الصحيح المسند من أذكار اليوم واللية
الشيخ مصطفى العدوي
الصحيح المسند من أذكار اليوم و الليلة
باب الحث على الذكر
باب الذكر على كل حال
باب فضل الذكر
باب ما يقال عند الاستيقاظ
باب ما يقوله من تعار من الليل
باب ما يقوله من قام ليتهجد
باب ما يقال عند سماع صياح الديكة وما يقال عند سماع نهيق الحمار
باب ما يقال عند سماع نباح الكلاب
النهى عن سب الديك
باب الحث على الذكر
قال الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرًا كثيرًا وسبحوه بكرة وأصيلاً}[الأحزاب: 41-42].
وقال سبحانه: {فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون}[البقرة:152].
وقال جل شأنه: {واذكر ربك في نفسك تضرعًا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولا تكن من الغافلين}[الأعراف: 205].
وقال جل ذِكْرُهُ: {اتل ما أوحي إليك من الكتاب وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون}[ العنكبوت: 45].
وقال -سبحانه وتعالى- لنبيه زكريا(1) -عليه السلام- بعد أن طلب من الله أن يجعل له آية قال تعالى: {آيتك ألا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزًا واذكر ربك كثيرًا وسبح بالعشي والإبكار}[ آل عمران: 41].
وقد سأل موسى -عليه السلام- ربه أن يجعل له وزيرًا من أهله لِيُعان على الذكر والتسبيح.
قال تعالى حكاية عن موسى: {واجعل لي وزيرًا من أهلي هارون أخي اشدد به أزري وأشركه في أمري كي نسبحك كثيرًا ونذكرك كثيرًا إنك كنت بنا بصيرًا}[ طه: 28 – 35].
وقال سبحانه: {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرًا}[ الأحزاب: 21].(1/1)
قال تعالى: {إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرًا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة أجرًا عظيمًا}[ الأحزاب 35].
وقال -سبحانه وتعالى-: {الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب الذين آمنوا وعملوا الصالحات طوبى لهم وحسن مآب}[ الرعد: 28 – 29] (2).
______________________________
(1) قال تعالى: { وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ * وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ * وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ} [الأنعام: 85-90].(1/2)
(2) قال ابن القيم –رحمه الله- (التفسير القيم ص323) عند هذه الآية: الطمأنينة سكون القلب إلى الشيء وعدم اضطرابه وقلقه ومنه الأثر المعروف (الصدق طمأنينة والكذب ريبة) أي: الصدق يطمئن إليه قلب السامع ويجد عنده سكونًا إليه, والكذب يوجب اضطرابًا وارتيابًا ومنه قوله صلى الله عليه وسلم: ((البر ما اطمأن إليه القلب)) أي: سكن إليه وزال اضطرابه وقلقه, وفي ذكر الله ههنا قولان: أحدهما: أنه ذكر العبد ربه فإنه يطمئن إليه قلبه ويسكن فإذا اضطرب القلب وقلق فليس له ما يطمئن به سوى ذكر الله ثم اختلف أصحاب هذا القول فيه, فمنهم من قال : هذا في الحلف واليمين , إذا حلف المؤمن على شيء سكنت قلوب المؤمنين إليه واطمأنت.ويروى هذا عن ابن عباس رضي الله عنهما . ومنهم من قال: بل هو ذكر العبد ربه بينه وبينه, يسكن إليه قلبه ويطمئن.
والقول الثاني: إن ذكر الله ههنا القرآن , وهو ذكره الذي أنزله على رسوله به طمأنينة قلوب المؤمنين , فإن القلب لا يطمئن إلا بالإيمان واليقين, ولا سبيل إلى حصول الإيمان واليقين إلا من القرآن, فإن سكون القلب وطمأنينته من يقينه واضطرابه وقلقه من شكه, والقرآن هو المحصل لليقين الدافع للشكوك والظنون والأوهام, فلا تطمئن قلوب المؤمنين إلا به , وهذا القول هو المختار . وكذلك القولان أيضًا في قوله تعالى (ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانًا فهو له قرين) [الزخرف : 36], والصحيح أن ذكره الذي أنزله على رسوله وهو كتابه من أعرض عنه قيض الله له شيطانًا يضله ويصده عن السبيل , وهو يحسب أنه على هدى.
وكذلك القولان أيضًا في قوله تعالى : (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكًا ونحشره يوم القيامة أعمى) [طه : 124], والصحيح أنه ذكره الذي أنزله على رسوله وهو كتابه, ولهذا يقول المعرض عنه: (رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرًا قال كذلك أتتنا آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى) [طه: 125 –126].(1/3)
وأما تأويل من تأوله على الحلف ففي غاية البعد عن المقصود ؛ فإن ذكر الله بالحلف يجري على لسان الصادق والكاذب والبر والفاجر, والمؤمنون تطمئن قلوبهم إلى الصادق وإن لم يحلف, ولا تطمئن قلوبهم إلى من يرتابون منه ولو حلف . وجعل الله الطمأنينة في قلوب المؤمنين ونفوسهم وجعل الغبطة والمدحة والبشارة بدخول الجنة لأهل الطمأنينة (فطوبى لهم وحسن مآب).
وعزاه إلى مدارج السالكين أيضًا جـ 2 صـ 283 (أي: المعلق).
باب الذكر على كل حال
قال تعالى: {إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب* الذين يذكرون الله قيامًا وقعودًا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار}[آل عمران: 190 – 191].
وقال سبحانه : {فإذا قضيتم الصلاة فاذكروا الله قيامًا وقعودًا وعلى جنوبكم فإذا اطمأننتم فأقيموا الصلاة إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابًا موقوتًا}[ النساء: 103].
(1) قال الإمام مسلم جـ4 ص 68 نووي:
حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء وإبراهيم بن موسى قالا: حدثنا ابن أبي زائدة عن أبيه عن خالد بن سلمة عن البهي عن عروة عن عائشة قالت: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يذكر الله على كل أحيانه) حسن(3).
ورواه البخاري معلقًا جـ1 ص 407, جـ2 ص114 فتح, وأبو داود جـ1 ص 24, وابن ماجة رقم 302, والترمذي جـ9 ص 325 وقال: حسن غريب, وأبو عوانة جـ1 ص 217.
______________________________
(3) على رأي من يقبل عنعنات الصحيحين وهما ابن الصلاح والنووي
باب فضل الذكر
(2) قال الإمام مسلم جـ 17 ص4:(1/4)
حدثنا أمية بن بسطام العيشي حدثنا يزيد -يعنى ابن زريع- حدثنا روح بن القاسم عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير في طريق مكة فمر على جبل يقال له: جمدان، فقال: ((سيروا، هذا جمدان، سبق المفردون)), قالوا: وما المفردون يا رسول الله؟ قال: ((الذاكرون الله كثيرًا والذاكرات)).
حسن
وأخرجه الترمذي تحفة جـ 10 ص 55 وقال: حسن صحيح.
(3) قال ابن ماجة 3790:
حدثنا يعقوب بن حميد بن كاسب ثنا المغيرة بن عبد الرحمن عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند عن زياد بن أبي زياد مولى ابن عياش عن أبي بحرية عن أبي الدرداء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأرضاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم, وخير لكم من إعطاء الذهب والوَرِق ومن أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟)), قالوا: وما ذاك يا رسول الله قال؟ ((ذكر الله)) .
حسن
وأخرجه الترمذي(4) جـ9 ص 317 تحفة.
(4) قال ابن ماجة 3793:
حدثنا أبو بكر ثنا زيد بن الحباب أخبرني معاوية بن صالح أخبرني عمرو بن قيس الكندي عن عبد الله بن بسر أن أعرابيًّا قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إن شرائع الإسلام قد كثرت عليَّ فأنبئني منها بشيء أتشبث به قال: ((لا يزال لسانك رطب من ذكر الله عز وجل)).
حسن
أخرجه الترمذي جـ9 ص314 تحفة، وقال: حسن غريب.
فضل الذكر خاليًا
(5) قال الإمام مسلم جـ 7 ص 120:(1/5)
حدثني زهير بن حرب, ومحمد بن المثنى جميعًا, عن يحيى القطان, قال زهير: حدثنا يحيى بن سعيد عن عبيد الله, أخبرني خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((سبعة يظلهم الله في ظله, يوم لا ظل إلا ظله الإمام العادل, وشاب نشأ بعبادة الله, ورجل قلبه معلق في المساجد, ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه, ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله, ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم يمينه ما تنفق شماله(5)، ورجل ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه)).
صحيح
وأخرجه البخاري مع الفتح جـ2 ص142، وأخرجه الترمذي جـ7 ص67 وقال: هذا حديث حسن صحيح، وأحمد 2/439.
فضل مجالس الذكر
(6) قال الإمام مسلم جـ 17 ص 22:
حدثنا محمد بن المثنى وابن بشار قالا: حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة سمعت أبا إسحاق يحدث عن الأغر أبي مسلم أنه قال: أشهد على أبي هريرة وأبي سعيد الخدري أنهما شهدا على النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لا يقعد قوم يذكرون الله -عز وجل- إلا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة وذكرهم الله فيمن عنده)).
وحدثنيه زهير بن حرب حدثنا عبد الرحمن حدثنا شعبة في هذا الإسناد ونحوه.
صحيح
ورواه أبو داود جـ2 ص148, وأخرج ابن ماجة الجزء الأخير منه رقم 225, وابن ماجة 3791, والترمذي جـ8 ص268 مطولاً تحفة, والترمذي أيضًا جـ9 ص 319 وقال: حسن صحيح.
فضل الذكر في النفس والذكر في الملأ
(7) قال الإمام البخاري فتح جـ13 ص 384:(1/6)
حدثنا عمر بن حفص حدثنا الأعمش سمعت أبا صالح عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي, وأنا معه إذا ذكرني, فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي, وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم، وإن تقرب إلي شبرًا تقربت إليه ذراعًا, وإن تقرب إلي ذراعًا تقربت إليه باعًا, وإن أتاني يمشي أتيته هرولة)).
صحيح
ورواه مسلم جـ17 ص2 نووي.
(8) قال الإمام مسلم جـ17 ص14:
حدثنا محمد بن حاتم بن ميمون, حدثنا بهز حدثنا وهيب حدثنا سهيل عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن لله -تبارك وتعالى- ملائكةً سيارة فُضْلاً يتبعون مجالس الذكر فإذا وجدوا مجلسًا فيه ذكر قعدوا معهم وحف بعضهم بعضًا بأجنحتهم حتى يملئوا ما بينهم وبين السماء الدنيا, فإذا تفرقوا عرجوا وصعدوا إلى السماء قال: فيسألهم الله -عز وجل، وهو أعلم بهم- من أين جئتم؟ فيقولون: جئنا من عند عباد لك في الأرض يسبحونك ويكبرونك ويهللونك ويحمدونك ويسألونك. قال: وماذا يسألونني؟ قالوا: يسألونك جنتك. قال: وهل رأوا جنتي؟ قالوا: لا أي رب، قال: فكيف لو رأوا جنتي؟ قالوا: ويستجيرونك. قال: ومم يستجيروننى؟ قالوا: من نارك يا رب. قال: وهل رأوا ناري؟ قالوا: لا، قال: فكيف لو رأوا ناري؟ قالوا: ويستغفرونك. قال: فيقول: قد غفرت لهم فأعطيتهم ما سألوا وأجرتهم مما استجاروا. قال: فيقولون: رب فيهم فلان عبدٌ خطَّاء إنما مَر فجلس معهم. قال: فيقول: وله غفرتُ هم القوم لا يشقى بهم جليسُهم)).
حسن
أخرجه الترمذي جـ10 ص57 وقال: حسن صحيح.
فضل التسبيح والتهليل والتحميد والتكبير والحث عليه
قال الله -عز وجل- عن يونس عليه السلام: {فلولا أنه كان من المسبحين* للبث في بطنه إلى يوم يبعثون}[الصافات: 143- 144] (6).(1/7)
وقال سبحانه: {فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون* وله الحمد في السموات والأرض وعشيا وحين تظهرون}[ الروم 17 – 180].
وقال سبحانه: {يا أيها المدثر* قم فأنذر* وربك فكبر}[ المدثر 1 –3] (7).
وقد حذر -جل شأنه- من الاستكبار فقال سبحانه: {فإن استكبروا فالذين عند ربك يسبحون له بالليل والنهار وهم لا يسئمون}[ فصلت 38].
وقال سبحانه: {وله من في السموات والأرض ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون* يسبحون الليل والنهار لا يفترون}[ الأنبياء 19-20].
(9) قال الإمام مسلم جـ 17 ص 19:
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قالا: حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لأن أقول: سبحان الله, والحمد الله, ولا إله إلا الله, والله أكبر أحب إليَّ مما طلعت عليه الشمس)).
صحيح
وأخرجه الترمذي تحفة جـ 10 ص 55 وقال: حسن صحيح.
(10) قال الإمام البخاري فتح جـ 11 ص 206:
حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من قال: سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حُطَّتْ خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر)).
صحيح
ورواه مسلم جـ 17 ص 17, وابن ماجة 3812, والترمذي جـ 9 ص 434 تحفة وقال: حسن صحيح.
(11) قال الإمام مسلم جـ 17 ص 20:
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا مروان وعلي بن مسهر عن موسى الجهني وحدثنا محمد بن عبد الله بن نمير -واللفظ له- حدثنا أبي حدثنا موسى الجهني عن مصعب بن سعد حدثني أبي قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((أيعجز أحدكم أن يكسب كل يوم ألف حسنة؟)), فسأله سائل من جلسائه: كيف يكسب أحدنا ألف حسنة؟ قال: ((يسبح الله مائة تسبيحة فيكتب له ألف حسنة أو يحط عنه ألف خطيئة)).
صحيح
(12) قال الإمام مسلم جـ 7 ص 93:(1/8)
حدثنا حسن بن علي الحلواني حدثنا أبو توبة الربيع بن نافع حدثنا معاوية يعني ابن سلام عن زيد أنه سمع أبا سلام يقول: حدثني عبد الله بن فروخ أنه سمع عائشة تقول: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إنه خُلِقَ كلُّ إنسان من بني آدم على ستين وثلاثمائة مفصل فمَن كبَّر الله وحمد الله وهلَّل الله وسبح الله واستغفر الله وعزل حجرًا عن طريق الناس أو شوكة أو عظمًا عن طريق الناس أو أمر بمعروف أو نهى عن منكر عدد تلك الستين والثلاثمائة السلامى فإنه يمشي يومئذ وقد زحزح نفسه عن النار)) قال أبو توبة: وربما قال: يمسي.
حسن
(13) قال الإمام مسلم جـ 14 ص 117:
حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس حدثنا زهير حدثنا منصور عن هلال بن يساف عن ربيع بن عميلة عن سمُرة بن جندب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أحب الكلام إلى الله أربع: سبحان الله، والحمد الله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، لا يضرك بأيهن بدأت، ولا تُسُمِّيَنَّ غلامك يسارًا ولا رباحًا ولا نعيمًا ولا أفلح؛ فإنك تقول: أَثَمَّ هو؟ فيقول: لا إنما هن أربع فلا تزيدن عليَّ)).
صحيح
وروى ابن ماجة الجزء الأول منه 3811.
(14) قال الإمام مسلم جـ 17 ص 48:
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا يحيى بن بكير عن شعبة عن الجريري عن أبي عبد الله الجسري من عنزة عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ألا أخبرك بأحب الكلام إلى الله؟)), قلت: يا رسول الله أخبرني بأحب الكلام إلى الله، فقال: ((إن أحب الكلام إلى الله سبحان الله وبحمده)) (8).
صحيح
وأخرجه الترمذي جـ 10 ص 52 تحفة، وقال: حديث صحيح.
(15) قال الإمام البخاري فتح جـ 13 ص 537:(1/9)
حدثنا أحمد بن إشكاب حدثنا محمد بن فضيل(9) عن عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كلمتان حبيبان إلى الرحمن خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان: سبحان الله وبحمده, سبحان الله العظيم)). الأطراف جـ 11 ص 206 فتح0
صحيح
رواه مسلم جـ 17 ص 19, وابن ماجة 3806, والترمذي جـ 9 ص 435, وقال: حسن صحيح غريب.
(16) قال الإمام مسلم جـ 3 ص 99:
حدثنا إسحاق بن منصور حدثنا حبان بن هلال حدثنا أبان حدثنا يحيى أن زيدًا حدثه أن أبا سلام(10) حدَّثه عن أبي مالك الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الطهور شطر الإيمان, والحمد لله تملأ الميزان, وسبحان الله والحمد الله تملأن أو تملأ ما بين السموات والأرض, والصلاة نور, والصدقة برهان, والصبر ضياء, والقرآن حجة لك أو عليك, كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها)).
صحيح
وأخرجه النسائي جـ 5 ص5 والترمذي جـ 9 ص498 وقال: حسن صحيح.
(17) قال الإمام مسلم جـ 5 ص 233:
حدثنا عبد الله بن محمد بن أسماء الضبعي حدثنا مهدي وهو ابن ميمون حدثنا واصل مولى أبي عيينة عن يحيى بن عقيل عن يحيى بن يعمر عن أبي الأسود الدؤلي عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((يصبح كل سلامى من أحدكم صدقة، فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة ويجزي من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى)).
صحيح
ورواه أبو داود جـ 2 ص 61, جـ 5 ص 406.
كنز من كنوز الجنة
(18) قال الإمام مسلم جـ 17 ص 27:
حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا النضر بن شميل حدثنا عثمان -وهو ابن غياث- حدثنا أبو عثمان عن أبي موسى الأشعري قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ألا أدلك على كلمة من كنوز الجنة أو قال على كنز من كنوز الجنة؟ فقلت: بلى. فقال: لا حول ولا قوة إلا بالله)).
صحيح(1/10)
وأبو داود جـ2 ص 183 وابن ماجة 3824, ويأتي -إن شاء الله- أن البخاري أخرجه. وابن السني رقم 522 عمل اليوم والليلة مطولاً ورقم 519.
انحلال عقدة من عقد الشيطان بذكر الله
(19) قال الإمام البخاري فتح جـ 3 ص 24:
حدثنا عبد الله بن يوسف قال: أخبرنا مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عُقَد, يضرب على مكان كل عقدة: عليك ليل طويل فارقد. فإن استيقظ(11) فذكر الله انحلت عقدة, فإن توضأ انحلت عقدة, فإن صلى انحلت عقدة, فأصبح نشيطًا طيب النفس, وإلا أصبح خبيث النفس كسلان)) (12).
صحيح
ورواه مسلم جـ 6 ص 65, وأحمد جـ 2 ص 243, وأبو داود جـ 2 ص 72، وابن ماجة 1329, والنسائي جـ3 ص 203.
______________________________
(4) شيخ الترمذي في الحديث هو الحسين بن حريث.
(5) انقلبت هذه الفقرة على الإمام مسلم –رحمه الله- أو بعض رواة الحديث وقال النووي هكذا وقع في جميع نسخ مسلم في بلادنا وغيرها وكذا نقله القاضي عن جميع روايات مسلم والصحيح المعروف (حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه) هكذا رواه مالك في الموطأ والبخاري في صحيحه وغيرهما من الأئمة.
قلت: بل وازداد البخاري صراحة فبوب لها في كتاب الزكاة (باب الصدقة باليمين), وأحسن الحافظ ابن حجر في الكلام عليها في الفتح جـ2 ص146 فيما يتعلق بناحية المصطلح.
(6) من المعلوم أن تسبيح ذي النون في بطن الحوت كما جاء في قوله تعالى: { وذا النون إذ ذهب مغاضبًا فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين} [الأنبياء: 78].
(7) ذكر بعض المفسرين أن التكبير هنا هو اعتقاد أن الله أكبر فالخوف منه وحده إ ذ أن السورة مكية ومن أوائل السور التي تحث على الدعوة وتأمر بها لكن لا مانع أن تحمل على المعنيين, والله أعلم.
(8) لفظ الترمذي (سبحان ربي وبحمده سبحان ربي وبحمده).(1/11)
(9) قال الحافظ في الفتح جـ13 ص540 قوله: (حدثنا محمد بن فضيل) أي: ابن غزوان -بفتح المعجمة وسكون الزاي- ولم أر هذا الحديث إلا من طريقه بهذا الإسناد, وقد تقدم في الدعوات والإ يمان والنذور, وأخرجه أحمد ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة وابن حبان كلهم من طريقه. قال الترمذي: حسن صحيح غريب. قلت وجه الغرابة فيه ما ذكرته: من تفرد محمد بن فضيل وشيخه وشيخ شيخه وصحابيه.
(10) قال النووي في شرح مسلم: هذا الإسناد مما تكلم فيه الدارقطني وغيره, فقالوا : سقط رجل بين أبي سلام أبي مالك -والساقط عبد الرحمن بن غنم- قالوا: والدليل على سقوطه أن معاوية بن سلام رواه عن أخيه زيد بن سلام عن جده أبي سلام عن عبد الرحمن بن غنم عن أبي مالك الأشعري، وهكذا أخرجه النسائي وابن ماجة وغيرهما.
ويمكن أن يجاب لمسلم عن هذا: بأن الظاهر من حال مسلم أنه على سماع أبي سلام لهذا الحديث من أبي مالك فيكون أبو سلام سمعه من أبي مالك وسمعه أيضًا من عبد الرحمن بن غنم عن أبي مالك فرواه مرة عنه ومرة عن عبد الرحمن وكيف كان فالمتن صحيح لا مطعن فيه, والله أعلم.
قلت: عبد الرحمن بن غنم ثقة.
(11) من هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم عند الاستيقاظ أن يستاك كما في حديث حذيفة:( كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل يشوص فاه بالسواك) رواه البخاري جـ 1ص365 فتح.
(12) الحديث يوضح العلاقة بين ذكر الله والضوء والصلاة من جانب, وخبث النفس أوطيبها من جانب آخر.
ومن هنا نعرف السبب في خبث أنفس الكثيرين من الناس الذين يسهرون ليلهم أمام أجهزة الإفساد المتمثله في إذاعة وتلفزيون وغيرها التي تري الناس المنكر معروفًا والمعروف منكرًا, وتفسد تصوراتم فيضرب الشيطان على قفاهم فيقومون خبثاء النفس وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأتاهم الله الوسيلة إذ عرفنا بهؤلاء وسجاياهم.
باب ما يقال عند الاستيقاظ
(20) قال البخاري فتح جـ 11 ص 113:(1/12)
حدثنا قبيصة حدثنا سفيان عن عبد الملك عن ربعي بن خراش عن حذيفة قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه قال: ((باسمك(13) أموت وأحيا, وإذا قام قال: الحمد الله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور(14))).
صحيح
وأخرجه مسلم جـ 17 ص 35, وأبو داود جـ 5 ص 300, وابن ماجة رقم 3880, والترمذي تحفة جـ 9 ص 362, وقال: حسن صحيح, وابن السني في عمل اليوم والليلة رقم 8.
(21) قال الإمام البخاري فتح جـ3 ص 71:
حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن مخرمة بن سليمان عن كريب مولى ابن عباس أنه أخبره عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- أنه بات عند ميمونة -وهي خالته- قال: فاضطجعت على عرض الوسادة واضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتصف الليل أو قبله بقليل، ثم استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس فمسح النوم عن وجهه بيده ثم قرأ العشر الآيات خواتيم سورة آل عمران, ثم قام إلى شن معلقة فتوضأ منها فأحسن وضوءه, ثم قام يصلي، قال عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-: فقمت فصنعت مثل ما صنع ثم ذهبت فقمت إلى جنبه, فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده اليمنى على رأسي وأخذ بأذني اليمنى يفتلها بيده فصلى ركعتين, ثم ركعتين, ثم ركعتين , ثم ركعتين , ثم ركعتين , ثم ركعتين, ثم أوتر ثم اضطجع حتى جاءه المؤذن فقام فصلى ركعتين خفيفتين, ثم خرج فصلى الصبح.
صحيح
ورواه مسلم جـ6 ص 45, ورواه أحمد جـ1 ص 358, وأبو داود جـ 1 ص 48 مختصرًا, وأبو داود جـ2 ص 95, 100, وابن ماجة 1363, والنسائي جـ3 ص 211.
______________________________
(13) في رواية أبي نعيم عن سفيان في البخاري جـ11ص130 (بسمك اللهم), وكذا في أكثر الروايات.
(14) وقال تعالى: {وسبح بحمد ربك حين تقوم ومن الليل فسبحه وإدبار النجوم } [الطور: 49].
باب ما يقوله من تعار من الليل
(22) قال البخاري فتح جـ 3 ص 39:(1/13)
حدثنا صدقة بن الفضل أخبرنا الوليد(15) عن الأوزاعي قال: ثنا عمير بن هانئ قال: حدثنا جنادة ابن أبي أمية حدثني عبادة بن الصامت عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من تعار(16) من الليل فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير, الحمد لله وسبحان الله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: اللهم اغفر لي -أو دعا- استُجِيبَ فإن توضأ قبلت صلاته)).
صحيح
______________________________
(15) وقد صرح الوليد بالتحديث كما في رواية أحمد.
(16) التعار: يقظة مع صوت قاله الأكثر فتح جـ3 ص39 , والبعض ذكر أنها الاستقاظ والبعض تعار انتبه والبعض التقلب على الفراش ليلاً مع الكلام.
باب ما يقوله من قام ليتهجد
(23) قال الإمام البخاري فتح جـ 3 ص 3:
حدثنا علي بن عبد الله قال: حدثنا سفيان قال: حدثنا سليمان بن أبي مسلم عن طاوس سمع ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: ((كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل يتهجد قال: اللهم لك الحمد أنت قَيّم السموات والأرض ومن فيهن, ولك الحمد لك ملك السموات والأرض ومن فيهن, ولك الحمد أنت نور السموات والأرض, ولك الحمد أنت ملك السموات والأرض, ولك الحمد أنت الحق ووعدك الحق, ولقاؤك حق, وقولك حق, والجنة حق، والنار حق, والنبيون حق, ومحمد صلى الله عليه وسلم حق, والساعة حق. اللهم لك أسلمت وبك آمنت, وعليك توكلت, وإليك أنبت, وبك خاصمت, وإليك حاكمت, فاغفر لي ما قدمت وما أخرت, وما أسررت وما أعلنت, أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت لا إله غيرك)).
قال سفيان: قال سليمان بن أبي مسلم من طاوس عن ابن عباس -رضي الله عنهما- عن النبي صلى الله عليه وسلم.
صحيح
ورواه مسلم جـ 6 ص 54 وأبو داود جـ 1 ص 488 وابن ماجة 1355, والنسائي جـ 3 ص 209, والترمذي جـ 9 ص 364 وقال: حسن صحيح(1/14)
باب ما يقال عند سماع صياح الديكة وما يقال عند سماع نهيق الحمار
(24) قال الإمام البخاري فتح جـ 6 ص350:
حدثنا قتيبة حدثنا الليث عن جعفر بن ربيعة عن الأعرج عن أبي هريرة عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا سمعتم صياح الديكة فاسألوا الله من فضله؛ فإنها رأت مَلَكًا, وإذا سمعتم نهيق الحمار فتعوذوا بالله من الشيطان؛ فإنه رأى شيطانًا(17))).
صحيح
ورواه مسلم جـ 17 ص 46, وأبو داود جـ 5 ص 331, والترمذي جـ 9 ص 426 تحفة، وقال: حسن صحيح، وابن السني في عمل اليوم والليلة رقم 312.
______________________________
(17) تعقيب: يلاحظ أننا نسوق هذا الحديث وأمثاله للمتقين الذين يؤمنون بالغيب ويبتغون فضلاً من ربهم ورضوانًا الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه, أما الملاحدة الذين لا يؤمنون بالغيب ولا يؤمنون إلا بالمحسوسات الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا أولئك الذين ختم الله على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم فلم يعودوا يفقهون قليلاً ولا كثيرًا, الذين عجزت عقولهم أن تفهم أن الله على كل شيء قدير وإذا قضى أمرًا فإنما يقول له: كن؛ فيكون. فما لنا إلا أن نبشرهم بنار جهنم هي حسبهم ولعنهم الله ولهم عذاب مقيم.
باب ما يقال عند سماع نباح الكلاب
(25) قال أبو داود جـ 5 ص 332:
حدثنا هناد بن السري عن عبدة عن محمد بن إسحاق عن محمد بن إبراهيم عن عطاء بن يسار عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا سمعتم نباح الكلب ونهيق الحمار بالليل فتعوذوا بالله فإنهن يرين ما لا ترون)).
صحيح
وأخرجه أحمد 3/306, 3 /355 من طريق أخرى عن جابر, وله شاهد من حديث أبي هريرة في عمل اليوم والليلة رقم 313 ص 124.
النهى عن سب الديك
(26) قال أبو داود جـ5 ص 331:(1/15)
حدثنا قتيبة بن سعيد, حدثنا عبد العزيز بن محمد عن صالح بن كيسان عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن زيد بن خالد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تسبوا الديك فإنه يوقظ للصلاة)).
صحيح(1/16)