تكلم فيه الأزدي بغير حجة من التاسعة مات سنة تسعين ومائة خ د ت س .
3- هشام بن حسان سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 92 ] . أحد الأعلام ثقة محتج به في الصحاح .
4- محمد بن شبيب(2) محمد بن شبيب الزهراني البصري روى عن عبد الملك بن عمير والشعبي والحسن البصري وأبي بشر جعفر بن أبي وحشية روى عنه هشام بن حسان وهشام الدستوائي وشعبة قال بن معين ثقة وقال النسائي لا بأس به وذكره بن حبان في الثقات ، وقال ابن حجر :ثقة من السادسة م س
__________
(1) ترجمة عبد الواحد بن واصل السدوسي : التاريخ الكبير ج6:ص61/ 1711، الجرح والتعديل ج6:ص24/ 127، تهذيب الكمال ج18:ص473/ 3593، ميزان الاعتدال في نقد الرجال ج4:ص429/ 5308 ، الكاشف ج1:ص673/ 3508 ، تهذيب التهذيب ج6:ص390/ 823 ، تقريب التهذيب ج1:ص367/ 4249 .
(2) ترجمة محمد بن شبيب : تهذيب الكمال ج25:ص356/ 5283 ، الكاشف ج2:ص179/ 4900،تهذيب التهذيب ج9:ص193/342 ، تقريب الته ب ج1:ص483/ 5951 ، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال ج1:ص340 .(1/445)
5- جعفر بن إياس بن أبي وحشية(1) جعفر بن إياس وهو بن أبي وحشية بفتح الواو وسكون المهملة وكسر المعجمة وتثقيل التحتانية اليشكري أبو بشر الواسطي بصري الأصل روى عن عباد بن شرحبيل اليشكري وله صحبة وسعيد بن جبير وعطاء وجماعة وعنه الأعمش وأيوب وهما من أقرانه وداود بن أبي هند وشعبة وعدة ، وقال ابن حجر :ثقة من أثبت الناس في سعيد بن جبير وضعفه شعبة في حبيب بن سالم وفي مجاهد من الخامسة مات سنة خمس وقيل ست وعشرين ع .
6- سعيد بن جبير سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 13 ] . وهو ثقة ثبت .
7- أبو هريرة سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 19 ] .
رابعاً: الحكم على إسناد الحديث
__________
(1) ترجمة جعفر بن إياس بن أبي وحشية : تهذيب الكمال ج5:ص5/ 932 ، الكاشف ج1:ص293/ 781 ،هذيب التهذيب ج2:ص71/ 129، تقريب التهذيب ج1:ص139/930 .(1/446)
هذا الحَدِيثُ إسنادُه حَسَنٌ ، لأن فيه إسحاق بن أبي إسرائيل وهو صدوق .وقال ابن كثير (تفسير ابن كثير ج2/ص378) غريب ، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (مجمع الزوائد ج10/ص391) رواه أبو يعلى عن شيخه إسحق ولم ينسبه فإن كان ابن راهويه فرجاله رجال الصحيح وإن كان غيره فلم أعرفه ، قلت هو إسحاق بن أبي إسرائيل للتصريح به في رواية أبى نعيم في الحلية ، وقال المنذري في الترغيب والترهيب (الترغيب والترهيب ج4/ص250) رواه أبو يعلى وإسناده حسن وفي متنه نكارة , وقال الهيثمي في المجمع (مجمع الزوائد ج10/ص391) . رواه البزار وفيه عبدالرحيم بن هرون وهو ضعيف وذكره ابن حبان في الثقات وقال يعتبر حديثه إذا حدث من كتابه فإن في حديثه من حفظه بعض مناكير وبقية رجاله رجال الصحيح .وقال ابن حجر في اللسان (5/198/685) قال الأمام أحمد هو حديث منكر وكذلك قال ابن رجب في التخويف من النار(ج1/ص70) ، وقال أبو نعيم في الحلية (حلية الأولياء ج4/ص307) غريب من حديث سعيد تفرد به أبو عبيدة عن هشام ، صححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب ( 3/246/ح3668) وقال في رواية البزار صحيح لغيره
الحديث رقم { 113 }
وأخرج ابن أبي الدنيا عن ابن عمرو(1) قال: "لو أن رجلاً من أهل النار أخرج إلى الدنيا لمات أهل الدنيا من وحشة منظره ومن نتن ريحه
- - الله - -
أولاً: تخريج الأثر كما ذكر المصنف
__________
(1) فى المخطوطة (ز) عن ابن عمر والصواب ما أثبتناه .(1/447)
هذا جزء من حديث أخرجه ابن أبى الدنيا في صفة النار (صفة النار ج1/ص86/ 122 ) قال - حدثني علي بن الحسن عن حاتم بن عبيد الله قال حدثنا ابن لهيعة عن أبي قبيل عن عبد الله بن عمرو قال أهل النار مكبلون بأصفاد النار معلقون بشجر في النار منكسون الحميم من أسفلهم في بطونهم ويخرج من أفواههم وعيونهم وإن جلودهم لتقطر بصهارة الحميم خالدين فيها لا يكلمهم الله ولو أن رجلا أخرج من أهل النار إلى الدنيا لمات أهل الدنيا من وحشة منظره ونتن ريحه ثم بكى عبد الله بن عمر بكاء شديدا .
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف
وأخرجه أيضا في الرقة والبكاء (( 1/98/104) عن طريق شيخه محمد بن الحسين البرجلاني عن حاتم بن عبيد به بنحوه واقتصر على آخره .
ثالثاً: دراسة إسناد الأثر
1- علي بن الحسن بن أبى مريم لم أجد له ترجمه وقد تابعه محمد بن الحسين البرجلاني .
2- محمد بن الحسين البرجلاني(1) محمد بن الحسين البرجلاني صاحب كتب الزهد روى عن الهيثم بن عبيدالصيد ومالك بن ضيغم وسعيد بن عامر وزيد بن حباب وطلق بن غنام روى عنه محمد بن يحيى بن عمر الواسطي وإبراهيم بن الجنيد وأبو بكر بن أبى الدنيا . قال الذهبي أرجو أن يكون لا بأس به ما رأيت فيه توثيقا ولا تجريحا لكن سئل عنه إبراهيم الحربي فقال ما علمت إلا خيرا ، وقال ابن حجر وما لذكر هذا الرجل الفاضل الحافظ يعني في الضعفاء وقد ذكره بن حبان في الثقات وقال بن أبي حاتم عن أبيه ذكر لي أن رجلا سأل أحمد بن حنبل عن شيء من حديث الزهد فقال عليك بمحمد بن الحسين البرجلاني ، توفي البرجلاني سنة ثمان وثلاثين ومائتين .
__________
(1) ترجمة محمد بن الحسين البرجلاني : الجرح والتعديل ج7:ص229/ 1261 ، المنتظم ج11:ص262/ 1415 ، ميزان الاعتدال في نقد الرجال ج6:ص117/ 7420 ، لسان الميزان ج5:ص137/ 459 .(1/448)
3- حاتم بن عبيد الله(1) حاتم بن عبيد الله أبو عبيدة النمري بصري قدم أصبهان بعد المائتين، روى عن عيسى بن ميمون المكي وأبي المقدام هشام بن زياد وعقبة بن عبد الله الرفاعي وسلام بن مسكين روى عنه عبد الرحمن بن عمر رستة وإسماعيل بن عبد الله الأصبهاني المعروف بسمويه ، قال أبو حاتم نظرت في حديثه فلم أر في حديثه مناكير، قال أبو الشيخ وكان من الثقات,قال بن حبان في الثقات يخطئ توفي بأصبهان .
4- عبد الله بن لهيعة سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 14 ] . صَدُوقٌ اخْتَلَطَ بَعْدَ احْتِرَاقِ كُتُبِهِ ، وَرِوَايَةُ ابْنِ الْمُبَارَكِ وَابْنِ وَهْبٍ عَنْهُ أَعْدَلُ مِنْ غَيْرِهِمَا .
5- حيي بن هانئ أبو قبيل المعافري(2) حيي بن هانئ بن ناضر بالضاد المعجمة بن يمنع أبو قبيل بفتح القاف وكسر الموحدة بعدها تحتانية ساكنة المعافري المصري أدرك مقتل عثمان وهو باليمن وقدم مصر زمن معاوية وروى عن عبادة بن الصامت وعبد الله بن شهر الخبشي وعبد الله بن عمرو بن العاص روى عنه إبراهيم بن محمد العكي ودراج أبو السمح وعبد الله بن لهيعة ، وثقه أبو حاتم وأبو زرعة وابن معين وأحمد بن حنبل والعجلي ، وقال ابن حجر: صدوق يهم من الثالثة مات سنة ثمان وعشرين بالبرلس عخ قد ت س .
6- عبد الله بن عمرو سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 1 ] . لَهُ مَنَاقِبُ وَفَضَائِلُ ، وَمَقَامٌ رَاسِخٌ فِي العِلْمِ ، وَالصَّوْمِ ، وَالْقِيَامِ .
__________
(1) ترجمة حاتم بن عبيد الله : الجرح والتعديل ج3:ص260/ 1163 ، الثقات ج8:ص211/ 13043 ، طبقات أصبهان ج2:ص181/143 ، تاريخ أصبهان ج1:ص349/ 638 ، لسان الميزان ج2:ص145/ 645 .
(2) ترجمة حيي بن هانئ أبو قبيل المعافري : التاريخ الكبير ج3:ص75/ 267 ، الجرح والتعديل ج3:ص275/ 1227 ، معرفة الثقات ج1:ص329/ 384 ، تهذيب الكمال ج7:ص490/ 1586، الكاشف ج1:ص360/ 1297 ، تاريخ الإسلام ج8:ص324، ، تقريب التهذيب ج1:ص185/ 1606 .(1/449)
رابعاً: الحكم على إسناد الأثر
هذا الأثر إسنادُه ضعيفٌ ، لأن فيه عبد الله بن لهيعة وهو ضعيف في غير العبادلة . قال المنذري في الترغيب والترهيب ( الترغيب والترهيب ج4/ص263)رواه ابن أبي الدنيا موقوفا وفي إسنادُه ابن لهيعة ، وضعفه الألباني في ضعيف الترغيب والترهيب (2/237/ح2162) .
الحديث رقم { 114 }
وأخرج ابن أبي حاتم عن يحيى بن أبي أسيد: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سُئل عن قوله تعالى: { وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَاناً ضَيِّقاً مُقَرَّنِينَ } (1). قال: "والذي نفسي بيده إنهم ليستكرهون(2) في النار كما يستكره الوتدُ(3) في الحائط".
- - الله - -
أولاً: تخريج الحديث كما ذكر المصنف
أخرجه ابن أبى حاتم في تفسيره ( تفسير ابن أبي حاتم ج8/ص2668/ 15005 ) قال قرئ على يونس بن عبد الأعلى أنبا ابن وهب اخبرني نافع بن يزيد عن يحيى بن أبي أسيد يرفع الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم انه سئل عن قول الله عز وجل وإذا القوا منها مكاناً ضيقاً مقرنين قال والذي نفسي بيده أنهم ليستكرهون في النار كما يستكره الوتد في الحائط .
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف
أخرجه الثعلبي في تفسيره ( تفسير الثعلبي ج7/ص126) من طريق عبد الرحمن بن أبى حاتم عن يونس بن عبد الأعلى به بمثله .
ثالثاً: دراسة إسناد الحديث
1- يونس بن عبد الأعلى : سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 30 ] .وهو ثقة .وهو شيخ ابن أبى حاتم .
2- عبد الله بن وهب : سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 30 ] . وهو ثقة .
__________
(1) سُورَةُ الفرقان : الآيَةُ 13 .
(2) فى المخطوطة (أ) بدون اللام
(3) الوتد : الوتد بالكسر ما رز في الحائط أو الأرض من الخشب والجمع أوتاد (لسان العرب ج3/ص444، المعجم الوسيط ج2/ص1009) .(1/450)
3- نافع بن يزيد(1) نافع بن يزيد الكلاعي بفتح الكاف واللام الخفيفة أبو يزيد المصري روى عن بكر بن عمرو المعافري والحارث بن سعيد ويحيى بن أبي أسيد المصري روى عنه بقية بن الوليد وعبد الله بن لهيعة وعبد الله بن وهب ، قال أحمد بن صالح المصري كان من ثقات الناس وقال أبو حاتم لا بأس به وقال النسائي ليس به بأس ، ووثقه العجلي والذهبي ، وقال ابن حجر : ثقة عابد من السابعة مات سنة ثمان وستين خت م د س ق .
4- يحيى بن أبي أسيد(2) : يحيى بن أبى أسيد مصري روى عن أبى فراس و محمد بن عمرو روى عنه عمرو بن الحارث والليث بن سعد وحيوة بن شريح وابن لهيعة ، ذكره ابن حبان في الثقات .
رابعاً: الحكم على إسناد الحديث
هذا الحَدِيثُ إسنادُه ضعيفٌ ، لأن إسنادُه منقطع بل معضل لأن يحي بن أسيد من أتباع التابعين .
الحديث رقم { 115 }
وأخرج عن ابن عمرو(3) في الآية: مثل الزُّج في الرمح
- - الله - -
أولاً: تخريج الأثر كما ذكر المصنف
أخرجه ابن أبى حاتم في تفسيره ( تفسير ابن أبي حاتم ج8/ص2668/ 15007) قال حدثنا أبي ثنا محمود بن غيلان ثنا مؤمل عن يزيد بن زريع عن سعيد عن قتادة عن أبي أيوب عن عبد الله بن عمرو إذا القوا منها مكاناً ضيقاً قال مثل الزج في الرمح
ثانياً: دراسة إسناد الأثر
1- أبو حاتم الرازي : محمد بن إدريس بن المنذر بن داود بن مهران الحنظلي أبو حاتم الرازي الحافظ الكبير أحد الأئمة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم 52 .
__________
(1) ترجمة نافع بن يزيد : التاريخ الكبير ج8:ص86/ 2280 ، معرفة الثقات ج2:ص309/ 1836 ،الجرح والتعديل ج8:ص458/2095 ، تهذيب الكمال ج29:ص296/6371،المقتنى في سرد الكنى ج2:ص154/ 6765، الكاشف ج2:ص315/ 5789 ،تقريب التهذيب ج1:ص559/7084
(2) ترجمة يحيى بن أسيد : التاريخ الكبير ج8:ص261/ 2925 ، الجرح والتعديل ج9:ص129/ 547 ، الثقات ج9:ص251/ 16271 .
(3) فى المخطوطة (ز) عن ابن عمر والصواب ما أثبتناه .(1/451)
2- محمود بن غيلان(1) : محمود بن غيلان العدوي مولاهم أبو أحمد المروزي الحافظ نزيل بغداد روى عن وكيع وابن عيينة ومؤمل بن إسماعيل وخلق وعنه الجماعة سوى أبي داود وأبو حاتم وأبو زرعة وآخرون ، قال ابن حجر ثقة من العاشرة مات سنة تسع وثلاثين وقيل بعد ذلك خ م ت س ق .
3- مؤمل بن إسماعيل(2) : مؤمل بن إسماعيل القرشي العدوي أبو عبد الرحمن البصري نزيل مكة مولى آل عمر بن الخطاب روى عن إبراهيم بن يزيد الخوزي و الحمادان وسفيان الثوري روى عنه أحمد بن إبراهيم الدورقي العبدي وأحمد بن حنبل ومحمود بن غيلان المروزي ، وثقه ابن معين وقال أبو حاتم صدوق شديد في السنة كثير الخطأ وقال البخاري منكر الحديث وقال أبو عبيد الآجري سألت أبا داود عن مؤمل بن إسماعيل فعظمه ورفع من شأنه إلا أنه يهم في الشيء وذكره بن حبان في كتاب الثقات وقال غيره دفن كتبه فكان يحدث من حفظه فكثر خطؤه ، وقال ابن حجر : صدوق سيء الحفظ ، من صغار التاسعة ، مات سنة ست ومائتين خت قد ت س ق .
__________
(1) ترجمة محمود بن غيلان : التاريخ الكبير ج7:ص404/ 1769 ، تهذيب الكمال ج27:ص305/ 5819 ، الكاشف ج2:ص246/5323 ، تهذيب التهذيب ج10:ص58/ 109 ، تقريب التهذيب ج 1:ص522/6516 .
(2) ترجمة مؤمل بن إسماعيل : التاريخ الكبير ج8:ص49/ 2107 ، الجرح والتعديل ج8:ص374/ 1709 ، تهذيب الكمال ج29:ص176/ 6319 ، الكاشف ج2:ص309/ 5747 ، ذكر من تكلم فيه وهو موثق ج1:ص183/ 347 ، تهذيب التهذيب ج10:ص339/ 682 ، لسان الميزان ج7:ص406/ 4987 ، تقريب التهذيب ج1:ص555/ 7029 .(1/452)
4- يزيد بن زريع(1) يزيد بن زريع العيشي ويقال التميمي أبو معاوية البصري الحافظ روى عن سليمان التيمي وحميد الطويل وسعيد بن أبي عروبة وغيرهم وعنه بن المبارك وابن مهدي ومؤمل بن إسماعيل وآخرون ، وقال ابن حجر ثقة ثبت من الثامنة مات سنة اثنتين وثمانين ع .
5- سعيد بن أبي عروبة سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 107 ] .وهو ثقة حافظ .
6- قتادة بن دعامة السدوسي سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 27 ] .
7- أبو أيوب الأزدي المراغي سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 107 ] .وهو ثقة .
8- عبد الله بن عمرو سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 1 ] .أحد السابقين المكثرين من الصحابة وأحد العبادلة الفقهاء .
ثالثاً: الحكم على إسناد الأثر
هذا الأثر إسنادُه حَسَنٌ ، لأن فيه مؤمل بن إسماعيل وهو صدوق سيء الحفظ .
الحديث رقم { 116 }
وأخرج ابن المبارك من طريق قتادة في الآية قال: "ذكر لنا أن عبد الله كان يقول: "إن جهنم لتضيق على الكافر كضيق الزج على الرمح .
- - الله - -
أولاً: تخريج الأثر كما ذكر المصنف
أخرجه المروزي في زوائد الزهد (الزهد لابن المبارك ج2/ص86/ 299) قال أنا محمد بن يسار عن قتادة إذا ألقوا منها مكانا ضيقا مقرنين قال ذكر لنا أن عبد الله كان يقول إن جهنم ليضيق على الكافر كتضيق الزج على الرمح
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف
أخرجه ابن أبى حاتم في تفسيره ( تفسير ابن أبي حاتم ج8/ص2668/ 15006 ) من طريق ابن المبارك عن محمد بن يسار به وبمثله .
ثالثاً: دراسة إسناد الأثر
__________
(1) ترجمة يزيد بن زريع : تسمية من أخرجهم البخاري ومسلم ج1:ص264/ 1981 ، تهذيب الكمال ج32:ص124/ 6987 ، الكاشف ج2:ص382/ 6301 ، تهذيب التهذيب ج11:ص284/ 527 ، تقريب التهذيب ج1:ص601/ 7713 .(1/453)
1- محمد بن يسار(1) محمد بن يسار الخرساني أبو عبد الله المروزي بصري الأصل وهو أخو سلمة بن يسار وعبد الله بن يسار روى عن قتادة ويزيد النحوي روى عنه عبد الله بن المبارك قال أبو حاتم ما بحديثه بأس وذكره بن حبان في كتاب الثقات وقال أصله من البصرة وسكن مرو وهم إخوة ثلاثة محمد بن يسار وسلمة بن يسار وعبد الله بن يسار مراوزة كلهم ، وقال ابن حجر الخراساني صدوق من السابعة عخ س ,
2- قتادة بن دعامة السدوسي سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 27 ] .كان ثقة مأمونا حجة في الحديث وكان يقول بشيء من القدر . قال أحمد بن حنبل ما أعلم قتادة سمع من أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلا من أنس بن مالك قيل له فعبد الله بن سرجس فكأنه لم يره سماعا وصحح أبو زرعة سماعه من عبد الله بن سرجس وزاد بن المديني أبا الطفيل .
3- عبد الله بن عمرو سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 1 ] .أحد السابقين المكثرين من الصحابة وأحد العبادلة الفقهاء .
رابعاً: الحكم على إسناد الأثر
هذا الأثر إسنادُه ضعيفٌ ، لانقطاعه بين قتادة وعبد الله بن عمرو .
الحديث رقم { 117 }
__________
(1) ترجمة محمد بن يسار : التاريخ الكبير ج1:ص268/860 ، الجرح والتعديل ج8:ص130/ 585 ، مشاهير الأمصار ج1:ص197/1579، تهذيب الكمال ج27:ص42/5711، الكاشف ج2:ص232/ 5229، تقريب التهذيب ج1:ص514/6410 ، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال ج1:ص365 .(1/454)
وأخرج هناد والطبراني وابن أبي حاتم، وصححه، والبيهقي، وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن ابن عمرو قال: "إن أهل النار ينادون مالكاً: يا مالك ليقضِ علينا ربك، فيذرهم أربعين عاماً لا يجيبهم ثم يجيبهم إنكم ماكثون، ثم ينادون ربهم: ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون. فيذرهم مثل الدنيا لا يجيبهم، ثم يجيبهم اخسئوا فيها ولا تكلمون . قال: فما نبس(1) القوم بعدها كلمة وما هو إلا الزفير والشهيق(2)
- - الله - -
أولاً: تخريج الأثر كما ذكر المصنف
أخرجه هناد في الزهد (الزهد لابن السري ج1/ص158/ 214) قال حدثنا عبدة عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أبي أيوب عن عبدالله بن عمرو بمثله .وأخرجه ابن أبى حاتم في تفسيره ( تفسير ابن أبي حاتم ج8/ص2509/ 14047 ) من طريق ابن المبارك ، وأخرجه البيهقي في البعث والنشور ( ج1/ص312/ح648) من طريق عبد الوهاب بن عطاء ،و أخرجه الطبري في تفسيره ( تفسير الطبري ج25/ص99) من طريق بن أبي عدي و يزيد بن زريع أربعتهم عن سعيد بن أبى عروبة به بمثله .
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف
وأخرجه ابن أبى شيبة في مصنفه (مصنف ابن أبي شيبة ج7/ص48/ 34122) وأخرجه ابن أبى الدنيا في صفة النار (صفة النار ج1/ص112/ 168) ، وأخرجه نعيم بن حماد في زوائد الزهد لأبن المبارك (الزهد لابن المبارك ج2/ص91/ 319) ثلاثتهم من طريق حماد أبى أسامة ، ،وأخرجه الحاكم في المستدرك في كتاب التفسير (المستدرك على الصحيحين ج2/ص429/ 3492) من طريق عبد الوهاب بن عطاء كلاهما عن سعيد بن أبى عروبة به بمثله .وقال الحاكم بعده هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
ثالثاً: دراسة إسناد الأثر
__________
(1) نبس : ما ينطقون وأصل النبس الحركة ولم يستعمل إلا في النفي(النهاية في غريب الأثر ج5/ص7، القاموس المحيط ج1/ص743) .
(2) فى المخطوطة (أ) زفير وشهيق .(1/455)
1- عبدة بن سليمان الكلابي(1) عبدة بن سليمان الكلابي أبو محمد الكوفي روى عن إسماعيل بن أبي خالد وسعيد بن أبي عروبة وسفيان الثوري روى عنه أحمد بن حنبل وإسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد وأبنا أبي شيبة وهناد بن السري التميمي ، وقال ابن حجر :ثقة ثبت من صغار الثامنة ، مات سنة سبع وثمانين وقيل بعدها ع .
2- سعيد بن أبى عروبة سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 107 ] .
3- قتادة بن دعامة سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 27 ] .
4- أبو أيوب الأزدي المراغي سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 107 ] .ثقة
5- عبد الله بن عمرو سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 1 ] .
رابعاً: الحكم على إسناد الأثر
هذا الأثر إسنادُه صحيحٌ ، لأن رجاله ثقات .وقال الحاكم في مستدركه هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ، ووافقه الذهبي في تلخيصه وقال الهيثمي في المجمع ( مجمع الزوائد ج10/ص396) رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح .وقال المنذري في الترغيب والترهيب ( الترغيب والترهيب ج4/ص269) رواه الطبراني موقوفا ورواته محتج بهم في الصحيح والحاكم وقال صحيح على شرطهما .وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب ( 3/254/3691) .
خامساً: تنبيه
نسبه المصنف إلى عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد ولم أجده.
الحديث رقم { 118 }
وأخرج الفريابي وابن جرير وابن أبي حاتم وابن أبي الدنيا والبيهقي عن ابن عباس في قوله تعالى: (ونادوا يا مالك). قال: "يمكث عنهم ألف سنة ثم يجيبهم: إنكم ماكثون
- - الله - -
أولاً: تخريج الأثر كما ذكر المصنف
__________
(1) ترجمة عبدة بن سليمان الكلابي : تهذيب الكمال ج18:ص530/ 3613 ، الكاشف ج1:ص677/ 3526 ، تهذيب التهذيب ج6:ص405/ 849، تقريب التهذيب ج1:ص369/ 4269 .(1/456)
أخرجه ابن جرير في تفسيره ( تفسير الطبري ج25/ص99) قال حدثنا بن بشار قال ثنا عبد الرحمن قال ثنا سفيان عن عطاء بن السائب عن أبي الحسن عن بن عباس ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك فأجابهم بعد ألف سنة إنكم ماكثون . وأخرجه البيهقى في البعث والنشور (البعث والنشور ج1/ص310/ح645) من طريق قبيصة بن عقبة عن سفيان به بمثله ، لكن الراوي عن ابن عباس هو عكرمة .
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف
أخرجه الحاكم في مستدركه ( المستدرك على الصحيحين ج2/ص487/ 3677) من طريق قبيصة بن عقبة عن سفيان به و بمثله لكن الراوي عن ابن عباس هو عكرمة .
ثالثاً: دراسة إسناد الأثر
1- محمد بن بشار : سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 26 ] .من الحفاظ الأثبات .
2- عبد الرحمن بن مهدي : سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 26 ] . من الحفاظ المتقنين .
3- سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري : سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 4 ] . أبو عبد الله الكوفي ثقة حافظ فقيه عابد إمام حجة .(1/457)
4- عطاء بن السائب(1) : الإمام الحافظ محدث الكوفة أبو السائب روى عن أبيه السائب بن زيد ومجاهد وعكرمة والحسن وخلق كثير ،وعنه شعبة والحمادان والسفيانان وعلي بن عاصم وأمم ثقة ساء حفظه بآخره ، قال ابن حجر : صدوق اختلط من الخامسة ، مات سنة ست وثلاثين خ 4 وتحصل لنا من مجموع كلامهم أن سفيان الثوري وشعبة وزهيرا وزائدة وحماد بن زيد وأيوب عنه صحيح ومن عداهم يتوقف فيه إلا حماد بن سلمة فاختلف قولهم والظاهر أنه سمع منه مرتين ، مرة مع أيوب كما يومي إليه كلام الدارقطني ، ومرة بعد ذلك لما دخل إليهم البصرة وسمع منه مع جرير وذويه والله أعلم
5- الحسن بن أبي الحسن يسار البصري سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 11 ] .
6- عكرمة سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 25 ] . ثقة ثبت عالم بالتفسير لم يثبت تكذيبه عن بن عمر ولا تثبت عنه بدعة.
7- عبد الله بن عباس سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 2 ] .
رابعاً: الحكم على إسناد الأثر
هذا الأثر إسنادُه صحيحٌ ، لأن رجاله ثقات .وقال الحاكم في المستدرك هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه، ووافقه الذهبي (( المستدرك على الصحيحين ج2/ص487/ 3677)
خامساً: تنبيه
نسب المصنف الحديث إلى الفريابي وابن أبى حاتم وابن أبى الدنيا في صفة النار ولم أجده في هذه المواطن .
الحديث رقم { 119 }
__________
(1) ترجمة عطاء بن السائب : التاريخ الكبير ج6:ص465/ 3000،، ضعفاء البخاري ج1:ص88/ 276، الكامل في الضعفاء ج5:ص361/ 1522 ، الجرح والتعديل ج6:ص332/ 1848، الكاشف ج2:ص22/ 3798، ذكر من تكلم فيه وهو موثق ج1:ص134/ 242، سير أعلام النبلاء ج6:ص110/ 30، التعديل والتجريح ج3:ص1003/ 1148، الكوكب النيرات ج1:ص61/ 39، المختلطين ج1:ص82/ 33، تقريب التهذيب ج1:ص391/ 4592، تهذيب التهذيب ج7/ص183/ 386 .(1/458)
وأخرج سعيد بن منصور والبيهقي عن محمد بن كعب قال: "لأهل النار خمس دعوات، يجيبهم الله في أربع فإذا كانت الخامسة لم يتكلموا بعدها أبداً يقولون: ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين؛ فاعترفنا بذنوبنا فهل إلى خروج من سبيل ؟ فيجيبهم الله: ذلكم بأنه إذا دعي الله وحده كفرتم، وإن يشرك به تؤمنوا؛ فالحكم لله العلي الكبير، ثم يقولون: { رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً إِنَّا مُوقِنُونَ } (1)، فيجيبهم الله: { فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَذَا إِنَّا نَسِينَاكُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } (2) ثم يقولون: { رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُّجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ } (3) فيجيبهم الله: (أولم تكونوا أقسمتم من قبل ما لكم من زوال) ثم يقولون (ربنا أخرجنا نعمل صالحا غير الذى كنا نعمل) فيجيبهم الله : { أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ } (4) ثم يقولون: { قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْماً ضَالِّينَ {106} رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ } {107} فيجيبهم الله: { اخْسَؤُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ (5) } : فلا يتكلمون بعدها أبداً".
- - الله - -
أولاً: تخريج الأثر كما ذكر المصنف
__________
(1) سُورَةُ السجدة : الآيَةُ 12 .
(2) سُورَةُ السجدة : الآيَةُ 14 .
(3) سُورَةُ إبراهيم : الآيَةُ 44 .
(4) سُورَةُ فاطر : الآيَةُ 37 .
(5) سُورَةُ المؤمنون : الآيَةُ 108 .(1/459)
أخرجه البيهقي في البعث والنشور ( ج1/ص317/ح660) قال أخبرنا عمر بن عبد العزيز بن عمر بن قتادة ، أنبأ العباس بن الفضل النضروي ، ثنا أحمد بن نجدة ، ثنا سعيد بن منصور ، ثنا أبو معشر ، عن محمد بن كعب بمثله .
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف
وتابع أبا معشر عمر بن أبى ليلى ، فقد أخرجه ابن أبى الدنيا في صفة النار ( صفة النار ج1/ص153/ 251 ) من طريق عمر بن أبي ليلى - أحد بني عامر - قال سمعت محمد بن كعب القرظي يقول: بمعناه .
تنبيه : نسب المصنف الأثر لسعيد بن منصور ولم أجده ، ولعله سقط وإلا فالبيهقي رواه من طريق سعيد بن منصور .
ثالثاً: دراسة إسناد الأثر
1- سعيد بن منصور(1) أبو عثمان الخراساني الحافظ مصنف السنن بمكة وكان لا يرجع عما في كتابه لشدة وثوقه به روى عن مالك وحماد بن زيد ونجيح بن عبد الرحمن وجماعة وعنه مسلم وأبو داود وغيرهم ، مات سنة سبع وعشرين وقيل بعدها من العاشرة ع.
2- نجيح بن عبد الرحمن أبو معشر سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 83 ] . وهو ضعيف أسن واختلط .
3- محمد بن كعب القرظي سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 108 ] . ثقة عالم .
4- عمر بن أبي ليلى(2) ذكره ابن حبان في الثقات وقال يروى عن محمد بن كعب روى عنه أهل الحجاز، وقال أبو حاتم هو مجهول .
رابعاً: الحكم على إسناد الأثر
هذا الأثر إسنادُه ضعيفٌ ، لأن فيه نجيح وهو ضعيف منكر الحديث وقد تابعه عمر بن أبى ليلى وهو مجهول .
الحديث رقم { 120 }
__________
(1) ترجمة سعيد بن منصور : الكاشف ج1:ص445/ 1962 ، تهذيب التهذيب ج4:ص78/ 148، تقريب التهذيب ج1:ص241/2399 .
(2) ترجمة عمر بن أبى ليلى : الجرح والتعديل ج6:ص131/ 715، الثقات ج7:ص184/ 9578 .(1/460)
وأخرج ابن أبي الدنيا عن حذيفة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن الله إذا قال لأهل النار: اخسؤوا(1) فيها ولا تكلمون عادت وجوههم قطع لحم ليس فيها أفواه ولا مناخير، يتردد النفس في أجوافهم، وإنه ليسقط عليهم حيات من نار وعقارب من نار. ولو(2) أن حية منها نفخت بالمشرق لاحترق من بالمغرب ولو أن عقرباً منها ضربت أهل النار لاحترقوا من آخرهم، وإنها لتسلط عليهم فتكون بين لحومهم وجلودهم، وإنه ليسمع لها(3) جلبة كجلبة الوحش في الغياض(4)
- - الله - -
أولاً: تخريج الحديث كما ذكر المصنف
أخرجه ابن أبى الدنيا في صفة النار ( صفة النار ج1/ص72/ 96 - ) قال حدثنا أحمد بن منيع قال حدثنا منصور بن عمار قال حدثنا محمد بن زياد قاضي شمشاط عن عبد العزيز بن أبي رواد يبلغ له حذيفة قال أسر إلي النبي حديثا قال يا حذيفة إن الله إذا قال لأهل النار اخسئوا فيها ولا تكلمون بمثله .
ثانياً: دراسة إسناد الحديث
1- أحمد بن منيع : أبو جعفر الأصم الحافظ ، ثقة حافظ ، سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 16 ] .
2- منصور بن عمار سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 93 ] . قال بن عدي منكر الحديث وقال العقيلي فيه تجهم وقال الدارقطني يروي عن ضعفاء أحاديث لا يتابع عليها.
__________
(1) خسأ : الخاء والسين والهمزة يدل على الإبعاد . يقال خسأت الكلب(مقاييس اللغة ج2/ص182، تاج العروس ج1/ص210) .
(2) فى المخطوطة (ب) ، (ز) بدون ذكر الواو .
(3) فى المخطوطة (أ) زيادة هنا وفى المخطوطة (ب) زيادة هناك .
(4) الغياض : جمع غيضة وهي الشجر الملتف (النهاية في غريب الأثر ج3/ص402 ، المغرب في ترتيب المعرب ج2/ص120، لسان العرب ج7/ص202)(1/461)
3- محمد بن زياد(1) أبو الربيع محمد بن زياد الشمشاطي(2) بشينين معجمتين روى عنه منصور بن عمار وأبو المعافي محمد بن وهب الحراني وطائفة من أهل شمشاط، وروى عن عبيد الله بن حدير والثوري .
4- عبد العزيز بن أبي رواد(3) عبد العزيز بن أبي رواد بفتح الراء وتشديد الواو واسمه ميمون مولى المهلب بن أبي صفرة الأزدي وهو والد عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد روى عن إسماعيل بن أمية وسالم بن عبد الله بن عمر وعكرمة مولى بن عباس ونافع مولى بن عمر روى عنه حسين بن علي الجعفي وسفيان الثوري وعبد الله بن المبارك ، وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه رجل صالح الحديث وكان مرجئا وليس هو في التثبت مثل غيره وقال إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين ثقة وقال أبو حاتم صدوق ثقة في الحديث متعبد وقال النسائي ليس به بأس وقال أبو أحمد بن عدي وفي بعض أحاديثه ما لا يتابع عليه ، قال ابن حبان كان يحدث على التوهم فسقط الاحتجاج به ، وقال ابن حجر : صدوق عابد ربما وهم ورمي بالإرجاء ، من السابعة ، مات سنة تسع وخمسين خت 4.
5- حذيفة بن اليمان وكان صاحب سر رسول الله صلى الله عليه وسلم ومناقبه كثيرة مشهور، شهير, ومات حذيفة في أول خلافة علي سنة ست وثلاثين ، سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 92 ] .
ثالثاً: الحكم على إسناد الحديث
__________
(1) ترجمة محمد بن زياد : الإكمال 5/141، . تبصير المنتبه 1/181 .
(2) شمشاط : مدينة بالروم على شاطئ الفرات (معجم البلدان 3/362) .
(3) ترجمة عبد العزيز بن أبى رواد : ضعفاء البخاري ج1:ص74/ 222 ، التاريخ الكبير ج6:ص22/ 1561 ، المجروحين ج2:ص136/739 ، الوافي بالوفيات ج18:ص292، الكامل في الضعفاء ج5:ص290/ 1429، هذيب الكمال ج18:ص136/3447 ، الكاشف ج1:ص655/ 3387، تقريب التهذيب ج1:ص357/ 4096 .(1/462)
هذا الحَدِيثُ إسنادُه ضعيفٌ ، للانقطاع بين عبد العزيز بن أبى رواد وحذيفة ، ولجهالة محمد بن زياد الشمشاطى ، ولضعف منصور بن عمار .
بَابٌ :
الحديث رقم { 121 }
أخرج ابن عدي والضياء عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "أول من يدخل النار من هذه الأمة السوّاطون(1)".
- - الله - -
أولاً: تخريج الحديث كما ذكر المصنف
أخرجه ابن عدى في الكامل ( الكامل في ضعفاء الرجال ج7/ص267) قال : أخبرنا القاسم بن الليث وابن قتيبة قالا حدثنا هشام بن عمار ثنا الوليد بن مسلم ثنا حماد بن سلمة ثنا أبو المهزم يزيد بن سفيان قال سمعت أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أول من يدخل النار من هذه الأمة السواطون
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف
و أخرجه الطبراني في الأوسط ( المعجم الأوسط ج6/ص367/ 6635 ) قال حدثنا محمد بن إبراهيم ثنا هشام بن عمار ثنا الوليد بن مسلم ثنا حماد بن سلمة ثنا أبو المهزم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثله وقال لم يروى هذا الحديث عن حماد بن سلمة إلا الوليد بن مسلم تفرد به هشام .
تنبيه : أخرجه ابن أبى شيبة في مصنفه (مصنف ابن أبي شيبة ج7/ص262/ 35901) من طريق حماد بن سلمة وأخرجه الطبراني في أوائله ( الأوائل للطبراني ج1/ص64/36) باب أول من يدخل النار من هذه الأمة ، وأخرجه أبو عاصم في أوائله (الأوائل لابن أبي عاصم ج1/ص94/ 124) كلاهما من طريق ابن شوذب، كلاهما أي حماد وابن شوذب عن أبى المهزم به وبمثله لكنه موقوف على أبى هريرة . .وقال أبو عاصم إسنادُه ضعيف جدا .
ثالثاً: دراسة إسناد الحديث
__________
(1) السواطون : قيل هم الشرط الذين يكون معهم الأسواط يضربون بها الناس . وساط دابته يسوطه إذا ضربه (النهاية في غريب الأثر ج2/ص421، لسان العرب ج7/ص326) .(1/463)
1- محمد بن إبراهيم بن أبي عامر النحوي(1) : محمد بن إبراهيم بن أبي عامر الصوري النحوي سمع بدمشق سليمان بن عبد الرحمن وهشام بن عمار وعبد الله بن أحمد بن بشير ابن ذكوان ، روى عنه أبو علي محمد بن هارون بن شعيب وأبو القاسم الطبراني وموسى بن عبد الرحمن المقرئ البيروتي .
2- هشام بن عمار : سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 86 ] . صدوق مقرئ كبر فصار يتلقن فحديثه القديم أصح .
3- الوليد بن مسلم : سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 86 ] . ثقة لكنه كثير التدليس والتسوية .
4- حماد بن سلمة(2) : حماد بن سلمة بن دينار الإمام أبو سلمة أحد الأعلام .قال بن معين إذا رأيت من يقع فيه فاتهمه على الإسلام ،وهو إمام صدوق له أوهام وحماد ابن زيد أثبت منه ، روى أيوب السختياني وثابت البناني وحبيب المعلم وغيرهم وروى عنه إبراهيم بن الحجاج السامي وآدم بن أبي وحجاج بن منهال وغيرهم . وقال ابن حجر : ثقة عابد أثبت الناس في ثابت ، وتغير حفظه بأخرة ، من كبار الثامنة ، مات سنة سبع وستين خت م 4 .
__________
(1) ترجمة محمد بن إبراهيم بن أبي عامر النحوي : تاريخ مدينة دمشق ج51:ص210/ 6040 .
(2) ترجمة حماد بن سلمة : معرفة الثقات ج1:ص319/354، الجرح والتعديل ج3:ص141، التعديل والتجريح ج2:ص523/283، الكاشف ج1:ص349، ذكر من تكلم فيه وهو موثق ج1:ص70/93،تقريب التهذيب ج1:ص178/1499،خلاصة تذهيب تهذيب الكمال ج1:ص484.(1/464)
5- يزيد بن سفيان(1) : أبو المهزم التميمي البصري اسمه يزيد وقيل عبد الرحمن بن سفيان روى عن أبي هريرة وعنه عباد بن منصور وشعبة وحماد بن سلمة وآخرون ، قال إسحاق بن منصور عن بن معين ضعيف وقال مرة لا شيء وقال أبو زرعة ليس بقوي شعبة يوهنه يقول كتبت عنه مائة حديث ما حدثت عنه بشيء وقال أبو حاتم ضعيف الحديث وقال البخاري تركه شعبة وقال النسائي متروك الحديث وقال الدارقطني ضعيف أساء القول فيه شعبة يترك وقال النسائي أيضا ليس بثقة وقال بن عدي عامة ما يرويه ينكر عليه وقال الحاكم أبو أحمد ليس بالقوي عندهم ، وقال ابن حجر متروك من الثالثة د ت ق .
6- أبو هريرة : سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 19 ] .
رابعاً: الحكم على إسناد الحديث
هذا الحَدِيثُ إسنادُه ضعيفٌ جداً ، لأن فيه أبا المهزم وهو متروك ، وهذا الحديث من مناكيره كما نص على ذلك ابن عدى في الكامل وابن حجر في اللسان في ترجمته . وقال أبو عاصم إسنادُه ضعيف جدا .وفيه محمد بن إبراهيم أبو عامر وهو مجهول الحال .
بَابٌ :
الحديث رقم { 122 }
أخرج البيهقي عن ابن عمرو قال: "إن ابن آدم الذي قتل أخاه يقاسم أهل النار نصف عذاب جهنم قسمة صحاحا .
- - الله - -
أولاً: تخريج الأثر كما ذكر المصنف
__________
(1) ترجمة يزيد بن سفيان : ضعفاء البخاري ج1:ص121/ 404، التاريخ الكبير ج8:ص339/ 3235، الضعفاء للنسائي ج1:ص110/648 ، الجرح والتعديل ج9:ص269/ 1129 ، المجروحين ج3:ص99/ 1176، الكامل في الضعفاء ج7:ص266/2164 ، الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ج3:ص209/ 3783، تهذيب الكمال ج34:ص327/ 7655، الكاشف ج2:ص464/ 6860 ، المغني في الضعفاء ج2:ص750/ 7106، تقريب التهذيب ج1:ص676/ 8397، لسان الميزان ج6:ص288/ 1020، تهذيب التهذيب ج12:ص272/ 1143 .(1/465)
أخرجه البيهقي في شعب الإيمان ( 4/340/ح5323) قال أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنا أبو جعفر الرزاز ثنا جعفر بن محمد بن شاكر ثنا عفان ثنا همام ثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن عمرو : أن ابن آدم الذي قتل أخاه تقاسم أهل النار نصف عذاب جهنم قسمه صحاحا ,
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف
وأخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (تاريخ مدينة دمشق ج49/ص46) من طريق البيهقي به وبمثله و أخرجه الطحاوي في شرح مشكل الآثار (ج4/ص207) من طريق إبْرَاهِيمُ بن مَرْزُوقٍ وَمُحَمَّدُ بن عَلِيِّ بن دَاوُد كلاهما عن عفان به وبمثله . وأخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره (تفسير الطبري ج6/ص194) من طريق حكيم بن حكيم عن عبد الله بن عمرو بمعناه .
ثالثاً: دراسة إسناد الأثر
1- علي بن محمد بن بشران(1) أبو الحسين بن بشران علي بن محمد بن عبد الله بن بشران بن مهران أبو الحسين الأموي المعدل . روى عن علي بن محمد المصري وإسماعيل بن محمد الصفار ومحمد بن عمرو الرزاز وغيرهم كتبنا عنه وكان صدوقا ثقة ثبتا حسن الأخلاق تام المروءة ظاهر الديانة ، وكانت وفاته وقت السحر من يوم الأحد الخامس والعشرين من شعبان سنة خمس عشرة وأربعمائة.
2- محمد بن عمرو البختري(2) محمد بن عمرو بن البختري بن مدرك بن أبى سليمان أبو جعفر الرزاز .ولد في سنة إحدى وخمسين ومائتين وسمع سعدان بن نصر البزار وعباس بن محمد الدوري ومحمد بن عبد الملك الدقيقي والحسن بن مكرم ويحيى بن أبى طالب ومن في طبقتهم وبعدهم وكان ثقة ثبتا وروى عنه أبو حفص بن شاهين وجماعة من المتقدمين وحدثنا عنه أبو الحسن بن رزقويه وأبو الحسين بن بشران وغيرهم مات أبو جعفر الرزاز في سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة .
__________
(1) ترجمة علي بن محمد بن بشران : تاريخ بغداد ج12:ص98/ 6527 .
(2) ترجمة محمد بن عمرو البختري : تاريخ بغداد ج3:ص132/ 1152 .(1/466)
3- جعفر بن محمد بن جعفر بن شاكر(1) : أبو محمد الصائغ سمع محمد بن سابق وعفان بن مسلم والحسين بن محمد المروزي وأحمد بن حنبل روى عنه موسى بن هارون وإسماعيل بن محمد الصفار ومحمد بن عمرو الرزاز ، قال الخطيب كان عابدا زاهدا ثقة صادقا متقنا ضابطا وقال مسلمة بن قاسم بغدادي ثقة رجل صالح زاهد وقال ابن حجر ثقة عارف بالحديث من الحادية عشرة مات في آخر سنة تسع وسبعين وله تسعون سنة د .
4- عفان بن مسلم : الصفار أبو عثمان البصري ، سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 28 ] ، ثقة ثبت .
5- همام بن يحيى(2) : همام بن يحيى بن دينار الأزدي العوذي بفتح المهملة وسكون الواو وكسر المعجمة أبو عبد الله روى عن هشام بن عروة وأبيه يحيى بن دينار العوذي وزيد بن أسلم ونافع مولى بن عمر وغيرهم وعنه عفان بن مسلم و الثوري وهو من أقرانه وابن المبارك وآخرون، ، قال ابن حجر ثقة ربما وهم من السابعة مات سنة أربع أو خمس وستين ع
__________
(1) ترجمة جعفر محمد بن جعفر بن شاكر : تاريخ بغداد ج7:ص185/ 3637، طبقات الحنابلة ج1:ص124/ 151 ، تهذيب التهذيب ج2:ص87/ 155، تقريب التهذيب ج1:ص141/ 954 .
(2) ترجمة همام بن يحيى : الجرح والتعديل ج9:ص107/ 457، معرفة الثقات ج2:ص334/ 1918، تهذيب الكمال ج30:ص302/6602 ، تذكرة الحفاظ ج1:ص201/ 194، ذكر من تكلم فيه وهو موثق ج1:ص188/ 357، الكاشف ج2:ص339/ 5986، تهذيب التهذيب ج11:ص60/ 108 ، تقريب التهذيب ج1:ص574/ 7319 .(1/467)
6- هشام بن عروة(1) : هشام بن عروة بن الزبير بن العوام الأسدي أبو المنذر. رأى بن عمر ومسح رأسه ودعا له وروى عن أبيه وعمه عبد الله بن الزبير وامرأته فاطمة بنت المنذر بن الزبير وغيرهم روى عنه أيوب السختياني ومات قبله وشعبة والسفيانان والحمادان وخلق كثير، وقال بن سعد والعجلي كان ثقة زاد بن سعد ثبتا كثير الحديث حجة وقال أبو حاتم ثقة إمام في الحديث وقال يعقوب بن شيبة ثقة ثبت لم ينكر عليه شيء إلا بعدما صار إلى العراق فإنه انبسط في الرواية عن أبيه فأنكر ذلك عليه أهل بلده وذكره بن حبان في الثقات وقال كان متقنا ورعا فاضلا حافظا ، قال العلائي له رؤية عن ابن عمر ولم يسمع منه، وقال ابن حجر ثقة فقيه ربما دلس من الخامسة مات سنة خمس أو ست وأربعين وله سبع وثمانون سنة ع .
7- عروة بن الزبير(2) : عروة بن الزبير بن العوام بن خويلد الأسدي أبو عبد الله المدني روى عن أبيه وأخيه عبد الله وأمه أسماء بنت أبي بكر وخالته عائشة وعبد الله بن عمر وعبد الله بن عمرو بن العاص وخلق كثير وعنه أولاًده عبد الله وعثمان وهشام ومحمد ويحيى وأبو الأسود محمد بن عبد الرحمن بن نوفل يتيم عروة وسليمان بن يسار وأبو سلمة بن عبد الرحمن وآخرون ، ، وقال ابن حجر ثقة فقيه مشهور من الثالثة مات سنة أربع وتسعين على الصحيح ومولده في أوائل خلافة عثمان ع .
__________
(1) ترجمة هشام بن عروة : الجرح والتعديل ج9:ص63/ 249، تهذيب الكمال ج30:ص232/ 6585 ، الكاشف ج2:ص337/5972 ، جامع التحصيل ج1:ص293/ 848، تحفة التحصيل في ذكر رواة المراسيل ج1:ص332، تهذيب التهذيب ج11:ص44/ 89 ، تقريب التهذيب ج1:ص573/ 7302، طبقات المدلسين ج1:ص26/ 30 .
(2) ترجمة عروة بن الزبير : طبقات ابن سعد ج5:ص178، الجرح والتعديل ج6:ص395/ 2207 ، مشاهير الأمصار ج1:ص64/ 428 ، تهذيب الكمال ج20:ص11/ 3905 ، الكاشف ج2:ص18/ 3775، تهذيب التهذيب ج7:ص163/ 352، تقريب التهذيب ج1:ص389/ 4561 .(1/468)
8- عبد الله بن عمرو : سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 1 ] . أحد السابقين المكثرين من الصحابة وأحد العبادلة الفقهاء .
رابعاً: الحكم على إسناد الأثر
هذا الأثر إسنادُه صحيحٌ ، لأن رجاله ثقات .
خامساً: معنى الأثر
هذا مأحوذ من حديث النبي صلى الله علية وسلم (لا تقتل نفس ظلما إلا كان على بن آدم الأول كفل منها لأنه كان أول من سن القتل) قال النووي في شرح مسلم(1) : الكفل بكسر الكاف الجزء والنصيب وقال الخليل هو الضعف وهذا الحديث من قواعد الإسلام وهو أن كل من ابتدع شيئا من الشر كان عليه مثل وزر كل من اقتدى به في ذلك العمل مثل عمله إلى يوم القيامة ومثله من ابتدع شيئا من الخير كان له مثل أجر كل من يعمل به إلى يوم القيامة وهو موافق للحديث الصحيح من سن سنة حسنة ومن سن سنة سيئة وللحديث الصحيح من دل على خير فله مثل أجر فاعله وللحديث الصحيح ما من داع يدعو إلى هدى وما من داع يدعو إلى ضلالة والله أعلم .
بَابٌ :
الحديث رقم { 123 }
أخرج مسلم عن العباس بن عبد المطلب أنه قال: "يا رسول الله هل نفعت أبا طالب بشيء فإنه كان يحوطك ويغضب لك ؟ قال: نعم هو في ضخضاح(2) من نار.ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار .
- - الله - -
أولاً: تخريج الحديث كما ذكر المصنف
__________
(1) شرح النووي على صحيح مسلم ج11/ص166، عمدة القاري ج8/ص72، فتح الباري ج12/ص193، حاشية السندي على سنن النسائي ج7/ص82 .
(2) ضحضاح من نار : بفتح الضاد أي شيء قليل كضحضاح الماء وهو ما يبقى منه على وجه الأرض. اصل الضحضاح في الماء إذا كان قليلا رقيقا فشبه قلة النار به ( غريب الحديث لابن الجوزي ج2/ص6، غريب الحديث لابن سلام ج4/ص392، مشارق الأنوار ج2/ص55) .(1/469)
أخرجه مسلم في صحيحه في كتاب الإيمان ، باب شَفَاعَةِ النبي صلى الله عليه وسلم لِأَبِي طَالِبٍ وَالتَّخْفِيفِ عنه بِسَبَبِهِ، , ج1/ص194/209 قال وحدثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بن عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ وَمُحَمَّدُ بن أبي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ وَمُحَمَّدُ بن عبد الْمَلِكِ الْأُمَوِيُّ قالوا حدثنا أبو عَوَانَةَ عن عبد الْمَلِكِ بن عُمَيْرٍ عن عبد اللَّهِ بن الْحَارِثِ بن نَوْفَلٍ عن الْعَبَّاسِ بن عبد الْمُطَّلِبِ أَنَّهُ قال يا رَسُولَ اللَّهِ هل نَفَعْتَ أَبَا طَالِبٍ بِشَيْءٍ فإنه كان يَحُوطُكَ وَيَغْضَبُ لك قال نعم هو في ضَحْضَاحٍ من نَارٍ وَلَوْلَا أنا لَكَانَ في الدَّرْكِ (1)الْأَسْفَلِ من النَّارِ .
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف
أخرجه البخاري في كتاب الأدب ، باب بَاب كُنْيَةِ المشرك ج5/ص2293/ 5855 من طريق شيخه مُوسَى بن إِسْمَاعِيلَ عن أبى عوانة به وبمثله .وأخرجه البخاري في كتاب الرقاق ، باب صفة الجنة والنار (ج5/ص2402/ 6203 ) من طريق شيخه مسدد عن أبى عوانة به وبمثله .وأخرجه في كتاب مناقب الأنصار ، باب قصة أبى طالب ج3/ص1408/ 3670 من طريق سفيان بن عيينة عن عبد الملك بن مليل البلوي به بنحوه .
الحديث رقم { 124 }
وفي لفظ مسلم: "وجدته في غمرات من النار فأخرجته إلى ضحضاح
- - الله - -
تخريج الحديث كما ذكر المصنف
__________
(1) الدرك : بالتحريك وقد يسكن واحد الأدراك وهي منازل في النار والدرك إلى أسفل والدرج إلى فوق(تذكرة الأريب في تفسير الغريب ج1/ص131، غريب القرآن ج1/ص217، النهاية في غريب الأثر ج2/ص114) .(1/470)
أخرجه مسلم في كتاب الإيمان ، بَاب شَفَاعَةِ النبي صلى الله عليه وسلم لِأَبِي طَالِبٍ وَالتَّخْفِيفِ عنه بِسَبَبِهِ (ج1/ص195/ 209 ) قال حدثنا بن أبي عُمَرَ حدثنا سُفْيَانُ عن عبد الْمَلِكِ بن عُمَيْرٍ عن عبد اللَّهِ بن الْحَارِثِ قال سمعت الْعَبَّاسَ يقول قلت يا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أَبَا طَالِبٍ كان يَحُوطُكَ وَيَنْصُرُكَ فَهَلْ نَفَعَهُ ذلك قال نعم وَجَدْتُهُ في غَمَرَاتٍ من النَّارِ فَأَخْرَجْتُهُ إلى ضَحْضَاحٍ
معني الحديث(1) : قال النووي في شرح مسلم : قوله كان يحوطك هو بفتح الياء وضم الحاء قال أهل اللغة يقال حاطه يحوطه حوطا وحياطة إذا صانه وحفظه وذب عنه وتوفر على مصالحه قوله صلى الله عليه وسلم وجدته في غمرات من النار فأخرجته إلى ضحضاح أما الضحضاح فهو بضادين معجمتين مفتوحتين والضحضاح ما رق من الماء على وجه الأرض إلى نحو الكعبين واستعير في النار وأما الغمرات فبفتح الغين والميم واحدتها غمرة بإسكان الميم وهي المعظم من الشيء قوله صلى الله عليه وسلم ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار قال أهل اللغة في الدرك لغتان فصيحتان مشهورتان فتح الراء وإسكانها وقرئ بهما في القراءات السبع قال الفراء هما لغتان جمعهما أدراك وقال الزجاج اللغتان جميعا حكاهما أهل اللغة إلا أن الاختيار فتح الراء لأنه أكثر في الاستعمال وقال أبو حاتم جمع الدرك بالفتح أدراك كجمل وأجمال وفرس وأفراس وجمع الدرك بالإسكان أدرك كفلس وأفلس وأما معناه فقال جميع أهل اللغة والمعاني والغريب وجماهير المفسرين الدرك الأسفل قعر جهنم وأقصى أسفلها قالوا ولجهنم أدراك فكل طبقة من أطباقها تسمى دركا والله
الحديث رقم { 125 }
وأخرج البزار مثله من حديث جابر
- - الله - -
أولاً: تخريج الحديث كما ذكر المصنف
عزاه المصنف إلى البزار ولم أجده ولم أجده في كشف الأستار لأن أصله في الصحيحين .
__________
(1) شرح النووي على صحيح مسلم ج3/ص84 .(1/471)
ثانياً: ذكر من أخرجه غير ما ذكر المصنف
أخرجه أبو يعلى في مسنده ( مسند أبي يعلى ج4/ص41/ 2047 ) قال حدثنا سريج بن يونس حدثنا إسماعيل عن مجالد عن الشعبي عن جابر بن عبد الله قال سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن أبي طالب هل تنفعه نبوتك قال نعم أخرجته من غمرة جهنم إلى ضحضاح منها وسئل عن خديجة لأنها ماتت قبل الفرائض وأحكام القرآن فقال أبصرتها على نهر من أنهار الجنة في بيت من قصب لا صخب فيه ولا نصب وسئل عن ورقة بن نوفل قال أبصرته في بطنان الجنة عليه سندس وسئل عن زيد بن عمرو بن نفيل فقال يبعث يوم القيامة أمة وحده بيني وبين عيسى عليهما السلام
ثالثاً: دراسة إسناد الحديث
1- سريج بن يونس : البغدادي أبو الحارث العابد ، ثقة عابد ، سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 110 ] .
2- إسماعيل بن مجالد(1) إسماعيل بن مجالد بن سعيد الهمداني أبو عمر الكوفي نزيل بغداد روى عن أبيه وإسماعيل بن أبي خالد وسماك بن حرب وغيرهم وعنه ابنه عمر وسريج بن يونس ويحيى بن معين وعثمان بن أبي شيبة وجماعة قال عبد الله بن أحمد عن أبيه ما أراه إلا صدوقا وعن يحيى بن معين ليس به بأس وقال الدوري عنه ثقة وقال البخاري صدوق وقال أبو داود هو أثبت من أبيه وقال النسائي ليس بالقوي وقال الجوزجاني غير محمود وقال أبو زرعة ليس ممن يكذب بمرة هو وسط وقال أبو الفتح الأزدي غير حجة وقال العجلي ليس بالقوي وقال بن عدي هو خير من أبيه ويكتب حديثه وقال بن حبان في الثقات يخطيء ، ، وقال ابن حجر صدوق يخطيء من الثامنة خ ت عس.
__________
(1) ترجمة إسماعيل بن مجالد : الجرح والتعديل ج2:ص200/ 676، تهذيب الكمال ج3:ص184/ 475 ، ذكر من تكلم فيه وهو موثق ج1:ص47/ 39، تهذيب التهذيب ج1:ص/ 85/ 588، تقريب التهذيب ج1:ص109/ 476 .(1/472)
3- مجالد بن سعيد(1) مجالد بن سعيد بن عمير بن بسطام الهمداني أبو عمرو الكوفي روى عن الشعبي وقيس بن أبي حازم وزياد بن علاقة وغيرهم وعنه ابنه إسماعيل وإسماعيل بن أبي خالد وهو من أقرانه وجرير بن حازم وشعبة وغيرهم .قال البخاري كان يحيى بن سعيد يضعفه وكان بن مهدي لا يروي عنه وكان أحمد بن حنبل لا يراه شيئا وقال بن أبي خيثمة عن بن معين ضعيف واهي الحديث وقال النسائي ليس بالقوي ووثقه مره وقال بن عدي له عن الشعبي عن جابر أحاديث صالحة وعن غير جابر وعامة ما يرويه غير محفوظة وقال البخاري صدوق ، وقان بن حبان لا يجوز الاحتجاج به ، وقال أبو حاتم لا يحتج بحديثه ، وقال ابن حجر ليس بالقوي ، وقد تغير في آخر عمره ، من صغار السادسة ، مات سنة أربع وأربعين م 4 .
4- عامر بن شراحبيل الشعبي(2) عامر بن شراحيل الحميري بفتح المعجمة الشعبي أبو عمرو الكوفي الإمام العلم ولد لست سنين خلت من خلافة عمر روى عنه وعن علي وابن مسعود ولم يسمع منهم وعن أبي هريرة ر وابن عباس وجابر بن عبد الله وخلق قال أدركت خمسمائة من الصحابة وعنه ابن سيرين والأعمش وشعبة وجابر الجعفي وخلق وقال العجلي سمع من ثمانية وأربعين من الصحابة ، وقال ابن حجر ثقة مشهور فقيه فاضل من الثالثة قال مكحول ما رأيت أفقه منه مات بعد المائة وله نحو من ثمانين ع .
__________
(1) ترجمة مجالد بن سعيد : معرفة الثقات ج2:ص264/ 1685 ، الجرح والتعديل ج8:ص361/ 1653، الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ج3:ص35/ 2851، الكاشف ج2:ص239/ 5286، تهذيب التهذيب ج10:ص36/ 65، تقريب التهذيب ج1:ص520/6478، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال ج1:ص369 .
(2) ترجمة عامر بن شراحيل الشعبي : تهذيب الكمال ج14:ص28/ 3042، الكاشف ج1:ص522/ 2531، جامع التحصيل ج1:ص204/ 322، تحفة التحصيل في ذكر رواة المراسيل ج1:ص163، تهذيب التهذيب ج5:ص57/ 110، تقريب التهذيب ج1:ص287/ 3092، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال ج1:ص184 .(1/473)
5- جابر بن عبد الله(1) جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام بمهملة بن ثعلبة الخزرجي أبو عبد الله الأنصاري ثم السلمي بفتحتين صحابي بن صحابي روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن أبي بكر وعمر وعلي من الصحابة وأم كلثوم بنت أبي بكر الصديق وهي من التابعين روى عنه أولاًده عبد الرحمن وعقيل ومحمد وسعيد بن المسيب والحسن البصري والشعبي وخلق كثير، غزا تسع عشرة غزوة ومات بالمدينة بعد السبعين وهو بن أربع وتسعين ع ، وهو آخر من مات من الصحابة بالمدينة وقال البخاري صلى عليه الحجاج
رابعاً: الحكم على إسناد الحديث
هذا الحَدِيثُ إسنادُه ضعيفٌ ، لأن فيه مجالد بن سعيد وهو متكلم فيه ، لكن الحديث صحيح بشواهده .وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (مجمع الزوائد ج9/ص416) رواه أبو يعلى وفيه مجالد وهذا مما مدح من حديث مجالد وبقية رجاله رجال الصحيح ، وقال في موضع آخر ( . مجمع الزوائد ج9/ص223) رواه الطبراني في الأوسط والكبير باختصار ورجالهما رجال الصحيح غير مجالد ابن سعيد وقد وثق وخاصة في أحاديث جابر، وقال في موضع آخر (مجمع الزوائد ج10/ص395)
وعن جابر قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم وقيل له هل نفعت أبا طالب بشيء قال أخرجته من النار إلى ضحضاح رواه البزار وفيه من لم أعرفه
الحديث رقم { 126 }
وأخرج مسلم عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذكر عنده عمه أبو طالب فقال: "لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة فيجعل في ضخضاح من نار يبلغ كعبيه يغلي منه دماغه.
- - الله - -
أولاً: تخريج الحديث كما ذكر المصنف
__________
(1) ترجمة جابر بن عبد الله : التاريخ الكبير ج2:ص207/ 2208 ، الاستيعاب ج1:ص219/ 286، تهذيب الكمال ج4:ص443/871 ، الكاشف ج1:ص287/ 733 ، تهذيب التهذيب ج2:ص37/ 67 ، تقريب التهذيب ج1:ص136/ 871 ، الإصابة ج1:ص434/ 1027 .(1/474)
أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الإيمان بَاب شَفَاعَةِ النبي - صلى الله عليه وسلم - لِأَبِي طَالِبٍ وَالتَّخْفِيفِ عنه بِسَبَبِهِ ، (ج1/ص195/ 210) ، قال وحدثنا قُتَيْبَةُ بن سَعِيدٍ حدثنا لَيْثٌ عن بن الْهَادِ عن عبد اللَّهِ بن خَبَّابٍ عن أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ذُكِرَ عِنْدَهُ عَمُّهُ أبو طَالِبٍ فقال لَعَلَّهُ تَنْفَعُهُ شَفَاعَتِي يوم الْقِيَامَةِ فَيُجْعَلُ في ضَحْضَاحٍ من نَارٍ يَبْلُغُ كَعْبَيْهِ يَغْلِي منه دِمَاغُهُ
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف
أخرجه البخاري في صحيحه كتاب مناقب الأنصار ، باب قصة أبى طالب ، ج3/ص1409/ 3672 ، من طريق الليث عن ابن الهاد به وبمثله .وأخرجه البخاري في كتاب الرقاق ، باب صفة الجنة والنار ، ج5/ص2400/ 6196 ، من طريق يزيد بن عبد الله بن الهاد عن عبد الله بن خباب به وبمثله .
الحديث رقم { 127 }
وأخرج مسلم عن ابن عباس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن أهون أهل النار عذاباً أبو طالب، وهو منتعل بنعلين يغلي منهما دماغه كما يغلي المرجل(1)، ما يرى(2) أن أحداً أشد منه عذاباً، وإنه لأهونهم عذاباً".
- - الله - -
أولاً: تخريج الحديث كما ذكر المصنف
__________
(1) المرجل : هو القدر الذي يغلى فيه الماء وسواء كان من حديد او صفر او حجارة او خزف والميم زائدة قيل لأنه اذا نصب كأنه أقيم على أرجل (النهاية في غريب الأثر ج4/ص315، مشارق الأنوار ج1/ص282) .
(2) فى المخطوطة (أ) بالبناء للمجهول.(1/475)
هذا الحديث ملفق من حديثين ، الأول هو حديث ابن عباس رواه مسلم في صحيحه في كتاب الإيمان ، باب أهون أهل النار عذابا (ج1/ص196/ 212) قال وحدثنا أبو بَكْرِ بن أبي شَيْبَةَ حدثنا عَفَّانُ حدثنا حَمَّادُ بن سَلَمَةَ حدثنا ثَابِتٌ عن أبي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ عن بن عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال أَهْوَنُ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا أبو طَالِبٍ وهو مُنْتَعِلٌ بِنَعْلَيْنِ يَغْلِي مِنْهُمَا دِمَاغُهُ . وأما الحديث الثاني هو حديث النعمان بن بشير أخرجه مسلم كتاب الإيمان ، باب أهون أهل النار عذابا (ج1/ص196/ 213 ) قال وحدثنا أبو بَكْرِ بن أبي شَيْبَةَ حدثنا أبو أُسَامَةَ عن الْأَعْمَشِ عن أبي إسحاق عن النُّعْمَانِ بن بَشِيرٍ قال قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِنَّ أَهْوَنَ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا من له نَعْلَانِ وشرا كان من نَارٍ يَغْلِي مِنْهُمَا دِمَاغُهُ كما يغلي الْمِرْجَلُ ما يَرَى أَنَّ أَحَدًا أَشَدُّ منه عَذَابًا وَإِنَّهُ لَأَهْوَنُهُمْ عَذَابًا .
الحديث رقم { 128 }
وأخرج عن النعمان بن بشير سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إن أهون أهل النار عذاباً من له نعلان وشراكان من نار يغلي منهما دماغه كما يغلي المرجل ما يرى أن أحداً أشد منه عذاباً وإنه لأهونهم عذاباً
- - الله - -
أولاً: تخريج الحديث كما ذكر المصنف
أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الإيمان ، باب أهون أهل النار عذابا (ج1/ص196/ 213) قال وحدثنا أبو بَكْرِ بن أبي شَيْبَةَ حدثنا أبو أُسَامَةَ عن الْأَعْمَشِ عن أبي إسحاق عن النُّعْمَانِ بن بَشِيرٍ قال قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِنَّ أَهْوَنَ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا من له نَعْلَانِ وشرا كان من نَارٍ يَغْلِي مِنْهُمَا دِمَاغُهُ كما يغلي الْمِرْجَلُ ما يَرَى أَنَّ أَحَدًا أَشَدُّ منه عَذَابًا وَإِنَّهُ لَأَهْوَنُهُمْ عَذَابًا .(1/476)
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف
أخرجه البخاري في صحيحه في كتاب الرقاق ، باب صفة الجنة والنار (ج5/ص2400/ 6194 ) من طريق إِسْرَائِيلُ عن أبي إِسْحَاقَ به بنحوه .وأخرجه الترمذي في كتاب صفة جهنم ، باب صفة أهل النار عذابا (سنن الترمذي ج4/ص716/ 2604) ، وأخرجه أحمد في مسنده ( مسند أحمد بن حنبل ج4/ص274/ 18437 ) كلاهما من طريق شعبة عن أبى إسحاق به وبنحوه . وقال الترمذي هذا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ وفي الْبَاب عن الْعَبَّاسِ بن عبد الْمُطَّلِبِ وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَأَبِي هُرَيْرَةَ .
الحديث رقم { 129 }
وأخرج الحاكم نحوه من حديث أبي هريرة
- - الله - -
أولاً: تخريج الحديث كما ذكر المصنف
أخرجه الحاكم في مستدركه في كتاب الأهوال ( المستدرك على الصحيحين ج4/ص624/ 8729 ) قال حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا بكار بن قتيبة القاضي ثنا صفوان بن عيسى القاضي ثنا محمد بن عجلان قال سمعت أبي يحدث عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن أهون أهل النار عذابا يوم القيامة رجل يحذى له نعلان من نار يغلي منهما دماغه يوم القيامة هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه وله شواهد عن عبد الله بن عباس والنعمان بن بشير وأبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بألفاظ مختلفة .
ثانياً: دراسة إسناد الحديث
1- أبو العباس محمد بن يعقوب سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 90 ] . الإمام المحدث مسند العصر رحلة الوقت أبوالعباس الأموي .(1/477)
2- بكار بن قتيبة(1) بكار بن قتيبة بن أسد بن عبيد الله بن بشير بن صاحب رسول صلى الله عليه وسلم أبي بكرة نفيع بن الحارث الثقفي البكراوي البصري القاضي الكبير العلامة المحدث أبو بكرة الفقيه الحنفي قاضي القضاة بمصر مولده في سنة اثنتين وثمانين ومائة بالبصرة وسمع أبا داود الطيالسي وروح بن عبادة وعبدالله بن بكر السهمي ووهب بن جرير وطبقتهم وعني بالحديث وكتب الكثير وبرع في الفروع وصنف واشتغل حدث عنه أبو عوانة في صحيحه وابن خزيمة وأبو جعفر الطحاوي وأبو العباس الأصم وخلق كثير من أهل مصر ودمشق ومن الرحالة وكان من قضاة العدل, كان من أفقه أهل زمانه في المذهب ، و كان ينتحل مذهب أبى حنيفة في الفقه، مات يوم الخميس لست بقين من ذي الحجة سنة سبعين ومائتين وهو ابن سبع وثمانين
3- صفوان بن عيسى(2) صفوان بن عيسى أبو محمد القرشي الزهري القسام البصري وكان لقبه عباية روى عن حميد الخراط وعمر بن نبيه ومحمد بن عجلان روى عنه على بن بحر بن برى وعلى بن المديني ومحمد بن المثنى وبندار بن بشار ، وقال ابن حجر ثقة من التاسعة مات سنة مائتين وقيل قبلها بقليل أو بعدها خت م 4 ,
__________
(1) ترجمة بكار بن قتيبة : الثقات ج8:ص152/ 12703، تاريخ مدينة دمشق ج10:ص368/ 943، فتوح مصر وأخبارها ج1:ص412، طبقات الحنفية ج1:ص168/ 378، المقتنى في سرد الكنى ج1:ص130/ 923 ، سير أعلام النبلاء ج12:ص599/ 29 .
(2) ترجمة صفوان بن عيسى : التاريخ الكبير ج4:ص309/ 2938، معرفة الثقات ج1:ص467/ 765 ، الجرح والتعديل ج4:ص425/1865، الثقات ج8:ص321/ 13666، تسمية من أخرجهم البخاري ومسلم ج1:ص142/ 733، الكاشف ج1:ص504/ 2404 ، تقريب التهذيب ج1:ص277/ 2940(1/478)
4- محمد بن عجلان(1) الإمام القدوة الصادق بقية الأعلام أبو عبد الله القرشي المدني وكان عجلان مولى لفاطمة بنت الوليد بن عتبة . روى عن أبيه وسعيد المقبري ونافع مولى بن عمر روى عنه الثوري ومالك بن أنس والليث بن سعد ويحيى بن سعيد القطان ، قال الذهبي إمام مشهور وثقه أحمد وابن معين .قال الحاكم أخرج له مسلم في كتابه ثلاثة عشر حديثا كلها في الشواهد وقد تكلم المتأخرون من أئمتنا في سوء حفظه ، كان يحدث عن سعيد عن أبيه عن أبي هريرة وعن رجل عن أبي هريرة فاختلط عليه فجعلهما عن أبي هريرة . وقال مالك عنه لم يكن ابن عجلان يعرف هذه الأشياء ولم يكن عالما وذكره البخاري في كتاب الضعفاء له وهو حسن الحديث. وقال ابن حجر صدوق إلا أنه اختلطت عليه أحاديث أبي هريرة من الخامسة مات سنة ثمان وأربعين خت م 4.
5- عجلان مولى فاطمة بنت عتبة (2) عجلان مولى فاطمة بنت عتبة بن ربيعة المدني روى عن مولاته وأبي هريرة وزيد بن ثابت روى عنه ابنه محمد وبكير بن عبد الله بن الأشج .قال النسائي لا بأس به وقال الآجري عن أبي داود لم يرو عنه غير ابنه محمد وذكره بن حبان في الثقات، وقال ابن حجر لا بأس به من الرابعة خت م 4. البخاري في التعاليق ومسلم والأربعة .
6- أبو هريرة سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 19 ] .
ثالثاً : الحكم على إسناد الحديث
__________
(1) ترجمة محمد بن عجلان : التاريخ الكبير ج1:ص196/ 603، الجرح والتعديل ج8:ص49/ 228، مشاهير الأمصار ج1:ص140/1106 ، المغني في الضعفاء ج2:ص613/ 5816، الكاشف ج2:ص200/ 5046، سير أعلام النبلاء ج6:ص317/135 ، تقريب التهذيب ج1:ص496/ 6136 .
(2) ترجمة عجلان مولى فاطمة بنت عتبة : التاريخ الكبير ج7:ص61/ 277، تهذيب الكمال ج19:ص516/ 3878، الكاشف ج2:ص15/ 3754 ، تهذيب التهذيب ج7:ص147/ 325، تقريب التهذيب ج1:ص387/ 4534 .(1/479)
هذا الحَدِيثُ إسنادُه حَسَنٌ ، لأن فيه محمد بن عجلان وأباه وهم صدوقان .وقال الحاكم هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه .ووافقه الذهبي في تلخيصه.
بَابٌ : من دخل النار من الموحدين يموت فيها
الحديث رقم { 130 }
أخرج مسلم عن أبي سعيد قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "أما أهل النار الذين هم أهلها فإنهم لا يموتون فيها ولا يحيون، ولكن ناساً أصابتهم النار بذنوبهم- فأماتهم إماتة حتى إذا كانوا فحماً أذن لهم في الشفاعة فيجئ بهم ضبائر ضبائر(1) فبثوا على أنهار الجنة، ثم قيل: يا أهل الجنة أفيضوا عليهم، فينبتون نبات الحبة(2) في حميل السيل(3)".
- - الله - -
أولاً: تخريج الحديث كما ذكر المصنف
__________
(1) ضبائر : ضبائر جمع ضبارة مثل عمارة وعمائر بفتح الضاد وكسرها والضبائر الجماعات في تفرقة . (مشارق الأنوار ج2/ص55، غريب الحديث لابن سلام ج1/ص72، النهاية في غريب الأثر ج3/ص71، لسان العرب ج4/ص480) .
(2) الحبة : بكسر الحاء هي الثابتة في حميل السيل من بزور البقل قاله الفراء وقال أبو عمرو وهي نبت ينبت في الحشيش صغار وقال الكسائي هي حب الرياحين الواحدة حبة فأما الحنطة ونحوها فهو الحب لا غير . وقال النضر بن شميل الحبة اسم جامع لحبوب البقل التي تنتشر إذا هاجت وحكى الأزهري أن الحبة من حبوب مختلفة(غريب الحديث لابن الجوزي ج1/ص185، تفسير غريب ما في الصحيحين البخاري ومسلم ج1/ص229) .
(3) حميل السيل : وهو مايجيء به السيل من طين او غثاء وغيره فعيل بمعنى مفعول فإذا اتفقت فيه حبة واستقرت على شط مجرى السيل فإنها تنبت في يوم وليلة فشبه بها سرعة عود وأبدانهم وأجسامهم اليهم بعد إحراق النار لها وفي حديث آخر كما تنبت الحبة في حمائل السيل هو جمع حميل (النهاية في غريب الأثر ج1/ص442، تفسير غريب ما في الصحيحين البخاري ومسلم ج1/ص229) .(1/480)
أخرجه مسلم في كتاب الإيمان ، باب إِثْبَاتِ الشَّفَاعَةِ وَإِخْرَاجِ الْمُوَحِّدِينَ من النَّارِ ،( صحيح مسلم ج1/ص172/ 185) ، قال وحدثني نَصْرُ بن عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ حدثنا بِشْرٌ يَعْنِي بن الْمُفَضَّلِ عن أبي مَسْلَمَةَ عن أبي نَضْرَةَ عن أبي سَعِيدٍ قال قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَمَّا أَهْلُ النَّارِ الَّذِينَ هُمْ أَهْلُهَا فَإِنَّهُمْ لَا يَمُوتُونَ فيها ولا يَحْيَوْنَ وَلَكِنْ نَاسٌ أَصَابَتْهُمْ النَّارُ بِذُنُوبِهِمْ أو قال بِخَطَايَاهُمْ فَأَمَاتَهُمْ إِمَاتَةً حتى إذا كَانُوا فَحْمًا أُذِنَ بِالشَّفَاعَةِ فَجِيءَ بِهِمْ ضَبَائِرَ ضَبَائِرَ فَبُثُّوا على أَنْهَارِ الْجَنَّةِ ثُمَّ قِيلَ يا أَهْلَ الْجَنَّةِ أَفِيضُوا عليهم فَيَنْبُتُونَ نَبَاتَ الْحِبَّةِ تَكُونُ في حَمِيلِ السَّيْلِ فقال رَجُلٌ من الْقَوْمِ كَأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قد كان بِالْبَادِيَةِ
ثانيا: معنى الحديث(1/481)
قال المصنف : قال القرطبي: هذه الموتة للعصاة موتة حقيقية؛ لأنه أكدها بالمصدر، وذلك تكريماً لهم حتى لا يحسوا ألم العذاب، قال: فإن قيل فأيّ فائدة في إدخالهم النار وهم لا يحسون بالعذاب ؟، قلنا: يجوز أن يدخلهم النار تأديباً، وإن لم يذوقوا فيها العذاب ويكون صرف نعيم الجنة عنهم مدة كونهم فيها عقوبة لهم كالمحبوسين في السجون فإن الحبس عقوبة لهم وإن لم يكن معه غل ولا قيد.قال: ويحتمل أنهم يعذبون أولاً وبعد ذلك يموتون، ويختلف حالهم في طول التعذيب بحسب جرائمهم، وآثامهم.ويجوز أن يكونوا متألمين حالة موتهم غير أن آلامهم تكون أخف من آلام الكفار لأن آلام المعذبين وهم موتى أخف من عذابهم وهم أحياء.دليله: { وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ } (1) { وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ * النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ } (2) وأخبر أن عذابهم إذا بعثوا أشد من عذابهم وهم موتى.
الحديث رقم { 131 }
وأخرج البزار بسند رجاله ثقات عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "إن أدنى أهل الجنة حظاً أو نصيباً قوم يخرجهم الله من النار فيرتاح لهم الرب لأنهم كانوا لا يشركون بالله شيئاً فنيبذون بالعراء(3) فينبتون كما ينبت البقل حتى إذا دخلت الأرواح في أجسادهم قالوا: ربنا كما(4) أخرجتنا من النار ورجعت الأرواح إلى أجسادنا، فاصرف وجوهنا عن النار فيصرف وجوههم عن النار".
- - الله - -
أولاً: تخريج الحديث كما ذكر المصنف
__________
(1) سُورَةُ غافر : الآيَةُ 45 .
(2) سُورَةُ غافر : الآيَاتُ 45-46 .
(3) العراء : هو فضاء لا يتوارى فيه بشجر ولا غيره ويقال إن العراء وجه الأرض (التبيان في تفسير غريب القرآن ج1/ص355، غريب القرآن ج1/ص338، النهاية في غريب الأثر ج3/ص224) .
(4) فى المخطوطة (أ) ، (ز) كالذى .(1/482)
عزاه المصنف للبزار ولم أجده . وقد ذكر الهيثمي في كشف الأستار (4/21/3554) سنده فقال حدثنا محمد بن مرزوق بن بكير وعمر بن الخطاب السجستاني وإبراهيم بن محمد بن سلمة يتقاربون في حديثهم حدثنا عبد الله بن رجاء ثنا سعيد بن سلمة ثنا موسى بن جبير عن أبى أمامة بن سهل عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثله .
ثانياً: دراسة إسناد الحديث
1- عمر بن الخطاب السجستاني(1) : عمر بن الخطاب السجستاني بكسر المهملة والجيم وسكون المهملة بعدها مثناة القشيري بقاف ومعجمة مصغر أبو حفص نزيل الأهواز روى عن سعيد بن أبي مريم ومحمد بن يوسف الفريابي وعثمان بن الهيثم وعمرو بن خالد الحراني وطائفة وعنه أبو داود وأبو بكر أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البزار وآخرون ذكره بن حبان في الثقات وقال مستقيم الحديث ، وقال ابن حجر صدوق من الحادية عشرة مات في شوال سنة أربع وستين وقد قارب التسعين د .
2- عبد الله بن رجاء : الإمام المحدث الصادق أبو عمر الغداني ، صدوق يهم قليلا ، سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 62 ] .
__________
(1) ترجمة عمر بن الخطاب السجستاني : الثقات ج8:ص447/ 14353، تهذيب الكمال ج21:ص326/ 4226 ، ،لكاشف ج2:ص60/ 4046 ، تقريب التهذيب ج1:ص412/ 4889، تهذيب التهذيب ج7:ص387/ 726، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال ج1:ص282 .(1/483)
3- سعيد بن سلمة(1) : سعيد بن سلمة بن أبي الحسام القرشي العدوي أبو عمرو المدني مولى عمر بن الخطاب روى عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي وموسى بن جبير وهشام بن عروة روى عنه التبوذكي ومحمد بن أبي بكر المقدمي وعبد الله بن رجاء الغداني ، قال أبو حاتم سألت يحيى بن معين عنه فلم يعرفه يعني لم يعرفه حق معرفته قال أبو سلمة موسى بن إسماعيل ما رأيت كتابا أصح من كتابه وقال النسائي شيخ ضعيف وذكره بن حبان في كتاب الثقات ، وقال ابن حجر صدوق صحيح الكتاب يخطيء من حفظه من السابعة خت م د س .
4- موسي بن جبير(2) : موسى بن جبير الأنصاري المدني الحذاء مولى بني سلمة نزيل مصر روى عن أبي إمامة بن سهل بن حنيف وعباس بن عبيد الله بن عباس وعبد الله بن كعب بن مالك وغيرهم وعنه ابنه عبد السلام وزهير بن محمد وسعيد بن سلمة بن أبي الحسام .وذكره بن حبان في الثقات وقال :كان يخطئ ويخالف وقال بن القطان لا يعرف حاله، وقال الذهبي ثقة ، وقال ابن حجر مستور من السادسة د ق .
__________
(1) ترجمة سعيد بن سلمة : الجرح والتعديل ج4:ص29/ 117، تهذيب الكمال ج10:ص477/ 2288، الكاشف ج1:ص437/1900 ، تهذيب التهذيب ج12:ص200/ 848، تقريب التهذيب ج1:ص236/ 2326 .
(2) ترجمة موسي بن جبير : الجرح والتعديل ج8:ص139/ 627 ، ،الثقات ج7:ص451/ 10882، تهذيب الكمال ج29:ص42/6246 ، الكاشف ج2:ص303/ 5687 ،تهذيب التهذيب ج1:ص231/497، تقريب التهذيب ج1:ص550/6954، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال ج1:ص390(1/484)
5- أسعد بن سهل(1) : أسعد أبو أمامة بن سهل بن حنيف الأنصاري ولد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وسمي باسم جده لأمه أسعد بن زرارة وكنى بكنيته روى عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا وعن عمر وعثمان وعمه عثمان وأبيه سهل وغيرهم وعنه أبناه سهل ومحمد والزهري ويحيى بن سعيد وآخرون ، وقال بن سعد كان ثقة كثير الحديث وقال الطبراني له رؤية وقال بن أبي حاتم سمعت أبي قيل له هو ثقة فقال لا يسأل عن مثله هو أجل من ذاك وقال السلمي سئل الدارقطني هل أدرك النبي صلى الله عليه وسلم قال نعم وقال البخاري أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسمع منه ، وقال ابن حجر معروف بكنيته معدود في الصحابة له رؤية ولم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم مات سنة مائة وله اثنتان وتسعون ع .
6- أبو هريرة : سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 19 ] .
ثالثاً: الحكم على إسناد الحديث
هذا الحَدِيثُ إسنادُه ضعيفٌ ، لأن فيه موسي بن جبير وهو مستور .وقال الهيثمي في مجمع الزوائد ( مجمع الزوائد ج10/ص400) رواه البزار ورجاله ثقات .
بَابٌ : تفاوت أهل النار في العذاب
الحديث رقم { 132 }
__________
(1) ترجمة أسعد بن سهل : الاستيعاب ج4:ص1602/ 2852، تهذيب الكمال ج2:ص525/ 403 ، جامع التحصيل ج1:ص144/30 ، تقريب التهذيب ج1:ص104/ 402 ، الإصابة ج7:ص27/ 9567 .(1/485)
أخرج مسلم والحاكم عن سمرة بن جندب أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن من أهل النار من تأخذه النار إلى كعبيه، ومنهم من تأخذه إلى ركبتيه، ومنهم من تأخذه إلى حجزته(1)، ومنهم من تأخذه إلى ترقوته(2)".
- - الله - -
تخريج الحديث كما ذكر المصنف
__________
(1) الحجزة : موضع شد السراويل والإزار عند السرة وجمعها حجز بضم الحاء وفتح الجيم يقال احتجز الرجل بإزاره شده في وسطه وهى بمعنى الحقو (مشارق الأنوار ج1/ص182، تفسير غريب ما في الصحيحين البخاري ومسلم ج1/ص99، غريب الحديث لابن الجوزي ج1/ص193، المصباح المنير ج1/ص122) .
(2) الترقوة : واحدة التراقي وهي عظم وصل بين ثغرة النحر والعاتق من الجانبين وهما ترقوتان من الجانبين (تفسير غريب ما في الصحيحين البخاري ومسلم ج1/ص99، التبيان في تفسير غريب القرآن ج1/ص437، ، المغرب في ترتيب المعرب ج1/ص103) .فى المخطوطة (أ) الترقوة(1/486)
أخرجه مسلم في صحيحه في كتاب الجنة وصفة نعيم أهلها ،بَاب في شِدَّةِ حَرِّ نَارِ جَهَنَّمَ وَبُعْدِ قَعْرِهَا وما تَأْخُذُ من الْمُعَذَّبِينَ ،( صحيح مسلم ج4/ص2185/ 2845 ) قال حدثني عَمْرُو بن زُرَارَةَ أخبرنا عبد الْوَهَّابِ يعنى بن عَطَاءٍ عن سَعِيدٍ عن قَتَادَةَ قال سمعت أَبَا نَضْرَةَ يحدث عن سَمُرَةَ بن جُنْدَبٍ أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال منهم من تَأْخُذُهُ النَّارُ إلى كَعْبَيْهِ وَمِنْهُمْ من تَأْخُذُهُ النَّارُ إلى رُكْبَتَيْهِ وَمِنْهُمْ من تَأْخُذُهُ النَّارُ إلى حُجْزَتِهِ وَمِنْهُمْ من تَأْخُذُهُ النَّارُ إلى تَرْقُوَتِهِ ، وقال بعدها ( صحيح مسلم ج4/ص2185/ 2845 ) حَدَّثَنَاه محمد بن الْمُثَنَّى وَمُحَمَّدُ بن بَشَّارٍ قالا حدثنا رَوْحٌ حدثنا سَعِيدٌ بهذا الإسناد وَجَعَلَ مَكَانَ حُجْزَتِهِ حِقْوَيْهِ. وأخرجه الحاكم في مستدركه في كتاب الأهوال (المستدرك على الصحيحين ج4/ص629/8740) من طريق الحجاج بن الحجاج الباهلي عن قتادة به وبمثله ، وقال هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه .وقال الذهبي في تلخيصه : صحيح
الحديث رقم { 133 }
وأخرج الطبراني في "الأوسط" بسند ضعيف عن أبي بكر الصديق قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "إنما حر جهنم على أمتي كحر الحمَّام".
- - الله - -
أولاً: تخريج الحديث كما ذكر المصنف
أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط (ج6/ص354/ 6603) قال حدثنا محمد بن بحير نا محمد بن عمر الواقدي ثنا شعيب بن طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق حدثني أبي عن أبيه عن جده عن أبيه أبي بكر الصديق قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما حر جهنم على أمتي كحر الحمام .
ثانياً: دراسة إسناد الحديث(1/487)
1- محمد بن عبد الرحمن بن بحير(1) بن عبد الله بن معاوية بن بحير بن ربسان الحميري المصري : محمد بن عبد الرحمن بن بجير بن عبد الله بن معاوية بن بحير بن ريسان. بكسر الراء وسكون الياء آخر الحروف وفتح السين المهملة وبعد الألف نون . يروي عن عمرو بن الربيع بن طارق روى عنه الطبراني .
2- محمد بن عمر الواقدي(2) محمد بن عمر الواقدي مدني قاضي بغداد . روى عن أسامة بن زيد بن أسلم وأسامة بن زيد الليثي و معمر ومالك وروى عنه أحمد بن الخليل والحارث بن محمد بن أبي أسامة ومحمد بن إدريس الشافعي ومات قبله وغيرهم. تركه أحمد وابن نمير وقال البخاري متروك الحديث . وقال الذهبي الحافظ البحر لم اسق ترجمته هنا لاتفاقهم على ترك حديثه وهو من أوعية العلم لكنه لا يتقن الحديث وهو رأس في المغازي والسير، قال ابن حجر متروك مع سعة علمه من التاسعة مات سنة سبع ومائتين وله ثمان وسبعون ق
3- شعيب بن طلحة(3) شعيب بن طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق رضي الله عنهما عن أبيه والقاسم بن محمد وعنه معن بن عيسى وأبو مصعب الزهري. قال بن معين لا اعرفه وقال أبو حاتم لا بأس به وقال الحافظ الضياء شعيب هذا هو الذي قال فيه الدارقطني متروك وذكره بن حبان في الثقات .
__________
(1) ترجمة محمد بن عبد الرحمن بن بجير : اللباب في تهذيب الأنساب ج2/ص47 .
(2) ترجمة محمد بن عمر الواقدي : التاريخ الكبير ج1:ص178/ 543، ضعفاء البخاري ج1:ص104/ 334، الضعفاء للنسائي ج1:ص92/ 531 ، ضعفاء الأصبهاني ج1:ص146/236، المعين في طبقات المحدثين ج1:ص78/ 841، تذكرة الحفاظ ج1:ص348/ 334 ، تقريب التهذيب ج1:ص498/ 6175
(3) ترجمة شعيب بن طلحة : التاريخ الكبير ج4:ص222/ 2575، الجرح والتعديل ج4:ص349/ 1524، الثقات ج6:ص439/8476 ، ميزان الاعتدال في نقد الرجال ج3:ص380/ 3726 ،لسان الميزان ج3:ص148/ 528 ،التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة ج1:ص444/ 1738.(1/488)
4- طلحة بن عبد الله (1) طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق القرشي التيمي المدني والد محمد بن طلحة وشعيب بن طلحة وأمه عائشة بنت طلحة بن عبيد الله روى عن أبيه عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق وجده أبي بكر الصديق مرسلا وعائشة ، روى عنه ابناه شعيب ومحمد وعكاف بن خالد المخزومي ،وثقه ابن حبان وقال الذهبي صدوق ، وقال ابن حجر مقبول من الثالثة قد س ق .
5- عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق (2) عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق القرشي التيمي المدني بن أخت أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم روى عن أبيه عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق وخالته أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب وابنه طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق .ذكره بن حبان في كتاب الثقات، وقال الذهبي ثقة ، وقال ابن حجر مقبول من الثالثة مات بعد السبعين خ م خد س ق,
__________
(1) ترجمة طلحة بن عبد الله : التاريخ الكبير ج4:ص345/ 3076، الجرح والتعديل ج4:ص475/ 2087، الثقات ج4:ص392/3514 ، تهذيب الكمال ج13:ص403/2971،الكاشف ج1:ص514/2472،تقريب التهذيب ج1:ص282/3023،خلاصة تذهيب تهذيب الكمال ج1:ص179
(2) ترجمة عبد الله بن عبد الرحمن بن أبكر الصديق : التاريخ الكبير ج5:ص131/ 388 ، تهذيب الكمال ج15:ص197/ 3374، الكاشف ج1:ص567/ 2816، تهذيب التهذيب ج12:ص396/ 2566، تقريب التهذيب ج1:ص310/ 3425 .(1/489)
6- عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق(1) عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق أبو محمد وهو شقيق عائشة أسلم قبل الفتح ، وقيل إنه كان أسن ولد أبي بكر وشهد مع خالد اليمامة فقتل سبعة من أكابرهم وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن أبيه وعنه أبناه عبد الله وحفصة وابن أخيه القاسم بن محمد وعمرو بن أوس الثقفي وغيرهم ، قال ابن حجر : شهد اليمامة والفتوح ، ومات سنة ثلاث وخمسين في طريق مكة فجأة وقيل بعد ذلك ع .
7- عبد الله بن عثمان أبو بكر الصديق(2) عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن تيم بن مرة التيمي أبو بكر الصديق الأكبر بن أبي قحافة خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه في الغار أسلم أبواه روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعنه عمر وعثمان وعلي وعبد الرحمن بن عوف وزيد بن ثابت وأولاًده وجماعة ومناقبه وفضائله كثيرة جدا مدونة في كتب العلماء ولي الخلافة بعد النبي صلى الله عليه وسلم سنتين وشيئا وقيل عشرين شهرا توفي يوم الاثنين في جمادى الأولى سنة ثلاث عشرة من الهجرة وهو بن ثلاث وستين سنة وصلى عليه عمر ودفن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ثالثاً: الحكم على إسناد الحديث
__________
(1) ترجمة عبد الرحمن بن أبى بكر الصديق : معرفة الثقات ج2:ص72/ 1021، تهذيب الكمال ج16:ص555/ 3769 ، الكاشف ج1:ص622/3152، التار تهذيب التهذيب ج6:ص133/ 300، تقريب التهذيب ج1:ص337/ 3814، الإصابة ج4:ص291/5091 .
(2) ترجمة عبد الله بن عثمان أبو بكر الصديق : التاريخ الكبير ج5:ص1/ 1 ،تهذيب الكمال ج15:ص282/ 3418، الكاشف ج1:ص573/ 2850 ، الإصابة ج4:ص169/ 4820، تهذيب التهذيب ج5:ص276/ 537 ، تقريب التهذيب ج1:ص313/ 3467 .(1/490)
هذا الحَدِيثُ إسنادُه ضعيفٌ جداً ، لأن فيه محمد بن عمر الواقدي وهو متفق على تركه وفيه محمد بن بحير مجهول . وقال صاحب أسنى المطالب( أسنى المطالب ج1/ص90/ 375 ) فيه مقال وفي بعض رواته شعيب بن طلحة قال الدارقطني متروك وفيه محمد بن عمر الواقدي وهو ضعيف. وانظر أيضا (كشف الخفاء ج1/ص246/ 644) و( المقاصد الحسنة ج1/ص180/ 206 ) . وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (ج10/ص360) رواه الطبراني في الأوسط وفيه محمد بن عمر الواقدي وهو ضعيف جدا.
الحديث رقم { 134 }
وأخرج البزار بسند صحيح عن أبي سعيد قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "إن أهون أهل النار عذاباً ، رجل منتعل بنعلين من نار يغلي منهما دماغه، ومنهم من في النار إلى صدره ، ومنهم من في النار إلى ترقوته ، ومنهم من قد انغمس فيها .
- - الله - -
أولاً: تخريج الحديث كما ذكر المصنف
أخرجه البزار في مسنده كما في كشف الأستار ( ج4/ص186/ح3502) قال حدثنا محمد بن المثنى ثنا الحجاج بن المنهال ثنا حماد بن سلمة عن سعيد الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثله .
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف
أخرجه أحمد في مسنده (مسند أحمد بن حنبل ج3/ص13/ 11115) من طريق شيخيه الحسن بن موسى وعفان بن مسلم ، وأخرجه أيضا ( مسند أحمد بن حنبل ج3/ص78/ 11756) من طريق عفان ،و أخرجه عبد بن حميد في مسنده (مسند عبد بن حميد ج1/ص277/ 875 ) من طريق شيخه الحسن بن موسى وأخرجه الحاكم في مستدركه((المستدرك على الصحيحين ج4/ص625/ 8734) ، كتاب الأهوال من طريق الحجاج بن منهال ثلاثتهم عن حماد بن سلمة به وبنحوه مع زيادة وهى ومنهم من هو في النار إلى ركبتيه مع إجزاء العذاب ومنهم من هو في النار إلى أرنبته مع إجزاء العذاب .
ثالثاً: دراسة إسناد الحديث
1- محمد بن المثنى : سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 57 ] ، ثقة .(1/491)
2- الحجاج بن المنهال(1) : حجاج بن منهال الأنماطي أبو محمد السلمي البصري الحافظ الحجة روى عن الحمادين وابن عيينة وشعبة وعنه البخاري والدارمي وعبد بن حميد وأبو موسى محمد بن المثنى وآخرون ، وقال ابن حجر : ثقة فاضل من التاسعة ، مات سنة ست عشرة أو سبع عشرة ع .
3- حماد بن سلمة : سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 121 ] .
__________
(1) ترجمة الحجاج بن منهال : تهذيب الكمال ج5:ص457/ 1128 ، الكاشف ج1:ص313/ 943، تذكرة الحفاظ ج1:ص403/405 ، التعديل والتجريح ج2:ص519/ 278،تهذيب التهذيب ج2:ص182/ 383 ،تقريب التهذيب ج1:ص153/ 1137،طبقات الحفاظ ج1:ص175/383.(1/492)
4- سعيد بن إياس الجريري(1) : سعيد بن إياس الجريري بضم الجيم أبو مسعود البصري روى عن أبي الطفيل وأبي عثمان النهدي وأبي نضرة العبدي وغيرهم وعنه بن علية وبشر بن المفضل والحمادان وآخرون، وهو ثقة احتج به الشيخان وأطلق يحيى بن معين والنسائي القول بتوثيقه وقال أحمد بن حنبل محدث أهل البصرة قال أبو حاتم تغير حفظه قبل موته فمن كتب عنه قديما فهو صالح وهو حسن الحديث وقال النسائي ثقة أنكر أيام الطاعون وقال بن حبان كان قد اختلط قبل أن يموت بثلاث سنين قال وممن سمع منه قبل التغيير شعبة وسفيان الثوري والحمادان وإسماعيل بن علية ومعمر وعبد الوارث بن سعيد ويزيد بن زريع ووهيب بن خالد وعبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي وذلك لأن هؤلاء كلهم سمعوا من أيوب السختياني وقد قال أبو داود فيما رواه عنه أبو عبيد الآجري كل من أدرك أيوب فسماعه من الجريري جيد وممن سمع منه بعد التغيير محمد بن أبي عدى وإسحاق الأزرق ويحيى بن سعيد القطان ولذلك لم يحدث عنه شيئا ،قال ابن حجر ثقة من الخامسة اختلط قبل موته بثلاث سنين مات سنة أربع وأربعين ع .
__________
(1) ترجمة سعيد بن إياس الجريري : التاريخ الكبير ج3:ص456/ 1520، الكامل في الضعفاء ج3:ص392/ 821، ذكر من تكلم فيه وهو موثق ج1:ص84/ 124، لكاشف ج1:ص432/ 1855، الكوكب النيرات ج1:ص35/ 24 ، تهذيب التهذيب ج4:ص6/8 ، تقريب التهذيب ج1:ص233/ 2273، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال ج1:ص136 .(1/493)
5- المنذر بن مالك بن قطعة(1) : المنذر بن مالك بن قطعة بضم القاف وفتح المهملة أبو نضرة العبدي ثم العوفي البصري أدرك طلحة بن عبيد الله وروى عن أنس بن مالك وجابر بن عبد الله وأبي سعيد الخدري روى عنه إياس بن دغفل وجعفر بن أبي وحشية وسعيد بن إياس وغيرهم ،قال صاحب جامع التحصيل : روى عن علي وأبي ذر رضي الله عنهما وغيرهما من قدماء الصحابة وذلك مرسل قاله في التهذيب وقد سمع من بن عباس وأبي هريرة وأبي سعيد الخدري وطبقتهم رضي الله عنهم، وقال ابن حجر مشهور بكنيته ثقة من الثالثة مات سنة ثمان أو تسع ومائة خت م 4.
6- سعد بن مالك : سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 14 ] .
رابعاً: الحكم على إسناد الحديث
هذا الحَدِيثُ إسنادُه صحيحٌ ، لأن رجاله ثقات . قال الحاكم حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ، وقال الذهبي في التلخيص على شرط البخاري ومسلم ، وقال المنذري في الترغيب والترهيب (الترغيب والترهيب ج4/ص 267) رواه أحمد والبزار ورواته رواة الصحيح وهو في مسلم مختصرا إن أدنى أهل النار عذابا منتعل بنعلين من نار يغلي دماغه من حر نعليه. وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (جزء3 صفحة 252/3686) .
الحديث رقم { 135 }
وأخرج مسلم عن جابر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "يدخل قوم النار – من هذه الأمة- فتحرقهم النار إلا دارات وجوههم(2) ثم يخرجون منها. .
- - الله - -
أولاً: تخريج الحديث كما ذكر المصنف
__________
(1) ترجمة المنذر بن مالك بن قطعة : معرفة الثقات ج2:ص298/ 1790 ، مشاهير الأمصار ج1:ص96/ 709 ، تهذيب الكمال ج28:ص508/ 6183، الكاشف ج2:ص295/ 5632 ، جامع التحصيل ج1:ص287/ 800، تحفة التحصيل في ذكر رواة المراسيل ج1:ص317، تقريب التهذيب ج1:ص546/ 6890 .
(2) دارات وجوههم : هي جمع دارة هو ما يحيط بالوجه من جوانبه أراد أنها لا تأكلها النار لأنها محل السجود(النهاية في غريب الأثر ج2/ص139، تاج العروس ج11/ص320) .(1/494)
أخرجه مسلم في صحيحه ، كتاب الإيمان ، باب أدنى أهل الجنة منزلة ، (صحيح مسلم ج1/ص178/ 191 ) قال حدثنا حَجَّاجُ بن الشَّاعِرِ حدثنا أبو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ حدثنا قَيْسُ بن سُلَيْمٍ الْعَنْبَرِيُّ قال حدثني يَزِيدُ الْفَقِيرُ حدثنا جَابِرُ بن عبد اللَّهِ قال قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِنَّ قَوْمًا يُخْرَجُونَ من النَّارِ يَحْتَرِقُونَ فيها إلا دَارَاتِ وُجُوهِهِمْ حتى يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ .
ثانيا: معنى الحديث
قال النووي في شرج مسلم(1) ، قوله صلى الله عليه وسلم تأكل النار من بن آدم إلا أثر السجود حرم الله على النار أن تأكل أثر السجود ظاهر هذا أن النار لا تأكل جميع أعضاء السجود السبعة التي يسجد الإنسان عليها وهى الجبهة واليدان والركبتان والقدمان وهكذا قاله بعض العلماء وأنكره القاضي عياض رحمه الله وقال المراد بأثر السجود الجبهة خاصة والمختار الأول فان قيل قد ذكر مسلم بعد هذا مرفوعا أن قوما يخرجون من النار يحترقون فيها إلا دارات الوجوه فالجواب أن هؤلاء القوم مخصوصون من جملة الخارجين من النار بأنه لا يسلم منهم من النار إلا دارات الوجوه وأما غيرهم فيسلم جميع أعضاء السجود منهم عملا بعموم هذا الحديث فهذا الحديث عام وذلك خاص فيعمل بالعام إلا ما خص والله أعلم .
بَابٌ : أكثر أهل النار
الحديث رقم { 136 }
__________
(1) شرح النووي على صحيح مسلم ج3/ص22 .(1/495)
أخرج الشيخان عن ابن عمر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "يا معشر النساء تصدقن وأكثرن الاستغفار فإني رأيتكن أكثر أهل النار، فقالت امرأة منهن يا رسول الله ومالنا أكثر أهل النار ؟ قال: تكثرن اللعن وتكفرن العشير(1)".
- - الله - -
أولاً: تخريج الحديث كما ذكر المصنف
__________
(1) العشير : الصاحب والزوج والمعاشر وكله من العشرة والعشيرة القبيلة والمعنى يكفرن العشير أي إحسان الزوج . يقال عاشره خالطه وصاحبه (تفسير غريب ما في الصحيحين البخاري ومسلم ج1/ص202، النهاية في غريب الأثر ج3/ص240،المصباح المنير ج2/ص411، المعجم الوسيط ج2/ص602)(1/496)
أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الإيمان ، بَاب بَيَانِ نُقْصَانِ الْإِيمَانِ بِنَقْصِ الطَّاعَاتِ وَبَيَانِ إِطْلَاقِ لَفْظِ الْكُفْرِ على غَيْرِ الْكُفْرِ بِاللَّهِ كَكُفْرِ النِّعْمَةِ وَالْحُقُوقِ، ( صحيح مسلم ج1/ص86/ 79 ) قال حدثنا محمد بن رُمْحِ بن الْمُهَاجِرِ الْمِصْرِيُّ أخبرنا اللَّيْثُ عن بن الْهَادِ عن عبد اللَّهِ بن دِينَارٍ عن عبد اللَّهِ بن عُمَرَ عن رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قال يا مَعْشَرَ النِّسَاءِ تَصَدَّقْنَ وَأَكْثِرْنَ الِاسْتِغْفَارَ فَإِنِّي رَأَيْتُكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ فقالت امْرَأَةٌ مِنْهُنَّ جَزْلَةٌ(1) ومالنا يا رَسُولَ اللَّهِ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ قال تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ وما رأيت من نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَغْلَبَ لِذِي لُبٍّ مِنْكُنَّ قالت يا رَسُولَ اللَّهِ وما نُقْصَانُ الْعَقْلِ وَالدِّينِ قال أَمَّا نُقْصَانُ الْعَقْلِ فَشَهَادَةُ امْرَأَتَيْنِ تَعْدِلُ شَهَادَةَ رَجُلٍ فَهَذَا نُقْصَانُ الْعَقْلِ وَتَمْكُثُ اللَّيَالِي ما تُصَلِّي وَتُفْطِرُ في رَمَضَانَ فَهَذَا نُقْصَانُ الدِّينِ وحدثنيه أبو الطَّاهِرِ أخبرنا بن وَهْبٍ عن بَكْرِ بن مُضَرَ عن بن الْهَادِ بهذا الإسناد مثله
ثانيا:ً تنبيه
__________
(1) جزلة : أي تامة الخلق ويجوز أن تكون ذات كلام جزل أي قوي شديد واللفظ الجزل خلاف الركيك وامرأة جزلة ذات أرداف وعجيزة بفتح الجيم و بكسر الجيم (النهاية في غريب الأثر ج1/ص270، مشارق الأنوار ج1/ص148، لسان العرب ج11/ص109، العين ج6/ص67)(1/497)
نسب المصنف الحديث إلى البخاري ، لكن الذي في البخاري عن أبى سعيد في موضعين رواه في كتاب الحيض ، باب ترك الحائض الصوم ( صحيح البخاري ج1/ص116/ 298 ) وأخرجه في كتاب الزكاة، بَاب الزَّكَاةِ على الْأَقَارِبِ وقال النبي صلى الله عليه وسلم له أَجْرَانِ أَجْرُ الْقَرَابَةِ وَالصَّدَقَةِ (صحيح البخاري ج2/ص531/1393) .
ثالثاً: معنى الحديث
شرح النووي على صحيح مسلم ج2/ص66 . قال أهل اللغة المعشر هم الجماعة الذين أمرهم واحد أي مشتركون وهو اسم يتناولهم كالإنس معشر والجن معشر والأنبياء معشر والنساء معشر ونحو ذلك وجمعه معاشر وقوله جزلة بفتح الجيم وإسكان الزاي أي ذات عقل ورأي قال بن دريد الجزالة العقل والوقار وأما العشير فبفتح العين وكسر الشين وهو في الأصل المعاشر مطلقا والمراد هنا الزوج وأما اللب فهو العقل والمراد كمال العقل وقوله صلى الله عليه وسلم فهذا نقصان العقل أي علامة نقصانه وقوله صلى الله عليه وسلم وتمكث الليالي ما تصلى أي تمكث ليالي وأياما لا تصلى بسبب الحيض وتفطر أياما من رمضان بسبب الحيض . وأما ما يتعلق بأسانيد الباب ففيه بن الهاد واسمه يزيد بن عبد الله بن أسامة وأسامة هو الهاد لأنه كان يوقد نارا ليهتدي إليها الأضياف ومن سلك الطريق وهكذا يقوله المحدثون الهاد وهو صحيح على لغة والمختار في العربية الهادي بالياء .
الحديث رقم { 137 }
وأخرج الطبراني في "الأوسط" بسند صحيح عن حكيم بن حزام قال : أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - النساء بالصدقة وحثهن عليها وقال: "تصدقن فإنكن أكثر أهل النار، فقالت امرأة منهن: لم ذلك يا رسول الله ؟ قال: لأنكن تكثرن اللعن وتسوفن(1) الخير وتكفرن العشير".
- - الله - -
أولاً: تخريج الحديث كما ذكر المصنف
__________
(1) التسويف : المطل والتأخير من قولك سوف أفعل كذا (النهاية في غريب الأثر ج2/ص422، العين ج7/ص309) .(1/498)
أخرجه الطبراني في الأوسط (المعجم الأوسط ج2/ص36/ 1156 ) قال: حدثنا أحمد قال حدثنا عبيد الله عن زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ عن زيد بن رفيع عن حزام بن حكيم بن حزام عن أبيه قال أمر رسول الله النساء بالصدقة وحثهن عليها وقال تصدقن فإنكن أكثر أهل النار فقالت امرأة منهن ولم ذاك يا رسول الله قال لأنكن تكثرن اللعن وتسوفن الخير وتكفرن العشير
تنبيه : هناك سقط بين شيح الطبراني وعبيد الله بن عمرو وهو عبد الله بن جعفر (مجمع البحرين 4/310/ح4846)
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف
أخرجه ابن حبان في صحيحه( ذكر الإخبار عن وصف بعض الناس الذين يكونون أكثر أهل النار في العقبى) (صحيح ابن حبان ج16/ص520/ 7478) من طريق عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ به وبمثله وأخرجه الطبراني في الكبير (المعجم الكبير ج3/ص196/ 3109) من طريق عُبَيْدُ بن جَنَادٍ الْحَلَبِيُّ عن عُبَيْدُ اللَّهِ بن عَمْرٍو به وبنحوه .
ثالثاً: دراسة إسناد الحديث
1- أحمد بن خليد العبدي(1) أحمد بن خليد أبو عبد الله الكندي الحلبي . سمع أبا نعيم وأبا اليمان والحميدي ومحمد بن عيسى الطباع وزهير بن عباد وطبقتهم وله رحلة واسعة ومعرفة جيدة روي عنه علي بن أحمد المصيصي وأحمد بن مروان الدينوري وسليمان الطبراني وآخرون. مات بعد الثمانين والمائتين .ذكره ابن حبان فى الثقات .
__________
(1) ترجمة أحمد بن خليد العبدي : الثقات ج8:ص53/ 12218 ، بغية الطلب في تاريخ حلب ج2:ص730، تاريخ الإسلام ج21:ص56 .(1/499)
2- عبد الله بن جعفر الرقي(1) عبد الله بن جعفر بن غيلان الرقي أبو عبد الرحمن القرشي مولاهم روى عن عبيد الله بن عمرو وأبي المليح الحسن بن عمر الرقي وعبد العزيز الدراوردي ومعتمر بن سليمان وغيرهم وعنه أحمد بن إبراهيم الدورقي وإسماعيل بن عبد الله الرقي وأبو زرعة الدمشقي وأبو حاتم الرازي وغيرهم .قال ابن حجر ثقة لكنه تغير بأخرة فلم يفحش اختلاطه من العاشرة مات سنة عشرين ع .
3- عبيد الله بن عمرو(2) عبيد الله بن عمرو بن أبي الوليد الأسدي أبو وهب الرقي .روى عن أيوب السختياني وزيد بن أبي أنيسة وكان راويا له وسفيان الثوري وغيرهم روى عنه أحمد بن عبد الملك بن واقد الحراني وإسماعيل بن عبد الله الرقي وعبد الله بن جعفر وعبد الله بن سليم و عبد الله بن ميمون الرقيون وغيرهم . وثقه العجلي وابن نمير وقال أبو حاتم صالح الحديث ثقة صدوق لا أعرف له حديثا منكرا . وقال ابن حجر ثقة فقيه ربما وهم من الثامنة كان مولده سنة 101، مات سنة ثمانين عن ثمانين إلا سنة ع
__________
(1) ترجمة عبد الله بن جعفر الرقي : تهذيب الكمال ج14:ص376/ 3204 ، الكاشف ج1:ص543/ 2667، تهذيب التهذيب ج5:ص151/ 296، تقريب التهذيب ج1:ص298/ 3253 .
(2) ترجمة عبيد الله بن عمرو : معرفة الثقات ج2:ص112/ 1167 ، الجرح والتعديل ج5:ص328/ 1551، الثقات ج7:ص149/ 9415 ، تهذيب الكمال ج19:ص136/ 3671 ، تذكرة الحفاظ ج1:ص241/ 228، الكاشف ج1:ص685/ 3579، تهذيب التهذيب ج7:ص38/ 74 ، تقريب التهذيب ج1:ص373/ 4327 .(1/500)
4- زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ(1) زيد بن أبى أنيسة الجزري .يروى عن سعيد المقبري و عن عطاء وعمرو بن مرة روى عنه مالك وعبيد الله بن عمرو وأبو عبد الرحيم ، وثقه ابن معين وأبو حاتم ، وذكره ابن حبان في الثقات ، مات سنة خمس وعشرين ومائة وهو بن ست وثلاثين سنة.
5- زيد بن رفيع مولى أسماء بن خارجة كان فقيها ورعا فاضلا ، سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 105 ] .
6- حزام بن حكيم(2) حزام بن حكيم بن حزام بن خويلد روى عن أبيه وعنه عطاء بن أبي رباح وزيد بن رفيع روى له النسائي حديثا واحدا في البيع قلت وذكره بن حبان في الثقات ، وقال ابن حجر حجازي مقبول من الثالثة س .
__________
(1) ترجمة زيد بن أبى أنيسة : الجرح والتعديل ج3:ص556/ 2517 ، الثقات ج6:ص315/ 7888، مشاهير الأمصار ج1:ص185/1481 ، الضعفاء الكبير ج2:ص74/ 519 .
(2) ترجمة حزام بن حكيم : التاريخ الكبير ج3:ص116/ 391، الجرح والتعديل ج3:ص298/ 1326 ، الثقات ج4:ص188/ 2421، تهذيب الكمال ج5:ص587/ 1180، الكاشف ج1:ص319/ 991، تهذيب التهذيب ج2:ص212/ 441، تقريب التهذيب ج1:ص157/ 1189 ، لتحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة ج1:ص270/ 902 .(2/1)
7- حكيم بن حزام(1) حكيم بن حزام بن خويلد الأسدي القرشي أبو خالد المكي من المؤلفة الأشراف الذين حسن إسلامهم ولد قبل عام الفيل بثلاث عشرة سنة ، وعمته خديجة زوج النبي صلى الله عليه وسلم روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعنه ابنه حزام وابن بن أخيه الضحاك بن عبد الله بن خالد بن حزام وسعيد بن المسيب وعطاء بن أبي رباح وغيرهم. وقال البخاري عاش في الإسلام ستين سنة وفي الجاهلية ستين سنة، ولد في جوف الكعبة وكان من سادات قريش في الجاهلية والإسلام وقال أبو القاسم البغوي كان عالما بالنسب ، توفي 54 وعاش مائة وعشرين سنة ع.
رابعاً: الحكم على إسناد الحديث
هذا الحَدِيثُ إسنادُه حَسَنٌ ، لأن رجاله ثقات إلا حزام بن حكيم فقد ذكره ابن حبان في الثقات وسكت عنه البخاري وابن أبو حاتم . وقال الهيثمي في مجمع الزوائد( ج10/ص394) رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات .وقال في موضع آخر (مجمع الزوائد ج4/ص314) وفيه زيد بن رفيع وهو ضعيف. .وقال شعيب الأرنؤوط : حديث صحيح ( صحيح ابن حبان ج16/ص520/ 7478) .
الحديث رقم { 138 }
وأخرج أحمد بسند صحيح عن عبدالرحمن بن شبل قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :"إن أهل الفساق أهل النار، قالوا: يا رسول الله ومن الفساق ؟ قال: النساء، قال رجل: يا رسول الله أو ليس أمهاتنا وأخواتنا وأزواجنا ؟ قال: بلى، ولكنهن إذا أُعطين لم يشكرن وإذا ابتلين لم يصبرن"
- - الله - -
أولاً: تخريج الحديث كما ذكر المصنف
__________
(1) ترجمة حكيم بن حزام : التاريخ الكبير ج3:ص11/ 42، الاستيعاب ج1:ص362، تهذيب الكمال ج7:ص170/ 1454، الكاشف ج1:ص347/ 1199، تهذيب التهذيب ج2:ص384/ 775، تقريب التهذيب ج1:ص176/ 1470، الإصابة ج2:ص112/1802 .(2/2)
هذا جزء من حديث رواه أحمد في مسنده( مسند أحمد بن حنبل ج3/ص444/ 15704 ) قال حدثنا عبد اللَّهِ حدثني أبي ثنا عبد الرَّزَّاقِ قال أنا مَعْمَرٌ عن يحيي بن أبي كَثِيرٍ عن زَيْدِ بن سَلاَّمٍ عن جَدِّهِ قال كَتَبَ مُعَاوِيَةُ إلى عبد الرحمن بن شِبْلٍ أَنْ عَلِّمِ الناس ما سَمِعْتَ من رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَجَمَعَهُمْ فقال إني سمعت رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول تَعَلَّمُوا الْقُرْآنَ فإذا عَلِمْتُمُوهُ فَلاَ تَغْلُوا فيه ولاَ تَجْفُوا عنه ولاَ تَأْكُلُوا بِهِ ولاَ تَسْتَكْثِرُوا بِهِ ثُمَّ قال إِنَّ التُّجَّارَ هُمُ الفُجَّارُ قالوا يا رَسُولَ اللَّهِ أَلَيْسَ قد أَحَلَّ الله الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا قال بَلَى وَلَكِنَّهُمْ يَحْلِفُونَ وَيَأْثَمُونَ ثُمَّ قال إِنَّ الْفُسَّاقَ هُمْ أَهْلُ النَّارِ قالوا يا رَسُولَ اللَّهِ وَمَنِ الْفُسَّاقُ قال النِّسَاءُ قالوا يا رَسُولَ اللَّهِ أَلَسْنَ أُمَّهَاتِنَا وَبَنَاتِنَا وَأَخَوَاتِنَا ، قال بَلَى وَلَكِنَّهُنَّ إذا أُعْطِينَ لم يَشْكُرْنَ ، وإذا ابْتُلِينَ لم يَصْبِرْنَ ثُمَّ قال يُسَلِّمُ الرَّاكِبُ على الرَّاجِلِ وَالَّراجِلُ على الجَالِسِ وَالأَقَلُّ على الأَكْثَرِ ، فَمَنْ أَجَابَ السَّلاَمَ كان له وَمَنْ لم يُجِبْ فلاَ شيء له .
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف(2/3)
أخرجه عبد بن حميد في مسنده(مسند عبد بن حميد ج1/ص129/ 314 ) ، ،و أخرجه أيضا الحاكم في كتاب النكاح (المستدرك على الصحيحين ج2/ص207/ 2773 ) كلاهما من طريق معمر عن يحي بن كثير به ، وأخرجه الطبراني في الأوسط (المعجم الأوسط ج3/ص86/ 2574 ) ، وأخرجه الحاكم في المستدرك في كتاب البيوع ( المستدرك على الصحيحين ج4/ص647/ 8787) كلاهما من طريق يحيى بن أبي كثير عن أبي راشد الخبراني عن عبد الرحمن بن شبل به .لكن روايتي الحاكم موافقة للفظ المصنف ، ورواية عبد بن حميد موافقة للفظ أحمد ، ورواية الطبراني لم تذكر الجملة الأخيرة . ومما سبق يتبين أن أبا راشد الخبراني و أبا سلام وهو ممطور الأسود رويا هذا الحديث عن عبد الرحمن بن شبل .
ثالثاً: دراسة إسناد الحديث
1- عبد الرزاق بن همام الصنعاني :ثقة حافظ مصنف شهير عمي في آخر عمره فتغير وكان يتشيع ، سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 6 ] .
2- معمر بن راشد سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 27 ] .(2/4)
3- يحي بن أبى كثير(1) يحيى بن أبي كثير الطائي مولاهم أبو نصر اليمامي كان من العباد العلماء الأثبات ، روى عن أنس وقد رآه وأبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف وزيد بن سلام وغيرهم روى عنه ابنه عبد الله والأوزاعي ومعمر بن راشد وآخرون ، وقال العجلي ثقة كان يعد من أصحاب الحديث وقال أبو حاتم يحيى إمام لا يحدث إلا عن ثقة، ، وذكره بن حبان في الثقات وقال أبو حاتم قال بن معين لم يسمع يحيى من زيد بن سلام قال أبو حاتم قد سمع منه ، وقال الأثرم قلت لأبي عبد الله يحيى بن أبي كثير سمع من زيد بن سلام قال ما أشبهه وأما من جده أبي سلام فقد قال حسين المعلم أخرج إلينا يحيى بن أبي كثير صحيفة لأبي سلام فقلنا له سمعت من أبي سلام قال لا قلت من رجل سمعه من أبي سلام قال لا وكذلك روى حرب بن شداد عن بن كثير إنه قال كل شيء عن أبي سلام فإنما هو كتاب . وقال ابن حجر ثقة ثبت لكنه يدلس ويرسل من الخامسة مات سنة اثنتين وثلاثين وقيل قبل ذلك ع .
4- زيد بن سلام(2) زيد بن سلام بن أبي سلام ممطور الأسود الحبشي من أهل دمشق ، روى عن جده أبي سلام وعبد الله بن زيد الأزرق وعدي بن أرطأة روى عنه أخوه معاوية بن سلام ويحيى بن أبي كثير وثقه العجلي والذهبي وقال ابن حجر : زيد بن سلام بن أبي سلام ممطور الحبشي بالمهملة ثم الموحدة ثم المعجمة ثقة من السادسة بخ م 4 .
__________
(1) ترجمة يحي بن أبى كثير : التاريخ الكبير ج8:ص302/ 3089، تهذيب الكمال ج31:ص504/ 6907، الكاشف ج2:ص373/6235 ، جامع التحصيل ج1:ص299/ 880، تهذيب التهذيب ج11:ص235/ 440، تقريب التهذيب ج1:ص596/ 7632، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال ج1:ص427 .
(2) ترجمة زيد بن سلام : التاريخ الكبير ج3:ص395/ 1318، معرفة الثقات ج1:ص377/ 528 ، الجرح والتعديل ج3:ص564/2554 ، الكاشف ج1:ص417/ 1740 ، تاريخ مدينة دمشق ج19:ص426/ 2338، تقريب التهذيب ج1:ص223/ 2140 .(2/5)
5- ممطور الأسود الحبشي(1) ممطور أبو سلام الأسود عن ثوبان وحذيفة وعبد الرحمن بن شبل وكعب الأحبار وغيرهم وعنه ابنه سلام وحفيده زيد و الأوزاعي وخلق . وقال العجلي شامي تابعي ثقة لم يسمع منه يحيى بن أبي كثير وقال أبو بكر البرقاني سمعت أبا الحسن الدارقطني يقول زيد بن سلام بن أبي سلام عن جده ثقتان وذكره بن حبان في كتاب الثقات . وقال ابن حجر ثقة يرسل من الثالثة بخ م 4.
6- عبد الرحمن بن شبل(2) عبد الرحمن بن شبل الأنصاري الأوسي أحد النقباء المدني نزيل حمص صحابي فقيه نزل حمص روى عنه تميم بن محمود و أبو راشد الحبرانى ويزيد بن خمير وأخوه عبد الله بن شبل له أيضا صحبة ، مات في أيام معاوية بخ د س ق .
7- أبو راشد الخبراني(3) أبو راشد الحبراني الشامي الحمصي ويقال الدمشقي قال أبو زرعة الدمشقي روى عن بسر بن أبي أرطاة العامري وعبد الله بن عمرو بن العاص وعبد الرحمن بن شبل الأنصاري روى عنه شريح بن عبيد وصفوان بن عمرو وأبو سلام الأسود ، قال العجلي شامي تابعي ثقة لم يكن بدمشق في زمانه أفضل منه وذكره بن حبان في كتاب الثقات ، وقال ابن حجر ثقة من الثانية بخ د ت ق .
رابعاً: الحكم على إسناد الحديث
__________
(1) ترجمة ممطور الأسود الحبشي : التاريخ الكبير ج8:ص57/ 2133 ، الاسامي والكنى ج1:ص58/ 134، معرفة الثقات ج2:ص296/ 1787 الجرح والتعديل ج8:ص431/ 1972 تقريب التهذيب ج1:ص545/ 6879.
(2) ترجمة عبد الرحمن بن شبل : تهذيب الكمال ج17:ص163/ 3844، الكاشف ج1:ص630/ 3217، الاستيعاب ج2:ص836/1425 ، تقريب التهذيب ج1:ص342/ 3891، الإصابة ج4:ص315/ 5143 .
(3) ترجمة أبى راشد الخبراني : معرفة الثقات ج2:ص400/ 2141 ، الثقات ج5:ص583/ 6392 ، تهذيب الكمال ج33:ص299/7352 ، الكاشف ج2:ص425/ 6614، تقريب التهذيب ج1:ص639/ 8088 .(2/6)
هذا الحَدِيثُ إسنادُه صحيحٌ ، لأن رجاله ثقات . وقال الهيثمي في المجمع ( مجمع الزوائد ج8/ص36) رواه الطبراني وأحمد ورجالهما رجال الصحيح ، وقال في موضع آخر (مجمع الزوائد ج10/ص394) رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير أبي راشد الخبراني وهو ثقة ، وقال الحاكم في مستدركه (المستدرك على الصحيحين ج2/ص207/ 2773) وهى من طريق زيد بن سلام عن جده عن عبد الرحمن بن شبل ، هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ووافقه الذهبي في التلخيص ، وقال في موضع آخر (المستدرك على الصحيحين ج4/ص647/ 8787) وهى من طريق أبي راشد الحبراني عن عبدالرحمن بن شبل رضي الله عنه ، هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبي في تلخيصه .
الحديث رقم { 139 }
وأخرج أحمد عن عمرو بن العاص قال: بينما نحن مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في شعبٍ إذ قال: انظروا هل ترون شيئاً ؟ فقلنا: نرى غرباناً فيها غراب أعصم أحمر المنقار والرجلين، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "لا يدخل الجنة من النساء إلا من كان منهن مثل الغراب في الغربان .
- - الله - -
أولاً: تخريج الحديث كما ذكر المصنف
أخرجه أحمد في مسنده (مسند أحمد بن حنبل ج4/ص197/ 17805 ) قال حدثنا عبد اللَّهِ حدثني أبي ثنا عبد الصَّمَدِ ثنا حَمَّادٌ قال ثنا أبو جَعْفَرٍ الخطمي عن عُمَارَةَ بن خُزَيْمَةَ قال بَيْنَا نَحْنُ مع عَمْرِو بن الْعَاصِ في حَجٍّ أو عُمْرَةٍ فقال بَيْنَمَا نَحْنُ مع رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في هذا الشِّعْبِ إِذْ قال انْظُرُوا هل تَرَوْنَ شَيْئاً فَقُلْنَا نَرَى غِرْبَاناً فيها غُرَابٌ اعصم احمر المِنْقارِ وَالرِّجْلَيْنِ فقال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنَ النِّسَاءِ إِلاَّ من كان مِنْهُنَّ مِثْلَ هذا الْغُرَابِ في الْغِرْبَانِ ,
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف(2/7)
أخرجه أبو يعلى في مسنده (مسند أبي يعلى ج13/ص328/ 7343) من طريق شاذان أسود بن عامر عن حماد به وبمثله ، وأخرجه عبد بن حميد في مسنده (مسند عبد بن حميد ج1/ص121/ 294) ، وأخرجه النسائي في سننه الكبرى( كتاب النكاح ، باب ما ذكر في النساء ج5/ص400/ 9268) ، وأخرجه الحاكم في مستدركه في كتاب الإيمان (المستدرك على الصحيحين ج4/ص645/ 8781) كلهم من طريق سليمان بن حرب عن حماد به وبمثله .
ثالثاً: دراسة إسناد الحديث
1- عبد الله بن أحمد سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 22 ] .
2- أحمد بن حنبل سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 56 ] . روى عن عبد الصمد بن عبد الوارث وعبد الصمد بن حسان ، وقد روى عنهما حماد بن سلمة .
3- عبد الصمد بن عبد الوارث(1) عبد الصمد بن عبد الوارث بن سعيد بن ذكوان التميمي العنبري مولاهم التنوري التنوري بفتح المثناة وتثقيل النون المضمومة أبو سهل البصري روى عن أبيه وعكرمة بن عمار وشعبة وحماد بن سلمة وغيرهم وعنه ابنه عبد الوارث وأحمد وإسحاق وعلي ويحيى وغيرهم ، قال أبو حاتم صدوق صالح الحديث وذكره بن حبان في كتاب الثقات وقال بن سعد كان ثقة إن شاء الله وقال الحاكم ثقة مأمون وقال بن قانع ثقة يخطيء ، وقال الذهبي حجة . وقال ابن حجر صدوق ثبت في شعبة من التاسعة مات سنة سبع ع،
__________
(1) ترجمة عبد الصمد بن عبد الوارث: التاريخ الكبير ج6:ص105/1848،الجرح والتعديل ج6:ص50/269،تهذيب الكمال ج18:ص99/ 3431، تذكرة الحفاظ ج1:ص344/ 328، الكاشف ج1:ص653/ 3376، تهذيب التهذيب ج6:ص291/632 ،تقريب التهذيب ج1:ص356/4080(2/8)
4- عبد الصمد بن حسان(1) عبد الصمد بن حسان المروروذي أبو يحيى روى عن سفيان الثوري وإبراهيم بن طهمان وحماد بن سلمة ، وعنه محمد بن يحيى الذهلي و أبو قدامة وجماعة وولى قضاء هراة وهو صدوق إن شاء الله تعالى وقال البخاري كتبت عنه وهو مقارب . وذكره بن حبان في الثقات وقال أبو حاتم صالح الحديث صدوق، وقال ابن سعد وكان ثقة وتوفي في خلافة المأمون يوم الخميس للنصف من المحرم سنة إحدى عشرة ومائتين .
5- حماد بن سلمة ثقة عابد سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 121 ] .
6- عمير بن يزيد(2) عمير بن يزيد بن عمير الأنصاري أبو جعفر الخطمي بفتح المعجمة وسكون الطاء المدني ولجده صحبة نزيل البصرة روى عن أبيه وسعيد بن المسيب وعمارة بن خزيمة بن ثابت وعنه هشام الدستوائي وشعبة وحماد بن سلمة ، قال بن معين والنسائي ثقة وذكره بن حبان في الثقات وقال عبد الرحمن بن مهدي كان أبو جعفر وأبوه وجده قوما يتوارثون الصدق بعضهم عن بعض ووثقه بن نمير والعجلي فيما نقله بن خلفون وقال الطبراني في الأوسط ثقة ، وقال العجلي ثقة ، وقال ابن حجر صدوق من السادسة 4.
__________
(1) ترجمة عبد الصمد بن حسان : طبقات ابن سعد ج7:ص375، التاريخ الكبير ج6:ص105/ 1849 ، الجرح والتعديل ج6:ص51/272 ، الثقات ج8:ص415/ 14159، لسان الميزان ج4:ص20/ 53 ، ميزان الاعتدال في نقد الرجال ج4:ص354/5076 .
(2) ترجمة عمير بن يزيد : التاريخ الكبير ج6:ص541/ 3257، معرفة الثقات ج2:ص192/ 1438، الجرح والتعديل ج6:ص379/2099 ، الكاشف ج2:ص98/ 4290، تهذيب التهذيب ج8:ص134/ 268 ، تقريب التهذيب ج1:ص432/5190 .(2/9)
7- عمارة بن خزيمة بن ثابت(1) عمارة بن خزيمة بن ثابت الأنصاري الأوسي أبو عبد الله المدني روى عن أبيه وعمه وعثمان بن حنيف وعمرو بن العاص وعنه ابنه محمد والزهري وأبو جعفر الخطمي ، وقال ابن حجر ثقة من الثالثة مات سنة خمس ومائة وهو بن خمس وسبعين 4.
8- عمرو بن العاص(2) عمرو بن العاص بن وائل السهمي أبو عبد الله ويقال أبو محمد السهمي الصحابي المشهور أسلم عام الحديبية وولي إمرة مصر مرتين وهو الذي فتحها، أسلم سنة ثمان قبل الفتح وقيل بين الحديبية وخيبر وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن عائشة روى عنه ابنه عبد الله وأبو قيس مولاه وأبو عثمان النهدي وعمارة بن خزيمة بن ثابت وغيرهم ، مات بمصر سنة نيف وأربعين وقيل بعد الخمسين ع .
رابعاًً: الحكم على إسناد الحديث
هذا الحَدِيثُ إسنادُه حَسَنٌ لأن فيه أبا جعفر الخطمي وعبد الصمد بن عبد الوارث وهما صدوقان . وقال الحاكم في مستدركه (المستدرك على الصحيحين ج4/ص645/ 8781 ) هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ووافقه الذهبي في تلخيصه ، وقال الهيثمي في المجمع (مجمع الزوائد ج10/ص400) رواه أحمد ورجاله ثقات، وقال في موضع آخر (مجمع الزوائد ج4/ص274) رواه الطبراني وأحمد ورجال أحمد ثقات .ولم أجده في المعاجم الثلاثة .
الحديث رقم { 140 }
__________
(1) ترجمة عمارة بن خزيمة بن ثابت : الجرح والتعديل ج6:ص365/ 2011 ، مشاهير الأمصار ج1:ص69/ 478 ، الكاشف ج2:ص53/ 4006، تهذيب التهذيب ج7:ص364/ 675 ، تقريب التهذيب ج1:ص409/ 4844 .
(2) ترجمة عمرو بن العاص : الاستيعاب ج3:ص1184/ 1931، تهذيب الكمال ج22:ص78/ 4388 ، الكاشف ج2:ص80/4175، تهذيب التهذيب ج8:ص49/ 84، تقريب التهذيب ج1:ص423/ 5053، الإصابة ج4:ص650/ 5886 .(2/10)
وأخرج أحمد بسند صحيح عن ابن عمرو أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:"أهل النار كل جعظري(1) جواظ(2) مستكبر جماع متاع، وأهل الجنة الضعفاء المغلوبون
- - الله - -
أولاً: تخريج الحديث كما ذكر المصنف
أخرجه أحمد في مسنده ( مسند أحمد بن حنبل ج2/ص214/ 7010) قال حدثنا عبد لله حدثني أبي ثنا على بن إسحاق أنا عبد اللَّهِ أنا مُوسَى بن علي بن رَبَاحٍ سمعت أبي يحدث عن عبد اللَّهِ بن عَمْرِو بن العاصي عَنِ النبي صلى الله عليه وسلم قال : إن أَهْلَ النَّارِ كُلُّ جعظري جَوَّاظٍ مُسْتَكْبِرٍ جَمَّاعٍ مَنَّاعٍ ، وَأَهْلُ الْجَنَّةِ الضُّعَفَاءُ الْمَغْلُوبُونَ .
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف
أخرجه الحاكم في مستدركه في كتاب التفسير ،تفسير سورة ن والقلم (المستدرك على الصحيحين ج2/ص541/ 3844) من طريق الحسين بن الحسن بن أيوب عن عبد الله بن المبارك به وبمثله .
ثالثاً: دراسة إسناد الحديث
__________
(1) جعظري : بفتح الجيم وسكون العين وبالظاء المعجمة مفتوحة وآخره ياء هو الفظ الغليظ ويقال رجل جعظري وجعظار وجعظارة. وقيل الذين لا تصدع رؤوسهم وقيل هو الذي يتمدح وينتفخ بما ليس عنده وفيه قصر( النهاية في غريب الأثر ج1/ص276، غريب الحديث لابن الجوزي ج1/ص159، مشارق الأنوار ج1/ص158.
(2) جواظ : بتشديد الواو وفتح الجيم وآخره ظاء معجمة قيل هو القصير البطن وقيل الجموع المنوع وقيل الكثير اللحم المختال في مشيته وقيل الغليظ الرقبة والجسم وقيل الفاجر وقيل الذي لا يستقيم على أمر واحد يصانع هنا وهنا (مشارق الأنوار ج1/ص165،تاج العروس ج10/ص444) .(2/11)
1- علي بن إسحاق(1) علي بن إسحاق السلمي مولاهم أبو الحسن المروزي الداركاني أصله وهي قرية بمرو وكان ينزلها الحجاج إذا خرجوا من مرو من ترمذ روى عن بن المبارك والفضل بن موسى السيناني وأبي حمزة السكري وعنه أحمد بن حنبل وإبراهيم بن موسى وأبو بكر بن أبي شيبة وغيرهم ، وقال ابن حجر ثقة من العاشرة مات سنة ثلاث عشرة ت
2- عبد الله بن المبارك سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 1 ] .
3- مُوسَى بن علي بن رَبَاحٍ(2) موسى بن على بن رباح اللخمي من ثقات المصريين ومتقنيهم كنيته أبو عبد الرحمن الإسكندراني اللخمي وكان واليا على مصر روى عن أبيه والزهري وحبان بن أبى جبلة روى عنه الليث وابن لهيعة وأسامة بن زيد وابن المبارك ، وثقه ابن معين وقال أبو حاتم كان رجلا صالحا وكان يتقن حديثه لا يزيد ولا ينقص صالح الحديث وكان من ثقات المصريين ، كان مولده سنة تسع وثمانين بالمغرب ومات بالإسكندرية سنة ثلاث وستين ومائة .
4- علي بن رباح(3) على بن رباح اللخمي والد موسى مصري روى عن عقبة بن عامر وفضالة بن عبيد وعمرو بن العاص وعبد الله بن عمرو روى عنه الحارث بن يزيد الحضرمي ويزيد بن أبى حبيب وابنه موسى بن على ،قال أحمد بن حنبل قال ما علمت إلا خيرا ، وذكره ابن حبان في الثقات .
5- عبد الله بن عمرو بن العاص سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 1 ] .
رابعاً: الحكم علي إسناد الحديث
__________
(1) ترجمة علي بن إسحاق : طبقات ابن سعد ج7:ص376، التاريخ الكبير ج6:ص262/ 2348 ،. تهذيب الكمال ج20:ص318/4023 ، الكاشف ج2:ص35/ 3879، تهذيب التهذيب ج7:ص249/ 491، تقريب التهذيب ج1:ص398/4687 .
(2) ترجمة موسى بن علي بن رباح : الجرح والتعديل ج8:ص153/ 691،معرفة الثقات ج2:ص305/ 1821، مشاهير الأمصار ج1:ص190/1531
(3) ترجمة علي بن رباح : الجرح والتعديل ج6:ص186/ 1020، الثقات ج5:ص161/ 4373، مشاهير الأمصار ج1:ص121/948 .(2/12)
هذا الحَدِيثُ إسنادُه صحيح لأن رجاله ثقات . وقال الحاكم في المستدرك (ج2/ص541/ 3844) هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه بهذه السياقة قد أخرجاه مختصرا ، ووافقه الذهبي، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد ( مجمع الزوائد ج10/ص393) رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح .
الحديث رقم { 141 }
وأخرج مثله من حديث سراقة بن مالك.
- - الله - -
أولاً: تخريج الحديث كما ذكر المصنف
أخرجه أحمد في مسنده (مسند أحمد بن حنبل ج4/ص175/ 17621) قال حدثنا عبد اللَّهِ حدثني أبي ثنا عبد اللَّهِ بن يَزِيدَ المقري ثنا مُوسَى بن علي قال سمعت أبي يقول بلغني عن سُرَاقَةَ بن مَالِكِ بن جُعْشُمٍ المدلجي إن رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال له يا سُرَاقَةُ ألا أُخْبِرُكَ بِأَهْلِ الْجَنَّةِ وَأَهْلِ النَّارِ قال بَلَى يا رَسُولَ اللَّهِ قال أَمَّا أَهْلُ النَّارِ فَكُلُّ جعظري جَوَّاظٍ مُسْتَكْبِرٍ وأما أَهْلُ الْجَنَّةِ الضُّعَفَاءُ الْمَغْلُوبُونَ
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف
أخرجه الطبراني في الأوسط (المعجم الأوسط ج3/ص283/ 3157) ، وأخرجه الطبراني في الكبير (المعجم الكبير ج7/ص129/ 6589) من طريق عبد الله بن صالح ، وأخرجه الحاكم في مستدركه في كتاب الإيمان (المستدرك على الصحيحين ج1/ص129/ 202) من طريق زيد بن الحباب ، وأخرجه أيضا في كتاب الصحابة - باب ذكر سراقة بن مالك (المستدرك على الصحيحين ج3/ص717/ 6597) من طريق عبد الله بن صالح ، وأخرجه البيهقي في الشعب (شعب الإيمان ج6/ص284/ 8170) من طريق موسى بن علي . ثلاثتهم عن موسى بن على به وبمثله .
ثالثاً: دراسة إسناد الحديث
1- عبد الله بن يزيد المقرئ : سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 1 ] . شَيْخُ الْحَرَمِ . مِنْ كُبَرَاءِ شُيُوخِ الْبُخَارِيِّ
2- موسى بن على بن رباح : سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 140 ] .
3- على بن رباح : سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 140 ] .(2/13)
4- سراقة بن مالك(1) سراقة بن مالك بن جعشم بن مالك بضم الجيم والمعجمة بينهما عين مهملة بن عمرو بن مالك بن تيم بن كنانة الكناني المدلجي يكنى أبا سفيان من مشاهير الصحابة من مسلمة الفتح كان ينزل قديدا وهو الذي لحق النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر حيث خرجا مهاجرين إلى المدينة وقصته مشهورة روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعنه جابر بن عبد الله وابن عباس وعلي بن رباح والحسن البصري وابنه محمد بن سراقة وغيرهم قال بن عبد البر وغيره مات في صدر خلافة عثمان سنة 24 قال وقيل أنه مات بعد عثمان و رواية الحسن وطاووس وعطاء عنه منقطعة. خ 4.
رابعاًً: الحكم على إسناد الحديث
هذا الحَدِيثُ إسنادُه صحيحٌ ، لأن رجاله ثقات . وقال الحاكم في مستدركه (المستدرك على الصحيحين ج1/ص129/ 202) هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي، وأما الموضع الثاني فقد سكت عنه الذهبي . وقال العراقي في المغني عن حمل الأسفار(ج2/ص949/3459 ) حديث أهل النار كل جعظري جواظ مستكبر جماع مناع رواه أحمد والبيهقي في الشعب من حديث سراقة بن مالك دون قوله جماع مناع وهذه الزيادة عندهما من حديث عبد الله ابن عمرو .
بَابٌ : جامع في(2)أحوال عصاة المسلمين في النار
الحديث رقم { 142 }
__________
(1) ترجمة سراقة بن مالك : الاستيعاب ج2:ص581/ 916 ، الكاشف ج1:ص426/ 1807، تهذيب التهذيب ج3:ص396/ 854، تقريب التهذيب ج1:ص229/ 2216، الإصابة ج3:ص41/ 3117 .
(2) فى المخطوطة (ب) ،(ز) جامع من أحوال(2/14)
أخرج الشيخان عن أسامة بن زيد سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "يجاء بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتندلق(1) أقتابه(2) في النار فيدور بها كما يدور الحمار برحاه، فيجتمع إليه أهل النار فيقولون: أي فلان مالك ؟ ألست كنت تأمرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر؟ قال: كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه، وأنهاكم عن المنكر وآتيه".
- - الله - -
أولاً: تخريج الحديث كما ذكر المصنف
__________
(1) الاندلاق : الخروج بسرعة (غريب الحديث لابن سلام ج2/ص3، غريب الحديث لابن الجوزي ج1/ص346) .
(2) الأقتاب : الأمعاء، واحدها قتب بكسر القاف وسكون المثناة الفوقية، آخره باء موحدة(.غريب الحديث لابن سلام ج2/ص3، غريب الحديث لابن الجوزي ج1/ص346) .(2/15)
رواه البخاري في كتاب بدء الخلق ، باب صفة النار وأنها مخلوقة( صحيح البخاري ج3/ص1191/ 3094) قال حدثنا عَلِيٌّ حدثنا سُفْيَانُ عن الْأَعْمَشِ عن أبي وَائِلٍ قال قِيلَ لِأُسَامَةَ لو أَتَيْتَ فُلَانًا فَكَلَّمْتَهُ قال إِنَّكُمْ لَتُرَوْنَ أَنِّي لَا أُكَلِّمُهُ إلا أُسْمِعُكُمْ إني أُكَلِّمُهُ في السِّرِّ دُونَ أَنْ أَفْتَحَ بَابًا لَا أَكُونُ أَوَّلَ من فَتَحَهُ ولا أَقُولُ لِرَجُلٍ أَنْ كان عَلَيَّ أَمِيرًا إنه خَيْرُ الناس بَعْدَ شَيْءٍ سَمِعْتُهُ من رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالوا وما سَمِعْتَهُ يقول قال سَمِعْتُهُ يقول يُجَاءُ بِالرَّجُلِ يوم الْقِيَامَةِ فَيُلْقَى في النَّارِ فَتَنْدَلِقُ أَقْتَابُهُ في النَّارِ فَيَدُورُ كما يَدُورُ الْحِمَارُ بِرَحَاهُ فَيَجْتَمِعُ أَهْلُ النَّارِ عليه فَيَقُولُونَ أَيْ فُلَانُ ما شَأْنُكَ أَلَيْسَ كُنْتَ تَأْمُرُنَا بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَانَا عن الْمُنْكَرِ قال كنت آمُرُكُمْ بِالْمَعْرُوفِ ولا آتِيهِ وَأَنْهَاكُمْ عن الْمُنْكَرِ وَآتِيهِ رَوَاهُ غُنْدَرٌ عن شُعْبَةَ عن الْأَعْمَشِ .يشير إلى رواية ثانية في ( كتاب الفتن ، باب الفتنة التي تموج كموج البحر صحيح البخاري ج6/ص 2600 6685) ، وأخرجه مسلم في صحيحه في كتاب الزهد والرقائق ، بَاب عُقُوبَةِ من يَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ ولا يَفْعَلُهُ وَيَنْهَى عن الْمُنْكَرِ وَيَفْعَلُهُ (صحيح مسلم ج4/ص2290/ 2989) من طريق الْأَعْمَشُ عن شَقِيقٍ به وبمثله .
ثانيا: معنى الحديث(2/16)
قال ابن حجر(1) : قال الطبري فان قيل كيف صار المأمورون بالمعروف في حديث أسامة المذكور في النار والجواب أنهم لم يمتثلوا ما أمروا به فعذبوا بمعصيتهم وعذب أميرهم بكونه كان يفعل ما ينهاهم عنه وفي الحديث تعظيم الأمراء والأدب معهم وتبليغهم ما يقول الناس فيهم ليكفوا ويأخذوا حذرهم بلطف وحسن تأدية بحيث يبلغ المقصود من غير أذية للغير .
الحديث رقم { 143 }
وأخرج الخطيب في كتابه "اقتضاء العلم" العمل عن جابر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "اطلع قوم من أهل الجنة على قوم من أهل النار فقالوا: بم دخلتم النار، وإنما دخلنا الجنة بتعليمكم ؟ قال: إنا كنا نأمركم ولا نفعل .
- - الله - -
أولاً: تخريج الحديث كما ذكر المصنف
أخرجه الخطيب في كتاب اقتضاء العلم العمل (باب في التغليظ على من ترك العمل بالعلم وعدل إلى ضده وخالف مقتضاه في الحكم) (ج1/ص50/ 72) قال أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال اخبرنا أبو الحسين عبد الصمد بن علي بن محمد الطستي ثنا محمد بن القاسم المعروف بأبي العيناء قال ثنا أبو عاصم عن ابن جريج عن أبي الزبير عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اطلع قوم من أهل الجنة على قوم من أهل النار فقالوا بما دخلتم النار وإنما دخلنا الجنة بتعليمكم قالوا إنا كنا نأمركم ولا نفعل .
ثانياً: دراسة إسناد الحديث
__________
(1) فتح الباري ج13/ص52 .(2/17)
1- الحسن بن أبي بكر(1) أبو علي بن شاذان البزار الحسن بن محمد بن شاذان البغدادي ولد سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة وسمعه أبوه من أبي عمرو بن السماك وأبي سهل بن زياد والعباداني وطبقتهم فأكثر وطال عمره وصار مسند العراق قال الخطيب كان صدوقا صحيح السماع يفهم الكلام على مذهب الأشعري سمعت أبا القسم الأزهري يقول أبو علي أوثق من برأ الله في الحديث وتوفي في آخر يوم من السنة ودفن من الغد في أول سنة ست وعشرين .
2- عبد الصمد بن علي الطستي(2) عبد الصمد بن علي بن محمد بن مكرم بن حسان أبو الحسين الوكيل المعروف بالطستي. سمع احمد بن عبيد الله النرسي ومسلم بن عيسى الصفار والحارث بن أبي أسامة ومحمد بن غالب التمتام وأبا بكر بن أبي الدنيا وغيرهم .حدثنا عنه بن رزقويه وأبو القاسم بن المنذر القاضي وأحمد بن عمر الدلال وأبو الحسين بن بشران وكان ثقة سمعت البرقاني ذكره فأثنى عليه وحثنا على كتب حديثه ، توفي يوم الاثنين لثلاث عشر خلون من شعبان من سنة ست وأربعين وثلاثمائة وذكر أن مولده كان في سنة ست وستين ومائتين .
__________
(1) ترجمة الحسن بن أبي بكر بن شاذان : العبر في خبر من غبر ج3:ص159، شذرات الذهب ج3:ص229 .
(2) ترجمة عبد الصمد بن على الطستي : تاريخ بغداد ج11:ص41/ 5718 .(2/18)
3- محمد بن القاسم(1) المعروف بأبي العيناء العلامة الأخباري أبو العيناء محمد بن القاسم بن خلاد البصري الضرير النديم ولد بالأهواز ونشأ بالبصرة وأخذ عن أبي عبيدة وأبي عاصم النبيل والأصمعي وعنه الحكيمي وأبو بكر الصولي وأبو بكر الأدمي وابن نجيح وآخرون قال الدارقطني ليس بالقوي مات في جمادى الآخرة سنة ثلاث وثمانين ومئتين وقد جاوز التسعين،قلما روى من المسندات ولكنه كان ذا ملح ونوادر وقوة ذكاء .
4- أبو عاصم النبيل الضحاك بن مخلد : سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 33 ] . ثقة ثبت .
5- عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج : سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 3 ] ، ثقة فقيه فاضل ، وكان يدلس .
__________
(1) ترجمة محمد بن القاسم : سير أعلام النبلاء ج13:ص308، المغني في الضعفاء ج2:ص625/ 5916، ميزان الاعتدال في نقد الرجال ج6:ص304/ 8077، لسان الميزان ج5:ص344/ 1136 .(2/19)
6- محمد بن مسلم المكي(1) أبو الزبير محمد بن مسلم بن تدرس بفتح المثناة وسكون الدال المهملة وضم الراء الأسدي مولاهم أبو الزبير المكي حافظ ثقة روى عن العبادلة الأربعة وجابر وسعيد بن جبير وعكرمة وغيرهم روى عنه عطاء وهو من شيوخه والزهري والأعمش وابن جريج وخلق كثير، ضعفه شعبة بلا حجة ، قال ابن معين ثقة وقال مرة صالح الحديث، وقال يعقوب بن شيبة ثقة صدوق وقال أبو حاتم يكتب حديثه ولا يحتج به وقال النسائي ثقة وقال بن عدي روى مالك عن أبي الزبير أحاديث وكفى بأبي الزبير صدقا أن يحدث عنه مالك فإن مالكا لا يروي إلا عن ثقة وقال لا اعرف أحدا من الثقات تخلف عن أبي الزبير إلا وقد كتب عنه وهو في نفسه ثقة إلا أن روى عنه بعض الضعفاء فيكون ذلك من جهة الضعيف وذكره بن حبان في الثقات وقال لم ينصف من قدح فيه لأن من استرجح في الوزن لنفسه لم يستحق الترك لأجله ، وقال بن سعد كان ثقة كثير الحديث إلا أن شعبة تركه لشيء زعم أنه رآه فعله في معاملة ، وقال ابن حجر صدوق إلا أنه يدلس من الرابعة مات سنة ست وعشرين ع.
7- جابر بن عبد الله : سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 125 ] .
ثالثاًً: الحكم على إسناد الحديث
هذا الحَدِيثُ إسنادُه ضعيفٌ ، لضعف مجمد بن القاسم ولعنعنة أبى الزبير .وقد قال الألباني في تعليقه على الكتاب ( ج1/ ص50) ضعيف بمرة .
الحديث رقم { 144 }
وأخرج الخطيب أيضا والطبراني في حديث الوليد بن عقبة مرفوعاً مثله
- - الله - -
أولاً: تخريج الحديث كما ذكر المصنف
__________
(1) ترجمة محمد بن مسلم المكي : التاريخ الكبير ج1:ص221/ 694 ، تهذيب الكمال ج26:ص402/ 5602، الكاشف ج2:ص216/ 5149 ، تهذيب التهذيب ج9:ص390/ 729، تقريب التهذيب ج1:ص506/ 6291 .(2/20)
أخرجه الطبراني (المعجم الكبير ج22/ص150/ 405 ) قال حدثنا أَحْمَدُ بن يحيى بن خَالِدِ بن حَيَّانَ الرَّقِّيُّ ثنا زُهَيْرُ بن عَبَّادٍ الرُّوَاسِيُّ ثنا أبو بَكْرٍ الدَّاهِرِيُّ عبد اللَّهِ بن حَكِيمٍ عن إِسْمَاعِيلَ بن أبي خَالِدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنِ الْوَلِيدِ بن عُقْبَةَ قال قال رسول اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم إِنَّ أُنَاسًا من أَهْلِ الْجَنَّةِ يَنْطَلِقُونَ إلى أُنَاسٍ من أَهْلِ النَّارِ فَيَقُولُونَ بِمَ دَخَلْتُمُ النَّارَ فَوَاللَّهِ ما دَخَلْنَا الْجَنَّةَ إِلا بِمَا تَعَلَّمْنَا مِنْكُمْ فَيَقُولُونَ إِنَّا كنا نَقُولُ وَلا نَفْعَلُ. وأخرجه الخطيب في كتاب اقتضاء العلم العمل( ج1/ص50/ 73) في باب في التغليظ على من ترك العمل بالعلم وعدل إلى ضده وخالف مقتضاه في الحكم السابق ، من طريق الطبراني عن أحمد بن يحي به وبمثله . اقتضاء العلم العمل [ جزء 1 - صفحة 51 ]
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (تاريخ مدينة دمشق ج63/ص218) من طريق سليمان بن أحمد الطبراني عن أحمد بن يحي به وبمثله .
ثالثاً: دراسة إسناد الحديث
1- أَحْمَدُ بن يحيى بن خَالِدِ الرَّقِّيُّ(1) أحمد بن يحيى بن خالد بن حيان أبو العباس الرقي ثم المصري الأصفر عن يحيى بن سليمان الجعفي وعنه الطبراني وغيره توفي في ربيع الأول سنة أربع وتسعين ومائتين .
__________
(1) ترجمة أحمد بن يحيى بن خالد الرقي : تاريخ الإسلام ج22:ص88 .(2/21)
2- زُهَيْرُ بن عَبَّادٍ(1) زهير بن عباد بن مليح بن زهير الرواسي الكوفي بن عم وكيع بن الجراح بن مليح أصله كوفي وحدث بمصر ودمشق عن مالك بن أنس وسفيان بن عيينة ووكيع بن الجراح وأبي بكر عبد الله بن حكيم الداهري روى عنه محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي وأبو حاتم الرازي وأبو زرعة الدمشقي وأحمد بن يحيى بن خالد الرقى ،وثقه أبو حاتم وأبو زرعة وقال صالح جزرة صدوق وقال الدارقطني مجهول وتعقبه الذهبي بأنه بن عم وكيع كوفي نزل مصر وحدث عن مالك وحفص بن ميسرة وجماعة وعنه الحسن بن سفيان وآخرون ووثقه أبو حاتم ومات سنة 238. وقال بن عبد البر ثقة وذكره بن حبان في الثقات قال يخطيء ويخالف.
__________
(1) ترجمة زهير بن عباد : الجرح والتعديل ج3:ص591/ 2679 ، الثقات ج8:ص256/ 13313 ، تاريخ مدينة دمشق ج19:ص108/2287 ، ميزان الاعتدال في نقد الرجال ج3:ص121/ 2917 ، لسان الميزان ج2:ص492/ 1966، تهذيب التهذيب ج3:ص297/ 639 .(2/22)
3- عبد اللَّهِ بن حَكِيمٍ(1) عبد الله بن حكيم أبو بكر الداهري البصري عن هشام بن عروة وإسماعيل بن أبي خالد وجماعة وعنه عمرو بن عون وجبارة بن المغلس قال أحمد يروي أحاديث مناكير ليس هو بشيء وقال يحيى ليس بشيء وقال مرة ليس بثقة وكذلك قال النسائي وقال علي ليس بشيء وقال مرة ليس بثقة وكذلك قال النسائي وقال السعدي كذاب مصرح وقال الدارقطني ضعيف وقال ابن حبان يضع الحديث على الثقات وقال الجوزجاني كذاب وبعض الناس قد مشاه وقواه وقال أبو محمد ترك أبو زرعة حديثه وقال هو ضعيف وقال أبو حاتم ضعيف الحديث وقال مرة ذاهب الحديث .
4- إِسْمَاعِيلَ بن أبي خَالِدٍ(2) إسماعيل بن أبى خالد البجلي أبو عبد الله الكوفي واسم أبى خالد سعد روى عن بن أبى أوفى وعمرو بن حريث وعامر الشعبي وعبد الله بن أبي أوفى صاحب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم ، روى عنه الثوري وشعبة وزهير بن معاوية ، . وقال ابن حجر ثقة ثبت من الرابعة مات سنة ست وأربعين ع
5- الشَّعْبِيِّ : سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 125 ] .
__________
(1) ترجمة عبد الله بن حكيم : التاريخ الكبير ج5:ص74/ 194، ضعفاء الأصبهاني ج1:ص98/ 109، الجرح والتعديل ج5:ص41/186 ، المجروحين ج2:ص21/ 550، الكامل في الضعفاء ج4:ص138/ 975، الضعفاء الكبير ج2:ص241/ 794، الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ج2:ص119/ 2010، ميزان الاعتدال في نقد الرجال ج4:ص85/4281 ، لسان الميزان ج3:ص277/ 1164 .
(2) ترجمة إِسْمَاعِيلَ بن أبي خَالِدٍ : الجرح والتعديل ج2:ص174/ 589 ،الثقات ج4:ص19/ 1653، مشاهير الأمصار ج1:ص111/845 . تقريب التهذيب ج1:ص107/ 438 .(2/23)
6- الْوَلِيدِ بن عُقْبَةَ(1) الوليد بن عقبة بن أبي معيط بن عبد مناف القرشي وهو أخو عثمان لأمه روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعنه أبو موسى عبد الله الهمداني وعامر الشعبي وحارثة بن مضرب قال بن سعد يكنى أبا وهب من الطلقاء ، أسلم يوم الفتح بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم على صدقات بني المصطلق وولاه عمر صدقات بني تغلب وولاه عثمان الكوفة ثم عزله فلما قتل عثمان تحول إلى الرقة فنزلها واعتزل عليا ومعاوية حتى مات بها وقال مصعب الزبيري كان من رجال قريش وشعرائهم وأبوه عقبة قتله النبي صلى الله عليه وسلم ببدر صبرا وقال بن عبد البر ولا خلاف بين أهل العلم بالتأويل أن قوله عز وجل يا أيها الذين آمنوا أن جاءكم فاسق بنبأ نزلت في الوليد بن عقبة وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه مصدقا إلى بني المصطلق فلما وصل إليهم هابهم فانصرف عنهم وأخبر إنهم ارتدوا فبعث إليهم خالد بن الوليد وأمره أن يتثبت فيهم فأخبروا إنهم متمسكون بالإسلام قال وله أخبار فيها نكارة وشناعة ، وكان من رجال قريش ظرفا وحلما وشجاعة وأدبا وكان شاعرا شريفا قال وخبر صلاته بهم وهو سكران وقوله أزيدكم بعد أن صلى الصبح أربعا مشهور من حديث الثقات ، قال ابن حجر وقد طول الشيخ ترجمته ولا طائل فيها من كتاب بن عبد البر وفيها خطأ وشناعة والرجل فقد نبئت صحبته وله ذنوب أمرها إلى الله تعالى والصواب للسكوت ، وعاش إلى خلافة معاوية د .
رابعاً: الحكم على إسناد الحديث
__________
(1) ترجمة الوليد بن عقبة : التاريخ الكبير ج8:ص140/ 2483 ، طبقات ابن سعد ج7:ص476، الاستيعاب ج4:ص1552/2721 ، تهذيب الكمال ج31:ص53/ 6723 ، الكاشف ج2:ص353/ 6080، تهذيب التهذيب ج11:ص125/ 240، تقريب التهذيب ج1:ص583/ 7442، الإصابة ج6:ص614/ 9153 .(2/24)
هذا الحَدِيثُ إسنادُه ضعيف ٌجداً ، لأن فيه عبد الله بن حكيم وهو متروك متهم بالوضع ، وفيه شيح الطبراني وهو أحمد بن يحيى الرقى مجهول .وضعف الحديث السيوطي (الدر المنثور ج1/ص157)، وقال الطبراني بعد روايته الحديث لم يروه عن أبي خالد إلا أبو بكر الداهري تفرد به زهير . وقال المناوي في الفيض ضعيف لضعف أبي بكر الداهري (التيسير بشرح الجامع الصغير ج1/ص314) ، وقال الألباني ضعيف جدا ( ضعيف الترغيب والترهيب ج1/ص25/ح101) ، وقال الألباني في تعليقه على كتاب الخطيب ( ج1/ص51) ضعيف بمرة .
الحديث رقم { 145 }
وأخرج أحمد في "الزهد" عن الوليد بن عقبة قال: " ليدخلن امرؤ النار ويدخل من أطاعهم الجنة؛ فيقولون لهم: كيف دخلتم النار وإنما دخلنا الجنة بطاعتكم ؟ ! فيقولون: إنا كنا نأمركم بأشياء نخالف إلى غيرها
- - الله - -
أولاً: تخريج الأثر كما ذكر المصنف
عزاه إلي كتاب الزهد للأمام أحمد ، وعزاه أيضا في الدر المنثور إلى الزهد (الدر المنثور ج1/ص157) ولم أجده ، لكنى وجدت معنى الأثر عند ابن المبارك في الزهد عن الشعبي ( الزهد لابن المبارك ج1/ص21/ 64 ) قال :أخبرنا سفيان عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي قال يطلع القوم من أهل الجنة إلى قوم في النار فيقولون ما أدخلكم النار وإنما دخلنا الجنة بفضل تأديبكم وتعليمكم قالوا إنا كنا نأمر بالخير ولا نفعله أخرجه أبو نعيم من طريق علي بن حفص عن سفيان
ثانياً: دراسة إسناد الأثر
1- سفيان هو الثوري لأنه هو الذي يروى عن إسماعيل بن أبى خالد سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 4 ] .
2- إسماعيل بن أبى خالد سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 144 ] .ثقة ثبت .
3- الشعبي سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 125 ] .
ثالثاً: الحكم على إسناد الأثر
هذا الأثر إسنادُه صحيحٌ ، لأن رجاله ثقات .
الحديث رقم { 146 }(2/25)
وأخرج ابن عساكر عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "أشد الناس حسرة يوم القيامة رجل أمكنه طلب العلم في الدنيا فلم يطلبه، ورجل علَّم علماً فانتفع به من سمعه منه دونه .
- - الله - -
أولاً: تخريج الحديث كما ذكر المصنف
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق ( تاريخ مدينة دمشق ج51/ص137) قال قرأت فيما سمعه جماعة من الدمشقيين بخط أبي الحسن بن صصري من أبي سعيد بن ملة قال حدثنا الشيخ السيد المستجاب الدعاء أبو علي الحسين بن علي بن يعقوب الخطابي أنبأنا أبو بكر أحمد بن العباس بن محمد بن المرزبان حدثني عبيد الله بن لؤلؤ بن جعفر بن حموية الساجي ببغداد أخبرني محمد بن عمرو بن واصل الصحري أنه سمع سهل بن عبد الله بنهر الدير(1) سنة ثمانين ومائتين يقول أخبرني محمد بن سوار بن الفضل عن سليمان عن عمر الكوفي عن عبد الرحمن بن عباس عن عكرمة عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد الناس حسرة يوم القيامة رجل أمكنه طلب العلم في الدنيا فلم يطلبه ورجل علم علما فانتفع به من سمعه منه دونه
ثانياً: دراسة إسناد الحديث
1- أبو علي الحسين بن علي بن يعقوب الخطابي: لم أجد له ترجمة .
2- أحمد بن العباس بن محمد بن المرزبان(2) أبو بكر أحمد بن العباس بن محمد بن عبد الله الأسدي أبو يعقوب الطيالسي يعرف بابن الصيرفي قال بن النجار كان من شيوخ الشيعة قلت وقال أيضا كان يدعي الكامل ويقال له النجاشي حدث عن علي بن إبراهيم بن علي العلوي روى عنه هارون بن موسى البلعكبري في مشيخته وذكر أنه سمع منه في سنة تسع وثلاثين وثلاث مائة .
__________
(1) نهر الدير : نهر كبير بين البصرة ومطارا بينه وبين البصرة نحو عشرين فرسخا سمي بذلك لدير كان على فوهته يقال له دير الدهدار معجم البلدان .
(2) ترجمة أحمد بن العباس بن محمد بن المرزبان : ميزان الاعتدال في نقد الرجال ج8:ص33/ 93، لسان الميزان ج1:ص192/ 609 .(2/26)
3- عبيد الله بن لؤلؤ بن جعفر بن حموية الساجي(1) عبيد الله بن لؤلؤ بن جعفر بن حموية بن سعد بن نافع بن العرباض بن سارية السلمي وكنية عبيد الله أبو القاسم ويعرف بالساجي روى عن عمر بن واصل صاحب سهل بن عبد الله التستري، روى عن عمر بن واصل حديثا موضوعا ساقه الخطيب في ترجمته أن علي الصراط لعقبة لا يجوزها أحد إلا بجواز من علي بن أبي طالب وذكر حديثا طويلا قال الخطيب هذا الحديث موضوع من عمل القصاص وضعه عمر بن واصل أو وضع عليه والله اعلم.
4- عمر بن واصل الصحري(2) هو محمد بن عمر بن واصل الصوفي بن سهل بن عبد الله ، اتهمه الخطيب بالوضع .
5- سهل بن عبد الله(3) سهل بن عبد الله السّريّ الزّاهد شيخ الصُّوفيّة ، يقال مات سنة ثلاثٍ وسبعين ومائتين
6- محمد بن سوار بن الفضل(4) محمد بن سوار بصري ، أيضا يقال إنه كان خال سهل بن عبد الله التستري يروي عن سفيان بن عيينة وأبي عاصم النبيل وغيرهما ويروي عنه سهل بن عبد الله التستري ، مقبول من العاشرة .
7- سليمان لم أعرفه .
8- عمر الكوفي لم أعرفه
__________
(1) ترجمة عبيد الله بن لؤلؤ بن جعفر بن حموية الساجي : تاريخ بغداد ج10:ص356/ 5511، لسان الميزان ج4:ص111/ 225 .
(2) ترجمة عمر بن واصل : تاريخ بغداد ج11:ص221/ 5938، الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ج2:ص218/ 2517 ، ميزان الاعتدال في نقد الرجال ج5:ص277/6248، المغني في الضعفاء ج2:ص475/ 4564، لسان الميزان ج4:ص336/ 959، الكشف الحثيث ج1:ص199/ 558 .
(3) ترجمة سهل بن عبد الله التستري : تاريخ الإسلام ج20:ص366 .
(4) ترجمة محمد بن سوار بن الفضل : تهذيب الكمال ج25:ص332/ 5274، تهذيب التهذيب ج9:ص186/ 331، تقريب التهذيب ج1:ص482/ 5941، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال ج1:ص340 .(2/27)
9- عبد الرحمن بن عباس(1) عبد الرحمن بن عباس القرشي روى عن أبي هريرة وعنه ثابت البناني. قال ابن حجر : مقبول من الثالثة .
10- عكرمة سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 25 ] .
11- عبد الله بن عباس سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 2 ] .
ثالثاً: الحكم على إسناد الحديث
هذا الحَدِيثُ إسنادُه ضعيفٌ جداً ، لأن فيه عمر بن واصل وهو متهم بالوضع . وقد قال ابن عساكر بعد روايته هذا الحديث روى هذا الشيخ أربعين حديثا بهذا الإسناد عن سهل عن خاله محمد بن سوار بأسانيده عن شيوخه كلها منكرة ولا أدري على من الحمل فيها . وحكم الألباني على الحديث في السلسلة الضعيفة (جزء 4/ صفحة 138/ 1634) بأنه ( ضعيف جدا . وحكم عليه بالوضع في ضعيف الترغيب والترهيب (جزء 1 / صفحة 188 / 1877) .
الحديث رقم { 147 }
وأخرج الطبراني في "الأوسط" عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أشد الناس عذاباً يوم القيامة عالم لم ينفعه علمه".
- - الله - -
أولاً: تخريج الحديث كما ذكر المصنف
أخرجه الطبراني في الصغير ا ( المعجم الصغير ( الروض الداني ) ج1/ص305/ 507 ) قال حدثنا طاهر بن عبد الله البابسيري حدثنا علي بن موسى بن مروان الرازي حدثنا عبد الله بن عاصم الحماني حدثنا عثمان بن مقسم البري عن سعيد المقبري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد الناس عذابا يوم القيامة عالم لم ينفعه علمه لم يروه عن المقبري إلا عثمان البري .
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف
__________
(1) ترجمة عبد الرحمن بن عباس : تهذيب الكمال ج17:ص206/ 3865، تهذيب التهذيب ج6:ص186/ 418، تقريب التهذيب ج1:ص343/ 3912، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال ج1:ص229 .(2/28)
أخرجه الشهاب في مسنده ، باب713 إن أشد الناس عذابا يوم القيامة عالم لم ينفعه الله بعلمه( مسند الشهاب ج2/ص171/ 1122) من طريق الوليد بن صالح ، وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان ، الثامن عشر من شعب الإيمان(شعب الإيمان ج2/ص284/ 1778) من طريقي يحيى بن سلام والوليد بن صالح كلاهما عن عثمان بن مقسم البري به وبمثله .وأخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (تاريخ مدينة دمشق ج56/ص306) من طريق السري بن يحيى عن سعيد بن أبي سعيد المقبري به وبمثله .
ثالثاً: دراسة إسناد الحديث
1- طاهر بن عبد الله البابسيري لم أجد له ترجمة .
2- علي بن موسى بن مروان الرازي لم أجد له ترجمة.
3- عبد الله بن عاصم الحماني(1) عبد الله بن عاصم الحماني بكسر المهملة وتشديد الميم أبو سعيد البصري روى عن محمد بن داب المديني وعثمان بن مقسم البري والحمادين وغيرهم وعنه أبو حاتم وأبو زرعة وعلي بن موسى بن مروان الرازي وغيرهم قال أبو زرعة وأبو حاتم صدوق وذكره بن حبان في الثقات ، وقال ابن حجر صدوق من التاسعة ق.
__________
(1) ترجمة عبد الله بن عاصم الحماني : الجرح والتعديل ج5:ص134/ 622، تهذيب الكمال ج15:ص137/ 3350، الكاشف ج1:ص564/ 2793، تهذيب التهذيب ج5:ص237/ 464، تقريب التهذيب ج1:ص308/ 3401 .(2/29)
4- عثمان بن مقسم البري(1) عثمان بن مقسم البري أبو سلمة الكندي البصري أحد الأئمة الأعلام على ضعف في حديثه روى عن منصور وقتادة والمقبري والكبار وصنف وجمع حدث عنه سفيان وأبو عاصم وأبو داود وشيبان بن فروخ والناس وكان ينكر الميزان يوم القيامة ويقول إنما هو العدل .تركه يحيى القطان وابن المبارك وقال احمد حديثه منكر وقال الجوزجاني كذاب وقال النسائي والدارقطني متروك وقال الفلاس صدوق لكنه كثير الغلط صاحب بدعه ، العدل قال بن معين ليس بشيء وهو من المعروفين بالكذب ووضع الحديث ، قال بن عدي عامة حديثه مما لا يتابع عليه إسنادا ومتنا وهو ممن يغلط الكثير ونسبه قوم إلى الصدق وضعفوه للغلط الكثير ومع ضعفه يكتب حديثه وقال الدارقطني في العلل ضعيف وقال مرة متروك وقال الساجي تركه أهل الحديث لرأيه وغلوه في الاعتزال وأما صدقه في الرواية فقد اختلفوا فيه، قال الذهبي كذبه غير واحد عنه مناكير.
5- سعيد بن أبي سعيد المقبري سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 74 ] . ثقة تغير قبل موته بأربع سنين.
6- أبو هريرة سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 19 ] .
رابعاًً: الحكم على إسناد الحديث
__________
(1) ترجمة عثمان بن مقسم البري : التاريخ الكبير ج6:ص252/ 2319، الضعفاء للنسائي ج1:ص75/ 419، المجروحين ج2:ص101/670، الجرح والتعديل ج6:ص167/ 918، المغني في الضعفاء ج2:ص429/ 4066، ميزان الاعتدال في نقد الرجال ج5:ص72/5574، لسان الميزان ج4:ص155/ 364 ، الكشف الحثيث ج1:ص181/ 488 .(2/30)
هذا الحَدِيثُ إسنادُه ضعيفٌ جداً ، لأن فيه عثمان بن مقسم وهو متروك متهم بالوضع . وقال الهيثمي في المجمع ( مجمع الزوائد ج1/ص185) رواه الطبراني في الصغير وفيه عثمان البري قال الفلاس صدوق لكنه كثير الغلط صاحب بدعة ضعفه أحمد والنسائي والدارقطني . وقال ابن عبد البر في جامع بين العلم وفضله ( جامع بيان العلم وفضله ج1/ص162) وهو حديث انفرد به عثمان البرى لم يرفعه غيره وهو ضعيف الحديث معتزلي المذهب ليس حديث بشيء ،.وقال الألباني في السلسلة الضعيفة ( ج4/ص138/ح1634) ضعيف جدا ، وانظر ضعيف الترغيب والترهيب ( ج1/ص26/ح106) .
الحديث رقم { 148 }
وأخرج ابن المبارك في "الزهد" عن أبي الدرداء قال :" إن من شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة عالم لم ينتفع بعلمه".
- - الله - -
أولاً: تخريج الأثر كما ذكر المصنف
أخرجه عبد الله بن المبارك في كتاب الزهد ، باب من طلب العلم لعرض من الدنيا ( الزهد لابن المبارك ج1/ص14/ 40 ) أخبركم أبو عمر بن حيويه وأبو بكر الوراق قالا أخبرنا يحيى قال حدثنا الحسين قال أخبرنا ابن المبارك قال أخبرنا رجل من الأنصار عن يونس بن سيف قال حدثني أبو كبشة السلولي قال سمعت أبا الدرداء يقول إن من شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة عالم لا ينتفع بعلمه
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف(2/31)
أخرجه ابن عبد البر في كتاب جامع بيان العلم وفضله ، باب ذكر استعاذة رسول الله صلى الله عليه وسلم من علم لا ينفع وسؤاله العلم النافع (جامع بيان العلم وفضله ج1/ص162) من طريق ابن المبارك، وأخرجه أبو نعيم في لحلية (ج1/ص223) من طريق ابن المبارك أيضا عن رجل من الأنصار عن يونس بن سيف به وبمثله . وقد جاء تسمية المبهم في رواية ثانية عند أبى نعيم في نفس الموضع وهو خلف الأنصاري ، وأخرجه الدارمي في سننه ، باب العمل بالعلم وحسن النية قيه ( سنن الدارمي ج1/ص93/ 262) قال أخبرنا إسماعيل بن أَبَانَ عن بن الْقَاسِمِ بن قَيْسٍ قال حدثني يُونُسُ بن يوسف الْحِمْصِيُّ حدثني أبو كَبْشَةَ السَّلُولِيُّ قال سمعت أَبَا الدَّرْدَاءِ يقول إن من أَشَرِّ الناس عِنْدَ اللَّهِ مَنْزِلَةً يوم الْقِيَامَةِ عالم لَا يَنْتَفِعُ بِعِلْمِهِ .ورواية الدرامي تابع فيها إسماعيل بن أبان عبد الله بن المبارك متابعة تامة وبينت المبهم وهو ابن القاسم بن قيس .
ثالثاً: دراسة إسناد الأثر
1- عبد الله بن المبارك سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 1 ] .(2/32)
2- عبد الغفار بن القاسم الأنصاري(1) عبد الغفار بن القاسم بن قيس الأنصاري أبو مريم الكوفي مشهور بكنيته وهو بن عم يحيى بن سعيد الأنصاري روى عن عدي بن ثابت ونافع مولى بن عمر وعطاء بن أبي رباح وغيرهم روى عنه شعبة وهو أكبر منه ويحيى بن سعيد الأنصاري وهو من شيوخه ، وكان ممن يروي المثالب في عثمان بن عفان وشرب الخمر حتى يسكر ومع ذلك يقلب الأخبار لا يجوز الاحتجاج به تركه أحمد بن حنبل ويحيى بن معين، وعامة حديثه بواطيل، قال أبو حاتم متروك الحديث وكان من رؤساء الشيعة وكان شعبة حسن الرأي فيه وقال الآجري سألت أبا داود فقال كان يضع الحديث وقال شعبة لم أر أحفظ منه قال أبو داود غلط شعبة فيه وقال الدارقطني أثنى عليه شعبة وخفي عليه أمره فبقي بعد شعبة فخلط فتركوه وقال النسائي متروك وقال البخاري ليس بالقوي عندهم وقال صاحب الميزان بقي إلى قريب الستين ومائة .
3- يُونُسُ بن سيف الحمصي(2) يونس بن سيف القيسي الكلاعي الحمصي روى عن الحارث بن زياد وأبي إدريس الخولاني وأبي كبشة السلولي وغيرهم وعنه ثور بن يزيد ومحمد بن الوليد الزبيدي ومروان بن سالم ومعاوية بن صالح وآخرون ذكره بن حبان في الثقات قال بن أبي عاصم مات سنة عشرين ومائة وقال البزار صالح الحديث وقال الدارقطني ثقة حمصي وقال البخاري وقال معاوية بن صالح يونس بن سيف وقال بعضهم عن معاوية يونس بن يوسف . وقال ابن حجر مقبول من الرابعة ووهم من سماه يوسف
__________
(1) ترجمة عبد الغفار بن القاسم الأنصاري : التاريخ الكبير ج6:ص122/ 1905، الجرح والتعديل ج6:ص53/ 284، المجروحين ج2:ص143/ 749، تعجيل المنفعة ج1:ص263/ 666 ا .
(2) ترجمة يونس بن سيف الحمصي : التاريخ الكبير ج8:ص405/ 3495، تهذيب الكمال ج32:ص510/ 7177، الكاشف ج2:ص403/ 6470، تهذيب التهذيب ج11:ص387/ 753، تقريب التهذيب ج1:ص613/ 7906 .(2/33)
4- أبو كَبْشَةَ السَّلُولِيُّ(1) أبو كبشة السلولي الشامي روى عن أبي الدرداء و ثوبان و عبد الله بن عمرو وعنه أبو سلام الأسود و حسان بن عطية و يونس بن سيف الكلاعي . وقال العجلي تابعي ثقة وقال أبو حاتم لا أعلم أنه يسمى وذكره البخاري ومسلم وغير واحد فيمن لا يعرف اسمه وقال عبد الغني بن سعيد المصري في الأوهام التي أخذها على الحاكم أبي عبد الله في كتاب المدخل قال قال أبو كبشة السلولي اسمه البراء بن قيس وهذا وهم لأن أبا كبشة السلولي يعد في الشاميين وهو من هوازن وهوازن ترجع إلى مضر والبراء بن قيس كوفي من السكون والسكون من اليمن والبراء بن قيس يكنى أبا كيسة مثلها في الخط إلا أنه بالياء باثنتين من تحتها والسين المهملة وقال بن ماكولا أن البراء بن قيس يسمى أبا كبشة بالموحدة والمعجمة وعزا ذلك للبخاري ومسلم وقال من قال فيه غير ذلك فقد صحف وقال أنه يروي عن حذيفة وسعيد بن أبي العاص وعنه أباد بن لقيط. قال ابن حجر : وكذا كناه أبو أحمد الحاكم في الكنى وفرق بينه وبين السلولي وهذا هو الصواب إن شاء الله تعالى و وثقة يعقوب بن سفيان، وقال ابن حجر أبو كبشة السلولي بفتح المهملة وتخفيف اللام الشامي ثقة من الثانية خ د ت س .
5- عويمر بن مالك أبو الدرداء : سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 32 ] .
رابعاًً: الحكم على إسناد الأثر
هذا الأثر إسنادُه ضعيفٌ ، رواية الدارمي ضعيف جدا لأن فيه عبد الغفار بن القاسم الأنصاري وهو متروك متهم بالوضع .وإسناد رواية ابن المبارك ضعيفة لأن فيها خلف الأنصاري وهو مجهول .
الحديث رقم { 149 }
__________
(1) ترجمة أبى كبشة السلولي : الجرح والتعديل ج9:ص430/ 2133 ، تهذيب الكمال ج34:ص215/ 7583، الكاشف ج2:ص453/ 6794، تهذيب التهذيب ج12:ص230/ 973، تقريب التهذيب ج1:ص668/ 8321 .(2/34)
وأخرج الطبراني وأبو نعيم عن أنس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "الزبانية أسرع إلى فسقة القراء منهم إلى عبدة الأوثان، فيقولون: يبدأ بنا قبل عبدة الأوثان ؟ فيقال لهم: ليس من يعلم كمن لا يعلم".
- - الله - -
أولاً: تخريج الحديث كما ذكر المصنف
أخرجه أبو نعيم في الحلية ( حلية الأولياء ج8/ص286) قال حدثنا سليمان بن محمد ثنا أبو هارون موسى بن محمد بن كثير السريني ثنا عبد الملك بن إبراهيم الحربي ثنا عبدالله بن عبد العزيز العمري عن أبي طوالة عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الزبانية أسرع إلى ضعة القرآن منهم إلى عبدة الأوثان فتقول يبدأ بنا قبل عبدة الأوثان فيقال لهم ليس من علم كمن لا يعلم. غريب من حديث أبي طوالة تفرد به عنه العمري .
ثانياً: دراسة إسناد الحديث
1- سليمان بن محمد لم أجد له ترجمة .
2- موسى بن محمد بن كثير(1) أبو هارون موسى بن محمد بن كثير السربني عن عبد الملك الجدي وعنه الطبراني بخبر منكر في عذاب فسقة القراء علقته في التاريخ في ترجمة عبد الله العمري
3- عبد الملك بن إبراهيم الجدي(2) عبد الملك بن إبراهيم الجدي بضم الجيم وتشديد الدال الحربي أبو عبد الله القرشي الحجازي المكي مولى بني عبد الدار روى عن إبراهيم بن طهمان وشعبة ومحمد بن نافع الطائفي وغيرهم وعنه أبو هارون موسى بن محمد بن كثير السريني وعبد الله بن منير وإبراهيم الجوزجاني وآخرون قال أبو زرعة لا بأس به وقال أبو حاتم شيخ وقال الدارقطني ثقة وذكره بن حبان في الثقات، وقال ابن حجر صدوق من التاسعة مات سنة أربع أو خمس ومائتين خ د ت س .
__________
(1) ترجمة موسي بن محمد بن كثير : ميزان الاعتدال في نقد الرجال ج6/ص561/ 8927 ، لسان الميزان ج6:ص129/ 446
(2) ترجمة عبد الملك بن إبراهيم الجدي : تهذيب الكمال ج18:ص280/ 3513، الكاشف ج1:ص663/ 3438، تهذيب التهذيب ج6:ص342/ 728، تقريب التهذيب ج1:ص362/ 4163 .(2/35)
4- عبدالله بن عبد العزيز العمري(1) عبد الله بن عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب القرشي العدوي أبو عبد الرحمن العمري الزاهد المدني روى عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا وعن أبيه عبد العزيز بن عبد الله العمري وأبي طوالة الأنصاري إن كان محفوظا روى عنه إسحاق بن إبراهيم الرازي وجابر بن مرزوق الجدي إن كان محفوظا وسفيان بن عيينة وعبد الله بن عمران العابدي . وقال ابن حجر ثقة من السابعة مات سنة أربع وثمانين وله ست وثمانون كان بن عيينة يقول إنه عالم أهل المدينة مد .
5- عبد الله بن عبد الرحمن أبو طوالة(2) بضم المهملة المدني اسمه عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر بن حزم الأنصاري النجاري أبو طوالة المدني كان قاضي المدينة في زمن عمر بن عبد العزيز روى عن أنس وعامر بن سعد وأبي الحباب سعيد بن يسار وغيرهم وعنه عبد الله بن عبد العزيز الليثي وعبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي وجماعة وقال الدقاق لا يعرف في المحدثين من يكنى أبا طوالة سواه ، وقال ابن حجر ثقة من الخامسة مات سنة أربع وثلاثين ويقال بعد ذلك ع .
6- أنس بن مالك سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 51 ] .
ثالثاً: الحكم على إسناد الحديث
__________
(1) ترجمة عبد الله بن عبد العزيز العمري : التاريخ الكبير ج5:ص140/ 421 ، الجرح والتعديل ج5:ص103/ 475 ، مشاهير الأمصار ج1:ص129/ 1009، تهذيب الكمال ج15:ص241/ 3396، ، تهذيب التهذيب ج5:ص264/ 515 . تقريب التهذيب ج1:ص312/ 3445
(2) ترجمة عبد الله بن عبد الرحمن أبو طوالة : تهذيب الكمال ج15:ص217/ 3385، الكاشف ج1:ص568/ 2823، تهذيب التهذيب ج5:ص259/ 504 ، تقريب التهذيب ج1:ص311/ 3435 .(2/36)
هذا الحَدِيثُ إسنادُه ضعيفٌ ، لجهالة موسى بن محمد بن كثير السريني ، وفيه سليمان بن محمد لم أجد له ترجمة وقد حكم العلماء بنكارة الحديث بل ببطلانه ، قال المناوي في الفيض (فيض القدير ج4/ص70) وقال ابن حبان حديث باطل وقال ابن الجوزي موضوع و قال المنذري لكن له مع غرابته شواهد وقال في الميزان حديث منكر(1)، وحكم الشوكاني بوضع الحديث ( الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة ج1/ص294) ، وقال ابن الجوزى (الموضوعات ج1/ص195) وقد رواه جابر بن مرزوق الجدي عن العمري وهو حديث لا يصح عن رسول الله وإنما وضعه من يقصد وهن العلماء وإنما تبدأ في العقاب بالأعظم جرما وجرم الكفر أعظم من جرم الفسق ولهذا في الصحيحين أول ما يقضى بين الناس في الدماء وجابر بن مرزوق ليس بشيء ولعل عبد الملك الجدي أخذه منه . قال ابن حبان(المجروحين ج1:ص210/ 75) : لا يجوز الاحتجاج بجابر بن مرزوق فإنه روى هذا الحديث وهو خبر باطل ما قاله رسول الله ولا رواه أنس . وتبعه ابن حجر في اللسان والذهبي في الميزان . وقال الألباني في الجامع الصغير وزيادته:منكر ( 1/ص694/ح6934) ، وانظر ضعيف الترغيب والترهيب (1/ص25/ح99) ، وقال الذهبي في الميزان (ميزان الاعتدال في نقد الرجال ج6/ص561/ 8927 ) موسى بن محمد بن كثير السريني عن عبدالملك الجدي وعنه الطبراني بخبر منكر في عذاب فسقة القراء علقته في التاريخ في ترجمة عبدالله العمري .
تنبيه : نسبه المصنف للطبراني ولم أجده في معاجمه الثلاثة ولم أجده في مجمع البحرين .
الحديث رقم { 150 }
__________
(1) الموضوعات ج1/ص195 ، الترغيب والترهيب ج1/ص73/ 208 ، ميزان الاعتدال في نقد الرجال ج2/ص102/ 1422 .(2/37)
وأخرج الترمذي وحسنه والحاكم وصححه عن أبي هريرة سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "أول الناس يقضي فيه يوم القيامة ثلاثة: رجل استشهد فأتى به فعرفه نعمه فعرفها فقال: ما عملت فيها ؟ قال: قاتلت في سبيلك حتى استشهدت، قال: كذبت إنما أردت أن يقال: فلان جرئ، فقد قيل؛ فيؤمر به فيسحب على وجهه حتى ألقي في النار، ورجل تعلم العلم وقرأ القرآن فيأتي به فعرفه نعمه عليه فعرفها، فقال: ما عملت فيها ؟ قال: تعلمت فيك العلم وعلَّمته وقرأت القرآن وعلمته فيك، قال: كذبت إنما أردت أن يقال فلان عالم وفلان قارئ(1) فقد قيل، فأمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار، ورجل آتاه الله من أنواع المال فأتى به فعرفه نعمه فعرفها فقال: ما عملت فيها ؟ قال ما تركت من شيئ تحب أن ينفق فيه إلا أنفقت فيه لك، قال: كذبت إنما أردت أن يقال فلان جواد فقد قيل، فأمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار
- - الله - -
أولاً: تخريج الحديث كما ذكر المصنف
__________
(1) فى المخطوطة (ب) بدون الواو .(2/38)
أخرجه الترمذي في سننه في كتاب الزهد ، باب ما جاء في الرياء والسمعة ( سنن الترمذي ج4/ص591/ 2382) قال : حدثنا سُوَيْدُ بن نَصْرٍ أخبرنا عبد اللَّهِ بن الْمُبَارَكِ أخبرنا حَيْوَةُ بن شُرَيْحٍ أخبرني الْوَلِيدُ بن أبي الْوَلِيدِ أبو عُثْمَانَ الْمَدَائِنِيُّ أَنَّ عُقْبَةَ بن مُسْلِمٍ حدثه أَنَّ شُفَيًّا الْأَصْبَحِيَّ حدثه أَنَّهُ دخل الْمَدِينَةَ فإذا هو بِرَجُلٍ قد أجتمع عليه الناس فقال من هذا فَقَالُوا أبو هُرَيْرَةَ فَدَنَوْتُ منه حتى قَعَدْتُ بين يَدَيْهِ وهو يحدث الناس فلما سَكَتَ وَخَلَا قلت له أَنْشُدُكَ بِحَقٍّ وَبِحَقٍّ لَمَا حَدَّثْتَنِي حَدِيثًا سَمِعْتَهُ من رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَقَلْتَهُ وَعَلِمْتَهُ فقال أبو هُرَيْرَةَ أَفْعَلُ لَأُحَدِّثَنَّكَ حَدِيثًا حَدَّثَنِيهِ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَقَلْتُهُ وَعَلِمْتُهُ ثُمَّ نَشَغَ(1)
__________
(1) النشغ : الشهيق وما أشبهه حتى يكاد يبلغ به الغشي وإنما يفعل الإنسان ذلك تشوقا إلى شيء فائت وأسفا عليه (الغشي غريب الحديث لابن سلام ج4/ص195، غريب الحديث لابن قتيبة ج3/ص735، الفائق ج3/ص431، النهاية في غريب الأثر ج5/ص57) ..(2/39)
أبو هُرَيْرَةَ نشغه فَمَكَثَ قَلِيلًا ثُمَّ أَفَاقَ فقال لَأُحَدِّثَنَّكَ حَدِيثًا حَدَّثَنِيهِ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في هذا الْبَيْتِ ما مَعَنَا أَحَدٌ غَيْرِي وَغَيْرُهُ ثُمَّ نَشَغَ أبو هُرَيْرَةَ نشغه أُخْرَى ثُمَّ أَفَاقَ فَمَسَحَ وَجْهَهُ فقال لَأُحَدِّثَنَّكَ حَدِيثًا حَدَّثَنِيهِ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وأنا وهو في هذا الْبَيْتِ ما مَعَنَا أَحَدٌ غَيْرِي وَغَيْرُهُ ثُمَّ نَشَغَ أبو هُرَيْرَةَ نشغه أُخْرَى ثُمَّ أَفَاقَ وَمَسَحَ وَجْهَهُ فقال أَفْعَلُ لَأُحَدِّثَنَّكَ حَدِيثًا حَدَّثَنِيهِ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وأنا معه في هذا الْبَيْتِ ما معه أَحَدٌ غيري وَغَيْرُهُ ثُمَّ نَشَغَ أبو هُرَيْرَةَ نشغه شَدِيدَةً ثُمَّ مَالَ خَارًّا على وَجْهِهِ فَأَسْنَدْتُهُ عَلَيَّ طَوِيلًا ثُمَّ أَفَاقَ فقال حدثني رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إن اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إذا كان يَوْمُ الْقِيَامَةِ يَنْزِلُ إلى الْعِبَادِ لِيَقْضِيَ بَيْنَهُمْ وَكُلُّ امة جَاثِيَةٌ فَأَوَّلُ من يَدْعُو بِهِ رَجُلٌ جَمَعَ الْقُرْآنَ وَرَجُلٌ يَقْتَتِلُ في سَبِيلِ اللَّهِ وَرَجُلٌ كَثِيرُ الْمَالِ فيقول الله لِلْقَارِئِ أَلَمْ أُعَلِّمْكَ ما أَنْزَلْتُ على رَسُولِي قال بَلَى يا رَبِّ قال فَمَاذَا عَمِلْتَ فِيمَا عُلِّمْتَ قال كنت أَقُومُ بِهِ أناء اللَّيْلِ وأناء النَّهَارِ فيقول الله له كَذَبْتَ وَتَقُولُ له الْمَلَائِكَةُ كَذَبْتَ وَيَقُولُ الله بَلْ أَرَدْتَ أَنْ يُقَالَ إِنَّ فُلَانًا قَارِئٌ فَقَدْ قِيلَ ذَاكَ وَيُؤْتَى بِصَاحِبِ الْمَالِ فيقول الله له أَلَمْ أُوَسِّعْ عَلَيْكَ حتى لم أَدَعْكَ تَحْتَاجُ إلى أَحَدٍ قال بَلَى يا رَبِّ قال فَمَاذَا عَمِلْتَ فِيمَا آتَيْتُكَ قال كنت أَصِلُ الرَّحِمَ وَأَتَصَدَّقُ فيقول الله له كَذَبْتَ وَتَقُولُ له الْمَلَائِكَةُ(2/40)
كَذَبْتَ وَيَقُولُ الله تَعَالَى بَلْ أَرَدْتَ أَنْ يُقَالَ فُلَانٌ جَوَادٌ فَقَدْ قِيلَ ذَاكَ وَيُؤْتَى بِالَّذِي قُتِلَ في سَبِيلِ اللَّهِ فيقول الله له في مَاذَا قُتِلْتَ فيقول أُمِرْتُ بِالْجِهَادِ في سَبِيلِكَ فَقَاتَلْتُ حتى قُتِلْتُ فيقول الله تَعَالَى له كَذَبْتَ وَتَقُولُ له الْمَلَائِكَةُ كَذَبْتَ وَيَقُولُ الله بَلْ أَرَدْتَ أَنْ يُقَالَ فُلَانٌ جرئ فَقَدْ قِيلَ ذَاكَ ثُمَّ ضَرَبَ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم على رُكْبَتِي فقال يا أَبَا هُرَيْرَةَ أُولَئِكَ الثَّلَاثَةُ أَوَّلُ خَلْقِ اللَّهِ تُسَعَّرُ بِهِمْ النَّارُ يوم الْقِيَامَةِ وقال الْوَلِيدُ أبو عُثْمَانَ فَأَخْبَرَنِي عُقْبَةُ بن مُسْلِمٍ أَنَّ شُفَيًّا هو الذي دخل على مُعَاوِيَةَ فَأَخْبَرَهُ بهذا قال أبو عُثْمَانَ وَحَدَّثَنِي الْعَلَاءُ بن أبي حَكِيمٍ أَنَّهُ كان سَيَّافًا لِمُعَاوِيَةَ فَدَخَلَ عليه رَجُلٌ فَأَخْبَرَهُ بهذا عن أبي هُرَيْرَةَ فقال مُعَاوِيَةُ قد فُعِلَ بِهَؤُلَاءِ هذا فَكَيْفَ بِمَنْ بَقِيَ من الناس ثُمَّ بَكَى مُعَاوِيَةُ بُكَاءً شَدِيدًا حتى ظَنَنَّا أَنَّهُ هَالِكٌ وَقُلْنَا قد جَاءَنَا هذا الرَّجُلُ بِشَرٍّ ثُمَّ أَفَاقَ مُعَاوِيَةُ وَمَسَحَ عن وَجْهِهِ وقال صَدَقَ الله وَرَسُولُهُ من كان يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فيها وَهُمْ فيها لَا يُبْخَسُونَ أُولَئِكَ الَّذِينَ ليس لهم في الْآخِرَةِ إلا النَّارُ وَحَبِطَ ما صَنَعُوا فيها وَبَاطِلٌ ما كَانُوا يَعْمَلُونَ قال أبو عِيسَى هذا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ . وأخرجه الحاكم في مستدركه في كتاب العلم (المستدرك على الصحيحين ج1/ص189/ 364 ) من طريق سليمان بن يسار عن أبى هريرة مرفوعا بنحوه .(2/41)
وقال الحاكم بعد روايته للحديث هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بهذه السياقة ويونس بن يوسف هو بن عمرو بن حماس الذي يروي عنه مالك بن أنس في الموطأ وقد خرجه مسلم . وأخرجه الحاكم في مستدركه في كتاب الجهاد (مستدرك على الصحيحين ج2/ص122/ 2528) من طريق أبى صالح السمان عن أبى هريرة ، وقال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين .
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف(2/42)
أخرجه مسلم في صحيحه ، في كتاب الإمارة ، باب بَاب من قَاتَلَ لِلرِّيَاءِ وَالسُّمْعَةِ اسْتَحَقَّ النَّارَ (صحيح مسلم ج3/ص1514/ 1905) قال حدثنا يحيى بن حَبِيبٍ الْحَارِثِيُّ حدثنا خَالِدُ بن الْحَارِثِ حدثنا بن جُرَيْجٍ حدثني يُونُسُ بن يُوسُفَ عن سُلَيْمَانَ بن يَسَارٍ قال تَفَرَّقَ الناس عن أبي هُرَيْرَةَ فقال له نَاتِلُ أَهْلِ الشَّامِ أَيُّهَا الشَّيْخُ حَدِّثْنَا حَدِيثًا سَمِعْتَهُ من رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال نعم سمعت رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول وساقه بمثله ،وساقه بسند آخر . فقال وحدثناه عَلِيُّ بن خَشْرَمٍ أخبرنا الْحَجَّاجُ يَعْنِي بن مُحَمَّدٍ عن بن جُرَيْجٍ حدثني يُونُسُ بن يُوسُفَ عن سُلَيْمَانَ بن يَسَارٍ قال تَفَرَّجَ الناس عن أبي هُرَيْرَةَ فقال له نَاتِلٌ الشامي وَاقْتَصَّ الحديث بِمِثْلِ حديث خَالِدِ بن الْحَارِثِ . وأخرجه البيهقي في سننه كتاب الجهاد ، باب بيان النية التي يقاتل عليها ليكون في سبيل الله(سنن البيهقي الكبرى ج9/ص168/ 18330) من طريق عبد الوهاب بن عطاء وأخرجه أحمد في مسنده (مسند أحمد بن حنبل ج2/ص321/ 8260) ، وأخرجه أبو عوانة في مسنده (مسند أبي عوانة ج4/ص488/7441) كلاهما من طريق الحجاج ، وأخرجه النسائي في سننه الكبرى كتاب الجهاد ، باب من قاتل ليقال فلان جريء (سنن النسائي الكبرى ج3/ص17/ 4345) ، وأخرجه في سنن الصغرى (المجتبى) (ج6/ص23/ 3137 ) ، ( باب من قاتل ليقال جرئ) من طريق خَالِدِ بن الْحَارِثِ ، ثلاثتهم عن ابن جريج به وبمثله .
ثالثاً: دراسة إسناد حديث الترمذي
1- سويد بن نصر سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 19 ] .
2- عبد الله بن المبارك سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 1 ] .(2/43)
3- حيوة بن شريح(1) حيوة بفتح أوله وسكون التحتانية وفتح الواو بن شريح بن صفوان بن مالك التجيبي أبو زرعة المصري الفقيه الزاهد روى عن عقبة بن مسلم التجيبي و شرحبيل بن شريك المعافري وسالم بن غيلان وجماعة وعنه الليث وابن لهيعة وابن وهب وابن المبارك وغيرهم ، وقال ابن حجر ثقة ثبت فقيه زاهد من السابعة مات سنة ثمان وقيل تسع وخمسين .ع
4- الْوَلِيدُ بن أبي الْوَلِيدِ(2) الوليد بن أبي الوليد عثمان القرشي مولى عمر وقيل مولى عثمان أبو عثمان المدني وقيل الوليد بن الوليد وهو وهم روى عن جابر بن عبد الله وسعيد بن المسيب وعقبة بن مسلم التجيبي وغيرهم روى عنه بكير بن الأشج وابن الهاد والليث بن سعد وحيوة بن شريح. وثقه أبو زرعة والعجلي والذهبي و ذكره بن حبان في الثقات وقال ربما خالف على قلة روايته وفرق بين أبي الوليد مولى بن عمر روى عن عبد الله بن عمرو وعنه حيوة والليث ولم يقل فيه شيئا وبين الوليد بن أبي الوليد مولى عثمان المدني روى عن عبد الله بن دينار وعنه حيوة بن شريح وقال فيه الكلام المحكي عنه هنا. وقال ابن حجر لين الحديث من الرابعة بخ م 4. وقول ابن حجر هنا لا يتابع عليه فقد قال المزي (تهذيب الكمال ج31/ص107/ 6745 ) قال أبو زرعة ثقة وقال أبو عبيد الآجري سألت أبا داود عنه فقال فيه خيرا وذكره بن حبان في كتاب الثقات.
__________
(1) ترجمة حيوة بن شريح : تهذيب الكمال ج7:ص478/ 1580، الكاشف ج1:ص359/ 1291، تهذيب التهذيب ج3:ص61/135 ، تقريب التهذيب ج1:ص185/ 1600 .
(2) ترجمة الوليد بن أبي الوليد : التاريخ الكبير ج8:ص156/ 2545 ، معرفة الثقات ج2:ص343/ 1949 ، الجرح والتعديل ج9:ص19/ 83 ، الثقات ج7:ص552/ 11429، ذكر اسماء التابعين ومن بعدهم ج2:ص268/ 1349 ، رجال مسلم ج2:ص301/ 1746، الكاشف ج2:ص356/ 6099، الإصابة ج6:ص637/ 9208 ، تقريب التهذيب ج1:ص584/ 7464 .(2/44)
5- عُقْبَةَ بن مُسْلِمٍ التجيبي (1) عقبة بن مسلم التجيبي بضم المثناة وكسر الجيم بعدها تحتانية ساكنة ثم موحدة أبو محمد المصري القاص إمام مسجد الجامع العتيق بمصر روى عن سعد بن مسعود التجيبي وشفي بن ماتع الأصبحي وعبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي روى عنه جعفر بن ربيعة الكندي وحرملة بن عمران التجيبي وحيوة بن شريح وعبد الله بن لهيعة والوليد بن أبي الوليد المدني. وقال ابن حجر ثقة من الرابعة مات قريبا من سنة عشرين بخ د ت س
6- شُفَيًّ الْأَصْبَحِيَّ(2) شفي مصغرا بن ماتع بمثناة بن ماتع ويقال بن عبد الله الأصبحي أبو عثمان المصري والد حسين بن شفي روى عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا وعن تبيع الحميري وعبد الله بن عمرو بن العاص وأبي هريرة روى عنه أيوب بن بشير العجلي الشامي وابنه حسين بن شفي وعقبة بن مسلم والوليد بن أبي الوليد .قال النسائي ثقة وذكره بن حبان في كتاب الثقات . وقال ابن حجر ثقة من الثالثة أرسل حديثا فذكره بعضهم في الصحابة خطأ مات في خلافة هشام قاله خليفة سنة 105 عخ د ت س فق.
7- أبو هريرة سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 19 ] .
رابعاً: الحكم على إسناد الحديث
__________
(1) ترجمة عقبة بن مسلم التجيبي : التاريخ الكبير ج6:ص437/ 2909 ، معرفة الثقات ج2:ص142/ 1265 ، الجرح والتعديل ج6:ص316/ 1757 , الثقات ج5:ص228/ 4627 ، المعرفة والتاريخ ج2:ص286، تهذيب الكمال ج20:ص222/ 3987، الكاشف ج2:ص30/ 3848، تقريب التهذيب ج1:ص395/ 4650 .
(2) ترحمة شفي الأصبحي : معرفة الثقات ج1:ص458/ 735 ، تهذيب الكمال ج12:ص543/ 2764، الكاشف ج1:ص489/ 2300، تقريب التهذيب ج1:ص268/ 2813 .(2/45)
هذا الحَدِيثُ إسنادُه صَحِيحٌ ، لأن رجاله ثقات .و قال أبو عِيسَى هذا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ , وقال الحاكم في مستدركه هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه وقال الذهبي في تلخيصه : على شرطهما ولم يخرجاه بهذه السياقة . وصححه الألباني في تعليقه على الترمذي ( 4/591/ ح2382) .
الحديث رقم { 151 }
وأخرج الدارمي في "مسنده" عن عبيدالله بن جعفر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أجرؤكم على الفتيا أجرؤكم على النار"
- - الله - -
أولاً: تخريج الحديث كما ذكر المصنف
أخرجه الدارمي ( عبد الله بن عبد الرحمن بن الفضل أبو محمد ) في سننه في المقدمة ، باب الفتيا وما فيه من الشدة (سنن الدارمي ج1/ص69/ 157) قال أخبرنا إبراهيم بن موسى ثنا بن المبارك عن سعيد بن أبي أيوب عن عبيد الله بن أبي جعفر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أجرأكم على الفتيا أجرأكم على النار .
ثانياً: دراسة إسناد الحديث
1- إبراهيم بن موسى(1) إبراهيم بن موسى بن يزيد التميمي إبراهيم بن موسى أبو إسحاق الرازي الفراء الحافظ يلقب الصغير . روى عن أبي الأحوص وعبد الوارث وخالد الطحان ويزيد بن زريع وروى عنه البخاري ومسلم وأبو داود ومن بقي بواسطة وأبو حاتم. قال أبو زرعة كتبت عنه مائة ألف حديث وهو أتقن من أبي بكر بن أبي شيبة وقال ابن حجر ثقة حافظ من العاشرة مات بعد العشرين ومائتين ع .
2- عبد الله بن المبارك سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 1 ] .
3- سعيد بن أبي أيوب أبو يحيى مصري ، سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 5 ] .
__________
(1) ترجمة إبراهيم بن موسى : التاريخ الكبير ج1:ص327/1028 ، تهذيب الكمال ج2:ص219/ 254 ، الكاشف ج1:ص226/ 211، تهذيب التهذيب ج1:ص148/ 308 ، تقريب التهذيب ج1:ص94/ 259.(2/46)
4- عبيد الله بن أبي جعفر(1) عبيد الله بن أبى جعفر المصري القرشي أبو بكر مولى بني أمية من أهل مصر، يروى عن جماعة من التابعين ، روى عن صفوان بن سليم ونافع مولى بن عمر وبكير بن الأشج و عبد الرحمن الأعرج روى عنه سعيد بن أبي أيوب والليث وحيوة بن شريح ، وثقه أبو حاتم وقال أحمد كان يتفقه ليس به بأس مات. وقال ابن حجر ثقة وقيل عن أحمد إنه لينه وكان فقيها عابدا ع سنة ست وثلاثين ومائة.
ثالثاًً: الحكم على إسناد الحديث
هذا الحَدِيثُ إسنادُه ضعيفٌ ، لإرساله . قال العجلوني ( كشف الخفاء ج1/ص51/ 113 ) رواه ابن عدي عن عبدالله بن جعفر مرسلا . وكذا قال المناوي في الفيض ( التيسير بشرح الجامع الصغير ج1/ص36) رواه الدرامي عن عبيد الله بالتصغير ابن أبي جعفر مرسلا هو أبو بكر الصدّيق المصري الفقيه .
الحديث رقم { 152 }
وأخرج ابن المبارك في "الزهد" عن عقبة بن مسلم أن ابن عمر سئل عن شيء فقال: "لا أدري، ثم أتبعها فقال: أتريدون أن تجعلوا ظهورنا لكم جسوراً في جهنم، وأن(2) تقولوا أفتانا بهذا ابن عمر ؟ " .؟
- - الله - -
أولاً: تخريج الأثر كما ذكر المصنف
أخرجه ابن المبارك في كتاب الزهد ( الزهد لابن المبارك ج1/ص18/ 52 ) قال أخبركم أبو عمر بن حيويه وأبو بكر الوراق قالا أخبرنا يحيى قال حدثنا الحسين قال أخبرنا ابن المبارك قال أخبرنا حيوة بن شريح قال حدثني عقبة بن مسلم أن ابن عمر سئل عن شيء فقال لا أدري ثم أتبعها فقال أتريدون أن تجعلوا ظهورنا لكم جسورا في جهنم أن تقولوا أفتانا بهذا ابن عمر
ثانياً: دراسة إسناد الأثر
1- حيوة بن شريح سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 150 ] . ثقة .
__________
(1) ترجمة عبيد الله بن أبى جعفر : الجرح والتعديل ج5:ص310/ 1478، الثقات ج7:ص142/ 9379 ، الكاشف ج1:ص679/ 3537 ، تهذيب التهذيب ج7:ص6/ 10 ، تقريب التهذيب ج1:ص370/ 4281 .
(2) الواو ساقطة من المخطوطات الثلاثة.(2/47)
2- عقبة بن مسلم سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 150 ] . ثقة .
3- عبد الله بن عمر سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 62 ] .
ثالثاً : الحكم على إسناد الأثر
هذا الأثر إسنادُه صحيحٌ ، لأن رجاله ثقات .
الحديث رقم { 153 }
وأخرج الطبراني عن أبي الدرداء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من أخذ على تعليم القرآن قوساً، قلَّده(1) الله مكانها قوساً من نار يوم القيامة
- - الله - -
أولاً: تخريج الحديث كما ذكر المصنف
عزاه المصنف إلى الطبراني عن أبي الدرداء ولم أجده بل هو موجود عن أبى بن كعب وعوف بن مالك والبراء .
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف
أخرجه البيهقي في سننه الكبرى ، كتاب الإجارة ، باب من كره أخذ الأجرة عليه ( سنن البيهقي الكبرى ج6/ص126/ 11465 ) قال حدثناه أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد السراج إملاء ثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا عبد الرحمن بن يحيى بن إسماعيل بن عبيد الله ثنا الوليد بن مسلم ثنا سعيد بن عبد العزيز عن إسماعيل بن عبيد الله عن أم الدرداء عن أبي الدرداء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أخذ قوسا على تعليم القرآن قلده الله قوسا من نار .. وأخرجه أبو نعيم في الحلية (حلية الأولياء ج6/ص86) من طريق عمرو بن واقد أ وأخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (تاريخ مدينة دمشق ج7/ص271/ 538) من طريق سعيد بن عبد العزيز كلاهما عن إسماعيل بن عبيد الله عن أم الدرداء به وبنحوه
ثالثاً: دراسة إسناد الحديث
__________
(1) القلادة : ما جعل في العنق ومنه تقلد السيف جعله فى رقبته (القاموس المحيط ج1/ص398، غريب الحديث للحربي ج2/ص892)(2/48)
1- عبد الرحمن بن محمد السراج(1) عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن محمد بن حمدان أبو القاسم القرشي النيسابوري السراج روى عن أبي العباس الأصم وأبي منصور محمد بن القاسم الصبغي وأحمد ابن محمد بن عبدوس الطرائفي وجماعة روى عنه أبو بكر الخطيب وأبو صالح المؤذن وفاطمة بنت الدقاق وجماعة وكان إماما جليلا تفقه على الأستاذ أبي الوليد ومات في صفر سنة ثمان عشرة وأربعمائة .
2- أحمد بن محمد بن عبدوس(2) أحمد بن محمد بن عبدوس بن سلمة أبو الحسن العنزي الطرائفي النيسابوري سمع السري بن خزيمة ومحمد بن أشرس السلمي وعثمان بن سعيد الدارمي وجماعة وكان فيما قال الحاكم صدوقاً روى عنه أبو علي الحافظ وأبو الحسين الحجاجي وابن محمش الزيادي والحاكم وأبو عبد الرحمن السلمي وآخرون توفي في رمضان وصلى عليه أبو الوليد الفقيه .
__________
(1) ترجمة عبد الرحمن بن محمد السراج : طبقات الشافعية الكبرى ج5:ص116/ 460 .
(2) ترجمة أحمد بن محمد بن عبدوس : تاريخ الإسلام ج25/ص345 .(2/49)
3- عثمان بن سعيد الدارمي(1) عثمان بن سعيد بن خالد بن سعيد السجستاني الحافظ أبو سعيد الدارمي محدث هراة وأحد الأعلام الثقات ، أخذ الأدب عن ابن الأعرابي والفقه عن البويطي والحديث عن يحيى بن معين، سمع أبا اليمان الحمصي وحيوة بن شريح وهشام بن عمار وطائفة روى عنه أحمد بن محمد الأزهري وأبو النضر محمد بن محمد الطوسي الفقيه وأحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي وخلق .قال أبو الفضل يعقوب الهروي القراب ما رأينا مثل عثمان بن سعيد ولا رأى هو مثل نفسه وعن عثمان الدارمي من لم يجمع حديث شعبة وسفيان ومالك وحماد بن زيد وابن عيينة فهو مفلس في الحديث يعني أنه ما بلغ رتبة الحفاظ في العلم قال شيخنا الذهبي ولا ريب أن من حصل علم هؤلاء وأحاط بمروياتهم فقد حصل على ثلثي السنة أو نحوها توفى الدارمي رحمه الله في ذي الحجة سنة ثمانين ومائتين قال الذهبي ووهم من قال سنة اثنتين وثمانين، وللدارمي كتاب في الرد على الجهمية وكتاب في الرد على بشر المريسي ومسند كبير .
4- عبد الرحمن بن يحيى بن إسماعيل(2) عبد الرحمن بن يحيى بن إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر المخزومي أبو محمد الدمشقي روى عن الوليد بن مسلم ومحمد بن عيسى بن سميع وعبيد بن الوليد بن أبي السائب وغيرهم وعنه أبو حاتم والفسويّ وعثمان بن سعيد الدّارميّ وأحمد بن إبراهيم البسريّ وجماعة وكان من علماء دمشق الكبار قال أبو حاتم ما بحديثه بأس ، وذكره بن حبان في الثقات . وكان من علماء دمشق الكبار .
__________
(1) ترجمة عثمان بن سعيد الدرامي : الجرح والتعديل ج6:ص153/ 837 ،الثقات ج8:ص455/ 14404،طبقات الشافعية الكبرى ج2:ص302/67
(2) ترجمة عبد الرحمن بن يحي بن إسماعيل : التاريخ الكبير ج5:ص367/ 1160، الجرح والتعديل ج5:ص302/ 1432، الثقات ج8:ص378/ 13969، تاريخ الإسلام ج16:ص259 ، تهذيب التهذيب ج6:ص263/ 578 .(2/50)
5- الوليد بن مسلم سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 86 ] ثقة لكنه كثير التدليس والتسوية .
6- سعيد بن عبد العزيز(1) سعيد بن عبد العزيز أبو محمد التنوخي الدمشقي التنوخي مفتي دمشق وعالمها، روى عن الزهري ومكحول روى عنه الثوري والوليد بن مسلم ومحمد بن ربيعة ، وثقه أبو حاتم وقال النسائي ثقة ثبت وقال ابن حجر ثقة إمام سواه أحمد بالأوزاعي وقدمه أبو مسهر لكنه اختلط في آخر أمره من السابعة مات سنة سبع وستين وقيل بعدها وله بضع وسبعون بخ م 4 .
7- إسماعيل بن عبيد الله(2) إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر واسمه أقرم القرشي المخزومي أبو عبد الحميد الدمشقي وكان يؤدب ولد عبد الملك بن مروان واستعمله عمر بن عبد العزيز على إفريقية روى عن أنس بن مالك وخالد بن عبد الله بن حسين وأم الدرداء الصغرى ومعاوية بن أبي سفيان روى عنه إسماعيل بن رافع المدني وربيعة بن يزيد وسعيد بن بشير وسعيد بن عبد العزيز . لم يسمع من الصحابة إلا من السائب بن يزيد، وقال ابن حجر ثقة من الرابعة مات سنة إحدى وثلاثين وله سبعون سنة خ م د س ق .
8- أم الدرداء سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 32 ] ، ثقة فقيهة .
9- أبو الدرداء سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 32 ] .
رابعاًً: الحكم على إسناد الحديث
__________
(1) ترجمة سعيد بن عبد العزيز : التاريخ الكبير ج3:ص497/ 1659 ، معرفة الثقات ج1:ص402/ 608، الجرح والتعديل ج4:ص42/ 184، الكاشف ج1:ص440/ 1926، تقريب التهذيب ج1:ص238/ 2358 .
(2) ترجمة إسماعيل بن عبيد الله : التاريخ الكبير ج1:ص366/ 1158، الجرح والتعديل ج2:ص182/ 621 ، مشاهير الأمصار ج1:ص179/ 1418 ، تهذيب الكمال ج3:ص143/ 465، لكاشف ج1:ص248/ 394، جامع التحصيل ج1:ص146/ 37، تقريب التهذيب ج1:ص109/ 466 .(2/51)
هذا الحَدِيثُ إسنادُه حَسَنٌ ، لأن فيه أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي وهو صدوق . وقال الزيلعي في نصب الراية (نصب الراية ج4/ص138) قال في التنقيح قال عثمان بن سعيد الدارمي ثنا عبد الرحمن بن يحيى بن إسماعيل بن عبد الله ثنا الوليد بن مسلم ثنا سعيد بن عبد العزيز عن إسماعيل بن عبيد الله عن أم الدرداء عن أبي الدرداء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أخذ قوسا على تعليم القرآن قلده الله قوسا من نار انتهى وقال ليس فيه إلا عبد الرحمن هذا قال بن أبي حاتم روى عنه أبي وسألته عنه فقال صدوق ما بحديثه بأس وقال البيهقي ضعيف وبقية السند صحيح روى مسلم في صحيحه عن الوليد بن مسلم بهذا السند في الصوم في السفر انتهى كلامه . وقال الألباني في الجامع الصغير وزيادته [ جزء 1 - صفحة 1093/ ح10926) رواة البيهقي وأبى نعيم عن أبي الدرداء صحيح وانظر حديث رقم : 5982 في صحيح الجامع . وقال البيهقي بعد إيراده الحديث (( ج6/ص126/ح11466) أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الحسن الطرائفي قال وفيما أجاز لنا عثمان بن سعيد الدارمي عن دحيم قال حديث أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم من تقلد قوسا على تعليم القرآن ليس له أصل , وقال في معرفة السنن والآثار( ج5/ص381) وروي فيه أيضاً عن أبي الدرداء وحديث أبي الدرداء ليس له أصل كذا قال أهل العلم بالحديث والله أعلم .
خامساً: تنبيه
الحديث ورد من طريق عبادة بن الصامت في سنن أبى دواد ، كتاب الإجارة ( سنن أبي داود ج3/ص264/3416 ) ، وورد من طريق أبى بن كعب عند ابن ماجة كتاب الإجارة ، باب الْأَجْرِ على تَعْلِيمِ الْقُرْآنِ (سنن ابن ماجه ج2/ص730/ 2158 ) وكلاهما صحيح . انظر صحيح أبى داود للألبانى (ج2/ص655/ح2915) ، وصحيح ابن ماجة له ( ج2/ص8/ح2149) .
الحديث رقم { 154 }
وأخرج مثله من طريق الطفيل بن عمرو الدوسي وعوف بن مالك وعبد الله بن بشر
- - الله - -(2/52)
أولاً: تخريج الحديث كما ذكر المصنف
ذكر رواية الطفيل بن عمرو الدوسي : ( المعجم الأوسط جزء 1 - صفحة 139/ 439 ) قال حدثنا أحمد بن خليد قال حدثنا عبيد بن جناد قال حدثنا إسماعيل بن عياش عن عبد الله بن سليمان بن عمير عن الطفيل بن عمرو الدوسي قال : أقرأني أبي بن كعب القرآن فأهديت إليه قوسا فغدا إلى النبي وقد تقلده فقال له النبي تقلدها من جهنم قلت يا رسول الله إنا ربما حضرنا طعامهم فأكلنا منه فقال أما ما عمل لك فإنك إن أكلته فإنما تأكله بخلاقك وأما ما عمل لغيرك فحضرته فأكلت منه فلا بأس به لا يروى هذا الحديث عن الطفيل بن عمرو إلا بهذا الإسناد تفرد به إسماعيل بن عياش .
ذكر رواية عوف بن مالك : ( المعجم الكبير ج18/ص53/ 96 ) قال حدثنا عَمْرُو بن إِسْحَاقَ بن إبراهيم بن زَبْرَيقٍ الْحِمْصِيُّ ثنا محمد بن إِسْمَاعِيلَ بن عَيَّاشٍ حدثنا أبي عن ضَمْضَمِ بن زُرْعَةَ عن شُرَيْحِ بن عُبَيْدٍ أَنَّهُ حَدَّثَهُمْ عن عَوْفِ بن مَالِكٍ أَنَّهُ كان معه رَجُلٌ يُعَلِّمُهُ الْقُرْآنَ فقال لِرَسُولِ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم صَاحِبِي الذي رَأَيْتَهُ مَعِيَ اشْتَرَى قَوْسًا وَأَهْدَاهَا إلي أَفَآخُذُهَا منه فقال له النبي صلى اللَّهُ عليه وسلم لا ثُمَّ مَكَثَ حتى إذا كان رَأْسُ الْحَوْلِ عَادَ عليه فقال : يا رَسُولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم آخُذُهَا قال : لا ثُمَّ مَكَثَ حتى كان رَأْسُ الْحَوْلِ قال آخُذُ تِلْكَ الْقَوْسَ ، يا رَسُولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم ، أَتُرِيدُ أَنْ تَلْقَى اللَّهَ يا عَوْفٌ يوم الْقِيَامَةِ وَبَيْنَ كَتِفَيْكَ ، جَمْرَةٌ من جَهَنَّمَ .
ثانياً: أ- دراسة إسناد الحديث "رواية الطفيل بن عمرو الدوسي"
1- أحمد بن خليد أحمد بن خليد بن يزيد بن عبد الله الحلبي أبو عبد الله الكندي ، سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 137 ] ، ثقة .(2/53)
2- عبيد بن جناد(1) عبيد بن جناد الحلبي الكلابيّ الرّقّيّ نزيل حلب وقاضيها ، حدث عن عبيد الله بن عمرو الرقي ، وعطاء بن مسلم الخشاب وعبد الله بن المبارك والليث ابن سعد حدث عنه أبو زرعة الرازي وأبو يعلى الموصلي وأحمد بن إسحاق الخشاب الرقي ، قال ابن أبي حاتم : سئل عنه أبي فقال صدوق . مات سنة إحدى وثلاثين ومائتين .
3- إسماعيل بن عياش(2) إسماعيل بن عياش بن سليم العنسي أبو عتبة الحمصي روى عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة المدني وزيد بن أسلم وسفيان الثوري وعبد الله بن سليمان وغيرهم ، روى عنه إبراهيم بن شماس وبقية بن الوليد وهو من أقرانه وعبد الله بن المبارك وعبد الله بن وهب المصري ، قال النسائي ضعيف وقال أحمد روى عن كل ضرب وقال مرة ما روى عن الشاميين صحيح وما روى عن أهل الحجاز فليس صحيح وقال ابن حبان لما كبر تغير حفظه فكثر الخطأ في حديثه وهو لا يعلم فخرج عن حد الاحتجاج به ، وقال دحيم هو في الشاميين غاية وخلط عن المدنيين وقال البخاري إذا حدث عن أهل حمص فصحيح وقال أبو حاتم لين ، وقال ابن حجر صدوق في روايته عن أهل بلده مخلط في غيرهم من الثامنة 4 . مات في ربيع الأول 181 وله بضع وسبعون
__________
(1) ترجمة عبيد بن جناد : الجرح والتعديل ج5:ص404/ 1871، الثقات ج8:ص432/ 14263، تكملة الإكمال ج2:ص10/1016، تاريخ الإسلام ج16:ص272 .
(2) ترجمة إسماعيل بن عياش : التاريخ الكبير ج1:ص369/ 1169، الجرح والتعديل ج2:ص191/ 650، الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ج1:ص118/ 401 ، تهذيب الكمال ج3:ص163/ 4472 ، الكاشف ج1:ص248/ 400، تقريب التهذيب ج1:ص109/ 473 .(2/54)
4- عبد ربه بن سليمان بن عمير(1) عبد ربه بن سليمان بن عمير بن زيتون من أهل الشام يروى عن عبد الله بن محيريز وأم الدرداء روى عنه بن عياش و رجاء بن أبى سلمة والشاميون . قال أبو حاتم الرازي والذهبي قال ابن حجر : مجهول. وثقه بن حبان.
تنبيه : في نسخة الطبراني مذكور عبد الله بن سليمان وأظنه تصحيفا كما بين ابن حجر : في الإصابة في ترجمة الطفيل (الإصابة ج3:ص521/ 4258) والصواب هو عبد ربه بن سليمان .
5- الطفيل بن عمرو الدوسي(2) الطفيل بن عمرو الدوسي صاحب النبي صلى الله عليه وسلم كان سيدا مطاعا من أشراف العرب ودوس بطن من الأزد وكان الطفيل يلقب ذا النور أسلم قبل الهجرة بمكة ، ثم رجع إلى بلاد قومه من أرض دوس فلم يزل مقيما بها حتى هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بخيبر بمن تبعه من قومه فلم يزل مقيما مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قبض صلى الله عليه وسلم ثم كان مع المسلمين حتى قتل باليمامة شهيدا
__________
(1) ترجمة عبد ربه بن سليمان بن عمير : التاريخ الكبير ج6:ص77/ 1765 ، الجرح والتعديل ج6:ص43/ 221 ، الثقات ج7:ص153/ 9432، ، الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ج2:ص87/ 1837 ، المغني في الضعفاء ج1:ص370/ 3513 ، لسان الميزان ج7:ص277/ 3712 .
(2) ترجمة الطفيل بن عمرو الدوسي : طبقات ابن سعد ج4:ص237، الثقات ج3:ص203/ 690 ، الاستيعاب ج2:ص757/ 1274 ، سير أعلام النبلاء ج1:ص344/ 75، الإصابة ج2:ص419/ 2478 .(2/55)
6- أبى بن كعب(1) أبي بن كعب بن قيس بن عبيد بن زيد بن النجار أبو المنذر ويقال أبو الطفيل المدني سيد القراء روى عن النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه عمر بن الخطاب وأبو أيوب وأنس بن مالك وسليمان بن صرد و الطفيل بن أبي بن كعب وغيرهم شهد بدرا والعقبة الثانية وقال عمر بن الخطاب سيد المسلمين أبي بن كعب من فضلاء الصحابة اختلف في سنة موته اختلافا كثيرا قيل سنة تسع عشرة وقيل سنة اثنتين وثلاثين وقيل غير ذلك ع
ثانياً: ب- دراسة إسناد الحديث "رواية عوف بن مالك"
1- عَمْرُو بن إِسْحَاقَ بن إبراهيم(2) عَمْرُو بن إِسْحَاقَ بن إبراهيم بن زَبْرَيقٍ الْحِمْصِيُّ أبو الحسن عمرو بن إسحاق بن إبراهيم بن أحمد بن السكن الأسدي السكني البخاري محدث عصره وشيخ العرب ببلده ومن أكثر الناس تفقدا لأهل العلم سمع ببخارى أبا علي صالح بن محمد البغدادي جزرة وأبا هارون سهل بن شاذويه الحافظ وببغداد أبا بكر عبد الله بن أبي داود السجستاني وأبا القاسم عبد الله بن محمد البغوي وبالكوفة عبد الله بن زيدان البجلي وأقرانهم ، روى عنه محمد بن إسماعيل الوراق ، وأبو الحسن الدارقطني ، ويوسف بن عمر القواس ، و سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ ، وذكره في تاريخ نيسابور ، وقال ورد نيسابور سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة وحججت أنا في تلك السنة فرأيت له في الطريق مروءة ظاهرة وقبولا تاما في العلم والأخذ عنه ، وتوفي سنة أربع وأربعين وثلاثمائة .
__________
(1) ترجمة أبي بن كعب : مشاهير الأمصار ج1:ص12/ 31 ، تهذيب الكمال ج2:ص262/ 279 ، الكاشف ج1:ص229/ 231، تهذيب التهذيب ج1:ص164/ 350، الإصابة ج1:ص27/ 32 ، تقريب التهذيب ج1:ص96/ 283 .
(2) ترجمة عمرو بن إسحاق بن إبراهيم : تاريخ بغداد ج12:ص226/ 6677، الأنساب ج3:ص270، نزهة الألباب في الألقاب ج2:ص170 .(2/56)
2- محمد بن إِسْمَاعِيلَ بن عَيَّاشٍ(1) محمد بن إسماعيل بن عياش بن سليم العنسي الحمصي ، روى عن أبيه وروى عنه أبو زرعة الرازي ، ومحمد بن عوف الطائي ، وسليمان بن عبد الحميد البهراني ، وعمرو بن إسحاق بن إبراهيم بن العلاء بن زبريق ، وهاشم بن مرثد الطبراني ، وغيرهم . قال أبو حاتم لم يسمع من أبيه شيئا ، حملوه على أن يحدث ، فحدث ، وقال الآجري سئل أبو داود عنه فقال لم يكن بذاك ، قد رأيته ودخلت حمص غير مرة وهو حي قلت ثم روى في سننه عن رجلٍ عنه ، وقال ابن حجر عابوا عليه أنه حدث عن أبيه بغير سماع ، من العاشرة ق .
3- إِسْمَاعِيلَ بن عَيَّاشٍ سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 154 ] . صدوق في روايته عن أهل بلده ، مخلط في غيرهم .
4- ضَمْضَمِ بن زُرْعَةَ(2) ضمضم بن زرعة بن ثوب بضم المثلثة وفتح الواو ثم موحدة الحضرمي الحمصي روى عن شريح بن عبيد الحضرمي روى عنه إسماعيل بن عياش ويحيى بن حمزة الحضرمي قال عثمان بن سعيد الدارمي عن يحيى بن معين ثقة وقال أبو حاتم ضعيف وذكره بن حبان في كتاب الثقات ، وقال ابن حجر ضمضم بن زرعة بن ثوب صدوق يهم من السادسة د فق .
__________
(1) ترجمة محمد بن إسماعيل بن عياش : الجرح والتعديل ج7:ص189/ 1078 ، تهذيب الكمال ج24:ص483/ 5067 ، تاريخ الإسلام ج16:ص344، الكاشف ج2:ص158/ 4726، تهذيب التهذيب ج9:ص51/ 61، تقريب التهذيب ج1:ص468/5735 .
(2) ترجمة ضمضم بن زرعة : التاريخ الكبير ج4:ص338/ 3048 ، الجرح والتعديل ج4:ص468/ 2055، الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ج2:ص61/ 1719، تهذيب الكمال ج13:ص327/ 2942، الكاشف ج1:ص510/ 2447، تقريب التهذيب ج1:ص280/ 2992 .(2/57)
5- شُرَيْحِ بن عُبَيْدٍ(1) شريح بن عبيد بن شريح بن عبد الحضرمي المقرائي أبو الطيب الحمصي روى عن ثوبان وأبي الدرداء وأبي أمامة وغيرهم وعنه صفوان بن عمرو وضمرة بن ربيعة وضمضم بن زرعة وغيرهم قال العجلي شامي تابعي ثقة وقال دحيم من شيوخ حمص الكبار ثقة وقال النسائي ثقة وذكره بن حبان في الثقات ، وقال ابن حجر ثقة من الثالثة وكان يرسل كثيرا مات بعد المائة د س ق .
6- عوف بن مالك(2) عوف بن مالك بن أبي عوف الأشجعي الغطفاني أبو عبد الرحمن صحابي مشهور وسكن دمشق وشهد فتح مكة ويقال كانت معه راية أشجع ثم سكن دمشق روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن عبد الله بن سلام وعنه أبو مسلم الخولاني وجبير بن نفير وعاصم بن حميد السكوني وجماعة قال الواقدي شهد خيبر ونزل حمص وبقي إلى خلافة عبد الملك ومات سنة ثلاث وسبعين وفيها أرخه غير واحد وذكر بن سعد أن النبي صلى الله عليه وسلم آخي بينه وبين أبي الدرداء ، ع الستة .
ثانياً: ج- دراسة إسناد الحديث "رواية عبد الله بن بشر"
رواية عبد الله بن بشر لم أجدها .
ثالثاًً: الحكم على إسناد الحديث
__________
(1) ترجمة شريح بن عبيد : التاريخ الكبير ج4:ص230/ 2618 ، تهذيب الكمال ج12:ص446/ 2726 ، الكاشف ج1:ص483/2266 ، تهذيب التهذيب ج4:ص288/ 575، تقريب التهذيب ج1:ص265/ 2775 .
(2) ترجمة عوف بن مالك : التاريخ الكبير ج7:ص56/ 256 ، تهذيب الكمال ج22:ص443/ 4547، الكاشف ج2:ص101/4311 ، تهذيب التهذيب ج8:ص150/ 304 ، تقريب التهذيب ج1:ص433/ 5217 ، الإصابة ج4:ص742/ 6105 .(2/58)
هذا الحَدِيثُ إسنادُه ضعيفٌ من رواية عوف بن مالك لأن محمد بن إِسْمَاعِيلَ بن عَيَّاشٍ لم يسمع من أبيه . وقال الهيثمي في مجمع الزوائد( ج4/ص96) رواه الطبراني في الكبير وفيه محمد بن إسماعيل بن عياش وهو ضعيف. ومن رواية أبي بن كعب لأن فيه عبد ربه بن سليمان وهو مجهول , وإن كان هو عبد الله بن سليمان فقد قال الهيثمي في (مجمع الزوائد ج4/ص95 ) رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبدالله بن سليمان بن عمير ولم أجد من ترجمه ولا أظنه أدرك الطفيل . وأما رواية عبد الله بن بشر فقال الهيثمي في (مجمع الزوائد ج4/ص96) وعن المثنى ابن وائل قال أتيت عبدالله بن بشر فمسح رأسي ووضعت يدي على ذراعه فسأله رجل عن أجر المعلم فقال دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل متنكب قوسا فأعجبت النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما أجود قوسك اشتريتها قال لا ولكن أهداها إلى رجل أقرأت ابنه القرآن قال فتحب أن يقلدك الله قوسا من نار قال لا قال فردوها رواه الطبراني في الكبير والمثنى وولده ذكرهما ابن أبي حاتم ولم يجرح واحدا منهما وبقية رجاله ثقات .
الحديث رقم { 155 }
وأخرج أبو داوود والنسائي بسند جيد عن أسماء بنت يزيد أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "أيما امرأة تقلدت قلادة من ذهب قلدت في عنقها مثلها من نار يوم القيامة، وأيما امرأة جعلت في أذنها خرصاً(1) من ذهب جعل الله في أذنها مثله من نار(2) يوم القيامة".
- - الله - -
أولاً: تخريج الحديث كما ذكر المصنف
__________
(1) الخرص : بالضم والكسر الحلقة الصغيرة من الحلى وهو من حلى الأذن قيل كان هذا قبل النسخ فإنه قد ثبت إباحة الذهب للنساء وقيل هو خاص بمن لم تؤد زكاة حليها(النهاية في غريب الأثر ج2/ص22) .
(2) فى المخطوطة (ب) من النار ولم تذكر يوم القيامة(2/59)
أخرجه أبو داود في سننه في كتاب الخاتم باب بَاب ما جاء في الذَّهَبِ لِلنِّسَاءِ ( سنن أبي داود ج4/ص93/4238 ) قال حدثنا مُوسَى بن إسماعيل ثنا أَبَانُ بن يَزِيدَ الْعَطَّارُ ثنا يحيى أَنَّ مَحْمُودَ بن عَمْرٍو الْأَنْصَارِيَّ حدثه أَنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ يَزِيدَ حَدَّثَتْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال بمثله .وأخرجه النسائي في سننه الكبرى كتاب الزينة، باب الكراهية للنساء في إظهار الحلي والذهب (سنن النسائي الكبرى ج5/ص434/ 9439) ، وأخرجه في سننه الصغرى في نفس الموضع (سنن النسائي (المجتبى) ج8/ص157/ 5139) من طريق هشام بن أبي عبد الله الدستوائي عن يحيى بن أبي كَثِيرٍ به وبمثله .
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف
أخرجه أحمد في مسنده (مسند أحمد بن حنبل ج6/ص460/ 27646) من طريق أبان بن يَزِيدَ الْعَطَّارُ ، وأخرجه البيهقي في سننه (سنن البيهقي الكبرى ج4/ص141/ 7346) باب سياق أخبار تدل على تحريم التحلي بالذهب ، من طريق همام بن يحيى ، كلاهما عن يحيى بن أبي كَثِيرٍ به وبمثله .
ثالثاً: دراسة إسناد الحديث
1- مُوسَى بن إسماعيل المنقري(1) موسى بن إسماعيل المنقري بكسر الميم وسكون النون وفتح القاف مولاهم أبو سلمة التبوذكي بفتح المثناة وضم الموحدة وسكون الواو وفتح المعجمة مشهور البصري روى عن جرير بن حازم ومهدي بن ميمون وإبان العطار وهمام بن يحيى وخلق قال ابن حجر ثقة ثبت من صغار التاسعة ولا التفات إلى قول بن خراش تكلم الناس فيه مات 223 ع .
__________
(1) ترجمة موسى بن إسماعيل المنقري : تهذيب الكمال ج29:ص21/ 6235 ، الكاشف ج2:ص301/ 5677 ، تهذيب التهذيب ج10:ص296/ 585، تقريب التهذيب ج1:ص549/ 6943 .(2/60)
2- أَبَانُ بن يَزِيدَ الْعَطَّارُ(1) أبان بن يزيد العطار أبو يزيد البصري روى عن يحيى بن سعيد الأنصاري وهشام بن عروة وقتادة ويحيى بن أبي كثير وغيرهم وعنه بن المبارك والقطان ومسلم بن إبراهيم وموسى بن إسماعيل وغيره وقال ابن حجر ثقة له أفراد من السابعة مات في حدود الستين خ م د ت س .
3- يحيى بن أبي كَثِيرٍ اليمامي(2) يحيى بن أبى كثير اليمامي أبو نصر واسم أبى كثير دينار روى عن أنس مرسلا وقد رأى أنسا رؤية يصلى في المسجد الحرام ولم يسمع منه وروى عن أبى سلمة بن عبد الرحمن وسليمان بن يسار روى عنه أيوب السختياني والأوزاعي وهشام الدستوائي وأبان العطار ، قال أبو حاتم يحيى بن أبى كثير إمام لا يحدث إلا عن ثقة ، وذكره ابن حبان في الثقات وقال لا يصح له عن أنس بن مالك ولا غيره من الصحابة سماع وتلك كلها أخبار مدلسة ، مات سنة تسع وعشرين ومائة .
4- مَحْمُودَ بن عَمْرٍو الْأَنْصَارِيَّ(3) محمود بن عمرو بن يزيد بن السكن الأنصاري المدني روى عن عمته أسماء بنت يزيد بن السكن وجده يزيد بن السكن وسعد بن أبي وقاص وعنه يحيى بن أبي كثير وحصين بن عبد الرحمن الأشهلي. ذكره بن حبان في الثقات و قال بن حزم محمود ضعيف وقال أبو الحسن بن القطان مجهول الحال وقال الذهبي فيه جهالة ، وقال ابن حجر مقبول من الثالثة د س .
__________
(1) ترجمة أبان بن يزيد العطار : التاريخ الكبير ج1:ص454/ 1452 ، الجرح والتعديل ج2:ص299/ 1098، تهذيب الكمال ج2:ص24/ 143، الكاشف ج1:ص207/ 111، تهذيب التهذيب ج1:ص87/ 175، تقريب التهذيب ج1:ص87/ 143 .
(2) ترجمة يحيى بن أبى كثير اليمامي : الجرح والتعديل ج9:ص141/ 599، مشاهير الأمصار ج1:ص191/ 1537، الثقات ج7:ص591/ 11618 .
(3) ترجمة محمود بن عمرو الأنصاري : الجرح والتعديل ج8:ص290/ 1330 ، تهذيب الكمال ج27:ص303/ 5817 ، الكاشف ج2:ص246/ 5322، تهذيب التهذيب ج10:ص58/ 107، تقريب التهذيب ج1:ص522/ 6514 .(2/61)
5- أَسْمَاءَ بِنْتَ يَزِيدَ(1) أسماء بنت يزيد بن السكن بن رافع الأنصارية الأشهلية أم سلمة بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وروت عنه أحاديث صالحة وشهدت اليرموك وقتلت يومئذ تسعة من الروم بعمود خبائها روى عنها إسحاق بن راشد وشهر بن حوشب ومجاهد وبن أخيها محمود بن عمرو الأنصاري ومولاها مهاجر بن أبي مسلم ، لها أحاديث بخ 4
رابعاًً: الحكم على إسناد الحديث
هذا الحَدِيثُ إسنادُه ضعيفٌ ، لأن فيه محمود بن عمرو الانصاري وهو مجهول وأما قول ابن حجر مقبول فهو حيث يتابع وإلا فهو لين الحديث .وقال المنذري في الترغيب والترهيب( ج1/ص313) رواه أبو داود والنسائي بإسناد جيد .والحديث ضعفه الألباني في ضعيف أبى داود (ج1/ص419/ح3700) ، وضعيف النسائي (ج11/ص212/ح5139) ضعيف الترغيب والترهيب (ج1/ص120/ح473) وفى مشكاة المصابيح (ج2/ص498/ح4402) .
الحديث رقم { 156 }
وأخرج أبو داود بسند صحيح عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من أحب أن يحلق حبيبه حلقة من نار فليحلقه(2) حلقةً من ذهب، ومن أحب أن يطوق حبيبه طوقاً من النار فليطوقه طوقاً من ذهب، ومن أحب أن يسوِّر حبيبه بسوار من نار فليسوره بسوار من ذهب، ولكن عليكم بالفضة فالعبوا بها"(3).
- - الله - -
أولاً: تخريج الحديث كما ذكر المصنف
__________
(1) ترجمة أسماء بنت يزيد : تهذيب الكمال ج35:ص128/ 7785 ، الكاشف ج2:ص502/ 6948 ، تقريب التهذيب ج1:ص743/8532 ، الإصابة ج7:ص498/ 10810 ، تهذيب التهذيب ج12:ص428/ 2726 .
(2) فى المخطوطة (أ) فليجعله والصواب ما أثبتناه وهو موجود فى بقية المخطوطات.
(3) فى المخطوطات الثلاثة لا توجد واثبتناها من الحديث.(2/62)
أخرجه أبو داود في سننه ، كتاب الخاتم ، باب ما جاء في الذهب للنساء ( سنن أبي داود ج4/ص93/ 4236 ) قال حدثنا عبد اللَّهِ بن مَسْلَمَةَ ثنا عبد الْعَزِيزِ يَعْنِي بن مُحَمَّدٍ عن أَسِيدِ بن أبي أَسِيدٍ الْبَرَّادِ عن نَافِعِ بن عَيَّاشٍ عن أبي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال بمثله .
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف
أخرجه البيهقي في سننه الكبرى كتاب الزكاة ، باب سياق أخبار تدل على تحريم التحلي بالذهب (سنن البيهقي الكبرى ج4/ص140/ 7344) من طريق عبد الله بن مسلمة عن عبد العزيز بن محمد به وبمثله .
ثالثاً: دراسة إسناد الحديث
1- عبد اللَّهِ بن مَسْلَمَةَ(1) عبد الله بن مسلمة بن قعنب القعنبي الحارثي أبو عبد الرحمن المدني نزيل البصرة روى عن أبيه والليث وعبد العزيز بن محمد الدراوردي وغيرهم وعنه البخاري ومسلم وأبو داود وأخرج له مسلم أيضا والترمذي والنسائي بواسطة وقال ابن حجر ثقة عابد كان بن معين وابن المديني لا يقدمان عليه في الموطأ أحدا من صغار التاسعة مات في سنة إحدى وعشرين بمكة خ م د ت س .
__________
(1) ترجمة عبد الله بن مسلمة : تهذيب الكمال ج16:ص136/ 3571 ، الكاشف ج1:ص598/ 2985 ، تهذيب التهذيب ج6:ص28/ 52، تقريب التهذيب ج1:ص323/3620 ،.(2/63)
2- عبد العزيز بن محمد الدراوردي (1) عبد العزيز بن محمد بن عبيد بن أبي عبيد الدراوردي أبو محمد المدني مولى جهينة وقال بن سعد دراورد قرية بخراسان كان من أهل أصبهان نزل المدنية روى عن زيد بن أسلم ويحيى بن سعيد الأنصاري وأسيد بن أبي أسيد البراد وغيرهم وعنه شعبة والثوري وهما أكبر منه والشافعي و القعنبي وخلق ، قال مصعب الزبيري كان مالك يوثق الدراوردي وقال أحمد بن حنبل كان معروفا بالطلب وإذا حدث من كتابه فهو صحيح وإذا حدث من كتب الناس وهم وقال بن معين ليس به بأس وقال مرة ثقة حجة وقال أبو زرعة سيء الحفظ ربما حدث من حفظه الشيء فيخطيء وقال النسائي ليس بالقوي وقال في موضع آخر ليس به بأس وحديثه عن عبيد الله بن عمر منكر وقال بن سعد وكان ثقة كثير الحديث يغلط وقال بن حبان في الثقات وكان يخطئ وقال الساجي كان من أهل الصدق والأمانة إلا أنه كثير الوهم ، وقال ابن حجر : صدوق كان يحدث من كتب غيره فيخطيء ، قال النسائي ، حديثه عن عبيد الله العمري منكر من الثامنة ، مات توفي 187 ع .
3- أَسِيدِ بن أبي أَسِيدٍ الْبَرَّادِ(2) أسيد بن أبي أسيد يزيد البراد أبو سعيد المديني روى عن أبيه وأمه وأبي محمد نافع بن عباش الأقرع مولى أبي قتادة وعنه بن أبي ذئب والداروردي وابن جريج وغيرهم ذكره بن حبان في الثقات وقال الدارقطني يعتبر به ، وقال ابن حجر صدوق واسم أبيه يزيد وهو غير أسيد بن على من الخامسة مات في أول خلافة المنصور بخ 4.
__________
(1) ترجمة عبد العزيز بن محمد الدراوردي : التاريخ الكبير ج6:ص25/ 1569 ، الجرح والتعديل ج5:ص395/ 1833، تهذيب الكمال ج18:ص187/ 3470، الكاشف ج1:ص658/ 3407 ،تهذيب التهذيب ج6:ص315/ 680، تقريب التهذيب ج1:ص358/4119 .
(2) ترجمة أسيد بن أبي أسيد البراد : تهذيب الكمال ج3:ص236/ 510 ، الكاشف ج1:ص251/ 428 ، تهذيب التهذيب ج1:ص300/ 626 ، تقريب التهذيب ج1:ص111/ 510 .(2/64)
4- نَافِعِ بن عَيَّاشٍ(1) نافع بن عياش مولى عقيلة بنت طلق الغفارية وهو الذي يقال له نافع بن أبى نافع مولى أبى قتادة نسب إليه ولم يكن مولاه يروى عن أبى قتادة وأبى هريرة كنيته أبو محمد روى عنه الزهري وصالح بن كيسان وأسيد بن أبى أسيد. ذكره ابن حبان في الثقات ..
5- أبو هُرَيْرَةَ سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 19 ] .
رابعاً: الحكم على إسناد الحديث
هذا الحَدِيثُ إسنادُه حَسَنٌ ، لأن فيه أسيد بن أبى أسيد وعبد العزيز الداروردي وهما صدوقان . وقال المنذري في الترغيب والترهيب (ج1/ص313) رواه أبو داود بإسناد صحيح . وقد صححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب ( ج1/ص189/ح772) ، وحكم عليه في المشكاة بأنه جيد (ج2/ص498/ح4401)
الحديث رقم { 157 }
وأخرج أبو نعيم في "الحلية" عن سهل بن سعد قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "من أحب أن يسور ولده سوار من نار فليسوره سوار من ذهب".
- - الله - -
أولاً: تخريج الحديث كما ذكر المصنف
أخرجه أبو نعيم في الحلية (حلية الأولياء ج3/ص253) قال حدثنا محمد بن احمد بن إبراهيم ثنا جعفر بن محمد بن بشار ثنا يحيى بن محمد بن السكن ثنا إسحاق بن إدريس ثنا عبدالرحمن بن زيد ثنا أبو حازم عن سهل بن سعد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحب أن يسور ولده سوار من نار فليسوره سوارا من ذهب ولكن الفضة اعملوا بها ما شئتم هذا حديث غريب من حديث أبي حازم تفرد به عنه عبد الرحمن بن زيد بن أسلم وهو ضعيف والحديث لو ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم يعني به الذكور من الأولاًد فأما الإناث فقد أباح لهن التحلي بالذهب ولبس الحرير .
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف
__________
(1) ترجمة نافع بن عياش : الجرح والتعديل ج8:ص453/ 2073 ، الثقات ج5:ص468/ 5758 .(2/65)
أخرجه الطبراني في الأوسط (المعجم الأوسط ج7/ص211/ 7296) ، من طريق محمد بن سِنَانٍ الْقَزَّازُ وأخرجه الطبراني في الكبير (المعجم الكبير ج6/ص150/ 5811) من طريق يحيى بن محمد بن السكن ، كلاهما عن إسحاق بن إدريس به وبمثله .
ثالثاً: دراسة إسناد الحديث
1- محمد بن احمد بن إبراهيم(1) محمد بن أحمد بن إبراهيم بن سليمان بن محمد بن سليمان بن عبد الله أبو أحمد العسال الأصبهاني سمع محمد بن أيوب الرازي وإبراهيم بن زهير الحلواني والحسن بن علي السري وبكر بن سهل الدمياطي ونحوهم وقدم بغداد وحدث بها وسمعت أبا نعيم يقول ولي أبو أحمد العسال القضاء وكان من كبار الناس في الحفظ والإتقان والمعرفة وقال بن مندة يقول كتبت عن ألف شيخ لم أر فيهم أتقن من أبي أحمد العسال و قال لي أبو نعيم الحافظ توفي أبو أحمد العسال في شهر رمضان من سنة تسع وأربعين وثلاثمائة .
2- جعفر بن محمد بن بشار(2) جعفر بن محمد بن بشار بن رجاء أبو العباس المعروف بابن أبي العجوز حدث عن الحسين بن عبد الرحمن الاحتياطي ومحمود بن خداش وعمر بن محمد بن الحسن الأسدي وعبد الله بن هاشم الطوسي روى عنه محمد بن جعفر زوج الحرة وأبو الفضل الزهري وأبو حفص بن شاهين ومحمد بن عبيد الله بن الشخير مات بن أبي العجوز في سنة إحدى عشرة وثلاثمائة .
__________
(1) ترجمة محمد بن احمد بن ابراهيم : تاريخ بغداد ج1:ص270/ 106 .
(2) ترجمة جعفر بن محمد بن بشار : تاريخ بغداد ج7:ص207/ 3674 .(2/66)
3- يحيى بن محمد بن السكن(1) يحيى بن محمد بن السكن البصري البزار روى عن إسحاق بن إدريس وبدل بن المحبر وبشر بن ثابت البزار ، روى عنه البخاري وأبو داود والنسائي وإبراهيم بن جعفر بن الوليد ، قال النسائي ليس به بأس وقال في موضع آخر ثقة وقال صالح بن محمد الأسدي الحافظ لا بأس به وذكره بن حبان في كتاب الثقات ، وقال ابن حجر صدوق من الحادية عشرة مات بعد الخمسين خ د س .
4- إسحاق بن إدريس(2) إسحاق بن إدريس الأسواري نسب إلى قرية أسوارية على باب بلد أصبهان البصري أبو يعقوب عن همام وأبان و هشام وأبى معاوية وإبراهيم بن جعفر وعنه عمر بن شبة وابن مثنى و يزيد بن سنان. تركه بن المديني وقال أبو زرعة واه وقال البخاري تركه الناس وقال الدارقطني منكر الحديث وقال يحيى بن معين كذاب يضع الحديث ، ،قال أبو حاتم ضعيف الحديث وقال بن حبان كان يسرق وقال محمد بن المثنى واهي الحديث وقال النسائي بصري متروك وقال بن عدي له أحاديث وهو إلى الضعف أقرب .
5- عبد الرحمن بن زيد بن أسلم سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 30 ] . وقال بن الجوزي أجمعوا على ضعفه .
__________
(1) ترجمة يحيى بن محمد بن السكن : تهذيب الكمال ج31:ص518/ 6911 ، الكاشف ج2:ص374/ 6238 ، تهذيب التهذيب ج11:ص239/ 445 ، تقريب التهذيب ج1:ص596/ 7636 .
(2) ترجمة إسحاق بن إدريس : التاريخ الأوسط ج2:ص318/ 2749 ، الضعفاء للنسائي ج1:ص18/ 46 ، الجرح والتعديل ج2:ص213/ 729 ، المجروحين ج1:ص135/ 58، الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ج1:ص99/ 305 ،الكشف الحثيث ج1:ص63/ 117 ، المؤتلف والمختلف ج1:ص156، لسان الميزان ج1:ص352/ 1088 .(2/67)
6- سلمة بن دينار(1) سلمة بن دينار أبو حازم الأعرج الأفرز التمار المدني القاص مولى الأسود بن سفيان المخزومي روى عن سهل بن سعد الساعدي وأبي إمامة بن سهل بن حنيف وسعيد بن المسيب وغيرهم وعنه عبد الرحمن بن زيد بن اسلم والحمادان والسفيانان وخلق آخرهم وقال ابن حجر ثقة عابد من الخامسة مات في خلافة المنصور بعد سنة أربعين ومائة ع .
7- سهل بن سعد الساعدي(2) سهل بن سعد بن مالك بن كعب بن الخزرج الأنصاري الساعدي أبو العباس له ولأبيه صحبة روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن أبي بن كعب وعاصم بن عدي ومروان بن الحكم وهو دونه وعنه ابنه عباس والزهري وأبو حازم بن دينار وغيرهم ، وقد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وهو بن خمس عشرة في زمانه ، وهو آخر من مات بالمدينة من الصحابة ، مات سنة ثمان وثمانين وقيل بعدها وقد جاز المائة ع . وقال بن حبان كان اسمه حزنا فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم سهلا .
رابعاً: الحكم على إسناد الحديث
هذا الحَدِيثُ إسنادُه ضعيفٌ جداً ، لأن فيه إسحاق بن إدريس وهو مجمع على تركه وفيه عبد الرحمن بن زيد بن اسلم وهو متفق على ضعفه ، وقال الهيثمي في المجمع (مجمع الزوائد ج5/ص147) رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه عبد الرحمن بن زيد بن اسلم وهو ضعيف .ولا أدرى لماذا سكت الهيثمي عن إسحاق بن إدريس
خامساً: معنى الحديث
__________
(1) ترجمة سلمة بن دينار : تهذيب الكمال ج11:ص272/ 2450، الكاشف ج1:ص452/ 2029، تهذيب التهذيب ج4:ص126/247، تقريب التهذيب ج1:ص247/ 2489 .
(2) ترجمة سهل بن سعد الساعدي : التاريخ الكبير ج4:ص97/ 2092، الاستيعاب ج2:ص664/ 1089 ، تهذيب الكمال ج12:ص188/ 2612 الكاشف ج1:ص469/ 2171، الإصابة ج3:ص200/ 3535، تهذيب التهذيب ج4:ص221/ 441، تقريب التهذيب ج1:ص257/ 2658 .(2/68)
رأي المنذري(1) فيما تضمنته الأحاديث السابقة . قال المنذري: هذه الأحاديث إما منسوخة بإباحة الذهب للنساء، أو محمولة على من لم يؤدِّ زكاتها.
الحديث رقم { 158 }
ويؤيده ما أخرجه أحمد عن أسماء بنت يزيد قالت: دخلت أنا وخالتي على النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وعلينا أسورة من ذهب فقال: "أتعطيان زكاته ؟ قلنا: لا. قال: أما تخافان أن يسوّركما الله أسورة من نار".
- - الله - -
أولاً: تخريج الحديث كما ذكر المصنف
أخرجه أحمد في مسنده ( مسند أحمد بن حنبل ج6/ص461/ 27655 ) قال حدثنا عبد اللَّهِ حدثني أبي ثنا علي بن عَاصِمٍ عن عبد اللَّهِ بن عُثْمَانَ بن خُثَيْمٍ عن شَهْرِ بن حَوْشَبٍ عن أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ قالت دَخَلْتُ أنا وخالتي على النبي صلى الله عليه وسلم وَعَلَيْهَا أَسْوِرَةٌ من ذَهَبٍ فقال لنا أَتُعْطِيَانِ زَكَاتَهُ قالت فَقُلْنَا لاَ قال أَمَا تَخَافَانِ أن يُسَوِّرَكُمَا الله أَسْوِرَةً من نَارٍ أدي زَكَاتَهُ .
ثانياً: دراسة إسناد الحديث
__________
(1) الترغيب والترهيب ج1/ص313 .(2/69)
1- علي بن عَاصِمٍ(1) علي بن عاصم بن صهيب الواسطي أبو الحسن التيمي مولاهم روى عن عبد الله بن عثمان بن خثيم وحميد الطويل وعطاء بن السائب وجماعة روى عنه يزيد بن زريع ومات قبله وعفان وأحمد بن حنبل وعلي بن المديني وآخرون، وقال عبد الله بن أحمد عن أبيه كان يغلط ويخطيء وكان فيه لجاج ولم يكن متهما بالكذب ولم ير بالرواية عنه بأسا وقال بن المديني كان كثير الغلط وكان إذا غلط فرد عليه لم يرجع وقال صالح بن محمد ليس هو عندي ممن يكذب ولكن يهم وهو سيء الحفظ كثير الوهم يغلط في أحاديث يرفعها ويقلبها وسائر حديثه صحيح مستقيم ، وقال الساجي كان من أهل الصدق ليس بالقوي في الحديث وروي عن شعبة أنه قال لا تكتبوا عنه .قال البخاري ليس بالقوي عندهم وقال مرة يتكلمون فيه وقال الدارقطني كان يغلط ويثبت على غلطه ، وقال يزيد بن هارون ما زلنا نعرفه بالكذب وكان أحمد يسيء الرأي فيه وقال يحيى ليس بشيء وقال النسائي متروك الحديث ، قال ابن الجوزى وجملة من يجيء في الحديث علي بن عاصم أربعة لم يطعن في غير هذا .وقال ابن حجر صدوق يخطيء ويصر ورمي بالتشيع من التاسعة مات سنة إحدى ومائتين وقد جاوز التسعين د ت ق .
__________
(1) ترجمة علي بن عاصم : الضعفاء للنسائي ج1:ص76/ 430، المجروحين ج2:ص113/ 692، الضعفاء الكبير ج3:ص245/ 1244 ، الكامل في الضعفاء ج5:ص191/ 1348، الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ج2:ص195/ 2385، تهذيب الكمال ج20:ص504/4094، الكاشف ج2:ص42/ 3935، تهذيب التهذيب ج7:ص302/ 572 ،تقريب التهذيب ج1:ص403/4758 .(2/70)
2- عبد اللَّهِ بن عُثْمَانَ بن خُثَيْمٍ(1) عبد الله بن عثمان بن خثيم القاري المكي أبو عثمان روى عن أبي الطفيل وصفية بنت شيبة وقيل أم بني أنمار ولها صحبة وشهر بن حوشب وجماعة وعنه السفيانان ومعمر وعلي بن عاصم وغيرهم ، فال ابن معين ثقة حجة وقال العجلي ثقة وقال أبو حاتم ما به بأس صالح الحديث وقال النسائي ثقة وقال مرة ليس بالقوي وذكره بن حبان في الثقات وكان يخطيء وقال بن سعد وكان ثقة وله أحاديث حسنة وقال ابن المديني منكر الحديث ، وقال ابن حجر صدوق من الخامسة مات سنة اثنتين وثلاثين خت م 4 .
3- شَهْرِ بن حَوْشَبٍ سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 32 ] . صدوق كثير الإرسال والأوهام
4- أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 155 ] .
ثالثاً: الحكم على إسناد الحديث
__________
(1) ترجمة عبد الله بن عثمان بن خثيم : التاريخ الكبير ج5:ص146/ 443 : تهذيب الكمال ج15:ص279/ 3417 : الكاشف ج1:ص572/ 2849 ، تهذيب التهذيب ج5:ص275/ 536 ، تقريب التهذيب ج1:ص313/ 3466 .(2/71)
هذا الحَدِيثُ إسنادُه حَسَنٌ ، لأن رجاله كلهم صدوقون . وقد سكت عنه ابن حجر في التلخيص (تلخيص الحبير ج2/ص176) ، وقال العيني رادا على ابن الجوزى ( عمدة القاري ج9/ص34) قلت قال ابن الجوزي وعلي بن عاصم رماه يزيد بن هارون بالكذب وعبد الله بن خيثم قال ابن معين أحاديثه ليست بالقوية وشهر بن حوشب قال ابن عدي لا يحتج بحديثه قلت ذكر في تهذيب الكمال وسئل أحمد عن علي بن عاصم فقال هو والله عندي ثقة وأنا أحدث عنه وعبد الله بن خيثم قال ابن معين هو ثقة حجة وشهر بن حوشب قال أحمد ما أحسن حديثه ووثقه وعن يحيى هو ثقة وقال أبو زرعة هو لا بأس به فظهر من هذا كله سقوط كلام ابن الجوزي وصحة الحديث، وقال المباركفوري ( تحفة الأحوذي ج3/ص227) علي بن عاصم متكلم فيه قال البخاري ليس بالقوي عندهم يتكلمون فيه انتهى كذا في الميزان وشهر بن حوشب صدوق كثير الإرسال والأوهام كما في التقريب ففي صحة حديث أسماء بنت يزيد نظر لكن لا شك في أنه يصلح للاستشهاد .
الحديث رقم { 159 }
وأخرج البزار والطبراني في "الأوسط" بسند جيد عن معاذ بن جبل قال: "رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - جبة مجيبة(1) بحرير فقال: طوق من نار يوم القيامة". مجيبة أي لها جيب وهو الطوق.
- - الله - -
أولاً: تخريج الحديث كما ذكر المصنف
أخرجه الطبراني في الأوسط (المعجم الأوسط ج8/ص73/ 8000 ) قال حدثنا موسى بن هارون ثنا داود بن رشيد نا إسماعيل بن عياش نا الأزهر بن راشد نا سليم بن عامر عن جبير بن نفير عن معاذ بن جبل قال رأى النبي صلى الله عليه وسلم جبة مجببة بحرير فقال طوق من نار يوم القيامة لم يرو هذا الحديث عن معاذ إلا بهذا الإسناد تفرد به إسماعيل بن عياش . وأخرجه البزار في مسنده (مسند البزار ج7/ص103/ 2659) من طريق الهيثم بن خارجة عن إسماعيل بن عياش به وبمثله .
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف
__________
(1) فى المخطوطة (أ) مجبية والصواب ما اثبتناه .(2/72)
أخرجه البخاري في التاريخ الكبير ( التاريخ الكبير ج1/ص456/ 1461) من طريق الهيثم بن خارجة.وأخرجه الطبراني في الكبير ( المعجم الكبير ج20/ص118/ 236 ) من طريق عبد الْوَهَّابِ بن الضَّحَّاكِ كلاهما عن إِسْمَاعِيلُ بن عَيَّاشٍ به وبنحوه .
ثالثاً: دراسة إسناد الحديث
1- موسى بن هارون الحمال(1) موسى بن هارون بن عبد الله بن مروان الحافظ الإمام الحجة بن عمران بن المحدث أبي موسى الحمال البغدادي البزار محدث العراق سمع أباه وعلي بن الجعد وأحمد بن حنبل وخلف بن هشام وطبقتهم وصنف وجمع حدث عنه أبو سهل القطان وأبو الطاهر الذهلي والطبراني وخلق ، وقال ابن حجر ثقة حافظ كبير بغدادي من صغار الحادية عشرة ولدته أمه سنة أربع عشرة ومائتين ومات في شعبان سنة أربع وتسعين ومائتين.
2- داود بن رشيد(2) داود بن رشيد الهاشمي مولاهم أبو الفضل الخوارزمي سكن بغداد روى عن هشيم والوليد بن مسلم وابن علية وإسماعيل بن عياش وجماعة وعنه مسلم وأبو داود وابن ماجة وغيرهم .قال ابن حجر ثقة من العاشرة مات سنة تسع وثلاثين خ م د س ق.
3- إسماعيل بن عياش سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 154 ] . صدوق في روايته عن أهل بلده ، مخلط في غيرهم .
4- الأزهر بن راشد(3) الأزهر بن راشد الكندي يروى عن سليم بن عامر ، وأبي أمامة روى عنه إسماعيل بن عياش .
__________
(1) ترجمة موسى بن هارون الحمال : تاريخ بغداد ج13:ص50/ 7019 ، طبقات الحنابلة ج1:ص334/ 481، تذكرة الحفاظ ج2:ص669/ 689، تقريب التهذيب ج1:ص554/ 7022، طبقات الحفاظ ج1:ص296/ 667 .
(2) ترجمة داود بن رشيد الهاشمي : تهذيب الكمال ج8:ص388/ 1758 ، الكاشف ج1:ص379/ 1438، تهذيب التهذيب ج3:ص159/ 350، تقريب التهذيب ج1:ص198/ 1784 .
(3) ترجمة الأزهر بن راشد : التاريخ الكبير ج1:ص456/ 1461 ، الثقات ج6:ص68/ 6764 .(2/73)
5- سليم بن عامر(1) سليم بن عامر الكلاعي ويقال الخبائري أبو يحيى الحمصي روى عن أبي إمامة وعبد الله بن الزبير وعوف بن مالك وجبير بن نفير في آخرين وعنه صفوان بن عمرو وحريز بن عثمان ويزيد بن سنان وغيرهم ، وقال ابن حجر ثقة من الثالثة غلط من قال إنه أدرك النبي صلى الله عليه وسلم مات سنة ثلاثين ومائة بخ م 4 .
6- جبير بن نفير(2) جبير بن نفير بن مالك بن عامر الحضرمي أبو عبد الرحمن أدرك زمان النبي صلى الله عليه وسلم وروى عنه وعن أبي بكر الصديق رضي الله عنه مرسلا وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وفي سماعه منه نظر وعن أبيه وأبي ذر وأبي الدرداء وعبادة بن الصامت وخلق وعنه ابنه عبد الرحمن ومكحول وخالد بن معدان وغيرهم وقال ابن حجر ثقة جليل من الثانية مخضرم ولأبيه صحبة فكأنه هو ما وفد إلا في عهد عمر مات سنة ثمانين وقيل بعدها بخ م 4.
__________
(1) ترجمة سليم بن عامر : الجرح والتعديل ج4:ص211/ 909، الكاشف ج1:ص456/ 2064، تهذيب التهذيب ج4:ص146/291، تقريب التهذيب ج1:ص249/ 2527 .
(2) ترجمة جبير بن نفير : معرفة الثقات ج1:ص266/ 212 ، الجرح والتعديل ج2:ص512/ 2116، تهذيب الكمال ج4:ص509/905 ، الكاشف ج1:ص290/ 761، جامع التحصيل ج1:ص153/ 88، تهذيب التهذيب ج2:ص56/ 103، تقريب التهذيب ج1:ص138/ 904 .(2/74)
7- معاذ بن جبل(1) معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس الأنصاري الخزرجي أبو عبد الرحمن مشهور من أعيان الصحابة شهد بدرا وما بعدها وكان إليه المنتهى في العلم بالأحكام والقرآن كان أمة قانتا لله حنيفا توفي بالطاعون سنة 18 بالأردن عن ثمان وثلاثين سنة ع . أسلم وهو بن ثماني عشرة سنة وشهد بدرا والعقبة والمشاهد وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعنه بن عباس وأبو موسى الأشعري وأنس وجابر ومسروق وعطاء بن يسار وخلق .
رابعاً: الحكم على إسناد الحديث
هذا الحَدِيثُ إسنادُه ضعيفٌ ، لأن فيه الأزهر بن راشد وهو مجهول .. وقال الهيثمي في المجمع (مجمع الزوائد ج5/ص142) رواه الطبراني في الأوسط والكبير بنحوه والبزار ورجال الأوسط ثقات .وأما إسناد الطبراني الكبير ففيه عبد الوهاب بن الضحاك فهو متروك كذبه أبو حاتم كما قال ابن حجر (تقريب التهذيب ج1:ص368/ 4257)
الحديث رقم { 160 }
وأخرج أحمد وأبو يعلى والطبراني بسند جيد عن هبيب بن مغفل أنه رأى رجلاً قام فجر إزاره فقال هبيب: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من وطء خيلاء وطئه في النار".
- - الله - -
أولاً: تخريج الحديث كما ذكر المصنف
__________
(1) ترجمة معاذ بن جبل : تهذيب الكمال ج28:ص105/ 6020، الكاشف ج2:ص272/ 5497، الإصابة ج6:ص136/ 8043، تهذيب التهذيب ج10:ص169/ 349، تقريب التهذيب ج1:ص535/ 6725 .(2/75)
أخرجه أحمد في مسنده (مسند أحمد بن حنبل ج4/ص237/ 18102 ) قال حدثنا عبد اللَّهِ حدثني أبي ثنا هَارُونُ بن مَعْرُوفٍ قال ثنا عبد اللَّهِ بن وَهْبٍ قال عبد اللَّهِ وَسَمِعْتُهُ أنا من هَارُونَ قال حدثني عَمْرُو بن الحرث عن يَزِيدَ بن أبي حَبِيبٍ عن أَسْلَمَ أبي عِمْرَانَ عن هُبَيْبِ بن مُغْفِلٍ الغفاري انه رَأَى مُحَمَّداً القرشي قام يَجُرُّ إِزَارَهُ فَنَظَرَ إليه هُبَيْبٌ فقال سمعت رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول من وَطِئَهُ خُيَلاَءَ وَطِئَهُ في النَّارِ ، وأخرجه أحمد أيضا في مسنده (مسند أحمد بن حنبل ج4/ص237/18103) ، وأخرجه أيضا (مسند أحمد بن حنبل ج4/ص237/ 18104) ، وأخرجه الطبراني في معجمه الكبير (المعجم الكبير ج22/ص206/ 543) من طريق بن لَهِيعَةَ عن يَزِيدَ بن أبي حَبِيبٍ به وبمثله . ، وأخرجه أبو يعلي في مسنده ( مسند أبي يعلى ج3/ص111/1542 ) من طريق عَمْرُو بن الحرث عن يَزِيدَ بن أبي حَبِيبٍ به وبمثله .
ثانياً: دراسة إسناد الحديث
الحديث مداره على يزيد بن حبيب رواه عنه ابن لهيعة وعمرو بن الحارث .
1- هَارُونُ بن مَعْرُوفٍ(1) : هارون بن معروف المروزي أبو علي الخزاز الضرير نزيل بغداد روى عن الدراوردي وابن المبارك وابن وهب وغيرهم روى عنه مسلم وأبو داود و أحمد بن حنبل وهو حي وأبو حاتم الدنيا وعبد الله بن أحمد وآخرون قال بن معين والعجلي وأبو زرعة وأبو حاتم وصالح بن محمد ثقة وقال بن قانع ثقة ثبت ، وقال ابن حجر ثقة من العاشرة مات سنة إحدى وثلاثين وله أربع وسبعون خ م د .
2- عبد اللَّهِ بن وَهْبٍ : سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 30 ] . ثقة متفق عليه
3- عَمْرُو بن الحارث : المصري ، سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 39 ] ، ثقة فقيه حافظ .
__________
(1) ترجمة هارون بن معروف : تهذيب الكمال ج30:ص107/ 6526 ، الكاشف ج2:ص331/ 5919، تهذيب التهذيب ج11:ص12/ 25، تقريب التهذيب ج1:ص569/ 7242 .(2/76)
4- يَزِيدَ بن أبي حَبِيبٍ(1) : يزيد بن أبي حبيب واسمه سويد الأزدي مولاهم أبو رجاء المصري .روى عن عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي وأسلم بن يزيد أبي عمران وخلق وعنه سليمان التيمي وعمرو بن الحارث وابن لهيعة والليث بن سعد وآخرون . وقال ابن حجر ثقة فقيه وكان يرسل من الخامسة مات سنة ثمان وعشرين وقد قارب الثمانين ع .
5- بن يزيد أبو عمران(2) : أسلم بن يزيد أبو عمران التجيبي المصري روى عن أبي أيوب وعقبة بن عامر وسلمة بن مخلد وهبيب بن مغفل وغيرهم وعنه سعيد بن أبي هلال ويزيد بن أبي حبيب وغيرهما . وقال ابن حجر ثقة من الثالثة د ت س .
6- هُبَيْبِ بن مُغْفِلٍ الغفاري(3) : هبيب بن مغفل الغفاري كان بالحبشة ثم أسلم وهاجر وشهد فتح مصر ثم سكنها وحديثه عندهم ومن حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم في الإزار من وطئه خيلاء وطئه في النار ، لم يرو عنه إلا أسلم أبو عمران التجيبي .
ثالثاً: الحكم على إسناد الحديث
هذا الحَدِيثُ إسنادُه صحيحٌ ، لأن رجاله ثقات . وقال مجمع الزوائد (ج5/ص125) ، رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح خلا اسلم أبا عمران وهو ثقة
رابعاً: معنى الحديث
__________
(1) ترجمة يزيد بن أبى حبيب : التاريخ الكبير ج8:ص324/ 3181 ، تهذيب الكمال ج32:ص102/ 6975، الكاشف ج2:ص381/ 6289 ، تهذيب التهذيب ج11:ص278/ 515، تقريب التهذيب ج1:ص600/ 7701 .
(2) ترجمة بن يزيد أبو عمران : الكاشف ج1:ص242/ 339 ، تهذيب التهذيب ج1:ص232/ 499 ،تقريب التهذيب ج1:ص104/404 .
(3) ترجمة هبيب بن مغفل الغفاري : التاريخ الكبير ج8:ص257/ 2907، المنفردات والوحدان ج1:ص70/ 60 ، . الجرح والتعديل ج9:ص120/ 503 ، الثقات ج3:ص434/ 1422، الاستيعاب ج4:ص1548/ 2702، معجم الصحابة ج3:ص212/ 1194 .(2/77)
قال النووي في شرح مسلم(1) قوله صلى الله عليه وسلم لاينظر الله إلى من جر ثوبه خيلاء قال العلماء الخيلاء بالمد والمخيلة والبطر والكبر والزهو كلها بمعنى واحد وهو حرام والصحيح أن الإسبال يكون في الإزار والقميص والعمامة وأنه لا يجوز إسباله تحت الكعبين إن كان للخيلاء فان كان لغيرها فهو مكروه وظواهر الأحاديث في تقييدها بالجر خيلاء تدل على أن التحريم مخصوص بالخيلاء وهكذا نص الشافعي على الفرق كما ذكرنا وأجمع العلماء على جواز الإسبال للنساء وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم الإذن لهن في إرخاء ذيولهن ذراعا والله أعلم وأما القدر المستحب فيما ينزل إليه طرف القميص والإزار فنصف الساقين كما في حديث بن عمر المذكور وفى حديث أبى سعيد إزاره المؤمن إلى أنصاف ساقيه لا جناح عليه فيما بينه وبين الكعبين ما أسفل من ذلك فهو في النار فالمستحب نصف الساقين والجائز بلا كراهة ما تحته إلى الكعبين فما نزل عن الكعبين فهو ممنوع فان كان للخيلاء فهو ممنوع منع تحريم وإلا فمنع تنزيه وأما الأحاديث المطلقة بأن ما تحت الكعبين في النار فالمراد بها ما كان للخيلاء لأنه مطلق فوجب حمله على المقيد والله أعلم قال القاضي قال العلماء وبالجملة يكره كل ما زاد على الحاجة والمعتاد في اللباس من الطول والسعة والله أعلم قوله .
الحديث رقم { 161 }
وأخرج الشيخان عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من تَحَلَّم بحلمٍ لم يره كلف يوم القيامة أن يعقد بين شعيرتين ولن(2) يعقد بينهما، ومن استمع إلى حديث قوم وهم لها كارهون أو يفرون منه صُبَّ في أذنيه الآنك(3) يوم القيامة، ومن صور صورة في الدنيا كلف يوم القيامة أن ينفخ فيها الروح وليس بنافخ".
__________
(1) ج14/ص62 .
(2) فى كل المخطوطات ولم والصواب ما اثبتناه.
(3) الآنك : هو الرصاص الأبيض وقيل الأسود وقيل هو الخالص منه(النهاية في غريب الأثر ج1/ص77، الفائق ج1/ص60) .(2/78)
- - الله - -
أولاً: تخريج الحديث كما ذكر المصنف
أخرجه البخاري في صحيحه ، كتاب التعبير ، بَاب من كَذَبَ في حُلُمِهِ( صحيح البخاري ج6/ص25816635 ) قال حدثنا عَلِيُّ بن عبد اللَّهِ حدثنا سُفْيَانُ عن أَيُّوبَ عن عِكْرِمَةَ عن بن عَبَّاسٍ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من تَحَلَّمَ بِحُلْمٍ لم يَرَهُ كُلِّفَ أَنْ يَعْقِدَ بين شَعِيرَتَيْنِ وَلَنْ يَفْعَلَ وَمَنْ اسْتَمَعَ إلى حديث قَوْمٍ وَهُمْ له كَارِهُونَ أو يَفِرُّونَ منه صُبَّ في أُذُنِهِ الْآنُكُ يوم الْقِيَامَةِ وَمَنْ صَوَّرَ صُورَةً عُذِّبَ وَكُلِّفَ أَنْ يَنْفُخَ فيها وَلَيْسَ بِنَافِخٍ .
ثانيا: تنبيه
نسب المصنف الحديث لمسلم بهذا اللفظ ولكن مسلم أخرجه في صحيحه في كتاب اللباس ، بَاب تَحْرِيمِ تَصْوِيرِ صُورَةِ الْحَيَوَانِ وَتَحْرِيمِ اتِّخَاذِ ما فيه صُورَةٌ غَيْرُ مُمْتَهَنَةٍ بِالْفَرْشِ وَنَحْوِهِ وَأَنَّ الْمَلَائِكَةَ عليهم السَّلَام لَا يَدْخُلُونَ بَيْتًا فيه صُورَةٌ ولا كَلْبٌ (صحيح مسلم ج3/ص1671/2110) من طريق النَّضْرِ بن أَنَسِ بن مَالِكٍ عن ابن عباس قال سمعت رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يقول من صَوَّرَ صُورَةً في الدُّنْيَا كُلِّفَ أَنْ يَنْفُخَ فيها الرُّوحَ يوم الْقِيَامَةِ وَلَيْسَ بِنَافِخٍ .
الحديث رقم { 162 }
وأخرج أبو داود والترمذي والحاكم عن ابن عمرو وأبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "من سئل عن علم فكتمه ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار".
- - الله - -
أولاً: تخريج الحديث كما ذكر المصنف(2/79)
أ- ذكر تخريج رواية أبى هريرة : أخرجه أبو داود كتاب العلم ، باب كَرَاهِيَةِ مَنْعِ الْعِلْمِ( سنن أبي داود ج3/ص321/ 3658) قال حدثنا مُوسَى بن إسماعيل ثنا حَمَّادٌ أخبرنا عَلِيُّ بن الْحَكَمِ عن عَطَاءٍ عن أبي هُرَيْرَةَ قال قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم من سُئِلَ عن عِلْمٍ فَكَتَمَهُ أَلْجَمَهُ الله بِلِجَامٍ من نَارٍ يوم الْقِيَامَةِ . وأخرجه الترمذي في سننه ، كتاب العلم ، بَاب ما جاء في كِتْمَانِ الْعِلْمِ (سنن الترمذي ج5/ص29/ 2649) من طريق عُمَارَةَ بن زَاذَانَ ، وأخرجه أحمد في مسنده (مسند أحمد بن حنبل ج2/ص263/ 7561) من طريق حماد ، وأخرجه الحاكم في مستدركه في كتاب العلم (المستدرك على الصحيحين ج1/ص182/ 345) من طريق عبد الوارث بن سعيد ، كلهم عن عَلِيُّ بن الْحَكَمِ به وبمثله ، وتابع محمد بن سيرين عليا بن الحكم فقد أخرجه ابن ماجة في سننه ، المقدمة ، باب من سُئِلَ عن عِلْمٍ فَكَتَمَهُ ( سنن ابن ماجه ج1/ص98/ 266) من طريق مُحَمَّدِ بن سِيرِينَ عن أبي هُرَيْرَةَ مرفوعا بمثله .(2/80)
ب- ذكر تخريج رواية عبد الله بن عمرو : أخرجه الحاكم في مستدركه ، في كتاب العلم(المستدرك على الصحيحين ج1/ص182/ 346) قال حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني عبد الله بن عياش عن أبيه عن أبي عبد الرحمن الحبلى عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من كتم علما ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار . وأخرجه الطبراني في الأوسط (المعجم الأوسط ج5/ص186/ 5027) من طريق خالد بن خداش ، وأخرجه ابن حبان في صحيحه ، كتاب العلم ، باب ذكر إيجاب العقوبة في القيامة على الكاتم العلم الذي يحتاج إليه في أمور المسلمين( صحيح ابن حبان ج1/ص298/ 96) من طريق أَبُو الطَّاهِرِ بْنُ السَّرْحِ ، وأخرجه نعيم بن حماد في زوائد الزهد لأبن المبارك ( ج2/ص119/ 399) ثلاثتهم عن عبد الله بن وهب به وبمثله .
ثانياً: أ- دراسة الإسناد الأول للحديث "رواية أبى هريرة"
1- مُوسَى بن إسماعيل سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 155 ] . ثقة ثبت .
2- حماد بن سلمة سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 121 ] . ثقة عابد أثبت الناس في ثابت ، وتغير حفظه بأخرة
3- عَلِيُّ بن الْحَكَمِ(1) علي بن الحكم البناني أبو الحكم البصري روى عن أنس وميمون بن مهران وأبي عثمان النهدي وعطاء بن أبي رباح ونافع مولى بن عمر وغيرهم وعنه جرير بن حازم والحمادان وآخرون ، وقال ابن حجر ثقة ضعفه الأزدي بلا حجة من الخامسة مات سنة إحدى وثلاثين ومائة خ 4.
__________
(1) ترجمة على بن الحكم : التاريخ الكبير ج6:ص270/ 2374، تهذيب الكمال ج20:ص413/ 4057 ، تاريخ الإسلام ج8:ص498، الكاشف ج2:ص38/ 3907، تهذيب التهذيب ج7:ص273/ 528، تقريب التهذيب ج1:ص400/ 4722 .(2/81)
4- عطاء بن أبى رباح(1) عطاء بن أبي رباح واسمه أسلم القرشي مولاهم أبو محمد المكي روى عن بن عباس وابن عمرو وابن عمر وأبي هريرة وغيرهم وروى عن أبي صالح السمان وعروة بن الزبير وحبيب بن أبي ثابت وخلق روى عنه ابنه يعقوب وأبو إسحاق السبيعي ومجاهد والزهري وخلق كثير. وقال العلائي وقال أبو موسى المديني لم يسمع من أبي هريرة , وقال البخاري سمع أبا هريرة وابن عباس وأبا سعيد وجابر وابن عمر رضي الله عنهم، وقال ابن حجر ثقة فقيه فاضل لكنه كثير الإرسال من الثالثة مات سنة أربع عشرة على المشهور وقيل إنه تغير بأخرة ولم يكثر ذلك منه ع .
5- أبو هريرة سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 19 ] .
ثانياً: ب- دراسة الإسناد الثاني للحديث "رواية عبد الله بن عمرو"
1- أبو العباس محمد بن يعقوب سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 90 ] . الإمام المحدث مسند العصر رحلة الوقت .
__________
(1) ترجمة عطاء بن أبى رباح : التاريخ الكبير ج6:ص463/ 2999 ، الجرح والتعديل ج6:ص330/ 1839، الثقات ج5:ص198/4524، تهذيب الكمال ج20:ص69/ 3933 ، الكاشف ج2:ص21/ 3797، تهذيب التهذيب ج7:ص179/385 ، تقريب التهذيب ج1:ص391/ 4591، تحفة التحصيل في ذكر رواة المراسيل ج1:ص230، طبقات الحفاظ ج1:ص45/88 .(2/82)
2- محمد بن عبد الله بن عبد الحكم(1) محمد بن عبدالله بن عبد الحكم أبو عبدالله سمع من أبيه وابن وهب وأشهب وابن القاسم وغيرهم من أصحاب مالك وصحب الشافعي وأخذ عنه وكتب كتبه روى عنه أبو بكر النيسابوري وأبو حاتم الرازي وابنه عبدالرحمن وأبو جعفر الطبري وجماعة غيرهم قال ابن الحارث كان من العلماء الفقهاء مبرزا من أهل النظر والمناظرة والحجة فيما يتكلم فيه ويتقلده من مذهبه وإليه كانت الرحلة من الغرب والأندلس في العلم والفقه. قال أبو عمر بن عبد البر كان فقيها نبيلا جميلا وجيها في زمنه . توفي رحمه الله في ذي القعدة منتصف سنة ثمان وستين ومائتين ،
3- عبد الله بن وهب سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 30 ] . ثقة .
4- عبد الله بن عياش : سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 58 ] ، صدوق يغلط أخرج له مسلم في الشواهد.
5- عياش بن عباس القتباني(2) عياش بن عباس القتباني الحميري رأى عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي روى عن بكير بن عبد الله بن الأشج وعبد الله بن رافع الحضرمي وأبي الخير مرثد بن عبد الله اليزني وأبي عبد الرحمن الحبلي روى عنه إسرائيل بن عمرو الكلاعي الإسكندراني وشعبة بن الحجاج وابنه عبد الله بن عياش بن عباس ، وقال ابن حجر ثقة من السادسة قال بن يونس يقال مات سنة ثلاث وثلاثين ومائة ر م 4.
__________
(1) ترجمة محمد بن عبد الله بن عبد الحكم : الديباج المذهب ج1:ص231 .
(2) ترجمة عياش بن عباس القتباني : الجرح والتعديل ج7:ص6/ 29 ، مشاهير الأمصار ج1:ص188/ 1510،: تهذيب الكمال ج22:ص555/ 4600، الكاشف ج2:ص107/ 4353، تقريب التهذيب ج1:ص437/ 5269 .(2/83)
6- عبد الله بن يزيد(1) عبد الله بن يزيد المعافري أبو عبد الرحمن الحبلي بضم المهملة والموحدة المصري روى عن جابر بن عبد الله وعبد الله بن عمر بن الخطاب وعبد الله بن عمرو بن العاص ، روى عنه بكر بن سوادة الجذامي وعبد الرحمن بن زياد بن أنعم الأفريقي وعياش بن عباس القتباني. قال ابن حجر ثقة من الثالثة مات سنة مائة بإفريقية بخ م 4.
7- عبد الله بن عمرو بن العاص سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 1 ] .
ثالثاً: أ- الحكم على الإسناد الأول للحديث "رواية أبي هريرة"
هذا الحَدِيثُ إسنادُه صحيحٌ ، لأن رجاله ثقات . وقال الترمذي حَدِيثُ أبي هُرَيْرَةَ حَدِيثٌ حَسَنٌ ، وقال الحاكم بعد رواية الحديث (المستدرك على الصحيحين ج1/ص182/ 345) هذا حديث تداوله الناس بأسانيد كثيرة تجمع و يذاكر بها و هذا الإسناد صحيح على شرط الشيخين و لم يخرجاه ووافقه الذهبي . والحديث صححه الألباني ( صحيح الترغيب والترهيب، ج1/ص28/ح120) ، وانظر ( الجامع الصغير وزيادته ، ج1/ص1065/ح 10650) وانظر حديث رقم : 5713 في صحيح الجامع .وقال المنذري في الترغيب والترهيب الترغيب والترهيب (ج1/ص70/ 198 ) رواه أبو داود والترمذي وحسنه وابن ماجه وابن حبان في صحيحه والبيهقي ورواه الحاكم بنحوه وقال صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ،
ثالثاً: ب- الحكم على الإسناد الثاني للحديث "رواية عبد الله بن عمرو"
__________
(1) ترجمة عبد الله بن يزيد : التاريخ الكبير ج5:ص226/ 739،: معرفة الثقات ج2:ص66/ 995، تهذيب الكمال ج16:ص316/3663 ، الكاشف ج1:ص609/ 3061، تقريب التهذيب ج1:ص329/ 3712، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال ج1:ص468 .(2/84)
هذا الحَدِيثُ إسنادُه حَسَنٌ ، لأن فيه عبد الله بن عياش وهو صدوق ، وقال الحاكم بعد روايته للحديث هذا إسناد صحيح من حديث المصريين على شرط الشيخين وليس له علة وفي الباب عن جماعة من الصحابة غير أبي هريرة رضي الله عنهم وقال الذهبي في تلخيصه على شرطهما ولا علة له . ، وقال المنذري (الترغيب والترهيب ج1/ص70/ 199) رواه ابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح لا غبار عليه ، وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب ( ج1/ص28/ح121) حسن صحيح .
الحديث رقم { 163 }
وأخرج الأصبهاني في "الترغيب" عن أنس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "من كان ذا لسانين في الدنيا كان له لسانان من نار يوم القيامة
- - الله - -
أولاً: تخريج الحديث كما ذكر المصنف
أخرجه الأصبهاني في الترغيب والترهيب في فصل النفاق وعلامة النفاق (ج1/ص85/ح129) أخبرنا
محمد بن عمر الطهراني، أنا أبوعبدلله: محمد بن إسحاق الحافظ، أنا محمد بن الحسين، ثنا أبو الأزهر.قال أبو عبدالله: وحدثنا أبو حاتم محمد بن عيسى الرازي، وعبدوس بن الحسين، وأبو عمرو بن حكيم قالوا: أخبرنا أبو حاتم الرازي قال: حدثنا محمد بن عبدالله الأنصاري، ثنا إسماعيل بن مسلم،عن الحسن، عن أنس بن مالك-رضي الله عنه-قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "من كان ذا لسانين في الدنيا كان له لسانان من نار يوم القيامة
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف(2/85)
أخرجه هناد في كتاب الزهد ، باب المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده (الزهد لابن السري ج2/ص549/ 1137) قال حدثنا المحاربي عن إسماعيل بن مسلم عن الحسن وقتادة عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان له لسانان في الدنيا جعل الله له يوم القيامة لسانين من نار . وأخرجه أبو يعلى في مسنده ( مسند أبي يعلى ج5/ص159/ 2771) من طريق عبدالرحمن بن محمد المحاربي ، وأخرجه أيضا (مسند أبي يعلى ج5/ص159/ 2772) من طريق عرعرة بن البرند ،وأخرجه ابن أبى الدنيا في كتابه الصمت وآداب اللسان ، باب ذم ذي اللسانين ، من طريق عبدالرحمن بن محمد المحاربي ، كلاهما عن إسماعيل المكي به وبمثله .وتابع أيوب بن خوط إسماعيل بن مسلم فقد رواه الطبراني في الأوسط ( المعجم الأوسط ج8/ص365/ 8885 ) من طريق أيوب بن خوط ثنا قتادة عن أنس مرفوعا بمثله . وقال لم يرو هذا الحديث عن أيوب إلا أسد ولا رواه عن قتادة إلا أيوب وإسماعيل بن موسى .
ثالثاً: دراسة إسناد الحديث(2/86)
1- عبدالرحمن بن محمد المحاربي(1) عبد الرحمن بن محمد بن زياد المحاربي أبو محمد الكوفي روى عن إبراهيم بن مسلم الهجري وإسماعيل بن مسلم المكي والأعمش وغيرهم وعنه أحمد بن حنبل وهناد بن السري وأبو بكر بن أبي شيبة وغيرهم وقال بن معين والنسائي ثقة وقال النسائي أيضا ليس به بأس وقال أبو حاتم صدوق إذا حدث عن الثقات ويروي عن المجهولين أحاديث منكرة فيفسد حديثه وذكره بن حبان في الثقات وقال ابن سعد كان ثقة كثير الغلط وقال بن شاهين في الثقات قال عثمان بن أبي شيبة هو صدوق ولكنه هو كذا مضطرب وقال البزار والدارقطني ثقة وقال العجلي لا بأس به وقال الساجي صدوق يهم، وقال ابن حجر لا بأس به وكان يدلس قاله أحمد من التاسعة مات سنة خمس وتسعين ع .
2- إسماعيل بن مسلم(2) إسماعيل بن مسلم المكي أبو إسحاق البصري سكن مكة لكثرة مجاورته قيل له المكي وكان فقيها مفتيا وروى عن الحسن البصري وحماد بن أبي سليمان وقتادة وغيرهم وعنه عبد الرحمن بن محمد المحاربي الأعمش وابن المبارك . قال ابن حجر كان فقيها ضعيف الحديث من الخامسة ت ق .
__________
(1) ترجمة عبدالرحمن بن محمد المحاربي : التاريخ الكبير ج5:ص347/ 1102 ، رجال مسلم ج1:ص422/ 946، الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ج2:ص99/ 1894، تهذيب الكمال ج17:ص386/ 3949 ، الكاشف ج1:ص642/ 3305، ذكر من تكلم فيه وهو موثق ج1:ص121/ 213، تهذيب التهذيب ج6:ص238/ 527، تقريب التهذيب ج1:ص349/ 3999 .
(2) ترجمة إسماعيل بن مسلم المكي : التاريخ الكبير ج1:ص372/ 1179 ، تهذيب الكمال ج3:ص198/ 483، المغني في الضعفاء ج1:ص87/ 716، الكاشف ج1:ص249/ 408، تهذيب التهذيب ج1:ص289/ 598 ، تقريب التهذيب ج1:ص110/ 484 .(2/87)
3- أيوب بن خوط(1) أيوب بن خوط بضم المعجمة أبو أمية البصري الحبطي روى عن نافع مولى بن عمر وعامر الأحول وليث بن أبي سليم وقتادة وجماعة وعنه الحسين بن واقد ومحمد بن مصعب وحفص بن عبد الرحمن وغيرهم ، قال ابن حجر متروك من الخامسة أغفله المزي د ق .
4- الحسن البصري سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 11 ] . قال أبو حاتم : سمع الحسن من بن عمر وأنس بن مالك وابن مغفل
5- قتادة بن دعامة سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 27 ] .قال أبو حاتم أثبت أصحاب أنس الزهري ثم قتادة
6- أنس بن مالك سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 51 ] .
رابعاً: الحكم على إسناد الحديث
هذا الحَدِيثُ إسنادُه ضعيفٌ ، لأن فيه إسماعيل بن مسلم المكي وهو ضعيف، ومتابعه أيوب بن خوط متفق على تركه فلا يصلح للمتابعة ، .وقال الهيثمي في ( مجمع الزوائد ج8/ص95) رواه الطبراني في الأوسط وفيه مقدام بن داود وهو ضعيف ورواه البزار بنحوه وأبو يعلى وفيه إسماعيل بن مسلم المكي وهو ضعيف .
الحديث رقم { 164 }
وأخرج(2) عن ابن عمر(3) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من مثَّل بذي روح ثم لم يتب ؛ مثَّل الله به يوم القيامة .
- - الله - -
أولاً: تخريج الحديث كما ذكر المصنف
__________
(1) ترجمة أيوب بن حوط : الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ج1:ص130/ 463، ميزان الاعتدال في نقد الرجال ج1:ص455/1076: تهذيب التهذيب ج1:ص352/ 741، تقريب التهذيب ج1:ص118/ 612 .
(2) فى المخطوطة (أ) ، (ب) نسبه إلي أحمد وفى المحطوطة (ب) لم يحدد .
(3) فى المخطوطة (أ) عن ابن عمرو .(2/88)
أخرجه أحمد في مسنده ( مسند أحمد بن حنبل ج2/ص92/ 5661 ) قال حدثنا عبد اللَّهِ حدثني أبي ثنا أبو النَّضْرِ ثنا شَرِيكٌ عن مُعَاوِيَةَ بن إِسْحَاقَ عن أبي صَالِحٍ الحنفي عن رَجُلٍ من أَصْحَابِ النبي صلى الله عليه وسلم أُرَاهُ بن عُمَرَ قال سمعت رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول من مَثَّلَ بذي رُوحٍ ثُمَّ لم يَتُبْ مَثَّلَ الله بِهِ يوم الْقِيَامَةِ, وأخرجه ابن الجعد في مسنده (مسند ابن الجعد ج1/ص330/ 2264) من طريق شريك ، وأخرجه الطبراني في الأوسط (المعجم الأوسط ج7/ص211/ 7297) من طريق إسحاق بن منصور السلولي ، كلاهما عن مُعَاوِيَةَ بن إِسْحَاقَ به وبمثله . إلا أن الطبراني قال مثل بشيء ولم يقل بذي روح .
ثانياً: دراسة إسناد الحديث
1- هاشم بن القاسم(1) : هاشم بن القاسم بن مسلم بن مقسم الليثي أبو النضر البغدادي الحافظ خراساني الأصل ولقبه قيصر روى عن شريك بن عبد الله النخعي و عكرمة بن عمار وخلق وعنه أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه وعلي بن المديني ويحيى بن معين وآخرون وقال ابن حجر مشهور بكنيته ولقبه قيصر ثقة ثبت من التاسعة مات سنة سبع ومائتين وله ثلاث وسبعون ع .
2- شَرِيكٌ بن عبد الله : سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 7 ] . صَدُوقٌ يُخْطِئُ كَثِيْرَاً ، تَغَيَّرَ حِفْظُهُ لَمَّا وَلِيَ الْقَضَاءَ .
__________
(1) ترجمة هاشم بن القاسم : تهذيب الكمال ج30:ص130/ 6540، الكاشف ج2:ص332/ 5931، تهذيب التهذيب ج11:ص18/39، تقريب التهذيب ج1:ص570/ 7256 .(2/89)
3- مُعَاوِيَةَ بن إِسْحَاقَ(1) : معاوية بن إسحاق بن طلحة بن عبيد الله القرشي التيمي يكنى أبا الأزهر روى عن إبراهيم التيمي وأبيه إسحاق بن طلحة بن عبيد الله وأبي صالح الحنفي روى عنه بن عمه إسحاق بن يحيى بن طلحة وإسرائيل بن يونس وسفيان الثوري وشريك بن عبد الله وغيرهم ، قال عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه وأبو عبد الرحمن النسائي ثقة وقال أبو زرعة شيخ واه وقال أبو حاتم لا بأس به ومرة قال ثقة وذكره بن حبان في كتاب الثقات ، وقال ابن حجر صدوق ربما وهم من السادسة خ قد س ق .
4- عبد الرحمن بن قيس(2) : عبد الرحمن بن قيس أبو صالح الحنفي الكوفي من خيار التابعين من أصحاب علي، روى عن أبيه قيس وأخيه طليق بن قيس وعن علي وحذيفة وابن مسعود وابن عباس روى عنه معاوية بن إسحاق بن طلحة وسعيد بن مسروق الثوري وإسماعيل بن أبي خالد وجماعة، وثقه ابن معين وذكره بن حبان في الثقات وذكر بن أبي حاتم أن روايته عن حذيفة وابن مسعود مرسلة ، وقال ابن حجر ثقة من الثالثة قيل إن روايته عن حذيفة مرسلة م د س .
5- عبد الله بن عمر : سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 62 ] .
ثالثاًً: الحكم على إسناد الحديث
__________
(1) ترجمة معاوية بن إسحاق بن طلحة : الجرح والتعديل ج8:ص381/ 1747، تهذيب الكمال ج28:ص160/ 6044، الكاشف ج2:ص274/ 5514، تقريب التهذيب ج1:ص537/ 6748، لسان الميزان ج7:ص391/ 4873 .
(2) ترجمة عبد الرحمن بن قيس : الجرح والتعديل ج5:ص276/ 1314 ، تهذيب الكمال ج17:ص360/ 3937 : الكاشف ج1:ص641/ 3295، تهذيب التهذيب ج6:ص231/ 511، تقريب التهذيب ج1:ص349/ 3987 .(2/90)
هذا الحَدِيثُ إسنادُه حسن ، لأن فيه شريك بن عبد الله و معاوية بن إسحاق وهما صدوقان .ولا يضر الشك في تعيين الصحابي لأنهم كلهم عدول، مع أن رواية الطبراني لا شك فيها ، وقال الهيثمي في (مجمع الزوائد ج4/ص32) رواه أحمد ورجاله ثقات . وقال أيضا (مجمع الزوائد ج6/ص249) رواه احمد والطبراني في الأوسط عن ابن عمر من غير شك ورجال احمد ثقات .
الحديث رقم { 165 }
وأخرج الشيخان عن أبي هريرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رأى رجلاً لم يغسل عقبيه، فقال: "ويل للأعقاب(1) من النار".
- - الله - -
تخريج الحديث كما ذكر المصنف
أخرجه البخاري في صحيحه ، في كتاب العلم ، باب من رَفَعَ صَوْتَهُ بِالْعِلْمِ ( صحيح البخاري ج1/ص33/60) قال حدثنا أبو النُّعْمَانِ عَارِمُ بن الْفَضْلِ قال حدثنا أبو عَوَانَةَ عن أبي بِشْرٍ عن يُوسُفَ بن مَاهَكَ عن عبد اللَّهِ بن عَمْرٍو قال تَخَلَّفَ عَنَّا النبي صلى الله عليه وسلم في سَفْرَةٍ سَافَرْنَاهَا فَأَدْرَكَنَا وقد أَرْهَقَتْنَا الصَّلَاةُ وَنَحْنُ نَتَوَضَّأُ فَجَعَلْنَا نَمْسَحُ على أَرْجُلِنَا فَنَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ وَيْلٌ لِلْأَعْقَابِ من النَّارِ مَرَّتَيْنِ أو ثَلَاثًا ، وأخرجه في كتاب الوضوء ، باب غسل الرجلين ولا يمسح على القدمين ( صحيح البخاري ج1/ص72/ 161) من طريق أبى عَوَانَةَ . وأخرجه مسلم في صحيحه ، في كتاب الطهارة ، بَاب وُجُوبِ غَسْلِ الرِّجْلَيْنِ بِكَمَالِهِمَا (صحيح مسلم ج1/ص214/241) من طريق أبى عوانة عن أبى بشر به وبمثله .
الحديث رقم { 166 }
__________
(1) العقب : بكسر القاف مؤخر القدم وجمعه أعقاب وخص العقب بالعذاب لأنه العضو الذي لم يغسل وقيل اراد صاحب العقب فحذف المضاف وإنما قال ذلك لأنهم كانوا لا يستقصون غسل ارجلهم في الوضوء(المفردات في غريب القرآن ج1/ص340، النهاية في غريب الأثر ج3/ص269، المغرب في ترتيب المعرب ج2/ص72) .(2/91)
وأخرج الطبراني عن واثلة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من لم يخلل أصابعه بالماء خللها الله(1) بالنار يوم القيامة".
- - الله - -
أولاً: تخريج الحديث كما ذكر المصنف
أخرجه الطبراني في معجمه الكبير ( المعجم الكبير ج22/ص64/ 156) قال حدثنا الْحُسَيْنُ بن إِسْحَاقَ ثنا شَيْبَانُ بن فَرُّوخَ ثنا حَكِيمُ بن خِذَامٍ عَنِ الْعَلاءِ بن كَثِيرٍ عن مَكْحُولٍ عن وَاثِلَةَ عَنِ النبي صلى اللَّهُ عليه وسلم قال من لم يُخَلِّلْ أَصَابِعَهُ بِالْمَاءِ خَلَّلَهَا اللَّهُ بِالنَّارِ يوم الْقِيَامَةِ .
ثانياً: دراسة إسناد الحديث
1- الْحُسَيْنُ بن إِسْحَاقَ(2) الحسين بن إسحاق ابن إبراهيم التستري بضم التاء الأولى وفتح التاء الثانية الدقيق محدث رحال ثقة ، سمع هشام بن عمار وسعيد بن منصور وشيبان بن فروخ وطبقتهم حدث عنه ابنه علي وسهل بن عبدالله التستري الصغير وأبو جعفر العقيلي وسليمان الطبراني وآخرون وكان من الحفاظ الرحالة أرخ أبو الشيخ وفاته في سنة تسعين ومئتين أكثر عنه أبو القاسم الطبراني .
2- شَيْبَانُ بن فَرُّوخَ ، صدوق يهم ورمي بالقدر ، سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 61 ] .
3- حَكِيمُ بن خدام(3) حكيم بن خدام من أهل البصرة كنيته أبو سمير يروي عن عبد الملك بن عمير والأعمش وربما روى عن مكحول ولم يره في أحاديث مناكير كثيرة كأنه ليس من أحاديث الثقات ضعفه أحمد بن حنبل و النسائي .
__________
(1) هذه الزيادة موجودة فى المخطوطة (ب) .
(2) ترجمة الحسين بن إسحاق : طبقات الحنابلة ج1:ص142/ 184، سير أعلام النبلاء ج14:ص57/ 8، تاريخ الإسلام ج21:ص157/4 ، المقصد الارشد ج1:ص343/ 365، معجم الكتب ج1:ص33/ 52 .
(3) ترجمة حكبم بن خدام : الضعفاء للنسائي ج1:ص30/ 128، المجروحين ج1:ص247/ 228 .(2/92)
4- الْعَلاءِ بن كَثِيرٍ(1) العلاء بن كثير الليثي أبو سعيد الدمشقي مولى بني أمية سكن الكوفة روى عن أبي الدرداء مرسلا ومكحول الشامي وعدة وعنه أبو سمير حكيم بن خدام البصري وسليمان بن عمر النخعي وغيرهم وقال ابن حجر متروك رماه بن حبان بالوضع من السادسة .
5- مَكْحُولٍ(2) مكحول الشامي أبو عبد الله الدمشقي روى عن أنس بن مالك وواثلة بن الأسقع وأم الدرداء الصغرى روى عنه الأوزاعي وسعيد بن عبد العزيز والعلاء بن الحارث ، وقال أبو حاتم سألت أبا مسهر هل سمع مكحول من احد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال ما صح عندنا إلا انس بن مالك قلت واثلة فأنكره ، لكن أثبت البخاري سماعه من أنس بن مالك وواثلة بن الأسقع وأم الدرداء ، وقال ابن حجر ثقة فقيه كثير الإرسال مشهور من الخامسة مات سنة بضع عشرة ومائة ر م 4 .
__________
(1) ترجمة العلاء بن كثير : التاريخ الكبير ج6:ص519/ 3181 ، الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ج2:ص188/ 2348 ، تهذيب الكمال ج22:ص535/ 4584 ، ميزان الاعتدال في نقد الرجال ج5:ص129/ 5746 ، تهذيب التهذيب ج8:ص170/ 345، تقريب التهذيب ج1:ص436/ 5254 .
(2) ترجمة مكحول : التاريخ الكبير ج8:ص21/ 2008 ، معرفة الثقات ج2:ص295/ 1784 ، معرفة الثقات ج2:ص295/ 1784، الجرح والتعديل ج8:ص407/ 1867، الكاشف ج2:ص291/ 5620، جامع التحصيل ج1:ص285/ 796، تحفة التحصيل في ذكر رواة المراسيل ج1:ص314، تقريب التهذيب ج1:ص545/ 6875 .(2/93)
6- وَاثِلَةَ بن الأسقع الليثي(1) واثلة بن الأسقع بن كعب بن عامر أبو شداد الليثي أسلم قبل تبوك وشهدها روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن أبي مرثد الغنوي وأبي هريرة وأم سلمة وعنه ابنته فسيلة ومكحول وعمرو بن عبد الله الحضرمي وآخرون قال بن سعد كان من أهل الصفة فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى الشام ،كان آخر الصحابة موتا بدمشق ، مات سنة خمس وثمانين وله مائة وخمس سنين ع
ثالثاًً: الحكم على إسناد الحديث
هَذَا الأَثَرُ إسنادُه ضَعِيفٌ جِدَّاً ، لأن فيه العلاء بن كثير الليثي وهو متروك وفيه حكيم بن خدام وهو ضعيف.وقال الهيثمي في (مجمع الزوائد ج1/ص236) رواه الطبراني في الكبير وفيه العلاء بن كثير الليثي وهو مجمع على ضعفه .
الحديث رقم { 167 }
وأخرج عن ابن مسعود قال: "خللوا الأصابع الخمس لا يحشوها الله ناراً".
- - الله - -
أولاً: تخريج الأثر كما ذكر المصنف
أخرجه الطبراني في الكبير ( المعجم الكبير ج9/ص247/ 9213) قال حدثنا محمد بن النَّضْرِ الأَزْدِيُّ ثنا مُعَاوِيَةُ بن عَمْرٍو ثنا زَائِدَةُ عن مَنْصُورٍ عن طَلْحَةَ بن مُصَرِّفٍ قال حُدِّثْتُ عن عبد اللَّهِ بن مَسْعُودٍ أَنَّهُ قال خَلِّلُوا الأَصَابِعَ الْخَمْسَ لا يَحْشُوهَا اللَّهُ نَارًا .
ثانياً: دراسة إسناد الأثر
__________
(1) ترجمة واثلة بن الأسقع : التاريخ الكبير ج8:ص187/ 2646 ، الاستيعاب ج4:ص1563/ 2738 ، تهذيب الكمال ج30:ص393/ 6659، الكاشف ج2:ص346/ 6025، الإصابة ج6:ص591/ 9093، تهذيب التهذيب ج11:ص89/ 174، تقريب التهذيب ج1:ص579/ 7379 .(2/94)
1- محمد بن أحمد بن النَّضْرِ(1) محمد بن أحمد بن النضر بن عبد الله بن مصعب أبو بكر الأزدي سمع جده معاوية بن عمرو وأبا غسان مالك بن إسماعيل وعبد الله بن مسلمة القعنبي روى عنه يحيى بن محمد بن صاعد ومحمد بن مخلد وأبو عمرو بن السماك وأبو بكر النجاد ، وقال عبد الله بن أحمد ومحمد بن عبدوس يقولان ثقة لا بأس به ، وذكره ابن حبان في الثقات ، توفي محمد بن أحمد بن النضر يوم الجمعة لخمس خلون من ربيع الأول سنة إحدى وتسعين ومائة
2- مُعَاوِيَةُ بن عَمْرٍو بن المهلب(2) معاوية بن عمرو بن المهلب بن عمرو بن شبيب الأزدي المعني بفتح الميم وسكون المهملة وكسر النون الكوفي أبو عمرو البغدادي روى عن زائدة بن قدامة والمسعودي وجرير بن حازم وغيرهم وعنه البخاري والجماعة بواسطة ومحمد بن حاتم بن ميمون ومحمد بن يحيى الذهلي وسبطاه علي ومحمد ابنا أحمد بن النضر الأزدي وآخرون ، وقال ابن حجر ثقة من صغار التاسعة مات سنة أربع عشرة على الصحيح وله ست وثمانون سنة ع .
3- زَائِدَةُ بن قدامة الثقفي(3) زائدة بن قدامة الثقفي أبو الصلت الكوفي روى عن أبي إسحاق السبيعي وسليمان التيمي ومنصور بن المعتمر وخلق وعنه بن المبارك وأبو أسامة وابن عيينة ومعاوية بن عمرو وجماعة ، وقال ابن حجر ثقة ثبت صاحب سنة من السابعة مات غازيا بالروم سنة ستين وقيل بعدها ع .
__________
(1) ترجمة محمد بن أحمد بن النضر : الثقات ج9:ص152/ 15729 ، تاريخ بغداد ج1:ص364/ 306، المقتنى في سرد الكنى ج1:ص122/ 828 .
(2) ترجمة معاوية بن عمرو بن المهلب : التاريخ الكبير ج7:ص334/ 1439 ، تهذيب الكمال ج28:ص207/ 6064 ، الكاشف ج2:ص276/ 5532، تهذيب التهذيب ج10:ص194/ 397، تقريب التهذيب ج1:ص538/ 6768 .
(3) ترجمة زائدة بن قدامة الثقفي : تهذيب الكمال ج9:ص273/ 1950، الكاشف ج1:ص400/ 1608 ، تهذيب التهذيب ج3:ص264/ 571، تقريب التهذيب ج1:ص213/ 1982 .(2/95)
4- مَنْصُورٍ بن المعتمر سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 18 ] . ثقة ثبت وكان لا يدلس .
5- طَلْحَةَ بن مُصَرِّفٍ(1) طلحة بن مصرف بن عمرو بن كعب الهمداني اليامي أبو محمد الكوفي روى عن أنس وعبد الله بن أبي أوفى وخيثمة بن عبد الرحمن ومجاهد وغيرهم وعنه أبو إسحاق السبيعي وهو أكبر منه وإسماعيل بن أبي خالد وابنه محمد ومنصور بن المعتمر وجماعة وقال بن أبي حاتم في المراسيل قيل لابن معين سمع طلحة من أنس فقال لا وسمعت أبي يقول طلحة أدرك أنسا وما ثبت له سماع منه ، وقال ابن حجر ثقة قارئ فاضل من الخامسة مات سنة اثنتي عشرة أو بعدها ع .
6- عبد اللَّهِ بن مَسْعُودٍ سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 54 ] .
ثالثاًً: الحكم على إسناد الأثر
هَذَا الأَثَرُ إسنادُه ضَعِيفٌ ، للانقطاع بين طلحة بن مصرف و ابن مسعود .وقال الهيثمي في ( مجمع الزوائد ج1/ص236) رواه الطبراني في الكبير وفيه راو لم يسم وبقية رجاله ثقات
الحديث رقم { 168 }
وأخرج الشيخان عن أم سلمة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "الذي يشربُ في آنية من الذهب والفضة إنما يُجَِرجِر(2) في جوفه نار جهنم"..
- - الله - -
أولاً: تخريج الحديث كما ذكر المصنف
__________
(1) ترجمة طلحة بن مصرف : تهذيب الكمال ج13:ص433/ 2982 ، التاريخ الكبير ج4:ص346/ 3080، الكاشف ج1:ص514/2480 ، جامع التحصيل ج1:ص201/ 312، تهذيب التهذيب ج5:ص23/ 43، تقريب التهذيب ج1:ص283/3034 .
(2) يجرجر في بطنه نار جهنم : بفتح الراء وضمها وأما معناه فعلى رواية النصب الفاعل هو الشارب مضمر فى يجرجر أى يلقيها فى بطنه يجرع متتابع يسمع له جرجرة وهو الصوت لتردده فى حلقه وعلى رواية الرفع تكون النار فاعله ومعناه تصوت النار فى بطنه والجرجرة هي التصويت وسمى المشروب نارا لأنه يؤول اليها (النهاية في غريب الأثر ج1/ص255، مشارق الأنوار ج1/ص144، المغرب في ترتيب المعرب ج1/ص139 .(2/96)
أخرجه البخاري في صحيحه في كتاب الأشربة ، بَاب آنِيَةِ الْفِضَّةِ ، ( صحيح البخاري ج5/ص2133/ 5311) قال حدثنا إِسْمَاعِيلُ قال حدثني مَالِكُ بن أَنَسٍ عن نَافِعٍ عن زَيْدِ بن عبد اللَّهِ بن عُمَرَ عن عبد اللَّهِ بن عبد الرحمن بن أبي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ عن أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النبي صلى الله عليه وسلم أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال الذي يَشْرَبُ في آنية الْفِضَّةِ إنما يُجَرْجِرُ في بَطْنِهِ نَارَ جَهَنَّمَ .وأخرجه مسلم في صحيحه في كتاب اللباس والزينة ، بَاب تَحْرِيمِ اسْتِعْمَالِ أَوَانِي الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ في الشُّرْبِ وَغَيْرِهِ على الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ ( صحيح مسلم ج3/ص1634/ 2065) من طريق شيخه يحيى بن يحيى عن مالك به وبمثله . ورواه مسلم من طريق عَلِيُّ بن مُسْهِرٍ عن عُبَيْدِ اللَّهِ عن نَافِعٍ به و الذي يَأْكُلُ أو يَشْرَبُ في آنِيَةِ الْفِضَّةِ وَالذَّهَبِ إنما يُجَرْجِرُ في بَطْنِهِ نَارَ جَهَنَّمَ (صحيح مسلم ج3/ص1634/ 2065) . وأخرجه مسلم أيضا من طريق عُثْمَانَ بن مُرَّةَ عن عبد اللَّهِ بن عبد الرحمن به ( ( صحيح مسلم ج3/ص1635/ 2065 ) ولفظه من شَرِبَ في إِنَاءٍ من ذَهَبٍ أو فِضَّةٍ فَإِنَّمَا يُجَرْجِرُ في بَطْنِهِ نَارًا من جَهَنَّمَ
ثانيا: معنى الحديث(2/97)
فال النووي في شرح مسلم(1) : قال القاضي واختلفوا في المراد بالحديث فقيل هو إخبار عن الكفار من ملوك العجم وغيرهم الذين عادتهم فعل ذلك كما قال في الحديث الآخر هي لهم في الدنيا ولكم في الآخرة أي هم المستعملون لها في الدنيا وكما قال صلى الله عليه وسلم في ثوب الحرير إنما يلبس هذا من لاخلاق له في الآخرة يجرجر في بطنه نار جهنم :بفتح الراء وضمها وأما معناه فعلى رواية النصب الفاعل هو الشارب مضمر في يجرجر أي يلقيها في بطنه يجرع متتابع يسمع له جرجرة وهو الصوت لتردده في حلقه وعلى رواية الرفع تكون النار فاعله ومعناه تصوت النار في بطنه والجرجرة هي التصويت وسمى المشروب نارا لأنه يؤول إليها كما قال تعالى إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا( ا (النهاية في غريب الأثر ج1/ص255، مشارق الأنوار ج1/ص144، المغرب في ترتيب المعرب ج1/ص139رة أي لانصيب قال وقيل المراد نهى المسلمين عن ذلك وأن من ارتكب هذا النهى استوجب هذا الوعيد وقد يعفو الله عنه هذا كلام القاضي والصواب أن النهى يتناول جميع من يستعمل إناء الذهب أو الفضة من المسلمين والكفار لأن الصحيح أن الكفار مخاطبون بفروع الشرع والله أعلم
الحديث رقم { 169 }
وأخرج الشيخان عن ثابت بن الضحاك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " من قتل نفسه بشيء في الدنيا عُذِّب به يوم القيامة ..
- - الله - -
أولاً: تخريج الحديث كما ذكر المصنف
__________
(1) شرح النووي على صحيح مسلم ج14/ص27، فتح الباري ج10/ص97 .(2/98)
هذا جزء من حديث أخرجه الشيخان .وإنما أخرجه بهذا اللفظ الطبراني في معجمه الكبير والبيهقي في معرفة السنن والآثار . أخرجه البخاري في صحيحه ،كتاب الأدب ، بَاب ما يُنْهَى من السِّبَابِ وَاللَّعْنِ(صحيح البخاري ج6/ص2451/ 6276 )قال حدثنا مُعَلَّى بن أَسَدٍ حدثنا وُهَيْبٌ عن أَيُّوبَ عن أبي قِلَابَةَ عن ثَابِتِ بن الضَّحَّاكِ قال قال النبي صلى الله عليه وسلم من حَلَفَ بِغَيْرِ مِلَّةِ الْإِسْلَامِ فَهُوَ كما قال قال وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِشَيْءٍ عُذِّبَ بِهِ في نَارِ جَهَنَّمَ وَلَعْنُ الْمُؤْمِنِ كَقَتْلِهِ وَمَنْ رَمَى مُؤْمِنًا بِكُفْرٍ فَهُوَ كَقَتْلِهِ. وأخرجه أيضا في كتاب الأيمان والنذور ، بَاب من حَلَفَ بِمِلَّةٍ سِوَى مِلَّةِ الْإِسْلَامِ وقال النبي صلى الله عليه وسلم من حَلَفَ بِاللَّاتِ وَالْعُزَّى فَلْيَقُلْ لَا إِلَهَ إلا الله ولم يَنْسُبْهُ إلى الْكُفْرِ، (صحيح البخاري ج5/ص2247/ 5700) من طريق يحيى بن أبي كَثِيرٍ عن أبى قلابة بمثله مع زيادة قال وَلَيْسَ على بن آدَمَ نَذْرٌ فِيمَا لَا يَمْلِكُ ، وأخرجه أيضا في كتاب الأدب ، باب من أكفر أخاه بغير تأويل فهو كما قال، (صحيح البخاري ج5/ص2264/ 5754) من طريق أيوب عن أبى فلابة بمثله . وأخرجه مسلم في صحيحه في كتاب الإيمان ، باب غِلَظِ تَحْرِيمِ قَتْلِ الْإِنْسَانِ نَفْسَهُ وإن من قَتَلَ نَفْسَهُ بِشَيْءٍ عُذِّبَ بِهِ في النَّارِ وَأَنَّهُ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إلا نَفْسٌ مُسْلِمَةٌ (صحيح مسلم ج1/ص104/ 110) من طريق يحيى بن أبي كَثِيرٍ عن أبى قلابة به وبنحوه .
الحديث رقم { 170 }
وأخرج البزار مثله من حديث عمران بن حصين
- - الله - -
أولاً: تخريج الحديث كما ذكر المصنف(2/99)
أخرجه البزار في مسنده ( مسند البزار ج9/ص18/ 3520 ) قال حدثنا يحيى بن محمد ومحمد بن عبد الله بن عبيد قالا نا إسحاق بن إدريس قال نا حماد عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي المهلب عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال قال رسول الله " من قتل نفسه بشيء في الدنيا عذب به في الآخرة " . وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن أحد بهذا اللفظ بإسناد أحسن من هذا الإسناد عن عمران بن حصين ولا نعلم له طريقا عن عمران بن حصين إلا هذا الطريق وقد قال بعض من رواه عن أيوب عن أبي قلابة عن ثابت بن الضحاك
ثانياً: دراسة إسناد الحديث
1- يحيى بن محمد بن السكن : سبقت ترجمته فى الحديث رقم (157) ، صدوق .
2- محمد بن عبد الله بن عبيد بن عقيل(1) محمد بن عبد الله بن عبيد بن عقيل بن صبيح الهلالي أبو مسعود البصري روى عن جده عبيد بن عقيل وعثمان بن عمر وبشر بن ثابت البزار وأبي عاصم النبيل وعدة وعنه أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البزار و أبو داود والنسائي وابن ماجة وابنه عبد العزيز بن محمد وآخرون قال النسائي لا بأس به قلت وقال مسلمة ثقة ، وقال ابن حجر صدوق من الحادية عشرة د س ق .
3- إسحاق بن إدريس الإسواري البصري أبو يعقوب سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 157 ] . وهو متروك .
4- حماد : مبهم فيحتمل أن يكون حماد بن سلمة أو حماد بن زيد وكلاهما يرويان عن أيوب السختياني . وحماد بن سلمة سبقت ترجمته في الحديث رقم( 121)
__________
(1) ترجمة محمد بن عبد الله بن عبيد بن عقيل : تهذيب الكمال ج25:ص506/ 5360، الكاشف ج2:ص188/ 4962 ، تهذيب التهذيب ج9:ص235/ 442، تقريب التهذيب ج1:ص489/ 6034 .(2/100)
5- حماد بن زيد بن درهم(1) الإمام أبو إسماعيل الأزدي الأزرق أحد الأعلام أضر .حديثه كالماء عن أبي عمران الجوني وثابت وأبي جمرة وعنه مسدد وعلي قال بن مهدي ما رأيت أحدا لم يكتب أحفظ منه وما رأيت بالبصرة أفقه منه ولم أر أعلم بالسنة منه . قال ابن حجر ثقة ثبت فقيه قيل إنه كان ضريرا ولعله طرأ عليه لأنه صح أنه كان يكتب من كبار الثامنة مات سنة تسع وسبعين وله إحدى وثمانون سنة ع.
6- أيوب بن تميمة سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 78 ] . ثقة ثبت حجة
7- أبو قلابة سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 78 ] . ثقة فاضل كثير الإرسال .
8- عمرو بن معاوية الجرمي(2) معاوية بن عمرو بن زيد الجرمي أبو المهلب عم أبى قلابة ويقال عمرو بن معاوية وقد قيل عبد الرحمن بن معاوية يروى عن عمران بن حصين روى عنه أبو قلابة والحسن وعوف الأعرابي، قال ابن حجر ثقة من الثانية بخ م 4
__________
(1) ترجمة حماد بن زيد بن درهم : تهذيب الكمال ج7:ص239/ 1481 ، الكاشف ج1:ص349/ 1219، تهذيب التهذيب ج3:ص9/ 13 ، تقريب التهذيب ج1:ص178/ 1498.
(2) ترجمة عمرو بن معاوية الجرمي : الجرح والتعديل ج6:ص260/ 1434، الثقات ج5:ص414/ 5472، الكاشف ج2:ص465/6861 ، تقريب التهذيب ج1:ص676/ 8398 .(2/101)
9- عمران بن حصين(1) عمران بن حصين بن عبيد بن خلف الخزاعي أبو نجيد بنون وجيم مصغر أسلم هو وأبو هريرة عام خيبر روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن معقل بن يسار وعنه ابنه نجيد وأبو رجاء العطاردي وأبو المهلب الجرمي وآخرون، استقضاه عبد الله بن عامر على البصرة ثم استعفاه ومات بها سنة اثنتين وخمسين وكان الحسن البصري يحلف بالله ما قدمها راكب خير من عمران بن حصين وكانت الملائكة تصافحه قبل أن يكتوي وكان صاحب راية خزاعة يوم الفتح ، روى له ع الستة .
ثالثاًً: الحكم على إسناد الحديث
هذا الحَدِيثُ إسنادُه ضعيفٌ جداًً ، لأن فيه إسحاق بن إدريس وهو متروك .وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (ج10/ص395) رواه البزار وفيه إسحق بن إدريس وهو متروك
الحديث رقم { 171 }
وأخرج الشيخان عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيها خالداً مخلداً فيها أبداً، ومن شرب سماً فقتل نفسه، فسمه في يده يتحساه(2) في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً، ومن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجأ بها في بطنه في نار جهنم، خالداً مخلداً فيها أبداً".
- - الله - -
تخريج الحديث كما ذكر المصنف
__________
(1) ترجمة عمران بن حصين : تهذيب الكمال ج22:ص319/ 4486 ، الكاشف ج2:ص92/ 4261 ، الإصابة ج4:ص705/ 6014 ، تهذيب التهذيب ج8:ص111/ 220، تقريب التهذيب ج1:ص429/ 5150 .
(2) التحسي : حسا الشيء حسوا وتحساه قال سيبويه التحسي عمل في مهلة. ويقال حسا الطائر الماء يحسو حسوا وهو كالشرب للإنسان و حَسَا زَيْدٌ المَرَقَ حَسْواً شَرِبَهُ شيئاٌ بعدَ شيءٍ (لسان العرب ج14/ص176، المحكم والمحيط الأعظم ج3/ص477، تاج العروس ج37/ص425) .(2/102)
أخرجه البخاري في صحيحه ، كتاب الطب ، بَاب شُرْبِ السُّمِّ وَالدَّوَاءِ بِهِ وَبِمَا يُخَافُ منه وَالْخَبِيثِ ( صحيح البخاري ج5/ص2179/ 5442 ) قال حدثنا عبد اللَّهِ بن عبد الْوَهَّابِ حدثنا خَالِدُ بن الْحَارِثِ حدثنا شُعْبَةُ عن سُلَيْمَانَ قال سمعت ذَكْوَانَ يحدث عن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من تَرَدَّى من جَبَلٍ فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَهُوَ في نَارِ جَهَنَّمَ يَتَرَدَّى فيه خَالِدًا مُخَلَّدًا فيها أَبَدًا وَمَنْ تَحَسَّى سُمًّا فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَسُمُّهُ في يَدِهِ يَتَحَسَّاهُ في نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فيها أَبَدًا وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِحَدِيدَةٍ فَحَدِيدَتُهُ في يَدِهِ يَجَأُ بها في بَطْنِهِ في نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فيها أَبَدًا . وأخرجه مسلم في صحيحه ، في كتاب الإيمان ، باب غِلَظِ تَحْرِيمِ قَتْلِ الْإِنْسَانِ نَفْسَهُ وإن من قَتَلَ نَفْسَهُ بِشَيْءٍ عُذِّبَ بِهِ في النَّارِ وَأَنَّهُ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إلا نَفْسٌ مُسْلِمَةٌ (صحيح مسلم ج1/ص103/ 109) من طريق خَالِدُ بن الْحَارِثِ و جرير بن حازم و بعثر بن القاسم كلهم عن شعبة به وبمثله . وأخرجه أيضا من طريق وَكِيعٌ عن الْأَعْمَشِ عن أبي صَالِحٍ عن أبي هُرَيْرَةَ مرفوعا بمثله .
الحديث رقم { 172 }
وأخرج مسلم عن سعد بن أبي وقاص قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "لا يريد أحد أهل المدينة بسوء إلا أذابه الله في النار ذوب الرصاص أو ذوب الملح في الماء".هذا جزء من حديث أخرجه مسلم في صحيحه ، وغيره .
- - الله - -
أولاً: تخريج الحديث كما ذكر المصنف(2/103)
أخرجه مسلم في صحيحه في كتاب المناسك ، باب فَضْلِ الْمَدِينَةِ وَدُعَاءِ النبي صلى الله عليه وسلم فيها بِالْبَرَكَةِ وَبَيَانِ تَحْرِيمِهَا وَتَحْرِيمِ صَيْدِهَا وَشَجَرِهَا وَبَيَانِ حُدُودِ حَرَمِهَا(صحيح مسلم ج2/ص992/ 1363) قال حدثنا بن أبي عُمَرَ حدثنا مَرْوَانُ بن مُعَاوِيَةَ حدثنا عُثْمَانُ بن حَكِيمٍ الْأَنْصَارِيُّ أخبرني عَامِرُ بن سَعْدِ بن أبي وَقَّاصٍ عن أبيه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال إني أُحَرِّمُ ما بين لَابَتَيْ الْمَدِينَةِ أَنْ يُقْطَعَ عِضَاهُهَا أو يُقْتَلَ صَيْدُهَا وقال الْمَدِينَةُ خَيْرٌ لهم لو كَانُوا يَعْلَمُونَ لَا يَدَعُهَا أَحَدٌ رَغْبَةً عنها إلا أَبْدَلَ الله فيها من هو خَيْرٌ منه ولا يَثْبُتُ أَحَدٌ على لَأْوَائِهَا وَجَهْدِهَا إلا كنت له شَفِيعًا أو شَهِيدًا يوم الْقِيَامَةِ ولا يُرِيدُ أَحَدٌ أَهْلَ الْمَدِينَةِ بِسُوءٍ إلا أَذَابَهُ الله في النَّارِ ذَوْبَ الرَّصَاصِ أو ذَوْبَ الْمِلْحِ في الْمَاءِ
ثانيا: معنى الحديث (1)
قال القاضي هذه الزيادة وهي قوله في النار تدفع أشكال الأحاديث التي لم تذكر فيها هذه الزيادة وتبين أن هذا حكمه في الآخرة قال وقد يكون المراد به من أرادها في حياة النبي صلى الله عليه وسلم كفى المسلمون أمره واضمحل كيده كما يضمحل الرصاص في النار قال وقد يكون في اللفظ تأخير وتقديم أي إذابة الله ذوب الرصاص في النار ويكون ذلك لمن أرادها في الدنيا فلا يمهله الله ولا يمكن له سلطان بل يذهبه عن قرب كما انقضى شأن من حاربها أيام بني أمية مثل مسلم بن عقبة فإنه هلك في منصرفه عنها ثم هلك يزيد بن معاوية مرسله على أثر ذلك وغيرهما ممن صنع صنيعهما قال وقيل قد يكون المراد من كادها اغتيالا وطلبا لغرتها في غفلة فلا يتم له أمره بخلاف من أتى ذلك جهارا كأمراء استباحوها
الحديث رقم { 173 }
__________
(1) شرح النووي على صحيح مسلم ج9/ص137 .(2/104)
وأخرج الطبراني وأبو يعلى وأبو الشيخ في التوبيخ عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "من أكل لحم أخيه في الدنيا قرب إليه يوم القيامة فيقال له: كله ميتا كما أكلته حيا، فيأكله ويكلح(1) ويضج
- - الله - -
أولاً: تخريج الحديث كما ذكر المصنف
أخرجه أبو يعلى في مسنده نقلا عن ابن كثير (تفسير ابن كثير ج4/ص217) قال حدثنا الحكم بن موسى حدثنا محمد بن سلمة عن محمد بن إسحاق عن عمه موسى بن يسار عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أكل من لحم أخيه في الدنيا قرب إليه لحمه في الآخرة فيقال له كله ميتا كما أكلته حيا قال فيأكله ويكلح ويصيح .وأخرجه الطبراني في الأوسط ( المعجم الأوسط ج2/ص182/ 1656) من طريق عبد الصمد بن محمد بن معدان السلمسيني عن محمد بن سلمة به وبمثله ، .وأخرجه أبو الشيخ في كتاب التوبيخ ، باب ذكر ما أعد الله لأهل الغيبة ( التوبيخ والتنبيه ج1/ص93/ 209) من طريق يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق به بمعناه .
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف
أخرجه ابن أبى الدنيا في كتاب الصمت وآداب اللسان باب الغيبة وذمها (ج1/ص125/ 178) من طريق شيخه يحيى بن يوسف الزمي عن محمد بن سلمة الحراني به وبمثله إلا أنه قال فيأكله ويضج ويكلح .
ثالثاً: دراسة إسناد الحديث
__________
(1) كلح : كمنع كلوحا وكلاحا بضمهما تكشر في عبوس و الكلح بفتح اللام تقلص الشفتين والكلوح العبوس(مشارق الأنوار ج1/ص341، النهاية في غريب الأثر ج4/ص196، القاموس المحيط ج1/ص305) .(2/105)
1- الحكم بن موسي(1) : الحكم بن موسى بن أبى زهير أبو صالح الزاهد رأى مالك بن أنس وروى عن إسماعيل بن عياش وعبد الله بن المبارك ومبشر بن إسماعيل الحلبي ومحمد بن سلمة الحراني روى عنه البخاري تعليقا ومسلم وأبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي وأحمد بن محمد بن حنبل ، وثقه ابن معين وأحمد بن حنبل والعجلي وقال أبو حاتم صدوق ،وقال ابن سعد ثقة كثير الحديث . وقال ابن حجر صدوق من العاشرة مات سنة اثنتين وثلاثين خت م مد س ق .
2- محمد بن سلمة الحراني(2) : محمد بن سلمة بن عبد الله الباهلي مولاهم أبو عبد الله الحراني روى عن محمد بن إسحاق وخصيف وابن عجلان والمثنى بن الصباح وغيرهم وعنه أحمد بن حنبل وعبد الله بن محمد أبو جعفر النفيلي ومحمد بن الصباح الجراجرائي وآخرون . وقال ابن حجر : ثقة من التاسعة ، مات سنة 91 على الصحيح ر م 4.
3- محمد بن إسحاق : سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 109 ] . إمام المغازي صدوق يدلس ورمي بالتشيع والقدر .
__________
(1) ترجمة الحكم بن موسى : طبقات ابن سعد ج7:ص346، تهذيب الكمال ج7:ص136/ 1446، الكاشف ج1:ص346/ 1191، تذكرة الحفاظ ج2:ص474/ 487 ، تقريب التهذيب ج1:ص176/ 1462 .
(2) ترجمة محمد بن سلمة الحراني : التاريخ الكبير ج1:ص107/ 302 ، معرفة الثقات ج2:ص239/ 1602 ، الجرح والتعديل ج7:ص276/1494 ، تهذيب الكمال ج25:ص289/ 5255، الكاشف ج2:ص175/ 4880 ، تاريخ الإسلام ج13:ص366، تهذيب التهذيب ج9:ص171/ 298، تقريب التهذيب ج1:ص481/ 5922 .(2/106)
4- موسى بن يسار(1) : موسى بن يسار القرشي المطلبي المدني مولى قيس بن مخرمة وهو عم محمد بن إسحاق بن يسار روى عن أبي هريرة روى عنه داود بن قيس الفراء وعبد الرحمن بن سليمان بن الغسيل وعبيد الله بن عمر وبن أخيه محمد بن إسحاق بن يسار، وقال ابن حجر ثقة من الرابعة خت م د س ق.
5- أبو هريرة : سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 19 ] .
رابعاًً: الحكم على إسناد الحديث
__________
(1) ترجمة موسي بن يسار : التاريخ الكبير ج7:ص298/ 1273،: الجرح والتعديل ج8:ص167/ 740: تهذيب الكمال ج29:ص168/ 6313، الكاشف ج2:ص309/ 5742، تقريب التهذيب ج1:ص554/ 7024 .(2/107)
هذا الحَدِيثُ إسنادُه ضعيفٌ ، لأن فيه ابن إسحاق وقد رواه بالعنعنة ، وقال الهيثمي في (مجمع الزوائد ج8/ص92) رواه الطبراني في الأوسط وفيه ابن إسحق وهو مدلس ومن لم أعرفه. وقال ابن كثير (( تفسير ابن كثير ج4/ص217) غريب جدا،وقال أبو الشيخ في كتاب التوبيخ (التوبيخ والتنبيه ج1/ص93/ 209) إسنادُه ضعيف ، وقال المنذري في الترغيب والترهيب (الترغيب والترهيب ج3/ص329/ 4294) رواه أبو يعلى والطبراني وأبو الشيخ في كتاب التوبيخ إلا أنه قال يصيح بالصاد المهملة كلهم من رواية محمد بن إسحاق وبقية رواة بعضهم ثقات ، يضج بالضاد المهملة بعدها جيم ويصيح كلاهما بمعنى واحد كذا قال بعض أهل اللغة والظاهر أن لفظة يضج بالضاد المعجمة فيها زيادة إشعار بمقارنة فزع أو قلق والله أعلم ويكلح بالحاء المهملة أي يعبس ويقبض وجهه من الكراهة ، وقال العراقي في ( المغني عن حمل الأسفار ج2/ص819) وفيه محمد بن إسحاق رواه بالعنعنة،. وقال الألباني في ضعيف الترغيب والترهيب ( ج2/ص123/ح1685) ضعيف . وقال الذهبي في الكبائر ( الكبائر ج1/ص42) رواه أبو يعلى بسند حسن ، وقال ابن حجر في الفتح ( فتح الباري ج10/ص470) وله شاهد عند البزار وبن أبي الدنيا من حديث أبي هريرة وعند أبي يعلى من حديث عائشة ومن حديث أبي هريرة رفعه من أكل لحم أخيه في الدنيا قرب له يوم القيامة فيقال له كله ميتا كما أكلته حيا فيأكله ويكلح ويصيح سنده حسن .
الحديث رقم { 174 }(2/108)
وأخرج سعيد بن منصور وابن المبارك وابن أبي الدنيا في كتاب "الصمت" والطبراني وأبو نعيم عن شفي بن ماتع الأصبحي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: أربعة يؤذون أهل النار على ما بهم من الأذى، يسعون بين الجحيم والحميم يدعون بالويل والثبور، ويقول أهل النار: بعضهم لبعض ما بال هؤلاء قد آذونا على ما بنا من الأذى ؟ قال(1): فرجل مغلق عليه تابوت من جمر، ورجل يجر أمعاءه، ورجل يسيل فوه قيحاً، ورجل يأكل لحمه، إن الأبعد مات وفي عنقه أموال الناس لم يجد لها قضاء، ثم يقال للذي يجر أمعاءه: ما بال الأبعد قد آذانا على ما بنا من الأذى ؟ فيقول: إن الأبعد كان لا يبالي ما أصاب ثوبه من البول لا يغسله، ثم يقال للذي يسيل فوه قيحاً ودماً: ما بال الأبعد قد آذانا على ما بنا من الأذى؟ فيقول: إن الأبعد كان ينظر إلى كل كلمة قذعة(2) خبيثة يستلذها كما يستلذ الرفث، ثم يقال للذي يأكل لحمه: ما بال الأبعد قد آذانا على ما بنا من الأذى ؟ فيقول: إن الأبعد كان يأكل لحم الناس بالغيبة ويمشي بالنميمة". قال أبو نعيم: تفرد به إسماعيل بن عياش، وشفي مختلف في صحبته.
- - الله - -
أولاً: تخريج الحديث كما ذكر المصنف
__________
(1) غير موجودة فى المخطوطات الثلاثة واثبتناها لتمام المعني
(2) قذعة : أي فاحشة (غريب الحديث للخطابي ج3/ص100) .(2/109)
أخرجه ابن المبارك في الزهد ( الزهد لابن المبارك ج2/ص94/ 328) قال أنا إسماعيل بن عياش قال حدثني ثعلبة بن مسلم عن أيوب بن بشير العجلي عن شفى بن ماتع الأشجعي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بمثله . وأخرجه الطبراني في الكبير ( المعجم الكبير ج7/ص310/ 7226) من طريق أسد بن موسى. وأخرجه ابن أبى الدنيا في كتاب الصمت وآداب اللسان، باب الغيبة وذمها (الصمت وآداب اللسان ج1/ص128/ 186) ، وأخرجه أيضا في باب ذم الفاحشة والبذاء (الصمت وآداب اللسان ج1/ص184/ 323) من طريق شيخه داود بن عمرو الضبي ، وأخرجه أبو نعيم في الحلية (حلية الأولياء ج5/ص167) من طريق أسد بن موسى ، كلاهما عن إِسْمَاعِيلُ بن عَيَّاشٍ به وبمثله .
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف
أخرجه هناد في كتاب الزهد باب النميمة والمجالس بالأمانة (الزهد لابن السري ج2/ص577/1218) من طريق شيخه المحاربي عن إسماعيل بن عياش به وبمثله
ثالثاً: دراسة إسناد الحديث
1- إسماعيل بن عياش سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 154 ] . صدوق في روايته عن أهل بلده مخلط في غيرهم .
2- ثعلبة بن مسلم(1) ثعلبة بن مسلم الخثعمي الشامي روى عن أيوب بن بشير العجلي الشامي وثابت بن أبي عاصم وشهر بن حوشب روى عنه إسماعيل بن عياش وأبو مهدي سعيد بن سنان ومسلمة بن علي الخشني ذكره أبو حاتم بن حبان في كتاب الثقات لكن بن حبان ذكره في الطبقة الرابعة فكأنه عنده ما لقي التابعين وذكر في التابعين آخر وقال إنه يروي عن أبي هريرة وعنه عقيل بن مدرك ، ،وقال الذهبي وثق ، وقال ابن حجر مستور من الخامسة د فق .
__________
(1) ترجمة ثعلبة بن مسلم : التاريخ الكبير ج2:ص175/ 2108، الجرح والتعديل ج2:ص464/ 1883 ، الثقات ج8:ص157/12732 ، تهذيب الكمال ج4:ص398/ 848، ميزان الاعتدال في نقد الرجال ج2:ص93/ 1392 ، الكاشف ج1:ص284/ 712، تهذيب التهذيب ج2:ص23/ 41، تقريب التهذيب ج1:ص134/ 846 .(2/110)
3- أيوب بن بشير العجلي(1) أيوب بن بشير العجلي الشامي روى عن شفى بن ماتع وعنه ثعلبة بن مسلم الخثعمي وذكره بن حبان في الثقات وذكره الذهبي في الميزان وقال مجهول ، وقال الخزرجى صدوق، وقال ابن حجر صدوق من السابعة فق .
4- شفى بن ماتع سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 150 ] . ثقة من الثالثة أرسل حديثا فذكره بعضهم في الصحابة خطأ مات في خلافة هشام
رابعاًً: الحكم على إسناد الحديث
هذا الحَدِيثُ إسنادُه ضعيفٌ ، لأنه مرسل ولأن فيه ثعلبة بن مسلم وهو مستور . وقال الهيثمي في مجمع الزوائد ( مجمع الزوائد ج1/ص209) رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون .وقال العراقي في المغني عن حمل الأسفار(ج2/ص783) رواه ابن أبي الدنيا من حديث شفي بن ماتع واختلف في صحبته فذكره أبو نعيم في الصحابة وذكره البخاري وابن حبان في التابعين والراوي عنه بشير بن أيوب العجلي وثقه ابن حبان وجهله الذهبي . وقال ابن حجر في الإصابة (الإصابة في تمييز الصحابة ج3/ص399) وجزم بأنه تابعي وأن حديثه مرسل البخاري وابن حبان وأبو حاتم الرازي وغيرهم . وقال ابن الأثير في أسد الغابة (أسد الغابة ج2/ص605) شفي بن مَانَع الأصبحي أبو عثمان أورده الطبراني وابن شاهين والحضرمي وغيرهم في الصحابة وهو مختلف في صحبته . وقال المنذري في الترغيب والترهيب (الترغيب والترهيب ج3/ص329) رواه بن أبي الدنيا في كتاب الصمت وفي ذم الغيبة والطبراني في الكبير بإسناد لين وأبو نعيم وقال شفي بن ماتع مختلف في صحبته والحديث ضعفه الألباني في ضعيف الترغيب والترهيب ( ج2/ص123/ح1684)
خامساً: تنبيه
عزاه المصنف لسعيد بن منصور في سننه ولم أجده .
الحديث رقم { 175 }
__________
(1) ترجمة أيوب بن بشير العجلي : الجرح والتعديل ج2:ص242/ 860، الثقات ج6:ص58/ 6714 ، تهذيب الكمال ج3:ص456/605 ، تهذيب التهذيب ج1:ص347/ 731، تقريب التهذيب ج1:ص117/ 603، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال ج1:ص42 .(2/111)
وأخرج البيهقي في "الزهد" عن منصور بن زاذان قال: "إن بعض من يلقى في النار يتأذى أهل النار بريحه، فيقال له: ويلك ما كنت تعمل ؟ يكفينا ما نحن فيه من الشر حتى ابتلينا بك وبنتن ريحك، فيقول، كنت عالماً فلم أنتفع بعلمي".
- - الله - -
أولاً: تخريج الأثر كما ذكر المصنف
عزاه إلى الزهد للبيهقي ولم أجده .
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف
أخرجه أحمد في الزهد (الزهد لابن حنبل ج1/ص377) قال حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا: عبد الوهاب بن عطاء الخفاف عن عثمان أبي سلمة عن منصور بن زاذان قال : "إن بعض من يلقى في النار يتأذى أهل النار بريحه، فيقال له: ويلك ما كنت تعمل ؟ أما يكفينا ما نحن فيه من الشر حتى ابتلينا بك وبنتن ريحك، فيقول، كنت عالماً فلم أنتفع بعلمي". وأخرجه أبو نعيم في الحلية ( حلية الأولياء ج3/ص59) من طريق أحمد بن حنبل ، وأخرجه الخطيب في كتاب اقتضاء العلم العمل ، باب في التغليظ على من ترك العمل بالعلم وعدل إلى ضده وخلاف مقتضاه في الحكم (اقتضاء العلم العمل ج1/ص52/ 75) من طريق يحيى بن أبي طالب ، كلاهما عن عثمان أبى سلمة به وبمثله .
ثالثاً: دراسة إسناد الأثر
1- عبد الوهاب بن عطاء الخفاف سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 90 ] . صدوق ربما أخطأ.(2/112)
2- عثمان الشحام(1) عثمان الشحام العدوي أبو سلمة البصري يقال اسم أبيه عبد الله وقيل ميمون روى عن عكرمة مولى بن عباس ومسلم بن أبي بكر الثقفي وأبي رجاء العطاردي وعنه إسرائيل ووكيع وعبد الرحمن بن مرزوق وآخرون ،قال علي بن المديني سمعت يحيى بن سعيد القطان وذكر عثمان الشحام فقال يعرف وينكر ولم يكن عندي بذاك وقال عبد الله بن أحمد عن أبيه ليس به بأس وقال إسحاق بن منصور عن بن معين ثقة وكذا قال أبو زرعة وقال أبو حاتم ما أرى بحديثه بأسا وقال الآجري عن أبي داود ثقة أو قال ليس به بأس وقال النسائي ليس بالقوي وقال مرة ليس به بأس وذكره بن حبان في الثقات ، وقال الدارقطني بصري يعتبر به وقال بن عدي ليس له كثير حديث ولا أرى به بأسا ، وقال ابن حجر لا بأس به من السادسة م د ت س .
3- منصور بن زاذان(2) منصور بن زاذان بزاي وذال معجمة الواسطي أبو المغيرة الثقفي مولاهم روى عن أنس يقال مرسل وأبي العالية رفيع والحسن وابن سيرين وقتادة وغيرهم وعنه شعبة وهشيم وحبيب بن الشهيد وجرير بن حازم وأبو عوانة وغيرهم . وقال ابن حجر ثقة ثبت عابد من السادسة مات سنة تسع وعشرين على الصحيح ع .
رابعاًً: الحكم على إسناد الأثر
هذا الأثر إسنادُه حسن لأن فيه عبد الوهاب بن عصاي وعثمان الشحام وهما صدوقان.وقال الألباني في ضعيف الترغيب والترهيب ( ج1/ص27/ح11) ضعيف جدا مقطوع . وقال المنذري في الترغيب والترهيب ( الترغيب والترهيب ج1/ص75) رواه أحمد والبيهقي . والأثر مقطوع . .
الحديث رقم { 176 }
__________
(1) ترجمة عثمان الشحام : التاريخ الكبير ج6:ص226/ 2240، تهذيب الكمال ج19:ص511/ 3875 ، الكاشف ج2:ص15/3752 ، تهذيب التهذيب ج7:ص146/ 322، تقريب التهذيب ج1:ص387/ 4531 .
(2) ترجمة منصور بن زاذان : التاريخ الكبير ج7:ص346/ 1492، تهذيب الكمال ج28:ص523/ 6191 ، الكاشف ج2:ص296/5639 ، تهذيب التهذيب ج10:ص272/ 536، تقريب التهذيب ج1:ص546/ 6898 .(2/113)
وأخرج البزار عن بريدة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن فروج الزناة لتؤذي(1) أهل النار نتن ريحها
- - الله - -
أولاً: تخريج الحديث كما ذكر المصنف
هذا جزء من حديث أخرجه البزار نقلا عن كشف الأستار ( ج3/ص215/ح1549) قال ثنا عمرو بن مالك ثنا أبو معاوية عن صالح بن حبان عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن السموات السبع والأرضين السبع لتلعن الشيخ الزاني وإن فروج الزناة ليوذي أهل النار نتن ريحها . وقال البزار لا نعلمه روى هذا الحديث إلا أبو معاوية. ورواه موقوفا على بريدة ( ج3/ص215/ ح1548) قال ثنا محمد بن المثنى ثنا على بن عبيد عن صالح بن حيان عن عبد الله بن بريدة عن أبيه بمثله .
ثانياً: دراسة إسناد الحديث
1- عمرو بن مالك(2) عمرو بن مالك الراسبي بمهملة وموحدة الغبري أبو عثمان البصري روى عن مروان بن معاوية الفزاري وخالد بن الحارث وعبد الأعلى وابن عيينة وغيرهم وعنه الترمذي وأبو بكر البزار وأبو يعلى وابن جرير الطبري وغيرهم ، تركه أبو حاتم ، وكذلك أبو زرعة وذكره بن حبان في الثقات وقال يغرب ويخطيء وقال بن عدي منكر الحديث عن الثقات ويسرق الحديث ، وقال ابن حجر ضعيف من العاشرة مات بعد الأربعين ت
2- أبو معاوية سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 52 ] . ثقة أحفظ الناس لحديث الأعمش وقد يهم في حديث غيره.
__________
(1) فى المخطوطات الثلاثة (ليؤذى) .
(2) ترجمة عمرو بن مالك : تهذيب الكمال ج22:ص207/ 4439 ، الكاشف ج2:ص87/ 4221 ، تهذيب التهذيب ج8:ص83/152 ، تقريب التهذيب ج1:ص426/ 5103 .(2/114)
3- صالح بن حيان القرشي(1) صالح بن حيان القرشي روى عن ابن بريدة وأبي وائل ونافع وسويد بن غفلة وعدة روى عنه إبراهيم بن الزبرقان وأبو مسلم عبيد الله بن سعيد قائد الأعمش وعلي بن مسهر ، وقال ابن حجر ضعيف من السادسة فق .
4- عبد الله بن بريدة(2) عبد الله بن بريدة بن الحصيب الأسلمي أبو سهل المروزي قاضي مرو أخو سليمان وكانا توأمين روى عن أبيه وابن عباس وابن عمر وبشير بن كعب وابن المسيب وعنه صالح بن حيان القرشي وسهل بن بشير وحسين بن ذكوان وغيرهم وقال بن معين والعجلي وأبو حاتم ثقة وقال ابن حجر ثقة من الثالثة مات سنة خمس ومائة وقيل بل خمس عشرة وله مائة سنة ع.
__________
(1) ترجمة صالح بن حيان القرشي : التاريخ الكبير ج4:ص275/ 2789، الضعفاء للنسائي ج1:ص57/ 295 ، الجرح والتعديل ج4:ص398/ 1739 ، المجروحين ج1:ص369/ 492 ، الكامل في الضعفاء ج4:ص53/ 909 ، الضعفاء الكبير ج2:ص200/725 ، تهذيب الكمال ج13:ص33/ 2802، الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ج2:ص48/ 1659 ، سير أعلام النبلاء ج7:ص373/ 137 ، تقريب التهذيب ج1:ص271/ 2851 .
(2) ترجمة عبد الله بن بريدة : التاريخ الكبير ج5:ص51/ 110 ، الجرح والتعديل ج5:ص13/ 61 ، تهذيب الكمال ج14:ص328/3179 ، الكاشف ج1:ص540/ 2644 ، تهذيب التهذيب ج5:ص137/ 270، تقريب التهذيب ج1:ص297/3227 .(2/115)
5- بريدة بن الحصيب(1) بريدة بن الحصيب بن عبد الله بن الحارث الأسلمي أبو عبد الله أسلم قبل بدر ولم يشهدها وشهد خيبر وفتح مكة واستعمله النبي صلى الله عليه وسلم على صدقات قومه وسكن المدينة ثم انتقل إلى البصرة ثم إلى مرو فمات بها روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعنه أبناه عبد الله وسليمان وعبد الله بن أوس الخزاعي والشعبي وغيرهم قال بن سعد توفي سنة 63 في خلافة يزيد بن معاوية ، وفي الصحيحين عنه أنه غزا مع النبي صلى الله عليه وسلم ست عشرة غزوة.
ثالثاًً: الحكم على إسناد الحديث
هذا الحَدِيثُ إسنادُه ضعيفٌ ، لأن فيه صالح بن حيان و عمرو بن مالك وهما ضعيفان .وقال الهيثمي في (مجمع الزوائد ج6/ص255) وعن بريدة أن السموات السبع والأرضين السبع لتلعن الشيخ الزاني وإن فروج الزناة ليوذي أهل النار نتن ريحها وعن بريدة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال بنحوه رواهما البزار وفي إسناديهما صالح ابن حيان وهو ضعيف. وضعفه المنذري في الترغيب والترهيب
حيث رواه بصيغة التمريض (ج3/ص190/ 3624 ) ، وضعفه الألباني في ضعيف الترغيب والترهيب ( ج2/ص63/ح1438) ، وانظر السلسلة الضعيفة ( ج7/ص12/ح3011)
الحديث رقم { 177 }
__________
(1) ترجمة بريدة بن الحصيب : التاريخ الكبير ج2:ص141/ 1977، تهذيب الكمال ج4:ص53/ 661 ، الكاشف ج1:ص265/554 ، تهذيب التهذيب ج1:ص378/ 797، الإصابة ج1:ص286/ 632، تقريب التهذيب ج1:ص121/ 660 .(2/116)
وأخرج الشيخان عن جابر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "إن على الله عهداً(1) لمن شرب المسكر أن يسقيه من طينة الخبال قالوا: يا رسول الله وما طينة الخَبالِ(2)؟ قال: عُصارةُ أهل النار، أو عرق أهل النار" .
- - الله - -
ذكر من أخرج الحديث كما ذكر المصنف
__________
(1) فى المخطوطة (ز) إن الله عهد عهدا لمن شرب المسكر .
(2) طينة الخبال : بفتح الخاء وتخفيف الباء فسره في الحديث بعصارة أهل النار في النار وبصديدهم وبعرقهم يحتمل تسميتها طينة الخبال لأنها من فساد أجسامهم والخبال في الأصل الفساد ويكون في الأفعال والأبدان والعقول(مشارق الأنوار ج1/ص229، النهاية في غريب الأثر ج2/ص8) .(2/117)
أخرجه مسلم في صحيحه ، كتاب الأشربة ، بَاب بَيَانِ أَنَّ كُلَّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ وَأَنَّ كُلَّ خَمْرٍ حَرَامٌ ( صحيح مسلم ج3/ص1587/ 2002 ) قال حدثنا قُتَيْبَةُ بن سَعِيدٍ حدثنا عبد الْعَزِيزِ يَعْنِي الدَّرَاوَرْدِيَّ عن عُمَارَةَ بن غَزِيَّةَ عن أبي الزُّبَيْرِ عن جَابِرٍ أَنَّ رَجُلًا قَدِمَ من جَيْشَانَ وَجَيْشَانُ من الْيَمَنِ فَسَأَلَ النبي صلى الله عليه وسلم عن شَرَابٍ يَشْرَبُونَهُ بِأَرْضِهِمْ من الذُّرَةِ يُقَالُ له الْمِزْرُ فقال النبي صلى الله عليه وسلم أَوَ مُسْكِرٌ هو قال نعم قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ إِنَّ على اللَّهِ عز وجل عَهْدًا لِمَنْ يَشْرَبُ الْمُسْكِرَ أَنْ يَسْقِيَهُ من طِينَةِ الْخَبَالِ قالوا يا رَسُولَ اللَّهِ وما طِينَةُ الْخَبَالِ قال عَرَقُ أَهْلِ النَّارِ أو عُصَارَةُ أَهْلِ النَّارِ . ، وأخرجه النسائي في سننه الكبرى ، كتاب الأشربة ، باب ذكر ما أعد الله عز وجل لشارب الخمر من الذل والهوان والعذاب الأليم (سنن النسائي الكبرى ج3/ص238/ 5218) ، وأخرجه أيضا باب تحريم كل شراب أسكر كثيره (سنن النسائي الكبرى ج4/ص186/ 6818) ، وأخرجه البيهقي في سننه الكبرى ، كتاب الأشربة والحد فيها ، باب ما جاء في تفسير الخمر الذي نزل تحريمها ،( سنن البيهقي الكبرى ج8/ص291/ 17141) كلهم من طريق قتيبة بن سعيد، وأخرجه ابن حبان في صحيحه ، كتاب الأشربة ، باب آداب الشرب ، ذكر وصف ما يعاقب الله جل وعلا من شرب المسكر ثم مات قبل أن يتوب في جهنم نعوذ بالله منها ( صحيح ابن حبان ج12/ص183/ 5360-) من طريق يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيُّ ، وأخرجه الطبراني في معجمه الأوسط (المعجم الأوسط ج8/ص217/ 8446) من طريق محمد بن خلاد ، ثلاثتهم عن عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيَّ به وبمثله .
تنبيه : نسبه المصنف إلى البخاري ولم أجده(2/118)
الحديث رقم { 178 }
وأخرج البزار عن ابن عمر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: من شرب الخمر سقاه الله من حميم جهنم".
- - الله - -
أولاً: تخريج الحديث كما ذكر المصنف
أخرجه البزار نقلا عن كشف الأستار ( ج3/ص254/ح2928) قال ثنا محمد بن الحسن الكوفي ثنا مالك بن إسماعيل ثنا مسعود بن سعد عن يزيد بن أبى زياد عن مجاهد عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من شرب الخمر سقاه الله من حميم جهنم .قال البزار : لا نعلمه روى عن ابن عمر بهذا اللفظ إلا من هذا الوجه وقد روى نحوه من غير طريقه .
ثانياً: دراسة إسناد الحديث
1- محمد بن الحسن الكوفي(1) محمد بن الحسن بن تسنيم بفتح المثناة وسكون المهملة وكسر النون بعدها تحتانية ساكنة الأزدي العتكي بفتح المهملة والمثناة البصري نزيل الكوفة أبو عبد الله البصري روى عن روح بن عبادة وحجاج الأعور ومحمد بن بكر البرساني وعبد الله بن داود الخريبي وغيرهم روى عنه أبو داود وأبو بكر بن خزيمة وعبد الله بن زيد البجلي وغيرهم، قال بن خزيمة كوفي ثبت وذكره بن حبان في الثقات وقال مستقيم الحديث عداده في الكوفيين يغرب ، وقال ابن حجر صدوق يغرب من التاسعة مات سنة256 د.
__________
(1) ترجمة محمد بن الحسن الكوفي : تهذيب الكمال ج25:ص58/ 5145 ، الكاشف ج2:ص164/ 4792 ، تهذيب التهذيب ج9:ص100/ 157، تقريب التهذيب ج1:ص473/ 5812 .(2/119)
2- مالك بن إسماعيل(1) مالك بن إسماعيل بن درهم أبو غسان النهدي مولاهم الكوفي الحافظ بن بنت حماد بن أبي سليمان روى عن عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون وزهير بن معاوية ومسعود بن سعد الجعفي وجماعة وروى عنه البخاري وروى له الباقون بواسطة وأبو حاتم وأبو زرعة الرازي وأبو زرعة الدمشقي وآخرون ،. وقال ابن حجر ثقة متقن صحيح الكتاب عابد من صغار التاسعة مات سنة سبع عشرة ع.
3- مسعود بن سعد(2) مسعود بن سعد الجعفي أبو سعد ويقال أبو سعيد الكوفي روى عن أشعث بن سوار والحسن بن عبيد الله وسليمان الأعمش ويزيد بن أبي زياد روى عنه مالك بن إسماعيل وأبو نعيم الفضل بن دكين وأبو غسان النهدي. وقال ابن حجر ثقة عابد من التاسعة قد س.
__________
(1) ترجمة مالك بن إسماعيل : التاريخ الكبير ج7:ص315/ 1342 ، تهذيب الكمال ج27:ص86/ 5727 ، الكاشف ج2:ص233/5239، تهذيب التهذيب ج10:ص3/ 2، تقريب التهذيب ج1:ص516/ 6424 .
(2) ترجمة مسعود بن سعد : التاريخ الكبير ج7:ص423/ 1854 ، الجرح والتعديل ج8:ص283/ 1299 ، تهذيب الكمال ج27:ص473/ 5910 ، الكاشف ج2:ص257/ 5399، تقريب التهذيب ج1:ص528/ 6610 .(2/120)
4- يزيد بن أبى زياد(1) يزيد بن أبي زياد القرشي الهاشمي أبو عبد الله الكوفي رأى أنس بن مالك وروى عن إبراهيم النخعي وثابت البناني وذكوان أبي صالح السمان س ومجاهد بن جبر المكي ، روى عنه أسباط بن محمد القرشي وإسماعيل بن أبي خالد ت وزهير بن معاوية وشعبة بن الحجاج ، مشهور سيء الحفظ قال ابن حبان صدوق إلا أنه كبر وساء حفظه وكان يتلقن وقال يحيى ليس بالقوي وقال أيضا لا يحتج بحديثه وقال ابن المبارك إرم به، كان من أئمة الشيعة الكبار وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه لم يكن بالحافظ وقال في موضع آخر حديثه ليس بذاك و قال العجلي جائز الحديث وكان بأخرة يلقن وقال أبو زرعة لين يكتب حديثه ولا يحتج به وقال أبو حاتم ليس بالقوي وقال إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني سمعتهم يضعفون حديثه ، وقال ابن حجر ضعيف كبر فتغير وصار يتلقن وكان شيعيا من الخامسة مات سنة ست وثلاثين خت م 4..
5- عبد الله بن عمر سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 62 ] .
ثالثاًً: الحكم على إسناد الحديث
__________
(1) ترجمة يزيد بن أبى زياد : المجروحين ج3:ص99/ 1177 ، الكامل في الضعفاء ج7:ص275/ 2168، تهذيب الكمال ج32:ص135/ 6991، الكاشف ج2:ص382/ 6305 ، المغني في الضعفاء ج2:ص749/ 7101 ، تهذيب التهذيب ج11:ص287/ 531 ، تقريب التهذيب ج1:ص601/ 7717 .(2/121)
هذا الحَدِيثُ إسنادُه ضعيفٌ ، لأن فيه يزيد بن أبي زياد وهو ضعيف ، وقال الهيثمي في (مجمع الزوائد ج5/ص71) رواه البزار وفيه يزيد بن أبي زياد وهو ضعيف .وقال له حديث في الصحيح غير هذا . قلت هو ما أخرجه مسلم في كتاب الأشربة بَاب بَيَانِ أَنَّ كُلَّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ وَأَنَّ كُلَّ خَمْرٍ حَرَامٌ (صحيح مسلم ج3/ص1587/ 2003 ) قال حدثنا أبو الرَّبِيعِ الْعَتَكِيُّ وأبو كَامِلٍ قالا حدثنا حَمَّادُ بن زَيْدٍ حدثنا أَيُّوبُ عن نَافِعٍ عن بن عُمَرَ قال قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ وَكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ وَمَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ في الدُّنْيَا فَمَاتَ وهو يُدْمِنُهَا لم يَتُبْ لم يَشْرَبْهَا في الْآخِرَةِ .
الحديث رقم { 179 }
وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عمرو سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من شرب الخمر شربة لم تقبل توبته أربعين صباحاً، فإن تاب، تاب الله عليه، فإن عاد لم تقبل توبته أربعين صباحاً، فلا أدري في الثالثة أو في الرابعة قال: فإن عاد كان حقاً على الله يسقيه(1) ردغة الخبال يوم القيامة".
- - الله - -
أولاً: تخريج الحديث كما ذكر المصنف
__________
(1) فى المخطوطة (ب) زيادة من(2/122)
هذا جزء من حديث أخرجه الحاكم في مستدركه ، كتاب الإيمان ( المستدرك على الصحيحين ج1/ص84/83) قال حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي حدثني أبي قال سمعت الأوزاعي وحدثنا أبو عبد الله محمد بن علي بن مخلد الجوهري ببغداد حدثنا إبراهيم بن الهيثم البلدي ثنا محمد بن كثير المصيصي ثنا الأوزاعي وحدثنا أبو بكر بن إسحاق أنبأ بشر بن موسى ثنا معاوية بن عمرو ثنا أبو إسحاق الفزاري ثنا الأوزاعي وهذا لفظ حديث أبي العباس قال حدثني ربيعة بن يزيد ويحيى بن أبي عمرو الشيباني قالا ثنا عبد الله بن فيروز الديلمي قال دخلت على عبد الله بن عمرو بن العاص وهو في حائط له بالطائف يقال له الوهط وهو محاضر فتى من قريش وذلك الفتى يزن يشرب الخمر فقلت لعبد الله بن عمرو خصال تبلغني عنك تحدث بها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه من شرب الخمر شربة لم تقبل توبته أربعين صباحا فاختلج الفتى يده من يد عبد الله ثم ولى فإن الشقي من شقي في بطن أمه وأنه من خرج من بيته لا يريد إلا الصلاة ببيت المقدس خرج من خطيئته كيوم ولدته أمه فقال عبد الله بن عمرو اللهم إني لا أحل لأحد أن يقول علي ما لم أقل إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من شرب الخمر شربة لم تقبل توبته أربعين صباحا فإن تاب تاب الله عليه فإن عاد لم تقبل توبته أربعين صباحا فلا أدري في الثالثة أو في الرابعة قال فإن عاد كان حقا على الله أن يسقيه من ردغة الخبال(1) يوم القيامة .
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف
__________
(1) ردغة الخبال : هو الشيء المختلط من صديد أهل النار والردغة بسون الدال وفتحها طين ووحل كثير وتجمع على ردغ ورداغ وهو بفتح الراء وإسكان الدال المهملة وبالغين المعجمة ، والخبال بفتح الخاء المعجمة وبالموحدة . ( النهاية في غريب الأثر ج2/ص215، غريب الحديث لابن الجوزي ج1/ص390، مختار الصحاح ج1/ص71) .(2/123)
أخرجه أحمد في مسنده (مسند أحمد بن حنبل ج2/ص176/ 6644) من طريق إِبْرَاهُِيمُ بن مُحَمَّدٍ أبو إِسْحَاقَ الفزاري ، وأخرجه ابن ماجة في سننه ، كتاب الأشربة، بَاب من شَرِبَ الْخَمْرَ لم تُقْبَلْ له صَلَاةٌ (سنن ابن ماجه ج2/ص1120/ 3377) من طريق الوليد بن مسلم ، وأخرجه ابن حبان في صحيحه كتاب الأشربة باب ذكر نفي قبول صلاة شارب الخمر بعد شربه وإن كان صاحيا أياما معلومة قبل أن يتوب (صحيح ابن حبان ج12/ص179/ 5357) من طريق الوليد بن مسلم ، وأخرجه النسائي في سننه الكبرى كناب الأشربة توبة شارب الخمر (سنن النسائي الكبرى ج3/ص230/ 5180) من طريق بقية بن الوليد ، وأخرجه الدارمي في سننه كتاب الأشربة ، بَاب في التَّشْدِيدِ على شَارِبِ الْخَمْرِ (سنن الدارمي ج2/ص152/ 2091) من طريق شيخه محمد بن يوسف أربعتهم عن الأوزاعي به وبمثله .إلا أن أحمد ساقه كاملا مثل الحاكم .
ثالثاً: دراسة إسناد الحديث
1- أبو العباس محمد بن يعقوب سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 58 ] .(2/124)
2- عباس بن الوليد(1) العباس بن الوليد بن مزيد بفتح الميم وسكون الزاي وفتح المثناة التحتانية العذري بضم المهملة وسكون المعجمة البيروتي بفتح الموحدة وآخره مثناة أبو الفضل البيروتي روى عن أبيه وعقبة بن علقمة البيروتي وعبد الحميد بن بكار وقرأ عليه القرآن وغيرهم وعنه أبو داود والنسائي وأبو حاتم وابنه وأبو زرعة وأبو العباس الأصم وخلق، قال بن أبي حاتم سمعت منه وهو صدوق ثقة سئل أبي عنه فقال صدوق وقال أبو داود كان صاحب قال النسائي ليس به بأس وقال محمد بن يوسف بن عيسى بن الطباع ذاك شيخ صدوق مسلم منه وذكره بن حبان في الثقات وقال كان من خيار عباد الله المتقنين في الروايات وقال النسائي في مشيخته ثقة ، وقال ابن حجر صدوق عابد من الحادية عشرة مات سنة تسع وستين وله مائة سنة د س. .
3- الوليد بن مزيد(2) الوليد بن مزيد بفتح الميم وسكون الزاي وفتح التحتانية العذري بضم المهملة وسكون المعجمة أبو العباس البيروتي بفتح الموحدة وسكون التحتانية وضم الراء وسكون الواو ثم مثناة العذري أبو العباس .روى عن الأوزاعي وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر وعثمان بن عطاء الخراساني وغيرهم وعنه ابنه العباس ومحمد بن وزير الدمشقي وأبو مسهر ودحيم ، وقال ابن حجر ثقة ثبت قال النسائي كان لا يخطيء ولا يدلس من الثامنة مات سنة ثلاث وثمانين د س .
4- الأوزاعي سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 59 ] .
__________
(1) ترجمة عباس بن الوليد : معرفة الثقات ج2:ص20/ 850 ،ا تاريخ مدينة دمشق ج26:ص449/ 3128 ، الكاشف ج1:ص536/2612 ، تهذيب التهذيب ج5:ص115/ 230، تقريب التهذيب ج1:ص294/ 3192 .
(2) ترجمة الوليد بن مزيد : الجرح والتعديل ج9:ص18/ 77 ، الكاشف ج2:ص355/ 6092، تهذيب التهذيب ج11:ص132/252 ، تقريب التهذيب ج1:ص583/ 7454 .(2/125)
5- ربيعة بن يزيد الأيادي(1) ربيعة بن يزيد الأيادي أبو شعيب الدمشقي القصير فقيه أهل دمشق مع مكحول روى عن عبد الله بن عمرو بن العاص والنعمان بن بشير وواثلة بن الأسقع ومعاوية مرسلا وجبير بن نفير وأبي كبشة السلولي ومسلم بن قرظة وعطية بن عمرو السعدي وجماعة وعنه عبد الله بن يزيد الدمشقي وحبوة بن شريح الأوزاعي وغيرهم. ، وقال ابن حجر ثقة عابد من الرابعة مات سنة إحدى أو ثلاث وعشرين ع .
6- يحيى بن أبي عمرو السيباني(2) يحيى بن أبى عمرو السيباني أبو زرعة وسيبان بطن من حمير . روى عن عبد الله بن الديلمي وأبيه وأبى سلام الأسود وعمرو بن عبد الله الحضرمي روى عنه الأوزاعي وابن المبارك وعباد أبو عتبة الخواص وإسماعيل بن عياش وغيرهم ، قال أبو حاتم شيخ ثقة ، وذكره ابن حبان في الثقات وقال وكان متيقظا ، مات سنة ثمان وأربعين ومائة وهو بن خمس وثمانين سنة
7- عبد الله بن فيروز الديلمي سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 65 ] . ثقة من كبار التابعين ومنهم من ذكره في الصحابة
8- عبد الله بن عمرو سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 1 ] .
رابعاًً: الحكم على إسناد الحديث
هذا الحَدِيثُ إسنادُه حَسَنٌ ، لأن فيه العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي وهو صدوق .وقال الحاكم بعد رواية الحديث هذا حديث صحيح قد تداوله الأئمة وقد احتجا بجميع رواته ثم لم يخرجاه ولا أعلم له علة . ووافقه الذهبي في تلخيصه .وصححه الألباني في صحيح ابن ماجة ( ج2/ص242/ح2722) .
الحديث رقم { 180 }
__________
(1) ترجمة ربيعة بن يزيد الأيادي : تهذيب الكمال ج9:ص148/ 1889، الكاشف ج1:ص394/ 1558، تهذيب التهذيب ج3:ص228/ 499، تقريب التهذيب ج1:ص208/ 1919 .
(2) ترجمة يحيى بن أبي عمرو السيباني : الجرح والتعديل ج9:ص177/ 735 ، مشاهير الأمصار ج1:ص180/ 1429، الثقات ج7:ص609/ 11706 .(2/126)
وأخرج الطبراني عن معقل بن يسار قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "المدينة مهاجري ومضجعي من الأرض حق على أمتي أن يكرموا جيراني ما اجتنبوا الكبائر، فمن لم يفعل ذلك سقاه الله من طينة الخبال، قيل: وما طينة الخبال؟ قال: عصارة أهل النار".
- - الله - -
أولاً: تخريج الحديث كما ذكر المصنف
أخرجه الطبراني في الكبير ( المعجم الكبير ج20/ص205/ 470 ) قال حدثنا عُمَرُ بن حَفْصٍ السَّدُوسِيُّ ثنا عَاصِمُ بن عَلِيٍّ ثنا أبو مَعْشَرٍ عن عبد السَّلامِ بن أبي الْجَنُوبِ عَنِ الْحَسَنِ عن مَعْقِلِ بن يَسَارٍ قال قال رسول اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم الْمَدِينَةُ مُهَاجِرِي وَمَضْجَعِي في الأَرْضِ حَقٌّ على أُمَّتِي أَنْ يُكْرِمُوا جِيرَانِي ما اجْتَنِبُوا الْكَبَائِرَ فَمَنْ لم يَفْعَلْ ذلك منهم سَقَاهُ اللَّهُ من طِينَةِ الْخَبَالِ قُلْنَا يا أَبَا يَسَارٍ ما طِينَةُ الْخَبَالِ قال عُصَارَةُ أَهْلِ النَّارِ
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف
أخرجه الروياني في مسنده ( مسند الروياني ج2/ص329/ 1301) من طريق جابر بن إسحاق الباهلي عن أبى معشر به وبمثله .
ثالثاً: دراسة إسناد الحديث
1- عُمَرُ بن حَفْصٍ السَّدُوسِيُّ(1) ذكره ابن حبان في الثقات وقال عمر بن حفص السدوسي أبو بكر من أهل البصرة يروى عن أبى الوليد الطيالسي والبصريين كتب عنه أصحابنا ، و ذكره أبو بكر الخلال من جملة الأصحاب ونقل عن أحمد بن حنبل أشياء .
2- عَاصِمُ بن عَلِيٍّ ، صدوق ربما وهم ، سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 62 ] .
3- نجيح أبو مَعْشَرٍ سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 83 ] . مشهور بكنيته ضعيف أسن واختلط .
__________
(1) ترجمة عُمَرُ بن حَفْصٍ السَّدُوسِيُّ : الثقات ج8:ص447/ 14358، المقصد الارشد ج2:ص299/ 808، طبقات الحنابلة ج1:ص219/ 291 .(2/127)
4- عبد السَّلامِ بن أبي الْجَنُوبِ(1) عبد السلام بن أبي الجنوب بفتح الجيم وتخفيف النون المضمومة وآخره موحدة المدني روى عن الحسن البصري والزهري وعمرو بن عبيد وعنه بن إسحاق ونجيح أبو معشر المدني والداروردي .قال بن المديني منكر الحديث وقال أبو زرعة ضعيف وقال أبو حاتم شيخ متروك وقال بن حاتم لم يقرأ علينا أبو زرعة حديثه وقال أبو بكر البزار لين الحديث وقال بن حبان يروي عن الثقات ما لا يشبه حديث الأثبات ثم غفل فذكره في الثقات وقال الدارقطني منكر الحديث، وقال ابن حجر ضعيف لا يغتر بذكر بن حبان له في الثقات فإنه ذكره في الضعفاء من الثامنة ق .
5- الحسن البصري سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 11 ] . ثقة فقيه فاضل مشهور
6- مَعْقِلِ بن يَسَارٍ(2) معقل بن يسار بن عبد الله بن معير المزني المزني صحابي ممن بايع تحت الشجرة ، وكنيته أبو علي على المشهور وهو الذي ينسب إليه نهر معقل بالبصرة بقي إلى آخر دولة معاوية ، ومات بعد الستين ع ، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وكان ممن بايع تحت الشجرة وعن النعمان بن مقرن المزني روى عنه عمران بن حصين ومعاوية بن قرة وعلقمة بن عبد الله والحسن البصري وغيرهم .
رابعاًً: الحكم على إسناد الحديث
__________
(1) ترجمة عبد السلام بن أبى الجنوب : الجرح والتعديل ج6:ص45/ 236 ، المجروحين ج2:ص150/ 763 ، الكامل في الضعفاء ج5:ص332/ 1487، الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ج2:ص106/ 1925 ، تهذيب الكمال ج18:ص63/ 3416 ، الكاشف ج1:ص651/ 3363 ، تهذيب التهذيب ج6:ص281/ 612، تقريب التهذيب ج1:ص355/ 4065 .
(2) ترجمة معقل بن يسار : تهذيب الكمال ج28:ص279/ 6095 ، الاستيعاب ج3:ص1432/ 2464 ، الكاشف ج2:ص281/5558 ، تهذيب التهذيب ج10:ص212/ 432، الإصابة ج6:ص184/ 8148 ، تقريب التهذيب ج1:ص540/6800 .(2/128)
هَذَا الحديث إسنادُه ضَعِيفٌ جِدَّاً ، لأن فيه عبد السلام بن أبى الجنوب وهو متروك وفيه أبو معشر وهو ضعيف وعمر بن حفص وهو مجهول .. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (ج3/ص310) رواه الطبراني في الكبير وفيه عبد السلام بن أبي الحبوب وهو متروك .
الحديث رقم { 181 }
وأخرج أبو داود والحاكم والطبراني عن ابن عمر سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:"من قال في مؤمن بما ليس فيه أسكنه الله ردغة الخبال حتى يخرج مما قال وليس بخارج".
- - الله - -
أولاً: تخريج الحديث كما ذكر المصنف
هذا جزء من حديث أخرجه أبو داود والحاكم . أخرجه أبو داود في كتاب الأقضية باب فِيمَنْ يُعِينُ على خُصُومَةٍ من غَيْرِ أَنْ يَعْلَمَ أَمْرَهَا( سنن أبي داود ج3/ص305/ 3597 ) قال حدثنا أَحْمَدُ بن يُونُسَ ثنا زُهَيْرٌ ثنا عُمَارَةَ بن غَزِيَّةَ عن يحيى بن رَاشِدٍ قال جَلَسْنَا لِعَبْدِ اللَّهِ بن عُمَرَ فَخَرَجَ إِلَيْنَا فَجَلَسَ فقال سمعت رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول من حَالَتْ شَفَاعَتُهُ دُونَ حَدٍّ من حُدُودِ اللَّهِ فَقَدْ ضَادَّ اللَّهَ وَمَنْ خَاصَمَ في بَاطِلٍ وهو يَعْلَمُهُ لم يَزَلْ في سَخَطِ اللَّهِ حتى يَنْزِعَ عنه وَمَنْ قال في مُؤْمِنٍ ما ليس فيه أَسْكَنَهُ الله رَدْغَةَ الْخَبَالِ حتى يَخْرُجَ مِمَّا قال. وأخرجه الحاكم في المستدرك في كتاب البيوع (المستدرك على الصحيحين ج2/ص32/ 2222) من طريق أَحْمَدُ بن يُونُسَ عن زُهَيْرٌ بن معاوية به وبمثله وزاد الحاكم قوله وليس بخارج ، وزاد ومن مات وعليه دين فليس ثم دينار ولا درهم ولكنها الحسنات والسيئات. وأخرجه الطبراني في الأوسط (المعجم الأوسط ج6/ص309/ 6491 ) ، وأخرجه الطبراني في الكبير (المعجم الكبير ج12/ص388/ 13435) ، من طريق حمران عن ابن عمر بنحوه
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف(2/129)
وأخرجه أحمد في مسنده (مسند أحمد بن حنبل ج2/ص82/ 5544) ، وأخرجه أبى يعلى في معجمه (معجم أبي يعلى ج1/ص91/ 84) من طريق حمران بن أبان عن ابن عمر به بمعناه .
ثالثاً: دراسة إسناد الحديث
1- أَحْمَدُ بن عبد الله بن يونس(1) أحمد بن عبد الله بن يونس التميمي اليربوعي الكوفي وقد ينسب إلى جده روى عن الثوري وابن عيينة وزهير بن معاوية الجعفي و وخلق روى عنه البخاري ومسلم وأبو داود والباقون بواسطة وخلق .قال أحمد بن حنبل لرجل اخرج إلى أحمد بن يونس فإنه شيخ الإسلام ، وقال ابن حجر ثقة حافظ من كبار العاشرة مات سنة سبع وعشرين وهو بن أربع وتسعين سنة ع .
2- زهير بن معاوية(2) زهير بن معاوية بن حديج الجعفي أبو خيثمة الكوفي سكن الجزيرة روى عن أبي إسحاق السبيعي وسليمان التيمي وعمارة بن غزية والأعمش وخلق كثير وعنه بن مهدي والقطان وأحمد بن عبد الله بن يونس وجماعة، كان أهل العراق يقولون في أيام الثوري إذا مات الثوري ففي زهير خلف وكانوا يقدمونه في الإتقان على غيره ، وقال ابن حجر ثقة ثبت إلا أن سماعه عن أبي إسحاق بأخرة من السابعة مات سنة اثنتين أو ثلاث أو أربع وسبعين وكان مولده سنة مائة ع .
__________
(1) ترجمة أحمد بن عبد الله بن يونس : تهذيب الكمال ج1:ص375/ 64 ، الكاشف ج1:ص198/ 53 ، تهذيب التهذيب ج1:ص44/87 ، تقريب التهذيب ج1:ص81/ 63 .
(2) ترجمة زهير بن معاوية : تهذيب الكمال ج9:ص420/ 2019 ، تهذيب التهذيب ج3:ص303/ 648، تقريب التهذيب ج1:ص218/ 2051، الكاشف ج1:ص408/ 1668 .(2/130)
3- عُمَارَةَ بن غَزِيَّةَ (1) عمارة بن غزية بفتح المعجمة وكسر الزاي بعدها تحتانية ثقيلة بن الحارث الأنصاري المازني المدني روى عن عباد بن تميم ويحيى بن عمارة روى عنه سليمان بن بلال ويحيى بن أيوب وعبد العزيز الدراوردي وبشر بن المفضل . وثقه أبو زرعة وأبو حاتم وقال ابن معين صالح الحديث لا بأس به. وذكره ابن حبان في الثقات وقال من حفاظ أهل المدينة مات سنة أربعين ومائة كان يخطيء . وقال ابن حجر: لا بأس به وروايته عن أنس مرسلة من السادسة مات سنة أربعين خت م لا بأس به وروايته عن أنس مرسلة .
4- يحيى بن رَاشِدٍ(2) يحيى بن راشد بن مسلم ويقال بن كنانة الليثي أبو هاشم الدمشقي الطويل روى عن بن عمر وابن الزبير ومكحول ونافع وعنه عمارة بن غزية وجعفر بن برقان وإسماعيل بن عياش وناصح الشامي وعلي بن أبي حملة قال أبو زرعة ثقة وذكره بن حبان في الثقات ، وقال ابن حجر ثقة من الرابعة عاش تسعين سنة د .
5- عَبْدِ اللَّهِ بن عُمَرَ سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 62 ] .
رابعاًً: الحكم على إسناد الحديث
__________
(1) ترجمة عُمَارَةَ بن غَزِيَّةَ : من كلام أبي زكريا في الرجال ج1:ص118/ 388 ، الجرح والتعديل ج6:ص368/ 2030 ، الثقات ج7:ص260/ 9970 ، مشاهير الأمصار ج1:ص135/ 1064 ، الكاشف ج2:ص54/ 4018 ، تقريب التهذيب ج1:ص409/ 4858 .
(2) ترجمة يحيى بن راشد : تهذيب الكمال ج31:ص298/* 6822 ، الكاشف ج2:ص365/ 6165، تهذيب التهذيب ج11:ص181/346 ، تقريب التهذيب ج1:ص590/ 7543 .(2/131)
هذا الحَدِيثُ إسنادُه صحيحٌ ، لأن رجاله ثقات . وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (ج10/ص91) رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجالهما رجال الصحيح غير محمد بن منصور الطوسي وهو ثقة ، وقال الحاكم في المستدرك ( المستدرك على الصحيحين ج2/ص32/ 2222 ) قال هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه وقال الذهبي في تلخيصه صحيح . وقال المنذري في الترغيب والترهيب( ج3/ص333) رواه الطبراني بإسناد جيد والحاكم بنحوه وقال صحيح الإسناد . وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب ( ج2/ص270/ح2248) هو صحيح .
الحديث رقم { 182 }
وأخرج الطبراني عن أبي الدرداء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "أيما رجل أشاع على رجل مسلم بكلمة وهو منها برئ –كان حقاً على الله أن يذيبه يوم القيامة في النار حتى يأتي بإنفاذ ما قال".
- - الله - -
أولاً: تخريج الحديث كما ذكر المصنف
عزاه إلى الطبراني ولم أجده في معاجمه الثلاث ، ومسند أبى الدرداء ساقط كله من الكبير .
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف
أخرجه ابن أبى الدنيا موقوفا عن أبى الدرداء ، في كتاب الصمت وآداب اللسان ، باب ذم النميمة (ج1/ص155/ 259 ) قال أنبأنا أحمد بن جميل أنبأنا ابن المبارك عن وهيب يعني ابن خالد عن موسى بن عقبة عن سليمان بن عمرو بن ثابت عن جبير بن نفير الحضرمي أنه سمع أبا الدرداء رضي الله عنه يقول أيما رجل أشاع على رجل كلمة وهو منها بريء ليشينه بها في الدنيا كان حقا على الله أن يذيبه بها يوم القيامة في النار. وأخرجه أبو الشيخ في كتاب التوبيخ والتنبيه ، باب الأمر بإخفاء الفاحشة على أخيه إذا بلغه وترك إشاعته (ج1/ص66/ 132) من طريق عبد الله بن المبارك عن وهيب بن خالد به وبمثله .
ثالثاً: دراسة إسناد الحديث(2/132)
1- أحمد بن جميل(1) أحمد بن جميل المروزي أبو يوسف نزيل بغداد روى عن بن المبارك ومعتمر بن سليمان وأبي نميلة وعنه يعقوب بن شيبة وعباس الدوري وابن أبي الدنيا وأبو يعلى وغيرهم قال إبراهيم بن الجنيد عن بن معين سمع من بن المبارك وهو غلام وقال عبد الخالق بن منصور عن بن معين ثقة وقال يعقوب بن شيبة صدوق لم يكن بالضابط وثقه عبد الله بن أحمد وذكره بن حبان في الثقات وقال مطين مات سنة ثلاثين ومائتين
2- عبد الله بن المبارك سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 1 ] . إِمَامٌ ثِقَةٌ ثَبْتٌ حُجَّةٌ .
3- وهيب بن خالد(2) وهيب بن خالد بن عجلان الباهلي مولاهم أبو بكر البصري روى عن حميد الطويل وأيوب وخالد الحذاء وموسى بن عقبة وجماعة وعنه إسماعيل بن علية وابن المبارك وابن مهدي والقطان وآخرون يقال أنه لم يكن بعد شعبة أعلم بالرجال منه ، وقال ابن حجر ثقة ثبت لكنه تغير قليلا بأخرة من السابعة مات سنة خمس وستين وقيل بعدها ع عاش ثمانيا وخمسين سنة .
__________
(1) ترجمة أحمد بن جميل : الثقات ج8:ص11/ 12047، تاريخ أسماء الثقات ج1:ص42/ 98، تاريخ الإسلام ج16:ص36، لسان الميزان ج1:ص147/ 468
(2) ترجمة وهيب بن خالد : الجرح والتعديل ج9:ص34/ 158 ، تهذيب الكمال ج31:ص164/ 6769 ، الكاشف ج2:ص358/ 6118، تهذيب التهذيب ج11:ص149/ 290 . تقريب التهذيب ج1:ص586/ 7487.(2/133)
4- موسى بن عقبة(1) موسى بن عقبة بن أبي عياش بتحتانية ومعجمة الأسدي مولى آل الزبير أدرك بن عمر وغيره وروى عن أم خالد ولها صحبة وحمزة وسالم ابني عبد الله بن عمر ونافع بن جبير بن مطعم والزهري وطائفة وعنه بن أخيه إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة ويحيى بن سعيد الأنصاري ووهيب بن خالد وآخرون ، وقال ابن حجر ثقة فقيه إمام في المغازي من الخامسة لم يصح أن بن معين لينه مات سنة إحدى وأربعين وقيل بعد ذلك ع.
5- سليمان بن عمرو بن ثابت : لم أجد له ترجمة
6- جبير بن نفير الحضرمي سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 159 ] . ثقة جليل من الثانية مخضرم ولأبيه صحبة.
7- أبو الدرداء سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 32 ] .
رابعاًً: الحكم على إسناد الحديث
__________
(1) ترجمة موسى بن عقبة : تهذيب الكمال ج29:ص115/ 6282، الكاشف ج2:ص306/ 5717 ، تهذيب التهذيب ج10:ص321/ 638 ، تقريب التهذيب ج1:ص552/ 6992 .(2/134)
هذا الحَدِيثُ إسنادُه ضعيفٌ ، لأن فيه سليمان بن عمرو مجهول . وقال العراقي في تخريج الأحياء ( إحياء علوم الدين ج3/ص155) أخرجه ابن أبي الدنيا موقوفا على أبي الدرداء ورواه الطبراني بلفظ آخر مرفوعا من حديثه . وقال المنذري في الترغيب والترهيب (ج3/ص333/ 4308 ) رواه الطبراني وروى بعضه بإسناد جيد قال من ذكر امرأ بشيء ليس فيه ليعيبه حبسه الله في نار جهنم حتى يأتي بنفاذ ما قال فيه.وقال الهيثمي في (مجمع الزوائد ج4/ص201) وعن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أيما رجل حالت شفاعته دون حد من حدود الله تعالى لم يزل في سخط الله حتى ينزع وأيما رجل شد غضبا على مسلم في خصومة لا علم له بها فقد عاند الله حقه وحرص على سخطه وعليه لعنة الله تتابع إلى يوم القيامة وأيما رجل أشاع على رجل مسلم بكلمة وهو منها بريء سبه بها في الدنيا كان حقا على الله أن يذيبه يوم القيامة في النار حتى يأتي بإنفاذ ما قال .وفي رواية عن أبي الدرداء أيضا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من ذكر امرءا بشيء ليس فيه ليعيبه به حبسه الله في نار جهنم حتى يأتي بنفاذ ما قال فيه . رواه كله الطبراني في الكبير وإسناد الأول فيه من لم أعرفه ورجال الثاني ثقات، وضعفه الألباني بروايتيه في ضعيف الترغيب والترهيب (ج2/ص45/ح1359) ، ( ج2/ص125/ح1696) .
الحديث رقم { 183 }
وأخرج الطبراني في "الأوسط" عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إن هؤلاء النوائح يجعلن يوم القيامة صفين في جهنم، صف عن يمينهم وصف عن يسارهم، فينبحن على أهل النار كما تنبح الكلاب".
- - الله - -
أولاً: تخريج الحديث كما ذكر المصنف(2/135)
أخرجه الطبراني في الأوسط ( المعجم الأوسط ج5/ص251/ 5229) قال حدثنا محمد بن الفضل السقطي قال حدثنا سعيد بن سليمان قال حدثنا سليمان بن داود اليمامي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن هؤلاء النوائح يجعلن يوم القيامة صفين في جهنم صف عن يمينهم وصف عن يسارهم فينبحن على أهل النار كما ينبح الكلاب لم يرو هذا الحديث عن يحيى بن أبي كثير إلا سليمان بن داود اليمامي
ثانياً: دراسة إسناد الحديث
1- محمد بن الفضل السقطي(1) محمد بن الفضل بن جابر بن شاذان أبو جعفر السقطي سمع سعيد بن سليمان الواسطي وفضيل بن عبد الوهاب وحامد بن يحيى البلخي روى عنه ابنه إسحاق ومحمد بن مخلد وأبو سهل بن زياد القطان ومحمد بن الحسن بن زياد النقاش وكان ثقة وذكره الدارقطني فقال صدوق، مات في شهر رمضان سنة ثمان وثمانين ومائتين.
2- سعيد بن سليمان(2) سعيد بن سليمان الضبي أبو عثمان الواسطي البزار المعروف بسعدويه سكن بغداد وروى عن سليمان بن كثير وحماد بن سلمة والليث بن سعد وغيرهم وعنه البخاري وأبو داود بلا واسطة والباقون بواسطة وجماعة ، وقال ابن حجر ثقة حافظ من كبار العاشرة مات سنة خمس وعشرين وله مائة سنة ع .
__________
(1) ترجمة محمد بن الفضل السقطي : سؤالات الحاكم ج1:ص145/ 197، تاريخ بغداد ج3:ص153/ 1184، تاريخ الإسلام ج21:ص285 .
(2) ترجمة سعيد بن سليمان : الجرح والتعديل ج4:ص26/ 107 ، تهذيب الكمال ج10:ص483/ 2291 ، الكاشف ج1:ص438/1902، تهذيب التهذيب ج4:ص38/ 69 ، تقريب التهذيب ج1:ص237/ 2329 .(2/136)
3- سليمان بن داود اليمامي(1) سليمان بن داود اليمامي يروي عن يحيى بن أبي كثير روى عنه سعيد بن سليمان وبشر بن الوليد الكندي يقلب الأخبار وينفرد بالمقلوبات عن الثقات ، قال بن معين ليس بشيء وقال البخاري منكر الحديث وقال بن حبان ضعيف وقال مرة متروك وقال بن عدى عامة ما يرويه لا يتابعه عليه أحد وقال أبو حاتم في سليمان ضعيف الحديث منكر الحديث لا أعلمهم له حديثا صحيحا ، و هناك سليمان بن داود الخولاني الذي يروي عن الزهري حديث الصدقات فهو دمشقي صدوق مستقيم الحديث إنما وقع التشبيه في هذا لأنهما جميعا رويا عن الزهري فمن لم يمعن النظر في تخليص أحدهما من الآخر اشتبه عليه أمرهما وتوهم أنهما واحد،
4- يحيى بن أبي اليمامي أبو نصر ، سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 155 ] .
5- أبو سلمة بن عبد الرحمن سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 65 ] . أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف الزهري المدني ثقة مكثر .
6- أبو هريرة سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 19 ] .
ثالثاًً: الحكم على إسناد الحديث
هَذَا الحَدِيثُُ إسنادُه ضَعِيفٌ جِدَّاً ، لأن فيه سليمان بن داود وهو متروك .وقال الهيثمي في (مجمع الزوائد ج3/ص14) رواه الطبراني في الأوسط وفيه سليمان بن داود اليمامي وهو ضعيف .
الحديث رقم { 184 }
وأخرج أبو نعيم عن ابن عمرو قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "الجلاوزة ، والشرط، وأعوان الظلمة، كلاب النار" .
- - الله - -
أولاً: تخريج الحديث كما ذكر المصنف
__________
(1) ترجمة سليمان بن داود اليمامي : التاريخ الكبير ج4:ص11/ 1792، الجرح والتعديل ج4:ص110/ 487 ، المجروحين ج1:ص334/ 419 ، الضعفاء الكبير ج2:ص126/ 607، المغني في الضعفاء ج1:ص279/ 2578 ، ميزان الاعتدال في نقد الرجال ج3:ص288/3452 ، لسان الميزان ج3:ص83/ 297 .(2/137)
أخرجه أبو نعيم في الحلية ( حلية الأولياء ج4/ص21) قال حدثنا أبو إسحاق بن حمزة ثنا محمد بن علوس بن الحسين الجرجاني ثنا علي بن المثنى حدثني يعقوب بن خليفة بن يوسف الأعشى حدثني محمد بن مسلم عن إبراهيم بن ميسرة عن طاووس عن عبدالله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الجلاوزة والشرط وأعوان الظلمة كلاب النار غريب من حديث طاووس تفرد به محمد بن مسلم الطائفي عن إبراهيم عنه
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف
وأخرجه الخطيب( في تاريخ بغداد ج10/ص297/ 5437) من طريق عمر بن حكيم أخو شداد بن حكيم عن محمد بن مسلم به ولفظه الشرط كلاب أهل النار .
ثالثاً: دراسة إسناد الحديث
1- إبراهيم بن محمد بن حمزة بن عمارة الأصبهاني(1) أبو إسحاق بن حمزة الحافظ الثبت الكبير إبراهيم بن محمد بن حمزة بن عمارة الأصبهاني أحد الأعلام سمع أبا شعيب الحراني ومحمد بن عبد الله مطينا ويوسف بن يعقوب القاضي ومحمد بن عثمان العبسي وطبقتهم حدث عنه أبو عبد الله بن منده وأبو بكر بن مردويه وأبو نعيم الحافظ وخلق كثير قال أبو نعيم هو أوحد زمانه في الحفظ لم نر بعد عبد الله بن مظاهر في الحفظ مثله جمع الشيوخ والمسند ، قال أبو عبد الله بن منده لم أر أحفظ من أبي إسحاق بن حمزة وقال الحاكم كان في عصرنا جماعة بلغ المسند المصنف على التراجم لكل واحد منهم ألف جزء منهم إبراهيم بن حمزة ، قال أبو نعيم مات في سابع رمضان سنة ثلاث وخمسين وثلاث مائة و عاش ثمانين سنة أو نحوها .
2- محمد بن علوس بن الحسين الجرجاني : لم أجد من ترجم له .
__________
(1) ترجمة إبراهيم بن محمد بن حمزة بن عمارة الأصبهاني : سير أعلام النبلاء ج16:ص83/ 68، تذكرة الحفاظ ج3:ص910/ 873، طبقات الحفاظ ج1:ص371/ 842 .(2/138)
3- علي بن المثنى(1) على بن المثنى الطهوي أبو الحسن من أهل الكوفة يروى عن عبيد الله بن موسى وأبى نعيم . ذكره ابن حبان فى الثقات .
4- يعقوب بن خليفة بن يوسف الأعشى(2) أبو يوسف الأعشى هو يعقوب بن محمد بن خليفة الكوفي كوفي يروى عن أبى الأحوص و الأعمش والكوفيين روى عنه محمد بن خلف التيمي وأهل الكوفة ، وهو محمود في القراءة، قرأ على أبي بكر بن عياش وكان أجل من قرأ على أبي بكر تصدر للإقراء بالكوفة ، قال أبو بكر النقاش كان أبو يوسف الأعشى صاحب قرآن وفرائض ولست أقدم عليه أحدا في القراءة ، وذكره ابن حبان في الثقات ، قال الأزدي كذاب يضع الحديث خبيث رجل سوء، مات في حدود المائتين .
__________
(1) ترجمة على بن المثنى : الثقات ج8:ص475/ 14508 .
(2) ترجمة يعقوب بن محمد بن خليفة الكوفي : الثقات ج9:ص284/ 16460 ، معرفة القراء الكبار ج1:ص159/ 66، الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ج3:ص215/ 3815 ، المقتنى في سرد الكنى ج2:ص163/ 6908، المغني في الضعفاء ج2:ص759/ 7206، ميزان الاعتدال في نقد الرجال ج7:ص283/ 9839 ، لسان الميزان ج6:ص311/ 1122 .(2/139)
5- محمد بن مسلم بن سوسن الطائفي(1) روى عن إبراهيم بن ميسرة وعمرو بن دينار وابن جريج وأيوب بن موسى وغيرهم وعنه بن المبارك وعبد الوهاب الثقفي وعبد الرحمن بن مهدي وآخرون قال أحمد ما أضعف حديثه وضعفه جدا وقال يحيى ليس به بأس وقال مرة ثقة وقال بن حبان لما ذكره في الثقات يخطيء وقال العجلي وأبو داود ثقة وقال الساجي صدوق يهم في الحديث وقال يعقوب بن سفيان ثقة لا بأس به وأن كان بن عيينة أحب منه، وقال البخاري قال بن مهدي كتبه صحاح وقال أبو داود ليس به بأس وقال ابن عدى صالح الحديث لا بأس به لم أر له حديثا منكرا ، وقال ابن حجر صدوق يخطيء من حفظه من الثامنة مات 177 خت م 4.
6- إبراهيم بن ميسرة(2) إبراهيم بن ميسرة الطائفي نزيل مكة روى عن أنس ووهب بن عبد الله بن قارب وله صحبة وطاوس وسعيد بن جبير وغيرهم وعنه أيوب والسفيانان ومحمد بن مسلم الطائفي وغيرهم. وقال ابن حجر ثبت حافظ من الخامسة مات سنة اثنتين وثلاثين ع.
__________
(1) ترجمة محمد بن مسلم بن سوسن الطائفي : طبقات ابن سعد ج5:ص522، ، معرفة الثقات ج2:ص253/ 1648، الجرح والتعديل ج8:ص77/ 322، مشاهير الأمصار ج1:ص149/ 1176، الثقات ج7:ص399/ 10592، الكامل في الضعفاء ج6:ص126/ 1630 ، الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ج3:ص99/ 3196، تهذيب الكمال ج26:ص412/ 5604، الكاشف ج2:ص217/ 5151 ، تهذيب التهذيب ج9:ص393/ 731، تقريب التهذيب ج1:ص506/ 6293 .
(2) ترجمة إبراهيم بن ميسرة : تهذيب الكمال ج2:ص221/ 255 ، تهذيب التهذيب ج1:ص150/ 313، الكاشف ج1:ص226/ 212، تقريب التهذيب ج1:ص94/ 260 .(2/140)
7- طاووس بن كيسان(1) طاوس بن كيسان اليماني أبو عبد الرحمن الحميري الجندي وقيل اسمه ذكوان وطاووس لقب روى عن العبادلة الأربعة وأبي هريرة وعائشة وغيرهم وعنه ابنه عبد الله ووهب بن منبه وسليمان التيمي وإبراهيم بن ميسرة وغيرهم ، قال عبد الملك بن ميسرة عنه أدركت خمسين من الصحابة ، وقال ابن حجر لقب ثقة فقيه فاضل من الثالثة مات سنة ست ومائة وقيل بعد ذلك ع.
8- عبدالله بن عمرو سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 1 ] .
رابعاًً: الحكم على إسناد الحديث
هذا الحَدِيثُ إسنادُه ضعيفٌ ، لأن فيه محمد بن مسلم الطائفي وقد تفرد به وحاله لا يسمح بالتفرد لأن صدوق يخطئ، وقيه محمد بن علوس وهو مجهول .وأما يعقوب بن خليفة بن يوسف الأعشى وإن كان الأزدي رماه بالكذب لكن تابعه عمر بن حكيم عند الخطيب . و ضعفه السيوطي (اللآليء المصنوعة ج2/ص157) ، وابن الجوزى (الموضوعات ج2/ص292) وابن عراق (تنزيه الشريعة ج2/ص225/ 39 ) ، و العجلوني (كشف الخفاء ج1/ص166/ 435 ) وكلهم أعلوه بمحمد بن مسلم الطائفي قالوا وقد ضعفه أحمد بن حنبل جدا ،. والحديث ضعفه الألباني ( السلسلة الضعيفة /ج7/ص472/ح3472) وقال "غريب من حديث طاوس تفرد به محمد بن مسلم الطائفي" .قلت : وهو صدوق يخطيء ؛ كما في "التقريب" .وتحته جماعة لم أجد من ترجمهم .
خامساً: معنى الحديث
قال صاحب الفيض ( فيض القدير ج3/ص366) الجلاوزة قال في الفردوس: هم أصحاب الشرط وفي القاموس: الجلواز بالكسر الشرطي والشرط جمع شرطي وهو شرطي السلطان وشرط السلطان هم نخبة أصحابه الذين يقدمهم على سائر الجند ، كلاب النار أي نار جهنم يعني أخسهم وأحقرهم كما أن الكلاب أخس الحيوانات وأحقرها أو ينبحون على أهلها لشدة العذاب كالكلاب أو يكون فيها على صورة الكلاب .
__________
(1) ترجمة طاوس بن كيسان : تهذيب الكمال ج13:ص357/ 2958 ، الكاشف ج1:ص512/ 2461، تهذيب التهذيب ج5:ص8/ 14، تقريب التهذيب ج1:ص281/ 3009 .(2/141)
بَابٌ : ما ورد في أشد الناس عذاباً
الحديث رقم { 185 }
أخرج الشيخان عن ابن مسعود سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إن أشد الناس عذاباً يوم القيامة المصورون".
- - الله - -
تخريج الحديث كما ذكر المصنف
أخرجه البخاري في صحيحه في كتاب اللباس ، باب عَذَابِ الْمُصَوِّرِينَ يوم الْقِيَامَةِ ( صحيح البخاري ج5/ص2220/ 5606 ) قال حدثنا الْحُمَيْدِيُّ حدثنا سُفْيَانُ حدثنا الْأَعْمَشُ عن مُسْلِمٍ قال كنا مع مَسْرُوقٍ في دَارِ يَسَارِ بن نُمَيْرٍ فَرَأَى في صُفَّتِهِ تَمَاثِيلَ فقال سمعت عَبْدَ اللَّهِ قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول إِنَّ أَشَدَّ الناس عَذَابًا عِنْدَ اللَّهِ يوم الْقِيَامَةِ الْمُصَوِّرُونَ .وأخرجه مسلم في صحيحه في كتاب اللباس ، بَاب تَحْرِيمِ تَصْوِيرِ صُورَةِ الْحَيَوَانِ وَتَحْرِيمِ اتِّخَاذِ ما فيه صُورَةٌ غَيْرُ مُمْتَهَنَةٍ بِالْفَرْشِ وَنَحْوِهِ وَأَنَّ الْمَلَائِكَةَ عليهم السَّلَام لَا يَدْخُلُونَ بَيْتًا فيه صُورَةٌ ولا كَلْبٌ ( صحيح مسلم ج3/ص1670/ 2109 ) من طريق جرير بن عبد الحميد ووكيع عن الأعمش به وبمثله
الحديث رقم { 186 }
وأخرج أبو نعيم عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "إن أشد الناس عذابا يوم القيامة. من شتم الأنبياء ، ثم أصحابي، ثم المسلمين .
- - الله - -
أولاً: تخريج الحديث كما ذكر المصنف
أخرجه أبو نعيم في الحلية ( حلية الأولياء ج10/ص215) ، لكن من طريق ابن عباس ، قال حدثنا حبيب بن الحسن ثنا أحمد بن محمد بن مسروق ثنا شيبان بن فروخ ثنا محمد بن زياد عن ميمون بن مهران عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أشد الناس عذابا يوم القيامة من شتم الأنبياء ثم أصحابي ثم المسلمين . وأورده مرة ثانية ( حلية الأولياء ج4/ص96) بنفس السند وقال غريب من حديث ميمون تفرد به محمد بن زياد .
ثانياً: دراسة إسناد الحديث(2/142)
1- حبيب بن الحسن(1) حبيب بن الحسن بن داود بن محمد بن عبيد الله أبو القاسم القزاز سمع أبا مسلم الكجي وعمر بن حفص السدوسي ومحمد بن يحيى المروزي ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة روى عنه أبو الحسن الدارقطني وأبو حفص بن شاهين وأبو نعيم الحافظ ، ضعفه البرقاني ووثقه ابن أبي الفوارس والخطيب وأبو نعيم ، وقال الذهبي : مشهور صدوق لينه البرقاني بلا حجة ، توفي يوم الأحد في جمادى الأولى سنة تسع وخميس وثلاثمائة .
2- أحمد بن محمد بن مسروق(2) أحمد بن محمد بن مسروق أبو العباس الصوفي لبغدادي يعرف بالطوسي الزاهد مصنف جزء القناعة كان من أعيان الصوفية وعلمائهم ،حدث عن خلف بن هشام البزار وعلي بن المديني وهناد بن السري ومحمد بن حميد الرازي والحارث المحاسبي روى عنه محمد بن مخلد وأبو عمرو بن السماك وحبيب بن الحسن وغيرهم وكان معروفا بالخير مذكورا بالصلاح، وكان كبير الشأن يعد من الأبدال. قال الدارقطني ليس بالقوي يأتي بالمعضلات و مات وله أربع ثمانون سنة قبل الثلاثمائة بسنة.وهو من كبار شيوخ الإسماعيلي الذين أدركهم .
3- شيبان بن فروخ سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 61 ] . صدوق يهم ورمي بالقدر .
__________
(1) ترجمة حبيب بن الحسن : تاريخ بغداد ج8:ص253/ 4355، المغني في الضعفاء ج1:ص147/ 1293، ميزان الاعتدال في نقد الرجال ج2:ص192/ 1704 ، لسان الميزان ج2:ص170/ 757 .
(2) ترجمة أحمد بن محمد بن مسروق : تاريخ بغداد ج5:ص100/ 2502 ، تاريخ الإسلام ج22:ص74، لسان الميزان ج1:ص292/866 .(2/143)
4- محمد بن زياد الميموني(1) محمد بن زياد اليشكري الطحان الكوفي ويقال الجندي الأعور المعروف بالميموني الرقي روى عن محمد بن عجلان وميمون بن مهران وعبد الكريم بن مالك الجزري روى عنه عثمان بن زفر التيمي وإسماعيل بن صبيح وشيبان بن فروخ وآخرون . قال ابن حجر كذبوه من السابعة ت .
5- ميمون بن مهران(2) ميمون بن مهران الجزري أبو أيوب الرقي الفقيه نشأ بالكوفة ثم نزل الرقة روى عن عمر والزبير مرسلا وعن أبي هريرة وعائشة وابن عباس وابن عمر وسعيد بن جبير ونافع مولى بن عمر وغيرهم وعنه ابنه عمرو وحميد الطويل وأيوب ومحمد بن زياد الميموني وآخرون ، قال أحمد لم يسمع من حكيم بن حزام إنما يروي عن بن عباس وابن عمر ، وقال ابن حجر نزل الرقة ثقة فقيه ولي الجزيرة لعمر بن عبد العزيز وكان يرسل من الرابعة مات سنة سبع عشرة بخ م 4.
6- عبد الله بن عباس سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 2 ] .
ثالثاًً: الحكم على إسناد الحديث
هذا الحَدِيثُ إسنادُه موضوعٌ ، لأن فيه محمد بن زياد الميموني وهو كذاب .
الحديث رقم { 187 }
وأخرج الطبراني في الكبير وأبو نعيم عن ابن مسعود قال : قال رسول اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم إِنَّ أَشَدَّ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا يوم الْقِيَامَةِ من قَتَلَ نَبِيًّا أو قَتَلَهُ نَبِيٌّ وَإِمَامٌ جَائِرٌ وَهَؤُلاءِ الْمُصَوِّرُون
أولاً: تخريج الحديث كما ذكر المصنف
__________
(1) ترجمة محمد بن زياد الميموني : التاريخ الكبير ج1:ص83/ 226، الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ج3:ص60/ 2991، تهذيب الكمال ج25:ص222/ 5224 ، الكاشف ج2:ص172/ 4856، تهذيب التهذيب ج9:ص150/ 253، تقريب التهذيب ج1:ص479/ 5890 .
(2) ترجمة ميمون بن مهران : التاريخ الكبير ج7:ص338/ 1455 ، تهذيب الكمال ج29:ص210/ 6338 ، الكاشف ج2:ص312/5764 ، جامع التحصيل ج1:ص289/ 818، تهذيب التهذيب ج10:ص349/ 703، تقريب التهذيب ج1:ص556/ 7049 .(2/144)
أخرجه الطبرانى في الكبير (المعجم الكبير ج10/ص216/ 10515 ) قال :حدثنا الْحُسَيْنُ بن إِسْحَاقَ التُّسْتَرِيُّ ثنا عُمَرُ بن خَالِدٍ الْمَخْزُومِيُّ ثنا أبو نُبَاتَةَ يُونُسُ بن يحيى عن عَبَّادِ بن كَثِيرٍ عن لَيْثِ بن أبي سُلَيْمٍ عن طَلْحَةَ بن مُصَرِّفٍ عن خَيْثَمَةَ بن عبد الرحمن عن عبد اللَّهِ بن مَسْعُودٍ قال : قال رسول اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم إِنَّ أَشَدَّ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا يوم الْقِيَامَةِ من قَتَلَ نَبِيًّا أو قَتَلَهُ نَبِيٌّ وَإِمَامٌ جَائِرٌ وَهَؤُلاءِ الْمُصَوِّرُونَ. وأخرجه أبو نعيم في الحلية (حلية الأولياء ج4/ص122) من طريق شيخه الحسين بن إسحاق التستري به وبمثله .
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف
أخرجه أحمد في مسنده وأخرجه البزار في مسنده (مسند البزار ج5/ص138/ 1728) كلاهما من طريق أبي وائل عن ابن مسعود مرفوعا ولفظ أحمد (أَشَدُّ الناس عَذَابًا يوم الْقِيَامَةِ رَجُلٌ قَتَلَ نَبِيًّا أو قَتَلَهُ نَبِيُّ أو رَجُلٌ يُضِلُّ الناس بِغَيْرِ عَلِمٍ أو مُصَوِّرٌ يُصَوِّرُ التَّمَاثِيلَ) ولفظ البزار (أشد الناس عذابا يوم القيامة رجل قتل نبيا أو قتله نبي وإمام ضلالة) وقال : وهذا الحديث لا نعلم أحدا أسنده عن عاصم عن أبي وائل إلا أبان . وأخرجه الطبراني في الكبير من طريق الحارث الأعور عن ابن مسعود مرفوعا ولفظه (أَشَدُّ الناس عَذَابًا يوم الْقِيَامَةِ رَجُلٌ قَتَلَ نَبِيًّا أو قَتَلَهُ نَبِيُّ أو رَجُلٌ يُضِلُّ الناس بِغَيْرِ عَلِمٍ أو مُصَوِّرٌ يُصَوِّرُ التَّمَاثِيلَ)
ثالثاً: دراسة إسناد الحديث
1- الْحُسَيْنُ بن إِسْحَاقَ التُّسْتَرِيُّ ، سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 166 ] ، ثقة .
2- عُمَرُ بن خَالِدٍ الْمَخْزُومِيُّ لم أجد له ترجمة .(2/145)
3- يُونُسُ بن يحيى(1) يونس بن يحيى بن نباتة القرشي الأموي أبو نباتة المدني النحوي روى عن إسماعيل بن رافع المدني وجرير بن عبد الحميد الرازي والحجاج بن صفوان وعباد بن كثيرو غيرهم روى عنه أبو إبراهيم أحمد بن يعقوب بن محمد الزهري وعبد الله بن الحكم القطواني وعبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم وعمر بن خالد المخزومي وغيرهم .قال أبو حاتم شيخ من أهل المدينة صالح الحديث ليس به بأس وقال أبو زرعة لا بأس به وكان صدوقا وكان مدنيا من أصحاب مالك.وقال ابن حجر : صدوق من التاسعة مات سنة سبع ومائتين بخ ت س ق
__________
(1) ترجمة يونس بن يجيى : الجرح والتعديل ج9:ص249/ 1043 ، الثقات ج7:ص652/ 11906 ، تهذيب الكمال ج32:ص549/ 7187 الكاشف ج2:ص404/ 6479 ،تقريب التهذيب ج1:ص614/ 7918 .(2/146)
4- عَبَّادِ بن كثير(1) عباد بن كثير الرملي الفلسطيني وقال بعضهم عباد بن كثير بن قيس التيمي روى عن فسيلة بنت واثلة بن الأسقع والأعمش وداود بن أبي هند والزبير بن عدي وغيرهم وعنه يحيى بن يحيى النيسابوري وعبد الله بن محمد النفيلي وعقبة بن علقمة البيروتي .قال بن معين ثقة وقال مرة ليس به بأس وقال البخاري فيه نظر وقال أبو حاتم ظننت أنه أحسن حالا من عباد بن كثير البصري فإذا هو قريب منه ضعيف الحديث وقال أبو زرعة ضعيف الحديث وقال النسائي ليس بثقة وقال علي بن الجنيد متروك وقال بن عدي هو خير من عباد بن كثير البصري وله أحاديث غير محفوظة وقال بن حبان كان يحيى بن معين يوثقه وهو عندي لا شيء في الحديث وقال الساجي ضعيف يحدث بمناكير . وقال ابن حجر : ضعيف قال بن عدي هو خير من عباد الثقفي تأخر إلى حدود السبعين بخ ق . تنبيه : يحتمل أن يكون الراوي هو عباد بن كثير البصري الذي قال عنه ابن حجر : عباد بن كثير الثقفي البصري متروك ، قال أحمد : روى أحاديث كذب من السابعة ، مات بعد الأربعين د ق ( تقريب التهذيب ج1:ص290/ 3139 ) .
5- لَيْثِ بن أبي سُلَيْمٍ سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 26 ] . صدوق اختلط جدا ولم يتميز حديثه فترك.
6- طَلْحَةَ بن مُصَرِّفٍ أبو محمد الكوفي ، ثقة قاريء فاضل ، سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 167 ] .
7- خَيْثَمَةَ بن عبد الرحمن سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 69 ] . وهو ثقة وكان يرسل.
8- عبد اللَّهِ بن مَسْعُودٍ سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 54 ] .
رابعاً: الحكم على إسناد الحديث
__________
(1) ترجمة عباد بن كثير : التاريخ الكبير ج6:ص42/ 1641 ، تهذيب الكمال ج14:ص150/ 3091 ، الكاشف ج1:ص531/ 2573 تهذيب التهذيب ج5:ص89/ 170 ، تقريب التهذيب ج1:ص290/ 3140.(2/147)
هَذَا الحَدِيثُ إسنادُه ضَعِيفٌ ، لأن فيه ليث بن أبي سليم وهو صدوق اختلط ولم يتميز حديثه فترك وفيه عباد بن كثير الرملي وهو ضعيف وإذا كان هو البصري فالحديث ضعيف جدا .قال المنذري في الترغيب والترهيب(الترغيب والترهيب ج3/ص117) رواه الطبراني ورواته ثقات إلا ليث بن أبي سليم وفي الصحيح بعضه ورواه البزار بإسناد جيد إلا أنه قال وإمام ضلالة . وقال الهيثمي في المجمع (مجمع الزوائد ج5/ص236 ) قلت في الصحيح بعضه ورواه الطبراني وفيه ليث بن أبي سليم وهو مدلس وبقية رجاله ثقات ورواه البزار إلا أنه قال وامام ضلالة ورجاله ثقات وكذلك رواه أحمد . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/299 ) : ضعيف رواه الطبراني: و هذا إسناد ضعيف ، و له علتان :الأولى : ليث بن أبي سليم ، ضعيف لاختلاطه .الأخرى : عباد بن كثير ، فإن كان الثقفي البصري فهو متهم . قال الحافظ في "التقريب " :" متروك ، قال أحمد : روى أحاديث كذب " .و إن كان الرملي الفلسطيني - و هو الأرجح عندي أو الذي يغلب على ظني - فهو ضعيف، قال الحافظ :" ضعيف ، قال ابن عدي : هو خير من عباد الثقفي " .و ذهل عنه المنذري فاقتصر في إعلاله على الأول ، فقال في " الترغيب " ( 3/136 ) " رواه الطبراني ، و رواته ثقات إلا ليث بن أبي سليم و في " الصحيح " بعضه ،و رواه البزار بإسناد جيد إلا أنه قال : و إمام ضلالة " .وحكم عليه في صحيح الترغيب والترهيب (ج2/ص256/ح2185) بأنه حسن والظاهر لغيره .
الحديث رقم { 188 }
وأخرج أبو نعيم عن أبي سعيد: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :"أشد الناس عذاباً يوم القيامة إمام جائر".
- - الله - -
أولاً: تخريج الحديث كما ذكر المصنف(2/148)
أخرجه أبو نعيم في الحلية ( حلية الأولياء ج10/ص114) قال حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن عبدوس بن كامل ثنا شريح بن يونس ثنا أبو حفص الأبار عن محمد بن جحادة عن عطية عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد الناس عذابا يوم القيامة إمام جائر لم يروه عن محمد إلا أبو حفص وعنه سريح .
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف
أخرجه أبو يعلى في مسنده (مسند أبي يعلى ج2/ص343/ 1088) قال حدثنا سريج حدثنا أبو حفص الأبار عن محمد بن جحادة عن عطية عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد الناس عذابا يوم القيامة إمام جائر. وأخرجه الطبراني في الأوسط ( المعجم الأوسط ج2/ص166/ 1595) من طريق سريج بن يونس ، وأخرجه الطبراني في الصغير (المعجم الصغير ( الروض الداني ) ج1/ص397/ 663) من طريق عبد الرحمن بن واقد أبو شبل البغدادي كلاهما عن أبى حفص الأبار به وبمثله .
ثالثاً: دراسة إسناد الحديث
1- سريج بن يونس سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 110 ] . ثقة عابد .
2- عمر بن عبد الرحمن أبو حفص الأبار(1) عمر بن عبد الرحمن بن قيس الكوفي أبو حفص الأبار نزيل بغداد روى عن إسماعيل بن عبد الله الكندي وسليمان الأعمش ومحمد بن جحادة روى عنه إبراهيم بن مهدي والحسن بن عرفة وسريج بن يونس وعثمان بن أبي شيبة .وقال أبو داود عن أحمد بن حنبل ما كان به بأس ، وقال ابن معين و عثمان بن أبي شيبة هو ثقة ، وقال عباس الدوري : قلت ليحيى لم سمي الأبار قال كان يعمل الإبر يضرب بمطرقته وكان كوفيا وعمي بعد وهو ثقة ، وقال ابن حجر صدوق وكان يحفظ وقد عمي ، من صغار الثامنة عخ د س ق .
__________
(1) ترجمة عمر بن عبد الرحمن أبو حفص الأبار : تاريخ بغداد ج11:ص191/ 5900 ، تهذيب الكمال ج21:ص426/ 4274 ، الكاشف ج2:ص65/ 4086 : تقريب التهذيب ج1:ص415/ 4937 .(2/149)
3- محمد بن جحادة(1) محمد بن جحادة بضم الجيم وتخفيف المهملة الأودي ويقال الأيامي الكوفي روى عن أنس وعطاء بن أبي رباح والأعمش وعطية العوفي وجماعة وعنه ابنه إسماعيل وشعبة والسفيانان وجماعة ، وقال ابن حجر ثقة من الخامسة مات سنة إحدى وثلاثين ع.
4- عطية بن سعد العوفي سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 2 ] ، صدوق يخطيء كثيرا ، وكان شيعيا مدلسا
5- أبو سعيد الخدري سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 14 ] .
رابعاًً: الحكم على إسناد الحديث
هذا الحَدِيثُ إسنادُه ضعيفٌ ، لأن فيه عطية العوفي وهو وإن كان صدوقا فإن روايته عن أبى سعيد ضعيفة , وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (ج5/ص197) رواه الطبراني وفيه عطية وهو ضعيف. وضعفه الألباني في ضعيف الترغيب والترهيب ( ج2/ص35/ح1319) وانظر السلسلة الضعيفة ( ج3/ص298/ح1157) وقال و عطية هو ابن سعد العوفي ضعيف مدلس.
الحديث رقم { 189 }
وأخرج البخاري في "التاريخ" والطيالسي عن خالد بن الوليد قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "إن أشد الناس عذاباً يوم القيامة أشدهم عذاباً للناس في الدنيا".
- - الله - -
أولاً: تخريج الحديث كما ذكر المصنف
أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (التاريخ الكبير ج3/ص143/485) في ترجمة خالد بن حكيم بن حزام القرشي. قال حدثنا علي قال حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار عن أبي نجيح عن خالد بن حكيم بن حزام أن أبا عبيدة تناول رجلا من أهل الأرض فكلمه خالد بن الوليد فقال أغضبت الأمير قال لم أرد أغضبك سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول أشد الناس عذابا يوم القيامة أشدهم عذابا للناس في الدنيا .وأخرجه أبو داود الطيالسي في مسنده (مسند الطيالسي ج1/ص158/ 1157) من طريق شيخه ابن عيينة عن عمرو بن دينار به وبمثله .
__________
(1) ترجمة محمد بن جحادة : تهذيب الكمال ج24:ص575/ 5114، الكاشف ج2:ص161/ 4765، تهذيب التهذيب ج9:ص80/120 ، تقريب التهذيب ج1:ص471/ 5781 .(2/150)
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف
أخرجه الحميدي في مسنده ( مسند الحميدي ج1/ص255/ 562 ) قال حدثنا الحميدي قال ثنا سفيان قال ثنا عمرو بن دينار قال أخبرني أبو نجيح عن خالد بن حكيم بن حزام قال تناول أبو عبيدة بن الجراح رجلا من أهل الأرض بشيء فكلمه فيه خالد بن الوليد فقيل له أغضبت الأمير فقال خالد إني لم أرد أن أغضبه ولكن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أشد الناس عذابا عند الله يوم القيامة أشدهم عذابا للناس في الدنيا . و أخرجه الطبراني في الكبير ( المعجم الكبير ج4/ص110/ 3824 ) من طريق الْحُمَيْدِيُّ و الْقَعْنَبِيُّ وَإِبْرَاهِيمُ بن بَشَّارٍ الرَّمَادِيُّ ثلاثتهم عن سُفْيَانُ بن عُيَيْنَةَ به وبمثله .
ثالثاً: دراسة إسناد الحديث
1- عبد الله بن الزبير بن عيسى الأسدي الحميدي(1) عبد الله بن الزبير بن عيسى الأسدي الحميدي المكي أبو بكر روى عن بن عيينة ومحمد بن إدريس الشافعي والوليد بن مسلم وجماعة وعنه البخاري وروى له مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة في التفسير بواسطة سلمة بن شبيب ومحمد بن يونس النسائي وهارون الحمال في آخرين قال أحمد: الحميدي عندنا إمام وقال أبو حاتم هو أثبت الناس في بن عيينة وهو رئيس أصحابه وهو ثقة إمام وقال ابن حجر ثقة حافظ فقيه أجل أصحاب بن عيينة من العاشرة مات بمكة سنة تسع عشرة ، وقيل بعدها قال الحاكم كان البخاري إذا وجد الحديث عند الحميدي لا يعدوه إلى غيره خ م د ت س فق .
2- سُفْيَانُ بن عُيَيْنَةَ سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 40 ] .
3- عمرو بن دينار سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 40 ] ، ثقة ثبت .
__________
(1) ترجمة عبد الله بن الزبير بن عيسى الأسدي الحميدي : تهذيب الكمال ج14:ص512/ 3270، الكاشف ج1:ص552/ 2721 ، تهذيب التهذيب ج5:ص189/ 373، تقريب التهذيب ج1:ص303/ 3320 .(2/151)
4- يسار أبو نجيح(1) يسار أبو نجيح الثقفي مولى الأخنس بن شريق المكي روى عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا وعن حويطب بن عبد العزى وخالد بن حكيم بن حزام و وأبي هريرة وغيرهم وعنه ابنه عبد الله وعمرو بن دينار وعبد الرحمن بن خضير، وقال ابن حجر مشهور بكنيته ، ثقة من الثالثة ، وهو والد عبد الله بن أبي نجيح ، مات سنة تسع ومائة م د ت س .
5- خالد بن حكيم بن حزام(2) خالد بن حكيم بن حزام بن خويلد القرشي يروى عن أبى عبيدة بن الجراح وخالد بن الوليد وأبي عبيدة وعنه بن أبي نجيح والضحاك ،، قال أبو حاتم وابن معين ثقة ، وذكره ابن حبان في الثقات ، وقال ابن عبد البر له ولإخوته هشام وعبد الله ويحيى صحبه أسلموا عام الفتح وكان أبوهم من سادات قريش في الجاهلية والإسلام وكان يكنى حكيم أبا خالد .
__________
(1) ترجمة يسار أبو نجيح : تهذيب الكمال ج32:ص298/ 7076، الكاشف ج2:ص392/ 6379، تهذيب التهذيب ج11:ص331/636 ، تقريب التهذيب ج1:ص607/ 7805 .
(2) ترجمة خالد بن حكيم بن حزام : التاريخ الكبير ج3:ص143/ 485 ، الجرح والتعديل ج3:ص324/ 1456، الثقات ج4:ص197/ 2466، الإكمال لرجال أحمد ج1:ص115/ 205 ، الاستيعاب ج2:ص435/ 619 ، الإصابة ج2:ص230/ 2157 .(2/152)
6- خَالِدُ بن الْوَلِيدِ(1) خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم القرشي سيف الله تعالى وفارس الإسلام وليث المشاهد السيد الإمام الأمير الكبير قائد المجاهدين أبو سليمان القرشي المخزومي المكي وابن أخت أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث أسلم بعد الحديبية هاجر مسلما في صفر سنة ثمان وشهد مؤتة ويومئذ سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم سيف الله وشهد الفتح وحنينا واختلف في شهوده خيبر وتأمر في أيام النبي صلى الله عليه وسلم واحتبس أدراعه ولامته في سبيل الله وحارب أهل الردة ومسيلمة وغزا وشهد حروب الشام ولم يبق في جسده قيد شبر إلا وعليه طابع الشهداء ومناقبه غزيرة عاش ستين سنة وقتل جماعة من الأبطال ومات على فراشه فلا قرت أعين الجبناء ، توفي بحمص سنة إحدى وعشرين ، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعنه بن عباس وهو بن خالته وجابر بن عبد الله وخالد بن حكيم بن حزام والأشتر النخعي وغيرهم .
__________
(1) ترجمة خالد بن الوليد : التاريخ الكبير ج3:ص136/ 461 ، الجرح والتعديل ج3:ص356/ 1607 ، مشاهير الأمصار ج1:ص31/157 ، تهذيب الكمال ج8:ص187/ 1659 ، سير أعلام النبلاء ج1:ص366/ 78 ، الكاشف ج1:ص369/1360 ، تقريب التهذيب ج1:ص191/ 1684، الإصابة ج2:ص251/ 2203، تهذيب التهذيب ج3:ص107/ 228 .(2/153)
تنبيه : جاء في رواية عند الطبراني في الكبير ( المعجم الكبير ج4/ص195/ 4121 ) أن المتكلم هو خالد بن حكيم وهو وهم . قال ابن حجر في الإصابة (الإصابة ج2:ص230) لكن ساق والبغوي وغيره حديثا معلولا مداره على بن عيينة عن عمرو بن دينار أخبرني أبو نجيح عن خالد بن حكيم بن حزام قال كان أبو عبيدة أميرا بالشام فتناول بعض أهل الأرض فقام إليه خالد فكلمه فقالوا أغضبت الأمير فقال أما إني لم أرد أن أغضبه ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن أشد الناس عذابا يوم القيامة أشدهم عذابا للناس في الدنيا لفظ البغوي قلت توهم من أورد له هذا الحديث أن المراد بقوله فقام إليه خالد فكلمه أنه خالد بن حكيم صاحب الترجمة وبذلك صرح الطبراني في روايته وهو وهم وإنما هو خالد بن الوليد وهو الذي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بين ذلك أحمد في مسنده عن بن عيينة والبخاري في تاريخه والطبراني من طريق أخرى في ترجمة خالد بن الوليد.
رابعاًً: الحكم على إسناد الحديث
هذا الحَدِيثُ إسنادُه صحيحٌ ، لأن رجاله ثقات . وصححه الألباني في كتابه السلسلة الصحيحة (ج3/ص428/ح1442)
بَابٌ :
الحديث رقم { 190 }(2/154)
أخرج الطبراني وأبو نعيم عن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "يؤمر يوم القيامة بناس إلى الجنة حتى إذا دنوا منها ونظروا إليها واستنشقوا رائحتها وإلى ما أعد الله لأهلها نودوا أن أصرفوهم لا نصيب لهم فيها. قال: فيرجعون بحسرة ما رجع الأولون بمثلها قال: فيقولون: يا ربنا لو أدخلتنا النار قبل أن ترينا من ثوابك وما أعددت فيها لأوليائك كان أهون علينا، قال: ذاك أردت بكم، كنتم إذا خلوتم بارزتموني بالعظائم، وإذا لقيتم الناس لقيتموهم مختبئين تراءون الناس بخلاف ما تعطوني من قلوبكم هبتم الناس ولم تهابوني، أجللتم الناس ولم تجلوني وتركتم للناس ولم تتركوا لي، فاليوم أذيقكم أليم العذاب مع ما حرمتكم من الثواب".
- - الله - -
أولاً: تخريج الحديث كما ذكر المصنف
أخرجه الطبراني في الأوسط ( المعجم الأوسط ج5/ص335/ 5478) ، وأخرجه في الكبير (المعجم الكبير ج17/ص85/ 199) قال حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا هاشم بن محمد بن سعيد بن خثيم الهلالي قال حدثنا أبو جنادة السلولي عن الأعمش عن خيثمة بن عبد الرحمن عن عدي بن حاتم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثله . وأخرجه أبو نعيم في الحلية (حلية الأولياء ج4/ص124) من طريق عمرو بن زرارة عن أبى جنادة به وبمثله .
ثانياً: دراسة إسناد الحديث(2/155)
1- محمد بن عثمان بن أبي شيبة(1) محمد بن عثمان بن أبي شيبة أبو جعفر العبسي الكوفي الحافظ سمع أباه وعميه أبا بكر والقاسم وابن المديني ويحيى بن معين وخلقا وعنه النجاد والشافعي البزار والطبراني والإسماعيلي وكان عالما بصيرا بالحديث والرجال له تواليف مفيدة وجمع وصنف ولم يرزق حظا بل نالوا منه وكان من أوعية العلم وثقه صالح جزرة وقال بن عدي لم أر له حديثا منكرا وهو على ما وصف لي عبدان لا بأس به وأما عبد الله بن أحمد بن حنبل فقال كذاب وقال بن خراش كان يضع الحديث وقال مطين هو عصى موسى تلقف ما يأفكون وقال الدارقطني يقال أنه أخذ كتاب نمير فحدث به وقال البرقاني لم أزل أسمعهم يذكرون أنه مقدوح فيه قال الخطيب له تاريخ كبير وله معرفة وفهم وذكره بن حبان في الثقات. مات ابن أبي شيبة في جمادى الأولى سنة سبع وتسعين ومئتين وقد قارب التسعين .
2- هاشم بن محمد بن سعيد بن خثيم الهلالي : لم أجد له ترجمة
__________
(1) ترجمة محمد بن عثمان بن أبي شيبة : الثقات ج9:ص155/ 15743، الكامل في الضعفاء ج6:ص295/ 1782، تاريخ بغداد ج3:ص42/ 979، الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ج3:ص84/ 3119 ، تذكرة الحفاظ ج2:ص661/ 681، الكشف الحثيث ج1:ص239/ 701 ، سير أعلام النبلاء ج14:ص21، البداية والنهاية ج11:ص111، لسان الميزان ج5:ص280/ 965، طبقات الحفاظ ج1:ص291/ 658 .(2/156)
3- حصين بن عمر(1) حصين بن عمر الأحمسي أبو عمر الكوفي روى عن إسماعيل بن أبي خالد والأعمش وأبي الزبير وعنه الحسن بن أيوب الخثعمي وعبد الله بن عبد الله بن الأسود وعثمان بن زفر ويحيى الحماني وغيرهم، كذبه أحمد ، وقال ابن حجر متروك من الثامنة ت .
4- سليمان بن مهران سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 7 ] . ثقة حافظ عارف بالقراءات ورع لكنه يدلس
5- خيثمة بن عبد الرحمن سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 69 ] . ثقة وكان يرسل .
6- عدي بن حاتم(2) عدي بن حاتم بن عبد الله بن سعد بن الحشرج بفتح المهملة وسكون المعجمة آخره جيم بن طيء الطائي أبو طريف الجواد بن الجواد قدم على النبي صلى الله عليه وسلم في شعبان سنة 7 روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن عمر رضي الله عنه روى عنه عمر بن حريث وعبد الله بن معقل بن مقرن وخيثمة بن عبد الرحمن وآخرون ، وقال ابن حجر صحابي شهير وكان ممن ثبت في الردة وحضر فتوح العراق وحروب علي ومات سنة ثمان وستين وهو بن مائة وعشرين سنة وقيل وثمانين ع.
ثالثاًً: الحكم على إسناد الحديث
__________
(1) ترجمة حصين بن عمر : التاريخ الكبير ج3:ص10/ 38، التاريخ الأوسط ج2:ص256/ 2514، الجرح والتعديل ج3:ص194/842 ، المجروحين ج3:ص155/ 1274 ، الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ج1:ص219/ 924، الكاشف ج1:ص338/ 1125، تهذيب التهذيب ج2:ص331/ 668، تقريب التهذيب ج1:ص170/ 137 .
(2) ترجمة عدى بن حاتم : الجرح والتعديل ج7:ص2/ 1 ، تهذيب الكمال ج19:ص524/ 3884 ، الاستيعاب ج3:ص1057/ 1781 ، الكاشف ج2:ص15/ 3759، تهذيب التهذيب ج7:ص150/ 331، تقريب التهذيب ج1:ص388/ 4540، الإصابة ج4:ص469/ 5479 .(2/157)
هذا الحَدِيثُ إسنادُه ضعيفٌ جداً ، لأن فيه حصين بن عمر الأحمسي أبو جنادة السلولي وهو متروك، وقال الهيثمي في( مجمع الزوائد ج10/ص220) رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه أبو جنادة وهو ضعيف. و ضعفه المنذري في الترغيب والترهيب( ج1/ص37) حيث رواه بصيغة التمريض ، وقال الألباني في ضعيف الترغيب والترهيب ( ج1/ص7/ح23) موضوع ، وقال ابن الجوزى في (الموضوعات ج2/ص345) قال أبو حاتم بن حبان هذا حديث باطل لا أصل له من كلام رسول الله وأبو جنادة يروي عن الأعمش ما ليس من حديثه لا يجوز الاحتجاج به وقال الدارقطني أبو جنادة حصين بن المخارق يضع الحديث .
الحديث رقم { 191 }
أخرج البيهقي عن الحسن قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "إن المستهزئين بالناس يفتح لأحدهم في الآخرة باب من الجنة، فيقال لأحدهم: هلم، فيجئ بكربه وغمه، فإذا جاءه أغلق دونه ثم يفتح له باب آخر فيقال: هلم، فيجئ بكربه وغمه فإذا جاء أغلق دونه فلا يزال كذلك حتى إن أحدهم ليفتح له الباب من أبواب الجنة فيقال له: هلم، فما يأتيه إلا يئس .
- - الله - -
أولاً: تخريج الحديث كما ذكر المصنف
أخرجه البيهقي في شعب الإيمان ، فصل فيما ورد من الأخبار في التشديد على من أقترض من عرض أخيه المسلم (شعب الإيمان ج5/ص310/ 6757 ) قال أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ومحمد بن موسى قالا نا أبو العباس الأصم نا عبد الملك بن عبد الحميد نا روح نا المبارك عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن المستهزئين بالناس يفتح لأحدهم باب في الجنة فيقال له هلم هلم فيجيء بكربه وغمه وإذا جاء أغلق دونه فما يزال كذلك حتى أن أحدهم يفتح له الباب من أبواب الجنة فيقال له هلم فما يأتيه من الإياس .
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف(2/158)
أخرجه ابن أبى الدنيا في كتاب الصمت وآداب اللسان، باب ما نهى عنه العباد أن يسخر بعضهم من بعض(الصمت وآداب اللسان ج1/ص168/ 285 ) من طريق شيخه عبدالله بن أبي بدر عن روح به وبمثله .
ثالثاً: دراسة إسناد الحديث
1- أبو عبد الله الحافظ سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 90 ] . محمد بن عبد الله بن محمد بن حمدويه .
2- محمد بن موسى سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 90 ] . الثقة الرضا المشهور بالصدق والإسناد العالي.
3- أبو العباس الأصم : الإمام المحدث مسند العصر ، سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 58 ] .
4- عبد الملك بن عبد الحميد(1) عبد الملك بن عبد الحميد بن عبد الحميد بن ميمون بن مهران الجزري الرقي أبو الحسن الميموني الحافظ الفقيه صحب أحمد بن حنبل وروى عنه وعن أبيه عبد الحميد وروح بن عبادة وغيرهم وعنه النسائي وأبو حاتم وأبو عوانة وغيرهم ، وقال ابن حجر ثقة فاضل لازم أحمد أكثر من عشرين سنة من الحادية عشرة مات سنة أربع وسبعين وقد قارب المائة س .
5- روح ابن عبادة(2) روح بن عبادة بن العلاء بن حسان القيسي أبو محمد البصري روى عن أيمن بن نابل ومالك والأوزاعي وشعبة وغيرهم وعنه أبو خيثمة وأحمد بن حنبل وأبو قدامة السرخسي وهارون الحمال وخلق كثير ،. وقال ابن حجر ثقة فاضل له تصانيف من التاسعة مات سنة خمس أو سبع ومائتين ع.
6- مبارك بن فضالة سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 11 ] . ولد في أيام الصحابة وصحب الحسن وحدثه عنه فأكثر..
__________
(1) ترجمة عبد الملك بن عبد الحميد : تهذيب الكمال ج18:ص334/ 3537 ، الكاشف ج1:ص666/ 3459، تهذيب التهذيب ج6:ص355/ 756، تقريب التهذيب ج1:ص363/ 4190 .
(2) ترجمة روح بن عبادة : معرفة الثقات ج1:ص365/ 484 ، الجرح والتعديل ج3:ص498/ 2255، تهذيب الكمال ج9:ص238/ 1930 ، تذكرة الحفاظ ج1:ص349/ 337، الكاشف ج1:ص398/ 1593، تهذيب التهذيب ج3:ص253/ 549، تقريب التهذيب ج1:ص211/ 1962 .(2/159)
7- الحسن البصري سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 11 ] .
رابعاًً: الحكم على إسناد الحديث
هذا الحَدِيثُ إسنادُه ضعيفٌ ، لأن مرسل . وقال المنذري في الترغيب والترهيب (ج3/ص374) رواه البيهقي مرسلا، وقال العراقي في المغني عن حمل الأسفار (ج2/ص800) ابن أبي الدنيا في الصمت من حديث الحسن مرسلاً. وقد روى أبو الشيخ في طبقات المحدثين بأصبهان( ج1/ص350) معناه عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن المستهزئين بعباد الله يقال لهم يوم القيامة تعالوا ادخلوا الجنة فإذا جاؤوا أغلق من دونهم الباب وهم آخر الناس حسابا . وقال الألباني في ضعيف الترغيب والترهيب ( ج2/ص140/ح1762) ضعيف مرسل .
الحديث رقم { 192 }
أخرج الصابوني في الماشين عن بلال بن سعد قال: "تنادى النار(1) يوم القيامة بأربعة أصوات: يا نار أحرقي، يا نار أنضجي، يا نار اشتفي، يا نار كلي ولا تقتلي".
- - الله - -
أولاً: تخريج الأثر كما ذكر المصنف
عزاه إلى الصابوني في الماشين ولم أجده .
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف
أخرجه ابن أبى الدنيا في صفة النار (صفة النار ج1/ص126/ 195) قال حدثنا أحمد بن منيع قال حدثنا منصور بن عمار قال حدثنا الهقل بن زياد عن الأوزاعي عن بلال بن سعد قال تنادى النار يوم القيامة يا نار اشتفي يا نار انضجي يا نار أحرقي يا نار كلي ولا تقتلي. وأخرجه أبو نعيم في الحلية ( حلية الأولياء ج5/ص226) من طريق أبيه عبد الله بن أحمد بن إسحاق عن الأوازعي به .
ثالثاً: دراسة إسناد الأثر
1- أحمد بن منيع أبو جعفر الأصم الحافظ ، ثقة حافظ ، سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 16 ] .
2- منصور بن عمار سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 93 ] . منكر الحديث.
__________
(1) فى المخطوطات الثلاثة بالبناء للمحهول.واسم المصنف غير واضح.(2/160)
3- هقل بن زياد(1) الهقل بكسر أوله وسكون القاف ثم لام بن زياد بن عبيد الله السكسكي مولاهم أبو عبد الله الدمشقي كاتب الأوزاعي سكن بيروت وهقل لقب واسمه محمد وقيل عبد الله روى عن الأوزاعي وحريز بن عثمان وخالد بن دريك وغيرهم وعنه ابنه محمد والليث بن سعد وهو أكبر منه ومنصور بن عمار وآخرون، وقال بن عمار الهقل من أثبت أصحاب الأوزاعي ، وقال ابن حجر ثقة من التاسعة مات179 أو بعدها م 4 .
4- عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 59 ] . ثقة جليل
5- بلال بن سعد(2) بلال بن سعد بن تميم الأشعري وقيل الكندي أبو عمرو الدمشقي القاص من عباد أهل الشام وقرائهم وزهادهم أهلها وصالحيهم ممن أعطى لسانا وبيانا وعلما بالقصص روى عن أبيه سعد بن تميم وله صحبة ومعاوية بن أبي سفيان وأبي الدرداء ولم يسمع منه وأبي سكينة روى عنه ثابت بن ثوبان وعبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي وعبد الرحمن بن يزيد بن تميم. وقال ابن حجر ثقة عابد فاضل من الثالثة مات في خلافة هشام بخ قد س.
رابعاًً: الحكم على إسناد الأثر
هذا الأثر إسنادُه ضعيفٌ جداً ، لأن فيه منصور بن عمار وهو منكر الحديث .
الحديث رقم { 193 }
__________
(1) ترجمة هقل بن زياد : الكاشف ج2:ص339/ 5981 ، تهذيب التهذيب ج11:ص57/ 103، تقريب التهذيب ج1:ص574/ 7314، طبقات الحفاظ ج1:ص124/ 252 .
(2) ترجمة بلال بن سعد : معرفة الثقات ج1:ص255/ 180،: الجرح والتعديل ج2:ص398/ 1560 ، مشاهير الأمصار ج1:ص115/880 ، تهذيب الكمال ج4:ص291/ 783 ، الكاشف ج1:ص277/ 658، تقريب التهذيب ج1:ص129/ 780 .(2/161)
وأخرج أبو نعيم والضياء عن كعب قال: "يقول الله للزبانية: انطلقوا بالمصرين من أهل الكبائر من أمة محمد إلى النار، فتأخذ الزبانية بلحى الرجال وذوائب النساء، فتنطلق بهم إلى النار وما من عبد يساق إلى النار من غير هذه الأمة إلا مسوداً وجهه، وقيل: وضعت الأنكال في قدمه، والأغلال في عنقه إلا من كان من هذه الأمة فإنهم يساقون بألوانهم فإذا وردوا على مالك قال لهم: من أي أمة أنتم ؟ فما ورد عليَّ أحسن وجوهاً منكم ! فيقولون: نحن من أمة القرآن، فينادى: يا مالك لا تسود وجوههم فقد كانوا يسجدون في دار الدنيا، يا مالك لا تغلهم بالأغلال فقد كانوا يغتسلون من الجنابة، يا مالك لا تقيدهم بالأنكال فقد طافوا حول البيت الحرام، يا مالك لا تسربلهم القطران فقد خلعوا ثيابهم للإحرام، يا مالك قل للنار فمنهم من تأخذه إلى كعبيه ومنهم تأخذه إلى ركبتيه، ومنهم من تأخذه إلى سرته، ومنهم من تأخذه إلى صدره
- - الله - -
أولاً: تخريج الأثر كما ذكر المصنف
أخرجه أبو نعيم في الحلية ( حلية الأولياء ج5/ص372) قال حدثنا أبي ثنا أحمد بن محمد بن الحسن البغدادي ثنا إبراهيم بن عبدالله بن الجنيد ثنا عبيد الله بن محمد بن عائشة ثنا سلام الخواص عن فرات بن السائب عن زادان قال سمعت كعب الأحبار يقول بنحوه .
ثانياً: دراسة إسناد الأثر
1- عبد الله بن أحمد بن إسحاق بن موسى بن مهران(1) الحافظ الإمام أبو محمد عبد الله بن أحمد بن إسحاق بن موسى بن مهران الأصبهاني سبط محمد بن يوسف البنا الزاهد ، روى عن أبي خليفة وابن ناجية وعبدان ألأهوازي ومحمد بن يحيى بن مندة وطبقتهم ، روى عنه ابنه أبو نعيم وأبو بكر بن أبي علي الذكواني ، مات سنة خمس وستين وثلاث مئة وله أربع وثمانون سنة، وكان صدوقا عالما بكر بولده وسمعه من الكبار واخذ له إجازة الأصم وابن داسة.
__________
(1) ترجمة عبد الله بن أحمد بن إسحاق بن موسى بن مهران : سير أعلام النبلاء ج16/ص281/ 98 .(2/162)
2- أحمد بن محمد بن الحسن البغدادي(1) الإمام العلامة الثقة حافظ خراسان أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسن النيسابوري تلميذ مسلم ذكره أبو عبد الله الحاكم فقال هو واحد عصره حفظا وإتقانا ومعرفة نظر إليه ابن خزيمة يوما فقال حياة أبي حامد تحول بين الناس وبين الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ،سمع محمد بن يحيى الذهلي وعبد الرحمن بن بشر بن الحكم وطبقتهم ببلده ثم ارتحل فأخذ بالري عن أبي حاتم الرازي وطائفة وبمكة أبا يحيى بن أبي مسرة وببغداد محمد بن إسحاق الصغاني وعبد الله بن محمد بن شاكر وطبقتهم وبالكوفة أبا حازم بن أبي غرزة الغفاري وعدة ،حدث عنه الحفاظ أبو العباس بن عقدة والقاضي أبو أحمد العسال وأبو علي النيسابوري وأبو أحمد بن عدي وأبو أحمد الحاكم وعدد كثير، قال الدارقطني فقال ثقة مأمون إمام وقال الخطيب أبو حامد ثبت حافظ متقن وقال الخليلي هو إمام وقته بلا مدافعة
3- إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد(2) الحافظ العالم أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد نزيل سامرا سمع سعيد بن أبي مريم وأبا نعيم وأبا الوليد وعمرو بن مرزوق ويحيى بن بكير وأبى سلمة موسى بن إسماعيل المنقري وآخرون ، روى عنه أبو العباس بن مسروق الطوسي ومحمد بن القاسم الكوكبي ومحمد بن أحمد بن هارون العسكري وأحمد بن محمد بن إسماعيل الآدمي، وثقه أبو حاتم والخطيب ،، ومات في حدود الستين ومائتين .
__________
(1) ترجمة أحمد بن محمد بن الحسن البغدادي : البداية والنهاية ج11:ص188، سير أعلام النبلاء ج15/ص37/1 .
(2) ترجمة إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد : الجرح والتعديل ج2:ص110/ 325، تاريخ بغداد ج6:ص120/ 3150، تذكرة الحفاظ ج2:ص586/ 61(2/163)
4- عبيد الله بن محمد بن عائشة(1) عبيد الله بن محمد بن حفص بن عمر بن موسى بن عبيد الله بن معمر التميمي أبو عبد الرحمن البصري المعروف بالعيشي والعائشي وبابن عائشة لأنه من ولد عائشة بنت طلحة . روى عن حماد بن سلمة ومهدي بن ميمون وعبد الواحد بن زياد وغيرهم وعنه أبو بكر الأثرم والعباس بن عبد الله الأنطاكي وأبو حاتم وأبو زرعة والإمام أحمد وآخرون وقال ابن حجر ثقة جواد رمي بالقدر ولم يثبت من كبار العاشرة مات سنة ثمان وعشرين د ت س .
5- سلم الخواص(2) سلم بن ميمون الخواص الزاهد الرازي عن مالك وابن عيينة و عثمان بن زائدة وابن عيينة وأبى خالد الأحمر ، وعنه محمد بن عوف وسعد بن عبد الله بن عبد الحكم و عمرو بن اسلم الطرسوسي، قال بن عدى ينفرد بمتون بأسانيد مقلوبة وهو من كبار الصوفية وقال بن حبان كان من كبار عباد أهل الشام غلب عليه الصلاح حتى غفل عن حفظ الحديث وإتقانه فلا يحتج به، وقال العقيلي : حدث بمناكير لا يتابع عليها ، وقال أبو حاتم : لا يكتب حديثه.
__________
(1) ترجمة عبيد الله بن محمد بن عائشة : التاريخ الكبير ج5:ص400/ 1292، الجرح والتعديل ج5:ص335/ 1583 ، تهذيب الكمال ج19:ص147/ 3678 ، ، تهذيب التهذيب ج7:ص41/ 83، تقريب التهذيب ج1:ص374/ 4334 .
(2) ترجمة سلم الخواص : الجرح والتعديل ج4:ص267/ 1150، المجروحين ج1:ص345/ 442، الضعفاء الكبير ج2:ص165/ 679 ، الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ج2:ص10/ 1476، ميزان الاعتدال في نقد الرجال ج3:ص266/ 3384 ، المغني في الضعفاء ج1:ص274/ 2526 ، لسان الميزان ج3:ص66/ 243 .(2/164)
6- فرات بن السائب(1) فرات بن السائب أبو سليمان وقيل أبو المعلى الجزري عن ميمون بن مهران وعنه حسين بن محمد المروزي وشبابة وجماعة قال البخاري منكر الحديث تركوه وقال مرة متروك، قال أحمد كذاب أعور يضع الحديث ، وقال يحيى بن معين ليس بشيء وقال الدارقطني وغيره متروك وقال أبو حاتم الرازي ضعيف الحديث منكر الحديث وقال الساجي تركوه وقال النسائي متروك الحديث وقال عباس عن يحيى بن معين منكر الحديث وقال أبو احمد الحاكم ذاهب الحديث وقال بن عدى له أحاديث غير محفوظة . وقال ابن حبان كان ممن يروي الموضوعات عن الأثبات ويأتي بالمعضلات عن الثقات لا يجوز الاحتجاج به ولا الرواية عنه ولا كتابة حديثه إلا على سبيل الاختبار.
__________
(1) ترجمة فرات بن السائب : التاريخ الكبير ج7:ص129/ 583، التاريخ الأوسط ج2:ص141/ 2087 ، ضعفاء البخاري ج1:ص93/ 297 ، ضعفاء الأصبهاني ج1:ص129/ 191 ، الجرح والتعديل ج7:ص80/ 455، المجروحين ج2:ص207/ 866، الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ج3:ص3/ 2695 ، الكشف الحثيث ج1:ص208/ 587، المغني في الضعفاء ج2:ص509/4892 ، ميزان الاعتدال في نقد الرجال ج5:ص412/ 6695 ، لسان الميزان ج4:ص430/ 1314 .(2/165)
7- زاذان(1) أبو عبد الله ويقال أبو عمر الكندي مولاهم الكوفي الضرير البزار يقال أنه شهد خطبة عمر بالجابية وروى عنه وعن علي وابن مسعود وسلمان وعنه أبو صالح السمان والمنهال بن عمرو وأبو اليقظان عثمان بن عمير وغيرهم، قال بن معين ثقة لا يسأل عن مثله وقال بن عدي أحاديثه لا بأس بها إذ روى عنه ثقة وقال بن حبان في الثقات كان يخطيء كثيرا وقال بن سعد كان ثقة كثير الحديث وقال الحاكم أبو أحمد ليس بالمتين عندهم وقال الخطيب كان ثقة وقال العجلي كوفي تابعي ثقة ، وقال ابن حجر صدوق يرسل وفيه شيعية من الثانية مات سنة اثنتين وثمانين بخ م 4.
8- كعب الأحبار سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 6 ] . ثقة مخضرم .
ثالثاًً: الحكم على إسناد الأثر
هَذَا الأَثَرُ إسنادُه موضوعٌ ، لأن فيه فرات بن السائب كذبه أحمد وفيه سلم الخواص ضعيف جدا لا يكتب حديثه ولا يحتج به .
بَابٌ : الأعمال الموجبة لبناء بيت في النار
الحديث رقم { 194 }
أخرج الشيخان عن علي وأنس قالا: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "من كذب عليَّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار".
- - الله - -
تخريج الحديث كما ذكر المصنف
حديث علي
أخرجه البخاري في كتاب العلم ، باب إِثْمِ من كَذَبَ على النبي صلى الله عليه وسلم ( صحيح البخاري ج1/ص52/ 106 ) قال حدثنا عَلِيُّ بن الْجَعْدِ أخبرنا شُعْبَةُ قال أخبرني مَنْصُورٌ قال سمعت رِبْعِيَّ بن حِرَاشٍ يقول سمعت عَلِيًّا يقول قال النبي صلى الله عليه وسلم لَا تَكْذِبُوا عَلَيَّ فإنه من كَذَبَ عَلَيَّ فَلْيَلِجْ النَّارَ . وأخرجه مسلم في صحيحه في المقدمة ، بَاب تَغْلِيظِ الْكَذِبِ على رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم . (صحيح مسلم ج1/ص9/1) من طريق شعبة عن مَنْصُورٍ به وبمثله .
حديث أنس
__________
(1) ترجمة زاذان : تهذيب الكمال ج9:ص263/ 1945 ، الكاشف ج1:ص400/ 1603، تهذيب التهذيب ج3:ص261/ 565، تقريب التهذيب ج1:ص213/ 1976 .(2/166)
أخرجه البخاري في كتاب العلم : باب إِثْمِ من كَذَبَ على النبي صلى الله عليه وسلم ( صحيح البخاري ج1/ص52/ 108 ) قال حدثنا أبو مَعْمَرٍ قال حدثنا عبد الْوَارِثِ عن عبد الْعَزِيزِ قال أَنَسٌ إنه لَيَمْنَعُنِي أَنْ أُحَدِّثَكُمْ حَدِيثًا كَثِيرًا أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال من تَعَمَّدَ عَلَيَّ كَذِبًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ من النَّارِ. وأخرجه مسلم في صحيحه في المقدمة ، باب تَغْلِيظِ الْكَذِبِ على رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ( صحيح مسلم ج1/ص10/ 2 ) من طريق إسماعيل بن عُلَيَّةَ عن عبد الْعَزِيزِ بن صُهَيْبٍ به وبمثله .
الحديث رقم { 195 }
وأخرج الشيخان(1) عن أبي ذر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "من ادعى ما ليس له فليس منا وليتبوأ مقعده من النار".
- - الله - -
أولاً: تخريج الحديث كما ذكر المصنف
__________
(1) كلمة الشيخيين ساقطة من المخطوطة (أ) .(2/167)
هذا جزء من حديث أخرجه البخاري ومسلم . أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الإيمان ، بَاب بَيَانِ حَالِ إِيمَانِ من رَغِبَ عن أبيه وهو يَعْلَمُ ( صحيح مسلم ج1/ص79/ 61) قال وحدثني زُهَيْرُ بن حَرْبٍ حدثنا عبد الصَّمَدِ بن عبد الْوَارِثِ حدثنا أبي حدثنا حُسَيْنٌ الْمُعَلِّمُ عن بن بُرَيْدَةَ عن يحيى بن يَعْمَرَ أَنَّ أَبَا الْأَسْوَدِ حدثه عن أبي ذَرٍّ أَنَّهُ سمع رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول ليس من رَجُلٍ ادَّعَى لِغَيْرِ أبيه وهو يَعْلَمُهُ إلا كَفَرَ وَمَنْ ادَّعَى ما ليس له فَلَيْسَ مِنَّا وَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ من النَّارِ وَمَنْ دَعَا رَجُلًا بِالْكُفْرِ أو قال عَدُوَّ اللَّهِ وَلَيْسَ كَذَلِكَ إلا حَارَ عليه. وأخرجه البخاري . في كتاب المناقب، بَاب نِسْبَةِ الْيَمَنِ إلى إِسْمَاعِيلَ منهم أَسْلَمُ بن أَفْصَى بن حَارِثَةَ بن عَمْرِو بن عَامِرٍ من خُزَاعَةَ ( صحيح البخاري ج3/ص1292/ 3317 ) من طريق عبد الْوَارِثِ عن الْحُسَيْنِ به ولفظه ليس من رَجُلٍ ادَّعَى لِغَيْرِ أبيه وهو يَعْلَمُهُ إلا كَفَرَ وَمَنْ ادَّعَى قَوْمًا ليس له فِيهِمْ نسب فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ من النَّارِ
الحديث رقم { 196 }
وأخرج أحمد عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "من شهد على مسلم شهادة ليس لها بأهل فليتبوأ مقعده من النار
- - الله - -
أولاً: تخريج الحديث كما ذكر المصنف
أخرجه أحمد في مسنده ( مسند أحمد بن حنبل ج2/ص509/ 10625 ) قال عبد اللَّهِ حدثني أبي ثنا يَزِيدُ أنا جُهَيْرُ بن يَزِيدَ العبدي عن خِدَاشِ بن عَيَّاشٍ قال كنت في حَلْقَةٍ بِالْكُوفَةِ فإذا رَجُلٌ يحدث قال كنا جُلُوساً مع أبي هُرَيْرَةَ فقال سمعت رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول من شَهِدَ على مُسْلِمٍ شَهَادَةً ليس لها بِأَهْلٍ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ(2/168)
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف
أخرجه ابن أبى الدنيا في كتاب الصمت وآداب اللسان ، باب ذم النميمة( الصمت وآداب اللسان ج1/ص156/258) من طريق يزيد بن هارون عن جهير بن يزيد به وبمثله .لكنه أسقط المبهم في رواية أحمد .
ثالثاً: دراسة إسناد الحديث
1- يزيد بن هارون سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 92 ] . ثقة متقن عابد
2- جُهَيْرُ بن يَزِيدَ(1) جهير بن يزيد العبدي من عبد القيس البصري أبو حفص عن معاوية بن قرة ومحمد بن سيرين وخداش بن عياش وعنه أبو أسامة والقعنبي وموسى بن إسماعيل و النضر بن ظاهر القيسي، وثقه ابن معين وابن شاهين وقال أبو حاتم وأبو زرعة ويحيى بن سعيد القطان لا بأس به.
3- خِدَاشِ بن عَيَّاشٍ(2) خداش بن عياش العبدي البصري روى عن أبي الزبير وعنه سليمان التيمي ومحمد بن ثابت العبدي وجهير بن يزيد، ذكره بن حبان في الثقات وقال الترمذي لا نعرف خداشا هذا من هو وقد روى عنه سلمان التيمي غير حديث، وقال الذهبي وثق وقال ابن حجر لين الحديث من السادسة ت.
4- أبو هريرة سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 19 ] .
رابعاًً: الحكم على إسناد الحديث
__________
(1) ترجمة جهير بن يزيد : التاريخ الكبير ج2:ص255/ 2376، تاريخ أسماء الثقات ج1:ص56/ 181، الجرح والتعديل ج2:ص547/ 2277 ،الثقات ج6:ص158/ 7150، الإكمال لرجال أحمد ج1:ص72/ 117 .
(2) ترجمة خداش بن عياش : التاريخ الكبير ج3:ص220/ 745 ، الجرح والتعديل ج3:ص390/ 1790، الثقات ج6:ص276/ 7719، المغني في الضعفاء ج1:ص209/ 1904، الكاشف ج1:ص372/ 1380، تهذيب التهذيب ج3:ص118/ 261، تقريب التهذيب ج1:ص192/ 1705 .(2/169)
هذا الحَدِيثُ إسنادُه ضعيفٌ ، لأن فيه رجل مبهم وفيه خِدَاشِ بن عَيَّاشٍ العبدي لين الحديث . وقال العراقي في المغني عن حمل الأسفار (2/ص828/ 3044) رواه أحمد وابن أبي الدنيا وفي رواية أحمد رجل لم يسم أسقطه ابن أبي الدنيا من الإسناد ، وقال المنذري في الترغيب والترهيب (3/ص156) رواه أحمد ورواته ثقات إلا أن ثانيه لم يسم. وقال الألباني في ضعيف الترغيب والترهيب ( ج2/ص50/ح1383) ضعيف .
الحديث رقم { 197 }
وأخرج أبو داود والترمذي بسند صحيح عن معاوية قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "من أحب أن يمثل له الرجال قياماً فليتبوأ مقعده من النار".
- - الله - -
أولاً: تخريج الحديث كما ذكر المصنف
أخرجه أبو داود في كتاب الأدب ، بَاب في قِيَامِ الرَّجُلِ لِلرَّجُلِ(سنن أبي داود ج4/ص358/ 5229) فال حدثنا مُوسَى بن إسماعيل ثنا حَمَّادٌ عن حَبِيبِ بن الشَّهِيدِ عن أبي مِجْلَزٍ قال خَرَجَ مُعَاوِيَةُ على بن الزُّبَيْرِ وبن عَامِرٍ فَقَامَ بن عَامِرٍ وَجَلَسَ بن الزُّبَيْرِ فقال مُعَاوِيَةُ لابن عَامِرٍ اجْلِسْ فَإِنِّي سمعت رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول من أَحَبَّ أَنْ يَمْثُلَ له الرِّجَالُ قِيَامًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ من النَّارِ " . وأخرجه الترمذي في كتاب الأدب ، بَاب ما جاء في كَرَاهِيَةِ قِيَامِ الرَّجُلِ لِلرَّجُلِ ( سنن الترمذي ج5/ص90/ 2755 ) من طريق سفيان ابن عيينة عن حَبِيبِ بن الشَّهِيدِ به وبمعناه.وفال بعده هذا حَدِيثٌ حَسَنٌ،
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف
أخرجه هناد في كتاب الزهد ( الزهد لابن السري ج2/ص427/ 837 ) وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (مصنف ابن أبي شيبة ج5/ص234/ 25582) كلاهما من طريق أبى أسامة عن حبيب بن الشهيد به وبمثله .
ثالثاً: دراسة إسناد الحديث(2/170)
1- مُوسَى بن إسماعيل سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 155 ] . ثقة ثبت ولا التفات إلى قول بن خراش تكلم الناس فيه .
2- حَمَّادٌ بن سلمة سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 121 ] . ثقة عابد أثبت الناس في ثابت وتغير حفظه بأخرة .
3- حَبِيبِ بن الشَّهِيدِ(1) حبيب بن الشهيد الأزدي أبو محمد ويقال أبو شهيد البصري تابعي أدرك أبا الطفيل وروى عن أنس بن سيرين وأنس بن مالك مرسلان ، وروى عن الحسن بن ثابت وأبي مجلز وميمون بن مهران وغيرهم روى عنه شعبة والثوري وحماد بن سلمة وخلق. ، وقال ابن حجر: ثقة ثبت من الخامسة مات سنة خمس وأربعين وهو بن ست وستين ع.
4- لاحق بن حميد(2) لاحق بن حميد بن سعيد السدوسي أو مجلز البصري بكسر الميم وسكون الجيم وفتح اللام بعدها زاي الأعور قدم خراسان روى عن أبي موسى الأشعري والحسن بن علي ومعاوية وغيرهم وأرسل عن عمر بن الخطاب وحذيفة وعنه قتادة وسليمان التيمي وحبيب بن الشهيد وغيرهم قال ابن حجر مشهور بكنيته ثقة من كبار الثالثة مات سنة ست وقيل تسع ومائة وقيل قبل ذلك ع.
__________
(1) ترجمة حبيب بن الشهيد : التاريخ الكبير ج2:ص320/ 2615، تهذيب الكمال ج5:ص378/ الكاشف ج1:ص308/ 910، تهذيب التهذيب ج2:ص162/ 338، تقريب التهذيب ج1:ص151/ 1097 .
(2) ترجمة لاحق بن حميد : التاريخ الكبير ج8:ص258/ 2911، الكاشف ج2:ص359/ 6120، تهذيب التهذيب ج11:ص151/ 293، تقريب التهذيب ج1:ص586/ 7490 .(2/171)
5- مُعَاوِيَة بن أبي سفيان(1) معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية أبو عبد الرحمن الأموي أمير المؤمنين ولد قبل البعثة بخمس سنين ، أسلم يوم الفتح وقيل قبل ذلك روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن أبي بكر وعمر وأخته أم حبيبة وعنه جرير بن عبد الله البجلي والسائب بن يزيد الكندي وعيسى بن طلحة و أبو مجلز وآخرون ولاه عمر بن الخطاب الشام بعد أخيه يزيد فأقره عثمان مدة ولايته ثم ولي الخلافة ، ومات بدمشق يوم الخميس للنصف من رجب سنة ستين وهو بن ثمان وسبعين سنة وصلى عليه الضحاك بن قيس وكانت ولايته تسع عشرة سنة وثلاثة أشهر واثنتين وعشرين ليلة، ع الستة
رابعاً: حكم إسناد الحديث
هذا الحَدِيثُ إسنادُه صحيحٌ ، لأن رجاله ثقات . وقال المنذري في الترغيب والترهيب (3/ص289) رواه أبو داود بإسناد صحيح والترمذي وقال حديث حسن. وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب ( ج3/ص22/ح2717) ، وانظر صحيح وضعيف الترمذي ( 6/255/ح2755) ، وانظر صحيح وضعيف أبى داود ( 11/229/ح5229)
خامساً: معنى الحديث
__________
(1) ترجمة معاوية بن أبي سفيان : الجرح والتعديل ج8:ص377/ 1723، مشاهير الأمصار ج1:ص50/ 326، الاستيعاب ج3:ص1416/ 2435 ، الكاشف ج2:ص275/ 5522، تهذيب التهذيب ج10:ص187/ 387، الإصابة ج6:ص151/ 8074 .(2/172)
قال صاحب عون المعبود(1): واستدل المؤلف رحمه الله بهذا الحديث على منع قيام الرجل للرجل تعظيما له وفي فتح الباري قال النووي في الجواب عن هذا لحديث إن الأصح والأولى بل الذي لا حاجة إلى ما سواه أن معناه زجر المكلف أن يحب قيام الناس له قال وليس فيه تعرض للقيام بنهي ولا غيره وهذا متفق عليه ، قال والمنهي عنه محبة القيام فلو لم يخطر بباله فقاموا له أو لم يقوموا فلا لوم عليه فإن أحب ارتكب التحريم سواء قاموا أو لم يقوموا قال فلا يصح الاحتجاج به لترك القيام فإن قيل فالقيام سبب للوقوع في المنهي عنه قلنا هذا فاسد لأنا قدمنا أن الوقوع في المنهي عنه يتعلق بالمحبة خاصة .
الحديث رقم { 198 }
وأخرج الحاكم وابن حبان عن الحارث بن البرصاء الليثي سمعت ر سول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من اقتطع مال أخيه بيمين فاجرة فليتبوأ مقعده من النار". ولفظ ابن حبان "بيتاً".
- - الله - -
أولاً: تخريج الحديث كما ذكر المصنف
__________
(1) عون المعبود ج14/ص95 .(2/173)
أخرجه ابن حبان في صحيحه في كتاب الغصب ، ذكر إيجاب دخول النار لمن أظلم أخاه المسلم على شيء من ماله أرضا كان أو غيرها وإن كان ذلك الشيء يسيرا تافها (صحيح ابن حبان ج11/ص569/ 5165) قال خْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُكْرَمٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ الْفَلاسُ قَالَ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الرِّيَاحِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ قَالَ حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ الْقَاسِمِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَطَاءٍ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ جُرَيْجٍ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْبَرْصَاءِ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ وَهُوَ يَمْشِي بَيْنَ جَمْرَتَيْنِ مِنَ الْجِمَارِ وَهُوَ يَقُولُ مَنْ أَخَذَ شِبْرًا مِنْ مَالِ امْرِئٍ مُسْلِمٍ بِيَمِينٍ فَاجِرَةٍ فَلْيَتَبَوَّأْ بَيْتًا مِنَ النَّارِ تَفَرَّدَ بِهِ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ وقال شعيب الأرنؤوط صحيح على شرط مسلم. وأخرجه الحاكم في المستدرك في كتاب الإيمان والنذور ( المستدرك على الصحيحين ج4/ص328/ 7803 ) من طريق سعيد بن سلمة عن إسماعيل بن أمية به وبنحوه .
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف
أخرجه الطبراني في الكبير(ج3/ص256/ 3330) من طريق شيخه عَلِيُّ بن عبد الْعَزِيزِ عن عُمَرُ بن عبد الْوَهَّابِ الرِّيَاحِيُّ به وبمثل لفظ ابن حبان .
ثالثاً: دراسة إسناد الحديث(2/174)
1- مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ(1) محمد بن الحسين بن مكرم أبو بكر البغدادي سمع بشر بن الوليد ومحمد بن بكار بن الريان وعبيد الله بن عمر القواريري ومنصور بن أبى مزاحم وخلقا من هذه الطبقة وانتقل إلى البصري فسكنها حتى مات بها روى عنه محمد بن مخلد الدوري والبصريون وغيرهم من الغرباء ، وثقه الدارقطني و مات بالبصرة في ذي القعدة من سنة تسع وثلاثمائة.
2- عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ الْفَلاسُ(2) عمرو بن علي بن بحر الباهلي أبو حفص البصري الصيرفي الفلاس روى عن عبد الوهاب الثقفي ويزيد بن زريع وخالد بن الحارث وخلق كثير روى عنه الجماعة وأبو زرعة وأبو حاتم وعبد الله بن أحمد وابن أبي الدنيا ، قال النسائي ثقة صاحب حديث حافظ وقال الدارقطني كان من الحفاظ وبعض أصحاب الحديث يفضلونه على بن المديني ويتعصبون له وقد صنف المسند والعلل والتاريخ وهو إمام متقن ، وقال ابن حجر ثقة حافظ من العاشرة مات سنة تسع وأربعين ع.
3- عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ بن رياح(3) عمر بن عبد الوهاب بن رياح بن عبيدة بفتح أوله الرياحي بكسر ثم تحتانية البصري أبو حفص البصري روى عن إبراهيم بن سعد ومعتمر بن سليمان ويزيد بن زريع وطائفة وعنه أحمد بن الحسن بن خراش وعباس الدوري ومحمد بن غالب تمتام وغيرهم وقال ابن حجر ثقة من العاشرة مات سنة إحدى وعشرين م س.
4- يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 115 ] . ثقة ثبت .
__________
(1) ترجمة محمد بن الحسين : تاريخ بغداد ج2:ص233/ 688 .
(2) ترجمة عمرو بن على بن الفلاس : التاريخ الكبير ج6:ص355/ 2617 ، تهذيب الكمال ج22:ص162/ 4416 ، الكاشف ج2:ص84/ 4200، تهذيب التهذيب ج8:ص70/ 120، تقريب التهذيب ج1:ص424/ 5081 .
(3) ترجمة عمر بن عبد الوهاب بن رياح : التاريخ الكبير ج6:ص176/ 2084 ، تهذيب الكمال ج21:ص451/ 4281، الكاشف ج2:ص66/ 4091، تهذيب التهذيب ج7:ص422/ 796، تقريب التهذيب ج1:ص415/ 4944 .(2/175)
5- رَوْحُ بْنُ الْقَاسِمِ(1) روح بن القاسم التميمي العنبري أبو غياث البصري روى عن عبد الله بن محمد بن عقيل وزيد بن أسلم وقتادة وإسماعيل بن أمية في آخرين وعنه سعيد بن أبي عروبة ويزيد بن زريع وإسماعيل بن علية وغيرهم. ، وقال ابن حجر ثقة حافظ من السادسة مات سنة إحدى وأربعين أرخه بن حبان خ م د س ق.
6- إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ(2) إسماعيل بن أمية بن عمرو بن سعيد بن العاص الأموي روى عن نافع مولى بن عمر وعكرمة مولى بن عباس وسعيد المقبري وأبي الزبير والزهري وجماعة وعنه بن جريج والثوري وروح بن القاسم وابن عيينة وغيرهم، ، وقال ابن حجر ثقة ثبت من السادسة مات سنة أربع وأربعين وقيل قبلها ع.
7- عُمَرَ بْنِ عَطَاءٍ(3) عمر بن عطاء بن أبي الخوار المكي مولى بني عامر روى عن بن عباس والسائب بن يزيد وعبيد بن جريج وأبي سلمة بن عبد الرحمن روى عنه بن جريج وإسماعيل بن أمية . وقال ابن حجر : ثقة من الرابعة م د.
__________
(1) ترجمة روح بن القاسم : التاريخ الكبير ج3:ص309/ 1049، تهذيب الكمال ج9:ص252/ 1938 ، الكاشف ج1:ص399/ 1597، تهذيب التهذيب ج3:ص257/ 557، تقريب التهذيب ج1:ص211/ 1970 .
(2) ترجمة إسماعيل بن أمية : التاريخ الكبير ج1:ص345/ 1088، تهذيب الكمال ج3:ص45/ 426 ، الكاشف ج1:ص244/ 358، تهذيب التهذيب ج1:ص247/ 524، تقريب التهذيب ج1:ص106/ 425 .
(3) ترجمة عمر بن عطاء : التاريخ الكبير ج6:ص181/ 2105، تهذيب الكمال ج21:ص461/ 4286 ، الكاشف ج2:ص67/4094 ، تهذيب التهذيب ج7:ص425/ 803، تقريب التهذيب ج1:ص416/ 4948 .(2/176)
8- عُبَيْدِ بْنِ جُرَيْجٍ(1) عبيد بن جريج التيمي مولاهم المدني روى عن الحارث بن مالك بن البرصاء وعبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر بن الخطاب روى عنه زيد بن أسلم وسليمان بن موسى الدمشقي وعمر بن عطاء بن أبي الخوار ، ، وقال ابن حجر ثقة من الثالثة خ م د تم س ق,
9- الْحَارِثِ بن مالك(2) الحارث بن مالك بن قيس الليثي المعروف بابن البرصاء قيل هي أمه وقيل أم أبيه روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعنه الشعبي وعبيد بن جريج ومسلم بن جندب الهذلي أخرج له الترمذي حديثا واحدا قال يوم فتح مكة لا يغزى هذا اليوم إلى يوم القيامة وصححه وقال لا نعرفه إلا من حديث الشعبي ، واحد تأخر إلى أواخر خلافة معاوية ت.
رابعاًً: الحكم على إسناد الحديث
__________
(1) ترجمة عبيد بن جريج : التاريخ الكبير ج5:ص444/ 1446، الجرح والتعديل ج5:ص403/ 1868، تهذيب الكمال ج19:ص193/ 3709، الكاشف ج1:ص689/ 3611، تقريب التهذيب ج1:ص376/ 4365 .
(2) ترجمة الحارث بن مالك : التاريخ الكبير ج2:ص258/ 2386، الجرح والتعديل ج3:ص88/ 408، الثقات ج3:ص73/ 230 ، الاستيعاب ج1:ص290، الكاشف ج1:ص304/ 871، تهذيب التهذيب ج2:ص135/ 269، تقريب التهذيب ج1:ص147/1045 .(2/177)
هذا الحَدِيثُ إسنادُه صحيحٌ ، لأن رجاله ثقات .وقال الحاكم بعد روايته الحديث هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه بهذه السياقة ووافقه الذهبي في تلخيصه ، وقال شعيب الأرنؤوط في تعليقه على ابن حبان هذا على شرط مسلم ، وقال الهيثمي في (مجمع الزوائد ج4/ص181) رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح,و صححه المنذري في الترغيب والترهيب ( الترغيب والترهيب ج2/ص388/ 2824 ) وعن الحارث بن البرصاء رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحج بين الجمرتين وهو يقول من اقتطع مال أخيه بيمين فاجرة فليتبوأ مقعده من النار ليبلغ شاهدكم غائبكم مرتين أو ثلاثا . رواه أحمد والحاكم وصححه واللفظ له وهو أتم ورواه الطبراني في الكبير وابن حبان في صحيحه إلا أنهما قالا فليتبوأ بيتا في النار.وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب ( ج2/ص173/ح1834) .
بَابٌ : خلود الكفار في النار والمؤمنين في الجنة وذبح الموت
الحديث رقم { 199 }
أخرج الشيخان عن ابن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "يدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار ثم يقوم مؤذن بينهم: يا أهل النار لا موت ويا أهل الجنة لا موت كل على حاله فيما هو فيه"(1).
- - الله - -
تخريج الحديث كما ذكر المصنف
__________
(1) فى المخطوطة (ب) ،(ز) كل خالد فيما هو فيه .(2/178)
أخرجه البخاري في كتاب الرقاق ، بَاب يَدْخُلُ الْجَنَّةَ سَبْعُونَ أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ ،( صحيح البخاري ج5/ص2396/ 6178 ) قال حدثنا عَلِيُّ بن عبد اللَّهِ حدثنا يَعْقُوبُ بن إبراهيم حدثنا أبي عن صالح بن كيسان حدثنا نَافِعٌ عن بن عُمَرَ رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يَدْخُلُ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ وَأَهْلُ النَّارِ النَّارَ ثُمَّ يَقُومُ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ يا أَهْلَ النَّارِ لَا مَوْتَ وَيَا أَهْلَ الْجَنَّةِ لَا مَوْتَ خُلُودٌ.وأخرجه مسلم في صحيحه ، كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، بَاب النَّارُ يَدْخُلُهَا الْجَبَّارُونَ وَالْجَنَّةُ يَدْخُلُهَا الضُّعَفَاءُ ( صحيح مسلم ج4/ص2189/ 2850) من طريق زُهَيْرُ بن حَرْبٍ وَالْحَسَنُ بن عَلِيٍّ الْحُلْوَانِيُّ وَعَبْدُ بن حُمَيْدٍ عن يَعْقُوبُ بن إبراهيم به ولفظه قال يُدْخِلُ الله أَهْلَ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ وَيُدْخِلُ أَهْلَ النَّارِ النَّارَ ثُمَّ يَقُومُ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ فيقول يا أَهْلَ الْجَنَّةِ لَا مَوْتَ وَيَا أَهْلَ النَّارِ لَا مَوْتَ كُلٌّ خَالِدٌ فِيمَا هو فيه .
الحديث رقم { 200 }
وأخرج البخاري عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "يقال لأهل الجنة : يا أهل الجنة خلود لا موت . ولأهل النار : يا أهل النار خلود لا موت".
- - الله - -
تخريج الحديث كما ذكر المصنف
أخرجه البخاري في كتاب الرقاق ، بَاب يَدْخُلُ الْجَنَّةَ سَبْعُونَ أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ ( صحيح البخاري ج5/ص2397/ 6179 ) قال حدثنا أبو الْيَمَانِ أخبرنا شُعَيْبٌ حدثنا أبو الزِّنَادِ عن الْأَعْرَجِ عن أبي هُرَيْرَةَ قال قال النبي صلى الله عليه وسلم يُقَالُ لِأَهْلِ الْجَنَّةِ يا أَهْلَ الْجَنَّةِ خُلُودٌ لَا مَوْتَ وَلِأَهْلِ النَّارِ يا أَهْلَ النَّارِ خُلُودٌ لَا مَوْتَ
الحديث رقم { 201 }(2/179)
وأخرج الشيخان عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "إذا صار أهل الجنة إلى الجنة وأهل النار إلى النار جيء بالموت حتى يجعل بين الجنة والنار ثم يذبح ثم ينادي منادٍ: يا أهل الجنة لا موت، ويا أهل النار لا موت فيزداد أهل الجنة فرحاً إلى فرحهم ويزداد أهل النار حزناً إلى حزنهم".
- - الله - -
تخريج الحديث كما ذكر المصنف
أخرجه البخاري في صحيحه في كتاب الرقاق ، بَاب صِفَةِ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ ( صحيح البخاري ج5/ص2397/ 6182 ) قال حدثنا مُعَاذُ بن أَسَدٍ أخبرنا عبد اللَّهِ بن وَهْبٍ أخبرنا عُمَرُ بن مُحَمَّدِ بن زَيْدٍ بن عبد اللَّهِ بن عُمَرَ بن الْخَطَّابِ عن أبيه أَنَّهُ حدثه عن بن عُمَرَ قال قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إذا صَارَ أَهْلُ الْجَنَّةِ إلى الْجَنَّةِ وَأَهْلُ النَّارِ إلى النَّارِ جِيءَ بِالْمَوْتِ حتى يُجْعَلَ بين الْجَنَّةِ وَالنَّارِ ثُمَّ يُذْبَحُ ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ يا أَهْلَ الْجَنَّةِ لَا مَوْتَ وَيَا أَهْلَ النَّارِ لَا مَوْتَ فَيَزْدَادُ أَهْلُ الْجَنَّةِ فَرَحًا إلى فَرَحِهِمْ وَيَزْدَادُ أَهْلُ النَّارِ حُزْنًا إلى حُزْنِهِمْ. وأخرجه مسلم في صحيحه في كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، بَاب النَّارُ يَدْخُلُهَا الْجَبَّارُونَ وَالْجَنَّةُ يَدْخُلُهَا الضُّعَفَاء( صحيح مسلم ج4/ص2189/ 2850) من طريق شيخيه هَارُونُ بن سَعِيدٍ الْأَيْلِيُّ وَحَرْمَلَةُ بن يحيى عن عبد اللَّهِ بن وَهْبٍ يه وبمثله .
الحديث رقم { 202 }(2/180)
وأخرج الشيخان عن أبي سعيد قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "يُجاء بالموت يوم القيامة كأنه كبش أملح فيوقف بين الجنة والنار فيقال: يا أهل الجنة هل تعرفون هذا ؟ قال: فيشرئبون وينظرون ويقولون: نعم هذا الموت ويقال: يا أهل النار هل تعرفون هذا ؟ قال: فيشرئبون(1) وينظرون ويقولون: نعم هذا الموت فيؤمر به، فيذبح ثم يقال: يا أهل الجنة خلود فلا موت، ويا أهل النار خلود فلا موت، ثم قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر). قوله: "فيشرئبون (بفتح أوله وسكون المعجمة وفتح الراء، بعدها تحتية مهموزة ثم موحدة ثقيلة): أي يمدون أعناقهم ويرفعون رؤوسهم للنظر".
- - الله - -
تخريج الحديث كما ذكر المصنف
__________
(1) يشرئبون : (بفتح أوله وسكون المعجمة وفتح الراء، بعدها تحتية مهموزة ثم موحدة ثقيلة): أي يمدون أعناقهم ويرفعون رؤوسهم للنظر(جمهرة اللغة ج1/ص311،تفسير غريب ما في الصحيحين البخاري ومسلم ج1/ص234) .(2/181)
أخرجه البخاري في صحيحه في كتاب التفسير ، باب وَأَنْذِرْهُمْ يوم الْحَسْرَةِ ( صحيح البخاري ج4/ص1760/ 4453 ) قال حدثنا عُمَرُ بن حَفْصِ بن غِيَاثٍ حدثنا أبي حدثنا الْأَعْمَشُ حدثنا أبو صَالِحٍ عن أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قال قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُؤْتَى بِالْمَوْتِ كَهَيْئَةِ كَبْشٍ أَمْلَحَ فَيُنَادِي مُنَادٍ يا أَهْلَ الْجَنَّةِ فَيَشْرَئِبُّونَ وَيَنْظُرُونَ فيقول هل تَعْرِفُونَ هذا فَيَقُولُونَ نعم هذا الْمَوْتُ وَكُلُّهُمْ قد رَآهُ ثُمَّ يُنَادِي يا أَهْلَ النَّارِ فَيَشْرَئِبُّونَ وَيَنْظُرُونَ فيقول هل تَعْرِفُونَ هذا فَيَقُولُونَ نعم هذا الْمَوْتُ وَكُلُّهُمْ قد رَآهُ فَيُذْبَحُ ثُمَّ يقول يا أَهْلَ الْجَنَّةِ خُلُودٌ فلا مَوْتَ وَيَا أَهْلَ النَّارِ خُلُودٌ فلا مَوْتَ ثُمَّ قَرَأَ وَأَنْذِرْهُمْ يوم الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ في غَفْلَةٍ وَهَؤُلَاءِ في غَفْلَةٍ أَهْلُ الدُّنْيَا وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ . وأخرجه مسلم في صحيحه في كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، بَاب النَّارُ يَدْخُلُهَا الْجَبَّارُونَ وَالْجَنَّةُ يَدْخُلُهَا الضُّعَفَاء( صحيح مسلم ج4/ص2188/ 2849) من طريق أبى مُعَاوِيَةَ محمد بن خازم الضرير عن الْأَعْمَشِ به وبمثله .وزاد مسلم وَأَشَارَ بيده إلى الدُّنْيَا .
الحديث رقم { 203 }(2/182)
وأخرج أبو يعلى والبزار والطبراني في "الأوسط" بسند صحيح عن أنس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "يؤتى بالموت يوم القيامة كأنه كبش أملح(1) فيوقف بين الجنة والنار ثم ينادي مناد: يا أهل الجنة فيقولون: لبيك ربنا، فيقول: هل تعرفون هذا ؟ فيقولون: نعم هذا الموت، فيذبح كما تذبح الشاة فيأمن هؤلاء وينقطع رجاء هؤلاء "!.
كان فيه بياض وسواد فهو أملح .
- - الله - -
أولاً: تخريج الحديث كما ذكر المصنف
أخرجه أبو يعلى في مسنده (مسند أبي يعلى ج5/ص278/ 2898) قال حدثنا نافع بن خالد الطاحي حدثنا نوح بن قيس عن خالد بن قيس عن قتادة عن أنس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤتى بالموت يوم القيامة كأنه كبش أملح فيوقف بين الجنة والنار ثم ينادي مناد يا أهل الجنة فيقولون لبيك ربنا قال فيقال هل تعرفون هذا فيقولون نعم ربنا هذا الموت فيذبح كما تذبح الشاة فيأمن هؤلاء وينقطع رجاء هؤلاء.وأخرجه البزار في مسنده نقلا عن كشف الأستار( ج4/ص213/ح3557) من طريق شيخه بشر بن آدم ، وأخرجه الطبراني في الأوسط (المعجم الأوسط ج4/ص83/ 3672) من طريق صالح بن شعيب كلاهما عن نافع بن خالد الطاحي به وبمثله وقال الطبراني بعده لم يرو هذا الحديث عن قتادة إلا خالد بن قيس ولا عن خالد إلا نوح بن قيس تفرد به نافع بن خالد الطاحي.
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف
أخرجه الضياء المقدسي في المختارة ( الأحاديث المختارة ج7/ص48/ 2446) من طريق أبى يعلى الموصلي عن نافع بن خالد الطاحي به وبمثله .
ثالثاً: دراسة إسناد الحديث
__________
(1) الأملح : الذي بياضه أكثر من سواده وقيل هو النقي البياض(النهاية في غريب الأثر ج4/ص354، غريب الحديث لابن سلام ج2/ص206) .(2/183)
1- نافع بن خالد الطاحي(1) نافع بن خالد الطاحي هو بصري روى عن هرم بن حيان ونوح بن قيس وعبد الأعلى بن عبد الأعلى روى عنه ابنه محمد و أبو يعلى الموصلي و أبو زرعة، ذكره ابن حبان في الثقات .
2- نوح بن قيس بن رباح الأزدي(2) نوح بن قيس بن رباح الأزدي الحداني ويقال الطاحي أبو روح البصري روى عن أخيه خالد بن قيس وثمامة بن عبد الله بن أنس وأيوب وغيرهم وعنه نافع بن خالد الطاحي و سعيد بن منصور وقتيبة وغيرهم قال أحمد وابن معين ثقة وقال أبو داود ثقة بلغني عن يحيى أنه ضعفه وقال مرة يتشيع وقال النسائي ليس به بأس وقال العجلي بصري ثقة ، وقال ابن حجر صدوق رمي بالتشيع من الثامنة مات 183 م 4.
3- خالد بن قيس بن رباح الأزدي (3) خالد بن قيس بن رباح الأزدي الحداني بضم المهملة وتشديد المهملة ويقال الطاحي البصري أخو نوح بن قيس وكان الأكبر روى عن عطاء بن أبي رباح وعمرو بن دينار وقتادة بن دعامة روى عنه علي بن نصر الجهضمي الكبير ومسلم بن إبراهيم وأخوه نوح بن قيس ،وثقه يحيى بن معين والعجلي وذكره بن حبان في كتاب الثقات ، وقال ابن حجر صدوق يغرب من السابعة م د تم س ق.
__________
(1) ترجمة نافع بن خالد الطاحي : الجرح والتعديل ج8:ص457/ 2091، الثقات ج9:ص210/ 16053، الأنساب ج4:ص26 .
(2) ترجمة نوح بن قيس بن رباح الأزدي : التاريخ الكبير ج8:ص111/ 2385، معرفة الثقات ج2:ص320/ 1870 ، تاريخ أسماء الثقات ج1:ص242/ 1486، الجرح والتعديل ج8:ص483/ 2209، تهذيب الكمال ج30:ص53/ 6494 ، الكاشف ج2:ص327/ 5893، لسان الميزان ج7:ص415/ 5070، تهذيب التهذيب ج10:ص432/ 877، تقريب التهذيب ج1:ص567/ 7209 .
(3) ترجمة خالد بن قيس بن رباح الأزدي : التاريخ الكبير ج3:ص167/ 572 ، معرفة الثقات ج1:ص331/ 392 ،الجرح والتعديل ج3:ص348/ 1571، تهذيب الكمال ج8:ص153/ 1645، الكاشف ج1:ص368/ 1348، تقريب التهذيب ج1:ص190/1668 .(2/184)
4- قتادة بن دعامة سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 27 ] . ثقة ثبت
5- أنس بن مالك سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 51 ] .
رابعاًً: الحكم على إسناد الحديث
هذا الحَدِيثُ إسنادُه حَسَنٌ ، لأن فيه خالد بن قيس و نوح بن قيس وهما صدوقان .وقال الهيثمي في مجمع الزوائد( ج10/ص395) رواه أبو يعلى الطبراني في الأوسط بنحوه والبزار ورجالهم رجال الصحيح غير نافع بن خالد الطاحي وهو ثقة، وقال الضياء بعد روايته للحديث إسنادُه حسن. وقال المنذري في الترغيب والترهيب رواه أبو يعلى والطبراني والبزار وأسانيدهم صحاح (الترغيب والترهيب ج4/ص317/ 5764) . وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب ( ج3/ص276/ح3774) صحيح .
الحديث رقم { 204 }
وأخرج الحاكم – وصححه – وابن ماجه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "يؤتى بالموت في هيئة كبش أملح فيوقف على الصراط ، فيقال: يا أهل الجنة فيطلعون خائفين وجلين مخافة أن يخرجوا مما هم فيه، فيقال: أتعرفون هذا ؟ فيقولون: نعم هذا الموت، فيقال: يا أهل النار فيطلعون مستبشرين فرحين أن يخرجوا مما هم فيه فيقال: أتعرفون هذا ؟ فيقولون نعم هذا الموت، فيأمر به فيذبح على الصراط. فيقال للفريقين: خلود فيما تجدون(1) لا موت فيها أبداً".
- - الله - -
أولاً: تخريج الحديث كما ذكر المصنف
__________
(1) فى المخطوطة (ب) تجزون .(2/185)
أخرجه ابن ماجة في سننه في كتاب الزهد ، باب ذكر الشفاعة( سنن ابن ماجه ج2/ص1447/ 4327) قال حدثنا أبو بَكْرِ بن أبي شَيْبَةَ ثنا محمد بن بِشْرٍ عن مُحَمَّدِ بن عَمْرٍو عن أبي سَلَمَةَ عن أبي هُرَيْرَةَ قال قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يؤتي بِالْمَوْتِ يوم الْقِيَامَةِ فَيُوقَفُ على الصِّرَاطِ فَيُقَالُ يا أَهْلَ الْجَنَّةِ فَيَطَّلِعُونَ خَائِفِينَ وَجِلِينَ أَنْ يُخْرَجُوا من مَكَانِهِمْ الذي هُمْ فيه ثُمَّ يُقَالُ يا أَهْلَ النَّارِ فَيَطَّلِعُونَ مُسْتَبْشِرِينَ فَرِحِينَ أَنْ يُخْرَجُوا من مَكَانِهِمْ الذي هُمْ فيه فَيُقَالُ هل تَعْرِفُونَ هذا قالوا نعم هذا الْمَوْتُ قال فَيُؤْمَرُ بِهِ فَيُذْبَحُ على الصِّرَاطِ ثُمَّ يُقَالُ لِلْفَرِيقَيْنِ كلاهما خُلُودٌ فِيمَا تَجِدُونَ لَا مَوْتَ فيها أَبَدًا. وأخرجه الحاكم في مستدركه في كتاب الإيمان ( المستدرك على الصحيحين ج1/ص156/ 278) من طريق يزيد بن هارون عن محمد بن عمرو به وبمثله .
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف
أخرجه أحمد في المسند (مسند أحمد بن حنبل ج2/ص261/ 7537) من طريق يَزِيدُ بن هارون و ومحمد بن عبد الله بن نمير كلاهما عن محمد بن عمرو به وبمثله .
ثالثاً: دراسة إسناد الحديث
1- عبد الله بن محمد بن أبي شَيْبَةَ(1) عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن عثمان بن خواستي العبسي مولاهم أبو بكر بن أبي شيبة ، روى عن سفيان بن عيينة وأبي داود سليمان بن داود الطيالسي ومحمد بن بشر العبدي وغيرهم ، روى عنه البخاري ومسلم وأبو داود وابن ماجة وغيرهم . وقال ابن حجر ثقة حافظ صاحب تصانيف من العاشرة مات سنة خمس وثلاثين ومائتين خ م د س ق.
__________
(1) ترجمة عبد الله بن محمد بن أبي شيبة : الثقات ج8:ص358/ 13859، تهذيب الكمال ج16:ص34/ 3526، الكاشف ج1:ص592/ 2946، تهذيب التهذيب ج12:ص30/ 133، تقريب التهذيب ج1:ص320/ 3575 .(2/186)
2- محمد بن بِشْرٍالعبدي(1) محمد بن بشر بن الفرافصة بن المختار الحافظ العبدي أبو عبد الله الكوفي روى عن إسماعيل بن أبي خالد وهشام بن عروة ومحمد بن عمرو بن علقمة وعدة وعنه علي بن المديني وأبو بكر بن أبي شيبة وإسحاق بن راهويه وغيرهم ، وقال ابن حجر ثقة حافظ من التاسعة مات سنة ثلاث ومائتين ع.
3- مُحَمَّدِ بن عَمْرٍو بن علقمة بن وقاص الليثي(2) محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص الليثي أبو عبد الله المدني روى عن أبيه وأبي سلمة بن عبد الرحمن ومحمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي وغيرهم روى عنه موسى بن عقبة ومات قبله وشعبة ومحمد بن بشر العبدي وآخرون ، وقال بن خيثمة سئل بن معين عن محمد بن عمرو فقال ما زال الناس ينقون حديثه قيل له وما علة ذلك قال كان يحدث مرة عن أبي سلمة بالشيء من روايته ثم يحدث به مرة أخرى عن أبي سلمة عن أبي هريرة وقال الجوزجاني ليس بقوي الحديث ويشتهى حديثه وقال أبو حاتم صالح الحديث يكتب حديثه وهو شيخ وقال النسائي ليس به بأس وقال مرة ثقة وقال بن عدي له حديث صالح وقد حدث عنه جماعة من الثقات وروى عنه مالك في الموطأ وأرجو أنه لا بأس به وذكره بن حبان في الثقات وقال يخطئ وقال يعقوب بن شيبة هو وسط وإلى الضعف ما هو ، وقال ابن حجر صدوق له أوهام من السادسة مات سنة خمس وأربعين على الصحيح ع .
4- أبو سَلَمَةَ أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف ، سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 65 ] . ثقة مكثر .
5- أبو هُرَيْرَةَ سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 19 ] .
__________
(1) ترجمة محمد بن بشر العبدي : التاريخ الكبير ج1:ص45/ 87 ، تهذيب الكمال ج24:ص520/ 5088 ، الكاشف ج2:ص159/ 4742، تهذيب التهذيب ج9:ص64/ 90، تقريب التهذيب ج1:ص469/ 5756 .
(2) ترجمة مُحَمَّدِ بن عَمْرٍو بن علقمة بن وقاص الليثي : تهذيب الكمال ج26:ص212/ 5513 ، الكاشف ج2:ص207/ 5087 ،تهذيب التهذيب ج9:ص333/ 619، تقريب التهذيب ج1:ص499/ 6188 .(2/187)
رابعاًً: الحكم على إسناد الحديث
هذا الحَدِيثُ إسنادُه حَسَنٌ ، لأن فيه محمد بن عمرو وهو صدوق .وقال الحاكم بعد روايته للحديث هذا حديث صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبي في تلخيصه . وقال البوص يرى في مصباح الزجاجة (ج4/ص264/ 7451 ) هذا إسناد صحيح رجاله ثقات روى البخاري في صحيحه طرفا منه من حديث أبي هريرة وله شاهد في الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه,. وقال المنذري في الترغيب والترهيب (ج4/ص317/ 5763) روه ابن ماجه بإسناد جيد. وصححه الألباني في صحيح ابن ماجة ( ج2/ص435/ح3418) .وقال في صحيح الترغيب والترهيب حسن صحيح ( ج3/ص275/ح3773) . وقال شعيب الأرنؤوط في تعليقه على المسند (ج2/ص261/ح7537) : صحيح وهذا إسناد حسن.
خامساً: معنى الحديث(2/188)
قال ابن حجر في فتح الباري:(1) قال القاضي أبو بكر بن العربي استشكل هذا الحديث لكونه يخالف صريح العقل لأن الموت عرض والعرض لا ينقلب جسما فكيف يذبح فأنكرت طائفة صحة هذا الحديث ودفعته وتأولته طائفة فقالوا هذا تمثيل ولا ذبح هناك حقيقة وقالت طائفة بل الذبح على حقيقته والمذبوح متولي الموت وكلهم يعرفه لأنه الذي تولى قبض أرواحهم قلت وارتضى هذا بعض المتأخرين وحمل قوله هو الموت الذي وكل بنا على أن المراد به ملك الموت لأنه هو الذي وكل بهم في الدنيا كما قال تعالى في سورة الم السجدة واستشهد له من حيث المعنى بأن ملك الموت لو استمر حيا لنغص عيش أهل الجنة وأيده بقوله في حديث الباب فيزداد أهل الجنة فرحا إلى فرحهم ويزداد أهل النار حزنا إلى حزنهم وتعقب بأن الجنة لا حزن فيها البتة وما وقع في رواية بن حبان أنهم يطلعون خائفين إنما هو توهم لا يستقر ولا يلزم من زيادة الفرح ثبوت الحزن بل التعبير بالزيادة إشارة إلى أن الفرح لم يزل كما أن أهل النار يزداد حزنهم ولم يكن عندهم فرح إلا مجرد التوهم الذي لم يستقر وقال القرطبي في التذكرة الموت معنى والمعاني لا تنقلب جوهرا وإنما يخلق الله أشخاصا من ثواب الأعمال وكذا الموت يخلق الله كبشا يسميه الموت ويلقى في قلوب الفريقين أن هذا الموت يكون ذبحه دليلا على الخلود في الدارين وقال غيره لا مانع أن ينشىء الله من الأعراض أجسادا يجعلها مادة لها كما ثبت في صحيح مسلم في حديث أن البقرة وآل عمران يجيئان كأنهما غمامتان ونحو ذلك من الأحاديث قال القرطبي وفي هذه الأحاديث التصريح بأن خلود أهل النار فيها لا إلى غاية أمد وإقامتهم فيها على الدوام بلا موت ولا حياة نافعة ولا راحة كما قال تعالى لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها وقال تعالى كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها قال فمن زعم أنهم يخرجون منها وإنها تبقى خالية أو أنها تفنى وتزول
__________
(1) فتح الباري ج11/ص421 .(2/189)
فهو خارج عن مقتضى ما جاء به الرسول وأجمع عليه أهل السنة .
الحديث رقم { 205 }
وأخرج هناد عن أبي هريرة في قوله: { لابثين فيها أحقاباً } (1). قال "الحقب: ثمانون سنة، السنة ثلاثمائة وستون يوماً كل يوم ألف سنة".
- - الله - -
أولاً: تخريج الأثر كما ذكر المصنف
أخرجه هناد في الزهد في باب الخلود في النار ، (الزهد لابن السري ج1/ص159/ 219) قال حدثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم عن أبي صالح عن أبي هريرة قال : الحقب ثمانون سنة والسنة ثلاثمائة وستون يوما كل يوم ألف سنة.
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف
أخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره (تفسير الطبري ج30/ص11) من طريق شريك بن عبد الله النخعي، ، وأخرجه البزار في مسنده نقلا عن كشف الأستار (ج3/ص78/ح2278) من طريق
همام بن منبه كلاهما عن عاصم به وبمثله . وأخرجه ابن أبى حاتم في تفسيره معلقا على أبى هريرة بدون إسناد ، (تفسير ابن أبي حاتم ج10/ص3394/ 19098) .وأخرجه عبد بن حميد في تفسيره نقلا عن اللآليء المصنوعة ( ج2/ص387) من طريق حماد بن سلمة عن عاصم به ولفظه قال الحقب ثمانون عاما اليوم منها كسدس الدنيا.
ثالثاً: دراسة إسناد الأثر
__________
(1) سُورَةُ النبأ : الآيَةُ 23 .(2/190)
1- أبو بكر بن عياش(1) : أبو بكر بن عياش بن سالم الأسدي الكوفي الحناط بمهملة ونون مشهور بكنيته والأصح أنها اسمه ، روى عن أبيه وحميد الطويل وعاصم بن بهدلة وهناد بن السري وغيرهم ، وعنه الثوري وابن المبارك وأبو داود الطيالسي وأحمد بن حنبل وآخرون ، أثنى عليه ابن المبارك ، وقال أحمد صدوق صالح صاحب قرآن وخبر ومرة قال ثقة وربما غلط ، ووثقه ابن معين ، وذكره بن حبان في الثقات ، وقال بن عدي أبو بكر هذا كوفي مشهور وهو يروي عن أجلة الناس هو في كل رواياته عن كل من روى عنه لا بأس به وذلك إني لم أجد له حديثا منكرا إذا روى عنه ثقة إلا أن يروي عن ضعيف ، ولما ذكره بن حبان قال : وكان من العباد الحفاظ المتقنين وكان يحيى القطان وعلي بن المديني يسيئان الرأي فيه وذلك أنه لما كبر ساء حفظه فكان يهم إذا روى والخطأ والوهم شيئان لا ينفك عنهما البشر فمن كان لا يكثر ذلك منه فلا يستحق ترك حديثه بعد تقدم عدالته . وقال ابن حجر ثقة عابد إلا أنه لما كبر ساء حفظه وكتابه صحيح من السابعة مات سنة أربع وتسعين وقيل قبل ذلك بسنة أو سنتين وقد قارب المائة ،خ مق 4 البخاري ومسلم في المقدمة والأربعة.
2- عاصم بن أبى النجود صدوق له أوهام حجة في القراءة، سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 15 ] .
3- أبو صالح السمان سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 15 ] . ثقة ثبت
4- أبو هريرة سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 19 ] .
رابعاًً: الحكم على إسناد الأثر
__________
(1) ترجمة أبى بكر بن عياش : تهذيب الكمال ج33:ص129/ 7252 ، الكاشف ج2:ص412/ 6535، تهذيب التهذيب ج12:ص37/ 151 ، تقريب التهذيب ج1:ص624/ 7985 .(2/191)
هَذَا الأَثَرُ إسنادُه حَسَنٌ ، لأن فيه عاصم بن بهدلة وهو صدوق .ولا يعد من المرفوع حكما لأن أبا هريرة كثير الأخذ عن بني إسرائيل .وقال الهيثمي عن رواية البزار( مجمع الزوائد ج7/ص133) قوله تعالى لابثين فيها أحقابا عن أبي هريرة لابثين فيها أحقابا قال الحقب ثمانون سنة رواه البزار وفيه حجاج بن نصير وثقه ابن حبان وقال يخطئ ويهم وضعفه جماعة وبقية رجاله ثقات.
خامساً: تنبيهات
1- أخرج الحاكم في المستدرك الأثر عن ابن مسعود (المستدرك على الصحيحين ج2/ص556/3890 ) قال حدثنا أبو بلج عن عمرو بن ميمون عن بن مسعود في قوله تعالى لابثين فيها أحقابا قال الحقب ثمانون سنة هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي في تلخيصه .
2- جاء هذا الأثر مرفوعا عند البزار كما قال الهيثمي في كشف الأستار( ج3/ص78/ح2278) وقال البزار في مسنده حدثنا عبد القدوس بن محمد بن عبد الكبير حدثنا الحجاج بن نصر حدثنا همام بن يحيى العوذي عن أبي عاصم عن أبي صالح عن أبي هريرة رفعه لابثين فيها أحقابا قال الحقب ثمانون سنة ، قال البزار لا نعلم أحدا رفعه إلا الحجاج وغيره يوقفه وله شواهد أخر أوردتها في التفسير المأثور والله أعلم.وفال الدارقطني في العلل الواردة في الأحاديث النبوية( ج8/ص208/ 1519) وسئل عن حديث أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله عز وجل لابثين فيها أحقابا قال الحقب ثمانون عاما فقال يرويه عاصم بن أبي النجود واختلف عنه فرواه أبان بن يزيد العطار عن عاصم عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قاله عبد الصمد بن عبد الوارث عنه وخالفه حماد بن سلمة وشيبان بن عبد الرحمن وأبو بكر بن عياش ورفعه لا يثبت.
الحديث رقم { 206 }(2/192)
وأخرج الطبراني في "الكبير" و"الأوسط" والحاكم – وصححه- عن معاذ بن جبل أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعثه إلى اليمن فلما قدم عليهم قال: "أيها الناس إني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إليكم يخبركم أن المرد إلى الله وإلى(1) جنة أو نار، خلود بلا موت، وإقامة بلا ظعن(2) في أجساد لا تموت".
- - الله - -
أولاً: تخريج الحديث كما ذكر المصنف
أخرجه الطبراني في الكبير ( المعجم الكبير ج20/ص175/ 375) قال حدثنا مُحَمَّدِ بن إبراهيم بن عِرْقٍ الْحِمْصِيُّ ثنا محمد بن مُصَفَّى ثنا بَقِيَّةُ بن الْوَلِيدِ ثنا حَبِيبُ بن صَالِحٍ عن عبد الرحمن بن سَابِطٍ عن مُعَاذِ بن جَبَلٍ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم بَعَثَهُ إلى الْيَمَنِ فلما قَدِمَ عليهم قال يا أَيُّهَا الناس إني رسول رسول اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم إِلَيْكُمْ يُخْبِرُكُمْ أَنَّ الْمَرَدَّ إلى اللَّهِ إلى جُنَّةٍ أو نَارٍ خُلُودٌ وَلا مَوْتَ وَإِقَامَةٌ وَلا ظَعْنَ. وتابع سعيد بن بشير بقية بن الوليد فقد أخرجه الطبراني في الأوسط (المعجم الأوسط ج2/ص181/ 1651) من طريق سعيد بن بشير عن حبيب بن صالح به وبنحوه لكن زاد في أجساد لا تموت . ثم قال لم يرو هذا الحديث عن حبيب إلا سعيد.وتابع حبيب بن صالح عبد الله بن عبد الرحمن فقد أخرجه الحاكم في مستدركه في كتاب الإيمان ( المستدرك على الصحيحين ج1/ص157/ 281)من طريق عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين عن عبد الرحمن بن سابط به وبمثله لكن زاد الواسطة بين ابن سابط ومعاذ وهو عمرو بن ميمون الأودي .
__________
(1) فى المخطوطات الثلاثة بدون الواو واثبتناها لتمام المعنى .
(2) ظعن : ظعن يظعن إذا سافر وأصل الظعائن الهوادج لكون النساء فيها وقد يقال لها ظعائن وإن لم يكن فيها نساء .والظعينة المرأة المسافرة(النهاية في غريب الأثر ج3/ص157، تفسير غريب ما في الصحيحين البخاري ومسلم ج1/ص54) .(2/193)
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف
أخرجه أبو نعيم في الحلية (حلية الأولياء ج1/ص236) من طريق عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين عن بن سابط به وبمثله لكن زاد الواسطة بين ابن سابط ومعاذ وهو عمرو بن ميمون الأودي .
ثالثاً: دراسة إسناد الحديث
1- مُحَمَّدِ بن إبراهيم بن عِرْقٍ الْحِمْصِيُّ لم أجده .
2- محمد بن المُصَفَّى(1) محمد بن مصفى بن بهلول القرشي أبو عبد الله الحمصي الحافظ روى عن أبيه وبقية بن الوليد ومحمد بن حرب الخولاني وغيرهم روى عنه أبو داود والنسائي وابن ماجة وإبراهيم بن محمد بن عرق الحمصي وآخرون قال أبو حاتم صدوق وقال النسائي صالح وذكره بن حبان في الثقات وقال كان يخطيء وقال مسلمة بن قاسم ثقة مشهور وقال النسائي في أسماء شيوخه صدوق وقال أبو زرعة الدمشقي أن محمد بن مصفى كان ممن يدلس تدليس التسوية، وقال ابن حجر صدوق له أوهام وكان يدلس من العاشرة مات سنة ست وأربعين د س ق.
__________
(1) ترجمة محمد بن المصفى : تهذيب الكمال ج26:ص465/ 5613 ، الكاشف ج2:ص222/ 5157، تهذيب التهذيب ج9:ص406/744 ، تقريب التهذيب ج1:ص507/ 6304 .(2/194)
3- بَقِيَّةُ بن الْوَلِيدِ(1) بقية بن الوليد بن صائد الكلاعي الحميري أبو يحمد بضم التحتانية وسكون المهملة وكسر الميم الحمصي روى عن إبراهيم بن أدهم وسعيد بن بشير وشعبة بن الحجاج وعبد الرحمن بن عمرو وخلق روى عنه إسحاق بن راهويه وإسماعيل بن عياش وحماد بن زيد وحماد بن سلمة ومحمد بن المصفى بن بهلول وغيرهم ، احد الأئمة الحفاظ يروى عمن دب ودرج وله غرائب تستنكر أيضا عن الثقات لكثرة حديثه قال ابن خزيمة لا احتج ببقية وقال احمد بن حنبل له مناكير عن الثقات وقال ابن عدي لبقية أحاديث صالحة ويخالف الثقات وقال ابن معين وأبو زرعة وغيرهما إذا روى بقية عن ثقة فهو حجة وقال النسائي إذا قال ثنا وأنبا فهو ثقة وإذا قال عن فلان وفلان فلا ، قال أبو مسهر : أحاديث بقية غير نقية فكن منها على تقية ، وقال أبو إسحاق الجوزجاني : رحم الله بقية ما كان يبالي إذا وجد خرافة عمن يأخذه ، فإن حدث عن الثقات فلا بأس به ، وقال ابن حجر : صدوق كثير التدليس عن الضعفاء ، من الثامنة ، مات سنة سبع وتسعين وله سبع وثمانون . خت م 4.
__________
(1) ترجمة بقية بن الوليد : التاريخ الكبير ج2:ص150/ 2012 ، الجرح والتعديل ج2:ص434/ 1728 ، الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ج1:ص146/ 546 ، تهذيب الكمال ج4:ص192/ 738 ، الكاشف ج1:ص273/ 619، ميزان الاعتدال في نقد الرجال ج2:ص45/ 1252 المغني في الضعفاء ج1:ص109/ 944 ،تقريب التهذيب ج1:ص126/ 734 .(2/195)
4- حَبِيبُ بن صَالِحٍ الطائي(1) حبيب بن صالح الطائي أبو موسى الحمصي روى عن أبيه ويزيد بن شريح الحضرمي وعبد الرحمن بن سابط وغيرهم وعنه ابنه عبد العزيز وحريز بن عثمان وبقية بن الوليد وإسماعيل بن عياش قال أبو زرعة الدمشقي لا نعلم أحدا من أهل العلم طعن عليه في معنى من المعاني وهو مشهور في بلده بالفضل والعلم وسعته وفي انتقاده ، ، وقال ابن حجر ثقة من السابعة مات سنة سبع وأربعين د ت ق.
5- عبد الرحمن بن سَابِطٍ(2) عبد الرحمن بن سابط ويقال عبد الرحمن بن عبد الله بن سابط القرشي الجمحي المكي تابعي أرسل عن النبي صلى الله عليه وسلم روى عن جابر بن عبد الله والحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة وأبيه سابط الجمحي وله صحبة وعمرو بن ميمون الأودي ومعاذ بن جبل روى عنه حبيب بن صالح الطائي وحسان بن عطية وليث بن سعد وغيرهم ، قال بن معين لم يسمع من جابر ولا من أبي أمامة ، وقال ابن حجر ثقة كثير الإرسال من الثالثة ، مات سنة ثماني عشرة م 4.
6- عمرو بن ميمون الأودي سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 60 ] .
7- مُعَاذِ بن جَبَلٍ سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 159 ] .
رابعاً: حكم إسناد الحديث
__________
(1) ترجمة حبيب بن صالح الطائي : التاريخ الكبير ج2:ص321/ 2617، الجرح والتعديل ج3:ص103/ 481، تهذيب الكمال ج5:ص381/ 1091 الكاشف ج1:ص308/ 911 ، تهذيب التهذيب ج2:ص163/ 340، تقريب التهذيب ج1:ص151/1098 .
(2) ترجمة عبد الرحمن بن سابط : التاريخ الكبير ج5:ص294/ 960، معرفة الثقات ج2:ص77/ 1041، الجرح والتعديل ج5:ص240/ 1137 ، تهذيب الكمال ج17:ص123/ 3822، الكاشف ج1:ص628/ 3198، تقريب التهذيب ج1:ص340/3867 .(2/196)
هذا الحَدِيثُ إسنادُه ضعيف وذلك للانقطاع بين عبد الرحمن بن سابط وبين معاذ في رواية الطبراني ولجهالة شيخ الطبراني لكن الحديث صحيح لأن رواية الحاكم بينت الواسطة وهى عمرو بن ميمون الأودي.ولذا قال الحاكم بعد روايته للحديث هذا حديث صحيح الإسناد رواته مكيون ومسلم بن خالد الزنجي إمام أهل مكة ومفتيهم إلا أن الشيخين قد نسباه إلى أن الحديث ليس من صنعته والله أعلم, ووافقه الذهبي في التلخيص . وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (ج10/ص396) رواه الطبراني في الكبير والأوسط بنحوه وزاد فيه في أجساد لا تموت وإسناد الكبير جيد إلا أن ابن سابط لم يدرك معاذا قلت الذي سقط بينهما عمرو بن ميمون الأودي كما رواه الحاكم في المستدرك في أواخر كتاب الإيمان وفي طريقه مسلم بن خالد الزنجي وقال عقبه هذا حديث صحيح الإسناد رواية مكنون ومسلم بن خالد الزنجي إمام أهل مكة ومفتيهم إلا أن الشيخين قد نسباه إلى أن الحديث ليس من صنعته والله أعلم . وقال في موضع آخر ( مجمع الزوائد ج10/ص227) رواه البزار ورجاله وثقوا إلا أن ابن سابط لم يدرك معاذا .وقال المنذري في( الترغيب والترهيب ج4/ص316) رواه الطبراني في الكبير بإسناد جيد إلا أن فيه انقطاعا.وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب ( ج2/ص275/ح3660) صحيح لغيره .
الحديث رقم { 207 }
وأخرج الطبراني وأبو نعيم(1) عن ابن مسعود قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "لو قيل لأهل النار إنكم ماكثون في النار عدد كل حصاة في الدنيا لفرحوا بها، ولو قيل لأهل الجنة : إنكم ماكثون بعدد كل حصاة لحزنوا ولكن جعل لهم ا لأبد".
- - الله - -
أولاً: تخريج الحديث كما ذكر المصنف
__________
(1) فى المخطوطة (ب) زيادة ابن مردوية .(2/197)
أخرجه الطبراني في الكبير ( المعجم الكبير ج10/ص179/ 10384) قال حدثنا إِسْحَاقُ بن خَالَوَيْهِ الْوَاسِطِيُّ ثنا سَهْلُ بن عُثْمَانَ ثنا الْحَكَمُ بن ظُهَيْرٍ عَنِ السُّدِّيِّ عن مُرَّةَ عن عبد اللَّهِ قال قال رسول اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم لو قِيلَ لأَهْلِ النَّارِ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ في النَّارِ عَدَدَ كل حَصَاةٍ في الدُّنْيَا لَفَرِحُوا بها وَلَوْ قِيلَ لأَهْلِ الْجَنَّةِ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ في الْجَنَّةِ عَدَدَ كل حَصَاةٍ في الدُّنْيَا لَحَزِنُوا وَلَكِنْ جُعِلَ لَهُمُ الأَبَدُ. وأخرجه أبو نعيم في الحلية (حلية الأولياء ج4/ص168) من طريق عبدالله بن محمد بن العباس عن سهل بن عثمان به وبمثله .وقال بعده هذا حديث غريب من حديث مرة والسدي تفرد به الحكم ابن ظهير .
ثانياً: دراسة إسناد الحديث
1- إِسْحَاقُ بن خَالَوَيْهِ(1) إسحاق بن خالويه أبو يعقوب الياسري الواسطي ،روى عن علي بن بحر و سهل بن عثمان وعنه الطبراني.
2- سَهْلُ بن عُثْمَانَ بن فارس(2) سهل بن عثمان بن فارس الكندي أبو مسعود العسكري الحافظ نزيل الري روى عن يزيد بن زريع وحفص بن غياث وحماد بن زيد وعدة وعنه إسحاق بن خالويه البابسيري و مسلم وأبو زرعة وأبو حاتم وجماعة قال أبو حاتم صدوق وقال أبو الشيخ كان كثير الفوائد وذكره بن حبان في الثقات ، وقال ابن حجر أحد الحفاظ له غرائب من العاشرة مات سنة خمس وثلاثين م.
__________
(1) ترجمة إسحاق بن خالويه : تاريخ الإسلام ج22:ص107 .
(2) ترجمة سهل بن عثمان بن فارس : الجرح والتعديل ج4:ص203/ 877 ، تهذيب الكمال ج12:ص197/ 2618 ، الكاشف ج1:ص470/ 2174، تهذيب التهذيب ج4:ص224/ 449، تقريب التهذيب ج1:ص258/ 2664، طبقات الحفاظ ج1:ص200/ 439 .(2/198)
3- الْحَكَمُ بن ظُهَيْرٍ(1) الحكم بن ظهير الفزاري أبو محمد بن أبي ليلى الكوفي روى عن السدي وأبي الزناد وعاصم بن أبي النجود وغيرهم وعنه سهل بن عثمان العسكري و الثوري وهو أكبر منه وابنه إبراهيم بن الحكم وجماعة، ، وقال ابن حجر متروك رمي بالرفض واتهمه بن معين من الثامنة مات قريبا من سنة ثمانين ت.
4- إسماعيل السدي سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 43 ] . صدوق يهم ورمي بالتشيع.
5- مُرَّةَ بن شراحيل الطيب(2) مرة بن شراحيل بسكون الميم الهمداني السكسكي أبو إسماعيل الكوفي المعروف بمرة الطيب ومرة الخير لقب بذلك لعبادته روى عن أبي بكر وعمر وعلي وابن مسعود وغيرهم وعنه إسماعيل بن أبي خالد وإسماعيل السدي وحصين بن عبد الرحمن وغيرهم ، وقال ابن حجر ثقة عابد من الثانية مات سنة ست وسبعين وقيل بعد ذلك ع.
6- عبد اللَّهِ بن مسعود سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 54 ] .
ثالثاًً: الحكم على إسناد الحديث
__________
(1) ترجمة الحكم بن ظهير : التاريخ الكبير ج2:ص345/ 2694، ضعفاء البخاري ج1:ص31/ 70، الجرح والتعديل ج3:ص118/550 ، الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ج1:ص226/ 954 ، تهذيب الكمال ج7:ص99/ 1430 ، الكاشف ج1:ص344/ 1177، الكشف الحثيث ج1:ص102/ 252 ،تهذيب التهذيب ج2:ص368/ 747، تقريب التهذيب ج1:ص175/ 1445 .
(2) ترجمة مرة بن شراحيل الطيب : التاريخ الكبير ج8:ص5/ 1934 ، تهذيب الكمال ج27:ص379/ 5865 / : الكاشف ج2:ص253/ 5361، تهذيب التهذيب ج10:ص80/ 159، تقريب التهذيب ج1:ص525/ 6562، أسماء المخضرمين من الرجال ج1:ص1/ 114 .(2/199)
هذا الحَدِيثُ إسنادُه ضعيفٌ جداً ، لأن فيه الحكم بن ظهير وهو متروك ورمى بالوضع : وقال الهيثمي في مجمع الزوائد( ج10/ص396) رواه الطبراني وفيه الحكم بن ظهير وهو مجمع على ضعفه. واستغربه أبو نعيم كم مر . وقال ابن أبى حاتم في العلل ( علل الحديث ج2/ص224/ 2161) سألت أبي عن هذا الحديث فقال أبي هذا حديث منكر .وقال الألباني موضوع ( الجامع الصغير وزياداته/ج1/ص1030/ح10298) وانظر حديث رقم 4830 في ضعيف الجامع .
الحديث رقم { 208 }
وأخرج مسلم عن المستورد بن شداد قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :" ما الدنيا في الآخرة إلا مثل ما يجعل أحدكم إصبعه في اليم، فلينظر بم يرجع(1)؟
- - الله - -
تخريج الحديث كما ذكر المصنف
أخرجه مسلم في صحيحه في كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها ، بَاب فَنَاءِ الدُّنْيَا وَبَيَانِ الْحَشْرِ يوم الْقِيَامَةِ (صحيح مسلم ج4/ص2193/ 2858) قال حدثنا أبو بَكْرِ بن أبي شَيْبَةَ حدثنا عبد اللَّهِ بن إِدْرِيسَ ح وحدثنا بن نُمَيْرٍ حدثنا أبي وَمُحَمَّدُ بن بِشْرٍ ح وحدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا مُوسَى بن أَعْيَنَ ح وحدثني محمد بن رَافِعٍ حدثنا أبو أُسَامَةَ كلهم عن إسماعيل بن أبي خَالِدٍ ح وحدثني محمد بن حَاتِمٍ واللفظ له حدثنا يحيى بن سَعِيدٍ حدثنا إسماعيل حدثنا قَيْسٌ قال سمعت مُسْتَوْرِدًا أَخَا بني فِهْرٍ يقول قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم والله ما الدُّنْيَا في الْآخِرَةِ إلا مِثْلُ ما يَجْعَلُ أحدكم إِصْبَعَهُ هذه وَأَشَارَ يحيى بِالسَّبَّابَةِ في الْيَمِّ فَلْيَنْظُرْ بِمَ يرجع وفي حَدِيثِهِمْ جميعا غير يحيى سمعت رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول ذلك وفي حديث أبى أُسَامَةَ عن الْمُسْتَوْرِدِ بن شَدَّادٍ أَخِي بني فِهْرٍ وفي حَدِيثِهِ أَيْضًا قال وَأَشَارَ إسماعيل بِالْإِبْهَامِ .
الحديث رقم { 209 }
__________
(1) فى المخطوطة (ب) زيادة والله ما الدنيا .(2/200)
وأخرج أبو نعيم عن سعيد بن جبير قال: " إنما الدنيا جمعة من جمع الآخرة
- - الله - -
أولاً: تخريج الأثر كما ذكر المصنف
أخرجه أبو نعيم في الحلية ( حلية الأولياء ج4/ص279 ) قال حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله حدثني أبي ثنا هارون بن معروف ثنا ضمرة عن هشام قال قال سعيد بن جبير إنما الدنيا جمعه من جمع الآخرة
ثانياً: دراسة إسناد الأثر
1- أبو بكر بن مالك : هو أحمد بن جعفر ابن مالك بن شبيب بن عبد الله أبو بكر بن مالك القطيعي، سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 22 ] . صدوق في نفسه مقبول تغير قليلاً قال الخطيب لا أعلم أحداً ترك الاحتجاج به
2- عبدالله بن أحمد : سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 22 ] .
3- أحمد بن حنبل : سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 56 ] .
4- هارون بن معروف : سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 160 ] . ثقة ثبت
5- ضمرة بن ربيعة:(1) : ضمرة بن ربيعة الفلسطيني أبو عبد الله الرملي وهو دمشقي الأصل روى عن إبراهيم بن أبي عبلة المقدسي وإسماعيل بن عياش وسفيان الثوري روى عنه إبراهيم بن إسحاق الطالقاني وهارون بن معروف البغدادي وهشام بن عمار الدمشقي وغيرهم ،قال أحمد رجل صالح صالح الحديث من الثقات المأمونين لم يكن بالشام رجل يشبهه وقال يحيى بن معين والنسائي ثقة، وقال أبو حاتم صالح وقال محمد بن سعد كان ثقة مأمونا خيرا لم يكن هناك أفضل منه ، وقال ابن حجر صدوق يهم قليلا من التاسعة مات سنة اثنتين ومائتين بخ 4.
6- هشام بن حسان : سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 92 ] .
7- سعيد بن جبير : سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 13 ] .
ثالثاًً: الحكم على إسناد الأثر
هذا الأثر إسنادُه حَسَنٌ ، لأن فيه ضمرة بن ربيعة والقطيعي وهما صدوقان.
رابعاً: تنبيه
__________
(1) ترجمة ضمرة بن ربيعة : التاريخ الكبير ج4:ص337/ 3045، تهذيب الكمال ج13:ص316/ 2938، الكاشف ج1:ص510/2443 ، تقريب التهذيب ج1:ص280/ 2988 .(2/201)
- أخرج ابن جرير الطبري في تاريخه هذا الأثر عن ابن عباس لكن بزيادة تتعلق بعمر الدنيا في باب القول في كم قدر جميع الزمان من ابتدائه إلى انتهائه وأوله إلى آخره ( تاريخ الطبري ج1/ص15) فقال حدثنا ابن حميد قال حدثنا يحيى بن واضح قال حدثنا يحيى بن يعقوب عن حماد عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال الدنيا جمعة من جمع الآخرة سبعة آلاف سنة فقد مضى ستة آلاف سنة ومائتا سنة وليأتين عليها مئون من سنين ليس عليها موحد.وأورده أيضا في تهذيب الآثار مسند عمر بن الخطاب( ج2/ص832/ 1176) بنفس الإسناد . قال ابن حجر في الفتح (فتح الباري ج11/ص350) : والأثر فيه يحيى بن يعقوب القاص الأنصاري قال البخاري منكر الحديث وشيخه هو فقيه الكوفة وفيه مقال. فالصواب الإعراض عن ذلك .وقال ابن القيم في المنار المنيف (صفحة 80 ) :وهذا الأثر فيه مخالفة لصريح القرآن لأن فيه تحديد مقدار الدنيا وأنها سبعة آلاف ونحن في الألف السابعة وهذا من أبين الكذب لأنه لو كان صحيحا لكان كل أحد عالما أنه قد بقي للقيامة من وقتنا هذا مائتان وأحد وخمسون سنة والله تعالى يقول ( يسألونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو ثقلت في السموات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة يسألونك كأنك حفي عنها قل إنما علمها عند الله )(1) وقال المناوي في الفيض (فيض القدير ج3/ص547) وما أورده ابن جرير الطبري في مقدمة تاريخه عن ابن عباس من قوله الدنيا جمعة من جمع الآخرة كل يوم ألف سنة فغير ثابت وبتقدير صحته فالأخبار الثابتة في الصحيحين كما قال الحافظ ابن حجر تقتضي كون مدة هذه الأمة نحو الربع أو الخمس من اليوم لما ثبت في حديث ابن عمر إنما أجلكم فيمن مضى قبلكم كما بين صلاة العصر وغروب الشمس قال فإذا ضم هذا إلى قول ابن عباس زاد على الألف زيادة كثيرة والحق أن ذلك لا يعلم حقيقته إلا الله تعالى.
__________
(1) سُورَةُ الأعراف : الآيَةُ 187 .(2/202)
وكذلك قال العجلوني في كشف الخفاء (كشف الخفاء ج2/ص417) وكذلك قال السخاوي في المقاصد الحسنة (المقاصد الحسنة ج1/ص693) . و قال السيوطي في الدر المنثور( ج6/ص62 ) وأخرج ابن أبي الدنيا في الأمل عن سعيد بن جبير قال إنما الدنيا جمعة من جمع الآخرة.
الحديث رقم { 210 }
وأخرج الضياء عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في قوله تعالى: {إِنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌ }(1) ، قال: "مطبقة (حائط لا باب له"(2).
- - الله - -
أولاً: تخريج الحديث كما ذكر المصنف
عزاه المصنف إلى الضياء ولم أجده .
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف
أخرجه ابن مردويه نقلا عن ابن كثير ( . تفسير ابن كثير ج4/ص549) قال: وقال ابن مردويه الحافظ أبو بكر احمد بن موسى الأصفهاني المتوفى سنة 41 عشر وأربعمائة ، حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا علي بن سراج حدثنا حماد بن خرزاد حدثنا شجاع بن أشرس حدثنا شريك عن عاصم عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم إنها عليهم مؤصدة قال مطبقة
ثالثاً: دراسة إسناد الحديث
__________
(1) سورة الهمزة : الآية 8 .
(2) هذه الزيادة موجودة فى المخطوطة (ب) وغير موجودة فى بقية المخطوطات .(2/203)
1- محمد بن عبد الله بن جعفر(1) أبو الشيخ حافظ أصبهان ومسند زمانه الإمام أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان الأنصاري صاحب المصنفات السائرة ويعرف بابي الشيخ ولد سنة أربع وسبعين ومائتين وكتب العالي والنازل ولقي الكبار سمع من جده لامه الزاهد محمود بن الفرج وإبراهيم بن سعدان وأحمد بن محمد بن علي الخزاعي وأبي يعلى الموصلي وأبي عروبة الحراني وكان مع سعة علمه وغزارة حفظه صالحا خيرا قانتا لله صدوقا حدث عنه أبو بكر احمد بن عبد الرحمن الشيرازي وأبو بكر بن مردويه وأبو نعيم وخلق كثير قال بن مردويه:ثقة مأمون صنف التفسير والكتب الكثير في الأحكام وغير ذلك وقال أبو بكر الخطيب:كان حافظا ثبتا متقنا.توفى سنة تسع وستين وثلاث مائة
2- علي بن سراج(2) علي بن سراج الإمام الحافظ البارع أبو الحسن بن أبي الأزهر الحرشي مولاهم المصري صاحب التصانيف جال وكتب العالي والنازل ،روى عن سعيد بن أبي زيدون القيسراني ويوسف بن بحر وعبد الله بن محمد بن زياد المديني وسعيد بن عمرو السكوني وأبي زرعة الدمشقي وخلق كثير ونزل بغداد وجمع وصنف ، حدث عنه أبو بكر الشافعي وأبو الشيخ عبدالله بن محمد بن جعفر الأصبهاني وأبو بكر الإسماعيلي وأبو أحمد العسال وآخرون ، قال الدراقطني كان يحفظ الحديث ، وقال الخطيب كان عارفا بأيام الناس وأحوالهم حافظا ، وقيل مات سنة ثمان وثلاث مئة في ربيع الأول
3- حماد بن خرزاد : لم أجد له ترجمة.
__________
(1) ترجمة محمد بن عبد الله بن جعفر : تذكرة الحفاظ ج3:ص945/ 896 .
(2) ترجمة علي بن سراج : تاريخ بغداد ج11:ص431/ 6323 ، تاريخ مدينة دمشق ج41:ص507/ 4915 ، سير أعلام النبلاء ج14:ص283/ 77، المغني في الضعفاء ج2:ص448/ 4268، تذكرة الحفاظ ج2:ص756/ 757، طبقات الحفاظ ج1:ص320/728 .(2/204)
4- شجاع بن أشرس(1) : شجاع بن أشرس ، أبو العبّاس البغداديّ ، روى عن عبد العزيز بن الماجشون وقيس بن الربيع واللّيث بن سعد ويزيد بن عطاء وغيرهم وعنه أبو زرعة وأبو بكر بن أبي الدّنيا وأحمد بن عليّ الخزّاز وجماعة ، قال ابن معين ليس به بأس.وفال أبو زرعة ثقة .
5- شريك بن عبد الله النخعي : سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 7 ] . صدوق يخطيء كثيرا تغير حفظه منذ ولي القضاء بالكوفة .
6- عاصم بن بهدلة : سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 15 ] . صدوق له أوهام حجة في القراءة
7- أبو صالح ذكوان السمان : سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 15 ] . ثقة ثبت
8- أبو هريرة : سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 19 ] .
رابعاًً: الحكم على إسناد الحديث
هذا الحَدِيثُ إسنادُه ضعيفٌ ، لأن فيه من لم أعرفه وهو حماد بن خرزاد . . وقال ابن رجب في ( التخويف من النار ج1/ص60) وقد ورد في ذلك حديث مرفوع خرجه ابن مردوية من طريق شجاع بن أشرس حدثنا شريك عن عاصم عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله وآله وعليه وسلم إنها عليهم مؤصدة قال مطبقة ولكن رفعه لا يصح وقد خرجه آدم بن أبي إياس في تفسيره عن شريك بهذا الإسناد موقوفا على أبي هريرة ورواه إسماعيل بن أبي خالد عن أبي صالح من قوله ولم يذكر فيه أبا هريرة وكذا قال عطاء الخراساني وغيره في المؤصدة أنها المطبقة وعن الضحاك قال حائط لا باب له ومراده والله أعلم أن الأبواب أطبقت فصار الجدار كأنه لا باب له.
خامساً: تنبيه
__________
(1) ترجمة شجاع بن أشرس : الجرح والتعديل ج4:ص379/ 1656 ، تاريخ بغداد ج9:ص250/ 4827 ، تاريخ الإسلام ج16:ص198 .(2/205)
أخرجه مجاهد في تفسيره عن أبى هريرة موقوفا (تفسير مجاهد ج2/ص761) قال أنبا عبد الرحمن قال ثنا إبراهيم قال ثنا آدم قال ثنا شريك عن عاصم بن أبي النجود عن أبي صالح عن أبي هريرة عليهم نار مؤصدة قال يعني نارا مطبقة عليهم. وعزاه ابن أبى حاتم في تفسيره إلى أبى هريرة موقوفا لكن بدون إسناد ( تفسير ابن أبي حاتم ج10/ص3435/ 19334 ) عن أبي هريرة قال مؤصدة مطبقة.وذكر ابن كثير في تفسيره (تفسير ابن كثير ج4/ص549) قال وقد رواه أبو بكر بن أبي شيبة عن عبد الله بن أسد عن إسماعيل بن أبي خالد عن أبي صالح قوله ولم يرفعه. . وأخرجه ابن أبى الدنيا في صفة النار من قول أبى صالح من طريق أبى بكر بن أبي شيبة (صفة النار ج1/ص78/ 107 ) قال حدثنا أبن أبي شيبة قال حدثنا عبد الله بن أسيد الأخنسي عن إسماعيل بن أبي خالد عن أبي صالح إنها عليهم مؤصدة قال مطبقة ليس لها أبواب. وأخرجه هناد في الزهد مقطوعا من قول الضحاك (الزهد لابن السري ج1/ص159/218) قال حدثنا ابن نمير عن جويبر عن الضحاك إنها عليهم موصدة الهمز قال حائط لا باب فيه ، وقال السيوطي في الدر المنثور( ج8/ص526) وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي هريرة مؤصدة قال مطبقة.
سادساً: دراسة الأسانيد
تبين أن الحديث جاء مرفوعا ولا يصح رفعه ، وجاء موقوفا على أبى هريرة في تفسير مجاهد وهو ضعيف جدا لأن فيه عبد الرحمن بن الحسن بن عبيد الأسدي، وتكلموا في سماعه من إبراهيم بن ديزيل وقد سبقت تراجم هذا الإسناد في الحديث رقم 40. وجاء مقطوعا على الضحاك عند هناد وهو ضعيف حدا لأن فيه جوبير الأزدي أبو القاسم البلخي نزيل الكوفة راوي التفسير ضعيف جدا ( تقريب التهذيب ج1:ص143/ 987 ) وقال الذهبي تركوه ( الكاشف ج1:ص298/ 826 ) .وجاء مقطوعا على أبى صالح عند ابن أبى الدنيا وهو ضعيف لأن فيه عبد الله بن أسيد أو أسد وهو مجهول لم أجد له ترجمة .
الحديث رقم { 211 }(2/206)
وأخرج عن كعب قال: "إن أسفل درك جهنم تنانير(1) كضيق زج أحدكم يجعله في الأرض، تطبق على قوم بأعمالهم".
- - الله - -
أولاً: تخريج الأثر ذكر المصنف
أخرجه أبو نعيم في الحلية (حلية الأولياء ج5/ص371) قال حدثنا أبو بكر عبدالله بن محمد بن جعفر ثنا محمد بن شبل ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا وكيع عن سفيان عن يونس عن حميد بن هلال قال حدثت عن كعب أنه قال إن في جهنم تنانير ضيقها كضيق زج رمح أحدكم تطبق على قوم بأعمالهم.
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف
أخرجه ابن أبى شيبة في مصنفه كتاب ذكر النار ، ما ذكر فيما أعد لأهل النار وشدته(مصنف ابن أبي شيبة ج7/ص51/ 34139) من طريق شيخه وكيع عن سفيان به وبمثله .وأخرجه هناد في الزهد (الزهد لابن السري ج1/ص160/ 221) من طريق أيوب عن حميد بن هلال به وبمثله .
ثالثاً: دراسة إسناد الأثر
1- وكيع بن الجراح سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 20 ] . ثقة حافظ عابد
2- سفيان بن سعيد الثوري سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 4 ] . ثقة حافظ فقيه عابد إمام حجة .
3- يونس بن عبيد سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 44 ] . ثقة ثبت فاضل ورع .
4- حميد بن هلال(2) حميد بن هلال بن هبيرة العدوي أبو نصر البصري روى عن الأحنف بن قيس وأنس بن مالك وذكوان أبي صالح السمان وعبد الله بن الصامت روى عنه أيوب السختياني وجرير بن حازم وحماد بن سلمة ويونس بن عبيد وغيرهم ،وثقه ابن معين وأبو حاتم والنسائي . قال قتادة ما كانوا يفضلون أحدا عليه في العلم ، وقال ابن حجر ثقة عالم توقف فيه بن سيرين لدخوله في عمل السلطان من الثالثة ع
__________
(1) التنور : الذي يخبز فيه والجمع التنانير.( مختار الصحاح ج1/ص33، معجم البلدان ج2/ص47) .
(2) ترجمة حميد بن هلال : التاريخ الكبير ج2:ص346/ 2700، الجرح والتعديل ج3:ص230/ 1011، تهذيب الكمال ج7:ص403/ 1542، الكاشف ج1:ص354/ 1261، تقريب التهذيب ج1:ص182/ 1563 .(2/207)
5- كعب الأحبار سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 6 ] . ثقة مخضرم
رابعاًً: الحكم على إسناد الأثر
هذا الأثر إسنادُه ضعيفٌ ، للانقطاع بين كعب وحميد بن هلال لأن بينهما مبهم .
الحديث رقم { 212 }
أخرج هناد في الزهد(1) عن الضحاك قال: " إنها عليهم موصدة "(2) قال مطبقة
أولاً: تخريج الأثر كما ذكر المصنف
أخرجه هناد في الزهد (الزهد لابن السري ج1/ص159/ 216) قال :حدثنا وكيع عن أبي الصهباء بن عبدالله قال سمعت الضحاك يقول إنها عليهم موصدة الهمزة قال مطبقة.
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف
أخرجه الطبري في تفسيره ( تفسير الطبري ج30/ص295) قال : حدثنا أبو كريب قال ثنا وكيع عن مضرس بن عبد الله قال سمعت الضحاك إنها عليهم مؤصدة قال مطبقة
ثالثاً: دراسة إسناد الأثر
1- وكيع بن الجراح سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 20 ] .
2- مضرس بن عبد الله بن وهب(3) . مضرس بن عبد الله بن وهب بن أبى الصهباء وهو أبو الصهباء الوابشى من أهل الكوفة روى عن الشعبي والضحاك روى عنه أبو نعيم الفضل بن دكين ووكيع . وثقه ابن معين .وقال ابن حبان في الثقات يروى المقاطيع والمراسيل.
3- الضحاك بن المزاحم سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 8 ] . وهو صدوق كثير الإرسال .
رابعاً: الحكم على إسناد الأثر
هَذَا الأَثَرُ إسنادُه حَسَنٌ ، لأن فيه الضحاك وهو صدوق .
الحديث رقم { 213 }
__________
(1) هذا الأثر ساقط من المخطوطة (ب)،(أ) ..
(2) سورة الهمزة : الآية 8 .
(3) ترجمة مضرس بن عبد الله بن وهب : التاريخ الكبير ج8:ص34/ 2062، الجرح والتعديل ج8:ص397/ 1824، الثقات ج7:ص529/ 11311، المقتنى في سرد الكنى ج1:ص322/ 3231.(2/208)
وأخرج أيضاً عن أبي الأحوص قال: قال ابن مسعود: "أيَّ أهل النار أشد عذاباً؟ فقال رجل: المنافقون، قال: صدقت، فهل تدري كيف يعذبون ؟ قال: لا، قال: يجعلون في توابيت من حديد تطبق عليهم ثم يجعلون في الدرك الأسفل من النار في تنانير أضيق من زج يقال له جب الحزن فيطبق(1) على أقوام بأعمالهم آخر الأبد".
- - الله - -
أولاً: تخريج الأثر كما ذكر المصنف
عزاه المصنف إلى الضياء ولم أجده .
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف
أخرجه ابن أبى الدنيا في صفة النار ( صفة النار ج1/ص75/100) قال : حدثنا بشر بن الوليد الكندي قال حدثنا سعيد بن زربي عن حميد بن هلال عن أبي الأحوص قال : قال ابن مسعود : " أي أهل النار أشد عذابا قال رجل المنافقون ، قال : صدقت فهل تدري كيف يعذبون قال لا قال : يجعلون في توابيت من حديد تصمد عليهم ثم يجعلون في الدرك الأسفل من النار في تنانير أضيق من زج(2) يقال له جب الحزن تطبق على أقوام بأعمالهم آخر الأبد "
ثالثاً: دراسة إسناد الأثر
__________
(1) فى المخطوطات الثلاثة بالتاء .
(2) هنا سقط والظاهر (في جب ).(2/209)
1- بشر بن الوليد(1) : بشر بن الوليد الكندي الفقيه سمع عبد الرحمن بن الغسيل ومالك بن أنس وتفقه بأبي يوسف روى عنه البغوي وأبو الوليد وحامد بن شعيب ، وقد سعى به رجل إلى الدولة أنه لا يقول القرآن مخلوق فأمر به المعتصم أن يحبس في منزله فلما ولي المتوكل أطلقه ثم أنه شاخ واستولى عليه الهرم وفي آخر أمره يقال أنه وقف في القرآن فأمسك أصحاب الحديث عنه وتركوه لذلك قال صالح بن محمد جزرة وهو صدوق لكنه لا يعقل قد كان خرف وقال السليماني منكر الحديث وقال الآجري سألت أبا داود بشر بن الوليد ثقة قال لا وقال الدار قطني ثقة و ذكره بن أبي حاتم فلم يذكر فيه جرحا وقال مسلمة ثقة وكان ممن امتحن وكان أحمد يثني عليه ، مات بشر سنة ثمان وثلاثين ومائتين .
2- سعيد بن زربي(2) سعيد بن زربي بفتح الزاي وسكون الراء بعدها موحدة مكسورة الخزاعي البصري أبو معاوية ويقال أبو عبيدة وهو الصحيح روى عن حميد بن هلال و الحسن وابن سيرين وقتادة وغيرهم وعنه فليح بن سليمان ويزيد بن هارون وبشر بن الوليد الكندي وغيرهم ، وقال ابن حجر منكر الحديث من السابعة.
3- حميد بن هلال سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 211 ] . ثقة عالم ، توقف فيه بن سيرين لدخوله في عمل السلطان
4- عوف بن مالك بن نضلة أبو الأحوص الجشمي سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 69 ] . ثقة
__________
(1) ترجمة بشر بن الوليد : طبقات ابن سعد ج7:ص355، الثقات ج8:ص143/ 12654، ميزان الاعتدال في نقد الرجال ج2:ص40/1231 ، المغني في الضعفاء ج1:ص108/ 929 ، الكوكب النيرات ج1:ص21/ 10 ، لسان الميزان ج2:ص35/120 ، المختلطين ج1:ص16/ 7 .
(2) ترجمة سعيد بن زربي : التاريخ الكبير ج3:ص473/ 1582 ، الضعفاء للنسائي ج1:ص53/ 278 ، المجروحين ج1:ص318/ 390، تهذيب الكمال ج10:ص430/ 2269 ، الكاشف ج1:ص435/ 1883، تاريخ الإسلام ج10:ص211، تهذيب التهذيب ج4:ص25/ 42، تقريب التهذيب ج1:ص235/ 2304 .(2/210)
5- عبد الله بن مسعود سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 54 ] .
رابعاًً: الحكم على إسناد الأثر
هذا الأَثَرُ إسنادُه ضعيفٌ جداً ، لأن فيه سعد بن زربى وهو منكر الحديث
خامساً: تنبيه
قيل: الموت معنى وعرض، والأعراض لا تنقلب أجساماً فكيف يأتي في صورة كبش ويذبح؟ مذهب أهل السلف: ونقل الحكيم الترمذي أن مذهب أهل السلف في هذا الحديث الوقوف عن الخوض في معناه فنؤمن به، ونكل علمه إلى الله. وذهب جماعة: إلى أن الموت جسم لا عرض وأنه مخلوق في صورة كبش، والحياة في صورة فرس قال تعالى: { الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ } (1). وهذا هو المختار عندي في الجواب وقد أشرت إلى نحوه في أوائل الكتاب: في حشر الأعمال، وفي حديث الصور الطويل.عند ابن أبي ريا والسامي في تفسيره أن الذي يتولى ذبحه جبريل وقيل يحيى بن زكريا عليهما السلام. وقال القرطبي في التذكرة : ذكر صاحب كتاب العروس وهو الثعلبي أن الذي يتولى ذبحه هو جبريل عليه السلام ( ج2ص928) . وقال ابن حجر في فتح الباري(ج11/ص420) : ثم يذبح لم يسم من ذبحه ونقل القرطبي عن بعض الصوفية أن الذي يذبحه يحيى بن زكريا بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم إشارة إلى دوام الحياة وعن بعض التصانيف إنه جبريل قلت هو في تفسير إسماعيل بن أبي زياد الشامي أحد الضعفاء في آخر حديث الصور الطويل فقال فيه فيحيى الله تعالى ملك الموت وجبريل وميكائيل وإسرافيل ويجعل الموت في صورة كبش املح فيذبح جبريل الكبش وهو الموت.
الحديث رقم { 214 }
وفي حديث الصور الطويل . عند إسماعيل بن أبي زياد الشامي في تفسيره أن الذي يتولى ذبحه جبريل وقيل يحيى بن زكريا عليهما السلام.
- - الله - -
أولاً: تخريج الحديث كما ذكر المصنف
عزاه المصنف إلى إسماعيل بن أبي زياد الشامي في تفسيره ولم أجده .
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف
__________
(1) سُورَةُ الملك : الآيَةُ 2 .(2/211)
أخرجه الطبري في تفسيره (تفسير الطبري ج23/ص132) قال حدثنا أبو كريب قال ثنا المحاربي عن إسماعيل بن رافع عن محمد بن يزيد عن رجل من الأنصار عن محمد بن كعب القرظي عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله لما فرغ من خلق السماوات والأرض خلق الصور فأعطاه إسرافيل وساق الحديث بطوله وفيه فيقول يارب قد مات حملة عرشك فيقول الله وهو أعلم بمن بقي فمن بقي فيقول يارب بقيت أنت الحي الذي لا تموت وبقيت أنا فيقول الله أنت خلق من خلقي خلقتك لما رأيت فمت فيموت. وأخرجه ابن أبى حاتم في تفسيره (تفسير ابن أبي حاتم ج9/ص2929/ 16627) من طريق محمد بن شعيب ابن شابور عن إسماعيل بن رافع به وبمثله. وأخرجه الثعلبي في تفسيره (تفسير الثعلبي ج7/ص227) من طريق أبى عاصم الضحّاك بن مخلد عن إسماعيل بن رافع به وبمثله . لكن كلاهما لكن أسقط الواسطتين بين إسماعيل بن رافع ومحمد بن كعب القرظي .وقال الثعلبي بعد رواية الحديث حديث جامع صحيح ، وأخرجه الطبراني في كتابه المطولات نقلا عن ابن كثير (تفسير ابن كثير ج2/ص147) من طريق من طريق أبى عاصم الضحّاك بن مخلد عن إسماعيل بن رافع به وبمثله.وأخرجه أبو الشيخ في كتاب العظمة (العظمة ج3/ص821/ 386) من طريق عبدة بن سليمان الرؤاسي عن إسماعيل بن رافع به وبمثله لكن كلاهما أسقطا الرجل المبهم بين محمد بن يزيد ومحمد بن كعب القرظي.وأخرجه أبو بعلي الموصلي في مسنده الكبير نقلا عن ابن القيم (حادي الأرواح ج1/ص87) من طريق أبى عاصم الضحّاك بن مخلد عن إسماعيل بن رافع به ، وبمثله وأخرجه البيهقي في البعث والنشور (ج1/ص325/ح669) من طريق الضحاك بن مخلد به وبمثله ، لكنهما جعلا المبهم بين محمد بن كعب وأبى هريرة .
ثالثاً: دراسة إسناد الحديث
1- أبو كريب سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 31 ] . ثقة حافظ(2/212)
2- عبد الرحمن بن محمد المحاربي(1) عبد الرحمن بن محمد بن زياد المحاربي أبو محمد الكوفي روى عن إسماعيل بن رافع المدني والأعمش وإسماعيل بن المكي وغيرهم وعنه أحمد بن حنبل وهناد بن السري وأبو كريب وغيرهم وقال بن معين والنسائي ثقة وقال النسائي أيضا ليس به بأس وقال أبو حاتم صدوق إذا حدث عن الثقات ويروي عن المجهولين أحاديث منكرة فيفسد حديثه وذكره بن حبان في الثقات وقال بن سعد وقال كان ثقة كثير الغلط وقال البزار والدارقطني ثقة وقال العجلي لا بأس به وقال الساجي صدوق يهم ، وقال ابن حجر لا بأس به وكان يدلس قاله أحمد من التاسعة توفي 195 ع .
__________
(1) ترجمة عبد الرحمن بن محمد المحاربى : معرفة الثقات ج2:ص86/ 1075 ،الجرح والتعديل ج5:ص282/ 1342، مشاهير الأمصار ج1:ص173/ 1372 ، تهذيب الكمال ج17:ص386/ 3949 ، لكااشف ج1:ص642/ 3305، الرواة الثقات المتكلم فيهم بما لا يوجب ردهم ج1:ص123/ 51 ، تهذيب التهذيب ج6:ص238/ 527، تقريب التهذيب ج1:ص349/ 3999، طبقات المدلسين ج1:ص40/ 80 .(2/213)
3- إسماعيل بن رافع(1) إسماعيل بن رافع بن عويمر مولاهم أبو رافع القاص المدني نزيل البصرة روى عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة وزيد بن اسلم ومحمد بن يزيد بن أبي زياد صاحب حديث الصور روى عنه إبراهيم بن عيينة وإسماعيل بن عياش وعبد الرحمن بن محمد المحاربي ، قال أحمد ويحيى ضعيف الحديث وفي رواية عن يحيى ليس بشيء وقال عمرو بن علي الفلاس هو منكر الحديث وقال النسائي و الدارقطني وعلي ابن الجنيد متروك الحديث و قال أبو حاتم منكر الحديث، وقال الذهبي ضعفوه جدا وقال ابن حجر ضعيف الحفظ من السابعة مات في حدود الخمسين بخ ت ق .
4- محمد بن يزيد(2) محمد بن يريد بن أبي زياد الثقفي الفلسطيني ويقال الكوفي نزيل مصر مولى المغيرة بن شعبة روى عن أبيه ومحمد بن كعب القرظي وكعب بن علقمة روى عنه يزيد بن أبي حبيب وعبد الرحمن بن رزين الغافقي وإسماعيل بن رافع المدني قال أبو حاتم مجهول وقال البخاري روى عنه إسماعيل بن رافع يعني عن محمد بن يزيد عن رجل من الأنصار عن محمد بن كعب عن أبي هريرة حديث الصور ولم يصح وقال الخلال سئل أحمد عن حديثه فقال رجاله لا يعرفون وقال بن حبان لست اعتمد على إسناد خبره وقال الأزدي ليس بالقائم في إسنادُه نظر وقال الدارقطني إسنادُه لا يثبت ، وقال الذهبي ليس بحجة ، وقال ابن حجر مجهول الحال من السادسة د ت ق.
__________
(1) ترجمة إسماعيل بن رافع : الضعفاء للنسائي ج1:ص16/ 32 ، الجرح والتعديل ج2:ص168/ 566، المجروحين ج1:ص124/ 42 ، الكامل في الضعفاء ج1:ص280/ 119 ، الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ج1:ص111/ 370 ، تهذيب الكمال ج3:ص85/ 442، المغني في الضعفاء ج1:ص80/ 651، تاريخ الإسلام ج9:ص69، الكاشف ج1:ص245/ 372، تقريب التهذيب ج1:ص107/ 442 .
(2) ترجمة محمد بن يزيد : التاريخ الكبير ج1:ص260/ 829، الجرح والتعديل ج8:ص126/ 567 ، لكاشف ج2:ص231/ 5221، تهذيب التهذيب ج9:ص462/ 861، تقريب التهذيب ج1:ص513/ 6398 .(2/214)
5- محمد بن كعب القرظي سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 109 ] . ثقة عالم .
6- أبو هريرة سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 19 ] .
رابعاً: الحكم على إسناد الحديث
هذا الحَدِيثُ إسنادُه ضعيفٌ جداً ، لأن فيه إسماعيل بن رافع متروك ، وفيه محمد بن يزيد وهو مجهول . ولجهالة الأنصاري . وقال ابن حجر في الفتح فتح الباري( ج11/ص368) : ومداره على إسماعيل بن رافع واضطرب في سنده مع ضعفه فرواه عن محمد بن كعب القرظي تارة بلا واسطة وتارة بواسطة رجل مبهم ومحمد عن أبي هريرة تارة بلا واسطة وتارة بواسطة رجل من الأنصار مبهم أيضا وأخرجه إسماعيل بن أبي زياد الشامي أحد الضعفاء أيضا في تفسيره عن محمد بن عجلان عن محمد بن كعب القرظي واعترض مغلطاي على عبد الحق في تضعيفه الحديث بإسماعيل بن رافع وخفي عليه أن الشامي أضعف منه ولعله سرقه منه فألصقه بابن عجلان وقد قال الدارقطني انه متروك يضع الحديث وقال الخليلي شيخ ضعيف شحن تفسيره بما لا يتابع عليه. وقال الحافظ عماد الدين بن كثير(ج2/ص150) : جمعه إسماعيل بن رافع من عدة آثار وأصله عنده عن أبي هريرة فساقه كله مساقا واحدا وقد صحح الحديث من طريق إسماعيل بن رافع القاضي أبو بكر بن العربي في سراجه وتبعه القرطبي في التذكرة وقول عبد الحق في تضعيفه أولى وضعفه قبله البيهقي .وقال ابن القيم( في حادي الأرواح ج1/ص87) ولا يعرف إلا من حديث إسماعيل بن رافع وقد ضعفه أحمد ويحيى وجماعة وقال الدارقطني وغيره متروك الحديث وقال أبن عدي أحاديثه كلها مما فيه نظر وأما البخاري فقال فيه ما حكاه الترمذي عنه قال سمعت محمدا يقول فيه هو ثقة مقارب الحديث قلت ولكن إذا روى مثل هذا ما يخالف الأحاديث الصحيحة لم يلتفت إلى روايته وأيضا فالرجل الذي روى عنه القرظي لا يدري من هو.(2/215)
تنبيه :لم يذكر في هذا الحديث أن جبريل يذبح الموت ولكن الذي نقل هذا هو إسماعيل بن أبي زياد الشامي أحد الضعفاء أيضا في تفسيره عن محمد بن عجلان عن محمد بن كعب القرظي (فتح الباري ج11/ص368) وقد قال الخليلي شيخ ضعيف ليس بالمشهور قال كان يعلم ولد المهدي وشحن كتابه في التفسير بأحاديث مسندة يرويها عن شيوخه محمود بن يزيد ويونس الأيلي لا يتابع عليها. قال الدارقطني هو إسماعيل بن مسلم متروك يضع الحديث(الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ج1:ص113/ 377، ميزان الاعتدال في نقد الرجال ج1:ص388/ 885 ، الكشف الحثيث ج1:ص70/ 142 ، لسان الميزان ج1:ص406/ 1274) .
بَابٌ : قوله تعالى في الفريقين
{ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ } (1)
اعلم أن للعلماء في هذا الاستثناء أقوالاً:
أشبهها بالصواب: أنه ليس باستثناء وإنما بمعنى سوى كما تقول: لي ألف درهم إلا الألفان التي لي عليك، أي سوى الألفين.
__________
(1) سُورَةُ هود : الآيَةُ 107 .(2/216)
والمعنى : خالدين فيها قدر مدة دوام السموات والأرض في الدنيا سوى ما شاء ربك من الزيادة عليها مما لا منتهى له ، وذلك عبارة عن الخلود.والنكتة في تقديم ذكر مدة دوام السماوات والأرض التقريب إلي الأذهان بذكر المعهود أولا ثم إردافه بما لا إحاطة للذهن به والجرى على عادة العرب فى قولهم فى الإخبار عن دوام الشيء وتأبيده لا آتيك ما دامت السموات والأرض .قال النسفي في "بحر الكلام": سأل قوم هل يعلم الله عدد أنفاس أهل الجنة والنار أم لا ؟ فإن قلتم: لا فقد وصفتم الله بالجهل، وإن قلتم: نعم، لزم أن أهل الجنة والنار يفنون، قال: والجواب أن تقول: إن الله يعلم أن أنفاس أهل الجنة والنار ليست بمعدودة ولا تنقطع، قال: فإن قيل: إذا قلتم بأنهم لا يفنون فقد سويتم بينهم وبين الله، قلنا: لا لأن الله "أول" قديم بلا ابتداء، وآخر بلا انتهاء، وأهل الجنة محدثون، وإنما يبقون ولا يفنون بإبقاء الله إياهم والله باق لا بإبقاء أحد فلا تكون تسوية بين الخالق والمخلوق(1).
بَابٌ : لا يخلد في النار من قال لا إله إلا الله
الحديث رقم { 215 }
أخرج الشيخان عن عتبان بن مالك الأنصاري أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبغي بذلك وجه الله".
- - الله - -
تخريج الحديث كما ذكر المصنف
__________
(1) فى المخطوطة (ز) زيادة والحمد لله .(2/217)
هذا جزء من حديث رواه البخاري ومسلم ، فقد أخرجه البخاري في صحيحه ، كتاب الصلاة ، بَاب الْمَسَاجِدِ في الْبُيُوتِ ( صحيح البخاري ج1/ص164/ 415 ) قال حدثنا سَعِيدُ بن عُفَيْرٍ قال حدثني اللَّيْثُ قال حدثني عُقَيْلٌ عن بن شِهَابٍ قال أخبرني مَحْمُودُ بن الرَّبِيعِ الْأَنْصَارِيُّ أَنَّ عِتْبَانَ بن مَالِكٍ وهو من أَصْحَابِ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا من الْأَنْصَارِ أَنَّهُ أتى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقال يا رَسُولَ اللَّهِ قد أَنْكَرْتُ بَصَرِي وأنا أُصَلِّي لِقَوْمِي فإذا كانت الْأَمْطَارُ سأل الْوَادِي الذي بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ لم أَسْتَطِعْ أَنْ آتِيَ مَسْجِدَهُمْ فَأُصَلِّيَ بِهِمْ وَوَدِدْتُ يا رَسُولَ اللَّهِ أَنَّكَ تَأْتِينِي فَتُصَلِّيَ في بَيْتِي فَأَتَّخِذَهُ مُصَلًّى قال فقال له رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَأَفْعَلُ إن شَاءَ الله قال عِتْبَانُ فَغَدَا رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وأبو بَكْرٍ حين ارْتَفَعَ النَّهَارُ فَاسْتَأْذَنَ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَذِنْتُ له فلم يَجْلِسْ حتى دخل الْبَيْتَ ثُمَّ قال أَيْنَ تُحِبُّ أَنْ أُصَلِّيَ من بَيْتِكَ قال فَأَشَرْتُ له إلى نَاحِيَةٍ من الْبَيْتِ فَقَامَ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَكَبَّرَ فَقُمْنَا فصففنا فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ سَلَّمَ قال وَحَبَسْنَاهُ على خَزِيرَةٍ صَنَعْنَاهَا له قال فثاب في الْبَيْتِ رِجَالٌ من أَهْلِ الدَّارِ ذَوُو عَدَدٍ فَاجْتَمَعُوا فقال قَائِلٌ منهم أَيْنَ مَالِكُ بن الدُّخَيْشِنِ أَوِ بن الدُّخْشُنِ فقال بَعْضُهُمْ ذلك مُنَافِقٌ لَا يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فقال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَا تَقُلْ ذلك ألا تَرَاهُ قد قال لَا إِلَهَ إلا الله يُرِيدُ بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ قال الله وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قال فَإِنَّا(2/218)
نَرَى وَجْهَهُ وَنَصِيحَتَهُ إلى الْمُنَافِقِينَ قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فإن اللَّهَ قد حَرَّمَ على النَّارِ من قال لَا إِلَهَ إلا الله يَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ قال بن شِهَابٍ ثُمَّ سَأَلْتُ الْحُصَيْنَ بن مُحَمَّدٍ الْأَنْصَارِيَّ وهو أَحَدُ بَنِي سَالِمٍ وهو من سَرَاتِهِمْ عن حديث مَحْمُودِ بن الرَّبِيعِ فَصَدَّقَهُ بِذَلِكَ. وأخرجه أيضا في كتاب الكسوف،أبواب التطوع ، بَاب صَلَاةِ النَّوَافِلِ جَمَاعَةً ( صحيح البخاري ج1/ص396/ 1130) من طريق إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف القرشي الزهري، وأخرجه أيضا في كتاب الأطعمة ، بَاب الْخَزِيرَةِ قال النَّضْرُ الْخَزِيرَةُ من النُّخَالَةِ وَالْحَرِيرَةُ من اللَّبَنِ(صحيح البخاري ج5/ص2063/ 5086) من طريق عقيل بن خالد الأيلي ، وأخرجه أيضا في كتاب استتابة المرتدين و المعاندين وقتالهم ، بَاب ما جاء في الْمُتَأَوِّلِينَ من طريق معمر بن راشد كلهم عن ابن شهاب الزهري به بنحوه . وأخرجه مسلم في صحيحه في كتاب المساجد ، بَاب الرُّخْصَةِ في التَّخَلُّفِ عن الْجَمَاعَةِ بِعُذْرٍ ( صحيح مسلم ج1/ص455/ 33 ) من طريق يُونُسُ بن يزيد الأيلي عن ابن شهاب به بنحوه .
الحديث رقم { 216 }
وأخرج الشيخان عن أبي ذر قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : "ما من عبد قال: لا إله إلا الله، ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة، قلت: وإن زنى وإن سرق ؟ قال: وإن زنى وإن سرق، قلت: وإن زنى وإن سرق ؟ قال: وإن زنى وإن سرق، قلت: وإن زنى وإن سرق ؟ قال: وإن زنى وإن سرق على رغم أنف أبي ذر".
- - الله - -
تخريج الحديث كما ذكر المصنف(2/219)
أخرجه البخاري في صحيحه ، في كتاب اللباس ، باب الثِّيَابِ الْبِيضِ ( صحيح البخاري ج5/ص2193/ 5489) قال حدثنا أبو مَعْمَرٍ حدثنا عبد الْوَارِثِ عن الْحُسَيْنِ عن عبد اللَّهِ بن بُرَيْدَةَ عن يحيى بن يَعْمَرَ حدثه أَنَّ أَبَا الْأَسْوَدِ الديلي حدثه أَنَّ أَبَا ذَرٍّ رضي الله عنه حدثه قال أَتَيْتُ النبي صلى الله عليه وسلم وَعَلَيْهِ ثَوْبٌ أَبْيَضُ وهو نَائِمٌ ثُمَّ أَتَيْتُهُ وقد اسْتَيْقَظَ فقال ما من عَبْدٍ قال لَا إِلَهَ إلا الله ثُمَّ مَاتَ على ذلك إلا دخل الْجَنَّةَ قلت وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ قال وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ قلت وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ قال وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ قلت وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ قال وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ على رَغْمِ أَنْفِ أبي ذَرٍّ وكان أبو ذَرٍّ إذا حَدَّثَ بهذا قال وَإِنْ رَغِمَ أَنْفُ أبي ذَرٍّ قال أبو عَبْد اللَّهِ هذا عِنْدَ الْمَوْتِ أو قَبْلَهُ إذا تَابَ وَنَدِمَ وقال لَا إِلَهَ إلا الله غُفِرَ له.وأخرجه مسلم في صحيحه في كتاب الإيمان ، بَاب من مَاتَ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شيئا دخل الْجَنَّةَ وَمَنْ مَاتَ مُشْرِكًا دخل النَّارَ ( صحيح مسلم ج1/ص95/ 94 ) من طريق عبد الوارث عن حُسَيْنٌ الْمُعَلِّمُ به وبمثله
الحديث رقم { 217 }
وأخرج أحمد والبزار والطبراني مثله من حديث أبي الدرداء وآخره:"وإن رغم أنف أبي الدرداء".
- - الله - -
أولاً: تخريج الحديث كما ذكر المصنف(2/220)
أخرجه أحمد في مسنده ( مسند أحمد بن حنبل ج6/ص442/ 27531 ) قال حدثنا عبد اللَّهِ حدثني أبي ثنا حَسَنٌ قال ثنا بن لَهِيعَةَ عن وَاهِبِ بن عبد اللَّهِ أن أَبَا الدَّرْدَاءِ قال قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم من قال لاَ إِلَهَ إلا الله وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ له دخل الْجَنَّةَ قال قلت وان زَنَى وان سَرَقَ قال وان زَنَى وان سَرَقَ قلت وان زَنَى وان سَرَقَ قال وان زَنَى وان سَرَقَ قلت وان زَنَى وان سَرَقَ قال وان زَنَى وان سَرَقَ على رَغْمِ أَنْفِ أبي الدَّرْدَاءِ قال فَخَرَجْتُ لأنادي بها في الناس قال فلقيني عُمَرُ فقال ارْجِعْ فان الناس إن عَلِمُوا بها تكلوا عليها فَرَجَعْتُ فَأَخْبَرْتُهُ صلى الله عليه وسلم فقال صلى الله عليه وسلم صَدَقَ عُمَرُ. وأخرجه الطبراني في الأوسط (المعجم الأوسط ج3/ص205/ 2932) من طريق أم الدرداء عن أبي الدرداء به وبمثله .وأخرجه البزار في مسنده نقلا عن كشف الأستار ( ح1/ص11/ح5) من طريق زيد بن وهب عن أبى الدرداء به وبمثله.
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف
أخرجه النسائي في سننه الكبرى في كتاب عمل البوم والليلة ، باب ما يقول عند الموت( سنن النسائي الكبرى ج6/ص276/ 10964 ) من طريق زيد بن وهب الجهني عن أبي الدرداء به وبمثله .
ثالثاً: دراسة إسناد الحديث
1- حسن بن موسى الأشيب أبو علي البغدادي سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 14 ] .
2- عبد الله بن لَهِيعَةَ سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 14 ] . صَدُوقٌ اخْتَلَطَ بَعْدَ احْتِرَاقِ كُتُبِهِ ، وَرِوَايَةُ ابْنِ الْمُبَارَكِ وَابْنِ وَهْبٍ عَنْهُ أَعْدَلُ مِنْ غَيْرِهِمَا .(2/221)
3- وَاهِبِ بن عبد اللَّهِ(1) واهب بن عبد الله المعافري ثم الكعبي أبو عبد الله المصري تابعي روى عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا و حدث عن أبي هريرة وعقبة بن عامر وابن عمر وعبد الله بن عمرو وجماعة روى عنه رجاء بن أبي عطاء المؤذن وعبد الله بن لهيعة والليث بن سعد. ، قال ابن حجر ثقة من الرابعة مات سنة سبع وثلاثين بخ مد.
4- أبو الدرداء سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 32 ]
رابعاًً: الحكم على إسناد الحديث
هذا الحَدِيثُ إسنادُه حَسَنٌ ، لأن فيه عبد الله بن لهيعة وهو صدوق .وقال الهيثمي في (مجمع الزوائد ج1/ص16) رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير والأوسط وإسناد أحمد أصح وفيه ابن لهيعة وقد احتج به غير واحد . وقال شعيب الأرنؤوط في تعليقه على المسند (ج6/ص422/ح27531) : صحيح لكن من حديث أبي ذر.
الحديث رقم { 218 }
وأخرج مسلم عن عبادة بن الصامت سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:"من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله حرم الله عليه النار".
- - الله - -
تخريج الحديث كما ذكر المصنف
__________
(1) ترجمة واهب بن عبد الله : التاريخ الكبير ج8:ص190/ 2657، معرفة الثقات ج2:ص338/ 1930، الجرح والتعديل ج9:ص46/200 ، تهذيب الكمال ج30:ص418/ 6673، سير أعلام النبلاء ج6:ص147/ 57، تحفة التحصيل في ذكر رواة المراسيل ج1:ص336، تهذيب التهذيب ج11:ص96/ 188 ، تقريب التهذيب ج1:ص580/ 7392 .(2/222)
أخرجه مسلم في صحيحه ، في كناب الإيمان ، بَاب الدَّلِيلِ على أَنَّ من مَاتَ على التَّوْحِيدِ دخل الْجَنَّةَ قَطْعًا( صحيح مسلم ج1/ص57/ 29 ) قال حدثنا قُتَيْبَةُ بن سَعِيدٍ حدثنا لَيْثٌ عن محمد بن عَجْلَانَ عن مُحَمَّدِ بن يحيى بن حَبَّانَ عن بن مُحَيْرِيزٍ عن الصُّنَابِحِيِّ عن عُبَادَةَ بن الصَّامِتِ أَنَّهُ قال دَخَلْتُ عليه وهو في الْمَوْتِ فَبَكَيْتُ فقال مَهْلًا لِمَ تَبْكِي فَوَاللَّهِ لَئِنْ اسْتُشْهِدْتُ لَأَشْهَدَنَّ لك وَلَئِنْ شُفِّعْتُ لَأَشْفَعَنَّ لك وَلَئِنْ اسْتَطَعْتُ لَأَنْفَعَنَّكَ ثُمَّ قال والله ما من حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ من رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَكُمْ فيه خَيْرٌ إلا حَدَّثْتُكُمُوهُ إلا حَدِيثًا وَاحِدًا وَسَوْفَ أُحَدِّثُكُمُوهُ الْيَوْمَ وقد أُحِيطَ بِنَفْسِي سمعت رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول من شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إلا الله وَأَنَّ مُحَمَّدًا رسول اللَّهِ حَرَّمَ الله عليه النَّارَ
الحديث رقم { 219 }
وأخرج عن معاذ بن جبل أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له: "ما من عبد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله إلا حرمه الله على النار". قال: يا رسول الله ! أفلا أخبر بها الناس(1) فيستبشروا ؟ قال" إذا يتكلوا". فأخبر بها معاذ عند موته، تأثماً.
- - الله - -
أولاً: تخريج الحديث كما ذكر المصنف
__________
(1) كلمة الناس ساقطة من المحطوطات الثلاثة واثبتناها من الحديث .(2/223)
أخرجه مسلم في صحيحه ، في كتاب الإيمان ، باب الدَّلِيلِ على أَنَّ من مَاتَ على التَّوْحِيدِ دخل الْجَنَّةَ قَطْعًا ( صحيح مسلم ج1/ص61/ 32 ) قال حدثنا إسحاق بن مَنْصُورٍ ا لكوسج أخبرنا مُعَاذُ بن هِشَامٍ قال حدثني أبي عن قَتَادَةَ قال حدثنا أَنَسُ بن مَالِكٍ أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَمُعَاذُ بن جَبَلٍ رَدِيفُهُ على الرَّحْلِ قال يا مُعَاذُ قال لَبَّيْكَ رَسُولَ اللَّهِ وَسَعْدَيْكَ قال يا مُعَاذُ قال لَبَّيْكَ رَسُولَ اللَّهِ وَسَعْدَيْكَ قال يا مُعَاذُ قال لَبَّيْكَ رَسُولَ اللَّهِ وَسَعْدَيْكَ قال ما من عَبْدٍ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إلا الله وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ إلا حَرَّمَهُ الله على النَّارِ قال يا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلَا أُخْبِرُ بها الناس فَيَسْتَبْشِرُوا قال إِذًا يَتَّكِلُوا فَأَخْبَرَ بها مُعَاذٌ عِنْدَ مَوْتِهِ تَأَثُّمًا
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف
أخرجه البخاري في صحيحه ، في كتاب العلم ، باب بَمن خَصَّ بِالْعِلْمِ قَوْمًا دُونَ قَوْمٍ كَرَاهِيَةَ أَنْ لَا يَفْهَمُوا( صحيح البخاري ج1/ص59/ 128 ) من طريق إِسْحَاقُ بن إبراهيم بن مخلد الحنظلي أبو محمد بن راهويه المروزي عن مُعَاذُ بن هِشَامٍ به وبمثله لكن قال ما من أَحَدٍ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إلا الله صِدْقًا من قَلْبِهِ .
الحديث رقم { 220 }
وأخرج مسلم عن ابن مسعود قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "لا يدخل النار أحد في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان، ولا يدخل الجنة أحد في قلبه مثقال حبة خردل من كبر".
- - الله - -
تخريج الحديث كما ذكر المصنف(2/224)
أخرجه مسلم في صحيحه ، في كتاب الإيمان ، باب تَحْرِيمِ الْكِبْرِ وَبَيَانِهِ ( صحيح مسلم ج1/ص93/ 91) قال حدثنا مِنْجَابُ بن الْحَارِثِ التَّمِيمِيُّ وَسُوَيْدُ بن سَعِيدٍ كلاهما عن عَلِيِّ بن مُسْهِرٍ قال مِنْجَابٌ أخبرنا بن مُسْهِرٍ عن الْأَعْمَشِ عن إبراهيم عن عَلْقَمَةَ عن عبد اللَّهِ قال قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَا يَدْخُلُ النَّارَ أَحَدٌ في قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ من إِيمَانٍ ولا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ أَحَدٌ في قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ من كِبْرِيَاءَ .
الحديث رقم { 221 }
وأخرج عن ابن مسعود قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "من مات لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة
- - الله - -
أولاً: تخريج الحديث كما ذكر المصنف
هذا من كلام ابن مسعود كما سيتبين من رواية الحديث . أخرجه مسلم في صحيحه ، في كتاب الإيمان ، باب من مَاتَ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شيئا دخل الْجَنَّةَ وَمَنْ مَاتَ مُشْرِكًا دخل النَّارَ(صحيح مسلم ج1/ص94/ 92 ) قال حدثنا محمد بن عبد اللَّهِ بن نُمَيْرٍ حدثنا أبي وَوَكِيعٌ عن الْأَعْمَشِ عن شَقِيقٍ عن عبد اللَّهِ قال قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وقال بن نُمَيْرٍ سمعت رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول من مَاتَ يُشْرِكُ بِاللَّهِ شيئا دخل النَّارَ وَقُلْتُ أنا وَمَنْ مَاتَ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شيئا دخل الْجَنَّةَ .
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف(2/225)
أخرجه البخاري في صحيحه في كِتَاب الْجَنَائِزِ ، باب في الْجَنَائِزِ وَمَنْ كان آخِرُ كَلَامِهِ لَا إِلَهَ إلا الله وَقِيلَ لِوَهْبِ بن مُنَبِّهٍ أَلَيْسَ لَا إِلَهَ إلا الله مِفْتَاحُ الْجَنَّةِ قال بَلَى وَلَكِنْ ليس مِفْتَاحٌ إلا له أَسْنَانٌ فَإِنْ جِئْتَ بِمِفْتَاحٍ له أَسْنَانٌ فُتِحَ لك وإلا لم يُفْتَحْ لك( صحيح البخاري ج1/ص417/ 1181) من طريق حفص بن غياث النخعي عن الأعمش به وبمثله .
الحديث رقم { 222 }
عن جابر قال: "أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - رجل فقال: يا رسول الله ما الموجبتان ؟، فقال: "من مات لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة، ومن مات يشرك بالله شيئاً دخل النار".
- - الله - -
تخريج الحديث كما ذكر المصنف
أخرجه مسلم في صحيحه في كتاب الإيمان ، ب بَاب من مَاتَ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شيئا دخل الْجَنَّةَ وَمَنْ مَاتَ مُشْرِكًا دخل النَّارَ ( صحيح مسلم ج1/ص94/ 93 ) قال وحدثنا أبو بَكْرِ بن أبي شَيْبَةَ وأبو كُرَيْبٍ قالا حدثنا أبو مُعَاوِيَةَ عن الْأَعْمَشِ عن أبي سُفْيَانَ طلحة بن نافع عن جَابِرٍ قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ فقال يا رَسُولَ اللَّهِ: ما الْمُوجِبَتَانِ فقال من مَاتَ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شيئا دخل الْجَنَّةَ وَمَنْ مَاتَ يُشْرِكُ بِاللَّهِ شيئا دخل النَّارَ .
الحديث رقم { 223 }
وأخرج الحاكم عن عمر سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إني لأعلم كلمة لا يقولها عبد حقاً من قلبه فيموت على ذلك إلا حرم على النار: لا إله إلا الله".
- - الله - -
أولاً: تخريج الحديث كما ذكر المصنف(2/226)
أخرجه الحاكم في مستدركه، في كتاب الإيمان ( المستدرك على الصحيحين ج1/ص143/ 242 ) قال أخبرنا أبو الحسن بن يعقوب بن يوسف العدل ثنا يحيى بن أبي طالب ثنا عبد الوهاب بن عطاء أنبأ سعيد عن قتادة عن مسلم بن يسار عن حمران بن أبان عن عثمان بن عفان عن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إني لأعلم كلمة لا يقولها عبد حقا من قلبه فيموت على ذلك إلا حرمه الله على النار لا إله إلا الله هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بهذا اللفظ ولا بهذا الإسناد.
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف
أخرجه أحمد في مسنده (مسند أحمد بن حنبل ج1/ص63/ 447) من طريق شيخه عبد الْوَهَّابِ الْخَفَّافُ ، وأخرجه ابن حبان في صحيحه ، في كتاب الإيمان ، باب فرض الإيمان ، ذكر البيان بأن الجنة إنما تجب لمن شهد بما وصفنا عن يقين منه ثم مات على ذلك ( صحيح ابن حبان ج1/ص434/ 204-) من طريق عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ ،وأخرجه أبو نعيم في الحلية (حلية الأولياء ج2/ص296) من طريق عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ أيضا ، كلاهما عن سعيد بن أبي عروبة به وبمثله .
ثالثاً: دراسة إسناد الحديث
1- الحسن بن يعقوب(1) الشيخ الصدوق النبيل أبو الفضل الحسن بن يعقوب بن يوسف البخاري ثم النيسابوري ، سمع محمد بن عبد الوهاب الفراء وأبا حاتم الرازي وإبراهيم بن عبد الله القصار ويحيى بن أبي طالب وطبقتهم ، وعنه أبو علي الحافظ وأبو إسحاق المزكي وأبو عبد الله الحاكم وابن مندة وآخرون ، توفي سنة اثنتين وأربعين وثلاث مئة رحمه الله .
2- يحيى بن أبي طالب سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 90 ] . وثقه الدارقطني وغيره .
3- عبد الوهاب بن عطاء سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 90 ] . صدوق ربما أخطأ .
__________
(1) ترجمة الحسن بن يعقوب : سير أعلام النبلاء ج15/ص433 .(2/227)
4- سعيد بن أبي عروبة سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 107 ] . ثقة حافظ له تصانيف كثير التدليس واختلط وكان من أثبت الناس في قتادة.
5- قتادة بن دعامة سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 27 ] . ثقة ثبت.
6- مسلم بن يسار البصري(1) مسلم بن يسار البصري الأموي المكي أبو عبد الله الفقيه روى عن أبيه وابن عباس وحمران بن أبان وغيرهم روى عنه ابنه عبد الله وثابت البناني وقتادة وعدة. أدرك جماعة من الصحابة وقال ابن حجر ثقة عابد من الرابعة مات سنة مائة أو بعدها بقليل د س ق.
7- حمران بن أبان(2) حمران بضم أوله بن أبان مولى عثمان أدرك أبا بكر وعمرو وروى عن عثمان ومعاوية وعنه أبو وائل شقيق بن سلمة وهو من أقرانه ومسلم بن يسار وعروة بن الزبير وغيرهم وقال ابن حجر ثقة من الثانية مات سنة خمس وسبعين وقيل غير ذلك ع.
__________
(1) ترجمة مسلم بن يسار البصري : التاريخ الكبير ج7:ص275/ 1166 ، تهذيب الكمال ج27:ص551/ 5949 ، الكاشف ج2:ص261/ 5434 ، تهذيب التهذيب ج10:ص127/ 262، تقريب التهذيب ج1:ص531/ 6652 .
(2) ترجمة حمران بن أبان : التاريخ الكبير ج3:ص80/ 287 ، الجرح والتعديل ج3:ص265/ 1182 ، تهذيب الكمال ج7:ص301/ 1496، ميزان الاعتدال في نقد الرجال ج2:ص376/ 2294 ، تهذيب التهذيب ج3:ص21/ 31 ، تقريب التهذيب ج1:ص179/ 1513 .(2/228)
8- عثمان بن عفان(1) عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس الأموي أمير المؤمنين ذو النورين أحد السابقين الأولين والخلفاء الأربعة والعشرة المبشرة استشهد في ذي الحجة بعد عيد الأضحى سنة خمس وثلاثين فكانت خلافته اثنتي عشرة سنة وعمره ثمانون وقيل أكثر وقيل أقل ع ، أسلم قديما وهاجر الهجرتين وتزوج ابنتي رسول الله صلى الله عليه وسلم واحدة بعد أخرى ، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن أبي بكر وعمر رضي الله عنهما روى عنه أولاًده أبان وعمرو ومواليه حمران وهانئ البربري وأبو صالح وابن وغيرهم .
9- عمر بن الخطاب سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 90 ] .
رابعاًً: الحكم على إسناد الحديث
هذا الحَدِيثُ إسنادُه حسن ، لأن فيه عبد الوهاب بن عطاء وهو صدوق وقال الحاكم بعد روايته للحديث هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بهذا اللفظ ولا بهذا الإسناد ووافقه الذهبي في التلخيص (المستدرك على الصحيحين ج1/ص143/ 242) .و قال شعيب الأرنؤوط في تعليقه على ابن حبان صحيح .وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب ( ج2/ص104/ح1528) صحيح .وقال شعيب الأرنؤوط في تعليقه على المسند (ج1/ص63/ح447) : إسنادُه قوي.
الحديث رقم { 224 }
وأخرج الشيخان عن عثمان بن عفان رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من مات وهو يعلم أن لا إله إلا الله دخل الجنة". والأحاديث في ذلك زائدة على حد "التواتر" فقد رويناه من حديث أكثر من أربعين صحابياً وسقناها في كتابنا" الأزهار المتناثرة في الأخبار المتواترة".
- - الله - -
أولاً: تخريج الحديث كما ذكر المصنف
__________
(1) ترجمة عثمان بن عفان : الجرح والتعديل ج6:ص160/ 882 ، تهذيب الكمال ج19:ص445/ 3847 ، تهذيب التهذيب ج7:ص127/ 289، الإصابة ج4:ص456/ 5452 ، تقريب التهذيب ج1:ص385/ 4503 .(2/229)
أخرجه مسلم في صحيحه ، في كتاب الإيمان ، بَاب الدَّلِيلِ على أَنَّ من مَاتَ على التَّوْحِيدِ دخل الْجَنَّةَ قَطْعًا ( صحيح مسلم ج1/ص55/ 26) قال حدثنا أبو بَكْرِ بن أبي شَيْبَةَ وَزُهَيْرُ بن حَرْبٍ كلاهما عن إسماعيل بن إبراهيم قال أبو بَكْرٍ حدثنا بن عليه عن خَالِدٍ قال حدثني الْوَلِيدُ بن مُسْلِمٍ عن حُمْرَانَ عن عُثْمَانَ قال قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم من مَاتَ وهو يَعْلَمُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إلا الله دخل الْجَنَّةَ.
ثانيا: تنبيه
نسب المصنف الحديث للبخاري ولم أجده .
الحديث رقم { 225 }
وأخرج ابن حبان عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من قال لا إله إلا الله نفعته يوماً من دهره، ويصيبه قبل ذلك ما أصابه".
- - الله - -
أولاً: تخريج الحديث كما ذكر المصنف
هذا جزء من حديث أخرجه ابن حبان ، أخرجه ابن حبان في صحيحه ، في كتاب الجنائز ، باب المريض وما يتعلق به ( صحيح ابن حبان ج7/ص272/ 3004-) قال أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الشَّرْقِيِّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْفَارِسِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الثَّوْرِيُّ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ هِلالِ بْنِ يَسَافٍ عَنِ الأَغَرِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَقِّنُوا مَوْتَاكُمْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ فَإِنَّهُ مَنْ كَانَ آخِرُ كَلِمَتِهِ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ عِنْدَ الْمَوْتِ دَخَلَ الْجَنَّةَ يَوْمًا مِنَ الدَّهْرِ وَإِنْ أَصَابَهُ قَبْلَ ذَلِكَ مَا أَصَابَهُ
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف(2/230)
أخرجه عبد الرزاق في مصنفه ( مصنف عبد الرزاق ج3/ص387/ 6045) من طريق شيخه الثوري عن حصين ومنصور أو أحدهما عن هلال بن يساف به ومثل لفظ المصنف . وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان ، باب الدعاء إلى الإسلام(شعب الإيمان ج1/ص109/ 97) من طريق أبى عوانة الوضاح بن عبد الله اليشكري عن منصور به وبمثل لفظ المصنف ، وأخرجه أبو نعيم في الحلية (حلية الأولياء ج10/ص397) من طريق عيسى بن يونس عن سفيان الثوري به وبمثل لفظ المصنف . وأخرجه الطبراني في الأوسط (المعجم الأوسط ج6/ص273/ 6396) من طريق حصين عن هلال بن يساف به وبمثل لفظ المصنف ، وأخرجه الطبراني في الصغير (المعجم الصغير ( الروض الداني) ج1/ص241/ 393) من طريق عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا وبمثل لفظ المصنف .
ثالثاً: دراسة إسناد الحديث
1- سفيان الثوري سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 4 ] . ثقة حافظ فقيه عابد إمام حجة
2- منصور بن المعتمر سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 18 ] . ثقة ثبت وكان لا يدلس
3- حصين بن عبد الرحمن(1) حصين بن عبد الرحمن السلمي أبو الهذيل الكوفي بن عم منصور بن المعتمر روى عن جابر بن سمرة وهلال بن يساف وسعيد بن جبير وجماعة وعنه شعبة والثوري وزائدة وغيرهم ، وقال ابن حجر ثقة تغير حفظه في الآخر من الخامسة مات سنة ست وثلاثين وله ثلاث وتسعون ع.
__________
(1) ترجمة حصين بن عبد الرحمن : التاريخ الكبير ج3:ص7/ 25 ، تهذيب الكمال ج6:ص519/ 1358 ، الكاشف ج1:ص338/ 1124، تهذيب التهذيب ج2:ص328/ 659 ، تقريب التهذيب ج1:ص170/ 1369 .(2/231)
4- هِلالِ بْنِ يَسَافٍ(1) هلال بن يساف بكسر التحتانية ثم مهملة ثم فاء ويقال بن إساف الأشجعي مولاهم الكوفي أدرك عليا وروى عن الحسن بن علي وأبي الدرداء وأبي مسعود الأنصاري وجماعة وعنه سلمة بن كهيل ومنصور بن المعتمر وحصين بن عبد الرحمن وغيرهم. ، وقال ابن حجر ثقة من الثالثة خت م 4.
5- الأغر أبو مسلم(2) الأغر أبو مسلم المدني نزل الكوفة وروى عن أبي هريرة وأبي سعيد وكانا اشتركا في عتقه وعنه علي بن الأقمر وهلال بن يساف وطلحة بن مصرف وغيرهم وزعم قوم أنه أبو عبد الله سلمان الأغر الذي يروي عنه الزهري وأهل المدينة وذلك وهم ممن قاله منهم عبد الغني بن سعيد وسبقه الطبراني،وأما أبو مسلم هذا فالأغر اسمه لا لقبه وقال العجلي تابعي ثقة وقال البزار ثقة وذكره بن حبان في الثقات ، وقال ابن حجر ثقة من الثالثة وهو غير سلمان الأغر الذي يكنى أبا عبد الله وقد قلبه الطبراني فقال اسمه مسلم ويكنى أبا عبد الله بخ م 4.
6- أبو هريرة سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 19 ] .
رابعاًً: الحكم على إسناد الحديث
هذا الحَدِيثُ إسنادُه صحيحٌ ، لأن رجاله ثقات .وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (ج1/ص17) رواه البزار والطبراني في الأوسط والصغير ورجاله رجال الصحيح. وقال المنذري في الترغيب والترهيب (الترغيب والترهيب ج2/ص267) رواه البزار والطبراني ورواته رواة الصحيح . وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب ( ج2/ص103/ح1525): صحيح ، وانظر صحيح الجامع ح6434.
الحديث رقم { 226 }
__________
(1) ترجمة هلال بن يساف : الجرح والتعديل ج9:ص72/ 278، مشاهير الأمصار ج1:ص109/ 831، تهذيب التهذيب ج11:ص76/144، الكاشف ج2:ص343/ 6010، تقريب التهذيب ج1:ص576/ 7352 .
(2) ترجمة الأغر أبو مسلم : تهذيب الكمال ج3:ص317/ 544 ، الكاشف ج1:ص255/ 459 ،تهذيب التهذيب ج1:ص319/ 665، تقريب التهذيب ج1:ص114/ 544 .(2/232)
وأخرج الترمذي وحسنه والحاكم وصححه عن أنس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "يقول الله عزوجل: أخرجوا من النار من ذكرني يوماً أو خافني في مقام".
- - الله - -
أولاً: تخريج الحديث كما ذكر المصنف
أخرجه الترمذي في سننه ، في كتاب صفة جهنم ، بَاب ما جاء أَنَّ لِلنَّارِ نَفَسَيْنِ وما ذُكِرَ من يَخْرُجُ من النَّارِ من أَهْلِ التَّوْحِيدِ ( سنن الترمذي ج4/ص712/ 2594) قال حدثنا محمد بن رَافِعٍ حدثنا أبو دَاوُدَ عن مُبَارَكِ بن فَضَالَةَ عن عُبَيْدِ اللَّهِ بن أبي بَكْرِ بن أَنَسٍ عن أَنَسٍ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يقول الله أَخْرِجُوا من النَّارِ من ذَكَرَنِي يَوْمًا أو خَافَنِي في مَقَامٍ قال هذا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ . وأخرجه الحاكم في المستدرك ، كتاب الإيمان ( المستدرك على الصحيحين ج1/ص141/ 235) من طريق إسحاق بن منصور عن أبى داود به وبمثله .
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف
أخرجه أبو عاصم في كتاب السنة ( السنة لابن أبي عاصم ج2/ص400/338) باب في ذكر من يخرج الله بتفضله من النار وأخرجه أحمد في الزهد (الزهد لابن حنبل ج1/ص369) كلاهما من طريق أبى داود الطيالسي عن المبارك به وبمثله .
ثالثاً: دراسة إسناد الحديث
1- محمد بن رَافِعٍ(1) محمد بن رافع بن أبي زيد واسمه سابور القشيري مولاهم أبو عبد الله النيسابوري الزاهد وكان مهيبا كبير القدر روى عن بن عيينة وأبي معاوية الضرير وأبي داود الطيالسي وخلق كثير روى عنه الجماعة سوى بن ماجة وأبو زرعة وأبو حاتم وغيرهم ، وقال ابن حجر ثقة عابد من الحادية عشرة مات سنة خمس وأربعين خ م د ت س.
__________
(1) ترجمة محمد بن رافع : تهذيب الكمال ج25:ص192/ 5209 ، الكاشف ج2:ص170/ 4843، تهذيب التهذيب ج9:ص141/ 236، تقريب التهذيب ج1:ص478/ 5876 .(2/233)
2- سليمان بن داود الطيالسي سليمان بن داود بن الجارود أبو داود الطيالسي البصري ، ثقة حافظ غلط في أحاديث من التاسعة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 21 ] .
3- مُبَارَكِ بن فَضَالَةَ سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 11 ] . صدوق يدلس ويسوي .
4- عُبَيْدِ اللَّهِ بن أبي بَكْرِ بن أَنَسٍ(1) عبيد الله بن أبي بكر بن أنس بن مالك أبو معاذ الأنصاري روى عن جده وعنه أخوه بكر بن أبي بكر بن أنس وشعبة ومبارك بن فضالة وآخرون قال أحمد وابن معين وأبو داود والنسائي ثقة وقال أبو حاتم صالح وذكره بن حبان في الثقات . وقال ابن حجر ثقة من الرابعة ع.
5- أنس بن مالك سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 51 ] .
رابعا: الحكم على إسناد الحديث
هذا الحَدِيثُ إسنادُه ضعيفٌ ، لأن فيه مبارك بن فضالة وهو مدلس وقد عنعنه . وقال الترمذي هذا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ، وقال الحاكم في المستدرك :( ج1/ص141) هذا حديث صحيح الإسناد ووافقه الذهبي في تلخيصه , و صححه المنذري في الترغيب والترهيب (ج4/ص130/ 5108) حيث رواه بصيغة الجزم وقال رواه الترمذي والبيهقي وقال الترمذي حديث حسن غريب . وقال الألباني في ضعيف الترغيب والترهيب ( ج2/ص188/ح1965) ضعيف .وانظر ضعيف الترمذي ( ج1/ص208/ح486) .ونقل العراقي في المغني عن حمل الأسفار( ج2/ص1271/ 4600) تحسين الترمذي .
الحديث رقم { 227 }
__________
(1) ترجمة عبيد الله بن أبى بكر : الجرح والتعديل ج5:ص309/1470 ، تهذيب الكمال ج19:ص15/ 3623 ، الكاشف ج1:ص679/ 3535، تهذيب التهذيب ج7:ص5/ 8، تقريب التهذيب ج1:ص370/ 4279 .(2/234)
وأخرج هناد من طريق جويبر عن الضحاك عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن لجهنم بابين أحدهما يسمى الجوانية، والآخر يسمى البرانية، فأما الجُوّانية فالتي(1) لا يخرج منها أحد، وأما البرَّانية فالتي يعذب الله فيها أهل الذنوب والموجبات من أهل الإيمان ما شاء الله أن يعذبهم، ثم يأذن الله للملائكة والرسل والأنبياء، ولمن شاء من عباده الصالحين، فيشفعون فيخرجون منها وهم فحم، فيلقون على شاطئ نهر في الجنة يسمى نهر الحيوان فينضح عليهم فينبتون كما تنبت الحبة في الحميل، فإذا استوت أجسادهم قيل: ادخلوا النهر، فيدخلون فيشربون منه ويغتسلون فيخرجون ويقال لهم ادخلوا الجنة".
- - الله - -
أولاً: تخريج الحديث كما ذكر المصنف
أخرجه هناد في الزهد ، باب الخروج من النار( الزهد لابن السري ج1/ص153/ 205) قال حدثنا عبدة عن جويبر عن الضحاك عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم إن في جهنم بابين أحدهما يسمى الجوانية والآخر يسمى البرانية فأما الجوانية فالتي لا يخرج منها أحد وأما البرانية فالتي يعذب الله تبارك وتعالى منها أهل الذنوب الموجبات من أهل الإيمان ما شاء الله أن يعذبهم ثم يأذن الله تبارك وتعالى للملائكة والرسل والأنبياء ولمن شاء من عباده الصالحين فيشفعون لهم فيخرجون منها وهم فحم فيلقون على شط النهر في الجنة يسمى نهر الحيوان فينضح عليهم فينبتون كما تنبت الحبة في الحميل فإذا استوت أجسادهم قيل ادخلوا النهر فيدخلون فيشربون منه ويغتسلون فيخرجون فيقال لهم ادخلوا الجنة
ثانياً: دراسة إسناد الحديث
1- عبدة بن سليمان : سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 117 ] ، ثقة ثبت .
2- جويبر بن سعيد البلخي ، ضعيف جدا ، سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 8 ] .
3- الضحاك بن مزاحم سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 8 ] . صدوق كثير الإرسال .
__________
(1) فى المحطوطة (أ) فالذي والصواب ما اثبتناه .(2/235)
4- سَعِيْدٍ سَعْدُ بْنُ مَالِكِ بْنِ سِنَانٍ الْخُدْرِيُّ أبو سعيد الخدري سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 14 ] .
5- أبو هريرة سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 19 ] .
ثالثاًً: الحكم على إسناد الحديث
هذا الحَدِيثُ إسنادُه ضعيفٌ جداً ، لأن فيه جويبر بن سعيد وهو متروك ، وروى عن الضحاك ولم يلقه .
الحديث رقم { 228 }
وأخرج الطبراني في "الأوسط" عن المغيرة بن شعبة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "يخرج قوم من النار فيسمون في الجنة الجهنميون فيدعون الله أن يحول عنهم ذلك الاسم فيمحوه الله عنهم إذا خرجوا منها نبتوا كما ينبت الرّيش".
- - الله - -
أولاً: تخريج الحديث كما ذكر المصنف
أخرجه الطبراني في الأوسط ( المعجم الأوسط ج5/ص346/ 5507) قال حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا فروة بن أبي المغراء قال حدثنا القاسم بن مالك المزني عن عبد الرحمن بن إسحاق عن النعمان بن سعد عن المغيرة بن شعبة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج قوم من النار فيسمون في الجنة الجهنميون فيدعون الله أن يحول عنهم ذلك الاسم فيمحو الله عنهم فإذا خرجوا من النار نبتوا كما ينبت الريش
ثانياً: دراسة إسناد الحديث
1- محمد بن عثمان بن أبي شيبة سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 190 ] . كان عالما بصيرا بالحديث والرجال له تواليف مفيدة وجمع وصنف ولم يرزق حظا بل نالوا منه وكان من أوعية العلم(2/236)
2- فروة بن أبي المغراء(1) فروة بن أبي المغراء بفتح الميم والمد واسمه معدي كرب الكندي أبو القاسم الكوفي روى عن على بن مسهر وعبيدة بن حميد والقاسم بن مالك المزني وغيرهم وعنه البخاري وأبو زرعة وأبو حاتم ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة وآخرون قال أبو حاتم صدوق ووثقه الدارقطني وذكره بن حبان في الثقات، وقال ابن حجر صدوق من العاشرة مات سنة خمس وعشرين خ ت.
3- القاسم بن مالك(2) القاسم بن مالك المزني أبو جعفر الكوفي روى عن عبد الرحمن بن إسحاق الكوفي و المختار بن فلفل وأبي مالك الأشجعي وغيرهم وعنه أحمد وأبو بكر وعثمان ابنا أبي شيبة وفروة بن أبي المغراء وآخرون، قال أحمد كان صدوقا وقال ابن معين ثقة وقال مرة ما كان به بأس صدوق و كذلك قال أبو داود ، وقال أبو حاتم صالح وليس بالمتين وقال أبو الحسن العجلي ثقة وذكره بن حبان في الثقات وفال الساجي ضعيف وقال ابن حجر صدوق فيه لين من صغار الثامنة مات بعد التسعين خ م ت س ق .
4- عبد الرحمن بن إسحاق أبو شيبة(3) عبد الرحمن بن إسحاق بن سعد بن الحارث أبو شيبة الواسطي الأنصاري ويقال الكوفي بن أخت النعمان بن سعد روى عن أبيه وخاله والقاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود وغيرهم روى عنه القاسم بن مالك وعبد الواحد بن زياد وأبو معاوية الضرير وغيرهم ، قال ابن حجر ضعيف من السابعة د ت.
__________
(1) ترجمة فروة بن أبي المغراء : الجرح والتعديل ج7:ص83/ 473 ، الثقات ج9:ص11/ 14901، الكاشف ج2:ص121/ 4453، تهذيب التهذيب ج8:ص239/ 493، تقريب التهذيب ج1:ص445/ 5390 .
(2) ترجمة القاسم بن مالك : تهذيب الكمال ج23:ص422/ 4817 ، الكاشف ج2:ص130/ 4526 ، تهذيب التهذيب ج8:ص298/ 601، تقريب التهذيب ج1:ص451/ 5487 .
(3) ترجمة عبد الرحمن بن إسحاق أبو شيبة : الجرح والتعديل ج5:ص213/ 1001، الكاشف ج1:ص620/ 3137، تهذيب التهذيب ج6:ص124/ 284، تقريب التهذيب ج1:ص336/ 3799 .(2/237)
5- النعمان بن سعد(1) النعمان بن سعد بن حبتة بفتح المهملة وسكون الموحدة وقيل حبتر الأنصاري الكوفي روى عن علي والأشعث بن قيس والمغيرة بن شعبة روى عنه بن أخته أبو شيبة عبد الرحمن بن إسحاق الكوفي ولم يرو عنه غيره فيما قال أبو حاتم وذكره بن حبان في الثقات ، وقال ابن حجر والراوي عنه ضعيف فلا يحتج بخبره، وقال ابن حجر مقبول من الثالثة ت.
6- المغيرة بن شعبة(2) المغيرة بن شعبة بن مسعود بن معتب الثقفي صحابي مشهور أسلم قبل الحديبية وولي إمرة البصرة ثم الكوفة مات سنة خمسين على الصحيح ع . أبو عيسى ويقال أبو محمد الثقفي شهد الحديبية وما بعدها أحصن سبعين امرأة وبرأيه ودهائه يضرب المثل، وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعنه أولاًده عروة وحمزة وعقار ومسروق بن الأجدع وعامر الشعبي والنعمان بن سعد الأنصاري وآخرون .
ثالثاًً: الحكم على إسناد الحديث
هذا الحَدِيثُ إسنادُه ضعيفٌ ، لضعف عبد الرحمن بن إسحاق الكوفي ولجهالة النعمان بن سعد لم يروى عنه إلا عبد الرحمن بن إسحاق الكوفي وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (ج10/ص379) رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبدالرحمن بن إسحق وهو ضعيف .
الحديث رقم { 229 }
وأخرج في الصغير عن أنس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "يقول الله أخرجوا من النار من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان، ثم يقول: وعزتي لا أجعل من آمن بي ساعة من نهار كمن لم يؤمن بي
- - الله - -
أولاً: تخريج الحديث كما ذكر المصنف
__________
(1) ترجمة النعمان بن سعد : الجرح والتعديل ج8:ص446/ 2047 ، الكاشف ج2:ص323/ 5848 ، تهذيب التهذيب ج10:ص404/ 823، تقريب التهذيب ج1:ص564/ 7156 .
(2) ترجمة المغيرة بن شعبة : تهذيب الكمال ج28:ص369/ 6132، الكاشف ج2:ص286/ 5592 ، تهذيب التهذيب ج10:ص234/473، الإصابة ج6:ص197/ 8185 ، تقريب التهذيب ج1:ص543/ 6840 .(2/238)
أخرجه الطبراني في الصغير ( المعجم الصغير ( الروض الداني ) ج2/ص114/ 875 ) قال :حدثنا محمد بن عبدوس بن جرير الصوري بمدينة صور حدثنا هشام بن عمار حدثنا مروان بن معاوية الفزاري حدثنا طريف أبو سفيان السعدي عن عبد الله بن الحارث عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله عز وجل أخرجوا من النار من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان ثم يقول وعزتي وجلالي لا أجعل من آمن بي ساعة من ليل أو نهار كمن لا يؤمن بي .لم يروه عن عبد الله بن الحارث بن نوفل إلا أبو سفيان تفرد به مروان بن معاوية
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف
وأخرجه الطبراني في الأوسط (المعجم الأوسط ج4/ص201/ 3976) من طريق عبد الله بن مروان عن أبيه به وبمثله و أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (تاريخ مدينة دمشق ج51/ص74) من طريق هشام بن عمار عن مروان بن معاوية الفزاري به وبمثله
ثالثاً: دراسة إسناد الحديث
1- محمد بن عبدوس(1) محمد بن عبدوس هو الحافظ الثبت المأمون أبو احمد محمد بن عبدوس بن كامل السلمي البغدادي السراج صديق عبد الله بن احمد كان اسم أبيه عبد الجبار سمع علي بن الجعد وداود بن عمرو الضبي وأبا بكر بن أبي شيبة وطبقتهم وعنه جعفر الخلدي وأبو بكر النجاد والطبراني وعدة قال أبو الحسين بن المنادى كان بن عبدوس من المعدودين في الحفظ وحسن المعرفة بالحديث أكثر الناس عنه لثقته وضبطه وكان كالأخ لعبد الله بن احمد بن حنبل مات في آخر رجب أو أول شعبان سنة ثلاث وتسعين ومائتين .
2- هشام بن عمار سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 86 ] . صدوق مقرئ ، كبر فصار يتلقن فحديثه القديم أصح.
__________
(1) ترجمة محمد بن عبدوس : فتح الباب في الكنى والألقاب ج1:ص59/ 337 ،تاريخ بغداد ج2:ص381/ 894 ، المقصد الارشد ج2:ص439/ 985 ،: تذكرة الحفاظ ج2:ص683/ 704،تاريخ الإسلام ج22/279 .(2/239)
3- مروان بن معاوية بن الحارث : سبقت ترجمته فى الحديث رقم (101) ، ثقة حافظ وكان يدلس أسماء الشيوخ .
4- طريف بن شهاب(1) طريف بن شهاب وقيل بن سعد وقيل بن سفيان أبو سفيان السعدي الأشل روى عن أبي نضرة العبدي وعبد الله بن الحارث البصري والحسن وعنه مروان بن معاوية الفزاري و الثوري وشريك وغيرهم ، وقال ابن حجر: ضعيف من السادسة ت ق.
5- عبد الله بن الحارث(2) عبد الله بن الحارث الأنصاري أبو الوليد البصري روى عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا وعن أبي هريرة وابن عباس وأنس وخوات بن جبير وعنه طريف أبو سفيان السعدي و ابنه يوسف وعاصم الأحول وخالد الحذاء وغيرهم ، وقال ابن حجر: ثقة من الثالثة ع.
6- أنس بن مالك سبقت ترجمته في الحديث رقم [ 51 ] .
رابعاًً: الحكم على إسناد الحديث
هذا الحَدِيثُ إسنادُه ضعيفٌ ، لأن فيه طريف بن شهاب وهو مجمع على ضعفه . وقال الهيثمي في مجمع الزوائد( ج10/ص380) رواه الطبراني في الصغير وفيه طريف بن شهاب وهو متروك .
الحديث رقم { 230 }
__________
(1) ترجمة طريف بن شهاب : ضعفاء البخاري ج1:ص62/ 178، الضعفاء للنسائي ج1:ص60/ 318 ، الضعفاء الكبير ج2:ص229/776 ، الجرح والتعديل ج4:ص492/ 2165 ، الكامل في الضعفاء ج4:ص116/ 962 ، الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ج2:ص63/ 1739، تهذيب الكمال ج13:ص377/ 2961 ، الكاشف ج1:ص513/ 2464 ، تهذيب التهذيب ج5:ص11/19 ، تقريب التهذيب ج1:ص282/ 3013 .
(2) ترجمة عبد الله بن الحارث : تهذيب الكمال ج14:ص400/ 3217 ، الكاشف ج1:ص544/ 2676، تهذيب التهذيب ج5:ص158/ 311، تقريب التهذيب ج1:ص299/ 3266 .(2/240)
وأخرج أحمد وأبو يعلى والبيهقي بسند جيد عن ابن مسعود أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "يكون قوم في النار ما شاء الله أن يكونوا ثم يرحمهم الله فيخرجون منها فيكونون في أدنى الجنة فيغتسلون في نهر يقال له: الحيوان، يسميهم أهل الجنة الجهنّميين، لو ضاف أحدهم أهل الدنيا (لفرشهم وأطعمهم وسقاهم وزوجهم)(1)، ولا أظنه إلا قال: ولزوجهم لا ينقصه ذلك شيئاً".
- - الله - -
أولاً: تخريج الحديث كما ذكر المصنف
أخرجه أحمد في مسنده ( مسند أحمد بن حنبل ج1/ص454/ 4337) قال حدثنا عبد اللَّهِ حدثني أبي ثنا عَفَّانُ وَحَسَنُ بن مُوسَى قَالاَ ثنا حَمَّادُ بن سَلَمَةَ قال حَسَنٌ عن عَطَاءٍ وقال عَفَّانُ ثنا عَطَاءُ بن السَّائِبِ عن عَمْرِو بن مَيْمُونٍ عَنِ بن مَسْعُودٍ قال حَسَنٌ إن بن مَسْعُودٍ حَدَّثَهُمْ أن رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال يَكُونُ قَوْمٌ في النَّارِ ما شَاءَ الله أن يَكُونُوا ثُمَّ يَرْحَمُهُمُ الله فَيُخْرِجُهُمْ منها فَيَكُونُونَ في أَدْنَى الْجَنَّةِ فَيَغْتَسِلُونَ في نَهَرٍ يُقَالُ له الْحَيَوَانُ يُسَمِّيهِمْ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَهَنَّمِيُّونَ لو ضَافَ أَحَدَهُمْ أَهْلُ الدُّنْيَا لَفَرَشَهُمْ وَأَطْعَمَهُمْ وَسَقَاهُمْ وَلَحَفَهُمْ وَلاَ أَظُنُّهُ إِلاَّ قال وَلَزَوَّجَهُمْ قال حَسَنٌ لاَ يُنْقِصُهُ ذلك شَيْئاً. وأخرجه أبو يعلى مسنده ( مسند أبي يعلى ج8/ص393/ 4979) من طريق أبى نصر عبد الملك بن عبد العزيز التمار ، وأخرجه أيضا (مسند أبي يعلى ج9/ص230/ 5338) من طريق الحسن بن موسى ، وأخرجه البيهقي في البعث والنشور ( ج1/ص240/ح480) من طريق عفان بن مسلم ، ثلاثتهم عن حماد بن سلمة به وبمثله .
ثانياً: ذكر من أخرجه غير من ذكر المصنف
__________
(1) فى المخطوطة (ز) لقوتهم وأطعمهم وسقاهم ..(2/241)